المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 28 تموز/2012

رسالة القديس بولس الرسول إلى رومة الفصل 12/14-21/الحياة الجديدة في المسيح
باركوا مضطهديكم، باركوا ولا تلعنوا. إفرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين. كونوا متفقين، لا تتكبروا بل اتضعوا. لا تحسبوا أنفسكم حكماء. لا تجازوا أحدا شرا بشر، واجتهدوا أن تعملوا الخير أمام جميع الناس. سالموا جميع الناس إن أمكن، على قدر طاقتكم. لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل دعوا هذا لغضب الله. فالكتاب يقول: لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي. إذا جاع عدوك فأطعمه، وإذا عطش فاسقه، لأنك في عملك هذا تجمع على رأسه جمر نار. لا تدع الشر يغلبك، بل اغلب الشر بالخير.

 

عناوين النشرة

*عشاء "لجنة العائلة" في مجلس البطاركة الكاثوليـــك/العنداري: التضامن لتحصين عائلاتنا ومواجهة التحديات

*الراعي: هذا (الربيع) يشكل خطوة إلى الوراء على صعيد التعايش والديمقراطية

*الراعي: لبنان مريض ونتمنى قادة مخلصين

*ما هو حجم الترسانة الكيميائية السورية؟

*روما تدعو إلى "ممارسة أقصى الضغوط" على النظام السوري 

*بريطانيا تحذّر من سقوط ضحايا "بشكل كارثي" في حلب 

*باريس تعتبر أنّ الأسد يحضر لارتكاب مجازر جديدة في حلب 

*إحراق منازل وصدامات بين مسلمين وأقباط في مصر جراء خلاف على...قميص

*اسرائيل تكمل جهوزيتها لشن حرب على لبنان...خبير غربي لموقعنا: "حزب الله" أعاد الى صفوفه عناصر هربت في حرب تموز/طارق السيد/موقع 14 آذار

*حزب الله" يوزع آلاف الكمامات على عناصره وسط مخاوف من كوارث بيئية وإسرائيل ترد على "الكيماوي" بـ"النووي الجديد" في أي حرب/حميد غريافي/السياسة

*محاكمة اللبناني المتهم بالتخطيط لاعتداء في قبرص تبدأ في 12 أيلول 

*"مرصاد 1" انفجرت قرب بعلبك

*الشباب والتغيير" مولود سني" جديد متحالف مع حزب الله

*صحيفة روسية: مقاتلو حزب الله يحاربون الى جانب النظام وايران تعمل على اضعاف الدولة

*معاريف: إسرائيل قلقة من السلاح المضاد للطائرات مع "حزب الله"

*الأوروبيون ينتظرون نتيجة التحقيق البلغاري قبل اتخاذ القرار في شأن تصنيف «حزب الله»/رندة تقي الدين/الحياة

*باراك يحض على «نهاية سريعة وحاسمة» للبرنامج الإيراني قبل تطوير سلاح نووي

*هجمات إلكترونية غامضة ضد منشآت الجمهورية الإسلامية النووية وباراك ملمحاً لضرب إيران: مضطرون لاتخاذ قرارات مصيرية

*القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان يحذر من "مؤامرة دولية" لإطاحة حكومات خليجية

*أنقرة تنصح حزب الله بالسعي للاستفادة من مرحلة ما بعد الأسد

*سليمان عرض ونصري خوري لحوادث الحدود

*عراجي: منصور يدافع عن الاعتداءات السورية بشكل معيب

*تسليم "الداتا" كاملة فتح باب عودة 14 آذار للحـوار/سليمان يطرح تصوره و14 آذار تسأل عن استراتيجية الحزب

*الحجار: مطلوب توضيح من "حزب الله" ما قاله رعد

*استقدم مناصرين من المناطق الى الأشرفية/مهرجان انتخابي لـ"التيار الحر" تحت ذريعة المياومين

*"كلام عون عن مفهوم الديموقراطية" يحتاج توضيحاً/فارس سعيد: ربط صورة المسيحيين بالنظام السوري يعرضهم لويلات

*نوفل ضو يطمئن عون: بسقوط النظام السوري يسقط من ربط نفسه به

*قاطيشه: غوبلز تلميذ في مدرسة عون التحريضية واستمرار دعم حزب الله لنظام الاسد انتحار

*عون جنرال "الديموقراطية الأسدية" يرهب مسيحيي سوريا

*حذر من استخدام الحكومة مطية لتغطية جرائم حزب السـلاح/كبارة لميقاتي: إستفق قبل ان يسجل التاريخ مساهمتك بسقوط لبنان

*سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم  يغازل الصبي عدنان  منصور التابع لمحور الشر و"يهدد" تركيا

*رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون: "حزب الله" يريد احتلال إسرائيل

*مصور في وكالة فرانس برس يتعرض للضرب على ايدي قوى الامن اللبنانية

*"سكايز" استنكر التعرض للصحافيين لرفع الغطاء السياسي على المعتدين

*ما سَها عن بال أصدقاء الشرتوني/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*ملف اغتيال جعجع: الداتا لم تعُدْ مُهمّة/طوني عيسى/الجمهورية/جريدة الجمهورية

*حكومة النأي.. عن "الهيبة"/عبد السلام موسى/المستقبل

*نديم الجميل: فريق يقتل الجميع ليضع يده على البلد

*الرئيس أمين الجميل: تقاعس الحكومة تآمر على الوطن

*لو كان في لبنان رئيس حكومة فعلي، وحكومة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها

*موقف سليمان يرسم "حدود" المسؤوليات في قضية الحدود/ثريا شاهين/المستقبل

*زاره بلامبلي مبدياً اهتمامه بمعرفة نتائج التحقيق بمحاولة اغتياله /حرب: رئيس الجمهورية أبلغني قرار إعطاء "الداتا" كاملة

*14 آذار" تطرح الثقة بمنصور في أول جلسة تشريعية  وحرب لـ"السياسة": "حزب الله" يضع نفسه في موقع الاتهام

*شبح الاغتيالات يرافق الزعماء..وبري يتجنب التوجه للمصيلح

*تورط نائب سابق بفضيحة كوكايين بشقة رجل أعمال بالاشرفية

*من تكرهه ايران ويهابه حزب الله... بندر بن سلطان... "رجل اللحظة" وصقر آل سعود/طارق نجم/موقع 14 آذار

*تجربة «فتح الإسلام» معيار نموذجي لضبط الحدود؟/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*بيان باسم "جنود الرسول الأعظم" داخل كنيسة في القبيات

*اشكال كبير بين شبان من الطاشناق وآخرين من حزب الله وامل في النبعة

*خاص- علي حامية: تحركنا هو لاصدار قانون عفو عن الشرتوني أسوةً بجعجع/خاصAlkalimaonline

*قتيل وجريحان من الكتيبة الهندية في مرجعيون

*فخامة السفير/بول شاوول/المستقبل

*قدم جردة حســاب بعد 13 شهرا على توليه وزارة العدل/قرطباوي: "داتا" الإتصالات ستسـلم كاملة الى الأجهــزة

*لم يعد لديه ما يكفي لإخماد التمرد في كل مكان والأسد يفقد البلاد.. إنه بلا ملجأ/ لي سميث/السياسة

*الدويلة لا تمتلك مقومات البقاء وجبال العلويين ملاذ محدود للأسد

*سورية: تحريك «الكيماوي» إيذان باستخدامه ضد الشعب/عبد الوهاب بدرخان/الحياة

*حصرم حلب../علي نون/المستقبل

*اجتماع المجلس العالمي لـ "الجامعة الثقافية"/الدويهي: نشارك سليمان هموم الوطن

*الأنظمة الأمنية العربية والاستناد إلى الأوهام/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*الأسد يجهز دفاعه في لاهاي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*نائب رئيس تيار المستقبل لشؤون الاغتراب والنائب السابق انطوان اندراوس حرمان المغترب من الانتخابات  ومنصور في عالم آخر وميقاتي لا يريد أصوات المغتربين

تفاصيل النشرة

 

عشاء "لجنة العائلة" في مجلس البطاركة الكاثوليـــك/العنداري: التضامن لتحصين عائلاتنا ومواجهة التحديات

المركزية- أقامت اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة التابعة لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك حفل عشائها السنوي في صالة السفراء في كازينو لبنان، برعاية رئيس اللجنة المطران انطوان نبيل العنداري وحضوره ومشاركة ممثل وزير الاعلام وليد الداعوق المحامي نبيل مخلوف، ممثلة وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور رئيسة مصلحة الجمعيات نهى القزي، ممثل وزير العمل سليم جريصاتي الدكتور عبد الله رزوق، محافظ الشمال وبيروت ناصيف قالوش، محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، المطارنة: بولس مطر، ميشال عون والياس سليمان، النائب البطريركي لطائفة السريان الكاثوليك المطران يوحنا جهاد بطاح، النائب العام في الرهبانية المارونية المريمية الاب جوزف ابيعون ممثلا الاباتي بطرس طربيه، مدير المركز البطريركي العالمي للحضارات لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك الاشمندريت شربل حكيم، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار الانطوني، الاب كميل مبارك، الاب القاضي جان الهاشم، الاب القاضي البير عساف، محامي العدل في المحكمة الاستئنافية المارونية، رئيس مجلس ادارة تلفزيون تيلي لوميار جاك كلاسي، وهيئات من المجتمع المدني وحشد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والاعلامية ولجان العائلات في الابرشيات كافة.

العنداري: وفي المناسبة، قال المطران العنداري "تعاني العائلة في لبنان والشرق الاوسط ضائقة اقتصادية خانقة بسبب الحروب الدائرة والاوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية، فانعكست حرمانا وتوترا وهجرة وشرذمة. وتتعرض العائلة الى انتهاك قدسيتها وتشويه وجهها عبر الانجرافات الخلقية التي تحط من كرامتها بسبب اجواء العنف والعبثية وانحطاط القيم والاخلاق وغياب الاهل وضعف السلطة الوالدية، وتقع العائلة فريسة بعض البرامج الاعلامية الهدامة التي تبثها المحطات الفضائية عبر الصحون اللاقطة والكابلات وشبكات المعلوماتية، وتجتاح مسألة اخلاقيات الحياة العائلة لتصبح المسألة الاجتماعية الراهنة فتطول الانسان من بداية تكوينه في الاخصاب ووسائل منع الحمل والاجهاض الى تقنيات التعامل مع الأجنة والموت الرحيم، ويساهم الجهل الديني رغم التقدم والتطور العلمي بتقويض الرابطة الزوجية وتسريب المفاهيم الخاطئة عن الزواج وغاياته وميزاته". أضاف "أمام هذه التحديات الكبيرة لا يسعنا الا ان نتضامن ونتعاون على تحصين عائلاتنا عن طريق رعوية العائلة، التي من شأنها ان تساعد على مواجهة هذه التحديات في العائلة والابرشية والرعية ومؤسساتنا التربوية والاجتماعية، ففي العائلة يتربى الاولاد منذ الصغر على حضور الله الابوي وينتقل الايمان من جيل الى جيل وتنمو الشبيبة في المسؤولية ويشهد الاهل بقدوتهم ونمط حياتهم. من هنا اهمية دور وعناية الرعاة والكهنة ولجان العائلة في الابرشيات والجماعات الكنسية والجماعات العيلية والناشطين في راعوية العائلة والرابطات الروحية والمدنية والاهلية على انواعها". وعلى المستوى الاقتصادي، شدد على "حق العائلات في ان تنعم بأوضاع اقتصادية تؤمن لها كرامة العيش، انطلاقا من حقوقها الاساسية والطبيعية في مجالات العمل والاجر والسكن والصحة والتعليم"، وقال "بدأنا منذ سنتين التعاون مع الجامعات والادارة المدنية، وهذه السنة مع الرابطة المارونية برنامج "اطمئن" فقمنا باتخاذ بعض البرامج والمبادرات المحددة التي تتوخى مساندة العائلة، علما بان الكنيسة والدولة مدعوتان، كل واحدة من جانبها ووسائلها الخاصة، الى العمل على التخفيف من وطأة الضائقة الاقتصادية ونتائجها الاجتماعية".

أما على المستوى الروحي الخلقي، فقال "يشكل التزام العائلة، في الحياة الروحية وممارستها الصلاة وقراءة الكتاب المقدس وعيش الانجيل والشهادة للقيم الانجيلية والمشاركة في القداس الالهي مجتمعة وتبادل الخبرات في الجماعات العيلية والاطلاع على تعليم الكنيسة الرسمي في الوثائق الحبرية والندوات وتعليم الكنيسة الكاثوليكية، وسيلة عملية لتحقيق وعي متجدد لقدسية دعوة العائلة وترسيخ انتمائها الى الكنيسة". وقال "على المستوى الاعلامي، يحق للعائلات حقا اساسيا ان تقوم بالحماية والحصانة الواجبة لافرادها في مواجهة اجتياح الاباحية والعنف والبرامج والاعلانات المسيئة والمخلة بالآداب، فلا يحق للعائلة وللاهل بنوع خاص ان يتخلوا عن مسؤولياتهم التربوية والاستقالة من دورهم على حساب راحتهم، فالتضامن واجب بين فئات المجتمع كافة: من اهل وتربويين واعلاميين ورعاة وناشطين راعويين ومسؤولين في الشأن العام لجعل وسائل الاعلام ادوات ايجابية لبناء المجتمع والتربية على القيم العائلية الاساسية"، مؤكدا "ان دعم وسائل الاعلام والاتصال المسيحية من صحف ومجلات واذاعات وتلفزيونات ومواقع الكترونية امر مهم"، معتبرا "انها منبر هام للتبشير بالانجيل ونشر القيم الانجيلية".

أضاف "على مستوى اخلاقيات الحياة، اختصرت الكنيسة مواقفها من اخلاقيات الحياة في شرعة حقوق العائلة والوثائق الكنسية العديدة، التي تركز على احترام الحياة البشرية من البداية الى النهاية وكل انتهاك لهذه الاخلاقيات هو انتهاك لقدسية العائلة وانجيل الحياة". وأشار الى ان "على مستوى الجهل الديني، تقوم رعوية العائلة على تعزيز التنشئة الدينية والتثقيف الديني الذي يشمل الصغار والكبار، ولربما الكبار قبل الصغار، ومن اولويات هذه الرعوية: الاعداد للزواج في مراحله الثلاث، البعيدة والقريبة والمباشرة، والعناية بمراكز التحضير للزواج، ومواكبة ومرافقة الازواج والعائلات الى جانب تعميم مراكز الاصغاء والارشاد العائلي"، مؤكدا "ان الوعي الديني كفيل بترسيخ دعائم ومكونات ديمومة الرابطة الزوجية وتقويم اعوجاج المفاهيم الخاطئة".

وأكد "ان طغيان الروح العالمية على حفلات الاكاليل والاعراض في الكنائس وخارجها الى جانب التحديات التي ذكرنا، من شأنه ان يؤدي بعائلاتنا الى الوثنية وتناسي المعاني الروحية واللاهوتية للزواج واهمالها وبالتالي الى الانحرافات". وقال "ان رهاننا اليوم وكل يوم على حماية العائلة وتوطيد ركائزها ومقوماتها"، معتبرا ان "كل واحد منا مسؤول عن ان تكون العائلة حرم الحياة ومقدس الحب والحياة بحسب تعبير الطوباوي يوحنا بولس الثاني".

عزو: بدورها، القت الامينة العامة للجنة ريتا حرب عزو كلمة اشارت فيها الى "ان في العائلة تجددا يضخ في عروقها الحياة"، داعية الى "ان نجدد لقاء العائلة ونطلق فرحة من القلب".

وقالت: "نجتمع على اسم العائلة لاقتناع راسخ بانها كل شيء، هي الام ولقاء العمل والعيد الذي اردناه هذه السنة انطلاقا من مفهوم العمل الاجتماعي للكنيسة، وذلك ايمانا منا بان دورنا هو مؤازرة الدولة بدءا من العائلة لبناء الوطن والانسان، ولاننا نؤمن بالمستقبل مشروع حياة منظما ومخططا له وتتمحور خطة عملنا على تنشئة الكوادر واعدادها واطلاق البرامج التطبيقية فقد اطلقنا للسنة الثانية على التوالي العدد الذهبي 2012 الذي يتضمن نصوصا توجيهية مساعدة للامهات والآباء واجوبة على تساؤلات كثيرة تصب في المفهوم الحقيقي لتعليم الكنيسة الرسمي المختص بالعائلة والحياة".

الدويهي: وفي الختام، القى عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية طلال الدويهي كلمة، اشار فيها الى "التعاون بين الرابطة واللجنة الاسقفية لشؤون العائلة لاطلاق وتفعيل حملة" اطمئن" وهي حملة تندرج في صميم اهداف الرابطة المارونية وكلها مستوحاة من تعليم الكنيسة والحرص الاكيد على تعميق سبل التنسيق مع اللجان العاملة في كنف الكنيسة الذي يتضاعف بتضاعف التحديات التي تواجه عائلاتنا ومجتمعنا". وقال "انها تحديات التحولات المصيرية التي تشهدها المنطقة، وخلاصة التساؤلات المقلقة تتعلق بمستقبل الوجود المسيحي وبظروف تأدية المسيحيين رسالتهم في مجتمع ليس كله مسيحيا، وازاء هذا الواقع يتحول تعزيز وحدة عائلاتنا مسألة محورية من مسائل جهدنا المشترك كرابطة مارونية ولجنة اسقفية لشؤون العائلة، وهذا الجهد المشترك يقودنا الى تحفيز الارادات وتعميق الثقة بأنفسنا وبوطننا، وبوحيها نؤكد ارادة التنسيق والتعاون وتوحيد الجهود"، شاكرا "كل من عمل لانجاح حملة "اطمئن" والرابطة المارونية في موقع التعاون الدائم مع جميع ذوي الارادات الطيبة لبناء مجتمعنا على قواعد التضامن والوحدة والسلام".

 

الراعي: هذا (الربيع) يشكل خطوة إلى الوراء على صعيد التعايش والديمقراطية

الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012/بيروت-سانا

دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى اعتماد الحوار كسبيل للوصول الى حل للازمة في سورية بعيدا عن لغة السلاح محذرا من عواقب التدخلات العسكرية. وقال البطريرك الراعي في حديث لصحيفة (تامبي) الإيطالية إن للتدخل العسكري ضررا اكبر بكثير من منفعته ويزيد الاضرار البشرية والمادية مشيرا الى وجوب قيام المجتمع الدولي بالتدخل بطريقة ايجابية على الصعيدين السياسي والاجتماعي. وحول التوصيفات الاعلامية المروجة عن الربيع في العالم العربي اكد الراعي ان هذا (الربيع) يشكل خطوة إلى الوراء على صعيد مسألة التعايش المطلوب والديمقراطية مشيرا الى ان ليبيا ومصر وحتى العراق تعاني من حالة عدم الاستقرار على الرغم من التدخل المسلح من قبل بعض البلدان بالخارج. وتساءل كيف يمكن الحديث عن ربيع في سورية بوقت يتم فيه سقوط الضحايا وتدمير البنى التحتية.

 

الراعي: لبنان مريض ونتمنى قادة مخلصين

الديمان ـ "المستقبل" /رأى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ان "الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا لا تعني ان لبنان فقد هويته ورسالته بل هو مريض"، آملاً ان "يشفى من هذا المرض بأسرع وقت". واشار الى "ضرورة الصلاة كي يعطينا الله قادة مخلصين ومحبين ومضحين ليكمل لبنان رسالته في خدمة المجتمع العربي والدولي".

استقبل الراعي  يوم الخميس في الديمان أمس، وفداً من عائلات شوفاني وصليبا والحاج قدمت خلاله عائلة صونيا شوفاني له صليباً ومسبحة صلاة بطول 30 متراً فيها اربعة اسرار: الفرح، الحزن، النور والمحبة، وتحوي 204 دوائر و400 ألف دبوس والصليب، وكذلك قدمت له انجيل مرقص مطرزاً على قماش بطول 17 مترا وانجيل متى مطرزاً على القماش بطول 27 مترا ومحاكاً بألوان أربعة ترمز الى فصول البيعة. وبارك الراعي المسبحة والانجيلين وقرر وضعهما في متحف بكركي.

وألقى كلمة حيّا فيها "كل العائلات المسيحية ولاسيما المنتشرين منهم في كل بلدان العالم، والايمان العميق عند هذه العائلات التي هي كأغصان الارزة المزروعة بتربة لبنان واعضائها في كل انحاء العالم وهم يمثلون وجه لبنان الحقيقي والوجه المسيحي المخلص ونفاخر بهم، وهم خير سفراء لهذا البلد روحياً ووطنياً، ونتمنى للجميع التوفيق باسم كل كنيستنا المارونية وباسم البطريركية".

وقال: "نحن نرى في مغتربينا الوجه اللبناني الاصيل، ونصلي مع الجميع ليحافظ لبنان على الجمال الطبيعي والانساني خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها حالياً، ولكن هذا لا يعني ان لبنان فقد هويته ورسالته بل هو يعاني بعض المرض، ونأمل ان يشفى منه وبأسرع وقت. ونصلي كي يعطينا الله قادة مخلصين ومحبين ومضحين ليكمل لبنان رسالته في خدمة المجتمع العربي والعالمي".

والتقى أعضاء لقاء قاديشا وضم شخصيات وممثلي احزاب من مختلف بلدات قضاء بشري، وقدموا له وثيقة مبادئ قرر الالتزام بها، آملاً من خلالها ان "يكون اللقاء نواة تجدد وتغيير في قضاء بشري ضمن التنافس الديموقراطي البناء". وتتضمن الوثيقة الالتزام بالمبادئ الآتية: "ان يشمل التحرك السياسي تحركاً مماثلاً إنمائياً واجتماعياً، ان نكون لبنانيين سياديين استقلاليين نعيش حقوق الانسان ونلتزم المواطنية وموجبات الشراكة الوطنية، اعتماد الحقيقة والمعرفة في التنافس مع الفاعليات الاخرى، العمل لنبذ العنف بجميع اشكاله، حث المجتمع على احترام القوانين، احترام الرأي الآخر، الدعوة الى الانفتاح على جميع الاقضية لاسيما المحيطة بنا، العمل على تخطي الحقد والكراهية والحث على الالفة والمحبة، التخفيف من الاصطفاف السياسي وتذكية الحس النقدي المبني على القيم والثقافة السياسية".

بعد اللقاء، أجمع المشاركون على "استمرار التواصل مع الصرح البطريركي"، مؤيدين "مواقف البطريرك الوطنية وعلى كل الاصعدة".

وزار الديمان مؤسس الرابطة المارونية في استراليا القاضي جو متلج والرئيس الحالي للرابطة توفيق كيروز، وجرى عرض لأوضاع الجالية المارونية في استراليا والمشروع الذي تعده الرابطة ويهدف الى تعزيز التواصل بين المغتربين ووطنهم الام.

والتقى الراعي رئيس منظمة لبنان للامم المتحدة رئيس الاكاديمية الديبلوماسية سمير ميشال الضاهر، وعرضا شؤوناً تتعلق بحقوق الانسان وكرامته. وقدم الضاهر الى الراعي كتاباً يحتوي نشاطات المنظمة وآخر عن سيرته وجامعة العائلة في لبنان والعالم. وبحثا في برنامج زيارة البطريرك لعكار.

 

ما هو حجم الترسانة الكيميائية السورية؟

ما هو حجم الترسانة الكيميائية السورية، وإلى أي حد قد يصبر الغرب في حال تفلت هذا السلاح من قبضة النظام؟ منذ العام ونصف العام تعرف العالم على النظام السوري وقدراته العسكرية ولكن السلا ح الأكثر ترويعاً في قبضة النظام السوري هو الذي لم نتعرف عليه بعد. فإعلان الخارجية السورية أن الترسانة الكيميائية السورية محفوظة ومصانة، ثبت الشكوك العالمية بأن نظام الأسد يملك الترسانة الكيميائية الأكبر في العالم وهي تتوزع على الشكل التالي:

غاز السيانيد والذي يسبب نوبات وإختلاجات تؤدي الى توقف القلب.

غاز الخردل ويسبب حروقاً كبيرة وذوبان للجلد.

VX Gaz المدمر الأكبر للجهاز العصبي.

غاز السارين وقطرات قليلة منه تكفي لقتل العشرات في دقائق.

حتى الآن لم يفهم حقيقة نقل هذه الأدوية من قبل النظام بإستمرار مع أن دول القرار لا ترى في كونها طريقة ستستعمل في إخماد الثورة الثورية.

العميد المتقاعد الياس حنا يؤكد أن "جغرافية هذا السلاح مهمة جداً كي لا يقع في أيدي الجيش السوري الحر، ولكي لا يقع بيد من لا يريدونه أن يقع في يده. أأمن مكان هو نقله الى المناطق الخلفية والمناطق الخلفية هي المنطقة الساحلية والمنطقة التي يتواجد فيها النظام بكل قوته. اليوم عندما تكلم الغرب عن هذا السلاح، إستغل النظام السوري هذه الحادثة وطمأن الناس أنه لن يستعمله الا في حال عدوان خارجي.

هناك مراقبة مستمرة والصحافة الإسرائيلية أكدت أنها تراقب بالطائرات والصحون اللاقطة. يعني عندما تقول الولايات المتحدة أن سوريا منطقة مهمة فهذا يعني أن المراقبة تكون بكافة الأنواع حتى عبر الـsocial media الى كل ما الى ذلك، ويعرف القاصي والداني أن نقل هذا السلاح لا يفيد النظام لأن مراقبة ومعرفة الكميات والأسلحة والمناطق المتواجدة فيها سيعرض ذلك لضربها قبل إستعمالها."

اليوم، يعتبر إنتقال هذه المواد للقاعدة أخطر من نقلها لحزب الله.

السلاح الكيميائي السوري قد يشكل المفتاح الذي ينتظره الغرب للتدخل العسكري في سوريا فهل تتغير قواعد اللعبة ومعها وجه المنطقة؟

المصدر: MTV | التاريخ: 7/27/2012

 

روما تدعو إلى "ممارسة أقصى الضغوط" على النظام السوري 

دعت وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي إلى ممارسة "أقصى الضغوط" على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لمنع وقوع مجزرة جديدة في حلب. وأعرب في بيان عن "قلقه الشديد" حيال الوضع في حلب حيث اطلقت رشاشات مروحيات النظام نيرانها على بعض الأحياء وحيث يجري حشد قوات تمهيدًا لمعركة حاسمة بين النظام والمعارضين المسلحين.(أ.ف.ب.)

 

بريطانيا تحذّر من سقوط ضحايا "بشكل كارثي" في حلب 

حذّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من "خسائر كارثية في الأرواح وكارثة انسانية في حلب حيث تستعد القوات النظامية والمعارضة المسلحة لمعركة حاسمة".وقال هيغ في بيان إن "هذا التصعيد غير المقبول في النزاع ويمكن أن يؤدي الى خسارة كارثية في ارواح المدنيين وكارثة انسانية".(أ.ف.ب)

 

باريس تعتبر أنّ الأسد يحضر لارتكاب مجازر جديدة في حلب 

أعلن المتحدث باسم الخارجيّة االفرنسيّة برنار فاليرو أنّ الرئيس السوري بشار الأسد "يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه" في حلب.

وأوضح فاليرو، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أنّ "الأسد يستعد عبر تجميع الوسائل العسكريّة الثقيلة في محيط حلب". وشدد على أنّ بلاده "لا تزال تطالب برحيل الرئيس السوري، وتدعو إلى وقف أعمال العنف ووقف استخدام المعدات العسكرية الثقيلة من قبل النظام". واعتبر فاليرو أنّ العدد المتنامي للانشقاقات "يدل إلى أيّ حد وصل نظام بشار الأسد". (أ.ف.ب.)

 

إحراق منازل وصدامات بين مسلمين وأقباط في مصر جراء خلاف على...قميص

اقدم عدد من المسلمين الجمعة على حرق منازل يقطنها مسيحيون في قرية دهشور القريبة من القاهرة وذلك بعد مشادة بين احد سكان القرية وبين مكوجي قبطي احترق منه قميص للاول اثناء كيه كما افاد مصدر امني وكالة "فرانس برس". واوضح مسؤولون في الشرطة ان هذه المواجهات التي تبادل خلالها المسلمون والاقباط القاء الزجاجات الحارقة اسفرت عن اصابة شخص واحد على الاقل.

ويشكل المسيحيون ما بين 6 الى 10% من نحو 82 مليون مصري. وهم يشكون من تعرضهم للتمييز والتهميش. وفي السنوات الاخيرة استهدفتهم عدة هجمات دامية كان اخطرها الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة راس سنة 2011 واوقع نحو عشرين قتيلا. كذلك كثيرا ما جرى احراق منازل للاقباط خلال مواجهات طائفية دامية. وقد تعهد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين، باحترام حقوق الاقباط ووعد بان يكونوا ممثلين في حكومته.

*وكالة الصحافة الفرنسية.

 

اسرائيل تكمل جهوزيتها لشن حرب على لبنان...خبير غربي لموقعنا: "حزب الله" أعاد الى صفوفه عناصر هربت في حرب تموز!

طارق السيد/موقع 14 آذار

القارىء بين سطور أحداث المنطقة، يستطيع ان يرى بكل وضوح ان ثمة عناوين عدة بدأت تتداولها إسرائيل وتطرحها على طاولات البحث والتي تخلص الى ضرورة شن حرب واسعة ضد "حزب الله" المدعوم تسليحاً من قبل النظامين الإيراني والسوري، ما يعني ان خطراً داهماً سوف يلحق بلبنان في ظل ما يحكى عن ضربة إستباقية إسرائيلية تعيد الحزب ومعه لبنان إلى العصور الوسطى.

يبدو ان طرفي النزاع التقليدي إسرائيل و"حزب الله" يتحضران بشكل دراماتيكي لحرب بينهما قد تكون فاصلة إلى حد ما، هذا إذا ما قيست الى سابقاتها من الحروب التي تواجه بها الطرفين، إن من حيث التجهيز في العديد والعتاد الذي يعمل عليه كل طرف، أو لجهة تحضيرات الكادر البشري نفسياً عبر رفع معنويات العسكر من خلال وضعهم في صورة الإنتصار المؤكد منذ اللحظة.

المؤشرات كلها تدل على ان إسرائيل اكملت جهوزيتها بشكل جدي ونهائي تحسباً لاي مواجهة محتملة مع الحزب في المرحلة المقبلة، لكن هذه المرة ضمن إستراتيجية جديدة عمادها سياسة الارض المحروقة، إذ انها لن تترك هذه المرة متراً واحداً في الخطوط الامامية إلا وستحرقه بغية إيجاد مساحات واسعة تتيح لألياتها العسكرية والطبية إضافة الى جنودها، التحرك بحرية مطلقة من دون تعرضها لأي إصابات محتملة. محلل استراتيجي غربي يؤكد لموقع "14 آذار" الإلكتروني ان " ضربات إسرائيل الإستباقية ضد "حزب الله" قد تستهدف اماكن تخزين اسلحة بالغة الاهمية كانت رصدتها خلال الفترة الاخيرة، وان بدء إسرائل للحرب هو إحتمال وارد في كل لحظة، لأنه وبحسب مفهومها العام، أن الحزب تخطى حدود المقبول، عسكرياً، سياسياً وإعلامياً، ولذلك فهي ترى انه لم يعد من الجائز السكوت عنه وتركه "يسرح ويمرح" في المنطقة على هواه في ظل الإنشغال الدولي بالموضوع السوري"، ويلفت الى "انه من المحتمل ان تبدأ إسرائيل بمهاجمة القوافل التي تنقل السلاح او الصواريخ للحزب من سوريا. وقد يتطور هذا الامر الى حد قيام اسرائيل بتدمير مستودعات الاسلحة في الداخل السوري التي تدّعي ان "حزب الله" يستخدمها".

ويرى "ان اسرائيل قد تبدأ الحرب بطريقة مباشرة من دون سابق إنذار، أو بجر "حزب الله" إلى القتال لتدمير قدراته عبر توجيه ضربات أولية نوعية تستهدف قواته او قياداته لحرمان ايران من فتح جبهة ضدها في حال أضطرت الى مهاجمة منشآتها النووية، كاشفاً وللمرة الاولى " ان التدريبات التي تجريها القوات الخاصة الإسرائيلية في منشأة جديدة تحت الارض، إنما تحاكي في المرتبة الاولى إحتلال ما عُرف بمثلث الصمود في جنوب لبنان، عيترون، مارون الراس، وعيتا الشعب في أقل من 24 ساعة، وذلك من خلال تكثيف الغارات وشن عمليات كوموندوس لم يُعرف لها مثيل من قبل، لتأتي المرحلة التي تليها وهي إفراغ معظم مناطق الشريط الحدودي من خلال سياسة الارض المحروقة التي تتضمن تدمير منازل يشتبه بإنتماء اصحابها الى "حزب الله".

ويجزم "انه من ضمن الهموم التي تأخذ الكثير من الفكر التحليلي داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية في هذه الايام، هي الدعوة التي سبق ان اطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى رجاله للإستعداد للحظة يُطلب منهم إحتلال ما يعرف بالجليل، لأن الإسرائيلي يدرك تماما ان كلام نصرالله لا يمكن إلا ان يؤخذ على محمل الجد"، متطرقاً الى الشق المتعلق بالإستعداد الإسرائيلي من خلال كشفه لعدة امور عسكرية منها التالي:

ان إسرائيل تعتمد في حروبها الكبيرة على 3 الوية، لواء "غولاني" مهمته ضمان السيطرة على المناطق التي تسقط في ايدي القوات الإسرائيلية، اسمه مشتق من كلمة "الجليل" ويتضمن كتيبة مؤللة يطلق عليها "إيغوز" معناهه ثمرة "الجوز" سميىت بذلك نظراً لصعوبة كسرها، ومهمته احتلال المدن بعد ان تعجز بقية الفرق عن ذلك، ويتوزع إنتشار لواء غولاني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي الضفة الغربية، مع العلم ان الوحدة "ج "من الفرقة 51 التابعة للواء غولاني كانت ابيدت بشكل شبه كامل اثناء معركة بنت جبيل في تموز 2006 على يد "حزب الله".

ويتابع " كما يوجد هناك لواء "جفعاتي" الذي يطلق عليه الإسرائيليون اللواء الاكثر تهذيباً وأحتراماً، مع انه تسبب في إبادة اكثر من 70 في المئة من المدنيين الابرياء في غزة والضفة الغربية، ومن مهماته تنظيف المناطق من العدو، وتحديد القطع اللازمة لأي حرب تنوي إسرائيل القيام بها".

ويضيف: "لكن المهمة الاصعب تسند عادة الى لواء "الناحال" حيث تكمن مهمته في تنفيذ عمليات قتل واسر وإختطاف سريعة ينفذها داخل ما يسمى وراء خطوط العدو، والفرقة 931 من هذا اللواء هي الاخطر على الإطلاق إذ تتضمن تنظيف المناطق المتاخمة للحدود مع إسرائيل تمهيداً لدخول الجيش الرسمي لإحتلالها، وفيه اهم كتيبة مظلية عرفتها إسرائيل".

ويقول: " في المقابل فان "حزب الله" هو اليوم اوهن قوة من ذي قبل، وكل ما يدعيه بشأن ترسانته العسكرية ليست سوى بالونات إختبارية يريد من خلالها إثارة الذعر او الرعب في صفوف عدوه، وان الأيام المقبلة سوف تثبت ان الحزب لن يتمكن من الصمود امام الالة العسكرية الإسرائيلية لاكثر من اسبوع او عشرة ايام على أبعد تقدير"، مؤكداً ان ترسانة الحزب العسكرية يختزنها في البيوت والمدارس ودور العبادة، وهذا يعني أن الدمار سوف يلحق بتلك الابنية بشكل يفوق الخيال".

ويختم: هناك معلومات مؤكدة تقول أنه خلال حرب تموز 2006 فأن العديد من مقاتلوا الحزب قد هربوا من مواقعهم مخلفين وراءهم أسلحة ثقيلة، وبعض هؤلاء توجه نحو العاصمة بيروت، بينما غادر بعضهم الاخر لبنان متوجهاً الى سوريا للإلتحاق بعائلاتهم، و"حزب الله" الذي كان اتخذ بحق هؤلاء عقوبات قسوة ادت الى فصلهم كاملاً من صفوفه، إلا انه عاد خلال الفترة الماضية عن قراره هذا، والمستغرب اكثر ان هؤلاء يحتلون اليوم مراكز متقدمة في "حزب الله" ومقاومته".

 

حزب الله" يوزع آلاف الكمامات على عناصره وسط مخاوف من كوارث بيئية وإسرائيل ترد على "الكيماوي" بـ"النووي الجديد" في أي حرب

حميد غريافي/السياسة

بحثت اسرائيل "بشكل معمق وتفصيلي", حسب احد قادة اللوبي اللبناني في واشنطن, مع الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الاوروبيين والغربيين الآخرين "مسألة ردها على اي استخدام لأسلحة كيماوية او بيولوجية وربما نووية ضدها", سواء تم من قبل سورية او ايران او "حزب الله" في لبنان, أو حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في غزة.

وأبلغ مسؤولون اسرائيليون امنيون وسياسيون قيادات تلك الدول انهم "لن يترددوا للحظة واحدة في استخدام ترسانة دمارهم الشامل من كيماويات وبيولوجيات في الرد على اي اعتداء على شعبهم بهذه الاسلحة الفتاكة, كما انهم سيجدون انفسهم مضطرين لاستخدام "سلاحهم النووي الجديد" المخصص لضرب أهداف محددة ومحصورة الأطر بحيث لا تتجاوزها الاشعاعات الى مناطق اوسع, وهو النوع من القنابل النووية التي صنعت الولايات المتحدة شبيها لها لاستخدامه ضد المنشآت النووية الليبية تحت الارض (النهر العظيم) قبل ان يسلم العقيد القذافي الراحل ترسانته النووية الى واشنطن, كما صنعها الاتحاد السوفياتي قبل انهياره حيث اعلن وزير الدفاع السابق في عهد بوريس يلتسين الجنرال ليبير في مطلع التسعينات من القرن الماضي ان الترسانة النووية السوفياتية تبحث عن 20 قنبلة صغيرة مصنعة داخل حقائب يدوية للاستخدام المحدد ضد اهداف محصورة اختفت من مستودعاتها.

وكشف القيادي اللبناني الاغترابي القريب من وزارة الدفاع عن معلومات استخبارية اميركية من بيروت وتل ابيب تحدثت الاثنين الماضي عن قيام جماعات "حزب الله" في لبنان بتوزيع آلاف الكمامات الواقية من اسلحة الدمار الشامل على عناصرها في جنوب وشمال نهر الليطاني في الجنوب اللبناني, وفي مناطق البقاع الثلاث الغربية والوسطى والشمالية وفي ضاحية بيروت الجنوبية امتدادا على الساحل الجنوبي, فيما قام مسؤولون قريبون من حسن نصرالله بتوزيع كمامات على اقاربهم وافراد عائلاتهم وعشائرهم في مختلف الانحاء اللبنانية, وخصوصا شمال الليطاني والبقاع الشمالي (بعلبك وامتداداتها) وضاحية بيروت الجنوبية حيث تقبع قيادات الحزب الايراني ومجموعات من الحرس الثوري الايراني. وقال القيادي اللبناني في واشنطن ان عمليات الاخذ والرد الهائلة التي اجتاحت اسرائيل وسورية ولبنان وبعض دول العالم بشأن إمكانية استخدام نظام الاسد القمعي المجرم اسلحته الكيماوية والبيولوجية داخل وخارج سورية, اصابت حسن نصرالله وجماعته بالخوف من ان تكون هذه الموجة ممهدة لقيام حكومة بنيامين نتانياهو وكبار قادته العسكريين بهجوم كيماوي او بيولوجي على لبنان وبعض مناطق سورية القريبة من الحدود اللبنانية ومن مرتفعات الجولان".

ونقل عضو اللوبي اللبناني لـ"السياسة" عن تقارير امنية اميركية من سورية ان "قيادة سلاح الكيماويات والبيولوجيات في الجيش السوري في دمشق اقدمت منذ الرابع عشر من الشهر الجاري على نقل وتوزيع ستين في المئة من ترسانتها الفتاكة على مناطق بعيدة عن العاصمة والمدن الرئيسية في الشمال مازالت واقعة في ايدي قوات النظام, وان الرئيس السوري أمر بـ"انتهاك حرمة" قاعدة "السفير" التابعة للحرس الجمهوري التي تضم أطناناً من أسلحة الدمار الشامل, وهي تحت إمرة بشار الاسد شخصيا, حيث جرى توزيع كميات كبيرة من هذه الاسلحة على مخازن عدد من المطارات العسكرية ومستودعات الصواريخ البعيدة عن متناول اليد". واعربت التقارير الامنية الأميركية الواردة من سورية واسرائيل ولبنان عن خشية واضعيها من ان يؤدي ضرب مخازن ومستودعات الاسلحة الكيماوية او البيولوجية او وسائل النقل التي تحاول حملها الى لبنان الى كوارث بيئية ناجمة عن انتشار الغازات والجراثيم السامة وتفلتها من المراقبة والحصر, ما قد يؤدي الى مقتل الآلاف من المواطنين المدنيين السوريين واللبنانيين اضافة الى الوحدات العسكرية التي تحميها او تخزنها او تنقلها

 

محاكمة اللبناني المتهم بالتخطيط لاعتداء في قبرص تبدأ في 12 أيلول 

ذكرت وسائل إعلام أن "لبنانيًا يشتبه بمشاركته في التخطيط لاعتداء على سياح اسرائيليين في قبرص سيُحاكم أمام محكمة جزائية في 12 أيلول في الجزيرة". ولفتت الى أن "القرار اتُخذ خلال جلسة مغلقة وسط اجراءات امنية مشددة في ليماسول ثاني مدن قبرص". وذكرت الإذاعة العامة أن "اللبناني البالغ من العمر 24 عامًا ويحمل جواز سفر سويديًا يواجه 17 تهمة بينها تسع مخالفات". فيما لفتت صحيفة فيليفتيروس أن "الإتهامات تندرج في اطار قانون مكافحة الإرهاب الذي يتعلق خصوصًا بجرائم العصابات والتجسس ورفض اعطاء الشرطة معلومات ودعم منظمة ارهابية".

يُذكر الى أنه وبطلب من النيابة، قررت المحكمة خلال جلسة مغلقة إبقاء الشاب في السجن. وأكّدت الإذاعة الحكومية أن "محامي الشاب لم يطلب اطلاق سراحه"، موضًحا أن "موكله يخشى على حياته بسبب الضجة الإعلامية التي رافقت قضيته". ورفضت الشرطة القبرصية التحدث عن هذه القضية نظرًا "لحساسيتها". يُشار الى أن المشتبه به أُوقف في غرفة في أحد فنادق ليماسول في السابع من تموز بعد وصوله من لندن. وتشتبه الشرطة بأنه جاء الى قبرص لمتابعة تحركات وتصرفات سياح اسرائيليين والتعرف الى مواعيد وصول مجموعات الى الجزيرة، فيما حمّلت اسرائيل كل من ايران و"حزب الله" اللبناني مسؤولية ذلك الإعتداء. (أ.ف.ب)

 

"مرصاد 1" انفجرت قرب بعلبك

"النهار" – خاص/ذكرت مصادر أمنية ان مجموعات من الوحدة 910 العائدة للمجلس الجهادي في "حزب الله" انتقلت أخيراً الى سوريا عبر منطقة حوش السيد علي في الهرمل، للمشاركة الى جانب القوات النظامية السورية في قمع الحركات المسلحة المتمردة في مناطق القصير – حمص – الرستن. ووفق المصادر ذاتها ان للحزب وجوده الامني والعسكري الفاعل في منطقة الزبداني السورية.

وذكرت المصادر ان الجسم الغريب الذي انفجر لحظة ارتطامه في الارض في جرد يونين قرب بعلبك يوم 2012/7/14 كان مجسماً لطائرة استطلاع "مرصاد 1" التي يملك "حزب الله" عدداً منها وكان يقوم بتجربة عن طريقة تخزينها بالمتفجرات لاستخدامها في اهداف محددة بعد تزويدها اجهزة "تحكّم من بُعد".

 

الشباب والتغيير" مولود سني" جديد متحالف مع حزب الله

في موازاة ظاهرة الشيخ أحمد الأسير التي انطلقت من عاصمة الجنوب صيدا، أبصر النور في عاصمة الشمال طرابلس مولود سياسي سني جديد يحمل اسم حزب الشباب والتغيير المتحالف مع حزب الله متبنيا خيار الحزب: الشعب والجيش والمقاومة والقضية الفلسطينية. هذا الحزب الذي حصل على علم وخبر من وزارة الداخلية باسم مؤسسة سالم يكن نجل الداعية الراحل فتحي يكني، وكل الأعضاء المؤسسين من تلامذته. وسيكون الحزب وفق المعلومات منفصلا عن جبهة العمل الاسلامي التي ينتمي اليها سالم يكن ومستمرا معها، وهذه الجبهة كما بات معلوما انها تنضوي ضمن قوى 8 آذار.

وبحسب المعلومات فإن حزب الشباب والتغيير سيعمل على خطين: خط دعوي اسلامي، وخط سياسي، يسعى من خلالهما الى تحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار والسلم الأهلي، كما يسعى الى تعميق الحوار والتعاون بين السنة والشيعة والمسلمين والمسيحيين، اضافة الى العمل لاصلاح النظام السياسي من خلال تحريك «ميكانيزمات» الاصلاح التي عين «الطائف» مؤسساتها وفي طليعتها الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. كذلك يسعى الحزب لاطلاق آلية نظام انتخابي عصري يرفع الممارسة السياسية الفردية الى مستوى المواطنة.

المصدر: الأنباء | التاريخ: 7/27/2012

 

صحيفة روسية: مقاتلو حزب الله يحاربون الى جانب النظام وايران تعمل على اضعاف الدولة

تناولت صحيفة "كوميرسانت" الروسية صباح اليوم الجمعة تأثير الأزمة السورية على لبنان, لافتة إلى أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا, يمكن أن تتسبب في إشعال حرب أهلية حقيقية في لبنان.

وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي "حزب الله" اللبناني الشيعي, يقاتلون فعليا إلى جانب الجيش السوري , أما الطائفة السنية اللبنانية, فتتعاطف بشكل واضح مع المعارضة السورية , الأمر الذي أحدث احتقانا واضحا بين المواطنين اللبنانيين , والذي بدا بصورة جلية في مدينة طرابلس, التي تشهد بين حين وآخر مواجهات مسلحة بين السنة والعلويين. ويري المراقبون أن إيران , هي التي تؤجج الخلافات بين اللبنانيين , ذلك أنها تريد أن تجعل من لبنان مرتكزا لتأثيرها الجيوسياسي في المنطقة, في حال سقوط النظام السوري . ولكي يتحقق لإيران ما تخطط له, تعمل طهران على تقوية نفوذ "حزب الله" في الساحة الداخلية, وإضعاف الحكومة المركزية , وبهذا تساهم في تفكيك اللحمة الوطنية لبلاد الأرز . وسلطت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الضوء على الأزمة السورية , مؤكدة أن روسيا أكدت, مرارا وتكرارا, أنها غير متمسكة بنظام الأسد, وأنها تؤيد تطلعات الشعب السوري, شريطة الالتزام التام بالقوانين الدولية.

 

معاريف: إسرائيل قلقة من السلاح المضاد للطائرات مع "حزب الله"

المركزية- ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ان "وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك كرّر الموقف الإسرائيلي الرسمي القاضي بأن إسرائيل لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال، أن تقبل بنقل منظومات أسلحة متطورة من سوريا إلى "حزب الله"، معتبرا أن "الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته وكل يوم يمر يقرب من نهاية نظامه". ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية أن "الولايات المتحدة الأميركية لن تمنع إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية"، مشيرة إلى اتصالات تجري بين تل أبيب وواشنطن لاختيار السبيل الأمثل لإحباط نقل هذه الأسلحة إلى "حزب الله" في لبنان". كما نقلت عن المحلل السياسي الإسرائيلي عوفير شيلح، قوله ان "إسرائيل ليست قلقة فقط من إمكان انتقال السلاح الكيماوي الذي تمتلكه سوريا إلى "حزب الله" اللبناني، بل أيضاً من إمكان انتقال منظومات السلاح المتطورة المضادة للطائرات". وكشف المحلل النقاب عن أنه "في الأسابيع الأخيرة بذلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأجنبية جهوداً كبيرة في عملية تعقب أسلحة الدمار الشامل التي يملكها النظام السوري، وحتى الآن، وفقاً لما قاله رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال بيني غانتس ورئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس جلعاد، لا يوجد دليل على أن الرئيس السوري، بشار الأسد، لم يعد يسيطر على هذا السلاح".

 

الأوروبيون ينتظرون نتيجة التحقيق البلغاري قبل اتخاذ القرار في شأن تصنيف «حزب الله»

باريس - رندة تقي الدين/الحياة

قال مصدر اوروبي لـ «الحياة» ان وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان طلب من الاتحاد الاوروبــي خلال زيارته بروكسيل هذا الاسبوع، إدراج «حزب الله» على لائحة الارهاب بحجة انه وراء عملية قتل الســياح الاسرائيليين في بلغاريا وأنه يتخوف من حصول الحزب على اسلحة سورية كيماوية، وأن الاتحاد الاوروبي رفض ذلك لأن ليــس هناك بعد اي برهان على تورط «حزب الله» بالعــملية المذكورة. وكان وزير الخارجية البلغاري أبلغ نظراءه أن التحقيق جار وليس هناك اي ادلة بعد حول من ارتكب ذلك. وقال المصدر: «هناك دول رافضة لمبدأ وضع حزب الله على لائحة الارهاب ومنها فرنسا، والاتحاد الاوروبي اصدر موقفاً اكد فيه ضرورة استقرار لبنان وسلامته ولن يتخذ قراراً بإدراج الحزب اللبناني على لائحة الارهاب إلا في حال ظهرت مستجدات عن تورطه في عملية بلغاريا». وتابع المصدر ان ليبرمان قال للأوروبيين ان امتلاك سورية الاسلحة الكيماوية «كأنه سلاح في يد حزب الله». ولفت المصدر الى ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي «يراقبان منذ زمن طويل هذه القضية التي جعلت اسرائيل تسارع الى القول انها ستتدخل لأنها اسلحة ستكون في حوزة حزب الله». ويتخوف الاتحاد الاوروبي من حصول بعض عناصر متطرفة من المعارضة السورية على السلاح الكيماوي، وقال المصدر ان «الاستخبارات الغربية مدركة ان النظام السوري ينقل هذه الاسلحة من مكان الى آخر ويحافظ عليها بشكل صارم كي لا تقع في يد اي كان، والاتحاد الاوروبي مدرك انها اسلحة كيماوية من غازات خطيرة جداً، ما يجعل كل استخبارات الدول الغربية متأهبة». وقال ان العقوبات الاوروبية الجديدة على سورية تضمنت اسماء اشخاص جدد وثلاث شركات تتعامل مع النظام السوري. وشددت المراقبة لمنع مرور اشخاص او طائرات او بواخر عبر الدول الاوروبية لمصحلة النظام السوري. وشمل التشدد الاوروبي القوانين المتعلقة بشركات التأمين، ما ادى الى عودة بواخر روسية الى روسيا لأنها لم تتمكن من التأمين. وانطباع الاوروبيين ان على رغم ان قوة المعارضة السورية تعززت لا يزال جيش النظام قوياً وبإمكانه الاستمرار لفترة.

وعن احتمال عقد اجتماع آخر لمجموعة العمل الخاصة بسورية، قال المصدر: «بعد الفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن اصبح من الصعب جداً للمبعوث الدولي كوفي انان ان يعقد اجتماعاً جديداً».

وزاد ان الصين ايضاً ابلغت الاتحاد الاوروبي استياءها الشديد ازاء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، منتقدة اياها «لأنها تتصرف كقوى استـــعمارية وذلك غير مقبول». ولفت المصدر الى ان هذه الظروف ليــست الافضل لإعادة اطلاق محادثات مثل ما تم في جنيف او البحث عن تسوية بين دول مجلس الامن الدائمة العضوية، وأن هناك جموداً في الوضع السياسي بين اعضاء المجلس.

 

باراك يحض على «نهاية سريعة وحاسمة» للبرنامج الإيراني قبل تطوير سلاح نووي

طهران، تل أبيب – أ ب، رويترز/الحياة

جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تلويحه بضربة عسكرية لإيران، إذ اعتبر أن ذلك سيكون أقل وطأة من امتلاكها سلاحاً نووياً، كما حضّ المجتمع الدولي على «وضع نهاية سريعة وحاسمة» لبرنامجها الذري. في غضون ذلك، أطلع علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة، على «نتائج محادثات إيجابية» أجراها في اسطنبول الثلثاء، مع هيلغا شميد، مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون. وأعلن ناطق باسم أشتون أن الأخيرة وجليلي سيلتقيان «قريباً»، مشيراً إلى أن موعد الاجتماع «لم يُحدّد».

وقال باراك: «أدرك جيداً وأعرف بعمق، الصعوبات والتعقيدات التي ينطوي عليها منع إيران من امتلاك أسلحة نووية». واستدرك: «لكن يتّضح بالنسبة إليّ بلا شك، أن مواجهة ذاك التهديد (النووي) في حد ذاته، حين ينضج، إن وصل حدّ النضج، سيكون أكثر تعقيداً وخطورة وكلفة في الأرواح والموارد». وأضاف خلال احتفال تخريج ضباط أمن: «حان الوقت ليكون العالم كله مستعداً لتنفيذ عمل موحد، ويكون له هدف موحد في الإرادة السياسية، لوضع نهاية سريعة وحاسمة للبرنامج النووي الإيراني». واعتبر أن إسرائيل تواجه الآن «أعقدَ تحديات على الإطلاق»، وزاد: «قد نُضطر إلى اتخاذ قرارات مصيرية وصعبة، تتصل بأمن إسرائيل». ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مسؤول بارز إن تصريح باراك محاولة لـ «الحضّ بكل قوته» على مهاجمة إيران.

على صعيد آخر، أفاد موقع «ملي مذهبي» الإيراني عن توجيه رسائل نصية إلى الإيرانيين، تحضّهم على الاحتفال في الشوارع، إن سقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى توجيه رسائل مشابهة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.

 

هجمات إلكترونية غامضة ضد منشآت الجمهورية الإسلامية النووية وباراك ملمحاً لضرب إيران: مضطرون لاتخاذ قرارات مصيرية

 القدس, طهران - وكالات: دعا وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك, مجددا القوى الكبرى إلى التعجيل بالجهود الرامية الى إحباط البرنامج النووي لإيران, محذرا من أنه إذا نجحت طهران في عبور الحد النووي فسوف تزداد صعوبة مواجهتها.وقال باراك في حفل تخريج ضباط أمن نشرها مكتبه, مساء أول من أمس, "اني أدرك جيدا وأعرف بعمق الصعوبات والتعقيدات التي ينطوي عليها منع ايران من اكتساب أسلحة نووية, ولكن من الواضح في نظري دونما شك أن مواجهة ذلك التحدي (النووي) في حد ذاته حينما ينضح, ان وصل حد النضج, سيكون قطعا أكثر تعقيدا وقطعا أكثر خطورة وقطعا أكثر تكلفة في الارواح والموارد". وأضاف "حان الوقت ان يكون العالم كله مستعدا لاتخاذ عمل موحد ويكون له هدف موحد في الارادة السياسية من أجل وضع نهاية سريعة وحاسمة للمشروع النووي الايراني".

كما قال باراك إن اسرائيل تواجه الآن "اصعب تحديات لها على الاطلاق, وقد نضطر الى اتخاذ قرارات مصيرية صعبة في ما يتعلق بأمن اسرائيل", مشيرا الى ما سماه تزايد عدم الاستقرار الذي نجم عن الثورات الشعبية في البلدان العربية المجاورة. واعتبر أن "احداث الربيع العربي التي تطورت تدريجيا حتى أصبحت صيفا اسلاميا, تظهر انه في ساعة القرار النهائية يمكننا الاعتماد في لحظة الصدق على أنفسنا وحدنا". ونقل الموقع الالكتروني الاخباري الاسرائيلي "اي نت" عن مسؤول رفيع لم يذكر اسمه, تفسيره تصريحات باراك على انها محاولة "للحض بكل قوته", من أجل شن هجوم على ايران, الأمر الذي تدرسه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لتقرير هل ينبغي شن هجوم خلال الاسابيع المقبلة. وفي موازاة ذلك, كشف باحث يعمل لحساب منظمة الطاقة الذرية في ايران, لمجموعة "اف-سيكيور" الفنلندية الناشطة في مجال الامن الالكتروني, أن البرنامج النووي الايراني كان ضحية هجوم الكتروني. واعلن مدير الابحاث في المجموعة ميكو هيبونن ان الباحث "قال ان المكتب التقني ارسل بريدا الكترونيا داخليا يفيد ان هناك هجوما واعطى بعض التفاصيل حول الهجوم وخصوصا مرجع ميتاسبلويت". ونشرت مقتطفات من حديث هيبونن مع الباحث المفترض على موقع "اف-سيكيور" الالكتروني, وبحسب هذه المقتطفات, فإن حواسيب في موقعي تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو تعرضت للهجوم. واوضح الباحث في رسالة نشرت على موقع المجموعة الفنلندية الالكتروني "كان هناك ايضا موسيقى تعزف بطريقة غير واضحة في عدد من مراكز العمل منتصف الليل, اعتقد انهم كانوا يعزفون ثاندرستراك". وفي يونيو الماضي, أعلن متحدث باسم "البنتاغون" أن الهجمات الالكترونية ضد البرنامج النووي الايراني اولوية لدى ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما. وإيران التي يشتبه الغربيون واسرائيل في انها تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية, تشدد على الدوام على الطابع السلمي لبرنامجها النووي. في المقابل, ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء, أن مجموعة من الشباب الإيراني اخترقت 220 موقعاً إسرائيلياً على شبكة الإنترنت, وذلك في الذكرى السنوية لاغتيال العالم النووي الإيراني داريوش رضائي نجاد. وأضافت أن مجموعة من الشبان في ايران تدعى "مجموعة أمن الإنترنت" استطاعت اختراق المواقع الأساسية في "الكيان الصهيوني وتعطيلها, مثل موقع مركز تدريب قوات الأمن الإسرائيلي وموقع منتدى اسرائيل الأساسي وموقع تجاري مصرفي يقوم بحماية البطاقات المصرفية للإسرائليين".

 

القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان يحذر من "مؤامرة دولية" لإطاحة حكومات خليجية

دبي - رويترز: حذر القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان من "مؤامرة دولية" لإطاحة حكومات دول خليجية عربية, مؤكدا ان المنطقة يجب أن تستعد لمواجهة أي خطر "الإخوان المسلمين" وكذلك من سورية وايران. وقال خلفان للصحافيين في اجتماع, مساء أول من أمس, "هناك مؤامرة دولية ضد دول الخليج خاصة, والدول العربية عامة, الهدف هو الاستيلاء على ثروات العرب".

وأضاف "الوطن العربي مستهدف دوليا وكلما كبرت صناديقنا السيادية وكثرت أموالنا في بنوكهم استهدفوا دولنا, على "الاخوان" وجميع حكومات دول الشام وشمال افريقيا ان يعرفوا أن الخليج خط أحمر ليس على ايران فقط ولكن على الإخوان ايضا". كما قال "ما كنت أعرف ان في دول الخليج عدد كبير من "الاخوان", علينا ان نتيقظ ونحذر لأنه كلما اتسعت هذه الجماعة يمكن أن تحدث بلبلة, هناك من يخطط للإطاحة بالحكومات الخليجية والانظمة على المدى البعيد". وأشار خلفان الى أن "صعود الإخوان المسلمين في العالم العربي, يمثل تهديدا جسيما للدول الخليجية, كما حذر من "مؤامرة دولية" للإطاحة بحكام في الخليج. واتهم خلفان ايران وحليفتها سورية بالتدخل في شؤون الدول الخليجية. وقال القائد العام لشرطة دبي ان ما كتبه من تغريدات بشأن السياسة المحلية والاقليمية يعبر عن آراء شخصية ولا يعكس بالضرورة آراء حكومة دبي.

 

أنقرة تنصح حزب الله بالسعي للاستفادة من مرحلة ما بعد الأسد

ذكرت صحيفة "السفير" ان المسؤولين الأتراك عبروالرئيس الجمهورية عن تمسّك بلادهم بسيادة لبنان واستقلاله، منوهين بسياسة النأي بالنفس المعتمدة من قبل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، متمنين الاستمرار بالحوار الوطني «الضروري» من وجهة نظر تركيا، ومعوّلين على دور الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية لضبط أي مخاطر يتعرض لها لبنان.

وناقش المسؤولون الأتراك مع الوفد الرئاسي اللبناني في القضايا المشتركة على وقع الأزمة السورية، وخلص الطرفان الى انهما «غير قادرين على حلّ المسائل المقلقة لهما لأنها تحتاج الى جهود حثيثة من المجتمع الدّولي، وخصوصا من قبل روسيا، كما تحتاج الى معارضة سورية موحّدة».

نصائح تركية إلى حزب الله

بالنسبة الى الجار اللبناني، فإن تركيا قلقة من التصعيد الكلامي الإسرائيلي بعد تفجير بورغاس في بلغاريا الذي أودى بحياة سياح إسرائيليين وتحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «حزب الله» وإيران المسؤولية، ثم تكرار التهديدات على خلفية امكان انتقال أسلحة كيميائية من سوريا الى «حزب الله».

ويقول مسؤولون اتراك «إن تكرار هذه التهديدات أمر مقلق بالنسبة الى تركيا التي لا يمكنها التحقق من وجود أدلة كافية وفعلية تدين «حزب الله» لكنها تستطيع التأكيد بأن الوضع اللبناني بات هشا جدا ولا يتمنى المسؤولون الأتراك أن تعمد إسرائيل الى توسيع رقعة الصراع في المنطقة».

تحرص تركيا على استمرار التواصل مع «حزب الله»، حتى إن سفيرها في لبنان سليمان إنان أوزيلديز سيزور اليوم مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» السيد عمار الموسوي وسيناقش معه عددا من القضايا ولا سيما الملف السوري. وينقل الأتراك خلال تواصلهم مع «حزب الله» الذي يصفونه «بالحركة الشعبية» أفكارا حول «ضرورة أن يفهم الحزب طبيعة الثورة في سوريا وهي ثورة شعب انتفض ضدّ القمع وعّبر عن انتفاضته سلميا في البداية لكن النظام لم يسمعه، واليوم (بحسب وجهة النظر التركية) يذهب النظام السوري الى نهايته وعلى الاصدقاء في «حزب الله» أن يفكروا في ذلك وأن يعيدوا النظر في استراتيجيتهم وخططهم المتوافقة مع مرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد، وهي مرحلة أكثر ديموقراطية في دولة سورية متعددة وحرّة لأن ذلك سيصبّ حتما في مصلحة «حزب الله» من جهة وفي مصلحة لبنان من جهة ثانية». المصدر: السفير | التاريخ: 7/27/2012

 

سليمان عرض ونصري خوري لحوادث الحدود

المركزية- تناول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الوزير السابق ريمون عودة الاوضاع العامة لا سيما الاقتصادية منها. واطلع من رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان على عمل المجلس وبعض مشاريع القوانين العائدة الى تحسين واقعه وظروف عمله. وبحث مع الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري في تطورات الاوضاع في الداخل السوري والحوادث التي تحصل على الحدود اللبنانية السورية.

 

عراجي: منصور يدافع عن الاعتداءات السورية بشكل معيب

المركزية- رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب عاصم عراجي ان "وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور يدافع عن الاعتداءات السورية في شكل معيب". وأكد في حديث اذاعي ان"الوضع الامني في لبنان غير مستقر، خصوصاً ان محاولات الاغتيال طالت اشخاصا اساسيين في البلد امثال الدكتور سمير جعجع والنائب بطرس حرب".  وحمّل "الحكومة مسؤولية التفلت الامني الموجود في البلد، فهي السلطة التي يجب ان تضبط الوضع".وقال "نشهد من فترة إلى اخرى بعض التفلتات الامنية في كل المناطق اللبنانية، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، سواء في الداخل اللبناني او عند الحدود اللبنانية، ونرى ايضا خرق الجيش السوري للحدود اللبنانية والاعتداء على مواطنين لبنانيين عند الحدود، ولذلك على الحكومة ان تتخذ الاجراءات لحفظ الامن في الداخل وعند الحدود".وشدد عراجي على ان "لا وجود مسلحاً للمعارضة السورية، نحن نعلم ان منطقة القاع اصبحت زراعية بامتياز، وان هناك تداخلاً لبنانياً- سورياً في تلك المنطقة، واذا قتل لبناني في مشاريع القاع فهذا لا يعني انه دخل إلى سوريا لتنفيذ عمليات. اهالي القاع يعملون في اراضيهم او هم عمال زراعيون يعملون في اراضي الغير".

 

تسليم "الداتا" كاملة فتح باب عودة 14 آذار للحـوار/سليمان يطرح تصوره و14 آذار تسأل عن استراتيجية الحزب

المركزية– دخل اتفاق بعبدا الخاص بتسليم داتا الاتصالات للاجهزة الامنية في اسرع وقت ممكن لتسهيل التحقيق في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب والمحاولات التي سبقتها حيز التنفيذ عمليا وابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان النائب حرب بتوفير المطلوب لتتمكن الاجهزة من اتمام المهمة المنوطة بها على ان تشكل الايام القليلة المقبلة التي تفصل عن 30 الجاري موعد الاجتماع الثاني في بعبدا لتقييم فاعلية وجدوى الاتفاق محكاً لمدى استفادة الاجهزة والتجاوب معها في الملف. واذا ما قدر للاتفاق سلوك طريقه الى النهاية المرجوة فإن السلطات تكون احرزت تقدما نوعيا في ازمة الداتا مكنها من الفصل بين مسؤوليات الحكومة ومصير الحوار الذي كانت قوى 14 آذار ربطت مشاركتها فيه بمنح الاجهزة كامل داتا الاتصالات بما فيها الـ IMSI. وفي هذا السياق اعتبرت اوساط وزارية عبر "المركزية" ان شرط المعارضة للعودة الى الحوار سقط مع تسليم كامل الداتا وبالتالي حجتها لعدم المشاركة، خصوصا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال الكلمة التي القاها في الافطار الرئاسي في بعبدا رد على الشرطين الاخيرين اللذين حددتهما هذه القوى لمشاركتها مجددا وتأمنت سائر مستلزمات المشاركة، علما ان جلسة 16 آب مخصصة وفق الاوساط لإعلان الرئيس سليمان تصوره للاستراتيجية الدفاعية المستندة الى هواجس بعض القوى السياسية وكيفية الاستفادة من السلاح ووجهة استعماله. وفي سياق متصل، تساءلت مصادر في قوى 14 آذار عما اذا كان حزب الله مستعدا في ضوء تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الدفاعية وضع تصوره في اطار عملي وضمن ورقة يعرضها على المتحاورين ام ان سياسة المماطلة والتسويف ستبقى متحكمة بمفاصل الملف برمته؟

 

الحجار: مطلوب توضيح من "حزب الله" ما قاله رعد

المركزية- اعلن عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار اننا "منذ اليوم الاول قلنا اننا لا نريد شيئاً خارج القانون، والقانون 140 الذي تحججوا به ليس له علاقة، في شكل أو في آخر، بموضوع "الداتا" المطلوبة". واوضح في حديث متلفز ان "ما تطلبه الاجهزة الامنية هو حركة الاتصالات وليس مضمونها، وهناك تركيز او تضليل اعلامي من قبل فريق الثامن من آذار على هذا الموضوع، لانه لم يكن في وارد الدفع في اتجاه ان يجعل وزارة الاتصالات تسلم الاجهزة الامنية هذه المعلومات". وقال "السؤال الذي يطرح نفسه هو هل الاجهزة الامنية موثوق بها ام لا؟، إذا كانت اجهزة الدولة المعنية موثوق بها فلنعلمها ولنقل لماذا ليس موثوقاً بها، وإذا كان هناك اشخاص في الاجهزة الامنية ارادوا استغلال هذا الامر، او يريدون إستغلال هذا الامر لحسابات خاصة، فمن المفترض ان هناك قانوناً يعاقب هؤلاء المخلين، وهل المعلومات هذه متوفرة لدى موظفي شركتي الـ ALFA والـMTC؟". وفي شأن إستئناف الحوار، قال الحجار "هناك موقف مطلوب من "حزب الله" يوضح ما قاله رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن ان الوقت ليس وقت استراتيجية دفاعية". ورأى ان "كلام رعد هذا يلغي النقطة الوحيدة التي اوردها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في جدول اعمال هيئة الحوار"، مشيراً إلى "عدم جدية من قبل هذا الفريق في التعاطي مع موضوع جدول الأعمال". وتابع "كان من المفترض في جلسة هيئة الحوار التي ارجئت ان يقدّم رئيس الجمهورية ورقة يتحدث فيها عن عناوين، ولقد سمعت ان "حزب الله" طلب، في شكل او بآخر، الإطلاع على هذه الورقة مسبقاً، لكن هذا الامر لم يحصل". وأكد ان "كلام الرئيس سليمان عن تعطيل الحوار موجّه إلى الحكومة وإلى "حزب الله"، وليس إلينا، لأننا في الاساس مع فخامة الرئيس في الموقع عينه، ونطالب بتأمين الاستقرار للبلد وذلك من خلال تسليم "الداتا"، وكشف المجرمين والقتلة، وكشف كل من يحاول اللعب بالأمن".

 

استقدم مناصرين من المناطق الى الأشرفية/مهرجان انتخابي لـ"التيار الحر" تحت ذريعة المياومين

ألان سركيس/المستقبل/مرة جديدة يستغل "التيار الوطني الحر" المطالب الشعبية لإطلاق معركته الانتخابية، واللجوء الى عناوين اجتماعية لإبراز مرشحين للانتخابات المقبلة، وهذه المرّة كان دور إطلاق القيادي في "التيار الوطني الحرّ" زياد عبس كمرشح عن المقعد الأرثوذكسي، والذي فشل في تأمين حشد من أبناء الأشرفية للتظاهرة التي نظمها في وجه المياومين، فاستعان التيار بغرباء من خارجها، من مناطق بعيدة، في أوّل علامة سوداء على سجلّ عمل عبس في الأشرفية.

لم تنجح النداءات من مكبرات الصوت التي وجهها "التيار الوطني الحرّ" الى أهالي الأشرفية أمس، للنزول الى الشارع منذ الساعة الخامسة عصراً في تحفيز أهلها على المشاركة، فساحة ساسين التي عمل التيار على تحضيرها، لم تكن على قدر آمال البرتقاليين، خصوصاً أن سكان الأشرفية كانوا غير مبالين بالذي يحصل وأغلبهم يقول إن الاعتصام "بلا طعمة، وليس لنا دخل فيه".

في البداية كان موعد بدء المسيرة مقرراً الساعة السابعة، وقبل هذا الوقت كان كوادر التيار منهمكين في التحضير، والموسيقى التي تهبّ فجأة وتخبو منعت كل من لديه مريض قلب أو سكري من الاقتراب لأنه يقضي فيها. واللافت أيضاً إقدام أحد مناصري التيار على إنزال يافطة دعم للجيش كانوا قد وضعوها سابقاً، والسبب استهلاك هذا العنوان والآن جاء عنوان "تحرير الأشرفيّة من المحتلّين".

الساعة تقترب من السابعة، وساحة ساسين شبه خالية الإ من بعض المناصرين الذين لا يتجاوز عددهم الخمسين، هنا تتدخل هيئة الطوارئ وتجري اتصالات بهيئات "التيار الوطني الحرّ" في المتن وكسروان وجبيل وبعبدا لتأمين حشد عجزت هيئة الأشرفية عن تأمينه، وتدقّ الساعة السابعة موعد الانطلاق، الوضع على حاله لا حشود، يعتلي مقدم الحفل المنبر، ويقول إن الحفل تأخّر لأننا ننتظر قدوم وفود من مناطق عكار وأقضية جبل لبنان، هنا يبدأ العونيون بالتندر على الحفل وطريقة استقدام محازبين من خارج الأشرفية، وسط الإلحاح على الموجودين للتقدم أمام المنصة، وهنا يقع التناقض، ففي البداية يطلقون حرب تحرير الأشرفية، من ثم يأخذون إنقطاع الكهرباء التي تطال الأقضية المذكورة كحجّة لاستقدام "الغرباء" عن المنطقة.

عند السابعة والنصف يدخل القيادي في التيار زياد عبس ساحة الاحتفال، محاطاً بحوالى عشرة مرافقين، وينتظر الفرج الذي سيأتي بالمتظاهرين من خارج الأشرفية، واستمرّ الانتظار حتى الثامنة والربع.. وانطلقت التظاهرة نحو درج الجميزة. غياب التنظيم كان السمة البارزة في المسيرة، فالذي يعتلي ظهر البوسطة ويتكلّم على مكبر الصوت، بح صوته نتيجة الصراخ الزائد، "يا شباب خلينا ورا البوسطة، يا شباب إرفعوا أيديكم، يا شباب نطروا بعضكن وكون منظمين"، فيردّ أحدهم قائلاً "هل نحن القوات اللبنانية لنكون منظمين"؟. المسيرة التي أرادوها مضاءة بـ"فيو ستيكس" نسيت قصة المياومين والكهرباء واحتلال الأشرفية، فالشعارات التي رفعت "تحية للقائد زياد عبس"، و"شباب الأشرفية كلهم مع زياد عبس"، و"اللي من الأشرفية ومعه يرفع إيدو"، والنتيجة أن قلة قليلة رفعت يدها لأن أغلب المتظاهرين من خارج الأشرفية. وصلت التظاهرة إلى درج الجميزة وسط تدابير أمنية شديدة، وصعد عبس على درج مار مخايل ليلقي كلمة، فحاول أحد مناصري "التيار الوطني الحرّ" منع فريق تلفزيون الـ"mtv" من الاقتراب ودار شجار بينهم، حاول خلاله "العوني" التهجّم على الفريق، لكنه سرعان ما حلّ. وقال عبس: لم ننزل إلى هذه المسيرة ضد المياومين في مؤسسات كهرباء لبنان، بل نزلنا بكل إيجابية مع مشروع الدولة وبناء المؤسسات، ونريد الدولة في لبنان لأن الكهرباء حق للجميع وإذا كان لديهم حقوق فليطالبوا بها، وآن الأوان لإيقاف يد السماسرة في لبنان". فشلت تظاهرة "التيار الوطني الحر" في تحقيق أهدافها، فمن جهة أظهرت ضعف التأييد للتيار في الأشرفية، ومن جهة أخرى كشفت أن استغلال الملفات لم يعد يكسبه شعبية مفقودة.

 

الياس الزغبي/أرنب عون

أفلت منه أرنب الجيش ، وأرنب المياومين ، وقبلهما أرانب كثيرة . من أرانب السيادة والحريّة والإستقلال ، إلى أرانب الفساد والإصلاح... لم يعُدْ هناك أرانب في مزرعته ، لقد استهلكها وقتلها كلَّها . ولم يبقّ إلاّ سلحفاة سياسيّة... يسبقها الجميع !!!...هل تابعتم مهزلة " العونيّين الإصلاحيّين " في الأشرفيّة ، هذا المساء ؟! أليست هذه آخر علامات أزمنتهم ، قبل النهاية التعيسة اليائسة البائسة ؟

إستجْمَعوا الناس من كلّ صوب ، للإحتفال ب " نصرهم الإلهي " على الكهرباء ! ولتطويب وزير الطاقة " قدّيساً " للعتمة ، و " وليّاً " على المازوت والبواخر !

 

"كلام عون عن مفهوم الديموقراطية" يحتاج توضيحاً/فارس سعيد: ربط صورة المسيحيين بالنظام السوري يعرضهم لويلات

المركزية- أعلن منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد أن اصرار ربط صورة الطائفة المسيحية بالنظام السوري يعرض المسيحيين الى ويلات، وسأل: اذا كانت مصلحة النائب العماد ميشال عون رد الجميل وتسديد الفواتير لكل ما قام به "حزب الله" والنظام السوري من أجل تكوين زعامة عون في الوسط المسيحي فما هي مصلحة المسيحيين؟ متمنيا على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والكنيسة أخذ التدابير في هذا الاتجاه.

وقال في حديث لـ"المركزية": "لفتني كلام عون وقوله أن بسقوط الأسد تسقط آخر ديموقراطية، هذا كلام بحاجة أولا الى توضيح من قبل عون بمفهومه للديموقراطية، وثانيا الى عدم صمت تجاه كل من تخوله نفسه ان يضع المسيحيين في خطر المواجهة مع ثورة تضحي بالغالي والرخيص من أجل الوصول الى أهدافها المرتكزة على مبادئ حملها المسيحيون منذ ألفي عام في الشرق والتي هي كرامة الانسان والحرية الانسانية والسيادة والاستقلال، ونستغرب غياب أي صوت سواء على مستوى الكنيسة او المجتمع الأهلي المسيحي الذي لا يرى في كلام عون خطورة".

ولفت الى ان أخطر ما يكون في هذه المرحلة ان تأتي شخصية او جهة مسيحية ما وأن تصر على ربط صورة المشهد المسيحي مع صورة نظام يتهاوى أولا، وثانيا هو نظام قاتل وظالم.

ونسأل العماد عون، ما هي مصلحة المسيحيين اذا كان هو مجبورا للدفاع عن نظام ساعده من أجل الوصول الى موقع سياسي ما؟ واذا كانت مصلحة العماد عون رد الجميل وتسديد الفواتير لكل ما قام به "حزب الله" والنظام السوري من أجل تكوين زعامة عون في الوسط المسيحي فما هي كذلك مصلحة المسيحيين؟ واذا كان العماد عون غير قادر على التفلت من الارتباطات السياسية التي نسجها منذ عودته الى لبنان فأين هي مصلحة المسيحيين؟

أضاف: "نتمنى على الكنيسة أولا التي هي موقع احترام وتقدير لدى جميع اللبنانيين، خصوصاً في الوسط المسيحي، ان لا تسمح أن يأتي أحد مهما كان موقعه ومهما كانت شخصيته ممثلة أو غير ممثلة، بأن يربط صورة المسيحيين بنظام قاتل ونحن على قاب قوسين من زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى بيروت والتي سيوجه من خلالها رسالة الى الشرق كله والى مسيحيي الشرق كافة".

وقال: "اذا أصر "حزب الله" أن يربط صورة طائفته بصورة نظام قاتل فما مصلحة المسيحيين يا عماد عون؟ فأنت تدفع ونفهم أنك تدفع فواتير لمن كان وراء تكوين موقع لك داخل لبنان، انما ما هي مصلحتنا، وانا أعتقد ان الحزب يخطئ خطأ فادحا عندما تكشف معلومات بأنه متورط في الدفاع عن النظام السوري في مواجهة الثورة السورية، فهذا ايضا يضع الطائفة التي ينتمي اليها هذا الحزب في دائرة الخطر".

وأعلن أن المطلوب اليوم مع السقوط الحتمي للنظام السوري عودة جميع اللبنانيين الى الدولة بشروط الدولة اللبنانية وليس ربط طوائف مع أنظمة قاتلة حتى لا تدفع الطوائف ثمن سقوط هذا النظام.

وعن المعلومات عن تحركات ضد السفير السوري في لبنان قال: "ثمة حركة برلمانية في هذا الاتجاه، يتم تكوينها مع الايام المقبلة، وهي على مستوى الكتل النيابية".

وعن زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قال: "أكدنا أن لا عداء شخصيا على رغم الخلاف في وجهات النظر، ونحن نحترم موقع بكركي وموقع البطريرك وشخصه، ولدينا وجهة نظر في السياسة، وهو كذلك، وانما يبقى البطريرك الموقع والمرجع الذي نعود اليه جميعا. واليوم نتمنى عليه من موقعنا كمواطنين لبنانيين ومنتسبين وأعضاء في الطائفة التي يؤتمن عليها البطريرك كما هو مؤتمن على كل لبنان أن لا يسمح أن تأتي شخصية اسمها ميشال عون وغيره، وأن تصر على ربط صورة الطائفة المسيحية بنظام قاتل، هذا الموضوع يعرّض المسيحيين الى ويلات لا نريد ان ندفع الثمن، واذا كان عون لديه مكاسب أو يسدد فواتير فما هي مصلحة الطائفة المسيحية؟ ونتمنى على البطريرك الراعي والكنيسة أخذ التدابير في هذا الاتجاه".

 

نوفل ضو يطمئن عون: بسقوط النظام السوري يسقط من ربط نفسه به

المركزية- استغرب رئيس "اللقاء المستقل" عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو قول النائب ميشال عون بأن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا هو بداية لسقوط المسيحيين في لبنان والمنطقة.

وسأل ضو في بيان: "ترى هل نسي عون قوله الشهير في العام 1989 أنه بحرب التحرير التي شنها على سوريا هز مسمار النظام في سوريا ولم يعد سقوط هذا النظام في حاجة إلا لمن يقتلع هذا المسمار"؟ وهل كان عون الذي "هز مسمار النظام السوري" يومها يسعى الى إسقاط المسيحيين من خلال إسقاط هذا النظام؟ ولماذا يمنع على الشعب السوري المتطلع الى الحرية والكرامة ما سبق أن سمح لنفسه به؟ أم أن تصريحه اليوم اعتراف ضمني بخطأ خياراته السابقة من حرب التحرير الى حرب الإلغاء وغيرها من الحروب السياسية والإعلامية العبثية الدونكيشوتية؟"

أضاف: اللبنانيون باتوا في حاجة الى وقفة شجاعة يقفها عون أمام نفسه وضميره بالدرجة الأولى، وأمام ناخبيه ومؤيديه بالدرجة الثانية، ليعترف بشجاعة أدبية ومعنوية نتمنى أن يتحلى بها يوما بخطأ خياراته وتوجهاته والاعتذار عما تسببه من مآس وضحايا وخراب وأزمات بدل الإمعان في سياسة التقلبات والهروب الى الأمام بحثا عن سلطة في لبنان لن تأتيه من سلطة زائلة في سوريا.

وختم: نطمئن النائب ميشال عون الذي يدعي الخوف على مصير المسيحيين بحقيقة أن سقوط النظام في سوريا لا يعني بداية سقوط المسيحيين في لبنان والمنطقة، وإنما سقوط من ربطوا أنفسهم من القادة المسيحيين بهذا النظام، وهو منهم، علما أن سقوط هذه الطبقة من السياسيين تعني نهاية عصر الإنحطاط السياسي المسيحي وبدء عصر ازدهار سياسي واقتصادي وفكري وثقافي مسيحي طال انتظاره.

 

قاطيشه: غوبلز تلميذ في مدرسة عون التحريضية واستمرار دعم حزب الله لنظام الاسد انتحار

رأى مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشه سيطرة المعارضة على حلب تعني انها تحولت الى بنغازي سوريا والانطلاق منها لتحرير باقي المناطق انما اذا سيطر النظام على حلب وهو امر شبه مستحيل فهو لا يربح الحرب بل معركة.

واكد في حديث لـ"اخبار المستقبل" ان النظام السوري يرتكب مجازر حيث يعجز عن السيطرة لارهاب الناس ويعتبر حلب معركة حاسمة بالنسبة له ولكنه لن يستطيع السيطرة عليها لوقت طويل ان تمكن من ذلك. وكشف ان حزب الله يأتي بشباب من صفوفه قتلوا في سوريا ويتم دفنهم في مناطق لبنانية بعد قتالهم في سوريا الى جانب النظام السوري وهذا امر اصبح ثابتا وهو انفضح منذ مدة طويلة".

واضاف قاطيشه: "لا ادري سبب استمرار حزب الله للنظام السوري بعد ان تأكد سقوطه ولم الاصرار من دون حفظ خط الرجعة؟ تبدو هذه العملية كعملية انتحار للحزب".

وعن الخروقات السورية لسيادة لبنان، قال قاطيشه "كان يجب ان يأتي الرد منذ ان قتل المواطنون في وادي خالد وهذه الحكومة حكومة ذل وبيع كرامة لبنان واللبنانيين ولم تأخذ اي موقف للدفاع عن كرامة الشعب، فالسفير السوري استدرج كي يهاجمنا فيما لم يقم جيشنا ولا مرة باختراق الحدود بل الجانب السوري دخل الى الحدود وخطف عناصر من الامن العام ومواطنين اما وزير خارجيتنا تحول الى موظف لدى النظام السوري". ولفت الى ان الجيش اللبناني لم يسجل خروقات لبنانية للاراضي السوري وهم يبررون عجزهم عن صون كرامة لبنان واللبنانيين.

وعن البيان المشبوه الذي القي في القبيات، اعتبر قاطيشه ان "استكمال للضجة التي كانت تثار لضرب الصف العكاري فـ40 سنة من الاحتلال السوري والحرب الاهلية لم تؤد الى مشكلة طائفية باستثناء مشكلة قام بها النظام السوري". وشدد على ان "البيان هو تخويف من الاصوليين في ظلّ تراجع شعبية البعض وليتفضل النائب ميشال عون ويقول لنا ماذا يجري في عكار فسياسته مبنية على التحريض نتيجة افلاسه السياسي حيث يلجأ الى هذه الأساليب". واعتبر ان وزير الدعاية التازي جوزيف غوبلز كان يمكن ان يكون تلميذا في مدرسة عون من كثرة ما يخوف الناس ويحرضهم.

وقال ان الحكومة تخنق نفسها ولا تحاول ايجاد حل لأي شيء بدءا من الاقتصاد والسيادة وغيرها حتى نشعر انها غير موجودة حتى. وذكر انه "ان لم يغير حزب الله موقفه ويصبح مستعدا للبحث في الاستراتيجية الدفاعية فان جلسة الحوار لن تجري وطالما لم يسلموا الداتا كاملة فذلك يعني ان كلهم مشاركين في قتل اللبنانيين وتغطية الجرائم". واشار الى ان "حركة الاتصالات تستخدمها الاجهزة الامنية في كل العالم ومن دون الـimsi فهي غير مفيدة"، متابعا: "هم يتهربون في الحكومة من مسؤولية لتغطية قتل اللبنانيين وخصوصا النائب عون لان وزير الاتصالات تابع لكتلته".

وأسف "ان هذه الحكومة تجلس في حضن السفير السوري وتفعل ما يريده وبعض الاطراف ذهب الى الوالي الاكبر في الشام للشكوى في الخلافات الداخلية فقالوا لهم انه يجب ضبضبة الوضع وعون يعرف ان وضعه رهينة بيد حزب الله وهو على كل حال عودنا على المواقف المتناقضة".

* موقع القوات اللبنانية

 

عون جنرال "الديموقراطية الأسدية" يرهب مسيحيي سوريا

كارلا خطار/المستقبل/النظام السوري يساوي الديموقراطية بالنسبة الى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون. ويبدو أنه يحسب قبل سقوط النظام المجرم ثمن خسارته. ربما يستحيل على أحد تحديد خسارة الجنرال، لكن الأكيد أن الديموقراطية هي التي ستربح والشعبين اللبناني والسوري سيتلقيان هدية لا تثمّن.

إحذروا أيها المسيحيون في العالم وتحديداً في سوريا، فإن الجنرال المستبدّ يرهب حياتكم ويربطها بنظام الديكتاتور بشار الأسد. فهو يدعم الأنظمة الديكتاتورية، متصالح مع النظام الأسدي المتورّط في جرائم ضدّ الإنسانية، متواطئ مع الإرهاب ضد الشعوب التي تسعى الى تقرير مصيرها. وإن كان برأيه نظام الأسد يشجّع حرية الاعتقاد والسياسة وحقّ الاختلاف، فكيف تكون الأنظمة الديكتاتورية والشمولية إذاً؟

قد يكون كلام الجنرال، الذي أضاع سنوات من عمره في فرنسا من دون أن يستفيد من الديموقراطية ليتجذّر في التطرّف والانحياز الى "خربان البيوت"، مقبولاً في العراق مثلاً في عهد صدام حسين الذي كان الجنرال معجباً به أو في ليبيا أو في سوريا الأمس.. لكن كلامه لا يجوز في ظل الربيع العربي وتحديداً في لبنان، حيث تحتل إنجازات لبنان في الحياة الديموقراطية المرتبة الأولى على المستوى السياسي والحقوقي، وهذا ما يسمح للجنرال بالكلام "طالع نازل" وإبداء رأيه بمن يشاء وأن يتحدث في الإعلام مدافعاً عن الديكتاتوريين، في غياب معيار الضمير. ولا حاجة للتذكير بأن الجنرال الوطني كان معجباً بكل الحكام العرب الذين سقطوا خلال الربيع العربي، إلا أن مصيره الأخير أن يلجأ الى عرين الأسد.

يقول المثل "من يعرف أكثر يُدان أكثر" والجنرال أعلم الناس بأن الشعب اللبناني يُسقط رؤساء ويواجه حكومات ويحاسبها وينتفض في 14 آذار، وسبق له أن تحمل اختراقات عديدة لديموقراطيته من قبل ممثلي النظام السوري الذي حكم لبنان بقبضة من حديد طوال سنوات فاعتقل لبنانيون ديموقراطيون منهم "انصار ميشال عون" لأنهم كانوا يرفضون الهيمنة السورية على الوطن، وقد دفع الجنرال بمناصريه الى مواجهة النظام الامني اللبناني - السوري حينذاك. والتاريخ يحتفظ بما قاله ميشال عون في 7 أيلول 2002: "نحن نكن كل صداقة للشعب السوري، ونتمنى له الخلاص من نظام إرهابي، (..) هكذا نظام لا أعتقد أنه يعطي العالم نموذج خير، ونموذج وفاق، ومجتمع سلام".

أتحف عون الشعب اللبناني بحديثه عن الديموقراطية لخلاص الشعب السوري، وفي كل مرحلة يتبيّن أنه سقط في شرك الديكتاتورية. لكن حان للتاريخ أن يكتب خلاصة من يدّعي الدفاع عن المسيحيين والإنحياز الى كل القضايا الشائكة، ويستميت لإظهار وقوفه الى جانب بشار الأسد الذي وصفه منذ فترة بـ"الانساني"، حتى قيل فيه إنه الفرع اللبناني لوكالة "سانا" السورية. هو جنرال ونائب انتخب في نظام ديموقراطي من دون أن يكون لديه قناعة بالديموقراطية ولو القليل منها، ولو عاد الأمر له لفاز في الانتخابات بنسبة 99.99%!

بالنسبة الى جنرال التغيير الديموقراطي الى إصلاح ديكتاتوري، الديموقراطية ليست سوى لعبة لفرض الذات، لكن ما يأتي بعدها حُكماً ديكتاتوري. ميشال عون ظاهرة ستتبخر مع انهيار النظام السوري.

يلفت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم الى أن "مشروع ميشال عون هو الخاسر في ظل الخيارات الإنتحارية التي يعتمدها، والبعيدة عن مفاهيم الديموقراطية والسيادة"، ويذكّر بأن "المواطنين أيّدوه في البداية نظراً الى حبّه للسيادة أما اليوم فقد ابتعد عن مفهوم السيادة والديموقراطية والإنسانية وحرية الرأي".

ويرى كرم أن "عون تحوّل الى حليف لأنظمة قمعية مشروعها تدمير المدن وإسكات شعوبها". ويشير الى أن "المواطنين في كل العالم العربي، والمسيحيين تحديداً، لن يعيشوا بسلام وحرية إلا ضمن أنظمة ديموقراطية ستنشأ فوراً بعد سقوط الأنظمة الديكتاتورية"، شارحاً أن "النزاعات الأصولية والمتطرفة ليست سوى نتيجة للأنظمة الديكتاتورية الموجودة". ويخلص كرم الى أن "التخلص من الأنظمة القمعية يساعد على زوال الأصولية، مع الإشارة الى أن شعوب المنطقة ستمرّ بمخاض قد يكون مؤلماً ومكلفاً ولكن الديموقراطية هي التي ستربح في النهاية".

"ما يحدث لبشار الأسد اليوم هو نتيجة ما قام به العماد عون في العام 1989 عندما هزّ المسمار لنظام حافظ الأسد" يقول عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار المحلل الصحافي نوفل ضوّ. ويستنتج أنه "من الطبيعي أن يعقب هزّ المسمار في العام 1989 سقوط النظام اليوم.." ويخلص الى أنه، بمنطق عون، "هز المسمار وإسقاط النظام يعني القضاء على المسيحيين، لذا فإن ميشال عون هو أول من بدأ بالقضاء على المسيحيين". ويختم "المعادلة سهلة جداً وهذه نتيجة تناقضات عون، فقد هزّ المسمار دفاعاً عن المسيحيين وعن لبنان واليوم اقتُلع المسمار" متسائلاً "فإما عون كان مخطئاً في العام 1989 وإما هو اليوم يمثّل". من ناحيته، يعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني أن النائب ميشال عون "يحاول دائماً تخويف المسيحيين من سقوط نظام الأسد لأنه بذلك يريد أن يضمن ولاءهم له وللأسد معاً"، مبدياً أسفه "لهذا المنطق الذي يخالف التوجهات الوطنية التي تشكل وحدها الحامي للأقليات في كل مكان وبما فيها الحامي للأقليات في الوطن العربي".

ويرفض قباني استخدام كلمة "حماية" ويستبدلها بـ"ضمانة"، قائلاً "إن ضمانة المسيحيين في الوطن العربي هي الديموقراطية والمواطنية وليس أي شيء آخر". ويخلص الى أنه من "الضروري أن يسيطر الوعي الوطني على عقولنا جميعا كلبنانيين وكعرب وأيضاً كشعب سوري شقيق".

 

حذر من استخدام الحكومة مطية لتغطية جرائم حزب السـلاح/كبارة لميقاتي: إستفق قبل ان يسجل التاريخ مساهمتك بسقوط لبنان

المركزية- حذّر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة من ان "تستخدم الحكومة مطية لتغطية جرائم وتوجهات ومؤامرات حزب السلاح"، داعيا الرئيس نجيب ميقاتي الى ان "يرفع الصوت إنتصارا لكرامة لبنان ولكرامة مدينته، قبل ان يسجّل عليه التاريخ انه ساهم في سقوط لبنان. وسأل في تصريح "هل يعي الرئيس نجيب ميقاتي خطورة ما تقوم به حكومته، وخطورة ما يقوم به وزراؤه على الوطن، وعلى طرابلس وعليه هو شخصياً؟، كيف يقبل الرئيس ميقاتي ان يسجّل التاريخ على رئيس حكومة طرابلسي سكوته عن تجاوز وزير خارجيته لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية التي نصّت صراحة على تقديم مذكرة احتجاج إلى السلطات الأسدية على اعتداءاتها المتكررة على السيادة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني؟، كيف يقبل الرئيس ميقاتي ان يقوم وزير خارجيته بتقديم استجداء، سماه طلباً، إلى سلطات الأسد كي لا تتكرر ما اسماها اخطاء وحوادث؟، كيف يقبل الرئيس ميقاتي ان يتحدث من يحمل صفة وزير خارجية لبنان باسم نظام الأسد فيبرر له اعتداءاته على الشعب اللبناني وعلى السيادة اللبنانية"؟.

وقال "هزلت، والله هزلت، وصار الكلام يعجز عن إيجاد التوصيف الحقيقي لمسار التطاول على الناس الذي تنتهجه هذه الحكومة البائسة. حكومة الميقاتي هذه امرت الجيش بحماية الحدود، او لعلمها لم تأمره بالحماية، بل حددت مهمته بالانتشار قرب الحدود فقط. لذلك نرى الجيش لا يحمي احداً ولا يذود عن الحدود".اضاف " لذلك، اقتصرت مهمة الجيش على مستوى مواكبة اللبنانيين المتضررين لتفقد منازلهم الواقعة تحت مرمى نيران كتائب الأسد، ومواكبة المواطنين اللبنانيين لإخلاء متاعهم من منازلهم المهددة بنيران الأسد والتي لا يدافع عنها الجيش، لأنه لم يؤمر بالدفاع، بل فقط بالانتشار. هذا بالضبط هو السبب الذي لأجله اتّخذت حكومة حزب السلاح قرار نشر الجيش قرب الحدود، لحماية الحزب الفارسي، لا لحماية لبنان وارضه وشعبه، بل لحماية انسحاب فلول الأسد إلى لبنان".

وتابع كبارة "ويتهمون غيرهم بالتدخل في الشأن السوري، فيما حزب السلاح يقاتل بكل قواه في حمص، وحلب، وإدلب، ودمشق ويقتل الشعب السوري دفاعاً عن نظام الأسد. إن كنت لا تعلم يا دولة الرئيس بما يحدث فهذه مصيبة، ولكن المصيبة الأكبر إن كنت تعلم وتتجاهل بأن هناك من يملك السلطة الفعلية في البلد، وحكومتك ليست اكثر من غطاء لما يحدث".

وختم "ألم يحن الوقت دولة الرئيس كي ترفع الصوت لكرامة لبنان وكرامة مدينتك؟، والمهم لنا، على رغم اختلافنا السياسي معك، ان تحقق هذه الآمال لا ان تصبح حكومتك مطية لتغطية جرائم حزب السلاح، وتوجهاته ومؤامراته. إستفق يا دولة الرئيس قبل ان يسجّل عليك التاريخ انك ساهمت بسقوط لبنان".

 

سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم  يغازل الصبي عدنان  منصور التابع لمحور الشر و"يهدد" تركيا

المستقبل/ أوضح سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي أن المذكرة التي سلمها الى وزير الخارجية عدنان منصور "ليست بصيغة الاحتجاج، بل من أجل التنسيق لمنع استغلال الحدود من المتربصين". ورأى أن "الجيش اللبناني يقوم بدور مشكورا، ونرجو أن يفعّله أكثر"، ولفت الى أن "تركيا تعلم أن لدى سوريا أوراقاً كثيرة ومؤثرة يمكن أن تلعبها". وأكد في حديث الى تلفزيون "المنار" أمس، أن "التنسيق والتعاون دائم بين البلدين، وعندما وقعت الاحداث في مشاريع القاع، بدأت بإعداد المذكرة قبل أي إعلان عن مذكرة تردني من وزارة الخارجية، وهي تحمل صيغة نقل المعلومات، وتبادل المعلومات كما عبّر عنها الوزير منصور، ونحن نريد جدية على قدر الاختراقات التي يقوم بها المسلحون والارهابيون". وفي حديث الى تلفزيون "الكوثر"، وصف علي تفجير مقر الأمن القومي في دمشق بأنه "خطوة من مخططات الفريق الدولي المعادي لسوريا،"، لافتاً الى أن "التقارير تشير الى دور كبير لأجهزة الاستخبارات الدولية في عملية التفجير، التي اتخذت بعدها المؤسسة العسكرية قراراً بالحسم في وجه الجماعات المسلحة". واعتبر أن "الفيتو الروسي ـ الصيني في الأمم المتحدة يستند أولا وأخيرا الى قوة سوريا على الأرض، وإلى ما يشكل بقاء سوريا وصمودها وتماسكها من ضمان للأمن الدولي".

وقال: "ان إعلان الإدارة الأميركية عن إمكان اللجوء الى ضرب سوريا من خارج إطار مجلس الأمن الدولي، هو تلويح يراد منه التهويل، والرد الروسي جاء ليواجه هذه التصريحات، وتركيا تعلم أن لدى سوريا أوراقاً كثيرة ومؤثرة، يمكن أن تلعبها". واستقبل وفداً من "تجمع العلماء المسلمين" قدم له التعزية بقتلى التفجير.

 

رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون: "حزب الله" يريد احتلال إسرائيل

المستقبل/أعرب رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون عن تخوفه من "الجمهورية الاسلامية"، معتبراً أنها "ليست مزحة". وأكد أن "حزب الله يريد الإحتفاظ بسلاحه، لا بل يريد احتلال اسرائيل، ولم يعد حزباً دفاعياً عن لبنان، بل أصبح هجومياً". وأشار في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم" أمس، الى أن "دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التوجه للحوار بعقل وقلب منفتحين، يجب ان يسمعها الفريق الآخر، لأننا كقوى 14 آذار منذ الاساس توجهنا الى الحوار بعقل وقلب منفتحين ومطالبنا دستورية مئة بالمئة"، موضحاً أن "الطرف الآخر لا يستطيع ان يواجهنا بالكلام، فهو لا يعترف حتى بالدستور، والجميع يعلم ان لديه مشروعاً طويلاً عريضاً الله وحده يعلم الى أين يوصل". ودعا فريق "حزب الله" و8 آذار الى "مواجهة الوضع الراهن ورئيس الجمهورية"، وقال: "على حزب الله ان يكون حزباً لبنانياً مئة بالمئة وخاضعاً لكل القوانين والدساتير اللبنانية، وإلا لماذا الاجتماع معه؟". أضاف: "لا مشكلة مع رئيس الجمهورية الذي دعا الى حوار على طاولة مستديرة للبحث في الأمور المطروحة، ونحن مستعدون لكل شيء، ولكن هل الطرف الآخر مستعدّ للبحث؟. لذلك اقتنع رئيس الجمهورية وأرجأ موعد الحوار لأنه لم يعد لدى الطرف الآخر ما يضمن ان يعطي الحوار النتائج المطلوبة".

وذكّر بأن "حزب الله لم يطرح رؤيته للإستراتيجية الدفاعية"، مشددا على أنه "يريد الإحتفاظ بسلاحه، لا بل يريد احتلال اسرائيل، ولم يعد حزباً دفاعياً عن لبنان بل أصبح هجومياً، وموقف قوى 14 آذار دستوري وقانوني من الأساس، وعندما يصبح موقف الحزب خاضعا للدستور وللقانون فلا مشكلة لدينا وقتذاك بالتوجه الى الحوار". وعن تبادل المذكرات بين لبنان وسوريا بشأن الخروق عند الحدود، قال: "لم أكن أتوقع من وزير الخارجية عدنان منصور اي شيء، فهو وزير الخارجية السورية اكثر مما هو وزير الخارجية اللبنانية".

 

"الأحرار": تحصين الساحة يقضي تعليق "14 آذار" مشاركتها/الاعتراض السـوري التفاف على احتجاج رئيس الجمهورية

المركزية- اعتبر "حزب الوطنيين الأحرار" أن "قرار تعليق "14 آذار" مشاركتها في الحوار، تفرضه مقتضيات تحصين الساحة الوطنية في مواجهة مخطط الاغتيال السياسي وبناء الدولة"، رافضا "الاعتراضات السورية التي تهدف إلى الالتفاف على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، التي أتاحتها مماطلة وزير الخارجية في إبلاغ دمشق الإحتجاج الذي بدا تملقاً بعنوان لفت النظر".

عقد المجلس الأعلى لـ"الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

"أولا، نعتبر قرار قوى "14 آذار" تعليق مشاركتها في الحوار ما لم توضع داتا الاتصالات في تصرف الأجهزة الأمنية وتتم مناقشة البند الوحيد المتبقي على جدول الأعمال أي سلاح "حزب الله" من ضمن الاستراتيجية الدفاعية، قراراً تفرضه مقتضيات تحصين الساحة الوطنية في مواجهة مخطط الاغتيال السياسي وبناء الدولة الذي لا يستقيم في ظل غياب حصرية مرجعيتها بما يعود إلى امتلاك السلاح وقرار الحرب والسلم. ونذكّر في هذا المجال بتمنع "حزب الله" عن تقديم نظرته إلى الاستراتيجية الدفاعية واكتفائه بترداد مقولة ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة بديلاً منها. هذا من جهة ومن جهة أخرى يتعمّد قادته اختلاق الأعذار واجتراح الذرائع التي تكشف إصرارهم على الاحتفاظ بسلاحهم تارة بوصفه ضرورة في أيديهم وطوراً بصبغه بالقدسية. ويهمنا، تنويراً للرأي العام، التذكير باستعمال السلاح في الداخل وبتحوله عنصر ضغط يؤدي إلى اختلال موازين القوى السياسية، ناهيك عن كونه يدخل في الاستراتيجية الإقليمية لكل من النظام السوري وإيران مما يجر الويلات على لبنان واللبنانيين.

ثانيا، نجدد المطالبة بتسليم داتا الاتصالات كاملة إلى الأجهزة الأمنية لتتمكن من القيام بواجباتها في حفظ الأمن وكشف الأعمال الإرهابية. ونلفت مجدداً إلى زيف الإدعاء ان ذلك يسيء إلى خصوصيات اللبنانيين إذ ان المطلوب هو حركة الاتصالات من دون مضمونها مما يدحض الغيرة الكاذبة لدى الذين برفضهم التجاوب مع هذا المطلب الطبيعي، يسعون إلى تغطية المجرمين الذين يستهدفون قادة ثورة الأرز وشخصياتها. ونؤكد في هذا المجال أن رفض تسليم داتا الاتصالات وهي من الوسائل الحديثة التي تسهم في تسهيل مكافحة الجريمة، يساوي قراراً بالتدخل في التحقيق لحرفه عن سكّته وحجب العناصر المؤثرة التي تتيح له الوصول إلى الهدف. من هنا دعوتنا إلى مقاضاة كل الذين يتضامنون ويتكافلون في هذه القضية وتحميل الحكومة المعنية أولاً وأخيراً المسؤولية عن كل الجرائم وعن الإخلال بأمن الوطن والمواطنين.

ثالثا، ندين رد سفير النظام السوري على طلب فخامة رئيس الجمهورية من وزير الخارجية استدعائه وإبلاغه احتجاج لبنان على الخروق المتكررة لجيش النظام وانتهاكه السيادة الوطنية. إننا، إذ نحيي الموقف الدستوري لرئيس الجمهورية، نرفض رفضاً قاطعاً الاعتراضات السورية التي تهدف إلى الالتفاف على موقفه والتي أتاحتها مماطلة وزير الخارجية في إبلاغ دمشق الإحتجاج الذي بدا تملقاً بعنوان لفت النظر. ونرى أنه يقتضي إعلان السفير السوري شخصاً غير مرغوب به في لبنان لسلوكه الاستفزازي وغير الدبلوماسي ولمسيرته منذ تسلمه مهامه المطبوعة بالتدخل في الشؤون الداخلية وتصرفه كمنسق لقوى "8 آذار" وضابط إيقاع حركتها".

 

مصور في وكالة فرانس برس يتعرض للضرب على ايدي قوى الامن اللبنانية

صيدا (لبنان) - ا ف ب - اعتدت عناصر في قوى الامن اللبنانية الخميس على مصور في وكالة فرانس برس خلال تصويره اعتصاما لانصار رجل دين اسلامي في جنوب لبنان كانوا يقطعون طريقا رئيسيا احتجاجا على الخروقات السورية للحدود اللبنانية، بحسب ما قال المصور. وروى المصور محمود الزيات ان انصار رجل الدين السني الشيخ احمد الاسير كانوا يقطعون طريقا رئيسيا شمال مدينة صيدا في الجنوب للتنديد بمواقف السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. واضاف ان الاعتصام تسبب بزحمة سير خانقة على الطريق، ما اثار غضب عدد كبير من المواطنين الذين علقوا في المكان. وقام احد المواطنين بالتهجم على المعتصمين الذين تلاسنوا معه ثم تطور الامر الى اشتباك بالايدي تدخلت فيه القوى الامنية. وبينما كان الزيات يلتقط صورا للاشكال، تعرض للضرب من عناصر من قوى الامن قاموا بمصادرة آلة التصوير الخاصة به. وتمكن الزيات من استرجاع الكاميرا بعد وقت قصير. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الاعتداء، اكد مصدر في قوى الامن الداخلي ان "تحقيقا فتح في الحادث. واذا ثبت تعرض الصحافي للضرب، فالمسؤول عن ذلك سيتحمل مسؤوليته". واضاف ان "قوى الامن لا تقبل بتعرض اي صحافي لاي اعتداء".

 

"سكايز" استنكر التعرض للصحافيين لرفع الغطاء السياسي على المعتدين

المركزية- استنكر مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير) الاعتداءات على الصحافيين، واصدر بيانا تضمن تقريرا حول التعرض المستمر لهم جاء فيه: "اعتدت عناصر من قوى الامن الداخلي، يوم الخميس 26 الجاري على مراسل جريدة "الديار" وإذاعة "صوت الشعب" ووكالة الصحافة الفرنسية محمود الزيات، خلال تصويره الاشكال بين مواطنين وأنصار إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير في صيدا، الذين كانوا يقطعون طريق الكورنيش البحري الذي يربط المدينة بالجنوب، احتجاجاً على الخروق السورية للحدود اللبنانية، وتنديداً بمواقف السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، وتمّ انتزاع الكاميرا منه، كما تمّ التعرّض للصحافي في جريدة "البناء" جمال الغربي خلال تغطيته الاشكال في المكان نفسه. وقد تمكن الزيات من استرجاع الكاميرا بعد وقت قصير، ونُقل بعد ذلك الى المستشفى للمعالجة من بعض الرضوض، في حين أكد مصدر في قوى الامن الداخلي أن تحقيقاً فُتح في الحادث للتأكد من المعطيات ومن ثم محاسبة المعتدين. وفي الليلة نفسها، تعرّض فريق محطة "أم.تي.في" (MTV) للمضايقة خلال تغطيته التظاهرة التي دعا اليها "التيار الوطني الحر" في الاشرفية احتجاجاً على اعتصام المياومين في مبنى مؤسسة كهرباء لبنان، وقد منع بعض المتظاهرين أعضاء الفريق من الاقتراب من مسؤول "التيار" عند إلقاء كلمته على درج مار مخايل وصرخوا في وجه مساعد المصور وحاولوا الامساك به. إن مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير) يستنكر استمرار ظاهرة التعرض للصحافيين والاعتداء عليهم خلال أدائهم واجبهم، ويستغرب أن يحصل ذلك على يد عناصر القوى الامنية التي من المفترض بها أصلاً حمايتهم. ويطالب بإجراء تحقيق جدي وسريع لكشف الملابسات ومحاسبة المعتدين والمقصرين، كما يجدد مطالبته مختلف الاطراف بضرورة النأي بالمراسلين والمصورين الصحافيين وتحييدهم عن أي تجاذبات سياسية وبالتالي تسهيل عملهم بغضّ النظر عن الوسيلة الاعلامية التي ينتمون اليها. ويشدد مركز "سكايز" على ضرورة رفع الغطاء السياسي على المعتدين وضع حد نهائي لسياسة الإفلات من العقاب.

 

ما سَها عن بال أصدقاء الشرتوني

شارل جبور/جريدة الجمهورية

إنّ إثارة قضية حبيب الشرتوني في هذا التوقيت بالذات الذي أصبح فيه النظام السوري «على لياليه» يثير تساؤلات عدّة من أبرزها: ما الأسباب الكامنة وراء هذه الدعوة المستجدّة للعفو عنه؟ وهل هي خطوة استباقية لإعادته إلى لبنان من سوريا عشيّة سقوط النظام وفي ظلّ الخشية من أن يلاحقه الإنتربول في حال لجوئه إلى أيّ بلد آخر؟ وهل رفع السقف هدفه تحسين شروط التفاوض أم محاولة وضع الجميع أمام الأمر الواقع؟ إغتيال الجميل هو اغتيال لقائد ومشروع وحلم... يفترض بأصدقاء الشرتوني أن يدركوا جملة وقائع وحقائق أهمّها:

أوّلاً، إنّ اغتيال بشير الجميل هو اغتيال لقائد مسيحي انتزع زمام المبادرة السياسية والعسكرية دفاعاً عن الحضور السياسي المسيحي، وبرهن أنّ المسيحيين ليسوا لقمة سائغة في هذا الشرق، وأنّ دورهم ليس البحث عن حماية، إنّما هو تأسيس دولة القانون التي تحمي الجميع.

ثانياً، إنّ اغتيال الجميل هو اغتيال للحلم الذي نجح الرئيس المنتخب في تحويله إلى واقع ومؤدّاه أنّ لبنان التفاعل المسيحي-الإسلامي قابل للحياة، وأنّ اللبنانيين قادرين على بناء الدولة العصرية، دولة القانون والحقّ لا المزرعة والمحسوبيّات.

ثالثاً، إنّ اغتيال الجميل هو اغتيال لمشروع وطني-سياسي يعيد الاعتبار إلى لبنان ودوره بعيداً من محاولات ضمّه والهيمنة عليه.

رابعاً، إنّ اغتيال الجميل شكّل منعطفاً سياسيّاً محوريّاً، ما قبله غير ما بعده، حيث تجدّدت مع اغتياله الحرب الأهلية وانتقل المسيحيّون من الموقع الرابح في المعادلة الوطنية إلى الموقع الخاسر.

خامساً، إنّ اغتيال الجميل مكّن السوريين من تجديد هيمنتهم على لبنان مدة 23 سنة إضافية مع كل المآسي والويلات الناتجة عن هذه الهيمنة، بينما لو قُدّر له النجاة لكان الجيش السوري غادر، على الأرجح، بلاد الأرز منذ العام 1982.

إنّ التذكير بهذه الوقائع وغيرها للقول إنّ هذا الاغتيال ليس اغتيالاً عادياً، ويُخطئ مَن يظنّ أنّ باستطاعته التعامل مع هذه القضية على أنّها من مخلّفات الحرب الأهلية وينطبق عليها قانون العفو، فالجميل يمثّل وجدان المسيحيين كما يمثّل رفيق الحريري وجدان السنّة، وأيّ تجاوز لهذا الواقع يعني أنّ أصحابه يمعنون في الاستفزاز والتحدّي...

وأمّا المقارنة بين قضيّتي الجميل ورشيد كرامي فلا تصحّ، لأنّ المنفّذ في الأولى تمّ إلقاء القبض عليه بالجرم المشهود واعترف بجريمته، فيما الطرف الآخر في القضية الثانية تمّ إلباسه إيّاها في زمن حكم المخابرات السورية و"سورنة" المؤسّسات بطولها وعرضها.

وقد يكون كلّ ما تقدّم ليس مهمّاً، إنّما المهم يكمن في كيفية مقاربة الشرتوني وأصدقائه لهذه المسألة، إذ في الوقت الذي يفترض أن تتمّ على قاعدة الاعتذار والإقرار بالخطأ ورميها على السوريين، على سبيل المثال، الذين حرّضوه على القيام بهذه العملية، وتمنّي طيّ صفحة الماضي والخضوع لمحاكمة عادلة تأخذ في الاعتبار مرحلة الحرب وما تبعها وبأنّ أقصى ما يريده العيش بين أهله بعيداً عن العمل السياسي، نرى الشرتوني ومن معه يطالبون بالعدالة على قاعدة أنّ بشير الجميل وصل على الدبّابة الإسرائيلية وأنّ قتله واجب قومي وإلى آخر هذه المعزوفة التي ستنتهي مع انتهاء نظام الأسد في دمشق، فضلاً عن استغلال هذا الاغتيال لتحويل الشرتوني إلى بطل...

هذا المنطق، وبعقل بارد، لن يتيح للشرتوني العودة إلى لبنان لا اليوم ولا بعد مئة سنة، وعليه البحث جدّيا عمَّن يأويه إذا نجا من قبضة الثوّار.

فالمسيحيّون قد يكونون الوحيدين الذي أجرَوا مراجعة لكلّ المرحلة التي سبقت الحرب وتخلّلتها وأعقبتها، وقدّموا اعتذارات بالجملة وبالمفرق، لكنّ هذا لا يعني أبداً أنّهم في وارد السماح أو التساهل حيال أيّ تعرّض لتاريخهم وشهدائهم وثوابتهم ورموزهم، وبالتالي بقدر انفتاحهم على أيّ مراجعة لمسيرتهم وما تخلّلها من أخطاء تكتيّة واستراتيجية، بقدر افتخارهم بكلّ محطة من هذه المحطات إذ وجد أمامهم مَن يعتبر نفسه من "أشرف الناس وأنقاهم".

فلا تمييز بين الشهداء، سواء أَسقطوا في مواجهة السوريين أو الإسرائيليين، أم في الحرب الأهلية؟

يبقى أنّ المعبر الوحيد لعودة الشرتوني إلى لبنان هو الاعتذار والإقرار بخطأ اغتيال بشير الجميل والخضوع لمحاكمة وطلب العف

 

ملف اغتيال جعجع: الداتا لم تعُدْ مُهمّة

طوني عيسى/الجمهورية/جريدة الجمهورية

منذ أربعة أشهر وحزب «القوات اللبنانية» ينتظر شيئاً ملموساً في محاولة اغتيال رئيسه الدكتور سمير جعجع. وإذا لم يحصل خرقٌ حقيقي في الجدار، فلن يكون هناك أيّ تقدّم في هذا الملف، ولو طال الانتظار سنوات!

جعجع طلب من نوّاب «القوات اللبنانية» اتّخاذ أقصى درجات الحذر

هناك اقتناع لدى المعنيين بأنّ هناك تخاذلاً سياسياً - أمنيّاً - قضائيّاً في متابعة الملف. وأكثر من ذلك، قد تكون هناك رغبة ضمنية لدى البعض في إقفاله للتغطية على الجناة. ويتمّ ذلك تارة تحت عنوان التشكيك بجدّية محاولة الاغتيال، وطوراً تذرُّعاً بأنّ العناصر المتوافرة للتحقيق لا تكفي لمتابعته. وضمن هذه المعطيات، يدور الملف في حلقة مفرغة تمّ التخطيط لها: فتحقيق خَرق في التحقيق يعتمد على "داتا" الاتّصالات الكاملة (إيمزي)... لكنّ الجهة النافذة في السلطة تُقفل الباب على هذه "الداتا". إنّها قصة "بيضة ودجاجة".

وترفض وزارة الاتصالات الإفراج عن "الداتا" منذ 15 كانون الثاني الفائت. وهي أبدت استعدادها لتزويد الأجهزة بأجزاء من "الداتا" في الفترة التي تمّت فيها العملية، لكنّ ذلك لا يكفي، إذ ربما بدأ التحضير لمحاولة الاغتيال في كانون الثاني مثلاً. كما أنّه من غير المفيد الإفراج عن "الداتا" في منطقة محدّدة (جونيه مثلاً) فيما تقتضي التحقيقات ربّما البحث في مناطق أخرى. وثمة انطباع لدى المتابعين بأنّ المطلوب إبقاء القضية في دائرة مُفرغة للتغطية على الجناة. ولا يطمئنُّ فريق 14 آذار إلى النتائج المتوخّاة في مجال "الداتا" على رغم اجتماع بعبدا الوزاري - الأمني. فرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يبذل قصارى جهده لإثبات الجدّية في هذا المجال، انطلاقاً من مسؤولياته، وهو سعى إلى الاستعانة بخبرات أوروبية في هذا المجال.

أسئلة حول "الداتا"

وينقل المتابعون ما سمعوه من أحد الوزراء المعنيين بملفّ الاغتيالات، إذ شكّك في الجدوى من الحصول على "الداتا".

وقال: بعد الاعتماد على "الداتا" وسيلة أساسية في المحكمة الدولية، وعقب الضجّة المثارة حولها غداة محاولات الاغتيال الأخيرة، هناك اعتقاد بأنّ الجناة ربما تنبّهوا وبدأوا بالتخلّي عن الهاتف الخلوي في تنفيذ عملياتهم، والاستعاضة عنه بالأجهزة اللاسلكية الأخرى. وإذا ما كان ذلك صحيحاً، فسيكون البحث عن دلائل من خلال الاتصالات قد بات أمراً أكثر صعوبة. ويشير هذا الوزير إلى احتمال أن يكون الذين نفّذوا محاولة اغتيال النائب بطرس حرب قد استعانوا بتقنيات من خارج شبكة الهاتف. وينظر المعنيون في 14 آذار إلى هذه الفرضية من زاويتين مختلفتين. فهي تُقْنعهم منطقيّاً، لكنّها تثير شكوكهم من اتّخاذها ذريعة لعدم تسليم "الداتا". ولذلك، هم يريدون "الداتا" كاملة في أيّ شكل. وإذا كان التذرُّع بالقانون هو الذي يمنع ذلك، فإنّ المطلوب من هذه الحكومة والغالبية الحالية أن تعملا على تعديل هذا القانون، بدل التلهّي بالوعود. وبناءً على الشكوك الأمنية التي يعيشها فريق 14 آذار، يلتزم قادته وكوادره أقصى درجات الحذر. فجعجع طلب من نواب "القوات" اتّخاذ ما يلزم من إجراءات لهذه الغاية. فالنائب أنطوان زهرا بات يمضي معظم أوقاته في معراب إذا لم يكن في الخارج لدواعي العمل. وكذلك يلتزم النوّاب جورج عدوان وإيلي كيروز وستريدا جعجع تدابير احترازية. وبعد محاولتي اغتيال جعجع وحرب، والتهديدات التي تلقّاها أقطاب آخرون، يعمل فريق 14 آذار بين الألغام. وأمام الغياب الواضح لأقطاب من 14 آذار وسواهم عن إفطار بعبدا، ثمّة مشكلة أمنية في الانتقال مسافات طويلة، وفي طرق غير آمنة، للوصول إلى بيت الدين في 16 آب. فالذي يأكل العصي ليس كالذي يَعُدُّها. والحكومة التي يمارس أحد وزرائها العصيان على رئيس الجمهورية، فلا يقدّم رسالة الاحتجاج إلى السفير السوري، لا يثق فيها فريق 14 آذار. فهي تمارس دور حكومة "فيشي" التي صنعها النازيون غداة احتلالهم فرنسا في الحرب العالمية الثانية.و من نديم الجميل.

 

حكومة النأي.. عن "الهيبة"

عبد السلام موسى/المستقبل

آخر من يحق له الحديث عن "هيبة الدولة"، هو رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزراء "8 آذار". الأجدر بهم أن يستعيدوا هيبتهم الضائعة في "حكومة اللا هيبة"، التي وللأسف، لم تُبقِ دولة، يكون لها هيبة، ولم تترك هيبة للدولة إلا وداست عليها. حتماً، "لا هيبة" لوزير يصف المعلمين بـ"عديمي الأخلاق". "لا حسّ" لدى آخر يطالب بـ"طردهم". "لا مسؤولية" لدى رئيس حكومة يتقاذف المعلمين كـ"كرة قدم"، يعدهم بتنفيذ مطالبهم المحقة ثم "يلحس" وعوده. أليس من يعد ولا يفي "مسؤولاً" عن كسر هيبة الدولة؟. صدق حنا غريب، رئيس "رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي" في ما قاله عن رئيس حكومة "يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر"، كي لا نقول أكثر، فـ"جسم" الميقاتي "لبّيس". ميقاتي "لا يعمل تحت الضغط". معه حق، لكن هل سأل نفسه يوماً كيف يعمل هذا المعلم، أو ذاك الموظف، وهو يئن من ضغوط، سببها حكومته العاجزة، المستقيلة من مهامها، واستطراداً المتخلية عن وظائفها السيادية والحياتية، الغارقة في خلافات أقطابها على "ملعقة العسل"، والباقية فقط لأن سيدها، الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، قرر أن تبقى، غصباً عن اللبنانيين الذين لم يقرروا حتى الإتيان بها. لا داعي لتذكير ميقاتي بما يقوله من "هجاء" في حكومته، كلما حشره أحد مكوناتها في "بيت اليك"، وهو الذي اعترف، منذ وقت ليس ببعيد، أن "حكوماته الكثيرة" مسؤولة عن "التفريط" بهيبة الدولة، عندما سأل، بنبرة تشكيكية :" هل بقاء الحكومة يحفظ ما تبقى من هيبة الدولة؟".

فما باله اليوم، يصحو وينام على "هيبة الدولة" التي بدأ التفريط بها منذ صدر "التكليف الشرعي" بترئيسه "حكومة الإنقلاب" لأخذ البلد "رهينة" للمحور السوري - الإيراني، ثم يحاول "تبرئة" نفسه باتهام المعلمين والموظفين بضربها وبـ"أخذ البلد والطلاب رهينة"، وهم براء من "إفتراء" كهذا، يسوقه ميقاتي، ومن يدور في فلكه، لتزوير حقيقة أن هؤلاء ما كانوا ليلجأوا إلى الإعتصام والإضراب، لو لم يصلوا إلى قناعة بأن "آخر الدواء الكي"، بعد أن "علّ" ميقاتي قلبهم وقلب عائلاتهم، بوعود مرة على "كمون حكومته"، من دون أن يشعر بما يصيبهم من غلاء المعيشة الذي يأكل رواتبهم، التي لم تصحح بعد "مهزلة" زيادة الأجور، ولم تقر لها سلسلة جديدة، بعد 14 عاماً على "تجميد" هذه الرواتب. لا بل الفضيحة، أن تمر مطالبة أحد وزراء ميقاتي، الوزير أحمد كرامي، بـ"طرد المعلمين" أسوة بما فعلت حكومة الرئيس الراحل صائب سلام، من دون أن يعترض أي من وزراء "8 آذار"، أو حتى ميقاتي نفسه، باستثناء وزراء "الحزب التقدمي الإشتراكي"، الذين باتوا "صمام الأمان" في هذه الحكومة، المتآمرة على شعبها، لدرجة أن مداخلتَي الوزيرين غازي العريضي ووائل أبو فاعور، اللتين نشرت "المستقبل" مقتطفات منهما، سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي، تأييداً لما قالا دفاعاً عن المعلمين وحقوقهم. من المسلم به، أن لا اعتبارات أخلاقية لدى من طالب بـ"طرد المعلمين"، شأنه شأن الوزراء الذين تبنوا هذه المطالبة أو اعتصموا بحبل السكوت "علامة الرضى"، تماماً كما لم تكن لدى هؤلاء أنفسهم أي اعتبارات إنسانية عندما وصفوا النازحين السوريين بـ"المجرمين" ثم قرروا وقف معالجتهم. ولكن رُبّ سائل : أين الحكمة في "كيد الحكومة" ضد المعلمين والموظفين؟ وهم ليسوا بأقلية، بل يكادون ان يكونوا من "أكبر الطوائف" في البلد؟. أو لعل السؤال: أين مصلحة من في الحكومة في خسارة هذه "الطائفة" على أبواب الإنتخابات، فيما الحكومة تخوض حروباً كونية على حساب "هيبة الدولة" من أجل "الإنفاق الإنتخابي؟".

 

نديم الجميل: فريق يقتل الجميع ليضع يده على البلد

المستقبل/أوضح عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل، ان من اسباب تعليق فريق 14 آذار مشاركته في جلسات الحوار، ان "لا احد يضع حداً لمحاولات الاغتيال او لسلاح حزب الله الذي يؤدي الى تلك المحاولات"، مؤكداً ان "هناك فريقاً يقتل الجميع ليضع يده على البلد". وعلق في حديث الى وكالة "الانباء المركزية" امس، على كلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال مأدبة إفطار بعبدا اول من امس، بالقول: "فريق 14 آذار لم يعلم حتى الآن كيف يواجه موضوع طاولة الحوار. علّقنا مشاركتنا في الحوار ليس لأن الفريق الآخر لا يتجاوب مع الشروط التي وضعناها فحسب، إنما بسبب محاولات الاغتيال التي تتم يومياً في حق قيادات قوى الرابع عشر من آذار، وفي المقابل لا احد يضع حداً لمحاولات الاغتيال او لسلاح حزب الله الذي يؤدي الى تلك المحاولات". ورأى ان "طاولة الحوار كما بدأت في العام 2006 وتستمر حتى الآن لا تؤدي الى اي نتيجة، ولا يمكن لفريق 14 آذار ان يشارك في حوار لا محاور فيه"، معتبراً أن "هناك فريقاً مستعداً للتنازل عن كل شيء من اجل خلاص البلد، وفريقاً آخر يقتل الجميع ليضع يده على البلد".

 

الرئيس أمين الجميل: تقاعس الحكومة تآمر على الوطن

أعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل امس، أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان وجّه نداء اول من أمس الى الحكومة من أجل تسهيل مهمّة التحقيق وتزويده بكل ما من شأنه أن يكشف حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد القادة اللبنانيين، معتبراً أنه اذا استمرت الحكومة في التقاعس، فتكون كمن تتآمر ليس على القادة فحسب، وإنما على طاولة الحوار والوطن.

وقال: "أبلغنا في الإفطار الرئاسي رسالة فخامة الرئيس ميشال سليمان في ما يتعلق بالحوار، ونحن كنا أول من لبى دعوته لهذه الجلسة، ونداؤه موجه أساساً الى الحكومة لأن الأخلاق والمسؤولية تحتمان عليها حماية المواطنين اللبنانيين، لا سيما القادة منهم وقادة المعارضة. وهو موجه أيضا الى الحكومة من اجل تسهيل مهمة التحقيق وتزويده بكل ما من شأنه ان يكشف حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد القادة اللبنانيين. وما طلب أجهزة التحقيق داتا الإتصالات الا لأنه الطريق الأقرب لمعرفة من يتآمر على القادة اللبنانيين، فبداية الطريق تكمن في تسهيل مهمة التحقيق وتزويده بكل ما يطلبه من وزارة الإتصالات، ويشكل ذلك دليل حسن نية من الحكومة لرغبتها في تحقيق حوار جدي ومثمر على الصعيد الوطني، واما اذا استمرت الحكومة في التقاعس بتزويد التحقيق بالمعطيات اللازمة فتكون كمن تتآمر ليس على القادة فحسب، وانما على طاولة الحوار والوطن". وعن المطالبة بالعفو عن قاتل الرئيس بشير الجميل حبيب الشرتوني، رأى أن "الموضوع خطير، فمطالبة بعض الفئات بعفو عن فار من امام العدالة هو شيء مستهجن ويتناقض مع كل التقاليد والقواعد والأصول والقوانين المرعية"، مؤكداً "اننا نصرّ على إلقاء القبض على قاتل بشير وان يحال على المحاكمة ليأخذ جزاءه". واشار الى انه "لا يجوز العفو الا بعد صدور الحكم، فليسلم حبيب الشرتوني نفسه الى القضاء لتأخذ المحاكمة مجراها". واستقبل الجميل في دارته في بكفيا أمس، سفير اليابان سايتشي اوتسوكا وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة.

 

لو كان في لبنان رئيس حكومة فعلي، وحكومة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها

المستقبل اليوم/لو كان في لبنان رئيس حكومة فعلي، وحكومة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها وتحترم دولتها وقوانينها ودستورها وأعرافها لما سمحت لسفير النظام الأسدي بأن يستمر في التطاول على سيادة لبنان ورموزه، ولما سمحت له بأن يتحرّك ويتكلم ويستهين بالبلد ودماء أبنائه.لكن لأنّ الحكومة حكومات متفرّقة ومتنافرة ومتخاصمة ومتحاصصة، لكنها كلها في النهاية تدور في فلك "حزب الله" وتحت سقفه وتخدم أجندته وحساباته وتحالفاته.. لأنّ ذلك هو الواقع فإنّ سفير النظام الأسدي يعتبر نفسه فوق مؤسسات الدولة وفوق قادتها ورؤسائها ويستطيع ساعة يشاء أن يتّهم الضحايا اللبنانيين لاعتداءات نظامه، بأنّهم هم المرتكبون وهم المعتدون. وكلامه ترداد صدى لما قاله مجدداً مندوب الأسد في الأمم المتحدة، الذي عاد وكرّر اتهامه لأطراف لبنانية بدعم وإيواء ومساعدة "الإرهابيين" داخل سوريا. وكأنّه يقول مواربة إنّ اعتداءات قوّات نظامه على القرى اللبنانية الحدودية شمالاً وبقاعاً وعلى أهلها الصابرين، ستستمر بغض النظر عن أي وجود شرعي لبناني. آن لهذا الظلام أن ينجلي، وآن لهذا الإجرام أن يقف عند حدّه، وآن لهذه الحكومة الصمّاء البكماء أن تنهي نأيها بنفسها عن كرامتها وكرامة اللبنانيين وسيادتهم وحرّيتهم واستقلالهم في أرضهم، كما آن لشعب سوريا أن يلفظ جلاّديه وجلاوزته.. إلى الأبد.

 

موقف سليمان يرسم "حدود" المسؤوليات في قضية الحدود

ثريا شاهين/المستقبل

لاحظت مصادر ديبلوماية في بيروت، ان الرسالة التي وجهها وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الى السفير السوري علي عبد الكريم علي، بناء على طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان على خلفية الخروق السورية الاخيرة للاراضي اللبنانية، ولم تكن قوية اللهجة ولا ضعيفة. الا انها وضعت حداً لكل ما اثير حول مماطلة الوزير او تمرده، وانهت الامر، بغض النظر عن الطريقة التي سلمت بها بعدم استدعاء السفير لهذه الغاية. وانتهى الموضوع تبعاً للمسؤوليات التي يتحملها الرئيس كونه رئيس البلاد، ذلك ان هناك منطلقات كثيرة جعلت الرئيس يتخذ موقفاً واضحاً وسيادياً حيال الخرق الاخير وهي بحسب المصادر:

ان الرئيس مؤتمن على الدستور، وهو اقسم اليمين من اجل الحفاظ على سلامة الوطن، والرئيس الذي عمل سابقاً في السلك العسكري لديه حساسية خاصة حيال موضوع حماية السيادة والاراضي اللبنانية، ككل فرد من افراد الاسرة العسكرية، لذلك يهمه ومن اول واجباته الحفاظ على لبنان في شتى المجالات. وفي كل مرة كان يحصل خرق سوري للحدود اللبنانية كان الرئيس يصدر موقفاً، ولم يمر خرق من دون موقف، وان التوغل السوري نحو نصف كلم داخل الاراضي اللبنانية، والقصف الذي يطال القرى اللبنانية بالقذائف، ويطال المواطنين لا يمكن السكوت عنه. ولا يمكن تمرير الامر دون اتخاذ موقف سيادي.

- ان الجانب السوري احتج سابقاً ويحتج باستمرار واحتج لدى تسلمه الرسالة اللبنانية، على ان هناك مسلحين يتسللون من لبنان الى الاراضي السورية، وهذا ما يحصل بين الدول وعلى الحدود عادة لو حتى كانت العلاقات جيدة، او حتى لو لم تكن هناك احداث تعانيها احدى الدول. ومن اجل المعالجة من جانب لبنان، عمد الى ارسال الجيش اللبناني الى الحدود لتعزيز ضبطها ولمنع اي خروق عليها. فوجئت السلطات الرسمية اللبنانية بهذه الخروق بعد ان كانت نشرت الجيش في تلك المناطق.

- ان لبنان وسوريا اتفقا على التنسيق في ما بينهما حيال التعامل مع الامور الامنية، وفعلاً لبى لبنان طلبات سورية في هذا الاطار، حرصاً منه على استقراره اولاً، وعلى ان لا يكون سكيناً في الخاصرة السورية. كما انه على المستوى السياسي اتبع سياسة النأي بالنفس ولم يماش القرارات العربية والدولية في شأن سوريا. وبالتالي، اذا كان هناك لدى الجانب السوري اي اسئلة او استفسارات فيمكنه التنسيق مع السلطات اللبنانية وليس اعتماد القصف على لبنان، واختراق الحدود. ويفترض التنسيق قبل ان يقوم اي طرف بخطوة على الارض.

- ان القصف السوري على لبنان يستفز جزءاً واسع النطاق من اللبنانيين، ولا يمكن للرئيس ان يتجاهل الامر. كما ان هناك انقساماً عمودياً في البلد، وسط ذلك، فان اي مسألة كبرى تستفز قسماً كبيراً من اللبنانيين، تؤثر على العلاقة بين هذا القسم والاطراف الاخرى. والرئيس يحاول من خلال اعادة اطلاقه لطاولة الحوار الوطني ان يجمع اللبنانيين وان يذلل العقبات التي تحول دون لقائهم. وهذا ما حصل فعلاً بالنسبة الى جلسة الحوار التي كانت مقررة في 24 الجاري، وارجئت حتى 16 آب المقبل، بحيث يشجع الرئيس الاطراف كافة على النأى بنفسها عن الازمة السورية.

وترى المصادر نفسها، ان الرئيس هدف من موقفه الى ان يتحمل كل طرف ومسؤول مسؤولياته حيال ما يحصل على الحدود اللبنانية السورية، وان الكرة رميت في ملعب وزير الخارجية، وانه هو الرئيس وهذا يقع ضمن مسؤوليته، وان الخارجية تعني العلاقة مع الدولة.

وتساءلت المصادر، كيف يمكن ان يتغاضى الرئيس عن الامور السيادية، في وقت يحرص المجتمع الدولي على سيادة لبنان وسلامة اراضيه، وكان اتخذ سلسلة مواقف عالية اللهجة من الخروق السورية للحدود. والدول مرتاحة لمواقف الرئيس. وهي تعتبر ان لبنان يتخذ مثل هذه المواقف للمرة الاولى باعتراضه على الخروق للسيادة، ما قد يخوله مستقبلاًَ لعب دور على مستوى قضايا المنطقة والموضوع السوري. حتى ان ترسيم الحدود مع سوريا مسألة غير متروكة دولياً، انما هناك انتظار لوجود سلطة سورية جديدة يناقش معها المجتمع الدولي هذه المسألة، مع المسائل المتصلة بضبط الحدود ومنع الخروق.

 

زاره بلامبلي مبدياً اهتمامه بمعرفة نتائج التحقيق بمحاولة اغتياله /حرب: رئيس الجمهورية أبلغني قرار إعطاء "الداتا" كاملة

المستقبل /أعلن النائب بطرس حرب أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان أبلغه "أن الأجهزة المعنية وجدت آلية لإعطاء الداتا كاملة بما فيها الإيمزي". وأعرب عن أمله في أن يبادر "حزب الله الى السماح للشخص المطلوب من العدالة لإعطاء إفادته واستكمال التحقيقات في محاولة الاغتيال التي تعرضت لها".

وطالب "الحكومة اللبنانية أن تتعامل مع النظام السوري بالمثل، وأن يتوجه لبنان الى الأمم المتحدة يشرح في كتاب ما يجري على الأرض اللبنانية من اعتداءات".

وعرض حرب في دارته في الحازمية، أمس، للتطورات السياسية مع المنسّق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي، الذي أبدى اهتماماً بمعرفة نتائج التحقيقات في محاولة اغتيال حرب.

وأعلن حرب تبلغه من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في اتصال هاتفي، "أن الأجهزة المعنية أبلغته أنها وجدت آلية لإعطاء الداتا كاملة بما فيها الإيمزي. واذا كانت اللجان المعنية في موضوع الداتا والإيمزي جادة في ما تقول، فأعتبر أن ذلك يشكل خطوة جدية على صعيد كشف جريمة محاولة الاغتيال التي تعرضت لها، وأملي في "أن يبادر حزب الله الى السماح للشخص المطلوب من العدالة لإعطاء إفادته، واستكمال التحقيق".

ورأى أن "دعوة فخامة الرئيس البارحة لاستعادة الحوار تصب في الاتجاه السليم الذي نعمل عليه، فنحن لم نوقف الحوار ولم نعطله، نحن علقنا مشاركتنا في طاولة الحوار، علقناها على تحقيق بعض العناصر التي نعتبرها أساسية لتحول الجلوس الى طاولة الحوار الى جلسة جدية مسؤولة تعود تصب في مصلحة لبنان، ولا أن نجلس الى طاولة الحوار كشهود زور، في وقت يمانع من نجلس معه على طاولة الحوار في كشف المجرمين، ويعطل عمل الأجهزة التي تكشف المجرمين والتي تغتال قيادات 14 آذار".

وتابع "إن الطريقة التي تعاطى فيها فخامة الرئيس مع الاعتداءات التي يتعرض لها اللبنانيون ضمن الأراضي اللبنانية، تعبر عن شعور الرأي العام اللبناني بكامله، ولا سيما اللبنانيين الحريصين على سيادتهم وكرامتهم وأمن المواطنين اللبنانيين فيها".

وسجل حرب تحفظاً على طريقة "ترجمة طلب الرئيس توجيه كتاب احتجاج للسلطات السورية، حول ما جرى والطريقة التي تم التعاطي معها من وزير الخارجية، التي لم تكن اطلاقاً على مستوى الحدث وعلى مستوى طلب رئيس االجمهورية، بل تولد شعور لدينا وكأن وزير الخارجية اللبنانية تأخر في إرسال الموقف المطلوب، وبشكل أقل حسماً من موقف الرئيس، لكي يفسح في المجال أمام السلطات السورية لتسبق لبنان في تقديم الاحتجاج على التصرف الذي يجري على الأراضي اللبنانية والذي يمس سوريا، وهذا نعتبره سياسة سيئة منحت من اعتدى على لبنان فرصة تبرير نفسه واستباق لبنان للشكوى مما يجري على الحدود من الجانب السوري".

وطالب "الحكومة اللبنانية بأن تتعامل مع النظام السوري بالمثل، كما تعامل النظام السوري معنا عندما أرسل كتاباً الى الأمم المتحدة يشكو مما يجري على الأرض اللبنانية ضد النظام السوري، وأن يتوجه لبنان الى الأمم المتحدة يشرح في كتاب ما يجري على الأرض اللبنانية من اعتداءات، وبذلك نكون نتعامل كدولتين مستقلتين بشكل مماثل لبعضنا بما يحفظ حقوق الشعب اللبناني وسيادة الدولة اللبنانية وما يحول دون تكرار هذه الاعتداءات على الشعب اللبناني والأرض اللبنانية".

ورأى "أن إعطاء الداتا يشكل خطوة جدية تزيل عنصراً سلبياً كان يحول دون عودتنا الى الحوار، نأمل أن تزول كل العناصر، وأن يعلن حزب الله الذي اتخذ موقفاً سلبياً من جدوى الحوار، استعداده للبحث في البند الوحيد الذي ذكره فخامة الرئيس أمس (أول من أمس) في الأفطار، وهو موضوع الاستراتيجية الدفاعية، إذا أعلن هذا الموقف تكون العناصر التي شكونا منها معظمها قد زالت، مع تأكيد وجوب احترام الدستور من خلال كل الأطراف الذين سيجلسون على طاولة الحوار".

 

14 آذار" تطرح الثقة بمنصور في أول جلسة تشريعية  وحرب لـ"السياسة": "حزب الله" يضع نفسه في موقع الاتهام

 بيروت - "السياسة": على وقع تصاعد حدة الخلاف الديبلوماسي بين لبنان وسورية على خلفية الانتهاكات الحدودية والذي ينذر بمضاعفات سياسية وأمنية بين البلدين, كشفت مصادر نيابية بارزة في قوى "14 آذار" لـ"السياسة" أن نواب المعارضة يستعدون لتحضير عريضة تطالب بسحب الثقة من وزير الخارجية عدنان منصور الذي تمرد على طلب رئيس الجمهورية استدعاء السفير السوري علي عبد الكريم علي والاحتجاج لديه على الاعتداءات السورية المستمرة للأراضي اللبنانية, وذلك في أول جلسة تشريعية يعقدها مجلس النواب. وأشارت الأوساط إلى أن "الكيل قد طفح" مع هذا الوزير الذي لا يترك مناسبة إلا و"يتنطح" من خلالها للدفاع عن النظام السوري على حساب مصلحة بلده وشعبه, معتبرة أنه كان يفترض بمنصور عدم تسلم مذكرة الاحتجاج المضادة التي قدمها إليه السفير السوري في محاولة من قبل الأخير للالتفاف على مذكرة الاحتجاج اللبنانية. وأكدت المصادر أنه لو كانت هناك حكومة تحترم نفسها, لكانت بادرت إلى إقالة هذا الوزير الذي لم ينفذ ما طلبه منه رئيس الجمهورية بحذافيره, وإنما عمل على تجاهل ما طلب منه, لأسباب سياسية مراعاة لخاطر حلفائه في "8 آذار" الذين يضعون المصلحة السورية فوق كل اعتبار. إلى ذلك, وفيما ينتظر سفر وفد قضائي وأمني برئاسة القاضي شكري صادر إلى باريس للاطلاع على قانون تسليم "الداتا والإمزي", وفي ظل تمسك المعارضة بشرطها القاضي تسليم "الداتا" كاملة للأجهزة الأمنية, أكد النائب بطرس حرب لـ"السياسة" أن هناك محاولة التفاف من قبل معنيين على رئيس الجمهورية ومطلبه بتسليم "داتا" الاتصالات كاملة للأجهزة الأمنية, وأي تلكؤ من جانب الحكومة في الاستجابة لمطالب الأجهزة الأمنية يساعد المجرمين على الهرب وحماية أنفسهم, خاصة وأن رفض الحكومة تسليم "الداتا" يوفر غطاء لهؤلاء المجرمين لاستئناف إجرامهم. وأشار حرب إلى أن الموقف السلبي لبعض الوزراء من موضوع "الداتا", يمكن النظر إليه على أنه ليس هناك رغبة لديهم في كشف من يقف وراء محاولات الاغتيال ولا يريدون تسهيل عملية اكتشاف الجرائم, ما يثير الشبهة ويطرح علامات استفهام كبيرة حول سلوك هؤلاء, متمنياً على "حزب الله" حتى لا يضع نفسه في قفص الاتهام أو في موضع شبهة أن يطلب من الشخص المطلوب للتحقيق الذي يعتبر من أحد كوادره أن يقوم بإعطاء إفادته للمحققين, وبهذه الطريقة تزول الشبهة الموجودة حوله, وإذا كان بريئاً ستظهر براءته بنتيجة الإفادة التي سيدلي بها, وإذا كان مرتكباً لا سمح الله, فعندها يكون "حزب الله" رفع الغطاء السياسي عنه, ولكن إذا لم يستجب لهذا المطلب, فمن الطبيعي أن نضع علامات استفهام كبيرة حول موقف "حزب الله", ونرى أنه وضع نفسه في قفص الاتهام. وأكد النائب حرب أن موقف النائب ميشال عون الرافض لإعطاء "الداتا" للأجهزة الأمنية, يشكل تغطية واضحة للمجرمين, ويعني أمراً واحداً وهو أن عون لا يريد أن ينكشف أمر أي مجرم يقف وراء الجرائم التي استهدفت قوى "14 آذار", كاشفاً عن وجود معلومات بحوزته تؤكد أن هناك محاولات مستمرة لاغتيال بعض قادة المعارضة.

 

شبح الاغتيالات يرافق الزعماء..وبري يتجنب التوجه للمصيلح

ال بي سي/كشفت اوساط متابعة للملف الامني ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري صارح في اليومين الاخيرين بعض الذين التقاهم انه يتجنب حتى التوجه الى دارته في المصيلح ويلتزم مقره في عين التينة ولا يبارحه الا نادراً ويعقد فيه الاجتماعات العائدة الى هيئة مكتب مجلس النواب كل اربعاء، مما يعكس شعوره بتهديد جدي يتربص به. وأشارت الاوساط، في حديث الى "الراي" الكويتية، الى ان احداً لا يمكنه التكهن بما ستفضي إليه المخاوف الواقعية على لبنان من جراء هذه الانعكاسات عليه خصوصاً في ظل تصاعد التحذيرات الدولية من ان يكون لبنان البلد الاكثر تأثراً وتضرراً بالازمة السورية من سائر دول الجوار السوري. ولفتت الاوساط الى ان الخوف من هذا الخطر يبدو العامل الحقيقي الوحيد الذي يجمع الفرقاء السياسيين في كل المواقع، ولعل هذا ما يمكن التأسيس عليه للرهان على عدم سقوط لبنان في محظور الانهيار الامني الشامل.

 

تورط نائب سابق بفضيحة كوكايين بشقة رجل أعمال بالاشرفية

 ال بي سي/في وقت تواصل اجهزة الدولة تنفيذ حملاتها لتلف مزروعات الحشيشة في البقاع، يستغرب المواطن كيف انه تغضّ النظر عن استهلاك هذه المادة حين يتعلّق الأمر بكبار القوم.

ففي شقة في شارع سرسق في الأشرفية، يملكها أحد رجال الأعمال الكبار الذي يستضيف زملاء له ونائباً سابقاً في البرلمان وممثلين من طبقة النخبة من لبنانيين وعرب، رغبت سيدة أردنية في الحصول على الكوكايين فاتّصلت بتاجرها المفضّل واتّفقت معه على تفاصيل الصفقة. وعلى الاثر، التقى سائق السيدة مع التاجر بالقرب من كنيسة السيّدة في الأشرفية، وتبيّن أنّ الأخير مجرّد طعم جرى توقيفه قبل مدة. وبعد تحقيق سريع مع السائق، توجهت دوريةً من شعبة مكافحة المخدرات في قوى الأمن الداخلي إلى الشقة المعنية في سرسق حيث فوجئت عناصر الدورية برجل الأعمال المرموق، وبخيرة ممثلي الأمة.

ولدى سماع النائب السابق كلام ضابط الدورية، سارع إلى الاتهام السياسي، للّواء أشرف ريفي وغيره، متّهماً العناصر بتنفيذ أوامر سياسية لإلصاق التهم به والقضاء على صورته لكن الضابط وضع النائب السابق عند حدوده، فأسكته وتابع تحقيقاته. وأخضع مالك الشقة إلى فحوصات عينية للمخدرات، نتيجتها نظيفة. في المقابل، لم يخضع النائب السابق ولا السيّدة الأردنية لأي فحوصات، بل أكثر من ذلك، تمّت لفلفة القضية، بحجة النائب، ولو أنّ لا حصانة نيابية له، بل مجرّد سمعة سياسية،ليقفل المحضر ويدفع الثمن تاجر المخدرات وسائق السيدة.

 

من تكرهه ايران ويهابه حزب الله... بندر بن سلطان... "رجل اللحظة" وصقر آل سعود

طارق نجم/موقع 14 آذار

سن الـ63 لم تزد بندر بن سلطان إلا حكمة ودهاءاً... عاد بندر بعد سنوات غُيّب فيها عن الساحة السياسية حيث تمّ الإيحاء بأن إقصاءه عن سفارة المملكة في واشنطن ووضعه على رأس مجلس الأمن القومي هو تحجيم لدوره العملي... نعم بندر قد عاد من باب الإستخبارات العامة السعودية، رئيساً لها. فالأمير بندر ليس بالدبلوماسي التقليدي البيروقراطي، بل هو في الواقع رجل المهام الخاصة، التي ينفذها بإتقان من خلال مهاراته الشخصية وينقل عنه أنه لطالما غير الرسائل الحرفية التي كان ينقلها من الرؤساء الأمريكيين الى ملوك المملكة وبالعكس من أجل الوصول الى حلول.

أما على المستوى الداخلي للسعودية، فإن بندر بن سلطان يأتي ضمن الجيل الثاني من آل سعود أي أحفاد عبد العزيز المتحفزين لتبوأ مراكز قيادية ومنهم الأمراء: خالد بن سلطان، نائب وزير الدفاع، متعب بن عبد الله قائد الحرس الوطني، ومحمد بن نايف مساعد وزير الداخلية.

ويرجح اليوت ابرامز (مستشار 3 رؤساء اميركيين في قضايا السياسة الخارجية والأمنية)، أن تشكل عودة بندر الى قلب الحدث السياسي السعودي، بكل ما يمتلكه من طاقة كبيرة وخبرة منقطعة النظير، تحسيناً طال انتظاره لمكانة السعودية على المستوى الإقليمي. فبندر هو من يحيك الشبكات، ويعقد الصفقات ومن المتوقع أن يعيد المملكة العربية السعودية الى قلب صناعة القرار العالمي.

الأمير بندر الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن الوطني منذ العام 2005 ومازال، أصبح لديه استيعاب لعمل أجهزة الأمن والإستخبارات بعد أن راكم عقوداً من الخبرة الدبلوماسية من خلال وظيفته كسفير في واشنطن خاض خلالها غمار العلاقات الدولية بأعقد تفاصيلها وجميع جوانبها. وبذلك، تستطيع الإستخبارات السعودية ان تتحول على يده من مكانتها التقليدية المرتبطة بالحفاظ على الأمن الداخلي للمملكة الى دور أكثر فعالية على مستوى السياسة الخارجية يوازي ثقل المملكة السياسي والمعنوي والديني. وقد وصف دايفيد اوتاواي، الذي كتب سيرة حياة بندر والمحاضر في مركز وودرو ويلسون في واشنطن، أنّ "بندر هو الرجل المناسب في الوقت المناسب. فهو الآن صقر آل سعود".

وفي السياق نفسه، علق سيمون هاندرسون، المحلل الأميركي في مجلة السياسة الخارجية الأميريكية المرموقة على تعيين بندر، فقال: "ان الملك عبد الله الذي يدرك المواهب التي يملكها بن أخيه سلطان، كانت غايته هي الإستعداد للتطورات القادمة على الشرق الأوسط وبالتحديد من سوريا ليكون بندر بذلك رجل اللحظة".

أما المحلل السياسي لصحيفة هآرتز الإسرائيلية تسفي بارئيل، فقد أشار إلى أنّ "السبب الأساس وراء قرار تعيين بندر على رأس المخابرات السعودية هو الإستعدادات من قبل المملكة للفترة التي ستلي سقوط بشار الأسد". وبحسب هاندرسون فإنّ اقالة الامير مقرن من منصبه شبيه الى حد ما باقالة تركي الفيصل بعد احداث 11 ايلول 2001 وفشله في النيل من بن لادن. ووفق المحلل الإسرائيلي، فإنّ بندر من خلال فكره الاستراتيجي هو من يقف وراء السياسة السعودية المتصلبة تجاه بشار الأسد، وهو صاحب فكرة الدعم المالي لثوار سوريا وامدادهم بالسلاح. وأخيراً، فإنّ هذا الموقف من النظام السوري منسّق تماماً مع الإدارة الامريكية، وهدفه الأبعد عزل ايران عن امتداداتها العربية وخصوصاً مسألة قطع امداد حزب الله بالسلاح. ولإيران حجة اضافية لكره بندر بن سلطان الذي ترى فيه المحرّض الأول على ارسال القوات السعودية (قوات درع الجزيرة) لقمع التمرد في البحرين المدعوم من طهران.

ولحزب الله أيضاً "ثاراته" لدى بندر بن سلطان؛ فجميع المقربين من الحزب كانوا يشيرون دائماً الى الأمير السعودي بأن لديه دوراً في عملية اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية في قلب العاصمة السورية قبل 4 سنوات وهذا ما اكدته صحيفة كيهان العربي الصادرة في ايران بالقول "انّ دمشق اعتقلت ضابطا سعوديا اعترف بتعاون الأمير بندر بن سلطان مع الموساد في اغتيال الحاج عماد مغنية" وفق زعم الصحيفة الإيرانية.

كما أنّ الحزب لا يخفي مقته لبندر لأنه كان يفتح العيون دائماً على موضوع تهريب الأسلحة لحزب الله من خلال البحر كما أشارت الى ذلك صحيفة فيلت انولاين الألمانية قبل سنوات من خلال منصبه كرئيس مجلس الأمن القومي السعودي. فقد نظم بندر اجتماعات متتالية لأجهزة الأمن الخليجية لوضع حدّ لعمليات التهريب هذه حيث لعبت سوريا دور الجسر والممر الإستراتيجي بين ايران ولبنان. فعلى موقع قناة "المنار" الإلكتروني على سبيل المثال، ابدى نضال حمادة، المحلل السياسي للقناة التابعة لحزب الله، تخوفه من أن مجيء بندر بن سلطان الى سدة الإستخبارات معناه دعم الجماعات المعادية لحزب الله في لبنان بالدرجة الأولى وفي المنطقة بشكل عام حيث قال بالحرف الواحد "والآن عود على بدء ها هو بندر يعود فلننتظر أياماً عصيبة". وكان يحلو دائماً لصادق الحسيني، المحلل السياسي الايراني، ان يربط بين أي خلل أمني في لبنان كالاشتباكات بين جبل محسن والتبانة وفي غيرها من المناطق، ليحولها الى مؤامرات من تدبير بندر بن سلطان وجيفري فيلتمان.

الاستخبارات السعودية في الوقت الراهن ليست في أفضل حالاتها وبحاجة ماسة لتحديث وتفعيل في وقت تؤكد فيه جميع المؤشرات أن المنطقة قادمة على حرب استخباراتية من العيار الثقيل ستكون ضحاياها أنظمة بأكملها.

وفي الجانب السياسي، لا يمكن أن ننسى للأمير بندر المناورات الحذرة مع اسرائيل حين كان وراء طرح مبادرة الملك عبد الله التي احرجت شارون ورمت الطابة في ملعب الإسرائيلي الذي فشل في تلقفها ومازالت تشكل له أزمة. بالإضافة الى ذلك، يُسجل للأمير بندر وقوفه في وجه محاولات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة تأزيم العلاقات الأمريكية السعودية خصوصاً بعد أحداث 11 ايلول. ومن التحدّيات التي ستواجه بندر بن سلطان والتي لا تقتصر على المساعدة في اسقاط نظام الأسد من ناحية بل وفي الحؤول دون وصول هذه العدوى الى الأردن وحماية لبنان من أي اهتزازات. وبالطبع لن تغيب ايران المتربصة بأطماعها وبرنامجها النووي على الضفة الشرقية لخليج العرب عن ذهن بندر...فعلى بندر الكثير ليفعله!

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

تجربة «فتح الإسلام» معيار نموذجي لضبط الحدود؟

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

بعد تمادي الخروق السورية للأراضي اللبنانية على الحدود، والتي تخطت عشرات الحوادث (خلافاً لإحصاء الأمانة العامة لقوى 14 آذار المُجتزَأ)، كان لا بدّ لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من أن يقوم مقام وزيري الخارجية والدفاع الصامتين، وأن يقول ما وجب قوله، وأن يفعل ما وجب فعله.

الانتهاكات السورية تتجاوز التنسيق الحاصل على الحدود

النظام السوري، ومنذ بداية الثورة السورية، لم يتعاطَ مع الأطراف، سواء تلك المتخاصم أو المتحالف معها، أو تلك التي ادّعت لنفسها صفة الوسطية، إلّا بمعيار واحد: الأراضي اللبنانية ليست مصونة ومهابة، إلى درجة يتجرأ فيها رئيس جمهورية، أو وزير خارجية، أو وزير دفاع، على تذكير النظام بأن هذا البلد الجار له يجب ألّا تُنتهك أرضه وسيادته، وأن مجموعة الحلفاء التي ذنّبت موقف رئيس البلاد، عندما حاول تصويب الموقف، هي التي تتكلم باسم الموقف الرسمي اللبناني.

في وقائع هذه الاعتداءات المتكررة على الحدود، كثير فاض ماءً في فم المراجع السياسية وغير السياسية في الداخل، التي تعاملت بميزان الذهب منذ بداية الثورة السورية، مع وضع صعب على الحدود التي يصعب ضبطها. ربما كان من المفيد التذكير هنا ببداية الثورة حيث تمّت تلبية طلبات سوريّة باسترداد ناشطين، وحيث طبّقت قواعد صارمة على كل مسلح حاول الانتقال من داخل لبنان إلى سوريا والعكس.

إلّا أن كل هذا التعاون لم يمنع السلطات السورية من التصرف باستهتار، فلم تتوقف الانتهاكات اليومية، ولم يتوانَ الجيش السوري عن قصف المناطق والقرى بعمق كيلومترات، حتى وصل هذا القصف إلى منطقة الكواشرة التي تبعد كثيراً عن الحدود.

وإذا كان صحيحاً أن هذا القصف يُستدرَج جيش النظام اليه، بتضليل لاسلكي عبر الموجات المفتوحة من لبنان، التي توحي بخطأ مقصود، أن مسلحين وعائلات نازحين سوريين يتحركون هنا أو هناك، إلّا أن ذلك لا يسقط عن اعتداءات جيش النظام وخروقه صفة انتهاك السيادة اللبنانية، خصوصاً أن الجيش اللبناني ينفذ بقرار سياسي انتشاراً هدفه منع المرور المسلح، من داخل الأراضي السورية وإليها، حيث يتم يومياً ضبط حالات محددة ومنعها، تماماً كتسهيل أي نزوح مدني للعائلات والافراد.

وعدا عن ذلك، فإن أيّ ذكر للكلام الذي أورده النائب سليمان فرنجية عن وجود مخيمات تدريب ومسلحين لـ"الجيش الحر" تنفيه المؤسسات الأمنية الرسمية جملة وتفصيلاً.

المستغرب في الانتهاكات السورية أنها تتجاوز التنسيق الحاصل على الحدود، تماماً مثلما تتجاوز الموقف المرِن لرئيس الجمهورية الذي يستمر في التعاطي مع النظام السوري على قاعدة الأخوّة والتعاون والتنسيق، في مخاطرة تحمل أكثر من مؤشر على إمكان تعرّض لبنان لعزلة عربية ودولية، بعدما أصبح النظام وأصدقاؤه العرب القلائل، في زاوية ضيقة.

كما أن المستغرب أكثر أن يحصل الانتهاك في مشاريع القاع من أجل الانتهاك، وليس ملاحقة لمسلحين على طرف الحدود. وقد دلت التحقيقات الى أن الجيش السوري، وإن لم يدخل إلى المنطقة، فهو أطلق قذائف دبابات من مسافة مئات الأمتار، ودلّت التحقيقات الى عدم وجود آثار دماء (ما يعني عدم وجود مسلحين)، ما يعني أن الاعتداء مجاني وغير مبرر، وهذا ما دفع رئيس الجمهورية الذي اطلع على الملف إلى حضّ "وزير خارجية تلازم المسارين" على التحرّك.

في القواعد التي يتبعها النظام السوري مع لبنان الرسمي، شيء كثير من التعالي وتجاوز كل الأعراف، فالسلطات اللبنانية ضبطت حدودها إلى حد مقبول، وحَمَلة السلاح يتمّ توقيفهم، ولكن هل يبرر ذلك كما يسأل بعض المعنيين، وصول الانتهاكات إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عنه؟ وهل يبرر أن يسعى النظام إلى تحميل السلطات اللبنانية ما لم يتحمّل هو مسؤوليته، عندما دخل إلى لبنان من الأراضي السورية، عناصر سوريون وغير سوريين من "فتح الإسلام"، واكتفت السلطات اللبنانية يومها بالتعاطي معهم موضعياً، في نهر البارد وطرابلس، ولم تتوغل أو تقصف، لا في تلكلخ ولا في القصير.

لا يتذكر النظام السوري مجيء عناصر "فتح الإسلام" عبر الحدود، لكن ذلك لا يعني أن الذاكرة قد امّحت، كذلك لا يعني أن في استطاعة السفير السوري أن يتصرف على طريقة المندوب السامي، حتى مع من يُعتَبَر أنهم حلفاء.

 

بيان باسم "جنود الرسول الأعظم" داخل كنيسة في القبيات

عكار - "النهار"/انشغلت الاجهزة الامنية كما ابناء بلدة القبيات وفاعلياتها السياسية والدينية والاجتماعية والاهلية، بالبيان الذي حمل الرقم (1) وهو موقع باسم "جنود الرسول الاعظم" ، وعثر على 3 نسخ منه مرمية داخل حرم كنيسة سيدة الغسالة عند الطرف الشرقي لبلدة القبيات. وباشرت الاجهزة الامنية تحقيقاتها لمعرفة ملابسات توزيع هذا البيان والجهة التي تقف وراءه، ولا سيما ان القبيات كما غيرها من البلدات العكارية تستعد لاستقبال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ايام 13و14و15 آب المقبل، علماً ان 15 آب هو عيد انتقال السيدة  العذراء وتقام احتفالات شعبية تقليدية سنوية في باحات سيدة الغسالة في البلدة. ويشار الى ان البيان دعا "الكفـّار" الى "العودة عن كفرهم"، مشيراً الى "أننا سنبدأ من عندكم مركز الكفار ومعقلهم في عكار ولن نتوقف ولن تكون هذه النهاية بل البداية".

 

اشكال كبير بين شبان من الطاشناق وآخرين من حزب الله وامل في النبعة

ذكر موقع "القوات اللبنانية" ان اشكالا كبيرا وقع مساء الخميس في منطقة النبعة – برج حمود بين شبان من الطائفة الارمنية ينتمون الى حزب الطاشناق وآخرون من الطائفة الشيعية وينتمون الى حزب الله وحركة أمل. وفيما بدأ الاشكال الذي لم تعرف اسبابه بين عدد محدود من الشبان تطور ليصل عدد المشاركين فيه الى نحو 200 شخص. وتخلل الاشكال ضرب سكاكين من شبان أمل وحزب الله ما ادى وقوع عدد من الجرحى كما سمعت في المكان اصوات اطلاق نار. كما عمد شبان شيعة يرتدون ملابس سوداء الى قطع الطريق بالحجارة في المحلة وتحديدا عن سوبرماركت عماد.

وقد انتشر الجيش في المكان وتوقف الاشكال بين الطرفين الا ان الطريق لا تزال مقطوعة.

 

 خاص- علي حامية: تحركنا هو لاصدار قانون عفو عن الشرتوني أسوةً بجعجع

خاصAlkalimaonline

أعلن منسّق حملة العفو عن المتهم في اغتيال الرئيس بشير الجميل حبيب الشرتوني الدكتور علي حامية، ان تجمع اليوم هو بداية لنشاطات ستبدأ في شهر ايلول المقبل وستشمل مختلف المناطق اللبنانية، بهدف اقرار قانون عفو من مجلس النواب اسوة بالقانون الذي أصدره المجلس بحق رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والاسلاميين.حامية وفي حديث الى موقع "الكلمة أون لاين" لفت الى أن المشاركين في التجمع الذي أقيم أمام مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، لم يستطيعوا مقابلة بري بل قاموا بتسليم المسؤولين هناك مذكرة بهذا الموضوع كما أودعوا المقر 128 مذكرة لتوزيعها على النواب، مؤكدا على ان العمل سيتركّز على عدد من النواب لتقديم اقتراح قانون عفو عن الشرتوني. ونفى حامية ان يكون للحزب السوري القومي الاجتماعي اي علاقة بهذا التحرك وقال:" المسؤولون في الحزب لم يوافقوا عليه كما اننا لم نأخذ موافقتهم لأن من يقوم بذلك هم ناشطون في التجمع المدني". وبشأن ما اعلنته القوات اللبنانية عن ضرورة محاكمة الشرتوني قال حامية:"  حبيب الشرتوني اوقف لمدة 9 سنوات ولم يحاكم ، ونطالب بمعاملته كما عومل الاسلاميون في قضيتي الضنية ومجدل عنجر الذين أوقفوا ولم يحاكموا وصدر قانون عفو عنهم "

 

قتيل وجريحان من الكتيبة الهندية في مرجعيون

المركزية- قتل عنصر من الكتيبة الهندية العاملة ضمن القوات الدولية في الجنوب وجرح إثنان آخران في حادث سير في مرجعيون حيث تدهورت آليتهم المدرعة على طريق عام حاصبيا، ونقلوا الى المستشفى في الناقورة.

 

فخامة السفير

بول شاوول/المستقبل

 من حق السفير السوري علي عبد الكريم أن يرد على رئيس الجمهورية، أو على كتاب الاحتجاج الذي كان من المفترض أن يسلمه إياه وزير الخارجية (اللبنانية) (حتى وقف التنفيذ). من حق فخامة السفير أن يعترض على معلومات الرئيس المتداولة أصلاً في الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة المحلية والعربية والعالمية، حول انتهاك الجيش السوري وشبيحته الحدود اللبنانية والاعتداء على المواطنين أم خطفهم من بيوتهم ومن حقولهم. وقصف المنازل وقرصنة الآمنين وآخرها "خطف موظفين في الأمن العام" ثم اتهام "مسلحين" وإرهابيين (كما أعلن الجعفري في الأمم المتحدة. الجعفري ما غيرو!) بالاعتداء على سوريا، وتهريب السلاح إلى الثوار. من حق السفير. نعم! لأن صلاحية فخامته أكبر من صلاحية رئيس الجمهورية. ومن حقه أن يستغرب. نعم! من موقع الوصي على الجمهورية (كسلفيه غازي كنعان الذي انتحر بعدة رصاصات ورستم غزالي ما غيرو!) لأنه وسواه من المسؤولين السوريين (وحلفاؤهم ومرتزقتهم في لبنان) لم يتعودوا أن يعترض أحد على فرماناتهم على امتداد 40 عاماً، وخصوصاً رؤساء الجمهورية وبالأخص "صديقهم" و"ربيبهم" إميل لحود (لا أراك الله مكروهاً). فهؤلاء عينتهم الوصاية السورية، تماماً كالوزراء..

واحياناً المخاتير وحراس البنايات وموظفي المطار والمرفأ... والأمن العام والجنرالات! نعم! استغربَ "فخامة السفير" أن يقدم رئيس الجمهورية احتجاجاً على السلوك السوري العدواني من دون أن يأخذ اذناً منه، فهناك فخامتان في البلد: فخامة الرئيس سليمان وفخامة السفير علي عبد الكريم وفخامة السفير يعتبر نفسه "الأصيل" وهو الذي يتمتع بامتلاك "التصريحات" والاحتجاجات دون سواه. أولم تكن هذه الحال قائمة بين فخامة رستم غزالي وفخامة اميل لحود. تماماً كما تفترض الوصايتان الايرانيتان.

ففخامة رستم غزالي كانت رئاسة فعلية وفخامة اميل لحود فخامة بلا رئاسة. (وهكذا قلنا عن لحود في احد المقالات: جمهورية بلا رئيس ورئيس بلا جمهورية) ومن الطبيعي بالنسبة للأخ علي عبد الكريم (شاعر سابق) ان تكون له الفخامة والسعادة والرئاسة والجمهورية وحتى الحكومة، وللرئيس سليمان "الفخامة" فحسب: الشكل، الرنين اللفظي وكذلك لرئيس الحكومة. فميقاتي صنيعتهم في الوزارة. فبركوه رئيساً بقوة سلاح "المقاومة يا عين! والممانعة! يا عين! ومن الطبيعي أن يكون ميقاتي أيضاً "دولة رئيس بلا رئاسة ولا دولة، وان يكون دولة السفير هو الرئيس والدولة. وهذا ينطبق طبعاً على صنيعة النظام السوري ووزير الخارجية (كما عون ورفاقه) عدنان غير منصور... فهو "المعالي" بلا "وزير" والسفير هو المعالي والوزير... وعليه، فنحن "نُكبر" ونثمّن! رفض السفير "الخطأ" الذي ارتكبه الرئيس ميشال سليمان بكتابه الموجه اليه، من خلال المعالي بلا "المعالي" منصور... الذي تمنع عن استدعائه (وكيف لوزير بلا وزارة ان يستدعي فخامة سفير، فهذا مناف للأعراف والدساتير): وكيف يوصل اليه كتاب احتجاج الرئيس.. بل كيف يستدعي "الصدر الأعظم" في لبنان و"المندوب السامي" .. لكني لا اعرف اذا كان يعرف السفير "المفخم" ان الرئيس ميشال سليمان ليس إميل لحود.. والظروف الماضية تغيرت. وان زمناً لبنانياً "عروبياً" آخر طلع كالشمس في ثورة آذار والربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن.. وبلاده سوريا! وهنا لا بد من ان نحيي الرئيس سليمان المنتفض للسيادة على احتقار "السفير" (غير المنتفض) لمقام الجمهورية وللشعب اللبناني. انتفاضة الرئيس سلمان تتعدى احتجاجه إلى مشاعر كل اللبنانيين او أكثريتهم الساحقة، اقصد اللبنانيين الذين تحرروا من وصايات الطغاة العرب... واسرائيل.

فشكراً لفخامة السفير.. على "احتجاجه".

وشكراً لميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية!

فاليوم صار عندنا فعلاً رئيس جمهورية!

 

قدم جردة حســاب بعد 13 شهرا على توليه وزارة العدل/قرطباوي: "داتا" الإتصالات ستسـلم كاملة الى الأجهــزة

المركزية- سلكت قضية ًالداتاً الشائكة طريقها الى الحل مع ما كشفه وزير العدل شكيب قرطباوي عن موافقة الهيئة القضائية على إعطاء الأجهزة الأمنية حركة الإتصالات كاملة. وأعلن عن توقيف أربعة قضاة من درجات مختلفة عن العمل وفقًا للأصول القانونية، وإحالة أربع عشرة حالة أمام المجلس التأديبي وتكثيف عمل التفتيش القضائي لتصبح المحاسبة عملية دورية ودائمة، مؤكدا أن المعايير القضائية هي التي تحكم عمله آملاً في تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى والمدعي العام التمييزي الجديد في وقت قريب، وشدد على انه لا يوقع إلا على ما يقتنع به فقط.

كلام الوزير النقيب قرطباوي جاء في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في وزارة العدل، حضره المدير العام القاضي عمر الناطور، قدم فيه جردة حساب لما أنجزه في وزارة العدل بعد ثلاثة عشر شهرا على توليه الوزارة، فضلا عما ينوي متابعته مستقبلا، فقال: اذا كنت اقلّل من الاطلالات الاعلامية المطولة واكتفي في اكثر الاحيان بتصاريح مقتضبة، فان ذلك عائد بصورة خاصة الى سببين: طبع شخصي يفضل العمل بصمت، من جهة، وخصوصية وزارة العدل المرتبطة عضوياً بالسلطة القضائية التي تعمل بصمت بعيداً عن الاعلام من جهة اخرى. لكنني اخرج من وقت الى آخر عما ذكرت لأشرح للمواطنين الذين لهم حق الرقابة علي، ما اقوم او احاول القيام به. وها انا اليوم اقدم بعض الايضاحات عن امور حصلت مؤخراً، فضلا عن تقديم جردة حساب بعد /13/ شهراً من تولي وزارة العدل، اورد فيها عناوين عن الأمور الأساسية التي تحققت وتلك التي اخفقت في تحقيقها فضلا عما انوي متابعته مستقبلاً.

ابدأ بموضوع تداوله الاعلام مؤخراً وله علاقة بالقضاء، عنيت به موضوع داتا الاتصالات، لأقدم الجردة عن الفترة السابقة فيما بعد.

داتا الاتصالات: منذ اشهر عدة يتداول الاعلام والسياسيون وعموم المواطنين بموضوع داتا الاتصالات وتسليمها او عدم تسليمها للاجهزة الامنية. واذا كان هذا الامر هو اصلاً تابع لوزارة الاتصالات، الا انه تجب الملاحظة ان لهذا الموضوع بعداً قانونياً وقضائياً كما سأبينه فيما بعد، الامر الذي يجعلني اوضح بعض الحقائق المتعلقة به تنويراً للرأي العام ووضعاً للامور في نصابها:

1- لا بد في البداية من الاشارة الى ان الوقائع المتعلقة بالداتا تتضمن معلومات تقنية لا تعرفها اكثرية الاشخاص الذي يناقشون الموضوع، ومن هنا عدم دقة الكثير من الكلام الذي يطلق في هذا الصدد.

2- اقرّ مجلس النواب القانون رقم 140 تاريخ 27/10/1999 وهو يهدف الى حماية خصوصية الناس اذ نص في مادته الاولى على ما حرفيته: "الحق في سرية التخابر الجاري داخلياً وخارجياً بأي وسيلة من وسائل الاتصال (الهاتف الثابت، الخليوي، الفاكس، البريد الالكتروني) مضمون وفي حمى القانون ولا يخضع لاي نوع من انواع التنصت او المراقبة او الاعتراض او الافشاء الا في الحالات التي ينص عليها هذا القانون وبواسطة الوسائل التي يحددها ويحدد اصولها".

3- انشأ القانون المشار اليه لجنة قضائية مؤلفة من اعلى ثلاثة قضاة مركزاً في لبنان (الرئيس الاول لمحكمة التمييز، رئيس مجلس شورى الدولة، رئيس ديوان المحاسبة) وهي التي تراقب اعطاء الداتا ضمن الحدود والقيود التي تحددها والمستمدة من القانون.

4- بسبب الاوضاع الامنية المضطربة عملت الهيئة القضائية على تسهيل عمل الاجهزة الامنية الى اقصى الحدود منذ بداية الهيئة عملها في أوائل سنة 2012. وعلى سبيل المثال اشير الى ان اجتماعاً عقد في اول حزيران 2012 حضره بالاضافة الى القضاة الثلاثة مهندسون اخصائيون من وزارة الاتصالات وضباط من قوى الامن الداخلي ومن الجيش ومن الامن العام ونظم محضر بذلك. وقد تم التأكيد بالاجماع على اصول تسليم الداتا. وانطلاقاً مما اتفق عليه في الاجتماع المذكور تقدمت الاجهزة الامنية بـ 768 طلباً خلال شهر حزيران وقد وافقت الهيئة القضائية على تلبيتها جميعها، وفي شهر تموز (حتى تاريخه) /469/ طلب وافقت عليها جميعها الهيئة القضائية. وقد نفذت وزارة الاتصالات جميع هذه الطلبات. ثم عقد اجتماع آخر برئاسة دولة رئيس الحكومة حضره القضاة والقادة الامنيون وقد تم خلاله التأكيد على ما جرى في اجتماع اول حزيران. واخيراً عقد اجتماع جديد برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين وجميع قادة الاجهزة الامنية وقد اتفق الجميع على التسريع في تنفيذ الآلية المتوافق عليها بما يؤمن حاجات الاجهزة الامنية ويحافظ على خصوصيات الناس، وهذا ما يجري.

وانني اقول بكل بساطة وبكل صدق وواقعية انني لم افهم الاعتراضات التي سمعتها بعد انتهاء الاجتماع، وما هو المقصود بها. فاذا كانت الداتا تعطى بموافقة الهيئة القضائية وجميع الاجهزة الامنية ضمن الاسس التي يحددها القانون رقم 140، فما هو المطلوب اكثر من ذلك؟

واذا كنت اعتبر هذا التوضيح ضرورياً من اجل وضع الامور في نصابها بعيداً عن الجدل السياسي، فانني انتقل منها لاوجز مسار وزارة العدل خلال الثلاثة عشر شهراً المنقضية بحيث اشير الى الأمور الأساسية التي قمت بها، وبصراحة نفسها ابين ما لم اتمكن من القيام به كلياً او جزئياً.

الامور الاساسية التي تم تحقيقها:

1- زيادة رواتب القضاة: اول عمل اساسي قمت به بعد تولي الوزارة كان متابعة موضوع زيادة رواتب القضاة الذي كان قد بدأه الوزير ابراهيم نجار ومجلس القضاء الاعلى. وقد عملت مع لجنة الادارة والعدل ولجنة المال والموازنة على انجازه، وكان للرئيس نبيه بري الدور الاساسي في وضعه على جدول اعمال مجلس النواب واقراره. وقد ساهم رئيس الحكومة والحكومة في اقرار القانون اقتناعاً منهم بصوابيته. وهذه الزيادة كانت ضرورية وأساسية كي يتمكن القاضي من العيش مع عائلته بطريقة كريمة ولائقة، فلا نعرضه للتجارب ولا للعوز.

2- مباشرة اصلاح الوضع القضائي: ان اي جسم لا يخضع للمحاسبة تظهر فيه عوارض غير صحية. من هنا كان اصراري منذ اليوم الاول لتولي الوزارة على مساعدة التفتيش القضائي في القيام بمهامه وتفعيل عمله كي يقوم الجسم القضائي بمحاسبة نفسه، كما تنص على ذلك القوانين المعمول بها. وقد بدأت ثمار هذا العمل بالظهور من خلال تشديد مراقبة التفتيش للعمل، وذلك للاسراع في المحاكمات وفي اصدار الاحكام. كما كان للمجلس التأديبي للقضاة، الذي اظهر شجاعة معنوية كبيرة، دور اساسي في اطار سياسة المحاسبة التي تعني ان الجسم القضائي ينقي نفسه بنفسه. وهنا اسمح لنفسي بأن اشير الى انني، وانطلاقاً من الاصول القانونية التي ترعى المحاسبة، قد اوقفت اربعة قضاة عن العمل، كما ان المجلس التأديبي اصدر احكاماً متشددة تتفق مع القوانين المرعية الاجراء وهو يتابع عمله بهدء بعيداً عن اي ضجيج، علماً انه نظر وينظر في 14 ملفاً. وانني اطمح الى زيادة فعالية التفتيش القضائي في المرحلة المقبلة. وفي هذا السياق آمل من مجلس القضاء الاعلى ومن التفتيش القضائي والرؤساء الاول الاستئنافيين ان يتفقوا على انموذج الاستمارة التي اقترحتها أنا شخصياً لتقييم عمل القضاة، فيدخلوا التعديلات التي يرونها مناسبة عليها، لكي يكون لكل قاض، ومنذ لحظة تخرجه من معهد الدروس القضائية، استمارة يقيم استناداً اليها، وتجري التشكيلات القضائية على اساسها. وفي هذا الاطار أشير بكل صراحة الى انني، وبقدر اللزوم، سأستعمل حقي القانوني في ابداء الملاحظات التي اراها مناسبة فيما يتعلق بأي تشكيلات يقرها مجلس القضاء الاعلى، وسترتكز ملاحظاتي، اذا كان هناك من داع لها، وبكل وضوح الى معايير قضائية صرفة، من بينها انتاجية القاضي ونوع عمله ومدى خبرته ونضوجه الفكري، فضلا عن وجوب اجراء المداورة في المراكز القضائية بقدر اللزوم، منعا لتفشي بعض الظواهر التي لا تتناسب مع المعايير القضائية كما اتمناها. ولا بد من التنويه بجهود الكثير من القضاة الذين يقومون بواجبهم كاملاً واؤكد لهم أن اللبنانيين ينظرون اليهم بعين الرضى.

3- مشاريع قوانين لتعديل بعض القوانين النافذة: ان الهدف الاساسي الذي وضعته لنفسي منذ تولي الوزارة هو تعزيز دور السلطة القضائية واعادة ثقة الناس بها واعطاؤها قدراً اضافياً من الاستقلالية. واذا كان العنصر الاساسي لمنعة القاضي واستقلاليته ينبع من داخله، فانه مما لا شك فيه ان النصوص القانونية تساعد على تحصين هذه المناعة. من هنا قمت بالطلب الى مجموعة من القضاة المتقاعدين والمحامين المشهود لهم جميعاً بالخبرة وبحسن الرؤيا، بتحضير مشروع لتعديل جزئي للمرسوم الاشتراعي رقم 150/83 (قانون القضاء العدلي). وقد قدمت اللجنة اليّ مشكورة نصاً تعديلياً عرضته على مجلس القضاء الاعلى وعلى نقابتي المحامين وعلى مجموع القضاة والمحامين. وقد تلقيت ملاحظات عليه، ثم وضعت الاقتراح بصيغة نهائية ورفعته الى مجلس الوزراء مقدمة لمناقشته واحالته الى المجلس النيابي. ولعل اهم التعديلات التي اقترحها المشروع زيادة عدد اعضاء مجلس القضاء الاعلى وتطعيمه باشخاص من خارج القضاة العاملين، وزيادة عدد الاعضاء المنتخبين، ورد الاعتبار لمنصبي مستشار في محكمة التمييز ومستشار في محكمة الاستئناف، واعتبار المداورة بين المراكز الجزائية والمراكز المدنية الزامية وفق شروط محددة، ومنع التجديد لاعضاء مجلس القضاء الاعلى الا بعد مرور ولايتين، فضلاً عن رفع سني الخبرة الزامياً للقضاة الذين يتبوأون بعض المناصب الحساسة، واعطاء مجلس القضاء الاعلى الحق بأن يباشر من تلقاء ذاته عملية اعتبار اي قاض غير متمتع بالاهلية التي تسمح له بالبقاء في سلك القضاء.

ولعلّ اهم تعديل اقترحته هو انه في حال اصرار مجلس القضاء الاعلى على رأيه في التشكيلات والمناقلات بالرغم من ملاحظات وزير العدل، فان رأيه يصبح نافذاً حكماً دون حاجة لاصدار اي مرسوم، فلا يستطيع بالتالي لا وزير العدل ولا رئيس الحكومة ولا رئيس الجمهورية الوقوف في وجه قرار مجلس القضاء الاعلى او منع تنفيذه. وهذه الاستقلالية المضافة تزيد من مسؤولية مجلس القضاء الاعلى الذي لا يعود يستطيع التذرع بأنه لم يتمكن من القيام بما يريده بحرية تامة، فيزداد حرصه على وضع القاضي المناسب في المكان المناسب.

اما مشاريع القوانين الاخرى التي يتم العمل عليها، فاهمها تعديل قانون القضاء الاداري وجعله متناسباً مع التحولات الاساسية التي حصلت في العالم، فضلا عن قانون القضاء العسكري لجهة تقليص صلاحيات القضاء المذكور، فتعاد الى القضاء العدلي الحالات التي لا تتعلق بأمن القوات المسلحة او أمن البلاد او بالارهاب او بالتجسس وخلافه، فيخف العبء عن المحاكم العسكرية ونبدأ خطوة في رحلة طويلة يؤمل ان تؤدي في يوم من الايام الى تقليص اختصاص المحاكم الاستثنائية وعددها الى اقصى حد ممكن.

وأنني آمل بأن ينتهي العمل على هذين المشروعين في وقت قريب.

4- المفقودون: ملف المفقودين او المخفيين قسراً (لا فرق في الجوهر بين التسميتين) ملف انساني اساسي تعيش مآسيه مئات لا بل الآف العائلات، وهو جرح نازف وان يقل الكلام عنه بين الحين والآخر. واذا كانت الحكومات المتعاقبة منذ سنة 2000 قد اعلنت انها تريد انهاء هذا الملف، الا ان شيئاً اساسياً لم يحصل حتى تاريخ تشكيل الحكومة الحالية. ومنذ اليوم الاول كان هم الامهات والابناء والاباء والزوجات يعيش معي. وبعد اتصالات مكثفة مع الجمعيات الاهلية التي كان لها الفضل الاساسي في ابقاء هذا الملف مفتوحاً، وبعد الاطلاع على اقتراح القانون الذي تقدم به النائب حكمت ديب والنصوص التي كان قد حضرها النائب غسان مخيبر، قامت وزارة العدل، ولعلمها بان اقرار اي قانون يستغرق وقتاً طويلاً، باعداد مشروع مرسوم لانشاء الهيئة الوطنية المستقلة للمخفيين قسراً ورفعته الى مجلس شورى الدولة الذي ابدى ملاحظاته عليه. وبعد ان اخذت الوزارة علماً بهذه الملاحظات، وبعد اطلاعها على بعض الملاحظات الاخرى التي تقدمت بها بعض الجمعيات الاهلية، اعادت الوزارة صياغة مشروع المرسوم وارسلته مجدداً الى مجلس شورى الدولة، مقدمة لرفعه قريباً جداً الى مجلس الوزراء.

وهذه بداية عملية لحل هذه القضية الانسانية بعيداً عن الكلام المنمق وبعيداً عن الاكتفاء بابداء التمنيات.

5- السجون: انا مقتنع تماماً منذ سنوات طويلة بأن ادارة السجون يجب ان تكون من مسؤولية وزارة العدل على ان تبقى اعمال الحراسة ونقل السجناء الى المحاكم من مسؤولية قوى الامن. وبالاتفاق، تم تأليف لجنة مشتركة فيما بين وزارتي العدل والداخلية وضعت تصوراً لنقل مسؤولية ادارة السجون الى وزارة العدل ضمن خطة تنفذ خلال سنوات عدة. وقد وافق مجلس الوزراء على هذه الخطة. وانفاذاً للخطة تقدمت وزارة العدل من مجلس الوزراء بطلبات عدة للمباشرة بانتقاء الجهاز البشري الذي سيتولى ادارة السجون بعد انتقال ادارتها، مقدمة لتدريب هذا الجهاز من قبل اخصائيين. وهذه العملية التي ستستغرق سنوات عدة لانجازها تستلزم جهازاً بشرياً متخصصاً يتألف من مئات عدة من الاشخاص. وان تنفيذ ما وافق عليه مجلس الوزراء قد بدأ وهو لن يتوقف، علماً ان دول عدة صديقة ابدت استعداداً لتزويد لبنان بالمستلزمات الضرورية التي تساعد في تدريب العنصر البشري.

وفي اطار السجون ايضاً، ومن اجل انصاف القضاء، لا بد من الاشارة الى بعض الارقام التي تبين ان القضاء بذل جهداً كبيراً خلال عام 2011 للاسراع ببت دعاوى الموقوفين الموجودين في السجون بحيث انخفضت نسبة الموقوفين في السجون من 63% في نهاية عام 2010 الى 58% في نهاية عام 2011، وارتفعت نسبة المحكومين الموجودين في السجون بين نهاية 2010 ونهاية 2011 من 37% الى 42%، وامل في الاسراع اكثر في بت الدعاوى.

وعلى هامش هذا الموضوع اعود الى التأكيد بان التفتيش القضائي قد وضع نصب عينيه العمل على قيام القضاة بالاسراع في بت الدعاوى مع الاخذ بعين الاعتبار دوماً حقوق الفرقاء وحق الدفاع المقدس.

6- مباراة الكتبة والمباشرين: اجرت الوزارة بطريقة شفافة للغاية مباراة لاختيار كتبة ومباشرين لملء 50% من الشواغر في وزارة العدل التي ناهزت 80% من الملاك. وقد اعلنت نتائج جميع المتقدمين (وعددهم حوالي /7500/ سبعة آلاف وخمسمائة شخص) على باب وزارة العدل وعلى الموقع الالكتروني العائد لها. وستبدأ قريباً عملية التحاق عدد غير قليل من الناجحين بقصور العدل المختلفة.

وقد شارك في متابعة المباراة تحضيراً ومراقبة وتصحيحاً جميع القضاة المتدرجين وعددهم يزيد عن الستين وحوالي مئة قاضٍ اصيل وثلاثمئة موظف من وزارتي العدل والتربية.

7- تزويد القضاة بالمكتبة الالكترونية: ان موضوع شراء القضاة لمجموعة القوانين اللبنانية (نحو 22 مجلداً) ولكتب الاجتهادات امر مكلف وليس في متناول الكثيرين من بينهم. وعمدت وزارة العدل، ومن خلال مساعدة الاتحاد الاوروبي والـUNDP الى تسليم جميع القضاة في لبنان دون اي مقابل، برنامجاً الكترونياً يتضمن جميع القوانين اللبنانية والجريدة الرسمية وقسم كبير من اجتهادات المحاكم اللبنانية. وقد وضع البرنامج على اجهزة الكومبيوتر العائدة للقضاة ويتم تحديثه اوتوماتيكياً كل اسبوع. وان هذا الامر هو انجاز كبير وهام جداً. كما ان معهد القضاة ودائرة المعلوماتية في وزارة العدل وضعا برنامجاً مجانياً لتدريب من يرغب من القضاة على استعمال اجهزة الحاسوب وبالتالي الافادة من البرنامج الالكتروني المشار اليه.

8- مكننة قصور العدل: ان اعمال المكننة مستمرة وان ببطء كونها معقدة ومكلفة، وهي تتناول في هذه المرحلة بصورة خاصة السجل التجاري، بحيث يصبح هذا الاخير مرتبطاً ببعضه فيما بين جميع المحافظات. وهنا ايضاً حصلت وزارة العدل على هبة من الاتحاد الاوروبي للمساعدة في اعمال المكننة.

9- تحديث تجهيزات قصور العدل: منذ تولي الوزارة قمت بزيارات متعددة لقصر عدل بيروت، ولبعبدا والجديدة وسير الضنية وطرابلس والنبطية وزحلة ودوما وبعلبك لمعاينة الواقع على الارض ومحاولة تحسين التجهيزات الاساسية التي تحتاج الى الكثير الكثير. وسأتابع زياراتي لجميع المناطق من دون أي استثناء. وقد تمكنت الوزارة، بمساعدة نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، من تحديث بعض التجهيزات، كما تمكنت بفضل اتحاد بلديات بعبدا وبعض بلديات المنطقة وبلدية جديدة المتن من ادخال بعض التحسينات. وستباشر قريباً، وبمساعدة من نقابتي المحامين وبعض البلديات في ادخال بعض التحسينات على عدلية بعبدا وسواها، بانتظار ايجاد البديل الذي لا غنى عنه لعدلية بعبدا التي هي في وضع غير مقبول على الاطلاق.

10- محاربة الفساد: الفساد في لبنان قصة قديمة – جديدة، فصولها متتابعة ومتجذرة. وانطلاقاً من صلاحياتي كوزير للعدل عملت على تحريك النيابة العامة في قضايا الفساد التي تصل الى علمي بشرط ان يكون فيها شبهات جدية. واذا كنت لا اريد الدخول في تفاصيل القضايا التي طلبت تحريك النيابة العامة فيها، فانني اؤكد انني سأتابع اي قضية اعلم بها وتكون ادلتها على قدر كاف من الجدية، وهذا ما قمت به حتى الان وسأقوم به مستقبلاً مهما كانت الصعوبات.

ايها السادة،

رب قائل ان وزير العدل يتكلم وكأن الدنيا بألف خير ويتناسى ما لم يستطع القيام به وما يبقى متراكماً للعمل عليه.

الى هؤلاء اقول ان لي الشجاعة لاعترف بأن المطلوب كثير وان الامور لا تستقيم بين يوم وآخر، بل ان طريق الاصلاح طويل، لا بل انه طريق دائم، وما بدأت به كوزير في هذه الحكومة تجب المثابرة عليه وتطويره واجراء اصلاحات اخرى اساسية. لكنني اقول ايضاً انني لم اتمكن من القيام بكل ما يجب القيام به، وفي مقدمة ذلك تعيين رئيس لمجلس القضاء الاعلى بسبب الخلاف السياسي القائم، وان كنت اجزم بأن المعايير التي اعتمدها هي معايير قضائية محضة. وأنني آمل ان اتمكن من تذليل الصعوبات فيتم تعيين رئيس لمجلس القضاء الاعلى في وقت قريب فضلا عن تعيين المدعي العام التمييزي الجديد بعد تقاعد الرئيس ميرزا في نهاية الشهر الجاري. والى من يريد ان ينظر بصدق وواقعية الى عمل الحكومة وعملي شخصياً، الفت انتباهه الى نصف الكوب الملآن المتمثل بالنسبة لي بما اوردته اعلاه من اصلاحات احاول متابعتها، كما الفت نظره ايضاً الى انني تمكنت بالاتفاق مع رئيسي الجمهورية والحكومة من تعيين خمسة اعضاء في مجلس القضاء الاعلى، اضافة الى العضوين المنتخبين من قبل القضاة. وانتهزها مناسبة لأؤكد ان المعايير القضائية هي التي تحكم عملي. ويكفي من اجل ذلك التمعن في اسماء اعضاء مجلس القضاء الاعلى المعينين للتأكد من صحة ما اقول. واذا كنت رجل حوار وأقبل بالآخر كما هو كي يقبلني بدوره كما أنا، فانه يبقى أن الجميع أصبح على بينة بأنني لا أوقع الا على ما أقتنع به فقط. واذا كنت انتمي الى تكتل سياسي افتخر بالانتماء اليه، فانني افتخر ايضاً انني اعمل لمصلحة جميع اللبنانيين على قدم المساواة، آملاً ان استطيع السير في ما يريح القضاة وجميع اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم، رغم الظروف السياسية والمادية الصعبة التي يمر بها لبنان".

حوار مع الصحافيين:

ثم سئل الوزير قرطباوي عما آل إليه التحقيق في قضية اغتيال النائب بطرس حرب، فقال إن "التحقيق موجود في النيابة العامة ولا أعلق على أي تحقيق قضائي، والقضاء يقوم بواجباته".

وحول أسباب جردة الحساب الآن، أوضح أن هذه الجردة تعود لحق المواطنين عليه في محاسبته بعد أكثر من سنة على كونه وزيرا للعدل.

كما سئل عن مسؤوليته في إعادة محاكمة العسكريين في قضية الكويخات، فأكد أن قرار مجلس الوزراء واضح جدا، وقد أخذ فقط علما بطلب مفوض الحكومة التوسع في التحقيق وليس من صلاحية مجلس الوزراء أو الوزير إتخاذ القرار في هذا الشأن. وهذا هو حجم القضية لا أكثر ولا أقل.

وقيل له: حكي أن قاضي التحقيق خضع لضغوط، فكرر أنه لا يعلق على أي قرار قضائي. وقال: "أنا وزير عدل، إذا تناولت القرارات القضائية سلبا أو إيجابا، فماذا يبقى من القضاء المستقل؟".

وحول كلام النائب بطرس حرب إن الداتا تعطى جزئيا وليس بشكل كامل، أوضح الوزير النقيب قرطباوي أن الطلبات التي قدمت تمت تلبيتها جميعها. فأين المشكلة ومن قال إن الداتا الكاملة لا تعطى؟ وأوضح أن مجلس الوزراء كلف وفدا قضائيا أمنيا بالذهاب إلى فرنسا للإطلاع على التطورات التقنية المتعلقة بهذا الملف للإستفادة من تطور الخبرة الفرنسية في هذا المجال.

وما هي أسباب الخلاف حول تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى، أجاب الوزير قرطباوي أن ًالخلاف سياسي داخل مجلس الوزراء. ومن المعلوم أن تعيين رئيس لمجلس القضاء يتطلب أكثرية عشرين وزيرا لأن هذا المنصب من الفئة الأولى. حتى الآن لم يتم الاتفاق، ونأمل حصول ذلكً.

وأمل ردا على سؤال في ألا ينسحب عدم الاتفاق على تعيين مدعي عام التمييز، متمنيا إنجاز التعيين في المنصبين قريبا.

وحول الرشوة المستمرة في قصور العدل، دعا الوزير قرطباوي إلى عدم التعميم كي لا يُظلم الكثيرون من الأوادم. وقال إنه يسعى لمحاربة الفساد والرشوة، ولا يريد فقط ضبط الصغار بل أيضا الكبار، مضيفا أن علينا كلبنانيين تغيير ذهنيتنا مما يتطلب وقتا ومثابرة.

 

لم يعد لديه ما يكفي لإخماد التمرد في كل مكان والأسد يفقد البلاد.. إنه بلا ملجأ

بقلم - لي سميث/السياسة

حين نمضي الى الصحافة العالمية نجد ان بشار الاسد في طريقه الى خسارة دمشق, كما انه يفقد بقية البلاد, وبالفعل اشارت تقارير الاسبوع الماضي ان الرئيس السوري في اللاذقية, معقله الاساسي, ولكن حتى لو انه لا يعسكر فعلا في اللاذقية, فهو من المحتمل ان يجد طريقه الى هناك بعد فترة. نظام الاسد يقاتل وظهره الى الحائط, انها لحظة حاسمة بالنسبة لسورية, ولحظة حاسمة لإدارة اوباما, فبعد ان شهدت هذه الادارة اراقة الدماء في سورية طيلة الاشهر الستة عشر الماضية, فلا يزال بوسعها العمل لإسقاط نظام الاسد قبل ان يقتل المزيد من الآلاف.

حتى الآن كان رد فعل البيت الابيض خجولا, الاسبوع الماضي فرض المزيد من العقوبات ضد المسؤولين في النظام, وايد قرارا آخر لمجلس الامن الدولي ضد الاسد, وللمرة الثالثة الروس والصينون يعترضون عليه, ومرة اخرى تعبر سفيرة اوباما في الامم المتحدة, سوزان رايس, عن صدمتها لأن موسكو وبكين مع الاسد "حتى النهاية".

تلك النهاية قد تكون قريبة, اذا كان الغزو الاميركي للعراق في العام 2003 نقطة تحول لحكم بشار الاسد, من خلال تسهيل تدفق المقاتلين الاجانب الى العراق, فإن بشار يأمل ان يظهر السوريون ما يخبئون فينبغي ان يشمل جدول اعمالهم الحرية الاميركية - ليس بالديمقراطية ولكن بالحرب الاهلية, بدلا من ذلك فإن ما كشفته سياسة الاسد ل¯"العرب السنة" ذلك الطابع الطائفي للمنطقة, ولا يهم مدى رفع نظام الاسد لراية القومية العربية ولعن اسرائيل والعداء الملح لمعظم اهل السنة الذين قرروا, بعد تفكير, انه لا يحق له الحكم, عندما تحرك التونسيون والمصريون والليبيون للإطاحة بأنظمتهم في ربيع ,2011 كانت الحرب على العراق قد سبقت المواطنين السنة في سورية نحو صراع اكثر دموية لم يختبره اي بلد من بلدان الربيع العربي الاخرى.

طوال فترة الانتفاضة كانت ادارة اوباما تقول: لا قبل للمتمردين في مواجهة الجيش السوري والقوة النارية الساحقة بمئات الآلاف من الجنود المسلحين, ومع ذلك فإن هذا التقييم يتجاهل تماما المعادلة الديموغرافية: العرب السنة يفوق عددهم عن العلويين بنحو 5 الى .1

اليوم قوات الاسد تستنفد ويقل عددها, وقد ظهرت قبل اشهر الادلة الاولى على ذلك, فقوات النظام وجدت انها كلما اخمدت الانتفاضة في مدينة, نهضت مدينة اخرى, الاسد ليس لديه ما يكفي من الموالين لإخماد التمرد في كل مكان مرة واحدة والى الابد, كما ان وجود قوات ايرانية ومن حزب الله اللبناني دليل آخر على ان الاسد ينقصه المؤيدون, الآن هم يقاتلون قوات المتمردين للسيطرة على الحدود مع تركيا والعراق, في حين نقل النظام قوات من الحدود في مرتفعات الجولان للدفاع عن دمشق, والجيش السوري القوي لم يعد سوى ميليشيا طائفية تدافع عن منطقة تنكمش شيئا فشيئا.

حملة تطهير

وقال طوني بدران زميل مؤسسة "الدفاع من الديمقراطيات" النظام يبدو انه يشن حملة تطهير طائفي بغية اقامة دويلة على طول ساحل البحر الابيض المتوسط, تعكس معالم الجغرافية التقليدية لمناصري الاسد عاصمتها اللاذقية. لقد فقد النظام المناطق النائية وقد يكون على وشك فقدان دمشق, الا انه لايزال يراهن على البقاء على قيد الحياة, واذا كان الرئيس الاسد لا يمكن ان يحكم كل سورية, فإنه ومؤيديه الروس والايرانيين سيعزون انفسهم بدولة في منطقة البحر الابيض المتوسط, وينبغي ان تكفل ادارة اوباما عدم تمرير هذا المشروع.

على اي حال في ظل نظام الاسد كانت سورية على لائحة الدول الراعية للارهاب, التي قد توجه طاقاتها ضد الولايات المتحدة وحلفائها, وان بقاء النظام بأي شكل سيخدم المصالح الايرانية, فالاسد حلقة وصل رئيسية في السلسلة التي تصل طهران بأصولها الارهابية في لبنان, اي حزب الله.

كل الامور التي وقعت في سورية خلال الاشهر ال¯16 الاخيرة كانت متوقعة, وقد فشل البيت الابيض مرارا وتكرارا في التخلص من متاعب الديكتاتور السوري, الآن فيما يقاتل الاسد من اجل البقاء, آن الاوان للإدارة ان تظهر غريزة القتل, واذا ركب النظام الطائرة من دمشق, ينبغي عدم السماح ابدا بالوصول الى ملاذ آمن في اللاذقية.

 

الدويلة لا تمتلك مقومات البقاء وجبال العلويين ملاذ محدود للأسد

 دمشق - رويترز: منذ قرن بدأت الاقلية العلوية رحلة طويلة من الفقر في المناطق الريفية في الجبال المطلة على شرق البحر المتوسط الى مقعد السلطة السورية في دمشق.

وحالياً ومع مواجهة الرئيس بشار الاسد تهديد ثورة مسلحة فإن تلك الجبال يمكن ان تقدم ملاذا أخيرا لطائفته العلوية إذا اجتاح المعارضون السنة العاصمة دمشق.

وانتقل مئات الآلاف من العلويين بالفعل الى أمان نسبي في محافظة طرطوس, وهي المحافظة الجنوبية من محافظتين ساحليتين تسكنهما أغلبية علوية وتقع فيهما سلسلة الجبال التي تمتد من الشمال الى الجنوب بالقرب من البحر. وأدى انتقال العلويين الى ظهور تكهنات بأن الاسد نفسه ودائرته الضيقة ربما يعودون مرة أخرى الى الحصن الجبلي للأجداد إذا شعروا بأن السلطة تفلت من بين أيديهم.

واشتدت هذه التكهنات عندما ذكرت مصادر معارضة ان الاسد انتقل الى مدينة اللاذقية الساحلية الاسبوع الماضي بعد التفجير الذي أودى بأربعة من كبار أركان نظامه.

وقال شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية في لندن "لن يكون مثيرا للدهشة اذا كانت هناك بعض خطط الطوارئ - منزل آمن وتحصين قصر الرئاسة في اللاذقية ونقل مدفعية الى الجبال". وأضاف "لم نشاهد أي تحريك لمدفعية ثقيلة كبيرة أو وحدات مدرعة كبيرة الى المناطق العلوية, ورغم انه سيكون خيارا معقولا فإنهم مازالوا يشعرون ان بإمكانهم الدفاع عن دمشق قاعدة الحكم في المدى القصير على الاقل". وفي المدى البعيد, من الصعب رؤية الأسد يستعيد السلطة كاملة على البلاد, فقواته فقدت السيطرة على مواقع حدودية وانشق عشرات الآلاف من الجنود ووصل التمرد الى المدينتين الرئيسيتين في سورية. وفيما لايزال الموالون الاساسيون من قواته المسلحة يتمتعون بمميزات كاسحة في قوة النيران, فإنهم غير قادرين على مواجهة كل المعارضين في ذات الوقت رغم أنهم متناثرون وأسلحتهم خفيفة وتنسيقهم ضعيف لكن عددهم يتزايد. وقال ديبلوماسي غربي في بيروت "يجب ان تكون يائسا تماما لكي تغادر دمشق لكن السيناريو الكامل للتقهقر الى المعاقل احتمال قوي", مشيراً إلى وجود "تقارير عن تسليح ايراني لجبال العلويين". وأضاف ان سحق المعارضين بشراسة في مدينة حمص التي تقع على مسافة 80 كيلومتراً إلى الشرق من طرطوس, ربما كانت جزءاً من خطة للدفاع عن المنطقة العلوية. والجبال التي تطوق الحافة الشرقية للبحر المتوسط قدمت تاريخيا ملاذا لاقليات اخرى في الشام. وإلى الجنوب كانت ملاذاً للأقليات المارونية والدرزية في لبنان.

ومنذ نحو 100 عام شيدت القوى الاستعمارية الفرنسية التي اقتطعت أجزاء من الامبراطورية العثمانية سابقاً دولة للعلويين هناك لكنها لم تستمر طويلاً, مما ادى الى تلميحات بأن الاسد ربما يفكر ويحاول تكرار التجربة. وقال اندرو تابلر الخبير في الشؤون السورية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى "السبب في انني أهتم بذلك هو انني لا اتوقع ان يسقط نظام الاسد مثل الزعماء في القاهرة أو تونس أو يجري تغييره مثلما حدث في اليمن". وأضاف "سيتقلص ربما اولا نحو دمشق ثم ربما الى الساحل, وما يتبقى ربما لن يكون دولة- ربما يكون مجرد منطقة نظام", مشيراً إلى أن "الكثير من الطوائف في الشام ستفعل ما يتعين عليها عمله من أجل البقاء - وخاصة الطوائف التي لديها مخزونات من الاسلحة الكيماوية".

وحتى إذا أراد فإن قلة يعتقدون ان الاسد المهزوم سيكون قادرا على اقتطاع دولة لها مقومات البقاء في الاراضي العلوية التي هي ايضا موطن لكثير من السنة.

ومن الناحية الاقتصادية لن يكتب لها الاستمرار إذا كانت - كما هو مرجح - تحت حصار القوى السنية التي تسيطر على بقية البلاد. فليس لديها صناعة ولا تحتوي على أي من احتياطيات النفط المتواضعة في سورية التي تقع في الشرق ولن يكون لها حليف يذكر في الخارج. وستكون القوى الاقليمية التي تتصارع هي نفسها مع الاقليات التي لديها كارهة لإقرار قيام كيان انفصالي.

وقال جوشي ان "تركيا ستعارض بشدة اقامة دولة علوية. انها قلقة بشأن شكاوى العلويين على اراضيها". وروسيا التي لديها منشأة صيانة بحرية في ميناء طرطوس دعمت نظام الأسد حتى الان لكنها سترى ان أي شراكة مع العلويين تمثل عبئا أكثر منه شيئا نافعا اذا لم تعد لهم السيطرة على دمشق, كما أن ايران و"حزب الله" أيضاً سيعيدان التفكير في علاقتهما بالعلويين. وفي هذا الاطار, تساءل انطوني سكينر الخبير بمؤسسة ميبلكروفت لاستشارات المخاطر السياسية: "ما هو الدافع الذي سيكون لدى الروس والايرانيين وحزب الله لدعم ما سيكون في تلك المرحلة حركة مقاومة علوية تركز على البقاء والهجمات الانتقامية"?. المعارضون السنة الذين شنوا حملة دامية للاطاحة بالاسد لن يسمحوا لجلادهم بتعزيز قوته في قطاع صغير من البلاد.

 

سورية: تحريك «الكيماوي» إيذان باستخدامه ضد الشعب

عبد الوهاب بدرخان/الحياة

إنها مرحلة كل الأخطار، كل العنف، كل الأخطاء والخطايا. لا شك في أن الشعب السوري يلامس أخيراً بداية تحقيق أهدافه، لكن النظام الذي أدرك أنه ماضٍ إلى الخسارة لا يزال قادراً على الأذى، أقصى الأذى، للشعب ولسورية نعرفها. إذا كانت الولايات المتحدة مسؤولة تاريخياً عن تخريب النسيج العراقي وتمزيقه بإقدامها على الغزو والاحتلال غير المتبصّرَين، فإن روسيا باتت وستستمر مسؤولة عما سيشوب النسيج السوري من تشرذم وتفتيت على رغم ادعائها أنها بمنعها التدخل الدولي إنما تحول دون نشوب حرب أهلية في سورية. إنها في الواقع تدير هذه الحرب إذ سعى النظام إليها وهي تدعمه بمشاركة إيران وتراهنان عليه.

لم يظهر السلاح الكيماوي في سياق الأزمة إلا عندما عمد النظام نفسه إلى «تحريكه» من مخازنه المعروفة. كان يطلق رسالة إلى من يهمه الأمر بأنه يتأهب لاستخدام هذا السلاح طالما أن الجميع يتكهن حالياً باقتراب نهايته.

حين ظهرت البنادق والرشاشات في أيدي المعرضين اعتلى النظام الموجة باللجوء إلى الأسلحة الثقيلة والقصف المدفعي والصاروخي، وحين دمّر الكثير من آلياته ودباباته دفع بسلاح الجو وكثّف استخدام الراجمات، ومع توقعه حصول «الجيش السوري الحرّ» على مضادات حديثة وصواريخ ها هو يلوّح بالسلاح الكيماوي. ليس صحيحاً أنه يريد نقله إلى «حزب الله» في لبنان - ليس الآن على الأقل - ولا صحيح أيضاً أنه قد يستخدمه فقط لردع تدخل خارجي يتمنّاه ويعلم أنه ليس وارداً.

هذا سلاح أعدّه النظام أساساً للفتك بالشعب الذي اعتبره دائماً أعدى أعدائه، ولديه سابقة صدام حسين في حلبجة. هذا التهديد بالكيماوي موجّه إلى الدول التي تسلّح «الجيش الحرّ»، ومن قبيل «أُعذِر من أَنذر»، فالجميع صار يعرف هذا النظام وتصميمه الدموي على البقاء أو نحر سورية وانتحارها قبل أن تنتحره.

كان أحد القادة الأمنيين في إدلب أطلق قبل فترة تهديداً موثقاً بـ «أننا سنضرب بالكيماوي ولا نهتم بمجلس الأمن». ويتداول السوريون على نحو واسع أن هشام بختيار (أو اختيار، رئيس الأمن القومي ورابع القتلى الكبار بتفجير مقره) قال في لقاء موسع «ولا بمليون قتيل يمكن أن يسقط النظام».

أما مندوب النظام في الأمم المتحدة فقدّم في طيّات كلامه السيناريو الأكثر ابتكاراً إذ لمّح إلى أن «جماعات متطرفة» قد تستولي على الكيماوي وتستخدمه «وبعدئذ ستقولون إنه النظام من استخدمه». وأخيراً نُقل عن الرئيس السوري نفسه قوله لأركان غرفة التجارة أنه إذا اضطر للانسحاب «فسيسلّم دمشق رماداً». هذه الشطحة مشابهة لما روي عن اللقاء المختصر والأخير بين رفيق الحريري وبشار الأسد حين أبلغه وقوفاً أن دمشق قررت تمديد رئاسة إميل لحود و «هذا غير قابل للنقاش» و «معك ثمانٍ وأربعون ساعة لتصدر حكومتك مشروع قانون للتمديد»، وأنهى المقابلة فاستدار الحريري منصرفاً لكن الآخر أضاف «إذا كنتَ وشيراك (الرئيس الفرنسي آنذاك) تعتقدان أنكما سترغمانني على الخروج من بيروت فإني سأكسّرها على رأسك ورأسه»...

هذا نظام لم تعد تعنيه سورية وبرهن أن خطوطه الحمر تقف عند العائلة التي صادرت طائفتها بذريعة حمايتها لكنها أمعنت في الإساءة إليها. هذا نظام عُهدت إليه جوهرة البلدان وواسطة العقد العربي ولا يأبه الآن بإعادتها إلى عهد الدويلات المتنافرة كما كانت إبان الحملة الصليبية، وإلى عقلية ذلك العهد الغابر وثقافته. وكما قيل في تبرير التشظي العراقي، يختصّ كتاب إسرائيليون بالقول اليوم إن سورية هي أيضاً «كيان مصطنع» لم يستطع مثله مثل العراقي أن يصمد مئة عام، فالتشرذم بالنسبة إليهم هو ما ستؤول إليه الأزمة. لا ينفك النظام يتحدث عن «مؤامرة» ويتجاهل أنه جزء منها بل أداتها. فهو قدّم نفسه رمزاً للعروبة والمقاومة والممانعة، وإذا به مجرد عنوان لـ «الشر المطلق» مع طاقة إجرامية غير مسبوقة تنافس أعتى الطغاة، حتى لم يعد ممكناً التعامل معه بأي منطق معروف، سياسياً كان أو أخلاقياً، عربياً أو دولياً. القادة المحاربون يقصفون عاصمة العدو لهزمه، وهو باسم المقاومة والممانعة يقصف دمشق التي يفترض أنها عاصمته. وحده نيرون أحرق عاصمته روما.

منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، الشهر السادس لهبّة الشعب السوري، أدرك النظام أن عليه أن يتنازل لإنهاء الأزمة، وقرر أن لا يتنازل بل أن يلوذ بموسكو فأرسل الرئيس إليها مستشارته وليس وزير خارجيته لأخذ الموافقة على الاستراتيجية التي وضعها النظام في ضوء قراءة عميقة للغضب الروسي بعد الاستعراض الأطلسي في ليبيا. لم يكن النظام باحثاً عن حل سياسي داخلي وإنما عن «حل عائلي» وعن دعم صلب يعينه على البقاء باعتباره منحة ربانية لا غنى لسورية والسوريين عنها. وكان له ما أراد، وما لبثت إيران أن مدّت أيضاً روسيا بأوراق إضافية مكّنتها من توسيع إطار المساومة الدولية. وهكذا جرى تكبيل تدويل الأزمة فيما دُفع تعريبها إلى الفشل، وعندما طلب العرب التدويل دُفع هذا بدوره إلى متاهة. ومع «الفيتو» الروسي - الصيني الثالث بدا المجتمع الدولي تائهاً ومضعضعاً. انتهت مهمة كوفي أنان عملياً، وانتهت مهمة المراقبين الدوليين، أي لن يكون هناك شهود في حال استخدم النظام السلاح الكيماوي في حمص أو دمشق أو حلب. لم يبقََ سوى البديل الذي طالبت به دول عربية، أي تسليح المعارضة السورية. كانت واشنطن وعواصم أخرى تتشكك وتجادل وتسوّف، لكنها باتت تقول أن لم يعد لديها سوى هذا الخيار «الاضطراري»، بعدما تحوّل الحل السياسي إلى سراب. فالأسد خادع أنان، وموسكو خادعت واشنطن والجميع بالنيابة عنه. بعض من هذه الأدوار سبق أن لُعب أمام العالم خلال الأزمة البوسنية وقبيل حرب كوسوفو.

نجحت روسيا في تعطيل مجلس الأمن ولم تنجح في بلورة «الحل» الذي يعطيها دوراً في تطبيع الوضع السوري، بما يمكن أن يحفظ مصالحها. تتظاهر بأنها محتاجة إلى النظام ومستغنية عنه في آن، وبأنها يمكن أن تُسقط الأسد لو أرادت والواقع أنها لا تستطيع، لكن الأكيد أنها قدّمت إليه ضمانات في حال اضطر للانكفاء إلى «دويلة الساحل» للتمتع بحماية قاعدتها في طرطوس. إذاً، إلى اللعب من خارج مجلس الأمن، وبلا تدخل مباشر، أقلّه الآن، أي عودة إلى «الحروب بالوكالة» بكامل كلاسيكيتها.

في مقابل انهيار التدويل كان من الطبيعي أن تهتز أيضاً استراتيجية الجامعة العربية في التعامل مع الأزمة، فهي بدورها تشهد انقساماً في المواقف بسبب العراق ولبنان تحديداً، ما عزز الميل إلى التعامل مع الأزمة خارج مظلتها. لكنها مع ذلك حافظت على خطّها التصاعدي بعرض «الخروج الآمن» للنظام متوقعة من رئيسه «خطوة شجاعة» لا يمكن أن تكون أقل من التنحي والرحيل. وفي العادة لا يُطرح عرض كهذا إلا عشية الانهيار الحتمي وتجنباً لكوارثه. لكن النظام لا يبحث عن خروج آمن بل يحلم بالانتصار على شعبه. سبقه كثيرون ولم يتعظ.

*كاتب وصحافي لبناني

 

حصرم حلب..

علي نون/المستقبل

لا يملك بشار الأسد إلاّ الذهاب إلى المعركة حتى النهاية، لا خيار أمامه غير ذلك إذا أراد الحفاظ على فرص أقل مرتبة من الفناء، وأوّلها فرصة الرحيل إلى موسكو أو غيرها.. أمّا موضوع البقاء في السلطة فهذه مسألة أخرى عويصة وانتهت. ويجب على حلفائه إيضاحها له مرّة واحدة وأخيرة، وبأي لغة ممكنة، علماً أنّه أثبت حتى الآن أنّه لا يستوعب إلاّ لغة واحدة، هي لغة القوّة ولا شيء غيرها.

يقاتل باستماتة، وعلى كل شبر ممكن وكل تفصيل وكل سفير وكل ضابط وكل تصريح. ويتعب جهده ليثبت أنّه وحافة الهاوية أصحاب عتاق وقدامى. وعندها استطاب الاقامة لفترة طويلة، وانه بالتالي لا يزال قادراً من حيث هو على إرسال الآخرين نزولاً..! معركة حلب على الطريق. ثاني محطة كبيرة بعد باب عمرو في حمص. يحشد ما أمكنه لحسم الأمر فيها لصالحه، لأنّه يفترض أنّ منع سيطرة المعارضة عليها سيعني توجيه ضربة مركزية كبيرة لمشروع إسقاطه. تماماً مثلما افترض ان معركة باب عمرو منعت إقامة رأس جسر للعبور إلى إقامة منطقة آمنة. في النتيجة ربح تلك المعركة لكنه خسر الحرب التي تلتها، ولا يزال يراكم في خسائره وصولاً إلى قرب انهياره واندثاره. الآن تبدو الأمور في ذهنه وافتراضه وحساباته ذاهبة في الاتجاه ذاته. المعركة في حلب ستكون طاحنة من دون شك. وميزان القوى يميل سلفاً لناحية قواته خصوصاً أنّ هذه شرعت في استخدام المروحيات والطيران الحربي، عدا عن قدراتها النارية الأرضية المتأتية من راجمات الصواريخ ومدافع الميدان والدبابات.. لكن مع ذلك وبرغم منه، قد تكون حلب لقوات بشار الأسد مثلما كانت بيروت للإسرائيليين عام 1982: معركة مُنهكة، ربحها الإسرائيليون، لكنهم خسروا حربهم في كل لبنان ومع اللبنانيين.

وتماماً مثلما فعل حي باب عمرو في حمص "بانتصار" الأسد عليه.. دخله بعد أن دمّره واستعرض من فوق أنقاضه أوراقه ورسائله، إلاّ أنّ انحناء ذلك الحي وانكساره في مكانه فتحا الباب واسعاً أمام اتساع رقعة الثورة بزخم أكبر مما سبق وبأفق أوسع مما سبق. وهذا ليس شعراً وإنما قراءة بسيطة في كتاب مفتوح، لا يرفض الأخذ بما ورد فيه وبما كتبت وقائع ثورة السوريين فيه، إلاّ النظام وحواشيه أينما كانت. يحشد في اتجاه حلب، وينسى انه سيواجه معركة لم تبدأ بعد، في دمشق نفسها، كما ينسى أو يتناسى أو يوحي بذلك الوهم، أن سوريا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها صارت عصية عليه في معظمها.. ويا حُصرماً رآه في حلب!

 

اجتماع المجلس العالمي لـ "الجامعة الثقافية"/الدويهي: نشارك سليمان هموم الوطن

المستقبل/شدد الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي على أن الجامعة تفاخر برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتشاركه هموم الوطن ووحدته وسيادته وجيشه الباسل من دون وصاية قريبة أو بعيدة. عقد في فندق الرويال - ضبية، الاجتماع الدوري للمجلس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وحضره الرئيس العالمي للجامعة ميشال الدويهي، الأمين العام العالمي طوني قديسي، رئيس مجلس الأمناء جورج أبي رعد، الرئيسان السابقان: عيد الشدراوي وايلي حاكمة، نائب الرئيس نجيب خوري، رئيس المجلس القاري عن أوروبا روجيه هاني، رئيس المجلس الوطني لبلجيكا كارلوس كيروز، رئيسة لجنة النساء المتحدرات من أصل لبناني في الجامعة هيفاء الشدراوي، رؤساء وممثلون لفروع الجامعة في العالم وأعضاء في المجلس العالمي للشبيبة التابع للجامعة.

وألقى الدويهي كلمة قال فيها: "تحت سماء لبنان نجتمع. نعود من أميركا واستراليا والمكسيك والبرازيل وأوروبا وافريقيا الى وطن الآباء والأجداد على أمل أن يظل وطن الأبناء والأحفاد يحترم الديموقراطية والحرية ينعم برئاسة جمهورية بقيادة العماد ميشال سليمان ويدافع عن وجوده وأمنه وسيادته جيش نظامي واحد وتبقى أرزته عنواناً للصمود والعيش المشترك".

وشدد على أن الجامعة "كانت وما زالت خزان لبنان ترفع رايته في المحافل الدولية، تدافع عن حق المنتشرين وتأمل أن يعود هذا الوطن المعذب الى أمجاده بعيداً عن النزاعات والخلافات المستوردة". وتابع: "الجامعة عرفتها خط الدفاع الأول عن وطن الأرز. ومهما حاربوا مبادئ الجامعة ستبقى في ضميرنا وخطنا ضمير الاغتراب وخطه. وستبقى ممثلة لأجيالنا المهاجرة التي تسعى الى انتصار لبنان على كل ما يُحاك له فيعود بلد النور لا النار وبلد الحوار لا الدمار". وقال: "للجامعة دستور وأهداف بعيدة عن السياسة ولكنها وطنية بامتياز. ومهما حاولوا التدخل بشؤوننا لشق صفوفنا أو خلق بدائل عنها، فستبقى هي الأم الشرعية والوحيدة لإحلام المنتشرين الذين بنوا في أقطار العالم أمجاداً يأملون أن يعودوا بها الى وطنهم الأم للاستثمار والبناء شرط أن ينعم هذا الوطن بالسلام وألا يكون في الحروب الأهلية الإقليمية المحيطة به". وتابع الدويهي إننا "نفاخر بالرئيس سليمان ونشاركه هموم الوطن المقيم ووحدته وسيادته وجيشه الباسل بدون وصاية قريبة أو بعيدة. كما نشاركه هموم المنتشرين الفخورين بوفائهم لبلدانهم الجديدة وولائهم للبنان، وهم على كل حال سيبقون الجناح الآخر الذي لا يحلق لبنان بدون طاقاته وحنينه الى تراثنا وأهلنا وبلدنا الباقي في ضميرنا حكاية مجد وأرز واستشهاد وسلام".

بعده شرح قديسي النشاطات التي قامت بها الجامعة في الأشهر الأربعة الأخيرة والمشاريع المنوي القيام بها في العامين 2012 و2013. ثم تلي محضر مؤتمر المكسيك الذي ركز على دعم رئيس الجمهورية والقدرات الدولية وضرورة وضع آلية تضمن للمغتربين حق الاقتراع. وستصدر مقررات المؤتمر بعد انتهاء المناقشات.

 

الأنظمة الأمنية العربية والاستناد إلى الأوهام

رضوان السيد/الشرق الأوسط

ما كان بشار الأسد أول الحكام الأمنيين العرب ولن يكون آخرهم. لكنه الوحيد من بين حلقات المنظومة التي استمرت لأكثر من خمسين عاما، الذي تجرأ على وراثة السلطة، والوحيد الذي تجرأ على قتل هذا العدد الكبير من أبناء شعبه، بل الأحرى القول إنه في هذه المسألة الأخيرة بالذات (ارتكاب المذابح والإبادات) إنما يشترك مع والده حافظ الأسد الذي قتل عشرات الألوف في السنوات الثلاث (1979 - 1982)، واعتقل عشرات الألوف لعدة عقود! وقد أحصى بعض الصحافيين ما ارتكبه النظامان البعثيان في العراق وسوريا منذ ظهورهما وإلى انقضائهما، فتبين أن حافظ الأسد وابنه: قتلا ما لا يقل عن 130 ألفا من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وربما من بعض الشعوب العربية الأخرى. كما أن الرجل وابنه اعتقلا وعذبا من السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والعرب الآخرين ما لا يقل عن مائتي ألف. إننا نشهد هذه الأيام، أو منذ أيام قيام الثورات العربية مآلات هذه الظاهرة (= ظاهرة الحكم العسكري والأمني في البلاد العربية) ونهايات هذه الحقبة الطويلة الطويلة. بيد أنه يكون من المفيد فهم أسباب هذا البقاء الطويل. ويكون من المفيد المراجعة والنقد لأن لا ننسى أو نتردد أمام ضرورات التغير بسبب أهوال التكاليف والأعباء، والقدرة الفائقة لهذه الأنظمة المتهالكة على سفك الدم وتشريد الناس واضطهادهم. والواقع أن الأنظمة العسكرية الأمنية هذه مرت بثلاث حقب أو مراحل: حقبة الرسالة والاستتباب في ما بين الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي - وحقبة الانكسار والارتباك في نهايات الحرب الباردة - وحقبة الخضوع للهيمنة والتنسيق معها والاطمئنان إليها.

في الحقبة الأولى: حقبة الرسالة، بدا هؤلاء الضباط الشباب أصحاب رسالة أو مهمة. وتتعلق تلك المهمة أو المهمات بالاستقلال الوطني وبالوعي القومي العربي وبالنضال من أجل فلسطين، وبإعادة توزيع الثروة والتنمية. وبالنظر إلى هذه الأهداف فقد اجتلبوا أحلام الشباب وآمالهم، فضلا عن أنهم كانوا الفئة الاجتماعية الوحيدة المنظمة بحكم الترابط والانضباط المعروف في المؤسسة العسكرية. وكانت الحرب الباردة قد بدأت، وجاء وقت تبديل الحرس في المعسكر الغربي، بمعنى حلول الولايات المتحدة محل بريطانيا وفرنسا في شرق المتوسط وجنوبه. وما أثار هؤلاء الضباط قلق الولايات المتحدة (رغم المعلومات عن إسلامية بعضهم، وقومية ويسارية بعضهم الآخر)، لأن تلك الجيوش الناشئة جميعا كانت من صناعة غربية بحكم خضوع تلك البلدان للاستعمار الغربي لأزمنة متطاولة.

وقد قال السفير الأميركي في القاهرة إن هؤلاء العسكريين لا يكرهون المستعمرين كثيرا فهم يدينون لهم بكل شيء من التربية وإلى التدريب والسلاح. ثم إن المكروهين هم البريطانيون والفرنسيون، أما نحن الأميركيين فجُدد، وأعتقد أننا سنتمكن من التعاون معهم من دون حساسيات! وفي أواسط الستينات كان الأمر قد استتب للأنظمة الجديدة بغض النظر عن مدى تحقق الأهداف الكبرى. ومن جهة ثانية فإن هؤلاء الضباط دخلوا في تحالفات وثيقة مع الاتحاد السوفياتي - القطب الآخر في الحرب الباردة - بدلا من الولايات المتحدة؛ وذلك لكثرة شروطها في ما يتعلق بالديمقراطية والشرعية، ولشدة ارتهانها لإسرائيل وأمنها. وما تعرضت هذه الأنظمة (رغم عدم استقرارها) للتساؤل إلا بعد هزيمة عام 1967. فصحيح أن الذين انهزموا هم الجيشان المصري والسوري بالدرجة الأولى. لكن سمعة العسكريين نالتها إهانة بالغة، وبدت عاجزة أمام إسرائيل التي احتلت أراضي في سائر البلدان العربية المحيطة بها. وهكذا انكسرت شوكتها وادعاءاتها، لكنها ظلت متمتعة بحماية الاتحاد السوفياتي، فما كان سقوطها واردا رغم هول الهزيمة. ولجأت من جهة ثانية إلى أساليب مختلفة لتجديد الشرعية والمصداقية، مثل بدء الانحياز للولايات المتحدة، أو دعم بعض فصائل المقاومة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه تدعيم أجهزتها الأمنية بعد أن صار للداخل حساب يحسب. والاستعداد لتغير العدو بالداخل. فحتى عقد السبعينات كانت الدعاية لا تزال قائمة ضد الرجعية والاستعمار. إنما في السبعينات ظهر العدو الجديد: الإسلام السياسي العنيف وغير العنيف. ولذلك فإن الأنظمة العربية عانت منذ مطلع السبعينات من الإذلال أمام إسرائيل، ومن رجحان الكفة لصالح الولايات المتحدة في الصراع الدولي، ومن صعود الحركات الإسلامية باعتبارها حركات المعارضة الرئيسية للأنظمة القائمة. وقد كانت هذه الحقبة شديدة الوطأة على الأنظمة العسكرية ببلاد الشام والعراق ومصر: فأميركا تستعجل الانضمام والولاء، والاتحاد السوفياتي يشيخ ويشيخ، والإسلاميون يزدادون قوة وتمردا. لكن كيسنجر قال وقتها: عدو تعرفه خير من صديق لا تعرفه! فقرر الأميركان أخيرا إذن الإبقاء على القوى والجهات السائدة مهما كلف الأمر. وظهرت لدى الأطراف (الجيوش، والقوى الأجنبية، والجهات الثقافية والفكرية) مصالح مشتركة تمثلت في مكافحة الإسلاميين، ومنعهم من الظهور والسواد. وما كان الإسلاميون يشكلون وقتها بديلا حقيقيا، وكانت المعرفة بهم ضئيلة، ولذلك فإن ضعف الأنظمة العربية كان سبب بقائها، للافتقار إلى البديل المقبول، والاستعداد لشراء ود الأميركيين بأي سبيل؛ وبخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

بيد أن أزهى حقب العسكريين العرب، كانت حقبة السنوات العشرين الأخيرة. فقد خضعوا جميعا للهيمنة الأميركية التي سرتها تبعيتهم أو سرها «وفاؤهم بالترتيبات»، كما كانوا يقولون عن الرئيس الراحل حافظ الأسد. لكنهم فقدوا أي ادعاء حتى في ما يتعلق بإسرائيل، وسلموا كل النضالات للأحزاب الدينية. وشهدت فيهم الولايات المتحدة أعوانا مخلصين في تعقب «القاعدة». وبدا للحكام العسكريين أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تطمئن للإسلاميين العنيفين وغير العنيفين. وما أظهر الإسلاميون - رغم حسن تنظيمهم وكثرة أعدادهم – استعدادا جيدا لخلافة العسكريين والأمنيين. ولذلك فقد تجرأ الجميع - بسبب الاطمئنان – على التفكير في التوريث. وما استشاروا في ذلك في مصر وسوريا واليمن وليبيا غير الأميركيين والبريطانيين. ويقال إن الراحل صدام حسين كان يريد أيضا توريث أحد ولديه(!). بيد أن هذه الآمال كلها، والمعقودة على خنوع الناس وخضوعهم، واستحسان الأميركيين وتهليلهم، ما وصلت إلى نهاياتها المرجوة إلا مع الرئيس حافظ الأسد، الذي ما فكر عند وفاة ابنه الأكبر، في غير توريث الثاني الذي كان وقتها يدرس في إنجلترا!

قال العالم السياسي المصري نزيه الأيوبي في كتابه: «تضخيم الدولة العربية»، الصادر عام 1994: إن الأنظمة السياسية في الجمهوريات العربية وصلت إلى طرق مسدود، وفقدت خصائص الدولة، وصارت عصابات للفساد والإفساد. لكن من جهة أخرى - وبحسب الأيوبي - فإن سقوط هذه الأنظمة ما كان في متناول اليد. لأن الأميركيين يحمونها، ولأنهم لا يرون لها بديلا، باستثناء الإسلاميين الذين يكرهونهم. ولذا ستحدث وحسب تمردات إسلامية مسلحة تخمد بشكل عنيف وسط استحسان الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية معا!

لقد انتهت تلك الأنظمة لثلاثة أسباب؛ الأول: خروج أبناء الطبقات الوسطى المتعلمين عن الخط المرسوم، ثم تمرد شبان الريف المهمشين والفقراء - والسبب الثاني: تغير سياسات الولايات المتحدة في منطقتنا لجهة توقف الضغوط والغزوات، ولجهة تقبل الإسلاميين - والسبب الثالث: اعتماد الأنظمة الكامل على الأميركيين وعلى الأجهزة الأمنية. والأميركيون قلبوا لهم ظهر المجن، والأجهزة تقتل لكنها ما عادت تخيف. وهؤلاء الحكام من البشير إلى بشار، شديدو الغرور. ولذا لا يصدقون أن زمنهم قد انتهى، وأن القتل لا يمنع الثورة، وأن الأميركيين والروس والصينيين يملكون قواسم مشتركة ومصالح كبرى ليس العسكريون العرب الخالدون من بينها. وهكذا فإن الأمر ليس غباء بسيطا، بل هي أوهام مركبة مضت عقود على قيامها واستتبابها، ومن يعش طويلا يعتقد أنه خالد. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

الأسد يجهز دفاعه في لاهاي

أمير طاهري/الشرق الأوسط

ما هي عاقبة بشار الأسد؟ سؤال يتردد كثيرا في المحادثات غير الرسمية الرامية لوقف نهر الدماء في سوريا.

يزعم الوسطاء أن الرئيس الأسد سيوافق على التنحي إذا ما حصل هو وعائلته على ضمانات بعدم ملاحقته قضائيا. في بداية الأسبوع الحالي، أوشك المجلس الوطني السوري، المظلة التي تجمع تيارات المعارضة، على عرض مثل هذا الاتفاق عبر اقتراح «الحل اليمني» لإنهاء أزمة حصدت ما لا يقل عن 20 ألف شخص. وقضى الاتفاق اليمني بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن الرئاسة لنائبه عبد ربه منصور هادي، في مقابل الحصانة من الملاحقة القضائية. النسخة السورية من الحل اليمني ستشهد تسليم الأسد للسلطة لأحد نوابه الذي سيضطلع بتشكيل حكومة انتقالية وإقامة انتخابات حرة في غضون فترة زمنية معقولة. لم يتضح بعد المكان الذي قد يتوجه الأسد إليه بموجب مثل هذا الاتفاق، هل سيظل في سوريا؟ وهل سيملك المجلس الوطني السوري السلطة لمنح الأسد وأمه وزوجته وأخاه ماهر الحصانة؟ لم يجب المجلس الوطني السوري عن هذه التساؤلات.

نظريا، ستتمكن الحكومة المؤقتة التي سيشكلها أحد نواب الأسد من منحه الحصانة. بيد أن مثل هذا القرار لن يثني الحكومات السورية المقبلة، ولن يثني 139 دولة وقعت على نظام روما الأساسي الذي أنشئت بموجبه محكمة العدل الدولية. تم التوقيع على نظام روما الأساسي في عام 1998 بعد عقد من المفاوضات التي شملت 70 دولة. ويعطي النظام محكمة العدل الدولية الحق في تحريك الدعاوى القضائية في القضايا المتعلقة بالجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب والإبادة العراقية والتطهير العرقي. حتى الآن وقعت 139 دولة على الميثاق الأساسي، وصدقت عليه 121 دولة كجزء من قانونها الوطني.

المشكلة هي أن محكمة العدل الدولية تختص فقط بالانتهاكات التي وقعت في الدول التي وقعت على النظام الأساسي، وسوريا لم تفعل ذلك. يمكن للملاحقة القضائية أن تصدر بتفويض من مجلس الأمن في الدول الواقعة خارج نطاق محكمة العدل الدولية. وقد يأمل الأسد في أن تستخدم روسيا التي دعمته لفترة طويلة الفيتو في منع اتخاذ مثل هذه الإجراء ضده.

لكن هل سترغب روسيا في إغضاب سوريا الجديدة، والعالم الإسلامي، من أجل إرضاء بيدقها الخاسر؟ ولحماية رهاناته أعد الأسد دفاعه ضد التهم التي قد توجه إليه. والمقابلات التي أجراها مع قنوات أميركية وإيرانية وألمانية وتركية خلال السنوات السبع الماضية تقدم لمحات عن هذه الخطة.

ويبدو دفاع الأسد قائما على أربعة أركان:

الأول أنه لم يعلم بهذه المذابح. ففي مقابلته مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية، استخدم عبارات «لم أعلم» و«لم أسمع» ما لا يقل عن 11 مرة. ويزعم أنه لم يطلع على الوثائق التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى حكومته في ديسمبر (كانون الأول) وتحوي تفاصيل بشأن 225 قضية تعذيب واغتصاب وقتل نفذتها قوات الأمن التابعة له.

بيد أن كل الأنظمة القضائية لا تعتبر الجهل بالقانون عذرا، والنظام الأساسي ليس استثناء. كان ذلك هو الخط الذي استخدمه الصربي المخلوع سلوبودان ميلوسوفيتش وديكتاتور ليبيريا تشارلز تايلور، دون جدوى. كل ما كان يحتاجه الأسد لاكتشاف ما يدور حوله مشاهدة التلفزيون الحكومي لرؤية الشعب يقتل على يد جلاوزته.

الركن الثاني في خطة دفاع الأسد سيكون نفي علاقته بالقوات الأمنية السورية، ليلقي عليها بالمسؤولية وحدها عن هذه المذابح. ففي مقابلته مع قناة «إيه بي سي»، قال «هذه ليست قواتي، إنهم قوات عسكرية تابعة للحكومة وليست تابعة لي. أنا لا أملك هذه القوات ولذا فهي ليست قواتي». وعاد ليدندن حول هذه الفكرة في المقابلة التي أجراها مع التلفزيون الإيراني، حيث زعم أن «القادة فقط هم من يحددون كيفية التعامل مع الموقف».

أبدى قادة الجيش السوري قلقا من جهود الأسد لإلقاء اللوم على الجيش. فاستقال وزير الدفاع السابق علي حبيب بعد مطالبته - في ما يتعلق بإطلاق النار على المدنيين - بأن يعطي الأسد أوامره كتابة. ويقال إن خلفه داود راجحة طلب الأمر نفسه قبل أيام من مقتله في التفجير الانتحاري. وخلال الأسبوع الحالي، أعاد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ترديد المزاعم ذاتها للأسد بالإشارة إلى الأسلحة الكيميائية. وقال إن هذه الأسلحة ستستخدم فقط «بأوامر من الجنرالات»، ويقصد بهذا تبرئة الرئيس مسبقا.

هذا النهج أيضا يصعب ترويجه، فبموجب الدستور السوري يعتبر الأسد القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما يعني أنه لا يمكن تنفيذ أي من قواعد الاشتباك من دون موافقته.

استخدم نهج دفاع مماثلا من قبل رادوفان كاراديتش في محكمة العدل الدولية. وعلى الرغم من ذلك فإن سيادة السلطة السياسية على الجيش قائمة في كل نظام قضائي. اللواءات السوريون ربما يكونون عرضة للمقاضاة لدورهم في المذبحة، لكن ذلك لا يعفي الأسد بوصفه السلطة السياسية الأعلى في البلاد.

الخطة الثالثة لدفاع الأسد هي إنكار وقوع حرب في سوريا، وأن ما يجري ليس سوى حملة تشنها عصابات إرهابية تعمل نيابة عن القوى الغاضبة من تحالفه مع ما يسمى «جبهة الممانعة». هذه هي الفكرة الرئيسية التي استخدمت في المقابلة مع القنوات الإيرانية والتركية.

مشكلة الأسد هي أنه أضعف حجته بإعلانه أن سوريا تواجه حربا حقيقية قبل أيام فقط من إعلان منظمة الصليب الأحمر الدولية بلاده منطقة حرب أهلية. وسواء أكانت تلك حربا حقيقية أم أهلية، ما يهم هو ضرورة تطبيق معاهدات جنيف في سوريا اليوم. وهذا يعني إمكانية توجيه تهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الأسد.

خطة دفاع الأسد الرابعة ظهرت جلية في مقابلته مع التلفزيون الألماني، وتتمثل في رفض الأمم المتحدة وووصف محكمة العدل الدولية - ضمنيا - بأنها عار، فقال «الأمم المتحدة تخضع لسيطرة الولايات المتحدة، وتفتقر إلى المصداقية». وبعبارة أخرى فهو لا يعترف بشرعية محكمة العدل الدولية لمحاكمته، حتى وإن بدأ مجلس الأمن الدولي هذه الدعوى.

الخط الدفاعي استخدمه ديكتاتور ساحل العاج السابق لوران غباغبو والرئيس السوداني عمر البشير. والأسد يغامر بأن يجد نفسه في موقف مشوه.

 

نائب رئيس تيار المستقبل لشؤون الاغتراب والنائب السابق انطوان اندراوس حرمان المغترب من الانتخابات  ومنصور في عالم آخر وميقاتي لا يريد أصوات المغتربين

 محمد نمر/موقع 14 آذار/ اتسعت رقعة عجز الحكومة في تلبية متطلبات المواطنين وتنفيذ المقرارات إلى الخارج، وحتى يومنا هذا تغيب أي آلية لمشاركة المغتربين اللبنانيين في الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2013، بحسب ما هو منصوص عليه في قانون الانتخابات. وللمعلومة فقط، فإن عدم انتخاب المغترب في الانتخابات، سيمكن من الطعن في نتيجتها، وطبعاً سيكون الخاسر هو أول من يستخدم هذه الوسيلة، إذا من المسؤول اليوم عن عدم تسهيل إجراء انتخابات المغتربين، ولماذا لم يتم تحضير الآليات كافة لموعد ساعة الصفر، المفترض أن يكون قبل شهر من موعد الانتخابات؟

نائب رئيس تيار المستقبل لشؤون الاغتراب والنائب السابق انطوان اندراوس، أوضح لموقع 14 آذار ابرز العقبات التي تواجه المغترب اللبناني اليوم، في موضوع الانتخبات النيابية، إذ لفت إلى غياب تام "لتعليمات موحدة لكل السفارات"، مشيراً إلى أن كل سفارة "فاتحة على حسابها"، وتنظم الأمور كما ترى.

وكشف عن أنه "حتى يومنا هذا لم يتم تنفيذ أي آلية لتسهيل وسائل تسجيل المغتربين اسمائهم في السفارات"، مذكرأً ان "دول الخارج ليست بمساحة لبنان، مثلاً في البرازيل وكاليفورنيا يحتاج المغترب إلى ايام للوصول إلى السفارة أو القنصلية وتسجيل اسمه، والمصيبة إذا وصل ولم يلحق دوره، سيجبر على المبيت في بلد غريب لاتمام الأمر في اليوم الثاني".

وأوضح أنه: "كان يجب اعتماد اسلوب التسجيل عبر الانترنت، وكان لدينا الوقت الكافي منذ ثلاث سنوات إلى اليوم لتجهيز هذه الآلية والعمل بها في الانتخابات المقبلة"، ضارباً المثل "بالسفارة الفرنسية التي اعتمدت اسلوب التسجيل والتصويت عن بعد عبر الانترنت". وقال: "المصاعب كثيرة، والمغترب سيقوم برحلة ليسجل اسمه مع وجوب حضور كامل أفراد عائلته، إضافة إلى تكلفة انتقالهم من بلد إلى آخر"، مشيراً إلى "وجود قنصليات في كل المناطق، لكن القنصل الفخري لا يستطيع المغترب أن يصوت لديه، لأن لا حق للأول بذلك".

ورأى أن "وزير الخارجية عدنان منصور يعيش في عالم آخر، ولا يسهّل الأمور لأنه لا يريد أن يصوّت المغتربون"، كاشفاً عن "القيام بتعيينات وتشكيلات للفئة الثانية والثالثة في السفارات والتي لا تمر عبر مجلس الوزراء بحكم أنها ليست من الفئة الأولى، واستغلت في تعيين موظفين من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر".

وأكد أن "وزارة الخارجية لم تحدد بعد تاريخ الانتخابات في الخارج"، موضحاً ان "الاتفاق كان أن تحصل قبل شهر من موعد الانتخابات"، وقال: "كل بلاد العالم قامت بهذه العملية، ومنها مصر التي سبقتنا بالديموقراطية، وحتى الان لم يتم تحديد الطريقة ولا يوجد مكاتب للمراجعات حتى". ولفت إلى أن "هناك بلدان فيها مئات الالوف من اللبنانيين"، متسائلاً "كيف سيدلي هؤلاء باصواتهم في يوم واحد، هذا الأمر غير طبيعي". واشار إلى ان "الحكومة لا تعمل على هذا الملف، وآخر همها موضوع انتخابات المغتربين"، معتبراً أن "وزير الخارجية هو المسؤول الأكبر عن القضية لأنه من عليه تحريك الموضوع داخل مجلس الوزراء، والقيام بالمراسيم التطبيقية، فيما هو لا يقوم باي عمل". وقال: "الرئيس ميقاتي لا يريد أصوات المغتربين لأنه يعرف أن أغلبهم من 14 آذار، وهناك طواطؤ لعدم اجراء انتخابات للمغتربين، ويريدون تمرير الوقت من دون إحداث أي تغيير"، مشيراً إلى انه " ونواب تيار المستقبل يضغطون لحل الأمور، ونسعى لحلها مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان لأنه الوحيد الذي يسمع لنا، ولا نعرف ماذا سيستطيع أن يقوم به لأننا رأيناه في قضية سوريا".

المصدر : خاص موقع 14 آذار