المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار03 تموز/2012

انجيل القدّيس متّى 15/01-09/ هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيه، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ جِدًا عَنِّي

دَنَا إِلى يَسُوعَ فَرِّيسِيُّونَ وكَتَبَةٌ مِنْ أُورَشَليمَ وقَالُوا لَهُ: لِمَاذَا يُخَالِفُ تَلامِيذُكَ تَقْليدَ الشُّيُوخ، فلا يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُم عِنْدَمَا يَتَنَاوَلُونَ طَعَامًا؟. فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «وَأَنْتُم، لِمَاذَا تُخَالِفُونَ وَصِيَّةَ اللهِ مِنْ أَجْلِ تَقْليدِكُم؟

فَٱللهُ قَال: أَكْرِمْ أَبَاكَ وأُمَّكَ، ومَنْ يَلْعَنْ أَبَاهُ أَو أَمَّهُ فَلْيُقْتَلْ قَتْلاً. أَمَّا أَنْتُم فَتَقُولُون: إِنَّ مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَو أُمِّهِ: مَا يُمْكِنُني أَنْ أُسَاعِدَكَ بِهِ قَدَّمْتُهُ قُرْبَانًا لِلْهَيْكَل، لا يَعُودُ مُلْزَمًا بِإِكْرَامِ أَبِيْهِ أَو أُمِّهِ. فَمِنْ أَجْلِ تَقْليدِكُم أَبْطَلتُم كَلِمَةَ الله! يَا مُرَاؤُون، حَسَنًا تَنَبَّأَ عَلَيْكُم آشَعْيا قَائِلاً: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيه، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ جِدًا عَنِّي. وبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي، وهُم يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وصَايَا بَشَر».

 

عناوين النشرة

*17 قتيلاً وعشرات الجرحى بهجومين على كنيستين في كينيا

*أهالي الضاحية يطالبون القوى الأمنية بالتدخل لحمايتهم

*لبنان أمام محاولة تطبيع أمني تسابق مخطط توتير إقليمي الطابع

*شاكر البرجاوي أتعب البندقية بنقلها من كتف إلى أخرى

*حزب الله يقوّي التطرّف السنّي على حساب الحريرية

*الأسير: نهاية مرحلة لبنانية وهو ردّ بدأ بالجملة والتفصيل على نتائج الدخول السوري منذ العام 1976

*هل أدرك حزب الله أنّ إقصاء المستقبل خطأ؟

*حزب الله: الاستراتيجيات المطروحة تخمينات

*ضاهر: المشروع الفارسي سقط والثورة السورية ستدك عرش الأسد

*فتفت: نرفض الفتنة الأمنية وسنناضل لتسليم السلاح

*الراعي جدّد دعوته إلى احترام الحقوق وكرامة الشخص البشري والحريات العامة

*لا للصهر الكارثة باسيل من البترون إلى تنورين

*نزع السلاح وسيلة لا غاية

*أبعد من إسقاط الأسد

*اعتصام الأسير مستمر وفعاليات صيدا الإقتصادية تعترض لديه

*الأسير: ندرس فعليًا نقل مكان الاعتصام في صيدا شرط أن ينقل الرسالة عينها

*اللقاء الوطني والاسلامي: العلاج يبدأ باستعادة كرامة الدولة التي سلبها حزب السلاح

*سعيد من البيرة: لا يمكن لأحد أن يزرع الفتنة بيننا وبين قيادة الجيش

*فادي كرم أطلق ماكنته الانتخابيّة: أمن مجال للمقارنة بين مُدافعٍ عن لبنان ومدافع عن طاغية الشام

*بالفيديو/ خطبة الشيخ الأسير التي جرى التعتيم عليها

*صندي تايمز: روسيا قد تكون متورطة في اسقاط المقاتلة التركية على الحدود السورية

*إيران تلوّح بقدراتها العسكرية مجددا: كل قواعد الأعداء في مرمى صواريخنا

*باريس: الأسد انتهى أمره وعليه الرحيل بموجب اتفاق جنيف

*لقاءات سرية لإخوان سورية مع مساعدين لبوتين

*بشار يخاطر بكل شيء وأثبت أنه أكثر حكام الشرق الأوسط ديكتاتورية وشراسة

*تركيا أرسلت مقاتلات إلى الحدود بعد اقتراب مروحيات سورية

*إياد أبو شقرا/إصرار انتحاري على تحالف الأقليات/02 تموز/12

*طارق الحميد/فشل اجتماع جنيف الآن ماذا/02 تموز/12

*عبد الرحمن الراشد/جنيف اعتراف بنهاية الأسد/02 تموز/12

*صبحي منذر ياغي/إسرائيل تستعدّ لحرب الأنفاق وحزب الله لعناصره جنوباً در/02 تموز/12

 

 

17 قتيلاً وعشرات الجرحى بهجومين على كنيستين في كينيا

نيروبي - ا ف ب، يو بي أي - قتل 17 شخصاً وأصيب نحو 50 بجروح عندما اطلق مسلحون النار وألقوا قنابل يدوية على كنيستين، امس، في مدينة غاريسا شرق كينيا قرب الحدود الصومالية.

وقال المسؤول الثاني في الشرطة المحلية فيليب ندولو ان «17 شخصاً قتلوا داخل كنيسة افريقا انلاند و3 اصيبوا بجروح في الكنيسة الكاثوليكية». وكان المهاجمون 7 على الاقل، حسب الشرطة. واوضح ندولو: «لم نعتقل اي مشبوه، لكن لدينا معلومات حول وجود 5 مهاجمين في كنيسة افريقا انلاند واثنين في الكنيسة الكاثوليكية». وكانت جثث القتلى مضرجة بالدماء على الارض، بينما هرعت اجهزة الاسعاف الى المكان لاجلاء الجرحى. واعلن قائد الشرطة الاقليمية ليو نيوغيسا: «انه مسرح (جريمة) رهيب، يمكن ان نرى جثثا مضرجة بالدماء ارضا (...)»، مضيفا ان المهاجمين تمكنوا من الاستيلاء على اسلحة الشرطيين الذين كانوا في الخدمة امام الكنيستين. وفي روما، قال الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي، ان «الاعتداءات الدامية في كينيا في مدينة غاريسا ضد كنيستين مسيحيتين احداهما الكاتدرائية الكاثوليكية خلال الصلاة، تشكل عملا مروعا ومثيرا للقلق الشديد».

 

نتانياهو: الاوضاع في سوريا تؤدي الى تسرب وسائل قتالية كيميائية الى حزب الله ولولا قتال الحزب الى جانب الاسد لما كان النظام قد صمد

المصدر: وكالات/ حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من ان الاوضاع الامنية المتردية في سوريا تؤدي الى تسرب وسائل قتالية متقدمة بما فيها كيميائية الى عناصر من حزب الله والجهاد العالمي وتنظيم القاعدة.واشار نتنياهو في جلسة للجنة الخارجية والامن البرلمانية الى انه لولا ساعدت ايران حزب الله النظام السوري من خلال ارسال مقاتلين ليحاربوا الى جانبه لما كان الرئيس بشار الاسد يصمد".

وتطرق الى الملف الفلسطيني فقال ان المشكلة الرئيسية في قطاع غزة تتمثل في كميات الوسائل القتالية الكبيرة الموجودة ولا سيما صواريخ بعيدة المدى قد تطال تل ابيب. وتعهد نتنياهو بالاستمرار في البناء في كتل استيطانية كبيرة في الضفة الغربية هي بيت ايل والخليل وكريات اربع بالاضافة الى غور الاردن، مؤكدا مع ذلك التقيد بقرارات المحكمة بهذا الخصوص.

 

الأمن العام: إصابة عنصرين في مركز البقيعة واعتقال آخرين بملاحقة القوات السورية مسلحين

الاثنين 2 تموز 2012 /أصدرت المديرية العامة للأمن العام بياناً صحفياً  تناولت فيه ما جرى فجر اليوم في مركز البقيعة الحدودي جاء فيه أنه "بتاريخ 1-7-2012 فجراً، تعرض مركز أمن عام البقيعة الحدودي في الشمال لإطلاق نار أثناء ملاحقة قوة من الجيش العربي السوري لمسلحين أطلقوا من الأراضي اللبنانية قذيفة على مركز الهجرة والجوازات السوري في المنطقة أدت الى إصابة عنصرين من المركز المذكور. وأضاف البيان أنه "أثناء العملية وصلت القوة السورية الى مركز أمن عام البقيعة وإصطحبت عنصرين من المركز الى داخل الأراضي السورية ثم أطلقت سراحهما. وتابع البيان "تقوم المديرية العامة للأمن العام بإجراء التحقيقات اللازمة بعدما أحيط وزير الداخلية (مروان شربل) علماً بالحادث من قبل المدير العام للأمن العام (اللواء عباس ابراهيم). (بيان)

 

القوات السورية تقتحم الحدود وتعتقل عنصرين من الأمن العام وآخر من الجمارك 

الاثنين 2 تموز 2012/أفاد مراسل قناة "lbc" في الشمال أن القوات السورية أطلقت فجر اليوم النار باتجاه معبر جسر القمار في منطقة وادي خالد، وتقدمت باتجاه المنطقة الواقعة داخل الأراضي اللبنانية، ما أدى الى تضرر مبنى الجمارك وعدد من السيارات جراء الرشقات النارية. وفي التفاصيل، ان قوة سورية مؤلفة من 20 عنصراً على رأسها المقدم حسين المسؤول عن المنطقة، اقتحمت المعبر بجيب عسكري مزود بمدفع رشاش، واطلقت النار بكل الاتجاهات، واعتقلت عنصرا من الجمارك واثنين من الامن العام، واعتدت عليهم بالضرب، قبل ان تصطحب معها اثنين منهم الى داخل الاراضي السورية، وتطلق سراحهما فيما بعد. وأشار المراسل إلى أن الجنود السوريون صادروا بندقية عنصر من القوة المشتركة الموجودة في المكان.(رصد NOW Lebanon)

 

ميقاتي يدين الخرق السوري غبر المقبول للسيادة وسليمان يعتبره مخالفا للقوانين ويدعو لعدم تكرار هذه الحوادث

موقع القوات اللبنانية/اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان اجتياز وحدة عسكرية سورية الحدود اللبنانية واحتجاز عنصرين من الامن العام اللبناني وتركهم لاحقا، امر مرفوض يخالف القوانين والاعراف الدولية من جهة ويتجاوز مبدأ التنسيق الواجب بين البلدين على طول الحدود. وامل رئيس الجمهورية في اجراء التحقيقات اللازمة وتحديد المسؤوليات لعدم تكرار مثل هذه الاعمال وحرصا على عدم تعكير العلاقات الثنائية القائمة على احترام سيادة كل من البلدين واستقلاله. واطلع رئيس الجمهورية من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على الاوضاع الامنية وما تقوم به القوى الامنية في خلال الشهر الامني والتدابير المتخذة لضبط الامن والاستقرار ومنع ضرب مصالح الناس والتعدي على الاملاك العامة والخاصة. وتلقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إتصالا من وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس وجرى البحث في الوضع اللبناني والتطورات الراهنة في المنطقة ونتائج اجتماع دول مجلس الأمن الدولي في جنيف بشأن سوريا.وكرر فابيوس خلال الاتصال "تفهم فرنسا لموقف لبنان بتطبيق سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا"، وتمنى ان ينعم لبنان بالاستقرار التام خصوصا بمنطقة الجنوب. بدوره، شكر ميقاتي فابيوس على اهتمام فرنسا باستقرار لبنان، وأكد له على أهمية توطيد العلاقة بين البلدين. الى ذلك، دان رئيس مجلس الوزراء إحتجاز الجيش السوري اليوم عنصرين من الامن العام اللبناني داخل الاراضي اللبنانية، معتبرا ان هذا الحادث يشكل خرقا غير مقبول للسيادة اللبنانية وهو سيكون موضع متابعة من قبل المراجع المختصة لجلاء كل ملابساته. كذلك تابع ميقاتي الوضع في الجنوب وطلب من قيادة الجيش معالجة الموضوع مع قوات اليونيفيل. على صعيد آخر، شكر رئيس مجلس الوزراء جميع من ساهموا في الافراج عن اللبنانية ايلين عساف التي كانت محتجزة في ليبيا من ضمن فريق من المحكمة الجنائية الدولية.

 

السعودية تحذر رعاياها من السفر الى لبنان 

الاثنين 2 تموز 2012 /نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قوله إنه "نظراً لعدم استقرار الأوضاع على الساحة اللبنانية، فإن وزارة الخارجية تحذر المواطنين السعوديين من السفر إلى لبنان حفاظاً على سلامتهم وأسرهم خلال هذه الفترة وحتى إشعار آخر".(واس)

 

طائرة إسرائيلية تفجر جهازا للتجسس بين بلدتي زرارية وطيرفلسيه بالجنوب

نهارنت/فجرت طائرة إسرائيلية جهازا للتجسس بين بلدتي طيرفلسيه والزرارية في الجنوب بعدما اكتشفته المقاومة على أحد خطوطها السلكية. وقالت قناة الـ"MTV" في خبر عاجل أن "طائرة إسرائيلية ألقت صاروخا بين بلدتي زرارية وطيرفلسيه وحزب الله يطوق المكان". وتبع التفجير تحليق "لطيران حربي إسرائيلي في أجواء المنطقة المستهدفة بين بلدتي طيرفلسيه وزرارية". إلا أن قناة "المنار" أوضحت عبر موقعها الإلكتروني أن انفجارا حصل "في منطقة الزرارية جنوب لبنان ناجم عن تفجير العدو جهازاً تجسسياً اكتشفته المقاومة على أحد خطوطها السلكية". وثم نشرت خبرا عاجلا مفاده أن "العدو يفجر عن بعد عبوة ناسفة زرعها على أحد الخطوط السلكية للمقاومة في بلدة الزرارية جنوب لبنان". وفي الثاني من كانون الأول الماضي أعلن حزب الله أنه أحبط عملية تجسس اسرائيلية على خط السلكي بين صريفا وديركيفا" لافتا الى ان "اسرائيل قامت بتفجير جهاز التنصت بواسطة طائرة استطلاع". وقد اكتشفت مخابرات الجيش بالتنسيق مع حزب الله عدة مرات منظومات تجسس إسرائيلية في صنين عام 2010، وبلدة شمع الجنوبية في آذار 2011، والعديد من الشبكات التي لا يفصح عنها إعلاميا.

 

مصادر لـ"NOW Lebanon": الطيران الإسرائيلي يفجّر جهاز تنصت بين الزراريّة وطيرفلسيه

الاثنين 2 تموز 2012 /أفادت مصادر ميدانيّة موقع "NOW Lebanon" أنّ "طائرة استطلاع إسرائيليّة من دون طيّار ألقت بعد ظهر اليوم (الاثنين) صاروخًا بإتجاه المنطقة الواقعة بين بلدتي الزراريّة وطيرفلسيه في الزهراني، ما أدى إلى إشعال حريق في المنطقة"، مشيرةً إلى أنّ "عناصر من "حزب الله" كانوا اكتشفوا في المنطقة المذكورة جهاز تنصت إسرائيلي، وعندما حاولوا تفكيكه قامت الطائرة المعاديّة بإطلاق صاروخ جو- أرض عليه وعملت على تفجيره من الجو". وأعقب تفجير جهاز التنصت إنتشار أمني  للجيش اللبناني ولعناصر من "حزب الله" حول المنطقة، ومنعوا أحدًا من التقدم نحوها، حيث يقومون بالتحقيق حول الموضوع. وذكر أهالي الزراريّة أنّه أعقب التفجير تحليق لطائرات الاستطلاع الاسرائيليّة فوق البلدة والأوديّة القريبة وأنّهم سمعوا إطلاق صاروخين نحو الوادي المذكور من طائرة الاستطلاع الاسرائيليّة.

 

المقاومة الإسلامية": محاولة التجسس التقني للعدو إنتهاك للسيادة ومحاولة لاستباحة أمن اللبنانيين 

أعلنت "المقاومة الإسلامية" أنَّه في إطار عملها المستمر لمكافحة التجسس الإسرائيلي، تمكنت "من إكتشاف جهاز تجسس إسرائيلي على شبكة الاتصالات السلكية للمقاومة في منطقة الزرارية فقام العدو إثر ذلك بتفجيره عن بعد، حيث لم يصب أحد بأذى نتيجة حيطة وحذر فنيي المقاومة". "المقاومة الإسلامية"، وفي بيان وزعته العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، رأت أنَّ "محاولة التجسس التقني للعدو، والتي أحبطتها المقاومة، تأتي في إطار الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية على منظومة الاتصالات، وهو ما يشكل انتهاكا للسيادة، ومحاولة لاستباحة أمن اللبنانيين وسلامتهم". وأكَّدت "إستمرارها في مواجهة مخططات العدو واعتداءاته على أمن لبنان وسلامته ومقاومته".(الوطنية للإعلام)

 

"حزب الله": العدو فجر عبوة ناسفة على الخط السلكي التابع للمقاومة في الزرارية 

الاثنين 2 تموز 2012 /أفادت العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، في بيان، أنَّ "إنفجار الزرارية نتج عن قيام العدو بتفجير عبوة ناسفة عن بعد، موجودة على الخط السلكي التابع للمقاومة".(الوطنية للإعلام)

 

قرطباوي: على قوى الأمن والجيش تطبيق القانون وعلى القوى السياسية القيام بدورها أيضًا

الاحد 1 تموز 2012 /لفت وزير العدل شكيب قرطباوي إلى أنه "قد يكون هناك مجموعات تريد الفوضى في لبنان، لكن القرار المتّخذ في مجلس الوزراء في ما يتعلّق بضبط الوضع الأمني حاسم وسيتم تنفيذه بتشدد". وفي حديث لقناة "الجديد"، أضاف قرطباوي: "صحيح أن هناك حرية للجميع في التعبير عن رأيه، لكن هذا لا يكون بقطع الطرقات ولا بإثارة النعرات، وأنا أعتبر أن الحرية هي جوهر لبنان لكن للحرية حدود وحدودها هي المسؤولية". ورداً على سؤال، أجاب قرطباوي: "نتمنّى على الإعلام أن يساعد في تهدئة الأوضاع، ويجب أن يكون الجميع مع تطبيق القانون، وبالتالي تبقى الحرية للجميع ضمن ما يكفله القانون"، وتابع: "القانون فوق كل الناس وندعو قوى الأمن والجيش لتطبيقه، والقضاء جاهز لأخذ الإجراءات المطلوبة، وعلينا بالحكمة تدارك المشاكل دون أن نجعل التصرف بحكمة باباً لفلتان الأمور، بل على العكس أن تكون الحكمة مقرونة بالتشدد في منع الحقن المذهبي"، مشيراً إلى أن "التعليمات المعطاة للجيش وقوى الأمن واضحة وصارمة في منع أي مجموعة من قطع أي طريق ومن إحراق الدواليب، وعلى القوى السياسية جميعها التي أكّدت أنها ترفع الغطاء عن أي مُخلّ بالأمن أن تقوم بدورها في هذا المجال في ضبط الشارع". وفي مجال آخر، أوضح قرطباوي أن "القانون يعطي صلاحيات قليلة لوزير العدل في مجال القضاء، منها أنه في حال أحال التفتيش القضائي ملف أحد القضاة إليه، يحقّ للوزير إيقاف القاضي المُحال عن العمل"، وتابع: "وهذا ما فعلتُه دون تبجّح مع قضاةٍ أربعة، فالقضاء مؤسسة قادرة على تنظيف نفسها بنفسها". وبشأن تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى ومدعي عام تمييز، ردّ قرطباوي: "أنا لا أُعلِن أي إسم أو أي شيء في هذا الملف، وكل ما أقوله إن شاء الله خير". قرطباوي شدد على أن "التعامل مع الموقوف في جرم الاعتداء على قناة "الجديد" وسام علاء الدين سيكون وفق المعطيات القضائية دون أي معطى آخر، ولن يتم الرضوخ لأي ضغوط سياسية أو غير سياسية إذا وُجِدت".(رصد NOW Lebanon)

 

شربل: نأمل نتيجة مرضية بشأن اعتصام الأسير.. ونتابع موضوع المخطوفين في سوريا 

الاثنين 2 تموز 2012 /تمنى وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93.3"، أن تصل المفاوضات مع الشيخ أحمد الأسير إلى نتيجة مرضية ويتم فك الاعتصام".

وفي آخر الاتصالات في شأن المخطوفين في سوريا كشف شربل عن تنسيق مستمر في هذا الشأن مع الأتراك، لافتاً في هذا الاطار الى زيارة قام بها احد الضباط من قوى الامن الداخلي وبعض من مشايخ السلفيين الى انقره حيث تابعوا مع المسؤولين الاتراك القضية، آملا ان يتم الوصول الى نتيجة في اسرع وقت ممكن. واعتبر شربل "ان هذه الطريقة تجمع وتقرب بين الطوائف اللبنانية".

اضاف: "بات عندي نوع من التفاؤل في موضوع المخطوفين، وبأنهم سيحضرون الى لبنان بشكل مفاجئ".وعن كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن معلومات تشير الى محاولة جديدة لاغتياله، قال شربل: "ان الشخصيات في لبنان بأغلبيتها مهددة، وعلى الجميع ان يأخذوا احتياطاتهم اللازمة ونحن ننسق معهم على الارض".(الوطنية للإعلام

 

قاطيشه لـ"الشرق الأوسط": الهجوم على "اليونيفيل" في مارون الراس يأتي بغرض التذكير بأن "حزب الله" موجود ويسيطر على الساحة الجنوبية

 أعرب مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" للشؤون الرئاسية العميد المتقاعد وهبة قاطيشه عن اعتقاده أن "الحادث الذي وقع بين أهالي مارون الرّاس ودورية لقوات "اليونيفيل" ليس بريئا، مؤكدا أن "تلك التحرشات بـ"اليونيفيل" ليست فردية، بل منظمة وموجهة، خصوصا أنه لا يمكن لفرد أن يهاجم كتيبة مسلحة من الجنود الدوليين". وأشار قاطيشه في اتصال مع "الشرق الأوسط" إلى أن "هذا الهجوم "يأتي بغرض التذكير بأننا "حزب الله" موجود، ونسيطر على الساحة الجنوبية"، مؤكدا أنه "يتضمن رسائل في كل الاتجاهات"، مستبعدا أن "تكون إحدى تلك الرسائل تهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك في الجنوب". ورأى قاطيشه ان "من يوجه النساء والأطفال للتحرش بالقوات الدولية من غير استخدام السلاح ضدها، لا يفضل تغيير قواعد الاشتباك، لأنه لا يرغب في أن توكل إلى "اليونيفيل" مهمة استخدام سلاحها، بل يهمه إبقاء الأمر على ما هو عليه، والتذكير بأنه موجود ويسيطر على الساحة الجنوبية".

المصدر: الشرق الاوسط

 

"الكتائب": لعدم التهاون بمعالجة التعدي على مركز الأمن.. ولإستدعاء سفير سوريا للإحتجاج 

الاثنين 2 تموز 2012 /حذّر المكتب السياسي الكتائبي من "الإنكشاف الأمني الخطير وبروز ظاهرة قطع الطرق وتوازن الشغب وانزلاق الوضع الى فوضى أمنية واستفحال الفلتان الذي يتمدد في العاصمة وطريق المطار والمناطق، ما يحتمّ تحرك الاجهزة الرسمية لضمان الاستقرار وردع هذه المشاهد التي تسيء الى سمعة لبنان في عزّ موسم السياحة والاصطياف". وأضاف: "وليس الإعتداء على قناة "الجديد" سوى احد مظاهر التسيّب وجرّ الفتنة الى البلاد في استهداف منظم لقمع الحريات وتدجين الاعلام وتحدي الدولة بكل أجهزتها وأدواتها". المكتب السياسي، وفي بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميّل، شجب "بأشد العبارات إقدام دورية من الجيش السوري على اجتياح الحدود الشمالية والتعدي على مركز أمني لبناني واقتياد عنصرين أمنيين الى داخل سوريا قبل الافراج عنهما"، وضمّ صوته إلى "الموقف الذي أدلى به النائب سامي الجميّل أمام مجلس النواب مطالباً باستدعاء السفير السوري (لدى لبنان علي عبدالكريم علي) للاحتجاج على هذا التصرف العدائي تحت طائلة مراجعة مجلس الامن الدولي في حال الاستمرار في هذا النمط العدائي"، مهيبًا بالحكومة "عدم التهاون في معالجة هذه المسألة بما يخدم سيادة لبنان وقدسية أراضيه وسلامة شعبه". واستغرب الحزب "محاولة الحكومة تمرير مشروع قانون يجيز الانفاق المفرط وغير المبرر، من دون النظر الى الموارد التي من شأنها تغطية هذا الانفاق"، مشيرًا إلى أن "هذا التصرف يتناقض وأبسط أصول المحاسبة العمومية المعمول بها لبنانياً ودولياً ويزيد بشكل غير مسبوق وغير مسؤول مديونية الخزينة اللبنانية، مما يدفع بالبلاد نحو نتائج خطيرة على الصعيد المالي والسياسي والاجتماعي، وكان يجدر بالحكومة ايلاء اهتمامها الى الميزانية الجديدة كون كل المعطيات والارقام هي بحوذتها ولا يوجد اي مبرر لعدم تقديمها الى مجلس النواب واقرارها ضمن المهل الدستورية بهدف طمأنة اللبنانيين والحفاظ على الدستور وعلى القوانين المالية". وأعرب حزب الكتائب عن "ارتياحه لجولة رئيس الحزب الى زحلة وتجاوب القيادات الروحية والزمنية معها وهم  خصوا رئيس الحزب باستقبالات حارة وحوار سياسي مسؤول"، وعاهد أهل زحلة والبقاع "بالسير معاً على طريق خلاص لبنان مهما بلغت الصعوبات". وناشد حزب الكتائب "السلطات القضائية والامنية وضع حدّ نهائي لعمليات وضع اليد في بلدة لاسا وحماية الملكية الخاصة من تعديات تحصل حيناً باسم الدين وأحياناً باسم المنفعة البلدية"، داعيًا "أولياء الشأن الى ترسيم الحدود الثابتة العائدة لكل فريق بالاعتماد على الوسائط القانونية والفنية المتبعة قضائياً ونزع هذا الفتيل غير البريء الذي يشي بتداعيات يمكن تداركها اذا طبق القانون وساد العدل". (المكتب الإعلامي)

 

أحمد الحريري: الاعتدال كان وسيبقى خيارنا.. ونرفض قطع الطرق

الاحد 1 تموز 2012 /نظّم قطاع المرأة في "تيار المستقبل" نشاطاً في وسط بيروت بعنوان "كلنا تحت السما الزرقا"، برعاية وحضور الأمين العام للتيار أحمد الحريري، كما حضر رئيس بلدية بيروت بلال حمد، وأعضاء من المكتب السياسي والأمانة العامة للتيار، والمنسق العام للتيار في بيروت العميد محمود الجمل، منسقة قطاع المرأة عفيفة السيد، ومنسقات وعضوات في المناطق وحشد من الأهالي والأطفال، وتمثل النشاط بتلوين الإطارات وزرعها بالورود في وسط بيروت أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وألقى الحريري كلمة قال فيها: "الإعتدال كان وسيبقى خيارنا في تيار المستقبل وهو الخيار الأصعب، ونحن نرفض رفضاً قاطعًا كل أشكال الطائفية البغيضة وكل مظاهر قطع الطرق وتعطيل مصالح الناس مهما كانت الأسباب"، وأضاف: "إننا نعرف بأن هناك أشخاصًا يشعرون بالغبن ولكن يجب علينا التحمل"، كما شدد على "تمسك تيار المستقبل ببناء الدولة الجامعة، وبدعم المؤسسات". (الوطنية للإعلام)

 

مقتل أكثر من 16500 شخصاً في سوريا منذ أكثر من 15 شهراً 

الاثنين 2 تموز 2012 /أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وكالة "فرانس برس" أن "أكثر من 16500 شخصاً قتلوا في أعمال عنف في سوريا منذ بدء الحركة الإحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في منتصف آذار 2011"، موضحاً أن "16507 أشخاص قتلوا في الإضطرابات بينهم 11486 مدنياً، كما قتل 870 عنصراً منشقاً و4151 من عناصر القوات النظامية".(أ.ف.ب.)

 

بدء مناورات عسكرية في ايران تحاكي هجوماً على "قاعدة أجنبية"

الاثنين 2 تموز 2012 /بدأت إيران مناورات عسكرية تحاكي خصوصاً هجوماً على "قاعدة أجنبية" في المنطقة وذلك من خلال استخدام مجموعة من الصواريخ البالستية، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ايرنا" عن بيان صدر عن الحرس الثوري أن هذه المناورات، التي أُطلق عليها اسم "الرسول الأعظم -7"، ستستمر ثلاثة أيام وستستخدم "عشرات الصواريخ" من بينها صواريخ "شهاب -3" القادرة على إصابة اسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة. وأوضح المصدر أن "هذه المناورات تجري في صحراء دشت كوير في وسط ايران حيث تم بناء "نسخة عن قاعدة جوية" تابعة لـ"قوة أجنبية في المنطقة، وسيتم اطلاق صواريخ متفاوتة المدى (ضد هذا المجسم) من مناطق عدة في البلاد"، لافتاً إلى أنّه "ستستخدم في المناورات نحو ستة انواع من الصواريخ البالستية الايرانية من "شهاب -1" و"فتح -110" القصيري المدى (200 كلم) إلى "شهاب -3" القادر على بلوغ اهداف تبعد الفي كلم". ومن المفترض أن تتيح هذه المناورات التحقق من دقة وفاعلية اطلاق الصواريخ، السلاح الوحيد لدى ايران القادر على بلوغ اهداف ابعد من حدودها في غياب سلاح جوي متطور او قطعات بحرية مجهزة وقوية.(أ.ف.ب.)

 

إطلاق سراح موظّفي المحكمة الجنائية الدولية المعتقلين في ليبيا الإثنين

الاحد 1 تموز 2012 /أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنّها تتوقع أن يتم غداً الإثنين إطلاق سراح موظّفيها الأربعة المعتقلين في ليبيا منذ السابع من حزيران بعد زيارتهم سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.وقال المتحدث بإسم المحكمة فادي العبد الله لوكالة "فرانس برس" إن "رئيس (المحكمة الجنائية الدولية) يتوجه إلى ليبيا والمحكمة تتوقع الإفراج عن المعتقلين الأربعة الإثنين".(أ.ف.ب)

 

«الحرس الثوري» يبدأ مناورة عسكرية اليوم

إيران تلوّح بقدراتها العسكرية مجددا: كل قواعد الأعداء في مرمى صواريخنا

طهران - من أحمد أمين /الراي

لوحت ايران، امس، مجددا بقدراتها العسكرية، مهددة بانها «ستجعل اي معتد يندم على فعلته اذا اعتدى عليها».

واكد رئيس الدائرة الاعلامية في القيادة العامة للقوات المسلحة العميد مسعود جزائري في كلمة لمناسبة الذكرى السنوية لاسقاط الفرقاطة الاميركية «فينسنس» العام 1988 طائرة ركاب ايرانية من طراز «ايرباص» فوق مياه الخليج ومقتل جميع من على متنها وعددهم 290 شخصا: «بلا شك فان خطر وقوع حادث مماثل من قبل المعتدين الاميركيين مازال محتملا، لكن في الظروف الحالية اذا ما وقع هذا الحادث فان نهايته لن تكون مثل الحادث السابق، لان هذا الامر سيؤدي الى رد فعل جاد من قبل ايران وستجعل اي معتد يندم على فعلته».

في غضون ذلك، صرح نائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري العميد مرتضي ميريان بان «كل قواعد الاعداء تقع اليوم داخل مرمى صواريخنا، وذات مرة حاربونا على حدود البلاد لكننا اليوم قادرون على محاربتهم على بعد آلاف عدة من الكيلومترات». واضاف ان «السفن الحربية الاميركية الضخمة والبطيئة وحاملات الطائرت، تعد اهدافا مناسبة لهجمات الكر والفر للزوارق الايرانية»، موضحا أن «ايران تتمتع بالقدرة المطلوبة للدخول فى مواجهة قوية وجادة ضد تهديدات العدو، على كل المستويات، وجعلهم يندمون على تصرفهم العدواني».

من ناحية ثانية، كشف وزير الدفاع اللواء احمد وحيدي تفاصيل جديدة متعلقة بتقنيات ومعلومات طائرة التجسس الاميركية «آر كيو 170» التي انزلت على الاراضي الايرانية في ديسمبر الماضي، رافضا الافصاح عن ماهية المعلومات المكتشفة. وفي ما يتعلق بمضيق هرمز وأمن المنطقة، قال وحيدي: «تعتبر ايران حتى الان البلد الاول الذي يعمل على ضمان الامن لمضيق هرمز، وانها ستقف في وجه اي طرف يروم تعريض امن هذا الممر المائي للخطر»، مبينا ان «مضيق هرمز يعتبرا جزء من المصالح الاستراتيجية للبلاد، ونحن نولي اهمية خاصة له ونتابع عن كثب وبدقة كل الاحداث التي تقع فيه».

على صعيد آخر، شدد وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي، على «اهمية استمرار المحادثات بين ايران ومجموعة 5+1، وضرورة التوصل الى تسوية نهائية وسلمية للقضية النووية الايرانية». من جانب ثان، استدعت وزارة الخارجية الايرانية القائم باعمال السفارة الافغانية في طهران شاه مردان قلي، احتجاجا على «الضجة التي تثيرها بعض وسائل الاعلام الافغانية ضد ايران»،  من جانبه، أعلن قائد سلاح الجو والفضاء التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال أمير علي حاجي زاده، امس، أن «الحرس الثوري» سيبدأ مناورة عسكرية اليوم تجرى خلالها اختبارات لصواريخ. ونقلت «وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية» (إرنا) عنه إن «الاختبارات ستشمل كل طرز الصواريخ قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى التي تمتلكها إيران.

 

دفعة جديدة من الجواسيس في كنف حزب الله

يقال نت/أفيد ، بأن شبكة تجسس جديدة إكتشفها "حزب الله" في صفوفه، ولكنه على جري عادته رفض تسليمها الى الدولة اللبنانية، وهو أنجز ، بسرية تامة محاكمة ميدانية لأفرادها، وأنزل بهم العقوبات التي يراها، ومن بينها عقوبة إعدام بحق أحد هؤلاء الأفراد. وحاولت وسائل إعلام عدة أن تصل الى معلومات حول هذه الشبكة، لكن "حزب الله" لجأ الى التكتم التام. ووصلت تقارير حول هذه الشبكة الى أجهزة أمنية، تلتزم بدورها الصمت

 

رأس الموسوي في ..النورماندي

يقال نت/اعتبر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي، أن «الردمية الاولى التي قامت بها شركة «سوليدير» في البحر ثمنها اليوم أربعة اضعاف ما تسبب به العدوان الاسرائيلي على لبنان، وقال في احتفال لمناسبة الذكرى الـ31 لأسر عبدالله عليان في البياضة، «تريدون ان تستعيد الدولة سيادتها على ارضها، فلتستعد سيادتها على الاراضي التي ردمت في البحر واخذتها شركة «سوليدير»، فإذا ما رجعت هذه الارض، فإنه لدينا على الاقل 12 مليار دولار قادرين ان نطفئ بهم جزءا من الدين العام

 

حزب الله": الاستراتيجيات المطروحة تخمينات

المستقبل/اعتبر "حزب الله" في مواقف صادرة عن عدد من مسؤوليه، أن "ما طرح على طاولة الحوار من استراتيجيات دفاعية هو تخمينات، وظنون"، وذكّر بأن "سلاح المقاومة باقٍ في أيادينا، وهو سيبقى حتى تحرير الأرض".

الموسوي

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال مشاركته في حفل أقامه الحزب إحياء للذكرى الواحدة والثلاثين لاعتقال الأسير عبد الله عليان في بلدة البياضة، أن "سياسات الفريق الآخر أوصلت وطننا إلى الفقر، وأن الحكومات التي تعاقبت راكمت الدين حتى وصل الى 60 مليار دولار، من دون ان تؤمن في المقابل الحد الادنى من التيار الكهربائي او التغذية بالمياه".

وشدد على أن "كل ما تم اعتماده بشأن الهبات، وهي مليارات الدولارات، مخالف لأصول المحاسبة العمومية، حيث يجب معرفة كيفية وأين تم صرف هذه الهبات".

صفي الدين

ولفت رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين خلال رعايته إطلاق أنشطة الحزب الصيفية في حارة حريك، الى أن "ما يحصل اليوم في لبنان هو نتاج الفلسفات الخاصة للبعض، الذي أصر خلال الأشهر الماضية على إقحام لبنان بكل تفاصيل الوضع السوري، ونحن أمام نتائج ذلك الخطاب غير المدروس، المنطلق من فئوية وعصبوية، ومن التزامات خارجية، وبسبب الإقحام غير المسؤول للبنان في الشأن السوري".

وقال: "نحن نناقش الإستراتيجية الدفاعية من موقع العارف والواثق والمجرب، وأن ما طرح على طاولة الحوار من استراتيجيات دفاعية هو تخمينات، وظنون، يمكن أن تنفع ويمكن أن لا تنفع، لكننا نحن نتحدث عن استراتيجية دفاعية نفعت، جربناها لحماية الوطن وحمته، جربناها لكسر الإسرائيلي فكسرته وهزمته".

ياغي

وأشار مسؤول الحزب في البقاع محمد ياغي خلال لقاء، عقد في ختام جولة قام بها عدد من رؤساء وأعضاء مجالس بلدية جنوبية في البقاع، الى أننا "نأبى ان ننجر الى فتنة مذهبية، وقد عضضنا على الجراح، وتحملنا الشتائم والمؤامرات، وآخرها في تموز 2006، ودفعنا أثمانا باهظة من أجل ذلك". ودعا الدولة الى "تحمل مسؤولياتها، والجيش والاجهزة الامنية الى القيام بدور عملي ومسؤول حيال الفتنة". وذكّر بأن "سلاح المقاومة باق في أيدينا، وسيبقى حتى تحرير الأرض، ولا يعتقدن أحد أنه بإشارة من هنا، وتحريك من هناك، يستطيع ان يفعل شيئا، ونحن نعرف هذه الشلة ومن يحركها".

يزبك

وناشد رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك خلال مشاركته في حفل تأبيني أقيم في بلدة العين ـ بعلبك، "كل ذي ضمير حي ان يفكر بالكلمة قبل أن يقولها، وأن لا يعمل لسبق إعلامي ولو ادى الى الفتنة، لأن الساحة لا تقبل المزيد من التحريض والعبث، والعصبية تشتد، وإذا ما تحكمت لن يبقى للعقلاء من دور، فأين يصبح الوطن؟".

 

ويك اند» صيدا مرّ «على خير» والأسير منفتح على نقل الاعتصام إلى مكان «يوجع» بالدرجة نفسها

لبنان أمام محاولة «تطبيع أمني» تسابق مخطط توتير إقليمي الطابع

بيروت ـ الراي

يستعيد المشهد الداخلي في لبنان بعضاً من هدوء افتقده طويلاً في الشهرين الاخيرين من دون ضمانات حاسمة وجازمة بان الاهتزازات الأمنيّة التي شهدها لن تتكرر في تجارب جديدة.

واذا كان الاعتصام الذي رفعه إمام مسجد بلال بن رباح (صيدا) الشيخ احمد الاسير على مدخل مدينة صيدا قبل ايام أبقى العنوان الامني قائماً، ولو في نطاق محدود يتعلق بعاصمة الجنوب، فان ما ساهم في «عزل» هذه الحالة وتركها للمعالجات من داخل المدينة وعلى عهدة وزارة الداخلية والجهات الداخلية هو ان مجمل الوضع في المناطق الاخرى بدا متجهاً نحو استعادة الوضع الطبيعي على امل تصليب الارضية الامنية والسياسية التي تتكئ عليها هذه العودة.

وتحدثت جهات معنية في فريق الاكثرية الحكومية لـ «الراي» عن اتجاه الى تدعيم القوى الامنية والعسكرية في الاجراءات الجارية بمزيد من الجدية السياسية داخل الحكومة وخارجها انطلاقاً مما شهدته الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء التي اعتُبرت نقطة انطلاق جديدة ومفصلية في احتواء ظاهرة الشغب وقطع الطرق.

واوضحت هذه الجهات ان الايام التي اعقبت مجلس الوزراء بدت كفيلة بتظهير «القرار السياسي الكبير» الذي اتُخذ في مجلس الوزراء والذي مكّن القوى الامنية والعسكرية من معاودة تطبيع الوضع خصوصاً في العاصمة بيروت، في حين ان هذه العملية تمددت مفاعيلها ايضا نحو الشمال ولا سيما في طرابلس، وهو امر لم يأخذ قسطه من الاضواء نظراً الى تحويل الانظار الى الاعتصام في صيدا.

لكن الجهات نفسها لفتت الى ان العامل البارز الذي ظهر في الايام الاخيرة يتمثل في شبه إجماع سياسي على تجاوز الاهتزازات الامنية، وهو امر ينبغي الرهان عليه بقوة بعدما بدا واضحاً ان موجة الشغب الاخيرة قد أثارت مخاوف عميقة لدى جميع القوى اللبنانية ودفعتها نحو المساهمة في احتواء خطر الانزلاق الى زعزعة الامن على نطاق واسع.

ومع ان بعضاً من هذه القراءة يشكل قاسماً مشتركاً بين قوى الاكثرية وقوى 14 آذار، فان مصادر معارِضة لا تزال تنظر بعين الشك الى اختبار النيات السياسية لدى خصومها في قوى 8 آذار خصوصاً، اذ تعتبر ان التهدئة الحالية كانت نتيجة تلقائية لحاجة بعض هذه القوى الى لملمة الاثار السلبية الكبيرة التي نجمت عن انكشاف تورطها في لعبة تحريك الشارع الاسبوع الماضي من خلال التعرّض لتلفزيون «الجديد» وما تكشفّت عنه العملية من وجود مخطط لاستهداف تلفزيون «المستقبل» لإذكاء صراع سني - سني.

وتضيف هذه المصادر ان واقعة الاعتداء على محطة «الجديد» ووقوع احد المتورطين فيها (وسام علاء الدين) في ايدي الذين اوقفوه وسلّموه الى الجهات الامنية، كانت بمثابة «خطأ غير محسوب» تماماً ادى الى انكشاف لعبة خطيرة ليس هناك ما يضمن عدم تجدد المحاولات لايقاظها لأهداف تشتمّ منها اوساط قريبة من «14 آذار» وجود نية بتحمية الأرض في إطار استدراج نقاش، وبموازين القوى الاقليمي الحالية، اي قبل سقوط النظام السوري، على قاعدة ما كان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله دعا اليه قبل فترة لجهة الحاجة الى مؤتمر وطني تأسيسي وهو المطلب الذي شكّل السقف الذي ربط به الحزب مناقشة سلاحه من باب «بناء الدولة» التي حدد شروطها آخذاً على اتفاق الطائف انه يستولد الازمات، ما اعتُبر اكثر من ايحاء بـ استعجال «الضغط» لفتح البحث في «صيغة» لبنانية جديدة يبقى التطرق اليها بطبيعة الحال يحتاج الى توافُق اقليمي - دولي لا تلوح في الأفق اي بوادر له.

وفي رأي هذه المصادر ان المسألة الأمنية لا تقف عند التبسيط الذي يعتمده بعض الجهات في الدولة. واذا كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان وضع كل ثقله وذهب الى حد استنفار قادة الاجهزة الامنية على مسمع مباشر من مجلس الوزراء وبنبرة غير مسبوقة، فذلك يعني ان الخشية من خطر وجود إرادات سياسية مرتبطة بزعزعة الامن لا تزال قائمة ويصعب إسقاط تكرارها في اللحظة المناسبة لاصحابها ولا سيما في ظل دخول الأزمة السورية مرحلة مفصلية.

ومع ذلك، فان المصادر نفسها تعتقد ان الاسبوع الطالع يتسم بأهمية لجهة معاينة ما يحكى عن جهود لتمرير المدة الفاصلة عن بداية شهر رمضان ومن بعدها شهر رمضان بالكامل بالحد الاقصى الممكن من التهدئة بغية لملمة الوضع والحد من الخسائر الاقتصادية والسياحية التي لحقت بالبلاد.

وتقول المصادر ان الحكومة تبدو امام احدى فرصها الاخيرة لاجتياز هذا الامتحان اذ سيكون من الصعوبة تعويم صدقيتها او وضعها في ضوء اي انتكاسة جديدة، خصوصاً ان المطالبة بتغييرها لن تتراجع بل قد تكون مقبلة على التصاعد كخطوة لا بد منها لاحداث تغيير يمنع المحاولات المتكررة لاغراق لبنان في الفوضى.

في موازاة ذلك، شخصت الانظار امس الى الاعتصام الذي يقيمه الاسير في صيدا قرب مكسر دوار البعد قاطعاً طريق صيدا - بيروت، حيث مرّ «الويك اند» الاول للخيمة «على خير» بعدما تراجع امام مسجد بلال بن رباح عما سبق ان نُقل عنه من عن «احد الوجع الكبير» لآلاف اللبنانيين الذين يقصدون الجنوب في نهاية الاسبوع ويعودون منه.

وسُجلت امس الوقائع الآتية في ما خص تحرك الأسير:

* تاكيد إمام مسجد بلال بن رباح أنّ أحداً لم يقنعه «بالبديل حتى يتم طرح السلاح بشكل جدي على طاولة الحوار الوطني» في بعبدا، لكنّه تدارك: «ندرس فعليا نقل مكان الاعتصام في صيدا شرط أن ينقل الرسالة عينها اي ان يكون المكان الجديد كفيلاً بتأمين الضغط نفسه لتحقيق مطلبنا، اي ان يُنقل الاعتصام بطريقة ان يبقى «يوجع» وليس ان يتم تمييعه».

وقال: «لان الوسائل السياسيّة والحواريّة وما شابهها لم تأت بنفع كان لا بد من انتفاضة»، مضيفا: «النظام الظالم في مصر لم يسقط إلا بانتفاضة» في إشارة إلى ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مكرراً «اننا سنلجأ الى وسائل تصعيد سلمية لن نكشف عنها».

* ما نُقل عن معتصمين في صيدا ان الأسير أوصى بشراء كمية من الأكفان، ليرتديها كل مشارك في الاعتصام. وذكر موقع «يقال» ان هذا القرار جاء بعدما وردت الى الأسير إشاعات تتضمن تهويلا، بوجوب إخلاء المنطقة، لأن هجوما سيشن على الموجودين إن لم يكن من قوى الأمن فمن مجموعات ميليشيوية.

* اعلان شاكر برجاوي الذي يقود مجموعة سنية محسوبة على فريق «8 آذار» أنه أرجأ التحرك الذي كان سيقوم به في الخامسة من بعد ظهر اليوم ضد اعتصام الأسير في صيدا، وذلك بعد نداء المفتي الشيح محمد رشيد قباني بعدم قطع الطرق. وقال: «بعد نداء سماحة المفتي البارحة نحن اجلنا تحركنا كي لا نتساوى بالفعل نحن ومن يسعى الى المؤامرة وكي لا نأتي على اهلنا في صيدا اي ضرر».

* تأكيد الداعية عمر بكري فستق (من طرابلس) الذي زار خيمة صيدا للمرة الثانية انه يدعم اي قرار يتخذه الاسير في نقل الاعتصام او ابقائه في مكانه، ملمحاً الى «اننا مستعدون لمناصرته اذا أراد فتح اعتصام في وسط بيروت او طرابلس».

واستوقف دوائر قريبة من «14 آذار» دعم فستق لتحرك الاسير علماً ان الاول يُعتبر من المقربين من «حزب الله» بعد ان قام نائب عن هذا الحزب في البرلمان اللبناني بالدفاع عنه بعدما قضت المحاكم اللبنانية بسجنه مدى الحياة بتهم التحريض على القتل والسرقة وحيازة سلاح غير شرعي، في نوفمبر 2010 علماً ان فرع المعلومات (المحسوب سياسياً على «14 آذار») هو الذي كان تولى توقيفه في طرابلس.

* تكثيف الجيش اللبناني اجراءاته في محيط مكان الاعتصام وتسهيل حركة السير الذي تم تحويله الى الطريق البحرية، وسط قرار حازم بمنع قطع أي طريق دولية جديدة في صيدا لاسيما منها طريق الأولى المدخل الشمالي لصيدا في اتجاه شارع رياض الصلح والبولفار البحري وصولاً الى جسر سينيق وطريق حسبة صيدا باعتبارها المتنفس الوحيد للعبور بين الجنوب وبيروت.

وفي هذه الأثناء، استمرت الاتصالات السياسية لاحتواء تحرك الاسير سلمياً وسُجل في هذا الاطار:

* مواصلة عدد من تجار صيدا تحركهم وتوقيعهم عريضة سلّموها الى الاسير امس تطالب بنقل مكان الاعتصام نظراً الى الضرر الذي يُلحقه بمؤسساتهم. علماص ان وفداً من هؤلاء كان زار الخيمة السبت حيث وعدهم الاسير بنقل الاعتصام الى مكان آخر بعد التشاور مع جماعته بشرط أن يحقق الغرض الذي يتوخاه.

* ملاقاة «اللقاء الوطني والإسلامي» في طرابلس ما خلص اليه لقاء فاعليات صيدا قبل ثلاثة ايام لجهة الدعوة الى فتح الطريق ورفع الاعتصام، حاملاً في الوقت نفسه على سلاح «حزب الله» معتبراً ان «الداء كل الداء يختصر بسيطرة حزب السلاح على جميع مقدرات الدولة العسكرية والسياسية والاقتصادية والخدماتية والامنية والثقافية، ولذلك العلاج يبدأ باستعادة كرامة الدولة التي سلبها حزب السلاح واستعادة كرامة الطوائف التي استباحها هذا الحزب، ولتحقيق مسار استعادة الكرامة من السلاح لا بد بداية من تنبيه الادارات الامنية وبعض السلطات من محاذير استمرارها أدوات بيد حزب السلاح».

ولفت «اللقاء الوطني والاسلامي» الذي انعقد في منزل النائب محمد عبد اللطيف كبارة (من تكتل الرئيس سعد الحريري) في طرابلس في حضور النائبين خالد ضاهر ومعين المرعبي وعدد من العلماء والشخصيات» الى انه «من موقع الحق والحقيقة البلد لم يعد يحتمل التعمية على ممارسات حزب السلاح سواء منها المباشرة او تلك المقنعة التي تنفذها له شبكة الشبيحة المعروفة باسم «سرايا الدفاع عن المقاومة» التي افتتحت مسارها العدواني بهجمات 7 مايو 2008 على بيروت والجبل وبقية لبنان، وظهر تماديها في الاعتداء الفتنوي الآثم على تلفزيون الجديد أخيرا وما تبعه من محاولات لإحراق العاصمة المقهورة بيروت».

في المقابل اعلن رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين في اول تعليق على اعتصام الأسير «ان ما سمعناه من فاعليات صيدا وعلمائها هو موقف ايجابي، فهذا يحمي صيدا، ويجعلها في موقعها التاريخي بين أهلها وبين مقاوميها، وهذا المنطق يحمي كل البلد، ولذا نحن نعتبر هذا الموقف الذي صدر من صيدا موقفا ايجابيا يفترض أن يترك آثارا مهمة على مستوى العمل».

على صعيد اخر، أعرب السفير البريطاني في بيروت طوم فلتشر عن ثقته بأن «المجتمع الدولي سيضع كل امكاناته في دعم استقرار لبنان»، داعياً الى «ان يعلن الزعماء في لبنان لأنصارهم بوضوح ان لا مصلحة لديهم في العودة الى الصراع».

واذ اعتبر فلتشر في حديث اذاعي انه «يجب اخذ المشاكل التي تحصل في لبنان كما هي والنظر الى الوضع بمنأى عن الوضع في سورية»، لفت الى «ان للنظام السوري تاريخاً في تحريك الوضع في لبنان لأسبابه الخاصة»، مشيراً الى انه «يجب ان نكون متنبّهين لجهة عدم تحميل النظام السوري مسؤولية كل حادث يحصل في بيروت مثلاً».

ورأى ان «الخروق السورية لحدود لبنان والتوغّل في اراضيه غير مقبول» وقال: «على سورية ان تحترم سيادة لبنان التي تبدأ بالحدود. ومن المهم ان يتم الدفاع عن هذه الحدود من جانب الجيش اللبناني»، موضحاً انه «اثار هذه المسألة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومع العماد ميشال عون»، مضيفاً: «كل المسؤولين بمن فيهم القريبون من النظام السوري يرفضون اي خرق للسيادة اللبنانية سواء اتى من الجانب الاسرائيلي ام السوري».

 

شاكر البرجاوي أتعب البندقية بنقلها من كتف إلى أخرى

عباس صبّاغ/النهار

"أبو بكر"، البعثي العراقي. المرابط المشاكس. الفتحاوي الموالي والمعارض لابو عمار. الخصم اللدود لحركة "أمل"، والمقرب منها بعد شباط 1984. المنضوي تحت جناح "المستقبل" والمنقلب عليه...

كل هذه الصفات والمواقع تجتمع في شخص ابن الطريق الجديدة شاكر البرجاوي، اضافة الى تقلبات ومواقف وتبدلات لا مجال لسردها.

حوادث الشمال تخرج البرجاوي

أطل شاكر البرجاوي مجدداً متوعداً الشيخ احمد الأسير بعدما كان ابن الطريق الجديدة نجماً محاصراً قبل مدة في مكتبه خلال التوترات الامنية التي حصلت على خلفية حوادث الشمال التي وجد أنصار "المستقبل" في تداعياتها فرصة ذهبية للتخلص من حليف "حزب الله" الرابض في مكتب "حزب التيار العربي" على مشارف الطريق الجديدة. وتحت جنح الظلام حشد هؤلاء، ومعهم مقاتلون سوريون وفلسطينيون وفق مصادر البرجاوي، وهاجموا ابن الطريق الجديدة واحرقوا مكتبه ورفعوا العلم الازرق على شرفته، بعدما استطاعت قوى حزبية انقاذ "أبو بكر" في عملية امنية معقدة.

المقاتل الذي يبحث عن متراس

قبل الحرب اللبنانية انتسب البرجاوي الى حزب البعث العربي الإشتراكي – العراق وانخرط في آتون الحرب اللبنانية على جبهة "معركة الفنادق". وبعد اعجابه بالتيار الناصري تقرب من حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" ومن زعيمها ابرهيم قليلات، لكن الأخير لم تعجبه مشاكسة ابن الطريق الجديدة الذي عاد لينخرط في حركة "6 شباط" التي انطلقت تزامناً مع انتفاضة 6 شباط عام 1984 والتي أسست لمتغيرات جذرية في الحياة السياسية اللبنانية.

اضافة الى انتساب البرجاوي الى تلك الحركات والتيارات، تقرب من حركة "فتح" بزعامة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وكان يقصد تونس لمقابلته بعد العام 1982، ثم اختلف معه، فنسج علاقات وطيدة مع حركة "فتح – الإنتفاضة" المناهضة لعرفات.

مع "أمل" وضدها!

خلال الثمانينات من القرن الفائت، وتحديداً في 3 حزيران 1986، قتل عنصران من حركة "أمل" في الطريق الجديدة في شارع عفيف الطيبي، الذي كان يضم مكاتب لأحزاب عدة منها الحزب الشيوعي اللبناني، فاتهمت "أمل" البرجاوي بعملية القتل، فطلب وساطة من قيادي مخضرم في "الحركة الوطنية" الذي قصد مكتب رئيس الحركة نبيه بري في بربور نافياً علاقة البرجاوي بالحادث. اقتنع "الأستاذ" على مضض بالرواية، نظراً الى ثقته بزائره، لكن البرجاوي أقدم على خطوة أذهلت القيادي المذكور، فاعترف أمام رئيس حركة "أمل" بأنه هو من قتل العنصرين، الأمر الذي أشعل مواجهات بين مناصري البرجاوي ومناصري "أمل" في الطريق الجديدة، تكررت بعد معارك "أمل" والحزب الشيوعي في شباط العام 1987.

مع "المستقبل" وضده؟

بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري أبدى البرجاوي تعاطفاً مع "تيار المستقبل" وصل الى حد الإندماج ونسج علاقات وطيدة مع أحد ابرز المسؤولين الميدانيين والماليين لـ"المستقبل" في الطريق الجديدة، وبات الأخير مصدراً لتمويل البرجاوي وجماعته. وخلال حوادث 5 و7 أيار 2008 وقف البرجاوي الى جانب "تيار المستقبل" في معركته مع قوى 8 آذار.

بعد تلك الحوادث وجفاف مصدر التمويل وتبدل تحالفات ساد الجفاء علاقة "ابو بكر" بالتيار الأزرق، فانتقل الى فضاء حزب "ابو هادي". وحتى تاريخه لا يزال شاكر البرجاوي مقرباً من قوى 8 آذار، مع التذكير بأنه شارك في تحرك "أصحاب السواطير" في 11 نيسان 2001 خلال احياء ذكرى الحرب الاهلية في منطقة البربير للمطالبة ببقاء القوات السورية في لبنان.

ثلاثمئة مقاتل!

باتت الأعداد في لبنان وجهة نظر، وبالتالي يصعب تحديد الحجم الحقيقي لمناصري الأحزاب، ومن الصعوبة ايضاً تحديد عدد المنتسبين الى هذه الأحزاب. لكن، وفق القيادي المخضرم في "حركة المرابطون" و"الحركة الوطنية اللبنانية" والخبير بأحوال الطريق الجديدة، فان عدد المنخرطين تحت لواء ابو بكر يراوح ما بين 200 الى 300 مقاتل، بينهم عدد قليل من الفلسطينيين. لكن القيادي يوضح: "في حرب الشوارع تكفي مجموعة صغيرة من 5 الى 10 اشخاص لإحداث ارباك لأقوى تنظيم او لجيش نظامي، وليس ما جرى قبل نحو شهر في منطقة كراكاس في بيروت الا صورة صارخة مفادها ان ثلاثة مسلحين يستطيعون ادارة معركة لساعات طويلة في مواجهة جيش نظامي". كلام القيادي هذا يعطي "ابو بكر" حافزاً اضافياً لتنفيذ وعده بالعودة الى مكاتبه في الطريق الجديدة، بعدما حط رحاله في منزله في عرمون على بعد امتار من نصب تذكاري لحليفه السابق الحزب التقدمي الإشتراكي، وهو ازداد حماسة بالعودة الى منطقته بعد سماعه كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المستنكر قفل مكتب "ابو بكر"... لكن "ابو بكر" يستعد للعودة الى منطقة الطريق الجديدة!

 

سعيد من البيرة: لا يمكن لأحد أن يزرع الفتنة بيننا وبين قيادة الجيش

إعتبر منسّق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، في احتفال تأبيني في قاعة مسجد البيرة في عكّار بذكرى أربعين الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمّد حسين مرعب اللذين استشهدا على حاجز للجيش اللبناني في عكّار، أنّ "الشيخين كانا في طليعة استقبال النازحين في السوريّين في المنطقة، وعلينا أن نسير على هذا الطريق وأن نستمر ونصر على أنّنا مع المظلوم في سوريا وضد الظالم في سوريا". وأضاف سعيد: "نعم علينا أن نستقبل العائلات (السوريّة النازحة) فهذا الموضوع يتجاوز السياسة وهو من طبيعة انسانية ولا يمكن أن تنأى هذه الحكومة عن تقديم المساعدة والعون ولا يمكن ان يعاقب من فتح ذراعيه لهذه العائلات، ولا يمكن أن نكون مع الظالم وأعتقد أنّ وجود "القوّات اللبنانيّة" هنا ووجودنا كقوى "14 آذار" و"تيّار المستقبل" ووجود ممثّل عن (رئيس جبهة النضال الوطني وليد) جنبلاط يعني أنّ الموضوع هو موضوع لبناني بامتياز". وقال سعيد: "كلّنا مع الجيش اللبناني لكننا لن نتراجع عن معرفة ما جرى، هذا موضوع يجب أن يعاقب عليه (من ارتكب الجريمة) استنادًا إلى الحق والقانون، ومن هنا ندعو قيادة الجيش والدولة والقضاء العسكري إلى أن يتحمّل كل واحد منهم مسؤوليته في هذا الموضوع

 

جعجع في حديث مطوّل لصحيفة سعودية: ثمة مخطط لإعادة استهدافي

 الرياض/الأحد, 01 يوليو 2012

اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ان "اعلان بعبدا" الذي صدر عن طاولة الحوار ذكره بمادة "التربية المدنية" بمعنى أنه يتضمن مجموعة من المبادئ التي لا يختلف أحد عليها لكنها لا تعني شيئا بحدّ ذاتها. ولفت في حديث لصحيفة "الرياض" الى "إنها إحدى الأمور التي كنت متخوّفا منها فيما يتعلّق بالحوار أي أن نعثر على ملهاة للبنانيين بعيدا من مشاكلهم الحقيقية. في الجلسة الثانية أيضا دار نقاش طويل حول سلاح "حزب الله" والإستراتيجية الدفاعية استطرادا، وأخذ رئيس الجمهورية على عاتقه وضع استراتيجية دفاعية، بالطبع فإن رئيس الجمهورية يحاول التوصل الى نتيجة عملية قدر الإمكان، لكن الموضوع ليس في يد رئيس الجمهورية بل في يد الفريق الذي على الطاولة أي "حزب الله"، وهو بتقديري ليس جاهزا بعد لجلسة جدية على طاولة الحوار بل هو جالس الى الطاولة للصورة فحسب ولكي يقدم نفسه بمظهر المحاور".واضاف: "لو اقتصر الأمر على تضييع بعض الوقت لبقي الأمر مقبولا لكن ما يحدث أنه يتمّ حرف الانتباه عن المكان الذي يجب أن يتوجه صوبه أي الأمور المعيشية والأمنية والسيادية والوطنية في لبنان والقرارات الحكومية المفترض اتخاذها الى شأن آخر لا طائل منه ولن يؤدي الى أي نتيجة. وبالتالي فإن الضرر بات مزدوجا في إضاعة الوقت أولا وفي حرف الانتباه ثانيا عن نقطة التركيز الأساسية". واوضح جعجع ان "لا معلومات خاصة عن أي محاولة لاستهدافي متعلقة تحديدا بمشاركتي في الحوار، لكن لا شك أنني أعتبر بعد محاولة الاغتيال التي استهدفتني وانطلاقا من معطيات تردني تباعا أن ثمة تخطيط لإعادة الكرة. وردا على سؤال عن معلومات عن محاولات تخطط لاغتياله غير المحاولة الأولى، قال جعجع: "آنيا نعم، ثمة معلومات تردني بهذا المعنى منفصلة عن محاولة الاغتيال السابقة. لا بل إن النية باتت أكبر بذلك لأن الفريق الذي وقف وراء محاولة الاغتيال اعتبر أنه ضرب ضربة في الهواء وهو يريد أن يتلقفها ويعوّض عنها في أسرع وقت ممكن فتكون الضربة المقبلة صحيحة". وشدد على انه لن يستقيم الوضع في لبنان برأينا إلا عندما يصبح سلاح "حزب الله" في حوزة الدولة ولا يبقى في لبنان أي سلاح غير شرعي، هذا هو المبدأ، ولكن بالطبع لا يمكن أن نكذب على حالنا ونقول إن الحلّ سيكون فوريا لأن"حزب الله" ليس جاهزا بعد لحلّ هذا الموضوع. وعن الانفلات الامني، رأى جعجع "الوضع في سوريا له انعكاس جزئي فحسب على الانفلات الأمني الحاصل. هذا الانفلات له علاقة بغياب هيبة الدولة وبطريقة تصرّف السلطة وبمجموع المشاكل الاجتماعية والمعيشية التي نعيشها وبالوضع الإقتصادي المتدهور". واستبعد الوصول الى فلتان امني شامل.

في ما يلي نص مقابلة جعجع مع صحيفة "الرياض":

يتوسّط الدكتور سمير جعجع "مثلّث" الرصاصات المحفورة على جدار منزله الخاص في معراب، وكأنها "معالم سياحية" تشهد على حادثة الاغتيال التي تعرض لها منذ أشهر قليلة، "معالم" نافرة تناقض جمال الطبيعية المحيطة. يشير جعجع بإصبعه اليها لافتا الى المسافة البعيدة التي تفصل جدار المنزل عن التلال النائية التي لا تشي بأنها تحوي بين خضارها الجميل قناصين يحترفون القتل. هنا على مربعات "الغازون" الأخضر المنبسط كسجادة انبطح جعجع أرضا في حركة لا إرادية لم يلتقطها وعيه.. حركة أنقذت حياته، ولم يشهد على ما جرى له سوى هرّه العجوز "بوب".

وسط الأمن المدجج لمعراب كان خرقاً أمنياً غير مرئي إلا للمتربصين بحياته وكأنهم يحصون عليه أنفاسه. "نحن من نحصي عليهم أنفاسهم" يقول "الحكيم" متسلقا درج مكتبه ليستقبل وفدا شعبيا ينتظره بشوق. تمكن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" أن يتحول منذ 2005 الى شخصية عابرة للطوائف اللبنانية وإن لم تكن كلها. أحد مناصري "تيار المستقبل" ممن لا يتجاوزون سن المراهقة أخبره أنه يعلق صورته في "باب التبانة" مع عبارة "الله أكبر"، ومئات من الصور المماثلة موجودة في منازل محبين له في طرابلس والبقاع و"الطريق الجديدة" حيث معاقل "تيار المستقبل".. أدرك منذ تحدى السوريين للمرة الأولى حين أسقط "الاتفاق الثلاثي" أن معاركه معهم لا نهاية لها، فاختار جعجع الانحياز الى مفهوم الدولة الحديثة والى العدالة واستقلال لبنان. يستشرف تبدلا جذريا في سوريا في غضون أشهر، ولا يتحفظ عن موقفه من سلاح "حزب الله" ولا يراعي سوى قناعاته.

قال ل"الرياض" إنه سيكمل معاركه السياسية ولا يزمع التوقف، غير آبه بتهديده مجددا بالتصفية الجسدية، يدرك أنه يستميل بمواقفه السياسية كثرا ويستقدم الخصوم الأشرس أيضا وهم باتوا يتخوفون منذ اليوم من إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية في 2014.. لا يأبه لذلك فقد اجتاز منعطفات كثيرة ومرّ بأنفاق مظلمة وطلعات ونزلات حادة وبرأيه مضى الكثير ولم يتبق إلا القليل".

في ما يلي نص الحوار معه في مقرّه في "معراب":

* تمّت أخيرا مبايعة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد خلفا للراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، كيف ترى تولي سموه هذا المنصب وكيف سينعكس ذلك على علاقة المملكة بلبنان والمعروف عن الأمير سلمان علاقاته الوطيدة مع الوسط السياسي والثقافي والإعلامي اللبناني؟

- هذا صحيح، وقد لمست الأمر شخصيا أثناء الزيارة الأخيرة التي قمت بها الى الرياض في كانون الأول الماضي حيث التقيت الأمير سلمان بصفته وزيرا للدفاع ولفتني استقباله الجميل. كما لاحظت حينها عمق معرفته بلبنان ومتابعته لشؤونه ومدى معرفته بكثير من الشخصيات اللبنانية. لقد تركت مبايعة الأمير سلمان ارتياحا في الأوساط العربية والدولية كافّة نظرا للسلاسة والسرعة والأسلوب الذي تمّت به. طالما كانت علاقة لبنان بالمملكة جيدة وهي بتقديري ستزداد متانة وتترسخ أكثر فأكثر.

* بدأت مسارك السياسي قائدا مسيحيا وإذا بك اليوم تجتذب كثرا من المناصرين السنّة في لبنان، كيف توصلت الى نيل ثقة السنّة اللبنانيين بهذا الشكل الكبير؟ هل كانت ثمة استراتيجية لديك أم أن الأمر بمحض الصدف السياسية؟

- لم يكن الأمر صدفة ولا يمكنني القول أيضا إنني تعمّدت التوجه الى السنّة اللبنانيين دون سواهم. الواقع أنني توجهت الى اللبنانيين جميعهم بتصوّر واضح جدّا وخصوصا فيما يتعلّق بقيم الدّولة في لبنان. قد يكون هذا التوجّه أكثر ما أعجب السنة في لبنان وخصوصا عقب تجربة معاناة الرئيس رفيق الحريري واستشهاده، وبالتالي وجدوا في الطرح الذي أقدّمه ما يتقاطع مع طروحات "تيار المستقبل"، فكأنهم وجدوا ضالتهم من هنا ترحيبهم به. لكنني لم أقم بأي أمر خاص عن سابق تصوّر وتصميم لاجتذاب السنّة في لبنان بقدر ما طرحت تصوّرا معينا رغبت أن يلقى استحسانا عند اللبنانيين وشاءت الصدف أن يؤيده اللبنانيون السنة.

* هل أنت سعيد بذلك؟

- بالطبع، أنا سعيد جدا بذلك وأتمنى أن تلقى هذه الطروحات الصدى ذاته عند جميع اللبنانيين. وبخلاف ما قد يظن البعض فإن الطائفة الشيعية وبقدر ما يسمح وضعها بسبب الوصاية الكامنة عليها- وإن كانت وصاية برضى معظم أبنائها- فإن كثرا من الشيعة مؤيدون لطرحي بالنسبة الى لبنان، لكن بالطبع فإن ظروفهم لا تسمح لهم بالإعلان عن رأيهم بشكل صريح، وذلك لا يمنع أن التأييد موجود وأنا ألتقي بكثر من أبناء الطائفة الشيعية ونتداول بالأوضاع وألمس مدى تأييدهم لطرحنا بضرورة قيام دولة قوية في لبنان.

* ما هو سرّ صداقتك مع الرئيس سعد الحريري؟ وكيف ترى بقاءه خارج لبنان طيلة هذه المدّة؟

- في البداية جمعتني مع سعد الحريري المصيبة نفسها.. باستشهاد والده وبوجودي شخصيا في الاعتقال من قبل الجهة ذاتها. هكذا كانت البداية، لكن مع مرور الوقت جمعتنا صلات أعمق أبرزها الطرح السياسي الواحد، وبرأيي فإن أكثر فريقين لبنانيين ينتميان الى نسيجين اجتماعيين مختلفين تمكنا من التقارب عميقا بالطرح السياسي بعيدا من الشعارات والمبادئ العامة هما "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" ومسيحيو 14 آذار. ما يشير الى وجود مشروع سياسي جدّي وتقاسم نظرة معينة الى لبنان لا تقتصر على الالتقاء على بعض السلبيات بل على مقاربة إيجابية للأمور، وهذا ما قرّب مناصرينا من بعضهم البعض. على المستوى الشخصي فإن صراحة سعد الحريري وأسلوبه المباشر وحسّ الشباب الذي يتمتّع به كلّها مزايا متّنت العلاقة بيننا على المستوى الشخصي. بالنسبة الى وجود سعد الحريري خارج لبنان، فما اعرفه أنه توجد مجموعة ظروف وليس ظرفا واحدا يقتصر على السبب الأمني جعلته يبقى خارج لبنان، وبالطبع لو كان سعد الحريري في لبنان لكان وضع قوى 14 آذار أفضل بكثير، لكن لا يمكن التدخل في الظروف الشخصية من منطلقات سياسية، وآمل ألا يطول غيابه وأن نعود ونراه قريبا بيننا لإكمال المسيرة سويا.

* هل هذا تمن فحسب أم ثمة معلومات عن قرب عودته؟

بين التمنّي وبين المعطيات..

* قرأنا أن الرئيس سعد الحريري يدعم ترشحك لرئاسة الجمهورية في 2014 وأن ثمة جهات دولية تصبّ في هذا الاتجاه الداعم لك، هل يمكن القول إنك مرشح رسمي للرئاسة بدعم من "تيار المستقبل"؟

- لا، ليس الأمر على هذا الشكل. بصراحة فأنا لست مرشحا للرئاسة بالمعنى التقليدي للكلمة..

* أنت مرشح بأي معنى إذن؟

- لست مرشحا بمعنى أنني أقود حملة انتخابية أفكر بها وبشعارتها وبكيفية مقاربة بعض رؤساء الكتل.. ليس الأمر على هذا الشكل. أنا أكون مرشحا بحكم طرح اسمي من قبل بعض القيادات والشخصيات اللبنانية من وزن سعد الحريري ومن قبل بعض الأوساط منها الأكاديمية والشعبية وبالتالي أنا مرشح بهذا المعنى. ولكن لن أتخذ الخطوة وأقوم بمعركة رئاسة الجمهورية. ما سأقوم به هو الاستمرار بعملي السياسي الذي بدأته عام 2005 على الخطّ ذاته أي بمنطلقات مشروعي السياسي ذاتها وبجدية مطلقة، وحين نصل الى الانتخابات الرئاسية، وفي حال سنحت الفرصة بدون أن أبذل جهدا انتخابيا خاصا فأنا مع فكرة ترشحي مئة في المئة، لكن إذا تطلّب الأمر جهدا خاصا أو تنازلات وتسويات فأنا لن أكون مستعدا لذلك.

"ملهاة" الحوار الوطني

حكومة الأسد الوحيدة الأسوأ من الحكومة اللبنانية.. ونهاية النظام السوري قريبة

* كيف ترى سير "الحوار الوطني" بعد جلستين اثنتين أسفرت الأولى عن "إعلان بعبدا" والثانية عن وعد بإستراتيجية دفاعية يعدّها رئيس الجمهورية ميشال سليمان؟

- نحن مع أي حوار جدّي وأشدد على كلمة جدّي. لكن "إعلان بعبدا" ذكرني في الواقع بمادة "التربية المدنية" التي كنا ندرسها في الصفوف المتوسطة في المدرسة التكميلية، بمعنى أنه يتضمن مجموعة من المبادئ التي لا يختلف أحد عليها لكنها لا تعني شيئا بحدّ ذاتها. وبصراحة إنها إحدى الأمور التي كنت متخوّفا منها فيما يتعلّق بالحوار أي أن نعثر على ملهاة للبنانيين بعيدا من مشاكلهم الحقيقية. في الجلسة الثانية أيضا دار نقاش طويل حول سلاح "حزب الله" والإستراتيجية الدفاعية استطرادا، وأخذ رئيس الجمهورية على عاتقه وضع استراتيجية دفاعية، بالطبع فإن رئيس الجمهورية يحاول التوصل الى نتيجة عملية قدر الإمكان، لكن الموضوع ليس في يد رئيس الجمهورية بل في يد الفريق الذي على الطاولة أي "حزب الله"، وهو بتقديري ليس جاهزا بعد لجلسة جدية على طاولة الحوار بل هو جالس الى الطاولة للصورة فحسب ولكي يقدم نفسه بمظهر المحاور. هذا هو رأيي بطاولة الحوار. ولو اقتصر الأمر على تضييع بعض الوقت لبقي الأمر مقبولا لكن ما يحدث أنه يتمّ حرف الانتباه عن المكان الذي يجب أن يتوجه صوبه أي الأمور المعيشية والأمنية والسيادية والوطنية في لبنان والقرارات الحكومية المفترض اتخاذها الى شأن آخر لا طائل منه ولن يؤدي الى أي نتيجة. وبالتالي فإن الضرر بات مزدوجا في إضاعة الوقت أولا وفي حرف الانتباه ثانيا عن نقطة التركيز الأساسية.

* ما صحّة القول إن عدم مشاركتك في "هيئة الحوار الوطني" هي بسبب علمك بمخطط لاستهدافك أمنيا وخصوصا بعد محاولة الاغتيال التي تعرّضت لها في مقرّك في معراب؟

- لا البتة، فلا معلومات خاصة عن أي محاولة لاستهدافي متعلقة تحديدا بمشاركتي في الحوار، لكن لا شك أنني أعتبر بعد محاولة الاغتيال التي استهدفتني وانطلاقا من معطيات تردني تباعا أن ثمة تخطيط لإعادة الكرة.

* هل تردك الآن ومن جديد معلومات عن محاولات تخطط لاغتيالك غير المحاولة الأولى؟

- آنيا نعم، ثمة معلومات تردني بهذا المعنى منفصلة عن محاولة الاغتيال السابقة. لا بل إن النية باتت أكبر بذلك لأن الفريق الذي وقف وراء محاولة الاغتيال اعتبر أنه ضرب ضربة في الهواء وهو يريد أن يتلقفها ويعوّض عنها في أسرع وقت ممكن فتكون الضربة المقبلة صحيحة..

* هل تتلقى هذه المعلومات من جهات دوليّة؟

- لا، بل من أجهزة أمنية لبنانية. إن هذه المحاولات ستستمر بالطبع لكن لم يكن من شيء خاص بمشاركتي بطاولة الحوار.

سلاح "الحزب" قبل عام 2000 وبعده

* تظهرت أخيرا في خطاب قوى 14 آذار فكرة التمييز بين سلاح "حزب الله" قبل عام 2000 وبعده، ماذا يعني ذلك؟

- قبل عام 2000 كان جزء من الأراضي اللبناني محتلاً من قبل إسرائيل وبالتالي كانت هناك ضرورة لوجود مقاومة وهي وجدت فعليا ووفقها الله ووفق كل الشعب اللبناني الذي كان يدعمها وخرجت إسرائيل من لبنان. لكن بعد عام 2000 لم يعد يوجد أي سبب فعلي لترك "حزب الله" مسلّحا. والسبب الذي يقدمونه من جهتهم والمتمثل باحتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليس مبررا. مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسألة دبلوماسية فقط ولم تعد مسألة أرض محتّلة بالمعنى العملي للكلمة، لأن إسرائيل اتخذت قرارا بتنفيذ القرار 425 ونفذته فعليا تبعا لما هو موجود على الورق في أروقة الأمم المتّحدة، وعلى الورق أيضا نجد أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسجلين على حساب سوريا، وكل ما كان مطلوبا لحل هذه الأزمة هوأن تقوم الحكومتان اللبنانية والسورية بتوقيع محضر مشترك يبيّن عبر الخرائط أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي أراضٍ لبنانية وليست سورية تقع تحت السيادة اللبنانية. للأسف فإنه منذ عام 2000 ترفض سوريا هذا الأمر ووراءها بالطبع "حزب الله" بغية الحفاظ على حجة الإبقاء على السلاح بين أيديهم، لأن هذا السلاح يعطيهم موقعا مميزا في الدّاخل اللبناني من جهة ويجعلهم يلعبون دورا إقليميا لا علاقة للبنان به من جهة ثانية، من هنا التمييز بين السلاح قبل عام 2000 وبعده.

* ألا ترى أن المطالبة حاليا بسلاح "حزب الله" غير مجدية لأن هذا السلاح هو رهن بالوضع الإقليمي والتوازنات الجديدة التي ستنشأ في المنطقة ومرتبط بنتائج المفاوضات الأميركية الغربية مع إيران؟

- هذا ما أعنيه تماما عندما أقول إن "حزب الله" ليس جاهزا في الوقت الحاضر للجلوس الى طاولة الحوار..

* لمَ تصرون إذن على حلّ مسألة السلاح راهنا؟

- الطرح بالمبدأ شيء وترجمة هذا المبدأ عمليا شيء آخر. نحن نصرّ على الكلام في موضوع السلاح وسنستمر في ذلك لأنه لن يستقيم الوضع في لبنان برأينا إلا عندما يصبح سلاح "حزب الله" في حوزة الدولة ولا يبقى في لبنان أي سلاح غير شرعي، هذا هو المبدأ، ولكن بالطبع لا يمكن أن نكذب على حالنا ونقول إن الحلّ سيكون فوريا لأن"حزب الله" ليس جاهزا بعد لحلّ هذا الموضوع.

حكومة الأزمات اللبنانية

* تطالبون دوما بتغيير الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة نجيب ميقاتي، كيف يمكن ذلك في ظلّ تشبّث مكوّناتها ببقائها وفي ظل دعم دولي لها؟

- أختلف معك بالدعم الدولي لهذه الحكومة..

* لقد اتصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالرئيس ميقاتي وعبّرت له عن هذا الدّعم..

- بالطبع، فإن جميع المسؤولين يتصلون بنظرائهم حين يكونون بالسلطة، لغاية الماضي القريب كانت الاتصالات مستمرة ببشار الأسد.. بالرغم من الموقف المتخذ منه. أنا أختلف في شأن الدعم الدولي لهذه الحكومة. وأسأل: كيف ترجم هذا الدعم الدولي؟ هل ترجم بإصدار 4 دول عربية تعاميم الى مواطنيها تحذرهم فيها من عدم المجيء الى لبنان؟ أين يمكن لمس دعم دولي باستثناء الاتصالات التي تتم من وقت الى آخر بهدف الحدّ من انتقال الأزمة السورية الى لبنان ومحاولة من الدول الكبرى للحفاظ على بعض مصالحها؟ هذا لا يعني دعما دوليا. الدعم الدولي كنا نراه في زمن الرئيس رفيق الحريري وفي زمن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عندما كانت تعقد مؤتمرات دولية لدعم الحكومات اللبنانية، وحين كانت تصرف المليارات من الدولارات في ظل تلك الحكومات، وحين كانت تتخذ مبادرات دبلوماسية وسياسية تصبّ في مصلحة لبنان، وهي أمور نرى عكسها تماما اليوم. فلا يجب الخلط بين بعض الاتصالات التي تتمّ لأسباب تكتية وظروف آنية وبين الدّعم الفعلي الغير موجود إطلاقا. فيما يتعلق بتشدد فرقاء الحكومة فبالطبع إن هؤلاء متشبثون بها بما يذكرنا بالمثل اللبناني الشعبي القائل: "عديم وقع في سلّة التين"، فالسباق الحقيقي الذي يتم في الحكومة هو محاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب. وفي آخر جلسة لمجلس الوزراء يمكن ملاحظة لحساب من صدرت بعض التعيينات بعضها ل"حزب الله" والآخر لحساب آخرين ومنها على سبيل المثال التعيينات في "كازينو لبنان".

* لصالح من صدرت التعيينات في "كازينو لبنان"؟

- أنا أكتفي بهذا الحدّ..

لا مخاوف من انفلات أمني شامل

* بات جليا الانفلات الأمني السائد في لبنان وكأن الدولة فقدت هيبتها، هل ترى أن الوضع السائد في سوريا بدأ ينعكس بعدم استقرار أمني في لبنان؟

- الوضع في سوريا له انعكاس جزئي فحسب على الانفلات الأمني الحاصل. هذا الانفلات له علاقة بغياب هيبة الدولة وبطريقة تصرّف السلطة وبمجموع المشاكل الاجتماعية والمعيشية التي نعيشها وبالوضع الإقتصادي المتدهور.

* هل تتخوّف من أن يدخل لبنان في سياق فلتان أمني شامل؟

- لا أعتقد أننا سنصل الى هذا الحدّ. لكن يكفي حصول القليل من الفلتان ليسمّم الجو العام وخصوصا بمفاعيله الاقتصادية. لا أعتقد أنه سيحصل فلتان شامل. لنأخذ مثلا سكان جبل لبنان وحتى سكان الشمال فهم بطبيعتهم متقيدون بالقانون ويريدون الدّولة وإذا أقدموا على احتجاج يقدمون عليه ضمن القوانين المرعية، وبالتالي لا أتخوّف من انفلات أمني عام.

نهاية قريبة للأزمة السورية

* توقعت أن تنتهي الأزمة السورية قبل نهاية سنة 2012 ليبدأ مسار سياسي جديد، وقلت إن النظام السوري عاجز عن الاستمرار بأي شكل من الأشكال، علامَ استندت في هذه القراءة وقد شكّل الرئيس بشار الأسد حكومة جديدة للتوّ؟!

- (يجيب ساخرا): "يا عيني على هذه الحكومة!". إنها الحكومة الوحيدة في المنطقة التي تعتبر الأسوأ من الحكومة الموجودة في لبنان! إن هذه الحكومة المشكلة حديثا تعتبر مهزلة وهي تذكرني بطاولة الحوار الوطني، إذ في خضم مخاض طويل عريض يقدم البعض على تقديم أمر للإلهاء. إن الحكومة السورية الجديدة هي عبارة عن ملهاة في خضم الأزمة السورية.وقد استندت في تحليلي المذكور على المعطيات التي نشهدها يوميا في الداخل السوري وعلى طبيعة الأزمة في سوريا وعلى موازين القوى ولا زلت متمسكا برأيي. وأعتقد أنه في المستقبل القريب سينتهي الجانب الحاد من الأزمة السورية ويبدأ المسار السلمي.

* هل تعتقد أن مؤتمر جنيف سيشكل أرضية للحل ؟

- حظوظ مؤتمر جنيف بالنجاح أو الفشل متساوية. حتى لم يجد المؤتمر حلا فإنه ستليه حتما مبادرات أخرى، إذ ستستمر المشاورات لإنهاء المرحلة الحادة والدموية للأزمة السورية والبدء بالمسار السياسي. قد يكون المؤتمر بداية لحل ولكن لا أعتقد أن الأزمة السورية ستطول أكثر من أشهر معدودة.

الاتجاه المصري

* كيف سينعكس انتخاب محمّد مرسي المنتمي الى "الإخوان المسلمين" في مصر على سوريا الثورة والنظام السياسي المقبل؟ وماذا عن ارتداداته على لبنان؟

- لا يمكنني التقدير لأنني أفضل ألا أحكم على أفكار مسبقة ولا على عقائد وطروحات سابقة، ولا حتى على تصاريح آنية. أفضّل انتظار الأعمال ويا ليت تطرحين عليّ السؤال بعد مرور مئة يوم لمعرفة الخطوات التي سيبادر اليها الرئيس محمد مرسي لتلمس اتجاه الأحداث. وقياسا الى تصريحات الرئيس المنتخب خلال فترة ترشحه يمكن القول إنها تدعو الى الارتياح. لكنني أفضل الانتظار لكي يتخذ الرئيس مرسي قراراته ويركز مساره عندها يمكننا تحديد مسار الأمور بشكل أدق بالنسبة الى سياسة مصر المقبلة تجاه المنطقة ومجرياتها.

* دخل لبنان أخيرا في خطة أمنية جديدة لطمأنة اللبنانيين والسياح العرب، فبماذا تتوجه بكلمة لهؤلاء وخصوصا بعد منع 4 دول خليجية لرعاياها من زيارة لبنان؟

- أتمنى أن يأتي عشرات الآلاف من العرب الى لبنان في كل لحظة وخصوصا من الدول الخليجية نظرا للمحبة التي تربطنا بها، لكن لا يمكنني أن أتوجه لمواطنيهم بأي رسالة لكي أبقى صادقا مع نفسي. ففي ظل الحكومة الحالية أنا شخصيا لست واثقا من شيء البتّة، المواطن اللبناني بذاته لا يشعر أنه يعيش في ظل دولة فكيف يمكن أن يشعر الزوار الخليجيون بأنهم في حمى دولة. ففي بعض الأماكن مثلا يتم خطف بعض المواطنين السوريين المعارضين من قبل جهات رسمية، وبعض النازحين السوريين في البقاع يتعرضون لمضايقات وكأن الحكومة اللبنانية لا تعترف بهم فيما تعترف بالنازحين السوريين في الشمال، وهذا ما يجعل المواطن اللبناني قبل الخليجي لا يثق بالحكومة اللبنانية وبالتالي وبخلاف كل ما أتمناه وبقلب مكسور لا استطيع أن أقول شيئا للمواطنين الخليجيين

 

الأسير: نهاية مرحلة لبنانية وهو ردّ بدأ بالجملة والتفصيل على نتائج الدخول السوري منذ العام 1976

علي الأمين/البلد

لا شك ان المقاومة في لبنان، التي يقودها ويختصرها حزب الله منذ اكثر من عقدين، تحمل بعدين متداخلين على مستوى بنية هذا الحزب. فإذا كان ثمة بعد وطني في حركة الحزب ضمن مشروع المقاومة، فإنّ هذا البعد شكّل الحاجة او المنفذ لتغوّل بعد آخر هوالمصالح الاقليمية التي استحوذت على المشروع بشكل شبه كامل منذ بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي. مصالح جعلت "حزب الله"، بحكم طبيعة تأسيسه والأيديولوجيا والتمويل والتبعية، يقدّم المشروع الإيراني – السوري، ببعد السيطرة على لبنان، أمام أيّ مشروع آخر.

 

وشكّلت المرحلة الممتدة من العام 1985 حتى العام 1990 المعجن الفعلي لتبلور المشروع الايراني – السوري في لبنان بعد محطات دموية بدءا بحرب المخيمات الفلسطينية خلال العامين 1985 و1986، التي توجّت إمساك دمشق بالمخيمات في لبنان، والتي استُكملت بضرب كل ما هو وطني وقومي ويساري وخنقت دوره في المقاومة العسكرية ثم مهّدت، بالمعارك الدموية من 1988 حتى 1990 بين "أمل" و"حزب الله"، إلى إقامة "التحالف المذهبي السوري – الإيراني". تحالف نجح في انهاء اي مظهر للمقاومة خارج المظلة الايرانية والقبضة السورية وحزب الله.

النظام السوري، منذ بداية الحرب في 1975، إنخرط في الحرب اللبنانية ونجح في استثمارها لتطويع البلد بعد تدميره، فساعد حينا الجبهة اللبنانية في مواجهة الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية بعدما تلقى الضوء الاخضر الاسرائيلي للدخول الى لبنان عبر اتفاقية "الخطوط الحمر" مع اسرائيل في 1976، ثم عاد وخاض معارك مباشرة في 1978 مع الجبهة اللبنانية. وكان وسط هذه المواجهات يرسخ وجوده العسكري ويطلق يد جهازه الامني للسيطرة والافساد في لبنان وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعاد واستكمل ما فات اسرائيل بعد طرد المقاومة الفلسطينية من بيروت وقوضه منذ 1985 وصولا الى اتفاق الطائف الذي نجح مجددا وبضوء اخضر اميركي – اسرائيلي في احتوائه ثم تجديد وصايته على لبنان.

في هذه السنوات، كانت ابرز القيادات السنية تدفع ثمن عدم تماهيها مع المشروع السوري: قُتل المفتي الشيخ حسن خالد، ابعد الرئيس صائب سلام عن الحياة السياسية، تم القضاء على الوجود السياسي والعسكري لحركة "المرابطون"، وابعد كمال شاتيلا وغيره وتم اغتيال على سبيل المثال لا الحصر النائب ناظم القادري في البقاع وخليل عكاوي في طرابلس ونجحت سورية، مستندة الى تحالفها مع ايران، في استيعاب اتفاق الطائف بما يتلاءم مع استمرار وجودها في لبنان. ورغم ان الرئيس رفيق الحريري شكل وجوده في السلطة بعد العام 1992 دعامة للوصاية السورية، فإنّ محاولاته التي برزت بعد العام 2000 لاستعادة استقلالية نسبية لبنانية وسياسية عن نظام الوصاية في لبنان، أدّت الى قتله في العام 2005.

في كل الاحوال أطلقت الثورة السورية، كما يعبر احد المتضامنين اليوم مع حركة الشيخ احمد الاسير في صيدا، حركة تعبر عن الرد الطبيعي الذي يستوعب الماضي وما فعله النظام السوري في لبنان، في الساحة السنية بمفرده حينا وبعون حزب الله في مراحل لاحقة. وهو ردّ بدأ بالجملة والتفصيل على نتائج الدخول السوري الى لبنان في العام 1976، ورأى أنّ حزب الله شكل في المراحل الاخيرة، ومنذ العام 2005، القوة الضاربة في لبنان للتحالف الايراني – السوري.

إزاء حركة الاسير التي تشهد تعاطفا لبنانيا، ليس على صعيد قطع الطرق بل في قدرته على التعبير وحمل مطلب قسم كبير من اللبنانيين. مطلب يختصر في أنّ السلاح، بمختلف أشكاله، بات عبئا على الحياة اللبنانية، وتحوّل في يد حزب الله إلى عنصر استقواء ضمن اللعبة السياسية الداخلية، ووسيلة تمييز بين اللبنانيين اتجاه القانون. علما ان موقف "تيار المستقبل" وسواه من القيادات السنيّة يتفق مع الاسير على الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، لكن يختلف معه في الاسلوب.

هذا خصوصًا ان انصار الاسير مبتهجون بصمت حزب الله ويعتبرون ان الحزب يستصغر حجر الاسير الذي اطلقه باتجاهه، ويدرك ان هذا الحجر "صييب". وأيّ شكل في الرد على الاسير بالعنف، وإن كان عبر فرقة عسكرية يقودها فؤاد السنيورة، لن يصدق أحد أنّه ليس قرار حزب الله.

الاسير ليس الا عنوانا في مرحلة دقيقة، فإذا حاول الحزب أن يشقه سيجد خلفه جحافل الاسلام السياسي السنّي ، من مصر الى تونس الى دمشق وليبيا وعلى امتداد العالم العربي.

الاسير مأزق ليس له حلٌ في حساب التصفيات الدموية الجارية في سورية اليوم: ولبنان في صلبها وربما الأسير هو نهاية مرحلة لبنانية سابقة.

المصدر : البلد".

 

إنحن بحاجة لبطرس أم لبولس اليوم...؟

جريدة الجمهورية/الأرشمندريت د. شربل الحكيم

بطرس وبولس، ارتبط اسماهما ببداية الكنيسة ونشأتها، بولس فيلسوف متواضع، عالم يسعى إلى المعرفة الحقّة، مؤمن يحارب كلّ تعصّب. كتب منذ أكثر من ألفي سنة، ولا زلنا نقرأ رسائله ونتعلّم منها الكثير. لاقاه الربّ على دروب حياته فتحوّل له سفيراً يبشّر بمحبته. بطرس، أو سمعان بطرس أحد التلاميذ الاثني عشر، ويحتلّ مكانة بارزة في أناجيل العهد الجديد وسفر أعمال الرسل، ويُعتبر أوّل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، بعد أن عمل لتأسيس كنيسة أنطاكية. عمل بطرس في الوعظ والتبشير قبل أن يتّجه إلى روما مؤسّسًا كنيستها.

حيث ذخائر القدّيس بولس

إنّنا نعرف عن القديس بولس وعن نشاطه أكثر ممّا نعرف عن أيّ رسول آخر، وذلك بفضل ما دوّنه عنه القديس لوقا في سفر الأعمال، وبفضل رسائله التي كتبها. وُلد في طرسوس سنة 44 في عاصمة ولاية كيليكية جنوبي آسيا الصغرى، ومن أبوين يهوديّين، كانت ولادته عقب مولـد المسيح بسنوات قليلة، فقد وُلد حوالى سنة 5 أو سنة 6.

سيرة الرسول بولس

سُمّي بالاسم العبراني شاول، على اسم أوّل ملوك إسرائيل، كما دُعِي أيضاً بولس، وهو اسم روماني، فقد كانت أسرته تتمتع بحقوق المواطنة الرومانية.

كان لبولس إلمام كبير بالثقافة اليونانية واللغة اليونانية، ويظهر ذلك من أسلوبه في حديثه ورسائله، ووقوفه على بعض آداب الديانة الوثنية وأقوال فلاسفتها وشعرائها واستشهاده بها.

نلتقي ببولس ـ أوّل ما نلتقي في كتاب العهد الجديد - في حادث رجم إستفانوس، إذ كان يحرس ثياب الراجمين، وبعد هذا الحادث، يبرز بولس كأكثر مضطهدي الكنيسة حركة ونشاطاً. فما إن انتهى من أعماله التخريبيّة الانتقامية في أورشليم، حتى قصد دمشق مزوّداً بسلطان من رؤساء الكهنة، لكي ينزل الاضطهاد بالمؤمنين هناك.

إهتداؤه للمسيحية

أمّا اهتداؤه للمسيحية فكان عند مشارف دمشق، حينما أعلن له الرب يسوع ذاته وأرشده إلى ما ينبغي أن يفعله. بعد هذه الرؤيا، كان وهو مفتوح العينين لا يبصر. فاقتادوه إلى داخل دمشق، وظلّ صائماً ثلاثة أيّام لا يأكل ولا يشرب، وفي نفس الوقت أعلن الرب إلى حنانيا أسقف دمشق في رؤيا خبر شاول، وأمره أن يذهب اليه وحدّد له مكانه.

ذهب حنانيا ووضع عليه يديه فامتلأ من الروح القدس ووقع من عينيه شيء كأنّه قشور، فأبصر في الحال وقام واعتمد سنة 46، ما إن اعتمد وامتلأ من الروح القدس حتى تحوّل من مضطهد إلى مجاهد، ومن يهودي متعصّب لبني جنسه إلى رسول عملاق، يريد لو جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون.

بدأ بولس رحلته التبشيرية الكبرى الأولى مصحوباً ببرنابا ومرقس بإعلان الروح القدس، انحدر بولس وبرنابا ومرقس إلى سلوكية ميناء أنطاكية على البحر المتوسط، وأقلعوا منها بحراً إلى قبرص، اجتازوا جزيرة قبرص، وانتقلوا منها إلى آسيا الصغرى.

بعد الانتهاء من مجمع أورشليم بدأ بولس رحلة ثانية كبيرة سنة 51، كانت تهدف الى تبشير اليونانيّين، وأخذ معه سيلا، وبعد أن زار بولس الكنائس التي أسّسها قبلاً، انطلق يرافقه سيلا وتيموثاوس الشاب الذي كان قد آمن حديثاً. كرز بالإنجيل أوّلاً بنجاح كبير في فيلبي حيث آمنت ليديا بائعة الأرجوان وحافظ السجن، وفيها سجن بولس وسيلا.

وبمعجزة انفتحت أبواب السجن وخرجا منه، بعد ذلك قصدا الى تسالونيكي، وهناك قاومه اليهود واضطهدوه، لكنّه خلّف وراءه كنيسة مزدهرة، وفي بيرية أظهر اليهود غيرة عظيمة، إذ قبلوا الكلمة بكلّ نشاط.

في أواخر سنة 54، قصد بولس أفَسس، وبقي أسيراً في قيصرية لمدّة سنتين كاملتين (58- 60). في انتظار محاكمته، طلب بولس كمواطن روماني أن ترفع دعواه إلى قيصر، فوافق الوالي على ذلك. وهكذا عمل بولس على إتمام إرادة الله المُعلنة له بأن يبشّر روما عاصمة العالم القديم بمخلّص العالم كلّه.

في روما أمضى بولس على الأقلّ سنتين حتى ربيع سنة 63 في حياة سهلة، منتظراً الفصل في قضيته. وفي خلال تلك الفترة بشّر جميع الذين كانوا يدخلون إليه بكلّ مجاهرة بلا مانع، اتّصل به المسيحيّون الذين كانوا في روما وضواحيها.

وعلى الرغم من قيوده، فقد وصل نشاطه إلى موظّفي البلاط الإمبراطوري، فكسب بعضهم وأدخلهم إلى حظيرة الإيمان، وحمل تحيّاتهم إلى الإخوة الذين في فيلبي، وفي هذه الفترة كتب رسائله إلى كولوسى وفليمون وأفسس وفيلبي.

المرجّح أنّ بولس أطلق سراحه لفترة قصيرة، أعيد بعدها إلى السجن في روما، وفي هذه المرّة ظلّ مسجوناً تحت حراسة مشدّدة وبصورة أعنف من الأولى. في الفترة القصيرة التي أطلق فيها سراحه بعد الأسر الأوّل كتب الرسالة إلى العبرانيين، في الفترة ما بين الأسرَين ذهب إلى كريت، وعهد إلى تلميذه تيطس العناية بشؤون كنيستها، وذهب إلى أفسس وغادرها إلى مكدونية حيث كتب رسالته الأولى إلى تلميذه تيموثاوس من إحدى مدنها.

سيرة القدّيس بطرس

القدّيس بطرس أو سمعان بطرس أحد التلاميذ الاثني عشر، ويحتلّ مكانة بارزة في أناجيل العهد الجديد وسفر أعمال الرسل، فهو ابن يوحنّا أبو يونا ومن قرية بيت صيدا في شمال الجليل قرب بحيرة طبريّة، وهو شقيق أندراوس أحد التلاميذ الاثني عشر أيضًا. نال بطرس تبجيلاً في كنائس متعدّدة ويُعتبر أوّل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، بعد أن عمل لتأسيس كنيسة أنطاكية لمدّة سبع سنوات.

عمل بطرس في الوعظ والتبشير لمجتعمات متفرّقة من المسيحيّين الجدد سواءٌ أكانوا من أصول يهوديّة أو وثنيّة يونانيّة في مناطق مختلفة من بلاد الشام وآسيا الصغرى واليونان، قبل أن يتّجه إلى روما مؤسّسًا كنيستها أيضًا، حيث قضى فيها نحو 25 عامًا قبل أن يقتل خلال اضطهاد المسيحيّين الذي تمّ أيّام الإمبراطور نيرون عام 67.

تنصّ التقاليد الكنسيّة أيضًا، أنّ بطرس قد صلب رأسًا على عقب أو على صليب مقلوب، إذ إنّه لم يرَ نفسه أهلاً ليموت بنفس الطريقة التي مات بها يسوع المسيح.

وتذهب التقاليد الكنسيّة إلى اعتبار كاتدرائية القدّيس بطرس مثواه الأخير، وقد أسفرت تنقيبات حديثة خلال حبريّة بيوس الثاني عشر إلى دعم هذا الرأي، وهو ما أعاد تأكيده البابا بولس السادس بأبحاث مستقلّة أخرى تمّت عام 1968.

يحتفل بتذكار القدّيس بطرس في أغلب الليتورجيات الكنسيّة مع القدّيس بولس في 29 حزيران، هناك مناسبات أخرى تلحظها السنة الطقسيّة كذكرى دخوله سجن القدس من قبل مجلس حكماء اليهود في 16 كانون الثاني من كلّ عام، وذكرى قيام كرسي أنطاكية وقيام كرسي روما وسواها.

ولد ونشأ بطرس في قرية بيت صيدا في الجليل بفلسطين، وعمل هناك صيّاداً للسمك مع أخيه أندراوس قبل أن يدعوه يسوع ليكون أحد أتباعه. وأصبح بعد ذلك قائداً لبقيّة رسل المسيح، كما أنّ الكنيسة الأولى أقرّت بسلطته.

يعترف أغلب المسيحيّين بقداسة سمعان بطرس وبأنّه أوّل باباوات روما، بما في ذلك الكاثوليك الشرقيّون. كان أوّل من اعترف بألوهية المسيح وآمن به. بشّرَ بطرس في فلسطين وفينيقية وآسية خمس سنوات، ثمّ أقام كرسيّه سنة 44 للميلاد. ثمّ عاد إلى اورشليم في السنة نفسها، فألقاه هيرودس في السجن وخلّصه ملاك الربّ حسب الرواية.

فاستأنفَ التبشير، وعقد المجمع الأوّل مع الرسل وكتب رسالته الأولى. ثمّ رجع إلى روما وما لبث أن قُبض عليه وسُجن، ثمّ أمِر بصلبه، ولعُمق تواضعه، أبى أن يُصلب إلّا منكّساً.

عكس طريقة صلب معلّمه المسيح. وقد أثبت القدّيسون: ديونيسيوس وإيريناوس وأوسابيوس وإيرونيموس، كما تبيّن أيضاً من الآثار التاريخيّة المكتشفة حديثاً في روما، أنّ بطرس ذهب إلى روما بالاتّفاق مع بولس. وبعد أن أسّس كنيستها استشهد في عهد نيرون عام 67.

 

"حزب الله" يقوّي التطرّف السنّي على حساب الحريرية

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

يجب على "حزب الله" أن ينسى مرّة أنّه فريق شيعي قوي ومسلّح، وأن يضع نفسه في مكان تيار "المستقبل": فريق سنّي أعزل، اغتيل مؤسّسُه، ورئيسه منفيّ تحت وطأة التهديد بالاغتيال، ويواجه فريقاً شيعيّاً قويّاً ومسلّحاً.

هناك مَن يقول: لماذا لا نفترض العكس؟ أي على تيار "المستقبل" أن ينسى يوماً أنّه فريق سنّي لا يعاني عقدة الأقليّة في عالم عربي ذي غالبية سنّية، وسط تحوّلات تهدّد بسيطرة سنّية غير محدودة من الهلال السوري الخصيب إلى المحيط فالخليج. عليه أن يضع نفسه في موقع الأقلية الجغرافية - التاريخية في المنطقة، وعُقَد الاضطهاد التي عانتها، عندئذ قد يتفهّم تيار "المستقبل" لماذا لا يريد "حزب الله" أن يتخلّى عن سلاحه!

بين الفرضيتين الشيعية والسنّية، هناك مفارقة، وهي الآتية: عندما خرج جيش الرئيس بشّار الأسد من لبنان في العام 2005، استطاع فريق 14 آذار بغالبيته السنّية والمسيحية والدرزية أن يتفهّم هواجس الشيعة، التي قد تكون خلف سلوك "حزب الله". وهي هواجس الأقليّات جميعاً في الشرق، لا الشيعة وحدهم. والدليل إلى هذا التفهّم أنّ فريق 14 آذار وافق في ذروة انتصاره على التسوية المخالفة للطبيعة في ذلك الحين، والتي سُمّيت "الحلف الرباعي".

وإلّا فما معنى مراهنته على استيعاب "حزب الله" وسلاحه ضمن "الحالة اللبنانية" الجديدة؟

تَقول لقيادي في تيار "المستقبل": "أتركوا لـ"حزب الله" هامشاً يطمئنّ إليه، فيتنازل شيئاً فشيئاً". يتحسّر هذا القيادي ويجيب: "وماذا فعلنا سوى ذلك منذ اللحظة الأولى؟ وحتى الشهداء الذين سقطوا لنا ولفريق 14 آذار بأسره نقبل بأن يكونوا ثمناً لدخول "الحزب" إلى الحالة اللبنانية. ولكننا رضينا وهو لم يرضَ"...!

لقد ساهم التنوّع الطائفي الذي انطبعت به "ثورة الأرز" في إعطاء تيار "المستقبل" هذا الامتياز الانفتاحي، إضافة إلى كونه أساساً حالة سنّية ليبرالية. فالمسيحيّون والدروز في قيادة "ثورة الأرز"، ساعدوا "المستقبل" في هذا المجال. ولعلّ من أبرز إنجازات 14 آذار أنّ المكوّن السنّي فيها انخرط تماماً في حالة لبنانية واعدة وغير فئوية، حالة مستعدّة للتنازل.

زرع تيار "المستقبل" في العام 2005 بذوراً في الحقل الشيعي، لكنّها لم تنبت. وهو حتى اليوم يراهن على أنّها ستنبت، وهناك في داخل التيار فريق، وإنْ لم يكن كبيراً، ما زال يعتقد مثلاً أنّ المشاركة في الحوار ربّما تنفع في هذا المجال. وفي اعتقاد 14 آذار أنّ "حزب الله" يبالغ في الاستهتار بالحالة اللبنانية. يفضّل عليها الاحتفاظ بأمنه ومصالحه الفئوية والإقليمية، ونموذج 7 أيار 2008 يعبّر عن ذلك.

السلاح ثمّ السلاح... بلا أوهام

"الحزب" يعتبر أنّ قوته الوحيدة، بعيداً من الأوهام، هي السلاح. وهذه القوّة حاجة استراتيجية له وللمحور الذي يرتبط به، من دمشق إلى بغداد فطهران. ولا يمكن تعويض هذه القوّة إذا تخلّى عنها طائعاً، "وفي سذاجة". وهو ضمناً مقتنع بأنّ الدولة في لبنان لا يمكن أن تمنحه أو تمنح حلفاءه الإقليميين هذا الغطاء. ومن هنا، سيدافع عن السلاح حتى النهاية. ولا يجوز لأحد أن ينام على أوهام "اقتناع" "حزب الله" بذلك في أي يوم من الأيام.

أكثر من ذلك، يعتنق "الحزب"، منذ ما قبل العام 2005، نظرية مفادها الآتي: تيار "المستقبل" ليس سوى حالة جمعتها ظروف البرجوازية الحريرية، وهي حالة عابرة أو انتقالية. وفي أي لحظة، ستنمو السلفيات السنّية وتتسلّم قيادة السنّة في لبنان. وعندئذ، ما سيكون وضع الشيعة و"حزب الله" إذا كان قد تخلّى عن سلاحه؟

وعملاً بهذه النظرية، قرّر "الحزب" أن يتفاهم مع "المستقبل" بناءً على مُسَلّمة واحدة، وهي: ممنوع المسّ بالسلاح، وبعد ذلك كل شيء قابل للنقاش! وعندما فشل تحقيق ذلك، من خلال الـ"س-س" وسواها، استخدم "الحزب" أوراقه القصوى، من 7 أيّار حتى إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، أي أنّه استخدم السلاح للدفاع عن السلاح.

في ضوء الخيارات التي فرضها "حزب الله"، ما هي صورة الواقع السنّي اليوم؟

تيار "المستقبل" يبقى الحالة السنّية الأقوى على اتّساع الرقعة اللبنانية، على رغم التضييق السياسي والأمني. ولكن لا يمكن لأحد أن يتجاهل الوقائع الجديدة والمثيرة على الساحة السنّية. سياسيّاً وأمنيّاً ودينيّاً، هناك حالات سنّية تفرض حضورها. وهي تحديداً تستند إلى مقولة إنّه من الضروري مواجهة "حزب الله" بالعدّة التي يملكها.

فالتطرّف يجب أن يقابله تطرف، والسلاح يجب أن يردعه سلاح. والتشدّد المذهبي يجب أن يواجهه تشدّد مماثل. ويوميّاً، تثبت الوقائع حصول متغيّرات في المزاج السنّي والخريطة السياسية والأمنية والدينية السنّية.

مثلاً: لم يَعُد تكرار 7 أيّار في بيروت متاحاً بالسهولة التي كانت قبل أربعة أعوام. ويجب أن يُقرأ هذا المعطى في العمق.

ويقف اليوم تيار "المستقبل" حائراً بين نارين: هو لم يستطع أن يربح الرهان على إدخال "حزب الله" وسلاحه في الحالة والدولة اللبنانيتين، لكنّه لا يستطيع مواجهة القوى السنّية المتوالدة، والتي تُبدي استعدادها لمواجهة "الحزب" بالعدّة التي يملكها. ففي الطائفة السنّية رغبة دفينة في الخروج من الهزيمة التي مُنيت بها الطائفة سياسيّاً وأمنيّاً. ولا يُمكن لـ"المستقبل" أن يقف في وجه هذه الرغبة، كما أنّه ضمناً يرغب في إيجاد "توازن رعب" مع "حزب الله"، ما دام مُصرّاً على التصلّب.

وهكذا، لا يستطيع تيار "المستقبل" أن يكون مرتاحاً في خياراته، فهو يفضّل سيطرة الاعتدال والانفتاح داخل الطائفة، لكنّ "حزب الله" لم يساعده على تحقيق هذا الهدف، بل على تشجيع التطرّف. كما أنّه مضطر إلى "توازن رعب" يحدّ من مغالاة "الحزب"، لكنّه يدرك أنّ الرعب، وإنْ يَكُن متوازناً فإنّه مدمّر! ومن هذه الزاوية، تحمل النظرة إلى ظاهرة الشيخ أحمد الأسير التباساً مبرَّراً.

هذا المأزق مسؤول عنه "حزب الله"، فهو قادر على منح الاعتدال السنّي ورقة قوية بمجرّد الانفتاح والقبول بالتخلّي عن الرغبة في السيطرة بالسلاح.

وأمام "حزب الله" فرصة، في هيئة الحوار، لتبديل نهجه والمبادرة إلى التعاطي إيجاباً في ملف السلاح. فإذا تجرّأ وفعل ذلك يكون النموذج اللبناني هو الذي انتصر، وإذا لم يتجرّأ فالنموذج العراقي سيكون أقرب، والنموذج "النيو سوري" أقرب بكثير.

 

أبعد من إسقاط الأسد

فادي شامية/المستقبل

بعد شهور على بداية الثورة السورية (تقريباً مع بداية العام 2012)، بدأت تتشكل في المناطق السورية المختلفة مجالس إدارة محلية، لتنظيم الحراك الثوري من جهة، والحلول محل السلطات الإدارية التابعة للنظام في المناطق التي صارت بيد الثوار من جهة أخرى. مع الوقت؛ استنسخت مناطق مختلفة هذا النموذج بسبب الحاجة إليه، وبتواصل المجالس المحلية في ما بينها، تولّدت رغبة لتدريب مجموعات على علوم ومهارات الإدارة، يحتاج إليها العاملون في المجالس المحلية. بتاريخ 6/3/2012 وعلى أثر معركة الزبداني الشهيرة، اضطر نائب رئيس الأركان السوري آصف شوكت الى التفاوض مع الثوار في الزبداني، لتحرير مجموعة من الجنود المحاصرين في المنطقة، فبرز المجلس المحلي للزبداني كمحاورٍ لفت نجاحه جهات دولية عديدة كانت تراقب ما يجري على الأرض.

تنامى دور المجالس المحلية في مناطق متعددة من سوريا، ما دفع أكثر من طرف دولي الى إبداء الرغبة بتدريب عناصرها على علوم ومهارات يحتاج إليها العاملون في هذا التنظيم الأفقي. وافقت تركيا على استقبال الناشطين وفتحت لهم المكاتب والقاعات وأمّنت الحماية، واهتم بعض العرب بالتمويل، وانطلقت ورشات التدريب التي نفذها مدربون عرب وأجانب، وانتقل اهتمام المجالس من إدارة الشؤون المدنية، والتوثيق الحقوقي لانتهاكات النظام لحقوق الإنسان، إلى التحضّر لإمساك المناطق السورية المختلفة وإدارة المرافق العامة، عند سقوط النظام، تحسباً من وقوع مجازر أو انتقامات واسعة، أو فوضى مدنية وعسكرية، وقد بدأت المجالس بالفعل بممارسة هذا الدور في العديد من المناطق التي باتت تحت سلطة الثوار راهناً، لا سيما في شمال سوريا. ومع أنها مجالس إدارة مدنية، إلا أنها تمتلك حالياً جهازاً عسكرياً محدوداً لحماية الناشطين والحؤول دون وقوع مجازر بحق المدنيين. وتنتشر الإدارات المحلية اليوم في 14 منطقة سورية، وقد انضم إليها مؤخراً ناشطون سوريون من خارج سوريا، من انتماءات مختلفة. وبتاريخ 3/6/2012 تبنّى "المجلس الوطني السوري" المجالس المحلية، وأنشأ مجلساً مشتركاً -قيد التشكل راهناً- للتنسيق. ويتطلع الكثيرون من السوريين والمراقبين في الخارج إلى دور كبير ستلعبه هذه المجالس في الداخل السوري في المستقبل القريب، من خلال لجانها المختلفة؛ الإغاثية، والصحية، والإعلامية، والحقوقية، (إضافة إلى توثيق انتهاكات حقوق الإنسان تتولى أيضاً تسجيل الحقوق وحالات الولادة والوفاة والزواج والطلاق)، والتعليمية (تعليم الطلاب، إعادة هيكلة المناهج).

 

لا لباسيل ... من البترون إلى تنورين

ألان سركيس/المستقبل

نجح الوزير جبران باسيل بعد الإخفاقات المتتالية في ملف الكهرباء، في تحقيق إنجاز مهم في قضاء البترون، وهو توحيد رأي البترونيين على مختلف انتماءاتهم السياسية حول نقطة مهمّة وهي فشل سياسته في القضاء. فالعونيون والقواتيون والكتائبيون ومناصرو النائب بطرس حرب والمستقلون، يتكلمون اللهجة نفسها في ما خصّ باسيل، ونقمة مناصريه تفوق بأضعاف نقمة الفريق الاخر، لا خدمات ولا توظيف ولا نشاط سياسيا، وإشارة السير الوحيدة على مفترق المدينة أكبر شاهد على عمل الوزير، فالإشارة ثلاثة ألوان ولكن منذ دخوله الى المعترك البتروني توقف ضوءان وبقي "اللون البرتقالي" وحده يعمل، ومنذ فترة توقّف ايضاً وانطفأت الإشارة، في إشارة واضحة الى ضعف هذا اللون في مجمل القضاء.

حتى الليموناضة البترونية غاضبة على باسيل، فهي مصنوعة من الليمون الحامض، الذي رفضه الناس بسبب أخذ "التيار الوطني الحرّ" للّون البرتقالي.

يتساءل الأهالي بأي وجه سيخوض باسيل الانتخابات النيابية، حيث أن الغضب الشعبي كبير وعارم وخصوصاً في بلدة تنورين، فهم يعتبرون ما فعله باسيل بحق بلدتهم جريمة لا تغتفر، حيث سبّب تقسيم البلدة وفصل شاتين عنها لتمرير مشروع سد بلعة وتنفيذه ايرانياً.

تحت شجرة التفاح في منطقة حريصا التنوريّة، يجتمع مزارعان شارفا على السبعين، ويحضر الكرز كطبق رئيسي على مائدتهما، فهذا موسمه، ويبدأ التداول في الشؤون الزراعيّة، فتنورين كانت معروفة بأن بيوتها عبارة عن إهراءات، أما الآن فخفّت الزراعة فيها بسبب تراجع الأسعار، والإعتماد على التفاح كبديل.

وعند الحديث عن المياه، يسأل أبو جورج جاره أبو حنا عن آخر الأخبار عن سدّ بلعا، فيجيبه: "لا جديد، فالمشروع حتى الآن لم يبدأ العمل به لأن أهالي تنورين يرفضون دخول الإيرانيين وميليشيا حزب الله الى بلدتهم، ودفعنا ثمن موقفنا غالياً، حيث لعبت الأيادي السوداء الخبيثة وفصلت شاتين عن تنورين".

أبو جورج، يتهم حلفاء إيران في لبنان بمحاولة تقسيم البشر والحجر في تنورين، فالوزير باسيل لم ينعم على البلدة بأي خدمة تُذكر، يتذكرها وقت الإنتخابات ويبثّ الحقد والكره بين أهلها وعائلاتها لشدّ الناخبين اليه، لكنه يرى أن هذه السياسة سترتد عليه وستكون نتائج صناديق تنورين في الانتخابات المقبلة بمثابة صفعة له".

ويُحمّل رئيس بلدية تنورين منير طربيه في حديث الى "المستقبل"، الوزير باسيل "المسؤولية الكاملة في فصل شاتين عن تنورين، ويقف مع العونيين في البلدة وراء هذا الأمر، حيث تبيّن أنّ الـ18 شخصاً الذين وقّعوا على العريضة لإنشاء بلدية جديدة، كلهم من "التيار الوطني الحرّ"، والغاية منها تمرير سدّ بلعا، وإضعاف بطرس حرب".

ويعتبر "تقسيم تنورين مسألة حياة أو موت، فالوزير باسيل يريد أن يصبح نائباً مهما كلّف الأمر من أجل وراثة عمّه، حيث أن النائب ألان عون وإبراهيم كنعان ينافسانه على الوراثة وإذا سقط للمرة الثالثة في منطقته فهذا سيشكل وصمة عار عليه".

أدّت قسمة شاتين عن تنورين الى خلل في التركيبة العائلية، فأصبح آل طربيه العائلة الثانية بعد آل حرب، مما أدّى الى اعتراض عائلات يونس ومراد الذين يؤيدون "التيار الوطني الحرّ" والإنتفاض ضد باسيل، وعقدت عدة إجتماعات لرفض تقسيم تنورين.

ويؤكد طربيه أن "شعبية باسيل انخفضت في كبرى بلدات القضاء التي انتخب فيها في الانتخابات الاخيرة حوالى خمسة آلاف ناخب، وسط ارتفاع شعبية إبن البلدة النائب حرب، حيث ثبت للناس أن سياسة باسيل تسير من فشل إلى آخر".

في قرى وسط البترون الوضع ليس أفضل حالاً، ففي بلدة ديربيلا، أُجريت إنتخابات بلدية فرعيّة أسفرت عن تقاسم المجلس البلدي بين مناصري النائب بطرس حرب و"القوات اللبنانية" و"الكتائب"، فيما لم يحصد "التيار الوطني الحرّ" أي مقعد.

سكان بساتين العصي وكفرحلدا وبيت شلالا تزداد نقمتهم على باسيل، فنبع دلّي الذي ينبع من كفرحلدا ويغذّي منطقة البترون، تتناقص حصتهم منه، ما يؤدي الى تراجع الإنتاج الزراعي في سهل بساتين العصي وتضرّر المنتجعات السياحية والمطاعم الموجودة على ضفاف نهر الجوز.

وهذه المطاعم شاهدة على تراجع شعبيّة باسيل، فمناصروه كانوا يحجزون المطعم لان الوزير آتٍ، فينصرف صاحب المطعم الى التحضير للزيارة، ليتفاجأ بأن عدد المناصرين لا يزيد على الخمسين شخصاً.

يستنكر مختار عبدلّي حنا بركات "ما يصدر من كلام من قبل باسيل عن أنه يقف وراء كل الانجازات والمشاريع الإنمائية، وهو المنكبّ على العمل في وزارة الاشغال بتكليف من النائب زهرا لمتابعة المشاريع".

ويؤكد أن "المشاريع التي يُصرف لها أموال الآن، مخطط لها منذ ثلاث سنوات، بالتعاون بين النائبين زهرا وحرب والمجتمع المدني والأهالي في البترون والبلديات والمخاتير".

ويرى أن باسيل "لا يُعبّر عن توجهات البترون التي تؤيد خطّ 14 آذار، في وقت يُقصّر خدماتياً تجاه مناصريه، فقد عقد اجتماعاً في منزله في البترون مع حليفه نزار يونس من أجل توظيف عدد من شباب المنطقة وحتى الساعة لم يبرز أي شيء".

ويكشف بركات عن "قرب تنفيذ أوتوستراد بيار الجميل الذي يمتد من البترون الى جران، منطقة القديسين، الذي سعى به النائب زهرا بالتعاون مع وزير الأشغال العامة غازي العريضي وموافقة رئيس الجمهوريّة، والحديث عن هبة سعودية بقيمة 15 مليون دولار لاستكمال أوتوستراد تنورين _البترون".

أمام يافطة في بجدرفل كتب عليها "شكراً جبران باسيل على تنفيذ أوتوستراد البترون _ تنورين"، يتعجّب بعض العونيين "عما إذا كان باسيل يقف فعلاً وراء تنفيذه، لكن المشكلة كما يقولون، إذا كان هو صاحب هذا الانجاز فلماذا لم يُستكمل الى البترون، لماذا وصل الى بجدرفل وتوقف؟".

ويقف سليم أمام محلّه في البترون، وعمليات الحفر التي بدأت منذ الشتاء لم تنته بعد، ويقول "إذا كان الوزير باسيل فعلاً بطل الإنجازات، فلماذا يترك هذه الحفريات في مدينته؟".

مدينة البترون التي أعطت ثقتها لباسيل، لم يبادلها بالمثل، فطرقاتها من الأسوأ في لبنان، ولم تشهد أي تطور في مرافقها العامة ومنشآتها، فالبنى التحتية لم تواكب التطور العمراني والزيادة السّكانيّة.

وعند السؤال عن إمكانية إنتخاب باسيل، يجيب البترونيون على مختلف انتماءاتهم السياسية، "ماذا قدّم للبترون لننتخبه؟!".

 

نزع السلاح وسيلة لا غاية!

وسام سعادة/المستقبل

يتداخل ما هو "طبيعيّ" وما هو "غير طبيعيّ" في نظرة العديد من اللبنانيين "السياديين" إلى حركة الشيخ أحمد الأسير ومواقفه واعتصامه الأخير.

فمن جهة، هي "نتيجة طبيعية" للصلف المذهبي المتباهي بسلاحه بشكل استفزازيّ، ميدانياً وخطابياً، من 7 أيار إلى "صلح الدوحة"، ومن نقض نتائج انتخابات حزيران 2009 إلى نقض "صلح الدوحة". و"نتيجة طبيعية" لإمعان "حزب الله" في محاولاته المستميتة لإحلال نظام هيمنة فئويّ مسلّح، وعجزه عن تأمين ذلك على نحو ثابت وشامل، خصوصاً في مرحلة الثورة السوريّة المقوّضة للنظام البعثيّ.

وهي "نتيجة طبيعية" للهوّة المستفحلة بين القول والفعل، وبين المرغوب فيه والمقدور عليه في معسكر 14 آذار. و"نتيجة طبيعية" لسياسة الركود التي تعيشها الحركة الإستقلالية، على المستويات كافة، كأزمة وعي وتنظيم وتحريك، وكانتقال من محنة "ثورة بلا ثورة" إلى مغبّة "نقد ذاتي من دون نقد ذاتي".

وهي "نتيجة طبيعية" للفشل الذريع في اطلاق حوار وطنيّ حقيقيّ وقادر على الجمع بين مداواة الإنشقاق، الأهليّ العميق، والكيانيّ المتفجّر، و"تفكيك" الهيمنة المسلّحة لتنظيمات يقودها "حزب الله" على المجتمع والدولة، و"إعادة تركيب" المجتمع كفضاء تعدّدي مشترك ومسالم، والدولة، كدولة للجميع، ومؤتمنة على قرار الحرب والسلم.

وفي المقابل، تدرج هذه الظاهرة في نطاق "الظواهر غير الطبيعيّة".

فلئن كان مطلبها، "نزع السلاح"، يرجع إلى أصل "14 آذاريّ"، فإنّ أسلوبها في الكلام وفي التحرّك يذكّر بمأثور "8 آذار".

وإذا كان مطلب "نزع السلاح" له قاعدة جماهيريّة عابرة للطوائف، ومؤطّرة أساساً بالثنائية الإسلاميّة المسيحية، وبالتلازم العضويّ مع مفهوم "المناصفة الإسلاميّة - المسيحية"، فإنّ هذه الظاهرة "الأسيريّة" تبقى محدودة شعبياً، ومحصورة في جزء من حالة داخل مذهب داخل طائفة.

وكما أنّ "السلاح" لا يمكن أن يكون في أية حال من الأحوال غاية في ذاته، فإنّ "نزع السلاح" لا يمكنه أن يكون غاية في ذاته، ولا مناص من طرح السؤال: نزعه، بالتأكيد، وفي أسرع وقت، لكن من أجل إحلال ماذا؟ من أجل إحلال سيادة القانون على جميع أراضي الجمهوريّة اللبنانية، والمساواة القانونية بين جميع المواطنين اللبنانيين، أم من أجل دفع الأمور في إتجاه لا مجال فيه لأي واقع يسند مقولات "مساواة" و"قانون" و"سيادة" و"دولة" بأي مضمون مفيد ولو بالحدّ الأدنى؟

وهنا، نصل إلى بيت القصيد، فـ"قوى 14 آذار" ميّزت دعوتها إلى "نزع السلاح" وقالت إنّها تعني إطاراً مرحلياً يقضي بوضعه تحت إمرة الدولة اللبنانية أو في "كنفها"، وهذا ليس بموقف "قصويّ" لأنّه لا يشترط مقولة "احتكار الدولة لمنظومة العنف الشرعيّ" المرتبطة بالمنظومة الفكرية لعالم الإجتماع الألمانيّ ماكس فيبير. ماذا يريد في المقابل القصويّون، وضمنهم الشيخ الأسير؟ تجاوز مقولتي "الأمرة" و"الكنف" إلى مقولة "احتكار الدولة لمنظومة العنف الشرعيّ"؟ ليس هناك ما يحمل على الإعتقاد بأنّهم يريدون ذلك!

وأساساً، فإنّ مقولة "احتكار الدولة لمنظومة العنف الشرعيّ" لم يطرحها ماكس فيبير من فراغ، أو كمقولة نظريّة خالصة، بل كانت هذه مقولة سجاليّة طُرِحَت في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، يوم انتشرت تنظيمات مسلّحة يساريّة متطرّفة ويمينيّة متطرّفة في "جمهوريّة فايمار"، وكان القصد من هذه المقولة في البداية موقفاً سلبياً من التنظيمات اليساريّة المتطرّفة . إلا أنّها صارت تنطبق لاحقاً على كل المناخ المتفجّر الذي عاشته ألمانيا المهزومة والمأسورة بـ"إملاءات فرساي"، في الحدائق "التحتية" لديموقراطيتها البرلمانية، المأزومة الشرعية. وهكذا نرى أنّ ليس هناك تطبيق ميكانيكي لمقولة "احتكار الدولة لمنظومة العنف الشرعيّ" من ناحية، كما نرى أنّ المقولة لا تطرح أصلاً إلا في بلد تنتشر فيه حالات مسلّحة خارجة عن سلطة الدولة. على صعيد آخر، فإنّ هذه المقولة جاء رفضها من موقع اليسار في البداية، كونه رفض "احتكار الدولة للعنف" من موقع القول بنظرية "الشعب المسلّح"، لكن هذا اليسار هو أكثر من دفع الثمن لرفضه "احتكار الدولة للعنف"، مع وصول النازيين الى السلطة.

في لبنان أيضاً، ومهما كان حجم الضرر من سلاح "حزب الله"، فلا يمكن أن تطبّق مقولة "احتكار الدولة لمنظومة العنف الشرعيّ" بشكل سحريّ. هذا يعني أيضاً، أنّ رفض منطق "حزب الله" الذي يحيط "السلاح" بهالة من القدسيّة بشكل يحرّم الكلام العمليّ والبرنامجيّ حوله لا بدّ من ان يترافق مع رفض "الصنمية المعكوسة": فالحديث عن "السلاح" بالمطلق والمجرّد، يشبه إلى حدّ ما الحديث "التقديسيّ" للسلاح. وهذا ما ينبغي أن تتنبه إليه الحركة الإستقلاليّة أكثر فأكثر. ان أخذ الشيخ الأسير لـ"قضيّتها"، في "نزع السلاح" على عاتقه، ينبغي أن يدفع هذه الحركة الى تمييز قضيتها بشكل أعمق، وأفضل، وأكثر جذريّة في آن. انها في الأساس قضية رفض أن تقوم في لبنان هيمنة مسلّحة لفريق على آخر. أي رفض أن تكون الهيمنة الفئوية قائمة، أو جار العمل لارسائها، ورفض أن تكون فوق ذلك هيمنة مزمع إرساؤها وتأبيدها بقوّة السلاح.  حيثما يسأل الشيخ الأسير عن "نزع السلاح" بالمطلق، ينبغي أن تعيد 14 آذار التذكير بأنّ "نزع السلاح" هو وسيلة، لأنّ السلاح نفسه هو وسيلة لهيمنة فئة على فئة، وليس غاية في ذاتها كما تحاول هذه الفئة المسلّحة أن تضلّل نفسها وتضلّل سواها.

 

إصرار انتحاري على «تحالف الأقليات»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«فكِّر قبل أن تتكلم، واقرأ قبل أن تفكر». (فران ليبوويتز)

يوم أول من أمس نقلت وكالات الأنباء من مدينة الديوانية في جنوب العراق «تحذيرا» من وزير النقل العراقي هادي العامري إلى تركيا من «أي تجاوزات ضد سوريا وشعبها». وحسب الوكالات، فإن الوزير العامري، الذي كان يخطب في ذكرى ثورة عام 1920 العراقية، قال إن «سبب ما تتعرض له العملية السياسية في العراق من أزمات معروف وكارثي، وهو من أجل تمرير المؤامرة في سوريا». ومن ثم تابع - لا فُضّ فوه - «أتعجب من الدول العربية.. هل ماتت الغيرة فيهم؟ اليوم تركيا تهدد وتتوعد بلدا عربيا هو سوريا، والجميع لم يتحرك وسكت عن الموقف، ولو أن إيران هددت؛ هل يسكت هؤلاء؟ نحن نقول للأتراك: لن نسكت عن تجاوزكم على سوريا، ولن نسمح لأي بلد أن يتجاوز على بلد عربي».

شخصيا، لا بد لي من الاعتراف بأنني لست ملمّا بالتاريخ النضالي القومي للوزير العامري، باستثناء أنه الأمين العام لـ«منظمة بدر»، الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي الشيعي، كما أنه عضو في مجلس النواب العراقي ويعد من المقربين من القيادة الإيرانية. ومن ناحية ثانية، لا أزعم أنني على اطلاع على التاريخ الصحي والنفسي للسيد الوزير، لكنني أميل إلى أنه ينسى ويسهو، وهذا ما لم يكن انتقائيا في تعريف النضال والقومية، مع أن الانتقائية لا تليق بـ«مشرع» في الأرض التي ظهرت فيها «شرعة حمورابي» أول «شرعة» في تاريخ الحضارة الإنسانية.

السيد الوزير «نسي»، مثلا، أن العراق تعرض عام 2003 لهجوم عسكري «أجنبي» انتهى باحتلال «أجنبي» لم ينتهِ كليا حتى اللحظة. وما لم تخني الذاكرة، أحجم النظامان الإيراني والسوري يومذاك عن التصدي للقوات «الأجنبية» لمنعها من احتلال العراق.. بل إن ما حصل كان العكس تماما؛ إذ استفادت التنظيمات التي ينتمي إليها السيد الوزير وأركان حكومته، وانتقل قادتها من إيران حيث كان «الولي الفقيه» يصف الولايات المتحدة بـ«الشيطان الأكبر»، وحلوا معززين مكرمين في العراق المحتل «أجنبيا».. اللهم إلا إذا كان يعتبر القوات الأميركية من نسل كهلان بن قحطان!

هذا الكلام المؤسف ليس جديدا ولا مفاجئا، فالمنطق المريض الذي يعبر عنه أعم من أن يقتصر على سياسي عراقي محسوب على طهران.. إنه المنطق المريض نفسه الذي نسمعه ونعيشه يوميا من أعلى مواقع السلطة العراقية، بجانب قوى لبنانية وسورية وخليجية وغيرها، في تجاهل معيب لمجازر ترتكب في سوريا منذ 16 شهرا بحق شعب انتفض على نظام «وراثي» يحكمه أمنيا منذ خريف عام 1970.

إننا هنا، نعود مجددا إلى آفة «تحالف الأقليات» ضد ما يوصف بخطر «الأصولية الإسلامية السنية»، ولقد ازداد زخم الدعوات لهذا «التحالف» بالتوازي مع تصاعد الخطاب الديني في عالم عربي يشكل المسلمون السنة نسبة تقارب 75% من عدد سكانه، وفي ظل ترهل القيادات التقليدية - العسكريتارية على وجه الخصوص - وسقوط البديلين؛ القومي واليساري، ضحية للمحسوبية والعائلية والفئوية، ناهيك من تعجيل نهاية «الحرب الباردة» بهذا السقوط.

إن العالم العربي الآن، بعدما نجح «الإسلاميون» السنة في تولي السلطة التنفيذية في المغرب وتونس ومصر عبر صناديق الاقتراع لأول مرة منذ فجر «الربيع العربي»، أمام معادلة مهمة جدا على صعيد تعايش مكوناته، وطبيعة تفاعلها بعضها مع بعض، ومع القوى الإقليمية ذات المصالح المتعارضة أحيانا والمتطابقة أحيانا أخرى على امتداد المنطقة.

الاستقطاب الحاد الذي شهدناه في مصر إبان الانتخابات الرئاسية في أعقاب انتصار الإسلاميين بـ«إخوانييهم» و«سلفييهم» في الانتخابات البرلمانية، لا شك، جزء من مشهد إشكالية التعايش. بل إن الإشكالية تصبح أكثر تعقيدا عند تفكير الراصد في حقيقة وجود خلافات عقيدية حتى بين التيارين الإسلاميين الكبيرين إزاء قضايا مصيرية كالدولة المدنية، وفصل السلطات، والالتزام بالمواثيق الدولية، وعلاقة سلطة على رأسها إسلاميون مع مواطنين كاملي الحقوق والواجبات من غير المسلمين. ومن ثم، قد يطرح البعض تساؤلا في محله عن دور «العسكر» بوصفهم «شريك سلطة» ضامنا لحقوق الأقليات والالتزامات الدولية. في دول المغرب العربي، حيث الإسلام مظلة جامعة تظلل تعددية عرقية - لغوية، لا يصح استخدام مصطلح «تحالف الأقليات» ببعديه الديني والمذهبي، كما يستخدَم في بلاد الشام والعراق. وبالتالي، فإن تجربة الأقباط مع أول رئيس جمهورية إسلامي في مصر لا تنطبق على حالة الدول المغاربية، لكنها ذات وقع غاية في الأهمية بالنسبة لسوريا ولبنان حيث تحكم «الأقليات» مباشرة، والعراق حيث تحكم «الشيعية السياسية» التي تعكس مصالح جماعات داخل أغلبية محليا.. أقلية إقليميا.

كلام الوزير العراقي هادي العامري، الذي بدأت به هذه المقالة، يجسد في الواقع توجها سلبيا في العلاقة مع الأغلبية السنية بالمنطقة، وهو يبدو مستعدا للذهاب بعيدا في استنفار حلفاء؛ إقليميا، مكشوفين ومستترين لخدمة مشروع «تحالف الأقليات». والخطير في أمر هذه الحالة أن الحلفاء الإقليميين، المكشوفين والمستترين، في هذه الفترة الصعبة من عمر المنطقة لا يبدون منزعجين من إبقاء النزف السوري مستمرا، بل إنهم على استعداد لفتح جبهات ساخنة أخرى، بالذات في لبنان، حيث تعيش وتتداخل المكونات الدينية والمذهبية والعرقية - اللغوية ذاتها التي تعيش وتتداخل في سوريا.

ثم إن «العجز» الدولي عن وقف النزف السوري ما عاد بالإمكان ستره عبر الاكتفاء بالكلام عن «العناد» الروسي والصيني. صحيح أن الموقفين؛ الروسي والصيني، معاديان صراحة لشعب يقتله حاكموه منذ 16 شهرا، غير أن هذا مجرد جزء من مشكلة أكبر وأكثر تعقيدا؛ إذ كان مقلقا الصمت المريب إزاء الوضع في سوريا الذي طغى على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإسرائيل، حيث بالكاد خرجت معلومات يعتد بها عن طبيعة الحوارات التي دارت بين الجانبين. كذلك كان غريبا أن ينقضي «اجتماع جنيف» أمس بمهل أخرى من دون سقف زمني لإنقاذ ما يستحق إنقاذه من مبادرة دولية - عربية واضحة وصريحة بالنص اسمها «مبادرة أنان»، لا سيما في ضوء ما يحدث على الحدود السورية - التركية.

في العراق، كما في سوريا ولبنان، على «الأقليات»؛ مسلمة وغير مسلمة، أن تقدر بصراحة وبحكمة تكلفة خيار المواجهة بالسلاح مع «السنية السياسية»، وعليها أن تتذكر، أيضا، أن «المعركة» التي عليها أن تكسبها في نهاية المطاف هي «معركة التعايش» لا «المواجهة» والغلَبة المستحيلة. بكلام آخر، على «الأقليات» كسب ثقة السنة واعتدالهم وانفتاحهم.. لا كسب حرب ضدهم يقول منطق الأمور إنها غير قابلة للكسب أساسا. لقد علمنا تاريخ الإسلام أن الدولة الإسلامية في أيام ازدهارها ومنعتها كانت منفتحة ومتسامحة.. وفي المقابل، إبان فترة انحطاطها لجأت إلى التزمت والانكفاء والشعور بالحصار والاضطهاد.. وهي العوامل التي فتحت الباب أمام التشكيك وصولا إلى التكفير.

أمام «الأقليات» خياران لا ثالث لهما.

 

فشل اجتماع جنيف .. الآن ماذا؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا يمكن تخطئة من يقول إن اجتماع جنيف الخاص بسوريا قد فشل، ورغم كل ما صدر عنه، خصوصا أن صياغة البيان كانت فضفاضة لحد أن كل طرف قام بتفسيره حسب رؤيته، سواء الأميركيون، أو الروس، أو السيد كوفي أنان، ولذا فإن السؤال الآن هو: وماذا بعد جنيف؟ الإجابة البسيطة هي أن لا حل سياسيا بالأفق، فأي حلول خارج مظلة مجلس الأمن لن تكون لها قيمة إلا إذا كانت تحالفا دوليا خارجيا يفرض وقائع على الأرض، مثل التدخل العسكري، أو فرض مناطق حظر جوي، ومناطق عازلة، أما عدا عن ذلك فمن الصعب تخيل أي حلول سياسية الآن، لكن هذا لا يعني أنه نهاية المطاف، بل إنه يؤكد أن الحل في سوريا كان ولا يزال بيد السوريين الثوار أنفسهم، ومن خلال ما يقع على الأرض. فلولا صمود الثوار السوريين لما كان هناك اجتماع جنيف، ولما تم التوافق على ما تم التوافق عليه في جنيف، وبموافقة جميع الأطراف ومنهم روسيا، وهو اتفاق الحكومة الانتقالية الذي قلنا إنه غير قابل للتنفيذ، لكنه يظهر أن مساحة المناورة بالنسبة لموسكو باتت ضيقة.

ومن هنا فإن المهم والأهم هو ما يحدث على الأرض بسوريا، فذلك الذي يحدث التغيير داخل دمشق، وبالمجتمع الدولي، فالنظام الأسدي اليوم أقرب للانهيار من أي وقت مضى، والثورة بأقوى مراحلها. وعليه؛ فإن جنيف ليست نهاية المطاف بل هي بداية نهاية الأسد إذا ما استمر السوريون بالصمود، واستمر تسليح «الجيش الحر»، وتزويده بكل المعدات التي تضمن له التحرك، والتصدي لقوات الطاغية، وهذا ما يجب التركيز عليه اليوم، وأكثر من التركيز على الحل السياسي الذي لن يأتي من دون وقائع تفرضه على الأرض، وهذا ما يدركه المجتمع الدولي، وهذا ما حرك القوى الدولية مؤخرا، حتى وإن كان حراكها غير مقنع، أو كاف. ما يحدث على الأرض بسوريا هو ما سيلجم روسيا وإيران، وليس المواقف الدولية، وذلك لسبب بسيط وهو أن موسكو وطهران تقومان اليوم بمهمة شبه انتحارية وهي مهمة إطالة عمر طاغية دمشق؛ فإيران تعتبر مؤتمر جنيف فاشلا لأنه أبعد الدول «ذات النفوذ» في سوريا بحسب تعبير المسؤول الإيراني، مما يعني أن إيران تريد الإبقاء على الأسد، أو فرض أتباع لها بعد سقوط الأسد في سوريا على غرار حزب الله في لبنان، أو المالكي وغيره بالعراق، وهذا أمر لا يجب السماح به إطلاقا، فمن شأن ذلك إبقاء سوريا ضعيفة ومقسمة إلى أمد طويل.

وعليه؛ فإن مؤتمر جنيف ليس بنهاية المطاف، ولا هو بالخسارة بالنسبة للثورة والثوار السوريين، بل هو دليل على أن ما يفعلونه على الأرض هو ما يصنع الفارق، ولذا فلا بد من الاستمرار بدعم الثوار السوريين بالسلاح، واعتبار أن مؤتمر جنيف لم يكن، وذلك ليس لتأجيج الصراع في سوريا، وإنما لكي لا يفلت مجرم دمشق الملطخة يداه بالدماء السورية، ولكي لا تجد إيران موطئ قدم في سوريا.

 

«جنيف» اعتراف بنهاية الأسد

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ظاهريا، الروس لم يتراجعوا عن تأييدهم للنظام في سوريا، ونظام الأسد نفسه لم يتراجع عن الحل العسكري. السبب خوفهم من أن الإعلان بقبول أي حل سياسي فيه تصريح بإقصاء بشار الأسد سيسبب انهيارا سريعا للنظام. سيسقط في نهار واحد. فجاء مؤتمر جنيف حول سوريا اعترافا بنهاية الأسد دون الإعلان عن ذلك، بعد.

أفكار مؤتمر جنيف، ومحاولة إحياء خطة المندوب الأممي، كوفي أنان، بنقاطها الست، لم يعد لها قيمة اليوم، لأن الثوار لن يوقفوا تقدمهم، ولا يملك النظام غير الحل العسكري. في جنيف اعتراف بنهاية النظام السوري حيث اضطر الروس إلى القبول بفكرة البحث عن حل بديل. سيكون حلا مؤقتا، مثل حكومة مشتركة، حتى يستطيع الأسد إخراج أثاثه من قصره إلى مكان آخر. والفكرة في أصلها قديمة طرحتها في نهاية العام الماضي إيران وروسيا من أجل تقسيم المعارضة، بالدعوة لإشراك المعارضة في الحكم مع الأسد، ويبقى هو عليهم رئيسا. الآن يريدون حكومة مشتركة فيها شيء من قيادة الأسد أو رجاله، وكل هذا فقط لشراء الوقت حتى يتدبر أمره.

ويجب أن نتذكر منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة أن الوضع على الأرض يتغير ضدهم، قوات النظام تفقد بشكل مستمر قبضتها على معظم أنحاء البلاد. كانت تحاصر الثوار في حمص في يناير (كانون الثاني)، واليوم الثوار يهاجمونها في العاصمة دمشق، وينتقل من صفوف الجيش النظامي آلاف من المجندين والمختصين ويلتحقون بجيش الثوار.

أما لماذا يرفض حلفاء الأسد، تحديدا إيران وروسيا، القبول علانية بحل من دون بشار الأسد؟ السبب أن أي إعلان من جانبهم بالموافقة على مشروع يقول صراحة بإخراجه، سيتسبب فورا في سقوط النظام. الإعلان عن إقصاء الأسد، بأي صيغة تقال، سيخلق ذعرا في صفوف دولته. لهذا سيقبلون بحل يقصي الأسد دون الإعلان عن تنحيته إلا بعد ترتيبات مع الثوار والدول المتحالفة معهم؛ أمر ربما بات متأخرا.

من جانب حلفاء الثورة أيضا، لا بد أن نقول إن عندهم رغبة بعدم الاندفاع نحو المجهول إذا وُجد حل من دون الأسد، يحافظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ومنع أي حرب أهلية. وهذا يعني أنهم مستعدون لمساندة حل حقيقي، والأهم أن يكون حلا عمليا، لا يتضمن فقط إخراج بشار الأسد، بل كل رجاله وقياداته من النظام، وتسليم السلطة للمعارضة بشروط تحافظ على كيان الدولة، مع خطة حكم مرحلي بإشراف دولي تمنع الانتقام وإشاعة الفوضى.

المشكلة كانت موسكو، الآن المشكلة الأسد نفسه الذي سيفشل هذا الحل. أعتقد أنه يعرف، منذ مطلع العام الحالي، أنه خسر المعركة، لهذا يريد خلق حالة حرب أهلية لأنها تحقق له شيئا من السلطة في مكان ما من سوريا. هو يظن أن الحرب الأهلية ستفقده حكم سوريا، الذي فقده أصلا، لكنها ستمنحه الحكم في المناطق العلوية والمتحالفة معها، عندما يهرب من دمشق، وقد ينتهي بتأسيس دويلة هناك بحماية دولية. يراهن على أن الحرب الأهلية ستضطر العلويين لدعمه، أما الحل على الطريقة اليمنية، أي أن يسلم السلطة سلميا، كما يريد الروس الآن، فسينتهي به منفيا في كوخ ما على البحر الأسود تحت حراسة روسية.