المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 17 حزيران/2012

إنجيل القدّيس يوحنّا 16/29-33/ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم

قالَ التَلاميذُ لِيَسوع : «هَا إِنَّكَ تَتَكَلَّمُ الآنَ عَلانِيَةً، ولا تَقُولُ مَثَلاً وَاحِدًا. أَلآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيء، ولا تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَد. بِهذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ خَرَجْتَ مِنْ لَدُنِ الله. أَجَابَهُم يَسُوع: «هَلِ الآنَ تُؤْمِنُون؟!

هَا إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَةٌ وقَدْ أَتَتْ، فيهَا تَتَبَدَّدُونَ كُلٌّ في سَبِيلِهِ، وتَتْرُكُونِي وَحْدِي، ولَسْتُ وَحدِي، لأَنَّ الآبَ مَعِي. كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم".

 

تفاصيل النشرة

*الديوان الملكي السعودي: وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز

*إيران تفاوض الـ«5 + 1» في موسكو الإثنين: الروس متفائلون والغرب يضغط على طهران 

*تعليق المراقبين الدوليين مهمّتهم في سوريا

*سليمان استقبل نوابا سابقين ورئيس الجامعة اللبنانية: تدابير الجيش في نهر البارد تنبع من حرصه على سكان المخيم

*مجمع الاساقفة انتخب خمسة مطارنة جدد  وكميل زيدان خلفا لبشارة في ادارة ابرشية انطلياس

*مطارنة الموارنة الجدد يسمّيهم الفاتيكان!

*بيان الأساقفة الموارنة: لأبنائنا المنتشرين نقول تمسكوا بكنيستكم ولإخوتنا بالشرق الأوسط تعالوا نلتزم بناء أوطاننا على الأخلاق النابعة من الإيمان

*الراعي لا بدَ من أن يعيش الانسان مرفوع الرأس وبدون خوف ويرفض الذل والتبعية

*مارون عمار بعد انتخابه مطرانا: شعاري "المحبة للوحدة"

*عرائـض «آذاريـة» تطالـب الفاتيكـان بإقـالة الراعـي/غراسيا بيطار/السفير 16 حزيران/12

*الفاتيكان وبكركي: توافق على المبادئ.. واختلاف على "الارتجال"/دنيز عطالله حداد

*الجيش أقام حواجز على الحدود في عرسال والأهالي لاقوه بلافتات مؤيّدة ودعم لخطواته

*قتيل و7 جرحى بينهم عسكريان حصيلة اشتباك في البارد

*النظام السوري يعدّ لائحة قضاة لخلافة ميرزا

*نصرالله: صواريخنا قادرة على بلوغ الأهداف الحيوية داخل فلسطين

*السفير" تورد خبرا عن خلاف بين سمير وستريدا جعجع حول انتخابات الكورة... والقوات اللبنانية تنفي

*انتخابات الكورة: هل تتكرر تجربة المتن الفرعية؟/وجدي ضاهر/الشفاف

*إنتخابات الكورة: عون وفرنجية استمزجا الراعي رأيه في خوضها ضد القوات!

*استمرار التوتر في "البارد" بعد سقوط قتيلين و9 جرحى

*لجنة بكركي" ترفع مشروعين الى الراعي

*ميقاتي و"حزب الله" ينتحلان "قدسية".. السلاح

*عضو كتلة "الحزب السوري القومي" النائب مروان فارس: سنخوض فرعية الكورة بمرشح قومي أو صديق مشترك.. و"اتفاقية بعبدا" توازي بأهميتها "اتفاق الطائف" و"تسوية الدوحة"

*النقيب السابق لأطباء الأسنان الدكتور فادي عبد الله كرم سنخوض "معركة" الكورة بالتعاون مع حلفائنا

*مفتي الجمهورية غادر الى السعودية

*جعجع عرض التطورات مع السفير الفرنسي

*السنيورة: لن نشارك في حوار لإضاعة الوقت وكأن الحكومة لا تريد إعداد موازنة

*ادعموا "الجيش السوري الحر"/ علي حماده/النهار

*نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة ومنسق انشطة المنظمة الدولية روبرت واتكنز/ جاهزون للمساعدة في ترسيم الحدود مع سوريا ومطمئنون إلى أداء الجيش والحوار لاستيعاب أي توسع للعنف

*"النهار" تنشر محضر لقاء أهالي الـ 11 في سوريا مع سليمان

*الجيش الحر" لم يخطفهم ودول عربية تتابع جهودها لإطلاقهم

*قلق كبير وراء اتصالَي كلينتون والمعارضة مضطرة لمجاراة التعويم الحكومي

*روزانا بومنصف /النهار

*آل الجميل على ...المنار

*في مصر و"طبعها"../ علي نون/المستقبل

*مصر الى أين؟/ أسعد حيدر/المستقبل

*إرضاء عون بالتعيينات بعد هزيمة المياومين/فادي عيد/الجمهورية

*لا تلوموا أحداً بل أنفسكم" بيع الأراضي تابع/انطوان سعد/الجمهورية

*ماذا يقول أصحاب وجهة النظر المؤيّدة للحوار داخل 14؟/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*لبنان على الحافة/ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

*سوريا: دولة علوية واحدة ذات رسالة خالدة/عبد الله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

*مصر.. نكسة أم تصحيح؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*بعد عهود الاستقلال والازدهار هل يتحقق حياد لبنان في عهد سليمان؟/اميل خوري/النهار

*طردت الحكومة الكندية الديبلوماسيين السوريين فخلت ساحات مونتريال من أنصار الأسد

*كيف ستكون نهاية "بشار الأسد"؟: روسيا تتجه الى ايجاد صيغة حل تحفظ لها مصالحها في سوريا!/طارق السيد/ موقع 14 آذار

*نعيم حسن في رسالة لمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج: هل يكون وفاؤنا لإيماننا بأن تنصب جهودنا لتكريس غلبة فئة على فئة

*الموسوي: أين الحكومة من المشروع الإيراني للنهوض بالقطاع الكهربائي؟ الحوار مصلحة للبنان ونحن جديون بالتوصل لنتائج تكون موضع توافق الجميع

*جنبلاط جمع كوادره : لأفضل العلاقات مع حزب الله

*قيادي في ٨ آذار : جعجع هو الأصدق بين قوى ١٤ آذار ولكنه لن يستطيع أن يغير شيئا

*الحريري لعون: لا تجربة سياسية لدي وأنا اعتبرك مثل أبي .. الأخير : لا يمكن إجراء الانتخابات في المناخ الحالي و نصر الله رجل دولة

 

تفاصيل النشرة

 

 

الديوان الملكي السعودي: وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز

أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز، موضحًا أن "الصلاة على جثمانه ستُجرى بعد صلاة المغرب غداً" في مدينة مكة.

وفي هذا السياق، أشارت قناة "العربية" إلى أن الأمير نايف الذي كان في رحلة علاجية خارج السعودية، سيصل جثمانه بعد حوالى الساعتين إلى الرياض حيث ستُجرى الإجراءات المعتمدة في السعودية في مثل هذه الحالات.(رصد NOW Lebanon)

 

إيران تفاوض الـ«5 + 1» في موسكو الإثنين: الروس متفائلون والغرب يضغط على طهران 

ستحاول روسيا أن تقنع حليفتها إيران بتحقيق تقدم ملموس حول برنامجها النووي وذلك خلال لقاء حاسم مع القوى العظمى في موسكو الإثنين والثلاثاء المقبلين من أجل إبعاد خطر شن هجوم عسكري ضد طهران. ويلتقي مسؤولون رفيعو المستوى من مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) مع إيران من أجل مواصلة المباحثات بهدف التوصل الى حل ديبلوماسي قبل اسبوعين من دخول حظر نفطي من الاتحاد الاوروبي على ايران حيز التنفيذ من أجل حملها على العدول عن برنامجها النووي. وبعد جولتين من المفاوضات في اسطنبول في نيسان الماضي ثم في بغداد في أيار، افترق الأطراف المشاركون على خلاف خصوصا حول مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة التي تعتبر حساسة للغاية مما يجعل إيران أقرب من مستوى التخصيب الضروري لتصنيع قنبلة ذرية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان «هناك اسبابا تدعو الى التفكير بأن الخطوة المقبلة ستجري في موسكو ومن المهم بالنسبة لروسيا ان تستمر عملية التفاوض». وأضاف «نريد أن تعقد لقاءات جديدة وإلا تتوقف لفترات طويلة». من جهتها، حضت فرنسا إيران على «عدم إضاعة الفرصة» الممنوحة لها لإيجاد حل دبلوماسي لأزمة برنامجها النووي خلال لقائها مع الدول الكبرى في موسكو. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ان «اجتماع موسكو يمثل فرصة جديدة منحت لإيران لكي تقدم ردا على المقترحات الكاملة جدا التي عرضتها في بغداد الدول الست» (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا) في ايار الماضي.  وأضاف المتحدث الفرنسي «إنها فرصة ينبغي عدم إضاعتها اذا كانت ايران صادقة في رغبتها بالتفاوض». وقالت فرنسا ان مجموعة الدول الست «تقدم نفسها في موسكو مرة اخرى موحدة ومتضامنة ومصممة على قرار ديبلوماسي لهذه الازمة في اطار احترام مجلس الامن» الدولي «ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ورأى الخبير الروسي اندريه باكليتسكي انه «لا بد من أن تقدم إيران مقترحات ملموسة وإلا فهناك خطر توقف المحادثات خصوصا أن الغرب بات يعتقد أكثر فأكثر أن إيران تسعى لكسب الوقت». وحذر باكليتسكي من ان «موقف روسيا سيصبح أكثر تشددا في حال رفضت إيران التفاوض لأن ذلك سيشكل فشلا ديبلوماسيا». وأكد ديبلوماسي اوروبي رفيع المستوى الفكرة نفسها، قائلا «في حال اعتبر الجميع ان المحادثات لا تؤدي الى نتيجة فسنجد أنفسنا مرغمين على رفض الدخول في مفاوضات لا جدوى منها».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز)

 

تعليق المراقبين الدوليين مهمّتهم في سوريا

أفادت معلومات صحافية منذ قليل عن تعليق رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود مهمة البعثة في سوريا بسبب العنف المتصاعد في البلاد. وقد أعلن روبرت مود أنّه سيتم اعادة النظر في تعليق مهمة المراقبين بشكل يومي

 

سليمان استقبل نوابا سابقين ورئيس الجامعة اللبنانية: تدابير الجيش في نهر البارد تنبع من حرصه على سكان المخيم

 وطنية - 16/6/2012 رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان اشكال الامس في مخيم نهر البارد "يجب ان يكون امثولة وعبرة من التجربة التي حصلت سابقا، وان التدابير التي اتخذها الجيش تنبع من حرصه على سكان المخيم وعدم السماح للمخلين بالتسلل اليه وتعكير صفو العلاقة القائمة بين الجيش والفلسطينيين واهمية استمرارها لما فيه مصلحة المخيم وسكانه في الدرجة الاولى".

رابطة النواب السابقين

واستقبل سليمان النائب السابق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي مع وفد من الهيئة الادارية لرابطة النواب السابقين، ضم السادة: احمد عجمي، ناصر نصر الله، جورج نجم وجاك جوخدريان، أعلن تأييده لاعادة اطلاق جلسات الحوار ولاعلان بعبدا، واقترح الوفد جعل الجلسات مفتوحة وان تتناول كل جلسة بندا واحدا للتوصل الى التوافق في شأنه، ووضع خطة زمنية يلتزمها الجميع لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، كما اقترح الوفد وضع خطة لانجاح موسم الاصطياف.

نواب سابقون

وعرض رئيس الجمهورية مع كل من النائبين السابقين محمد يحيى ومنير الحجيري للاوضاع السياسية عموما والامنية خصوصا في منطقتي طرابلس والشمال وفي منطقة عرسال ومحيطها، والتدابير التي يتخذها الجيش والقوى الامنية لضبط هذه الاوضاع.

رئيس الجامعة اللبنانية

واطلع سليمان من رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين على تحضيرات امتحانات نهاية العام الجامعي، واوضاع الاساتذة وكذلك موضوع تعيين عمداء الكليات واعادة تكوين مجلس الجامعة.

 

مجمع الاساقفة انتخب خمسة مطارنة جدد

زيدان خلفا لبشارة في ادارة ابرشية انطلياس

وطنية - بكركي - 16/6/2012 اعلنت امانة سر البطريركية المارونية ان مجمع اساقفة الكنيسة المارونية المقدس الذي انعقد من 11 الى 16 حزيران الجاري 2012، انتخب المطران كميل زيدان، النائب البطريركي، مطرانا لابرشية انطلياس، خلفا للمطران يوسف بشارة، الذي قدم استقالته من ادارة الابرشية بداعي السن القانوني.

وانتخب المجمع المقدس خمسة مطارنة جدد منحهم قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الشركة الكنسية وهم :

- الخوراسقف جورج شيحان، المدبر البطريركي لابرشية حيفا والاراضي المقدسة والنيابة البطريركية في القدس والاراضي الفلسطينية والمملكة الاردنية الهاشمية، مطرانا لابرشية القاهرة والسودان، خلفا للمطران فرنسوا عيد الذي عينه غبطة البطريرك معتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي، ورئيسا للمعهد الحبري الماروني في روما.

- الاباتي موسى الحاج الراهب الانطوني، المدبر البطريركي السابق لابرشية اللاذقية، مطرانا على ابرشية حيفا والاراضي المقدسة وقد عينه صاحب الغبطة نائبا بطريركيا في القدس والاراضي الفلسطينية، والمملكة الاردنية الهاشمية، خلفا للمطران بولس الصياح الذي عينه غبطة البطريرك نائبا بطريركيا عاما.

- الخوراسقف مارون العمار، رئيس الاكليريكية البطريركية في غزير، نائبا بطريركيا في نيابة الجبه من الابرشية البطريركية، خلفا للمطران فرنسيس البيسري الذي قدم استقالته بداعي السن القانوني، واعطي لقب مطران كاناتا شرفا.

- الخوراسقف جوزف معوض، النائب العام في ابرشية جبيل، معاونا بطريركيا في الكرسي البطريركي خلفا للمطران كميل زيدان، واعطي لقب مطران طُلُميثة شرفا، وأسند اليه غبطة البطريرك نيابة اهدن - زغرتا البطريركية.

- الاب بولس روحانا الراهب اللبناني الماروني، أمين عام مجلس كنائس الشرق الاوسط، نائبا بطريركيا في نيابة صربا من الابرشية البطريركية، خلفا للمطران غي - بولس نجيم، الذي قدم استقالته بداعي السن القانوني، واعطي لقب مطران أَنتَرادو شرفا.

لمحة عن السيرة الذاتية للمطارنة الجدد:

- المطران جورج شيحان: ولد في حارة صخر قضاء كسروان، عام 1953، دخل الاكليريكية البطريركية في غزير، ودرس الفلسفة واللاهوت في جامعة الروح القدس – الكسليك. سيم كاهنا عام 1979. حاز على دبلوم في الشؤون الرعوية واساليب تدريس التربية المسيحية من الجامعة الكاثوليكية في باريس. خدم رعايا: سيدة المعونات - حارة صخر، مار نوهرا ومار ضومط – ساحل علما. تسلم مسؤولية اقليم كسروان الاول لكاريتاس ومن ثم منسقا لكافة اقاليمها في لبنان. وشغل عدة مناصب في ابرشية جونيه، ومسؤولية العمل الراعوي الجامعي في جامعة سيدة اللويزة. منذ العام 1997، اسس وخدم الرعية الاولى للموارنة في الاردن على اسم القديس شربل. في بداية عام 2012، عينه غبطة البطريرك مدبرا بطريركيا على ابرشية حيفا والاراضي المقدسة.

- المطران موسى الحاج: ولد في عينطورة المتن، عام 1954، دخل الرهبانية الانطونية، ودرس الفلسفة واللاهوت في جامعة القديس توما الاكويني – روما. سيم كاهنا عام 1980، وخدم في مراكز الرهبانية في: روما، انطلياس، مار شعيا، مار روكز – الدكوانة، مار سركيس وباخوس زغرتا – اهدن، واسس رسالة الرهبانية في مرجعيون. شغل لفترتين منصب مدبر عام في الرهبانية. مؤسس وعميد كليتي العلوم البيبلية والعلوم اللاهوتية والرعوية في الجامعة الانطونية، وعضو في عدة لجان ليتورجية. حاز على ليسانس في لاهوت الكتاب المقدس، وعلى كفاءة في علم آباء الكنيسة، وعلى ليسانس في الموسيقى، وعلى دكتوراه في العلوم الكنسية المشرقية من روما. عينه غبطة البطريرك مدبرا بطريركيا لابرشية اللاذقية قبل انتخاب مطران جديد لها.

- المطران مارون العمار: ولد في الحجة قضاء صيدا، عام 1956، دخل المدرسة الاكليريكية في غزير. سيم كاهنا عام 1983. نال الاجازة في الفلسفة واللاهوت من جامعة الروح القدس - الكسليك، والاجازة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية، والاجازة، ودبلوم الدراسات العليا في الحق القانوني، ودبلوم في الدراسات القانونية الاوروبية من الجامعة الكاثوليكية في باريس. خدم في رعايا مار جرجس – صربا، وسان Médard في باريس. علم مادة اللغة العربية وآدابها وتاريخ الفلسفة العربية. شغل مناصب عدة في الاكليريكية البطريركية وآخرها كرئيس لها منذ العام 2007. وفي المحكمة الروحية المارونية كقاض.

- المطران جوزف معوض: ولد في ميفوق قضاء جبيل، عام 1970، حاز على الاجازة في اللاهوت من جامعة الروح القدس – الكسليك. سيم كاهنا عام 1995. حاز على دكتوراه في اللاهوت العقائدي من جامعة الغريغوريانا في روما. خدم رعايا: مستيتا، بلاط – جبيل. شغل مناصب عدة في ابرشية جبيل: نائبا عاما منذ العام 2008، ثم مدبرا بطريركيا خلال شغور كرسي الابرشية بانتخاب راعيها بطريركا، ثم عُين مجددا نائبا عاما حتى تاريخه. كما تولى ارشاد لجنة كاريتاس، والمجلس المحلي للحركة الرسولية المريمية. استاذ محاضر في اللاهوت العقائدي في كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس – الكسليك، وفي جامعة الحكمة وفي معهد التعليم الديني في انطش مار يوحنا مرقس - جبيل.

- المطران بولس روحانا: ولد في عمشيت قضاء جبيل، عام 1954، دخل الرهبانية اللبنانية المارونية، وسيم كاهنا سنة 1982. حاز على الاجازة في الفلسفة وفي اللاهوت من جامعة الروح القدس – الكسليك. حاز على دكتوراه في اللاهوت العقائدي من الجامعة الكاثوليكية في باريس. استاذ محاضر في كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس - الكسليك، وفي كلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف – بيروت. شغل مناصب كنسية عدة: عميد لكلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس، عضو الامانة العامة ولجنة المتابعة للمجمع البطريركي الماروني، عضو اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الاورثوذكسية الشرقية، عضو اللجنة اللاهوتية العالمية في روما. خبير لاهوتي في سينودس الاساقفة الخاص بالشرق الاوسط. انتُخب امينا عاما لمجلس كنائس الشرق الاوسط عام 2011.

 

ملاحظة المنسقية هذا التقرير في اسفل كان نشر قبل يوم امس وفعلاً صحت كل التوقعات التي وردت فيه لجهة سيطرت الراعي على مواقع كثيرة من خلال محسوبين عليه

تعلن أسماؤهم غداً: مطارنة الموارنة الجدد يسمّيهم الفاتيكان!

مروان طاهر/الشفاف

الجمعة 15 حزيران (يونيو) 2012

من المرتقب ان يستكمل مجلس المطارنة الموارنة ظهر يوم غد السبت إنتخاب المطارنة لملء الشواغر في المجلس ويبلغ عددهم سبعة مطارنة. وكانت جرت العادة ان يتم إبلاغ حاضرة الفاتيكان بثلاثة أسماء لكل منصب لكي يختار الفاتيكان إسماً من بينها، إلا أن ما سيجري يوم غد سيشكل إختلافا عن العرف السائد تقليديا حيث ان مجلس المطارنة كان أرسل مجموعة أسماء الى الفاتيكان، وأعلن الفاتيكان موافقته على بعضها ، وأرسل الى مجلس المطارنة الاسماء التي تحوز على موافقته. وبناءً عليه، من المرتقب ان يتم الإعلان عن تسمية اربعة مطارنة على الاقل يوم غد من الذين حازوا على موافقة الفاتيكان، في حين ستنتظر الاسماء الباقية موافقة الحاضرة الفاتيكانية. وتشير معلومات الى ان الاسماء المقترحة للتعيينات، إذا تم إستثناء ترشيح الاب جو معوض، هي أسماء فاتيكانية، قد تكون ناتجة عن رغبة الحاضرة الفاتيكانية بالتدخل لاحقا عبر هؤلاء المطارنة لتصويب مسار او تحديد اتجاه.

معلومات من الصرح البطريركي أشارت الى ان الاتجاه لدى البطريرك الراعي يميل نحو إعفاء المطران كميل زيدان من منصبه كنائب بطريركي للشؤون الإدارية والدوائر في الصرح البطريركي في بكركي وتعيينه راعيا لابرشية إنطلياس، على أن يحل محله في بكركي "المطران المرشح" الاب جو معوض الذي يشغل حاليا منصب وكيل بطريركي في مطرانية جبيل، وهو يعتبر "ظل" البطريرك الراعي وعلى علاقته حميمة به. وتشير المعلومات ان البطريرك الراعي يريد الإطباق على دوائر الصرح من خلال شخص يثق به.

مطرانية إنطلياس التي شغرت ببلوغ راعيها المطران يوسف بشارة السن القانوني، تشهد صراعا بين المطران بشارة والبطريرك الراعي! إذ ان بشارة، ومن ضمن "صفقة" سابقة مع البطريرك الراعي، كان قد اشترط ان يكون رئيس "كاريتاس لبنان"، الاب سيمون فضول خلفاً له في المطرانية لقاء تأييده إنتخاب الراعي بطريركا، وذلك لاعتباره أن فضول يعرف المطرانية جيدا، وهو على إطلاع بملفاتها كاملة. وتضيف ان البطريرك الراعي يتجه الى تسوية تؤمن له الالتزام مع المطران بشارة بتعهّده تعيين الاب فضول مطرانا على ان يبعده الى مطرانية استراليا (!)، ويعين المطران كميل زيدان خلفا لبشارة. وتشير المعلومات ان فضول يتمتع بشخصية قوية وواسع الاطلاع والمعرفة وهو يشكل خطرا على سياسات الراعي، إلا أن معلومات محدثة أشارت إلى ان شخصية فضول استبعدت ترشيحه عن أي منصب او موقع!  من الاسماء المطروحة أيضا الراهب في الكسليك بولس روحانا وهو مرجع لاهوتي ماروني على أن يتم تسليمه مطرانية صربا خلفا للمطران المتقاعد غي نجيم.

اما في مطرانية صربا، فالعمل جار لتسويق ترشيح الاب مارون عمار، بدلا من المطران فرنسيس البيسري، في مطرانية الجبة بشري ونيابة البطريركية في المركز الصيفي في الديمان.

وفي التعيينات أيضا ترشيح الاب ناصر الجميل ليخلف المطران سمير مظلوم بصفة "مطران زائر" في اوروبا، من دون ان يحسم ما إذا كان الاب المرشح الجميل سيخلف المطران مظلوم كراع لابرشية زغرتا. ترشيح الاب ناصر الجميل لابرشية زغرتا يصطدم بعقبة الاب اسطفان فرنجية الذي اعطاه المطران المتفاعد سمير مظلوم صلاحيات تقارب تلك الممنوحة لمطران، وهو الامر الذي يرفضه الاب الجميل.  الاب وهيب الخواجا، بعد ان كان رُشح لتولي ابرشية بشري الجبة ونائب بطريركي عام في الديمان خلفا للمطران المتقاعد للبيسري، تم استبعاد ترشيحه نهائيا.

ومن الاسماء المطروحة جديا ترشيح امين عام المدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت ليشغل منصب مطران كندا، وذلك للنجاح الذي حققه في مأسسة المدارسة الكاثوليكية وهو حاليا يعمل مشرفا على مؤسسة الانتشار الماروني التي تضم ممثلا بطريركيا دائما. ومن الاسماء ايضا الاب جورج شيحان مرشح لمنصب مطران على ابرشية القاهرة. اما مطران القاهرة، رجل الكنيسة القوي الراهب المريمي فرنسوا عيد، فهو أعلن عن رفضه البقاء في القاهرة، التي يصفها بالمنفى، وهو مرشح لتولي منصب نائب بطريركي في الفاتيكان، ومسؤول عن المدرسة المارونية، التي هي بحاجة الى إعادة استنهاض وهيكلة وتنظيم. اما مطرانية القدس فرشح لها الاب الانطوني موسى الحاج. ويبقى منصب مطران الارجنتين الذي رشح له الاب المريمي سمعان بو عبده والاب حنون اندراوس.

 

بيان الأساقفة الموارنة: لأبنائنا المنتشرين نقول تمسكوا بكنيستكم ولإخوتنا بالشرق الأوسط تعالوا نلتزم بناء أوطاننا على الأخلاق النابعة من الإيمان

 وطنية - 16/6/2012 أقيمت في بكركي الرياضة الروحية السنوية والتأم المجمع المقدس من صباح الإثنين 11 حزيران 2012 إلى السبت 16 منه، بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وبرئاسته، وبمشاركة الكاردينال نصرالله صفير ومطارنة الكنيسة المارونية المقيمين في لبنان والوافدين إليه من أبرشيات النطاق البطريركي: سوريا ومصر والأردن والأراضي المقدسة وقبرص، وبلدان الإنتشار: أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك والأرجنتين والبرازيل وأوستراليا، "وقد حملوا معهم هموم شعبهم ومعاناته وتطلعاته، اجتمعوا كلهم ملتمسين نور الروح القدس، وهم في زمن العنصرة، كما اجتمع الرسل بعد القيامة في العلية، واستمعوا إلى مرشد الرياضة الروحية، الأب دافيد نويهاوس اليسوعي يقرأ معهم تاريخ نشأة الكنيسة في ضوء كتاب أعمال الرسل. ودعاهم إلى التأمل في تكوين الجماعة المسيحية الأولى، وبخاصة في شخصيتي بطرس وبولس، مع التشديد على الإصغاء إلى كلمة الله والتحرر من الخوف والإنفتاح على الأمم. وطرح عليهم، بنتيجة ذلك، قراءة لهوية كنائسنا المشرقية ورسالتها". وفي نتيجة تأملاتهم، رأى الآباء "أن الكنيسة المارونية، بتنوع أعضائها أينما وجدوا، في لبنان أم في بلدان النطاق البطريركي أم في بلدان الإنتشار، تمثل هي أيضا جسد المسيح الواحد، وهي مدعوة لتعكس وجه المسيح القائم من الموت بفرح الشهادة له".

المجمع المقدس

وفي موازاة الرياضة الروحية، ترأس الراعي المجمع المقدس الذي أوكل أعماله "إلى الرب يسوع المسيح بشفاعة العذراء مريم، سيدة لبنان، ومار مارون والقديسين شفعائنا". واستهله بالصلاة لراحة نفسي المطرانين جون شديد وانطون حميد موراني المتوفين. كما دعا الآباء إلى المشاركة في جنازة أخيهم المطران ريمون عيد الذي توفي أثناء أعمال المجمع.

وبعدما تدارس الآباء شؤونا كنسية واجتماعية ووطنية، أصدروا بيانا تلاه امين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، جاء فيه:

أولا: السير بروح الشركة والمحبة.

1- هنأ الآباء صاحب الغبطة على ما حققه خلال سنة. وشكروا الله على التجدد الحيوي الذي تشهده كنيستنا إنطلاقا من شعار غبطته "شركة ومحبة"، ومن إلتزامه بتطبيق المجمع البطريركي الماروني في مقرراته وتوصياته. وهم يتطلعون إلى أن تكتمل مفاعيل هذه الحيوية في الهيكلية التنظيمية للبطريركية والأبرشيات والرهبانيات والمؤسسات الكنسية.

وثمنوا الزيارات التي قام بها صاحب الغبطة في النطاق البطريركي وفي بلدان الإنتشار بهدف تثبيت الأبناء والإخوة في الإيمان وحثهم على الإخلاص لأوطانهم الجديدة من دون أن ينسوا رباطهم بلبنان حيث توجد جذورهم الكنسية والروحانية، وحيث البطريركية والبطريرك، وحيث أرض القداسة والقديسين.

ورحبوا بالقمم الروحية المسيحية – الإسلامية التي عقدت على خطى الأسلاف الصالحين الذين أرادوا الكرسي البطريركي مكان تواصل وحوار بغية تثبيت العيش الواحد والمشترك وإعلاء صوت الضمير تجاه الأحداث والتطورات. وقدروا مبادرة غبطته لجمع القادة الموارنة حول المبادئ الأساسية التي توحدهم في خدمة الوطن والمواطنين وفي الحفاظ على صيغة لبنان الفريدة.

وعلقوا الآمال الكبار على طاولة الحوار التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وترأس جلستها الأولى. وأيدوا البيان الصادر عنها ورأوا فيها منطلقا أساسيا للخروج، بالتضامن والثقة والإلتزام، من الأزمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولضمانة الإستقرار الأمني في لبنان، ولتحديد دوره الإيجابي في إحلال السلام العادل والشامل في بلدان الشرق الأوسط.

2- وتطلع الآباء بكثير من الأمل إلى زيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان في ايلول المقبل، واعتبروها نعمة من الله وعطية مميزة، إذ إن قداسته سيعلن من لبنان إرشاده الرسولي في أعقاب جمعية سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط التي عقدت في روما في تشرين الأول 2010، بموضوع: "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة". إنهم يقدرون عاليا لقداسته هذه الإلتفاتة المميزة للبنان وبلدان الشرق الأوسط التي تعيش تحولات لا آفاق واضحة لها حتى الآن.

وشكروا الله على أن مجمع دعاوى القديسين أعطى اللامانع للبدء بالتحقيق في دعوى تطويب البطريرك الياس الحويك.

ثانيا: تدابير كنسية.

3- تداول الآباء في أوضاع الأبرشيات المارونية في النطاق البطريركي وفي بلدان الإنتشار فناقشوا حاجات الرعايا والرسالات وكيفية تأمين كهنة ورهبان وراهبات لخدمة أبرشيات الإنتشار، ووضعوا قواعد لراعوية مشتركة بين الأبرشيات والرسالات الرهبانية، وشجعوا على تبادل الكهنة بين أبرشيات النطاق البطريركي وأبرشيات بلدان الإنتشار.

وانتخبوا مطارنة للأبرشيات الشاغرة في النطاق البطريركي، وهم: المطران كميل زيدان، النائب البطريركي، مطرانا لأبرشية انطلياس، والخوراسقف جورج شيحان، المدبر البطريركي لأبرشية حيفا والأراضي المقدسة وكاهن رعية مار شربل في عمان، مطرانا لأبرشية مصر والسودان خلفا لسيادة المطران فرانسوا عيد الذي عينه غبطة البطريرك معتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي ورئيسا للمعهد الحبري في روما، والأباتي موسى الحاج الراهب الأنطوني، المدبر البطريركي السابق لأبرشية اللاذقية، مطرانا لأبرشية حيفا والأراضي المقدسة والنيابة البطريركية في القدس والأردن، والخوراسقف مارون العمار، رئيس الإكليريكية البطريركية في غزير، نائبا بطريركيا في نيابة الجبة من الأبرشية البطريركية، والأب بولس روحانا، الراهب اللبناني الماروني، أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط، نائبا بطريركيا في نيابة صربا، والخوراسقف جوزف معوض، النائب العام في أبرشية جبيل، معاونا ونائبا بطريركيا في الكرسي البطريركي، وأسند إليه غبطة البطريرك نيابة إهدن – زغرتا. وقد منح قداسة البابا المطارنة الجدد الشركة الكنسية.

4- واتخذ الآباء تدابير بشأن أبرشيات الإنتشار، تعلن في حينه. وانتخبوا المطران ميشال عون ممثلا للكنيسة المارونية، إلى جانب غبطة البطريرك، في جمعية سينودس الأساقفة حول الأنجلة الجديدة التي ستعقد في روما في تشرين الأول المقبل، والمطران فرانسوا عيد رديفا له. وجددوا ولاية المطران سمير مظلوم كأمين سر لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية ولمجلس المطارنة الموارنة في لبنان. وانتخبوا المطران كميل زيدان عضوا في المجمع الدائم، وعين غبطته المطران بولس الصياح عضوا فيه.

5- وتدارس الآباء موضوع التنشئة الكهنوتية وتداولوا في خطة متكاملة للمدارس الإكليريكية (مار مارون غزير ومار انطونيوس البادواني كرمسده وما اغسطينوس كفرا)، وفي توحيد كليات الفلسفة واللاهوت، وتنشئة الكهنة المستدامة بعد رسامتهم الكهنوتية. وتوقفوا بنوع خاص على التنشئة الكهنوتية الملائمة لبلدان الإنتشار. وتمنى الآباء أن تكرس الأبرشيات الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لتنشئة كهنة الغد، وأن يكون مركز التنشئة الأساسية في لبنان، لما يحمل من رمزية عالية بالنسبة إلى الكنيسة المارونية؛ وأن يكون للمعهد الماروني الحبري في روما دور جديد في تنشئة الكوادر، ولإكليريكية سيدة لبنان في واشنطن دور في تنشئة كهنة الإنتشار.

وأولوا شؤون الكهنة المتنوعة اهتماما خاصا، وأنشأوا لجنة لهذه الغاية برئاسة المطران منير خيرالله.

6- وناقش الآباء التقرير السنوي الذي قدمته اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية المتضمن الإنجازات والمشاريع المستقبلية. وشكروا أعضاءها، وبخاصة سيادة المطران بطرس الجميل لعمله الدؤوب وجهوده لتحقيق الإصلاح الليتورجي منذ أكثر من أربعين سنة ولترؤسه اللجنة البطريركية لمدة خمس وعشرين سنة. وقد عملت اللجنة طوال هذه الفترة بروح كنسية وعلمية وببعد راعوي مستندة إلى الأصول وعاملة بالتشاور والمشاركة مع أصحاب الخبرة والإختصاص.

وعين غبطته المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة قبرص، رئيسا للجنة البطريركية للشؤون الطقسية خلفا لسيادة المطران بطرس الجميل الذي منح لقب "رئيس شرف".

ثالثا: الشؤون العامة.

7- إزاء الوضع الإقتصادي والإجتماعي في لبنان الذي يتجه نحو أزمة خطيرة بنتيجة إرتفاع الدين العام وجمود الحركة الإقتصادية وتدني القدرة الشرائية لدى المواطن، يدعو الآباء جميع المسؤولين إلى وضع خطة ناجحة للنمو الإقتصادي والإنماء المناطقي ودعم قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة، وتوفير فرص عمل لأجيالنا الطالعة.

كما يدعون المواطنين إلى مزيد من التضامن والتعاضد في الظروف الراهنة، فيما الكنيسة بكل مؤسساتها عازمة على مضاعفة جهودها في المجال الثقافي الإجتماعي على أنواعه من أجل تخفيف معاناة المواطنين وفتح آفاق جديدة بوجه الشبيبة، أمل البلاد.

وإذ يتطلع الآباء بأمل إلى ما تتوق إليه شعوب البلدان في العالم العربي من إصلاحات متنوعة، وفق حاجاتهم وتطلعاتهم، يأمل الآباء أن يتوصلوا إلى أهدافهم بالحوار والتفاهم والطرق السليمة. ويأسفون شديد الأسف للعنف الدائر، من أجل هذه الغاية، لما يجري من صراعات في المنطقة العربية، ولا سيما على الساحة السورية. وإنهم، إذ يتألمون لسقوط الضحايا، يضرعون إلى الله من أجل وقف دوامة العنف وإحلال السلام العادل والشامل.

وفي المناسبة تجدد كنيستنا المارونية إلتزامها بقضايا العالمين العربي والإسلامي وبواجب نشر لغة الحوار والمحبة والتواصل، كي يصل كل شعب وكل بلد إلى حقوقه وحرية تقرير مصيره.

خاتمة

يغادر الآباء اليوم علية بكركي، بعدما صلوا معا، وفكروا معا، وساروا معا على خطى الرسل والكنيسة الناشئة، ممتلئين فرحا ورجاء بالروح القدس، ليعودوا إلى أبرشياتهم وعوالمهم حاملين بشارة الخلاص شاهدين لقيامة الرب ولحضوره الدائم والأبدي في كنيسته.

ويقولون اليوم لأبنائهم وبناتهم المنتشرين في الأقطار الأربعة: لا تخافوا! المسيح معكم، وروحه القدوس يعضدكم! تمسكوا بتراث كنيستكم السرياني الأنطاكي وكونوا شهودا لما يحمله من روحانية وقيم.

كما يقولون لإخوتهم في الشرق الأوسط، مسيحيين ومسلمين: تعالوا نلتزم معا ببناء أوطاننا على الأخلاق النابعة من إيماننا بالله، ونجعل منها فسحة حقيقية لحوار الأديان والحضارات والعيش الواحد المشترك.

يشكر الآباء الله على النعم التي أغدقها عليهم في خلال هذا الأسبوع. ويضرعون إليه سائلينه، بشفاعة العذراء مريم، سيدة لبنان، أن يمدهم بالقوة والحكمة كي يتابعوا، بنعمة الروح القدس، مسيرة كنيستهم في الشهادة للمسيح بالمحبة. فالمحبة وحدها كفيلة بأن تقرب الشعوب وتبني الأوطان وتحفظ المجتمعات وتصون الخير وتؤسس للسلام العادل والدائم.

 

الراعي لا بدَ من أن يعيش الانسان مرفوع الرأس وبدون خوف ويرفض الذل والتبعية

وطنية - بكركي - 16/6/2012 أنهى المطارنة الموارنة خلوتهم السنوية بقداس ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ومطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "سيكون لكم في العالم ضيق. لكن ثقوا، أنا غلبت العالم"، قال فيها: "نرفع صلاة الشكر القربانية هذه إلى الله، على أنه بارك رياضتنا الروحية السنوية ومجمعنا المقدس، بأنوار روحه القدوس. نشكره على النتائج التي حصلت، وعلى التدابير الكنسية التي اتخذناها. نشكره على الرجاء الذي أشعله في قلوبنا، فثبت فينا الايمان بالمسيح، المخلص والفادي وسيد التاريخ، وبرسالة إنجيل الخلاص التي سلمنا إياها، لنخدمها بغيرة واندفاع في لبنان وعالمنا العربي وبلدان الانتشار. واليوم في قلب المحن والصعوبات والهموم السياسية والاقتصادية والامنية التي نعيشها مع أبنائنا وبناتنا، وإخواننا وأخواتنا في لبنان وبلدان الشرق الاوسط وأي مكان آخر، يُذكرنا الرب يسوع بما قاله لتلاميذه: "سيكون لكم في العالم ضيق، لكن ثقوا، انا غلبت العالم".

اضاف: "لقد آلمنا أن غاب عنا ثلاثة من اخوتنا المطارنة: حنا شديد في شهر أذار، وأنطوان حميد موراني في شهر نيسان، وريمون عيد أثناء انعقاد رياضتنا الروحية ومجمعنا المقدس. نذكرهم امام الله في هذه الذبيحة المقدسة، سائلين لهم الراحة السعيدة في السماء، لأهلهم العزاء، وملتمسين التعويض على كنيستنا برعاة صالحين".

وتابع: "نود أن نوجه كلمة شكر لحضرة مرشد الرياضة، الأب اليسوعي David Neuhaus، الذي يخدم بطريركية أورشليم للاتين، حيث يُعلِم الكتاب المقدَس ويُنسِق راعوية المهاجرين. وقد استقى مواعظه من كتاب أعمال الرسل، فقرأ عناصر تكوين الكنيسة في نشأتها ورسالتها، وعلى ضوئها قرأ أيضا هوية كنائسنا المشرقية والرسالة الموكولة إليها، مركزا على شخصيَتَي الرسولين بطرس وبولس. فمع بطرس، كان تكوين الكنيسة، جسد المسيح الجديد، وبداياته في فلسطين وجوارها؛ ومع بولس، كان انتشارها بين الامم. وهكذا الكنيسة مدعوة في آن لتتجذر في الارض والثقافة المحلية، من جهة، ولتنتشر بين كل شعوب الأرض، من جهة ثانية. هذه حال كنيستنا في لبنان والعالم المشرقي، وفي بلدان الانتشار. إنَ التدابير الكنسية التي اتخذها مجمعنا المقدس، إنما تختص بهاتين الحركتين الديناميتين".

وقال: "لقد جددنا إيماننا في ضوء المواعظ، بأن وجودنا كمسيحيين في هذا الشرق، إنما هو للشهادة ليسوع المسيح بالقول والعمل. ما يقتضي أن نصمد في بلداننا، لكي نجعل المسيح المخلص والفادي حاضرا في عالمنا المشرقي، ونحن فيه مواطنون أصيلون وأصليون، وقد طبعنا ثقافات بلداننا بحضارة الانجيل، وهي حضارة السلام القائم على الحقيقة والمحبة، وعلى العدالة والحرية، حضارة كرامة الشخص البشري ونموِه الانساني الشامل، والعيش معا على قاعدة التعددية والوحدة، بروح الاخوة والتعاون والتضامن. هذه الشهادة للمسيح مطلوبة من كل أبنائنا وبناتنا حيثما وجدوا أيضا في بلدان الانتشار".

وتابع: "لقد أصبحنا بالمعمودية جسد المسيح الجديد، من بعد أن مات يسوع فدى عنا بجسده البشري الذي قام وهو ممجد في السماء. هذا الجسد الجديد هو الكنيسة، المولودة والمثبتة بحلول الروح القدس، يوم العنصرة. لا يستطيع هذا الجسد الجديد، كمجتمع مسيحي واع لهويته الأصلية، أن يعيش بذهنية برج بابل الذي تبلبل وانهدم بخطيئتَين: الأولى، الاستغناء عن الله واحتلال مكانه كسيد مطلق، والثانية، التقوقع والاكتفاء الذاتي من دون أي اكتراث للرسالة والشهادة. وشدَدت المواعظ على أننا نحن المسيحيين جسد نبوي يخاطب الشعب بكلام الله، ويكلِم الله بحاجات الشعب وانتظاراته. إنها الشركة العمودية مع الله. وفي الوقت عينه، ينبغي أن يتَخذ هذا الجسد الجديد مبادرات نبوية في مختلف الحقول من شأنها أن تجمع بين الناس لخيرهم وسعادتهم وترقيهم. وهذه هي الشركة الافقية بين الناس".

اضاف: "كم ركَزنا في هذه الرياضة على أن انتماءنا إلى جسد المسيح الجديد يدعونا لنعمل من اجل إعلاء شأن الانسان وكرامته. فالله خلقه على صورته ومثاله، والمسيح افتداه بثمن دمه الكريم، والروح القدس أهَله ليكون هيكل الله. فلا بدَ من أن يعيش الانسان مرفوع الرأس وبدون خوف. يرفض الذل والتبعية والاستعباد، ويعيش بكرامة في كل ما هو حق وخير وجمال. فلا يرضى لنفسه بأن يعيش في الكذب، ولا يبيع نفسه للشر مهما كانت الاغراءات والوعود، ولا يقترف القباحة في المسلك والعمل والمعاطاة".

وتابع: "هذا على المستوى الشخصي، أما على المستوى الجماعي، فجسد المسيح الجديد، الذي ننتمي إليه، إنما يقوم على ثلاثةٍ مترابطة ومتكاملة، على مثال الجماعة المسيحية الاولى، وهي:المواظبة على تعليم الكتب المقدسة، وعلى ذبيحة القداس والمناولة، وعلى المشاركة في ما نملك ماديا وثقافيا وروحيا مع الاخوة في حاجاتهم".

وختم: "بهذه المقاصد يعود كل واحد منا إلى أبرشيته، شاكرين الله على هذا الاسبوع الغني بالنِعم، وبخطاب الروح القدس للكنيسة في هذه الظروف الصعبة، وسط تحديات خطيرة، وانتظارات كبيرة من شعبنا وشبابنا في لبنان والشرق الاوسط وبلدان الانتشار. ويسعدنا أن ينضم إلى مجمعنا المقدَس والجسم الاسقفي، باختيار من الروح القدس ومنا، مطارنة جدد يشاركوننا في ذبيحة الشكر هذه. نسأل الله، بشفاعة امنا مريم العذراء، أن يبارك اختيارهم، ويقود خطاهم إلى ما فيه مجده وخير الكنيسة وخلاص النفوس. وإننا سنهنئهم سوية في ختام هذه الذبيحة، ونُكرِم في الوقت عينه سيادة أخينا المطران بطرس الجميل، شاكرينه على ما بذل من جهود وتضحيات على مدى خمسين سنة في خدمة الاصلاح الليتورجي، وطوال خمس وعشرين سنة في رئاسة اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية. كما نعرب عن شكرنا لجميع اعضاء هذه اللجنة، ولكل الذين تعاونوا معها من كهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين علمانيين. إننا نرفع صلاة الشكر معه ومعهم إلى الله على كل الخير الذي جنته وتجنيه الكنيسة من الاصلاح الليتورجي، وعلى كل النعم الالهية التي أفاضها على جميع المؤمنين. للآب والابن والروح القدس نرفع آيات اللتسبيح والمجد، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

مارون عمار بعد انتخابه مطرانا: شعاري "المحبة للوحدة"

وطنية -بشري- 16/6/2012 شكر المونسنيور مارون عمار اثر اعلانه مطرانا منتخبا نائبا بطريركيا على الجبة، "الله على إحلاله نعمته علي، ونعمته تكفيني مذ دعاني كاهنا لخدمة كهنوت العهد الجديد الجامع، واليوم يدعوني اسقفا لخدمة التعليم والتقديس والتدبير". كما شكر "قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الذي ثبت انتخابي من قبل مجمع كنيستنا المارونية برئاسة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وأرفع لغبطته ولنيافة الكاردينال صفير وسائر أعضاء المجمع المقدس اعمق آيات الشكر والمحبة والوفاء". وتوجه الى ابناء نيابة الجبة البطريركية "الأحباء كهنة ورهبانا وراهبات وعلمانيين قيادات ورأيا عاما بمختلف هيئاته وتنوعه بكلمة أولى لهم، لأؤكد ان جميعهم في قلبي ولن يفضل بمحبتي سوى الضعفاء منهم كونهم القضية الأولوية في ضميري، وتصميمي الأكيد على خدمتهم بروح المحبة والتضحية مهتديا بتعليم الكنيسة لنا لكي نبذل ذاتنا في سبيل الرعية، لنجمعها في الوحدة ونقودها الى يسوع المسيح. لذلك ارفع شعار خدمتي الجديدة "المحبة للوحدة"، بكل ابعاد المصالحة والسلام وتحرير الانسان التي تحملها وانني بذلك اكمل رسالة من سبقوني على خدمة نيابة الجبة ورعايتها وأتبع خطاهم وعلى راسهم نيافة الكاردينال صفير. وفي ما استشعر عبء المسؤولية استلهم روحانية الوادي المقدس، في سبيل شهادة مثمرة نستعيد معها روحانية قنوبين ونحياها عبر حياة قوامها الصلاة والتجرد والتخلي والاغتناء بنعمة الفقر والبساطة والتواضع، وقبول الآخر على اختلافه والدفاع الدائم عن الحق والحقيقة والعدالة وتفضيل الضعفاء بالمحبة". وشكر جميع الذين اتصلوا مهنئين فور اعلان انتخابه، وسأل الله "أن يغمرهم بفيض بركاته، واعتذر عن عدم تقبل التهاني، بانتظار سيامتي الأسقفية، وفق ترتيب يعلن لاحقا".

 

المنسقية/في اسفل مقالتين تبين ما تقوم به جريدة السفير لجهة التحريض والتسويق للراعي ولسياساته نشرت بتاريخ 16 حزيران/12

 

عرائـض «آذاريـة» تطالـب الفاتيكـان بإقـالة الراعـي! 

غراسيا بيطار/السفير 16 حزيران/12

يعيش البطريرك الماروني بشارة الراعي هذه الأيام ما يشبه «الحرب ضد تجار الهيكل» وتكاد آذان أهل الصرح البطريركي في بكركي تصاب بالطرش جراء صخب «الجولات المكوكية» لـ«فريق 14 آذار» بين السفارة البابوية في حاريصا والكرسي الرسولي في الفاتيكان.. والهدف ليس رفع الصلوات على «نية لبنان ومجده»، بل «رفع عرائض تطالب بإقالة الراعي بتهمة انحيازه لفريق ضد آخر في لبنان». تناهت الى مسامع بكركي أسماء «آذارية» عدة، ذهبت لتحرض الفاتيكان على من أوحى بانتخابه البطريرك السابع والسبعين لموارنة لبنان. تبرز أسماء عدة. منها من «يقيم» في «الأمانة العامة» ومن يحمل الصفة الحزبية السابقة، حتى إن عدسة أحد الهواة التقطت عن غير قصد صورة مستشار مرجع حكومي سابق في أحد أفخم فنادق روما مع مسؤول فاتيكاني كبير في مطلع حزيران الحالي.

ومن القضايا التي يمكن الاستناد اليها كشاهد على «وضع العصي في دواليب الراعي» مسألة انتخاب المطارنة. فما أن ينتخب مطران ما «ثمة من يتبرع لمهاجمته في دوائر روما، ما يتسبب في إطالة المدة لتصديق انتخابه فاتيكانيا وربما لإلغائه أحيانا». وهنا يتساءل البعض من أهل الكنيسة عن الحكمة من «فتح الفاتيكان أبوابه لهؤلاء علما أن روما لم تكن تسمع إلا لسيد بكركي وللمطارنة الأربعين الممثلين بشخصه». لماذا غرز السهام في ظهر البطريرك؟ تجيب الأوساط الكنسية، «ربما لأنه فاق هؤلاء في الوطنية والانفتاح والاعتدال وبأن لبنان مساحته أكبر من تلك الفاصلة

بين نهر الكلب وحاجز المدفون». وتضيف: «لم يبلعوا له بعد زيارته للجنوب وكأن آلاف المسيحيين المقيمين في رميش وعين إبل ودبل غير موجودين مثلا؟ يقفون ضده لأنه يريد إخراجهم من قمقمهم ولأنه عصي على أن يفصّلوه على القياس الذي يريدونه هم له». في سكون معراب يتساءل سمير جعجع على قاعدة «ضربني وبكى سبقني واشتكى» فيقول: «لماذا تشن بكركي حملة ضدي»؟ لم يتلقف «سياسة الباب المفتوح» التي يعتمدها البطريرك الراعي منذ توليه الكرسي البطريركي، لا بل هو قرر أن يخالف توجيهات بكركي بعدم مشاركته في الحوار الوطني في بعبدا بدعوة من رئيس البلاد... وهو اليوم القطب المسيحي الوحيد الذي يقاطع رأس الكنيسة المارونية. والسؤال المطروح: «ماذا يمنع جعجع أن يدق باب بكركي و«يفلش» على طاولة «سيدها» كل هواجسه وانتقاداته، وما الذي يمنع «فريق 14 آذار» من مصارحة البطريرك بكل ملاحظاته؟ في «الجمعة» الأولى التي احتضن فيها الراعي، الأقطاب الموارنة الأربعة (أمين الجميل وميشال عون وسليمان فرنجية وسمير جعجع) بعيد انتخابه بطريركا منذ أكثر من سنة، شدد سيد بكركي آنذاك على ضيوفه وفي حضور الحبيس يوحنا خوند على أن «خطابنا يجب أن يكون عبر الحوار المباشر والصريح لا عبر الإعلام». لكن الكنيسة تلمس «تخديرا ما» لهذا الفريق الذي يساهم في خلق جو «مهيئ لحرب أهلية عبر الشحن الطائفي والمذهبي والذي لا يكلف تلك الحرب إلا إشعال عود كبريت». وتتساءل الأوساط الكنسية في محاولة لإيجاد جواب: «إذا لم يكن حرا في قرار المقاطعة فهل سيكون حرا في قرار العودة كالابن الضال الى بكركي؟». يبتسم الراعي للسهام التي تتوجه إليه، ويتذكر الكلام العفوي للناس الذين زارهم في بيوتهم في المناطق اللبنانية كافة، فهي خير ردّ: «شكرا سيدنا لأنك قرّبت المسافات بين كل اللبنانيين».

توران في بيروت

الى ذلك، وصل رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال جان لويس توران، مساء امس، إلى بيروت، لتمثيل دولة الفاتيكان في المؤتمر الذي سيعقد في بيروت بعنوان «الحوار بين الأديان» يوم الأربعاء المقبل. وأكد توران أن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر، الى لبنان بين 14 و16 أيلول «ما زالت في موعدها».

 

ملاحظات روما على أداء الراعي "لا تلغي استمرار الحماسة لدوره وانفتاحه"

الفاتيكان وبكركي: توافق على المبادئ.. واختلاف على "الارتجال"

دنيز عطالله حداد (السفير)، الجمعة 15 حزيران 2012

تحمل زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر المتوقعة الى لبنان ما بين 14 و16 أيلول المقبل دلالات كثيرة للبلد عموما وللمسيحيين خصوصا. وقبل أن تكون الزيارة، رسالة طمأنة ودعم لمسيحيي الشرق، «هي تأكيد على تمسك الفاتيكان بالعيش المشترك في هذه المنطقة والقيم التي تندرج تحت هذا الخيار وتتمحور حوله». لذا ستبقى الزيارة المتوقعة تحت الضوء ومحل اجتهادات ومتابعات وتحليلات. وكان لافتا للانتباه في الساعات الأخيرة، التسريبات حول احتمال إلغاء الزيارة، الأمر الذي استوجب تدقيق الأوساط الكنسية اللبنانية في صحة المعلومات خصوصا بعد ان ذهب بعضهم الى حد التلميح أنها «إشارة فاتيكانية أولى تمهيدا لتأجيل الزيارة أو إلغائها». وقد استوجب التشاور الذي حصل بين بيروت وروما، صدور بيان رسمي عن الفاتيكان، أمس، تضمن تأكيدا أن زيارة البابا إلى لبنان «ما تزال مقررة وتجري التحضيرات لها بنشاط بالرغم من الأزمة السورية».

وخلصت مصادر كنسية ورسمية لبنانية، على تواصل يومي مع الدوائر الفاتيكانية، إلى أن الاستعدادات متواصلة في الكرسي الرسولي تحضيرا للزيارة والعمل على إنجاحها. وأن اللجنة اللبنانية المكلفة التحضير للزيارة تتقدم في عملها. وتوضح مصادر كنسية «ان الفاتيكان الحريص بطبيعة الحال على أمن البابا وسلامته، يبدي حرصا اكبر على سلامة المشاركين في الاستقبال سواء اللبنانيون منهم او المؤمنون الآتون من دول الجوار اللبناني. لذا فإن أحداثا امنية كبيرة او مخاطر جدية وخطيرة ستكون كفيلة بتأجيل الزيارة، لكن اليوم، ووفق المعطيات الموجودة، لا تغيير في جدول الزيارة ولا موعدها المقرر». يفتح النقاش حول زيارة بنديكتوس السادس عشر الباب على العلاقة بين الكرسي الرسولي والكرسي البطريركي في بكركي.

ففي الشهرين الماضيين، تسرب كثير من الكلام حول «انزعاج فاتيكاني من بعض مواقف البطريرك بشارة الراعي الذي ذهب بعيدا في انتقاد «الربيع العربي» وإشهار خوف مبالغ فيه من الاسلاميين. وعلى الصعيد اللبناني، بدد سريعا الإجماع الذي حظي به لحظة انتخابه قبل سنة ونيف». تشرح مصادر كنسية واسعة الاطلاع «ان الفاتيكان دولة تقوم على عدد كبير من المؤسسات والدوائر المتداخلة والمستقلة في آن. والقيّمون على هذه الدوائر هم في النهاية أفراد وبشر، لهم رؤيتهم ونظرتهم المستقلة القابلة للنقاش والتوافق او الاختلاف حولها في الفاتيكان نفسه. لكن متى اتخذ قرار ما فإنه يصبح ملزما للجميع.. والطاعة شرط من شروط الالتزام الكهنوتي».

تضيف المصادر أنه لم يعد خافيا «ان البطريرك الراعي جاء بدعم فاتيكاني واضح. وقد زكّاه رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري وساهم في تسهيل انتخابه. ولكن خصوصية البطريركية المارونية، وطبيعة العلاقة بين الفاتيكان وبكركي تجعل تأثير الاولى على الثانية وجدانية عميقة اكثر منها عملية حسابية على الموقف والكلمة او تدخلا في شؤون تفصيلية صغيرة. يفهم الفريقان بعضهما من دون جهد او عناء. هما يلتزمان الشركة القائمة على المحبة ويعملان بهديها، مع تأكيد احترام الكنيسة المارونية الابنة للكنيسة الأم وتقبل سعة معرفتها بمصالح أبنائها في كل العالم». وتؤكد المصادر حماسة الفاتيكان لانتخاب الراعي. «فهو نشيط ومتحمس ومنفتح ويتواصل مع ابناء كنيسته كما مع أبناء الكنائس وحتى الاديان الاخرى، ويطمح الى تحويل الكنيسة المارونية الى مؤسسة منظمة. امضى سنوات طويلة في روما ويفهم آليات العمل وأساليب التفكير ومقاربة الامور.

دعم الفاتيكان للراعي قائم ومستمر الى اليوم. لكن بعض الدوائر تسجل ملاحظاتها على جزء من مواقفه. فالفاتيكان عموما لا يحب الارتجال، والبطريرك الراعي، بعفوية غالبا وعن قصد في ما ندر، يرتجل ويسترسل في شرح فكرته. ومنذ انتخابه الى اليوم ظهر وكأنه يناقض نفسه احيانا. ربما هذا صحيح في الشكل. لكن للبطريرك قناعات راسخة بناها بعد عمق تفكير ودراسة واستشارة.  ولكن ربما لم ينجح دائما في التعبير عنها بالدقة المطلوبة؛ ناهيك انه في لبنان هناك من يتوقف على الحرف والفاصلة ويبني عليها تحليلاته». وعن مدى تطابق مواقف البطريرك مع مواقف الكرسي الرسولي، تجيب المصادر «لا يمكن الا ان تكون متطابقة. لكن للطرفين خصوصية التعبير، وربما ارتجال الراعي ساهم احيانا في اظهار تمايزها. البطريرك حريص كما الفاتيكان على حرية الشعوب واستقلالها وكل ما يواكب ذلك من مساواة وعدالة اجتماعية واحترام كرامة الإنسان وحقوقه. والبطريرك كما الفاتيكان ضد الديكتاتوريات وحكم الأنظمة الواحدة القمعية، لكنهما، على المستوى العربي، يحتفظان بحقهما في التحذير من اية بدائل متطرفة تلغي هوية المنطقة وتراثها الغني بالتعددية. ان الكنيسة تحترم خيارات الشعوب في التغيير ولا يمكن الا ان تنحاز اليها شرط ان تحترم هي بدورها حرية كل مكونات مجتمعاتها فلا تذهب بالأقليات وهم خميرة الشرق وملحه».

 

الجيش أقام حواجز على الحدود في عرسال والأهالي لاقوه بلافتات مؤيّدة ودعم لخطواته

  بعلبك – "النهار"/حدث جديد بارز على مستوى الازمة الحدودية في عرسال طرأ من لبنان هذه المرة في اليومين الماضيين، وتمثل باحداث نقاط ثابتة للجيش عند بعض معابر التهريب على طول المنطقة الجردية الحدودية التابعة عقاريا لبلدة عرسال والمتاخمة للحدود السورية، خصوصا في محلتي حليمة وخربة داود، في محاولة لاستعادة زمام الامور والحد من الحوادث الامنية التي تتعرض لها هذه المنطقة ووقف التهريب ومنع الخروق الحدودية من الجانب السوري بعد الحوادث الامنية العديدة هنالك منذ بداية الحوادث في سوريا، والتي ازدادت خلال الشهر الفائت وبداية الشهر الحالي.

وانتشار الجيش كان موضع ترحيب من اهالي البلدة الذين انتظروه منذ مدة. واختصر العرساليون ما حدث في مشهد واحد هو رفع لافتات مؤيدة لملاقاة الجيش في شوارع البلدة، معتبرين ان للجيش ثلاث مهمات أساسية هي الدفاع عن الحدود وبسط سلطة الدولة ورفع المعاناة عنهم نتيجة تعديات الجيش السوري، وخصوصا خلال هذه الفترة، لان مصدر الرزق الوحيد للبعض من الاهالي هو المنطقة الجردية من خلال وجود بساتينهم المزروعة بالكرز والمشمش والاجاص. ورحب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري بهذه الخطوة مؤكدا "ان اهالي البلدة يضعون كل ممتلكاتهم بتصرف الجيش ومع التسهيلات اللازمة خصوصا عند المناطق الحدودية، لعلها تحد مما يتعرض له الاهالي من خطر نتيجة الخروق السورية المتكررة وتوقيف المزارعين.

 

قتيل و7 جرحى بينهم عسكريان حصيلة اشتباك في البارد

توتر الوضع الامني في مخيم نهر البارد بشكل دراماتيكي مساء أمس بعدما اوقف حاجز للجيش عند المدخل الشمالي للمخيم ثلاثة شبان فلسطينيين من ابناء المخيم عرف منهم  محمد م. كانوا جميعا على دراجات نارية لا تحمل اوراقا ثبوتية. وأثار التوقيف حفيظة الاهالي  الذين بادروا الى التجمع متجهين نحو الحاجز، ورشقوه بالحجارة، مما اضطر عناصر الجيش الى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم. لكن الامور تفاقمت مع اصرار الاهالي على اطلاق الموقوفين محاولين الاقتراب من الحاجز واشعال الاطارات ووضع العوائق، حيث افيد عن عراك بالايدي وتضارب  ورشق بالحجارة رفعت منسوب التوتر، وأرغمت عناصر الجيش على اطلاق النار في الهواء في محاولة منها لابعاد الاهالي عن الحاجز. وذكر وفق معلومات اولية سقوط قتيل هو احمد قاسم (17 عاماً) وإصابة ناصر راشد (19 عاماً) بجروح بالغة، فضلاً عن 6 جرحى بينهم عسكريان نقلا الى احد مستشفيات عكار، في حين نقل الجرحى الفلسطينيون الى "مستشفى الخير" في المنية، ونقلت جثة القتيل الى "المستشفى الاسلامي" في طرابلس. وجرت اتصالات على مستويات عليا  في محاولة لوضع حدّ للتوتر واعادة الهدوء الى المخيم ومعالجة الامور، فيما استقدم الجيش تعزيزات مدعماً بها حواجزه ومواقعه داخل المخيم، واقام حواجز على الطريق الرئيسية خارج المخيم في العبدة والمحمرة.وقرابة التاسعة ليلاً، كانت التظاهرات الاحتجاجية لا تزال قائمة في شوارع المخيم الداخلية، وعقد ممثلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في مخيم نهر البارد اجتماعات وظلوا على تواصل مع قياداتهم في بيروت لاطلاعها على المستجدات والبحث في طرق المعالجات.

 

النظام السوري يعدّ لائحة قضاة لخلافة ميرزا

المستقبل/ذكر موقع "الرواد" ان النظام السوري ارسل لائحة تتضمن اسماء قضاة الى مسؤول امني حزبي لبناني كبير، ليختار واحداً منها لخلافة مدعي عام التمييز سعيد ميرزا وهم القضاة: حاتم ماضي، فوزي أدهم، أحمد عويدات، خالد زودة وغسان عويدات.

 

نصرالله: صواريخنا قادرة على بلوغ الأهداف الحيوية داخل فلسطين

 المستقبل/حذر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من محاولات الولايات المتحدة وعملائها "للالتفاف على الثورات والصحوات الاسلامية في المنطقة". وشدد في مقابلة مع قناة تلفزيونية ايرانية، على انه "لا يمكن مقارنة القدرات العسكرية لحزب الله بالفترة السابقة"، مضيفاً: "ان صواريخ المقاومة باتت قادرة على الوصول الى جميع الاهداف الحيوية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة".

واذ اشار الى "اعتراف الكيان الاسرائيلي بقدرات حزب الله الصاروخية الرادعة"، رأى ان "كيان الاحتلال اصبح أوهن من أي وقت مضى، وتهديداته بضرب ايران مجرد حرب نفسية ومحاولة لابتزاز المجتمع الدولي".

 

السفير" تورد خبرا عن خلاف بين سمير وستريدا جعجع حول انتخابات الكورة... والقوات اللبنانية تنفي

الكلمة اونلاين/أشارت معلومات لصحيفة "السفير" الى أن "التباين في وجهات النظر في ترشيح "القوات اللبنانية" لـ فادي كرم عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة، بدأ من معراب وتحديدا بين رئيس الحزب سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع التي كانت تقوم بـ "حبكة" سياسية عبر ترشيح ماري حبيب زوجة النائب الراحل فريد حبيب، وكانت باشرت سلسلة اتصالات مع كل الأفرقاء السياسيين لتأمين فوزها بالتزكية، إنطلاقا من أن ماري "لا تشكل استفزازا لأي من الأفرقاء، وهي تأتي لتكملة ولاية زوجها على مسافة عام واحد من الانتخابات النيابية"، وحاولت ستريدا الاستفادة من عدم رغبة قوى الأكثرية في خوض انتخابات فرعية واتجاهها لتحشيد طاقاتها للاستحقاق الكبير في العام 2013، وهي تلقت معطيات تصب في هذا الاتجاه".

وأشار المتابعون الى أن "جو حبيب إبن أخ الراحل فريد حبيب ما زال يفكر جديا في تكملة ولاية عمه معتمدا على عطف أبناء كوسبا (مسقط رأس الراحل) خصوصا وأبناء الكورة عموما"، فضلا عن إصرار "الكتائبي العتيق" المهندس جون مفرج على الترشيح ليدخل لاعبا مضاربا على ساحة "قوى 14 آذار"، وهو أكد لـ"السفير" أنه "ماض في ترشحه حتى النهاية، وأن إعلان رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل عن دعمه لخيار جعجع قد حرره من كل القيود التي كان يرتبط بها أقله أخلاقيا مع "الكتائب".في المقابل، تتجه مكونات الأكثرية في الكورة الى دعم خيار قيادة "القومي" في ترشيح "من تراه مناسبا لخوض هذه المعركة".

وفي هذا الاطار، أشارت مصادر "تيار المردة" الى أنه "ليس لديها أي مرشح وأنها ستدعم توجهات قوى الأكثرية بهذا الخصوص"، في حين أوضحت مصادر "التيار الوطني الحر" أنها "تنتظر قرار قيادة "القومي" كونه المعني الأول في هذه المعركة الانتخابية الفرعية بعدما قرر جعجع إقتحام عرين "القوميين" التاريخي في أميون".

ووفق المعلومات، فان "قيادة "القومي" ما تزال تدرس خياراتها وأن رئيس الحزب النائب أسعد حردان باشر بعقد سلسلة اجتماعات، على أن يتخذ القرار النهائي مطلع الاسبوع المقبل".وتضيف المعلومات أن "الحزب يتجه نحو ترشيح شخصية من أميون التي باتت اليوم عنوان هذه الانتخابات الفرعية، بعدما فرضت خطوة سمير جعجع ذلك، ويُطرح في هذا الاطار إسم رجل الأعمال غسان رزق وهو قريب من "القومي" لكنه ليس منظما بالمعنى الحزبي الضيق، وتربطه علاقات مميزة مع كل مكونات الأكثرية وهو من المساهمين في محطة "أو تي في"، فضلا عن التداول بأسماء كل من: جورج البرجي، وليد العازار، ونعيم العجيمي وكلهم من أميون ومقربون من "القومي".

ولم يستبعد حزبيون إمكان دخول "القوميين" الى عمق الحسابات العائلية في أميون من خلال ترشيح شخص من آل كرم، خصوصا وأن هذه العائلة "معروفة تاريخيا بتوجهاتها القومية". ويطرح في هذا الصدد إسم نائب رئيس بلدية أميون غسان كرم وهو أحد أقرباء مرشح "القوات" فادي كرم الذي سيعلن غدا برنامجه الانتخابي من أميون".

وأوضح أحد الناشطين القوميين في أميون لـ"السفير" أن "القوات" تحاول اليوم استهداف الحزب "القومي" في عرينه، وأن جعجع يريد دخول أميون من الباب الانتخابي بعدما دخلها في العام 1976 على ظهر الدبابات"، لافتا النظر الى أن "الحزب ليس ضد ترشيح أي "قواتي" من أي منطقة كورانية، وأن الأكثرية كانت تنوي ترك هذا المقعد لأرملة النائب الراحل فريد حبيب لاكمال ولايته، لكن يبدو أن جعجع يريد إحراج "القوميين"، ونحن سنكون على قدر هذه المواجهة الانتخابية، وبالتالي فان الانتخابات الفرعية لن تكون نزهة بالنسبة لـ"القوات"، وستقدم نتائجها الجواب على سؤال "أميون لمن؟".

في المقابل، صدر عن الدائرة الاعلامية - جهاز الاعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" البيان الآتي:

عطفاً على المقال المنشور صباح السبت في صحيفة "السفير"، للكاتب غسان ريفي، والذي يشير فيه الى خلاف داخل "القوات" حول تسمية مرشحها في الكورة، يهمّ الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" توضيح ما يلي:

- ان كل الكلام عن خلافات حول هذا الموضوع مع عائلة النائب الراحل فريد حبيب هو عار من الصحة ويجافي الحقيقة بشكلٍ كامل، بل اكثر تدخل في باب الدسّ الرخيص.

- ان المرشح النقيب كرم، تمّ اختياره وفقاً لمبدأ الشورى المعتمد داخل الحزب، واصول النظام الديمقراطي الذي يطبقه، ووفقاً لاحكام المواد القانونية المرعية الاجراء وذات الصلة، وهذه الامور لا تخضع لاي اعتبارات مناطقية او عائلية متصلة ببلدة اميون او كوسبا او بطرّام او سواها، وان زجّ اسم النائب ستريدا جعجع وعائلة الراحل الكبير فريد جبيب بالاسلوب الذي تمّ، انما يرتبط ارتباطاً مباشراً بخلفية غير بريئة، لم تتمكن من تحقيق اهدافها الواضحة لكل القواتيين واللبنانيين، في زمن الوصاية البائد، فكيف بالحري في يومنا هذا.

- سها عن بال كاتب المقال، ان المؤتمر الصحافي لمرشح "القوات اللبنانية" في الكورة، يعقد الأحد في دارة النائب فريد حبيب في كوسبا عند الثانية عشرة ظهراً... ونأمل حضوره.

 

انتخابات الكورة: هل تتكرر تجربة المتن الفرعية؟

وجدي ضاهر/الشفاف

خلافا لما تم تشييعه في الايام الماضية، فإن إنتخابات الكورة الفرعية لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب فريد حبيب لن تكون سهلة، وهي غير مضمونة النتائج بالنسبة لقوى 14 آذار.

فحتى مساء امس ساد اعتقاد بأن مرشح القوات اللبنانية النقيب فادي كرم سيفوز بالتزكية! إلا أن التجارب السابقة تشير الى ان قوى 8 آذار لن تعطي "القوات اللبنانية" مقعدا نيابيا غير مضمون. على غرار الإنتخابات الفرعية التي جرت لملء المقعد الذي شغر باغتيال النائب بيار الجميل، حيث لم تتم مراعاة ظروف الاستشهاد وخسرت الكتائب المقعد لصالح المرشح العوني. فلماذا ستترك قوى 8 آذار "القوات" تنعم بالمقعد النيابي في الكورة بالتزكية، وإن لفترة تقل عن السنة؟ المعطيات الميدانية تشير الى ان ان قوى 8 آذار سوف تستفيد من إرغام القوات ومن خلفها قوى 14 آذار على خوض معركة إنتخابية تستفيد منها قوى 8 آذار على أكثر من صعيد، وقد تكون نتيجتها مقعدا نيابيا إضافيا.

فالمعطيات على ضفتي المعركة الانتخابية تشير الى التالي:

تخوض قوى 8 آذار معركتها الانتخابية بمتمول من الحزب السوري القومي الاجتماعي وهو غسان رزق، على تقاطع مع التيار العوني، من خلال تملكه مؤخرا 30 بالمئة من أسهم محطة البرتقالة العونية.

نأى الوزير فرنجية ومن خلفه الوزير فايز غصن ومعهما التيار العوني عن خوض الانتخابات مباشرة، وكلفوا الحزب السوري القومي القيام بهذه المهمة وذلك للإعتبارات التالية:

خشية الوزير فرنجية من اية إشكالات امنية تطرأ خلال الانتخابات وهي ستكون بين القوات من جهة والحزب السوري القومي من جهة ثانية، ما سينعكس سلبا على الوضع الميداني للمردة في الانتخابات المقبلة، خصوصا ان المردة سيقفون الى جانب الحزب القومي في مواجهة القوات.

خشية قوى 8 آذار من أي خلاف بين المستقبل والحزب السوري القومي، بما لا يمكن ضبطه، بحيث لان اي خلاف بين الجانبين مرشح للامتداد في ظل أجواء الشحن والتوتر الحالية الى غير منطقة تماس بين المستقبل والحزب القومي.

الى ذلك نجح التيار العوني وقوى 8 آذار الى دفع الحزب السوري القومي الى واجهة المعركة الانتخابية من اجل إنجاز إستطلاع لموازين القوى في المعركة الانتخابية المقبلة.

الى ما سبق تدخل قوى 8 آذار المعركة الانتخابية تدعمها حكومة بأجهزتها الامنية والخدماتية فضلا عن موقف الكنيسة المارونية الذي، في أفضل الاحوال يقف، في منزلة محايدة أقرب الى قوى 8 آذار منه الى قوى 14 آذار، إضافة الى القدرات المالية للمرشح رزق التي يستفاد منها في المعركة الفرعية.

في الضفة المقابلة تبدو القوات اللبنانية الاكثر تنظيما وإستعداد للمعركة الانتخابية. ولكن حجم القوات ليس كافيا لربح المعركة الانتخابية في مواجهة قوى 8 آذار. فالى جانب القوات، هناك أيضا شعبية نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري التي تشكل ايضا رافعة رئيسية لقوى 14 آذار، وهناك أيضا تيار المستقبل من خلال أصوات الناخبين السنة البالغ عددهم قرابة 4000 ناخب غالبيتهم من مؤيدي تيار المستقبل، إضافة الى الكتائبيين الذين أعلنوا صراحة عن تأييدهم لمرشح القوات.

وفي ضوء الصورة السابقة تدخل قوى 14 آذار المعركة الفرعية، لتؤكد تحالفها من جهة ولكن تبقى أسئلة برسم هذه القوى.

هل ينجح نائب رئيس المجلس، مكاري، في حشد أنصاره لتأييد مرشح القوات؟

هل يستطيع تيار المستقبل بغياب رئيسه، وبعد الإرباكات التي تعرض لها بسبب ونتيجة هذا الغياب، حشد انصاره لتأييد مرشح القوات؟

إذا كانت القوات اللبنانية تستطيع تجاوز الخلافات التي نشأت بسبب ترشيح النقيب كرم للمقعد النيابي، فهل يمكن تجاوز العقدة الكتائبية المتمثلة برغبة حزب الكتائب بالحصول على نائب في قضاء الكورة؟

المراقبون يرجحون ان لا تكون المعركة الانتخابية في الكورة مضمونة النتائج لقوى 14 آذار وليس هناك ما يمنع تكرار تجربة المتن الفرعية.

 

إنتخابات الكورة: عون وفرنجية استمزجا الراعي رأيه في خوضها ضد القوات!

الشفاف/زار سليمان فرنجية والعماد عون البطريرك الراعي واستمزجاه رأيه في خوض انتخابات الكورة في وجه "القوات اللبنانية. البطريرك تمنى عليهما عدم خوضها، ويقول فرنجية وعون انهما نزلا عند رغبته! الواقع ان فرنجية وعون قرءا الارض واقعيا، واعتبرا أن المعركة غير مضمونة النتائج. يضاف إلى ذلك، ان اي معركة في الكورة قد تتحول سريعا الى مواجهة بين القوات والحزب القومي، وتاليا بين الموارنة والروم الارثوذكس، وسوف يتورط فيها فرنجية حكما الى جانب القومي. او ان هذه المعركة ستتحول مواجهة بين المستقبل والقومي، وتاليا سيدفع ثمنها المسيحيون في الشمال وقد تمتد الى عكار وربما الى مناطق تماس اخرى بين المستقبل والقومي. وبناء عليه، لا حاجة لفتح هذه الجبهة حاليا خصوصا ان فترة ولاية النائب المرتقب قصيرة نسبيا. يبقى ان مجموعة عونية تسعى الى تبني ترشيح المتمول غسان رزق الذي اشترى مؤخرا 30 % من اسهم تلفزيون "أو تي في"، وهو قومي سوري، لكي لا يفوز مرشح القوات بالتزكية من جهة ولاستغلاله ماديا من جهة اخرى.وأفادت معلومات ان فرنجية يخشى اوامر سورية له بخوض المعركة الانتخابية في وجه القوات لاسباب وغايات سورية، أي لتوتير الاوضاع في الشمال انطلاقا من الكورة.

 

استمرار التوتر في "البارد" بعد سقوط قتيلين و9 جرحى

 يستمر التوتر في مخيم نهر البارد بعد سقوط قتيلين أحدهما من آل غنومي و9 جريحى، في مواجهات بين الاهالي المحتجين على توقيف حاجز الجيش لاحد الفلسطينيين من ابناء المخيم ويدعى (محمد. م) على دراجة نارية لعدم حيازته اوراقا ثبوتية. وعمد الاهالي الى رشق عناصر الحاجز بالحجارة واشعال الاطارات عند الشارع الرئيسي للمخيم مطالبين بالافراج عن الموقوف. كما أفادت المعلومات عن استقدام الجيش لتعزيزات ضخمة ودخوله المخيم لضبط الوضع هناك.

 

لجنة بكركي" ترفع مشروعين الى الراعي

 المستقبل/نقلت "وكالة الأنباء المركزية" أمس عن مصادر اطلعت على مداولات الاجتماع الأخير للجنة الفرعية المنبثقة عن اللقاء الماروني في بكركي المكلفة مناقشة قانون الانتخاب، أن "المناقشات دخلت مرحلتها النهائية لرفع مقترحاتها الى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي قبل نهاية الشهر الجاري". وأوضحت أن "اللجنة ستضع مشروعي قانون يحدد الأول 40 دائرة انتخابية تجري فيها الانتخابات على أساس مبدأ الأكثرية وهي دوائر تضم في معظمها مقعدين الى 4 مقاعد كحدّ أقصى. وقد أنجزت اللجنة التقسيمات الإدارية الجديدة باستثناء ما يتصل بالعاصمة بيروت ومدينة زحلة"، مشيرة الى أن "هذا المشروع يحظى بالأولوية بحسب إجماع حوله من أعضاء اللجنة كافة". ولفتت الى أن المشروع الثاني "يقترح مجموعة تقسيمات إدارية موسعة نسبياً، بحيث يراوح عدد أعضاء المرشحين للانتخابات النيابية في الدائرة بين 8 و11 مرشحاً كحدّ أقصى، على أن تجري فيها الانتخابات على أساس النسبية. وفي هذا الاقتراح دوائر كبيرة حيث الأكثرية من لون واحد مثل البترون والكورة وبشري وزغرتا، فتكون دائرة واحدة كبيرة تجري فيها الانتخابات على أساس النسبية"، معتبرة أن "هذا المشروع الأقرب الى مشروع الحكومة اللبنانية أو ما عُرف سابقاً بمشروع الوزير زياد بارود والتعديلات التي طرأت عليه ليعرف لاحقاً بمشروع الوزير مروان شربل".

 

ميقاتي و"حزب الله" ينتحلان "قدسية".. السلاح

ألان سركيس/المستقبل

تُصيب نظريّة "قدسية السلاح" من قِبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و"حزب الله" صلب الديانة المسيحيّة، كما الديانات الأخرى. فـ"حزب الله" أنزل القدسية من السماء الى الأرض وجعل محورها السلاح، فالسلاح "مقدّس"، والمتهمون الأربعة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "قدّيسون" لدى "حزب الله"، وببساطة الرشاش "مقدّس"، والرصاص "مقدّس"، والقمصان السود "مقدّسة"، وصواريخ رعد وزلزال وفجر "قمة القداسة". لا ينسى اللبنانيون ردّ الفعل الذي قام به "حزب الله" عندما قام المخرج شربل خليل بتقليد شخصيّة السيد حسن نصرالله في برنامج "بس مات الوطن"، فقام مناصروه بالتعبير عن غضبهم أيضاً بقدسية منقطعة النظير وقاطعة للطرق ولا سيما طريق المطار، في وقت يؤيد شربل خليل خط "التيار الوطني الحرّ" حليفهم المفضّل، ولم يسلم من كل أنواع التهديد والوعيد هو والمحطة التي يعمل فيها.. حتى اعتذر. هذه التصرفات تترك تساؤلات عدة في الشارع المسيحي، الذي يشعر بأنّ "حزب الله" يصون معتقداته وشخصياته السياسية والدينية، ومستعدّ لافتعال حرب طائفية إذا تعرّض أحدهم من غير قصد ومن دون أي نيّة سيئة لهم، فيما يمضي هو ورئيس حكومته ميقاتي في استعمال مصطلحات دينية للسلاح، تُشكّل إساءة للأديان، ومسّاً بأقدس المقدسات.

هذه التصرفات تستفزّ الشارع المسيحي والقيادات السياسية، ويرفض عضو كتلة "الكتائب" النائب سامر سعادة في حديث إلى "المستقبل" اعتبار "سلاح حزب الله مقدّساً، فنحن أناس مؤمنون ونقدس الله، نعتبر أيضاً أن الإنسان والدولة والقانون مقدّسين، أما إذا رأى حزب الله أنّ السلاح مقدّس فهذه مشكلته مع ذاته ومع ربّه، وخصوصاً أنه يصدر عن حزب يمثّل جمهوراً مؤمناً، فكيف يرضى أن يُقدّس السلاح؟".

ويعتبر سعادة أن "المشكلة أيديولوجية، وفي فكر حزب لا يؤمن بالمساواة التي هي أهم شرط في بناء الدولة، وسلاحه يمنع المُضي قدماً في عملية تقوية المؤسسات وقيام دولة فعلية".

الإنسان المؤمن يُقدّس ربّه، أما شعار "حزب الله" فهو لتقديس السلاح، أي الحديد والنار، والأسلحة مصنوعة من الحديد، ومن البارود المشتعل، وتُستعمل للتخريب، ومجرد انتقاده يظهر كأنّه مسّ بالمقدسات، وهذا يطرح علامات استفهام عما إذا كان الحزب وصل الى درجة "تحريف الدين" من خلال تقديس أشياء أبعد ما تكون عن الألوهية، ومن العصر الوثني.

البيئة اللبنانية متنوعة وفيها من كل الطوائف، ويؤكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان، أن "لكل بيئة ومذهب أفكارها وقناعاتها، وأنا كإبن زحلة أرفض التطاول على قناعات ومعتقدات غيري، فمقولة السلاح مقدّس مرفوضة، فالإنسان والوطن هما الأسمى والأقرب الى القداسة، فنحن لا نريد السلاح غير الشرعي، وطبعاً لن نرضى بقدسيّته، ومشكلة حزب الله بالتفكير الانفرادي والانطلاق من شعار القدسية لفعل ما يريد تحت ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، غير القابلة للاستمرار".

اختلطت على "حزب الله" نظريات كثيرة أطلقها ولم يعد يعرف كيف سيطبقها أو كيف سيخرج منها، وتبدأ هذه النظريات بعد العام 2000 عندما رفض ذهاب الجيش اللبناني الى الحدود الجنوبية بعد انسحاب إسرائيل بحجة أن الجيش اللبناني إذا وجد هناك سيحمي إسرائيل، ومن ثم نظرية "شكراً سوريا"، ونظرية "محو إسرائيل من الوجود"، واعتبار "يوم 7 أيار يوماً مجيداً"، ونظرية "المحكمة الدولية إسرائيلية"، لكن الأخطر منها كلها هو إنزال القدسية على السلاح لأنه يمسّ جوهر الدين المسيحي. ويرى أمين العلاقات الخارجية في حزب "الوطنيين الأحرار" كميل ألفرد شمعون أن "مثل هذه النظريات البدائية تؤخر تطوير المجتمع والدولة، فمجتمعنا يُلبس القدسية لكل شيء، ويُؤلّه الزعيم، ومن هنا نشاهد الشعب الذي يستمع الى خطاب السيّد حسن نصرالله يقف صفاً واحداً ويستمع الى خطابه وكأنّه شيء مقدّس، كما أنّ بعض الظواهر التي يقوم بها حزب الله تعتبر من القدسية عندهم بينما لا قيمة لها عند غيرهم فاحتفاظه بالدبابات الإسرائيلية والذخائر ومنع المس بها، وكأنها قطع نادرة يدل على ضعف التفكير والتعلّق بأشياء وهمية". هذا النوع من الخطاب يرى فيه شمعون "خطورة، لأن أي مشروع أو مرسوم يريدون تمريره يقولون عنه مقدّس، ويقرّونه على الرغم من مخالفته لأحكام الدستور والقانون اللبناني".

ويمكن القول إن "حزب الله" وميقاتي يستعملان المصطلحات الدينية لتمرير مشاريع ومخططات لا تمتّ الى الدين بصلة، بل تؤمّن مصالحهم... فقط لا غير.

 

عضو كتلة "الحزب السوري القومي" النائب مروان فارس: سنخوض فرعية الكورة بمرشح قومي أو صديق مشترك.. و"اتفاقية بعبدا" توازي بأهميتها "اتفاق الطائف" و"تسوية الدوحة"

ناجي يونس، السبت 16 حزيران 2012

رأى عضو كتلة "الحزب السوري القومي" النائب مروان فارس أنّ حزب "القوات اللبنانية" قرر خوض "معركة" في انتخابات الكورة الفرعية من خلال ترشيحه فادي كرم، مؤكدًا في المقابل أنّ "الحزب القومي سيعلن عن مرشحه لهذه الإنتخابات خلال اليومين المقبلين". فارس، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" قال: "بدأنا الاجتماعات الحزبية الخاصة بهذا الاستحقاق، وحزبنا سيخوض المعركة الإنتخابية في الكورة، بموجب اتفاق بيننا وبين تياري المردة والوطني الحر على خوض المعركة إما بمرشح قومي أو بصديق مشترك لكل هذه الأطراف". وإذ لفت إلى أنّ "اختيار المرشح يتراوح بين أسماء عدة"، أضاف فارس: "لو كان النائب الأسبق سليم سعاده موجودا لكان إسم المرشح قد حُسم، ونحن سنحاول أن نقنع سعادة بالانخراط في هذه المعركة التي تبقى في نهاية المطاف معركة أحزاب وقوى سياسية لا معركة أفراد". وفي ما يتعلق بجلسة الحوار الاخيرة، إعتبر فارس أنها "أنتجت اتفاقية من 17 بندًا توازي بأهميتها اتفاق الطائف وتسوية الدوحة"، مشيرًا إلى أنّ "هذه الاتفاقية بين مختلف الأطراف حصلت بتفاهم له أبعاد عربية ودولية، فالسعودية وبعض الدول العربية دعت لحصولها وكذلك تدعم دمشق هذا الاتجاه رغم أزمتها، الأمر الذي يوفر على لبنان وسوريا مزيدًا من المشاكل".

فارس الذي لفت إلى أنه "تأسيسا على "اتفاقية بعبدا"، إجتمع مجلس الوزراء وباشر بمعالجة القضايا موضع الخلاف"، أكد في هذا السياق أنّ "مجلس الوزراء سيعقد سلسلة من الجلسات لإقرار مشروع الموازنة وبعض التعيينات التي تم الاتفاق عليها بدءًا من مجلس القضاء الأعلى".

وعما إذا كانت طاولة الحوار ستحقق خطوات ملموسة في موضوع سلاح "حزب الله" واستراتيجية الدفاع الوطني، أجاب فارس: "مثلما أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فإنّ سلاح المقاومة مقدّس وهو الذي يحفظ لبنان، أما المعركة التي تخوضها قوى 14 آذار ضد سلاح المقاومة فهي معركة شكلية ولن تؤثر على وجود هذا السلاح"، واستطرد مضيفًا: "سلاح المقاومة موجود في كل مكان من لبنان وكل قوى 8 آذار تدعم "حزب الله" سواء بسلاح أم من دونه، علمًا أنّ سلاح المقاومة موجّه ضد العدو الاسرائيلي ولا علاقة له بالشؤون الداخلية اللبنانية".

 

 

النقيب السابق لأطباء الأسنان الدكتور فادي عبد الله كرم سنخوض "معركة" الكورة بالتعاون مع حلفائنا

الكورة ـ "المستقبل"/بدأت تتظهر صورة المعركة الإنتخابية النيابية الفرعية في منطقة الكورة، إثر إعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع إسم مرشح "القوات" عن المقعد النيابي الذي شغر بوفاة النائب فريد حبيب، وهو النقيب السابق لأطباء الأسنان الدكتور فادي عبد الله كرم، وإعلان الرئيس أمين الجميل تأييد حزب "الكتائب اللبنانية" له لتكتمل بذلك صورة تحالف الرابع عشر من آذار في المعركة ، رغم رهان البعض على التفكك في صفوفها. وبدأت مكاتب "القوات" بالاستعدادات اللازمة للعملية الإنتخابية في مواجهة قوى الثامن من آذار والتي يشكل تيار"المردة" والحزب "القومي" و"التيار الوطني الحر" العنصر المواجه الأقوى بوجه كرم. ففي حين رجح البعض أن التيار العوني سيرشح للمقعد المحامي جورج عطالله برز إسم غسان رزق عن باقي القوى، اما تيار المردة فإنه يتشاور مع هذه القوى لدعم أي مرشح يتفقون عليه، وأكد مقربون أن "المردة" ليست لديه نية حتى الآن في خوض المعركة بمرشح.  النقيب الدكتور فادي كرم، وخلال زيارته مع وفد من العائلة منزل النائب الراحل فريد حبيب حيث استقبلته السيدة ماري حبيب ونجلها زياد ورئيس بلدية كوسبا عقل جريج وحشد من ابناء كوسبا وفاعلياتها، اكد انه سيكمل "المسيرة النضالية التي انطلقت مع الشيخ حبيب صاحب المواقف الصلبة النابعة من الايمان بالقضية التي استشهد لاجلها آلاف القواتيين"، طالبا بركة العائلة. واكدت عقيلة الراحل الدعم المطلق لترشيح كرم متمنية له التوفيق. وعلى هامش الزيارة أشار كرم الى أن اختياره تم بناءً للنظام الداخلي لـ"القوات" عبر الإستشارات التي رفعت الى الهيئة التنفيذية وتمت المشاورات بالروح الديموقراطية، وأعلن ترشيحي، ونتمنى أن تتم كل الأمور في لبنان على هذا الأساس". ولفت الى أن علاقته بأبناء الكورة جيدة، مضيفاً "سنحاول أن نكون منفتحين على جميع الأفرقاء". واكد أنه سيعمل في حال وصوله الى الندوة البرلمانية ضمن إطار الأسس التي تتطلع إليها القوات اللبنانية لإنماء الكورة على مختلف الصعد"، وسيتابع "ما بدأ بتحقيقه النائب الراحل فريد حبيب بالتعاون مع النائبين نقولا غصن ودولة الرئيس فريد مكاري من مشاريع للكورة". وشدد كرم على ان "سد الفراغ الذي تركه النائب حبيب كبير جداً ولكن سنحاول قدر الإمكان أن نتمثل به ونفكر كما كان يفكر لنتمكن من أن نشكل إستمراريةً له خصوصاً وأنه كان يحترم كرامة الكورة ولن نرضى بأن يتجاوز احد كرامة أبنائها". ويتحفظ كرم عن التعليق حول المواجهة مع مرشحي باقي الفرقاء مشيراً الى ضرورة أن تكون الأجواء ديموقراطية وهادئة، اكد ان "القوات اللبنانية" لها حضورها الكبير في الكورة وهي الأقوى على الساحة وقد بدأنا الإستعدادات ووضعنا اللجان وأعددنا الماكينة الإنتخابية التي باشرت عملها بالتعاون مع الحلفاء في تيار المستقبل وحزب الكتائب لخوض معركة محترمة". يشار الى ان عدد الناخبين في الكورة يتخطى 56 الف ناخب منهم نحو 5000 ناخب من الطائفة السنية و1500 ناخب في القرى الشيعية الخمس، ونحو 5000 ناخب ماروني، والباقون من الطائفة الارثوذكسية.

 

مفتي الجمهورية غادر الى السعودية

وطنية - 15/6/2012 غادر مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني مساء اليوم بيروت، متوجها الى المملكة العربية السعودية بدعوة من "رابطة العالم الاسلامي"، للمشاركة في اعمال الدورة الحادية والأربعين للمجلس التأسيسي للرابطة، المخصصة لأعضاء المجلس التأسيسي، لدراسة البرامج والخطط الدينية المستقبلية في القضايا التي تهم الشعوب الاسلامية في العالم.

 

جعجع عرض التطورات مع السفير الفرنسي

 وطنية - 15/6/2012 التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، السفير الفرنسي باتريس باولي في زيارة تعارف، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات بيار بو عاصي.

وعرض المجتمعون "آخر التطورات على الساحتين المحلية والاقليمية"، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لجعجع

 

السنيورة: لن نشارك في حوار لإضاعة الوقت وكأن الحكومة لا تريد إعداد موازنة

صيدا - "النهار"/قال رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة "اننا لا نريد المشاركة في عملية حوار تؤدي الى مزيد من ضياع الوقت وضياع الجهد وعدم التوصل الى اي نتيجة او الانحراف بالحوار الى مواضيع هامشية ولا علاقة لها بالحوار". واضاف: "حتى نعطي الحوار صدقية يجب ان نبادر فورا إلى تنفيذ ما اتفقنا عليه والا يكون الحوار ملهاة ومضيعة للوقت... ذهبنا الى طاولة الحوار وقلوبنا عامرة بالرغبة في التوصل الى توافق على مواضيع محددة ولا سيما موضوع السلاح الذي لم يجر التوصل الى اتفاق في شأنه"، آملا في بحث هذا الموضوع في الجلسة المحددة في 25 من الشهر الجاري وان يأتي الحوار بتغيير هذه الحكومة بأخرى حيادية تستطيع ان تواكب نتائجه وتعمل على تنفيذها". وأكد السنيورة ان "تيار المستقبل" يعارض ما يسمى بانشاء منطقة عازلة عند الحدود اللبنانية السورية. وهذا الامر لا نريد ان يصار الى استعماله للمزايدة. نحن لا نرى مصلحة للبنان في انشاء منطقة عازلة في لبنان، ونحن ضد تهريب السلاح او المسلحين من لبنان الى سوريا بالقدر الذي نعارض تهريب السلاح والمسلحين من سوريا الى لبنان او من اي مكان آخر". مواقف السنيورة وردت خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الهلالية - صيدا وجاء فيه أن "هناك من يسعى الى حرف الأمور عما يجري في سوريا الى شمال لبنان، وتصوير أن منطقة الشمال تعج بالارهابيين والمتشددين من اطراف معينين من اجل تسليط الضوء على هذا الأمر، وتصوير ان الامر جاهز من اجل اشتعاله ومن ثم نقله الى مناطق أخرى في لبنان". وقال: "نحن حرصاء على عدم التدخل في شؤون سوريا، ولكن لا نستطيع أن نكون غير معنيين او غير مبالين لما يجري في سوريا، والاجراءات التي يعتمدها النظام والعنف الذي يلجأ اليه ويستمر ويتصاعد بين يوم وآخر. هذا الأمر يجب أن نوازنه في شكل دقيق بأننا لا نلجأ الى استعمال العنف أو استدراج العنف او السماح باستعمال العنف". وعن اقرار مجلس الوزراء سلفة الـ11 ألف مليار ليرة لوزارة المال قال السنيورة: "كأن الحكومة تقول للمواطنين انها لا تريد اعداد موازنة، بعدما فشلت في اعداد موازنتي العامين 2011 و2012". وكان استقبل قائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد طارق عبد الله وبحث معه الوضع الامني في المدينة.

 

ادعموا "الجيش السوري الحر"...

 علي حماده/النهار

 فيما تتزاحم الدعوات من كل حدب وصوب لعقد مؤتمرات عن الازمة السورية، من موسكو الى باريس الى جنيف فإسطنبول، تستمر المعركة الكبرى على ارض سوريا نفسها حيث السباق بين نظام بشار الاسد والثورة: الاول يعلل النفس بالحسم ولا يحسم، والثانية تعمل على كسر موازين القوى من دون ان تتمكن من كسر الماكينة العسكرية للنظام. ثمة وضع على ارض الواقع يخيف كل المتدخلين من الخارج. فداعمي بشار وفي مقدمتهم الروس والايرانيون يكتشفون يوما بعد يوم ان الحسم العسكري مستحيل، لان الاختلال في الميزان العسكري تعوضه البيئة الواسعة والحاضنة للثورة. اما داعمو الثورة فيكتشفون ان بشار ما عاد يعمل لاستعادة سوريا كدولة فقدها، ولكنه يعمل على رسم حدود دويلته العلوية بكل ما اوتي من قوة وامكانات، مشعلا نزاعا طائفيا مذهبيا وصل الى نقطة متقدمة يستحيل معها اعادة توحيد البلاد بالسهولة التي يظنها بعض، حتى لو سقط بشار، فان اجرامه واجرام نظامه وإرثه السيئ قد اوصلت سوريا الى مكان مظلم، لا بل مظلم جدا. في الاشهر الاولى للثورة في سوريا كان يقال في بعض العواصم الكبرى ان اسقاط نظام بشار الاسد سوف يدفع سوريا الى المجهول والمنطقة الى الكارثة، اما اليوم فإن كل يوم يتأخر فيه سقوط النظام (وهو محتوم) تقترب معه سوريا من المجهول والمنطقة من الكارثة. ان التعجيل في اسقاط النظام هو اولوية الاولويات. ويتطلب ذلك رفع منسوب دعم العرب لـ"الجيش السوري الحر" بالمال والعتاد والمعلومات الاستخبارية ( الاقمار الاصطناعية الغربية)، مع التركيز على نوعية تسليح متطورة تأخذ في الاعتبار ان بشار يستخدم الطيران الحربي في حربه ضد السوريين، مما يستدعي تسليحا لمواجهة سلاح الهليكوبتر والمقاتلات الحربية. ان بشار ذاهب لا محالة نحو محاولة احراق سوريا بأسرها. ولن يخرج من دمشق بالسياسة ولا بالمؤتمرات الدولية كالتي يسوّق لها الروس. لن يرحل بشار الا بحرب تحرير. ومن هنا يقيننا ان هذه هي حرب تحرير كاملة الاوصاف. ولا تقل مجدا عن مطلق حرب تحرير ضد المستعمرين او حتى ضد العدو الاسرائيلي. لا فرق بين بشار وشارون ولا فرق بين مشروع دويلة يحاول رسم حدودها بدماء اطفال ونساء وشباب وشيوخ في سوريا، والمشروع الصهيوني الذي قام على جماجم الفلسطينيين. ان حرب التحرير في سوريا لا تقل وطنية عن حرب التحرير في الجزائر، او المقاومة في وجه اسرائيل. ولذلك فإن الارض هي التي ستفرض في النهاية المعادلة الاقوى، وهي التي ستلد سوريا المستقبل. ادعموا "الجيش السوري الحر" تلك هي وصي الاحرار في هذا الوطن العربي.

 

نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة ومنسق انشطة المنظمة الدولية روبرت واتكنز

 لـ"النهار": جاهزون للمساعدة في ترسيم الحدود مع سوريا ومطمئنون إلى أداء الجيش والحوار لاستيعاب أي توسع للعنف

"النهار"ريتا صفير/ تعترف الامم المتحدة بحصول توغلات وحوادث خروق للحدود اللبنانية لكن هذا الاعتراف يستتبعه اقرار بغياب المعلومات الموضوعية الرسمية مما يجعل تحديد عدد التجاوزات واماكن حصولها صعبا. بهذه الخلاصة وغيرها عاد نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة ومنسق انشطة المنظمة الدولية روبرت واتكنز من جولته البقاعية امس والتي رمت كما يقول الى الاستكشاف عن قرب لحقيقة ما يقال في شأن مشكلات الحدود، والاطلاع على اوضاع السوريين والعائلات التي تستضيفهم. ويبدو المسؤول الاممي الذي اضيفت الى مهماته المتعددة، مهمة "المنسق الانساني" مرتاحا الى تطورين: الاول يتمثل في نقل فرق من الجيش اللبناني من الجنوب الى المناطق الحدودية، والآخر آليات المفاوضة التي باتت متبعة محليا بين الجيشين اللبناني والسوري لدى نشوب حوادث، وقد "اثمرت" اقله في حالتين. الا ان هذا الواقع لا يلغي القلق الاممي الذي يبديه واتكنز من امكان خروج الامور عن السيطرة ولا سيما اذا تفاقم الوضع في سوريا. قلق يتواكب مع دعوات متكررة الى ترسيم الحدود وتجديد جهوز المنظمة الدولية للمساهمة في هذه العملية. والى حين اتمام الترسيم وامور اخرى متعددة، يشدد على مواصلة "النأي بالنفس"والحوار لاستيعاب اي توسع محتمل للعنف.

* إلامَ افضت جولتك في البقاع وعرسال؟

- سعيت الى الاطلاع على ثلاثة امور هي الحوادث التي تحصل على الحدود والتقارير التي تحدثت عن توغلات للجيش السوري واعمال الخطف واطلاق النار. هذه الامور تكررت اكثر على ما يبدو في الشهرين الماضيين، واردت استكشاف حقيقة ما يقال في شأن مشكلات الحدود عن قرب، والاطلاع على اوضاع السوريين الذين لجأوا الى عرسال ومناطق اخرى في البقاع، وطريقة استقبال العائلات اللبنانية لهم ولا سيما بعد مرور اكثر من عام على هذه الاستضافة وتبيان تداعيات هذا الواقع على العائلات المضيفة.

* ماذا استنتجت؟

- الكل يعترف بحصول حوادث (في مسألة الحدود). من الصعب تقويم ما اذا كان ما يحصل يمثل تجاوزا للحدود اللبنانية. حصل اطلاق نار وخطف على جانبي الحدود، وسقط قتلى. لكل فريق تفسير لذلك وخلفياته وجهة مسؤولة. ما يهمنا، وهذا ما قلناه مرارا في التقارير عن تطبيق الـ1701 هو ان يرسم لبنان حدوده. نفهم ان تنفيذ عمل مماثل يبدو غير محتمل بقوة في ظل النزاع القائم في سوريا، لكن هذه المسائل تظهر اهمية حصول الترسيم عندما يبدو الامر متاحا. قلنا في مناسبات عدة اننا مستعدون للمساعدة في هذه العملية ونأمل في حصولها في اقرب وقت.

* احصت قوى 14 آذار 21 توغلا في الاشهر الماضية.

- قرأنا عنها لكن لم نحصل على تقرير مفصل بها.

* هل يمكن ان تعدد العوائق التي تحول دون اتخاذ الامم المتحدة موقفا واضحا في هذا الشأن؟

- العائق الاساس يتمثل في غياب المعلومات الموضوعية من الحكومة. عمليا، نعترف بحصول أعمال توغل وتجاوز للحدود، ولكن من الصعب تحديد عددها واماكن حصولها. اعترفت السلطات اللبنانية بالتوغلات علنا وبالخروق. وثمة امر بدا مطمئنا، هو ما سمعناه من الجيش عن وجود آليات بينه وبين الجيش السوري تتم عبرها المفاوضة حول الاختفاءات واعادة بعض الاشخاص. وسجلت حالتان على الاقل في هذا المجال.

* حمّلت المعارضة الحكومة مسؤولية عدم اتخاذ اي خطوات في هذا المجال؟

- يصعب علينا القول ما اذا كانت الحكومة اللبنانية تفتقر الى الخطوات المناسبة. يمكن القول انها تحركت عبر نقل فرق من الجيش اللبناني من الجنوب الى المناطق الحدودية. وتبلغت بأن الجيش يشعر بأن لديه عناصر كافية في المواقع لاتمام عمله.

* تنشر تقارير محلية ودولية عن وجود مجموعات مسلحة في وادي خالد وعرسال.

- لم اشهد على اي مجموعة مسلحة. عرسال بلدة كبيرة ولا يمكن ان ادعي معرفة كل ما يحصل.

زرت وادي خالد، هل تتجه الى ان تتحول قاعدة للمسلحين في اتجاه سوريا؟

- الكل يريد ان يتفادى ذلك وتقوم السلطات اللبنانية بما يمكن للـتأكد من ان ذلك لن يحصل. تبدو سياسة النأي بالنفس هي الأكثر ملاءمة للبنان.

* طالبت بقرارات تعطي الهيئة العليا للاغاثة سلطة العمل على امتداد الاراضي اللبنانية؟

- الهيئة غير حاضرة في البقاع. مع تعزيز الحضور العسكري على الحدود، نرى انه من المهم تعزيز ايضا الحضور المدني الحكومي. متفائلون بأن ذلك سيحصل.

* لمحت الى جمعيات مجهولة تعمل في البقاع؟

- نسمع بأسماء جديدة. شجعنا الحكومة على تعزيز حضورها هناك، فنتأكد ان الكل يعمل في سبيل الهدف نفسه وهو مساعدة السوريين.

* حذرت "اللاجئين الدولية" من زعزعة ازمة النازحين استقرار لبنان والاردن.

- اتت سياسة النأي بالنفس بمفاعيلها حتى الآن. قد تبدو صعبة عملية المحافظة عليها اذا تدهورت الاوضاع في سوريا، وشهدنا تداعيات امتدادها في طرابلس. الكل يسعى الى الحد من هذا الامتداد. وتحقق نجاح محدد في بيروت وطرابلس، لكن الامور قد تخرج عن السيطرة في اي وقت. نقوم بما في وسعنا، ويمثل الحوار الوطني جزءا من المساعدة لاستيعاب امكان توسع العنف في لبنان.

* عدت للتو من المؤتمر الانساني عن سوريا الذي عقد في جنيف. ما تقويمك لتوقيع دمشق الاتفاق الاممي في شأن المساعدات الانسانية؟

- انها خطوة ايجابية ونتطلع الى تطبيقها. ازداد توزيع المواد الغذائية بمعدل الضعف بين ايار وحزيران، كان المستفيدون 250 الف شخص واصبحوا 500 الف. وتلقينا التزامات من الحكومة السورية لنيتها تسهيل اصدار التأشيرات للفرق الاممية والدعم اللوجستي. من المبكر تقويم العملية اليوم، لكنني اخشى ومع تزايد العنف ان يبدو الوصول الى اماكن كثيرة صعبا نتيجة للاخطار”.

 

"النهار" تنشر محضر لقاء أهالي الـ 11 في سوريا مع سليمان

"الجيش الحر" لم يخطفهم ودول عربية تتابع جهودها لإطلاقهم

لم يسمع اهالي المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ما يرفع منسوب التفاؤل بقرب النهاية السعيدة لمعاناتهم المستمرة منذ اربعة أسابيع رغم، انه أبلغهم استمرار الاتصالات بدول عدة للتوصل الى الخاتمة السعيدة. "النهار" حصلت على محضر اللقاء بين الرئيس سليمان وأهالي المخطوفين في حضور النائبين غازي زعيتر وعلي عمار، والذي استمر زهاء نصف ساعة، استهله رئيس الجمهورية بطمأنتهم الى استمرار المساعي لاطلاق اقربائهم وان اطرافاً عرباً واقليميين يشاركون في هذه المساعي وبحسب الاهالي قال سليمان: " اذا سألتم عن سبب تأخر اطلاق المخطوفين، فأؤكد لكم ان دخول المسألة البازار السياسي انعكس سلباً على سير المفاوضات التي تشارك فيها قطر، والكويت، والسعودية، وتركيا وغيرها، "مبدياً ارتياحه الى التطمينات التي تلقاها من مسؤولين عرب واتراك الى سلامتهم والمساعي للافراج عنهم".

ثم اثنى زعيتر على جهود سليمان وقال: "ان الاتصالات التي تقومون بها تترك ارتياحاً عند الجميع، وخصوصاً أهالي المخطوفين". بدوره وصف عمار رئيس الجمهورية بـ"الأب لكل اللبنانيين والرمز الكبير لهذا الوطن، واننا نشعر بالارتياح الى التطمينات التي نسمعها منكم".

لم يكن مقرّراً ان يتحدث اهالي المخطوفين بعد زعيتر وعمار، لكن بعض الحضور لم يقتنع بما سمعه، فسأل عن سبب تأخر المسؤولين في الدولة في متابعة قضية المخطوفين، وتوجه الى سليمان: "فخامة الرئيس، لم نسمع منكم تعليقاً على عملية الخطف"، وبحسب مصادر المشاركين في اللقاء، رد سليمان: "انا اتابع الأمر منذ اليوم الاول ونعمل على التوصل الى نهاية سعيدة".

"الجيش الحر لم يخطف الزوار"

أهالي المخطوفين لم يرقهم "نفي الاتراك (والذي نقله سليمان) مسؤولية "الجيش السوري الحر" عن عملية الخطف، ووصفه الخاطفين بعصابة مسلحة، ووقف احد اقرباء الـ11 متوجهاً الى رئيس الجمهورية: "فخامة الرئيس، هل يعقل ان يقام مركز عسكري في منطقة يسيطر عليها جيش او حزب بشكل كامل ولا يعرف هذا الطرف ان ثكنة عسكرية اقيمت في المكان؟ نقول ذلك لان عملية الخطف حصلت على بعد 700 متر من الحدود التركية مع سوريا والمنطقة يسيطر عليها "الجيش السوري الحر"، وبالتالي هو مسؤول عن عملية الخطف" فذّكر سليمان بحديث رئيس "المجلس الوطني السوري" عبد الباسط سيدا اول من امس مع الزميل مرسال غانم في برنامج "كلام الناس"، واستنكاره عملية الخطف ومواصلة الجهود لاطلاق المحتجزين.

وكان الاهالي سجلوا عتباً على اركان الدولة مذكرين بطريقة التعامل مع قضية الاستونيين الـ7 الذين خطفوا في البقاع العام الفائت ثم قال سليمان ان "اي مخطوف لبناني هو محط اهتمامه ومتابعته الشخصية من اجل تحريره واعادته الى أهله ووطنه.

وبحسب الاهالي، ان سليمان نقل اليهم "استغرابه لاشادة امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني بـ"حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصر الله، فيما كان يتحدث بشراسة عن الرئيس السوري بشار الاسد، خلال اللقاء الذي جمعهما في الدوحة، ولمس خلاله اهتماماً قطرياً بقضية المخطوفين".

"غول مستاء من التدخلات" وتابعت أوساط الاهالي لـ"النهار" ان رئيس الجمهورية كشف امامهم عن اتصال بالرئيس التركي عبدالله غول ابلغه فيه الاخير مواصلة الجهود لاطلاق المخطوفين اللبنانيين، لأن تركيا اضحت معنية بالأمر، "لكن الأخير سجل ملاحظة على تدخل اطراف كثر في القضية، الأمر الذي لا يساعد ايجاباً في بلوغ نهاية سعيدة".

وختاماً اثنى سليمان على طريقة تعامل الاهالي مع قضية خطف اقربائهم في الاسابيع الفائتة، متمنياً الاستمرار في التعاطي الهادىء والمسؤول ومشيداً بصبرهم "لما في ذلك من انعكاس ايجابي على مسار المفاوضات المتواصلة لانهاء هذه المعاناة". وأكد تكثيف الاتصالات و"انشاء الله بيرجعوا بخير"، نافياً التسريبات عن المطالبة بفدية لقاء اطلاق الزوار اللبنانيين الـ11". عندها رد الاهالي "شكراً فخامة الرئيس على جهودكم". ومن جهة أخرى، أفاد أهالي المخطوفين "النهار" أنهم سيلتقون رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

قلق كبير وراء اتصالَي كلينتون والمعارضة مضطرة لمجاراة التعويم الحكومي

روزانا بومنصف /النهار

 هل استعانت واشنطن بصلاتها وعلاقاتها لدى المملكة العربية السعودية من اجل ان تستخدم الاخيرة مونتها في اعادة جمع الافرقاء اللبنانيين حول طاولة الحوار وحمل قوى 14 آذار تحديدا على تجاوز شروطها ومطالبها في هذه المرحلة والمساهمة في تأمين مظلة سياسية للاستقرار لا تؤمنه الحكومة اللبنانية وحدها كونها حكومة غير جامعة؟

تميل اوساط سياسية مطلعة الى الاعتقاد بان توقيت دخول المملكة العربية السعودية على الخط والشكل الذي دخلت فيه عبر الرسالة التي وجهها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والتي يدور همس كثير حول اسلوب وصولها عبر الطرق غير الديبلوماسية المباشرة وما يعنيه ذلك عمليا من رغبة في تسريع الامور او تجاوز البعض الاخر، يرجحان هذه الفرضية. اذ ان السؤال لا ينطلق من واقع وجود اي شك حول رغبة المملكة السعودية في عودة الحوار بين الافرقاء اللبنانيين وهي كانت سباقة في مراحل عدة من تاريخ لبنان الحديث في لعب ادوار تصب في هذا الاطار، بل من واقع دفع قوى 14 آذار قسرا الى التخلي عن الشروط المسبقة التي وضعتها حول ضرورة تأليف حكومة حيادية قبل الحوار بعد اقل من بضعة اسابيع على تحديدها هذا السقف للتعامل مع الحكومة. اذ ليس قليلا اضطرار هذه القوى الى التراجع عن سقف سياسي حددته على سبيل تعاملها مع الحكومة في المرحلة الاخيرة حتى لو ان التحفيز السعودي على الحوار واكبته داخليا ضغوط من هيئات اقتصادية تتمنى تخفيف التشنج السياسي في هذه الاونة انقاذا لموسم سياحي يبدو مهتزا. فمع ان هذه القوى تراجعت في ظروف عدة متصرفة على انها ام الصبي ومستعدة للتنازل من اجل ذلك، الا ان العوامل السياسية هي التي تبقى في الواجهة. اذ ينطلق الاعتقاد ايضا حول وجود ضغوط اميركية من الاتصال الهاتفي الذي اجرته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومضمون ما تناولته معه لجهة دعم الحكومة في اجراءاتها لدعم الاستقرار واعتبارها الحوار "مهما جدا" وفق المعلومات التي وزعت واتصالها ايضا بالرئيس سعد الحريري. اذ يبدو من الواضح ان واشنطن تبدي قلقا بالغا على الوضع الداخلي في ضوء ما شهدته مدينة طرابلس امتدادا حتى عكار في الاونة الاخيرة والاهمية التي توليها لعدم مس الاستقرار في لبنان او السماح بحصول ما يمكن ان يهزه تأثرا بما يجري في سوريا. وقد سبق للولايات المتحدة ان وجهت رسائل عدة عبر اساليب مختلفة عن دعمها للرئيس ميقاتي تحديدا مثمنة التزامه ما تعهد به في شأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وفي شأن التعاون المصرفي حول العقوبات على سوريا بدا ان قوى 14 آذار لم تتأثر بها في ممارستها دورها كمعارضة للحكومة وفي المطالبة برحيلها والدفع نحو تأليف حكومة جديدة حيادية. اذ ان واشنطن كما سائر الدول المعنية بلبنان لا ترغب في المرحلة الراهنة ان تشتت انتباهها تطورات في لبنان من اي نوع ولا ترغب في فراغ حكومي محتمل ولم تنجح قوى 14 آذار في اقناع الخارج بوجهة نظرها عن الحكومة الحيادية بسبب عدم رغبته في فتح اي ملف جانبي للملف السوري في حين انها مضت في الضغط على الحكومة المتعثرة اصلا بخلافاتها وبعجزها عن ادارة الملفات الداخلية. مما يعني تاليا انه ممنوع على المعارضة ممارسة دورها وفق ما تقوم به اي معارضة باعتبار ان سقفها ترف لا يمكن السماح به في الظروف الراهنة.

لذلك ترى مصادر سياسية ان الاتصالين اللذين اجرتهما وزيرة الخارجية كلينتون يصبان في خانة هذه المعطيات اي تعويمها للحكومة التي ساهم اعلان بعبدا في تعويمها من خلال ما تضمنه ووافق عليه الجميع من حيث المبدأ علما ان معلومات تحدثت عن تحفظ عربي عن هذا الاعلان وما تضمنه من بنود كونه تطرق الى التزامات غير قابلة للتطبيق ومبادئ عامة غير ضرورية ترافق مع الارباك في تغيير صياغة الاعلان. وجرعة الدعم هذه يفترض ان تثني قوى 14 آذار عن استمرار العزف على وتر المطالبة بحكومة حيادية في الوقت الراهن وان تمدد للحكومة وجودها حتى اشعار اخر. يضاف الى ذلك تأكيدها لكل من ميقاتي والحريري مدى اهمية مساهمتهما في ضبط الوضع الامني لعلاقتهما المباشرة وتأثيرهما بالوضع السياسي في طرابلس والشمال خصوصا. وتقول هذه المصادر انه قد تكون لدى الاميركيين صورة مضخمة عما يحصل في الشمال او ان لديهم مخاوف حقيقية مما جرى هناك حتى الان بحيث لا يرغبون في رؤيته يتكرر. فما يهم واشنطن في هذه المرحلة هو تمرير المرحلة الراهنة بالحد الاقصى الممكن من الهدوء خصوصا كلما ازدادت تعقيدات الوضع في سوريا. والرسائل بهذا المعنى لا تصدر عن الاميركيين وحدهم بل يحملها كل رؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة وكل الزوار الاجانب للبنان. فكأنما الاجماع الذي يفتقده المجتمع الدولي في موضوع الازمة السورية يجد بديلا له في الاجماع ازاء الوضع اللبناني في الاصرار بموقف واحد على الهدوء وعلى استمرار الاستقرار وعدم السماح باستيراد الازمة السورية.

 

آل الجميل على ...المنار

 الجمعة, 15 يونيو 2012 20:47

بعد إطلالة للنائب سامي الجميل على " المنار"، أطلّ الرئيس أمين الجميل على الشاشة التي يتحكم "حزب الله" بسياستها. أشار رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل الى أنّ "طموح "الكتائب" أن يستضيف لبنان كل اللبنانيين ونحن ضد أي مربع مقفل عن أحد، وسياستنا في ظل عقود من الزمن أن يلتقي اللبنانيين على مصلحة لبنان العليا".ولفت الى أنّ "ما يحصل في المنطقة العربية لا يفاجئه وأنّه غير مطمئن لمستقبل الدول العربية، فكل الشعوب المنتفضة على مر عقود من الزمن كانت تحت ضغط دكتاتوري والشعب كان منغلقا على نفسه، والطبيعي انه في ظل غزو الفضائيات للبيوت لا يمكن ان يبقى الناس في القمقم ولا بد ان ينتفضوا، وبدأ الموضوع في تونس لكن لا يمكن ان نقول انه ولد في ساعته بل كان محضرا".

الجميل، وفي حديث لقناة "المنار"، شدّد على أنّ "الحكم السليم وثقافة الدولة المسؤولة وثقافة النظام الديمقراطي والسلطة وبعض المفاهيم غائبة في بعض المجتمعات التي تنتفض، وهي مشكلتنا في المجتمعات هذه، ولذلك نتواصل مع النخب في بعض الدول لنشر ثقافة الديمقراطية والدولة، وهذا يحتاج عملا دؤوبا للانتقال من واقع مزري الى واقع افضل، وهناك نخب جديرة ان تقود مجتمع لكن الارضية التي هي فيها غير جاهزة لمثل هكذا تحول".

وتابع: "المجتمعات فيها شعب مغلوب على امره وحركات انتفاضية وتحررية تتواصل مع المجتمع المنفتح ولكنها مغلوب على امرها ومقوقعة في مكان معين، وهناك نوعين الاصوليين الذين ينظمون انفسهم ويتواصلون بشتى الطرق، وهم قادرين ان يتواصلوا مع بعضهم اكثر عبر الانترنت وبعض الحركات لو اخذت طابعا اسلاميا الا ان قلبها مدني، وهناك تفوق اكبر للاسلاميين في الدول المنتفضة، بتعدد تسمياتهم، وهناك اكثر من توجه في قلب نفس التيار".

وعن المخاوف من حكم الاسلاميين، قال: "نخاف ولا نخاف، ونحن على تواصل مع بعض النخب الاسلامية، ونطمئن لاحترامهم لحقوق الانسان ولكن هل سيستطيعون ان يحكموا؟".

وذكُر بأنّ "تجربتنا مع الغرب ليست دائما ناجحة كما في باكستان وافغانستان والعراق، وهم فككوا انظمة ولم يستطيعوا ان يوجدوا انظمة افضل، ومن خلال المتابعات مع بعض الاخصائيين تبيّن انه لا يمكن التعاطي مع العالم العربي الا من قبل الشراكة، وهذا يتم من خلال النخب، ولا يمكن ان نجري توصية انه ليس هناك شراطة حقيقية ومقاربة جديدة تاخذ بعين الاعتبار هواجس هذه النخب لن نصل الى اي مكان، ونحن في لبنان أكثر من يستطيع المساعدة في اعادة تصحيح الوضع في العالم العربي".

وأعرب الجميل عن اعتقاده ان "هناك الكثير من القيادات اللبنانية الواعية لمسؤولياتها ولا يمكن ان نضيع الدور في الخلافات الداخلية، وبالحروب العبثية نحن "نروح على انفسنا" دور القيادة، ونحن لدينا تجربة بموضوع القيادة والديمقراطية ونفهم على المصري والسوري والليبي اكثر من الغرب".

وعن خشية الكنيسة المارونية من الفتن في العالم العربي، لفت الى أنّ "الموضوع ليس له علاقة بالمسيحيين انما بالانسان العربي وهو الذي يطمح للحرية والديمقراطية ان تحترم حقوق الانسان التي هي فوق كل اعتبار، فمثلا في المغرب المشكلة ليست مع المسيحيين وفي العراق ما يحصل مؤلم والمسيحيين دفعوا ثمنا بسيطا بالمقارنة مع الصراع السني الشيعي، ولا شك ان المسيحيين يعانون من اضطهاد ربما لا يكون مباشرا، انما من عدم احترام مبدا حقوق الانسان".

وعن زيارته الى مصر، قال: "كنت مرتاحا وأقمت لقاء مجديا مع امام الازهر، والوثائق التي صدرت عن الازهر تطمئن للمستقبل وتشجع له واذا طبقت تخلق استقرارا والاقباط يقومون بدورهم وهم بالملايين ولا يمكن الغاءهم ومصر لا يمكن ان تستغني عنهم، ومشكلتنا ان النظام العام في مصر لا يحترم حقوق الانسان ومبدأ الديمقراطية والحرية، والاقباط يعانون اكثر من غيرهم لانهم في الواجهة والبعض لا يرتاح للشراكة الدينية، ولان هناك فئاتا لا تتقبل الاخر، ومنطق الحريات هو ما تعاني منه المنطقة العربية".

وعن الوضع في سوريا، أشار الى أنّ "هناك عاملين، الاول هو هاجس الديمقراطية والحرية ونعرف كم دفعنا ثمنا للدفاع عن الحرية والديمقراطية ولا نقدر الا ان نتعاطى مع الديمقراطيين، ولا نقدر الا ان نكون الى جانب من يناضل بذلك، ونحن دفعنا ثمن الممارسات السورية في لبنان وانا أمضيت وقتا في المنفى، ولا احد يشعر كما نحن نفعل تجاه ما يحصل في سوريا و"من ياكل العصي ليس كمن يعدها"، وبمعزل عن الشعور الشخصي يهمني لبنان واستقراره والمحافظة عليه، والقصة في سوريا اكبر منا ونعرف تماما ان بعض الدول تعلن عداءها لسوريا وتدعم الثوار بالمال والسلاح وليس بمقدورنا ان نقدم ما يقدمه الاخرين للثورة السورية، والمشكلة ان مئات الالوف من العمال الموجودين في لبنان، ولنتصور ان تنتقل الثورة في سوريا الى السوريين في لبنان، هل تستطيع القوى الامنية والجيش ضبط لبنان كله اذا حصل ذلك؟ واذا نقلنا الثورة السورية ألن تنتقل الى بيروت وطرابلس والبقاع، ماذا سنستفيد ان انتقلت تداعيات الازمة السورية الى لبنان؟ هل سننتقم للشهداء في حزب الكتائب واللبنانيين بصورة عامة؟، فالاولوية للحفاظ على استقرار لبنان والموقف الذي أخذناه هو ان نتعاطى مع الشعب السوري بحكمة، والبعض خوننا وقال ماذا يفعلون الكتائب؟ وبعد عدّة أشهر الكل اليوم يلتقي مع رأينا".

وأضاف: "كنا مقتنعين برأينا في البيال وأعدينا بيانا في 14 اذار في هذا الشهر لتحييد لبنان عن الصراع في سوريا والوثيقة التي قدمناها للرئيس ميشال سليمان تقول بنفس الامر، وما يريحنا ان الجميع يؤيد ويقول كلام الكتائب اليوم، نريد ان نقنع سوريا، اي نظام كان فيها، اننا لن نقحم نفسنا في ما يحدث في سوريا لان لا نريد ان يخاف اي نظام في سوريا ان ينقلب لبنان عليه، وعلينا ان نقنعهم ان "الله يسعدكم ويبعدكم" ونعرف ان كل من يحكم سوريا سينظر الى لبنان بالخوف ان يكون خاصرة رخوة، لذا يجب ان نقنعهم اننا لن نتعاطى بشؤونهم الداخلية".

وتابع قائلاً: "لسنا مطمئنين للنظام السوري ونريد التغيير ولا يمكن للنظام السوري التوتاليتاري ان يستمر، ونحن مع كل شعب يناضل الى الديمقراطية، ونحن ضد احقام نفسنا في الصراع الدائر في سوريا، وتبنينا لاعلان الحوار اقرار واضح لارادتنا ورغبتنا عدم اقحام نفسنا بسوريا، ونحن ضد ان يقحم لبنان بالصراع باي شكل".

وشدّد على أنّه "خطر ان يصبح لبنان معقل لمناصرة المعارضة السورية، فاللبنانيون سينقسمون على انفسهم وعلينا ضبط هذا الامر، كما في بيروت وطرابلس، وهناك خطر مستقبلي ان تنقلب الامور علينا، وليس لدينا مصلحة ان نكون لا مقرا ولا ممرا لما يحصل في سوريا، فمشاكلنا مع سوريا بدأت منذ 1943 بسبب عدم الاعتراف بسيادة لبنان وليس من اليوم".

على صعيد آخر، لفت الى أنّ "قضية نهر البارد دليل على البؤر الامنية والمربعات الخارجة عن سلطة الدولة، ويخوفنا كل أنواع الاصولية والتطرف والخروج عن سلطة الدولة، والدولة يجب ان تحضن الجميع".

وأشار الى أنّه "قد يكون هناك انتشار للسلاح في كل لبنان، وفي 7 ايار كان هناك انتشارا للسلاح في بيروت، وعند بسط سلطة الدولة لا يستطيع اي مخل بالامن التحرك، و90 بالمئة من اهل طرابلس يرفضون ما يحصل، لكن هذا يحصل لان هناك مجموعات خارجة عن سلطة الدولة ولا يمكن فصل هذه الحركات عن بعضها، وعلى الدولة ان تتمسك بالشرعية على كل الاراضي اللبنانية، لافتاً الى أنّ هناك شعور بالمسؤولية لدى القيادات اللبنانية وهذا ما يمنع انتشار الفوضى التي يتخوف منها البعض".

وأضاف: "عشنا الحرب بدمنا وشبابنا ومن يتكلّم عن الحرب سيكون اول من يبعد عنها، والتواصل والحوار الذي نقوم به مع كل الافرقاء هو لمنع الامور من التدهور في هذا الاتجاه وهناك الكثير من القيادات الواعية لمسؤولياتها في هذا الاطار".

وعن الحملة على الجيش، شدّد على أنّ "هذه الحملة غير مقبولة"، مضيفاً "نحن وقفنا الى جانب الجيش بقوة، وبكل قيادات 14 آذار اعلننا تضامنا كاملا مع الجيش ضد كل من يحاول التشهير بالجيش وحصلت بعض الاشكالات التي تحصل في بعض الظروف لكن مؤسسة الجيش لا تمس و14 اذار كان له موقف حاسم، وبعض نواب 14 اذار الذين حاربوا الجيش كانوا منفعلين، خاصة عند سقوط الشيخين، والكل يخطئ وقيادة 14 اذار تريد اعادة الامور الى مجراها الطبيعي".

وحول الذهاب الى الحوار، قال: "نحن على تواصل مع حزب القوات ومع رئيسها سمير جعجع ونحن نؤيد الحوار، فكفانا سياسة الخنادق والمتاريس التي كلفت الغالي الكثير، وآن الاوان ان نحطم جدار برلين وجدار فلسطين، وكان المفروض ان نتواصل مع بعضنا، وكنت اطالب بحكومة انقاذ وطني وطالبنا بالحوار من قبل لنضع الخلافات على جنب وليس من المنطق ان نتعاطى مع بعضنا بغير المنطق الوطني، ونحن ليس لدينا عدوا الا اسرائيل".

وأضاف: "نحترم رأي جعجع، ولو كنت موافقاً على رأيه لا نذهب الى الحوار، ومن الممكن اذا تطورت الامور ان ينضم جعجع للحوار، ونحن في 14 آذار "كونفدرالية" ولسنا حزبا واحدا وكل يحترم رأي الاخرين، هناك الكثير من المباردات التي قام بها ولم أكن موافقا عليها، وعدنا التقينا، وهو يحترم رأيي ورأي المستقبل، وما يهمنا هو مصلحة البلد وفي هذه المرحلة التواصل هو المهم ونحن بحاجة الى تحصين ساحتنا الداخلية، وهذا لا يمكن الا عبر الحوار، ولا احد يعرف ماذا سينتج عن الحوار وحتى الان لسنا مطمئنين انه سينتج شيء".

وقال الجميل أيضاً: "إنتقدني الكثيرين من الذهاب الى سوريا في السابق، لكني ابقيت على الاستقرار وتجنبنا الاسوأ، فلم يكن هناك الا حوار المدفع او الحوار الدبلوماسي".

وعن المناخ النفسي لجلسة الحوار، أوضح أنّ "الكلام مع النائب محمد رعد كان ودياً وبناءً ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري طبعا، أمّا مع النائب أسعد حردان فهذا موضوع آخر، ولن نضعه على الطاولة الان وليس هناك علاقة معه لا من قريب ولا من بعيد، والجو كان بناء والكل يفتش عن حل، والكل اسير نظرياته ورأيه، وأمنا جواً من الارتياح وريحنا رجال الاعمال واخذنا موضوع البطالة والمواضيع الاجتماعية بالحسبان".

ولفت الى أنّه "طرح بالجلسة الاخيرة مقاربة مقتنع بها عن انه لتحديد الاستراتيجية الدفاعية يجب تحديد دور لبنان، فما هو دوره الدفاع عن الحدود او المقاومة او ماذا دوره؟، وعندما كنا نطرح موضووع الحياد الكل قام علينا، واليوم النائب وليد جنبلاط يستعمل موضوع الحياد الايجابي والكل يستعملها موضوع الحياد ما عدا عن الصراع العربي الاسرائيلي".

ورأى أنّ "الحياد يساعد بتحديد ماهية الاستراتيجية الدفاعية، والموضوع الثاني الذي طرحه هو القرار 1701، والذي وافقت عليه الحكومة بمشاركة حزب الله وهو وضع منطقة الجنوب تحت المظلة الدولة، وعلينا قراءة القرار جيدا وعلى ضوء القراءة نحدد دور لبنان وكيف سنتعاطى بموضوع القوى العسكرية وسلاح حزب الله الذي برأينا يجب ان يكون تحت سلطة الدولة والمؤسسات الدستورية اللبنانية أي مجلسي النواب والوزراء".

واعتبر أنّ "الدولة تفككت بسبب السلاح غير الشرعي وبدأت بالسلاح الفلسطيني، بمجرد ان شرعنا سلاح منظمة التحرير الفلسطينية فككنا الدولة، ونحن مررنا بمرحلة ذهبية وهي مرحلة الرئيس فؤاد شهاب، وقمنا بأهم مؤسسات في العالم العربي وكان الجيش مضبوطاً والرئيس ياسر عرفات حينها دخل الى السجن في لبنان، وثورة العام 58 كانت خطأ وفي العام 67 بسبب الفشل العربي قامت الحرب، واتت منظمة التحرير وقالت انها تريد مواجهة اسرائيل ونحن اول من دفع الثمن لان الدول العربية اتت بهم الى هنا وأبعدتهم عنها، والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس السوري حافظ الاسد والملك حسن قالوا للبنان لا تتدخلوا بالحرب".

وأوضح أنّ "هناك فرقاً كبيراً بين المؤتمر التاسيسي في طرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومؤتمر الحوار الذي دعينا اليه، فنحن حددنا ماذا نريد وحددنا القضايا التي ستطرح، واوضحنا مقصدنا من المؤتمر، والمؤسف ان السيد نصرالله عرض المؤتمر التاسيسي دون القول ما هي مقوماته، فما معنى هذا الحديث؟ يجب ان يوضح نصرالله الموضوع".

وأشار الى أنّ "حزب الله من المفروض أن يطمئن اللبنانيين، فتصريحات حزب الله لم تكن مطمئنة منذ الطائف، الذي قال ان الطائف هو دعم المارونية السياسية وهذا مشروع لاسرائيل"، لافتاً الى أنّ "الكثير من اللقاءات مع السيد نصرالله في الحوار استعملنا فيها مصطلح طمأنينة فهناك شعارات ومبادرات لا تطمئن الناس لذا يجب ان نطئمنهم"، مضيفاً "برأينا ان قوة السلاح ليست ما يطمئن وعلينا ان نتفاهم، وهذا السلاح استعمل خارج الصراع العربي الاسرائيلي، وهناك الكثير من المواقف المنبرية التي تخلق قلقا كبيرا عند شريحة كبيرة من اللبنانيين".

وعن إعلان بعبدا وتوقيع محمد رعد عليه، لفت الى أنّه "مؤشراً إيجابياً، لكني اقول اننا تفاجأنا بالمؤتمر التأسيسي لانه لم يكن واضحا، ووثيقة بعبدا طمأنت الى حد بعيد وبددت المخاوف، لذا على حزب الله ان يبدد المخاوف اكثر".

وقال الجميل: "إنّ سلاح الموقف كلمة شهيرة لرئيس الحكومة الأسبق سليم الحص وهو كان دائما يتسلح بسلاح الموقف وهنا بيت القصيد والمطلوب ان نخرج عن المواقف الايديولوجية من الند الى الند".

من ناحية أخرى، تمنى الجميل أن يذهب الى الجنوب، مضيفاً "في كل قرية من قرى الجنوب في أول "طلعتي" كمحام كنت اتردد الى مرجعيون مرتين في الشهر على الاقل واهل الجنوب عزيزين على قلبنا وكفانا حواجز ومتريس وجدران، وأنا على استعداد ان ينظم لي زيارة الى الجنوب، وكان برنامجي ان أزور الجنوب، ولا اقول هذا الكلام لأنني على شاشة المنار، ومع كل القرى الجنوبية هناك تفاعل بين الاديان ونحن بصدد تحضير زيارة الى الجنوب، وانا لست ابن اليوم في السياسة ويجب ان تكون زيارتي الى الجنوب في بيئة ملائمة، فلا يمكن ان اذهب لاخلق مشكلة لرفاقنا في الجنوب ان زرته".

وأضاف: "جدي كان طبيباً وكان كل سنة يقيم رحلة، وكتب انطباعاته في جريدة "البشير" المعروفة انذاك، ووقتها توقف في حيفا والتقى احد المستوطنين اليهود وحدث حديث بينهما، وقال جدي للمستوطن ان مشروعهم طريقه مسدود، وجدي كان مطلعا وقال لهم ان مشروعهم انتحاري وانهم شعب تاجر وليس محارب، وليس لديهم الخيار الا الانصهار في بيئتهم وان لا يكونوا جسم غريب في المنطقة".

وتابع: "لا نفرق بين شهيد كتائبي والشهيد هادي نصرالله وكل من استشهد في سبيل تحرير البلد هو شهيدنا".

وقال الجميل أيضاً: "عندما أسمع مستشار الامام خامنئي يقول أنّه إذا كناك هناك تعدياً على ايران سنجيب من خلال لبنان، فتمنى ان يأخذ حزب الله موقف بهذا الموضوع".

وقال : "لا اعرف ان وصل الكيان الاسرائيلي الى المأزق، لكن في العام 1948 اقترح بن غوريون على اينشتاين ترؤس دولة اسرائيل لكنه رفض، وهذا الكلام نشره أينشتان.

وعن اللقاء مع نصرالله، رأى أنّه "يجب ان يكون ليس للصورة ومفعوله لا يجب ان يكون عكسيا، وعندما تكون الظروف مؤاتية ان نخرج بنتيجة فعلية، كل ما يعزز سيادة لبنان لن نتأخر أبدا عن فعله، لكن كل خطوة يجب ان نبني عليها وان لا تكون عبثية"، مضيفاً "حبذا لو كان السيد نصرالله موجودا شخصيا، لكانت مناسبة للتحاور معه شخصيا والله يحميه".

وعن اذا كان لديه طموحا رئاسياً، شدّد على أنّه لا للاتفاق الثلاثي والاتفاق في 17 ايار واتفاق القاهرة الذي الغيناه في عهدي، وانا في عهدي استطاع رئيس الجمهورية ان يقول لا، لكن هل يستطيع رئيس الجمهورية ان يقول لا؟ صلاحيات الرئيس اختلفت اليوم، ومن قبل كان لديه صلاحيات، والرئيس سليمان يقول ان الرئيس يجب ان يكون لديه صلاحيات بامكانيات القسم الذي أقسمه، ويجب ان يكون الرئيس قادر على المحافظة على السيادة وان يحقق قسمه".

 

في مصر و"طبعها"..

 علي نون/المستقبل

جدير بإثارة الفزع الوضع المصري المستجد في اليومين الماضيين، وأكثر بكثير مما كان عليه الحال غداة انطلاق الثورة، أو عشية المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أنتجت فرزاً بدا معه "الإخوان المسلمون" أقل سيطرة على المناخ العام مما كان يُتوقع. صعب في تفاصيله وتعقيداته، وضع مصر أساساً. فيه استثناءات ليست متوفرة في أي بلد عربي، لا من ناحية عدد السكان ولا من ناحية ضيق مساحة الإنتاج، ولا من ناحية الخلل الكبير في ميزان الإمكانات والقدرات من جهة، والحاجات والمتطلبات من جهة ثانية.. ولا حتى من ناحية "القضايا" التي تتناسل كالأرانب وتُشغل الناس بها، أكانت تتعلق بتصريح لفنان، أو أغنية لمطرب، أو طلّة سينمائية لممثلة شابّة، أو جملة في كتاب أو كتاب في السوق، أو "خلع" تفكيكي أُسري، أو غير ذلك من شؤون افتعالية تبدو للبعيد عنها كأنها أجزاء من بدائل هامشية كثيرة مطلوبة للتغطية على أزمات أساسية مُقيمة فيها جيلاً بعد جيل، ولا قدرة لدولة أو سلطة على معالجتها وإيجاد حلول لها! ومصر بكل ثقلها كانت ولا تزال ميزان العرب: إن عطست أصابهم الزكام ووجع الرأس. وإن غادرت "مقعدها" أصابهم ضياع، وأشعلهم وأشغلهم السباق على امتلاك مكانها ومكانتها. وإن مالت بسياستها مالوا معها، بعضهم باتجاهها وبعضهم بعكسها، لكنهم في مجملهم يميلون الى الكوارث أكثر من أي شيء آخر. قبل تونس وأكثر منها بما لا يُقاس، بل قبل أي مكان آخر وبلد آخر في دنيا العرب وخارجها، كانت مصر ولا تزال المكان "المثالي" المكتمل المواصفات لأي حركة اعتراضية كبيرة وكاسحة، ولأي خروج جمعي عن سوية الانتظام العام، والأكثر قابلية لتعبئة الشارع واستبدال قانون الدولة ومؤسساتها وشرعتها وانضباطها وطبيعتها مكان فوضاه وقانونه وناموسه وطبيعته، ومع ذلك وبرغم منه، فإنها، في ما شهدته وتشهده منذ عام ونصف عام، أكدت تمايزها واستثنائيتها أكثر فأكثر: لعبة الدم والمواجهات المسلحة المفتوحة على الاستئصال والإبادة، ليست جزءاً منها، ولا من "تراثها"، ولا من طبيعة أهلها، ولا من طبعها. لكنها اليوم، تبدو قريبة من تغيير تلك الطبائع والعادات، أو هكذا يشي النزاع القائم على السلطة بين المجلس العسكري و"الإخوان المسلمين".. نزاع غير مسبوق لا في هويته ولا في أدواته ولا في نيّات أهله. والإبهام فيه ولاّد توجّس وفزع: هل يُنفّذ "الإخوان" صراخهم وشعارهم بالثورة على "الانقلاب" كما وعد وتوعّد محمد مرسي؟ وهل "يتصرّف" المجلس العسكري طبقاً لمعنى المقررات التي صدرت أول من أمس؟ وهل "يلبّي" نداء المواجهة كما لم يفعل منذ عام ونصف عام؟ وهل تنحدر مصر في الإجمال الى المصيبة التامة أم يبقى "طبعها" الأصلي أقوى وأمضى من طبائع المتخانقين على السلطة فيها، مهما علا صراخهم وكثُرت تهديداتهم؟!

 

مصر الى أين؟

 أسعد حيدر/المستقبل

طامعان كبيران بالسلطة، أدخلا مصر في قلب مربع من الرمال المتحركة. "الاخوان المسلمين" والمؤسسة العسكرية، سواء فاز "الشيخ" محمد مرسي أو "الجنرال" أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية فإن مصر في مأزق. لا أحد منهما هو الحل أو يحمل الحل. بالعكس كل واحد منهما سيأتي وهو يحمل "سلّة" من المشاكل لتضيف الى ما تعانيه مصر من مشاكل اقتصادية وسياسية هموماً واضطرابات مقلقة.

مصر لن "تتسورن". مصر أكبر من أن تصبح سوريا ثانية حيث الجيش يدمّر المدن والقرى فوق رؤوس أهلها. لكن هذا لا يحول دون وقوع مصر أمام سلسلة من الامتحانات الصعبة والدقيقة وحتى الخطيرة. دخلت مصر من جديد مرحلة انتقالية أصعب من المرحلة الأولى التي امتدت لعام ونصف تقريباً. رغم قساوة "الانقلاب الدستوري الأبيض"، فإنه قد يكون مفيداً ومنتجاً إذا عرفت مختلف القوى المدنية من ثورية وليبرالية وحتى إسلامية ، تجاوز ردود الفعل السريعة والمتسرّعة ودخلت في عملية هادئة وسريعة في إعادة بناء تنظيمي يخرج مصر فعلياً من حالة التصحير السياسي السابق وأيضاً انفراد الاخوان من احتكار الساحة. الاخوان المسلمين، دخلوا الثورة متأخرين. بناؤهم التنظيمي القوي سمح لهم بالإمساك بمفاصل "الثورة". تصحير وتجريف الحياة السياسية في مصر طوال أربعين سنة، مهّد لهم الطريق أمام الإمساك بالحركة السياسية. لكن الاخوان ومعهم السلفيون استعجلوا كثيراً في وضع يدهم على السلطة. لو قبلوا ما كانت القوى الثورية والليبرالية تطالب به وهو إجراء الانتخابات التشريعية لفترة عامين حتى تنضج القوى الحزبية البديلة، لما دخلوا وأدخلوا مصر في هذا المأزق. هيمنوا على مجلس الشعب وأخذوا مع السلفيين سبعين في المئة منه. لم "يشبعوا" بالعكس انفتحت "شهيتهم" على "الرئاسة" وأرادوها لأنفسهم. أثار الاخوان والسلفيون الخوف داخل المجتمع المصري، خصوصاً بين الشرائح المدنية منه والأقباط، التي لم تجد من يحميها من وجه هذه الهجمة غير المسبوقة سوى "الجنرال" ومن خلفه "المؤسسة العسكرية"، إذا فاز محمد مرسي، فلن يكون أكثر من رئيس يملك ولا يحكم عملياً، وإذا أصرّ على المواجهة مع المؤسسة العسكرية فإن السيناريو الأقل ضرراً على مصر هو سيناريو 1954 عندما اصطدم جمال عبدالناصر مع الاخوان. لم يقبل الاخوان وهم يقفزون الى "طاولة" السلطة، أنهم ليسوا "حزب العدالة" والتنمية في تركيا. لم يستوعبوا أنهم في مرحلة سابقة بكثير، يمكن أن تكون بدايات "الاربكانية". لم يقبلوا بأي حل حتى مع القوى المدنية ومن وزن حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح. أما إذا خسر محمد مرسي، فإن الاخوان أمام حل كلاهما مرّ: الإنكفاء أو المواجهة. على الاخوان أن يقدموا تنازلات حقيقية وفعلية تقيم الشراكة الفعلية.

المؤسسة العسكرية، أثبتت من الأيام الأولى للثورة، أنها "الضلع" الصلب في السلطة، وأن وجودها في السلطة ضروري لها للدفاع عن مصالحها. للأسف خروج مصر من "دورها" طوال ثلاثين عاماً حوّل الجيش المصري الى مؤسسة اقتصادية نشيطة وفاعلة وغنية. هذا التحوّل أنتج شريحة متماسكة من كبار الضباط مستفيدة من استمرارية هذا التحوّل. لذلك من الطبيعي والضروري بالنسبة لها المحافظة عليه والعمل على تطويره وإغنائه. عندما تخلّت هذه المؤسسة عن حسني مبارك لم يكن هذا الخيار نتيجة للعلاقة الوليدة مع الثورة فقط، وإنما لأنها أرادت تصفية حساباتها الخاصة مع مجموعة سياسية اقتصادية وصلت في شراهتها الى درجة التحوّل الى "مافيا" حقيقية استولت على مصالح خاصة بها من بينها الصلب والحديد وغيرها.

"شراهة" المؤسسة العسكرية للسلطة، عجّلت في دخول مصر هذا المأزق. أصبحت المؤسسة في الواجهة. لم تعد تلعب من خلف المسرح. منذ الآن أي قرار تتخذه يحمّلها مسؤولية ضخمة. لم تعد تستطيع التراجع لأنها بذلك ستخسر كل شيء، وإذا دخلت في مواجهة مع "الاخوان" فإنها قد تستفز شرائح واسعة من القوى المدنية والثورية، بحيث يصبح الاخوان جزءاً من تحالف واسع.

الصدام بين "الاخوان" والمؤسسة العسكرية سيضعفهما، ويجبرهما على الاستنجاد بالقوى الموجودة على الأرض ومنها التي عبرت عن طموحاتها ممثلة بالاقتراع للمرشح حمدين صباحي. هذه القوى أيضاً هي أمام امتحان مصيري، لأنها إذا عرفت كيف تتشكل وتتنظم فإن المستقبل سيكون مفتوحاً أمامها. أما إذا التزمت الفعل ورد الفعل وعدم امتلاكها برنامجاً حقيقياً فإن كل قوى الثورة ستخسر فرصة تاريخية.

مصر تعيش ثورة شعبية استثنائية. عودتها الى عشية 25 يناير، لا يعني مطلقاً أن الثورة فشلت. بالعكس الثورة تتجدّد.

 

إرضاء عون بالتعيينات بعد هزيمة المياومين

فادي عيد/الجمهورية

جريدة الجمهورية عُلم أنّ اتّصالات جرَت في الساعات الـ24 الماضية على أكثر من مستوى بين مكوّنات الأكثرية تركّزت على خط الرابية، بُغية تهدئة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، وذلك على خلفية تطويق غضب "صهره" وزير الطاقة جبران باسيل. وكان اعتبر باسيل بعد جلسة الحكومة الأخيرة أنّه تعرّض إلى طعنة في الظهر من حلفائه في الأكثرية في ملفّ المياومين، حين تمّ إقرار مبدأ المباراة لتثبيتهم في مؤسسة كهرباء لبنان. وفي هذا المجال يعتبر باسيل أنّه أصيب بهزيمة سياسية بعدما خاض معركة قاسية مع المياومين، انطلاقاً من قناعته بأنّ التثبيت غير قانوني ولا يستحقّه المياومون المحتجّون، إضافة إلى أنّ الموضوع يتناوله سياسياً، كما أنّ الذين يدفعون نحو تحريكه هم مجموعة من النوّاب المستفيدين سياسياً وشعبوياً.

وهنا تتحدّث المعلومات عن دور بارز يؤدّيه "حزب الله" مع العماد عون من خلال مبادرة بعض معاوني السيد حسن نصرالله إلى الاتّصال بالرابية، إلى جانب اتّصالات أجراها وزراء في الحزب وفي حركة "أمل" وقياديون من الطرفين، أنتجت توافقاً على حصر الأمور وإبقائها ضمن الدائرة الضيّقة بعيداً عن الحملات والاستهدافات السياسية والإعلامية، خصوصاً بعدما تسرّب عن باسيل أنّه بصدد عقد مؤتمر صحافي يهاجم فيه حلفاءه، لكنّه سرعان ما استعاض عنه بموقف صدر من الرابية في حضور عون الذي جلس متّكئاً على أحد الجدران ومستمعاً إلى موقف باسيل.

أمّا لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد واحتاجت هذا الكمّ من الاتّصالات والمشاورات حتّى لا تكبر على طريقة كرة الثلج؟ فتؤكّد المعلومات أنّ الهدف كان رأب الصدع بين مكوّنات الحكومة لا سيّما في ظلّ ما جرى في الأيام الماضية من لقاءات واتّصالات نجحت في تمرير قضيّة الإنفاق المالي، ومن ثمّ معاودة جلسات الحوار إذ ترى قوى 8 آذار، وفي طليعتها "حزب الله"، أنّها نجحت في تعويم الحكومة التي كانت على شفير السقوط، والتي عانت الأمرّين بعد سلسلة إخفاقات سياسية واقتصادية.

كذلك فإنّ هذه القوى نجحت في جرّ قوى 14 آذار إلى طاولة الحوار، ما أدّى إلى تباينات داخل هذا الفريق في ظلّ مقاطعة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، إلى مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، التي تناغمت إلى حدّ كبير مع "حزب الله" وقوى 8 آذار لناحية دعم الحكومة ورفضه استقالتها أو تشكيل حكومة حيادية.

من هذا المنطلق، لا يرغب "حزب الله" في خسارة ما حقّقه في الأيام الماضية وما يعتبره مكاسب سياسية أدّت إلى تعويم الحكومة وتسجيل نقاط على حساب المعارضة، لذا فإنّ الحزب يبقى الإطفائي الجاهز دائماً لإخماد الحرائق السياسية في الرابية، وتهدئة الجنرال المستاء ممّا تعرّض إليه صهره. وهنا تشير المعلومات إلى أنّ الحزب وحركة "أمل" وعدا عون بدعمه في التعيينات المرتقبة، والوقوف إلى جانبه في هذا الشأن. وفي المقابل، فإنّ قوى 14 آذار استفادت من انتكاسة الأكثرية وما تعرّض إليه باسيل وستسعى إلى تثمير ما جرى والبناء عليه، لكنّها ستبقى تسخّر جهودها على خطّ المعركة السياسية من روحية مذكّرتها التي رفعتها لرئيس الجمهورية، لا سيّما المطالبة بحكومة حيادية تشرف على الانتخابات النيابية، إضافة إلى بند الإستراتيجية الدفاعية، لعلّها بذلك تستجمع قواها السياسية والشعبية بعد الانتكاسات التي أصابتها منذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري. ويبقى أخيراً أنّ عمليات الكرّ والفرّ ستبقى قائمة بين الأكثرية والمعارضة وكلّ منهما يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية تعتبر ورقة مهمّة أمام الاستحقاق النيابي المقبل، لكنّ ذلك، وفق المطّلعين، يبقى رهن ما يجري في سوريا، باعتبار أنّ للحوادث هناك تداعيات على الداخل اللبناني وقد تقلب الطاولة رأساً على عقب وفق المسار الذي ستسلكه، خصوصاً مع بدء تفاعل الحوادث عسكرياً، وعندما تتبلور الصورة عندها يُبنى على الشيء مقتضاه في الداخل اللبناني سواء على صعيد 8 أم 14 آذار.

 

لا تلوموا أحداً بل أنفسكم" بيع الأراضي تابع" ...

انطوان سعد/الجمهورية

جريدة الجمهورية يناشد بعضهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يرفض توقيع مرسوم يقرّه مجلس الوزراء في إطار زيادة نسبة تملّك الأجانب في لبنان، وبعضهم الآخر يناشد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المبادرة إلى عمل إنقاذيّ في هذا الصدد.

بيع الأراضي بين اللبنانيين وتملّك الأجانب للأراضي اللبنانية موضوعان مترابطان في النتيجة التي من الممكن أن يصل إليها المسيحيّون في لبنان إذا استمرّ هذا النزف، الذي يطاول لبنان من شماله إلى جنوبه وشرقه وغربه. إذ كلّما جرى بيع بعض العقارات (من الحدث إلى تعلبايا إلى الصبّاح ودلبتا والدبّية والدلهمية وجرود جبيل وسائر البقاع اللبنانية) يجمع المعنيّون على وجوب وضع حدّ لهذه المسألة.

لكن في ظلّ التخبّط الذي تشهده الساحة السياسية في لبنان وغياب الحوار العلمي والبنّاء بين الأطراف المؤثرين في هذا الصدد، ولا سيّما مجلس النواب ودور النواب المسيحيين خصوصاً، الذي لا يتجاوز البكاء على الأطلال أو تقديم اقتراحات لم تحظَ بإجماع أو تأييد الأكثرية النيابية، لأنّ كل فريق نيابي ينظر إلى الموضوع بمنظار مختلف عن الآخر، ولا يحاول أن يضع نقاطاً مشتركة مع أطراف سياسية أخرى لأنّهما في حال افتراق أو طلاق سياسي.

أمّا الجمعيات والروابط المعنية، فهي لا تستطيع إلّا محاولة اقتراح الحلول، فيما الحلول لم تبصر النور بعد لعدم صدور قانون يحدّ من النزف ويصون الحقوق ويبدّد المخاوف، لتبقى الأرض لجميع اللبنانيين وليس لجزء منهم بما يتلاءم مع الدستور والقانون.

وحتى لا يبقى النقاش العلمي والقانوني في هذا الموضوع من المحرّمات، فإننا سنحاول شرح الأسباب الموجبة لأيّ اقتراح قانون من شأنه أن يضع حدّاً لهذه المسألة، وذلك على قاعدة "كما أنّ السلطة تحدّ السلطة يأتي القانون ليضع قيوداً وضوابط على ممارسة الحقوق".

نصّت المادة 2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 20/12/1948 على أنّ "لكلّ إنسان التمتّع بكلّ الحقوق والحرّيات الواردة في هذا الإعلان من دون تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين"... وإذا كانت المادة 17 من هذا الإعلان تنصّ على أنّ "لكلّ شخص حق التملّك بمفرده أو الاشتراك مع غيره، لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسّفاً"... فإنّ من المجافاة القول إنّ هذا الحقّ مطلق لأنّ معظم الحقوق تمارس ضمن قيود وضوابط تهدف إلى تحقيق مصلحة عامّة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، تأتي ممارسة حقّ الشفعة المنصوص عنها في المواد 238 حتى 254 المعدّلة من قانون الملكية العقارية الصادر بموجب القرار الرقم 3339 تاريخ 12/11/1930 ليضع ضوابط على ممارسة هذا الحق، فيوجّه إرادة البائع باتّجاه بعض الأشخاص الذين أعطاهم القانون حقّ الأفضلية وذلك في حالات خاصة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قانون الاستملاك الذي يشكّل أحياناً قيوداً على حقّ الملكية وقانون الإيجار الرقم 160/92 الذي يمدّد عقود الإيجار بقوّة القانون الموقّعة قبل تاريخ 22/7/1992 بما يخالف مبدأ حرّية التعاقد على الملكية الفردية، بينما هذا الأمر غير مطبّق على من وقّع عقود إيجار على ملكيته بعد هذا التاريخ وفقاً للقانون الرقم 159/92.

وكذلك بالنسبة إلى قانون تملّك الأجانب الصادر بموجب القانون المنفّذ بالمرسوم الرقم 11614 تاريخ 4/1/1969 والمعدّل بموجب القانون الرقم 296 تاريخ 3/4/2001، حيث يضع هذا القانون قيوداً على المالكين غير اللبنانيّين الذين لا يمكنهم تملّك إلّا مساحة محدّدة بموجب القانون (3000 م.م. وفقاً للمادة الثالثة ف 1 من هذا القانون)، كما ليس لهم أن يوقّعوا عقود إيجار لأملاكهم إلّا لفترات زمنية محدّدة لا تزيد عن عشر سنوات إلّا بموجب ترخيص صادر بموجب مرسوم يتّخذ في مجلس الوزراء، وهذا ما نصّت عليه المادة 4 من المرسوم الرقم 11614/69، وفي ذلك قيود على ممارسة حرّية التعاقد والتصرّف بالملكية العقارية.

كذلك يأتي قانون الإستملاك الرقم 58 الصادر في 29/5/1991 وتعديلاته، ليضع أيضاً قيوداً على حقّ الملكية، خلافاً لِما هو منصوص عنه في المادة 17 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المذكورة سابقاً. وكذلك عندما يصنّف العقار بأنّه أثري فإنّه يمنع على مالكه أن يهدمه ليشيد عليه بناءً جديداً، وفي ذلك قيد آخر على حقّ الملكية، ولو شئنا تعداد كلّ هذه القيود لطال الكلام أكثر...

ومن أبرز القيود التي يضعها المشرّع اللبناني على اكتساب غير اللبنانيين الحقوق العينية العقارية في لبنان، ما ورد في الفقرة الثانية من المادة الأولى منه التي تنصّ على أنّه: "لا يجوز تملّك أيّ حقّ عينيّ من أيّ نوع كان لأيّ شخص لا يحمل جنسية صادرة عن دولة معترف بها أو لأيّ شخص إذا كان التملّك يتعارض مع أحكام الدستور لجهة التوطين".

وبما أنّ المادة 2 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادر بتاريخ 16/12/1966 والذي أجيز انضمام لبنان إليه بالقانون المنفّذ في المرسوم الرقم 3855 الصادر بتاريخ 1/9/1972، تلك الفقرة التي تنصّ على: "يجوز للبلدان المتنامية، مع إيلاء المراعاة الحقّة لحقوق الإنسان واقتصادها القومي، تقرير مدى ضمانها لغير مواطنيها الحقوق الاقتصادية المعترف بها في هذا العهد".

وبما أنّ العهد الدولي المذكور يؤلّف حلقة متمّمة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان واضعاً الإطار القانوني الذي يمكن من ضمنه ممارسة الحقوق الاقتصادية التي ينصّ عليها كلٌ منهما، ومنها حق الملكية.

وبما أنّه، إضافة إلى ذلك، نصّت الفقرة الثانية من المادة الأولى من الاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري بكلّ أشكاله تاريخ 7/3/1966 والتي أجيز انضمام لبنان إليها بالقانون الرقم 44/71 تاريخ 26/6/1971، على الآتي:

"لا تسري هذه الاتفاقية على أيّ تمييز أو تقييد أو استثناء أو تفضيل تجريه أيّ دولة من الدول الأطراف فيها على أساس الفصل في المعاملة بين المواطنين وغير المواطنين"، مع العلم بأنّ المادة 5 من هذه الاتّفاقية التي تحدّد الحقوق المدنية المصانة تذكر صراحة في عدادها "حقّ التملك استقلالاً أو شراكة".

وبما أنّه من المُتّفق عليه أنّ هذه المواثيق الدولية المنصوص عليها صراحة في مقدّمة الدستور تؤلّف مع هذه المقدمة والدستور جزءاً لا يتجزّأ وتتمتّع معاً بالقوّة الدستورية.

وبما أنّه من المُتّفق عليه أيضاً في اجتهاد المجلس الدستوري اللبناني، كما في الاجتهادات الدستورية المقارنة، أنّ مبدأ المساواة الذي يتمتع بالقيمة الدستورية - وهو في لبنان مبدأ دستوري نصّي ورد في مقدمة الدستور وفي المادة 7 منه - ولا يمكن للمشترع الخروج عنه إلّا عند وجود أوضاع قانونية مختلفة ومميّزة بين الأفراد وعند اختلاف الحالات أو عندما تقضي بذلك مصلحة عليا، وإذا كان هذا التمييز مرتبطاً بأهداف التشريع الذي يلحظه:

« Considérant que le principe d'égalité ne s'oppose ni à ce que le législateur règle de façon différente des situations différentes ni à ce qu'il déroge à l'égalité pour des raisons d'intérêt général, pourvu que, dans l'un et l'autre cas, la différence de traitement qui en résulte soit en rapport avec l'objet de la loi » .

Le principe d'égalité dans la jurisprudence des cours constitutionnelles et institutions de compétence équivalente ayant en partage l'usage du Français Bulletin no 1 Septembre 1998, p. 153 (Extrait d'un arrêt du Conseil Constitutionnel Français) .

وبما أنّه لا يرد على ما تقدّم بأنّ التشريعات السابقة المتعلقة باكتساب غير اللبنانيين الحقوق العينية العقارية في لبنان، لم تكن جميعها تميِّز بين الرعايا العرب أنفسهم، بل كانت تفرد لهم نظاماً واحداً بهذا الخصوص، لأنّه من المعتمد أيضاً أنّه يحقّ للسلطات الدستورية أن تكون دائماً متمكّنة من تعديل سياستها وتشريعاتها في ضوء متغيّرات المصلحة العامة: « D'une manière générale, les pouvoirs publics doivent pouvoir adapter leur politique aux circonstances changeantes de l'intérêt général » .

(op. cit. p. 51).

وبما أنّ المصلحة العليا يمكنها أن تبرّر أيّ قيد لحقّ الملكية، حتى فيما يتعلّق بالمواطنين أنفسهم، على رغم أنّ حق الملكية في هذه الحال هو حق مُصان دستوراً".

« C'est avec une grande force que le conseil affirmait la valeur constitutionnelle du droit de propriété . Mais il ajoutait aussitôt comment devait être compris ce droit … il subit des « limitations exigées par l'intérêt général » , ce dernier étant laissé à l'appréciation du législateur » .L'intérêt général dans la jurisprudence du Conseil Constitutionnel, Marie - Pauline Deswarte, Revue française de droit constitutionnel, no 13-1999, p. 46.

وبما أنّ معظم الدول قد وضعت في تشريعاتها قيوداً لاكتساب الملكية وممارستها من غير رعاياها، ومنها كما هو معروف دول يجمع بينها الانتماء العربي، وهي قيود قد تصل في بعض هذه الدول إلى حدّ الحظر المطلق بالتملك حتى للرعايا العرب أنفسهم. (القرار الرقم 2/2001 تاريخ 10/5/2001 صادر عن المجلس الدستوري اللبناني).

وبما أنّه يُستفاد من كلّ ما تقدّم أنّ من حقّ الدولة اللبنانية، في ضوء مصلحتها العليا، أن تقرّر وضع القيود التي تحدّد مداها لاكتساب غير اللبنانيين أو بعضهم تحديداً الحقوق العينية العقارية في لبنان، إذ تمارس في ذلك حقّاً سياديّاً محفوظاً لها على الأرض اللبنانية، لها دون سواها، بحيث يحقّ لها أيضاً أن تلجأ إلى منع التملك بالمطلق لغير اللبنانيين أو بعضهم ممّن لا يحمل جنسية صادرة عن دولة معترف بها، أو إذا كان هذا التملك يتعارض مع سياستها العليا في رفض التوطين المكرّس بالفقرة /ط/ من مقدّمة الدستور، وكان من شأن هذا التملك مخالفة المبدأ الدستوري برفض التوطين.

أمّا البلدان التي تضع قيوداً على انتقال الملكية العقارية فهي ليست بقليلة، فعلى سبيل المثال، ينصّ قانون الملكية العقارية في سنغافورة على أنّه لا يجوز تملّك أيّ مجموعة إتنية أو دينية أو غيرها في منطقة معينة أو في أحياء المدن أكثر من نسبة وجودها الديموغرافي فيها وهو ما يسمّى ﺒ"قانون الكوتا".

ولئلا نذهب بعيداً، فقد نصّت المادة الأولى من القانون الرقم 11 تاريخ 17/6/2008 المتعلّق باكتساب الحقوق العينية العقارية لغير السوريّين على جواز تملك غير السوريّين وحدة سكنية، كما لا يجوز أن ينتقل هذا الحق بالإرث، إذ على الوريث أن ينقل ملكيته إلى مواطن سوري تحت طائلة استملاكه لقاء دفع قيمته المقدّرة وفقاً لقانون الاستملاك سنداً إلى المادة الثالثة من القانون عينه، وإنّ من يخالف أحكام هذا القانون يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات وبغرامة توازي قيمة الأموال التي يتناولها العقد الجاري عليها ملكيته وفقاً للمادة 12 من القانون عينه.

وإنّ المنفعة العامّة تتحقّق إذا ما هدف المشرّع إلى منع تغيير المعالم التاريخية والسياسية لمنطقة معيّنة بالاستناد إلى وسائل الإكراه المادي والمعنوي، الأمر الذي تتعطل معه إرادة البائع الحرّة الذي يقع ضحية تأثير المال عليه... لا سيّما إذا ما كان ذلك يحصل في بيئة جغرافية تجتاحها عمليات الشراء بالإكراه المتمثل بالعروض المالية السخية التي لا تتلاءم مع سعر الملكية الحقيقي ليس إلّا لحمل البائع على التخلّي عن أرضه تحقيقاً لمشروع سياسيّ أو مذهبي.

وإذا كانت المقارنة غير جائزة في هذا الصدد إلّا أنّه يقتضي الإشارة إلى أنّ اليهود اتّبعوا هذه الوسيلة (وسيلة الترغيب بواسطة المال) بغية شراء أراضي الفلسطينيّين من دون أن تتحسّب الدولة الفلسطينية إلى وجوب إصدار تشريع يقضي بمنع هذا البيع قانوناً (بين الفلسطيني واليهودي) بغية الحفاظ على أهمّ عنصر من عناصر قيام الدولة وهو الإقليم أو الأرض، الأمر الذي قضم العديد من الأراضي الفلسطينية تحت ستار ممارسة حقّ "الملكية المطلق".

وهذا ما يحصل حاليّاً في مدينة "فماغوستا " القبرصية الواقعة في قبرص الشمالية التركية التي احتلّها الأتراك عام 1974 وقد هجرها أهلها وهم من القبارصة اليونانيّين حيث يحاول القبارصة الأتراك شراء أراضيها بغية تملّكها كلّها وتغيير معالمها التاريخية.

وفي إطار الترغيب المالي تمّ عرض مبلغ 30 مليار يورو لشرائها بأكملها في إطار المفاوضات الجارية بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيّين، الأمر الذي دفع بالعديد من النوّاب القبارصة اليونانيين باقتراح قانون يمنع بيع الأراضي الواقعة تحت الاحتلال التركي لأنّ أيّ عملية بيع تحصل في هذه المنطقة تكون حاصلة تحت وطأة الإكراه المتمثل أوّلاً بالاحتلال وثانياً بالترغيب المالي. (راجع النهار العدد الصادر في 29/12/2009).

وفي هذا المجال نؤكّد أنّ القيود المقترحة على بيع الأراضي بين اللبنانيّين تأتي هنا للحفاظ على منفعة وطنية تتمثل في وجوب عدم استعمال الإكراه بمختلف أشكاله بغية التأثير في إرادة المالك أوّلاً وبغية عدم حصول فرز للسكّان على أساس مذهبي أو ديني أو عرقي...

وفي هذا الصدد أكّد المجلس الدستوري اللبناني الآتي: "بما أنّ وضع الملكية في حمى القانون يستتبع حتماً سَنّ القوانين التي تحمي هذه الملكية وتنظّم طرق اكتسابها وتضع حدود ممارستها، وهو ما فعله المشرّع اللبناني في هذا المجال". (قرار الرقم 2/2001 تاريخ 10/5/2001 صادر عن المجلس الدستوري اللبناني).

وفي هذا الصدد وعلى سبيل المثال أيضاً، وعلى رغم أنّ المادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنصّ على أنّه: "لكلّ شخص الحق في العمل، وله حرّية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أنّ له حق الحماية من البطالة.

- لكلّ فرد من دون أيّ تمييز الحق في أجر متساوٍ للعمل.

- لكلّ فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مُرضِ يكفل له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان تضاف إليه، عند اللزوم، وسائل أخرى للحماية الاجتماعية "...

إلّا أنّ العديد من الدول تضع قيوداً على هذا الحق بغية منفعة شعوبها، ففي لبنان تفرض ضريبة على اليد العاملة الأجنبية بغية منعها من منافسة اليد العاملة اللبنانية. وهناك نصوص تشريعية وتنظيمية أخرى قد صدرت في لبنان وأفردت أوضاعاً خاصة لغير اللبنانيين وأدخلت تمييزاً في ما بين هؤلاء، إن لجهة دخولهم إلى لبنان والإقامة أو لجهة العمل فيه، فصنّفت بينهم، سواء أكانوا من الرعايا العرب أو غير العرب.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى حقّ التمتع بالجنسية المنصوص عنه في المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنصّ على أنّ: "لكلّ فرد حق التمتع بجنسية ما، ولا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسّفاً أو إنكار حقّه في تغييرها".

فهل تمنح كلّ الدول هذا الحقّ بصورة مطلقة لأيّ فرد موجود على أراضيها؟ والمثل الصارخ على هذا الأمر في لبنان يتمثّل بعدم تمكّن المرأة اللبنانية المتزوّجة من أجنبي أن تمنحه الجنسية.

إذاً ليس هناك من حقّ مطلق "بالمطلق" بل إنّ القانون يأتي لينظم هذه الحقوق بما يتلاءم مع الدستور وبما يتلاءم مع حاجات المجتمع أيضاً.

فالدستور عينه يأتي ليمثّل المجتمع الساكن، أمّا القانون فيمثّل المجتمع المتحرّك على ما قاله Cormenin في العام 1830. (راجع في هذا الصدد:P. Lauvaux : Pratiques politiques et réalités sociales, Paris 1953, p. 15).

فالدستور إذاً يعكس صورة المجتمع الساكن، والقانون يعكس صورة المجتمع المتحرّك، وقد طلب تلاميذ آرسطو إليه يوماً دستوراً نموذجيّاً فأجابهم بكلمته الخالدة: "صِفوا لي

أوّلاً الشعب الذي تطلبون دستوراً له مع تحديد زمانه ومكانه وظروفه الاجتماعية والاقتصادية فأضعه لكم".

(عبده عويدات: النظم الدستورية في لبنان والبلاد العربية والعالم، منشورات عويدات، الطبعة الأولى، 1961، ص 595).

إذاً فإنّ الدستور يأتي ليعطي التركيبة المجتمعية لكيان معيّن إطاراً دستوريّاً يكون صورة عنها. ولا حاجة بنا للتذكير بأنّ الجماعات التي كانت تقطن الكيان اللبناني على اختلاف المحطّات التاريخية التي مرّ بها أنّ الدستور جاء ليُثبت وجودها في وطن إسمه لبنان وفي دولة تعيش فيها هذه الجماعات وتحافظ فيه على تراثها وتقاليدها وتمارس حقوقها ومعتقداتها في إطار القانون.

وقد قال خالد قبّاني في هذا الصدد: لبنان أكثر من غيره من الأوطان قد صنعه ماضيه ولا يمكن فهم أوضاعه الدستورية والسياسية والاجتماعية إلّا من خلال هذا الماضي الذي أعطاه شكله وميزاته وسماته الفارقة وصورة وجوده الحالي. (خالد قبّاني: "ثوابت النظام اللبناني وآفاق المستقبل"، "إشكاليّات السلام في لبنان وآفاقه"، صادر عن جمعية متخرّجي المقاصد الإسلامية في بيروت، 1993، ص 468).

وإذا كان لبنان مؤلّفاً من جماعات دينية أراد الدستور أن يحافظ على وجودها التاريخي في إطار كيان موحّد تعيش فيه معاً، فليس من المعقول أن تؤدّي عمليّات شراء أراضي وعلى نطاق واسع (سواء أكانت تحصل ضمن مخطّط أو لا) إلى تغيير الملامح التاريخية لهذا الوطن، الأمر الذي يؤدّي معه إلى زوال وجود بعض الجماعات التي يتألّف منها هذا الوطن.

فإذا غابت هذه الجماعات (بعد فقدانها ملكيتها) أو اندثرت أو هاجرت أو أصبحت لاجئة في وطنها، وبات لبنان بمثابة فندق لها ليس أكثر، فماذا يبقى من النظام التعدّدي أو نظام الجماعاتSystème polyarchique "الذي لطالما تميّز به لبنان كثروة حضارية تشكّل غنى للشرق والغرب معاً؟

وإذا قيل في مشروع بيع الأراضي بين اللبنانيّين أنّه يقيّد حق الملكية، فهو يحمي بعضهم من ضعفهم، خصوصاً الذين تنحصر أذهانهم لدى بيع عقاراتهم بما يحقّقون من مكاسب ماليّة، فيقعون تحت تأثيرها من دون النظر إلى مسألة الحفاظ على تركيبة لبنان التاريخية والحضارية ومدى تأثير هذه البيوعات عليها. وعلى حدّ ما قالهMachiavel Gouverner c'est prévoir".

وإذا كان الاستشراف للمستقبل أهم دور يقوم به الحاكم، فهل لنا أن ننقذ لبنان من ضعف وجشع بعضهم، فنحمي ماضيه وتراثه وغناه الحضاري عندما يكون المشرّع قد حقّق مصلحة دستورية متمثلة بالحفاظ على تركيبة لبنان كقيمة حضارية وتشكّل هذه المصلحة مصلحة عليا للدولة اللبنانية. فيضع المشرّع حدّاً لكلّ هذه التصرّفات لئلّا يضمحلّ وجود إحدى الجماعات الأساسية التي يتكوّن منها لبنان لكي لا تصبح لاجئة في هذا الوطن، وقد نصّت مقدمة الدستور اللبناني، في الفقرة أ، "على أنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه..."، ولم تنصّ على أنّه وطن نهائي لجزء من أبنائه! وإنّ استمرار هذه البيوعات سيؤدّي إلى فقدان الأرض التي تملكها إحدى المجموعتين التي يتألف منهما لبنان.

كما نصّت الفقرة ط من الدستور على أنّ "أرض لبنان واحدة لجميع اللبنانيين فلكلّ لبناني الحق في الإقامة على أيّ جزء منها والتمتع به في ظلّ سيادة القانون فلا فرز للشعب على أساس أيّ انتماء كان".

وإنّ ما يحصل من بيوعات من شأنه أن يؤدّي إلى فرز وانحسار مجموعة من اللبنانيين في منطقة معينة وانتشار مجموعة أخرى مكانها.

كما أنّ الفقرة ط من مقدّمة الدستور نصّت أيضاً على أنّ "أرض لبنان أرض واحدة لجميع اللبنانيّين". ولم تنصّ على أنّ هذه الأرض هي لجزء من اللبنانيّين! كما لا يجوز الاعتداد بالجزء المكمّل لهذه الفقرة التي تنصّ على أنّه... "لا فرز للشعب على أساس أيّ انتماء كان ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين"، للقول بعدم جواز تنظيم بيع الأراضي بين اللبنانيين لمدّة معينة.

كما لا يجوز القول إنّ هذا النص لا يتناول نتائج التصرّف بالحقوق الشخصية والاقتصادية للمواطنين، لأنّ لكلّ نص دستوري مبرّراته وغاياته حيث ينطلق المشرّع من دوافع ويسعى إلى تحقيق أهداف معينة بغية تحقيق المصلحة العامّة وألّا يكون النص الدستوري من دون قيمة تذكر.

فلا يستقيم والحال هذه القول إنّ الدستور لم يتناول النتائج الناجمة عن التصرّف بالحقوق الشخصية لا سيّما إذا كانت هذه التصرّفات من شأنها أن تغيّر هوية الوطن.

وعليه فإنّ المشرّع الدستوري يبغي دائماً أفضل النتائج من النص الذي يقرّه. وقد جاء في هذا الصدد: "L'examen global du texte constitutionnel peut être pris autant de fois qu'on le désire et seulement le meilleur résultat du texte constitutionnel compte

www. Conseil constitutionnel. fr/cons.

وإذا كان الهدف من نصّ الفقرة ط يهدف إلى منع التجزئة أو التقسيم أو التوطين، فإنّ عدم وضع قيود على قانون الملكية العقارية سواء أكانت تلك المقترحة في مشروع قانون بيع الأراضي بين اللبنانيين أو في مشروع مماثل يؤدّي إلى تحقيق الغاية المنشودة من خلال إقرار بعض القيود الموَقّتة على حق الملكية، فإنّ ذلك من شأنه أن يؤدّي إلى فرز الجماعات، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنّ كلّ المنطقة المحيطة بالمجلس الدستوري في منطقتَي الحدث والشيّاح بات يملكهما بمعظمهما غير المسيحيّين بعد العام 1990 وحتى اليوم، بعدما كانت ملكاً للمسيحيّين، وهذا ما سيؤدّي في المستقبل القريب ببعض اللبنانيّين أن يصبحوا لاجئين في أرضهم.

لِذا نصّ الدستور اللبناني على أنّ حقّ الملكية هو مادة قانونية وليس دستورية، فنصّت المادة 15 منه على "أنّ الملكية في حمى القانون" وليست في حمى الدستور، وبالتالي فإنّ القانون يأتي ليضع القيود والضوابط لممارسة هذا الحق بما يتلاءم مع أحكام الدستور ووفقاً لما بينّاه أعلاه.

وإذا كانت هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل قد أبدت رأيها في هذا الصدد حيث انتهت إلى القول بعدم دستورية مشروع القانون المقدّم من النائب بطرس حرب الذي يهدف إلى وقف بيع الأراضي بين المسلمين والمسيحيّين لمدّة خمس عشرة سنة، هذا فإنّ التعليل الذي استند إليه هذا الرأي لا يبرّر النتيجة التي تمّ التوصّل إليها، لا سيّما أنّ هذا الرأي أخذ النص الدستوري بحرفيته من دون التطلع إلى النتائج المتوخّاة من هذا النص كما جاء ليهمل العديد من الفقرات الواردة في مقدّمة الدستور، إن لم نقل إنّه أهمل النتائج التي ستسفر عنها البيوعات العقارية المشبوهة، الأمر الذي تضحي معه فلسفة مقدّمة الدستور ومسوّغاتها خالية من أيّ مضمون.

فيضحي الحديث عن لبنان مجرّد ذكرى ترسّخت في ذهن المشرّع الدستوري وغابت عن بال المشرّع القانوني وكأنّه ليس أميناً على الأمانة التاريخية والحضارية والدستورية التي أنيطت به.

وأخيراً، وعلى رغم أنّ رأي الهيئة إستشاري ليس إلّا، لأنّ هذا القانون أو أيّ قانون مماثل يكون مقبولاً لدى اللبنانيّين (كقانون الكوتا أو قانون الشفعة العقارية من قِبل أبناء البلدة أو البلدية أو منع البيع من غير اللبنانيين مع إقرار حقّ الإيجار الطويل الأمد...) بعد إدراكهم الغاية التي من أجلها أُنشئ هذا الوطن، فإذا سلك طريقه نحو الصدور يكون وحده المجلس الدستوري الجهة الصالحة للقول بدستوريته أو عدم دستوريته إذا ما تمّ الطعن به.التعليقات

 

ماذا يقول أصحاب وجهة النظر المؤيّدة للحوار داخل 14؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

ينطلق أصحاب وجهة النظر المؤيّدة للحوار داخل 14 آذار من مبدأ أساسي أنّه لا يمكن لأي إنسان أن يكون ضدّ الحوار، وذلك بمعزل عن نتائجه ومؤدّياته وما يمكن أن يسفر عنه باعتبار أن لا بديل في المطلق عن الحوار. فقوى 14 آذار لا يمكن أن تتخلّى في أيّ لحظة عن "سلاحها" الأساسي لا بل علّة وجودها القائمة على مبدأ الوصل مع الآخر في أيّ وقت ووفق أيّ ظرف، فرسالتها أن تقوم بدور الجسر على كل الأصعدة، فضلاً عن أنّه من غير المقبول أن تكون القوى المتصارعة إبّان الحرب اللبنانية وخطوط التماس وجولات القتال قادرة على الحوار والتواصل، فيما القوى الحالية عاجزة عن إيجاد مساحة مشتركة ولو شكلية، خصوصاً أنّ التجربة علّمت اللبنانيين أنّ مصيرهم في النهاية واحد، وأنّ الحوارات التي استمرّت تحت المدافع شكّلت الأرضية لاتّفاق اللبنانيين على تجديد ميثاقهم في العام 1989 مع "اتّفاق الطائف". وتدرك مكوّنات 14 آذار على اختلافها أنّ الوضع اللبناني معقّد والأزمة القائمة من طبيعة إقليمية، وهي مترابطة مع أحداث المنطقة كما تدرك أنّ حل هذه الأزمة يستحيل أن يكون صناعة لبنانية فقط لا غير، إنّما يتطلّب إنضاجاً لمناخات خارجية في طليعتها سقوط النظام السوري وحلّ الملف النووي سلماً أو حرباً، وبالتالي ربط المشاركة في الحوار بنتائج عملية وجدول زمني لا ينمّ عن واقعية سياسية، فيما كلّ المرتجى من الحوار هو تبريد الساحة اللبنانية والتكيّف مع المرحلة الانتقالية بانتظار ما ستتمخّض عنه الأحداث السورية وترسيخ الاستقرار ولو الجزئي وتفويت الفرصة على النظام السوري لتجديد الحرب الأهلية، خصوصاً أنّ تحالف 14 آذار هو تحالف القوى التي استخلصت عبر الحرب الأهلية وتقوم بالمستحيل للحؤول دون تكرار هذه التجربة السوداء.

فالقوى الاستقلالية كان باستطاعتها اعتماد الخيار التسلّحي العسكري، وهذا من أسهل الخيارات التي يمكن اللجوء إليها، لأنّ حدود قوّة كل جماعة تقف عند حدود الجماعة الأخرى، وهذه قاعدة ثابتة ومعروفة، لكنّها فضلت تحمّل استقواء الطرف الآخر وصلفه واستكباره على إدخال البلد في حروب لا طائل منها، خصوصاً أنّ التسوية حاصلة وتوقيتها يتوقّف على الملفين السوري والإيراني، وهما ملفّان ساخنان، بمعنى أنّ الحلول قريبة وليست بعيدة، وبالتالي السياسة الانتظارية تبقى أفضل الممكن.

وفي العودة إلى الحوار، الكلّ متّفق على استبعاد أن يسفر عن أي نتيجة، غير أنّ هذا الحوار، وفي موازاة ما تقدّم، يشكّل مصلحة 14 آذارية بامتياز للأسباب الآتية:

أولاً، التشجيع على الحوار لم يصدر عن إيران أو سوريا، إنّما صدر عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة السعودية، وهي دول مساندة وصديقة للبنان وغايتها استقرار البلد، فيما قوى 8 آذار تعتبرها دولاً معادية لمشروعها السياسي.

صحيح أنّ الطرف اللبناني وحده باستطاعته تقدير المصلحة الوطنية، فيما المطلوب من الخارج دعم التوجهات السيادية، لكن لا يصحّ أيضاً الوقوف في وجه الرغبة الدولية والإقليمية والعربية، خصوصاً متى كانت لا تتعارض مع سيادة البلد واستقلاله، لا بل هدفها هو حمايته وعدم إفساح المجال أمام النظام السوري بفتح جبهة أخرى تؤدّي إلى إراحته.

ثانياً، الدعوة إلى الحوار لم تأتِ من "حزب الله"، إنّما أتت من رئيس الجمهورية وهو أقرب إلى مشروع 14 من 8 آذار، وهناك مصلحة لتدعيم موقعه وتزخيم دوره.

ثالثاً، الهدف المباشر للحوار، بنظر الأميركيين والأوروبيين والسعوديين، فكّ ارتباط الأزمة السورية عن الأزمة اللبنانية، أيّ النأي بلبنان وتحييده ومنع نقل الأزمة السورية إليه، وبالتالي هذا الهدف يصب في خانة 14 وفي خدمة سياستها وضدّ السياسة السورية.

رابعاً، إعطاء "حزب الله" ورقة قد يكون بحاجة إليها للتذرّع أمام النظام السوري بأنّه مكبّل وعاجز عن تنفيذ رغباته في تفجير الساحة اللبنانية، وهذه الرغبة التهدوية لدى الحزب، إن وُجدت، متّصلة بهواجسه من الصعود الإسلامي وطبيعة المرحلة بعد سقوط النظام السوري أكثر منها ربطاً بالمصلحة اللبنانية البعيدة كلّ البعد عنها.

خامساً، قد يكون "حزب الله" لا يكترث للنصوص وما تحتويه، وكلّ همّه الحفاظ على ترسانته العسكرية ووظيفته الإقليمية، إنّما هذه النصوص تشكّل وثائق مرجعية موقّعة من قبله ولن يستطيع التملّص منها، بل سيضطر في الوقت المناسب إلى التسليم بها والتعامل معها. ولعلّ آخر هذه النصوص "إعلان بعبدا" الذي يجسّد رؤية 14 لجهة إعلانه "التمسّك بالطائف والمبادئ الواردة في مقدّمة الدستور بصفتها مبادئ تأسيسية ثابتة، وتحييد لبنان عن سياسة المحاور، والتزام قرارات الشرعية الدولية، وفي طليعتها القرار 1701 والإجماع العربي، والحرص على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية (...)"، فضلاً عن أنّه يشكّل ردّاً مباشراً على طرح السيد حسن نصرالله الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي، وذلك في البند رقم 11 الذي ينصّ على "التمسّك باتّفاق الطائف ومواصلة تنفيذ كلّ بنوده".

سادساً، يشكّل الحوار إرباكاً لـ"حزب الله" وليس لقوى 14 آذار، لأنّ الحزب يتحمّل مسؤولية عدم تطبيق القرارات السابقة وعدم الاتّفاق على مصير سلاحه، وبالتالي بإمكان 14 اعتماد تكتيك سياسي لإحراجه ومضاعفة إرباكه، بدلاً من التلهّي بأهمية المشاركة في الحوار أو عدمها.

تعلم مكونات انتفاضة الاستقلال علم اليقين أنّ اللعبة السورية انتهت GAME IS OVER، وبالتالي مصلحتها الاستراتيجية تكمن في تقطيع المرحلة الانتقالية بأقلّ أضرار ممكنة والدخول في المرحلة الجديدة بمناخات تهدوية وليس متشنجة لتسريع انخراط "حزب الله" وبيئته في مشروع الدولة اللبنانية.التعليقات

 

لبنان على الحافة

ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

عاش لبنان على مدى جيل كابوس الحرب الأهلية الطائفية، ويشهد حاليا دوامة مشابهة تتجمع في جارتها سوريا. ويخشى الكثيرون من انجراف لبنان إلى صراع يثير خوف الجميع. وقد بدأ بالفعل نزيف الدم الناتج عن الصراع السوري، الوصول إلى لبنان. وأصبحت منطقة عكار التي تقع في الشمال الغربي هي همزة الوصل لنقل المساعدات الطبية ومواد الإغاثة الأخرى، وتأمل المعارضة السورية استخدامها كساحة للعمليات عبر حدود حمص التي أضحت محور الصراع الرامي إلى خلع الرئيس السوري بشار الأسد. التقيت خلال رحلتي القصيرة إلى شمال لبنان نهاية الأسبوع الماضي رجلا لبنانيا تحدث عن شبكة المساعدات الناشئة التي تعمل عليها المعارضة السورية. وقال إن السنّة وبعض المسيحيين في الشمال يتعاطفون مع القوات المناهضة للأسد. ويحاول الجيش اللبناني، وقوامه الشيعة الذين يؤيدون الأسد، السيطرة على الحدود. مع ذلك، يعد هذا عملا توازنيا حساسا، فعندما قُتل رجل دين سني الشهر الماضي عند نقطة تفتيش للجيش، كادت المنطقة تنفجر. بعد استماعي إلى هذا الرجل من عكار وهو يروي رسائل من المعارضة السورية المسلحة، كونت صورة لبلد ينساق إلى الحرب بسبب الحتمية الطائفية. ومثل الكثيرين من اللبنانيين، يؤمن الرجل بضرورة عدم انتشار حمى الحرب، لكنه يرى أن لا مناص منها. ويحاول رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، جاهدا إبعاد لبنان عن هذا الصراع من خلال تبني سياسة أطلق عليها سياسة «النأي بالنفس». رغم النظر إلى ميقاتي باعتباره من أشد مؤيدي الأسد عند توليه رئاسة الوزراء العام الماضي، فاجأ الأميركيين بل وحتى الإسرائيليين باستقلاله النسبي عن كل من سوريا ونصيرتها إيران.

لإنجاح هذه السياسة، لم ينأَ ميقاتي بنفسه عن الأسد فحسب، بل أيضا عن حزب الله - أقوى حلفاء الأسد في لبنان. وتعد هذه حركة صعبة، حيث يهيمن حزب الله على الحكومة التي يرأسها ميقاتي. مع ذلك، يعرف ميقاتي بصفته رئيسا للوزراء، أن عليه أن يكون ممثلا للسُنة، الذين حصلوا على هذا المنصب بموجب اتفاق المحاصصة الدينية في لبنان. وتمثلت أول خطوة يتخذها ميقاتي بعيدا عن سوريا وحزب الله في قراره خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتمويل المحكمة الدولية الخاصة التابعة للأمم المتحدة التي تتولى التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. ويقال إن الأدلة تشير إلى تورط أفراد من حزب الله، الذي لم يسأم محاولة تقويض عمل المحكمة الدولية الخاصة، لكن ميقاتي هدد بالاستقالة في حال عدم تمويلها. ويشك الكثيرون في إجراء المحكمة للمداولات، ناهيك بالوصول إلى حكم، لذا ربما يكون موقف ميقاتي رمزيا إلى حد كبير، لكنه نال الثناء في واشنطن.

المفاجأة الثانية للمسؤولين الأميركيين كانت رغبة ميقاتي في القسوة على إيران الشهر الماضي. وسافر نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، إلى بيروت بصحبة وفد مكون من 105 أفراد لإتمام الاتفاقات التي تقضي بتفعيل عدد كبير من البروتوكولات المتعلقة بالتجارة، فضلا عن قضايا أخرى. ولم يوقع ميقاتي على حزمة الاتفاقات وترك لوزير الاقتصاد القيام بعدة إجراءات أقل أهمية. ويقال إن نائب الرئيس الإيراني كان غاضبا، في حين كان مسؤولو وزارة الخارجية مغتبطين. وحتى حزب الله، الذي لا يُعرف عنه الحرص، يخطو بحرص هذه الأيام، فقد تقابلت الأسبوع الماضي مع عمار الموسوي، مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، الذي أوضح أن حزب الله يدعم سياسة «النأي بالنفس» التي يتبعها ميقاتي. لم يكن هذا الحديث للنشر، لذا لا يمكنني أن أورد في هذا السياق كلامه بالضبط ما بين علامتي تنصيص، لكنني استنتجت أن حزب الله يدرك جيدا قوة الربيع العربي في سوريا ويعلم أنه يجب أن يكون حريصا على عدم الانعزال عن الرأي العام الشعبي. من وجهة نظر حزب الله، تخاطر الدول الأجنبية التي تزود المعارضة السورية بالأسلحة بحدوث انفجار ستطال شظاياه لبنان ودول جوار أخرى. يريد تنظيم حزب الله التوصل إلى حل سياسي في سوريا، لكنه حل يحميه ويحمي المصالح الإيرانية.

ما يثير قلقي هو طريقة وضع القوى السياسية اللبنانية نفسها في حرب أوسع نطاقا يقولون جميعا إنها كره لهم. وكان الحديث الأسبوع الماضي بشأن كيفية تقسيم سوريا على أرض الواقع في ظل سعي المدنيين المرعوبين، في حال استمرار القتال، للحصول على حماية الجيوش والجماعات المسلحة التي تعهدت بالدفاع عن السنة والعلويين والدروز والأكراد وغيرهم من الطوائف. تؤكد كل من الحكومة والمعارضة السورية رفضها للحرب الأهلية، لكن الصدع بين السنة والعلويين واضح. ويستشعر اللبنانيون القادم لأنهم مروا من هذا الطريق من قبل، فقد اندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 واستمرت 16 عاما بشكل متقطع. ويمكن بسهولة رصد الخطوط الحدودية الفاصلة على الخرائط التي بداخل عقول الجميع. وكما يعرف الجميع هنا، بمجرد أن تبدأ رحى الحرب والانتقام يصبح من شبه المستحيل إيقافها.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

سوريا: دولة علوية واحدة ذات رسالة خالدة

عبد الله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

العبارة في العنوان هي تحوير لشعار حزب البعث الأشهر «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة» والتحوير ليس مني، ولكنه من الضابط الدرزي سليم حاطوم الذي كان حليفا لحافظ الأسد ثم انقلب عليه فأعدمه الأسد. إن الطائفية المقيتة تبدو من أفضل أسلحة إيران السياسية داخليا وإقليميا؛ داخليا الأمر ظاهر ولا يحتاج إلى دليل من نص الدستور إلى فعل السلطة اليومي، وإقليميا فهي تمارس هذه اللعبة الخطرة في سوريا واليمن والبحرين، كما لعبتها سابقا في لبنان والعراق، وكما تهدد بها على الدوام، ولكن ممارسة الطائفية على المستوى الداخلي، أي داخل الدولة، قد سبقها بها حافظ الأسد في سوريا وسلمها من بعده لابنه بشار الذي صار رئيسا بديلا لباسل.

إن سوريا وإيران مستمرتان في تلك السياسة، وهما وأتباعهما في المنطقة يحاولون وصم كل من يتطرق للموضوع الطائفي وعلاقته بالصراع في سوريا بأنه مع الطائفية حتى وإن تناول ذلك بحقائق تاريخية وتحليل علمي، وهي لعبة أصبحت مكشوفة، فالموضوع الطائفي في سوريا وإن كان شائكا يجب أن يكون على الطاولة كتاريخ وكواقع، وأن يتم التعامل معه بالحكمة والعقل بعد المعرفة والوعي.

في تاريخ سوريا الحديث كان موضوع الطائفية حاضرا بقوة، ففي العهد العثماني كانت معارضة الشعب والمفكرين العرب حينها ترتكز على معارضة العثمانيين باعتبارهم مستبدين ودون أي حضور للبعد الطائفي، غير أن بعض الأقليات كان لديها شعور آخر بأن ذلك كان حكما أجنبيا، وهذا التفريق يوضحه ما تجلى لاحقا في زمن الانتداب الفرنسي لسوريا حين سعى لبناء دويلة للأقليات وعلى رأسها الأقلية العلوية في جبال العلويين، هذه المنطقة التي تم تغيير اسمها لاحقا لتصبح اللاذقية، فقد سعى الانتداب الفرنسي حينها لتجنيد أبناء الأقليات في الجيش عبر «القوات الخاصة للشرق الأدنى» التي أنشأها ورعاها، في زمن كان أهل المدن السنيون يحتقرون العمل في الجيش كمهنة وهو ما أضر بهم لاحقا، وقد أدت تلك القوات «إلى تأسيس تقليد عسكري علوي أصبح مركزيا في صعود الطائفة اللاحق» (باتريك سيل: ص69). بعد الاستقلال السوري، وبعكس أهل المدن السنيين، انخرط كثير من أبناء الأقليات وسكان الريف في حزب البعث وفي الجيش: في حزب البعث الذي يرى مطاع صفدي أنه «في الأصل حركة طائفية» فقد عانى قادته كثيرا في نقله إلى المدن وإلى الأكثرية السنية، أما الجيش فقد انتهكت عقيدته العسكرية باكرا بعد الاستقلال لتصبح ولاءات ضباطه موزعة بين الأحزاب الآيديولوجية والولاءات العشائرية والطائفية.

في هذا السياق وعلى هذا النسق أنشأ حافظ الأسد مع أربعة آخرين كلهم من الأقليات، ثلاثة علويين: محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد، وإسماعيليان: عبد الكريم الجندي وأحمد المير «اللجنة العسكرية» التي تطورت لاحقا ليحكم حافظ سوريا من خلالها.

بعد انقلاب البعث 1963 بدا لصلاح جديد وحافظ الأسد أن الاستقطاب الطائفي للأقليات في الحزب والجيش هو سبيلهما الأمثل لاعتلاء السلطة، وحين انحاز جديد للسيطرة على الحزب اتجه الأسد للسيطرة على المؤسسة العسكرية، وحين نشب الصراع بينهما لاحقا كان الأسد هو الأقوى وصاحب الكلمة الفصل ففرض نفسه بقوة الجيش الذي سيطر عليه عبر ولاءات الأقلية والطائفية التي كونها ووثق بها.

لم يكن حافظ الأسد على قدر من الاستعجال ليصرح بما قاله رفيقه السابق محمد عمران بأن «الفاطمية يجب أن تأخذ دورها» ولكنه فعل على الأرض ما يزيد على ذلك، ثم لم يزل وعي الأسد يتجه باتجاهات أكثر ضيقا؛ فمن الاعتماد على الأقليات عموما إلى الاعتماد على الفاطمية إلى تخصيص العلوية وصولا إلى العشائرية ثم العائلية لإدارة الجيش والبلاد.

لقد قام حافظ الأسد بعد انقلاب البعث 1963 بتصفيات متتالية لضباط الجيش كالتالي: «تصفية أبرز الضباط السنيين 1966 والدروز 1966 والحورانيين 1966 - 1968 والإسماعيليين 1968 - 1969»، ثم «اعتمد الأسد إلى حد كبير بعد 1971 على ضباط من عائلته الشخصية أو عشيرته أو أبناء المناطق المجاورة لقريته» (نيقولاس فان دام: الصراع على السلطة في سوريا: ص131) حيث ذكر بتفاصيل موثقة قصة هذا الانتقال والتصفيات مع أرقام إحصائية جديرة بالقراءة والتحليل.

استمر هذا الوعي الطائفي لدى حافظ الأسد حتى بعد استحواذه الكامل على السلطة، وكما كان هذا واضحا في قناعاته فقد كان واضحا لدى بعض القادة العرب الذين تعاملوا معه، ففي قناعاته يذكر عبد الحليم خدام أنه في الشأن اللبناني «كان يعتبر الطائفة الشيعية هي الأكثر قربا من النظام» وأن «القيادات السياسية للمسلمين السنة في لبنان لا يؤتمن لها»، وفي مواقف القادة العرب كان السادات يسمي نظام الأسد بـ«البعث العلوي» ونقل عن «فيصل» أن الأسد «بعثي علوي، وأحدهما ألعن من الآخر».

هذه مجرد إشارات سريعة لتاريخ سوريا الحديث، وكيف استخدم النظام الطائفية على نحو شرس في الحزب والجيش وصولا للحكومة والدولة.

في هذا السياق يمكن قراءة الموقف الروسي الذي يذكرنا بالطائفية في الشأن السوري بشكل معكوس، لا لشيء إلا ليواصل جهده ليرد «جميل أفغانستان» لأميركا، اقتداء برؤية بريجنسكي الذي كان يرى في أفغانستان ردا على «جميل فيتنام» الروسي، ولا شك أن الموقف من ليبيا القذافي يشكل مرارة حاضرة له، ومن هنا سيكون على إدارة أوباما أن تدفع ثمنا تاريخيا جراء موافقتها على تشكل قوة عظمى جديدة معادية لها على المستوى الدولي تكون سوريا نواتها. إن نار الطائفية حين تشتعل لا تعرف حدودا من عقل أو سياسة، بل إنها تأكل الأخضر واليابس، وتجر الجميع لدوامتها، ولن تقف عند حدود سوريا، ولكنها ستصل لحدود روسيا، وسترمي بشررها على الغرب كله، فهي حين تتحول لقوة سياسية فلا يمكن التنبؤ بآثارها. إن الطائفية شر مستطير، وفتنة محتمة، وهي إحدى أمارات التخلف الحضاري، ومع الرفض الكامل لها كمنطق سياسي، غير أن ممارستها بكل هذه البشاعة في سوريا لا بد أن تدفع باتجاه شعور الأكثرية بها ما يعني انتشاءها بدلا من تخفيفها، وحينذاك سيكون الثمن غاليا على الجميع.

 

مصر.. نكسة أم تصحيح؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

من ينظر للصورة الكبرى في مصر، وبعيدا عن المواقف المسبقة، أو ما تردده بعض وسائل الإعلام من كليشيهات، واستطلاعات منتقاة من الشارع، يجد أن مصر اليوم، وبعد حل البرلمان بحكم المحكمة الدستورية، باتت أمام نقطة تحول خطرة، فإما أن تكون مصر أمام نكسة، لا قدر الله، وإما أنها أمام خطوة تصحيحية مهمة. اليوم سقطت الأوهام، وما أكثرها بمصر، وخارجها من المهتمين بالشأن المصري، ومن أبرز الأوهام التي سقطت الحديث عن الاتفاق السري بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري، كما سقط وهم تأثير «المليونيات»، و«تويتر» و«فيس بوك»، وقائمة طويلة من الأوهام التي تغلف الأجواء المصرية منذ سقوط نظام مبارك. والقصة ليست قصة أوهام فقط، بل انكشفت الأخطاء التي ارتكبها الجميع هناك، سواء من ثوار، أو قوى سياسية أخرى. ومنها، بل وعلى رأسها، الإخوان المسلمون، حيث تناسى الجميع أن هناك كتلة عريضة في مصر لا تظهر في ميدان التحرير أو غيره من الميادين الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولديها، أي تلك الكتلة، مخاوف حقيقية من واقع مصر اليوم، ومستقبلها، فهل تتعمق الأزمة وينهار الاقتصاد بشكل كامل؟ وهذا أمر خطر ووارد. وهل تصبح مصر دولة دينية؟ وهذا يعني أن أمام المصريين عقودا من الأزمات، التي لا يعلم مداها إلا الله.

أسئلة كبيرة، من الواضح أن معظم القوى السياسية لم تستوعبها جيدا؛ حيث كانت بعض تلك القوى غارقة في أحلامها الوردية، بينما كان الإخوان يتغولون على كل فرصة تتاح بمصر، من البرلمان لمجلس الشورى، وحتى الرئاسة، واللجنة الدستورية، في عملية غباء سياسي ليس لها نظير؛ حيث ثبت أن الإخوان يجيدون فن المناكفة والمماحكة، ولكنهم يفتقرون تماما للدهاء السياسي. ناهيك بالعقلانية السياسية، ومفهوم الدولة، وإفراز نخب من رجال الدولة.

ومن هنا فإن قبول المصريين بحكم المحكمة الدستورية القاضي بحل البرلمان، والشروع في المشاركة بحيوية بالجولة الثانية لإعادة الانتخابات الرئاسية، مع التمييز جيدا بين خيار الدولة المدنية والدولة الدينية، وكذلك شروع القوى السياسية المبعثرة، وتحديدا الشباب، بلم صفوفهم استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة، وبالطبع قبلها معركة كتابة الدستور، فإن ذلك كله يعني أن مصر أمام حركة تصحيح مهمة وكبرى، وسيستفيد منها الجميع، والأهم من أي أحد أن مصر نفسها ستستفيد، خصوصا أن على المصريين أن يتنبهوا إلى أنهم قد كسبوا اليوم مؤسسة قوية، ومحترمة، وهي مؤسسة القضاء، التي وقفت للرئيس السابق مبارك أيما وقفة، أو قل وقفات. إما أن يدخل المصريون في حفلة تخوين، وتراشق، ويستمروا بنسج الأوهام حول اتفاقيات سرية، وخلافه، بين أطراف بالمجتمع المصري، وإما أن يقوموا بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، أو الترويج لقصة «فلول» و«إسلاميين»، بدلا من دولة مدنية ودولة دينية، فإن ذلك كله يعني للأسف أن مصر مقبلة على نكسة شديدة، وليس حركة تصحيح! ولذا فإن المفروض اليوم أن تعيد القوى السياسية النظر فيما ارتكبته من أخطاء، وتعيد ترتيب صفوفها لأن الفرصة جاءت مرة ثانية، وهي نادرا ما تأتي.

 

بعد عهود الاستقلال والازدهار هل يتحقق حياد لبنان في عهد سليمان؟

اميل خوري/النهار

 إذا كان عهد الرئيس بشارة الخوري عهد الاستقلال وعهد الرئيس كميل شمعون عهد الازدهار وعهد الرئيس فؤاد شهاب عهد الاصلاح، فهل يكون عهد الرئيس ميشال سليمان عهد حياد لبنان؟

لقد نص البيان الأخير الذي صدر عن هيئة الحوار الوطني وسمي "اعلان بعبدا"، لأول مرة، "تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الاقليمية حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي ما عدا ما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والاجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم".

إن هذا النص على أهميته اذا ما اتخذت الاجراءات اللازمة محلياً وعربياً واقليمياً ودولياً لاعطائه الصفة القانونية والدستورية يكون أهم من ميثاق 1943 ومن اتفاق الطائف لأن الاتفاق على تفاصيل حياد لبنان وتحييده هو السبيل الى توفير الأمن الدائم والثابت والاستقرار فيه، وحماية الاستقلال والسيادة والحرية، وتحصين كيان لبنان بحيث يصبح نهائياً لجميع ابنائه من دون اي تمييز او مفاضلة.

وأهمية حياد لبنان هي عندما يتم التوصل الى اتفاق على تفاصيله، وعندها يسهل الغاء الطائفية السياسية بحيث تصبح المناصب العليا والوظائف مفتوحة أمام أصحاب الكفايات والجدارة لأي حزب أو مذهب انتموا. والحياد عندما يتحقق يزيل خوف طائفة من طائفة أو التخويف بها، كما يزول الشعور بالغبن عندما تصبح الكفاية والأهلية هي المعيار وتنتهي مشكلة السلاح خارج الدولة.

لقد كان المسيحيون وتحديداً الموارنة يخافون على كيان لبنان من ان يذوب في كيانات دول أخرى، فأصروا على أن تكون لهم المناصب العليا في الدولة، فسلم لهم شركاؤهم المسلمون بذلك تطميناً لهم. ولكن عندما أخذ المسيحيون ومعهم غالبية المسلمين ينادون بـ"لبنان أولاً" ويصبح الحياد شبكة أمان لكيانه، وبموافقة كل ابنائه على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم، فلا تعود أرضه عندئذ ساحة مفتوحة لصراعات المحاور وحروب الآخرين كما كان ولا زال حتى الآن وعلى مدى عصور وعهود.

هذا الوضع الذي مرّ به لبنان ولم يستطع الخروج منه على رغم كل المحاولات، وكان الكلام على حياد لبنان أو تحييده خطيئة وانعزالاً إن لم يكن خيانة، فان الرئيس سليمان وجد الظروف مؤاتية ليتكلم في مستهل جلسة الحوار الأخيرة على الحياد بالقول: "إن دخول لبنان في المحاور الاقليمية والدولية لم يصب يوماً في مصلحته، وكان يطالب قديماً بالحياد عن قضية فلسطين وهو أمر غير مقبول لأن هذه القضية عربية محورية ولا حياد فيها، وقد ضمنت كلمتي أمام القمة العربية في بغداد الحياد الايجابي مع تأكيد التزام الشأن المتعلق بالمواضيع الانسانية وقضية فلسطين وموقف العرب الجامع". وقال في حديث له "إن المشكلة الأم التي نواجهها اليوم هي الأزمة السورية وكنا باستمرار مترددين حيال الموقف الذي ينبغي اتخاذه، حياد أو لا حياد او النأي بالنفس او الاعتراض على النأي بالنفس. فقلنا في طاولة الحوار بتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية على نحو علني، ولم يعد لدى الحكومة اي حرج في اتخاذ موقف من الأزمة السورية بعدما قررنا الحياد ليس في سوريا فحسب بل في اي قضية مماثلة، والحياد الذي قررناه هو عن الصراعات والمحاور الاقليمية والدولية وتجنيب لبنان الانعكاسات السلبية للتوترات الاقليمية".

ويذكر ان الراحل الكبير غسان تويني كتب في مقالته الاسبوعية في 26 شباط 2007 وتحت عنوان: "حروب الشرق الأوسط والحياد اللبناني". عن أهمية الحياد اللبناني. وبعده كتب الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود مقالة في "النهار" تحت عنوان: حياد لبنان قوة له وللعرب".

يبقى أن يتفق اللبنانيون على اي حياد يريدون. أهو حياد خاص به أم على الطريقة النمسوية أو السويسرية لكي يطلب عندئذ دعم الدول الشقيقة والصديقة لهذا الحياد، وان يلتزم الجميع عناصر هذا الحياد، فلا يتكرر ما حصل مع "ميثاق 1943" الذي دعا الى "لا شرق ولا غرب" فعاد بعضهم الى الشرق والآخر الى الغرب وعاد لبنان ساحة لصراعات المحاور.

الواقع ان توصل الرئيس سليمان الى تحقيق الحياد هو انجاز لا يقل أهمية عن انجاز الاستقلال عام 1943 ، اذ به يدوم ويصان، ويكون بقوته الهادئة قد حقق ما لم يحققه آخرون بتهورهم وبهوراتهم...

 

طردت الحكومة الكندية الديبلوماسيين السوريين فخلت ساحات مونتريال من أنصار الأسد

مونتريال – ابراهيم الغريب/الحياة

السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢

كانت مونتريال مسرحاً لتظاهرات وتظاهرات مضادة من الجالية السورية على مدى الأشهر العشرة الماضية، وتؤيد النظام أو تهاجمه، إلى أن صدر قرار وزير الخارجية الكندي جون بيرد في 29 أيار (مايو) الماضي بطرد ما تبقى من الديبلوماسيين السوريين، وعدم منح تأشيرة دخول لأحدهم القادم من العاصمة السورية لمباشرة عمله في كندا، فأصبحت ساحات مونتريال مفتوحة للمعارضة السورية وحدها، تبرز وجوهها وتوصل تطلعاتها إلى الرأي العام الكيبيكي والكندي وتتواصل مع وسائل الإعلام التي غطت في السابق تحركات مؤيدي النظام ومعارضيه.

الجالية السورية في مونتريال لا يتعدى تعدادها العشرة آلاف مغترب بحسب التقديرات، استقطبت أفرادها، في معظمهم، الأعمال الحرة، فأنشأوا المحال التجارية، وامتهنوا أو مارسوا الحرف، ولم تستحوذ الحالة السياسية في الوطن، عادة، أياً من اهتماماتهم، إذ كرّست الجمعيات والمؤسسات السورية الاجتماعية ووسائل الإعلام ( صحف جالوية، وبرامج إذاعية وتلفزيونية) موالاتها للنظام وكانت تربطها بالجسم الديبلوماسي في العاصمة أوتاوا علاقات متينة، ما غيّب أي حضور للمعارضة التي لم تستطع، في السابق، استقطاب المغتربين. ولكن، منذ اندلاع الثورة بدأ حراك المعارضة بخجل، من خلال التظاهر في وسط المدينة بأعداد قليلة جداً، وأذكر أن أول تظاهرة دعت إليها المعارضة لم تضم أكثر من أربعين سورياً مع بعض المؤيدين من أبناء الجاليات العربية المتعاطفين، لبنانيين وتونسيين ومصريين.

كان الخوف والتخويف يسيطران على الفريقين السوريين، فمن جهة كانت السفارة السورية في أوتاوا تسيطر على الجمعيات التي أنشأها السوريون في كندا، في مدن مونتريال وأوتاوا وتورونتو وادمنتن، حيث يوجد سوريون أو كنديون من أصل سوري، وحتى أنها كانت تشرف على وضع أنظمتها الداخلية، وهذه تجربة مرّت بها الجالية السورية في مونتريال بحسب ما صرّح لنا أحد الذين شاركوا في إحدى الجمعيات، وخرج عليها في ما بعد، بعد أن سيطر من أسماهم «رجال النظام» على الجمعية، وعملوا على إحصاء تحركات أبناء الجالية السورية في المدينة، وتحرير تقارير أسبوعية ترفع للسفارة، وفي أحيان، مباشرة إلى مراجع في العاصمة السورية دمشق، ما استدعى الحذر الشديد من أبناء الجالية، حتى في الأحاديث بشأن الأوضاع في الداخل السوري.

وفي حديث مع أحد المثقفين من أبناء الجالية السـورية، وهو ناشط جـالـوي، قـال: أنـا مـع الثـورة الـسورية، أنا ضـد الـظـلم، وضد كبت الحريات، وكم الأفواه، وضد انتخابات الـ 99،99 في المئة، لكنني لا أستطيع أن أجاهر برايي هذا، لئلا تجلب هذه التصريحات ويلات على عائلتي في الوطن.

وأضاف: إن النظام السوري اعتاد تطويع معارضيه في الخارج بضرب أهله في الوطن، ولا يجب أن تنسى أن للنظام في كندا عيوناً وآذاناً في كل تجمع أو حتى في أي لقاء. وحتى الصحف التي يصدرها سوريون في أي مكان في كندا، خصوصاً في مونتريال، كان مطلوباً منها نيل رضى المسؤولين في السفارة السورية.

هذا واحد من المواقف التي لعب فيها التخويف دوراً مهماً، ما أملى على هذا المثقف اتخاذ موقف «الأخرس» الذي يبعده عن أي حوار أو نقاش في موضوع النظام في سورية.

رداء الخوف

أحدى الناشطات في المجتمع الاغترابي، ماري، خلعت رداء الخوف الذي تلبّسها منذ عشرات السنين، قالت: لقد هاجرت، لأنني كنت أشعر بغصّة في الوطن، فإما أن أكون مع النظام، وأوافق على كل ما كان يقوم به مسؤولو الحركة الطالبية، التي كان يديرها بعثيون «ألّهوا» الرئيس الراحل حافظ الأسد، ومن المفترض أنهم تعاطوا مع نجله بشار بعد وفاته بنفس الأسلوب، وإما لن أحصل على وظيفة أو أي خدمة، مع أنني كنت مبرّزة في مجالي العلمي، بينما يحصل الطلاب الذين يماشون النظام على الكثير، وحتى لو كانوا من مستويات عادية، كي لا أقول أقل من العادي. نحن في سورية لم نعرف ما هي الديموقراطية، لا معنى ولا ممارسة، ولم نمارس الحرية حتى في القول، في إبداء الرأي. كثيرون ممن حاولوا أن يتكلموا، أمضوا شبابهم في السجون، وحرموا من العمل في المؤسسات العامة، وأصبح السجن هو المكان الوحيد الذي نشعر فيه، رغم المعاملة السيئة، بأننا أحرار.

قالت ماري: لم يعد يهمنا ما ينقل عنّا اليوم إلى السفارة أو إلى السلطات في دمشق، لم أزر الوطن منذ أكثر من 15 سنة، وهنا أشعر بأنني أستطيع التعبير عن رأيي بحرية تامة، أنا وعدد لا بأس به من أبناء وطني كسرنا جدار الخوف، تظاهرنا ضد ممارسات النظام في سورية، أعلنا أننا مع الثورة، قمنا بجمع تبرعات لمساعدة أهلنا هناك، نحيي الحفلات الفنية الراقية مع الصليب الأحمر الكندي لجمع التبرعات وإعانة العائلات المشردة في تركيا ولبنان والأردن، ونحن نعرف أن الطريق طويل وشاق لمواجهة هذا النظام وإسقاطه، لكن إيماننا بحقنا في الحياة وفي الصراع أعطى شعبنا أن ينتفض، أن يثور، والمهم أننا استفقنا من سباتنا الطويل وبدأنا.

أضافت: عندما بدأنا في أول تظاهرة ضد النظام، لم يتجاوز عددنا أربعين شخصاً، وفي أحدث تظاهرة فاق عددنا الألف شخص... لقد كسرنا جدار الخوف مرة أخرى كما أهلنا في الوطن. لم يعد النظام يخيفنا.

ولكن، رغم هذا فإن الخوف لا يزال يخيّم على عدد لا يستهان به من أبناء الجالية السورية في مونتريال، فمثلاً عندما دعا الناشطون المعارضون إلى تظاهرة أمام السفارة السورية في اوتاوا، لم يلبّ النداء من مونتريال إلا حوالى مئتي شخص، والسبب حسب ما صرّح أحد المعتكفين:»يا أخي، سيصوروننا ويرسلون صورنا إلى المخابرات. و «خيّو، شوبدنا من هاي الشغلة، خلّي بالنا فاضي».

هيام، امرأة سورية أخرى التقيتها في مطعم بعد إحدى التظاهرات، قالت: أتعرف لماذا أنا أتظاهر اليوم؟ قلت: لأنك ضد النظام في سورية. أجابت: هناك أهم فليس هذا الدافع الوحيد، إنما لأنني لم أكن أشعر بإنسانيتي في الشام. لم أعامل كإنسانة هناك، كان يجب أن أوافق على كل شيء يقال، وشاءت الظروف أن اعترض في يوم على موقف لأحد «الشبّيحة»، وفي سورية «الشبّيحة» ليسوا نتاج اليوم، إنهم من زمان هناك، فماذا كانت النتيجة؟ طلب رسل من المكتب الثاني إلى أهلي، كي يحسنوا تربية ابنتهم.... ثار والدي عليّ، وأخوتي، « بدّك إيانا ما ناكل خبز؟ مثل ما بيقولوا بتعملي...» من يومها طلبت من والدي أن يسمح لي بزيارة أقارب لنا في كندا، فسمح، ولم أتقدم بطلب زيارة، بل تقدمت بطلب هجرة، ولم يدر أهلي بذلك، وعندما حصلت عليها، قلت لهم لقد أعطوني فيزا لكندا، وسأسافر الأسبوع القادم، خرجت ولم أعد... وسأعود عند إسقاط النظام. وهل تتصلين بأهلها في الشام؟ قالت: لا أريد أن أضعهم في موقف لا يحسدون عليه.

مصير الأقليات

دعد سيدة سورية أخرى، أربعينية، مسيحية من منطقة الجزيرة، تخاف على سورية، حزينة على ما يجري في الوطن كما قالت، وترى أن الرئيس بشار الأسد هو ضمانة لبقاء سورية، خصوصاً، لبقاء المسيحيين بخير في سورية، وتساءلت كيف ستصبح سورية بشكل عام، وأوضاع المسيحيين بشكل خاص في حال تسلم الإخوان المسلمون الحكم هناك؟ سيقتلوننا، سيشردوننا، نحن مع بشار بخير، كما كنا مع والده المرحوم حافظ الأسد. هذه أيضاً وجهة نظر كثيرين من المسيحيين السوريين في مونتريال، يخيفهم الإخوان المسلمون، وهذا ما زرعته السفارة السورية في نفوسهم، بحسب قول أحد «الجزراويين» المؤيدين للثورة السورية. قال: لقد لعب مؤيدو النظام في سورية دوراً كبيراً في هذا من خلال الزيارات إلى العائلات السورية في مونتريال، حيث كانوا يقولون إن سقوط النظام يعني حكم الإخوان المسلمين، يعني القاعدة... فهل أنتم مع هذا؟ تصوروا ما يمكن أن يحلّ بكم وبأهلكم لو حكم هؤلاء.

هذه حال الجالية السورية في مونتريال، الجالية التي يحاول أبناؤها المحكومون بالبقاء في المغتربات، على رغم الحنين الذي يراودهم دائماً إلى الوطن وأهله، أن ينتصروا على ذواتهم، بعد أن واجهوا واقعاً دفعهم إلى الهجرة، منذ زمن ليس ببعيد، ليعيشوا بحرية، حرية في الفكر، حرية في المعتقد، والأهم حرية في العمل، وعدم الخوف من مستقبل لا يرون فيه حماية لهم ولمن سيأتون بعدهم.

 

كيف ستكون نهاية "بشار الأسد"؟: روسيا تتجه الى ايجاد صيغة حل تحفظ لها مصالحها في سوريا! 

طارق السيد/ موقع 14 آذار

يبدو ان الأشهر القليلة المقبلة ستكون عنوان للحسم في ثبات الرئيس السوري بشار الاسد في موقعه الرئاسي وللتقلبات والتبدلات المنتظرة التي ستطرأ على الموقف الروسي إزاء إنفلاش الأزمة السورية.

لا زال الموقف الروسي تجاه ما يحصل في سوريا على حاله، ولم يطرأ عليه اي جديد سوى بعض التصريحات الخجولة التي تصدر عن مسؤولين روس يدعون من خلالها الأسد الإسراع بتنفيذ الإصلاحات والتوقف عن اللجوؤ الى العنف، وهو الأمر الذي صدر منذ أيام على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

في المقابل تشير مصادر واسعة الإطلاع في الداخل السوري في حديثها لموقع "14 آذار" الإلكتروني إلى ان "هناك مخاوف ومخاطر لدى معظم السفراء الدوليين في سوريا من الانزلاق الى حرب طائفية كبيرة خلال الفترة القادمة، في إشارة منهم إلى أن الأسد سيقاتل حتى النهاية، لكنه في المقابل سيعمد الى تحويل مسار الاحداث من صراع سوري داخلي إلى صراع اقليمي من خلال إثارة العنف في بعض البلدان العربية وخصوصاً على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية". ولفتت إلى أن " إنفلات الأمور بهذا الشكل سوف تستدعي تدخلاً عاجلاً من موسكو والتي قد تعمد الى أيجاد صيغة حل تحفظ لها مصالحها العسكرية في ميناء طرطوس، وبالتأكيد فأن هذه الحلول لن تكون إلا على حساب رأس الاسد وعائلته"، كاشفة ان "الرئيس السوري بدأ فعلياً يفقد سيطرته على البلاد لصالح أقاربه المتشددين وأصبحت قواته مُحملة بأعباء وبدأت أموال حكومته تنفد جرّاء السرقات في ظل غياب اي رقابة مالية". وتعتقد الاوساط ان "الأسد سيقاتل حتى الموت لأنه لا يملك إستراتيجية واضحة تمكنه من الوصول الى نهاية يحلم بها، وعلى الرغم من القتل والتعذيب والإعتقالات الجماعية التي ينتهجها النظام في سوريا ضد شعبه، فأن الإحتجاجات لا زالت مستمرة وسوف تنحو بإتجاه تصاعدي مع وصول الأعتدة والاسلحة المنتظرة من بعض الدول في القريب العاجل"، جازمة ان "المجتمع الدولي سوف يبدأ العمل على جعل سوريا خالية من عائلة الأسد". وكشفت المصادر ان " الأسد أمر بسحب معظم قواته الخاصة وقوات حفظ النظام من ضواحي العاصمة دمشق في محاولة منه لوقف الاحتجاجات التي تجتاح البلاد البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، وهو بات يعتمد فقط على وحدتين من القوات الخاصة يقودهما شقيقه العقيد ماهر هما الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري فضلا عن الشرطة السرية وميليشيا من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ولذلك فأن هذه القوات تجد نفسها محملة بمهام تفوق طاقتها".

وتعتقد ان "المجتمع الدولي يرى بأن أسهل طريقة للانتقال الى فترة ما بعد الأسد في سوريا ستكون من خلال انقلاب عسكري وهناك العديد من الحكومات الخارجية بدأت تتواصل مع عدد كبير من الضباط السنّة وتشجعهم على التمرد"، لافتة إلى ان " إستمرار الثورة بزخمها الحالي أقله خلال الأشهر الثلاث المقبلة، يبقى الاهم بالنسبة الى الدول الداعمة لها".

واكدت ان "شلل إقتصادي فظيع تعانيه سوريا خلال هذه المرحلة وسط تقارير مستمرة تتحدث عن أن أموال الحكومة التي بدات والتي بدأت تدعو الدائرة الداخلية الى توفير تمويل طاريء، وأن المليارين دولار الذين اودعهما إبن خال الاسد رجل الأعمال المعروف رامي مخلوف بالبنك المركزي من اجل تثبيت إستقرار الليرة السورية لن يحل الأزمة الإقتصادية التي وقعت بها سوريا".

وقالت المصادر: "بعد عام وسبعة أشهر تقريباً تبين ان هذه الثورة ليست انتفاضة فقراء، إذ ان هناك تمويل كبير من مجتمع رجال الاعمال السوري والطبقة الراقية يوفرون المال والهواتف التي تعمل بالقمر الصناعي والكاميرات والطعام والمياه والمؤن الطبية. هذه حركة ذات قاعدة عريضة لا تضم شبابا سوريين فحسب بل أئمة مساجد ورجال أعمال وحتى أعضاء سابقين في حزب البعث."

وتابعت " تقييمنا هو أن النظام السوري سيسقط. أمامهم ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر على اكثر تقدير للبقاء على النحو الذي يسيرون عليه، وفي نهاية المطاف نحن واثقون أن الامور في سوريا سوف تنتهي على الشاكلة التي انتهت اليها الاحداث التونسية او المصرية او حتى الليبية في حال لم يتعظ بشار الاسد".

 

نعيم حسن في رسالة لمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج: هل يكون وفاؤنا لإيماننا بأن تنصب جهودنا لتكريس غلبة فئة على فئة

وطنية - 16/6/2012 وجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن رسالة في ذكرى الإسراء والمعراج، جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله وصحبه أجمعين، إلى يوم الدين. قال تعالى في كتابه الكريم سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين أنه الحق (فصلت 53)، وكان المعنى المكتنز في القرآن العظيم أعظم الآيات لقوم يتفكرون ويطيعون ويتدبرون الأمر بقبول الحق، وتهذيب النفس، ليكون العدل في الناس والخير والفلاح. ومن عظيم آياته سبحانه أن أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. تلك رحلة يستشعر بمعانيها المؤمن ما يطيب روحه، ويشد من أزره، ويثبته في الطاعة شوقا إلى استلهام هذا المعراج الأسمى الذي يرقى به من علائق الأرض إلى فسحة الحق والسلام. وما الإسلام الحنيف إلا دعوة للارتقاء بالروح من التباسات متاع الدنيا وجاهها إلى بوارق المعنى الإلهي اللطيف الذي به يتحقق الإنسان إنسانا. وكل مناسبة في هذا الإرث العظيم هي دعوة للتأمل والاستشعار سبيلا إلى التوبة والعودة بالنفس إلى جوهر القصد، وغاية الأمر. إنه يوم نستذكر فيه موقعنا من فضيلة الارتقاء والسمو إلى ما أراده الله عز وجل لنا من مسلك قويم، والتزام حميد يوصلنا إلى رضاه. إنه بهذا الصفاء الروحي يتأجج في قلبنا ووجداننا الشوق إلى الدلالة الكبرى في رحلة الإسراء والمعراج التي هي المرقى الروحي الأسمى، وأيضا الشوق إلى المسجد الذي كرمه الله تعالى في القدس الشريف، ويكفي أن نقف أمام هذا المعنى لندرك حال الأمة في زماننا العصيب، وكيف ترزح القدس تحت الاحتلال من قبل عدو غاصب. ولكن، هل نستدرك أمرنا بمزيد من الانقسام والنزاعات والتشتت وشق الصف الذي يجب أن يكون واحدا كالبنيان المرصوص؟ هل يكون جوابنا بأن نكرس في أرضنا وداخل حمانا حالة الصراع والاقتتال والفتنة؟ هل يكون وفاؤنا لإيماننا بأن تنصب جهودنا لتكريس غلبة فئة على فئة بيننا؟ نقولها بقلب جريح: ليس لأمتنا براق يصعد بها من هوة المحنة إلى ذروة الفلاح إلا بالعودة إلى ضميرها الحي بالحق، فتنكب على إحياء عوامل إعادة اللحمة إلى شرائح مجتمعاتها بكل أطيافها التاريخية، وتجعل من أولوياتها أن يكون قرار الحكم نابعا من المفهوم الأرفع للعدل بين كل الناس، إذاك نعود إلى جادة الصواب سبيلا إلى رضى الله واستحقاق النعمة.

بهذه الأماني الصادقة نسأل الله تعالى أن يلهمنا إلى ما فيه رضاه، وأن يحمي وطننا وشعبنا من شرور الفتن، وأن يلهم القادة في أمتنا إلى نعمة الحكم بالعدل والخير، وأن يفتح لنا باب التوفيق لنرقى بأعمالنا ونفوسنا ومساعينا كي تقودنا إلى الصلاة في الأقصى المبارك تحت رايات الكرامة والنصر".

 

الموسوي: أين الحكومة من المشروع الإيراني للنهوض بالقطاع الكهربائي؟

الحوار مصلحة للبنان ونحن جديون بالتوصل لنتائج تكون موضع توافق الجميع

 وطنية - 16/6/2012 شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، خلال احتفال تأبيني في بلدة صديقين، على أن "التوقف عن التحريض الطائفي والمذهبي هو ضرورة للحفاظ على لبنان بعيدا عن الفتنة".

وأكد أن "الحوار بحد ذاته مصلحة للبنان، وأننا جديون في التوصل الى نتائج حاسمة ونهائية، تكون موضع توافق بين جميع القوى السياسية، وفي طليعتها كيفية الدفاع عن بلدنا ازاء العدوان الاسرائيلي، وفي مواجهة المشروع الأمريكي الذي يدير حروب طائفية ومذهبية في لبنان والمنطقة".

وقال: "من هنا قدرنا أهمية الحوار الذي جرى لأننا بمعزل عن انتظار النتائج التي يمكن ان يؤول اليها، فإننا نعتبر أنه بحد ذاته ضروري للبنان في هذه المحنة التي تمر بها المنطقة، وإننا معنيون بالتوصل الى نتائج تتعلق بكيفية بناء هذه الدولة التي رأينا أنها قصرت في الدفاع عن لبنان وشعبه، فصار الجنوب مع أهله مستباحا أمام العدوان، وفي تنمية المناطق الريفية وجعلها مناطق محرومة، حتى اضطر أهلها إما الى الهجرة إلى الاغتراب او الى أحزمة البؤس حول العاصمة بيروت".

أضاف: "تعالوا نسأل كيف نبني الدولة القادرة على الدفاع عن شعبها وأرضها وهذا الوطن، وكيف تدفع الحرمان عن أهلها وأهل هذا البلد المستضعفين"؟

ورأى الموسوي أن الدولة "لا تستطيع تأمين أبسط المقومات للمواطن، وهو الأمر الذي نشكو منه جميعا، كانعدام تغذية المناطق بالتيار الكهربائي، ولا سيما هذه المناطق، واننا وشعبنا الذي نمثله ما عدنا نقبل بأي تبرير لما يحصل، فقد وقفت الجمهورية الإسلامية في إيران بالأمس وأبدت استعدادها الكامل لأن تقف الى جانب لبنان ليستعيد نوره 24/24 ساعة، وليتجاوز أزمة ضعف التغذية في فصل الصيف، فأين أصبح المشروع الإيراني وماذا فعلنا به، ولماذا لم يطرح في جلسة مجلس الوزراء؟".

أضاف: "سمعنا من أحد المسؤولين الأمريكيين إشادة بالحكومة اللبنانية، وقد تعلمنا انه حين تشيد بنا اميركا فإن علينا ان نعيد النظر بأنفسنا، لأنها حين تعلق الأوسمة تعلقها كما علقت بالأمس على صدر شيمون بيريز وسام الحرية وهو رئيس دولة الإحتلال الوحيدة في هذا العالم".

وتابع: "الناس لم تعد تحتمل هذا الانقطاع في التيار الكهربائي، وان الرهان على صبر الناس وتحملهم رهان غير صحيح، ان لم يكن خائبا، واننا باسم الشعب اللبناني كله ندعو الحكومة الى تحرك عاجل. ونسأل لماذا حتى الآن لم ينته موضوع البواخر الذي أخذ فيه قرار بأن تأتي بواخر مدفوعة الثمن؟ فمن المفترض ان تكون البواخر حاضرة ابتداء من هذا الشهر"؟

وقال: "لقد حصلت معركة كبيرة حول اقتراح، أصبح مشروع قانون في ما بعد، للنهوض بالقطاع الكهربائي. فأين أصبحت الحكومة من هذا المشروع؟ نعرف انه طويل الأمد، لكن الناس اذا ما عرفت انه بعد سنة ونصف تحل المشكلة فإنها ستصبر، فلماذا لم تتم عملية التلزيم وفقا لما جرى الاتفاق عليه في ما يتعلق بخطة 1.2 مليار دولار؟ اجلبوا سلف خزينة لكي تصبح الكهرباء نعمة للبنانيين وليس عصا تضرب ظهورهم التي اكتفت من الضرب والحرمان والإهمال وما الى ذلك، او اصرفوا أموالا واجلبوا بواخر لحل الأزمة، او اقبلوا بعرض الجمهورية الإسلامية، أو اطلبوا من الذي يهددكم إذا قبلتم بهذا العرض أن يعطيكم حلا بديلا".

وشدد الموسوي على أن "ما يحصل يوميا في أراضي شقيقتنا القريبة سوريا يجب ان يكون واضحا في أبعاده واستهدافاته منذ الآن، ومن قبل ان تمتد تلك النار إلينا. كنا نسمع عن التفجيرات في بغداد وكربلاء والبصرة وسامراء، وبتنا اليوم نسمع بهذه التفجيرات تحصل على بعد اقل من 80 كيلومترا عن بيروت واقل من 40 كيلومترا عن بعلبك، ولا يجوز ان نتعاطى باستخفاف أو تجاهل مع هذه النار التي تشب، مطمئنين بأنها لا تمتد الى بلدنا. اننا معنيون بالاستعداد والاحتياط، في المجال الأمني لكن الأهم في المجال السياسي، ونعرف ان التفجيرات التي تحصل، وان نفذتها افكار واجساد ضالة، الا انها ادارتها تجري من جانب الإدارة الأمريكية وأنظمة عربية بهدف تفجير الفتنة بين السنة والشيعة".

 

جنبلاط جمع كوادره : لأفضل العلاقات مع حزب الله

علمت صحيفة "الديار" ان النائب وليد جنبلاط جمع كوادر حزبه وألقى فيهم محاضرة عن التطورات السياسية وخطورة المرحلة ودقتها، مؤكدا على العلاقة الجيدة والمثبتة مع "حزب الله" وأنه يريد افضل العلاقات معه، كما اكد على التحالف مع "امل" وحسن العلاقة مع الحزب "القومي"، وانه لا يريد اي مشكلة في الجبل او اي تشنّج على الارض والحرص على العمل السياسي الديموقراطي للجميع.

وعلمت "الديار" ان الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله" شكلا غرفة عمليات واحدة في الشويفات لمعالجة اي اشكال على الفور، ومنع اي مضاعفات والاتفاق على عقد لقاءات شعبية لتمتين الروابط بين اهالي الضاحية والشويفات

 

قيادي في ٨ آذار : جعجع هو الأصدق بين قوى ١٤ آذار ولكنه لن يستطيع أن يغير شيئا

اعترف قيادي في "8 آذار" أن "الحوار "تضييع للوقت"، لكنه "تضييع إيجابي"، معتبراً أن "طاولة الحوار باتت ضرورية لرفع المشكلة من الشارع". ورأى القيادي في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية، أن "رئيس الهيئة التنفيذية د. سمير جعجع هو الأصدق بين قوى "14 آذار" وصادق مع نفسه ولديه مشروع علني ولكنه لن يستطيع أن يغير شيئا في موضوع السلاح

 

الحريري لعون: لا تجربة سياسية لدي وأنا اعتبرك مثل أبي .. الأخير : لا يمكن إجراء الانتخابات في المناخ الحالي و نصر الله رجل دولة

السبت, 16 حزيران 2012

«السفير» - أكدرئيس تكتل التغيير و الاصلاح العماد ميشال عون  ثقته بقدرة الرئيس بشار الأسد على الصمود، مع تحذيره في الوقت نفسه من أن «النظام بشكله الحالي لم يعد قادراً على الاستمرار». لا يخشى عون تداعيات الأحداث السورية على لبنان، ولكنه يخشى أن يؤدي سقوط الأسد، إذا حصل، إلى حرب أهلية في لبنان «نتيجة تمدد الشباب». وكما لا يخشى على سوريا، فهو لا يخشى أيضاً على الجيش اللبناني. يثق بأنه قادر على اجتياز المرحلة على خطورتها، «خاصة بعدما أعطته طاولة الحوار في جلستها الأخيرة الغطاء اللازم»... ومع ذلك فهو ينتظر أن تقوم الحكومة بالتنفيذ والترجمة على الأرض.

أحداث الشمال لن تتوسع، يقول عون. هذه إحدى فضائل التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، ويعتبر أن «التفاهم لا يسمح بتواصل تلك المجموعات مع بيروت أو صيدا أو البقاع». كما يعتبر أن مسيحيي «14 آذار» ليسوا قادرين على تـأمين هذه الوصلات. قبل أن يؤكد أنه «حتى لو استطاعوا، فنحن لسنا قديسين.. عند الحشرة».

يعلق ميشال عون آمالاً كبيرة على إقرار قانون انتخابي يضرب المرض الطائفي الذي يعيشه البلد. ولذلك هو لا يجد أفضل من «النسبية» مع لبنان دائرة انتخابية واحدة لتحقيق ذلك. إذ يعتبر أنها تمنع الخطاب الطائفي وتخلق برامج انتخابية تكون بمثابة بيان وزاري للحكومة التي تتشكل بعد الانتخابات، وتسمح للفائز بأن يشكل الحكومة على أساسه، كما تعطي الخاسر إمكان أن يكون لديه حكومة ظل قادرة على مراقبة السلطة. يرى أن ذلك قد يؤسس في وقت لاحق إلى ما يشبه نظام الحزبين، حيث لا تفوز الطائفة في الانتخابات بل الخط السياسي.

يكشف عون أن «النسبية» هي جزء من الاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعدد من الشركاء في الحكومة، مؤكداً أن الحكومة ستقرها وترسلها إلى مجلس النواب. هذا لا يعني أن عون يتحضر لخوض الانتخابات على أساس «النسبية» فقط. ولذلك فهو يؤكد أن «الهدف الذي نعمل عليه حالياً هو الحصول على 65 نائباً، أي الأكثرية النيابية بغض النظر عن القانون الذي سيعتمد».

يقول عون إن بوصلته الوحيدة هي محاربة الفساد. ويعترف بأن ذلك يخلق له عداوات كثيرة، لكنه يصر على استكمال ما تحقق، «متسلحاً بنظافة الكف وعدم وجود أي غايات شخصية». هنا يعود ميشال عون جَداً: لست بحاجة لأي شيء. لديّ بناتي وأصهرتي وأشكر الله.

يحلو لـ«الجنرال» خلال الحديث الذي أجرته معه «السفير» أن يعود إلى العامين 1989 و2005 كلما أراد لتأكيد قوة موقفه ورؤيته للأحداث. يتذكر عون اللقاء الأول بالرئيس سعد الحريري ذات يوم من العام 2005. حينها قال له الحريري أن «لا تجربة سياسية لدي وأنا اعتبرك مثل أبي». يبتسم حين يتذكر أنه أخذ على عاتقه مهمة إقناع الجميع به، قائلاً إنه رجل جيد. بعد سبع سنوات يجيب عون: أعتقد حتى الآن أنه يمكن التعاطي معه، ولكن المشكلة، بحسب التجربة، هي في من يدورون حوله ويؤثرون عليه.

يرفض عون رفضاً قاطعاً اتهامه بمعاداة السنّة في لبنان. ويوضح أن مشكلته هي مع رئيس الحكومة الذي يملك فعلياً كل السلطة الإجرائية ويستحوذ على أموال الدولة، من خلال سيطرته على مجلس الإنماء والإعمار والهيئة العليا للإغاثة وصندوق المهجرين والهيئات الرقابية، إضافة إلى وزارة المال. وبالتالي، فإنه لا يمكن تحميل أي شخص آخر مسؤولية مغاور الفساد الموجودة في هذه الهيئات.

يضيف: لست أنا من يتعرض للسنّة بل من اعتبر، أقله منذ عدت إلى لبنان، أن وزارة المالية هي حرم سنّي. ويقول: هم أخذوا المسؤولية وضمنها اختفت عشرات المليارات. وكل ما نفعله حالياً هو البحث عن مصير هذه الأموال المفقودة الذي سيظهر تباعاً.

يعتبر عون أن من واجبه مهاجمة المسؤولين عن الهدر لا بصفتهم الطائفية، بل بوصفهم مسؤولين. كما يتحدى أن يسجل عليه أي زلّة لسان بحق السنّة أو بحق أي معتقد. ويوضح أن «حرية المعتقد أمر مقدس لدي وكذلك حرية الاختلاف». يبدي عون انزعاجه الشديد ممن «تبرز له وثائق تؤكد الإهمال وفقدان المال العام فيرد عليك بالشخصي لا بالسياسي». ويضيف: نحن عندما نقول إن 6.5 مليارات دولار من الهبات أو أكثر مفقودة نستطيع أن نبرز الوثائق. وعندما نتعرض لعبد المنعم يوسف لا نتعرض له لأنه سني بل لأن لديه 11 دعوى جزائية و18 شكوى في التفتيش المركزي... وأنا اعترض على بقاء سهيل بوجي في منصبه لأن وجوده غير قانوني منذ العام 2006 وهو مسؤول عن مشاكل إدارية عديدة ولدينا ملف يتضمن تزوير محاضر مجلس الوزراء، وتلك المحاضر كلفت الدولة 140 مليون دولار، كما رفعنا دعوى بحقه في العام 2009 على خلفية ملف الخلوي الذي وصل فيه الهدر إلى 900 مليون دولار. أكثر من ذلك، يذكّر عون بأنه تواجه في السياسة مع بطريرك الموارنة (نصرالله صفير)، كما يذكّر بأنه لم يدافع عن المسيحيين الفاسدين ويورد أسماء على سبيل المثال لا الحصر.

يرفض عون التقليل من شأن الملفات الداخلية اجتماعياً واقتصادياً حتى لو كنا في لحظة خطر مصيري على البلد. ويوضح أنه عندما توقف الإنفاق فأنت تضرب الدورة الاقتصادية كلها. وعندما تهاجم الجيش فأنت تهدم معنويات القوة المسلحة الوحيدة التي يمكن أن تحفظ الأمن. وعندما تفرغ الإدارة وتشلها فأنت تشل القرار الحكومي. ويؤكد عون أن هذه الأمور لم يسبق يوماً لأي معارضة ناشئة في العالم أن ضربت أيا منها، مشيراً إلى أن «الحكومات تتغير والأشخاص كذلك ويبقى الإنفاق ويبقى الأمن، وإلا لما استطعت أن تواجه أيا من التحديات. وإذا أعطيت الإنسان القليل من الرخاء لن يذهب إلى الموت».

يحذر عون من عيش مرحلة الانتظار، مشيراً إلى أنه في أي بلد يحترم نفسه فإن جميع الوزارات يجب أن تعمل بالتوازي، فلا تعالج الأمن وتنسى الاقتصاد أو العكس.

لا خوف من الحرب الأهلية.. إلا

لا يخاف عون من الحرب الأهلية في لبنان. وهو إذ يرى أن «تداعيات ما يجري في سوريا لا يمكن أن تأخذنا إلى حرب كهذه»، فإنه في المقابل، يعتبر أن «سقوط النظام قد يؤدي إلى الحرب «لأن الشباب سينفلشون».ويرى في الوقت نفسه، أن «غياب الصحوة الوطنية عند رجالات السياسة، يعود إما إلى أننا نعيش في «كوما» أو إلى التآمر، وفي الحالتين كارثة».

يرفض عون كل ما يقال عن أن الجيش لم يعد يستطيع التحرك في عكار. هو يؤكد أنه إذا تعثر من جهة، فلا بد أن يدخل من جهة آخرى.

يقول عون إن الخطأ الجسيم يبدأ عندما تخلق الأزمة ولا تعالج فوراً. يعطي «فتح الإسلام» مثالاً. ويسأل «هل سيطر هذا التنظيم على مخيم نهر البارد فجأة؟ ألم تأت مجموعات صغيرة في البداية وبدأت العمل؟». ويضيف: ما حصل في طرابلس لم يخلق فوراً وكذلك في عكار، وخلص إلى أن الإهمال الحكومي في معالجة الموضوع الأمني أدى إلى النتيجة الحالية. ويوضح أنه «عندما كنا نطالب بتغيير رجال الأمن كان التواطؤ قد بدأ بينهم وبين هذه الجماعات». ويشير الى أنه «في ما بعد بدأ «المستقبل» يحرّض على سوريا، ليخلص أن الغاية من أحداث نهر البارد كانت الصدام بين الفلسطينيين والشعب اللبناني، الذي استطعنا أن ننجو منه. ثم أتت 7 أيار ولكن الحسم السريع منع التصادم. عندها ولدت فكرة جديدة تنص على أن تغيير الوضع في لبنان وسوريا معاً يتطلب ضرب سوريا. بدأ التخطيط منذ ذلك الحين لما يحصل حالياً».

يثق عون بأنه يوماً ما ستنشر هذه الحقائق التاريخية وسوف يتبين أن المقصود ليس سوريا فقط بل لبنان أيضاً.

يوافق عون على أن القلق صار عاماً بين اللبنانيين. مذكراً بزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الى بيروت وزيارة السيناتور الأميركي جوزف ليبرمان لعكار، والتي كانت محاولة لفرض منطقة عازلة في الشمال بعدما عجز الغرب عن فرضها بواسطة الأمم المتحدة.

لا خوف على الجيش

في سياق متصل، لا يخاف عون على الجيش «إذا قام بمهماته ولكن أخاف عليه إن لم يقم بمهمته». يتذكر عندما كان قائداً للواء الثامن في الجبل في العام 1983، ويقول «برغم كل الحرائق بقي اللواء صامداً ولم يتركه أحد إلا تحت الضغوط القاهرة».

ويرى عون أن أساس المشكلة اليوم هو الجو السياسي، حيث ينأى الجميع بنفسه عن إعطاء الأمر والغطاء السياسي للجيش، مشيراً إلى أنه قال في الحوار «إذا كنتم تريدون الأمن فأعطوا الغطاء السياسي للجيش ليتدخل». يؤكد رئيس تكتل التغيير أنه يمكن بسهولة القضاء على المسلحين الموجودين في «مشاريع القاع»، على سبيل المثال، والذين يبلغ عددهم نحو 300 أو 400 مسلح.

أما في ما يتعلق بالمنطقة العازلة في الشمال، فيرى أنه ما دام الجيش السوري بدأ يسيطر على حمص والقصير، فهذا يعني أن الجبهة اللبنانية لن تستطيع البقاء.

يعتبر عون أن الحوار شكل غطاءً للجيش، من خلال موافقة الجميع على «اعلان بعبدا»، بمن فيهم «المستقبل»، والذي تضمن تأكيد منع المنطقة العازلة وتهريب المسلحين. كما يؤكد أن المطلوب حالياً أن تقوم السلطة التنفيذية بتنفيذ ما اتفق عليه ودعوة مجلس الدفاع وتوزيع الأدوار، محذراً من أن «عدم تنفيذ ما اتفق عليه سيضر بمصداقيتنا أما العالم والأمم المتحدة».

النظام يجب أن يتغير

عدم الخوف على لبنان من تداعيات الأزمة السورية لا يعني أن النظام السوري، بشكله الحالي، يمكن أن يشكل حصانة دائمة ضد الحرب الأهلية، يقول عون. ويعتبر أن النظام يجب أن يتغير ولكن بوسائل أخرى. يبدو عون مؤمناً أنه، عاجلاً أو آجلاً، سيجري تفاوض على تعديل النظام. أما «إذا ربح الأسد الحرب وبقي النظام، فيجب أن يقوم الأسد نفسه بتعديله بما يسمح بإعطاء فسحة أكبر من الحرية».

يرفض عون التلطي الغربي وراء حقوق الإنسان لتبرير الهجمة على سوريا. ويعتبر أنه لو كان الأمر كذلك لكان من أوجد إسرائيل التزم بحق الفلسطيني بالوطن والهوية، ولكن النتيجة الآن أنه ما يزال يعيش في المخيمات. وسأل: هل يعقل أن نتكلم عن حقوق الإنسان عن أناس يعيشون في أرضهم وقراهم وبيوتهم والدولة تؤمن لهم كل حقوقهم الاجتماعية في سوريا ولا نتكلم عن الذين يعيشون في المخيمات؟ ويضيف: كيف لدولة إسرائيل أن تنشأ بقرار من الأمم المتحدة ولا تنشئ الدولة الفلسطينية بقرار شبيه وهم لديهم الأرض.

يعتقد عون أنه لو بقيت التظاهرات سلمية في سوريا، لكان التغيير قد أصبح أمراً واقعا اليوم. ويضيف: الغاية لم تكن الاصلاحات، برغم أن الأسد دعا للحوار ودعا إلى دستور جديد وتعددية حزبية، «فالغاية الأميركية والاسرائيلية تتلخص بأمرين: أمن اسرائيل والنفط. وعندما تضرب سوريا فعندها يصبح التوطين ممكناً ولبنان يسقط حكماً. وربما لن تتردد إسرائيل في إبعاد المزيد من الفلسطينيين من أبناء الـ 48 اليه أيضاً».

لا انتخابات في المناخ الحالي

في ظل المناخ الأمني الحالي، يشكك عون بإمكان إجراء الانتخابات، خاصة إذا كانت بعض المناطق معطلة. ويقول «هل ننفذ ملحقاً في عكار مثلاً».

هذا لا يعني أن عون لم يبدأ التحضير للمعركة، أول الغيث بالنسبة له هو القانون. ما يزال عون متحمساً للنسبية. يقول إنها لا تريح المسيحيين فقط، بل تريح كل الأقليات، دينية كانت أم سياسية كـ«القومي» و«الشيوعي» و«البعث»... وفي الوقت نفسه، تبقى الأكثريات وتشجع الأحزاب الكبيرة.

يسمع عون أن المسيحيين لا يريدون لبنان دائرة واحدة، ومع هذا فهو يدعمها بالكامل «ليس مزايدة أو تقية بل لأنني أريد أن ألغي الخطاب الطائفي».

يوضح عون أن اللوائح المقفلة قد تؤدي إلى نظام الحزبين، ومن ينجح يشكل الحكومة، إلا إذا خرجت لائحة ثالثة قد تشكل بيضة القبان فتقوم بائتلاف هنا أو هناك. يعتقد عون أنه بعد ذلك لن يستطيع أحد أن يتكلم طائفياً. بل تنشأ حكومات سياسية يمكن في مقابلها إنشاء حكومة ظل، بعد أن تتحول الانتخابات إلى استفتاء شعبي على الحكومة والبرنامج والنواب...

بعد موت اللهجة الطائفية يصبح من السهل على الشعب أن يحاسب الحكومة، وإذا حصلت سرقة يكون الجميع مسؤولا عنها لا هذه الطائفة أو تلك.

يكشف عون أنه عندما زار الوزير جبران باسيل رئيس الجمهورية تم التوافق على عدة نقاط لتفعيل العمل الحكومي، كان من ضمنها إرسال قانون النسبية إلى مجلس النواب.

«هذه قناعتي»، يقول عون وسأعمل لتحقيقها، وأنا لا أريد أن أكون نائباً بالقوة وضد قناعتي. ولست موظفاً أخاف أن لا أعيش إذا لم ينتخبوني.

لا يحتاج البرنامج الانتخابي للعماد عون لكثير من الإعداد. برنامجه هو الخطة الاصلاحية، «لا يمكن أن يكون المال العام سائباً».

إلى جانب معركة قانون الانتخاب، لا يحيد عون عن هدفه الثابت المتمثل بالحصول على 65 نائباً ليصبح القرار بيدنا.

داخل «التيار الوطني الحر»، يبدو أن عون صار أكثر تحرراً بعدما سدد كل فواتيره الداخلية، وصار يعرف أكثر من القادر على خوض المعركة ومن ليس قادراً. أما قاعدة الترشيح فلن تكون حكراً على «التيار»، تماماً كما حصل في الدورة الماضية.

لا يهتم عون كثيراً لمسألة التحالفات الطائفية: ليس لدي عقدة في أن أكون وحدي. الوحشة الحقيقية كانت في العام 89 عندما كنت أقاتل وحيداً ومطوقاً سياسياً ودولياً وعسكرياً وشعبياً، ومع ذلك بقيت (قدم عون إلينا نسخة من رسالته الشهيرة في العام 1989 الى الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران).

طبقوا الطائف أولاً

يتجنب عون التعرض للطائف، وهو لا يرى أن المشكلة هي في صلاحيات رئيس الوزراء، بل في غياب الرقابة. ويسأل: لماذا ألغوا الرقابة المسبقة، في العام 1995، عن مجلس الإنماء والاعمار وأبقوا على الرقابة اللاحقة، حيث كانت النتيجة ضياع هذه وتلك. يخلص عون الى أن المشكلة الأساسية هي في الخروج عن قواعد المحاسبة العامة، مشيراً إلى أنه «لو كان الحاكم ديكتاتوراً والتزم قواعد المحاسبة لبقيت الأمور مضبوطة».

«القصة قصة سلوك لا صلاحيات»، يقول عون. ويضيف: لا أحد يطبق الطائف والمطلوب تطبيقه بداية لنعرف إذا كان يوجد عيب فيه أم لا.

العلاقة بين «الجنرال» وبين صهره الوزير جبران باسيل لا يمكن زعزعتها. سريعاً يجيب «نعم كل ما يفعله جبران باسيل صحيح ولو لم يكن كذلك لأوقفناه عند حده». يضيف: في ما يتعلق بنظافة الكف نحن بكل تواضع فوق إمرأة القيصر، معتبراً أن ذلك هو التحدي الكبير لأن معظم مشاكلنا سببها أننا لا نسمح بمد اليد. يضيف: الوضع فعلاً مزر وعندما لا تعرف أين صرفت مبالغ تصل إلى 35 مليار دولار، بينما دينك العام يصل إلى 60 ملياراً، عندها ماذا يمكن أن تفعل؟

للدلالة على نظافة كف باسيل، يسأل عون كم مرة اعترض رئيس لجنة الأشغال محمد قباني على مقدمي الخدمات، وكانت النتيجة دائماً تأكيد قانونية ما قام به وزير الطاقة. ويضيف: عندما أتحدى في قصة المال هل تعتقد أنه لو كان لأحد ممسك علي لتركني.

تعطيل الحكم

في موضوع رئاسة مجلس القضاء الأعلى، لا يزال الوضع على حاله. يرفض عون «توقيع وزارة العدل على الاسم إذا لم أؤمن به وأؤمن بأنه يستطيع أن يقف على رجليه». على أبواب إحالة المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا إلى التقاعد، صار مقتنعاً أكثر بترابط المسألتين.

أما في ما يتعلق بمسألة رفع سن قائد الجيش، فيعود عون إلى البداية، قائلاً: كنا قبل أسابيع قد أصدرنا قانوناً يعطي الحوافز للضباط ليستقيلوا. وعندما طرحت مسألة زيادة سن التقاعد للضباط وجدنا في ذلك تناقضاًَ مع ما أقررناه. أما بالنسبة لقائد الجيش تحديداً، فوافقنا على ذلك استثنائياً، برغم أنني أصبحت أشك اليوم بوجود قرار بتعطيل الحكم، إذ ليست صدفة القول إننا نريد إقرار رفع السن لتفادي احتمال الفراغ الرئاسي» (في العام 2014).

السنيورة ليس ذكياً

يتجنب عون خلال الحوار معه الحديث عن معظم الشخصيات السياسية الحليفة وغير الحليفة. يطيب له الحديث عن خصال السيد حسن نصرالله: «استثنائي، شجاع، متزن، خلوق، وهو رجل دولة بحق يعرف أن الالتزام الأخلاقي هو أعلى مرتبة حتى من الالتزام القانوني. ينظر إلى اللبنانيين كلهم كإخوته وأولاده. ولا يميز بينهم ولا يتمنى أن يحصل لأحد أي مكروه».

يقول ردا على سؤال إن الرئيس فؤاد السنيورة هو والحريري الأب والابن، كتبوا عبارة على مدخل السرايا ولم يصدقوها («لو دامت لغيرك لما اتصلت إليك»). «رشوها بودرة أمام الناس فقط». ويضيف: الأخطاء التي قام بها فؤاد السنيورة في «المالية» لا تدل على ذكاء، فقد كان يظن أنه مغطى إلى أبد الآبدين.

لا يشك عون في أن رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع خسر في غيابه عن جلسة الحوار الأخيرة، لا بل يؤكد أن خسارته بدأت قبل ذلك

http://www.assafir.com/Channels.aspx?EditionId=2177&ChannelId=52136