المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 29 كانون الثاني/2012

انجيل القديس لوقا 12/13-21/مثل الغني الغبي
فقال له رجل من الجموع: يا معلم، قل لأخي أن يقاسمني الميراث. فقال له: يا رجل، من أقامني عليكما قاضيا أو مقسما؟ وقال للجموع: إنتبهوا وتحفظوا من كل. طمع، فما حياة الإنسان بكثرة أمواله.وقال لهم هذا المثل: كان رجل غنـي أخصبت أرضه، فقال في نفسه: لا مكان عندي أخزن فيه غلالي، فماذا أعمل؟ ثم قال: أعمل هذا: أهدم مخازني وأبني أكبر منها، فأضع فيها كل قمحي خيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي، لك خيرات وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربـي وتنعمي! فقال له الله: يا غبـي، في هذه الليلة تسترد نفسك منك. فهذا الذي أعددته لمن يكون؟ هكذا يكون مصير من يجمع لنفسه ولا يغنى بالله.

عناوين النشرة

*آخر حروب عون/الياس الزغبي

*هل وصل عون إلى نقطة اللاعودة ليهدّد الجميع بالشارع؟/فادي عيد/الجمهورية

*اعتقال مجموعة أرهابية من حزب الله وإيران في الأرجنتين
*
المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي: خطة الاغتيال كانت تستهدف رئيس شعبة المعلومات وسام الحسن

*شربل: تلقينا معلومات عن مخطط محدد بإحتمال الإعتداء على قيادات أمنية

*اقتحام منزل القاضية أليس شبطيني في جبيل

*شمعون يعلق على "فلتة" عون

*إيران.. نهاية عصر الطواويس/أحمد الجارالله/السياسة

*أفول الهلال الشيعي/جمال خاشقجي/الحياة
*بلمار غادر إلى باريس بعد زيارة وداعية
*ميقاتي طلب من بلمار تأجيل القرار الظني لتمرير بروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان

*القبس": الأسد أمر بسحق التظاهرات نهائيــا في معظم المحــافظـات

*سليمان التقى ميقاتي وليون وتجمع رجال الاعمال

*الحريري غادر المستشفى وتلقى مزيدا من اتصالات الاطمئنان

*مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس: إنكار الظلم على الشعب السوري سيعقّد الأمور ومعلومات عن سقوط 150 جندياً درزياً

*هل بدأت المخابرات السورية تنتقم من جنبلاط بخطف الدروز؟

*الراعي استقبل السفير اللبناني في سوريا

*فراتيني: ندعم التزامه قضايا الحوار بين الأديان والثقافات

*العلامة المرجع السيد علي الأمين  لجريدة المستقبل: دولة تستجدي سلطاتها بالتراضي لا تحلّ أي مشكلة

*سعيد لـ"السياسة": "14 آذار" تتشاور مع قيادات شيعية لمرحلة ما بعد الأسد

*رأي جريدة المستقبل ليوم السبت فيما يخص جنون عون
*موقع "القوات": رئيس بلدية زحلة يقرّ بضغوط سياسية كبيرة لسماحه بالإحصاء المشبوه

*نديم الجميل يؤكد متانة العلاقات اللبنانية ـ الأوروبية

*النائب مروان حمادة يرد على باسيل: شتّام فاشل ينتمي الى مدرسة الحقد والهذيان

*أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" أنطوان حداد ينتقد شعبوية عون وصهره  في التعاطي مع القضايا المعيشية

*"باسيل قام بصفقات مشبوهة وعليه أن يستقيل"/نواب "المستقبل": منصور يتلقى الأوامر من سفير سوريا

*الكتلة الوطنية: ماذا بقي من السيادة مع كلام منصور وقائد "فيلق القدس"؟

*لقاء زحلة غاب عنه ماروني رفضاً لمصافحة سكاف/البيان أكد ثوابت الوحدة والسيادة والتعايش والإنماء

*الأمن العام يمنح لارا فابيان سمة دخول للبنان!

*سوريا.. حتى الدابي تذمر/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*بلمار يروي مسيرته مع المحكمة ولبنان/الجمهورية/جورج شاهين

*الأستاذ الجامعي في القانون والعلاقات الدولية الدكتور أنطوان سعد: إلى متى الصمت الرسمي على الخروق السورية؟/سعاد مارون/الجمهورية

*جعجع: لا يجوز ان تكون حوادث الحرب سبباً ليتخذ بعض الكسروانيين موقفاً من القوات اللبنانية/وضع المسيحيين في لبنان والشرق لا بأس به ويجب ان نخرج من جو الإحباط

*قريبون من سليمان لـ"الجمهورية" ردا على عون: يريدنا ان نصدق أن المؤامرة الكونية مستمرة عليه وعلى صهره/"14 آذار": كلامه لا يخرج عن سياق الإفتراءات والأضاليل

*مختصراً الدولة في شخصه. .."اللواء": معركة عون بدأت بهدف تحصين وضعه الانتخابي إزاء الانهيارات التي بدأ يلمسها في الشارع لمصلحة خصومه الانتخابيين/اللواء

*زهرا: حمادة ساهم بالوصول الى ربيع بيروت الذي استلهمته الشعوب العربية

*واحد نوري": "ولك ضبّوا هالجنرال/الشرق /ميرفت سيوفي

*الولد المدلوع قليل التهذيب/عوني الكعكي

*الحجار: لن ننجر لحفلة شتائم "الوطني الحر".. ويجب أن تتحرك القيادات الدينية لـ "ينضب" عون 

*"المركزية" تنشر نص كلمة قائد شرطة دبي في مؤتمر البحرين المغلق:اميركا طرف مخيف لا حليف تحقق احلام ايران/التحالف مع روسيا والصين وتشكيل اتحاد خليجي

*الغداء السنوي ل"حركة الاستقلال" في كازينو لبنان/ميشال معوض: معركتنا مستمرة حتى تحويل هذا المرفق الى مؤسسة رائدة/شعارات الاصلاح والتغيير لتغطية المشروع الايراني
*تصريح سليماني عن اقامة دويلة اسلامية في جنوب لبنان وزيارة جعجع الى كردستان نموذجان لدويلات الشرق الاوسط الجديد

*لماذا يجب شكر قاسم سليماني/ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله
*سوريا: الموقف الروسي سيئ/علي حماده/النهار

*خلفيات رسالة "المجلس الوطني السوري" وأسباب احتفاء 14 آذار/التّعهد بترسيم حدود مزارع شبعا ينزع ذريعة سلاح "حزب الله"/إيلي الحاج

*ما هو ثمن قبول روسيا بالحل العربي؟تخوّف من حرب مدمّرة "تبلقن" المنطقة/اميل خوري/النهار

*عقدة التعيينات عالقة عند الحصة المسيحية والمفاوضات متوقفة و"حزب الله" ينحاز إلى عون/هيام القصيفي/النهار

*من الدفاع عن النظام إلى الانتظار حلفاء يتحسبون للتغيير بمواقع في السلطة/روزانا بومنصف/النهار
*المجلس الماروني يجدد للخازن رئيساً
*منصب نائب وزير الخارجية الايطالي دو ميستورا لـ"النهار": قلقون حيال الأقليات ولبنان مثال التعايش/المطلوب آلية للديموقراطية في سوريا و"الربيع العربي" يعطي زخماً
*الكتائب" يُطلق مؤتمر الاتحاد الدولي لـ "الأحزاب الديموقراطية الوسطية"/الرئيس الجميل: لا مشروعية لأي مقاومة لا تصبّ في مشروع بناء الدولة ومؤسساتها

*عون خلال لقائه مسؤولي التيار الوطني الحر:  الفساد يسطو على المال المستحق في موازنات الخزينة/

*لماذا لا نقصف إيران؟/بيل كيلر/الشرق الأوسط
*دولة الثورة تقوم في مصر.. بانتظار سوريا/أسعد حيدر/المستقبل
*نص مرافعة العميد كرم والتي مُنع من تلاوتها في المحكمة/الكلمة اون لين

 

تفاصيل النشرة

آخر حروب عون
الياس الزغبي
هناك شبَه كبير في نهوض الدول، والجماعات، والأحزاب، والشخصيّات، ثمّ هبوطها وانحطاطها .. حتّى سقوطها. منها ما يُضيف الى مسار الحضارة، ومنها ما يُعيقه ويشوّهه. بعضها يطبع التاريخ انجازات، وبعضها يطويه التاريخ في سجلّ السيّئات، وذاكرة الاخفاقات. وفي معاينة باردة لسيرة ميشال عون على مدى ربع قرن، يتّضح في أيّ سجل سينزل اسمه، بل أين نزل بالفعل. ليس في هذه السيرة سوى مسلسل حروب، في اتجاه وعكسه. وجميعها "مكلّلة" بالاحباط والهزيمة، سياسيا وعسكريا، والنجاح الوحيد فيها صخب اعلامي يُبهر بعض العقول بعض الوقت، وليس كلّ العقول كلّ الوقت. والظواهر الصوتيّة الاعلاميّة ليست قليلة في التاريخ القديم والحديث، كوكبت حولها مؤيّدين ومصفّقين، لكنّها تبدّدت، في الزمن، كغبار زوبعة عابرة، أو صدى في واد سحيق.

أسوأ ما يُصاب به مسؤول شعبي هو الشعبويّة. وأقبح ما يحكم سلوكه خبطُه العشوائي. وأشنع ما يتحكّم به حقدُه الغامض على شخص أو فريق أو جماعة لأسباب شديدة الذاتيّة. وأخطر ما يُسيّره عدم قدرته على تحديد أعدائه، وتأرجح أهدافه بين النقائض. ونقول: ظاهرة صوتيّة؟ وننسى الجماهير الهتّافة! نعم، هي جماهير ضريرة لا تزيد الظاهرة الاّ طنينا وصخبا، ولكنّها لا تجعل الفراغ مليئا، ولا تحوّل الباطل حقّا، ولا تستولد من الفشل نجاحا. هذا هو، بكلّ بساطة، انطباع كلّ عاقل شاء أن يستمع، بهدوء، الى كلام غير هادئ (نقول نوبة؟) في آخر عراضة (أو وصلة غضب؟) قدّمها عون. خصوصا في عقدته تجاه الشهداء الأموات والأحياء، وفي طعناته بخناجر الألفاظ المسمومة. وليس من تفسير آخر لهذا العرْض الحربي، سوى مدى الاحساس بانكسار الأحلام والأوهام، واقتراب "الظاهرة" من نهايتها، وبدء انهيار قصر الورق. ولم تكن هتافات الصبْية لـ"رئيسهم الأوحد للجمهوريّة" سوى الشحنة النفسيّة المدبّرة، كي يضاعف هجومه "المقدّس"، ممتلئا بحلم قديم تحوّل الى كابوس. وقد خطر في بال المشاهدين، مشهدان: في المشهد الأوّل، هتّافة الأسد في مجلس الشعب السوري. ففي الحالتين تصفيق آليّ، أشبه بحفلة وداع. وفي الثاني، "بطريرك سياسي" خلعوا عليه زعامة مسيحيّي الشرق، فضلّ طريق الهداية، وسواء السبيل. واذا كان لكلّ سقوط علائم ودلالات، فانّ الظهور الأخير لـ"الظاهرة" حمل ما يكفي، في الشكل والأصل، كي نعاين قريبا ما هو أكثر من ضعفها وضمورها. ولا نرى كيف يستطيع حليف متسلّح ونظام مترنّح انقاذ ما لا يُنقذ! كما أنّنا لا نرى، في ما جرى، سوى حرب أخيرة من حروب ربع قرن، كانت كلّها قبضا على الريح، أورثت صاحبها خيبات كبرى، مقابل مكتسبات شخصيّة، ملتبسة وزائلة. أمّا الخاسر الأكبر، في دمه وماله وعياله، فكان دائما هذا الجمهور "الغفور"، وحقّ لبنان في أن يكون دولة.  آخر الحروب أسوأها، وأشدّها ايلاما. ولكنْ، أهمّ ما فيها، أنّها الأخيرة.

 

هل وصل عون إلى نقطة اللاعودة ليهدّد الجميع بالشارع؟

فادي عيد/الجمهورية

في خطوة غير مسبوقة توقّعها الوسط السياسي وفاجأت «أهل الرابية»، أتى قرار رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون، بالنزول إلى الشارع بعد تحديد ساعة صفر يعلن فيها امتعاضه من الأداء الحكوميّ الحاليّ، ويضع نفسه خارج الحلقة الحكوميّة.

برأي مصادر سياسيّة معارضة، فإنّ القرار جاء بعد معاناة طويلة مع الحلفاء، وحاول العماد عون تطويقها قبل أن تطفو في الإعلام. واعتبرت أنّ التظاهر تحت عنوان "الملفّ الكهربائي" الذي "كهرب" لبنان بكلّ مناطقه وتيّاراته السياسية، ليس سوى للتغطية على الحجج والذرائع التي صرف وزير الطاقة جبران باسيل و"التيّار الوطني الحر" بنفسه أشهراً في إطلاقها للترويج للخطّة المخصّصة للقطاع، والتي أقرّتها الحكومة وأمّنت لها أكبر غطاء أعطِي لوزير يتولّى قطاعاً حيويّاً يشكّل عصب الحياة اليوميّة الأساسيّة للمواطنين.

ولاحظت هذه المصادر أنّ موقف العماد عون التصعيدي الأخير كان نتيجة إدراكه بأنّ التحالفات التي بنى سياسته عليها داخليّاً وإقليميّاً، أوصلت تيّاره إلى نقطة يخشى فيها سقوطاً مدوّياً وتراجعاً حادّاً لشعبيته، بعدما كان حاول جاهداً الركون إليها لحصد أكبر قدر ممكن من المقاعد النيابية والحقائب الوزاريّة، وهو ما حصل قبيل تشكيل الحكومة الحاليّة.

في المقابل، فإنّ مصدراً مقرَّباً من العماد عون، وجد أنّ هذا الأخير لا يُحسَد على المأزق الذي وصل إليه، والذي يشبه الحائط المسدود نتيجة الإرباك، بسبب عدم تجاوب حلفائه معه في العناوين التي يرفعها، لا سيّما منها ملفّ بيع الأراضي المسيحيّة بالشكل المنظّم الذي يتمّ فيه، وذلك بعدما أبلغه أحد كوادر "حزب الله" بأنّ الشارين للعقارات المسيحيّة هم أشخاص غير مرتبطين بالحزب، وأنّ الحزب لا يملك أيّة صلاحية لمنع أيّ شيعيّ من شراء أيّ عقار على الأراضي اللبنانية كافّة، فيما رفع الحزب يده عن التدخّل بملفّات بيع الأراضي في منطقة الحدث، والتي اعترف رئيس بلديتها جورج عون والنائب حكمت ديب في الإعلام بأنّ خمسين في المئة من مساحة أراضي الحدث قد بيعت لأشخاص من الطائفة الشيعيّة.

من جهة أخرى، أضافت المصادر المعارضة، فإنّ التركيز العوني اليوم على التصويب على الحكومة، هو بمثابة التحوّل المفاجئ بعد مرحلة من التضامن الحكومي برزت في تسوية ملفّ زيادة الأجور. وبالتالي فإنّ الهجوم عبر سياسة الهروب إلى الأمام والاحتكام إلى الشارع، تزامَن مع إشارات من قِبل النائب وليد جنبلاط، ومواقف للوزير السابق وئام وهّاب وتجاذبات حادّة بين الرابية والسراي الحكومي، وبين الرابية وبعبدا، إضافةً إلى تهديد الرئيس نجيب ميقاتي بالاستقالة، احتجاجاً على سياسة الابتزاز التي يعتمدها العماد عون، وصولاً إلى احتدام أزمة الكهرباء والتحرّكات الميدانية التي بدت في ظاهرها عفويّة، لكنّها أخفت تحرّكاً منظّماً من قبل "حزب الله" يستهدف تحجيم أيّة مكاسب سياسية قد يكون حقّقها العماد عون في ملفّ الأجور، أو في أيّ عناوين أخرى، خصوصاً وأنّ هذا الكسب لم يأتِ سوى على حساب الحزب وحركة "أمل" بشكل خاص. وذكّرت المصادر بحادثة اقتحام معمل الزهراني، كما بإقفال طريق المطار بشكل شبه يوميّ، والذي ظهر كقرار حزبيّ، إذ لم تسجَّل أيّة مواقف أو تحرّكات من قبل "حزب الله" لمنع مثل هذه الاحتجاجات في منطقة نفوذه، عِلماً أنّه يعمد في الوقت نفسه إلى توقيف أيّ شخص يشتبه به في هذه المنطقة، ويحقّق معه لأسابيع قبل تسليمه إلى الأجهزة الأمنية الشرعية.

وتقود هذه المعطيات إلى طرح علامات استفهام كبيرة في الشارع العونيّ، حول مغزى الدعوة إلى التظاهر وهدفه، فهل هو يستهدف الحكومة ووزراء العماد عون فيها، أم أنّ الغاية من التظاهر والانقلاب هي تنفيس الاحتقان فقط، أو توجيه رسالة تهديد للحلفاء؟ ووسط حال الإرباك المنتشرة في صفوف التيّار العوني، كشف المصدر المقرّب من التيّار أنّ حركة اعتراض داخليّة بدأت تُسجَّل، سيّما وأنّ بعض الأنصار بدأوا يشكّكون بالتحالفات والسياسات المعتمدة، وأعلنوا صراحة عدم اقتناعهم بصلابة النظام السوري، وبدأوا يتحدّثون عن أنّ سقوطه بات وشيكاً. وقد دفعت هذه التطوّرات إلى استعجال العماد عون اللقاء مع كوادره في دعوة طارئة وجّهت إليهم عبر البريد الإلكتروني عصر أمس في مكتب الأمانة العامّة لـ"التيار" في سنّ الفيل، لبحث المستجدّات واتّخاذ الخطوات اللازمة للخروج من المأزق، عِلماً أنّ هذا التاريخ يصادف ذكرى العمليّات العسكرية التي شنّتها قوى الثامن من آذار قبل سنوات تحت شعارات اجتماعيّة وأدّت إلى أمر واقع معيّن

 

اعتقال مجموعة أرهابية من حزب الله وإيران في الأرجنتين
كما هو وارد في التقرير المرفق في أسفل فقد اعتقلت السلطات الأرجنتينية اليوم مجموعة ارهابية تابعة لحزب الله وإيران كانت تنوي تتفيذ عمليات تفجيرية ضد 10 مراكز يهودية في الأرجنتين والسلطات تلك تتعقب باقي افراد المجموعة علماً أن مجموعات أرهابية تابعة لحزب الله وإيران كانت اعتلقت هذا الشهر في كل من تايلند وأذربجيان واحبطت مخططاتها الإجرامية التي كانت تنوي القيام بعمليات اغتيال وتفجيرات ضد مراكز يهودية وأميركية .هذا هو حزب الله على حقيقته، جبش ايراني ارهابي لا أكثر ولا أقل، وهو نفسه الحزب الذي يتحاور معه البطريرك الشارد بشارة الراعي ويسعى لحماية سلاحة وهذا هو نفس الحزب المتحالف معه ميشال عون الساقط في كل تجارب أبليس، وهو نفس الحزب الذي يريد الرئيس ميشال سليمان، مطران مكة، اجبار اللبنانيين على التحاور معه ليستسلموا لإرهابه. هذا الجيش الإيراني يحتل لبنان بالكامل وكل قول في غير هذا المنحى هو نفاق ودجل وتحايل وخيانة للبنان ولهويته اضغط هنا لقراءة التقرير    http://www.debka.com/article/21689/

 

المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي: خطة الاغتيال كانت تستهدف رئيس شعبة المعلومات وسام الحسن

أكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي وجود خطة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات وسام الحسن في الاشرفية. وكانت رجحت المعلومات التي تبادلتها وسائل الاعلام أن الخطة التي اكتشفت أمس الجمعة كانت تستهدف ريفي والحسن في الأشرفية، وشكلت هذه المعلومات مصدر للمخاوف من تكرار الاغتيالات والسيارات المفخخة في لبنان. وأكد مرجع أمني رفيع لصحيفة "اللواء" هذه المعلومات، مشيراً إلى أنها توفرت من مصادر خارجية وداخلية، وصفت بأنها ذات مصداقية عالية، وأن الخطة كانت ستنفذ من خلال تفجير سيّارة مفخخة، كان سيتم زرعها في محيط المديرية العامة لقوى الأمن في الأشرفية. ورجح المرجع أن يكون المستهدف في هذه العملية الحسن، أكثر من ريفي، لاعتبارات لوجستية وسياسية، مشدداً على أن العملية أحبطت، خصوصاً وانها كانت في مراحل تحضيرية. في حين لم يعط المرجع تفاصيل أخرى، سواء لجهة مصادر المعلومات، أو بالنسبة لتفاصيل الخطة، وعما اذا كان هناك موقوفون، قائلاً "لا نستطيع أن نكشف أكثر من ذلك". وأشارت مصادر رسمية لـ"اللواء" الى أن الخطة ربما كانت تستهدف بعض الشخصيات السياسية، لكنها تكتمت حرصاً على سلامة الاجراءات الاحترازية. وأفادت الصحيفة أن وزير الداخلية مروان شربل ورئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي أحيطوا علماً بهذه المعلومات. وذكرت صحيفة "النهار" أن معلومات أمنية وردت الى شعبة المعلومات خلال الساعات الـ24 الأخيرة من مصدرين مختلفين، الأمر الذي عزز صدقيتها ودفع الشعبة الى التعامل بجدية قصوى معها. وبدورها نقلت عن مصادر أن الخطة كانت عن طريق تفجير سيارة مفخخة قرب مجمع المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في الاشرفية، وان استهداف الحسن هو الاكثر ترجيحاً. ونقلت اذاعة "صوت لبنان" (93.3) عن وزير الداخلية مروان شربل تأكيده على أن الوضع الأمني ممسوك وأن ما الاعلام أعطى ما أثير عن محاولة لاغتيال ريفي والحسن أكثر من حجمه. وكانت الـ"LBC" قد أفادت في نشرتها المسائية الجمعة في جملة مقتضبة أنه تم "إكتشاف خطة لاستهداف شخصية أمنية لبنانية في الأشرفية ما استدعى اتخاذ تدابير عممت على كافة الأجهزة المختصة".

فيما ذكر تلفزيون الجديد بنشرته ليل الجمعة أن "داتا" الاتصالات قُطعت عن اللواء ريفي والعميد الحسن منذ 15 يوماً. يُشار الى أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن خطة استهداف شخصية أمنية في لبنان. فمنذ مدة غير بعيدة تحدثت قناة "المنار" عن محاولة استهداف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وفي 25 كانون الثاني 2008، إستشهد الرائد في قوى الأمن الداخلي وسام عيد والمعاون أسامة مرعب وأربعة مواطنين عرف منهم ايلي فارس وألان صندوق. في انفجار استهدفه في منطقة الحازمية في بيروت. كذلك استهدف فرانسوا الحاج وهو كان يشغل منصب مدير العمليات في الجيش اللبناني بتاريخ 2007-12-12 وأربعة آخرين على الأقل في انفجار وقع قرب القصر الرئاسي في بعبدا. وفي 5 شباط 2006، استهدف المقدم في قوى الأمن الداخلي سمير شحاده الذي كان يشغل منصب نائب رئيس جهاز المعلومات والذي يتابع التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 2005.

 

شربل: تلقينا معلومات عن مخطط محدد بإحتمال الإعتداء على قيادات أمنية

أعلن وزير الداخلية مروان شربل أن "لا شيء حتى الآن مؤكداً" بخصوص ما تم تداوله عن التحضير لمحاولة استهداف مرجع أمني كبير، وأضاف: "هناك معلومات وصلت إلينا عن هذا الموضوع وخلقت هذه البلبلة، وهناك معلومات ترد باستمرار عن محاولات تخريب ومحاولات اغتيال بسيارات او غيرها، ونحن نلاحقها ونعطيها الجدية الكافية، فإمّا نصل إلى نتيجة بأنها صحيحة أو إلى نتيجة معاكسة، وبالتالي نتعامل مع النتيجة بالطريقة التي نجدها مناسبة". ورداً على سؤال عن تلقّي المساعدة في هذه القضية من أجهزة أمنية واستخبارية غربية، أجاب شربل في حديث لمحطة "mtv": "نحن أجهزة أمنية لبنانية 100%، ونتكّل على معلوماتنا وليس معلومات غيرنا"، وأضاف في هذا السياق: "كل جهاز أمني يتحدث عمّا لديه، لكننا لا نصدّق إلا المعلومات التي تردنا من مؤسساتنا وأجهزتنا". وتابع شربل: "حالياً، نحن نتأثر بالجو الإقليمي خصوصاً في سوريا، وهنا نتمنى أن تكون الأجواء السياسية دائماً جيدة حتى لا يتأثر الأمن"، معرباً عن اعتقاده بأن "لبنان سيقطع هذه المرحلة الأمنية الصعبة على خير".

 

اقتحام منزل القاضية أليس شبطيني في جبيل

 أفادت مصادر اعلامية، أن مجهولين أقدموا بعد ظهر اليوم، على دخول منزل رئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضية آليس شبطيني، عند مدخل مدينة جبيل، بواسطة الكسر والخلع وبعثروا في محتوياته. وتبين في بعد انهم تمكنوا من سرقة حاسوبها الخاص وبعض الاوراق، إضافة الى مبلغ من المال. وقدرت قيمة المسروقات بنحو عشرة آلاف دولار. وتجدر الإشارة  أن القاضية شبطيني هي مرشحة الرئيس ميشال سليمان لمركز رئيس مجلس القضاء الأعلى.

 

شمعون يعلق على "فلتة" عون

 لفت رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون إلى أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون كان يلجأ إلى أحد الأطباء الذين يعملون في "العصفورية" (مستشفى المجانين) لأخذ الأدوية، وأضاف شمعون في حديث لقناة "أخبار المستقبل": "حبذا لو كان هذا الطبيب موجوداً اليوم، لأن ما شاهدناه من فلتة جنونية لعون أمس غير مقبولة أبداً".

 

إيران.. نهاية عصر الطواويس

 أحمد الجارالله/السياسة

اعمت العنجهية الطاووسية وكيل وزارة الخارجية الايرانية امير حسين عبداللاهيان عن رؤية الواقع معتقدا نفسه في وزارته يملي مزاعمه على الصحافة الفارسية وليس في دولة الكويت الحرة المستقلة يتحدث الى صحافيين يتمتعون بحرية الاطلاع على المعلومات من دون رقيب يصادر الصحف ويغلقها كما هي الحال في طهران, وغير مدرك ان كل ما قاله حيال الاوضاع في المنطقة, وما تضمنه كلامه من رسائل غير ودية تجاه دول "مجلس التعاون" لا يعدو كونه مجرد اوهام يحاول النظام الايراني التعلق بها على امل انقاذ نفسه من المصير المحتوم الذي يسير اليه طواعية.

ينطبق على وكيل وزارة الخارجية الايراني ومن خلفه نظامه المثل القائل"يداوي الناس وهو عليل", اذ تناسى حملات القمع والتنكيل والاضطهاد التي تمارسها اجهزة الامن في بلاده ضد كل من يحاول الاعتراض على مواقف الملالي, وذهب ليتخذ من الحراك السياسي في مملكة البحرين ذريعة لتبرير محاولات التدخل السافرة واثارة القلاقل في هذا البلد الخليجي عبر بعض الاصابع المرتبطة مباشرة بجهاز"اطلاعات" والتي يشهد العالم اجمع على ما ارتكبته من جرائم في حق البحرينيين ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والملل, فيما العين الفارسية الكليلة لم تر الاف الضحايا الابرياء الذين سقطوا ويسقطون يوميا في سورية برصاص جيش النظام الحليف الاول لايران في المنطقة, وتنطح مطالبا بسحب ما زعم انه قوات أجنبية من البحرين قاصدا قوات درع الجزيرة الخليجية, التي دخلت بناء على طلب رسمي من الحكم الشرعي في البحرين, وهي ليست عصابات زرعتها ايران في هذه المملكة الخليجية لتجعل منها رأس جسر للهيمنة على كل دول الخليج العربية وإثارة فتنة طائفية على شاكلة محاولتها المستمرة في العراق. المتابع للحركة السياسية الايرانية في المنطقة يكتشف مدى حجم المرارة التي تعانيها طهران جراء فشل مخططاتها التخريبية في كل من البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية ومحاولاتها اليائسة لاشغال شعبها عن معاناته ووقف التصدع المتسارع لجبهتها الداخلية جراء الحصار الدولي عليها وفقدانها لقوة أذرعها الاقليمية بدءا بالعراق ومرورا باليمن وسورية ووصولا الى لبنان وخسرانها الرهان على احياء الامبراطورية الفارسية. لا شك ان امير حسين عبداللاهيان نسي ان بلاده دولة كغيرها من الدول المطلة على بحيرة الخليج ليس لها فيها اكثر من غيرها, وان دول الاقليم العربية لا تحتاج اذنا من طهران لتمارس سيادتها على اراضيها وشعوبها وثرواتها الطبيعية بحرية تامة, ما يعني ان لا ايران او غيرها يستطيع فرض الاملاءات عليها أكان في ما يتعلق بانتاجها النفطي او لمن تبيعه. ايضا غاب عنه ان لهذه الدول كما لباقي دول العالم ستراتيجياتها الدفاعية للحفاظ على امنها واستقرارها, وهي لن تقف مكتوفة الايدي حيال اي تهديد فارسي او غيره يتصل بحرية الملاحة في المنطقة, فالخليج ليس ميدانا لاستعراض العضلات الايرانية وهي استعراضات كرتونية مثيرة للسخرية لا تخيف أحداً, بل انها تكشف مدى رعب نظام طهران مما ينتظره, اكان داخليا جراء النقمة الشعبية المتزايدة جراء الحصار النفطي والمالي, او من خلال عملية تأديب دولية على "صبيانيته" وبانت تباشيرها مع التصدي العالمي الحازم للتهديد بإغلاق مضيق هرمز. المثير للسخرية في المشهد الايراني الحالي ان هؤلاء يقتلون الناس ويمشون في جنازاتهم ثم يذرفون دموع التماسيح في محاولة لاظهار مسكنتهم المزيفة واستدرار التعاطف معهم, متناسين انه مهما حاول المجرم ادعاء البراءة فالدم الذي يلطخ يديه يفضحه, وبالتالي لن تنفع مسرحية الوداعة التي يؤديها نظام الملالي في نجاته مما ينتظره, فالآتي أعظم!

 

أفول الهلال الشيعي

جمال خاشقجي/الحياة

إنه أفول الهلال الشيعي وليس الشيعة ولا حتى إيران الذين سيبقون نسيجاً متداخلاً مع آخر ليرسم لوحة عالمنا الإسلامي الممتد بتنوع مذاهبه وحضاراته، إسلام ممتد من جاكرتا إلى كازابلانكا. بل يعود التسامح، وتنتعش مدارس الاجتهاد في الحوزات، وتعود إيران جارة وشريكاً، منشغلة باقتصادها وصناعاتها، تبحث عن أسواق مفتوحة لا خلايا سرية، إنه أفول مشروع ولاية الفقيه التوسعي، المعاند للتاريخ والجغرافيا والذي بات خارج الوقت في زمن «الربيع العربي».. هل هذا ممكن؟ نعم فالتاريخ يكمل دورته اليوم لقد بدأت الحرب التي طالما تحدث عنها العالم وتوقعها بين الغرب وإيران، من غير إعلان صاخب وصواريخ وطائرات، بدعم ومشاركة بشكل أو بآخر من دول المنطقة. المهم أن تبقى إسرائيل بعيدة حتى لا تخرب المشروع الكفيل بتغيير وإراحة المنطقة وكذلك الشعب الإيراني وعموم الشيعة.

بدأت الحرب على 3 جبهات، ويبدو أنها تحقق تقدماً في الداخل الإيراني، الأولى حظر استيراد النفط الإيراني، والثانية محاصرة البنك المركزي هناك، والثالثة في سورية.

الأوربيون دخلوا الحرب الأسبوع الماضي بإعلان حظر استيراد النفط الإيراني، والذي سيكتمل هذا الصيف بدخول الحظر حيّز التنفيذ تماماً على كل دول الاتحاد. حتى الصين التزمت بخفض استيرادها بمقدار النصف، واليابان وكوريا في الطريق. يعزز نجاح التقدم في هذه الجبهة عودة النفط الليبي إلى مستوياته السابقة لحرب تحرير ليبيا، والتزام السعودية وقدرتها الهائلة على زيادة الإنتاج للتعويض عن فقدان النفط الإيراني من السوق، يضاف إلى ذلك وجود فائض سابق في السوق. النتيجة على الاقتصاد العالمي حتى الآن محتملة فلم ترتفع الأسعار بشكل مبالغ فيه

إيران بالطبع وجدت في ذلك «تصرفاً عدائياً» فهددت وتوعدت وحذّرت حتى السعوديين، وذهبت إلى القول إنها ستقفل مضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث نفط العالم، ولكنها عادت إلى رشدها بعد تحذير سري صريح تلقته من الولايات المتحدة لم تُعرف تفاصيله ولكن يبدو أنه كان «قاسياً» بما فيه الكفاية لأن تسحب تحذيراتها وتقول إنها لم تفكر أبداً بإغلاق المضيق.

الاختراق في الجبهة الثانية لا يقل بأساً على النظام، بل إنه متعلّق بحظر استيراد النفط، فانهار الريال الإيراني مقابل الدولار بمقدار النصف، وهو فرض عقوبات وحصار على التعامل مع البنك المركزي الإيراني بحيث بات مستحيلاً على تاجر فستق في دبي أن يستورد من طهران بضعة أطنان منه، ثم لا يجد سبيلاً لتسديد قيمة ما اشترى، ذلك أنه ما من بنك مستعد للتعامل مع أي بنك إيراني. هاتان الجبهتان فُتحتا بتوافق بين الولايات المتحدة والسعودية بُعيد الكشف عن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، فصعدتا من خطابهما الغاضب، أن نظاماً يرعى الإرهاب ويهدد السلام العالمي ومستعد للإقدام على عمل كهذا ضد سفير دولة جارة لإيران وأين؟ في واشنطن، هو نظام لا يمكن التعايش معه. توقفَ البلدان عن القول بتغيير النظام ولكن لسان حالهما قال بذلك، وشجعهما على ذلك أنْ نظرا في المنطقة فوجدا أن الظروف مواتية أكثر من أي لحظة لإحداث هذا التغيير منذ انتصار الثورة الإسلامية قبل 30 عاماً، ففي أوروبا حليف قوي متفق معهما تماماً هو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حسم حالة التردد الأوروبية المعتادة. ثم قرآ «الربيع العربي» قراءة صحيحة، فالنظام الإيراني وإن تودد للثورات العربية بخطب مرشد الثورة خامنئي الذي زعم أنها تستلهم روح الثورة الإسلامية في إيران وزعيمها الخميني، إلا أنه لم يكن حاضراً في ميدان التحرير بالقاهرة أو غيره من الميادين في صنعاء وطرابلس إلا بالقدر الذي حضر بن لادن أو أيمن الظواهري الذي حاول هو الآخر التودد للثورات ولكن لم يلتفت إليهم جميعاً. كان خطاب الثورات هو الحرية والعدالة والديموقراطية في صورتها الغربية وإن فاز بها إسلاميون.

بل جاءت الثورة في سورية لتفضح طهران وحزبها في لبنان، لتسقط شعاراتها سقطة مدوية فلا حرية أو إسلامية وإنما طائفية فجة، فشاهد العالم العربي لأول مرة جماهير غاضبة تحرق صور رجل إيران في العالم العربي السيد حسن نصرالله وأعلام «حزب الله» الصفراء.

بدا بوضوح أن إيران تأتي على رأس الخاسرين في «الربيع العربي»، وأنها تخشاه بقدر ما تخشاه غيرها من الأنظمة الشمولية التي لم تصلها جذوته كالجزائر، ولو انطلقت الثورة الخضراء التي أعقبت انتخابات 2009 والتي وئدت بتكتيكات عنيفة حاول بشار الأسد استيرادها وتطبيقها في سورية، لاستمدت زخماً هائلاً من الربيع العربي، ولقال الإيراني: «إذا كان المصري يستطيع... فإنني أستطيع أيضاً إسقاط النظام».

الصعوبات الاقتصادية في إيران قد تمهد الطريق لثورة خضراء أخرى، ولكن الجماهير الإيرانية تحتاج إلى صدمة تثير غضبها وتفقد ثقتها في قدرة النظام على افتراسها مثلما فعل قبل سنوات.

وسورية هي الجبهة الأخيرة التي توافرت فيها المصلحة مع المسؤولية الأخلاقية، فمن أخلاق النبلاء نصرة الشعب السوري الذي خرج بتظاهرات سلمية يطالب بحقوقه السياسية وبناء بلد حر جديد، فقابله النظام مدعوماً من إيران بعنف وشراسة مستخدماً مختلف أسلحة الجيش، ما أسفر عن مقتل نحو 7000 سوري ولا تزال المجزرة مستمرة، والمصلحة تقتضي اغتنام الفرصة لقطع يد إيران التي امتدت في سابقة تاريخية غير مسبوقة حتى شواطئ شرق المتوسط مستقطعة بلداً هو في أصله امتداد مكمل للمشرق العربي السني الممتد من تركيا شمالاً حتى الجزيرة العربية جنوباً ومصر غرباً.

نصرة سورية هي تصحيح لخطأ تاريخي ما كان ليستمر بغير القوة وحكم مخابراتي استبدادي، لا بد أن ثمة من اقتنع أخيراً في الرياض أن خسارة دمشق سترن في طهران وشوارعها ولدى نظامها السياسي وآيات الله فيها، مثلما رن بألم خبر تحرير باريس في برلين وعند هتلر. لعل ذلك يفسر رد فعل وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الأسبوع الماضي في القاهرة، الذي ألقى بتقرير الجامعة العربية الذي ساوى بين الجلاد والضحية وأعطى النظام غطاء في الاستمرار بعنفه، فأعلن أن المملكة لا تريد أن تكون شاهد زور، وبالتأكيد أنها لا تريد أن تكون شاهد حق يرى ويعلم ما يجري ثم لا يفعل شيئاً.

لكن من المؤكد أنها ستفعل شيئاً وستوظف النصر في سورية لمصلحة الشعب السوري وكذلك لخدمة الحرب على إيران وإكمال التغيير لإعادة تشكيل المنطقة، بحيث تتحول إيران إلى دولة صديقة جارة... لا هلالاً شيعياً يمتد من باميان حتى اللاذقية.

*كاتب سعودي

 

بلمار غادر إلى باريس بعد زيارة وداعية

 وطنية - 28/1/2012 غادر بيروت صباح اليوم مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار إلى باريس بعد زيارة وداعية الى لبنان استمرت أياما عدة التقى خلالها عددا من السؤولين.

 

ميقاتي طلب من بلمار تأجيل القرار الظني لتمرير بروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان

طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار، خلال لقائهما، تأجيل القرار الظني في الجرائم التي سجلت في لبنان منذ عام 2004 لتمرير بروتوكول المحكمة، وأعلن بلمار أنه "عندما يكون بين يدي قرار ظني ومتهمون، أصدِرُه". وكان بلمار قد أنهى سلسلة اللقاءات الوداعية التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين، معلناً أن المحكمة ماضية حتى النهاية بالتحقيقات في كل الجرائم. وأفادت صحيفة "الجمهورية" أن ميقاتي طلب خلال لقائه بلمار، إرجاء القرارات الظنية المرتقبة للتحقيق في جريمة إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري والإغتيالات المرتبطة، حيث قال ميقاتي "سمعت أن هناك قراراً ظنياً في قضية تفجير الوزير (وزير الدفاع السابق) الياس المر وقراراً آخر في محاولة اغتيال النائب مروان حماده سيصدران قريباً، أتمنى إذا كان ممكناً تأجيلهما حتى أحاول تمرير بروتوكول المحكمة". وكان رد بلمار، وفق الصحيفة عينها، بأنه لا يستطيع "تسييس التحقيق أو ربطه في أي موضوع آخر. عندما يكون بين يدي قرار ظني ومتهمون، أصدِرُه". وتابع "لهذا السبب اعتذر عن عدم تلبية طلبك، أنا مضطر لإرسال القرارات الى القاضي فرانسين (قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين) الذي له الحق في إعلان ما يشاء منها ساعة يريد. أمّا أنا فلا أستطيع تأخير أي قرار لحظة". وكانت قد أكدت مصادر لبنانية الأسبوع الماضي أن بلمار انتهى من التحقيق في محاولتي اغتيال حمادة والمر، واغتيال جورج حاوي، ورفعها الى قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين. وقد اغتيل الحريري في 14 شباط 2005 في العاصمة بيروت بالقرب من فندق "سان جورج". وكان ميقاتي قد أعلن دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة للعام 2011 والبالغة 49% أي 32 مليون دولار، وذلك دون اللجوء إلى تصويت مجلس الوزراء. وقد أشارت تقارير صحافية سابقة أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله نقل عتب الحزب على ميقاتي لقيامه بتمويل المحكمة الدولية دون استشارته، مؤكداً أن الحزب سيرفض تجديد بروتوكول المحكمة. ووفق صحيفة "السفير" فإن بلمار وخلال لقاءاته جزم بأن قرارات اتهامية ستصدر على يد المدعي العام الجديد، وتتصل بجريمة اغتيال الامين العام للحزب الشيوعي جورج حاوي ومحاولتي اغتيال حمادة والمر، من دون أن يستبعد أن تكون وجهة الاتهام هي نفسها التي وردت في قراره الاتهامي الأول. وأفادت "السفير" أن بلمار شدد بالقول أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تسعى "الى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، وبالتالي يجب ألا نكترث لما يقال في الاعلام من حملات وتشويه، بل يجب أن ننظر الى هذا الامر من زاوية ان الهجوم على المحكمة معناه أنها على صواب وستكمل عملها في هذا الاتجاه"، وذلك تعليقاً على الحملة التي تشن على المحكمة الدولية واتهامها بالتسييس. ونقلت صحيفة "النهار"، معلومات عن ان بلمار وخلال جولته الوداعية "شكل قضية صلبة وقوية جداً في ملف اغتيال الرئيس (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري يفاخر بها طوال حياته". وقد شدد خلال لقائه وزير الداخلية مروان شربل، على "نية المحكمة وخيارها المضي حتى النهاية بالتحقيقات في كل الجرائم التي سجلت في لبنان منذ عام 2004، وان لا تراجع عن الوصول الى النهاية في هذه الملفات، سواء أكان هو المدعي العام أم غيره". وكان قد وصل بلمار بيروت مساء الثلاثاء في زيارة وداعية، والتقى رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، على ان يغادر بيروت اليوم السبت عائداً الى لاهاي. وقد أعلن بلمار في كانون الأول الماضي أنه لا يعتزم طلب ولاية ثانية عند انتهاء ولايته الحالية في آخر شباط 2012، وذلك لأسباب صحية.

 

الجامعة العربية تقرر تجميد عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا "فورا"

قررت الجامعة العربية اليوم السبت تجميد عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا. وأعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت، أنه قرر "وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري" بسبب "لجوء الحكومة السورية الى تصعيد الخيار الامني" ما أدى الى ارتفاع عدد الضحايا. وقال العربي في بيان رسمي، أنه قرر بعد مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب "وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري". وأوضح أنه هذا القرار اتخذ "بالنظر الى تدهور الاوضاع بشكل خطير في سوريا والى استمرار استخدام العنف وتبادل القضف واطلاق النار الذي يذهب ضحيته المواطنون الابرياء، وبعد أن لجأت الحكومة السورية الى تصعيد الخيار الامني (..) ما أدى الى ارتفاع عدد الضحايا". وأكد العربي بذلك تصريحات صدرت عن مسؤول في الجامعة في وقت سابق السبت بشأن تجميد عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا. وكان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي أعلن الجمعة،أن معدلات العنف في سوريا "تصاعدت بشكل كبير" خلال الايام الثلاثة الاخيرة. وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة أن "معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماه وإدلب". وطالب الدابي "بوقف العنف فورا حفاظا على أرواح أبناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية"، مشيرا الى ان بعثة المراقبين "ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف". وقتل 56 شخضا في سوريا الجمعة من بينهم 44 قضوا برصاص قوات الامن السورية خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرات احتجاجية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، و12 من رجال الامن في هجومين منفصلين. وكالة الصحافة الفرنسية.

 

القبس": الأسد أمر بسحق التظاهرات نهائيــا في معظم المحــافظـات

المركزية- أعلنت صحيفة "القبس" الكويتية أن أكثر من 80 قتيلا وعشرات الجرحى هي حصيلة عمليات القتل والقمع التي ارتكبتها قوات كتائب الأسد أمس ضد المحتجين الذين خرجوا في مدن وبلدات عدة، في تظاهرات تلبية لدعوة من المعارضة بإحياء جمعة "الدفاع عن النفس"، ليضافوا الى 62 قتيلا سقطوا في أحداث مختلفة الخميس. وأشارت الصحيفة الى أن أغلب ضحايا سقطوا في حماة التي تتعرض لاقتحامات عسكرية واسعة منذ أيام، وحمص التي تعرضت لمجزرة طائفية استهدفت 14 من أفراد أسرة واحدة، و12 في حلب التي بقيت حتى الأمس في منأى عن الحركة الاحتجاجية. كما شنت السلطات حملة اعتقالات عشوائية، هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات قبل عشرة أشهر، أفضت إلى اعتقال 600 شخص في حماة وحدها، بينما أعلنت عن مصرع 12 من عناصرها الأمنية. ولفتت الى ان ذلك تزامن مع تقارير تؤكد أن الرئيس بشار الأسد أصدر تعليمات لضباط الفرقة الرابعة، والحرس الجمهوري بـ"سحق التظاهرات نهائيا في معظم المحافظات".

عاشت حلب (شمال)، ثاني كبرى المدن السورية، والتي لم يسبق أن شهدت من قبل تحركات احتجاجية، تطورا لافتا وبارزا في سياق الأزمة السورية، وذلك من حيث مدلولاته السياسية وانعكاساته على تصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. فقد خرجت تظاهرات حاشدة في المدينة لمناسبة "جمعة الدفاع عن النفس"، خاصة في حي المرجة، تصدت لها قوات الأمن بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، مما أدى الى سقوط أكثر من 12 قتيلاً وعشرات الجرحى.

 

سليمان التقى ميقاتي وليون وتجمع رجال الاعمال

 وطنية- 28/1/2012 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للاوضاع العامة ولعدد من المواضيع والملفات التي يناقشها مجلس الوزراء في المرحلة الراهنة.

وزير الثقافة

وتناول الرئيس سليمان مع وزير الثقافة غابي ليون النشاطات التي تقوم بها الوزارة لتعزيز الثقافة والفنون وتطويرها.

تجمع رجال الاعمال

واطلع رئيس الجمهورية من وفد تجمع رجال الاعمال على المشاريع والخطط التي اعدها التجمع من اجل تحفيز الاستثمار في لبنان في شتى المجالات.

 

الحريري غادر المستشفى وتلقى مزيدا من اتصالات الاطمئنان

 وطنية- 28/1/2012 غادر الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم المستشفى الأميركي في باريس بعد إجراء العملية الجراحية لمعالجة كسور في رجله اليسرى، إلى منزله في العاصمة الفرنسية، لتمضية فترة نقاهة، يتابع خلالها العلاج بناء لنصيحة الأطباء. وتلقى الرئيس الحريري مزيدا من اتصالات الاطمئنان أبرزها من النائبين فؤاد السعد ومعين المرعبي، الوزيرين السابقين سامي الخطيب وجهاد أزعور، نائب رئيس المخابرات السعودي الأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز، النائبين السابقين أسعد هرموش وصلاح حنين، السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون، القنصل سالم بيضون باسم رئيس وزراء موريشيوس الدكتور نافين رامغولام، مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو والأمين العام السابق لمجلس الوزراء هشام الشعار. وتلقى برقيات للإطمئنان أيضا من سفير تونس في لبنان محمد فوزي بلوط، رئيس نادي النجمة الرياضي المحامي محمد أمين الداعوق، نائب نقيب محرري الصحافة سعيد ناصر الدين ورئيسة جمعية العناية بالطفل والأم عائدة غندور شويكي.

 

مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس: إنكار الظلم على الشعب السوري سيعقّد الأمور ومعلومات عن سقوط 150 جندياً درزياً

أشار مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس الى أن "كل مجريات الأزمة السورية وتصاعدها، إنما نجمت عن الإصرار على المعالجات الأمنية رغم كل النصائح التي قُدِّمت الى النظام السوري، وهذه الطريقة الأمنية هي التي تدفع الأمور لتصبح خارجة عن السيطرة"، مؤكداً أن هناك "ظلماً تعرّض له الشعب السوري، وإنكارُ ذلك سيدفع الأمور إلى المزيد من التعقيد".ولفت في حديث الى محطة "أي.أن.بي" أمس، الى أن "النظام السوري سيطر على مقدّرات سوريا على مدى 40 سنة، ولكن الآن خرج الشعب السوري للمطالبة بالحقوق الديموقراطية، ولم يعد بالإمكان لأي دولة تفضيل النظام السوري على الشعب السوري، فالاختيار أصبح بين الشعب والنظام". وعن دعوة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لدروز سوريا في الجيش السوري الى رفض أوامر إطلاق النار، قال: "المسألة ليست مسألة تحريض، فالدروز في سوريا ليسوا في جزيرة معزولة، لكن للأسف تم استخدام البعض من الجنود الدروز أدوات في مواجهة اخوتهم السوريين وعاد بعضهم في النعوش الى جبل الدروز، وبعض وجهاء المنطقة هناك لم يتّخذ الموقف الصحيح، لذلك أصدر وليد جنبلاط نداءه، خصوصا بعدما وصلتنا معلومات تفيد أن ضحايا الجنود الدروز وصل عددهم إلى نحو 150 ضحية".

 

هل بدأت المخابرات السورية تنتقم من جنبلاط بخطف الدروز؟

 يقال نت/جاءنا الآتي:من بعد خطف شبلي العيسمي على أيدي ميلشيات بعثية الهوى في عاليه لأن ابنه على علاقة بالتنظيمات المعارضة للنظام في سوريا , حان وقت الأسماء "المكبوبة" على الحدوداللبناية - السورية  لدروز لبنانيين من انصار جنبلاط أو يشتبه بأنهم كذلك لأنهم دروز من الجبل . وهذا ما حصل مع المهندس ربيع العسراوي الذي خطف منذ أكثر من اسبوع على الحدود اللبنانية والتي تؤكد والدته ان الأمن العام السوري اعتقله من دون سبب يذكر . تجدر الاشارة ان والدته اعتقلت لفترة ومن ثم اطلق سراحها،اما ابنها فلا أحد يعرف مصيره لغاية الآن. وتحركت قضيته وتفاعلت مع الأمير طلال ارسلان و وئام وهاب ولكنهما يفلحا  بأعطاء اي معلومة عن سبب الحجز او عن مصيره.

 

الراعي استقبل السفير اللبناني في سوريا

فراتيني: ندعم التزامه قضايا الحوار بين الأديان والثقافات

 وطنية - 28/1/2012 استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم وزير الخارجية الإيطالية السابق فرانكو فراتيني الذي أبدى "كل تقدير ودعم لجهود غبطته التي يبذلها ولالتزامه الشديد قضايا دعم الحوار بين مختلف الأديان والثقافات في البلدان العربية"، منوها "بكل الخطوات التي نفذها صاحب الغبطة في هذا الصدد".

وقال: "أطلعني غبطته على المبادرات التي حققها ويسعى إلى متابعتها في هذا المجال، ونيته في استمرار التواصل مع المفتين ورؤساء الطوائف الإسلامية ومن بينهم شيخ الأزهر في القاهرة. وأعلنت لغبطته انني ترأست أخيرا مؤسسة Alcide de gasperi في إيطاليا والتي تحمل اسم مؤسسها Alcide، مؤسس الحزب الديموقراطي المسيحي في إيطاليا ومن أبرز مؤسسي الإتحاد الأوروبي، من هنا المسؤولية التي تقع على عاتقي لإدارة هذه المؤسسة، أي إطلاق الهوية والمبادىء للجذور المسيحية للاتحاد الأوروبي والحوار بين الثقافات والأديان. وبصفتي رئيسا لهذه المؤسسة، اقترحت على غبطته إمكانية تنظيم حلقات حوارية في لبنان مع من يمثل التقاليد العريقة للثقافات والديانات المختلفة التي تسكن لبنان والمدموجة بشكل جيد داخل مختلف الجماعات، وقررنا البقاء على تواصل مستمر لإطلاق مبادرات في هذا الشأن".

أضاف: "تكلمنا عن المشاكل التي تواجهها الأقلية المسيحية في مناطق الشرق الأوسط وليس في لبنان. وتناولنا موضوع العراق حيث الأقلية المسيحية تشهد انخفاضا مستمرا بسبب الهجرة والهروب المستمر لأنهم الأضعف. والكثير منهم يسكن لبنان ولا يريد العودة الى دياره بسبب الخوف. وكذلك الأمر بالنسبة إلى سوريا حيث أن المسيحي يقف من جهة مع الإصلاح ومن جهة أخرى يتساءل عما سيحدث بعد ذلك، ويجب الاهتمام بهم في ظل هذا الوضع. وفي مصر أيضا حيث يتعرض الأقباط للهجمات والإغتيالات والموت".

وتابع: "تحدثنا مطولا عن الموضوع نظرا إلى ما يملكه صاحب الغبطة من رؤية في ما يتعلق بالمنطقة. واتفقنا على ضرورة الإهتمام بالذين يمثلون "القيمة المضافة" للأقليات الدينية في المنطقة وتحديدا المسيحيين".

الخوري

كذلك التقى الراعي السفير اللبناني في سوريا ميشال الخوري في زيارة تهنئة بالأعياد ولالتماس البركة وأخذ المشورة في عدد من المواضيع عن لبنان والمنطقة.

 

العلامة المرجع السيد علي الأمين  لجريدة المستقبل: دولة تستجدي سلطاتها بالتراضي لا تحلّ أي مشكلة

حاوره: محمد حمّود/المستقبل
ذكّر العلامة المرجع السيد علي الأمين، بأن "اللبنانيين الشيعة أعلنوا مراراً إيمانهم بلبنان، وطناً نهائياً لكل طوائفه وأبنائه، وأنهم مع دولة المؤسسات والقانون، وهم يرفضون الارتباط بالمشاريع السياسية المستوردة من الخارج، وأنهم يريدون للدولة اللبنانية أن تكون هي الممسكة بالسلطة في الجنوب وفي كل المناطق اللبنانية"، مؤكداً أن "أي حلّ لأي مشكلة لا يمكن أن يكون من خارج دولة المؤسسات والقانون التي تفرض تطبيقها، ولا تستجدي سلطتها بالتراضي، وتوزيع الحصص والمغانم على المحسوبيات". وأوضح في حديث الى "المستقبل" أمس، أن "رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون طرح منذ عودته إلى لبنان شعارات كبيرة على مستوى التغيير والإصلاح في النظام السياسي، وبعد وصوله إلى السلطة توقعات كثيرة لم تحصل، لأن ممارساته وتكتله لم تختلف عن ممارسات من كان يتهمهم بالفساد، وأصبحنا نسمع منه الاعتراض على حكومة هو أساس فيها، في ممارسة واضحة لمنطق المعارضة والتمسك بالسلطة في آن واحد، وهو يريد تحميل الشعب مسؤولية التقصير والفساد، وليست الحكومة والمشاركين فيها". وهنا نص الحوار:

[ كيف تقرأون مواقف النائب ميشال عون الأخيرة، وخصوصاً ما يتعلق منها بعرقلة الإصلاح، ودعوته الى التظاهر؟

ـ طرح النائب عون منذ عودته إلى لبنان شعارات كبيرة على مستوى التغيير والإصلاح في النظام السياسي، وعقد عليها الكثير من اللبنانيين الآمال، خصوصاً بعد وصوله إلى السلطة ومشاركته في الحكم، ولكن الكثير من التوقعات لم تحصل، لأن الممارسات منه ومن تكتله لم تختلف عن سائر الممارسات التي شهدناها في المراحل السابقة من آخرين، ممن كان يتهمهم هو بالفساد، والخروج عن القوانين الدستورية في إدارة الوزارات، وإقامة التحالفات، وأصبحنا نسمع منه الاعتراض على حكومة هو أساس فيها، كما كنا نسمع ولا نزال الاعتراضات من بعض الأحزاب والحركات على تقصير الحكومات التي يشاركون فيها، في ممارسة واضحة لمنطق المعارضة والتمسك بالسلطة في آن واحد، وفي النتيجة بحسب منطقهم يكون المسؤول عن التقصير والفساد هو الشعب وليست الحكومة ولا المشاركون فيها.

[ قيل الكثير عن اعتماد الكفاءة والنزاهة في التعيينات، هل تعتقدون أن ما قام به الوزير باسيل من تعيينات في عدد من المؤسسات والدوائر التابعة لوزارة الطاقة تعبّر عن هذه المعايير؟

ـ في الحقيقة، إن النائب عون لم يقدم على مستوى الخطاب السياسي، وعلى مستوى الأداء العملي ما يخالف ما كان يجري في عهد الوصاية الذي كان يعترض عليه، وقد أصبح المعيار عنده في التعيينات الإدارية هو الولاء السياسي والطائفي، بعيداً من معايير الكفاءة والنزاهة التي كان يرفعها، والتي كنا نتطلع إلى رجالات في الحكم يأتون من أجل تحقيقها.

[ تم إعلان إقرار الحكومة مشروع الكهرباء، وأُعلن رفض وزير الطاقة التعاون مع بعض صناديق التمويل العربية الراغبة في إنجاز المشروع وتقديم كل سبل المساعدة، أين تكمن المشكلة برأيكم وما هو الحل؟

ـ إن التخبط الذي تعيشه الوزارات التي استلمها أعوان النائب عون، والمخالفات التي حصلت، والحاجات التي ظهرت للمواطنين في مسائل الكهرباء والمازوت وقطاع العمل، ما هي إلا مظهر من المظاهر التي تعكس ابتعاد شعار التغيير والإصلاح عن الواقع والتطبيق، لذلك نرى أن المشكلة هي في ضعف الدولة، وعجزها عن تطبيق القوانين على من يحكمون باسمها، فكل وزير هو دولة قائمة بنفسها، وكل دولة رئيس هو دولة وحدها، وكل هذه الدول هي أقوى من الدولة، الفاقدة لأجهزة الرقابة والمحاسبة وقدرة التنفيذ، ونحن نسمع في كل بلاد الدنيا أن هناك وزراء ورؤساء يحالون إلى القضاء ويقالون أو يستقيلون، وأن هناك أجهزة قضائية أعلى من سلطاتهم، تراقبهم وتحاسبهم، وهناك أجهزة أمنية تتولى تنفيذ مقررات القضاء، كلّ هذه الأمور غائبة عن الساحة في لبنان، وهنا سرّ المشكلة، التي لن تجد لها حلاً خارج دولة المؤسسات والقانون، التي تفرض تطبيقها، ولا تستجدي سلطتها بالتراضي، وتوزيع الحصص والمغانم على المحسوبيات.

[ هل ترون أن جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري لجنة المال برئاسته يؤشر الى انطلاقة جديدة لهذه اللجنة بعد مقاطعتها من قبل نواب 14 آذار لأسابيع عديدة ومدخل الى إخراج الموازنة الى الوجود؟

ـ إن جمع الرئيس بري للجنة المال برئاسته، لا يمكن القول بأنه انطلاقة جديدة، إلا من خلال ما يترتب على ذلك من نتائج ايجابية، وإن كان السؤال الموجه إلى رئاسة المجلس النيابي لماذا يحصل هذا اليوم ولم يحصل في الأمس؟ وما هي المعايير القانونية التي لا يجوز مخالفتها في قيام المجلس النيابي بواجباته التشريعية كاملة؟ ولماذا هذه الانتقائية في المسائل والقضايا!؟ وأين مجلسنا النيابي الموقر من التشريعات التي تساوي في الضمان الاجتماعي والتعليم والصحة بين الحاكم والمحكوم؟ ولماذا يكون النائب المنتخب من الشعب مضموناً، والشعب الذي انتخبه ليس مضموناً؟ ولماذا يحق للنائب تعليم أبنائه في أرقى الجامعات من صندوق الدولة وليس للشعب مثل هذا الحق؟...

[ ما هو المطلوب من الشيعة في لبنان بعد إعلان قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني سيطرة إيران على الجنوب اللبناني، وخضوعه لإرادة السلطات الإيرانية؟

ـ اللبنانيون الشيعة أعلنوا مراراً إيمانهم بلبنان وطناً نهائياً لكل طوائفه وأبنائه، وأنهم مع دولة المؤسسات والقانون، وهم يرفضون الارتباط بالمشاريع السياسية المستوردة من الخارج، التي تضر بمصلحة وطنهم، وعيشهم المشترك مع سائر الطوائف اللبنانية، وأنهم يريدون للدولة اللبنانية أن تكون هي الممسكة بالسلطة في الجنوب وفي كل المناطق اللبنانية، ويرفضون أن تكون أرضهم وطائفتهم ساحة لنفوذ إيران وغيرها من الدول، كما يرفضون أن تكون روابط المذاهب والأديان على حساب الأوطان، مخالفين بذلك الواجهة السياسية لهم، والمفروضة عليهم، وسواء صحّت تلك التصريحات من العميد سليماني أو لم تصحّ، فإن المطلوب من الدولة اللبنانية أن تبسط سلطتها الكاملة على كل أراضيها، وأن تكون مالكة للقرار السياسي والسيادي على الأرض والشعب، وأن لا تسمح بالتدخلات الخارجية في شؤونها.

[ أعلن "المجلس الوطني السوري" خطة عمل جديدة تمثل خارطة طريق للتعامل المستقبلي مع لبنان، هل تتوقعون تغييراً رسمياً في موقف لبنان حيال ما يحصل في سوريا عقب هذه التصريحات؟

ـ إن إعلان "المجلس الوطني السوري"، فيه نظرة إلى المستقبل، الذي يجب أن تكون عليه العلاقات بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان، ولا أعتقد أن الموقف الرسمي اللبناني سيتغير بعد هذا التصريح الإيجابي، لأن الحكومة اللبنانية أعلنت وقوفها إلى جانب الموقف السوري الرسمي، وهي لا تعترف بـ"المجلس الوطني السوري".

[ بثت إحدى القنوات الفضائية تسجيلاً يظهر مجموعة من رجال الاستخبارات الإيرانية بينهم ضابط، أعلن مشاركته ورفاقه في قمع المتظاهرين السلميين في سوريا، وطالب مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي بالسعي الى الإفراج عن المجموعة، كيف تفسرون هذا التدخل الأجنبي المقبول من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الأزمة السورية؟

ـ لا يمكن البناء على اعترافات تؤخذ في حالة الأسر والقهر والاختطاف، وفي كل الأحوال، نحن نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية، ولا يمكننا القبول بتدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى، وفي الوقت نفسه نؤيد تطلعات كل الشعوب إلى الحرية والعدالة والإصلاح في بلادها، ونرفض العنف وسفك الدماء، وندعو الحكام الى الاستماع إلى أصوات شعوبهم في الإصلاح، وأن يوفروا على نفوسهم وشعوبهم المزيد من الآلام والمحن والمعاناة، وأن لا يظهروا العداوة لشعوبهم، لأن مسيرة الوعي، وحب الإصلاح الحقيقي، والتطلع نحو الغد الأفضل، لن تتوقف، وهي ستشمل المنطقة العربية كلها، حيث لم يعد بالإمكان في هذا العصر، أن تعزل حركة الوعي بين أمة وأخرى، فكيف يمكن ذلك داخل الأمة الواحدة؟

 

سعيد لـ"السياسة": "14 آذار" تتشاور مع قيادات شيعية لمرحلة ما بعد الأسد
بيروت - "السياسة": أكد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد لـ"السياسة" أن النظام السوري يدفع باتجاه عمل عسكري كبير في كل أماكن المواجهة مع المعارضة, لإيقاع ما يمكن تسميته بـ"أذى دام", مشيراً إلى أن النظام السوري وضع على ما يبدو روزنامة لتحركه العسكري والميداني تقضي بالذهاب باتجاه العنف كلما ذهب ملف الأزمة باتجاه التدويل. وفي ما يتعلق باللقاء الذي جمعت قيادات من "14 آذار" مع عدد من الشخصيات الشيعية المعتدلة, أوضح سعيد أن هذا اللقاء كان عبارة عن "جمعة" ضمت بعض الشخصيات التي تنتمي لقوى "14 آذار" مع مجموعة من الشخصيات الشيعية القريبة من فريقنا, مشيراً إلى أن الاتصالات مع باقي الشخصيات ورجالات الدين الشيعة كالعلامة السيد علي الأمين والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون, قائمة ولم تنقطع وأن التشاور معهم مستمر لوضع تصور عام بشأن المرحلة الانتقالية المرتقبة في سورية, مشدداً على أن الجو الشيعي القريب من "14 آذار" يعيش في أجواء قلق حقيقي. وعن اقتراحه بإنشاء مجلس وطني لقوى "14 آذار", قال سعيد "ربما هذه التسمية تعطي طابعاً انقلابياً, لكننا في الحقيقة كـ"14 آذار" نريد العبور إلى الدولة على قاعدة الدستور اللبناني ومن هنا كانت دعوتنا لعقد لقاء لبناني موسع عابر لكل الطوائف وأن يكون وطنياً وليس فئوياً ويمثل أكبر شريحة من المجتمع اللبناني".

 

رأي جريدة المستقبل ليوم السبت
لا أحد في الجمهورية يستطيع المزايدة على الجنرال الغاضب في المحاضرة بالعفّة والطهارة، وفي استسهال توزيع الشتائم والكلام النابي بحق الآخرين، وإطلاق الأحكام القطعية والنهائية.. كرمى لعين كرهه المزمن والعميق للحريرية السياسية. لا يجرؤ أحدٌ على امتداد الأراضي اللبنانية على التشكيك، للحظة واحدة، في أن الآخرين، كلّ الآخرين، "حرامية" ومتهمون وفاسدون ومرتشون وسُرّاق ودائرون في فلك الفساد والمفسدين.. وأنه وحده رمز العفاف والشفافية والتضحية والتسامي.. أليست الحريرية السياسية مسؤولة عن الفساد منذ الاستقلال ـ وربما من قبله ـ وإلى اليوم.. والغد؟

الجميع، بلا استثناء، في لبنان يدرك الحقيقة الناصعة التي لا يجادل فيها اثنان بأن "الحرامية وتيار المستقبل هم وحدهم فقط وحصراً من يتهم الجنرال وتياره بالفساد"، في محاولة بائسة للنيل من طهره ونصاعة ماضيه وحاضره، ومن انتصاراته الكونية الكبرى.. وهي جريمة تستدعي ـ لضرورات الأمن القومي والاستراتيجي والسيادي ـ من أنصار "التيار العوني" تحضير أنفسهم لمواجهة المتواطئين... ما يعني أن على الجميع ـ أنصاراً وخصوماً ـ أن يرتعدوا خوفاً، ويحضروا أنفسهم للسجون والمعتقلات أو ـ ربما ـ للمشانق والمشاجب. الجنرال، لا عدمنا دررك الفضائحية- نقترح عليك أن تتوّج حملة حقدك على الحريرية السياسية، وهي عقدة حياتك، باغتيال رفيق الحريري..

 

موقع "القوات": رئيس بلدية زحلة يقرّ بضغوط سياسية كبيرة لسماحه بالإحصاء المشبوه
المستقبل/ذكر موقع "القوات اللبنانية" انه بعد إثارة منطقة زحلة والبقاع الأوسط في "القوات" لمسألة عملية الإحصاء التي تقوم بها شركة في المدينة تحت ستار زراعي ولأغراض أمنية مشبوهة ولمصلحة جهات حزبية نافذة بعد حصولها على إذن من بلدية زحلة - معلقة، موقّع من نائب رئيس البلدية وبعلم المجلس البلدي، عقد المجلس البلدي اجتماعا للبحث في هذه القضية. وبحسب المعلومات فإن الإجتماع كان صاخبا جدا، بحيث لوح أحد أعضاء البلدية جورج خليل الهراوي بالإستقالة، وبعد جدل طويل بين أعضاء البلدية أقرّ رئيسها جوزف دياب المعلوف بأنه تعرض لضغوط سياسية كبيرة من مرجعيات حزبية.

 

نديم الجميل يؤكد متانة العلاقات اللبنانية ـ الأوروبية

المستقبل/أكد عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل "متانة العلاقات اللبنانية ـ الأوروبية لأنها مبنية على أسس الديموقراطية والعدالة والحريّة ومبادئها". أقام الجميّل مساء أول من أمس مأدبة عشاء على شرف رئيس الحكومة البلجيكية السابق ورئيس حزب "الشعب" الأوروبي ويلفريد مارتنز في منزله في الأشرفية، شارك فيها رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب ميشال فرعون، عضوا كتلة "المستقبل" النائبان جان أوغاسابيان وسيرج طورسركيسيان، رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل، الوزير السابق ابراهيم نجار، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، النائب السابق سمير فرنجية وأمين الشؤون الخارجية في حزب الشعب الأوروبي نقولا باتريك. وألقى الجميل كلمة شكر فيها مارتنز على "حضوره الى لبنان من أجل المشاركة في المؤتمر الدولي الذي ينظمه حزب "الكتائب" بمشاركة اتحاد الأحزاب الديموقراطية الوسطية"، مؤكداً "متانة العلاقات اللبنانية ـ الأوروبية لأنها مبنية على أسس الديموقراطية والعدالة والحريّة ومبادئها". ولفت إلى أن التحرك الذي يقوم به حزب "الشعب" الأوروبي في المنطقة "مهم جدّاً ومفيد للشعوب التي تسعى الى مزيد من الحرية والديموقراطية والنمو الاقتصادي". وأشار مارتنز الى "انفتاح حزب "الشعب" الأوروبي على قضايا لبنان والمنطقة من أجل تثبيت المبادئ والقيم التي تؤدي الى دعم الربيع العربي". كما كانت كلمة للرئيس السنيورة شدد فيها على "متانة العلاقات اللبنانية ـ الأوروبية المبنية على أسس الصداقة والاحترام المتبادل".

 

النائب مروان حمادة يرد على باسيل: شتّام فاشل ينتمي الى مدرسة الحقد والهذيان

المستقبل/رد النائب مروان حمادة في بيان امس، على ما تناوله به وزير الطاقة والمياه جبران باسيل في مقابلة تلفزيونية اول من امس وصفه فيها بـ"اللص الحي"، فأكد أن "مسيرتي المشرفة في كل الوزارات وكل المناصب والمواقع التي توليتها لا تنتقص منها افتراءات وأكاذيب شتّام فاشل موصوف بالانتماء الى مدرسة الحقد والهذيان، ومفضوح بكل روائح المازوت وتوترات الكهرباء وعمولات المناقصات".

أضاف: "أما محاولة النيل من شهادتي من أجل لبنان، فيكفيني أن القضاء الدولي سيلاحق حلفاء الوزير الصهر، وألا أكون شخصياً قد هربت، كما عمّه (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون)، من أرض المعركة، تاركاً عائلتي وجنودي للجوء إلى أقرب سفارة". وفي حديث الى إذاعة "الشرق"، قال حمادة: "مع انتهاء السنة الأولى للإنقلاب الذي حصل بعد سقوط الـ"س ـ س"، نستنتج أننا لن نشهد سقوط الحكومة السورية في لبنان الذي بات وشيكاً فحسب، ولكننا سنشهد سقوط النظام السوري". أضاف: "يكفي أن نتذكر أن ما تشهده حماه وحمص ودرعا وإدلب وريف دمشق والقامشلي وغيرها تذكّرنا نحن من كل الأحزاب والطوائف والمناطق، بما جرى في طرابلس وبيروت قبل الإجتياح الإسرائيلي وبعده، وما جرى في الجبل وفي المخيمات وفي الجنوب وفي كل ذلك أياد للنظام السوري آنذاك وأذكر أنهم لم يتركوا أحداً متفقاً مع أحد". ورأى أنه "حان الوقت للبنان وللبنانيين أن يستيقظوا من النوم في هذا الليل الطويل أمام المؤامرة المستمرة التي زحفت على لبنان وطحنته عقوداً وعقوداً". واعتبر أن "الوثيقة السورية تاريخية في العلاقات اللبنانية ـ السورية ربما منذ عقود لم يظهر مثلها"، واصفاً إياها بأنها "الولد الشرعي لإعلان ربيع بيروت". وأكد "استمرار قوى 14 آذار في الإعداد لاستحقاقات أساسية، لا سيما الدفاع عن لبنان في ظل الظروف الصعبة"، لافتاً الى أن "كل الشعب اللبناني سيلعب دور المدافع في وجه الهجمات السورية وعملائها في لبنان، لأنها ستزداد شراسة وسنرى حكومة "حزب الله" تتداعى وتتفتت وتنهار". واشار الى "أننا اليوم نخوض معارك أساسية ويجب ألا ننسى هذا الإستحقاق ونضع قانون انتخابات عصريا وحديثا مع أهمية الحفاظ على الطائف ونأخذ البلاد الى شاطئ الأمان".

 

أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" أنطوان حداد ينتقد شعبوية عون وصهره  في التعاطي مع القضايا المعيشية

المستقبل/انتقد أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" أنطوان حداد "شعبوية وزير الطاقة والمياه جبران باسيل وقيادات "التيار الوطني الحر" في التعاطي مع القضايا المعيشية، ودعوة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون وصهره الى التظاهر ضد أنفسهم". ودعا في حديث الى اذاعة "الشرق" أمس، السلطات اللبنانية إلى "رفض التقرير السوري من قبل المجلس الاعلى اللبناني _ السوري حول اختطاف الصيادين اللبنانيين الثلاثة في منطقة العريضة ومقتل أحدهم على يد مسلحين تابعين للنظام السوري"، معتبرًا أنه "يشكل إحتقارًا لدماء اللبنانيين ولكرامة الشعب اللبناني والمؤسسات اللبنانية".

وأشاد في بيان أمس، بـ"الجهود الفورية التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والتي أدّت إلى إطلاق المخطوفين واستعادة جثة الشاب المغدور ماهر حمد، والإصرار على الحصول على تقرير صحيح يشكل مدخلاً ضروريًا لوقف مسلسل الإعتداءات والخروقات الحدودية المتكررة والمتفاقمة والتي ناهزت الخمسين حادثًا، في ظل لجوء النظام السوري الى تلفيق الذرائع لاثبات نظرية المؤامرة الخارجية التي يدعيها". ولفت إلى أن "وضعية الحكومة اللبنانية تغيرت منذ تأليفها حتى اليوم، ففي حين كانت الوظيفة المرتجاة منها أصلاً هي تعطيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وايجاد رئة تنفسية للنظام السوري وظهير ديبلوماسي وأمني واقتصادي ومالي له على الساحة اللبنانية في مواجهة الانتفاضة الشعبية السورية، فإن فريقًا وازنًا داخل الحكومة يتألف من وزراء الرئيس سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وجبهة "النضال" بات أكثر وضوحًا في رفضه لهذا الدور ورغبته في تحييد لبنان عن الصراع الدائر في سوريا وتفادي الإصطدام بالشرعيتين العربية والدولية". ورأى أن "هذا هو التفسير السياسي للصدامات والتصدعات شبه اليومية التي نشهدها بين فريقي الحكومة، والتي يفاقمها إصرار بعض الوزراء على افتعال معارك دونكيشوتية لتغطية عجزهم عن تقديم اي انجاز حقيقي، وحتى المعارضة الحالية، التي لم تهضم تأليف هذه الحكومة في الأساس، أصبحت الآن أكثر تسامحًا مع مكوناتها المستقلة عن النظام السوري و"حزب الله" لا بل أكثر تعاونًا معها، بانتظار نضج الظروف الاقليمية والمحلية لابدالها بحكومة أخرى اكثر تعبيرا عن الاغلبية الشعبية".

 

"باسيل قام بصفقات مشبوهة وعليه أن يستقيل"/نواب "المستقبل": منصور يتلقى الأوامر من سفير سوريا

توقف نواب "المستقبل" أمس، عند ادعاء وزير الطاقة جبران باسيل "وضع خطة تزيد إنتاج الكهرباء"، موضحين أن "ما أنجزه هو خطة موروثة من أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، ورأوا أن "باسيل قام بصفقات مشبوهة، وعليه أن يستقيل". وشددوا على أن "وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور يتلقى الأوامر من سفير سوريا في لبنان علي عبدالكريم علي، وأيدوا ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، داعين الى "تنفيذ هذه الخطوة العملية على الأرض".

يوسف

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان. الحرية والكرامة"، أنه "من غير الجائز أن يقول رئيس ديوان المحاسبة (القاضي عوني رمضان) "الله أعلم أين بيع المازوت الأحمر المدعوم" بل عليه أن يعلم لأنه المسؤول عن التدقيق في الكميات والى من سُلمت"، مشيراً الى أن "مطالعات وزير الطاقة جبران باسيل، التي تنفي وقوع أي خطأ ترمي المسؤولية على وزارة الاقتصاد".

وعن ملف الكهرباء قال: "العجب أن باسيل يلوم قوى 14 آذار على العرقلة في تنفيذ خطة الكهرباء، علماً أن تياره استلم وزارة الطاقة والمياه منذ خمس سنوات". ولفت أن "ادعاء الوزير باسيل وضع خطة تزيد إنتاج الكهرباء بينما ما أنجزه هو خطة موروثة من أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وأوضح أن "باسيل التزم بشق بسيط من هذه الخطة لكي يقوم بإنتاج 700 ميغاوات وأن يصرف من المال العام 1200 مليون دولار أميركي من دون حسيب ولا رقيب"، مؤكداً أن "باسيل قام بصفقات مشبوهة، وعليه أن يستقيل".

زهرمان

علق عضو الكتلة النائب خالد زهرمان في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، على حادثة العريضة، فاعتبر أنه "من الطبيعي أن يتهم النظام السوري الصيادين اللبنانيين بأنهم دخلوا المياه الاقليمية السورية ليطلق النار عليهم"، معرباً عن أسفه لـ"عدم صدور أي ردة فعل من الجانب اللبناني على ممارسات النظام السوري في لبنان".

وقال: "اللبنانيون يشعرون في تلك المناطق أنهم متروكون، و"الوضع المتفلت على الحدود يترك المجال واسعاً لتكرار هذه الأحداث". وعن موضوع ترسيم الحدود، قال: "نعلم تماماً من عرقل مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، نحن نؤيد هذا الأمر، ومع تنفيذ هذه الخطوة العملية على الأرض".

المرعبي

أسف عضو الكتلة النائب معين المرعبي في حديث الى إذاعة "الفجر"، لـ"عدم صدور تقرير رسمي أو بيان استنكار لبناني حول الصيادين في العريضة". وطالب الحكومة بـ"تحمل مسؤوليتها في حماية المواطنين، ونشر الجيش والقوى الأمنية على الحدود اللبنانية ـ السورية"، سائلاً: "هل المطلوب تسليح الناس في ميليشيا لحماية الموطنين لأنفسهم من الاعتداءات؟".

واتهم وزير الخارجية بـ"تلقي الأوامر من سفير سوريا في لبنان، وليس من رئيس الحكومة أو الجمهورية"، مستغرباً "تصرف الوزراء في القطاعات كافة بشكل فردي".

واعتبر أن "مطار القليعات حاجة ملحة لأبناء عكار ولبنان معرباً عن أسفه لـ"طرح أعذار واهية من البعض، ومعارضة وجود هكذا فرصة لمساعدة البلد والمواطنين اقتصادياً وعلى المستويات كافة".

 

الكتلة الوطنية: ماذا بقي من السيادة مع كلام منصور وقائد "فيلق القدس"؟

النهار/ عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنيّة اجتماعها الدوري في بيروت وأصدرت بياناً، سألت فيه "ماذا تبقى من مفهوم السيادة بعد احداث الأسبوع الفائت؟ فوزير خارجية لبنان بمواقفه في القاهرة كان يمثل نظام الأسد بدل الحكومة اللبنانية، اما رئيس "فيلق القدس" الايراني قاسم سليماني فقد صرح في اطار تحديه للمجتمع الدولي ان نفوذه يصل الى حد السيطرة على لبنان وتحريك الوضع الأمني في الجنوب". وأضافت: "ان ما قصده رئيس الحرس الثوري الايراني هو التأكيد ان حزب الله ليس سوى لواء ضمن "فيلق القدس". ومن جهة أخرى، نرى الجيش السوري يقتل ويعتقل ويدخل الأراضي اللبنانية والمياه الاقليمية من دون حسيب او رقيب. كل هذا ولم نسمع اي موقف رسمي للاعتراض او للشكوى، وما السكوت الا اعتراف بانصياع هذه الحكومة وبأنها في الحقيقة حكومة ايران وما تبقى من نظام الأسد في لبنان.

واستغربت دعوة العماد  ميشال عون الى التظاهر ضد أوضاع الكهرباء المزرية، ورأت أنه "اما فقد صلته بالواقع واما ان ديماغوجيته تخطت كل حدود".

ودعت اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين "مَن يسددون فواتيرهم في انتظام" الى  الاعتراض وتوجيه احتجاجاتهم نحو العنوان الصحيح وهو وزارة الطاقة وكل "الطاقات"، وقالت "أن المطلوب بدل التشفي والايحاءات تسمية الأمور بأسمائها، وتحديد المناطق والاحياء والناس الذين يستهلكون الطاقة بالتسلط والتعليق وعدم دفع متوجباتهم، وان يكون قرار قطع التيار عن المعتدين صادقاً وليس ديماغوجياً

 

لقاء زحلة غاب عنه ماروني رفضاً لمصافحة سكاف/البيان أكد ثوابت الوحدة والسيادة والتعايش والإنماء

.زحلة – "النهار"

خالف لقاء وزراء زحلة ونوابها المسيحيين الحاليين والسابقين الذي عقد امس، في دار مطرانية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك في سيدة النجاة في المدينة ، توقعات صاحب الدعوة المطران عصام يوحنا درويش ان اللقاء سيكون سهلا، فكان بسيطا في الشكل من حيث الاجواء التي سادته، ولم يعكرها سوى تخلف النائب ايلي ماروني عن المشاركة رفضا لمصافحة رئيس "الكتلة الشعبية" الوزير السابق الياس سكاف، وفي المضمون من حيث بيان "السهل الممتنع" بعناوينه العريضة الذي صدر عن المجتمعين.

صاحب الدعوة خرج منه راضيا إذ "سادت اللقاء روح المحبة والتعاون الآن وللمستقبل"، وفق ما قال للصحافيين.

مأزق ماروني - سكاف على خلفية جريمة حوش الزراعنة حضر انما على ضفاف اللقاء. وكان ماروني عقد مؤتمرا صحافيا قبل ساعة ونصف ساعة من موعد اللقاء في بيت الكتائب في حوش الزراعنة، اوضح فيه اسباب امتناعه عن المشاركة "حتى لا تضيع قضيتي في مصافحة لن تحصل قبل احقاق الحق"، مشيرا الى انه طرح خلال لقائه المطران درويش الاربعاء الفائت "ان يقوم سكاف باصدار بيان يدين فيه جريمة زحلة ويعلن تضامنه مع العائلات ومع حزب الكتائب، وسعيه معنا الى القبض على الفاعلين، ويقول انه سيسعى مع المعنيين الى القبض عليهما وتسليمهما الى العدالة (...) لكن طلبي لم يردّ عليه، وهو بالتأكيد مرفوض عنده".

في دار المطرانية، سأل الصحافيون سكاف هل تدين الجريمة؟ فأجاب: "قلتها اكثر من مرة، نحن نستنكر هذا الامر، تصوروا اننا نخطط لنقتل بعضنا هذا شيء مستحيل".

ولا تحضن مرتكبيها؟ "ابدا لا احضنهما، والتحقيق اظهر هذا الامر".

سكاف قال انه لم يتبلغ من درويش طلب ماروني، واكد درويش كلامه مشيرا الى ان ماروني اثار معه الموضوع في لقائهما الاربعاء الفائت.

ماروني قال ردا على اسئلة الصحافيين عن احراجه لدرويش بطرحه مسألة المصافحة قبل يومين فقط من اللقاء: "عندما ادخل الى اللقاء ولا اصافح احرجه، انا لا اريد ان احرج المطران، وهو لديه رغبة في ان تتم هذه المصافحة، حتى ان السؤال كان عن المكان المناسب، قاعة المطران او مدخل المطرانية". في المقابل قال درويش انه اعطى ماروني "الخيار في كل شيء. لماذا اجبره على الموضوع؟".

كذلك سأل ماروني "اي مصالحة يتم التحضير لها؟ هل الموجودون الى طاولة سيدة النجاة من 8 آذار سيصبحون 14 آذار؟ هل من هم في 14 آذار سيصبحون في 8 آذار؟ هل الموجود في حكومة "حزب الله" سيستقيل، ويعود الى المعارضة والى النواب الذين كانوا كتلة واحدة؟ "لا".

وكان نهار زحلة الاعلامي بدأ عند التاسعة والنصف مع المؤتمر الصحافي لماروني في بيت الكتائب في حوش الزراعنة، شارك فيه النائب جوزف معلوف. واكد ماروني احترامه لدرويش، مشيراً الى أنه ممثل في اللقاء من خلال نواب زحلة، "وموافقتهم على البيان هي موافقة مني".

وردا على سؤال ان المطران قال ان زحلة لن تسامح من يتخلف عن لقاء المصالحة، قال ماروني "زحلة واهلي لن يسامحوني اذا بعت القضية وفرطت بدم اخي ورفاقي".

الحادية عشرة والربع بدأ توافد مدعوّي لقاء سيدة النجاة الى دار المطرانية، وفيما كانت بطاقة مطبوعة باسم النائب ماروني تقبع في سكرتيريا المطرانية، كان درويش يستقبل الواصلين واولهم راعي ابرشية بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال، ثم: الوزير نقولا فتوش، راعي ابرشية زحلة للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، النائب السابق جورج قصارجي، النواب: طوني ابو خاطر وجوزف معلوف وشانت جنجنيان الذين حضروا معا، الوزير السابق سليم ورده، راعي ابرشية زحلة المارونية المطران درويش حبيقة، المطران اندره حداد. وتأخر وصول الوزير غابي ليون وراعي ابرشية زحلة وبعلبك للروم الارثوذكس اسبيريدون خوري، والمطران جورج اسكندر والنائب السابق كميل معلوف الى حين الانتقال، بعيد الثانية عشرة الى قاعة الاجتماع، التي تصدرتها شاشة كبيرة عرض عليها مضمون البيان.

التأم الشمل الذي غاب عنه الوزير السابق عادل قرطاس والنائب السابق يوسف معلوف بداعي السفر والوزير السابق جورج سكاف بداعي المرض، وبوشر الاجتماع الذي ناقش مدى ساعة مضمون البيان الذي ادخلت عليه تعديلات طفيفة.

وفي صالون المطرانية بين العلم اللبناني وعلمي زحلة والفاتيكان، تلا درويش البيان .

وتوافق المجتمعون في بيانهم على الآتي: "تتمسك زحلة بوحدة لبنان وحريته واستقلاله وسيادته، وبكل ما يجسد هذه القيم من مؤسسات شرعية لبنانية. تصر زحلة على امتلاك حقها الكامل في اتخاذ مواقفها المصيرية انسجاما مع تاريخها، وتشكل نقطة التقاء حضاري ومحبة بين العائلات الروحية، وجسر تواصل ما بين السهل والجبل، وهذا ما يجعل لها خصوصية وطنية مميزة، اكتسبتها عبر نضالها التاريخي الطويل، من حيث ان لنا فيها حضورا تاريخيا، كما ان لكنيستنا دورا تأسيسيا مع غيرنا في هذا الوطن، في اكبر مدينة مسيحية في هذا الشرق حيث تشكل مع بلدات البقاع ايقونة التعايش الاخوي والوفاق الحقيقي وتثبيت روح الاعتدال. ان قرار زحلة ينبع من قرار اهلها وعائلاتها وفاعلياتها وقياداتها الروحية والسياسية، بما ينسجم مع مصلحة الوطن العليا ومع القوى الفاعلة في خدمة هذه المصلحة. ان التحدي الحقيقي هو في ارساء ورشة انماء تؤدي الى ازدهار زحلة والبقاع والنهوض بهما على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكي يظلا عنصر اطمئنان لجميع المواطنين وذلك بإيجاد فرص عمل للشباب، وخصوصاً لتثبيتهم في أرضهم. تؤكد زحلة اهمية الدفاع عن الحقوق العامة والخاصة بترسيخ دولة القانون وتطبيقه في كل المؤسسات، بما يحفظ حقوق جميع المواطنين ويضع لبنان في طريق الحداثة والتطور".

واختتم لقاء سيدة النجاة بمأدبة غداء انضم اليها رئيس بلدية زحلة - معلقة جوزف دياب معلوف، وجلس المدعوون بحسب توزيع امكنتهم وفق بطاقات مطبوعة.

 

الأمن العام يمنح لارا فابيان سمة دخول للبنان!

المركزية- علمت "المركزية" ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم منح المطربة الإيطالية – البلجيكية لارا فابيان سمة دخول الى لبنان. وجاء القرار تلبية لطلب تقدمت به شركة فنية تنظم الحفل الذي سيقام في كازينو لبنان في 14 شباط المقبل. وكان المعلومات تضاربت في شأن الغاء حفلين كانت تزمع فابيان إحياءهما في كازينو لبنان لمناسبة عيد العشاق في 14 شباط المقبل من دون توضيح خلفيات وأسباب الإلغاء، علماً ان جمعيات وهيئات مناهضة لإسرائيل كانت قادت حملات اعلامية عبر صفحاتها على موقع face book التابع لها، داعية الى الغاء الحفلتين وعدم السماح بإحيائهما بسبب إحيائها حفلاً في اسرائيل وانشادها أغنية خاصة دعماً لها.

 

سوريا.. حتى الدابي تذمر!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

من الواضح أن النظام الأسدي بات يفقد صوابه، حيث صعّد النظام أمس من موجة العنف بمناطق عدة بسوريا، وفاق عدد القتلى السوريين الثمانين قتيلا، هذا عدا عن عودة السيارات المفخخة التي لا تخرج إلا كل يوم جمعة، والحمد لله أنه لا توجد سيارات بلحى وإلا لأخرجها النظام الأسدي بالشوارع كدليل على وجود إرهابيين! والسؤال الآن: لماذا فقد النظام الأسدي صوابه بهذه الطريقة، وبات يصعّد في مجازره إلى حد دعا حتى رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية لسوريا الفريق محمد الدابي لإصدار بيان يقول فيه إن معدلات العنف تصاعدت بشكل كبير في الأيام الثلاثة الماضية، خاصة بحمص وحماه وإدلب، مطالبا، أي الدابي، «بوقف العنف فورا حفاظا على أرواح أبناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية»؟ وللإجابة عن السؤال، فإن الواضح هنا أن المبادرة العربية القاضية بتنحي بشار الأسد قد أفقدت طاغية دمشق صوابه، حيث فتحت تلك المبادرة آفاقا جديدة للتعاطي مع الملف السوري، حيث نقلته عمليا لمجلس الأمن، وها نحن نشهد معركة كبرى تخاض الآن بالأمم المتحدة من أجل أن يتبنى مجلس الأمن المبادرة العربية تلك. وخوف النظام الأسدي الآن متركز على خشية أن يقوم الروس ببيعه، خصوصا بحال تم تسديد فاتورة المطالب الروسية، وهذا أمر متوقع، حيث فعلها الروس مرارا سواء مع إيران أو غيرها، ويجب أن لا ننسى هنا تصريحا مهما صدر عن بوتين قبل أسابيع قليلة قال فيه إن على الغرب مراعاة مصالح روسيا الاستراتيجية في أي قرار يتخذونه، ولذا فإن النظام الأسدي يريد اليوم الإسراع بتحقيق وضع مختلف على الأرض ليقنع موسكو بجدية صموده أمام الثورة، وكذلك فرض أمر واقع على الدول العربية! لكن المؤكد اليوم أن الوقت قد فات على بشار الأسد، الذي بات نظامه يرتكب أخطاء كثيرة على الأرض؛ فحتى حلب التي كانت تنأى بنفسها عن الثورة السورية وقع بها قرابة عشرة قتلى على أيدي النظام الأسدي أمس، كما ثبتت مشاركة الضباط الإيرانيين في دعم النظام الأسدي بسوريا عبر شريط الفيديو الذي بث لهم أمس من قبل الجيش الحر. وكما أسلفنا أعلاه، فحتى الفريق الدابي لم يتحمل وأجبر على كسر صمته أمام حجم القتل الذي يقع بحق المواطنين السوريين، وقال أخيرا كلمة حق، بعد أن قوبل تقريره عن الأوضاع في سوريا بالرفض والإدانة، وهو ما يؤكد صحة الموقف السعودي يوم سحبت الرياض مراقبيها، وأعلنت السعودية أنها لن تكون شاهدة زور، وهو الموقف نفسه الذي تبناه الخليجيون بعد ذلك. ملخص القول أن النظام الأسدي بات يسارع الوقت للحفاظ على رأسه، لكن الواضح أن عجلة التغيير قد انطلقت وبشكل سريع على الأرض، وأسرع حتى من الجهود الدبلوماسية العربية والدولية، ولذا فإننا سنرى مزيدا من المجازر والحماقات التي سيرتكبها النظام الأسدي هناك، فكان الله بعون السوريين.

 

بلمار يروي مسيرته مع المحكمة ولبنان

الجمهورية/جورج شاهين

يصرّ بعض المتوجّسين من المحكمة الخاصة بلبنان على أنّ المحكمة مسيّسة وأنّ المدّعي العام القاضي دانيال بلمار كان مكلّفا بتنفيذ المؤامرة الكونيّة في المنطقة ولبنان. لكنّ بلمار كان في مكان آخر قبل زيارته إلى لبنان مودّعاً، راوياً قصّته مع المحكمة ومحبّته للبنان واللبنانيّين. ماذا قال بلمار؟السبت

ما خلا اللقاءات التي جمعته مع أهالي الضحايا والشهداء الأحياء، فقد حرص القاضي بلمار على القيام بجولته التقليدية على المسؤولين اللبنانيّين الذين تعرّف اليهم من قبل، أو أولئك الذين يلتقي بهم للمرّة الأولى والأخيرة مودّعاً إيذانا بانتهاء المهمّة التي أوكِلت اليه قبل شهر على دخول استقالته حيّز التنفيذ في 29 شباط المقبل، ليبدأ مرحلة من النقاهة هي الثانية في حياته بعيداً عن هموم العدالة والقانون وكلّ ما يتّصل بعمل المحكمة.

يعترف العديد من المسؤولين الذين التقوا بلمار أنّ الزيارة التي يقوم بها وداعيّة بكلّ ما تحمله الكلمة من معان. يتجاهل الحديث عن مستقبل المحكمة وما ستكون عليه الأمور بعد مغادرته موقعه تاركاً للأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون أن يقول كلمته الفصل في العديد من الملفّات التي تعني المحكمة وتحديداً بما يتّصل بتمديد التفويض لها للسنوات الثلاث المقبلة، والذي يتزامن تأريخاً مع بدء سرَيان مفعول استقالته وبدء مرحلة تقاعده، وإلى القاضي الذي سيسمّى مدّعياً عامّاً خلَفا له كلّ ما يتّصل بأعمال المحكمة على كلّ المستويات بما فيها المرحلة التي سيسلّم فيها سلطاته إليه وصولاً إلى ما يحدّد مسارها ومستقبلها في ضوء ما تراكم من تحقيقات وملفّات تعني الجريمة الأساسية التي اغتيل فيها الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الـ 22 والجرائم الثلاثة الأخرى التي أعلن عن ترابطها بها.

ففي لقاء جمعه مع أحد الوزراء للمرّة الأولى في حياة الرجلين، فتحَ بلمار قلبه امامه متحدّثا عن تجربته مع القضاء الدولي لتكون عبرة لمن يعتبر. فشرح الظروف التي قادته الى الاستقالة بسرعة، وروى بالتفصيل تلك التي قادته الى موقعه رئيساً للجنة التحقيق الدولية المستقلّة بداية العام 2008 قبل ان يتحمّل مسؤولية مدّعي عام المحكمة فور الإعلان عنها في الأوّل من آذار العام 2008. وقال إنّه كان يمضي فترة نقاهته الأولى بعدما اعتزل عمله مدّعياً عامّاً في القضاء الكندي.

من دون أيّ استشراف للمستقبل وما كان يحمله له - يقول بلمار استدعيت قبل خمس سنوات من قِبل الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون وتحديداً في نهاية العام 2007 بعدما رشّحته الأمم المتحدة ليكون خلَفا للقاضي البلجيكي دانيال براميرتس في رئاسة لجنة التحقيق الدولية المستقلة.

وأضاف: لجأت بداية إلى أصدقاء لي ومنهم لبنانيّون لأسأل عن هذا البلد الذي اسمه لبنان. فأغرّتني شهادة أصدقائي اللبنانيّين ولم أتوقّف عند رأي البعض الذي يعرف لبنان بدرجة متقدّمة عن فهمي لهذا البلد، لكنّ شهادات أصدقائي اللبنانيّين ثبتت لديّ اليوم بعد خمس سنوات من التعاطي مع اللبنانيّين من مواقع مختلفة رؤساء ووزراء وقضاة وعسكريّين وأهالي الضحايا، فهم شعب لطيف ومنفتح على ثقافات العالم وحضاراته، مضياف يتقن لغات العالم أجمع.

ويضيف بلمار، في هذه الأجواء بدأت مهمّتي وعملنا مع فريق كبير من الدائرة القانونية في الأمم المتّحدة ومكتب الأمين العام وقضاة لبنانيّين كبار على وضع النظام الداخلي للمحكمة وأصول وقواعد الإجراء والإثبات وأخضعناها لتعديلات اقترحتها الهيئات المعنيّة في المحكمة لتتلاءم وحاجات السعي الى الحقيقة والعدالة ليس إلّا. كما بالنسبة الى توفير افضل الظروف للدفاع ولمقاضاة المتّهمين وكلّ من يثبت تورّطهم في الجرائم التي ننظر فيها بما يضمن إبعاد كلّ أشكال الضغوط المحلّية والدولية.

وقال بلمار بما معناه: بجدّ، شكّلنا محكمة خاصة بكلّ المعايير القانونيّة الدولية وأعتقد صادقاً أنّها ستكون تجربة فذّة ستدرس بمختلف أوجهها وأبوابها القانونية وأحكامها وأنظمتها في المعاهد والجامعات على أساس أنّها تجربة فريدة من نوعها لا تشبه أيّاً من المحاكم الجنائية الدولية في العالم، وهي التي جمعت بين القوانين الدوليّة الشاملة وتلك اللبنانية الخاصة.

ولذلك يرفض بلمار الحديث عن تسييس المحكمة ويصرّ على أنّها لن تصدر اتّهاما ولن تحاكم إلّا المجرمين والمتّهمين الذين سيبقون أبرياء الى حين إثبات العكس. ولذلك فهو يعبّر عن اطمئنانه الى انّها محكمة ستصل الى الحقيقة مهما طال الزمن، ولن يؤثّر في عملها أحد من أيّ موقع كان.

يجمع من التقى معه أنّ بلمار بدا مطمئنّاً إلى سير المحكمة، وسيسلّم الأمانة مرتاحا، وقد أدّى قسطه الى العلى إلى من يسمّيه الأمين العام للأمم المتحدة خلَفا له وهو لا يعرفه حتى اليوم. ففي لقائه الأوّل والأخير مع وزير العدل شكيب قرطباوي سأله الأخير عمّا سيعمله فردّ باقتضاب: سأمضي ما تبقّى لي من العمر مع عائلتي وأحفادي في كندا. ولمّا تمنّى له قرطباوي حياة حلوة وهادئة، قاطعَه بلمار وقال مقدّرا تمنّياته له " يكفي أن تتمنّى لي الصحّة".

 

الأستاذ الجامعي في القانون والعلاقات الدولية الدكتور أنطوان سعد: إلى متى الصمت الرسمي على الخروق السورية؟

سعاد مارون/الجمهورية

تشهد الحدود اللبنانية البرية والبحرية، خروقاً سورية من حين الى آخر يسقط فيها قتلى وجرحى، ولا تتخذ الحكومة اللبنانية أي إجراء ولا تقدم أي شكوى عربية أو دولية أو مساءلة تضع حدا لهذه الخروق.

تكرّر دخول الجيش السوري الى الأراضي اللبنانية لأسباب مختلفة في الآونة الأخيرة على وقع إستمرار المواجهات بين النظام ومعارضيه، وتبرر السلطات السورية هذا الدخول بمطاردة سوريين فارّين أو لبنانيين دخلوا أراضيها من دون موافقتها.

وكان آخر هذه الخروق إعتراض عناصر من البحرية السورية مركب صيد لبناني وقتل أحد الصيادين وخطف عمّيه وهم من بلدة العريضة، ليتم تحريرهم لاحقا نتيجة مساع بذلها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في وقت اتهمتهم السلطات السورية بتهريب الأسلحة.

وفيما أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، أمس، أن السلطات السورية حققت في حادثة العريضة "وإذا كان الجانب اللبناني يريد الحصول على نسخة من التحقيقات فإن الجانب السوري مستعد لتزويده إياها". كشفت معلومات أن هذا التحقيق يُحمّل الصيادين المسؤولية بسبب دخولهم الأراضي السورية.

ورأى بعض السياسيين في هذا المجال أن على السلطات اللبنانية ان تمارس مسؤوليتها إزاء الخروق السورية للحدود وممارسة دورها في التحقيق فيها والمساءلة في شأنها، في ضوء المواثيق والإتفاقات الدولية التي تحدد الآليات الواجب إعتمادها لحماية السيادة التي تعلو وتسود أي مبدأ قانوي دولي.

وفي هذا الإطارقال الأستاذ الجامعي في القانون والعلاقات الدولية الدكتور أنطوان سعد لـ "الجمهورية": "أن ميثاق الجامعة العربية نصّ على أنه يُمنع على أي دولة عضو الإعتداء على دولة عربية أُخرى، وفي حال فعلت فإن كل الدول العربية تتخذ قرارا برفع العدوان. وعلى الصعيد الدولي فإن لبنان مدعو الى الشكوى في كل مرة تنتهك فيها اي دولة سيادته، وذلك أسوة بالشكاوى التي يقدّمها ضد إسرائيل عند إنتهاكها السيادة اللبنانية". وأضاف: "إذا كنا سنأخذ بمبدأ الأخوة العربية فإنه يقتضي، على الأقل، الشكوى أمام الجامعة العربية، أما إذا كانت هذه الشكوى أيضا مستبعدة لدى السياسة الرسمية، فإنه يقتضي على الأقل إستدعاء رئيس الدولة أو وزير الخارجية السفير السوري وتحميله رسالة شديدة اللهجة الى سلطات بلاده، والطلب إليها فيها التعهد بعدم تكرار الإعتداء كذلك التعويض عن الإنتهاكات وقتل لبنانيين".

وتساءل سعد: "كيف تتعهد سوريا للولايات المتحدة الأميركية بموجب إتفاقية دفع تعويض مقداره 500 ألف دولار عن الأضرار اللاحقة بسفارتها في دمشق نتيجة إقتحام متظاهرين لها، في وقت لا تعوّض لبنان ما تلحقه به من أضرار؟". وقال :"مماثلة مع ما حصل عند إقتلاع شجرة العديسة التي كادت أن تشعل حربا بين لبنان وإسرائيل، فليتوجه لبنان الى مجلس الأمن ويرفع الشكوى".

وأيد سعد التطوّر في الموقف اللبناني الرسمي إزاء قضية الصيادين التي ندد رئيس الجمهورية بها، وقال: "ينبغي إتخاذ تدابير أشدّ وأقسى، فالدولة ملزمة الدفاع عن السيادة، من دون أن ننسى أن هذه الإنتهاكات تؤجّج الوضع الأمني في القرى الحدودية".

وعن حادثة العريضة والتحقيقات التي أعلنت سوريا إجرائها قال سعد: "كان واضحا من التحقيقات الأولية اللبنانية أن الصيادين كانوا داخل الأراضي اللبنانية، وفي مطلق الحالات فإنه لا يجوز وفقا للقانون الدولي إقتحام البواخر الصغيرة، كما لا يجوز لسوريا قتل الصيادين أوخطفهم، بل في أقصى الحالات وفي حال ثبوت دخولهم الأراضي السورية، فإنه ينبغي محاكمتهم أو تسليمهم الى لبنان لمحاكمتهم". وتساءل: لماذا دخل عناصر المخابرات بلباس مدني الى المركب لو كانت نيّتهم حسنة، أو لو كان الصيادون هم من إجتاز الحدود السورية". وأضاف: "ينبغي أن يجري لبنان تحقيقاً في المقابل لكي يثبت كل طرف صحة أقواله، وإذا رفعت شكوى الى مجلس الأمن فللأخير أن يأخذ بالتقرير الذي يراه مناسبا أو أنه يرسل لجنة خاصة للتحقيق

 

جعجع: لا يجوز ان تكون حوادث الحرب سبباً ليتخذ بعض الكسروانيين موقفاً من القوات اللبنانية

وضع المسيحيين في لبنان والشرق لا بأس به ويجب ان نخرج من جو الإحباط

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان "وضع المسيحيين في لبنان والشرق ليس أبداً كما يُحاول البعض تصويره بالقول لنا أننا أصبحنا أقلية، إن الدهر كما تعلمون هو مدّ وجزر، يوم لك ويوم عليك، واذا كنا لن نجابه اليوم الذي علينا لن نكون جديرين بالحياة، فوضعنا لا بأس به، ولكن المشكلة هي انه في العشرين سنة الماضية كان هناك من يقول لنا لتبرير تحالفاته مع السوريين انه اذا انسحب السوريون في العام 2005 لا اعرف ماذا سيحلّ بنا؟ وقد ظهر العكس فقد انتعش مجتمعنا بشكل مغاير عمّا كانوا يُشيعون"، مؤكداً "ان تهبيط المعنويات لتبرير تحالفاتهم مع الخارج لا تعكس الواقع، فجو الإحباط المحيط بنا كلبنانيين ومسيحيين ليس بمحله ويجب ان نخرج منه بأسرع وقت ممكن".

جعجع، وخلال عشاء أقامته منسقية كسروان-الفتوح في القوات اللبنانية في معراب على شرف رؤساء بلديات ومخاتير كسروان–الفتوح وفي حضور النائب ستريدا جعجع ومسؤول منطقة كسروان-الفتوح في القوات اللبنانية شوقي الدكاش، قال "لن أرحب بكم في منطقتكم، لأنكم أنتم من يُرحب بي هنا".

واعتبر أنه "خلال مرحلة الحرب اللبنانية كنا نخوض معركة وجود أنتم أكثر ناس عايشتموها لأن أكثرية شبابكم كانوا مشاركين فيها بشكل من الأشكال، وبعد فترة الحرب انقض عهد الوصاية علينا، وقد شاءت الظروف ان مرحلة ما بعد الحرب قد قضيتها كلّها في كسروان من غدراس، ثم بزمار واليوم في معراب وطبعاً دون أن ننسى الحصة الكبيرة لمنطقة يسوع الملك".

وأكّد جعجع أنه "بالرغم من انتماءاتنا السياسية المختلفة في كسروان فنحن جميعنا أخوة، ومن خلال مراقبتي لهذه المنطقة تساءلت: لماذا كسروان بعيدة عن القوات؟ ولماذا ليست في المكان الذي يجب ان تكون فيه؟ فاذا استعرضتُ كسروان كما أراها من طانيوس شاهين الى فؤاد شهاب الى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، لا يوجد فيها شيء يُشبه الفريق الآخر، انا أعرف كسروان على أيام الرئيس فؤاد شهاب الذي كان رجل الدولة بامتياز بالنسبة لي"، مستذكراً "كيف صوتت منطقة كسروان-الفتوح للحلف في عزّ أيام الرئيس شهاب".

وتابع: "قال لي البعض: كيف تريد كسروان ألا تكون على هذا النحو وهناك عملية الصفرا والانتفاضات التي حصلت؟ فأجبته حين حصلت هذه الانتفاضات وعملية الصفرا كانت كسروان قواتية أكثر مني، والشيخ بشير الجميل قد انطلق عملياً من كسروان قبل أي منطقة أخرى"، لافتاً الى ان تلك الحوادث كانت حوادث حرب ولا يجوز ان تكون سبباً ليتخذ بعض الكسروانيين موقفاً من القوات اللبنانية".

وأضاف "صحيح انه حصلت خلال الحرب مخالفات عديدة ولكننا لسنا نحن المخالفات بل نحن المقاومة، تأكدوا ان من كنتم ترونهم في الأحياء والقرى لم يكن لهم علاقة بالقوات، لأن القواتيين الحقيقيين كانوا إما في غرف العمليات أو على الجبهات".

وقال: "ان أكثر مجموعة في تاريخ لبنان والمسيحيين قد ظُلمت هي القوات اللبنانية، بالطبع حصلت تجاوزات أيام الحرب ولكن هذه الأخطاء ارتكبها اولادنا وأولادكم، لذا لقد وجدتُ ان من واجبي أن أعتذر في مناسبة كبيرة كقداس الشهداء عام 2008".

أضاف جعجع: "ان البعض يطرح ان القوات تريد ضرب دور العائلات، وعندما ننخرط في أحزاب أيعني ذلك اننا لم نعد ابناء عائلات؟ فنحن نعمل من أجل العائلات. لا نريد ان نأخذ دور السياسيين التقليديين بل لدينا طرح سياسي كبير ونظرة معينة لخلاص لبنان، ومن يتشارك معنا هذه النظرة سنتشارك معه في كلّ شيء، فأنا على أفضل علاقة شخصية مع سياسيي كسروان التقليديين، ومن يتشارك معنا في نفس المسار لبناء الوطن نضعه على رأسنا لأننا لسنا حزباً بالمعنى الضيق للكلمة".

ولفت الى ان "لبنان يحتاج الى طريقة تصرف معينة للخلاص، ففي هذه الأمور لا يوجد صداقة بل سياسة معينة ونحن لا نستهدف احداً ولا نريد أخذ مكان أحد لكن جلّ ما فيه ان لدينا نظرة سياسية معينة للبنان ومن يتشارك معنا هذه النظرة لا مشكلة لدينا معه ولا مع عائلته أو منطقته ولا مع طائفته"، مشدداً على ان السياسة اليوم تحتاج الى تكتلات وتحالفات كبيرة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة أو لتمرير اقتراحٍ ما في المجلس النيابي عبر تشكيل قوة وازنة تؤثر في مجلسي النواب والوزراء".

ورأى ان "وضع المسيحيين في لبنان والشرق ليس أبداً كما يُحاول البعض تصويره لنا، فالبعض يقول لنا أننا أصبحنا اقلية. فالدهر مدّ وجزر، يوم لك ويوم عليك، واذا كنا لن نجابه اليوم الذي علينا فلن نكون جديرين بالحياة، فوضعنا لا بأس به ولكن المشكلة هي انه في العشرين سنة الماضية كان هناك من يقول لنا لتبرير تحالفاته مع السوريين اذا انسحب السوريون في العام 2005 لا اعرف ماذا سيحلّ بنا؟ وقد ظهر العكس فقد انتعش مجتمعنا بعكس ما كانوا يُشيعون"، مضيفاً "ان تهبيط المعنويات لتبرير تحالفاتهم مع الخارج لا تعكس الواقع، ان جو الإحباط المحيط بنا كلبنانيين ومسيحيين ليس بمحله ويجب ان نخرج منه بأسرع وقت ممكن".

بدوره، ألقى مسؤول منطقة كسروان–الفتوح في القوات اللبنانية شوقي الدكاش كلمة قال فيها "ان القوات اللبنانية تعتبر ان كسروان-الفتوح كانت وستبقى قلعة عاصية من قلاع المقاومة اللبنانية، فبين القوات وكسروان تاريخ طويل من التعاون والتفاعل والتضحية اذ لا يوجد قرية الا وفيها أرزة شهيد".

وأضاف: "ان القوات ليست دخيلة على كسروان والفتوح بل هي من صلب نسيجها الاجتماعي والسياسي والعائلي والحزبي، وآلاف شباب القوات من كسروان-الفتوح ينتمون اليوم الى صفوف الحزب من جردها ووسطها وساحلها".

وختم الدكاش بالقول "ان تجربتنا في الانتخابات البلدية والاختيارية والتعاون والتوافق مع العائلات والتيارات والأحزاب السياسية في غالبية القرى والبلدات الكسروانية ما هي الا دليل على تفاعلنا مع مكونات هذه المنطقة وانفتاحنا على كل الفاعلين فيها فهذه قناعتنا وبتعاوننا الصادق معكم نحن قادرون على المساهمة بمستقبل افضل لهذه المنطقة".

وتجدر الاشارة الى انه قد شارك في العشاء 38 رئيس بلدية و70 مختاراً إضافةً الى فاعليات كسروانية ومسؤولي القوات اللبنانية في مدن وقرى كسروان-الفتوح.

* موقع القوات اللبنانية

 

قريبون من سليمان لـ"الجمهورية" ردا على عون: يريدنا ان نصدق أن المؤامرة الكونية مستمرة عليه وعلى صهره

"14 آذار": كلامه لا يخرج عن سياق الإفتراءات والأضاليل

صحيفة الجمهورية

في الوقت الذي حرص قصر بعبدا على عدم الرد على مواقف عون وهجومه على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مشدداً على "أن رئيس الجمهورية لم ولن يدخل في أي جدل من هذا النوع فهو يعمل من ضمن المؤسسات الدستورية وما يمليه عليه الواجب"، قال قريبون من سليمان لـ "الجمهورية" ان "عون يريدنا ان نصدق أن المؤامرة الكونية مستمرة عليه وعلى صهره". أضافوا: "عملنا وعمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ما أمكن لإرضاء عون ولتقريب وجهات النظر في الكثير من القضايا لكن كل هذا العمل والجهد ذهب هباء... وها هو الجنرال يهاجم ويصول ويجول أمام مناصريه ووزرائه ونوابه، يستحضر الروايات والشائعات التي تجاوزتها التحقيقات والمعلومات الموثقة ولا يريد أن يناقشه أحد ويتصرف كأن له جمهوريته الخاصة بعيدا عن الجمهورية التي يعيش فيها".

وقال هؤلاء: "سنبقى صامتين في هذه الفترة ولكن إلى حين، ولما تأتي ساعة الحديث ستكشف حقائق كثيرة ومخيفة لا يمكن ان تجعله مستمرا في حملة التضليل".

وأسف هؤلاء لأن عون لم يسمع حتى اليوم ممن نصحوه بتغيير أسلوب التعاطي مع الحلفاء وحلفاء الحلفاء والمسؤولين وتغيير منطق المؤامرة. وقالوا: "يتحدث عن التزامه بالدستور وما تقول به القوانين ولا يقبل بالقوانين المعمول بها ولا يقدم البديل سوى بنظريات بالية".

بدوره، استغرب مصدر قضائي ما ورد على لسان عون وتشكيكه بالقضاء اللبناني "وقد نسي ان القضاء في عهدة وزير يلتقي وإياه يوميا وهو عضو في تكتل الإصلاح والتغيير".

وقال المصدر لـ "الجمهورية" ان المطلوب توضيحات من وزير العدل شكيب قرطباوي الذي يعرفه قصر العدل نقيبا للمحامين قبل ان يكون وزيرا مؤتمنا على السلطة القضائية. لكن المصدر استدرك بالقول: إن في صمت الوزير قرطباوي كلاماً مدويا، وقد يكون في فيه ماء كثير .

ومن جهته، رفض مصدر في قوى 14 آذار التعليق على مضمون كلام عون، "لأنه لا يخرج عن سياق الافتراءات والأضاليل التي يكررها باستمرار، وبالتالي لم يقل جديدا على هذا المستوى، إنما مجرد كلام ممجوج لا يستند إلى أي وقائع وإثباتات"، وقال لـ"الجمهورية": "لكن ما يجدر التوقف عنده، هو حال التوتر التي بدت ظاهرة على عون بشكل استثنائي والعائدة إلى الأسباب الآتية:

أولا ـ وصول مشروعه السياسي إلى أفق مسدود، الأمر الذي دفعه إلى إعادة إعطاء الأولوية للتوتير الداخلي بغية تحوير أنظار كادراته وأنصاره عن الخيارات الفاشلة التي انتهجها.

ثانيا ـ انسداد مشروعه السلطوي لجهة عدم قدرته على ترجمة وعوده لقواعده بتوظيفات وخدمات.

ثالثاـ فشل تجربته الحكومية التي روج لها طويلا على قاعدة أن خروج 14 آذار من السلطة يفتح الباب أمام الإصلاح والتغيير.

رابعاـ شعوره بأنه بات محاصرا داخل الحكومة من خلال التحالف الرباعي الذي يضم الرؤساء الثلاثة زائد النائب وليد جنبلاط.

وقال المصدر: "لكل هذه الأسباب وغيرها يرفع عون صوته من أجل إسماع سوريا و"حزب الله" سخطه وغضبه في محاولة لجرهم إلى إنقاذه بالتدخل لدى مكونات الحكومة وإلا "أعذر من أنذر"، بمعنى أنه يهددهما بترك الحكومة وفك تحالفه معهما، هذا التحالف الذي بات برأي أنصاره على حساب التيار وشعبيته".

 

مختصراً الدولة في شخصه. .."اللواء": معركة عون بدأت بهدف تحصين وضعه الانتخابي إزاء الانهيارات التي بدأ يلمسها في الشارع لمصلحة خصومه الانتخابيين

المصدر: اللواء

 لم تستبعد مصادر سياسية مطلعة، أن يكون ما يستعد له رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون، من خلال تعبئة أنصاره ودعوتهم للاستعداد للتظاهر، محاولة استنساخ لتحرك قوى "8 آذار" في الوسط التجاري من العاصمة، في أواخر العام 2006، حيث اعتصم "حزب الله" وحلفاؤه في هذا الوسط ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، مهدداً باحتلال السراي الحكومي، واستمر على هذا المنوال حتى أيار من العام 2008، ولكن مع اختلاف الأهداف والطروحات والنتائج المترتبة عن مثل هذا التحرك، سيما وأن المعطيات التي رافقت تحرك "حزب الله" على الصعيدين الداخلي والإقليمي تختلف بالكامل عن المرحلة الحاضرة، خصوصاً مع انهيار العلاقات العربية والإقليمية وتبدل المعطيات في سوريا.

ولاحظت المصادر عبر صحيفة "اللواء"، أن حركة عون التي يتم تجميع عناصرها غير معروفة الأهداف أو غير مفهومة، وما إذا كانت تهدف إلى تحقيق مكاسب راهنة أو مستقبلية، أم التمهيد لترحيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بالتزامن مع التحضيرات الجارية لإتمام زيارة الأخير إلى فرنسا في التاسع من شباط المقبل، أو انها تستهدف المحكمة الدولية، مع اقتراب موعد التجديد لها في أواخر الشهر المقبل، أو احداث فراغ في لبنان تستفيد منه دول الجوار لتخفيف الضغط عن سوريا، ام انها تهدف من مجمل هذه الأهداف، انتزاع الأموال لخطة صهره الوزير جبران باسيل، وتحقيق غرضه بفرض تعيينات في القضاء لمصلحته؟!.

في كل الأحوال، تعتقد المصادر المطلعة، أن معركة عون لانتخابات العام 2013 بدأت باكراً، بهدف تحصين وضعه الانتخابي، إزاء الانهيارات التي بدأ يلمسها في الشارع لمصلحة خصومه الانتخابيين، علما أن ضحايا هذه المعركة ستكون بالتأكيد نسف الاتجاه الرئاسي لاطلاق الحوار الوطني، والشلل الذي سيصاحب العمل الحكومي سواء بالنسبة إلى التعيينات، أو لمجمل المشاريع المطروحة للمرحلة الراهنة، ولا سيما مشروع الموازنة وقانون الانتخاب.

و لفتت مصادر حكومية الى ان جلسة مجلس الوزراء المقررة الثلاثاء المقبل والمخصصة لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي، اضافة الى معاودة البحث في مشروع الموازنة، ستكون محكاً للاستقرار الحكومي، في ضوء الهجوم غير المسبوق الذي شنه عون امس، مختصراً الدولة في شخصه، مشككاً بشرعية الرؤساء الثلاثة وبالقضاء، من دون ان يوفر احداً في فريق المعارضة، سواء ما اسماه "بالحريرية السياسية" او الشهداء الاحياء، واصفاً اياهم "باللصوص الاحياء"، الامر الذي دفع النائب مروان حمادة المعني بهذا الوصف، الى الرد ليلاً على عون بألفاظ تماثل المستوى الذي نزل اليه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح"، عندما اعتبر شهداء الوطن بانهم مزيفون.

وسخفت المصادر من هجوم عون، مشيرة إلى ان هدفه بات معروفاً للمراجع الرسمية، وهو تعويم صهره الوزير باسيل، ازاء الحملة التي تستهدفه على خلفية الكهرباء وفضيحة المازوت، وغضبه بعدما ترامى اليه بأن البطريرك الماروني بشارة الراعي يؤيد تعيين القاضية أليس شبطيني لرئاسة مجلس القضاء الاعلى، خصوصا وانها كانت قبل ايام قد ثبتت تهمة التعامل مع اسرائيل للعميد فايز كرم، عضو قيادة التيار الحر، إلى جانب تخفيف الحنفية الايرانية.

 

زهرا: حمادة ساهم بالوصول الى ربيع بيروت الذي استلهمته الشعوب العربية

وجّه عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا "رسالة مفتوحة" إلى النائب مروان حمادة، جاء فيها: "عزيزي مروان، لأنك كنت في طليعة المناضلين الذين اكتشفوا أن خلاص لبنان من الوصاية والاحتلال والنظام الأمني المشترك يستوجب تلاقي مكونات لبنانية متعددة تقول بـ"لبنان أولاً" وتنادي بالحرية والسيادة والاستقلال، حاولوا قتلك في تشرين الأول 2004، وشاءت العناية الإلهية أن تدفع من اللحم الحي ثمن مواقفك الوطنية الثابتة وأن تصير "الشهيد الحي" و"الشاهد الفاعل" على كل الأحداث المهمة التي واكبت تلك المرحلة وصولاً إلى زلزال 14 شباط 2005 (اغتيال الرئيس رفيق الحريري) والخروج الى الحرية في 14 آذار من العام نفسه". وتابع زهرا، في رسالته مخاطبًا حمادة: "هذه المقدمة تدفعني الى التفكير العميق في الرابط بين ما تعرضت له يومها وتزامنه مع التحضير لثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال، وما كان قبلها وبعدها في مواقفك تحت قبة البرلمان وعلى المستوى الشعبي، وهي ساهمت في الوصول الى ربيع بيروت الذي استلهمته الشعوب العربية في سعيها التالي نحو الحرية والديمقراطية"، وأضاف: "لأنك صاحب جرأة أدبية لا تهادن، وصاحب مواقف وطنية لا تساوم، تعرضت لمحاولة إسكات أولاً، ولمحاولات تشويه سمعة وسيرة وتاريخ راهنًا، وقد واجهتها كلها بإيمان لا يتزعزع وبثقة كبيرة بالله وبخلاص لبنان جعلت من هامتك رمزًا استقلاليًا تستلهمه الأجيال ويكتب عنه التاريخ ان حكى".  وختم زهرا رسالته بالقول: "مروان أعرف مثلك أن وحدها الشجرة المثمرة تُرشق بالحجارة، وأن شجرة عائلتك أعطت في الماضي وتعطي اليوم لبنان كي يبقى حرًا سيدًا، وحفظك الله".  (المكتب الإعلامي لزهرا)

 

واحد نوري": "ولك ضبّوا هالجنرال"! 

الشرق /ميرفت سيوفي

حان الوقت لتطوّع مجموعة من الباحثين النفسيين والعقليين والاجتماعيين والأخلاقيين لإجراء تقييم أخلاقي وعلى المستويات الأخرى كافّة لميشال عون، بعد حفلة «الفجور السياسي» التي أطلّ بها بالأمس بات مخجلاً أن يكون في لبنان سياسيين من هذا المستوى، ولا يستطيع أن يجاريهم في سفاهة تزور الحقائق السياسية والتطاول على كلّ المقامات، إلا من هو مثلهم أو أسوأ منهم، فكلّ إطلالة كهذه لميشال عون لا يجاريه في الردّ عليه بمثل ما ينضح به معينه السياسي إلا واحداً كـ «عاصم قانصو» أو «نجاح واكيم»، و»وئام وهاب» ربما وقد لا يتفوق هؤلاء عليه في انحدار مستوى خطابه السياسي!!

بداية ندعو الجمعيات اللبنانيّة إلى وقفة تردّ بها على رجل جاوز كلّ حدود الأخلاق بقوله: «بلد متخلّف ضميرياً وعقلياً واخلاقياً»، هي واحدة من نكبات الحقبة السورية التي سيطرت على لبنان وزرعت عام 1989 رجلها وبعدما «عشّمته بحلق الرئاسة فخرّم أذنيه استعداداً» غيّرت رأيها أو ادّعت ذلك وبعد أقل من عامين كان لبنان كلّه قد أطبق عليه الفكّ السوري!! ولم يتردّد الجماعة في استعادته وإعادته إلى لبنان ليلعب دوره القديم الجديد، ولم يتردّد هو في تنفيذ أوامر فرط ثورة الأرز في لبنان!!

بالأمس خاطب ميشال عون ما تبقّى من كوادره: «إجتماعنا اليوم معكم وأنتم مسؤولون بالتيَّار الوطني الحر، يجعلكم أمام مسؤولية أن تحددوا طريقة التعبئة حتى عندما نطلب منكم تكونوا على استعداد للنزول للتظاهر و(نفرجي)»، «ولك شو بدّك تفرجي تتفرجي... شفناك فوق وشفناك تحت.. وبضاعتك فاسدة وكاسدة»!!

لميشال عون تصنيف لا أخلاقي للناس، بالأمس قال: «إذا أتينا بـ»واحد نوري» وأعطيناه إخباراً عن التزام حصلت فيه سرقة يبدأ فوراً بالتحقيق فيه، وهم في الملف المليء بالأخطاء لا يبدأون بالتحقيق، وأدعو النائب العام المالي ان يقول أين التحقيق، فلا احد يستطيع ان يحمي احداً، و»بدّنا» نسأل»!! دعنا أولاً نحقق في أقرب السرقات الفظيعة التي نفّذت برعاية صهرك المدلل وذهبت بموجبها 15 مليون دولار إلى جيبة من لا نعلم، واليوم وزارة الاقتصاد أشارت إلى صعوبة في التحقيق بجريمة سرقة فقراء وأغنياء اللبنانيين!!

بالأمس هاجم ميشال عون رئيس الجمهورية، كمواطنة وكصحافية، لا أجد لزاماً عليّ الدفاع عن رئيس لم يدافع عن قسمه وتركه يسقط سطراً سطراً ولا نجد له في ذلك عذر، ولكن لا نجد عذر أيضاً لرئيس لا يُدافع عن نفسه في وجه حملة مسعورة تنهشه يومياً؟!

بالأمس تساءل ميشال عون «هل هذه دولة أم عصابة»؟! والجواب يعرفه عون، فمنذ باتت الدولة تُدار بعقلية صهري يا عمرو ما يكون في دولة ولا بلد ولا حكومة، أصبح اللبنانيون يخضعون لأكبر منطق مافيا ابتزاز عائلي تتوزع الأدوار واحد يدير الفساد وصفقات مكاسب العائلة، وآخر «يفجر» ويظهر مستوى أخلاقه السياسيّة متكلاً على سياسة «الفاجر أكل مال التاجر»، والتاجر هذه المرة الشعب اللبناني، بالأمس استمع «واحد نوري» إلى ما قال ميشال عون لم يعلّق بأكثر: «واحد نوري؟! ولك ضبّوا هالجنرال، أحسن ما يطلع معنا منّو... حليب النور»!!

 

 الولد المدلوع قليل التهذيب 

عوني الكعكي

رحم الله الذين أسموه جبران، ربّما تيمّناً بأديبنا العالمي الكبير جبران خليل جبران. ولكن أين الثريا من الثرى؟

ويُقال عنه إنه »الطفل المعجزة«، ولكن، في الحقيقة والواقع، هو طفلٌ مدلوع وبلا تهذيب أيضاً. ولم تسجّل السياسة في لبنان أحداً على مثاله.

إنّ الاختلاف السياسي حقّ، وربما هو واجب أيضاً تحقيقاً للديموقراطية، وتأكيداً على التنوع... ولقد عرف لبنان أنماطاً عديدة من السياسيين الذين نشبت بينهم خلافات حادة، بل نشبت حروب أيضاً. ولكنهم كانوا يحفظون للأخلاق مكاناً وللياقة موقعاً. أمّا هذا المدلوع قليل التهذيب فيتمادى في التطاول على الكرامات، والاعتداء على الكرام.

لقد وصف النواب بالـ»مماحين«! مَن يصدّق أنّ سياسياً، مهما كان زقاقياً، يسمح لنفسه أن يتفوّه بمثل هذا الكلام؟! نحن نعرف أنّ عنده عقدة النيابة بعدما خذله الشعب مرّتين على التوالي، ولكن هذا الخذلان لا يبرّر له أن يتعامل بمثل هذه اللهجة الهابطة.

هذا الولد ألم يربّه أهله؟

ومن هو حتى يتلفظ باسم مروان حماده أو أن يأتي على ذكره ويقول فيه كلاماً ملامساً حادثة محاولة اغتياله الارهابية، بأسلوب أقل ما يُقال فيه إنه »زقاقي« فعلاً... بل انّ أبناء الازقة يعفون عن هكذا كلام. ونحن لا نتمنى له أن يمر بما مرّ به مروان حماده، ولكن لو حصل معه ذلك لكان أدرك تلك المعاناة القاسية التي كابدها حماده الذي أنقذته العناية الالهية بأعجوبة من براثن موت محتم.

ثم هو يتناول السعودية أيضاً بكلام غير معقول ولا مقبول. ونحن لا نريد أن ندافع عن المملكة العربية السعودية وعن إنجازاتها العديدة وتقديماتها التي لا تُـحصى للبنان ليس فقط وديعة المليار دولار عندما كانت الحاجة ماسة إليها لوقف انهيار العملة الوطنية، بل أيضاً المليارات التي وفرتها السعودية لمشاريع الجسور والمؤسسات والبنى التحتية، ليس من اليوم بل منذ ما قبل الحرب.

وهل يعرف هذا القليل التهذيب أنّ عمّه طلب نحو عشر مرّات بأن تأتيه دعوة من السعودية لزيارتها... فلو زار العم، ومعه الصهر المدلّل، السعودية تصبح عظيمة؟!

أما أنّ العظمة وقف على أصدقائه الايرانيين الذين لم يأتنا منهم إلاّ الخراب والدمار والموت، والسلاح المشروط استخدامه بمشيئتهم، وحرب الـ2006 التي يتباهون بها ويسمّونها انتصاراً، بينما هي تسببت بخسائر 15 مليار دولار كلفة إضافية على البلد، ناهيك عن آلاف الضحايا البشرية. وأبرز إنجازات تلك الحرب أنّ رصاصة واحدة لم تطلق ضدّ اسرائيل منذ آب 2006!

أقل ما يُقال أمام هذه الحال إنه يجب الحجر على هذا المدلوع قليل التهذيب، لا توزيره وتسليمه حقائب تهم الناس في حياتهم اليومية حيث الاستغلال و...الفشل المروّع بتدهور حال الحقيبتين اللتين شغلهما تدهوراً واضحاً.

* الشرق

 

الحجار: لن ننجر لحفلة شتائم "الوطني الحر".. ويجب أن تتحرك القيادات الدينية لـ "ينضب" عون 

السبت 28 كانون الثاني 2012

لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار إلى أنه "مِن مصلحة النظام بسوريا استهداف الأمن اللبناني في هذه الفترة بسبب الضغط المتصاعد عليه، وبالتالي قد تعود الاغتيالات للبنان"، من دون ان يستغرب "أن يكون (رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي) العميد وسام الحسن مستهدفاً للدور الذي قام به إن على رأس فرع المعلومات الذي كشف الكثير من الأمور وجنّب البلد أموراً أمنية، أو للناحية الشخصية". وفي حديث لقناة "mtv"، قال الحجار: "وزير الداخلية مروان شربل هو بنفسه من تحدّث عن التخوف من عودة الاغتيالات، ثم بعد أن تكلم معه البعض عاد عن ذلك، ونحن إذ لا نتمنى طبعاً أن تعود الاغتيالات، لكن يجب الحذر من هذا الأمر والتشدد في الإجراءات الأمنية".

ورداً على سؤال، أجاب الحجار: "من المؤسف فعلاً هذا المستوى المتردّي الذي يأخذنا إليه (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون"، وتابع: "قيادات "التيار الوطني الحر" لا يعترفون بفشلهم، ويحاولون دوماً إلقاء اللوم على الآخرين ويستعملون تعابير غير مألوفة على الإطلاق، بما يشبه العصفورية وحفلة الجنون، وهذا التردي بمستوى الخطاب السياسي يذكّر بما فعله عون نفسه عبر تدمير البلد بحرب الإلغاء (عام 1990) يوم كان قائداً للجيش، لكن هذه المرة بالقصف الكلامي". ورفض الحجار "النزول" إلى مستوى الرد على عون، وقال: "حفلة الشتائم لن ننجر إليها، وكلام "التيار الوطني الحر" ورأسه دليل إفلاس ليس إلا، ويجب أن "ينضب" هذا الرجل كما يجب على القيادت الدينية أن يتحركوا لأنه لا يمكن تركه يذهب بالبلد إلى التوتير".

وذكّر الحجار أنه في زمن "الحريرية السياسية" التي هاجمها عون تم إنشاء معمل دير عمار وإضافة كمية كبيرة على انتاج الكهرباء، وأضاف في هذا الخصوص: "غن الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو من طرح مشروع قانون إطار يصحح قطاع الكهرباء وكل الوزراء الذيت تعاقبوا رفضوه لأنه يحد صلاحياتهم ويقيّدهم في تنفيذ صفقات، والوزير (الطاقة والمياه) جبران باسيل لجأ إلى العب على الوتر الطائفي وتحجج بأن هناك من يريد إفشاله لأنه وزير مسيحي، وهذا قمة العيب".

ورداً على سؤال، أجاب الحجار: "من الطبيعي أن نعمل كمعارضة لإسقاط الحكومة وتنفيذ برنامجنا"، وتابع: "أنا تقدّمت بالإخبار حول موضوع توزيع المازوت الأحمر، وطلبت أن تتم محاسبة من يظهر متورطاً من أكبر مسؤول إلى أصغر موظف، وبحسب ما سمعت أن رئيس ديوان المحاسبة عوني رمضان هو من يتولى استجواب المعنيين بحضور المدعي العام، ووفق معلوماتي فإن هذه أول مرة تحصل كون ما أعرفه أن التحقيق تجريه النيابة عامة، ولست بمعرض التشكيك بعملية التحقيق، لكنّي أسرد وقائع، وأذكّر بأن النيابة العامة هي من تحقق لا رئيس ديوان المحاسبة، في كل حال سننتظر نتائج التحقيقات". وفي مجال آخر، شدّد الحجار على "ضرورة دعم كل الحراك الديمقراطي في العالم العربي"، وأضاف: "نحن لا نتدخل بالوضع السوري، وقد تبيّن أن الكلام عن تهريبنا السلاح إلى سوريا هو كذبة، لكن هذا لا يعني أننا لسنا متعاطفين مع الثورة السورية"، مشيراً إلى أنه "كان من المتوقع أن يتم وقف عمل المراقبين العرب بسوريا بعد كل هذه الفترة التي مرت على المبادرة العربية دون أن يتم تنفيذها من قبل النظام السوري"، وتابع: "ما يحصل يشير إلى مرحلة جديدة من التعاطي العربي والدولي مع النظام السوري ومع ملف الأزمة السورية"، وذكّر بأن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور "كان الوحيد الذي دعم النظام السوري في كلمته أمام مجلس الجامعة العربيةـ لكن لحظة أخذ القرار نأى بنفسه، وكل العرب أجمعوا على القرار الأخير (الذي دعا الأسد للتنحي)، ورغم ذلك رفض النظام السوري، وبالتالي من الطبيعي أن ينتقل العرب بتعاطيهم مع النظام إلى مرحلة أخرى".(رصد NOW Lebanon)

 

"المركزية" تنشر نص كلمة قائد شرطة دبي في مؤتمر البحرين المغلق: اميركا طرف مخيف لا حليف تحقق احلام ايران

التحالف مع روسيا والصين وتشكيل اتحاد خليجي

المركزية- شن القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان هجوما عنيفا على الولايات المتحدة الاميركية، معتبرا انها لم تعد حليفا بل باتت طرفا مخيفا تتهدد امن الخليج برمته وتحقق احلام ايران التي عجزت عن تحقيقها بنفسها، متسائلا عن سبب عدم التحالف مع روسيا التي اضحت دولة رأسمالية، داعيا الى التواصل مع الروس وتوثيق التعاون مع الصين وفرض ثقل خليجي واحد يمنع التلاعب على الخليجيين. واكد ان السنوات الخمس المقبلة ستكون محرجة لدول المنطقة اذا لم تشكل اتحادا خليجيا.

كلام المسؤول الامني الاماراتي جاء خلال مؤتمر "الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.. رؤية من الداخل"، الذي نظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة في 17 و18 الجاري، في مملكة البحرين، بعيدا من الاعلام وحضره الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، وقادة اجهزة الامن في دول الخليج اضافة الى السفير الاميركي توماس كراجيسكي الذي انسحب من المؤتمر احتجاجا على مواقف خلفان.

وحصلت "المركزية" على النص الحرفي لكلمة خلفان التي اثارت جدلا واسعا على المستوى الخليجي حيث اعتبرها البعض وضعت الاصبع على الجرح فيما رفضها اخرون وابرز ما جاء فيها:

"سأتناول ما يهدد الامن داخليا وخارجيا، قد يكون كلامي محرجا لمن في الداخل والخارج لكننا لم نأت الى هذا المؤتمر الا لنقول ما نشعر به كرجال أمن وسأستعرض 38 سببا قد يهدد الامن في الخليج:

- السياسة الاميركية في المنطقة، قد يكون هذا غير مناسب لاصدقائنا الاميركيين غير ان التجارب علمتنا ان لا صديق للاميركيين فهم ينفضون ايديهم بسرعة من اصدقائهم ولذلك فالسياسة الاميركية في المنطقة العربية ،تشكل تهديدا لان لها مآرب هي قلب الانظمة،في السابق كانوا يتحدثون عن فرض الديموقراطية، وعندما فشلوا في العراق وافغانستان بدأوا بشيء آخر هو تصدير الثورة، انتهجوا نهج الخميني وفكره واخذوا الفكرة وبدأوا بتصدير الثورة، وفق ما يقر الكتاب والمفكرون الاميركيون للاتيان بأنظمة جديدة تتلاءم والعقيدة الاميركية في تداول السلطة.

واستعرض مسلسل الثورات العربية من تونس الى مصر فليبيا واليمن والان في سوريا، والسياسة الاميركية في المنطقة قائلا: فشلت ايران في الاطاحة بصدام حسين فحققت اميركا هذا الحلم لايران.

فشلت ايران في ان يكون لها وجود فاعل في العراق فحققت اميركا حلمها. فشلت ايران في تصدير الثورة في المنطقة فنجحت اميركا في ذلك.

وتبعا لذلك، يتبين ان اميركا حققت كل احلام ايران. وان السياسة الاميركية هي سياسة تحقيق مصالح وليست نيل حقوق الشعوب، واذا كانت قضية نيل حقوق فهناك شعب فلسطيني حقوقه منتهكة اكثر من اي شعب اخر فلماذا لا تتحرك اميركا لتحصيل حقوقه وتعترف بحقه في قيام الدولة، وهي التي رفضت ذلك علنا، اذا حينما تؤكد اميركا ان مطامعها وغاياتها خيرة للشعوب لا تكون صادقة مع الاسف.

- البرنامج النووي الايراني الذي يقولون ان هدفه سلمي. بشديد الاسف اقول انني لا اصدق. قد اكون مخطئا ولكن حتى لو كانت النيات صادقة، فالخلل قد يحصل في البرنامج كما حدث بالنسبة الى التسرب النووي في روسيا. نعم ان برنامج ايران النووي يهدد الخليج والمنطقة.

– اطماع ايران في الخليج المتصلة بالثروة النفطية.

- التغريد خارج السرب. في المنظومة الخليجية ثمة من ليس معنا في موقف واحد من ايران وحتى من اسرائيل حيث هناك من يلامسهم ويتعامل معهم بأخوة كدولة فيما تقف دول اخرى في الضفة الاخرى المعارضة لاي اتصال مع اسرائيل. اذا علتنا في دولنا وسياستنا غير الموحدة ،والمغردون خارج السرب معروفون.

- تبعية العراق لايران، التي تشير معطيات عدة اليها، فاذا ظلت العراق تتبع ايران فذلك يتهددنا كخليجيين.

- تدهور الاوضاع في اليمن، التي تبقى علة لدول الخليج.

- مواجهة ايران مع اميركا. اذا ما وجدنا ان هناك نية لاميركا في مواجهة مع ايران، علينا كخليجيين الا ننساق ابدا خلف اميركا في هذه الحرب لانها ليست من مصلحتنا.

- عدم تطوير الانظمة الخليجية وعدم احداث اي تطوير في الحكم العائلي، اذ ان العقل البشري بات عاجزا عن استيعاب حاكم لمدى الحياة، ويجب تحديد مدة للحكم بحيث حين يصل الحاكم الى عمر معين ينتقل الحكم الى اخر بطريقة سلسة.

- التدخل الاجنبي في الشوؤن الخليجية ولا سيما من ايران التي تتدخل في شؤون دول الخليج كافة.

- تبني عدد من الدول الخليجية لمتطرفين. وكل دولة خليجية تتبنى سلفيين او شيعة او اخوان تجني على نفسها حيث سينقلب السحر على الساحر.

- تأجيج النزاعات والخلافات الطائفية بين كتابنا ومشايخنا حيث يلعن السني الشيعي والعكس.

- اتساع الفجوة بين الحاكم والمحكوم.- تفاقم البطالة في دول الخليج.- فقدان العدالة الاجتماعية.- عدم سيادة القانون.- الفساد المالي والاداري وتفشيه في الحكومة. قمع الحريات-عدم وجود ضمان اجتماعي في معظم دول الخليج.- التسلط والتعسف والطغيان للاجهزة الامنية.- حصرية المناصب بشخصيات عائلية حتى لو كانت غير جديرة ومؤهلة. - هدر المال العام.- تضخم في الصندوق السيادي والمواطن مفلس.- تدهور الاوضاع الاقتصادية.- الهجرات والاختلال في تركيبة السكان والشعور بعدم الامان.

- التنشئة الدينية وضرورة تعليم الاخاء والتعاون.- فقدان الولاء للوطن.- التصريحات المتهورة اليومية لايران.- الاعلام المسيّس القائم على تأجيج المنطقة.- غياب الاتحاد الخليجي.

 

الغداء السنوي ل"حركة الاستقلال" في كازينو لبنان

ميشال معوض: معركتنا مستمرة حتى تحويل هذا المرفق الى مؤسسة رائدة

شعارات الاصلاح والتغيير كانت لتغطية المشروع الايراني والوصول الى السلطة

وطنية - 28/1/2012 أقامت خلية "حركة الاستقلال" في كازينو لبنان، حفل غدائها السنوي الاول، في مطعم "السراي" في ساحل علما، وتم في خلاله تكريم رئيس الحركة ميشال معوض وتقديم درع "وفاء وتقدير" له من خلية الحركة في الكازينو. شارك في الحفل، الى معوض وعقيلته ماريال، النواب هادي حبيش، أنطوان زهرا، بطرس حرب، نديم الجميل وسامي الجميل ممثلا برئيس اقليم كسروان الكتائبي سامي خويري، النائب السابق جواد بولس وعقيلته رندى، عضوا الامانة العامة لقوى 14 آذار المحامي يوسف الدويهي ونوفل ضو، ميشال مكتف، جوزف أبو شرف، ممثل عن "حركة التغيير" المهندس جهاد الرموز، رئيس بلدية جبيل زياد حواط وعدد من كوادر "حركة الاستقلال" والمسؤولين فيها وأعضاء خليتها في كازينو لبنان. بداية النشيد الوطني، فنشيد الحركة الإستقلال، ثم كلمة لعريف الاحتفال ايلي سعد قال فيها: "أحذر رفاقي في الرابع عشر من آذار من أن نتحول من مشروع دولة الى مشروع سلطة، حان الوقت لبلورة رؤيا بنيوية على مستوى ربيعنا وربيع العرب، سقط بن علي، سقط مبارك، سقط القذافي، رحل صالح، ويسقط الأسد. العدالة تتحقق في المحاكم وأحيانا تتحقق في ثورة الشعوب. وسيبقى لبنان ربيع العرب، سيدا حرا مستقلا ديموقراطيا؛ كلنا للوطن".

معوض

ثم كانت كلمة رئيس "حركة الاستقلال"، وجاء فيها: "انه الاحتفال الاول لخلية حركة الاستقلال في كازينو لبنان، المفارقة ان هذه الخلية التي اطلقتموها منذ بضعة اشهر ليست صنيعة هذا اليوم. انها ثمرة نضال خضتموه دفاعا عن الحق والعدالة والحرية في كازينو لبنان منذ عهد الوصاية. نعم خضتم هذا النضال في مواجهة النظام الامني لاسقاط الوصاية الامنية عن كازينو لبنان، لتثبيت حق التظاهر وحقوق الموظفين والعاملين، حتى ولو على حساب مواقعكم ووظائفكم ولقمة عيشكم". وقال: "اسقطنا معا في 14 اذار النظام الامني. ولكن ذهنية الوصاية ومفاعيلها لم تسقط في كازينو لبنان. ومعركتنا معا مستمرة حتى اسقاطها نهائيا وحتى تحويل هذا المرفق الى مؤسسة وطنية سياحية رائدة وفي قلب كسروان بالذات يفتخر بها كل لبنان". أضاف: "نذكر باننا على ابواب استحقاق انتخابي لنقابة الالعاب، استحقاق سنخوضه معا بيد واحدة وبكلمة واحدة وبموقف واحد موحد. سنخوضه بالتزام كامل من دون اي مسايرة او مساومة. لا يجوز ان نسمح ان يعاد خطف النقابة وتتحول من جديد الى اداة طيعة في خدمة بعض القوى السياسة على حساب حقوق الموظفين. كما علينا ان نؤكد عبر هذه الانتخابات، ومن قلب كسروان، ان الخيار المسيحي ثابت ونهائي الى جانب لبنان، الى جانب الكيان والسيادة والدولة، الى جانب الدستور والحريات والميثاق والنظام الديمقراطي، في مواجهة مشروع وصاية السلاح على لبنان". وبعدما حيا "مناضلي الثورة السورية وشهدائها"، تلا نص "الكتاب المفتوح" الذي وجهه "المجلس الوطني السوري" الى الشعب اللبناني منذ أيام، ووصفه بأنه "مبادرة تاريخية وخير برهان على ان الثورة السورية تشكل فرصة حقيقية لاستعادة سيادتنا وبناء دولة فعلية في لبنان".

وقال: "تسقط الديكتاتوريات ومعها تسقط اوهام ورهانات البعض بمصادرة لبنان وضرب نظامه بالاستقواء وبقوة السلاح، حتى انه اصبح هناك قوة ممانعة في الحكومة التي شكلوها تحت ضغط القمصان السود لخدمة وضع يدهم على لبنان. تسقط الديكتاتوريات ومعها تسقط ورقة التين التي تتلطى بها شعاراتهم. كيف لهم بعد الان اعطاءنا دروسا في الاصلاح والتغيير بعد اداء وزرائهم في الحكومات المتتالية؟ سقط القناع والحقيقة اصبحت ساطعة كنور الشمس وشعارات الاصلاح والتغيير كانت لهدفين: تغطية السلاح والمشروع الايراني والوصول الى السلطة. الديكتاتوريات تسقط ومسؤولياتنا التاريخية تكبر. اعود واكرر الى الحلفاء في 14 آذار: لم يعد مقبولا بعد الآن ان نبقى نشكل مجرد الفريق الضد. علينا ان نبادر فورا الى بلورة رؤية شاملة لاستعادة السيادة والعبور الى الدولة كي لا نتحول من مشروع دولة الى مجرد مشروع سلطة".

مروان معوض

كما كانت كلمة لرئيس الخلية مروان معوض قال فيها إن الخلية أرادت من هذا اليوم يوما مميزا "لتعزيز أواصر الود والمحبة والإحترام"، مردفا "من أجل مستقبل زاهر ومنتج في الشركة، نضع نصب أعيننا الضمير المهني والمناقبية والوفاء للموظف والشركة. نريد موظفا منتجا وإدارة عادلة وصاحبة رؤية مستقبلية من أجل إزدهار الشركة، ونطالب الإدارة بأن تضع حدا للحؤول دون ممارسة الكيدية والإستنساب في كل القطاعات والأقسام". وطالب النقابات ب"أن تبقى حرة وغير مرتهنة وأن تعمل للحفاظ على كامل الحقوق المكتسبة"، مشددا على هذه النقابات وعلى الإدارة "على تثبيت الموظفين في قسم الألعاب (الديلر)، فهؤلاء هم من حملة الشهادات الجامعية ومن خيرة شاباتنا وشبابنا. وبتثبيتهم نكون قد أوقفنا هجرة النخبة من جيلنا الواعد. وأي بلد لا يحافظ على مستقبل أجياله يزول".

وختم: "إننا على مسافة قريبة من إستحقاق مهم في الشركة وهو إجراء انتخابات تكميلية لنقابة ألعاب الميسر، وفي هذه المناسبة ندعو جميع الأفرقاء الممثلين في قوى 14 آذار والمخلصين الأوفياء الى التضامن والتكاتف من أجل تحقيق الإنتصارات". كما كانت كلمة لرئيس نقابة العاب الميسر جاك خويري.

درع وفاء

وفي ختام الحفل قدمت خلية الحركة في كازينو لبنان، إلى رئيس الحركة، درع "وفاء وتقدير".

 

تصريح سليماني عن اقامة دويلة اسلامية في جنوب لبنان وزيارة جعجع الى كردستان نموذجان لدويلات الشرق الاوسط الجديد

المركزية – ترتسم في الافق السياسي للمنطقة والشرق الاوسط ككل معالم تحالفات دينية ومذهبية جديدة. وفي حين تتوقف اوساط مراقبة عند تصريح قائد الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني حول النفوذ الايراني في لبنان وتشجيعه حزب الله اقامة دويلته الاسلامية في الجنوب من جهة والمعلومات المتداولة حول وجود تعاون امني عسكري بين ايران وحزب الله في لبنان، تكشف الاوساط نفسها عن بعض اهداف وتفاصيل زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى كردستان. وتقول ان "زيارة جعجع الى اربيل في الفترة ما بين 14 و15 الجاري عززت اجواء التوتر بين رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والقيادات الكردية التي تعاني أصلا من تداعي استقبال الاكراد لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في كردستان". وتضيف: "ان جعجع سعى من خلال زيارته هذه الى اثارة وضع المسيحيين في سوريا وبعض الدول العربية التي شهدت ثورات اطاحت بالانظمة الحاكمة وادت الى وصول القيادات الاسلامية الى المراكز القيادية والى بروز التيارات السلفية في الواجهة السياسية". وتؤكد ان الملف السوري احتل جزءا كبيرا من محادثات جعجع في اربيل، حيث تحاول الحكومة الكردية المحافظة على التوازن الصعب بين تأييدها الطبيعي للسنة في المنطقة من جهة وسعيها لعدم اغضاب طهران والتضييق على الاكراد السوريين من جهة ثانية. وتلفت الاوساط في هذا الاطار، الى "الحفاوة البالغة التي استقبل بها جعجع كزعيم مسيحي لبناني من قبل السلطات الكردستانية على رغم كونه جزءا من قوى الرابع عشر من آذار واحد اكبر معارضي حزب الله. وتؤكد الاوساط ايضا سعي اربيل لعكس صورة ايجابية للاقليم تعكس التسامح والقبول بالآخر في وقت تشهد مناطقها ازدهارا اقتصاديا لا سابق له حيث يتسابق المستثمرون الاجانب للعمل في الاقليم.

كذلك تكشف الاوساط عن ان "جعجع الى جانب لقاءاته برئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ورئيس البرلمان والامين العام للحزب الديموقراطي الكردستاني وعدد من الشخصيات المسيحية، التقى ايضا بالرجل الثاني في وزارة الخارجية التركية فيردون سيز لاوغلو الذي صودف وجوده في اربيل في زيارة رسمية واثار معه الازمة السورية وما يرافقها من احداث ومصير المسيحيين هناك في حال سقوط النظام وقيام احلاف وتكتلات جديدة ترتسم معالمها في اطار ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد".

وتلفت الاوساط الى ان "زيارة جعجع لكردستان تزامنت مع زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى لبنان ولقائه مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للتعبير عن اهتمام بلاده بالتعايش السلمي بين الطوائف المختلفة وتأكيده ألا يدفع المسيحيون ثمن ثورات الربيع العربي. وهي رسالة تعني ايضا ومن خلال الوجود المسيحي في لبنان، مسيحيي سوريا ودفعهم الى التريث قليلا في تأييدهم للنظام القائم والسلطة الحاكمة في سوريا. وتختتم الاوساط بالاشارة الى "صراع اميركي – ايراني في محوره الاول يقدم على التشجيع على اقامة دول مختلفة الطوائف تتمثل بنموذجيها لبنان وكردستان وفي محوره الثاني تدور حول العودة الى الشريعة الاسلامية وتنامي السلفية وقيام الدويلات الاسلامية، خصوصا ان في الافق ما يشجع على ذلك ويظهر صورته اكثر في حال تنفيذ اسرائيل هجومها الموعود على المنشآت النووية الايرانية".

 

لماذا يجب شكر قاسم سليماني؟

لم يعد من مجال لطرح اسئلة تفسّر السياسة الايرانية او ما تطمح اليه ايران، اقلّه على الصعيد الاقليمي.

 ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله

  لا بدّ من توجيه شكر حار، باسم كلّ لبناني وعراقي وعربي الى الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري" الايراني. قال ما يعجز كثيرون عن قوله في العلن. قال ما يفترض بايّ قائد عسكري او سياسي جريء قوله. قال الحقيقة من دون مواربة. قال ان ايران تسيطر على العراق وعلى جنوب لبنان كما انها تهدد الاردن وتعمل من اجل السيطرة عليها. اعتبر العراق ولبنان مستعمرتين ايرانيتين وان الجهود مستمرة كي تكون الاردن في الوضع نفسه مستقبلا. لم يعد من مجال لطرح اسئلة تفسّر السياسة الايرانية او ما تطمح اليه ايران، اقلّه على الصعيد الاقليمي.

هناك واقع لا مفرّ من العرب التعاطي معه. أكان ذلك في العراق او في لبنان. وما ينطبق على العرب عموما في ما يخص هذا الواقع، ينطبق الى حدّ كبير على الولايات المتحدة والدول الاوروبية التي يبدو ان ليس لديها ما تفعله سوى السعي الى تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران. تفعل ذلك في انتظار ان يفهم النظام في ايران ان العالم لا يمكن ان يقبل بقوة اقليمية مهيمنة في الشرق الاوسط وانّ على كلّ دولة، مهما بلغت رغباتها في الهرب من ازماتها الى خارج حدودها، استيعاب ان ثمة حدودا ليس في استطاعتها تجاوزها.

في انتظار ان يستوعب النظام الايراني الحدود، التي لا يستطيع ولن يستطيع تجاوزها يوما، لا مفرّ من الاعتراف بانه يسيطر على لبنان والعراق ويعمل من اجل اثارة الاضطرابات في المملكة الاردنية الهاشمية وفي بلدان اخرى لا حاجة الى تسميتها كلها، اذ يمكن الاكتفاء بالبحرين واليمن.

ما قد يكون اهمّ من ذلك كله، ان الجنرال سليماني يتصرّف من منطلق ان سوريا باتت في الجيب الايرانية. بالنسبة اليه، لا وجود لمشاكل لدى النظام السوري الذي يقف "كلّه" مع النظام. يناقض قائد فيلق القدس نفسه بعد ذلك عندما يعترف بوجود اضطرابات في سوريا، لكنّ المعارضة "لم تستطع تنظيم تظاهرة مليونية واحدة". يتجاهل عن قصد ان الشعب السوري يقاوم منذ ما يزيد على عشرة اشهر احدى اعتى الديكتاتوريات في الشرق الاوسط وانه قدّم آلاف الشهداء في مواجهة آلة القتل التي يمتلكها النظام. يتجاهل ان الموضوع في سوريا ليس موضوع تنظيم تظاهرة مليونية بمقدار ما انه موضوع شعب ثائر قرر استعادة كرامته وحقه في حياة حرّة لا اكثر ولا اقلّ.

عاجلا ام آجلا، ستفلت سوريا من القبضة الايرانية. اما بالنسبة الى العراق ولبنان، فانّ الوضع مختلف الى حد كبير. قدّمت الولايات المتحدة العراق على طبق من فضّة الى ايران. كان معروفا، في اللحظة التي قررت فيها ادارة بوش الابن اسقاط النظام العائلي- البعثي في العراق، ان ايران ستكون الرابح الاول في الحرب الاميركية التي كانت شريكا فاعلا فيها. يفترض ان يكون هناك مسؤول ايراني يمتلك ما يكفي من الشجاعة للمطالبة باقامة تمثال ضخم لجورج بوش الابن في طهران!

بدأت الشراكة الاميركية- الايرانية لحظة الاتفاق على عقد اجتماعات للمعارضة العراقية باشراف اميركي مباشر ودعم ايراني. كان الشرط الاول للاحزاب الشيعية المدعومة من ايران بشكل كلّي ان يتضمن اي بيان يصدر عن المعارضة عبارة "الاكثرية الشيعية في العراق". من لديه ادنى شك في ذلك، يستطيع العودة الى نص البيان الصادر عن مؤتمر لندن الذي انعقد في كانون الاول- ديسمبر 2002... اي قبل اربعة اشهر من بدء العمليات العسكرية.

من الطبيعي ان يؤكد الجنرال سليماني، الحاكم الفعلي للعراق، ان في استطاعة طهران تشكيل الحكومة العراقية التي تريدها. فقد حصل ذلك بالفعل مع حكومة السيد نوري المالكي التي تشكّلت اواخر السنة 2010. لولا ايران وما تملكه من نفوذ في العراق، لما استطاع المالكي تشكيل الحكومة بعدما عجزت قائمته عن الحلول في المركز الاوّل في انتخابات السابع من آذار- مارس 2010. ليس سرّا ان ايران تتحكم بالعراق وبكل مفاصل السلطة فيه، خصوصا بعد الانسحاب العسكري الاميركي الذي نفّذ اواخر العام الماضي بسهولة ليس بعدها سهولة من دون سقوط جريح واحد!
على الرغم من ذلك، وجد بعض العراقيين من الذين يحتلون مواقع في السلطة ان عليهم الاعتراض على كلام سليماني ولو من باب العتب. اما في لبنان، فقد بدا الامر اكثر من عادي، خصوصا ان الحكومة القائمة هي حكومة "حزب الله" الذي يعتبر بدوره لواء في "الحرس الثوري الايراني". حتى النائب ميشال عون الذي لديه معظم الاعضاء المسيحيين في الحكومة، فهو في نهاية المطاف مجرد اداة لدى الحزب الايراني. يستخدم عون، الذي كان يطالب بالسيادة والاستقلال والكرامة الوطنية، في ابتزاز رئيس مجلس الوزراء احيانا وفي احيان اخرى لتلميع صورته متى دعت الحاجة الى اظهاره في مظهر القادر على الدفاع عن الطائفة السنّية ومصالحها...في وجه المسيحيين!
كان اكثر من طبيعي الا ينبس اي مسؤول لبناني كبير ببنت شفة نظرا الى ان الطفل بات يعرف ان القرار القاضي باسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري اتخذ في طهران وليس في اي مكان آخر. كذلك الامر بالنسبة الى الضغط على الزعيم الدرزي السيد وليد جنبلاط للانتقال الى الصف الآخر بعدما اكتشف ان الدروز اصبحوا مهددين. تصرّف جنبلاط كزعيم قبيلة مطلوب منه المحافظة عليها في وجه حزب مذهبي مسلح قادر على اجتياح القرى الدرزية وتهجير اهلها المسالمين في غضون ايام قليلة.
ليس في امكان اي مسؤول لبناني كبير الرد على قائد فيلق القدس. هناك حاجة الى رجال في هذه الايّام. قد لا تكون حاجة الى مثل هذا الرد. من سيرد عليه في المستقبل القريب هو الوضع السوري. سيتبين ان سوريا "قلب العروبة النابض" فعلا ولا يمكن ان تكون تابعا لايران. اما العراق، فانّ الاوضاع فيه لا يمكن ان تبقى على هذه الحال طويلا. لماذا؟ لسبب في غاية البساطة عائد الى انه ليس مسموحا ان تضع ايران يدها على نفطه. في حال حصول ذلك، لن يعود امام الولايات المتحدة سوى الاستسلام للقوة العظمى الجديدة في العالم القادرة على اخضاع الخليج العربي كله من دون اللجوء الى اطلاق رصاصة واحدة. هل طبيعي ان يحصل ذلك؟

يبقى لبنان. لبنان لا يزال يقاوم الغطرسة الايرانية والاستكبار والغرائز المذهبية التي يثيرها سلاح "حزب الله" وتصريحات من نوع تلك التي اطلقها الجنرال سليماني. ولكن من كان يصدّق ان الجيش السوري سيخرج من الوطن الصغير بعد ثلاثين عاما من الوصاية التي وصلت الى حدّ التدخل في السيطرة على المرافئ والموانئ وتعيين مختار او ناطور في هذه القرية او تلك. ليس بعيدا اليوم الذي سيكتشف فيه المسؤولون الايرانيون ان ثمة حدودا للدهاء وانّ ليس في استطاعة اي دولة في المنطقة ان تلعب دورا اكبر من حجمها او خارج الاطار المرسوم لها...

 

سوريا: الموقف الروسي سيئ

علي حماده/النهار

كل من اطلعوا عن قرب على الموقف الروسي في الايام القليلة المنصرمة، ومن بينهم النائب وليد جنبلاط العائد البارحة من موسكو، يعترفون بأنه سيئ جدا في ما يتعلق بالازمة السورية، وكأن المسؤولين اتخذوا قرارا كبيرا يقضي بالدفاع عن النظام في سوريا وبشار الاسد كدفاعهم عن موسكو نفسها! ثمة تصلب كبير في كلام المسؤولين الروس، الامر الذي يفسر الى حد بعيد اعلان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف "ان موسكو لن تدعم أي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي". أكثر من ذلك، ينقل عائدون من موسكو ان المسألة بالنسبة الى القيادة الروسية لا يمكن تلخيصها بصفقات تجارية، او تسليحية من هنا او هناك، بل بالحوار الاستراتيجي الكبير بين موسكو وواشنطن: بعضه متعلق بالمدى الحيوي الاستراتيجي لروسيا الاتحادية في اوروبا وآسيا الوسطى، وبعضه الآخر بالدرع الصاروخية التي تنوي الولايات المتحدة نشرها في اوروبا الشرقية سابقا، وتركيا تحت بند حماية الغرب من الصواريخ الباليستية الايرانية، وبعضها الثالث متعلق بالتدخل الاميركي – الغربي في الشؤون الداخلية الروسية، ولا سيما الحراك الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية الغربية التي تشجع المجتمع المدني الروسي على تحدي سلطة فلاديمير بوتين المرشح للرئاسة والمتوقع ان يعود اليها في مطلع شهر آذار المقبل، اما العامل السوري البحت فيعتبر الذين اطلعوا أخيرا على الموقف الروسي أنه ليس في صلب المعادلة الكبرى إلا بمقدار ما يتم استخدام ورقة منع سقوط بشار الاسد رافعة في ملفات اخرى، وبهذا المعنى فإن بشار هو رهينة الحوار الاستراتيجي الكبير الحاصل اليوم بين موسكو وواشنطن.

بشار الاسد ليس مهما في المحصلة الاخيرة، فهو متهالك وضعيف ومكروه من معظم شعبه، ويواجه ثورة عارمة في الداخل، وقد تلطخت يداه بدماء آلاف السوريين، وبوتين يعرف ان لا امكان لإعادة تعويم ابن حافظ الاسد. ان قدرة موسكو على انقاذه معدومة، وقدرتها على تعويم النظام معنويا واقتصاديا معدومة ايضا. ولكن قدرتها على تأخير الاستحقاق النهائي قائمة، والثمن هو مزيد من شلالات الدم في سوريا، ومزيد من الاطفال يقتلون، وانحدار مؤكد نحو شكل من أشكال الحرب الاهلية، حيث ان الثوار السلميين لن يمر وقت طويل قبل ان يتجهوا هم ايضا على غرار الجيش السوري الحر الى الاحتكام الى السلاح في مواجهة نظام يقتل الناس بهذا الشكل الوحشي.

إزاء هذا الموقف الروسي، لا يجوز التوقف عن محاصرته  في المحافل الدولية، ودور العرب هنا اساسي في تحطيم كل شرعية لبشار الاسد ونظامه، وقد كان قرار حمد بن جاسم التوجه الى مجلس الامن باسم المجموعة العربية أمرا جيدا. وفي الوقت عينه لا بد من تكثيف الدعم للثوار. وفي النهاية لا بد من أن يسقط نظام صار في عيون ملايين السوريين أسوأ من اسرائيل بأشواط

أولم لرئيس حكومة بلجيكا السابق

 

خلفيات رسالة "المجلس الوطني السوري" وأسباب احتفاء 14 آذار

التّعهد بترسيم حدود مزارع شبعا ينزع ذريعة سلاح "حزب الله"

إيلي الحاج

l لم تأتِ الأفكار الواردة في الرسالة المفتوحة التي وجهها "المجلس الوطني السوري" إلى الشعب اللبناني بنت ساعتها. فهذه الرسالة استندت إلى وثيقة مشتركة وقّعها مثقفون سوريون ولبنانيون وكانت ثمرة لحوار مشترك بينهم استمر شهرين، ونُشرت في الصحف اللبنانية والعربية يوم 14 أيلول 2011 بعنوان "وثيقة من أجل مستقبل لبناني سوري أفضل". وبعض موقعيها من السوريين أصبحوا قياديين في المجلس الوطني الذي لم يكن قد تشكّل بعد، مثل  رئيسه لاحقاً برهان غليون، وياسين الحاج صالح وبسمة قضماني، وغيرهم.

يؤكد مثقفون لبنانيون على اتصال بطرق مختلفة بـ"المجلس الوطني السوري" أنه وضع الرسالة المفتوحة  بإجماع قيادته من دون سؤال "الأصدقاء" في لبنان، وأن المجلس لم يفكر بها إلا قبل أيام قليلة وتحديداً بعدما أوغلت الحكومة اللبنانية في انحيازها إلى النظام السوري ودفاعها عنه في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية الأحد الماضي متجاهلة حتى شعارها "النأي بالنفس". فذلك اليوم في القاهرة، كان الوزير عدنان منصور وزيراً لخارجية الرئيس بشار الأسد وإن كان لا يحمل اسم وليد المعلم. وفي ذلك الجو وُلدت فكرة توجيه رسالة  لا تخاطب الحكومة اللبنانية المتحالفة مع النظام السوري بل قطاعاً واسعاً من الشعب اللبناني يتعاطف مع الانتفاضة السورية.

كالعادة في مناسبات كهذه يتصدى سياسيون للقول في المجالس المغلقة إن الرسالة السورية هي نتيجة للقاءات جمعتهم بغليون أو رفاق له سواء في باريس أم اسطنبول، علماً أن أياً منهم  لم يُعلن اجتماعه برئيس المجلس السوري، باستثناء النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد اللذين التقياه لساعات في العاصمة الفرنسية منتصف كانون الأول الماضي.

ويعود احتفاء قوى 14 آذار" فوق العادي" بالرسالة السورية - في ردود فعل "تيار المستقبل" ورئيس حزب"القوات اللبنانية" سمير جعجع وقبلهما الأمانة العامة لهذه القوى - إلى تضمنها خصوصاً نقطة بالغة الأهمية وردت في الشكل الآتي:" ترسيم الحدود السورية - اللبنانية المشتركة لا سيما في مزارع شبعا". بما يعني وفق تعبير أحد قياديي تحالف المعارضة " نزع مبرر المقاومة لحمل السلاح واقتنائه، وإنهاء هذه الكذبة الكبيرة والمستمرة منذ عام 2000، لا بل منذ عام 1973 إذا تذكرنا أن سياسة نظام الأسد قامت منذ ذلك التاريخ على معادلة أن تدفعوا أنتم أيها اللبنانيون من حياتكم ودمائكم وأرزاقكم، كي أحسّن أنا شروط تفاوضي لاحقاً مع إسرائيل. في حين أن جبهة الجولان يجب أن تبقى هادئة لا مقاومة فيها ولا من يُقاومون".  يضيف: "إلى من يقولون انزعوا الذرائع كي نطالب بنزع سلاح المسماة مقاومة، هذه عملية نزع للذرائع والمبررات. ولو كنت محلّ المسؤولين في "حزب الله" لانتابني القلق. فهؤلاء الذين كانوا يظنون أن مشكلتهم محصورة مع السُنّة في لبنان – باعتبار أنهم في سلوكهم لا يعيرون أهمية لمعارضيهم من المسيحيين - وجدوا أنفسهم فجأة  أمام مشكلة مع 20 مليون سوري أيضاً".

وهناك نقطة أخرى لافتة في الرسالة المفتوحة هي التأكيد على التنوع في البلدين وعلى دور لبناني - سوري مشترك في العالم العربي لنشر ثقافة الديموقراطية والحرية، بما  يعني مواجهة مشتركة للقوى والأفكار النقيضة التي تحاول السيطرة على هذا العالم العربي. كما أن التعهدات الواردة فيها باحترام سيادة لبنان واستقلاله متقدمة بكثير ليس على نظام "البعث" وحده بل على كل الأنظمة التي حكمت سوريا قبله. وهي نتيجة وتلاقٍ وحوار واقتناعات مشتركة . والأهم أنها أول "إعلان نيات" يصدر عن أول مؤسسة سياسية سورية بعد انتهاء مرحلة النظام طال الزمن أم قصر. 

أما القائلون بأن "الربيع العربي" يصنعه مثقفون ناشطون ويوصل في النهاية متشددين إسلاميين إلى السلطة في صناديق الاقتراع، فيرد عليهم المثقفون اللبنانيون بالإقرار بوجود  فجوة فعلاً ما بين العامة وأفكار النخبة التي تصنع الثورات. "لكن التخلص من الأنظمة الديكتاتورية يتيح على الأقل الأمل في ردمها. الربيع يفتح باباً للتغيير وليس هو التغيير. فلا نذهب إلى النوم بعد سقوط الأسد وأمثاله من كبار وصغار".

 

ما هو ثمن قبول روسيا بالحل العربي؟تخوّف من حرب مدمّرة "تبلقن" المنطقة

اميل خوري/النهار

 يقول ديبلوماسي عربي إن إخراج سوريا من مأزق الحوادث الدامية هو في يد روسيا كونها قادرة على إقناع الرئيس بشار الأسد بقبول المبادرة العربية التي تطرح حلاً شبيهاً بالحل اليمني أو بأي حل آخر.

والسؤال المطروح هو: هل ترى روسيا مصلحة لها في تبني هذا الحل او تعديله، وما هي هذه المصلحة، وما هو الثمن الذي تطلبه، أم أن روسيا هي مع الحل الذي تقبل به المعارضة السورية الداخلية وهو أن يتخلى الرئيس الأسد عن رئاسة الجمهورية بعد أن يكون قد حقق الاصلاحات المطلوبة خلال فترة قصيرة؟

ويحاول النظام في سوريا من جهته الدخول في سباق بين الحل الأمني والحل السياسي وذلك باستعجال حسم الأوضاع في المدن السورية التي ينشط فيها الثوار والجيش السوري الحر باخضاعها لسلطة النظام، حتى إذا ما بدأ البحث في حل سياسي يكون الرئيس الأسد في موقع قوي يجعله يرفض الحلول التي يعتبرها استسلامية.

وإذا كان لا خلاف على اعتبار الحل السياسي في يد روسيا وبالتنسيق مع إيران وعدم ممانعة تركية، فما هو الثمن الذي تطلبه لتسويق الحل العربي الذي تجرى اتصالات حثيثة لإلباسه ثوباً دولياً، أو أي حل آخر؟ وهذا الثمن يبحث مع الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الاتحاد الاوروبي، فإذا تم التوصل الى اتفاق على ثمن يُدفع لروسيا، فإن النظام السوري يصبح عندئذ في عزلة عربية ودولية ولا يعود يجد من يقف معه ليغطي الاستمرار في حلّه العسكري، ويكفي أن يذهب الى دمشق مسؤول روسي رفيع ليبلغه الموقف المؤيد للحل السياسي حتى يوافق عليه وهو موفور الكرامة ومحصناً من احتمال مواجهة أي محاكمة قد يطالب بها خصومه.

أما إذا كان الثمن الذي تطلبه روسيا غالياً وليس في الاستطاعة دفعه، فإنها ستجد نفسها بين خيارين: إما القبول بالثمن المعقول للسير بالحل العربي وإن معدلاً توصلاً الى تنفيذه بدعم دولي، وإما تعريض سوريا لخطر حرب أهلية دامية وطويلة قد لا تتوقف وتنتهي إلا بتقسيم سوريا. وهذا التقسيم يشكل خدمة لاسرائيل خصوصاً إذا كان خطوة على طريق تقسيم دول في المنطقة بإقامة دويلات طائفية وعرقية فيها.

وبسؤال الديبلوماسي العربي عما يتوقعه أجاب أن روسيا تدرس الوضع من كل جوانبه قبل أن تتخذ موقفاً من الحل العربي. فاذا تأكدت أن الوضع على الأرض في سوريا لا يزال يميل لمصلحة النظام وأنه قادر إذا ما أعطي المزيد من الوقت على حسمه عسكرياً، فانها قد تماطل في اتخاذ موقف نهائي من الحل العربي او تعلن موقفاً سلبياً أو ملتبساً منه علّها تتوصل الى أخذ الثمن الذي تريد من دون أن تخشى نشوب حرب أهلية قد تنتهي بالتقسيم الذي قد تكون له تداعيات ليست في مصلحة روسيا. لذلك فإنها تدرس الوضع على الارض في سوريا سواء لجهة نسبة التأييد الشعبي للرئيس الأسد أو بالنسبة الى مدى تماسك الجيش وقدرته على الحسم بأقل خسائر بشرية ممكنة، وكذلك درس المهلة التي تتطلبها عملية الحسم، وهل تتم قبل الانتخابات الفرنسية، وظهور نسبة حظوظ النجاح او الفشل للرئيس الأميركي باراك أوباما، ليكون لنتائج الانتخابات الفرنسية والأميركية عندئذ تأثير على سياسة الادارتين الجديدتين في كلا الدولتين، كما يصير في إمكان الادارة الروسية الجديدة بعد عودة بوتين التفرغ لمواجهة الوضع في سوريا والمنطقة، من موقع أقوى.

وإذا كانت روسيا تلعب ورقة النظام السوري بالتنسيق مع ايران والى حد تركيا توصلاً الى حل سياسي كالذي صدر عن الجامعة العربية او معدلاً، فإن الولايات المتحدة الأميركية مع دول أوروبية تلعب ورقة تغيير النظام بعروض تقدم الى روسيا وايران، ويكون لتركيا دور تضطلع به، لأن التوصل الى حل للحوادث الدامية في سوريا من شأنه أن يمهد الطريق لتحقيق سلام شامل في المنطقة، وإلا تعرضت لحرب مدمرة قد "تبلقنها".

الجواب عند روسيا أولاً لمعرفة مصير الوضع في سوريا.

 

عقدة التعيينات عالقة عند الحصة المسيحية والمفاوضات متوقفة و"حزب الله" ينحاز إلى عون

هيام القصيفي/النهار

 يوماً بعد آخر، تتحكم الازمة السورية في الحياة السياسية لجهة المواعيد المضروبة لها سواء عن احتمالات سقوط النظام او انتصاره. وانعكاس هذه الازمة بدأ يرخي بثقله على اداء الحكومة في شكل عام، وعلى ملف التعيينات في شكل خاص. اذا بدا ان هذه التعيينات، وخصوصا المسيحية منها، تنذر بانفجار واسع بين الرابية وبعبدا، وهو ما يمكن ان يؤثر ايضا على الوضع الحكومي. لكن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بدا واضحا بالقول لـ"النهار" إنه لن يخرج من الحكومة حفاظاً على الاستقرار، من دون ان يحد ذلك من حركته النيابية ضد الفساد، وصولاً الى القضاء، مميزا بين الوجود الوزاري والتحرك النيابي لكتلته.

ولا يبدو تبعا لذلك ان التعيينات الواقفة عند العقدة المسيحية في طريقها الى الحلحلة، بعدما ظهر ان الفريقين المسيحيين المعنيين مباشرة لا يزالان عند موقفهما.

وتتحدث المعلومات المتوافرة عن ان المفاوضات التي جرت اخيرا عبر وسطاء، وحتى مباشرة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد عون توقفت عند العقدة اياها، رئيس مجلس القضاء الاعلى، والاهم، عند سؤال جوهري يرخي بثقله على الساحة المسيحية: من هو الطرف المسيحي الذي له الكلمة الفصل في حسم الحصة

المسيحية؟

وذكرت اوساط في الاكثرية ان ثمة وسطاء دخلوا على الخط، وكان "حزب الله" من الذين سعوا منذ البدء الى تقريب وجهات النظر، وحاول تذليل العقد استنادا الى نقطتين، الاولى انه يجب تخطي اي عقدة يمكن ان يتوقف عندها الحوار، والثانية الدعوة الى مرونة الطرفين بالتعامل مع التعيينات. لكن على ما يبدو، فان الطرفين المعنيين توقفا عند العقدة الاولى، ولم يبد احدهما مرونة كافية. ومعلوم ان ثمة مقولة تتردد في اوساط الحزب اليوم مفادها انه بعدما قونن العلاقة مع عون ونظمها على مستويات عدة، يقف الى جانبه بالمعنى المجازي "ظالماً ام مظلوماً". وهذا يترجم بالانحياز اليه في ملف التعيينات، انطلاقا من اعادة تثبيت العلاقة بينهما على أسس واضحة، من دون التخلي عن علاقة الحزب بالآخرين، واولهم رئيس الجمهورية.

لكن حد الوساطات لم يتوقف عند "حزب الله"، بل دخلت شخصيات عدة عليه، سواء من جهة بكركي او حتى من جهة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، وكل الجهود باءت بالفشل، حتى من جانب الوساطة التي تقودها شخصيات مقربة من الصرح البطريركي.

في المحصلة، ثمة ملاحظات كثيرة يوردها المطلعون على ملف التعيينات من جهة "تكتل التغيير والاصلاح"، فالتكتل ينظر الى الحكومة التي ساهم في ايصال ثلاثة من وزرائها من حصة رئيس الجمهورية، ليرى ان رئيس الجمهورية، الذي صوت له عون في الدوحة، يقف له بالمرصاد في الحصة الوزارية اولا، وفي الحصة النيابية والادارية ثانيا، وان من اصبحوا وزراء في الحكومة لا يقفون على الحياد، بل يصوتون ضد مشاريع التكتل. وهذه التجربة، في نظر التكتل، لن تتكرر في ملف التعيينات. فما ان فتح الملف حتى ظهر رئيس الجمهورية وكأنه يريد ان يكون "شريك النصف" في حصة يعتبر عون انه اولى بها. وفي المعلومات ان التعيينات وصلت الى نقطة اللاعودة، ولن تحل في وقت قريب ما دام تعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى غير محسوم، وما دام عون لن يتراجع عن تأييده للقاضي طنوس مشلب الذي التقاه مرة وحيدة مصادفة في مناسبة عيد الميلاد في بكركي.

وعلى رغم ان التكتل اعد لائحة مفصلة بالمراكز والشواغر، واستطرادا بالاسماء المقترحة، فإن ما يتوقف عنده هو الى اي مدى يمكن ان يؤثر توقف عجلة المفاوضات على مسار التعيينات في شكل عام. وما بات محسوما ان لا تعيينات من دون الحصة المسيحية، وهذه الحصة عالقة، حتى في التشكيلات الديبلوماسية. وبحسب المعلومات، فإن المفاوضات التي جرت طرحت في شكل معمق جملة اسماء ديبلوماسية وطريقة توزعها، ولا سيما في البلدان التي جرت العادة ان يتمثل فيها لبنان مسيحيا ومارونيا، لكن العقدة نفسها ظلت حاضرة بحسب اوساط في التكتل. وتعدد هذه الاوساط جملة اسماء لم تلق رضى بعبدا لسبب او لآخر رغم اهليتها واستحقاقها ان تكون في المناصب المتداولة. وجرى الامر نفسه حتى في الحديث المفصل عن القائمقاميات والمحافظين، وبدا واضحا أن ثمة شد حبال لن ينتهي بسهولة وفي وقت قريب ويصرّ التكتل ومن يمثله في المفاوضات على ان آلية التعيين لا ينبغي ان تكون عامة في اختيار المرشحين لتولي مناصب الفئة الاولى، ولا سيما في وزارات الخارجية والعدل والتعيينات الامنية والديبلوماسية.

 

من الدفاع عن النظام إلى الانتظار حلفاء يتحسبون للتغيير بمواقع في السلطة

روزانا بومنصف/النهار

 استنفرت مراجعة السفير السوري في لبنان عبد الكريم العلي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في موضوع الكلمة التي ألقاها الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون ابان وجوده في لبنان أخيراً وطالب فيها الرئيس السوري بشار الاسد بوقف قتل شعبه عدداً من الاوساط السياسية التي تقول ان المراجعة تعدت العتب في اسلوب التعبير الذي اعتمده الديبلوماسي السوري. وقد انطوى رد فعل البعض على موقف السفير على استياء كبير  بناء على ما نقل عن عتبه وممارسته "ترف" الضغط على لبنان كما في زمن الوصاية متجاهلا الوضع الصعب الذي يجد فيه لبنان نفسه. اذ اصبح موضع تندر عربي على الأقل، ان لم يكن اكثر، في مفهوم النأي بالنفس الذي اعتمده مرة في مجلس الامن لدى التصويت على البيان الرئاسي الذي صدر والمتعلق بالوضع السوري. وقد باتت المآخذ على لبنان الرسمي تتنامى لتغييب نفسه واضمحلال اي  معالم لسياسة خارجية فاعلة تبدو تابعة او ملحقة في غالب الأحيان للنظام في سوريا كما كانت خلال حقبات سابقة وفق ما ظهر في المداخلة التي أدلى بها وزير الخارجية عدنان منصور في القاهرة أخيراً والتي ناقضت ما كان ذهب اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري حول تأييده ابتداع سياسة "النأي بالنفس".  وفي اعتبار الاوساط السياسية ان  لبنان منقسم بين فريقين كبيرين ويسعى رئيس الحكومة الى ان يكون رئيسا لكل لبنان اي للفريقين وليس لفريق واحد على رغم ان الأخير هو وحده من سماه لرئاسة الحكومة.

 وقد ارتبكت الحكومة اللبنانية كما حلفاء النظام حين احتجزت القوات السورية ثلاثة صيادين في العريضة وقتلت واحداً منهم باعتبار ان مثل هذا التصرف على الحدود كفيل برفع شكوى الى الامم المتحدة سعى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى التعويض عنها بطلب احترام سيادة لبنان وكل دولة من ضمن أراضيها. لكن مراقبين متابعين باتوا يسجلون احراجا لدى القوى والمؤسسات الحليفة للنظام الى درجة غاب عنها التبرير العلني لما يقوم به النظام في المواقف والتصريحات العلنية وانحسار هذه فقط الى وسائل اعلامية تابعة لهذه القوى. اذ لفت هؤلاء ان "حزب الله" الذي كان عمم على نوابه ووزرائه التقليل من الاطلالات والتعليقات الاعلامية وعدم الدخول في سجالات محلية تعليقه قبل يومين على ما اعتبره اجتزاء الأمين العام للامم المتحدة لنتائج زيارته الى المنطقة باعتباره اغفل، كما اورد البيان الصادر عن الحزب "الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني". ومع ان موضوع فلسطين يبقى على نحو بديهي على جدول اعمال الحزب وبيانه تذكيري على هذا الصعيد، فان سياقه يبدو بمثابة هروب من الاستحقاقات الداخلية على غرار حادث العريضة وكذلك الأمر بالنسبة الى ما يجري في سوريا ككل بعدما تعرضت مواقف الحزب وامينه العام في هذا الاطار لانتقادات قوية في مقابل دعم الحزب كل الثورات الشعبية الأخرى والتهليل لها.

والموضوع السوري ايضا لم يعد مطروحاً بقوّة كما من قبل في الادبيات الاسبوعية لرئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون بعدما انهارت توقعاته قبل اشهر قليلة والتي راهنت على انهاء النظام الازمة "يوم الثلثاء المقبل". وقد غدت هذه العبارة شهيرة على قاعدة اظهار مدى الاخطاء التي يرتكبها الافرقاء السياسيون في رهاناتهم على التطورات الاقليمية دعماً لمواقفهم في الداخل علماً ان هناك من يقول ان عون بنى تأكيداته في هذا الاطار على اتصال من الرئيس السوري أكد له قرب وضع الازمة اوزارها نهائياً.

وهذا لا يعني ضرورة تخلي هؤلاء عن النظام او عن تحالفهم ودعمهم له اذ ان الأمر قد لا يحصل مطلقا كما هي الحال بالنسبة الى "حزب الله" او انه من المبكر حصوله حتى الآن نظراً للارتباط السياسي الوثيق على مستوى المنطقة والمحور الذي يشكله دعم النظام حتى الان والصراع في اوجه. لكن بات واضحاً بالنسبة الى المراقبين المتابعين وجود متغيرات لم تعد تنكرها مواقف المرجعيات كما هي الحال بالنسبة الى مواقف رئيس الجمهورية حول أهمية اعتماد الديموقراطية في دول الجوار اضافة الى ملاحظة أمرين: الاول ان هناك محاذرة في الخوض في الموضوع السوري لدى هؤلاء على غرار ما كان يحصل في الأشهر السابقة إذ غدا الدفاع عن النظام أمراً صعبا على صعيد الرأي العام اللبناني والشعبي وقد دخل هؤلاء على غرار الافرقاء اللبنانيين الآخرين في نادي انتظار التطورات الميدانية في سوريا خصوصاً مع قرب اكمال الانتفاضة السورية سنتها الأولى في 15 آذار المقبل وانتظار المواقف الاقليمية والدولية مما يجري خصوصاً مع تسارع المواقف العربية والدولية بما ينذر بمتغيرات لا يجوز اغفالها .

والأمر الثاني ان هناك انطباعاً لدى أوساط سياسية عدة بان المخاوف من التطورات السورية وما يمكن ان تحمله من متغيرات تظهر افرقاء كثراً في موقع الساعي الى الحصول على ما امكن من نفوذ في بعض المواقع في السلطة وعلى صعيد الحكم تحسبا للمرحلة المقبلة التي لن تشهد وفق تقديرات سياسية وديبلوماسية اعادة للمشهد السياسي الذي حصل قبل عام تماماً من خلال الانقلاب السياسي الذي اطاح فريقاً سياسياً وفرض واقعاً مناقضاً لما أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة.

 

المجلس الماروني يجدد للخازن رئيساً
المستقبل/انعقدت الهيئة العامة في المجلس العام الماروني في المقر المركزي للمجلس أول من امس وانتخبت هيئة جديدة لأعضاء الهيئة التنفيذية في المجلس، وبعد فرز الأصوات، جاءت النتائج على الشكل التالي: الرئيس الوزير السابق وديع الخازن، نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف، أمين سر عام المهندس انطوان كيرللس، أمين المال الاستاذ انطوان رميا، رئيس لجنة الإدارة والمالية المحامي فرحات عساف، رئيس لجنة المساعدات المحامي شكري الحسيني، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والصحية الدكتور جورج حايك، رئيس لجنة المدافن الاستاذ جورج واكيم، رئيس لجنة الأملاك والتصميم المحامي وليد خوري، رئيس لجنة الحفلات الأمير وليد شهاب، رئيس لجنة تفعيل الإرشاد الرسولي من أجل لبنان المهندس انطوان كويّس، مراقب حسابات الشيخ انطوان ضاهر، أمين سر معاون المهندس ميشال متّى، مدير أشغال المهندس رولان غسطين.

 

منصب نائب وزير الخارجية الايطالي دو ميستورا لـ"النهار": قلقون حيال الأقليات ولبنان مثال التعايش

المطلوب آلية للديموقراطية في سوريا و"الربيع العربي" يعطي زخماً

النهار. ريتا صفير

 ليس اسم ستيفان دو ميستورا غريبا على لبنان والمنطقة. فالمسؤول الاممي الذي تنقل بين بيروت وبغداد وكابول ممثلا للامين العام للامم المتحدة، من اكثر العارفين بخبايا العالم العربي وحساسياته. ودو ميستورا الذي يشغل منذ تشرين الاول الماضي منصب نائب وزير الخارجية الايطالي في حكومة ماريو مونتي، عاد الى بيروت التي احب حاملا اكثر من رسالة، تزامنا مع تسلم بلاده قيادة القوة الدولية مجددا اليوم. في مقدم هذه الرسائل التزام ايطاليا لبنان واستقراره وامنه وكونه عنصرا مهما للاستقرار والسلام في هذا الجزء من العالم في مرحلة التعقيدات. وقال في حديث خاص الى “النهار”، بعيد وصوله الى لبنان: “نحن هنا لدعم الاستقرار ليس فقط عبر “اليونيفيل” بل عبر روابط اخرى كالاقتصاد. نريد ارسال مؤشرات أننا نؤمن باستقرار لبنان ومستقبله”. ولفت الى لقاء سيجمعه (ليل امس) بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ويتخلله بحث في وضع الاقليات الدينية، في ظل “الربيع العربي”. وقال: “شكل لبنان حتى الآن مثالا لافتا على مستوى التعايش. ننظر اليه على انه مثال يحتذى”.

واذ ابدى قلقه مما يحصل في سوريا، جدد حرصه “على رؤية الجامعة العربية تتخذ مبادرات اكثر فأكثر لايجاد حل في سوريا”، موضحا ان “ما نريده هو وقف القتل وايجاد آلية في اتجاه الديموقراطية”. واعرب عن تفاؤله بالمحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية في عمان، معتبرا ان “الانسحاب الاسرائيلي من الغجر يمكن ان يشكل مؤشرا لبناء الثقة”، وان “الربيع العربي” يحدث زخما في مقاربة مسائل السلام.

في ما يأتي الحوار:

أعلنت الخارجية الايطالية قبل يومين تعيين ممثل خاص لشؤون البحر المتوسط. ما هي خلفيات الخطوة؟

-  الاسباب بسيطة، فقد قررنا تعيين السفير ماساري في هذا المنصب وهو شخص كفي جدا. وقد قال وزير الخارجية جيليو تيرزي باسم رئيس الحكومة ان احدى الاولويات المهمة في السياسة الخارجية الايطالية راهنا هي حوض المتوسط. والمتوسط، بحر يمكن ان يكون هادئا جدا، لكنه بات متحركا جدا في الاشهر الاخيرة، حين بدأ الربيع العربي. لذا يحتاج الى اهتمام وتركيز خاص. ايطاليا تقع في هذه المنطقة مثل لبنان. لذا، لا يمكن انكار اولوياتنا المشتركة.

نلاحظ حضورا متزايدا لايطاليا في هذا الجزء من العالم، وضمنه لبنان، مقابل تراجع ادوار غربية وتحديدا اوروبية؟

- لا اعتقد ان دورنا يختلف عنه في الماضي، الا انه يمكن القول انه بات اكثر تركيزا وازداد اهتمامنا، اولا انطلاقا مما يشهده الربيع العربي، وثانيا لان كل ما يحصل في دول حوض المتوسط من المنطقة العربية له تأثير علينا. لقد ازداد المهاجرون لدينا ويمكن ان يزداد اللاجئون السياسيون، وقد يكون لذلك انعكاسات اقتصادية. ونحن الايطاليين مهتمون بقوة باستقرار المنطقة، لاننا شركاء.

بالامس، اصدرت الخارجية الايطالية بيانا دانت فيه مقتل الكاهن نصار في سوريا. هل تخشون على مستقبل المسيحيين والاقليات في ظل “الربيع العربي”؟

- سأجتمع الليلة بالطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وسنناقش على عشاء هذه المسألة. نحن قلقون حيال كل الاقليات الدينية في هذا الجزء من العالم. وقد شكل لبنان حتى الآن مثالا لافتا على مستوى التعايش، وننظر اليه على انه مثال يحتذى”.

هل يعني ذلك انك واثق من انه لن تكون تداعيات للاحداث في سوريا على استقرار لبنان؟

- نحن مذهولون حيال تمكن الحكومة والسياسيين اللبنانيين جميعا من المضي قدما خلال الاشهر الاحد عشر الاخيرة. ثمة مسائل تتعلق ببلدين متجاورين كسوريا ولبنان لم يكن لها تداعيات قاسية. نحن نركز على دعم استقرار لبنان كي لا تكون التداعيات قاسية عليه.

ناقش وزير الخارجية الايطالي التطورات الاخيرة في سوريا مع نظيره التركي. كيف تنظر روما الى تطور الاوضاع هناك مع تحويل المبادرة العربية الى مجلس الامن؟

- اولا، نحترم بشدة ما يسعى الى فعله وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. هم ناشطون جدا في الاتجاه الصحيح، ولهم حدود مشتركة طويلة. ثانيا، نحن قلقون مما يحصل في سوريا. فتمنياتنا هي تمنيات كل فرد ان يتوقف قتل الناس وتحديدا قتل المدنيين. ثالثا، نحن حرصاء جدا على رؤية الجامعة العربية، كما تفعل، تتخذ مبادرات اكثر فأكثر لايجاد حل في سوريا، ومن اجلها. وهذا يجب ان يتضمن تقدما على مستوى حقوق الانسان والديموقراطية.

ولكن حتى الآن الانقسام ما زال واضحاً مع تمسك روسيا بخطوط حمر ضمنها عدم تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، وتفويض صلاحياته؟

- ما يمكن ان اقوله هو اننا لا نتحدث عن تغيير نظام او تنحّ او اخراج. ما نقوله هو وقف القتل وايجاد آلية في اتجاه الديموقراطية.

هل تقصد عملية على الشاكلة اليمنية؟

- لا اريد التعليق على ذلك، يجدر بالجامعة العربية واعضائها مناقشة الموضوع في ما بينهم.

رد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على تشديد العقوبات الاوروبية على بلاده بالقول ان اوروبا ستدفع الثمن؟

- انا هنا للحديث عن لبنان.

رغم العوائق التي واجهتها المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية في عمان، ابدت مسؤولة الشؤون الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون تفاؤلها بمسارها، وكذلك فعلت الخارجية الايطالية.

- أيقظ “الربيع العربي” كل شيء، بما فيها آمالنا في مستقبل جيد للعالم العربي. الكل يعلم ان النزاع العربي - الاسرائيلي يحتاج الى حل. لذا نتطلع بتفاؤل رغم الصعوبات الى المحادثات في عمان برعاية اردنية.

عين الاتحاد الاوروبي منسقا خاصا للسلام، من مهمته احياء المسارات السورية واللبنانية والاسرائيلية.

- نشعر بأن “الربيع العربي” يحدث زخما في مقاربة هذه المسائل.

هل يمكن ان يتجلى ذلك بانسحاب اسرائيلي قريب من الغجر، علما ان قائد القوة الدولية الجنرال الايطالي السابق كلاوديو غراتسيانو عمل على الملف؟

- عملت ايضا على الملف، وهو ملف صغير لكنه يحمل مؤشرا مهما. يمكن ان تشكل الخطوة مؤشرا لبناء الثقة.

هل انت واثق من تمكن القيادة الايطالية للقوة الدولية من التوصل الى تطبيق كامل للـ1701، وصولا الى وقف دائم لاطلاق النار؟

- انا اكثر حذرا على هذا المستوى، اذ اظهرت التجربة ان كل قيادة جديدة للقوة الدولية تمكنت من تحقيق بعض المساهمة لتفادي الازمة. لنعط الجنرال باولو سيرا فرصة لاظهار قدرته القيادية، ونحن واثقون منها.

 

الكتائب" يُطلق مؤتمر الاتحاد الدولي لـ "الأحزاب الديموقراطية الوسطية"

الرئيس الجميل: لا مشروعية لأي مقاومة لا تصبّ في مشروع بناء الدولة ومؤسساتها

كارلا خطار/المستقبل

رسم مؤتمر الاتحاد الدولي لـ "الاحزاب الديموقراطية الوسطية" خريطة طريق حديثة لدستور خاص بالدول العربية التي تطالب بالحرية والديموقراطية، للاستفادة من التجربة اللبنانية وتعميمها وبالتالي اعتمادها في تلك الدول. . وعبّر المؤتمر عن تواصل بين الشرق والغرب ضمن نقاش وتبادل للخبرات. وتضمنته دعوات من كل المشاركين إلى إقامة علاقات ندية بين لبنان وسوريا، فيما رأى البعض أنه "لا يمكن شن حروب باسم الله".

للمرة الأولى في لبنان، استضاف حزب "الكتائب اللبنانية" أعضاء الاتحاد الدولي للأحزاب الديموقراطية الوسطية، للبحث في التغيير في العالم العربي من ناحيتي الديموقراطية والتعددية. وافتتح المؤتمر في الثالثة والنصف بعد ظهر أمس في فندق "الرويال" في الضبية بالنشيد الوطني اللبناني، تلته دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الحرية والديموقراطية. توزع المؤتمر على حلقتين، الأولى تمحورت حول "الربيع العربي: التحولات والتغيير" وأدارها الدكتور بول سالم، والثانية حول "التحديات الديموقراطية وإدارة التعددية" وأدارها وزير الشؤون الاجتماعية السابق سليم الصايغ، على أن تُعلن التوصيات اليوم.

حضر المؤتمر رئيس الإتحاد بيار كاسيني، الرئيس أمين الجميل، رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان، رئيس حزب الشعب الأوروبي ويلفريد مارتينيز، الرئيس فؤاد السنيورة، الوزيران وليد الداعوق ونقولا نحاس، والنواب: انطوان زهرا، احمد فتفت، عاطف مجدلاني، نديم الجميل، سامي الجميل، سامر سعاده، خالد ضاهر، هنري حلو، انطوان سعد، منذر المرعبي، امين وهبي، فادي الهبر، رياض رحال، والنائب نعمة طعمة ممثلاً رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، والمطران غي بولس نجيم ممثلا البطريرك الماروني بشاره الراعي، المفتي مالك الشعار. أما عن الجانب الدولي فحضر وزير الخارجية الايطالي السابق فرانكو فراتيني، رئيس الحزب الديموقراطي البرازيلي سيزار مايا، وزيرة خارجية موريتانيا السابقة عن الحزب الديموقراطي الشعبي نهى مكناس، رئيس الحزب الديموقراطي المسيحي مكسيكو جورجيو اوسنمو، ريجيس ايغلزياس عن الحزب الديموقراطي كوبا، الامين العام للحزب الديموقراطي المسيحي ايطاليا لورنزو تشيزا، وزير النقل في رومانيا انكا بواجيو، وعدد من السفراء إضافة الى حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في مقدمها جويس امين الجميل، الوزراء السابقون نائلة معوض، منى عفيش، طارق متري، سليم الصايغ، مستشار الرئيس سعد الحريري داود الصايغ، ممثل رئيس الجمهورية لدى المنظمة الفرنكوفونية خليل كرم، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس، الامين العام لحزب "القوات اللبنانية" عماد واكيم ورئيس حركة الإنتماء اللبناني احمد الأسعد.

الجميل

ألقى الرئيس أمين الجميل كلمة تحت عنوان "شرعة - إطار للثورات العربية والأنظمة المقبلة"، أشار فيها الى أنه "لا يَحقُّ لجماعةٍ بذريعة مقاومتِها أن تنوبَ عن الدولةِ وتتفرَّدَ في تقريرِ مصيرِ الشعب وتستأثِرَ بقرار الحربِ وتعرِّضَ الجماعاتِ الأخرى والوطنَ بأسرِه للأخطار، فلا مشروعيةَ لأيِّ مقاومةٍ لا تَصُبُّ في مشروعِ بناءِ الدولةِ ومؤسساتِها". وتطرق الى دور الجامعة العربية مشيراً الى أنه "من واجبُ الجامعةِ أن تَضْطَلعَ بدورٍ مسؤولٍ ومؤثِّرٍ تِجاه أيِّ نظامٍ عربيٍّ يمارِسُ القمعَ الجماعيَّ ضِدَّ شعبِه". وعرض الجميل لمبادئ ومفاهيم "الشرعة - الإطار" ضمن 17 نقطة خلص فيها الى أن "قيمة هذه المبادئِ العامّة في أن تَتضمَّنَها الدساتيرُ وتُحوِّلَها قوانينَ نافذةً ومَرعيةَ الإجراء".

ووجد الجميل أن "تجربة الدول العربية تَلتقي مع التجربةِ اللبنانيةِ، وتؤكِّدُ صِحّةَ رِهانِ اللبنانيين على هذه القيمِ في هذا الشرقِ المتوسطي والعربي. لكنَّ على السلطاتِ الجديدةِ أن تَتحمَّلَ مسؤوليةَ احترامِ هذه الشعاراتِ والمبادئ وتحقيقِ مطالبِ الشعوبِ الثائرة، مؤكداً "التزامنا قضيةَ الإنسانِ في العالمِ العربي لا لُعبةَ السلطة، ومفهومَ التعدديةِ لا سلطةَ العدد، وقيمَ الأديانِ لا أنظمةً دينية". وأبدى حرصه "على الثوراتِ الجديدة التي تقوم في الدول العربية والتي أفسَحَتِ المجالَ أمامَ الشعوبِ العربيةِ للبحثِ عن غَدٍ أفضل، وقد وَجدتُ مفيداً وضعَ هذه "الشِرعةِ - الإطار" علَّها تكون مصدرَ هَديٍ لمستقبلِ الثوراتِ الجارية والأنظمةِ المنتظَرة، وسَنداً فكرياً للدساتيرِ والقوانينَ الجديدة، وخارطةَ طريقٍ تَقي الانزلاقَ". واعتبر أن "النضال من أجلِ تقريرِ المصير، أو السيادةِ والاستقلال، لا يعتبر ارهاباً". ولفت الجميل الى "حقَّ الإنسانِ العربي في تقريرِ مستقبلِه هو حقٌّ لا جِدالَ فيه"، وأكد "حقّ كل دولةٍ عربيةٍ باستلهام كلِّ المصادرِ للتشريع، على أن تبقى كلُّ التشريعاتِ منسجمةً مع مبدأِ الفصلِ بين السلُطاتِ والمرجِعيّات، ومع بنودِ شِرعةِ حقوقِ الإنسان ومع توصياتِ المؤتمرِ العالميّ في فيينا حولَ حقوقِ الإنسانِ. علماً أن الانسجامَ لا يعني أن تَستنسِخَ المجتمعاتُ الشرقيةُ كلَّ المفاهيمِ الأخلاقيةِ للمجتمعاتِ الغربية، فعالميةُ الإنسانِ لا تُلغي خصوصيةَ المجتمعات". وأشار الى أنه "على كلِّ دولةٍ عربيةٍ أن تحترمَ سيادةَ كلِّ الدولِ الأخرى واستقلالَها، وأَلا تشترِكَ في أيِّ عملٍ عِدائيٍّ ضدَّها، بقصْدِ الهيمنةِ أو السيطرةِ أو التوسّعِ أو الاحتلال. وعلى كلِّ دولةٍ أن تلتزمَ عدمَ اللجوءِ إلى الإرهابِ والعنفِ وسيلةً لحلِّ النزاعاتِ في ما بينَها".

وخص الجميل جامعة الدول العربية بمفهوم خاص رأى فيه "أن التطوراتِ العربيةَ والعالميةَ تُعطي جامعةَ الدولِ العربيةِ الفُرصةَ لإعادةِ إنتاجِ ذاتِها وتفعيلِ دورِها، من خلال تحديثِ هيكليتها وبناءِ مؤسساتِها وتوسيعِ مجالِ عملِها بما يُلائِمُ التحدّياتِ الجديدةَ وحاجاتِ الشعوبِ العربية. فتَرعى قيامَ تضامنٍ اجتماعيٍّ وإنمائيٍّ بين مختلَفِ الدولِ العربية بعيداً عن المصالحِ والمحاورِ السياسية. وواجبُ الجامعةِ أن تَضْطَلعَ بدورٍ مسؤولٍ ومؤثِّرٍ تِجاه أيِّ نظامٍ عربيٍّ يمارِسُ القمعَ الجماعيَّ ضِدَّ شعبِه أو أحدِ مُكوّنات المجتمع، وتِجاه أيِّ جماعةٍ عربيةٍ تَقترِفُ جرائمَ ضدَّ الإنسانيةِ من دونِ أنْ تردعَها الدولةُ المعنية".

وخلص الى أن "قيمةُ هذه المبادئِ العامّة في أن تَتضمَّنَها الدساتيرُ وتُحوِّلَها قوانينَ نافذةً ومَرعيةَ الإجراء، فتُطَبَّقُ مع الشرائعِ والقوانين الدوليةِ وتتماهى معها. وأساساً، لا شرعيةَ في العالمِ الحديثِ لأيّ نظامٍ أو دستورٍ، وحتى لدولةٍ، إذا لم تَحترمْ هذا النوعَ من المبادئِ والمفاهيم. ولأن هذه المفاهيمَ تحتاجُ إلى ضوابطَ تحميها وإلى ذِهنيةٍ تتقبَّلُها، لا بدَّ من تعزيزها باتفاقاتٍ ومعاهداتٍ دوليةٍ وحملاتِ توعيةٍ شعبية.

الحلقة الأولى

ثم انطلقت الحلقة الاولى للمؤتمر تحت عنوان "الربيع العربي والديموقراطية" وافتتحها رئيس الاتحاد الدولي للأحزاب الديموقراطية الوسطية بيار كاسيني واصفا الرئيس الجميل بأنه "القائد التاريخي للمسيحيين والموارنة في هذه البقعة من العالم". وتحدث عن الربيع العربي والتغيرات التي طرأت على هذا الجزء من العالم، مشيرا الى انه "بعد الربيع يحل فصل الصيف"، وقال: "لا نرغب ان يحل فصل الشتاء".. وشدد على انه "لا يمكن ان نشن حربا باسم الله، لان هذا ليس من الانصاف والعدل"، وتابع: "لا يسعنا استخدام اسم الله من اجل الحروب". مضيفاً "الحرية تشكل بطاقة عبور الى سائر الحريات وترتدي مفهومين: الاول هو ان الحرية الدينية هي ميزان لمستوى الحضارة الذي يتمتع به بلد معين، فعندما تنعدم الحريات الدينية تنعدم الحريات الاخرى". واعتبر انه "من المهم لهذا الاتحاد ان يكون منظمة تعمل في سبيل تعزيز حقوق الافراد اينما حلّوا وان تحترم حقوقهم"، مؤكدا "اننا نريد تعزيز الاحزاب السياسية لانها مهمة ولا بد من ان نضع اسس الاحزاب والمؤسسات السياسية المتوفرة في اوروبا، لكن ايضاً من خلال احترام الاختلافات".

اوربان

بعد ذلك كانت كلمة رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان الذي اعتبر أن "أوروبا قادرة على نقل البعض من خبراتها فلديها سجل حافل بالانجازات التي حققتها وهي تملك خبرة كبيرة في هذا المجال".

مارتينيز

وقال رئيس الوزراء البلجيكي السابق ويلفريد مارتينيز "ان المغرب والاردن فتحا المجال لاصلاحات كبرى لكن بعض البلدان الاخرى اعتمدت اسلوباً وحشياً مثل ليبيا وسوريا، فالشعب السوري يصرخ للحرية والرئيس الاسد ما زال منذ عشرة اشهر اصم لا يسمع صرخات الشعب، رغم انه كان يجب ان تتعلم سوريا من تجربتها في لبنان انه لا يمكن قمع الشعب الذي ينتفض لحريته". أضاف: "علينا اعادة اكتشاف العالم العربي فكنا نعتقد كأوروبيين اننا نفهم العالم العربي لكننا تفاجأنا بالربيع العربي لذلك علينا زيارة الدول العربية لانها تتجدد".

السنيورة

ثم تحدث الرئيس فؤاد السنيورة مبدياً ارتياحه لمسيرة الثورات العربية، وألقى كلمة جاء فيها: "أحدثت حركة الثورة العربية منذ سنة وحتى الآن تغييراً في العالم العربي ووضعت العرب على مسار سبقهم اليه عدد من شعوب العالم، فوضعت حداً لما كان يعرف بالاستثناء العربي حيث اعتبر أن العرب، وخلافاً للشعوب الأخرى لا يتمتعون بالقدرة على السعي للديموقراطية أو تطويرها أو ممارستها.

إن هذا التحول قد جاء نتيجة انهيار حاجزي الخوف والصمت وشجاعة عدد من الشبان العرب الذين تخطوا نقطة اللامبالاة ورفضوا الظلم حتى وإن كان ذلك على حساب حياتهم. وفي عالم لم تشعر فيه من قبل الشعوب قط، وبخاصة الشباب منهم، بهذا الكم من القدرات بالرغم من التهميش، خرج العرب من سجنهم الكبير فألهموا بذلك الكثيرين حول العالم.

للربيع العربي محاور عدة، فقد شكّل كفاحاً من أجل الحرية السياسية، ومن أجل الكرامة، ومن أجل الحرية والعدالة، ومن أجل فرص أفضل. إلا أن المحور الأساس هو مناهضة القمع والتهميش على أشكاله: السياسي منه أو الاقتصادي أو الاجتماعي، إضافة الى تهميش شرائح واسعة من الشباب الذين اكتسبوا اليوم قدرات كبيرة جراء تطور التكنولوجيا السريع والانتشار الكثيف لتقنيات الاتصال.

ولأن الربيع العربي بجوهره حركة مناهضة للقمع والتهميش، فقد شكّل على الصعيد العالمي محفزا لهم، في ظل أزمة اقتصادية عميقة وارتفاع نسب البطالة، حركات طالت شوارع لندن حيث تحولت ساحة القديس بولس الى ميدان التحرير، وشوارع نيويورك حيث تم رفع شعار "اننا نشكل نسبة 99%".

إن سنوات، لا بل عقوداً من القمع والتهميش التي عاشها العالم العربي، أدت بالتأكيد الى كم كبير من الإحباطات. إن الاحباط من أداء الماضي، هو الذي حث الأكثرية على إطلاق صوتها أخيراً، وهذا دفع الأحزاب التي تحتمي وراء الدين والاثنية والعرق لتقديم أداء أفضل من الأحزاب الليبرالية الحديثة والمنفتحة في الانتخابات الحرة الأولى. إلا أن هذه النتيجة ليست طبيعية فحسب، بل هي متوقعة أيضاً، وهذا ما حصل بالتحديد في أعقاب حركات التحرر في مناطق عديدة حول العالم، أكان ذلك في أميركا اللاتينية وجنوبي شرقي آسيا وجنوبي أفريقيا. اسمحوا لي أن ألحظ أنه، حتى في الدول التي تتمتع بتاريخ طويل من الديموقراطية كأوروبا الغربية، غالباً ما كنا نرى أن الشعوب تلجأ في زمن الأزمات والتوترات للأحزاب المحافظة أو المتقوقعة أو حتى الراديكالية منها، فغالباً ما تميل هذه الأحزاب لتقديم الحلول الجاهزة فتبدو وكأنها توفر ملاذ اليقين الضروري في الأوقات التي يسودها الشك".

أضاف: "ما أحاول قوله هنا، هو أن أداء الأحزاب الإسلامية في الانتخابات الحرة الأخيرة في تونس ومصر، وأداءها المتوقع في بلدان أخرى، تعيش الربيع العربي، إنما أتى نتيجة سنوات من القمع والتهميش. فهذا الأداء أتى نتيجة سنوات من الضغط وعلينا إعطاء الشعوب بعض الوقت للتحرر من هذا الضغط المكبوت. وسنشهد عندئذٍ أداء الأحزاب الإسلامية في ظل ظروف طبيعية أكثر إذ ستسعى للاندماج والتطور بشكل تسعى معه للتكيف مع البيئة الجديدة والتركيز على مواجهة تحديات المستقبل. أضف الى أن المسلمين عامةً سيشعرون براحة أكبر فيميلون بالتالي لعيش قيم الإسلام الحقيقية من انفتاح واعتدال.

وتابع "يشرفني أن أعلن أنني كنت من أوائل الذين قدموا دعمهم الكامل للربيع العربي في الوقت الذي كان لا يزال فيه في المهد، وذلك إيماناً مني بقوة وشرعية التغيير ونتيجة ثقةً راسخة بعدم إمكان استمرار الشعوب العربية رهينة للماضي وبحقهم في تقرير مستقبلهم.

اليوم يعتقد البعض أنه تم اختطاف الربيع العربي وأنه يواجه خطر التحول الى شتاء قارس ومظلم. ويخشون أن يتم استبدال الأنظمة العسكرية الاستبدادية بأحزاب إسلامية استبدادية. ويخافون على قيم أسست لهذه الثورات، قيم الكرامة والحرية الشخصية والسياسية واحترام حقوق الإنسان، إضافةً لقيم الانفتاح واندماج كافة مكونات مجتمعنا العربي بغض النظر عن الدين والاثنية والعرق.

وتماماً مثلما كنت مرتاحاً للتغيير في وقت أظهر الكثيرون خشيتهم منه، أقف اليوم أمامكم وأجدد ايماني به وبآفاقه المستقبلية في الوقت الذي يشكك فيه الكثيرون. ما زلت أؤمن أن ما يحصل يعتبر جيداً بشكل أساسي بالنسبة للعرب والعالم. اذ سيسمح للصوت العربي المعتدل بملء الفراغ الناتج عن غياب مصر الفعلي عن الساحة الاقليمية على مدى العقود الثلاثة الماضية والذي احتله لاعبون من غير العرب من المتطرفين. كما سيساهم في إعادة بعض التوازن لمنطقة الشرق الأوسط على أمل أن يوفر للعالم حوافز تساهم في حل الصراع العربي الإسرائيلي الذي لا يزال القضية المركزية على الرغم من كل شيء وتضمن حق الفلسطينيين بدولة سيدة مستقلة قابلة للحياة. إن جهداً عالمياً منسقاً من أجل الضغط على إسرائيل للتقدم نحو حلّ سلمي عادل وشامل لهذا الصراع المستمر سيوفر الدعم لقوى الاعتدال والاستقرار في المنطقة ويمهد الطريق أمام النجاح الدائم للحركات الديموقراطية.

يمكننا أن نستسيغ أو نستهجن بعض أو كل نتائج هذه الانتخابات إلا أن هذا جزء من عملية متكاملة ومن الاعتياد على عمليات انتخابية لا تنتهي لصالح جهة واحدة بنسبة 99،7%. كما أنها جزء من عملية النضوج. ففي نهاية المطاف أي من الثورات في العالم تمت بشكل سلس وكانت واضحة المعالم واستطاعت أن تسلم المسؤولية على الفور للشخص الأنسب لمواجهة تحديات الغد؟ أن الاهم من نتيجة الانتخابات، كان فعلياً العملية بحد ذاتها. وأعظم قيم الديموقراطية مقارنةً مع أي شكل آخر من الأنظمة قدرتها على تصحيح أخطائها بشكل ذاتي".

وأكد أن "حركة الثورة العربية بحد ذاتها فعل حداثة وتبنٍ للتغيير العالمي. إلا أن فعل الحداثة هذا لا يمكن أن يكتمل فعلياً الا في حال أدى الى نشوء دولة مدنية تحترم وتحمي كافة مكونات المجتمع في إطار المساواة بين الجميع من حيث الحقوق والواجبات. وقد شكلت في هذا السياق سلسلة البيانات التي نشرها مؤخراً الأزهر (وهو أعلى مؤسسة دينية إسلامية) حول مستقبل مصر ومن ثم حول حركة الربيع العربي وأخيراً حول الحريات مثالاً واضحاً حول امكان مساهمة مناخ من الحرية السياسية والفكرية بتعزيز الإسلام المعتدل المستنير الذي نحن في أمس الحاجة اليه في منطقتنا اليوم. و في هذا الاطار، أحث مثقفينا العرب ومجتمعنا المدني ومختلف قادة الفكر لتبني الافكار التي يرفع لواءها ويروج لها الأزهر ودعمها بشكل كامل فنتمكن من تحقيق هدف الدولة المدنية التي تؤمن المساواة بين مواطنيها من حيث الحقوق والواجبات والتغلب على عملية الابتزاز التي لطالما مارستها الأنظمة المتهاوية من خلال تأليب مختلف مكونات مجتمعنا على بعضها بعضاً ومن ثم بناء شرعيتها على قدرتها الواهية على توفير الاستقرار".

وشدد على أنه "لطالما شكلنا في لبنان نموذجاً للديموقراطية، الا أن خللاً في الدولة عرض العملية الديموقراطية للخطر فتحولت التعددية من ثروة نغتني بها إلى عبء. علينا استعادة دورنا كنموذج للتنوع ورسالة للوحدة في المنطقة. أما الأمثولة الأهم التي يمكن استخلاصها من الربيع العربي ومن تجربتنا في لبنان فتتمثل في ان نستعيد دور الدولة الديموقراطية القوية القادرة، التي تشكل في نهاية المطاف الضامن الأمثل للتعددية والاستقرار والازدهار والعدالة".

وتابع "أصل هنا للمحور الاقتصادي: إن التحول الديموقراطي سيحقق في نهاية الأمر النمو والتطور الاقتصادي ومستويات معيشية أفضل. فالأدلة الدامغة تؤكد أن الديموقراطية تؤدي للمساءلة التي تؤدي بدورها لاستخدام وتخصيص أفضل للموارد. الا أنه علينا الحرص كذلك الأمر على أن تعزز هذه التحولات شبكات الأمان الاجتماعي لشرائح المجتمع الأضعف أمام التغيير اضافةً لتعزيز التعليم فنتحضر اليوم لمواجهة تحديات الغد وتعزيز فرص عمل أفضل لمواجهة أكبر تحديات العالم العربي ألا وهو الحاجة لانشاء أكثر من 50 مليون فرصة عمل في العقد المقبل لاستيعاب الوافدين الجدد من الشبان والشابات الى سوق العمل.

إن الناس الذين نزلوا الى الشوارع بالأمس وطالبوا بوضع حد للتهميش سينزلون الى الشارع ثانية غداً في حال لم تتحقق المشاركة بمعناها الأشمل. وما دام يتم احترام العملية السياسية وتتم حماية الديموقراطية ويتم تنظيم انتخابات حرة بشكل منتظم، لن يكون هناك أي داع للخوف. فهذه الأمة أظهرت بربيعها هذا قدرتها الكبيرة على تصحيح أخطائها".

وختم السنيورة بالقول: "لقد قطعنا شوطاً طويلاً. فقد ولى زمن الرجل الواحد، والعائلة الواحدة والحزب الواحد. إلا أن المهمة لم تنته بعد. فتحقيق الديموقراطية ليس بسهل وكما اعلن الأمين العام للأمم المتحدة فإن تحقيق الديموقراطية سيحتاج لأكثر من دورتين انتخابيتين أو ثلاث. الا انه اوضح كذلك، أنه ما من عودة الى الوراء، وأنا أوافقه الرأي تماماً. وفي هذا السياق، اود ان اتوجه لأولئك الذين يشعرون بالقلق ازاء الربيع العربي ويخشون التغيير ونتائجه، واسمحوا لي هنا، أن أذكركم بقول معبّر لجبران خليل جبران حيث قال: "أوليس الخوف من الظمأ الشديد للماء عندما تكون كأس الظامئ نصف ملآنة هو الظمأُ بحدّ ذاته؟، "علينا أن نحافظ على أيماننا بالديموقراطية وأن نواصل الكفاح من أجل تحقيقها كما علينا أن نحافظ على ايماننا بشعبنا ومستقبلنا".

مكناس

أما وزيرة الخارجية الموريتانية السابقة نهى مكناس، فاعتبرت أن ما "يسمى الربيع العربي هو صناعة عربية صرفة قاسمها المشترك هو الدعوة الى الحرية والعدالة والكرامة ورفض الاستبداد والتسلط"، وقالت: "يجدر بنا التوقف عند رسائل التطمين التي اطلقها أعضاء التيار الإسلامي وهم يرون ان الربيع العربي يتيج للغرب فرصة جديدة لتصحيح الخطأ الغربي المزدوج"، معتبرة أن "التحولات العربية أفرزت خارطة عربية جديدة اكثر عمقاً من ازاحة نظام معين".

بتابت

ولفت الامين للانتخابات التونسية بوبكر بتابت الى انه "بعد عام من الثورة التونسية انجزت المرحلة الأولى من الانتخابات وتوفر فيها الحد الأدنى من العملية الديموقراطية رغم النواقص الفنية لشعب حرم من الانتخابات النزيهة وتميزت بعدم وجود عنف سياسي والقبول بالنتائج وكان سلاح التونسيين فيها هو حماسة المشرفين عليها كونها الفرصة الأولى التي يتاح فيها لهيئات مستقلة الاشراف على الانتخابات"، ولكنه اشار الى ان "الفصل بين الدين والدولة في الدولة هو سؤال كبير يتم طرحه في هذه الأثناء خصوصاً وان الفريق الحاكم يؤكد ان مشروعه هو بناء دولة مدنية ولكن بعض التصريحات تطرح العديد من الاسئلة".

سكايولا

وتحدث وزير الايطالي السابق كلوديو سكايولا عن الحريات والربيع العربي وأمل الا يتحول الربيع العربي الى شتاء.

اونان

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حزب "العدالة والتنمية" التركي أمين اونان: "بعض البلدان لم تعتقد ان الدول العربية تستحق الديموقراطية، ولم يكن من السهل التوقع متى واين سيبدأ التحرك، ولكن اتضح انه بدأ من تونس حين احرق بوعزيزي نفسه وبعث برسالة الى العالم حول العيش بكرامة وشرف"، واضاف: "مازلنا نرى ان بعض الانظمة العربية لا تستمع الى الشعب، مثل سوريا التي تشن حربا على شعبها لكن النظام لن يربح، وفي الوقت نفسه فان تركيا هي ضد التدخل العسكري في سوريا لكن هذا لا يعطي النظام السوري الحق بعدم اجراء الاصلاحات".

الحلقة الثانية

وبعد استراحة دامت ربع ساعة، انتقل المشاركون في المؤتمر لعرض تفاصيل الحلقة الثانية من النقاش وتمحورت حول "التحديات الديموقراطية وإدارة التعددية". وافتتح الحوار وزير الشؤون الاجتماعية السابق سليم الصايغ واصفاً التعددية "بالتطور النوعي في الديموقراطية والخروج من منطق الاكثرية والاقلية الجامدة، أما الاعتراف بها فيؤسس لديموقراطية حقيقية".

فراتيني

ورأى وزير الخارجية الايطالي السابق فرانكو فراتيني "ان أوروبا اتخذت غير مرة موقف أناني وهذا أمر خطير على مستقبلها، بينما مستقبل الشرق الأوسط سيكون كما يقرر أبناؤه مطالباً باعادة النظر في سياسة الهجرة الى اوروبا".

ساويريس

واعتبر العضو المؤسس في الكتلة المصرية الليبرالية نجيب ساويريس ان "الوضع الأمني متروك والوضع الاقتصادي يعاني من تبعات الأحداث معتبراً ان التحدي اليوم في الدول العربية كبير دون مخطط للمستقبل". اضاف "هناك العديد من المصريين الذين يرغبون باقامة دولة مدنية ولكن الأغلبية الجديدة في البرلمان تمارس طغيان القوة وترفض التحاور مع بقية الأفرقاء، لافتاً الى انهم عمدوا الى زرع قناعة في اذهان المصريين البسطاء انهم اذا ما صوتوا للكتلة المصرية الليبرالية فانهم بذلك يصوتون للكفار معرباً عن احباطه من الوضع الراهن."

طعمة

ثم ألقى الوزير السابق نعمه طعمه كلمة النائب وليد جنبلاط وأشار الى أن لبنان "استطاع ان يواجه الحروب والوصاية والأجنية والأقليمية واصبح اكثر المجتمعات تعددية ومسامحةً في الشرق الأوسط. اضاف "نفتخر بديموقراطيتنا ونعتبرها الضوء الذي يجب ان ينير المجتمعات العربية. فقد تعلم اللبنانيون ما هو ثمن النزاعات والخلافات وما نراه اليوم هو ثمرة سنوات طويلة من الكفاح. لقد عانى لبنان الكثير من التوترات والمواجهات لأن اللبنانيين رفضوا تدخل الآخرين في شؤونهم ." وختم: سيبقى لبنان بلداً ديموقراطياً بعدما بدأت ثورة الأرز عام 2005 وأعادت الى لبنان سيادته وعاد العديد من زعمائه اليه فعادت الاغتيالات فاغتيل اصداقاء لنا ومن بينهم الوزير بيار الجميل والنائب انطوان غانم اللذين تمت تصفيتهما لأنهما آمنا بالحرية والديموقراطية وحرية التعبير وهما الركنان الأساسيان اللذان يقوم عليهما لبنان".

متري

وأشار الوزير طارق متري الى انه "من الممكن تفادي النزاعات من خلال الحوار والأمر لا يكون دائماً سهلاً فلا يمكن تلافي الخلافات المرتبطة بالهويات والقيم لأنها جزء من هوية الانسان." ورأى أن "تحديات الديموقراطية تكمن في العيش مع الاختلافات في المجتمعات المتعددة،" معتبرا "أن الشرعية الديموقراطية لا تتوقف على العملية الانتخابية فقط بل تتطلب تطور القوى ووجودها في المجتمع وأن تنضم الى مناهضة الديكتاتورية".

"مداخلة للسنيورة"

ودعا الرئيس السنيورة، في مداخلة له، الى "علاقات ندية متبادلة بين لبنان وسوريا والى دولة لبنانية تفرض سيطرتها غير المنقوصة على كل الأراضي اللبنانية"، ورأى "أن الثورات في البلدان العربية هي البنت الشرعية للضغط والإرهاب الذي يمارس في هذه البلدان". ورداً على عضو الكتلة المصرية الليبرالية نجيب ساويريس، دعا الرئيس السنيورة "للخروج من المؤتمر بإرادة للاستمرار في العمل نحو الديموقراطية بشكل منفتح وبناء بعيداً عن الاحباط لأن هنالك قبساً من نور يطل علينا."

سامي الجميل

وقال النائب سامي الجميل لـ"المستقبل"، حيث كان يتابع المؤتمر من الكواليس، أن "البلدان العربية لا تشبه بعضها، حيث هناك خصوصية تميز كل بلد. لكن هناك مبادئ عامة. فبالإضافة الى حقوق الأفراد هناك أيضا حقوق الجماعات والحفاظ على التعددية". ولبنانيا، رأى أن "النظام اللبناني يتخبط في تجربته التي يجب أن تستكمل بالطريقة التي سنعرضها لتحويلها الى تجربة إيجابية".

متري

بدوره، أوضح وزير الثقافة السابق طارق متري لـ"المستقبل" انه "لا شك في أن التجربة اللبنانية لديها ما تقوله. على الرغم من خصوصتها حيث لا يمكن اعتبار خصوصيتها نموذجا. الا ان تعلق اللبنانيين بالديموقراطية والحريات بطريقة او بأخرى اعطى دفعا للتحرك الشعبي للحرية والديموقراطية. اللبنانيون منذ مطلع القرن العشرين خصصوا بلدهم كمختبر للأفكار الجديدة التي تحرك المنطقة. وربما سيستعيد لبنان تدريجيا دوره بدل انشغاله بالقضايا الداخلية".

بوشوارب

وقال الوزير الجزائري السابق عبد السلام بوشوارب لـ"المستقبل" إنه معجب بالتجربة اللبنانية "وبما يتحلى به اللبنانيون من صمود حيث يعيشون معا على الرغم من الفروق الثقافية والدينية. ونحن نرى ان لبنان قفز قفزة نوعية في هذا المجال. لذا يجب ان نستخلص الدروس من التجربة اللبنانية ووضع كل الامكانات للوصول الى مجتمعات عربية مشتبهة وإن كانت مختلفة".

الصايغ

وأكد وزير الشؤون الاجتماعية السابق سليم الصايغ لـ"المستقبل" "الأمل كبير والتحديات اكبر لكن الارادة تبقى هي الاهم. لمسنا التزاماً بمسار التغيير الديموقراطي، فليس المهم التعبير عن النوايا إنما إيجاد الآليات التطبيقية. والكل مقتنع بالحاجة الى الديموقراطية وتجربتها في هذه المنطقة وعلى الجميع المشاركة. والأهم برأيه "أن الغرب لم يشارك لكي يعلم العرب ماذا سيفعلون ويملي عليهم ما عليهم القيام به إنما أبدوا إعجاباً بالتجارب العربية والمناذج التي عرضت من خلال مشاركتهم الخبرات مجتمعة. لهذا السبب نظم المؤتمر في بيروت في دلالة على تواصل فريد من نوعه بين الشرق والغرب".

 

عون خلال لقائه مسؤولي التيار الوطني الحر:  الفساد يسطو على المال المستحق في موازنات الخزينة

ويحولونه الى ثروات شخصية وهذا اتهام حقيقي وليس سياسيا

يحاسبوننا على اخطاء ارتكبوها في غيابنا ويمنعوننا من تصحيحها

نريد ان نبني دولة لا شركة مساهمة تسعى لتحقيق الارباح من اموالكم

نتعرض لهجومات مبرمجة منذ فتحنا الملفات المالية

لا ثقة لنا بالقضاء والقيمون عليه يتركونه يتدحرج ويتهرىء

كونوا جاهزين عندما ندعوكم للنزول الى الشارع والتظاهر

 وطنية ـ27/1/2012 التقى رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون بحضور نواب التكتل مسؤولي وكوادر التيار الوطني الحر بعد ظهر اليوم في مركز الأمانة العامة للتيار، وألقى فيهم الكلمة التالية:"اهلا بكم في هذا اللقاء الذي جاء بشكل مفاجئ نسبة للأحداث التي تحصل، هي ليست أحداثا دامية، صحيح، ولكنها تباشير فوضى في البلد، وفوضى مصطنعة لأن مرتكب جريمة قطع الكهرباء في لبنان هو نفسه يتظاهر ضد من يريد تصليحها. وهذا ما استوجب أن أجمعكم الليلة، إذ من حقكم علينا أن نخبركم كيف وصلنا إلى هنا وما هو حال الجمهورية.

في كل بلدان العالم يتكلم الرئيس عن وضع البلد، يتكلم وزير المال عن الوضع المالي، أما في لبنان، فكل شيء "فالت". لماذا نحن نعيش هذا الوضع؟ لأن هناك مدرستين. هناك المدرسة التي حكمت منذ العام 1993، وهناك مدرستنا نحن. نحن نؤمن بالوطن وبالمواطنة، الدولة والمواطن، بحيث تكون الدولة هي من ترعى شؤون المواطن وتقوم بمساعدته، تساعده على إيجاد عمل، تخفف عنه أعباء الحياة، وتؤمن له الحد الأدنى من العيش المحترم، من الأمن، من الطرقات، من الاتصالات، من الكهرباء... ولكن وصلنا إلى هنا واصطدمنا بالواقع، ولأننا لا نملك الأكثرية، اضطررنا على التعاون مع أناس ينتمون إلى المدرسة الحاكمة منذ العام 1993، لا بل مع البعض ممن ينتمون إلى المدرسة الحاكمة منذ العام 1984، الذين كانوا مع حكومة الوحدة الوطنية. تلك المدرسة التي تفكر بعقلية الشركة المساهمة وأنتم، المواطنون، زبائن لديهم، يريدون أن يأخذوا منكم الأموال لكي يحققوا الأرباح. هناك فرق شاسع بيننا وبينهم، فنحن نسير في إتجاه وهم يسيرون في إتجاه آخر. جراء هذا الواقع، وصل البلد إلى حالة جد سيئة، فيما الجمهورية متوقفة مكانها " مش مقلعة"، لأن المعايير الأخلاقية غير متوفرة في الحكم، كما أن المعايير القانونية غير محترمة. واليوم، طالما نحن نعيش في شركة مساهمة، نرى أن الزبائنية ازدادت وازداد معها الفساد وازدادت أرباح هذه الشركة، فيما افتقر المواطنون وصاروا يعيشون في حالة من العوز والحاجة. ما يعزز هذه الأمور ويوقف التطور الإيجابي هو الفساد، لأن الفساد هو الأساس الذي يسطو على موارد الدولة، ويوسع رقعة الشركة. الفساد يسطو على المال المستحق في موازنات الخزينة ويحوله لثروات شخصية. هذا ليس إتهاما سياسيا، إنما هو إتهام حقيقي، ولذلك لن نتوقف عن مهاجمة هذا الوضع ولن يردعنا شيء، وانتم ستكونون معنا، سنسير أمامكم وستكونون أنتم وراءنا، ولن نضعكم في الواجهة ونتلطى وراءكم".

اضاف" من المؤكد أننا سنتعرض للكثير نظرا لتورط فئة كبيرة ممن يحكمون هذا البلد بهذا الموضوع. وما نتعرض له تلمسونه يوميا: يقومون بمحاسبتنا على أخطاء ارتكبوها هم في غيابنا، ويمنعوننا من تصحيح أخطائهم ويحملوننا مسؤولية هذه الأخطاء. هذه عجيبة العجائب. أحدهم يسرق أموال الدولة ويقوم باتهامك بالسرقة. هناك من يسمونهم "الشهداء الأحياء"، ولكن في الحقيقة تصلح تسميتهم "اللصوص الأحياء"، لأن تاريخهم سيىء جدا. لم نعد نقبل اليوم بهذا الوضع، ولا بهذه الشهادات المزيفة. هل منكم من يعلم من قتل من، ولماذا قام بقتله؟ ماذا لو قتله لأنه يغار على زوجته وهو على علاقة بها؟ هل أجعل منه شهيد الوطن؟ هل من الممكن ابتزاز الوطن على مدى الحياة سياسيا وماليا؟ آن الأوان لنا أن نفهم أن هناك مقدسات في الدولة يجب المحافظة عليها لنقيم الدولة. في البداية اعتقدنا أننا نستطيع العمل باستقلالية ضمن وزاراتنا، فنقوم بتنظيفها، ولكنهم اليوم يريدون أن يمدوا أياديهم على وزاراتنا كي يفسدوها. لن نكون شركاء مع أحد. يريدون إشراكنا في المغانم لكي نصبح مثلهم. لن نكون مثلهم لأننا ننتمي إلى مدرسة جديدة في نهج الحكم، ونريد أن نبني دولة لا شركة مساهمة تسعى لتحقيق الأرباح من أموالكم وأرزاقكم. إلى أين أوصلنا كل ذلك؟ أوصلنا إلى الاستهداف. هم يعتبرون أن ما يقومون به هو عبارة عن أرزاق مكتسبة، ونحن جئنا لنقطع عليهم أرزاقهم. وكما يقول المثل: "قطع الأرزاق من قطع الأعناق". لذلك هم يحاولون تصريفنا من خلال حرق دواليب على الطرقات، يحرقون دواليب ويقطعون طرقات في عاليه.. فهل معقول أن يقوم هؤلاء الذين يصرفون ميزانية وزارتهم من دون أي مراقبة، ويأخذون نسبة 15% على كل مبلغ يصرفونه، بالتظاهر من أجل الكهرباء. وقد يكونون أقل من يدفع فواتير الكهرباء، فيما من يدفعون يقبعون بصمت متحملين كل هذه المصائب. إن الأكثرية الصامتة هي التي تشجع على الجريمة، ويجب ألا تصمتوا".

وتابع "لقد بدأنا نتعرض لكل هذه الهجومات المبرمجة منذ مدة، وتحديدا منذ فتحنا الملفات المالية، منذ فتحنا موضوع الكهرباء ووضعناه قيد التنفيذ بشكل عاجل، لكي نعوض الوقت الذي خسرناه، فبدأنا نتعرض للتأخير والعرقلة: تارة يريدون التحقق من "الصفقة"، وتارة أخرى يريدون معرفة كيف يتم تلزيم المشاريع ومن إلتزمها ولماذا؟، في حين أنه ما من وزارة أخرى تخضع لهذه المساءلة. وهنا أتهم كل النظام القائم بالتواطؤ ضدنا. يستهدفوننا لأننا كشفناهم، وهذا الترهيب لن يجدي معنا أي نفع، لأن ما من شيء يخيفنا. نحن نتهم الجميع، ومن يريد أن يتهمنا فليتفضل وليظهر القرائن. نحن نملك كل المستندات والمستمسكات، الدولية والمحلية، ونعلم أنهم لصوص.

لقد تبين لنا من خلال عملنا في المجلس ومن خلال لجنة المال والموازنة أن هناك خللا ما، لكننا لم نقدر حجمه، فقمنا بمتابعته إلى أن توصلنا لوضعه أمام البنك الدولي الذي وضع تقريره وثبتت له الكثير من المخالفات والتي تفوق ما كنا قد تكلمنا عنه عند إصرارنا على وجود خلل ما. من المسؤول عن ذلك؟ هناك أناس مسؤولون عن ذلك وكانوا يتولون الحكم. تبين الخلل منذ العام 1993 ولغاية اليوم. من كان في الحكم؟ الحريرية السياسية هي التي كانت في سدة الحكم. من يقوم اليوم بالدفاع عن هؤلاء اللصوص ويتهمنا نحن؟ تيار المستقبل! ولكن هناك أشخاص لا يزالون ساكتين، وهم أيضا متهمون، متهمون بالصمت أمام الجريمة التي يرونها. نحن لا نقبل بذلك، فالصامت هو كالذي يتهمنا، هناك حق والحق يجب أن ينتصر، لا يمكن أن يكون الإنسان ساكتا أمام الظلم، لأنه يكون شيطانا أخرس!

طبعا هذا الوضع اليوم الذي يضايق المواطنين، ونحن نقول إن لهم الحق في حرق الدواليب، ولكن الواقفين بجانبهم على الطريق هم من يعرقل إنجاز خطة الكهرباء. تارة يعرقلونها ولا يقرون القوانين في الوقت المناسب، وتارة يعرقلونها في الإدارة، وتارة يفتحون جبهات..

لقد قدمنا ملفا ماليا كاملا للمدعي العام المالي من وزارة الاتصالات منذ العام 2009، وحتى الآن لم يفتحه! يقدم أحدهم إخبارا من دون أي مستند عن سرقة فيبدأ فورا بالتحقيق فيه.. بينما ملف مليء بالمستندات وبأسماء الأشخاص، لم يستجوب فيه أحد منذ العام 2009 حتى الآن!! نسأل المدعي العام المالي ماذا يفعل؟!! من يوقفه عن القيام بواجباته؟ من يمنعه عن التحقيق وعن تطبيق العدالة؟! كل هذه الأمور اليوم يجب أن تقال، لا يمكننا أن نسكت بعد عن كل هذا التقصير أيا كان الشخص، لا شيء يحميه إلا سلوكه وأخلاقه"!

وقال"الكهرباء والمياه حاجات أساسية : "وجعلنا لكم من الماء كل شيء حي"، الإنسان يمكن أن يعيش من دون بنزين، فيمكنه أن يبقى في البيت أو أن يركب "حمارا" ويذهب إلى العمل، ولكن من دون مياه لا يمكنه أن يعيش 24 ساعة. فهل يتوجب علينا أن نساوم كي نبني سدا للمياه! وكأن المياه هي ملك شخصي ونحن نأخذ ثمنها من المواطنين! و"يربحوننا" الجميل ويقولون لنا "وافقنا لك على سد"!! توافقون لي أنا؟! أنتم توافقون لكم أنتم، لأنفسكم ولعائلاتكم ولأولادكم! يمننوننا أنهم أمروا بربط خط الكهرباء في المنصورية، "فماذا تريد أن نعطيك أكثر؟" يمننوننا أيضا أنهم بدأوا اليوم باستدراج العروض لبواخر الكهرباء هذه البواخر التي كان يجب أن تأتي في العام 2010 كي تبدأ بالعمل في العام 2011، وهذه هي المرة الثالثة التي يستدرجون فيها العروض.. من المسؤول عن هدر الوقت؟ من يضيع اليوم إعادة بنية الدولة؟ من؟

الموضوع المالي يهمنا كثيرا، وإن كنا مصرين على ملء الشواغر في مجلس القضاء الأعلى فذلك لمحاكمة المرتكبين، ولهذا السبب يعرقل تعيين رئيس جديد له، خوفا من المحاكمة، ولهذا السبب يريدون أشخاصا "يطنشون" عنهم كي يكملوا في ارتكاباتهم هذه! لقد وصلت الحالة إلى درجة من الوقاحة يصبح فيها البريء متهما، والمدان يحولونه إلى بريء! المدان وليس فقط المتهم. فلإدانة تأتي من الوثائق التي تثبت أنه مجرم، ولذلك يحال إلى القضاء. المتهم يجب أن يحول إلى القضاء ويجب أن يحاكم.

اليوم لا ثقة لنا بالقضاء. فالقيمون عليه يتركونه يتدحرج ويهترىء. عندما أثرنا الموضوع لاستنهاض القضاء والعدالة في لبنان، "قامت القيامة" علينا! صاروا يلعبوننا بالغميضة! في زواريب الإدارة! والمرجع هذا الذي يلعبنا لا يهمه الدستور!! لا تهمه مالية الدولة ولا يهمه كل ما يحصل في الأجهزة! من هو المسؤول عن الدستور؟ هناك ما يقارب ال20 مادة في الدستور، كلها غير محترمة ! خصوصا تلك المتعلقة منها بالمال. لماذا يقسم إذا رئيس الجمهورية على المحافظة على الدستور؟!

المادة 83 لم تحترم أبدا، لقد انتهى العام 2011 ودخلنا في العام 2012 وليس هناك من ميزانية بعد، ولم يصوت على ميزانية العام 2010، ولم تثبت، وذلك بسبب عدم وجود قطع حساب. قطع الحساب مقطوع منذ العام 1993!! أيعقل هذا؟! هل هذا معقول أن يحصل في دولة؟ هل هذه دولة أم عصابة؟! وهذا السؤال هو برسم كل القيمين عليها!

نحن اليوم نقوم بهذا الموجز السريع، ولكن إذا خضنا في التفاصيل فسنجد الكثير الكثير من المخالفات! ليس فقط بعدم وجود لقطع الحساب، بل بأمور عديدة، فالهبات التي اختفت مثلا، أين ذهبت، في أي حساب وضعت ومن صرفها؟ وفق أي مستندات صرفت؟! أموال الهيئة العليا للاغاثة أين اختفت؟! لا يوجد لديها نظام محاسبة!! وهي أصلا لم تجتمع يوما، ومع ذلك صرفت من خلالها مليارات الدولارات. هذه الهيئة تتألف من رئيس الحكومة ونائب رئيس الحكومة، و8 وزارات مهمة، التي تتدخل عادة في حالة الكوارث الطبيعية، مثل وزارة الطاقة والأشغال والصحة والاتصالات والشؤون الاجتماعية.. إذا أين عمل هذه الهيئة؟! منذ العام 2005 وحتى اليوم لم تجتمع إلا مرة واحدة، فكيف تم تخصيص المال؟! وعلى أي أساس صرف؟؟ لا تتم هبة المال للبلديات هكذا. هناك وزارات مختصة من المفروض أن تحدد هي الأضرار عند وقوع الحدث وتقدر مدى الحاجة وعلى هذا الأساس تحدد الإعتمادات التي يعطيها وزير المال استثنائيا، فتختصر آلية توفير المال وذلك من أجل أن مواجهة الأزمة الناشئة. فهل سمعتم ولو لمرة واحدة أن الهيئة العليا للاغاثة قد اجتمعت وخصصت المال لحدث ما؟ لقد زفتوا الطرقات أيام الانتخابات. خاضوا الانتخابات من خلال رشوة المواطنين بالزفت!! وكل شيء في لبنان هو زفت إلا على الطرقات!!

أما صندوق المهجرين، فلا تسألوا... من قبض أموال المهجرين؟ تعريف المهجر هو الشخص الذي لا يمكنه أن يعود إلى بيته، هو ممنوع قسرا من العودة لأن منزله محتل أو مهدم. أموال هذا الصندوق دفعت لكل الناس في لبنان إلا للمهجرين.. والقسم الأكبر منها دفع للمهجرين وأحيانا قبض المهجر خمسة أضعاف حق المهجر! الناس الذين هجروا من منازلهم لأنها احتلت أو تهدمت، هم يشكلون الفئة التي يفترض أن يختص بها صندوق المهجرين. كل الناس قبضوا، ولكن هؤلاء الذين لا يزالون على الطرقات لم يقبضوا!! اختفى مليارا دولار من هذا الصندوق!! وبالكاد دفع 600 أو 700 مليون دولار للمهجرين!! فأين الباقي؟ وكيف اختفى؟ من أعطى هذا المال ولمن أعطاه؟ في كل انتخابات ترتفع نسبة المدفوعات من هذا الصندوق كالسهم، فأين تدفع ولمن ولماذا؟ تارة في الطريق الجديدة، وتارة في طرابلس، وتارة لا أعرف أين.. بين إخلاءات وغيرها.. ومن أهم البدع التي اخترعوها ما أسموه بالترميم المنجز! يقدم المواطن الفواتير على أساس أنه أصلح بيته!! لم يبق أحد لم يصلح بيته من عكار إلى الجنوب حتى البقاع والجبل. هل هؤلاء المهجرين يسكنون بيوتهم اليوم؟ ومن الأمثلة الفاضحة على هذه السرقة أوراق ترميم منجز ل 35 بيتا، تبين من الخرائط أن لا وجود لتلك البيوت في المكان المحدد بل هناك أرض بور لا يوجد أي بناء عليها!!، هذا نموذج وغيره يوجد الكثير..

هؤلاء من يريدون أن يفتحوا ألسنتهم علينا، نعرفهم جيدا ونعرف فضائحهم..

السنيورة "أخد على خاطرو" واعتبر المطالبة بمساواة بيروت ببقية المناطق مشروع فتنة طائفية!! فهل يريد أن يفرض علينا خوة أم ماذا؟! بيروت تعيش بالدفء وبالعافية، ويدفع سكانها فاتورة وفق تسعيرة الدولة، والمواطن المسكين في المناطق الأخرى لا حطب لديه ويضطر أن يبتاع المازوت كي يتدفأ، ولا كهرباء لديه.. ماذا يفعل؟! من لديه قرابة ال24 ساعة على 24 كهرباء، يدفع فاتورة مدعومة من الدولة، وبقية المواطنين مضطرون لدفع فواتير المولدات المرتفعة؟! ما هذه العدالة؟! أيعقل أن في هذا الواقع عدالة؟! أنا أدفع كل شهر 1500 دولار مازوت للمولد، فلماذا أنا مضطر لدفع هذا المبلغ شهريا؟ لماذا النائب محمد قباني مثلا ليس مضطرا لدفع فاتورة المولد؟

أنا أريد أن أوفر 40% و50%، وأريد أن أقود سيارة على الغاز، وهي أصلا أنظف للبيئة. لماذا لا يمكنني أن أقود مثل هذه السيارة؟! لماذا أوقف هذا المشروع؟! لماذا لا يمكنني أن أقود سيارة على الغاز؟! لم الأمر ممنوع على المواطن؟! ما هو السبب؟ هل إدارة الدولة والحكم أمر مزاجي؟! يأتي من هو بنصف عقل وبربع عقل، لنداويهم نحن؟!

أنا اليوم أطالب رئيس الحكومة لأنه هو رأس السلطة التنفيذية، وأطالب رئيس مجلس النواب لأنه هو رأس السلطة التشريعية بأجوبة على كل ما أطرحه، أما الثالث فلن أطالبه بذلك، لأني أعلم أني لن أحصل على أي جواب.

قولوا لي بأية صفة يوقف رئيس لجنة نيابية قوانين لوزارة! بأي صفة؟! هناك تجاوز للصلاحية!! يمكنه أن يقول كلا أو نعم، ويمكنه أن يطلب إيضاحات، ولكنه ليس الآمر الناهي، وهو يقوم بهذه الجريمة بطريقة مستمرة أمام الجميع! أمام مجلس النواب، وأمام الحكومة.. ولا أحد يقول له "ما أحلى الكحل بعينك"!!.. إذا هم راضون عن التعطيل!! هل هناك من مجلس نواب يقبل أن يوقف رئيس لجنة نيابية المشاريع؟! يجب عليه أن يبتها، خصوصا إذا كانت حيوية وتتعلق بالطاقة في مثل هذه الأيام.

يدعمون البنزين لمدة 3 أشهر، ثم يجددون الفترة، وكل أسبوع يزيد سعر التنكة 500 ليرة أو ينقص 500.. أليس الأفضل استبدال هذا بطاقة توفر من قيمة المحروقات التي يحتاجها المواطن؟!! ألديكم فكرة كم يمكننا أن نوفر بهذه ال40% أو ال50% من فاتورة الطاقة التي تشكل 15% من الدخل الوطني؟ لا يعقل أن نكون نحن في موضوع المحروقات والطاقة تحت رحمة أشخاص لا ضمير مهني لديهم، ولا معايير أخلاقية، ولا يفهمون بالمعايير القانونية!! لو كانوا كذلك، لكانوا على الأقل فهموا ما هي واجباتهم وقاموا بها عندما يترأسون لجنة في البرلمان!

لا المال سليم، ولا الطاقة سليمة، وكلهم يعرقلون خطة الكهرباء، وهي التي أقرت في تموز عام 2010، وأنجزت خلال 6 أشهر فقط.. إذ هم كانوا يعتقدون أنهم سيعجزوننا في وزارة الطاقة، ولكن تضافرت كل الهمم، وجئنا بأشخاص يعملون بجهد، فوزير الطاقة تسلم الوزارة ومعه مستشار واحد، أما الآن فمعه 44 خبيرا، معظمهم متطوعون، عملوا جميعا بكد حتى صارت خطة الكهرباء جاهزة خلال 4 أشهر، وبعد أن وضع الوزير محضرا بالموجودات في الوزارة. ولقد صدق على هذه الخطة في تموز من العام 2010، ونحن اليوم في العام 2012.. وكان من المفروض أن يبدأ العمل بها في بداية العام 2011. ولكن طار العام الأول، وطار الثاني! وكل دقيقة تكلفنا 12 ألف دولار، ثمن الطاقة! أين أصبحنا، في أي بلد؟!! هناك تخلف عقلي وضميري وأخلاقي!! هذا هو التخلف بحد ذاته، عندما لا يهتز أي ضمير أمام ما يحصل!

عندما استقالت الحكومة، بدا أن تشكيل الحكومة التالية سيطول نظرا للعراقيل التي كانت توضع الواحد تلو الآخر.. بدأوا يطلبون منا طلبات غير شرعية حتى يشكل كل واحد منهم حيثية له.. أخذوا منا 3 وزراء وضموهم للفريق المناهض لنا!! ضاعت الأصوات التي منحنا إياها المواطنون! قبلنا فقط كي تسير عجلة الحكم ولا تتوقف، فصاروا يصوتون ضدنا الآن في مجلس الوزراء!

إذا، وتجاه هذا الواقع وهذه الحالة المزرية، كان لا بد من هذا الاجتماع معكم اليوم، أنتم المسؤولون في التيار الوطني الحر، لأطلب منكم أن تحددوا في مرحلة سريعة، طريقة التعبئة، لتكونوا جاهزين عندما ندعوكم للنزول إلى الشارع والتظاهر، لنقول لهذه الدولة، أو بالأحرى لهذه الشركة المساهمة، أن عهدها قد انتهى. نحن لن نتساهل ولن ننتهي معهم إلا في القضاء.  

 

لماذا لا نقصف إيران؟

بيل كيلر/الشرق الأوسط

حسنا، إليك الخطة سيادة الرئيس. في وقت ما، خلال الأشهر القليلة المقبلة ستطلب من وزارة الدفاع تدمير القوة النووية الإيرانية. نعم أنا أعلم أنه عام انتخابي، وبعض الأفراد سيقولون إنها ستكون محاولة يائسة لحشد الدعم من جانبك، لكن إيران نووية مشكلة لا يمكنها الانتظار.

ضربتنا الاستباقية، التي يطلق عليها عملية «نعم، نحن نستطيع»، ستتضمن قصف منشأة تخصيب اليورانيوم في أصفهان، ومنشأة تخصيب اليورانيوم في ناتانز وفوردو، ومفاعل الماء الثقيل في أراك ومواقع تصنيع أجهزة الطرد المختلفة القريبة من ناتانز وطهران. صحيح أن منشأة ناتانز مدفونة على عمق 30 قدما من الخرسانة المعززة ومحاطة بدفاعات جوية، لكن قنابلنا الخارقة للتحصينات التي تزن 30.000 رطل ستحول المكان إلى أنقاض. أما فوردو فهي أكثر إشكالية، والمبنية إلى جانب جبل، لكن من خلال المعلومات المتوافرة يمكننا وقف أجهزة الطرد المركزي هذه. هل سيكون ذلك كفيلا بما ينبغي القيام به لما نعرفه حتى الآن؟

وماذا عن الخسائر المدنية؟ لن تكون مشكلة كبيرة، بالنظر إلى الدقة الخارقة لصواريخنا الدقيقة التوجيه. وربما تحاول إيران الحصول على تعاطف المجتمع الدولي بعرض جثث القتلى والأرامل الباكيات، لكن الغالبية من الضحايا سيكونون من الجنود والمهندسين والتقنيين العاملين في المنشآت. لكنها، بعبارة أخرى، لعبة عادلة.

سيقول المنتقدون إن هذه الضربات الجراحية يمكن أن تتسبب في حرب إقليمية واسعة النطاق. وسيخبرونك أن الحرس الثوري - ليست العصبة الأكثر توقعا - سيشن حربا ضد أهداف أميركية أو القوات الحليفة لها، سواء بصورة مباشرة أو عبر عملاء إرهابيين تابعين له. وربما يعمد النظام فعليا إلى إغلاق مضيق هرمز الحيوي. لكن لا داعي للقلق بشأن ذلك سيادة الرئيس، فبمقدورنا القيام بالكثير لتخفيف هذه التهديدات. فمن ناحية يمكننا إعادة التأكيد للنظام الإيراني على أننا نرغب فقط في القضاء على سلاحهم النووي لا أن نطيح بحكومتهم، وبالطبع سيتقبلون ذلك إذا ما استطعنا تبين السبيل المثلى لنقل هذه الرسالة إلى دولة لا تربطنا بها أية صلات رسمية. هل سيمكن ذلك عبر النشر على «فيس بوك»؟

وكي نكون على يقين، يمكننا السماح للإسرائيليين بالقيام بعملية القصف. فأصابعهم على الزناد تنتظر الإذن لها بذلك. لكنهم قد لا يتمكنون من القيام بالمهمة بنفس الدقة من دوننا، وسوف نتدخل في أعقاب ما بعد الكارثة على أية حال. وربما نقوم بذلك أيضا بالشكل الصائب والحصول على الفخر. لكن أيها الرئيس، ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث؟

السيناريو المذكور بالأعلى مأخوذ من مقال لماثيو كرونيغ، في أحدث أعداد مجلة «السياسة الخارجية» (التفاصيل هي لكرونيغ، أما الموقف المعتدل فهو لي). كرونيغ أكاديمي قضى عاما كزميل في وزارة الدفاع الأميركية في إدارة الرئيس أوباما، ومن الواضح أنه يطمح إلى لعب دور الصقر الذي لعبه في السابق جون بولتون وريتشارد بيرلي، وقد أبدى زملاؤه السابقون في وزارة الدفاع انزعاجا كبيرا بمقاله، الذي يمزج بين قضية التهديدات النووية الإيرانية الأكثر إثارة للقلق، بأفضل الأمثلة على قدرة أميركا على تصحيح الأمور. (هل يذكرك ذلك بحرب استباقية أخرى في بلد يبدأ بحرق العين).

يمثل هذا السيناريو أحد اتجاهين في النقاش بأنه أكثر قضايا السياسة الخارجية تناولا في عام الحملة الرئاسية. أما أصحاب الاتجاه المعاكس، فمن المخيف التفكير فيه أيضا، التوقع بالتعايش مع إيران النووية، وفي تمثل مخاوف الحالة يخشى غالبية الخبراء الأميركيين في عدم تهديد إيران بتدمير إسرائيل (قدم محمود أحمدي نجاد انطباعا جيدا لمجنون شرير، لكن إيران ليست انتحارية). الأخطار الأكثر واقعية، عديدة مخيفة، هي أن النزاع التقليدي في هذا الحي العرضة للنزاعات سيتحول إلى آرمجدون أو أن توفر إيران مظلة نووية حمائية لوكلائها مثل حزب الله، أو أن تشعر الدول العربية بأنها مجبرة على الانضمام إلى سباق الأسلحة النووية.

تتحرك السياسة الأميركية حاليًا بين الهجوم والاستسلام على خلفية حسابات غير مؤكدة وخيارات غير مثالية. إذا أردت أن تختبر الرئيس القادم اختبارًا حقيقيًا، فهذه هي فرصتك الذهبية. لدينا في دوائر الجمهوريين مرشح هو ريك سانتورم، الذي يتبنى نهجا تطرفيا في معالجة الوضع الإيراني، وآخر هو رون بول، الذي على طرف النقيض يرى أن ندع إيران لحالها، بينما يتبنى كل من ميت رومني ونيوت غينغريتش نهجًا وسطًا. النقطة الهامة هنا أن رومني، الذي نجح في تقديم خدعة خطابية فيما يتعلق بإيران كما فعل في قضية الرعاية الصحية، وهي انتقاد أوباما لقيامه بما كان سيفعله هو نفسه. رغم أن أكثر ما يقال عن حكم رجال الدين في إيران غامض ومبهم، يتقبل متخصصون سواء من داخل وخارج الحكومة بعض الافتراضات.

أولا تعتزم إيران، رغم إنكارها ونفيها المستمر، تصنيع سلاح نووي أو على الأقل تسعى لامتلاك القدرة النووية سريعًا لتكون مستعدة للتصدي إلى أي خطر خارجي. ويُنظر إلى الخيار النووي باعتباره أمرًا يدعو للفخر الفارسي وضروري لبقاء الدولة الإيرانية في مواجهة أعدائها وبالتحديد نحن، حيث يرانا الإيرانيون عازمين على تقويض الدولة الإسلامية. ويحظى البرنامج النووي بشعبية داخل إيران، حتى مع الإعجاب بالكثير من الشخصيات المعارضة في الغرب. الوضع الحقيقي للبرنامج ليس واضحا تمامًا، لكن تشير أفضل التقديرات إلى أنه إذا أصدر آية الله علي خامنئي أوامر بإسراع العمل في البرنامج، وهو ما لا يوجد أي مؤشر عليه في الوقت الحالي، يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا في غضون عام.

لم تتغير السياسة الأميركية خلال فترة إدارتي بوش وأوباما، حيث تلتزم بالإعلان عن «عدم قبول» حصول إيران على القدرة النووية وتجمع بين أسلوب العصا (العقوبات) والجزرة (توفير الوقود النووي المناسب للحاجات الصناعية المحلية في مقابل التخلي عن السلاح النووي)، والسماح بالتفتيش الدولي بحرية ودون أي قيود، وعدم وضع الخيار العسكري على الطاولة وبذل جهود مكثفة من أجل منع إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية أحادية الجانب إلى إيران، بعيدًا عن حملة إسرائيل من أجل عرقلة إيران من خلال تدبير أعمال تخريب واغتيالات، وأخيرًا تمني أن يقوم نظام مسالم محل النظام المتشدد الموجود حاليًا وإن كان هذا يشوبه الإدراك لحقيقة عدم القدرة على القيام بالكثير لتحقيق ذلك. ويمثل هذا جوهر سياسة رومني تجاه إيران، رغم كل ما يثيره من صخب بانتقاده لخنوع أوباما. عمليًا تتعهد سياسة أوباما باتخاذ موقف أكثر حزمًا من بوش. وقد تحول الرأي العام العالمي لصالحنا منذ أن عرض أوباما إجراء محادثات مباشرة، وهو ما رفضه الإيرانيون بحماقتهم. ربما لدينا الآن دعم عالمي كاف لاتخاذ إجراء سيكون فعالا وهو مقاطعة النفط الإيراني. وتعمل الإدارة الأميركية وأوروبا بجد وتتعاون معهما المملكة العربية السعودية لإقناع المشترين الأساسيين للنفط الإيراني، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، بالحصول على النفط من مصدر آخر. ويأخذ الإيرانيون هذا التهديد للاقتصاد على محمل الجد، حيث لم يعد المتابعون يقللون من احتمال حدوث مواجهة بحرية في مضيق هرمز. ربما تندلع الحرب ضد إيران دون تفجير لمنشآتها النووية. ولم تعد هذه هي المشكلة الوحيدة في طريقة التعامل مع الوضع الإيراني والتي يمكن أن ننسبها لأوباما. بطبيعة الحال الهدف من تشديد العقوبات هو دفع الإيرانيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، حيث يمكن أن نصل إلى اتفاق يبدد شبح التسلح النووي الإيراني، ويمكنك العثور على بعض الأفكار حول هذا الاتفاق على مدونتي. مع ذلك فإن انعدام الثقة له جذور عميقة والضغط الذي يمثله إجراء الانتخابات الرئاسية العام الحالي من أجل اتخاذ موقف حاسم كبير للغاية، حيث بات من الصعب تخيل قبول الإدارة لأي عرض من طهران. وسينظر المحاربون الجالسون على الكراسي إلى أي موقف لا يتضمن إهانة وهزيمة إيران باعتباره استسلاما وانهزامية من قبل أوباما. بالمثل إذا قررت إسرائيل توجيه ضربة أحادية الجانب ضد إيران، يعرف نتنياهو أن أوباما المقبل على انتخابات رئاسية سيتعرض لضغط كبير نحو الاستمرار. وهناك تناقض قصير المدى داخل تناقض آخر طويل المدى متمثل في توحيد الهجوم على إيران الشعب الإيراني وراء الملالي، ودفع المرشد الأعلى إلى مضاعفة سرعة العمل للانتهاء من البرنامج النووي، لكن هذه المرة من خلال إقامة المنشآت على عمق أكبر تحت الأرض وعدم السماح للمراقبين الدوليين بحرية التفتيش. ويتردد في وزارة الدفاع الأميركية أحيانًا أن قصف إيران هو أفضل طريقة لضمان حدوث ما نحاول أن نتجنبه.

*خدمة «نيويورك تايمز»

 

دولة الثورة تقوم في مصر.. بانتظار سوريا
أسعد حيدر/المستقبل

"سنة حلوة يا مصر..."

ما زال الوقت مبكراً لوضع نقطة ختام، وتحديد المفاعيل النهائية للثورة. دولة الثورة، ما زالت جنيناً. انتصار الإسلاميين من "إخوان مسلمين" و"سلفيين" مرحلة مهمّة وربما ضرورية لمسار بناء الدولة. تصحير الحياة السياسية، والسرقات المقوننة، والفساد، والبطالة والفقر، دفعت أكثرية الشعب المصري للذهاب بعيداً في طلب الخلاص من الإسلاميين. الآن وقد دخل الإسلاميون، "جنّة" السلطة، سيجد هؤلاء أنّ السلطة ليست شعارات يمكن ربط الفقراء بها. الآن أمام الإسلاميين أكثر من أربعين مليون فم بحاجة للعيش (الخبز) وأكثر من سبعين مليوناً هم تعداد الشعب المصري بحاجة لسياسات اقتصادية منتجة تخفض المنسوب المرتفع للفقر والبطالة. مطلوب من الأغلبية التي تشكّلت بعد الانتخابات أن تضع وتنفذ سياسات يشعر بجدّيتها وفعاليتها كل مصري. أيضاً وهو مهم، انّ الإسلاميين في مصر الذين اعتادوا التحرّك تحت الأرض، والتخندق والتوحّد في مواجهة السلطة والآخرين، يجدون منذ الآن أنفسهم في قلب السلطة والآخرين بكل أطيافهم الاجتماعية والفكرية والسياسية. أيضاً وهو مهم جداً، أمام الإسلاميين دفع ضريبة الاحتكاك بالعالم. كان الإسلاميون يتحصّنون ويدعمون مواقفهم من موقع الرافض لسياسة حكام مصر. الآن وقد أصبحوا هم الحكام عليهم واجبات ومسؤوليات بعلاقة مصر الدولة مع العالم. الإسلاميون خصوصاً الإخوان الذين رفضوا وزايدوا على جمال عبدالناصر وهو يصنع الثورة ويقودها وأطلقوا عليه النار، وبعده أنور السادات وحسني مبارك في التعامل مع اتفاقية كامب ديفيد ومع إسرائيل، عليهم أن يقرروا فوراً كيف سيتعاملون مع هذا الملف؟ على الأرجح كيفية تعاملهم مع إسرائيل، ستحدّد موقف الآخرين من التغيير في سوريا. النظام الأسدي أشعل لبنان وأحرق الفلسطينيين وصبّ الزيت على النار العراقية، ولكنه أدخل الجولان في الكهف.

يبقى أنّ الشباب لم يخسروا الثورة، خسروا مرحلة لأنّهم لا يملكون الخبرة والمعرفة والقيادة. يكفي أنّهم سيبقون كما يُقال في الجيش المصري "نوبة صاحي"، أي المجموعة التي تنبّه الآخرين لكل أنواع التسلّل أو الاختراق. من حظ الشباب أنّ الإسلاميين خصوصاً "الإخوان" ما زالوا في المرحلة "الأربكانية" (على مثال أربكان في تركيا) وليس "الأردوغانية" (على مثال طيب أردوغان)، ولذلك فإنّهم قادرون على الفعل والبناء من أجل التغيير وبناء دولة ديموقراطية قادرة على إعادة الموقع والدور لمصر.

سنة على الثورة في مصر.. وأكثر من عشرة أشهر على الثورة في سوريا. مصر دخلت مرحلة بناء دولة الثورة، أما سوريا فإنّ الصراع ما زال مفتوحاً على مصراعيه. القذافي وحده تفوّق في عنفه ودمويته وفي مرحلة معينة على النظام الأسدي، بعد ذلك كل يوم جديد يتفوّق فيه النظام الأسدي برئاسة بشار الأسد على نفسه في إغراق الشعب السوري في بحر من الدماء. يستثمر النظام كل موقعه الاستراتيجي في المنطقة لتجيير كل الدماء التي أهرقها ويهرقها من أجل بقائه.

الأسديون من لبنانيين وسوريين على السواء، يحيكون يومياً من "مواجهة المؤامرة" "حبالاً في الهواء" لإنقاذ النظام. الاعتماد على مقولة إنّ موسكو قرّرت أن مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد خط أحمر، تدفعهم لصياغة حلول دولية تضع القوى الدولية والإقليمية كلها في خدمة بقاء واستمرار بشار الأسد في الرئاسة. أن تصبح سوريا "ملعباً" يذكّر بلبنان "الملعب" منذ العام 1975 حتى خروج الجيش السوري عام 2005، أصبح أمراً عادياً للأسديين. أن يكون القرار السوري بيد موسكو أصبح أيضاً طبيعياً. المهم أن يبقى الرئيس بشار الأسد والنظام الأسدي إلى الأبد. الصيغة ليست مهمّة، النتيجة هي الأهم.

الأسديون المتطرفون يؤكدون أنّ توافقاً روسياً أميركياً تركياً إيرانياً قد تمّ التوصل إليه. أبرز نتائجه بقاء الأسد رئيساً يقود عملية الإصلاح التي تبدأ بتشكيل حكومة للمعارضة نصف المقاعد والباقي ومن ضمنه وزارات السيادة للأسد، وأن يكون رئيس الحكومة أحد المعارضين المقبولين من وزن حسن عبدالعظيم (علماً أنّ عبدالعظيم ازداد في الفترة الأخيرة راديكالية) وأن تجري انتخابات رئاسية عام 2014 لدى انتهاء ولاية الأسد، حيث يحق له الترشح للانتخابات. ربما ينافسه علوي أكثر شعبية. الذي يحصل على الأغلبية يفوز ويجدّد. وإذا كان الأسد هو الشخصية التي تتمتع بأغلبية 13 مليون سوري، فليبق حتى العام 2018. أما الذين قُتلوا أو سُجنوا أو عُذِّبوا فإنّ عليهم مشاركة فرح الأسديين، بسقوط المؤامرة الخارجية ضدّ قيادة الممانعة والمقاومة.

الأسديون المعتدلون (إذا كانوا فعلاً معتدلين) يشيرون إلى أنّ مفاوضات جدّية على "سلّة" كاملة من بينها سوريا وبقاء الأسد وإلغاء طلب التنحّي تجري بين أطراف عديدة وعلى محاور عدّة من بينها مفاوضات: روسية أميركية، وثانية روسية أميركية سورية وثالثة روسية إيرانية أميركية ورابعة روسية أميركية تركية، لم تنتهِ المفاوضات، لكنها جدّية. البند الأساسي فيها بقاء الأسد والاعتدال، كأن يعيد علاقاته مع إيران إلى المربّع الأول الذي وضع أسسه والده الرئيس حافظ الأسد بالتوازن مع العلاقات بالدول الخليجية العربية والاعتدال العربي. أين الشعب السوري في كل هذه المفاوضات؟ لا أحد من الأسديين يذكره. هذا الإنكار وحده يؤكد أنّهم والنظام لم يتعلّموا شيئاً بعد أكثر من عشرة أشهر من الانتفاضة و"الثورة". المراهنات كبيرة. حلب دخلت أخيراً عمادة النار وسقط فيها أكثر من خمسة شهداء. المؤكد أن الشعب السوري لن يرجع إلى الوراء. عرف الشعب طريقه. سنة حلوة يا مصر.. عاجلاً أم آجلاً عقبال سوريا.

 

نص مرافعة العميد كرم والتي مُنع من تلاوتها في المحكمة

الكلمة اون لين
في ما يلي مرافعة العميد المتقاعد فايز كرم التي كان ينوي تلاوتها خلال جلسة اليوم الثلثاء 24 كانون الثاني ولكن القاضي منعه.

مرافعة العميد المتقاعد فايز كرم

سيدتي رئيسة محكمة التمييز العسكرية

حضرة المستشارين أركان الهيئة الحاكمة

حضرة ممثل النيابة العامة العسكرية التمييزية.

أبدأ كلمتي بتوجيه شكري وامتناني للأساتذة وكلاء الدفاع عن ملف اتهامي.

واكبوني في أصعب الأوقات، فتحملوا أعباءَ الدفاع عن قضية تحولت موضوع سجال سياسي وإعلامي على مستوى الوطن، وقد لمسوا فيها مقدار الظلم والتجنّي،

فواجهوا وجابهوا، بالقانون والحجّة، كل أنواع الافتراءات محاولين دائماً إعادة النزاع إلى موقعه الطبيعي.

في سجني، شعرت بالألم والغضب من كل التهجمات والفرضيات والسيناريوهات المفبركة التي أدانتني قبل المحاكمة، ليتحوّل مصيري ومصير عائلتي، كما حكمي وتجريمي،

موضوع مزايدة وشتيمة على منابر سياسيين وإعلاميين.

لم أخفِ قلقي وامتعاضي حول إمكانية أن تتأثر الأحكام بهذه الأجواء التي من شأنها أن تسيء إلى مصداقية القضاء قبل أي إساءة أخرى.

غير أن اطمئناني نابع بدايةً من كوني بريئاُ، وبالتأكيد من ثقتي برئاسَتكم وبهيئة محكمتكم التي تركن أولاً وآخراً إلى القانون لتبني على أساسه الأحكام.

أحاكم اليوم بتهمة الاتصال بالعدو الإسرائيلي.

تهمة تقع تحت عنوان الخيانة. أي ما يُفسّر بتفضيل مصلحة العدو، أو أي دولة ثانية، على حساب مصلحة لبنان.

هذا ما يؤلمني، وهذا ما يعذّبني بكل ساعة، فكيف يمكنني أن أقتنع، بدايةً بيني وبين ذاتي، بأنني أفضل أي مصلحة على مصلحة لبنان.

أستشهد بأعمالي وليسَ بكلماتي.

لقد دفعت بكل مراحل حياتي ثمنَ خياراتي والتي كان حافزها دائماً الدفاع عن لبنان والدفاع عن الشرعية اللبنانية، مُعرّضاً بكل مرة حياتي وحياة عائلتي للخطر.

لذلكَ، فاسمحي لي سيدتي الرئيسة أن أقول مجدداً لزوجتي "اعذريني"، ولأولادي "اعذروني" لما حمّلتهم من طعم المر وقساوة الحياة والعيش في مراحل صمودنا، متكاتفين، دفاعاً عن لبنان.

من مرحلة اختطافي ومحاولة قتلي سنة 1976، إلى محاولة قتلي سنة 1979، إلى محاولة قتلي سنة 1983، إلى سَجني في المزّة سنة 1990 و1991، إلى مرحلة النفي من سنة 1992 إلى 2005، إلى مرحلة سجني اليوم، والمسلسل لم ينته بعد،

ناهيكم عن كل الأخطار التي تعرضنا لها، أنا ورفاقي، وما ترتب عن مواقف صمودنا من انعكاسات على حياتنا العائلية والمهنية والاجتماعية...

كنت، مع بعض رفاقي، من بين قلّة نادرة صمدت مراراً وتكراراً في دفاعها، عملياً، عن شرعية يُهددها السقوط والزوال أمام تأثيرات خارجية وداخلية، شرعية أردناها جامعة مسؤولة ومنفتحة على جميع اللبنانيين.

لا أتكلم هنا عن مرحلة محددة إنما عن سلوك دائم ودرب حياة.

إن التهمة بحد ذاتها، قاسية لما فيه الكفاية، لأنها تناقض سيرة حياتي، كما هي تناقض قناعاتي وتناقض توجهاتي السياسية.

لَست ولم أكن يوماً خائناً لوطني، وقد أمضيت حياتي مُدافعاً عن لبنان وعن شرعية لبنانية لم ألخصّها يوماً برجل أو بعائلة أو بحزب أو بمذهب أو بطائفة.

هل السياسة تحكمني أم القانون يحميني؟

هم يعتقدون أنَ بحكمي انتصاراً سياسياً لهم وتسجيل نقاط بين فرقاء متخاصمين.

ما همهّم ملف اتهام،

ما همهّم أدلة وبراهين،

هم ينطلقون من موقعهم طرفاً في معادلة القسمة فيبنون على الشك والافتراض.

فهل يمكن للمآرب السياسية أن تنتصرعلى العدالة في بلدي؟

هل يمكن للسياسة أن تُسخّر القانون خدمةً لمقاييس الربح والخسارة بالمعيار السياسي؟

أدفع اليوم فاتورةً غالية جاءَت بالسياسة لتُدينني.

انحصرت كَلها في ممارسات فرع المعلومات.

فمن إثارة الشبهة، إلى وضعي تحت المراقبة، إلى توقيفي وإجراء التحقيق الأولي، إلى شوائب هذا التحقيق من ضغوطات وتهديدات جسدية ونفسية ومعنوية، إلى تناقضات المحققين في شهاداتهم ، إلى التسريبات الإعلامية، إلى البيانات الصادرة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والتي تُدينني قبل المحاكمة، إلى إتلاف وإضاعة وإخفاء مستندات... وفيها براءتي.

أتكلم عن : إتلاف التسجيلات ـ آلة كشف الكذب ـ رسالة العماد عون ـ التسوية على حساب العماد عون ـ ادخالي إلى مستشفى ضهر الباشق بحالة العناية الفائقة واخراجي متجاوزين قرار الطبيب المعاين... وغيرها...

عينّة من الممارسات لن أتوسع في تفصيلها وسردها تفادياً لتكرار ما ورد في الاستجوابات وفي مرافعات الأساتذة وكلاء الدفاع.

كل هذا ولم يخف فرع المعلومات يوماً دوره الطليعي في انتمائه لطرف سياسي، وهو جهاز أمني في الدولة.

كما أنني، من جهتي، لم أخفِ يوماً انتمائي السياسي للتيار الوطني الحرّ الذي أنا أحد قيادييه ومؤسسيه.

فلا عَجَب أن تفرقنا الخصومة السياسية.

من هنا سؤال يراودني، ألا تكفي كل هذه الأمور، مجتمعة أو متفرقة، لأن تضرب صحة التهمة المنسوبة اليَّ : فأتهم، وأهان، وأهدد، وأسجن، وأحاكم على تهمة ارتكزت وما زالت ترتكز على ما سمّي أرقاماً مشبوهة.

بهذه الحال، ماذا يُفرقُنا عن ممارسات الأنظمة البوليسية والتوتاليتارية؟

يبقى أخيراً أن أستجيب، اليوم وهنا، أمام هيئتكم لواجب تجاه عائلتي، لمن قضى ومضى منهم، وذلك صوناً لكرامتهم وإنصافاً لذكراهم.

ما تعودت يوماً المفاخرة ببطولة آباء وأجداد، ولا ربيت في بيت يعيش على تاريخ تزيفه أساطير أمجاد،

بل تعلمت أن أصنع تاريخي، بأفعالي وتحصيلي، لأزيد على ميراثي فخراً واعتزازاً.

إن من واجبي أن أقول، بلسانهم، أنني أنتمي لعائلة جعلت سلوكَ حياتها كما شعارَها "لبّيك لبنان".

لا شك أن والدي يتقلّب اليوم في مثواه، هو من قاتل في فلسطين على رأس قوة عسكرية، هو من بين أولئك الضباط الأحرار الذين أسسوا الجيش اللبناني، وهو من نذر حياته لخدمة لبنان وجيشه منتقلاً من موقع قيادة إلى موقع قيادة مروراً بخدمة العدالة رئيساً للمحكمة العسكرية.

له أقول، وسيفي يُلاصق سيفه، لقد أولدت يا والدي مشروع شهيد لأجل لبنان ولكنك أبداً لم تلد خيانة وفي نَفَسي روح وفي نبضي حياة.

سيدتي الرئيسة

حضرة المستَشَارين

حضرة ممثل النيابة العامة العسكرية التمييزية.

إن اطمئناني إلى براءتي هو أمر أحمله بيني وبين ربي، وأمام ومع الناس الذين يُحيطونني بعاطفتهم وثقتهم ومحبتهم.

إن تجسيد هذه الحقيقة، من خلال حكمكم إقراراً ببراءتي، يزيدني صلابة في عملي من أجل لبنان، ويُرسّخ قناعتي بمستقبل هذا الوطن وبمستقبل اللبنانيين، ليبقى القانون مرجعنا وجامعنا.

فايز كرم