لمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 31 تموز/2012

إنجيل القدّيس يوحنّا 12/31-36

هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا. وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع». قَالَ هذَا لِيَدُلَّ عَلى أَيِّ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَهَا. فَأَجَابَهُ الجَمْع: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ أَنَّ المَسِيحَ يَبْقَى إِلى الأَبَد. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يُرْفَع؟ مَنْ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ هذَا؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلنُّورُ بَاقٍ بَيْنَكُم زَمَنًا قَليلاً. سِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِئَلاَّ يَدْهَمَكُمُ الظَّلام. فَمَنْ يَسيرُ في الظَّلامِ لا يَدْرِي إِلى أَيْنَ يَذْهَب. آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور». قَالَ يَسُوعُ هذَا، ومَضَى مُتَوارِيًا عَنْهُم.؟

 

عناوين النشرة

*سليمان نوه بالعلاقات اللبنانية الايطالية وأبدى ارتياحه لمسار العمل في موضوع تسليم الداتا

*قهوجي في أمر اليوم: الجيش سيبقى على اتم الاستعداد ولن نسمح باقامة اي منطقة عازلة خارجة عن سلطة الدولة

*الراعي استقبل سفير قبرص ووفدا من موارنة ابرشيتها: عودتهم إلى قراهم همنا الدائم مع مطرانها وسلطات قبرص وتركيا

*ريفي زار ميرزا وقدم له درعا تكريمية

*قهوجي استقبل الاحدب ووفدا من "مؤسسة الشيخ حلاوي" وعرض ووزير الدفاع الايطالي العلاقات الثنائية جيشي البلدين

*زهرا: ثمة محاولة لاستدراجي للعودة على طريقة الشهيد تويني والأمر لا تقرره الإستفزازات 

*رومني يدعم إسرائيل إذا استخدمت القوة لضرب إيران ومستشار لأوباما يطلع نتنياهو على خطة لهجوم محتمل ضد طهران

*رغم النفي الرسمي.. وزير إسرائيلي يكشف عن خطة أميركية طارئة للهجوم على إيران/أنباء عن قيام دونيلون بعرضها على نتنياهو قبل أسبوعين

*بانيتا يبدأ جولة في المنطقة اليوم لبحث ملفي إيران وسوريا/وزير الدفاع الأميركي يزور تونس ومصر والأردن وإسرائيل

*ضعت نشر شريط عن خطف الأسيرين ضمن الرد على «حملة لبنان»/إسرائيل: «حزب الله» يواجه أزمات تؤثر على صورته

*المعلم وصالحي يتهمان دولا خليجية بالوقوف مع إسرائيل في «المؤامرة» ضد سورية

*هل سيجر التصعيد الغربي في سوريا لعدوان اسرائيلي على حزب الله؟

*طلع الحق على الضابط

*أمين الجميّل في دائرة الخطر

*عبر القنوات الديبلوماسية أحمدي نجاد يدعو خادم الحرمين وملك البحرين إلى حضور قمة «عدم الانحياز»

*ميقاتي يتبنّى موقف المعارضة بالدعوة الى "حكومة استثنائية"/شارل جبور/الجمهورية

*إنجاز مزدوج لسليمان و«14 آذار» بتسلُّم الأجهزة الأمنية «داتا» الاتصالات كاملة/لبنان المصاب بـ «رهبة» ارتداد الزلزال السوري عليه يراوح بين «أكثر من توتر وأقلّ من حرب»

*جريح لبناني بقصف سوري على البقيعة وإصابة 3 نازحين بالألغام

*معلومات "الأطلسي" تؤكد امتلاك "حزب الله" أسلحة كيميائية/مناورات إسرائيلية على مجسمات لضاحية بيروت الجنوبية/حميد غريافي/السياسة

*قتيلان و4 جرحى في إشكال بين عائلتي شاهين وزهرا في باب التبانة

*لجنة بكركي تضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون الانتخاب: يراعي صحة التمثيل ويؤمن العدالة في الحياة السياسية

*السلاح أسقط هيبة الدولة وحوّلها شبه دولة متى كان الموظّفون يتظاهرون ويُضربون ضدّها؟

*تفاهم كنيسة مار مخايل "يجتاز" قطوع كهرباء مار مخايل والتحالف باق/أبو زينب وآلان عون: تفاهمنا ثابت على القضايا

*شبيح اسمه عبدالكريم علي: حجز جثث الشهداء في لبنان ويخنق 90 الف نازح سوري/طارق نجم/موقع 14 آذار

*وهاب يتهم جنبلاط بالوقوف وراء من أراد اغتياله

*أبو ابراهيم" يسمح لـ"ضيوفه" المخطوفين بالتحدث الى الإعلام/عباس: نحن ضحية من رفض الاعتذار الى الشعب السوري

*"الأحرار" في قلب.. قرار كسروان/ألان سركيس/المستقبل

*معركة حلب: سلاح البرّ وسلاح الجوّ/وسام سعادة/المستقبل

*حزب الله" متمسك بـ"مظلة الاستقرار"

*نواب بيروت رداً على "تضليل" صحناوي: عنزة ولو طارت

*حملة بريطانية عنيفة على قيادة "المجلس الوطني" /الأسلحة المستخدمة ضد الشعب السوري توازي 3 قنابل نووية/حميد غريافي/السياسة

*وزير الداخلية السوري يظهر على التلفزيون الرسمي للمرة الأولى بعد تفجير خلية الأزمة/الشعار: كنا نعمل بكامل طاقاتنا.. والآن سنستنفر الاحتياطي

*ثورة حقيقية.. بالرغم من المجتمع الدولي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*العرب المكروهون»/طارق الحميد//الشرق الأوسط

*الصورة الكاملة في سوريا/سميح إيديز/الشرق الأوسط

*اليمن.. حكاية جواسيس الملالي/محمد جميح/الشرق الأوسط

*لماذا يتأجّل اعلان وفاة النظام السوري/ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله

*جميل السيد: من المفيد لجنبلاط أن يدرك أن الكلمة كالرصاصة إن خرجت لا تعود ولا يعود ممكنا تغيير مسارها وأضرارها ونتائجها

*الراعي جال في رعايا بترونية وازاح الستار عن تمثال مار مارون /حرب: من يؤمن بالدويلة على حساب الدولة يخون وطنه ودولته

 

تفاصيل النشرة

 

سليمان نوه بالعلاقات اللبنانية الايطالية وأبدى ارتياحه لمسار العمل في موضوع تسليم الداتا

 وطنية - 30/7/2012 - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالعلاقات الثنائية اللبنانية - الايطالية والتعاون القائم البلدين على مختلف المستويات وفي شتى المجالات، شاكرا لايطاليا وقوفها الدائم الى جانب لبنان في المحافل والمساعدات التي تقدمها وفي طليعتها مساهمتها في قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب وقيادتها في هذه المرحلة.

كلام الرئيس سليمان جاء في خلال استقباله في القصر الجمهوري في بعبدا صباح اليوم وزير الدفاع الايطالي الادميرال جيان باولو دي باولا الذي اطلعه على الهدف من زيارته للبنان وهو "تعزيز التعاون على المستوى العسكري"، لافتا الى "استمرار الوحدة الايطالية في الجنوب"، وناقلا دعم المسؤولين في بلاده "لسيادة لبنان وامنه في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة".

وتناول اللقاء "تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وبنوع خاص في سوريا، حيث اثنى الوزير الايطالي على الجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية من اجل ابقاء الساحة اللبنانية بمنأى عن اي تداعيات وانعكاسات سلبية لما يحصل على الداخل اللبناني، مثمنا دعوة الرئيس سليمان الى الحوار الوطني لانه يشكل المظلة الواقية للاستقرار في الداخل".

اجتماع قضائي امني

ورأس الرئيس سليمان اجتماعا وزاريا قضائيا أمنيا حضره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزراء: الدفاع الوطني فايز غصن، العدل شكيب قرطباوي، الداخلية والبلديات مروان شربل، الاتصالات نقولا صحناوي، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، رئيس ديوان المحاسبة عوني رمضان، رئيس الهيئة العامة لمحكمة التمييز بالانابة القاضي حاتم ماضي، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، مدير عام امن الدولة الواء جورج قرعة، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل.

ويأتي الاجتماع استكمالا للاجتماع الذي عقد في السراي الحكومي برئاسة الرئيس ميقاتي للبحث في موضوع تسليم الداتا، حيث تم في اجتماع اليوم تقويم العمل، وابدى رئيس الجمهورية ارتياحه لمسار العمل الذي قام به المعنيون على هذا الصعيد.

ميرزا

وكان الرئيس سليمان استقبل مدعي عام التمييز القاضي سعيدا ميرزا الذي احيل الى التقاعد ومنحه تقديرا لمسيرته القضائية الطويلة وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر متمنيا له الصحة والتوفيق.

 

قهوجي في أمر اليوم: الجيش سيبقى على اتم الاستعداد ولن نسمح باقامة اي منطقة عازلة خارجة عن سلطة الدولة

 وطنية - 30/7/2012 وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى العسكريين امر اليوم، وجاء فيه:

"ايها العسكريون، في وقت تشهد المنطقة العربية تطورات وتحديات غير مسبوقة، يستمر العدو الاسرائيلي في اطلاق تهديداته ضد لبنان، وخرق سيادة اراضيه، واعداد الخطط لشن عدوان جديد عليه، فالمواجهة ستبقى قائمة مع هذا العدو لاحباط مخططاته الاجرامية وحتى تحرير آخر ذرة تراب من ارضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، كما ان الجيش وفي موازاة التزامه الدقيق القرارات الدولية والتنسيق الدائم مع قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان لن يسمح بتكريس الخط الازرق خطا حدوديا وسيتصدى للعدو بكل القدرات ومهما كانت التضحيات في حال اقدامه على تهديد امن القرى الحدودية تحت ذريعة وجود مسلحين هنا او هناك وسيقف الى جانب شعبه المقاوم سدا منيعا امام اطماعه المعلنة في الثروات الطبيعية للوطن سواء ضمن مياهه الاقليمية ام في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

ايها العسكريون، اعلموا انه مهما آلت اليه الاحداث الجارية في سوريا فالجيش سيبقى على اتم الاستعداد للاضطلاع بدوره وتحمل مسؤولياته الوطنية كاملة وفقا لقرارات السلطة السياسية وتوجيهاتها وذلك بهدف الحد من تداعيات تلك الاحداث على لبنان وحماية اهالي المناطق الحدودية ومنع انتقال الفتنة الى الداخل وهو لن يسمح بتحقيق رغبات الكثيرين في تحويل الوطن الى ساحة تترجم فيها الخلافات السورية والارادات الاقليمية او في اقامة اي منطقة عازلة خارجة عن سلطة الدولة وسيكون رده حاسما وفاعلا عبر خطة محكمة ستظهر تباعا على ارض الواقع وفقا لمسار الاحداث والتطورات . ايها العسكريون، يخطىء من يعتقد ان مؤسستكم تواجه تحدي الحفاظ على وحدتها في اي ظرف من الظروف، فهذه الوحدة التي تعمدت بدماء رفاقكم الشهداء وترسخت بمناقبيتكم وايمانكم برسالة هذا الوطن، هي اليوم اكثر تماسكا وصلابة من اي وقت مضى، ولن تنجح محاولات البعض الاصطياد بالماء العكر للايقاع بين الجيش واهله او الايحاء بان في صفوف المؤسسة احزابا وتيارات سياسية فهؤلاء لا يعلمون ان الجيش جسم واحد وعسكرييه كافة يدينون بالولاء للوطن وحده . ايها العسكريون، ان وطنكم مقبل على استحقاقات دستورية تمثل محطة مهمة في مسيرة الحياة اللبنانية واني على ثقة تامة بان جيشكم سيكون الضامن الاساسي لاجرائها وسيثبت مرة جديدة انه الحارس الامين للاستقرار ولقيم الديموقراطية والحرية والعدالة التي ينعم بها لبنان تماما كما اثبت ولا يزال انه القدوة للمؤسسات في التزام القانون والحفاظ على وحدة الدولة. في الذكرى السابعة والستين لتأسيس الجيش، احييكم في اي موقع كنتم واحيي من خلالكم شعب لبنان الابي فكونوا الى جانبه في السراء والضراء حماته الاشداء وقلبه النابض بالكرامة والعنفوان".

 

الراعي استقبل سفير قبرص ووفدا من موارنة ابرشيتها: عودتهم إلى قراهم همنا الدائم مع مطرانها وسلطات قبرص وتركيا

 وطنية - 30/7/2012 إستقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، السفير القبرصي هومر فافروماتيس، في جلسة متابعة للقضايا المتعلقة بشؤون موارنة قبرص، فضلا عن عرض للاوضاع الاقليمية. ثم انضم الى اللقاء وفد من موارنة أبرشية قبرص برئاسة المطران يوسف سويف، الذي ألقى كلمة شكر فيها البطريرك باسم موارنة قبرص على "كل الجهود التي يقوم بها من أجل حل قضاياهم وعودتهم الى قراهم التي تهجروا منها". وأكد المطران سويف أن "الكنيسة المارونية تأتي كل سنة من قبرص لتجدد هذا الحج الروحي، وتواصل عبر هذه الزيارة التقليد العريق الذي يعود إلى أكثر من ألف ومئتي عام، وأن غبطة البطريرك هو أب هذه الكنيسة، والتاريخ يذكر هذا التواصل الروحي الكنسي بين موارنة قبرص والبطريرك في جبل لبنان".

وقال: "هؤلاء الشباب، جوقة الأبرشية التي تحمل اسم: "نغم الشباب" The Melody of the youth، جاؤوا لنيل البركة وتجديد إيمانهم بالرب مع الأسقف وأهلم ورعاياهم. وأن هؤلاء الشباب سيعودون في أيلول ليستقبلوا مع غبطتكم قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر في ختام هذه المسيرة المجمعية لأجل الشرق الأوسط، بتقديم الإرشاد الرسولي حول الكنيسة في الشرق الأوسط: "شركة وشهادة" والتي تلتقي وشعارك "شركة ومحبة".

الراعي

ورد البطريرك الراعي بكلمة ترحيب وشكر جاء فيها: "يسرني جدا سيادة مطران قبرص وسعادة السفير أن نستقبل الرعية القبرصية الممثلة بالجوقة وأهلها في بكركي. أود أن أهنئ سيادتكم على هذه المبادرة للقيام بزيارة وطننا الأم، حيث تنبع الروحانية المارونية والثقافة اللبنانية. لبنان هو الوطن الروحي للموارنة، ولأن الموارنة حفروا تاريخهم في الأرض اللبنانية، هنا مقر البطريركية المارونية، هنا القديسون، ومن هنا بدأنا تاريخنا منذ مار مارون إلى يومنا الحاضر. كل الزيارات للبنان، تعني العودة إلى الجذور، وتحديدا للتشبع من جديد من روحانيتنا وتقاليدنا المارونية، والتي تحافظون عليها في قبرص".

واضاف: "أود أن أشكركم سيادة المطران يوسف سويف على كلمتكم، والتي تنقل وتصف لنا الشوق والحنين في قلوب شبابنا وشاباتنا الى لبنان. وأود أن أشكر أيضا سعادة السفير وزوجته، ونحن في لقاء دائم مع سعادته، ونعتبر أنفسنا في لقاء دائم مع رعايانا في قبرص. وأود أن أنقل اليه باسكم جميعا إحترامنا وتقديرنا لكل ما يقوم به، أكان من أجل الجزيرة أو من أجل الموارنة. وأود أيضا أن أشكر السيد مارينوس على اهتمامه الكبير من أجل عودة المهجرين إلى بلداتهم. نحن ندرك جيدا الخسارة التي تكبدتموها وما زلتم، لكونكم تنتمون في الأصل إلى أرض لبنان، ولكني أطمئنكم أن قضية عودة الموارنة إلى قراهم هي همنا الدائم مع سيادة المطران وسعادة السفير والسلطات القبرصية والتركية أيضا. ولكننا نتمنى أن تكون هذه العودة متدرجة وعلى مراحل. وأشكر أيضا جوقتنا المارونية، لغنائهم الجميل وللأمل الذي يعطونه للبنان مع الثقافة والجمال التراثي القبرصي".

في السابع عشر من تموز، كان عيد القديسة مارينا، كنا في الوادي المقدس، وقد استذكرنا آيا مارينا في قبرص، وصلينا كثيرا من أجلكم. وكونوا على ثقة تامة بأن زيارتي لقبرص هي دوما مترسخة في قلبي".

وفي ختام اللقاء، قدمت الجالية المارونية في قبرص الى البطريرك هدايا رمزية، وأنشدت جوقة الابرشية ترانيم واناشيد تراثية لبنانية وقبرصية وباللكنة القبرصية.

 

ريفي زار ميرزا وقدم له درعا تكريمية

 وطنية - 30/7/2012 زار المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي قبل ظهر اليوم، مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا في مكتبه بقصر العدل في بيروت، لمناسبة قرب انتهاء ولايته واحالته على التقاعد. وأشاد بالتعاون والتنسيق المميزين بين مؤسسة قوى الامن الداخلي والنيابة العامة التمييزية في عهد القاضي ميرزا، الامر الذي سينعكس ايجابا على العلاقة الثنائية بين قوى الامن الداخلي والقضاء اللبناني في المراحل اللاحقة.

من جهته، ثمن القاضي ميرزا للواء ريفي هذه اللفتة واشاد بالجهود التي تبذلها مؤسسة قوى الامن الداخلي والانجازات التي حققتها على الصعد كافة.

وللمناسبة، قدم اللواء ريفي للقاضي ميرزا درعا تكريمية عربون وفاء تقديرا لعطاءاته.

 

قهوجي استقبل الاحدب ووفدا من "مؤسسة الشيخ حلاوي" وعرض ووزير الدفاع الايطالي العلاقات الثنائية جيشي البلدين

 وطنية - 30/7/2012 استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، وزير الدفاع الايطالي الاميرال جيامباولو دي باولو على رأس وفد مرافق، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين وسبل تطويرها على مختلف الصعد، بالاضافة الى مهمة الوحدة الايطالية العاملة ضمن قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان.

وتوجه العماد قهوجي بالشكر الى السلطات الايطالية "على مساعداتها المتكررة للمؤسسة العسكرية". واكد اكد الاميرال دي باولو رغبة بلاده "في مواصلة تعزيز قدرات الجيش اللبناني".

واستقبل العماد قهوجي وفدا من "مؤسسة الشيخ ابو حسن عارف حلاوي"، ثم النائب السابق مصباح الاحدب.

 

 الراعي جال في رعايا بترونية وازاح الستار عن تمثال مار مارون /حرب: من يؤمن بالدويلة على حساب الدولة يخون وطنه ودولته

 

زهرا: ثمة محاولة لاستدراجي للعودة على طريقة الشهيد تويني والأمر لا تقرره الإستفزازات 

صدر عن مكتب عضو كتلة "القوّات اللبنانيّة" النائب انطوان زهرا البيان الآتي: نشرت صحيفة السفير. في زاوية "عيون"، خبر يتعلق بأسباب مغادرتي لبنان في المرحلة الراهنة، يهمني ان اوضح للرأي العام ان الاسباب التي وردت في الخبر عارية عن الصحة جملة وتفصيلا وان من يعرف معنى الانتماء الى حزب القوات اللبنانية عندي، المستمر منذ تاسيسها، يفهم ان الرأي الشخصي لا يعود له اي اهمية عند اخذ القرار في المؤسسات القواتية انطلاقا من قناعاتي والتزامي بالديمقراطية ونتائجها.  ولذلك لا يمكن ان يفهم من الخبر الا انه محاولة استدراجي للعودة الى لبنان على نحو ما رأينا مع الشهيد جبران تويني، وهذه العودة لا تقررها استفزازات من هذا النحو بل تقديري الشخصي للوضع بالتشاور مع قيادة حزب "القوات اللبنانيّة" على اعلى المستويات. في الختام فان ما ينسف الخبر من اساسه هو انني انتقلت مع بداية التهديدات الامنية واقمت في معراب، والفارق الوحيد في سفري الى الخارج هو انضمام عائلتي الي، لا اكثر ولا اقل.

 

رومني يدعم إسرائيل إذا استخدمت القوة لضرب إيران ومستشار لأوباما يطلع نتنياهو على خطة لهجوم محتمل ضد طهران

القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |

ذكرت صحيفة «هآرتس»، امس، أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي توم دونيلون عرض أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة أميركية لهجوم محتمل ضد إيران، فيما ناقش المرشح عن الحزب «الجمهوري» الأميركي للانتخابات الرئاسية ميت رومني خلال زيارته للدولة العبرية مع نتنياهو والرئيس شمعون بيريس وسياسيين من المعارضة التطورات الاقليمية وعملية السلام.

واوضحت (وكالات)، إن «دونيلون عرض الخطة العسكرية أمام نتنياهو في سياق محاولة لإقناع إسرائيل بعدم القيام بعملية عسكرية أحادية الجانب ضد المنشآت النووية الإيرانية».

ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى إن دونيلون أعطى نتنياهو عرضا مفصلا حول خطة الهجوم الأميركية خلال زيارته لإسرائيل قبل أسبوعين». وأضاف المسؤول أن «نتنياهو استضاف دونيلون على مأدبة عشاء دامت 3 ساعات وكان جزء من اللقاء انفراديا بين نتنياهو ودونيلون فقط بينما الجزء الآخر من اللقاء تم بمشاركة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور».

وتابعت الصحيفة أن «محادثات دونيلون في إسرائيل كانت الأكثر أهمية وحساسية بين المحادثات التي أجراها مسؤولون أميركيون في إسرائيل قبل أسبوعين بينها محادثات أجرتها القيادة الإسرائيلية مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونائبها وليام بيرنز». وأضافت أن المحادثات بين دونيلون و نتنياهو تركزت على البرنامج النووي الإيراني. وتابعت أن دونيلون أوضح لنتنياهو أن وزارة الدفاع الأميركية تنفذ التخطيط اللازم استعدادا لاحتمال ان تكون هناك حاجة لشن عملية عسكرية أميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية».

لكن موظفا أميركيا رفيع المستوى آخر قال للصحيفة إنه «استنادا إلى المعلومات الاستخبارية التي في حوزتنا فإننا نعتقد أنه ما زال هناك وقت للديبلوماسية ولم يحن الوقت لعملية عسكرية ضد إيران».

في المقابل، قال دان سينور، مساعد رومني في شأن الامن القومي، امس، ان الاخير «سيدعم اسرائيل اذا قررت استخدام القوة العسكرية لمنع ايران من تطوير سلاح نووي».

واكد للصحافيين في القدس: «اذا اضطرت اسرائيل لاتخاذ تحرك من جانبها لمنع ايران من تطوير تلك القدرة فسيحترم الحاكم (رومني) ذلك القرار».

من ناحيته، حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق أهارون زئيفي، امس، من هجوم إسرائيلي ضد إيران لأن من شأن ذلك أن يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل أكبر وقد يساعد الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في الحكم. وقال لإذاعة الجيش إن «المنطقة كلها في حالة غليان ومن شأن عملية عسكرية متسرعة جدا أن تساعد الأسد، حليف طهران، على البقاء في الحكم».

من جانبه، شدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليل اول من امس، على ان الفلسطينيين سينجحون في منح دولة فلسطين وضع «عضو غير كامل العضوية» حين يتوجهون الى الامم المتحدة للمرة الثانية. وقال في كلمة القاها في جنين خلال جولة قام بها: «ذهبنا إلى الأمم المتحدة لنحصل على دولة في المرة الأولى ولم ننجح، ولكننا حتما بإذن الله سننجح في المرة الثانية». واضاف: «اننا شعب يستحق الدولة ولدينا كل مقوماتها، فلدينا العقول ولا ينقصنا سوى زوال الاحتلال عن ارضنا الى غير رجعة».

وزار عباس خلال جولته عددا من المقار الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية واعطى توجيهاته لقادة الأجهزة الأمنية «لمواصلة الجهود لتوفير الأمن للمواطنين». وترأس اجتماعا لقادة الأجهزة الأمنية في مقر قيادة الأمن الوطني في جنين. ميدانيا، اعلنت ناطقة عسكرية اسرائيلية ان صاروخين اضافيين اطلقا، ليل اول من امس، من قطاع غزة، ما يرفع الى 5 عدد الصواريخ التي سقطت في جنوب اسرائيل خلال الساعات الماضية من دون ان تحدث اصابات. واوضحت ان «صاروخين اطلقا من قطاع غزة سقطا مساء السبت في منطقة اشكول ولم يسفرا عن اصابات او اضرار».

وكانت 3 صواريخ سقطت في وقت سابق في منطقة غير مأهولة في ضواحي مدينة سديروت من دون تسجيل اصابات او اضرار. وانفجرت عبوة ناسفة، امس، قرب دورية إسرائيلية كانت تمر قرب السياج الأمني شرق القطاع.

 

رغم النفي الرسمي.. وزير إسرائيلي يكشف عن خطة أميركية طارئة للهجوم على إيران/أنباء عن قيام دونيلون بعرضها على نتنياهو قبل أسبوعين

تل أبيب: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي نفت فيه مصادر حكومية في تل أبيب تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل خطة طارئة لهجوم عسكري أميركي على إيران في حال فشل الخيار الدبلوماسي، خرج وزير المواصلات، حيان كاتس، المقرب جدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصريح يقول فيه إن «الولايات المتحدة أعدت بالفعل خطة عمل عسكري لضرب إيران إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك».

ورفض كاتس أن يؤكد أو أن ينفي نبأ حصول إسرائيل على تفاصيل هذه الخطة، لكنه أكد أن «إسرائيل والولايات المتحدة لن تسلما بحصول إيران على السلاح النووي». وفي واشنطن، رفض الناطق بلسان البيت الأبيض التطرق إلى طبيعة اللقاء بين نتنياهو وتوم دونيلون مساعد الرئيس الأميركي باراك أوباما ومستشار الأمن القومي الأميركي. وكانت صحيفة «هآرتس»، قد خرجت أمس بعنوان صارخ تقول فيه إن مستشار الأمن القومي الأميركي الذي قام قبل أسبوعين بزيارة سرية لإسرائيل لم يعلن عنها إلا بعد انتهائها، عرض على رئيس الوزراء نتنياهو، خطة أميركية طارئة لمهاجمة إيران إذا أخفق المسار الدبلوماسي للتعامل مع أزمة البرنامج النووي الإيراني. وقالت الصحيفة إن دونيلون استعرض الخطة الأميركية المحتملة لضرب إيران في حال فشل الحل الدبلوماسي. ونقلت الصحيفة عن موظف أميركي رفيع المستوى، قوله إن دونيلون قدم عرضا مفصلا للخطة خلال جلسة خاصة مع نتنياهو امتدت إلى ثلاث ساعات، شارك في قسم منها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط يعقوب عامي درور. ووصفت الصحيفة زيارة ومحادثات دونيلون بأنها كانت على درجة عالية من الحساسية والأهمية ضمن سلسلة اللقاءات والمحادثات التي أجراها مسؤولون أميركيون في إسرائيل في الآونة الأخيرة، وضمنها لقاءات مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومع نائبها ويليام بيرنز.

وبحسب الصحيفة، فقد أوضح دونيلون لنتنياهو، أن وزارة الدفاع الأميركية أعدت الخطة العسكرية تحسبا لاضطرارها إلى اللجوء لعملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وبحسب الموظف الأميركي، فقد عرض دونيلون أمام نتنياهو جزءا من هذه الخطط الأميركية، كما استعرض أمامه الوسائل القتالية والقدرات العسكرية المتوفرة للولايات المتحدة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية بما فيها تلك الموجودة تحت الأرض.

ولفتت الصحيفة إلى أن الهدف من خطوة دونيلون تلك إطلاع نتنياهو على استعداد الولايات المتحدة لإمكانية تعثر المفاوضات بين إيران والدول الغربية، واضطرارها إلى اللجوء لوسائل عسكرية، وليس توجيه رسالة إعلامية لتهدئة الرأي العام الإسرائيلي. مع ذلك، أشار موظف أميركي آخر، مطلع على الاتصالات الإسرائيلية - الأميركية إلى أنه بحسب المعلومات المتوفرة لواشنطن، فإنه لا يزال هناك متسع للدبلوماسية، ولم يحن بعد أوان العمل العسكري ضد إيران.

وحسب مصادر سياسية في إسرائيل، فإن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، المقرر أن يزور إسرائيل غدا، يأتي للغرض نفسه، وطلب أن لا تقدم إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران. وسيلتقي بانيتا بعد غد بكل من نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك وكبار مسؤولي الأذرع والأجهزة الأمنية في إسرائيل.

والمعروف أن موضوع ضرب إيران ما زال موضع خلاف شديد في إسرائيل نفسها.. ففي الحكومة الإسرائيلية لا توجد أكثرية لقرار توجيه ضربة، وكذلك في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وقد حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية شاؤول موفاز في لقاء مع القناة الثانية ليلة أول من أمس، من أن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران قد يجر كارثة على إسرائيل. وقال موفاز، الذي شغل في الماضي منصب وزير دفاع ورئيس أركان للجيش: «يتعين علينا أن نطرح سؤالين أساسيين في هذا السياق؛ الأول: هل ستؤدي مثل هذه الضربة إلى تغيير الوضع الاستراتيجي الإيراني وموقف النظام من الملف النووي؟ والجواب هو طبعا لا، والأمر الثاني هو: هل سيقود هجوم عسكري على إيران الآن إلى حرب؟ والجواب: إن هذا الأمر وارد جدا وسوف يحبط أي هجوم مستقبلي على إيران».

وكشف موفاز أنه خلال محادثاته مع نتنياهو وباراك تبين له أن الاثنين لم يتخذا قرارا نهائيا بهذا الخصوص، معتبرا أن هذا الموضوع يشكل امتحانا للاثنين. ومن الواضح أنه في حال انضمام تساحي هنغبي، أحد زعماء حزب كديما الذي انشق في الأسبوع الماضي وانضم إلى الليكود، للحكومة الإسرائيلية فسيربح الاثنان صوتا إضافيا مؤيدا لضرب هذه الخطوة قبل أوانها.

وادعى موفاز أن نتنياهو ووزير المالية يوفال شتاينتس حولا موضوع إيران إلى مادة لطرحها من فوق كل منصة إعلامية وجماهيرية، وسط التلاعب بالأمر واستنفاد الحديث المتكرر عن «الخطر الوجودي الذي يهدد إسرائيل، فإيران لا تشكل خطرا على إسرائيل فقط؛ بل خطرا على العالم بأكمله». واتهم موفاز نتنياهو وشتاينتس بالمتاجرة بأمن إسرائيل وأمن مواطنيها.

 

بانيتا يبدأ جولة في المنطقة اليوم لبحث ملفي إيران وسوريا/وزير الدفاع الأميركي يزور تونس ومصر والأردن وإسرائيل

واشنطن: «الشرق الأوسط»

يبدأ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اليوم جولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبحث المستجدات السياسية والأمنية في المنطقة خاصة ما يتصل بالتطورات في سوريا وإيران. ويزور بانيتا كلا من تونس ومصر قبل أن يتوجه إلى الأردن وإسرائيل حيث سيطغى على محادثاته الملف النووي الإيراني ومخاطر امتداد النزاع السوري إلى المنطقة.

وسيتوجه بانيتا إلى تونس للتعبير عن ترحيبه بالانتقال الديمقراطي «المستقر والسلمي نسبيا» بحسب تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي رفيع المستوى.

وأثناء محادثاته المرتقبة مع الرئيس منصف المرزوقي ورئيس الوزراء حمادي الجبالي ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، يعتزم الوزير الأميركي «رسم خارطة طريق للعلاقة العسكرية المقبلة»، خصوصا بغية المساعدة على تحسين القدرات العسكرية التونسية في مجال التخطيط والممارسات الجيدة. وسيكون الوضع الجديد الناشئ عن الثورات والاضطرابات في العالم العربي أيضا في صلب زيارة وزير الدفاع الأميركي إلى مصر حليف الولايات المتحدة منذ أواخر سبعينات القرن الماضي. وسيلتقي بانيتا في مصر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي الذي من المتوقع أن يذكر بالتزام العسكريين بنقل السلطة إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا بحسب المسؤول الأميركي الكبير نفسه. كما سيجتمع بانيتا مع الرئيس المصري المنتخب الجديد محمد مرسي الذي يخوض اختبار قوة مع العسكريين. وقال المصدر نفسه «إنها مسألة تعارف وإصغاء لما سيقوله (مرسي) بخصوص رؤيته للحكم». وفي إسرائيل، من المرتقب أن يبحث وزير الدفاع الأميركي الملفات الساخنة في المنطقة مع نظيره الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة شيمعون بيريس. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية طلب عدم كشف هويته: «بوضوح سنتحدث عن إيران».

ويلوح المسؤولون الإسرائيليون - الذين يعتبرون أن صنع قنبلة نووية إيرانية محتملة يهدد وجود إسرائيل - بانتظام بالتهديد بشن عملية عسكرية وقائية بينما ما زالت واشنطن من جهتها تؤيد فرض عقوبات وسلوك الطريق الدبلوماسي لإقناع طهران على التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. وخلال الأشهر الأخيرة تكثفت اللقاءات بين مسؤولي الدفاع الإسرائيليين والأميركيين. وتندرج هذه الزيارة الجديدة في إطار «استمرارية هذه الاتصالات الوثيقة جدا» على ما أكد مسؤول أميركي كبير آخر. ومن المتوقع أن يبحث بانيتا والمسؤولون الإسرائيليون في النزاع في سوريا، فيما أرسلت الدولة العبرية تعزيزات إلى هضبة الجولان السورية المحتلة وشددت التدابير الأمنية على طول خط الهدنة. وتستفيد إسرائيل الحليف الأساسي للولايات المتحدة كل سنة من ثلاثة مليارات دولار من المساعدة العسكرية الأميركية. وقد تبنت واشنطن للتو قانونا يسمح لها بالحصول على مزيد من الأسلحة والذخيرة الأميركية. وفي الأردن أيضا سيكون ملف الأزمة السورية في صلب اجتماع بانيتا والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. ومن المتوقع أن يبحث بانيتا مع المسؤولين الأردنيين مخاوف عمان من العبء الذي يشكله وجود نحو 140 ألف لاجئ سوري على الأراضي الأردنية، عززت مؤخرا التدابير الأمنية على طول الحدود مع سوريا.

وأفادت مصادر مقربة من الحكومة الأردنية أن «اجتماعات يومية تنظم لبحث إمكانية نشر قوات خاصة (في سوريا) إن لم ينجح النظام السوري في تأمين أسلحته الكيماوية والجرثومية».

 

ضعت نشر شريط عن خطف الأسيرين ضمن الرد على «حملة لبنان»/إسرائيل: «حزب الله» يواجه أزمات تؤثر على صورته

القدس - «الراي/قدرت محافل أمنية وعسكرية إسرائيلية أن توقيت نشر قناة «الميادين» الاخبارية التي تبث من بيروت شريط اختطاف الجنديين الاسرائيليين الداد ريغف واودي غولدفاسر الذي ادى الى حرب العام 2006 ليس صدفة، مشيرة الى ان «حزب الله» حظي بعد حرب لبنان الثانية بعطف تجاوز الحدود في العالم العربي والاسلامي، الا انه اليوم يقف امام ازمات أثرت جدا على صورته، ولذلك هو يريد اعادة تسليط الضوء على تلك الحرب. وحسب التقديرات الإسرائيلية، فان الازمة في سورية، والتأييد غير المتحفظ من جانب الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله للرئيس السوري بشار الاسد، والاشاعات عن ان مقاتلي «حزب الله» يقاتلون الى جانب «الشبيحة» وقوات أمن النظام، أثرت سلبا على صورة «حزب الله»، مضيفة ان تحول المواجهات في سورية الى حرب بين الطائفة السنية والطائفة العلوية وضعت «حزب الله» في موقع ممثل «الشيطان» في لبنان. واوضحت المحافل ان قادة الجيش الاسرائيلي يعتقدون بانه يحتمل ان يكون نشر الشريط هو رد على «حملة لبنان» التي يديرها الجيش الاسرائيلي في الفترة الاخيرة، بقيادة الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي يوآف مردخاي، وتنقل فيها رسائل حادة من كبار رجالات الجيش الاسرائيلي ضد «حزب الله».  وضمن هذه الحملة، قال مسؤول كبير في قيادة الجيش الاسرائيلي قبل ثلاثة اسابيع ان ما تضمنه تقرير غولدستون عن الهجوم الاسرائيلي على غزة قبل سنوات قليلة سيبدو ضعيفا مقارنة مع ما سيفعله الجيش الاسرائيلي بالقرى في لبنان في الحرب التالية.

 

المعلم وصالحي يتهمان دولا خليجية بالوقوف مع إسرائيل في «المؤامرة» ضد سورية

| طهران، عمان - «الراي»/اتهمت طهران ودمشق أمس دولا خليجية بالوقوف مع اسرائيل في ما وصفتاه بالمؤامرة ضد سورية، في الوقت الذي كانت معركة حلب مستمرة وهي معركة وضعها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في خانة «التخطيط الخارجي» ضد سورية. وقال المعلم في مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي في طهران ان «الدول المشاركة في المؤامرة ضد سورية خططت لتفجير مبنى الامن القومي في دمشق وسقط 4 شهداء كبار. وعندما اتصل الدكتور صالحي بي معزيا قال ان ايران تعرضت لهجوم اكبر بتفجير مقر الحزب الجمهوري وخرجت اقوى. وانا اقول ان سورية الآن أقوى. ثم خططت هذه الدول لمعركة دمشق الكبرى فاندحرت في اسبوع ثم انتقلوا الآن الى حلب وسيفشلون». أما صالحي فهدد بان عواقب ما يحصل في سورية ستتجاوز حدودها وحتى حدود المنطقة»، معتبرا ان «التفكير الساذج والمخطئ بانه اذا حدث فراغ في السلطة في سورية فستصل حكومة أخرى ببساطة الى السلطة في اعتقادي ليس سوى حلم». وقال الوزيران ان دولا خليجية تشارك مع اسرائيل في «المؤامرة» ضد التي وصفها المعلم بأنها «كونية». وتزامنت زيارة المعلم الى طهران مع استمرار الاشتباكات في محيط احياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة، واكد الجيش السوري الحر انه تمكن من صد الهجوم الذي يشنه الجيش النظامي على المدينة وكبده خسائر كبيرة. وفي الوقت نفسه شهدت محافظة درعا المحاذية للحدود مع الاردن تصعيدا مفاجئا ادى الى موجة نزوح باتجاه المملكة (الأردنية). وسقط 22 جريحا بنيران القوات النظامية السورية اثناء محاولتهم العبور الى الاردن، وافادت تقارير ان اجمالي من عبروا امس بلغ 4 الاف شخص وهو رقم كبير ليوم واحد. وافتتح الاردن اول مخيم رسمي للاجئين السوريين يتسع لخمسة الاف لاجئ على ان يتم افتتاح مزيد من المخيمات لاحقا لايواء اللاجئين الذين بلغ عددهم 145 الفا ويتوقع ان يتزايدوا مع تفاقم النزاع في سورية.

 

هل سيجر التصعيد الغربي في سوريا لعدوان اسرائيلي على حزب الله؟

توقف مسؤولون في صحيفة "النهار" عند اللهجة  الجديدة "العسكرية" التي استعملتها روسيا ضد المعارضة السورية، بإعلانها أنها سترد في شكل حاسم على أي هجوم يشنّه مسلحون تابعون أو مؤيدون لها على  قاعدة طرطوس البحرية التي كشفت هيئة أركان القوات المسلحة الروسية أنها عبارة عن مركز للتأمين المادي والتقني للأساطيل الروسية. ولاحظوا أنها "المرة الاولى في الأزمة السورية الدامية والمتصاعدة،  ُيسجّل فيها تهديد عسكري صادر عن هيئة  أركان القوات المسلحة الروسية، بعد تلويح "الجيش السوري الحر" باحتمال الهجوم على قاعدة طرطوس البحرية". وفي رأي المسؤولين ان "المراد من هذا الايضاح هو توجيه رسالة الى الولايات المتحدة والمعارضة السورية، فحواها ان روسيا لا تحشد السفن في الميناء من أجل غرض عسكري يتصل بالمواجهات العسكرية مع قوات النظام ، إنما لهدف لوجيستي وتدريبي"، معتبرين ان "ما يقلق ايضا هو احتمال المواجهة الاقليمية لأنها ستجر الى عدوان اسرائيلي على كل ما له صلة بـ"حزب الله" من مسؤولين سياسيين وعسكريين  ومخازن  أسلحة"، لافتين الى انه "يعود توقع وصول الاشتباكات الى لبنان الى ان حاملتي الطائرات الاميركيتين ربما ارسلتا لاطلاق المواجهة او لتأمين المد اللوجيستي الى اسرائيل التي تتولى الهجوم على المنشآت النووية الايرانية وفي الاحتمال الآخر، ستبادر تل أبيب الى مهاجمة مواقع الحزب في جنوب لبنان". ولفت هؤلاء المسؤولين التلوّن في الموقف الروسي الذي يقوده بنمط قياسي وزير الخارجية سيرغي لافروف منذ بدء الأزمة، والذي حذّر القيادة السورية التي تدعمها بلاده من أن أي هجوم على حلب سيؤدي الى وقوع "مأساة" أقله بالحجم وبالاستعدادات المتخذة، كما وصلت أخبارها الى موسكو"، مضيفين ان "آخر ما أدهشهم في تصريحات لافروف قوله أن بلاده لم تبرم اتفاقاً لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء ولا تفكر حتى في القيام بذلك". واستغربوا "موقف لافروف مما يجري في سوريا، ووصفوه بأنه "متصلب" ضد أي طرح دولي للحل، وأنه أقنع بلاده بأنها يجب أن تكون ضد أي  قرار يتخذ في مجلس الامن يمكن أن يؤدي الى تدخل عسكري لوقف العنف وتأمين الانتقال السياسي تحسباً لاحتمال إضعاف موقع بلاده في سوريا".

 

طلع الحق على الضابط

افادت محطة الـ"lbc" نقلا عن مصادر وزارية، ان وزير الداخلية مروان شربل وقع عقوبة بحق أحد ضباط قوى الأمن بعد أن "نيّم" الأخير في جاروره طلبات الأجهزة الامنية استلام الداتا لأكثر من خمسة أيام ما مكّن فريق 14 آذار من الاستفادة من الوقت ليشن حملاته. وتابعت المصادر:" لا بد من طرق ابواب وزارة الداخلية ووزارات اخرى لمعرفة فصول جديدة من قصة داتا الاتصالات".

 

أمين الجميّل في دائرة الخطر

اعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانيّة" الرئيس أمين الجميّل ان اي لقاء مع امين عام "حزب الله" حسن نصرالله غير مطروح في الوقت الحاضر، مشيراً إلى أنه منفتح لأي مبادرة في هذا الاطار لكنه لا يرى ان الظروف ناضجة لعقد مثل هذا اللقاء. وأضاف: "أنا شخصيا في دائرة الخطر بناء لمعلومات تبلغها من القوى الامنية اللبنانية"، مستغرباً كيف يُطلب من فريق سياسي المشاركة في حوار من دون تقديم الحد الادنى المطلوب من الحكومة لانجاح هذا الحوار. الجميّل، وفي مقابلة مع "قناة العالم" - الإيرانيّة، أشار إلى أن حياة القيادات اللبنانية هي باهمية الحفاظ على القانون الذي هو لخدمة الانسان وعلى الحكومة ان تعطي الاولوية لحماية مواطنيها، مؤكداً أن المطلوب من الحكومة ان تساعد في كشف الحقيقة وعدم تلبية هذا الطلب هو تآمر او نوع من تواطأ او تغطية لهؤلاء المجرمين. وأضاف: "أنا متمسك بالحوار، والحزب سيكون اول المتعاطين ايجاباً معه في حال تجاوبت الحكومة لدرء الأخطار ولمطالب محقة وضرورية". وفي إطار رده على امكان اقامة اي تحالف انتخابي مع "التيار الوطني الحر" خلال الانتخابات القادمة، قال الجميّل: "ان اي تحالف انتخابي مشروط بالخط الوطني الذي ارتضاه حزب "الكتائب" لأن تحالفات الحزب الانتخابية هي من اجل تثبيت حق سياسي وخيارات وليس مجرد تحالف ظرفي يقوم لاغراض ذاتية"، معتبراً في هذا الاطار ان الحزب كفريق سياسي سيذهب الى مجلس النواب مع حلفائه لمقاربة موضوع قانون الانتخاب وفي ضوء هذه المشاورات سيتحدد الموقف حول شكل القانون.

وعن سوريا، لفت الجميّل إلى وجود ما ":يقلقنا فتداخل المجتمعين والشعبين سيجعل ما يحصل في سوريا يؤثر على لبنان وبوادره ظهرت على الحدود الشمالية"، متخوفاً من الكم الكبير من النازحين القادم الى لبنان "هناك فريق يعارض وآخر يوالي فاذا اختلط الحابل بالنابل نخشى ان يؤدي ذلك الى بلبلة في الشوارع ومصادمات نحن بغنى عنها". واضاف: "إن ما يحصل في سوريا هو شأن سوري والشعب السوري ناضج وبامكانه ان يتحمل مسؤولياته واي تورط للبنان في ما يجري في سوريا لا يقدم ولا يؤخر للثورة السورية بل على العكس له انعكاسات يمكن ان تكون خطيرة على لبنان"، لافتا الى ان الوضع في لبنان هش وصحته غير مكتملة حتى نتورط بمشاكل غيرنا. وإذ اعاد الجميّل تأكيد رؤيته لجهة التمسك بالحياد الايجابي، اشار الى ان الأوان آن "لنقنع الاخوة في سوريا بألا تتعاطى اي دولة بشؤون الاخرى"، مشيرا الى ان لبنان يريد علاقات ندية وان لا نتدخل بشؤون بعضنا بعضاً، اياً كان النظام في سوريا. وأضاف: "نريد ان نؤسس لتعاطي جديد يقوم على قاعدة ان لا تتعاطى اي دولة بشؤون دولة اخرى، وان لا يتدخل اي طرف في لبنان بشؤون سوريا الداخلية وعلى من في سوريا ان لا يتدخل بشؤون لبنان".

 

عبر القنوات الديبلوماسية أحمدي نجاد يدعو خادم الحرمين وملك البحرين إلى حضور قمة «عدم الانحياز»

طهران - يو بي اي - وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعوة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لحضور مؤتمر قمة حركة عدم الانحياز الذي سيعقد في طهران، ولكن عبر الوسائل الديبلوماسية وليس على مستوى مساعد وزير. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء ان الدعوتين تم تسليمهما عبر الطرق الديبلوماسية الى الملكين السعودي والبحريني. وكان من المقرر ان يقوم مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان بتسليم الدعوة الى خادم الحرمين الشريفين، لكن تم إلغاء زيارة عبد اللهيان الى جدة بعد تنفيذ السعودية حكم الإعدام بحق عدد من المواطنين الايرانيين المقيمين في السعودية. كذلك تم إلغاء سفر مساعد وزير الخارجية الى البحرين. يذكر ان مؤتمر قمة حركة عدم الانحياز سيعقد في طهران خلال الفترة من 26 وحتى31 أغسطس المقبل. ويتوجب على إيران كونها الدولة الراعية للمؤتمر أن توجّه الدعوات الى جميع الدول الأعضاء. من جهة أخرى نقلت «مهر» عن السفير الإيراني في الدوحة عبد الله سهرابي أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيزور إيران للمشاركة في القمة.

 

ميقاتي يتبنّى موقف المعارضة بالدعوة الى "حكومة استثنائية"

شارل جبور/الجمهورية

لا يمكن المرور مرور الكرام على موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأول من نوعه، والذي اعتبر فيه "اننا في حاجة، في هذه المرحلة بالذات، إلى حكومة استثنائية. فليسمونها ما يشاؤون. حكومة وحدة وطنية أو حكومة حيادية أو حكومة عمل أو إنقاذ. المهم أن تكون جامعة، وأنا لن أكون حجر عثرة أمام تشكيل مثل هذه الحكومة".

ولم يكتف ميقاتي بهذا القدر، بل ربط الحاجة إلى حكومة استثنائية بالتغييرات الشاملة التي تشهدها المنطقة برمّتها. وبالتالي، فإنّ أهمية موقف رئيس الحكومة تكمن في الآتي:

أولا، انه صادر عن ميقاتي نفسه الذي شكل منذ توَلّيه رئاسة هذه الحكومة غطاء لـ"حزب الله"، هذا الغطاء الذي تحول إلى عبء كبير مع اقتراب انهيار صديقه الأسد.

ثانيا، موقف ميقاتي يشكل إقرارا من قبله بأن عمر حكومته انتهى، لجهة أنها لم تعد تعبّر عن اللحظة السياسية التي يمر بها لبنان والمنطقة، حيث أن منطق الغلبة سقط إلى غير رجعة، فضلاً عن كونها لا تعكس التوازنات السياسية في البلد الذي هو بأمسّ الحاجة لحكومة تظللها كل القوى السياسية بغية توفير مظلة أمان في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة.

ثالثا، موقف رئيس الحكومة يشجع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط ليحذوا حذوه، خصوصا أن الرجلين ليسا بعيدين عن موقفه، فالأول يعبّر في مجالسه عن قناعته بضرورة قيام حكومة جديدة، ومواقفه الأخيرة من رسالة الاحتجاج على الاختراقات السورية إلى رفض غلبة السلاح تظهر مدى اختلافه مع توجهات المكوّن الرئيسي للحكومة الميقاتية، أمّا الزعيم الدرزي فينتظر تحديد موعد له مع الملك السعودي، علماً أنّ ما بعد هذا الموعد لن يكون كما قبله، فضلاً عن أن تأييده خطوة 14 آذار مقاطعة الجلسة الحوارية السابقة ربطاً برفض الحكومة تسليم الداتا شكل إشارة أولية لناحية استعداده الانسحاب من الحكومة أيضا، هذه الحكومة التي اعتبر أن الظروف التي أتت بها ما زالت قائمة، في إشارة طبعا إلى النظام السوري.

رابعا، موقف ميقاتي يؤدي إلى إرباك "حزب الله" وحشره، فرئيس الحكومة لم يلوّح بالاستقالة "قرفاً" من ممارسات التكتل العوني المدعوم من الحزب والذي ينعكس شللاً على العمل الحكومي، إنما أكد أن طبيعة المرحلة تقتضي تغييرا حكوميا، بمعنى عدم رغبته أو استعداده الاستمرار في قواعد اللعبة نفسها بعد أن طرأت تبدلات جوهرية عليها.

خامسا، موقف رئيس الحكومة يساهم في فتح النقاش على مصراعيه في تشكيل "حكومة استثنائية"، خصوصا أن هذا الموقف ليس صادرا عن قوى 14 آذار التي عبّرت مرارا عن رغبتها في قيام هذا النوع من الحكومات في ظل المرحلة الانتقالية التي تجتازها البلاد، بل صادر عمّن يتولى رئاسة هذه الحكومة بالذات، الأمر الذي سيضعه بشكل مضمر أو معلن في مواجهة مع "حزب الله".

لا يعني موقف ميقاتي أن الرجل سيقدم استقالته غداً ويطيح الحكومة، فهو غير مستعد، على غرار سليمان وجنبلاط، أن يتحمّل مسؤولية إطاحتها، وبالتالي موقفه يندرج في إطار تهيئة ظروف ومناخات رحيل هذه الحكومة من جهة، وجسّ النبض وإطلاق إشارات أولية في هذا الاتجاه من جهة أخرى.

يدرك ميقاتي أن مصير حكومته آيل إلى السقوط الحتمي ربطاً بالتطورات السورية، وإذا كان لا يريد أن يتحمّل وحده "دم الحكومة"، فهو بالمقابل أراد استباق التطورات وتسجيل موقف متقدم يضيفه إلى مواقفه من تمويل المحكمة الدولية والتمسّك بصلاحيات رئاسة الحكومة ومواجهة المحاولات العونية تهميشه وتظليله بعض الرموز السنية في الإدارة غير المحسوبة عليه والتصرّف وكأنه المدافع الأول عن مصالح السنة، وكل ذلك في محاولة للتغطية على الخطيئة الأصلية المتمثلة بقبوله رئاسة الحكومة على يد "حزب الله"، أو لتعزيز رصيده المحلي والعربي والدولي إفساحا في المجال أمام أدوار لاحقة يمكن أن يتولّاها.

 

إنجاز مزدوج لسليمان و«14 آذار» بتسلُّم الأجهزة الأمنية «داتا» الاتصالات كاملة/لبنان المصاب بـ «رهبة» ارتداد الزلزال السوري عليه يراوح بين «أكثر من توتر وأقلّ من حرب»

| بيروت - «الراي»/عكست مجموعة التطورات التي شهدها لبنان في الايام الاخيرة وسط توقُّع مجموعة تطورات اخرى مرتقبة هذا الاسبوع، المدى الفائق الحساسية لميزان القوى الذي يحكم الوضع الداخلي فيه ويجعله عرضة باستمرار لحالة مضطربة لا ترقى الى انزلاق نحو الحرب ولكنها لا تضمن استقراراً ثابتاً. وتقول اوساط واسعة الاطلاع في هذا السياق لـ «الراي» ان السرعة التي تمكن بها الجيش اللبناني من ضبط الاشتباكات التي شهدتها مدينة طرابلس في نهاية الاسبوع اظهرت مؤشرين جديدين، تَمثّل الاول بتطوير جهوزية الجيش وقدرته على ضبط «البؤرة» الامنية المفتوحة في طرابلس من جهة، فيما تَمثل الثاني بصمود القرار السياسي الواضح للقوى السياسية بعدم تغطية اي انزلاق جديد نحو التفجير. وهما عاملان يُعتدّ بهما ما دامت طرابلس ترمز بالدرجة الاولى الى المكان الذي تحتقن فيه عوامل انعكاس الازمة السورية على لبنان.

ومع ان هذا التطور لا يكفي لوحده لاشاعة عامل امان حيال التطورات المرتقبة في المدى القريب، فان الاوساط نفسها تعتقد ان رهبة الازمة السورية باتت اكبر من اي عامل داخلي كان يُخشى سابقاً ان يشكل فتيل اشتعال وتفجير في لبنان، وهي رهبة يبدو انها اصابت جميع القوى اللبنانية على اختلاف مواقعها في ظل ادراكها فداحة الكلفة التي سيتكبدها اللبنانيون في حال ملاقاة الازمة السورية ونقلها الى لبنان.

وتضيف الاوساط الواسعة الاطلاع ان ثمة عاملاً آخر لا يقلّ رمزية عن العامل الاول ويتعلق بتسهيل الحل لمسألة «داتا الاتصالات» على خلفية محاولات الاغتيال التي حصلت اخيراً لقيادات في 14 آذار. فمع ان المناخ الامني لهذه الناحية يثير مخاوف عميقة من ناحية عودة شبح الاغتيالات، جاءت الخطوة المتعلقة بالافراج عن «الداتا» كاملة مع الـ imsi وتسليمها الى الاجهزة الامنية في اليومين الاخيرين بمثابة انجاز لقوى 14 آذار التي كانت علقت مشاركتها في الحوار على تحقيق هذا المطلب مع مطلب آخر يتعلق بموقف «حزب الله» من الاستراتيجية الدفاعية.

وتقول الاوساط ان هذه الخطوة تعكس في بُعدها الاخر غلَبة موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتمكُّنه بالتوافق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبدفعٍ آخر من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من فرض آلية ملزمة بتسليم «الداتا» الى الاجهزة الامنية عن مرحلة الأشهر الخمسة السابقة ولشهرين مقبلين. وهو امر اكتسب رمزية مهمة في تقوية موقع سليمان واضطرار قوى في 8 آذار (لا سيما تيار العماد ميشال عون و«حزب الله») كانت ترفض تسليم «الداتا» كاملة الى الاجهزة الى الرضوخ علماً ان قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» وصفت هذا التطور بانه «تحايُل على القانون». وقد عكس هذا «التسليم» بوجوب الافراج عن حركات الاتصالات الخلوية (من دون مضمونها) ان احدا لم يعد في امكانه توفير غطاء ضمني او مباشر لحجب «الداتا» وتحمُّل مسؤولية اي محاولة اغتيال او حادث اغتيال محتمل بعدما تعرّض له النائب بطرس حرب وقبله رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وتلفت الاوساط عينها الى ان هذين النموذجين يعنيان ان العامل الامني وهاجس الحفاظ على الاستقرار ولو بحدوده الدنيا، لا يزالان يشكلان خطاً احمر لا يتجاوزه اي فريق لبناني. ومع ان ثمة مخاوف متعاظمة من ان يرتدّ الزلزال السوري على لبنان بالدرجة الاولى، فان هذه الفرضية، على واقعيتها، لا تبدو حتمية.

وتشير الاوساط الى ان الاسبوع الجاري سيشهد مجموعة اختبارات ومحطات، منها جلسة مجلس الوزراء اليوم الاثنين لاقرار مشروع قانون الانتخاب ومناسبة الاحتفال بعيد الجيش الاربعاء، سيكون من شأنها الاضاءة اكثر على المناخ السياسي الداخلي. ومع ان الاوساط نفسها تلفت الى تعثر كبير ومتعاظم في معالجة الازمات الاجتماعية المتفاقمة في البلاد، فانها تلحظ خطاً بيانياً ولو شديد الهشاشة في سلوك القوى السياسية يحول دون ذهاب مجمل الوضع الداخلي الى مراحل متقدمة من التأزم، وهو خط يحظى بدعم خارجي واضح سواء على المستوى الغربي او العربي اقله من زاوية مصلحة المجتمع الدولي في منع تفجير لبنان وتفويت الفرصة على النظام السوري في تحويله ورقة تخدمه في لحظة مواجهة المصير القاتم الذي يحدق به.

ولعلّ ما استوقف الدوائر المراقبة في هذا السياق، محاولة تفكيك «لغم» صيدا المتمثل في اعتصام امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير بعدما أفرز اصطفافاً سنياً ـ سنياً داخل المدينة كادت ان تنزلق معه الى توترات خطيرة على خلفية مَن مع ومَن ضد استمرار تحرك الاسير الذي ينصب خيماً منذ أكثر من شهر على المدخل الشمالي لعاصمة الجنوب ملوحاً بتوسيع رقعة اعتصامه لتشمل البولفار الغربي اي الطريق البحرية الامر الذي يعني عزل الجنوب عن بقية المناطق اللبنانية. فغداة التحرك «النادر» للنائبة بهية الحريري في اتجاه خصومها بعد الخطوات على الارض لجماعة حليفة لـ «حزب الله» (التنظيم الشعبي الناصري) في صيدا احتجاجاً على اعتصام الاسير ضد ما يعتبره «هيمنة سلاح «حزب الله»، أفضى الاجتماع الموسع الذي عُقد امس الاحد لفاعليات صيدا الى تعليق الاضراب الذي كان مقرراً اليوم الاثنين للمطالبة بإنهاء تحرك امام مسجد بلال بن رباح نظرًا للأضرار الاقتصاديّة التي تلحق بتجّار المدينة وأهلها، ما عكس استمرار الرهان على نجاح الاتصالات التي يشارك فيها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل في سحب فتيل الاسير بعدما اوحى اليومان الماضيان بان الاخير بات «معزولاً» سياسياً وسنياً.

وكان لافتاً ان تعليق الاضراب، رغم انه جاء بعد خلافات بين المجتمعين، اعقب موقفاً للنائبة الحريري التي كانت زارت السبت رئيس الجمهورية، قالت فيه «ان من يتخذ من صيدا وأهلها أوراق ضغط لِما لا طاقةَ لهم عليه وليس بمقدورهم تحقيقه إنما يضع صيدا وأهلها في ظروف بالغة الصعوبة والضيق»، مضيفة: «نطالب الحكومة بالقيام بواجباتها وبمسؤولياتها تجاه حفظ الأمن والاستقرار مع حرصنا الشديد على سلامة الجميع واستقرار الجميع لأن ما من رابح من العنف أيا كان شكله وإن القضايا المطروحة هي مسألة وطنية رفيعة تعالج بالحوار وعلى أعلى المستويات، وإن من نمثل ملتزمون بهذه القضايا في إطار الحوار». وأكدت «اننا جميعا نشعر بالمسؤولية الكبرى تجاه وحدة الأسرة الصيداوية وسلامتها واستقرارها لتبقى كما كانت قلب الجنوب المحب والمنفتح والآمن لكل ساكنيها ولكل عابريها، بعدما تخلت الحكومة عن مسؤولياتها تجاه المدينة وأهلها».

 

جريح لبناني بقصف سوري على البقيعة وإصابة 3 نازحين بالألغام

بيروت - «الراي»: جُرح لبناني في منطقة البقيعة في وادي خالد نتيجة القذائف التي طاولت ليل السبت - الاحد المناطق الحدودية المحاذية للنهر الكبير في عكار ومصدرها الجانب السوري.

وقد طاول القصف اضافة الى بلدة البقيعة، منطقة الدبابية الشرقية وخراج بلدة النورا، وادى الى حركة نزوح في صفوف الاهالي. وفي سياق متصل، اصيب ثلاثة نازحين سوريين بجروح بالغة بسبب انفجار الغام، ونقلوا الى مستشفيات المنطقة.

 

معلومات "الأطلسي" تؤكد امتلاك "حزب الله" أسلحة كيميائية/مناورات إسرائيلية على مجسمات لضاحية بيروت الجنوبية

حميد غريافي/السياسة

يناور المئات من ضباط وجنود لواء غولاني العسكري بأسلحتهم ومعداتهم المتطورة في منطقة في سفح جبل الشيخ الغربي, بنيت فيها نماذج حية لشوارع وزواريب ضاحية بيروت الجنوبية ومتفرعاتها, استنادا الى صور التقطتها اقمار التجسس الصناعية الاسرائيلية والاميركية والاوروبية الحليفة, خلال الاشهر العشرة الماضية التي اعقبت تدشين الامين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله مشروع الانتهاء من اعادة اعمار جزء كبير من الضاحية الجنوبية, كانت طائرات اسرائيل وصواريخها وقنابها فائقة فاعلية التدمير سوتها بالارض, وحولت تلك المنطقة السكنية الى ركام.

وقالت أوساط أمنية في "حلف شمال الأطلسي" في بروكسل ل¯"السياسة" إن الخبراء الغربيين العسكريين الذين دعوا الى حضور افتتاح مناورات لواء غولاني شمالي - شرق اسرائيل في مطلع هذا الاسبوع "اكدوا في تقاريرهم الى دولهم ان الجيش الاسرائيلي وحكومته على ما يبدو مصممان على شن حرب قريبة جدا على لبنان وربما على المناطق الجنوبية من الجولان السوري المحتل لتدمير مخازن الأسلحة الكيميائية والصاروخية التي نقلها نظام بشار الاسد, الى قرب حدوده مع اسرائيل لإبعادها عن متناول ايدي الثوار, وذلك بعدما اتخذ قرار اسرائيلي شبه نهائي بمهاجمة البرنامج الايراني قبل نهاية هذا العام, استنادا الى معلومات اكيدة تتحدث عن امتلاك النظام الإيراني اول قنابله النووية في نوفمبر او ديسمبر المقبلين, او في ابعد تقدير قبل نهاية فبراير من العام المقبل".

وكشفت أوساط "حلف شمال الاطلسي" الامنية ل¯ "السياسة", ان "التقارير الاسرائيلية والاوروبية وبعض المعلومات العربية تؤكد أن "حزب الله" يمتلك مخزونا من الأسلحة الكيميائية حصل عليه من إيران وسورية واحدى الجمهوريات السوفياتية الاسلامية السابقة, منذ حوالي ثلاث سنوات, وان تبجحات حسن نصر الله واعتداده الكبير بقوته خلال خطاباته في تلك الفترة, والزعم بأنه سيرسل صواريخ المدمرة الى مابعد .. مابعد تل ابيب, وان قواته جاهزة "لاحتلال الجليل الاعلى" ومستوطناته وطرد حوالي مليون مواطن يهودي الى الداخل العبري, أتت كونه يمتلك الاسلحة الكيميائية, ويمني النفس بوعود ائمة طهران المتطرفين بتسليمه اسلحة دمار شامل اشد خطورة".

واكدت الاوساط ان استخبارات القوات الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان, والعاملة على امتداد الحدود مع اسرائيل "تمتلك اشارات من جهات شيعية وعسكرية لبنانية استخبارية حول امكانية وجود مخازن كيميائية لحزب الله في خارج عدد من البلدان اللبنانية القريبة من الخط الازرق الفاصل".

ونسبت الاوساط "الاطلسية" الى تقريرها الاخيرة من اسرائيل ولبنان وسورية والاردن, تركيزها على "وجود عصابات حزب الله على امتداد الاراضي اللبنانية جنوبا وشمالا ووسطا في حالة تأهب لامتكلاها معلومات تؤكد في المقابل, تأهب الجيش الاسرائيلي على طول حدوده مع لبنان ومعظم حدوده مع سورية, فيما اضطرت قيادات حسن نصر الله وأجهزة امنة الى نشر أكثر من ألفي عنصر حول مخيمات لبنان الفلسطينية في بيروت والجنوب والشمال والبقاع, يمكن رفع عددهم الى خمسة آلاف في اقل من 4 ايام, في محاولة غير منطقية لمنع حوالي 100 الف مقاتل فلسطيني في المخيمات الاربعة عشر المنتشرة في البلاد من الانضمام الى اي جهة تحارب "حزب الله" مستقبلا بعدما كشفت قياداته عن وجهها في دعم قوات بشار الاسد ضد فلسطينيي سورية, والمباشرة في تدمير مخيمي اليرموك وفلسطين في ضواحي دمشق, ومحاصرة مخيمات اخرى والتنكيل بسكانها, بعدما خرج قادة الفصائل الفلسطينية الذين كانوا يقيمون في دمشق منذ حوالي ثلاثة عقود من الزمن الى دول اخرى عربية وخليجية هربا من التنكيل بهم واغتيالهم او اعتقالهم". وأشارت التقارير "الاطلسية" إلى ان "الغضب يبلغ الان ذروته في قطاع غزة ورام الله حيث قيادتا حركة حماس والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير, مما يرتكبه نظام البعث السوري بحق لاجئيهما في سورية, خصوصا بعدما انضم حوالي الفي عنصر من عصابات "حزب الله" والحرس الثوري الايراني الى قوات الاسد في مهاجمة المخيمات الفلسطينية, وان التعليمات الواردة من القطاع ورام الله الى فلسطيني مخيمات لبنان باتت واضحة بالنسبة لوجوب استعدادهم لصد محاولات استباقية من حزب الله لاحتلال بعضها واعتقال وقتل قادتها".

 

قتيلان و4 جرحى في إشكال بين عائلتي شاهين وزهرا في باب التبانة

 ذكرت الوكالة "الوطنية للاعلام" أن "قتيلَين وأربعة جرحى سقطوا في إشكال فردي في باب التبانة، بين أفراد من عائلتَي شعبان وزهرا". وقد نُقل الجرحى إلى المستشفى الإسلامي في طرابلس، في حين حضرت على الفور عناصر من قوى الأمن الداخلي والجيش وعملت على تطويق الحادث.

لجنة بكركي تضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون الانتخاب: يراعي صحة التمثيل ويؤمن العدالة في الحياة السياسية

 ألين فرح /النهار

  ناقشت لجنة بكركي في اجتماعات طويلة أفكاراً عدة خلاصتها مشروعان لقانون الانتخاب: الأول دوائر صغرى يراوح عدد مقاعدها ما بين 2 و4 مقاعد، أي تقسيم لبنان حوالى خمسين دائرة (لا يتعدى عدد نواب كل قضاء اثنين أو ثلاثة أو أربعة نواب في حالات قليلة)، والثاني يعتمد النسبية في دوائر متوسطة (الأرجح 15 دائرة كما ورد في مشروع وزير الداخلية السابق زياد بارود) وتضم كل دائرة ما بين ثمانية وعشرة نواب وقد يصل الى 15 في بعض الدوائر مع صوت تفضيلي واحد، علماً ان مشروع قانون الانتخاب قيد التداول امام مجلس الوزراء الاثنين.

وفق أعضاء اللجنة، فإن المشروع الاول الذي يعتمد النظام الاكثري في دوائر صغرى ما بين 2 و4 مقاعد يحسّن التمثيل المسيحي ليصل الى حدود 56 مقعداً. اما المشروع الثاني، فيحسّن التمثيل المسيحي ليصل الى حدود 51 مقعداً من اصل 64 تنتخب بتأثير مباشر للصوت المسيحي.

وعلى رغم تكتم أعضاء اللجنة، تشير المعلومات المتوافرة الى ان اللجنة في صدد وضع اللمسات الاخيرة على المشروعين لرفعهما الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بعد ان يراجع كل فريق سياسي قيادته. وعلمت "النهار" انه بعد اجتماع واحد يعقد الاربعاء المقبل، او بعد اجتماعين على ابعد تقدير، سترفع اللجنة تقريرها النهائي الى البطريرك الماروني ويتضمن المشروعين، علماً ان بعض اعضاء اللجنة يفضلون ترجيح احد المشروعين في التقرير النهائيٍ. وأصبح معلوما ان "التيار الوطني الحرّ" وتيار "المرده" يفضلان النسبية، بينما يميل حزبا "القوات اللبنانية" والكتائب الى الدوائر الصغرى، الا ان الجميع متفاهمون بين بعضهم، ويسيرون في أحد المشروعين.

تمثيل عادل

ماذا يحقق المشروعان للمسيحيين؟ في الاساس، ينطلق الممثلون في اللجنة من رغبة الجميع في مراعاة صحة التمثيل عموماً والمعيار الطائفي، ان المشروعين يؤمنان التمثيل المسيحي بالحد المقبول. ويرى احد الاعضاء ان مشروع الدوائر الصغرى يحقق صحة التمثيل لأنه يؤمن 56 نائباً بأصوات المسيحيين، وفي الوقت نفسه تكون هذه الدوائر موزعة في شكل يراعي صحة التمثيل لكل المكونات اللبنانية ليس للمسيحيين وحدهم. "اذاً نحن لم نبحث في مراعاة المسيحيين وحدهم، بل في تمثيل عادل لكل المكونات ويعكس تماماً صحة التمثيل للجميع. وهذه الناحية الاهم، لذا راعينا ان يكون المشروع متوازناً في صحة التمثيل". اما مشروع النسبية فيقول آخر انه مفيد على المستوى الوطني عموماً، بمعنى انه افضل للحياة السياسية ويأخذ البلاد في الاتجاه الصحيح وبالتالي تصبح الحياة السياسية افضل واكثر عصرية ويؤمن العدالة والديموقراطية والحياة الحزبية الصحيحة والسليمة".

ويؤكد الجميع ان القرار الذي سيتخذ في أحد هذين المشروعين سيتم السير فيه.

مجلس الوزراء والقانون

في الاثناء، يناقش مجلس الوزراء غدا الاثنين قانون الانتخاب، علماً ان المجلس بدأ بمناقشة المشروع الذي رفعته وزارة الداخلية في ثلاث جلسات آخرها كان في كانون الاول 2011 وانقطع مذذاك عن المناقشة. وثمة خشية لدى بعض المعنيين بالشأن الانتخابي من تسوية ما. ووفق بعض المعلومات ان التسوية تشمل، اضافة الى الانفاق المالي والتعيينات، مسألة قانون الانتخاب، ومن المتوقع ان "ترحّل" الحكومة المشروع الى مجلس النواب من اجل "تفكيكه"، وان يكتفي وزراء النائب وليد جنبلاط بمبدأ التحفظ عن النسبية، فيسلك المشروع طريقه الى مجلس النواب، حيث الاكثريات المناهضة للنسبية كفيلة بإسقاطه. علماً ان الحكومة قد تضطر الى عقد جلسة الثلثاء المقبل اذا لم ينته النقاش في القانون يوم الاثنين.

مع ذلك، تؤكد مصادر اعضاء اللجنة انه اذا لم تقر الحكومة قانون انتخاب جديد وأبقت قانون الستين المجحف، فسيعمد اعضاء اللجنة الى رفع مشروعهم الذي يشارف الانتهاء الى مجلس النواب.

 

السلاح أسقط هيبة الدولة وحوّلها شبه دولة متى كان الموظّفون يتظاهرون ويُضربون ضدّها؟

اميل خوري/النهار

 من أسقط هيبة الدولة بحيث بات الموظفون فيها خلافا للقانون يُضربون ويتظاهرون ضدها؟

الواقع ان ما اسقط هيبة الدولة فسقطت معها هيبة كل المؤسسات هو الدولة نفسها يوم تراخت في تطبيق القانون على الجميع بل طبقته على فئة لبنانية مستضعفة ولم تجرؤ على تطبيقه على فئة اخرى خوفا لأنها اقوى منها، فاستسلمت للواقع. ويوم لم تستجب المطالب المحقة الا تحت ضغط الشارع واصبح وزراء يحتجون في الشارع مع قرارات وافقوا عليها.

ولقد بدأت هيبة الدولة تسقط منذ أن عجزت عن التصدي لأحداث 7 ايار ومحاسبة من قاموا بها تطبيقا لقرارات صدرت عن مجلس الوزراء. وما كان على الحكومة ان تصدرها ما دامت عاجزة عن تنفيذها. وازدادت هيبة الدولة سقوطا عندما جبنت ولم تتصد لكل تظاهرة تتجاوز الحدود والقانون ولكل اعتصام يحتل الاملاك العامة والخاصة ويلحق الضرر بمصالح الوطن والناس. وبعد ذلك انتقلت عدوى الاعتصام الى اي مكان يختاره المعتصمون، فكان اعتصام جماعة الشيخ الاسير في صيدا بعد اعتصامات في طرابلس. كما انها لم تتصد لكل مخل بالامن مهما علا شأنه ومقامه لتجعله عبرة لسواه. وعندما ظهر لكل "متعنتر" عليها ان "حيطها واطئ" قفز فوقه ومد رجليه... وعندما يصبح للموظفين المياومين وغير المياومين الجرأة على الدولة فيحتلون المكاتب ويعطلون مصالح الناس، فلا عجب ان حذا حذوهم آخرون. لكن لسقوط هيبة الدولة اسبابا واسبابا منها قبل كل شيء آخر وجد سلاح خارج الدولة اقوى من سلاحها تهابه ولا يهابها، وقد بدأ سقوط هذه الهيبة منذ ان كان هذا السلاح في ايدي الفلسطينيين ثم ايدي الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، واخيرا ليس آخرا عندما اصبح في يد "حزب الله". وعندما استعادت الدولة هيبتها مع دخول القوات السورية الى لبنان، إنها لم تكن هيبة ذاتية بل مستعارة، ولا كان الامن امنها الذاتي بل كان مستعارا ايضا وعندما خرجت هذه القوات خرجت معها هيبة الدولة اللبنانية وامنها الثابت، ولم نتوصل بعد ذلك الى تحقيق وفاق وطني حقيقي وشامل يعيد الهيبة الذاتية للدولة ومعها الامن الذاتي. وهكذا كان في لبنان شبه دولة لا هيبة لها ولا سلطة ولا مؤسسات تعمل بانتظام، وذلك منذ ان حمل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان السلاح بحجة تحرير فلسطين ليس من داخل اراضيهم بل من داخل اراضي لبنان، فكانت النتيجة ان اسرائيل احتلت الجنوب ولا تزال تحتل جزءا منه فأعطى استمرار احتلاله "حزب الله" ذريعة لحمل السلاح بهدف تحرير هذا الجزء بالقوة بعدما تبين له ان لا تحرير بالمفاوضات السلمية ولا بقرارات مجلس الامن ومنها القرار 1701 الاخير الذي لم ينفذ حتى ان انسحاب اسرائيل من قرية الغجر لم يتم لاسباب شتى ولا من مزارع شبعا بسبب النزاع على ملكيتها بين لبنان وسوريا، ورفض سوريا تسليم المستندات المطلوبة التي تثبت ملكية لبنان لهذه المزارع الا بعد ان تنسحب اسرائيل منها...

لذلك لن تقوم دولة قوية قادرة وعادلة في لبنان الا عندما تصبح وحدها الدولة ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها، فأي رئيس للجمهورية لن يتوصل الى اقامة هذه الدولة في ظل الوضع الشاذ الراهن وسوف يبقى شبه رئيس على شبه دولة...

في الماضي قال الرئيس الياس سركيس: "ان الامن قبل الرغيف والوفاق بين اللبنانيين يساوي قوة مئة الف جندي"، لأنه كان يعيش وسط غابة من سلاح الميليشيات. والرئيس فؤاد شهاب كان يقول: "ان قوة السلطة هي بهيبتها قبل ان تكون بقواتها المسلحة"، والرئيس سليمان فرنجيه كان يدعو الناس لشدة ثقته بهيبة الدولة الى ان "يناموا وابواب بيوتهم مفتوحة".

الحقيقة ان ثقة الناس بالدولة تأتي بها الهيبة بحيث تجعل حتى الشرطي البلدي له هيبته ودخول دركي واحد الى قرية يكفي لحفظ الامن، والكوّى يهاب البدلة الرسمية وهو يكويها فكيف مع لابسها؟

لقد عمد العميد الراحل ريمون اده الى انشاء ما سمي بـ"الفرقة 16" بلباس مميز كي يعيد الى قوى الامن الداخلي هيبة فقدتها في احداث 1958 وعندما نجح كوزير للداخلية لم ينسب هذا النجاح الى نفسه بل الى الدولة المتعاونة معه بكل مؤسساتها وخصوصا الرئيس شهاب وعندما كان كمال جنبلاط وزيرا للداخلية اعطى الدولة هيبة واعطته الدولة بمؤسساتها كل التعاون، فوضع خطة سير للتظاهرات ممنوع على المتظاهرين تجاوزها، وعندما بلغه مرة ان تظاهرة تشق طريقها في اتجاه ساحة البرج خلافا لخط سيرها، ذهب بنفسه الى مكان التظاهرة ونزل من سيارته، واكتفى باعطاء اشارة بسبابته ومن دون اي كلمة، فمشى المتظاهرون فورا في اتجاه اشارته... فأين نحن اليوم من الامس؟

 

تفاهم كنيسة مار مخايل "يجتاز" قطوع كهرباء مار مخايل والتحالف باق/أبو زينب وآلان عون: تفاهمنا ثابت على القضايا

عباس الصباغ/النهار

عونيون يرفعون رايات “حزب الله” خلال الانتخابات النيابية عام 2009. (أرشيف)عونيون يرفعون رايات “حزب الله” خلال الانتخابات النيابية عام 2009. (أرشيف) يقلل "حزب الله"  أهمية الحديث الدائر عن تعديل او تغيير في "ورقة التفاهم" مع "التيار الوطني الحر". فالحزب الذي يكتفي باطلالات امينه العام السيد حسن نصرالله وبعض قادته في مناسبات وطنية واجتماعية ودينية لتناول الاوضاع السياسية عملاً بقرار الامتناع عن التصريح لوسائل الاعلام. يكسر هذا المحظور في معرض سؤاله عن مصير التحالف مع العماد ميشال عون. عضو المجلس السياسي في "حزب الله" وأحد واضعي اللبنات الاولى لعلاقة الحزب مع القوى المسيحية غالب ابو زينب يكرر دعوته المتحدثين عن ورقة التفاهم الى قراءة بنودها قبل الحكم عليها. ويوضح لـ"النهار" ان "المسألة لا تتعلق باعادة النظر في المبادئ العامة التي نصت عليها الوثيقة فعندما نتحدث عن بناء الدولة ومحاربة الفساد كيف يمكن الحزب ان يعدل في هذه البنود؟ اما المسائل الاخرى التي تتعلق بالتفاصيل وآليات العمل تحتاج الى مزيد من الاتصال وهذا بديهي ومطلوب، ليس في هذه المرحلة فحسب او خلال ازمة طارئة  وانما في المراحل

كافة". اما القيادي في "التيار الوطني الحر" النائب الان عون فيرى ان المسألة لا تكمن في مضمون ورقة التفاهم لأن "الاتفاق كان على مواضيع اساسية  بين الطرفين، ومنها العلاقات مع سوريا والسلاح الفلسطيني والاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة وغيرها من القضايا التي كان لكل طرف نظرته اليها. لذلك كانت ورقة التفاهم للقاء على نقاط مشتركة لطالما شكلت تباعداً بين تيارين سياسيين لهما وزنهما على الساحة المحلية". ولا يرى عون ما يستدعي التعديل او التغيير في بنود ورقة التفاهم في ما يخص تلك المواضيع الأساسية ويضيف: "لكن خلال الممارسة وخصوصاً من الحكومتين الأخيرتين تبين ان مشروع السلطة أحدث تباعداً في قضايا عدة وهذا كان من اسباب عدم نجاحنا كفريق واحد في الأكثرية، وبالتالي يجب التوقف امام هذه المعطيات لان المقاربات مختلفة الى قضايا عدة، وليست مشكلة المياومين الا احدى هذه المقاربات وان كنا في صدد انهاء ذيولها. في الخلاصة عندما نختلف في مقاربة امور سياسية داخلية يتطلب الامر اعادة النظرفي بعض المسائل، خصوصاً اننا حلفاء ويجب الا يكون بيننا تباين كالذي شهدناه في المرحلة الاخيرة".

"كنيسة مار مخايل و كهرباء مار مخايل"

مساء ذلك الاثنين بعد 24 ساعة على "غزوة الأشرفية" والتعرض لكنائس في التباريس، كانت كنيسة اخرى تحتضن لقاءاً فريداً، فعلى المقلب الآخر من جغرافيا العاصمة بيروت أعلن "تفاهم" حمل في طياته الكثير من المتغيرات ليس المكان والزمان الا بعض دلالاته. في صالون كنيسة مار مخايل – الشياح جلس رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون الى جانب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، خلفهما كانت الرايتان الصفراء والبرتقالية، وبين أيديهما وثيقة تفاهما على بنودها فكانت "ورقة التفاهم" في 6 شباط

2006. ظل التفاهم تحالفاً واضحاً في اكثر من محطة مفصلية تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005. والاختبار الأول كان بعد شهرين من توقيعه تحديداً في 10 ايار عام 2006 عندما التقى جمهور "حزب الله" جمهور حليفه الجديد "التيار الوطني الحر" ليشكلا مع حلفائهما احدى اضخم التظاهرات النقابية في لبنان تحت عنوان رفض التعاقد الوظيفي (قدر وزير الداخلية بالوكالة آنذاك احمد فتفت عدد المتظاهرين بربع مليون)، بعد ذلك بشهر كادت حلقة في برنامج "بس مات وطن" ان تودي بـ"التفاهم" اذ اعتبر جمهور المقاومة "السكيتش" مسيئاً الى سيده ما دفع الاخير الى توجيه نداء لاخلاء الشوارع بعد ان وصلت التظاهرات الغاضبة الى مناطق نفوذ حليفه العوني. اما الامتحان الحقيقي لـ"ورقة التفاهم" فكان خلال حرب تموز حيث ترجمت بعض البنود المكتوبة وغير المكتوبة بدءاً  بتوفير العماد عون غطاءاً مسيحياً للمقاومة، وايضاً الاحتضان اللافت لجمهورها في "المناطق البرتقالية"، وما تركه من أثر عميق في وجدان السيد نصرالله دفعه الى ذرف دموع التأثر من التصرف النبيل عند انتهاء مقابلته التلفزيونية مع الاعلامي غسان بن جدو خلال الحرب.

الانتخابات ترجمة للتحالف والحكومة تظهر التباين

لم يتأخر "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في ترجمة تحالفهما فكانت انتخابات نيابية عام 2009 محطة اساسية لتبادل ليس الأصوات وحسب وانما تعميق الثقة بين خصوم الأمس في انتخابات العام 2005.

لكن المفارقة ان ما وحدته السلطة التشريعية أفسدته الشراكة الحكومية، ومن المفارقات ايضاً ان هتافات الاعتصام الطويل في وسط بيروت نهاية العام 2006 والتي ملأت ساحتي الشهداء ورياض الصلح بشعار "اصفر اخضر ليموني بدنا نسقط الحكومة"  كادت ان تكون كاملة الأوصاف  في اسقاط الحكومة، ولكن ليس حكومة الرئيس فؤاد السنيورة انما الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي.

و"التيار الوطني الحر" يأخذ على حلفائه، ولا سيما حركة "امل" و "حزب الله" تركه وحيداً في استحقاقات حكومية عدة ومن النافل التذكير ان "الوزير العوني الهوى واليساري النشأة" شربل نحاس ترك وحيداً في معركة تصحيح الأجور الى درجة ان من لا يفقه في الاقتصاد الا القليل بات ينظِّر على "استاذ" الاقتصاد فشعر نحاس باليتم السياسي، الى ان جاءت لحظة التخلي عنه في "لقاء التجلي" بين الجنرال والأستاذ والذي تخلله عشاء عمل كانت وجبته الرئيسية التخلي عن نحاس. لم تكن معضلة نحاس الوحيدة التي اظهرت تبايناً بين حلفاء "ورقة التفاهم" اذ تكرر الامر مع خطة الوزير جبران باسيل لاصلاح قطاع الكهرباء، الى ان جاءت قضية المياومين فكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فبدا "حزب الله" على الحياد في منازلة الجنرال والأستاذ، وربما اختار الحزب اهون الشرور مفضلاً الحياد الايجابي المتفق عليه ضمناً في وثيقة التفاهم، بمعنى ان الحزب لا يكون طرفاً في اي خلاف بين حليفه في الثنائية الشيعية الرئيس نبيه بري من جهة وبين حليفه في الشراكة الوطنية العماد ميشال عون من جهة، على رغم ان الحزب "تنازل" عن مقعده النيابي في بيروت وكاد ان يكرر الامر في بعبدا من اجل حل معضلة المقاعد النيابية الثلاثة في جزين.

التفاهم والضغوط الداخلية والخارجية

لا يوافق طرفا وثيقة مار مخايل على وضع تفاهمهما في اطار حسابات الربح والخسارة، اي أن كلاً منها لا يحسب ماذا ربح وماذا خسر خلال فترة تحالفهما، لكن الضغوط الداخلية والخارجية التي كان، ولا يزال، يتعرض لها "التيار الوطني الحر" وزعيمه تظهره الطرف الخاسر في هذا التحالف. وعلى رغم ذلك فان ما يجمع "جنرال الرابية" و"سيد المقاومة" من وفاء متبادل يشكل الحاضنة المتينة

للتفاهم.

 

شبيح اسمه عبدالكريم علي: حجز جثث الشهداء في لبنان ويخنق 90 الف نازح سوري

طارق نجم/موقع 14 آذار

اليوم، وقف وليد المعلم الى جانب رديفه الايراني قائلاً: نحن ما نريده ونطلبه من لبنان هو عدم السماح بتسلل ارهابيين عبر حدوده الى سوريا. في الوقت عينه كان مندوبه في لبنان أي ما يمسى السفير السوري علي عبدالكريم علي يمارس سادية بدأها النظام داخل الحدود السورية، وتكفل عبد الكريم علي بالمواظبة عليها داخل حدود لبنان بحق من أفلت من قبضة نظام الأسد. وهنا تطرح عدة تساؤلات حول واجب الحكومة اللبنانية طلب مساعدة المنظمات الأممية في هذا الشأن خصوصاً التي عرضت المساعدة أصلاً ناهيك عن اعتراف الحكومة بوجود الـ90 ألفاً ممن يصنفهم القانون الدولي لاجئين. جوهر الموضوع أنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين الذين مازالوا يأتمرون بأوامر الأسد ونائبه في لبنان عبد الكريم علي، يواصلوا الضغط على اللاجئين لتصويرهم كمجرمين بسبب معارضتهم لنظام بشار الأسد فقط.

وبحسب المسؤول الاعلامي في تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان، أحمد موسى، قال في حديث خاص لموقع 14 آذار الألكتروني "أنّ عدد اللاجئين السوريين في لبنان تجاوز الـ90 ألف لاجىء منذ ما يقارب الشهر من الزمن قبل ان تتوقف الهيئة العليا للإغاثة عن مساعدة الجرحى. الوضع حالياً اقل ما يوصف هو بالمأساوي بالنسبة للشقيّن الطبي والغذائي. لقد توقفت الهيئة العليا للإغاثة عن تقديم المعونات بعد تدخل علني وصريح من جانب سفير النظام السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لدى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي. من جهتنا اطلقنا عدد من نداءات الاغاثة فحواها أننا كتنسيقية لاجئين لا نستطيع أن نعيل هذا العدد الهائل من النازحين وبالتحديد في المجال الطبي والاستشفائي وخاصة الجرحى منهم لتغطية احتياجات هؤلاء". المسألة الأخرى التي يجب الإضاءة عليها بحسب موسى هو ”أنّ بعض بدأ معركة دمشق والهجوم الذي شنته عصابات النظام على أحياء العاصمة، حصل نزوح داخلي كبير واكبه نزوح خارجي قدر بآلاف العائلات وهذا الشيء كان في غاية الخطورة حيث ارتفع العدد خلال يومين من 58 الفاً الى 90 ألف لاجىء."

بموازاة ذلك، تابع موسى "لا بد أن نذكر الضغط الأمني الذي يحيط بالنازحين ويمارس عليهم حيث نشهد توقيفات واعتقالات وتهديد بالترحيل الى سوريا. وعلى سبيل المثال، وصل احد الجرحى بحالة صعبة من قلب سوريا الى مستشفى في صيدا. الجريح استشهد متأثراً بجراحه بعد 3 أيام. وبعد وفاته لم نتمكن من تسلم الجثة بالرغم من تواصلنا مع جهات دولية ومنظمات ضالعة في هذا المجال. عندما تحرينا عن الموضوع وجدنا ان السفير عبد الكريم علي اتصل بالنائب العام بصيدا وطلب منه عدم تسليم الجثة، فتحرك النائب العام وطلب من المستشفى عدم تسليم الجثة. كما أنّ احد الشباب ايضاً الذي اخرج من الأمن العام بالأمس ظل طوال الفترة الماضية تحت تهديد تسليمه لسلطات النظام السوري لولا تدخل هيئات محلية ودولية تواصلت مع قيادة الامن العام لايقاف هذا الأمر. وبعد آخر لقاء بين عبد الكريم وبين الرئيس ميقاتي جرى توقيف ناشطين حقوقييين يعملان في مجال خدمة اللاجئين لاسباب غير معروفة وقد بذلنا العديد من الجهود لاطلاق سراحهم. ومازالت هناك قضية تجديد الاقامة بالنسبة للطلبة الجامعيين الذين اتوا الى لبنان بطريقة شرعية 100% وهؤلاء لا مشكلة أمنية بالنسبة لهم، فهم ما زالوا يعانون من رفض الأمن العام تجديد اقاماتهم على الاراضي اللبنانية بقرار رسمي".

ابو عمر، الناشط بتنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان، نقل لموقعنا أنّ "معاناة السكن تحنق اللاجئين السوريين بسب عدم توفر وارتفاع اسعار المنازل لإيواء هؤلاء اللاجئين وكان يمكن تجاوز هذه المشكلة من خلال مخيمات شبيهة بتلك التي انشأت في تركيا على الحدود، ولك للاسف كان هناك رفض دائم من الحكومة اللبنانية لهذا الموضوع. ومما زاد فداحة الأمر هو عدم الاعتراف بهؤلاء اللاجئين حيث ان السوري لا يمكنه التحرك بسهولة ابداً في لبنا او المرور على الحواجز الأمنية لأنه على علم أن النتيجة هي توقيفه ومن تسفيره لسوريا. ونحن طالما خشينا هذا الأمر واحطتنا له بعد ان كان التجديد يجري كل 6 أشهر". واضاف ابو عمر "المشكلة المأساوية الأخرى هي مشكلة الجرحى الذين باتوا لا يحصلون على المساعدة التي كانوا يتلقوها لدى دخولهم المستشفيات الحكومية بقرار من هيئة الاغاثة وهذه هي مأساة كبرى. كما ان عدد من الجرحى على الحدود اللبنانية السورية لم يدخل لبنان لأن الصليب الأحمر لم ينقلهم الى ميتشقى طرابلي الحكومي، فتفاقمت حالة البعض. وهنا أحمل سفير النظام السوري مسؤولية هذا الوضع من خلال ايعازه للجهات الحكومية اللبنانية بعدم التعاون في هذا المجال بغية التضييق على للاجئين ومن حرمانهم من المتنفس اللبناني وهو السبب الحقيقي لتغيّر الموقف الرسمي اللبناني هو وجود التجاذبات السياسية المعقدة والضغوط التي تمارس على الحكومة. ونلوم هنا الحكومة اللبنانية التي عليها ان تحافظ على نأي حقيق بالنفس وليس التحيز الى جانب النظام ومحاصرة اللاجئين من منطلق إنساني". مدير مؤسسة لايف الحقوقية المعنية بشأن اللاجئين السوريين في لبنان، أوضح لموقعنا ان "الدولة اللبنانية رفضت طلب اي مساعدة أممية في هذا الشأن ورفضت انشاء مخيمات للاجئين السوريين على اراضيها لحصرهم خصوصاً ان صندوق الهيئة العليا للاغاثة مخصص للأزمات المحلية كالفيضانات والزلازل وغيرها. وكان على الدولة اللبنانية أن تضع خطة طوارىء في هذا الشأن وان تتواصل مع الدول المانحة لمساعدة الشعب السوري والتي اعربت عن استعدادها لتقديم المساعدات. الأمر الآخر الي فاقم المشكلة هي عمليات الخطف التي طاولت اللاجئين السوريين من خلال بعض التيارات السياسية المتحالفة مع النظام السوري. كما أن الأجهزة الامنية اللبنانية قامت بتوقيفات بحق اللاجئين السوريين لاسباب عديدة مثل دخولهم بطريقة غير شرعية او لعدم امتلاكهم اوراق رسمية".

ونبّه الحلبي "انه منذ فترة وجيزة برز تغير وتقدم كبير لدى الأمن العام اللبناني الذي بات يختم جوازات السفر للسوريين الذين لم يختموا جوازات سفرهم عند الحدود، وكذلك بات بامكانهم ان يغادروا الاراضي اللبنانية الى أي وجهة يريدونها عبر المطار بشرط موافقة الدولة التي يقصدوها حتى وإن كانوا لا يملكون جوازات سفر سورية. من جهة اخرى، فان عملية تسليم اللاجئين السوريين لا سيما من الناشطين قد توقفت وباتت تتم من خلال توقيع مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم شخصياً وحصرياً".

وعن دور السفير السوري في أزمة اللاجئين السوريين، أوضح الحلبي "أن هذه الأزمة مرشحة للتفاقم طالما ان العمليات العسكرية مستمرة في الداخل وخصوصاً تلك المناطق القريبة لحدود لبنان. السفير السوري لعب أسوأ الأدوار ليس فقط بما يتعلق بالهيئة العليا للاغاثة ولكن كذلك على مستوى التحريض ضد اللاجئين السوريين في لبنان ويصورهم لدى الحكومة وأجهزتها على أنهم ارهابيون وفارين من "عدالة" النظام السوري بالتالي فإنّ أي مساعدة تقدم في هذا الاطار هي مساعدة للارهاب من وجهة نظره لاسيما للجرحى الذي يصنفهم على انهم مقاتلون من المجموعات المسلحة. لا يبدو ان السفير السوري في لبنا قد سمع باي اتفاقيات دولية تعنى بحقوق الانسان واللاجئين حتى تلك التي وقعت عليها الحكومة السورية بطريقة شكلية وهي غير ملتزمة فيها. ما يعنيه هو تشديد الخناق على اللاجئين في لبنان ودفعهم من جديد الى الداخل السوري بغية اعتقالهم وقتلهم تحت التعذيب".

 

وهاب يتهم جنبلاط بالوقوف وراء من أراد اغتياله

المستقبل/رأى رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، أن "رئيس جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ظهر في حديثه الى جريدة "النهار" متوترا، وخلط الامور بشكل غير متوازن وغير دقيق". وأوضح "أنني حتى الآن لم اتهمه بمحاولة اغتيالي، ولكن تصرفاته تشير الى انه يقف وراء الحزبيين، الذين حاولوا تجنيد الشاب راغد عيد، الذي اعترف بكل التفاصيل بالصوت والصورة". وأشار خلال استقباله زوارا في منزله في الجاهلية، الى أنه "لا يتهم الحزب التقدمي الاشتراكي" بمحاولة الاغتيال، وهذا الأمر ينفي مسؤولية الحزب التقدمي عن محاولة الاغتيال، ولكن هناك عنصرا متورطا في تلك العملية، وأصبح الأمر لدى الأجهزة الأمنية، التحقيقات لا زالت مستمرة، لكشف المتورطين في العملية". وشكك بـ"وجود خرق في الحزب التقدمي". وحذر من "وجود أبو هيثم آخر في الحزب الاشتراكي"، مؤيدا "دعوة جنبلاط الى انتظار نتيجة التحقيقات". وأكد أن "سلام وأمن واستقرار الجبل، هو خط أحمر، والتزامه قرارات ومواقف مشايخ الطائفة الدرزية، في ما يتعلق بالقضايا المصيرية في الجبل".

 

أبو ابراهيم" يسمح لـ"ضيوفه" المخطوفين بالتحدث الى الإعلام/عباس: نحن ضحية من رفض الاعتذار الى الشعب السوري

تحرك من جديد ملف المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في سوريا، بعدما انفردت صحيفة "نيويوركر" الاميركية بحديث صحافي مع أحد الخاطفين ويدعى أبو ابراهيم، كشف فيه ان "الخاطفين أرادوا ارسال رسالة الى الشيعة، تدعوهم الى دعم الشعب السوري وليس النظام"، تلاه إعلان أحد المخطوفين "اننا ضحية من رفض الإعتذار من الشعب السوري". وقال "ابو ابراهيم" في حديث الى "نيويوركر": "إننا من خلال الأشخاص الذين نحتجزهم نبعث برسالة إلى الشيعة بأن يدعموا الشعب السوري وليس النظام". وتحدث عن "توجساته من قادة آخرين في المعارضة يحاولون دفع الثورة السورية باتجاه التطرف"، مؤكداً أن موقفه "هو مع الاعتدال والانفتاح السياسي". وطلب المراسل جون لي اندرسن مقابلة الرجال الأحد عشر، فسمح له أبو ابراهيم بمقابلة ثلاثة من "ضيوفه" فقط بحضوره، وهم علي زغيب (54 عاما) وهو مختار في بلدته، وعواد ابراهيم "(46 عاما) من بعلبك ولديه مكتب سفريات، وعلي حسين عباس (29 عاما) من الجنوب وهو خطيب مسجد.

وحين سألهم كيف أصبحوا ضيوف "ابو ابراهيم"، قدم كل واحد منهم شهادة "رنانة" عن "إنسانية مضيفهم وكرمه"، معربين عن الأمل في أن "ينتصر الجيش السوري الحر قريبا على نظام الأسد الشرير". ولدى سؤالهم إن كانوا أعضاء في "حزب الله" هزوا رؤوسهم بالنفي. وقال عواد: "ليس كل الشيعة في لبنان أعضاء في حزب الله". وعندما سُئلوا إن كانوا يريدون العودة الى أهلهم، أومأوا بـ"نعم" حارة، من دون ان يسترسلوا في الكلام. وأعلن أبو ابراهيم في حديث الى قناة "الميادين"، ان "مواقف حزب الله أخرّت الافراج عن المخطوفين"، موضحاً انهم "موجودون في مدينة محررة من الجيش السوري في الاراضي السورية ولم يدخلوا الى الاراضي التركية". واشار الى انه رفض تدخل الجانب التركي في المفاوضات، "فالاتراك لا دخل لهم في هذه القضية".

وفي حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أمل أبو إبراهيم في أن "تصل الأمور الى خواتيمها قريبا في هذه القضية"، مشيراً إلى "أننا من الشعب السوري والموجودون لدينا أكثر من أخوة، هم ضيوف عندنا وان شاء الله يكونون بين أهلهم قريباًَ بعد أن نؤمن لهم الطريق الآمن". اما عباس فأشار الى مرور "ثلاثة أشهر على اختطافنا ولا نعرف ماذا تنتظرون في لبنان، فهناك أناس كان الشعب اللبناني ينظر اليهم على انهم صادقون، ولكن انتم كاذبون وضحيّتم بـ 11 شخصاً لبنانياً". وقال: "نحن ضحية أناس فاشلين يجلسون على الكراسي ومختبئين خلف اشخاص. نحن ضحية من رفض الإعتذار من الشعب السوري"، مشدداً على أن هذا كلام كل المخطوفين وليس كلامه هو فقط.  وقال زغيب: "لدينا عتب ولوم على من أعطانا جنسية لبنانية وكنا نتمنى أن يقوموا بمبادرة بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً الى النواب ولكن للاسف نحن مجرد ارقام توضع على لوحات الاعلانات. هناك مبادرات لا طعم لها وكان عليهم أن يتكلموا مع من يستضيفنا. ولو كانت هناك مفاوضات ناجحة لكنّا تحررنا".

 

"الأحرار" في قلب.. قرار كسروان

ألان سركيس/المستقبل

لكسروان رمزية خاصة عند الأحزاب المسيحيّة، فجميعها تضع نصب أعينها أن يكون لها قاعدة فيها، لتنطلق منها من أجل الوصول إلى "الزعامة" المارونية الخطوة الأهم للتقدم نحو طريق بعبدا.

"الوطنيين الأحرار" حزب قديم كان له موطئ قدم في كسروان، لكن ظروف الحرب اللبنانية، والمعاناة التي مرّ بها الحزب ومناصروه، جعلتهم يتراجعون وينفّذون إنسحاباً تكتيكيّاً في الحضور، إنسحب على باقي الأقضية لأن رئيس الحزب النائب دوري شمعون أراد "حماية الشباب" في عهد الوصاية السوريّة، ورفض كل مغريات السلطة التي عُرضت عليه.

المراقب للمشهد الكسرواني، يعرف أن الإنتخابات في هذا القضاء ستكون حاسمة وطاحنة، حيث تتصارع فيها حيتان القوى السياسيّة والعائليّة، فمن جهة يقود رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب ميشال عون معركته متحالفاً مع بعض العائلات الكسروانيّة، ومن جهة المعارضة، يُشكّل حزب "القوات اللبنانية" القوّة الوازنة في كسروان ويقف الى جانبها النائب السابق منصور غانم البون، وحزب "الكتائب" الذي يجري النقاش حول إسم مرشّحه بين شاكر سلامة والوزير السابق سليم الصايغ، مع احتمال ترشيح سجعان القزي.

ويعمل مفوّض كسروان - الفتوح في حزب "الأحرار" زياد خليفة لأن يكون لحزبه مرشّحاً الى جانب 14 آذار ينافس به لائحة عون، وينكب على إعادة هيكلة الطاقم البشري والاداري في فروع غبالي والصفرا وكفردبيان وطبرجا والعقيبة والصفرا، ويُحضّر لفتح مراكز في حارة صخر وعشقوت والغينة والكفور خلال الاشهر المقبلة، وإفتتاح مفوضية كسروان - الفتوح في حزب "الأحرار" في قلب جونية.

يؤكد خليفة في حديث الى "المستقبل" أن "إعادة هيكلة الحزب تشمل كل بلدات القضاء وتتم على مراحل، وهناك تجديد لبطاقات المحازبين، ونقوم بجولات على القرى لإستقطاب المؤيدين لمواقفنا السياسية والاجتماعية وعملنا التنموي، وهناك محازبون كُثر عادوا الى صفوفنا بعد ان أيّدوا التيار الوطني الحرّ وإكتشفوا زيف سياسة رئيسه، وسيقسم حوالى 800 محازب اليمين الحزبية في آخر الصيف".

بين 14 آذار والعماد عون هناك قوتان أساسيتان لم تتخذا موقفاً بعد من إنتخابات كسروان، فبكركي حتى اللحظة لم تأخذ موقفا نهائياً، رغم محاولتها منذ مدّة السعي إلى تأليف لائحة ائتلافية بين عون والعائلات و14 آذار من دون "القوات اللبنانية" ما أدى الى فشل المحاولة، والوسطيّون المقربون من رئيس الجمهورية لم تُعرف حتى الساعة إتجاهاتهم وتحالفاتهم، والمؤكّد الوحيد أنهم سيخُضون المعركة بعد إعلان الوزير السابق زياد بارود ووسام بارودي أنهما مرشحان في الإنتخابات المقبلة. ويدعو خليفة الى "خوض 14 آذار معركتها بالسياسة ولا ترتكب الأخطاء مثل الإنتخابات الماضية، لأن أهل كسروان مُسيّسون الى أقصى درجة، وإذا خُضنا معركتنا بلائحة موحّدة وبعناوين سياسية كبيرة وواضحة، ستكون إحتمالات الربح كبيرة جداً، ونحنا سنشارك إما بمرشّح أو داعمين للائحة السيادية التي تُمثّل أهل كسروان الذين يؤيدون بشكل عام خط 14 آذار". في انتخابات الـ2009 خاضت 14 آذار معركتها بمرشح كتائبي ومرشح سمّاه حزب "القوات" هو عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس اده والبون وفريد هيكل الخازن والنائب السابق فارس بويز، اما الآن فبويز غير مطروح على اللائحة بعد الأرقام المتدنّية التي حققها في المناطق التي يُفترض ان تكون مركز قوته، والخازن يفرض عليه حزب "القوات" أن يأخذ موقفاً سياسياً واضحاً الى جانب 14 آذار كي يُقبل على اللائحة. وسط هذا الخليط الكسرواني كله، يبقى حزب "الأحرار" ثابتاً على مواقفه السياسية، ويُصرّ على خوض الإنتخابات بنكهة سياسية لا عائلية او خدماتية، وينشط بين الناس في جرد ووسط وساحل كسروان التي تشكّل درب "الأحرار".

 

معركة حلب: سلاح البرّ وسلاح الجوّ

وسام سعادة/المستقبل

معركة حلب لا هي أوسترليتز (1805) ولا واترلو (1815) كي يرتجى منها حسم الصراع بالضربة القاضية لمصلحة أحد "الجيشين"، ولا هي ستالينغراد (1943) أو بيروت (1982) كي يكون معيارها هو الصمود لأطول فترة ممكنة حتى ولو دمّرت كلّ المدينة، في الحالة الأولى، أو دون الإستعداد لتحمّل وزر دمار كل المدينة، في الحالة الثانية. معركة حلب تنتمي بهذا المعنى إلى نوع آخر من المعارك.

هي تنتمي من ناحية إلى السجل البعثيّ الأسديّ الدمويّ الحافل بعملية تدمير المدن على من فيها، دكاً لها بالمدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات، وإذا ما استدعى الأمر بالطيران الحربيّ. وحلب الآن أكبر مدينة يطرق بابها هذا السجل الأسود، وإذا كانت لحياة البشر الأولوية طبعاً، فإنّ لـ"حياة الحجر" في مدينة تختزن تاريخاً حضارياًَ حافلاً مثل حلب أهميّة قصوى أيضاً.

وهي تنتمي من ناحية أخرى إلى سجّل الثورة السوريّة الذي لم يكن معقولاً أبداً أن تبقى ثورة سلمية فحسب، حيال نظام شرس يراهن على استجماع عناصر "شعبيته" كنظام من خلال ممارسته أقصى حالات الإجرام الدمويّ، هذا مع شرعية طرح الإشكال النظريّ دائماً حول طبيعة الإستراتيجيا الكفاحية لمقاتلي الثورة السورية، أي السؤال التقليديّ الذي يحضر عند كل سياق مشابه من الثورات المتطورة إلى حروب أهلية، بين من يرى لزوم اعطاء الأولوية لسيطرة الثوار على المناطق الريفية وشبه الريفية وعلى ضواحي المدن الكبرى وقطع أوصال وخطوط امدادات القوّات المعادية، مع التوغّل بين الفينة والفينة في عمق المدن الكبرى دون المكوث المطوّل فيها، بل السعي الى ترك استقلالية ما لحراك الطبقات الوسطية المدينية سواء المؤيد مباشرة للثورة، أو الضاغط على النظام نفسه بحجّة "تموينية"، وبين من يرى بخلاف ذلك، وجوب اعطاء الأولوية لمشاهد سيطرة الثوار على أحياء أساسية في المدن الكبرى وبلورة حالات "ستالينغرادية" متنقلة من مدينة إلى أخرى، على سبيل الإرهاق المتتابع لقوّات العدوّ. طبعاً، هذا النقاش تبقى له راهنيته النظريّة في كل وقت، وإن كانت تتجاوزه حالياً الأحداث على الصعيد العمليّ: القتال في حلب.

ما بين سجلّ النظام البعثيّ الحافل بتدمير المدن، وسجلّ الثورة السوريّة الذي يتوق الى تحرير المدن، تنبري معركة حلب لتشكّل نقطة تحوّل أساسية في المسار الكفاحيّ التحرّري للشعب السوريّ. ليس بمعنى أنّها معركة يمكن أن يتحدّد في لحظة حاسمة وواضحة منها انتصار استراتيجي فاصل لفريق على آخر، بل لأنّها تطرح تحدياً أساسياً على قوّات النظام: فهذه ستواجه مشكلة حقيقية إذا تبيّن أن مدفعية الدبابات وراجمات الصواريخ وسلاح المشاة لا تكفي لاستعادة المناطق التي بيد الثوار في المدينة، وبالتالي لا بدّ من تدخّل الطيران الحربيّ، ليس بشكل محدود، وإنّما بشكل منهجيّ ومتواصل. إذا اضطرّت قوّات النظام الفئويّ الى هذا في الأيّام أو الأسابيع المقبلة فهذا سيعني فعلاً أنّ بشّار الأسد دخل في ما يمكن تسميته لحظة تهديد "الأمن والسلامة العالميين"، وحتى لو أنّ الموقف الروسيّ سوف يتمادى كلامياً في الهروب إلى الأمام، فإن "اضطرار" النظام البعثيّ للجوء الى الطيران الحربيّ لاستعادة حلب، أي تدميرها على من فيها، سوف تشلّ وبشكل نهائيّ أي تأثير للموقف الروسيّ على مجريات الوضع في سوريا، وسوف تجبر الغرب، بشكل أو بآخر، على التدخّل لتدمير الطيران الحربيّ للنظام البعثيّ، ولن يكون أمام سيرغي لافروف حينها إلا الذبحة القلبية من فرط الصراخ، لأنّ استخدام الطيران الحربيّ السوفياتيّ الصنع في تدمير مدينة مثل حلب، وبعد انتهاء الحرب الباردة، يمثّل مشاغبة حقيقية، لا يمكن للغرب التسامح معها، فضلاً عن أنّها في الظرف الحاليّ، لن تكون نافعة عملياً لإنعاش النظام الدمويّ.

هذا هو أساس التحدّي في المعركة الحلبية: فإذا عجز سلاح البرّ البعثيّ في اقتحام المدينة، فسيضطر الى استخدام المقاتلات الجوية السوفياتية الصنع، وليس فقط المروحيّات، وعندها لكل حادث حديث بكل ما للعبارة من معنى، والاحتمالات شتّى. أمّا إذا وجد النظام نفسه عاجزاً عن اقتحام المدينة بسلاح البرّ، ولم يجازف بالاستخدام المنهجيّ لسلاح الجوّ، فانّه سيتفكّك بشكل متسارع. حلب بهذا المعنى يمكن أن تكون مصيدة حقيقية للنظام، ليس فقط بالمعنى الرائج لعبارة تحويلها إلى "مقبرة من نار للغزاة"، بل بمعنى محدّد تماماً: جرّ النظام إلى استخدام مقاتلاته الجويّة، جرّه إلى تجاوز خطّ أحمر دوليّ. وهنا لا بدّ من الاستطراد بأنّ السبب الأساسيّ لتسهيل عملية التدخّل الأطلسيّ المساند للثورة الليبية لم يكن عدد من قتلهم معمّر القذافي في صفوف الشعب والثوّار، بل لجوؤه الفوريّ إلى استخدام المقاتلات الجوية السوفياتية الصنع. هذا الأمر هو تخطّ حقيقيّ للحسم المحقّق في الحرب الباردة لمصلحة حلف شمال الاطلسيّ، وبما اقتضى فرط حلف وارسو، وحلّ الإتحاد السوفياتيّ.

كان الموقف الروسيّ في الأشهر الماضية واضحاً على الصعيد الميدانيّ: الإستعداد لتغطية أقصى استخدام من جانب النظام السوريّ لسلاح البرّ في مواجهة الثوّار، وعدم القدرة من الأساس على تغطية أي استخدام من جانب هذا النظام لسلاح الجوّ، بالمعنى المنهجيّ، أي المقاتلات الجويّة. هذه المرحلة "اللافروفية" من السياسة الروسيّة توشك على الانتهاء الآن، سواء إذا لم يتمكّن النظام السوريّ من استعادة حلب بسلاح البرّ وحده، أو إذا لجأ إلى استخدام الطائرات السوفياتية الصنع بشكل منهجيّ لدكّ المدينة. إذا ما ارتكب بشّار الأسد مثل هذه المغامرة، فعندها لن يكون الغرب الأطلسيّ محتاراً كيف يتدخّل، ومتى، وبأي غطاء. سيكون عليه تدمير سلاح الجوّ البعثيّ في الحال.

 

حزب الله" متمسك بـ"مظلة الاستقرار"

المستقبل/أشار "حزب الله"، أن "هناك فريقا يقود الانتخابات منذ الآن، على حساب استقرار وأمن الدولة والبلد، من أجل إظهار عجز الفريق الذي تتشكل منه الحكومة"، وأكد ان "هذه الحكومة هي حاجة وطنية وضرورة للبنان لانها لاتزال تشكل المظلة للاستقرار، ونحن متمسكون بها". [ رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله خلال مشاركته في حفل إفطار اقيم في النبطية أمس، أن "الحكومة الحالية تمثل حاجة وطنية للموالين والمعارضين لها على حد سواء، ولذلك نحن متمسكون بها". وسأل "كيف ستكون حال البلد من دون هذه الحكومة؟". وقال: "ما يجري في سوريا هو حرب، وأميركا تعتبر ما يجري فرصة لتصفية الحساب مع سوريا، وهي لن تسمح بإيجاد حل، بل ستغتنم الفرصة لإسقاط هذه الدولة، وهو ما يشكل أيضا فرصة للعدو الصهيوني لتقويضها"، موضحا "أننا لا نريد أن نزج ونورط لبنان في الأزمة السورية، على الرغم من وجود مساع داخلية وخارجية لتوريط لبنان، من خلال تشريع الحدود للمسلحين، وضرب هيبة الدولة والجيش وغيرها". أضاف: "نقول هذه الحكومة هي حاجة وضرورة للبنان، لأنها لا تزال تشكل المظلة للاستقرار العام"، متسائلا "لماذا يثار كل شيء الآن وفي وقت واحد؟ لأن هناك فريقا يقود الانتخابات منذ الآن، على حساب استقرار وأمن الدولة والبلد، ومن أجل إظهار عجز الفريق الذي تتشكل منه الحكومة". [ ولفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق خلال مشاركته في حفل تأبيني أقيم في بلدة خربة سلم، الى ان هناك استدراجا للجيش السوري للقيام بعمليات داخل الأراضي اللبنانية، وأن هناك مشاركة في العدوان على سوريا، تتم بغطاء ودعم ومساندة ومساعدة قوى 14 آذار". ورأى أن "هناك مسلحين سوريين في أكثر من منطقة حدودية، وهذا لا يمكن إنكاره، وهناك عراقيل يضعها فريق 14 آذار أمام الجيش اللبناني الساعي الى ضبط الحدود، وأن هذا الفريق لن يعترف بانتصار المقاومة في تموز 2006، لأنه يشعر بأن هذا الإنتصار هو الذي أسقط مشروعه السياسي، وهو يستهدف سلاح المقاومة لأنه محور الإستمرارية في الحياة السياسية، والمعبر الوحيد لاستجلاب الدعم المالي والسياسي الخارجي، وهو لم يقدم على طاولة الحوار استراتيجية للتحرير والدفاع، تكون بديلة عن استراتيجية المقاومة".

 

نواب بيروت رداً على "تضليل" صحناوي: عنزة ولو طارت

محمد نمر/14 آذار

أطل وزيرالاتصالات نقولا صحناوي عبر مكتبه الاعلامي ليرشق الاتهامات بعشوائية على نواب بيروت، محملهم مسؤولية أي أذى يتعرض له وعائلته، في الوقت الذي لطالما نادى فيه هؤلاء إلى الابتعاد عن بث الحقد والفتنة في الشارع، ويجهدون يومياً للوقوف في وجه من يهدد الاستقرار الأمني ومنطق الدولة، وكأن الوزير صحناوي صرف نظره عن حقيقة من هم يهددون فعلياً نواب بيروت وأهلها، خصوصاً في 7 أيار ونزول أصحاب القمصان السود. بيان مكتب الوزير صحناوي، لا يستحق الرد، لأن مضمونه يخلو من أي مبادىء يمضي عليه التيار الوطني الحر وأنصاره، إلا أنه لا بد من تصويب الرأي العام الذي يحاول صحناوي و"رفاقه" تحويره تلبية لمصالحهم الخاصة. وفي ضوء ذلك، رد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري عبر موقع "14آذار" على ما جاء في بيان مكتب صحناوي، لافتاً إلى أن "وزراء التيار الوطني الحر إما لا يتابعون ما يقوله الآخر وإما "عنزة ولو طارت"، مضيفاً: "أننا (نواب بيروت) تحدثنا عن الدولة ومنطق الدولة ورفضنا منطق الشارع، فاُعتبر أن نواب بيروت يهددون الوزير صحناوي". وذكّر حوري صحناوي "أن حلفاء التيار الوطني الحر هم من هددوا نواب بيروت وأهلها ومؤسساتها وتلفزيوناتها"، مستغرباً :"الحالة العصبية التي لا تستقيم مع وزير يحمل حقيبة وزارية".

وقال: "يتحدث صحناوي عن نقاط قضائية وكأنه لا يعلم ما هي الحصانة النيابية"، معتبراً أن "جوقة صحناوي التي قام بها في كثير من الحالات لا تستحق الرد".

بدوره، رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب سيرج طورسركيسيان أن صحناوي "يحاول مجدداً عبر بعض التصاريح الاستفزازية تحوير الفشل الذريع الذي يتخبط به إن كان في وزارته أو في حكومة أتى فيها مأموراً حتى بتغطية الإجرام". وقال: "نواب بيروت دعوا إلى محاسبة الأداء والتصرف والتضليل والتلطؤ خلف السلاح والقمصان السود"، مضيفاً: "من استخدم هذا الاسلوب لا يستطيع مواجهة وقبول قرار الرأي العام الحاسم في منطقة الأشرفية". وتابع: "سيبقون من دون حصانة نيابية وسيحاسبون في القضاء والشارع على كل هذه التصرفات منها التي يقومون بها في وزارتي الاتصالات والطاقة وأصبحت الملفات جاهزة لهما". وأشار إلى أن "هناك من يحرّض اصحاب السلاح بالاستمرار في الانقلاب على الاستقرار والهروب إلى الأمام بدل أن يسلّموا الأمانة إلى من يستطيعون إنقاذ البلاد"، داعياً إلى "وضع المصالح العليا قبل مصالحهم الخاصة، حتى لا يسببوا في تدهور أوضاع ومصالح الناس ويستخدموا الكيدية السياسية، هؤلاء يهددون من دون جدوى لأن اصحاب العز والكرامة لا يهددون".

ونصح طورسركيسيان نواب ووزراء التيار الوطني الحر أن "يقفلوا الباب على قصورهم، لأن الخجل والاعتذار، والتواضع هو أول باب لقبول الناس لهم، وإلا سيبقون معزولين كما تبين جلياً عندما دعوا أهل الأشرفية إلى التظاهر ولم يأت أحد، ولم يتجرؤوا أن يحضروا شخصياً إلى ساحة ساسين، بل قام أحدهم بتهديد أهل الأشرفية جراء مقاطعتهم بأنه سيتم زيادة ساعات التقنين فيها".

 

حملة بريطانية عنيفة على قيادة "المجلس الوطني" /الأسلحة المستخدمة ضد الشعب السوري توازي 3 قنابل نووية

 حميد غريافي/السياسة

أكد مراقبون عسكريون في "حلف شمال الاطلسي", في العاصمة البلجيكية, أمس, أن كميات القذائف المدفعية والجوية والصاروخية والاسلحة المتوسطة والثقيلة والالغام, ومختلف انواع اسلحة الدمار التي استخدمها نظام بشار الاسد حتى الآن في ارجاء سورية, قد تكون فاعليتها التدميرية, فاقت مفاعيل ثلاث قنابل ذرية بحجم قنبلة هيروشيما التي استخدمها الأميركيون ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية.

ونقل نائب "اطلسي" في البرلمان الاوروبي بستراسبورغ ل¯"السياسة" عن المراقبين العسكريين قولهم ان تكاليف اعادة اعمار وترميم ما دمرته الاسلحة الروسية في مختلف محافظات سورية, وخصوصا في حمص وحماة وادلب ودرعا ودمشق واريافها, تبلغ حتى الان اكثر من احد عشر مليار دولار, فيما التعوضيات عن المتضررين المدنيين واهالي القتلى والجرحى والنازحين توازي ثلثي هذا المبلغ, اي حوالي 8 مليارات. وقدر البرلماني خسائر الجيش السوري من آليات ومدافع وطائرات وذخائر, بما يعادل ثلاثة مليارات دولار حتى الآن, وقد يتضاعف هذا المعدل في حال حصول الثوار و"الجيش السوري الحر" على اسلحة متطورة ضد الدبابات والمدرعات وصواريخ ارض - جو, ضد طائرات الهليكوبتر وضد المطارت العسكرية والمدنية وتدمير العدد الأكبر من الاسطول الجوي التجاري السوري "الخطوط الجوية السورية" ومقاتلات ميغ وسوخوي وانواع اخرى من المقاتلات والقاذفات والمروحيات.

وشن مسؤول سياسي بريطاني في لندن حملة قاسية على "المجلس الوطني السوري" وقيادتيه الراهنة والسابقة برئاستي برهان غليون وعبدالباسط سيدا, لفشلهما في تأمين الحد الادنى من الاسلحة الدفاعية البرية والجوية الى الجيش الحر والمقاتلين, متسائلا ما اذا كانت بعض الدول العربية والاوروبية المتحمسة لإسقاط نظام الأسد بسرعة قبل وقوع كواثر لا تحمد عقباها, والتي اعلنت سرا وعلنا عن نيتها لتسليح المعارضة السورية, لم تفي بالتزاماتها.

وأضاف متساءلا "ماذا فعل المجلس الوطني الذي زادت ميزانيته حتى الان عن عدة ملايين دولار شهريا كي يحصل على الاموال الخليجية والدولية على الاقل لشراء صواريخ ارض- جو من طراز "سام -7" الروسي و"ستنغر" الاميركي المحمولين على الكتف, خصوصا وان امكانية شرائهما متوفرة ببساطة في دول اوروبية وغربية وشرقية وفي دول آسيوية, لمقاومة الجرائم الجوية التي يرتكبها قادة "حزب البعث" واين كميات القذائف المضادة للدروع والدبابات والاليات التي تقتحم شوارع سورية من اقصاها الى اقصاها وتدلك منازلها ومواطنيها وهذه ايضا قذائف متوفرة حتى في الاسواق العربية والاجنبية.

وحض المسؤول البريطاني وهو من حزب المحافظين قادة "الجيش السوري الحر" و"ليس المجلس الوطني السوري الهش والعاجز والمليء بالثقوب والاختراقات", على الاسراع في وضع خطط للتنسيق مع قيادات المخيمات الفلسطينية وخصوصا مخيمي اليرموك وفلسطين في دمشق, التي تتعرض لنفس الوحشية التي تتعرض لها المدن والقرى السورية من جانب العلويين بشكل خاص من أجل توحيد الجهود العسكرية لجذب أعداد كبيرة من المقاتلين الفلسطينيين الذين تواجه عائلاتهم الآن النزوح والتشرد فينضمون الى "الجيش الحر" ويجري تسليحهم وتوزيعهم على المناطق للدفاع عن انفسهم وعن الثورة.

واخذ المسؤول البريطاني على قادة المجلس الوطني, "فشلهم" الذريع في الإبقاء على خيط يشدهم إلى اكراد سورية في شمال البلاد, فأغضبوا ممثلي الاكراد خلال كل الؤتمرات واللقاءات والاجتماعات, ما دفع بهؤلاء الى فتح قنوات اتصال مع نظام الاسد الذي انسحب من مناطقهم وسلمها اليهم, ليشكلوا شوكتين في خاصرة تركيا, وخاصرة العشائر المنتشرة في شمال البلاد, ما ادى الى صدامات مسلحة قرب الحدود العراقية خصوصا على المعابر السورية في البوكمال وغيره على الشريط الفاصل.

واعرب المسؤول ل¯ "السياسة" عن اعتقاده ان عدم اهتمام "المجلس الوطني السوري" بأكراد شمال البلاد سوف يخلق ازمة عويصة وصعبة الحل وطولة الامد بين النظام السوري الجديد الذي سيأتي على انقاض نظام الاسد, كما قد يخلق صدامات مسلحة بين "الجيش السوري الحر" الذي سيشكل نواة الجيش النظامي الجديد وقوات حزب العمال الكردستاني وجناحه السوري الراهن "حزب الاتحاد الديمقراطي" وكذلك قد تضطر تركيا الى غزو خمس محافظات سورية يقول اردوغان انها بين اعدائه الأكراد الان ما سيسبب مشكلات للنظام الجديد مع حاضنته الاساسية تركيا.

 

وزير الداخلية السوري يظهر على التلفزيون الرسمي للمرة الأولى بعد تفجير خلية الأزمة/الشعار: كنا نعمل بكامل طاقاتنا.. والآن سنستنفر الاحتياطي

لندن: «الشرق الأوسط» /عرض التلفزيون السوري صورا ومقابلة مع وزير الداخلية محمد الشعار، في أول ظهور له بعد إصابته خلال الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الأمن القومي في دمشق في 18 يوليو (تموز) الحالي، بحسب ما أعلنته السلطات السورية، التي قالت إن الانفجار وقع أثناء اجتماع عدد من قادة الأجهزة الأمنية والوزراء الذين يشكلون ما يعرف باسم «خلية الأزمة».

وقضى في الانفجار وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء العماد داود عبد الله راجحة، ونائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت، ومعاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني، ورئيس الأمن القومي هشام اختيار. وجرت لهؤلاء مراسم تشييع رسمية عرض التلفزيون السوري صورا لها. بينما ظلت الشائعات تسري حول مصير مسؤولين كبار آخرين قيل إنهم كانوا في اجتماع «خلية الأزمة»؛ وفي مقدمتهم ماهر الأسد، شقيق الرئيس، ووزير الداخلية محمد الشعار. وسرت شائعات عن تعرض وزير الداخلية لإصابات بالغة وبتر ساقيه، إلا أنه ظهر أول من أمس على التلفزيون الرسمي واقفا في مكتبه، مع عرض صور له يتحرك داخل المكتب خلال اجتماع مع أعضاء وزارته. الشعار الذي ظهرت كفه اليمنى بالضمادات، مع وضوح الإعياء والتعب على حركاته، وأشار التلفزيون السوري إلى أن الشعار «ترأس أمس اجتماعا في مقر وزارة الداخلية لمديري إدارات الوزارة». وقال الشعار إنه عاد إلى عمله «بهمة أعلى وجهد أكبر وإصرار أمضى على خدمة الوطن»، متابعا «إننا قبل عملية التفجير الجبانة كنا نعمل بكامل طاقاتنا.. ولكننا الآن سنستنفر ما هو احتياطي في طاقاتنا وسنبذل عشرة أضعاف ما كنا نبذله سابقا لمتابعة فلول هؤلاء الإرهابيين الذين يعبثون بأمن بلدنا». وأكد أن القوات السورية «ستقوم باقتلاع جميع أشكال الإرهاب»، داعيا حاملي السلاح في البلاد إلى «العودة إلى رشدهم، وإدراك أنهم ليسوا إلا وقودا يستثمرهم الآخرون في مخططهم لضرب استقرار بلدهم». وأضاف أن «وجود بعض الثغرات يجب ألا تكون مبررا لأي أحد كي يبيع نفسه إلى خارج الحدود، ونحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن، ليكونوا بنائين فيه بدلا من أن يكونوا مخربين له».

 

ثورة حقيقية.. بالرغم من المجتمع الدولي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«صحيح لا نستطيع أكل الحرية واستخدام الديمقراطية لتشحيم الآلات، ولكن صحيح أيضا أن السجناء السياسيين لا يستطيعون إنارة زنزانات الأنظمة الديكتاتورية».(كورازن آكينو)

من دون الانتقاص من قيمة ما عداها من ثورات «الربيع العربي».. مكتوب على الثورة السورية أن تكون أشرف هذه الثورات وأنقاها وأروعها. إنها ثورة لا شك في أنها نابعة من الشعب، ترويها دماء الشعب، وتضطرم من أجل مستقبل الشعب. لا منة من أحد عليها. لا جهة وصاية. لا صفقات خفية تحت الطاولة، بل إن كانت ثمة صفقات فهي - كما يظهر - تعقد ضدها لا معها. في بعض عواصم القرار السياسي هناك اقتناع بأن هذه الثورة «مؤامرة» مباشرة على نفوذها الإقليمي. وفي عواصم أخرى يتحدث عنها بعض أدعياء الموضوعية والحكمة الزائفة وكأنها جاءت «نوبة إزعاج» حبذا لو تتبدد وتتلاشى. أما في عواصم القوى الإقليمية ذات الصلة المباشرة مع ملفات الشرق الأوسط الشائكة فإنها تأتي تهديدا لـ«تعايش» تآمري مثمر.. ظاهره عدائي حاد.. لكن باطنه تفاهم عريض على الأولويات والمصالح الاستراتيجية. هذه العوامل مجتمعة كلها تصب في الاتجاه المضاد لثورة الشعب السوري، وأصحابها لا يعدمون فرصة للتخفي وراء الأعذار الواهية لمنح نظام فاشي ودموي ومنافق الفرصة تلو الفرصة لإخماد جذوة الثورة. بالأمس، خرج أحد أدعياء الموضوعية في الصحافة الأميركية ليشرح بإسهاب الفوارق والقواسم المشتركة بين حالتي العراق وسوريا، لينتهي - وهنا بيت القصيد - بالتمنيات. وقبله استفاض آخرون في المقارنة بين حالتي سوريا وليبيا.. أيضا لتبرير «اللافعل» من منطلق عقلاني مزعوم. وفي معظم الحالات الأخرى تطوع مسؤولون عالميون رفيعو المستوى، على شاكلة آندريه فوغ راسموسن، أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، للجزم تكرارا بأن لا نية لتدخل أجنبي في سوريا. كل هذه إشارات كانت حتى الآن أكثر من كافية لتشجيع النظام السوري على ارتكاب مزيد من المجازر، وطمأنة موسكو وبكين وطهران إلى أن أيديها طليقة تماما لقمع الثورة.

ماذا بعد؟

حقيقة واحدة لا بد أن حتى موسكو وبكين تقران بها، هي أنه ما عاد بمقدور نظام بشار الأسد حكم سوريا. سوريا اليوم هي غير سوريا ما قبل مارس (آذار) 2011، والنظام الذي يقتل شعبه يفقد المبرر الشرعي والأخلاقي لحكم هذا الشعب مهما كذب على نفسه والآخرين. وبناء عليه، على الرغم من تآمر الأعداء المعلنين وتواطؤ الأصدقاء المزعومين، ما عاد للنظام القدرة على الاحتفاظ بالسيطرة الميدانية على أرض سوريا كاملة حتى لو دمر هنا واحتل هناك لفترة زمنية طالت أو قصرت. فالدول لا تحكم إلى ما لا نهاية بقوى «الاحتلال».

حقيقة ثانية، أيضا يقر بها داعمو نظام دمشق أيضا هي أن أهم ما حمله «الربيع العربي» هو سقوط حاجز الخوف. وفي سوريا التي حكمت عن طريق الخوف منذ أكثر من نصف قرن، نحن الآن أمام شعب اكتشف أولا أنه ما عاد خائفا، وثانيا أنه يواجه طغمة لا تتورع عن شيء. وبالتالي، لا طائل من التفكير بإعادة التحاور معها. إنها طغمة لا تفهم لغة الحوار ولا تؤمن به ولا تقيم وزنا لمتحاورين.

ونصل هنا إلى الحقيقة الثالثة، وهي أن الأطراف الخارجية التي تآمرت وتواصل التآمر على الثورة بشتى الأشكال، ستجد نفسها في وقت قريب مرغمة على التعامل مع تداعيات هذه الثورة. لقد أثبتت بالدليل المحسوس أنها لا تكترث بمعاناة الشعب السوري ولا تهتم بأمانيه، غير أنها، في المقابل، مضطرة للدفاع عن مصالحها الحيوية عندما تصبح هذه المصالح في خطر.

وكما قال بعض المحللين الجادين خلال الأيام القليلة الماضية، يتوقع أن يولد الوضع السوري - بصرف النظر عما يحدث في حلب - اختلالا لن يستطيع اللاعبون الإقليميون، ومن خلفهم اللاعبون العالميون الأكبر منهم، مواصلة تجاهل مضاره. إن رهان النظام على الابتزاز بأوراق الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية رهان خطير قد يكتشف بسرعة أنه أكبر منه. ولقد كان إعراب القيادات الأمنية الإسرائيلية خلال الأسبوعين الأخيرين عن «قلقها» من مصير الأسلحة الكيماوية السورية، ولا سيما لجهة احتمال نقلها إلى حزب الله، أسوأ إدانة ممكنة لنظام يزعم «الممانعة» و«مقاومة» إسرائيل.

لماذا؟ لأن إسرائيل لم تقلق يوما من تكديس هذا النظام - الذي تعرفه جيدا - الأسلحة الكيماوية، وذلك لثقتها بأن لا نية لديه في استخدامها.. لا في الماضي ولا في المستقبل. وكل شعارات «الممانعة» و«المقاومة» جعجعة فارغة، تماما، مثل اختيار دمشق «التوقيت المناسب»، الذي لم يحن أبدا، للرد على الغارات الإسرائيلية على معسكر عين الصاحب وموقع الكبر والاستعراضات الجوية فوق اللاذقية.

بل لقد كان من المفارقات أنه بينما كان بعض الساسة الإسرائيليين يبدون القلق من احتمال حصول حزب الله على الأسلحة الكيماوية من سوريا، كان النظام يقصف بلدة جباتا الخشب في الجولان. نعم.. في هضبة الجولان على مسافة قصيرة من خط الاحتلال المنتظر عبثا وعود التحرير. ولمن يهمه الأمر، فإن جباتا الخشب.. البلدة التي قصفها النظام هي البلدة المناضلة الصامدة التي أعطت سوريا المجاهد الشهيد أحمد مريود (1886 - 1926)، قائد «ثورة الجولان» وأحد أبطال الثورة السورية الكبرى.

هذا في جنوب سوريا، أما في شمالها فإن الرهان غدا أكثر تعقيدا. فهنا تلعب ورقة المكون الوطني الكردي، بعدما مورست أعمال القمع الدامي ضد المكونين العربي والتركماني، وبعدما تعمد النظام مستعينا بقيادات دينية أجيرة وضعيفة الوطنية والإرادة تخويف الأقليات المسيحية والإسلامية على السواء. وهنا لا بد من الإقرار بأن بعض الشعارات الطائفية رفعت أحيانا في معسكر الثورة بصورة عفوية، غير أن التوريط - عبر التخويف الممنهج والمخطط له - كان يطبخ حقا في مطابخ النظام وداعميه في طهران وموسكو، واستطرادا عبر الأبواق الطائفية الصغيرة والرخيصة في لبنان أيضا.

وإذا صح أن النظام استدرج حزب العمال الكردستاني لفرض هيمنته على القامشلي ومدن حدودية أخرى في الشمال السوري، فإن هذه الضربة لن تكون موجهة إلى الثورة الشعبية بقدر ما هي موجهة إلى تركيا نفسها، وهي عمليا تشكل استدعاء لها لاحتلال أراضي سوريا.. وتفجير تناقضات كردية - كردية بين العراق وسوريا وتركيا.

الورقتان الشيعية والمسيحية أيضا أكبر من النظام وتلاعبه، وهما إذا خرجتا من طوق الأمان، من شأنهما تغيير حال «السكوت الاستنسابي» الذي ارتضى به طويلا اللاعبون الإقليميون والدوليون.

نحن الآن أمام عد عكسي لنظام اعتمد منذ البداية الخيار الخطأ الذي انتهى به إلى الحصيلة الخطأ. غير أن ما فات البعض إدراكه، أن نظاما من هذا النوع لا يستطيع إلا أن يكون كما هو حقا.

هذه هي تركيبته.. هذه هي كيمياؤه.

 

العرب المكروهون»!

طارق الحميد//الشرق الأوسط

نهاية الأسبوع المنصرم حذر ضابط كبير بالحرس الثوري الإيراني من سماهم بـ«العرب المكروهين» من مغبة التدخل بالشأن السوري، حيث هدد هؤلاء العرب قائلا إنهم سيتلقون «ضربات حاسمة» حال تدخلهم بسوريا، وقد يتساءل البعض من المقصود بـ«العرب المكروهين»؟ والحقيقة أن الانطلاق من هذا التساؤل يعد خطأ، فالأصح، والأسهل، هو طرح السؤال بطريقة عكسية، وأكثر بساطة، وعليه فيجب أن يكون السؤال: ومن هم العرب المحبوبون، بالنسبة لإيران؟ فهل اليمن، مثلا، من العرب المحبوبين بالنسبة لطهران؟ كيف يكون ذلك والرئيس الإيراني يحاول الآن لملمة فضيحة خلية التجسس الإيرانية بصنعاء، والتي دفعت الرئيس اليمني ليقول لإيران «كفى»؟! وهل يمكن أن يكون من العرب المحبوبين، بالنسبة لإيران، المغرب؟ أمر لا يستقيم كذلك، حيث سبق للرباط طرد السفير الإيراني من هناك. ربما العراق؟ أيضا لا يمكن، فنصف العراقيين اليوم ضد إيران، ودورها ببلادهم، وها هي القوى السياسية العراقية تحاول إسقاط حكومة تستقوي على العراقيين بالدعم الإيراني!

وإذا كان القائد بالحرس الثوري يعتبر الكويت، مثلا، من العرب المحبوبين لبلاده، فسبق للكويت أن أعلنت عن وجود خلية تجسس إيرانية ببلادها. وبالطبع فلا يمكن أن تكون الإمارات من ضمن قائمة أصدقاء إيران في الوقت الذي تحتل فيه إيران الجزر الإماراتية! ولا يمكن أن تكون مصر، حتى بعد مبارك، من العرب المحبوبين لطهران، خصوصا بعد فضيحة فبركة الحوار الصحافي مع الرئيس المصري الجديد! وعليه، فمن بقي لطهران من العرب المؤثرين، أو قل العرب المحبوبين؟ هل هو لبنان المختطف بسلاح حزب الله الإيراني، أم السودان الذي يجلس حاكمه على خرابه الكبير؟

ومن هنا، فإن مجرد سرد بسيط للعلاقات العربية - الإيرانية يظهر، وببساطة، كيف خسرت إيران الخمينية علاقتها بمعظم الدول العربية، من البحرين للمغرب العربي، فها هو الشيخ راشد الغنوشي يعتذر للثوار السوريين عن دعوة حزب الله للمشاركة في مؤتمر حركة النهضة الإخوانية بتونس، وخصوصا أن حزب الله هو أحد أبرز الداعمين لطاغية دمشق، كما أن الحزب ما هو إلا مجرد عميل لإيران المتواطئة ضد السوريين. وعليه، فإن فضيحة مصطلح «العرب المكروهين» من قبل إيران ما هي إلا محاولة فاشلة لتعويض سقوط كذبة «الممانعة»، والتي انفضح زيفها، وعندما نقول فضيحة فلسبب بسيط وهو أن مصطلح «العرب المكروهين» يفضح الحس العنصري الذي يحرك إيران تجاه منطقتنا، فالقصة هنا ليست قصة طائفية فحسب، بل إنها تكشف الحس العنصري الفارسي بطهران ضد الدول العربية. فإذا كانت إيران تقصد السعودية وقطر، فإن على طهران أن تتذكر أن الدوحة كانت حليفة للأسد، وحزب الله، وبالتالي إيران، قبل عامين من الآن، وتغير مواقف قطر اليوم لا يعني أن هناك عربا مكروهين، بمقدار ما يعني، وبكل بساطة، فشل السياسة الإيرانية بالمنطقة، وانفضاحها؛ السياسة القائمة على الطائفية، والتفرقة، والعنصرية، فهل يعي العقلاء بالنظام الإيراني هذه الحقيقة، أم أن هول الدهشة بما يحدث لحليفهم الأسد لا يزال يعصف بهم إلى الآن؟

 

الصورة الكاملة في سوريا

سميح إيديز/الشرق الأوسط

من الصعب رؤية الصورة الكاملة لما يحدث في سوريا بأي درجة من الوضوح في تركيا بسبب سياسة حكومة رجب طيب أردوغان ذات البعد الواحد والداعمة للسنة تجاه النظام السوري، وتحت تأثير خطاب حزب العدالة والتنمية كان الانطباع الذي ترسخ في نفوس الشعب هو وجود نظام وحشي غير متدين على طرف، وعلى الطرف الآخر شعب مسلم مظلوم يقتل على أيدي هذا النظام، ومع تزايد العنف في سوريا، يرى الناس «الواقع السوري» بشكل أفضل، ويعد هذا بمثابة جرس إنذار على المستوى القومي، لأن أكراد سوريا يتجهون على نحو غير متوقع وبطريقة لا تنزع إلى العنف نحو إقامة منطقة حكم ذاتي على طول الحدود مع تركيا. القوميون الأتراك غاضبون حاليا لأن الظروف التي لم تستطع أنقرة التنبؤ بها أو السيطرة عليها ستساعد على ميلاد «كردستان الكبرى»، ويهاجمون الحكومة، خاصة وزير الخارجية صاحب الطموحات الكبيرة داود أوغلو بتوجيه، نقد لاذع بسبب ذلك. على الجانب الآخر، كان ينبغي على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن يسلط الضوء خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو على الأهمية التي توليها تركيا لوحدة الأراضي السورية، ولا عجب إذن أن نسمع أنقرة تردد هذا من الآن فصاعدا.

بطبيعة الحال تزعم مصادر في حزب العمال الكردستاني أن تركيا أكدت قبل ذلك كثيرا على هذا الأمر، لكنها لم تقدمها كقضية رئيسية في خطاب الحكومة، الذي لم يركز سوى على فكرة واحدة تقريبا هي ضرورة رحيل النظام السوري، كذلك تم تجاهل قلق العلويين والمسيحيين في سوريا، والذين يرون أن النظام يوفر لهم الحماية من السنة الذين يمثلون الأكثرية.

كذلك تم إغفال الأكراد، الذين اقتنصوا فرصة تاريخية تمثلت في الغزو الأميركي للعراق، وأمامهم حاليا فرصة تاريخية أخرى في سوريا. مع ذلك تتغير هذه الأمور حاليا، وكما يحدث، ينبغي توضيح بعض الاحتمالات البغيضة بالنسبة لتركيا والتي تتعلق بـ«الصورة الكاملة» في سوريا. ينبغي أولا ملاحظة أن سوريا صورة معكوسة للعراق، حيث قهر النظام السني الذي يمثل الأقلية، بقيادة صدام حسين، الشيعة، الذين يمثلون الأكثرية، أما في سوريا، فكانت الأقلية العلوية هي التي تحكم البلاد، وتظلم السنة الذين يمثلون الأكثرية حتى وإن كان يعمل بالحكومة والجيش أفراد من السنة العلمانيين، والأكراد عالقون في الوسط، حيث تعرضوا للظلم في الدولتين. بكلمات بسيطة يمكن القول: إن الانقسامات الطائفية والدينية والعرقية في العراق تنذر بما يمكن أن يحدث في سوريا، وتعد التفجيرات المميتة التي حدثت في أنحاء متفرقة من العراق خلال الأسبوع الحالي من أوضح الأمثلة على ذلك، وتتزايد الأدلة التي تشير إلى أن هذه التفجيرات ليست منفصلة عما يحدث في سوريا من تطورات، كما يخبرنا الواقع، يقول تنظيم القاعدة إنه يريد جمهورية إسلامية تضم الدولتين. من السيناريوهات المحتملة الأخرى في سوريا، تزايد وتيرة العنف والتوتر بين العرب والأكراد، كما يحدث في العراق، وهو ما من شأنه أن يضيف بعدا جديدا إلى الألم في رأس تركيا، وهناك احتمال مختلف هو أن يتوحد العلويون والمسيحيون، الذين يمثلون ربع عدد السكان، ضد «العدو المشترك» ويحاولون تحديد منطقتهم الآمنة على طول الساحل. ومن الواضح أن هذا سيسرع وتيرة انقسام البلد، وهو ما تخشاه تركيا حاليا. على الجانب الآخر، صرح رئيس الوزراء رجب طيب لقناة خاصة يوم الأربعاء بأنهم لن يشاهدوا ما يحدث في الجزء الشمالي من سوريا، الذي يسيطر عليه الأكراد، دون أن يحركوا ساكنا. وأضاف أن تركيا لها الحق في التدخل هناك، مع ذلك أي عملية عسكرية تشنها تركيا ضد العناصر الموالية لحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا ستجرف البلاد إلى مغامرة جديدة غير مرحب بها، لن تفسد فقط التقارب المستمر مع إقليم كردستان العراق في الشمال، بل أيضا سوف تؤدي إلى تفاقم المشكلة الكردية في تركيا.

ومع تزايد وضوح «الصورة الكاملة» في سوريا بالنسبة للأتراك، بات من الواضح لهم أن كل الخيارات المطروحة في البلد ليست لصالح تركيا.

* بالاتفاق مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية

 

اليمن.. حكاية جواسيس الملالي

محمد جميح/الشرق الأوسط

أعلنت وزارة الداخلية اليمنية الأربعاء 18-7-2012 أنها ألقت القبض على شبكة تجسس إيرانية يقودها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، ينسق عمل الاستخبارات الإيرانية في اليمن والقرن الأفريقي، وأن الشبكة كانت تعمل لمدة سبع سنوات، والحقيقة أن هذه ليست الشبكة الأولى، ولن تكون الأخيرة، فقد ألقت أجهزة الأمن اليمنية القبض على شبكات وأفراد، وجهت لهم تهم التخابر مع إيران، وتصوير مواقع بحرية وبرية حساسة، ونقل معلومات مهمة للاستخبارات الإيرانية عن اليمن على مدار سنوات، وقد تسارعت وتيرة أعمال التجسس الإيراني في اليمن أثناء التمرد الحوثي في محافظة صعدة، غير أنها فيما يبدو بلغت أوج قوتها أثناء ثورة الشباب في اليمن، بعد أن أصبحت البلاد مفتوحة لكل من له غرض. وقبل ذلك، في سنة 2009 تمت محاكمة خلية من أربعة جواسيس، قامت المخابرات الإيرانية بتجنيدهم لصالحها منذ عام 1994، واستمروا في خدمتها حتى عام 2009، حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم أثناء الحرب السادسة في صعدة، وقبل ذلك وبعده استمر التجسس واستمرت المحاكمات التي حكم فيها بالإعدام على جواسيس تحت غطاء ديني خرجوا بعفو رئاسي من الرئيس السابق ليدخلوا اليوم المعترك السياسي، في قصة معروفة. وفي اليوم نفسه الذي أعلن فيه عن إلقاء القبض على عناصر خلية التجسس الإيرانية اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران بالتدخل في شؤون البلاد، وطالبها بالكف عن ذلك، وقال: «نقول لهم: كفى». وهذا يعني أن تصرفات إيران قد بدأت تخرج الرئيس - الذي عرفه اليمنيون قليل الكلام - عن صمته، بعدها أكد لي مسؤول يمني أن اليمن بصدد دراسة استدعاء سفيرها في طهران.

تاريخ التجسس الإيراني طويل وليس وليد اللحظة، كما أن التجسس ليس النشاط غير الشرعي الوحيد الذي تمارسه إيران في اليمن، هناك دعم الحوثيين بالمال والسلاح، وهم بدورهم يدعمون انفصال الجنوب كما أكد الناطق باسمهم مؤخرا لصحيفة تتبعهم، وهناك دعم إيراني لتيار متشدد في الحراك الجنوبي يطالب بالانفصال، وهناك محاولات حميمة لتعطيل عملية التحول السياسي، وعرقلة نجاح المبادرة الخليجية، وغير ذلك من الأنشطة الإيرانية غير المشروعة، والواقع أن الاهتمام الإيراني باليمن يرجع إلى وجود أقلية شيعية زيدية في اليمن، منسجمة مع السنة، تسعى إيران بكل جهدها عن طريق وكلائها الحوثيين لتحويلها إلى مذهب ولاية الفقيه، أو تشييعها سياسيا على الأقل، والشيء ذاته تسعى إليه إيران من خلال تواجدها في بعض مناطق السنة الشافعية في البلاد، كما أن الاهتمام الإيراني باليمن مرده إلى موقع اليمن على طرق التجارة البحرية، ولكونه يقع جنوب المملكة العربية السعودية، في بقعة يمكن الانطلاق منها لإقلاق الأمن القومي العربي.

التدخلات الإيرانية لم تعد خافية على أحد (إلا على الحوثيين الذين ينكرونها كما ينكر المالكي تدخلات طهران في العراق)، ومنذ سنوات ونحن نقول: إن إيران تلعب في اليمن، ويرد الحوثيون، وهم الوكلاء الجدد لنظام الملالي في اليمن: فيتهموننا بأننا طائفيون، عنصريون، عملاء للنظام وللوهابية وللصهيونية وقوى الاستكبار العالمي، وغيرها من الألقاب الجسيمة المضحكة.

واليوم، ماذا سيقول وكلاء إيران الجدد في اليمن، بعدما كشف رأس الدولة عن التدخلات الإيرانية في البلاد؟ تلك التدخلات التي لم يعد من قبيل إذاعة الأسرار الحديث عن توسعها في الشمال كما عند الحوثيين، والجنوب كما عند بعض القيادات الجنوبية التي فرطت للأسف في ماضيها النضالي، مثلما فرط بعض المنتمين إلى تيارات قومية ناصرية أو بعثية في طروحاتهم القومية العربية التي يبدو أنهم أصبحوا يستقونها من طهران. ماذا سيقول الوكلاء الجدد أصحاب اللطميات الجديدة التي لم يتدربوا عليها بشكل جيد بعد؟ هل سيلجأ الحوثيون إلى اتهام الرئيس هادي نفسه بأنه «عميل النظام في اليمن وطائفي وعنصري وعميل للوهابية وقوى الاستكبار والصهيونية العالمية؟»، أم سيلزمون الصمت، وهو غير مرجح.

قلناها بالأمس، ونقولها اليوم، وسنظل نكررها: أذرع إيران في اليمن ولاؤها لإيران فقط، وبعض الذين لم يقرأوا في أفكار هذه الحركات الأصولية ربما لا يستطيعون تصور أن يكون ولاء جماعة معينة لغير وطنها (الكلام هنا عن الجماعة العقائدية الحوثية وليس عن الأتباع الذين غرر بالكثير منهم). التركيبة الهيراركية لمثل هذه الحركات الأصولية تحتم ولاءها لمرجعها، وهذا لا يحتاج إلى كثير شرح، لأن مثل هذه الجماعات الأصولية الدينية تقوم على أساس طاعة الإمام، وهؤلاء إمامهم للأسف في طهران. إنهم يشبهون سياسيا جماعات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة التي تتهم بالولاء المزدوج «Dual Loyalty»، والفارق الوحيد بين الجماعتين أن أعضاء اللوبي الإسرائيلي يتهمون بالولاء المزدوج لأميركا وإسرائيل، بينما الحوثيون أصحاب ولاء واحد غير مزدوج لنظام الولي الفقيه في إيران. وهذا يذكرنا بفعل الكثير من الأفراد والجماعات الشيعية، بل والأنظمة العربية التي تنطلق في سياساتها من المنطلقات ذاتها للسياسة الإيرانية. فقبل سنوات وقف حافظ الأسد البعثي العربي السوري مع إيران ضد صدام حسين البعثي العربي العراقي، ولم يكن هناك أي تفسير لهذا الموقف غير الانتماء الطائفي. وعشرات الشواهد من ولاء مراجع شيعية في الخليج ولبنان لنظام الولي الفقيه الذي يضعون تحت تصرفه أموال «الخمس» التي بدلا من أن تصرف على مواطنيهم تذهب بعيدا إلى إيران، أو لتمويل سياسات إيران خارج حدودها، كل ذلك تقديما للولاء الطائفي على ولائها الوطني، على اعتبار أن الولاء الوطني لا يقرب جنة ولا نارا، بينما يعصي الله من يعصي وليه الفقيه. والحوثيون ليسوا بدعا من هذه الجماعات التي توالي على أساس طائفي مقيت، هذه هي الحقيقة التي علينا في اليمن أن نقف أمامها دون أن نخضعها للمساومة السياسية، لأن أمن البلاد ينبغي أن يقدم على كل شيء، علينا أن نتعامل بشيء من الحزم اللازم لقضايا بمثل هذه الحساسية، دون أن نتعامل مع ملف التجسس الإيراني بالأساليب الماضية، حين كانت الأحكام تصدر بحق جواسيس في صورة ملالي يمنية، ثم يخرجون لاعتبارات سياسية، ثم يشكلون أحزابا سياسية. وإذا كان الولاء الديني الطائفي مقدما على الولاء الوطني عند هؤلاء فإن الدولة ينبغي أن تحضر. اليمن اليوم بلاد مفتوحة لكافة الأفكار والتدخلات، ورجال الاستخبارات، وإيران ليست الوحيدة في هذا الشأن، لكن الفارق بين إيران وغيرها أن غير الإيرانيين دخلوا بشكل وسطاء ورعاة لمبادرة أبعدت اليمن عن حافة الحرب الأهلية رغم وجود معارضين لها، بينما إيران تدخل عن طريق حركات تمرد أو حركات تطرف تدعو للانفصال ستواجه استحقاق التغيير السياسي قريبا، أو عن طريق بعض الأفراد الطامحين سياسيا أو ماديا، والذين ليس لهم وجود حقيقي على الأرض، فأرادوا تكبير أحجامهم بقليل من المال «الطاهر» الذي طالت بركاته الكثير في بلادنا العربية الموبوءة بالديكتاتوريات والجهل وبـ«إيران الشقيقة».

 

لماذا يتأجّل اعلان وفاة النظام السوري؟

ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله

 انتهى النظام السوري ولكن من دون ان ينتهي. انتهى منذ فترة طويلة وذلك قبل ان تثور حلب التي تتعرّض حاليا لعملية تدمير تستهدف ازالتها عن الخريطة. لكن اعلان الوفاة يتأجل يوميا في ضوء الحاجة الى اطالة عمر الازمة السورية التي هي ازمة نظام وكيان في الوقت ذاته. يبدو مطلوبا الانتهاء من الكيان والنظام معا. ولذلك يصعب تحديد متى انتهى النظام السوري فعلا. هل انتهى مع انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات من القرن الماضي؟ يمكن افتراض انه انتهى وقتذاك نظرا الى انه كان جزءا من الحرب الباردة. لكن الرئيس الراحل حافظ الاسد عرف، بفضل مكره المعهود، ايجاد شريان حياة للنظام عندما ارسل قوات الى حفر الباطن شاركت الجيش الاميركي والتحالف الدولي في عملية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

وقتذاك، لم يقبض الاب ثمن الرهان على الاميركيين ونجاحهم في اخراج صدّام حسين من الكويت في سوريا فقط. جدّد الاميركيون لوجوده العسكري في لبنان، على الرغم مما نص عليه اتفاق الطائف صراحة. اكثر من ذلك، سمحوا له باخراج ميشال عون، الجنرال المتمرد على الشرعية، من قصر بعبدا الذي احتله فترة لا بأس بها بدعم مباشر من الرئيس العراقي الراحل ونظامه البائس. كان صدّام، بغبائه المعهود، يظنّ ان في استطاعته استخدام ميشال عون في سياق المواجهة بينه وبين حافظ الاسد البعثي الآخر المتحالف مع خصمه الايراني من منطلق مذهبي لا اكثر ولا اقلّ.

كان ذلك ممكنا لو لم يذهب صدّام بعيدا في مغامرته الكويتية المجنونة، خصوصا ان ميشال عون يظلّ، على رغم رعونته، اداة جيّدة، كما انه لم يصلح يوما لايّ دور آخر غير دور الاداة...التي تعمل على تهجير اكبر عدد ممكن من اللبنانيين، خصوصا المسيحيين، من لبنان.

في مرحلة لاحقة، عمل النظام السوري على شراء الوقت. شارك في مؤتمر مدريد للسلام الذي انعقد في تشرين الاوّل- اكتوبر 1991 كنتيجة مباشرة للانتهاء من الاحتلال العراقي للكويت. وتظاهر في السنوات التي تلت المؤتمر بانّه يريد فعلا السلام واسترجاع الجولان. الى ان تبيّن كلّ همه محصور في وضع اليد على لبنان من جهة وابقاء جبهة الجنوب مفتوحة من جهة اخرى. وهذا امر لم تعترض عليه اسرائيل يوما نظرا الى ان مصلحتها كانت دائما في بقاء الجيش اللبناني خارج الجنوب.

من يحتاج الى دليل على التفاهم السوري- الاسرائيلي الذي ظل معمولا به حتى صيف العام 2006 وصدور القرار الرقم 1701 عن مجلس الامن، يستطيع العودة الى العام 1998. فمن بين الاسباب التي ادت الى فرض قائد الجيش اميل لحود، رئيسا للجمهورية، منعه في العام 1996 الجيش اللبناني من دخول جنوب لبنان على الرغم من اتفاق بين الرؤساء الثلاثة على ذلك.

لعب الاسد الاب ورقة المفاوضات من اجل استرجاع الجولان بشكل جيّد. استخدم الورقة الى ابعد حدود في عملية كسب الوقت واعداد نجله بشّار لخلافته، خصوصا بعد مقتل نجله البكر باسل في حادث سير في العام 1994. من الناحية التكتيكية. تمكّن الاسد الاب من تمهيد الطريق امام التوريث. ولكن، في السنوات الاخيرة من حكم حافظ الاسد، حصل تحولان مهمان سيظهر تأثيرهما بعد وصول بشّار الى الرئاسة في حزيران- يونيو من السنة 2000.

كان التحول الاول امساك افراد العائلة بكل مقاليد السلطة. شمل ذلك استبعاد كبار الضباط العلويين او السنّة الاتين من الارياف الذين كانوا حلفاء لحافظ الاسد وغطاء لحكمه.

اما التحوّل المهمّ الآخر، فقد تمثّل في زيادة النفوذ الايراني في سوريا ولبنان مع اضطرار بشّار الاسد الى التعاطي مع المستجدات الاقليمية. من بين المستجدات "الحرب الاميركية على الارهاب" بعد احداث الحادي عشر من ايلول- سبتمبر 2001 ثم بدء الاعداد لاجتياح العراق. بدا النظام في تلك المرحلة وكأنه فقد توازنه. فقد ما يمكن تسميته بـ"العدو المفيد" المتمثل بالنظام العائلي- البعثي لصدّام حسين. كانت تلك الخسارة منعطفا اساسيا اوصل النظام الى اتخاذ قرارات لا تدل سوى على انه عاجز عن التعاطي مع الواقع المتمثل في فقدان احدى علل وجوده...اي ايجاد توازن مع النظام العائلي- البعثي الاخر الحاكم في العراق!

قاد فقدان التوازن الى قرارات مجنونة تشبه الى حدّ كبير قرار صدّام باجتياح الكويت صيف 1990.

جاء التمديد لاميل لحّود على الرغم من صدور القرار 1559 بمثابة تأكيد لحال فقدان التوازن التي ادّت الى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والى الخروج العسكري من لبنان. جعل هذا الخروج الذي ترافق مع جرائم اخرى، استهدفت تغطية جريمة الرئيس الحريري، النظام السوري تحت رحمة النظام الايراني اكثر من اي وقت.

تأخر سقوط النظام السوري كثيرا. هل كان مطلوبا ان تسقط سوريا ايضا مع النظام فجرى تطويل الحبل لاركانه كي يضعوا موضع التنفيذ شعار "علي وعلى اعدائي يا ربّ" الذي رفعه السيّد رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري منذ بداية الثورة الشعبية قبل سبعة عشر شهرا؟

في الثامن تشرين الثاني- نوفمبر 2011 كتب انطوني شديد في "نيويورك تايمز" مقالا تحت عنوان: "في سوريا الاسد لا وجود لمخيّلة". في ذلك المقال، يقول الصحافي الاميركي اللبناني الاصل، الذي توفي اثر ازمة صحية تعرّض لها في شباط- فبراير الماضي بعد دخول الاراضي السورية من لبنان، ان رامي مخلوف يوحي، بانّ سوريا كلها ارضا وشعبا "ملك للعائلة". كلّما استعاد المرء قراءة مقالات انطوني شديد، يتأكد امران. اولهما انه من افضل الذين فهموا سوريا بشكل عميق. امّا الامر الآخر فهو ان المطلوب الانتهاء من النظام على مراحل، اي من دون عجلة او استعجال، وذلك من اجل تفتيت الكيان السوري، خصوصا ان تصرفات هذا النظام محسوبة جيدا في ظل فقدانه اي مخيّلة من اي نوع كان!

 

جميل السيد: من المفيد لجنبلاط أن يدرك أن الكلمة كالرصاصة إن خرجت لا تعود ولا يعود ممكنا تغيير مسارها وأضرارها ونتائجها

 وطنية - 30/7/2012 صدر عن المكتب الإعلامي للواء الركن جميل السيد البيان التالي: "تعليقا على التصويب الذي أصدرته مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي من أن النائب وليد جنبلاط لم يدع في مقابلته مؤخرا لإحدى الصحف الفرنسية الى قتل الرئيس بشار الاسد بل انه دعا فقط الى إسقاطه وأن إلتباسا قد وقع في تفسير إحدى الكلمات الفرنسية، فقد استغرب اللواء السيد هذا التصويب الملتوي في حين ان جنبلاط الذي يتقن الفرنسية جيدا يدرك تماما أن إستعمال تلك الكلمة تجاه الأشخاص فإنها تعني قتلهم ولا تعني إسقاطهم، وبالتالي فإن جنبلاط عبر كعادته عن نيته الحقيقية في زلة لسانه ثم خاف لاحقا مما صدر عنه فقام بتصحيحه عبر ناطق بإسم حزبه . وهذا النهج المزدوج كان قد إعتمده جنبلاط مئات المرات خلال الفترة الماضية حيث يقول الشيء ونقيضه لنشر الفتنة بينما الأجدر به أن يتوقف عن هذا التحريض على قتل العائلات وترويعها والذي يعبر عن نفسيته الإجرامية المزمنة التي دفعته في الماضي الى قتل مئات العائلات المسيحية في حرب الجبل كما دفعته في الأمس القريب الى تهديد عائلات وأولاد وأمهات الضباط الأربعة بالبكاء دما خلال فترة إعتقالهم السياسي". اضاف البيان: "وفي هذا المجال بالذات أكد اللواء السيد أنها ليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها جنبلاط الى إغتيال الرئيس بشار الأسد بل سبق له أيضا أن صرح مؤخرا لبعض الاشخاص الذين إلتقاهم في منزله، ومنهم سفراء أجانب ،أنه لا يكفي قتل الرئيس الأسد وحده بل يجب قتل زوجته وأولاده وأشقائه وكل فرد من افراد عائلته حتى لا يبقى لهم أثر في سوريا على حد قوله" . وختم اللواء السيد "أن هذه الواقعة، التي تؤكد على التحريض الإجرامي الذي يقوده جنبلاط لإغتيال الرئيس بشار الأسد وكل أفراد عائلته، هي ليست من قبيل الاتهام السياسي ولا من قبيل الأقاويل والشائعات اللامسؤولة، لا بل أن شهودها موجودون ومعروفون ، وربما من واجب النائب جنبلاط ومصلحته، كمجرم ومرتكب مذابح في الشوف والجبل وبإنتظار أن تطاله العدالة يوما عساه يكون قريبا، أن يعي تماما ما يقول قبل أن يقوله، لا أن يورط نفسه في هلوسات وثرثرات خطيرة حول أمور هي أكبر منه بكثير، على غرار ما فعله يوم حرض السنة على الشيعة في العام 2008 مسببا أحداث 7 أيار المشؤومة ثم عاد وأنقلب طاعنا السنة والرئيس السابق سعد الحريري في ظهورهم ، ولعله من المفيد لجنبلاط أن يدرك بأن الكلمة كالرصاصة إن خرجت لا تعود ولا يعود ممكنا تغيير مسارها وأضرارها ونتائجها".

 

 الراعي جال في رعايا بترونية وازاح الستار عن تمثال مار مارون /حرب: من يؤمن بالدويلة على حساب الدولة يخون وطنه ودولته

وطنية - 30/7/2012 قام البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي بزيارة راعوية لمنطقة البترون، دخل في خلالها بيت البطريرك الياس الحويك في حلتا حيث وضع اكليلا من الزهر عند نصبه، وأزاح الستار عن تمثال لمار مارون قدمه النائب بطرس حرب عند مدخل دير مار يوحنا مارون في كفرحي، وزار رعايا كور وكفرحتنا وزان.

حلتا

في بلدة حلتا، وبعدما وضع الراعي إكليلا عند ضريح البطريرك الحويك ورفع الصلاة، دخل بيته وتفقد الاماكن التي كان الحويك يحب الجلوس فيها، ثم أقيم احتفال تحدث فيه رئيس "حركة الانماء الانساني" لاوون الحويك نسيب البطريرك الحويك، فرحب بالحضور.

وألقيت كلمات لكل من ميشال لاوون الحويك ورئيس بلدية بدادون ايلي فارس الحويك وكاهن رعية حلتا الخوري زياد اسحق، ركزت على المطالبة بالاسراع في إعلان تطويب البطريرك الحويك.

الراعي

ورد الراعي بكلمة أعلن فيها البدء بدرس ملف دعوى تطويب الحويك في روما، تزامنا مع زيارة بيته في حلتا. وقال: "بتأثر عميق، ومع راعي الابرشية، جئنا نزور بيت البطريرك الكبير خادم الله البطريرك الياس الحويك، وجلسنا حيث كان يحب أن يجلس هو. قمنا بجولة راعوية من كفرعبيدا الى كور وكفرحتنا وزان، وصولا الى هنا قبل أن نصل الى دير مار يوحنا مارون في كفرحي الذي كان يقصده البطريرك الحويك حافي القدمين. واليوم، نسأل عن تطلعات الحويك ونظرته الى لبنان. هذا البطريرك الكبير هو أبو الاستقلال اللبناني".

وأضاف: "لقد شاءت العناية الالهية أن تبدأ دعوى تطويبه اليوم، وانتم اليوم تسألون عن سبب تأخير الانطلاق في الدعوى، وأنا أدرك جيدا أن البطريرك الحويك يرتفع على المذابح عندما يتمم اللبنانيون رغبته، ويصبح كل لبناني، مسلم أو مسيحي، ومن أي لون او تيار او حزب يقول: طائفتي لبنان، وعندما يبتعد اللبنانيون عن ولائهم لبلد من هنا أو هناك، وعن ولائهم لخارج لبنان وخلق دويلات خاصة بهم، وعندما يهدمون مربعاتهم ويتوقفون عن بيع لبنان والمساومة عليه بالمال والكراسي، وعندما يتوقفون عن تقسيم لبنان وتجزئته الى قطع، ويتوقفون عن منع الدخول الى مناطق من لبنان، لا أعتقد أن البطريرك الحويك يقبل بأن يرفع على المذابح ولبنان مقسم، وقد تركه لنا منذ 1920 ثم 1943 و1946 بآخر جلاء للجيوش الاجنبية، وتم الجلاء الكامل، هذا الاستقلال الذي عبث به اللبنانيون وما زالوا حتى اليوم. هذا اللبنان الكبير الذي سلمنا اياه عندما عاد من مشاركته بمؤتمر السلام في فرساي وترؤسه الوفد اللبناني المسيحي الاسلامي الى فرساي، وعاد حاملا لبنان الكبير بعد أعاد اليه كل الاقسام التي انتزعتها عنه الدولة العثمانية وسلبت منهم السهول، هذا البطريرك لا يقبل ان يرفع على المذابح ولبنانه مقطع دويلات ومربعات لهذا الحزب وهذه المجموعة، لهذه الفئة وتلك الطائفة، كله يؤلم البطريرك الحويك وهو في سمائه ممجد".

وتابع: "لكن الاعجوبة الثانية التي ننتظرها ستتحقق عندما يكتمل استقلال لبنان ويردد كل اللبنانيين ما قاله: "طائفتي لبنان"، وعندما تتوقف كل المربعات الامنية وكل الدويلات التي أوجدوها يكون البطريرك الحويك قد عمل اعجوبته الكبرى، وهذا ما أقرأه، وها هي اليوم دعوى تطويبه تنطلق وعلى هذه النية نصلي. نصلي كي يشفع بنا البطريرك الحويك".

وأشار الى أن "المطلوب منا التزام بناء وحدتنا والشركة بيننا، والتي تبدأ بالولاء للبنان وليس لأي كان غيره، وأتوجه بكلامي هذا الى كل واحد منكم، عندما يدرك كل شخص لمن ولاؤه للبنان أو لشخص معين، أو لحزب معين، لطائفة أو مذهب معين، ولكن علينا الالتزام، ولنعلم جميعا أن لا المال ولا الجاه ولا التسلط ولا التجبر ولا السلطة ولا الكرسي تعطينا السعادة. السعادة لن تأتينا إلا عندما نعيش ما قاله الحويك: لبنان هو ديني وطائفتي".

وحيا الراعي جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات "التي أسسها البطريرك الحويك والتي كانت عزيزة على قلبه"، وقال: "البطريرك الحويك اعتبر أن هذا اللبنان الكبير المستقل بحاجة الى شعب وإنسان حر ومستقل، حر من ذاته وحر من غيره ويدرك أن الوطن أم، وأن العائلة تبدأ مع الام، إذا ربيناها ربينا لبنان الجديد. هذه الجمعية تركها البطريرك الحويك لكي تكمل فكره وعطاءه، وأحيي الراهبات والرئيسة العامة لأنهن ينشرن وما زلن ينشرن كتابات الحويك التي فيها كل التربية المسيحية والوطنية والعائلية".

وختم شاكرا المطران خيرالله "المؤتمن على تراث دير مار يوحنا مارون وتراث الكنيسة في أبرشية البترون"، وحيا المطران بولس اميل سعاده "الغائب الحاضر معنا من خلال كل ما قام به في الابرشية وأعطاها من قلبه وعقله".

كفرحي

وعند مدخل دير مار يوحنا مارون في كفرحي، أزاح البطريرك الراعي والمطران خيرالله الستار عن تمثال لمار مارون قدمه النائب بطرس حرب الذي تمثل بشقيقه جورج، في حضور الوزير جبران باسيل، قائمقام البترون روجيه طوبيا، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، رئيس بلدية كفرحي جورج عقل وحشد من الأباء والكهنة ورؤساء الاديار، بالاضافة الى عدد كبير من ابناء المنطقة وشقيقي النائب حرب أنطوان وكمال.

وفي باحة دير مار يوحنا مارون في كفرحي، أقيم احتفال حضره المطران يوسف ضرغام والنائب العام في الابرشية المونسنيور بطرس خليل، القيم الابرشي الخوري بيار صعب اضافة الى اشقاء النائب بطرس حرب وقائمقام البترون ومديرة الوكالة الوطنية للاعلام، وفي منتصف الاحتفال، فاجأ النائب بطرس حرب الحضور حيث قرعت الاجراس وعلت الزغاريد والتصفيق.

وقدم للاحتفال المربي يوسف سركيس، ثم كانت كلمة لراعي الابرشية المطران خيرالله، وقال: "بفخر واعتزاز نستقبلكم اليوم في دير مار يوحنا مارون، أسقف البترون والبطريرك الأول على الكنيسة المارونية، وفي مناسبة عيد الشهداء الثلاثمئة والخمسين، رهبان مار مارون الذين استشهدوا سنة 517 في سبيل الدفاع عن إيمان الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، وعن عقيدة الطبيعتين الإلهية والإنسانية في المسيح التي أقرها المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونيه سنة 451".

وتوجه الى البطريرك الراعي: "تختمون في هذا الدير جولة راعوية جديدة لأبرشية البترون، أبرشية القداسة والقديسين، وكنتم قد بدأتموها في كفرعبيدا لتدشين قاعة مار سركيس وباخوس. ثم زرتم رعايا كور وكفرحتنا وزان. وأنتم واصلون للتو من زيارة لبيت البطريرك العظيم الياس الحويك. وبين يوحنا مارون والياس الحويك سلسلة من البطاركة العظام قادوا كنيستهم المارونية بجرأة وحكمة وثبات، أردتم أنتم يا صاحب الغبطة منذ توليكم الخدمة البطريركية أن تندرجوا فيها وتتابعوا رسالتها، وتاريخ نضال طويل في سبيل الدفاع عن الإيمان القويم والحفاظ على ثوابت الكنيسة المارونية، أي الأمانة لمارون، والأمانة للكنيسة الرومانية والأمانة لجبل لبنان، كما كان يقول ويفعل البطريرك اسطفان الدويهي. وأنتم على مثاله تحافظون على الأمانات الثلاث وتتشبهون به بطريركا متحركا في كل جولاتكم الراعوية في لبنان وفي بلدان النطاق البطريركي وفي بلدان الانتشار، لأنكم على اقتناع بأن "البطريرك لا مقام له إلا في مقدمة شعبه، لكي يشاطر شعبه حياة عدم الاستقرار وحياة الصراع وحياة رد العداوات. فهو في ذلك يتقدمه ويتكلم عليه". وأنتم الأقرب، يا صاحب الغبطة إلى حركية البطريرك الدويهي وجدلية خدمته الرسولية، كما قال عنكم المفكر الماروني الكبير المطران انطون حميد موراني. لذا فإنكم ختمتم نهاركم الراعوي في أبرشية البترون بمباركة تمثال أبينا مار مارون، وجئتم إلى هنا تتبركون من هامته المقدسة وتسلمون إلى الله بشفاعته شعبكم".

وختم: "نحن نصلي من أجلكم، كي يأخذ الرب يسوع المسيح بيدكم في رعاية كنيسته المارونية لتنجحوا في قيادة السفينة إلى الميناء الأمين وتحققوا برنامج بطريركيتكم الذي هو تطبيق المجمع البطريركي الماروني، دستور الكنيسة المارونية للسنوات الخمسين المقبلة، في العودة إلى الجذور الروحانية من أجل التجدد الروحي وتجدد الأشخاص وتجدد المؤسسات.

بارك الله خطواتكم في مقدمة شعبكم الماروني، وشعب لبنان، بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان ومار مارون ومار يوحنا مارون وكل القديسين شفعائنا".

الراعي

ثم ألقى الراعي كلمة قال فيها: "جولتنا الراعوية ترتكز على كلمتين: الهوية والكيان. وهنا أحيي المطران خيرالله المؤتمن على الهوية والكيان من كفرحي وحلتا، وقد لمسنا محبة الشعب البتروني لكم من خلال جولتنا والحفاوة التي استقبلونا بها والتصفيق التي علا ترحيبا بنا".

وتوجه الى النائب حرب مهنئا بسلامته "من محاولة الاغتيال الدنيئة"، وقال: "كن على ثقة أن تمثال مار مارون الذي رفعته وقدمته لهذه المنطقة هو الذي حماك وسيحميك وسيكشف كل الاعتداءات التي ستذهب كالهواء".

وشكر خيرالله على تنظيم الزيارة الراعوية "لأنها كانت فعل إيمان بالهوية والكيان. مار يوحنا مارون البطريرك الاول على الكنيسة المارونية أعطاها الهوية المارونية التي ذكرنا بها المجمع المارونية، ومن أبرز روادها راعي ابرشية البترون الذي تم اختياره مطرانا لتطبيق هذا المجمع الذي حمله بقلبه. ونحن اليوم نجدد ايماننا بالهوية المارونية من دير مار يوحنا مارون.

ونتطلع الى كفرحي، كل تراثنا وهويتنا، ونحن كموارنة بحاجة الى أن نجدد ايماننا بهذه الهوية التي كتبها لنا يوحنا مارون، أما الكيان الذي أعطاه ابن البترون وحلتا البطريرك الكبير الياس الحويك، الكيان اللبناني لبنان الكبير ولبنان المستقل. هذا اللبنان في عهدتنا نحن الموارنة".

وفي موضوع تطويب البطريرك الحويك قال الراعي: "نحن في انتظار الاعجوبة الثانية من البطريرك الحويك، فالاعجوبة الاولى كانت عندما صنع الكيان اللبناني، الاستقلال ولبنان الكبير والاعجوبة الثانية عندما تنتهي كل الدويلات في لبنان وعندما تزال كل الانتماءات والولاءات لهذه وتلك من الدول، وعندما يتوقف اللبنانيون عن إعطاء ولاءاتهم لخارج الوطن وعندما يقولون كلمته: "طائفتي لبنان"، يكون قد صنع الاعجوبة الثانية وبها يرتفع على المذابح".

وشكر للنائب حرب مبادرته في تقديم تمثال مار مارون، وقال: "وجودك معنا اليوم يمثل البرلمان والحكومة، ونحن الموارنة لن نقبل بأن يصغر هذا اللبنان الكبير أو أن يصبح دويلات. لا نقبل أن يتحول لبنان الى مربعات أمنية، ولا نقبل أن تبقى الولاءات لهذه او تلك من الدول، شرقية أو غربية، بل نحن مؤتمنون على هذا الكيان اللبناني لأنه الوعاء الذي تسكب فيه الهوية المارونية التي سكبت في هذا الوعاء عندما قاد بطاركتنا المسيرة، من يوحنا مارون وصولا الى اليوم، وحافظوا على الوديعتين الاغليين، على الهوية، وسعوا باستمرار للوصول الى الكيان اللبناني، هذا اللبنان والاستقلال الكبير، وسنقول بروح مسؤولية وبدون تبجح إن أم الصبي هم الموارنة. وكلنا نعرف أن هذا الوطن الوحيد الذي أعطيناه ولاءنا، وهذه هي الارض التي كتبنا عليها تاريخنا، وهنا بنينا كرامتنا، وهنا مع كل اخواننا في المواطنية بنينا معهم، ولكن الموارنة في الطليعة وعلى رأسهم البطاركة بنوا لبنان المميز بين كل بلدان العالم العربي، وحتى رؤساء هذه الدول يقولون لو لم يكن لبنان لكان علينا أن نوجده. هذه مسؤولية في أعناقنا، وجئنا اليوم الى هنا لنجدد ايماننا، وهذه المسؤولية المشتركة هي الحفاظ على الهوية المتارونية وعلى وعائها الكيان اللبناني".

وحيا كل أسلافه "من يوحنا مارون الى صاحب الغبطة مار نصرالله بطرس صفير بتاريخهم الزاخر والطريق الذي انطلقوا فيه ومشوه. علينا ان نكمل المسيرة، بعد الياس الحويك جاء البطريرك عريضة أبو إنجاز الاستقلال اللبناني وأبو الميثاق الوطني اللبناني، ومعه انجلت كل الجيوش الاجنبية عن لبنان. والبطريرك المعوشي كنا معه بانفتاحه على العالم العربي والاسلامي، وهو الذي قال لا نستطيع الا ان نعيش معا، والبطريرك خريش كان بطريرك الثوابت اللبنانية، ومع البطريرك صفير كانت مسيرة استعادة الاستقلال وتحرير الارض والقرار الحر. ومعي ستبقى الشركة والمحبة، الشركة مع الله، أي الهوية، واتحادنا بالله عموديا ووحدة بين كل الناس أفقيا، ولا أحد يجهل ان لبنان بحاجة الى شركة، وهذه الشركة لا تبنى بدون المحبة، وهكذا تكتمل طريقنا، ودورنا ان نحافظ عليه".

ودعا كل المسؤولين حاملي المسؤولية الى "تطبيق ثوابتنا ومبادئنا وهويتنا وكياننا على قراراتكم اليومية".

حرب

واستهل حرب كلمته بمسامحة "الذين جعلوني أسيرا للتدابير الامنية التي حالت دون ان أكون أول مستقبليك في بداية زيارتك. الحمد لله العناية الالهية ارادت ان يشفع الله بهذا البلد وبالذين يواكبونني وبي انا لأكون اليوم هنا بينكم وأكرر عهدي أنني منذ دخولي الحياة السياسية نذرت نفسي لخدمة لبنان والحمد لله الذي اعطاني المجال لأبقى في خدمته".

وشكر البطريرك الراعي على مباركته تمثال مار مارون، وشكر ايلي حنا ساسين حرب الذي قدم له التمثال الذي صنعه في اوكرانيا مع نخبة من الفنانين الكبار، "ولكن مار مارون ليس ملكا لي، بل هو ملك للبنان والبطريركية وكل موارنة لبنان، وبعد اقتراحي تقديم تمثال مار مارون الى رعية البترون لكي يوضع في باحة كنيسة مار مارون المنوي تشييدها في مدينة البترون، وبعد التداول مع المطران خيرالله حول الموضوع، وبسبب تأخير بناء الكنيسة كانت فكرة رفع التمثال عند مدخل دير مار يوحنا مارون تزامنا مع ذكرى 350 شهيدا مارونيا قتلوا بسبب ايمانهم بالحرية وبالمارونية التي انطلقت من هنا من كفرحي، وتحولت الى جزء مكون من لبنان".

وأضاف: "منطقة البترون هي منطقة القديسين ومنطقة البطريرك الذي كان وراء انشاء الكيان اللبناني، البطريرك الحويك الذي ننتظر من الكنيسة أن تباشر وأن يعجل هو باعجوبة ما كي ينضم الى القديسين الكبار، وهو له الفضل الكبير على لبنان".

وتوجه الى الراعي: "لقد استوقفني كلامك عن لبنان الذي نريده بلدا نعيش فيه مع بعضنا بعيدا من الدويلات، بل لبنان الدولة الواحدة، لبنان السياسيين الذين يعملون من اجل المصلحة الوطنية بعيدا عن السعي وراء المصالح الشخصية والمرتبطة بطائفة او حزب او مجموعة، بل لمصلحة واحدة هي مصلحة لبنان لكل الناس. لبنان لا يمكن أن يعيش من دون محبة، واذا كنت واقفا هنا اليوم، فلأن هناك من في السماء وقف بجانبي وأراد أن يحافظ على حياتي، ونحن لن نقبل بأن يتحول القتل والكره الى خطة سائدة في بلادنا".

وأضاف: "ما من أحد يفرض علينا القيام بأي شيء إلا مصلحة لبنان، ولأننا نؤمن بلبنان الدولة نرفض كل دويلة قائمة على حساب سيادته وعلى حساب القانون والامن والمحبة والتقاليد المشتركة في لبنان. كل المجتمعات المنغلقة هي ضد لبنان، ومن هنا، من مار يوحنا مارون نؤكد ان هذا هو اللبنان الذي حلمنا به والذي تحول في بعض الاحيان الى كابوس، سنعيده حلما جميلا، وسنعمل من اجل ان يبقى لبنان المحبة والتنوع ولبنان الدولة القوية والقادرة على حمايتنا".

وسأل: "كيف لنا ان نتصور لبنان من دون دولة؟ وماذا سيكون مصير الكرامة والحرية والامن؟ الدولة موجودة، ولو كانت ضعيفة، ونحن نفخر بها لأنه ليس لنا غيرها، وأكبر خطأ قد نرتكبه عندما نفكر في تحويل لبنان الى دويلات أو أحياء. هذه هي الدولة الشرعية الوحيدة التي نؤمن بها، وقد نختلف بالسياسة في ما بيننا، إلا أنه من غير المسموح أن نختلف على الثوابت الوطنية. ومن يؤمن بالدويلة على حساب الدولة فهو بذلك يخون وطنه ودولته، وكذلك من يعتبر نفسه انه افضل من غيره لأننا كلنا سواسية، واذا لم نعد الى هذه الثوابت والتراث سنخسر لبنان، وإذا بقينا كلنا تحت مظلة بكركي، التي تحتضن وتحمي هذه المبادىء وبطاركتنا هم حراس هذه المبادىء وهم مؤتمنون عليها، يبقي رأسنا مرفوعا، وإذا أصيبت بكركي بنكسة أو ضرر فالضرر علينا جميعنا".

ونبه الى "تخاذل المسيحيين وضعفهم بعدما شهدوا للمسيح وللحقيقة في ظل الاضطهادات التي واجهتهم، فهم ظلوا يدافعون عن ايمانهم في ارض اجدادهم"، داعيا الى "أن نكون على مثال القديس يوحنا مارون الذي أطلق الكنيسة المارونية من هنا، وإذا كنت سمحت لنفسي ان اتبنى وضع تمثال لمار مارون في منطقتنا فذلك لكي أذكر بضرورة أن نبقى بصلابة أجدادنا وصلابة الجرود التي عشنا فيها وحرمنا فيها أفضل ظروف الحياة لكي نحافظ على ايماننا وحريتنا".

وختم مؤكدا "تمسكنا وإيماننا بلبنان ورغبتنا وتصميمنا على أننا معتمدون على بكركي، وكما كانت في عهد مار يوحنا مارون الذي خلص الموارنة من القتل والاضطهاد، أن تستمر في قيادة الكنيسة المارونية لكي نحافظ على الحريات وعلى الاستقلال".

وشكر للمطران خيرالله "مواكبته ورعايته لهذه الابرشية رعاية الاب الصالح، ونحن نفخر به على رأس ابرشيتنا".

كور ـ كفرحتنا ـ زان

وكان الراعي قد زار عددا من الرعايا يرافقه المطران خيرالله والوكيل البطريركي المونسنيور جوزف بواري، واستهل جولته بمحطة في بلدة كور حيث كان في استقباله رئيس البلدية لحود موسى والمختار الياس فارس في باحة كنيسة مار مخايل وجبرايل التي دخلها مصليا، وكانت كلمة ترحيب من كاهن الرعية الخوري مارون فرح الذي أكد التزام ثوابت الكنيسة.

وألقى الراعي كلمة شدد فيها على "تجدد الكنيسة وبناء الشركة والمحبة، ولبنان بأمس الحاجة اليها". ودعا الى "عيش الايمان المسيحي وممارسة الاتحاد بالله من خلال نبذ الخلافات والانقسامات والخلافات والحقد بين بعضنا البعض".

ثم التقى الاهالي في صالة الرعية وصافحهم فردا فردا، وأقيم كوكتيل في المناسبة.

وانتقل الى بلدة كفرحتنا حيث أقيم له استقبال في باحة كنيسة مار شليطا التي دخلها على وقع الصنوج والمراوح الكنسية، في حضور مختار البلدة شكري مرقص. وألقى الراهب المريمي الاب أديب غصين كلمة أعرب فيها عن مشاعر المحبة والعواطف باسم أهالي كفرحتنا. ثم قدم له درعا تذكارية باسم رعية مار شليطا. وكانت كلمة للراعي ثمن فيها الحفاظ على العادات والتقاليد التي ورثها أبناء البلدة عن أجدادهم وآبائهم، داعيا الى "العودة للجذور التي حافظ عليها أجدادنا"، ومؤكدا "أن من يتخلى عن أرضه يتخلى عن ذاته". واعتبر "أن الارض هي ثقافتنا وعلينا ان نحافظ على هذه الوديعة لنسلمها الى أبنائنا".

وبعدما دون كلمة في سجل الكنيسة، التقى الراعي الاهالي في صالة الرعية وشرب معهم نخب الزيارة.

ومن كفرحتنا الى بلدة زان، حيث رفعت أقواس النصر عند مدخل البلدة، وأقيم استقبال شعبي على وقع موسيقى فرقة "حرف أرده"، في حضور رئيسة البلدية صونيا عبود جوان والمختار يوسف مرقص. وفي كنيسة مار يوحنا، ألقى كاهن الرعية الخوري أنطون الأهل كلمة ترحيب أكد فيها أهمية عيش الشركة والمحبة. ورد الراعي بكلمة شكر على الاستقبال، داعيا الى "أن نعيش ذاتنا ولذاتنا".

وشدد على "المسؤولية اللبنانية حيال لبنان والمجتمع العربي الذي يفتش عن هويته ولا يجدها، ويبحث عن الديموقراطية والحرية ولا يحصل عليها".

والى صالة الرعية انتقل الراعي مع مستقبليه من أبناء زان، حيث ألقى الشاعر اسطفان رشوان قصيدة ترحيبية، وقدم درعا تذكارية للبطريرك.

وكانت صور الراعي وأعلام بكركي وأبرشية البترون قد رفعت على الطرق، الى جانب اللافتات المرحبة والتي حملت عبارات ثمنت مسيرته ودوره الوطني والكنسي