المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 31 كانون الثاني/2012

انجيل القديس لوقا 12/35-40/مثل الخدم الأمناء
كونوا على استعداد، أوساطكم مشدودة ومصابـيحكم موقدة، كرجال ينتظرون رجوع سيدهم من العرس، حتى إذا جاء ودق الباب يفتحون له في الحال. هنيئا لهؤلاء الخدم الذين متى رجع سيدهم وجدهم ساهرين. الحق أقول لكم: إنه يشمر عن ساعده ويجلسهم للطـعام ويقوم بخدمتهم. بل هنيئا لهم إذا جاء قبل نصف الليل أو بعده فوجدهم على هذه الحال. واعلموا أن رب البيت لو عرف في أية ساعة يجيء اللص لما تركه ينقب بيته. فكونوا إذا على استعداد، لأن ابن الإنسان يجيء في ساعة لا تنتظرونها.

الشيخ صبحي الطفيلي/ملخص مقابلته اليوم مع الأم تي في
فيديو مقابلة الشيخ صبحي الطفيلي من تلفزيون المر/30 ك2"/12
ملخص المقابلة/ولاية الفقية بدعة والنظام الإيراني أسوأ الديكتاتوريات وواجب شرعي إسقاطه
الشيخ صبحي الطفيلي: سلاح المقاومة أساس في الفتنة السنيّة – الشيعيّة والنظام السوري ساقط لا محالة
أكّد الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي أن النظام السوري ذاهب إلى السقوط، مشيراً إلى أن السلطة في سوريا تختلف عن السلطة في تونس ومصر لأسباب طائفيّة ما يؤجج الخلاف السياسي. وأضاف: "الوضع السوري خطير ويجب أن نفكّر فيه مالياً لأنه إن استطعنا اليوم اعادة النظر في العديد من الأمور قد ننقذ بلدنا لأنه إن استمرّت الأمور على ما هي عليه فسيجري في لبنان ما هو أسوأ من الذي يحصل في سوريا"، معتبراً أن "الحدود اللبنانيّة – السوريّة ستكون مفتوحة وستتدقف إلى لبنان جميع أنواع الأسلحة والرجال من سوريا.
الطفيلي، وفي حديث إلى برنامج "بموضوعيّة" عبر الـ"
mtv"، لفت إلى "وجود من يحقن الشارع الشيعي منذ زمن"، مشيراً إلى أن "للأسف الشارع السني أيضاً محتقن". وأضاف: "لا سلاح "حزب الله" ولا غير هذا السلاح سيستطيع أن يقف بوجه هذه الفتنة"، محذراً من الحديث في الشارع الشيعي "ولدى الكثير من المقربين من قيادة "حزب الله" في أنهم سيتضرون حينها للتحالف مع الإسرائيليين "لأن هذه ألعن النتائج". واعتبر الطفيلي أنه "يجب على النظام السوري أن يعالج مشكلته بالتنازل للشعب"، مشيراً إلى أن "سوريا ذاهبة إلى حرب أهليّة من بعدها ستتحوّل إلى رماد". وأضاف: "النتيجة واضحة في سوريا فالصراع سينتهي إلى سقوط النظام"، معتقداً أنه يجب البحث عن الحل لا دعم فريق على الآخر في سوريا لأن في ذلك "إذكاء للفتنة" فدمشق ذاهبة إلى التغيير لا محالة "وأنا لا أقصد الإيرانيين في هذه المسألة وإنما "حزب الله". وتابع الطفيلي: "السلطة السوريّة تحمي نفسها بالقتال وستقال حتى الموت"، مشيراً إلى ان سوريا تنزلق نحو الحرب بشكل سريع، "فالوضع في سوريا سيذهب إلى ما هو أسوأ من ليبيا". وأضاف: "الكل لا يريد الحرب إلا أنهم جميعاً ذاهبون إلى حيث لا يريدون"، مشدداً على أنه لا يجوز الطلب من الشعب السوري التخلي عن مطالبه لأنها محقّة.
وأكّد الطفيلي أن الموقف الروسي إزاء الأزمة السوريّة سيتغيّر، مشيراً إلى أن الروس سيعيدون النظر في موقفهم حالما يدركون أن ما من فائدة في التعويل على النظام السوري فيما سيكون قد فات الأوان لهذا النظام لمراجعة حساباته. واضاف: "أنا أقول للقيادة في سوريا لا تعتمدوا على السياسة الروسيّة لأنها ستخذلكم في أي لحظة. صالحوا شعبكم"، لافتاً إلى أنه "كلما مضى يوم على الثورة في سوريا كلما ضاعت فرص النظام السوري للخروج من أزمته".
وعن الدعم الإيراني للنظام السوري، قال الطفيلي: "على الإيرانيين أن يكونوا مصلحين ويحاولوا أن يقرّبوا وجهات النظر. ولو قاموا بذلك سابقاً لما كنا اليوم نتكلّم عن خطر الفتنة السنيّة – الشيعيّة. من المؤكد أن إيران تدعم النظام وعلى الأخير أن يختار الوسائل". وعن حسابات إيران إزاء الربيع العربي، رأى الطفيلي أنه لمعرفة حسابات إيران علينا معرفة استراتيجيّتها، سائلاً: "هل هذه الإستراتيجيّة هي الأمة وتحرير فلسطين؟". وأضاف: "أنا لا أعتقد ذلك. القواعد الأساس في المقاومة هي الصدق والمقاومة من دون التأثر بالأهداف السياسيّة. فلا يجوز أن نقوم بالعمليّات فقط من أجل الأهداف السياسيّة في مكان آخر". وتابع الطفيلي: "من هنا أكلت فلسطين لأن القدس ليست لعبة بين الحكام فإن كان لديهم مشاريع في الخليج فهذه المشاريع يجب ألا تدار من هنا، لأن كل المشاريع يجب أن تكون في خدمة فلسطين"، مؤكداً أن إيران لديها مشروع إمبراطوريّة فارسيّة والشيعة وقود فقط في هذا المشروع. وأضاف: "الإيرانيون لا يهتمون للشيعة خارج إيران إلا بقدر ما يستفيدون من هذا الأمر في الداخل. فإيران قامت بنصرة الأرمن على شيعة أزربجيان وأنا سألت يومها مسؤول إيراني عن سبب هذا الدعم فأجابني بقضايا سياسيّة. لذا فهم لا يهتمون للشيعة وإنما لسياستهم".
ولفت الطفيلي إلى أنه لو كانت إيران مهتمة بمصلحة شيعة دول الخليج لكانت أجبرتهم على السكوت انتظاراً للتحرك المطلب في الشارع السني، إلا أنها فعلت العكس وحرّكت الشارع الشيعي فتخوّف السنة وبقيت الأنطمة على ما هي عليه، معتبراً أن الإيرانيين قاموا بخدمة للأنظمة على حساب الشيعة كي يبعدوا التغيير عن حدودهم.
وعن مسألة المقاومة، أكّد الطفيلي أن "العديد من قياديي "حزب الله" يدركون أن هناك جريمة ترتكب بحق المقاومة إلا أنهم لا يتكلمون إما لأنهم ضعفاء أو يخافون على أنفسهم"، مشيراً إلى أنه "إذا لا توافق أو تأمر القيادة الإيرانيّة فلا يتم أي أمر. وأضاف: "حزب الله" اليوم حزب شخصاني ممنوع في أن تفكر أو أن تقول رأياً سوى بعد الأمر بذلك. ولو حملت المباخر للإيرانيين لكن اليوم أكثر من إله هنا"، مشدداً على أن "طاعة الإيرانيين توصل صاحبها إلى أماكن لا ترضي الله".
وعن النظام الإيراني، أشار الطفيلي إلى أن "أسوأ أنواع الديكتاتوريات تمارس في طهران عبر كمّ الأفواه والإعتداء على الناس"، لافتاً إلى أن هذه التصرفات مخالفة لشرع الله، "وواجب الناس الإنقلاب على النظام هناك لأن الله أمرنا بالزود عن المنكر". وأضاف: "على القيادة الإيرانيّة أن تلتزم بالشرع وإلا فلا فرق بينها وبين الأنظمة الديكتاتوريّة الأخرى". وأضاف: "ولاية الفقيه بدعة لا أساس شرعياً لها. والجميع يعرفون ذلك. فهذه بدعة لا موقعيّة لها. وأهل البيت هم مع الشورى فالسلطان للأمة لأن علي بن أبي طالب أول المدافعين عن السلطان للأمة والشورى".
وتابع الطفيلي: "إن كبار المراجع في إيران ضد هذه السلطة التي تمارس الظلم، ويقولون إن الضجيج في الخليج هو من أجل إسكات الشارع في الداخل"، معلناً أنه بعثت برسالة إلى وزير الخارجيّة الإيراني علي أكبر صالحي بعد تعيينه قال له فيها إنه يجب إعادة ترميم العلاقة مع الشعوب المسلمة.
وعن موضوع الممانعة، أكّد الطفيلي أن "إيران هي أول من قضت على الممانعة"، مشيراً إلى أن "لا وجود في البلدان العربيّة لأي نظام ممانع لأن كل هذه الأنظمة طيّعة". وأضاف: "النظام السوري يقول إن أعتطني إسرائيل كل الأرض المحتلة فأنا سأوقع السلام. ولو أراد الإسرائيلي الصلح مع السوري لكان أعطاه أرضه كما أعطى الأردن ومصر. إذاً الإسرائيلي هو الذي لا يريد الصلح مع السوري فالأخير ليس ممانعاً".واشار الطفيلي إلى أنه "إن اندلعت حرباً أهليّة في لبنان خلال 5 دقائق ستتخم الشوارع السنيّة بالسلاح والرجال، وعندما تكون سوريا كما هي اليوم فهذا فالأمر سهل جداً"، لافتاً إلى أنه كما تقوم القيادة السوريّة اليوم بتمرير السلاح لـ"حزب الله" سمرّ السلاح للآخرين فيما الحزب سيصبح ملاحقاً سورياً. وأضاف: "عندها سيجد "حزب الله" نفسه أمام التحالف مع الإسرائيلي لا محالة. لذلك أنا توجهت إلى الحزب بالقول إنه يجب أن نخرج من موضوع المحكمة"، موضحاً أنه لا يعلم أين هم المتهمين الاربعة.
وتابع الطفيلي: "لمن انزعج من قولي إنه يجب أن نسلم المتهمين الأربعة إذا ما كانوا أبرياء أقول "أخرجوا قليلاً من المعنويات". أنا أؤمن أن هذه المحكمة مسيّسة وتخدم أغراض الدول الكبرى وأؤمن في انه لو كان كشف هوية القاتل لا يخدم مصالح هذه الدول لما كشف. إلا أن ما اقوله إنه يجب إنهاء هذه المسألة والوصول إلى صيغة معيّنة"، مشيراً إلى أن "إحدى الحلول على سبيل الفرض هي إبعاد كل من لهم علاقة بالمحكمة عن جسم "حزب الله" وليذهبوا إلى حيث يشاؤون". واضاف: "لتقم إيران بحمايتهم إذا أرادت ذلك إلا أنه يجب إخرجنا من هذه المسألة"، طالباً من "حزب الله" الإتصال بالرئيس سعد الحريري والوصول إلى تفاهم معه.
واستطرد الطفيلي: "ما فائدة الكلام عن أن المحكمة ورائنا طالما أن المتهمين من "حزب الله"؟ السم في بطوننا وعلينا ان نتخلص منه"، مشيراً إلى أن "سلاح هذه المقاومة ذهب إلى مكان آخر فهو عمل في أمور أخرى". وأضاف: "نحن اليوم في فتنة سنيّة - شيعيّة سلاح المقاومة هذا أساس فيها".
ورداً على تخوّف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من تصاعد الحركات الإسلاميّة في المنطقة بحكم "الربيع العربي"، قال الطفيلي: "سمعت تصاريح البطريرك وتوقفت عندها كثيراً لأن ليس بهذه الطريقة تحل القضايا"، متمنياً على البطريرك والأقليات في المنطقة إعادة النظر بالأمور. وأضاف: "الخوف عند الاقليات مصدره الأنظمة التي تحاول إخافة هؤلاء عبر القول "إن رحلنا سيقتلكم المسلمون"، مشيراً إلى أن "رحيل الأنظمة سيفيد الأقليات لأن الإنتخابات وإبداء الرأي يقع في مصلحة هذه المجموعات التي سترجّح الكفة".
وتابع الطفيلي: "الشعوب العربية محكومة من انظمة شموليّة. أيعقل أن نقبل في أن تبقى مئات الملايين تحت التعذيب خوفاً من ان يأتي مجرم ويؤذي الأقليات؟ هذا تطرّف من بعده تطرّف"، لافتاً إلى أن "الشارع أثبت أن الأغلبية هي لحركة "الإخوان المسلمين" التي أثبتت أنها حركة تهتم بوضع الشعوب في مختلف انتماءاتها". وأضاف: "سيثبت المستقبل أن وضع الأقليات سيكون أفضل في ظل حكم الإخوان".
وعن سياسة الحكومة النأي بالنفس إزاء الحوادث السوريّة، قال الطفيلي: "النئي بالنفس يافطة ترفع"، مشيراً إلى أن الرئيس بري لا يميّز نفسه عن "حزب الله"، داعياً إياه للقيام بدور في هذا الإطار. وأضاف: "وأتمنى على كل إنسان من موقعه الحؤول من دون وصول الحريق إلى لبنان"، لافتاً إلى أنه لا يعرف "خفايا الأمور إنما حركة رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان لا تتجاوز التصريحات".
وعما إذا كانت هذه الحكومة هي فعلاً حكومة "حزب الله"، رأى الطفيلي أنها كذلك إذ إن الحزب أساساً هو من أسقط الحكومة السابقة وشكّلها، مشيراً إلى أن "الحوادث في سوريا حوّلت "حزب الله" رهينة عند الرئيس نجيب الميقاتي الذي يقوم بابتزاز الحزب. وأضاف: "لدى ميقاتي الحق بفعل ذلك لأن "الشاطر لا يبلى" وأي رجل مكانه كان ليقوم بما يفعله هو".
وتابع الطفيلي: "لقد أخطأ الحزب بإسقاط حكومة الرئيس الحريري لأنه كان يجب أن يقرأ أن الربيع العربي سيصل إلى سوريا"، مشيراً إلى أن في وقتها كان الأمر واضحاً بأن الغرب تخلى عن الانظمة العربيّة وكان هناك دراسة اميركيّة في هذا الخصوص. وأضاف: "المتتبع والدارس لتطوّر السياسة الدوليّة كان من السهل جداً عليه معرفة ذلك. من هنا كان يجب على الحزب أن ينهي مسألة المحكمة في وقتها"، لافتاً إلى أنه "لو قبل "حزب الله" بإنجاز الإتفاق المزعون بينه وبين الحريري لكان ذلك لمصلحته".
واستطرد الطفيلي: "هذه الفترة هي أسوأ فترة مرّت على لبنان. الأمن سيء والأوضاع الإقتصاديّة سيئة، وهناك تدخل في القضاء فهناك من قدّم دلالات على أنه ليس عميلاً إلا أن القضاء لم يأخذ بها. فإن ثبت استخدام العمالة للأغراض السياسيّة فهذا أمر أسوأ بـ100 مرّة من العمالة لإسرائيل"، متمنياً على القضاء النظر بشكل جدي مع هذه المسائل. وأضاف: " أنا أتفاجأ بهذا القدر من الإختلاس في ملف المازوت الأحمر لان هذه قضيّة تخص الفقراء"، سائلاً: "(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون يقول إنه سيّد الإصلاح والتغيير فما هذه المصيبة بين أيديهم؟" "وأنا مكانهم لما سكتت حتى محاكمة كل من له علاقة بهذه الفضيحة".
وسال الطفيلي: "هل من الجائز أن تترك البلاد ليحكمها اللصوص فيعمد هؤلاء على مفاوضة الدولة وكأنهم دولة ضمن الدولة؟"، مشيراً إلى أن "حزب الله" هو الأساس في هذا الأمر ولو أراد لأمكنه إنهاء المسالة بخمس دقائق". وأضاف: "الحزب قادر لأن السلاح بين يديه كما أنه ممسك بالدولة".
ورداً على الإدعاءات بوجود من يعرقل مسار الإصلاح في الحكومة، سأل الطفيلي: "إذا قيل لـ(رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد) جنبلاط او لميشال سليمان أن هناك "حراميّة" في بعلبك نريد القاء القبض عليهم هل سيقولون لا؟". وأضاف: "لا يستطيع أي إنسان أن يواجه الشعب وهو يجعي أنه ضد المفسدين من دون أن يكون هناك محكمة تحال إليها كل ملفات الفساد، لأنه عندها من سيقف بوجه هذا الأمر سيحسق بأحذية الفقراء".
وأعلن الطفيلي أنه لا يمكلك معلومات عن قضيّة اغتيال المسؤول في "حزب الله" عماد مغنيّة في سوريا، مشيراً إلى أن عدم كشف النقاب عن حقيقة هذا الإغتيال يرسم علامات استفهام كبيرة حوله. وأضاف: "أتمنى لو يكشف عما جرى إلا أنه لم يكشف عن الحقيقة إما لأنهم لا يملكون معطيات أو بسبب معوانع أخرى فأنا "لا أضرب في الرمل".
وعن لغز اختفاء الإمام موسى الصدر، اعتبر الطفيلي أن هذا اللغز معروف فالإمام قتل بعد أيام من اعتقاله في ليبيا، مشيراً إلى أنه تم استغلال القضيّة من قبل "حركة أمل" سياسيّاً. وأضاف: "أعتقد أنه سيتم الإعلان عن وفاة الإمام قريباً وسيقام له مجلس عزاء". وختم الطفيلي بالدعوة لوحدة، قائلاً: "يجب أن نتوحد ونكون يداً واحدة والله يامرنا بذلك لأن ما يجري هو تعاون على الإثم والعدوان"، مشيراً إلى أنه "إذا تفاهمنا في لبنان فما من مانع لقيام انتخابات أما إذا ما بقينا متمترسين الواحد في وجه الآخر فلن يبقى لا دولة ولا لبنان". وأضاف: "المسؤوليّة تقع على الأقوى لذا أنا أحمّل مسؤوليّة كبيرة لـآل الحريري و"14 آذار" إلا أن المسؤوليّة الأكبر تقع على "حزب الله"، خصوصاً وأن المحكمة الدوليّة توجه أصابع الإتهام إليه".
المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

عناوين النشرة
*نقل جثة اللبنانية سميرة عز الدين من اسرئيل عبر الناقورة
*الرئيس مع التغيير أم مع القيادة السورية؟
*كندا تطالب ملالي إيران وقف تنفيذ أحكام اإعدام الجائرة بحق كل من سعيد ملكبور والقس نديرخان والسيدة سينة محمدي اشتياني
*وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا: الايرانيون سيحتاجون عاما واحدا لصنع قنبلة ذرية
*بلبلة في عكار بعد أنباء عن مقتل لبنانيين في حمص ومعلومات تتحدث عن مجموعة قائدها عراقي
*مصادر لـ"اللواء": 100 شركة تقاسمت 19 مليار ليرة في فضيحة المازوت الأحمر
*محاولة اغتيال الحسن أعادت ملف "داتا" الاتصالات الى الواجهة
*عن مصادر المحكمة الدولية: بلمار كشف عن صدور قرار ام تي في اتهامي جديد في شباط 
*زيارة بلمار تصعد حدة التوتر بين اللبنانيين: قرار اتهامي ثان يصدر قريبا
*تقارير: بري وجنبلاط مهددان أمنياً وتدابير احترازية لحمايتهما
*قانصوه: الصداقة فاترة بين ميقاتي وسوريا و حبل الصرة بين جنبلاط و دمشق قطع نهائياً
*ماروني لـ"السياسة": لا يمكن فصل المعلومات عن عودة الاغتيالات عما يجري في سورية
*"الوطني الحرّ": من يقف لجانب حرق الدواليب هو من أوصل الشوف إلى حاله اليوم
*وزير العدل سابقاً شارل رزق، لـ"النهار": التمديد للمحكمة أمر مبتوت والجدل الحاصل لن يؤدي إلى نتيجة قانوناً
*بري وجنبلاط يضاعفان احتياطاتهما ورئيس الاشتراكي ينتقد الكلامضد الشهداء /رضوان عقيل/النهار
*خطاب عون "عصفورية سياسية" وتياره يسعى الى رهن المواطنين وأموالهم بصفقات مشبوهة
*نواب "المستقبل": هناك من يحاول إشعال الجبهة اللبنانية بتفعيل الاغتيالات
*ذكرى 14 شباط تقترب وقرار إحيائها ينتظر /"المستقبل" جاهز لكن الإرجاء إلى 14 آذار وارد
*تعزيزات أمنية حول القصر الجمهوري .. انشقاق اللواء خلوف المسؤول عن فرع فلسطين
*موسكو: دمشق توافق على إجراء محادثات غير رسمية مع المعارضة في روسيا
*الثوار يسددون ضربة جديدة الى الحرس الثوري الإيراني: اعتقال كادر وشاحنة كيماويات
*مقتل 101 شخص الأحد والجيش السوري الحر يؤكد أن المعركة تقترب من دمشق
*النعيمي: النظام حسم أمره بقتل الشعب.. والإنشقاقات عن الجيش باتت مؤثرة وبأعداد كبيرة 
*سورية أمام التدويل/يوسف الكويليت (الرياض)
*وزير النفط الإيراني: سنوقف تصدير النفط الخام لبعض الدول قريباً 
*انتقال قيادة "اليونيفيل" بعد الزيارات الديبلوماسية/ رسائل رمزية مطمئنة تتمسك باستقرار لبنان /روزانا بومنصف/النهار
*قرار ظني يربط جرائم ويعزز الأدلة يسبق التمديد للمحكمة وأي تعديل للبروتوكول يطلبه لبنان سيواجَه بفيتو دولي كامل /سابين عويس/النهار
*هجوم دائري... مأزوم /نبيل بومنصف/النهار
*المركب البعثيّ يغرق.. نتيجة لحمولته الزائدة/وسام سعادة/المستقبل
*بناء تحالف دولي لإسقاط النظام السوري/السياسة/داود البصري
*خوفاً من الأصوليين الإسلاميين... المسيحيون يهاجرون من مصر ولبنان والعراق وفلسطين
*الشيخ يوسف البدري -عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية سابقًا  يطالب بشطب 21 من أسماء الله الحسنى  
*وزيرالتربية السابق حسن منيمنة  لـ "المستقبل": إغفال ذكر ثورة الأرز في كتاب التاريخ يفقده صدقيته
*خالد ضاهر: أصحاب الانقلاب خائفون ويسعون الى ضرب الديموقراطية
*لماذا يحرص الأسد على المراقبين العرب؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*كيف يمكن إنقاذ سوريا؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط
*سوريا جديدة».. بعد قرار الهروب إلى الأمام/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط
*سوريا محتلة.. حرروها!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط
*"اللواء": جموح عون... ومسؤولية "حزب الله"!/
* هل يحضّر عون للانسحاب من الحكومة أم لفك ارتباطه بالأزمة السورية؟

تفاصيل النشرة

الرئيس مع التغيير أم مع القيادة السورية؟
نشر موقع "ليبانون فايلز" اعلاناً مساء أمس عن مقابلة مع الرئيس ميشال سليمان بعنوان "نحن مع التغيير في سوريا". لكنه سرعان ما ازال الجملة عن الصفحة الاولى للموقع ليستبدلها بأخرى مفادها "نحن مع كل الشعب السوري ونؤيد الخيار الديموقراطي وهذا ضمن طرح القيادة السورية". وقد أزيلت العبارة الاولى بعد اتصال اعتراض على عدم دقة الكلام. يذكر ان الرئيس سليمان كثف اطلالاته الاعلامية هذه الايام، وهو الى حديثه اليوم الى "ليبانون فايلز" ادلى قبل ايام بحديث الى مجلة سياسية عنوانها "الجريدة" تطمح الى التحول جريدة يومية قبيل الانتخابات النيابية السنة 2013.

كندا تطالب ملالي إيران وقف تنفيذ أحكام اإعدام الجائرة بحق كل من سعيد ملكبور والقس نديرخان والسيدة سينة محمدي اشتياني
في بيان له صدر اليوم طالب وزير خارجية كندا جون بيرد السلطات االإيرانية احترام التزاماتها الحاضة بشرعة حقوق الإنسان ووقف احكام الإعدام بحق كل من سعيد ملكبور والقس يوسف نديرخان والسيدة سينة محمدي اشتياني. وجاء في البيان أن ايران تتجاهل كلياً التزاماتها القانونية المنصوص عليها في القانون الدولي وتجري محاكمات غير عادلة لا تنطبق عليها المواصفات المطلوبة وهي غير شفافة وغير. مرة أخرى هذه هي ايران التي يسعى جيشها في لبنان حزب الله لإسقاط الكيان اللبناني بالقوة والإرهاب والبلطجة والغزوات  واقامة دولة دينة فيه على شاكلة دولة الملالي في إيران. في اسفل بيان وزارة الخارجية الكندية
http://www.international.gc.ca/media/aff/news-communiques/2012/01/29a.aspx

وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا: الايرانيون سيحتاجون عاما واحدا لصنع قنبلة ذرية
نهارنت/أكد وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا أمس الاحد أن الايرانيين سيحتاجون "حوالى عام" لانتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة ذرية اذا ما قرروا التزود بالسلاح النووي، مشيرا الى ان واشنطن ستقوم "بكل ما يلزم" لمنع ذلك. وقال بانيتا في حديث لقناة "سي بي اس" "الاجماع الذي تم التوصل اليه هو أنه في حال قرروا القيام بذلك فإنهم سيحتاجون على الأرجح الى حوالى عام للتمكن من انتاج قنبلة وبعدها عام أو اثنين لتجهيزها على شكل سلاح" كصاروخ على سبيل المثال. واعتبرت وكالات الاستخبارات الاميركية الـ16 في تقرير انجز مطلع العام 2011 يمثل الاجماع الذي توصلوا اليه، ان القادة الايرانيين منقسمون حول مسالة التزود بأسلحة نووية أو عدمه، ولم يتخذوا حتى هذه المرحلة القرار بتصنيع سلاح ذري على رغم استمرارهم في برنامجهم النووي المثير للجدل. وجدد بانيتا التأكيد على أن "الولايات المتحدة، وقد كان الرئيس واضحا في هذه النقطة، لا تريد أن تطور ايران سلاحاً ذرياً. هذا خط أحمر بالنسبة الينا، وللاسرائيليين أيضاً كما هو واضح، اذا فاننا نتقاسم هدفا مشتركا في هذا النجال". وبشأن تدخل عسكري محتمل، لم يتحدث بانيتا بشكل واضح عن ضربات، مكتفيا بالتأكيد أن "كل الاحتمالات واردة". واضاف "اذا ما تعين علينا القيام بذلك سنفعل". وفي خطابه حول حال الأمة الثلاثاء الماضي، أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما مجدداً تصميم واشنطن على "منع ايران من التزود بالسلاح النووي" الا انه اشار الى ان ايجاد "حل سلمي لهذه المسالة لا يزال ممكناً".مصدروكالة الصحافة الفرنسية.

بلبلة في عكار بعد أنباء عن مقتل لبنانيين في حمص ومعلومات تتحدث عن مجموعة قائدها عراقي
نهارنت/وصلت أخبار بالتواتر الى عائلات في بلدتي مشتى حسن ومشتى حمود عن مقتل لبنانيين اثنين وثالث سوري وجرح سوريين اخرين اثر تعرضهم لاطلاق نار عند جسر الجعفريات في مدينة تلكلخ السورية، فيما تحدثت معلومات أخرى عن مجموعة من تسعة لبنانيين قائدها عراقي. وقد اثارت هذه الاخبار غير المؤكدة حتى الان بحسب الوكالة "الوطنية للإعلام" بلبلة كبيرة في كلا البلدتين الحدوديتين اللتين تقاطرت اليهما وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة الاجنبية والمحلية في محاولة لتقصي صحة هذه الاخبار".وأفادت هذه المعلومات عن مقتل كل من" السوري م ع د الذي يملك فرنا لبيع المناقيش في بلدة مشتى حسن اللبنانية، اللبناني خ ن ص من قرية مشتى حمود، اللبناني م د من بلدة مشتى حسن". اما الجريحان الاخران فهما سوريان ولم تعرف اسماؤهما بعد وهما قيد الاعتقال من قبل السلطات السورية وفق المعلومات . وبعد اتصالات مع عدد من ابناء هذه العائلات في كلا البلدتين اللبنانيتين مشتى حسن ومشتى حمود، فان كل المتوافر لديهم مجرد اخبار تم التداول بها، وهم يحاولون تقصي حقيقة هذا الموضوع، مع الاشارة الى ان الاشخاص الواردة اسماؤهم متوارون عن الانظار منذ فترة ولم يجروا حتى الان اي اتصال بأهاليهم. أما معلومات قناة الـ"OTV" فهي أن "مجموعة من تسعة لبنانيين تسللت من الحدود اللبنانية السورية إلى الداخل السوري قائدها عراقي تصدى لها الجيش السوري على مفرق تلكلخ – صافيتا ما أدى إلى مقتل أربعة على الأقل من المجموعة وجرح آخرين". هذا وقال رئيس بلدية مشتى حمود ناجي رمضان في حديث لقناة الـ"LBC" مساء الأحد أنه "من الطبيعي أن يقتل أناس لبنانيين في سوريا نظرا إلى تداخل المناطق اللبنانية والسورية هنا وازياد حدة القتل هناك".
وأكد رمضاني مقتل لبناني وسوري دون إضافة المزيد من المعلومات.
ويشار إلى أنه منذ اندلاع الإحتجاجات في سوريا ضد النظام تزايدت الأحاديث عن تهريب السلاح من سوريا إلى لبنان كما كثرت الإختراقات السورية للحدود اللبنانية. وفي 19 الحالي، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أنه "اشتبكت عناصر من الجهات المختصة مع مجموعة إرهابية مسلحة الليلة الماضية أثناء محاولتها التسلل عبر الحدود السورية اللبنانية بمنطقة تلكلخ بحمص وقتلت ثلاثة من أفرادها بينما فر باقي أفراد المجموعة باتجاه الأراضي اللبنانية". وقبل يوم من التاريخ المذكور، خطف صيادون من العريضة شمالا من الجانب السوري وقتل أحدهم خلال وجودهم في البحر قبالة شاطىء بلدة العريضة الحدودية المحاذية لسوريا، وهو فتى في السادسة عشرة.

مصادر لـ"اللواء": 100 شركة تقاسمت 19 مليار ليرة في فضيحة المازوت الأحمر
كشفت مصادر مطلعة على ملف التحقيقات في فضيحة المازوت الأحمر، أن مبلغ 19 مليار ليرة لبنانية، هو الذي أثبتت التحقيقات حصول 100 شركة عليه من خلال سحب كمية من المازوت الاحمر في اليوم الاخير الذي سبق رفع الدعم. وأوضحت المصادر لصحيفة "اللواء"، أن هذه الشركات استفادت مما يفوق 8 ملايين ليتر من مادة المازوت الأحمر المدعوم، من مصفاتي طرابلس والزهراني، قبل انتهاء قرار رفع الدعم، واحتفظت بها في خزاناتها من دون توزيعها، مستغلة رفع الدعم والقيام ببيعها. وشددت المصادر على أن ديوان المحاسبة الذي يرأسه القاضي عوني رمضان، يتابع التحقيق في هذه القضية، حيث يتولى ذلك المدعي العام لدى ديوان المحاسبة بسّام وهبي، وأن فريق المدققين من قبل ديوان المحاسبة ويضم جان علية وفاتن يونس، أوشك على إنجاز مهمته في مصفاتي طرابلس والزهراني، مشيرةً إلى أن تقرير فريق المدققين بات جاهزاً، وينتظر تسليمه إلى القاضي رمضان خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث سيحيله إلى التحقيق من أجل جلاء الحقيقة، وتحديد المسؤوليات وإدانة من يثبت تواطئه في هذه القضية، التي أدت إلى هدر المال العام، حيث استفادت منه شركات وجهات خاصة!.

محاولة اغتيال الحسن أعادت ملف "داتا" الاتصالات الى الواجهة
نهارنت/أكد وزير الاتصالات نقولا صحناوي أن وقف تزويد كل الأجهزة الأمنية، "داتا" الاتصالات طوال 24 ساعة وعلى جميع الاراضي اللبنانية، "تم بناء على اتفاق خلال اجتماع لجنة الاتصالات النيابية، بعدما اكد وزير الداخلية مروان شربل عدم الحاجة اليها كل يوم"، مشيراً إلى أنه أعطى القوى الامنية "الداتا" يوم الجمعة الماضي، بعد الاشتباه في محاولة لاغتيال رئيس فرع المعلومات وسام الحسن، لكن هذه القوى تريد الداتا لمدة 15 يوماً، معلناً أنه سيطرح الموضوع في جلسة الحكومة غداً الثلاثاء. وفي حديث الى صحيفة "النهار" دعا الصحناوي الى "التمييز بين نوعين من الداتا، الاولى التي تتعلق بمراقبة جميع اللبنانيين وفي كل لبنان، والداتا التي تتعلق حصراً بملاحقة قضايا أمنية معينة". وفي اجتماع لجنة الإعلام والإتصالات النيابية، منذ حوالى الأسبوعين، تركز البحث، وفق ما أعلن رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله، حول صون حرية المواطنين اللبنانيين جميعاً بحيث لا يصار إلى التعدي على خصوصياتهم وحول طلب الأجهزة الأمنية داتا الاتصالات من وزارة الاتصالات، حيث أكد فضل الله أنه لحين استكمال عملية التطوير التقني لمركز التحكم، التي من المفترض أن تنتهي بغضون ثلاثة أشهر، التزم شربل بعدم إعطاء "داتا الاتصالات عن كل اللبنانيين لأي جهاز من الأجهزة، وأن الأمر سيبقى منوطاً بقرار من وزير الداخلية وفق الآلية المعتمدة"، الا أن شربل لن يحول أي طلب إلى وزارة الاتصالات إلا في الحالات المتعلقة بأمن الدولة. وكشف وزير الداخلية مروان شربل، لـ"النهار" أنه سيجتمع اليوم الاثنين مع صحناوي لتحديد خطة العمل وحسم أي لغط، معتبراً أن سوء فهم شاب الموضوع برمته. الامر الذي نفاه صحناوي عبر الـ"OTV"، مشدداً على أنه على مجلس الوزراء اتخاذ هذا القرار. وكان قد دعا شربل الى عدم تضخيم مسألة كشف خطة محاولة الاغتيال، وقد زار رئيس الجمهورية ميشال سليمان صباح اليوم الاثنين في قصر بعبدا وتناقشا في ملف "داتا" الاتصالات. وأعلن رئيس لجنة الإعلام والإتصالات النائب حسن فضل الله أن اللجنة ستقوم بجولة ميدانية على مبنى مركز التحكم في اعتراض المخابرات الهاتفية عند الواحدة من بعد ظهر غد الثلاثاء. وأفادت "النهار" أن وزارة الاتصالات أعطت فرع المعلومات داتا الاتصالات لمدة 24 ساعة الجمعة الماضي حين اشتبه في محاولة لاغتيال الحسن، بعدما كانت امتنعت عن ذلك طوال 13 يوماً بعد اجتماع لجنة الاتصالات النيابية.
بدورها، قالت صحيفة "السفير" أنه حين تم الاشتباه بعملية الاغتيال اتصل شربل بصحناوي وأبلغه بوجوب وضع كل الـ"داتا" بتصرف فرع المعلومات من أجل تتبع خيوط محاولة الاغتيال، مضيفة أن صحناوي تجاوب مع الطلب لئلا يتحمل شخصياً تبعات هذه القضية، بانتظار أن يحدد مجلس الوزراء في جلسته غداً الثلاثاء، وجهة التعاطي مع هذا الملف. وقالت أوساط سياسية من 8 آذار للصحيفة عينها أن "ما تردد عن خطة لاغتيال الحسن يحتاج الى المزيد من التدقيق قبل الجزم به"، مشيرة الى أن "التسريب الحاصل ربما لا يكون بعيداً عن عملية تهويل تهدف الى إحراج الوزير نقولا صحناوي وإلزامه بفتح أبواب الـ"داتا" على مصراعيها أمام "فرع المعلومات"، بعد الممانعة التي أبداها حيال بعض الطلبات، تحت طائلة تحميله مسؤولية أي خلل أمني". وأكد مرجع أمني لصحيفة "اللواء" أن وزير الاتصالات فتح داتا الاتصالات لقوى الأمن يوم الجمعة الماضي ولمدة 24 ساعة فقط، لا يكفي ولا يعطي أي نتيجة، والمطلوب هو اعطاء الداتا على مدى كل الايام وعلى كل الاراضي اللبنانية.

عن مصادر المحكمة الدولية: بلمار كشف عن صدور قرار ام تي في اتهامي جديد في شباط 
نقلت محطة "
mtv" عن مصادر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قولها إن المدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بلمار "نقل إلى من قام بزيارتهم (خلال جولته الوداعية على المسؤولين اللبنانيين ببيروت) زوّاره انطباعاً شبه أكيد بصدور قرار اتهامي جديد في غضون شهر شباط المقبل يربط بين اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واغتيال (الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني) جورج حاوي  ومحاولتي إغتيال (وزير الدفاع السابق الياس) المر والنائب (مروان) حمادة". وأفادت المصادر المحطة عينها أن "(رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد) السنيورة طلب من بلمار خلال لقائهما تأجيل صدور القرار الإتهامي الجديد ريثما يتم اقرار تجديد البروتوكول الأمر الذي ما رفضه بلمار وشدد على عدم تسييس عمله لأي سبب كان". وأضافت المصادر أن "بلمار أبلغ جميع من التقاهم أنّه شكّل قضية صلبة وقوية وأن المحكمة ماضية في التحقيقات بكل الجرائم التي وقعت منذ عام 2004". (رصد NOW Lebanon)

زيارة بلمار تصعد حدة التوتر بين اللبنانيين: قرار اتهامي ثان يصدر قريبا
نهارنت/رفض مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار تأجيل إصدار قرار اتهامي جديد إلى ما ببعد موعد تجديد بروتوكول المحكمة بناء لرغبة مرجع سياسي لبناني، ما أدى إلى رفع حدة التوتر بين أطراف عديدة. ومن جهة أخرى، تشير المعلومات إلى أن إصدار هذا القرار بات قريبا. وأوضح مصدر نيابي لصحيفة "اللواء" صباح الاثنين، أن رفض بلمار تأجيل القرارات الاتهامية يفسر "أسباب التصعيد العوني الأخير، مدفوعاً من قبل جهات حليفة له تعمل نحو دفع البلاد التي ما تزال تعيش أصداء تداعيات هذا التصعيد، نحو حالة سياسية جديدة، قد تكون أحد معالمها، إسقاط الحكومة الميقاتية". وقد وصل بلمار إلى بيروت، مساء الثلاثاء الماضي في زيارة وداعية استمرت حتى يوم السبت، وأجرى سلسلة لقاءات شملت مسؤولين ورسميين وأمنيين، فضلاً عن النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. وكشفت معلومات للصحيفة عينها أنه "سيصدر تقرير جديد في قضيتي محاولتي اغتيال النائب مروان حمادة والوزير السابق الياس المرّ، يتضمن أسماء متهمين جدد، وسيكشف عن أسماء هؤلاء". وأكدت هذه المعلومات أن "الاتهامات مبنية على أدلة ووثائق وبراهين صلبة، من دون أن يكشف عنها إلا في إطار المحاكمة". كما أفادت أيضاً أن "لا متهمين غير لبنانيين حتى الآن، في القرار الأوّل أو الثاني الذي سيصدر في وقت لا يتعدى موعد تجديد بروتوكول المحكمة". وقد صدر القرار الاتهامي الأول في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في آب الماضي وحمل أسمار 4 متهمين ما تزال المحكمة تنتظر إجراءات السلطات اللبنانية للقبض عليهم. وقالت شخصية بارزة التقت بلمار لـ"اللواء" أن "الاقتناع الدولي يتزايد بأهمية المحكمة مع التثبت من فعاليتها بوقف الاغتيال، وحرص قضائها على إجراء المحاكمة ضمن معايير الشفافية والعدالة". وفي هذا السياق، صرح وزير الإعلام السابق طارق متري لصحيفة "النهار" أن "لا رأي للبنان في التجديد في حد ذاته، ورأيه في التشاور يقتصر على المدة فحسب. ومجرد إبراز ذلك يخفف احتمالات الأخذ والرد ويسهل عمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي". وبالتالي، أضاف متري أنه "يمكن للحكومة أن تعتبر نظريا أن التجديد حاصل بطبيعة الأمر، وقد تتغاضى عن طرحه وفقا لذلك، لأن رأيها استشاري فحسب". وسيطرح في آذار المقبل موضوع تمديد مهلة المحكمة رغم تأكيد "حزب الله" مرارا رفضه التمديد لمهلتها.

تقارير: بري وجنبلاط مهددان أمنياً وتدابير احترازية لحمايتهما
نهارنت/كشف خطة استهداف رئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن الجمعة الفائت أعادت مخاوف من عودة شبح الاغتيالات وحرص المسؤولين والسياسيين على الانتباه على تنقلاتهم.وأفادت صحف محلية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تلقيا في الاسابيع الماضية معلومات من أجهزة امنية لبنانية دعتهما الى الحيطة والحذر في تنقلاتهما ولا سيما عندما يغادران مقريهما في عين التينة وكليمنصو. وأن التحذيرات من إمكانية تعرض بعض الشخصيات للاغتيال دفعها الى التمويه في حركتها واستخدام سيارات الأجرة في تنقلاتها.
وأفادت "النهار" أن بري بعث برسالة الى جنبلاط خلال تواجده في موسكو قبل يومين طالباً منه التنبه في طريقه الى المختارة وجولاته في الجبل. وأضافت الصحيفة أن مقري الرجلين يخضعان لـ"مراقبة غير طبيعية". وذكر زوار بري في عين التينة لـ"النهار" أن الرجل قلص تنقلاته في الشهرين الأخيرين. وهو يتحدث عن اعتياده هذه الاجراءات طوال أعوام مسيرته السياسية، "وفي النهاية ينبغي أن تسير الحياة في شكل طبيعي في البلد، وعدم اتباع سياسة التهويل". وفي موضوع "داتا الاتصالات" وطريقة تعاطي الأجهزة الامنية في هذا الملف، دعا بري عبر "النهار" الى تطبيق القانون "بحسب ما جاء في الكتاب، على قوله. وبأن يقوم مركز التحكم والمراقبة بالمهمات المطلوبة منه بإذن قضائي، علماً أنه يضم ضباطاً من الجيش والامن العام وقوى الامن الداخلي. وأضاف أن الحديث عن "داتا الاتصالات" ادخل البلاد في ملف قديم جديد وسيتحول مادة للمناقشة والاخذ والرد في مجلس الوزراء والنواب. ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن زوار بري، تعليقاً على موضوع داتا الاتصالات أن هذه الداتا ينبغي أن تشرف عليها الأجهزة الأمنية بأمر قضائي وليس على خاطرهم". وأضاف الزوار نقلاً عن بري "لا ينبغي أن تكون هذه "الداتا" مفتوحة على البلد كلّه، فإذا كانت هناك مشكلة في بيروت يتم الأمر ضمن بيروت وبأمر القضاء، وكذلك الأمر بالنسبة الى باقي المناطق". وحذر جنبلاط في حديث الى صحيفة "النهار" من هذه المناخات، ودعا الى الكف عن المزايدات وتصفية الحسابات مع شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي. وقد أكد وزير الاتصالات نقولا صحناوي أن وقف تزويد كل الأجهزة الأمنية، "داتا" الاتصالات طوال 24 ساعة وعلى جميع الاراضي اللبنانية، "تم بناء على اتفاق خلال اجتماع لجنة الاتصالات النيابية، بعدما اكد وزير الداخلية مروان شربل عدم الحاجة اليها كل يوم"، مشيراً إلى أنه أعطى القوى الامنية "الداتا" يوم الجمعة الماضي، بعد الاشتباه في محاولة لاغتيال رئيس فرع المعلومات وسام الحسن، لكن هذه القوى تريد الداتا لمدة 15 يوماً، معلناً أنه سيطرح الموضوع في جلسة الحكومة غداً الثلاثاء.

قانصوه: الصداقة فاترة بين ميقاتي وسوريا و حبل الصرة بين جنبلاط و دمشق قطع نهائياً
رأى رئيس كتلة "حزب البعث" النائب عاصم قانصوه أن أحد مظاهر انهيار المعسكرين الغربي والعربي الذي وقف ضد النظام السوري بشار الأسد هو عودة الاغتيالات الى الساحة اللبنانية التي شكلت ساحة انطلاق ضد سوريا وايران"، معتبراً أنه "يتم استعمال الأدوات عينها لتنفيذ الإغتيالات كما حصل في العام 2005 يوم اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري بغية تغيير قواعد اللعبة للانقضاض على معسكر الصمود المتمثل بالمقاومة وسوريا وايران". وأكدّ قانصوه في حديث إلى قناة "الجديد" أن "الوضع في سوريا سيشهد انفراجاً قريباً من خلال إقرار الاصلاحات في المؤتمر القطري الثاني الذي سيعقد قريباً والذي سيتم خلاله إعادة تقييم كل مخططات النظام الاصلاحية عبر تعديل الدستور باتجاه مزيد من الديمقراطية لتدخل حيز التنفيذ بعد الاستفتاء على الدستور"، مشدداً على أن "النظام هو الذي يقوم بتأمين مصلحة الشعب السوري، والدليل أنه تم رفع حالة الطوارئ واستحدث قانون جديد للإعلام يضمن حرية الصحافة وقانون أحزاب يضمن التعددية اضافة الى العديد من القوانين".
واذ اعتبر أنه تم إنشاء 140 قناة "لضخ الكلام والادعاءت الكاذبة حيال النظام السوري لإنهائه"، أكدّ أن الجيش السوري "متماسك لأنه بعثي"، مشيراً الى أن "الإخوان المسلمين لا يريدون الإصلاح والحوار لأنهم وكل المعارضة الخارجية يعملون لأجندة خارجية". قانصوه الذي رأى أن "الحكم السوري هو الذي حمى قلب العروبة النابض حتى هذا التاريخ" ، لفت الى أن "حصيلة ما يسمى بالربيع العربي هو تدمير ليبيا واليمن وتونس ومصر والعراق لمصلحة مخطط (وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا) رايس بتفتيت المنطقة لمصلحة اسرائيل". وأضاف: "أميركا والدول العربية لا تريد الإصلاح بل تريد إنهاء النظام ولكن خط المقاومة العربية هو الذي سينتصر"، مؤكدا أنه لن يكون أي تدخل عسكري خارجي طالما أن روسيا صامدة في موقفها الداعم على الرغم من أن دعمها هو لمصلحتها الخاصة". واذ شددّ على أن "النظام كحزب حاكم ضعف ولكن شيئاً لم يتغير على قائد الأمة الرئيس الأسد لأن شعبيته زادت في ظلّ الإلتفاف الشعبي حوله أكثر من أي وقت مضى والمتظاهرون المعارضون ليسوا الا عصابات مدفوعة ومأجورة كقوى 14 آذار التي تدعم الثورة السورية". وحول سياسة النأي بالنفس التي تتبعها الحكومة في شأن الأزمة السورية، اعتبر أنها "أسوأ سياسة ممكن أن تتبع لأنه على لبنان اتخاذ الموقف الداعم للعلاقات المميزة التي تربطه بسوريا وليس كقوى الرابع عشر من آذار التي تنفخ بنار الفتنة"، مؤكداً أنه لن "يكون الا لسوريا الدور الأكبر في لبنان بعد الانتخابات السورية". وعلى صعيد الحدود اللبنانية-السورية الشمالية، طالب قانصوه "رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي وكل الحريصين إبعاد الكأس الإقليمية المرة عن لبنان عبر ضبط الحدود اللبنانية السورية بالاتفاق مع الجيش اللبناني". وحول مواقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، رأى قانصوه أنه (جنبلاط) ليس حريصاً على دروز سوريا"، مؤكداً أن "حبل الصرة" بينه وبين دمشق قد قطع نهائياً لأنه "زودّها كتير" وذهب باتجاه (مساعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جيفري) فليتمان أكثر من اللزوم". وعن دبلوماسية "حزب الله" تجاه الاختلافات في الرأي عن جنبلاط، قال قانصوه: " حزب الله يتكلم باسمه وهو يسعى لعدم انهيار هذه الحكومة لافتاً الى أنه يبقى "مكوناً من مكونات الشعب الأقوى". من جهة أخرى، أشار قانصوه الى أن "الصداقة "فاترة" بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وسوريا لأنه لا يبرهن عن الود والوفاء لسوريا".

ماروني لـ"السياسة": لا يمكن فصل المعلومات عن عودة الاغتيالات عما يجري في سورية
بيروت - "السياسة": في الوقت الذي تتكثف الاتصالات بين كبار المسؤولين بحثاً عن مخارج لازمة الكهرباء التي سيتم طرحها على طاولة مجلس الوزراء غدا الثلاثاء حيث من المنتظر ان يقدم وزير الطاقة والمياه جبران باسيل تصوراً لحل هذه الأزمة, لازالت تداعيات ما كشف عن محاولة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن تتفاعل على الصعيد الداخلي اللبناني, وسط تحذيرات من ان تكون هذه المحاولة مقدمة لعودة الاغتيالات بالتزامن مع تصاعد العنف في سورية. وفي هذا الاطار, أكد عضو كتلة "حزب الكتائب" النائب ايلي ماروني لـ"السياسة" ان ما تم كشف النقاب عنه في محاولة لاغتيال العميد الحسن "يثبت صحة ما سبق وحذرنا منه منذ مدة من امكانية عودة مسلسل الاغتيالات والتفجيرات", مشيراً إلى أن "هذه المعلومات هي مؤشر خطير ومن الضروري على الاجهزة الامنية ان تكون يقظة وان تؤمن الحماية اللازمة لكل الشخصيات المهددة". واعتبر أن "كل متضرر من وجود حالة آمنة في لبنان له مصلحة في عودة الاغتيالات والتفجيرات", مؤكداً وجود "جهات كثيرة متضررة من الأداء الجيد الذي يقوم به العميد الحسن وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي". وشدد على انه "لا يمكن فصل ما يحصل في لبنان عن الازمة السورية, فلا يمكن أن يأتوا من أماكن بعيدة ويقوموا بالاغتيالات في لبنان, وبالتالي فلا يمكن اخراج السوري وكذلك الاسرائيلي الطابور الخامس من دائرة الشكوك في هذا الامر".
ولفت ماروني الى ان هناك اشارات معينة ومحددة بضرورة أخذ الحيطة والحذر "نبلغ بها من وقت لآخر من جانب القوى الأمنية". في سياق متصل, شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت على ان المعلومات التي تحدثت عن محاولة لاغتيال الحسن جدية وصادرة عن مراجع امنية لبنانية وغير لبنانية, لافتا الى ان الجهة التنفيذية هي جهة لبنانية, إنما قد تكون مرتبطة بما يجري في المنطقة والتفاعلات التي شهدتها الأيام الاخيرة في الداخل السوري. وكان عقد في طرابلس اجتماع في منزل النائب عن المدينة محمد كبارة, حضره نواب المدينة المنتمين الى "تيار المستقبل" للتشاور في موضوع محاولة اغتيال العميد الحسن. وأكد المجتمعون دعمهم للقوى الامنية وشجبهم لكل المحاولات الارهابية. الى ذلك, شدد وزير الداخلية مروان شربل على ضرورة ضبط الحدود اللبنانية السورية, مشيرا الى اجتماع سيعقده غدا الثلاثاء لوضع الآلية التي يجب اتباعها بالتنسيق مع السلطات السورية, كما طمأن الى ان الوضع الامني ممسوك ولا عودة الى مسلسل التفجيرات.

"الوطني الحرّ": من يقف لجانب حرق الدواليب هو من أوصل الشوف إلى حاله اليوم
وكالات/ردّت هيئة قضاء الشوف في "التيار الوطني الحرّ" على عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار في بيان جاء فيه :"صحيح أن في الشوف كما في كل لبنان أزمة كهرباء، وصحيح أنّ حقّ التظاهر ضدّ هذه الأزمة مقدّس ومشروع، والشوفيون مدعوون جميعاً للنزول الى الشارع للمطالبة بأبسط حقّ من حقوقهم، لكن ما لا يجب أن يغيب عن بال الشوفيين، أن في منطقتهم حرمان يتخطّى الكهرباء ليطاول قطاعات أخرى". وسألت الهيئة في بيانها :"مَن هو المعرقل الحقيقي لمشاريع إنمائية طُرحت في الشوف ولم تُنفّذ؟ ومن هم أصحاب المآرب الشخصيّة ومحبّو الحصص الذين منعوا رجال أعمال ومتموّلين من القيام بمشاريع تجارية كبناء مراكز تسوّق ضخمة في المنطقة لأن لا حصّة لهم فيها؟ والأهم مَن هم الذين منعوا حتى اليوم أهالي الشوف من العودة الكاملة الى قراهم؟ومن "استولى على أموالهم و"قبض" بدلها في السياسة وتعبئة الجيوب والزعامات؟" ورأت أن "الصامت الشيطان الأخرس، عن حقّ الشوفيين في كرامة أراد البعض سلبهم إيّاها فدمّر وهجّر وسرق وسطاً وقتل ولم يجد في المقابل نوّاباً من المنطقة وقفوا في وجهه وقفة رجولة". وتابع البيان: "الحقيقة بات يعرفها الجميع، وهي أنّ الذي يمنع الشوف من التقدّم والإزدهار وحتى التنفّس هو الذي يدّعي محبّة هذه الأرض والحفاظ عليها، والذي يقف إلى جانب من يُحرقون الدواليب احتجاجاً على أزمة الكهرباء، هو نفسه، مع أحلاف ينتمي إليها، من أوصل الشّوف إلى هذه الحال"، مضيفاً: "لذلك وبدلاً من تشويه الحقائق وادّعاء البطولات والمزايدة في الوطنية، فليتفضّل هؤلاء ويسهّلوا سير المشاريع الوزارية التي تؤمّن الكهرباء للشوف وللبنان، ويرفعوا الطوق عن المشاريع الإنمائية والتجارية التي تؤمّن فرص العمل وبعضاً من الحياة المفقودة لسبب أو لآخر في هذه المنطقة". (المكتب الاعلامي)

وزير العدل سابقاً شارل رزق، لـ"النهار": التمديد للمحكمة أمر مبتوت والجدل الحاصل لن يؤدي إلى نتيجة قانوناً
كلوديت سركيس/النهار
تنتهي في آخر شباط المقبل ولاية المحكمة الخاصة بلبنان. فماذا يمكن لبنان ان يفعل بإزاء التمديد لها؟ يقول وزير العدل سابقاً شارل رزق، الذي وُضعت آلية عمل المحكمة خلال توليه وزارة العدل وعايش انشاءها والنظام الأساسي الخاص بها وكذلك بروتوكولها، لـ"النهار": "لا شيء، وليس للبنان أي دور في التمديد لعملها ولاية جديدة، وهذا الامر مبتوت". ويشير الى ان "نظام المحكمة عندما وضع لم يوضع لفترة قصيرة انما ليتدارك المستقبل. وكلنا نعلم عندما وضعنا النظام ان مدة الثلاث سنوات غير كافية لعمل المحكمة، لذلك بُحث في طريقة للتمديد، وهي طريقة سليمة". واضاف: "ان المحكمة وجدت لتُخرج المحاكمة في هذه القضية من النزوات اللبنانية. كذلك أخرجنا مسألة التمديد لها من المناقشات اللبنانية، فبالنسبة إلي هذا الموضوع منتهٍ. ومثلما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته الأخيرة للبنان فإنه هو من يقرر التمديد للمحكمة، كذلك يقرر مدة التمديد. وثمة طريقة لاستشارة الدولة اللبنانية واستشارة مجلس الأمن ايضاً. فإذا وافقت الدولة اللبنانية كان به واذا لم توافق يضعون الاستشارة في الجارور ويتابعون عملهم. ان الامين العام للأمم المتحدة هو العنصر الأساسي في هذا الموضوع، والقرار في يده. أما الدولة اللبنانية فلها رأي استشاري ليس إلا". وتوقف عند ما يثار في وسائل الاعلام من موقع "خبراء استراتيجيين" قائلاً: "الخبراء كثر عندنا. وكثر عندنا يحبون ان يتفلسفوا في القانون وكأنهم يفهمون أكثر من مجلس الامن والامم المتحدة. فإن كان لديهم ما يكتبونه فليفعلوا. ويذهب ما يكتبونه الى مجلس الامن فيضعه في الأدراج ويتابع هو عمله".
وينفي رزق علمه بمدة الولاية الجديدة للمحكمة. وقال: "لا أعرف مدة الولاية. الامين العام يقدر مداها، وهو على بينة وعلى اتصال برئيس المحكمة والقضاة ويستطيع ان يجدد للمحكمة اكثر من مرة، ليس لمرة واحدة بل لمرات عدة". ويعتبر "ان مسألة التمديد لا تستحق كل هذا الجدل لأنها مبتوتة. وواضح ان باب الاجتهاد مغلق بالنسبة الى هذا الموضوع. واذا اردنا التفلسف يمكننا ذلك ولكن هذا التفلسف لا معنى له على الصعيد القانوني". وعن مدى امكان تعديل نظام المحكمة يسأل: "ما هي الاسباب الموجبة التي انشئت من اجلها المحكمة؟". ويجيب: "هي انشئت لخوف من الضغط السياسي على القاضي اللبناني، فهل يعقل ان نعيدها الى لبنان لأن القضاء اللبناني أكثر استقلالية من القضاء الدولي واكثر نزاهة منه؟ من يمكن ان يصدق هذه الخرافة؟ التعديل يقتضي وجود طرفين هما لبنان ومجلس الامن. ان نظام المحكمة موجود، وكذلك احكامه، بما فيها التمديد فمن يمكن ان يغيرها؟ وفي حال حصل تفاوض بين لبنان ومجلس الامن اذا رفض التعديل، ماذا في مقدور لبنان ان يفعل؟ فكما انشئت المحكمة بقرار من مجلس الامن، الامر نفسه بالنسبة الى هذه المسألة. كثر يحبون ان يخترعوا اموراً فيما المبدأ بسيط جداً وهو في حال كان ثمة تعديل فإنه يقتضي التوافق. ولا يستطيع عدد من النواب اللبنانيين القيام بهذه الخطوة لأنه حتى عقد الايجار لا يمكن ان يتم تغييره من طرف واحد". وعما يتردد من ان المراد من التعديل احالة الملف على لبنان، يقول رزق: "من يصدق ان القضاء اللبناني هو اكثر نزاهة وخبرة واستقلالاً من قضاء الامم المتحدة؟ ويؤكد ان "التمديد سيحصل"، مشيراً الى ان" آليته واضحة (…) ولا قوة في العالم يمكن ان تمنع التمديد الا اذا اراد الامين العام ذلك. والأفضل في لبنان ان نحافظ على كرامتنا وان نتمسك بالنظام كما هو، ونتجنب العنتريات الجانبية لأن الامر يتعلق بقانون ونظام دوليين وهو يعود الى الامين العام فحسب". ودعا الى "ان نحافظ على كرامتنا وعدم الدخول في جدل لا نتيجة ولا فائدة منه، فنكون بذلك قد حافظنا على كرامتنا وكرامة بلدنا وإلا سنكون على ما فعلنا نادمين".

بري وجنبلاط يضاعفان احتياطاتهما ورئيس الاشتراكي ينتقد الكلامضد الشهداء
رضوان عقيل/النهار
أدى الحديث عن اكتشاف خطة لاستهداف المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن قبل يومين الى تسليط الضوء من جديد على تنقلات المسؤولين والسياسيين، سواء في صفوف الموالاة او المعارضة. وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تلقيا في الاسابيع الماضية معلومات من اجهزة امنية لبنانية دعتهما الى الحيطة والحذر في تنقلاتهما ولا سيما عندما يغادران مقريهما في عين التينة وكليمنصو. ودخل بري على الخط وطلب الى جنبلاط التنبه في طريقه الى المختارة وجولاته في الجبل. وبعث اليه برسالة في هذا الخصوص خلال وجوده في موسكو قبل يومين. وتضيف المعلومات ان مقري الرجلين يخضعان لـ"مراقبة غير طبيعية". وعلمت "النهار" ان شخصيات تلتزم الحذر الشديد في جولاتها وزياراتها، وان عدداً منها يتنقل بسيارات الاجرة لدى توجهها الى مكاتبها او لدى قيامها بزيارة احد المراجع. وأعادت هذه الاحتياطات مشهد ما عاشه السياسيون بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005. ويذكر زوار بري في عين التينة ان الرجل قلص تنقلاته في الشهرين الاخيرين. وهو يتحدث عن اعتياده هذه الاجراءات طوال اعوام مسيرته السياسية، "وفي النهاية ينبغي ان تسير الحياة في شكل طبيعي في البلد، وعدم اتباع سياسة التهويل". ويتحاشى بري في المناسبة التعليق على المعلومات التي تحدثت عن خطة استهداف ريفي والحسن، ويدعو من موقعه الى اتخاذ اعلى درجات التنسيق بين الاجهزة الامنية. ويلتقي بري في هذه النقطة مع جنبلاط الذي يوضح لـ"النهار" ان "هذا التنسيق الامني مطلوب جداً، خصوصا في هذه المرحلة التي يمر بها البلد. وشعبة المعلومات وقائدها العميد الحسن تقوم بالدور المطلوب منها. وينبغي الا ننسى ما حققت من منجزات في كشف اعداد لا بأس بها من العملاء الذين يتعاونون مع اسرائيل ويعرضون امن البلاد للخطر والخروق الامنية". اما في شأن موضوع "داتا الاتصالات" وطريقة تعاطي الاجهزة الامنية وهذا الملف، فيدعو بري الى تطبيق القانون "بحسب ما جاء في الكتاب، على قوله. وبأن يقوم مركز التحكم والمراقبة بالمهمات المطلوبة منه بإذن قضائي، علما انه يضم ضباطاً من الجيش والامن العام وقوى الامن الداخلي. والحديث عن "داتا الاتصالات" ادخل البلاد في ملف قديم جديد وسيتحول مادة للمناقشة والاخذ والرد في مجلس الوزراء والنواب. ويحذر النائب جنبلاط عبر "النهار" من هذه المناخات، ويدعو الى الكف عن المزايدات وتصفية الحسابات مع شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي. ورد رئيس التقدمي على رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون من دون ان يسميه، اذ قال ان "احد العسكريين ادلى بكلام غير اخلاقي حيال الشهداء وعائلاتهم في وقت تتصاعد فيه الاحداث في سوريا؟ لماذا يقدم البعض على هذا النوع من تصفية الحسابات السياسية".

خطاب عون "عصفورية سياسية" وتياره يسعى الى رهن المواطنين وأموالهم بصفقات مشبوهة
نواب "المستقبل": هناك من يحاول إشعال الجبهة اللبنانية بتفعيل الاغتيالات

المستقبل/رأى نواب كتلة "المستقبل" امس، انه "ليس مستغرباً أن تحاك المؤامرات، للتخلص من الأوفياء في هذا البلد"، معتبرين أن كل من كان يمارس ضغوطاً سياسية لإزاحة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن "يقدم بفعلته هذه خدمة لأعداء لبنان، عن قصد أو غير قصد". ووصفوا خطاب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بـ"العصفورية السياسية"، متهمين "التيار الوطني الحر" بـ"محاولة رهن اللبنانيين وأموالهم لمصلحته مع كل ما فيها من صفقات ومشاريع مشبوهة".
فتفت
علق عضو الكتلة النائب احمد فتفت، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، على محاولة اغتيال الحسن، بالقول: "هناك من يحاول جر الجبهة اللبنانية لتشتعل من خلال تفعيل الاغتيالات". وأوضح أن "المعلومات التي لدي استقيناها من مصادر في قوى الامن وأُذيعت كلها. والغريب ان هذه المحاولة جاءت في وقت كنا نعتقد ان الاغتيالات في لبنان توقفت لكن تبين ان البعض لا يزال يسعى الى تنفيذ اغتيالات قد تكون تعليماتها من الخارج او من الداخل. ولدينا معلومات ان هناك اطرافاً تتسلح بسلاح ظاهر وهي لبنانية في بعض المناطق القريبة من النظام السوري". وشدد على وجوب ان "تستعيد الدولة اللبنانية والجيش هيبتهما المعنوية تجاه كل لبناني"، مؤكداً "اننا ندعم الدولة ونؤيد الجيش". واشار الى أن النائب خالد ضاهر ملتزم بكتلة "المستقبل" التي طالبت بإنتشار الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية وعلى كل الحدود، داعياً الى انتشار الجيش اللبناني في عرسال ووادي خالد على كل الحدود لحماية اللبنانيين وكي لا تتكرّر حادثة العريضة. وطالب الجيش اللبناني بـ "لعب دوره بشكل كامل"، متسائلاً "لماذا لم يصدر حتى الآن وزير الدفاع فايز غصن قراراً للجيش لينتشر على كل الحدود في منطقة عرسال ووادي خالد؟". ولفت الى أن "هناك مشكلة كبيرة مع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، فهو يرمي المسؤولية على غيره. كذلك هناك افتراء على التاريخ فالفريق الآخر يقول إن المشكلة تعود الى العام 1993"، مذكّراً بأنه "في تلك الفترة أنشئ معمل الزهراني ودير عمار وفي العامين 1996 و1997 بدأت الناس ببيع مولدات الكهرباء الخاصة بها لأن الكهرباء وصلت في معظم انحاء لبنان الى 21 و24 ساعة. لكن الامر بدأ يسوء منذ العام 1998 عندما انتقل الحكم وأسقط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومُنعت اي مشاريع جديدة في الكهرباء". وتوجه الى عون بالقول: "فلتقل لنا ماذا فعلت في هذه الوزارة منذ 4 سنوات حتى اليوم؟. باسيل يرفض تطبيق القانون لأن القانون اذا طبق بحرفيته يمنع الهدر والسرقة". واكد "لدينا معلومات مفادها أن هناك اطرافا قريبة من النظام السوري في الشمال بدأت تتسلّح". ووصف بيان المجلس الوطني السوري الذي توجه فيه إلى اللبنانيين، بأنه "تاريخي ويجب على الجميع قراءته والاطّلاع عليه"، موضحاً "لأول مرّة هناك جهة في سوريا تتوجه إلى اللبنانيين، وتتحدث عن طريقة التعامل المستقبلية مع لبنان بندية وتطرقت إلى وضع المسجونين".
الحجار
اعتبر عضو الكتلة النائب محمد الحجار، في حديث الى إذاعة "الفجر"، أن أسباب النبرة الحادة في خطاب عون أمام كوادر "التيار الوطني الحر" مساء الجمعة الماضي وتناوله لموضوع الكهرباء إنما يشير إلى "إدراكه فشل وعود الإصلاح والتغيير على صعيد الإقتصاد والكهرباء"، مذكراً بالحملات الإعلامية لوزير الطاقة "والتي تبَيّن أنها مجرد أكاذيب وحفلات تدجيل". ووصف خطاب عون بـ"العصفورية السياسية"، متهما "التيار الوطني الحر" بـ"محاولة رهن اللبنانيين وأموالهم لمصلحته مع كل ما فيها من صفقات ومشاريع مشبوهة". وفي حديث إلى إذاعة "الشرق"، قال الحجار: "الجنرال عون رأى أن كل الشعارات التي رفعها لمحاولة كسب المؤيدين ما هي إلا شعارات فارغة من أي مضمون". ولفت إلى أنه "لم يسبق أن تكلم زعيم سياسي أو فريق سياسي أو مسؤول سياسي في لبنان بأسلوب الشتائم"، معتبراً أنه "لا بد من الخصامات والاختلافات في وجهات النظر ولكن هناك حد أدنى من اللياقة، وبالتالي فإن هذا الكلام يحدث جوا من التنافر في البلد ومن الخصام العنيف والتوتير وصولاً إلى فوضى يريد منها الجنرال عون أن يلاقي التوتير الأمني الذي يراد جره إلى الساحة اللبنانية خدمة لما يحصل في المنطقة وتحديدا في سوريا". وأكد أن "لا كهرباء في الأقليم والشوف أكثر من 4 إلى 5 ساعات في اليوم"، مشدداً على "اننا لن نسمح بلفلفة ما حصل في قضية المازوت وسنستمر بمتابعة القضية حتى نتبين من هو المرتكب من دون أي تجنٍ أو كيدية سياسية". وأشار الى أن "طرح الموضوع المباشر بما قاله سفير إيران في لبنان (غضنفر ركن أبادي) في ظل ما أعلن عنه قادة ايرانيون عن سيطرة إيران على الجنوب والبقاع وأنها تستطيع أن تغير حكومات، جاء رد الفعل الرافض عليه من الشعب اللبناني وليس من الحكومة اللبنانية، ربما أمام الأزمة المتفاقمة لوضع الكهرباء وأمام التراجع الذريع لحلفاء إيران في لبنان إن كان في السياسة أو الممارسة، مثلما رأينا من وزراء التيار العوني وآخرهم وزير الكهرباء جبران باسيل، وربما يحاولون أن يطرحوا الأمر أو يقوموا بهذه المبادرة للجم هذا التراجع نوعا ما".
طعمة
قال عضو الكتلة النائب نضال طعمة، في تصريح امام وفود شعبية زارته في دارته في تلعباس الغربي: "ليس مستغربا أن تحاك المؤامرات للتخلص من الأوفياء في هذا البلد، وليعلم كل من كان يمارس ضغوطا سياسية لإزاحة اللواء اشرف ريفي، والعميد وسام الحسن، أنه بفعلته هذه يقدم خدمة لأعداء لبنان، عن قصد أو غير قصد". أضاف: "ها هو الكشف عن معلومات أمنية بأن الرجلين مستهدفان، يضع الجميع أمام مسؤولياته في وزن كلمته قبل أن يطلقها، على أمل أن يكشف التحقيق خيوطا خفية، تكشف المتآمرين على استقرار لبنان. هم يريدون التخلص من رجالات حققت الكثير من الإنجازات الأمنية، وشبكات العملاء، وكأن الهدف كشف البلد أمنيا، والتخلص من كل من يمكن أن يعيق أو يتصدى للاختراقات المفترضة على البلد". واعلن تضامنه مع ريفي والحسن، و"نشد على أيديهما، لتبقى في هذا البلد قلاع أمنية ثابتة أمام كل محاولات تغريب لبنان عن إرادة أبنائه الحقيقية"، آملاً في "أن يستمرا مع كل الشرفاء في مسيرة إعادة الثقة لمؤسسات الدولة، كي لا يقتنع المواطن بأن الجماعات المسلحة خارج إطار الشرعية، والقرار الرسمي، يمكن أن تكون هي الحل في لبنان". ولفت الى أن "ثمة من يدعو الى التظاهر ضد نفسه وضد حلفائه، وثمة من يرد بالسباب والتجريح الشخصي على اتهامات فضائحية مكان البحث فيها تحت قوس المحكمة وليس قنوات التهويل والوعيد"، متسائلاً "هل أمسى الخروج عن اللياقات، والتحالف مع من يعطل، والفشل الدائم في إنجاز أي تقدم، بل والعجز عن وقف التدهور في الوزارات الممهورة بختم الإصلاح، هل أمسى كل ذلك، من مقومات التغيير في البلد؟". وأبدى تخوفه من "أن نصل إلى ما يغري البعض بقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، في حال تحسس خطورة التغيرات الإقليمية على واقعه وعلى مصيره ومستقبله"، معرباً عن أمله في "تعقل اللبناني وعدم استعداده للانجرار في مشاريع فتنوية فئوية تقسيمية، في ظل تنامي الضغط العربي والدولي على النظام السوري، خصوصاً بعد إيقاف الجامعة العربية لمهمة المراقبين العرب في سوريا، ما يوحي بتراجع آمال الحلول السياسية التي نتمنى أن تجد طريقا آخر لها، لما فيه مصلحة الشعب السوري الشقيق، ولتمكينه من التعبير عن رأيه بحرية، وعلى كل العالم أن يحترم هذا الرأي، كائنا من كان".

ذكرى 14 شباط تقترب وقرار إحيائها ينتظر /"المستقبل" جاهز لكن الإرجاء إلى 14 آذار وارد
إيلي الحاج /حتى اليوم لا حجز "تيار المستقبل" قاعة في "البيال" لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في14 شباط، ولا وضع برنامجاً لمهرجان. والمسؤول اللوجستي في "التيار" صالح فروخ يجيب أن "القرار لم يُتخذ" بعد، ويكتفي بهذه الإجابة. لم يتبقّ سوى 15 يوماً لتحل الذكرى العزيزة على محبي الحريري الأب والابن وعموم 14 آذار، لكن فرّوخ لا يقيم على قلق: "في إحدى السنوات، حجزنا  قاعة "البيال" قبل أسبوع فقط بسبب الظروف. أصحابنا نمون عليهم. التجهيزات والمسائل اللوجستية ليست مشكلة".  الأمين العام لـ"المستقبل" أحمد الحريري كان لا يزال ليل أمس في باريس إلى جانب ابن خاله الرئيس سعد الذي مضت على إصابته بالكسور في ساقه 10 أيام. يبحث الرجلان مع عدد من المستشارين والقريبين منهما  كل الاحتمالات. وعلى غير عادة، لا يجيب أحمد لدى تلقيه اتصالاً على هاتفه الخليوي اللبناني. لكن صورة تجمعه مع المسؤولين عن "التيار" في فرنسا إلى عشاء في مطعم "الجنة " في باريس تناقلها أصدقاء له على "الفايسبوك". يقول مسؤول آخر في "المستقبل": "لا معلومات عندي أبداً عن إحياء الذكرى وكيف ستكون. اعتقادي أننا سنعرف خلال يومين". ويهمس آخر: "أجزم أن الاحتفال سيُقام ولكن لا شيء واضحاً حتى الآن. إصابة الشيخ سعد أربكت الجميع بلا شك. كان مقرراً قبلها أن يحضر ويشارك في الذكرى. أما اليوم ففي رأيي الشخصي هناك استحالة طبية". لكنّ مسؤولاً عالياً في "التيار" لم يستبعد، عندما سألته "النهار"، إرجاء الاحتفال إلى 14 آذار، والاكتفاء بالصلاة في 14 شباط، "لماذا نتعب أنفسنا بالسؤال؟  اليوم أو غداً يعود أحمد ( الحريري) ونعرف". ثم ينتقل إلى مكامن القلق لدى فريق 14 آذار بعد كشف محاولة اغتيال شخصية أمنية في الأشرفية: "النظام السوري قد يقرر أن يولّع لبنان. من يدري؟ . ولكن أستبعد أن ينجرّ حزب الله".

تعزيزات أمنية حول القصر الجمهوري .. انشقاق اللواء خلوف المسؤول عن فرع فلسطين
ا«الشرق الأوسط» - عاشت العاصمة السورية دمشق أمس يوما من الفوضى بعد سلسلة تفجيرات هزت ضواحيها وسريان سلسلة من الشائعات بانقلاب عسكري بعد تعزيزات أمنية شملت المطار والقصر الجمهوري رافقها انتشار أمني واسع في الساحات الرئيسية بالعاصمة السورية. وأكدت مصادر المعارضة والجيش السوري الحر، ان مناطق ريف دمشق تشتعل، حيث اقتربت المعارك من العاصمة نفسها. جاء ذلك، في يوم دام سقط فيه نحو مائة قتيل أغلبهم في عمليات أمنية زج خلالها النظام بالحرس الجمهوري لاستعادة المدن والبلدات التي سيطر عليها الجيش السوري الحر الأسبوع الماضي في الغوطة الشرقية بريف دمشق. ولفت دمشق عاصفة من الشائعات، أمس، في ظل اضطراب الأوضاع بمنطقة المهاجرين، حيث يقع القصر الجمهوري القديم، ومحيط مطار دمشق الذي أغلقت السلطات السورية الطريق المؤدي إليه لفترة من الوقت بالتزامن مع انتشار أمني وعسكري مكثف في ساحات دمشق وتعزيز السيطرة الأمنية على مؤسسات الدولة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، في ساحة الأمويين وأفادت مصادر بوقوع «معارك ضارية في محيط مطار دمشق الدولي بين عناصر من الجيش السوري الحر والجيش النظامي» بالتزامن مع أنباء عن انشقاق لواء في الجيش النظامي. وأفاد أحد الناشطين أن اسم اللواء المنشق الذي انضم إلى الجيش الحر هو «محمد خلوف، من ريف دمشق وهو كان أحد الضباط الكبار المسؤولين في فرع فلسطين» المتخصص في الجاسوسية بالاستخبارات السورية في غضون ذلك، تحولت الغوطة الشرقية التي تضم مدن دوما وسقبا وعربين وحموريا وحرستا والمليحة وعين ترما وغيرها، إلى ساحات حرب بين القوات الموالية لبشار الأسد و«الجيش السوري الحر»، في حين تحولت بلدة رنكوس، في محافظة ريف دمشق السورية، إلى مدينة أشباح، بعد أن نزح معظم سكانها إلى المناطق المجاورة

موسكو: دمشق توافق على إجراء محادثات غير رسمية مع المعارضة في روسيا
  أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان الاثنين ان السلطات السورية موافقة على بدء محادثات غير رسمية مع المعارضة في روسيا. وقالت الوزارة "اقترحنا على السلطات السورية وعلى المعارضة ارسال ممثليهم الى موسكو لاجراء اتصالات غير رسمية (...) تلقينا جوابا ايجابيا من قبل السلطات السورية". واضافت "تلقينا ردا ايجابيا من السلطات السورية (...) ونأمل ان يعطي المعارضون موافقتهم في الايام المقبلة". وتابعت الوزارة "نحن مقتنعون بان اقامة مثل هذه الاتصالات بسرعة في موسكو تشكل ضرورة قصوى لوقف اعمال العنف في سوريا وتجنب سفك الدماء والمواجهة في المجتمع".

الثوار يسددون ضربة جديدة الى الحرس الثوري الإيراني: اعتقال كادر وشاحنة كيماويات
 يقال نت/ضربة قاسية جديدة تلقاها الحرس الثوري الإيراني على يد الثوار في سورية. ووفق مصدر واسع الاطلاع جرى اليوم اعتقال   كادر في الحرس الثوري كان يشرف على نقل شاحنة مزودة بقنابل كيماوية إلى فرقة تابعة لكتائب الأسد. الاعتقال جرى في بنش في منطقة أدلب حيث وضع الثوار يدهم على الشاحنة.

مقتل 101 شخص الأحد والجيش السوري الحر يؤكد أن المعركة تقترب من دمشق
نهارنت/قتل ثمانية وثمانون شخصا اليوم في سوريا مع ازياد حدة العنف في الأيام الأخيرة وإصرار السلطات على قمع الإحتجاجات التي بدأت منذ منتصف آذار الماضي. وأفادت لجان التنسيق المحلية التي تتابع التظاهرات على الأرض أنه "استشهد في سوريا حتى اللحظة ثلاثة وستون شهيدا بينهم ثلاثة أطفال ".وأوضحت اللجان أن ستة عشر قتيلا سقطوا في ريف دمشق (كفربطنا، سقبا، حمورية، رنكوس، الزبداني، حرستا) مضيفة "تسعة عشر شهيدا في حمص، اربعة عشر شهيد في حماة، خمسة شهداء في ادلب ، اربعة شهداء في ودرعا، شهيدان في حلب وشهيد واحد في كل من سراقب، ديرالزور ودمشق". بدوره أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى "مقتل تسعة منشقين في ريف دمشق وادلب وحماة وحمص و26 عنصرا من الجيش النظامي في ادلب وريف دمشق وخمسة من عناصر الامن قرب مدينة الزبداني" شمال غرب دمشق وفي ادلب.من جهتها قالت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت صباح اليوم بعبوة ناسفة مبيتا يقل عناصر من احدى الوحدات العسكرية بالقرب من صحنايا بريف دمشق ما ادى الى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملاوم اول واصابة ستة اخرين بجروح". من جهة أخرى اكد المتحدث باسم الجيش السوري الحر الرائد ماهر النعيمي الاحد ان حركة الانشقاقات من الجيش النظامي السوري والاشتباكات تكثفت خلال الساعات الماضية في مناطق ريف دمشق و"يقع بعضها على بعد حوالى ثمانية كيلومترات" من العاصمة "ما يدل على اقتراب المعركة من دمشق"، بحسب قوله. وتحدث النعيمي لفرانس برس عن "هجمة شرسة لم يسبق لها مثيل" لقوات النظام على مناطق في ريف دمشق القريب والغوطة الشرقية والقلمون ورنكوس (حوالى 45 كلم عن دمشق) وحماه (وسط سوريا) "تطال المدنيين العزل والمنازل والابنية". وقال إن "المعلومات والتقارير الواردة من مجموعات الجيش الحر على الارض تشير الى "انشقاقات واشتباكات بعضها على مسافة ثمانية كلم من العاصمة ما يدل على اقتراب المعارك من دمشق".
واوضح ان الانشقاقات وقعت في بلدات عدة بينها جسرين وعين ترما وحمورية وصقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان (ريف دمشق والغوطة) التي شهدت كذلك اشتباكات عدة. وذكر ان معظم الجنود المنشقين خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية التحقوا بالجيش السوري الحر باستثناء "جزء من الذين انشقوا في جسرين ولم تعرف الجهة التي ذهبوا اليها".وقال النعيمي ان حصيلة الجنود الذين انشقوا امس السبت في الرستن في محافظة حمص وصل الى حوالى خمسين عسكريا وضابطا، وبينهم انشقاق كبير من حاجز لكتيبة الهندسة. وتم خلال عمليات الانشقاق هذه تدمير آليات وحواجز للجيش النظامي قبل انسحابهم والتحاقهم بالجيش الحر. وترافقت هذه العمليات مع اشتباكات مسلحة، بحسب النعيمي الذي اعتبر ان "عناصر الجيش السوري الحر وان كانوا اقل تسليحا، لكنهم خفيفو الحركة ولا يعرف النظام من اين يخرجون له فيفقد صوابه وتزداد وتيرة قمعه". وقال ان النظام "يستخدم كل ما لديه من قوة لقمع المتظاهرين والمواطنين العزل"، مشيرا الى "هجمة شرسة يستخدم فيها القصف المدفعي والرشاشات الثقيلة بكثافة نارية لم تحصل سابقا". وعدد مناطق تتعرض لهذه الهجمة بينها دوما وحرستا وصقبا واجمال الغوطة الشرقية ورنكوس حيث وقع امس اشتباك بين القوات النظامية والجيش الحر، ومحيطها في منطقة القلمون.واضاف ان "النظام يقوم بالانتقام من مدينة حماه بشكل منهجي، ينتقم بقتل المدنيين العزل والاطفال". كذلك دارت "اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة و الجيش النظامي السوري الذي اقتحم بلدات كفربطنا وعين ترما في الغوطة الشرقية بنحو 50 الية عسكرية مدرعة بينها 32 دبابات حديثة" بحسب المرصد.  مصدروكالة الصحافة الفرنسيةنهارنت.

النعيمي: النظام حسم أمره بقتل الشعب.. والإنشقاقات عن الجيش باتت مؤثرة وبأعداد كبيرة 
أكد الناطق باسم المجلس العسكري السوري الرائد ماهر النعيمي في حديث لمحطة "العربية" أن "الأنباء التي تحدّثت عن إشتباكات وقعت بين عناصر من الجيش السوري الحر وجيش النظام  على طريق المطار بالقرب من العاصمة دمشق هي صحيحة وقام بها منشقون عن النظام"، لافتاً إلى أن "الانشقاقات (داخل الجيش السوري) تقدر بالمئات وهي تحصل في دمشق وحماه والرستن وحمص وحرستا، ومؤخراً انضمت حلب الى هذه الانشقاقات، التي باتت مؤثرة وتحصل باعداد كبيرة، وهي ناتجة عن أن النظام حسم أمره بقتل الشعب السوري في حين أن الجيش لا يمكن أن يستمر بقتل الناس لمصلحة (الرئيس السوري بشار) الأسد". وإذ أكّد النعيمي أن الجيش السوري الحر أصبح "قريباً من العاصمة وهو متأهب في ريف دمشق وما يحتاج اليه هو دعم مادي"، تحدّى "النظام أن يبقى في بعض المناطق أكثر من 24 ساعة" مضيفاً: "نحن  سوف نجبره على السقوط والشعب لن يتراجع وهو يدافع عن النفس بوجه المجرم بشار الاسد، الذي يستخدم وكتائبه المدفعيات والأسلحة الثقيلة ويقومون بقتل الحجر والبشر". ورداً على سؤال، أجاب النعيمي: "روسيا هي من تقدم البواخر ونحن نقتل بسلاح روسي وايراني". وأضاف: "نحن معنا الحق ونجيد القتال ومن يساند الاسد يدعم الارهاب ونحن مؤمنون باننا منصورون"، مؤكداً في سياق متصل على أن "الجيش الحر يسيطر تكتيكياً على بعض المناطق وهو يتحدى كتائب الأسد أن تدخل اليها".(رصد "
NOW Lebanon")

سورية أمام التدويل..
يوسف الكويليت (الرياض)
الأزمة المالية، لم تبعد اهتمام جناحيْ القوة، الغرب والشرق ، عن هموم المنطقة العربية ومحيطها الإقليمي، فعلى رأس القائمة تأتي إيران ونوازعها وتهديداتها ثم امتلاك سلاح نووي يراه الغرب تهديداً مباشراً له، ثم سورية بتداعيات وضعها المعقد، وسلطتها التي اختارت طريقاً متعرجاً وحاداً، أجبر دول الجامعة العربية، على التدخل لمصلحة سورية في معالجة الوضع ضمن الأسرة الواحدة، إلا أن الحكم الذي تعود الالتفاف على المواقف وسرقتها ثم تبريرها أو السخرية منها، وضع السلطة أمام تعقيدات لم تتصور أن تأتي من دول لا تتفق على رأي، لكن ما حدث أسقط الواجب العربي لصالح التدويل..
خروج القضية سيضع (سيناريوهات) جديدة، أي أن احتمالات التدخل العسكري قد لا تكون واردة، أو على الأقل في الأفق الراهن، لكن إيجاد منطقة أو أكثر عازلة على حدود بعض الدول العربية أو تركيا، سيضع النظام أمام انشقاقات كبيرة في الجيش وأجهزة الأمن، وسيتدفق العديد من المتطوعين الذين قد يشكلون أحزمة داخلية على القوة النظامية، والأخذ بتجربة العراق، في المقاومة السرية، أو العمل على تفجير المواقع الاستراتيجية للدولة لما يشبه طريقة اضرب، واهرب، لتتوالى عمليات الاغتيال والخطف داخل الأزقة والمراكز الحساسة التي لا تستطيع الوصول إليها بقوتها النظامية، ومع هذا السيناريو دعم وحماية دولية وعربية وإقليمية لتلك العناصر..
الجانب الآخر المقاطعة الاقتصادية والحظر للطيران العسكري ومراقبة المنافذ البحرية والبرية والجوية، بما لا تقوى عليه الأنظمة العربية، ولكنها سهلة التنفيذ على قوى خاضت مثل هذه الإجراءات في العديد من المواقع وأقربها العراق وكوريا الشمالية، ثم ليبيا التي أدت إلى إسقاط القذافي.. الأسد يعيش وهم حماية روسيا وإيران، والأخيرة قُبض على أفراد من جنسيتها يساعدون نظام الأسد، لكن روسيا، مهما أرعدت وأبرقت لا تستطيع الدخول في مغامرة عسكرية أو حتى سياسية تجبر الغرب على الانسحاب، وكل ما تعمله هو التمسك برؤية أنها قوة عظمى موازية للغرب، وهذا فرض هيبة الاتحاد السوفياتي قديماً ولكن في الحال الراهنة اختلفت الموازين لكل القوى، ورهان روسيا على سلطة مقابل شعب، مجازفة غير محسوبة، صحيحٌ أنها استفادت من بلايين إيران والعراق مقابل هذا الموقف، لكنها لا تستطيع الاستمرار بدبلوماسية خارج المنطق، لأن الغرب، في أي حال، يجد سنده من أغلبية شعبية تقودها معارضة داخلية وخارجية، بينما روسيا تتكئ على نظام معزول من شعبه ومن محيطه العربي، عدا العراق الذي يمر بأزمة خانقة داخل السلطة التي صارت قوى متضادة منذرة بحرب أهلية.. كلّ التوقعات والترشيحات لا تعطي صمود الحكم لأكثر من أشهر بناء على تقارير من داخل ميدان المعركة، ولعل الهروب من المراقبين العرب، ومضايقتهم، لم يمنعا من كشف الحقائق بوسائل عجزت السلطة عن التعامي عنها وهي تبث كل شيء من داخل الشارع والمنزل.. التدويل خطوة جعلت الدول العربية تلجأ لها تحت ضغط فرضَ عليها أن تكون مساهمة في إنقاذ وحماية الشعب السوري، وهي نهاية طبيعية أمام نظام لا يقرّ إلا بأفكاره..

وزير النفط الإيراني: سنوقف تصدير النفط الخام لبعض الدول قريباً 
ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن وزير النفط الايراني رستم قاسمي أكّد في تصريح أن بلاده "ستوقف قريباً صادرات النفط الخام لبعض الدول".
(الموقع الاكتروني لوكالة "رويترز")

انتقال قيادة "اليونيفيل" بعد الزيارات الديبلوماسية/ رسائل رمزية مطمئنة تتمسك باستقرار لبنان
روزانا بومنصف/النهار
في الوقت الذي تبدو فيه عملية التسليم والتسلم في قيادة القوة الدولية في الجنوب بين اسبانيا وايطاليا روتينية بنسبة كبيرة، فان المغزى السياسي يكتسب اهمية من زوايا عدة خصوصا انه اتى في ظروف ترمي الى تأكيد اهمية الاستقرار في لبنان ورعاية المجموعة الدولية له والدول الاوروبية في مقدمها على رغم القلق الذي يساورها على قواتها العاملة هناك وعدم اخفائها ذلك. اذ سبق لايطاليا ان قلصت حجم مشاركتها في القوة الدولية  كما كان اشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى اهمية هذا الامر في خطابه امام السفراء الاجانب المعتمدين في باريس دلالة على الاهمية التي تعولها فرنسا على مشاركتها وحرصها في الوقت نفسه على جنودها بغض النظر عن واقع خوض ساركوزي الانتخابات الرئاسية على وقع عناوين سياسة خارجية تؤكد  حماية الجنود الفرنسيين في الخارج . فهذه الاهمية تقوم حول الاولوية الكبيرة للاستقرار اللبناني خصوصا في المرحلة الراهنة من بوابة الجنوب عبرت عنها زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي  - مون لبيروت ولقائه المسؤولين وزيارته ايضا القوة الدولية في المنطقة الجنوبية اتبعت بمشاركة رسمية ايطالية وسواها بعملية التسليم والتسلم.
وقد اكتسب تكريم الرئيس نبيه بري القائد السابق للقوة الدولية الجنرال البرتو اسارتا رمزية لا تجد مغزاها في كونه رئيسا لمجلس النواب وزعيما جنوبيا يقوّم ايجابا عمل بل في انها تؤكد الرسالة المرحبة بهذه القوة من فريق "طائفي" اذا صح التعبير ينافس عمليا القوة الدولية على نفوذها او يحدد لها  اطار عملها قسرا او ايضا طبيعة  تحركها. كما ينطوي المغزى على الطمأنة الى وجودها والحرص على استمرارها بما يتناقض الى حد كبير مع تهديدات او عمليات تهديد بعضها صادر عن شخصيات وضعت القوة الدولية في افق الاستهداف جنبا الى جنب مع تصاعد الثورة الشعبية السورية او تحركات تحت عناوين شعبية او سواها حاولت استعداء القوة الدولية. فالرسائل السياسية التي تدور منذ بعض الوقت حول القوة الدولية وان كانت قد طرحت مراجعة دولية تتناول عملها وطبيعة المشاركة فيها تركز على اهمية تعزيز واقع الاستقرار القائم في الجنوب في المرحلة الراهنة ومنع المساس به حفاظا على لبنان ومنع زجه او السماح بزجه او زج المنطقة من خلاله في مواجهات لا يمكن معرفة مدى خطورتها وانعكاساتها.
في المقابل يسلط البعض ضوءا على بعد اضافي للوجود الدولي في الجنوب بات يأخذ وقعه على وقع التطورات المأسوية في المنطقة ولو كان هذا البعد يحصل على نحو غير مباشر. اذ ان الزيارات الديبلوماسية سعت الى عدم اغفال جانب من اهتمامات العواصم الغربية وحتى الاقليمية كما هي الحال بالنسبة الى زيارة وزير الخارجية التركي احمد  داود اوغلو للبنان من خلال اللقاءات التي عقدت في الآونة الاخيرة وشملت بكركي من ضمن لقاءات المسؤولين السياسيين على رغم ان بكركي مرجعية وطنية كان يتم دوما تمييزها ومعاملتها اسوة بالمرجعيات السياسية التقليدية في لبنان علما ان زيارات اوغلو شملت مرجعيات روحية اخرى ايضا. اذ تعتبر مصادر سياسية ان الجزء غير المعلن بوضوح في كل الزيارات الديبلوماسية الاجنبية الى لبنان تنطوي على درجة كبيرة من الرغبة في التعبير عن ان دعم هذا البلد واستقراره خصوصا في ظل ما تشهده المنطقة من انتفاضات شعبية وصعود تيارات سياسية يثير الكثير من المخاوف منها لأسباب مبررة انما يفيد بدعم التنوع الطائفي وضمنا الوجود المسيحي السياسي . اذ ان هذا الدعم هو بمثابة رسالة طمأنة الى الطوائف المسيحية في الدول التي شهدت وتشهد حركات شعبية ثورية عن تشجيع النموذج اللبناني في النظام السياسي. وهو امر اورده ايضا ساركوزي في كلمته السنوية ويحرص على تأكيده زوار بكركي خصوصا بعد الضجة التي اثارها الكلام السابق للبطريرك الماروني قبل اشهر حول الاقليات المسيحية في المنطقة.

قرار ظني يربط جرائم ويعزز الأدلة يسبق التمديد للمحكمة وأي تعديل للبروتوكول يطلبه لبنان سيواجَه بفيتو دولي كامل
سابين عويس/النهار
 لا تقف سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة حيال الازمة السورية عند حدود التعامل مع الشق العربي لهذا الملف المتعلق بتحييد لبنان وخروجه عن قرارات جامعة الدول العربية فحسب، بل تتعداها الى درجة النأي عن كل ما له صلة بهذا الموضوع، كما حصل مع حادثة الصيادين في العريضة وامتناع لبنان عن التعليق على  نتائج التقرير الذي أعدته سوريا وحمّلت فيه المسؤولية للصيادين اللبنانيين بذريعة وجودهم في المياه الاقليمية السورية، في حين لم يصدر أي موقف رسمي لبناني يؤكد هذه النتائج أو ينفيها أو يحدد موقفاً من مسألة ضبط الحدود التي باتت – للمفارقة – مطلباً سوريا بعدما كانت مطلبا لبنانيا مرفوضاً طرحه للبحث او المناقشة في دمشق.
وكما في الملف السوري، تنسحب سياسة النأي بالنفس على الموقف الحكومي من الملفات المطروحة، فتنأى الحكومة بنفسها عن أي معالجات جذرية لتلك الملفات أقله في المجالات الاقتصادية والاجتماعية مثل ملف الاجور الذي طوى مسألة امتناع وزير العمل عن توقيع المرسوم المتعلق ببدل النقل وما يثيره هذا الامتناع من مشكلة دستورية تتيح لوزير تعطيل قرار حكومي.  والامر ذاته ينسحب على ملفات الكهرباء والموازنة وقطع حسابات الاعوام الماضية والتعيينات الادارية. وفي الموازاة، ينأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن مقاربة الملفات الشائكة، التي يؤثِر، كما يلمس زواره، الابتعاد عن إثارتها إعلاميا، لعل في الصمت ما يقلل منسوب التشنج السياسي والامني في البلاد، وليست آخر مظاهره المواقف النارية لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" من الحكومة والشهداء على السواء، أو ما يتعلق بما تردد من معلومات عن استهداف شخصية قيادية أمنية. وفي هذا المجال، تقول أوساط بارزة في تيار "المستقبل" إن هذا الموضوع لم يأت من فراغ، بل استند الى معلومات استخباراتية توافرت لدى الاجهزة الامنية وإن لم تثبت صحتها أو صدقيتها بعد، ولكن لا يمكن في الوقت عينه التقليل من أهميتها وعدم أخذها في الاعتبار في الظروف الدقيقة التي تشهدها البلاد على خلفية المشهد السوري المتأزم.
المحكمة تقترب والضغط يزيد
أكثر الملفات دقة، والتي ينأى ميقاتي عن التحدث عنها الى جانب الملف السوري والعلاقة مع "حزب الله"، هو ملف المحكمة الدولية التي يحين موعد تمديد الاتفاق في شأنها مع الامم المتحدة في آذار المقبل في ضوء تضارب حاد في المواقف حول آلية التمديد. ففي حين يرى  رئيس الحكومة المسألة تلقائية، يرى فريق الثامن من آذار وعلى رأسه "حزب الله" ان التمديد لن يمر بالبساطة التي يتم التعامل بها مع الموضوع، وأن تحرك الحزب في اتجاه اسقاط المحكمة وصل الى مرحلته الاخيرة المتمثلة بعدم تمديد الاتفاق، على أن يكون الولوج الى هذا الموضوع من باب طلب تعديل الاتفاق. وعلم أن رئيس الحكومة الذي سبق ان سمع كلاما بهذا المعنى، استدعى فريقاً من الخبراء القانونيين وأوعز اليه درس الاتفاق وإجراء مقاربة قانونية له لتبين إمكانات التعديل أو عدمها. لكن ميقاتي يدرك في الوقت نفسه أن أي طلب حتى لو أتى من الحكومة اللبنانية بتعديل الاتفاق مع الامم المتحدة سيصطدم في مجلس الامن بأكثر من فيتو دولي، لا بل بإجماع  الدول التي تملك حق النقض، باعتبار ان إنشاء المحكمة جاء باجماع دولي، واستمرار عملها محكوم بالاجماع عينه إن لم يكن أكثر مما مضى خصوصا بعد الانقلاب الذي أودى بحكومة الرئيس سعد الحريري (التي كانت تضم كل القوى السياسية)، وأدى إلى قيام حكومة يحكمها "حزب الله". وتؤكد مراجع سياسية مطلعة أن ثمة استحقاقاً أقرب يسبق تمديد عمل المحكمة يتعلق بصدور قرار ظني جديد يربط بين جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومحاولتي اغتيال النائب مروان حماده والوزير السابق الياس المر، كما يقدم أدلة إضافية تعزز مجرى التحقيق وتدفع في اتجاه تسريع المسار الاجرائي، بحيث يصبح موضوع التمديد للمحكمة مجرد تفصيل.
وفي حين رفضت أوساط ميقاتي التعليق على ما نقل عن رئيس الحكومة حول طلبه الى المدعي العام الدولي في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار التريث في اصدار اي قرار اتهامي جديد حتى تمديد الاتفاق الاممي، يتوقع أن يأتي النفي لهذا الكلام من المحكمة الدولية، باعتبار ان الكلام نقل عن بلمار وليس عن ميقاتي.
وتؤكد اوساط ميقاتي أن رئيس الحكومة يعطي الاولوية حالياً لانجاز التعيينات وقد أُنجز جزء من التشكيلات الديبلوماسية ويتوقع ان تعرض على جلسة الاربعاء لمجلس الوزراء، كما يولي الاولوية لملفي الكهرباء والموازنة وفقا للتعديلات التي يقترحها ميقاتي على قاعدة عدم فرض أي ضرائب جديدة. اما في ملف الكهرباء فيحرص رئيس الحكومة وفق اوساطه على استعجال الخطوات بعيدا من الاتهامات، وتشير الى ان ميقاتي آل على نفسه عدم الدخول في السجالات الدائرة من دون ان يعني ذلك أنه لا يتابع المواضيع المثارة بالجدية المطلوبة وهو يكثف حركة اتصالاته من اجل تحصين الوضع الامني في ظل ما تردد اخيرا عن استهداف قيادات امنية. وعدم الكلام لا يعني انه لا يدرك خطورة المواضيع المطروحة.

هجوم دائري... مأزوم 
نبيل بومنصف/النهار
غالبا ما يطغى النزق الشخصي او الاستفزاز المفرط على المعارك الكلامية بين القوى السياسية اللبنانية فيضيع المعيار السياسي الجاد والبارد الذي يتيح للمراقب استدلال افق هذه المعارك وتأثيرها في رسم الخط البياني للتطورات. وعلى رغم الغبار الكثيف الذي اثارته العاصفة العونية الاخيرة، لا توحي المعطيات الوازنة والكبيرة للوضع الداخلي الراهن بتجاوز هذه العاصفة اطار عوامل ذاتية خاصة بمطلقها اكثر منها بأي تبديل على المشهد السياسي. ذلك ان الهجوم الدائري الذي شنه العماد ميشال عون على الشركاء والحلفاء، أسوة بالخصوم، لم يعد من النوع المفاجئ والمباغت في ازمة  الحسابات و"التموضعات" المتناقضة لقوى الاكثرية داخل الائتلاف الحكومي الهش الذي بالكاد يقوى على التكيف مع مرحلة العد العكسي لمصير النظام السوري. وهو هجوم يغدو اكثر من "طبيعي" و"متوقع" متى قيس بفائض الخيبة بإزاء الحلفاء والشركاء اكثر منه حيال الخصوم. واذا كان يحلو لخصوم العماد عون ان يصوروا هجومه بمثابة ارتداد على نفسه، اي على طريقة "عون ضد عون"، انطلاقا من تراكم الازمات المتصلة بحقائب بعض وزرائه، فإن الاصح  النظر الى بعد أعمق يتصل على الارجح بجدوى هذا النمط من الهجمات الدائرية وباستمرار قابليته للتوظيف الشعبي والسياسي في زمن متبدل تبدلاً جذرياً عن تسعينات القرن الماضي وحتى عن المعارك الانتخابية في 2005  و2009. فما كان يصح ويصيب ويثمر وينتج في تلك المراحل يبدو كأنه فقد صلاحية انسحابه على ما يماثله في مرحلة جارفة تنذر بإسقاط سياسات جذرية فكيف بالتموضعات والرهانات التي هي قيد الدرس واعادة النظر؟ ولعل العماد عون هنا يتسرع كثيراً، ليس في فتح معارك دائرية أتقن سابقا اعتمادها فناً سياسياً، بل في تقديم نفسه من حيث يدري او لا يدري في صورة المتخوف الاول الاشد توجسا من التحولات الضخمة المقبلة. حتى ان ثمة في هجومه الدائري الحاد على الحلفاء، والشركاء تحديداً، ما يشي بخيبة ضمنية غير مفصح عنها من اتباع سياسات ذهبت الى ذروة التبدل وتشارف الان خطر الاخفاقات. ومع ان هذا الخطر لا يحدق بالعونية وحدها، بل يهدد قوى كثيرة اخرى في معسكري الصراع الداخلي، فإن خصوصية الهجوم العوني رسمت دائرة واسعة حوله حصرا وجعلته يتطوع للظهور متفرداً ومتعجلاً في عين الاستحقاقات. بذلك يغدو على صاحب المبادرة التصعيدية وحده ان يقيّم الحسابات الباردة حيال جدوى هذا النمط واستمراره ومدى صلاحية استعادته والموازنة بين الكلفة والثمن من جهة والمردود الواقعي من جهة اخرى. وبطبيعة الحال، لا تتيح مقاربة هذا الهجوم الدائري، من هذه الزاوية حصراً، التوقف عند "مشتقات" وهوامش اخرى، كالمس بالشهداء، فالهجوم باحتقاناته وظروفه علامة مأزومة مبكرة لمطلقه لا اكثر ولا اقل، اما ما زاد عنها فهو زائد!

المركب البعثيّ يغرق.. نتيجة لحمولته الزائدة
وسام سعادة/المستقبل
تسارع الزمن الثوريّ السوريّ بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين. سقطت إلى غير رجعة تلك النظرة "المتثائبة" إلى الوضع في الداخل السوريّ بأنّه "يراوح مكانه"، وإلى التفاعل العربيّ والإقليميّ والدوليّ مع هذا الوضع على أنّه أسير "مرحلة ركود". وفي المقابل، بدا هذا التسارع أقرب إلى إسناد التحليل الذي سبق وأن أجملناه تحت مسمّى "جمعة الرأس"، والذي كان الهدف منه تبيين أن الأمور تتجه إلى التهديف، مباشرة، على رئيس النظام البعثيّ بشّار الأسد، بقصد خلعه، ابتداء من استصدار إجماعات عربية وغربية ودوليّة تعمل على تنحيّه، ووصولاً إلى تخييره لاحقاً بين أحد سيناريوهين: إمّا مغادرة سوريا، هو وعائلته، وإمّا إلقاء القبض عليه وسوقه للمحاكمة، ومعاملته على أنّه ثالث ثلاثة، من بعد مانويل نورييغا، ولوران غباغبو. يعني هذا التسارع في الزمن السوريّ، أنّ الهدف المرحليّ تحدّد بوضوح الآن، داخلياً وخارجياً: وضع حدّ لرئاسة بشّار الأسد للدولة السوريّة، وفتح باب "الحلّ السياسيّ" فقط بعد رحيل الأسد، وليس قبل ذلك.
في المقابل، واستباقاً لهذا "الحلّ السياسيّ" الذي لا يمكنه أن يكون إلا على حسابه، جرّب الرئيس بشّار الأسد في الأيّام الماضية مغامرة "الحسم الأمنيّ" الذي تبارى أقزام الممانعة من الجنسيات كافة لتحريضه على الإقدام عليها، وهي مغامرة كانت تدور في باله من الأساس، ولا يبدو أنّها كانت تحتاج لتحريض. وهكذا جرّدت الحملة الدمويّة النوعيّة الأخيرة للجيش البعثيّ الفئويّ على أبناء الثورة السوريّة والجيش السوريّ الحرّ، بعد أن كان ظهور الرئيس بشّار الأسد في ساحة الأمويين، ثم الكلام الأخير لوزير خارجيته وليد المعلّم، إيذاناً لها. علماً أنّ ظهور الأسد في ساحة الأمويين، كان أشبه ما يكون بأسلوب العماد ميشال عون في أيّام قصر بعبدا، وبأسلوب العقيد معمّر القذافي في الساحة الخضراء.
هذه الحملة الدمويّة النوعيّة الأخيرة شهدت تعديلاً في "النظريّة البشّارية". فهذه النظريّة كانت تقوم في الأساس على صون وحدة النظام الفئويّ البعثيّ من خلال غلة دمويّة يجري تحصيلها يومياً من رقاب السوريين، من عشرين إلى خمسين شهيداً كل يوم، لا يزيدون عن هذا المنسوب كثيراً ولا ينقصون. وعنت الحملة الدمويّة الاخيرة رفعاً متصاعداً لهذا المنسوب.
وهكذا جرى الإستعاضة عن هذه النظريّة الأولى، بواحدة أخرى، تتلخّص في طمأنة البال (البعثية الفئويّة) بأنّ ما تجري مواجهته اليوم قد سبقت رؤيته مرّتين على الأقل من قبل، أوّلاً بين العامين 1963-1964، عندما كان على "البعث" في أوّل نكبة سوريا به، أن يقمع انتفاضة الناصريين في دمشق، ثم انتفاضة جامع السلطان في حماة، ثم انتفاضة جامع خالد في حمص، وغيرها من حالات الإنتفاض والتمرّد في طول البلاد وعرضها، مع تزايد استشعار النسيج الأكثريّ السوريّ بصعود نظام شموليّ وفئويّ في آن. والمرة الثانية هي في نهاية السبعينيات، وبداية الثمانينيات، والتي توّجها النظام البعثيّ، بالإبادة الجماعية لعشرات الآلاف من أبناء مدينة حماة. (شباط 1982، انها الذكرى الـ30)
وهكذا طمأن النظام نفسه، بعد ما يقارب العام إلا قليلاً من انفجار الثورة بوجهه، أنّ بمستطاعه اللجوء إلى "الحسم الأمنيّ"، كما اعتمده البعث في مرحلة تشكّل نظامه الفئويّ الشموليّ في سوريا، ثم في مرحلة الثمانينيات. ولم يكترث أهل النظام هنا كثيراً إلى سياقات اختلاف الأمر هذه المرة، بين الزلزال المشترك الذي اسمه "الربيع العربيّ"، وبين اختلاف الوضع العالميّ، وثورة الإتصالات والمعلومات، والثورة في القانون الدوليّ بعد البوسنة وكوسوفو وراوندا وسيراليون وغيرها.
والأهمّ من ذلك أنّ النظام البعثيّ لم يتنبّه إلى أنّه في الستينيات، كما في الثمانينيات، لم يتمكّن فقط من حسم الأمر أمنيّاً، بل كان عليه أن يدفع من نسيجه الخاص في كل مرة، أي أن يضحّي ببعض ووجوهه، لأنّه من دون ذلك لا يمكنه أن يظهر إلا كإستعمار داخليّ مكشوف للأكثريّة المذهبية والأهليّة من السوريين. أمّا الآن، فلا يسع هذا النظام ذلك. في الستينيات، لم يتأمّن "الحسم الأمنيّ" إلا بانقلابات داخليّة ضمن العصابة إيّاها، التي كان اسمها في وقت من الأوقات "اللجنة العسكريّة السرّية". وفي الثمانينيات، لم يستكمل "الحسم الأمنيّ" إلا بإبعاد الأسماء المحروقة ضمن "العائلة الحاكمة" نفسها، أو على رأس بعض الأجهزة الأمنيّة. الآن، كل هذا صار صعباً للغاية. البعثيّون يدركون جيّداً هذه المرّة أنّ لا أحدَ منهم سينجو من فعلته، وأنّ لا أحد منهم قادر على التضحية بأحد آخر كي يفلت هو بالحكم ويتربّع على عرشه. البعثيّون هذه المرّة يتصوّرون أنّ التزامهم بمركب واحد هو دليل قوّة، ويترجمون ذلك في زيادة الجرائم ضدّ السوريين. لكنّهم بذلك لا يقومون إلا بدفع مركبهم أكثر فأكثر إلى الغرق، في طوفان الدماء التي تسيل، دون أن يكون بمستطاعهم هم أن يخفّفوا من هذه الحمولة الزائدة، بالتخلّص من بعضهم البعض كما كان "الحل الأمنيّ" يتطلّب سابقاً.

بناء تحالف دولي لإسقاط النظام السوري
السياسة/داود البصري
مع تصاعد الخسائر البشرية الفظيعة التي يتحملها الشعب السوري وتوالي تعقيد المشهد الداخلي وحرب الاستنزاف البشعة التي يشنها نظام القتلة البعثي السوري ضد الشعب الاعزل, ومع اصرار نظام العصابة على تعميم المجازر وفرض الحل الامني, وكسر ارادة الثورة السورية, تبدو نهاية المشهد السوري تراجيدية للغاية, وتتراءى نهاية النظام بشكل سوداوي مريع كان يمكن تجنبه لو تغلبت الحكمة على الحمق, ولو سادت المنطقية على حساب الجنون المطبق الذي يحيط بعقليات وتفكير قادة النظام الامني الارهابي.
 تبدو احتمالات الحل النهائي لازمة النظام واضحة وجلية ولا شك ان الملف السوري قد دخل مرحلة التدويل, وهي مرحلة ستفرض نهايات معلومة لن ينجو النظام ابدا من تبعاتها, فمهما كان الموقف الروسي الداعم والمؤيد والحامي للنظام المجرم فانه لن يغير من وقائع النهاية القريبة والحاسمة شيئا, وكما قلنا سابقا فروسيا كما هو دأبها على الدوام تفتح ذراعيها لمن يدفع اكثر! ولمن يحقق مصالحها »المافيوزية« المعروفة سواء بفواتيرها العسكرية او السياسية الاخرى, ما هو مهم فعلا ليس المواقف الدولية والاقليمية, والتي ضاقت مساحات تحرك النظام بها كثيرا بعد فشل مهمة المراقبين العرب وتبلور المبادرة العربية الشاملة التي تدعو رأس النظام للتنحي الفوري, والذي تحول ايضا الى هدف دولي واجب التنفيذ, ما هو مهم وحاسم فعلا هو موقف الشعب السوري المصمم على انهاء النظام واحالته الى متحف التاريخ, وهي القضية التي ينبغي ان يفهمها النظام بوضوح ولكنه يحاول وبيأس وحماقة تجنب المصير المرعب والذي سيكون اشد بؤسا وقتامة مع كل قطرة دم سورية حرة تراق في مسرح سورية الدموي المرعب.
النظام السوري اليوم قد دخل مرحلة اليأس المطبق ولا حل لديه سوى اعتماد الحل الامني والاستعمال المفرط للقوة وبطريقة متوحشة تعتمد اساسا على تكتيك تعميم الرعب ونشر المجازر والايحاء الفعلي بان نهاية النظام مرتبطة بنهاية الوطن والشعب السوري! وتلك معادلة اجرامية يلجأ الى تفعيلها الفاشيون كلما لاحت امام عيونهم مصائرهم القريبة واعواد المشانق التي ستطال رؤوس القيادات الاجرامية التي تمارس السادية والجريمة ضد جماهير الشعب الاعزل.
المسألة اليوم اضحت مسألة حياة او موت لنظام القتلة السوري والجهود الديبلوماسية العربية الشاملة لا سبيل لها سوى التركيز على بناء تحالف دولي واسع المدى لانهاء النظام وتفكيكه, وتدمير قدراته التدميرية مع اعداد الملفات القانونية لمطاردة قادة النظام من المجرمين واعداد الساحة للمحاكمات القريبة المقبلة والتي ستكون بمثابة جردة حساب تاريخية لمجرمي نظام البعث السوري عن كل جرائمهم الثقيلة, بدءا من انقلابهم العسكري الاسود عام 1963 وحتى اليوم, وهي جردة حساب ثقيلة للغاية وفواتيرها مضاعفة, ومكلفة, ولكنها في جميع الاحوال واجبة التنفيذ.
لقد اثبت التاريخ واكد الواقع ان الانظمة الفاشية لا ترحل بهدوء ولا يترجل قادتها بسلام, بل ان مصيرها مأسوي والخراب الذي يتركونه خلفهم لا يقل مأسوية ايضا وهذا من سوء طالع وحظ الشعوب التي ابتليت بمثل تلك الانظمة المارقة المجرمة.
التحالف الدولي لتحرير الشام بانت ضرورته اكثر من واضحة وجلية ودبابات النظام وجيشه المهزوم لن يستطيعا ابدا انقاذ الفاشية البعثية المحتضرة وسيكون لزوال سطوتها ابعد الاثار على مستقبل الشرق القديم, لا ينبغي ان يفلت نظام القتلة من تبعات جرائمه التي فاقت الخيال في وحشيتها, لقد اقتربت لحظات الحقيقة والحسم التاريخية وما على النظام سوى التحلل والهروب والاختفاء من على مسرح التاريخ, ولا ملاذات امنة لقادة نظام المخابرات والقتل اليوم سوى طهران والتي يقف الشعب الايراني ايضا بانتظار ساعة الصفر للربيع الثوري الايراني المقبل الذي سيحيل رؤوس الفتنة هناك لهشيم تذروه الرياح.
 عواصف حرية الشام ستقتلع كل طغاة الشرق القديم وستؤسس لعصر الجماهير الحرة التي انتزعت حريتها المقدسة بدمائها العبيطة, ونظام البعث السوري لن يسقط بالدعاء فقط بل بالعمل الثوري والمساعدة الدولية الحاسمة التي باتت اليوم حقيقة ميدانية ستنهي وضعا مأسويا طالت مظالمه كثيرا, الرحمة للشهداء واللعنة للقتلة والمجرمين.
* كاتب عراقي

خوفاً من الأصوليين الإسلاميين... المسيحيون يهاجرون من مصر ولبنان والعراق وفلسطين
 السياسة/خلصت دراسة عبرية أكاديمية إلى أن تصاعد قوة التيارات الإسلامية على الحلبة السياسية, بالاضافة الى انسحاب القوات الأميركية من العراق وزيادة نفوذ "حزب الله" في لبنان, وهيمنة الإسلاميين في مصر, أدت إلى ارتفاع وتيرة هجرة المسيحيين.(وفقا لما نقلته "ايلاف" الالكترونية عن تلك الدراسة). وتتابع إسرائيل عن كثب ما يجري في منطقة الشرق الأوسط, وما حملته رياح الربيع العربي, وكان من بين الدراسات التحليلية التي جرت في هذا الصدد, تلك الدراسة التي أعدها البروفيسور الإسرائيلي يارون فريدمان, خريج جامعة السوربون في باريس, ومحاضر العلوم الإسلامية في جامعة الجليل, وفيه خلص الى "إن هجرة المسيحيين العرب الى خارج منطقة الشرق الأوسط, تعد أفضل المقاييس التي يمكن من خلالها تقدير قوة ونفوذ التيار الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط".
وخلال الآونة الأخيرة, علت أصوات شخصيات بارزة في العالم المسيحي مثل البابا بنديكتوس السادس عشر في روما وغيره, تحذر من مطاردة التيارات الراديكالية والإسلام السياسي لمسيحيي الشرق, كما يقول البروفيسور الإسرائيلي :"صعدت موجة نمو التيار الإسلامي ونفوذه من وتيرة مطاردة المسيحيين وربما طردهم من المنطقة, ولعل ابرز الأدلة على ذلك, المساس بأقباط مصر, والعمليات التخريبية التي استهدفت كنائسهم ودور عبادتهم, فقبل اندلاع موجات التظاهر الشعبي في مصر في 25 يناير 2011, تعرضت كنيسة القديسين في الإسكندرية لانفجار مدو, أسفر عن مقتل 21 مسيحيا, وإصابة 97 آخرين, وخلال الحادث تعرض عدد كبير من أقباط المدينة الساحلية وغيرها للمطاردة من قبل عناصر راديكالية.
ووفقا لما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية يتضح من خلال التحقيقات الصحافية مع عدد من أقطاب الكنيسة القبطية في مصر, ان في أعقاب فوز الأحزاب الإسلامية في انتخابات البرلمان, ارتفع معدل طلبات الهجرة إلى الولايات المتحدة وأوروبا بين الأقباط. وتعليقاً على ذلك يقول البروفيسور فريدمان: "تنبغي الإشارة هنا إلى أن المساس بالمسيحيين في مصر, لا يمثل المؤسسات الإسلامية الرسمية, إذ أدان كبار قيادات جامعة الأزهر علانية المساس بأقباط مصر, مؤكدين أن ذلك يخالف تعاليم الإسلام, وكان لإدانتهم صدى واسع لدى الكثير من الدول العربية, غير أن حركات إسلامية مثل الجماعة السلفية, وتنظيم القاعدة, وحركة جهادية أخرى, صعدت من استهداف المسيحيين, وكان من بين ذلك اغتيال رهبان وإضرام النار في العديد من الكنائس".
واستنادا الى الدراسة التي أعدها البروفيسور الإسرائيلي, ونشرتها الصحيفة العبرية, بدأت الأقليات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط تتقلص, فالمسيحيون العرب يتزايدون في تعدادهم السكاني اقل بكثير من المسلمين, وخلال الآونة الأخيرة نزح الكثير من مسيحيي الشرق إلى الخارج, وضاعف الانسحاب الأميركي من العراق الهجرة السلبية للمسيحيين, والتي بدأت قبل ذلك إبان نظام الحكم البعثي الديكتاتوري. ورأى البروفيسور الإسرائيلي" أن انسحاب القوات الأميركية من العراق ترك مسيحيي بلاد الرافدين بلا غطاء امني, يقيهم هجمات تنظيم القاعدة الإرهابي, أما في لبنان, فأدى تعاظم قوة المنظمة الشيعية المتمثلة في "حزب الله" إلى ارتفاع معدل هجرة المسيحيين, فالشيعة في بلاد الأرز بحسب وصف الصحيفة العبرية, استغلوا نفوذ "حزب الله" واعتماداً على الأموال الواردة من إيران في شراء أراض ومنازل تابعة للمسيحيين الذين هاجروا من لبنان".
وفي الأراضي الفلسطينية, تصاعدت موجة هجرة المسيحيين منها بداية من انتفاضة الأقصى الثانية, وشهد عام 2002 ذروة المساس بالرموز المسيحية, عندما تحصن عدد ممن تصفهم إسرائيل ب¯"المخربين" في كنيسة المهد في بيت لحم, أما في قطاع غزة فاضطر مسيحيوه إلى الهجرة منه في أعقاب سيطرة "حماس" على القطاع.
ويرى فريدمان أن كل الأماكن المذكورة سلفاً, شهدت ظواهر قتل واغتيال لعدد ليس قليلا من المسيحيين والرهبان, بالإضافة إلى تدنيس عدد كبير من الكنائس وإضرام النار فيها, والحصول بالقوة على "الجزية" التي يفرضها الإسلاميون على المسيحيين, رغم أن الأقباط في مصر والموارنة في لبنان والأشوريين في العراق والارثوذوكس والكاثوليك وبقية التيارات الأخرى هم شعوب قديمة في المنطقة اعتنقت المسيحية إبان الإمبراطورية الرومانية". وفي نهاية دراسته, يتساءل فريدمان "هل ستخلو منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين, الذين شكلوا معظم سكان المنطقة منذ ما يربو على ألفي عام?" ويجيب: "إذا تحقق الحلم الراديكالي بإقامة شرق أوسط إسلامي خالص, فسيتم اغتيال الوجود المسيحي, الذي حصلت المنطقة منه سلفاً على فكرة القومية, وهى الأيديولوجية عينها التي تحطمت بقدوم الامبريالية الإسلامية".

الشيخ يوسف البدري -عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية سابقًا  يطالب بشطب 21 من أسماء الله الحسنى  
البدري لـ "السياسة ": لا يجوز للنساء والمسيحيين الترشح لرئاسة الجمهورية
 جب رفع أمر علياء المهدي للحاكم ...ووزارة الحسبة هي البديل لهيئة الأمر بالمعروف
لا يوجد في الإسلام شيء اسمه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
التظاهرات والاعتصامات وراء "خراب البلاد" ويجب منعها

القاهرة - سارة طلعت: السياسة
يصف الوضع الحالي لمصر في أعقاب ثورة 25 يناير, بأنه "خراب", وأن المخرج الوحيد لن يكون الا بتطبيق الشريعة الاسلامية, وتربية جيل جديد من الشباب على خلق الاسلام, وبتكاتف المصريين مسلمين ومسيحيين من أجل العمل والبناء. الشيخ يوسف البدري -عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية سابقًا - أكد لـ"السياسة" في حواره التالي أن الفترة التي تمر بها مصر حاليًا دقيقة للغاية, وأنه لا يجوز من الناحية الشرعية ترشيح المرأة لمنصب رئيس الجمهورية, كما لا يجوز ذلك للمسيحيين في دولة مسلمة, وأشار الى أن الأولوية لاستعادة الأمن والأمان, والعمل على دعم استقرار البلاد بعيدًا عن التظاهرات والاعتصامات.. وفيما يلي تفاصيل الحوار
K
ما رأيك في صعود الاسلاميين بعد الثورة, وهل كنت تتوقع ذلك؟
كنت أتوقع صعود التيارات الدينية, وأن يفوز الاسلاميون بنسبة80 في المئة من قبل أن تبدأ العمليات الانتخابية, وهو ما حدث, بحمد لله, وتقدمت التيارات الدينية على كل القوى والأحزاب الأخرى, بكافة المراحل الانتخابية لمجلس الشعب, وقد جاء ذلك وفق ارادة الشعب الحرة, وباختيار أغلبية المصريين.
ما رأيك في الخلط بين الدين والسياسة, وهل من المناسب أن يصبح الدين هو الموجه للسياسة؟
بشكل عام الدين لا يخلو من السياسة.. ولابد أن يكون هناك تقارب واندماج بين العمل السياسي والدين, وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك دائمًا, والكثير من سياسات دولته التي أنشأها في المدينة كانت مستمدة من الوحي, ومحكومة بآيات القرآن الكريم, فالاسلام وضع أفضل الشرائع التي تكفل للبشر الحياة المثالية, وعلينا أن نتبعها, وأن نسير على نهجها.. أما فكرة الفصل بين الدين والسياسة, فهو أمر لا يناسبنا, ففكرته مستمدة من النظم الغربية, والأوروبية, ولكننا نحن كعرب, وكدول اسلامية علينا أن نحترم أدياننا, وما ورد بها من شرائع, وأن نلتمس منها خطواتنا وتوجهاتنا في جميع مناحي الحياة, والاسلام في حقيقته دين شامل وجامع, ما فرط في شيء.
في ظل الاضطرابات والتغييرات الوزارية المتلاحقة بعد الثورة.. كيف ترى الوضع الحالي في ظل حكومة د.الجنزوري?
نحن دائمًا نصدر أحكامنا على المسؤولين قبل أن يعملوا, وحكومة د.الجنزوري لا تزال في بدايتها, وعلينا ألا نحكم عليها ايجابًا أو سلبًا الا من خلال انجازاتها, وقدرتها على التعامل مع المواقف والأزمات التي تواجهها الدولة والشعب في الوقت الحالي.
البلد خربانة
ماذا عن المجلس العسكري, وأدائه منذ تنحي الرئيس السابق مبارك؟
ما أراه وألمسه بنفسي منذ سقوط مبارك هو أن البلد كما يقولون "خربانة" فمصر بلد الأمن والأمان, أصبح شعبها غير آمن على نفسه, في ظل انتشار أعمال العنف والبلطجة, وفي ظل حالة عدم الاستقرار, وهو ما يؤكد أن المجلس العسكري وحكوماته المتتالية لم تنجح حتى الآن في استرجاع الأمن, وهو أهم شيء في الوقت الحالي, لذلك يجب توفير الأمن والحماية للمواطن لأنهما الأساس لأي استقرار.
لماذا اعترضت على اختيار رجل الأعمال نجيب ساويرس ضمن أعضاء المجلس الاستشاري؟
لأنني أرى أنه يكره مصر, ويكره شعبها, وقد سب المسلمين, وسب الدين الاسلامي, وقد تعجبت كثيرًا من اختيار المجلس العسكري له عضوًا بالمجلس الاستشاري رغم أن هناك شخصيات أخرى أفضل منه بكثير, ومن الأقباط أنفسهم مثل جورج اسحاق, وجمال أسعد, وهو ما دفعني لرفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الاداري, اختصم فيها المشير طنطاوي "رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة" بشأن وجود اسم رجل الأعمال نجيب ساويرس بين أعضاء المجلس الاستشاري, والذي يضم ثلاثين رجلاً من أعلام الاقتصاد والسياسة والاعلام, وأرى أن هذا رد فعل طبيعي جدًا, بعد تصريحات ساويرس الطائفية, والتي تهدد الوحدة الوطنية, وقد تتسبب في اثارة الفتن بعدما وصف الاسلام بالعصر الجاهلي واستهزأ وسخر من الحجاب والنقاب واللحية, كما أنه طلب من أميركا والدول الغربية التدخل في شؤون مصر, للحفاظ على حقوق المسيحيين, فكيف نقبل بأن تخرج مثل هذه التصريحات من أي انسان, ثم نختاره ضمن أعلام البلد في المجلس الاستشاري.
لأي من المرشحين الحاليين للرئاسة ستعطي صوتك في الانتخابات؟
حينما ينتهي الترشح للانتخابات, ويتحدد موعد اجرائها وقتها سوف أعطي صوتي لمن يستحقه, ومن أشعر أنه قادر على أن يقود مصر نحو بر الأمان, وبأنه قادر على حمايتها, وحماية ثورتها, وتوفير الاستقرار للدولة وللشعب, والوفاء باحتياجاته.
ما رأيك في ترشيح امرأة نفسها لرئاسة البلاد؟
هذا أمر مرفوض, ولا يجوز من ناحية الشرع أن تترشح المرأة لمثل هذا المنصب, لأن هذا الأمر محكوم بنص الحديث الشريف: (لعن الله قومًا ولوا أمرهم امرأة), كما لا يجوز أيضًا ترشيح النصارى لهذا المنصب في دولة اسلامية.
ماذا عن عمل المرأة, وما الشروط التي تحكمه في الشرع؟
عمل المرأة مباح ولكن بشروط أربعة وهي ألا تجلب الفتنة لنفسها, أو لغيرها, وألا تنافس الرجال في رزقهم, وألا يكون هناك رجل يعولها وينفق عليها, فاذا تحققت وتوافرت هذه الشروط الأربعة فمن حق المرأة أن تعمل. ولكن هناك مناصب لا يجوز للمرأة أن تتولاها, ومن بينها - كما ذكرت - منصب رئيس الجمهورية.
تردد أنك طالبت باعدام علياء المهدي التي عرضت صورتها عارية على الانترنت, بعدما دعت الى ممارسة الجنس أمام مقرات شرطة الآداب؟
لا.. لم أطالب باعدامها, لكنني طالبت برفع أمرها الى الحاكم, وبأن تطبق عليها عقوبة التعزير, وهو العقوبة المشروعة بغرض التأديب على معصية أو جناية لا حد فيها ولا كفارة, وتبدأ بالسجن, وتتبعها عقوبات أخرى منها الرجم والاعدام, فهذه الفتاة بما فعلته تعتبر من المفسدين في الأرض, وممن يجب رفع أمرهم الى الحاكم, وعقوبتها الشرعية التعزير, استنادًا الى قوله تعالى: (اِنَمَا جَزَاءُ الَذِينَ يُحَارِبُونَ اللَهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَلُوا أَوْ يُصَلَبُوا أَوْ تُقَطَعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
التظاهرات تعطل الاقتصاد
ما رأيك في الأوضاع الحالية في مصر بعد الثورة, واستمرار التظاهرات والوقفات الاحتجاجية؟
أنا ضد كثرة هذه التظاهرات لأنها السبب في "الخراب" الذي نعانيه, كما أنها تعطل الاقتصاد, وتوقف عجلة الانتاج, في وقت نحن أحوج ما نكون الى العمل بجد من أجل البناء.. ومع ذلك فلا أحد يعرف لماذا يتظاهر هؤلاء الناس الآن ويعتصمون... وبأي حق يسمحون لأنفسهم بتعطيل المرور, والمصالح عن العمل.. لذلك أقمت دعوى قضائية لمنع التظاهرات والاعتصامات والاضرابات حرصًا على الأمن, والاستقرار, ولم يتم البت فيها حتى الآن.
ألا ترى أن الدعاوى القضائية التي ترفعها ضد الآخرين كثيرة.. وخصوصًا ضد الصحف والكتاب؟
وماذا يمكنني أن أفعل تجاه من يسبونني في مقالاتهم بالصحف, ولقاءاتهم في البرامج التلفزيونية, ويصفونني بالتطرف والارهاب, وبمعاداة الفكر والثقافة, وادعوا أنني أهدد حرية التعبير عن الرأي, وأقمع الابداع.. فأمام ذلك السباب والادعاءات لم يكن أمامي سوى مقاضاتهم. واخيراً قامت محررتان من احدى الصحف الأسبوعية بتصويري داخل بيتي دون علمي, وهذا لا يجوز لأنهما بذلك كشفتا حرمات بيتي, وهو ما لا أرضاه وقد صدر ضدهما حكم بالحبس سنة مع ايقاف التنفيذ, وكنت حزينًا جدًا لايقاف الحكم ضدهما, وتمنيت لو تم حبسهما لعدم التزامهما بميثاق الشرف الصحافي, ورغم ذلك فقد قامتا بسبي مرة أخرى في أحد البرامج التلفزيونية, وقد سجلت الحلقة, لتصبح بذلك دليلا على اهانتهما لي, ولن اسكت على ذلك, وسأقوم بتقديم بلاغ للنائب العام من جديد ضدهما.
لماذا لا ترد على هؤلاء من خلال الصحف خصوصًا وأن حق الرد مكفول؟
أرد أين?.. لقد أرسلت من قبل ردودًا ولم يتم نشرها, ولم تتوافر لي جريدة كي أرد من خلالها, كما أن تصرفي عندما أحرك دعوى قضائية ضد كل شخص يقوم بسبي واهانتي, قانوني وحضاري, والحكم في النهاية للقضاء المصري, فهو من يأتي بحقي وأنا دائمًا أثق في حكم القضاء المصري وعدالته.
ما رأيك في من يطالبون بانشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
لا توجد في الاسلام هيئة تسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولكن من الجائز وجود وزارة تسمى وزارة "الحسبة", وهي وزارة تتبع السلطان, ويكون لها وزير وأفرع, وتقوم بأعمال ومهام محددة بين الأمر بالمعروف والنهي عن أي منكر, وقد قدمت هذه الفكرة للرئيس السابق مبارك, وتم البحث فيها, وبالفعل وافق عليها مبارك, لكن لا أعرف لماذا لم يتم تنفيذها حتى الآن. الا أنه ثم اضطهادي واستبعادي بعدها, وفي عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات تم حبسي كذلك لمدة عام كامل, لأنني كنت أشكل جماعة سرية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, واعتقدوا وقتها أنني أخطط لقلب النظام, وتم اغتيال السادات بعدها وأنا في سجني.
هل حقًا طالبت بحذف عدد من أسماء الله الحسنى؟
نعم طالبت بحذف واحد وعشرين اسمًا من هذه الأسماء.. لأن الله لم يسم بها نفسه, ولكنها منحوتة من أفعاله - سبحانه وتعالى - مثل قوله تعالى: (يُبْدئ ويُعيد) التي اشتقوا منها مثلاً, المبدئ والمُعيد, ومن قوله تعالى: (تُعِزُ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُ مَنْ تَشَاءُ) المعز, والمذل.. وهكذا, فكل هذه الأسماء لم يسم الله بها نفسه, ولكنها أسماء أخذت من أفعاله - سبحانه وتعالى - ومن هنا طالبت بتعديلها.
ما رأيك فيما قاله مجدي حسين - رئيس حزب العمل الاسلامي بأن البورصة عمل ربوي فاحش؟
العمل بالبورصة يختلف باختلاف العمل ذاته, فهناك سندات وهي عبارة عن قروض سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل, وهذه الشركات قبل نهاية العام تخرج الزيادة الربوية قبل توزيع الأرباح على المساهمين, واذا لم تربح الشركة أخذوا أصولها, واذا أفلست دخل أصحاب السندات مع الدائنين فلا يأخذون شيئًا الا بعد سداد الدين, وهذا ما حرمه الاسلام. وهناك قرار لمجلس المجمع الفقهي الاسلامي ولرابطة العالم الاسلامي ينص على أن الأصل في المعاملات الحل والاباحة, لذلك فان تأسيس شركة مساهمة ذات أغراض وأنشطة مباحة أمر جائز شرعًا, أما اذا كانت أسهم الشركات في أنشطة ليست حلالاً فهذا حرام.. وباختصار شديد البورصة ليست كلها حرام,فهناك أسهم مودعة في شركات تقوم أنشطتها على ما أحله الله فهذا هو الجائز, أما اذا كانت سندات فهذه السندات حرام بكل أنواعها لأنها تقوم في أنشطتها على ما حرم الله مثل التجارة في الخمر وغيره.
كيف ترى دور الأزهر الشريف؟
أتمنى أن ترتفع مكانة الأزهر الشريف الى أعلى المقامات, وأن ينصلح حاله بشكل أفضل بحيث يتم تطوير المناهج بالقدر الكافي, فالأزهر مؤسسة دينية وتعليمية لها عظيم الأثر في تخريج أجيال قادرة على حمل رسالة الاسلام.
ما رأيك في الدعاة الجدد, وانتشار الفتاوى التي تقدمها الفضائيات؟
كثيرون ليسوا على دراية كاملة بالدين وأسسه, ويظهرون في الفضائيات ومحطات التلفزيون والاذاعة والصحف, ليلقوا بفتواهم فيما لا دراية لهم به. وهذا خطأ فادح لأن هناك قطاعا كبيرا من الناس يشاهد تلك الوسائل ويتفاعل معها, وقد تصبح تلك الفتاوى على خطأها اعتقادًا سائدًا لديهم, يبنون عليها آراءهم وأمور حياتهم. والفتوى تحتاج الى دراسة العلوم الشرعية كاملة, والالمام بها جميعًا, وعمومًا على كل انسان أن يعلم أن الافتاء دون علم جزاؤه عظيم لأنه من أنواع التضليل, لذلك فلا مانع من وضع قانون لمنع فتاوى الفضائيات, أو وضع ضوابط لها, لأن ذلك سيساعد كثيرًا في توصيل الفكر الصحيح لعامة الناس. وستكون تلك القوانين في صالح المجتمع المصري, وتكفي معاقبة ومنع المشايخ القائمين على اصدار الفتاوى غير الصحيحة.
كيف ترى ما أنجزه الشباب في ثورة 25 يناير, بعد مضي عام عليه؟
شباب الثورة الحقيقيون أنجزوا بالفعل أمرًا غاية في الروعة, فقد استطاعوا بقدراتهم وطاقاتهم العالية الصمود في وجه الفساد, ومحاربته, اسقاط الفساد وقد سقط في سبيل ذلك الكثير من الشهداء, ولكنني أحب أن أوجه لأهالي الشهداء رسالة بألا يحزنوا فأولادهم في منزلة كبيرة, وعالية عند الله, مصداقًا لقوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَ الَذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِهِمْ يُرْزَقُونَ) فهنيئا لهم بهذه المنزلة وأتمنى أن تنتهي الأزمة التي نعيشها في الوقت الحالي على خير, ليعود لمصر الأمن والاستقرار من جديد.
وكيف لمصر أن تمر بسلام من الأزمة التي تعانيها في الوقت الراهن من وجهة نظرك؟
أرى أن في الاسلام والشريعة الاسلامية ما يكفل ذلك اذا ما قمنا بتطبيقها واتباع مناهجها, مع الأخذ في الحسبان أن بناء المجتمع السليم لن يتم بين ليلة وضحاها, وانما يحتاج الى تربية جيل جديد يحمل أخلاق الاسلام, ومن الضروري أن يتكاتف الشعب المصري بأكمله مسلم ومسيحي لنصبح يدًا واحدة, وأن يعمل الجميع بجد واجتهاد للنهوض بمصر وبنائها من جديد.

وزيرالتربية السابق حسن منيمنة  لـ "المستقبل": إغفال ذكر ثورة الأرز في كتاب التاريخ يفقده صدقيته
المستقبل/استغرب وزيرالتربية السابق حسن منيمنة حصول تعديلات على مشروع إعداد كتاب التاريخ بعد توقيع مندوبي القوى السياسية عليه، والذي واكب إعداده في حكومة الرئيس سعد الحريري، موضحاً أن "نصف أعضاء اللجنة التي قامت بوضع هذا المنهاج كانوا أكاديميين ومؤرخين مستقلين، والنصف الآخر من مؤرخين ممثلين للقوى السياسية، والجميع وافق على المنهاج وأثنى عليه وكان بمثابة إنجاز كبير". ورأى في حديث الى "المستقبل" امس، أن مطالبة الوزيرين محمد فنيش وعلي قانصو بإلغاء الحديث عما بعد مرحلة العام 2005 واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك إلغاء ذكر ثورة الأرز، "يعني إغفال حقيقة تاريخية وواقع حدث في تاريخ لبنان وهذا يفقد الكتاب صدقيته"، مشدداً على وجوب "الحرص من حيث التأليف على رواية وقائع تاريخية، من دون ان نطلق احكاماً على هذه الاحداث والوقائع او الشخصيات، لكي يكون كتاب التاريخ لكل اللبنانيين وليس لفئة دون أخرى". ودعا الى إبعاد كتاب التاريخ عن التسييس، مطالباً "كل القوى السياسية، خصوصاً أن ممثليها كانوا موجودين داخل اللجنة، بالسير في الصيغة التي وضعت في الحكومة السابقة". ولاحظ ان "التيار الوطني الحر" هدفه "تحقيق المكاسب، ولو كانت متعارضة مع مصالح حلفائه في هذه الحكومة، التي يعتبر ان وجوده قد لا يتكرر فيها، لذا يسعى الى تأمين أكبر قدر ممكن من المكاسب"، لافتاً الى أن هذا الوضع لا تستطيع أن تتحمله رئاسة الحكومة، ولا رئاسة الجمهورية ولا بعض الافرقاء داخل الحكومة، ومنهم وزراء "جبهة النضال الوطني". ورجح استمرار هذا الصراع داخل الحكومة وانعكاسه شللا إضافيا.
وهنا نص الحوار:
[ هل يختلف مشروع كتاب التاريخ الذي يتم الاعداد له اليوم عن المشروع الذي كنتم تعملون عليه خلال توليكم وزارة التربية؟
ـ مشروع كتاب التاريخ الذي رفع الى مجلس الوزراء، هو المشروع نفسه الذي كنا قد تقدمنا به سابقا حين كنت وزيرا للتربية، حينها شكل مجلس الوزراء لجنة وزارية مؤلفة من مجموعة وزراء قدموا اقتراحات لتعديلات على الكتاب. وتجدر الاشارة الى أن نصف أعضاء اللجنة التي قامت بوضع هذا المنهاج كانوا أكاديميين ومؤرخين مستقلين، والنصف الآخر من مؤرخين ممثلين للقوى السياسية، ومن بينهم كان ممثل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب"، وكل القوى الاساسية في البلد، والجميع وافقوا وأثنوا على المنهاج الذي كان بمثابة إنجاز كبير، ووقّعوا صفحة تلو الاخرى على مشروعه. لذلك أستغرب الآن حصول تعديلات بعد توقيع مندوبي القوى على المشروع الذي واكبنا إعداده. وألفت الى أن التعديلات الحالية تتعلق بشخصيات او بإضافة أسماء شخصيات، أو بطلب إلقاء الضوء على دور بعض المناطق، وهذه أمور نوقشت في اللجنة الاولى (لجنة حكومة الرئيس الحريري)، بحضور كل الافرقاء وتم التوافق على ما اتفق عليه، لأننا محكومون في منهاج التاريخ بحجم المادة الدراسية التي تعطى في المرحلة الابتدائية والتكميلية، اي لطلاب تتراوح اعمارهم بين 8 و14 عاما. كما انه حين يريد أي طرف زيادة أسماء شخصيات وان كانت تستحق هذه الاضافة، فإن كل الاطراف الاخرى ستطالب بزيادة إضافات وهذا ما يعيق صدور المنهاج والكتاب.
[ ما هي الملاحظات التي يمكن إيرادها في ظل التحضير لإقرار كتاب التاريخ من دون التطرق الى مرحلة ما بعد العام 2005؟
ـ مطالبة الوزيرين محمد فنيش وعلي قانصو بإلغاء الحديث عما بعد مرحلة العام 2005 واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك مطالبتهما بإلغاء ذكر ثورة الأرز، يعني إغفال حقيقة تاريخية وواقع حدث في تاريخ لبنان وهذا يفقد الكتاب صدقيته. ولا يمكن أن نوقف الكتابة عن مرحلة عاشها ويعيشها المواطن والطالب اللبناني، وبالعكس تماما فأهمية الكتاب هي أنه للمرة الاولى في مشاريع كتب التاريخ للمرحلة ما قبل الجامعية، في الحرص على كتابة تاريخ لبنان حتى هذه اللحظة كي نكسب ثقة الطالب ونعطي صدقية كبيرة للكتاب، ولا نخفي على الطلاب احداثاً يعرفونها ويعايشونها، لأن إخفاء هذه المعلومات تصبح بلا معنى، بالاضافة الى انه من حيث التأليف يجب ان نحرص على رواية وقائع تاريخية من دون ان نطلق أحكاماً على هذه الاحداث والوقائع او الشخصيات، لكي يكون كتاب التاريخ لكل اللبنانيين وليس لفئة دون أخرى.
[ هل التعديلات التي تحصل حاليا تلغي دور المؤرخين والاكاديميين؟
ـ اللجنة التي وضعت المنهاج كانت تضم بعض كبار مؤرخي البلد، وأيضا مؤرخين مقربين من القوى السياسية توافقوا على المنهاج، وأي محاولة تعديل مهما كان إتجاهها ستؤدي الى عرقلة المشروع، وهذا لا يجوز لأنه مطلب جميع اللبنانيين.
[ كيف تقرأ في السياسة محاولات لإلغاء الحديث عن ثورة الارز في كتاب التاريخ؟
ـ أعتقد أن لا داعي لهذه المحاولة، ودورنا وضع كتاب تاريخ لكل لبنان واللبنانيين ويلاقي إجماعاً وطنياً، ويجب عدم إدخال الكتاب في متاهات السياسة اليومية، لذلك ركزنا عند وضعه للمرة الاولى على دور المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ولم نغفل أي عنصر من العناصر الاساسية لتاريخ لبنان. كما انه لا يجوز اغفال المرحلة المشرقة من تاريخ لبنان وأعني بها مرحلة العام 2005 وحتى اليوم، لأن قسما كبيرا من اللبنانيين يعتبرها اساسية تماما كما يعتبر قسم كبير من اللبنانيين موضوعات اخرى اساسية. والتوافق كان داخل اللجنة على الاخذ في الاعتبار كل هذه العناوين والمعطيات، وأتصور انه علينا ان نبعد كتاب التاريخ عن التسييس، وهذا ما نجحت فيه اللجنة بتوافق الاطراف السياسيين على وضع منهاج كتاب التاريخ.
[ ما رأيكم بكلام وزير الثقافة غابي ليون بأن ثورة الارز وهم إخترعته قوى 14 آذار، وان "التيار الوطني الحر" هو من صنع ثورة الارز، ناهيك عن اعتراضه على إعطاء الفترة الشهابية حيزاً في مشروع الكتاب؟
ـ لا أريد الدخول في هذه التفاصيل، المهم هو محاولة إبعاد كتاب التاريخ عن التجاذبات، لذلك نطلب من كل القوى السياسية، خصوصاً أن ممثليها كانوا موجودين داخل اللجنة، السير في الصيغة التي تم وضعها في الحكومة السابقة، لأنهم أقروا المشروع عبر ممثليهم في اللجنة، وبالتالي أن يبعدوا أي تسييس لهذا المشروع.
[ في حال تم الاخذ بملاحظات الوزراء الحاليين، كيف ستتصرفون؟
ـ أتمنى أن يقر المشروع كما ورد على ان تؤخذ الملاحظات بإضافة أسماء بعض الشخصيات في الاعتبار، إذا كان لها مكان في المنهاج وبهدف التأريخ ليس أكثر.
[ في ما يتعلق بالشأن الداخلي، يظهر تخبط واضح في معالجة العديد من الملفات، هل نحن أمام مرحلة شبيهة بالمرحلة التي سبقت إنتخابات العام 2000؟
ـ في واقع الحال ان الكتلتين الاساسيتين في هذه الحكومة هما "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، والتحالف القائم بينهما ليس تحالفا على مبادئ بل على مصالح متبادلة للطرفين، ولهذا نرى ان التيار كان هدفه تحقيق هذه المكاسب، ولو كانت متعارضة مع مصالح حلفائه في هذه الحكومة. وهو يعتبر ان هذه الحكومة قد لا يتكرر وجوده فيها وبالتالي يسعى الى تأمين أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والمادية بأي شكل من الاشكال، وهذا الوضع لا يستطيع تحمله كل من رئاسة الحكومة ولا رئاسة الجمهورية ولا بعض الافرقاء داخل الحكومة، ومنهم وزراء "جبهة النضال الوطني"، وبالتالي هذا الصراع سيستمر داخل الحكومة وينعكس شللا إضافيا، لأنه مع ترافق سقوط النظام السوري وما يحمله من إحتمالات وتداعيات أولها تداعيات اسقاط الحكومة، فإن "التيار الوطني الحر" يحاول خلال هذه الفترة، تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المباشرة في ملفات كالتعيينات أو الصفقات التي بدأنا نسمع عنها، ومنها المازوت او مشاريع تلزيم الكهرباء. وفي هذا المنحى سيصطدم التيار بكثير من الافرقاء داخل الحكومة التي ستبقى على حالها من الصراعات حول الحصص والملفات.
[ هل ترون ان الوضع السوري سائر نحو التدويل؟
ـ هناك سباق بين النظام السوري والثوار، ومن منهم يستطيع ان يحقق الفوز في هذه المعركة المستمرة منذ نحو عشرة أشهر. الثوار يثبتون يوميا قدرتهم على الحفاظ على قدراتهم النضالية واستعدادهم للتضحية اليومية وإصرارهم على تغيير النظام، وقدرتهم على توسيع رقعة الاحتجاجات والمناطق التي باتت شبه محررة من سلطة هذا النظام، وهذا الامر سيؤدي الى مزيد من ضغوط النظام لقمع هذه الانتفاضة بأي شكل من الاشكال مهما بلغت التكلفة خصوصاً ان هذا الامر مترافق مع اشارات بعثتها الجامعة العربية لطرح الملف السوري داخل اروقة الامم المتحدة، ولو انها دعت في البداية الى تنحي الرئيس(بشار الاسد) وإجراء انتخابات من خلال المبادرة العربية، ولكن حتى في الحدود الضيقة هذا المشروع يرسي وضعية داخل مجلس الامن، تسمح بتدخل لمجلس الامن بشكل ما في الملف السوري. أعتقد أننا دخلنا في المرحلة الثالثة من الصراع الموجود داخل سوريا، وبرأيي هذه الثورة ستنتصر فعليا، رغم كل التضحيات والقمع الذي سيمارس وسنشاهد المزيد منه في الاسابيع المقبلة، ولكن كلما غرق النظام السوري في ممارسة العنف والقتل، كلما استدعى ذلك موقفاً دولياً يؤدي الى حماية المدنيين داخل سوريا، وربما يساهم هذا الموقف في صلابة الثوار.
حاورته: باسمة عطوي

خالد ضاهر: أصحاب الانقلاب خائفون ويسعون الى ضرب الديموقراطية
عكار ـ "المستقبل"
أحيا "تيار المستقبل" ومنسقية السهل والجومة والشفت في عكار امس، ذكرى مرور أسبوع على استشهاد الفتى ماهر حمد الذي قتله الأمن السوري في المياه الاقليمية اللبنانية. وأقيم الاحتفال في مركز "تيار المستقبل" الرئيسي في خريبة الجندي، وحضره النائب خالد ضاهر، عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" محمد المراد، ومنسقو "التيار" عصام عبد القادر وسامر حدارة وخالد طه، وعائلة الشهيد وحشد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير ووفود من العريضة ومنطقة السهل وصيادي السماك في العريضة وحي البحر والشيخ زناد. بعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء استقلال لبنان وآخرهم الشهيد ماهر حمد، كانت تلاوة من آيات الذكر الحكيم للشيخ أحمد عبد المجيد الزعبي. وألقى عبد القادر كلمة أشار فيها إلى أن "دم الفتى ماهر والمسفوك على الحدود من العريضة الى وادي خالد، الى عرسال هو نفسه الدم المسفوك على الحدود الجنوبية من قبل العدو الاسرائيلي، لا بل أشد مرارة، لأنه يأتي نتيجة قرار وفعل من ادعى ويدعي أننا شعب واحد".
وقال النائب ضاهر: "ان من قتل ماهر حمد هو من سبق له ان قتل الناس في وادي خالد وعرسال والقاع، وخطف الناس الأبرياء من لبنان وانتهك سيادة لبنان وقام بالكثير من الجرائم خلال عهود الوصاية الظالمة". وأوضح "نحن لا نواجه حلفاً سياسياً او فريقاً لبنانياً نحن في عكار رأس الحربة في هذا البلد في مواجهة انظمة ديكتاتورية قهرية ظالمة لها مشروعها في لبنان والوطن العربي. لذلك نحن نفخر اننا استطعنا بعد ان سال دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ارض بيروت الحبيبة عاصمة المقاومة العربية وبنضالكم ـ نضال الشعب اللبناني وفي مقدمه اهل عكار ـ استطعنا ان نخرج الوصاية من لبنان المرتبطة بالنظام الأمني الديكتاتوري القابع على صدر الشعب السوري وكنا مقدمة الربيع العربي".
أضاف: "بانتفاضتكم وبثورتكم التي انطلقت بعد دماء الرئيس الشهيد، كانت ثورة الارز بدءاً للثورة العربية وانطلاقاً لربيع عربي تشهد آثاره في مصر وتونس وليبيا وفي سوريا الذين نتقاسم معهم الالام فيسقط منهم الشهداء كل يوم ويسقط منا الشهداء في هذا البلد في عملية تدل على ان المجرم واحد وان القاتل واحد والواجب علينا وعلى الشعب السوري ان نصمد امام مواجهة شرسة لعملاء صغار في هذا البلد".
واشار الى "اننا سعينا كقوى 14آذار و"تيار المستقبل" وعبر الرئيس سعد الحريري في اطار سياسة وطنية حكيمة نعمل على جمع الصف ووحدة الكلمة وبناء لبنان وحماية لبنان وعدم ترسيخ مفاهيم سيئة في هذا البلد عبر الانقسامات والاختلافات بل كان توجه الرئيس الحريري الدعوة الى الوحدة والتعاون بين كل مكونات البلد حتى لو اختلفنا في الكثير من القضايا السياسية. فكانت حكومات الرئيس السنيورة والرئيس الحريري حكومات الوحدة الوطنية، وكنا نسعى جاهدين الى اعادة بناء لبنان وحمايته وبناء مؤسساته فالجهود كانت كبيرة والتحمل كان كبيرا ، فلقد تحملنا سلاح الميليشيات على أمل ان يفهم من يحمل ذلك السلاح ان مصلحة الوطن تقتضي ان يكون هناك سلاح شرعي واحد هو سلاح الدولة ومؤسساتها، لكن هذا الفريق ومع الأسف بقي مصرا على ارتباطه مع الخارج نظام ولاية الفقيه في ايران، او مع نظام المخابرات القاتل في دمشق لأجل ان يضع يده على مصير الشعب اللبناني وان يضرب السلطة في لبنان وان يستبدل الحكم في لبنان بحكم ديكتاتوري هو حكم الحزب الواحد والميليشيات".
وتابع: "نحن كنا في مواجهة هذا الفريق عبر كل الوسائل المشروعة، بحيث رفضنا منطق الانقلاب عندما انقلبوا على الحكومة واقاموا حكومة بشار الاسد في لبنان وهم كانوا يأملون ان يضعوا يدهم على كل لبنان وان يسكتوا اصوات الحق والمطالبين بالحرية والديموقراطية، لكن فاتهم اننا اساتذة في الحريات وفي الديموقراطية وحماية لبنان". ولفت الى "اننا استطعنا الصمود امام هجمة شرسة يقودها الولي الفقيه في طهران والديكتاتور المجرم في الشام من اجل ان يضعوا يدهم على صدر لبنان ويمسكوا بخناق هذا البلد"، مبشراً الحضور بأن "هذا الفريق ينازع وخائف في لبنان. اصحاب الانقلاب الحريصون على ضرب الديموقراطية وضرب التوازن الوطني والنظام الحر في لبنان هاهم يشعرون بالخطر بعد ان اصبح معلموهم في دمشق وطهران في مأزق كبير، وبعد ان وقفنا مع احرار سوريا ومع احرار العرب والعالم في مواجهة الديكتاتورية والتسلط للنظام الاجرامي ونظام الحزب الواحد البائس والمخابرات في سوريا".
وشدد على ان "العرب والعالم يقفون معنا في مواجهة نظام الاجرام والمخابرات، ومن منا ينسى ان الكبير في الوطن العربي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قد جاء الى لبنان بهيبته من اجل المصالحة والمسامحة فزار لبنان وجلب معه جزار دمشق على امل المصالحة العربية والتعاون العربي المشترك وعلى امل البناء والتعاون النمو والتطور؟ لكن ارادة الشر بقيت متأصلة في نظام المخابرات الاجرامي في دمشق، فانقلبوا على مبادرة الملك عبدالله واسقطوا حكومة الوحدة الوطنية واقاموا حكومة بشار الأسد على أمل ان يمسكوا بخناق لبنان"، معتبراً أنهم اليوم "في ازمات متلاحقة وانظروا الى هذا الفريق الانقلابي، لا يتمتع بالقدرة على الحكم وادارة البلد وهم ينتقلون من ازمة الى ازمة ويمارسون ادواراً سيئة تضعف لبنان وتسيء الى صورته في الخارج، يقفون مع الديكتاتور والقاتل ضد الشعب السوري البطل".
واشار الى ان "فريق السلاح يعاني الأزمة تلو الأخرى، ويعاني على كل المستويات، فلقد سقطوا في ادارة الحكم ويتنازعون يومياً على السرقات وكلنا يعرف فضيحة المازوت الأحمر ، وكيف انهم يضربون اقتصاد البلد"، مؤكداً أن "التيار العوني يتخبط مع حلفائه في الانقلاب، وهو لا يوفر رئيس حكومة ولا يوفر رئيس مجلس النواب ولا يوفر رئيس الجمهورية والقادة الأمنيين، بل يسيء اليهم وخصوصاً الى قوى الامن الداخلي وكأنهم يريدون ان يضربوا الدولة ومؤسساتها، فلا يهمهم ان يحصلوا مكاسب فئوية شخصية. لقد انكشف هؤلاء المتربصين بالاساءة الى لبنان وشعبه".
واعتبر ان "الشهيد ماهر قد دفع الثمن عنا جميعا، وهل تعلمون انه لولا دمائه لكانت عصابات الأسد عبر السفن الحربية الرسمية بل عبر سفن الشبيحة كانت تنتظر في عرض البحر وفي المياه الاقليمية اللبنانية لتمسك بصيادين لبنانيين وتجبرهم تحت الضرب والاساءة والقتل لتركيب فيلم على تيار المستقبل وعلى لبنان والرئيس سعد الحريري. لولا دمائه التي اسقطت هذه المؤامرة وهذا الفيلم المخابراتي القبيح لكان ركب فيلم سوري قبيح للاساءة الى صورتنا في لبنان والى اتهامنا من اجل ان يبرروا جرائمهم التي يندى لها جبين الانسانسة كما يحصل في مدن سوريا وقراها".
وقال: "المؤامرة التي يدعيها النظام هي كذب وقد افتضحت في كل مكان ولم يعد احد يصدق هذا النظام حتى في رسائله الى الامم المتحدة عن الاسلحة كانت رسائل سخيفة بل ضحك عليهم العالم والمؤامرة على لبنان من هذا النظام الغاشم والمجرم ومن ايران، وما محاولات ادعاء ان مقاتلي الحرس الثوري الذي اعتقلهم ثوار سوريا وما ادعاء الصحف والاعلام الايراني ان هؤلاء قد ارسلوا الى شمال لبنان، الا محاولة مكشوفة للاساءة الى امن لبنان، وانا سابقا كشفت مجيء العميد محمد خلوف الى لبنان وبيروت وبالسر ولقائه بمسؤولين واحزاب في 8 آذار".
واشار الى "انهم يسعون الى ضرب استقلال لبنان ولعل منها محاولة استهداف اللواء اشرف ريفي والعميد (وسام) الحسن واستهداف امن لبنان بادعاءات كاذبة في محاولة لضربه"، واصفاً كل الشائعات التي تريد النيل من لبنان وامنه بأن اللبنانيين يساعدون الثوار في سوريا بالسلاح "هي ادعاءات كاذبة هدفها تبرير جرائم النظام السوري".
المراد
اما المراد فاعتبر أن "الجرائم المتكررة المتمادية من عرسال بدأت إلى وادي خالد عبرت، والى العريضة حطت. ولا يمكن لأي عاقل أن يفهم هذه الجريمة هي جريمة عادية، بل ليست بنت ساعتها. انه مسلسل اجرامي يراد منه حسب رأي النظام توجيه رسائل الى الداخل والخارج سياسية وأمنية". وانتقد تقرير ما يسمى بالأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري "الذي هو رئيس المجلس الاعلى السوري، وما قاله بأن "ما حصل في المياه الاقليمية اللبنانية حصل في سوريا وبالتالي فإن قتل الصيادين حق لهذا النظام".أضاف: "هذا النظام عودنا على أن يضنّع ويفبرك ليقنع الآخرين ومن ثم نفسه. والوقائع والأدلة والشهادات وشهادات الكثير من الاجهزة تشير الى أن اطلاق النار كان في المياه الاقليمية اللبنانية وفي بقعة ليست بعيدة عن مركز الأمن العام اللبناني. ان تحميل هذا الأمين العام المسؤولية للبنانيين وكأن لا مسؤولية للنظام هو افتراء. عندما تحصل جريمة من هذا النوع نحن نعلم أن القضاء العسكري يتحرك، ولكن إلى الآن من حق أهالي الشهيد أن يسألوا أين التحقيق اللبناني وأين وصل هذا النوع من القضايا؟ يجب أن يطلع عليه الرأي العام اللبناني لأنها ليست قضية خاصة بل قضية عامة. فمن حق كل لبنان أن يعرف الحقيقة في هذا الموضوع". واوضح ان "مسؤولية الحكومة ثلاثية الابعاد، فالنأي بالنفس لا يعني النأي بالنفس عند قتل اللبنانيين وعندما تنتهك السيادة اللبنانية، أو أن تنأى بالدفاع عن أرضها وكرامة أهلها ومواطنيها منذ عرسال إلى الآن"، سائلاً "هل أوقف أحد في جريمة وادي خالد وهناك أسماء وهم لبنانيون؟، وأين التحقيق في هذه القضية، وهناك أسماء في العريضة ومعروفة كانت على متن المركب؟ هل أن أهالي الشهداء في وادي خالد والعريضة لبنانيون أم ماذا؟، فماهر من أسرة متواضعة، أفلا يستحق نظرة من الحكومة عبر الهيئة العليا للاغاثة وأن تبلسم جراحه بدل أن تكتفي بالبيانات والاستنكار".

لماذا يحرص الأسد على المراقبين العرب؟
طارق الحميد/الشرق الأوسط
من يقرأ وكالة الأنباء الأسدية الرسمية سيذهل من حجم الأخبار التي تدين قرار الجامعة العربية بتعليق مهمة وفد المراقبين العرب بسوريا، تلك المهمة التي سبق للنظام الأسدي أن ماطل في الموافقة عليها؛ حيث لم يوقع النظام الأسدي على البروتوكول العربي إلا متأخرا، وكان يعتبره تدخلا في السيادة.. فلماذا يتمسك النظام الأسدي الآن بمهمة وفد المراقبين؟
ففور إعلان الجامعة تعليق مهمت المراقبين في سوريا، سارع النظام الأسدي إلى إصدار بيان، على لسان مصدر مسؤول، يقول فيه إن دمشق «تأسف وتستغرب لقرار الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، وقف عمل بعثة المراقبين العرب بعد أن قامت سوريا بالموافقة على تمديد عملها لمدة شهر آخر». ويضيف المصدر أن قرار الجامعة جاء «تمهيدا لاجتماع مجلس الأمن، الثلاثاء المقبل، بناء على طلب قطر والأمانة العامة للجامعة للتأثير السلبي وممارسة الضغوط في المداولات التي ستجرى هناك بهدف استدعاء التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية»! ثم يقول المصدر إن دمشق «لا تزال ملتزمة بإنجاح مهمة بعثة المراقبين العرب وتأمين الحماية لهم»!
وعليه، فإنه يتضح من البيان أمران، الأول: أن النظام الأسدي يريد بقاء المراقبين ليكونوا شهود زور، ويوفروا له غطاءً خلال عملية التصعيد الأمني الأخيرة، التي قال عنها وليد المعلم، في مؤتمره الصحافي الأخير، إنها مطلب شعبي، أي أن السوريين يطالبون النظام الأسدي بقمعهم وقتلهم.. هكذا بكل سذاجة؛ لذا نجد اليوم أن النظام الأسدي هو المتمسك بوفد المراقبين العرب، وليس المعارضة السورية! كما أن النظام الأسدي يرى في وجود المراقبين العرب غطاء آخر له من شأنه أن يعزز الموقف الروسي المدافع عنه، ليقال إن النظام الأسدي لا يزال يلتزم بقرارات الجامعة العربية!
الأمر الثاني، وهو ما يتضح من نص بيان المصدر المسؤول بالنظام الأسدي: أن النظام بات في قلق حقيقي مما ستؤول إليه المعركة المقبلة في مجلس الأمن من أجل تبني المجلس الأممي نص المبادرة العربية، التي أعاد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، مؤخرا تأكيده أنها مشابهة للمبادرة اليمنية؛ حيث قال العربي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية: «إن المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السوري سلميا، وهي مبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمنية»؛ لذا فإن النظام الأسدي بات يستشعر خطورة المقبل، وتحديدا ما سوف يتم بمجلس الأمن، وبالتالي فإنه، أي النظام الأسدي، يطمح إلى فرض حل أمني سريع على الأرض، وتحت غطاء وفد المراقبين العرب. وهذا الأسلوب ليس بجديد على النظام الأسدي، بل هو نهجه طوال السنوات العشر الماضية، سواء بلبنان، أو العراق، وقبلهما في سوريا نفسها؛ فنظام بشار الأسد يجيد إطلاق الوعود والتهرب منها، مثلما أنه تميز بقبول كل مبادرة، أيا ما كانت ظروفها، ثم يقوم بتفريغها من مضمونها، وجعلها شكلية بلا جدوى؛ لذا فإن من حسن حظ الجميع، وسوء حظ النظام، أن جميع الحيل قد استُنفدت، وحانت لحظة الحساب.

كيف يمكن إنقاذ سوريا؟
عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط
في مقال سابق قلت إن خطة الجامعة العربية ستتحول إلى وسادة هوائية لإنقاذ النظام السوري، في وقت تفاخر الجامعة بأنها تنصب مشنقة ناعمة للنظام. الجامعة لا تجهل أنها تتعامل مع واحد من أكثر الأنظمة في العالم دهاء وخبرة وعنفا. نظام ابتلع دولة لبنان تحت علم الجامعة العربية وباسم قوات الردع العربية، واستمر يديرها ثلاثة عقود لمصالحه وعجزت عن إخراجه القوى المحلية والعربية والدولية. نظام فعل في فلسطين ما عجز الإسرائيليون عن فعله؛ شق صف الفلسطينيين وهمش سلطتهم وتآمر على اتفاق مكة فألغى المصالحة الوحيدة المتاحة. نظام مكن الإيرانيين من العالم العربي ومنحهم ما عجزوا عنه بأسطولهم وميليشياتهم. نظام أدمى الأميركيين في العراق وتسبب في قتل ثلاثة آلاف منهم، وأكثر من مائة ألف من المدنيين العراقيين، باحتضانه لـ«القاعدة» والجهاديين الذين كانوا كلهم تقريبا يمرون من دمشق قادمين من أنحاء العالم العربي غير مدركين حقيقة الملتحين الذين يستقبلونهم ويدربونهم ويرسلونهم للموت في العراق. وفي الوقت نفسه هو النظام الذي ساوم الأميركيين وسلمهم عددا من رموز نظام صدام أحياء. نظام استقبل المراقبين ووضع الذين لا يسايرون رواياته تحت الملاحقة، فأخذ يحاول إغواءهم بالعاهرات ويصورهم سرا في دورات المياه في غرفهم لابتزازهم. نظام يصارع من أجل البقاء اليوم، فهل تعتقد الجامعة العربية أنها قادرة على تعليقه في مشنقة ناعمة؟ هل يوجد حل عملي أولا، ويمكن تنفيذه ثانيا؟ إرسال قوات عربية عمل انتحاري ولن يرسل أحد جنديا إلى هناك. كما أن التدخل الدولي لن يكون سهلا مثل ليبيا؛ لأن هناك قوى إقليمية ودولية ستحاربه، من إسرائيل إلى إيران وروسيا وغيرها. أيضا، ترك الأمر هكذا والاستمرار في الوساطات والخطط فيه تمكين للنظام من رقاب عشرين مليون سوري.
لا يوجد إلا حل واحد، دعم الشعب السوري علانية ليقول كلمته ويقرر مصيره بنفسه. ما المانع من أن تعلن الجامعة العربية أن حجم القتل والدمار الذي ترتكبه قوات النظام وشبيحته يفرض عليها - كما قالت منذ البداية - تعليق عضوية النظام في الجامعة. القرار الذي بكل أسف اتخذ وتم تأجيله عندما كان عدد ضحايا النظام ألفا ومائتين، وتراجعت الجامعة عنه عندما بلغ عدد ضحايا النظام ستة آلاف غالبيتهم عزل مدنيون! نحن نعرف أنه بدعم أخلاقي من الجامعة العربية، ودول العالم المتعاطفة مع الشعب، سيتمكن السوريون من إسقاط النظام، لا تحتاج الجامعة إلى خطة حرب أو سلام، بل موقف يعلن صراحة إقصاء النظام والسماح بدعم الشعب السوري، وهذا سيدفع القوى المحيطة بالنظام، من علوية ومسيحية وسنية، للتخلي عنه. لكن تصرفات الجامعة - بكل أسف - أربكت الجميع وجعلت هناك شكوكا في حقيقة المواقف بين علنية وسرية، بدليل تمديد المدد الزمنية، والمراقبين المتواطئين مع النظام، ولغة الجامعة، التي تساوي بين القاتل والضحية، كما نسمع رئيس بعثة المراقبين. إن موقفا سياسيا من الجامعة العربية يتخلى عن النظام سيدفع الجميع للانقضاض عليه، وستتعامل القوى المختلفة مع المعارضة الرئيسية كممثل شرعي. أما ما تفعله الجامعة العربية اليوم فهو تغطية على جرائم النظام البشعة. وكما طالب عدد من قادة المعارضة السورية، فعلى الجامعة العربية أن ترفع يدها الممسكة بخناق الشعب السوري. هذا الحل، لا يحتاج إلى خطة ولا إرسال قوات، ولا رفع لمجلس الأمن، رغم خذلانه، إلا أنه سيكلف السوريين ألما ودما أقل من منح النظام وسادة هوائية تقيه شر الاصطدام.

سوريا جديدة».. بعد قرار الهروب إلى الأمام
إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط
«قوى الأمن الداخلي حريصة على المضي في الكفاح والنضال لتطهير التراب السوري من رجس المارقين والخارجين على القانون، لإحقاق الحق، وإعادة الأمن والأمان الذي كانت تعيشه سوريا».
(اللواء محمد الشعار، وزير الداخلية السوري)
ساعات حرجة بلا شك، بالنسبة للمنطقة العربية عموما، ولسوريا بصورة خاصة. وأي حوار مع موسكو عندما يكون في رأس اعتباراتها السياسية الاحتفاظ بمواطئ قدم هنا وهناك.. مسألة لا تخلو من صعوبة.أصلا، كانت القيادات الروسية في مختلف العهود تقريبا، قليلة الاكتراث بمعاناة الشعوب. ولهذا أصلا انتهى صلف روسيا القيصرية بالثورة البلشفية. وبعد عقود من الزمن، تحول «الرفيق الأحمر» الأول و«قوميساراته» إلى نسخ متجددة عن القياصرة، ولم يدرك آخرهم، ميخائيل غورباتشوف وجود فارق جوهري بين من آمن بالاشتراكية، كفكر وممارسة تستند إلى مبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ومن أجبر على ببغائيات خطابها بفعل انتشار سطوة «الجيش الأحمر». وكانت النتيجة، كما رأينا، سقوط كيان الاتحاد السوفياتي ومعه قياداته العتيقة التي كفرت بإنسانية الشعوب، بينما ظل هناك اشتراكيون واشتراكيات (بشتى الصور والنسب) في كوبا ونيكاراغوا، والكثير من دول الشرق الأقصى وأفريقيا. روسيا السوفياتية، انتهت مع غورباتشوف محاميا فاشلا عن العدالة الإنسانية وحقوق الشعوب.. وفي النهاية، خذلت نفسها. وفلاديمير بوتين، الذي يرفض اليوم حقن دماء السوريين ويدفعهم دفعا إلى أحضان الراديكالية الدينية، هو ابن حقبة العد التنازلي لانهيار الاتحاد السوفياتي. إنه ربيب مؤسسته الأمنية في سنوات الحكم السوفياتي الأخيرة الممتدة بين ترهّل حكم ليونيد بريجنيف.. وسوء تقدير ميخائيل غورباتشوف وفساد بوريس يلتسين.
ولكن لندع روسيا وشأنها. ففي نهاية المطاف لا أخلاقيات في السياسة. وروسيا اليوم لا تستخف بآلام السوريين حبا في الرئيس بشار الأسد، وإعجابا بنضاليته - بعكس إعلان اتحاد كتابها الجهابذة - بل إنها، كما غدا واضحا، تتواطأ على القتل لاعتبارات تتعلق بتبادل المصالح والابتزاز مع الولايات المتحدة. فبعد سنة من نجاح المواطن العربي، ابتداء من تونس ومصر في كسر حاجز الخوف من التسلط والديكتاتورية، يظهر أن ثمة أنظمة تسلطية اختارت - أو اختار لها حلفاؤها الإقليميون - اعتماد «أسلوب الهجوم خير وسائل الدفاع». وبدلا من أن تشعر بشيء من وخز الضمير، قررت المضي في «خيار شمشون»؛ عليّ وعلى أعدائي، حتى النهاية. قد يقول قائل إن الأنظمة التسلطية ليست بالضرورة من نسيج واحد. وهذا صحيح. فهناك مثال أدولف هتلر الباطش باسم العرقية الجرمانية، وبعكسه مثال جوزيف ستالين «الأقلياتي» الجورجي، الذي قاد الاتحاد السوفياتي «الأممي» ذا الأغلبية السلافية. وفي العالم الثالث، تتعدد الأمثلة على مد النظر تحت مختلف المسميات والألقاب.. من «عروبة» صدام حسين و«أممية ملك ملوك أفريقيا»، معمر القذافي، إلى «شعوذة» فرانسوا دوفالييه (بابا دوك) و«إمبراطورية» جان بيديل بوكاسا.. مرورا بنماذج فرديناند ماركوس وسوهارتو ومحمد ضياء الحق.. ذات المذاقات الآسيوية الحرّاقة. تشكيلة غنية بالشعارات الفضفاضة، وبأنهار الدم الغزيرة أيضا.
اليوم، بعد أكثر من 7 آلاف قتيل ونحو 70 ألف موقوف وسجين، بشرنا وليد المعلم، عميد الدبلوماسية السورية، قبل أيام، بأنه «نزولا عند طلب الجماهير»، قرر نظام الرئيس بشار الأسد إنهاء حالة الاضطراب الحاصلة في سوريا عن طريق «الحل الأمني». الجديد في هذا الكلام، الذي ما استغربه إطلاقا مستمعوه من السوريين واللبنانيين، وكذلك الفلسطينيون والعراقيون، أنه أولا يعترف بوجود حالة اضطراب أمني خطير، بعدما دأب الإعلام السوري الرسمي قبلا على اعتبار المسألة كلها مجرد اختلاق تآمري من قنوات فضائية بعينها. وثانيا، أن هذا النظام، الذي حكم سوريا منذ خريف 1970 بعضلات أجهزة الأمن والاستخبارات.. ما عاد يستطيع أن يرفض لـ«الجماهير» طلبا.. يا سبحان الله! ولكن إذا لم يكن هناك مبرر لاستغراب الموقفين الحكوميين الروسي والسوري، فماذا عن الموقف العربي، أو بالأحرى المواقف العربية، بعد 11 شهرا على القمع الدامي الممنهج، على امتداد التراب السوري تقريبا؟
الميوعة والارتباك كانا السمة الغالبة على المشهد العربي، ولا أدل على ذلك من «فياسكو» بعثة المراقبين العرب المرسلة إلى سوريا، بناء على خدعة أخرى من خدع دمشق. وهذا مع أن ثمة من يشير إلى دفاع الدكتور نبيل العربي.. بما معناه أن المجتمع الدولي لو كان حقا يريد التدخل لكان قد تدخل من دون انتظار موقف جامعة الدول العربية. ولكن مع وجاهة هذا المنطق، فإن تأمين الجامعة، مرة تلو الأخرى، «غطاء» كافيا للنظام في دمشق لارتكاب مزيد من أعمال القمع والقتل.. ينطوي على خطرين اثنين:
الخطر الأول، هو طمأنة نظام دمشق إلى أن الجامعة عاجزة حقا عن ردعه، مما سيشجعه أكثر على القمع والقتل.
والخطر الثاني، تأخير الوصول إلى نقطة ما، مع تراكم الخسائر البشرية، تجبر المجتمع الدولي على التحرك.
اليوم، يمكن القول بكثير من الأمانة إن النظام السوري أدخل نفسه في نفق لا منفذ آمنا له. فهو راهنا، تحت ستار التصدي لغول الطائفية والمذهبية والأصولية الدينية، يدفع سوريا دفعا إلى شفير الحرب الأهلية، بعدما نمّى في الشارع السوري - عن تعمد أو عن غباء - أسوأ أشكال الاحتقان الفئوي البغيض.
ثم تحت أكذوبة العروبة، سلم القرار الاستراتيجي في حسم مصير سوريا إلى إيران وإسرائيل. والمرجح، مع الأسف، أن إيران وإسرائيل، وبدرجة أقل، تركيا.. ستلعب الدور الأكبر في رسم شكل «سوريا الغد». وعلى الرغم من سنوات كثيرة من التشدّق اللفظي بالممانعة، مقابل الفرض على الآخرين دفع ثمنها، ها هو النظام يُسقِط سوريا في شرك اللعبة نفسها التي كان «يبيعها» للغير. «الممانعة» كما يكتشف السوريون الآن، كانت شعارا سهلا ومربحا، وكاذبا أيضا، استُخدِم طويلا على أشلاء الفلسطينيين ثم اللبنانيين ثم العراقيين، قبل أن يأتي زمن كشف حقيقته. إن سرعة قبول إسرائيل برحيل حسني مبارك، على الرغم من «كامب ديفيد»، وتعطيلها حتى الآن تحت الستار أي حسم ضد النظام السوري بعد 11 شهرا من القتل اليومي.. يعني شيئا واحدا فقط، هو أنها لا تمانع في بقاء هذا النظام، بل تفضّل بقاءه تحت سقف مقبول، وبموجب تصور لمستقبله تظل هي شريكة فيه. غير أن نظام دمشق يتصرف الآن وفق حسابات قد لا تكون بالضرورة واقعية. ولعل تسارع الأحداث خرج عن قدرة النظام على التحكم بها، بمعنى أنه كان ارتأى أن الحل الأمني وحده كاف لدب الرعب في معارضيه، الذين سيتعبون وينقسمون. ولكن مع السير أبعد في قمع تأقلم معه المعارضون.. وجب التفكير في خيارات أخرى. والمؤسف في حالة القوى الفاشية الساعية إلى مواصلة الهيمنة، أنها عندما تصل إلى المأزق الكبير، تختار التقسيم. وما يظهر الآن أن النظام - من دون أن يعترف بذلك علانية - صار يفكر جديا باحتمال عجزه مستقبلا عن حكم كامل التراب السوري.. وهنا يبرز «الخيار الاحتياطي» المخبأ لحالات الطوارئ، أي التقسيم الذي أعد له بنيته التحتية منذ فترة غير قصيرة.

سوريا محتلة.. حرروها!
حسين شبكشي/الشرق الأوسط
مع تعاصف الأخبار الواردة من سوريا، وتواترها بأن المشهد الداخلي يتبدل بقوة، وأن هناك مناطق بأكملها يتم «تحريرها» من قبل الجيش السوري الحر، وتكبيده قوات نظام بشار الأسد خسائر كبيرة جدا في العتاد والجنود؛ فمن لا يفر هاربا ينشق وينضم للجيش السوري الحر، وحتى كتابة هذه السطور المتسارعة والمتلاحقة، كان ريف دمشق يتساقط في مناطق مختلفة منه في قبضة الثوار، ويعلن الجيش السوري الحر أنه عمليا على بعد ثمانية كيلومترات من القصر الجمهوري. وفي داخل دمشق مشاهد عنيفة لتفجيرات في ساحة العباسية وساحة الأمويين يقوم بها الجيش السوري الحر داخل العاصمة تارة، وشبيحة النظام تارة أخرى، لإرهاب الأهالي ومنعهم من التظاهر، ولكن اليوم أكبر مدينتين؛ دمشق وحلب، انضمتا فعليا للثورة، بعد فترة طويلة من «التعايش» مع قبضة النظام الأمني.

الحالة الأمنية باتت «متوحشة»، فهي تعتمد على القتل والإبادة الفورية، من دون خطة ولا رؤية، وهي مسألة تزيد الثوار إصرارا وعزيمة على المواصلة للنهاية، وحتى إسقاط النظام، وهو الهدف الواضح الآن لهم. تصريح أحد أهم مساعدي الرئيس الروسي ميدفيديف، وهو يقول إنهم يحاولون إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي الفوري، يدلل على أن الروس باتوا غير قادرين على حماية النظام ورأسه، وكذلك التدهور الاقتصادي المهول الذي تشهده البلاد، ووجود حالة تضخم في سلع الغاز والمازوت والخضراوات تجاوزت الـ400 في المائة، مما أجبر النظام على إعلانه أنه يستعد لطرح ورقة من فئة الـ2500 ليرة لأول مرة، وذلك لمراعاة الظروف الجديدة القاسية، وكذلك مع وصول الدولار لمعدلات صرف تجاوزت الـ75 ليرة، ويرافق ذلك هروب متواصل لأهم الأسر التجارية من حلب ودمشق، خوفا على حياتهم، بعد أن دمرت قوات الشبيحة الكثير من منشآتهم التجارية كابتزاز.
ويحاول العراق أن يدعم النظام الأسدي المتهاوي بدفعات تبلغ ملياري دولار بشكل دوري، ولكن يبقى الوضع أخطر وأدق مما يمكن أن يساعد فيه مبلغ كهذا. الانشقاقات طالت هي الأخرى الحرس الجمهوري والمخابرات بأفرعها، ولم تعد تقتصر على الجيش فقط. وهناك استعداد لفتح مطار القليعات في شمال لبنان، وهو المطار العسكري الذي يجهز ليتحول لمطار مدني، وهو الذي يبعد مسافة ستة كيلومترات فقط عن الحدود السورية لما يعتقد أنه سيكون مستخدما للتعامل مع نزوح هائل متوقع لأعداد كبيرة من الأسر السورية الهاربة من قمع نظامها المتوتر، وكذلك وسط ازدياد الأخبار عن قرب إغلاق مطار دمشق الدولي لأسباب أمنية واحتياطية.
هناك سباق زمني محموم لنقل الملف السوري لمجلس الأمن لاستصدار قرار أممي يضع حدا للمذبحة الحاصلة من النظام السوري في حق شعبه، ومن جهة أخرى، يحاول النظام السوري استنزاف الوقت وإهداره بالمماطلة حتى نصف شهر مارس (آذار)، وهو الموعد الذي ستنقل فيه رئاسة جامعة الدول العربية بشكل دوري تقليدي من قطر إلى العراق، المتعاطف والداعم بشكل خطير للأسد وزمرته.
الروس يقاومون ويحذرون من أي قرار يصدر ضد سوريا ونظامها، ولكن بات لديهم قبول وقناعة بـ«الحل اليمني»؛ تنحي الأسد الفوري وخروجه وزمرته إلى خارج سوريا وتسليم السلطة لنائبه، وهناك الحراك الحاصل على الأرض؛ زيادة حجم الانشقاقات وتزايد الدعم للثورة والثوار والتعاطف العالمي مع ضحاياها وهم يلقون حتفهم بالعشرات يوميا، وسط تقاعس المجتمع الدولي، على الأقل مقارنة بما تم مع القذافي وليبيا، التي شهدت تحركا وتدخلا حاسمين، ولم يكن هناك مشهد أوقع ولا أبلغ من مراسلة الـ«سي إن إن» المسموح لها بالعمل داخل الأراضي السورية وهي تحاور بعض أفراد الجيش السوري الحر في منطقة سقبيا، في ريف دمشق بعد «تحريرها»، فاليوم الثوار والجيش السوري الحر يتعاملون مع نظام الأسد على أنه جيش محتل، وليس جيشا وطنيا، وأن سوريا محتلة يجب تحريرها منهم، وهي مسألة جوهرية ومهمة إذا ما استوعبها العالم والعالم العربي والإسلامي تحديدا، فسيستطيع تفهم معاناة شرفاء سوريا الأبطال ودعمهم بالشكل المطلوب.

"اللواء": جموح عون... ومسؤولية "حزب الله"!

كتب صلاح سلام في "اللواء": من فضيحة المازوت المدعوم، إلى حملة عون الهوجاء على الحلفاء والأعداء، إلى عودة الحديث عن السيّارات المتفجرة في استهداف مسؤولين أمنيين، إلى تظاهرات الكهرباء شبه اليومية التي عمّت مختلف المناطق... وغيرها كثير مما يجري على الحدود الشمالية والشرقية، كلها مؤشرات توحي وكأن البلد وُضع على صفيح ساخن... بانتظار التوقيت المناسب للانقضاض على أمنه واستقراره، وإلحاقه بما يجري حوله، خاصة داخل الشقيقة سوريا!.

لم تعد الحكومة هي الهدف الوحيد لهجمات عون وبعض حلفائه الذين يركزون حملاتهم على كل ما له علاقة بمقومات الدولة، وهيبة رموزها الشرعية، وكأن المقصود إشاعة أجواء من الفوضى تساعد على تعطيل مسيرة الإنتاج، المتعثر أصلاً، وتهزّ حبل الأمن المُرتبك بهشاشته المعروفة.

لقد سئمت الأكثرية الساحقة من اللبنانيين من إطلالات عون الإعلامية، وملّت من خطابه السياسي الذي يُسجّل انحداراً وراء انحدار، منذ وقفاته في ساحات قصر بعبدا أواخر الثمانينات حتى وصوله إلى حديقة الرابية هذه الأيام.

وليس مستغرباً أن تصبح مؤتمرات عون الإعلامية نذير شؤم عند اللبنانيين، الذين أصبحوا يتوجسون شراً، كلما سمعوا ردح رئيس التيار العوني لرئيس الجمهورية، أو كلما كال من الشتائم والإهانات على طريقته المعهودة، لرئيسي المجلس النيابي والحكومة وغيرهما من القيادات السياسية، بأسلوب "النيران الصديقة" على نحو ما حصل قبل بضعة أيام!!.

وخطورة كلام عون الأخير لا تكمن فقط في إهانته مقام الرئاسة الأولى، وهو الذي يدّعي الحرص على تعزيز موقع رئاسة الجمهورية، بل في تهديده بالنزول إلى الشارع والاعتصامات في الساحات ضد أداء الحكومة التي تشارك كتلته فيها بحصة الثلث تقريباً!!.

لا ندري كيف يفكر رئيس التيار العوني في استنساخ تجربة حليفه "حزب الله" في احتلال ساحات وسط العاصمة، والاستفادة من المكاسب السياسية التي حققها بعد 8 أيار، في حين أن الظروف اختلفت، والمعادلة السياسية تغيّرت، وحزب الله الذي كان خارج حكومة السنيورة، أصبح يدير اللعبة السياسية اليوم، بعد انقلابه على حكومة الحريري، وتنصله من التزامات اتفاق الدوحة، وتشكيل الحكومة الحالية بعيداً عن قواعد التوافق الوطني التي نص عليها اتفاق الطائف.

أما الكلام البذيء عن "الشهداء الأحياء" ونعتهم بـ"اللصوص الأحياء" تارة، أو النيل من كرامة الشهداء الأبرار، والقول بأن بعضهم قد يكون قُتل من أحدهم بسبب غيرته على زوجته... فهذا الكلام يهين صاحبه أولاً وأخيراً، ويكشف مدى التردي الذي وصل إليه تفكير هذا الرجل الذي يعيش في وهم أنه "الآدمي الوحيد في الجمهورية... والآخرون كلهم لصوص وفاسدون"، على طريقة أخوت الضيعة الذي يعتبر نفسه العاقل الوحيد وكل أهل الضيعة مجموعات من المجانين!!.

لقد غاب عن بال ميشال عون أنه لن يستطيع هذه المرة أن يغطّي "السموات بالقبوات"، ويحجب بدخان تصريحاته الإنكشارية روائح الصفقات والفساد المنبعثة من تهريب المازوت المدعوم، والتغطية على محاولات الهيمنة على التزامات خطة الكهرباء، وتبرير فشل وزيره في إدارة ملف الأجور، فضلاً عن الإرباك الذي تعانيه شبكات الاتصالات الخلوية في عهد وزيره الثالث في وزارة الاتصالات!.

فمنذ أن تسلّم وزراء التيار العوني الاتصالات، والناس تعاني من تردي خدمات الخلوي، فضلاً عن غياب عمليات الصيانة والتحديث لمراكز التخابر الأرضية المنتشرة في طول البلاد وعرضها.

ويبدو أن التحقيقات التي يقوم بها ديوان المحاسبة ستكشف ملابسات "ليلة المازوت السوداء"، بما سيضع مجلس النواب أمام مسؤولياته الدستورية والتشريعية في المراقبة والمساءلة، وبالتالي محاسبة الوزير المسؤول عن تسريب ملايين الليترات من المازوت المدعوم، إلى مستودعات الشركات المحظية، وحرمان الخزينة من عائدات تصل إلى 18 مليار ليرة لبنانية!!.

أمّا الحديث عن كشف مخطط يستهدف شخصيتين أمنيتين بارزتين عبر تفجير سيّارة مفخخة، فيتجاوز شخصي اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن، إلى ضرب حالة الأمن والاستقرار، والإيحاء بأن لبنان عاد إلى مرحلة الاغتيالات والسيارات المتفجرة، وبالتالي خلق المناخ المناسب لإطلاق أجواء الفوضى غير الخلّاقة، وتعطيل مسيرة الدولة، والحؤول دون أن تتخذ الحكومة اللبنانية أي قرار حاسم في الاستحقاقات الداهمة، وفي مقدمتها تجديد بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، وعدم الانضمام إلى مواقف الدول العربية المنادية باعتماد الحل السياسي للأزمة السورية، وقبل كل ذلك، العمل على تحويل البلد، مرّة أخرى، إلى ساحة لتصفية حسابات الأطراف الإقليمية والدولية على حساب استقراره ولقمة عيش أبنائه، خاصة مع اقتراب موعد المواجهة الدبلوماسية الحاسمة بين المجتمع الدولي وإيران، على خلفية الملف النووي، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية.

وغني عن القول إن المضي قدماً في تخريب الوضع الحالي، على هشاشته الأمنية، سيعتبر ليس مجرّد مغامرة غير محمودة العواقب وحسب، بقدر ما ستكون جريمة بحق النّاس والبلد الذي لن يجد هذه المرة، من الأشقاء والأصدقاء، من سيساعده للنهوض من كبوته المتوقعة، لا سمح الله، في حال انزلق من جديد إلى الفوضى، بحجة الدفاع عن شعارات خاوية، ولم تعد تنفع لكسب عاطفة الجماهير في زمن الربيع العربي.

لسنا من هواة التشكيك والترويع..

ولكن لا بدّ من التحذير من خطورة ما يحاك للبلد وأهله في حال استسلمت الدولة لفجور البعض السياسي، ولتهديد وترهيب البعض الآخر الأمني.

التصدّي لمخطط الفوضى مسؤولية الجميع في الحكم والمعارضة، نعم... مسؤولية المعارضة المنادية بإعادة بناء الدولة وحمايتها.

وإحباط جموح عون للسلطة والهيمنة على مقدرات الدولة تبقى مسؤولية حليفه الأوّل والوحيد "حزب الله"... حيث يتسلّح الجنرال عون بنفوذ الحزب في خوض معاركه "الدونكيشوتية" التي غالباً لا توفّر صديقاً... ولا حليفاً!.


 هل يحضّر عون للانسحاب من الحكومة أم لفك ارتباطه بالأزمة السورية؟

الحياة - يصعب على معظم الوزراء في الحكومة اللبنانية من خارج «تكتل التغيير والإصلاح» قراءة الأسباب التي تدفع بزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الى اطلاق قذائفه في أكثر من اتجاه بمن في ذلك حلفاؤه في الحكومة الذين يتذمرون من الآثار السلبية التي تصيبهم من «نيران صديقة» من دون ان يظهروا عدم ارتياحهم الى العلن؟

ويطرح هؤلاء الوزراء جملة من الأسئلة في محاولتهم الدؤوبة لاستقرار خلفية المواقف التصعيدية للعماد عون من أبرزها: «هل يمر في أزمة سياسية يريد تصديرها الى الخارج لشعوره بأن معظم وعوده قوبلت برفض من مجلس الوزراء؟ أم أنه لم يعتد حتى الساعة انه أصبح في صلب الموالاة ولم يعد في وسعه ان يمارس الشيء ونقيضه تحت سقف واحد، وبالتالي يتبع سياسة المعارضة من داخل الموالاة ويدعو للتظاهر ضد حكومة شكلت في ظروف غير طبيعية؟».

ومن الأسئلة أيضاً: «هل ان عون وجد نفسه أخيراً بأنه وضع كل أوراقه السياسية في سلة واحدة واكتشف لاحقاً انه اصطدم بحلفائه قبل الآخرين نتيجة شعوره بأن مجلس الوزراء ليس مطواعاً في يده وانه لا يستطيع ان يقدم نفسه على انه الرئيس غير المنتخب للبنان؟».

وفي هذا السياق، رأى وزراء أن عون لا يستطيع ان يتفلت بسهولة من وضع أوراقه السياسية في سلة واحدة وأن يعيد النظر في موقفه من الرهان على مسار الأزمة في سورية بعدما كان أعلن قبل أكثر من شهر أنها شارفت على الانتهاء وان الرئيس بشار الأسد سيتمكن من الإمساك وبأقوى مما كان، بزمام المبادرة، وإلا ماذا سيقول لمحازبيه في حال اقترب من قراره بفك ارتباطه بالنظام في سورية؟

كما سأل الوزراء عن صحة ما أخذ يتردد من أن منافسه في الشارع المسيحي قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع أخذ يكسب منه بالنقاط وان استطلاعاً للرأي أجري أخيراً أظر تململاً لدى محازبيه من مواقفه، خصوصاً في ضوء ما أعلنه الأخير من أنه يدرس خوض الانتخابات النيابية عن دائرة كسروان - الفتوح التي تشكل نقطة ارتكاز لـ «التيار الوطني»؟

ولم يستبعد الوزراء أن يكون عون حالياً في صدد درس اعادة تجميع أوراقه السياسية ليشكل حالة مستقلة عن الآخرين من دون تخليه عن تحالفه مع «حزب الله»، وذلك استعداداً لإعلان فك ارتباطه بعدد من الأطراف المشاركة في الحكومة التي استهدفها في مؤتمره الصحافي الأخير. لكن الوزراء أنفسهم يراهنون على ان عون ليس في وارد الانسحاب من الحكومة في المدى المنظور وانه يدفع في اتجاه خروج الآخرين منها وهذا لن يحصل عليه بسهولة لسببين، الأول ان الأزمة في سورية طويلة ومديدة وبالتالي لا مصلحة لحلفائها في لبنان في تغيير الحكومة، والثاني يتعلق بموقف «حزب الله» الذي يراعي عون من دون أن يمكنه من الإطاحة بها.

وأكد هؤلاء أن عون يدفع في اتجاه الذهاب بالبلد الى حافة الهاوية لعله يستحضر الضغوط المطلوبة التي تفرض على أطياف الحكومة تقديم تنازلات له يمكنه توظيفها في استرداد محازبيه واقناع بعضهم بعدم الوقوف على الحياد