المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 17 تموز/2012

 

إنجيل القدّيس لوقا 11/14-23

وَكانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس. فَلَمَّا أَخْرَجَ الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع. وَقالَ بَعْضُهُم: «إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول، رَئِيسِ الشَّيَاطِين، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين». وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوه. أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ عَلَى بَيْت. وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون: إِنِّي بَبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين. وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم. أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله. عِنْدَمَا يَحْرُسُ القَوِيُّ دَارَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ، تَكُونُ مُقْتَنَيَاتُهُ في أَمَان. أَمَّا إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ، فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ، الَّذي كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْه، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد

 

عناوين النشرة

*نتانياهو يندد بـ"الارهاب الايراني" بعد اعتقال لبناني يشتبه بأنه خطط لاستهداف مصالح اسرائيلية في قبرص

*بيريس خلال لقائه كلينتون: هناك توافق على أن إيران تشكل خطراً على الجميع

*الـ 1701 يتمدّد شمالاً؟ /نبيل بومنصف/النهار

*أميركا وأوروبا تلاحقان أموال "حزب الله"

*المخطوفون في سوريا

*ورشةٌ في لاهاي... والمحاكمات قبل نهاية /2012/جريدة الجمهورية/طوني عيسى

*القسم الجنائي في وزارة العدل الأميركية يُلاحق عدنان حسن تاج الدين...أشهر إفلاسه بعدما هرّب أموالاً إلى لبنان وربما إلى "حزب الله"

*فرنجية لـ"النهار" الكويتية: سقوط النظام البعثي سيقضي على بعض القوى وتحديداً عون

*ريّا الحسن": تمويل المحكمة من إحتياطي رئاسة الحكومة بدعة لعدم إحراج "حزب الله" أمام جمهوره...

*المعارضة لا تكتفي بالتمويل بل تُطالب بتسليم المتّهمين و"داتا الاتصالات/سابين عويس /النهار

*الزغبي في قراءة اولية لنتائج انتخابات الكورة: حضور هزيل للتيار العوني وهبوطه لاسفل لائحة القوى السياسية 

*الكورة تنتصر لثورة الأرز

*شربل: كرم فاز بالمقعد النيابي في الكورة بـ12412 صوتاً

*جعجع: الخسارة لكل 8 آذار و"ما حدا كان واقف على جنب"

*جعجع: "القوات" دفعت لأجل مقعد الكورة عرق ودموع ودماء لعشرات السنوات

*أحمد الحريري هنأ الكورة بانتخابها مرشح "القوات" وقوى 14 آذار

*قوى 14 آذار تهنىء فادي كرم عبر الـLBCI 

*بعد الكورة... عودة القوّات إلى الجذور/جريدة الجمهورية/اسعد بشارة

*فوز ثمين على "تحالف الأقليّات" المحلّى بالعلمانية والمُحلّي للمجازر/وسام سعادة/المستقبل

*كيف مـرّ اليوم الإنتخابي الكورانـــي الطويل؟/جريدة الجمهورية/باسكال بطرس

*الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الإنتخابات: جو هادئ نسبيا وغياب أعمال عنف أو مخالفات جسيمة

*"القوات": الفريق الآخر عمد إلى قرصنة الكترونية لتشويه الحقائق وتكرار المحاولات الفاشلة لزرع الشرخ بين الحلفاء

*زهرا نوه بأداء "الداخلية" ويديموقراطية أهل الكورة

*ليس المهم الاتفاق على قانون للانتخابات بل الاعتراف بنتائج صناديق الاقتراع/اميل خوري /النهار

*المشنوق يفكّر في خطوة ما ووسائل: السعودية تراجع موقفها من الحوار/ايلي الحاج /النهار

*الراعي استقبل شربل في الديمان

*ساعتان لانتشال طفل غرق في ساقية بنهر العاصي  

*سوريا: هل يسبق تآكل النظام من الداخل مناورات المجتمع الدولي؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*مدرسة الانتصارات/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*نحو جمهورية جديدة؟ /سمير منصور/النهار

*لـئـلا يصبحَ مسيحـيّـو لبنان "مياومين"/سجعان القزي

*هل من رابط بين نقل المخزون الكيماوي والمجازر؟سوريا قد تقترب من حكم ذاتي مثل كردستان/روزانا بومنصف

*مؤشرات الانهيار الحتمي../علي نون/المستقبل

*قديس» ونبيّ من قبل المسيحية.../الأرشمندريت د. شربل الحكيم/جريدة الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

 

نتانياهو يندد بـ"الارهاب الايراني" بعد اعتقال لبناني يشتبه بأنه خطط لاستهداف مصالح اسرائيلية في قبرص

ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت ب"الارهاب الايراني" بعدما اعتقلت الشرطة القبرصية لبنانيا يشتبه في انه خطط لعملية كانت ستستهدف مصالح اسرائيلية في قبرص.

وقال نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه ان "الارهاب الايراني لا حدود له. وبعدما ارسلت ايران عملاءها لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، واعتداءاتها في اذربيجان وبانكوك وتبيليسي ونيودلهي وافريقيا، كشفت الان عن نيتها في تنفيذ هجوم ارهابي على اراضي قبرص". وافادت معلومات صحافية ان المشتبه به ينتمي الى حزب الله. ونقل التلفزيون القبرصي الرسمي ان عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية قدموا معلومات حول المشتبه به الى السلطات القبرصية. ومثل المشتبه به الجمعة امام المحكمة وهو موقوف على ذمة التحقيق لسبعة ايام بحسب التلفزيون الرسمي.

واشارت صحيفة فيليليفتيروس من جهتها الى العثور بحوزته على ملاحظات وتفاصيل تتعلق بطائرة اسرائيلية. وتسعى الشرطة لكشف المواقع التي كان المشتبه به ينوي استهدافها، وما اذا كان لديه شركاء في الجزيرة. ونقلت الاذاعة الرسمية ان المشتبه به كان في مدينة ليماسول الساحلية ويلتقط صورا لمصالح اسرائيلية. وفي شباط استهدفت سلسلة من الاعتداءات اهدافا اسرائيلية في اذربيجان وتايلاند وجورجيا ونيودلهي واتهمت الحكومة الاسرائيلة انذاك طهران بتدبير هذه الاعتداءات من خلال عناصر في حزب الله إلا أن الأمين العام للحزب نفى نفيا قاطعا أن يكون له علاقة بها.

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت.

 

بيريس خلال لقائه كلينتون: هناك توافق على أن إيران تشكل خطراً على الجميع

ثمن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس مجيء وزير الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إلى إسرائيل مباشرة من القاهرة، حيث كانت في زيارة استغرقت يومين، وقال: "الكل يعتمد علينا وعلى مصر بمسألة السلام في الشرق الاوسط، ونحن مهتمون مثل اميركا بالإبقاء على السلام مع أكبر بلد عربي، وهو مصر". بيريس وخلال لقاء مع كلينتون في القدس، قال: "نحترم نتائج الانتخابات في مصر، وسنحاول أن نبني سلاماً معهم، لأن السلام بيننا وبين مصر أنقذ حياة الآلاف بين البلدين"، موجهاً شكره إلى الرئيس باراك أوباما وكليتنون بشأن موضوع إيران، وقال: "هناك توافق على أن إيران الحكومة وليس الشعب، تتبنى سياسة ارهابية ضد اليهود وتشكل خطراً على الجميع"، مضيفاً: "سنبذل قصارى جهدنا لمنع إيران من الحاق الخطر بحياة الآخرين، ونأمل أن تعود إيران إلى ثقافتها وتقاليدها وألا تهدد أحداً ولا يهددها أحد".  وتطرق إلى ما يجري في سوريا، وقال: "لدينا مشكلة جديدة هي الوضع في سوريا، هذا الأمر يتجاوز المعايير المقبولة لدى الانسانية، فمهما كنا، مسيحيين أو يهوداً أو عرباً، نثمن أن الجامعة العربية وقفت وقفة بهذا الشأن". وأضاف: "كإسرائيلي، اود أن أرى أطفال سوريا وهم يشعرون بالأمان، ولا يتعرضون للقتل من قبل الديكتاتور في سوريا". وجدد القول أن "اميركا تلعب دوراً في عملية السلام والديمقراطية في الشرق الاوسط، ويجب ألا نتجاهل فرص السلام، وأولها مع الفلسطينيين". وأضاف: "قد يستغرق وقتًا، لكن يجب ألا نتخلى عن الأمل، وإنما يجب أن نكون حازمين"، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على قضايا كثيرة (مع الفلسطينيين)". من جهتها، رأت كلينتون أن "الوقت (الراهن) يتميز بالفرص"، داعية إلى "تعزيز الأهداف المشتركة ودعمها لتحقيق السلام والأمن والديمقراطية، وذلك من أجل ملايين الناس الذين يقيمون في هذه المنطقة"، وقالت: "سأواصل نقاشاتي المعمقة بما فيها حول مصر وسوريا وايران"، خاتمة بتوجيه التهنئة "إلى شمعون بسنته الخامسة كرئيس لإسرائيل". 

(رصد NOW Lebanon)

 

الـ 1701 يتمدّد شمالاً؟

نبيل بومنصف/النهار

تثير خطة نشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا مفارقة مفعمة بالدلالات الرمزية وتتجاوز البعد الامني بوجهيه الملحين إن لجهة ضبط الوضع الداخلي وتحصينه وإن لجهة المواجهة المفترضة للانتهاكات السورية لسيادة الحدود وحرمتها. هذه المفارقة تتصل بإحدى المعضلات التاريخية الاشد تعقيدا وتأصلا في مكابرة النظام السوري حيال مسألة ترسيم الحدود مع لبنان التي قد يصح اعتبارها في اساس الازمة التاريخية ايضا بين لبنان وسوريا، والتي أكلت من عافية السيادة اللبنانية عقودا ولا تزال. ولم يُطوَ زمن عتيق كاف بعد لاستحضار المرحلة المتفجرة التي واكبت صدور القرار 1559، باعتبار ان "ادوات" تلك المرحلة واشدها قتامة ودموية في حرب الاغتيالات تعود موجة إثر موجة لترهيب فئات واسعة من اللبنانيين. كما ان ستة اعوام بعد صدور القرار 1701. وقد يرفض كثيرون في لبنان، ولا سيما منهم حلفاء النظام السوري، اي تفسير او اجتهاد كهذا لخطوة نشر الجيش التي أملتها ظروف لا ربط مباشرا بينها وبين اي خلفية قرار دولي ذي صلة بالوضع اللبناني. ومع ذلك فإن بعض الجوانب العملانية وكذلك بعض الأبعاد السياسية والديبلوماسية لخطة الانتشار تلح في مضمونها الابعد من الحاجات الامنية الظرفية على هذا الربط الذي يصح معه القول إنها الخطوة الاولى في طريق شاقة طويلة لجعل القرار 1701 يتمدد اخيرا الى سائر الحدود. هي لحظة قد تصح مقاربتها من باب المقارنة بتنفيذ القرار 425، في ذكرى اربعين رحيل رمزه الكبير غسان تويني. ذلك القرار لم ينفذ كاملا إلا في عام 2000، ولا نرى ضيرا في ان يتمسك اللبنانيون ببعد دولي وداخلي سيادي لنشر الجيش الآن على الحدود الشمالية والشرقية كطليعة لتنفيذ القرار 1701 ما دام هذا القرار لا يثير عصفا داخليا على غرار القرار 1559.

 

 

أميركا وأوروبا تلاحقان أموال "حزب الله"

النهار/يصل الى بيروت غداً منسق مكتب مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي جيل دو كرشوف في زيارة تمتد يومين يبحث خلالهما في ملفات عدة ابرزها الحدود الشمالية وامكان لجوء ارهابيين الى لبنان، ونشاط بعض الحركات الاصولية، والاجراءات المتبعة لمكافحة تبييض الاموال، وخصوصاً الاجراءات المصرفية لمنع تهريب المال الى "حزب الله".

وفي الاطار عينه، طلب القسم الجنائي في وزارة العدل الاميركية ملاحقة عدنان حسن تاج الدين الذي اشهر افلاسه في الولايات المتحدة. وطلب القسم الجنائي مساعدة لبنانية في الحصول على ادلة لاستعمالها في تحقيق جنائي وفي أي مرافعات جنائية تتعلق به. كما ورد في الكتاب طلب الكشف على حساباته في احد المصارف اللبنانية العريقة، ومراقبة حركة هذه الحسابات تحسباً لعمليات تهريب اموال لمصلحة "حزب الله". وقالت مصادر مصرفية لـ"النهار" ان أي طلب لم يرد في هذا المجال حتى تاريخه، وان المسؤول الاوروبي لم يطلب موعداً من القطاع المصرفي اللبناني حتى مساء أمس. وان لبنان يعتمد اجراءات صارمة لمنع تهريب الاموال. واوضحت ان مصرف لبنان ابلغ الادارة الاميركية التزامه التشدد في مراقبة حركة الاموال. وان المصارف اللبنانية التزمت ايضا كل الاجراءات "لان الكشف على اموال 50 او 60 متعاملا مع المصارف افضل بكثير لحماية القطاع كله. وان الكشوفات لن تقدم، في كل حال، لاي جهة محلية أمنية أو قضائية، بل للجهة الدولية التي تطلب الامر قانوناً، مما يبقي جزءا كبيرا من السرية المصرفية". واضافت ان جهات دولية تفيد ان الاموال التي تحول الى "حزب الله" مصدرها دول افريقية، وان الاجراءات المتبعة للتحويل ضيقت الخناق في هذا المجال

 

المخطوفون في سوريا

 علمت "النهار" ان التفاوض في شأن المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، بلغ مرحلة متقدمة، وان نتائج ايجابية يمكن ان تظهر قريبا، وان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يتابع الملف مباشرة بواسطة مسؤول امني كبير، وانه قد يسافر الى تركيا في اليومين المقبلين اذا ما نجحت المساعي، وقد يكون الموضوع محوراً اساسياً في خطاب السيد حسن نصرالله الاربعاء المقبل، وسيوجه الشكر الكبير الى رئيس الجمهورية في رد غير مباشر على المواقف المتشنجة للعماد ميشال عون حيال المواقف الاخيرة للحزب.

 

ورشةٌ في لاهاي... والمحاكمات قبل نهاية 2012

جريدة الجمهورية/طوني عيسى

كشفت المحكمة الدولية أنّها ليست نائمة، وأنّ خطواتها المتوقّعة للنصف الثاني من العام قيد التنفيذ. وما زال أمام المنتظرين قليل من الصبر. فالقرارات الاتّهامية الموعودة قريبة، والمحاكمات آتية.

خرج من لاهاي ما يخفّف من وطأة انتظار ذوي الشهداء والشهداء الأحياء. فالناطق باسم المحكمة مارتن يوسف أكّد أنّ المحاكمات الغيابية ستبدأ في أقصى سرعة بعد أن تقول غرفة الدرجة الأولى كلمتها في اختصاص المحكمة. وأوضح أنّ المدّعي العام نورمان فاريل قد يطلب تعديل قرار الاتّهام الحالي، أو تقديم قرارات اتّهامية أخرى في أيّ وقت. ومع أنّ يوسف لم يكشف جديداً في الآليات المنتظرة، فإنّ ما قاله يؤكّد أنّ المحكمة ليست سلحفاة، وأنّها تتحرّك في خطى ثابتة.

وكانت الغرفة عقدت جلسة علنية في 13 حزيران الفائت، وصفها يوسف بأنّها "جلسة ما قبل المحاكمة"، واستمعت فيها إلى الدفوع التي تقدَّم بها محامو الدفاع عن المتّهمين الأربعة حول مسألة الاختصاص. وبات واضحاً، وفقاً لما أعلنه يوسف قبل نحو شهر، أنّ الغرفة قد تصدر قرارها في ما يتعلق بقانونية إنشاء المحكمة واختصاصها وصلاحيتها قبل 28 تموز الجاري كحدّ أقصى، وإلّا فإنّ القرار سينتظر إلى ما بعد انتهاء عطلة القضاة، أي إلى ما بعد انتهاء آب المقبل.

وهكذا يصبح ممكناً، وفق أوساط حقوقية متابعة، الحديث عن ورشة حافلة في لاهاي خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، من المرجّح جدّاً أن تتوَّج بانطلاق المحاكمات الغيابية. وقد رفضت المحكمة أخيراً الدفوع التي تَقدّم بها محامو الدفاع للطعن في مبدأ المحاكمة الغيابية، بحجّة أنّها مناقضة لحقوق الإنسان، وقالت غرفة الدرجة الأولى إنها لا تجد تعليلاً يقتضي منها إعادة النظر في قرارها الخاص بهذا الشأن، والمتّخذ في أوّل شباط الفائت.

الدفوع المردودة

وتقرأ الأوساط الحقوقية هذا الردّ من جانب المحكمة على أنّه تمهيد للقرار المنتظر، أي رفض الدفوع في مسألة الاختصاص والصلاحية. وكان المدّعي العام ردّ على المحامين في جلسة 13 حزيران بالقول إنّ الحكومة اللبنانية لم تعترض على القرار 1757، الذي أنشئت المحكمة بموجبه، ولا على المحكمة، وتعاطت معها.

وجاء إقرار مجلس الوزراء لتمويل المحكمة أخيراً ليثبت هذه القاعدة. وهذه الخطوة واحدة من سلسلة خطوات مضت الحكومة في اعتمادها على مدى العام الفائت، وأبرزها: تمويل المحكمة، والموافقة على التمديد لبروتوكول عملها، والإقرار باستمرار العمل جدّياً – ولو شكلاً – للقبض على المتهمين الأربعة وجلبهم إلى المحاكمة، واستمرار التواصل الإداري بين السلطات اللبنانية والمحكمة. وهذه العناصر تجعل من عملية الطعن التي يطمح إليها الدفاع في غير موضعها الصحيح.

وقام رئيس فريق الدفاع فرنسوا رو بزيارات عديدة لبيروت في الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أنّ محامِي الدفاع يحتاجون إلى أشهرٍ عدّة، وإلى التمويل للقيام بمهمّتهم. وقد يكونون مضطرّين إلى توظيف خبراء في قطاع الاتّصالات للتدقيق في مدى صلابة الاتّهامات الموجّهة إلى المتّهمين، ما يتطلب إعطاءهم وقتاً طويلاً. لكنّ رو توجّه إلى المتّهمين بالقول إنّهم إذا كانوا لا يعترفون بشرعية المحكمة، فليس أمامهم لإثبات ذلك إلّا المحكمة نفسها. لكن غرفة الدرجة الأولى أعطت في المقابل للمتضرّرين من اعتداء 14 شباط 2005 الحقّ في الإدلاء بملاحظاتهم في شأن الدفوع التي قدّمها محامو الدفاع حول اختصاص المحكمة. وقد عيّن رئيس قلم المحكمة هرمان فون هايبل، في منتصف أيار الفائت، ممثّلين قانونيّين للمتضرّرين المشاركين في الإجراءات. وبلغ عدد المتضرّرين، وفقاً لقرار قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، 58 شخصاً. وأدّى هؤلاء الممثّلون اليمين القانونية في 5 حزيران الفائت، وهم: ممثّل رئيسي وممثلان معاونان.

قرار جديد

ومنذ شباط الفائت، ينتظر المعنيّون خطوات موعودة من المحكمة، وفي مقدّمها القرار الاتّهامي في ملفّات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السابق الياس المرّ والنائب مروان حمادة والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. فالمدّعي العام السابق للمحكمة القاضي دانيال بلمار كان أبلغ الذين التقاهم في بيروت أنّه سيسلّم قاضي الإجراءات التمهيدية قراراً اتّهامياً جديداً قبل مغادرته مركز عمله. وهذا ما حصل فعلاً. ولكنّ المحكمة لم تعلن رسميّاً عن تسلّم فرانسين للقرار الاتّهامي على غرار ما فعلت عند اصدار القرار الأوّل. وأبقى قاضي الإجراءات قرار بلمار قيد الدرس.

والتأخُّر في إصدار القرار يعود إلى رغبة فرانسين في درس البراهين والأدلّة الجديدة، والتي تؤدّي الى الربط بين ملف الرئيس رفيق الحريري والملفّات الثلاثة، ولاسيّما لجهة التشديد على أنّ الاتّهام يوجَّه إلى أفراد لا مجموعات. وكان تردّد أنّ هناك متّهماً خامساً يضاف إلى المتّهمين الأربعة الواردة أسماؤهم في القرار السابق، ينتمي إلى "حزب الله" أيضاً، جرى إبقاء هويته طيّ الكتمان لضرورات المحكمة. وقد يجري الإعلان عنه في ملحق للقرار الأوّل، في موازاة إصدار القرار المنتظر.

وتردّد أنّ هذا القرار يتضمّن إسمين واردين في لائحة الاتّهام التي احتواها القرار المتعلق باغتيال الرئيس الحريري. وهما، وفقاً لما يتردّد، شارَكا في الاغتيالات ومحاولات الاغتيال الأربع. وبناءً على ذلك، استنتج بلمار ترابط هذه الملفّات. لذلك، تبدو الأوساط الحقوقية مطمئِنّة الى أنّ المحاكمات باقية في موعدها المرجّح في أواخر العام الجاري، بعد حسم النقاش حول قانونية المحكمة واختصاصها.

 

 

القسم الجنائي في وزارة العدل الأميركية يُلاحق عدنان حسن تاج الدين...أشهر إفلاسه بعدما هرّب أموالاً إلى لبنان وربما إلى "حزب الله"

النهار/وجهت وزارة العدل الاميركية – القسم الجنائي في مكتب الشؤون الدولية كتاباً الى "السلطة المختصة في الجمهورية اللبنانية" لطلب "مساعدة في التحقيق في قضية عدنان حسن تاج الدين" وذلك للحصول على أدلة لاستعمالها في تحقيق جنائي وفي اي مرافعات جنائية متعلقة به. وقد وصل الكتاب في وقت سابق الى وزارة الخارجية اللبنانية التي رفضت تسجيله رسمياً، واعتبرت انه يخرج من صلاحياتها وطلبت توجيهه الى وزارة العدل. ويأتي التحقيق في ملف تاج الدين في إطار متابعة الادارة الاميركية لعمليات تهريب الأموال لمصلحة "حزب الله" في لبنان، خصوصاً ان لأفراد في عائلة تاج الدين جولات وصولات في عمليات شراء اراض في مناطق عدة مسيحية ودرزية، واقامة منشآت وقرى مستحدثة لتغيير هوية تلك المناطق. وفي طبيعة التحقيق/ المحاكمة كما ورد في الكتاب: "يتولى النائب العام الاميركي للقضاء الشرقي ميشيغان (المدعي العام) ومصلحة الضرائب الاميركية [Internal Revenue Service]، اجراء تحقيق لتحديد ما اذا كان عدنان حسن تاج الدين، المستخدم أيضاً لإسمي عدنان حسن طاج الدين وعدنان حسن تاجدين، قد انتهك القوانين الفيديرالية الاميركية المتعلقة بالافلاس وتبييض الاموال من خلال التخلف عن الكشف عن مكلية عقار وحسابات مصرفية وكذلك وضع دخل في حساب مصرفي لبناني دون متناول الولايات المتحدة. وتطلب الولايات المتحدة نسخة على شك مصدق من السجلات الكاملة لحسابات مصرفية معينة، بما فيها الحساب رقم 3558890 والحساب رقم 3558891، من المعتقد انها محفوظة في بنك (…) في بيروت في لبنان. كما تطلب الولايات المتحدة معلومات لإثبات ملكية عقار واقع في قرية بتوليه في لبنان. والطلب مقدم بهدف جمع الأدلة لاستعمالها اثناء المحاكمة في الولايات المتحدة، وأيضاً لاستعمالها في التحقيق المستمر. ومن أجل القبول بالسجلات المصرفية والعقارية على انها ادلة في المحاكم الاميركية، من المهم أن يتم حسب الأصول تنفيذ "شهادة اصالة سجلات مؤسسة" وإقرار أصالة سجلات رسمية" (المرافقتين). ان هاتين الشهادتين ستسهلان القبول بالأدلة المطلوبة في المحكمة، وفي الوقت نفسه يطلب المدعي العام إيلاء عناية خاصة لضمان استكمال الاستمارتين بدقة وفقاً لشروطهما والتعليمات الواردة".وورد في ملاحظة – تذكير "يرجى التأكيد للسلطات الملائمة المعينة لتنفيذ هذا الطلب على أن السلطات القضائية الاميركية مخولة مساعدة الحكومات والمحاكم الاجنبية في تنفيذ طلبات للمساعدة بموجب طلب مماثل من لبنان". وفي الوقائع انه "في عام 2003، اصبح تاج الدين صاحب ورئيس شركة تركيب نوافذ تحمل اسم "شركة تاجكو للنوافذ" [Tajco Wndows Inc.]. وفي آذار 2008، انشأ تاج الدين شركة سيارات مستعملة حملت اسم "شركة تاجكو للسيارات المستعملة" [Tajco Used Car Inc.]. وفي كانون الثاني 2009، أنشأ شركة نوافذ أخرى حملت اسم "الشركة الاولى للنوافذ التجارية" [Premier Commercial Wndows, Inc.]. واستخدمت كل الشركات الثلاث العنوان نفسه لوكيلها المقيم وكان تاج الدين الوكيل المقيم لشركة تاجكو للنوافذ وشركة تاجكو للسيارات المستعملة. وكان فرد آخر (أحد أقارب تاج الدين عبر صلة زواج) صاحب ورئيس الشركة الاولى للنوافذ التجارية. وأثناء الاستجواب الرسمي، أشار تاج الدين الى أنه كان مجرد ممثل مبيعات وعمل لدى الشركة الاولى للنوافذ التجارية، في حين أن تاج الدين كان بالفعل يدير ويمارس سيطرته على الشؤون التجارية والحسابات المصرفية للشركة الاولى للنوافذ التجارية". ولاحقاً اشهر تاج الدين افلاسه.

وفي شهر كانون الأول 2009، نفذ ضباط من مصلحة الضرائب الأميركية IRS عمليات تفتيش منزل تاج الدين في منطقة ديربورن هايتس في ولاية ميشيغان وموقع الشركة الاولى للنوافذ التجارية في ديربورن في ميشيغان. ووجد الضباط وصادروا سجلات باسم "عدنان تاج الدين" من بنك (…) الواقع في لبنان. وفي شهر آب 2009، تظهر السجلات ان الحساب المصرفي للشركة الأولى للنوافذ التجارية تلقى حوالة برقية من الحساب رقم 3558890 في (…) باسم "السيد عدنان تاج الدين". ويبدو ان تاج الدين فتح و/ أو بدأ استعمال الحسابات المصرفية في بنك(...) في تاريخ يعود الى عام 2006. وتم فتح حساب واحد هو الحساب رقم 3558890 في او قرابة 6 تموز 2007 باسم عدنان حسن تاج الدين. أما الحساب الثاني، وهو الحساب رقم 3558891 المتشرك باسم عدنان حسن تاج الدين و/أو علي فرحات، فهو يتضمن معاملات معروفة عائدة الى تاريخ 22 كانون الثاني 2006. وعلي فرحات هو ابن أخت تاج الدين ويعيش في لبنان.

مصادر مصرفية لـ"النهار": لم يرد أي طلب بشأن ملاحقة تاج الدين

أوضحت مصادر مصرفية انه حتى تاريخه لم يرد أي طلب من وزارة العدل الاميركية بشأن ملاحقة عدنان حسن تاج الدين، وان المسؤول الاوروبي لم يطلب موعداً من القطاع المصرفي اللبناني حتى مساء الأحد، وان لبنان يعتمد اجراءات صارمة لمنع تهريب الاموال. واوضحت المصادر لـ"النهار" ان مصرف لبنان ابلغ الادارة الاميركية التزامه التشدد في مراقبة حركة الاموال، وان المصارف اللبنانية التزمت ايضا كل الاجراءات "لان الكشف على اموال 50 او 60 متعاملا مع المصارف افضل بكثير لحماية القطاع كله، وان الكشوفات لن تقدم، في كل حال لاي جهة محلية أمنية أو قضائية، بل للجهة الدولية التي تطلب الامر قانوناً، مما يبقي جزءا كبيرا من السرية المصرفية".واضافت ان جهات دولية تفيد ان الاموال التي تحوّل الى "حزب الله" مصدرها دول افريقية، وان الاجراءات المتبعة للتحويل ضيقت الخناق في هذا المجال.

 

فرنجية لـ"النهار" الكويتية: سقوط النظام البعثي سيقضي على بعض القوى وتحديداً عون

النهار الكويتية/رأى عضو الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق سمير فرنجية ان محاولة اغتيال النائب بطرس حرب تهدف الى تأزيم اضافي للوضع في لبنان، ومحاولة تخويف لكل قيادات "14 آذار" وشلّ حركتهم، مشيراً الى انها رسالة موجّهة ليس فقط لقوى "14 آذار"، بل لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ولكل شخصية متميّزة عن مواقف "8 آذار"، معتبراً انها محاولة لنقل الازمة السورية الى لبنان من اجل امتلاك ورقة للتفاوض بشأنها مع المجتمعيْن الدولي والعربي. ولفت فرنجية في تصريح لـ "النهار" الكويتية الى ان ثمة جريمة مزدوجة ترتكب بحق ابناء الشمال، جريمة بحق السنّة من خلال تحويلهم الى جماعات اصولية ترغب بالجهاد، وجريمة لا تقل اهمية باتجاه العلويين، مطالباً بالغاء المحكمة العسكرية لأنها تنتمي الى عالم انتهى ولأن العنصر العسكري مواطن مثل سواه، وليس فوق القانون. وعن نية قوى "14 آذار" تحويل شمال لبنان الى منطقة عازلة داعمة للثورة في سوريا، قال فرنجية: "حتى لو كانت لدينا هذه النية فنحن لا نملك هذه الامكانية، ولبنان كلّه لا يملك الامكانية لذلك حتى لو توافق كل الفرقاء على تشكيل هذه المنطقة العازلة"، واضعاً هذا الكلام والاتهامات في سياق الحجج لتبرير اخطاء هذه الحكومة. وفي ملف الانتخابات النيابية رأى فرنجية ان الانتخابات المقبلة في العام 2013 لن تكون استكمالاً لانتخابات العام 2009، بل نحن مقبلون على شيء جديد تماماً، متوقعاً ان ثمة قوى لن يعد لها وجود، وتحديداً العماد ميشال عون، الذي سوف يقضى عليه سياسياً مع سقوط النظام البعثي الثاني في سوريا، كما غاب صوته مع سقوط اول نظام بعثي في العراق.

 

ريّا الحسن": تمويل المحكمة من إحتياطي رئاسة الحكومة بدعة لعدم إحراج "حزب الله" أمام جمهوره...

اللواء/الحكومة قدّمت تمثيلية وليس موازنة رأت وزيرة المال السابقة ريّا الحسن أن هناك صعوبة لكي تقرّ الموازنة في مجلس النواب، وأن الحكومة غير مضطرة لاقرارها في المجلس، فهي لديها أبواب للصرف من خارج الموازنة ما يفوق الموازنة نفسها، فهي حصلت على موافقة مجلس النواب على اجازة إضافية للانفاق في عام 2012 بمقدار 10500 مليار ليرة لتضاف الى 10 آلاف مليار المكرسة بقانون موازنة 2005 على قاعدة الاثنى عشرية. وأضافت الحسن في تصريح لـ"اللواء": "لكي يجمّلوا الموازنة حذفوا منها كلفة سلسلة الرتب والرواتب، والتغطية الصحية، ومصاريف الجيش وإلا أصبح العجز 12000 مليار ليرة، فأين الإيرادات التي ستغطيها؟ ولذلك جاءت الموازنة من غير ضرائب"، معتبرةً أن الموازنة لم تستطع أن ترسم السياسات المالية والاقتصادية فأين التقرير الاقتصادي وأين الخطة؟. وتابعت الحسن: "اتت الموازنة كتجميع لارقام مجتزأة من هنا وهناك، وهم الحكومة أن لا يكون لديها عجز أكثر من 6 مليار دولار، والحكومة قدمت تمثيلية وليس موازنة"، معلنة إن أمام الحكومة ثلاثة خيارات: إقرار الموازنة مع قطوعات الحسابات منذ 2006، اقرارها بدون قطع الحسابات وهذا مخالف للدستور، أو اقرارها وتكون المالية في أيلول قد انجزت جميع الحسابات المالية السابقة. ورحّبت الحسن بتمويل المحكمة الدولية رغم انه لم يتم بشفافية ولا يوجد شيء اسمه احتياطي برئاسة الحكومة، فهذه بدعة من أجل عدم احراج "حزب الله" أمام جماهيره.

 

المعارضة لا تكتفي بالتمويل بل تُطالب بتسليم المتّهمين و"داتا الاتصالات"

الحكومة تنصرف للملفّ الاقتصادي وتطلق خطتها والخصخصة

سابين عويس /النهار

  أما وقد نجح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تعويم نفسه أولا عبر تسديد مساهمة لبنان للمحكمة الدولية عن السنة الجارية، ثم في تعويم حكومته وان بالحد الادنى عبر اقرار مشروع قانون الموازنة العامة واحالته على المجلس النيابي تمهيداً للمصادقة عليه، فان هذين الامرين لا يعفيان الحكومة من الانصراف الى معالجة الاختلالات  على الصعيد  الامني ولا يحجبان الاستحقاقات السياسية والامنية الخطيرة التي تخضع البلاد تحت تأثيرها، وهي الى تفاقم مع التدهور المتسارع للوضع السوري.

ولأن سياسة "النأي بالنفس" تحكم موقف الحكومة وقراراتها في السياسة والامن وتخضعها للساعة السورية، فان عناوين المرحلة المقبلة بحسب أوساط قريبة من رئيس الحكومة ستركز على الشأن الاقتصادي انطلاقاً من الخطة الاقتصادية التي وضعها ميقاتي ويسعى لجعلها خريطة طريق لمشروع موازنة السنة المقبلة.

فالتفاهم الرباعي بين تحالف "امل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" مع رئيس الحكومة على السير بالملف المالي بشقيه الانفاقي عبر قانون الانفاق الاستثنائي والموازنة، قضى بتفريغ الموازنة من أي مواد ضريبية غير شعبية لئلا تنعكس على القوى السياسية المكونة للحكومة في حملاتها الانتخابية، خصوصا أن الاداء المتعثر والفاشل يعمل ضدها ولا يزيد الى رصيدها الا نقاطا سلبية.

ويدرك رئيس الحكومة أن  اقرار موازنة فارغة من أي أهداف اقتصادية أو استراتيجية مالية سينعكس سلبا على رصيده، اذ لا يقدم أي رؤية واضحة لمقاربة حكومته الملف الاقتصادي ولا يعطي أي اشارات أو رسائل الى الاسواق المالية والمستثمرين.

جاء اقرار الموازنة تنفيذا لالتزام ميقاتي الامر حيال المعارضة بعدما وافقت على اقرار مشروع الانفاق الاستثماري في مجلس النواب. وجاء استعجاله اقرار الانفاق بعد مشاورات مع رئيسي الجمهورية والمجلس أفضت الى ضرورة القوننة. وخرج الجميع رابحين من الاتفاق: ميقاتي وفر التمويل للمحكمة الدولية من دون احراج الحلفاء والمرور بمجلس الوزراء (الامر الذي كان يعوق طرح مشروع الموازنة على المجلس بسبب ادراج بند التمويل في متنها) والحلفاء مرروا التمويل بطريقة "غض النظر"، بما أن الموضوع لم يطرح أمامهم للمناقشة بل سحب عن طاولة مجلس الوزراء، وأخذوا في المقابل حصصا وافية من الاعتمادات التي تؤهلهم لخوض الانتخابات النيابية مع سلة مقبولة من الخدمات والمشاريع الانمائية لمناطقهم.

صحيح أن تمويل المحكمة تم بما يرضي المعارضة، لما يعنيه القرار من احترام لبنان التزاماته ومتابعته تنفيذها، لكنها لم تتقبل الطريقة التي تم بها. فالالتزام يجب الا يقتصر على توفير المال، على ما يقول مرجع بارز في كتلة "المستقبل" بل على "احترام كل القرارات المتعلقة بها على صعيد اجراء المحاكمات وتسليم المتهمين"، متسائلا عن السبب الذي دفع رئيس الحكومة الى التكتم عن الامر وتمريره "تهريبا"، نافيا أن يكون اطلع المعارضة أو "تيار المستقبل" مسبقاً تحركه أو قراره. وسأل المرجع: "هل لرئيس الحكومة أن يفصح عن الآلية التي اعتمدها للتمويل ولماذا لم تمر عبر مجلس الوزراء؟".

لا يخفي المرجع نفسه ارتياحه الى قرار التمويل على رغم تحفظه عن الطريقة متسائلا عن موقف "حزب الله" الذي غض النظر للمرة الثانية (المرة الأولى في كانون الاول الماضي)، لكنه أكد أن هذا الامر لا يدفع المعارضة الى تغيير موقفها من المطالبة باسقاط الحكومة، مشيرا الى ان التمويل لا يعني غض الطرف عن المسألة الامنية الخطيرة المتمثلة بحجب "داتا المعلومات" عن الاجهزة الامنية، وأن هذا الموضوع سيكون في صلب تحرك قوى 14 آذار في المرحلة المقبلة. واضاف: “الحمد لله أن محاولتي اغتيال أمكن تجنبهما، فهل ننتظر الى أن تنجح المحاولة الثالثة؟”.

وتقابل الحكومة مطلب المعارضة بالتحرك على قاعدة أنها “غير مقصرة في تسليم المعلومات”، على ما تقول اوساطها. وتتوقع أن تتكثف الاجتماعات التي تقوم بها اللجنة الوزارية المكلفة بالملف الاقتصادي مع الهيئات الاقتصادية انطلاقا من رغبة الرئيس ميقاتي في أن يعد مشروع موازنة جديد يحدد توجهات واضحة للحكومة بعدما عجز عن تحقيق ذلك في المشروع السابق.

وينتظر أن يتوزع الاهتمام السياسي مطلع هذا الاسبوع على أكثر من محور:

- اطلاق ورشة اقتصادية تمهيدا لاعلان مشروع قانون الموازنة للسنة المقبلة.

- اطلاق عدد من مشاريع الخصخصة انطلاقا من الشراكة مع القطاع الخاص والافادة من السيولة الفائضة لديه.

- اطلاق سلة من التعيينات الادارية والتشكيلات الدبلوماسية.

- تحضير مشاريع القوانين المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب والبحث في الخطة المقدمة من وزير الدفاع لتعزيز الجيش وقيمتها تقارب الملياري دولار.

وفي هذا المجال، ستكون الحكومة مدعوة الى تأمين ايرادات جديدة لتغطية انفاق مستجد لا تقل قيمته عن 3 مليارات دولار. وتعتقد مصادر وزارية أنه لن يكون أمام الحكومة مفر من اللجوء الى سلة الضرائب التي سبق واقترحها مشروع موازنة 2012 لتغطية هذا الانفاق.

 

الزغبي في قراءة اولية لنتائج انتخابات الكورة: حضور هزيل للتيار العوني وهبوطه لاسفل لائحة القوى السياسية 

وطنية - 16/7/2012 اجرى عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي "خلاصات اولية" لنتائج الانتخابات الفرعية في الكورة، معتبرا انها "تمدد أرثوذكسي واسع ل 14 آذار، باستثناء أميون، وإحتفاظ تيار المستقبل " بنسبة تفوق ال 65% لدى السنة، وتحقيق القوات اللبنانية رقما قياسيا لدى الموارنة (أكثر من 70% )". ولفت الى "نيل مرشح 14 آذار 0% من الشيعة و 3% من العلويين (من أصل 1000 صوت)، ونيل مرشح 8 آذار 1300 صوت سني (بينهم 300 صوت من عرب سوريا). واتهم الزغبي وزير الدفاع فايز غصن بارتكاب جرم " صرف النفوذ" علنا، كطرف سياسي، و"حزب الله" بارتكاب خطأ جسيم في تجييش الشيعة ضد أكثريات الطوائف".كما اشار الزغبي الى "الحضور الهزيل للتيار العوني، وهبوطه إلى أسفل لائحة القوى السياسية".

 

الكورة تنتصر لثورة الأرز

المستقبل اليوم/ أكدت معركة الكورة المؤكد، وأبقت منطق الأمور في مكانه: 14 آذار أقوى من بشّار. وصناديق الاقتراع أقوى من صناديق البارود. وخضرة الزيتون فيها أنصع وأنقى من خضرة خشب الصواريخ. وديموقراطيتها أمضى من ديكتاتوريتهم واستبدادهم وأقوى بكثير من انقلاباتهم. أرادوا المعركة فحصدوا الخسارة، وأعادوا تذكير من نسي أو تناسى أن أول امتحان انتخابي بعد الانقلاب على نتائج انتخابات العام 2009 أعاد تأكيد نتيجة تلك الانتخابات. وأعاد الاعتبار للمنطق العاقل في وجه المشاريع المجنونة. وثبّت أرجحية مشروع الدولة على مشروع الدويلة. ولبنان أولاً على لبنان الساحة المستباحة. ولبنان المستقلّ على لبنان المستتبع. ولبنان ومصالحه العليا على لبنان ومصالح الآخرين على حسابه وحساب أبنائه أينما كانوا وإلى أي جهة انتموا.وأثبتت معركة الكورة أن سلاح الرأي أقوى من سلاح الاغتيالات. وان الكلمة الحرّة أفضل من العبوة المأجورة. وان صوت الحق أهم من صوت الرصاص. وان سلاح العلم والقلم أبقى من سلاح التجييش وكواتم الصوت. وان اللبنانيين الأحرار أكبر من سجون الطغاة.. وان 14 آذار صنو لبنان السيّد الحرّ والمستقلّ الى الأبد، وان لبنان أولاً هو لبنان أخيراً.

 

هنأ القوى الأمنية والجيش وأهل الكورة على اليوم الديموقراطي الذي كان مفخرة للبنانيين

شربل: كرم فاز بالمقعد النيابي في الكورة بـ12412 صوتاً

لبنان الآن/أعلن وزير الداخليّة والبلديات مروان شربل نتائج الانتخابات الفرعيّة في الكورة، مشيرًا إلى أنّ الفائز هو مرشح حزب "القوات اللبنانيّة" وقوى "14 آذار" فادي عبدالله كرم بـ412 12 صوتًا، معتبرًا أنّ "ما حصل أمس (الأحد) هو انتصارٌ علنيٌ للديمقراطيّة التي جسدها الكورانيون والقوى السياسيّة في الكورة على مختلف انتماءاتهم، وكانوا نموذجاً من الاعجاب للبنان والخارج".

وتوجّه شربل، في مؤتمر صحفي، بالتهنئة إلى "الأجهزة الأمنيّة كافة وعلى رأسهم الجيش وقوى الأمن الداخلي وكل من ساهم في هذا اليوم الديمقراطي"، مشيرًا إلى أنّ يوم أمس كان "مفخرة للبنانيين".

وإذ أّكد أن "رؤساء الأقلام والمندوبين كانوا منضبطين"، قال شربل: "المشهد الذي رأيته "يكبّر القلب ويفرفح"، متمنيًا أن "يتكرر ما حصل أمس من الناحيّة الأمنيّة والتعاون السياسي في الانتخابات النيابيّة في العام 2013، وبالتالي تكون أفضل عمليّة انتخابيّة في لبنان".

ولفت شربل إلى أنّ المرشح عن "الحزب القومي السوري الاجتماعي" وليد العازار نال 11141 صوتًا، والمرشح جون مفرج 311 صوتًا، ونعيم عجيمي 94 صوتًا، ويوسف سكاف صوتاً واحداً، وجورج مطر لا شيء"، وأعلن أنّه وجّه كتابًا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري وإلى المجلس الدستوري لإعلان فوز كرم.

وفي تفاصيل اليوم الانتخابي أمس، أشار شربل إلى أنّ "عدد القرى المشاركة في الانتخابات 46، وعدد الاقلام 128، مضيفًا: "كان هناك آلية فاعلة لمعالجة كل الشكاوى، وغرفة العمليات (في وزارة الداخليّة والبلديات) مجهزة بأفضل التقنيات الالكترونيّة".  وعن الشكاوى، قال شربل: "سمعت أنّه كان هناك رشاوى من الفريقين، ولكن لم نتلق أيّ مستند رسمي لنحوله إلى النيابة العامة".

وردًا على سؤال، قال شربل: "لدينا إيمان بأنّ كل من في البلد يستطيع بناءه، والشيء المميز هو عندما يكون هناك اتفاق سياسي على ألا يكون هناك ضربة كف". واعرب عن اعتقاده أنّ "الحكومة تعمل وتقوم بواجباتها، فوزراء الزراعة (حسين الحاج حسن ) والصحة (علي حسن خليل) والإعلام (وليد الداعوق) ممتازون جدًا، وصحيح أن هناك مناكفات ولكن لا يمكن تسميتها حكومة عرجاء". وتابع في مجال آخر: "أنا كوزير داخليّة غير مقتنع مئة في المئة أن هناك قانوناً في العالم يستطيع أن يضبط الانفاق السياسي، ولكن يمكن ضبطه بشكل مقبول لكن ليس بشكل جيّد". وعن مشاركة المغتربين اللبنانيين في الانتخابات، قال شربل: "وضعنا آلية لكيفيّة انتخاب المغتربين، وأتمنى أن يكون القانون الذي سنعتمده في اننتخابات 2013 هو قانون النسبيّة".

وردًا على سؤال حول الشهر الأمني وتأثيره على بيروت الكبرى، أجاب شربل: "المواطن اللبناني يريد أن يكون هناك عسكري أمام باب منزله، ما لا يمكن تطبيقه ولا امكانات لذلك، ومن جهتنا أخذنا تدابير بشأن المصارف" لحل ظاهرة سرقة المصارف  التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وأردف: "أبواب الوزارة مفتوحة أمام الجميع ليطرح أيّ فكرة بشأن الأمن والنظام".

وإذ تطرق إلى اعتصام إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحد الأسير في صيدا، قال شربل: "إننا نمر بظروف صعبة ونتعامل مع المسألة بحكمة، ونعالج موضوع بروية". أما عن المخطوفين اللبنانيين بسوريا، فأوضح شربل: "عندما اجتمعت بـ(وزير الخارجيّة التركي أحمد داوود) أوغلو كان لديه تمنٍّ ألا يصل الموضوع إلى الإعلام وسنفاجأ بتركهم، وأنا متفائل والحكومة تتابع الموضوع".

وعن الانتخابات النيابيّة المقبلة في العام 2013، رأى شربل أنّ "ما قد يمنعها هو السبب الأمني، أو إذا لم يتفقوا على العثور على قانون انتخاب. وأريد ان أعرف من الآن حتى نهاية السنة ما هو القانون الذي اختاروه وليس قبل شهر".،مؤكداً أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان طلب ان تُعرض قريباً نتائج النقاش حول النسبية، ويبدو أن هناك اكثرية ستوافق عليه في المجلس النيابي في حال أحيل الى المجلس ما عدا رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. وترتاح عندما تعرف رأيه بصراحة". أن ثمة ثقافة "مال سياسي" في لبنان، متمنياً أن تعطي الكورة رسالة للعام 2013 برفض هذه الثقافة من خلال الوعي السياسي، وقال:" مصادر الفريق الآخر معروفة اما مصادرنا فغير معروفة

 

جعجع: الخسارة لكل 8 آذار و"ما حدا كان واقف على جنب"

 المستقبل/ هنّأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الكورة وكل لبنان بالفوز الذي حققه فادي كرم في الانتخابات النيابية الفرعية في الكورة، معتبراً ان "فارق الأصوات لا بأس به ومنذ هذه اللحظة انتهى الصراع الذي دار في الاسابيع الماضية بشأن انتخابات الكورة، لكن الصراع السياسي الكبير ما زال مستمراً".

وقال في حديث الى الـ "LBCI" امس: "ان الحزب القومي السوري ملتصق بالنظام السوري وكنا نعتبر انتصار مرشحه انتصاراً للنظام السوري الذي ينتقل من هزيمة الى اخرى في بلاده. والنتيجة تتكلم عن نفسها وتمهد لانتخابات 2013، وأؤكد لكل لبناني ان الصراع السياسي لم يعد بالمفهوم التقليدي للكلمة، بل هو على وجه لبنان المستقبل وبقائه وكيانه، فإما دولة قوية ترعى الكيان وترسم سياساته الخارجية واما لبنان الدولة "مخصية" فيه لحساب دويلة اخرى مربوطة باستراتيجية اخرى لأهداف أخرى لا علاقة لها بمصالح الشعب اللبناني والصراع هو بهذا الحجم بالذات، وانا أعتذر ممن خسروا وأهنئ الفائز وأمامه عمل كبير ينتظره".

ووجّه تحية الى روح الراحل النائب فريد حبيب وعائلته الصغيرة والى كوسبا "التي حافظت على الاندفاع نفسه رغم انتقال المقعد الى بلدة عزيزة اخرى"، كاشفاً عن سعيه مع نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري الى تفادي معركة انتخابية في الكورة ولاسيما قبل عشرة أشهر من الانتخابات النيابية المقبلة "فبعد خلو المقعد إلتقيت مكاري وطلبت منه الذهاب للقاء الرئيس نبيه بري، باعتبار ان المقعد لنا وما زالت هناك أشهر للانتخابات، وليتحدث مع الاخوان الآخرين ويقول لهم ذلك لكن المسعى لم ينجح، ولو أردنا اظهار حجمنا لما قمنا بهذه الخطوة. كان لدي اهتمام ان مقعد فريد حبيب يجب الا تخسره القوات، فهذا المقعد دفعنا لأجله عرقاً ودموعاً ودماء لعشرات السنوات لكن الفريق الآخر لم يأخذ ذلك في الاعتبار".

وشدد على ان "العلاقة مع المستقبل وكل حلفائنا أكبر من قصة احجام بل معاناة واحدة ونظرة واحدة الى مستقبل لبنان، ولأول مرة في تاريخ لبنان يكون فريقان من طوائف متعددة تجمعهما النظرة الى لبنان والامور الاخرى، ولا صحة للمعلومات عن اظهار حجمنا امام الحلفاء".

أضاف: "يتحدثون عن أصوات الطائفة السنية في الكورة فيما يتناسون وجود 1000 صوت من الشيعة والعلويين يصبون بأكملهم لمصلحة 8 آذار، ونحن حصلنا ايضاً على 70% من اصوات الموارنة، واصوات الارثوذكس كانت متعادلة ونفتخر بكل الاصوات".

ورأى ان "حادث مقتل الشيخين (أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب) لا يستهان به، ولو جرى مثلاً حادث مشابه في كسروان لجرت ردود فعل، ويجب عدم استغلال كل حادثة للقول ان الاصولية وصلت، وليقولوا لي ماذا فعلت الاصولية في لبنان سوى الكلام. لا أنكر وجود خلايا لكنها تحت السيطرة من قبل الدولة، وأهل الكورة لم يأخذوا بهذا الكلام لأنهم يعرفون الواقع".

وشكر الامين العام لـ "تيار المستقبل" احمد الحريري الذي "أشرف بنفسه على ماكينة تيار المستقبل الانتخابية في الكورة".

وعن القانون الانتخابي الجديد، قال: "اننا نجري مشاورات بشأن قانون الانتخاب على عدة جبهات. ولمن يمنّي نفسه بآمال عن خلاف مع تيار المستقبل اقول له ان ذلك لن يحدث، ثمة قوانين حتى أفضل من النسبية مثلاً قانون الدوائر الصغرى وكل ذلك مطروح للبحث ونأمل ان ننتهي منها خلال شهر".

وأكد ان "التصرف بين الحلفاء لا يكون بمنطق التحكم والفرض، وسنجلس سوياً على الطاولة ونرى فرص الفوز في الانتخابات"، مشيراً الى أن "من المعروف ان لمكاري دوراً كبيراً في الكورة وللقوات الكتلة الانتخابية الكبرى اضافة الى وجود المستقبل والاحزاب الاخرى، وفي ضوء كل ذلك سنحدد الظروف الافضل للفوز لكورة أفضل ولبنان افضل".

وقال: "لقد اتهمونا بادخال أموال الى لبنان والكل يعرف ان كل "الحنفيات" مقفلة من الخارج. لم نعمل يوماً انطلاقاً من اموال، واذا كانوا يتهموننا بالمال السياسي فنحن نقول انهم يستعينون بالخارج بأكمله جسداً وروحاً".

واعتبر ان الفوز في الانتخابات الفرعية في الكورة "هو انتصار للرأي العام في الكورة وانتصار لقوى 14 آذار ككل، كما ان الخسارة هي لكل 8 آذار و"ما حدا كان واقف على جنب"، وأي تلميح الى غير ذلك هو في سبيل المناورة الانتخابية"، مشدداً على أن "الخسارة ليست للحزب القومي وحده بل هي خسارة لكل حلفائه ايضاً، ومن يستطيع انقاذ الوضع هي قوى 14 آذار ككل وثورة الارز عبر تشكيل حكومة تنتشل البلد مما هو فيه والمهم هو الوصول الى هدف وليس الفوز كأشخاص".

وفي حديث الى قناة "الجديد"، أكد جعجع، ان "الفارق في انتخابات الكورة ليس قليلاً نسبة الى عدد المقترعين والانتصار يبقى انتصاراً"، سائلاً "لماذا يحسدوننا على امكانياتنا؟ فنحن نعرف ترتيب الامور ونتقن حسن التدبير".

وعن استشهاده بأقوال شارل مالك وفكره، قال: "نحن نأتي على سيرة شارل مالك وغيره منذ سنوات في خطاباتنا ولم نستحضره فقط في الانتخابات الفرعية، وحظي كان كبيراً اذ التقيتُ به في آخر سنوات حياته". ورأى ان "النائب ميشال عون ليس لديه طرح سياسي بمرتكزات فكرية بل يتبدل بحسب الظروف والأوضاع"،

مشيراً الى ان "الحلفاء يعرفون قوتنا أكثر منا وهم يتمنون لنا القوة لأن قوتنا من قوتهم والعكس، وسنقوم بواجباتنا يومياً لتأمين إستمرارية التيار السيادي الحر والتحضير للانتخابات في العام 2013 ومتفاهمون جداً مع حلفائنا لاختيار نوابنا فلا ينشغل بال أحد علينا".

وتلقى جعجع اتصالات تهنئة من رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل، الرئيس سعد الحريري، رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، ماري حبيب زوجة النائب الراحل فريد حبيب وعدد من النواب والشخصيات والفاعليات الاقتصادية والدينية والاجتماعية.

 

 

 

جعجع: "القوات" دفعت لأجل مقعد الكورة عرق ودموع ودماء لعشرات السنوات

رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الحزب "السوري القومي الإجتماعي" ملتصق بالنظام السوري، وإنتصار مرشحه هو إنتصار للنظام السوري الذي ينتقل من هزيمة لأخرى في بلاده". وفي حديث لقناة الـ"lbc"، قال: "الفارق1400  صوتًا تقريبًا لصالح مرشح "القوات" وقوى 14 آذار"، معتبرًا أن "الصراع الذي دار في الاسابيع الماضية بشأن انتخابات الكورة انتهى لكن الصراع السياسي الكبير ما زال مستمرًا". ولفت جعجع الى أن "النتيجة تتكلم عن نفسها وتمهد لانتخابات 2013 "، مؤكدًا لكل لبناني أن "الصراع السياسي لم يعد بالمفهوم التقليدي للكلمة بل هو على وجه لبنان المستقبل وبقاءه وكيانه فاما دولة قوية ترعى الكيان وترسم سياساته الخارجية واما لبنان الدولة "مخصية" فيه لحساب دويلة اخرى مربوطة باستراتيجية اخرى لاهداف اخرى لا علاقة لها بمصالح الشعب اللبناني". وشدّد جعجع على أن "المعركة لم تكن شخصية مع مرشح الحزب القومي وليد العازار ضده بل المواجهة كانت سياسية"، متوجهًا بالـ"تحية لروح الراحل النائب فريد حبيب ولعائلته الصغيرة ولكوسبا التي حافظت على الاندفاع نفسه رغم انتقال المقعد الى بلدة عزيزة اخرى". واعتبر أن "القوات اللبنانية" دفعت لأجل مقعد الكورة عرق ودموع ودماء لعشرات السنوات لكن الفريق الآخر لم يأخذ ذلك بعين الإعتبار"، لافتًا الى أن "العلاقة مع المستقبل وكل حلفاء الحزب اكبر من قصة احجام بل معاناة واحدة ونظرة واحدة لمستقبل لبنان ولاول مرة في تاريخ لبنان يكون فريقان من طوائف متعددة تجمعهم النظرة للبنان والامور الاخرى". وعن أصوات الطائفة السنية في الكورة، قال جعجع: "يتحدثون عن هذه الأصوات فيما يتناسون وجود 1000 صوت من الشيعة والعلويين يصبون باكملهم لمصلحة 8 آذار ونحن حصلنا ايضًا على 70% من اصوات الموارنة واصوات الارثوذكس كانت متعادلة ونفتخر بكل الاصوات". وشكر جعجع (أمين عام تيَّار المستقبل) احمد الحريري الذي توجه الى الكورة للإشراف على ماكينة تيار المستقبل الانتخابية"، مضيفًا في سياق منفصل: "نجري مشاورات بشأن قانون الانتخابات على عدة جبهات ولمن يمنن نفسه بآمال عن خلاف مع تيار المستقبل اقول ان ذلك لن يحدث، ثمة قوانين حتى افضل من النسبية مثلا قانون الدوائر الصغرى وكل ذلك مطروح للبحث ونأمل أن ننتهي منها خلال شهر". وقال جعجع: "اتهمونا بادخال اموال الى لبنان والكل يعرف ان كل "الحنفيات" مقفلة من الخارج، لم نعمل يوما انطلاقا من اموال واذا كانوا يتهموننا بالمال السياسي فنحن نقول انهم يستعينون بالخارج باكمله جسدًا وروحًا". واعتبر جعجع أن "الانتصار هو للرأي العام في الكورة وهو انتصار لـ14 آذار ككل كما ان الخسارة هي لكل 8 آذار و"ما حدا كان واقف على جنب" واي تلميح لغير ذلك هو في سبيل المناورة الانتخابية". وأضاف جعجع: "الخسارة ليست للحزب القومي وحده بل هي خسارة لكل حلفائه ايضًا ومن يستطيع القيام بالامور هي 14 آذار ككل وثورة الارز لتشكيل حكومة لتنتشل البلد مما هو فيه والمهم هو الوصول الى هدف وليس الفوز كأشخاص". (رصد NOW Lebanon)

 

أحمد الحريري هنأ الكورة بانتخابها مرشح "القوات" وقوى 14 آذار

توجه الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري "بالتهنئة لابناء الكورة على انتخابهم مرشح حزب "القوات اللبنانية" وقوى 14 آذار الدكتور فادي كرم"، لافتاً الى أنّ " تصويت السنّة في انتخابات الكورة كان قياسياً نظراً لكونها انتخابات فرعية، معتبراً أن خوض المعركة كان ضرورياً وتحقيق الفوز بها كان ضرورياً أيضاً، مضيفاً عملنا في كافة المناطق في الكورة وليس فقط في المناطق السنية وقد نال كرم 68% من اصوات السنة فيما نال وليد العازار 25% من هذه الاصوات، مشيراً الى أنّ "الفوز جاء نتيجة عمل مشترك بين قوى 14 اذار". الحريري، وفي حديث لمحطة "الجديد" اعتبر أنّ "العملية الانتخابية التي جرت هي عملية كاملة متكاملة وكل صوت فيها يؤدي دوره، معتبراً أننا أدّينا دورنا بهذه الانتخابات ووقفنا الى جانب حليفنا في وجه خصم متفكك"، شاكراً للماكينة الانتخابية "للتيار"، قائلاً لهم بدأ التحضير الفعلي لانتخابات عام 2013 ".(رصد NOW Lebanon)

 

قوى 14 آذار تهنىء فادي كرم عبر الـLBCI 

اعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا في حديث للـLBCI  ضمن برنامج "كلام الناس" أن هناك فريقاً في الحكومة يغطي الاغتيالات في السياسة، مشيراً الى أن الحزب القومي يفتخر بتاريخه الذي لا يخلو من الاغتيالات ومنها اغتيال بشير الجميل.   بدوره، رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في حديث للـLBCI أن الانتخابات الفرعية أظهرت أن توجه الناخب الكوراني هو نفسه الذي كان في العام 2009، معتبراً أن فادي كرم سيكون نائباً لكل ابناء الكورة بدءاً من اليوم.   أما الامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، فأكد للـLBCI  أن  الطائفة السنية مصرّة على الاعتدال وأن ما حصل في عكار لا يمثل كل السنة بل هم يعبرون عن حالة معينة.  

 

بعد الكورة... عودة القوّات إلى الجذور

جريدة الجمهورية/اسعد بشارة

بعد الكورة، سيكون يوماً آخر، لأنّ القوات اللبنانية ستكون قد تجاوزت تكتيك تحييد العونيين في المعركة الفرعية، إلى ما هو أهم وأخطر، أي إلى صياغة موقف واضح، من محاولة العماد عون استعمال طائفته و14 آذارييها بقبول منهم، جسراً للعودة إلى ما كان، بعد خيبة أمله من التفاهم مع حزب الله، وبعد فشل الرهان على انتصار للنظام السوري الثلثاء الماضي أو القادم.

سيكون على القوّات اللبنانية أن تقرّر كيف تتعامل مع عودة عون، سواء أكان على طريقة تنظيم استقبال بالورود والرياحين، أم فتح الأبواب للجنرال في حال أعلن مواقف مغايرة في قضايا لا تتحمّل الرمادية، كالموقف من السلاح خارج الدولة، ومن المحكمة الدولية، ومن النظام السوري، أو على طريقة صدّ الأبواب وانتظار الثأر السياسي في انتخابات الـ 2013، عن كلّ ما قام به منذ عودته إلى لبنان.

وبعد الكورة، سيكون يوم آخر للقوات اللبنانية في التعامل مع لقاءات النعص، لأنّ ما مارسته الكنيسة عبر البطريرك بشارة الراعي من ضغوط وتمنيات على جعجع، للمشاركة في هذه اللقاءات، سيكون أكثر عرضة للتحليل الواقعي، من زاوية السؤال عن الفائدة في رصف الطريق أمام عون للعودة، فيما هو يتأبّط ذراع سلاح حزب الله.

الجميع ينتظر كلمة جعجع في تحديد الخيار الواجب اتّخاذه في هذه القضية التي تحتمل الكثير من المناورات، فعندما يقول جعجع ما عنده، فلن يستطيع النائب جورج عدوان أن يعود إلى النعص، ولن يتمكّن حتّى من التفكير في أن يسير في اتّجاه لا يفهم منه إلى الآن، سوى تقديم غطاء مجاني، لمنطق عودة العماد عون إلى كنف طائفته، في وقت يفترض بمسيحيّي 14 آذار، أن يوجّهوا له بعد فشل رهانه على حزب الله والنظام السوري، رسالة لا تحتمل التأويل، بأنّهم هم من بنوا الاستراتيجية الأكثر ملاءمة وصوابية، التي تستطيع ضمان الوجود المسيحي الفاعل في لبنان والمنطقة.

ولكن ماذا لو استمرّت القوات اللبنانية في المشاركة في لقاءات النعص، وهل سيؤدّي ذلك إلى تصدّع في 14 آذار، بعد أن يكون العماد عون قد نجح في جرّ مسيحيي هذه القوى إلى منطقه، الذي يحظى بدعم الكنيسة، والذي يمكن تلخيصه بضرورة عودة المسيحيين إلى التجمّع تحت سقف وحدة سياسية، تضمّ في صفها على السواء، من يعارضون السلاح خارج الدولة ومن يغطّونه، ومن يؤيّدون المحكمة الدولية ومن يحاربونها، ومن يرون في النظام السوري حامي المسيحيين، ومن يعتبرون أنّ التحالف معه خطأ وخطيئة؟ وكلّ ذلك وفق المعادلة التي أرساها العماد عون في آخر إطلالاته الإعلامية، وهي القائلة بجواز الاتّفاق على تحالفات انتخابية، من دون اتفاق على المبادئ والعناوين السياسية والوطنية؟

لو استمرّت القوات بذلك (وهي لن تستمرّ)، فهذا سيعني أنّها لم تصبح بعد جاهزة للانتصار للخيارات الكبرى التي انتهجتها قبل 14 آذار 2005 وبعده، وهو يمكن أن يعني أنّها خضعت من دون مقاومة لابتزاز يحاول بعض المسيحيين أن يمارسوه تحت يافطة أنّ وحدة المسيحيين أهم من مشروع ثورة الأرز، وإنّ عودة الطوائف إلى آليات حمايتها الذاتية أجدى بكثير من الشراكة الإسلامية المسيحية، التي تمّ التعبير عنها جلية في 14 آذار 2005.

هذا الابتزاز لم يكن أيضاً محطّ استهجان من بعض مسيحيي 14 آذار، بل فتح الباب للشماتة والسخرية بمسيحيّي 14 آذار، من أطراف معارضة للعماد عون في التيار الوطني.

الشماتة مردّها إلى أنّ مسيحي 14 آذار بدَوا كمَن يشرّعون للعماد عون كل ما قام به من أخطاء منذ العام 2005 وإلى اليوم، خصوصاً في المرحلة الأخيرة التي اصطف فيها محورياً مع النظام السوري.

والسخرية لأنّ هذا الفريق (مسيحيي 14 آذار) لم يعرف كيف يتّخذ موقفاً مستقلّاً في موضوع المياومين، فظهر في الصورة إلى جانب العماد عون، فيما كان يفترض به أن لا يتدخّل كطرف، بين الرئيس بري والوزير باسيل، أو على الأقل أن يتّخذ موقفاً في موضوع المياومين، من دون أن يضطر للظهور مع عون وكأنّه في خندق واحد، بقيادة عون، وبمواجهة بري الذي ولولا مساعدة 14 آذار المجانية لعون، لكان استطاع أن يهزم الجنرال في جولة من حربهما المستمرة، في ملف الكهرباء والبواخر وشركات مقدّمي الخدمات والمياومين.

 

فوز ثمين على "تحالف الأقليّات" المحلّى بالعلمانية والمُحلّي للمجازر!

 وسام سعادة/المستقبل

الفوز الذي حقّقته الحركة الاستقلاليّة ممثّلة بمرشّح "القوّات اللبنانية" في الكورة فادي كرم على الحركة المعاونة للنظام السوريّ ممثّلة بمرشّح "القوميين السوريين" (كما كانت تسمّيهم "عصبة مكافحة الفاشستية والنازية" في الأربعينات من القرن الماضي، أو "السوريين القوميين الاجتماعيين" كما يسمّون أنفسهم) وليد العازار، هو بكل ما للكلمة من معنى فوز "ثمين" في رمزيّته كما في توقيته كما في مفاعيله المباشرة وغير المباشرة.

ففي المقام الأول، تواجه في هذه المعركة النقيضان. بالتأكيد، موقع "القوميين السوريين" ضمن "تحالف 8 آذار" ثانويّ قياساً بمركزيّة موقع "القوّات اللبنانية" في جبهة "قوى 14 آذار"، كما أنّ الحضور المسيحيّ لـ"القوميين" هامشيّ قياساً على ما تمثّله "القوّات اللبنانية" في الاجتماع المسيحيّ اللبنانيّ. لكنّ ما يجمع بين "القوميين" و"القوّاتيين" هو أنّهما "النقيضان" بامتياز في المعادلات السياسية اللبنانية: "القوّات" كيانية استقلالية لبنانية، "القوميّة الاجتماعية" غير كيانية عقيدة، وغير استقلالية سياسة. "القوّات" صاحبة الطرح الأكثر جذرية داخل 14 آذار، و"القوميّون" هم الأكثر تطرّفاً داخل 8 آذار من ناحية التصاقهم بالنظام البعثيّ، بل يفوقون في ذلك ما تبقى من "بعثيين سوريين" لبنانيين بدرجات! "القوّات اللبنانية" قطعت شوطاً في مراجعة تجربة الحرب الأهلية، وقطعت شوطاً أكبر في التحوّل إلى حزب سياسيّ مؤسساتيّ، أمّا "القوميون السوريون" فخاضوا معركة الكورة على أساس أنّ التقسيم العسكريّ الأمنيّ لمنطقة الشمال في أيّام الحرب الأهلية والتدخّل السوريّ ينبغي الحفاظ عليه في مواجهة "الطائفيين" القواتيين! وبالمناسبة، في معركة الكورة، ألغى "القوميّون السوريّون" آخر مزية كان البعض يحفظها لهم، من ناحية "لا طائفيتهم الجذرية"، فلم يكتفوا بالحسابات الطائفية، بل لعبوا هم أيضاً ورقة التخويف من "الإسلاموفوبيا السنية"، مضافة على المعزوفات التقليدية ضدّ الخيارات التاريخية، الإيجابية منها والسلبية، للأكثرية المسيحية، وليس لـ"القوّات" وحدها، في أعوام الحرب.

هي إذاً معركة بين نقيضين، وقد فاز فيها نقيض على آخر، واستبق هذا الفوز بأن امتلكت "القوات اللبنانية" عنصر المبادرة.

كما أنّها معركة نجحت "قوى 14 آذار" عموماً، وثنائية "القوّات" و"المستقبل" خصوصاً في جعلها معركة ديموقراطية سلمية استقلالية بامتياز، أي بإعطائها البعد السياسيّ الذي تحتاجه، في وقت يُذبح فيه شعب شقيق غير بعيد عن الكورة، وهو شعب كان يسجّل لـ"القوميين السوريين" تاريخياً بأنّهم أكثر من حرص على تأكيد وحدة حاله مع الشعب اللبنانيّ، ولو أنّهم وضعوا أنفسهم في آخر الأمر في خانة "البعثيين" أو بالأحرى "البعثيين القوميين الاجتماعيين"، "الأسديين المخلوفيين"، الذين يرتكبون بالشعب السوريّ من النوع الذي كان روّاد هذا الفكر العنصريّ الشوفينيّ يتمنّون القيام به ضدّ أعداء الأمة السوريّة، فاستعاضوا عنهم ببدل عن ضائع: أبناء الأمّة السوريّة نفسها، وتحديداً أبناء مجرى نهر أنهار الأمة السوريّة، نهر العاصي. ضفاف العاصي تدينك يا أيها الفكر القومي الاجتماعي، ويا أيها الفكر البعثي العربيّ الاشتراكيّ، ويا أيّها القسم الأسديّ من الفكر العلمانيّ واليساريّ والتقدميّ!

وفي المقابل، أحب المرء "القوات" أو بغضها، لا يقلّل هذا أو يؤخّر على حقيقة ناصعة البياض: موقف سمير جعجع من الثورة السوريّة أكثر "قوميّة عربية" من كل "قوميي المشرق العربي"، وأكثر "تقدميّة" و"علمية" من كل الشيوعيين العرب.

وهذا البعد السياسيّ يتمثّل بالتحديد في أنّ، وباستثناء الحالة التي يشكّلها "حزب الله" "حركة أمل" في الطائفة الشيعية، الطوائف والمناطق اللبنانية الأخرى كلها تجتمع على موقف متضامن مع الشعب السوريّ في مواجهة النظام السوريّ، وأنّ الثنائية المسيحية الإسلامية اللبنانية، إذ تعبئ نفسها، معزّزة بفوز الكورة، لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، فإنّها تطلق في هذا الآن بالتحديد، رصاصة الرحمة على مقولة "تحالف الأقليّات" المُحلَّى، بفتح الياء، بقشرة علمانية، والمُحلِّي، بكسر الياء، للمجازر!

الفرعية بهذا الحجم: الكورة تطلق رصاصة الرحمة على "تحالف الأقليّات"، انطلاقاً من فوز مرشح الكيانية الاستقلالية على مرشح النهضة، العلمانية، الاجتماعية، النقية، العلمية، المدرحية، المناقبية، التي تحلم بضمّ قبرص وكيليكية لكنها لا ترى ولا تسمع ما جرى في درعا وبابا عمرو والحولة والتريمسة.

 

كيف مـرّ اليوم الإنتخابي الكورانـــي الطويل؟

جريدة الجمهورية/باسكال بطرس

إجتاز لبنان أمنيّاً «بروفا» الانتخابات النيابية سنة 2013، بعد يوم انتخابي طويل عاشه قضاء الكورة أمس، لملء المقعد الشاغر بعد وفاة النائب فريد حبيب، وقد مرّت الانتخابات في أجواء هادئة طبيعية وديموقراطية إذ لم يُسجّل أيّ حادث أمني، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

هدوء صباح يوم الأحد المعتاد خيّم على قضاء الكورة أمس، في مشهد غير اعتيادي، إذ لولا انتشار الجيش اللبناني في شوارع القرى الكورانية والظهور الملحوظ للوسائل الإعلامية لما أدرك الزائر أنّ الكورة تشهد عملية انتخابية حامية، شكّلت تجربة ميدانية تحضيرية للانتخابات النيابية المُقبلة، خصوصاً أنّها تعتبر منطقة تتوسّط أقضية بشري وزغرتا والبترون.

المنافسة كانت على أوجها بين قطبين سياسيين أساسيّين يمثّلهما مرشحا "القوات اللبنانية" فادي كرم و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وليد العازار، شكّلت نتائجها مؤشراً للانتخابات المقبلة، في حين تنافس على المقعد الشاغر أربعة مرشحين آخرين، هم: جون مفرج، نعيم العجيمي، يوسف سكاف وجورج مطر.

صناديق الاقتراع فتحت أبوابها في السابعة صباحاً، في كلّ المراكز باستثناء تأخير بسيط حصل في أقلام بلدات بلغون وبدبون وأميون الغربي في مدرسة أميون المختلطة بسبب عدم حضور مندوبي المرشحين. ولوحظ وجود مراقبين من "الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات"، و"التحالف اللبناني لمراقبة الانتخاب" و"الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية"، داخل أقلام الاقتراع لمواكبة سير العملية الانتخابية.

وفي جولة لـ"الجمهورية" على عدد من القرى والبلدات الكورانية، لوحظ تمزيق الصور التابعة لكرم على الخطّ الساحلي للكورة، فيما بقيت صور العازار سليمة. في أنفه، يؤيّد السكان كرم، أمّا منزل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري فكان مكتظّاً بالمواطنين الذين يستعدّون لنهار شاقّ ومصيريّ. فيما كانت ماكينات تيار "المستقبل" تملأ المنطقة ذهاباً وإياباً لوضع اللمسات الأخيرة.

إلى كفرحزير، حيث بدت الحركة شبه منعدمة في الساعات الأولى من انطلاق العملية، وذلك انسحب على سائر القرى، التي سُرعان ما بدأت تشهد حركة نسبية بعد انتهاء قداديس الآحاد. وبدا السكان متفائلين، ومعظم الذين التقيناهم كانوا مؤيدين لكرم ودعوا جميع "الكورانيين الحريصين على لبنان إلى النزول بكثافة إلى الانتخابات والتصويت لمصلحة مرشّح ثورة الأرز".

في أميون، وعلى رغم أنّها مسقط رأس كلٍّ من كرم والعازار، إلّا أنّ اللوحات الإعلانية اقتصرت على صور مرشّح "القومي" ولافتات مؤيّدة تملأ الشوارع في حين غابت صور مرشّح "القوّات" نهائيّاً. أحد أعضاء البلدية، وهو من المناصرين للحزب "القومي" رفض الكشف عن اسمه، أكّد أنّ "80 في المئة من أبناء أميون ينتخبون العازار.

بينما يؤيّد العدد المتبقي كلّا من النائب نقولا غصن والرئيس مكاري"، مشيراً إلى أنّ "عدد مناصري القوّات لا يتجاوز أصابع اليد". وأضاف: "60 في المئة من مسيحيّي القضاء يدعمون العازار، أمّا في ما يخصّ الناخبين المسلمين، فالاتّكال على الله والبترودولار".

وقال جوزف أنّ كرم "مجهول في منطقتنا ولا أحد يعرفه هنا، فهو يقطن كفرصارون ولم يزرنا يوماً، فكيف لنا أن ننتخب شخصاً غريباً عن أميون وأهلها".

أمّا في كفرصارون فالزحمة تتركّز في محيط دارة مرشح "القوات"، حيث عملت الماكينة الانتخابية القوّاتية بجدّية، بينما شهدت أقلام الاقتراع حركة مقبولة.

وأعلن رامي من بشمزين، أنّنا "نؤيد الدكتور جعجع وخصوصاً في مواقفه الجريئة تجاه الوضع الداخلي والثورة السورية، فقد تجرّأ على قول ما لا يجرؤ الآخرون على قوله"، مشدّداً على أنّه "منسجم مع ذاته وثابت في خياراته السياسية والوطنية، ونحن بالطبع نؤيّد مرشّح "القوّات اللبنانية" وليس "القومي" الذي ندرك جيداً إلى أيّ جهة ومشروع يتبع".

وفي كفريا التي يبلغ عدد ناخبيها نحو 1280 ناخباً، يُجمع المواطنون على المشاركة والتصويت لمصلحة كرم. وأكّد رئيس البلدية يوسف السمروط "أنّنا نشارك بطريقة حضارية وراقية إلى جانب "القوّات" التي لم تحِد عن ثوابتها وقناعاتها"، لافتاً إلى أنّ "بلدتنا تمثّل العيش المشترك ولغة الحرب لا تعنينا ولن تؤثّر فينا، فالقومي و"المردة" هجرانا عام 1987 نتيجة صراعاتهم والحروب التي وقعت بينهم".

أوساط "القوات" وحلفاؤها أعربت عن ارتياحها الحذر إلى مجريات العملية الانتخابية، متوقّعة أن لا يكون الفارق كبيراً وان لم تستبعد حصول مفاجآت تعبر عن المزاج المسيحي وتحوّله في الكورة، "خلافاً لما يُروّج له البعض". أمّا "المستقبليون" فمتفائلون "مع تحفّظ على نسبة التصويت ونوعيته لدى الناخب السنّي في الكورة"، وهم يعوّلون على أنّ جمهور "الرئيس الشهيد" أوسع من جمهور "التيّار" وهو وإن عتب على التيار "لا يخذل نجل الشهيد في المحطات المفصلية".

من جهتهم، اعتبر أنصار "القومي" وحلفاؤه أنّهم نجحوا في فرض معركة جدّية في الكورة وراهنوا على تحوّل في المزاج المسيحي وتراخٍ في التأييد لمرشّح "القوات" في الوسط السنّي. ورفضوا استباق النتائج، خصوصاً أنّهم يأخذون في الاعتبار أنّ "الناخب الكوراني بأكثريته محايد في الالتزام السياسي، وخياره يحدّده بشكل مستقلّ ولا يتأثّر كثيراً بالحملات السياسية".

وفي إطار المتابعة الميدانية لليوم الانتخابي، عقد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل مؤتمراً صحافيّا في سراي أميون في مكتب القائمقام كاترين الكفوري انجول، في حضور قائد منطقة الشمال في قوى الامن الداخلي العميد محمود عنان.

ووصف شربل الوضع الأمني بأنّه "جيّد"، معتبراً أنّ هذه الانتخابات تجري بديموقراطية، متمنّياً أن تكون انتخابات 2013 مثلها.

وأوضح أنّ التحضيرات كانت جيّدة جدّاً من الناحية الاستراتيجية والتقنية اللوجستية والأمنية. وتمنّى أن تمرّ هذه الانتخابات بخير "لنعبّر للعالم كلّه عن أنّ لبنان هو بلد الحرّية والديموقراطية، والفضل يعود للقوى الأمنية وللشعب الكوراني".

وعن الرشاوى التي تحدّث عنها العازار، أجاب شربل: "لم تسجّل عندنا أيّ شكوى في عملية الرشاوى"، مُعلناً أنّ قانون الانتخاب "وصل الى ربعه النهائي ليصبح

جاهزاً للتصويت عليه في مجلس الوزراء، وحتى الآن لم ندخل في الفترة الصعبة والخطرة، ووزارة الداخلية ستبدأ بدَقّ ناقوس الخطر مع بدء السنة المقبلة" .

ولفت شربل إلى أنّ العملية الانتخابية تجري "بكلّ وعي على رغم الخلافات، لأنّ الكورانيّين مثقّفون وواعون". مضيفاً: "على الجميع التزام تطبيق القانون، ومن يظنّ نفسه الرابح، عليه الالتزام أكثر من غيره لكي لا يكون هناك طعن بالنتائج".

وفي حديث لـ"الجمهورية"، وقبل صدور النتائج الأوّلية، أكّد كرم أنّ "النتائج جيّدة ونأمل في أن تكون لصالحنا، إذ نشعر بأنّ حركتنا أفضل من حركة الفريق الآخر، وطرحُنا أقوى من طرحهم، فحجّتهم ضعيفة".

وقال: "لا علاقة لاختياري مرشّحاً لـ"القوات" بكوني من أميون، ولكن ذلك يعود الى أنّ المسؤولين القواتيين في الكورة ارتأوا بعد اجتماعات عدة أنني الأصلح لهذه المعركة، وقد لا أكون في المعركة المقبلة"، لافتاً إلى أن "ليس لدينا صوت سنّي أو صوت مسيحي، فجميع الكورانيّين من نسيج واحد، والمعركة سياسية وفيها نوع من انقسام سياسي. والكتلة الحيادية تحسم الوضع".

وعن المال الانتخابي، شدّد كرم على أنّ "الفريق الآخر يحاول من خلال هذه الاتهامات الباطلة إخفاء إخفاقات من هذا النوع، فهذه سياستهم وليست سياستنا، نحن ندرك جيّداً أن أولاد الكورة لا يُشترون ولا يُباعون".

من جهته، أعرب العازار لـ"الجمهورية" عن "ارتياحه لأجواء الانتخابات على رغم كلّ الشوائب والضغوط"، مؤكّداً أنّ "العملية ليست ديموقراطية، خصوصاً أنّ الفريق الآخر أغرق أميون بالمال السياسي"، داعياً أهالي الكورة الى "عدم الامتثال لهذه الإغراءات الباطلة والاقتراع بكثافة لمصلحة الكورة".

بدوره، أكّد وزير الدفاع فايز غصن قبيل إدلائه بصوته في كوسبا، أنّ "العملية الانتخابية تسير بهدوء، وهذا يعود الى مجهود القوى الامنية والجيش اللبناني الذين يقومون بمنع أيّ خلل أمني".

وعن قول شربل أن لا وجود للمغتربين، أكّد غصن أنّ "معلوماتي تقول العكس وهي دقيقة، فهناك مال سياسيّ، والدليل موجود لدى الفرقاء، ونحن مستعدّون لنبرهن، ولن نقف عند هذا الموضوع"، داعياً أهالي الكورة للتعبير عن أنفسهم كما يجب". قيل له: هناك مال سياسي لدى الطرفين، فأجاب: "أنا طفران"، مضيفاً: "نسعى لنوازن بالمال ولكنّنا لا نستطيع".

كذلك، أدلى مكاري بصوته في ثانوية جبران في أنفة، وقال: "في الانتخابات يكثر الكلام عن مال انتخابي، ونأسف ان توجّه تلك التهم الى أبناء الكورة الذين لا تُشترى أصواتهم ولا تُباع". وأمل أن تزداد نسبة المشاركة، داعياً الناخبين الى تصويت سياسي. ولفت الى أنّ المرشّح فادي كرم "أثبت أنّه جدير بأصوات أهل الكورة، والمعركة هي بين فريق لبناني وبين القوى التي تمثّل حزب الله وإيران والنظام السوري".

 

الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الإنتخابات: جو هادئ نسبيا وغياب أعمال عنف أو مخالفات جسيمة

وطنية - 15/7/2012 أصدرت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الإنتخابات، بيانا بعد ظهر اليوم، عن مراقبتها لسير عملية الإنتخابات النيابية الفرعية في قضاء الكورة، منذ الساعة السابعة من صباح اليوم حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر، لفتت في مستهله إلى أن 45 متطوعا يشاركون في أعمال المراقبة بعدما توزعوا على فرق جوالة مؤلفة من ثلاثة مراقبين لتغطية مراكز الاقتراع ال47 في قضاء الكورة. وأعلنت الجمعية أنه "بنتيجة أعمال المراقبة سجل متطوعوها حتى ساعة اعداد هذا البيان (الرابعة بعد الظهر) الانتهاكات والملاحظات التالية:

1- المناخ العام:

- تجري العملية الانتخابية في جو هادئ نسبيا حيث الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الإنتخاباتغابت أعمال العنف أو مخالفات جسيمة تؤثر على مسار العملية الانتخابية.

- سبق الانتخابات وتيرة مرتفعة من الخطاب السياسي الذي لا يخلو من التخوين واثارة النعرات المذهبية، وترافق مع نشر بعض الصور والشعارات في مواقع الاعلام والتواصل الاجتماعي.

2- الملاحظات العامة:

- غياب ملفت لمندوبي أربعة من المرشحين الستة: جورج وليم مطر، جون جبر مفرج، نعيم موسى العجيمي ويوسف اسعد سكاف، عن العديد من أقلام الاقتراع.

- تلقت الجمعية اتصالا هاتفيا من أحد أعضاء الماكينة الانتخابية للمرشح فادي كرم حيث أشار الى تعرض بعض مندوبيه للتهديد قبل الانتخابات، لذا لم يتواجد هؤلاء المندوبين في مراكز اقتراع كل من اميون- حارة الفوقا، بتعتورة وضهور الهوا.

3- في المخالفات الانتخابية:

- في سرية الاقتراع:

o تسجيل عدد من حالات انتخاب خارج المعزل، وبشكل خاص في مدرسة أميون-الحارة الفوقا.

o دخول ناخب داخل المعزل بمرافقة شخصين (في كفرصرون في القلم رقم 2) ودخول ناخب مع مرافق من دون أي سبب موجب في المدرسة الرسمية في ددة القلم رقم 4).

- في إدارة العملية الانتخابية:

o عدم التئام لجان القيد الابتدائية خلال يوم الاقتراع للمراجعة الفورية في الشكاوى التي تردها من الناخبين.

o تواجد قوى الامن داخل عدد من اقلام الاقتراع من دون ان يسجل تدخلهم في العملية الانتخابية (مثلا في مدرسة اميون- الحارة الفوقا).

o خروج رئيس واعضاء هيئة القلم لفترة من الزمن بسبب عدم وجود ناخبين (في مدرسة اميون - الحارة الفوقا في القلم 10).

o تأخر فتح صندوق الاقتراع في ثانوية اميون الرسمية في القلم رقم 5 حتى الساعة السابعة والنصف، وحتى الساعة الثامنة والنصف في مدرسة برغون الرسمية قي الغرفة رقم 1، بسبب عدم حضور مندوبين عن خمسة مرشحين (باستثناء مندوبي المرشح وليد العازار) وعدم حضور الناخبين باكرا، ما حال دون اكتمال هيئة القلم.

o حجز بطاقات الهوية من قبل مندوبي أحد المرشحين وتوزيعها على الناخبين في يوم الاقتراع في باحة المركز الانتخابي (في مبنى البلدية في منطقة عفصديق).

o معظم المراكز والاقلام غير مؤهلة لاستقبال ذوي الاعاقة.

- دعاية انتخابية داخل مراكز الاقتراع والضغط المعنوي على الناخبين:

o توزيع لوائح على مدخل قلم الاقتراع في بحصاص (الخلية الاجتماعية في راسمسقا)، متريت، ودار بعشتار وبزيزا، وقد أوقف رئيس القلم المخالفة بعدما لفت نظره اليها مراقبو الجمعية.

o تواجد كثيف للمكينات الانتخابية للمرشحين على مداخل الاقلام، في فيع وددة وبترومين وعفصديق.

o توزيع قمصان وقبعات ولوائح انتخابية داخل مركز الاقتراع في مدرسة فيع الرسمية من قبل الطرفين.

o توزيع لوائح على باب المركز للمرشح وليد العازار في مدرسة اميون الرسمية.

o دعاية انتخابية داخل عدد من مراكز الاقتراع.

o تصريح المرشح فادي كرم للاعلام من داخل قلم الاقتراع.

o تدخل مندوبي احد المرشحين في مجريات العملية الانتخابية من خلال استقبال الناخب على باب قلم الاقتراع واعطائه الارشادات الخاصة بالاقتراع لمرشحهم (في مدرسة ددة الرسمية في الغرفتين رقم 3 و4).

- في خرق فترة الصمت:

لاحظت الجمعية ان فترة الصمت لم تحترم وفق ما اشار اليه القانون من قبل المرشحين ووسائل الاعلام، كما لوحظ استمرار تعليق صور المرشحين في الاماكن العامة.

توزيع مناشير للمرشح جون مفرج يوم الاقتراع.

- في الانفاق الانتخابي:

ترددت تصريحات حول حالات من الرشاوى وشراء الاصوات لكن الجمعية لم تتمكن من توثيق اية حالة حتى اليوم، لذا تدعو الناخبين الذين لديهم ما يثبت مثل هذه الحالات الاتصال على الرقم 351751-01. وفي هذا المجال يهم الجمعية تذكير المواطنين انهم شركاؤها في مراقبة العملية الانتخابية. كما يهمها التنويه ان متطوعي الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية يساهمون بمراقبة الانفاق الانتخابي، وسيصدر عن الجمعية تقريرا تفصيليا حول الموضوع يتضمن الانفاق اثناء الحملة الانتخابية وخلال اليوم الانتخابي.

وأعلنت الجمعية أخيرا عن مؤتمر صحافي ستعقده الثانية من بعد ظهر غد الاثنين، في قصر الاونسكو، للاعلان عن نتائج المراقبة وملاحظاتها بشكل عام حول العملية الانتخابية برمتها.

 

"القوات": الفريق الآخر عمد إلى قرصنة الكترونية لتشويه الحقائق وتكرار المحاولات الفاشلة لزرع الشرخ بين الحلفاء

وطنية - 15/7/ 2012 صدر عن الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية"، البيان الآتي: "نتيجة للبلبلة والضياع الذي يعيشه الفريق الآخر، عمد منذ بعد الظهر الى محاولة اختلاق تصريحات كاذبة لمرشح ثورة الارز فادي كرم، عبر قرصنة الكترونية رخيصة واختلاق مرآة لموقع الكتروني غير موجود اصلا للمرشح الدكتور فادي كرم، بغية تشويه الحقائق وتكرار المحاولات الفاشلة لزرع الشرخ بين الحلفاء. وعليه، تنبه القوات الناخبين الكرام، ولا سيما اهلنا من الطائفة السنية، ان كل ما يقال خارج اطار التحالف الوثيق، الذي لا يلغيه الا الموت، كما وصفه الرئيس سعد الحريري، بين القوات وبين تيار المستقبل، هو مجرد دس ضحل ويجافي الحقيقة كليا، ولا يشبه الا الشبيحة الذين قاموا به واربابهم، وهو يحسم بالتالي نحو اندفاع الناخبين في الساعات الاخيرة للاقتراع لمرشح ثورة الارز في مقاومتهم الشجاعة لمواجهة ارهاب هؤلاء الشبيحة فكريا ومعنويا". وختمت بالتأكيد على ان "هذا الموضوع لن يهمل على الاطلاق، وسوف يكون موضع شكوى جزائية امام القضاء المختص".

 

زهرا نوه بأداء "الداخلية" ويديموقراطية أهل الكورة

 وطنية - 15/7/2012 بارك عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، لوزارة الداخلية ب"الاداء اللائق بالديموقراطية وباللوجستية والادارة وضبط الأمن"، خلال الانتخابات النيابية الفرعية في الكورة. وشكر زهرا في مداخلة عبر تلفزيون "أخبار المستقبل"، أهل الكورة "لتمتعهم بحس ديموقراطي ولأنهم لبوا ورفعوا النسبة الى ما يقارب النسبة التي تحققت في العام 2009، وهذا دليل على وعي وطني وحس وطني". وختم بالقول "إن الكورة ظهرت مجددا لبنانية خضراء، وكورة ثورةالارز وكورة 14 اذار".

 

ليس المهم الاتفاق على قانون للانتخابات بل الاعتراف بنتائج صناديق الاقتراع

اميل خوري /النهار

في لبنان يحاول بعض القادة التهرب من الانتخابات ويفتشون عن ذريعة لتأجيلها واذا جرت فإنهم لا يعتبرون نتائجها حاسمة وتقرر مصير الحكم في لبنان إما لأنها جرت على اساس قانون غير عادل وغير متوازن، واما لأن الطائفية تمنع تطبيق الديموقراطية تطبيقا صحيحا بحيث تحكم الاكثرية والاقلية تعارض، واما لأن من يأتي بالنواب هم سبعة زعماء يختارون المرشحين على لوائحهم بمعايير يعتمدونها هم، ولا مصلحة لهم في وضع قانون للانتخاب يؤمن التمثيل الصحيح. وهذا  القانون يتغير في كل انتخاب وفقا لمصلحة الحاكم والموالين له. وها موعد انتخابات 2013 يقترب ولم يتم التوصل بعد الى اتفاق على اي قانون ستجري على اساسه.

ان اهمية الانتخابات النيابية المقبلة هي في كونها مصيرية ومفصلية، في معركة التتغير والاصلاح، ولكي تكون كذلك ينبغي الاتفاق ليس على قانون انتخابي جديد فحسب، انما على الاعتراف بنتائجها والاذعان لما تقرره صناديق الاقتراع، وليس صناديق الرصاص بحيث لا يتكرر قول سابق للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله: "اذا ربحنا في الانتخابات (2009) فنكون قد ربحنا، واذا خسرنا فلا نكون خسرنا"... وهذا معناه انه اذا فاز مع حلفائه في 8 آذار بالاكثرية النيابية، فيكون قد حكم البلاد، وها ان نموذج هذا الحكم يتمثل الآن في الحكومة الحالية، اما اذا لم يفز فإنه لن يدع الاكثرية التي تفوز بها قوى 14 آذار ان تحكم بل يتحكم فيها، تأكيدا لقول سابق له موجه الى هذه القوى وهو: "ان الحزب الذي هزم اقوى جيش واقوى دولة في هذه المنطقة هو اقدر على ان يدير بلدا مئة مرة اكبر من لبنان". وكان قد سبق هذا الكلام تصريح للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قال فيه: "ان فوز المعارضة في لبنان (8 آذار) في الانتخابات النيابية المقبلة (2009) سيغير الاوضاع في المنطقة وسيؤدي الى تشكيل جبهات جديدة تقوم على تقوية المقاومة". لكن قوى 14 آذار هي التي فازت في تلك الانتخابات بالاكثرية، فاشترطت قوى 8 آذار تأليف حكومة وحدة وطنية، والا فلا حكومة، وكأن الرابح في الانتخابات لم يربح لانه لم يحكم والخاسر لم يخسر لأنه يشاركه في الحكم بشروطه.

والسؤال المطروح هو: هل يتكرر بعد انتخابات 2013 ما حصل بعد انتخابات 2009 بحيث ان الرابح فيها لا يحكم والخاسر يشاركه في الحكم وبشروطه، وعند ذلك، لا يكون لنتائج الانتخابات معنى لأنها لا تغير شيئا من الواقع المشكو منه، فلا يتحقق التغيير من خلال صناديق الاقتراع ولا الاصلاح من خلال حكم صالح؟

السؤال يطرح اليوم مع اقتراب موعد انتخابات 2013 على رغم ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع اجاب عليه بالقول: "ان الاكثرية التي ستفوز في الانتخابات المقبلة، هي من 14 آذار وسوف تحكم والاقلية تعارض...".

 

المشنوق يفكّر في خطوة ما ووسائل: السعودية تراجع موقفها من الحوار

ايلي الحاج /النهار

تقدّم قوى 14 آذار أداءً في الملمّات يقرّبها من مشهد مركب تؤرجحه العواصف المفاجئة ذات يمين وذات يسار، وكثيراً ما يدور حول نفسه ويراوح مكانه. فيما السلاح مصوّب إلى رؤوس أفراد الطاقم والركاب المفترض أن يمتثلوا لموجبات الحوار ويبتسموا للكاميرات لإشاعة أجواء الإستقرار. في بعض الأوقات تظهر في المركب أعطال تحمل على الإعتقاد أنه الضياع ولا يعزّي القول إن 8 آذار تعاني ظروفاً داخلية أسوأ. الجديد أن بعضهم بدأ يفكر بينه وبين نفسه في الجدوى واحتمال وجود وسائل أخرى لبلوغ الأهداف.

أكثر من يعبّر عن معالم الضيق بأحوال التحالف السيادي المتهافتة نائب بيروت نهاد المشنوق، لكن غيره من البارزين في فريق 14 آذار لا يخفون قلقاً يُساورهم هم أيضاً من دون أن يصلوا إلى الإستنتاجات التي يطرحها من خلفيته الواثقة، ذراعاً يُمنى، سنوات طويلة في السياسة والإعلام للرئيس الشهيد رفيق الحريري. فالمشنوق ابن البيت السياسي العريق والتجربة المتراكمة الغنية يستعين بالمقارنات ليخلص إلى نظرة فوقية إلى الأحداث والرجال. "لم يعرف لبنان سوى ثلاثة رؤساء حكومة استثنائيين: رياض الصلح، صائب سلام، ورفيق الحريري". ماذا عن الباقين أستاذ نهاد؟

ميزة 14 آذار تعدد الرأي والأفكار، والتفاعل في ما بين قياداتها وشخصياتها البارزة لطالما أنتج في ما مضى مواقف وسياسات موحدة ومنسجمة. إلا أن الوضع اختلف لاحقًا، فمنذ محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في 24 نيسان الماضي توقفت الإجتماعات القيادية التي كانت تُعقد في "بيت الوسط" واستعيض بقنوات اتصال ولقاءات أخرى، على ما يكشف لـ"النهار" نائب غير المشنوق يدأب على محاولة تقريب وجهات النظر غير المتباعدة ولكن غير المنسقة أحياناً حيال بعض القضايا بين المسؤولين في التحالف. وأكبر مثال قضية مياومي الكهرباء.

ولا يقتصر التراجع على مستوى التفاعل في 14 آذار بل يصل إلى افتقاد المبادرة الهجومية والركون إلى التكيّف مع الواقع. صوت النائب المشنوق يرتفع عندما يتحدث عن التعامل مع قضية "المياومين": "هل تستحق مقاطعة لمجلس النواب والحكومة، في حين أن تشكيل حكومة بقوة السلاح وصدور القرار الإتهامي في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري، ثم محاولة اغتيال الدكتور جعجع وبعدها محاولة اغتيال النائب بطرس حرب لا تستحق قراراً في هذا المستوى؟ بعضنا أيّد موقف حلفائنا المسيحيين ولكن...".

كان يجب وضع معايير للتثبيت تطبق على الجميع وفق حاجات المؤسسات ولكن ليس هذا الموضوع، يقول المشنوق مستاءً وعارضاً السؤال المحيّر: "لماذا وصلنا إلى هنا؟". كان يجب الفصل تماماً بين قضية المياومين وطائفيتها وبين ادارة جلسات مجلس النواب.

وليس تفرق القيادات مكانياً وحسابات سياسية ما يولّد هذا الإرباك بل مشكلة في القرار. يقول المشنوق الذي يحتفظ بملاحظات كثيرة على أداء الفريق الذي ينتمي إليه إن "ناسنا ما عادوا يصدقون وهم ينتقدوننا. أنا أتصدى لهم بالوقائع في المساجد والجمعيات، فالسلاح مسيطر في بيروت وغيرها. ولكن علينا ألا نخاف. هم يريدون أقوالاً تقترن بالثبات، وهذا يُفسّر التجاوب المضمر مع ظاهرة الشيخ أحمد الأسير، وليس بين أبناء الطائفة السنية وحدها. الأسير الذي لا أقر اسلوبه الشخصي في تناول الآخرين يعبر عن أزمة سياسية لدى جمهور 14 آذار وليس عن أزمة سير في صيدا. على 14 آذار أن تبادر فلا يجوز أن تبقى حكومة تغطي سلاح القتل ومحاولات القتل. قلت ذلك خلال الإجتماع في منزل النائب حرب يوم تعرض لمحاولة الإغتيال وعادة لا أتكلم في مثل هذه الإجتماعات".

أضاف في الإجتماع أن مهمة هذه الحكومة قائمة على استباحة البلاد أمنياً وسياسياً من الحدود حتى مكتب الشيخ بطرس حرب. وانها ليست حكومة عادية يمكن مواجهتها بمعارضة عادية. وسأل الحضور "متى سترفعون الصوت وتستردّون جمهوركم، قبل دفن شهيد جديد منكم أو بعد الدفن؟ كثر من الحاضرين في منزل النائب حرب أيدوا المشنوق في موقفه، لكنهم قالوا لا بد من العودة الى المراجع العليا.

يحض النائب المشنوق على إسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بضغط 14 آذاري يبدأ بالعصيان الدستوري ولا يوفر وسيلة ديموقراطية، وما أسخف ذريعة أن لا بديل منها في رأيه. فلتبقَ حكومة تصريف أعمال إذا تعذر تأليف غيرها فهذا أفضل.

لا يتوقف نقد نهاد المشنوق عند حدود، ربما لأن مسار حياته عبارة عن حركة صعود وهبوط، بروز وانكفاء بلا توقف ولا هوادة. لا يؤمن بالتنظيمات الحزبية، ليس لسنّة لبنان الذين لا ينضوون إلى أحزاب هم المشدودون عضوياً إلى قضايا الأمة الكبيرة. يفكر بخطوة ما جريئة ولا يتردد في الإعلان أن ثمة جديداً في سياسة المملكة العربية السعودية في لبنان و"إنهم لم يعودوا معنيين باستمرار الحوار مع حكومة الاغتيالات، والقرار يعود للقيادات اللبنانية التي لبّت في جلستين سابقتين للحوار دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين". التعبير هنا لمسؤول سعودي والكلام للمشنوق.

 

الراعي استقبل شربل في الديمان

وطنية - الديمان - 15/7/2012 استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد الظهر في الصرح البطريركي في الديمان، وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل الذي وضعه في أجواء سير العملية الانتخابية الفرعية في الكورة، والتي وصفها ب"الحضارية". كما أطلع شربل الراعي على الوضع الأمني في البلاد وعلى إجراءات وزارة الداخلية في هذا الشأن، وتناول البحث موضوع قانون الانتخابات النيابية، وكذلك ما اتخذته وزارة الداخلية من تدابير وقرارات في عدد من بلديات بعض المناطق.

 

فرعون رد على الصحناوي: ننصحه أن يستقيل بعد أن انكشفت حقيقة أدائه وفشله وسلوكه لا يليق بمن بعتبر نفسه ابن العائلة

 وطنية - 15/7/2012 رد النائب ميشال فرعون على تصريح الوزير نقولا الصحناوي، في بيان جاء فيه: "ليست المرة الأولى التي يطل فيها وزير الاتصالات المتقطعة نقولا الصحناوي على الرأي العام من برجه العاجي بأسلوب رديء، نربأ باستعماله في خطابنا السياسي، مستهزئا بالوقائع التي تدينه، كما استهزأ بأسئلة نواب الأمة التي تتكدس في مجلس النواب من دون أن تلاقي أي جواب، معتبرا أنه يمكنه التلطي وراء حلفائه وتضليل الرأي العام في آن، في وقت انكشفت حقيقة أدائه وفشله، كما حقيقة مواقفه في مجلس الوزراء التي تطابقت مع الشروط التي أتى بها الى الوزارة مأمورا، ومدافعا أساسيا عن رفض إعطاء حركة الاتصالات المطلوبة للتحقيق بمحاولات اغتيال شخصيات وطنية، ولن تمنعه محاولات التستر وراء أي لجنة، عن محاسبة هذه المواقف التي تجعله، وللأسف الشديد، مغطيا وشريكا لهذه الجرائم قبل سائر أعضاء الحكومة باستثناء بعض الوزراء الشرفاء، كما تشجع على استمرار هذه الجرائم في ظل منع التحقيق بمعلومات موجودة في وزارته".أضاف: "ولن يكفيه للتهرب من المسؤولية والمحاسبة، خطاب جديد فوقي لأهل الاشرفية بالطريقة التي يخطب فيها المبخرون به من أصحاب السمسرات الذين يغطيهم في الوزارة والتي تسره، علما أننا سنكشف تفاصيل "دكاكينهم" في الوقت المناسب. إننا ننصحه بالتوقف عن استفزاز أهل العز والكرامة في الاشرفية والرميل والصيفي، كما استفزهم فرضه وزيرا بعد أن رفضوه نائبا، وننصحه أيضا، صراحة وجديا، بأن ينزل عن برجه ويستمع جيدا الى أهل الحق والشرف ويتراجع عن مواقفه في السياق الخطير الذي بات أسيره والذي لا صلة له بالديموقراطية أو الإنماء وخدمة الناس، أو أن يستقيل، لأن سلوكه لا يليق بمن يعتبر نفسه ابن العائلة أو ابن الاشرفية. على أمل ألا نضطر، مرة أخرى، للرد على مستوى بيان لم نعهد الرد على مستوى مثيل له".

 

ساعتان لانتشال طفل غرق في ساقية بنهر العاصي  

LBCI قضى الطفل علي حسين العاشق، الذي لا يتجاوز عمره السنتين، غرقاً بعد سقوطه في ساقية فرعية من نهر العاصي، في غفلة عن أفراد عائلته الذين كانوا يتنزهون في إحدى المقاهي في محلة الشواغير. وقد استغرقت عملية انتشاله من المياه، نحو الساعتين، بعد جهود مضنية بذلها عدد  المواطنين الموجودين في المنطقة.  

وقد نقلت سيارة للصليب الأحمر اللبناني جثة  الطفل إلى مستشفى العاصي في الهرمل، ومن ثم إلى بلدته النبي عثمان.

 

سوريا: هل يسبق تآكل النظام من الداخل مناورات المجتمع الدولي؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«محاولة الحوار مع شخص تخلّى عن التعقل، تشبه إعطاء الدواء لميت».(توماس باين)

من جسر الشغور وحي بابا عمرو الحمصي، ومن الحولة إلى القُبير، ووصولا إلى التريمسة، يواصل «جرّاح» دمشق، الدكتور بشار الأسد، «عملياته الجراحية» الدموية لإنقاذ الشعب السوري.. من نفسه!

انطلاقا من أقوال الرئيس السوري وأفعاله، على امتداد الأشهر الـ17 الماضية، يغدو من العبث مواصلة الكلام. ومن واقع الإخفاق التام لمهمة الوسيط الدولي - العربي كوفي أنان، سواء من حيث التصوّر أو الممارسة، حان الوقت لكي يكف المجتمع الدولي عن العبثية الدبلوماسية.

في هذه الأثناء، ثمة شبه إجماع على أن سوريا ما زالت بعيدة عن نهاية النفق. ويقوم شبه الإجماع هذا، بجانب العنصرين المذكورين آنفا - أي مواقف الأسد وانهيار مهمة أنان - على بقاء المواقف الدولية للأطراف الدولية الفاعلة على حالها. ففي ظل انعدام الجدية بتبنّي استراتيجية الردع، وعلى الرغم من الأرقام المفزعة لعدد الضحايا وانتشار المآسي الإنسانية الموثقة بالصورة والأرقام، سيواصل كل فريق صاحب مصلحة ابتزاز منافسيه على حساب الشعب السوري.

ولئن كانت الولايات المتحدة تسعى جهدها لتحاشي اعتماد الحسم لاعتبارات انتخابية وإسرائيلية، ينشط في دول غربية فاعلة تياران متناقضان فكريا.. ما زالا مستعدين (بل متحمسين) لتجاهل آلام الشعب السوري والظن خيرا بقاتليه، هما:

1 - تيار اليمين العنصري، الذي يرى أن الشعب السوري (مثله مثل أي شعب عربي أو مسلم) لا يفهم الديمقراطية ولا يستحقّها، وهو إذا مارسها فسيمارسها بطريقة خاطئة، وسيصوت حتما لقوى اليمين الأصولي والديني. وبالتالي، لماذا يورّط الغرب نفسه في مأزق ليس له فيه أي مصلحة؟

2 - تيار اليسار المتطرّف، الذي تدفعه مراهقته السياسية بصورة تلقائية أحيانا إلى التعاطف مع أي خطاب، صادقا كان أم كاذبا، يدعي الثورية والنضال والعداء للإمبريالية والولايات المتحدة. ومع الأسف، هذا التيار موجود ومتحرك حتى في بعض وسائل الإعلام الجاد في دول كبريطانيا وألمانيا وفرنسا.

في الجهة المقابلة على المسرح الدولي، تقف القوتان الشيوعيتان سابقا؛ روسيا والصين، اللتان تتصرفان بعد انهيار الشيوعية، تماما كما تصرفت الإمبرياليات عبر التاريخ. وهما عندما تتآمران اليوم على مصير الشعب السوري، وتتواطآن مع قاتليه، فهما لا تستهدفانه مباشرة كشعب سوري، بل كانتا ستتصرفان بالأسلوب المتغطرس واللاأخلاقي نفسه مع أي شعب في أي مكان آخر من العالم تتعارض فيه مصالحهما الوطنية مع مصالح قوة كبرى منافسة. وبالتالي، كما شهدنا على امتداد الأشهر الـ17 الأخيرة، لم تغير موسكو وبكين مقاربتيهما من الأزمة السورية قيد أنملة، بل ذهبتا بعيدا في عداء مفتوح مع الشعب السوري، ومن خلفه شعوب العالم العربي التوّاقة إلى التحرر والعيش بكرامة. والمرجح أن انعدام حماسة واشنطن والعواصم الغربية للحسم والردع، وعجز الدول العربية عن المعاقبة - أو حتى المساءلة - كانا عاملين مؤثرين في إقناع القيادتين الروسية والصينية.. ليس فقط بعرقلة أي مسعى دبلوماسي من قلب مجلس الأمن، بل بمواصلة تقديم الدعمين السياسي والتسليحي لنظام الأسد كي يواصل محاولات إخماد الثورة الشعبية بالحديد والنار.

بعد كل مجزرة ارتكبها النظام السوري تكاثر الكلام وتطايرت الاستنكارات الجوفاء، ولكن في كل مرة همدت الأمور.. وكأن شيئا لم يكن. وهذه المرة أيضا بعد مجزرة قرية التريمسة بمحافظة حماه، بدأت باكرا محاولات لتجهيل الفاعل، تمهيدا لتمييع القضية وإلباس ما حصل غلالات من الشك، علها تساعد النظام على الاحتفاظ بزخم عملياته القمعية الدموية، وتمنحه متنفسا جديدا يستبق نوبة أخرى من التفكك البطيء في بنيته العسكرية والسياسية.

إن الرهان على مجلس الأمن، ولا سيما بعد الحصيلة الفارغة المتوقعة للقاءات المعارضة السورية في موسكو، إمعان في إضاعة الوقت وخذلان السوريين. وتوقّع حدوث تغير جدي في الموقف الأميركي المفرط في سلبيته، على الأقل قبل أن تدب الحرارة في الحملة الانتخابية الرئاسية للحزب الجمهوري، سذاجة سياسية تقارب الغباء. ولا يبدو أقل سذاجة التفاؤل بقرار عربي شجاع بتجميد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية مع روسيا والصين.

كل هذا يعني أن قدر الشعب السوري هو ربحه معركته في أرضه.. وليس في عواصم القرار الدولي.

الشعب السوري يدرك اليوم أنه سيربح معركته، طال الزمن أم قصر، لأنه ما عاد أمامه من خيار غير ربح المعركة ضد قاتليه، وليس لأنه مدعوم من الخارج. فهو في حقيقة الأمر لا يتلقى ولو جزءا بسيطا من الدعم الذي يستحقه صموده ونضاله. وهذه القناعة هي نقطة التحول التي ستؤثر في أولئك الذين اختاروا الرهان على مرور الوقت، أو انتظار انهيار الثورة، من دون أن يشاركوا في التآمر عليها.

بعض راصدي الوضع السوري يشيرون إلى «قوة دفع» أخذت تميز حركة الانشقاقات، سواء من قبل الشخصيات المدنية (سياسية ودبلوماسية) أو العسكرية - الأمنية، ولا شك في أن تطورات الأسبوع الفائت المتعلقة بالعميد مناف طلاس والسفير نواف الفارس تستحق أن يُنظر إليها بإيجابية، بصرف النظر عن مدى جديتها. غير أن طبيعة النظام، القائمة على التمويه والتضليل، لا تشجع كثيرا على الاطمئنان إلى تنامي «المعارضين» من أوساط كانت حتى الأمس القريب من رموز النظام وفي قلب أجهزته ومنظوماته السياسية، وإن كان هذا ليس سببا كافيا للتردد في تشجيع الانشقاقات وتسهيل حدوثها وفسح المجال لأي منشق لإعادة تأهيل وضعه. إن القصد من هذا الكلام هو اعتماد الحد المقبول من الواقعية والحصافة لكي لا ترتكب الثورة السورية مزيدا من الأخطاء التكتيكية التي ارتكبتها حتى الآن؛ إما نتيجة سلامة طويتها أو لتحمسها للتغيير السريع.

ولقد شاهد السوريون كيف ظهر بعض الأشخاص مدعين صفة «المعارضة» في أول «لقاء مفتوح» دعا إليه النظام تحت رئاسة نائب الرئيس فاروق الشرع، خلال فترة قصيرة من اندلاع الثورة. بل ألقى بعضهم خطبا عصماء خلال ذلك اللقاء يصعب تصديق جرأتها من «معارض».. مشارك بشخصه أو بتنظيمه ضمن «الجبهة الوطنية التقدمية» التي يرعاها النظام. ومن ثم، بعد مرور بعض الوقت، نشط هؤلاء «المعارضون» أكثر، وصاروا يعقدون اجتماعات في عواصم أجنبية وعربية كـ«معارضين»، قبل أن تنكشف الكذبة، عندما خاضوا «الانتخابات - المهزلة» التي أجراها النظام أخيرا، وفازوا فيها بمقاعد جنبا إلى جنب مع «شبّيحة» النظام وأدواته المفضوحين. بل إن اثنين من «المعارضين» المندسين دخلوا الحكومة الجديدة.. بل وتولى أحدهم منصب نائب رئيس وزراء!

«معارضون» من هذه النوعية.. من مصلحة الثورة السورية كسب عداوتهم لا تأييدهم.

 

فوز «14 آذار» سيضع إستحقاق 2013 أمام إحتمالين

شارل جبور/جريدة الجمهورية

أثبتت فرعية الكورة أنّها كانت حاجة لكل القوى السياسية، وذلك خلافاً لتوقّعات البعض بإجهاضها عبر افتعال أحداث ومشاكل أمنية، كونها تشكّل "بروفا" فعليّة لانتخابات العام 2013 والتي على أساسها يُبنى على الشيء مقتضاه. فمقعد بالزائد أو بالناقص لن يُبدّل شيئاً في المعادلة الوطنية الحالية، فيما فوز هذا الفريق أو ذاك في الانتخابات العامة يترتّب عليه تحوّلاً جذرياً في المشهد السياسي. ومن هنا حاجة 14 و8 آذار إلى جسّ نبض الشارع ومعرفة مزاجه تحضيراً للاستحقاق النيابي المُقبل.

أوّلا، على مستوى 14 آذار

أ- الفارق بين استحقاقي 2005 و2009 أنّ التمثيل الشعبي المسيحي للعماد ميشال عون تقلّص من 70 في المئة إلى 45 في المئة، وذلك نتيجة مجموعة عوامل أهمّها تحالفه مع "حزب الله" وسوريا وانقلابه على مبادئه، ثمّ تجاوز الشارع المسيحي اللحظة العاطفية التي جعلته يعتقد لوهلة بأنّ الانسحاب السوري يعني عودة النشوة المسيحية واستطراداً الدور المسيحي، من دون الأخذ في الاعتبار ما أصاب هذا الجسم على مدى أربعة عقود من المواجهة والاستهداف السوري المُبرمج.

ب- الفارق بين استحقاقي 2009 و2013 أنّ التوازنات الإقليمية التي كانت تميل لمصلحة 8 آذار، والدليل قدرتهم على الانقلاب على نتائج انتخابات 2009 وتشكيل حكومة من لون واحد بضوء أخضر سوري-إيراني، هذه التوازنات بدأت تميل بشكل كبير إلى مصلحة 14 آذار مع اقتراب النظام السوري من نهايته ودخول كلّ من النظام الإيراني في عزلة والوضع الشيعي في أزمة، وبالتالي يفترض موضوعيّاً أن تؤدّي هذه الأوضاع إلى دفع فئة المحايدين والمتردّدين إلى الاقتراع لمصلحة الطرف الأقوى أو المنتصر، أي 14 آذار.

ولعلّ المقصود ممّا تقدم أعلاه أنّ الفوز في الاستحقاق القادم، تبعاً للتطوّرات الخارجية والداخلية، يجب أن يكون حاسماً لمصلحة الفريق الاستقلالي، وبالتالي أهمية عينة الكورة أنّها بمثابة جرس الإنذار لإقفال أيّ ثغرة قد تكون ناشئة من إهمال انتخابي أو تقصير إداري أو مأخذ سياسي، والنقطة الأخيرة تتطلّب مقاربة من شقّين: إعتذار من الرأي العام على الأخطاء التي ارتكبت ومحاولة تبريرها، ورسم خريطة طريق لكيفية مقاربة الاستحقاقات بعد الانتخابات على قاعدة أنّ الأولوية ليست لتنازلات مجانية أو تشكيل حكومة وحدة وطنية عاجزة عن الحكم، إنّما الأولوية هي للتمسّك بالفوز وانتظار اللحظة المواتية لترجمته على مستوى السلطة.

ثانياً، على مستوى 8 آذار

1 - حاجة هذا الفريق إلى الانتخابات الفرعية كانت أكبر من الفريق الآخر، لأنّه كان باستطاعته تجاهل هذه المعركة واعتبارها لزوم ما لا يلزم، لكنّه فضّل خوضها لتبيان حقيقة المزاج الشعبي والذي على أساسه سيضع خطته لمواجهة استحقاق 2013، بمعنى أنّه لو فاز كان، ربما، عدّل بخطته للإطاحة بهذا الاستحقاق أو مواصلة الاغتيالات السياسية.

2 - الهدف المركزي لقوى 8 آذار بين 2005 و2008 كان الإنقاص من عدد نواب الأكثرية المعقودة الولاء لقوى 14 آذار بهدف تحويلها إلى أقلّية، وبالتالي الإمساك بالسلطة.

3 - الهدف المركزي لقوى 8 آذار اليوم هو الاحتفاظ بالسطة مهما كان الثمن ولو اقتضى الأمر تدمير البلد.

ومن هنا، فإنّ فوز 14 آذار بالمقعد الكوراني، وهو نموذج مصغّر عن كلّ الدوائر في لبنان، يعني أنّ انتخابات 2013 أمام احتمالين لا ثالث لهما: إمّا يكون إجراؤها بعد "النجاح" باغتيال مجموعة من النواب والشخصيات التي تتيح لـ 8 آذار الفوز نتيجة التخلّص من شخصيات لها وزنها وزرع مناخ من الخوف والرعب، وإمّا الإطاحة بها وتأجيلها بفعل الفلتان الأمني المبرمج من 8 آذار والهادف إلى تأجيل الانتخابات.

 

مدرسة الانتصارات

حازم صاغيّة/لبنان الآن

القول بانتصارٍ تحقّق لنا في حرب تمّوز 2006، وتصديق هذا القول، لا يؤسّسان إلاّ للجنون. ذاك أنّ المعروف والعقلانيّ هو أن يكون الانتصار العسكريّ مقدّمة لإنشاء وضع سياسيّ واجتماعيّ أفضل للطرف المنتصر، ولشعبه ومجتمعه بالتالي. لكنّنا نجد أنّ ما تحقّق فعليّاً بسبب الانتصار ذاك كان معاكساً تماماً:

فالعلاقات بين اللبنانيّين لم تتردّ وتنحطّ كما تردّت وانحطّت بعد تمّوز 2006، والدليل الأوضح على ذلك ما حصل في أيّار 2008. كذلك فالمشاعر الطائفيّة لم تصل مرّةً إلى ما وصلت إليه بعد ذاك الانتصار، وهي لا تزال مستمرّة في التصاعد. أمّا العجز عن إنشاء إجماعات سياسيّة ينهض عليها حكم مستقرّ نسبيّاً، فلم يبلغ ما بلغه في الفترة الممتدّة بين 2006 ويومنا الراهن. تكفي نظرة سريعة تمتدّ من عكّار إلى الشريط الحدوديّ، مروراً بطرابلس وصيدا طبعاً، لتوكيد ذلك.

فنحن، بالتالي، أمام واحد من اثنين:

إمّا أنّنا انتصرنا فعلاً انتصاراً هائلاً، لكنّه لم يكن قابلاً للتوظيف في السياسة والاجتماع. وهذا يعني أنّه انتصار مجانيّ لا معنى له.

وإمّا أنّنا لم ننتصر أصلاً، لكنّنا لوينا عنق الحقائق ورفعنا ما حدث إلى سويّة الانتصار، بل "الانتصار الإلهيّ".

موقّع هذه الأسطر يميل إلى هذا الاحتمال الثاني، وهو ما يستند إلى مدرسة عريقة وذات تقاليد في بعض السياسات العربيّة. ففي 1948، ورغم أنّنا أسمينا الهزيمة "نكبة"، إلاّ أنّنا ما لبثنا أن قلنا إنّ "ثورة عبد الناصر" في 1952 وما تلاها من انقلابات عسكريّة كانت الردّ على "النكبة". هكذا عدنا فانتصرنا. وفي 1967، ورغم أنّنا أسمينا الهزيمة "نكسة"، إلاّ أنّنا قلنا إنّ عدم سقوط "الأنظمة التقدّميّة" هو الانتصار بعينه على إسرائيل، وفوقها أميركا. وفي 1973، ومع أنّ العرب خسروا مزيداً من الأرض، إلاّ أنّنا سككنا تعبير "نصر تشرين"، وطبعاً كان حافظ الأسد "بطل تشرين". وفي العراق كان صدّام حسين بارعاً جدّاً في إطلاق تعابير "أمّ المعارك" و"قادسيّة صدّام" وسواهما على هزائمه الكبرى والمطنطنة.

هذه المدرسة ينتمي إليها بجدارة من يتحدّثون عن انتصارنا العظيم في حرب تمّوز المجيدة، والذي صارت بعده الحدود اللبنانيّة – الإسرائيليّة صافية صفاء اللبن الأبيض. 

 

نحو جمهورية جديدة؟

سمير منصور/النهار

قطعُ طرق وتوترات وسجالات وهبوط في الخطاب السياسي ومهرجانات فنية واحتفالات وأعراس وافراح، واحياناً في الوقت نفسه وفي البقعة نفسها!

هكذا يبدو المشهد العام في لبنان هذه الايام، لعله الصمود في وجه كل ما هو غير طبيعي وضد ارادة الناس واصرارهم على العيش بكرامة. لم تعد تجدي نفعاً محاولات ترهيبهم بكل الوسائل، وكل ذلك بفضل صمود الانسان العادي وتحديه المستمر لكل تلك المحاولات، ولا يزال هو الاقوى بالرغم من الاضرار المباشرة وغير المباشرة الناجمة عنها. ولا تزال ارادة البناء اقوى من ارادة الهدم. والمواطن يتعايش مع الازمات وما اكثرها! ويتأقلم مع تقصير الدولة في حماية ابسط حقوقه، بدءاً من الماء والكهرباء وصولا الى الحرية والكرامة. صغار التجار وكبارهم يعملون بشكل طبيعي ويتصرفون على اساس أن البلاد "كل عمرها" مع هذا الوضع البائس وغير المستقر. وكذلك اصحاب المؤسسات السياحية على اختلافها وكلها تمر في ازمة حقيقية قياسا بسنوات ماضية، وتدفع ثمن فشل السياسيين والحكام في حماية الوطن والمواطن. يتحدثون عن ارقام كبيرة "شطبت" من الحجوزات بعد خطاب تصعيدي او جنوني او بعد اقفال طريق شمالا وجنوباً مروراً بالعاصمة والضاحية وطريق المطار. هناك مؤسسات تجارية باتت مهددة جدياً بالاقفال. وثمة ارقام مخيفة عن الخسائر وتصاعد حركة الهجرة ولا سيما في صفوف الشباب ومتخرجي الجامعات هرباً من الواقع البائس "بفضل" غياب الدولة ومصادري ارادة الناس والمسيطرين على مقدرات البلاد. ارقام كبيرة اقتصادياً وبشرياً، لا فائدة من الخوض فيها، ولا سيما انها لم تتأكد من مصادر رسمية، لكن بوصلة الرأي العام لا تخطئ في قراءة المناخ العام في البلاد.

وفي المقابل، تسجل البلاد صموداً رائعاً على كل المستويات بدءا من ذوي الدخل المحدود الذين يشكلون الغالبية الساحقة، ومعظم هؤلاء يعمل في اكثر من مجال سعياً وراء الرزق الحلال، واصحاب المشاريع، صغارا وكباراً يعملون بارادة وعزم واصرار على الاستمرار. ولا يزالون اقوى من الاحباط واليأس. والفضل في استمرار البلاد يعود الى هؤلاء الصامدين وحدهم، في السلم كما في الحرب: كانوا اقوى من المعابر وخطوط التماس والمشاريع الجهنمية وكانوا ولا يزالون اقوى من تقصير الدولة وتراجع الخدمات والجمود الذي بلغ حد التهديد الجدي لمؤسسات كثيرة بالاقفال.

قد يبدو في هذا الكلام على الواقع البائس، شيء من النظر الى "الجانب الفارغ من الكأس" او من الشكوى و"النق" على الطريقة اللبنانية. ولكنه الواقع في لبنان، وهو ما دفع "فريقاً ثالثاً" من خارج الاصطفافات السياسية بين 8 و14 آذار الى بدء البحث جدياً، خارج الاعلام، عن صيغة تخرج البلاد من حال الانقسام الافقي والعمودي، وقد تكون مشروع جمهورية جديدة، تخرج البلاد من المأزق الذي يبدو الى تراجع وبلا أفق. فهل التوترات المتفاوتة التي تشهدها البلاد، تهدف الى التمهيد لمشاريع مماثلة؟

 

لـئـلا يصبحَ مسيحـيّـو لبنان "مياومين"

نُشِر هذا المقال في مجلة المسيرة في 16 تموز 2012

سجعان القزي/نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية

بموازاةِ حَراكِ الشبابِ العربي الباحثِ صادقاً عن الحريّـةِ والديمقراطية، باتت التطوراتُ الجاريةُ في المَنطقة العربيةِ والفارسيةِ والمغربية جُزءاً من صراعٍ إسلاميٍّ تاريخي. وأبلغُ دليلين مباشَرين هما: موقفُ إيران المتحفظُ عن الأنظمةِ السُنـيّـة الجديدة، وتعثُّـرُ مسارِ إسقاطِ الأنظمة. رغمَ وجودِ دورٍ دوليّ في هذا الصراع، يبقى جوهرُه "محلـيّـاً" خِلافاً لغالِبيةِ الصراعات التي عرِفتها هذه المِنطقةُ في القرنِ العشرين. جوهرُ الصراعات السابقةِ كان أجنبياً وظاهرُه محلياً، أما الصراعُ الحاليّ فظاهرُه دوليّ وجوهرُه محلي.

لا يدور الصراعُ الحالي حولَ مصالحِ الدولِ الأجنبيّـة في بلادِ الشرق، بقدرِ ما يدور حولَ دورِ الأديانِ والمذاهبِ في هذه البلاد. فالدولُ الأجنبيّـةُ لا تحتاج القيامَ بأيِّ جُهدٍ لتأمينِ مصالحِها السياسيّـةِ والنَفطيةِ والاقتصاديةِ والعسكرية، فكل أطرافِ الصراعِ المحليين يتهافتون لتأمينها لها. ليس الصراعُ السُنّي الشيعيّ، في الأساس، وليدَ الإمبرياليةِ الأميركية أو الروسية أو الأوروبية ولا حتى الصهيونية. وإنْ تُغذّي هذه القوى الصراعَ اليومَ وتستغِلُّـه وتَنفخُ جَمرَه، فإنها لم تكن في معاركِ "أُحُد" و"الجَمَل" و"صَفّين"، ولا في معاركِ "الكوفة" و"كربلاء" و"الزاب". لم يَهمُس باراك أوباما بأُذْنِ معاوية ليرفعَ قميصَ عثمان المضرَّجَ بالدماءِ، ولا أَقنعَ فلاديمير بوتين أنصارَ عليّ بخِدعةِ رفعِ المصاحف .

والمؤسِف أن الصراعَ السنّيَ الشيعي لا يزال دمويّـاً رغم مرورِ نحو 1400 سنةٍ على نشوئه. والمؤسفُ أيضاً أن تجدّدَه المتكرِّرَ من جيلٍ إلى جيل يَضرب الحالةَ الإسلامية العامّـة ويوقِـعُها في أحضانِ عالَمٍ أجنبيٍّ لا هو سنّي ولا شيعي. إن حِدّةَ الصراع تترك انطباعاً وكأن السُـنَّـةَ يَبنون خِلافةً إسلامية تحضيراً لعودة النبي محمد، والشيعةُ يبنون دولةً إسلاميةً تحضيراً لاستقبالِ المَهديِّ المنتظَر. إنْ عادت المرجِعياتُ الدينية ـ وليتَها تعود لتنقِذَنا من المـتَنـبّين والدعاةِ الكذبة ـ فعلى بساطِ المحبّةِ يُفترض أن تأتيَ لا على رؤوسِ الرماح.

وفي خِضمِّ هذا الصراع، يحاول إسلامٌ معـيَّـنٌ شَطبَ المسيحيةِ من هذا الشرق، أو وضْعَها في حالِ "عيشٍ سريريّ"، لكن المسيحيةَ باقيةٌ، باقيةٌ حتى في القرآن. ومَن يجرؤ أن يَنزعَ آياتِ عيسى ومريم من القرآن، يَتوهَّم أنه يُزيل المسيحيين من الشرق.

ما دام الصراعُ يأخذ هذا المنحى، وما دامت الكياناتُ تتساقط مع الأنظمةِ، وقَـبْلها أحياناً، لا بُـدَّ لكلِّ مكـوِّنٍ حضاريٍّ في هذا الشرق من أن يفكِّرَ بوجودِه ودورِه وأمنِه وحرّيتِه، وأن يشاركَ في بناءِ الشرقِ الأوسط الجديد. وأيُّ محاولةٍ لإقصاءِ مُكـوِّنٍ حضاريٍّ من خريطةِ الشرق ستكون مشروعَ فتنةٍ لاحقاً أو حرباً مستقبليةً أو مادةً نضالية للمكـوِّن المُـقْصَى فـيُفجِّر الخريطةَ القائمة ويَضرب استقرارَ المِنطقة. وها التاريخُ الحديث مليءٌ بالأمثلة.

مَن؟ مَن كان يراهِنُ على إنشاءِ دولةٍ لبنانيةٍ متعدّدةِ الأديانِ والطوائفِ يحكمها ماروني؟ مَن كان يراهن على زرعِ دولةِ إسرائيل في أرضِ فِلسطين وتهجيرِ شعبِها؟ مَن كان يراهن على بروزِ نظامٍ قوميٍّ عربيٍّ في سوريا يحكمه عَلويّ؟ مَن كان يراهن على نشؤِ أولِ نظامٍ أصوليّ ثورويٍّ جِهادي في إيران الشيعية الفارسية؟ مَن كان يراهن على إقامةِ دولةٍ كُرديّـةٍ بدءًا من العراق؟ مَن كان يراهن على عودةِ الإخوان المسلمين من بابِ تركيا؟ مَن كان يراهن على ولادةِ دولةٍ مسيحيّـةٍ في جَنوب السودان؟ مَن كان يراهن على بِدء الثوراتِ العربية من تونس؟

إنها دورةُ التاريخِ ولعبةُ الأمم ومفعولُ القهر. لكن ما كان كلّ هذا ليحصُلَ لولا إرادةُ الشعوب وتصميمُها على الحفاظِ على وجودِها وأصالتِها وتُراثها، وعلى المطالبةِ أحياناً بما ليس لها (دولة إسرائيل). واللافتُ أنَّ كلَّ هذه "الإنجازاتِ" عنيفةُ المسارِ وفئويةُ التكوين باستثناءِ الإنجازِ المسيحي، إذ بنى الموارنةُ لبنانَ للمسلمين والمسيحيين، وعلى أساس الحريةِ والديمقراطيةِ والتعدديةِ وتكافؤِ الفرص. أتراهم ارتكبوا مخالفة؟

وصولُ كلُّ مكـوِّنٍ إلى حقّه في دولِ الشرقِ الأوسط وأنظمتِها يُمكِن أن يتحقّق من خلال ثلاثةِ مسارات: إما دولٌ دينيةٌ مركّبـةٌ تعترف بخصوصيّـةِ كلِّ مكـوِّنٍ على أساسِ انتمائِه الدينيّ والطائفيّ والمذهبيّ (لامركزية، فدرالية، كونفدرالية، حكم ذاتي). وإما دولٌ عَلمانية موحَّدةٌ يحصُل فيها كلّ مواطنٍ على نفسِ الحقوقِ بغضِّ النظر عن هوّيتِه الدينيةِ والطائفية والمذهبية. وإما دولٌ دينيةٌ يَستقلّ فيها كلُّ مكـوِّنٍ دينيّ وطائفي ومذهبي وإتني. الحلُّ الأولُ واقعيٌّ، الحلُّ الثاني مثاليّ، والحلُّ الثالثُ أبغضُ الحلال.

من هذه الزاوية، يَجدُر بمسيحيي لبنان، الّذين باتوا مشتَّـتين في ما يُعرف بتجمعَيْ 8 و 14 آذار، أن يُـبَدّوا وِحدَتهم على تحالفاتِهم لئلا يَجرفَهم الصراعُ السُـنّي ـ الشيعي في لبنان والمِنطقة. إذا كان رفْضُ تثبيتِ مياومي شركةِ الكهرباء أدّى إلى تضامنِ مختلَفِ القوى المسيحيّـةِ، فـتثبيتُ المسيحيّين في هذا البلدِ يَستحِق تحالفاً قبلَ أن يُصبحَ المسيحيّون "مياومين" في لبنان.

إنّ ما يجري في الشرقِ أكبرُ من انقساماتِ الأطرافِ المسيحيين، وبخاصةٍ الموارنةُ، التي أصبحت جريمةً بحقِّ الوجود المسيحي. فبعد أن كانت حروبُ الإلغاءِ الماضيةُ تُضعِف زعامةَ هذا أو ذاك، الصراعاتُ الحاليةُ هي حربُ إلغاءٍ للحالةِ المسيحيةِ اللبنانية برُمَّتِها. فهل سيقـبَـل الشعبُ المسيحيّ اللبناني، المتأصلُ هنا منذ ألفي عام، بأن يَبقى تحت رحمةِ لعبةِ السلطةِ الفارغةِ والفانية بين بعضِ قادته؟ إذا كان الانقلابُ على الدولةِ ممنوعٌ، فالانقلابُ على الزعاماتِ الممانِعةِ مسموحٌ، بل هو واجب.

إن المسلمين أيضاً بحاجةٍ إلى وِحدةِ المسيحيين اللبنانيين ليتخلّصوا من صراعِهم المذهبيِّ الفـتّـاك ومن تأثيرِ الخارجِ على قرارِهم الداخلي. حين كان المسيحيُّ قويّـاً وموحَّداً لم نَسمع بصراعٍ سُـنّي ـ شيعيٍّ في لبنان. كانت صيغةُ لبنان أقوى من فِتنِ الشرق. كانت محبةُ اللبنانيين لبعضِهم البعض أقوى من أحقادِ الشرق. وكانت الأديانُ أسمى من الطوائف، والطوائفُ أعزَّ من المذاهب. واليومَ، اليومَ بالذات، أليس رئيسُ الجمهوريةِ المارونيِّ مَن يحاول لملمةَ هذا الصراعِ من خلال هيئةِ الحوار الوطني؟

لن يتمكّنَ مسيحيّو لبنان من إنعاشِ دورِهم من خِلال تموضُعِهم الحالي، ولا يجوز لهم أن يستفيدوا من كلِّ ما يجري في لبنان والمِنطقة بالحصولِ على مكاسبَ ظرفيةٍ فقط كتغييرِ حكومةٍ أو وضعِ قانونِ انتخابٍ أو فرضِ تعييناتٍ إداريةٍ أو إعادةِ الجنسيةِ إلى المغتربين. كلُّ هذه المكاسبِ، على أهميَّـتِها المرحليةِ تبقى هامشيّـةً، ومن دون مردودٍ على المدى المتوسّطِ والبعيد.

يجب أن يستفيدَ المسيحيون من مرحلةِ تغييرِ الأنظمةِ والكِيانات، ليعيدوا طرحَ حقِّ تقريرِ مصيرِهم من جديد كما فعلوا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية. أما الباقي فتفاصيل. في الماضي، حين كانت الكياناتُ صغيرةً، حلِمنا بالشرقِ كبيراً، وأنشأنا كِياناً مختلَطاً. فرِحنا به، اعتبرناه جوهرةً، لؤلؤةً، رسالةً، مِثالاً، ونموذجاً. زَهَونا به أمامَ عربٍ شموليين، وأمامَ إسرائيلَ عنصريةٍ، وحتى أمامَ غربٍ أحاديٍّ، فاغتالوه. لم يَبق من لبنانَ الصيغةِ سوى ليالي السَمَر في المناسباتِ الاجتماعية، وفي حدودِ طبقةٍ اجتماعيةٍ محصورة.

اليوم، والكياناتُ الكبيرةُ تتداعى، لا بد للبنانيين عموماً، وللمسيحيين على وجهِ الخصوص، من التفكير الجِدّي والجريءِ في الشكلِّ الدستوريِّ لدولةِ لبنان ليضمَنوا وجودَهم وخصوصيَّتهم ودورَهم. أهي الدولةُ اللبنانيةُ القديمة؟ أهي دولةٌ جديدةٌ منسجمةٌ حضارياً وثقافياً؟ أهي دولةٌ لامركزية؟ أهي دولةٌ فدرالية؟ أهي دولةٌ قيدَ التحضير؟

فلْـنُقدِم على الخِيارِ الصحيح من دونِ مُغالاةٍ وادّعاءٍ وانعزالٍ من جهة، ومن دونِ الشعورِ بأي فريضةٍ تجاه أحد، أو الشعورِ بحَياءٍ مما سيقالُ عنّـا من جهةٍ أخرى. لم نَعد أمام تُهمةٍ مزوَّرةٍ بالزائدِ أو بالناقص. فمع أننا صنعنا لبنانَ الكبير، أَمعَن البعضُ بنعْـتِنا بالانعزال. أهمُّ شيء أن يؤمنَ المواطنُ أنَّ لا قيمةَ مطلقةً للوِحدة، ولا قيمةَ مطلقةً للتقسيم، ولا قيمةَ مطلقةً للاتحاد. هناك قيمةٌ مطلقةٌ واحدةٌ هي حياةُ الإنسانِ بحريةٍ وكرامةٍ وأمنٍ وسلام.

 

هل من رابط بين نقل المخزون الكيماوي والمجازر؟سوريا قد تقترب من حكم ذاتي مثل كردستان

روزانا بومنصف/النهار

  تشكل مجزرة التريمسة الاخيرة في سوريا، والتي تعد الاكبر حتى اليوم بين سلسلة المجازر منذ اندلاع الثورة في آذار من العام الماضي، تحديا للمجتمع الدولي الذي تذرع طويلا بعدم امكان التدخل في سوريا ما دامت لم تقع مجازر على غرار البوسنة مثلا. ولذلك يتصل السؤال الابعد من التنديد الدولي بالجريمة بما اذا كان رد الفعل سيتجاوز الاستنكار والتنديد الى اجراءات عملية على رغم استبعاد مصادر معنية هذا الامر في ظل موقف روسي مستمر في دعمه للنظام وفقا لما خلص اليه معارضون سوريون معتدلون زاروا موسكو الاسبوع الماضي. اذ استنتج هؤلاء ان روسيا مصرة على موقفها من دون اي تغيير ولا يعول عليها في اي شكل من اجل وقف العنف الدموي، بحيث لا يبقى امام الشعب السوري الا الصمود والقتال.

لكن السؤال عما يمكن ان تؤدي اليه مجزرة التريمسة يكتسب بعدا آخر في ظل ما اثير عن تحريك النظام السوري مخزونه من الاسلحة الكيماوية واحتمال استخدامه في ما اعتبره الاميركيون خطا احمر، مما يعني ان ذلك ربما يقود الى التدخل في سوريا، او استفزاز المعارضة للهجوم على المواكب التي قد تكون تنقل هذه الاسلحة لافتعال، او التسبب بكوارث، او ايضا نقل مخزون هذه الاسلحة الى مناطق يضمن النظام نفوذه فيها طائفيا. والعامل الاخير بدا مرجحا في رأي مصادر معنية في ضوء استهدافه للتريمسة السنية بعد سلسلة استهدافات لقوى سورية من لون طائفي معين وفق خطة مقصودة بدت لمراقبين كثر متوافقة في اتجاه بدأ يطرح اكثر فأكثر في اوساط المراقبين المتابعين للتطورات السورية من كثب.

فهناك احتمالان لم يعد في الامكان القفز فوقهما ايا تكن نتيجة ما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا على ما يقول هؤلاء: احدهما عدم امكان حكم الرئيس السوري سوريا بعد اليوم حتى لو استطاع ان يحسم الوضع عسكريا لمصلحته مع استبعاد كلي لهذا الحسم للاعتبارات المعروفة.

والاحتمال الآخر هو تقسيم سوريا الذي لا يبدو قابلا للحياة. الا ان ما يبدو ممكنا في ضوء السيناريو الذي يحصل "على الارض" هو فرض امر واقع في ضوء فقدان السيطرة على جزء كبير من الاراضي السورية، وكذلك في ضوء التجربة في موضوع اي صيغة حكم مستقبلية تأخذ في الاعتبار مخاوف الاقليات، ومن بينها مثلا لامركزية ادارية موسعة وفقا لما تم الاتفاق عليه في لبنان سابقا من اجل طمأنة الاقليات. والامر الواقع المذكور يرجح احتمال تمهيد النظام لتقوية نفسه على اساس قوة تفرض نفسها داخل سوريا المقبلة على نشوء مناطق مماثلة لما هو الوضع القائم في العراق وعلى طريق صيغة حكم ذاتي ككردستان العراقية.

 

مؤشرات الانهيار الحتمي..

علي نون/المستقبل

تستقبل موسكو معارضين سوريين وتحاورهم فيما تدعو طهران للمرة الأولى (علناً) الى استضافة حوار بين السلطة الأسدية وهؤلاء المعارضين. والعاصمتان أولاً وأساساً تحملان مهمة منع بشار الأسد من الانهيار. الأولى تمدّه بالدعم السياسي والديبلوماسي والعسكري والخبراتي والاستخباراتي والمواقف الفاجرة. والثانية تمدّه بما أمكنها، أي بالمال والأمن والتذخير والتفكير! وبعض "ويكيليكس" يقول إنها تمدّه حتى بالعنصر البشري. مع ذلك، تحفظ الدولتان أو تحاولان حفظ خط الرجعة. وتعكسان في الإجمال، من خلال التحرك نحو المعارضة، القراءة المضمرة والمكبوتة عندهما لمستقبل سوريا وسلطتها وبشّارها. وفي تلك القراءة سطور كثيرة تدلّ الى مسار حتمي لا مناص ولا مهرب من الوصول الى خواتيمه، مهما عربدت وطغت واستشرست آلة السلطة العسكرية والأمنية والتشبيحية، ومهما كان الدعم الخارجي لها كبيراً ومهمّاً.. ويائساً. المفارقة في الأمر أوضح من غرابته. موسكو الصاحية أخيراً من غفوة ثورة قلبت عاليها سافلها وحكمت وتحكّمت بها وبنصف الكرة الأرضية على مدى سبعين عاماً، وطهران الراتعة في ثلاثة عقود من ثورتها، تعرفان حُكماً معنى الهدير الشعبي العام والعارم ومآله الأخير، أيّاً كانت طبيعة السلطة القائمة في وجهه، وأيّاً كان شكل المدَد الآتي إليها من خارج.. وتعرفان حُكماً وقياساً ومقارنة، ان الثورة السورية هي ثورة حقيقية تامة، مكتملة المواصفات والشروط في أسبابها ودوافعها ومحركاتها ومكوّناتها وأبطالها. وتعرفان تبعاً لذلك وأكثر من غيرهما المصير الأخير لحليفهما الدمشقي.

.. هذا في المفارقة، أما في الغرابة، فإن تلك القراءة المكبوتة كانت تحتّم ترجمة للمواقف غير تلك التي ظهرت ولا تزال باللغتين الروسية والايرانية، وكانت تحتّم قياساً غير ذلك المعتمد من قبلهما والذي يأخذ المصالح العليا الى أمكنة أخرى غير تلك المألوفة في العلاقات الدولية، حيث ربطت موسكو مصير تاريخها وعلاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية مع سوريا وعبرها مع العالم العربي، والى حدّ ما مع أوروبا والولايات المتحدة بسلطة بشار الأسد وحاشيته، وفي ذلك شطط خطير وغير طبيعي وغريب، إلا إذا قيل للعالم، ان سيرغي لافروف هو فعلاً من يرسم السياسة الخارجية لبلاده.. العظمى!. أما طهران، فتبقى في كل سياستها الخارجية أسيرة مُعطى لا علاقة له بذلك القياس من أساسه، حيث اعتادت على حسبة شديدة البساطة والتعقيد والغرابة في الوقت نفسه: تبحث عن مصالحها قبل أي شيء آخر، لكنها تفترض أن تلك المصالح لا تؤمَّن إلا بمنطق القوة والفرض والتدخل في شؤون الآخرين واستغلال أي نقطة ضعف أو توتر في ملاعبهم وأوطانهم ومجتمعاتهم الى آخر حدود الاستغلال.. والسيرة طويلة والبيان قصير!. .. لكن الذي حصل ويحصل انطلاقاً من العاصمتين باتجاه المعارضة السورية، يدلّ أخيراً الى تلك المحاولة الاستلحاقية لإبقاء شيء يربطهما بسوريا المستقبل. لكن الأهم من كل ذلك، هو الفحوى الأخير: أبرز مؤشرات الانهيار الحتمي لسلطة الأسد لا تأتي من الشارع السوري وحده وانما ايضاً من حلفائها الوحيدين في هذا العالم.. وهذه قصة كبيرة وان كانت لا تزال في بداية الفصل الاخير منها.

 

قديس» ونبيّ من قبل المسيحية...

الأرشمندريت د. شربل الحكيم/جريدة الجمهورية

إلياس أو إيليا هو من أنبياء العهد القديم الذي ورد ذكره في سفر الملوك الثاني حين ظهر في عهد الملك آخاب، وذُكر في العهد الجديد عند تجلّيه مع السيد المسيح. اسمه في اليونانية «إلياس»، كان يقضي معظم وقته في البراري والجبال. عاش في القرن التاسع قبل الميلاد في عهد الملك آخاب وزوجته الملكة الشريرة إيزابيل. تحتفل الكنيسة الشرقية البيزنطية بعيد مار الياس في 20 تمّوز من كل عام…

ترك كل شيء ونذر نفسه لله

شُيّدت الأديرة والكنائس التي تحمل اسم هذا النبي في كلّ من فلسطين ولبنان وسوريا، ولعلّ أهمها دير مار الياس في معرة صيدنايا الذي يحوي المغارة التي التجأ إليها النبي إيليا الحيّ هرباً من اضطهاد الملك آخاب والملكة إيزابيل.

سيرة النبي ايليا

من كبار رجال الله الأنبياء من مدينة تسبيت في أرض جلعاد ومن سلالة كهنوتية، كان متنسّكاً يقطن في البراري متعبّداً للرب في كهوف الجبال وكان يلبس فروة من جلد خروف، ولعظم غيرته على مجد الله لُقّب بالغيور.

عاش إيليا النبي في أواخر القرن العاشر قبل المسيح في أيّام الملك آخاب وامرأته إيزابيل الشريرين، ولما رأى نفاقهما وأعمالهما الأثيمة المخالفة للشريعة اتّقدت غيرته ووبّخهما بشدّة وعنف وحبس السماء عن المطر بصلاته، فلم تمطر مدّة ثلاث سنين وستّة أشهر، فجاع الناس وصار ضيق شديد، فأرسل الرب النبي ايليا إلى وادي كريت تجاه الأردن وهناك كانت الغربان تقوته وتأتيه كل يوم, ولما طال انحباس المطر جفّ ماء كريت. ذهب بأمر الرب إلى مدينة صرفة قرب صيدا وأقام هناك عند أمرأة أرملة فقيرة جعل دقيقها وزيتها لا ينفذان مدة انقطاع المطر، وحين مات ابنها فيما هو مقيم في بيتها أقامه لها بصلاته إلى الله.

أنزل إيليا ناراً من السماء على جبل الكرمل وأحرق بها الذبيحة التي قدّمها لله أمام جميع الشعب، وقتل في وادي قيشون الأنبياء الكذبة والكهنة الذين كانوا يسجدون للبعل والأصنام، ثمّ صعد بعد ذلك إلى رأس الكرمل وصلّى إلى الله فهطلت الأمطار.

ذهب إلى جبل سيناء وفي الطريق اقتبل طعاماً من الملاك وإذ تقوّى بذلك الطعام سار أربعين يوماً وأربعين ليلة إلى أن وصل جبل حوريب ثمّ دخل المغارة التي هناك وتراءى له الرب.

إنّ إكرامات المسيحيين للنبي إيليا الغيور منتشرة وشفاعته مقبولة وعجائبه كثيرة وقد شيّد المؤمنون على اسمه كنائس كثيرة، يطلبون شفاعته فينجدهم في شدائدهم ويشفي أمراضهم ويُسرع إلى إغاثتهم.

يقول الكتاب المقدس إنّ الله رفعه إليه بمركبة نارية وخيل نارية في عاصفة عجيبة كما يؤكّد الكتاب عودته في آخر الأزمنة.

ويروي لنا الإنجيل أنّ يسوع أخذ ذات يوم ثلاثة من المقربين إليه، وهم بطرس ويعقوب بن زبدى ويوحنا وصعد بهم إلى الجبل ليصلي، وفيما هو يصلي تغيّرت هيئته قدّامهم وظهر ممتلئاً مجداً كما تجلّى أمامهم موسى وإيليا.

أيقونة النبي إيليا

الأيقونة كلمة يونانية الأصل تعني الصورة. وهو لفظ اصطلاحي استعمله التقليد المسيحي الشرقي للدلالة على صور المسيح والعذراء مريم والقديسين الذين يكرّمهم الشعب المؤمن. يخضع فنّها لقواعد دقيقة، وليست الأيقونة كالصورة العادية. لأنّ الصور العادية مكوّنة من ثلاثة أبعاد: طول، عرض، وعمق. والأيقونة مكوّنة من بُعدين. طول وعرض.

لأنّ الأبعاد الثلاثة تعطي الصورة تجسيماً وتجسيداً هندسياً ومادياً، إلّا أنّ البعدين: الطول والعرض، يجسّدان الرؤية الحقيقية في الإيمان والرجاء. وهي تبحث عن التوضيح فيما لا يُرى، أي أنّنا من خلال البعدين نرى ما لا يُرى من المرئي المرسوم فيها.

جاء في كتاب العهد القديم المسمّى بكتاب الملوك الثالث، في آخر الفصل السادس عشر، كيف كان يملك في مدينة السامرة وضواحي القدس، ملك اسمه آخاب بن عفري، لكنّه كان كافراً ملحداً لا يؤمن بالإله الحقيقي. واتّخذ له زوجة هي ايزابيل ابنة ايثيفيال ملك صيدا. ولقد هجر الإله الذي صنع السماء والأرض لدرجة أنّه أقام هيكلاً وثنياً ونصب صنماً عظيماً لكي يسجد لإله اليونانيين، الذي كان يسمّيه اليونانيون بلغتهم ذياس والعبرانيون بعل.

وفي تلك الأيّام رأى النبي إيليا الملك وقد ترك الإله الحق وصار يسجد لأصنام جوفاء وبلا إحساس، قال هو وكافة الشعب: "حيّ الرب الذي أنا واقف أمامه الآن، لأنّه لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر إلّا بكلام فمي". وإذ قال ذلك، كان كلام الرب إليه قائلاً: "إمضِ من ههنا وتوجّه شرقاً، وتوارَ عند نهر كريت الذي تجاه الأردن، فتشرب ماءً من النهر، وأنا أوصي الغربان أن تقوتك هناك".

في الأيقونة نرى النبي ايليا جالساً عند مدخل المغارة، يضع رأسه على يده دلالة على الصبر والتأمل، متّجهاً نحو الغراب الذي يحمل له قطعة خبز مجسّداً عمل العناية الإلهية والعهد الذي بينه وبين الرب، وفي الأيقونة نرى النبي إيليا يحمل سيفاً، ويرتدي لباساً باللون الأحمر والأزرق دلالة على التدخّل الإلهي في حياة هذا النبي وكلماته وأعماله.

"حيّ هو الله الذي أنا واقف أمامه"، هذا كان شعار النبي الياس في حياته، لذلك بقي حيّا في ضمير الشعب حتى انّ كثيرين يرغبون في إطلاق اسمه على أبنائهم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ اللون الأحمر يرمز إلى الإنسانية المتألمة، وإلى محبّة المسيح وإلى الألوهة، أما اللون الأزرق فيرمز إلى المعرفة التي لا تُدرَك بالعقل بل بالقلب كما يرمز إلى المجد الإلهي، واللون الذهبي يرمز إلى الأبدية، الملك الأبدي الذي لا يفنى لذلك كلّ الأيقونات تُؤسَّس على اللون الذهبي.