المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 19 تموز/2012

 

إنجيل القدّيس لوقا11/27-32

وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا!». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان

 

عناوين النشرة

*مقتل كل من وزير الدفاع السوري وآصف شوكت وإصابة مسؤولين في النظام السوري بتفجير دمشق

*قائد "الجيش السوري الحر: تفجير دمشق جزء من القصاص.. وسنحسم المعركة في العاصمة ونحاكم القتلة

*الجيش النظامي السوري: تفجير دمشق يزيدنا إصراراً على التصدّي للإرهاب

*مقتل رئيس خلية الأزمة في سوريا العماد حسن توركماني

*أنان يطلب تأجيل التصويت على قرار فرض عقوبات دولية على سوريا 

*الجامعة العربية": ما يجري في سوريا تطور خطير يؤدي لاتساع دائرة الدمار

*ميركل تشدّد على ضرورة صدور قرار دولي عاجل حول سوريا

*فرنسا تدين "الإرهاب" وتؤكد "ضرورة حصول انتقال سياسي" في سوريا

*أميركا وبريطانيا تنبّهان من "خروج الوضع السوري عن السيطرة"

*إدلبي عن تفجير دمشق: يومٌ مفصلي ومنعطف كبير في مسيرة هذا النظام

*"الجريدة": أميركا تحاول ترتيب لقاء بين مرسي وبيريز في مصر

*اكتشافات جديدة في وادي قاديشا

*قتيل و8 جرحى بطرابلس إثر إطلاق الرصاص ابتهاجًا بمقتل مسؤولين سوريين

*الراعي عرض لبرنامج زيارته الى عكار والتقى لجنة الاستراتيجيات التابعة للمركز الماروني

*"14 آذار دخلت في نقاش مع سليمان عن مصير الحوار"

*حوري: بنية الدولة في حال إنهيار كامل

*سليمان تابع مع السنيورة تحضيرات الحوار واطلع على الأوضاع الأمنية من قائد الجيش

*"كلام رعد اهانة مسبقة لرئيس الجمهورية"/مكاري: لن نشارك في الحوار اذا لم يتراجع عنه

*"الداخلية" تقترح تعديلا على قانون وثائق الاحوال الشخصية: رد طلب نقل سجل النفوس اذا لم يراع العيش المشترك والواقع الديموغرافي ضمن القضاء الواحد

*جعجع بحث مع كونيللي التطورات على الساحتين اللبنانية والإقليمية 

*طائرة "من دون بيان"/محمد سلام

*أصدقاء" الجيش/محمد سلام

*جعجع وبري ناقشا هاتفياً أوضاع البلاد وأكدا ضرورة وضع حدّ للفوضى المتنقّلة

*جعجع/من غرائب وعجائب الدنيا السبع فريق سياسي يتصرّف على طاولة مجلس الوزراء بعكس تصرفاته في الخارج"

*جعجع: قطع الطرقات محاولة لـ"التيّار" تعويم نفسه.. وبأي منطق سنذهب إلى طاولة حوار

*كبارة للبنانيين: إن اللسان السام لن يستطيع أن يبث سمومه في وحدتكم

*اعتبر أن تظاهر الحكومة ضد بعضها البعض مهين وهو ابتزاز لكل الناس /فتفت: الاعتراض على توقيف الضباط حجة هدفها خلق أزمة طائفية 

*النتائج التفصيلية لانتخابات الكورة على موقع "الداخلية"

*المخطوفون بين تكهنات اطلاقهم ونفي تركيا/الأهالي: بث الشريط مناورة وتهويل

*بري: آن الآوان لإلغاء الطائفية السياسيـة ولبنان الدولة الديموقراطية الاولى عربيا واسلاميا

*المنشقّون اللبنانيون/حازم الأمين/لبنان الآن

*التحالف الذي نحر الدولة/علي الأمين (البلد)

*التفاؤل بإطلاق المخطوفين اللبنانيين الـ11 أجهضه «فيديو» عن قرب إطلاق 2

*سليمان عاد من تركيا بعد محادثات مع غول وأردوغان وتبلغ التزامها "استمرار العمل لحل سعيد لقضية المخطوفين"

*الفورة الأخيرة للجنرال الغاضب/المستقبل اليوم/

*جعجع عرض الاوضاع مع الجميل: الفريق الآخر يحاول تأجيل الانتخابات

*النائب جمال الجراح: كلام رعد هروب من مناقشة سلاح "حزب الله"

*كتلة "المستقبل" استغربت "المواربة" في تمويل المحكمة واستهجنت إقرار "موازنة خالية من أي رؤية اقتصادية واجتماعية"

*"لا فساد" ردت على جهاز الانتخابات في "القوات": لسنا طرفا سياسيا وسنستمر في الرقابة تعزيزا للشفافية

*سليمان شارك في افتتاح مركز "أ ب ث" الضبيه: المبادرة الفردية في لبنان ميزة تحد عند اللبناني

*الرئيس التركي يبلغ نظيره اللبناني أن المخطوفين اللبنانيين الـ11 بصحّة جيّدة

*الوفود المناصرة ل"التيار الوطني" انطلقت بمسيرة في اتجاه المحكمة العسكرية

*الجميل في معراب للتهنئة بفوز كرم: لبنان أمامه استحقاقات خطيرة تحتاج الى لم الشمل

*عندما "يستفيق" الجنرال على حب الجيش

*الشارع المسيحي مذهول من تمدّد "ثقافة الدواليب" إليه وعون يعوّض في صربا ما خسره في الكورة/ألان سركيس/المستقبل

*نصرالله و"خطاب الحرب"/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*قراءة في صناديق الكورة وما بعدها: حزب "القوات" تقدّم مكاري الأكثر وزناً والقومي ثبّت نفسه وأين "التيار العوني"/ايلي الحاج /النهار

*الثورة في دمشق/علي حماده /النهار

*انتخابات الكورة لمّت شمل 14 آذار /روزانا بومنصف /النهار

*خطورة المرحلة تتطلب حكومة إنقاذ تنفذ قرارات الحوار وتغطي انتشار الجيش/اميل خوري /النهار

*"لعبة الشارع" وفلتانه نتيجة حتمية لتباينات الأكثرية و"العونيون" أكثر الساعين إلى الإفادة من التردّي الحكومي/ابراهيم بيرم /النهار

*العبور الى الأخلاق .. ثم الدولة/وسام سعادة/المستقبل

*كيف يفكر الأسد الآن؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*تحذير اسرائيلي من تحول الجولان الى مسرح عمليات ضد اسرائيل

*بعد انتخابات الكورة...ليس على عون حرج!/غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار

*عون مع الجيش: ماذا قال حينما استشهد الطيّار "سامر حنّا"؟/عمر حرقوص/المستقبل

*عضو كنيست اسرائيلي يمزق نسخة من الانجيل

*الكورة – دمشق – بيروت/الحياة/حازم صاغية

*عون: ما حصل في موضوع إعادة توقيف الضباط ابتزاز للقضاء/لا نسهر على رعاية سرقة مؤسسة كهرباء لبنان وتهديمها

*ندوة في الذكرى ال40 لوفاة نصير الأسعد برعاية نازك الحريري وكلمات تناولت مزاياه ومقاومته وعقله المدني المنفتح وتجربته السياسية

*«إيران و(حزب الله) يستعدان لليوم الذي يلي سقوطه»

*إسرائيل: الأسد نقل قوات من الجولان إلى دمشق

*تسلّمت من دمشق جثامين عراقيين قتلوا في الاشتباكات

*بغداد تدعو رعاياها إلى مغادرة سورية

*الراعي احتفل بعيد القديسة مارينا في قنوبين واستقبل فرنجيه: علينا عدم ترك مجتمعنا بيد الكذابين ولنقاوم لا بالسلاح بل بحياة صالحة

*هل يُستدرج «حزب الله» لحرب إسرائيلية على لبنان؟/عصام عبد الله (الجمهورية)

*حرب لـ"عكاظ": وزراء في الحكومة اللبنانية يعملون على حماية القتلة وتدمير الدولة لإقامة دولتهم الخاصة وأكد أن دمشق وراء محاولة اغتياله

*المعلوف: التصرفات العونية تأتي بعد يوم من انتخابات الكورة الديمقراطية والمطلوب خطوات جريئة من سليمان وميقاتي

 

تفاصيل النشرة

 

مقتل كل من وزير الدفاع السوري وآصف شوكت وإصابة مسؤولين في النظام السوري بتفجير دمشق

قُتل صهر الرئيس السوري، آصف شوكت في التفجير الانتحاري الذي استهدف اليوم الأربعاء مبنى الأمن القومي في وسط دمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري الرسمي. ويشغل شوكت كذلك منصب نائب وزير الدفاع وهو من أبرز المسؤولين الأمنيين في البلاد. وقد أورد التلفزيون السوري في شريط اخباري "استشهاد العماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع جراء التفجير الارهابي الذي استهدف مبنى الامن القومي في دمشق".كما قُتل أيضاً في التفجير وزير الدفاع داوود عبدالله راجحة، وأفاد مصدر أمني وكالة "فرانس برس" عن إصابة كل من وزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار ومقتل نائب رئيس الجمهورية حسن تركماني واصابة رئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار. وأوضح المصدر الأمني أن انتحارياً "فجّر حزامه الناسف" داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات امنية في مبنى الامن القومي، من دون تفاصيل اضافية.(أ.ف.ب)

 

قائد "الجيش السوري الحر: تفجير دمشق جزء من القصاص.. وسنحسم المعركة في العاصمة ونحاكم القتلة

رأى قائد "الجيش السوري الحر" أن تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق اليوم هو "الرد الطبيعي على من يقتل الشعب السوري"، وقال في حديث لمحطة "العربية": "من يهدم المنازل على رؤوس أصحابها هو عصابة، وفي النظام السوري اليوم لا يوجد إلا عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد وشبيحته ويجب ان نقتص منها". وهنأ الأسعد "الشعب السوري" بمقتل المسؤولين الأمنيين السوريين اللذين كانوا في اجتماع بالمبنى، وأضاف: "نهنئ الشعب السوري ونبشر العصابة بأن هذه العملية هي جزء من القصاص لدماء الأطفال والشباب وأعراض النساء"، وردّ على سؤال عن رد فعل النظام السوري اثر العملية بالقول: "توقعنا من هذا النظام المجرم منذ بدء الإنتفاضة ان يستخدم كافة امكاناته، فهذا الأمر غير غريب على النظام لانه عبارة عن عصابة وهو سيقوم بتدمير الشعب بكل امكانياته ولن يغير الهجوم شيئا في المعادلة، فقد استخدم كل الأسلحة سابقاً من دون قتل أو مس بأحد رموزه، فكيف الآن بعد أن تم تصفية عدد من المشرفين على سفك جميع الدماء وجميع القتل الذي يحدث في سوريا".

وعن كيفية التخطيط للعملية، قال الأسعد: "نؤكد أن مجموعة من كتائب الصحابة التابعة للجيش الحر في دمشق نفّذت العملية، وقد تم التخطيط الدقيق جدا لها وزرع عبوات متفجرة داخل البناء بتخطيط مسبق وتشاور مسبق وتنسيق مع أشخاص موجودين داخله". وردّ الأسعد على تصريحات وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بشأن التفجير، فقال :"من المعيب ان يظهر هذا الشبيح الأول على شاشات التلفزة ويقارن بين القتلة الذين يقتلون بدم بارد ويساويهم مع الشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم مثل يوسف العظمة، وأن يقارن بين قتلة الأطفال والخونة للشعب وضميرهم ووطنهم".

وتابع الأسعد: "المعركة باتت في دمشق وستحسم في دمشق انشاءالله وسنقدّم المجرمين إلى المحاكمة العادلة وسنقول مبروك قتل القتلة الخونة المجرمين"، وتوجّه إلى أركان النظام بالقول: "سنحاسبكم وسترون منا المزيد من العمليات التي ستقض مضاجعكم وتقطع رأس هذا النظام المجرم باذنه تعالى". (رصد "NOW Lebanon")

 

الجيش النظامي السوري: تفجير دمشق يزيدنا إصراراً على التصدّي للإرهاب

شدد الجيش النظامي السوري أن تفجير دمشق الانتحاري الذي قتل فيه اليوم وزير الدفاع السوري داوود راجحة ونائبه آصف شوكت وأصيب فيه عدد آخر من مسؤولي النظام السوري يزيده "إصراراً على مكافحة الإرهاب".وجاء في بيان لـ"القيادة العامة للقوات المسلّحة" في سوريا، أورده التلفزيون السوري الرسمي: "من ظنّ أنّه باستهداف بعض القادة يستطيع ليّ ذراع سوريا فهو واهم، لأن سوريا، جيشاً وقيادة وشعباً، اليوم أكثر تصميما على التصدي للارهاب وبتر كل من يفكر بالمساس بأمنها". (الوطنية للإعلام)

 

مقتل رئيس خلية الأزمة في سوريا العماد حسن توركماني

قُتل رئيس خلية الأزمة في سوريا معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني متأثراً بجروح أُصيب بها في الانفجار الانتحاري الذي استهدف مقر الأمن القومي في دمشق اليوم الأربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ونقل المرصد عن "مصادر من العاصمة السورية تأكيد مقتل العماد حسن توركماني وزير الدفاع السوري السابق ومعاون نائب الرئيس السوري الحالي، متأثراً بجروح خطرة أُصيب بها خلال التفجير".(أ.ف.ب)

 

أنان يطلب تأجيل التصويت على قرار فرض عقوبات دولية على سوريا 

ذكر دبلوماسيون بريطانيون أن "مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الى سوريا كوفي أنان من مجلس الأمن الدولي تأجيل التصويت المقرر على مسودة قرار غربي يدعو الى فرض عقوبات على سوريا". وصرح متحدث بريطاني على موقع تويتر: "طلب أنان تأجيل التصويت على مسودة القرار بشأن سوريا المقرر اليوم، ونحن ندرس هذا الطلب مع غيرنا من الدول التي ترعى هذه المسودة".

(أ.ف.ب)

 

الجامعة العربية": ما يجري في سوريا تطور خطير يؤدي لاتساع دائرة الدمار

إعتبر الأمين العام لـ"جامعة الدول العربية"، نبيل العربي أنَّ "التفجير الذي وقع في وسط دمشق مستهدفًا مبنى الأمن القومي، اليوم الأربعاء، يشكل تطورًا يؤثر في مسار الأحداث التى تشهدها سوريا"، مؤكدًا أنَّ "الجامعة تتابع باهتمام تلك التطورات". وأضاف العربي، أنَّ "جامعة الدول العربية، حذرت مرارًا من أن العنف يولد عنفًا مضادًا ويؤدي إلى اتساع دائرة الدمار، ويهدد بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية، تؤدى إلى انفجار الأوضاع، ليس فى سوريا فحسب، إنما فى المنطقة بأكملها". وشدد العربي على موقف الجامعة من أنَّ "المخرج الآمن الوحيد من الأزمة يتمثل فى التجاوب الفورى مع المطالب المشروعة للشعب السورى فى الانتقال السلمي إلى نظام ديمقراطى سليم، يحقق للشعب السوري الحرية والعزة والكرامة". وكشف العربي أنَّ "وزراء الخارجية العرب سيعقدون إجتماعًا طارئًا يوم الأحد المقبل في الدوحة لبحث الأوضاع في سوريا".(الأهرام – أ.ف.ب.)

 

ميركل تشدّد على ضرورة صدور قرار دولي عاجل حول سوريا

شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة استصدار قرار عاجل حول سوريا عن مجلس الأمن الدولي بعد الإعلان عن التفجير في دمشق. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع رئيسة وزراء تايلاند ينغلوك شيناواترا: "هذا يثبت أن تبني الأمم المتحدة قراراً جديداً ضرورة عاجلة". وأفادت ميركل أنها "قرأت معلومات" حول الهجوم من دون تأكيد القتلى مباشرة في المؤتمر الصحافي في برلين، وقالت: "أدعو جميع الأطراف في مجلس الأمن الدولي إلى الاتفاق على قرار مشترك".(أ.ف.ب)

 

فرنسا تدين "الإرهاب" وتؤكد "ضرورة حصول انتقال سياسي" في سوريا

أدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "الإرهاب" وذلك بعد تفجير دمشق الذي قتل فيه وزير الدفاع السوري داوود راجحة ونائبه صهر الرئيس السوري آصف شوكت، داعياً إلى "ضرورة حصول انتقال سياسي" في سوريا.وقال فابيوس امام اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيين إن "الحكومة الفرنسية ومن دون معرفة ظروف هذا الهجوم، لطالما أدانت الارهاب. ونظرا الى درجة العنف يبدو ضرورياً وماساً حصول انتقال سياسي يجيز للشعب السوري أن يكون لديه حكومة تعبر عن تطلعاته العميقة".(أ.ف.ب)

 

أميركا وبريطانيا تنبّهان من "خروج الوضع السوري عن السيطرة"

أعلن وزيرا الدفاع الاميركي ليون بانيتا والبريطاني فيليب هاموند في مؤتمر صحافي في البنتاغون ان الوضع في سوريا حيث وصلت المعارك الى العاصمة دمشق "يخرج عن السيطرة".

وقال بانيتا: "الوضع يصبح سريعاً خارجاً عن السيطرة ولهذا السبب من المهم جداً العمل مع الدول الاخرى التي تشاطر هذا القلق بهدف ممارسة اكبر قدر ممكن من الضغط على (الرئيس السوري بشار) الأسد لكي يتنحى ويتيح حصول انتقال سلمي"، وأيدّه نظيره البريطاني في وجهة نظره، وقال هاموند: "على المجتمع الدولي أن يزيد الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ خطة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان لتحقيق الإستقرار في البلاد وتأمين التحول الإنتقالي" السلمي للسلطة". وأضاف هاموند في مؤتمر صحافي مشترك مع بانيتا في لندن إن "المحادثات تناولت الأسلحة الكيماوية التي تملكها سوريا والتي تعتبر مسألة خطيرة في ظل الظروف الحالية وتطرح المزيد من المخاوف"، وتابع: "نراقب الوضع بطريقة تتسم بالحذر لا سيما ان مواقع الأسلحة الكيماوية تقع في اماكن مختلفة وعلى الرغم من الفوضى تبقى حتى الآن تحت سيطرة النظام لكن يخشى ان تصبح غير محمية بعد الآن".

(رصد "NOW Lebanon")

 

إدلبي عن تفجير دمشق: يومٌ مفصلي ومنعطف كبير في مسيرة هذا النظام

أكد ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي أن عملية تفجير مركز الأمن القومي بدمشق "من شأنها أن تزعزع أركان النظام"، كاشفًا عن إصابة مسؤول الأمن القوي هاشم الاختيار بالتفجير، وأضاف: "نعتقد ان النظام وُجهت له ضربة قاتلة من خلال هذا التفجير". إدلبي، وفي حديث إلى قناة "الجزيرة"، أشار إلى أن "حارساً شخصيًا لاحد كبار المسؤولين هو من نفذ هذه العملية بحزام ناسف"، معتبرًا أن هذه العملية "ربما تكون اختراقًا امنيًا كبيرًا للنظام". وختم بالقول: "هذا يوم مفصلي ومنعطف كبير في مسيرة هذا النظام". (رصد NOW Lebanon)

 

 "الجريدة": أميركا تحاول ترتيب لقاء بين مرسي وبيريز في مصر

المركزية- ذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية نقلا عن مصادر مطلعة أن "واشنطن تتجه، من خلال مساعٍ حثيثة ومكثفة ووعود بدعم سياسي ومادي، إلى إقناع الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بعقد لقاء مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وهو الأمر الذي تمّ بحثه خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للقاهرة السبت الفائت". ولفتت المصادر إلى أن "تجري محاولة تجري لترتيب لقاء في القاهرة أو شرم الشيخ، بين مرسي وبيريز الذي سيحمل معه، إذا حصل القاء، دعوة للرئيس المصري لزيارة تل أبيب، وزيارة القدس للصلاة في المسجد الأقصى". وكان مرسي رفض التحدث هاتفياً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي حاول الاتصال به لتهنئته بعد انتخابه الشهر الفائت. وأشارت الى أن "الاتحاد الأوروبي لعب دوراً في إقناع مرسي بطمأنة الغرب إلى أنه سيحترم الاتفاقات الدولية وأهمها اتفاقية السلام مع إسرائيل".

 

اكتشافات جديدة في وادي قاديشا

المركزية – اعلنت الجمعيّة اللبنانيّة للأبحاث الجوفيّة انها تواصل، بالتعاون والتّنسيق مع مركز فينيكس للدراسات اللبنانية التابعلجامعة الروح القدس-الكسليك، استكشاف التجويفات الصخريّة والكهوف العاصية في وادي قاديشا ومحيطه. وقد أنجزت استكشاف مجموعة منها،يتطلّب الوصول إليها استعمال تقنيّة التسلّق والاستغوار مع الحبال والأسافين المعدنيّة التي تُغرس في الصخر لتأمين الصعود والهبوط.

واوضحت الجمعية "أن اللافت في هذه الكهوف، ودون استثناء، أنّها كانت مأهولة في العصور التاريخيّة المتلاحقة، وإنَّ استكشافها يسمح لنا باعادة النظر ببعض الموروثات التاريخيّة التي ما زلنا نتداولها حتى يومنا هذا"، الا ان اللغز المحيّر هو كيف استطاع سكّان هذه الكهوف العاصية الوصول إليها وتأمين حاجاتهم من المأكل والمشرب؟"

 

قتيل و8 جرحى بطرابلس إثر إطلاق الرصاص ابتهاجًا بمقتل مسؤولين سوريين

أعلن مصدر أمني أن "طفلًا قُتل واصيب ثمانية اشخاص بجروح نصفهم من عناصر الجيش اللبناني اثر اطلاق مسلحين الرصاص العشوائي في مدينة طرابلس في شمال لبنان، ابتهاجًا بمقتل ثلاثة مسؤولين كبار في النظام السوري في تفجير انتحاري في دمشق". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني إشارته الى أن "مسلحين جابوا شوارع طرابلس في سيارات واسلحتهم ظاهرة وهم يكبرون ويطلقون الرصاص عشوائيًا، ابتهاجًا بمقتل وزير الدفاع السوري داوود عبدالله راجحة ونائبه آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد ومعاون نائب الرئيس السوري وزير الدفاع السابق العماد حسن توركماني". وأضاف المصدر: "ثم حصل اطلاق النار من منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المؤيدة للمعارضة في اتجاه احياء جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة اجمالاً للنظام السوري"، موضحًا أن "طفلاً قُتل بالرصاص في جبل محسن، بينما جرح اربعة عسكريين واربعة مدنيين".ولفتت الوكالة الى أن "شوارع مدينة طرابلس خلت من الحركة واقفلت المحال التجارية خصوصًا في شارع سوريا الفاصل بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن"، مشيرةً الى أن "الجيش اللبناني كثف دورياته في الشارع".(أ.ف.ب)

 

الراعي عرض لبرنامج زيارته الى عكار والتقى لجنة الاستراتيجيات التابعة للمركز الماروني

المركزية- عرض البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، لبرنامج زيارته المقررة الى عكار في 13 و14 و15 آب المقبل، مع اللجنة التحضيرية للزيارة التي يرأسها راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة الذي وضعه في تفاصيل الزيارة والمحطات التي سيتوقف خلالها في المناطق العكارية. وأكّد بو جودة أن عكار تتطلع الى زيارة الراعي بروح من الشراكة والمحبة والإيمان، موضحا أن الإعلان عن الزيارة وبرنامجها سيتم فور الإنتهاء من وضعه نهائيا. والتقى الراعي لجنة الاستراتيجيات التابعة للمركز الماروني للأبحاث والتوثيق والتي ضمت النائب فريد الخازن ورئيس جمعية الصناعيين نعمت فرام والمطارنة سمير مظلوم، يوسف بشارة وكميل زيدان.

وظهرا، التقى راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، وعرض مع البطريرك الراعي لأوضاع الأبرشية.

 

"14 آذار دخلت في نقاش مع سليمان عن مصير الحوار"

حوري: بنية الدولة في حال إنهيار كامل

المركزية- اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "قوى الرابع عشر من آذار دخلت من الآن وحتى الثلاثاء المقبل، في مرحلة نقاش داخلي ونقاش مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حول مصير الحوار"، مشيرا الى ان "رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد نعى الحوار وقلب الطاولة واعادنا الى نقطة الصفر". واشار فى حديث اذاعي الى ان "ما نراه من صورة إحتجاز رئيس الجمهورية والحجم المعيب للتظاهرات الداعمة للجيش يؤكد ان بنية الدولة في حال انهيار كامل، والاوان قد آن لنقول كفى، وخصوصا ان من يتسبب بكل هذه الأعمال هو من يجلس على طاولة الحوار ويهشم ويدمر في الوقت نفسه قواعد الدولة".

 

سليمان تابع مع السنيورة تحضيرات الحوار واطلع على الأوضاع الأمنية من قائد الجيش

المركزية- تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة التطورات السياسية الراهنة والتحضيرات لجلسة هيئة الحوار الوطني الثلثاء المقبل. وتناول مع وزير الثقافة غابي ليون الاوضاع الراهنة وعمل الوزارة وبعض الملفات المطروحة في هذه المرحلة. واطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الاوضاع الامنية في البلاد والخطوات التي اتخذتها القيادة لضبط الاوضاع على الحدود وفي الداخل، إضافة الى شؤون المؤسسة واحتياجاتها. وزار بعبدا مدير عام المغتربين هيثم جمعة مع وفد من المشاركين في مخيم شباب لبنان المغترب الذي يقام سنوياً في لبنان ويهدف الى شد اواصر الشباب المغترب والمتحدر من اصل لبناني الى أصوله وجذوره في الوطن الام وتمتين العلاقة بين جناحي لبنان المقيم والمغترب. وهنأ الرئيس سليمان منظمي المخيم الذي اصبح تقليداً سنوياً، مشيداً بما يقدمه الاغتراب للبنان ولافتاً الى اهمية ان يزور المغتربون والمتحدرون وطنهم الام على الاقل مرة في السنة من اجل ابقاء التواصل قائماً ولنقل الصورة الحقيقية عن لبنان بلد الحريات والديموقراطية وحقوق الانسان، ونموذجاً يحتذى للعالم من حيث التعدد والتنوع ومشاركة الجميع في ادارة الشأن العام، إضافة الى ان الفرص الاقتصادية امام لبنان اصبحت متاحة بشكل أكبر، محملا الشباب المشاركين تحياته الى المغتربين في بلدان الانتشار ومشدداً على البقاء على اتصال مستمر بالوطن الام. وتسلم من وفد هيئة دعم المقاومة الاسلامية دعوة الى الافطار السنوي الذي تقيمه الهيئة خلال شهر رمضان المبارك.

 

"كلام رعد اهانة مسبقة لرئيس الجمهورية"/مكاري: لن نشارك في الحوار اذا لم يتراجع عنه

المركزية- اعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان "باب الحوار اُقفل بعد كلام النائب محمد رعد الذي ورد فيه ان "حزب الله" لا يريد استراتيجية دفاعية لأننا لا نزال في مرحلة التحرير"، وبالتالي سبّب إهانة مُسبقة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي قال بأنه سيضع تصوراً للاستراتيجية الدفاعية في جلسة الحوار المقبلة"، واوضح انه "إذا لم يتراجع النائب رعد عن هذا الكلام، فمن واجبنا عدم الذهاب الى جلسة الحوار المقبلة". واكد لـ"المركزية" اننا "سنزور قصر بعبدا قريباً لنشرح وجهة نظرنا للرئيس سليمان، وفي الوقت نفسه لنعتذر منه عن عدم مشاركتنا في الحوار".

وأشار رداً على سؤال الى ان "هذا هو اسلوب "حزب الله" في الكلام، فهو وضع يده على البلد ويستمر في ذلك". من جهة اخرى، علّق مكاري على قطع بعض الطرقات (امس) من قبل "التيار الوطني الحر" تأييداً للجيش اللبناني، فقال "ليس هناك من لبناني ضدّ الجيش، ونحن من اكثر المؤيدين له ولحفظ كرامته، ولكن عندما يُخطئ احد افراد الجيش انه لا يجوز عدم مُعاقبته فقط لانه جزء من الجيش"، مُتمنياً على من "يغار على كرامة الجيش لو انتفض عندما قتل "حزب الله" الضابط الطيّار سامر حنا"، لافتاً الى ان "الغيرة على الجيش لا تكون "بالقطعة" بل بالمبدأ". وعن ملف المياومين، شدد مكاري على "ان المياومين عمّال وموظفون لدى مؤسسة كهرباء لبنان، وقانون العمل ينصّ على انه عندما يتم توظيف شخص لفترة اكثر من ثلاثة اشهر فهو موظّف في هذه الشركة، اذاً، اذا استعملت مؤسسة كهرباء لبنان طرقا مُلتوية في توظيفهم عن طريق متعهدين هذا لا يعني ان حقهم يجب ان يضيع"، واعلن انه "مع إعطائهم حقّهم في التوظيف".

 

"الداخلية" تقترح تعديلا على قانون وثائق الاحوال الشخصية: رد طلب نقل سجل النفوس اذا لم يراع العيش المشترك والواقع الديموغرافي ضمن القضاء الواحد

المركزية– اودع وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل الامانة العامة لمجلس الوزراء مشروع قانون تعديل المادة 40 من قانون قيد وثائق الاحوال الشخصية تاريخ 7/12/1951 مع جدول المقارنة لعرضه على المجلس واتخاذ القرار المناسب. ويشير التعديل المقترح الذي حصلت على نصه "المركزية" اضافة الى النص الحالي عبارة تجيز رفض الطلب ما لم يراع الشروط القانونية والواقع الديموغرافي وصيغة العيش المشترك ضمن القضاء الواحد ويحق لوزارة الداخلية رفضه او رده اذا تبين وجود ضرورات موجبة. وفي ما يأتي النصان الحالي ثم المقترح: النص الحالي: الغيت بموجب القانون المنفذ بالمرسوم رقم 15738 تاريخ 11/3/1964 واستعيض عنها بالنص الآتي: لا يجوز للشخص الذي ترك الجهة المقيد اسمه في سجلات نفوسها بقصد الاقامة الدائمة في جهة اخرى ان ينقل اسمه اليها الا بعد انقضاء ثلاث سنوات على اقامته فيها بصورة مستمرة، وعلى ان يقدم تصريحا بذلك موقعاً منه ومن المختار ومن شاهدين الى قلم الاحوال الشخصية في المحلة او القرية التي يريد الانتقال اليها على ان يجري تحقيق بواسطة الشرطة او الدرك لإثبات صحة هذه الاقامة. ويحق للحكومة رد الطلب اذا تبين ان هناك ضرورات موجبة لذلك. النص المقترح: الغيت المادة 40 من قانون قيد وثائق الاحوال الشخصية الصادر بتاريخ 7 كانون الاول سنة 1951 وابدلت بالاحكام التالية: لا يجوز للشخص الذي ترك الجهة المقيد اسمه في سجلات نفوسها بقصد الاقامة الدائمة في جهة اخرى ان ينقل اسمه اليها الا بعد انقضاء ثلاث سنوات على اقامته فيها بصورة مستمرة، وعلى ان يقدم تصريحا بذلك موقع منه ومن المختار ومن شاهدين الى قلم الاحوال الشخصية في المحلة او القرية التي يريد الانتقال اليها على ان يجري تحقيق بواسطة الشرطة او الدرك لإثبات صحة هذه الاقامة. لا يقبل الطلب ما لم يراع الشروط القانونية والواقع الديموغرافي وصيغة العيش المشترك ضمن القضاء الواحد. يحق لوزارة الداخلية رفض الطلب او رده اذا تبين ان هناك ضرورات موجبة لذلك.

 

جعجع بحث مع كونيللي التطورات على الساحتين اللبنانية والإقليمية 

بحث رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان مورا كونيللي آخر التطورات على الساحتين اللبنانية والاقليمية، كما بحث مع الوزير السابق شارل رزق في المستجدات السياسية اللبنانية.(مكتب إعلامي)

 

طائرة "من دون بيان"

محمد سلام

الحديث عن امتلاك حزب السلاح طائرات موجهة لاسلكياً (من دون طيار) ليس جديداً ولا يكشف سراً، لأن أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله تحدّث عنه علناً، وفي مناسبات عدة.

والحديث عن انفجار واحتراق طائرة موجهة لاسلكياً في البقاع الشرقي نهاية الأسبوع الماضي لا يكشف سراً أيضاً، لأنه حتى الضرير الأعمى رآها تنحدر، وتنفجر، وتنتج كرة لهب، وتحدث حفرة.

وحتى الضرير الأعمى، أيضاً، رأى قوات حزب السلاح تعزل منطقة الانفجار، تجمع بقايا ما تفجّر، وتردم الحفرة ... وتغادر فيما كان المستبصرون يقسمون بأن الانفجار نجم عن "بالون منطادي" سقط في المنطقة، إلى أن حسمت "الوكالة الوطنية للإعلام" المسألة إذ أعلنت عن سقوط طائرة من دون طيار "مجهولة" الهوية.

كل الخطورة تكمن في مسألة "مجهولة" الهوية هذه، كما تكمن الخطورة كلها في أنه لم يصدر عن قيادة الجيش اللبناني، مديرية التوجية، أي بلاغ يشير إلى ما حدث، مع أن المديرية تصدر بيانات دورية كلما خرقت طائرة للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية، محددة زاوية اختراقها، وساعة اختراقها، ومجال تحليقها، وطريق خروجها.

لماذا بقيت طائرة البقاع الشمالي الموجهة لاسلكياً "مجهولة" الهوية، أو مُتَجَاهَلَةُ الوجود حتى؟؟؟

 في الوجود: بغض النظر عن التجاهل، الطائرة موجودة، كما هو موجود كثير غيرها.

 في الهوية: هوية الطائرة معروفة وهي "ملك" لحزب السلاح الذي كان قد فاخر بوجودها.

 فهل سَقَطَت، أم أُسقِطَت، أم نَفَّذَت مُهِمَةَ ضَربِ هدفٍ؟

 الطائرة، وفق ما هو متوفِّر من معلومات، لم تسقط، ولم يسقطها أحد.

 الطائرة، حلّقَت في سماء البقاع وصولاً إلى شتورة، ما يعني أن رادارات مطار الرياق العسكري لا بد أن تكون قد رصدتها.

 وإذا كانت الرادارات قد رصدتها، ولم يتم التصدي لها، فمعنى ذلك –استنتاجاً- أن مهمتها "منسقة"!!!

 وإذا لم تكن الرادارات قد رصدتها لأنها تحلّق على مستوى منخفض، فمعنى ذلك –استنتاجاً أيضاً- أن المواقع الأرضيّة يفترض أن تكون قد شاهدتها أو سمعت "أزيزها،" أقلّه على قاعدة أن ذلك المسلّح من الحزب المسلّح كان قد شاهد مروحية الرائد سامر حنا ... وأطلق النار عليها!!!!

 يبقى أن الطائرة الموجهة لاسلكياً نفذت مهمة ضرب هدف افتراضي. ما يعني أنها حلقت، وكانت مجهزة بكمية من المتفجرات وهاجمت هدفاً افتراضياً، ما أسفر عن الانفجار وكتلة اللهب.

 الطائرات الموجّهة لاسلكياً لا تُزَوّد بكمية كبيرة من الوقود يمكن أن تؤدي إلى تكوين كتلة لهب لحظة ارتطامها بالأرض، خصوصاً بعدما تكون قد حلّقت لفترة زمنية غير قصيرة، بدليل تحليقها الدائري في أجواء شتورة.  كما أن انفجار الوقود، إذا كان ناتجاً عن السقوط، لا يحدث حفرة في الأرض، بل يترك أثراً على سطح الأرض.

 لكن انفجار طائرة حزب السلاح أدّى إلى تكوين كتلة لهب، وترك حفرة في الأرض، ولم يغادر عناصر الحزب المنطقة إلا بعد ردم الحفرة.

 طائرة حزب السلاح نفّذَت مناورة إغارة على هدف افتراضي. أصابته أم لا؟ هذه مسألة يجيب عنها صاحب المناورة، لأنه هو الذي يعلم ماهية الهدف بالتحديد، ويستطيع أن يحدد دقة الإصابة، أو مدى الانحراف.  يبقى أخطر ما في الموضوع هو عدم صدور بلاغ رسمي عن الجهات المعنية بأمن الأجواء اللبنانية ليعلن، أقله، ما الذي حدث، أو بعض ما حدث، أو ليحدد "هوية" الجسم الطائر في أجوائنا، علماً بأنه من المعيب بحق لبنان ومؤسساته الاعتقاد بأن من يجب أن يعلم ... لم يعلم.

 أم هل يؤسس غياب البيان إلى حقبة وجود "مربعات أمنية سماوية"، على شاكلة المربعات الأمنية الأرضية، لا تصل إليها سلطة الدولة أيضاً؟

 السؤال هو: لماذا قام حزب السلاح بتنفيذ هذه المناورة الآن؟

 =هل لأنه لم يعد قادراً على تنفيذ مثل هذا النوع من التدريب في سوريا، مثلاً؟

 =هل لأنه تَعَمّد إظهار هذا النوع من "الاقتدار" بالتزامن مع المناورات التي تجريها القوات الأسدية تمهيدا لمهاجمة ساحل علويستان السني-المسيحي؟

 =هل لأنه أراد، بأسلوب غير مباشر، الإيحاء بمقدرته على حمل عبوات ناسفة جواً فيما يتردد الحديث عن خوف من وصول الترسانه الكيميائية-البيولوجية الأسدية إلى أياد غير نظامية، ما يشكل تهديداً كبيراً للأمن الإقليمي برمّته؟

 كل واحدة من الفرضيات الثلاث، التي لا نملك إجابات حاسمة عنها، تضع لبنان ليس في عين العاصفة فقط، بل بين فكي التنين. فموازين القوى المتغيرة لا تتيح للاعب غير مسؤول كحزب السلاح تحقيق توازن رعب.

 كما أن غياب التوضيح الرسمي لما حدث من شأنه أن يفتح الباب على فرضيات محلية ليست أقل خطراً من سابقاتها الإقليمية: هل ستُكَلّف الطائرة المفخخة بمهام محليّة على الأرض اللبنانية؟؟؟؟

 

أصدقاء" الجيش

محمد سلام

هل للجيش "أصدقاء؟" السؤال صار مطروحاً بعدما صدرت بيانات باسم "أصدقاء الجيش" تدعو إلى تحركات لإطلاق الضباط الثلاثة الذين أعادت المحكمة العسكرية توقيفهم في قضية مقتل الشيخين عبد الواحد والمرعب على حاجز للجيش في قضاء عكار. هل للجيش "أصدقاء" على المستوى المحلّي؟ السؤال منطقي، وليس عاطفياً، لذلك وجب التمهّل في الإجابة عنه، والتفكير في الجواب قبل النطق به. وجب تحكيم العقل، لا التسرع وراء العاطفة، لأن العاطفة العمياء تقتل صاحبها ... وتسيء إلى من تريد أن تصادقه، هذا إذا كانت فعلاً تريد صداقته. إذا كان للجيش "أصدقاء" على المستوى المحلّي، فذلك يعني، بحكم المنطق، أن للجيش "أعداء"، على المستوى المحلّي أيضاً. ولكن عندما قُطِعَت الطرقات في عكار احتجاجاً على إطلاق الضباط الثلاثة، لم يصدر المحتجّون بيانا باسم "أعداء" الجيش؟ كان الاحتجاج العكاري موجهاً ضد المحكمة العسكرية، ولا سيما أن غالبية المحتجين في عكار هم ممن تقاعدوا من الجيش، أو ممن لهم أهل في الجيش. فلماذا صدر بيان الاحتجاج على إعادة التوقيف باسم "أصدقاء" الجيش، وليس باسم "أصدقاء" المحكمة العسكرية، مثلاً؟ هل الجيش هو المعني بإطلاق الضباط، وإعادة توقيفهم أم هي المحكمة العسكرية؟ عندما حاول البعض انتقاد الجيش إثر إطلاق المتهم بقتل الرائد في سلاح الجو سامر حنا، رد بعض العسكريين بأن الجيش غير معني بالإطلاق، بل القرار هو للقضاء العسكري. فما هو الذي دفع المعترضين على إعادة توقيف الضباط الثلاثة بقرار من القضاء العسكري إلى تسمية أنفسهم ب "أصدقاء" الجيش؟ بل ما هو الذي دفع هؤلاء المعترضين على إعادة توقيف الضباط إلى الاعتقاد بأن الجيش هو المستهدف من القرار القضائي، وبالتالي فإن الجيش بحاجة إلى "أصدقاء؟"

وهل الجيش فعلاً بحاجة إلى "أصدقاء؟" وهل الجيش فعلاً بحاجة إلى مثل هؤلاء "الأصدقاء؟" ما لا يحتاجه الجيش، أي جيش في العالم، هو "أصدقاء." لأن الجيش وجد كي يكون له "عدو" أو "أعداء". العدو، لا الصديق، هو مبرر وجود الجيش. ولولا العدو، لما وجد جيش. بوجود عدو، يقوى الجيش ويتماسك. حتى الدول التي ليست في حالة حرب تتدرب جيوشها وتتماسك على قاعدة "عدو مفترض."

فعندما سقط الاتحاد السوفياتي ومعه حلف وارسو، على سبيل المثال، فقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) جوهر التدريب وعصب تماسك جيوشه، إلى أن وجد له عدواً، بدءاً بتنظيم "القاعدة" مروراً بحزب السلاح ... وصولاً إلى إيران الولي الفقيه. أوجد الناتو لنفسه عدواً هو الإرهاب، كي يبقى الناتو متماسكاً. ولم يبحث عن "أصدقاء" لأن وجودهم يصيبه بالترهل، ويقضي عليه. أما أن يكون للجيش "أصدقاء"، وعلى المستوى المحلّي، فهذا في ذاته كارثة. وإذا كان هؤلاء الأصدقاء من نموذج "التيار العوني" فالكارثة أعظم ... وأعظم. أي جيش في العالم يريد "أصدقاء" يقودهم ضابط أقل ما يقال فيه أنه فار من مقر قيادته؟

النيران الصديقة، حتى البريئة منها، عادة ما تصيب من الجيوش مقتلاً. فكيف إن لم تكن النيران الصديقة ... بريئة؟ إرحموا الجيش من "صداقاتكم" له، لأنه لا يوجد من هو أشد عداوة له منكم، ومن الذين ربطوه لغوياً في معادلة مسمومة مع ميليشيا تعادي أكثر من نصف الشعب اللبناني ... وتسمي نفسها "مقاومة". إرحموا الجيش من "صداقاتكم" المسمومة واتركوه حراً في شأنه الجامع عدواً شرساً لكل من يعتدي على الدولة، والدستور والقانون. أتركوا للجيش شرف عداوة المعتدي بدلاً من أن تلصقوا به "صداقات" الجبناء، والخونة ... والعملاء.

 

جعجع وبري ناقشا هاتفياً أوضاع البلاد وأكدا ضرورة وضع حدّ للفوضى المتنقّلة

أجرى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إتصالاً هاتفياً برئيس مجلس النواب نبيه بري، لتهنئته بحلول شهر رمضان الكريم. وأفاد مكتب جعجع أن الاتصال "كان مناسبة تطرق خلالها الطرفان إلى آخر التطورات على الساحة اللبنانية، ولاسيما مسألة قطع الطرقات والفوضى المتنقلة بين المناطق وضرورة وضع حدّ لها نظراً لدقة وخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان".(مكتب جعجع)

 

من غرائب وعجائب الدنيا السبع فريق سياسي يتصرّف على طاولة مجلس الوزراء بعكس تصرفاته في الخارج"

جعجع: قطع الطرقات محاولة لـ"التيّار" تعويم نفسه.. وبأي منطق سنذهب إلى طاولة حوار

سأل رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع "أين كان هؤلاء الذين يتظاهرون اليوم تأييداً للجيش اللبناني حين قُتل الرائد الطيّار سامر حنا في "سُجُد"، لقد قالوا حينها ماذا ذهب يفعل هناك؟ وأين كان هؤلاء حين أُوقف أربعة ضباط في الجيش اللبناني لفترة أربعة أشهر بعد أحداث مار مخايل في الضاحية عام 2008؟ لا يمكننا الاستمرار بمعالجة الأمور دون منطق ولا يُبنى بلد أو مجتمع على هذا الأساس".

جعجع، وفي كلمة له خلال عشاء احتفالي أُقيم في معراب على شرف رئيس بلدية بيروت بلال حمد وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير العاصمة، توجّه إلى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، وقال: "يجوز في العمل السياسي استعمال كلّ الوسائل، ولكن لا يجوز أبداً أن يتخطى المرء الخطوط الحمراء والتلاعب بالشعور الوطني العام ووضع البلد على كف عفريت"، مؤكداّ أنّ "مؤسّسة الجيش هي مؤسّستنا وليست مؤسّستهم، لأن من يعتبر أنّ مؤسّسة الجيش مؤسّسته لكان طالب بأن تكون كلّ الأعمال العسكرية محصورة بيد الجيش اللبناني فقط وأن يكون هو الوحيد القيّم على الدفاع عن لبنان بدلاً من إتحافنا يومياً بأن الجيش قاصر وغير قادر على القيام بواجبه وبالتالي نحن بحاجة الى قوة أعظم منه اسمها "المقاومة" ما هي عملياً سوى التنظيم العسكري لـ"حزب الله".

واستشهد، في هذا الاطار، ببيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني يقول: "وتعلن القيادة، في الوقت عينه، أنها غير معنية بكلّ ما يجري من أمور تأييداً للجيش أو تعاطفاً معه، وتدعو جميع المتعاطفين مع الجيش لأي سبب كان الى نزع لافتات التأييد والاقلاع عن الاعتصامات وقطع الطرقات التي من شأنها إلحاق الضرر بمصالح المواطنين وشؤونهم الحياتية"، واصفاً هذا البيان بـ"الموقف المسؤول ولكن موقف الفريق الآخر هو موقف غير مسؤول أبداً لا بل يضع البلد على شفير هاوية لا أحد يعلم ما هو عمقها، فالتصرفات التي حصلت غير مسؤولة على الاطلاق لا بل غاية في عدم المسؤولية".

وبشأن التظاهرات وقطع الطرقات تأييدًا للجيش اللبناني بعد إعادة توقيف الضباط الثلاثة على خلفيّة مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومحمّد حسين مرعب على حاجز للجيش في الكويخات بعكّار، رأى جعجع أنّ "قطع الطرقات ما هي الا محاولة من قبل "التيّار الوطني الحر" لتعويم نفسه شعبياً بعد أن انكشفت تصرفاته في الحكومة، واذا كان الموضوع يتعلق بتوقيف الضباط بعد حادثة الكويخات في عكار، فليطلب عون من وزير العدل المحسوب على "التيار الوطني الحر"، في حال تبيّن أنّ الضباط مظلومون، أن يستدعي مدعي عام التمييز لاطلاعه على ملف القضية الذي يشكّل خطراً على السلامة العامة، واذا تبيّن للوزير المختص أي خلل في هذا الملف بإمكانه الطلب من مدعي عام التمييز إعادة النظر في الخلل الوارد، ولكنهم عوضاً عن ذلك يقفلون الطرقات لكي يُهاجر ما تبقى من الشعب اللبناني".

وتابع: "حين اتخذ مجلس الوزراء قراراً بالتوسُع بالتحقيق، كان لديكم عشرة وزراء جالسون على الطاولة، فمن غرائب وعجائب الدنيا السبع هو فريق سياسي يتصرف على طاولة مجلس الوزراء بعكس تصرفاته في الخارج اذ يُفتش عن أي سبب لافتعال مشاكل في البلد بينما هو في الوقت الحاضر يُشكّل أكثرية في هذه الحكومة".

واذ رأى أنّ "العمل السياسي في لبنان أصبح مجموعة تناقضات ضمن الفريق الواحد"، تمنّى جعجع على كلّ مواطن لبناني "أن يحكم على كلّ ما يحصل انطلاقاً من الأحداث التي يشهدها، فمصير كلّ لبناني بيده عبر استعمال حقه الديمقراطي بالانتخاب، فإذا أردنا واقعاً مختلفاً في البلد علينا التصرُّف بشكل مختلف في العام 2013".

وتوجّه جعجع الى اللبنانيّين بالقول: "لديكم فرصة كبيرة بعد عشرة أشهر من الآن لتغيير الواقع في الوقت الحاضر لكي تصلوا الى واقع أفضل نسبياً على الأقل اذ لا يمكننا تحقيق الحلم بين ليلة وضحاها ولكن بإمكاننا تحقيقه خطوةً تلو الأخرى".

وذكّر أنّ "الأكثريّة الحاليّة مؤلّفة من فريق لا يكترث للدولة لا بل على العكس يتمنى ان تبقى أضعف ما يكون ليُعزز دولته الخاصة، ومن فريق آخر عجز لساني عن وصفه وأصفه بـ"العديم الذي وقع في سلّ التين"، وفريق آخر همّه تنفيس الأحقاد وأخذ بعض المراكز وشحذ العصبيات بشكل غير مفهوم، فهل برأيكم هكذا حكومة ستبني لنا وطناً؟ طبعاً لا".

واذ استغرب "ان لبنان هو البلد الوحيد الذي لا تنزل فيه المعارضة الى الشارع بل الموالاة وأفرقاء الحكومة"، انتقد جعجع "كيف أن وزير الدفاع بدلاً من حلّ مشكلة الجيش اللبناني يُطالعنا كلّ مرة بتصريح ليُبلغنا أنه يوجد تنظيم "القاعدة" في لبنان، فإذا كان هذا التنظيم موجوداً عالجه بصمت واذا لم يكن موجوداً فلا تُلطّخ سمعة لبنان".

وعن تنطّح البعض مطالبين بحقوق مؤسسة الجيش، قال جعجع "أين هو وزير الدفاع من وضع هذه المؤسسة في الوقت الحاضر؟ وكأن الفريق الآخر لا يؤمن بالعمل السياسي، بل يعتمد سياسة قطع الطرقات التي هي أفضل طريقة لتمريغ كرامة الجيش وكرامة لبنان بالوحل، أنا أحياناً أشعر أنني أصبحت بجمهورية غير واقعية وكأننا نعيش على كوكب آخر".

واذ طالب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أن يضمنا للناس أقله حرية التحرك على طرقاتهم"، وجّه جعجع نداء إلى كلّ قواعد "14 آذار" بعدم القيام بأيّ تحرّكات على الأرض رداً على ما يقوم به الفريق الآخر لأنه بهذه الطريقة نُحقق له أمانيه ومبتغاه لذا لا يجب ان نلعب لعبته بل يجب ان نُعيد هذا الفريق الى رشده بالوسائل السياسية وألا ندعه يُفقدنا رشدنا"، واعداً جمهور 14 آذار "بإكمال النضال حتى آخر لحظة لتحقيق آخر جزء من الحلم الذي حلمناه سوياً في العام 2005 وسنكمل المسيرة نحو العام 2013".

وبشأن الانتخابات الفرعيّة في الكورة، قال جعجع: "أتخيّلُ أن الرئيس الشهيد بشير الجميّل يقول من عليائه بعد انتخابات الكورة صحيحٌ أنه لا يصُح الا الصحيح، فبالأمس كانت الكورة وغداً بإذن الله بيروت"، موضحًا بعض الأمور التي يحاول الفريق الآخر أن يثيرها بشأن الانتخابات بالقول: "منذ أن خسر الفريق الآخر وهو يُمنن نفسه بآمال كاذبة اذ يعتبر أنه لم يربح المعركة ولكنهُ يدّعي تقليص الفارق، ولكن اذا ما استعرضنا أرقام انتخابات العام 2009 مقارنةً مع انتخابات العام 2012، نجد أنّ الفريق الآخر على كلّ الصعد وسّع الفارق ولم يُقلصهُ، حتى أنّ الانتصار الوحيد، الذي اعتبروه انتصاراً، في مدينة أميون العزيزة علينا، كانت أرقامهم مغلوطة".

وفي الاطار عينه، أضاف: "على سبيل المثال لا الحصر في انتخابات العام 2009 حصل المرشح سليم سعادة في أميون على 1939 صوتاً بينما في انتخابات العام 2012 حصل المرشح وليد العازار على 1823 صوتاً، بينما مرشحنا المرحوم النائب فريد حبيب حصل في العام 2009 في أميون على 503 أصوات وفي العام 2012 حصل مرشحنا فادي كرم 486 صوتاً، وبالتالي حتى على مستوى أميون حيث يعتبرون أنهم حققوا انجازاً، هم في الحقيقة تراجعوا مئة صوتاً بينما نحن تراجعنا 15 صوتاً فقط، والأمر مفهوم بالنسبة لنا باعتبار انها انتخابات فرعية ولكن بالنسبة لهم لا أعرف كيف يفهمونها لأنهم وضعوا أميون واستعملوها كعنوان عريض لمعركتهم". وتابع: "إضافةً الى كلّ ذلك، لقد حققنا تقدماً لدى كلّ الشرائح والمجموعات في الكورة، ولكنهم يعتبرون ان الفروقات هي أقل بكثير من الانتخابات الماضية، وهم من جديد يحاولون استغباء بعض الناس، فبالطبع حين ينتخب 28000 مقترعاً يكون الفارق مغايراً عن انتخاب 24000 مقترعاً، مع العلم أن النسب تغيّرت صعوداً لدى كلّ الشرائح في المجتمع الكوراني لصالحنا"، مهنئاً مرة جديدة الكورانيين ومتمنياً على كلّ اللبنانيين أن يتصرفوا على مثال أهل الكورة في انتخابات العام 2013".

وتطرّق جعجع الى موضوع الحوار الوطني، فسأل: "بأي منطق أو عقل أو حياء سنذهب الى طاولة حوار في الوقت الذي يُستهدف فيها فريق مشارك بهذه الطاولة وهو قوى "14 آذار" تحت عين الشمس ونظر المسؤولين ودون محاولة الدولة ولو لمرة من المرات القيام بأي شيء لإيقاف محاولات الاغتيال، فبعد عشرين محاولة اغتيال واغتيال فعلي لم تستطع الدولة معرفة أي شيء عنها، فإن كانت لا تعرف مصيبة واذا كانت تعلم ولا تقوم بأي شيء فمصيبة أكبر وأكبر، وفي الحالتين المصيبة كبيرة جداً، وبالتالي في هذه الحالة ألا يكون الحوار مضيعة للوقت أم لا؟ ألا يكون استغباء للفريق الآخر أم لا؟ هل نشارك في طاولة حوار وكأن شيئاً لم يكن؟".  واعتبر جعجع أنّ "كلّ من يُراقبون الوضع في البلد قلقون لأنهم بعد كلّ ما يرونه وكأنه لا وجود للدولة في لبنان ولا يوجد مسؤول عنّا في هذا البلد، اذ بات على اللبناني بدل تركيب جهاز GPS في السيارات ليدلّه على الطرقات، علينا إيجاد نظام يدلّنا على أماكن إقفال بعض الطرقات وحرق الدواليب ليعرف الناس كيف يتنقلون اذا ما أرادوا التوجُه الى أشغالهم أو قراهم".  وفي موضوع المياومين في شركة كهرباء لبنان، أكّد جعجع "أن قوى 14 آذار والقوات اللبنانية هي مع إعطاء المياومين حقهم ولكن ضمن الأطر التي تعمل فيها إدرات الدولة بدون فوضى ومحسوبيات سياسية". وأردف: "فجأةً نرى أنه تمّ انزال مجموعات أخرى بوجه المياومين لتحصل بينهما احتكاكات"، منتقداً الوزراء المعنيين الذين "يقولون انهم لن يسمحوا بشلّ المؤسسات العامة، ونحن مع هذا المنطق 100%، ولكنكم أنتم الموجودون في الحكومة لذا عليكم الدعوة الى اجتماع سريع لمجلس الوزراء ليتخذ الاجراءات المطلوبة بغية تأمين حسن سير العمل في الادرات العامة بدلاً من اللجوء الى تصرفات ميليشياوية بحجة حماية المؤسسات العامة، فالخلل في الادارات العامة لا يُصحح بتصرفات خاطئة، واذا أعلن الوزراء المعنيون بأن الحكومة لا تتحرك في هذا الإطار، أسألهم: لماذا أنتم باقون في هذه الحكومة؟ فحكومة عاجزة عن حماية الادارات العامة، لماذا لا تستقيلون منها؟ من هنا، لا يمكنهم البقاء في مراكز السلطة للانتفاع منها وفي الوقت عينه يقومون بتصرفات في الشارع تدّمر الدولة والمؤسسات العامة". (المكتب الاعلامي لرئيس حزب "القوّات اللبنانيّة")

 

كبارة للبنانيين: إن اللسان السام لن يستطيع أن يبث سمومه في وحدتكم

رأى النائب محمد كبارة ان السياسي (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على خلفية تصريحه أمس عن وجود مشروبات روحية في سيارة الشيخ احمد عبد الواحد الذي قضى على حاجز للجيش اللبناني في بلدة الكويخات العكارية مع رفيقه الشيخ محمد مرعب) الذي يسعى الى تصعيد سفاهته، وينفّذ المهمة التي كلّفه بها أسياده وهي التطاول على المسلمين وإهانة علمائهم، هو سياسي لا ينتمي لا الى دين ولا الى مذهب ولا الى أخلاق. وقال في تصريح له اليوم "لقد فشل أسياد هذا السياسي في ضرب المسلمين بالجيش والجيش بالمسلمين. وفشلوا أيضاً في ضرب السنّة بالسنّة والشيعة بالشيعة، فلجأوا اليه علّهم يتمكنون من خلق نزاع سنّي ــــ مسيحي. لذلك نقول له: لن تنجح، لأن سفاهاتك ترتد عليك، وليس على غيرك، من أي دين أو مذهب أو عقيدة أو فكر، فأنت، لا دين لك ولا مذهب ولا أخلاق. ونعلم نحن، كما يعلم شركاؤنا المسيحيون جيداً، أن كنيستك كانت من أولى ضحايا جنون عظمتك وسفاهة أتباعك". وأضاف: "لذلك لن نرد عليك إلا بحصرية شخصك التافه. وليس بين الأتقياء من رجال الدين، من أي طائفة كانوا، أي سكّير. وليس في عالم السياسية اللبنانية من هو حشّاش غيرك، واكبر مثير للفتن الطائفية ولا ترعى حرمة للشهداء والمقامات الدينية". وتوجه "والى جميع اهلي اللبنانيين اقول ان هذا اللسان السام لن يستطيع ان يبث سمومه في وحدتكم".

 

اعتبر أن تظاهر الحكومة ضد بعضها البعض مهين وهو ابتزاز لكل الناس /فتفت: الاعتراض على توقيف الضباط حجة هدفها خلق أزمة طائفية 

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت على أنه "من غير المقبول إهانة الجيش، فالشعب اللبناني كله مع الجيش، وكذلك تيار المستقبل"، متسائلاً: "على ماذا يحتج مناصرو "التيار الوطني الحر؟"، فالضباط الثلاثة (الذين اُعيد توقيفهم) لا علاقة لهم بالتيار، وهم النقيب على أحمد من الجنوب، والملازم أول إيلي كيروز لا علاقة له بـ"التيار الوطني الحر"، والملازم محفوظ من أنصار المستقبل".

فتفت، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أكد أنه "من المعيب الحديث عن الفودكا" (في إشارة إلى تصريح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بهذا المعنى عن وجود مشروبات وجدت في سيارة الشيخ أحمد عبد الواحد)، معرباً عن قناعته بأن "عون مكلف من "حزب الله"، لكنه سيفشل". وأضاف أن "(الاعتراض على) توقيف الضباط حجة لا معنى لها والاعتصام لأسباب سياسية، وهو لنشر الفوضى وخلق أزمة طائفية وتحقيق مكاسب إضافية"، مؤكداً أن "هذا ابتزاز لكل الناس".ورأى أن "التيار الوطني الحر تابع لـ"حزب الله" وينفذ سياسته ولا تباينات بآرائهما"، معتبراً أن "قطع الطريق على رئيس الجمهورية (ميشال سليمان لدى عودته من افتتاح مجمع "ABC" جريمة وتمرد وانقلاب". ولفت إلى أن "المهين هو أن الحكومة تتظاهر ضد بعضها"، مشدداً على القول: "نحن نؤمن بالدولة، ولكن نحن نشير إلى الخطأ ليُصحح، ونحن لسنا خائفين من الجيش، بل نحن طالبنا بنشره".   من جهة ثانية، اعتبر فتفت أن "أكبر خطأ ارتكبه "حزب الله" هو عندما دخل إلى السلطة، ولكن إذا كان هناك من تفكير جيد لدى الحزب، فيجب أن يبقى في الحكم والحكومة، إنما عليه أن يسلّم سلاحه"، لافتاً من ناحية أخرى إلى الانتقادات التي توجه إلى رئيس مجلس النواب على إدارة جلسات مجلس النواب، بالقول "هناك دائماً اشكاليات على إدارة جلسات مجلس النواب"، وقال: "أنا احتج دائماً على ذلك، وهذا الأمر أثّر على علاقتي بـ(الرئيس نبيه) بري". وحول الانتخابات الفرعية التي جرت في الكورة الأحد الماضي ونجح فيها مرشح 14 آذار فادي كرم، شدد فتفت على أن "لا عتب من "القوات اللبنانية" على تيار "المستقبل" في انتخابات الكورة"، داعياً البعض إلى "عدم محاولة زرع الخلافات مع حلفائنا، فنحن على اتفاق كامل معهم". وتطرق فتفت أخيراً إلى موضوع الازمة السورية، فاعتبر أن "الروس مسؤولون عن المجازر في سوريا، لأنهم يُغطون من يقوم بهذه المجازر"، مضيفاً أن الموفد الدولي ـ العربي إلى سوريا كوفي "أنان مُلزم بالتوجهات الدولية، وهو على كل حال فشل، وأعلن ذلك"، معرباً عن اعتقاده بأن "الولايات المتحدة لن تتحرك قبل منتصف تشرين الثاني المقبل بسبب الانتخابات الرئاسية". كما أعرب عن ثقته بأن "هناك مسؤولين سوريين يريدون الانشقاق، ولكن لا يستطيعون بسبب الرقابة"، مبدياً استغرابه حيال إصرار الرئيس بشار الاسد "الذي يهمش الدور العربي ويتخطى الدور التركي". وحول تجديد الجهة الخاطفة للبنانيين الـ11 في سوريا، دعوتها للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله من أجل الاعتداز من الشعب السوري، أجاب فتفت: "نصرالله مستعد أن يضحي بـ 11 ألفاً، ولن يعتذر"، متسائلاً في سياق آخر عن "موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مما يحصل على الحدود اللبنانية مع سوريا"، وخاتماً بالقول: "إن العدو بالنسبة لنا هو إسرائيل، إنما حدودنا الشمالية مقدسة". (رصد NOW Lebanon)

 

النتائج التفصيلية لانتخابات الكورة على موقع "الداخلية"

المركزية- أعلنت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات انها نشرت على موقعها الالكتروني www.moim.gov.lb النتائج التفصيلية الرسمية العائدة لاقلام الاقتراع في الانتخابات النيابية الفرعية دائرة قضاء الكورة . وبالتالي يمكن للراغبين الاطلاع عليها مباشرة.

 

المخطوفون بين تكهنات اطلاقهم ونفي تركيا/الأهالي: بث الشريط مناورة وتهويل

المركزية- عاد الغموض يلف قضية المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر في سوريا، بعد الشريط الذي بثته أمس قناة "الجزيرة" والبيان الذي أكد انه سيتم إطلاق إثنين من المخطوفين خلال أيام، الأمر الذي خلق حالا من البلبلة في صفوف الأهالي الذين أعتبروا ان بث الشريط هو مجرد مناورة وتهويل، مؤكدين أنهم سبق أن أبلغوا بأنه سيتم الافراج عن المخطوفين الـ11 قبل أو خلال شهر رمضان.

زغيب: وكشف الشيخ عباس زغيب المكلف من قبل المجلس الشيعي الأعلى متابعة القضية، عن تحركات تصعيدية في حال لم يتم الإفراج عن المخطوفين في نهاية الأسبوع كحد أقصى.

هوزموزلو: في المقابل نفى الجانب التركي ما تم تداوله عن تسلم السلطات إثنين من المخطوفين، حيث أكد كبير مستشاري الرئيس التركي ارشاد هورموزلو في حديث إذاعي أن لا إتصالات جرت بين الجهة الخاطفة وتركيا التي لا تعلم حتى الساعة مكان وجود الخاطفين. دقماق: ووسط الترقب الحذر كشف الشيخ بلال دقماق الذي تابع القضية كوسيط مع الجهة الخاطفة انه كان على علم مسبق بالشريط الذي بث أمس منذ أيام. وقال الشيخ دقماق، في حديث إذاعي ان معلوماته تشيرالى افراج قريب عن إثنين من المخطوفين، وتمنى على المعنيين التريث قليلا وعدم إصدار أي مواقف سلبية من أجل ان يبقى الوضع جيدا مع الخاطفين وتستمر عملية إطلاق المخطوفين، معربا عن إعتقاده ان هناك إطلاق سراح لمخطوفين آخرين أي بشكل تدريجي. وأكد انه تم تسليم المخطوفين للسلطات التركية.

 

بري: آن الآوان لإلغاء الطائفية السياسيـة ولبنان الدولة الديموقراطية الاولى عربيا واسلاميا

المركزية - أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان لبنان بعيشه وتنوعه قد يشكل نموذجا لحل مشكلات بلدان عدة في العالم وهو الدولة الديموقراطية الاولى في العالم العربي والاسلامي. واعتبر أن الاوان آن لإلغاء الطائفية السياسية. ودعا بري شباب لبنان الاغترابي الى ان يفتخروا بوطنهم قائلا: "ان هذا البلد هو البلد العربي الوحيد الذي استطاع ان يطرد اسرائيل من معظم اراضيه من دون ان يفاوض بكلمة واحدة مع العدو". وإذ جدد تأكيده نهج ودور المقاومة قال: "نحن لا نريد ان نعتدي على أحد، لكن اللبناني بعنفوانه يأبى ويرفض ان يكون عرضة للاحتلال وللإذلال".

جاء ذلك خلال استقباله قبل ظهر اليوم شابات وشباب "مخيم شباب لبنان المغترب الحادي عشر" والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة في عين التينة.

بداية تكلم جمعة شاكرا باسم شباب لبنان المغترب الرئيس بري على استقباله ودوره الدائم في دعم الإغتراب، مشيدا بالوحدة الوطنية التي يتميز بها المغتربون اللبنانيون بعيدا عن الطائفية والمذهبية.

ورد بري بكلمة رحب فيها بالشباب الاغترابي واصفا وجوههم الفتية بشروق الشمس عند الصباح. وقال "لي الشرف اولا ان أكون واحدا منكم فقد ولدت في سيراليون وكنت مغتربا قبل ان آتي وأتعاطى السياسة في البلد. لبنان ولا أجمل بعيش الفصول الاربعة، وبين ممارسة التزلج في مياه البحر والتزلج على الثلوج لا يوجد أكثر من نصف ساعة بالسيارة، طبعا اذا لم يكن هناك قطع طرقات. حقيقة لقد أراد ربنا ان يكون لبنان أعجوبة وبمعنى آخر أيقونة ولا أجمل، ولكن مع الاسف حتى الآن المشكل الوحيد في لبنان هو في عقليتنا السياسية، في الكبار وأنا من بينهم".

أضاف: الشعب اللبناني موحد، وهذا الكلام ليس كلاما انشائيا، هذا كلام واقعي، وأنا أتحدى أن يقول أحد أن في لبنان قوميات متنوعة، كلنا قومية واحدة وعائلة واحدة لكن بطوائف متنوعة، والطوائف في لبنان غنى، ولبنان هو مختبر عيش حقيقي للاديان وللتعايش في العالم، ويمكن ان يكون النموذج اللبناني هو حلاً لمشكلات عديدة في أكثر من بلد في العالم، هذه الدولة هي الدولة الديموقراطية الاولى في العالم العربي والاسلامي، ولكن واقعا عندما بدأنا نحصل على هذه الديموقراطية أدخل الانتداب عليها موضوع الطائفية. هناك فرق كبير بين الطائفة وبين الطائفية. ان تستعمل طائفتك في سبيل وطنك هذه وطنية، لكن ان تستعمل وطنك في سبيل الطائفة فهذه طائفية وهذا ما هدد لبنان أكثرمن مرة.

وتحدث بري عن دور وقوة الاغتراب اللبناني وانتشاره في كل انحاء العام، وقال "الاغتراب موحد ويعبر عن لبنان الاصيل والشعب وعن لبنان الذي أراده الله، بينما السياسة في لبنان هي التي تحاول ان تستغل الموضوع الطائفي والمذهبي في سبيل تدمير لبنان".

وإذ تناول دور المغتربين على الصعد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها وتأثيرهم الفاعل في دول الاغتراب ونهضتها، قال "ما هو السرّ؟ السرّ ان لبنان لديه صناعة حقيقية واحدة هي صناعة الانسان وقد ابتدعها اللبناني من التنوع، فوجود الطوائف في لبنان نعمة والطائفية هي النقمة".

وقال: "نحن في لبنان قومية واحدة، ونسيج واحد وعائلة واحدة اما الأديان فهي نعمة لنا يجب ان نستفيد منها لننعم نموذج لبنان على العالم. وأقول إن هذه الموجة اللبنانية الحاصلة اليوم، وان محاولات الانقسام وتقسيم اللبنانيين بين مسلمين ومسيحيين او بين سنّة وشيعة وموارنة وأرثوذكس وغيرها قد انتقلت الى حدّ يعيد الى العالم العربي، الآن الغاء الطائفية السياسية أصبح مطلبا يجب ان يكون مطلبا عربيا وليس فقط مطلبا لبنانيا، لأنه الحمد لله في العالم العربي والآن الأمور تجري لإيقاع الفتنة بين المذاهب حتى في ما بين المذاهب الاسلامية أحببت ان اعطيكم هذه الصورة الموجزة لأنتقل الى موضوع أكثر إشراقا هو الشيء الذي يتعلق بكم. هذا الشباب هو ربيعنا الحقيقي، ربيع لبنان الحقيقي هو أنتم، أنا لا أريد ان أقول كلاماً خيالياً لكن أتمنى ان كل واحدة وكل واحد منكم ان يبقى يتذكرانه إبن لبنان وبنت لبنان ويعمل في سبيل عز هذا البلد في الخارج، لماذا؟ لأن لبنان معرّض لاخطار، فإسرائيل العام 1978 دخلت الى لبنان واحتلت أراضيه فذهبنا الى مجلس الأمن ونلنا القرار 425 الذي هو اقتراح أميركي، وان يتم انسحاب اسرائيل من لبنان دون قيد او شرط حتى الحدود الدولية المعترف بها. انتظرنا اربع سنوات وجاءت "اليونيفيل" لمساعدتنا في تنفيذ القرار، لكن بدل من ان تنسحب اسرائيل أتى شارون آنذاك ودمر بيروت، الأمر الذي دفع شعبكم الى انشاء المقاومة، هذه المقاومة التي استطاعت ان تحرر أغلبية الاراضي اللبنانية، كنا في مثل هذه الايام العام 2006 نعيش أياما رهيبة، ولا تزال اطماع اسرائيل قائمة في ارضنا. هذه الرسالة، هي الراية التي يجب ان تحملوها انتم. نحن لا نريد ان نعتدي على أحد، لكن اللبناني بعنفوانه يأبى ويرفض ان يكون عرضة للاحتلال او للإذلال، هم اعتقدوا ان اللبناني يحب التزلج والغناء والرقص والراحة، هذا صحيح، لكن نسوا ان كل هذه الامور يستطيع اللبناني ان يقوم بها في الليل او في النهار، وكذلك نستطيع أيضا ان نقاوم في النهار والليل، بلدكم الصغير، من حقكم ان تعتزوا وتفتخروا به. أبدا المغترب اللبناني ليس كما يفكر البعض بقرة حلوباً عليه ان يرسل لنا المال، مع احترامنا للأموال وللدعم الذي يأتي دائماً من المغتربين الى أهلهم في لبنان حينه كل عام يصل اليه من المغتربين ما يتجاوز السبعة مليارات دولار دعما له، هو لكن ليس هذا المطلوب فقط، المطلوب منكم أهمّ من المال هو ان تفتخروا بوطنكم. هذا البلد هو البلد العربي الوحيد الذي استطاع ان يطرد اسرائيل من معظم اراضيه من دون ان يفاوض بكلمة واحدة مع العدو الاسرائيلي. حتى الآن نقول نحن ملتزمون القرار 1701، ونريد قرارات مجلس الامن ان تطبق، نحن لسنا ضد الشرعية الدولية، بل على العكس نريد الشرعية الدولية، وقاتلنا من أجل الشرعية الدولية ولا نزال نقاتل من أجلها. الآن يوجد أكثر من 12 ألف ضابط وجندي من جنود الأمم المتحدة في جنوب لبنان، وهم شهود حقيقيون على هذا الأمر. أكثر من ذلك فإن اسرائيل لا تزال تجري مناورات عسكرية في ظروف مشابهة للاراضي اللبنانية من أجل محاولة الاعتداء واحتلال لبنان. هذا الوضع في حاجة لكم، وكل واحد منكم عليه يعتبر ان قضية لبنان هي قضيته، قضية هذا الوطن وطن الارز، هذا الارز الشامخ والصلب ليس فقط بشجره بل ايضا بانسانه، هذا الانسان الذي استطاع ان يصل الى أقصى حدود الارض، وكيف وصل منذ زمن بعيد الى دول الاغتراب في ظل ظروف صعبة للغاية، وقيل لي ان اول لبناني وصل الى الخارج كان العام 1851".

وختم الرئيس بري: "ان اللبناني اينما حلّ رفع اسم لبنان في كل الميادين الاقتصادية والسياسية والانسانية والطبية او العلمية وغيرها، وبالامس واحد من لبنان دخل الى الاكاديمية الفرنسية، في كل يوم نقدم للانسانية خدمة كبيرة، لا تنسوا ابدا ان باخرة صغيرة انطلقت من شواطئ صور وجبيل وصيدا هي التي حملت الأحرف الابجدية الى العالم. انتم أحرف أبجديتنا، انتم مستقبلنا، لا تنسوا هذا المستقبل ابدا، ولا تفصلوا بين مستقبلكم ولبنان، عشتم وعاش لبنان".

ثم قدمت شابة وشاب من الوفد للرئيس بري درع مخيم شباب لبنان المغترب، وقميص وقبعة شباب المخيم.

اللقاء النيابي: وكان بري تناول في لقاء الاربعاء الاسبوعي مع النواب اليوم الاوضاع والتطورات وعددا من الملفات والقضايا والقوانين ومنها قانون الايجارات، والتقى كلا من: محمد رعد، حسن فضل الله، عبد اللطيف الزين، نواف الموسوي، علي فياض، علي بزي، قاسم هاشم، غازي زعيتر، علي عمار، علي المقداد، نوار الساحلي، الوليد سكرية، هاني قبيسي، ميشال موسى وعبد المجيد صالح.

من جهة أخرى تلقى بري برقية تهنئة لمناسبة حلول شهر رمضان من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما تلقى برقية مماثلة من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.

 

المنشقّون اللبنانيون

حازم الأمين/لبنان الآن

http://www.nowlebanon.com/Arabic/NewsArticleDetails.aspx?ID=420260

يبدو أن الانتفاضة في سوريا افتتحت زمن الإنشقاقات عن نظام "البعث" في دمشق، وهو زمن مختلف عن زمن انطلاق الانتفاضة وزمن إيغال السلطة في العنف والدم. ولنا في لبنان على هذا الصعيد حصة، ذاك انه من المسلّي، إنْ لم يكن من المفيد، أن يُجري المرء تمريناً ذهنياً عن احتمالات الانشقاقات اللبنانية عن النظام السوري. وجاءت واقعة تفجير مركز الأمن القومي لتجعل من فعل التخيّل أمراً ملحّاً. فجنازات المسؤولين السوريين وأقاربهم لطالما مثَّـلت عراضة اجتماعية بالنسبة لنظرائهم اللبنانيين، وغياب أي مسؤول لبناني عن جنازات الوزراء السوريين الذين قضوا في تفجير دمشق اليوم سيكون انشقاقاً رمزياً أو ضمنياً، وما علينا سوى ان ننتظر. قبل البدء لا بد من ملاحظة ان احتمالات الإنشقاق اللبناني عن نظام "البعث" في دمشق أكثر تعقيداً من نظيرتها السورية، فالعلاقة بين النظام وبين أركانه في سوريا أوضح من تلك التي تربطه بأركانه اللبنانيين. هناك في دمشق دوائر نفوذ أمني وطائفي ومناطقي تنعقد العلاقات وفقها، وبالتالي تجري الإنشقاقات وفقها أيضاً.

في لبنان مؤشرات الإنشقاق أصعب، فمن يُعلنه يكون قد أعلن أولاً أنه كان جزءاً من ذاك النظام، وهذا بمثابة انتحار سياسي وبعد فترة سيعني أيضاً انتحاراً اجتماعياً. في لبنان أيضاً أشخاص وأحزاب أقرب إلى نظام "البعث" من نفسه، لكنهم في الوقت عينه متخففون من صيغ العلاقة الرسمية والقانونية. وئام وهاب مثلاً أقرب إلى النظام في سوريا من كثير من الوزراء السوريين، لكن وهاب رئيس "حزب التوحيد اللبناني"! ويُعتَبر ميشال سماحة "عقل النظام الإعلامي" لكنه "consultant" من خارج الملاك.

ويصحّ نفس الأمر على ناصر قنديل، فالرجل مجرد "مفكر عربي" يساعد النظام في صراعه مع اسرائيل ومع تيار المستقبل، والمفكر لا يعلن انشقاقه، وعندما فعلها عزمي بشارة صار "مفكراً سابقاً".

الأمر محيّر فعلاً، إذ إنه لا يليق بنا نحن اللبنانيين أن نعجز عن الإنخراط في زمن الإنشقاقات، فالأحزاب اللبنانية التي كرس النظام في دمشق نفوذها في بيروت لن تتمكن من ان تنشق عنه.

كيف يمكن ان تعلن حركة أمل "اللبنانية" انشقاقها عن نظام البعث "السوري"؟ من المرجّح أن "أمل" ستنشق على نحو غير صاخب، كأن ينخفض تدريجاً في خُطب مسؤوليها منسوب تمجيد العلاقة مع النظام السوري الى ان ينعدم (وهو ما بدأ فعلاً)، وفي هذا الوقت ستراهن الحركة على الذاكرة القصيرة للبنانيين، معتقدة، وقد تكون محقة في اعتقادها، انهم سينسون، لا سيما وأن التلاشي الذي تكابده "أمل" بفعل نفوذ "حزب الله"، قصر حضورها على مستواه النفعي. صعوبة الإنشقاق ستواجه "التيار الوطني الحر" أكثر مما ستواجه "أمل"، فـ"طزاجة" علاقة الأول بنظام "البعث" ستجعله أكثر ثقلاً في حركته، والتواريخ المتتالية التي وضعها الجنرال ميشال عون لنهاية الثورة في سوريا كانت تواريخ لتصاعد النزاع، لا لنهايته. إذاً انشقاق العونيين سيكون فعلاً مأسوياً، لا نتخيّل مسرباً له إلا أن يستيقظ الجنرال ذات صباح ويعقد مؤتمراً صحافياً يكشف فيه أنه كان وراء قانون محاسبة سوريا، والدليل على ذلك "الكتاب البرتقالي" الذي سُحب من التداول لضرورات عابرة، وها هو اليوم هدية مقدمة من الجنرال الى المحتجين السوريين في مدنهم وقراهم. لكن الخيال على هذا الصعيد خصب أكثر في الـ "ميكرو علاقة" مع النظام في سوريا، ذاك أن علاقة النظام مع أشخاصه أكثر جاذبية من تلك التي تربطه بالمجموعات والأحزاب. وهنا لا بد من عودة سريعة الى مستقبل أشخاص لبنانيين لا صفة تمثيلية لهم سوى ان دمشق تعتمدهم، كميشال سماحة وناصر قنديل ووئام وهاب وغيرهم.

شخصياً أرجّح أن ينجح ميشال سماحة في العودة الى حزب "الكتائب"، ذاك ان شيئاً ما في سماحة يشبه شيئاً ما في الحزب، ثم إن "الكتائب" في هرمه وتوارثه يحتاج رجل ظل مثل سماحة يساعد في تصفية التركة. لن تقفل أبواب المختارة في وجه "المنشق الخيالي" وئام وهاب، فوليد جنبلاط نفسه سبق وانشق أكثر من مرة، ثم إنّ لوهاب ولغيره وظائف كثيرة في القصر. الطائفة في حماية البيك، وجنبلاط خبير في العلاقات الأهلية ومدرك لمردود حماية ابن ضال، ونكتة صغيرة يتداولها الرجلان كفيلة بغسل القلوب.

الخيال سيعجز عن العمل في حالة المنشقّين الشيعة، ذاك أن تخيّل انشقاق أفراد كناصر قنديل وجميل السيد يستدعي تخيّل انشقاق أوسع قبله، أي "حزب الله" وحركة أمل.

في حالة جميل السيد لن يساعده انشقاق "أمل" و "حزب الله" على ان ينشق، ذاك انه، حين كان مسؤولاً، فُرض على "أمل"، ولم يكن في "حزب الله"، والمسرب الوحيد في هذه الحال ان يطلق الرجل لحيته ويعلن انتسابه الى الحزب، وهو ما لا يُشبهه بحسب من يعرفونه. اما ناصر قنديل فهو "مفكر عربي"، والمفكرون زاهدون في دنياهم.

 

التحالف الذي نحر الدولة 

علي الأمين (البلد)، الاربعاء 18 تموز 2012

ثمة استحمار واستغباء لم يعودا يحتملان، يتناطح التيار الوطني الحر وحركة امل في الشارع، عندما يصل الامر بهذين الحزبين الحليفين برعاية حزب الله الى النزول الى الشارع، فهو قمة العبث والافلاس السياسيين، اذ من هي السلطة من هي الحكومة من هي الاكثرية المقررة في مجلس الوزراء؟ هل هي غير هذا التحالف الذي وصل الى السلطة حاملا وعود الاصلاح والتغيير؟

ما يجري تدمير للدولة واعلان الافلاس السياسي وسعي محموم للاستيلاء على السلطة والمجتمع والمؤسسات ولو بتهشيمها بقوة البطش والترهيب، ومصادرة حق الانسان بإنسانيته فضلا عن مواطنيته. ثمة تناغم على استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لترويع الناس واستثارة غرائزها. ورابط اساس في ما يجري في الشارع عبر الحكومة، هو تهشيم الدولة وتهميشها في حياة المجتمع والاعلاء من الانتماءات العصبية والمذهبية والدينية لاضفاء الشرعية على الفوضى، ولتبرير الانزواء وإقامة كيانات طفيلية في الامن والسياسة والادارة على حساب الدولة، ويتم عبر ذلك كله تعميم الخوف وتسخيره للاعلاء من فضيلة الطاعة والتخلي عن المسؤولية الوطنية، وتبرير ادعاءات التميّز داخل المجتمع، وتقبل الخلل في بنيان الدولة، لتهميش اي رأي يدعو إلى إصلاح احوال الانظمة ومسارها، او التواضع امام الذات والمجتمع، او دعوة لبناء الثقة مع المواطنين، وترميم ثقة المواطن بنفسه وبالسلطة.

كلّ ذلك من أجل أن يزدهر مسار تأبيد الخلل وتزيينه، لإظهار الدولة الديمقراطية، كمنجز انساني وحضاري، خيارا مستحيلا عصيا على فهم الناس وعلى سلوك اللبنانيين افرادا وجماعات.

هي ظاهرة التشبيح لبنانيا، هي ليست سلوكا ماديا اداته السلاح او المال او القوة العضلية فحسب، هي نتاج ذهنية ومنظومة من القيم لا تولي الانظمة والقوانين العامة اي احترام، ولا ترى للكائن الانساني اي حقوق ولا تعترف بكيانه الذي يكتسب احترامه اولوية تأتت من احترام الخالق الذي كرمه عن بقية المخلوقات بالعقل، وتأتت من شرعة حقوق الانسان دنيويا. والذهنية هذه تعتبر ان امتلاك القوة المادية يبرر استخدامها التعسفي على من هو اقل قوة. كتائب الرؤساء والوزراء والتيارات هي تلك التي صارت من التجليات التي ترمز الى الاستباحة، حتى للقوانين ولهيبته. انها تعبير عن فلتان غرائز السلطة من اي عقال. و"التشبيح" ذهنية تتكشف ابعادها في ممارسة العمل السياسي، بكل ابعاده الامنية والاجتماعية والاقتصادية وصولا الى تهشيم القضاء والجيش. فهي تحيا على موت القانون وعلى تسفيه الحقوق الانسانية وعلى القوة الغاشمة.

بهذا المعنى تتجلى السياسة، ولاسيما على مستوى السلطة في لبنان، من خلال إدارة شؤون الدولة بهذا السلوك المقوض للدولة، كما هي احوال معظم مؤسساتنا الدستورية والقانونية، وما ينضح به واقع اكثر مؤسساتنا الامنية والعسكرية، وما هو ادهى التشبيح على السلطة القضائية وفيها، لتبدو وسيلة بيد السلطة يجري تقاسم احكامها بين اركان السلطة لصالح خدمة نفوذهم.

"التشبيح" " ليس ظاهرة استجدت في زمن الربيع العربي، هي من الاسلحة الكتومة التي افتضحها هذا الربيع، بعدما جلجل صوتها بأرواح الناس وكراماتهم دون وجل. وفي لبنان الذي ينحو منذ زمن نحو اعتماد الذهنية ذاتها في التعامل مع مصالح الدولة، نشهد في عهد الحكومة الحالية المزيد من تحفيز ظواهر الشبيحة بالمعنى السياسي والميداني، هذا رغم تولّي "الشبيحة" السلطة وإمساكهم بالاجهزة الامنية وغيرها على اختلافها.

وتستمر ظاهرة "التشبيح" اللبناني على اختلاف عاهاته، من خطف المؤسسات والشوارع إلى الخوّات في بعض المناطق "على أسوأ" مما كانت عليه الحال في أيام الحروب الأهلية، وصولا إلى عودة الحديث عن الاغتيالات، وهو أعلى مراحل التشبيح.

التشبيح الذي وصل إلى الشاشات وبات استعراضيا على مرأى سلاح الكاميرا والإعلام، يسعى إلى اعلان موت الدولة واليأس منها. في شوارع لبنان، ثمة من يسعى بوعي وادراك، الى تعميم هذا اليأس من الدولة، وابطاله اولئك الذين يريدون اقناعنا بأنه يحق لهم وهم يمسكون بالسلطة ومؤسساتها ان يتقاتلوا في الشارع، يريدون ان يقولوا باختصار ان الافلاس السياسي الذي وصلوا اليه هو افلاس الدولة ليس اكثر.

 

التفاؤل بإطلاق المخطوفين اللبنانيين الـ11 أجهضه «فيديو» عن قرب إطلاق 2

بيروت - «الراي/خرج ملف اللبنانيين الـ 11 المخطوفين في سورية منذ 22 مايو الماضي الى الواجهة مجدداً مع الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس، لتركيا التي تضطلع بدور الوساطة لإنهاء هذه القضية التي لا يزال «حزب الله» يمارس ضغوطاً على مناصريه لإبقائها بعيداً عن أي «ردات فعل» في الشارع من شأنها إرباك المفاوضات لتخلية الحجاج او استدراج الحزب الى «فخ مذهبي» في توقيت «يقرّره الآخرون». وفيما «سبقت» زيارة سليمان لأنقرة حيث التقى نظيره التركي عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، توقعات بـ «نهاية سعيدة» قد يحملها الرئيس اللبناني معه، سرعان ما بدت هذه التقديرات مفرطة في التفاؤل الذي بلغ حد الكلام عن إمكان بت هذا الملف قبل بدء رمضان المبارك، ولا سيما مع بث «الجزيرة مباشر» امس، شريطاً مصوراً هو الثاني منذ خطف الحجاج ظهر فيه بعضهم، واكدت فيه الجهة الخاطفة في بيان حمل الرقم 3 انها ستفرج عن اثنين من المخطوفين استجابة لمساعي رابطة العلماء المسلمين في لبنان مجددة مطالبتها الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بالإعتذار من الشعب السوري والثوار. وقد شكلت قضية المخطوفين احد عناوين البحث الرئيسية لسليمان مع المسؤولين الاتراك، الى جانب العلاقات الثنائية، وسط تقارير اشارت الى انه لا يُنتظر الكثير من هذه الزيارة لحلحلة قضية المخطوفين ولا سيما ان الخاطفين ما زالوا على مطالبهم لاطلاق الحجاج وهي إفراج النظام السوري عن ضباط سوريين وتعهد «حزب الله» بعدم التدخل في الوضع السوري. وفي حين لفتت معلومات الى ان الرئيس اللبناني استفسر من غول واردوغان عن مصير المخطوفين الـ11 والمعطيات المتوافرة عند الجانب التركي، آملاً في أن تكون هناك نتائج ايجابية تساهم في عودتهم الى لبنان قبل شهر رمضان، نُقل عن مصادر معنية ان زيارة سليمان التي كان موعدها محدداً سابقاً لم تقترن بمعلومات محددة عند الجانب التركي تتصل بموضوع المخطوفين، في مقابل كلام مصادر رسمية عن إشارات إيجابية تلقاها الجانب اللبناني من دون ان تكشف ماهية هذه الإشارات، الا انها لفتت الى ان رئيس الجمهورية كان أكد قبيل زيارته لباريس انه لن يزور تركيا إلا إذا لمس تطورات إيجابية جدية حول هذه القضية، ورد الأتراك بأنه عندما يحصل تطور إيجابي نحدد المواعيد.

 

سليمان عاد من تركيا بعد محادثات مع غول وأردوغان وتبلغ التزامها "استمرار العمل لحل سعيد لقضية المخطوفين"

وطنية - 17/7/2012 عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى بيروت عصر اليوم، منهيا زيارة سريعة لتركيا التقى في خلالها الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، وتناولت العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة والتطورات في المحيط العربي، اضافة الى موضوع المخطوفين اللبنانيين الاحد عشر.

اللقاء مع غول

وكان سليمان وصل الى مطار انقرة بعيد العاشرة صباح اليوم، يرافقه نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووفد، وتوجه مباشرة الى القصر الرئاسي حيث عقد لقاء ثنائيا مع غول واستكملا المحادثات الى غداء عمل حضره الوفدان اللبناني والتركي.

وتم في خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون القائم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وكذلك على الصعيد العسكري واتفاق التعاون والمساعدة بين الجيشين التركي واللبناني، اضافة الى نمو ملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وأشار غول الى قرار تجديد مشاركة بلاده في قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب اللبناني.

وشكر رئيس الجمهورية لنظيره التركي "استمرار مشاركة بلاده في اليونيفيل"، مؤكدا "التأييد المتبادل في المنظمات الدولية".

وتناول سليمان وغول الاوضاع في المنطقة عموما وانعكاسات ما يحصل في سوريا خصوصا على الدول المجاورة مباشرة لها، فشددا على "أهمية التوصل الى حل سلمي بعيدا من العنف والاقتتال يتوافق عليه جميع الافرقاء كي تعود الامور الى الهدوء والسلم والسير بالعملية الديموقراطية وفق ما يتوافق عليه جميع السوريين".

وتوافق الجانبان اللبناني والتركي على "رفض أي تدخل عسكري خارجي وعلى اهمية عودة الوضع الى طبيعته كي يرجع الذين لجأوا الى خارج سوريا وتحديدا الى لبنان وتركيا الى قراهم ومنازلهم لان هؤلاء النازحين بعشرات الالوف يعانون اوضاعا انسانية تزداد صعوبة".

واعتبر سليمان ان "الديموقراطية في المنطقة لا تستقر الا في حالة الضغط على اسرائيل من اجل تنفيذ الحل المتمثل بالمبادرة العربية للسلام من جهة، وقيام الانظمة العربية الديموقراطية الجديدة بإشراك مكونات مجتمعاتها في ادارة الشأن السياسي ليس على اعتبار قدرتهم العددية بل باعتبار حضورهم ودورهم الثقافي فيها من جهة ثانية"، مشددا على "ألا يكون أي حل في المنطقة على حساب لبنان او لمصلحة توطين الفلسطينيين على أرضه".

المخطوفون

وأثار سليمان مع الجانب التركي موضوع المخطوفين اللبنانيين الاحد عشر والدور الذي تقوم به تركيا بالتنسيق مع سائر الاطراف من اجل اطلاقهم، فأكد غول ان "السلطات التركية تقوم بما في وسعها على مختلف المستويات لايجاد حل لهذه القضية في المناخ الهادىء السائد حاليا وبأسرع وقت ممكن مع الامل بظهور بشائره مع شهر رمضان المبارك".

وأبلغ غول الى سليمان معلومات محددة مفادها ان "المخطوفين بحالة صحية جيدة وهذا امر اساسي"، لافتا الى ان "تركيا ملتزمة استمرار العمل بالطرق المناسبة لايجاد حل سعيد لهذه القضية".

واتفق الجانبان على "استمرار التواصل وتبادل المعلومات والمعطيات التي تتوفر حول هذه القضية بما يفيد ويساعد في معالجتها وانهائها ايجابا".

مع أردوغان

بعد ذلك انتقل سليمان الى مقر رئاسة الحكومة حيث عقد لقاء مع أردوغان تم في خلاله استكمال مواضيع البحث بين الجانبين اللبناني والتركي.

 

الفورة الأخيرة للجنرال الغاضب

المستقبل اليوم/ الفورة الأخيرة للجنرال الغاضب لا تثبت شيئاً جديداً لا يعرفه اللبنانيون، الذين باتوا منذ زمن متيقّنين من انه لا يتورّع عن خرق كل الضوابط والحدود في سعيه الى تحقيق مصلحة معيّنة. وهو إذ بلغ به الدرك الأخلاقي حدّ الزعم أن مشروبات روحية كانت في سيارة الشيخين القتيلين، إنما كان يفضح غايته السوداء: خلق صدام مسيحي ـ سني. غداة انتخابات الكورة، وفي وقت تشتعل الثورة في قلب دمشق مبشرة بأن الربيع السوري آت قريباً جداً، ربّما الثلاثاء المقبل، لعلّ العماد ميشال عون رأى أن لا عون له سوى الصدام المسيحي ـ السني. لكنه نسيَ أن الصدام بحاجة الى طرف آخر يعينه على غايته وهو ما لن يجده مهما حاول، فـ"تيار المستقبل" أوعى من ذلك، والسنّة أوعى وأهل عكار أوعى واللبنانيون عموماً أوعى.. وما على الجنرال سوى أن "يخيّط بغير هالمسلّة". يبقى أن الجنرال الغاضب نسيَ، أو تناسى، أن يخبر اللبنانيين ما إذا كان وجد المشروبات الروحية يوم الثلاثاء أو الخميس.

 

جعجع عرض الاوضاع مع الجميل: الفريق الآخر يحاول تأجيل الانتخابات

النهار/ جدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التأكيد أن "النظام السوري الى سقوط والأمر بات مسألة وقت،" معتبرا "ان حلفاء النظام باتوا يُحضّرون انفسهم للمرحلة المقبلة، وقد اثبتت معركة الكورة أن الجوّ اللبناني العام لا يصبّ في مصلحتهم". ورأى خلال لقائه وفدا اغترابيا في معراب ان "الفريق الآخر يُحاول تأجيل استحقاق 2013، بل يسعى الى الغائه". ولكن هذا الفريق يُخطئ اذا ما اعتقد ان استعمال منطق العنف وتصفية قوى 14 آذار من خلال عودة موجة الاغتيالات سيُغيّر المعادلة في البلد"ووصف انجازات الحكومة الحالية بـ"افشل ما يُمكن في تاريخ الحكومات اللبنانية"، داعيا المغتربين الى "القيام بواجباتهم من خلال المطالبة بحقهم في التسجيل في السفارات، او عبر المشاركة في الاقتراع."  كذلك شكر نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري و"تيار المستقبل" لتأمينهم انتصار قوى 14 آذار في الكورة. واستقبل جعجع بعد ظهر امس الرئيس امين الجميل وعرض معه الاوضاع والتطورات الاخيرة ولا سيما منها نتائج المعركة الانتخابية في الكورة وملف الحوار في ضوء التنسيق بين مكونات قوى 14 آذار حيال مجمل هذه التطورات.

 

النائب جمال الجراح: كلام رعد هروب من مناقشة سلاح "حزب الله"

 المستقبل/أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح، أن "قول رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد لا نريد استراتيجية دفاعية، لأننا ما زلنا في مرحلة التحرير، هو حديث عن مزارع شبعا، في حين أن حليفه الاساسي النظام السوري، لم يسلم بلبنانية المزارع، ولم يعط الوثائق التي تثبت ملكيتها الى الأمم المتحدة". وأشار الى "وجود اتفاق ضمني بين النظام السوري و"حزب الله"، على بقاء الأمور بشأن مزارع شبعا مبهمة وضبابية، وإبقاء ملكيتها غير واضحة، حتى يبقى هناك مبرر لسلاح المقاومة". وأكد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أمس، أن "كلام رعد، هو هروب واضح من مناقشة سلاح "حزب الله" على طاولة الحوار، ومن ثم الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية". وسأل: "ما الجدوى بعد كلام رعد من العودة الى طاولة الحوار؟". وذكّر بأننا "قلنا ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلات العالقة، ولكن الواضح ان "حزب الله" وفريقه يحاولان الهروب من استحقاق بحث موضوع السلاح على الطاولة، ونحن سنبقى نصر على الحوار، كمدخل، وأسلوب وحيد للتعاطي مع هذه المسألة".

وقال: "حزب الله" يتمنى ألا تشارك قوى 14 آذار في الحوار، كي يحمّلها مسؤولية إفشاله، ولكن 14 آذار مصرة عليه، وتحديدا حول السلاح الذي هو بند أساسي، بحسب جدول الأعمال الذي وضعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لذلك ندعو "حزب الله" الى القول علنا على طاولة الحوار، أنه غير جاهز لبحث ملف السلاح والإستراتيجية الدفاعية". وشدد على أن "قوى 14 آذار لن تعطي "حزب الله" المبرر للخروج من طاولة الحوار، بل على العكس، نحن نشارك استنادا الى جدول أعمال محدد، وعلى "حزب الله" ان يقول رأيه امام الشعب اللبناني، بأنه ليس جاهزاً ولا يريد البحث في موضوع سلاحه، وكلام النائب رعد يعكس رأي "حزب الله"، وعليه أن يقوله على طاولة الحوار". ورأى أن "المواجهة التي حصلت مؤخرا في موضوع مياومي مؤسسة كهرباء لبنان، تأتي في إطار ملف سخيف، اخترعه النائب ميشال عون، وجعل منه قضية، في محاولة لاستنهاض وضعه في الشارع المسيحي قبل الإنتخابات النيابية". وانتقد "إثارة مشكلة حول عدد من الموظفين من الطائفة الشيعية الكريمة، نسبة الى الموظفين من الطوائف الأخرى، ولا سيما أن عون يحاول القول بأنه يحافظ على حقوق المسيحيين". وسأل: "هل حجب داتا الاتصالات في قضيتي محاولتي اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائب بطرس حرب، يصب في مصلحة المسيحيين؟ هل وقوف عون الى جانب "حزب الله" في قضية السلاح وملف اغتيال الضابط سامر حنا هو لمصلحة المسيحيين ومؤسسة الجيش؟ وهل أن تحالفه مع السلاح ضد مشروع قيام الدولة هو لمصلحة المسيحيين؟". وختم "لقد اختصرت مصلحة المسيحيين بالنسبة الى عون، على عدد محدد من الموظفين الشيعة، علما أن مصلحة المسيحيين الأساسية، هي في الحرية والسيادة والاستقلال، والنظام الديموقراطي، وقيام الدولة والمؤسسات الرسمية وحمايتها".

 

كتلة "المستقبل" استغربت "المواربة" في تمويل المحكمة واستهجنت إقرار "موازنة خالية من أي رؤية اقتصادية واجتماعية"

 وطنية - 17/7/2012 عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها الاسبوعي عند الثانية بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة، وفي نهاية الاجتماع، اصدرت بيانا تلاه النائب باسم الشاب توقفت فيه عند "حالة التداعي العامة التي وصلت اليها الاوضاع في البلاد بسبب أسلوب وطريقة ادارة الحكومة الحالية وعرابيها للشأن العام، القائم على الارتجال والتسرع وانعدام الرؤية، بحيث تعم الفوضى غالبية القطاعات وينتشر التسيب وتتراجع هيبة الدولة واحترام القانون وتتلاشى فيها الرغبة في تعزيز المؤسسات، وصولا إلى حال التردي المنذر بأخطار جمة، وكل ذلك بإشراف "حزب الله" الذي يسيطر على الجمهورية وعلى قرارها السياسي والامني وبما يفاقم حالة الضعف والتفكك التي لم تبلغها الدولة في أي وقت مضى".

وحذرت من "تداعيات الموقف الذي صدر البارحة عن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والذي ينسف فيه جدوى الحوار في ما خص بحث مسألة سلاح "حزب الله" وكل الآمال التي عقدت على احتمال تحقيق أي تقدم او تهدئة، بعد أن أبدل التوجه بالحديث عن الاستراتيجية الدفاعية بالدعوة للحديث عن استراتيجية للتحرير، مما يدعو للاستهجان والاستغراب"، معتبرة انه "في هذه الحال يكون "حزب الله" قد قرر الاطاحة بكل الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعدد من الاطراف للانطلاق في جلسات الحوار نحو بحث مواضيع الخلاف المتبقية".

وجددت التأكيد ان "الحل لإخراج لبنان من هذا المأزق المتفاقم هو برحيل هذه الحكومة والإتيان بحكومة إنقاذ، وكذلك بالعودة الى أسس انتظام الحياة السياسية والدستورية في لبنان، عبر إعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها والالتزام بأنظمتها وقوانينها وتقاليدها على مختلف اوجه النشاطات الامنية والسياسية والاقتصادية وكذلك الالتزام بميثاق الطائف لاستعادة الثقة بالبلاد والوطن".

وهنأت الكتلة نائب قضاء الكورة الجديد، مرشح تحالف قوى الرابع عشر من آذار، الدكتور فادي كرم بفوزه في الانتخابات الفرعية والتي "تميزت بأجواء تنافس جدي وسط الحفاظ على تقاليد الديموقراطية والتي أتت نتائجها لتؤكد بشكل واضح خيار الناخبين السياسي كمؤشر عن خيار اللبنانيين إلى جانب مبادئ ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال وقيمهما".

وتوقفت أمام "القرار الذي أعلنه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بدفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الخاصة بلبنان ومن دون ان تتضح حتى الان طريقة التمويل المعتمدة ومصدر الاموال المصروفة".

وإذ سجلت "التزام تمويل المحكمة"، استغربت "الاسلوب الموارب والضبابي الذي تم استخدامه لدفع حصة لبنان من التمويل"، معتبرة أن "هذه الخطوة تبقى ناقصة في مسار إحقاق الحق ولا تعبر بشكل كامل عن التزام الحكومة اللبنانية مسألة العدالة وكشف الحقيقة ما دامت تمتنع عن تسليم المتهمين الأربعة للمحكمة، وما دامت أنها تحجب المعلومات عن الأجهزة الأمنية في ما يتعلق بحركة الاتصالات مما يثبت التواطؤ والتغطية التي تقوم بها الحكومة للأطراف التي تعد لعمليات الاغتيال والتصفية".

وشددت الكتلة على "أهمية الخطوة التي اقدم عليها القضاء العسكري في إطار التوسع في التحقيق في قضية اغتيال الشيخين احمد عبد الواحد ومحمد حسن مرعب وهو ما أيدته الحكومة مجتمعة، مما يدل على توجه جدي في استكمال التحقيق بهدف إحقاق العدالة استنادا الى القوانين المعتمدة"، مؤكدة موقفها "الثابت في ما خص الالتزام بإعادة الاعتبار للدولة ودورها ومؤسساتها وكل ذلك تحت سقف القانون"، مؤكدة بذلك دعمها "الكامل والاكيد لمؤسسة الجيش اللبناني في مواجهة كل المخلين بالأمن وأنه لكل اللبنانيين ويحظى باحترامهم جميعا"، مشددة على "أهمية احترام حق التعبير عن الرأي لكل المواطنين".

وأعلنت رفضها وإدانتها "اسلوب قطع الطرق وحجز حرية الحركة والتنقل للمواطنين من أي جهة أتى لكونه أسلوبا أثبت فشله ومخاطره على الوطن والمواطنين ولقمة عيشهم وعلى الاستقرار".

واستهجنت الكتلة "إقدام الحكومة على إقرار موازنة تخرج عن القواعد الثابتة لاعداد الموازنات العامة وخالية من أي رؤية اقتصادية ومالية واجتماعية ومقتصرة على مجموعة من ارقام الانفاق، مما يهدد بانعكاسات سلبية على الاستقرار وعلى مستوى عيش اللبنانيين وذلك وسط اندفاع كبير من الحكومة والمسؤولين فيها باتجاه إغداق وعود تعجز عن الالتزام بها وبعيدة عن الرصانة المالية وتتعدى امكانات الاقتصاد". واستنكرت ايضا "استمرار تعطيل صدور البطاقات الهاتفية مسبقة الدفع من وزير الاتصالات، مما يكبد الخزينة اللبنانية خسائر مالية فادحة ويفتح المجال في الوقت ذاته أمام نمو كبير لظاهرة السنترالات غير الشرعية التي تدار من قبل قوى الامر الواقع وتحصد من خلالها منافع على حساب الخزينة ومصلحة المواطنين".

كذلك استنكرت "المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام السوري في بلدة التريمسة ما اسفر عن استشهاد المئات من الأبرياء في واحدة من أبشع الجرائم ضد الانسانية"، معتبرة ان "الاستمرار في هذه الوتيرة الاجرامية وسط حمايات دولية علنية مسألة تدعو الى الاستهجان والرفض".

 

"لا فساد" ردت على جهاز الانتخابات في "القوات": لسنا طرفا سياسيا وسنستمر في الرقابة تعزيزا للشفافية

 وطنية - 17/7/2012 ردت "الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية - لا فساد" على بيان جهاز الانتخابات في "القوات اللبنانية" حول تقرير الجمعية المتعلق بمراقبة الانتخابات الفرعية في قضاء الكورة.

واوضحت في بيان ان "اعتبار الجمعية إجراء الانتخابات الفرعية في قضاء الكورة في 15 تموز 2012 من دون هيئة إشراف على الحملة الانتخابية، يعرض الانتخابات للطعن أمام المجلس الدستوري، ليس موجها الى فريق معين ضد آخر، وهذا ما أوضحته أيضا "الجمعية اللبنانية لمراقبة ديموقراطية الانتخابات"، التي كان في بيانها الجواب الشافي لتساؤلات جهاز الانتخابات في "القوات اللبنانية" الذي نكتفي به من دون إضافة". وأضافت: "لم تعتبر الجمعية عدم التكافؤ باللوحات الاعلانية سببا للطعن. وقد أجرت الجمعية رصدا للانفاق الانتخابي الواضح للعيان كالدعاية الانتخابية والمنشورات والمآدب والمهرجانات والمكاتب الانتخابية والمندوبين ووسائل النقل وغيرها، كما هو منصوص عليه في المادة 58 من القانون". وأوضحت أن "هذا الرصد لا يمكن أن يكتمل من دون إجراء مقارنة مع بيانات الحسابات المصرفية للمرشحين الأساسيين اللذين وعدا بتقديمه في مهلة أسبوع. لذا لم تنشر الجمعية بياناتها، لكنها في المعلومات الأولية لديها، تبين لها أن الانفاق الانتخابي للمرشح الفائز الدكتور فادي كرم هو الأعلى بين جميع المرشحين، لكنه بقي ضمن السقف الانتخابي المسموح به في القانون، إذ لم يتجاوز ستين في المئة من هذا السقف". واكدت الجمعية انها "ليست طرفا سياسيا وستستمر في القيام بدورها الرقابي تعزيزا للشفافية ومكافحة الفساد الى جانب منظمات المجتمع المدني الأخرى، حتى تقترن وعود جميع المسؤولين بالحد من الفساد بأفعالهم".

 

سليمان شارك في افتتاح مركز "أ ب ث" الضبيه: المبادرة الفردية في لبنان ميزة تحد عند اللبناني

وطنية- 17/7/2012 اطلقت سلسلة متاجر abc بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مركزها التجاري الموسع في الضبيه. حضر الاحتفال وزيرالاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائبان دوري شمعون وآلان عون وشخصيات سياسية ودبلوماسية واقتصادية ودينية ورجال اعمال ووجوه اجتماعية وفنية.

والقى رئيس مجلس ادارة المؤسسة ومديرها العام النائب روبير فاضل كلمة اعلن فيها رسميا عن الافتتاح وقال " اصبح بامكان زبائن abc الاستمتاع بتجربة تسوق متكاملة للشباب والعائلات، بدءا من العلامات التجارية والمحلات التجارية، مرورا بالمطاعم وصولا الى صالات السينما". اضاف "قررنا القيام باستثمارات كبيرة في مشروع التوسع هذا، حيث الاقتصاد اللبناني يحتاج بشكل اساسي الى التحفيز، وسكان المنطقة عطشى لمشروع جديد وممتع".

سليمان

ثم القى الرئيس سليمان كلمة قال فيها:"رغم الظروف الصعبة التي تحيط بلبنان والمنطقة، من ظروف سياسية واقتصادية وظروف الازمة المالية العالمية، نشهد نهضة مشروع تجاري كبير في لبنان، مشروع يؤمن فرص عمل للشباب تقدر ب 1500 فرصة عمل، كما يؤمن تصريف الانتاج اللبناني، وهو مقصد للسياحة والتسلية. هذا يدل على ان المبادرة الفردية في لبنان ميزة تحد عند اللبناني، كما هي ايضا ميزة تحد للحفاظ على الديمقراطية طوال 70 عاما. لبنان جاهد طيلة 70 سنة للحفاظ على الحريات العامة وعلى الديمقراطية، ونحن نشهد اليوم تحولا الى الديمقراطية في المنطقة العربية من حولنا.

نتمنى ان يتم هذا التحول بسرعة ومن دون اراقة دماء، والفرصة للبنان بعد هذا التحول الديمقراطي والنمو، لأن هدف الديمقراطية هو تطور الانسان لتأمين حياة كريمة للجميع".

اضاف: "عشية حلول شهر رمضان المبارك، نهنىء اللبنانيين جميعا بحلول هذا الشهر ونهنىء شركة ABC ورئيس مجلس ادارتها وجميع من ساهم في نهضتها، وبخاصة العمال والموظفين العاملين فيها. ونتمنى ان يكون هذا الشهر، شهر رمضان، شهر الفرح للجميع وان تفتح الطرق، ويفرج عن المخطوفين في سوريا. يكفي اللبناني نضاله 70 عاما من اجل الحرية فلنؤمن له فرصا للفرح، ولأخواننا العرب والسياح الامان في لبنان، ونقول لهم ان فيه مقاصد تجارية الى جانب المقاصد السياحية والثقافية".

 

الرئيس التركي يبلغ نظيره اللبناني أن المخطوفين اللبنانيين الـ11 بصحّة جيّدة

بيروت- يو بي أي/تبلغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان من نظيره التركي عبد الله غول أن المخطوفين اللبنانيين الـ 11 قرب الحدود التركية السورية منذ نحو شهرين، هم "بصحّة جيدة".

وقال بيان رئاسي لبناني إثر عودة سليمان من زيارة خاطفة الى تركيا إستمرت ساعات عدة، إنه أثار مع الجانب التركي موضوع المخطوفين اللبنانيين الـ11 والدور الذي تقوم به تركيا بالتنسيق مع سائر الأطراف من إجل إطلاقهم.

 

الوفود المناصرة ل"التيار الوطني" انطلقت بمسيرة في اتجاه المحكمة العسكرية

 وطنية - 17/7/2012 انطلقت الوفود الشعبية المناصرة ل"التيار الوطني الحر"، من أمام المتحف الوطني، في مسيرة في اتجاه المحكمة العسكرية، وهي ترفع أعلام الجيش ولافتات مؤيدة له ومتضامنة معه، يشارك فيها النائبان نبيل نقولا وناجي غاريوس، الامين العام للتيار إيلي خوري، المنسق العام للتيار بيار رفول، باسكال عزام، زياد عبس، الفنان ميشال إلفترياديس، إضافة إلى أمهات بعض شهداء الجيش الذين سقطوا في نهر البارد، وهن يحملن صور أبنائهن الشهداء، وعدد من السياسيين وقياديي "التيار الوطني الحر". بعد انطلاق المسيرة، عادت لتتوقف عند تقاطع المتحف - مبنى رئاسة الجامعة اللبنانية، في انتظار وصول الوفود الآتية من مناطق المتن وجبيل وكسروان.

 

الجميل في معراب للتهنئة بفوز كرم: لبنان أمامه استحقاقات خطيرة تحتاج الى لم الشمل

 وطنية - 17/7/2012 التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب اليوم، رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل لساعتين، خرج بعدها الرئيس الجميل ليضع الزيارة في إطار "تهنئة بعضنا البعض بهذا الانتصار اللبناني الذي تحقق في الكورة، والذي له مدلول كبير ويؤكد الجو العام في البلد وتوجهات الناس وتمسكهم بهذا الخط السيادي الذي تمثله قوى 14 آذار، وهذه الزيارة هي لتهنئة الدكتور جعجع والرفاق في "القوات اللبنانية" وكل أهالي الكورة وكل اللبنانيين. وجئنا لنؤكد انها خطوة من الخطوات الطويلة اذ اننا لا نزال في أول الطريق ولا يزال امامنا استحقاقات في انتظارنا ونضال طويل، وقد تفاهمنا على الكثير من الأمور وكنا على موجة واحدة، ونأمل أن تتحقق كل أمنيات الشعب اللبناني بالرغم من كل الصعوبات والعواصف والتهديدات".

وعن ظاهرة قطع الطرقات في بعض المناطق دعما للجيش لتصنيف الناس بين مؤيد للجيش ورافض له، حذر الجميل من "هذه اللعبة الخطيرة التي ستنقلب على أصحابها ونحن لنا ملء الثقة بالجيش الذي يتحمل مسؤوليته في هذه المرحلة"، آملا "أن تنجح خطة انتشاره في الشمال وحفظ الأمن في الداخل ونحن الى جانبه، أما الأهم فهو بقاء الجيش بمنأى عن هذه المواقف السلبية التي لا تخدم المصلحة الوطنية".

وأضاف "لا شك ان هناك طابورا خامسا يحاول زعزعة الوضع في الداخل وشل مقدرات الدولة وتقسيم الجيش، وهي مرحلة عشناها في السبعينات، وكان لها انعكاسات مدمرة على البلد ونحن مدركون لهذا الأمر ونقف له بالمرصاد". وعن قراءته لموقف النائب محمد رعد الرافض لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وان المقاومة ما زالت في بداية التحرير، قال الجميل: " كل هذا المنطق تجاوزه الزمن منذ العام 2000، وفي المقاربة الجديدة لطاولة الحوار اكدنا موقفنا الواضح والصارم بأن أي خطة يجب ان تكون تحت سقف الدستور اللبناني والميثاق الوطني والشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ولن نقبل بأي مساومة حول هذه النقاط". وعن أولوية 14 آذار للمرحلة المقبلة في ضوء انتخابات الكورة وفي ظل "المسرحيات" الأمنية التي تحصل في الشارع، أكد الجميل وحدة قوى 14 آذار و"هذا الأمر بات واضحا للجميع اذ ان هناك تضامنا كاملا والتفافا حول ثوابت ومقدسات لا مجال للحياد عنها، ونحن في مرحلة تعبئة لكل الطاقات الخيرة في البلد باعتبار ان لبنان أمامه استحقاقات خطيرة تحتاج الى لم الشمل ويدنا ممدودة للجميع لتقوية مؤسسات الدولة التي هي الملاذ الأول والأخير للبنانيين". وعن تأييد بعض الوزراء لتظاهر القطاع العام، أسف لتصرفات هذه الحكومة "التي نبحث عنها "بالسراج والفتيل" فأين هي من الكهرباء؟ أم التحرك في القطاع العام؟ والمحزن أننا نعيش فراغا خطيرا في هذا السياق"، لافتا الى ان "خطوة تحرك القطاع العام هي دليل إضافي على غياب الدولة ومعالجة بعض القضايا البديهية. وعلى سبيل المثال السطو على المصارف في وضح النهار أو خطف المواطنين وطلب فدية، ما يشير الى غياب الأمن والقضاء الذي لا يقوم بواجباته الكاملة، لذا هذه الحكومة لا يمكن ان تستمر في هذا الشكل".

وعما اذا كانت نتائج انتخابات الكورة صورة مصغرة لانتخابات العام 2013، رأى "ان الجو العام يدل على توجه الناس اليوم نحو طروحات 14 آذار. وهذا ما نلمسه في كل المناطق والكورة ما هي الا أنموذج يسري كذلك على كل المناطق".

سفيرة النمسا

من جهة أخرى، عرض جعجع مع سفيرة النمسا أورسولا فاهرينغر، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" بيار بو عاصي، لآخر التطورات المحلية والاقليمية إضافة الى العلاقات بين البلدين.

عقب اللقاء، قالت فاهرينغر: "كانت مناسبة لتبادل الآراء مع الدكتور جعجع حول مواضيع سياسية متعددة بدءا من البلقان وصولا الى الوضع في الشرق الأوسط، وقد كان من المهم ان نستمع الى وجهات نظره عن التطورات في المنطقة".

ورأت "ان القيادات اللبنانية تتمتع بما يكفي من الحكمة لإيجاد الحل المناسب لمشاكل هذا البلد من اجل المحافظة على استقراره"، مشيرة الى "ان حسن التصرف لتفادي ما يحصل في البلدان المجاورة هو أفضل ما يمكن القيام به، وانا أعلن هذا لكوني ممثلة لبلد محايد يتفهم هذا الموقف".

وفد مغترب

الى ذلك، بحث جعجع مع وفد لبناني من أوستراليا ضم رئيس الرابطة المارونية - أوستراليا توفيق كيروز، رئيس الجامعة الثقافية في العالم ميشال الدويهي، رئيس التجمع المسيحي سابقا ورئيس تحرير جريدة "النهار" أنور حرب، وممثل المؤسسة المارونية في الانتشار جورج غصين وبعض الشخصيات الاجتماعية، في المستجدات المحلية وشؤون الجالية وشجونها.

 

عندما "يستفيق" الجنرال على حب الجيش

المستقبل/تُظهر التحركات الإحتجاجية المتنقلة بين منطقة وأخرى، أن ما يجري في البلد ليس بريئاً إنما هو إستكمال لمخطط تخريب لبنان الذي بدأ منذ سنوات، غير أن التطور المقلق في هذا المخطط يكمن في محاولة توريط مؤسسات الدولة في هذه التحركات، وخصوصاً الجيش اللبناني وإظهاره مؤيداً لهذه التحركات وراعياً لها ولطروح فريق من اللبنانيين على حساب فريق آخر، بعدما أخفق أصحاب هذا المشروع في تأليب الرأي العام وإقناعه بأن فريق "14 آذار" وأبناء الشمال وعكار هم ضد الجيش اللبناني ويعملون لإضعافه.

بغضّ النظر عن رفض أصحاب الإحتجاجات المصطنعة والمركّبة لقرار القضاء العسكري بإعادة توقيف الضباط الثلاثة المتهمين بقتل الشيخين الشهيدين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب، فإن معالجة هذا القرار وتغييره لا تتحقق بقطع الطرق وحبس الناس وتحويلهم الى رهائن داخل سياراتهم، كما أن السعي الى مطلب معين لا يكون بتقطيع شرايين العاصمة وعزل المطار وخنق صيدا وتنغيص حياة أهلها، ولا بإحتلال مؤسسة كهرباء لبنان ومنع الموظفين من دخولها لمزاولة عملهم، ولا بتطويق المعتصمين من قبل مناصري وزير الطاقة وعمّه والإشتباك مع المياومين أصحاب المطالب المحقّة، إنما المعالجة تقتضي القبول بوجود دولة ومؤسسات توكل إليها أمر حلّ الأزمات مهما إستعصت على الحل.

المشاهد التي عاينها اللبنانيون ليل أول من أمس أمام ثكنة صربا من قطع للطريق بالإتجاهين، من قبل من يسمّون أنفسهم أنصار الجيش ومحبيه، وإنتقال هذا المشهد الى أوتوستراد البترون ومن ثمّ البقاع وأخيراً أمس في منطقة المتحف في بيروت، ليست الا حالة تأجيج للفتنة في لبنان، فالحرصاء على الجيش هم من يحمي هذا الجيش ويحتضنه عند الشدائد والملمات ويحافظ على حياديته ليكون لكل اللبنانيين، وليس من يتخذه غطاء لتخريب أمن البلد وتعميم حالة الفوضى فيه، وليس خافياً على أحد أن الفريق العوني الذي أنهى شهر العسل مع حلفائه، يسعى اليوم الى نقل المشكلة الى الشارع حيث هو الأضعف، خصوصاً عندما يكون فيه وحيداً وبغياب حليفه الأساسي وضابط إيقاعه أي "حزب الله"، بعد أن إعتاد الجنرال طيلة السنوات السبع الماضية، على أن يتدثّر تحت عباءته.

وإذا كان من حقّ الفريق العوني أن يحتج على ما يزعمه ضرب هيبة الجيش فإن العماد عون مصرّ على محاولة تضليل الشعب اللبناني، بقوله أمس "إنَّ تاريخنا يدل على اننا دافعنا عن الجيش ووحدة لبنان". وهنا من حق اللبنانيين أن يسألوا كيف دافع الجنرال عون عن الجيش وهو الذي تركه يذبح على جبهات حرب التحرير المزيفة وفرّ هارباً الى السفارة الفرنسية في 13 تشرين الأول 1990؟. كيف دافع عن الجيش وهو الذي كان شاهداً على المقبرة الجماعية لجنود الجيش الذين دفنهم فيها حليفه الحالي الجيش السوري في وزارة الدفاع من دون أن يبلّغ عنها؟، كيف دافع عن الجيش عندما لازم الصمت يوم الإعتداء على الجيش في منطقة مار مخايل في العام 2006، والتي جرى إثرها توقيف 32 جندياً وضابطاً من دون أن يحرّك ساكناً؟. كيف دافع عن الجيش يوم قتل حليفه "حزب الله" النقيب الطيار سامر حنا وأسقط طائرته في الجنوب، علماً أنه برر الجريمة وغطاها، عندما حمّل النقيب الشهيد، كما حمّل الجيش وقيادته المسؤولية، بسبب تحليقه فوق مرتفعات منطقة سجد، بإعتبار أن الطيار الشهيد إخترق أجواء دولة "حزب الله" الممنوع على أحد الإقتراب منها؟. كيف دافع عن الجيش عندما كانت الكمائن تنصب له في مناطق نفوذ "حزب الله" في البقاع وكان يسقط فيها العسكريون قتلى وجرحى؟. كيف دافع عون عن وحدة لبنان، وهو الذي قسّم بيروت بين شرقية وغربية وتمرّد على الشرعية وإحتل القصر الجمهوري من أجل أحلامه الرئاسية التي ما زالت تقضّ مضجعه؟.

وفي ظلّ خطر هذه التحركات وما قد ترتبه من تحركات مقابلة، إعتبر مصدر أمني أن "العودة الى الشارع لن تحقق مطلباً ولن تزيد الأوضاع الا تأزيماً". وأكد المصدر لـ"المستقبل"، أن "كل الأطراف قادرة على إستعمال الشارع لكن ذلك لن يحلّ مشكلة، إنما سيضاعف المشاكل ويفتح ثغراً أمنية تمكن العابثين بالأمن من التسلل عبرها"، وشدد على أن "الأجهزة الأمنية لا ترغب في قمع هذه الإحتجاجات ومنعها بالقوة، بل تراهن على وعي السياسيين للمخاطر التي ستترتب عن هذه التحركات في ظل الأوضاع المضطربة المحيطة بلبنان"، داعياً الى "الإقلاع عن الإمعان في إضعاف الدولة، لأن إنهيار الدولة التي يستظلّها كل اللبنانيين سيصيب الجميع من دون إستثناء ولن يخرج أحد منها منتصراً، وتجربة الحرب الأهلية خير دليل على ذلك".

 

الشارع المسيحي مذهول من تمدّد "ثقافة الدواليب" إليه وعون يعوّض في صربا ما خسره في الكورة

 ألان سركيس/المستقبل

أجمع الشارع المسيحي على رفض ممارسات "التيار الوطني الحرّ" الذي قام بقطع الطرق على المواطنين في صربا والمتحف وحرق الدواليب، وإدخال المناطق المسيحيّة في دوامة وأسلوب عمل جديد لا علاقة لها فيها، لا من قريب ولا من بعيد. "الفوضى الهدّامة"، السياسة التي تتبعها قوى الثامن من آذار لتحقيق شهواتها السياسيّة، نقلها العماد ميشال عون هذه المرّة إلى داخل المناطق المسيحيّة التي ضاقت ذرعاّ بتصرفاته وحروبه العبثية التي أدّت الى تدمير المناطق المسيحيّة وإغراقها في إنقسامات لم تخرج منها حتى الآن. العناوين تختلف، في الأمس خاض حرب "الإلغاء" تحت شعار توحيد البندقيّة وحصريّة سلطة الدولة بيد الجيش، من ثمّ برّر إستشهاد الضابط سامر حنّا الذي قتله أحد عناصر "حزب الله" في تلة سجد، قائلاً "من سمح له بالذهاب الى هناك"، واليوم خرج تحت شعار "أنصار الجيش" لقطع الطرق في المناطق المسيحيّة ونشر الفوضى من صربا حتّى المتحف، وتحرّك في هاتين النقطتين لما لها من رمزيّة، فجونية قلب كسروان مركز الثقل المسيحي، والمتحف كان خط التماس في الحرب، وعقدة الجنرال هي السيطرة على المناطق المسيحيّة.

التحركات التي قام بها أدّت الى إستياء عارم لدى الشارع المسيحي، ومشهد صربا كان أكبر دليل حيث حجز المواطنين في سياراتهم لساعات حتى كفروا بتصرفات عون التي لا تجرّ إلا الفوضى والأذى الى مناطقهم. أسلوب قطع الطرق الذي إعتمده العونيون يذكّر بالأساليب التي يتبعها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية، وكأنّ جونية أصبحت الضاحية والجهة الحزبيّة التي تسيطر على الضاحية تسطو على جونية، فعندما وقّع "التيار الوطني الحرّ" وثيقة التفاهم مع "حزب الله"، قال عون إنه يريد أن يجلب الحزب الى ثقافته، لكن المفارقة أن التيار إمتهن ثقافة "حزب الله" وتصرّف مثله. ويتساءل المسيحيون على من يقطع العونيون الطرق، وهل قرار إعادة توقيف الضباط للتحقيق معهم في جريمة إغتيال الشيخين عبد الواحد ومرعب يقاوم في صربا والمتحف؟.

التصرفات غير المسبوقة داخل المناطق المسيحيّة أدّت الى إستنكار واسع من الأحزاب والقيادات السياسية، فرأى عضو كتلة "القوات اللبنانيّة" النائب جوزيف المعلوف في حديث الى "المستقبل" أنه "ليست سوى مزايدات يحاول من خلالها الجنرال كسب عطف الناس بعد فشل وزرائه في معظم الملفات التي إستلموها في الحكومة، لكن خطواته ستأتي بردّة فعل عكسيّة عليه لأن الشارع المسيحي يقف صفّاً واحدا في دعم الجيش، ويطالب ببسط سلطة الدولة على جميع أراضيها وتسليم السلاح غير الشرعي الى الجيش".

ويعرب عن رفضه لـ"الصورة الشنيعة غير الحضاريّة التي ظهرت في المناطق المسيحيّة، فالقرار الذي إتخذ في الحكومة شارك فيه عشرة وزراء عونيين، والطريق المثلى هي اللجوء الى المؤسسات القضائية والى السلطة التنفيذية، وإذا كانوا غير راضين عن أداء الحكومة فليستقيلوا". ويسأل المعلوف ما إذا كان العماد عون يعتقد أنّ "عدم الإستقرار الذي يسببه يفيد المسيحيين، وعليه تفسير السياسة التي يتبعها والتي قد تؤدي الى مواجهات ميدانية وتسبب ضرراً للناس، في وقت أملنا كبير بالدولة وحصر السلاح بيدها". تصرفات "التيار الوطني الحرّ" تأتي بعد يوم واحد على إنتهاء الإنتخابات الفرعية في الكورة التي أظهرت مشهداً ديموقراطياً هادئاً من جهة، وتراجعاً في شعبيّة عون لدى المسيحيين من جهة ثانية، فسارع الجنرال الى قطع الطرق لإسترداد شعبيّة مفقودة.

ويطالب عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني في حديثه الى "المستقبل" بـ"وقف مزايدات العماد عون وسحب أزلامه عن الشاشات وفتح الطرق، حيث أنهم نسوا أن الشهيد سامر حنا سقط بنيران حليفه وأطلق سراح القاتل بعد 9 اشهر ولم يحرّك ساكناً". وإعتبر أن "التحركات تأتي بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها في الكورة، وعدم تقبله حقيقة أن قوة 14 آذار تزداد في المناطق المسيحيّة، ولا نتعجب أن نقل الفوضى اليها لأن مع عون كل الأمور واردة"، داعياً إياه الى "وقف المزايدات داخل الشارع المسيحي لأن قيادة الجيش دعت الى عدم قطع الطرق كما إننا نقف الى جانب الجيش ونطالب بسحب سلاح "حزب الله" وإعطائه الغطاء السياسي للتحرّك والقيام بواجباته". هذه الثقافة العونيّة التي مارسها التيار في 23 كانون الأول من العام 2006 غريبة عن البيئة المسيحية التي ما زالت محافظة على الحد الأدنى من الهدوء رغم العواصف التي مرّت، ويحاول "التيار الوطني الحرّ" القول إنه موجود وقادر على إغلاق المناطق المسيحيّة في أي لحظة، وإذا لم اقدر وحدي فـ"حزب الله" موجود.

ويستغرب النائب السابق غبريال المرّ في حديث الى "المستقبل" غياب مشهد قطع الطرق عندما سقط الشهيد سامر حنّا الذي كان ضابطاً واعداً، كما أنه لم يدافع عن العسكرييّن الذين أوقفوا في أحداث الشياح، أما الآن فنحن على أبواب سنة إنتخابيّة، فيحاول عون شدّ الناس إليه، لكن النتيجة أنه لم يبق مواطن إلا وهاجمه، فالتجمعات تحصل بطرق ديموقراطية، وما فعله مناصرو التيار ليس من عاداتنا، فصورتهم لن تجمّل مهما ظهروا على التلفزيونات وتحدّثوا، وليعودوا إلى الخط الوطني الذي تمثّله 14 آذار، لأن إستمرارهم في تحالفاتهم الحالية سيسبب لهم الخسارات المتلاحقة، والآتي أعظم".

 

نصرالله و"خطاب الحرب"

عبد الوهاب بدرخان/النهار

ألحّت دعوات كثيرة على ترقب "اطلالة" الامين العام لـ"حزب الله" اليوم، في الذكرى السادسة لحرب 2006. قد تعفيه المناسبة من التركيز على الشأن السوري لئلا يرتكب اخطاء جديدة، ويستزيد من عداء الشعب السوري. لكنه سيتطرق حكما الى سوريا "التي في خاطره"، من زاوية المساهمة التي قدمها نظامها في "النصر الالهي". كان متداولا ان السيد حسن نصرالله ربما يلتفظ اخيرا بـ"الاعتذار" المطلوب منه لتسهيل اطلاق مجموعة اللبنانيين المحتجزين عند "الجيش السوري الحر" في منطقة عند الحدود مع تركيا. لكن هذا، على افتراض حصوله، ليس الهدف من الخطاب، بل ان الهدف هو اطلاق التحذير من ان اسرائيل تتأهب لحرب جديدة، وبالتالي للقول: نحن جاهزون ومستعدون لتكبيدها هزيمة نكراء اخرى وتلقينها درسا آخر لا ينسى... ما يعني استطرادا: انسوا الازمة السورية – وسيناريواتها وحساباتها، انسوا الحوار الوطني ورهاناته واوهامه، انسوا مشاكل الكهرباء والماء والاعتصامات وقطع الطرق، وانسوا هزال الحكومة واشكاليات قضية المياومين. فالعدو كان ولا يزال على الابواب، والمقاومة أولوية الاولويات. هذه ليست تكهنات، فالكثير من الكتابات والمداخلات تمهد لما سيقوله نصرالله. ومنها خطب للنائب محمد رعد افاد فيها بأن طاولة الحوار مخصصة فقط لـ"تخفيف الاحتقان" لا للبحث في "سلاح المقاومة"، وحتى في الاستراتيجية الدفاعية تحديدا لان المسؤولين اللبنانيين لا يملكون "قرارا مستقلا" ولا "ارادة للدفاع" عن البلد في مواجهة العدو الاسرائيلي. فلو كان هؤلاء المسؤولون صادقين، يقول رعد، "لكان جيشنا اللبناني على احسن حال، في حين انه لا يملك قدرة التمويل للوقود الذي يحرك به آلياته لفض اشتباك هنا او هناك". وها هو يضيف، على سبيل تخفيف الاحتقان "انهم (الفريق الآخر في لبنان) اصدقاء العدو وليسوا حتى محايدين، وصديق العدو عدو". لا شك ان الذين يتوقعون، او يتمنون، مبادرة ما ايجابية من "حزب الله" سيدركون كم هم واهمون. فقادة هذا الحزب متمسكون بخطاب التخوين رغم الاختراقات المتكاثرة والمقلقة في صفوفه. الحرب التي سيتحدث عنها نصرالله متوقعة. اما غير المتوقع فان يكون اللبنانيون ازاءها حياديين او اصدقاء العدو، لانهم سيكونون ضحاياها. بل ممنوع على الضحايا المعلنين ان يسألوا من يقرر الحرب والسلم، اهي الدولة والجيش ام "حزب الله"، ثم ما هذه الحرب التي يبقى سرها عند هذا الحزب وعند ايران؟ يخشى ان يكون هناك استسهال لـ"خطاب الحرب" بحثا عن تعويض لخسائر الربيعين الايراني والسوري، او ان يكون الهدف توظيف ذلك الخطاب لانقاذ النظام السوري. واخيرا ماذا لو لم يحقق هذا الخطاب الصدى الذي يتوخاه نصرالله؟

 

قراءة في صناديق الكورة وما بعدها: حزب "القوات" تقدّم مكاري الأكثر وزناً والقومي ثبّت نفسه وأين "التيار العوني"؟

ايلي الحاج /النهار

 عاد مقعد "القوات" في الكورة إلى "القوات" بعد معركة صوّرها الإعلام عالمية. لكن نتائج الاقتراع تقود كالعادة إلى استنتاجات وأسئلة سياسية عما بعد. يصرّ فريق 14 آذار على أن خصمه 8 آذار خاض انتخابات الكورة الفرعية بكل ما ملكت يداه في السياسة والإمكانات على غرار الإنتخابات الشاملة عامي 2005 و2009 وأكثر. يسترسل المشرفون على الماكينة الانتخابية لهذا الفريق في عرض مخالفات "الفريق الآخر" بدءاً من "المرآة الإلكترونية" لمحاكاة موقع للمرشح آنذاك، النائب فادي كرم ونسب تصريحات إليه تجفّل الناخبين السنّة وفحواها أنه سيفوز بأصواتهم ومن دونها، إلى استخدام المال في البيئة السنية وضغوط من أفرقاء سنّة شماليين في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أنتجت خفضاً في أعداد المقترعين وصل إلى نحو ألف صوت، لكن "تيار المستقبل" حافظ على تمثيله 65 في المئة من أصوات هذه البيئة فثبّت أنه ممثل غالبيتها مهما تكن ظروفه وأوضاعه التي اختلفت عن السابق في غياب الرئيس سعد الحريري عن البلاد.

لا يغيب عن محللي النتائج من 14 آذار أن الحزب السوري القومي الإجتماعي خاض معركة حماية آخر معاقله في المنطقة التي سيطر عليها 30 عاماً مع حلفاء له بفعل الحرب ومفاعيلها، وأن حزب سعادة لم يستطع تقديم خطاب سياسي من خارج مفردات الحرب لمواكبة المرحلة. وحتى في أميون تراجع عدد الأصوات التي نالها مرشحه الدكتور وليد العازار 100 صوت بما يناقض كلام القومي على تقدم كبير حققه في المدينة. مع الإعتراف بأن النائب الجديد كرم نال في مسقطه أصواتاً أقل بـ100 أيضاً من سلفه النائب الراحل فريد حبيب في آخر انتخابات عامة. يُضيف المشرفون- المحللون إلى استنتاجاتهم أن النائب السابق سليم سعادة دعم العازار بأصوات مؤيديه بعد ظهر الأحد كي يحافظ على موقعه فيها. لم يُضف ترشيح كرم أصواتاً إلى معركة "القوات" الإنتخابية مما يعني في حسبانهم أن الدافع إلى ترشيحه هو النزول عند إرادة القاعدة التي اختارته في عملية الشورى، وإلا لكان حزب "القوات" اختار مرشحاً من قلب أميون وليس من قرية كفرصارون المجاورة.

يركز هؤلاء على تقدم كبير من 42 في المئة عام 2009 إلى 48 في المئة حققته "القوات" عبر مرشحها كرم في البيئة الأرثوذكسية، وعن صعود من 67 في المئة إلى 72 في المئة في الأقلام المارونية. ليبنوا على ذلك أن ثمة تغيراً في المزاج العام سينسحب على كل البيئة المارونية في جبل لبنان سنة 2013. فالمعركة الآتية ستكون تحت شعار الحرية "ومن مع بشار ومن ضده" إذا كان الرئيس السوري لا يزال في الحكم طبعا. لا يشارك سياسيون من 14 آذار في هذا الرأي ويلفتون إلى أن الخصم الرئيسي في جبل لبنان هو الجنرال ميشال عون الذي كان وزن أنصاره ضامراً في فرعية الكورة على نحو لافت، لكنهم يوافقون على الشعار المفترض لانتخابات 2013 ويتوقعون تداعيات شديدة السلبية على "التيار العوني" في حال انهيار النظام السوري الذي تحالف معه الجنرال. وتوقف بعضهم عند غياب حزب الكتائب في الكورة وأسبابه. تؤكد ماكينة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري تعلّق مؤيدي 14 آذار بمبادئها وتقرّ بـ"شيء من التراخي في الوسط السني" لغياب الرئيس الحريري وأيضاً تراجع بعض الخدمات لأسباب اضطرارية. تعيد إلى جهدها التقدّم في الأقلام الأرثوذكسية، وأيضاً إلى عمل ماكينة "القوات" الجيّد والمنسق والذي أثمر بوضوح في الأقلام المارونية. وتلاحظ كذلك أن الحزب القومي برهن ثبات قاعدته في معزل عن حضور النائب السابق سليم سعادة ولهذه النتيجة دلالاتها، وإن لم يتمكن الحزب التاريخي في المنطقة من تسجيل تقدم. وتتوقف بعد تأكيد اندفاع تياري "المردة" و"العونيين" عند التصويت المتمادي في رفض الآخر" على ما بيّنت نتائج الأقلام الشيعية والعلوية. تقر ماكينة مكاري بأنها كانت تتوقع فارقاً لمصلحة الدكتور كرم بنحو 2500 صوت وبأن الهبوط كان سببه النقص في الصوت السني. لتعتبر في تحليلها لتوجه الأصوات المارونية أن "التيار العوني" لم يعد موجوداً في الكورة... تقريباً. اما ماكينة الحزب السوري القومي الإجتماعي فتفخر بالنتيجة التي تحققت: "خضناها معركة باللحم الحي"، على ما يقول مرشح المعركة الدكتور وليد العازار. وتتحدث عن استقدام مغتربين من أوستراليا بأعداد هائلة وإمكانات دعائية وإعلامية ومالية لا نظير لها. في المقابل تمكن الحزب من خفض الفارق إلى 1250 صوتاً فقط وهذا إنجاز يٌبنى عليه للسنة 2013. الخلاصة: "خسرنا بشرف وأثبتنا أن الكورانيين المقيمين أقرب إلينا. نحن نحاكي همومهم الوطنية والحياتية اكثر بكثير".

في المقابل "حركة اليسار الديموقراطي" التي انخرطت بفاعلية في دعم مرشح "القوات" وغطت 30 صندوقاً، توافق ماكينتها على مقولة إن أصوات المسلمين، سنة وشيعة، تساوت بين الطرفين 54 % لـ 14 آذار و46% لـ 8 آذار. في حساباتها أن "المردة" أعطوا أقصى ما استطاعوا 30 في المئة من أصوات الموارنة، إلى الأصوات التي نالها العازار في كوسبا مسقط حليفهم وزير الدفاع فايز غصن وقرى وبلدات أرثوذكسية أخرى. في رأيها هي أيضاً أن العونيين لم يكن لهم حضور وأن النتائج ستعطي القوميين دفعاً للإنتخابات المقبلة إذا أحسنوا التصرف. تشيد هذه الماكينة بفاعلية مكاري ووزنه في الكورة، وبقدرة الدكتور سمير جعجع الإستثنائية على استيعاب الخلاصات ووضع خريطة عمل للمرحلة المقبلة في ضوء النتائج التي انبثقت من الصناديق. جعجع المرشح لرتبة أعلى في تمثيل مسيحيي الشمال خصوصا، وما بعده صوب بيروت في 2013 بإقرار الحلفاء والخصوم وخشيتهم.

 

الثورة في دمشق

علي حماده /النهار

سوف يظل تاريخ الخامس عشر من تموز ٢٠١٢ مفصليا في الثورة السورية. فيومذاك انتفضت احياء دمشقية عدة ضد النظام وفتحت بشكل رسمي جبهة داخل العاصمة مع توالي الاشتباكات العنيفة بين "الجيش السوري الحر" وقوات النظام بكل انواع الاسلحة. في الخامس عشر من تموز ترسخت اقدام الثورة في العاصمة وظهر أن النظام صار اكثر فاكثر في موقف دفاعي حرج ومقلق الى حد دفع بوزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف الى اصدار موقف دراماتيكي قائلا ان بشار الاسد لن يترك السلطة بالقوة. لقد وصلت الثورة بقوة الى دمشق ولن تخرج منها قبل ان يسقط القصر الجمهوري ويهرب بشار الاسد وبطانته او يواجه مصيرا صعبا.  لا نقول ذلك من باب استعجال الشيء قبل اوانه، بل بالعكس ما مر يوم منذ اندلاع الثورة إلا وازددنا يقينا بأن النظام لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية، وانه منذ آذار ٢٠١١ صار من الماضي، ولن تقوم له قيامة حتى لو انهالت عليه كل المساعدات العسكرية الممكنة وغير الممكنة من روسيا وايران. فمشكلة النظام في سوريا تتلخص في استحالة اعادة عشرين مليون سوري الى منازلهم من دون أن ينهوا مراسم دفن " جمهورية حافظ الاسد" نهائيا. هذا ما لن يفهمه اركان النظام او هكذا يبدو. ومن هنا اقتناعنا بأن الحل في سوريا لن يكون سياسيا، ولا تفاوضيا عبر آليات حوار بل سيكون في ميدان المعركة.  هذا تحد كبير للموقف الروسي الذي يزداد حرجا كون موسكو قادرة على اغراق النظام في سوريا بالسلاح والعتاد من غير أن تتمكن من معالجة نقطة الضعف الكبرى التي يعاني منها النظام المذكور: الثورة الشعبية وتصميم الناس على دفع اغلى الاثمان لاسقاط آل الاسد من الحكم. وفي هذه الأثناء فإن سلاحا آخر يتدفق على الثوار أكانوا من "الجيش الحر" أم مجموعات مسلحة مستقلة بما يغير المعادلات على الارض حتى صرنا نرى مشاهد كالتي شاهدناها قبل يومين في دمشق. ومن علامات ضعف النظام انه ما عاد قادرا على حسم المعركة في اي منطقة من مناطق سوريا.

بالامس طال سهر بشار الاسد ولم ينم لا هو ولا بطانته. وسوف يتكرر هذا الامر في المقبل من الايام والليالي لأن الثورة وصلت الى دمشق. هي باقية فيها. وكل يوم ترد معلومات من الداخل السوري تفيد ان النظام يتفكك وإن ببطئ، لكنه بالتأكيد يتفكك مع ارتفاع وتيرة الانشقاقات في صفوف الجيش، وهروب العديد من كبار الموظفين الى قراهم، والاهم من ذلك بدء انفكاك حلقة التجار الكبار المحيطين ببشار وعائلته وقيام العديد منهم بفتح قنوات اتصال مع "الجيش الحر" ومباشرة البعض المساهمة في المجهود الحربي بالمال.

لا بوتين القيصر المفبرك، ولا لافروف وصراخه، ولا ايران وتقيتها الدموية يمكن ان ينقذوا نظاما انتهى انتهى انتهى. وقد اقتربت النهاية.

 

انتخابات الكورة لمّت شمل 14 آذار

روزانا بومنصف /النهار

سمحت الانتخابات الفرعية التي جرت في الكورة يوم الاحد الماضي بتقديم خدمة لقوى 14 آذار من خلال اتاحة المجال امامها للظهور بمظهر موحد وتوافقي يدحض الى حد كبير الاهتزاز الذي احدثه مسيحيو هذه القوى في الاسابيع الاخيرة. اذ ان وقوف هؤلاء جنبا الى جنب مع  التيار الوطني الحر في موضوع المياومين تحت عنوان الوقوف صفا واحدا لمنع اغراق الادارة بطوائف معينة دون الاخرى شوّش الرؤية لجهة الغرض الفعلي والهدف من التلاقي المسيحي حول قضية ساهمت في تدعيم ما يقول به التيار الوطني حول دفاعه عن حقوق المسيحيين في الدولة في الوقت الذي احدثت شرخا مع الطوائف الاخرى. واذا كان التجاذب العوني الشيعي ظهر الى العلن تحت هذا العنوان في محاولة لتحصيل مكاسب سياسية ومحاولة استعادة شعبية اهتزت اخيرا بفعل عوامل عدة، فان المسألة لم تظهر على هذا النحو بالنسبة الى فريق 14 آذار باعتبار ان اداء مسيحييه بدا كأنه يفيد منه عون في حين يتناقض مع القوى الاخرى، علما ان المسألة كانت لتكتسب قوة وصدقية اكبر لو ان المسألة كانت للتوقف عند محاولة استعادة مواقع مسيحية في الدولة كمنصب المدير العام للامن العام او سواه من المناصب . وساهم التجاذب الكلامي بين النائبين سامي الجميل ومحمد قباني في القاء مزيد من علامات الاستفهام حول ما يمكن ان يطبخ في الكواليس في موازاة لقاءات للممثلين عن القوى المسيحية في الوقت الضائع الذي تسود فيه الخلافات مع الشركاء الاخرين او محاولة التأثير عليهم.  لذلك تنفس بعض السياسيين الصعداء لكون انتخابات الكورة اعادت تحديد ملامح المعادلة السياسية القائمة وقوى 14 آذار كانت في حاجة ماسة الى ذلك نتيجة تخبط في المواقف المعلنة بات يشكل احباطا لمناصريها. كما ان هذه الانتخابات ساهمت في اعادة لم شمل قوى 14 آذار التي قدمت لها انتخابات الكورة هدية اخرى يمكن ان تستفيد منها اذا احسنت توظيفها.

اذ ان وزير الدفاع لم ينفك عن التذمر مما اعتبره جملة عوامل تشكك في هذه الانتخابات وصدقيتها في اداء بدا مناقضا كليا لادارة العملية الانتخابية من جانب وزارة الداخلية. فالوزير فايز غصن تذمر من تصويت المغتربين ومن المال السياسي ومن جملة امور اخرى يفترض ان تكتسب صدقية ما دامت تأتي على لسان وزير لا يتحدث عن وجوده كمرشح للانتخابات بل عن ترشح شخص سواه. وهو قدم جملة مآخذ واتهامات تهدد الانجاز الحكومي من جهة، وهو انجاز بمعنى ان الحكومة يمكن ان تزعم انها قادرة على ادارة عملية انتخابية لا تشوبها ثغر كبيرة من حيث المبدأ علما ان وزير الداخلية تصدى لوزير الدفاع ولما ساقه  في تصريحات عدة من دون ان يسميه نافيا على نحو كلي ما ذهب اليه الوزير غصن، مما يذكّر بالجدل بينهما قبل اشهر حول وجود تنظيم  القاعدة في لبنان الذي كرر وزير الدفاع تمسكه بوجوده فيما نفى هذا الوجود كل المسؤولين الآخرين. لكن هذه المآخذ والاتهامات باعتبارها تأتي من وزير دفاع وليس من مرشح يخوض الانتخابات تنذر بواقع صعب ستواجهه هذه الحكومة من جهة اخرى، في حال قدّر لها ان تشرف على اجراء الانتخابات النيابية السنة المقبلة وكان اعضاؤها مرشحين لهذه الانتخابات وفق ما سيجري بطبيعة الحال. وتاليا فان هذا المنحى يعطي دفعا لمطلب قوى 14 آذار من اجل المطالبة بحكومة حيادية تشرف على الانتخابات او على الاقل لا تضم بين اعضائها مرشحين لها تحت طائل ان يطعن افرقاء الحكومة انفسهم في كيفية ادارتها للعملية الانتخابية او ان يوظفوا ما استطاعوا من امكانات الدولة من اجل تأمين فوزهم. هذا لا يعفي في المقابل من النظر الى مشاكل اخرى تتصل بكيفية التصويت التي حصلت وتوزع الاصوات ولا سيما منها الاصوات السنية وعلى اي اساس حصل ذلك ولماذا، وهذا كله قدمه نموذج انتخابات الكورة التي وفرت للجميع فرصة من اجل اعادة تقويم الامكانات والمواقع قبل الانتخابات المقبلة.

 

خطورة المرحلة تتطلب حكومة إنقاذ تنفذ قرارات الحوار وتغطي انتشار الجيش

اميل خوري /النهار

يرى نواب من قوى 14 آذار وجوب البحث في الاجتماع المقبل لهيئة الحوار الوطني في تشكيل حكومة انقاذ وطني لأن الحكومة الحالية ليست على مستوى مواجهة دقة المرحلة وخطورتها لأنها حكومة الفريق السياسي الواحد ولا يحق لها تاليا في مرحلة التحولات الكبرى في المنطقة الاستئثار في اتخاذ القرارات المهمة من دون مشاركة الفريق الآخر الذي يمثل في الحد الادنى نصف الشعب اللبناني. كما ان الحكومة الحالية بما تمثل ومن تمثل لا تستطيع تنفيذ قرارات هيئة الحوار الوطني التي صدرت والتي سوف تصدر ولا سيما منها المهمة، فهي اثبتت حتى الآن عجزها عن ترسيخ دعائم الاستقرار وصون السلم الاهلي والحؤول دون اللجوء الى العنف والانزلاق بالبلاد الى الفتنة وكذلك عدم اللجوء الى السلاح ايا تكن الهواجس والاحتقانات، وما يجري في شمال لبنان دليل على ذلك.

ولم تتوصل الحكومة الحالية الى دعم الجيش بصفته المؤسسة الضامنة للسلم الاهلي والمجسدة للوحدة الوطنية وتمكينه من التعامل مع الحالات الامنية الطارئة وفقا لخطة انتشار تسمح بفرض سلطة الدولة والامن والاستقرار، بل ان التعامل مع هذه الحالات ادى الى خلاف وانقسام بين مؤيد لهذا التعامل ومعارض له، فضلا عن انها لم تتوصل الى دعم سلطة القضاء تمكينا له من فرض احكام القانون بصورة عادلة ومن دون تمييز، انما صدرت اصوات تعترض على احكامها، ولم تتوصل ايضا الى تعزيز مؤسسات الدولة وتشجيع ثقافة الاحتكام الى القانون والمؤسسات الشرعية لحل اي خلاف او اشكال طارئ، بل ان ما حصل هو العكس اذ استمر الاحتكام الى الشارع وازدهرت ثقافة حرق الاطارات وقطع الطرق، ولا حققت ضبط الخطاب السياسي والاعلامي بما يساهم في خلق بيئة خاصة ومؤاتية للتهدئة، بل ازداد هذا الخطاب حدة وتشنجا.

ولم تعمل على تأكيد الثقة بلبنان وطنا نهائيا لتعزيز العيش المشترك، إنما ظلت هذه الثقة به ضعيفة، والولاء له غير كامل، ولا استطاعت تنفيذ كل بنود اتفاق الطائف، لان تنفيذها يحتاج الى وفاق وطني لا يتحقق بواسطة حكومة الفريق الواحد. ولم تثبت من جهة اخرى قدرتها على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والازمات الاقليمية حرصا على مصلحة لبنان العليا ووحدته الوطنية وسلمه الاهلي. وما يجري في منطقة الشمال دليل على التزام الحياد من كل الاطراف، وما انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية مع سوريا سوى اختبار لالتزام هذا الحياد ومنع الفعل وردود الفعل عند هذه الحدود. فالانتشار في ظل الحكومة الحالية الضعيفة والعاجزة له سلبيات وايجابيات ويحتاج قبل كل شيء الى غطاء سياسي واسع لا تستطيع هذه الحكومة تأمينه حتى اذا ما ضبط الجيش الوضع على الحدود اللبنانية ومنع التسلل وتهريب الاسلحة واطلاق النار في اتجاه الداخل السوري لتبرير الرد السوري عليه فان السؤال المطروح هو: اي موقف تستطيع الحكومة اتخاذه اذا ما اعتدى الجيش السوري على الاراضي اللبنانية، او استمر في اطلاق القذائف على قرى لبنانية وسقوط قتلى وجرحى ولا تتخذ قرارا بدعوة الجيش اللبناني الى الرد. واذا لم يكن في استطاعة الحكومة اتخاذ هذا القرار فهل في امكانها الاتفاق على تقديم شكوى الى مجلس الامن ضد الاعتداء السوري على الاراضي اللبنانية في حال حصوله، وهي حكومة معروفة بأنها من صنع سوريا ولا مصلحة لها ولسوريا في تدخل مجلس الامن مخافة ان يقيم منطقة عازلة لحسم الوضع في سوريا، او لجعلها منطلقا لذلك.

لهذه الاسباب وغيرها يرى نواب في قوى 14 آذار وجوب اثارة موضوع تشكيل حكومة جديدة في هيئة الحوار تكون على مستوى دقة المرحلة وخطورتها، سواء كانت حكومة اتحاد وطني تتمثل فيها كل القوى السياسية الاساسية في البلاد او حكومة شخصيات بارزة موثوق بها يتم التوافق عليها بين هذه القوى وتستطيع تنفيذ قرارات هيئة الحوار الوطني السابقة والحالية واللاحقة، وتكون قادرة على تجنيب لبنان تداعيات ما يجرى في المنطقة ولا سيما في سوريا لان الحكومة الحالية لا تستطيع ذلك، ولن يسمح لها الا بممارسة السياسة الكيدية وتطبيق سياسة الغالب والمغلوب التي لا يقوى لبنان بتركيبته الدقيقة السياسية والمذهبية على تحملها، ولانها حكومة اذا ما واجهت سقوط النظام السوري فانها قد تعمل على اسقاط لبنان بإدخاله في فراغ يفتح ابواب الفوضى العارمة فيه، واذا صمد هذا النظام في وجه الثائرين عليه وقتا طويلا ولم يسقط فان الامن والاستقرار والسلم الاهلي والوحدة الوطنية قد لا تصمد في لبنان في ظل الحكومة الحالية. لذا فان هذا الوضع الدقيق يتطلب قيام حكومة قادرة على جعل لبنان يصمد ايا يكن مصير الازمة السورية

 

"لعبة الشارع" وفلتانه نتيجة حتمية لتباينات الأكثرية و"العونيون" أكثر الساعين إلى الإفادة من التردّي الحكومي

ابراهيم بيرم /النهار

لم يكن في مقدور أي مراقب للمشهد الذي ارتسم عصر اول من امس سواء على مداخل مؤسسة كهرباء لبنان في محلة مار مخايل – طريق النهر، او على اوتوستراد صربا – جونيه، الا ان يضع هذه الفوضى والفلتان في خانة التباينات الحاصلة بين مكونات الأكثرية وخلافاتها حول معالجة الاوضاع وافتقادها توجها وطنيا مشتركا لادارة الامور وتسييرها في الحد الادنى، وايثار كل مكون من هذه المكونات مصلحته وجعلها فوق اي اعتبار آخر حتى لو كان الثمن قطع الطرق وارتفاع ألسنة الدخان واللهب الى عنان السماء. وثمة ولا ريب من يضيف الى هذا السبب عنصرا تكوينيا آخر في اللعبة ككل وهو ان الحكومة الحالية لم تتصرف منذ توليها "عرش" السلطة التنفيذية على اساس انها اتت لارساء أسس تجربة سياسية جديدة ومميزة أو انها "حالة انتقالية" في سياق سياسي، بل هي ادارت دوماً الامور بذهنية عابر السبيل، أو المدير الموقت "المستعار". فأمام مشهد مؤسسة الكهرباء ينفتح مجدداً ملف ينطوي على بندين اساسيين:

- الأول تراكم الاخطاء والخطايا الادارية في جسد الدولة الاداري وعمليات "الاستباحة" المستمرة منذ سنوات للقوانين المرعية الاجراء حتى اتى حين من الدهر وصار الحل متعذراً.

- الثاني: ذهنية "الزبائنية" التي حكمت علاقة المسؤولين بالدولة والتي يحل وقت تصير فيه هذه السياسة عبئاً على المسؤولين ووطأة ثقيلة على الدولة نفسها.

ولم يعد خافياً ان هذا الوضع ينطبق اكثر ما يكون على مؤسسة الكهرباء التي صار معلوماً ان ثمة من استغل وضعها المتأرجح بين سطوة القطاع العام واستقلالية المؤسسة العامة ليبعث اليها بكرة النار التي هي عبارة عن اكثر من 1700 شخص جلّهم من العطّل أو من عناصر الميليشيات، ليفرضوا امراً واقعاً ثقيلاً، ناءت تحته المؤسسة فأوشكت على اطفاء كل انوارها، وقصمت ظهر علاقة تحالف سياسي كان حتى الامس القريب حالة متطورة يبنى عليها الكثير من المعادلات الاساسية.

ولوضع النقاط فوق الحروف واجلاء لكل غموض او التباس، فان الطرف الاول المعني بهذا الموضوع هو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وجد في "الخاصرة الرخوة" التي هي مؤسسة الكهرباء والتي تولى الوصاية عليها طوال اكثر من 12 عاما 3 وزراء من حركة "امل"، فأوجدوا عامدين متعمدين بسياسة التوظيف تلك "المياومة" التي تشكل المدى الحيوي الجاهز لارضاء المحاسيب والاتباع، فتراكمت المعضلة في الوزارات السابقة ولم يكن من السهولة بمكان امرار تسوية ما لهذه المشكلة على حساب مؤسسة الكهرباء ومالية الدولة المنهكة عموماً، الى ان كانت حكومة الاكثرية الحالية، فكانت فرصة الذهاب الى "تشريع" الخطأ وتكريسه واقعاً لا مفر من الاعتراف به وقبوله على علاته.

وعليه فان في اوساط محيطين بالرئيس بري من يتحدثون همساً عن ان رئيس السلطة التشريعية كان يريد من خلال "لعبة" فتح الخطوط والابواب في الآونة الاخيرة والتي كانت مفاجئة مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، السعي للتخلص من عبء المياومين المحسوبين بالكامل عليه من خلال امرار الوزير المعني لموضوع تثبيتهم على النحو الذي شاءه بري. لكن ما لم يحسب المحيطون ببري حسابه هو ان عون وفريقه السياسي صار حالة "احترفت" اللعبة الداخلية وتفاصيلها ودهاليزها، وبالتالي لم يكن بالامكان التلاعب بها واعتبارها حديثة العهد والنعمة بالسلطة والادارة.

واذا كان بري لم ينجح في التخلص من عبء موضوع المياومين الشائك والمعقد، فانه نجح في القائه في وجه الجميع من دون استثناء. وحتى الامس القريب كان "حزب الله" واسطة العقد في الحلف بين التيار البرتقالي وحركة "امل" على قدر كبير من الثقة بامكان اعادة رأب الصدع بينهما، وكان يعتبر نجاحه في اقناعه الطرفين بالكف عن المواجهات الاعلامية التي اندلعت بينهما بعد قضية التصويت الشهيرة في مجلس النواب هو المدخل الى تحقيق المبتغى، اي اعادة الامور الى مربعها الاول توطئة لاعادة تكريس المعادلة السابقة قريبا.

لكن رحلة التفاؤل تلك توقفت اول من امس امام مشهد ما حصل بين المعتصمين داخل مؤسسة الكهرباء وبين المناهضين لهم في محيطها، والذي كان بشكل او بآخر اعلانا من جانب التيار العوني بأنه قد بدأ بأخذ المبادرة لتكريس معادلة جديدة على الارض تخرجه من حالة ردة الفعل التي صار فيها في اعقاب ما حصل في ساحة النجمة اخيراً.

ومع هذا الوضع المستجد خلال الساعات القليلة الماضية يشعر "حزب الله" انه صار في حالة استنزاف من جانب حليفه وان عليه ان يقبع في دائرة الانتظار لبعض الوقت عسى ولعل تتوافر ظروف افضل ووقائع اخرى ليستأنف ما كان بدأه.

ومع ذلك فان مصادر في الحزب لا تخفي في معرض تقويمها لمآل الوضع انها شعرت احياناً ان حليفيها الاثنين يريدان من غير ان يقصدا احراج الحزب بل واستنزافه في بعض المراحل خصوصاً بعدما كان الطرفان يصعّدان شروطهما ويطلبان من الحزب موقفاً حاسماً، وفي كل الاحوال فان ردة الفعل العونية الاخيرة حيال موضوع المياومين ونزول البرتقاليين الى الشارع في ما يشبه "الانتفاضة" يكاد ينطبق ايضاً على مسألة تحرك "العونيين" دفاعاً عن المؤسسة العسكرية.

الأمر المستجد المتصاعد منذ ساعات قليلة والذي كانت شرارة بدايته على طريق صربا – جونيه ينطوي ايضاً على مظهر من مظاهر التباين بين مكونات الأكثرية، لذا فإن الحركة "العونية" هي في جزء منها تقوم في وجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المحاصر أصلاً بتهمة الشروع في عملية كشف الغطاء عن الجيش من خلال السياسة التي اتبعها حيال الوضع في طرابلس والشمال منذ ان صار الشمال نجم الوضع قبل أشهر قليلة.

وبحسب المصادر فإن "التسوية" الاخيرة التي لجأت اليها الحكومة في جلستها الاخيرة والتي نصت على توسيع التحقيق في موضوع مقتل الشيخ عبدالواحد ومرافقه، لم تكن تتضمن في خيوطها غير المرئية مسألة اعادة اعتقال الضباط، الامر الذي استفز التيار العوني كما استفز "حزب الله" نفسه، وقد اتضح ذلك من خلال كلام اطلقه أحد نوابه أخيراً في الجنوب.

و"الانتفاضة" العونية في هذا الاطار لها اتجاهات عدة. فهي في جزء منها في وجه الحكومة ورئيسها المستفيد الى أقصى الحدود من حاجة شركائه له ولاسيما الثنائي الشيعي، و"المترسمل" دوماً بدعم هذا الثنائي له في المفاصل والمراحل الحرجة، لكي يلعب لعبته في الشمال، وغايتها القصوى "استرضاء" الناس هناك ولو على حساب المؤسسة العسكرية وهيبتها وموقعها الاساسي في المعادلة الراهنة. لذا فإن "الانتفاضة" عينها تغرف الى اقصى الحدود من معين الشارع المسيحي الذي يعيش منذ فترة حالة توكيد للذات، ويمر في مرحلة تساؤلات، لكي يحرج خصومه خصوصاً مسيحيي 14 آذار حيال ما تعرض له الجيش من هجمات واتهامات لكي يميزوا أنفسهم عن شركائهم الآخرين ولا سيما تيار "المستقبل" الذي يعيش ارباكاً حقيقياً بين دفاعه الدائم عن مشروع الدولة الذي بدأ يتآكل مع احداث الشمال واعتصام الشيخ أحمد الأسير على المدخل الشرقي لصيدا، وبين مراعاته لقواعد وشرائح واسعة في الساحة المحسوبة عليه والتي تحاول منذ زمن أن تفرض واقعاً في عكار تترجم فيه تعاطفها ورهاناتها على مآل الاحداث في سوريا.

وبالطبع ليس خافياً أنه فضلاً عن تعاطف شارعي "حزب الله" وحركة "أمل" الظاهر والمضمر مع المؤسسة العسكرية في هذه اللحظة، فإن التيار العوني يراهن ايضاً على الانقسام الذي بدأ يتجلى أكثر فأكثر لاسيما بعد اعتصام ساحة العبدة والذي كان للمرة الاولى في الشارع العكاري حيال الجيش ودوره. فثمة احصاءات وتقديرات تقول ان أكثر من 75 ألف عائلة عكارية تربط معيشتها بالمؤسسة العسكرية وتتوارث جيلاً بعد جيل الانتماء الى هذه المؤسسة، وهي بطبيعة الحال لن ترتضي مجدداً "اهانة" هذه المؤسسة أو الحط من كرامتها وجعلها مكسر عصا.

وفي كل الاحوال ثمة افادة من التيار البرتقالي للحظة سياسية مؤاتية، يسعى عبرها الى اثبات بلوغه الرشد السياسي الذي يجعله رقماً صعباً يتقن فنون اللعبة الداخلية.

 

العبور الى الأخلاق .. ثم الدولة

 وسام سعادة/المستقبل

هناك حاجة الى قول المزيد حول دلالات انتخابات الكورة الفرعية. ليس فقط من حيث المؤشر الذي تعكسه نتيجتها بشكل أو بآخر، في ما يتعلّق بالصورة التي ستخرج بها الانتخابات النيابية للعام المقبل. بل أيضاً، وقبل كل شيء من ناحية المفارقة الأخلاقية - السياسية في آن التي يطرحها الصراع الانتخابي. ذلك أنّ الانتخابات خيضت في الاستحقاق السابق بين منطق "العبور الى الدولة"، أي أساساً وضع "السلاح" الذي يصنّف نفسه مقاوماً، ويصنّفه قسم واسع من اللبنانيين، اتضح انتخابياً انه يشكّل الاكثرية، سلاحاً "مقاوماً سابقاً" أو "مقاوماً قيد الدرس" الى حين تحقيق الاجماع بشأن صيغة علاقته بالدولة، وبين منطق "السلاح لحماية السلاح"، لا حاجة به الى اجماع، ولا مرجعية له في الدولة، لا نظرياً ولا عملياً، ولا طابع وطنياً لحمله، بل نطاق فئوي مذهبي - ايديولوجي، وفي الوقت نفسه سلاح يمتلك حق التخوين الوطني للعموم، وحق إلغاء أو تبييض التخوين او العمالة إن اقتضت المصلحة العليا لتحالفاته. وطبعاً، هذا يبقى في عمق الصراع الانتخابي اليوم وغداً، بطبيعة الحال. لكن ثمة معطى جديدا، اضافيا، ومحرجا، يطرح نفسه هو الآخر في حدّة. فالانتخابات استحقاق ديموقراطي، وسلمي، ومدني، الخ، لكن الصراع قائم حالياً بين خط يرى التضامن مع الشعب السوري، وبين خط يرى التضامن مع المجازر ضد الانسانية المرتكبة ضد الشعب السوري. بالتالي أن يكون هذا الصراع بين خطين، احدهما يغطي على أكبر فضيحة دموية اخلاقية في مطلع هذه الألفية، وان يكون صراعاً سلمياً، ويلتجئ الى الصناديق، فهذا بحدّ ذاته مفارقة. صحيح ان سلمية المواجهة الانتخابية قيمة اساسية، لكن ان ترتبط في الوقت نفسه بتزاحم بين خطين، احدهما يغطي كل هذه الفظاعات، على هذا النحو، فهذا بحدّ ذاته غير سوي.

في ، كان الشعار "العبور الى الدولة". ترجمت قوى آذار ذلك بفكرتين مفتاحيتين: المناصفة الدائمة بين المسيحيين والمسلمين، والجمع بين عدم "شرعنة" سلاح "حزب الله" في وضعه الحالي، والسعي الى شرعنة وضعه في شكل مؤسساتي بجعله سلاحاً في كنف الدولة ويأتمر بسيادتها ويخضع لنظامها الدستوري وليس العكس. فازت آذار على هذا الاساس. لكن الحاصل انه بعد ثلاث سنوات من شعار "العبور الى الدولة" يبتعد لبنان عن منطق الدولة اكثر فأكثر.  لأجل ذلك شعار "العبور الى الدولة" لا يكفي وحده مرة أخرى. ولو انه من ناحية اخرى يزداد راهنية وأحقية كلما كنا نبتعد عنه، الا انه يظهر في الوقت نفسه غير كاف، ومتفائلا اكثر من الجائز. هو شعار يعالج مجموعة مشكلات سياسية. والحق ان هناك مشكلة اساسية، ما قبل سياسية.

فمجدداً، ان تخاض الانتخابات بسلمية وحضارية لكن بين خط يتشبّه بهذا الاطار الذي تجري فيه الانتخابات، وبين خط يشيد حيناً بالتزوير الدموي للانتخابات الايرانية، ويبارك حيناً آخر الاصلاحات التي يقودها بشار الاسد في سوريا، وبينها دستور وانتخابات وسلسلة مجازر مستمرة، فهذا ليس بانقسام سياسي فحسب: قبل ان يكون الشعار هو العبور الى الدولة، ينبغي ان يكون الشعار هو العبور الى الاخلاق. المشكلة الاخلاقية تعني انتخابيا مشكلة اخلاقية سياسية في آن للطرف الذي يتقيد بسلمية انتخابات لكن للتصويت لصالح القتلة في الاقليم، لكنها ايضاً، ولو بشكل آخر، مشكلة للخيار المقابل، المنسجم بين قوله بالإطار الديموقراطي السلمي للانتخابات وبين تضامنه مع حق الشعب السوري في الديموقراطية والسلام، لكن غير المنسجم عنده كل هذا مع كونه يخوض الانتخابات بسلمية وديموقراطية انما مع قوى تكابر على مصاب السوريين وبطولتهم في آن.

 

كيف يفكر الأسد الآن؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

مع تواصل المعارك في قلب العاصمة السورية تكون الأزمة السورية قد نحت منحى مختلفا قد تنتج عنه نتائج مفاجئة، حيث باتت نيران الثورة السورية عند أطراف ثوب طاغية دمشق! فحصيلة منتصف يوم أمس من الأخبار تظهر أن قبضة الأسد باتت تهتز، فالأسد لا يفقد السيطرة على كل سوريا وحسب، بل حتى على دمشق.

ففي يوم أمس قال قائد وحدة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي، الجنرال افيف كوخافي، لأعضاء الكنيست، إن الأسد قد قام بنقل قوات من جيشه من هضبة الجولان باتجاه دمشق ومناطق أخرى بسوريا، كما قال وزير الخارجية البريطاني، من الأردن أن «الوضع (في سوريا) خطير جدا ولا يمكن التنبؤ به، لدرجة أنني أعتقد أنه لا ينبغي استبعاد أي خيار في المستقبل». وصدرت تحذيرات فرنسية وأميركية من نقل الأسد لأسلحة كيماوية بمواقع مختلفة داخل سوريا، فضلا عن مطالبة بغداد لرعاياها بالخروج من سوريا! كل هذه المعلومات، أو التصريحات، والأحداث، توحي بأن الأوضاع بسوريا تتجه إلى منعطف جديد، قد ينطوي على كثير من المفاجآت المرتقبة، ولذا فإن السؤال المنطقي هو: كيف يفكر الأسد الآن؟ وللإجابة على هذا السؤال فلا بد من التنبه إلى أمر حيوي، وهو أن من التقوا الأسد مؤخرا يقولون بأن الرجل يعيش في عالمه الخاص، ومنفصل عن الواقع تماما، وهذا ما تثبته حواراته الثلاثة الأخيرة، حيث تظهر أنه لا يكترث لما يدور حوله، ولا يرى أي خطر، وهو ما أكده أيضا السفير السوري المنشق بالعراق، حيث قال بمقابلته الأخيرة مع «صنداي تلغراف» إن الأسد منفصل عن الواقع، لكن تطورات الأوضاع، وما يحدث على الأرض في سوريا، ودمشق تحديدا، من معارك، وانشقاقات حقيقية، ومتوالية، تقول إن الأسد قد حسم أمره، وبتنا نكتشف ترتيب أولوياته الحقيقي، فسحب الأسد لقوات من هضبة الجولان يعني أنه يعتبر العدو الحقيقي له، ولنظامه، ليس إسرائيل، وإنما السوريين، علما بأن طاغية دمشق، وحلفاءه مثل حسن نصر الله، ما زالوا يتحدثون عن الممانعة، ومواجهة «العدو الإسرائيلي»، وهذا الأمر يقول لنا إن الأسد لا يغرق وحده، بل ومعه كل حلفائه، وعلى رأسهم حسن نصر الله!

ومن هنا فإن تفكير الأسد الآن ينحصر فقط في ممارسة المزيد من القتل، والدمار، إذ باتت تتلاشى كل الحلول السياسية أمامه، ولم يعد هناك مجال لمزيد من الحيل، والتسويف، بل إن خيارات الأسد بالنجاة باتت محدودة أيضا، فقد انحسر مصيره اليوم بين الهروب إلى طهران، أو مواجهة مصير القذافي، حيث لم يعد من الممكن أن ينال الأسد مصير صالح، أو بن علي، أو حتى مبارك!

ولذا، فليس أمام الأسد الآن إلا نهاية القذافي، أو مواجهة الانهيار المفاجئ، والهروب، وربما الانقلاب العسكري، وهو أمر تأخر، لكنه غير مستبعد مع استمرار المعارك بدمشق، فجلب الأسد لمزيد من القوات من هضبة الجولان يعني أنه بات أسير قواته، وليس قائدها كما كان سابقا، خصوصا مع تزايد وتيرة الانشقاقات العسكرية.

 

تحذير اسرائيلي من تحول الجولان الى مسرح عمليات ضد اسرائيل

الحياة/حذر رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي أفيف كوخافي من ان يتحول الجولان السوري المحتل الى مسرح لتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية على شاكلة ما تواجهه اسرائيل تجاه سيناء.

وفي اجتماع للجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، عبر كوخافي عن قلق بلاده من تزايد قوة العناصر الاسلامية المتطرفة في المنطقة وتفاقم ما اسماه "الخطر الذي تتعرض له الاسلحة الاستراتيجية".

وفيما راى كوخافي ان  احتمالات لجوء الرئيس السوري بشار  الأسد الى خوض مواجهة مع اسرائيل ضئيلة عبر عن اعتقاده ان الأسد لن يستطيع الصمود بوجه المعارضة السورية، حتى وان استغرق ذلك المزيد من الوقت. وفي تقرير قدمه امام اعضاء اللجنة عن الاوضاع الامنية في المنطقة خصص جانبا هاما للوضع في سيناء. واشار كوخافي ان نشاط اجهزة الاستخبارات العسكرية ساهمت في احباط اكثر من 10 مخططات من قبل تنظيمات في سيناء لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل. وقال كوخافي ان النشاط الاستخباري في منطقة الحدود تضاعف خلال الاشهر الاخيرة وبان  هيئة الاستخبارات تتابع حاليا المزيد من هذه المخططات، بما في ذلك استعدادات لاطلاق صواريخ او ارتكاب عمليات هجومية .

 

بعد انتخابات الكورة...ليس على عون حرج!  

غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار

"ليس على المجنون حرج" بهذه الآية الكريمة فضل النائب خالد الضاهر وصف الكلام الذي ساقه النائب ميشال عون بحق الشيخين الشهيدين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب حين زعم أنه وجد في سيارتهما قناني خمور ومشروبات روحية، في محاولة رخيصة للنيل من كرامة من قتل ظلماً وبهتاناً. واضاف الضاهر في حديثه الى موقع 14 آذار الألكتروني "كلام ميشال عون دليل كاف على أن المكان الأفضل له هي مستشفى دار الصليب للامراض العقلية والنفسية. كلامه جنوني لأقصى درجة ويشير الى أنّه صادر عمن فقد كامل ثقة بقوته وقدرته. هذا الكلام جاء نتيجة ما أصابه وحلفائه من هزيمة حقيقية في انتخابات الكورة الفرعية، حيث ثبت أن المزاج المسيحي تراجع عن ميشال عون لصالح قوى 14 آذار. الغاية واضحة من كلام عون ألا وهي شدّ العصب لدى جمهوره، فانه اعتمد التهجم على الشهداء وهذا مناف للقيم المسيحية والاسلامية وهما ديانتين تعلمان الناس الأخلاق والعدالة....فكيف يسمح لنفسه أن يتهجم على مشايخ اموات بأن في سيارتهم خمور ومشروبات؟ هذه اسآءة الى رجال الدين المسيحيين والمسلمين وهذا افتراء على علماء أهل السنة خصوصاً".

ايلي محفوض، رئيس حركة التغيير وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار، لم يكن بعيداً عن هذا الراي حين صرح لموقعنا "لقد أصبح بامكاننا القول ان مرحلة الخرف السياسي والهذيان الفكري بلغت مبلغها عند الرجل حيث اضطر هذا الرجل للوصول الى هذا المستوى المتدني. وهي بالمناسبة ليست المرة الاولى التي يلجأ اليها عون الى هذه الأساليب التي لا تليق بالحياة السياسية في لبنان وبرجال دولة. لذا لا يمكن إلا أن نقف متفرجين مذهولين آزاء هذا الخطاب ولاعتبارات التي اذا استمر بها لا يمكن أن تنقص من مقام إلا مطلقها. وهنا ادعو أهل الشهيدين الجليلين الى التطنيش وتجاهل ما صدر عن هذا الرجل لأنه أفضل ما نفعله". وأشار محفوض "هناك سبب رئيسي دفع ميشال عون لاستعمال هذا الخطاب الا وهو ليلة الأحد الإثنين التي لم ينامها اثر نتيجة انتخابات الكورة الفرعية وهو ما زال قلقاً لدلالات الانتخابات في الكورة. هذا الرجل كما جرت العادة لا يمكن ان يرى الجمهور يصفق لغيره فكيف اذا كان هذا الجمهور يصفق لمرشح القوات اللبنانية خلال انتخابات الكورة التي صعقته كما صعقت حلفائه. من الناحية النفسية علينا ان نفهمه جيداً واستعمال اقصى درجات الشفقة تجاه حالة شاذة في المجتمع اللبناني كحالة ميشال عون. واذكر انه حتى في احلك ظروف الحرب اللبنانية التي اندلعت في العام 1975 وعندما كان الاقتتال الطائفي يفتك باللبنانيين، لم يكن اي طرف يجروء على المس بمقدسات الطرف الآخر. وفي هذه الحالة علينا ان نحترم المنحى الانساني في المسألة"، ختم محفوض.

وبالعودة الى حديث الضاهر "من قتل الشيخين عبدالواحد ومرعب يستحق العقاب سواء كان مدني او عسكري، كبير ام صغير، هذا ما نطالب به ولا أحد فوق القانون. الجنرال ميشال عون يدعي حب الجيش وهو كاذب لأنّ من يؤيد ميليشيا حزب السلاح ولا ينزعج لقتل الضابط الطيار سامر حنا بدم بارد من قبل عناصر حزب الله، ليطلق سراحه بعد 8 أشهر بكفالة 5 ملايين. هذه الحملة التي يقودها على الارض هي نتيجة ما وصل اليه وتياره من شعبية متدهورة وآداء سياسي بائس، وكذلك سمعتهم التي فقدوها نتيجة السمسرات في الوزارات التي سيطروا عليها. إن من أحبّ الجيش لا يترك جنوده وضباطه يوم 13 تشرين ويغادر تاركاً زوجته وابنتيه من اجل الاختباء في السفارة الفرنسية مع حقائب الأموال. إن هذا الشخص الذي يدعي حب الجيش قد وقع تفاهم مع حزب السلاح لتقاسم المغانم المشتركة، وبذلك يغذي السلاح غير الشرعي على حساب الدولة وبنائها، وبالمقابل حزب السلاح يغذي له الصفقات والمصالح الشخصية في الوزارات التي اخذوها. من يحب الجيش عليه أن يعمل على أن يكون سلاح الشرعية هو السلاح الوحيد على الساحة اللبنانية وليس السلاح الذي يعمل وفق الأجندة الأقليمية. لقد تعود ميشال عون ان يبيع كل شيء من مبادىء ونضالات للحصول على مغانم ومقاعد نيابية ووزارية والتحق بلحود والبعث والقومي وسائر ملحقات النظام السوري".

كلام الضاهر لم يكن بعيداً عن كلام محفوض حيث أضاف رئيس حركة التغيير " بامكان ميشال عون ان يدافع عن الجيش اللباني وكلنا ندافع عن الجيش، ولكن استعمال هذه الحادثة المأساة الكبيرة لتعويم نفسه تجاه المسيحيين التي شعر أن اكثرهم في الكورة منحوا صوتهم للقوات اللبنانية. هذا خلق لديه شعور بالخوف بواقعها الرقمي المسيحي من خلال 73% من اصوات الموارنة و48% من اصوات الروم الذين اقترعوا لمرشح القوات اللبنانية. هذه الارقام هي صفعة حقيقية على وجهه وخلق لديه شعوراً بالرعب بعد ان كانت هذه حصته من قبل. هذا الهيجان جاء نتيجة لما حصل في الكورة حيث لم يعد يجد مبرر للحملة التي يقودها على الطرقات. وهكذا تحول ميشال عون الى الشيخ احمد الأسير. وهنا أشير إلى أننا نلتقي مع الشيخ أحمد الأسير في عدة نقاط منها رفضنا للسلاح ولكن نختلف معه في الأسلوب".

 

عون مع الجيش: ماذا قال حينما استشهد الطيّار "سامر حنّا"؟

عمر حرقوص/المستقبل

يوم استشهاد الطيار في الجيش اللبناني "سامر حنا"، قال رئيس تكتل ”التغيير والاصلاح“ ميشال عون: ”ماذا كان يفعل الجيش اللبناني فوق (في سجد)؟“. استغرب الجنرال في ذلك اليوم أن يتنقل الجيش اللبناني بطائرة هيليكوبتر في الأراضي اللبنانية من دون إذن من ”حزب الله“، مع أن هذا الاذن كان طلبه الجيش من ”المقاومة“! ومع ذلك صمت الجنرال في ذلك اليوم بعدما حمّل الجيش مسؤولية التنقل في الأراضي اللبنانية، كما صمت يوم إطلاق النار على سيارة للجيش اللبناني في البقاع الذي أدّى إلى استشهاد أربعة من عناصره على يد أشخاص فروا إلى سوريا وهم الآن في حضن النظام السوري الذي رفض تسليمهم إلى الدولة اللبنانية، هذا الصمت انسحب أيضاً على الجنرال يوم حرب نهر البارد، حيث كان الأمين العام لـ ”حزب الله“ السيد حسن نصر الله قد قال إن المخيم خط أحمر، فأتى الطير ووقف فوق رأسه. ولكن الجنرال في هذا الوقت يرسل ”الجماهير“ لإغلاق الطرق واحراق الاطارات كما حصل أول أمس، رفضاً لمحاكمة الضباط الذين كانوا موجودين لحظة اغتيال الشيخين محمد عبد الواحد وحسين مرعب في عكار، كأنما هناك صيف وشتاء لدى الجنرال تحت سقف واحد. استغراب الجنرال وصمته على قضايا تعرض فيها الجيش للاعتداء كثيرة، ومنها أيضاً صمته على محاكمة ضباط الجيش وعناصره بتهمة إطلاق النار على متظاهرين بالقرب من كنيسة مار مخايل في الشياح في العام 2007، هذان الصمت والاستغراب لا يشبهان بالتأكيد الحملة التي يقوم بها الجنرال حالياً على مطالبة أهالي الشيخين محمد عبد الواحد وحسين مرعب بمحاكمة المسؤولين عن قتل ولديهما. فهذه الحملة المنظمة التي ترافقها حرب شائعات أطلقها الجنرال من "الرابية" بشكل لا يمكن للعقل أن يتقبله، فتحت الباب للتساؤل عن مدى صدقية مواقف الجنرال من القضايا الحساسة التي يمر بها لبنان. وبدلاً من المطالبة بتحقيق جدي، بدأ برمي الشائعات عن وجود مشروبات روحية في سيارة الشيخ وأسلحة، كأنما هو بذلك يريد استفزاز الأطراف اللبنانية المعنية إلى مشكلة كبيرة بدلاً من التهدئة.

منذ أول أمس والشارع الذي يديره ”التيار الوطني الحر“ صار محباً للجيش ويريد الدفاع عنه. يغلقون الطرق باسم أنصار الجيش، ويشعلون الإطارات، ويتنقلون في المناطق رافعين رايات ”التيار“، متناسين صمتهم الكامل يوم استشهاد سامر حنا وغيره من عسكريين، في مرحلة كان مطلوباً منهم أن يرفعوا الصوت أمام الاغتيال المقصود، ولكن ما يحصل هذه الأيام في ظل اقتراب سقوط النظام السوري، يشير الى فقدان البوصلة لدى كثيرين ومنهم ”التيار البرتقالي“.

في الطريق الواصل بين بيروت وطرابلس، عند منطقة جونية لم تصدق المرأة التي تلبس برمودا لون ”باج“ و”تي شيرت“ برتقالية اللون أن الفرصة سنحت لها لتعبّر عن رأيها وموقفها السياسي بما يحصل بالبلد من خلال التحرك بالشارع، جرّت ابنها الصغير وجرّت معه إطاراً مطاطياً ووقفت تريد إشعال إطارها، تتجه إلى السيارات تريد إيقافها، يقترب ”كميون“ قاطرة ومقطورة يريد العبور قبل أن تنقطع أوصال المنطقة ولكن المرأة تستعجل لقطع الطريق عليه، الابن بدأ يحس وكأن جبلاً بدواليب يقترب منه، خاف من عجلات ”الكميون“ ولكن الأم التي تنتمي بقلبها ووجدانها لـ"التيار" قرّرت أن تطحش بشكل أسرع وتغلق السير على الدنيا غير آبهة لا بالسيارات ولا بركابها، تبتسم المرأة للكاميرات فهي اليوم تظهر صورة جديدة للتيار البرتقالي غير المعروفة عنه سابقاً.

فجأة انقلب التيار وبدلاً من النقاش والتظاهرات السلمية والاعتصامات الهادئة تحول هذا الجسم السياسي إلى مجموعات ترمي حجارة على الحلفاء المعتصمين أمام باب شركة الكهرباء ”المحسوبين على حزب الله وحركة أمل“ وتهددهم بالعقاب إن لم يفكوا هذا الاعتصام ويرحلوا إلى بيوتهم، وكذلك تعمل لاغلاق الطرق والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور.

إنه التيار العوني في صورته الجديدة، في مشهد جديد من ظهور متفاوت على طرق البلد، مشهد مختلف عن كل ما قد يتبادر إلى الذهن من تاريخ ناشطي التيار الوطني الحر قبل العام 2005، حيث كانوا شيئاً وصاروا اليوم شيئاً آخر. فـ ”التغييريون“ حملوا اطارهم في مناطق وحجارتهم في مناطق أخرى وانتقلوا من نخبوية أعوام ”الوصاية“ إلى جمهور يتحرك حسب العرض والاختلاف السياسيين.

في أعوام التسعينيات كان شبان ”التيار“ يتنقلون كالمبشرين بين الناس لدعوتهم إلى مواجهة نظام الوصاية السورية، كانوا يرفضون التظاهر بعيدا من جامعاتهم، يوزعون مناشير تحمل أقوال الجنرال بعد نفيه من لبنان إلى فرنسا، وكانوا يشترون الخضار والفاكهة والكعك ويبيعونه كلبنانيين في مواجهة العمالة السورية الذين أتوا إلى لبنان. ولكنهم ورغم موقفهم الواضح في تلك المرحلة الماضية لم يقوموا بقطع الطرق او إشعال الاطارات وذلك لعدة أسباب أولها اعطاء صورة المواطن الصالح الذي تعرض للكثير فبقي مصراً على رفض السلاح خارج الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني، وكذلك رفض قطع الطرق لأن الاقتصاد اللبناني يجب أن لا يتدهور لأن نجاحه سيكون جزءاً مساهماً في اخراج السوريين، أما الإطارات المطاطية فهم كانوا يرفضون إحراقها لأنها تدمر البيئة وصحة الأطفال.

إذا، ذاك النموذج ”العوني“، حمل شنطته وترك التيار مسافراً إلى عمله في الخارج إما في إفريقيا مهندساً في شركة نفطية أو مهندساً معمارياً في كندا أو عاملاً في مجال البيئة في أوستراليا، أو جلس في منزله هنا يتلقط أخبار السياسة من بعيد، ويرى من يدورون في فلك ”الرابية“ ممن كانوا يعتقلون الناس أو ”يؤدبونهم“، ينتظر هنا أن تتغير الدنيا، أو أن تأتيه السماء بنعمة فرصة عمل في الخارج.

ولكن ”العونيون“ الجدد هم هذه الأيام فئة أخرى غير المجموعة النخبوية التي اخترقت المناطق اللبنانية والسياسة في تسعينيات القرن الماضي، هنا والآن، خليط من بعض قدامى كانوا في التيار وجمهور جديد مختلف كلياً عن تلك النخبة، إنه جمهور تفاهم العام 2006 الذي بدأ نشاطه بدورة تدريبية على إشعال الإطارات يوم 23 كانون الثاني 2007 تحت يد مدربين خبراء من ”حزب الله“ وحركة أمل.

انتقل ”العوني“ من ”المسالم“ و”الغاندوي“ إلى رافعاً لأصبعه مهدداً ومتوعداً، اختلف كثيراً عن الصورة المشرقة التي أرادوا في ذلك الزمن أن يظهروها، فاللون البرتقالي المأخوذ من الحياة الهولندية الهادئة كان فكرة استقال من التيار مقتبسها، وكذلك إشارة ”الصح“ التي لا تشبه الحروب والمأخوذة أيضاً من شعار عائلة ”دي أورانج“ حاكمة البلاد الهولندية لا تعني في بلادها إلا السلم وتوابعه.

فجأة وهنا، تحول ”العونيون“ إلى حاملين للاطارات السوداء ومشعلين لنيرانها وكذلك رماة للحجارة على ”المياومين“ المعتصمين في شركة الكهرباء ومهددينهم بالعقاب وشره، إضافة إلى قيامهم قبل فترة باعتصام أمام مبنى كهرباء لبنان في الجمهور رافضين نقل أحد المحولات إلى محطة الزهراني الجنوبية، حيث يسكن جمهور الشريك الأكبر في صناعة تحالف الشياح - مار مخايل، كأنما الآخر في الوطن يجب أن يعاقب ولو كان حليفاً. يروي أحد أساتذة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية أن النموذج ”العوني“ قبل سنوات هو غيره اليوم، فذاك المثقف النخبوي، كان يسجل أعلى العلامات في الجامعات كما يسجل في الوقت نفسه أعلى علامات الحراك السياسي، يقول الأستاذ إن الأمور تغيرت في ”الديسبلين“ العوني، وإن النظم تبدلت فرحل من لم يحتملها، وأتى من يحمل هذه النظم في وجدانه، فالعونيون الجدد ”بقديمهم القليل وحديثهم“ تعلموا بعد وثيقة التفاهم على يد الأخوة أن يقطعوا الطرق وأن يسدوا مداخل الأبنية مثل اعتصامهم في وسط بيروت وقطعهم أرزاق الناس لأكثر من عام ونصف، وكذلك تعلموا أن يقطعوا الطرق بالاطارات المشتعلة، ولكن ما لم يدركه ”المعلم“ أن تلميذه ”نجيب“ زيادة عن اللزوم، فبعد أن فشّ العونيون خلقهم وصاروا مدربين جيداً على أعمال ”العنف“ إنقلبوا على المعلم، وبدأوا فيه أولاً، من تهديد المياومين المحسوبين على أمل وحزب الله، ومحاصرتهم في شركة الكهرباء ورمي الحجارة عليهم وتهديدهم بأسوأ العواقب، متناسين أن لبنان لا يحتمل هذا الصيف ضروب زائدة في المشاكل.

أحد الحكماء كان يقول ”الجدية ما بتعلم امها الرعية“، و”علمناهم عالشحادة سبقونا عالبواب“، هكذا كما يقول الرجل صار مع ”حركة أمل“ و”حزب الله“، تركوا للجنرال ما يريد أن يفعل مقابل أن يأخذو ما يريدون، فما طابق حساب البيدر تعداد الحقل، ولذلك يعود الرجل إلى حكمة أخرى وهي ”اللي طلّع الحصان عالميدنة.. ينزلو“.

*كاتب لبناني - بيروت

 

عضو كنيست اسرائيلي يمزق نسخة من الانجيل

القدس-ا ف ب -مزق عضو كنيست اسرائيلي نسخة من الانجيل الذي وصفه بأنه "كتاب حقير" احتجاجا على قيام مؤسسة مسيحية توزع الاناجيل بارساله الى الكنيست (البرلمان الاسرائيلي).

ومزق ميخائيل بن اري العضو عن حزب الاتحاد القومي اليميني المتطرف المعارض نسخة من "كتاب العهود" الذي يحتوي على العهد القديم بالاضافة الى العهد الجديد تلقاه الاثنين من جمعية الكتاب المقدس في اسرائيل. وارفقت رسالة من مدير الجمعية فيكتور كاليشير مع الاناجيل التي قال فيها بانه يامل بان يقوم الكتاب "بتسليط الضوء على الكتب المقدسة ويساعد على فهمها. بالاضافة الى ذلك، تظهر المراجع الترابط الوثيق" بين العهدين الجديد والقديم. واضاف "نامل بان يقوم الكتاب بمساعدتكم وانارة طريقكم". ونشر موقع الكتروني اسرائيلي صورة التقطها مساعد بن اري تظهر عضو الكنيست وهو يمزق الكتاب.

ونقل الموقع عن بن اري قوله "هذا الكتاب الحقير حفز قتل الملايين من اليهود خلال محاكم التفتيش". واضاف "هذا استفزاز تبشيري بشع ومستفز من الكنيسة، هذا الكتاب ومرسلوه يجب ان يكونوا في مزبلة التاريخ". واشار متحدث باسم الكنيست الى انه لم يستدع الامر تفتيش بريد نواب الكنيست لان المادة المرسلة هي عبارة عن كتاب وليس مواد خطيرة. ولم يكن بالامكان الوصول الى كاليشير على الفور للحصول على تعليق.

 

الكورة – دمشق – بيروت

الحياة/حازم صاغية

بُعيد انتخاب فؤاد شهاب رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة، في 1958، أجريت انتخابات فرعيّة في قضاء الشوف نجمت عن مقتل نائبها نعيم مغبغب. يومها اكتسبت تلك الانتخابات معاني وطنيّة عامّة تجاوزت الشوف إلى خيارات سياسيّة عريضة تعني جميع اللبنانيّين: ذاك أنّ سؤال الأسئلة كان يدور حول مدى التكيّف مع العهد الجديد لشهاب، ومع واقع «الجمهوريّة العربيّة المتّحدة» المتشكّلة، برئاسة جمال عبد الناصر، من وحدة مصر وسوريّة.

في تلك الانتخابات الفرعيّة تواجه سالم عبد النور مدعوماً من كمال جنبلاط وأجهزة السلطة الشهابيّة، وإنعام رعد، أحد أقطاب الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، مدعوماً من كميل شمعون وسائر حلفائه. وبانجلاء غبار المواجهة، فاز الأوّل، ومعه فاز خيار التكيّف مع الشهابيّة والتوافق مع دمشق الناصريّة. أمّا السوريّون القوميّون المهزومون فما لبثوا، تعبيراً عن اعتراضهم على الواقع الجديد، ووفاءً لتحالفهم مع شمعون، أن قاموا بمحاولة انقلابيّة انتهت بهم إلى السجون.

الانتخابات الفرعيّة الأخيرة في قضاء الكورة تنتمي إلى هذا الصنف من الأحداث التي تتجاوز طابعها البلديّ إلى خيارات سياسيّة عريضة، خصوصاً أنّ الكورة، مثل الشوف، قضاء مختلط طائفيّاً ومذهبيّاً، أي أنّه صالح لأن يشكّل مرآة نسبيّة تعكس الميول والتيّارات التي تتعدّى جماعة من الجماعات بعينها. ثمّ إنّ الصدف (؟) قضت أن يكون المهزوم، أيضاً وأيضاً، مرشّحاً من السوريّين القوميّين الاجتماعيّين، مرشّحاً أخطأ الحساب، ولو على نحو معاكس للخطأ الذي ارتكبه سلفه أواخر الخمسينات.

والحال أنّ مسألة المسائل اللبنانيّة اليوم تدور حول قدرة هذا البلد الصغير والمتضارب على التكيّف مع الواقع الجديد الذي تفرضه الثورة السوريّة، ومن ثمّ مع الانهيار المرجّح للنظام الأسديّ. وفي المعنى هذا تندرج الانتخابات الفرعيّة الأخيرة في السياق الذي تندرج فيه أحداث عدّة لا يخلو بعضها من العنف (طرابلس، عكّار، بعض المناطق الحدوديّة في البقاع). فإذا ما عُمّمت نتيجة مواجهة الكورة على صعيد وطنيّ عامّ، أمكن القول إنّ أكثريّة جديدة سوف تحكم لبنان في الانتخابات العامّة التي ستُجرى بعد بضعة أشهر، وإنّ القابليّة لذاك التكيّف قائمة، بل ربّما كانت كبيرة. يضاعف هذا الاحتمال أنّنا لا نتحدّث عن انقلاب، بل عن تطوّر يملك أصوله ومقدّماته: ذاك أنّ الأكثريّة التي فرزتها الانتخابات العامّة الأخيرة كانت لقوى 14 آذار أصلاً، وهي ما كانت لتتغيّر لولا العنف الفعليّ الذي مورس في 2006، ثمّ العنف الرمزيّ في ليلة القمصان السود الشهيرة.

فارق واحد قد يطلقه احتمال كبير كهذا قياساً بما حصل في بدايات العهد الشهابيّ، وهو أنّ الردّ، هذه المرّة، قد لا يكون محاولة انقلابيّة فاشلة ومسرحيّة. ذاك أنّ «السلاح المقاوم» جاهز لما هو أكثر كثيراً في ما خصّ مقاومة الحياة السياسيّة والديموقراطيّة، فيما «حزب الله» غير الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ الذي يفشل في الانتخابات بقدر ما يفشل في الانقلابات.

 

عون: ما حصل في موضوع إعادة توقيف الضباط ابتزاز للقضاء/لا نسهر على رعاية سرقة مؤسسة كهرباء لبنان وتهديمها

 وطنية - 17/7/2012 عقد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية.

وعلى الأثر، قال عون: "إننا لا نحاول إيقاف العدالة، بل إيقاف تجاوز العدالة، لأن ما حصل في موضوع إعادة توقيف الضباط هو ابتزاز للقضاء، لأنه لا يوجد أي مسوغ للتوقيف الاحتياطي. هناك مساران لتهديم المؤسسات في الدولة، الأول لتهديم المؤسسات الحياتية وما يجري في مؤسسة كهرباء لبنان هو تجسيد له. أما الثاني فهو تهديم المؤسسات الأمنية، ونراه في الحملة على الجيش ومحاولة ضرب معنوياته والنيل منه". أضاف: "لقد تفاعلت الأمور بشكل غير مقبول. وفي ما يخص موضوع الضباط الموقوفين والعسكريين، نحن عندما نعترض، فإننا نعترض لأن الأمور لا تسير طبيعيا، لا على الأرض ولا في القضاء. هناك اليوم أناس مسلحون وليس لهم الحق بذلك، سلاحهم ليس مرخصا ويحوي أسلحة ثقيلة وأخرى خفيفة، يقومون بإقفال الطرق، تفتيش العسكر، يروعون الأهالي، يتجولون في الليالي، يحمون المتسللين عبر الحدود، ومن الطبيعي أن تقع بينهم وبين الجيش حادثة ما، لأن هناك خشية لدى الجيش من كل الأحداث التي تطوقه. وقع الحادث، أطلقت تصاريح وحملت المسؤولية لضباط وذهبوا إلى التحقيق، ولكن أصبح هناك عملية ابتزاز للقضاء، نحن نعلم أنه ليس من واجبات الحكومة التوسع في عملية التحقيق، إنما من مسؤولية المدعي العام العسكري المكلف بإنجاز التحقيق، وهنا جرى الكثير من الإلتباس". وتابع: "الحكومة أخذت العلم والخبر بالتوسع في التحقيق، لأنه تم إبلاغ وزير العدل الذي أبلغ بدوره الحكومة بأن القاضي العسكري قد توسع في التحقيق، ولكن ماذا استجد بعد يومين أو ثلاثة حتى تم التوقيف؟ لنفترض أن أسبابا استجدت، فالتوقيف الإحتياطي الذي يحصل أثناء التحقيق يتم لثلاثة أسباب، وليس اعتباطيا، فهل إن بتظاهر بعض المواطنين في الشارع يتحرك القضاء لإعادة القبض على ضباط أو عسكريين سبق وأخلي سبيلهم؟ هذا ليس بقانوني. أسباب التوقيف الاحتياطي واضحة ومعروفة: أولا، الخوف من هروب المتهم، ولكن المتهم هنا لم يهرب، وهو يمارس الخدمة وتضمنه أكبر مؤسسة، ولم يثبت حادث أن ضابطا قد تهرب من تحمل مسؤولياته التي ترتبت عليه أثناء المهمة. ثانيا، الخوف من أن يكرر جريمته، على من يريد أن يكررها؟ فإذا اعتبرنا أن هناك ثأرا بين المتهمين والضحية، فإن الضحية رحمها الله لم تعد موجودة، وليس هناك من خطر تكرار الجريمة. ثالثا، الخوف من التلاعب بالأدلة، وهذا من المستحيل أن يحصل لأن كل الأدلة أصبحت محصورة في التحقيق. إذا، ليس هناك من موجب للتوقيف مرة أخرى".

وأردف: "نحن لا نحاول إيقاف العدالة، بل إيقاف تجاوزها. وفي كل مرة، يكون موقفنا ناتجا من موقف سياسي وطني. ومن يريد اتهامنا بأننا ندافع عن الجيش، ويهدد بأن هذا الموقف يقسم الجيش، هذا هو هدفه، هدفه تقسيم الجيش. ولكن نحن لسنا بمعقدين، وتاريخنا يدل على أننا دائما دافعنا عن وحدة الجيش ووحدة لبنان. الأفكار التكفيرية التي تقوم بذبح المواطنين ماذا تحاول أن تفعل؟ ماذا جرى في عام 2008؟ ألم يذبح 11 مواطنا في مكاتبهم؟ ماذا حصل في خيمة الإفطار في منزل الشيخ الحراش في عكار عام 2011؟ ألم يقتل شيخ ويجرح ثلاثة أو أربعة أشخاص؟ أين أصبح الموقوفون في تلك الحادثة؟ ففي 17 آب، جرى إطلاق النار على الخيمة في منزل الشيخ عبد السلام الحراش وهو رئيس ندوة العلماء المسلمين في عكار، وأصيب الشيخ بسام المحمود وتوفي لاحقا، وعباس المحمود ووائل الحراش، وهو نجل الشيخ عبد السلام الحراش، والشيخ أحمد الغريب".

وقال: " في 18 آب، أوقفت المخابرات أربعة أشخاص متهمين من عناصر حزب "المستقبل"، وفر شخصان هما خالد عثمان وآخر من آل علي. وفي 22 آب، توفي الشيخ بسام المحمود متأثرا بجراحه، وأطلق سراح الموقوفين. ماذا حصل؟ أوقف أربعة أشخاص وفر اثنان. وبعد أربعة، أيام أطلق سراح الجميع. فأين أصبحت الجريمة؟ ومن المسؤول عنها؟ النائب أحمد فتفت والنائب خالد الضاهر هاجما الجيش، وبدأت الاستنكارات والمطالبة بإطلاق سراح المتهمين، فأطلقوا، وانتهت المسألة هنا، وحدث سكوت عظيم في هذا الموضوع. لم كان الهجوم على الجيش وقتها؟ لأنه أوقف أربعة متهمين، ويريد أن يحقق معهم في جريمة رأيتم ما هي آثارها. وحتى الآن، لم نعرف بعد ماذا حصل بالمتهمين، وبمن ارتكبوا الجريمة، وإذا صدر قرار ظني في حقهم وإذا حوكموا أم لا، من يعرف أي شيء عن الموضوع؟ وكيف انتهى؟ فليخبرنا". أضاف: "بالعودة الى الحادث الذي وقع أخيرا، نسأل لماذا لم يعلن القضاة ما هي المضبوطات التي كانت في السيارة؟ هل يمكنهم أن يخبرونا ماذا يوجد في محضر الأشياء المضبوطة من سيارة الشيخ عبد الواحد، رحمه الله؟ علمنا أنه كان فيها زجاجات تحتوي مشروبات روحية مختلفة. لماذا لم يعلن عن المضبوطات؟ وماذا إذا كان هناك "أر.بي.جي"؟ نريد أن نعرف إذا وجد سلاح ثقيل أو خفيف. من ناحية أخرى، من أعطى كل هؤلاء المسلحين هناك الترخيص بحمل السلاح وإقفال الطرق؟ للجيش الحق في أن يسأل أيا كان، وحتى من يملك رخصة هو مجبر بأن يبينها. لا كبير على الأمن، لا كبير على المؤسسة التي تستشهد حتى تحافظ علينا وعلى الوطن. وإياكم أن يتهمنا أحد أو يسألنا لماذا ندافع عن الجيش. الجيش ابننا، إبن كل اللبنانيين، الجيش للجميع، الجيش في عكار ليس ليدافع عني، بل ليرفع الأذى عن عكار. عكار أرض لبنانية، وهو من سيحافظ على سيادتها، لا المسلحين أيا كانوا ولأي حزب انتموا. وهذه الصرخة التي نطلقها اليوم هي لمصلحة أهل عكار أولا. فأنا هنا لست خائفا ولا منزعجا، ولكن الخوف هناك". وتابع: "سبق ونبهت مرارا وقلت إنه لا الحكم ولا القضاء ولا قوى الأمن ولا الجيش يمكنها أن تنأى بنفسها عن عكار، عن طرابلس، عن بيروت، وأيضا عن مؤسسة كهرباء لبنان. وما يحاولون القيام به اليوم هو زرع الشكوك في عقول العسكريين، وهذا المسلسل عشناه نحن في السبعينيات حتى وصلنا إلى انهيار الجيش وقيام ميليشيات. واليوم، الهدف نفسه يتكرر، مسلحون وميليشيات، ونيتهم تقسيم الجيش وفرطه حتى يملكوا سعداء على الأرض. هذا الوضع لا يجوز أن يتكرر، وهذه السياسة لا يمكن أن تتكرر. كما لا يمكن أن يقول وزير ما "هيدا الشي ما فيي عليه"، إذا لم يقدر، فليغادر إلى منزله". وأردف: "يوم أمس، قامت تظاهرة رمزية أمام مؤسسة كهرباء لبنان، وما إن وصلت أمام المؤسسة حتى بدأوا رشقها بالحجارة من الداخل. كما استعملوا الشتائم كالعادة. ثم تدخل رجال الأمن ليحموا الذين يرشقون الحجارة، سخرية قدر أم ماذا؟ قوى الأمن تحمي من؟ هي تحمي محتلين لمؤسسة، لمرفق عام. وكل المخالفات مرتكبة ممن أصبحوا محميين من قوى الأمن. ولكن ما دور وزير الداخلية؟ النيابة العامة؟ فلا أحد يسمع في الدولة. هناك أموال حجزها الجباة. وفي المستقبل القريب، ستطلعون على التفاصيل من أصحاب العلاقة المسؤولين عن أموال المؤسسة. هناك مساران اتبعا اليوم لضرب المؤسسات، أولا المسار الذي اتبع لتفليس شركة الكهرباء ليستملكوها بدولار رمزي، وهو ليس بجديد وبدأ منذ زمن، وما نحاوله الآن هو إنعاشها وإعادة ترميمها، وقد تمكنا من إطلاق المشروع ونأمل أن يصل إلى الغاية المنشودة. وهذا المسار لا يزال مستمرا، وقد أطلق المسؤولون عن مصلحة الكهرباء تحذيرا بالأمس، وأعلنوا أنها على وشك الإفلاس، وسيزداد التعتيم في لبنان. هناك 200 ميغافولت تأتي من سوريا، قطعوها عنا لأننا لا ندفع وأصبح علينا ديون لسوريا. فمن هو المسؤول عن الأمر هذا؟ الأموال المجباة صارت في جيوب الجباة، والمخالفات ترتكب تباعا،؛ الإعتصام في مؤسسة للدولة هو مخالفة عقوبتها السجن، وكذلك من يحرض عليها".

وسأل: "من هم الذين يحرضون على الإعتصام؟ هل نستطيع أن نسميهم؟ ماذا يفعل هؤلاء؟"، وقال: "بحسب القانون يجب أن يتم سجنهم. وإن المادة 359 من قانون العقوبات تتحدث عن الجباية والحفاظ على الأموال. الحكم بهذه المادة هو السجن من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات مع دفع غرامات. أما بالنسبة إلى تحقير الموظفين وتهديدهم فتتراوح عقوبتها بالسجن من شهرين لغاية عام، وهكذا دواليك. تم تجاوز خمس أو ست مواد قانونية، وخصوصا في قطاع الكهرباء، وذلك مذكور في الفقرة الثالثة من المادة 243. أما المسار الثاني فهو ما يحصل مع الجيش، والمساران متشابهان، ويهدفان إلى تهديم مؤسستين تابعتين للدولة اللبنانية، المؤسسة الأولى أمنية، فيما الثانية حياتية بامتياز".

أضاف: "وإذا أردنا أن نتكلم عن حال مؤسسة مياه لبنان في الشمال والجنوب والبقاع، نقول إننا استلمناها مهدمة، ونحن نقوم بإعادة إنعاشها الآن. يجب بناء هذه الدولة، ونحن مصممون على أن يزدهر لبنان، وأن يعيش بمؤسساته مهما كانت الصعاب. أما الحلول فلن تأتي إلا، أولا بفك الإعتصام القائم الذي يخالف القوانين، مع تحميل المسؤولية للقيمين عليه ومعاقبتهم، وفقا لما ينص عليه القانون، وثانيا بإعادة الأموال فورا إلى المؤسسة. نحن لا نسهر على رعاية الجريمة ورعاية سرقة مؤسسة كهرباء لبنان وتهديمها. وأعتبر كل هذه الأمور أساسية، ومسارها يهدد الوطن".

وسأل: "أمن المعقول أن يتم توقيف مدير المؤسسة من قبل المعتصمين الخارجين عن القانون وتفتيش سيارته؟"، وقال: "أطرح هذه الأسئلة على جميع المواطنين بمن فيهم من يحبونني ومن يشتمونني، من يتقبلونني ومن لا يتقبلونني: أهذه هي دولتكم؟". أضاف: "يجب أن يكون الجيش قادرا على التنقل على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها طرابلس وعكار، من دون أن يتعرض له أحد، لا أن يتم توقيفه وتجريده من سلاحه. نحن اليوم نقوم بمسيرة من المتحف باتجاه المحكمة العسكرية، اعتراضا على خضوع القضاء للابتزاز بدل للقانون، ودفاعا عن استقلاليته وحمايته. نحن كشعب نعتبر أننا أم الجيش وأبوه، ونحن كسياسيين حماة للقضاء ولإستقلاليته. لا يقدمن لنا أحد النصائح، لا من السلطة التنفيذية ولا من السلطة التراتبية لأي مؤسسة. نحن المسؤولون، نحن نواب الأمة، نحن فوق السلطة التنفيذية، نحن فوق سلطة القضاء، نحن من يراقب، ونحن من يتحمل مسؤولية بقاء لبنان والمسيرة. وفي نهاية المطاف جميعهم يعودون إلى منازلهم، ولكن من الذي يبقى؟". وتابع: "نحن من عاش تجربة السبعينيات، ولن نسمح بأن تتكرر بأي شكل من الأشكال، لا بتقاعس إداريين، ولا بتقاعس سياسيين. لذلك، يجب أن يعلموا اليوم أن هناك حدودا بين الحق والباطل وبين الدولة واللادولة. هناك من يحلم بإنشاء دولته فيهاجم الجيش ويسعى إلى تحطيم معنوياته بأساليب مختلفة. ما هو تاريخ من يهاجمون الجيش اليوم؟ متى وقفوا، ولو للحظة مع المؤسسة العسكرية؟ لا يملي علينا أحد ماذا سنفعل، وإن كنا سنتظاهر مع الجيش أم لا. لا يملي أحد علي أي شيء لأني أمثل الشعب. حتى رئيس المؤسسة لا يستطيع أن يملي علي هذا الموضوع. لا وصاية لأحد علينا. نحن نواب الأمة، نحن منتخبون، ونحن الأوصياء على السلطة الشرعية وعلى السلطة التنفيذية وعلى السلطة الإدارية. إن لم يتحركوا للقيام بواجباتهم، نحن نستطيع إسقاطهم. لكل القيمين على وظائف عامة ويمارسون الوظيفة العامة، نقول إننا نحن النواب، ونحن فوق كل السلطات لأننا منتخبون، والدستور والقوانين تنص على ذلك".

 

ندوة في الذكرى ال40 لوفاة نصير الأسعد برعاية نازك الحريري وكلمات تناولت مزاياه ومقاومته وعقله المدني المنفتح وتجربته السياسية

 وطنية - 17/7/2012 أقامت جمعية "نساء المستقبل"، برعاية السيدة نازك رفيق الحريري، في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاة الكاتب والصحافي عضو المكتب السياسي ومنسق التثقيف في التيار نصير الأسعد، ندوة في قاعة الاجتماعات الكبرى في مبنى "مؤسسة رفيق الحريري"، بعنوان "نصير الأسعد... وطن ونضال". شارك في الندوة نقيب الصحافة محمد بعلبكي، المديرة العامة ل"مؤسسة الحريري" سلوى السنيورة بعاصيري، مدير تحرير صحيفة "المستقبل" الزميل جورج بكاسيني، ممثل الأمين العام للتيار أحمد الحريري مساعده لشؤون العلاقات العامة بسام عبد الملك، المستشار السياسي للرئيس سعد الحريري الدكتور داود الصايغ، رئيسة جمعية "نساء المستقبل" ليلى فليفل الترك، المستشار النقابي السابق للرئيس الشهيد رفيق الحريري محمد كشلي وأعضاء الهيئة الادارية في "نساء المستقبل" ونساء من الجمعية.

استهلت الندوة بكلمة ترحيب من السنيورة بعاصيري نقلت خلالها تحيات السيدة نازك الحريري"، وقالت: "نصير الأسعد يسعد اليوم لكونه يجمع لفيفا من الأصدقاء والأحبة أراهم يتبادلون الرأي حول سعة علمه، وعمق معرفته، وسماحة فكره. ونصير الأسعد يسعد راهنا بكونه قد لحق بمن سبقه، من رفاقِ الدرب الى فضاء الحرية الحقة، أولئك الرفاق الذين تحرروا من قيود جائرة لا بد أنها ستتفكك يوما، وهو ليس بالبعيد، أمام صلابة مواقفهم، ومناعة قناعاتهم، وصفاء نفوسهم. إن نصير الأسعد يسعد لكون مؤسسة رفيق الحريري تحتضن هذا اللقاء، فيما يؤكد عمق الرابط الذي يجمع بين أفكار المؤسس الرئيس الشهيد وتوجهاته، وتلك الأفكار الساكنة في عقول أصحاب الكلمة الحرة، ونصير الأسعد هو حكما في مقدم صفوف المدافعين عنها".

الترك

وألقت فليفل الترك كلمة جمعية "نساء المستقبل"، فتناولت مزايا الأسعد، وقالت: "كان مناضلا شجاعا وممانعا صلبا ومقاوما حتى العظم. إنه أحد أعلام قادة الرأي والفكر الحر المستنير وغصن من أغصان ثورة الأرز، ونصير دؤوب لمشروع الدولة المدنية الديموقراطية والمواطنة اللبنانية الخالصة والعروبة الحضارية، وهو الكاتب الذي اشتهر بسنوات نضاله في صفوف منظمة العمل الشيوعي، لكنه ما لبث أن أصبح واحدا من الاعلاميين الذين انخرطوا لاحقا في مشروع الرئيس الراحل رفيق الحريري".

نقيب الصحافة

من جهته، قال بعلبكي: "كان واحدا من الذين صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه. وقديما، قال الشاعر: "الناس صنفان، موتى لا حياة لهم، وآخرون ببطن الأرض أحياء. وهو واحد من هؤلاء الأحياء في بطن الأرض".

أضاف: "استبد العشق المثلث بنصير، عشق شهيد لبنان الكبير، هو ثلاثة في واحد، هو لبنان الذي استبد بعشقه نصير حتى فارق الحياة".

وسأل: "هل نقلت تحية إلى كل اخوانك الذين سبقوك على درب الشهادة؟ وهل نقلتها الى روح شهيد لبنان".

بكاسيني

وحيا بكاسيني السيدة نازك الحريري وقال: "أنا أحد الشهود على المودة التي كانت تكنها السيدة الحريري لنصير وللجميع. كان نصير في طليعة المتظاهرين والمحتجين في شوارع بيروت والجامعة اللبنانية، لكنه لم يكن يوما محتجا في الطريقة التي نشهدها اليوم. كان يتميز بعقله المدني المنفتح وبتجربته السياسية بدءا من اليسار، وصولا الى تيار "المستقبل"، وهذا آخر دليل على ذلك. لم ينخرط يوما في عمل أو حزب سياسي طائفي. لقد أتى من تجربة اليسار إلى تجربة مماثلة تماما بمواصفات مختلفة، ومع هذا الانتقال أثبت مرة جديدة أنه كان نصير الديموقراطية".

أضاف: "كان يتمتع بعقل مدني حتى في فترة الحرب الأهلية. وبعد انتهائها، كان من أبرز من أجرى نقدا ذاتيا لتجربته، تأكيدا على ذهنه ومبادئه المدنية. وكان ملتزما دائما الأفكار والمبادىء حتى أكثر من أصحابها، وهو جزء لا يتجزأ من الأمانة العامة ل14 آذار. كان نصير الأسعد كتلة نبض، لا بل كان نبضا دائما لا يتوقف بكل حواسه. كان يفكر ويكتب في شرايينه. ولعل أهم ما تركه بعد رحيله، نبضه الحيوي الذي نذكره دائما. كان دائم الحساسية ضد السلاح واستخدامه في الشوارع".

وتابع: "إن الديموقراطية تتعثر غالبا في بداياتها، وهذا أمر بديهي، لكنها تبقى الضمانة الوحيدة التي تحرك وحركت الشعوب، وهي ضمانة لكل الطوائف".

 

 «إيران و(حزب الله) يستعدان لليوم الذي يلي سقوطه»

إسرائيل: الأسد نقل قوات من الجولان إلى دمشق

 القدس - ا ف ب، يو بي أي - أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية اللواء أفيف كوخافي، امس، ان الرئيس السوري بشار الأسد نقل قوات من الجيش من هضبة الجولان في اتجاه دمشق ومناطق أخرى تجري فيها نزاعات، مؤكدا ان الاسد «لن يبقى في الحكم وأن ايران وحزب الله يستعدان لليوم الذي يلي سقوطه». وقال لاعضاء الكنيست، امس، انه بينما يحتدم القتال بين قوات الاسد والمعارضة في محاولة للاطاحة بنظامه قام الاسد بنقل قواته من خط فك الارتباط الذي يقسم الجولان المحتل. واشار الى ان «الاسد نقل العديد من قواته التي كانت في هضبة الجولان الى مناطق النزاع (الداخلي)». وتابع: «انه ليس خائفا من اسرائيل في هذه النقطة لكنه يريد تعزيز قواته حول دمشق». واشار كوخافي الى ان «احتمال نشوب نزاع بين اسرائيل وسورية كملاذ اخير للاسد ضعيف». وحذر ايضا من ان «الاسلام المتطرف» اخذ في التفشي هناك، مشيرا الى ان سورية دخلت مرحلة «تحول الى العراق» حيث تسيطر قبائل وفصائل على مناطق مختلفة من البلاد. واضاف: «نرى تدفقا مستمرا من ناشطي القاعدة والجهاد العالمي الى سورية». وتابع ان «13 ألف جندي وضابط فروا من الجيش السوري وأن ما بين 60 الى 70 ضابطا رفيع المستوى قُتلوا على أيدي المعارضة السورية». واوضح أنه «وفقا لتقديرات شعبة الاستخبارات فان هجمات المعارضة طالت منشآت استراتيجية للحكم في سورية وبضمنها قوات الجيش والشرطة ومبان حكومية وشخصيات سياسية». وتابع ان الاسد «لن ينجو من الاضطرابات» من دون التزام اطار زمني، مشيرا الى ان «حزب الله وايران يتحضران لليوم الذي يلي سقوط الاسد». وقال انه «يوجد تخوف واضح في الجيش الاسرائيلي من تسرب أسلحة استراتيجية من سورية الى ايران وحزب الله». وتابع: «يوجد اليوم في لبنان ما بين 70 الى 80 ألف صاروخ يمكن أن تصل الى اسرائيل وتهريب الصواريخ من ايران الى لبنان مستمر».

 

تسلّمت من دمشق جثامين عراقيين قتلوا في الاشتباكات

بغداد تدعو رعاياها إلى مغادرة سورية

بغداد - ا ف ب، يو بي أي - دعت بغداد رعاياها المقيمين في سورية، امس، الى مغادرتها والعودة الى العراق بعد «تزايد حوادث القتل والاعتداء» عليهم.

وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ان مجلس الوزراء ناقش امس «تزايد حوادث القتل والاعتداء على العراقيين المقيمين في سورية»، مشيرا الى ان الحكومة «تدعوهم للعودة الى الوطن».

من ناحية أخرى، تسلمت السلطات العراقية جثامين عدد من العراقيين بينهم صحافيان قضوا في الاشتباكات المسلحة التي تشهدها عدة مدن سورية بينها حمص ومدن ريف دمشق وحلب.

والصحافيان القتيلان هما رئيس تحرير جريدة «الزوراء» الأسبوعية علي الكعبي الذي قتل في اشتباكات في منطقة جرمانا شمال دمشق، وفلاح طه الذي يعمل صحافيا حرا أثناء تغطيته هذه الاشتباكات.

 

الراعي احتفل بعيد القديسة مارينا في قنوبين واستقبل فرنجيه: علينا عدم ترك مجتمعنا بيد الكذابين ولنقاوم لا بالسلاح بل بحياة صالحة

وطنية - 17/7/2012 احتفل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي بعيد القديسة مارينا في وادي قنوبين، حيث ترأس قداسا في الكنيسة المشيدة على اسمها وتحتضن ضريح 17 بطريركا مارونيا منهم المكرم اسطفان الدويهي، وعاونه فيه الوكيل البطريركي المونسنيور فؤاد بربور وخادم الرعية الخوري حبيب صعب والاباء: نبيه الترس، ميلاد مخلوف، نادر نادر وخليل عرب، وخدمت القداس الراهبات الانطونيات المقيمات في دير قنوبين، في حضور رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف، عضوا المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية طلال الدويهي وانطونيو عنداري، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا السابق العميد حوزف المعراوي، عضو مجلس امناء المؤسسة المارونية للانتشار فادي رومانوس، مختار وادي قنوبين طوني خطار ووفد اغترابي من الوادي وابناء الرعية والجوار.

جولة في الوادي

وكان الراعي انتقل من الديمان الى وادي قنوبين، يرافقه عدد من الكهنة والعلمانيين، وجال في ناحية مار ليشع في بشري نزولا الى وادي حدشيت وادي قنوبين حيث استقبله مختار القرية والاهالي والراهبات الانطونيات في الكرسي البطريركي، وتفقد البطريرك اقسام الكرسي، وزار الكنيسة وغرفة البطريرك الدويهي ومغارته والمتحف وغرفة حفظ جثمان البطريرك يوسف التيان، والتقى الراهبات الانطونيات في الدير واطلع منهن على نشاطهن الروحي وعلى ظروف اقامتهن في الوادي طوال السنة، والصعوبات التي يواجهنها، واستمع الى مطالبهن المتعلقة بحاجاتهن الاساسية لتعزيز حضورهن ورسالتهن الروحية في عمق الوادي.

وكان الراعي لقاء موسع مع مختار وابناء رعية وادي قنوبين، حيث عرض الاهالي "اوضاع القرى وظروف الحياة الصعبة فيها"، وشكوا من "الحرمان المزمن اللاحق بهم، والمتزايد جراء التضييق الممارس عليهم في سياق التطبيق الكيفي لتصنيف الوادي في لائحة التراث العالمي".

واكدوا "تمسكهم بأرضهم وهويتهم وحرصهم على ترميم منازلهم ومتابعة انماط العيش التقليدية التي كانت في اساس تصنيف واديهم"، وعرضوا "مطالبهم بتحسين مقومات الحياة والعيش في الوادي، وفق القوانين والانظمة التي ترعى قريتهم".

ورد الراعي على اسئلة الاهالي، مؤكدا ان "الاولوية لدى البطريركية هي للبشر وليست للحجر، واذا كان تصنيف الوادي يعني انتهاك حقوق ابنائه ويهدد بتهجيرهم فالخيار عندئذ لاخراجه من معادلة التصنيف هذه"، مشددا على "امكان التوفيق بين مقومات الحياة الحرة الكريمة للاهالي وبين موجبات حماية الموقع والمحافظة عليه".

ودعا الاهالي الى "تعميق ارتباطهم بالارض ومتابعة رسالتهم فوقها"، آملا من "المسؤولين المعنيين توفير الشروط المطلوبة ليصل كل مؤمن الى الوادي في زيارة حج وصلاة.

كما كانت مداخلة لرئيس اتحاد البلديات ايلي مخلوف اكد فيها "وقوف الاتحاد الى جانب مطالب الاهالي وتعزيز وجودهم".

القداس

والقى خادم الرعية الخوري حبيب صعب في بداية القداس كلمة رحب بها بالبطريرك الراعي، مقدرا "التفاتته الى الوادي في هذه المناسبة"، شاجبا ما وصفه "بحملة الافتراءات والتجني التي يتعرض لها ابناء الوادي، والتي تصورهم كأنهم غرباء يعتدون على التراث الذي كانوا ولا يزالون في اساسه ومن حماته الاوائل".

واكد ان "الرعية تعيش املا كبيرا في ان تلقى لدى غبطة البطريرك الراعي كل رعاية وعناية ابوية تعكس حسه الانساني الحار، وروحانية الشركة والمحبة التي يجسدها".

بعد ذلك، ترأس الراعي القداس، وبعد الانجيل المقدس القى عظة جاء فيها: "نحن فرحون ان نعود الى جذورنا لنستمد قيمنا الروحية والمسيحية والوطنية".

واضاف: "400 سنة في هذه الوادي، تشكل تاريخا اساسيا في الكنيسة"، وحيا "الراهبات الانطونيات اللواتي حافظن على هذا الوادي، واعدن له بهاءه وجماله وحياته الليتورجية، وقال: اشكركن على بقائكن في الوادي على مدار السنة، وقد تذكرنا من خلالكن اجدادنا الذين عاشوا في هذا الوادي بصعوبة، وكل الذين عاشوا فيه كانت اعينهم شاخصة الى السماء، حيث اسمتدوا منها كل قوتهم وحافظوا على الاغليين المعروفين: الايمان المسيحي الكاثوليكي ووحدة الكنيسة المارونية الوحيدة من بين كل كنائس الارض، شرقا وغربا صمدت ولم تتجرأ من دون خلافات ولا انقسامات ولا فروع ارثوذكسية او بروتستانتية، وقد استحق آباؤنا واجدادنا في هذا الوادي مع الرهبان والرهبات وحدة كنيستنا، والوديعة الثانية التي حملوها من هذا الوادي، استقلالية الجبل اللبناني من حركة المماليك، وهي الحقبة المزرية في كنيستنا خلال حكم العثمانيين، حتى وصلوا مع البطريرك الياس الحويك الى لبنان الكبير ولبنان المستقبل".

واوضح اننا "نأتي الى هذا الوادي لنعود الى جذورنا ولنتذكر ان امامنا توجد السماء، وقوتنا هي من السماء، من فوق، وقيمنا من فوق"، معتبرا ان "المشكلة في العالم اليوم، ان نفكر ان القوة هي من الارض. بعضهم يستمد قوته من المال من السلطة من السلاح. اما نحن فقوتنا من فوق، من السماء، ونستمد منها قيمنا الروحية والاخلاقية والكنسية، لنحافظ على الوديعتين: ايماننا الكاثوليكي ووحدة كنيستنا والارث الكبير وهو لبنان المتميز عن كل البلدان العربية، حيث يعيش فيه مسلمون ومسيحيون بالمساواة، دون وجود الدين في الدولة، حيث يحترم الانسان فيه بكرامته وحريته وحقوقه، بالرغم من كل المصاعب التي نعيشها اليوم، وهذه الميزة اعطاها المسيحيون للبنان وخصوصا الموارنة، لبنان القيمة، لبنان الحضارة وليس لبنان الذي نعيش فيه اليوم، والذي يشوه تشويها كاملا".

وتابع: "هذه نية صلاتنا في هذا الحج الى هذا الوادي، زيارتنا له ليست عابرة ولا وجود الراهبات فيه صدفة، بل نحن ملتزمون بحكم حياتنا وتاريخنا من جهة، وبحكم المجمع البطريركي الماروني الذي انعقد من العام 2003 الى العام 2006، العودة الى الجذور. وهنا هي جذورنا، ويجب احياء هذا الوادي روحيا وانسانيا وكنسيا ووطنيا، ليكون منفتحا على كل الناس، لا سيما ان هذا الوادي صنف على لائحة التراث العالمي، وهذا يحتم انفتاحه على كل الناس بكل تراثه وجذوره ومعالمه ومعانيه، وحق كل انسان ان يصل الى هذا الوادي المقدس بكرامة، ويجد مكانا للصلاة، ويرى ان من هنا انطلق المسيحيون وانطلقت مسيرتنا اللبنانية".

وقال: "لذلك، نحن ملتزمون وادي قاديشا ووادي قنوبين، ونؤكد لكم أننا مع كل المعنيين نتابع العمل لنعيد إلى هذا الوادي بهاءه وجماله وقدسيته وتراثه، وفق المعايير التي تحافظ على القديم بقدمه، ولكن القديم المتجدد. نحن نؤكد لكم، مع كل ذوي الارادات الطيبة هذا الالتزام. وقد بدأنا مع "دار الهندسة" بدراسة تنظيمية لوادي قنوبين ليكون مثالا لكل الوادي المقدس، وفق الطرق العلمية العالمية حتى نعيد إلى هذا الوادي بهاءه وقدسيته ونقاوته، ونحافظ عليه لأنه ثروة لبنانية وعالمية كبيرة جدا بقديسيه الذين هم بشر، وليسوا حجارة. من هنا، انطلقت صلواتهم ومسيرتهم إلى العالم كله".

وحيا "كل المغتربين الحاضرين اليوم والحاملين وجعا كبيرا على لبنان والوادي"، وقال: "طبعا، إن المسيح آت إلى كل مكان، وهو صار إنسانا ليقدس الأرض وكل البشر، فهو سيد التاريخ وفادي العالم، ويريد تقديس الإنسان والأرض، ومن دون المسيح يكون الضياع. كثير من الناس قد ضل الطريق، وكثيرون اصطدموا بالفقر والمرض والمشاكل لأنهم أضلوا الطريق، وهو وحده يمكنه أن يوصلنا إلى الغاية المنشودة. المسيح هو الحق، مما يعني أنه سيزيل الكذب والافتراءات. هناك كثير من الكذب والافتراءات والازدواجيات والنفاق والظلم، فالمسيح لا يريد أن يعيش إنسان في وضع كهذا. المسيح آت لكل إنسان ضائع ليعيده إلى الطريق الصحيح".

أضاف: "المسيح لا يريد لأحد أن يعيش بالفقر والحرمان، وأن يموت بالخطيئة. لذلك، لا يجب أن نخاف، مع كل الكذب الذي نعيش فيه اليوم، يجب أن نأخذ من القديسة مارينا مثالا لذلك، فهي التي تعرضت إلى كثير من الافتراءات والكذب ولم تخف، وقصتها معروفة لدى الجميع. علينا أن نعرف كيف نصمت من دون أن نجيب على الافتراءات والأكاذيب التي يمكن أن تطالنا. هكذا عاش القديسون، وهكذا عاش يسوع المسيح".

وتابع: "الحقيقة لا تموت، الحقيقة هي الله، العدالة لا تموت، والظلم سينتهي، والحياة ليست كلها ليلا بل فيها نهار، والمسيح مات يوم الجمعة، لكنه قام يوم الأحد، هذه ثقافتنا وحضارتنا. وعلينا أن نؤمن بأن الكلمة الأخيرة هي للحقيقة وليست للكذب، للمحبة لا للبغض، للسلام لا للحرب، وللخير لا للشر. وبكل هذا يمكن أن نبني مجتمعنا اللبناني الذي لا يجب تركه بأيدي الكذابين والظالمين والمغرضين والتجار. لذلك، يجب أن نقاوم، لا بالسلاح، بل بحياة صالحة قائمة على الحقيقة في وجه الكذب والظلم، محافظين على العدالة في وجه العنف لنبني السلام ولنبني وطننا الحبيب الذي بناه الأجداد والآباء بعرق الجبين، رغم الاضطهادات والقتل الذي تعرضوا له، وهذا الكرسي البطريركي في الوادي تعرض إلى الحرق أكثر من مرة. ولنا في هذا الوادي البطريرك الشهيد جبرايل الحجولا الذي سلم نفسه، مقابل حرية أهالي الوادي والرهبان والراهبات، وقد حرق في ساحة طرابلس سنة 1375.

وختم: "حياتنا ليست سهلة ولا يجب أن ننفر بما يحصل من حولنا. لا يجب أن نسمح لأحد بأن يبيعنا أو يشترينا. فلنحافظ على كرامتنا وعلى هذا الوطن بالصلاة ليعطينا الرب أشخاصا مؤمنين بالخير والمسؤولية ليعيدوا إلى لبنان بهاءه وجماله. وأنا متأكد أن لبنان سيعود الى هذا البهاء".

فرنجيه

ومساء، استقبل الراعي النائب سليمان فرنجيه والخوري اسطفان فرنجيه، واستبقاهما الى العشاء، في حضور الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

وعقد لقاء بين الراعي وفرنجية تخللته خلوة على شرفة جناح البطريرك الخاص

 

هل يُستدرج «حزب الله» لحرب إسرائيلية على لبنان؟

عصام عبد الله (الجمهورية)

أعلن «حزب الله» في أكثر من مناسبة أنّه سينتقم لاغتيال أحد قادته العسكريّين الحاج عماد مغنية في دمشق في شباط 2008، وقال الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله: «أرادوها حرباً مفتوحة، فلتكن».

منذ ذلك الوقت، سُجّلت محاولات عدة للحزب، لم يكتب لها النجاح. والسؤال المطروح: ماذا إذا نجح الحزب في تنفيذ عملية ضدّ اسرائيل، انتقاماً لاغتيال مغنية، وهل ستردّ اسرائيل؟ وأين وكيف ومتى؟

إنّ قراءة متأنّية لسلسلة من الاحداث تشير الى أنّ حزب الله لم يسقط الردّ على اغتيال قائده العسكري من الحساب. وهنا بعض المحاولات التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية ولم يعلّق عليها الحزب: محاولة استهداف طائرة ومصالح إسرائيلية في قبرص الاسبوع الماضي، محاولة مهاجمة سفارة اسرائيل في اذربيجان، محاولة استهداف مصالح اسرائيلية في بانكوك وتايلاند وجورجيا ونيودلهي.

وفي النظر الى هذه السلسلة من المحاولات التي كُشفت، قبل التنفيذ وأثناء الإعداد لهذه العمليات، لا بدّ من القول إنّ قيادة العمليات العسكرية الخارجية للحزب تعمل على تحقيق هدف عسكري يكون في مستوى اغتيال مغنية.

لكنّ هذه المحاولات لم تنجح، وهذا يدلّ على ثلاثة أمور:

أوّلاً، إنّ قيادة العمليات العسكرية الخارجية للحزب لم تصل الى مرحلة متقدّمة من الكفاية بما يؤهّلها لتنفيذ عمليات ناجحة، على غرار تلك التي كان يتولّاها مغنية وينفّذها.

ثانياً، إنّ الهدف من مثل هذه المحاولات هو إبقاء الشعور الاسرائيلي مستمرّاً برغبة الحزب في الردّ والانتقام.

ثالثاً، إبعاد النظر عن المكان الذي يتمّ التخطيط الفعلي لتنفيذ عملية فيه.

ومهما كانت القراءات والتحليلات، فإنّ المؤكّد أنّ حزب الله يدرس ويتابع ويمكن ان يكون وضع خطة عمل. وفي هذا يقول السيّد نصرالله تعقيباً على عملية اعتقال الجنديّين الإسرائيليّين في لبنان، على الرغم من وعوده لهيئة الحوار بأنّ الصيف سيكون هادئاً (عام 2006)، إنّه "لا يمكن التحكّم بمسار العمليّات على الارض، فعندما تنجح ظروف العملية العسكرية يتمّ تنفيذها"، ولكنّه لم يكن يُدرك أنّ حجم هذه العملية سيكون على المستوى الذي بلغته في ذلك الصيف.

وبالفعل، فإنّ ظروف نجاح أيّ عملية عسكرية يرتبط بتوافر عوامل عدّة: القرار والتخطيط والمراقبة والمتابعة وصولاً إلى التنفيذ.

فبالنسبة الى القرار، يبدو أنّه متّخَذ وأنّ الجهات المختصّة تقوم بعملها، بدليل المحاولات التي اكتُشفت قبل تنفيذها. وكذلك الامر بالنسبة الى التخطيط، وما يتفرّع عنه، والذي يمتدّ على مروحة واسعة من عواصم العالم، وهذا يسحب نفسه على بقيّة النقاط المتعلقة بالمراقبة والتنفيذ.

ولقد جاء ردّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تعقيباً على المحاولة الأخيرة في قبرص سريعاً، عندما ندّد بـما وصفه "الإرهاب الإيراني"، بعدما اعتقلت الشرطة القبرصية لبنانيّاً يُشتبه في أنّه خطّط لعملية كانت ستستهدف مصالح إسرائيلية في قبرص. وقال نتنياهو في بيان لمكتبه إنّ "الإرهاب الايراني لا حدود له. وبعدما أرسلت إيران عملاءها لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، واعتداءاتها في اذربيجان وبانكوك وتبليسي ونيودلهي وافريقيا، كشفت الآن عن نيتها في تنفيذ هجوم إرهابي على أراضي قبرص".

وعندما يتّهم نتنياهو إيران، عوضاً عن حزب الله، على الرغم من معرفته أنّ المعتقل لبنانيّ، ومن أبناء الطائفة الشيعية، فإنّه بذلك يرفع السقف عالياً ويقول إنّ كلّ الامور مطروحة على الطاولة، ابتداءً من إيران وصولاً الى حزب الله.

وبالتالي، فإنّ نجاح أيّ عملية لحزب الله ضدّ مصالح أو أهداف اسرائيلية ردّاً على اغتيال مغنية، سيكون استدراجاً لحرب اسرائيلية على لبنان، دأب المسؤولون الإسرائيليون على التحذير منها وعلى التأكيد أنّها ستكون قاسية، وأنّ الحكومة اللبنانية ستدفع ثمن عدم قدرتها على الإمساك بالأمن وعدم تحمّل مسؤولياتها، كما قال وزير الدفاع إيهود باراك.

وفي المقابل، فإنّ السيّد نصرالله لم يتردّد في الردّ على التهديد بتهديد مماثل وصل الى حدّ القول بإمكان تنفيذ عمليات في الداخل، بالتزامن مع إطلاق الصواريخ لتشمل كلّ الداخل الفلسطيني.

وفق هذه المناخات، يتّضح أنّ كلّ الأمور معلّقة على شرارة. فالأطراف جاهزون والأجواء المرافقة تشجّع على الذهاب نحو مغامرة جديدة، قد يكون من السهل التكهّن بها، لكن من المؤكّد أنّه لا يمكن التكهّن بنهايتها بعدما بلغت قدرات الأطراف مستويات من الحشد والتذخير ما يفوق حرب عام ألفين وستة بأربعة أضعاف، وربّما أكثر...

 

.حرب لـ"عكاظ": وزراء في الحكومة اللبنانية يعملون على حماية القتلة وتدمير الدولة لإقامة دولتهم الخاصة وأكد أن دمشق وراء محاولة اغتياله

اتهم النائب بطرس حرب وزراء في الحكومة اللبنانية بالتواطؤ للتغطية على جريمة محاولة الاغتيال التي تعرض لها، قائلا: "إنهم يعملون على حماية القتلة، وتدمير الدولة لإقامة دولتهم الخاصة".

حرب، وفي تصريح لصحيفة "عكاظ"، لفت إلى أنه يتهم النظام السوري، لأنه بسياسته المتبعة تجاه لبنان أوجد بيئة تسمح بهذا الجو المشحون، معتبراً أنه إذا سقط نظام بشار الأسد ستتغير الحالة في لبنان إلى الأحسن لأن البديل سيكون إيجابيا لمصلحة الدولتين. وعن الانتخابات النيابية أضاف حرب: "متمسكون بإجرائها في موعدها في حين يعمل الآخرون في قوى الثامن من آذار على تأجيلها ظنا منهم أن نظام دمشق سيتجاوز محنته، ويعود إلى قوته ويدعمهم.

وفيما يلي نص الحوار:

تعرضتم مؤخرا لمحاولة اغتيال، فهل ترون في ذلك عودة لمرحلة الاغتيالات السياسية، خاصة أن محاولة مماثلة استهدفت رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع؟

لم أفاجأ بمحاولة اغتيالي التي جاءت نتيجة للتطورات الحاصلة في المنطقة، والضغط السياسي الذي نمارسه عبر رفض استمرار الحالة في لبنان على ما هي عليه، وتفشي حالة السلاح غير الشرعي خارج نطاق الدولة. ففي ظل الخوف الناجم عن تداعي النظام السوري نتوقع أن يكون له انعكاس في لبنان، لكن حتى الآن لم أستطع أن أفسر لماذا بطرس حرب هدف للاغتيال. ونحن في قوى الرابع عشر من آذار منذ عودة الحديث عن الاغتيالات السياسية، وبعد أن طالت رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع اتخذنا بعض التدابير النسبية، وقد استهدفتني المحاولة الأولى لكن الحمد لله مرت الأمور على خير.

ألا ترى في استهدافكم أنت وجعجع استهدافا للشخصيات المسيحية المرشحة لرئاسة الجمهورية في قوى "14 آذار"؟

جميع الاحتمالات واردة. ومنها هذا الاحتمال. لكن في ظل الظروف الراهنة مواصفاتي السياسية لا تتطابق مع مواصفات التسوية التي تدمر لبنان. وحينما يريدون العمل على وجود حكم فعلي في لبنان، وأن يكون هناك رئيس للجمهورية لديه الرؤية والقدرة على اتخاذ القرارات والتصورات في حل الأمور سأصبح مرشحا لهذا الموقع. والآن أنا لست مرشحا للرئاسة، وقد أعلنت ذلك إلا أنهم لم يصدقوا .

 لماذا اتهمت بعض الوزراء بالتواطؤ، وتغطية جريمة محاولة اغتيالك بعد جلسة عقدها مجلس الوزراء؟

نعم اتهمتهم بالتواطؤ لأنهم يعملون على تغطية الجريمة. فنحن نعتبر أن عدم تلبية طلب الهيئة المشرفة على التحقيق بالسماح لها بتعقب المخابرات لتحديد هوية مستخدمي الهواتف في محاولة اغتيالي تغطية على المجرمين، وتعطيلا للعدالة. وهذا طبعا نعتبره مشاركة في ارتكاب الجرم، وتشجيعا على ارتكاب المزيد من محاولات الاغتيال السياسي. فهم يعملون على حماية القتلة. ومن هنا فإنني اعتبر أن القوى السياسية في مجلس الوزراء التي تمانع في إعطاء "داتا" الاتصالات للأجهزة الأمنية المختصة تغطية للجريمة، وأنا اتهمها بحماية وتشجيع الإجرام في لبنان. فالأمر لا يتعلق ببطرس حرب شخصيا خصوصا أن اغتياله وسمير جعجع من شأنه أن يؤدي إلى الفتنة في لبنان، ونحن خوفا على وحدة لبنان، وخوفا على الدولة والسلم الأهلي مهتمون بهذا الموضوع.

ما هي الإجراءات التي تتخذها الآن حتى لا تتعرض لمثل هكذا محاولات في المستقبل؟•

أصبحت أكثر حذرا، ففي الماضي كنت أتنقل بسهولة دون تدابير معقدة. أما الآن يمكن القول إن هذه الجريمة مرت على خير. لكنني معني بحياة وأمن واستقرار الناس. فلو نجحت عملية الاغتيال لأودت بأرواح أكثر من 20 قتيلا في المبنى. وإذا صمتنا على هذه الجريمة ستحصل جرائم أخرى يروح ضحايا لها مئات الآلاف من اللبنانيين. والمسألة تتعلق بأمن واستقرار الناس وحياتهم. وكذلك تتعلق بالديمقراطية في لبنان. ولذلك فإن هذا الأمر لن نسكت عنه على الإطلاق.

إذا استمرت الحكومة على موقفها الذي تعتبرونه تمييعا للقضية، ما هي الإجراءات التي ستتخذها قوى "14 آذار"؟

نحن في انتظار رد فعل الحكومة. وأعلم أن موقف رئيسي الجمهورية والحكومة كان ممتازا، لكن الأكثرية في مجلس الوزراء المؤلفة من قوى الثامن من آذار ضد تسليم "الداتا" كي لا نتمكن من الوصول إلى الحقيقة. وإذا استمر هذا الموقف فأنا شخصيا سأتخذ موقفا جديدا. وبالطبع فإن قوى "14 آذار" ستتخذ الموقف نفسه.

من تتهم بمحاول اغتيالك؟ وهل ترى أنها مرتبطة بالتهديدات التي يطلقها النظام السوري بين الحين والآخر؟

نحن ننتظر نتيجة التحقيق. وعلى أساسها سنحدد موقفنا على الصعيد السياسي. وبالطبع اتهم النظام السوري لأنه بسياسته المتبعة تجاه لبنان أوجد بيئة تسمح بهذا الجو المشحون. وأنا اتهم كذلك إيران، وكل الفئات المتعاونة مع نظام الأسد لأنها بتصرفاتها، وإبقاء السلاح غير الشرعي والتمسك به كأساس بالتركيبة اللبنانية خلقت البيئة التي تساهم في تأمين الحماية السياسية لهكذا جرائم.

في حال لم يتوصل مجلس الوزراء إلى نتائج فعلية تؤدي للوصول إلى المتهم بمحاولة اغتيالكم، هل سيصل الأمر بكم إلى توجيه اتهام مباشر؟

نعم وبدون تردد. فإذا تأكد لي أن هناك تواطؤا من قبل أكثرية مجلس الوزراء على تغطية المجرمين لن أتردد لحظة في الادعاء مباشرة على الوزراء المعنيين أمام القضاء على أنهم شركاء في الجريمة.

في رأيك هل ستجرى الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها؟

من الطبيعي أن تجرى الانتخابات في موعدها. إلا إذا كان هناك قرار بمنع أجرائها من قبل من بيدهم السلاح، ومن لديهم القدرة على تعطيل هذا الاستحقاق. وبالنسبة لنا كقوى "14 آذار" نحن متمسكون بضرورة إجراء الانتخابات لأنه من حق الشعب اللبناني أن يحاسب من أوصل البلاد إلى هذه الحالة. وهذا الاستحقاق يؤكد وجود النظام الديمقراطي في لبنان أو سقوطه. وأعتقد أن الفريق الآخر لا يريد الانتخابات لأنه يعلم أنه أمام هذا الامتحان سيهان، فالرأي العام لم يعد باستطاعته العيش في جو السرقات والفساد والإنفلات الأمني، وتعطيل مصالح الناس، وتعطيل الدولة. وهو يريد تأجيل الانتخابات ظنا منه أن النظام السوري سيتجاوز محنته، وسيعود إلى قوته وبالتالي سيدعمه.

هناك أصوات داخل قوى "14 آذار" تؤكد أنه في حال فوزها في الانتخابات النيابية المقبلة ستتجه إلى تشكيل حكومة من فريقها فهل تؤيد ذلك؟

رأيي من الأساس أننا نملك الأكثرية، ولذلك علينا أن نحكم. وأنا شخصيا ضد الحكومات التي تضم عناصر من جميع الأطراف. وأطلق عليها تسمية حكومات الخلاف والنفاق الوطني وليس الاتفاق الوطني. فالأكثرية في الأنظمة الديمقراطية تحكم، وعليها أن تتحمل مسؤولية حكمها. والرأي العام بالتأكيد سيحاسبها على هذا الأساس. وهذا هو الواقع إلا إذا كان هناك أفرقاء نسوا أن هناك نظاما ديمقراطيا واعتادوا على أن تحكم البندقية لفرض رأيهم بالقوة.

 كيف تنظرون إلى حكومة ميقاتي؟

أعتقد أن هناك بعض الأشخاص داخل هذه الحكومة هدفهم تدمير الدولة من أجل بناء دولتهم الخاصة، ووضع يدهم على كل شيء من أجل دعم ثرواتهم، وزيادة الفساد عبر تعطيل المؤسسات وتحويلها إلى ملكيات خاصة.

تكررت الاعتداءات السورية على الحدود اللبنانية مؤخرا، فكيف ترون التعامل معه

بالطبع هي مرفوضة تماما. وفي رأيي أن هذه الاعتداءات تدل على مدى ضعف النظام السوري، وهي اعتداءات على السيادة اللبنانية، وناتجة إلى حد ما عن تخاذل الحكومة اللبنانية عن اتخاذ التدابير لحماية حدود البلاد. نحن لا نريد التدخل في الصراع السوري. إلا أنني أؤيد الشعب السوري معنويا لكن لا نتدخل في الشؤون السورية. أما إذا نظرنا إلى الفريق الآخر المتمثل في موقف وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور فهو مختلف تماما لأنه خالف ما أعلنته الحكومة اللبنانية بالنأي بنفسها عن هذه الأزمة. فهو لم ينأ بنفسه، ووقف إلى جانب النظام السوري ضد شعبه، والأنظمة العربية بكاملها. وبرأيي أن هذه الأمور هي إحدى النقاط السوداء في سجل هذه الحكومة الحافل بالأخطاء والارتباكات.

هناك من يرى أنه في حال سقوط النظام السوري ، ستتجه لبنان إلى حرب أهلية جديدة؟

إذا سقط النظام السوري أستطيع القول إن الحالة في لبنان ستتغير إلى الأحسن. لاسيما أننا نراهن على أن البديل عن النظام السوري سيكون إيجابيا لمصلحة لبنان وسورية، وليس أشخاصا متمسكين بالحكم وهمهم الوحيد كيف يسيطرون على لبنان. وأعتقد أنه عندما يحصل تفاهم بين الحاكمين في سورية ولبنان على أساس المساواة، والند للند عندها سيكون البلدان بألف خير، وستكون هناك أفضل العلاقات بينهما.

المصدر: عكاظ

 

المعلوف: التصرفات العونية تأتي بعد يوم من انتخابات الكورة الديمقراطية والمطلوب خطوات جريئة من سليمان وميقاتي

رأى عضو كتلة "القوات اللبنانيّة" النائب جوزيف المعلوف أن قطع الطرقات التي يقوم بها أنصار "التيار الوطني الحرّ" ليست سوى مزايدات يحاول من خلالها الجنرال ميشال عون كسب عطف الناس بعد فشل وزرائه في معظم الملفات التي إستلموها في الحكومة، لكن خطواته ستأتي بردّة فعل عكسيّة عليه لأن الشارع المسيحي يقف صفّاً واحدا في دعم الجيش، ويطالب ببسط سلطة الدولة على جميع أراضيها وتسليم السلاح غير الشرعي الى الجيش. وأعرب المعلوف في تصريح لصحيفة "المستقبل" عن رفضه لـ"الصورة الشنيعة غير الحضاريّة التي ظهرت في المناطق المسيحيّة، فالقرار الذي إتخذ في الحكومة شارك فيه عشرة وزراء عونيين، والطريق المثلى هي اللجوء الى المؤسسات القضائية والى السلطة التنفيذية، وإذا كانوا غير راضين عن أداء الحكومة فليستقيلوا".

وسأل المعلوف ما إذا كان العماد عون يعتقد أنّ عدم الإستقرار الذي يسببه يفيد المسيحيين، وعليه تفسير السياسة التي يتبعها والتي قد تؤدي الى مواجهات ميدانية وتسبب ضرراً للناس، في وقت أملنا كبير بالدولة وحصر السلاح بيدها. وختم المعلوف بالقول: "تصرفات "التيار الوطني الحرّ" تأتي بعد يوم واحد على إنتهاء الإنتخابات الفرعية في الكورة التي أظهرت مشهداً ديموقراطياً هادئاً من جهة، وتراجعاً في شعبيّة عون لدى المسيحيين من جهة ثانية، فسارع الجنرال الى قطع الطرق لإسترداد شعبيّة مفقودة". وفي اتصال مع إذاعة "لبنان الحرّ"، رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" ان "تصرفات التيار الوطني الحر لا تؤدي إلى نتيجة إيجابية بل تنعكس سلبيا عليه"، آسفا لبقاء التيار في الحكومة بعدما أثبت وزراءه فشلاً ذريعاً. وأشار إلى أن قطع الطريق في الضبية والرئيس ميشال سليمان موجود فيها يمكن اعتباره احتجاز سياسي ومقصود، مشيرا الى انه كان هناك حجز مباشر لرئيس الجمهورية. ولفت المعلوف الى ان الرئيس كان قد اتخذ مواقف جريئة من قبل، "لذا نأمل ان يتخذ ورئيس الحكومة قرارات جريئة اليوم أيضا، للوصول إلى حكومة حيادية أو تكنوقراط تؤمن حاجات الوطن ويكون أداؤها أفضل من الحكومة الحالية".