المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 11 حزيران/2012

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي الفصل 04 / 04-07/ افرحوا بالرب

"افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضا: افرحوا ليكن حلمكم معروفا عند جميع الناس. الرب قريب، لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع"

 

الدكتور سمير جعجع: الحوار الوطني غير مجد في هذه الظروف وإذا ظهرت إيجابية منه غدا فمن الممكن أن نشارك في الجلسة المقبلة

وطنية - 10/6/2012 رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "الحوار الوطني غير مجد في هذه الظروف، اذ ان الفريق الآخر قام باستدعائنا الى الحوار بعد أن انفرط الوضع بين يديه، ولكي نكون شركاء بتحمل المسؤولية، ولكن الحل لا يكون الا بتشكيل حكومة تكنوقراط". وشدد على ان "الدفاع عن لبنان مهمة كل اللبنانيين وليس حصرا بأحد، فلسنا نحن من يجب أن ننضم إلى مقاومة "حزب الله" وإنما هو من يجب عليه الانضمام إلى الدولة لأنه يتم وضع الوعاء الصغير في الكبير وليس العكس".

 

وعن دعوة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى مؤتمر تأسيسي، رأى جعجع ان الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي تتم "عندما لا يكون هناك دولة أو دستور، فنحن لدينا دولة ودستور إلا أنهما غير موجودين في ذهن "حزب الله" لهذا الأمر فالدعوة إلى هذا المؤتمر أمر خطير جدا". وأكد أنه " إن فازت قوى "14 آذار" في الإنتخابات النيابية المقبلة ستقوم بتشكيل حكومة مع المجتمع المدني وعندها لن يكون حزب الله سعيدا"، مشيرا الى رفض العودة الى قانون الستين لأنه مجحف.

 

وقال جعجع، في مقابلة مع قناة "الجديد" ضمن برنامج "الأسبوع في ساعة" مع الإعلامي جورج صليبي: " ليكن الحوار غدا مشهدا وطنيا جامعا شاملا ولنخرج خاسرين فلا مشكلة، باعتبار ان المشهد إن كان في المضمون كما هو في الظاهر، فنحن ما كنا لنتخلف لأن المشاركة لم تكن لتكلفنا أي أمر، ونحن لن نشارك غدا ليس لأننا نقاطع الحوار وإنما لأننا لا نرى أن حوار الغد مجد".

 

وسأل " هل النظام في سوريا و"حزب الله" جاهزان للجلوس على الطاولة؟ فهما لا يرضيان بالجلوس على طاولة مجلس الأمن، فهل سيرضيان بالجلوس الى طاولة تضم قادة "14 آذار"؟ هل وصل النظام في سوريا إلى حد الجلوس إلى الطاولة؟ لست أنا من يستحضر هذا النظام إلى جلسة الحوار وإنما ملائكته".

 

أضاف: "يا ليت الحوار كان بين اللبنانيين لكنا شاركنا، إلا أن طاولة الحوار ستنعقد فيما هناك 9 مخطوفين في عكار فضلا عن أن تصاريح قادة "حزب الله" واضحة ولا تقبل النقاش في السلاح وأكبر دليل هو تصريحا نائب الحزب نواف الموسوي ونائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم".

واستطرد "أنا لا أتكلم عن أمر لا أعرفه فأنا شاركت في الحوار لمدة 7 سنوات ولم أغب عن أي جلسة للحوار، ونحن في العام 2006 شاركنا بـ20 جسلة حوار فيما انتهى الأمر بحرب تموز 2006، التي اندلعت بعد حركة كان مصدرها لبنان"، مذكرا أنه " في آخر جلسة حوار في الـعام 2006 وقف الرئيس السنيورة ليقول إن المنطقة تغلي ويجب أن ننأى بأنفسنا لتجنيب موسم الإصطياف فوقف السيد حسن نصرالله ووافقه الرأي، فأتت النتيجة اندلاع حرب الـ2006".

 

وتابع "على أثر الحرب قام الرئيس نبيه بري بالدعوة إلى عقد اللقاءات التشاورية في تشرين الاول من العام 2006 والتي انتهت في 23 كانون، ومن ثم عدنا الى الحوار وانتهى بـ7 أيار، فذهبنا إلى الدوحة وتحاورنا إلا أنهم في تشرين الثاني 2010 قام من يقولون إنهم يحبون الحوار بتعطيل الحوار تحت ذريعة شهود الزور وهم في الحكومة منذ سنة فأين أصبح هذا الملف؟ أين شهود الزور؟ ما يظهر الآن أنه كان هناك زورا إلا أنه ليس هناك من شهود زور".

 

وأمل "أن يكون الجميع على حق في أن الحوار مجد إلا أن اللبنانيين اليوم معلقون بـ"حبال الهواء"، وبنظر العالم كله أن الحل اليوم هو عبر جلوس اللبنانيين مع بعضهم والوصول إلى الحل إلا أن الحقيقة أن النظام السوري و"حزب الله" ليسا مستعدين للجلوس إلى الطاولة".

 

ورأى "ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قام بالدعوة إلى الحوار بمبادرة شخصية منه، معتبرا أنه "عبر جلوس الفرقاء من الممكن أن نصل إلى حل الأوضاع المفككة، إلا أن "حزب الله" اليوم هو في أكثر الأوقات التي يكون فيها محكوما بمواقفه الإستراتيجية"، مردفا انه "كان الأجدى بأن تقوم الحكومة بالقيام بتحركات فورية وليس أخذ اللبنانيين إلى طاولة الحوار لتضييع الوقت، ورئيس الجمهورية هو في وضع "لا حول ولا قوة إلا بالله".

 

وقال "إننا لا نتحمل مسؤولية الوضع الراهن لأنهم قاموا باستدعائنا بعد أن انفرط الوضع بين أيديهم، وكي نكون شركاء بتحمل المسؤولية، فالحل لا يكون الا بتشكيل حكومة تيكنوقراط ووجوب التغيير الحكومي أمر مقتنع به كل لبناني".

 

وسأل "هل يقوم "حزب الله" بـ"الضحك علينا" لأنه في موضوع الإستراتيجية الدفاعية الكل قدم وجهة نظره إلا هو. وإذا ما ظهر من إيجابية في الحوار غدا فنحن من الممكن أن نشارك في الجلسة المقبلة، وليخرجوا بأمر جدي وأنا مستعد لكي أكون على خطأ أمام كل الشعب اللبناني".

 

وقال "ان رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط لا يتوجه إلينا عندما يقول إن بعض قوى "14 آذار" يقومون بالتهرب من المسؤولية وموقفهم مخز ومضحك، لأن نظرته لنا ليست كذلك وأنا أعرف نظرته تجاه العديد من القوى وعليك أن تقوم بالتفتيش لتعرف من يقصد جنبلاط بهذا الكلام وأنا مقتنع تماما أن هذا الكلام غير موجه لنا".

 

ونوه جعجع بمساعي رئيس الجمهورية، قائلا "إن رئيس الجمهورية هو من المسؤولين القلائل الذين يقاتلون من أجل التوصل إلى نتيجة ونحن مستعدون لمساعدته ولكن في القضايا التي من الممكن أن يكون فيها مردود ليس في أمور جل ما يمكنها فعله هو تضييع الوقت"، مضيفا "لو كان الحوار جديا لكنا شاركنا حكما لأننا من دعاة هذا الحوار، مقاطعة الحوار لا تستهدف مكان انعقاده، وعدم تلبيتنا الحوار هو لأسبابنا الشخصية لأنه بين محبة الشخص والمبادئ فنحن نختار المبادئ".

 

واستطرد "لقد قمت بتقديم إقتراح مكتوب في الجلسة ما قبل الأخيرة في بيت الدين، قبل أن يقاطع أصحاب شعار "أنا أحب الحوار" الجلسات، واقترحت أن يبقى سلاح "حزب الله" معه من دون أن نعرف مكانه إلا أنني طالبت بحصر القرار بيد قيادة الجيش التي هي بدورها منحصرة بالتالي بيد الحكومة، إلا أنهم لم يقبلوا البحث في هذا الطرح. فهل من الممكن أن يبحثوا في السلاح إن رفضوا النقاش في هذا الطرح؟".

 

وعن امكانية تحميله سبب فشل الحوار ولاسيما في ظل حرب مقبلة بعد أن حملوه وزر الحرب اللبنانية، أجاب جعجع "نحن نقاطع إلا أن الحوار مستمر، ولو قاطعت قوى "14 آذار" الحوار لكان من الممكن تحميلها النتائج، إلا ان قوى "14 آذار" شاركت لعدم تحميلها هذه النتائج، وللإشارة يجب التذكير بأنني كنت من أول المشاركين في اتفاق الطائف وبالرغم من ذلك قاموا بتحميلي وزر الحرب ودفعنا ما دفعنا".

 

وعن الوضع الأمني المهتز في الشمال، انتقد جعجع طريقة التعاطي مع الوضع في طرابلس حيث "لا يزال السلاح بين أيدي الناس والقوى الأمنية تتدخل عند اندلاع أي إشكال كالقوى الدولية عبر الإتصال بالفرقاء من أجل فض النزاع وإيقاف إطلاق النار"، داعيا الحكومة الى "عقد جلسة وتوجيه أمر مباشر وواضح للجيش بقرار رسمي بالدخول إلى جبل محسن وباب التبانة ونزع السلاح من أيدي المواطنين، وسنكون كلنا وراءها، إلا أن هذا القرار لن يتخذ لغاية في نفس يعقوب باعتبار ان هناك "فيتو" من قبل النظام السوري لعدم اتخاذ قرار مماثل لأنه يريد نقل الأزمة السورية إلى لبنان، ويقولون إن هناك قوى سلفية وهناك سلاح بكميات كبيرة من أجل دعم الثورة السورية، إلا أنهم لا يتخذون القرار بتكليف الجيش، فإن كان ما يقولونه صحيحا فالأولى أن تقوم الحكومة باتخاذ هذا القرار بشكل سريع".

 

ولم يتخوف جعجع من "عودة حرب أهلية شاملة إلا أنني أيقن أن هناك حركة "هريان" تضرب البلاد، وهل من الممكن أن تكون منطقة مثل طرابلس مشلولة لفترة شهر؟ هذا هو الاهتراء الذي لا تجد له الحكومة حل سريع".

 

وتساءل "هل الرضى العربي المزعوم على هذه الحكومة من الممكن ترجمته بالطلب من قبل دول عربية لها أهميتها من مواطنيها عدم التوجه إلى لبنان؟ وهذا الطلب ليس لأن هناك حوادث أمنية تجري في لبنان وإنما لأنها لا تثق في أن هذه الحكومة من الممكن أن تحمي لها رعاياها في لبنان ومن الممكن أن يتعرضوا للإختطاف".

 

واعتبر "ان هذه الحكومة، بعيدا عن أي خصومة سياسية، هي أسوأ حكومة تمر على لبنان، فهل نسينا كل الحوادث الأمنية المتنقلة من منطقة إلى أخرى؟ ولو كانت الحكومة تابعة لقوى "14 آذار" وقامت بالتعاطي مع الحوادث كما تفعل هذه الحكومة لكنا قلنا عنها أنها سيئة".

 

وشدد على انه "من واجب الحكومة اللبنانية أن تقوم باتخاذ التدابير إزاء ما يحدث في عرسال لأن هناك قتلى يسقطون، فان كان هناك تهريب للسلاح إلى سوريا يجب عليها القيام بمنعه وإن كان هناك تعد على السيادة اللبنانية من قبل سوريين عليها أيضا التصرف والدفاع عن المواطنين". وتابع ان " هذه الحكومة فشلت على الصعد كافة وغير صحيح الكلام عن أنه لا وجود لموازنات منذ العام 2005 لأن هذه الموازنات موجودة في مجلس النواب إلا أن تعطيل البلاد والمجلس حال من دون إقرارها".

 

استطرد "ان مبلغ الـ11 مليار لم يمر على مجلس النواب لأنه كان مغلقا إلا أنه عندما تم فتحه قلنا لهم مرروه إلا أنهم لا يريدون، وهل ما تم صرفه من هذه الحكومة هو مغاير للطريقة التي صرفت فيها الـ11 مليار؟ قامت قيامتهم على الصرف من خارج الموازنة إلا أنهم عادوا وقاموا بالأمر نفسه من دون موافقة مجلس النواب إلا أن الفارق أنه في زمن هذه الحكومة لم يكن هناك لا حربا ولا مجلسا مقفلا".

 

وسأل جعجع "لماذا يبقى النائب العماد ميشال عون في الحكومة طالما أنها تضم افرقاء من 14 آذار كما يزعم؟ وبنظري فمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي من أهم وأكفأ الموظفين في الدولة كما أن العقيد وسام الحسن وشعبة المعلومات كانت تساق الإتهامات ضدهم بسبب إنجازاتهم، لذا فالإبقاء عليهم أمر طبيعي".

 

وأضاف: "صحيح ان المعارضة مربحة عادة إلا أنها تكون مربحة بشكل أكبر في ظل وجود هكذا موالاة، فالمازوت الأحمر كان يوزع دائما إلا أنه لم يوزع بهذه الطريقة الفاسدة إلا في زمن هذه الحكومة، حتى أن ديوان المحاسبة لم يستطع السكوت عن الأمر".

 

وردا على سؤال، قال "نعم في هذه الحكومة هناك شرفاء وغير شرفاء، وعلى سبيل المثال الوزير شكيب قرطباوي برهن بطريقة تعاطيه مع القضايا أنه من الشرفاء كما أريد أن أحيي أداء وزير الداخلية مروان شربل الذي يقوم بكل ما يستطيع من أجل تسيير الأمور وهو يحمل مسطرة ويقوم بالعمل حسب قياس القانون".

 

وشدد جعجع على ان "الدفاع عن لبنان مهمة كل اللبنانيين وليس حصرا بأحد، وليس نحن من يجب أن ننضم إلى مقاومة "حزب الله" وإنما هو يجب أن ينضم إلى الدولة لأنه يتم وضع الوعاء الصغير في الكبير وليس العكس".

 

وعن دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لمؤتمر تأسيسي، رأى جعجع أنه "تتم الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي عندما لا يكون هناك دولة أو دستور، فنحن لدينا دولة ودستور إلا أنهما غير موجودين في ذهن "حزب الله" لهذا الأمر فالدعوة إلى هذا المؤتمر أمر خطير جدا"، لافتا الى انه "إن كان من المفترض أن نصحح الصيغة أو اتفاق الطائف علينا أولا تطبيقه ولا يمكن الكلام عن تطبيق في ظل وجود دويلة الى جانب الدولة، لذا أولا يجب تطبيق هذه الإتفاقات لمعرفة إن كان فيها شائبة، أنا لست مغروما باتفاق الطائف إلا أنني أرى فيه اتفاق الممكن بين اللبنانيين".

 

وأردف " يجب أن يكون جميع المواطنين سواسية أمام القانون، وهذا الامر هو على المستوى الإستراتيجي، ومن يحول دون نزع السلاح من المدن ومن أيدي الناس هو "حزب الله" لأنه يخاف من أن يصل الأمر إلى سلاحه".

 

وأوضح جعجع " لاأعتقد أن غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يريد تغيير الطائف عبر طرحه عقدا اجتماعيا جديدا، المشكلة بيننا وبينه هي مجرد تمايز في المواقف وسنقوم بحله عبر النقاش وسماع وجهة نظر غبطته، والعتب يأتي دائما على قدر المحبة فأنا في بكركي أعتبر نفسي من أهل البيت"، كاشفا "عن عقد لقاءات مع حلفائنا في "14 آذار" في قضية سوء التفاهم مع بكركي وخلال أسبوعين سيتم الإعلان عن أمر إيجابي في هذا الإطار والقضية ليست مع معراب وإنما مع مجموعة من القادة المسيحيين والبطريرك، فالبطريرك الراعي ليس بطريرك 8 آذار إلا أنه يجب النقاش والإتفاق على بعض الامور الإستراتيجية".

 

وعن العلاقة مع حزب الكتائب اللبنانية، أجاب "هناك بعض التباينات التي تحصل مع "الكتائب" ولا تحصل مع الحلفاء الآخرين لأننا نعمل معا على نفس الأرضية وهناك تنافس سياسي فقط لا غير".

 

أما عن العلاقة مع التيار الوطني الحر، قال "القادة في التيار الوطني الحر ليسوا أبدا كما يدعون من شعارات وهذا ما ظهر في ممارستهم السلطة"، موضحا ان "التيار ليس الأول في الشارع المسيحي واستطلاعات الرأي تؤكد ذلك وفي أسوأ الإحتمالات فالتيار هو بحجم القوات في الشارع المسيحي على كل الأراضي اللبنانية، وهنا أتكلم عن القوات حصرا وليس عن كافة قوى "14 آذار" المسيحية الأخرى".

 

واشار الى انه "منذ العام 1975 حتى الآن هناك ظرف إستثنائي وهناك عوامل عدة ومنها خارجية دخلت من أجل شرذمة الوضع المسيحي، لذا يجب أن ننتظر قليلا للعودة إلى الوحدة".

 

وعن العلاقة السياسية مع النائب جنبلاط، قال "هي عبارة عن تعاطف وتلاقي في بعض المواقف السياسية لكن من بعيد، وهناك لقاءات تعقد من وقت لآخر بين نوابنا ونوابه وتواصل عبر الأصدقاء".

 

اما عن العلاقة مع تيار المستقبل، أجاب "التحالف بيننا وبين تيار المستقبل أبعد من سياسي والتعايش المشترك في لبنان يقف بشكل كبير على تحالف مسيحيي "14 آذار" بما يمثلون وتيار المستقبل".

 

ورأى ان "التحالف بين التيار و"حزب الله" زواج متعة لأنه لا يقوم على مبادئ فكرية، وأنا أعتبر أنه إن فشل التحالف بيننا وبين المستقبل فمن الممكن أن تفشل بشكل كبير تجربة التعايش في لبنان".

 

وعن محاولة الاغتيال التي تعرض لها، اعتبر جعجع "ان الفريق الآخر لم يأخذ على محمل الجد أي من الاغتيالات التي طالت قادة من قوى "14 آذار" لذا لم يكن من العجيب عدم أخذ محاولة إغتيالي على محمل الجد، فليس هناك من شك في أن محاولة اغتيالي لها خلفية سياسية، والطرف الذي نفذ العملية لديه إمكانات رصد بعيدة المدى ولديه فريق متفرغ وقناصين متمرسين بحوزتهم قناصات من أهم القناصات في العالم، لذا فأنا لدي شكوكي إلا أنني لن أتهم أحد قبل أن أصل إلى معطيات، وللأسف لم تصل التحقيقات إلى مكان حتى الآن في القضية، ففي لبنان إن اتصل شادي المولوي بخالته في أفغانستان يتم اعتقاله أما إن تم ارتكاب جريمة اغتيال فلا نتائج في التحقيقات".

 

وفي موضوع الانتخابات الفرعية في الكورة، كشف جعجع " ان الإعلان عن مرشحنا في انتخابات الكورة الفرعية سيتم بعد اتمام التداولات في الهيئة التنفيذية وبعد أن تم الأخذ برأي مسؤولي المراكز في المنطقة، وخلال أيام يعلن إسم المرشح"، لافتا الى انه "على عكس كل ما يقوله بعضهم فمعدل الفرق في انتخابات2009 بيننا وبين الفريق الآخر في الكورة كان 3000 صوت".

 

وعن الانتخابات النيابية المقبلة، اعتبر جعجع "ان موازين القوى على الأرض ليست لصالح "حزب الله" لذلك يعمل على عرقلة الإنتخابات، فالمشكلة تكمن في حلفائه، فهناك تغيير في جميع المناطق لصالح قوى "14 آذار" إلا أنه يتفاوت من منطقة إلى أخرى، وحزب الله سيفعل ما بوسعه من أجل تعطيل الإنتخابات لأنه إن فازت "14 آذار" في الإنتخابات ستقوم بتشكيل حكومة مع المجتمع المدني وعندها لن يكون الحزب سعيدا".

 

وعن القانون الانتخابي الجديد، قال جعجع " نحن طبعا ضد قانون الستين لأنه مجحف، وأنا لن أقوم بالترشح في الإنتخابات المقبلة لأن على النائب أن يكون نائبا ويتابع شكاوى الناس وأنا لا وقت لدي، أما في موضوع السعي الى رئاسة الجمهورية فأنا لا أضعها هدفا أو أعمل للوصول إليها إلا أنني جاهز للقيام بأي أمر من أجل مشروعنا، أنا لن أقوم بلحاق الموقع لأن هذا الأمر يتطلب المساومات وأنا لا اقبل بالتنازلات على أي أمر في سبيل أي موقع إلا أنني لن أرفض أي منصب ممكن أن يساهم في دفع مشروعنا السياسي إلى الأمام".

 

وفي الشأن السوري، أشار الى انه " في هذين الأسبوعين من الممكن أن نبدأ بمشاهدة بداية نهاية الأزمة إلا أن النهاية لن تكون باسابيع أو أشهر، والنظام سقط ولم يعد قائما أساسا، فكل الدول العربية في الشرق الأوسط دخلت حرب داحس والغبراء ضد هذا النظام، كما أن الرئيس الفرنسي ورئيس وزرائه يعلنان هذا الأمر، وهذه المواقف لا يمكن إلا أن تصرف في مكان ما".

 

وشرح "في بداية الأزمة، كان النظام مسيطرا على 100% من أراضي سوريا و99% من الأراضي اللبنانية إلا انه اليوم لا يسيطر سوى على 30 أو 40 % والجميع يشهد هذا الأمر عبر متابعة الأخبار، وهذا دليل على سقوطه، وأنا أشعر في الأوساط الديبلوماسية بحل على الطريقة اليمنية إلا أنه يتم البحث عن الشخصية التي يمكنها أن تستلم الأمور".

 

وكان جعجع قد استهل المقابلة باستذكار الكبير غسان التويني والشهيد وليد عيدو في ذكرى استشهاده والنائب فريد حبيب والرفيق نصير الأسعد.

 

 

عناوين النشرة

*مؤتمر تكريسي/الياس الزغبي

*نتانياهو: يقول إن إيران وحزب الله ضالعان بارتكاب المجازر في سورية

*يغادرون قرى جنوبية إثر إشكالات مع أهلها 

*جديد الوضع في عكار  

*ضاهر انضم إلى المعتصمين في وادي خالد: لمنع العبث بأمن لبنان واستقرار طرابلس

*تساؤلات حول جدوى اي حوار في ظل السلاح الذي يبقي الجمر تحت الرماد  

*حرب: لا خلاف بين مكونات "14 آذار" بل تباين في مقاربة مسألة الحوار 

*حزب الله يضاعف عمليات نقل أسلحته إلى لبنان والجيش السوري أنشأ مناطق عازلة في مرتفعات البقاع/حميد غريافي/السياسة

*شمعون دعا الكسروانيين الى تغيير الوضع في الانتخابات المقبلة لمصلحة الارادة الحرة

*الراعي: لميثاق وطني جديد نخرج فيه من خلافاتنا المميتة ويكون فيه الولاء للدولة فقط

*زهرا: الحل برحيل الحكومة وتشكيل حكومة حيادية تشرف على الانتخابات

*الاحدب: الحكومة هي المسؤولة الأولى عن احداث طرابلس

*قاسم: مقتنعون أن لبنان بحاجة إلى استراتيجية دفاعية وطنية قائمة على تماسك المجتمع وقوة لبنان واجتماع الجيش والشعب والمقاومة

*فضل الله: الذين رفضوا الدعوة الى الحوار إنما تعودوا على منطق الاستئثار والتسلط والفوضى

*ارسلان: لا يظنن أحد ان في استطاعته أخذ لبنان رهينة من خلال رفض الحوار

*قاووق: ما يهدد لبنان اليوم تورط 14 اذار بالعدوان على سوريا

*نواف الموسوي: مصرون على موقفنا من الحوار لبناء الدولة/المقاومة تستغل كل فرصة ولحظة لبناء قوتها بالرغم من الجدل السياسي

*الحاج حسن انتقد الداعين الى الحوار حول مادة وحيدة

*أهالي المختطفين: تحدثوا دون تكلف ولا من داع للتحليل

*تجمع أبناء طرابلس والشمال": لسحب السلاح غير الشرعي

*بعد إفشال بيع قطعة الأرض في صبّاح أسود: محاولة تسجيل ارض في لبعا لمجموعة إسلامية

*جنبلاط أشاد برؤية الملك السعودي: لا مفرّ من الحوار

*دعوة "المؤتمر التأسيسي" التي ولدت ميتة/محمد مشموشي/المستقبل

*اجتماعات تحضيرية للحوار والأمن بند إضافي...عدوان: السلاح الذي ظهر في الشمال وأمكنة أخرى لما كان تفشى لو عالجت الدولة قضية سلاح "حزب الله"

*المجلس الوطني السوري" يتوافق على عبد الباسط سيدا رئيسا جديدا له...اختياري دليل على أن السوريين تجاوزوا الطائفية التي يحاول النظام تغذيتها

*14 آذار تشارك في الحوار "احتراماً للرئيس وتصويباً للمسار"/ثريا شاهين/المستقبل

*مذكرة 14 آذار إلى رئيس الجمهورية:" تشدّد على عدم الانزلاق إلى الفوضى والاقتتال الداخلي

*اللبنانيون الـ11 ظهروا في شريط فيديو وأكدوا تضامنهم مع الشعب السوري/الخاطفون: سنسلّمهم إلى "سوريا المدنية" أو دول الجوار

*نائب البقاع انطوان سعد لـ"المستقبل": لتكن أحداث طرابلس بنداً أوّل للحوار

*طورسركيسيان يشيد بجرأة "القوّات" في التمسك برفض الحضور

*سامي الجميل: الحوار من دون "القوات" ناقص

*وزير الخارجية الإيطالية جوليو تيرسي: يشكك في جدوى مشاركة إيران في مجموعة إتصال حول سورية

*دخلوا من تركيا: كويتيون وسعوديون وجزئريون يقاتلون في سوريا

*أزمة المحايري.. «زوبعة» في فنجان الحزب التاريخي/انتخابات القومي: حردان واثق ولائحة شبابية تسعى للمنافسة/ملاك عقيل /السفير

*الدين كبتاغون الشعوب: شيخٌ موقوف وآخر مطلوب وثالث أخلي سبيله

*نائب قواتي يكشف اسم مرشّح محتمل عن المقعد الشاغر في الكورة

*المجازر تصل درعا. ولافروف يرفض تكرار السيناريو الليبي في سورية 

*دول عربية تدرس قطع علاقاتها بموسكو لوقوفها مع الأسد

*هل لوح لافروف بالأسد؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*رفض السلفية المسيحيّة والسنيّة لطاولة الحوار يؤشر لتصعيد مرتقب/ابراهيم ناصرالدين/الديار

*رد على المقال اعلاه من موقع القوات اللبنانية

*شاركت أم قاطعت... فلترجم "القوات"!!!/جورج العاقوري/موقع القوات اللبنانية

*رحمة: فخور بأنني انتخبت بأصوات "حزب الله" و"أمل"

*انتخاب عبد الباسط سيدا رئيسا للمجلس الوطني السوري خلفا لبرهان غليون 

*كنيسة «لابيلا».. أعجوبة الدنيا المنسية في اثيوبيا

 

تفاصيل النشرة

 

مؤتمر تكريسي 

الياس الزغبي

كما العقْد شرعةُ المتعاقدين، هكذا الحوار إرادة المتحاورين. وإذا فسُدت الإرادة أو تعطّلت، فما نفْعُ الحوار؟ هذه هي حال لبنان في حالة الحوار بجولته الثالثة: بعض أطرافه لا يملك الإرادة، والبعض الآخر لا يملك وسائل التنفيذ. وفي الحالتيْن مراوحة. بل ثرثرة فوق الأزمة. جولة أُولى قبل 6 سنوات أفضت إلى قرارات على ورق، وإجراءات عنف وغلبة على الأرض (كانون الثاني 2007 و أيّار 2008).

جولة ثانية قبل سنتين أنهاها فريق اللاإرادة بتوسيع إجراءات العنف إلى هرم الدولة، فأطاح الميزان الوطني والسياسي، واستولى على الحكومة ومفاصل السلطة.

فماذا بعد الجولة الثالثة، وأيُّ إجراءات أو مرحلة عنف يخبّئها الفريق نفسه؟ للحوار الصحيح قاعدتان: أن تتوافر فيه إرادة الحلّ، وألاّ يكون بين غالب ومغلوب لئلاّ يتحوّل إلى إملاء وفرض شروط. وليس خافياً أنّ "حزب الله" يرفض أموراً ثلاثة: النقاش في مصير سلاحه، تصفية ذيول أخطائه الخطيرة، وتنفيذ أجندا الحوار السابق. وهي الخشبة التي يُصلب عليها لبنان منذ سنوات.

لذلك، ستدور طاولة بعبدا على نفسها. وسيرى الذين سيحضرون أنّهم في فولكلور حوار، ويُصيبهم الملل أو الدوار، بعد جلسة أو أكثر. وسيظهر كم كان الغائبون على حقّ، رأفةً بآمال الناس وعقولها.

أمّا إذا حدثت أعجوبة ووافق "حزب الله" على رفع لاءاته الثلاث أو إحداها، ربّما للتمريك على الغائبين، على طريقة من يجدع أنْفه تشفّياً بقبح وجهه، أو من يحرق سرواله نكايةً بجاره، سنهرع جميعاً إذذاك لنقرّع هؤلاء ونشمت بهم. ولا نظنّهم غير فرحين بـ"شماتتنا" الصديقة، فهم بالتأكيد يريدون أن يأكل لبنان عنبَ صيفه، لا أن يقتل الناطور. فلا يهمّ كيف يأتي الخير، بل المهم أن يأتي.

هذا في حوار بعبدا، أمّا ماذا عن الحوار الأعلى الذي يصفونه بـ"المؤتمر التأسيسي"؟

من البديهي القول اِنّ لبنان الدولة قد تأسّس منذ 92 سنة، وليس في حاجة إلى تأسيس. وتطوّر دستوره وقوانينه مراراً، وهو في حاجة إلى تطبيقها بصورة سليمة، وتصحيح الخلل، في حال وجوده، نحو الأحدث والأرقى. أمّا القول بإعادة تأسيسه فيعني إنكار كيانه في التاريخ والجغرافية والسياسة والنسيج الأهلي والتوازن، وفتْحه على المجهول، أو على مشروع لا يُشبهه في الحدّ الأدنى.

وتُصبح الدعوة إلى التأسيس أشدّ خطراً حين تكون لتكريس الخلل الوطني الحاصل منذ 6 سنوات: "حزب الله" قلَبَ الموازين بقوّة السلاح، ويرفض العودة عن انقلابه.

انتشى بانتصاره "الإلهي" على اللبنانيّين الآخرين، ولا يريد الخروج من نشوته. فرَضَ مَحْورة لبنان على القوس الإيراني – السوري، ويُجازف بمصير اللبنانيّين. يحلم بـ"الجمهوريّة الإسلاميّة اللبنانيّة" على غرار جمهوريّة الفقيه، ولو لجأ إلى الطمأنة المعسولة بقوله اِنّ لبنان لا تنطبق عليه الصيغة الإيرانيّة.

الذين دخلوا في دهاليز "حزب الله"، سواء عبر "التفاهم" أو التزام "الممانعة والمقاومة"، يدركون قبل سواهم استحالة العودة إلى الوراء، وباتوا رهائن انزلاقهم، ولو كابروا (هذا ما يسمّونه في لغة السيكولوجيا "الرؤية النفَقيّة"، أي في نفَق معتم أحاديّ الإتجاه). حتّى في عاداتهم وأنماط تفكيرهم ومفردات خطابهم تطبّعوا بطباع النموذج والمثال. وحتّى الكلام في المثالثة لا يحرّك فيهم أيّ سؤال.

"التفاهم" طبّع قسماُ من اللبنانيّين، "الممانعة" طبّعت قسماً آخر. و"المؤتمر التأسيسي" لتطبيع من تبقّى. ولكنّ الباقين يشكّلون الممانعة الحقيقيّة لهذا المشروع السافر. وارتطامه بهم سيُحدث دويّاً وطنيّاً هائلاً يُعيد لبنان إلى نصابه السليم، بعد انهيار القوس العظيم الذي يترنّح المشروع فوقه، وقد بدأت إحدى ركائز القوس تتهاوى في سوريّا. خدعة الحوار، منذ 6 سنوات، كانت كافية كي ينتبه المؤمنون، فلا يُلدغون مرّةً ثانية. فكيف يلدغهم عقرب "التأسيس" مرّةً ثالثة؟! حتّى الذين يلبّون الدعوة إلى حوار بعبدا، واثقون من الخدعة السابقة واللاحقة، وقد تلقّحوا بوعي استثنائيّ ضدّ اللدغة الجديدة.

ومن لا يقع ضحيّة "حوار" خاوٍ، لن يضعف أمام "تأسيس" مفخّخ. "مؤتمر تأسيسي"؟. لا، هو "مؤتمر تكريسي"، لن يمرّ.

*لبان الآن

 

نتانياهو: يقول إن إيران وحزب الله ضالعان بارتكاب المجازر في سورية

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إيران وحزب الله ضالعان بالمجازر في سورية التي اتهم النظام النظام السوري بارتكابها، فيما دعا نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إلى إرسال قوات دولية كبيرة إلى سورية. وقال نتانياهو لدى افتتاح الاجتماع الأسبوعي لحكومته اليوم الأحد، إن مجزرةً تجري ضد المدنيين في سورية "ونشاهد الصور المروعة للأولاد والمسنين، وهذه مجزرة لا تنفذها حكومة سورية فقط وإنما تساعدها إيران وحزب الله.. وعلى العالم أن يرى اليوم محور الشر المركز إيران - سورية - حزب الله". واضاف نتانياهو أنه "تم كشف وجه محور الشر هذا بكامل بشاعته والأجدى أن يدرك الجميع في أية بيئة نحن نعيش". وقبل نتانياهو، دعا أيالون المجتمع الدولي إلى إرسال أعداد كبيرة من الجنود ضمن قوات حفظ سلام دولية إلى سورية من أجل وقف المجازر وبسط النظام، وقال إن "على المجتمع الدولي أن يتوقف عن الكلام ويبدأ بالعمل". وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس من جانبه، دعا إلى تدخل الغرب في الأزمة السورية. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي قبل سفره إلى الولايات المتحدة الليلة الماضية، إن "جميعنا بشر.. ومن بإمكانه البقاء غير مبال لدى رؤية هذه المجزرة المروعة، وأمام مشهد الأولاد بالتوابيت الصغيرة وصراخ الأمهات".

وأضاف بيرس أنه "ليس ثمة من يسمع، والعالم يسمح لنفسه أكثر مما ينبغي عليه، وقد وصل الأمر إلى عدد قياسي وخلال كل السنة تم ذبح أكثر من 20 الف شخص على أيدي استبدادي وحشي، وعاجلا أو آجلا سيكون هناك تدخل لإنقاذ حياتهم وآمل عاجلا".

 

يغادرون قرى جنوبية إثر إشكالات مع أهلها 

أفادت مصادر ميدانية موقع "NOW Lebanon" أن "عدداً كبيراً من العمال السوريين في الجنوب بدأوا بمغادرته خوفاً من عمليات "انتقام" او "خطف" على خلفية عدم اطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في سوريا"، وذلك بعد "وقوع سلسلة من الاشكالات المتنقلة بين شقرا وحولا والعاقبية  طالت عدداً من العمال السوريين". وذكرت المصادر أن "إشكالاً وقع في بلدة العقبية في قضاء  الزهراني بين عدد من العمال السوريين وأبناء البلدة تطور إلى عراك وإطلاق مفرقعات على  المنازل التي يقطنها العمال في البلدة قبل أن تتدخل القوى الامنية  وتعيد الأمور إلى طبيعتها من دون وقوع اصابات وذلك على خلفية اختطاف اللبنانيين". وأضافت المصادر في هذا المجال أن "عدداً من العمال يتجاوز عددهم العشرين غادروا البلدة باتجاه العاصمة بيروت، في وقت غادر معظم العمال السوريين منطقتي العاقبية والبيسارية حيث الثقل الرئيسي لهم في منطقة الزهراني خشية من حدوث ما لم يكن بالحسبان، على الرغم من التطمينات السياسية من حركة "أمل" و"حزب الله" بأنهم لن يكونوا ضحية ولا ذنب لهم بما يجري"، معربة عن اعتقادها بان "هؤلاء العمال السوريون يخشون  ارتباط قضيتهم بالتطور الاخير في قضية المخطوفين وتهديد الاهالي بخطف عمال  سوريين مؤيدين للجيش السوري الحر لمبادلتهم بالمخطوفين اللبنانيين في سوريا".

 

جديد الوضع في عكار  

يسود التوتر شمالا، بعد خطف سليمان الاحمد الملقب بأبو الروس مساء أمس على طريق تل عباس الشرقي- الكويخات، حيث أُنزل من داخل فان، يقوده محمد محرز النحيلي، الذي ضرب على رأسه بمسدس حربي. وبحسب المعلومات فان الخاطف هو بلال كريم ابراهيم الملقب ببلال الأبو. ولاحقاً، عمد أبناء وادي خالد الى الرد بخطف التاجر حكمت يوسف عين الزيت اضافة الى ستة آخرين.

كما خطفوا سوريين (2) من بلدة بَعيون السورية اثناء تواجدهم لدى اقارب لهم في واد خالد، لكنهم سرعان ما أفرجوا عنهما. أهالي وادي خالد أعطوا مهلة أربع ساعات للافراج عن سليمان الاحمد والا سيقطعون كل الطرقات وصولا الى طرابلس بعدما قطع الطرقات واحراق الدواليب اليوم. وقد عمد اهالي المنطقة الى قطع طرقات واقامة حواجز هوية وأعطوا مهلة أربع ساعات للافراج عن سليمان الاحمد والا قطعوا كل الطرقات وصولا الى طرابس.

 

ضاهر انضم إلى المعتصمين في وادي خالد: لمنع العبث بأمن لبنان واستقرار طرابلس

وطنية - عكار - 10/6/2012 انضم النائب خالد ضاهر وعضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" المحامي محمد المراد، الى المعتصمين في وادي خالد احتجاجا على خطف سليمان الأحمد. كما شاركا في لقاء موسع عقد في منزل الشيخ خالد العزو في بلدة الهيشة في وادي خالد، في حضور منسق تيار "المستقبل" في المنطقة خالد طه وعدد كبير من رؤساء البلديات والمخاتير في وادي خالد ومنطقة دريب عكار الى وجهاء عشائر وادي خالد، وكان بحث في كل الشؤون الوطنية العامة وفي واقع ما يحصل في عكار، وكانت مطالبة جامعة من قبل الحضور بضرورة الافراج الفوري عن المخطوف الاحمد بسرعة لوأد الفتنة. وادلى ضاهر بتصريح عبر فيه عن تضامنه مع الاهالي، داعيا إياهم الى "التحلي بروح المسؤولية"، محملا "النظام السوري مسؤولية ما يحصل في مختلف المناطق اللبنانية"، وقال ان "هذا النظام قتل اكثر من 14 مواطن لبناني وخطف العشرات واليوم حصل خطف، من قبل لبنانيين هم شبيحة النظام السوري، لمواطن لبناني من ابناء وادي خالد وبالتالي كانت رد فعل من اقرباء المخطوف. وبصريح العبارة فان على الحكومة اليوم ان تتحمل مسؤوليتها في منع الشبيحة وعملاء النظام السوري من العبث بامن لبنان لان ما يحدث ايضا في طرابلس هو استجابة لاملاءات النظام السوري لضرب الاستقرار في طرابلس والشمال". بدوره ناشد المراد "الاخوة جميعا، كما نناشد اخواننا العلويين ان لا يدعوا عناصر مندسة تدخل الى ارض عكار لاحداث فتنة، لان عقلاء عكار قادرون على مواجهة هذه المسألة".

 

تساؤلات حول جدوى اي حوار في ظل السلاح الذي يبقي الجمر تحت الرماد  

السلاح المتفلت في المناطق وتحت مسميات عدة، يبقي الجمر الداخلي تحت الرماد خصوصاً وانه يظهر بقوة في الازقة والشوارع ليضع البلاد امام مخاطر كثيرة لا تحمد عقابها اذا لم يتم التوصل الى قرار حازم بوضعه تحت أمرة القوى الشرعية، خصوصاً وان هذا السلاح، وللتذكير فقط، استخدم في 7 ايار ميدانياً على الارض وفي صورة غير علنية عبر القمصان السود لقلب المعادلة الداخلية، وبالتالي فان كل الوعود التي قطعت في جلسات الحوار السابقة واتفاق الدوحة بعدم استخدام السلاح في الداخل، نسفها حزب الله وفريقه. ومن هنا، تسأل أوساط متابعة، عن جدوى اي حوار جديد طالما ان فريق 8 اذار بكل مكوناته لم يلتزم باي من الاتفاقات السابقة ولا يبدو ان حزب الله مستعد لتقديم اي تصور للاستراتيجية الدفاعية بل اعلن صراحة ان مسألة سلاحه غير قابلة للنقاش، على عكس سائر مكونات 14 اذار التي عرضت طروحاتها بشكل واضح ومن دون اي لبس. كما سألت الاوساط نفسها عن فاعلية الحوار في ظل حكومة  سقطت شعبياً قبل ان تسقط رسمياً وهي تحاول تعويم نفسها لمآرب انتخابية، بغية تكريس واقع قد يدخل البلاد في نفق مظلم اذا ما استمر السير به. سوريا المجازر التي يرتكبها النظام بحق شعبه وآخرها في القبير تتردد صداها في مجلس الامن الدولي وسط تزايد المخاوف من وصول الاوضاع الى حرب اهلية شاملة، في حين استمرت آلة القتل في حصد المزيد من الارواح مع سقوط اربعة واربعين قتيلاً امس.

 

حرب: لا خلاف بين مكونات "14 آذار" بل تباين في مقاربة مسألة الحوار 

شدّد النائب بطرس حرب على أن "قوى 14 آذار وضعت في تحليلها وفي درسها لميزان المشاركة أو عدم المشاركة في الحوار المردود على اللبنانيين ووجدت أن هناك قسماً كبيراً من اللبنانيين يرى أنّه حتى لو لم يكن الحوار جدياً فلا يجوز رفضه"، وأضاف :"هناك شعور وحاجة للإطمئنان لدى الشعب انعكس لدى فريق في "14 آذار" بات يعتقد انّه ربما إذا التقت القيادات فقد يخففون من القلق الذي ينتاب الشارع، في حين أن فريقاً آخر يرى أن الطرف الذي يجري الحوار معه غير جدي وبالتالي لماذا التسبب بخيبة أمل للناس؟"حرب، وفي حديث لمحطة "اخبار المستقبل"، قال:"لا يوجد خلاف بين وجهتي النظر ضمن "14 آذار" بل هناك طريقة مقاربة وتعاطٍ فيها تباين، والدليل أن "القوات اللبنانية" شاركت في الوفد الذي سلم مذكرة المطالب لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وعبروا عن الرأي نفسه لـ "14 آذار" ولكنهم قالوا انهم لن يشاركوا لعدم الجدية ولأن الفريق الآخر امتنع عن نفيذ مقررات طاولات الحوار الماضية"، مجدداً التأكيد على أنّه "لا خلاف بين مكونات "14 آذار" يتعلق بالجوهر بل هناك تباين في مقاربة" مسألة الحوار. وأضاف حرب في السياق عينه:" الحوار هو محاولة وقد دعا رئيس الجمهورية للمحاولة لأن الوضع سيء كفاية على الأرض ومحاولة اعطاء هذه المحاولة فرصتها لا تضر، مع التأكيد على أن عدم نجاحها سيصيب اللبنانيين ربما بخيبة أمل ولكنّه لن يؤدي إلى تعزيز معطيات على الأرض او إلى توتر إضافي"، معتبراً أن "هذا الأمر يتسبب به في الأصل طريقة تعاطي حلفاء سوريا مع الملف السوري".

وفي شأن المطالبة باستقالة الحكومة، أجاب حرب: "طاولة الحوار ليست المكان المناسب لبحث الحكومة أبداً"، مضيفاً :"كما أن الحوار لن ينجح في ظل هذه الحكومة التي نعتبرها فاشلة متواطئة على الشعب وخطر على النظام وسلامة اللبنانيين، كما إن استمرارها يشكل خطر على سلامة الدولة، ولهذا كان  مطلبنا أن يتم صرف هذه الحكومة وأن يصار إلى تشكيل حكومة من كل الأطراف الممثلين في الحوار خصوصاً أن أكثر من نصف اللبنانيين يعتبرون هذه الحكومة عدوة لهم"، داعياً "إلى تشكيل حكومة ليست حزبية وحيادية إلى حد ما باشخاص لهم أهواء سياسية من دون التزام سياسي خصوصاً ان البلد على مشارف انتخابات نيابية".(رصد "NOW Lebanon")

 

حزب الله يضاعف عمليات نقل أسلحته إلى لبنان والجيش السوري أنشأ مناطق عازلة في مرتفعات البقاع

حميد غريافي/السياسة

كشفت أوساط أمنية لبنانية عاملة في منطقة البقاع الاوسط المتمحورة حول مطار رياق العسكري, المشلول لوقوعه داخل مربعات "حزب الله" الامنية, على الرغم من وجود وحدة للجيش اللبناني فيه, ووجود ثكنة عسكرية ضخمة في بلدة ابلح الواقعة على بعد نحو عشرة كيلو مترات من نحو الغرب, عن خلو تام وكامل للمنطقة الجبلية الشرقية المحاذية لحدود سورية, لمسافة اكثر من 40 كيلو مترا, تمتد من مرتفعات معبر المصنع الحدودي حتى مرتفعات بلدة طليا الواقعة في منتصف الطريق بين رياق وبعلبك البالغ طوله نحو 30 كيلو مترا, من اي وجود للدولة اللبنانية عبر جيشها او قواها الامنية, وأن هناك اختراقات استخبارية لبنانية وخارجية لعناصر "حزب الله" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" والفصائل الفلسطينية الذين يسيطرون مع وحدات من هجانة الجيش السوري, (حرس الحدود) على رؤوس الجبال داخل الأراضي اللبنانية بما فيها قرى ستراتيجية مثل قوسايا ورعيت وحشمش وصولا الى كفر زيد ونزولا الى بلدة عنجر حيث كانت الاستخبارات السورية في عهد الوصاية بقيادتي غازي كنعان ورستم غزالي الذي انكفأ الى داخل حدود بلده في ريف دمشق مع الانسحاب العسكري للجيش السوري من لبنان في ابريل من العام 2005.

واكدت اوساط امنية اخرى تابعة لأحزاب يمينية في تلك القرى ان افواجا من الهجانة السورية تقدر اعدادها بثلاثة آلاف ضابط وجندي مع نحو 150 دبابة و200 آلية و20 بطارية مدفعية متوسطة وبعيدة المدى وعدد مماثل من راجمات الصواريخ انتشرت فوق مواقع "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل و"فتح الانتفاضة" بقيادة ابو موسى المقيمين في دمشق, والمزودين بصواريخ كاتيوشا وغراد وانواع اخرى قصيرة المدى ومضادات ارضية واليات عسكرية في مرتفعات بلدتي قوسايا ورعيت المتجاورتين والمشرفتين على مطار رياق العسكري, فيما شمل انتشار هذه القوات السورية مرتفعات بلدة كفر زبد احد اهم معابر تهريب السلاح السوري الى "حزب الله" وبعد حرب 2006 الى جانب المعابر الاخرى التي تربط ريف دمشق بالاراضي اللبنانية في المرتفعات الجبلية الشرقية اللبنانية.

واكدت الاوساط الامنية الرسمية والحزبية اللبنانية ل¯"السياسة", ان "حزب الله" و"حركة امل" والجيش السوري أنشأوا على الحدود اللبنانية السورية في وادي يحفوفا الذي يبعد نحو ستة كيلو مترات عن بلدة الزبداني احد معاقل الثورة السورية المتقدمة, وكيلو مترين عن بلدة سرغايا السورية التي يتحدر معظم سكانها من آل الشماط, ثكنات مشتركة وشقت طرقات متفرعة لا ترتبط بالطريق العادية التي يمر فيها عادة القطار بين رياق ودمشق والذي توقف بعد اندلاع الحرب اللبنانية الداخلية العام 1975, من اجل نقل اسلحة ل¯"حزب الله" كانت مخزنة في الزبداني وبلدة مضايا والى اقصى شمال لبنان في محيط بلدة القصير السورية جنوب غرب مدينة حمص القريبة من الحدود اللبنانية وبلدة تل كلخ الواقعة تماما على الحدود.

وذكرت تلك الاوساط ان "حزب الله" اعاد تخزين صواريخ ارض جو متطورة حصل عليها من روسيا عبر سورية ومن ايران, حيث هددت اسرائيل بشن حرب على لبنان وسورية اذا انتقلت الى الاراضي اللبنانية في مستودعات في ما يسمى بالوادي الاخضر وهو واد لبناني يمتد نحو 3 كيلو مترات وصولا الى حدود سرغايا السورية ويشتهر بفاكهته واخضرار ارضه ومياهه الغزيرة.

ونقلت الاوساط عن شهود عيان في بلدة كفر زبد وقوسايا ومرتفعات حشمش التي تحيط بمطار رياق العسكري من الشرق وفي بلدة علي النهري الواقعة في السفح الغربي لتلك الجبال وتشكل المنفذ الوحيد البري للقواعد الفلسطينية والقوات السورية و"حزب الله" الى البقاع الاوسط, قولهم انه لم يعد هناك اثر لوجود الدولة اللبنانية في تلك المناطق الحدودية الشاسعة التي باتت تعتبر مناطق عازلة سورية داخل لبنان يمكن ان تشكل رأس جسر اي اعتداء سوري عليه عبر بقاعه اذ تداعت الاوضاع في سورية لغير صالح بشار الاسد وزمرته.

 

شمعون دعا الكسروانيين الى تغيير الوضع في الانتخابات المقبلة لمصلحة الارادة الحرة

وطنية - جبيل 10/6/2012 أقام فرع العقيبة في حزب الوطنيين الاحرار، عشاءه السنوي في مطعم prairie santa جبيل، في حضور رئيس الحزب النائب دوري شمعون، منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار النائب السابق فارس سعيد، النائبين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون، كميل دوري شمعون، امين العلاقات الخارجية في الحزب كميل الفرد شمعون، مفوض كسروان الفتوح في الحزب زياد خليفة، مفوض قضاء جبيل ميشال طربية، رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام، امين علاقات المغتربين جورج توما، رئيسي فرع الاحرار في العقيبة انطوان القزي وبرج حمود انطوان الاسمر، رئيس قسم الكتائب العقيبة جوزف نعيمة، منسق حزب القوات اللبنانية العقيبة جوزف الدكاش، اضافة الى اعضاء المجلس الاعلى والامناء في الحزب وعدد من الشخصيات والفعاليات ورؤساء البلديات والمخاتير.

بداية النشيد الوطني، فدقيقة صمت عن ارواح شهداء لبنان والمفوض السابق في كسروان ميشال خيرالله وعميد الصحافة الراحل غسان تويني، الى كلمة عريف الاحتفال الشاعر شارل زيلع. بعدها، تحدث سعيد منوها باخلاص ونضال النائب شمعون من اجل لبنان. وتناول الانتخابات النيابية المقبلة، مؤكدا أنها ستكون مختلفة تماما عن معايير الانتخابات السابقة. وقال: "ان حزب الوطنيين الاحرار حجز بالدم والمصداقية والنضال موقعا على امتداد الساحة اللبنانية". ولفت الى "أننا مقبلون على أيام صعبة ونحن في حاجة الى التواصل بين بعضنا البعض لكي نتجنب الكثير من المشاكل" . وامل أن يبقى حزب الاحرار امينا على المبادىء التي تأسس من أجلها، وهي بقاء لبنان سيدا حرا مستقلا" .

شمعون

بدوره، شكر النائب شمعون في كلمته الحضور، مستذكرا انتخابات العام 86 عندما كانت الدولة والاجهزة والكنيسة ضد الحلف الثلاثي، ولكن أهل كسروان قلبوا المعادلة لانهم كانوا يريدون من يمثلونهم في المجلس النيابي، قرارهم حر وليسوا طائعين ومرتهنين للخارج. وقال: "ان الكسروانيين اليوم امام امتحان، وكما امتحنتم في العام 86 وغيرتم الوضع، يجب أن تغيروا في الانتخابات المقبلة لمصلحة الارادة اللبنانية الحرة" .

وأمل شمعون أن تزول الظروف التي كانت تؤثر على البعض ويرحل العهد السوري مع جميع حلفائه عن لبنان، مشددا على وحدة الصف بين جميع مكونات قوى 14 اذار لمواجهة المرحلة المقبلة، داعيا جماهير 14 اذار الى المشاركة بفاعلية في الانتخابات المقبلة والاقتراع لمصلحة لبنان، كما نزلوا بكثافة في العام 2005 الى ساحة الشهداء وطالبوا بالحرية والاستقلال وعبروا عن ولائهم للوطن.

ولفت الى أن حزب الاحرار لا يملك الامكانات، ولكنه يملك المصداقية عند الناس.

وقال: "أنتم تعلمون كم ضحى داني ورفاقه في سبيل لبنان، لانها رسالة المؤسس الرئيس الراحل كميل نمر شمعون" .

خليفة

واكد مفوض كسروان الفتوح في حزب الاحرار زياد خليفة أن ركائز عقيدة الاحرار تقوم على السيادة المطلقة والحرية والديموقراطية الليبرالية، وعلى الايمان بالعيش المشترك. لافتا الى أن هذا الخط أصبح عابرا للطوائف فتجلى حضوره من النهر الكبير حتى اخر شبر من الجنوب والبقاع. وشدد على أنه آن الاوان لتبقى الارزة الذهبية مرفرفة في ساحة الوطن الذي تغلي من حوله مشاريع جهنمية تنوي النيل من كيانه ولن ندعها تصل الى مآربها.

وكانت كلمة لرئيس فرع العقيبة في حزب الاحرار انطوان قزي الذي شدد على الثبات على مبادىء وتاريخ الحزب في الدفاع عن حرية وسيادة واستقلال لبنان.

وفي الختام، قدم النائب شمعون درعا تكريمية تقديرا لنضال الراحل باخوس القزي تسلمه نجله داني الذي ألقى كلمة في المناسبة.

 

الراعي: لميثاق وطني جديد نخرج فيه من خلافاتنا المميتة ويكون فيه الولاء للدولة فقط

وطنية - بكركي - 10/6/2012 رأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد الثالث من زمن العنصرة في كنيسة سيدة بكركي الداخلية، عاونه فيه المطرانان يوحنا علوان وغريغوري منصور ولفيف من الكهنة والآباء، في حضور اعضاء في جامعة اتحاد القلوب بقلبي يسوع ومريم، اعضاء من النادي النهاري للمسنين في رميش والمعروفة باسم "أجدادنا" وحشد من المؤمنين. خدمت القداس جوقة "الصوت العتيق" بقيادة الاب ميلاد طربيه.

العظة

وبعد القداس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان:"من يحبني يحفظ كلمتي.أنا أحبه وأبي يحبه وإليه نأتي وعنده نجعل لنا منزلا (يو14: 23)"، ومما جاء فيها: "جعل الله له في كلِ مؤمن ومؤمنة منزلا، فأصبح كل إنسان مدعوا ليكون سُكنى الله. هذه هي الشركة والمحبة العمودية بين الله والانسان، التي إن حصلت أصبحت شركة ومحبة على المستوى الافقي، تتجلى في الوحدة والتضامن والتعاون بين الناس. فينعم الجميع بالسلام. هذا كله يتم بفعل الروح القدس الذي يعلمنا الحقيقة التي أعلنها يسوع المسيح للعالم، وهي حقيقة الله والانسان والتاريخ، والروح الذي يذكرنا بما اوصى به المسيح، وهو الوحدة والمحبة. هكذا تتم كلمة الرب في انجيل اليوم: " من يحبني يحفظ كلمتي. انا أحبه وأبي يحبه وإليه نأتي وعنده نجعل لنا منزلا".

اضاف: "فيما نحتفل بهذه الذبيحة القربانية، يبدأ في دبلين بإيرلندا المؤتمر القرباني الخمسون، بموضوع: "الافخارستيا شركة مع المسيح وفي ما بيننا". هذه الشركة تتحقق في القداس الالهي. وهي شركة مع المسيح بواسطة الكلمة التي تجمع وتُوحِد، وشركة معه في ذبيحة ذاته لمغفرة الخطايا والحياة الجديدة، وشركة معه بتحولنا إليه في مناولة جسده ودمه. من هذه الشركة المثلثة الابعاد تولد الكنيسة، كمجتمع بشري جديد. نصلي من أجل أن تنتشر ثمار هذا المؤتمر القرباني في نفوس جميع المسيحيين، لكي يعيشوا ثقافة القربان: الاتحاد بالله، والوحدة بين جميع الناس، المعروفين بالشركة والمحبة".

يشارك معنا في قداس اليوم مؤمنون ومؤمنات يتوقون الى هذه الشركة والمحبة، ويسعون إلى العيش في اتحاد مع الله، ووحدة مع جميع الناس بمبادرات متنوعة. نذكر من بين الحاضرين "جماعة اتحاد القلوب بقلبي يسوع ومريم"، التي تلتزم الصلاة من اجل وحدة المسيحيين والكنائس، عملا بوصية الرب يسوع "ليكونوا واحدا، أيها الآب، كما نحن واحد. أنا فيك وأنت في. ليكونوا هم ايضا واحدا فينا"(يو17: 21). ونذكر من بين الحاضرين أيضا "النادي النهاري للمسنين في رميش" المعروف رسميا "بالجمعية الاهلية لرعاية المسنين والتنمية – اجدادنا". تلتزم هذه الجمعية وهذا النادي بخدمة المحبة للمسنين والمسنات، عبر نشاطات روحية وترفيهية وتثقيفية وغذائية. إننا نرحِبُ بكم جميعا مع اطيب الدعاء.

وتابع: "الله الذي خلق الانسان، انما خلقه بحب كبير ليشركه في سعادة حياته الالهية. وأخذ مبادرات حب متواصلة: فكلمه كلمة الحقيقة والنور، وافتداه بموت ابنه يسوع المسيح على الصليب ليقيمه من خطيئته، وأعطاه روحه القدوس ليحل عليه ويقدسه ويسكن فيه. هذا يتم في كل انسان، مؤمن ومؤمنة، ينفتح لمحبة الله بجواب حب: يقبل في عقله كلام الله هداية وثقافة، وفي نفسه نعمة اسرار الخلاص شفاء وحياة جديدة، وفي قلبه المحبة المسكوبة فيه بالروح القدس. هكذا يعيش اتحادا كاملا بالله، وبالتالي يبني الوحدة مع جميع الناس".

وقال: "لقد أراد الله، في سر تصميمه الخلاصي، أن يخلق الانسان ذا بعد اجتماعي، ليعيش مع الآخر المختلف عنه، ويبنيان معا عائلة بشرية اجتماعية ووطنية، تعكس في الشركة والمحبة حقيقة الله الواحد في الطبيعة والمثلث الاقانيم. هذا ما نقرأه في سفر التكوين: "خلق الله الانسان على صورته ومثاله، ذكرا وانثى خلقهم وباركهم وقال: انموا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها"(تك 1: 27-28). وهكذا أقام الله ميثاقا مع الانسان، قوامه امانة الله تجاه الانسان بمحبته وعنايته، وأمانة الانسان لله بسماع كلامه وحفظ وصاياه، لكي يعيش سعيدا ويُسعد عائلته ومجتمعه ووطنه. وعندما خان الانسان عهده مع الله، جدد الرب الاله الميثاق عينه وختمه بدم المسيح ابنه. فكانت الكنيسة الشركة والمحبة، الصورة والبداية لمجتمع بشري جديد، سمِي في الانجيل "ملكوت المسيح".

اضاف: "ان المجتمع البشري الذي نعيش فيه، لا يمكن أن يوفر للانسان كرامته وعيشه الكريم، وللجماعات عدالة وازدهارا وأمنا وسلاما، ما لم يُبن على ميثاق يكون أساسهُ الميثاق الذي أقامه الله مع الجنس البشري". وتابع: "لقد جسد الله هذا الميثاق – العهد في إنشاء سر الزواج والعائلة الذي أراده انعكاسا لصورته الثالوثية، كجماعة الشركة والمحبة، وأراده خلية حية للمجتمع البشري. ووضع الله للعالم نظاما ليعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الارض، وينعموا بالخير والعدل. ومن ضمن هذا النظام وجود سلطة تعمل من أجل تأمين الخير العام، الذي منه خير كل انسان وكل الانسان. لكنها لا تستطيع ذلك، إذا لم تستلهم مشيئة الله وتصميمه الخلاصي. فيكون على صاحب السلطة، حسب المزمور 72: "أن يقضي بالعدل للشعب، وبالانصاف للضعفاء". وانذر الذين يقصرون في واجب خدمة الخير العام ويظلمون الشعب بلسان أشعيا النبي: "ويل للذين يشترعون شرائع للشر والظلم، ليسلبوا حقوق ضعفاء شعبي"(أش 10: 1-2).

وقال: "اننا نحتفل مساء هذا اليوم في باحة الكرسي البطريركي الخارجية بعرس جماعي، نبارك فيه زواج أربعة وعشرين عريسا وعروسا، بمبادرة من الرابطة المارونية. إن الغاية من هذا العرس الجماعي إنما هي، بشكل خاص، تذكير بأن العهد او الميثاق الزوجي لا ينحصر ضمن حدود الزوجين وعائلتهما الناشئة، بل يتعداها إلى المجتمع والوطن، ليصبح جزءا من الميثاق الوطني الاجتماعي ومغذيا له".

اضاف: "في ضوء الميثاق القائم بين الله والجنس البشري القديم والمتجدد ممهورا بدم المسيح، وبين الزوجين والمجتمع، أود التذكير بأنني عندما دعوت إلى "ميثاق وطني اجتماعي جديد" كنت أعني العودة إلى ميثاق عيشنا الوطني الاجتماعي الاول، المعروف "بالميثاق الوطني" الذي أقامه، على أساس الثقة المتبادلة، المسيحيون والمسلمون سنة 1943، وذلك من أجل تجديد هذا الميثاق بعد سبعين سنة، كانت فيها انحرافات عنه وعن جوهره، فبلغنا إلى ما نحن عليه من أزمة سياسية، وفقدان للثقة، وانحطاط في الاخلاق الاجتماعية والوطنية، وتقهقر في الاقتصاد، وفقر وهجرة، وتعطيل للمؤسسات، وعبث بالمصير، وتشويه لأرض الوطن المخلوقة جميلة، وحرمان القريب والبعيد من جمال السياحة والاصطياف، وتحول الممارسة السياسية عن الخير العام وعن حماية الوطن ومؤسساته إلى جشع وسرقة للمال العام ورشوة وتعطيل لدور المؤسسات العامة، وتفشي الفساد في الإدارات، وإخلال في التوازن المطلوب بحكم ميثاق العيش المشترك في الادارات والوظائف الرسمية احتراما لمشاركة كل مكوِنات المجتمع، وانسجاما مع الدستور والقوانين والعرف. فبات المواطن ملزما بالولاء لطائفته ومذهبه وحزبه وزعيمه، لا للوطن لبنان، وبات معظم أرباب السياسة يدينون بولائهم لهذه او تلك من البلدان استفادا بمالها، من أجل مآربها، واستقواء بها لتأمين النفوذ في الداخل. وكان الانشطار الكبير الداخلي والنزاعات بسبب الدخول في المحاور والتحالفات الاقليمية والدولية، على خلفية مذهبية وسياسية".

وتابع: "أجل، نحن بحاجة إلى تجديد التزامنا "بالميثاق الوطني"، لنخرج من أزماتنا ومآسينا وخلافاتنا المميتة. تماما كما فعل الله، سبحانه وتعالى، في تجديد الميثاق القديم بالجديد، كما رأينا. إن تجديد الالتزام يبغي العودة إلى جوهر الميثاق الوطني المثلث الأبعاد:

1 - لا تبعية لأي بلد من الشرق او الغرب. بل حياد ملتزم قضايا الشرق والغرب: العدالة والسلام وحوار الثقافات والأديان، بحكم موقع لبنان الجغرافي على ضفة المتوسط ونظامه السياسي والاجتماعي.

2 - لا نظاما دينيا أحاديا ولا نظاما علمانيا يتنكر لله ولشريعته الموحاة المكتوبة والطبيعية. بل نظام ديموقراطي يفصل بين الدين والدولة قائم على المساواة بين المواطنين، والثقة المتبادلة، والمشاركة العادلة والمنصفة في الحكم والادارة، وعلى الحريات العامة وحقوق الانسان.

3 - ولاء للدولة، بحيث يكون الانتماء لدينٍ أو مذهب أو حزب قيمة مُضافة في إحياء الولاء للوطن والبذل في سبيله، وفي بناء نسيجه على قاعدة التعددية أو التنوع في الوحدة.

انطلاقا من تجديد الالتزام بالميثاق الوطني، يُعنى المسؤولون باتخاذ ما يلزم من تدابير وإصلاحات تشريعية وإدارية وإجرائية، ليستعيد لبنان حياته ودوره في الاسرة الاقليمية والدولية. وفي طليعتها قانون الانتخابات، واللامركزية الإدارية واللاحصرية، ورسم خطة للنهوض الاقتصادي، وفصل السياسة عن التعيينات الإدارية والإدارة، وفصلها عن السياحة، واستكمال الدولة المدنية.

وقال: "غدا تبدأ طاولة الحوار التي دعا اليها فخامة رئيس البلاد، نحن نصلي لكي يكون المسؤولون المدعوون على مستوى التحديات الكبيرة. نحن نصلي لكي تكون طاولة الحوار، طاولة يكتب عليها المسؤولون أمام التاريخ وديمومة التاريخ. أرسل روحك أيها المسيح ليتجدد وجه الأرض".

اضاف: "إننا ندخل مع أساقفة الكنيسة المارونية من مختلف البلدان الشرقية والغربية، مساء اليوم وطيلة هذا الاسبوع، الرياضة الروحية السنوية والسينودس المقدس، حاملين كل هذه الهموم وانتظارات شعبنا وتطلعاته في لبنان والعالم العربي وبلدان الانتشار. نطلب أن ترافقونا بصلواتكم، لكي يقود الروح القدس رياضتنا ومجتمعنا إلى ما فيه مجد الله وخير الكنيسة وخلاص النفوس".

وختم: "بالعودة إلى إنجيل اليوم، إن إرادة الله الواحد والثالوث أن يسكن في كل مؤمن ومؤمنة، لكي يجعل من كل واحد منا، أفرادا وجماعات، قيمة مضافة لبناء مجتمع إنساني أفضل، ووطن يؤمن الخير الوفير لأبنائه، ويقدم مساهمته الايجابية للانسانية جمعاء، كما فعل اجدادنا فيه وفي هذا الشرق. الدعوة الانجيلية إنما هي لإعطاء جواب حب لله، فنقبل كلامه ونحفظه، فيحبنا هو ويأتي يجعل له منزلا فينا وبيننا. حيث الله هناك سلام المسيح والمحبة. للثالوث المجيد كل مجد وشكر الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس التقى البطريرك الراعي في الصالون الكبير للصرح المشاركين في القداس ووفودا شعبية من مختلف المناطق اللبنانية. كما التقى الوزير السابق ابراهيم الضاهر ووفدا من عائلة حنا رومانوس جاء شاكرا غبطته على مواساته لهم بفقدان الوالدة.

من جهة اخرى يرأس البطريرك الراعي عصرا عرسا جماعيا يبارك فيه زواج 24 عريسا وعروسة بمبادرة من الرابطة المارونية.

الى ذلك تقفل بكركي ابوابها مساء اليوم وعلى مدى اسبوع للدخول في الرياضة الروحية السنوية والسينودس المقدس.

 

زهرا: الحل برحيل الحكومة وتشكيل حكومة حيادية تشرف على الانتخابات

 وطنية - البترون - 10/6/2012 رعى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا العشاء السنوي الذي أقامته القوات في بلدة دوما في قضاء البترون في مطعم "إسكالابيو"، في حضور ممثل النائب بطرس حرب الدكتور طلال حرب، رئيس بلدية دوما جوزيف خيرالله المعلوف، منسق المهن الحرة في الشمال في القوات اللبنانية الدكتور فادي كرم، منسق منطقة الكورة في القوات المهندس زياد الشماس، فاعليات بلدة دوما، ممثلين عن قوى وتيارات الرابع عشر من آذار وحشد كبير من القواتيين. بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت حدادا على النائب الراحل فريد حبيب، قدمت للحفل سوزان جبور، ألقى بعدها كل من باتريك الشماس وكلارا شلهوب كلمة أعلنا فيها عن دوافع انتسابهما للقوات اللبنانية، ووجها دعوة للانفتاح والديموقراطية. وألقى منسق دوما في "القوات" وائل عيسى كلمة ترحيب، ودعا للعمل من أجل خير دوما والى التعاون بين المؤسسات والجمعيات في البلدة لكي تكون بلدة نموذجية قوية بأبنائها".

زهرا

ثم ألقى النائب زهرا كلمة استهلها مستذكرا النائب الراحل فريد حبيب، معربا عن ألمه فقدان "عميدنا، أبينا، أخينا ومثالنا الذي يحتذى بالصلابة والالتزام والأخلاق والانفتاح والحب، الشيخ فريد حبيب. نتذكره لنقول له: سنصلي لك لكي تتمكن من الصلاة لنا لنكمل المسيرة على الدرب التي مشيناها معا حيث لم تكن تقبل الا أن تكون في الطليعة في أصعب الظروف".

ثم توجه الى روح "أحد عمداء الفكر والأدب والديبلوماسية والصحافة في لبنان والعالم"، بالقول:نحن اليوم كسبنا شفيعا جديدا للبنان وقضيته، للحرية والكرامة والانسان في السماء إسمه غسان التويني.

وقال: "نحن جزء لا يتجزأ من حلم الوطن، من واقعه وسعيه نحو افضل المجتمعات في العالم لكي نحقق ، بعد السيادة والحرية والكرامة، الاستقرار والازدهار، نحن مشروع مستقبل ومنذ أسسنا القوات اللبنانية بنسختها الجديدة بعد استشهاد البشير مع سمير جعجع بمرحلة المأسسة قلنا "مؤسسة نحو المستقبل"، هذا المستقبل الذي لا نراه إلا واضحا نظيفا صادقا يبنوه الناس الواضحون والمخلصون والصادقون ونظيفو الكف. هؤلاء الناس ،الذين لا شرق ولا غرب لا قصف ولا ضرب ولا ترغيب ولا ترهيب تغيّر قناعاتهم، هؤلاء الناس الذين يرفضون الكذب على أنفسهم وعلى بقية الناس، هؤلاء الناس الذين يحترمون تاريخهم ودم شهدائهم، هؤلاء الناس الذين لا يقبلون أن تدار حياة وطن ومستقبل شعب بالتكاذب والصور واللقاءات غير المجدية. مستقبل لبنان نراه ونعمل له ونمد يدنا لكل يد مستعدة للمشاركة بمشروع بنائه على أساس الوضوح والفكر النير والفكر المجتمعي الحديث وبناء الدولة التي هيئتها التأسيسية نضالات تاريخية عمرها مئات السنين فرضت على ان كل من أراد أن يتصدى لمستقبل الشرق الأوسط ألا يتمكن من تجاوز كيان ووطن له جذوره في التاريخ إسمه لبنان. لا الاتفاقات الدولية ولا المؤامرات ولا الحروب ولا إختراعات الأوطان البديلة استطاعت أن تمس بأساسات هذا الكيان الذي ليس بحاجة لهيئة تأسيسية بل لأشخاص أوفياء لتاريخهم وتاريخ وطن وتضحيات أهله ولدماء شهدائه ولمستقبل شعبه. وعليه وكي لا يكون هناك أي إلتباس حول موقف القوات اللبنانية من التطورات الحاضرة ومن الدعوة الرئاسية المشكورة والخيرة والمخلصة الى عقد طاولة الحوار الوطني يوم الاثنين المقبل، تقول القوات اللبنانية أن رفضها لهذا الاجتماع تحديدا ليس رفضا لدعوة رئيس الجمهورية لأن موقفنا، سبق اطلاق دعوة الرئيس، بتحديد الشروط الواجبة لحوار وطني ناجح، وموقفنا ليس رفضا لمبدأ ومنطق الحوار لا سيما وأننا أثبتنا، خصوصا من خلال نضالنا الحديث منذ انطلاق انتفاضة الاستقلال وحتى اليوم حسيا وقبل ذلك من خلال السياسة الغير مسموح، باعلانها من قبلنا خلال فترة الوصاية، أننا نحن أم الصبي الحريص على التنوع اللبناني وعلى كل مكونات هذا الوطن من أي جهة كانت وأن هذا اللبنان لا يبنى الا بالكل وللكل".

أضاف: "موقفنا من عدم تلبية الدعوة يأتي من إعتبارات أهمها أنه في المواضيع الوطنية الكبرى وفي المواضيع الأساسية والإستراتيجية لا مكان للخجل والمسايرة، والأهم هو الصراحة والوضوح. كما أجمعت قوى 14 آذار في بيان صدر قبل ساعتين من إطلاق دعوة فخامة الرئيس الاعلامية الى الحوار الجديد وأعلنت بشكل واضح ما هي المشكلة ومكامن الخلل . إنها الحكومة، والمشكلة الأساسية المؤدية الى هذا الخلل هي غلبة السلاح وتمسك أصحابه به خارج إطار الشرعية، بالإضافة الى الوسيلة وإنهاء الإنقلاب الحاصل الذي شكل هذه الحكومة بذهابها بعد أن أفلست وفلست كل البلد ، والإتيان بحكومة حيادية ونحن لم نطلب الدخول فيها، وما نطلبه هو حكومة حيادية تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة وتؤمن مصالح الناس وتسير شؤون الدولة وتنأى بلبنان، فعليا وليس مواربة وبالحيلة، عن تداعيات أزمات المنطقة، فلا يكون لبنان معلنا النأي بالنفس كي لا يلتزم الإجماع العربي والدولي في إدانة النظام السوري، وينأى بنفسه عن الإتيان بأي موقف أخلاقي مبدئي يدين انتهاكات النظام السوري لحقوق الانسان ويوفر الغطاء السياسي المطلوب لمواجهة أي إتجاه دولي لحسم الأمور في سوريا. وبالأمس دولة لبنان العظمى تقول بلسان وزير خارجيتها ولا ندري إذا كان هذا قرار الحكومة، وقبل ان يطرح الموضوع في مجلس الامن وفي هيئة الأمم المتحدة، أن لبنان يرفض التدخل العسكري في سوريا".

وتابع: "المطلوب حكومة توحي بالثقة لمن أوصوا مواطنيهم بعدم التعرض للخطر الأمني بالمجيء الى لبنان، وانعكاسات كل ذلك على دورتنا الاقتصادية المتوقفة في هذا الموسم من حزيران حتى آخر آب، هذا هو موسم الإصطياف الذي يعوض بعضا من إنهياراتنا الاقتصادية سنويا، وللأسف هناك من لا يريد للدولة أن تبنى في لبنان وللاستقرار أن يحصل، هناك من يبادر على مشارف كل موسم إصطياف الى توفير الظروف المناسبة لنسف الموسم وإرتهان الناس للمال السياسي ولإرادة السلطات بتوزيع المغانم على من يريدون والمناطق المختارة والأزلام والمقاولين المختارين من أجل المصالح الانتخابية. لقد أعلنا هذا الكلام وما زالت 14 آذار ، وفي مذكرتها الجديدة والغير متعلقة بتوقيت طاولة الحوار، تعلن المنطق نفسه بالمذكرة التي قدمتها اليوم الى فخامة رئيس الجمهورية. وما حصل هو إحراج محلي وإقليمي ودولي للبنانيين لكي يجتمعوا ويتصوروا لعل الأمور "تنفس"، لكن هذا الاجتماع والتصوير للتنفيس ينفس فكرة أن هذه الحكومة والتي من دون أي تجني ومنذ سنة حتى اليوم لم تحقق أي مشروع أيجابي إلا تراجعا بالوضع اللبناني، حتى التسوية التي حصلت بين مكوناتها من أجل صرف الأموال لرشوة الناس بحجة الانماء ودفع المعاشات والزيادات عليها، لأنه من المفترض بعد هذا المشروع أن سلفة الخزينة التي تبلغ أكثر من موازنة 2005 التي بلغت 10000 مليار ليرة، انما سلفة واحدة وضعت بتصرف وزير المالية 10390 مليار ليرة أي أكثر من الموازنة الأصلية".

وسأل زهرا "اذا كان من يؤمن سلفة بهذا المبلغ الذي يؤمن الانفاق حتى آخر السنة هو ينوي اقرار موازنة؟ وقال: طبعا لا.

اضاف سائلا: هل هو ينوي الالتزام بالدستور؟ طبعا لا . هل ينوي الالتزام بالشفافية والقانون؟ طبعا لا. هو يلتزم حلحلة مشاكل مكونات الحكومة لكي يتمكن وزراؤهم اعادة تسيير مشاريعهم وإنفاقهم وتلزيماتهم التي بغالبيتها حصلت خارج إطار القانون والدستور ومنهم على سبيل المثال عملية تلزيم وخدمات لمؤسسة كهرباء لبنان. وكلنا يعلم أن الإمتياز لا يمنح الا بقانون بموجب الدستور اللبناني. والامتياز يعني الحق الحصري في إدارة شأن ما. وكلنا يعلم أن الservice provider هو إمتياز ل3 شركات، ورغم إجماع آراء كل النواب على أن هذا هو إمتياز، ضربوا بآرائهم عرض الحائط واستكمل تنسيق المناقصة، طبعا هناك حقوق المياومين التي عرقلت الانطلاق بهذا المشروع. كلنا يعرف أن التشركة تبدأ بالتشركة بالانتاج وتأمين السلع التي تلزم الناس توزيعها ومن ثم تقاضي ثمنها، ولكن أين الكهرباء حتى أدفع في خلال 4 سنوات 780 مليون دولار ل3 شركات لكي توزعها وتتقاضى ثمنها".

وسأل: "أين إنتاج الكهرباء؟ وكيف نلزم البيع قبل الانتاج؟ ويتنطح أحدهم ليقول أننا نعرقلهم ونجمد انتاجهم. ما هو هذا الانتاج؟ علما أن لبنان قادر على إنتاج أكثر من 60 بالمئة من حاجته من الطاقة، وبشهادة خبراء في هذا المجال، طاقة متجددة من الهواء والمياه والنفايات".

ورأى: "الحل الوحيد يكمن برحيل الحكومة لأنها حكومة ناقضت كل المواثيق والعقود والعهود، حكومة أتت بانقلاب هول فيه بالسلاح لتغيير الغالبية. إنها حكومة كان من المفترض بذهن أصحابها، وعند تسوية الدوحة التي تحفظت عليها القوات اللبنانية خطيا، والتي كانت كانت تكريسا لنصر عسكري حصل في 7 و8 أيار على بيروت بالسياسة، حكومة تسوية الدوحة التي أعطت الثلث المعطل في الحكومة مع تعهد بعدم استعماله وقد استعمل عندما احتاجوا لاسقاط الحكومة، مع تعهد بعدم استعمال العنف بتحقيق المآرب السياسية وتم التهويل باستعمال العنف لاسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري من خلال ما عرف بنزلة القمصان السود على بيروت، واتفاق الدوحة أعطى لمرة واحدة مبدئيا القانون الانتخابي وفق قانون الستين مع حسابات ل8 آذار بالحصول على الغالبية ولكن الشعب اللبناني خذلهم فصفعوه مرتين: الصفعة الأولى في حكومة الوحدة الوطنية في 2009 والثانية بترحيل هذه الحكومة والاتيان بحكومة 8 آذار بعد تغيير الغالبية بالقوة".

وتابع: "هذا انقلاب متمادي يجب ان ينتهي، ولا دولة ولا مؤسسات في ظل الانقلابات، الانقلابات تحصل للتغيير السريع وبعدها يجب ان تستقيم الحياة السياسية ويجب ان يتم احترام رأي المواطن في لبنان وغير لبنان، وما زالت هذه الحكومة هي حكومة انقلاب يجب ان ترحل قبل أي خطوة باتجاه الإيجابية. ولا يقولن احد أن ترحيلها يتم بالثقة لأن السلاح يمنع إسقاطها في المجلس النيابي، وهذه الحكومة لن ترحل الا باعتراف رئيسها بأنها حكومة فاشلة وانقلابية وهي تورط لبنان وتفقر لبنان وعلى رئيسها ان يقوم بما يمليه عليه واجبه الأخلاقي والوطني وأن يعلن ويقول: أنا لم أعد أستطيع شرب هذه الكأس وتفضلوا هذه حكومتكم وأنا سأرحل. هذا هو المطلوب ولا يجوز ان يتحدانا أحد بطرح الثقة لأنكم رأيتم كيف تعرى جلد هذه الحكومة عن عظمها في جلسة المناقشة لكن طرح الثقة ممنوع لأن من شكلها، سوريا وحزب السلاح ومن خلفهما إيران يريدون لها الاستمرار وقد استمرت لأن من شكلها يريد تعويمها وهو يعومها، وللأسف من يشارك في طاولة الحوار فهو بذلك يشارك بتغيير اتجاهات الأحداث وفي تعويم هذه الحكومة وبعملية النصب التي قامت بها في موضوع الانفاق خارج إطار الدستور وباستمرار الوضع القلق وغير المستقر في لبنان".

وقال: "تريدون استقرارا، فلترحل الحكومة وعندها نحاور ونفكر ونقنع الأبعدين والأقربين أن احترام حقوق الانسان وإرادة الناس بدأ بالعودة الى لبنان".

وختم: "يفرحنا اليوم ما تبين وبالدليل القاطع أن الزوار اللبنانيين من إخواننا الشيعة الذين خطفوا في سوريا ما زالوا على قيد الحياة وهم بحالة جيدة. ولهم نقول وللأحزاب التي ينتمون لها ولطائفتهم ولكل لبناني آخر: نحن مسيحيون ملتزمون نلتزم قضايا الانسان وحقوقه، كائنا من كان هذا الانسان وأينما كان، لذلك نرفض أن يتم المس بأي لبناني بالأذى، ولذلك نتعاطف مع حقوق الشعوب خصوصا مع حق الشعب السوري بالحرية والديموقراطية".

 

الاحدب: الحكومة هي المسؤولة الأولى عن احداث طرابلس

وطنية - طرابلس - 10/6/2012 عقد رئيس لقاء الإعتدال المدني النائب السابق مصباح الأحدب مؤتمرا صحفيا في فندق "الكواليتي إن" في طرابلس، في حضور حشد كبير من أنصاره إستهله بالقول: "بداية كان من المفترض أن نعتصم اليوم أمام مبنى بلدية طرابلس استنكارا لما يجري في المدينة، إلا أن حال عدم الإستقرار الأمني وما نشاهده من إصرار لدى الموالاة والمعارضة على عدم تغليب لغة العقل والحكمة حال دون ذلك. لذلك قررت أن أعقد مؤتمرا صحافيا لنقول بكل بساطة، اننا نحن أبناء طرابلس نعلم ما يحاك لهذه المدينة، وسنطلع الرأي العام أين التقاعس وأين التخاذل ولماذا؟".

أضاف: "مرت طرابلس بجولة أولى من العنف تبعتها جولات، كان أعنفها الأسبوع الماضي إذ كلفت أكثر من عشرين شهيدا وخمسين جريحا من المدنيين من دون إحتساب الأضرار المادية في الممتلكات العامة والخاصة، إضافة الى تهجير للمواطنين، والى أضرار إقتصادية لحقت بالتجار وأصحاب المهن وشلل الدورة الإقتصادية في المدينة، من دون أن تكون الأخيرة، فعمليات القنص اليومي ما زالت مستمرة، وكذلك الأنيرغات، ولم يطرح لغاية اليوم أي حل جذري من قبل الحكومة لمعالجة هذا الأمر" .

تابع: "يأتي ذلك كله من ضمن خطة أصبحت واضحة المعالم، لإبقاء الوضع متوترا في طرابلس خصوصا ولبنان عموما، مع تقاسم للأدوار بين القوى المحلية والإقليمية، وتقوم هذه الخطة على:

1- إبقاء جبل محسن وبؤر أخرى، رهينة بيد الميليشيات المؤيدة للنظام السوري، تمارس عمليات القنص شبه اليومي، خارج سلطة الدولة وأجهزتها الأمنية وذلك نتيجة تسوية خاطئة سميت بالمصالحة عام 2008 لم نشارك فيها، تكرس خلالها ممثل المحور الاقليمي السوري الايراني رفعت عيد كما يعلن جهارا، قيما على إخواننا في الطائفة العلوية في جبل محسن رغما عنهم وأعطي غطاء لسلاحه تحت ذريعة المقاومة.

2- خلق حالة مقابلة في مناطق أخرى من طرابلس تميل الى التشدد وإبرازها إعلاميا على أنها الناطق بإسم المدينة وذلك لاظهار السنةِ في لبنان على أنهم مجموعات متطرفة وخطيرة وذلك عبر حملات تشن في بعض وسائل الاعلام لا سيما تلك المملوكة بجزء منها من قبل دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فضلاً عن التمهيد لخلق حالة من الصدام بين الجيش اللبناني وأهله في طرابلس وعكار للادعاء أن ثمة تنافرا بين السنة في لبنان والجيش اللبناني.

3- ضرب إقتصاد المدينة بكل مقوماته، وإبتزاز أهلها بمصالحهم، وجعل الحياة فيها مستحيلة.

4- خلق فتنة سنية علوية، يستفيد منها النظام السوري لتغطية جرائمه ومجازِره بحق الأطفال والنساء المتنقلة من حمص الى حولة الى القبير الى حلب وحماة ولخلق الذريعة لإستمرار وجوده وبقائه ...

وكل ذلك ليقوم النظام السوري بإستغلاله على منابر الأمم المتحدة والكل يسمع تصريحات الجعفري والمقداد وغيرهِم من المدعين بأن السنة في طرابلس ولبنان تحولوا الى بيئة حاضنة للقاعدة تهدد أمن سوريا والمنطقة" .

وقال: "لا بد من مصارحة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ابن طرابلس. فقد سبق يا دولة الرئيس وحذرنا مما وصلنا اليه وقدمنا لك في "لقاء الإعتدال المدني" خطة لانقاذ طرابلس ولكن لم نلق منك غير الصمت المريب، فماذا تنتظر يا دولة الرئيس لاعطاء أمر للجيش والقوى الأمنية للدخول الى عمق الأحياء في جبل محسن والتبانة؟ وماذا تنتظر لدعوة مجلس الوزراء الى عقد جلسة لرفع الغطاء عن كل السلاح في طرابلس لا سيما ما يسمى بسلاح المقاومة؟.

لمصلحة من إظهار الجيش بمظهر العاجز عن ضبط الأمن في طرابلس؟ والعاجز عن حماية المواطنين على الحدود، الذين يخططفون ويقتلون على يد جيش النظام السوري على طول الحدود من عكار الى البقاع؟ أين الغطاء السياسي للجيش ؟ وأين القرار السياسي الواضح والصريح له بالتدخل لإخلاء الشوارع من المسلحين كل المسلحين من دون تمييز بين سلاح مقاوم وآخر إرهابي؟

واكد ان السلطة السياسية الممثلة اليوم بالحكومة هي المسؤولة الأولى عن هذه الأزمة. هذه الحكومة بما تمثل من شخصيات سياسية طرابلسية فيها ، هي المسؤولة وعلى رأسهم دولة الرئيس نجيب ميقاتي إبن طرابلس... نعم يا دولة الرئيس إنك مسؤول عن هذه المؤامرة على طرابلس وأهلها لأنك لا تقوم بأي خطوة للمعالجة... كيف لا وأنت تدعم المجموعات المسلحة بحجة حماية أنفسهم، وتطلب بالمقابل من الجيش ضربهم بيد من حديد، بدل اتخاذ خطوات لازالة الخطر عنهم عبر معالجة جذرية للأزمة في التبانة وجبل محسن؟ كيف لا وأنت تجعل من أبنائنا في الجيش اللبناني كمراقبي كوفي أنان، عبر نشرهم على خطوط التماس، بدل أن تسلحهم بالقرار السياسي الواضح والصريح للدخول الى عمق كل المناطق في طرابلس ليكونوا سلطة حسم باسم الشرعية اللبنانية بدل أن يكونوا سلطة فصل باسم القوى الاقليمية.؟؟ كيف لا وما زال بعض أبناء مدينتك قابعين في السجون دون محاكمات فيما يعرف بملف الموقوفين الإسلاميين، بحجج وأعذار لا تنطليِ على أحد لعدم وجود قاعة محاكمة تتسع لهم... هل تنتظر جولة اعتصامات وعنف جديدة لتتجاوب؟ ... أم المطلوب أن يبقوا في السجون بإنتظار خروجهم بالمفرق ونقلهم بسيارات ومواكب الوزراء للإستثمار الإنتخابي الرخيص؟ لا تجعل يا دولة الرئيس من حرية الناس وكرامتهم مادة للمتاجرة التي لا تغني ولا تثمن.

يا دولة الرئيس نجيب ميقاتي لقد أصبح دورك ودور حكومتك مكشوفا للجميع في حماية النظام السوري تحت عنوان النأي بالنفس؟ فلا يكفي يا دولة الرئيس أن تقر حكومتُك مبلغ 150 مليارا لمشاريع إنمائية لطرابلس والأمن مفقود، فهل تنفع أعمدة الإنارة وأحجار الأرصفة تحت نيران القنص والقصف ؟ وهل ينفع زفت الطرقات والناس خارج منازلها مهجرة ومنكوبة؟ وهل ينفع ذلك التجار عند استحقاق ديونهم ؟". وختم الأحدب: "إن الفرصة اليوم ما زالت سانحة لك يا دولة الرئيس للعودة الى الشرعية اللبنانية وللعودة الى طرابلس وأهلِها وأنت منهم ... وذلك عبر وقف تغطيتك لمنظومة حاكم سوريا، والنأي بنفسك عنها حقيقة لا قولاً، بقرارٍ جريءٍ مهما كان الثمن السياسي أو غير السياسي له.

ما زال الخيار أمامك يا دولة الرئيس مفتوحاً ، فإما الإستمرار بتغطية المنظومة السورية الحاكمة، عبر الإستمرار بما تقوم به مع حكومتك، وإما العودة الى الأصول الى ما تربيت عليه في طرابلس، طرابلس العروبة والعيش المشترك ، طرابلس العلم والعلماء ... وإلا ستسمع من طرابلس شعار : يلا إرحل يا نجيب ".

 

قاسم: مقتنعون أن لبنان بحاجة إلى استراتيجية دفاعية وطنية قائمة على تماسك المجتمع وقوة لبنان واجتماع الجيش والشعب والمقاومة

وطنية - 10/6/2012 ألقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في حفل تأبين والدة النائب السابق محمد برجاوي في حسينية البرجاوي، وقال: "نحن اليوم في لبنان مقبلون على طاولة الحوار التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وعلى طاولة الحوار الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، ونحن مقتنعون أن لبنان بحاجة إلى استراتيجية دفاعية وطنية، هذه الاستراتيجية قائمة على تماسك المجتمع، وقوة لبنان، واجتماع الجيش والشعب والمقاومة، والعمل من أجل أن نكون مستقلين أحرار غير تابعين لأحد، وأن يكون بلدنا محررا وعزيزا، وأن نصنع مستقبلنا بأيدينا من خيارات الشعب من دون تدخل لأي أجنبي". وتابع: "هذه الاستراتيجية الدفاعية هي التي تضع السلاح في موضعه الحقيقي في الدفاع عن البلد، وهي التي تحرص على أن يكون لبنان قويا عزيزا، لا ضعيفا منساقا للآخرين، ولدينا أطروحة كاملة عن الاستراتيجية الدفاعية، وحاضرون للمناقشة بمضمونها وتفاصيلها، وعلى الآخرين أن يقدموا رؤيتهم لهذه الاستراتيجية من وجهة نظرهم، وعندما يقنع بعضنا البعض الآخر نسير معا وفق رؤية واحدة على قاعدة الاستراتيجية التي تخدم لبنان. هذا هو النقاش المطروح على طاولة الحوار، ولعل طاولة الحوار تقرب القلوب أكثر، وتجعل السياسيين أكثر موضوعية في النقاش، لأن بعض السياسيين على مستوى الواقع الشعبي إنما يتصرفون بغرائزهم، ويحاولون استمالة الناس بالباطل، ويتصرفون أيضا على قاعدة تحريض الغرائز والابتعاد عن الصدق والمسؤولية، أما على الطاولة فالحوار يجب أن يكون وفق الأدلة والحجج. نأمل في أن تنجز طاولة الحوار خطوة من المشوار الطويل لعلاقات لا بد من أن ننقيها، لنعيش معا في بلد واحد لا تستأثر فيه جماعة على حساب جماعة أخرى، ولا يأخذه البعض مزرعة له دون الآخرين، وإنما يخضع الجميع للقانون وللتوافق".

اضاف: "حزب الله مع بناء الدولة، ونحن مصرون أن الدولة هي التي تشكل الحماية الحقيقية للجميع، وهي التي تنقلهم من الفوضى إلى النظام، ومن الضياع إلى المسؤولية، ومن الضعف إلى القوة، ومن اللامبالاة إلى الاهتمام بشؤون الناس، ومن الاحتلال إلى التحرير، وبالتالي بناء الدولة أمر ضروري. هذه الدولة متعثرة في لبنان لأسباب كثيرة، وعلينا أن نبحث عن الحلول التي تنقذها، لا نريد أن نبقى في إطار الخطط الرنانة التي تتحدث عن بناء الدولة، جماعة 14 آذار رفعوا شعار العبور إلى الدولة، لأنهم لم يكونوا في الدولة فأرادوا أن يعبروا إليها، وإذ بهم يعبرون بالدولة، لم يكف انهم ليسوا من بناة الدولة، بل بدأوا التخريب في الدولة، نحن لا نتجنى عليهم فسجلاتهم العملية تثبت ذلك، لقد خالفوا القوانين مرات ومرات، حتى أنه اليوم يوجد 70 مشروع قانون في الحكومة اللاشرعية التي كان يرأسها الرئيس السنيورة معلقة بسبب عدم قانونيتها، مع العلم أن هناك مراسيم أخرى غير قانونية نفذت في خلال الفترات السابقة. مخالفات القانون لا إحصاء لها، جماعة 14 آذار خالفوا آلية الصرف، وتعرفون قصة ال11 مليار، وعدم وجود كشوفات واضحة، فكلما يطلب من المالية تقديم كشف يقدم كشف جديد يختلف عن الكشف الأول، لأنه لا توجد معلومات دقيقة ولا صحيحة، فقد نقلت الموازنة من مكان إلى مكان آخر، صرفت في أبواب غير الأبواب المقررة لها، ضاعت أموال كثيرة، هل هذه هي التجربة التي تدعوننا إليها للعبور إلى الدولة".

وقال: "هؤلاء عملوا على إضعاف لبنان، لأنهم عندما يطالبون بسحب قوة لبنان بأي ثمن والتخلي عن المقاومة بأي ثمن، إنما يقدمون خدمة كبيرة للعدو الاسرائيلي والمشروع الأمريكي الإسرائيلي، سواء وافقوا على ذلك واقتنعوا به أم لا، لينظروا إلى شعاراتهم إلى أين تؤدي، لا يكفي أن يقولوا بأنهم صادقون، نريد أن يرى الناس نتيجة الصدق والعمل. نحن ندعو إلى بناء الدولة، وذلك إنما يكون بتعاون الجميع، ونحن نطرح عدة ركائز لبناء الدولة، أذكر منها أربع ركائز أساسية لبناء الدولة كما نؤمن بها: أولا إيجاد قانون انتخابات عادل يعيد إنتاج السلطة بما يتناسب مع التمثيل الصحيح للناس، وهذا لا يتحقق إلا بقانون النسبية. أحد أصحاب مراكز استطلاعات الرأي أجرى حسابات على نتائج إنتخابات 2009، جمعت يومها قوى 8 آذار حوالى 58 نائبا، و14 آذار 68 نائبا، يفترض أن يكون العدد الذي أعطى 68 نائبا أكثر أو أكبر من الذي أعطى 58 نائبا، فتبين أن 55 في المئة من الأصوات هي لجماعة ال 58 نائبا، و45 في المئة من مجموع الأصوات هي لجماعة ال 68 نائبا، يعني أن هناك خللا في التمثيل، وبالتالي هؤلاء لا يعبرون عن التمثيل الشعبي الصحيح، كل ما ندعو إليه هو النسبية، أنتم تقولون أنكم تمثلون الناس فتعالوا احتكموا إلى الناس، أنتم تقولون أنكم لا تريدون احتكار الدولة، إذا أتركوا خيارات الناس تكون حرة، لماذا تصادرون الرأي الآخر داخل الطائفة وداخل المذهب وداخل الوطن وتمنعون التعبير عن الموقف، هل يعقل أن تنجح لائحة بنسبة 51 في المئة فتصادر 49 في المئة من الأصوات فلا يكون لهم أي ممثل في المجلس النيابي، اليوم أفضل انتخابات نيابية يصوِت فيها حوالى 55 أو 60 في المئة من الشعب اللبناني، فهناك حوالى 40 في المئة لم نسمع صوتهم، ومن ال 60 في المئة أخذ الأكثرية 31 في المئة والأقلية 29 في المئة، فالأقلية المكونة من ال29 في المئة لا مكان لها في المجلس النيابي، فيصبح المجلس النيابي يمثل 31 في المئة من مجموع الشعب اللبناني، هذا ليس تمثيلا صحيحا. نحن ندعو إلى النسبية ليختار الناس الممثلين، فعندما يحصلون على أقلية في التمثيل النيابي سيكونون أكثرية حقيقية والسبب في ذلك أنهم سيتعقلون أكثر، وعندها سنتشارك جميعا في بناء الدولة بدل هذه الهيمنة التي تمارس بالمال والسلطة والمذهبية التي هي بعيدة كل البعد عن التمثيل الشعبي".

اضاف: "ثانيا، إبعاد لبنان عن أن يكون مقرا أو معبرا أو ساحة لمصالح الآخرين التي يستفيدون منها في مشاريعهم الإقليمية والدولية. من أعطاكم هذا الحق لتستخدموا لبنان للإضرار بسوريا وشعب سوريا ونظام سوريا؟ من أعطاكم هذا الحق لتستخدموا هذا البلد الواحد كما تريدون؟ هذه السفينة لنا جميعا ولا يحق لأحد أن يثقبها في مكان لأنها ستغرق بالجميع، نحن مسؤولون أن نأخذ بأيديكم ونقول لكم إتقوا الله في البلاد والعباد، فلا تزجوا لبنان في ما ليس له. في المقابل نحن أهل التضحية، ونحن الذين نقول لكم تعالوا نحمل معا بندقية المواجهة للعدو الإسرائيلي لطرد الاحتلال، لا نخاف من القتل والقتال عندما يكون ضد العدو، ولكننا لا نقبل أن يبذل أي أمر لخدمة المشروع الأمريكي الإسرائيلي في منطقتنا، وهذا ما ندعو إليه. ثالثا، مواجهة الاحتلال والتهديد الإسرائيلي، لأننا عندما نحمي بلدنا بقوة الجيش والشعب والمقاومة، أي بكل المقومات المتوفرة، نصبح قادرين على أن نعمر هذا البلد من دون تأثيرات خارجية، وهذه مسؤولية الجميع. هنا نحيي الجيش اللبناني الذي حافظ على تماسكه، وكان مفتاحا أساسيا للاستقرار في البلد، وكل الدعوات التي تدعو إلى مواجهة الجيش ووحدة الجيش وقوة الجيش هي دعوات تخدم إسرائيل وأمريكا، ولا تخدم بناء هذا الوطن، الجيش اليوم هو المؤسسة الضامنة للاستقرار والأمن، وتعمل في شكل صحيح، نعم يخالف توجهات من يريدون إسقاط لبنان وهذا شرف للجيش". وختم: "رابعا، أن نسعى لخدمة الناس، ونقدم المشاريع الخدماتية والاقتصادية والاجتماعية التي تخدم الناس، وهنا عندما نحمي بلدنا ويكون الانتخاب موضوعيا بحسب تمثيل الناس، تكون القوى الموجودة والسلطات الثلاث الموجودة في هذا البلد قادرة على أن تهتم بما يصلح له واقع الناس على كافة المستويات، فيكون التنافس على هذا الأساس. عندها يسأل بعضنا البعض الآخر: ماذا قدمتم للعمال؟ ماذا قدمتم للمناطق؟ ماذا قدمتم للقطاع العام والخاص؟ ما هي خدمات المياه والكهرباء والطرق وكل الخدمات الأخرى التي يحتاجها الناس؟ نحن ندعو إلى بناء الدولة من ضمن هذه الركائز الأربعة التي تساعد على أن ننتقل من حال الفوضى إلى الحال الصحيحة".

 

فضل الله: الذين رفضوا الدعوة الى الحوار إنما تعودوا على منطق الاستئثار والتسلط والفوضى

وطنية - 10/6/2012 شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله على "أننا كنا دائما من دعاة الحوار، بخاصة وأن بلدنا قائم على هذا التنوع الذي يفترض ان يشكل غنى له، والذي من خلاله يمكن ان نعزز أواصر التلاقي الوطني ونعمل سويا على بناء دولة حقيقية، وأنه من هذا المنطلق جاءت دعوة قائد المقاومة الى حوار وطني". وأشار في خلال لقاء سياسي في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، إلى "أن الذين سارعوا الى رفض هذه الدعوة إنما تعودوا على منطق الاستئثار والتسلط والفوضى وعدم الخضوع للقانون، وأن هناك من يدعي اليوم أن مثل هذه الدعوة إنما تستهدف الطائف وتعديل الدستور وما شابه"، متسائلا: "هل نحن من ناقض إتفاق الطائف في العلاقات اللبنانية السورية، وفي الإستئثار بالسلطة ومنع الشراكة والمشاركة؟". وأضاف: "اذا كنتم حريصين على الطائف فماذا فعلتم بالعلاقة مع سوريا التي يقول بعلاقات مميزة معها، لا بالتحريض والتدخل وتسييب الحدود وتهريب السلاح، ولذلك فإن المسارعة الى رفض الدعوة الى الحوار لبناء الدولة، إنما يهدف إلى إبقاء الوضع كما هو قائم بحيث لا يكون هناك دولة قادرة على تسيير شؤون البلد". واعتبر "أنه لو كان هناك دولة لما رأينا المشهد المؤسف في الشمال، والذي يستنزف بالدرجة الأولى أبناء طرابلس والشمال، ويسيء الى أمنهم واستقرارهم كما يسيئ الى الأمن الوطني في كل لبنان، وأننا نعرف أن هذا الاهتزاز الأمني يؤثر على الاستقرار والهدوء والطمأنينة في تلك المنطقة، ويؤثر على كل البلد وعلى الوضع الاقتصادي والسياحي فيه".

وسأل عن مبرر وجود هذا السلاح "الذي استخدم بهذه الطريقة، وأساء للبلد ولأمنه واستقراره، وعن الذي يتحمل مسؤولية تراجع الوضع الإقتصادي الذي تظهره إحصاءات لدوائر رسمية وخاصة"، داعيا الى "التعاون مع الجيش اللبناني في الموضوع الأمني للملمة الجراح، وحل هذه القضية بهدوء وتروي، وبسط سلطة الدولة على تلك المنطقة".

ورأى "أن مجرد إنعقاد طاولة الحوار هو أمر إيجابي، وينعكس إيجابا في تنفيس الاحتقان القائم بالبلد، وأن هناك أناسا كانوا مترددين أو منتظرين ايحاءات من هنا وهناك، وحسنا أنهم إقتنعوا بالإنضمام إلى طاولة الحوار ليناقشوا الأمور في شكل هادئ وموضوعي وعقلاني، بعيدا من الأفيشات والشعارات وما شابه"، مؤكدا "أننا أصحاب منطق وحجة وبرهان ودليل، فنقدم وجهة نظرنا على طاولة الحوار وبخاصة في ما يتعلق بضرورة بناء الدولة، وهذا ما سنناقشه في شكل صريح وواضح، وإن ما طرحه سماحة الامين العام من مبادرة في ما يتعلق في عملية بناء الدولة والآليات التي يمكن ان نتفق عليها، سنحمله الى طاولة الحوار والى كل منتدى سياسي لنعمل جميعا على اعادة بناء الدولة".  وقال: "البعض كان منزعجا ومترددا، والبعض كان لا يريد الذهاب إلى الحوار، ولكننا لا نريد الآن الدخول في تقويم مواقف الأطراف، فالمعنيون بطاولة الحوار سيشاركون فيه، وليناقشوا هناك القضايا التي تهم البلد". وختم فضل الله معتبرا "أن موضوع الإستراتيجية الدفاعية هو موضوع حيوي وأساسي، ونحن منفتحون على نقاشه، وأن المرتكز بكل الذي تقدم بالاستراتيجية الدفاعية منذ ان بدأ الحوار هو موضوع الدولة التي يتحدث عنها الجميع، إلا أنك إذا أردت أن تقول الإستراتيجية الدفاعية تقوم على مركزية الدولة فإننا بحاجة لأن نقيم دولة لتطبق هذه الإستراتيجية، فالمرتكز الاساسي قبل أي شيء آخر هو الدولة التي علينا ان نتفق عليها".

 

ارسلان: لا يظنن أحد ان في استطاعته أخذ لبنان رهينة من خلال رفض الحوار

 وطنية - 10/6/2012 استقبل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان في السرايا الإرسلانية في الشويفات، وفودا من مختلف المناطق، في حضور وزير الدولة مروان خير الدين، أبرزها وفد كبير من بلدة المشرفة شكره على تأمينه المياه للبلدة من خلال البئر الإرتوازية التي تم إنشاؤها على نفقة ارسلان. كما استقبل وفدا من الباروك يتقدمه مشايخ وآخر من عاليه وعيتات وعرمون. كما التقى عددا من رؤساء البلديات بحث معهم في أمور إنمائية وخدماتية. وتحدث ارسلان أمام زواره فقال: "يا رفاق الدرب الوطني القويم، كما تعلمون اننا مقبلون غدا، على طاولة الحوار، الحوار الوطني، ولأنه حوار وطني، فلا يجوز على الإطلاق إخضاعه، لا للمزاجية الفردية، ولا للحسابات الخارجية. فالحوار الوطني من شأنه أن يكرس حقيقة محددة، هي اننا وان كنا خصوما سياسيين، او كنا متنافسين في السياسة، الا اننا لسنا أعداء لبعضنا البعض. هذه الحقيقة، هي الف باء- الوطنية، لأنها وليدة الإنتماء الى لبنان الوطن، ولبنان الوطن الذي يكاد اسمه يغيب عن الخطب السياسية، هو الوعاء الأكبر الذي يحتوي الطوائف والمذاهب والأحزاب والتجمعات والهيئات والنقابات. الى ما هنالك من تشكلات انسانية-بشرية تقوم بين اللبنانيين، لذا، لا تجوز لأي من هذه التشكلات أن يؤثر على مبدأ الحوار الوطني، وهذا ايضا من أبسط بديهيات الوطنية. من الواجب الوقوف عند هذه النقطة بالذات، لأن في تجاهلها تجاهل للوطن، الوطن الذي هو مصدر الشرعية لكل منا وليس العكس" . ودعا الجميع الى "وقف التلاعب في الشأن الوطني" ، وقال: "الا يكفينا تجارب سنوات الحرب المدمرة، التي لم نداو بعد الا القليل القليل من جروحاتها؟". اضاف: "ان أخذ الدروس والعبر، من المآسي والمحن والصعاب، من دلائل حيوية الوجدان وحضور الضمير الإنساني والوطني في كل منا. وبالتالي فإنه من العار أن يتخلف اللبناني عن مبدأ الحوار الوطني، ولا يظنن أحد ان في استطاعته ان يأخذ لبنان رهينة من خلال رفض الحوار" . وختم ارسلان داعيا الجميع الى "تلبية نداء الواجب، لان التحديات المطروحة لا تحتمل مزاجية من هنا أو مزاجية من هناك، والفترة التي نمر بها مصيرية بكل معنى الكلمة، ولا تحتمل مواقف طفولية أيا كان مصدرها" .

 

قاووق: ما يهدد لبنان اليوم تورط 14 اذار بالعدوان على سوريا

 وطنية - النبطية - 10/6/2012 رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ان "ما يحصل من انزعاج لقوى 14 اذار من الحوار الوطني دليل على انهم لا يريدون بناء دولة. واكثر ما يهدد لبنان اليوم، هو تورط 14 اذار بالعدوان على سوريا، وهم ساعدوا في تحويل مناطق من لبنان معبرا ومنطلقا لعمليات المسلحين السوريين. وهم بالضغوط السياسية والمذهبية والمناطقية يقيدون قدرة الجيش اللبناني على مسك الحدود". كلام قاووق جاء في خلال رعايته افتتاح معرض "النتاجات الفنية بأنامل طلاب الثانوية" الذي نظمته المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم - مدارس المهدي في بلدة الشرقية - النبطية، في حضور النائب عبد اللطيف الزين وشخصيات وفاعليات وحشد من ذوي الطلاب. اضاف: "ان ما يحصل في سوريا عدوان خارجي وليس تحركا داخليا لاجل اصلاحات سياسية او اجتماعية، انما هو عدوان وتمويل خارجي وتحريض وتسليح خارجي، ومئات بل آلاف المقاتلين والمسلحين الاجانب يقاتلون في سوريا. وهناك دول عربية واقليمية ودولية تتاجر بدماء الشعب السوري، وقد بات مطلبا عربيا واقليميا ودوليا ان يكون هناك مجزرة عند كل اجتماع لمجلس الامن، وبات مشهد المجازر مطلوبا لبعض الدول العربية لتصعيد الضغوط على النظام" . وفي ختام الاحتفال، عرضت مسرحية بعنوان "صامدين لو مهما صار" وهي من انتاج اللجنة الفنية للثانوية.

 

نواف الموسوي: مصرون على موقفنا من الحوار لبناء الدولة

المقاومة تستغل كل فرصة ولحظة لبناء قوتها بالرغم من الجدل السياسي

وطنية - 10/6/2012 استنكر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي الحملة والعاصفة السلبية التي قام بها البعض، عندما تحدث قائد المقاومة -الذي لم يبخل بتقديم التضحيات هو وأهله - عن حوار وطني يجتمع فيه الجميع من اجل بناء الدولة"، معتبرا "أن لكل منا الحق في ان يطرح رؤيته، وأن ليس لدى أحد مشروعا جاهزا يريد ان يفرضه على الآخرين".

وخلال احتفال تأبيني في بلدة ياطر الجنوبية، انتقد الموسوي إعتبار البعض ب"أنه حين نجري حوارا من اجل بناء الدولة، فإن ذلك يعني اسقاطا لاتفاق الطائف"، سائلا قبل "ان نجعل من اتفاق الطائف سيفا مسلطا تستخدمونه انتقائيا بحسب الجهة والفئة والموضوع، عن الذي خرق وأسقط إتفاق الطائف ولا زال يسقطه حتى الآن".

واضاف: "اتفاق الطائف تحدث عن ان لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، وانتم اقمتم من 11-11-2006 إلى 7 ايار ال 2008 سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، حين وضعتم مكونا اساسيا من مكونات الدولة اللبنانية والمجتمع السياسي والاهلي في لبنان خارج السلطة".

ولفت إلى "أن اتفاق الطائف حين عدل المادة 17 والتي كانت تجعل السلطة الاجرائية منوطة برئيس الجمهورية، فجعلها منوطة بمجلس الوزراء مجتمعا، فإنه قد نص على الحكم الجماعي الذي تشارك فيه الطوائف اللبنانية جمعاء، وأن ممارستكم لهذا الإتفاق سواء على مستوى الدستور او مؤسسات وادارات الدولة اللبنانية، كان حكما فرديا على نحو ان السلطة الاجرائية نقلت من موقع الى موقع آخر. وأنه قد نص على قانون انتخابي يعتمد المحافظة كدائرة انتخابية، وكان بذلك يقصد ان يكون قائما على تكريس الوحدة الوطنية، لا "الفيتوات الطائفية" التي تعبر عنها الأقضية، ويعكس دقة التمثيل وصحته، لا أن يكون تمثيلا مسقطا يصادر مسبقا الإرادة الحرة للشعب اللبناني".

وسأل: "من الذي اسقط اتفاق الطائف الذي نص على اهمية العلاقات مع سوريا، وعلى ان لبنان لا يسمح بأن تكون اراضيه ممرا او مقرا للإضرار بالأمن السوري"، مشددا على "أننا نشهد ان ثمة احزابا وتيارات ومناطق قد باتت ممرا ومقرا للتسليح والتدريب والمعسكرات"، مشيرا إلى "أن هذا الإتفاق نص على وجوب تحرير الاراضي اللبنانية بالإجراءات كافة، بمعنى أنه لم ينحصر بإجراء دون آخر، وأنه قد نص في هذه الفقرة في بنده الأول على القرار 425 لكن حرصه على أن يضمن في بند مستقل الحديث عن الاجراءات كافة، كان يقصد ما ورد في البيان الوزاري لأول حكومة اقيمت بعد اتفاق الطائف، بمعنى انه اذا كان الميثاق الوطني العام 1943 يقرأ من البيان الوزاري لحكومة رياض الصلح، فإن مضامين اتفاق الطائف تقرأ من بيان الحكومة الاولى التي شكلت بعد اتفاق الطائف".

واعتبر "أنه انتم من اسقطت الاجراءات كافة والتي كانت تعني بحسب ما نص البيان الوزاري على المقاومة نهجا وسبيلا، فصار غاية همكم واقصى جهدكم العمل من اجل الغاء المقاومة ونزع سلاحها، وأن الأمين العام لحزب الله حين أطلق مبادرته ودعا الى حوار من اجل بناء الدولة، فإنه كان يعرف كما تعرفون ويعرف المنصفون في لبنان، ان دولة عجزت او قصرت عن حماية أهلها وأرضها في الجنوب ولبنان بعامة، هي دولة تحت الإصلاحات أو التأسيس، وأنه لا بد من حوار من اجل بنائها حتى لا تبقى عاجزة او قاصرة، وتكون قادرة قوية إن في مواجهة العدوان الاسرائيلي أو في مواجهة عملية التنمية التي ينبغي ان تستأصل الحرمان من جذوره".

وتابع: "حين تحدث عن مبادرة او حوار من اجل بناء الدولة، فقد كان يعرف ونعرف جميعا ان دولة هجرت اهلها مرة الى بلاد الاغتراب ومرة اخرى الى احزمة البؤس حول بيروت، هي دولة فاشلة لجهة النهوض بمهامها ومسؤولياتها وواجباتها تجاه مواطنيها، وتفتقر لوحدة وطنية وقد انشبت الاظفار في جسد وحدتها الوطنية التي تعد قاعدتها الصلبة، وعن دولة حين حكمتم صادرتم قرارها السياسي ورهنتموه بيد قوى خارجية، او انتهجتم سياسات اقتصادية جعلت هذا البلد الصغير ينوء تحت حمل دين بالنسبة والتناسب، يكاد يكون اعظم دين على دولة في العالم".

ورأى "انه قبل أن يسأل المقاوم الذي حمل سلاحه، لا بد ان نسأله كيف حمل هذا السلاح، حتى نصل الى النتيجة التي تعرفونها، وهي أن لا دولة كانت قائمة في لبنان، بل كان حسب تعبير ليس نحن من قاله، أنه كان في لبنان مزرعة، وكان لدينا دولة مزارع وتطورت اثناء حكمهم فأصبحت شركة خاصة لم تتوان عن وضع يدها على قلب بيروت الذي كان جاذبا للبنان بأسره، ليصبح قلب لبنان موقوفا على طبقة معينة وعلى سياح معينين، وهي لم تكتف به بل مدت يدها الى البحر، فردمته واستولت مقابل 450 مليون دولار اشغال للبنى التحتية للوسط التجاري، اي للشركة نفسها ووضعت يدها على 213 الف كيلو متر مربع". وقال: "ألا يحق لنا بعد كل هذا العرض أن نقول أنه يجب أن نبني دولة في لبنان، وقلنا تعالوا نتحاور من اجل بناء الدولة، وبالرغم من الحملة التي شنت، فنحن مصرون على هذا الموقف، وسنبقى ندعو الى حوار من أجل بناء الدولة". وشدد الموسوي على "أن المقاومة تستغل كل فرصة ولحظة لبناء قوتها، وأنه عندما يحصل جدل سياسي في لبنان فلا يظنن أحد أن ذلك يشغلها عن القيام بمهامها، وأنه لولا هذا الجهد الذي بذلته لكان العدوان الاسرائيلي قد وقع على لبنان وسوريا ليس الآن بل في العام 2011"، معتبرا "ان ذلك من النعم التي ننعم بها الآن من خلال الإستقرار او الأمان الذي نشعر به هنا في مواجهة العدو، والتي هي حصيلة جهود المقاومين الذين يصرفون كل وقت وجهد، من أجل بناء حصن قادر على حماية الأهل والأرض الذين كانا من قبل مستباحين".

وأكد "أن هذا الجهد عظيم لا ينكره الا فاقد لحسن التقدير او يعمل على حرب نفسية، وأن الذي قلل من هذا الجهد هو الجنرال يائير غولان، وأن على هذا الجنرال ان يتذكر أنه حين كان عقيدا وأرسل الى لبنان العام 1997 كمسؤول للتعبئة النفسية ويرفع معنويات الجنود الاسرائيلين التي انهارت امام ضربات المقاومين، وانه في المرة الأولى التي وطأت قدمه ارض الجنوب اطلق عليه الرصاص من جانب شاب بالكاد بلغ ال20 من العمر، عندما رفعت البندقية في وجهه وسلاحه تحت يديه، ولم يجرؤ على سحب سلاحه ذعرا، وسأل هل هذه هي ردة فعل المقاتل وهو المسؤول عن التعبئة النفسية؟

وختم بالقول: "ما يمنعكم عن شن العدوان من العام 2006 هو تهديد المقاومة الذي يتزايد في كل يوم يمضي، وابناء المقاومة الذين تخرجوا من مدارسها وهي التي تخرجت من بيوت الاباء والتي علمت العزة والكرامة، ومن مدرسة علي والحسين، وباتت منهجيتها وتقنياتها تدرس اليوم بكل المعاهد المدنية في العالم".

 

الحاج حسن انتقد الداعين الى الحوار حول مادة وحيدة

وطنية -الهرمل- 9/6/2012 أكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن، خلال اختتام مهرجان رياضي وثقافي نظمته بلدية العين في البقاع الشمالي بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أن "الثوابت التي قاتلنا ودافعنا عنها في المقاومة، هي نفس المبادىء التي نتعاطى بها في الشأن الوطني الداخلي، من الدفاع عن الوطن والدولة ومؤسساتها، إلى العيش المشترك والخطاب الوطني الجامع، والإنماء والاقتصاد المتوازنين، والعدالة بين الناس، وكل ذلك يترجم بمزيد من الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، خصوصا في ظل الظروف الحالية التي تحيط بالمنطقة".

وشدد على "ألا بديل عن الحوار إلا التشرذم والانقسام والحواجز بين الناس"، منتقدا الفريق الذي يريد أن يذهب إلى طاولة الحوار "ليناقش مادة وحيدة"، ومتسائلا "ألا يستحق الدين العام والخطاب الطائفي والمذهبي والعيش المشترك والإنماء المتوازن أن نجلس ونتحاور، ونعقد ميثاقا وطنيا حول الخطاب والإعلام والمنبر".

طليس

ورأى مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية في "حركة أمل" بسام طليس "أن المدخل الأساس للابتعاد عن التشنج في المواقف السياسية هو الحوار بين كل القوى الفاعلة، على طاولة تجمع ولا تفرق بدون شروط مسبقة، أو توهم نتائج غير واقعية، وأن هذه الطاولة سينتج عنها كسر الجليد في لحظة تستوجب الانتباه لما يجري حولنا في المنطقة".

ناصر الدين

أما رئيس بلدية العين علي ناصر الدين فطالب بالإسراع بتنفيذ مشروع مياه الشفة، محذرا من المماطلة "ما يضطرنا آسفين الى اتخاذ إجراءات قانونية".

اشارة الى ان الحفل الذي أقيم في ساحة البلدة حضره النائب الوليد سكرية وحشد من الفاعليات والأهالي، وتخللته قصائد للشاعر عاطف موسى، وتوزيع كؤوس وميداليات على الفرق الفائزة.

 

أهالي المختطفين: تحدثوا دون تكلف ولا من داع للتحليل

وطنية - 9/6/2012 أصدر أهالي المختطفين وعائلاتهم بيانا تعليقا على الشريط الذي بثته قناة الجزيرة اليوم، أكدوا فيه ان المحتطفين "كانوا يتحدثون دون أي تكلف وكل ما يعنينا انهم بصحة جيدة ولا داعي لأي تحليلات نفسية او غير نفسية لا واقعية لها الا عند المحلل نفسه".

 

تجمع أبناء طرابلس والشمال": لسحب السلاح غير الشرعي

وطنية - طرابلس - 9/6/2012 أكد "تجمع أبناء طرابلس والشمال" الثوابت الوطنية، ودعا في بيان أصدره اليوم لأن "يكون لنا إستقلال ناجز بعيد عن كل وصاية أو سلاح يفرض علينا"، متسائلا: "إلى متى سيبقى هذا السلاح غير الشرعي يهدد حياة المواطنين ويفرض عليهم رأيا وموقفا عكس توجهاتهم؟" أضاف: "نجدد الدعوة إلى قيادات المدينة وإلى الحكومة وبخاصة رئيسها ووزراء طرابلس ونوابها للعمل بشكل عاجل لأن تأخذ القوى الأمنية دورها في كافة أحياء المدينة وإزالة المربعات الأمنية في داخلها والتي تشكل جرحا نازفا وخطرا دائما ومفتوحا". وجاء في البيان: "اننا إذ نرفع الصوت عاليا بإسم كل أبناء طرابلس لسحب السلاح قبل فوات الأوان، نطالب الأجهزة الأمنية بالضرب بيد من حديد لكل المخلين بأمن الناس والمستهترين بأرواحهم وأرزاقهم. ونقول أن هذا السلاح المستشري تحت عباءة المقاومة ليس مكانه على جبهة طرابلس". وختم: "ان هناك جهة مرتبطة بالنظام السوري تحاول دائما أخذ البلد رهينة والعبث فيه"، لافتة الى انه "ليس من حق مسؤول الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد أن يفرض آراءه السياسية ومواقفه بالقوة على المدينة".

 

بعد إفشال بيع قطعة الأرض في صبّاح أسود: محاولة تسجيل ارض في لبعا لمجموعة إسلامية

المركزية- أثارت المعلومات عن بيع قطعة الأرض الشاسعة في بلدة صبّاح في قضاء جزين والبالغة مساحتها 40 ألف متر مربع لأميرة عربية، بلبلة إعلامية ضخمة اتهمت المجلس البلدي بالتواطؤ مع سمسارة البلدة وانتقدت صمت نواب المنطقة وأحزابها وفاعلياتها تجاه ما يحصل. وفي هذا الإطار، أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد أسود لـ"المركزية" أن "التزامهم الصمت استمرّ حتى بدأت الوسائل الإعلامية تتحدث عن الموضوع وكأنّه حدث فعلا"، لافتا الى "نيّة كانت موجودة عند بعض سماسرة المنطقة لترغيب أصحاب العقارات الثلاثة التي تبلغ مساحتها 40 ألف متر مربع ببيعها، لكن إدراك أهل جزين أفشل هذه المحاولة". واعتبر أن "أهل جزين بالوعي الذي أثبتوه جعلنا ندرك أن الحملة التي نقوم بها في المنطقة في هذا الإطار بدأت تسمع أصداؤها"، لافتا الى أن "البعض يرفض الكفّ عن هذه المحاولات على رغم كل المحاذير والتحذيرات". وأعلن عن "محاولة حالية لتسجيل عقار في بلدة لبعا مساحته نحو 30 ألف متر مربع، باسم مجموعة اسلامية والبعض غير مدرك لما يحصل ومدى خطورة تداعياته". وقال "نحاول أن نقوم بما هو مناسب لكن المصالح كبيرة وكأن هناك إعادة استهداف للمنطقة، تمكنا على مدى 6 سنولت من قمع محاولات بيع أراض عدّة لكن من الطبيعي أن ينجحوا ببيع عقار أو اثنين بسبب سلوكية بعض سماسرة المنطقة". وشدد على أن "المطلوب الوعي والإدراك لدى المواطنين بأن كل عقار نبيعه لا يمكن استعادته ولا بدّ من التفكير بمن يتمسك بأرضه ولا يريد أن يبيع"، مؤكدا في هذا الإطار أن "المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق المواطن ولا يجوز رميها على المسؤولين الذين لا يشكلون في هذا الموضوع أحد أطراف البيع والشراء".

 

جنبلاط أشاد برؤية الملك السعودي: لا مفرّ من الحوار

المركزية- شدّد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد وليد جنبلاط على أن رسالة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان "تجسّد الرؤية الثاقبة للملك عبدالله في أن الأمور لا تُعَالج إلا بالحوار، وأن التوترات والحروب الأهلية لا تعطي أي نتيجة". وقال في تصريح لصحيفة "عكاظ" السعودية": "لا مفر من الحوار، حتى لو لم يُنتج في أول جلسة شيئا، فإن وجود الأفرقاء الأساسيين على طاولة واحدة يُطمئن اللبنانيين".

 

دعوة "المؤتمر التأسيسي" التي ولدت ميتة

محمد مشموشي/المستقبل

الجديد في دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى عقد مؤتمر تأسيسي لإقامة دولة في لبنان، أنه يتحدث للمرة الأولى عن حاجته، وحاجة حزبه، من جهة، ورغبته من جهة أخرى، في بناء دولة لبنانية، بينما كان يكتفي في السابق بالقول: "هاتوا دولة أولاً، ولنتحدث بعد ذلك عن القضايا التي ترون أن هناك ضرورة للبحث فيها". وفي هذا الجديد ايجابية ما كانت مفقودة قبل الآن، بغض النظر عن مضمون الدعوة وأهدافها وتوقيتها.

والجديد في دعوته هذه كذلك، أنه يربط بين حمله السلاح منذ عقود وبين غياب الدولة عن القيام بواجباتها في الدفاع عن لبنان ثم في تحرير أرضه من الاحتلال، ثم بين احتفاظه به الآن وبين غياب الدولة نفسها عما يصفه بالردع من جهة واحتمالات العدوان مجدداً من جهة ثانية، بينما كان لا يتعدى في السابق مقولة إن سلاحه باقٍ باقٍ باقٍ... نقطة على السطر. وفي هذا ايجابية أيضاً، بالرغم من أن الدعوة لم تشر ولو تلميحاً الى ما يتعلق بمصير هذا السلاح بعد البناء المفترض للدولة، أو حتى عودتها من غياب سابق عن أداء دورها.

لكن ما لم تلتفت اليه دعوة السيد حسن، في الشكل قبل المحتوى، هما أمران لا بد من التوقف عندهما:

أولهما، أن الدولة في لبنان قائمة منذ العام 1920، وأن إعادة تأسيسها تمت لدى إعلان الاستقلال في العام 1943 في ما وصفه المؤسسون بالجمهورية الأولى، ثم بعد ذلك في العام 1989 باسم الجمهورية الثانية، من دون إنكار العديد من العيوب والعورات التي اكتنفت أداء السلطة التي تولت إدارة شؤونها على امتداد تلك الفترة. بهذا المعنى، هناك حاجة الى إصلاح هذه السلطة، وحتى الى إصلاح عميق وجذري، وليس الى تأسيس أو إعادة تأسيس، إلا إذا كان الهدف المبيت والذي لا يجري الحديث عنه هو تهديم الكيان القائم، أو ربما انتزاع الاعتراف بأنه لم يعد موجوداً، بنية السعي الى إنشاء كيان مختلف.

ثانيهما، إن تقصير الدولة (عملياً، السلطة كطبقة سياسية حاكمة) في القيام بواجباتها إن في مواجهة العدوان الخارجي أو في مواجهة أي قضية أخرى، داخلية أو خارجية، ليس مبرراً قانونياً ولا شرعياً لقيام أطراف من خارج هذه السلطة بسد الفجوات الناتجة عن التقصير... وبالذات لمواصلة فعل ذلك بدعوى إمكان عودة السلطة مجدداً الى اقتراف الفعل الشنيع. ذلك أنه في حالة تقصير الدولة في مجال العدل مثلاً، أو الأمن العام أو الأمن الشخصي، وقيام فئة من الناس بأخذ حقها بيدها أو حماية أمنها بنفسها، لا يمكن وصف مثل هذا العمل إلا بأنه عودة الى "شرعة الغاب". وعلى النسق نفسه، فمن شأن ذلك أن يشكل دعوة لفئات أخرى الى اقتراف عمل مماثل في أي مجال آخر ترى هذه الفئات مظلومية ما لها فيه، لمجرد أن الدولة فشلت في تحقيقه أو تقاعست عن القيام به لسبب من الأسباب.

هل يريد السيد حسن، من خلال اقتراحه، جرّ البلاد عملياً الى هذا المستنقع، أم أن ما يريده هو فقط إبعاد الكأس، كأس التخلي عن السلاح ووضعه بإمرة الدولة، أقله إنعاشاً لهذه الدولة ومؤسساتها الرسمية التي يأخذ عليها غيابها؟.

هذا في الشكل، شكل الدعوة التي قدمها نصرالله بشأن ما وصفه بـ"المؤتمر التأسيسي". أما في المضمون والتوقيت، فلا حاجة الى التذكير بأنها جاءت بعد الدعوة الرسمية التي وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لعقد طاولة الحوار (الدعوة التي كان السيد حسن قد رحب بها من قبل)، وفي الوقت الذي كانت فيه أطراف أخرى تقول إنه لا حاجة الى مثل هذا الحوار إذا كان مصيره سيكون مشابهاً لما سبق من حوارات، منذ العام 2006 حتى الآن، لم تؤدِ إلا الى تعميق الهوة بين المشاركين من ناحية وحتى بين الفئات الشعبية والطوائف والمذاهب والمناطق من ناحية ثانية.

ثم إذا كان الوضع في لبنان، كما يقول نصرالله نفسه، يمر الآن في مرحلة دقيقة وحساسة على وقع الحدث السوري، وقد بدأت ملامحها في الظهور على السطح في طرابلس وعكار وبيروت والبقاع، فهل ينسجم مع الحاجة الى التصدي لهذه المرحلة ومنع تداعياتها السلبية على لبنان حديثه عن تأسيس دولة (عملياً، وطن) بينما يعاني لبنان ما يكفيه من مشكلات نتيجة تغييب الدولة القسري وليس غيابها التلقائي فقط؟.

أم أن التغييب القسري يمكن، من وجهة النظر هذه، أن يشكل عقاباً للدولة على الغياب التلقائي؟. وهل كان الانسحاب من الحكومة ومنع انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال مجلس النواب في الفترة السابقة، ولا يملك السيد حسن ولا حزبه ولا حلفاؤه أن يبرئوا أنفسهم منها، خارج سياق التغييب القسري ذاك؟.

واقع الحال، أن دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" الى ما سماه "مؤتمر تأسيسي" لا تخرج عن كونها محاولة هروب الى الأمام، بل ومحاولة مكشوفة تماماً، على طريقة المثل الشعبي الذي يقول بـ"تكبير الحجر" من أجل عدم استخدامه.

وهي، إضافة الى ذلك، محاولة تطويق لدعوة رئيس الجمهورية الى استئناف طاولة الحوار، خصوصاً في ظل إصرار نصف اللبنانيين على الأقل على حل مسألة السلاح وتغيير الحكومة قبل أي شيء آخر. ومن هذه الزاوية، فهي مسعى الى توسيع جدول أعمال المتحاورين من أجل إغراقهم في التفاصيل ووضع الحوار مجدداً أمام الطريق المسدود اياه. ولا يعني غير ذلك، في واقع الأمر، عدم حماس أقرب حلفاء "حزب الله" للدعوة التي أطلقها أمينه العام، الى حد أنه بدا أشبه ببرود جليدي وكامل من قبل هؤلاء الحلفاء ازاءها.

هل كان السيد حسن يعرف أن مبادرته ستولد ميتة؟.

غالب الظن أنه كان يعرف، بل وأكثر أنه يعرف أن لا عصب لها ولا قدرة على الحياة. واذاً، فلماذا عمد الى إطلاقها مع ذلك كله؟.

للأسباب التي سبق ذكرها: الهروب الى الأمام من جهة أولى، ومحاولة إبعاد الكأس المرة من جهة ثانية. والأهم أنه يظن أنه يمكن أن ينجح في محاولته هذه مرة أخرى الآن.

ولعل هذا الظن بالذات يكون النقطة الأولى في جدول أعمال طاولة الحوار التي دعا اليها الرئيس سليمان عندما تبدأ أعمالها في القصر الجمهوري غداً.

 

اجتماعات تحضيرية للحوار والأمن بند إضافي...عدوان: السلاح الذي ظهر في الشمال وأمكنة أخرى لما كان تفشى لو عالجت الدولة قضية سلاح "حزب الله"

النهار/باشر رئيس الجمهورية ميشال سليمان عقد اجتماعات تحضيرية لاجتماع الحوار غداً الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في قصر بعبدا.

وأبلغت مصادر مواكبة لهذه التحضيرات "النهار" أن برنامج الاجتماع غداً هو ما سبق وأعلن في نص الدعوة مضافاً اليه الوضع الأمني الذي يتطلب قراراً جريئاً يصدر عن المجتمعين بتغطية خطة الانتشار التي اعتمدت في طرابلس. وعلمت "النهار" أن الرئيس السنيورة قدم مطالعة خلال اللقاء مع الرئيس سليمان والذي استمر ساعة و10 دقائق، أوضح خلالها أن قوى "14 آذار" بما فيها حزب "القوات اللبنانية" الذي لن يشارك في جلسة الحوار تتمسك بالمبادرة الإنقاذية الواردة في مذكرتها . وتلاه نائب رئيس حزب "القوات" النائب جورج عدوان في مطالعة موسعة عرض فيها أسباب قرار حزبه عدم المشاركة، مؤكدا الإحترام للداعي إلى الحوار رئيس الجمهورية، وفي طليعتها أن الحوار يجب أن يتضمن روزنامة زمنية لحل موضوع سلاح "حزب الله" في إطار الدولة ، وأن السلاح الذي ظهر في الشمال وأمكنة أخرى لما كان تفشى لو عالجت الدولة قضية سلاح الحزب المذكور، لذلك تنظر "القوات" بقلق إلى ما تعتبره "تصنيفاً للسلاح" بين جزء مخصص لمواجهة إسرائيل وجزء في الداخل، في حين أن السلاح خارج الشرعية هو سواسية. ورفض عدوان باسم "القوات" تحويل مؤتمر الحوار مؤسسة تعمل في موازاة المؤسسات الدستورية، مشددا على أن الغاية من الحوار يجب أن تكون البحث في حل قضية البند الوحيد الباقي أي سلاح "حزب الله". ورأى أن المؤتمر ينقل مشكلة الحكومة التي قامت بنتيجة انقلاب إلى مكان آخر من أجل إعطائها "أوكسيجين" يمدها بالحياة. وشدد على أن لا حل إلا بقيام حكومة إنقاذية حيادية. وعرض بإسهاب أوجه إخفاق الحكومة والأضرار التي تلحقها بمصالح لبنان واللبنانيين في الداخل والعالم العربي. وأوضح أن "القوات" تعتبر دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله إلى مؤتمر تأسيسي بمثابة إعلان عدم وجود نظام ودستور واتفاق طائف "لكأنها دعوة إلى حرب جديدة"، باعتبار أن فريقاً من اللبنانيين يمتلك السلاح ويريد نظاماً يناسبه. وكان جواب سليمان أن موقفه كرئيس للجمهورية هو احترام وجهة نظر كل الأفرقاء، وأن الحوار ضروري ومهم لتقريب الآراء بين جميع الأطراف اللبنانيين.

 

المجلس الوطني السوري" يتوافق على عبد الباسط سيدا رئيسا جديدا له...اختياري دليل على أن السوريين تجاوزوا الطائفية التي يحاول النظام تغذيتها

الشرق الاوسط/في اليوم الأول لاجتماع الأمانة العامة لـ"المجلس الوطني السوري" الذي يعقد في إسطنبول، بات من الواضح توافق المكتب التنفيذي على عضو المجلس الكردي عبد الباسط سيدا، الذي وصف بالتصالحي والنزيه والمستقل، لتولي الرئاسة خلفا لبرهان غليون، الذي استقال نتيجة الانتقادات الواسعة التي تلت انتخابه للمرة الثالثة على التوالي، وذلك منذ تأسيس المجلس في تشرين الأول 2011.

وفي حين أكد سيدا لـ"الشرق الأوسط" التوافق عليه بين أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس، لفت إلى ضرورة انتظار إجراء الانتخابات التي قد تشهد مفاجآت غير متوقعة.

وردا على سؤال حول أهمية اختيار شخصية كردية لتولي المجلس، اعتبر سيدا أن "هذا الاختيار دليل واضح على أن السوريين بلغوا درجة عالية من النضج التي تضع المواطنة في الأولوية وتجاوزوا النعرات والانقسامات الطائفية التي يحاول النظام تغذيتها وصولا إلى الحرب الأهلية"، مضيفا: "من هنا نؤكد أن المجتمع السوري لا يزال محصنا ضد الطائفية ومتوافقا على مبادئ الثورة للوصول إلى وطن ديمقراطي مدني يجمع كل الطوائف والأحزاب". وفي حين ثمن سيدا عمل المجلس الوطني برئاسة برهان غليون في المرحلة السابقة، أكد المضي قدما للعمل في سبيل تحقيق أهداف الثورة والتواصل مع مختلف فصائل المعارضة بهدف توحيدها، وهذا ما كان قد بدأ العمل عليه ليكون مقدمة للقاء أو مؤتمرا موسعا يكون تحت رعاية الجامعة العربية.

 

14 آذار تشارك في الحوار "احتراماً للرئيس وتصويباً للمسار"

ثريا شاهين/المستقبل

أسباب كثيرة جعلت جزءاً كبيراً من فريق 14 آذار لا سيما "تيار المستقبل" يشارك في الحوار الوطني الذي دعا الى انعقاده رئيس الجمهورية ميشال سليمان غداً الاثنين.

وتقول مصادر سياسية بارزة في قوى 14 آذار إن أهم تلك الأسباب يتلخص في ما يلي:

ـ تأتي المشاركة تلبية لدعوة الرئيس سليمان واحتراماً لها، وتقديراً لمواقفه الوطنية.

ـ إن 14 آذار وتيار "المستقبل" هما أهل حوار، وداعمان للحوار بين الأطراف اللبنانيين، وهما يريدان حواراً جدياً يثمر نتائج فعلية، وليس أن يتم إعادة الكرّة.

ـ هناك ضرورة لتصويب المسار ولمنع أخذ الحوار الى مكان آخر، لا سيما بعد الكلام الذي صدر عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حول المؤتمر التأسيسي الوطني.

لذلك هناك ضرورة للتصويب نحو المشكلة الأساسية وهي السلاح غير الشرعي المنتشر في البلد وفي مقدمه سلاح "حزب الله". وتلفت المصادر في الوقت عينه الى أن هناك مشكلة في أن قيادات الصف الأول لن تكون موجودة، لا رئيس مجلس الوزراء السابق سعد الحريري، ولا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ولا السيد نصرالله، وأن مثل هذا اللقاء يمكن عقده في المجلس النيابي.

ـ إن المشاركة بحسب المصادر، تأتي تلبية للإجماع العربي والدولي حول ضرورة استئناف الحوار الوطني اللبناني لما ينعكس ايجاباً على تعزيز الاستقرار والسلم والتهدئة.

وفي المشاركة هناك إصرار على النقاط الخمس الواردة في مبادرة 14 آذار خصوصاً بعد طرح نصرالله الأخير، للحفاظ على اتفاق الطائف والدستور، ولحل مشكلة السلاح.

ـ ضرورة إعادة تأكيد قرارات الحوار السابقة حول المحكمة الخاصة بلبنان، وتأييدها، ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وإن لم يُعد تأكيدها فإن الحوار سيكون صعباً.

وبالنسبة الى عوامل التهدئة وتخفيف التوتر التي يجسدها الحوار، فإن المصادر، تشير الى أنه على أي أساس ستتم التهدئة والسلاح منتشر والتحريض قائم. ولإزالة ذلك، يجب تغيير الحكومة التي جاءت أساساً من جراء انقلاب، وهي أيضاً لا تعطي انتاجاً ويجب تشكيل حكومة يوافق عليها كل الأفرقاء في البلاد.

وفي موضوع السلاح، يريد فريق 14 آذار الاستماع الى الطرح الذي يقدمه "حزب الله" وحركة "أمل" في شأنه. 14 آذار كانت طرحت رأيها بالاستراتيجية الدفاعية، حتى أن هناك نواباً مستقلين مثل النائب والوزير السابق بطرس حرب الذي وضع نظريته في الموضوع. لكن لم يتم السماع من الهرب والحركة عن رأيهما. ومن الصعب عدم تناول موضوع السلاح مهما كانت الظروف، ولم يعد بالإمكان الهرب منه، لا سيما بعد تصريح بعض المسؤولين الإيرانيين عن أنه إذا ضربت إسرائيل إيران فإن صواريخ الحزب ستنهمر على إسرائيل. ما يعني بالنسبة الى إيران أن السلاح سلاح إقليمي. وبالتالي يريد بقية الأفرقاء اللبنانيين أن يعرفوا هل هذا السلاح لمصلحة إيران أم لمصلحة لبنان؟ وفريق 14 آذار في انتظار خطوة جدية من قبل الفريق الآخر في موضوع السلاح ومعرفة رأيه بمستقبل هذا السلاح.

وسلاح الحزب هو الأساس وراء السلاح الميليشيوي، لأنه يسلح في طرابلس ولديه ميليشيات مختلفة، وهو يقف وراء ظاهرة الانفلات الأمني، من خلال تشجيعه السلاح الآخر. وهذا يخيف لا سيما بعدما وُجّه الى صدور اللبنانيين في 7 أيار حيث تبين أنه يشبه السلاح الميليشيوي الآخر ولا يختلف عنه.

وتبعاً لذلك، تريد 14 آذار أن تعرف الانتماء الذي يتمتع به سلاح "حزب الله"، وما إذا كان انتماء لبنانياً، أم خارجياً، وإذا كان لديه انتماء لبناني فلا مشكلة ويتم وضع حل له بوضعه تحت سلطة الدولة. لكن إذا كانت الأولوية للانتماء الخارجي، فإن هناك مشكلة. وهناك أسئلة مطروحة عما سيقرره الحزب في هذا المجال، وما هي الأفضلية لديه، وما هي الأولوية وما هي قدراته وخياراته في القرار، وهل هو قادر على اتخاذ قرار يكون فيه انتماؤه لبنانياً أم غير قادر؟ والحوار في الواقع سيظهر هذه القدرة أو هذه الرغبة.

أما الدعم الخارجي للحوار، فهو موجود انطلاقاً من ضرورات الحفاظ على الاستقرار، إنما لبنان، بحسب المصادر، ليس على الأجندة العربية والدولية، لأن الاهتمام به ثانوي بالنسبة الى الوضع السوري. الاهتمام الخارجي بلبنان قائم على مستوى العمل والنصح لمنع انتقال المشكلة السورية إليه. إنما الموضوع اللبناني في حد ذاته ليس من الأولويات الدولية والعربية.

 

مذكرة 14 آذار إلى رئيس الجمهورية:" تشدّد على عدم الانزلاق إلى الفوضى والاقتتال الداخلي

دعت قوى 14 آذار في المذكرة التي سلّمتها الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس تحت عنوان "مبادرة إنقاذية"، جميع الأطراف الى "الالتزام بالسلم الأهلي والاستقرار الأمني، والحرص على عدم الانزلاق بالبلاد إلى الفوضى أو إلى أي اقتتال داخلي". وحضّت على "تفهم المجموعات والأطراف اللبنانية لهواجس بعضها بعضاً، وكذلك تفهمهم لشعور بعضهم بالغبن المتراكم أو بالخوف من نزعة البعض إلى الهيمنة والتسلط". وأكدت أن "مواجهة إسرائيل والدفاع عن لبنان لا يمكن أن تنفرد بهما طائفة أو فئة، بل هي مهمة وطنية تتولاها الدولة اللبنانية"، مشددة على "الالتزام بالقضية الفلسطينية وبالموقف العربي المشترك في النزاع العربي ـ الإسرائيلي".

وجاء في نص المذكرة:

"إنها ساعة الحقيقة وتحمّل المسؤولية. تتصاعد في المدة الأخيرة الاهتزازات الأمنية وتتنقل عبر المناطق اللبنانية يغذيها وجود السلاح وتفشيه، بالتوازي مع التآكل المستمر في بنية الدولة والتلاشي المتسارع في مناعتها وهيبتها واحترامها، فضلاً عن تراجع مستويات الثقة بالوضع الحاضر وبالمستقبل في شكل كبير بسبب سوء أداء الحكومة الحالية الذي انعكس سلباً على كافة الصعد الوطنية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وبعد أكثر من عام على انتفاضة الكرامة والديموقراطية في العالم العربي وما يمكن أن تشكّله هذه الانتفاضة من فرص وآفاق جديدة للبنان، ولكن أيضاً ما يمكن أن تحمله فترة المخاض والتحول هذه من مخاطر وآخرها ما يتعلق بما تواجهه سوريا وشعبها المصمم على تحقيق حريته وديموقراطيته، ولا سيما مع لجوء النظام المتهاوي في دمشق إلى تكليف مجموعات مسلَّحة تابعة له بحرف الانتباه عما يقوم به في سوريا عبر محاولته إشعال الفتن في بعض المناطق اللبنانية. ومع استمرار تلبد غيوم الصراعات الإقليمية والدولية الأخرى وتداعياتها القائمة والمحتملة على لبنان.

لذلك فإنه لا يسعنا بداية إلا إبداء التقدير والاحترام الشديدين لتحسسكم بالمسؤولية الوطنية ودفعكم في اتّجاه تعزيز دور الدولة القادرة والعادلة وتكريس الوفاق الوطني.

لقد حرص ائتلاف قوى الرابع عشر من آذار على مدى الفترة الماضية على متابعة السعي من أجل التوصل إلى وفاق وطني جامع يمكن البلاد من العبور إلى الدولة الواحدة القادرة والعادلة، السيّدة والحرة والمستقلّة، وذلك استناداً إلى وثيقة الوفاق الوطني في الطائف والدستور. ولقد كان ذلك هدفها منذ بداية نضالها الوطني وما يزال. وعليه فقد بادر ائتلاف قوى الرابع عشر من آذار إلى المشاركة في حكومة الوفاق الوطني الأولى بعد انتخابات العام 2005 برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، ثم شارك في تلبية الدعوة إلى طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي في 20 آذار 2006، كما استجاب للترتيب التوافقي الذي عبّر عنه اتفاق الدوحة بعد أحداث أيار في العام 2008. وكذلك وعلى رغم انتصار فريقه السياسي في انتخابات العام 2009 النيابيّة، واصل العمل بالتوجه الوفاقي من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري حتى الانقلاب على ما تمّ التعهد به في اتفاق الدوحة وإسقاط تلك الحكومة في الظروف والملابسات التي لا تخفى على أحد.

خلال كل هذه المرحلة، تعرض ائتلاف قوى الرابع عشر من آذار، وعلى رغم جنوحه الدائم إلى ترجيح مبدأ التسوية الداخلية، لسلسلة من الاغتيالات والاعتداءات أدّت الى استشهاد نخبة من قادته ورجالاته.

على رغم كل ما جرى، فإننا نرى من واجبنا الوطني أن نعمل جميعاً بكل جدية وصدق من أجل بناء درع واقية للبنان واعتماد خطة وطنية لإنقاذ الوطن ومستقبله، مما أصبح يتهدده حقيقة على أكثر من صعيد وطني وأمني واقتصادي ومعيشي.

ومن هذا المنطلق، فإننا نتوجه بهذه المبادرة إلى جميع الشركاء في الوطن أي إلى كل اللبنانيين بمن فيهم "حزب الله" وكل قوى الثامن من آذار انطلاقاً من المبادئ الأساسية التالية المنبثقة عن ثوابت الميثاق الوطني والدستور، والتي يمكن أن تشكل بالتالي قاسماً مشتركاً وقاعدة لشبكة أمان وطنية جامعة تهدف إلى وقاية لبنان وحمايته من التداعيات والضغوط والأخطار كافة التي تحدق به.

وبناء على ذلك، نرى ضرورة التأكيد على المبادئ الآتية:

أولاً: التزام جميع الأطراف بالسلم الأهلي وبالاستقرار الأمني، والحرص على عدم الانزلاق بالبلاد إلى الفوضى أو إلى أي اقتتال داخلي يعلم اللبنانيون جيداً كم كانت تجاربهم مريرة في هذا المضمار، وكم كلف ذلك الاقتتال لبنان في الماضي من خسائر هائلة وضياع للفرص الكبيرة التي كانت سانحة بما كان يمكن أن يتيح للبنان واللبنانيين ولوج المستقبل باقتدار وتحقيق التقدم والازدهار المستدام. إن هذا الالتزام ضروري، بغض النظر عن الاختلافات والتباينات السياسية الداخلية بين مختلف شرائح اللبنانيين والمترافقة مع التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والتي تتعارض مواقف الأطراف اللبنانية منها.

ثانياً: تفهم المجموعات والأطراف اللبنانية لهواجس بعضها بعضاً، وكذلك تفهمهم لشعور بعضهم بالغبن المتراكم أو بالخوف من نزعة البعض إلى الهيمنة والتسلط. إن هذا التراكم أدى إلى مستوى غير مسبوق من الحدة والتوتر مما يحمل معه مخاطر حقيقية على الوطن ووجوده. لذلك فإنه من الضروري العمل بجد وثبات من أجل خفض مستوى التوتر والسعي الجاد للتقريب بين اللبنانيين.

ثالثاً: تأكيد الإيمان بلبنان الوطن الواحد والدولة الواحدة، وأن وحدة الدولة تعني وحدة السلطة ووحدة قرارها ومرجعيتها ووحدة مؤسساتها وأن تكون هي المظلة الوطنية التي تجمع وتحمي اللبنانيين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم السياسية وأن تكون سلطتها بما فيها سلطتها الأمنية والعسكرية كاملة وحصرية على أراضيها كافة التزاماً باتفاق الطائف وبالقرارات الدولية حول لبنان.

رابعاً: التأكيد أن إسرائيل هي العدو الحقيقي، الذي يشكل خطراً على سيادة لبنان ووحدة أراضيه وعلى مصالح الشعب اللبناني. وبالتالي فإنّ التصدي لإسرائيل، هو مهمة وطنية نبيلة، أجمع اللبنانيون على القيام بها، وأن الدولة اللبنانية تشكل المرجعية وهي التي تعبّر عن كل اللبنانيين في ما تنتهجه من سياسات وما تؤمنه من موارد وإمكانيات.

وعلى ذلك، فإنّ مواجهة إسرائيل والدفاع عن لبنان لا يمكن أن تنفرد بهما فئة أو طائفة من مكونات المجتمع اللبناني، بل هي مهمة وطنية جامعة، تتولاها الدولة اللبنانية، باسم كل اللبنانيين ممثلة بأجهزتها العسكرية والأمنية.

خامساً: التأكيد على التزام لبنان الكامل بالقضية الفلسطينية، وبالموقف العربي المشترك بالنسبة الى قضية فلسطين ومسألة النزاع العربي ـ الإسرائيلي وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم. كما والتأكيد في الوقت نفسه أن قوة لبنان وحمايته تكمن في إبعاد لبنان الدولة ولبنان الأرض عن مختلف المحاور والنزاعات الأخرى في المنطقة والعالم من دون أن يعني تخلي لبنان الأخلاقي عن التزامه بالمواثيق الإنسانية والدولية وبشرعة حقوق الإنسان التي ساهم لبنان في صياغتها، وعلى أن لا يعني ذلك أيضاً امتناع اللبنانيين كأفراد أو أحزاب عن اتخاذ مواقف متعارضة ولكن سلميّة إزاء التطورات الخارجية وخصوصاً بالنسبة الى ما يحدث في سوريا والمنطقة.

انطلاقاً من هذه المبادئ الأساسية التي ترتكز على الميثاق والدستور وعلى وحدة الدولة والوطن والتي لا يجوز ولا يمكن أن تكون موضوع جدل أو حوار، وانطلاقاً من قناعتنا بأن اللبنانيين يؤمنون بهذه المبادئ انطلاقاً من إيمانهم بلبنان الواحد، فإن ائتلاف قوى الرابع عشر من آذار يبادر وبكل صدق وجدية ومسؤولية إلى:

1ـ دعوة جميع الذين يؤمنون بهذه المبادئ والأهداف والمنطلقات إلى أن يعبروا عن ذلك ويشاركوا في تحويلها إلى إعلان وطني جامع بقيادة رئيس الجمهورية.

2ـ التأكيد مجدداً على ما تمّ الالتزام به بين الأطراف المتحاورين في جلسات الحوار السابقة ولا سيما منها: دعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتعاون معها والالتزام بما يصدر عنها، إنهاء تواجد السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها تحت سلطة الدولة اللبنانية؛ المبادرة إلى ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية.

3ـ اعتماد هذا الإعلان الوطني أساساً لوضع خطة تنفيذية شاملة لمعالجة موضوع السلاح بجميع أشكاله وجوانبه عبر آليات محددة يتفق عليها وبرمجة زمنية تؤمن الاحتفاظ بالقدرات العسكرية المتاحة حالياً ولكن ضمن كنف السلطة الحصرية للدولة اللبنانية ومؤسساتها وخصوصاً مؤسسة الجيش اللبناني الجامعة لمختلف أطياف اللبنانيين والحائزة على ثقتهم بوطنيتها ومناقبيتها وتحت إمرتها.

4ـ أن يتوجه لبنان بالإعلان الوطني المذكور وخصوصاً في ما يتعلق بموضوع السلاح والالتزام بإبعاد لبنان عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية، إلى المجتمع العربي والدولي للتعبير عن هذه الإرادة الوطنية بمختلف مكوناتها والطلب إلى الجميع في المنطقة والعالم احترام هذه الإرادة اللبنانية الجامعة.

إن المخاطر الكامنة والمتعاظمة أمامنا والمسؤولية التاريخية لدرئها عبر خطة وطنية جامعة لحماية لبنان وإنقاذه لا يمكن أن تواكبها حكومة من لون سياسي واحد، فاقدة لثقة قطاع عريض جداً من الشعب اللبناني، هي في نظر الكثير من اللبنانيين حكومة يسيرها حزب مسلح، ويسيطر عليها النظام السوري لاستخدامها في معركته مع شعبه وللتغطية على محاولاته الإيقاع بين الطوائف اللبنانية أو بينها وبين مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، حكومة أظهرت مراراً وتكراراً لجميع اللبنانيين عجزها عن أداء دورها حتى في الأمور الاعتيادية فكيف بمتطلبات هذه الفترة الحرجة. مما لا شك فيه أنه قد بات على رأس متطلبات هذه المرحلة وجود حكومة تحوز على ثقة اللبنانيين جميعاً. حكومة إنقاذ حيادية لا فئوية تجسد القواسم الوطنية المشتركة وتشرف على انتقال اللبنانيين إلى مرحلة جديدة بعيدة عن التوتر والمواجهة في الشارع على رغم التباين والاختلاف السياسي. حكومة تكون عنصراً مساهماً في عملية الإنقاذ بدل أن تكون عنصراً إضافياً من عناصر الانقسام والعجز وانعدام الثقة وتكون بالتالي قادرة على معالجة القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والمالية الملحة والمتفاقمة بالفعالية المطلوبة.

إن قوى الرابع عشر من آذار إدراكاً منها للمخاطر الداهمة التي تحدق بلبنان الوطن وبالدولة وهيبتها وكرامتها وبالمواطنين وبأمنهم وأمانهم تتقدم لطرح هذه المبادرة الإنقاذية آملة أن تتلقفها الإرادات الطيبة من أجل التوافق حول هذه المبادئ، مؤكدة أن المدخل الأساسي والدليل على الجدية واستعادة ثقة المواطنين لدولتهم ومستقبلهم هو قيام حكومة إنقاذية حيادية خلال فترة زمنية محددة تجسد القواسم الوطنية المشتركة وتتحمل أعباء المرحلة القادمة وتتصدى لتحدياتها".

 

اللبنانيون الـ11 ظهروا في شريط فيديو وأكدوا تضامنهم مع الشعب السوري

الخاطفون: سنسلّمهم إلى "سوريا المدنية" أو دول الجوار

المستقبل

برز تطور لافت في ملف المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في سوريا أمس، بعد نحو عشرين يوماً على اختطافهم، من خلال شريط فيديو بثّته قناة "الجزيرة" وظهروا فيه بصحة جيدة. وأكد المخطوفون الذين ظهروا جميعهم في الشريط وهم يتلون أسماءهم ويطمئنون أهلهم، أنهم "بخير وفي أياد أمينة، وهم ضيوف لدى ثوار سوريا ويتلقّون معاملة جيدة كأنهم يعيشون بين أهلهم"، مشددين على أنهم "ليسوا مخطوفين، وسيعودون إلى الوطن". ونفوا ممارسة اي ضغط عليهم.واستنكر أحد المخطوفين مجزرة الحولة "التي حصلت على يد الظلام"، معلناً "نحن نؤيد الشعب السوري". وطلب آخر من الشعب اللبناني "أن يقوم على الظلم كما هو الشعب السوري يثور على الظلم"، مشدداً على أنهم "ضيوف عند الثوار، وأن الكلام من بعيد غير رؤية الأمور عن قرب". وقال: "الله ينصرهم يا رب، ونحن نتكلم بإرادتنا من إحساس الشباب كلهم، ونؤيد الشعب السوري ونحن معه للدم، ولا نقول هذا بأي ضغط من أحد، ولا أحد يضع مسدساً في رأسنا". وذكر أحدهم ان هذا الشريط مسجّل في 5 او 6 حزيران الجاري.

وبعد عرض التسجيل المصور، بثت المحطة "البيان الرقم 2" للخاطفين الذين نفوا فيه أي صلة لهم بالثوار الذين ظهروا عبر الشاشة"، مؤكدين أنه لم يصدر عنهم إلا "البيان الرقم 1" الذي تضمن الطلب من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاعتذار. وأعلنوا أنه لن يتم الافراج عن المخطوفين قريبا، وأن تسليمهم "سيتم عبر الدولة المدنية في سوريا بعد نظر البرلمان الديموقراطي الجديد في قضيتهم، ولكن نظراً الى الظروف الراهنة، من الممكن المشاورة لتسليمهم إلى الدول المجاورة لسوريا من دون استثناء". وكان "الجيش السوري الحر" نفى اي علاقة له بعملية الخطف، في حين اكدت مجموعة "ثوار سوريا ـ ريف حلب" في نهاية ايار الماضي عبر قناة "الجزيرة" انها تحتجز اللبنانيين. وفي وقت لاحق، أصدر أهالي المخطوفين وعائلاتهم بيانا تعليقاً على الشريط، أكدوا فيه ان المخطوفين "كانوا يتحدثون من دون أي تكلف، وكل ما يعنينا انهم بصحة جيدة ولا داعي لأي تحليلات نفسية او غير نفسية لا واقعية لها الا عند المحلل نفسه". الى ذلك، أكد سفير تركيا في لبنان إينان أوزيلديز بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، أن "ليس هناك من معلومات جديدة عن اللبنانيين المخطوفين في الأراضي السورية". وقال: "لقد ناقشنا ما يمكننا فعله، وتستمر تركيا دائماً في مواصلة جهودها من أجل التوصّل الى تحرير اللبنانيين الموجودين في شمال سوريا. ونحن لدينا دائماً الأمل أنهم بصحة جيدة وعلى قيد الحياة". أضاف: "نحن نسعى الى معرفة ما الذي ينتظره الخاطفون لتحريرهم. هذه حالات هشة وحساسة جداً، لهذا يجب التحلّي بالصبر والهدوء ومعالجة هذا الموضوع بصبر والانتظار قليلاً. وكونوا على ثقة أن السلطات التركية حاضرة وملتزمة القيام بما في وسعها من أجل الوصول الى نتيجة إيجابية".

 

نائب البقاع انطوان سعد لـ"المستقبل": لتكن أحداث طرابلس بنداً أوّل للحوار

المستقبل/لم يرَ نائب البقاع انطوان سعد النتيجة الكارثية على لبنان من بوابة المخطوفين الـ11 انما من الشمال حيث "بامكان الحرب الاهلية ان تنطلق من هناك". واشار الى ان "الحوادث التي "يضبطها الضابط الاقليمي اي النظام السوري، وفقاً لمصلحته، يجب ان تكون بنداً أوّل للمتحاورين، لأن الحلول التي توضع لا تعالج المشكلة"، معتبراً ان الحوار، في حال فشل، "ينهي ولاية" رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودوره". واكد في حديث الى "المستقبل" امس، ان النظام السوري يرغب في ان "يشعل حرباً اهلية شاملة في لبنان وأقله حرباً بين السنّة والشيعة"، لافتاً الى ان ذلك "ليس في مصلحة حزب الله".

وهنا نص الحوار:

[ تحدث احد المخطوفين اللبنانيين في شريط الفيديو على "الجزيرة" عن مجزرة الحولة السورية. هل للخطف علاقة بالمجزرة؟

ـ ربما يكون الخطف رداً على هذه المجزرة، وتبين للخاطفين، بعد استجوابهم، ان بينهم عناصر من "حزب الله"، وفي عقل هؤلاء ان الحزب يساعد النظام السوري مشاركاً في القتال ضد السوريين، وان ايران ترسل له المال والسلاح ليبقى مستمراً.

[ ذكر المخطوفون كلهم انهم لدى "الثوار" مما يعني انهم أخرجوا "الجيش السوري الحر" من معادلتهم.

ـ أنكر "الجيش السوري الحر" خطفهم وهذا ما تبين امس. ففي الثورة، أي ثورة، فئات تكون مستقلة بعضها عن بعض. وامامنا فئة من الثوار التقت باللبنانيين وخطفتهم.

[ ثمة في 8 آذار من يقول ان المخطوفين هم لدى المخابرات التركية.

ـ لا اعتقد انهم لدى المخابرات التركية او انهم وصلوا الى تركيا اساساً. وثمة فرضيتان الى الآن: الاولى ان شكر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله للنظام السوري غيّر من مسار ارسالهم الى تركيا، او ان تعرّض الجانب السوري ـ التركي للقصف من الجيش النظامي السوري حال دون اكمالهم طريقهم الى هناك.

[ اعلن "الثوار" في بيان امس ايضاً انهم لن يخلوا سبيل هؤلاء الا بعد تشكيل حكومة وبرلمان مدنيين. ماذا تعني هذه الرسالة سياسياً؟

ـ هذا يعني انه لا اطلاق لهؤلاء قبل اسقاط النظام السوري، مما يعني ان اي جديد في ملفهم لن يتحقق قريباً.

[ وما هي تداعيات مثل هذا القرار لبنانياً مع العلم ان التهديدات تعلو بإقفال طريق المطار؟

ـ ان هؤلاء يتحركون على طريق المطار بأوامر محددة ومباشرة للضغط على الدولة اللبنانية وتركيا في آن.

[ ألن تكون لاستمرار احتجاز هؤلاء نتائج كارثية على الداخل اللبناني؟

ـ ان النتائج الكارثية هي في ما يحصل في طرابلس حيث المؤشر الخطير في مستوى الوضع الامني في البلاد لا في المدينة فقط. اذ في امكان الحرب الاهلية ان تنطلق من طرابلس. فالنظام السوري يقف مباشرة وراء الحوادث الامنية هناك ويغذي القائمين بها بالعتاد والسلاح، من دون ان يكون واضحاً هل لدى احد في الداخل اللبناني القرار بالوقوع في الفخ السوري.

ليست الاشتباكات الاخيرة في طرابلس وما سبقتها وليدة خلافات او اشكالات انما نتيجة تراكمات سياسية وامنية بدأت مع احداث ايار 2008 وهي مرشحة للاستمرار وفقاً لساعة الضابط الاقليمي، اي النظام السوري الذي يعتبر ان التفجير الامني في لبنان هو ورقته الاخيرة للتفاوض. وما دام الزمن هو زمن الدعوة الى الحوار، اعتقد ان هذه الحوادث يجب ان تكون بنداً اول للمتحاورين لأن الحلول التي توضع لا تعالج المشكلة. والا ما جدوى الحوار اذا كان الحديث عن السلاح هو خط احمر؟. نرى ان الحوار ينطلق من ان قرار الحرب والسلم هو بيد ميليشيا "الحزب العربي الديموقراطي" الذي حوّل جبل محسن منطقة محصنة وجبهة متقدمة للنظام السوري يمكن ان تشعل الساحة الطرابلسية متى دعت الحاجة الى ذلك. ففي ود النظام السوري ان تنفجر حرب اهلية شاملة في لبنان او ان تنحصر بين السنة والشيعة حتى ينشغل العالم بلبنان ويكمل هو مشروعه في القتل والذبح في الداخل السوري.

[ في المقابل، رأينا كيف ان العالم تحرك لمنع انزلاق لبنان الى تلك الحرب، فكانت طاولة الحوار التي لباها الجميع.

ـ ليست الحوادث التي تؤدي الى حرب اهلية من مصلحة "حزب الله"، على الرغم من انها مضبوطة في الشمال. ثم، اعرف ان 14 آذار ستشارك في الحوار ولو من غير قناعة انما تلبية لرغبة دولية وعربية في المشاركة على اساس ان الاولوية راهناً هي لتحييد لبنان عن الازمة السورية. فربما يوفر الحوار هذه المهمة عبر تبريد الساحة الداخلية. ثم، ان 14 آذار لا تريد ان تتحمل اي مسؤولية في تفجير البلاد في حال عدم مشاركتها في الطاولة.

[ ولكن شريحة كبيرة من المسيحيين ممثلة بـ "القوات اللبنانية" غير مشاركة. ماذا يعني ان يكون هذا الجزء الكبير غائباً؟

ـ مع تقديرنا لجهود الرئيس التي أملت عليه الدعوة الى جلسة الحوار، ندرك خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد من جراء محاولات النظام السوري تفجير الاوضاع في لبنان. ان فشل الحوار يلحق ضرراً فادحاً بالبلاد لأنه يعني ان امكان التفاهم بين اللبنانيين صار ضئيلاً جداً وان الدولة لم تعد هي الاطار الناظم للعلاقات بينهم. ان فشل هذا الحوار ينهي رئاسة الجمهورية، لا بل ينهي ولاية الرئيس ودوره. كان على الرئيس، قبل هذه الدعوة، ان يجتمع مع كل فئة على حدة، ويتناقش معها ويرى ما لديها من اجل هذا الحوار الذي انقلب عليه الفريق الآخر.

[ هل احتمال فشل الحوار يعني احتمال عدوان اسرائيلي ثان على لبنان؟

ـ ان اسرائيل لا تشن عدواناً على لبنان الا لمصلحتها. لا اعتقد ان هذا في الوارد راهناً لأن همها السلاح النووي الايراني. فعندما تعرف ان ايران ستستخدم السلاح النووي، ستضربها، مما يعني جر الولايات المتحدة الاميركية الى ساحة المعركة ايضا. ومعلوم ان "حزب الله" لا يتحرك الا بأوامر الفقيه الذي يلتحق بولايته في ايران.

حاورته: ريتا شرارة

 

طورسركيسيان يشيد بجرأة "القوّات" في التمسك برفض الحضور

المستقبل/رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب سيرج طورسركيسيان أن حزب "القوات اللبنانية" كان "الأجرأ في التمسك برفضه حضور الحوار"، معتبراً أن "الحضور وعدم الحضور على طاولة الحوار لن يؤثر عليها لأننا مقتنعون بأن لا جدوى منها، وحزب القوات مقتنع، بل كلنا مقتنعون، بأن لا جدوى منها، وحتى الرئيس سليمان برأيي مقتنع بأن لا جدوى من الحوار لكن الجلسة هي لتبريد الاحتقان".

وقال في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" أمس: "لقد رأينا أن من غير الممكن في ظل جو التشنج ألا نذهب إلى بعبدا، ونحاور، وصحيح أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع محقّ بأن لا نتيجة من حوار كهذا، ولكن في النهاية يبقى من الأفضل الجلوس مع الآخر والتكلم والنقاش معه". وأشار الى أن "مطلبنا لا يزال نفسه وهو إسقاط الحكومة أو استقالة رئيسها أو استقالتها، ونحن متيقّنون بأن كل فريق 8 آذار متمسك بالحكومة، والطريقة الأسهل لإسقاطها هي استقالة رئيسها". وأعرب عن إيمانه بأن لا وجود للبنان من دون وجود الجيش اللبناني، سائلاً "ما هو موقف التيار الوطني الحر ممّا جرى مع الجيش في الشياح (عام 2007)؟ لقد "طحشوا" على الجيش وجرّبوا أن يأخذوا دباباته، فلم أسمع أي موقف للتيار إلى جانب الجيش، بل كان هناك سكوت تام، أمّا اليوم فالجنرال ميشال عون يستنكر ما حصل مع الجيش في عكار، فماذا تغيّر؟".

 

سامي الجميل: الحوار من دون "القوات" ناقص

المستقبل/أكد منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل "أننا نريد مؤتمراً وطنياً لنبني لبنان التعددية والحياد"، ودعا حزب "القوات اللبنانية" الى المشاركة في طاولة الحوار، "لأن أي حوار من دونه هو حوار ناقص". ورأى في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس، أن "الحكومة هي حكومة تناقضات وعلى أركانها أن يتعايشوا مع بعض، على الرغم من عدم قدرتهم على ذلك". وأكد "أننا نفقد كل مقومات الدولة من ناحية السلاح وحكم القضاء والاستنسابية في الأحكام"، موضحاً "من هذا المنطلق جاء طرح الحكومة الانقاذية لتؤسس لمؤتمر وطني". وحذر من "خطر امتداد أحداث طرابلس إلى خارج المدينة، بسبب غياب أي معالجة جدية للمشكلات التي تحدث، لا سيما أن السلاح موجود مع الناس، وأن المشكلات العميقة لا يمكن أن تعالج بالمال، وما يجري نوع من الترقيع والإرضاء". ولفت الى أن "هناك تواطؤاً بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري لترك الحدود اللبنانية سائبة، وذلك بهدف السماح للجيش السوري بالدخول الى أراضينا وملاحقة المعارضين، والتصرف على الحدود بحرية في وجه الشعب اللبناني والمعارضين السوريين"، مشدداً على أن المطلوب "الدفاع عن الحدود من قبل الجيش". وأكد أن على رئيس الجمهورية ميشال سليمان "لعب الدور الأساسي في الوضع الحالي في البلاد، وعندما يدعو الى الحوار على الجميع أن يلبي الدعوة، خصوصاً في ظل الوضع الأمني المهتز الممنهج لفرط عقد الدولة". وقال: "نحن و14 آذار من دعاة الحوار، رفضنا منطق حزب الله المشروط بعدم طرح مشكلة السلاح. وعندما يطالب حزب الله بحوار غير مشروط، فذلك يعني أنه تراجع عن بند عدم بحث سلاحه، الأمر الذي يسمح لنا بالذهاب الى الحوار، الذي لم نتوهم يوماً أنه سيحل كل المشكلات، ولكنه باب لحل بعضها، وهنا نسأل ما هو البديل عن الحوار؟". أضاف: "نحن نريد مؤتمراً وطنياً لنبني لبنان التعددية والحياد، ولكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "كب كلمة" من دون أن يحدد أي لبنان يريد، خصوصاً وأن ما طرحه يشكل نوعاً من التهديد". ولاحظ أن "حزب الله ليس مرتاحاً لموقعه الإقليمي، فهو يبحث عن تسوية داخلية تحافظ عليه في مرحلة ما بعد الأسد، ويسعى الى تسوية اليوم قبيل سقوط النظام السوري". ودعا حزب "القوات" الى المشاركة في طاولة الحوار، "لأنهم ركن أساسي في قوى 14 آذار، وأي حوار من دونهم هو حوار ناقص".

 

وزير الخارجية الإيطالية جوليو تيرسي: يشكك في جدوى مشاركة إيران في مجموعة إتصال حول سورية

إيطاليا - يو بي أي - شكّك وزير الخارجية الإيطالية جوليو تيرسي، في جدوى مشاركة إيران في مجموعة إتصال دولية جديدة حول سورية، بسبب ما وصفه بـ"الإنحياز الكبير" للسلطات الإيرانية مع النظام في دمشق. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أكي) أن تيرسي قال في تصريحات تلفزيونية إن "جامعة الدول العربية نفسها ترفض ضلوع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أية مباحثات" في الشأن السوري.

وأضاف أن "إيران أثبتت في السنوات الأخيرة أنها الشريك الإستراتيجي الحقيقي للنظام السوري" في إدارة بعض الأنشطة كحزب الله في لبنان ودعم القتال ضد إسرائيل. وتابع إن "هذا المحور الصلب مع نظام دمشق يدعونا إلى عدم جلب دولة كإيران إلى طاولة المفاوضات"، في الأزمة السورية وذلك على الرغم من النفوذ الإيراني القوي في المنطقة نظراً لأن طهران "إنحازت بشكل كبير لصالح النظام السوري" . كما استشهد تيرسي بالمحادثات الحالية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى لدعم رؤيته بشأن عدم تعاون إيران في أي حوار، وأضاف متسائلاً "لقد مرت 8 أعوام على مفاوضات المجتمع الدولي مع إيران لتعليق برنامجها النووي المثير للجدل، فكيف إذاً يمكن تخيل إضافة إيران إلى طاولة حوار حول السورية للتوصل إلى حل للأزمة في سوريا". وكانت روسيا قد دعت لمؤتمر دولي بمشاركة إيران حول الأزمة في سورية، كما قال المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان إن بإمكان إيران أن تلعب دوراً في حلّ الأزمة بالبلاد

 

دخلوا من تركيا: كويتيون وسعوديون وجزئريون يقاتلون في سوريا

القبس/علمت "القبس" الكويتية ان عشرات المواطنين عبروا الحدود التركية نحو سوريا للمشاركة في عمليات «الجهاد» إلى جانب «الجيش السوري الحر» ضد قوات نظام بشار الأسد.

وقالت مصادر مقربة من المواطنين، الذين يتواجدون حالياً في سوريا، ان مكاتب الجيش السوري الحر تستقبلهم إلى جانب جماعات كبيرة من السعوديين والجزائريين والباكستانيين، ويتم تسليمهم هويات سورية تحسباً لأي طارئ، ومن ثم يتم تسليحهم ويوزعون على فرق في شتى المحافظات. وأكدت المصادر ان عددا من المواطنين لم يُسمح لهم بالدخول لأنهم دون الـ 18 عاماً.

إلى ذلك، أفتت إدارة الفتوى في وزارة الأوقاف بجواز إخراج الزكاة قبل موعدها لدعم الأشقاء من اللاجئين والمحتاجين السوريين.

سعوديون وجزائريون وباكستانيون

علمت القبس ان عشرات المواطنين عبروا الحدود التركية إلى سوريا بقصد «الجهاد» إلى جانب الجيش السوري الحر ضد قوات النظام السوري. وقال أقارب بعض المواطنين الذين توجهوا إلى سوريا انهم على تواصل معهم، وان هناك مجموعات كبيرة من السعودية والجزائر وباكستان تنظم معاً صفوفها للدخول في القتال. وأوضحوا انه بمجرد دخولهم الحدود السورية يلتقون بممثلين عن الجيش السوري الحر ويتم تزويدهم بالأسلحة على اعتبار انهم مدربون سابقاً، ويندمجون في وحدات قتالية توزع بطريقة معينة، وقد تم توزيع هويات سورية عليهم خشية الوقوع في الأسر، وتركوا إثباتاتهم الكويتية في مكاتب الارتباط التابعة للجيش الحر على الحدود التركية. وكشفوا أيضاً ان الجيش السوري الحر رفض مشاركة عدد من الشباب الكويتي في القتال بسبب صغر سنهم إذ ان أعمارهم لم تتعد الـ 18 عاماً وان هؤلاء عادوا مؤخراً إلى الكويت. وحسب أقارب «المجاهدين» فإن كميات كبيرة من الأسلحة موجودة على الحدود.

 

أزمة المحايري.. «زوبعة» في فنجان الحزب التاريخي

انتخابات «القومي»: حردان واثق.. ولائحة «شبابية» تسعى للمنافسة!

ملاك عقيل /السفير

يعقد «الحزب السوري القومي الاجتماعي» اليوم مؤتمره العام، الذي سيتوّج غدا بانتخاب اعضاء «المجلس الاعلى»، صاحب الصلاحية في انتخاب رئيس جديد للحزب بعد نحو أسبوعين من انتهاء المؤتمر.

كل تركيز «الرفاق» ينصبّ على المشهد الذي سيفرزه «صراع اللائحتين» بين «التقليديين» و«التغييريين»، في ظل تأكيدات حزبية أن الرئيس الحالي للحزب اسعد حردان يخوض الاستحقاق بذهنية «يا جبل.. ما يهزّك ريح». هذا «الكادر» الانتخابي «الطبيعي»، يقابله وضع «غير طبيعي» يمرّ به «القومي». وبرغم ذلك، لا احد يعترف بوجود ازمة كيانية، لكن الهمس المتواتر يشي بأن الحزب يمرّ بمرحلة مفصلية تسلتزم قرارا بالحسم. البعض يكابر مختصرا ما يحصل بين بيروت ودمشق بـ«الترتيب الاداري»، البعض الآخر يضع الاصبع على الجرح منطلقا من «مجموعات الازمات» المستترة التي يعيشها الحزب اصلا، وصولا للتحذير من «تضارب المرجعيات» وصولا ربما الى الانفصال. «الف باء» الازمة يبدأ من سوريا. في آب 2011 يصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما تشريعيا خاصا بقانون الاحزاب. احد بنود هذا القانون يخلق جدلية حقيقية داخل «القومي»، حيث يحظر ان يكون اي حزب في سوريا فرعا او تابعا لحزب او تنظيم سياسي غير سوري. مع العلم ان القانون يعدّ جميع احزاب «الجبهة الوطنية التقدمية» مرخصة حكما، «على ان تودع وثائقها خلال ستة اشهر لدى لجنة شؤون الاحزاب». المعضلة تكمن هنا. في صلب عقيدة الحزب عدم الرضوخ لواقع الكيانات المستقلة الذي فرضه «سايكس بيكو». بعضهم رأى في قانون الاحزاب مدخلا لاعادة تكرار مشهد الصراع بين الحزب، بمفهوم قيادته المركزية، وقانون الدولة حيث يتواجد. في لبنان، لم تر القيادة المركزية نفسها معنية بالامر او بطرحه على طاولة النقاش. لامبالاة دفعت رئيس المكتب السياسي للحزب في الشام عصام المحايري قبل انتهاء مهل تقديم التراخيص في سوريا الى القيام بـ«اللازم». مراسلات عبر «البريد الطائر» بين بيروت والشام اوحت بأن «زوبعة» تعصف بالحزب التاريخي. يصمت أسعد حردان، فيتصرّف عصام المحايري. الأخير يقدّم الى وزارة الداخلية السورية «مشروع النظام الداخلي للحزب الســوري القومي الاجتماعي». يسقط منه مفهوم نظام الحزب المركزي، من دون العودة الى «المجلس الاعلى» للحزب او رئيسه، بذريعة «ضيق الوقت».

بعد نيل الترخيص، يصدر المحايري في 26 نيسان الماضي، بناء على قانون الاحزاب قرارا حمل الرقم 1/80 يقضي بتشكيل مكتب سياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي (سوريا) مؤلف من 28 عضوا، ويكون بموجبه المحايري امينا عاما للحزب (رئيسا)، بعدما سقطت صفته كرئيس للمكتب السياسي. (كان معيّنا من حردان في هذا المنصب).

في اليوم التالي، يردّ عميد الداخلية في الحزب الامين عبدالله وهاب بإصدار تعميم حمل الرقم 32، متوجها الى المسؤولين الاداريين في الشام، يؤكد فيه ان «الامين عصام محايري قام بتوزيع قرار غير دستوري وغير نظامي»، معتبرا «انه يخرق بذلك الاصول النظامية والقانونية في حزبنا، وانتحل صفة المقرّر في موضوع ليس من اختصاصه»، طالبا «عدم التعامل بهذا القرار المزعوم وعدم الاخذ بضمونه». لاحقا، يوجّه وزير الداخلية السوري (بصفته رئيس لجنة شؤون الاحزاب)، الذي يؤكد العارفون ان علاقة قوية تربطه بالمحايري، كتابا الى الامين العام يطلب من خلاله «عدم تلقي الاوامر والتعليمات من خارج قيادة الحزب في سوريا، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار المخالفات تحت طائلة اتخاذ اجراءات قانونية».

وأشار كتاب وزير الداخلية «الى تلقي مسؤولي الحزب القومي في سوريا تعليمات من قيادة الحزب في لبنان، في ما يتعلق بانتخابات مجلس الشعب وغيرها، ومنها الطلب إلى أعضاء الحزب في سوريا تزويد عمدة الداخلية في لبنان كتابا يلتزم فيه العضو المرشح لعضوية مجلس الشعب في سوريا تنفيذ قرار المؤسسات الحزبية في لبنان»، وهذا ما اعتبره وزير الداخلية السوري متعارضا مع المادة الخامسة من قانون الاحزاب. بعد ذلك، بادر المحايري الى توجيه رسالة الى المحازبين في سوريا طلب منهم فيها «عدم تلقي اية تعاميم وقرارات من اي جهة كانت سوى الامانة العامة للحزب والهيئات المخولة بموجب النظام الداخلي».  في اعتقاد كثيرين، كان يجدر برئيس الحزب اسعد حردان ان يصدر التعميم الرقم 32، وأن يتضمّن اجراءات مسلكية بحق المحايري. هؤلاء انفسهم يلمّحون، «الى عدم تحلّي حردان بجرأة «المساءلة» خصوصا على ابواب الانتخابات الداخلية».

استعادة تاريخية

«حالة المحايري» تقود بعض القوميين الى كبس زر العودة الى الوراء. الى اول خضّة «كيانية» فسّرت آنذاك بأنها أول محاولة لـ«لبننة الحزب» ايام نعمة ثابت في العام 1941 حين سمح للحزب مجددا بمزاولة نشاطه في البقعة اللبنانية، بعد اعتقال عدد كبير من قياداته من قبل دولة الانتداب بتهمة التآمر على الدولة والتواطؤ مع «دول المحور». كان على المؤسّس انطون سعادة العائد من المنفى في العام 1947 ان يعمد الى طرد قيادات الحزب «المتواطئة»، برأيه، وأن يعيد تثبيت زعامته للحزب.

لدى وصوله الى مطار بيروت، وغداة إلقائه خطابا في الحشود «القومية» المستقبلة له، صدرت مذكرة توقيف بحق سعادة على خلفية ما اعتبرته السلطات مسّاَ بالكيان اللبناني. لاحقا ألغيت المذكرة بعد التوصل الى «لغة مشتركة» ظلّلت عمل الحزب في لبنان من دون ان تقود الى انهاء الصراع بين رئيس الحكومة رياض الصلح وأنطون سعادة الذي لجأ الى سوريا هربا من الملاحقة بعد وعد من الحاكم العسكري آنذاك حسني الزعيم بعدم تسليمه. بعد اعدام أنطون سعادة، عاد الحزب «القومي» الى سوريا شريكا في الحياة السياسية حتى العام 1955 بعد اغتيال نائب رئيس اركان الجيش السوري عدنان المالكي، لينتقل بعدها تدريجا وتصبح قيادته المركزية في لبنان. طبعت مسيرة «القومي» انشقاقات «لاسباب سياسية لا عقائدية او ثقافية» يقول قيادي تاريخي. «تغيّرت القيادات ولم تتغيّر العقيدة ولا الفكر الوحدوي». يروي قوميون «ان القاسم المشترك لهذه الحالات كان عصام المحايري. في العام 1955 بعد اغتيال عدنان المالكي، كان المحايري جزءا من اللعبة في صراعه مع جورج عبد المسيح. وفي السبعينيات، وبعد عودة المحايري من اميركا اللاتينية وسيطرته على الحزب كان جزءا من الانشقاق. وحتى عندما اعيد توحيد الحزب في تسعينيات القرن الماضي، «كان المحايري جزءا من آلية توحيده».

لم يقنع «منطق» المحايري رفاقه في الحزب. الرجل البالغ من العمر 94 عاما تصرّف بكثير من «البراغماتية» على قاعدة «اما ان نحترم القانون ونبقي على علاقة التنسيق مع القيادة في لبنان، وإما نتمسّك بالقيادة المركزية الواحدة وعندها يمنع الحزب من العمل في سوريا او يصبح سريا». هو، إذاً، يتحدث عن «استقلال اداري فقط.

يؤكد قوميون «ان المحايري ابلغ فعليا «المجلس الاعلى» بخطوته. الا انه اكتفى بالتبليغ من دون نيل الموافقة المسبقة، وهذا ما ادى الى «تكبير حجر» الازمة». هؤلاء انفسهم، يلمّحون الى ان المحايري يتصرّف بـ«فائض قوة»، وأن متانة التنظيم بنسخته المتوافقة مع قانون الاحزاب تستمدّ عناصر قوتها من قيادات سورية نافذة تتمتع بنفوذ مالي واقتصادي (رامي المخلوف) وأعادت علاقتها القديمة مع «القومي» بعد ان كانت محسوبة على «البعث».

يستغرب بعض القوميين الغبار الكثيف الذي واكب خطوة المحايري. يعترف بعضهم «بأنه ليس هناك من جديد عندما يتواءم الحزب مع الكيانات السياسية حسب دساتيرها وأنظمتها. الاهم ان الامر ليس مطروحا في جانبه الفكري او لجهة المسّ بالعقيدة او القيم الحزبية التي تجمع القوميين، وهو لا يشكّل خروجا عن وحدة المؤسسات الحزبية، وما دام هذا الفصل الاداري غير مقطوع عن الادارة المركزية، فليس هناك اي خطر. لا احد يتحدث عن انقسام بل هي حالة متوافقة مع قانون الاحزاب الصادر في الشام». وفق تأكيد هؤلاء «هناك رئيس واحد للحزب».

في المقابل، يتسلح المتوجّسون من «مغامرة» المحايري بمنطق مغاير. «لطالما رفض القوميون التماهي مع سايكس بيكو ورفض تداعياته. الخوف كل الخوف ان نتعرّض لسايكس بيكو داخلي».

«اصلاح وتغيير» في الحزب

هو كلام كبير يقال بين القوميين، لكن ثمة من يعيد الازمة الى «الاساس». شريحة كبيرة ومؤثرة من القوميين تشير الى مكامن الخلل، وترفع الصوت «نريد اصلاحا وتغييرا وتجديدا للدم تسبقه عملية نقد ذاتي». يتحدثون عن حزب تجتاحه مجموعة ازمات بشقيها البنيوي والقيادي. حزب هرم، «هجره» مثقفوه، عاجز عن التغيير في زمن «التغييرات الكبرى». يعيش خارج الواقع، وتسكنه «الحالة الافتراضية» بعدما اصيب بـ«الزهايمر». هذا «التيار» تحديدا، يرفع لواء «ايجاد صيغة حديثة ومتطورة لعمل حزبي بنّاء داخل «القومي» من دون التخلي عن المبادئ». وبقناعة هؤلاء أن هذه المهمة «لا يمكن ان تترجم على يد القيادة الحالية التي اوجدت حالة طلاق بينها وبين المثقفين والشباب. هي ذيول الحرب التي افرزت عقلا ميليشياويا، تابعا بجزء منه للمخابرات السورية، وسكنته العقلية التنفيعية والامنية. ودفعت باتجاه حرف الحزب عن مساره النضالي في ترسيخ مفاهيم العلمنة والتكيّف مع المتغيرات». هنا تحضر الثوابت: نحن جميعا متفقون على العقيدة والمبادئ، لكن ما هي سبل الترجمة بخطاب حديث فعال؟

ما من «خريطة طريق» لطرح هذه الاشكاليات أو لمعالجة «قضية المحايري»، الا بعد الولادة الجديدة للمجلس الاعلى صاحب الصلاحية التشريعة. القوميون منقسمون في الرأي بشأن امكان حضور المحايري للمؤتمر العام ومشاركة الامناء والمندوبين من سوريا.

وفق تأكيدات قياديين مطلعين، فإن «ازمة المواءمة بين نظام الحزب وقانون الاحزاب في سوريا قد لا تجد طريقها الى جدول اعمال المؤتمر»، فيما يشير آخرون الى ان هذه القضية قد تطرح على طاولة «المجلس الاعلى» في اول جلسة يعقدها بعد انتخابه لايجاد صيغة قانونية تجمع بين القانون في سوريا وفلسفة التنظيم المبنية على فكرة القيادة المركزية، مع العلم ان لا صفة تقريرية لتوصيات المؤتمر.

المؤتمر العام

وتكتسب الانتخابات الحالية اهمية استثنائية كونها تفتح المجال للمرة الأولى لحصول منافسة حقيقية بوجه اسعد حردان. ففي مقابل «جبل المآخذ» على أداء القيادة الحالية، ثمة مجموعة شبابية ناقمة على ما تسميه «عقلية التفرّد» وتحمل برنامجا تغييريا واضحا. يقول احد الناشطين على هذا الخط «نحن نقوم بـ«بوانتاج» ومرتاحون للنتائج. كل الطاقم التقليدي ضدنا، لكن الارض معنا».

تؤشر التوقعات الى حضور 650 عضوا في «المجلس القومي» من اصل 803 اعضاء موزعين بين الامناء (معيّنون وعددهم 420 عضوا) والمندوبين (منتخبون من القاعدة)، حيث سيشاركون في انتخاب اعضاء «المجلس الاعلى» الـ 17. والرهان على ما يبدو هو على مشاركة اكبر للمندوبين مقابل حضور اقل للامناء، ما يمكن ان يؤثر بشكل كبير على النتائج.

اللائحة المقابلة للائحة اسعد حردان هي «لائحة الشباب»، وهي ناقصة حيث يؤكد اصحابها انهم لا يخوضون الانتخابات بعقلية إلغائية، ولذلك فقد تركوا الحرية للناخبين لاختيار من يريدون من الطاقم القديم. لم تحدّد هذه اللائحة مرشحها بعد للرئاسة، لكن وضعت «لائحة قصيرة» بالمهمات الملقاة على عاتق الرئيس المنتخب في المرحلة المقبلة، ومن ترى فيه الشخص القادر على تنفيذها ستتبناه.

تتألف المجموعة التغييرية في الحزب، كما تقول، من كوادر صف ثان ووسط ولها علاقة قوية بالارض ترجمت مؤخرا من خلال الفوز بانتخابات المندوبين في تشرين الثاني الماضي، مما أسّس لأرضية صلبة لخوض الانتخابات. مقابل هؤلاء، يبدو أسعد حردان ومعه كتلة حزبية متراصة واثقا من فوزه برئاسة جديدة للحزب تمليها الظروف الجديدة لبنانيا وسوريا وإقليميا.. «أسعد حردان رئيساً حاجة لا يمكن التفريط بها» يقول أحد المتحمسين لاعادة انتخابه.

 

 الدين كبتاغون الشعوب: شيخٌ موقوف وآخر مطلوب وثالث أخلي سبيله

السبت 9 حزيران (يونيو) 2012

معلومات جديدة حول فضيحة الكبتاغون التي عرض "الشفاف"، قبل حوالي الشهرين، حبكتها، ودور أجنحة "حزب الله" و"الباسداران" فيها. وهذه المرة من جريدة "الأخبار"! معلومات "الأخبار" تؤكّد أن المطلوبين من آل الموسوي "نجحوا في الفرار" (أو أنه تم تهريبهم) إلى خارج لبنان. ومن أطرف ما جاء في رواية "الأخبار" أن " الشيخ الذي رفض خلع العمامة الدينية أثناء استجوابه أن «هناك فتوى دينية تُجيز تعاطيها باعتبارها منشطات لا مخدرات»، فيما برّر أستاذ الكيمياء الموقوف امتهانه تصنيع المخدرات بأن «الدولة مقصّرة تجاهنا»..

يعني "فتوى مخدرات" و"حركة محرومين".. كان ينبغي على "المرحوم" كارل ماركس أن يغيّر شعاره ليصبح "الدين كبتاغون الشعوب"!

في أي حال، رواية "الأخبار" تقتصر على "الكبتاغون" ولا تتطرّق لصراعات الحزب الداخلية و"شبكات التعامل"، وهذا يمكن قراءتها في مقال "الشفاف" السابق.

عصابة الكبتاغون: شيخٌ موقوف وآخر مطلوب وثالث أخلي سبيله

كشفت القوى الأمنية عصابة تُصنّع حبوب الكابتاغون وتروّجها، يُديرها رجل دين معمّم. تبين أنه شقيق أحد نواب كتلة الوفاء للمقاومة، ويعدّ المشتبه فيه الرئيسي، وقد تمكن من الفرار، لكن القوى الأمنية أوقفت معظم أفراد العصابة، وبينهم شيخٌ معمّم آخر. صدر القرار الاتهامي في هذه القضية، فأُحيل الملف على محكمة الجنايات، حيث أُخلي سبيل أحد المتهمين

رضوان مرتضى

قبل عدة شهور كان أحمد م. يستعد لتسلم آلتين لتصنيع الشوكولا، لكنه لمّا اكتشف عبر الموظف المكلف بالشحن في الصين أن الآلتين معدّتان لتصنيع الأدوية، أبلغ شعبة المكافحة البرية في الجمارك. وتمكن عناصر الجمارك من ضبط الآلتين اللتين تُستخدمان لتصنيع حبوب مخدرة من نوع «كبتاغون». أوقف المستورد الذي يدعى «مروان س.». حتى هذه اللحظة، كانت الأمور تسير وفق المعتاد لدى ضبط أي محاولة تهريب، لكن لقب الموقوف الذي يُعرف بـ«الدكتور» شدّ أنظار المحققين، فانطلق تحقيق مواز في مكتب مكافحة المخدرات المركزي. لأجل التثبت من شخصية الموقوف، على فرضية انه لو ثبت أنه هو الشخص المطلوب نفسه، فإن القوى الأمنية ستكون قد وقعت على صيد ثمين، باعتباره من أبرز الضالعين في تصنيع المخدرات لبنانياً.

وبالفعل، أظهر الاستجواب الذي أُخضع له مروان س. أنه «الدكتور» المشتبه فيه. فاعترف الرجل بتصنيع المخدرات والاتجار بالمواد الأولية التي تُصنّع منها، والآلات التي تُستعمل في ذلك. وتبين أن واحدة من الآلتين المضبوطتين كانت ستتجه بقاعاً، فيما ستُنقل الأخرى إلى الشمال.

المعلومات التي أدلى بها «الدكتور» أدت إلى ضبط خمسة أطنان من مادة الكافيين السائل، و2330 ليتراً من مادة الإثير المُستخدمتين في تصنيع الكابتاغون، كما أسهمت في توقيف عميل جمركي في مرفأ بيروت يدعى بيار ح. تبين أنه استورد المواد المضبوطة وأخفاها. كذلك أُوقف خبير كيميائي متعاقد مع قوى الأمن الداخلي، ضُبط في منزله 100 كيلوغرام من مادة الكافيين، كان قد اشتراها من «الدكتور». الموقوفون الثلاثة اعترفوا بتورّط قرابة عشرة أشخاص معهم في عملية تصنيع المخدرات.

بعد ذلك عُمّمت بلاغات بحث وتحرّ. فتمكن مكتب مكافحة المخدرات ـــــ فرع البقاع من توقيف أحمد ز. وشقيقه مهدي في بلدة إيعات. اعترف الموقوف أحمد بأنه يخلط المواد الكيميائية لتصنيع الحبوب المخدرة لمصلحة عماد م. وشريكه رجل الدين هاشم م. من بلدة النبي شيت. ليتبين لاحقاً أن شقيقه جهاد كان يعد لتسلّم الخلطة وإعادتها على شكل «حبوب عليها شعار الكابتاغون». وأفاد الموقوف نفسه أنه كان يُسلّم هذه الحبوب لشخصين من بلدة عرسال يقومان بتهريبها، علماً أن المملكة السعودية تُعد المستهلك الأكبر لحبوب الكابتاغون. وبالنسبة إلى المواد الأولية، فأشار إلى أنه يحصل عليها من مروان س. المعروف بـ «الدكتور».

التوسّع في التحقيق مع الموقوف أحمد، أدى إلى ضبط أربعة أطنان من مواد كيميائية، تستعمل في صناعة حبوب الكابتاغون، كانت مخبأة في مستودع في بلدة إيعات يعود إلى نظير خ. أوقف الأخير، فنفى علاقته بعملية التصنيع، كاشفاً أنه أجّر مستودعه لكل من أحمد ز. وصهره حسين ع. م.

عقب ذلك، دُهم منزل ذو الفقار م. الذي يعمل سائقاً لدى رجل الدين، فضُبطت فيه بعض معدات تصنيع المخدرات، ومواد أولية تُستخدم في صناعتها، فيما تمكن ذو الفقار من الفرار.

بموازاة ذلك، توافرت معلومات لدى القوى الأمنية تُفيد بأن مدرسة دينية في البقاع (حوزة علمية) تُستخدم كغطاء لتصنيع المخدرات، ترتبط ارتباطاً مباشراً برجل الدين، مقرها في حي العسيرة. وهذه المدرسة كانت قد نالت ترخيصاً من مفتي البقاع الشيخ خليل شقير، قبل أن يُسحب ترخيصها. إزاء ذلك، بدأت عملية مراقبة مركّزة، بالتنسيق مع قيادة حزب الله، الذي تولّت جهات فيه التحقق من المعلومات. وأدت التحقيقات التي أجريت مع الموقوفين والمعلومات التي جمعتها الأجهزة الامنية، إلى اكتشاف وجود مستودع يحتوي على معمل كيميائي لتصنيع المخدرات في محلة التيرو ــ الشويفات. وقد جرت مداهمة المستودع المذكور والعثور فيه على آلات لتصنيع المخدرات والمواد الكيميائية المكوّنة لها. وبحسب وصف أحد الأمنيين، فإن المصنع المضبوط شبيه بمصانع الكوكايين في كولومبيا، من حيث الضخامة. وعلمت القوى الأمنية أن ملكيته تعود إلى المدعو حيدر ذ، فجرى توقيفه بعد عملية استدراج له. وأفاد حيدر بأنه يقوم بالاشتراك مع أستاذ الكيمياء فاروق م. بتصنيع مادة باز الأمفيتامين لمصلحة رجل الدين وعماد م، كاشفاً أن هناك رجل دين آخر يدعى عباس ن، ينقل المواد الأولية إلى المصنع، ويتسلم المواد المصنّعة. وبنتيجة عملية استدراج مُحكمة، أُوقف أستاذ الكيمياء في حارة حريك، فيما أوقف الشيخ على حاجز ضهر البيدر.

بدأ المحققون باستجواب الموقوفين الجدد، فزعم الشيخ الذي رفض خلع العمامة الدينية أثناء استجوابه أن «هناك فتوى دينية تُجيز تعاطيها باعتبارها منشطات لا مخدرات»، فيما برّر أستاذ الكيمياء الموقوف امتهانه تصنيع المخدرات بأن «الدولة مقصّرة تجاهنا»، لكنه اعترف بتحصيله قرابة مليون ونصف مليون دولار خلال مدة قصيرة جرّاء عمله. وفي السياق نفسه، أظهرت التحقيقات أن حيدر ذ. وفاروق م. يُصنّعان المخدرات في هذا المستودع منذ عام 2007 لقاء 300 دولار عن كل كيلوغرام من باز الأمفيتامين، كما أقرّ كل منهما بتقاضيه قرابة مليون ونصف مليون دولار نتيجة أعمال التصنيع، بناءً على طلب رجل الدين هاشم وشريكه عماد م. لكن القوى الأمنية فشلت في توقيف كل من رجل الدين هاشم وشقيقه جهاد وعماد م. إذ بعد دهم منزله تبين أنه هرب قبل ساعة من حصول العملية. وقد تضاربت المعلومات بشأن مكان اختبائه، وتردد أنه التجأ إلى تركيا أو العراق.

وفي محكمة الجنايات في بعبدا، أخلي سبيل مروان س. بكفالة مالية. في موازاة ذلك، تفيد المعلومات المتداولة بقاعاً أن الشقيقين الفارين لم يغادرا لبنان أبداً. وأن حزب الله يبذل جهداً في سياق توقيفهما، علماً أن الحزب كان قد أبلغ السلطات القضائية والأمنية انه لا يوفّر اي غطاء سياسي لأحد، وهو معني بملاحقة المتورطين بمعزل عن اي صفة يحملونها، او اي صلة عائلية تربط بعضهم بمسؤولين في الحزب.

الأخبار

 

خاص – نائب قواتي يكشف اسم مرشّح محتمل عن المقعد الشاغر في الكورة

alkalimaonline

كشف نائب في كتلة القوّات اللبنانيّة لموقع "الكلمة أون لاين" أنّ من سيترشّح عن المقعد النيابيّ الذي شغر في الكورة بوفاة النائب فريد حبيب سيكون أحد القواتيّين الملتزمين حزبياً في الانتخابات الفرعيّة المقبلة. وأوضح هذا النائب أنّ القرار محسوم بألّا يعود المقعد الى أحد أفراد عائلة النائب حبيب كما تمّ الترويج له، ليس انتقاصاً من أحد، إنّما لأنّ المقعد هو للقوات اللّبنانية وليس للعائلة.

وعن مرشّح القوّات المحتمل، كشف أنّ المشاورات قائمة داخل الحزب ولكن لم تأخذ بعد الطابع الرسمي الحزبي وما زال هناك مهلة شهر ونصف أمامنا. وأشار النائب نفسه الى أنّ القوّات تنتظر مواقف الأطراف الأخرى المناوئة من هذه الانتخابات وهي تيّار المردة والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي وما إذا كانت سترشّح أحداً من أفرادها أم ستترك المعركة أم تتّفق على مرشّح يمثّلها مع المدّة المتبقّية من ولاية مجلس النوّاب. ولم يستبعد النائب ترشيح زياد الشمّاس وهو مسؤول القوّات في الكورة، من بلدة أميون، ولكنّ الأمر ليس محسوماً بعد، وهو ليس سوى واحد من الاسماء المتداولة. 

 

المجازر تصل درعا .. ولافروف يرفض تكرار السيناريو الليبي في سورية 

دول عربية تدرس قطع علاقاتها بموسكو لوقوفها مع الأسد

لندن- حميد غريافي:عواصم – وكالات/السياسة/شبهت أوساط ديبلوماسية في البعثة الفرنسية الى مجلس الامن "اللهجة والعبارات" التي استخدمها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, في مؤتمره الصحافي حول سورية, بأنها "مستنسخة بحذافيرها عن الخطابات التي يلقيها مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري, دفاعاً كاذباً ومفبركاً ومثيراً للقرف عن نظام بشار الأسد, ومجازره التي لم يشهد العالم لها مثيلاً, منذ مذابح رواندا وكمبوديا على ايدي طومسون وبول بوت ومجازر ادولف هتلر وعصاباته النازية في الحرب العالمية الثانية".

ووصف ديبلوماسي فرنسي ل¯"السياسة" دوري لافروف والجعفري في الدفاع عن النظام السوري بأنهما "محاميا الشيطان وهما يعلمان ذلك جيداً, الا انهما ينفذان اوامر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين والاسد, دون زيادة او نقصان".

وكشف الديبلوماسي الفرنسي اللثام عن أن هناك اتصالات تجرى بين العواصم الغربية والدول العربية, وخصوصا الخليجية منها, للرد على اقتراح الوزير الروسي المكرر في مؤتمره الصحافي, بالدعوة الى "مؤتمر دولي" يضم السعودية وقطر وايران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن, بالإضافة الى سورية, لبحث الازمة, بحض تلك الدول العربية وجامعتها في القاهرة على سحب سفرائها من موسكو وطرد الديبلوماسيين الروس منها, تعبيرا عن غضبها وفقدان أملها في اي تغيير في سياسة بوتين المستمرة منذ عام ونصف العام, في دعم نظام الأسد.

ونقل الديبلوماسي ل¯"السياسة" عن زميل عربي له في الامم المتحدة قوله ان دول مجلس التعاون, اضافة الى تونس وليبيا "بحثت فعلاً اكثر من مرة, وخصوصا بعد مجزرتي الحولة والقبير في حمص وحماة, مسألة قطع العلاقات الديبلوماسية مع روسيا والصين ووقف كل التبادلات الاقتصادية والتجارية وتجميد أي مشاريع عسكرية وتسليحية".

وأشار الى أن دولتين خليجيتين على الأقل كانتا دخلتا في مفاوضات مع موسكو منذ سنوات لبناء مفاعلات نووية مدنية لتحلية المياه وزيادة معدل الكهرباء ومن أجل الاستخدام الطبي واستخدامات اخرى, تبلغ تكاليفها مليارات عدة من الدولارات, باتت مهددة بالالغاء حتماً بسبب موقف السلطة الروسية الداعم لجرائم الاسد وعصاباته ضد الشعب السوري.

وكان لافروف قال في مؤتمره الصحافي, ان بلاده لن تقبل بأي شكل من الأشكال باستخدام القوة ضد سورية. ولفت في المقابل إلى أن العديد من الأخطاء الجسيمة ارتكبت من قبل النظام السوري, مشدداً على أنه من مسؤولية أي حكومة حماية مواطنيها وتأمين أمنهم, ومضيفاً أن الحكومة السورية ليست استثناء من ذلك, وقد ارتكبت أخطاء عديدة.

وشدد على أن المعارضين يريدون تكرار السيناريو الليبي, إلا أن روسيا لن توافق بأي شكل من الأشكال عليه, "لأنه يدخل المنطقة برمتها في دوامة عواقب وخيمة".

وأشار إلى أن بلاده رأت ما حصل في العراق وليبيا ومالي وغيرها بعد التدخل الخارجي.

كما لفت إلى المشكلات الكثيرة التي بدأت تظهر في شتى المناطق المجاورة لسورية سيما لبنان, مؤكداً أن كل تلك البلدان ستتأثر في حال استخدام القوة لحل الأزمة السياسية.

ورفض تحميل النظام فقط مسؤولية ما حصل من جرائم في القبير والحولة, والتفجيرات التي طالت العديد من المدن, لافتاً إلى أنها نتيجة التصعيد الذي يتم تغطيته من قبل الدول الخارجية, عبر الدعم المالي والمادي والمعنوي للمسلحين, بهدف تحقيق أهداف جيو - ستراتيجية.

وختم مؤكداً أن خطة المبعوث الأممي كوفي أنان وإن تعثرت بسبب عدم التنسيق بين الدول, إلا أنها لا تزال الحل الأوحد والأنسب.

وقبيل ذلك, أكدت مصادر متطابقة تعرض مدينة درعا, مهد الثورة ضد الأسد, لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات النظام السوري في ساعات متأخرة ليل أول من أمس, ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بينهم عائلة كاملة, وتهدم العديد من المنازل. وأكدت لجان التنسيق المحلية سقوط أكثر من 20 قتيلا, وعدد كبير من الجرحى, في قصف عنيف تعرض له حي درعا البلد في محافظة درعا من قبل جيش النظام. وأضافت أن القصف استهدف النساء والأطفال, فيما عمد جيش النظام إلى خطف النساء والجرحى لاستفزاز الأهالي, واعتقال الأطباء لمنعهم من الوصول إلى الجرحى, وسط حالة ذعر بين الأهالي خشية ارتكاب قوات الأمن وجيش النظام المزيد من الانتهاكات بحق أهالي تلك المنطقة. وقال متحدث من مدينة درعا في اتصال مع قناة "العربية", إن من بين القتلى عائلة قتلت بالكامل وبقي رب الأسرة, الذي ظهر في أحد مقاطع الانترنت يتوعد بالثأر لعائلته. وأشار المتحدث إلى أن القصف الذي تعرض له حي البلد وقرية طفس والمسيفرة, أدى إلى تهدم العديد من المنازل جراء قصفها بمدافع الهاون.

 

هل لوح لافروف بالأسد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أبسط ما يقال حول المؤتمر الصحافي الأخير لوزير الخارجية الروسي إنه دعوة للتفاوض حول مستقبل الأسد، هذا الأهم، رغم كل ما طرح من جدليات بالمؤتمر الصحافي، وهي جدليات يسهل الرد عليها وتفنيدها، مثل حديث لافروف عن التدخل الخارجي بسوريا، حيث إن السؤال للسيد لافروف هو: وماذا يفعل الخبراء الروس هناك؟ فبكل تأكيد أنهم ليسوا هناك لدعم السوريين العزل.

لكن ذلك ليس المهم، فالأهم في حديث السيد لافروف هو أنه من الواضح أن موسكو قد أدركت أن «حيلة» أنان، لا مبادرته، قد فشلت، وبسبب الأسد طبعا، كما يشير حديث لافروف إلى أن الأوضاع على الأرض بسوريا بدأت تسير باتجاه مخالف لما كانت تأمله موسكو؛ فلم يستطع الأسد وأد الثورة، كما لم يعد يسيطر بما فيه الكفاية على سوريا، ونار الثورة مشتعلة بجل المدن السورية، ومنها دمشق، وحلب، ولذا نجد أن النظام الأسدي قد وصل لمرحلة اليأس، ولذلك بات يرتكب المجزرة تلو الأخرى، مما أدى للتفاعل الدولي الملحوظ مؤخرا. كل ذلك أشعر الروس بالقلق لا شك، ودفعهم للتحرك الآن، على أمل إيجاد فرصة جديدة للأسد، وهذا مستحيل، أو لإطلاق المفاوضات، وهذا هو الظاهر من حديث السيد لافروف، الذي يظهر أن موسكو قد شرعت طاولة المفاوضات، وبالتالي فإن على من يرغب في التفاوض أن يتقدم، ومهم أن نلحظ هنا طريقة حديث لافروف عن دور السعودية، ومكانتها القيادية بالمنطقة.

وقد يقول قائل: وماذا عن إقحام إيران بالوضع السوري؟ الواضح أن إقحام إيران ليس إلا محاولة تعزيز شروط التفاوض، بمعنى إذا كنت لا تريد إيران فإن ثمن ذلك كذا! فمهما قال السيد لافروف عن إيران، فإن ليس لها علاقة بالشأن السوري، فسوريا ليست العراق، ولا لبنان، ولا ينبغي أن تكون كذلك، فدور إيران يتركز بدعم طاغية دمشق ولم يثُر السوريون للتفاوض مع إيران، بل لاقتلاع الطاغية، لا إبدال عميل آخر لإيران به. فعندما يحذر لافروف من حرب، أو أزمة، سنية - شيعية، فإن أهم أسباب إشعالها هو إيران، ولا أحد آخر، فسلاح إيران الأبرز، ومنذ الثورة الخمينية، هو الطائفية، وبكل العالم العربي، فكيف تكافأ إيران على ذلك، وفي سوريا، أمر لا يستقيم بالطبع. وعليه؛ فإن حديث السيد لافروف، وتلويحه بإمكانية تنحي الأسد إذا توافق السوريون، لا يعدو أكثر من إشعار للآخرين، ومنهم السعودية تحديدا، بأن موسكو قد شرعت طاولة التفاوض على مستقبل الأسد، فمن المستحيل أن يكون المؤتمر الروسي القادم لبحث المصالحة مع الأسد، مثلا. وطبيعي أن كثرا قد شعروا بالإحباط من حديث السيد لافروف، حيث كان البعض يعتقد بأنه سيعلن صراحة أن موسكو قد قررت الوقوف مع الشعب السوري، لا المزيد من التسويف، والدفاع عن الطاغية، لكن للأسف هذه هي السياسة، وتحديدا هذه هي السياسة الروسية بمنطقتنا، فروسيا لن تقبل برحيل الأسد دون تفاوض يضمن لها «ثمنا»، ومن هنا فإن السؤال هو: من الذي سيفاوض الروس؟ وما هو الثمن؟

 

رفض «السلفية» المسيحيّة والسنيّة لطاولة الحوار يؤشر لتصعيد مرتقب

كتب ابراهيم ناصرالدين في صحيفة الديار: تتزاحم المؤشرات السلبية على الواقع اللبناني المأزوم بفعل تداعيات الازمة السورية، وتخوض القوى اللبنانية المتخاصمة حروبها الصغيرة بحذر شديد خوفا من انفلات الامور قبل اوانها، ولذلك يحاول كل طرف تجميع اوراق القوة بين يديه تحسبا لتطورات تنبىء المؤشرات انها ستكون شديدة التعقيد.واذا كان وجود «المايسترو» فاعلاً فقد سمح لمعسكر الاكثرية تجديد «شبابه» واعادة الروح لتحالف الضرورة مع التيار «الوسطي» نتيجة غياب البدائل في هذه المرحلة، وخوفا من الوقوع في الفراغ القاتل، لا يبدو حال قوى 14 اذار على ما يرام وهي تحاول لملمة وضعها «المتشظي» بفعل تخبطها السياسي وعدم وجود بوصلة موحدة لدى مكوناتها، وهو امر انكشف بشكل كبير من خلال تعاملها مع دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى جلسات الحوار الوطني.

اوساط سياسية متابعة تشير الى ان عدم قدرة «تيار المستقبل» على لجم اندفاعة حزب الكتائب وخروجه من «الصف» عندما تفرد بقبول دعوة الحوار قبل مناقشة الامر مع الحلفاء،ليس هو الدليل على الوهن والضعف لدى هذا الفريق، فحزب الكتائب لطالما سعى منذ البداية الى ايجاد مسافة مع حلفائه ويحاول جاهدا ابراز تمايزه وحيثيته نتيجة «العقدة» المزمنة من القوات، لكن قرار حزب «القوات اللبنانية» عدم المشاركة في هذا الحوار، يشير بشكل واضح الى وجود خلل كبير ليس في الاجندة الداخلية لهذه الاطراف وانما في تعدد الارتباطات الخارجية لفريق 14 اذار.

وتقول الاوساط ان خروج جعجع عن اجماع حلفائه سواء كان برضى منهم او بغير رضى ليس هو «مربط الفرس»، فتيار المستقبل يذهب الى الحوار وهو غير مقتنع بجدواه، ولكنه مضطر استجابة للتمنيات السعودية، اما جعجع فهو يقاطع الحوار نتيجة غياب الموافقة القطرية، حيث لا ترى الدوحة اي جدوى من اعادة تعويم «الحكومة الانقلابية» التي ولدت على انقاض المبادرة القطرية التركية التي رفضها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهذا الامر يؤكد ان هذا الطرف الفاعل في ادارة «الربيع العربي» ورعايته ماليا واعلاميا، لا يريد ان ينسى ولا يريد ان يسامح، وهو لديه اجندة مختلفة يعمل عليها منفردا ولم يعد يقبل ان يكون جزءا من حصة احد، وهو يعمل على ايجاد موطىء قدم مستقل عن السياسة السعودية في العالم العربي، ولديه «رجاله» في كل مكان ولبنان ليس استثناء.

وانطلاقا من هذا المشهد تشير الاوساط ذاتها الى أن طاولة الحوار ستنعقد يوم الاثنين بغياب طرفين فاعلين يمكن الرهان عليهما في «خربطة» اي تفاهم مرتقب على ايجاد مناخ للتهدئة على الساحة اللبنانية، فمن جهة يغيب ممثل «السلفية» المسيحية عن الطاولة وهو يشق طريقه المستقل عن زملائه الذين طالما اتهمهم بالجبن وعدم القدرة على المواجهة واتخاذ خيارات صدامية، خصوصا حزب الكتائب وتيار المستقبل. وفي المقلب الاخر يغيب عن الطاولة ممثل السلفية السنيّة الذي لم يحجز بعد مقعدا له على هذه الطاولة ولكنه الاقوى «تحت الطاولة»، فهذا الطرف الذي يهرب الجميع من تكريسه كقوة مستقلة يشكك بجدوى الحوار مع «سلاح حزب الله»، هو الجهة الفاعلة على الارض وقد اثبتت احداث الشمال ومعارك طرابلس ان اياً من القوى الممثلة للسنة على طاولة الحوار لا تملك السيطرة الفعلية على هذا التيار الذي يشق ايضا طريقه بنفسه وبات جزءا من معادلة مستقلة لها حيثيتها الداخلية وارتباطاتها الخارجية، وهو يملك قرار الشارع، وبيده قرار «السلم والحرب»، وبيده فرض اولوياته وشروطه على كافة القوى في المعارضة والموالاة، ومن شاهد محاباة كبار المسؤولين الحكوميين وتنافسهم الحاد على تهدئة خواطر هذه القوى بعد قضية شادي المولوي، يعرف مدى تأثير هذا التيار وقدرته على تغيير المعادلات.

وتشير الاوساط نفسها الى ان هذين العاملين يشكلان الركيزتين الاهم في السياسة القطرية في لبنان، وهما يأكلان من رصيد تيار المستقبل السياسي، خصوصا التيار الاسلامي في الساحة السنية، ولذلك يذهب «التيار الازرق» الى الحوار وهو منهك ولا يملك اوراق قوة تمنحه فرض شروطه، وعلى العكس من ذلك فهو سيتكبد المزيد من الخسائر الداخلية، لانه لم يقنع احداً من جمهوره بالاسباب التي تدفعه للذهاب الى بعبدا يوم الاثنين، والاهم من ذلك انه لا يملك اي حجج منطقية لتخليه عن شرط استقالة الحكومة قبل استئناف الحوار، ولذلك سيقطف جعجع مجددا في السياسة وسيقدم نفـسه كزعيم فعلي للاقلية واحد اهم صــقورها، فيــما سيستفيد التيار الاسلامي مجددا من تسرب جمهور المستقبل الذي لا تستهويه هذه الايام سوى لغة التصعيد وليس المهادنة.

وفي ظل غياب «السلفيتين» عن طاولة الحوار ،يمكن الاستنتاج ان التصعيد سيكون سمة المرحلة المقبلة، في ظل تحضير الساحة اللبنانية لتلقف التصعيد المرتقب على الجبهة السورية. وهذا الامر يجعل من طاولة الحوار مجرد «ملهاة» حسب توصيف جعجع، اما قول رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط بان حجم اي فريق لبناني ومن اي مستوى لا يتيح له تغيير اي شيء في لعبة اكبر منه، واكتشافه المتاخر ان «اللعبة» اصبحت بأيدي اللاعبين الدوليين الكبار، ودعـوته الاطراف السياسة الى «النأي بالنفس»، فليست الا وصــولاً متأخراً «لزعيم المختارة» الذي كان اول المساهمين في ادخال لبنان في قلب «العاصفة الســورية»، وما يقوله اليوم حذرت منه قوى سياسية فاعلة منذ اليوم الاول لاندلاع الازمة السورية، لكن الحسابات الخاطئة التي بنيت على تسرع في توقع سقوط النظام السوري هي من ستورط لبنان «بالفوضى» الدموية المتفلتة من اي ضوابط، واذا كان اي طرف لبناني غير قادر على السيطرة على مجريات الاحداث او التحكم بها،فهذا لا يمنع بعض الجهات الباحثة عن دور من لعب دور «الكومبارس» حتى لو ادى ذلك الى احراق البلد.

 

رد على المقال اعلاه من موقع القوات اللبنانية

شاركت أم قاطعت... فلترجم "القوات"!!!

جورج العاقوري/موقع القوات اللبنانية

قرار "القوات" النابع من الذات يستفذهم، هم الغارقون في التبعية حتى النفس الاخير.

شفافية "القوات" المنسجمة مع تاريخها تغيظهم، هم المتلونون المنقلبون على ماضيهم وتضحيات جماهيرهم.

جرأة "القوات" حيث لا يجرؤ الآخرون تكشف جبنهم، هم الذين لا يجرؤون حتى على طرح الاسئلة بصمت على ذاتهم.

إنفتاح "القوات" على المحيط العربي ونسج أفضل العلاقات مع عواصم القرار بعيداً عن التزلف وإستجداء "المال النظيف" يفضح زور إدعاءاتهم بتقوقع "القوات" و"سلفيتها" ( والمقصود فيها التعصب لا الاصالة) ويناقض صورتهم المحصورة في إطار سوري – ايراني والمعلقة على جدار الممانعة والتصدي للمجتمع الدولي.

وهذا ما أثبتته مرة جديدة مقاربة قوى "8 آذار" لموقف "القوات اللبنانية" من دعوة الرئيس ميشال سليمان الى الحوار.

فبعدما راح فريق "8 آذار" يروج ان فريق "14 آذار"، وفي طليعته "القوات اللبنانية"، سيسير بالحوار بناء على "امر مهمة" خارجي، وبعدما بلغت وقاحته حد قول الوزير بمرتبة "صهر" جبران باسيل لصحيفة "الأخبار" أنه "عندما تأمر المملكة العربية السعودية بالحوار لا يمكن لجعجع والحريري أن يتخلفا عنه"، جاء موقف "القوات اللبنانية" المتمسك بمبدأ الحوار والرافض للمشاركة في "طاولة الحوار" من أجل الصورة صاعقاً على هؤلاء الذين إعتداوا تنفيذ أوامر أسيادهم صاغرين... موقف يسجل ليس فقط لـ"القوات اللبنانية"، بل أيضاً لفريق "14 آذار" الذي اكد المنحى الديمقراطي داخل معسكره ورفض مفاهيم الانصهار وذوبان مكوناته في بعضها البعض وأن إيمانه بلبنان التعددية هو "فعل لا قول"، يمارسه على نفسه أولاً.

ولكن "القوات اللبنانية" حصرمة في عين فريق "شكراً سوريا"، لذا وعملاً بالمثل القائل "عنزة ولو طارت"، عزا إعلام "8 آذار" عدم مشاركة "القوات" بطاولة الحوار "نتيجة غياب الموافقة القطرية" بعدما كان أكد مشاركتها تلبية لطلب المملكة العربية السعودية!!! أياً يكن موقف "القوات" فإنتقادها والتجريح بها "غب الطلب" عند فريق "8 آذار"... هلوسات سخيفة، نوبات غيرة وإرهاصات حقد تعكس تخبط هذا الفريق وعقدة حياته الاولى والاخيرة "القوات اللبنانية" ونجاحاتها...موقف "القوات" النابع من الذات بالطبع سيزيد من تقديرها وإحترامها ليس فقط عند مناصريها وجماهير ثورة الارز، بل عند الدول العربية والغربية ايضاً... لأن الاحترام لمن يصغي بوقار لرأي الاخر ولكن موقفه ينبع من ذاته بشكل متناغم مع قناعاته ومبادئه، والتقدير لم يرفض التزلف والذمية و"بوس اللحى" و"مسح الجوخ"...

 

رحمة: فخور بأنني انتخبت بأصوات "حزب الله" و"أمل"

رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إميل رحمة أن "الحوار سيقوم بغياب فريق واحدة هو "القوات اللبنانية" وبالتالي لن يكون هناك أي مشكلة لأنهم ليسوا أكثرية أو أقلية وازنة بل فقط جزء مهم من التركيبة المسيحية". رحمة، وفي حديث لمحطة "Otv"، أضاف: "لو كان الغائب "حزب الله" أو تيار "المستقبل" أو رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أو "الحزب التقدمي الإشتراكي" لكان هناك مشكلة حقيقية"، معرباً عن "تقدير كبير لمواقف حزب "الكتائب اللبنانية" خصوصاً حيال المؤتمر التأسيسي ودفاعاً عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي". وعن طرح مسألة المؤتمر التأسيسي والمخاوف من أن يتقلص دور المسيحيين أكثر كما حصل بعد اتفاق "الطائف"، أجاب رحمة: "طالما أن (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن يطرح هذا الأمر، فإن المسيحيين سيكونون بعد المؤتمر التأسيسي في أفضل حال، فهذا الرجل معروف عنه صدقه". وفي شأن الإنتخابات المقبلة عام 2014، قال رحمة: "دخلنا في مرحلة حكم الأكثرية ومعارضة الأقلية، واذا خسرنا انتخابات 2014 سنقبل بان تحكم الاكثرية بمفردها". وفي سياق منفصل، اعترف رحمة بأنّه "لم يفز بكرسيه في البرلمان اللبناني بأصوات أبناء دائرته والموارنة في بعلبك"، وقال: "اعترف انني تلقيت ضربة من ابناء منطقتي ولكنني في المقابل حصلت على 67 % من اصوات مسيحيي البقاع وأنا فخور بان ينتخبني شيعة بعلبك وان يؤيدني حزب الله" وحركة أمل"، رافضاً الإجابة عن سؤال عن انجازاته الإنمائية في المنطقة التي يمثلها.(رصد "NOW Lebanon")

 

انتخاب عبد الباسط سيدا رئيسا للمجلس الوطني السوري خلفا لبرهان غليون 

أعلن المجلس الوطني السوري في بيان الأحد انه انتخب الكردي عبد الباسط سيدا رئيساً له خلفا لبرهان غليون. وانتخب اكبر تحالف للمعارضة السورية سيدا في اجتماع للمجلس السبت في اسطنبول خلفا لغليون الذي واجه انتقادات تتعلق خصوصا بالتنسيق بين المجلس والناشطين على الارض. وسيدا المولود في 1956 في مدينة عامودا ذات الاغلبية الكردية شمال شرق سوريا، عضو في المكتب التنفيذي للمجلس ورئيس مكتب حقوق الانسان فيه. وهو يحمل دكتوراه في الفلسفة ويقيم في السويد منذ فترة طويلة. وكان عدد من مسؤولي المجلس تحدثوا عن "توافق" لاختيار عبد الباسط سيدا الذي يوصف بانه رجل "تصالحي" و"نزيه" و"مستقل". وكان غليون اختير رئيسا للمجلس في تشرين الاول الماضي باعتباره شخصية قادرة على ان تجمع في المجلس عددا كبيرا من التيارات وأعيد انتخابه مرتين. وقد تقدم باستقالته الشهر الماضي على اثر انتقادات حادة واجهها بعدما سمح للاخوان المسلمين بشغل مكان اكبر من اللازم في المجلس. كما اخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الارض.(أ.ف.ب.)

 

كنيسة «لابيلا».. أعجوبة الدنيا المنسية

 ينتقل الخيال بسرعة البرق إلى سؤال واقعي عند رؤية أهرامات الجيزة في مصر، كيف استطاع الفراعنة جلب الكتل الحجرية، ثم رفعها إلى عنان السماء لتظل آلاف السنين هكذا؟! السؤال ذاته يفرض نفسه عند رؤية كنيسة «لابيلا»، الواقعة وسط الهضبة الإثيوبية.. بناء محفور من كتلة واحدة، داخل صخرة صماء، تشكل عجيبة الدنيا الثامنة «المنسية».

يشيع في المكان، أن الكنيسة بناها «الجن»، ذلك لاستحالة أن يقوم بشر بعمل متقن كهذا، بمواصفات هندسية فريدة، في ذاك الزمن السحيق من التاريخ، دون أي إضافة لمواد بناء، حيث يرتقي إلى الأعلى بعدد من الطوابق، ليشكل السقف علامة الصليب، يراها الزائر من بعيد صليبا مرسوما على الأرض، ثم تتضح الصورة بالاقتراب أكثر لرؤية البناء ممتدا داخل أحفورة ضخمة.

لا يزال كثير من «الحجاج» الإثيوبيين يحرصون على زيارة كنيسة «لابيلا» سيرا على الأقدام، في مسيرة قد تمتد عدة شهور، ويأتي الحرص على زيارة المكان، وبخاصة في الأعياد، لارتباط الموقع حتى الآن بأسطورة «بناة الجن»، حيث شكلت الصخرة الصماء حماية لها من عوادي الدهر والبشر.

على بعد 500 كيلومتر شمال أديس أبابا، تقع مدينة «لابيلا» المشهورة بكنائسها الـ12، لكن أشهرها تلك المحفورة في الصخر، التي تسمى سان جورج، والتي يقول عنها ادونيا شالجيسا، المرشد السياحي الإثيوبي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها بنيت في القرن الثاني عشر الميلادي، ولا تزال تقف في حالة ممتازة، وقد اعتمدتها اليونيسكو ضمن التراث العالمي.

ويشير شالجيسا إلى أن كنيسة «لابيلا» تدور حول بنائها الكثير من الأساطير، تشير إحداها إلى أنها بنيت من قبل الشياطين، مستدركا أن رواية أخرى تحدثت عن قصة قديمة تبين أن «لابيلا» هو فتى اكتشفت والدته سربا من النحل حوله، والنحل في الأساطير المحلية ينقل الإنسان إلى المستقبل، وقد نقل الطفل ليرى أنه أصبح ملكا للقدس في المستقبل، وانتصر على أشقائه الذين حاولوا قتله بالسم، ثم اعتلى عرش القدس، ثم عاد قائدا جمعا من الأرواح إلى لابيلا ساعدوه في بناء الكنيسة بشكلها الحالي. ويقال إنه تم بناء الكنيسة في سرعة مذهلة، وحتى يومنا هذا يعتقد الناس في هذه الرواية التي تشير إلى أن الملائكة جاءت في الليل، وساعدت على إنجاز البناء.

الأب فرانسسكو الفاريس، قسيس برتغالي زار لابيلا عام 1520، وسجل أنه وقف على بناء يتجاوز زمنه من حيث الجمال وإتقان البناء حد الكمال، وذكر النقوش والمنمنات والرسوم التي تلف الجدران والنوافذ وبقية المخارج الموشاة بالذهب والفضة بما يشير إلى أن هذا العمل ما قام به إلا فنانون ذوو مستوى رفيع، وأقسم بالله أن ما ذكره هو الحقيقة المجردة، لخوفه أن لا يصدق الناس أن مثل هذا البناء موجود في مجاهل أفريقيا.

الوصول إلى داخل مبنى الكنيسة المرتفع من داخل الأرض إلى 12 مترا تقريبا، يعد مغامرة في حد ذاته، حيث تتطلب النزول عبر درجات منحوتة على الأرض، تحفها جملة من الأحافير المختلفة الأحجام، على الجانبين، يتخذها الكثير من (الزائرين والسياح) مكانا للراحة أو القراءة، بيد أن حجم بعضها يحتمل وجود شخص في وضع الانحناء، وبعضها مغلق تشير إلى أنها استخدمت كمقابر للكهنة.

بعد إكمال الدرجات «العصية» تصادفك بوابة مزخرفة ويمكن أن الدوران عبر البناء المربع للدخول من أي من البوابات الـ4، التي تبدأ جميعها بسلالم ضيقة تفضي إلى داخل المكان، الذي ترتفع من داخله همهمات القراءة والدعوات التي لا تخلو من حشرجات بكاء.

ويعود المرشد السياحي بالقول إن الكنسيون الإثيوبيون حافظوا على أماكن العبادة والمقتنيات التي يحرم على الأشخاص غير المخولين الاقتراب منها، ويعتقد أن كنيسة القديسة مريم في مدينة أكسوم الشهيرة تحتضن النسخة الأصلية من تابوت العهد، ويأتي آلاف الحجاج سنويا إلى أكسوم لزيارة الكنيسة حيث تابوت العهد، ولكن لا يسمح للسياح بالاقتراب من المكان، ولا حتى بتجاوز البوابة، وأن هذه الإجراءات اتخذت بعد أن حاول اثنان من السياح تسلق البوابة واختلاس النظر إلى تابوت العهد.

وتوجد الكثير من الكنائس المنحوتة في الصخر في إثيوبيا، إلا أن أكثرها شهرة كنيسة القديس جورج في لابيلا، ويوجد أيضا نمط آخر في هندسة الكنائس الإثيوبية هو البازيليك، ومن أشهرها بازيليك السيدة مريم في مدينة أكسوم، وفي القرن السادس الميلادي كان لهندسة الكنائس الإثيوبية تأثير قوي على طريقة بناء الكنائس في المناطق القريبة من البلاد، ويوجد شكلان مميزان لبناء الكنائس الإثيوبية، الأول المربع أو المستطيل، الذي يوجد في إقليم التجراي والثاني الشكل الدائري ويوجد في إقليم الأمهرة.

وتقام معظم المراسم الاحتفالية الدينية باللغة «الجعزية» التي أصبحت لغة رسمية للكنيسة على أقرب تقدير بعد وصول من دعيوا بالقديسين الـ9 إلى إثيوبيا، الذين قدموا إليها هربا من بطش الإمبراطور البيزنطي بسبب رفضهم لمقررات مجمع خلقيدونية عام 451.

وتوجد ترجمة للنسخة السبعينية لكتاب العهد القديم، ترجم من اللغة اليونانية إلى اللغة الجعزية، وكان الإمبراطور هيلا سيلاسي خلال فترة حكمه قد رعى عملية إصدار نسخ رسمية باللغة الأمهرية لمخطوطات قديمة مكتوبة باللغة الجعزية. ويتم الوعظ اليوم في كنيسة التوحيد الإثيوبية باللغات المحلية.

 المصدر: الشرق الأوسط | التاريخ: 6/10/2012