المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 04 حزيران/2012

رسالة أفسس الفصل 02/11-22/الوحدة في المسيح

فاذكروا أنتم الذين كانوا غير يهود في أصلهم، أن اليهود الذين يعتبرون أنفسهم أهل الختان بفعل الأيدي في الجسد لا يعتبرونكم من أهل الختان. واذكروا أنكم كنتم فيما مضى من دون المسيح، بعيدين عن رعية إسرائيل، غرباء عن عهود الله ووعده، لا رجاء لكم ولا إله في هذا العالم. أما الآن، ففي المسيح يسوع صرتم قريبين بدم المسيح بعدما كنتم بعيدين. فالمسيح هو سلامنا، جعل اليهود وغير اليهود شعبا واحدا وهدم الحاجز الذي يفصل بينهما، أي العداوة، وألغى بجسده شريعة موسى بأحكامها ووصاياها ليخلق في شخصه من هاتين الجماعتين، بعدما أحل السلام بينهما، إنسانا واحدا جديدا ويصلح بينهما وبين الله بصليبه، فقضى على العداوة وجعلهما جسدا واحدا. جاء وبشركم بالسلام أنتم الذين كنتم بعيدين، كما بشر بالسلام الذين كانوا قريبين، لأن لنا به جميعا سبيل الوصول إلى الآب في الروح الواحد.

فما أنتم بعد اليوم غرباء أو ضيوفا، بل أنتم مع القديسين رعية واحدة ومن أهل بيت الله، بنيتم على أساس الرسل والأنبياء، وحجر الزاوية هو المسيح يسوع نفسه، لأن به يتماسك البناء كله وينمو ليكون هيكلا مقدسا في الرب، وبه أنتم أيضا مبنيون معا لتصيروا مسكنا لله في الروح.

 

عناوين النشرة

*فصل سابع وتسليح "الجيش الحر/علي حماده/النهار

*15قتيلا و40 جريحا في هجوم انتحاري استهدف كنيسة شمال شرق نيجيريا

*الفيصل: النظام السوري يحاول تحويل الصراع إلى صراع طائفي

*الاسد: سوريا تواجه حرباً حقيقية من الخارج

*شمعون: نصرالله يريد إبقاء السلاح بيد حزبه.. واقتراحه نهاية لاتفاق "الطائف"   

*الحاج ترأس قداسا في ذكرى اللاجئين الى اسرائيل: قضيتهم معقدة ومطلوب من الجميع ايجاد حل مرضي لها

*مقابلة مع القائد اتيان صقر، أبو أرز من موقع ليبانون ديبايت

*سليمان عاد من الكويت بعد قمة مع أميرها: لبنان جاهز لاستقبال الكويتيين واحتضانهم والسهر على امنهم

*سليمان اجرى محادثات مع امير الكويت تناولت تقوية اواصر العلاقات الاخوية بين البلدين

*الخامنئي يهدد

*نصري خوري سلم المخطوفين إلى الجيش وهما في طريقهما إلى عكار

*لبنان الحرّ": لا جديد في ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا

*قيادي في 14 آذار : الراعي ونصرالله يدفعان لنظام جديد والميثاق الوطني الجديد... توطئة لتعديل الطائف والهيئة التأسيسية للحوار... مدخلاً لجمهورية المثالثة/سيمون ابو فاضل

*وفاة طفل في طرابلس متأثرا بجروحه

*الجيش: وحداتنا أكملت انتشارها في التبانة وجبل محسن وشارع سوريا

*طاولة الحوار مضيعة للوقت.. واتفاق الطائف هو المؤتمر التأسيسي"/علوش لـ"NOW Lebanon": قرار سوري بإشعال طرابلس.. ونصرالله يريد دستور "ولاية الفقيه"

*العميد بسام الأيوبي: انجزنا الانتشار لمؤازرة الجيش والهدوء تام على كل المحاور لا شيء يمنع وجود طابور خامس ولكننا سنرد على أي مصدر لإطلاق النار ولا رحمة مع أحد

**جحيم طرابلس أكثر من 62 قتيلاً وجريحاً والمدينة - الرهينة تنتظر خطة انتشار جديدة

*المسار اللبناني: عون يذكرنا دائما بالحرب الأهلية ويقدم هذه الوجبة في كل عشاء

*الأحدب: العجز سياسي وهو غطاء للخلل الأمني في طرابلس/لا أحد يقبل بسحب السلاح من فريق دون الآخر تحت ذريعة المقاومة

*نواف الموسوي: سياسة الفريق الآخر التحريضية وضعت لبنان على شفا الهاوية/ما يحصل في طرابلس هو بفعل الاحتقان والتحريض والاعمال الأمنية المشبوهة

*قاووق: الذين يترددون في قبول المشاركة بالحوار وينتظرون قرارات من السفارات الأجنبية يدينون أنفسهم

*المجلس الوزاري العربي يلوح لسوريا بالفصل السابع وتحفّظ لبناني وعراقي وجزائري

*كلينتون ولافروف توافقا على "ضرورة العمل معاً" وتحذير ايراني لتركيا

*لقاء في دلبتا حول قضية بيع "جبل الصليب"

*اجتماع وزاري - نيابي - أمني في دارة ميقاتي في طرابلس: على الجيش وقوى الأمن إتخاذ كل الإجراءات الحازمة فورا لوقف الإشتباكات

*طهران: كل الأراضي الإسرائيلية والقواعد الأميركية بالمنطقة في مرمى صواريخنا

*مستشار خامنئي يهاجم السعودية وقطر وتركيا

*حسن نصرالله سيد الكذب/غسان المفلح /السياسة

*حسن نصر الله والثورة السورية... صلافة بلا حدود/داود البصري/السياسة

*نواب "المستقبل": نصرالله يريد مؤتمراً تأسيسياً يمهد لدولة ولاية الفقيه

*14 آذار": "حزب الله" يستعجل "المثالثة" قبل سقوط نظام الأسد

*شمعون لـ"السياسة": نصر الله يريد إبقاء السلاح بيد حزبه واقتراحه نهاية لاتفاق الطائف

*الدولة من فوق/الياس الزغبي

*قزي: لا نرفض فكرة المؤتمر التأسيسي شرط ألا يكون مهربا لعدم طرح موضوع السلاح او للانتقال الى المثالثة،

*المخاوف السورية: معظمها يغيب عندما يسكت السلاح/فايز سارة/الشرق الأوسط

*أنان محبط.. هذه كارثة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*حوار للصورة أم لاتخاذ قرارات/ثريا شاهين/المستقبل

*ما هي مواصفات الدولة الحقيقية/سمير منصور/النهار

*إبراز منطق الدولة في كلمة نصرالله محور تقويم صدى ايجابي للمبدأ لا يسقط أزمة الثقة والشكوك/روزانا بومنصف/النهار

*السوريون في حرب أهلية منذ البداية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الراعي منح رتبة مونسنيور للخوريين معوشي وضوميط

*شارل رزق لـ" النهار": الأسد واجهة روسية - إيرانية يتحطم عليها الثوار/قانون الانتخاب الجديد يجب أن يعيد الثنائية السياسية وليس الطائفية

*أبي رميا: لا جدوى من الحوار إذا لم يشارك الفريق الآخر

*ميشال معوض: لن نقبل بحوار يكرّس مفاعيل الانقلاب

*عن لبنانيّي النظام السوري في مرحلة قرب انهياره/محمد مشموشي/المستقبل

*حطيط:المختطفون بقبضة الاتراك وخوف من أن تلقى قضيتهم مصير الامام الصدر

*الجميل: ذاهبون الى الحوار رغم سلبياته ونريده بابا لتغيير الحكومة لا لتعويمها

*عون: نأي الحكومة بنفسها عن مشاكل الناس يشجع المسار التخريبي واحذروا بيع الأرض والهوية وبيع الضمير لأنه بيع لأمانة الآباء والأجداد

*الراعي ناشد السياسيين الجلوس الى طاولة الحوار ودعا الحكومة الى اتخاذ قرارات اجرائية على مستوى الأمن والاقتصاد

*"بسام الهاشم: الحوار يفترض التحرر من الإرتهانات للخارج

*الحياة :السعودية لا تتدخل في مواقف اللبنانيين من الحوار والحريري لم يقفل الباب وطرابلس تنفجر واشتباكات توقع عشرات القتلى والجرحى

*جنبلاط: الحوار سيستوعب سلاح حزب الله وهو الحل لعدم نقل الأزمة السورية إلى لبنان

*"باب التبانة الضحية/مصطفى علوش/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

فصل سابع وتسليح "الجيش الحر"

علي حماده/النهار

كان يجب أن تحدث مجزرة الحولة حتى يستفيق العالم من سباته الذي استمر وقتا طويلا في المدة الاخيرة. ومع ان المجزرة التي حصدت مئة شخص نصفهم من الاطفال والنساء ذبحوا بالسكاكين على يد شبيحة النظام في سوريا، فإنها عدا وحشيتها كانت نقطة في بحر الدماء السورية التي وصل عدد شهدائها الى ثلاثة عشر الفا، ما عدا المعتقلين الذين يقال ان قسما كبيرا منهم جرت تصفيته واخفاء جثثه.  اننا امام نظام وحشي ينتمي الى عصر آخر، ويستلهم وسائله الاجرامية من تراث معروف المنابع والاصول، ولا حاجة الى التذكير بوحشية الاب المؤسس. في الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في الدوحة يوم أمس السبت، كان منطلق البحث بين المبعوث الدولي العربي كوفي انان واركان التحرك العربي الاساسيين، أي دول مجلس التعاون الخليجي، ايجاد طريقة مثلى لفرض الخطة السداسية التي يدرك كل من اطلع عليها انها مستلهمة من الخطة العربية التي أقرتها الجامعة العربية في مرحلة سابقة، مثلما هي مهمة المراقبين الدوليين المستلهمة من مهمة المراقبين العرب. انان أفهم المجلس الوزاري العربي في الجلسات المغلقة ان المطلوب هو فرض الخطة ولا سيما منها البند الاول المتعلق بوقف القتل وسحب الجيش من المدن والقرى قبل أي حديث عن بنود سياسية. فالوضع بلغ منعطفا خطيرا كما سبق أن أبلغ انان بشار الاسد خلال لقائه الاخير به في دمشق. من هنا فكرة ربط الخطة بالبند السابع من شرعة الامم المتحدة من خلال استصدار قرار من مجلس الامن. ووحدها هذه الطريقة، بحسب أنان، يمكنها وقف الانزلاق المتسارع نحو نزاع شامل اهلي يمكن ان يتوسع ليغرق الاقليم كله في حرب او سلسلة حروب. لقد وصلت الامور الى نقطة اللاعودة بين الشعب السوري الحر والنظام. واليوم يمكن اختصار الصراع بأنه صراع ارادات، إذ ان كل طرف يضغط من أجل أن يكون الطرف الآخر أول من يصرخ. حتى الآن يبدو ان بشار قرر الحرب بلا هوادة، تسانده في ذلك ايران وتغطّيه روسيا. وثمن هذا القرار شلال من الدماء السورية وعسكرة شاملة للثورة لا بد لها ان تدمر البلاد وبناها تحتية وتعيدها خمسين عاما الى الوراء من الناحية الاقتصادية الانمائية. ولكن ما يعوز بشار في نهاية الامر هو التوازن الديموغرافي، أي البحر الذي يمكنه ان يسبح فيه، وهو واقعاً بحر معادٍ وسيبقى معاديا. إن اللجوء الى الفصل السابع من أجل فرض تنفيذ خطة انان جيد من الناحية النظرية، ولكن الفصل السابع ينبغي ان يقترن بإرادة جدية للتدخل العسكري في حال عدم الالتزام. وفي الاثناء، يواصل بشار قتل السوريين بالمئات والآلاف. بناء عليه، لا مناص من تسليح شامل لـ"الجيش السوري الحر"، ودعم الثورة ومدّها بكل الوسائل المادية والمعنوية لكي تواجه قتلة الاطفال. هذه هي مهمة العرب، ولا سيما منهم الاغنياء: ان يسلحوا "الجيش الحر" كأن شيئا لم يكن، لان بشار لن يوقف القتل قبل ان يسحق.

 

15قتيلا و40 جريحا في هجوم انتحاري استهدف كنيسة شمال شرق نيجيريا

نهارنت/قتل 15 شخصا بينهم الانتحاري واصيب 40 اخرون بجروح الاحد في الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة في نيجيريا بواسطة سيارة مفخخة، كما اعلنت اجهزة الطوارىء في ولاية بوشي.

وقالت وكالة الطوارىء في بيان في لاغوس انه بعد الانفجار في مدينة بوشي "هرع فريق عمليات الطوارىء الى مكان الانفجار لانقاذ الضحايا. عمل الفريق على نقلهم. اصيب اربعون شخصا بجروح فيما قتل 15". واضاف البيان انه تم نقل الجرحى الى مستشفى محلي وقد اغلقت الشرطة المنطقة التي وقع فيها الاعتداء. وحاول الانتحاري اقتحام حاجز قرب الكنيسة الواقعة في مدينة بوشي في الولاية التي تحمل الاسم نفسه حيث عززت الاجراءات الامنية بعد هجمات نسبت الى مجموعة بوكو حرام الاسلامية. وقال المسؤول في الشرطة المفوض محمد لدان ان الاعتداء الذي وقع في منطقة ينوان تودو، الحي الذي تقطنه غالبية من المسيحيين، اوقع تسعة قتلى. واضاف "هناك حاجز امني قرب الكنيسة منع الانتحاري من الاقتراب من هدفه". وتابع "اقتحم بسيارته حاجزا امنيا فانفجرت ما ادى الى مقتله وثمانية اشخاص اخرين". وافاد سكان ان وقع الانفجار ادى الى انهيار الكنيسة. وقال شهود عيان ان عشرات الاشخاص فروا بعد الانفجار حتى ان البعض اندفعوا في الحريق الذي اندلع خارج الكنيسة.

وروى الشاهد تيموثي جوشوا "كانت الفوضى في اوجها عندما حاول السكان والمصلون الفرار". ولم تتبن اي جهة الهجوم، لكن جماعة بوكو حرام الاسلامية المسؤولة عن هجمات عدة اسفرت عن اكثر من الف قتيل منذ 2009، كانت استهدفت مسيحيين وكنائس في شمال نيجيريا وخصوصا في ايام الاحتفالات الدينية.

 

الفيصل: النظام السوري يحاول تحويل الصراع إلى صراع طائفي

لفت وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى أنَّ "ما حصل في طرابلس (الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة) إمتداد للأزمة السورية"، مُعتبرًا أنَّ "النظام السوري يحاول تحويل الصراع إلى صراع طائفي وهذه من الاشياء التي تخيفنا لأنَّها لا تهدد طرابلس ولبنان فقط بل تهدد سوريا نفسها". الفيصل، وخلال مؤتمرصحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بنا كي مون في جدة، أكَّد أنَّ "الحل الحقيقي هو الدفاع عن الفرد السوري لأنَّ النظام يمتلك السلاح"، موضحًا أنَّ "اقامة منطقة عازلة في سوريا شأن مجلس الأمن"، مُشددًا على أنَّ "المعارضة مجردة من السلاح والنظام يأتيه السلاح من كل مكان". وإذ أشار إلى أنَّ تقرير المبعوث الدولي والعربي كوفي انان سيصدر "بعد شهرين"، أمل أن "يكون واضحًا". وفي السياق عينه، قال: "نحن نلاحظ أن كل مبادرة قُدِّمت منذ المبادرة العربية الأولى إلى مبادرة انان قبلها النظام السوري لكنها لم تنفذ، وهذه طريقة يعتمدها النظام لكسب الوقت لانهاء حالة التذمر في سوريا عن طريق البطش والقتل، ولا أرى أنَّ هذا النظام يتعامل بشكل مختلف مع المبادرة الأخيرة لكوفي انان"، مؤكِّدًا أنَّ "النظام السوري يماطل ويناور". وردًا على سؤال بشان الموقف الإيراني تجاه ما يحصل في سوريا، اجاب الفيصل: "الموقف الايراني تجاه سوريا يتعارض كليًا مع كل ما تتدعيه إيران عن حرية الشعوب"، مُضيفًا: "وإيران تأخذ موقفًا في البحرين وآخر في سوريا، في حين أنَّه لا يمكن مقارنة عدد الضاحيا بين سوريا والبحرين"، موضحًا أنَّ "جامعة الدول العربية لا تستطيع التدخل في سوريا تحت الفصل السابع".  وردًا على سؤال آخر، بشأن الأزمة اليمنية، قال: "بخصوص اليمن يقلقنا بطبيعة الحال الأخبار عن تواجد الارهابيين في اليمن كما يقلق كل يمني أما التعاون القائم بيننا وبين اليمن فهو مستمر". (رصد NOW Lebanon)

 

الاسد: سوريا تواجه حرباً حقيقية من الخارج

نهارنت/اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد تصميمه على مواصلة "العملية السياسية" ومكافحة الارهاب"، معتبراً من جديد ان سوريا لا تواجه مشكلة سياسية بل "مشروع فتنة اساسه الارهاب وحرب حقيقية من الخارج". وقال في خطاب امام مجلس الشعب الجديد ان سوريا لا تواجه مشكلة سياسية بل "مشروع فتنة اساسه الارهاب (...) وحربا حقيقية من الخارج". وشدد الاسد على "الدور الدولي في ما يحصل لم يتغير (...) فالاستعمار يبقى استعمارا وتتغير الاساليب والوجوه"، مؤكدا ان "الشعب تمكن من فك رموز المؤامرة من بداياتها". واضاف ان العملية السياسية في سوريا تسير الى الامام فيما "الارهاب يتصاعد دون توقف" مضيفا ان "الارهابي كلف بمهمة ولن يتوقف حتى ينجز هذه المهمة ولا يتأثر ببكاء الارامل والثكالى". وتساءل الاسد "هل ضرب الارهاب فئة دون اخرى؟ (...) وهل اثرت القوانين التي صدرت على الارهاب ايجابا؟"، موضحا ان "الواقع بالنسبة للاعمال الارهابية يعطي الجواب واضحا". واكد الرئيس السوري ان "الارهاب لا يرتبط بالعملية السياسية (...) وهو حالة منفصلة وعلاجه منفصل"، مؤكدا انه "لا مهادنة ولا تسامح مع الارهاب (..) علينا ان نكافح الارهاب لكي يشفى الوطن". ووصف منفذي مجزرة الحولة التي راح ضحيتها اكثر من مئة قتيل في الخامس والعشرين من ايار بانهم "وحوش". وقال "حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه..اللغة البشرية غير قادرة على وصفه". واستهل الاسد خطابه في افتتاح الدورة التشريعية الاولى للبرلمان الجديد الذي انتخب اعضاؤه في السابع من ايار، وحيا "الشهداء من مدنيين وعسكريين" مؤكدا ان "دماءهم لن تذهب هدرا ليس انطلاقا من الحقد بل من الحق". واضاف "عزاؤنا الوحيد جميعا ان يعود وطننا سليما معافى ينعم ابناؤه بالسلام والاستقرار".

واكد ان الامن في البلاد "خط احمر". واضاف "قد يكون الثمن غاليا (...) مهما كان الثمن لا بد ان نكون مستعدين لدفعه حفاظا على قوة النسيج وقوة سوريا". ورأى الاسد ان للمال دورا في تأجيج الاحتجاجات واعمال العنف في بلاده، مشيرا الى ان "البعض يتقاضى اموالا ليخرج في تظاهرات (...) وهناك شباب في سن المراهقة اعطوا حوالى الفي ليرة سورية (40 دولارا) لقتل كل شخص".

وابدى الاسد استعداده للحوار مع المعارضة "شرط الا تكون هناك قوى تطالب بتدخل خارجي او انغمست في دعم الارهاب". واخيرا اكد الاسد ان "ابواب سوريا مفتوحة لكل من يريد اصلاحا (...) ولا رجعة عما قمنا به من اصلاحات".

*وكالة الصحافة الفرنسية.

 

شمعون: نصرالله يريد إبقاء السلاح بيد حزبه.. واقتراحه نهاية لاتفاق "الطائف"   

علّق رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون على اقتراح الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والذي دعا فيه رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى تحويل طاولة الحوار إلى مؤتمر تأسيسي بشأن كيفيّة بناء الدولة، معتبرًا في حديث لصحيفة "السياسة" الكويتيّة أنّ "كل ما يفعله السيد نصر الله وما يقترحه من أفكار كمسألة المجلس التأسيسي يهدف إلى شيء واحد وهو إبقاء السلاح بيد حزبه"، مؤكدًا في المقابل أنّ "فريق "14 آذار" غير مستعد للبحث في أيّ شيء قبل حلّ مسألة السلاح وتسليمه إلى الجيش اللبناني على مراحل وفي مهلة محددة".

ورأى شمعون في اقتراح المجلس التأسيسي "تجاوزًا لاتفاق "الطائف" إن لم يكن إلغاء له"، مشيرًا إلى أن "هذا ما يسعى إليه نصر الله وحلفاؤه وبالأخص (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون". وقال: "أنا كرئيس حزب "الوطنيين الأحرار" لست مستعدًا للحوار مع "حزب الله"، ولن يستطيع أن يرغمني على ذلك ما دام المسدس على الطاولة، وعندما تحلّ مشكلة السلاح فلن نكون بعيدين عن الحوار أبدًا، وهذا ما جعلني ضد الحوار من الأساس، فكيف يستقيم الحوار والسلاح على الطاولة وموجه إلى رأس المعترضين عليه".

 

الحاج ترأس قداسا في ذكرى اللاجئين الى اسرائيل: قضيتهم معقدة ومطلوب من الجميع ايجاد حل مرضي لها

وطنية - تبنين - 3/6/2012 أقيم في كنيسة السيدة في بلدة عين ابل قداس في الذكرى الثانية عشرة للاجئين اللبنانيين الى اسرائيل من ابناء قرى المنطقة التي حررت في ايار 2000، ترأسه راعي ابرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج وحضره ممثل الرئيس أمين الجميل رئيس اقليم كتائب بنت جبيل ميلاد حبوب ، ممثل النائب سامي الجميل ايلي يزبك ، رئيس بلدية عين ابل فاروق بركات دياب واعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات ومخاتير واهالي المبعدين.

العظة

وألقى المطران الحاج عظة اعتبر فيها "ان قضية من فروا الى اسرائيل قضية معقدة وهي بحاجة الى اجماع من الداخل كونها دقيقة ولها تشعبات كثيرة، ومطلوب من كل اللبنانيين ايجاد حل مرضي لها ، وهذا امر يتطلب جهدا وابداعا".

اضاف: "بتصوري ان هذه القضية مرتبطة ارتباطا كبيرا بالسلام داخل لبنان ، والمشكلة ان السلام لا يتم الا بأمرين:أولا المصالحة وثانيا تنقية الذاكرة، وهما الاساس لحلول مشاكلنا كافة، لبنان لم ينطلق جديا حتى اليوم لانه غير مبني على السلام المبني على المصالحة الحقيقية بالعمق والتي تفرض التسامح والتي اساسها المصالحة بين الانسان وربه وننال الغفران والمسامحة التي ننالها من الله وتعميمها على الاخرين، هنا مفتاح المصالحة الاول والسلام الاول، وهنا مفتاح قضيتنا الاولى، عندما نقبل التصالح مع بعضنا البعض عندها نكون قريبين من السلام".

وقال: "نحن نطل بالوجه الحضاري على العالم بأسره من خلال التعايش الاسلامي - المسيحي الفريد من نوعه الذي هو اساس وجود لبنان، من هنا سيدنا البطريرك يدعونا دائما الى تجديد هذا الميثاق ويكفي ان نذكر قدومه مؤخرا الى هذه المنطقة وكيف خرج الجميع كعائلة واحدة لملاقاته بعرس، من هنا ضرورة تنقية الذاكرة التي تجعلنا ننظر الى الامور الايجابية".

وفي الختام، تم عرض فيلم وثائقي عن اللبنانيين اللاجئين الى اسرائيل على وقع اغنية " لبنان بعيوني دمعة". وألقت كلمة اهالي المبعدين لوريس اندراوس، ثم أضاء المشاركون الشموع.

 

مقابلة مع القائد اتيان صقر، أبو أرز من موقع ليبانون ديبايت

موقع ليبانون ديبايت02 حزيران/12

عناوين النشرة

*اللغة اللبنانية - ولا نقول لهجة- هي لغة قائمة بذاتها،تطورت بفعل الزمان من اللغة الأرامية الى اللغة السريانية والآن الى اللغة اللبنانية

*لبنان بحسب تاريخه الضارب في الزمن هو من أقدم بلدان العالم، وأمّته عمرها آلاف السنين من الحضارة المتواصلة

*حزب حراس الأرز يختلف مع معظم الأحزاب اللبنانية في أمور مفصلية تمنعنا من التلاقي معهم من حيث العقيدة

*أكثر من عشرين عاماً من حكم الأمر الذي جعل حزب حراس الأرز غير قادر على التحرك

*الأجواء السياسية العامة السائدة في لبنان لا تسمح اليوم في عود أهلنا اللاجئين في إسرائيل بالشكل اللائق والسليم الذي يجب ان يرافق عودتهم.

*المبعدين الى إسرائيل هم مواطنون شرفاء وأبناء القضية اللبنانية المقدسة، وقد قاموا بواجبهم الوطني بكل أمانة واندفاع وإخلاص،

*صفة العمالة تنطبق على من باعوا لبنان الى الاحتلال الفلسطيني - السوري - الإيراني

*أنا ومعي كل الشرفاء في لبنان نقف مع تحرك أهل عين ابل المطالب بعودة اللاجئين في إسرائيل ونتمنى ان يمارسوا المزيد من الصبر بانتظار الفرج القريب بإذن الله.

*جميع الشرفاء في لبنان والأحرار في العالم يجب أن يقفوا الى جانب الشعوب المقهورة المنادية بالحرية والكرامة ضد أنظمتها الاستبدادية

*أي نظام يحل محل النظام السوري الحالي لن يكون أسوأ منه بالنسبة للبنان أياً يكن شكل النظام الجديد ولونه وتوجهاته

*مقولة إن نظام الأسد حامي المسيحيين في لبنان وسوريا هي مقولة سخيفة لأن المسيحيين متجذرين في هذا الشرق وبخاصة في جبل لبنان قبل الأسد ووالده بآلاف السنين

*المقارنة بين اللاجئين السوريين الى لبنان واللاجئين الفلسطينيين لا تجوز باعتبار أن اللجؤ السوري اليوم هو لجؤ مؤقت فرضته الأحداث السورية

*على لبنان أن يحصن نفسه في وجه أي مد طائفي أو سياسي خارجي كي لا يقع فريسة الصراعات الخارجية

*النزاع الطائفي في لبنان غير موجود على مستوى الشعب والأفراد، بل هو من صنع القيادات اللبنانية التي تعيش وتتغذى من هذا الصراع

*الحل يكم بالعودة الى الجذور اللبنانية الأصيلة، والإيمان الثابت بعقيدة القومية اللبنانية التاريخية التي تبقى هي أساس الحلول لكل مشاكل لبنان القائمة.

تفاصيل المقابلة

تحت عنوان "جايين وبإيدينا شمعة" نظّم أهالي عين إبل يوماً تضامنياً مع اللبنانيين المبعدين قسراً الى اسرائيل وذلك بعد مرور 12 عاماً على ابعادهم. حملوا الشّموع، قرعوا أجراس الكنائس، وصلّوا عسى أن يعود أهاليهم الى قراهم وبيوتهم. منظمو التّحرك أكدوا لل"ليبانون ديبايت" أن بلدية عين ابل راضخة لضغوطات حركة امل وحزب الله ما يمنعها من دعمهم.

وإذ شددوا على ان التحرّك شعبي لا علاقة له بأي حزب من الأحزاب اللبنانية، أشاروا الى مضايقاتٍ حصلت ما دفع بهم الى تغيير مكان التّحرك وتوقيته. وتزامناً أقام المبعدين أيضاً قداساً الهياً للمناسبة عينها. إتيان صقر أو "أبو أرز"، كما يحبّ مناصروه تسميته، هو قائد حزب حرّاس الأزر والمدافع الأول عن قضية المبعدين، ماذا يقول في هذه الذكرى.

"ليبانون ديبايت" زاره، وعاد بهذا اللقاء.

المحور الأول: في القومية اللبنانية وحزب حراس الأرز

1- أين هو حزب حراس الأرز اليوم؟ هل من نشاطات يقوم بها؟ ولماذا هذا التعتيم على البيانات الاعلامية للحزب برأيك؟

حزب حرّاس الأرز- حركة القومية اللبنانية متواجد على شكل خلايا في معظم المناطق اللبنانية ، غير ان هذه الخلايا غير ناشطة في الوقت الراهن نظراً للظروف السياسية غير الملائمة التي تهيمن على لبنان حكومة وشعباً ومؤسسات، إضافة الى غياب رئيس الحزب عن بيروت منذ أكثر من عشرين عاماً الأمر الذي جعل الحزب غير قادر على التحرك كما في السابق والقيام بمبادرات سياسية اسوة ببقية الأحزاب العاملة على أرض الوطن. أما بشأن التعتيم على البيانات الاعلامية فهذا يعود الى ثلاثة اسباب: الأول، مبادىء الحزب الثابتة التي تناقض معظم الطروحات السياسية المتداولة على الساحة اللبنانية. الثاني، شح الموارد المالية للحزب في الوقت الحاضر. والثالث، عمليات التهميش المقصودة التي تمارسها القيادات السياسية علينا وبخاصة القيادات المارونية بقصد التعتيم على الحقائق التي يعلنها الحزب حيال مجمل الموضوعات الوطنية.

2- في كتاب "كي نستحق شرف الانتماء" يقول حراس الأرز إن للبنان لغة خاصّة به واللبنانية ليست لهجة، ألا ترى في هذا القول نوعاً من المبالغة خصوصاً وأن "اللبنانية" تتضمّن كلمات بعضها تركية وأخرى سريانية بسبب كثرة الحضارات التي مرّت على بلادنا؟

بالعودة الى التاريخ فإن اللغة اللبنانية - ولا نقول لهجة- هي لغة قائمة بذاتها،تطورت بفعل الزمان من اللغة الأرامية الى اللغة السريانية والآن الى اللغة اللبنانية، أما الكلمات الدخيلة على لغتنا فهي كلمات فرضتها بعض الفتوحات الأجنبية وتطور الحضارة كما هو شأن كل لغات العالم.

3- البعض يعتبر لبنان كيان أوجدته فرنسا عند اعلانها لبنان الكبير، ما يعني أننا وكلبنانيين لم نتّفق بعد على نهائية الكيان. ما رأيك؟

إن لبنان بحسب تاريخه الضارب في الزمن هو من أقدم بلدان العالم، وأمّته عمرها آلاف السنين من الحضارة المتواصلة، فهو موجود قبل فرنسا بحوالي خمسة آلاف سنة، فهل يعقل أن يكون هذا البلد العريق من صنع دولة حديثة العهد كفرنسا أو غيرها؟؟؟

4- ينادي حزب حراس الأرز بالعلمانية في الوقت الذي يعتبركم كثيرون حزب مسيحي نشأ في المنطقة "الشرقية" من بيروت ولم يعرف رواجاً أبداً في المنطقة "الغربية" من العاصمة، ما هو رأيكم بهذا القول؟

عقيدة الحزب قائمة على فكرة القومية اللبنانية ومبدأها العلمانية وفصل الدين عن الدولة، وعناصر الحزب تنتمي الى جميع الطوائف اللبنانية، وخلايانا منتشرة في كل المناطق بصرف النظر عن مذاهبها أو طوائفها، مع الإشارة الى أن شهداءنا هم أيضاّ من جميع الطوائف مما يعني أننا حققنا مبدأ العلمانية على أرض الواقع قولاّ وعملاّ.

5- كيف هي علاقة الحزب بالأفرقاء السياسيين اللبنانيين؟

نحن نختلف مع معظم الأحزاب اللبنانية في أمور مفصلية تمنعنا من التلاقي معهم من حيث العقيدة وأهمها: الإيمان بالقومية اللبنانية، وعلمانية الدولة الرامية الى فصل الدين عن الدولة، والتمسك بهوية لبنان اللبنانية غير المصبوغة بطلاء خارجي كالعروبة وغيرها، أما في بقية القضايا فنحن نتلاقى مع البعض ونتباعد مع البعض الآخر.

المحور الثاني: المبعدين قصراً الى اسرائيل

1- في موضوع اللبنانيين المبعدين قصراً الى اسرائيل، القضية انسانيّة طرحها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته قبرص حيث التقى بك شخصياً، كما أنه طرحها خلال زيارته للجنوب، فهل من بشائر خير على هذا المستوى في هذا الموضوع؟

خلال لقائي بغبطة البطريرك الراعي في قبرص تداولنا بموضوعات مختلفة تتعلق بالأزمة اللبنانية، أما موضوع المبعدين قسراّ الى إسرائيل فإن الأجواء السياسية العامة السائدة في لبنان لاتسمح اليوم في عودتهم الى ديارهم بالشكل اللائق والسليم الذي يجب ان يرافق عودتهم.

2- خصّص أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى التحريركلاماً للمبعدين الى اسرائيل داعياً من لم يتورّط في العمالة أن يعود الى لبنان مؤكداً أن هذا الموضوع لا يحتاج الى اتفاق وأن القضاء هو من يحاسب، هل يتخوّف اهل الجنوب وخصوصاً أهالي المبعدين الى اسرائيل من اجحاف قد يحصل بحقّهم؟ وما هو رأي حراس الأرز بقول نصرالله؟

إن المبعدين الى إسرائيل هم مواطنون شرفاء وأبناء القضية اللبنانية المقدسة، وقد قاموا بواجبهم الوطني في الدفاع عن هذه القضية بكل أمانة واندفاع وإخلاص، وقدموا على مذبح الوطن أغلى التضحيات للحفاظ على منطقة لبنانية عزيزة تركتها الدولة وتخلّت عن أهلها لأكثر من ثلاثين سنة. وهذا يعني أن صفة العمالة لا تنطبق عليهم بل على الذين باعوا لبنان وشعبه ومؤسساته الى الاحتلال الفاسطيني - السوري - الإيراني - العروبي وما زالوا حتى الساعة يبيعون ويشترون من دون رادع من ضمير أو حسِ وطني.

3- أضاء أبناء قريتك في عين إبل الشّموع تضامناً مع المبعدين قصراً الى الأراضي المقدّسة، بكلماتٍ من القلب ماذا يقول إتيان صقر للمناضلين الجنوبيين؟

أنا أتضامن مع أبناء قريتي في حركتهم المؤازرة للمبعدين الى إسرائيل وأدعم كل ما يقومون به في سبيل إيقاظ الضمير اللبناني والعالمي لحل هذه المأساة المزمنة بشكل يتناسب مع التضحيات الجسيمة التي قدمها هؤلاء الأبطال، وبالسرعة القصوى التي تتطلبها عودتهم خوفاً من أن يذوبوا في المجتمع الإسرائيلي. إنني في هذه المناسبة أرسل تحياتي الطيبة الى القيّمين على هذا التحرك، والى أهالي بلدتي الحبيبة وأهالي الجنوب عامة متمنياً لهم كل التوفيق في ما يسعون اليه، والى المبعدين في اسرائيل، فأنا ومعي كل الشرفاء في لبنان نقف معهم بقوة وعزم ونتمنى عليهم ان يمارسوا المزيد من الصبر والعضّ على الجراح بانتظار الفرج القريب بإذن الله.

المحور الثالث: لبنان والجوار العربي

1- في ظلّ الثورات التي تشهدها المنطقة العربية، ألا تتخوّفون من مدّ سلفي قد يطال لبنان وبالتالي يقضي على تعدّد الثقافات وتنوّعها؟

نبدأ بالقول إن جميع الشرفاء في لبنان والأحرار في العالم يجب أن يقفوا الى جانب الشعوب المقهورة المنادية بالحرية والكرامة ضد أنظمتها الاستبدادية والقمعية والشمولية والدكتاتورية، وذلك بصرف النظر عن الأنظمة البديلة التي قد تفرزها هذه الثورات الشعبية. أما في ما يخص لبنان فإن النظام السوري القائم منذ اربعة عقود ارتكب من الجرائم في لبنان ما يجعلنا نتمنى رحيله نسبة لكمية الخراب والدمار التي أحدثها احتلاله على صعيد البشر والحجر والمؤسسات. لذلك نعتقد أن أي نظام يحل محل النظام السوري الحالي لن يكون أسوأ منه بالنسبة للبنان أياً يكن شكل النظام الجديد ولونه وتوجهاته.

أما مقولة إن نظام الأسد هو حامي المسيحيين في لبنان وسوريا فهي مقولة سخيفة لأن المسيحيين متجذرين في هذا الشرق وبخاصة في جبل لبنان قبل الأسد ووالده بآلاف السنين وهم ليسوا بحاجة لحماية أحد ولا يخشون أحدا بشرط أن تعود القيادات اللبنانية الى ضمائرها وتتضامن في ما بينها وتغلّب مصلحة لبنان العليا على مصالحها الخاصة الضيقة.

2- يصل اليوم الى لبنان لاجئون سوريون، ألا تتخوّفون من اعادة تجربة اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية؟

المقارنة بين اللاجئين السوريين الى لبنان واللاجئين الفلسطينيين لا تجوز باعتبار أن اللجؤ السوري اليوم هو لجؤ مؤقت فرضته الأحداث السورية، وعند انتهائها سيعودون حتما الى بلادهم، بينما ما نخشاه هو اللجؤ الفلسطيني المسدود الأفق والمتزايد العدد يوما بعد يوم، سيّما وأن أحدا لا يقبل بهم على أرضه مما يزيد احتمال توطينهم على أرضنا الضيقة والمكتظة، وهذا ما يقلقنا كثيرا ويجعل منهم قنبلة موقوتة لحروب مقبلة بينهم وبين أجيالنا الطالعة. مع الإشارة الى أن شعار الدولة القائل برفض التوطين لا يكفي، بل عليها أن تقرن هذا الشعار بالمبادرة فورا الى حملة دبلوماسية متواصلة لدى دول القرار لترحيل اللاجئين الفلسطينيين الى البلدان الشاسعة القادرة على استيعابهم.

3- المملكة العربية السّعودية تدعم الثورة في سوريا، وفي المقابل تقمع الحريّة في بلادها، ألا ترى في ذلك سعياً سعودياً لتوسيع التّحالف السني الاقليمي بوجه الشيعية الايرانية؟

من الطبيعي أن تسعى الدول القوية الى توسيع نفوذها على حساب الدول الأخرى المجاورة لها، فإذا كانت السعودية تسعى الى تعزيز نفوذها السني في وجه نفوذ إيران الشيعي، فعلى لبنان أن يحصن نفسه في وجه أي مد طائفي أو سياسي خارجي كي لا يقع فريسة الصراعات الخارجية، وقد عانينا الأمرّين وما زلنا نعاني من وطأة هذه الصراعات، سيّما وان النزاع الطائفي في لبنان غير موجود على مستوى الشعب والأفراد، بل هو من صنع القيادات اللبنانية التي تعيش وتتغذى من هذا الصراع... والحل هو بالعودة الى الجذور اللبنانية الأصيلة، والإيمان الثابت بعقيدة القومية اللبنانية التاريخية التي تبقى هي أساس الحلول لكل مشاكل لبنان القائمة.

حاورته جانو بركات

المصدر: فريق موقع ليبانون ديبايت | التاريخ: 6/2/2012

 

سليمان عاد من الكويت بعد قمة مع أميرها: لبنان جاهز لاستقبال الكويتيين واحتضانهم والسهر على امنهم

وطنية - 3/6/2012 عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من الكويت، عصر اليوم، بعد زيارة سريعة لبضعة ساعات التقى في خلالها الشيخ صباح الاحمد الصباح وكبار المسؤولين.

وتم في خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين على المستويات كافة، وفي شتى المجالات، حيث كرر سليمان شكره للكويت، اميرا وحكومة وشعبا، لوقوفهم الدائم الى جانب لبنان في المحافل الاقليمية والدولية ومساعدته خصوصا في مجالات التنمية والاعمار. وتناول سليمان مع الصباح الأوضاع في المنطقة عموما وسوريا خصوصا، حيث اوضح بعض الاشكالات التي تحصل، كالخروقات وتوقيف بعض المواطنين اللبنانيين وخطف احد عشر لبنانيا من قبل مسلحين قرب حلب، طالبا امكان التدخل والمساعدة لإطلاقهم، والدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية الى انعقاد هيئة الحوار الوطني من اجل مناقشة المسائل المطروحة وابقاء الساحة الداخلية في دائرة الاستقرار الامني بما يعزز السلم الاهلي وتحصينه. كذلك اشار سليمان الى جهوزية لبنان الرسمي والشعبي لاستقبال السياح والمصطافين الكويتيين واحتضانهم والسهر على امنهم وحريتهم. وقد رحب الصباح بسليمان مبديا استعداد الكويت للمساعدة الدائمة والتجاوب مع ما يطلبه لبنان، منوها بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين البلدين. واقام امير الكويت مأدبة تكريمية على شرف سليمان حضرها نائب رئيس الحكومة سمير مقبل وولي العهد الكويتي ورئيس مجلس الامة ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين، تم في خلالها استكمال المحادثات بين الجانبين.

 

سليمان اجرى محادثات مع امير الكويت تناولت تقوية اواصر العلاقات الاخوية بين البلدين

 وطنية-3/6/2012 عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم في الكويت، جلسة محادثات مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في حضور ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وكبار المسؤولين في دولة الكويت .

ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن نائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح الصباح قوله، ان المباحثات تناولت تقوية أواصر العلاقات الاخوية والمتميزة بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية وسبل تعزيزها وتنميتها لما فيه خير وصالح الشعبين الشقيقين وتوسيع أطر التعاون المتنامي لما يخدم مصالحهما المشتركة .

اضاف: كما نوقشت خلال المباحثات أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.

واشار الى ان المباحثات سادها جو ودي عكس روح الاخوة التي تتميز بها العلاقات والرغبة المشتركة للمزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الاصعدة لما يسهم في تعزيز التضامن العربي وتقويته.

 

الخامنئي يهدد

حذر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الاحد من ان اي هجوم لاسرائيل ضد البرنامج النووي الايراني سيسقط كالصاعقة على رأس الدولة العبرية. وقال آية الله خامنئي في خطاب بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني: "اذا كان القادة الصهاينة يتحدثون عن تحرك عسكري ضد ايران فلأنهم يشعرون بالرعب وهم اليوم اضعف من اي وقت مضى"، واضاف: "اي قرار خاطىء سيقع على رأسهم مثل الصاعقة".

 

نصري خوري سلم المخطوفين إلى الجيش وهما في طريقهما إلى عكار

وطنية - 3/6/2012 أعلن الأمين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري، في تصريح للوكالة الوطنية للاعلام، أنه سلم مكتب التنسيق العسكري التابع للجيش اللبناني، المخطوفين اللبنانيين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان، على نقطة المصنع الحدودية. وأفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام منذر المرعبي أن منطقة عكار تتحضر للاحتفال باستقبال العائدين.

 

لبنان الحرّ": لا جديد في ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا

أفاد مندوب إذاعة "لبنان الحرّ" في عكار بأنّ "حالة من الانتظار تسود في عكار للمخطوفين اللبنانيين اللذين اختطفا إلى سوريا"، مُشيرًا إلى أنَّ "المعلومات تتضارب في شأن موعد عودتهما رغم التطمينات بأنهما بصحة جيدة".(موقع "لبنان الحرّ")

 

قيادي في 14 آذار : الراعي ونصرالله يدفعان لنظام جديد

الميثاق الوطني الجديد... توطئة لتعديل الطائف

الهيئة التأسيسية للحوار... مدخلاً لجمهورية المثالثة

سيمون ابو فاضل

قبل انقضاء الاسبوع على دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، افرقاء هيئة الحوار الوطني لدراسة عقد اجتماعي جديد للبلاد، لطالما كرر مطالبته به، دعا امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى تحويل هيئة الحوار، يوما، الى «مؤتمر تأسيسي وطني» ليدرس في الوقت المناسب واقع البلاد وازماتها..

وكانت مطالبة البطريرك الراعي تبعها عدة مواقف، من اركان قوى 14 آذار توزعت بين، اعتبارها ليست في الوقت المناسب او هي مقدمة لتعديل للطائف لصالح «حزب الله» وايران كما ذكر قيادي في 14 اذار وانها ستؤدي الى نسف المناصفة لصالح المثالثة وستكون المدخل لالغاء كل من الدورين والحضور المسيحي، سيما ان في هذا الفريق السياسي من يتتبع مواقف البطريرك الراعي التي تصب في خانة كل من «حزب الله» والطائفة الشيعية، فهو لم يعلن موقفا من التعيينات الماضية التي حصلت.. كما انه لم يعلن اي موقف لصالح اعادة المسيحيين الجنوبيين المبعدين الى اسرائيل، وايضا لم تكن له حتى ملاحظات على اختطاف الاب غاريوس في منطقة بعلبك. وتدخل معادلة ازمة الاراضي في لاسا، في خانة التهاون مع هذا الفريق على حساب الممتلكات العائدة للكنيسة وكرامة المواطنين الذين يتعرضون لمضايقات. واضاف القيادي في 14 آذار ان في منطق القلقين من مواقف البطريرك الراعي بان بكركي لطالما تحملت الضغوطات من قبل الوصاية السورية، ولا سيما الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير للتغاضي عن سوء تطبيق الطائف، ورفضت، وما يظهر حاليا من «علاقات» ومواقف البطريرك الر اعي بان الطائف امام انقلاب محتمل عليه، من قبل الجانب المسيحي.. لا سيما ان المحيطين بالبطريرك الراعي من غير المخبرين، معظمهم يدورون في فلك سياسات سابقة وارائهم مؤثرة في توجهات وقرارات البطريرك الراعي، وهم الذين يدفعون به نحو هذه المواقف التي ستكون على حساب دور المسيحيين في اتفاق الطائف.

ويتابع القيادي في 14 آذار تعود بالذاكرة في هذا الموضوع الى ما سبق ورافق اجتماعات «سال سان كلو» في فرنسا التي خيم عليها ظلال تعديل اتفاق الطائف لصالح المثالثة في تركيبة النظام اللبناني، بما من شأنه أن يدفع بهؤلاء لاعتبارهم بأن ثمة تكاملاً في الموقفين لكل من البطريرك الراعي والسيد نصرالله.

وفي المقابل، لم يصدر عن «حزب الله» ومنذ بروز اتفاق الطائف، موقف واضح مؤيد له بل كانت كل المواقف تدور حوله والى جانبه، الى أن بدأ مؤخراً التداول في الكواليس، بحق الطائفة الشيعية بحضور اكثر وافعل في النظام اللبناني وموسساته، ووجد في التحالف مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون وفي موقفه الرافض لاتفاق الطائف قبل تصويب الامر مؤخراً شكلياً، جسر عبور الى جمهورية المثالثة.

ويشير القيادي في 14 آذار الى أن تسريبات سرت من بعض الكواليس، بأن تسليم «حزب الله» لسلاحه، يفترض أن يُجعل ثمنه حضورا في مواقع عسكرية وامنية وقياداتها من جانب الطائفة الشيعية كضمانة له مقابل تنازله عن السلاح، وجاءت التعيينات مؤخراً لتظهر مطالبة واضحة من اركان هذه الطائفة، بأن ما ينالونه اقل من عددهم الشعبي، قياساً الى حجم الحضور المسيحي.

ويقول القيادي في 14 اذار : ولأن ثمة «تمازجاً» بين المطالبة بصلاحيات واسعة لرئاسة الجمهورية، وبين ربط الأمر بتعديل الطائف، وفق منحى قد يفتح الباب على تعديلات جذرية واساسية، فان في هذا الفريق، من يجد بأن رئيس الجمهورية اللبنانية، يمتلك صلاحيات، اوسع من التوقف مطولاً امام مهلة الخمسة عشر يوماً المعطاة له للتوقيع على المراسيم، لأن ذلك لحظه النص، على قاعدة، ان عدم توقيع رئىس الجمهورية يوقف البلاد، أو يعطلها، قياساً على ممارسة الرئيس السابق اميل لحود، الذي تمكن من تعطيل حكومة قوى 14 آذار، وهي في موقع الرابح والقوي، دون امكانية اسقاطه طالما بقي في رئاسة الجمهورية. في حين أن المقارنة مع مهلة الخمسة عشر يوماً للوزراء، أو رفض التوقيع على المرسوم من قبل الوزير المعني المعترض، بدا حلها واضحاً من خلال تفاهم رئىس الجمهورية والحكومة على اقالته، وان ما حصل مع الوزير السابق شربل نحاس، مؤشر واضح.

ويختم القيادي في 14 آذار : وبذلك، فان عدم توقيع رئيس الجمهورية على التركيبة الحكومية المقدمة اليه من قبل رئيس الحكومة، يقطع الطريق على ولادة الحكومة، كما حصل ابان رفض الرئيس سليمان للصيغة التي رفعها اليه يومها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في المقر الصيفي في بيت الدين.

ولا ينكر هؤلاء، بأن المطلوب تحديد الصلاحيات من اجل انتظام العمل واعطاء رئيس الجمهورية حق التصرف واتخاذ القرارات في بعض الحالات، لكن الفارق واسع بين نسف الطائف والتذرع بالحرص على صلاحيات رئاسة الجمهورية للولوج الى هذا المنزلق الذي سيقلص الدور المسيحي كتوطئة لطي حضور المسيحيين في لبنان وما تبقى منهم في المنطقة.

 

وفاة طفل في طرابلس متأثرا بجروحه

 وطنية- 3/6/2012 افاد مندوبنا راشد فتفت ان الطفل مازن مصطفى مصطفى توفي اليوم متأثرا بجروح اصيب بها امس جراء طلق ناري في محلة ابو سمرا.

 

الجيش: وحداتنا أكملت انتشارها في التبانة وجبل محسن وشارع سوريا

وطنية - 3/6/2012 صدر عن قيادةالجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "أكملت وحدات الجيش، ظهر اليوم، انتشارها في جميع أحياء منطقة التبانة وجبل محسن، بالاضافة الى شارع سوريا، خلافا لما أورده بعض وسائل الاعلام، فيما تستعد وحدات أخرى تابعة لقوى الأمن الداخلي للانتشار لاحقا في هذه المناطق. وقد تم إعادة الاستقرار الى الاحياء المذكورة، وتستمر قوى الجيش في تعزيز اجراءاتها الامنية، بما في ذلك ملاحقة المسلحين ورصد أي مكان قد تطلق منه النيران، لمعالجته فورا وبالشكل المناسب".

 

طاولة الحوار مضيعة للوقت.. واتفاق الطائف هو المؤتمر التأسيسي"

علوش لـ"NOW Lebanon": قرار سوري بإشعال طرابلس.. ونصرالله يريد دستور "ولاية الفقيه"

ناجي يونس، الاحد 3 حزيران 2012

رأى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أنّ "تردي الاوضاع في طرابلس واشتعال الجبهة بين جبل محسن وباب التبانة، يعودان إلى قرار مخابراتي سوري تشارك به أطراف محلية على المستويين المؤسساتي والشعبي"، مشيرًا إلى أنّ "الإصرار على استمرار النكء بالجرح النازف وفتح هذه الجبهة أدى فعليًا إلى شل منطقة طرابلس شللاً تاما وإلى تدهور الأحوال في الشمال حيث يتم وضع ربع سكان لبنان تحت الخطرين الأمني والاقتصادي". علوش، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" أعرب عن أسفه لكون "الواقع في طرابلس يرتبط مباشرة بالنظام السوري وهو سيستمر على هذا المنوال إلى أن "يُقطع رأس" هذا النظام أو يصدر قرار حاسم بسحب كل السلاح غير الشرعي من عاصمة الشمال"، موضحًا أنّ "الاشتباكات المسلحة تستهدف المناطق اللبنانية المؤيدة للثورة السورية وتهدف إلى استدراج ردود فعل يسعى من خلالها النظام السوري إلى تأكيد قدرته على إثارة الفوضى في أي وقت تماشيًا مع تهديد بشار الاسد بأنه يستطيع إشعال المنطقة من أفغانستان حتى شواطئ المتوسط".

على صعيد آخر، وصف علوش طاولة الحوار المنوي استئنافها في 11 حزيران الجاري بأنها "مجرد مضيعة للوقت". وعن دعوة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى مؤتمر تأسيسي للدولة اللبنانية، أجاب علوش: "بالنسبة إلينا، إتفاق الطائف هو المؤتمر التأسيسي، وإذا كانت لدى نصرالله أفكار معينة فليطرحها علنًا قبل الذهاب إلى طاولة الحوار كي تُدرس بشكل منطقي ثم تتم الإجابة عليها"، لافتًا الإنتباه في المقابل إلى أنّ "نصرالله يريد للبنان دستورًا على نسق "ولاية الفقيه"، وهو سيستمر في المماطلة و"اللف والدوران" حتى "يُطفّش" الشعب اللبناني أو يجعله رهينة خاضعة بين يديه تقبل بأي شيء يريده".

 

قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي: انجزنا الانتشار لمؤازرة الجيش والهدوء تام على كل المحاور لا شيء يمنع وجود طابور خامس ولكننا سنرد على أي مصدر لإطلاق النار ولا رحمة مع أحد

  وطنية - طرابلس - 3/6/2012 أكد قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في السرايا، أن الوضع الأمني في طرابلس "بحالة جيدة"، وقال: "دخلنا إلى منطقتي التبانة وجبل محسن كقوى أمن داخلي لمؤازرة الجيش اللبناني الذي إنتشر في المنطقتين ايضا، ونحن في تنسيق تام وتعاون مع الجيش، وقد إختفى الظهور المسلح حاليا من المنطقتين وعاد الهدوء التام على جميع المحاور، ونتمنى أن يستمر هذا الوضع الذي نحن فيه".

أضاف: "أؤكد أننا سنرد على أي مصدر لإطلاق النار وسنتعامل مع أي خلل أمني بجدية وقساوة، فالبلد لا يحتمل إنتهاكات أمنية، ودورياتنا منشرة في كل انحاء المدينة وتقيم حواجز ثابتة ونقالة، وأدعو الجميع إلى التعاون لتجنيب المدينة الخسائر والأضرار ونأسف لسقوط الضحايا الذين بلغ عددهم العشرة قتلى وأكثر من 40 جريحا".

وتابع: "هذا الهدوء الذي يسيطر الآن هو ثمرة الإجتماع الذي إنعقد يوم أمس في منزل الرئيس نجيب ميقاتي وفي حضور وزراء طرابلس ونوابها والمدير العام لقوى الأمن الداخلي وقائد القوى السيارة والأجهزة الأمنية كافة في البلد، وقد تم رفع الغطاء السياسي عن أي مخل بالأمن، وتم تكليفنا بضبط الأمن، ولا رحمة مع أحد".

وناشد الجميع "عدم الأخذ بالشائعات لأنها المصدر الأساس لتوتير الوضع"، داعيا الإعلاميين إلى "نقل الوقائع كما هي من دون مغالات أو تحريض وعدم إجراء مقابلات لأناس على شاشاتهم يحرضون على الإقتتال في المنطقة"، وقال: "سنذهب سوية معكم لتروا أن مناطق التوتر أصبحت هادئة، ونتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها".

وسئل إذا كان هناك من تفويض لقوى الأمن لإعتقال أي مسلح أو القيام بمداهمات، أجاب: "حاليا، مهمتنا الأساسية منع الظهور المسلح وتوطيد الأمن. وأؤكد أنه من الآن وصاعدا، كل من يقوم بأي خلل أمني سيلاحق، هو ومن يموله أو يحرضه".

وعما اذا كان هناك أي جرحى تابعين للجيش السوري الحر في أحد مستشفيات أبي سمراء، قال: "هذا الكلام غير دقيق ويصل إلى درجة عدم الصحة، هناك جريح واحد في أحد المستشفيات في أبي سمراء هو مازن مصطفى، أصيب برصاصة طائشة في المنطقة أثناء الإشتباكات، وهو من سكان المنطقة".

وردا على سؤال آخر، قال: "السوريون موجودون في لبنان منذ زمن بعيد كعمال أو يقومون بمهن مختلفة، وأؤكد عدم توقيف أحد من المسلحين لغاية الآن، منذ بداية عملية الإنتشار".

أضاف: "الفريقان في التبانة وجبل محسن كانا يلحان علينا طوال الليل للتدخل ووضع حد للإشتباكات التي كانت دائرة هناك، وعندما باشرنا بالإنتشار، كان كل الأطراف بإنتظارنا لمواكبة عملية الإنتشار مع الجيش، والجميع أبدى إستعداده للتعاون معنا".

وسئل إذا كان إلقاء القنابل ليلا سيتوقف بين المنطقتين، أجاب: "لا شيء يمنع أن يكون هناك طابور خامس كما يقال، يعمل على توتير الأجواء بين المنطقتين، وإنعدام الثقة بين الفريقين قد يساعد على توتير الوضع، وأسأل هنا إذا حصل إطلاق نار من جبل محسن بإتجاه التبانة، هل إبن التبانة مخول أن يرد على إطلاق النار، أو بالعكس؟ والطريق الصحيح للمعالجة يكون بتقديم شكوى بالأمر، وهناك أجهزة أمنية مكلفة بمعالجة الموضوع على الارض، ونتمنى على الفريقين إبلاغنا أي خلل أمني على الفور".

 

جحيم طرابلس أكثر من 62 قتيلاً وجريحاً والمدينة - الرهينة تنتظر خطة انتشار جديدة

الاجتماع السياسي - الأمني "يسحب الغطاء" عن المسلحين وتعزيزات عسكرية ليلاً استعداداً للانتشار فجراً

النهار/قد تكون الصورة الاشد بلاغة وقتامة في التعبير عن الواقع المأسوي الذي عادت تغرق فيه طرابلس، هي واقعة ادخال 12 جريحا خلال نصف ساعة فقط مساء امس الى المستشفى الخيري الاسلامي، علما ان سائر مستشفيات المدينة غصت منذ الصباح وحتى الليل بعشرات الضحايا والجرحى ومعظمهم قضى او اصيب برصاص القناصة.

وفيما كان  وزراء طرابلس ونوابها والقيادات العسكرية والامنية وممثلو الفاعليات الاخرى في المدينة مجتمعين في دارة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في المدينة، كانت حصيلة الخسائر البشرية من جراء جولة القتال والقصف والقنص التي اندلعت منذ منتصف ليل الجمعة – السبت ترتفع الى مستوى قياسي بلغ 12 قتيلا و50 جريحا على الاقل، كما رصدت انفجارات بمعدل انفجار كل 4 دقائق.

بذلك بدا واضحا ان طرابلس خرجت مجددا عن السيطرة، بعد اقل من عشرين يوما على الانهيار الامني فيها والشروع في تنفيذ خطة امنية – عسكرية وضع دعائمها المجلس الاعلى للدفاع، واستكملت عملانياً بتوزيع القوى العسكرية في المناطق الساخنة في بعل محسن والقوى الامنية في المناطق المواجهة في باب التبانة. بيد ان تجدد جولات القتال امس اعاد الوضع برمته الى المربع الاول والى نقطة الصفر، الامر الذي دفع بأوساط معنية بهذا الوضع المتفجر الى القول لـ"النهار" ليلاً ان مأساة المدينة باتت العلامة الاسوأ على العجز الرسمي بكل وجوهه عن احتواء هذا الوضع بدليل ان محاولة متقدمة جرت بعد الظهر لنشر وحدات مؤللة من القوى الامنية احبطت، كما ان الوحدات العسكرية خففت انتشارها على خطوط التماس بعدما عاد هاجس اصطدامها ببعض المجموعات المسلحة الى الواجهة. وذهبت هذه الاوساط الى التحذير من ان المدينة اصبحت رهينة اقليمية يجري تحريكها بناء على طلب جهات معروفة تسعى الى توظيف "البؤرة الامنية" المفتوحة في طرابلس للضغط لبنانياً وعربيا واقليمياً في اتجاهات مختلفة.

ولفتت الاوساط نفسها في هذا السياق الى ان عودة الفريق النافذ في جبل محسن ("الحزب العربي الديموقراطي") الى التهديد بـ"ترجّي الجيش السوري الدخول الى لبنان" وان كان لا يكتسب اي صدقية عملية، غير انه يرسم بوضوح العنوان الاقليمي النافر للتفجير وربطه بالأزمة السورية.

وليس بعيدا من هذا الاتجاه، قالت مصادر بارزة في "تيار المستقبل" لـ"النهار" ان ما جرى في طرابلس "يؤكد ان محاولة (الرئيس السوري) بشار الاسد لاشعال لبنان لم تتوقف، لكن هذا الامر لن يصل الى نتيجة وسيفشل".

وبرزت معالم ربط التدهور الحاصل بالازمة السورية ايضا من خلال اثارة قضية المخطوفين اللبنانيين لدى الجيش السوري محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان. اذ بعدما اعلن الامين العام لـ"الحزب العربي الديموقراطي" رفعت عيد في مؤتمر صحافي امس انهما سيطلقان خلال ساعتين بعد وساطة قام بها الحزب مع المسؤولين السوريين بناء على طلب النائب السابق طلال المرعبي، تردد انهما سيسلمان الى الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري في دمشق على ان يصطحبهما الى لبنان. لكن اتصالات اجريت بخوري اظهرت ان لا معلومات لديه في هذا الشأن، وظلت قضيتهما عالقة.

وفيما انعقد الاجتماع الوزاري والامني في منزل الرئيس ميقاتي قرابة التاسعة مساء اشتدت حمأة التصعيد وتساقطت القذائف والصواريخ على مناطق التماس والمواجهة في بعل محسن وباب التبانة وامتدت الى مناطق اخرى. وعلمت "النهار" ان الجيش لم يدخل الى مناطق الاشتباكات في انتظار قرار سياسي، فيما استمرت قوى الامن الداخلي متوقفة قبل مستديرة نهر ابو علي – البداوي منذ الثالثة بعد الظهر. ورصدت في هذه الاثناء تعزيزات كثيفة للجيش على اوتوستراد البترون في اتجاه طرابلس.

واصدر المجتمعون في دارة ميقاتي الذين شارك الى جانبهم في الاجتماع وزير الداخلية مروان شربل، بياناً افادوا فيه انهم استقبلوا وفداً من المجتمع المدني، و"استمعوا الى صرختهم لوقف الاشتباكات في طرابلس، والتوقف عن استخدام المدينة صندوق بريد، والطلب أن تكون الدولة هي المرجعية الوحيدة".

وقد  توقف المجتمعون "عند حجم الخسائر البشرية والمادية وتبلغوا من رئيس الحكومة أنه كلف الهيئة العليا للاغاثة الاسراع في إجراء المسح الميداني وصرف التعويضات للمتضررين.

وقرر المجتمعون بنتيجة المداولات:

أولاً: التأكيد على الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الحازمة فوراً لوقف الاشتباكات في مدينة طرابلس من دون تمييز.

ثانياً: سحب الغطاء السياسي من جميع قيادات المدينة عن كل العابثين بالأمن والاستقرار.

ثالثاً: إزالة كل المظاهر المسلحة من كل الشوارع والاحياء، وخصوصاً في مناطق القبة وجبل محسن والتبانة ومنع الظهور المسلح.

رابعاً: الطلب من الأجهزة الأمنية الضرب بيد من حديد والتعامل بصرامة وحزم مع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار في المدينة.

خامساً: اعتبار الاجتماعات مفتوحة لمواكبة هذه الاجراءات".

وأكد الوزير شربل ان البيان الذي صدر "سيتم تنفيذه"، موضحاً انه سينتقل الى سرايا طرابلس لوضع خطة الانتشار في جبل محسن وباب التبانة. وقال إن وحدات الجيش وقوى الأمن ستنتشر في طرابلس خلال ساعات، مشدداً على أن "لا غطاء سياسياً لأحد والقرارات حاسمة". وتوقع أن "تكون الامور صباح اليوم قد حسمت".

وفيما تحدثت المعلومات عن خطة انتشار عسكرية وأمنية سيبدأ تنفيذها مع ساعات الفجر والصباح، شهد الوضع الأمني بعد الاجتماع مزيداً من التصعيد ودارت اشتباكات عنيفة للغاية بين بعل محسن وباب التبانة، وعقد اجتماع أمني في سرايا المدينة لوضع اللمسات الاخيرة على الخطة الأمنية قبيل الشروع في تنفيذها.

قضية المخطوفين

على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الصمت الاعلامي الذي لفّ قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في حلب مرده الى تمنٍ تركي على لبنان من أجل خفض وتيرة الصخب كي يتسنى لانقرة العمل على انهاء هذه القضية مع الخاطفين. وعليه برزت مواقف لـ"حزب الله" تدعو "الاعلام الى المساعدة" وتتمنى على ذوي المخطوفين "ضبط النفس". وتشير مصادر مواكبة الى أن الخاطفين عندما وجدوا ان الاعلام اللبناني والسياسيين بالغوا في ردود الفعل ظنوا ان هناك ما يسمح برفع سقف التفاوض فتعقّدت الامور وتأخرت الحلول مما استدعى مرحلة جديدة من الجهود التي تبذل حالياً.

 

المسار اللبناني: عون يذكرنا دائما بالحرب الأهلية ويقدم هذه الوجبة في كل عشاء

 وطنية- 3/6/2012 عقدت "حركة المسار اللبناني" إجتماعا إستثنائيا ناقشت خلاله البيان الصادر عن لقاء أبناء طرابلس والشمال الذي طالب الجهات المسؤولة بالعمل لوقف النزف الحاصل في باب التبانة وجبل محسن، كما ناقشت الحركة "ما جاء في كلام النائب ميشال عون خلال ما يسمى بعشاء كسروان، والذي كعادته حاول تحميل المسؤوليات عن فشل الحكومة وفشل عمله السياسي لجهات أخرى".

وأعلن رئيس الحركة نبيل الأيوبي في ختام الاجتماع، "أن الحركة تمثلت في اللقاء الطرابلسي الشمالي بشخص نذير الدهيبي، ونحن نتبنى كل ما جاء في البيان الختامي، وخاصة فيما يتعلق بإجراء حوار مركزي بدل إجتماع الأمن المركزي في طرابلس، وأن يصار إلى مصالحات فيما بين المتقاتلين".

وأضاف الأيوبي: لقد أرهق ميشال عون البلد من أناشيده التحريضية والسنفونيانت البالية التي لا تدخل ولا بأي أذن ذواقة، ولا حتى بأي أذن أخرى، فهو يحاول تغطية فشله السياسي الدائم، تارة بإظهار عدم التعاون من قبل حلفائه، وتارة أخرى بإنتقاد الحكومة التي تتضمن وزراء من تياره، والمضحك بكلامه وما ورد بأن الحكومة أوقفت كل مشاريعه عند الأمور المالية، وكأن ميشال عون وزمرته إحتلوا الوزارات لكي يطالبوا بالمال لمشاريع أثبتت شبهتها ضمن حملة الفساد التي يتزعما التيار العوني، وربما علينا تذكير عون لكونه في أحد الأيام اللئام تربع على كرسي الحكومة، بأنه على الوزير تقديم المشاريع البناءة والمنتجة، لا أن يحمّل المالية فقط صرف المال وكأن المالية تأتي بالمال من بئر دردار.

وأشار الأيوبي إلى "أن عون يذكرنا دائما بالحرب الأهلية 1975، وصار في كل عشاء يقدم هذه الوجبة، ومن هنا، على القضاء أن يتحرك بإتجاه كم أفواه ميشال عون وأمثاله من زعماء الحرب الأهلية الذي ما فتئوا يستذكرون حالة الحرب، ويحاولون إستعادة أيامها سياسيا وغير سياسيا. وأخيرا، نقدر عاليا كلام عون حول تقصير الحكومة ومطالبته بعدم السكوت عنها، ونحن يمكن أن نشد على يده ونكون خلفه في ذلك إذا تقدم أولا وفتح الملفات الأخيرة للطاقة وما قبلها، وخاصة المازوت الأحمر، والبواخر الكهربائية".

 

الأحدب: العجز سياسي وهو غطاء للخلل الأمني في طرابلس

لا أحد يقبل بسحب السلاح من فريق دون الآخر تحت ذريعة المقاومة

وطنية - طرابلس - 3/6/2012 تساءل النائب السابق مصباح الأحدب، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في طرابلس، "لماذا بدأت الأحداث في طرابلس؟ وهل إنتهت؟ كانت هناك جولة أولى واليوم جولة ثانية، ونرى الكثير من اللقاءات المستمرة من دون نتائج. من المسؤول عن 20 قتيلا وأكثر من 70 جريحا؟ من المسؤول عن الأضرار المادية التي وقعت؟".

وقال: "بالأمس كان هناك تعويض لأحدهم بمبلغ 200 ألف ليرة من الهيئة العليا للإغاثة عن ضرر وقع في مصلحته، في حين حصلت بالأمس حرائق في مؤسسات أخرى، ووقعت أضرار طالت كل المواطنين، ونحن أهل طرابلس نعلم بأن ما يحصل هو حرب لمحاور إقليمية وليس حربا بين أهل طرابلس، وهنا لا بد أن نستذكر الخطأ الأساس، فعندما تمت مصالحة منذ سنتين في المدينة، رفضت حضورها لأنها كانت عبارة عن إجتماع بين قيادات للطائفة السنية عند المفتي مالك الشعار، وقررت هذه القيادات من هو زعيم الطائفة العلوية، ووقعت على وثيقة بهذا الشأن، بأن علي عيد هو زعيم الطائفة العلوية، وذلك يشبه أن تلتقي القيادات المسيحية عند غبطة البطريرك وتقرر من هو زعيم الطائفة السنية، وبالطبع هذا الأمر مرفوض".

أضاف: "المشكلة في طرابلس ليست كما يصورها البعض بين العلويين والسنة، ما يحصل هو مشكلة إقليمية، والعجز ليس عجزا في المؤسسات العسكرية كما يحاول البعض ان يصوره، بل هو عجز للسياسيين، فقد كان هناك فشل ذريع لكل السياسيين الذين إجتمعوا بالأمس والذين رفعوا الغطاء، فعن أي غطاء يتحدثون؟ ذلك يعني أنه كان هناك غطاء موجود للتسلح في طرابلس، ورفع الغطاء، ألا يجب أن يتلازم ذلك مع تفويض واضح للمؤسسات العسكرية؟ وقد سمعت بالأمس أحد الوزراء في الحكومة يطالب بما كنا نطالب به في "لقاء الإعتدال المدني" منذ فترة طويلة، ألا يتطلب المنطق أن يكون هناك إجتماع للحكومة حتى تأخذ قرارا على أعلى مستوى لتفويض المؤسسات العسكرية أو لمعالجة الوضع سياسيا ووضع حد للتدهور الأمني في طرابلس ولإنزلاقها إلى المواجهات الإقليمية؟ هذا الطرح السياسي يجب أن يكون قائما على معايير جديدة، فلا أحد يقبل بأن يعطى التفويض لمؤسسات عسكرية لسحب سلاح من فريق وأن يبقى هناك فريق مسلحا تحت ذريعة المقاومة في طرابلس، وإذا بقي هناك فريق مسلح فهذا يبرر تسليح الفريق الآخر". وتابع: "أود أن ألفت نظر الجميع الى أن كل قذيفة سعرها 1500 دولار أميركي، وما سمع في أجواء طرابلس بالأمس من دوي للقذائف يبلغ مئات آلاف الدولارات، والناس لا تملك ثمن الطعام، وهذا الواقع نرفعه للسياسيين ونوجهه الى الذين يرفعون اليوم الغطاء، بعدما وضعوه سابقا، واليوم هناك خلل بين السلطة السياسية التي ما زالت مرتبطة بالمحاور الإقليمية وبين الواقع الداخلي في لبنان، ومطلب كل اللبنانيين على إختلاف إنتماءاتهم وضع حد للإنزلاق إلى هذه المحاور الإقليمية، فالوضع المحلي كما هو اليوم يلحق الضرر البالغ بأهل طرابلس من تجار ومؤسسات وأهالي وعائلات وأصحاب مشاريع، الجميع يدفع الثمن، وهذا الوضع إن لم يعالج بالسرعة المطلوبة سينعكس سلبا على الوضع الأمني في لبنان عامة".

واذ ذكر السياسيين "بما طرحناه سابقا من حل عبر مبادرة إنقاذ لمدينة طرابلس"، قال: نقول ان المطلوب أولا أن يكون هناك إجتماع للحكومة كما سمعنا بالأمس من أحد الوزراء الذي طالب بذلك، وأن يكون هناك توحيد للقوات المسلحة وتفويض واضح لها، وأن يكون هناك تواجد لهذه القوات، ليس كقوة فصل ومراقبة، بل قوة حسم لتنفيذ قرارات الشرعية اللبنانية وأن تتواجد في عمق المناطق الطرابلسية، وطالما لن تكون هناك طروحات سياسية واضحة تعطي التوجيهات والتعليمات للقوات المسلحة، فالعجز سيبقى، وهو عجز سياسي، وهو الغطاء للخلل الأمني، وبالتالي المسؤولية تقع على السياسيين الموجودين في طرابلس". أضاف: "أتوجه بكل صدق للأخوة في المجتمع المدني وأقول لهم بأن الخطوات التي يقومون بها جيدة لكن غير كافية وتستوجب التنسيق، لذلك نحن نتوجه بإسم لقاء الإعتدال المدني بدعوة إلى تجار طرابلس والمخاتير والقوى الحية في المدينة لعقد لقاء يوم الثلاثاء الساعة السادسة مساء في فندق كواليتي- ان، وذلك للتنسيق في إطار التحرك الشعبي والمدني المسالم الذي سينعقد يوم الأحد المقبل في طرابلس التي لم تعد تقبل أو تستطيع غض النظر عن سيل الدماء والقهر وسط رغبة البعض بإنزلاق المدينة لمواجهات إقليمية نحن براء منها".

وردا على سؤال أكد أن "الحوار بين كل الأطراف في المدينة ضروري ولكن ليس على قاعدة الحوار الذي نراه منذ سنوات طويلة والذي ينتهي عادة بتسويات بين المحاور الإقليمية، وهي تسويات غريبة وغامضة وملتبسة وتبقي الوضع على ما هو عليه، وهنا نتوجه للحكومة: إما أن تضعوا الحل النهائي لأحداث طرابلس، وإما أن ترحلوا. واجهوا الناس بصراحة وقولوا لهم أنكم فشلتم وأنكم تودون الإعتذار والإفساح في المجال أمام غيركم، وإلى الآخرين ايضا نتوجه بكل صدق ومحبة، لنقول إن أي تغيير حكومي إن لم يكن قائما على قواعد واضحة حول التوازن الجديد الذي يجب أن يطرح لمعالجة الوضع الأمني في المدينة، فهذا يعني تصفية حسابات سياسية، ونحن لسنا في هذا الصدد، نحن اليوم بصدد التجاوب مع متطلبات المواطن الطرابلسي، مع الذي كان ذاهبا إلى بيته وقتل، مع العائلة التي قتلت، مع الناس الذين دمرت منازلهم ومؤسساتهم، في حين أننا لا نسمع سوى عن إجتماعات بين بعض السياسيين، ويقولون أنهم رفعوا الغطاء، وتفضل ايها الجيش وإدخل وتحمل المسؤولية دون أي تفويض امني. كفى. هذه الأوضاع لا يجوز أن تستمر وسنتواجد بكثرة يوم الأحد المقبل لنقول بأن الدولة إذا أرادت أن تتحاور، فيجب أن تتحاور مع الواقع الطرابلسي وليس مع المواقع والمحاور الإقليمية". وعن سؤال يتعلق بإمكان مشاركة الأمين العام ل"الحزب العربي الديمقراطي" رفعت عيد في حوار مع القيادات الطرابلسية أو التي ترعاها الحكومة، قال الأحدب: "هم ينسقون معه وينسقون مع القوى التي يمثلها السيد رفعت عيد ويقيمون توازنا مع هذه القوى في البيان الوزاري للحكومة الحالية الناتج عن مرحلة قديمة هي مرحلة التوازنات الإقليمية، وكلنا نتابع ما يحصل في المنطقة والحوار لا يكون مع رفعت عيد بل مع المواطنين العلويين الذين تم إستفزازهم عندما نصبوا عليهم رفعت عيد كمحاور، والحوار يكون أيضا مع الممثلين الفعليين للشارع الطرابلسي الذين لديهم تواصل مباشر مع القواعد الشعبية وليس مع الذين يضعون الغطاء حينا ويرفعونه حينا آخر".

 

نواف الموسوي: سياسة الفريق الآخر التحريضية وضعت لبنان على شفا الهاوية

ما يحصل في طرابلس هو بفعل الاحتقان والتحريض والاعمال الأمنية المشبوهة

وطنية - 3/6/2012 رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي "أن حالة القلق التي تعتري اللبنانيين لناحية هشاشة الوضع الأمني وإمكان إنزلاق البلاد الى حروب داخلية، انما نشأت من سياسة التحريض المذهبي والطائفي التي يقوم بتغذيتها الفريق الآخر بمسؤوليه ونوابه ووسائل اعلامه، بحيث لا يفوت مناسبة الا بتحريض هذه الطائفة على تلك او بهذا المذهب على ذلك".

وخلال لقاء سياسي في بلدة رامية الجنوبية بمناسبة الذكرى السنوية لعيد المقاومة والتحرير، لفت إلى "ان سياسة الفريق الآخر التحريضية وضعت لبنان على شفا الهاوية، وأن ما يحصل في طرابلس انما يحصل بفعل الاحتقان والتحريض والاعمال الأمنية المشبوهة والاختراقات الأمنية الخارجية، وهو يقلق اللبنانيين من ان يمتد الى مناطق أخرى ويأخذ البلد كله إلى الحرب الاهلية".

واعتبر "أن سر البلاء في ما نحن عليه من أزمة اقتصادية اجتماعية هو في السياسات الاقتصادية التي اتبعها واعتمدها الفريق المتجني على المقاومة منذ ان استلم السلطة، بحيث اغرق لبنان بالديون التي تفوق الخيال، ولم يؤمن للبنانيين حاجاتهم الاساسية من تعليم واستشفاء وتيار كهربائي ومياه شفا أو اي بنية تحتية على النحو الذي ينبغي ان تكون في بلد كلبنان".

وقال: "قبل ان تشهروا مطالعاتكم لمحاكمة المقاومة على استمرارها بحمل سلاحها الذي نذرته لتحرير لبنان والدفاع عنه، تعالوا ليحاكمكم الشعب اللبناني على تقصيركم في الدفاع عن بلدنا، وعلى سياساتكم الفئوية التحريضية المذهبية الطائفية التي تضع لبنان على حافة الحرب الأهلية، وعلى سياساتكم الاقتصادية التي جوعت اللبنانيين وجعلتهم مدينين لمشاريع ذهب نصفها الى الفساد والنصف الآخر بخلاف الأولويات التي ينبغي ان تكون".

وأضاف: "سياساتكم الاقتصادية هي سياسات شركة خاصة وليست سياسات بناء وطن، وأقل الأدلة على ذلك عندما ذهبتم لإعمار وسط بيروت ونزعتم الملكية من أصحابها وجعلتموها لأصحاب الرساميل الكبرى والضخمة، ولم تكتفوا بذلك حتى اذا بلطتم البحر فإن الأرض التي نشأت جيرتموها الى الشركات الخاصة".

ودعا الموسوي الى "التوافق والبحث في الإجراءات التي تخفف من الأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي نعيشها"، مشيرا إلى "أن لدينا قائمة طويلة في ذلك تبدأ من الحكم الصالح والإدارة الرشيدة للموارد الى تسريع عملية إدخال لبنان الى نادي الدول المنتجة للنفظ والغاز، فنحن الآن بلد فقير ومدين، لكن اذا انجزنا ما علينا وبدأنا بفتح الباب لتأتي الاستثمارات للتنقيب عن النفط والغاز سوف نصبح بلدا غنيا". وتابع: "ما ندعو اليه هو ان يتحسس الجميع حراجة المرحلة على لبنان بأسره وليس على جهة بعينها، أما مواصلة الحملات السياسية من اجل اسقاط الحكومة لتشكيل حكومة اخرى لخوض الانتخابات، فإن هذا الأمر وان كان حقا في الممارسة السياسية الا انه في هذه اللحظة لا بد من ان يكون محكوما بروح المسؤولية الوطنية، ومن شاء ان يذهب في المسار الذي اختطه لنفسه فلا مانع من ذلك". وأضاف: "تعالوا كي تكون مناسبة الانتخابات بداية مخرج من المأزق الذي يعيش فيه لبنان من طريق انتاج توازنات جديدة عبر قانون انتخابي يقوم على النسبية، وفق دوائر انتخابية يجري التوافق بشأنها بين الأطراف اللبنانية جميعا". ورأى "أننا إذا اتفقنا على الدوائر ولكن على أساس النسبية، نكون قد فتحنا حال الاقفال والاصطفاف السياسي الحاد الذي يعيشه وطننا، أما من يعمل بتحريض طائفي وقرر ان يستخدم سلاحه الميليشياوي لتصفية معارضيه جسديا على غرار ما رأيناه في محلة الطريق الجديدة، ويريد ان يذهب الى انتخابات على اساس قانون الستين، فإن هذه الانتخابات انما تصبح مصادرة للقرار وفرض بالقوة لا علاقة لها بالديموقراطية او بالعمل الانتخابي".

وأكد "أنه وفي ظل كلام البعض عن أن النسبية لا يمكن ان تطبق بظل سلاح المقاومة، لا يمكن للانتخابات ان تصح على اساس قانون الستين فكيف اذا كانت تجري في ظل غابة السلاح الميليشياوي الذي يقوم بمحاولة التصفية الجسدية في بعض أحياء بيروت، ومحاولة فرض الآراء بالقوة في مناطق لبنانية اخرى".

وأشار إلى "أننا لا ندخل الآن في سجال لاننا نعتقد ان المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة التي تحترق فيها سوريا بنيران الحروب التي تشن عليها، ويكتوي فيها اللبنانيون بنار الفقر والخشية على مستقبلهم حيال تطورات الأوضاع الأمنية في لبنان، وأن الاولوية والمسؤولية الوطنية في هذه المرحلة تقتدي ان يلتقي الجميع على اختلافهم لكي يتحاوروا في ما بينهم، ولنتفق على كيفية حماية بلدنا وتأجيل خلافنا السياسي الى مرحلة اكثر راحة من خلال الاتفاق على اجراءات من شأنها ان تحمي لبنان من شظايا النار السورية، فالمسؤولية الوطنية الآن تقتدي ان نتحاور كيف نصل الى حد أدنى من خفض التوتر الداخلي، ووقف التحريض وتمكين الجيش اللبناني من تولي مسؤولياته الأمنية". وختم الموسوي بالقول: "أن فرحتنا تكمن في ان شهداءنا حين قاتلوا، قاتلوا في سبيل الله وهو اكرم من وفى أجرا، وأن تضحياتهم قد أثمرت تحريرا للبنان، وأن هذه المقاومة التي بذلت دماء شبابها من اجل تحرير ارضكم لن تتنازل عن مهمتها في الدفاع عن تجذر وجودكم فيها، وهي مستمرة معكم في مواجهة العدوان الاسرائيلي لإحباط حصوله قبل إحباط اهدافه العسكرية والسياسية".

 

قاووق: الذين يترددون في قبول المشاركة بالحوار وينتظرون قرارات من السفارات الأجنبية يدينون أنفسهم

وطنية - 3/6/2012 لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال بمناسبة الذكرى السنوية للإنتصار والتحرير وولادة الإمام علي بن أبي طالب، إلى "أن الذي اخرج لبنان من زمن الهزيمة الى عصر الكرامة والانتصار ليس الا معادلة المقاومة التي بات لبنان بفضلها اليوم هو الدولة الاكثر منعة امام اي تهديد اسرائيلي"، مضيفا "أن معادلة المقاومة هي الضمانة الوحيدة لاستكمال تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولولاها لا يمكن لإسرائيل أن تنسحب من هذه المناطق".

ورأى "أن في لبنان فريقا سياسيا يتعمد تجاهل الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وخطره المتواصل على لبنان"، متسائلا: "كيف يمكن لقوى 14 اذار أن تضعف معادلة المقاومة والارض ما زالت محتلة"، معتبرا "أنه من كان وطنيا لا يضعف موقع لبنان امام اسرائيل، وأن كل مواقف 14 اذار تصب في خدمة مجانية للعدو الاسرائيلي، لانهم في كل مواقفهم انما عينهم على المقاومة التي يريدون استنزافها واضعافها في كل خياراتهم، وهذا يشكل خطيئة وطنية وهو موقف لا يخدم المصلحة الوطنية بل يفرح ويريح العدو الاسرائيلي".

وقال: "أننا نتمسك باستراتيجية المقاومة لانها الضمانة لاستعادة ما تبقى من الارض المحتلة، ولانها الضمانة الاساس لمواجهة اي عدوان اسرائيلي. إن الذين يترددون في قبول المشاركة بالحوار الوطني وينتظرون قرارات من السفارات الأجنبية، يدينون أنفسهم وهم الذين استبدلوا شعار لبنان أولا وأضحى شعارهم سوريا أولا، وبذلك وضعوا لبنان على مسار المخاطر الكبرى".

وأشار إلى "أن لبنان اليوم أصبح منصة للمسلحين السوريين، وممرا أو مقرا لهم، وبذلك أضحى في آتون النار المشتعلة في سوريا، وأن هذا يستدعي حوارا وطنيا لقطع الطريق على الفتنة"، مشددا على "أن قوى 14 آذار تتعمد زج لبنان وتوريطه بالأزمة السورية، وتستخدم سلاحا أخطر من السلاح العسكري وهو سلاح التحريض المذهبي، وتصر على اشعال فتيل الفتنة الذي نريد نزعه".

وأكد "أن الأزمة في سوريا لم تعد تتصل بأي إصلاحات داخلية بل هي عدوان خارجي على النظام بالتمام والكمال، وأن هناك آلاف المقاتلين الأجانب يقاتلون مع المسلحين السوريين بدعم وتمويل وتسليح أجنبي وهذه هي الحرب التي فرضت على سوريا من الخارج".

وأضاف: "إلى أين يريدون جر سوريا والمنطقة، هم يضعونها امام خيارين اما اسقاط النظام أو اشعال الفتنة الى ابعد مدى، والمتورطون دول عربية واقليمية ودولية بات مطلبها مشهد المجازر والدم هناك، لتحريك الضغوط على هذا البلد، بينما في المقابل يستمر القتل والتنكيل والقمع بشعب البحرين الذي يتحرك سلميا".

وشدد على "أن المجازر في البحرين ترتكب بالتجزئة، وسيل الدم في شوارعها يلطخ ايدي الامريكيين، لان ما يحصل هناك هو مسؤولية امريكية كاملة، وأن أمريكا ليست وسيطا نزيها في البحرين وهي تتحمل كامل المسؤولية تجاه القمع والتنكيل بحق الشعب هناك، وبالتالي ليست المسألة مسألة ديموقراطية وحقوقا مدنية، فامريكا هي التي تقف في وجه تطلعات الشعب البحريني، وتحرض وتحرك ادواتها العرب من اجل طعن سوريا في الظهر".

واعتبر "أن كل هذه المخاطر تجعل لبنان في مرحلة صعبة تستدعي وقفة وطنية وحوارا وطنيا مسؤولا، لكن وللاسف فإن قوى 14 آذار تريد العودة الى السلطة ولو باحراق البلد، ومن خلال التحريض المذهبي واضعاف قدرة الجيش على ضبط الحدود التي باتت مستباحة للمسلحين السوريين، في حين أن قدرات الجيش تتعطل امام العقبات المذهبية والمناطقية والسياسية".

وختم قاووق: "أنهم يعطلون قدرة الجيش ويضعون العوائق امامه حتى لا يضبط الحدود، وكل ذلك طمعا بالعودة الى السلطة، وهل السلطة أهم وأولى من حفظ الوطن؟، داعيا الى "ان يكون شعارنا العودة الى حفظ الوطن أولا، وليس ان يكون الشعار سوريا اولا ولو بخراب البلد".

 

المجلس الوزاري العربي يلوح لسوريا بالفصل السابع وتحفّظ لبناني وعراقي وجزائري

كلينتون ولافروف توافقا على "ضرورة العمل معاً" وتحذير ايراني لتركيا

النهار/طالب المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في اجتماعه امس في الدوحة، مجلس الامن بتطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان عبر اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، من دون الاشارة الى عمل عسكري، وسط تحفظ كل من لبنان والعراق والجزائر عن الاشارة الى الفصل السابع. وطلب مجلس الجامعة من إدارة القمر الاصطناعي العربي "عربسات" والشركة المصرية للاقمار الاصطناعية "نايلسات" اتخاذ ما يلزم لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية.  وحذر أنان في الاجتماع من اندلاع حرب طائفية شاملة من جراء العنف في سوريا، محملاً النظام المسؤولية الاولى عن وقف العنف.  وفي المقابل، اتهم القائد السابق للحرس الثوري ("الباسدران") الجنرال يحيى رحيم صفوي الذي صار المستشار العسكري الرئيسي لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، تركيا والسعودية وقطر بـ"خدمة مصالح" الولايات المتحدة واسرائيل في سوريا، محذرا انقرة ضمنا من احتمال تدهور علاقاتها مع ايران.

 كلينتون ولافروف

وفي استوكهولم، قال مسؤول اميركي ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف توافقا على ضرورة العمل معا في شأن الازمة السورية.

وأوضح ان كلينتون ابلغت لافروف خلال اتصال هاتفي أن "علينا ان نبدأ بالعمل معا لمساعدة السوريين في استراتيجية الانتقال السياسي لسوريا. واريد ان يعمل مسؤولونا معا حول افكار في موسكو واوروبا وواشنطن وفي كل مكان يكون ضروريا بالنسبة الينا ".

 

لقاء في دلبتا حول قضية بيع "جبل الصليب"

أبي نصر والخازن: لتعديل قانون تملك الأجانب وأرضنا ليست للبيع

 وطنية - كسروان - 2/6/2012 عقد أهالي وسكان بلدة دلبتا، لقاء في صالون كنيسة مار يعقوب دلبتا، تلبية لدعوة اللجنة المنبثقة عن الأهالي، للتداول في مسألة بيع عقار تلة الصليب، بمساحة 8000 م مربع لأحد الخليجيين دون مراجعة مسبقة للبلدية، ودون الأخذ في الإعتبار "الهوية الثقافية والتاريخية لأهل البلدة"، خصوصا وأن العقار المباع له عند السكان قدسيته، إذ أنهم يحجون إليه سنويا بمناسبة عيد الصليب للصلاة والتبرك، بحسب ما يؤكد أهالي البلدة.

حضر اللقاء: ممثل رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل رئيس إقليم كسروان الفتوح الكتائبي سامي خويري، النواب: يوسف خليل، فريد إلياس الخازن ونعمة الله إبي نصر، النائبان السابقان منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع منسق الحزب في كسروان - الفتوح شوقي الدكاش، كاهن الرعية الخوري عمانوئيل الراعي، رئيس دير المخلص دلبتا لرهبنة الترابيست الأب جوزف فهد، مختار بلدة دلبتا إلياس روفايل، رؤساء بلديات وهيئات مجتمع مدني وشخصيات سياسية واجتماعية، وحشد كبير من المعترضين على بيع العقار.

روفايل

إفتتاحا النشيد الوطني، فكلمة ترحيب من جو حتوني، أعقبها كلمة لرئيس البلدية قال فيها: "أعرف تماما أنكم تنتظرون ما سوف يقوله رئيس البلدية ومعه المجلس البلدي في قصة "بيع جبل الصليب" في دلبتا. سأكون واضحا وصريحا، وفي نفس الوقت ايضا رافضا أن يزايد الواحد منا على الآخر في هذه القضية، كلنا يعرف أن تملك الأجانب يخضع لقانون قد يكون جائزا، وينبغي تعديله، وليس للبلدية دخل فيه. قصتنا بدأت منذ حوالي شهر عندما فوجئنا جميعا بأن مجلس الوزراء وافق على تملك أحد السعوديين النافذين حوالي ثمانية آلآف من الأمتار المربعة، وتحديدا 7700 متر مربع (أربع عقارات) في منطقة دلبتا العقارية، وعلمنا أنه يسعى الى تملك المزيد من العقارات".

أضاف: "لا أعرف لماذا وافق مجلس الوزراء على هذا التملك، ولا أعرف إذا كان لهذا التملك أبعادا خفية قد تضر بالنسيج المجتمعي الدلبتاوي، حقيقة لا أعرف، الأخبار المتناقلة كثيرة، ووسائل الإعلام ساهمت في نشر هذه الأخبار، فأنا أؤكد لكم بإسمي وبإسم أعضاء المجلس البلدي، أننا الى جانب المعترضين على هذا التملك، لهذا كنت ولا أزال متريثا قبل البت بأي طلب له صلة من قريب أو بعيد لتسجيل العقارات المذكورة، خوفا من أن يكون في الأمر "مجزرة عقارية" بحق دلبتا وأبناء دلبتا، أعدكم بأنني سأستمر بالمراجعات والإتصالات مع نواب المنطقة ومع الفاعليات الكسروانية كي نتوصل الى إيجاد مخرج لهذه الصفقة العقارية المشبوهة".

حاتم

بدوره ألقى المحامي غسان أرسلان حاتم كلمة اشار فيها الى أن "عدوى بيع العقارات لغير اللبنايين وغير المسيحيين ضربت صميم قرية دلبتا، وهذا يعني ببساطة أن ما يخطط له في هذا المجال من شأنه أن يقضي على خصوصية المنطقة وعلى محيطها الإجتماعي، الذي طالما حافظنا عليه عبر الأجيال، وسوف نتوجه بكتاب الى غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للتدخل بكل ما لديه من قوة وسلطة ليقف حاجزا منيعا أمام أي إجتياح لجبل دلبتا الشامخ، وأمام ملفات تملك غير اللبنانيين وغير المسيحيين للحفاظ على هوية المجتمع المسيحي قدر الإمكان، ودوام بقائه في الوطن".

ابي نصر

ثم ألقى النائب أبي نصر كلمة استهلها بالقول: "التحية والشكر لأصحاب الدعوة والقييمين على هذا الإجتماع، إنها الشرارة الأولى تنطلق من أبناء بلدة دلبتا والصرخة التي دوى صداها في كل لبنان، مرددة أرض وطني ليست للبيع، دلبتا بلدة البطاركة والمطارنة الكهنة، بلدة العائلات العريقة التي أعطت وتعطي مجتمعنا رجال دين ودنيا ساهموا في إرساء الكيان اللبناني، أرضها ليست للبيع".

أضاف: "الهدف من هذا الإجتماع هو إيجاد حلول لهذه المشكلة، ليس فقط بالنسبة الى بلدة دلبتا وأبنائها، بل بالنسبة لكل المناطق اللبنانية التي أصبحت برسم البيع، الشعب - والأرض" عنصران اساسيان لترسيخ كيان الأوطان، لا وطن بدون شعب ولا شعب بدون أرض، لا يوجد وطن بالإيجارة أو بالإيعارة أو بالإستثمار، تجذروا في الأرض واستثمروا الأوقاف، من هنا اهمية الديموغرافية والجغرافيا، من هنا أهمية عدم التلاعب بديمومة الشعب وتركيبته وملكية أرضه ووجوب المحافظة عليها، بنتيجة هذا التلاعب تقلص عدد المسيحيين في لبنان من أربعة وخمسين بالمئة في بداية العام 1970 الى ثلاثين بالمئة حاليا، وبلغ عدد العائلات التي تملكت في كسروان الفتوح بين الفترة الممتدة من سنة 1969 لغاية 2004 أكثر من 1535 عائلة، ولا يدخل ضمن هذا العدد ما سبق وبيع قبل العام 1969 ولا بعد العام 2004، أي بإمكاننا بكل سهولة مضاعفة هذا العدد ليصبح أكثر من 3000 عائلة، ينتمون لجنسسيات أجنبية مختلفة أكثرها من دول الخليج، هكذا بيعت أرض تلة الصليب في زفتا بصمت مريب وقاتل كما حصل في كل المناطق المسيحية، وبأعداد كبيرة جدا في شرق صيدا وجزبن وزحلة ومناطق جبل لبنان وفي كل قرى كسروان ومنهم بلدتي بالذات".

تابع: "كيف تتم معالجة المشكلة الحالية الحاصلة في دلبتا؟ يجب إقناع سمو الأمير بإعادة بيع الأرض من أحد اللبنانيين ولا أعتقد بأن سمو الأمير يرغب السكن في دلبتا عنوة خلافا لإرادة أهاليها، فإذا وافق نكون قد حلينا مشكلة دلبتا دون مشاكل بقية البلدات. أهمية علاقتنا مع السعودية ودول الخليج أن الحل الأساسي يكمن في تعديل قانون تملك الأجانب الصادر بتاريخ 4/1/ 1969، الذي صدر على أثر إنعقاد المؤتمر الدائم لرؤساء الرهبانيات المسيحية في دير المخلص في الكسليك. عدل هذا القانون في 5/4/2001، لجهة عدم جواز تملك الفلسطينيين، وخفضت نسبة مساحة العقارات المسموح بيعها من 5 % الى 3 % في كل قضاء، وسمح لكل شخص تملك 3000 متر مربع دون رخصة. أما في بيروت فحددت النسبة ب 10 % ولم تحدد المساحة القصوى المسموح تملكها للشركات، وخفض رسم التسجيل على الأجنبي من 5،17 % الى 30،5 % أو 10 % في بيروت ما سبق وبيع قبل العام 1969".

وأردف بالقول: "عند تزايد عمليات البيع وضعت مع أخصائيين إقتراح قانون متكامل تبنته كتلة التغيير والإصلاح وقعه معي 10 نواب، سجل في مجلس النواب 3/2/2009 برقم 94/2009، وهو قيد النظر منذ ثلاث سنوات لدى لجنة الوزارة والعدل، وقد عقدت عدة جلسات لهذه الغاية. وهو يتضمن: - إعتماد مبدأ المعاملة بالمثل.

- تطبيق نسبة ال 3 % في كل قرية بدلا من القضاء.

- عدم إدخال ضمن نسبة ال 3 % الساحات والطرقات والمشاعات وإحتسابها بالنسبة لمساحة العقارات القابلة للاستثمار فقط.

- خفض المساحة المسموح بيعها لكل أجنبي وبدون ترخيص من 3000 متر الى 1000 متر، ويمكن مضاعفتها بترخيص من الحكومة.

- وجوب بيع العقارات بالمزاد العلني التي مضى على شرائها أكثر من خمس سنوات ولم يقم صاحبها ببنائها أو تحقيق الغاية التي من أجلها أعطي الترخيص.

- زيادة رسم التسجيل الى 5،17 % على الأجنبي، وإعفاء اللبناني الذي يشتري من أجنبي من أي رسم".

وقال: "إن المطلوب السير فورا بهذا القانون وإعطائه الأفضلية عن سائر القوانين، وقد إتصلت ببعض الزملاء لهذه الغاية، وأذكر منهم: إيلي كيروز، إيلي ماروني، هادي حبيش، أنا بالنسبة للأمير السعودي إنني أقترح تكليف لجنة ليصار الإتصال به والتمني عليه إعادة بيع هذه العقارات من أحد أبناء دلبتا أو أحد اللبنانيين، والموضوع لا يقصر على ها الأمير، بل على عدة أمراء لا بل على المئات وآلآف من أبنا دول الخليج الذين تملكوا في كل المناطق المسيحية دون إستثناء. المطلوب تعديل القانون بالإتفاق مع كل الكتل، ووضع خطة مستقبلية للحفاظ على أرض الاباء والأجداد الذين تفانوا في الدفاع عنها واستشهدوا من أجلها".

وختم: "أحيي أبناء دلبتا وخصوصا لسيدات اللواتي لهن الجرأة والفضل في رفع الصوت عاليا بوجه كل المسؤولين دون إستثناء قائلين: لا، كفى عهرا أرض دلبتا ليست للبيع، سنحميها ونحافظ عليها من الطامعين والطارئين بكل غال ونفيس. الى هؤلاء السيدات والى كل أبناء دلبتا التحية والتقدير".

الخازن

وألقى النائب الخازن كلمة شدد فيها على "أن فضل اهالي دلبتا في هذه المسألة تصديهم لها، وهذا أساس هذا التحرك، ولولا هذا الموقف لما كنا في قاعة الكنيسة للبحث في حماية ضيعنا وأراضينا. وهذا الموضوع ينطوي على أمور كثيرة منها ما يتعلق بالقانون وغير القانون، لكن الغاية هي كيفية الوصول الى وسيلة قانونية أو بجانب القانون لنتمكن من إلغاء المرسوم رقم 7983، تاريخ 14 نيسان 2012، الذي وافق على تملك أحد المواطنين السعوديين عقارا في جبل بلدة دلبتا، بالتفاهم أو بغير التفاهم، وأعني بذلك كل المعنيين في هذا الموضوع إن كان على مستوى تعديل قانون تملك الأجانب، أو على مستوى الحكومة التي نشارك فيها ويترتب علينا مسؤولية بهذا الموضوع، أو بالنسبة إلينا كنواب منطقة كسروان - الفتوح، أو البلدية أو أهالي دلبتا، وكلنا يد واحدة للتوصل الى إلغاء هذا المرسوم".

وقال: "نحن ممثلون بهذه الحكومة، وقد وقع المرسوم رئيس الجمهورية والحكومة ووزير المالية، أنما يرد الى كل جلسة منعقدة لمجلس الوزراء ملفات بالمئات وموقفنا واضح كنواب كتلة التغيير والإصلاح الرامي الى تعديل قانون تملك الأجانب، ورفض تملكهم في كافة المناطق اللبنانية قبل وبعد عملية بيع عقار دلبتا المعترض عليه. وبوجود كل المعنيين نتعهد بالقيام بالقانون الى جانب القانون بإلغاء هذا المرسوم، وردع مستقبلا كل من يرغب ببيع أراضي لغير اللبنانيين، أو لمن يتحايل على القانون، أو يتمتع بنفوذ أن يتملك في منطقة كسروان - الفتوح، وإني بإسم النواب زملائي في التكتل الذين سبق لهم وأن تصدوا لبيع أراضي بمساحات كثيرة في بسكنتا وقناة باكيش ومواقع أخرى، نحن على إستعداد لمتابعة هذا الموضوع حتى النهاية معا مع هيئة المتابعة ومع البلدية، لننتقل من المعارضة ورفع الصوت الى إتخاذ تدابير عملية على كل المستويات للوصول الى الغاية المنشودة ألا وهي، أرض دلبتا لدلبتا".

الدكاش

ثم ألقى منسق القوات في كسروان - الفتوح كلمة أكد فيها على "المشاركة في الخيارات والتضامن مع أهالي بلدة دلبتا، والتعاون معا للوصول الى النتيجة المرجوة، وهناك أيضا بالإضافة الى بيع الأراضي لغير اللبنانيين التعدي على الأراضي من لاسا الى جزين، والى زغرتا، ففي كسروان بيعت مساحة 000،30600 متر أرض من 1969 لغاية اليوم، نشكر أهالي دلبتا الذين وقفوا ورفضوا البيع المشبوه، ونحن كقوات لبنانية نعمل على تعديل قانون تملك الأجانب. ويوم الثلاثاء القادم في 5/6/2012 في الساعة 30،3، إجتماع لنواب كتلة القوات اللبنانية مع أعضاء الرابطة المارونية لصياغة مشروع ينص على موافقة أهالي كل ضيعة لبيع أو عدم البيع، وكان بإمكان وزراء التيار الوطني منع تمرير المرسوم رقم 7983 تاريخ 14 نيسان 2012، وأقترح على نواب التكتل الحاضرين توجيه إستجواب للحكومة حول هذا الموضع، ونحن كقوات لبنانية نضع إمكانياتنا بالتصرف".

وفي الختام، جرت مداخلات ومناقشات بين المشاركين والنواب والفاعليات.

 

اجتماع وزاري - نيابي - أمني في دارة ميقاتي في طرابلس: على الجيش وقوى الأمن إتخاذ كل الإجراءات الحازمة فورا لوقف الإشتباكات

وطنية - طرابلس - 2/6/2012 عقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، اجتماعا في دارته في طرابلس، حضره الوزراء: محمد الصفدي، مروان شربل، أحمد كرامي وفيصل كرامي، النواب: سمير الجسر، محمد كبارة وروبير فاضل، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، رئيس فرع مخابرات الجيش في الشمال العميد عامر الحسن، قائد وحدة القوى السيارة العميد روبير جبور، وعدد من قادة الأجهزة الأمنية في الشمال. وأفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام محسن السقال، أن المجتمعين استقبلوا وفدا من المجتمع المدني، أطلق أفراده صرخة لوقف الإشتباكات في طرابلس، والتوقف عن إستخدام المدينة صندوق بريد، مطالبين بأن تكون الدولة هي المرجعية الوحيدة. وقد توقف المجتمعون عند حجم الخسائر البشرية والمادية نتيجة الإشتباكات، وتبلغوا من رئيس الحكومة أنه كلف الهيئة العليا للاغاثة الإسراع في إجراء المسح الميداني، وصرف التعويضات لمتضررين.

وبنتيجة المداولات قرر المجتمعون ما يلي:

"1- التأكيد على الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، إتخاذ كل الإجراءات الحازمة فورا لوقف الإشتباكات في مدينة طرابلس بدون تمييز.

2- سحب الغطاء السياسي من جميع قيادات المدينة عن كل العابثين بالأمن والإستقرار.

3- إزالة جميع المظاهر المسلحة من كل الشوارع والأحياء، وخصوصا في مناطق القبة وجبل محسن والتبانة، ومنع الظهور المسلح.

4- الطلب من الأجهزة الأمنية الضرب بيد من حديد، والتعامل بصرامة وحزم مع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والإستقرار في المدينة.

5- إعتبار الإجتماعات مفتوحة لمواكبة هذه الإجراءات".

 

طهران: كل الأراضي الإسرائيلية والقواعد الأميركية بالمنطقة في مرمى صواريخنا

مستشار خامنئي يهاجم السعودية وقطر وتركيا

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»

في تصعيد إيراني جديد، أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، أمس، أن إيران سترد عسكريا على أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على منشآتها النووية، مؤكدا أن هذا الرد سيكون «متناسبا وحجم الضرر»، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن مخاطر حدوث مثل هذا الهجوم «ضعيفة». وفي الوقت نفسه وجه المستشار الإيراني انتقادات لتركيا والسعودية وقطر بسبب مواقفها من سوريا، محذرا أنقرة ضمنا من احتمال تدهور علاقاتها مع إيران. وقال الجنرال يحيى رحيم صفوي، الذي كان حتى 2007 قائد الحرس الثوري الإيراني، إن الشروط غير مواتية لمثل هذا الهجوم، على الرغم من تحذيرات المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين وتذكيرهم بصورة منتظمة بأن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة» إذا فشلت المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى بشأن برنامج إيران النووي المثير للجدل. وأضاف صفوي أنه بإمكان إسرائيل والولايات المتحدة «بدء الحرب لكن ليس بإمكانهما إنهاؤها»، وبالتالي فإنهما يمنحان إيران «مفتاح حل هذا النزاع»، وتابع أن «الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي» غير ملائم للمسؤولين في البلدين. وأضاف «يريد (الرئيس الأميركي باراك) أوباما أن تتم إعادة انتخابه (في نوفمبر/ تشرين الثاني) ولن يبدأ حربا جديدة (...) وحكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو هشة وأي نزاع قد يسقط حكومته». وأكد مستشار آية الله علي خامنئي أنه في حال وقوع هجوم، فإن «إيران سترد بذكاء وبطريقة تتناسب وحجم الضرر الذي سيحدث، وهذا يعني أننا سنلحق بهم حجم الضرر نفسه الذي سيلحقونه بنا». وذكر الجنرال صفوي أن «كل الأراضي الإسرائيلية هي في مرمى صواريخنا»، مشيرا إلى أن «حزب الله اللبناني (حليف إيران) الذي يملك آلاف الصواريخ سيوجهها على الأرجح ضد النظام الصهيوني» إذا هوجمت إيران. واعتبر صفوي أنه بالنسبة للولايات المتحدة «ليس لدينا إمكان الوصول إلى أراضيها، ولكن هناك 20 قاعدة أميركية وأكثر من 100 ألف جندي أميركي في المنطقة يمكن أن تصل إليهم إيران». وأضاف أن «الأميركيين يعرفون جيدا أن سفنهم الستين في الخليج وفي بحر عمان مهددة وأن كل قواعدهم في مرمى صواريخنا».

وعقدت القوى العالمية محادثات مع إيران في بغداد يومي 23 و24 مايو (أيار) في محاولة لإيجاد حل دبلوماسي لمخاوفها بشأن برنامج إيران النووي الذي تصر طهران على أنه سلمي تماما. ومن المقرر أن تعقد جولة أخرى في موسكو يومي 18 و19 يونيو (حزيران). وهذا الأسبوع أكدت الولايات المتحدة وإسرائيل أن خيار توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية لا يزال «على الطاولة» في حال فشل جولة جديدة من المفاوضات المقررة في موسكو بين إيران والدول الكبرى. والخميس قال السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو «لا ننوي مواصلة المفاوضات إلى ما لا نهاية (...)». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن الدولة العبرية لن تنتظر «فوات الأوان» لعرقلة البرنامج النووي الإيراني بعمل عسكري. ويرى محللون أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين يلجأون إلى هذه اللهجة الحادة كسبيل لإبقاء الغرب على قلقه بشأن العرقلة المحتملة لإمدادات النفط العالمية في حال القيام بعمل عسكري أميركي أو إسرائيلي. وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لنقل النفط الخام، إذا تعرضت للهجوم الذي يقول خبراء إنه سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار النفط وقد يضر بالاقتصاد الأميركي في وقت يسعى فيه للتعافي من الأزمة المالية.

 

حسن نصرالله سيد الكذب!

غسان المفلح /السياسة

يؤسفني أن اضع هذا العنوان لمقالتي حول رد الأمين العام ل¯ "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله على خاطفي اللبنانيين ال¯ 11 في سورية خلال عودتهم براً من رحلة حج إلى مقامات دينية في إيران, الذي قال فيه "قلتم إن لا مشكلة لديكم مع طائفة وعليكم أن تثبتوا ذلك, وهؤلاء زوار يجب أن يعودوا إلى أهلهم, وإذا لديكم مشكلة معي هناك أساليب وطرق للتعاطي, تريدون بالسلم بالسلم, بالحرب بالحرب, تريدون مع "حزب الله" أو "حزب الله" وحركة "أمل" أو مع أي قوى سياسية, لماذا تأخذون الأبرياء فهذا ظلم يجب الانتهاء منه". لكنني سأبين في سياق هذه المقالة صحة هذا العنوان, لأنني بذلك احاول أن أميز في سياقات الخطابات حول الثورة السورية بين تحليلات سياسية, وآراء هنا وهناك وبين موقف عضوي من هذه الثورة, والموقف العضوي الذي يتجسد في وقوف هذا الشخص أو ذاك, هذه الجهة أو تلك مع العصابة الأسدية الحاكمة, والتي تعتبر نفسها ليست حليفا فقط بل جزء عضوي من هذه العصابة الحاكمة, فلايمكن على سبيل المثال على مستوى الساحة اللبنانية أن اضع التيار الوطني بقيادة العماد ميشال عون مثلا, مع موقف "حزب الله" بالمقام نفسه, صحيح أن الجنرال حاول ويحاول توظيف كل حركة تياره لكي يصبح رئيسا للبنان, وقرأ اللوحة بطريقة خاطئة, فغير تحالفاته, معتقدا أن العصابة الأسدية يمكن أن تقدم له كرسي الرئاسة هذا. أما موقف "حزب الله" فهو موقف طرف كشف منذ بدء الثورة أنه طرف داخلي, وليكشف عمق الترابط العضوي والوجودي أيضا بين وجود هذا الحزب وبين استمرار العصابة الحاكمة في قتل شعبنا السوري من أجل استمرار المعطى السياسي والتاريخي لوجود الطرفين. فقد هدد حسن نصر الله العالم والثورة, عندما قال بخطابه الشهير" أننا لن نسمح بسقوط النظام السوري" وهو طرف من المفترض أنه في دولة اخرى! لكن الجنرال لم يوجه هذا الانذار التهديدي لأحد..رغم كل محاولاته الرخيصة في الدفاع عن قتلة شعبنا, وتوظيف اللوبي المسيحي اللبناني الموالي له في المهجر من أجل الدفاع عن استمرار العصابة الأسدية, كنا تعرضنا لهذا الأمر في أكثر من  مقالة والجنرال لم يرسل مقاتلين او سلاحاً للعصابة, كما فعل ويفعل "حزب الله" الإيراني!

بغض النظر عن موقفي الشخصي من عملية الخطف هذه التي جرت وفق ملابسات ميدانية قلما تم التطرق لها, واهم هذه الملابسات التي يحاول نصر الله حرف النقاش حولها, هو أن الخطف لم يتم للمواطنين اللبنانيين هؤلاء لأنهم شيعة بل لأنهم من جماعة "حزب الله", أو هكذا تخيل الخاطفون..لأنه يوجد سوريون شيعة, وإيرانيون شيعة أيضا وهذه الحادثة هي مجرد حادثة عابرة, وراءها الاستفزاز الدائم الذي يقوم به "حزب الله" واعوانه وتصريحات سيده نصر الله ضد الثورة السورية. و"الجيش الحر" لم يدخل على خط الخطف إلا بعدما تأكد وفقا للمعلومات أن" من بين المخطوفين من هم قادة في "حزب الله".. وحسب بيانات الجيش الحر نفسه". لهذا عندما يحاول نصر الله التصريح أن الاختطاف تم بناء على معطى طائفي, فهو يعرف أنه يكذب ويساعده في هذا الكذب بعض معارضة صوتية حولت الحادثة لتوظيفها وفقا لرؤية سياسية متهافتة جدا تتحدث عن عسكرة الثورة بشكل سلبي وغير حقيقي, وعن رفضها لدعم الجيش السوري الحر..وبالتالي رفضها لطلب الدعم الدولي من أجل حماية المدنيين في سورية. وأخذت هذه الاصوات تتحدث بادعاءات السلمية وفق النظر للذات بطريقة غاندية سبق وأن فندناها في مقالات سابقة وفندنا مزاعمها المتهافتة هذه. رغم أنني ضد عسكرة الثورة ومع دعم الجيش السوري الحر بالطبع لتعزيز هذه السلمية..ماهذه العنجهية في خطاب السيد نصرالله بقوله إذا اردتم حربا? هذا الشعب السوري يانصرالله الذي استقبل اكثر من مليون لاجىء اثناء الاجتياح الاسرائيلي عام 2006 واستقبله لأنه لبناني وليس لأنه شيعي أو غير ذلك, الشعب السوري يعيش بين ظهرانيه مئات الالاف من الشيعة العراقيين لم يقترب منهم أحد كنا نتوقع من السيد نصرالله اللاطائفي أن تقوم مؤسساته بالضاحية بتقديم الدعم الاغاثي للاجئي سورية في لبنان بعد الثورة بغض النظر عن الموقف السياسي لهذا الحزب! لكن الذي يحدث, فالجريح الذي يقع في يد مؤسسات "حزب الله" أو اتباعه يسلم للعصابة الأسدية, أبعد ذلك يمكن أن يكون لخطاب نصر الله اي مصداقية? وتهديدك هذا هو نتاج عجز أخلاقي وقيمي, وتعبير عن قدرة الثورة السورية على كشف كل اللاعبين الاقليميين في المنطقة وفضحهم ووضعهم عراة على بلاط هذه الثورة, لقد غيرت الثورة السورية المعادلة الشرق أوسطية مهما كانت نتائجها...وكشفت كل الجناة بحق شعبنا السوري. نأتي الآن إلى زبدة القول, "حزب الله" جزء من نظام إقليمي محركه السياسي الاساس الطرف الايراني, بما هو حامل لمشروع سياسي ويستخدم فيه أدواته كلها بما فيها الاداة الطائفية. و"حزب الله" هذا ونصر الله بالذات يعتبر أنه جزء من مؤسسة ولاية الفقيه الإيرانية, سواء تبرقعت تحت تمويه المقاومة أو غيرها هذا المشروع الإيراني توسطه الحقيقي هو استمرار العصابة الأسدية في حكم سورية, هنا الواقعة الاساس في موقف إيران وتاليا موقف "حزب الله" فعلام الكذب والتهديد? هم يدركون جميع هؤلاء ومن معهم أن وجه الشرق الأوسط قد غيرته الثورة السورية..لكنهم يحاولون الدفاع عن القاتل من جهة, ومحاولة ابتزاز الثورة من جهة أخرى تحسبا لسقوط القاتل هنا يكمن سر كل هذه التوظيفات البلاغية والدعم والتسهيلات العديدة التي يقدمها نصر الله وحزبه للعصابة الأسدية وما تبقى كله ترهات وأكاذيب لم تعد تنطلي على أحد فدم شعبنا الطاهر قد كشف كل عوراتكم أما حديثه عن اهتمامه بمصلحة الشعب كحديث قناة الدنيا المخلوفية تماما.

 

حسن نصر الله والثورة السورية... صلافة بلا حدود

داود البصري/السياسة

يبدو أن البعض, وبواقع الإفراط في حسن النية, يحاول المراهنة على الوهم وانتظار حصول معجزة ما قد تقلب مواقف "حزب الله" المؤيدة تأييدا مطلقا للنظام السوري المجرم , وهو تأييد لن يتغير او تتزعزع ثوابته مهما كانت الظروف و الأحوال , ومهما بلغت حجم الضغوط على ذلك الحزب الطائفي الصفوي الذي هو نتاج العقلية والسياسة الإيرانية في العالم العربي, وهو بالتالي فخر الصناعة الآيديولوجية الإيرانية  وامتداداتها في الشرق القديم , ففي الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لوفاة الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني والذي رحل عن دنيانا في 5 يونيو 1989 جاءت كلمة الأمين العام ل¯"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله, والتي كان ينتظرها مناضلو الشعب السوري بأحر من الجمر لكونها ستتضمن الرد والجواب على المطالبة السورية الشعبية بموقف إدانة صريح من "حزب الله" لمجازر النظام السوري البشعة والتي كانت جريمة "الحولة" في ريف حمص واحدة من أشدها وقعا على النفس البشرية , لتكون ليست مخيبة للآمال فقط , بل كانت تلك الكلمة الوقحة بمثابة إصرار فج وأهوج على المضي بعيدا في تأييد سفاح الشام ومباركة جرائمه البشعة, بل والاصطفاف المصيري معه لدرجة إعلان الحرب دفاعا عنه وهو يخوض معركة المصير الواحد الحاسمة , فقد جاءت كلمة نصر الله لتكون متهكمة وتحمل جرعات هائلة من الحقد الموجه وبابشع صيغة الطائفية ليكشف عن الروح الصفوية الحقيقية العدوانية التي لم تستطع التخفي طويلا تحت قناع ما يسمى المقاومة والممانعة , فالسيد يهدد المعارضة السورية بالحرب وهو تهديد تم تنفيذ جوانب عديدة منه ميدانيا , فميليشيات "شبيحة" النظام السوري تضم عددا لايستهان به من مقاتلي الحزب وبدعم وتمويل ورعاية و تنسيق مع قيادة الحرس الثوري الإيراني التي تعتبر المعركة في الشام مسألة مصيرية وحاسمة للنفوذ والتمدد الإيراني في الشرق القديم , فالهزيمة في دمشق تعني أساسا نقل المعركة الى العمق الإيراني وحيث سيستكمل الشعب الإيراني تشكيل التحالف الشعبي الثوري وسيعيد صياغة ربيعه الثوري بدافع معنوي قوي لن يعرف التراجع والنكوص , فهزيمة الطغاة هي حالة تراكمية مستمرة وهي عدوى ثورية لا تعرف التراجع أبدا.

موقف حسن نصر الله العدواني من الثورة السورية هو حالة ستراتيجية ليست خاضعة لأي مساومة أو تغيير, فمصير نظام بشار الأسد مرتبط أساسا بمستقبل ومصير "حزب الله" و مجمل المنظومة الإيرانية الطائفية في الشرق الأوسط , وهو بالتالي ليس على استعداد لتغيير موقفه ولو بوصة واحدة , فالقرار الإيراني الستراتيجي لايسمح أبدا بمثل ذلك التحول , وبرغم إرهاصات نصر الثورة السورية, والتي أضحت حالة مستقبلية واضحة لا تقبل التأويل , فإن عدوانية حزب نصر الله لن تتراجع أبدا و لن يقر الحزب بخطأ خياراته لأنها خيارات ذات اتجاه واحد فقط لاغير, وهو الاتجاه الهادف لقمع واستئصال الثورة السورية ومحاولة إحتواء المطالبة الشعبية السورية بالتغيير لصالح مشروع التطبيع مع النظام و استمراريته وبتقديم تنازلات صورية لن تنفع أبدا في حلحلة الأزمة الشعبية.

 "حزب الله" مستعد للذهاب لأبعد المديات في محاربة التغيير في سورية بل أنه في حالة اندلاع الحرب الأهلية الكريهة والمرفوضة شعبيا, لاسمح الله, وفقا لتخطيط النظام السوري سيؤدي دورا محوريا ومركزيا ومباشرا في تلك الحرب القذرة, بل أنه سيعمل على توسيع رقعة الفوضى الإقليمية ونقل المعركة الى الساحة اللبنانية ذاتها ولو عبر إعادة صفحات الحرب الأهلية الكريهة البشعة. لقد كانت كلمة نصر الله تحمل أبعادا هائلة من الحقد و الكراهية و السخرية و التهكم واللؤم وهو ما يميز أخلاقيات من يتضامن مع النظام السوري المجرم ويرى رؤيته القاتلة , "حزب الله" لن يتراجع عن غيه أبدا لأنه أساسا لايمتلك سوى خيار الوقوف حتى النهاية مع قتلة الشام , فرحيلهم يعني  رحيله و انحساره عن مسرح الأحداث وخروجا قاتلا من التاريخ , من يتصور بإمكانية انقلاب "حزب الله" على مشغله الإيراني أو معلمه السوري إنما يراهن على الوهم المطلق, لقد حسم "حزب خدا" مصيره وخياره النهائي وهو الحرب على قوى الحرية السورية مهما كانت النتائج, وقد أعلنها بصفة خبيثة ولئيمة الرفيق حسن نصر الله! وهو خيار ستكون له نتائجه الستراتيجية الكبيرة والمؤثرة.

*كاتب عراقي

 

نواب "المستقبل": نصرالله يريد مؤتمراً تأسيسياً يمهد لدولة ولاية الفقيه

المستقبل/رأى نواب كتلة "المستقبل"، في "دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى مؤتمر تأسيسي تنسف دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الحوار، وتمهد لقيام دولة ولاية الفقيه"، مستغربين "دعوة "حزب الله" الى الحوار من دون شروط، وهو متمسك بشروط للدخول الى الحوار، منها مقولة الشعب والجيش والمقاومة"، مذكرين بـ"مطالبة "تيار المستقبل" وقوى "14 آذار بسحب السلاح كله من مدينة طرابلس، بهدف سحب هذا الفتيل المتفجر".

مجدلاني

أكد النائب عاطف مجدلاني في حديث الى تلفزيون "أم تي في"، أمس، أن "دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى مؤتمر تأسيسي التي وردت في خطابه أمس (أول من أمس) في ذكرى رحيل الولي الفقيه الإمام الخميني في إيران، وأن هذا الموضوع خطير جدا، ودعوته هذه تنسف دعوة الرئيس سليمان إلى الحوار"، معتبرا أن "نصر الله يقول من خلال دعوته أنه لا يعترف بالشرعية".

وأكد "أننا ضد العمل الإرهابي الذي أدى الى اختطاف اللبنانيين الـ11 في سوريا، وندعو الى عودتهم سالمين إلى أهلهم"، مشددا على أن "هذه خطوة تضر بالثورة السورية"، محذرا من "خطورة المثالثة، لأنها خطوة على طريق دولة ولاية الفقيه".

الجراح

ولفت النائب جمال الجراح في حديث الى إذاعة "لبنان الحر"، أن "مواقف (رئيس حزب "القوات اللبنانية") سمير جعجع من الحوار هي مثل مواقف "تيار المستقبل" و(رئيس كتلته النيابية) الرئيس فؤاد السنيورة، التي تؤكد الحرص على الحوار، من اجل إيجاد الحلول اللازمة للملفات الخلافية"، موضحا أن "الحوار المجدي يجب أن تتأمن له المناخات اللازمة، حتى لا تتكرر نتائج جلسات الحوار السابقة، والمناخ اليوم غير ملائم للبدء في حوار جدي، تحترم نتائجه، ويدخل الى الملفات مباشرة، مثل موضوع السلاح والاستراتيجية الدفاعية".

حبيش

واعتبر النائب هادي حبيش في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أن "الوضع في سوريا أصبح اليوم كما كان في لبنان أثناء الحرب الاهلية، حيث هناك وجود لعدة مجموعات مسلحة، تقوم بخطف مواطنين، والدليل على ذلك هو عدم معرفة الجهة التي تقف وراء عملية اختطاف اللبنانيين الـ11 في منطقة حلب السورية"،

وأكد أن "الرئيس سعد الحريري لم يجمد الوساطة بخصوص اطلاق المخطوفين، بل أنه ما يزال مستمرا في سعيه، ولكن الأمر ليس بيده وحده"، آملا "الإفراج عن اللبنانيين الذين اختطفوا من منطقة العريضة، على الحدود الشمالية اللبنانية ـ السورية، وأن تكون هذه هي الحادثة الأخيرة، ولكن يبدو أنها لن تكون كذلك، لأن الدولة اللبنانية غائبة كليا". ولفت الى أن "الحوار لا يمكن لأحد أن يكون ضده، ومن غير شروط"، متسائلا "ولكن من أجل ماذا سنشارك في هذا الحوار؟ خصوصا وأن هناك مشكلة في البلد، وهي السلاح، الذي يحب أن نجد له الحلول، لما يثيره من أزمة بين اللبنانيين"، مستغربا "قول "السيد نصر الله يجب الدخول الى الحوار من غير شروط، وهو متمسك بشروط للدخول الى الحوار، منها شعار الجيش والشعب والمقاومة؟".

حوري

ورأى النائب عمار حوري في حديث الى وكالة "الأنباء المركزية، أن "دعوة نصر الله الى مؤتمر وطني تأسيسي هي نعي لاتفاق الطائف وللدستور اللبناني، وتأخذ البلاد الى مخاطر هائلة، لانها تعني الانطلاق من الصفر، وأن لا مناصفة، ولا نهائية لكيان لبنان وعروبته ونظامه الديموقراطي الحر".

وقال: إذا كان هناك ضرورة لتعديلات دستورية، فمكانها الطبيعي مجلس النواب، وأن لإنتخابات النيابية تعبر عن رأي الناس، وغير ذلك هو مؤشر للمثالثة"، متسائلا "هل تيقن حلفاء "حزب الله" المسيحيين مما كنا قد سمعناه سابقا في مؤتمر سان كلو من الايرانيين حول المطالبة بالمثالثة في لبنان؟"، مشددا على أن "نصر الله يقول لا مبرر للإنتخابات النيابية، وأنه يريد اختيار او انتخاب أعضاء في المؤتمر التأسيسي، وهذا يسقط دور المؤسسات الشرعية"، موضحا أن "لقاء الرئيس ميشال سليمان والرئيس سعد الحريري في جدة كان طيبا"

القادري

وقال النائب زياد القادري في حديث الى تلفزيون "أم تي في"ن أن "هناك محاولة لوضع فريقنا في وجه المملكة العربية السعودية، وهي الداعمة لما يتوافق عليه اللبنانيون"، مؤكدا "أننا نريد حوارا يحترم عقول اللبنانيين، وما تم الاتفاق عليه سابقا"، مذكرا بـ"عزل الطائفة السنيّة، بعد إبعاد الرئيس سعد الحريري الذي يمثل الأكثرية السنية، والإتيان برئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي مكانه".

اضاف: "هدد الرئيس ميقاتي في آخر جلسة لمجلس الوزراء بالاستقالة، من خلال المطالبة بـ100 مليون دولار لمدينة طرابلس، وهي فعليا من أجل إطلاق حملته الانتخابية النيابية المقبلة، علما أن الاستقالة ليست في يده، بل في يد من أتى به"، موضحا أن "قوى 14 آذار تتواصل وتناقش موضوع الحوار، وهي ستذهب اليه مجتمعة، أو لا يذهب أحد"، مذكرا بأن "الفريق الآخر هو من خرج من الحوار، وأن الحرب الأهلية والفتنة وخراب البلد سببه أداء هذه الحكومة وبقائها"، متسائلا "لماذا يجب أن نكون عاجزين؟ ألا يمكننا تشكيل حكومة لا يسيطر عليها "حزب الله" ولا فريقنا؟ تخفف الشحن وتخلق بيئة توافق، وتؤمن بيئة للحوار؟".

علوش

ولفت عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، الى أن "أساس هيئة الحوار مرتبط بوجود أزمة وطنية، متعلقة بوجود السلاح غير الشرعي، ومنطق الدخول في سياسة المحاور الأقلية، وانه معروف من هو رائد هذه السياسة، الذي ربط نفسه وربط لبنان بمشروع الممانعة، مقابل من يريدون تحييد لبنان عن تداعيات الأزمة في الشرق الأوسط".

وقال: "السيد نصرالله يريد ذر الرماد في العيون، من خلال إزاحة النظر عن مسألة السلاح، والحديث عن مسألة النظام، ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون هو تابع في هذا المشروع، وإذا كان لديهم اي اقتراحات غير اتفاق الطائف عليهم أن يطرحوها علنا قبل الذهاب الى طاولة الحوار"، مؤكدا "التمسك باتفاق الطائف كأساس لبناء الدولة، وهذا الأساس يفترض عدم وجود سلاح غير شرعي".

وأكد أن "لا علم لي بما يريده "حزب الله"، سوى السيطرة على لبنان بأجمعه، وأن فكرة المثالثة بعبع يستعمل في بعض الأوقات، لأن "حزب الله" لا يريد المثالثة، بل يريد ابتلاع لبنان بكل تفاصيله، لمصلحة مشروع ولاية الفقيه، وهذا الأمر واضح من خلال كل أدبيات "حزب الله"، والأحداث المتتالية تؤكد ذلك".

وذكّر بـ"شأن المونة السعودية على "تيار المستقبل" حيال الحوار، أن هناك نوع من التفاعل بين رئيس تيار "المستقبل" والسعودية، وبشكل خاص مع (خادم الحرمين الشريفين) الملك عبد الله بن عبد العزيز"، معربا عن اعتقاده بان "رغبة الملك السعودي هي إرساء الهدوء في لبنان، وإجراء حوار مع الرئيس الحريري، الذي قد يرى أمورا أخرى تتعلق أيضا بالهدوء"، لافتا الى أن "الإشتباكات التي تجددت ليل أمس (أول من أمس) في طرابلس تؤكد أن الجرح بات مفتوحا، وإن خف القنص، ولكن الطريق ما تزال مقطوعة".

وأكد في حديث الى تلفزيون "الجزيرة"، أن "تيار المستقبل" وقوى "14 آذار" يطالبون بسحب السلاح كله من مدينة طرابلس، بهدف سحب هذا الفتيل المتفجر، وأن التيار ليس طرفا مسلحا في طرابلس، بل ان هناك من يدافع عن نفسه ضد من يعتدي عليه"، وقال: "أن قرار تجنب ردّات الفعل هو جدي الآن، على الرغم من فشل كل المعالجات الأمنية والسياسية، لذلك نحن على قناعة بأن معالجة هذا الجرح هي في ذهاب النظام السوري".

واعتبر ان "الحل بسحب السلاح من كل الأطراف في المدينة، وإلا سيبقى القرار في يد النظام السوري"، مشيرا الى أن "كل طرف يتّهم الآخر بأنّه يبدأ بالاشتباكات، و"الحزب العربي الديموقراطي" المقرب من النظام السوري يعتبر أنه ليس طرفا، وأن الجيش اللبناني يتولى الرد على من يطلق النار عليه".

 

أكدت أنه يريد ترجمة مكتسباته العسكرية إلى سياسية عبر اقتراح المؤتمر التأسيسي

"14 آذار": "حزب الله" يستعجل "المثالثة" قبل سقوط نظام الأسد

  شمعون لـ"السياسة": نصر الله يريد إبقاء السلاح بيد حزبه واقتراحه نهاية لاتفاق الطائف

بيروت - "السياسة" والوكالات:03 حزيران/12

توقفت أوساط المعارضة أمام الاقتراح الذي عرضه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله, اول من امس, والذي دعا فيه الرئيس ميشال سليمان الى تحويل طاولة الحوار الى مؤتمر تأسيسي بشأن كيفية بناء الدولة, واستغربت ان يأتي هذا الطرح عشية دعوة رئيس الجمهورية الاطراف الى استئناف اجتماعات هيئة الحوار, وفق جدول اعمال محدد يتناول موضوع السلاح بأشكاله الثلاثة اي سلاح المقاومة, والسلاح الفلسطيني, والسلاح المنتشر بين المدن والبلدات, من اجل الافادة من الاول في اطار الستراتيجية الدفاعية, وتنفيذ قرارات الحوار في شأن السلاح الفلسطيني, وايجاد معالجة جذرية للسلاح المنتشر بين ايدي الناس.

وسألت "لماذا لم يبادر نصرالله الى الترحيب بدعوة الرئيس سليمان الى الحوار والاعلان عن التزامه بجدول الاعمال الذي حدده لطاولة الحوار بدل ان يبادر الى تقديم اقتراح هو بمثابة هروب الى الامام ومحاولة لنسف اي خطوة للبحث في السلاح ضمن الاستراتيجية الدفاعية, واعادة النظر في الصيغة اللبنانية, وتاليا في المعادلة القائمة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وفق اتفاق الطائف, وطرح المثالثة (بين السنة والشيعة والمسيحيين) كمخرج لحل الازمة اللبنانية"?.

وربطت أوساط المعارضة بين هذا الطرح وبين التطورات في المنطقة خصوصا في سورية, مشددة على تمسكها باتفاق "الطائف" الذي اصبح دستور لبنان وبالمناصفة (بين المسلميين والمسيحيين) كمعادلة من "دون عد", ورفض اي بحث في تعديل الصيغة السياسية, خصوصا في هذا الظرف الراهن.

واضافت ان "حزب الله" وسط ما يجري من تطورات في المنطقة "يبدو في وضع محشور جداً انطلاقاً من المعادلات الجديدة التي بدأت تتكشف وتؤكد صعوبة استمرار النظام في سورية من جهة وتخلي النظام نفسه عنه من جهة ثانية, بعدما تأكد لدمشق تعذر الرهان على الحزب الذي خذله في اكثر من محطة في طرابلس وبيروت, إذ ان نظام الأسد كان يتطلع من وراء ذلك الى اشعال الساحة اللبنانية مذهبياً لصرف الانظار الدولية عنه من ناحية وليؤكد في الوقت نفسه للعالم انه كان وما يزال الضامن لعدم اشعال النار المذهبية في المنطقة".

وخلصت إلى أن نصرالله انطلق في ما طرحه واقترحه من هذه المعطيات غير الملائمة لمستقبل الحزب, مشيرة الى ان "حزب الله" يفضل راهناً أي حل يجسد قوته العسكرية في مكتسبات سياسية وهذا يفترض قيام مؤتمر تأسيسي وصيغة جديدة. وتعليقاً على اقتراح نصر الله, قال رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون "إن كل ما يفعله السيد نصر الله وما يقترحه من أفكار كمسألة المجلس التأسيسي يهدف إلى شيء واحد وهو إبقاء السلاح بيد حزبه, وفي المقابل إن فريق "14 آذار" غير مستعد للبحث في أي شيء قبل حل مسألة السلاح وتسليمه إلى الجيش اللبناني على مراحل وفي مهلة محددة".

ورأى في اقتراح المجلس التأسيسي تجاوزاً لاتفاق "الطائف" إن لم يكن إلغاء له, مشيراً إلى أن "هذا ما يسعى إليه نصر الله وحلفاؤه وبالأخص ميشال عون".

وقال: "أنا كرئيس حزب الوطنيين الأحرار لست مستعداً للحوار مع حزب الله ولن يستطيع أن يرغمني على ذلك مادام المسدس على الطاولة, وعندما تحل مشكلة السلاح فلن نكون بعيدين عن الحوار أبداً, وهذا ما جعلني ضد الحوار من الأساس, فكيف يستقيم الحوار والسلاح على الطاولة وموجه إلى رأس المعترضين عليه?".

بدوره, اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان اقتراح نصر الله تجاوز للحوار ونعي لاتفاق الطائف والدستور, مؤكداً أنه "يأخذ البلاد الى مخاطر هائلة, لاننا عندما نتحدث عن مؤتمر تأسيسي يعني اننا سننطلق من الصفر اي لا مناصفة ولا نهائية لكيان لبنان وعروبته ونظامه الديمقراطي الحر". واضاف "إذا كان هناك ضرورة لتعديلات دستورية, فمكانها الطبيعي مجلس النواب, وإذا كنا نتحدث عن أخذ رأي الناس فالإنتخابات النيابية هي التي تؤمن هذا الرأي, وفي ما عدا كل ذلك هو مؤشر للمثالثة", مجدداً التأكيد أن "دعوة نصر الله خطيرة جداً تأخذ لبنان الى منحى بعيد جداً خصوصاً اننا قبل اتفاق الطائف دفعنا كلبنانيين 400 الف ما بين شهيد وجريح ومعاق". واضاف ان "اخطر ما في الموضوع انه يريد ان يأخذ الامور الى مرحلة تأسيسية جديدة, واللبنانيون غير متكافئين, بمعنى آخر هو من يملك السلاح ويريد ان يناقش في مرحلة جديدة, وطبعاً هذا غير مطروح".

 

الدولة من فوق

الياس الزغبي

لـ"حزب الله" مفهوم خاص للدولة، لم يُخفِ السيّد حسن نصرالله اقتباسه من نموذج الدولة الإسلاميّة التي أنشأها الإمام الراحل الخميني منذ 33 عاماً، ووصَفَها بأنّها دولة "الأصول والعصرنة" معاً.

لا حاجة لتفسير "الأصول" في خطاب نصرالله، فهي ليست سوى مقتضيات "الأصوليّة" التي يتّهمون سواهم بها، ويمارسونها في دائرة "أصولهم" المذهبيّة، ونقطةُ ارتكازها غير القابلة للنقاش هي "ولاية الفقيه".

أمّا "العصرنة" التي جعَلَها الركن الثاني في دولته، فهي قابلة للنقاش والسؤال والشكّ. والواضح أنّ مفهوم العصر، عند السيّد، يقتصر فقط على التطوّر التكنولوجي والعلمي، بما فيه القنبلة النوويّة، ولا يمتّ بصلة إلى المفاهيم والقيم الإنسانيّة، مثل الديمقراطيّة والحريّة وحقوق الإنسان وتكافؤ الأقليّات والمساواة أمام القوانين الوضعيّة، بدلاً من "الشرعيّة الإلهيّة".

فلا أحد يستطيع أن يدّعي، لا الإيراني ولا العربي ولا اللبناني ولا نصرالله نفسه، أنّ دولة الخميني نموذجيّة في هذا المجال، ويجوز الإعجاب بها إلى درجة استيرادها وتطبيقها في لبنان.

وعلى الخلفيّة الذهنيّة نفسها التي أتت بثورة الخميني إلى السلطة في إيران، يدعو قائد "حزب الله" إلى "تأسيس" الدولة اللبنانيّة الجديدة، على قاعدة القوي والضعيف، أو الآمر والمأمور:

فهو دعا إلى إبقاء كلّ شيء قائم الآن، على حاله، أي حكومته وسلاحه ومشروعه الإقليمي وارتباطه بالعقد الثنائي الإيراني – السوري و "الجبهة العالميّة" في وجه الإستكبار، وتعيين أو إنتخاب مجموعة تشكّل "المؤتمر التأسيسي" للدولة اللبنانيّة الـ"أصولو – عصريّة".

للوهلة الأُولى، يظنّ سامع نصرالله أنّ نوراً إلهيّا قد "قُذِفَ في صدره"، وأنّه يبحث فعلاً عن حوار وطني تأسيسي لدولة حديثة، خارج منطق الغلَبَة والسلاح والتفرّد والتمحور والتمذهب. لكنّ السامع يصطدم سريعاً بجداريْن:

- النموذج الذي يبشّر به ويكيل له المديح (نظام خميني – خامنئي – نجاد).

- الحوار "التأسيسي" الذي يدعو إليه فوق الميزان الوطني المكسور بفعل سلاحه.

فمن البديهي أن يكون الحوار بين متكافئين ومتساوين، وإلاّ كان توقيع صكّ إذعان بعد حرب.

ولذلك، كان تحفّظ قوى 14 آذار على حوار بعبدا لكونه يشكّل غطاء لكلّ الأخطاء الخطيرة التي أطاحت الحوار السابق وكسرت التوازن السياسي والوطني بقوّة السلاح.

وبصورة أَولى، لا تصحّ دعوة نصرالله إلى مؤتمر وطني تأسيسي على الخلل نفسه. فكلّ ما يُبنى على الخلل يكون مختلاًّ، وينهار البناء الذي يَميد تحته الأساس.

وكي تكون الدعوة إلى الحوار والتأسيس الوطني صادقة وجادة ومثمرة، يجب إصلاح الخلل كخطوة لازمة وضروريّة، أي إستقالة حكومة الأمر الواقع لتحلّ محلّها حكومة حياديّة حتّى الانتخابات، والتسليم بمرجعيّة الدولة في حصريّة السلاح واستخدام القوّة.

صحيح أنّ نصرالله قدّم نظريّة واقعيّة عن مرجعيّة الدولة في الأمن والشأن الإجتماعي الإقتصادي، لكنّه لم ينتبه إلى أنّه يدين حزبه وجميع حلفائه في كونهم عقَبَة أمام إمساك الدولة بناصية هذين الملفّين. فلا أحد سواهم يُقفل مناطق ومربّعات، ولا يستنجد بالدولة إلاّ تهرّباً من حرَج النزاع الأهلي والعشائري. ولا أحد سواهم قتَل ضبّاطاً وجنوداّ وتصدّى لقوى الأمن حين حاولت منع مخالفات. ولا أحد سواهم يُنشئ أجهزة خاصّة على حساب أجهزة الدولة، في الأمن والاتصالات وريوع المطار والمرفأ وسواهما.

سيظلّ كلام "حزب الله" في مرجعيّة الدولة وأولويّتها إنشائيّاً ونظريّاً، إلى أن يُقْدم على تثبيت القول بالفعل، فيرفع قبضته عن عنق الحكومة ويسمح لها بالإنصراف أو التصريف، ثمّ يضع سلاحه على مشرحة النقد والبحث والمعالجة.

وكلّ حوار خارج هذه "الأصول" ليس سوى دعوة مكشوفة للتسليم بمفاعيل قوّة السلاح، وتأسيس فتنة.

ليست هذه هي نيّة رئيس الجمهوريّة في دعوته إلى الحوار، لكنّ واقع "حزب الله" شيء آخر بعيد جدّاً عن النيّات الطيّبة.

وليت نصرالله يخفض جناحه قليلاً أمام أبناء وطنه، كما فعَلَ أمام خاطفي أنصاره.

هو يأتي إلى مفهوم الدولة من بعيد (إيران)، ومن فوق (قدسيّة سلاحه).

ولنجاح الحوار حول الدولة شرطان: تقصير المسافات، وإزاحة الهالات !

*لبنان الآن

 

لا نرفض فكرة المؤتمر التأسيسي شرط ألا يكون مهربا لعدم طرح موضوع السلاح او للانتقال الى المثالثة،

 قزي: كلنا كنا مقاومين وقد حان الوقت لنكون كلنا مواطنين

موقع الكتائب 03 حزيران/12

لفت نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي عبر المنار الى أننا لا نرفض فكرة المؤتمر التأسيسي الذي دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى عقده، مشددا على انه من المهم ان نتفق على اهدافه ومضمونه فلا يكون الهدف منه مهربا لعدم طرح موضوع السلاح او مدخلا للانتقال من المناصفة الى المثالثة.

وأكد قزي ان ما يهمنا هو ان نخرج بتفاهم حول حياد لبنان وانتهاء نظام الدولة المركزية والتشريعات المدنية، موضحا اننا نريد مجتمعا مدنيا، ونريد جعل لبنان مساحة حوار، وأضاف: كلنا كنا مقاومين وقد حان الوقت لنكون كلنا مواطنين.

 

المخاوف السورية: معظمها يغيب عندما يسكت السلاح!

فايز سارة/الشرق الأوسط

مع مرور الوقت تتزايد المخاوف حول سوريا ومستقبلها، وذلك بخلاف ما كانت عليه التقديرات في بداية ثورة السوريين في أواسط مارس (آذار) 2011، حيث لم تكن هناك مخاوف تذكر، لأن مسار الثورة المحتمل، كان قريب النتيجة بحصول التغيير، وهتافات المتظاهرين السوريين، كانت تركز على سلمية الثورة، ووحدة السوريين وتضامنهم في الحاضر ومن أجل المستقبل. ومن الناحية العملية، فقد تشارك منتمون إلى مختلف تكوينات الجماعة الوطنية في حركة التظاهر والاحتجاج التي شهدتها المدن والقرى السورية حينذاك، واكتسبت تلك المشاركة طابعا احتفاليا إلى جانب مضمونها التشاركي، ووسط تلك الأجواء، كانت المخاوف أقل، بل إن معظم المخاوف الظاهرة اليوم، لم تكن مطروحة، ولا بيئتها كانت حاضرة أصلا.

بعد خمسة عشر شهرا، تبدو الصورة، وكأنها تغيرت. إذ ثمة مخاوف كثيرة، وبغض النظر عن جدية وأهمية هذه المخاوف، فإنها موجودة في داخل سوريا، كما في خارجها، وهي مخاوف عند الأفراد والجماعات وموجودة لدى الهيئات والدول، وقد غدا بعض هذه المخاوف أساسا معلنا في رسم مواقف البعض، والأساس الذي تقوم عليه بعض السياسات إزاء الأوضاع القائمة في سوريا واحتمالات تطورها.

ولعل من المهم الإشارة، إلى أن بعض المخاوف، يستند إلى معطيات ووقائع، وبعضها يعود إلى تقديرات ومقارنات، وقد تختلط المستندات، لكنها جميعا تعود أيضا إلى طول فترة الصراع في البلاد ومجرياتها، وما أثارته من عوامل قلق جسدت بيئة، تنامت فيها المخاوف، وخصوصا لدى الأطراف المترددة، والتي لا تملك أساسا متينا، تقوم عليه نظرتها ومواقفها حيال الأوضاع وما يمكن أن تتطور إليه.

إن من الصعب حصر المخاوف المطروحة حول سوريا، بل إن تلك المخاوف متداخلة ومعقدة، لكن ما سبق لا يمنع من إشارات إلى بعضها، ولعل أبرزها، هو الخوف من عسكرة الصراع، بحيث يتم تسليح وتنظيم سوريين ضد سوريين بعد تسعير نار العنف، وإدخالهم في مجاري حرب أهلية، تعم المناطق السورية أو أغلبها، فتجعل السوريين في مواجهة بعضهم بعضا طوائف وأديانا وجماعات من أصول قومية، تندرج جميعها في إطار الجماعة الوطنية. كما أن بين المخاوف، أن تقود الصراعات المسلحة وغيرها إلى سيادة الفوضى وتدمير الدولة، وانتشار الجماعات المسلحة وأمراء الحرب الذين سيتوزعون طبقا لتوازنات القوى التي سيشكلها الصراع على الأرض والتوازنات الإقليمية والدولية في علاقاتها مع الداخل السوري بما فيه من تفرعات وتكتلات.

وبين المخاوف الماثلة في سوريا، ما يحيط بوجود الجماعات الإسلامية الأصولية والمسلحة، وما يمكن أن تشكله من حجم ووزن في البلاد ووسط سكانها، الأمر الذي من شأنه أن يحدث تغييرا جوهريا في الحياة السورية بجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد يكون من شأنه إعادة طرح الأسس التي تقوم على أساسها الدولة والمجتمع، طبقا لمعتقدات وتوجهات وممارسات تلك الجماعات على نحو ما حصل في بلدان عربية وإسلامية من بينها العراق وأفغانستان وغيرهما.

ورغم أن المخاوف حالة مشروعة، وتستحق الاهتمام، فإن ذلك لا يعني أن كل المخاوف المثارة جدية، وأنها تستحق ذات القدر من الاهتمام خاصة لجهة البناء عليها، لكن الفطنة السياسية، تفترض الانتباه إلى كل المخاوف، ثم القيام بترتيب تلك المخاوف ووضعها في سياق من الأهمية والخطورة، والتعامل معها طبقا لذلك، مما يمنع تجاهل أو تقليل أهمية المخاوف، أو الذهاب نحو المبالغة في حجم تأثيرها، مما قد يحول بعضها في الحالتين إلى أسباب في كوارث غير محسوبة. غير أنه وفي الحالة السورية المحددة، فإن أغلب المخاوف المثارة مقترنة باستمرار الحل العسكري الأمني الذي اختارته السلطات السورية مسارا في التعامل من الأزمة القائمة في البلاد، الأمر الذي وفر أساس بروز هذه المخاوف وتصاعدها، ولعله من الطبيعي القول، إن توقف مسار الحل الأمني العسكري وتوجه البلاد نحو معالجة سياسية للحالة السورية، سوف يخفف من تلك المخاوف، أو يغيب بعضها، ويوفر أساسا لمعالجة ما تبقى أو معظمه خاصة إذا كانت إرادة الحل السياسي متوفرة عند الأطراف المعنية، والجهود محكومة برغبة الخروج من الأزمة. وهذا يقودنا إلى خلاصة أن الأساس في معالجة المخاوف في سوريا وحولها، إنما يبدو في وقف استخدام السلاح، والأهم فيه هو وقف استخدام السلاح من جانب السلطات السورية والذهاب إلى خطوات تهدئة وتطمين، ثم معالجة ما يتبقى من مخاوف.

 

أنان محبط.. هذه كارثة!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

تحدث الموفد الأممي السيد كوفي أنان عن الأوضاع في سوريا بإحباط، حيث يقول: «نفد صبرنا ولسنا ممتنين من عمليات القتل، وأنا أول من يدين هذه العمليات، وأريد تسريع الخطة»! كما أقر أنان بأن سوريا تنزلق إلى حرب شاملة، مما يعني أن مبادرته قد فشلت في وقف إطلاق النار. وهنا يكون السؤال: إذا كان أنان محبطا فماذا يقول السوريون، أو كل من يتعاطف معهم، أمام الجرائم الأسدية؟

فمنذ الإعلان عن خطة أنان، وإلى الآن، وقع عدد لا يستهان به من القتلى في سوريا، أطفال ورجال ونساء، هذا عدا عن المجازر الأسدية المتصاعدة، وآخرها دهس مجروح سوري بالدبابة، وبعد كل ذلك يتحدث أنان بإحباط وحسب؟ أمر محبط حقا، بل ومثير للغضب، خصوصا أن أنان يقول إنه إن لم تكن خطته هي الحل المناسب فيجب أن «يكون هناك حل آخر، وهذا عمل مجلس الأمن»! أي أن السيد أنان لا ينوي الإعلان بنفسه عن فشل خطته، وإنما يريد من مجلس الأمن فعل ذلك، رغم أنه، أي أنان، يعي أن مجلس الأمن مشلول تماما تجاه سوريا بسبب موقفي كل من روسيا والصين، والواضح أن أنان لا يشعر بالامتعاض من موقفي موسكو وبكين المشجعين لجرائم الأسد، بل يحاول استغلالهما لتجنب إعلان فشل خطته، وهذه كارثة! وهذا يعني أنه ليس على المجتمع الدولي فقط إقناع الصين وروسيا بأن الأسد قاتل لا يجدي الدفاع عنه، وأن الاصطفاف خلفه يكلف موسكو وبكين الكثير، بل إن على المجتمع الدولي أيضا - وللأسف - إقناع السيد أنان بضرورة الإعلان عن فشل مهمته، الفاشلة أصلا في سوريا، وذلك بالطبع لا يعني إعلان فشل أنان الشخصي بقدر ما أنه يعد إعلانا عن فشل الأسد نفسه عن الوفاء بوعوده. وكما هو أمر محبط إذا كان السيد أنان نفسه يتحدث بإحباط عن خطته ولا يريد الإعلان عن فشلها، بل بدلا عن ذلك يرمي الكرة في ملعب مجلس الأمن المكبل بالفيتو الروسي والصيني، علما أن أنان نفسه يعي أن آلة القتل الأسدية لم تتوقف قط، وأن مستقبل سوريا اليوم في خطر، والأمر نفسه ينطبق على أمن المنطقة ككل، فماذا ينتظر أنان بعد كل ذلك لإعلان فشل خطته؟ ولماذا لا يضع سقفا زمنيا لخطته على الأقل كما طالبته قطر؟ فالقضية ليست قضية شخصية، بالنسبة لأنان. فهناك أرواح تزهق يوميا، وبلد سلمه الاجتماعي مهدد، كما أن هناك تهديدا حقيقيا لأمن المنطقة ككل، فهل يريد أنان أن تنتهي سوريا كرواندا والبوسنة التي فشل في معالجة قضاياها يوم كان أمينا عاما للأمم المتحدة؟

فإذا كان هناك من إحباط فهو أن كثيرين لا يريدون مواجهة الحقيقة، ومنهم السيد أنان، فما كنا نقوله قبل أشهر بات يردده البعض اليوم، وكأنه أمر جديد، فقلة أولئك الذين يقرون بأن ما يحدث في سوريا هو الثورة الحقيقية بالمنطقة. وعليه، فإذا كان أنان وغيره لا يريدان الإقرار بذلك، فأقل ما هو مطلوب، ومن أنان تحديدا، أن لا يمنحوا الأسد الفرصة تلو الأخرى لأن هناك أرواحا تزهق يوميا في سوريا!

 

حوار للصورة أم لاتخاذ قرارات؟

ثريا شاهين/المستقبل

تعمل قوى الرابع عشر من آذار على بلورة وتفسير المبادرة التي طرحتها قبل نحو عشرة ايام والمؤلفة من خمسة عناوين حول الحوار والحكومة الحيادية الانقاذية، وذلك من خلال اتصالات مكثفة تجري بين هذه القوى، في انتظار انجاز هذه الورقة وتسليمها الى رئيس الجمهورية خلال الاسبوع المقبل.

وفي ضوء نتائج هذا التحرك، سيكون لهذه القوى موقف من المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس سليمان لكي يلتئم في 11 حزيران الجاري. وتفيد أوساط سياسية بارزة في هذه القوى، ان بلورة المبادرة ستتضمن العديد من الأفكار على ان ليس لديها من جواب حول ما اذا كان رئيس مجلس الوزراء السابق سعد الحريري، سيحضر الى لبنان للمشاركة في هيئة الحوار الوطني اذا ما تقررت المشاركة.

على ان الأوساط تشير الى ان هذه القوى هي أهل حوار، وفي الوقت نفسه تقدم الفرص لانجاح الحوار، لكن يجب ان تواكبه حكومة انقاذية حيادية، وهي متمسكة بأن لا تكون هناك شروط مسبقة للحوار، وسط وضع الفريق الآخر، شروطاً ثلاثة هي: استمرار التمسك بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، اي أن موضوع السلاح هو خارج النقاش. ثم في ما يتصل بالمحكمة، حيث هناك شرط ان المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لن يتم تسليمهم حتى لو بعد 300 سنة. ثم هناك شرط بالقول ان الحكومة باقية حتى الانتخابات النيابية.

لذلك فإن كل هذه الشروط مرفوضة ولدى 14 آذار سؤالان، حول الضمانات لتنفيذ المقررات السابقة للحوار الوطني، وسبل تنفيذ مقررات الحوار المدعو اليه، وما سيتفق حوله اللبنانيون من جديد. لكن اذا كان يؤخذ في الحسبان ان الحوار لن يوصل الى مقررات فلماذا المشاركة فيه، لأن الصورة التذكارية يمكن اتخاذها اينما كان. وبالتالي، تريد هذه القوى حواراً حقيقياً ومنتجاً، وان يكون على أساس المبادرة التي تطرحها. وتؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على آفاق دعوة الرئيس للحوار، ان هناك دواعي عديدة وراء هذه الدعوة، بعد توقف للحوار دام نحو سنة ونصف السنة. ومن الطبيعي ان تتم في مثل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان نسبة الى الوضع الداخلي، والى المؤتمرات الخارجية عليه.

أول هذه الدواعي، من اجل ان يلتقي الأطراف اللبنانيون ويتحاوروا، بدلا من ان يلجأوا الى الشارع والتقاتل. ومجرد اللقاء يكسر حدة التوتر.

وثانيها: العمل على انجاز نوع من التهدئة الداخلية توفر حداً معقولاً من الاستقرار، ويبدو ان كل الأطراف مقتنعة بهذا الهدف، وهي عملت ابان الاضطرابات في طرابلس وما بعدها على نزع فتيل التفجير، على الرغم من الضغوط من خارج الحدود لنقل المشكلة السورية الى لبنان.

ـ المهم ان يكون هناك دعم دولي واقليمي للحوار. الدعم العربي والسعودي تحديداً موجود. والدعم الشامل مطلوب لا سيما وان ايجاد حل لموضوع السلاح يحتاج الى قرار جدي اقليمي ـ دولي، وعندما تم نزع سلاح الميليشيات في لبنان كان هناك قرار دولي في هذا الشأن. وبالتالي، ان حل موضوع السلاح ينتظر ايجاد ظرف دولي كبير. مع الاشارة الى ان "حزب الله" في هذه المرحلة يحتاج الى انطلاق الحوار مجدداً للايحاء بأنه يؤيد التهدئة الداخلية، بالتزامن مع حفاظه على شروطه المتصلة بالسلاح.

وفي هذا الاطار، تلاحظ مصادر ديبلوماسية غربية انه لمجرد ان يكون جزء من قوى 14 آذار اي "الكتائب" موافقاً على المشاركة في الحوار قبل تشكيل الحكومة المطلوبة، يعني ان ذلك يعطي مخرجاً لمشاركة محتملة من كامل فرقاء هذه القوى. مع ان هذه القوى في الأساس، تريد مكسباً معيناً للمشاركة في الحوار الذي أوقفته سابقاً قوى 8 آذار. وهذا المكسب يتجلى في حكومة انقاذية.

وتشير الى ان هناك عوامل لا تزال تحكم الوضع اللبناني مشابهة للعوامل ذاتها التي حكمته لدى تشكيل الحكومة الحالية، وعوامل أخرى تغيرت أهمها انه على الرغم من استمرار وجود السلاح، الموقف السياسي ليس هو نفسه. ومن الناحية الدستورية، تغيير الحكومة صعب اذا لم يستقل رئيسها نجيب ميقاتي، او ثلث أعضائها، ومن الناحية الدولية، هناك نظرة غير سلبية حيال اداء هذه الحكومة لا سيما في ما يختص بسياسة النأي بالنفس. وفي شأن السلاح تعول هذه المصادر، على انه بعد سقوط النظام السوري، ستواجه ايران متاعب داخلية ومحاولة للتغيير من الداخل عندها سيتأثر هذا الموضوع بالكامل.

 

ما هي مواصفات "الدولة الحقيقية"؟

سمير منصور/النهار

مهم جداً ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير حين دعا الى مؤتمر تأسيسي في لبنان للبحث في العوائق التي تحول دون بناء "دولة حقيقية" وفق تعبيره. هذه الدعوة، وإن يكن من شأنها احداث "نقزة" عند كثيرين ولا سيما "الآخرين" الذين يشكون "ضغط السلاح" و"سطوته"، فإنها تصلح لأن تكون البند الأول بل الوحيد على طاولة أي حوار وطني. فمشروع بناء "دولة حقيقية" قادرة وعادلة، يبقى المحور والأساس لأي إصلاح، ويحمل الحل لكل العناوين الخلافية بما فيها السلاح، بل هو الإصلاح كله ما دام الجميع يطالب بالدولة، ويقرّ بأن لا حل بغير بناء "دولة حقيقية".

ولعل أهم ما ورد في خطاب السيد نصرالله، تأكيده أن ليس في استطاعة أي طرف الحلول محل الدولة، بداً بـ"حزب الله" واستحضاره لتجارب سابقة في "الامن الذاتي" وما شابه، وقد اثبتت فشلها على مدى سنين الحروب المتتالية. وفي هذا الكلام، وكل كلام مشابه قبله، إقرار بعدم وجود دولة في لبنان. وهذا واقع من المكابرة تجاهله. هنا في لبنان، في أحسن الحالات "مشروع دولة" ومن غير الممكن الحديث عن دولة مركزية، في ظل "دويلات" وغابات سلاح في كل المناطق دون استثناء، وإن بنسب متفاوتة...وكما قال "السيّد" نفسه، فإن مجرد الحديث عن بناء الدولة، يعني مباشرة، إقراراً بعدم وجود دولة في لبنان، وقد سبقه كثيرون في هذا الاقرار من خلال الدعوة نفسها بأشكال مختلفة، وهذه الدعوات يمكن البناء عليها لتكون منطلقاً لمشروع جدي لبناء الدولة، وأولى خطوات مثل هذا المشروع الدعوة الى حوار وطني تحت عنوان: كيف السبيل الى بناء "دولة حقيقية"؟ ما هو مفهوم الدولة التي يطالب بها الجميع؟ ما هي مواصفاتها لكي تكون "حقيقية" وقادرة وعادلة؟

وبعد هذه الدعوة للسيد نصرالله، بات يمكن القول إن ثمة قاسماً مشتركاً اساسياً بين كل التكتلات السياسية والحزبية في لبنان، من شأنه أن يشكل اساساً لإعادة توحيد اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والمناطقية والفئوية، وهو "تقاطعهم" جميعاً عند "الدولة".وعندما يكون مشروع كتلة "المستقبل" وقوى 14 آذار عموماً، هو "مشروع بناء الدولة"، فذلك يعني بالتأكيد ان لا خلاف "جدياً" بين اللبنانيين، وقد باتوا، نظرياً، فريقاً واحداً إذ اتّحدوا حول جدول أعمال واحد لأي حوار فحواه ان لا حل ولا استقرار بغير قيام الدولة.ويبقى ان يتحدوا "عملياً" وجدياً، كمواطنين تحت القانون، سواسية كأسنان المشط، وسيبقى ذلك مستحيلاً إذا لم يتوصلوا الى فهم واحد للدولة المطلوبة!

 

إبراز منطق الدولة في كلمة نصرالله محور تقويم صدى ايجابي للمبدأ لا يسقط أزمة الثقة والشكوك

روزانا بومنصف/النهار

قومت مصادر سياسية محايدة وأخرى في قوى 14 آذار ايجاباً ما تضمنته كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لجهة ما عرضه من منطق حول الحاجة الى الدولة. اذ في هذه النقطة بالذات يلتقي ولو من دون ان يعلن ذلك مع خصومه في الطرف الآخر الذين رفعوا في الاعوام القليلة الماضية شعار "العبور الى الدولة" وآخرها كانت الوثائق التي قدمها تيار "المستقبل" وقوى14 آذار بجميع افرقائها في مناسبتي 14 شباط و14 آذار الماضيين من دون ان تلقى هذه الوثائق ردود فعل ايجابية. الا ان المنطق الذي قدمه السيد نصرالله اعتبرته المصادر المعنية نقلة نوعية اذ بدا لها انه يقول بالعبور الى الدولة وان بناء الدولة هو هدفنا وهي الحل لجميع الاشكاليات، وهذا في حد ذاته منطق مهم خصوصا ان السيد نصرالله عرض لمبررات ذلك من "ان الامن والسلم الاهلي هما نتائج عملية متكاملة فيها الثقافي والتربوي والقضائي والسياسي.. على ان من يملك هذه العناصر هو الدولة فقط". وقوله ايضا "اننا اذا اردنا لبنان آمنا يعيش سلمه الاهلي.. نريد مؤسسات الدولة". 

وهذه الايجابية التي تضمنها هذا المنطق يمكن ان تعطف عليها ايجابية اخرى  تشكل جامعاً مشتركاً مع الافرقاء الاخرين في البلد اذ لا خلاف في الجوهر على ضرورة الانتقال الهيكلي لاعادة بناء الدولة وتقويتها علما انه امر بعيد المدى ويتخطى المهلة النموذجية او المبدئية التي حددها الامين العام لـ"حزب الله" بستة اشهر او سنة. لكن لعملية الانتقال التي وضع الامين العام للحزب اطارا او عنوانا كبيرا لها هو انشاء هيئة تأسيسية تعد لعقد اجتماعي جديد  ومقومات اساسية تقوم وفق هذه المصادر على البحث اولا عن الجوامع المشتركة بين الافرقاء والاتفاق على كيفية حماية الدولة في ظل وجود سلاح خارجها. ويظهر التباين في الواقع على مستويين على الاقل وفقا لما تقول هذه المصادر: الاول ان الحاح حماية البلد في هذه المرحلة من المخاطر التي تتهدده او من تداعيات الازمات الاقليمية توفره الدولة التي هي من يتولى التفاوض في موضوع المخطوفين مثلا كما يتولى الجيش الامن والدفاع عن الدولة. مما يعني ان هذا الامر يحتاج الى امر تنفيذي لا يحتمل الاعداد البعيد المدى لبناء الدولة الذي قد يأخذ سنوات ما لم يكن هذا الكلام يعني تأجيل البحث في سلاح الحزب الى ما بعد بناء الدولة الفاعلة والحامية فيما تشكل مؤسسة الجيش اللبناني نقطة التقاء وتأييد وثقة لدى الجميع بحيث يمكن الركون الى الدولة من هذا الجانب وتدعيمه على الاقل قبل اي شيء آخر. فهذا العنصر هو في صلب حماية لبنان ويمكن تعزيز ذلك عبر برمجته بحيث لا يتطلب اشهرا طويلة.

اما المستوى الآخر فهو ان الارضية الصلبة لحماية البلد تكون وقبل البحث في خطة بعيدة المدى عبر سلطة تنفيذية تتمتع بثقة جميع افرقائه، في حين ان الوضع الحالي لا يتسم بهذه المواصفات بحيث يمكن اعتبار ان الدخول الى عملية انقاذية يتم عبر رجل عرجاء باعتبار ان الحكومة تمثل فريقا ولا تمثل الجميع. ولذا ترى هذه المصادر ان المنطق يقتضي الاتفاق على حكومة يلتف حولها اللبنانيون وليس ضرورياً ان يكون الافرقاء من ضمنها وتحظى بدعم الجميع وثقتهم. كما يضاف الى ذلك ان هذا المستوى اي وجود سلطة تنفيذية ضامنة هي فوق الجيش وتتكامل معه كعنصر من عناصر انقاذ البلد في هذه المرحلة في حال كان الحافز للكلام الذي اطلقه السيد نصرالله  العمل معا من اجل انقاذ لبنان من تداعيات ما يحصل في المنطقة. يضاف الى ذلك ان التقدم عبر هذه الخطوات يعزز الثقة ويعزز امكان الدخول في عملية مكاشفة حول اي دولة نريد وكيف. فهذه النقاط في حال تم التوافق على مبدأ انقاذ البلد وحمايته هي مدخل الى الحوار بروحية توافق وتعاون. اذ ابعد من الكلام المبدئي العام الذي يمكن ان يلقى استحساناً، هناك مشكلة ثقة في هذه الحكومة وعجز عن التعاون في ما بينها اولا ومع الاخرين في الداخل ايضا. اذ كيف يمكن التعاون على انقاذ البلد وقوى 8 آذار تماحك في الحكومة منذ تأليفها قبل سنة حول تمويل المحكمة الدولية التي تم الاتفاق عليها على طاولة الحوار وقد اعدت وزارة المال في الايام الاخيرة موازنة 2012 وهي تتضمن قانون برنامج حول المحكمة الدولية. وتشكك هذه المصادر في اقرار الموازنة لرفض هذه القوى الموافقة رسميا على تمويل المحكمة. كما ان قوى 8 آذار تتعثر في مسألة معالجة الانفاق المالي لرفضها تسوية انفاق حكومات سابقة اعتمدت الاسلوب نفسه في الانفاق الذي اعتمدته هذه الحكومة حتى الان  وشارك فيها "حزب الله" وحركة "امل" وكان لهما نصيب كبير من هذا الانفاق. فاذا لم يكن هناك تعاون حول مسائل مهمة ولو  ثانوية قياسا على انقاذ البلد وحمايته، فهل يمكن الذهاب الى عملية تأسيسية او الى عقد اجتماعي جديد؟ اضف الى ذلك ان عامل الثقة مفقود كلياً بين الافرقاء على وقع عناوين وشعارات سوقها الحزب بقوة في مراحل سابقة وتراجع عنها حين وضع يده على السلطة تتصل بما سمي "الديموقراطية التوافقية" او "الثلث المعطل" او "الضامن" في الحكومة وهي عناصر رفضها لخصومه بعد انقلابه على الحكومة السابقة. 

لذلك فان مقاربة السيد نصرالله  على ايجابيتها في موضوع بناء الدولة والعمل عليه تظهر بالنسبة الى هذه المصادر عنواناً فضفاضاً وتكبيراً للحجر من حيث وضع موضوع سلاحه الى ما بعد تأسيس لبنان الجديد ووجود الدولة القادرة. وهي ربما تجيب على تململ او على اشكالية في الشارع الداخلي بحيث يحمل الدولة مسؤولية ما يجري في ظل عجز الحزب عن القيام بذلك على رغم فائض القوة لديه. الا انه مع الاقرار حول ما جاء في كلمته حول ضرورة بناء الدولة  وحتمية ووجوب ان يحصل ذلك وفق ما تقول  هذه المصادر، فان الطريقة المقترحة ليست هي المدخل المناسب لذلك.

 

السوريون في حرب أهلية منذ البداية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هناك إجماع على أن سوريا على شفير حرب أهلية، صرح بها تقريبا كل وزراء خارجية الدول الكبرى على اختلاف مواقفهم السياسية تجاه الثورة السورية، فهل سوريا - حقا - على حافة الهاوية؟ وما هي مواصفات الحرب الأهلية في الحالة السورية؟ فعليا، البلاد في حالة حرب أهلية منذ أكثر من عام لكننا لا نسميها كذلك. اختلفت التوصيفات ما بين ثورة وانتفاضة ومواجهات والبعض يسميها إرهابا ومؤامرات خارجية، إنما فيها خصائص الحرب الأهلية، حيث يوجد فريقان يقتتلان بغض النظر عن العناوين المرفوعة في ساحة الحرب.

النظام اكتشف مبكرا أنه أضعف من أن يقف أمام المد الاحتجاجي السلمي الهائل الذي وصل في مدينة حماه إلى أكثر من نصف مليون؛ لهذا سعى متعمدا إلى تحويلها إلى حرب أهلية، باستثناء أن هناك فريقا مسلحا، أي جماعة النظام، وفريقا أعزل قوته في كثرة عدده وإصراره على التحدي، وحديثا أصبح بعضه مسلحا. والنظام موجود كصورة للرئيس ومؤسساته من جيش وأمن لكنه بلا شرعية، أولا بسبب عجزه عن السيطرة على معظم أنحاء سوريا، وثانيا لأنه سعى لإعادة تأهيل نفسه وفشل بانتخابات برلمانية مزورة ومظاهرات موالية له قام بتنظيمها، وإعلام يعيد كتابة وتدوير قصته للحرب الأهلية الدائرة كل يوم في عشرات المدن. لأنه يعرف أن الناس صارت تنظر إليه على أنه نظام مرفوض لم يجد حرجا في الترويج لكونها «مؤامرة سنية متطرفة»، لكنه لم يكمل الجملة.. «ضد العلويين وبقية الطوائف». كل يعلم أن الانتفاضة منذ أن بدأت لم تتضمن أبدا أي روح أو دعاوى أو أسباب طائفية. النظام هو الذي أراد دفع الطوائف إلى التصادم، وحاول الاحتماء بدرجة أساسية بطائفته العلوية، وتعمد توريطها في الحروب اليومية لأنه لم يعد يثق في ولاء بقية مكونات المجتمع السوري له. وفي نفس الوقت لجأ إلى تخويف الطوائف الأخرى، مثل المسيحيين السوريين، من مواطنيهم المسلمين، وسعى لشق صف الدروز، وأراد نقل الزعامة من يد إلى أخرى، وفعل الشيء نفسه مع الأكراد. واستهدف سنة سوريا أيضا مبكرا بتصنيف المعترضين عليه بأنهم سلفيون يريدون تغيير أسلوب الحياة السلمية المدنية الذي عرف به سنة سوريا. مارسها في داخل الجيش والأمن، كما جرب فعله في الحواضر المدنية. زج بأبناء البلد من علويين وبقية الطوائف بأوامر صريحة بالقتل، وتعمد بث وترويج صور علويين يرتكبون جرائم ضد سنة، ويتلفظون بأقذع أنواع السباب ضد دينهم، بهدف شق الصف السوري وبث روح الانتقام بين الفئات السورية. وفي مواجهات بعينها كانت قواته تقصف من مناطق علوية، يسميها آمنة، ضد مناطق سنية، في حمص. لماذا؟ لأنه يريد إحدى نتيجتين، تخويف العالم من حرب أهلية، مذكرا بالنموذج اللبناني وحربه الأهلية وكذلك العراق، وثانيا لأنه يعتقد أن الصراع الطائفي الحل الأخير له بعد أن أصبحت الدولة فعليا في حال انهيار. نحن نرى أمامنا حربا أهلية طرف فيها بخوذات رسمية، نظام طائفي يتعمد توريط العلويين اعتقادا منه أنهم عند سقوط السلطة سيكونون ملاذه الأخير ويدافعون عنه اعتقادا منهم بأنهم يدافعون عن أنفسهم ضد هجمة سنية. وبالتالي، فقد معناه التحذير من نشوب حرب أهلية طالما أن الناس تعتقد أنها في حرب أهلية، يحاربون فريقا مسلحا بالصواريخ والدبابات وهم ممنوعون من التسلح. وثقوا بأنهم سيتسلحون في النهاية لأنه لم يعد هناك من مخرج آخر لحماية الفرد نفسه من القتل اليومي سوى التسلح. ومع أنه أسوأ وأخطر النتائج فإن التسلح صار ضرورة؛ لأن الناس فقدت أملها في المجتمع الدولي الذي يمتنع عن التدخل، على الرغم من مناشدة الشعب السوري له طالبا ردع النظام ووقف الحرب الجارية.

 

الراعي منح رتبة مونسنيور للخوريين معوشي وضوميط

 وطنية - 2/6/2012 صدر عن أمانة سر البطريركية المارونية، ما يلي: "منح غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رتبة برديوط "مونسنيور" إلى كل من:

- الخوري البرتو معوشي كاهن رعية مار شربل شيواوا Chihuahua – المكسيك، بناء على طلب سيادة المطران جورج ابي يونس.

- الخوري فرنسيس ضوميط – ابرشية كندا، بمناسبة يوبيله الذهبي الكهنوتي، بناء على طلب سيادة المطران جوزف خوري".

 

شارل رزق لـ" النهار": الأسد واجهة روسية - إيرانية يتحطم عليها الثوار

قانون الانتخاب الجديد يجب أن يعيد الثنائية السياسية وليس الطائفية

"النهار".مي عبود ابي عقل

عند توليه وزارة العدل كان همه الاول ان يتجنب ان يفنيه النسيان، فصب اهتمامه على انشاء المحكمة الخاصة بلبنان، وخصوصا بعدما رأى عجز القضاء اللبناني امام  قاتلي القضاة الاربعة المعروفين والذين لا يمكن اعتقالهم. ومنذ خروجه من الوزارة لم يعد يتابع الموضوع، وابتعد عنه. شارل رزق، الشهابي الهوى، والوزير الجريء الذي لا يتردد في حسم خياراته عند اللزوم، يتنقل اليوم بين لبنان وباريس، يقرأ ويتابع ويكتب في جريدة "الفيغارو" الفرنسية. وفي محطته البيروتية التقيناه وحاورناه في الازمة السورية والوضع اللبناني.

 

¶ بعد سلسلة الاحداث الاسبوع الفائت والهدوء النسبي الذي ساد أخيراً هل تعتقد اننا تجاوزنا الفتنة؟

- لااعتقد ان هناك وضعاً سياسياً لبنانياً، بل هناك وضع سوري يؤثر على لبنان، وهو قائم منذ بداية الحرب في السبعينيات، فما يحصل سلبا في سوريا يؤثر سلبا على لبنان، وما يحصل ايجابا ينعكس ايجابا. والسؤال عن لبنان يقودنا فورا الى الحديث عن سوريا لان كل شيء هناك.

¶ هل ترى ان "حزب الله" يضعف الآن نتيجة ما يحصل في سوريا؟

- السؤال ليس هنا بل الى أي وجهة سوريا ذاهبة؟ وعندما نحدد هذه الوجهة نستنتج ما يحصل لـ"حزب الله".

¶ والى أين تتجه سوريا ؟

- من السذاجة الكبرى اعتقاد البعض ان النظام السوري أصبح في نهايته. هذا النظام له قدرة على الصمود لفترة لا يعلمها احد، وذكرت احدى الصحف الاجنبية  ان البعض في الولايات المتحدة يقدرها حتى 2013، وهذا ما تؤكده بعض الجهات في اسرائيل. طبعا لا يعني ذلك ان اسرائيل تتمنى  بقاء بشار الاسد، انما ترغب في استمرار الفوضى في سوريا، اي انهم يريدون استبعاد الحل لتستمر الفوضى التي تناسبهم. بعد عام ونصف عام تقريبا من الثورة ونحو 12 ألف قتيل، استمر النظام في سوريا وبقي صامدا، وهذا يعني انه لا يستمد قوته واستمراره فقط من قواه الذاتية الداخلية، بل ايضا من مصادر اقليمية وخارجية واضحة. ويعني لولا استناده الى ايران التي تمده بكل انواع الامدادات، والى روسيا التي يمنع موقفها في مجلس الامن اي عمل عسكري من الغرب الذي يهدد به ولكن لن ينفذه بسبب الموقف الروسي الرافض، لتغيرت الامور.

¶ لماذا هذا التصميم الروسي على مساندة النظام السوري؟

- على مدى 60 عاما كانت لروسيا مواقع قوية جدا في الشرق الاوسط،، وحتى الدولة الاجنبية الاقوى فيه لفترة من الزمن، كان لها امتداد قوي في مصر فقدته مع السادات، وفي العراق تبخر بعد الاحتلال الاميركي له، لم يبق لها اليوم من المراكز الكبرى لنفوذها الا في سوريا. وبعدما تراجعت قليلا في الاعوام العشرين الماضية بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي الذي سبب ازمة داخلية سياسية واقتصادية اضعفت النظام الروسي، استعادت روسيا اليوم انفاسها مع الرئيس بوتين اقتصاديا وداخليا، واصبح بالتالي قادرا على استعادة سياسته الناشطة على الصعيد الديبلوماسي، وأتت الازمة السورية مناسبة له ليؤكد عودته ديبلوماسيا، واصراره على تبديل الاحادية الاميركية التي برزت عند انهيار الاتحاد السوفياتي، بنوع من التعددية الديبلوماسية، وأن على الولايات المتحدة ان تشاركه النفوذ الخارجي، وهو قادر على ذلك، واستعمل  الازمة السورية اداة... واصبح بشار الاسد والنظام السوري الواجهة التي يستفيد منها النظامان الروسي والايراني، والى حد ما الصيني، لكي يفرض نفوذه الديبلوماسي، وصار الاسد يعني بالنسبة الى هذه الكتلة الروسية- الايرانية – الصينية  الواجهة التي يتحطم عليها الثوار ويرتطمون بها، ما دام لم يتم التفاوض بين اميركا وحلفائها من جهة وروسيا وحلفائها من جهة ثانية لايجاد حل سياسي للازمة، لان الحل العسكري غير وارد.

¶الى أي مدى يمكن أن يستمرهذا الدعم الروسي لسوريا في مواجهة العالم وضغوطه؟ 

 - هل تعتقدين ان العالم مصمم فعلا على اسقاط النظام السوري؟ عندما اسمع كل القادة الغربيين، بدءا بالاميركيين، يقولون يجب تنحي بشارمن الحكم ولكننا لسنا مستعدين لاي عمل، اعتبر انهم يتمنون، ولكن لست متاكدا انهم مستعدون حقيقة للذهاب الى النهاية. اظنهم  لا يريدون بشار كبشار، هم لا يكترثون للاشخاص او لطبيعة النظام، وقد يرون ان استمرار الوضع كما هو، واستمرار بشار والثوار على ما هم، هو في النهاية أفضل ضمان لاضعاف سوريا، وقد يكون ذلك هو الهدف.

الحوار والانتخابات

¶ هل انت مع الدعوة الى الحوار التي وجهها رئيس الجمهورية؟

اولا، هناك دعوة الى الحوار حتى الان، وهناك اطراف لم يحددوا موقفهم منه بعد، اذاً لم يتقرر بعد عقد الحوار، واذا لم يشارك اطراف اساسيون فلن يحصل.

ثانيا، نتائج الجلسات السابقة كانت هزيلة ولا تشجع على استئنافها. واعتبر ان مجرد اللجوء الى "هيئة الحوار" هو اعتراف بأن المؤسسات الدستورية والبرلمانية غير فاعلة. لذلك اضطر رئيس الجمهورية الى توجيه الدعوة، بسبب عدم قدرة المؤسسات الدستورية المنوط بها هذا الامر، على القيام به.

ثالثا،  في حال عقد جلسات الحوار كما نشتهي جميعا، وفي ظل الاوضاع الاقليمية السائدة، ونظرا الى امتداداتها لدى الاطراف الذين سيشاركون فيها من اشخاص واحزاب، ستكمن اهميتها هذه المرة ليس في ما سيتداوله المتحاورون، لاننا جميعا نعرف حدود هؤلاء، بل في ما سوف ينم عنه كلامهم من تطوير او تغيير ما عند القوى التي تتحكم فيهم اقليميا، وأقصد هنا سوريا وايران بالذات، وبالتالي حزب الله الذي يمثل هذه الوجهة الايرانية - السورية، والتأثير الذي سيظهرعلى خطابه، وأتمنى هنا سلاحه.

¶ هل انت راض عن حكومة الميقاتي؟

- أنا معجب بادائه في هذه الحكومة الى حد ما. فقد اعطي مادة خام صعبة جدا، ولكنه استطاع في النهاية ان يعمل بعمل بشكل ديبلوماسي وسلس. وفي جلسات الثقة قال احد النواب: من هو مع المحكمة الدولية فهو ضد العدالة، ومن هو مع العدالة هو ضد المحكمة الدولية. حينها خفت على الرئيس ميقاتي لانني اعرفه منفتحا وواقعيا ويعي اهمية المحكمة بالنسبة الى الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، واستطاع رغم وجود شركاء له في الحكومة يقولون ذاك الكلام، ان يقطع مرحلة التمويل والتمديد بلباقة وديبلوماسية، وبرضى الجميع من دون احتجاج احد، ومن وافق على التمويل وافق على المحكمة.

¶هل يجب ان تبقى هذه الحكومة، او الاتيان بحكومة حيادية كما تطالب به قوى 14 آذار؟

- من يطرح هذا الامر يفكر في الانتخابات وقانونها. من الضروري ان تفرز الانتخابات اكثرية حاكمة ومتضامنة تتمثل فيها كل فئات المجتمع، واقلية معارضة تتمتع بالصفة التمثيلية الوطنية نفسها  وفق النموذج البرلماني المألوف. وأقول للمنشغلين بتعديل قانون الانتخاب ان كل محاولة لتغيير هذا القانون لا تهدف الى اعادة الثنائية السياسية، اي كتلتين تضم كل واحدة كل الطوائف وكل شرائح المجتمع، تكون غير نافعة. الثنائية الموجودة اليوم  قائمة على اعتبارات مذهبية فئوية، وليس سياسية جامعة كما في البلدان الديموقراطية،  فكتلة 8 آذار تتّسم بالطابع الشيعي، وكتلة 14 آذار بالطابع السني، اما النواب المسيحيون فيتوزعون بين هذه الكتلة وتلك بسبب الانقسام الذي انتابهم وفرض عليهم  بموجب اتفاق الطائف، والكتلة الوحيدة التي حافظت على استقلاليتها هي كتلة وليد جنبلاط.

والمشاريع الانتخابية التي تطرح اليوم لا تعمل على تصحيح هذا الوضع، بل تنظر الى قانون الانتخاب نظرة جزئية لا تتصل بهدف تجاوز الثنائية المذهبية الحالية بصلة،  وتنحصر بالمنافع الشخصية والفوائد الفئوية التي يسعى مقدموها الى كسبها. من يطرح النسبية يرى فيها وسيلة لتأمين انتخاب من ليس له اكثرية، ومن يطرح تغيير حجم الدوائر يطرحها كوسيلة لفرض هيمنة طائفة على الطوائف الاخرى. ان احياء الثنائية السياسية اللافئوية ليس امنية نظرية، بل على العكس تماما هو العودة الى القاعدة التي قام عليها لبنان عندما كان دولة منذ الاستقلال حتى حرب 1975، وقد ضمنت هذه القاعدة الاستقرار والازدهار والمكانة العالية عربيا ودوليا للبنان، وأوصلت الى مجلس النواب رجالا كباراً، تظهر اسماؤهم، اذا ما قورنت بمعظم الاسماء الحالية، مدى الانحطاط الذي هبط اليه مجتمعنا السياسي.

¶ اي مشروع يضمن هذا الهدف؟

-  اذا سلم المتحاورون والذين يبحثون في قانون الانتخاب،الذين سيتجاوزهم الزمن نظرا الى ما يجري على صعيد المنطقة، باعادة صياغة ما قام عليه لبنان من ثنائية سياسية منذ ما قبل الحرب والتي امنت له الدولة والاستقرار، عندئذ يسهل الاتفاق على قانون انتخابي يضمن هذا الهدف. مع العلم ان الطائفة والضحية الاولى لاستمرارالصيغة الانتخابية الطائفية القائمة حاليا هم المسيحيون لان عددهم تضاءل كثيرا بسبب الهجرة، وبالتالي تمسكها بهذه الصيغة الطائفية الضيقة كمن يتمسك بسفينة غارقة. آن الاوان لكي يعي من يدعي قيادة المسيحيين كل هذه الامور ويدركوا الى اي حفرة هم ذاهبون ويأخذوننا معهم. لكن لا ارى ان هناك وعيا لهذه الامور، لان السعي دائما الى الربح السياسي القريب ينسي الهدف السياسي البعيد للجماعة.

 

أبي رميا: لا جدوى من الحوار إذا لم يشارك الفريق الآخر

المستقبل/رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا، أنه "يمكن عدم توقيع رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) على مرسوم الإنفاق لأنه يعتبر نفسه رئيسا توافقيا، ولا يريد أن يقف الى جانب فريق ضد آخر، ولكن لا يمكن أن يكون رئيسا توافقيا في موضوع يمكنه أن يشل البلد إذا لم يعالج"، مؤكدا أن "لا جدوى من انعقاد طاولة الحوار إذا لم يشارك الفريق الآخر في أعمالها". وقال في حديث الى تلفزيون "أن بي أن" أمس: "يحكى عن اجواء ايجابية بموضوع المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، وأنه لا يمكن التكلم في توقيت معين للافراج عنهم، لأن الامور معقدة بعض الشيء"، مشيدا بـ"موقفي (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد نصر الله ورئيس (مجلس النواب) نبيه بري من عملية الخطف وتهدئة الشارع".

وأوضح "أننا كفريق اكثري ليس لدينا إشكال في المشاركة في الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وقد أبدينا ملاحظات ثانوية، ولكن يوجد تمايز بين مكونات الفريق الآخر، حيث حزب "الكتائب اللبنانية" يميل الى المشاركة، ولكن مشكلته أنه في نهاية الامر يعود ويتراجع ويصطف الى جانب "تيار المستقبل"، متسائلا: "هل يمكن للرئيس سعد الحريري أن يتخطى قرار (خادم الحرمين الشريفين) الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويتلطى بموقف (رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير) جعجع، ولا يشارك في الحوار؟". واعتبر أن "الرئيس سليمان ذهب الى السعودية، من أجل أن يقول لـ"خادم الحرمين الشريفين) الملك عبد الله (بن عبد العزيز)، ليتفضلوا جماعتك ويلتزموا بالحوار الذي طالبت وتمنيت أن ينعقد"، لافتا الى "أننا عندما رأينا السلاح في عكار وفي طرابلس، اكتشفنا ان الفريق الآخر يضحك علينا عندما يتحدث عن سلاح "حزب الله". وانتقد "عدم توقيع الرئيس سليمان على مرسوم الإنفاق المالي بحجة مخالفته للدستور"، متسائلا: "لماذا لم يقل لنا أين يخالف هذا الامر لنصوص الدستور، ومن هو مستشاره الدستوري الذي قال له ذلك؟".

 

ميشال معوض: لن نقبل بحوار يكرّس مفاعيل الانقلاب

المستقبل/رأى رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض ان "المطلوب من الجميع تكريس الاستقرار، والانتقال بعدها إلى الحوار بجدّية"، مؤكدا أنه "لكي يكون الحوار جدياً نحن لن نقبل أن نذهب إلى ما يكرّس مفاعيل الانقلاب الذي جرى على حكومة الرئيس سعد الحريري". شدد على "التمسك بالدور الوسطي الذي يقوم به رئيس الجمهورية ميشال سليمان للحفاظ على علاقات لبنان في الشرق والغرب، خصوصاً في ظل وجود حكومة لا يمكنها أن تتواصل بين أطرافها"، لافتا الى ان "قوى 14 آذار سيكون لها موقف مشترك بالنسبة للدعوة الى الحوار". وقال في حديث الى تلفزيون "أخبار المستقبل" أمس: "نحن في 14 آذار متمسكون بالسلم الأهلي وبعدم إعادة مرحلة 1975، ونحن متمسكون بالصيغة اللبنانية وواعون لكون المشكلة بين اللبنانيين تُحَلّ بالحوار، من جهة ثانية نريد ان ندعم دور رئيس الجمهورية الإيجابي، لكن من جهة ثالثة لا نريد أن يتم التعاطي معنا في طاولة الحوار كما يتعاطى الإسرائيلي مع الفلسطيني، أي بخلق أمر واقع والتفاوض على أساسه".

أضاف: "لم نقل في أي لحظة إننا نرفض الحوار بالمطلق، بل نريد ضمانات لتنفيذ ما اتّفق عليه في جلسات الحوار السابقة والمقبلة، فهل هذه الحكومة التي تحجب "داتا" الاتصالات في عمليات الاغتيال، وهذه الحكومة التي تحل المؤسسات لمصلحة صفقات لبعض الوزراء، قادرة على تنفيذ ما سيتقرر في الحوار؟"، مشددا على ان "الحكومة الحالية هي حكومة الانقلاب على الدولة، والمطلوب ضمانات داخلية ومواكبة خارجية للحوار، وحكومة جديدة حيادية".

واعتبر أن "النظام السوري يحاول تصوير لبنان معقلاً للقاعدة والتطرف، وأنه يريد تصدير أزمته إلى لبنان"، مشيرا الى أن "النظام السوري بدون "حزب الله" قادر على خلق مشكلات، لكنه غير قادر على جرّ لبنان إلى الفتنة، ومن الواضح أن "حزب الله" حتى الآن لديه حسابات مختلفة عن النظام السوري في هذا المجال". ورأى ان "المطلوب من الجميع تكريس الاستقرار، وأن ننتقل بعدها إلى الحوار بجدّية"، مؤكدا أنه "لكي يكون الحوار جدياً نحن لن نقبل أن نذهب إلى ما يكرّس مفاعيل الانقلاب الذي جرى على حكومة الرئيس سعد الحريري".  ولفت إلى أن "ما قاله رئيس حزب "القوات" سمير جعجع هو أن الحوار كما هو مطروح اليوم غير مجدي، بينما هناك وجهة نظر مختلفة لدى "الكتائب"، موضحا انه "عندما سنصل جميعاً في قوى 14 آذار إلى موقف من الحوار فسيكون الموقف مشتركاً لدى الجميع، وكل هواجس "الكتائب" هي هواجس مشتركة معنا".  واعتبر ان كلام أمين عام "حزب الله" عن دعوته الى مؤتمر تأسيسي "يتضمّن أمرين جديدين، الأول تأكيده لأول مرة على دور الدولة التي وحدها تحمي اللبنانيين، فلأول مرة نسمع من نصرالله أن حماية السيادة والأمن هي مسؤولية الدولة، والثاني هو الحديث عن المؤتمر التأسيسي، وقد أوحى نصرالله أن هكذا مؤتمر من غير الضروري أن ينطلق من اتفاق الطائف، وبالتالي نفهم من ذلك أن نصرالله يقول إنه في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة نحن مع أن نعزز وجود الدولة لكن نريد اتفاقًا بديلاً للطائف، فهل يريد إذاً أن يقول إن السلاح مقابل الطائف؟ هذا الكلام يتطلب توضيحاً لمعرفة ما يريده "حزب الله"، وبعد توضيحه لما يريد نتّخذ موقفًا".

ولفت إلى أن "هناك عدم رضى أميركي على سياسة البطريرك بشارة بطرس الراعي"، معتبراً أن "ذلك ناجم عن مواقف البطريرك في أكثر من ملف، وهي مواقف كانت مستغربة". وأكد أن "قوى 14 آذار حريصة على بكركي كمرجعية وطنية كبيرة لها موقعها المهم".

 

عن لبنانيّي النظام السوري في مرحلة قرب انهياره

محمد مشموشي/المستقبل

أغرب ما يطالب به لبنانيو النظام السوري، بعيدا عن دفاعهم عنه في مواجهة ثورة شعبه ضده منذ اكثر من أربعة عشر شهرا، حكومة بلادهم أمران اثنان: أولهما، تنفيذ الاتفاقات المعقودة بين البلدين في اطار ما يسمى "معاهدة الأخوة والتعاون"، وبخاصة منها ما يتعلق بالحدود ومنع التهريب بكل أنواعه عبرها، والثاني، تراجع الحكومة عن سياسة "النأي بالنفس" التي اعتمدتها في البداية بدعوى أنها كانت مقبولة سابقا ولم تعد كذلك في المرحلة الأخيرة.

على الصعيد الأول، يتجاهل هؤلاء تماما أن النظام السوري نفسه هو من رفض دائما، وطيلة فترة تحكمه بالشأن اللبناني على مدى ثلاثة عقود، ترسيم الحدود التي كان يستخدمها من أجل التهريب تحديدا (السلاح للحلفاء والأتباع، والسلع التجارية لكل الناس) وأنه امتنع، حتى عندما أثيرت قضية مزارع شبعا بعد زوال الاحتلال الاسرائيلي للجنوب، عن تزويد لبنان بما يلزمه لتأكيد لبنانية هذه المزارع.

وهكذا، من عكار في الشمال اللبناني الى بعلبك الهرمل في الشرق الى راشيا في الجنوب الشرقي، بقيت الحدود بين البلدين سائبة بالكامل ما دام هذا السياب لمصلحة النظام، ان في داخل لبنان وداخل سوريا من جهة أو في لعبة المساومة على الأوراق في السوق الاقليمية والدولية من جهة ثانية.

لماذا يريد هذا النظام، ويريد معه لبنانيوه بشكل خاص، أن يتولى لبنان بقوة الاتفاقات الموقعة معه أو حتى بقواه المسلحة، حماية الحدود بين البلدين في هذه المرحلة؟. لسبب واحد لا غير، هو الظن بأن هذه الحدود السائبة يمكن استخدامها أيضا ضد مصلحته.

وبعد ذلك كله، هل في الاتفاقات المذكورة ما يعطي النظام السوري "حق" قصف البلدات اللبنانية بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية، كما حدث عشرات المرات في المدة الأخيرة، أو حتى التوغل داخلها وخطف المواطنين اللبنانيين؟. ولماذا لا يفعل لبنانيو هذا النظام الا أنهم يبتلعون ألسنتهم وهم يرون مثل هذا الخرق الفاضح لحدود بلدهم العزيز من ناحية، وللشرائع الدولية المعمول بها بين الدول أيا كانت طبيعة العلاقات بين الدول، صديقة أو شقيقة أو لا هذا ولا ذاك، من ناحية أخرى؟.

لقد سقط العديد من القتلى والجرحى، وتضررت عشرات البيوت ومئات الدونمات من الأراضي الزراعية، كما اختطف العديد من المواطنين خلال الأشهر الستة الماضية، من دون أن يسمع صوت واحد من هؤلاء اعتراضا على ممارسات الشقيق ضد أشقائه اللبنانيين. ما يهمهم هو فقط الزام لبنان بتنفيذ "معاهدة الأخوة والتعاون"... وأي معاهدة هي تلك التي وقعها لبنان مع سوريا في الظروف المعروفة للجميع!.

بل وأكثر، لا يجد هؤلاء ما يعنيهم عندما يرد رئيس جمهوريتهم ميشال سليمان على اتهامات ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري حول "القاعدة" وتهريب السلاح وغيرهما، فيعمد سفير هذا النظام في لبنان علي عبدالكريم علي لاعادة تكرار الاتهامات نفسها من وزارة الخارجية وبحضور الوزير عدنان منصور نفسه.

على الصعيد الثاني، لم تعد سياسة "النأي بالنفس"(بالرغم من الرأي القانوني والانساني والشعبي فيها) تلك السياسة المقبولة من النظام السوري في ظل تصاعد الثورة ضده واشتداد العزلة العربية والدولية المحيطة به، ولذلك فهو يطلب ومعه طبعا لبنانيوه ما غيرهم تخلي الحكومة اللبنانية عن هذه السياسة لحساب أخرى تكون أكثر التصاقا به ودعما له على مختلف المستويات.

ما هي السياسة اللبنانية التي يطالب بها النظام السوري، ولبنانيوه أيضا، في هذه المرحلة من اشتداد الثورة الداخلية والعزلة العربية والدولية التي يعاني منها؟.

[ طرد آلاف النازحين السوريين اليه باعتبارهم "مجرمين" و"ارهابيين" و"عصابات"، وتسليمهم يدا بيد الى السلطات السورية، كما قال واحد على الأقل من الوزراء المحسوبين على لبنان في جلسة رسمية لمجلس الوزراء.

[ قيام الجيش اللبناني بالدور ذاته الذي يقوم به جيش النظام السوري على الجانب الآخر من الحدود...أي ملاحقة من يحاول عبورها هربا من الموت المحقق على أيدي قوات النظام وشبيحته، وصولا الى اعتقاله وتسليمه الى من يلاحقه على الجانب الآخر.

[ خرق العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على النظام، خاصة في ما يتعلق بالمصارف والمؤسسات المالية، أو أقله التحايل عليها أيا كانت نتائج هذا الخرق وتداعياته على لبنان ونظامه المصرفي من ناحية وعلى اقتصاده وشعبه من ناحية أخرى.

[ اطلاق يد ما كان يعرف، في زمن الوصاية، بالنظام الأمني اللبناني السوري المشترك، على مستوى تركيب الملفات وتاليا الملاحقات والاعتقالات للبنانيين والسوريين وحتى للعرب أيا كانت هوياتهم، تارة بدعوى الأخوة والتعاون وتارة أخرى تحت شعار تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين.

[ بكلمة أخرى، اعادة الحاق لبنان بسياسات النظام السوري واملاءاته تماما كما كانت حاله قبل الاعتراف بالاهتراء الكامل لهذه السياسات واضطرار أداتها العسكرية للانسحاب من لبنان في نيسان العام 2005.

لكن السؤال هنا في كل حال، هو أنه اذا كانت للنظام في سوريا أسبابه، وحتى مبرراته للضغط على لبنان من أجل جره الى هذا المستنقع (هو في المحصلة، مستنقع الفتنة المذهبية وحتى الحرب الأهلية)، فما هي أسباب ومبررات لبنانييه هؤلاء للدفع في هذا الاتجاه؟.

يستطيعون أن يتجولوا في بعض المناطق السورية داعين لعدم معارضة النظام، وحتى أن يملأوا الشاشات مرددين مقولاته ومدافعين عنها، لكن أن يتنكروا للبنانيتهم ولمصالح بلدهم فذلك ما لا يمكن فهمه.

كان يقال في السابق أن هؤلاء لا ينسون ما يسمونه "الجميل" الذي أسداه اليهم هذا النظام في أيام الوصاية، ولذلك يبدون أكثر التصاقا به ودفاعا عنه من النظام نفسه. وفي الواقع، فما يشهده اللبنانيون بأم العين وما يلمسونه لمس اليد في هذه الفترة هو اعادة تأكيد هذا القول.

ومشكلة لبنان الفعلية كانت على الدوام، وهي تبقى الآن وربما في المستقبل أيضا، في أمثال هؤلاء.

 

حطيط:المختطفون بقبضة الاتراك وخوف من أن تلقى قضيتهم مصير الامام الصدر

الديار/أكد العميد المتقاعد والخبير العسكري المقرب من "حزب الله" أمين حطيط، أن "المعطيات التي لدينا تؤكد أن المختطفين اللبنانيين الـ11 في قبضة الأتراك، منذ الساعات الأولى لاختطافهم، وكل ما يقال بخلاف ذلك يندرج في إطار التمويه والتعمية". وأشار في اتصال مع صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن "الخاطفين هم جماعة مسلحة تكفيرية تندرج تحت عنوان الجيش السوري الحر الذي تندرج في ظله أيضا عناصر ومجموعات مسلحة متناثرة". وأوضح أن "خطف اللبنانيين كما الإيرانيين تم بذهنية تكفيرية والدوافع هي نفسها، لكن النزاع الإقليمي الحاصل حول عملية خطف اللبنانيين أدى لاضطراب وتململ الخاطفين الذين تبناهم الجيش السوري الحر في قضية الإيرانيين وتبرأ منهم اليوم". واعتبر حطيط أن "الأتراك حاليا مقيدون بحركتهم بأوامر أميركية"، معربا عن "تخوفه من أن تلقى قضية اللبنانيين نفس مصير الإمام المغيّب موسى الصدر"، مشددا على أنه "ليس من الصواب حاليا ربط فك أسرهم بمهلة". 

 

الجميل افتتح قسم كفرعبيدا الكتائبي: شمال لبنان هو يمين الوطن

ذاهبون الى الحوار رغم سلبياته ونريده بابا لتغيير الحكومة لا لتعويمها

 وطنية -البترون- 3/6/2012 افتتح رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل قسم كفرعبيدا الكتائبي ـ بيت بيار الجميل الاجتماعي، الذي شيده وقدمه رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون رئيس بلدية كفرعبيدا طنوس قيصر الفغالي في بلدة كفرعبيدا، في احتفال دعا اليه الحزب واقليم البترون الكتائبي وقسم كفرعبيدا، وحضره الى الرئيس الجميل، النواب بطرس حرب ونديم الجميل وسامر سعادة، بيار زهرا ممثلا النائب أنطوان زهرا، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، الشيخة باتريسيا بيار الجميل، خادم رعية كفرعبيدا المونسنيور بطرس خليل الخوري، المونسنيور بولس الفغالي، قائمقام البترون روجيه طوبيا، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، رئيس اتحاد البلديات طنوس قيصر الفغالي ورؤساء بلديات، رئيس الاتحاد العربي للمساحة المهندس سركيس فدعوس، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جوزيف أبي فاضل ومخاتير، مختار بلدة كفرعبيدا انطوان مخايل رومانوس وممثلون عن قوى وتيارات الرابع عشر من آذار.

كما حضر النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سجعان قزي، الأمين العام للحزب ميشال خوري، رئيس هيئة الشورى الدكتور ابراهيم ريشا، أعضاء المكتب السياسي ورؤساء مجالس وأقاليم ومصالح واقسام كتائبية، الى جانب رئيس اقليم البترون الكتائبي المحامي حميد خوري، رئيس قسم كفرعبيدا يوسف بطرس وحشد كبير من المحازبين.

بداية رفع العلم اللبناني عند مدخل البيت على وقع النشيد الوطني، فالنشيد الكتائبي ورفع العلم الكتائبي ثم دقيقة صمت عن أرواح ضحايا أحداث طرابلس.

رئيس القسم

قدمت للحفل جوليات سركيس، فكلمة رئيس القسم يوسف بطرس الذي تناول التضحيات التي قدمتها كفرعبيدا، "فهي قدمت 14 شهيدا على مذبح الوطن... وعندما طلب منا الوقوف للدفاع عن كيان الوطن، كنا حاضرين متأهبين وعندما فرض علينا القتال، قدمنا بسخاء الدم الارجواني القاني. ونقسم من جديد، أنه، إذا فرضت علينا الشهادة، فدماؤنا التي في عروقنا، ستكون من جديد منذرة لهذه الارض، حتى تحفظها، وتزيدها طهارة وقدسية وعنفوانا" .

خوري

ثم ألقى رئيس الاقليم المحامي حميد خوري كلمة قال فيها: "سقط بيت الكتائب في حقبة من الزمن، شاء هادموه أن يقتلعوا الكتائب بإسقاطه، لكن فاتهم أن الكتائب نبض وروح، فإذا بالصرح هذا يعلو، شهداء القسم مداميكه، وبيار أمين الجميل عتبته" .

وشكر رئيس البلدية طنوس الفغالي على تقديمه وإقامته هذا البيت. وقال: "إن هذا الصرح الكتائبي الذي نرفع علمه ليس شاهدا على وجود الكتائب وحضورها وحسب، بل على تجذرها في أرض كفرعبيدا والبترون. إنها، وبحق، قلعة الكتائب، حراسها الأبطال، أهلها مؤمنون أتقياء...".

وتابع: "إن واجبنا في المستقبل، لا يقل أهمية عن واجباتنا في الماضي، وعدنا لكم أن نبقى دوما أوفياء لكم ورقما صعبا في المعادلة الصعبة والمصيرية" .

الفغالي

وتمنى الفغالي أن ينال البيت الكتائبي الجديد إعجاب الرئيس الجميل والكتائبيين. ثم ألقى قصيدة من وحي المناسبة تمحورت حول نضال حزب الكتائب وتضحياته، مستذكرا الوزير الشهيد بيار الجميل "الذي على خطاه لم يركع الكتائبيون الا لله، ولم يستهب الغزاة ولم يحنوا الرقاب" .

سعاده

والقى النائب سامر سعادة كلمة في المناسبة قال فيها: "لقد تم بناء هذا البيت بالحجر بفضل مساعي رئيس البلدية، فهو بني في السابق بالعز والكرامة والشهادة، فشهداء كفرعبيدا قد سقطوا لبناء وطن ودولة القانون والمؤسسات، وطن الكرامة والانسان، ولكن للأسف هذا الاستشهاد لم يتمكن من بناء الدولة، وما نراه في الشمال خير دليل على ذلك" . وتابع: "لدينا اليوم مسؤولون أنانيون وجبناء يفضلون مصلحتهم الذاتية والشخصية على مصلحة الوطن والقانون، ومن اجل مصالح انتخابية ضيقة، إن الوضع كما عليه اليوم في طرابلس والسلاح منتشر اينما كان، فلا وزراء طرابلس ولا النواب يعطون الأمر بالحزم خوفا من ان تعلو أصوات ضدهم او ان يخسروا الصوت السني في الانتخابات المقبلة" . وسأل: "من وضع خيمة فوق رأس رفعت عيد الذي ينكل بأبناء طرابلس، والأحداث فيها حصدت عددا كبيرا من القتلى والجرحى، نحن قدمنا الشهداء لبناء الدولة، ولن نبقى مكتوفي الأيدي ونحن نرى هذه الدولة تسقط يوما بعد يوم" . أضاف: "الجيش يريد قراراً سياسياً لينتشر، الدولة تريد قراراً سياسياً لتبنى، والدولة تريد التضحيات من الجميع، ونحن في الكتائب لن نسمح لهذه الدولة بالسقوط ونحن مستعدون للاستشهاد من أجل اعادة بنائها" . وتابع:" نحن كنا في صلب 14 آذار لبناء الدولة وللانتهاء من السلاح غير الشرعي، لا لنصبح كأهالي الضاحية نحمل السلاح بوجه السلاح، فنحن نريد دولة القانون، ولن يحيا لبنان الا بدولة القانون" .

الجميل

ثم ألقى الرئيس الجميل كلمة قال فيها: "ها نحن في كفرعبيدا البترون العزيزة، بوابة الشمال وصخرة من صخور الكتائب منذ أجيال وأجيال والى أجيال وأجيال، إن قصة الكتائب مع كفرعبيدا ملحمة تضحية ووفاء، لا انسى شهداء هذه البلدة الذين سقطوا في سبيل الكتائب وفي سبيل لبنان، لقد عانى قسم كفرعبيدا عبر تاريخه ما عاناه حزب الكتائب في لبنان، فقد عرفت شخصيا مؤسسيه وشبابه وشاباته وعايشت معظم شهداء المدينة، فمعا ناضلنا في اكثر من معركة من معارك الشرف، والحزب خرج قويا" . واعتبر أن "شمال لبنان هو يمين الوطن ونحن فيه نتلو كل الأفعال النبيلة من أفعال المحبة الى الايمان، فلا كتائب في الشمال من دون محبة الآخر ومن دون الاعتراف بالآخر مسلما كان أم مسيحيا، فحزب الكتائب هو حزب الشراكة الوطنية ووجودنا ليس تحديا لاحد ولا تهميشا لأحد ولا الغاء لاحد".

وتابع: "ليس صدفة ان نعيد افتتاح هذا الصرح في كفرعبيدا البترون بينما يتعرض الشمال خصوصا وطرابلس عموما لهذه الأحداث الدامية، فالمطلوب في هذه الحال رص الصفوف والتحلي بالحكمة ووضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وعلى الرغم من كل الاحداث التي تجري، فإن ما يجري على ارض طرابلس لا يمثل شعور ابنائها، فطرابلس بقيادتها وشعبها، تريد السلام والوئام وتريد لبنان أولا، وهي براء من كل ما يحدث الآن، وهناك قلة مأجورة تعبث بهذه المدينة وتولد هذا الخراب والدمار وهؤلاء الشهداء" . أضاف: "كفى تحويل الشمال الى مكان لتصفية الحسابات، لا المسيحية تحتاج مسيحاً جديداً ولا الاسلام يحتاج أنبياء وأئمة جددا، ولكن الشمال بحاجة الى حياة جديدة" .

وتابع: "شهداؤنا ليسوا من اجل دويلة او امارة بل من اجل دولة، فلا جهاد بعد اليوم الا للاستقرار، ومنع التورط في احداث المنطقة هو المقاومة ودعم الدولة هو المقاومة والتوحد حول لبنان هو المقاومة عينها، لقد حان الوقت الذي ندافع فيه عن حقوق اللبنانيين وسلامتهم وحقهم في التعليم والعمل والخدمات الاجتماعية والتقديمات الاجتماعية، وهذا هو برنامج ونضال الكتائب على مدى عقود من الزمن، لقد أهملنا الانسان لحساب الأرض، اما وقد تحررت الأرض فما بالها الدولة تلهي المواطنين عن حقوقهم" .

وقال: "ان افقار اللبنانيين لم يعد مسألة اهمال فحسب، بل أصبح وكأنه مخطط لتكفير اللبنانيين من وطنهم وجعلهم يهاجرون ليصبح لبنان لغير شعبه" ، معتبرا أن ظاهرة بيع الأرض أصبحت بعيدة كل البعد عن المنطق العقاري لتأخذ بعدا سياسيا . ودعا الرئيس الجميل الى "تركيز نشاطنا على هذه القضايا، عوض الاهتمام بقضايا أخرى، فالسياسيون مسؤولون عن ابعاد الناس عن الانخراط في العمل الوطني، ومن هنا ومع كل احترامنا للقضايا المطروحة، لا بد للدولة اللبنانية ان تولي الاهتمام بالوضع الداخلي من خلال سلسلة اجراءات تتخذها بالسرعة المطلوبة" . وتابع: "لا يجوز ان تبقى حقوق المواطنين معلقة لحل ازمة السلاح ومشكلة الشرق الأوسط، واذا كنا في الكتائب ندعم دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار، فنحن ذاهبون الى الحوار رغم ادراكنا المسبق لسلبياته، الا اننا نسعى الى خلق بيئة وطنية تسمح للدولة بمعالجة قضايا الناس، قبولنا الحوار هو للتأكيد أننا لن نقبل باستمرار السلاح غير الشرعي، واننا لن نقبل بطي ملف المحكمة الدولة، واننا نؤكد مرة أخرى أننا لن نقبل ان تبقى المخيمات الفلسطينية معسكرات، واننا نؤكد مرة اخرى اننا لن نقبل بان تستمر هذه الحكومة الى ما لا نهاية ولا سيما حتى الانتخابات النيابية، ونحن نريد الحوار بابا لتغيير هذه الحكومة لا لتعويمها". كما دعا الرئيس الجميل "الى مؤتمر وطني يضع حدا لأي نوع من الاجحاف وليخرج لبنان من منطق الدولة العاجزة والضعيفة، ونؤمن ان طريق العبور الى السلام الوطني يقوم على حياد لبنان، ونظام لامركزي موسع وعلى نظام متساو على ان يصبح لبنان مساحة للحوار" . ثم جرى تقديم الدروع التذكارية لكل من الرئيس الجميل والسيدة باتريسيا والفغالي. بعد ذلك، افتتح الرئيس الجميل والحضور البيت، وبعد قص الشريط سجل كلمة في السجل الذهبي. وختاما اقيم كوكتيل بالمناسبة وكانت جولة في داخل المبنى الجديد.

 

عون: نأي الحكومة بنفسها عن مشاكل الناس يشجع المسار التخريبي

احذروا بيع الأرض والهوية وبيع الضمير لأنه بيع لأمانة الآباء والأجداد

وطنية - 3/6/2012 أقامت هيئة كسروان في "التيار الوطني الحر" عشاءها السنوي في حضور رئيسها النائب العماد ميشال عون الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن الأوضاع الراهنة وما يحدث في الشمال وموقف الحكومة، متطرقا الى موضوع بيع الأراضي.

وقال: "لقد قدمنا قانونا منذ بداية العام 2009 عن تملك الأجانب في لبنان، واهم مادة فيه هي التعامل بالمثل التي تمنع التملك على الأجنبي الذي تمنع دولته على اللبنانيين التملك فيها، أما في حال السماح بالبيع فذلك يكون ضمن الحدود التي تسمح بها أراضي لبنان. ولكن، ومع الحرب الدائمة علينا وعلى الأراضي اللبنانية، لم نتمكن بعد من "تخليص" هذا القانون من لجنة الإدارة والعدل أولا كي نتمكن من طرحه على الجمعية العمومية". اضاف: "عندما حصل اجتماع النواب الموارنة في بكركي وبحث موضوع الأرض، كان هناك 34 نائبا مارونيا، وطلبنا أن ينزلوا جميعهم إلى الساحة حتى يساعدونا. مع الأسف، لم يساندنا أحد، بينما نسمع اليوم أصداءهم تنتقد مسألة ال7000 متر مربع! ماذا تقولون عن العام 2007؟ ونحن لم نكن حينها في الحكم. لقد سجل بيع الأراضي في كل لبنان وبصورة خاصة في كسروان أعلى مستوى: بلغ الملايين من الأمتار المربعة، وليس فقط 7000 ".

وتابع: "إذا الموضوع ليس جديدا علينا، وما سقط سهوا الآن انتبهنا إليه سابقا وأسقطَنا الكثير منه. ولكن، كي نتمكن من أن نوقف مرسوما نحتاج لأكثرية في مجلس الوزراء، هذا ما نعاني منه وما يجب أن يعرفه الجميع. على الرَغم من أننا عشرة وزراء فإننا نتعرض لمحاربة دائمة، ليس فقط في مسألة الأراضي، بل أيضا في الكهرباء، في المياه، في كل شيء. ما ننجزه يكون دائما بعد حرب ضروس علينا خوضها حتى نصل إلى ما نريد القيام به على الأرض. لقد قمنا بحملة كبيرة في جزين لمقاومة لبيع الأراضي، ورفعنا شعارات تعبر عن قناعاتنا وعن تعلقنا بأرضنا، قلنا "أرضي هويتي"، وأنا لبناني لأن أرضي اسمها لبنان، وإلا لكنت حملت جنسية أخرى.إذا انتبهوا، أرضكم هويتكم، وأول شخص مسؤول عن المحافظة عليها هو الذي يملكها، لأن بعض القوانين اللبنانية لا تمنعه من بيعها لأي كان".

اضاف: "هناك مسألة ثانية يجب أن تنتبهوا لها وهي الهجرة، فمن يبيع أرضه ويهاجر، يساهم بجعل أرض وطنه بدون شعب، وأرض بدون شعب تصبح مشاعا وشعب بدون أرض يصبح لاجئا. من هنا أدعوكم وأدعو اللبنانين كافة الى التنبه لكل بيع للأرض والى أين سيؤدي، فإما أن نكون مالكين لأرضنا ومواطنين لبنانيين فيها، وإما أن نكون لاجئين على أرض كانت لنا وبعناها".

وقال: "لأن محور المعركة سيكون كسروان، لعل أفضل ما نقوم به، بما أننا مسيحيون، هو العودة الى الإنجيل، إنجيل متى الذي يقول "لا تعبدوا ربين:الله والمال"، وإنجيل لوقا الذي يقول: "لا تستطيعوا أن تخدموا سيدين:الله والمال".أعتقد أن المقاومة الحقيقة هي هنا، مقاومة إغراء المال، وهذا هو الموضوع الوحيد الذي يخيف، وهو الذي حذر منه كثيرا السيد المسيح وهو الذي أوصله الى الصليب بعدما سلمه يوضاس بثلاثين من الفضة. إذن على كل واحد منا، مهما كان معتقده السياسي، ألا يبيع ضميره كما باع يوضاس ضميره، لأنه بهذا يبيع هويته ويبيع أمانة كبيرة من آبائه وأجداده".

وعن موضوع الانتخابات، قال: "هناك أحداث كثيرة تحصل وأخطار عديدة تهدد الوطن، وهي ترتب على المواطن في المستقبل القريب مسؤولية كبيرة، فنحن دخلنا في السنة الانتخابية وصار عليه أن يختار، فإما يختار الماضي المهترىء وينجر معه، وإما يختار المستقبل لنبنيه وإياه. لا أطلب هذا الخيار لأعدكم بخدمة، فالخدمات الفردية والجماعية وخدمات الماء والكهرباء وكل ما نقوم به هو ضروري للحياة وكي يثبتنا في أرضنا، لكن الضروري أكثر هو وجودنا، لا تنسوا ذلك! وجودنا هو الأساس، وبعد ذلك نزرع الأرض، ونجلب المياه ونؤمن الكهرباء. فالإنسان هو الذي يبني الأرض، وليست الأرض التي تبنيه".

وعن الوضع في الشمال وموقف الحكومة من كل التطورات، قال: "منذ فترة كان لدينا مهرجان للتيار تحدثت فيه عن وضع طرابلس والشمال وحذرنا من حصول ما يحصل اليوم. نبهنا، نعم، ولكن للأسف لم يسمع أحد التنبيه، مع العلم أنه كان منذ أسابيع فقط. تحدثت عن عكار وكيف أنهم يريدون أن يجعلوا منها منطقة عازلة بين لبنان وسوريا، كي تصبح منطلقا لعمليات عسكرية ضد سوريا، وحذرت من السماح بذلك لأن أي انطلاق من عندنا باتجاه سوريا سيؤدي الى انطلاق من سوريا باتجاهنا نحن. واليوم، طرابلس "شعلانة" وهي مدينتنا الشمالية الأكبر، عاصمة الشمال، أنظروا ماذا يحصل فيها، قتلى وجرحى بالعشرات. إذا قلنا للدولة:تحملي مسؤوليتك الأمنية واقمعي أعمال العنف، يقولون إننا نحرض! وإذا قلنا للجيش: إبق هناك وامنع العنف قبل أن يحصل، يقولون إننا نحرض! وإذا تفرجنا، يقولون إننا راضون عما يحصل وعن التقاتل الداخلي! هؤلاء المصابون بهذا العطل المنطقي وبهذا العطل الفكري، سيوصلون البلد إلى جهنم".

اضاف: "إذا أهملنا الأمور التي تحصل في طرابلس، فمن الممكن أن تنتقل إلى مناطقنا والى كل لبنان، وهنا تعود إلى ذهني قصة كتبها قسيس ألماني يدعى مارتن نيوميللر في مطلع الثلاثينات مع وصول هتلر إلى الحكم. نيوميللر روى عن موقفه مما حصل في تلك الحقبة من تصاعد جرائم الديكتاتورية في ألمانيا النازية وقال: "عندما أوقفوا الشيوعيين لم أقل شيئا لأنني لم أكن شيوعيا، وعندما جاءوا لاعتقال الاشتراكيين لم أقل شيئا لأنني لم أكن اشتراكيا، ولما عادوا من أجل القادة النقابيين لم أكن قائدا نقابيا لذا لم أقل شيئا، ثم جاءوا من أجل اليهود ولم أقل شيئا لأنني لم أكن يهوديا، ولما جاءوا أخيرا من أجلي، لم يكن قد تبقى أحد ليقول شيئا".

وتابع: "استذكرت هذه القصة لأطلب منكم أن تتكلموا اليوم، فإن تكلمتم في الغد، قد تكونون تأخرتم، وهذا هو العطل الدائم في قرارات حكومتنا. ما يحصل في سوريا، بدأ بالإنتقال إلى لبنان، وقد حذرنا كثيرا من هذا الأمر، وكان جواب الحكومة "النأي بنفسها عن الموضوع". لم يطلب أحد من الحكومة التدخل بسوريا، فكلنا نريد أن تنأى بنفسها عن موضوع سوريا، ولكنها نأت بنفسها عن أرضها وعن مجتمعها. أريد أن أذكرهم أن عكار وطرابلس تقعان في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة للكورة والبترون وصور وصيدا والناقورة وكسروان. من ينأى بنفسه عن حدث معين، سيواجه العزلة عندما يأتي دوره في المواجهة. يجب أن تبدأ المواجهة منذ الآن مع الأعطال التي ترتكبها الحكومة. ما الذي تقوم به الحكومة اليوم؟ كل ما تقوم به هو تكريس الخطأ وتطويره. ما أقوله ليس كلاما سياسيا للمزايدة، بل أطلعكم على الحقيقة لكي تتنبهوا وتكونوا يقظين، كما أنني أحذر الحكومة بأن ما تقوم به ليس جيدا، وأحملها المسؤولية لأنها في مركز القرار. صحيح أننا موجودون في الحكومة، ولكن عندما تصل الأمور إلى القضايا الوطنية المهمة نصبح أقلية، لأن كل الناس يريدون النأي بالنفس عن المواضيع الأساسية، وجميعهم يعتقدون، إذا كانوا من الطائفة المارونية، انهم قد يصبحون رؤساء للجمهورية".

وقال: "إن الإدراك المتأخر للواقع قد يجعلنا نردد مع الشاعر: "كان الذي خفت أن يكونا، إنا إلى الله راجعونا"، لذلك وقبل أن نقول "إنا الى لله راجعونا"، أريد أن أذكر الحكومة بما تقوم به، وكيف أنها بقراراتها أو بعدم قرارها، وبوقوفها على مسافة بعيدة من مشاكل الناس والوطن، تشجع المسار التخريبي الذي يغرق فيه لبنان في هذه المرحلة. ذكرت ذلك عدة مرات مؤخرا، وها أنا أكرره اليوم. عندما تصبح الحكومة مشلولة ولا تستطيع إتخاذ القرارات، فأنتم من سيتعب. إنتبهوا لهذا الموضوع ولا تهملوا أي شيء. الحكومة مقصرة، لأنها ترى الخطر ولا تبعده عنا، فكيف ستتصرف عندما يصل الخطر إلينا؟ هل الهروب هو الحل؟ من يهرب من الشر عندما يكون لا يزال بعيدا، فهل من الممكن أن يواجهه عندما يصبح قريبا؟ الأمر خطير جدا. نستعمل أحيانا بعض العبارات التي قد تضحكنا، والتي يجب أن تبكينا فعليا، ولكن السخرية تدفع الإنسان إلى الضحك حتى من ألمه".

اضاف: "الدولة حجبت الإنفاق. جميعنا نعلم أن البلد يعيش أزمة إقتصادية. الدورة الإقتصادية الداخلية تزداد تعطيلا يوما بعد يوم، وجميعنا نعلم أن الدورة الإقتصادية الخارجية معطلة. هناك مقولة قديمة تقول "من الخليج الثائر إلى المحيط الهادىء، لبيك عبد الناصر". كل المنطقة مشتعلة، وهي مصدرنا الأول في التجارة والعمل، وهذا ما أدى إلى تعطيل في الإقتصاد. بهذه الحالة، كان على الحكومة أن تزيد الإنفاق، إلا أنها حجبته، وهذا ما يرفع نسبة المطالب الإجتماعية. هناك أيضا أناس يعملون كمياومين منذ عشرات السنين، ونحن من أعطاهم حقوقهم. عندما أعطيناهم حقوقهم، قام البعض بتحريضهم ولا أريد أن أقول الآن من الذي حرض ومن وقع قانون تسليمهم جميعا".

وتابع: "بالنسبة للادارة، فبدل أن يتم ملء الشواغر ليكون كل إنسان جاهزا في مكانه، يقومون بتفريغ الإدارة. يقومون بتفريغها من الوظائف الأساسية منذ مدة طويلة. وبدلا من تسريع عجلة الأمور الحياتية، نرى أنه يتم إيقاف المشاريع. كل شيء كان جاهزا ليتم تلزيمه منذ العام 2010، ولكنه توقف عند القرار المالي لأن الحكومة هي من يتخذ القرار بالإنفاق. يصرفون الأموال على الأمور التافهة فيما يعطلون الأمور الجوهرية. كل هذه الأمور أوصلت قرارنا إلى الحافة. فإما أن تصطلح الأمور وتعمل الدولة آخذة بعين الإعتبار الأمور التي تهددنا، فتقوم بالمشاريع الأساسية لتأمين إستمرارية المجتمع وإعطائه القدرة على الحياة بالحد الأدنى في هذه المرحلة الصعبة، وإما لمَ يكون هناك حكومة قائمة"؟

وختم: "ضحينا بكل ما ضحينا به حتى الآن لكي نحفظ الإستقرار. أين الإستقرار الذي حافظت عليه الحكومة؟ إذا أردنا التكلم عن إستقرارنا فقط، فنحن نحافظ عليه، وسنحافظ عليه دائما ومهما كلف الأمر. ولكن، الوطن ليس رقعة جغرافية واحدة. الوطن هو بمداخله الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية. كل هذه المناطق مجتمعة تشكل الوطن. الوطن جزء واحد لا يتجزأ، وشعبه شعب واحد. أكرر القول "إن لم نواجه الخطر في آنيته، سيتفاقم ويدخلنا في أخطار سيئة جدا، فيعيدنا بالذاكرة إلى أيام السبعينيات وأرجو ألا نصل إلى تلك المرحلة، التي دفع فيها لبنان واللبنانيون الكثير لأنه لم يكن هناك أي إنسان مسؤول ليعالج الموضوع في الوقت المناسب". نتأمل ممن له أذنان سامعتان وصاغيتان، أن يسمع وأن يفهم. عشتم وعاش لبنان".

 

الراعي ناشد السياسيين الجلوس الى طاولة الحوار ودعا الحكومة الى اتخاذ قرارات اجرائية على مستوى الأمن والاقتصاد

وطنية -بكركي- 3/6/2012 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه امين سره الاب نبيه الترس، القيم البطريركي العام المونسنيور جوزف بواري، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار والاب خليل عرب، في حضور حشد من المؤمنين .

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "إذهبوا، تلمذوا وعمدوا ودبروا"، قال فيها:

تحتفل الكنيسة اليوم بعيد الثالوث الأقدس. وهي عقيدة الإله الواحد المثلّث الأقانيم، الآب والإبن والروح القدس، الذي باسمه تقوم برسالتها الخلاصيّة الموكولة إليها بسلطان إلهي من المسيح الربّ، قُبيل صعوده إلى السماء. تؤدّي الكنيسة رسالتها بمهام ثلاث هي التعليم والتقديس والتدبير، كما يحدّدها إنجيل اليوم. وتقوم بها باسم المسيح وبشخصه، كما أكّد للرسل، رعاتها الأول: "وها أنا معكم كلّ الأيام إلى نهاية العالم" (متى 28: 20).

ننضمُّ في صلاتنا وقدّاسنا إلى العائلات التي تحتفل الآن بلقائها العالمي السابع في ميلانو بإيطاليا، مع قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الذي يقيم الذبيحة الإلهية، ويختتم بها هذا اللقاء الذي بدأ في 30 أيار، وكان عنوانه: "العائلة مكان العمل والعيد". إننا نصلّي من اجل عائلاتكم، أيها الحاضرون، ومن اجل كل عائلة، لكي، كما بدأت مسيرتها الزوجية باسم الله الثالوث يوم الاحتفال بسرّ الزواج المقدس، تواصل حياة الشركة والمحبة بنعمة الثالوث القدّوس وتنعم بسعادة العمل والعيد.

ونذكر بصلاتنا اللبنانيين المخطوفين في سوريا، مطالبين بإطلاق سبيلهم لكي يعودوا إلى عائلاتهم وينعموا جميعاً بفرح دفء العائلة. ونناشد المسؤولين اللبنانيين بذل أقصى الجهود في هذا السبيل.

ونصلّي أيضاً من اجل أهل طرابلس والسلام في المدينة، معربين عن أسفنا الشديد واستنكارنا للأحداث الدامية الجارية فيها، وعن مواساتنا لأهل الضحايا التي سقطت، ونطالب السلطة اللبنانية إتّخاذ التدابير العاجلة والحكيمة لإيقاف النزاع والعنف، وجمع شمل العائلة الطرابلسية الواحدة.

إنَّ الكنيسة من جانبها تسعى مع ذوي الإرادة الصالحة إلى إحلال السلام، وتوطيد العدالة، والحضور في مجتمعاتها كعلامة رجاء، وإلى جمع الشمل وشدّ أواصر الوحدة بروح الشركة والمحبة، وبموجب رسالتها الإلهية المثلّثة التعليم والتقديس والتدبير.

إنَّ مهمّة التعليم الموكولة إلى رعاة الكنيسة تشمل جميع الناس، لأنّها تكرز بشخص الله، الآب والإبن والروح القدس، وتنقل كلامه، كلام الحياة لكلّ بشر: "تلمذوا كلّ الأمم". تهدف مهمّة التعليم إلى أن يبلغ الجميع إلى معرفة الحقّ (1 تيم2: 4). أما الحقائق التي يتضمّنها التعليم فهي التي يتلوها المؤمنون في قانون الإيمان. الكنيسة تعلّم بواسطة رعاتها، لكن المعلّم الحقيقي الناطق بلسانهم هو المسيح الربّ الذي قال: "لا تدعوا لكم في الأرض معلّمين، فمعلّمكم واحد، وهو المسيح" (متى 28: 8).

مهمّة التقديس تقوم على توزيع نعمة الأسرار التي تشفي النفس من الخطايا وتملأها حياة إلهيّة وتقدّسها. إنّ أسرار الخلاص السبعة تبدأ بالمعمودية: "عمِّدوا كلَّ الأمم باسم الأب والإبن والروح القدس" (متى 28: 19). عندما يمارس الكاهن هذه الأسرار، هو المسيح، الكاهن الأزليّ، الذي يمنح نعمة السرّ الخلاصي لكلّ مؤمن ومؤمنة بحلول الروح القدس عليه وفعله.

مهمّة التدبير تهدف إلى بناء جماعة المؤمنين برباط المحبة والوحدة: "علّموهم كلّ ما أوصيتكم به"(متى 28: 20). لقد ترك المسيح الربّ وصيَّتَين تختصران كلّ جوهر المسيحيّة ورسالتها. أوصى أوّلاً بالمحبّة: "أَتركُ لكم وصيّة جديدة: أن تحبوّا بعضكم بعضاً، كما أنا أحببتُكم" (يو 13: 35). وأوصى ثانياً بالوحدة، ورفعها صلاةً من القلب إلى الآب: "يا أبتِ، ليكونوا واحداً، كما نحن واحد. أنت فيّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا" (يو 17: 21).

إنّ لهاتَين الوصيَّتين بُعداً رسوليّاً ترتبط به مصداقيّة يسوع المسيح ورسالة الكنيسة. فبالنسبة الى وصيّة المحبّة، يجب على المسيحيين أن يعيشوها كعلامة لنجاح التتلمذ للمسيح: "بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي، إذا كان فيكم حبّ بعضكم لبعض" (يو 13: 35). وبالنّسبة لوصيّة الوحدة، عليهم أن يعيشوها بوحدة القلب والرأي، وبذلك يحملون العالم على الايمان بأنّ المسيح هو مبدأُ الوحدة، وبأنّ محبةَ الله تسكن في القلوب، وانّها ثقافةُ حياتهم وحضارتهم (راجع يو17: 21 و 23).

عندما نرسم إشارة الصليب، نعلن إيماننا بالله الواحد والثالوث، الآب الذي خلقنا، والإبن الذي خلّصنا، والروح القدس الذي أحيانا وقدّسنا. ونكون على يقين بأنّ الله حاضر في حياة كلّ واحد وواحدة منّا، وفي حياة الكنيسة ورسالتها. هذا اليقين يأتي من كلمة الربّ يسوع: "أنا معكم جميع الأيام إلى انتهاء العالم" (متى 28: 20). فندرك أنّ الله قوّتُنا ونورُنا وهدايتُنا في كلّ الحالات والظروف، وأنّ محبةَ الآب تظلّلُنا، ونعمةَ الإبن تعضدُنا، وقوّةَ الروح القدس تُحيينا.

لقد دخل الله، الواحد والثالوث، في حوار مع الجنس البشري، ومع كلّ إنسان يأتي إلى العالم. نقرأُ في الرسالة إلى العبرانيين: "إنّ الله كلّم آباءنا منذ القديم في الأنبياء مرّاتٍ كثيرة وبأنواعٍ شتى. وفي الأيام الأخيرة، كلّمنا بالابن، الذي به أنشأ العالمين، وهو شعاعُ مجده وصورةُ جوهره، وضابطُ الكلَّ بكلمة قدرته" (عبرا 1: 1-3). ونقرأ في مطلع إنجيل يوحنا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان مع الله، وكان الكلمة الله...كلُّ شيء به كُوّن، وبدونه ما كُوِّن أيّ شيء... وهو النور الحقيقي، الذي ينير كلَّ إنسان، آتٍ إلى العالم...والكلمة صار بشراً وسكن بيننا، ملؤه النعمة والحقّ" (يو1: 1 و2 و 9 و14).

حوار الله مع الإنسان دائم. فالآب يخلقنا ويحفظنا في الوجود بعنايته؛ والإبن يكلّمنا بإنجيله وتعليم الكنيسة ويخلّصنا بموته وقيامته المتواصلتين في ذبيحة القداس، والروح القدس يُحيينا بنعمة المسيح الأسراريّة ويسكب في قلوبنا محبّة الله، ويجدّدنا، ويعلّمُنا كلَّ الحقيقة ويقودُنا إليها في حياتنا الخاصّة ورسالتنا. إنّه حوارُ الله مع الإنسان ومع الكنيسة، حوارُ الكلمة والنعمة والمحبة. ويدعونا لإقامة حوار مع بعضنا البعض.

قيمةُ الشخص البشري، المخلوق على صورة الله، أنّه إنسانٌ يحاور. والحوارُ ميزةُ الإنسان وجوهر طبيعته. الله يدعونا إلى الحوار فيما بيننا، في العائلة والكنيسة، في المجتمع والدولة. فالنزاعاتُ وسوءُ التفاهم لا تجد حلولها في التراشق الكلامي والإتّهامات، ولا في العنف والحرب، بل تجدها على طاولة الحوار. هذا ما نرجوه من اللبنانيينن وبخاصة من السياسيين. وهذا ما نتمنّاه لإخواننا في العالم العربي. وكم نأسف لأن يكون الحوار مستبدلاً بالعنف والسلاح ومال الرشوة من اجل تأجيج نار الفتنة.

وناشد الراعي الضمير الوطني لدى السياسيين اللبنانيين، لكي يتحلّوا بالشجاعة والتجرّد وروح المسؤوليّة التاريخية، فيجلسوا إلى طاولة الحوار الوطني التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية وشجّع لها ذوو الإرادة الوطنية الطيّبة، نظراً للأوضاع السياسيّة والأمنيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة التي تُنذر بأوخم النتائج، وقد لفت إليها بيان السادة المطارنة الصادر عن اجتماعهم الشهري الأربعاء الماضي.

إنّ لبنان متأثّرٌ إلى حدٍّ بعيد بما يجري في المنطقة من أحداث ومتغيّرات. يبقى أنَّ الحوار الوطني واجبٌ لا بدَّ منه لمواجهة هذه الأمور. والإحجامُ عنه مساهمةٌ في تأجيجها. ومعلومٌ أنَّ الحوارَ يقتضي من طبعه سماع هواجس الآخر المساوي في المواطنة، والإنفتاح على التغيير الشخصي، وعدم الدخول إلى الحوار بهدف تغيير الآخر وحده. والحوار المثمر يقتضي تجرّداً وتواضعاً وقدرة على السماع وثقة بالآخر. ولا يكفي أن نتحاور مرّة، بل ينبغي أن يتّخذ الحوار هيئة دائمة. لا أحد من المواطنين المخلصين يرضى بالتلاعب بالأمن الداخلي والسلام الوطني والسلم الأهلي، وبديل عن الجيش والأجهزة الأمنية في تأمينها. يجب على الحكومة، لكي تبرِّر بقاءها وتكون على مستوى التحديات الكبيرة، وتعوِّض عن الشعور لدى فئات من اللبنانيين بأنها غير متمثّلة فيها، أن تتّخذ القرارات الإجرائية اللازمة على مستوى الأمن والاقتصاد والمعيشة والإدارة والقضاء والتعيينات. فلبنان يمرّ بمنعطف خطير. ومن ناحية أخرى، ينبغي عليها حماية موسم السياحة والاصطياف. وهذا واجب على جميع المواطنين وعلى وسائل الاعلام بتشجيعه وعدم المبالغة في تصوير الاحداث. كلُّ هذه الأمور مدعوّة لتُطرح على طاولة الحوار، وإلاّ كانت دينونة التاريخ وخيمة.

وختم الراعي: نسألُ الله أن يزيدَنا يقيناً داخلياً بأنّنا باسم الثالوث القدوس نحيا ونعمل ونخدم. ونرجو أن يؤولَ كلُّ شيء لمجده تعالى وخير كلّ إنسان الذي من أجله خلق الله كلّ شيء. فالإنسان طريق المسيح الفادي، وطريق الكنيسة، وينبغي أن يكون طريق السلطة والدولة. فيصبح هذا الإنسان الحيّ الذي ينمو بكلّ أبعاده الروحية والإنسانية والإجتماعية، مجد الله وصورته البهيّة. للإله الواحد والثالوث كلّ تسبيح وإكرام، الآن وإلى الأبد، آمين.

وبعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

 

"بسام الهاشم:الحوار يفترض التحرر من الإرتهانات للخارج

 Sun 3/06/2012 08:56 

 وطنية - 3/6/2012 ناشد عضو الهيئة التأسيسية في "التيار الوطني الحر" الدكتور بسام الهاشم جميع الأفرقاء في الشمال إلى "تحكيم العقل". وسأل: "إذا لم يكن الجيش اللبناني مظلتكم، فما هي مظلتكم؟ ودعاهم إلى "التسليم طوعا باستظلال مظلة الجيش، والكف عن التفتيش العبثي عن أي بديل عنه".

وقال في بيان: "هل نسيتم كيف بدأت الحرب الظالمة التي طحنت البشر والحجر ابتداء من العام 1975، أو لم تبدأ بإستهداف الجيش وصولا إلى تحييده وشل قدرته على التدخل؟

وطالب ب "التوقف عن محاولة إسقاط سياسة النأي بالنفس طمعا ببعض المكاسب فيما لو إنتصرت المعارضة السورية"، مؤكدا "أن المعركة مع الجيش الوطني خاسرة لا محالة".

ورأى "أن كل من يبقى مصرا على رفض المشاركة في الحوار من بين المدعوين إليه هو حكما مرتهن لقوى خارجية معادية لقيام حوار ما بين اللبنانيين"، مشددا على "أن الحوار يفترض التحرر من الإرتهانات للخارج"، مؤكدا "أن لا خيار أمام الجميع إلا الدخول في الحوار لأن لا سبيل سواه لحل النزاعات القائمة ما بيننا ومن ثم التفاهم على ما يفضي إلى إحلال السلام والأمن الدائمين في ربوع الوطن".

وتعليقا على دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول انشاء هيئة وطنية تأسيسية، اعتبر "أنها دعوة مباركة ونابعة عن حس وطني صادق وعن تحمل كبير للمسؤوليات التي يمليها التزام مصلحة الوطن واستقراره وديمومته"، وتمنى على الجميع "التعامل معها بما تستحقه من انفتاح وإيجابية".

 

الحياة :السعودية لا تتدخل في مواقف اللبنانيين من الحوار والحريري لم يقفل الباب

طرابلس تنفجر واشتباكات توقع عشرات القتلى والجرحى

 كتبت الحياة : "انفجر الوضع الأمني في مدينة طرابلس، شمال لبنان، مجدداً أمس ما أدى الى سقوط 10 قتلى، وتردد ارتفاعهم الى 12، وأكثر من 30 جريحاً نتيجة تبادل القذائف الصاروخية والقنص بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن. وكانت الاشتباكات اندلعت ليل أول من أمس وعجزت الاتصالات والجهود عن احتوائها، فيما ترددت القوى الأمنية في توسيع انتشارها في أحياء المنطقتين الداخلية لمنع المسلحين من مواصلة إطلاق النار وتنفيذ قرار سابق اتخذ قبل أسبوعين بتوقيف أي مسلح وإطلاق النار على أي مسلح لا يمتثل لأوامر الجيش.

وقالت مصادر أمنية أن كثافة النيران حالت دون انتشار تعزيزات جديدة من الجيش، وإن الاتصالات بين فعاليات المدينة تواصلت للتوصل الى هدنة تسمح بدخول وحدات الجيش الى الشوارع التي تفصل بين المتقاتلين، فيما شهدت منطقة باب التبانة حركة نزوح للأهالي من الأحياء التي شهدت قنصاً ذهب ضحيته عدد من المواطنين.

وذكرت مصادر فعاليات المدينة أن التردد في تنفيذ الانتشار الأمني ربما يعود الى مخاوف الجيش من تعرضه لانتقادات بعدما حصل في منطقة عكار قبل أسبوعين حين قتل شيخان على أحد حواجزه وجاء التصعيد في طرابلس في ضوء استمرار خطف 4 مواطنَين لبنانيين من منطقة العريضة اللبنانية الحدودية من قِبَل الجيش السوري قبل 3 أيام. وفيما ذكرت معلومات أن اتصالات جرت مع الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي في جبل محسن رفعت عيد أن والده علي عيد سيتوجه الى سورية لمحاولة الإفراج عن اثنين من المخطوفين، تردد أن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري توجه الى دمشق لتسلمهما. إلا أن أياً من هذه الأنباء لم يتأكد ليلاً.ومساء توسعت الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة بعد اضطرار وحدات من الجيش للانسحاب من بعض الشوارع، واستخدمت فيها قذائف الهاون. وسقط رصاص طائش في أحياء بعيدة عن الصدامات.

واستدعى الوضع الأمني المتفجر اجتماعاً لفعاليات المدينة ونواب شماليين في منزل النائب محمد كبارة فيما انتقل الرئيس نجيب ميقاتي الى طرابلس ودعا وزراء ونواب المدينة وفعالياتها الى اجتماع في منزله سعياً لمعالجة الموقف ووقف التصعيد. كما انتقل وزير الداخلية مروان شربل الى المدينة مساء لمتابعة الوضع ميدانياً.

في هذا الوقت، استمرت أمس في التفاعل دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التئام هيئة الحوار الوطني في 11 حزيران (يونيو) المقبل، كذلك اقتراح الأمين العام لـ «حزب اللهالسيد حسن نصرالله أول من أمس، التوافق على مؤتمر تأسيسي لبناء الدولة في لبنان.

وفيما يغادر الرئيس سليمان بيروت اليوم في زيارة خاطفة للكويت للبحث معها في قرارها الطلب الى رعاياها عدم السفر الى لبنان، قالت مصادر وزارية لـ «الحياة

إن زيارة سليمان أول من أمس للمملكة العربية السعودية حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري كانت نتائجها إيجابية لجهة تجديد الدعم السعودي للبنان، ولأنها سمحت بالتواصل المباشر بين رئيس الجمهورية والحريري، لا سيما في شأن موقف الأخير وحلفائه في قوى 14 آذار الذي يشترط رحيل حكومة ميقاتي للمشاركة في حوار منتج.

وذكرت المصادر نفسها أن الجانب السعودي كرر الموقف السعودي الثابت في دعم تلاقي اللبنانيين وأن العاهل السعودي أظهر تضامناً حميماً وصادقاً مع لبنان في كلامه مع الرئيس سليمان حيث أكد أنه «يهمني سلامة لبنان وجميع اللبنانيين ونحن لا نميز بين مواطن وآخر من اللبنانيين ونعتبر لبنان لجميع اللبنانيين وأبنائه ونريد أن يكونوا هم مسؤولين عنه ويتفقوا على حمايته من العواصف ويحافظوا عليه. وأوضحت المصادر أن الملك عبدالله شدد على أن «هذا ليس موقفي أنا حيال لبنان بل هو موقف من سبقني في المملكة وهو الموقف التقليدي حيال لبنان فيها ولا تغيير فيه.

وعلمت «الحياة أن الرئيس سليمان أثار مع الملك السعودي قرار 4 دول خليجية الطلب الى رعاياها عدم زيارة لبنان وطلب مساعدته في المساعي معها للعودة عن هذا القرار وأن العاهل السعودي أعرب عن مرارته لاضطرار هذه الدول الى هذا الإجراء.

وأكدت المصادر أنه مع تكرار الملك مراراً حرصه على تفاهم اللبنانيين، ومع تأكيد الأمير سعود الفيصل دعم المملكة للتلاقي بينهم في اللقاءالذي جمع سليمان والحريري، فإن الجانب السعودي حرص على عدم التدخل في مواقف الفرقاء اللبنانيين من دعوة رئيس الجمهورية مع تقديرهم للدور الذي يلعبه في السعي الى التهدئة وجمع كلمة اللبنانيين.

وقالت المصادر إن الأمير الفيصل حرص على الاستماع بعناية الى الحوار الذي جرى بين الرئيس سليمان والرئيس الحريري حول موضوع المشاركة في اجتماع 11 حزيران (يونيو) الحواري حيث عرض الحريري الملاحظات المعلنة لفريقه والتي تتلخص بأن قوى 8 آذار و «حزب الله هي التي أوقفت الحوار وليس قوى 14 آذار وبأن وجود هذه الحكومة يشكل عائقاً أمام حوار منتج وتتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد وأن الفريق الآخر مسؤول عن عدم تنفيذ بنود الحوار المتعلقة بالسلاح الفلسطيني. إلا أن المصادر قالت أن الحريري حرص على التأكيد لسليمان «أننا لسنا ضد الحوار، بل نحن نطالب به ولا نريد إقفال الباب على حصوله وأوضحت المصادر نفسها أن الرئيس سليمان خاطب الحريري مشدداً على الحاجة الى دوره في معالجة التأزم في البلد وممتدحاً مواقفه الأخيرة في مساندة التهدئة في الشمال. وتمنى عليه المشاركة في الحوار بعد أن أبدى تفهمه للملاحظات التي طرحها في شأنه، فما كان من الحريري إلا أن أبلغه أنه سيتشاور مع حلفائه في القرار النهائي، خصوصاً أن قوى 14 آذار كانت طرحت موقفها قبل دعوة سليمان، لاتخاذ الموقف النهائي. واستبعدت المصادر ما يحكى عن إمكان تأجيل الرئيس سليمان دعوته الى الحوار معتبرة أن موعد 11 حزيران سيكون نقطة بداية لإطلاق المسارالحواري وتجديده، يستكمله لاحقاً بصيغ يتفق عليها.

 

جنبلاط: الحوار سيستوعب سلاح حزب الله وهو الحل لعدم نقل الأزمة السورية إلى لبنان

نهارنت/شدد رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط على ان الحل لعدم نقل الازمة السورية الى لبنان وتجنيب البلاد اي صراع امني داخلي "يكون عبر الحوار" لافتا الى وجود حلين "اما الدخول في الاتون السوري او تنظيم الخلاف". وعلق جنبلاط في لقاء جمعه مع ابناء الجالية اللبنانية السبت في الشيراتون في الكويت على احداث طرابلس امس التي وصفها بـ "الخطيرة جدا" متمنيا على الحكماء ان يتفادوا تلك الازمة، معتبرا أن تدخل الجيش خطر مستشهدا بما حصل للجيش السوري عندما تدخل في الازمة "حيث وقع في التراجع والانقسام".

وحيا جنبلاط نداء الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى الرئيس ميشال سليمان من اجل عقد طاولة الحوار وقال "عندما يضعنا الملك امام مسؤولية الحوار يجب عدم التزرع والتهرب امام مصير الوطن".

وأوضح جنبلاط أن "لبنان مجتمع منقسم عموديا بين مؤيد للثورة السورية ومؤيد للنظام، لافتا الى وجود حلين اما الدخول في الاتون السوري او تنظيم الخلاف، والذي تكون عبر الحوار" مبينا انه من المؤيدين للحوار دون شروط مسبقة "على عكس فريق 14 آذار الذي يضع شرط عدم التحاور بوجود السلاح".

وعن سلاح حزب الله قال "اذا أحد يظن ان حزب الله سيقبل بتسليم سلاحه طوعا فلن يتم ذلك" لافتا الى انه "سنتفق معه على آلية دقيقة سميناها الخطة الدفاعية تستوجب إدخال السلاح بالوقت المناسب بالدولة اللبنانية وحسب ما يقرر حزب الله نفسه"، مشيرا الى انه من "يعتقد الوصول الى حل بالقوة يكون مجنونا".

وأضاف ان السلاح له فائدة للدفاع عن إسرائيل، ولكن مع عدم استخدامه بالداخل، كما حصل في 7 ايار عام 2008 مشيدا بتأسف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على ما حصل وقتها.

وأكد على ان "السلاح لن يخرج الا بتسوية سياسية" متابعا "من يملك السلاح في لبنان ليسوا غرباء هم من أهل الدار يمثلون الطائفة الشيعية وتمثل 35% من الشعب اللبناني".

وقال أنه "توجد مراهنة اليوم على انه بسقوط النظام السوري سيضعف حزب الله وسيضعف الشيعة مؤكدا ان هذه المراهنة خطأ. وقال "ربما يسقط النظام وربما لا"، مؤكدا ان "الحوار سيستوعب هذا السلاح".

وردا على سؤال عن علاقته بالإفراج عن المخطوفين في سورية قال "لا علاقة لي وإنما استطعت في السابق مع المعارضة السورية ان نجنب حوران وجبل العرب فتنة مذهبية وساعدوني مع مشايخ الجبل بالإفراج عن هؤلاء".

وبخصوص وضع الطائفة الدرزية قال "أنا عربي قبل أن أكون درزيا وعندما نريد الكلام هكذا نقع في الفخ"؟

وعن مصير المعارض السوري شبلي العسيمي الذي اختطف من عاليه العام الماضي قال "نحن اتهمنا السفارة السورية في لبنان ولا نملك معلومات حول مصيره".

وردا على سؤال عن السلاح الفلسطيني في الداخل والخارج تحدث جنبلاط عن الحالة المزرية التي يعيشها المواطن الفلسطيني في لبنان مشيرا الى ان حالة الفقر والتعاسة التي يعيشونها تمثل قنبلة موقوتة. وأسف أن "اللبنانيين عنصريين يعملون وكأ‍ن الفلسطيني غير موجود أرضنا" مضيفا "كفى مزايدات حول التوطين ولا بد من اعطائهم الضمانات الاجتماعية والخدماتية" لافتا إلى أن "اللبنانيين يدعون انهم من صفوة القوم ولكنهم فشلوا في إدارة بلدهم".

هذا وأشار جنبلاط إلى أن أمير الكويت الشيخ صباد الأحمد الجابر الصباح "صديق قديم له منذ اكثر من 35 عاما عاصرناه وعايشناه بأصعب مراحل الحرب اللبنانية، لافتا الى انه "كانت له اليد البيضاء في مساعيه للوصول إلى حل بين اللبنانيين بمبادرات متعددة ومتنوعة، متمنيا لسموه وللشعب الكويتي الخير والصحة".

دعا جنبلاط الدول الصديقة لسوريا كروسيا وايران "ان تتدخل قبل ان تصيب النار سورية كلها، وفرض حل على الطريقة اليمنية التي اعتبرها ناجحة بكل المقاييس".

وأشاد جنبلاط بالتجربة الديموقراطية الكويتية التي تتمتع بتجربة فريدة مثل لبنان، ولكنه تمنى على الديموقراطية الكويتية ان تبقى سليمة من أمراض الديموقراطية اللبنانية.

ردا على سؤال بخصوص الانتخابات قال جنبلاط "يوجد حدث أمني كبير، قتيلان و40 جريحا وان شاء الله تصير الانتخابات، وأسقط مش فارقة معي المهم سلامة البلد".

وعن التصريحات العونية ضده قال رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" أنه لا يعلق على التصريحات "فأنا أشاهد الأخبار بشكل عام.. وأشاهد الديسكفري بتريح الأعصاب".

 

"باب التبانة الضحية

مصطفى علوش/المستقبل

"فتح الورد على مرفق شباكي وبرعم  والدوالي عرّشت وأخضر منها ألف سلم

واتكى بيتي على حفنة شمس يتحمم وأنا أحلم بالخبز لكل الناس أحلم كان هذا قبل ان جاؤوا على دبابة لطخها الدم" (توفيق زياد شاعر فلسطيني)

"مقبرة باب التبانة"... من رواية حكايات "أبو النور" لمحمد علوش

"الله، الله على تلك الأيام يا أم النور.. ما كان أروع جنوننا الجماعي ونحن نصرخ في الشوارع، بعد إعلان الحاكم عن بدء المعركة، نلتصق ببعضنا راصّين الصفوف لنصبح جسداً واحداً نهتف بصوت واحد: "ثورة ثورة حتى النصر"، والعدو يقذفنا باصبعه الوسطى.

 

كانت الصحف تخبرنا بأن العالم مشغول بصراعنا مع العدو، أميركا والاتحاد السوفياتي لا همّ لهما إلا قضيتنا ونحن نصدق.

الله.. تعرفين بأنني ولدت في باب التبانة، تلك البقعة الناتنة في أطراف طرابلس، وعشت في أوحالها، ولعبت في مقابرها. قبورنا هناك لا تسوّر بالأقفاص، كما يفعل أبناء العائلات، حاملي الدماء الزرقاء، بل هي عادية ومباحة لاستقبال الغرباء، ولقضائهم حاجتهم، فالأشجار العالية فيها والحشائش السريعة النمو تستمد حياتها من أجساد الموتى وفضلات الأحياء. باب التبانة، حيث المرض والموت هما استفقاد منه سبحانه، تعلمت فيها القسوة والجرأة من الأطفال الهائمين في الشوارع، لأن قسوة آبائهم عليهم نمّت في أعماقهم القسوة على الآخرين.

كانت باب التبانة بقعة زيت كبيرة على الساحة الطرابلسية.. صحيح صمد شعب التبانة طويلاً، لكن القذائف الشقيقة كانت أقوى من الإنسان، فانهزم أمام التهديم والتهجير، وتوزعت العائلات وضاعت في الأحياء، فتفككت اللحمة التي كانت تشدّهم وتحولت الى ذكريات، ولم يعد يجمع أهل التبانة إلا تلك المقابر حين يُرجعون إليها مرغمين.

حين أفكر بأهل حارتي، أوهم نفسي بأنني وفيتهم حقهم عليّ، لكنني سرعان ما اكتشف بأنهم مقيمون في عروقي مع دمي. الحزن، تعلّمته من أهلها الفقراء، فاحساسي المبكر بالظلم البشري الذي تعرّض له أبي بسببي، والفوارق الاجتماعية التي عشتها منذ نشأتي في هذا الحي المرمي على حافة طرابلس، وأهله الذين زحفوا من قراهم يحملون حاجياتهم وعاداتهم وذلّهم الموروث من سطوة الإقطاع في الريف فضاعوا بين المدينة والريف، رماني في سوداوية قاسية منذ طفولتي".

سطح بيتنا

وسط الهذيان العنيف الذي يعم مدينتي طرابلس، وبالأخص في مرتع طفولتي باب التبانة، عادت بي الذاكرة الى هناك الى والدتي التي كانت كالكثير من النساء العلويات، تلبس اللباس الغربي وتخرج سافرة في الحي، ولم يعيّرها أحد يوماً بذلك. كما أن عماتي المنقبات اللواتي لم يقطعن يوماً فرضاً في الصلاة، وكن يقضين نصف أيام السنة تقريباً في الصيام وفي التعويض المبالغ عن أيام فاتتهن، عماتي لم تحاول احداهن يوماً أن تقنع والدتي بممارسة أي من شعائر الدين.

في ليالي القيظ كنا نقضي السهرة على سطح منزلنا الصغير المنسي ضمن أكوام من الأبنية العشوائية على ضفة نهر أبو علي في أيام عزه، وكان سور السطح مدروزاً بشجيرات الياسمين. وبالمناسبة فقد كان زهر الياسمين بمثابة "ديودوران" في تلك الأيام حين كان الحمام وتبديل الثياب يحدث فقط في المناسبات!

المفارقة هي ان والدتي كانت تقص علينا، بوجود عماتي، العديد من الأساطير المرتبطة بالاعتقادات العلوية حول الإمام علي، ولم تكن تشعر بالحرج من أن تحاول إقناع الجالسين بأن وجه الإمام يظهر في صفحة البدر عند اكتماله.

لم أسمع يوماً اعتراضاً على ذلك لا من والدي المتهكم بطبعه ولا من عماتي ولا حتى جدي أو جدتي. وبصراحة فقط عشت طفولتي وأنا متعاطف بشدة مع مظلومية الإمام في مكيدة "صفين" وقصة التحكيم لدرجة بت أتصور معاوية بن أبي سفيان بأنه الشر المستطير.

"محاسن" المسيحية

ذاكرتي الثانية تعود الى السيدة "محاسن"، كانت قصيرة القامة، ممتلئة، عيناها زرقاوان مائلتين الى الرمادي، وكانت تضع الكحل وأحمر الشفاه بشكل مبالغ فيه، وترفع شعرها المصبوغ دائماً باتقان، كالكعكة على رأسها، وتلبس الكعب العالي والفساتين ذات الخصر المشدود.

الست "محاسن" كانت امرأة مسيحية من أصول تركية، تسكن على أطراف باب التبانة، ولكنها كانت تأتي الى بيت جدتي بشكل دائم، فكانت عماتي يتحلقن حولها ليسمعن حديثها الأنيق، والأهم لتكشف لهن الحظ في فنجان القهوة، لم أعلم يوماً عن دينها إلا عندما سألت عن الصليب الذهبي الذي كانت تضعه "كبروش" على ثيابها.

حي السيدة

هل تعلمون أيضاً ان في التبانة كان هناك حي اسمه حي السيدة (العذراء)، وان في هذا الحي كنيسة قديمة وصغيرة، وهناك تعرفت على صديق طفولتي بولس الذي كان يسكن مع أهله الفقراء فوق متجر والدي في عمق باب التبانة.

كان بول، كما كنا ندعوه، رحمه الله، قوي البنية وشجاعاً، وكنت معه ومع رفيق عمري الثاني حسن، الذي لم يكتشف بأنه شيعي إلا عندما اصبح شاباً لأن عمي أبو حسن الدركي القادم من بعلبك كان يصرّ على أبنائه بأن دينهم هو لبنان، كنا نشكل عصابة ثلاثية لا تفترق وكنا نخوض المعارك مع عصابات أخرى من صبية باب التبانة، المفارقة انني لم أتوقف عن محبة بول حتى عندما أخبرني بأنه هو واخوته يتدربون على القتال مع ميليشيا حزب الكتائب.

بدر مرجان

ذاكرتي أيضاً تعود الى العم بدر مرجان، لم أعد أذكر الآن ما كان يبيعه في دكانه الصغير قرب متجر والدي، كان باب الدكان من الخشب القديم والزجاج، كان يغلقه مساء دون أن يقفله قائلاً "لا يوجد شيء يحرز السرقة". عمي بدر كان ضئيل القامة، في العقد السابع، تظهر هموم العمر وشقاؤه على تقاسيم وجهه، ولكن عيناه كانتا خضراوين تشعان ذكاء ومعرفة. كان العم بدر العلوي يرفض أن يصنف على هذا الأساس مؤكداً أن دينه هو دين الطبقة العاملة وجنّته هي عندما تتحقق الرؤيا الشيوعية، وكان يتحلق حوله بعض من أصبحوا لاحقاً قادة الجبهات العسكرية، وجلهم من السنّة، ليسمعوا منه الدرس حول حتمية انتصار البروليتاريا. لم أعلم ماذا حل بعمي بدر بعد أن قسمت باب التبانة الى فسطاطين يسكن في كل منهما عمال فقراء يتقاتلون كلما سنحت لهم الفرصة بذلك.

قبل أن جاؤوا

لمن لا يعلم، فلم يكن هناك في الماضي شيء اسمه بعل محسن يسكنه العلويون، فالكل كان يسكن في باب التبانة، ومعظمهم كانوا من الوافدين الى المدينة بحثاً عن الرزق. كانوا يسكنون في بيوت من تنك ومن بعدها عندما بنوا بيوتهم كانت متداخلة وسطوحها مشتركة، وفي بعض الأحيان يتقاسمون حتى الحمامات وبيوت الخلاء. في حي السيدة بالذات كانت بيوت السنّة والعلويين والمسيحيين تتشابك في نسيج عجيب غريب، وكان كبار السن يجلسون قبل الغروب على الرصيف يلعبون "المنقلة" ويشربون المتّة، وإن تجرأ أحدهم بأن يعيّر الآخر بمعتقده، زجره أهل الحكمة ودفعوه مباشرة الى الاعتذار والرجوع عن غيّه.

كل ذلك كان قبل أن حلّت لعنة النظام السوري على باب التبانة منذ ست وثلاثين سنة لتتحول من المركز الاقتصادي لطرابلس الى جرح دائم تلهبه الأحقاد والهواجس والدسائس وأحياناً الأساطير.

باب التبانة بكل مكوّناتها من سنّة وعلويين ومسيحيين هي احدى ضحايا هذا النظام.

*عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" مصطفى علوش