المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 05 حزيران/2012

رسالة أفسس الفصل 03/14-21/صلاة بولس

لهذا أحني ركبتي ساجدا للآب، فمنه كل أبوة في السماء والأرض، وأتوسل إليه أن يقوي بروحه على مقدار غنى مجده الإنسان الباطن فيكم، وأن يسكن المسيح في قلوبكم بالإيمان، حتى إذا تأصلتم ورسختم في المحبة، أمكنكم في كل شيء أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعلو والعمق، وتعرفوا محبة المسيح التي تفوق كل معرفة، فتمتلئوا بكل ما في الله من ملء. لله القادر بقوته العاملة فينا أن يفعل أكثر جدا مما نطلبه أو نتصوره، له المجد في الكنيسة وفي المسيح يسوع على مدى جميع الأجيال والدهور. آمين

 

عناوين النشرة

*الخارجية: ضحيتان لبنانيتان فقط في طائرة لاغوس

*حتى في السماء ... للبنانيين حصتهم من الويلات

*خطف مواطن على طريق عام راس بعلبك والخاطفون طلبوا من شقيقه 2 مليون دولار فدية

*طريق العبودية الحدودية لا تزال مقطوعة

*الاب نكد: اتخذنا الاجراءات القانونية اللازمة لمعالجة حادثة التحرش الجنسي في المدرسة 

* العثور على جثة شاب على شاطىء الدامور - الناعمة

*إرجاء جلسة مجلس الوزراء إلى يوم الخميس بسبب زيارة خاطفة لسليمان إلى الامارات العربية المتحدة

*"الحياة" عن مصدر معارِض: "14 آذار" قد "تُسلّف" سليمان مشاركتها في الحوار   

*شربل غادر الى روسيا الاتحادية للمشاركة في اللقاء الدولي للشؤون الامنية

*هدوء حذر في طرابلس والأسواق تقفل حدادا على ضحايا الاشتباكات

*السنيورة: أحمل الحكومة المسؤولية عما يجري في طرابلس 

*علوش: لا إمكانية لمعالجة جدّية لوضع طرابلس في المدى المنظور  

*زهرمان :لا حل إلا بسحب السلاح من طرابلس وكل ما عدا ذلك نوع من التهدئة وتأجيل المشكلة

*النائب نضال طعمة: نرجو أن تجد قضية اللبنانيين المختطفين مسار حلحلتها

*نواف الموسوي: لولا حكمة فريقنا السياسي واجراءاته لكان لبنان غرق في الحرب الاهلية وهو مدين للمقاومة في ذلك

*"الوطن" السورية تتهم السعودية بالتآمر لاحداث فتنة في لبنان 

*سامي الجميّل: المؤتمر التأسيسي مَطلَبي.. ولا بد من صيغة جديدة تحفظ العيش المشترك 

*خالد ضاهر ردا على عمر كرامي: من اغتال شقيقك هو النظام السوري وليس سمير جعجع

*فصل سابع وتسليح "الجيش الحر"/علي حماده/النهار

*قداس في ذكرى المبعدين إلى اسرائيل/المطران الحاج: السلام بالمصالحة وتنقية الذاكرة

*بشّار الأسد يتباهى أمام العالم بـ"خصوصيته" في تاريخ الاستبداد/وسام سعادة/المستقبل

*اسرار وشكوك :ماذا حصل في "أعزاز" مع الزوّار اللبنانيين العائدين من إيران؟

*تل أبيب تنشر صواريخ نووية على غواصاتها /خامنئي: أي هجوم على إيران سينزل "كالصاعقة" على إسرائيل

*الكلام الإيراني عن صواريخ "حزب الله" يضيف تعقيداً إلى الدعوة الحوارية/روزانا بومنصف/النهار

*بري والشيخ أمين

*أكد أن الوضع في طرابلس خطير والخلاف مع "حزب الله" لا يُعالج بالقوة/جنبلاط: على الجميع المشاركة في الحوار من دون شروط

*مؤتمر نصرالله "التأسيسي" لدستور جديد قد ينتهي سنة 3012 و14 آذار بأصوات متعددة حتى رفع مذكرتها إلى سليمان قريباً/إيلي الحاج/النهار

*البرجاوي يهدّد: قادرون على احتلال مراكز "المستقبل" في كل بيروت "بأقل من ساعة" 

*دوري شمعون لـ"اللواء": عون غير موزون والأسد سيسقط

*عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف معلوف لـ"المستقبل": نخشى من مخطط التلاعب الديموغرافي في زحلة

*ماذا يعني تجدد الكلام على تعديل اتفاق الطائف؟/حسين الحسيني: كيف نعدّل دستوراً لم نطبقه يوماً؟!

*حسين الحاج حسن يسلم ابن عمه مشروع بـ182 مليار لدعم أنصار حزب الله: وزير للزارعة أم "لجهاد البناء"/طارق نجم

*المنتدى الاقتصادي العالمي في اسطنبول يناقش الأزمة السورية وألف شخصية عربية وعالمية تبحث تحديات الربيع العربي وأزمة الأورو/علي حماده/النهار

*بشار السفاح... بين الهروب والمشنقة/ داود البصري السياسة

*سليمان لـ »السياسة«: الإسلاميون عاجزون عن إدارة مصر... ومشايخ السلفية مخطئون

*عادل إمام لم يعلق على كلمة القضاء ورانيا يوسف اعتبرت المحاكمة «مسرحية»/فنانو مصر اختلفوا حول «مؤبد مبارك» ... إلهام شاهين: ارحموا عزيز قوم ذل

*تونس ما بعد الثورة .. و"النموذج اللبناني"/فادي شامية/المستقبل

*الأسد جعلها أكثر بساطةطارق الحميد/الشرق الأوسط

*لا ندم في دمشق.. ودموع تماسيح في موسكواياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

*عون بحث مع وفد من جل الديب في مشروع الجسر الجديد

*بدء اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران ابرز نقاطه

*افتتاح القمة الروسية الاوروبية في سان بطرسبورغ وسوريا على جدول الاعمال

 

تفاصيل النشرة

 

الخارجية: ضحيتان لبنانيتان فقط في طائرة لاغوس

 وطنية - 4/6/2012 - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في الخارجية كاتيا شمعون أن وزارة الخارجية والمغتربين تبلغت أنه لا يوجد ضحايا آخرين من ابناء الجالية اللبنانية في نيجيريا، جراء حادثة تحطم الطائرة امس في لاغوس، غير المهندسة نادين شدياق ورجل الاعمال روجيه عواد.

 

حتى في السماء ... للبنانيين حصتهم من الويلات

كما على الارض كذلك في السماء... لا تقع مصيبة في العالم إلا ويكون اللبنانيون جزءا منها. فمن بين 153 شخصا كانوا على متن الطائرة المنكوبة التي تحطمت في مدينة لاغوس في نيجيريا، لبنانيان شاء القدر أن تنتهي رحلتهما باكرا وبعيدا من وطنهما. وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، كشف أن الضحيتين هما المتعهد روجيه عواد والمهندسة نادين شدياق، مشيرا إلى أنه في صدد إجراء الاتصالات اللازمة لتحديد ترتيبات نقل الجثمانين. وكانت الفوضى عمت مساء الاحد حيا شعبيا في لاغوس حيث اصطدمت الطائرة بمبنى من طابقين قبل ان تندلع فيها النيران. وقد اعاق تجمع الاف الفضوليين الوصول جزئيا الى مكان الحادث اذ حال دون قدوم فرق الاغاثة وارغم العسكريين على استخدام عصي الكاوتشوك والقاء ألواح خشبية على الحشود لفتح الطريق. واشارت تقارير الى حصول عمليات نهب في حي ايجو الفقير والقريب من المطار الدولي في شمال المدينة التي تعتبر من بين اكبر المدن الافريقية ويبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، فيما تعرض العسكريون الذين حاولوا السيطرة على الحشد للرشق بالحجارة وزادت مروحية حاولت الهبوط في المكان من الفوضى العامة للتمكن فقط بعض عربات الاغاثة من بلوغ مكان الحادث بعد ان شقت طريقا وسط الحشد. وبدات عمليات النهب على الفور بعد الحادث، حسبما صرح تونجي مالومي لوكالة فرانس برس مضيفا انه اغلق حانته فور تبلغه خبر تحطم الطائرة. ونقل سكان اخرون ان الطائرة سقطت مباشرة على الحي السكني وشوهد احد جناحيها في مكان الكارثة الذي تهافت عليه عمال الانقاذ وعناصر الشرطة ومئات الفضوليين. كما شوهد ذيل الطائرة الابيض وقد انفصل عن هيكلها وسط انقاض الابنية المدمرة والمشتعلة، في حين كانت النيران مندلعة في سيارات متوقفة في مكان الارتطام. إلى ذلك، اعلن الرئيس غودلاك جوناثان الحداد الرسمي لثلاثة ايام وامر بـ"فتح تحقيق شامل" في شأن الحادث، بحسب الرئاسة.

 

خطف مواطن على طريق عام راس بعلبك والخاطفون طلبوا من شقيقه 2 مليون دولار فدية

 امن - 4/6/2012 - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة مريان الحاج أن مجهولين خطفوا عند الثانية من فجر اليوم المواطن حسام البشراوي (مواليد 1991) على طريق عام راس بعلبك، حيث وجدت سيارته من نوع "سوبارو" مركونة إلى جانب الطريق. وأفادت مندوبتنا أن الخاطفين اتصلوا بشقيق حسام، حسان البشراوي وهو مقاول كبير، وطلبوا منه مبلغا من المال قدره 2 مليون دولار فدية مقابل إطلاق حسام.

 

طريق العبودية الحدودية لا تزال مقطوعة

 وطنية - 4/6/2012 - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في منطقة عكار منذر المرعبي، ان طريق العبودية الحدودية لا تزال مقطوعة بسواتر ترابية، كما لا تزال الخيمة موجودة.

وأكد الاهالي ان الطريق لن تفتح الا عندما يطلق محمود ابراهيم ويعرف مصير عدنان حسين محمد، وناشدوا المسؤولين العمل على اطلاق سراحهما بأقصى سرعة، مثلما تم اطلاق محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان.

 

الاب نكد: اتخذنا الاجراءات القانونية اللازمة لمعالجة حادثة التحرش الجنسي في المدرسة 

عقد رئيس مدرسة عينطورة الاب انطوان نكد يعقد مؤتمرا صحافيا للحديث عن ملابسات قضية اعتداء استاذ مادة الفنون البلاستيكية على عدد من طالبات المدرسة. وقال: "اتخذنا اجراءات ادارية وقانونية فور علمنا بالحادثة حيث تم طرد الاستاذ المسؤول قبل اجراء التحقيقات اللازمة"، لافتا الى انه "تم توكيل محامي لتقديم شكوى ضد الاستاذ".واشار الى انه تم تكليف اطباء نفسيين لمعالجة الاطفال الذين تعرضوا للاذية، كاشفا عن التحضير لسلسة اجتماعات مع الاهالي ضمن فرق معينة ومحددة لشرح وتوضيح ما حصل والاستماع الى اقتراحات المعنيين

 

العثور على جثة شاب على شاطىء الدامور - الناعمة

 وطنية - 4/6/2012 - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في منطقة اقليم الخروب احمد منصور، انه عثر صباح اليوم على جثة شاب على الشاطىء ما بين الدامور والناعمة، وحضرت القوى الامنية للكشف على الجثة التي لم يعثر على اوراق ثبوتية لها. ويرجح ان الوفاة ناتجة عن الغرق.

 

إرجاء جلسة مجلس الوزراء إلى يوم الخميس بسبب زيارة خاطفة لسليمان إلى الامارات العربية المتحدة

 وطنية - 4/6/2012 - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن جلسة مجلس الوزراء المقررة الرابعة من بعد ظهر يوم الأربعاء في 6 الحالي في القصر الجمهوري في بعبدا أرجئت إلى العاشرة من قبل ظهر يوم الخميس في 7 منه، بسبب زيارة خاطفة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى دولة الامارات العربية المتحدة يوم الأربعاء تستمر يوما واحدا.

 

"الحياة" عن مصدر معارِض: "14 آذار" قد "تُسلّف" سليمان مشاركتها في الحوار   

نقلت صحيفة "الحياة" عن مصدر بارز في المعارضة الحالية قوله إنّ "قوى 14 آذار تقدّر لرئيس الجمهورية ميشال سليمان دوره الإيجابي في سياسة النأي بلبنان عن الأحداث الجارية في سورية أو تلك التي تتفاعل في المنطقة، وتتعامل معه على أنه يميّز نفسه عن معظم المكونات التي تتشكل منها الحكومة"، ورأى أن هذه القوى "لن تمانع في تسليفه سليمان موقفاً يقضي بمشاركتها في جلسة الحوار التي يمكن ان تكون "يتيمة"، على أن يعقبها مشاورات ماراتونية يتولاها سليمان مع جميع الأطراف المعنية". واعتبر المصدر أن "مشاركة "14 آذار" التي ستكون موضع مشاورات بين قياداتها الرئيسة، تعني الإستجابة لرغبة رئيس الجمهورية، مع أن الحوار سيواجه صعوبة في توفير الحلول للمشكلات العالقة ولن يؤدي الى حلول سحرية بين ليلة وضحاها"، وأضاف: "إن سليمان من موقعه يبقى الأقدر على رعاية الحوار، وأن ما يهمه إطلاق المسار الحواري من دون أن يعني بالضرورة ان 14 آذار قررت التنازل عن موقفها أو التراجع عن مطالبها، بمقدار ما أن الجلوس إلى الطاولة يساهم في تنفيس أجواء الاحتقان ويعيد التواصل بين الأطراف ولو بحدوده الدنيا، وبالتالي يمهد الطريق للبحث في إخراج البلد من نفق استيراد الأزمة السورية الى لبنان". وإذ استبعد المصدر "مشاركة بعض القيادات في المعارضة"، اوضح ان هذا القرار "لن يكون من باب الاعتراض على دعوة سليمان وإنما لأن لتوقيته اعتبارات أمنية لا تسمح لها بالمغامرة والتوجه الى بعبدا للمشاركة في حوار يفسح في المجال أمام قيام رئيس الجمهورية بمشاورات ثنائية من شأنها أن تؤخر الدعوة لالتئام الجلسة المقبلة".

 

شربل غادر الى روسيا الاتحادية للمشاركة في اللقاء الدولي للشؤون الامنية

وطنية - 4/6/2012 - غادر وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل صباح اليوم بيروت عبر مطار رفيق الحريري الدولي، متوجها الى موسكو في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الامين العام لمجلس الامن القومي لروسيا الاتحادية نيكولاي باتروشيف، للمشاركة في اللقاء الدولي الثالث للمسؤولين الرفيعي المستوى المعنيين في الشؤون الامنية الذي سيبدأ اعماله صباح الاربعاء في 6 الحالي في مدينة سانت بطرسبرغ، على رأس وفد أمني يضم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، للبحث في مسائل الامن المعلوماتي الدولي وأمن الطاقة الدولي ومكافحة القرصنة، ومناقشة مواضيع التعاون الدولي في القضايا الراهنة ومقاربة مشكلات الامن في العالم. وكان في وداعه في المطار رفيق الحريري الدولي السفير المفوض فوق العدة لروسيا الاتحادية الكسندر زاسبيكين الذي تمنى للوزير شربل التوفيق في زيارته، فيما كان في استقباله في مطار موسكو القائم باعمال السفارة اللبنانية فادي الحاج علي وعدد من الجالية اللبنانية. ويلتقي شربل على هامش اللقاء الدولي المدير العام للمؤسسة الحكومية الفيدرالية للتصدير الحربي اناتولي ايسيكن، والجالية اللبنانية في دار السفارة اللبنانية في موسكو. واكد شربل ان "هذه الزيارة تندرج في اطار تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا التي تربطنا بها صداقة متينة وقوية منذ عقود خصوصا وانها تدعم بشكل دائم استقلال لبنان واستقراره وأمنه، وبالتالي لتطوير سبل التعاون في مكافحة القرصنة على مستويات الامن الوطني والاقليمي والدولي والمحافظة على امن المعلومات الدولية وامن الطاقة العالمي"، مشيرا الى ان "هذه العناوين تشكل أبرز الهواجس المشتركة بين الدول والتي تستوجب تعاونا حثيثا لمعالجتها حفاظا على حقوق الانسان وقيمه ورفاهيته".

 

هدوء حذر في طرابلس والأسواق تقفل حدادا على ضحايا الاشتباكات

ساد الهدوء أحياء منطقة طرابلس صباح الاثنين، فيما التزمت المصارف قرار الاقفال الذي دعت إليه هيئات المجتمع المدني وغرفة التجارة والصناعة في الشمال وبلدية طرابلس حدادا على الضحايا الذين سقطوا واحتجاجا على أعمال العنف. كما أقفلت الأسواق الرئيسية بشكل ملحوظ وشهدت المدينة حركة سير خجولة. وكان مجهولون قد عمدوا ليل الأحد الاثنين إلى إحراق مكتبة في القبة - مقابل الجامعة اللبنانية. حصلت خروق مساء أمس أدت الى اصابة الدركي محمد السحمراني وأحمد خالد الذهب وشخصين آخرين برصاص قنص قرابة العاشرة ليلا. تجدر الإشارة إلى أن مدينة طرابلس شهدت في نهاية الأسبوع الماضي تجددا للاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن أسفرت عن أكثر من 12 قتيلا و50 جريحا جراء عمليات القنص وإطلاق القذائف. الى ذلك، دعا وزير العدل شكيب قرطباوي صباح الاثنين الى "انتشار الجيش في كل المناطق"، مؤكدا ان "الجيش يقوم في واجباته ويجب ان نقف جميعا خلف الجيش". من جهته، أكد رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال في حديث الى اذعة "صوت لبنان" (93.3) اننا "لا نتحمل بقاء الوضع على ما هو عليه، ويجب محاسبة المسؤولين"، مستنكرا حرق المحلات في طرابلس". كما أشار إلى أنه "شهدنا مساء بعض الأعمال التي لا تمت الى المدينة بأي صلة وهناك يد غريبة تحاول خلق عدم استقرار في المدينة". وفي السياق نفسه، اعلن المسؤول السياسي في الحزب "العربي الديموقراطي" رفعت عيد لصحيفة "الديار" "الالتزام بالخطة الامنية، من جهتنا ولا خروقات نقوم بها، والتزامنا التزاماً كاملاً ونترك للجيش اللبناني والقوى الامنية معالجة ما يحصل". وقد تقرر مساء السبت انتشار الجيش والقوى الأمنية في أحياء مدينة طرابلس لوقف الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن.

مفتي طرابلس مالك الشعار دعا في حديث لـ"الديار الى أن "يكون السلاح بيد الدولة وحدها، لأنه طالما أن هنالك سلاح بيد الناس فهذا يعني أن التقاتل آمر منتظر، والمطلوب ان يحكم الجيش قبضته فهو الوحيد القادر أن يحقق الامن والاستقرار".

 

السنيورة: أحمل الحكومة المسؤولية عما يجري في طرابلس 

تعليقاً على بعض ما شهدته مدينة طرابلس خلال الساعات الماضية من احداث مشبوهة ادلى رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة بالتصريح التالي: "شهدت مدينة طرابلس خلال الساعات الماضية اضافة الى الاشتباكات المستنكرة والتي يجب وقفها فوراً، بعض الاحداث المشبوهة والمفضوحة في آن معاً كمثل احراق محال تجارية هنا ومنازل هناك وذلك للايحاء بان ردود فعل مذهبية متبادلة تشهدها المدينة. ومن الواضح ان من يقوم بهذه الاعمال هم فئة من المندسين المأجورين والذين هم جزء لا يتجزأ ممن يعرضون أمن المدينة للخطر بهدف اظهار طرابلس مدينة يسيطر فيها الصراع المذهبي وهذا ما يخدم اهداف اعداء المدينة واعداء لبنان." واضاف: "انني اود هنا ان اسجل استنكاري وإدانتي لهذه الاعمال التي تهدف إلى ضرب الاستقرار في المدينة واود ان اشدد على ان من يقوم بها انما يخدم مصالح اعداء لبنان والعيش المشترك والواحد الذي نتمسك به اكثر من اي وقت سبق." وتابع: "كما أنني أحمل الحكومة المسؤولية عما يجري وأطالب رئيسها بموقف حازم للتصدي لما تتعرض له مدينته من استباحةٍ واستخدامٍ مكشوفٍ لتنفيذ مخططات معروفة والدليل الفشل المتكرر للخطط الأمنية التي توضع بإشرافه ولا يجري التقيد بها." وتابع: "كما أنني أحيي المواقف والتحركات التي بادرت إليها فعاليات المجتمع المدني في المدينة من أجل إدانة ووقف هذه الأعمال الإجرامية المستنكرة." واضاف:"نحن نتوجه لهؤلاء المجرمين بالقول ان اهدافكم مكشوفة ولن تتحقق وستكون طرابلس بوحدتها الوطنية بالمرصاد لكم لافشال هذه المخططات."

 

علوش: لا إمكانية لمعالجة جدّية لوضع طرابلس في المدى المنظور  

موقع 14 آذار/وصف عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش الوضع في طرابلس بـ"المتأزّم"، معتبرًا أنه "لا إمكانية لمعالجة جدّية له في المدى المنظور". ورأى في حديث لصحيفة "الجمهورية" أنّ "حلّ الأزمة لن يكون إلّا من خلال نزع السلاح غير الشرعي"، مضيفًا: "ولكن أعتقد انّ هذا الأمر لن يتحقّق إلّا بزوال النظام السوري". وتابع علوش: "منطقة باب التبانة هي ضحيّة نظام الرئيس السوري بشّار الأسد، وكلام (القيادي في الحزب العربي الديمقراطي) السيّد رفعت عيد عن وجود عناصر تابعة لقائد "الجيش السوري الحر" (المنشق عن الجيش النظامي) رياض الأسعد في طرابلس، هي محاولة لإقحام لبنان في الأزمة السورية أكثر فأكثر، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً، فلماذا لم يُقبض حتى الآن على أيّ عنصر من الجيش الحر؟". علوش الذي "لم يعتبر كلام عيد مقدّمة لتدخّل سوري على المستوى الرسمي في طرابلس"، أشار الى أن "القيادة السورية لم تقرّر يوماً الدخول الى لبنان إلّا بأوامر وبتغطية من الولايات المتحدة الأميركية، والنظام السوري اليوم أضعف بكثير من أيّ وقت مضى، وهو غير قادر على التدخّل في أيّ مكان"، موضحًا أن "إشعال منطقة طرابلس هدفه خلق الفوضى والأذى كي يؤكّد الأسد للعالم أنّه قادر على إشعال المنطقة من أفغانستان الى ساحل المتوسط".

 

زهرمان :لا حل إلا بسحب السلاح من طرابلس وكل ما عدا ذلك نوع من التهدئة وتأجيل المشكلة

وطنية - 4/6/2012 رأى عضو كتلة المستقبل خالد زهرمان في حديث الى اذاعة الشرق، تعليقا على ما جرى في طرابلس أمس وما تم التوصل إليه، "انه نوع من التهدئة ولم يتم حل المشكلة والدليل على ذلك سقوط عدد من الجرحى"، لافتا الى عدد من الإختلالات الأمنية".

وأكد النائب زهرمان على ضرورة وقف إطلاق النار الذي أدى الى سقوط ضحايا وجرحى، والى معالجة الأزمة من جذورها لأن النار ما زالت تحت الرماد ويمكن أن تتأجج في أي لحظة.

وردا على سؤال يتعلق بالثقة بالجيش والقوى الأمنية حيث في كل مرة يتم رفع الغطاء عن المسلحين وتنشط المساعي لدخول الجيش، قال:"في كل مرة يحدث ذلك حيث يتم رفع الغطاء عن المسلحين فالقوى الأمنية تدخل الى المناطق التي كان يجري فيها القتال وتعود الأحداث مجددا، لذا فالحل لا يكون إلا بسحب السلاح من الساحة الطرابلسية وكل ما عدا ذلك نوع من التهدئة وتأجيل المشكلة"، لافتا الى "أن الحل يكون أولا بمعالجة الجرح القديم - الجديد بين باب التبانة وطرابلس والتفات الدولة الى هذه المناطق المحرومة والتي هي دون خط الفقر وصرف الأموال لإنمائها، وثانيا الذي نصر عليه الآن ونطالب به منذ فترة هو سحب السلاح، فلا يجوز أن يبقى السلاح بأيدي الناس ويكونوا رهينة هذا السلاح"، متسائلا "عن سبب وجود المدافع في جبل محسن وهو سؤال موجه الى الحكومة ماذا تفعل هذه الأسلحة هناك؟".

ولدى سؤاله: من سيسحب السلاح فأجاب زهرمان:"نحن كفريق سياسي ومنذ الأساس رفعنا الغطاء عن هذا الموضوع ونحن طالبنا به وما زلنا نطالب به، كما نطلب من الفريق المغطى الذي يتم دعمه بالمال والسلاح ويتم تدريبه نطلب من هذا الفريق أن يرفع الغطاء عن الجهة التي تدعمهم وبذلك قد نصل الى حل أما إذا لم ينفذ سنبقى في حلقة مفرغة وستبقى طرابلس تستعمل كصندوق بريد لرسائل الخارج واستعمالها لتصدير الأزمة السورية الى الداخل اللبناني".

وعن كلام الوزير السعودي سعود الفيصل الذي حذر فيه من عواقب ما يجري في شمال لبنان ومحاولة تصدير الأزمة السورية الى الداخل اللبناني وإشعال فتنة طائفية، فقال: لا شك أن هذه المنطقة جرح قديم كان يتم التعاطي معه بحكمة من كل الأفرقاء ولكن في الفترة الأخيرة فإن التداعيات التي حصلت بين الفترة والفترة تدل على وجود أيدي خارجية تعبث بأمن الساحة الطرابلسية.

ورأى النائب زهرمان "أن الهدف من محاولة تصدير الأزمة السورية معاقبة مدينة طرابلس والشمال عموما على موقفهم إزاء ما يحصل في سوريا ووقوفهم الى جانب النازحين السوريين ودعمهم، وقال:"نحن لا نشك بأن ما يجري هو محاولة لتصدير الأزمة السورية الى عكار.

سئل:هل التحرشات التي تجري في طرابلس وتحديدا على المحال التجارية أصحابها علويون وهل هي خارجية أم طابور خامس فقال النائب زهرمان:"ما من شك أنه حين تقع المشكلة فهناك أفرقاء مستفيدون وهناك فريق وراء الفتنة ولا شك أن عددا من الأفرقاء تدخل الساحة ولكي نتجنب الموضوع فالطرح هو جعل المدينة مدينة منزوعة السلاح ولا حل آخر فإذا ما وضعنا البارود الى جانب النار فالمتوقع هو حصول انفجار في أي لحظة، هذا هو الجرح الموجود في طرابلس، مشيرا الى "أن الأهالي يدفعون الثمن وأطراف عدة تبقى على الخط للإستفادة من هذا الموضوع وكل ذلك لا يبرر وجود السلاح الثقيل على الساحة الطرابلسية. وعن الاتهام الموجه إليهم كتيار المستقبل بتزويد عناصر سنية في المنطقة بالسلاح وتهريب السلاح الى سوريا، أجاب:"كلامنا واضح جدا، فنحن كتيار المستقبل كلامنا منذ البداية جعل مدينة طرابلس منزوعة السلاح فلتتفضل الحكومة والأجهزة الأمنية ونحن نرفع الغطاء عن أي مسلح وهذا اكبر دليل على صدق النوايا وغير ذلك هو اتهام لا أساس له بهدف التعمية عن الموضوع الأساس وهو أن لدينا سلاحا موجودا على الساحة الطرابلسية مرتبط بمشروع إقليمي بمشروع ولاية الفقيه وبالنظام السوري".

وختم بدعوة رئيس الحكومة الى الإستقالة لأنه غير قادر على حماية مدينة طرابلس فالأمر خارج عن يده وهو شيئا فشيئا يفقد صدقيته. لذا فالأحسن له أن يستقيل".

 

النائب نضال طعمة: نرجو أن تجد قضية اللبنانيين المختطفين مسار حلحلتها

 وطنية - 4/6/2012 - هنأ النائب نضال طعمة، في بيان اليوم، باطلاق سراح المخطوفين من بلدة العبودية وقال: "نبارك اللبنانيين محمد المرعبي ومهدي حمدان بإطلاق سراحهما بعد أن كانت القوات السورية قد خطفتهما من داخل الأرض اللبنانية، ونهنىء ذويهما بسلامتهما، آملين أن "يبقى اللبنانيون آمنين في أرضهم وأن تلعب حكومتهم دورها الكامل في صون سيادة بلدهم". شاكرا كل الذين ساهموا في عملية الإطلاق وفي طليعتهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان". تابع: "ونرجو أن تجد قضية اللبنانيين المختطفين في حلب مسار حلحلتها، وأن يعود هؤلاء سالمين إلى الضاحية الجنوبية، فكل لبناني أينما كان وإلى أي منطقة انتمى سلامته عزيزة على كل شريك له في الوطن". كما أمل "ألا تبقى قضية اللبنانيين المغيبين قسرا في السجون السورية مسودة الأفق".

واعرب طعمة عن أسفه: "لأخبار تناقلتها بعض وسائل الإعلام، ونود عدم صحتها، تتحدث عن زحمة مغادرين سوريين على الحدود خوفا من تعرضهم لاعتداءات في لبنان"، مناشدا "جميع اللبنانيين أن يبقوا كما عرفهم كل العالم، خير من احترم الإنسان في حريته وضمان سلامته الشخصية، ولا بد من التمييز بين معظم العمال السوريين الفقراء، الذين يعملون لكسب لقمة العيش، وبين بعض المخالفين للقوانين الذين تقوم القوى الأمنية بواجباتها تجاههم". واعتبر انه في "إطار الحديث عن احترام اللبنانيين للكرامة الإنسانية، والتزامهم قيم السلام، يبدو أن جهودا حثيثة تبذل لإعادة إنتاج مشروع الحرب الاهلية في لبنان. وهنا التحدي الحقيقي أمام جميع القوى السياسية في البلد أن تستطيع رفع هذه الكأس عن البلد". وجدد مناشدة "كل قادة الأجهزة الأمنية في لبنان، ألا تتكل على غير غطاء مشروعية دورها ومسؤوليتها حفظ الأمن وضبط المخالفين وردعهم، وحما الله أبناءنا في الجيش وقوى الامن الداخلي، وقدم لهذا البلد ما ينتظره أبناؤه منذ زمن".

 

نواف الموسوي: لولا حكمة فريقنا السياسي واجراءاته لكان لبنان غرق في الحرب الاهلية وهو مدين للمقاومة في ذلك

وطنية - 4/6/2012 رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، خلال احتفال تأبيني في بلدة سلعا الجنوبية انه "لولا حكمة فريقنا السياسي والاجراءات السياسية والميدانية التي اتخذناها من الـ 2005 الى الآن مرورا بالـ 2008 لكان لبنان اليوم قد غرق بالحرب الاهلية وهو مدين للمقاومة في ذلك".

وتساءل: "هل ان من جير مقدرات الوطن لمصلحته او لشركاته الخاصة، وراح يقدمه سلعة يرهنها عند هذه الدولة الكبرى او تلك الدولة الاقليمية من اجل ان يتسيد هذا البلد ويسيطر على ثرواته وعلى نظم الحياة فيه، هو من كان بارا لوطنه، أم الذي أرخص المهج في سبيل تحرير هذا الوطن، وآل على نفسه تقديم التضحيات من اجل ان يبقى عزيزا"، معتبرا "أن هذا السؤال لا يحتاج الى كثير من العناء للاجابة، فالذين ضحوا من اجل وطنهم ولا زالوا يضحون هم الأجدر بنيل لقب ابرار الوطن، ومن احق بذلك من الذين استشهدوا ومن رجال المقاومة الذين مضى منهم، ومنهم من لا زال ينتظر وما بدل تبديلا".

وشدد الموسوي على "اننا لو كنا في بلد او دولة اخرى، لوجدنا ان هؤلاء المقاومين كانوا موضع التقدير والاجلال بل ان التقدير والاجلال يتحقق بالتقرب منهم، وأننا نستطيع ان نقرأ تاريخ اي شعب من الشعوب الحرة في العالم، فنكتشف ان كل شعب تعرض للاحتلال خرج من بينه ابطال لا زالت اسماؤهم حتى الآن مرصعة بذهب التقديس في دائرة شعوبهم، إلا اننا وفي هذا البلد ثمة عاقون لبلدهم لا يجدون غضاضة في رجم القديسين - وهذه من جملة مفرداتنا - ولا يجدون حرمة في التطاول على الابرار وعلى الشرفاء، فيعاكسون وجهة التاريخ ونصاب الأمر الحقيقي، ولا يجدون سبيلا الا الى النيل من من تجد عنده وقفة الاجلال والاحترام".

ولفت الموسوي إلى أنه "في الوقت الذي نسمع فيه من يقضي نهاره في التجني على المقاومة لانها لا زالت تحمل سلاحا، علينا أن نبحث عن السبب الذي اضطر شباب هذا الوطن على حمل السلاح من اجل تحرير ارضهم والدفاع عنها وتحرير وطنهم، وهو تخلي الحكومات المتعاقبة عن مسؤولياتها في حماية الجنوب، ولذلك اذا وجب محاكمة احد فيجب محاكمة من كان مسؤولا عن تسييب الجنوب وجعله مستباحا امام العدو الاسرائيلي الى حد ان أهالي الجنوب باتوا يطالبون في كل مناسبة بتسليحهم ولو بعصا".

اضاف: "اليوم نسمع مقولات ان حماية الوطن هي من مسؤولية الدولة، وهذا لا نقاش فيه ولكن النقاش هو في تعريف الدولة، أليست المقاومة بوصفها تعبيرا عن ارادة وحركة شعبية جزء من مفهوم الدولة؟ اما النقاش بحصرية السلطة باستخدام العنف فانها وان كان نظرية معتمدة منذ قرون، الا ان النظريات تتبنى وفق الحاجة، ولا تشكل قالبا قسريا يسقط على الوقائع ايا كانت، ولطالما كان يجري تكييف النظريات والمبادئ وفق الحاجات".

وسأل الموسوي "الذين يقولون ان مسؤولية الدفاع يجب ان تنحصر في الجيش اللبناني، هل قامت العهود والحكومات المتعاقبة بما ينبغي من اجل اعداد الجيش اللبناني لمواجهة العدوان الاسرائيلي، على الرغم من ان ظباط الجيش وجنوده وعلى الرغم من قلة العدة والعديد والتسليح، كانوا يبلون البلاء الحسن حين كانت توجه إليهم الأوامر لمواجهة هذا العدوان".

وتابع: "نسأل الذين يدعون الى حصر مهمة الدفاع بالجيش، قبل ان ننقاشهم في ان زماننا اصبح فيضه العلم العسكري الذي يتحدث عن وجوب اعتماد مبدأ الحرب اللا تناظرية، وينتظرون مناسبة او اخرى ليقف بعض نوابهم للمطالبة بطرده من الاراضي اللبنانية واعدام ضباط وافراد فيه وإقالة قائده، ويمنعونه عن القيام بواجب حماية المدنيين اللبنانيين من عسف مجموعات مسلحة واعتداءاتها، أهذا هو الجيش الذي تطالبون به حاميا وحيدا للوطن؟". اضاف: "اذا كنتم تمنعونه من الانتشار في احياء طرابلس لحماية العائلات المذعورة من التقاتل الداخلي، هل هذا هو الجيش الذي تريدون ان تعهدوا اليه بهذه المهمة وانتم لا تسلحوه ولا تكرموه وتمنعونه عن القيام بأدنى الواجب اتجاه اهله، وكيف تريدون تحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية وتدافعون عن الوطن ولا تسلحون الجيش أو تريدون سلاح المقاومة؟".

واعتبر الموسوي "اننا لا نتجنى اذا قلنا ان دعاة نزع سلاح المقاومة، يدعون على وجه الحقيقة الى القضاء على لبنان في وجوده بالاضافة الى سيادته ووحدته ونهب مقدراته، وأننا لو شئنا ان نضع على جدول اعمالنا القضايا التي يشكو منها اللبنانيون، لانحصرت هذه الاولويات في قلقهم من تطور حالة الاصطفاف التي تأخذ طابعا طائفيا ومذهبيا الى حرب اهلية وتقاتل داخلي، وأنه وبسبب سياسات التحريض المذهبي والطائفي التي اوصلت الى الاحتقان الذي تفجر في طرابلس، تخشى الناس من ان ينتقل هذا الاحتقان الى مناطق لبنانية اخرى"، مؤكدا ان "الذي اوصلنا الى هذا الحال هو نفسه الفريق المتجني على المقاومة والذي قامت سياسته على التحريض مذهبيا وطائفيا بهدف عزل المقاومة شعبيا في لبنان".

أضاف: "المسالة الثانية التي يعاني منها اللبنانيون ويقلقون في شانها هي تفاقم الازمة الاقتصادية الاجتماعية، والذي تسبب في هذه الازمة هو الذي اعتمد سياسات اقتصادية منذ ان استلم الحكم في العام 1992 الى الآن، والتي اوصلت البلد الى مديونية هائلة لحدود 55 مليار دولار دون ان تؤمن في المقابل لا تعليما ولا استشفاء ولا تيار كهربائي ولا ما الى ذلك من المقومات الاساسية التي يطالب بها المواطن اللبناني، والبعض ينتقد الحكومة فيما يتعلق بالرغيف والراتب وما الى ذلك، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو من الذي اوصل البلد الى هذه المديونية والفقر؟".

وتوجه الموسوي إلى من اعتبرهم "المتجنين على المقاومة من قبل ان يعرضوها امام المحكمة التي لاشرعية لها ليسائلوها عن سبب احتفاظها بسلاحها المنذور لتحرير الارض والدفاع عنها"، متسائلا عن "سبب تقصيرهم في حماية لبنان وفي تسليح الجيش اللبناني واعداده للقيام بهذه المهمة، وعن سياستهم التي فككت الوحدة الوطنية وضيعت الاستقلال الوطني بسياساتهم الارتهانية التي جعلت من جيفري فلتمان قائدا لهم في ثورتهم المزعومة، وفي سياساتاهم التي يتبعونها، وعن السياسات الاقتصادية التي افقرت هذا البلد وجوعت الناس فيه".

 

"الوطن" السورية تتهم السعودية بالتآمر لاحداث فتنة في لبنان   

اتهمت صحيفة "الوطن" السورية الاثنين السعودية بالتآمر لاحداث فتنة في لبنان، وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي اتهم دمشق بانها تسعى لتحويل النزاع الى "صراع طائفي". وكتبت "الوطن": "اذا كان سعود الفيصل يريد تبرئة نفسه وبلاده مما يحصل من اشتباكات في شمال لبنان ومن الخطط التي يشارك فيها وشركاؤه في التآمر لتحويل هذه المنطقة الى منطقة عازلة وطرد الجيش اللبناني لتصبح منصة للهجوم على سوريا وقتل السوريين فربما يتوجب عليه البحث عن افكار خلاقة اكثر". واضافت: "اذا كان يريد فعلا الحديث عما يجري في شمال لبنان فليحدثنا عن السلاح الذي يرسله وعن المقاتلين والمرتزقة الذين يمولهم هو وآل ثاني". واكدت انه آخر من يحق له الحديث عن الفتنة والصراعات الطائفية لأنه من المؤسسين للطائفية في العالم وممول لها ليس في سوريا فحسب بل في أرجاء العالم، مشيرة الى دور السعودية في الحرب الاهلية اللبنانية حين ساندت فئات على حساب فئات أخرى وكانت شريكة في سفك دماء اللبنانيين قبل أن تتدخل سوريا لتعيد بناء لبنان الدولة والجيش والمقاومة. ورأت الصحيفة ان سعود الفيصل تناسى ان بلاده كانت السباقة في الحديث عن الطائفية وممارستها وتشجيعها ونسي أن هناك من طالب في بلاده ايضا بهدم الكنائس المسيحية وتهجير المسيحيين وفرض اللون الواحد على الدول العربي.

 

سامي الجميّل: المؤتمر التأسيسي مَطلَبي.. ولا بد من صيغة جديدة تحفظ العيش المشترك 

موقع 14 آذار/أوضح منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أنه ومنذ انتخابه "لم يكفّ عن المطالبة بضرورة عقد مؤتمر وطني عام لكن مقومات نجاح هذا المؤتمر تفترض الأخذ في الاعتبار كل هواجس اللبنانيين وتأمين أجواء وطنية مريحة لانعقاده، وليس الشعور بان ثمة من يمارس منطق التخويف وفرض الشروط واستغلال المؤتمر لنوايا سيئة".

وقال الجميّل في حديث لصحيفة "السفير": "الترجمة العملية للاقتراح ترتكز على نوايا "حزب الله". هل يريدون الالتزام فعلا بسقف الدولة والقانون والمساواة مع الآخر؟ المدخل الطبيعي للمؤتمر هو حلّ مسألة السلاح، لكن حتى الساعة للحزب قواعد لعبة اخرى تقوم على التمسّك بمشروعية سلاحه". ورأى أن السيّد نصرالله "كبّ كلمة ومشى"، لكنه لم يوضح مضمون فكرته (حول عقد مؤتمر وطني تأسيسي يشكّل مدخلاً لولوج خيار "الدولة القوية")"، مضيفًا: "نحن لدينا ما نطرحه على طاولة النقاش. الحياد، اللامركزية الادارية الموسّعة، الدولة المدنية. لكن هم ماذا يريدون؟ ما رأي الحزب في المناصفة؟ هل يبقى سلاحه ابديا"؟ واذ أشار الى أن "الأمور لا يمكن أن تستمر بهذه الصيغة التي اثبتت فشلها"، قال الجميّل: "نحن ننتقل من دم الى دم، ومن كارثة الى كارثة. لا بد من صيغة جديدة تحفظ العيش المشترك".

وعن رفض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لـ"طاولة الحوار"، أجاب الجميّل: "قد لا نصل الى نتيجة من الحوار، لكن الكل يجمع أن الجمر تحت الرماد، ومن أسبوعين فقط كدنا نلامس الحرب الأهلية و"اقفال مناطق"، وتجدّد الإشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن هو سبب اضافي للتمسّك بالحوار". واذ أبدى تفهمه "لمنطق جعجع"، رأى الجميّل أن "مجرد الجلوس على طاولة واحدة، ينعكس ايجابا على الأرض، حتى لو لم تنفّذ مقرّرات الحوار السابقة"، معتبرًا أنه "لا بد من ترميم الواقع القائم واسترداد هيبة الدولة، وأهمية هذا الحوار أنه غير مشروط، والدعوة صادرة عن رئيس الجمهورية (ميشال سليمان)"، ومؤكدًا أن "اتصالات التنسيق مستمرة مع الحلفاء للوصول الى موقف موحد". من جهة أخرى، اعتبر الجميّل أن "سلاح الشمال هو ردّة فعل على السلاح الآخر"، مضيفًا: "هذا لا يعني اطلاقًا أنني أبرّره. لا بل أنا ضده، لكن السلاح يجرّ السلاح"، واصفًا ما حدث بعد اطلاق سراح (الذي اعتُقل في طرابلس على يد قوى الأمن العام بتهمة الإنتماء لمنظمات إرهابية) شادي المولوي بـ"الفضيحة بغض النظر عن حيثيات التوقيف ثم الافراج عنه، فإن الشاب عند خروجه اطلق النار ابتهاجًا امام الكاميرات والشهود وبحضور وزراء، واقل ما كان يمكن ان يحصل هو إصدار مذكرة توقيف بحقه".

وأردف الجميّل: "أصلا اذا لم يكن مدانًا لماذا جرى توقيفه، واذا كان متورطًا فعلاً لماذا تمّ الافراج عنه. هذا ضرب لهيبة القضاء والدولة".

ولفت الى أن "فورة السلاح تدفعه الى التذكير بالاولويات: نزع سلاح "حزب الله"، ونزع السلاح داخل المخيمات (وليس فقط تنظيمه) وخارجها وكل السلاح المنتشر في المناطق"، مؤكدا أن سلاح "حزب الله" طائفي، وهو يوصل الى السلاح المذهبي".

وعلّق الجميّل على قضية المخطوفين اللبنانيين الذين اختطفوا في حلب منذ أسبوعين، فاعتبر أن "ما حصل هو ربط للأزمة السورية بلبنان وانتقالها الى هنا".

الجمّيل الذي أكّد أنه "لا يتبنى بيان المجموعة الخاطفة الذي تحدث عن وجود 5 ضباط من "حزب الله" ضمن المخطوفين"، أشار الى أنه "في حال تبيّن صحة هذا الأمر، فهذا يعني أن هناك مشكلة كبيرة. حيث أن الفريق الذي يتهم المعارضة الـيوم بتهريب السلاح الى الداخل السوري والمشاركة في القتال، لديه عناصر تعمل مع النظام وتقاتل الى جانبه".

عن العلاقة مع (مقر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع) معراب، قال الجميّل: "العلاقة مع معراب أفضل من أي وقت مضى، خصوصا بعد اللقاء الأخير مع جعجع، حيث تمّ تجاوز سوء التفاهم".

وإذ أكّد أن "التواصل قائم مع جعجع"، قال الجميّل: "ليس المطلوب أن نكون حزبًا واحدً، لكل واحد منا رأيه واسلوبه، لكن على صعيد المبادئ والاهداف هناك اتفاق تام".

وردًا على الأجواء المروّجة لتقارب محتمل في الانتخابات المقبلة بين "الكتائب" و"التيار الوطني الحر" على حساب "القوات"، أوضح الجميل "الا تحالفات انتخابية بل سياسية، وطالما ليس هناك اتفاق سياسي لا مجال للتحالف الانتخابي"، مضيفًا: "لكن هذا لا يمنع العلاقة الجيدة مع جميع القوى السياسية لأننا نؤمن بمنطق الحوار".

 

خالد ضاهر ردا على عمر كرامي: من اغتال شقيقك هو النظام السوري وليس سمير جعجع

علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر على دعوة الرئيس عمر كرامي الى إعادة النظر بالعفو العام عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، فدعا الى فتح ملفات الحرب اللبنانية لتحديد مسؤولية كل طرف شارك بها سواء سياسيا ام عسكريا، ولفصل الخيط الأسود عن الأبيض ووقف عملية رمي الاتهامات جزافا كل على الآخر، مؤكدا للرئيس كرامي ان من اغتال شقيقه الرئيس الشهيد رشيد كرامي هو النظام السوري وليس سمير جعجع، وذلك نتيجة امتعاض النظام المذكور من محاولة الرئيس رشيد كرامي التمهيد لاتفاق مع القيادات المسيحية آنذاك كالرئيس الراحل كميل شمعون وبيار الجميل في محاولة لإنقاذ البلاد، وهو ما لم يستسغه النظام السوري انطلاقا من مخططه بإحداث فتنة بين اللبنانيين تمكنه من الإمساك بلبنان على قاعدة "فرّق تسد".

واشار ضاهر في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية الى انه قبيل اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي علمت المخابرات السورية ان الأخير يستعد للانتقال من طرابلس الى بيروت للقاء القيادات المسيحية، فسارعت قيادة نظام الرئيس حافظ الأسد آنذاك الى الإيعاز لأحد ضباطها الأمنيين بمنع الرئيس كرامي من الوصول الى بيروت، فقام الأخير بتفخيخ مروحيته وبالتالي اغتياله، وقال: "من اغتال الرئيس الشهيد رشيد كرامي هي المخابرات السورية وليس د.سمير جعجع، وأذكّر الرئيس عمر كرامي بأن النظام السوري الذي اغتال الرئيس الشهيد رشيد كرامي اغتال ايضا المفتي حسن خالد والشيخ صبحي الصالح والشيخ احمد عساف وناظم القادري وغيرهم كثر من القيادات السنية، وصولا الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تلاه النائب الشهيد وليد عبدو".

من جهة اخرى، رأى الضاهر ان دعوة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله لإنشاء مجلس تأسيسي لبناء دولة قوية قبل ان يبدأ ضرب المدافع، يؤكد مسعى الحزب الى نسف اتفاق الطائف لتغيير المعادلة اللبنانية من المناصفة الى المثالثة، وذلك بحكم فائض القوة الذي يشعر به الحزب، بمعنى آخر يعتبر الضاهر ان دعوة نصرالله هذه مسمومة ومفخخة، إذ تحمل في خلفياتها وأبعادها الخطوة الثانية من الطموحات والأطماع الفارسية في المنطقة العربية، التي بدأت بالأمس بإدخال السلاح وتخزينه خارج نطاق الشرعية وتحت شعار مقاومة العدو الإسرائيلي، وتستكمل اليوم بإنشاء مجلس تأسيسي منتخب، لتنتهي فيما بعد بمجلس ثورة كما هو حاصل في إيران اليوم، وهو ما سينسحب لاحقا على البحرين، حيث تحاول الدولة الإيرانية و"حزب الله" دعم المتمردين الشيعة على الحكم.

ولفت الضاهر الى ان اكثر ما دعا الى السخرية في كلام السيد نصرالله هو دعوته لبناء دولة تحكمها القوانين، في وقت استباح فيه حزبه القانون والدستور وفرض على اللبنانيين خياراته ومساراته السياسية ذات الاتصال بالمحاور الإقليمية، متسائلا: "عن أي قانون يتكلم السيد نصرالله، هل هو قانون اقتناء السلاح خارج نطاق الشرعية، ام هو قانون القمصان السود والترهيب والتهديد والانقلابات السياسية واحتلال بيروت وفرض معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" على البيانات الوزارية، ام قانون الدويلة المقفلة في وجه الأجهزة الأمنية وقوى الجيش وتمديد شبكات الاتصالات الخاصة به، ام قانون اعتقاله لقرار الحرب والسلم؟"، مؤكدا ان لبنان لم يعد يحتمل زمنيا واقتصاديا واجتماعيا مغامرات "حزب الله" وحليفه العماد عون، بدليل ورود التقارير الاقتصادية التي تؤكد قرب غرق الدولة على جميع المستويات نتيجة سياسة حكومتهما غير المعنية سوى بتوفير الغطاء اللبناني للنظامين السوري والإيراني.

وأكد النائب الضاهر ان نصرالله تنبه لدنو انهيار منظومته الإقليمية، فسارع الى تقديم الاقتراح المشبوهة التي تؤمن لحزبه وسلاحه حصة وازنة في قيادة القطار القادم الى المنطقة على سكة الربيع العربي، معتبرا بمعنى آخر ان نصرالله يدعو الى الحوار ودون شروط لتطوير نتائج الثورة السورية والالتفاف على ما ستحمله معها من متغيرات على مستوى المنطقة، وذلك عبر مراهنته على حوار يسبغ سلاحه بشرعية شعبية وسياسية، ومؤكدا له ان قوى "14 آذار" لن تذهب الى حوار الا للبحث بالسلاح غير الشرعي عن كل السلاح وفي طليعته سلاح حزب الله، وذلك إيمانا منها بأن قيام الدولة الفعلية يبدأ بتطبيق الدستور الذي أناط بالمؤسسة العسكرية وحدها حصرية حمل السلاح واقتنائه، وما دون هذا البحث سيكون مجرد مضيعة للوقت، وعامل تخدير للبنانيين، واشار الى ان قوى 14 آذار ستقدم للرئيس العماد ميشال سليمان مذكرة تحدد فيها اسس نجاح الحوار وضمان تنفيذ مقرراته.

وأضاف النائب الضاهر ان دعوة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى حوار بين اللبنانيين، ناتج عن حرصه على لبنان دولة وشعبا ومؤسسات دستورية بكل ما لمقومات الدولة من معنى، متمنيا على الفريق الآخر اي "حزب الله" وحلفائه في "8 آذار" ملاقاة هذه الدعوة بصدق مماثل وبشفافية كبيرة توازي شفافية حرص الملك عبدالله على لبنان، متمنيا ايضا وقف الحملات الإعلامية ضد هذه الدعوة الصادقة والمخلصة للعاهل السعودي والتعاطي معها بمسؤولية ووطنية من خلال التسليم بوجوب قيام الدولة والانتهاء عن تقديم المصالح الخاصة والإقليمية على مصالح لبنان وشعبه ومؤسساته.

* الأنباء الكويتيّة

 

 فصل سابع وتسليح "الجيش الحر"

علي حماده/النهار

كان يجب أن تحدث مجزرة الحولة حتى يستفيق العالم من سباته الذي استمر وقتا طويلا في المدة الاخيرة. ومع ان المجزرة التي حصدت مئة شخص نصفهم من الاطفال والنساء ذبحوا بالسكاكين على يد شبيحة النظام في سوريا، فإنها عدا وحشيتها كانت نقطة في بحر الدماء السورية التي وصل عدد شهدائها الى ثلاثة عشر الفا، ما عدا المعتقلين الذين يقال ان قسما كبيرا منهم جرت تصفيته واخفاء جثثه.  اننا امام نظام وحشي ينتمي الى عصر آخر، ويستلهم وسائله الاجرامية من تراث معروف المنابع والاصول، ولا حاجة الى التذكير بوحشية الاب المؤسس. في الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في الدوحة يوم أمس السبت، كان منطلق البحث بين المبعوث الدولي العربي كوفي انان واركان التحرك العربي الاساسيين، أي دول مجلس التعاون الخليجي، ايجاد طريقة مثلى لفرض الخطة السداسية التي يدرك كل من اطلع عليها انها مستلهمة من الخطة العربية التي أقرتها الجامعة العربية في مرحلة سابقة، مثلما هي مهمة المراقبين الدوليين المستلهمة من مهمة المراقبين العرب. انان أفهم المجلس الوزاري العربي في الجلسات المغلقة ان المطلوب هو فرض الخطة ولا سيما منها البند الاول المتعلق بوقف القتل وسحب الجيش من المدن والقرى قبل أي حديث عن بنود سياسية. فالوضع بلغ منعطفا خطيرا كما سبق أن أبلغ انان بشار الاسد خلال لقائه الاخير به في دمشق. من هنا فكرة ربط الخطة بالبند السابع من شرعة الامم المتحدة من خلال استصدار قرار من مجلس الامن. ووحدها هذه الطريقة، بحسب أنان، يمكنها وقف الانزلاق المتسارع نحو نزاع شامل اهلي يمكن ان يتوسع ليغرق الاقليم كله في حرب او سلسلة حروب. لقد وصلت الامور الى نقطة اللاعودة بين الشعب السوري الحر والنظام. واليوم يمكن اختصار الصراع بأنه صراع ارادات، إذ ان كل طرف يضغط من أجل أن يكون الطرف الآخر أول من يصرخ. حتى الآن يبدو ان بشار قرر الحرب بلا هوادة، تسانده في ذلك ايران وتغطّيه روسيا. وثمن هذا القرار شلال من الدماء السورية وعسكرة شاملة للثورة لا بد لها ان تدمر البلاد وبناها تحتية وتعيدها خمسين عاما الى الوراء من الناحية الاقتصادية الانمائية. ولكن ما يعوز بشار في نهاية الامر هو التوازن الديموغرافي، أي البحر الذي يمكنه ان يسبح فيه، وهو واقعاً بحر معادٍ وسيبقى معاديا. إن اللجوء الى الفصل السابع من أجل فرض تنفيذ خطة انان جيد من الناحية النظرية، ولكن الفصل السابع ينبغي ان يقترن بإرادة جدية للتدخل العسكري في حال عدم الالتزام. وفي الاثناء، يواصل بشار قتل السوريين بالمئات والآلاف. بناء عليه، لا مناص من تسليح شامل لـ"الجيش السوري الحر"، ودعم الثورة ومدّها بكل الوسائل المادية والمعنوية لكي تواجه قتلة الاطفال. هذه هي مهمة العرب، ولا سيما منهم الاغنياء: ان يسلحوا "الجيش الحر" كأن شيئا لم يكن، لان بشار لن يوقف القتل قبل ان يسحق.

 

قداس في ذكرى المبعدين إلى اسرائيل/المطران الحاج: السلام بالمصالحة وتنقية الذاكرة

"النهار" /ترأس راعي أبرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج قداساً في كنيسة السيدة في عين ابل،  في الذكرى الثانية عشرة (ذكرى المبعدين) للجوء بعض ابناء "الحزام الأمني" ابان الاحتلال الاسرائيلي لجزء من الجنوب، الى اسرائيل في أيار عام 2000. وعاونه لفيف من الكهنة.

وحضر القداس رئيس اقليم بنت جبيل الكتائبي ميلاد حبوب ممثلاً الرئيس امين الجميل، والسيد ايلي يزبك ممثلاً النائب سامي الجميل، ورئيس بلدية عين ابل فاروق بركات دياب واعضاء المجلس البلدي، ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلون لمنظمات شبابية وطالبية واهالي المبعدين من قرى الجنوب.

وبعد الإنجيل ألقى المطران الحاج عظة قال فيها: "ارادت الشبيبة ان نجتمع ونصلي من أجل أهلنا وأحبائنا الذين هم عظم الحدود تحت عنوانين الاول عدم نسيان هذه القضية، والثاني لأن هذه القضية المعقدة لا تحلها سوى الصلاة، "كي لا ننسى" الأعزاء نفكر بهم باستمرار، هؤلاء الاشخاص لهم جذور عميقة في هذا البلد وارتباطات دم وقربى بالوطن لا يمكن تخطيها بسهولة لأننا لا نريد ان ننسى قضيتهم.

نجتمع اليوم للصلاة من اجلهم، هذه المسألة معقدة، واي قضية في لبنان ليست معقدة  خصوصاً اذا كانت في حاجة الى اجماع من الداخل وهي دقيقة ولها تشعبات كثيرة ومطلوب من كل اللبنانيين ايجاد حل مرضي لها ، وهذا امر يتطلب جهداً وابداعاً.

انا اتصور ان هذه القضية مرتبطة ارتباطاً كبيراً بالسلام داخل لبنان، وهذا السلام لا يوجد له حتى الآن عمل علمي ومتابعة جدية (...) والمشكلة ان السلام لا يتم الا بأمرين: اولاً المصالحة وثانياً تنقية الذاكرة وهما الاساس لحل كل مشاكلنا، لبنان لم ينطلق جدياً حتى اليوم لانه غير مبني على السلام المبني على المصالحة الحقيقية بالعمق والتي تفرض التسامح والتي اساسها المصالحة بين الانسان وربه.  ذاكرتنا المشبعة بالحرب علينا تنقيتها للدخول الى صناعة التاريخ والسلام، علينا الوقوف امام التاريخ بجرأة وشجاعة نعترف بأخطائنا التي سببت الأذية لغيرنا وعلى كل فريق في لبنان ان يقف امام الله وذاته وتعاليم الله والنظر بموضوعية الى اخطائه وابداء استعداده لمسامحة اخطاء الآخر والمسامحة تعني الانطلاق الى فتح آفاق المستقبل".

وبعد القداس أقيم احتفال في ساحة الكنيسة عرف له السيد انطون دياب ثم عرض فيلم وثائقي عن المبعدين في اسرائيل على وقع أغنية "لبنان بعيوني دمعة" اصدرها المبعدون لهذه المناسبة، وألقت السيدة لوريس اندراوس حداد كلمة باسم أهالي المبعدين وحمل المشاركين شموعاً تحمل كلمات أغنية ذكرى المبعدين.

 

بشّار الأسد يتباهى أمام العالم بـ"خصوصيته" في تاريخ الاستبداد

وسام سعادة/المستقبل

هناك أمور مؤكّدة، وتكفي وحدها للإشارة إلى الوجهة الأساسيّة للأحداث. مثلاً، من المبتوت فيه تماماً أنّ ما من ديبلوماسيّ سوريّ طردته عاصمة غربية سيعود إلى حيث كان.

مثل آخر، أنّ أعضاء مجلس الشعب السوريّ الجديد يمكن أن يتسابقوا على خلع الألقاب والأوصاف التعظيميّة التقليديّة للطاغية، كما كانوا يخلعونها على والده الطاغية، إلا لقباً واحداً.

فمن يجرؤ بين أعضاء مجلس الشعب السوريّ على وصف بشّار الأسد بأنّه "باني سوريا الحديثة" أو "صانع سوريا الحديثة" كما كان النظام البعثيّ وزبانيته وأعلامه يردّدون ليلاً ونهاراً؟

الجواب بسيط: لا أحد. ولو وجد عضو في مجلس الشعب وقع في هذه الورطة، لأحيل إلى مجموعة من الشبيحة يصلحون أمره بمعرفتهم. فمهما كان انفصال بشّار الأسد وربعه عن الواقع، وتصويرهم إيّاه على نقيض ما هو، إلا أنّهم لا يستطيعون وصف بشّار الأسد حالياً بأنّه "باني سوريا الحديثة" و"صانع سوريا الحديثة" كما كانوا يقولون عن والده. كما أنّ بشّار الأسد يمكنه أن يعد السوريين بـ"النصر" في مواجهة المؤامرة والإرهاب لا فرق، لكنه لا يملك أن يعدهم بما سبق أن وعد حسن نصر الله به أهل الضاحية الجنوبية في أواخر حرب تمّوز بأنّها ستبنى لتكون أجمل بعد الحرب. المختصر المفيد من كل هذا، أنّ النظام البعثيّ برئيسه وبرلمانه وإعلامه لا يملك غير التسليم ضمنياً في الوقت الحالي، بأنّ بشّار الأسد هو "مدمّر سوريا الحديثة".

فما يفعله بشّار الأسد ليس فقط قتل الناس، جامعاً الهمجية من طرفيها، أي من أكثر الوسائل الجرمية بدائية إلى أكثرها فتكاً، بل أيضاً "تدمير الحجر" في سوريا، ومحاصرة قدرة هذا البنيان والكيان على الإستمرار والعيش. التعطّش للدماء ينبغي ألا ينسينا هذا التعطّش الذي لا يقلّ ضراوة للهدم. في التجربة اللبنانية أيضاً، كان بشّار الأسد يربط بين سياسة "التنكيل" بالناس من ناحية، مع سياسة "إحراق البلد". لكن ما حصل بشكل جزئي في التجربة اللبنانية، يسعى بشّار الأسد الى تحقيقه بشكل كلّي في التجربة السوريّة: التنكيل بشكل واسع، يترادف مع التهديم على أوسع نطاق.

ما لا يفهمه بشّار الأسد هنا أنّه بذلك يقطع بيده الشريان الذي يصله بالإستبداد الشرقيّ. فهذا الإستبداد يبني حجيّته في الأساس على تصوير المستبدّ على أنّه "صانع العمران" و"باني المدن والسدود والجسور". قبل بشّار الأسد، كان كثير من مستبدّي الشرق يتفاخرون بأنّهم في استطاعتهم محو نسبة من شعبهم من أجل صهر المجتمع في بوتقة إستبدادية عمرانية، لكن بشّار الأسد يتفاخر فقط بأنّ في استطاعته محو هذه النسبة من شعبه لا لشيء، إن لم يكن الهدم لذاته. ما يميّز بشّار الأسد بين كل مستبدّي الشرق في القديم والجديد، أنّه لم يرغب يوماً في بناء شيء، وأنّه وجد نفسه لاحقاً يهدّم كلّ شيء تقريباً، كما لو كان يخوض الحرب في مستعمرة تتبع لنظامه ما وراء البحار!

بشّار الأسد يسدي بذلك أثمن خدمة للعقل العربيّ باتجاه تحريره من منظومة الممانعة، من حيث هي منظومة الإستبداد الشرقيّ في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وهذا يتضح ايضاً من خلال الخلطة العجائبية التي أعملها الطاغية في كلمته أمام حفل الدمى بالأمس، حيث دمج النظريّة الممانعاتية التقليديّة، أي نظرية "المؤامرة"، أي تآمر الغرب من خلال المطالب الديموقراطية والتحررية على الشعوب والطعن في وفاء هذه الشعوب لقياداتها المجرّبة، مع النظرية الغربية حول الإرهاب، في زيّها الأكثر يمينية ومحافظة وغطرسة بإزاء العرب. بعد أنّ ظلّ حافظ الأسد يتذاكى دهراً حول تعريف مفردة "الإرهاب" وما يقصد بها ومن تشمل، انتهى نجله بشّار إلى الإلتزام حصرياً بنظريّة "الإرهاب" بالشكل الذي يسوّقها عتاة اليمين في أميركا واسرائيل، انما جنباً الى جنب مع ردّه هذا الإرهاب إلى أحد افرازات "المؤامرة" الإمبريالية الرجعية التي تتعرّض لها سوريا.

فأنى لرجل أن يكمل حربه على شعب ثائر بثلاثية تقديم نفسه على أنّه مهدّم سوريا الحديثة، ولا يملك من مبرّر لاستمراره إلا الجمع بين مخلّفات نظرية "الإرهاب" بالشكل الأكثر اسلاموفوبية الذي يمكن أن تطرح فيه (مئات آلاف الإرهابيين المنتفضين بالصدور العارية والهتافات الجيّاشة..) وبين مخلّفات نظرية "المؤامرة"؟ طبعاً، كلّها من علامات الترنّح، الا اذا كان بشّار الأسد يمنّي نفسه في مكان ما، بأنّ حرباً إقليميّة شاملة يمكن ان تنقذه، حيث توزّع الدمار على جميع بلدان المنطقة.

 

اسرار وشكوك :ماذا حصل في "أعزاز" مع الزوّار اللبنانيين العائدين من إيران؟

الاحد 3 حزيران (يونيو) /الشفاف

كثر الكلام في المواقع الاعلامية والسياسية عن حادثة خطف الحجاج الايرانيين في منطقة أعزاز التابعة لمحافظة حلب وبعد بوابة السلامة الحدودية التي تسيطر عليها الدولة بمئات الأمتار.

“كلنا شركاء ” لا تدعي ادعاء الحقيقة ولكنها على الأقل تثير تساؤلات حقيقية وردت إلى كلنا شركاء من أهل أعزاز، وأهل أعزاز أدرى بشعابها !

أول الشكوك التي أثارها أهل أعزاز ، هوية المختطفين الذين أعلن أنهم من خطف هؤلاء الحجاج، فهذه الكتيبة وعمار داديخي بالذات معروف في أعزاز أنه من مافيا التهريب المعروفة والتي كانوا يشاركونها مع أولاد الناعس ومصطفى التاجر وهؤلاء معروف علاقاتهم مع الدولة والمخابرات وأعمالهم القذرة في التهريب والتشبيح , وأقل شاب في اعزاز يعرف تاريخ هذا الرجل ، لذلك أن كانت الاتهامات صحيحة له بالخطف فهذا يؤكد أن الخطف صار بتنسيق بين المخابرات وحزب الله وهؤلاء الأتباع لهم، رغم أن هذا الرجل صرح مراراً أنه معارض للنظام لكنه لم يقبل أبداً من أي عنصر من عناصر الجيش الحر في المنطقة.

الشك الثاني هو في قدوم هذه القوافل من الحجاج من هذا الطريق وبهذا التوقيت بالذات بعد أن كانت هذه القوافل مقطوعة ، فأهل أعزاز يعرفون أن الحجاج الايرانيين منعوا من القدوم عبر البر بتحذير من قادة حزب الله وهو ما اعترف به قادة الحزب، كما ان اهل أعزاز يعرفون تماماً أن أغلب القوافل التجارية والمدنية على هذا الطريق قليلة جداً خلال الأشهر الأخيرة ، بعد تدهور الأمن في هذه المنطقة، إلى درجة أن طريق (حلب _ السلامة )وطريق (حلب _ ادلب) صار من أخطر الطرق حتى في غرفة تجارة حلب التي طلبت من الدولة تجهيز كتيبة أمنية لحماية قوافلهم وعلى حسابهم الخاص من تجار حلب،

يسأل أهل أعزاز: من الذي يسمح لهؤلاء بالخروج براً في رحلة الحج طالما أن الحزب حذر رؤساء القوافل من الطريق البرية؟

ويضيفون: الذي صرح لهؤلاء وسمح لهم بالخروج براً إلى ايران عبر تركيا وسوريا وعلى أخطر طريق، سمح لأنه متأكد أن هؤلاء سيكونون تحت حماية الدولة ورعاية الأمن والشبيحة لذلك كانت كل تصرفات حزب الله وأهالي الضحايا لا تتوافق مع حزب يتعامل مع مختطفين خطرين بل وكأنه يتعامل مع مختطفين بالتعاون معه، فالطيارة الأولى لهؤلاء الحجاج إلى مطار بيروت كانت تتحدث ألفاظ استفزازية للخاطفين ، مثل التهديد بالسحق أو الاستهزاء بالحرية أو الحديث أن هؤلاء أعداء سوريا وهي مالا تحصل في أي حادثة خطف ولا في المجالس العامة ولا في الاعلام ، فهل هناك أم أو زوجة في العالم يخطف زوجها وهي تكيل المديح لرئيس حزبها والشتائم للمختطفين، فالمفترض أن تكون في أسوأ ظروفها ولا تفكر الا في حماية قريبها المخطوف بالسكوت على الأقل .

الشك الثالث: هو في تناقض الأخبار الأولى، فاحدى النساء تحدثت عن سيارة كانت تلحق هؤلاء الحجاج من أول الحدود، وهذه السيارة هي من أوقفتهم في منتصف الطريق ، فكيف تلاحقهم سيارة من بوابة حدودية تابعة للدولة والجيش كله منتشر هناك ولا يعترضهم أحد.؟

ثم خرجت امرأة أخرى لتصرخ على الشاشة أن الرجل الذي أوقف الباص هو عمار الواوي وقد عرفته من التلفزيون، بينما أغلب أهل أعزاز يعرفون أن النقيب عمار هو خارج حلب كلياً.

يضاف إلى هذه التناقضات، ما سربه عدد من أهل أنطاكية لأقربائهم السوريين أن هؤلاء الحجاج موجودون عند المافيا التركية والتي لها علاقات جيدة جداً مع حزب الله في تجارة السلاح وتجارة المخدرات في جنوب افريقيا والخليج، حيث أن هذه المافيا معروفة تماماً في تركيا .

أين تكمن العقدة في حل قضية المختطفين؟؟

يتحدث أهل اعزاز أن الأمور كانت في البداية تجري كما خطط له ولكن شيئاً ما حصل وقد أخر وعطل تسليم المختطفين وهم يطرحون عدة احتمالات منها:

1_ أن من خطف هؤلاء كان أحد العصابات التي تنشط في المنطقة في التهريب , ووعدوا بالمال مقابل ذلك وأن ضابط الارتباط من المخابرات السورية الذي أقنع هؤلاء بأنه ضابط منشق وأنه سيدفع لهم ما يريدون من مبالغ اذا سلموه المختطفين ،لأنهم ضباط شيعة , لكن التفاصيل الاعلامية التي خرجت على الاعلام جعل هؤلاء يشعرون بأنهم تم التغرير بهم من ضابط مخابرات بعد أن نفى قادة الجيش الحر علمهم بالعملية، فأغلقوا هواتفهم وغيروا أماكن تواجد المختطفين ويتحدث البعض أنهم أدخلوهم تركيا، وهذه العصابات معروفة في تركيا بعلاقاتها مع المافيا ولا سيطرة للدولة التركية عليها ولذلك هناك صعوبات كبيرة تعترض تسليمهم .

2_ أن من خطف هؤلاء هم عصابات متعاونة مع المخابرات السورية وبدون علم حزب الله وكانت تريد توتير الأجواء الدولية من وراءها على ان يتم تسليمهم خلال ساعات , لكن دخول سعد الحريري وداوود أغلو والطرف السني اللبناني بقوة على الخط جعلهم يعيدون حساباتهم من أجل صفقة أخرى طائفية يفكرون بها وستكشفها الأيام.

3_ أن من خطف هؤلاء هم عناصر تدعي انها من الجيش الحر ولكنها ليست على علاقة بباقي كتائب الجيش الحر وقد أبلغ هؤلاء أن هؤلاء الأشخاص هم ضباط من حزب الله ولذلك تم خطفهم من أجل توريط الجيش الحر في حرب مع عناصر اقليمية في المنطقة توسع جبهاته…

كلنا شركاء تذكر أغلب ما يتردد في المنطقة لكنها لاتتبنى أياً منها وذلك لكثرة الاختراقات والصفحات والجماعات الوهمية في سوريا، ولكن مع ذلك تبقى هناك شكوك حقيقية في هذا الموضوع ستكشفه الأيام.

كلنا شركاء

 

تل أبيب تنشر صواريخ نووية على غواصاتها /خامنئي: أي هجوم على إيران سينزل "كالصاعقة" على إسرائيل

 طهران, برلين - ا ف ب, يو بي اي: حذرت ايران مجدداً من مغبة اي هجوم على مواقعها النووية, رداً على عودة اسرائيل والولايات المتحدة إلى التلويح بالخيار العسكري, حال فشل الديبلوماسية.

وهدد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي, أمس, بأن اي هجوم اسرائيلي على منشآت ايران النووية "سيسقط كالصاعقة على رأس" الدولة العبرية, متهماً الدول الغربية بـ"الكذب" بشأن الخطر النووي الايراني.

وقال في خطاب بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني "إذا كان القادة الصهاينة يتحدثون عن تحرك عسكري (ضد ايران) فلأنهم يشعرون بالرعب وهم اليوم أضعف من اي وقت مضى", محذرا من "ان اي قرار سيء سيسقط كالصاعقة على رأسهم".

واتهم الغربيين بإثارة "كذبة الخطر النووي الايراني" لسبب واحد هو "انهم يخشون ايران الاسلامية", معتبراً أنهم يتخذون "موقفا غير منطقي" حيال الملف النووي الايراني الذي "يضخمونه بأكاذيب للتستر على مشكلاتهم".

ومن دون الإشارة مباشرة الى محادثات موسكو منتصف الشهر الجاري, أكد خامنئي أن إيران "لن تتوقف على طريق التقدم السياسي والعلمي او التكنولوجي" على الرغم من التهديدات والعقوبات, مشيراً إلى أن العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضها الغربيون "ليس لها اي آثار ولا يمكنها الوقوف في وجه الشعب الايراني".

ويأتي خطاب خامنئي غداة تحذير كبير مستشاريه العسكريين القائد السابق للحرس الثوري يحيى رحيم صفوي من أن طهران ستستهدف القواعد الأميركية في المنطقة والسفن الأميركية في مياه الخليج وبحر عمان, رداً على أي هجوم ضد منشآتها النووية.

وفي اقرار هو الأول من نوعه رسمياً, أكد صفوي ان "حزب الله اللبناني (حليف طهران) الذي يملك آلاف الصواريخ سيوجهها على الأرجح ضد النظام الصهيوني" اذا هوجمت إيران.

في المقابل, كشف تقرير ألماني أن إسرائيل تسلح غواصات من نوع "دولفين" اشترتها من ألمانيا بصواريخ "كروز" تحمل رؤوساً نووية, وأن الحكومة الألمانية كانت تعلم مسبقاً بأن إسرائيل ستزود هذه الغواصات بأسلحة نووية.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية ان برلين سلمت 3 غواصات لإسرائيل وتقوم ببناء 3 أخرى بحلول العام 2017, وأن إسرائيل تزود الغواصات بصواريخ "كروز" ذات رؤوس نووية.

وأضافت أن الحكومة الألمانية تعلم منذ عقود ببرنامج إسرائيل لتسليح هذه الغواصات, التي بنيت في موضع بناء السفن "أتش دي دبليو" في مدينة كييل, بصواريخ نووية, رغم النفي الألماني الرسمي لذلك.

ويمكن إطلاق هذه الصواريخ باستخدام نظام إطلاق هيدروليكي سري.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك للمجلة إن على الألمان أن يشعروا بالفخر لأنهم ضمنوا وجود إسرائيل منذ سنوات طويلة. واشارت "دير شبيغل" إلى أن ألمانيا تمول ثلث كلفة بناء الغواصات أي حوالي 168 مليون دولار, وتسمح لإسرائيل بأن تؤجل الدفع حتى العام 2015. وكشفت أيضاً أن المستشارة أنجيلا ميركل ربطت تسليم الغواصة السادسة بعدد من الشروط بينها وقف سياسة التوسع الإستيطاني والسماح باستكمال معمل معالجة المياه الآسنة في غزة الذي تمول ألمانيا جزءاً منه. 

 

الكلام الإيراني عن صواريخ "حزب الله" يضيف تعقيداً إلى الدعوة الحوارية

روزانا بومنصف/النهار

لفت مراقبون متابعون قبل يومين قول الجنرال يحيي رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية إن "ايران سترد عسكريا على اي هجوم على منشآتها النووية وان كل الاراضي الاسرائيلية في مرمى صواريحنا و"حزب الله" اللبناني الذي يملك آلاف الصواريخ سيوجهها على الارجح ضد النظام الصهيوني". توقيت الكلام الايراني عشية دعوة الرئيس ميشال سليمان الى طاولة الحوار تتناول من بين ما ستتناوله او في مقدمها موضوع سلاح الحزب يدخل عناصر تعقيد اضافية الى المشهد السياسي في لبنان وهذه الطاولة، خصوصا في ضوء المسعى او الجولات التي يقوم بها رئيس الجمهورية محفزا على دعم لبنان والحوار فيه. وكانت في مقدم زياراته المملكة السعودية التي شكلت دعوة ملكها الى معاودة الحوار مدخلا الى عودة هذا الحوار الى الواجهة، فيما تظهر ايران كما يفهم البعض المواقف الايرانية بين وقت وآخر كأنها بديل موضوعي من غياب سوريا عن واجهة التوازنات السياسية في لبنان، علما ان الكفة لا تزال راجحة لمصلحتها في ظل استمرار الحكومة الحالية.

وبحسب هؤلاء المراقبين، فإن الموقف الايراني الذي يهدد بسلاح الحزب دفاعا عن ايران يقوي المنطق الذي تقول به المعارضة من ان لا جدوى من حوار في هذه المرحلة معروفة نتائجه سلفا لكون هذا السلاح ليس محلي الهدف، انما هو سلاح اقليمي في الدرجة الاولى او لغايات اقليمية. وهذا الموقف الايراني يضعف من حيث شاء الايرانيون او لم يشأوا منطق الحزب في هذا الاطار وموقعه ايضا.

ففي ظل ما يجري من استقطاب طائفي ومذهبي في المنطقة الى جانب الصراع او التوتر القائم بين ايران والدول العربية، ليس واضحا بالنسبة الى المراقبين المعنيين اذا كانت صياغة الموقف الايراني بهذا الوضوح ونسبة سلاح الحزب الى اهداف ايرانية فقط او حصره في واقع ان سلاحه هو ذراع ايران القريبة من الحدود مع اسرائيل، تساعد الحزب او لا تساعده في بيئته. كما ليس واضحا تماما ما اذا كانت الاوراق باتت تلعب على المكشوف من دون اي تورية او انها لم تعد في حاجة الى ذلك. ففي ظل هذه المعطيات المباشرة ثمة من يقول إن رئيس الجمهورية، وفي ظل دعوته الى الحوار غير المنسقة مع الافرقاء المدعوين اليه، يواجه مأزقا اضافيا في حال كان جدول الاعمال الذي حدده للحوار خارج البحث على ما يبرز في الكلام الايراني.

 

بري والشيخ أمين

يقال نت/قال رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الحضور الى طاولة الحوار  لـ"النهار": "أنا طالع والشيخ أمين الى قصر بعبدا"، وذلك تعليقاً على اعلان الرئيس أمين الجميل مشاركة حزب الكتائب اللبنانية في الحوار. إلا أن النائب سامي الجميل، أوحى بعكس ذلك، عندما سأل في "السفير": «إذا كان لأسباب امنية، لن يشارك السيد حسن نصرالله ولا نبيه بري ولا سعد الحريري ولا أمين الجميل ولا سمير جعجع في الحوار... فمن الذي سيشارك»؟ وقال الجميل:"إما يحضر الصف الأول من جميع الجهات أو يغيب الجميع." وكان الرئيس أمين الجميل قال: "نحن ذاهبون الى الحوار على رغم إدراكنا المسبق لسلبياته، إلا أننا نسعى الى خلق بيئة وطنية تسمح للدولة بمعالجة قضايا الناس. قبولنا الحوار هو للتأكيد اننا لن نقبل باستمرار السلاح غير الشرعي، واننا لن نقبل بطي ملف المحكمة الدولية، واننا نؤكد مرة أخرى اننا لن نقبل أن تبقى المخيمات الفلسطينية معسكرات، واننا نؤكد مرة أخرى اننا لن نقبل بأن تستمر هذه الحكومة الى ما لا نهاية ولا سيما حتى الانتخابات النيابية، ونحن نريد الحوار باباً لتغيير هذه الحكومة لا لتعويمها".

 

أكد أن الوضع في طرابلس خطير والخلاف مع "حزب الله" لا يُعالج بالقوة/جنبلاط: على الجميع المشاركة في الحوار من دون شروط

المستقبل/وصف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ما يجري في مدينة طرابلس، بأنه "خطير للغاية"، مناشداً العلماء والفقهاء في المدينة "التدخل لإنقاذ الوضع". وشدد على أن حل الأزمة اللبنانية هو عبر الجلوس على طاولة الحوار، مشيراً الى ضرورة "عدم وضع شروط مسبقة للجلوس على طاولة الحوار وأن يشهد الحوار مشاركة جميع الأطراف اللبنانية، خصوصاً أن لبنان منقسم بين مؤيد لثورة سوريا وآخر مؤيّد للنظام السوري".

وقال خلال لقاء مع الجالية اللبنانية في الكويت في "الشيراتون" اول من امس: "نحن مررنا بأتون الحرب الأهلية في لبنان ، ويجب أن نعالج الخلاف بالحوار وليس بالقوة". وأكد أنه من المؤيدين للحوار من دون وضع شروط مسبقة، "فلا يمكن الوصول الى أي حل بالقوة، ومن يعتقد ان القوة هي الحل مجنون".

أضاف: "الحدث الآني هو الأمن اللبناني ومنع نقل الأحداث السورية إلى لبنان، واعتقاد البعض أن سقوط النظام السوري إذا حصل، يعني ضعف الطائفة الشيعية في لبنان خاطئ". ودعا إلى "الحذر في التعاطي مع هذه القضايا"، لافتاً الى أن "حزب الله" من "أهل الدار ويمثل طائفة كبيرة وعريقة في لبنان وهي الطائفة الشيعية، وأي موضوع خلافي مع الحزب أو حول السلاح لا بد أن يعالج بالحوار".

ورأى أن "من الخطأ ان نتوجه الى الحزب عن طريق القوة بل بالحوار، وعلينا أن نستوعب سلاحه الكبير وألا نغرق فيه، فـ "حزب الله" سجّل ملاحم بطولية في جنوب لبنان وليس أخطاء فادحة مثل 7 أيار فقط، ولسلاحه فائدة في الدفاع عن لبنان لمواجهة العدو الإسرائيلي شرط ضمان عدم استخدام السلاح في الداخل اللبناني إلى أن يأتي الوقت ويستوعب هذا السلاح في الجيش".".

ووجّه تحية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وجه نداء الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدعوة الفرقاء السياسيين للجلوس الى طاولة الحوار وبحث سبل حل الأزمة اللبنانية، قائلاً: "عندما يضعنا كل من خادم الحرمين الشريفين والرئيس سليمان امام مسؤوليتنا في الحوار، لا نستطيع أن نتذرع بذرائع لا قيمة لها".

وعن مطالبة قوى 14 آذار باستقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، اعتبر أن "لبنان ليس الدنمارك أو السويد، واذا ما طالبنا باستقالة الحكومة لمجرد الإستقالة، فان ذلك سيحدث فراغاً، والفراغ خطر، ومن الصعوبة أن نمشي في مثل هذا الفراغ"، مشدداً على أنه "لا بد من اتفاق سياسي في لبنان، بمشاركة كل الرموز والأفرقاء السياسيين، ويجب عدم تبسيط الخلاف القائم في لبنان على انه خلاف سني ـ شيعي كي لا يقع لبنان في الفخ المنصوب من الدول الكبرى". ورأى "اننا لا نملك القدرة كشعوب على منع مخططات الدول الكبرى"، مجدداً التأكيد ان "الانقسام في لبنان سياسي، ولا بد من أن نعالج الأزمة اللبنانية على هذا الأساس، تفادياً لأي أزمة أخطر في لبنان".

وحذّر من "خطورة تدخل الجيش كطرف في حل الأزمة"، مشيراً الى أن "البعض يطالب بتدخل الجيش، ولكن علينا أن نعي أن دخول الجيش في أي أزمة يمهد لمنحدر خطر". وسأل: "هل نسمح للجيش بالوقوف طرفاً في اي صراع؟"، معتبراً أن "هذا مفهوم خاطئ وعلينا ان نتعظ من تجارب التاريخ".

ووصف ما يجري في سوريا بـ "الوضع المأسوي"، مؤكداً أنه "لا بد من إنقاذ سوريا من الحرب الأهلية، وعلى روسيا وايران التدخل وفرض حل للأزمة السورية، على أن يكون الحل مشابهاً للمبادرة الخليجية في اليمن، والتي أثبتت نجاحها في معالجة الأزمة اليمنية". ولفت إلى أن "الخوف الأكبر هو أن تمتد الأزمة السورية كي تشمل جميع المناطق السورية كافة، وأن تمتد إلى لبنان".

وقال: "ندعي نحن اللبنانيون أننا من خيرة القوم ولكننا فشلنا في ادارة شؤون بلدنا، كما اننا لا نستطيع القيام بالحد الأدنى من التطوير والإزدهار مثلما فعلت دول الخليج. ونحن اللبنانيون عنصريون وكأن الفلسطيني غير موجود على ارضنا، ويجب أن نعطيه حقوقه والضمانات الإجتماعية ونوفر للفلسطينيين فرص العمل وتطوير مدارسهم ليحصل ابناؤهم على التعليم".

ورداً على سؤال عما اذا كان الحوار في لبنان سينهي التخوين وتخويف الناس، أجاب: "لا أحد يلغي الآخر والسلاح ليس الوسيلة للإلغاء. في مرحلة معينة جرّب المسيحيون الحل العسكري ولم ينفعهم ذلك، وتجربتنا نحن في بيروت كانت غير مشرّفة، ووجود السلاح ليس للحل انما للدفاع عن لبنان ضد اسرائيل".

وعن الإستعداد للإنتخابات النيابية المرتقبة العام المقبل، قال: "هناك وضع أمني مخيف في سوريا وفي طرابلس، سقط قتلى وعشرات الجرحى في شمال لبنان، فهل تعتقدون ان هذه مزحة؟. علينا التركيز على الوضع الأمني. "وان شاء الله تصير الانتخابات، وأسقط مش فارقة معي المهم سلامة البلد".

وعن مجزرة الحولة في سوريا وامكان ان يؤدي ذلك الى انزلاق طائفي، اذا ما ارتكبت مجرزة مماثلة في احد المناطق الدرزية في سوريا، قال: "قبل أن اكون درزياً، أنا عربي، وعلينا جميعا أن ننطلق من أننا عرب، فمن جنوب لبنان الى حوران والى الوطنيين جميعاً، اقول اذا تحدثنا كدروز فسنقع في الفخ وفي النهاية هم مواطنون سوريون، بعضهم مع النظام والبعض الآخر مع الثوار". وطالب وجهاء الجبل في سوريا بـ "نصح ابنائهم من العاملين في السلك العسكري بألا يخدموا في المناطق التي تشهد توتراً امنياً".

وعن علاقته بالإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في سوريا، قال: "لا علاقة لي وإنما استطعت في السابق مع المعارضة السورية ان نجنب حوران وجبل العرب فتنة مذهبية وساعدوني مع مشايخ الجبل بالإفراج عن هؤلاء". وعن مصير شبلي العسيمي، قال: "نحن اتهمنا السفارة السورية في لبنان ولا نملك معلومات حول مصيره".

وعن التصريحات العونية ضده، قال: "لا أعلق على التصريحات فأنا أشاهد الأخبار بشكل عام، وأشاهد الديسكفري "بتريح الأعصاب"".

والتقى جنبلاط أمس رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، في حضور وزير الصحة علي سعد العبيدي وسفير الكويت عبد العال القناعي والوكيل في ديوان رئيس مجلس الوزراء الشيخ فهد جابر المبارك الحمد الصباح.ومساء امس، عاد جنبلاط من الكويت الى بيروت علىمتن طائرة خاصة.

 

مؤتمر نصرالله "التأسيسي" لدستور جديد قد ينتهي سنة 3012

14 آذار بأصوات متعددة حتى رفع مذكرتها إلى سليمان قريباً

إيلي الحاج/النهار

عندما تسأل أحد أركان 14 آذار عن موقف هذه القوى من الدعوة إلى طاولة الحوار، يقلب شفتيه ويجيء جوابه استفهامياً: دعوة الرئيس ميشال سليمان أو دعوة السيد حسن نصرالله؟ هناك فرق. رئيس الجمهورية يريد البحث في السلاح وفق تصنيفات وضعها في ضوء التوترات والحوادث الأمنية الأخيرة وصولاً إلى الإستراتيجية الدفاعية، والسيد حسن نصرالله يتحدث عن حوار من أجل وضع دستور جديد للبنان ودفن الطائف.

 دعوة رئيس الجمهورية كانت 14 آذار استبقتها بإعلان موقف في 24 نيسان الماضي عقب اجتماع موسع عقدته في "بيت الوسط" بمشاركة جميع أحزابها وشخصياتها، أكدت فيه أنها لن تشارك في الحوار في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ولا بد من حكومة جديدة محايدة . وسيكون على 14 آذار أن تقدم مذكرة بموقفها إلى رئيس الجمهورية قبل الموعد الذي حدده لمعاودة الحوار الإثنين 11 من الشهر الجاري.

حتى اليوم برزت ثلاثة أصوات حيال دعوة سليمان: رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أعلن أنه لن يشارك وعرض أسبابه. رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل أبدى ميله إلى المشاركة لكنه أكد عدم نيته التوجه إلى طاولة الحوار من دون "تيار المستقبل". أما موقف "المستقبل" فلا يمانع علناً، على الأقل، لكنه يشترط للمشاركة رحيل الحكومة الحالية، وإن بلهجة أقل جزماً واشتراطاً من البيان الآخر الذي صدر عن اجتماع "بيت الوسط". لذلك تجري جولة مشاورات جديدة بين قيادات قوى 14 آذار وشخصياتها، وسيظل كل حزب وشخصية يعبر بطريقته عن الموقف الذي يراه مناسباً، حتى انتهاء تلك المشاورات إلى موقف موحد خلال أيام. 

ويلاحظ مسؤول في "المستقبل" أن السيد نصرالله يخرج دوما عن الإطار الدستوري كلما أراد استيعاب هزيمة سياسية أو نقل البلاد من حقبة إلى أخرى ، هكذا فعل بالحوار واستخدمه وسيلة تطمين موقتة عام 2006 عقب إخراج الجيش السوري من لبنان عام 2005 وكانت النتيجة حرب تموز، وهكذا فعل عام 2008 ليصل إلى 7 أيار واتفاق الدوحة، وهكذا فعل عام 2009 لاستيعاب نتائج الانتخابات النيابية وسلب قوى 14 آذار الأكثرية التي أعطتها إياها صناديق الاقتراع تمهيدا للانقلاب على حكومة الوحدة والإتيان بالحكومة التي يريد، الحكومة التي فشلت في المجالين اللذين يهمان المواطنين بحسب استطلاعات الرأي التي أجراها فريقه: الأمن والاقتصاد المعيشي.

ويُجمع سياسيون من 14 آذار سألتهم "النهار" رأيهم في دعوة نصرالله، على أنه أراد من خلال كلامه على المجلس التأسيسي إعلان انتهاء صلاحية اتفاق الطائف لا بل نسف ميثاق 1943، وهذا موقف قد يلاقيه فيه أطراف كثيرون ولكن من منطلقات مختلفة، فهناك من رفض الطائف أصلاً، ومن يطالب منذ أشهر بوضع عقد اجتماعي جديد، وهناك من ينادي بدولة فيديرالية، وثمة من بين صفوف قوى 14 آذار أيضاً من يطالب بدولة علمانية، وبما أن اتفاق الطائف استلزم وضعه 15 عاماً من الحروب المعقدة والمتشابكة وعشرات آلاف القتلى والجرحى وخسائر لا يمكن حصرها، فضلاً عن ضغوط واتفاقات دولية وعربية كبرى من فوق لبنان، فيمكن في ظل الهدوء النسبي الذي ينعم به لبنان أن يستمر التفاوض بين الأفرقاء اللبنانيين من أجل وضع دستور جديد للبلاد حتى السنة 3012. وبعد التوصل إلى اتفاق على الدستور الجديد قد يكون "حزب الله" مستعداً لتقديم سلاحه إلى الدولة اللبنانية.

ويكشف مسؤول في تحالف "انتفاضة الاستقلال"، أن المعنيين في هذا التحالف لم يباشروا بعد صياغة المذكرة التي ستسلم إلى الرئيس سليمان في الأيام المقبلة رداً على دعوته إلى الحوار. لكن الأكيد أنها ستتمحور على مساهمة الحكومة الحالية في دفع لبنان إلى حرب أهلية، وستعرض مخالفاتها وارتكاباتها وتسأل عن قرارات الحوار السابقة والتي دخلت النسيان ولم تنفذ، وكذلك الجدوى من الحوار مع "حزب الله" المتمسك بسلاحه إلى الأبد.

 

البرجاوي يهدّد: قادرون على احتلال مراكز "المستقبل" في كل بيروت "بأقل من ساعة" 

14 آذار/طالب رئيس "التيار العربي" شاكر البرجاوي بإقالة وزير الداخلية والبلديات مروان شربل لأن قال إن حوادث الطريق الجديدة "فشة خلق"، مشيراً إلى أننا "لسنا في مسلسل أبو ملحم فقد سقط شهيدين و14 جريحاً كما أحرق المبنى". وأضاف: "من هو مدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي ليقول ان الصفحة طويت!؟".البرجاوي، وفي حديث إلى قناة الـ"Otv"، أكّد أنه إذا لم تحمه الدولة فسيعود الى الطريق الجديدة "ولو بالقوة". وقال: "في ما خص زيارة النائبين عمار حوري وعماد الحوت إلى طريق الجديدة بعد الاشتباكات الاخيرة التي شهدتها، اريد ان اسالهما "ماذا تريدون ان تستعرضوا في الطريق الجديدة؟ هل تريدوننا ان "نصعد الى" (نحتل) مراكزكم؟ نحن قادرون ان ناخذ مراكز "تيار المستقبل" بكل بيروت في سبيرز وراس النبع وعائشة بكار وبشامون في اقل من ساعة". وتباع البرجاوي: "الملك العودي عبدالله بن عبد العزيز قلق على "السنة"؟ اي سنة؟ وهو يقوم بدعم السنة لقتل بعضهم"، مشيراً إلى أن كل "ما تنشره وسائل الاعلام "تيار المستقبل" كلام كاذب". وأضاف: "يجب إعادة هيبة الدولة إلى منطقة طريق الجديدة، فالمطلوب العودة الى الداخل لكن اذا كانت الدولة غائبة فالناس مضطرة الى حماية نفسها وستتحول المنطقة الى خطوط تماس". وعن الاتهامات الموجهة اليه بكتابة تقارير أمنيّة للسوريين، قال البرجاوي: "هذه تقارير تافهة من هذا التافه محمد سلام الذي هو موظف صغير لدى السلاطين".

 

دوري شمعون لـ"اللواء": عون غير موزون والأسد سيسقط

لفت رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون إلى أن "قرار قوى "14 آذار" موحّد فيما يخص شروطهم للمشاركة في الحوار باستثناء الرئيس امين الجميل رغم اقراره بأن سلاح "حزب الله" يعيق قيام الدولة"، مشيراً إلى "ان الحوار يجب ان يبحث موضوع سلاح "حزب الله"، وقرار السلم والحرب يجب ان يكون بيد الدولة وليس بيد جمهورية الأمين العام للحزب حسن نصر الله".

واعتبر شمعون في تصريح لصحيفة "اللواء" أن "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون غير موزون ولو كان عاقلاً لبقينا معه كما كنا زمنا بعيدا، لكنه يستخدم سلاح "حزب الله" للوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية". ورأى ان "دور الرئيس بشار الاسد كديكتاتور سيسقط كما سقط غيره في العالم العربي وهو لن يستطيع اقامة دولة علوية"، معتبراً ان "الاقليات تحمي نفسها بالانصهار الوطني والمسيحيون ليسوا بحاجة لحماية الرئيس الاسد الذي يخطف ويقتل اللبنانيين على الحدود ويفتعل الحوادث الأمنية في طرابلس".

وأعلن شمعون انه "ضد النسبية في الانتخابات، وأنه رغم اختلافه مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في السياسة إلا انهما متفقان على التعايش في الجبل".

المصدر: اللواء

 

عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف معلوف لـ"المستقبل": نخشى من مخطط التلاعب الديموغرافي في زحلة

أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف معلوف أن "عدد المرشحين الزحليين في الانتخابات النيابية المقبلة بات كبيراً جداً، ولكن ليس هناك أي تفاصيل دقيقة بل افتراضات"، مضيفاً أن "الصورة لا تزال لصالح قوى "14 آذار" مع احتمال كبير في أن تتلاقى القوى الأخرى للمواجهة على الرغم من صعوبة الاتفاق بينها، ولا سيما بعدما ضعفت قدرة المايسترو على جمع هذه القوى بفعل الوضع السوري".

وأبدى معلوف في حديث لصحيفة "المستقبل" خشيته الدائمة "من مخطط معيّن للتلاعب بالواقع الديموغرافي في المنطقة، وتابع بالقول: "نحن لن نتوانى عن رصد أي نقل نفوس قد يلجأ إليه البعض، ومثل هذه الخطوة، إن تحققت، تكون غير سليمة ولا تخلق أي انسجام مناطقي بين الطوائف، بل تؤدي الى الانعزال والتفرد في عدد من المناطق بما يتعارض ومصلحة روح الميثاق الوطني".

وهنا نص الحوار:

 ماذا حصل مع الأب السوري الذي أصيب بطلق ناري في زحلة؟.

ـ بحسب المعلومات أنهم كانوا على الحدود بين القصير والبقاع حيث حصل نوع من الاشتباك بين "الجيش السوري النظامي" و"الجيش السوري الحر". فصار إطلاق النار، ما أدى الى إصابة الأب برصاصات طائشة نقل على اثرها الى المستشفى في زحلة للمعالجة.

 هل أنتم على علم بنشاط هذا الأب، وهل يأتي دوماً الى لبنان؟.

ـ ليست المرة الأولى التي يزور فيها الأب لبنان، وهو في عداد وفد يأتي الى لبنان بحكم دوره الديني وتواصله مع بعض المرجعيات الدينية.

 هل لديكم معطيات حول تلك الرصاصات؟

ـ لا معلومات كافية تمكننا فعلاً من الوصول إلى استنتاجات موضوعية.

 لم نسمع من زمن بعيد عن أعمال أمنية في زحلة، وهذا أمر جيد، فهل مرده الى الاجتماع الأخير الذي انعقد برعاية كاثوليكية؟

ـ كان واضحاً أن بعض الأشخاص يستغلون الوضع ليستفيدوا مادياً. وتأكدنا أن حوادث الخطف من الجماعة نفسها كانت لأهداف مادية. هذا الموضوع كان محصوراً في هذا الإطار وخصوصاً في عمل الأجهزة الأمنية ولا سيما فرع المعلومات الذي ضبط هذا الوضع عبر إلقاء القبض على هذه الجماعة.

 هل بدأت زحلة تستعد للانتخابات النيابية العتيدة؟ وهل يتم ذلك في أجواء هادئة؟

ـ بات عدد المرشحين كبيراً جداً. ولأي مواطن الحق في الترشح، إن كانت لديه النية الصادقة في خدمة مدينته تحت قبة البرلمان. أما التفاصيل الدقيقة المرتبطة بتلك "الاستعدادات والتحالفات ذات الصلة فلا تزال كلها افتراضات أو إشاعات. إذاً، لا شيء مؤكداً حول مسار الأمور في المعركة الانتخابية المقبلة.

 كيف برأيكم هي الصورة الأولية لتلك التحضيرات؟

ـ لا تزال لصالح قوى "14 آذار" مع احتمال كبير في أن تتلاقى القوى الأخرى للمواجهة على الرغم من صعوبة الاتفاق. فهذا ما حصل خصوصاً في انتخابات علم 2009 وفي الانتخابات البلدية والاختيارية عندما جمع "مايسترو" معيّن هذه القوى. فهل سيفعل "المايسترو" نفسه ما فعله في الاستحقاقين السابقين ولا سيما أن قدراته وأمثاله تضعف ازاء الوضع القائم في سوريا راهناً؟. في أي حال، لا شيء يمنع أن يجد الآخرون أنفسهم في وضع يزاوجون عبره مصلحتهم في مقابل "14 آذار" التي برهنت أنها لا تزال هي القوى الوازنة في زحلة والقضاء.

 هل صحيح أن زحلة هي المدينة التي كان يقصدها وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في مؤتمره الصحافي الأخير عن نقل النفوس؟

ـ بغض النظر إن كانت زحلة هي المقصودة أو لا، لدينا تخوف دائم من أن تستغل بعض الفئات في المنطقة نقل النفوس. فزحلة في واقعها الديموغرافي راهناً، هي قوة وازنة في الانتخابات النيابية، وهي التي أمنت الأكثرية لـ"14 آذار" عام 2009. فطبيعي أن تكون مستهدفة، وتحصل فيها بعض عمليات نقل النفوس. على الرغم من التوجيهات التي صدرت وهي من ضمن الأطر القانونية، بلا ريب، فإننا سنتصدى لمثل هذا الأمر إذا تبين لنا، حسياً، أن هناك مخططاً معيّناً للتلاعب بالواقع الديموغرافي في المنطقة. ونحن لن نتوانى عن رصد أي نقل نفوس قد يلجأ إليه البعض.

عُلم أيضاً أن العين هي على الأشرفية أيضاً؟

ـ من الطبيعي أن تكون العين على هذه المناطق التي لها تأثير واضح في معادلة التوزيع البرلماني على الصعيد الوطني. فثمة عدد من الأقضية الباقية التابعة لجهات معينة يكون لها التأثير في القرار، وتكون بيضة القبان في نتائج بعض المناطق ولا سيما أن لبعض الأقليات في المنطقة الصوت الوازن لخلق معادلة لا تتلاءم وتطلعاتنا كقوى "14 آذار".

 ولكن المختارين حذروا صراحة إن هم لم ينفذوا نقل النفوس المذكور؟

ـ لم يكن وزير الداخلية يقصد، بالنتيجة، توقيع المختارين اعتباطياً على عدد مشبوه بنقل النفوس. نأمل أن يكون المختارون يعملون من ضمن مسؤوليتهم الوطنية على أساس الحد من خلق معادلة جديدة أو التواطؤ مع فئات معينة لتغيير وقائع انتخابية معينة. سنتابع هذا الأمر في دوائر النفوس منعاً لنقل عشوائي أو اعتباطي للنفوس وتالياً منعاً للتلاعب بالواقع الديموغرافي للمناطق.

 ماذا ستفعلون؟

ـ سنتصدى لهذا الأمر وسنجابهه قانونياً في حال الضرورة، يفترض أن نطلع على أي عملية نقل نفوس لصد أي محاولات واضحة ومشبوهة.

 يُحكى أن ثمة 6 آلاف معاملة نقل نفوس قد توزع بين زحلة والأشرفية.

ـ تم التداول بهذه الأرقام، ولكن الى الآن لا شيء مؤكداً لدينا في هذا الاتجاه، المتابعة ضرورية ليصير هناك وعي وإدراك من المسؤولين خصوصاً منعاً للفرز الطائفي ولعشوائية نقل النفوس. فهذه خطوة غير سليمة ولا تخلق أي انسجام مناطقي بين الطوائف بل تؤدي الى الانعزال والتفرد في عدد من المناطق بما يتعارض ومصلحة الروح الميثاقي الوطني في عدد من المناطق التعددية.

المصدر: المستقبل

 

ماذا يعني تجدد الكلام على تعديل اتفاق الطائف؟ [1]

حسين الحسيني: كيف نعدّل دستوراً لم نطبقه يوماً؟!

حمد أبي سمرا /النهار

  كلما تعرض لبنان إلى أزمة سياسية أو حكومية، يتجدد الكلام على تعديل اتفاق الطائف. أخيراً تحدث النائب وليد جنبلاط عن الحاجة الى "طائف سني – شيعي"، وأشار البطريرك بشارة الراعي الى ضرورة التفكير بـ"عقد اجتماعي جديد". ومثله فعل السيد حسن نصرالله قبل يومين بالدعوة الى مؤتمر وطني تأسيسي؟ فما الذي يعنيه هذا الكلام اليوم؟ وهل بات اتفاق الطائف يحتاج فعلاً الى تعديل؟ كيف؟ ولماذا؟ وهل هذا ممكن في ظل الانقسام السياسي الراهن؟ ما هي البنود القابلة للتعديل؟ وهل ثمة اجماع عليها، أم أنها مطالب لمذاهب وطوائف؟

انطلاقاً من المعطيات والاسئلة، توجهت "النهار" الى عدد من السياسيين وأصحاب الرأي في لبنان، للوقوف على نظرتهم الى هذه الامور. الرئيس حسين الحسيني، وهو كان رئيساً لمجلس النواب الذي وضع نصوص اتفاق الطائف وأقره العام 1989، يرى أننا نعيش في ظل دستور لم يطبق، وأن أزمة الحكم والنظام التي نعيشها تكمن في أن مجالس النواب ما بعد الطائف، منتخبة بموجب قوانين غير مطابقة للدستور، لذا هي غير شرعية وغير دستورية، وتنبثق عنها سلطة تريد دولة بلا مؤسسات ووطناً بلا مواطنين.

بين مدة وأخرى يتجدد الكلام على ضرورة إدخال تعديلات على اتفاق الطائف، كيف تنظر الى هذه الدعوات؟

- في البداية تجدر الاشارة الى أن مقدمة اتفاق الطائف هي الصيغة المكتوبة للميثاق الوطني اللبناني الذي لم يكن مكتوباً. أما بنود الاتفاق فهي خطة عمل تنفيذية لإقامة مؤسسات الدولة اللبنانية، وفقاً لنظام الحكم الذي نصّ الطائف بوصفه نظاماً جمهورياً ديموقراطياً برلمانياً، يقوم على احترام الحريات العامة والفصل ما بين السلطات. وبما أن النص الدستوري نص عام، فإنه يحتاج الى نصوص قوانين إجرائية توضح آليات التطبيق العملي لبنود النص الدستوري، وعمل مؤسسات الدولة السياسية والادارية والأمنية، وفقاً للدستور. لكن نصوص القوانين الإجرائية أو التنفيذية هذه لم يوضع منها شيء حتى الآن، بعد أكثر من عقدين على ابرام اتفاق الطائف. لذا فإن الاتفاق لا يزال نصاً من دون خطة محددة وواضحة لتنفيذه على وجه صائب وصحيح، يحدد الآليات والمسؤوليات.

مثلاً، نصّ الدستور على أن رئيس الجمهورية هو رئيس كل السلطات في الدولة. لكن كيف للرئيس أن يقوم بهذا الدور من دون نص قانوني تطبيقي يحدد آلية العلاقة بين السلطات في الدولة؟ وحين يقول الدستور إن رئيس الجمهورية يترأس مجلس الدفاع الأعلى باعتباره مؤسسة دستورية، كيف يمكن هذا المجلس أن يقوم ويعمل من دون قانون يحدد عمله ودوره وصلاحياته؟ والأهم من هذا، هنالك مسألة الشرعية الدستورية التي نص الدستور على أن الشعب هو مصدرها ومصدر سلطات الدولة. وإذا كانت مؤسسة مجلس النواب هي التي تمثل الشعب، فإن آليات هذا التمثيل يحددها قانون الانتخابات الذي نص عليه اتفاق الطائف، ولم يوضع هذا القانون حتى اليوم! لذا فإن المجالس النيابية المنتخبة ما بعد الطائف هي مجالس قانونية، لكنها  غير شرعية، لأن قانون الانتخاب الذي انبثقت عنه، متعارض مع مقدمة الدستور وبنوده. السلطة الإجرائية ايضاً لم يوضع قانون ينظم عملها، بما في ذلك قانون تنظيم مؤسسة رئاسة مجلس الوزراء. أما القانون الذي ينظم عمل السلطة القضائية المستقلة، فما يزال اقتراحاً نائماً في ملفات لجنة الإدارة والعدل النيابية منذ العام 1997. وهذا ما ينطبق ايضاً على مسألة اللامركزية الادارية التي نص عليها دستور الطائف.

* ما الذي حال دون وضع هذه القوانين الإجرائية أو التنفيذية؟

- عوامل كثيرة حالت دون ذلك، في مقدمها سلطة الميليشيات والمال التي تتحكم بالبلاد، واستولت على السلطة بصورة غير شرعية، واحتكرت السلطة عبر احتكارها تمثيل الطوائف. وهذا حال دون بناء مؤسسات الدولة بناءً صحيحاً ومستقيماً أساسه وركنه قانون انتخابات نيابية مستمد من الدستور، ويكفل التمثيل الصحيح للشعب، مصدر السلطات كلها. لكن التحالفات المستولية على السلطة والحكم في البلاد لا تريد وضع مثل هذا القانون للانتخابات، لأنه يلغي الوكالات الحصرية للتمثيل الشعبي الذي يحتكره زعماء الطوائف.

هنالك من يقول إن الخلل في نصوص الطائف هو ما يؤدي الى الخلل في تركيب السلطة وعملها.

- لست من عبدة الأوثان. ومنذ العام 1989 أقول إن أي جهة أو فئة أو مؤسسة أو شخص، يقدم بديلاً عن اتفاق الطائف يفضي الى بناء الدولة ويخلص اللبنانيين مما هم فيه، نحن معه. لكن كيف يمكن الشروع في الكلام على تعديل اتفاق أو تغييره، قبل تطبيقه؟! وحده تطبيق الطائف يظهر ثغراته بالاختبار والتجربة. وهذا ما درج البطريرك مار نصرالله بطرس صفير على قوله دائماً في مناسبات كثيرة.

هنالك كلام كثير يركز على أن الخلل مصدره تقليص صلاحيات رئاسة الجمهورية.

- مثل هذا الكلام مرده الى حالة نفسية لا صلة فعلية لها بالواقع. كيف يمكن الحديث عن ماهية صلاحيات رئيس الجمهورية في اتفاق الطائف، قبل تطبيق الاتفاق تطبيقاً صحيحاً؟ فليطبق الاتفاق أولاً لنرى ما هي الصلاحيات التي على الرئيس أن يمارسها. فحين ينص الاتفاق على أن رئيس الجمهورية هو رئيس كل السلطات في الدولة، فإن ما نحتاج اليه هو قوانين تنظم عمل هذه السلطات ليقوم الرئيس بممارسة سلطاته. الرئيس في الطائف أعطي صلاحيات أوسع بكثير من تلك التي كانت له قبل الطائف الذي منحه صلاحيات يقدر على تنفيذها، وحرمه من صلاحيات لم يكن قادراً على تطبيقها. هو كان في دستور ما قبل الطائف يعيّن الوزراء من دون استشارات نيابية ملزمة. لكن هذا لم يكن يطبق قط. أما الطائف فنص على ما كان يقوم به الرئيس (الاستشارات) لضمان ثقة المجلس النيابي، ومنحه صلاحية مطلقة في ألاّ تشكَّل الحكومة من دون توقيعه، لكنه حتى اليوم لم تطبق هذه الصلاحية التي تضمن قيام حكومات متوازنة، تحول دون استيلاء فئة أو طائفة أو حزب على الحكم. ما حصل ويحصل أن نظام الحكم تحول نظاماً لفيديرالية طوائف، بسبب استيلاء أشخاص أو أحزاب على القرار في الطوائف، واحتكارهم قراراتها. لذا نعيش اليوم في اللانظام الذي يقوم على التبعية الخارجية والسوقية المالية والعصبية الطائفية أو المذهبية. والحق أن ما من دستور يمكنه أن ينظم الحكم في هذه الحال.

أين نحن دستورياً اليوم، وكيف يمكن الخروج من هذه الحال؟

- نحن في الدرجة الصفر، حيث لا شيء ينتظم، من تعطيل أعمال الوزراء، وتعطيل مجلس النواب، الى تعطيل دور رئاسة الجمهورية. وكل كلام على تعديل نصوص دستور غير مطبق إجرائياً، هو نوع من التمويه وصرف الانظار والمعارك الوهمية. كأن يقال إن الخطأ يكمن في صلاحيات رئيس الجمهورية أو في صلاحيات رئيس الوزارة، في وقت لا أحد في المؤسسات الدستورية يطبق صلاحياته. فرئيس مجلس النواب يتدخل في كل الشؤون، وكذلك رئيس مجلس الوزراء، فيما يعزف رئيس الجمهورية عن التدخل في أي من الشؤون.

كيف ولماذا وصلنا الى هذه الحال؟

- لأن غياب قانون صحيح للتمثيل النيابي يؤدي الى مثل هذه الأزمة، حيث الكل يحكم والكل يعارض. وهذا يؤدي الى غياب الحكم وغياب المعارضة والاستغراق في الفوضى والعشوائية على كل المستويات. نحتاج اليوم الى قانون انتخابات يؤمن صحة تمثيل كل فئات الشعب، ويؤدي الى أكثرية تحكم وأقلية تعارض وتحاسب وتراقب. عندئذ ينتظم عمل المؤسسات، ويلعب رئيس الجمهورية دوره الفعلي كرئيس للدولة وسلطاتها، لا أن يكون جزءاً من تحالفات الحكومة. فالرئيس لا يحق له التحالف مع أحد، لأنه فوق الجميع وعليه أن يسعى الى التوازن ما بين الأفرقاء. عندما نقول إن الرئيس هو رئيس الدولة، لا يعقل أن نقول إنه يمثل المسيحيين، كما لا يعقل أن نقول إن رئيس الوزراء يمثل السنة، ورئيس مجلس النواب يمثل الشيعة. فالمؤسسات هذه تمثل اللبنانيين جميعاً وليس طوائفهم.

لدينا اليوم سلطة قانونية، لكنها غير شرعية، لأن مجلس النواب الذي يستمد الشرعية من الشعب، منتخب بموجب قانون غير مطابق للدستور، لذا هو غير شرعي وغير دستوري. أما الطريق الوحيد لتعديل الطائف فهو تطبيقه، وإلا نصير في حاجة الى تشكيل هيئة تأسيسية منتخبة من الشعب، لوضع دستور جديد. لبنان اليوم مهدد في مصيره، لأنه يعيش أزمة حكم وأزمة نظام، ومشرف على أزمة كيانية، لأن الطبقة أو السلطة الحاكمة تريد دولة بلا مؤسسات ووطناً بلا مواطنين.

غداً ماذا يقول الوزير السابق إدمون رزق؟

 

حسين الحاج حسن يسلم ابن عمه مشروع بـ182 مليار لدعم أنصار حزب الله: وزير للزارعة أم "لجهاد البناء"؟  

طارق نجم

سوياً أعلن وزير المالية محمد الصفدي ووزير الزراعة حسن الحاج حسن أن وزارة الزراعة قد حصلت على موازنة 300 مليار ليرة لها لهذا العام بعد أن كانت 150 ملياراً أي بزيادة بلغت 100%.

ولكن هذا الكرم الصفدي-الميقاتي على وزارة محسوبة وزيراً وجمهوراً على حزب الله، وراءها اصرار الحزب على هذا الدعم لاسباب لا تخفى على أحد. فالغاية معروفة، إذ أن الموسم الانتخابي قادم وبات قاب قوسين وتفصلنا عنه أشهر, ما يعني بلغة المزارع موسم أو إثنين. وبحسب مصادر متابعة، فإنّ الحاج حسن يريد توسيع قاعدته الشعبية وكذلك شعبية الحزب الذي يمثله في البرلمان من أجل جولة الانتخابات القادمة خصوصاً وأن أسلوب الوزير القبضاي على طريقة جبران باسيل غير محبذة في صفوف حزب الله الأكثر تكتماً واصراراً على البعد عن الشخصانية.

وقد رصدت هذه المصادر من ناحية أخرى، اهمالاً متواصلاً من قبل وزير الزراعة لمناطق زراعية مثل عكار وإقليم الخروب وغيرها بحاجة لمساعدات وزارة الزراعة وعانت من عواصف وأوبئة ولكن لم تقدم لها المعونات... وذلك من أجل تحريضها ضد نواب تلك المناطق المحسوبة على قوى 14 آذار.

كما تنبه هذه المصادر إلى أنّ الأسلوب الذي يتعاطى به الحاج حسن على أساس تحيز كامل لصالح من يواليه سياسياً، ليس مبنياً على اساس طائفي أو مذهبي بل هو يطال كل من لم تحل عليه النعمة "الآلهية" ولم يلتحق بالحزب الآلهي سواء في الجنوب او البقاع. وكانت التعاونيات والنقابات الزراعية في منطقة البقاع (ناهيك عن منطقة عكار) قد أبدت امتعاضها وتذمرها واحتجاجاتها مراراً بسبب طريقة تعاطي وزير حزب الله في وزارة زراعة أي حسين الحاج حسن معها. وقد أشارت اوساط زراعية في كلا المنطقتين الأكثر انتاجاً للزراعة، أن الحاج حسن يتعاطى بمحسوبية بالنسبة لمطالب هؤلاء للحصول على اعانات الوزارة حيث لا تطالهم أي خطط لوزارة الزراعة بالنسبة للبذور والشتول والأشجار المثمرة وغيرها من التقديمات التي اعتاد المزارعون على الحصول عليها. كما أن التقصير بالنسبة للأسمدة الكيماوية والأدوية الزراعية قد أثّر بشكل مباشر على انتاج المزارعين. وتشير هذه المصادر كذلك إلى أنّ المحسوبية أدت الى إهمال عشرات القرى وتركها منسية مع وعود بأن "يصل الدور اليها قريباً".

للوزير الدكتور سوابق في وزراته منها فضيحة برنامج "انتاج وتسويق زيت الزيتون" حين خصّ الحاج حسن تعاونيات حزب الله وحركة أمل حصراً باستلام الزيت من المزارعين مقابل 70000 ليرة عن كل تنكة، وقد وضع لذلك شروطاً حددها هو وجماعته عنوانها العلني هو النوعية الجيدة في حين أن المفاضلة بناء على المحسوبية كانت هي الأساس للإستفادة من هذا المشروع الذي ضمن تصريف الكثير من الانتاج للمزارعين في القرى النائية خصوصاً, مستغلاً قلة ثقافة معظمهم ومتابعتهم لتفاصيل الأخبار.

وقد حولت أرباح صفائح الزيت الى جيوب منتفعين من ميليشيات الأمر الواقع. وعادت فضائح الوزير للظهور مع بواخر الأعلاف التي تمّ شراؤها لتقدّم بسعر مدعوم للمزارعين ثم اختفت لتعود فتظهر في أسواق البيع بالجملة والمفرق. وبحسب المصادر عينها، فإنّ الوزير يتصرف بوزارته وكأنها مؤسسة حزبية تابعة لجهاد البناء وهي أحدى الجمعيات التي انشأها حزب الله لتسهل تسلله الى مناطق معينة بحجة تقديم خدمات انشائية واجتماعية وتنموية.  كما أنّ جانب كبير من التعويضات والتقديمات التي توزع على المزارعين بات يستند على لوائح موزعة من قبل مهندسي جهاد البناء او من خلال المسؤول المحلي للحزب في كل بلدة وقرية مع عناية خاصة لقرى منطقة البقاع التي تصب أصواتها في صالح حزب الولي الفقيه.

الوزير الحاج حسن يعيد الكرة الآن ويتابع سياسته الاستنسابية عينها في موضوع زراعي آخر هو برنامج "دعم وتطوير زراعة الأعلاف وتربية الأبقار وإنتاج الحليب"... والغاية منه في دعم الأعلاف في لبنان وتصنيعها وتنمية إنتاج الحليب وصناعته نوعاً وكماً وكلفة. وفي سبيل ضمان "أفضل" توزيع للأعلاف والدعم بحسب ما تقتضي المصلحة، عيّن الوزير ابن عمه "صلاح الحاج حسن" ليدير المشروع الذي يبلغ قيمة تمويله 182 مليار ليرة حيث يعاونه شخص أيضاً معروف بولائه لحزب الله اسمه علي رعد.

ويقوم الاثنان بتحديد الجهات المستحقة والمزارعين ومربي الأبقار الذين سيتلقون الأعلاف المدعومة والمعدات والخبرات اللازمة المجانية دون وضع معايير محددة او واضجة على الأقل بل مجرد شروط شكلية يمكن نقضها في أي لحظة ولأسباب غير معروفة. وتسخر تلك المصادر من الدكتور الحاج حسن الذي سبق له وأعلن أنّ التوزيع العشوائي للمساعدات على المزارعين انتهى إلى غير رجعة، بأنّ معاليه يبدو صادقاً فيما تعهد به لأنه نظّم التوزيع وفق مصلحته ومصلحة حزبه وحلفائه وبأنه بات يشغل منصبين في الوقت عينه كوزير للزراعة وكممول لنشاطات جهاد البناء خصوصا من خلال الإستعانة بمهندسي المؤسسة وتوظيفهم كمستشارين من دون وجود لجان فاحصة. وإذا كانت وزارة الطاقة والكهرباء في ظل جبران باسيل تبدو الوزارة الأكثر تعرضاً للضغوط وتأتي في المرتبة الأولى لجهة قابليتها على تفجير حكومة ميقاتي، فإن المرتبة الثانية على هذا السلم تحتلها وزارة المالية وعلى رأسها محمد الصفدي في ظل موازنة مثقلة بالضرائب والرسوم التي لم يعد يطيقها المواطن، في حين تحتل وزارة زراعة حزب الله المرتبة الثالثة، لجهة قدرتها على استفزاز الشارع... فمن أين سيأتي الانفجار؟

* موقع 14 آذار

 

المنتدى الاقتصادي العالمي في اسطنبول يناقش الأزمة السورية وألف شخصية عربية وعالمية تبحث تحديات الربيع العربي وأزمة الأورو

علي حماده/النهار

للمرة الأولى منذ انشائه قبل اثنين واربعين عاماً ينظم "المنتدى الاقتصادي العالمي" المعروف بـ"منتدى دافوس" مؤتمراً اقليمياً حول الشرق الاوسط شمالي افريقيا واوراسيا في اسطنبول، يتناول فيه قضايا أوروبا في تحدياتها المالية، والربيع العربي، وما يسمى بالشتاء الروسي!

والمقرر ان يجمع المؤتمر اكثر من ألف شخصية سياسية، اقتصادية، مالية، لمناقشة ما سماه رئيس المنتدى البروفسور كلاوس شواب بـ"جَسر الاقاليم التي تشهد تحولات"، من خلال محاولة فهم ما تشهده الاقاليم المشار اليها من تغييرات كبيرة، وتحديات للمرحلة المقبلة. ولعل أهم ما سيميز أعمال المؤتمر ان الأزمة السورية ستكون في قلب المناقشات، وتخصص لها ندوة يشارك فيها وزراء خارجية عرب وغربيون. ويتوقع ان تحضر اعمال المؤتمر شخصيات من المعارضة السورية.

"النهار" ألتقت عشية افتتاح المؤتمر في اسطنبول المدير العام التنفيذي لـ"المنتدى الاقتصادي العالمي" بورج برندي وأجرت معه هذا الحديث:

¶ للمرة الاولى مذ بدأ منتدى دافوس يهتم بمنطقة الشرق الاوسط، يعقد مؤتمر يتعلق بالشرق الاوسط في بلد غير عربي. لماذا هذا التغيير؟

- ليس هناك تغيير سوى ان المؤتمر ينعقد تحت اسم: "اوروبا الشرق الاوسط وشمال افريقيا وآسيا الوسطى". هذه المرة الاولى نعقد فيها هذا النوع من المؤتمرات الاقليمية بهذا الحجم من التغطية. بلدان هذه المناطق او الاقاليم متصلة بعضها البعض  وعلى تماس، وثمة تداخل في ما بينها أيضاً. كما انها تشهد تحولات كبيرة وتنوعاً في ما يتعلق بالنمو و العمالة، والتقانيات، والاجتماع. هذه الاقاليم متشابكة في ما بينها على الصعيد الاقتصادي. وعلى سبيل المثال 60 في المئة من صادرات دول المغرب العربي تتجه الى اوروبا في حين تبلغ نسبة الاستثمارات المالية الخارجية المباشرة والآتية من اوروبا نحو المغرب أكثر من 80 في المئة. اما تركيا ففي قلب حركة هذا التبادل، وفي قلب التغييرات الكبيرة التي تشهدها هذه الاقاليم المتداخلة و المتشابكة. وتركيا نقطة تقاطع جغرافي مهمة جداً بين اوروبا من الاسواق الناشئة في الشرق الأوسط، شمال افريقيا، وآسيا الوسطى من جهة أخرى. ومن المهم ان نشير الى أهميتها كنموذج لديموقراطية مزدهرة اقتصادياً بالنسبة الى جيرانها.

¶ ما هي أهم عناوين المؤتمر؟

- أحد أهم التحديات التي تواجهها مناطق الشرق الاوسط، اوروبا، شمالي افريقيا، واوراسيا تتمثل في أزمة الأورو، والبطالة في اوساط الشباب، وستكون هاتان المسألتان في مقدمة مواضيع المناقشات التي ستدور في المؤتمر، لكونها تمثل خطراً كبيراً واساسياً على الاقتصاد العالمي برمته. من هنا اهمية البحث في موضوع النمو وخلق فرص العمل.

وبعد عام على "الربيع العربي"، سيكون من المهم لنا ان نناقش في المنتدى مسألة الحوكمة الرشيدة في ضوء التحولات الكبرى التي يشهدها العالم العربي. ومن ناحية ثالثة لا بد أن نتطرق في المؤتمر الى النماذج المناسبة لادارة اعمال الشركات المحلية والاقلمية والعالمية آخذين في الاعتبار التغييرات الاجتماعية والتداخل بين دول العالم على الصعيد التكنولوجي.

¶ ما هو موقع الربيع العربي في اعمال المؤتمر؟

- في ما يتعلق بشمال افريقيا والشرق الاوسط بدأنا للتو نشهد التحولات العميقة التي أتى بها الربيع العربي. علينا ان ننظر بكل دقة الى الوسائل المثلى لتحقيق تغيير سلمي نحو الديموقراطية، خصوصاً في مرحلة تنعقد فيها تحالفات سياسية جديدة. نعتقد ان التكامل الاقتصادي سيكون مفتاحاً مهماً في اعادة صوغ دور الاتحاد الاوروبي على صعيد المساعدة بتأمين استقرار سياسي واقتصادي. اما تركيا فانها تمثل نموذجاً لكيفية الاقدام على اصلاحات. بالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تجدر الاشارة الى انها تواجه قنبلة موقوتة هي ازمة البطالة بين الشباب. وعليه سيصدر "المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرين في محاولة للاضاءة على هذه المشكلة المركزية وتداعياتها على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. سيتناول التقرير الاول اقتراحات حلول لتحدي تشغيل مئة مليون شاب وشابة عرب، والتقرير الآخر سيتناول دور أرباب العمل الكبار في خلق فرص عمل في العالم العربي.

¶ ما هي الدروس التي يمكن استخراجها من الربيع العربي في رأيكم؟

- هذا الربيع يمثل بداية جديدة للعالم العربي ويحمل في طياته فرصة فريدة للتغيير التشريعي، مما سيحصن المجتمعات ويؤمن قاعدة صالحة لمستقبل مستقر للشعوب. والمسألة متعلقة بمدى نجاح الحكومات العربية في السنوات الخمس المقبلة في مواجهة التحديات التي أشرت اليها، فمن خلالها سترتسم هوية الأجيال المقبلة.

¶ طالما كان "المنتدى الاقتصادي العالمي" عاملاً على مستوى السلام في الشرق الاوسط، هل تعتقدون ان الربيع العربي اعاد عملية السلام الى المرتبة الثانية من حيث الأهمية؟

- لا ابدأ صحيح ان التركيز بالنسبة الى العالم العربي كان داخلياً بدل أن يكون على العلاقات بين الجيران، و لكن بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة هو مفتاح للوصول الى سلام دائم في المنطقة.

¶ سوريا تتنقل من مذبحة إلى مذبحة، هل تعتقدون ان الحرب الاهلية هناك اصبحت حتمية؟ وكيف تقوم سوريا ديموقراطية في رأيكم؟

- ان الوضع في سوريا يستدعي حالياً من جميع الاطراف الفاعلة على الصعيد الدولي ان تعمل معاً من أجل بلوغ حل معقول قبل ان تسقط نقطة دم أخرى.

اسطنبول

 

بشار السفاح... بين الهروب و المشنقة

 داود البصريالسياسة

لقد إقتربت ساعة الحقيقة وتجلياتها الشاخصة في أرض الشام , وبات مصير النظام السوري المجرم وقادته من "شبيحة" الأمن والمخابرات معروفا ومعلوما ومتدليا أيضا , فمشانق الشام المقبلة ستكون عنوانا مثيرا لتحولات تاريخية كبرى تبدأ بإستعادة الشعب السوري لزمام المبادرة وتقرير مصيره بعيدا عن بقايا إفرازات الإنقلابيين من العسكر و المتخلفين والبعثيين الذين تجاوزهم الزمن وبات من حقهم الطبيعي والكامل الإنزواء والجلوس في متحف التاريخ الطبيعي كبقايا متحجرة لعصر سياسي جوراسي مرعب مكلل بالدماء و الأشلاء والنهب واللصوصية و السمسرة , الرئيس السوري بعد أن أثخن في القتل والترويع والإبادة البشرية ومحاولة الهروب من الإستحقاقات التاريخية الواجبة الدفع لنظامه المتهالك ولنظام أبيه بات يواجه خيارين لاثالث لهما يتمثلان في الهروب السريع لأي زاوية دولية تقبل به و تحتضنه وليس ثمة عاصمة تؤويه سوى العاصمة الإيرانية طهران أو الروسية موسكو ففيهما يمكن أن يجد ذرة من أمان لربما لن يستمر طويلا أيضا ! فالشعب الإيراني يقف على فوهة بركان متفجر قد يقذف حممه في اي لحظة لينظف طهران من بقايا الإرهاب و التخلف وأهله , وموسكو كما نعلم تاريخيا ومنهجيا ومبدئياً ( تفتح ذراعيها لمن يدفع الثمن..)! لذلك لاعاصم اليوم  من أمر الله , وحكم الشعب و التاريخ والذي سيفرز في النهاية مصيرا حاسما و مفجعا للنظام الذي تسبب في قتل الآلاف ونهب البلاد ووضعها على حافة خيارات الحرب الأهلية المفجعة والتقسيم الذي تروج له أوساط النظام الآيل للسقوط في محاولة يائسة لإنقاذ وضعه المتهاوي و تعويم نفسه ومحاولة النجاة من مصير بشع بات مرتسما وواضحا ولا يقبل القسمة , الثورة السورية وصلت اليوم إلى مشارف نهاياتها الحاسمة , فالإنهيار الشامل بات قاب قوسين أو أدنى ,وقد فقد النظام كل اسس ومستلزمات البقاء , والإفراط في إستعمال القوة العسكرية ضد الشعب الثائر له نتائج عكسية وإرتدادية سترسم معالم طريق النهاية لنظام ساد وبطش ودمر وأحرق ونهب ثم إنكفأ راحلا نحو مزبلة التاريخ , لقد مارس النظام السوري حلقات رعب وتصفية داخلية شرسة منذ إنطلاقته عبر ذلك الإنقلاب العسكري المشؤوم للجنة العسكرية في الثامن من  مارس عام 1963 وحيث فتحت بوابات الجحيم في الشام لتلتهم الأرواح والأرزاق ولتكسر حتى رؤوس رفاق المسيرة النضالية الواحدة! ففي إنقلاب 23 فبراير عام 1963 مارس البعثيون حملات وحشية للقتل بين خصومهم بعد إنقلاب العسكريين على قيادة عفلق القومية وإنهائهم لدور حزب البعث العربي الإشتراكي وتحويله لمجرد حزب سلطة عسكرية غاشمة وبشعارات يسار طفولي مراهق كلفت سورية حريتها وكرامتها وأرضها الغالية في الجولان بعد أن دخل البعثيون الحرب عام 1967 بهيئة ضباط فاشلة وبقيادة عسكرية مهلهلة وفاشلة مكونة من حافظ الاسد وزير الدفاع الفاشل الذي باع الجولان والذي سرعان ماهيمن تياره الإرهابي على السلطة بعد صراع مع ضباط فاشيين من أمثال عبد الكريم الجندي مدير مكتب الأمن القومي قبل أن يجهز آل الأسد على بقية العصابة السلطوية ممثلة بصلاح جديد و نور الدين الأتاسي ورفاقهم عام 1970 ويؤسس لسلطة عائلية ديكتاتورية بدأت بالزحف التدريجي و الخجول لتستولي على سورية بأسرها ولتمارس سلطة قمعية ووفق أجندة إرتباطات دولية مشبوهة لم تعد مخفية , اليوم سورية تقف على أعتاب حركة تصحيح شعبية تاريخية خارج إطار صراعات الضباط الفاشلين , فمشروع التغيير الثوري هو مشروع شعبي شامل , ومحاسبة كل رموز مرحلة الإرهاب و التوريث السياسي والطائفي باتت من المسائل الملحة والتي لا تقبل المساومة أو التأجيل والمماطلة , ليس أمام النظام السوري بعد مجزرة الحولة والمجازر التي سبقتها أو التي ستليها سوى التحلل و الإنحسار , وليس أمام الشعب السوري وقواه الحية والحرة سوى متابعة القتلة و محاكمتهم و إسدال الستار النهائي على الحقبة الفاشية الرهيبة التي كلفت السوريين الكثير من الخسائر التاريخية المرهقة , الدم يستسقي الدم , والنظام السوري لايرتوي أو يشبع أبدا من مص دماء الأحرار ومن ممارسة التعذيب البشع بحق المخالفين وتلك سنة سلطوية معروفة وشاخصة , ليس أمام بشار الأسد سوى الخضوع للإرادة الشعبية والمثول أمام محكمة شعبية هو و أركان نظامه من القتلة لن تظلمه بل ستصدر حكمها التاريخي و المبرم بحق آخر السفاحين في بلاد الشام... لا مفر أبدا من العقاب , فالجزاء من جنس العمل وقد كان حقا علينا نصر المؤمنين.

كاتب عراقي

 

سليمان لـ »السياسة«: الإسلاميون عاجزون عن إدارة مصر... ومشايخ السلفية مخطئون

 القاهرة - عاطف عبد اللطيف: السياسة

حول أخطاء الاسلاميين في مرحلة ما بعد الثورة, وتعدد مرشحي التيار الاسلامي فيما شهدته انتخابات الرئاسة, ومستقبل الدولة المصرية في حال فوز الفريق أحمد شفيق, يتحدث الشيخ محمد علي سليمان أحد كبار قيادات الدعوة السلفية في مصر, وامام وخطيب مسجد المنيرة بامبابة, في حواره لـ "السياسة", عن المشهد السياسي المصري في الوقت الحالي, وقضايا المسيحيين ومحاكمة الرئيس مبارك, وفترة حكم المجلس العسكري, وعلاقة التيار السلفي بأحداث امبابة.

 الشعب المصري لم يعد مغيبًا ولن تخدعه الشعارات والمظاهرات

"الفن حسنه حسن وقبيحه قبيح" ولا تغييرات "جبرية" في الإبداع

يجب تغيير موجات الحرب الإعلامية على الله ورسوله بالحكمة والموعظة الحسنة

المسيحيون في مصر رفاق الجيرة وحمايتهم ورعايتهم واجبة في أعناقنا

  كيف ترى علاقة الدين بالسياسة?

   لست من أنصار خلط الدين بالسياسة فلكل أهله, فالدعوة الى الله لها طريق واحد معروف, وهو حسن الدعوة, والسعي لتجنيب العباد الشرور والمعاصي, أما العمل السياسي والعام فاختلاطه بالدين يفرز مشكلات و"مطبات" في الكيانات والأنظمة, وهو ما نشاهده في مصر حاليا, فتدخل بعض مشايخ الحركة السلفية وغيرها, في أمور سياسية, خاصة من مشايخ السلفيين داخل حزب النور, أنتج أخطاء سياسية, جعلت قيادات الحزب تعتذر أكثر من مرة عن أخطائها, وهزت ثقة مؤيديها فيها.

  كيف تقيم المشهد السياسي المصري الراهن?

   تخبط واضطرابات وصفقات سياسية, ومكائد وضربات تحت الحزام , ومنافسة غير شريفة ودسائس في بعض الأحايين بتوزيع الاتهامات والأباطيل, ولا يسعنا الا أن ندعو الله بالهداية للجميع, وأن يولي من يصلح شؤون البلاد والعباد.

  كيف تقيم تعدد المرشحين الاسلاميين في الانتخابات الرئاسية في جولتها الأولى?

   تعدد المرشحين الاسلاميين أكبر وبال عليهم, فقد حقق ذلك التنوع ما عجزت عنه الأنظمة السلطوية الغاشمة السابقة على مدار ستة عقود من الزمان, ويبدو أن عامًا واحدًا من ممارسة الحياة السياسة استطاع أن يحدث الشروخ العميقة في صفوف الاسلاميين التي كانت أشبه بحصون اليونانيين القديمة, والكارثة ليست في تنوع قد يصب في صالح اثراء المناخ السياسي والتنافس الشريف في رعاية صالح الدولة فيما بعد, وانما في تشويه صور بعضهم البعض.

ممارسات الاخوان

  ما الذي أثارك من هذه الممارسات?

   أحزنتني كثيرًا تصريحات الدكتور محمد مرسي, مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين, وانتقاداته الشديدة للقطب الاخــــواني المقـــال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح, رغم أنه كان زميل كـــــفاح سياسي وديني طويل, ولا يجب أن تتسبب المنافسة السياسية في خصـــومات لا طائل من ورائها, فاذا كان "أبو الفتوح" لم يلتزم بتوجهات الجماعة في وقت, كانت ترفض فيه طرح مرشحا لها في سباق الانتخابات, واعلانه الترشح, فهذا لا يعيبه ولا يستوجب عليه النقد الشديد واطلاق الاتهامات القاسية من قيادات الجماعة والحـــزب ضده, لأن الجماعة نفسها غيرت وجهتها بعد ذلك بترشيح المهندس خيرت الشاطر ثم الدكتور محمد مرسي.

  ما أبرز الانتقادات التي توجهها للاسلاميين عقب الثورة?

   مشكلة الاسلاميين عقب الثورة أنهم كمن يقطن بالجبل فترات طويلة ثم ينزل فجأة الى دولة شديدة التحضر والمدنية فيحدث له ذهول وتخبط, ويصبح كمن يضرب على رأسه فيعاني من الدوار ولا يحسن التصرف في الكثير من الأوقات, وهذا ما حدث بالفعل, فتجد تخبطات سياسية شديدة في صفوف حزبي "الحرية والعدالة" و"النور السلفي" , جعلتهما يخسران الكثير من المعارك السياسية التي هزت صورتهم في الشارع المصري, وزعزعت ثقة الناخبين والمؤيدين لهم, وجعلت المواطن يشعر بالندم لصوته الذي ذهب لهم, ولكن الحقيقة ليست في اساءة الاسلاميين لادارة المشهد السياسي, بقدر افتقادهم للحنكة السياسية اللازمة لتسيير أمور دولة بحجم مصر, تعيش أزمة دستورية وبرلمانية وسياسية واقتصادية طاحنة.

  هل ترى فرصا للاسلاميين في الفوز بانتخابات الرئاسة?

   فرصهم قائمة وموجودة على أرض الواقع وكفة ميزان الاسلاميين تميل الى الدكتور محمد مرسي بعد تأييده من قبل الكثيرين ووقوفهم معه ضد الفريق شفيق.

  ما الشيء الذي افتقده المشهد السياسي في الفترة الماضية?

   المشهد السياسي افتقد تواجد حازم صلاح أبو اسماعيل الذي حظي باجماع كبير والتف حوله الناس, وشكل ظاهرة سياسية كسب بها تعاطف وتأييد المسلمين والمسيحيين على السواء, بتأكيده على السعي لتطبيق الشريعة الاسلامية مع صون حقوق المسيحيين, ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن, وتم استبعاده, وهذا أمر الله, وعلينا أن نقنع به, بعد أن رأينا توابعه في الأحداث الدموية في العباسية, التي نعاني ذيولها حتى اليوم.

كرسي الرئاسة

  هل تتخوف من نية مبيتة لافساد الانتخابات الرئاسية خاصة بعد رفض عدد من القوى السياسية لنتائج المرحلة الأولى منها?

   الجميع يشعر بوجود أطراف منها ما هو معروف ومنها ما هو خفي يدبر الشر لمصر, ولا يريد لها الاستقرار السياسي, ولكن لا أظن أن للمجلس العسكري يدا في ذلك, لأنه بالفعل يريد أن يتخلص من المهام الثقيلة الملقاة على عاتقه منذ 11 فبراير من العام الماضي, بعدما عهد اليهم الرئيس مبارك عقب تنحيه بادارة مقاليد البلاد, وهي مهمة شاقة بالفعل اذ أن مهمة المجلس أصبحت ليست حماية حدود مصر الاقليمية فقط, وانما امتدت الى الداخل أيضًا في وقت تتعاظم فيه المطالب الفئوية وتشتعل الأزمات السياسية وتتعقد الأحداث الداخلية المتعاقبة.

  كيف ترى الموقف في حال نجاح أحمد شفيق?

   أول ما يجب أن يلام في حالة نجاح الفريق أحمد شفيق هم الاسلاميون, وخاصة جماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي باعتبارهما الكفتين الأكثر تنظيمًا والأكثر شعبية بين الاسلاميين, لأنهما بأخطائهما السياسية طوال عام برلماني سمحا بوصول أحد "الفلول" الى الكرسي الرئاسي.

  بم تفسر تصريحات بعض المرشحين بالاعتصام بالتحرير حال نجاح أحدهما?

   بالفعل سمعت تلك التصريحات, وأصحابها غير محقين وغير مدركين لحقيقة الظرف التاريخي الذي تمر به الدولة فنحن نعيش فترة عدم أمان, وانفلات أمني بشع, يستوجب سرعة انتخاب رئيس يمسك بمقاليد الأمور, لتستعيد مصر مكانتها, ويستعيد المواطن أمنه واطمئنانه, ويسترد الاقتصاد عافيته المهدرة, ويعيد الاستثمارات التي هربت الى الخارج.

  ما رسالتك لمن يريد تحويل مصر الى بحر من الدماء?

   بعض المرشحين السابقين توقعوا بأنه سيكون هناك بحر دماء في حال نجاح "شفيق" في الانتخابات الرئاسية, وهو ما يجعلني أوجه لهم السؤال: لماذا لم تستطيعوا كسب ثقة المواطنين بدلا من التشكيك في نزاهة القضاء وصناديق الانتخابات قبل اجرائها? وبدلاً من اعلان التمرد المسبق والحرب على النتائج الاستباقية, ان لم توافق هواكم, يجب أن تحفزوا جهودكم, وتعدلوا من برامجكم بما تستطيعون الوفاء به, فالشعب لم يعد مغيبًا لتخدعه بعض الشعارات البراقة والمسيرات الكثيفة, والاتهامات التي تتطاير في وسائل الاعلام هنا وهناك.

المجلس العسكري

  ما أبرز الانتقادات التي توجهها الى المجلس العسكري الحاكم?

   كلنا بشر نخطئ ونصيب, والخطأ وارد في كل من يمتهن العمل السياسي والعمل العام, ولذلك لا يجب أن نعلق المشانق لقيادات المجلس العسكري على أخطائهم السياسية, فهم ليسوا أهل سياسة بالمقام الأول, بل أهل حرب وكر وفر, وهم أبناء نظام عسكري أمني لا يعرف الحياد أو المراوغة وألاعيب السياسة ودهاليزها, وربما ذلك ما جعلهم يقعون فريسة لأخطاء مستشاريهم الذين استعانوا بهم في مختلف المجالات لمساعدتهم في ادارة شؤون الدولة عقب تنحي "مبارك", وعلى أي حال يجب أن نقدم لهم جزيل الشكر على تواجدهم كصمام أمن وأمان وحماية للثورة والثوار, حتى يصلوا بالثورة مأمنها بتواجد رئيس منتخب بارادة شعبية.

  كيف تنظر الى مستقبل المجلس العسكري عقب الانتخابات?

   للمجلس العسكري في رقاب المصريين جميل وصنيع معروف بعد أن قبل مهمة حفظ الأمن وتحمل مشقة دولة متخمة بالصراعات تشهد معارك فكرية وايديولوجية عنيفة, ولا يجب أن يكون رد الجميل بتعقبهم عقب تولي رئيس للجمهورية, فلا يكون جزاء الاحسان الا الاحسان.

  هل تتوقع مصادرة الاسلاميين للعمل الابداعي مستقبلا?

   اعتقد أن المرحلة المقبلة لن تشهد تغييرات جبرية من قبل الاسلاميين على الصعيد الابداعي والفني, لأن الفن حسنه حسن وقبيحه قبيح, وهناك أعمال فنية هادفة وبعيدة عن العري والابتذال, أما بالنسبة للمشاهد المسفة التي لا ترضي الله ورسوله, فيجب أن يتقي أصحابها والقائمون عليها الله فيما يتناولون, ويتحرون الدقة في اختيار مضامين العرض الابداعي والفني, بما يتماشى مع قيمنا الدينية, والروحية, وعاداتنا وتقاليدنا الشرقية المحافظة, وأن يتقوا الله فيما يتناولونه من أعمال.

  الى أي حد تستند في حكمك على شرعية الفن الهادف?

   هناك فتاوى كثيرة تستند الى شرعية الفن الهادف البعيد عن الابتذال واغضاب الله ورسوله, وأتذكر فتوي للشيخ "ابن عثيمين", الذي ما أن انتهى من حضور أحد العروض لمسلسل سعودي حضرته معه, حتى أفتى بجواز التمثيل الهادف البعيد عن المشاهد الخارجة عن جوهر الدين الحنيف مثل التقبيل والعناق ومشاهد الفراش والجماع التي تخدش الحياء, ومشاهد الرقص, والملابس التي تثير بناتنا وأولادنا في عمر الزهور, وتقتل براءتهم, وتكون سببًا في حدوث جرائم بشعة وانفلاتات أخلاقية تنعكس على واقعنا ونجني ثمارها السيئة فيما بعد.

  كيف تقيم الواقع الابداعي المصري حاليًا?

   للأسف الشديد هناك حالة من المجون الفني والاعلامي تسود الوقت الحالي, فقنوات الأغاني الهابطة والقنوات التي تتحدث عن تلبس الجن جسم الانسان, والعالم الآخر, تلاعبت بعقول المصريين فضلاً عن رواج قنوات الشات الهاتفي, - ان جاز التعبير - التي تحض على نشر الرذيلة بين الشباب والفتيات في مجتمعنا المحافظ, ما يدعوني الى مقاطعة الاعلام في الكثير من الأوقات.

  كيف يتم تغيير هذا الواقع?

   السبيل الوحيد لتغيير موجات الحرب الاعلامية على الله ورسوله لن تكون الا بتغييرها من قبل القائمين عليها, بتقديم المضامين الهادفة في العمل الاعلامي, البعيدة عن الابتذال والاسفاف في العمل الابداعي والفني, وهنا يأتي دور الدين المعنى بمحاربة كل ما يتعارض مع الأخلاق والنهج المحمدي, الا أن الأمر لا يكون بالقوة الجبرية, مثلما تنادي بعض الأصوات الاسلامية باعمال قوة السيف على المضامين الفنية المسفة, ولكن التغيير الحقيقي يكون بالدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومخالقة الناس بخلق حسن, وهذا دور الدعاة وتقع على كاهلهم أمام الله يوم القيامة.

 

المل المسيحي

  ماذا عن العلاقة مع المسيحيين في مصر?

   المسيحيون في مصر هم رفاق الجيرة, الصحبة, المودة, والاخاء في الوطن, والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نبر من لم يقاتلونا في الدين ونقسط اليهم, وحمايتهم ورعايتهم واجبة في أعناقنا, لأنه شأنا أم أبينا هم زملاء لنا في العمل, ورفاق التعليم, والاساءة اليهم اساءة الى الاسلام والنهج المحمدي القويم القائم على تبادل الرحمة والتسامح والمعاملة الحسنة, والنبي الكريم أوصانا أن نعامل الناس بخلق حسن.

  كيف ترى شكل الترابط بين المسيحي والمسلم عقب الثورة?

   ما بين المسيحيين والمسلمين علاقة ترابط, ولكن بعض الفقاعات التي تظهر على السطح وتعكر الصفو هي الهاجس الباعث على تعرضهم للظلم, وللأسف كانت هناك قيادات كنسية كبيرة منها من رحل عن الحياة , ومنها من هو حي بين ظهرانينا, استغلوا تلك الأحداث لتحقيق مجد شخصي سياسي, وزعامة سياسية لا تناسب مكانته كرجل دين مسيحي في المقام الأول, فالأحداث الطائفية مع الأسف تستغل لصالح برامج سياسية داخلية وخارجية, للتدليل على أن المسيحيين في مصر مستهدفون من قبل الاسلاميين.

  كيف نحل أزمة العلاقات بين نسيجي الأمة?

   لا توجد أزمة فعلية في العلاقات ولكنها توترات تطرأ على العلاقة شأن أي علاقة صحية بين أي طرفين في العالم كله, تشهد انتعاشة وانتكاسة لأن دوام الحال من المحال, والحل يكمن في أن يكون رأس الكنيسة المصرية ممن لا يشتغلون بالسياسة خاصة وأن الانتخابات البابوية على الأبواب, لأن احتكاكي بالكثير من المشكلات المتعلقة بالفتنة الطائفية, وخاصة في أحداث فتنة امبابة الأخيرة, أستطيع التأكيد على أن اشتغال الرهبان بالسياسة, أفضل من اشتغال القساوسة والمطارنة, لأن حياة رجل الدين الصرف تختلف عن حياة العلمانيين الذين التحقوا بمؤسسة الكنيسة ويديروها بشكل "مسيس".

  ما ردودك على الاختلافات السابقة بين السلفيين والكنيسة?

   لم تكن اختلافات سلفية كنسية, ولكنها اختلافات في التوجهات وأساليب البابا شنودة الثالث في معالجة الملف الوطني فيما يخص علاقة المسلمين بالمسيحيين, ولم يعد هناك اختلافات جوهرية قائمة.

  هل تلك الاختلافات وراء رفض السلفيين تعزية المسيحيين في وفاة البابا?

   معظم كوادر الحركة السلفية فضلت الابتعاد عن تشييع جنازة البابا شنودة مكتفين ببرقيات التعازي, والمحادثات التليفونية, الى "هاني عزيز", مستشار مكتب البابا, وبعبارات تعبر فقط عن المواساة في رحيل الرجل نصها: "البقاء لله وحده, وانا لله وانا اليه راجعون", لأنه لا شماتة في الموت, أما تصريحات الشيخ وجدي غنيم بالشماتة في موت البابا شنودة, فاختلف معها جملةً وتفصيلاً رغم اساءة البابا شنودة للوحدة الوطنية في معالجاته المتكررة لأحداث العنف الطائفية, وحسابه عند ربه, لكن لا يجوز التشكيك في وطنية الرجل بعد موته, والحديث عن أنه من أهل النار, فهذا لا يعلمه الا الله وهو الذي يجزي به.

تورط السلفيين

  ماذا عن تورط السلفيين على وجه التحديد في ملفات الفتنة الطائفية?

   من يتخذ طريق الدعوة الى الله ومخالقة الناس بالحسنى, لا يمكن أن يحمل سلاحا ليقتل أو يزهق الأرواح أو يحرق مكانًا للعبادة حتى ولو كان مكانًا لعبادة الأوثان, فما بالك بكنيسة لمسيحيين شركاء في وطن ورفاق كفاح وجيرة, والحمد لله فقد وقف عقلاء مصر الى جواري وضموا صوتهم الى صوتي في كثير من أحداث الفتنة, ولملمنا الشمل وأوقفنا نزيف الدماء والحرائق.

  هل ترى أن الاسلاميين ظلموا في أحداث امبابة?

   أستطيع أن أجزم أن نظام مبارك أدار الأزمات الطائفية, والعنف المسيحي المسلم للتغطية على أخطاء سياسية, وجرائم اقتصادية, لينشغل الرأي العام بها, لكن الاسلاميين عموما عدا المتشددين وهم قلة, غير متورطين في تلك الأحداث, خاصة بعد مرحلة المراجعات الفكرية التي تبنتها الجماعات الدينية, ومن بينها جماعات الجهاد المسلح التي غزت مصر في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

  أين مكمن الخلل في احداث أزمات العنف الطائفي?

   الخلل في التفكير وروح التعصب وعدم اعمال صوت العقل أمام أي أزمة, والتفكير بروية, وعدم البحث عن المستفيد من اراقة دماء المسلمين والمسيحيين من آن لآخر, واثارة الفتن.

  رسالة توجهها للمصريين?

   أقول لكل مصري اتق الله في دينك ووطنك وأولادك, ولا تغذ الكراهية.

  وما رسالتك للمجلس العسكري?

   أقول لكل أفراد المجلس بداية من المشير حسين طنطاوي, اتركوا الشرعية تأخذ مجالها, لا تتدخلوا, لا تتحيزوا لأحد, حتى لا تسمحوا للمزايدين من أي اتجاه بتوجيه الاتهامات لكم, لأنه لا ناقة لكم ولا جمل مع أي تيار يفوز بالانتخابات, فأنتم مؤسسة منفصلة.

 

عادل إمام لم يعلق على كلمة القضاء ورانيا يوسف اعتبرت المحاكمة «مسرحية»

فنانو مصر اختلفوا حول «مؤبد مبارك» ... إلهام شاهين: ارحموا عزيز قوم ذل

القاهرة - من جوليا حمادة /الراي

أثار الحكم الذي صدر أول من أمس على الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بالسجن المؤبد هو ووزير داخليته حبيب العادلي وبراءة نجليه جمال وعلاء مبارك، وعدد من القيادات الأمنية السابقة؛ ردود أفعال متباينة في الوسط الفني المصري، فالبعض أيد الحكم ووجده مرضيا للجميع، والبعض الآخر عبر عن استيائه الشديد تجاه الأحكام الصادرة في قضية القرن.

من بين الفنانين الذين أعلنوا عن موقفهم من الحكم الفنانة رانيا يوسف، التي اعتبرت الحكم مجرد مسرحية هزلية، موضحة أن الكثيرين توقعوا هذا الحكم الذي لن يتم تنفيذه سواء المؤبد للرئيس السابق أو أي حكم آخر. وأعربت عن ضيقها من الحكم ببراءة نجلي مبارك من التهم المنسوبة لهما بالتورط في قتل الثوار.

وأضافت لـ «الراي»: «لم أعد أثق في أي رمز من النظام السابق لأنهم يفكرون في الطريقة نفسها التي تتجاهل حقوق ودماء البسطاء وأصحاب الحقوق كالعادة التي تعودنا عليها من الحكام المستبدين».

وقالت: «هذه رسالة واضحة لمن يفكر في انتخاب الفريق أحمد شفيق ليصبح رئيسا للجمهورية، وعليهم أن يفكروا من جديد في مستقبل هذا البلد وحقوق الشهداء التي راحت حتى لا تتكرر هذه المأساة من جديد».

وقال الفنان أشرف عبدالغفور: «إن المصريين عليهم أن ينصتوا ويفكروا جيدا لأن الحكم الذي صدر جاء من جهة قضائية نزيهة لابد من احترام الحكم الصادر منها».

وأضاف لـ «الراي»: «أتمنى أن يعيد الإعلام النظر في طريقة عرضه ومناقشته للقضايا، وأن يتوقفوا عن تهييج وإثارة الشعب لأن المرحلة المقبلة تتطلب هدوءًا وتضامنًا واستقرارا حتى يقف البلد من جديد».

الفنان خالد النبوي قال: «لابد أن يستيقظ المصريون وأن يتمسكوا بثورتهم لأن ثورتنا مستمرة، وبعد الحكم الذي صدر والطريقة التي يتم التعامل بها مع مثل هذه القضايا تدعونا إلى أن تستمر الثورة ولا تهدأ لأنها ثورة حقيقية.

أما الفنانة سما المصري فقالت لـ «الراي»: «الحكم نزيه وعادل ونجح في إرضاء الجميع، ولا أرى أن هناك أي داعٍ للاعتراض على هذا الحكم، خصوصا أنني لا أعتقد أن هناك أكثر من حكم المؤبد لرئيس جمهورية مصر العربية التي تعتبر أكبر دولة عربية. وعلى الجميع أن يهدأ ويلتفت للمرحلة المقبلة».

الفنان هاني رمزي قال لـ «الراي»: «من الصعب أن نعلق على أحكام القضاء، ومع هذا أرى أن الحكم من المفروض أن يرضي الجميع لأنه حكم بالمؤبد، ويعتبر رادعا لأي رئيس مقبل، ولكن علينا أن ننتقل لمتابعة ما يحدث الفترة المقبلة لأنها بالفعل ستكون صعبة».

وتعجبت الفنانة إلهام شاهين ممن يعترض على هذا الحكم قائلة: «ماذا يريدون أن يحدث للرجل، وماذا يريدون أكثر من حكم المؤبد، وعلى الجميع أن يتوقفوا عن التشكيك في محاكمة مبارك لأن الدليل هو حكم المؤبد، وعلى الرغم من احترامي وتعاطفي مع كل الشهداء وأهاليهم ولكن مع هذا أقول للجميع: ارحموا عزيز قوم ذل».

أما الفنان عادل إمام فرفض التعليق واكتفى بالقول: «ماذا سيفيد كلامي بعد أن قال القاضي كلمته الأخيرة».

 

تونس ما بعد الثورة .. و"النموذج اللبناني"

تونس ـ فادي شامية/المستقبل

في الأصل؛ لم يكن ثمة دافع قوي لإجراء مقارنة بين أوضاع تونس ما بعد الثورة والأوضاع في لبنان؛ لولا أن بعض السياسيين اللبنانيين -غير المنصفين- ما فتئوا يسألون عن النموذج التونسي، في طليعة أسئلتهم عن نماذج الربيع العربي المجيد. ليس في ذهن هؤلاء "المرجفين" إجراء مقارنة علمية، ولا تمتين العلاقات الأخوية، ولكن في ذهنهم تخويف اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً، من نتائج الثورات على أنظمة الاستبداد، بهدف دعم نظام بشار الأسد القمعي، إضافة إلى حصد النتائج السياسية لتخويف المسيحيين من كل إسلامي يصل إلى الحكم، بوصفه "تكفيرياً، رجعياً، لا يراعي حقوق الإنسان".

ثورة لم تأكل أبناءها

في واقع الحال؛ فإن النموذج التونسي ناصع إلى درجة أنه كسر القاعدة السياسية المعروفة: "الثورة تأكل أبناءها". ولعله من قبيح التجني طرح الشكوك حول الثورة التونسية المجيدة؛ فقد عانى التونسيون جراء قمع نظام زين العابدين بن علي ومن قبله نظام الحبيب بورقيبة- (اعتباراً من العام 1957). بن علي حكَم طيلة 23 سنة، فحوّل البلد إلى سجن كبير، وابتكر صنوفاً من القمع دُونت باسمه في سجل الطغاة. لا داعي للإطالة في تفصيل فساد وطغيان بن علي، فما وُجد في بيته من كنوز مسروقة ومخدرات مخبوءة، وما صوّرته وسائل الإعلام عن أقبية ووسائل التعذيب يغني عن الشرح.

البوعزيزي كان الشرارة التي فجّرت بركان الاحتقان. اندلعت الثورة، واستشهد العشرات، وتدخل الجيش (الذي تعرّض خلال حكم بن علي لإذلال ممنهج وتقييد شديد مخافة أن يقوم انقلاب) فحسم الموقف وأجبر بن علي على الفرار في 14/1/2011. وفي اليوم التالي تولى رئيس مجلس النواب محمد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت، وأصبح الباجي قائد السبسي في 27/2/2011 رئيساً للحكومة المؤقتة، ثم جرت انتخابات المجلس التأسيسي في 23/10/2011.

خلال هذه المدة، ورغم الفراغ الأمني والسياسي فإنه لم تحصل انتقامات، ولا إعدامات، خلافاً لأهم الثورات في العالم. لم يقع اقتتال داخلي، ولم تأكل الثورة أبناءها، ولم يحصل فلتان أمني بالمعنى الواسع، بل سادت روح من التسامح، كان أكثر من دعا إليها ضحايا القمع السياسي، ومعظمهم إسلاميون. الجميع في تونس احتكموا إلى صناديق الاقتراع، التي رفعت تمثيل حزب "النهضة" الإسلامي (إخوان مسلمون) من صفر % تمثيل برلماني إلى 41%. فماذا فعل الحزب الذي حل أولاً ونال ثلاثة أضعاف مقاعد أقرب منافسيه؟

ما فعله هو صناعة "النموذج التونسي" في "عصر الربيع العربي"، فبدل أن يشكّل الحكومة منفرداً أو ينال رئاسة البرلمان أو الجمهورية، كما هي العادة في الأنظمة الديمقراطية؛ فضّل حزب "النهضة" أن يشكّل حكومة ائتلافية برئاسته، وأن يتفاهم مع حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" العلماني، بزعامة منصف المرزوقي (حصل على 30 مقعداً)، فتكون رئاسة البلاد للمرزوقي، وأن يتفاهم مع حزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" اليساري بزعامة مصطفى بن جعفر (حصل على 21 مقعداً)، ليكون بن جعفر رئيساًَ لمجلس النواب. وفوق ذلك أعلن زعيم "النهضة" راشد الغنوشي عزوفه عن تولي أي منصب رسمي، فاتحاً المجال للمناضل السياسي حمادي الجبالي (15 سنة في سجون بن علي بينها 10 سنوات من السجن الانفرادي!) ليكون رئيساً للوزراء.

في النموذج التونسي أيضاً

النموذج التونسي -الذي يخوّف منه من لم يسمع أو يرَ ماهيته- يحفل بما هو أكثر غرابة من ذلك؛ فقد حاول منافسو حزب "النهضة" إحراجه بطرح ترشيح نسبة عالية من النساء في القوائم الانتخابية. "النهضة" كان أول الموافقين، والمفاجأة أن مرشحات "النهضة" كن فائزات في غالبية الدوائر- خلافاً لبقية الأحزاب- بحيث أدخل "النهضة" إلى البرلمان التونسي 42 من أصل 49 امرأة ممن انتخبن أعضاءً في المجلس التأسيسي!

لم يغرّ هذا الفوز المبهر قيادة "النهضة"، فما التزمت به مع باقي المعارضين (هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات عام 2005) أيام المحنة، حافظت عليه في زمن المنحة؛ فأعادت الالتزام بالديمقراطية، بما هي "قيم ومبادئ وآليات ومؤسسات"، وأكدت "احترام حقوق وحريات المواطنين الفردية والعامة"، و"قيام دولة مدنية قائمة على مبادئ الجمهورية وحقوق الإنسان وتستمد مشروعيتها من إرادة الشعب".

في أدبيات النهضة اليوم؛ تأصيل مكثف لمنهجية العرض دون الفرض، وللتغيير بالإقناع لا الإجبار. درجة الالتزام بهذه المنهجية مذهلة، لدرجة أن الحركة الفائزة في الانتخابات تجد صعوبة اليوم في تغيير موظف حكومي، لئلا يتهمها المنافسون بأنها تفرض لونها على الدولة، مع أن تغيير الإدارات بعد الثورة، وجعلها أكثر قرباً من الحكم الجديد أمر متعارف عليه في أعرق الديمقراطيات الغربية!

من يزر تونس اليوم لا يجد أي دليل على أن الإسلاميين يسعون الى فرض قناعاتهم على الناس. لم يفرضوا الحجاب، ولم يقيّدوا حرية المأكل أو المشرب... جل ما فعلوه أنهم نظفوا بلادهم من الفساد السياسي والاقتصادي، وسمحوا للناس أن تعبر عن نفسها، فنشأت آلاف الجمعيات وعشرات الأحزاب ووسائل الإعلام في عام واحد.

أكثر من ذلك، فعلى الرغم من أن تونس بلد مسلم 100% تقريباً إلا أن قانون الأحوال الشخصية فيه (صادر عام 1956) يتضمن نصوصاً تخالف الشريعة الإسلامية صراحة، كتغيير أحكام الميراث، وأحكام التبني، والسماح بزواج المسلمة من غير المسلم، وإعطاء أبناء الزنا الحق في حمل اسم الأب والحق في ميراثه كالأبناء الشرعيين، وحظر تعدد الزوجات ولو لأسباب واضحة... ومع ذلك فإن هذا القانون ما زال معمولاً به في ظل حكم الإسلاميين!

في تونس أيضاً مثال على احترام الأقليات، إذ يعيش في جربة نحو 2000 يهودي قدموا من إسبانيا قبل قرون خوفاً من الاضطهاد، واندمجوا في المجتمع التونسي؛ لم يتعرض لهم أحد في الماضي، ولم يسئ إليهم أحد بعد صعود نجم الإسلاميين. والأهم أن "النهضة"، هو من يتولى اليوم مكافحة التطرف، عن طريق نشر الوسطية في الفكر والدعوة، وعن طريق القانون، دون إفراط أو تفريط، وذلك عندما يحصل ما يخل بالانتظام العام، وما عدا ذلك فللجميع ان يعبر عن رأيه مهما كان متطرفاً.

في تونس اليوم أيضاً اقتصاد ينتعش (من 2-% إلى +2%)، وسياحة تزدهر من جديد، ووزراء ينتظرون نهاية الشهر ليقبضوا رواتبهم، ونواب يركبون في وسائل النقل العامة، ونظافة كف لدى وزراء الحكومة الجديدة، من الإسلاميين وغير الإسلاميين... وخطط واعدة للمستقبل.

هذا هو النموذج التونسي، فأين منه خطاب الأحقاد والتحريض في لبنان؟ والسرقات والفساد والتراجع الاقتصادي والوقوف على حافة الحرب الأهلية كل يوم؟!

 

الأسد جعلها أكثر بساطة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

حسم طاغية دمشق كل الجدال الدائر، عربيا ودوليا، وحتى بين بعض أطياف المعارضة السورية، حول إمكانية الحل الدبلوماسي في سوريا، حين أعلن في خطابه أمس أن سوريا ليست في أزمة، وأنه ماض في قتال من وصفهم بـ«الإرهابيين»، ولو كان الثمن غاليا!

كلام الأسد كان واضحا، فهو لا يرى أزمة سياسية بسوريا، وإنما أزمة إرهاب، وعدوان وتمويل خارجي.. هكذا بكل بساطة، وأنه مستعد لاستكمال مشوار القمع والقتل، أياً كانت الأسباب، حيث يقول في خطابه «قد يكون الثمن غالياً.. مهما كان الثمن لا بد أن نكون مستعدين لدفعه». بل إنه يريد من السوريين شكره على ذلك، حيث يقول: «عندما يدخل الطبيب الجراح ويقطع.. يقال له سلمت يداك لأنك أنقذت المريض»! إذن هو يتعهد بمواصلة المزيد من القتل، والقطع، لأنه يرى كل رافض لنظامه عدوا ممولا من الخارج، وإرهابيا يجب التصدي له، والأدهى من كل ذلك أن الأسد تعهد في خطابه ألا تذهب دماء المدنيين والعسكريين هباء، وأنه لن ينتقم ولكنه سيقتص، أي أن الأسد يقول للآخرين، في الداخل والخارج، إن كل من ثار ضده، أو تعاطف مع الثورة السورية، فإن عليهم الاستعداد لأنه سينتقم منهم!

هذا مجمل وأهم ما قاله الأسد في خطابه يوم أمس، أن لا أزمة سياسية، وأنه سيواصل ومهما كان الثمن غالياً، وأنه في حال هدأت الأوضاع فإنه سينتقم. رسائل واضحة، وصريحة جدا، معناها أنه على كل من يعتقد أن مهمة السيد كوفي أنان قابلة للتنفيذ فهو إما واهم، أو يريد منح الأسد الفرص. كما أن معنى خطاب الأسد، بالأمس، أن كل من يأمل بحل سياسي في سوريا، سواء على غرار المبادرة اليمنية وبجهد روسي، أو خلافه، فهو واهم أيضاً، فطاغية دمشق لا يرى أصلا أزمة سياسية، وإنما إرهابيين يجب قطع دابرهم، أي مزيداً من القتل، والمجازر، والأعمال الوحشية!

وإذا كان من أمر جيد يحسب للأسد هنا فهو إسهامه الحقيقي في تبسيط عملية اتخاذ موقف تجاه ما يحدث بسوريا، وهذا يعني أن على كل من أملوا بحل سياسي، سواء عبر نقاط أنان الست، أو عبر موسكو، أن يعيدوا النظر في ذلك، ويبدأوا التفكير الجدي في كيفية العمل الآن على إنهاء معاناة السوريين، وجلب طاغية دمشق للعدالة، وإنهاء حقبته السيئة. ومن هنا تأتي أهمية تأييد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل للمناطق الآمنة داخل سوريا، وإن كان الفيصل يقول إنه من الضروري أن تكون عبر مجلس الأمن، إلا أنه بحال استمر التعنت الروسي والصيني في مجلس الأمن، فقد بات من الواجب الآن السعي بتكوين تحالف الراغبين، عربيا ودوليا، وبإشراك الناتو، للقيام بهذه المهمة التي من شأنها توفير حماية للسوريين، وتسريع انهيار مؤسسات الطاغية العسكرية.

فبعد خطاب الأسد لا بد أن تكون هناك مواقف عملية، ومنها التدخل العسكري؛ فطاغية دمشق جعل المسألة أكثر بساطة حين أعلن أنه سيواصل القتال، وأياً كان الثمن!

 

لا ندم في دمشق.. ودموع تماسيح في موسكو!

اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

«محاولة التحاور مع شخص تخلى عن أي منطق أشبه بإعطاء الدواء لجثة هامدة».(توماس باين)

ساعة ثقيلة جدا مضت علي يوم أمس وأنا أتابع خطاب الرئيس بشار الأسد في افتتاح أعمال مجلس الشعب السوري الجديد.

لقد تابعت المحاضرة التلقينية الديماغوجية و«التشريحية» بألم وأسى. ومر في بالي أثناء المحاضرة شريط قصة مأساوية حقيقية حصلت في إحدى القرى القصية في جرود جبل لبنان «بطلها» فلاح قتل ابن أخته بفأس إثر خلاف على دخول عنزة يملكها ابن الأخت إلى بستان الخال.

بعد الجريمة البشعة حكم على الخال القاتل بالسجن المؤبد، ولكن لـ«حسن السيرة والسلوك» أفرج عنه بعد مرور 15 سنة. وخلال رحلة العودة إلى قريته برفقة عدد من أقاربه عطلت حالة الطقس السيئة مسيرة الحافلة فتوقف مع الأقارب في قرية مجاورة ليبيتوا ليلتهم في بيت بعض المعارف والأهل. وهناك على مائدة العشاء، أمام الموقد، بادر صاحب البيت ضيفه القاتل المفرج عنه بكلمات تجمل وتعاطف، انتهت بالقول كيف أن الشيطان يوسوس للناس فيقودهم إلى ارتكاب خطأ يندمون عليه لاحقا. وتابع أنه يقدر كم يشعر ضيفه بالندم على قتله ابن أخته، ومن ثم، على ضياع 15 سنة من عمره أمضاها خلف القضبان. غير أن القاتل انتفض بغضب بمجرد سماعه هذا الكلام، صارخا «نادم! على ماذا؟! أنا لم أكن على خطأ. لقد هددته بوضوح بأنه إذا سمح للعنزة بدخول البستان فإنني سأقتله، لكنها دخلت! كيف ألام إذن على قتله؟!».

عودة إلى الرئيس الأسد، الفخور بحمله شهادة الدكتوراه في الطب والجراحة - بدليل استشهاداته الطبية الدائمة - يبدو لي أننا أمام اللامنطق نفسه. فالرئيس السوري، لم يتعظ بعد بما حل بزملائه السابقين صدام حسين وزين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي عبد الله صالح، وطبعا «شريكه» الممانع في «النضال ضد (القاعدة)» معمر القذافي.

إنه مصر على الصورة السرابية التي اختار ترويجها للانتفاضة الشعبية السورية، منذ البداية، يوم كتب أطفال درعا على جدرانها عبارات لم يسامحهم عليها المسؤول الأمني المحلي السيد عاطف نجيب.

بعد 14 شهرا من القتل والخطف والإخفاء والتدمير لم يندم «السيد الرئيس» على شيء. إنه ما زال مقتنعا بأنه جراح يعمل في غرفة عمليات مهمته الاستئصال.. وهنا نحن بصدد استئصال «الإرهاب»!

«استئصال الإرهاب» كان حتى الأمس القريب عبارة تكثر من استخدامها إسرائيل و«القوى الإمبريالية» حسب وصف إعلام الممانعة في دمشق، تماما مثل كلمة «المخربين». وكان «الممانعون» في دمشق يستشيطون غضبا لتعمد واشنطن اعتبار «المقاومة» المشروعة و«النضال ضد الإمبريالية»، «إرهابا». ولكن فجأة هضمت دمشق كلمة «الإرهاب» كما استساغت استخدام كلمة «المخربين».. وصار «الإرهابيون» و«المخربون» العدو الألد لنظام الممانعة غير الممانع والمقاومة غير المقاومة.

ولم يكتف الرئيس الأسد بهذا، بل شاهدنا كم هو حريص على تنصيب معارضة برلمانية «زخرفية» تابعة ومأجورة يستخدمها للتمويه والتضليل حيث تدعو الحاجة. وهذا، مع أنه ما كان مضطرا لفضح بعض هؤلاء من الذين يصفون أنفسهم بـ«معارضين» و«تقدميين».

ربما كان أشرف بكثير لبعض الوجوه التي تدعي أنها قيادات لتيارات وأحزاب سياسية «معارضة» - ولو كانت جزءا من ديكور «الجبهة الوطنية التقدمية» البائس - ألا تترشح لدخول مجلس الشعب الجديد جنبا إلى جنب مع «شبيحة» النظام المفضوحين إعلاميا وشعبيا.

كان أفضل لهؤلاء أن يظلوا خارج المجلس لمواصلة جولاتهم الخارجية التضليلية الهادفة إلى إرباك المعارضة والتشكيك بوحدة أهدافها.

ولكن ما العمل مع رئيس ينتمي إلى مدرسة الديكتاتوريات العربية ذاتها.. مدرسة الاجتثاث والاستئصال، واحتكار الوطنية والممانعة، ومناهضة الاستعمار.. وطبعا - على رأس القائمة - مواجهة الطائفية والطائفيين (!) من منطلقات طائفية مضادة؟!

أذكر أنه عندما تولى الرئيس بشار الأسد الحكم قبل 12 سنة، وهذه مدة تعادل ثلاث فترات رئاسية أميركية، سألت صديقا سوريا - رحل الآن عنا - عن شخصية الرئيس الجديد، فأجابني بمرارة «ليس ساذجا كما يظنه الناس، ولا هو ذكي كما يظن نفسه». وبمرور الأيام تأكد لي صدق كلام صديقي - رحمه الله. فهو اختار سياسة المواجهة المباشرة من دون أن يحاول أن يفهم أن الظروف التي ساعدت الأسد الأب على سحق انتفاضة حماه في مطلع عقد الثمانينات تختلف جذريا عن ظروف انتفاضة الشعب السوري في طول البلاد وعرضها اليوم. غير أن خيار المواجهة اليوم، وهنا لا أدري إن كانت كلمة «خيار» دقيقة، يرتبط باعتبارات عدة خدمت المشروع الدموي للنظام. فإسرائيل متحمسة جدا لتدمير النسيج الداخلي لسوريا والمنطقة عبر استقطاب تفجيري طائفي - عرقي لا يبقي ولا يذر. والإدارة الأميركية، التي لا تخرج عادة عن التصور الإسرائيلي العام في ما يخص المنطقة، منشغلة بحملة انتخابات رئاسية لا تريد خلال الأشهر المتبقية منها أن ترتكب هفوات مكلفة. والقيادة الروسية الجديدة - القديمة، بصلفها القيصري الفاقع الذي شاهده العالم في مراسم تنصيب فلاديمير بوتين، ما عادت ترضى بأقل من مقايضة مربحة ما في علاقاتها مع قيادة أميركية عديمة الطعم واللون والرائحة. وإيران، صاحبة المشروع الإقليمي الطموح، تعلمت منذ بعض الوقت أن «الهجوم خير وسائل الدفاع»، وأن مقارعة الخصوم خارج أرضها أفضل لها من مقاومتهم في شوارع مدنها وحقول قراها. وهي اليوم تطبق استراتيجية «شفير الهاوية» هذه بدقة.

الرئيس الأسد، عمليا، لا يريد أن يعترف أنه مجرد بيدق شطرنج صغير في لعبة غدت أكبر منه بكثير. والسؤال الوحيد المطروح هنا هو: هل كان بمقدور الرئيس السوري في أي وقت من الأوقات خلال السنوات الماضية أن يتصرف بصورة مغايرة؟ هل كان «سيد نفسه» حقا على الأقل منذ مطلع عام 2005، الذي اضطرت فيه دمشق لسحب جيشها من لبنان، تاركة الهيمنة عليه لإيران مباشرة؟

حاليا لا خلاف على أن الدور الإيراني ورقة مقايضة ابتزازية لموسكو مع واشنطن، وأن الواقع السوري أيضا ورقة مقايضة إيرانية - روسية مع تل أبيب وواشنطن. كذلك فإن سياسة «الأرض المحروقة» التي اعتمدتها القوات العسكرية للنظام السوري تشكل رسالة من الكتلة المصلحية المتحكمة بنظام دمشق، وامتداداتها اللبنانية، على أن النظام جاهز للذهاب بعيدا في التهديد بالتقسيم عبر التطهير الفئوي والمذهبي.

أخيرا، في بداية الانتفاضة السورية كانت الانتفاضة شعبية وسلمية. ولكن دموية النظام المستقوية بـ«الفيتو» الروسي - الصيني أطالت أمدها. والعالم جرب وأدرك أنه في إطالة أمد الانتفاضات الشعبية استدعاء خطير لكل أنواع اللاعبين.

وبالتالي، عندما تذرف موسكو اليوم دموع التماسيح وتحذر من خطر انزلاق سوريا نحو الحرب الأهلية.. فعليها أن تقر، ولو ضمنيا، بأنها وراء تلك الحرب، وأنها مع بكين تتحملان مسؤوليتهما سياسيا وأخلاقيا.. إن بقيت بقية من أخلاق.

 

عون بحث مع وفد من جل الديب في مشروع الجسر الجديد

وطنية - 4/6/2012 - التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، صباحا في دارته في الرابية، وفدا من فاعليات جل الديب، ضم اعضاء البلدية ومخاتيرها ومنسق قضاء المتن في التيار الوطني الحر هشام كنج. وقد تحدث باسم الوفد عبدو ابو جودة قائلا: "وضعنا العماد عون في أجواء مدخل ومخرج جل الديب، وهو كان يرافق المشروع منذ اليوم الاول.اما مجلس الانماء والاعمار فهو يضع العراقيل ويأخذ المساحات بشكل مغلوط فهو واضع مشروع احادي لا يريد تغييره. ونحن نريد ان يكون هناك مشروع حضاري جيد للبيئة وللمنطقة ومناسبا للطريق العام، لذا نتمنى على مجلس الانماء والاعمار ان يكف عن وضع الدراسات المغلوطة، ونحن اجلنا اغلاق الطريق لغاية 10 تموز واعطينا مهلة للمجلس كي يكون هناك مشروع متكامل حضاري والا سيكون لنا خطوات تصعيدية ضد مجلس الانماء والاعمار".

 

بدء اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران ابرز نقاطه

بدا الاثنين في فيينا اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث يتوقع ان يكون البرنامج النووي الايراني المثير للجدل ابرز نقاط جدول اعماله. ومن المقرر ان يستمر الاجتماع المغلق للدول ال35 الاعضاء في مجلس حكام الوكالة حتى الجمعة. اعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الاثنين ان اجتماعا جديدا بين الوكالة وايران بشان برنامجها النووي المثير للجدل "سيعقد في 8 حزيران" في فيينا. واوضح امانو في كلمة في افتتاح اجتماع لمجلس حكام الوكالة يتواصل حتى الجمعة، "ادعو ايران الى توقيع وتنفيذ باسرع ما يمكن" اتفاقا بشان "مقاربة ممنهجة" تهدف الى توضيح طبيعة البرنامج النووي الايراني و"تامين وصول سريع الى موقع بارشان" العسكري الذي تشتبه الوكالة في وجود انشطة خفية فيه. وفي تقريره الاخير، حث امانو ايران على التوصل سريعا الى اتفاق مع الوكالة الدولية من اجل السماح لمفتشيها بالدخول الى المواقع النووية الايرانية والاطلاع على الوثائق واجراء اللقاءات، ما سيساهم في توضيح طبيعة البرنامج النووي الايراني.

وتشتبه القوى العظمى واسرائيل في ان ايران تسعى لحيازة السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه ايران باستمرار. واتهم مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي الغرب الاحد بالتلويح "كذبا" بالخطر النووي الايراني فقط "لانهم خائفون من ايران الاسلامية". وتريد الوكالة الدولية الوصول بشكل خاص الى موقع بارشين العسكري حيث تشتبه في ان ايران قامت بتجارب لتفجير تقليدي يمكن تطبيقه في المجال النووي. وهي تخشى ان تقوم ايران بازالة الاثار من الموقع. وسيكون احراز تقدم في المباحثات مع الوكالة ايجابيا قبل استئناف المفاوضات بين ايران والدول الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين والمانيا) يومي 18 و19 حزيران بموسكو. وكان اجتماع بغداد للدول الست وايران انتهى في 24 ايار على وقع خلافات عميقة خصوصا بشان مسالة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة. ويمكن ان يؤدي تقرير الوكالة الذي اشار الى تعزيز قدرات الانتاج في موقع فوردو النووي تحت الارض حيث تخصب ايران اليورانيوم حتى 20 بالمئة، الى اصدار الدول الكبرى اعلانا جديدا يحث ايران على التعاون التام كما حدث قبل ثلاثة اشهر، بحسب مصادر دبلوماسية. ومن المقرر ان يعقد مدير عام الوكالة يوكيا امانو مؤتمر صحافيا بعيد ظهر اليوم.

*مصدروكالة الصحافة الفرنسية.

 

افتتاح القمة الروسية الاوروبية في سان بطرسبورغ وسوريا على جدول الاعمال

وكالات/بدأ قادة الاتحاد الاوروبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين رسميا في سان بطرسبورغ (شمال غرب) القمة التي ستبحث في عدد من القضايا على رأسها المسألة السورية. وبدأت المحادثات الرسمية في هذه القمة التاسعة والعشرين بين روسيا والاتحاد الاوروبي حوالى الساعة 10,30 (6,30 تغ) في قصر قسطنطين في ضاحية سان بطرسبورغ. ويفترض ان يعقد الرئيس الروسي ورئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو مؤتمرا صحافيا في الساعة 12,40 (8,40 تغ). والى جانب قضايا التعاون في مجال الطاقة، ينوي فان رومبوي وباروزو العمل على اقناع بوتين بالحد من دعمه للرئيس السوري بشار الاسد، والبحث في المسألة الايرانية.