المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 19 حزيران/2012

رسالة تسالونيكي الأولى الفصل 02/01-11/ نحن لا نعظ عن ضلال ولا دنس ولا خداع

وتعرفون، أيها الإخوة، أن مجيئنا إليكم ما كان باطلا، فمع كل ما لقيناه في فيلبي من العذاب والإهانة كما تعرفون، كانت لنا الجرأة من إلهنا أن نكلمكم ببشارة الله في وجه معارضة شديدة. فنحن لا نعظ عن ضلال ولا دنس ولا خداع، بل نتكلم كلام من امتحنهم الله فائتمنهم على البشارة، لا لنرضي الناس، بل لنرضي الله الذي يختبر قلوبنا. فما تملقنا لكم بكلمة، كما تعرفون، ولا أضمرنا طمعا، يشهد الله،

ولا طلبنا المجد من الناس، لا منكم ولا من غيركم، مع أنه كان لنا حق عليكم لأننا رسل المسيح. ولكننا حنونا عليكم حنو الأم على أولادها، حتى إننا تمنينا لو نشارككم في حياتنا، لا في بشارة الله وحدها، لأنكم صرتم أحباء إلينا. فأنتم تذكرون، أيها الإخوة، جهدنا وتعبنا، فكنا نبشركم بشارة الله ونحن نعمل في الليل والنهار لئلا نثقل على أحد منكم. وأنتم شهود والله شاهد أيضا كيف عاملناكم، أنتم المؤمنين، معاملة نزيهة عادلة لا لوم فيها. كنا لكم كالأب لأولاده كما تعرفون.

 

 

عناوين النشرة

*24 قتيلا في هجمات انتحارية استهدفت كنائس في نيجيريا

*مؤامرة جهنمية ممنهجة محلية وعربية وإيرانية لشراء أرضي المسيحيين بالإغراء والإكراه في كل لبنان وطردهم

*رومني ينتقد مواقف أوباما تجاه إسرائيل

*النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأميركي ايليوت: بقاء الأسد يُفهم منه أن مبارك أخطأ عندما رفض إطلاق النار على شعبه

*الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، يواف مردخاي: جهود يائسة من ايران وحزب الله لمساعدة الاسد

*وزير الداخلية المصري ينفي توقيف عناصر من حماس وحزب الله

*بالتفاصيل: مخطط مصطفى حمدان والبرجاوي والشيخ القطان لاقتحام "طريق الجديدة"!

*معركة الكورة: صراعات أجنحة "القومي السوري" تعزّز حظوظ مرشح "القوات"

*جلسة الحوار المقبلة تنتظر أجوبة عن «سلاح المقاومة» وتساؤل حول ضمانات لتبديد القلق من الأزمة السورية

*نبرة كلينتون مع ميقاتي كانت حازمة بالتحذير «من تقديم أي خدمات للنظام السوري»

حزب الله»: من حق البعض مناقشة سلاح المقاومة لكن عليه أن يقدم لنا البديل

*1600 من جنود سورية و"حزب الله" في جبل محسن وتقرير "أطلسي" يحذر: الحرب الأهلية في طريقها الى طرابلس/حميد غريافي/السياسة

*أبناء الشهابي وطلاس يعملون ضد النظام من باريس

*هل ينأى لبنان بنفسه إذا دُعٍي الى مجموعة اتصال حول سوريا؟/ثريا شاهين/المستقبل

*بانتظار الجواب في جلسات الحوار /محمد مشموشي/المستقبل

*سليمان تابع التحضيرات لجلسة هيئة الحوار المقبلة والتقى 3 وزراء وسكاف وحدادة ووفدا من المؤسسات التربوية

*حرب تقدم باقتراح قانون معجل مكرر حول الانتخابات: لا يحول الإعلان عن الرغبة في الاقتراع في الخارج الانتخاب في لبنان

*السفارة الاميركية: ميلز عرض مع شربل الأوضاع وشجع الحكومة على مزيد من الجهود لمنع الاتجار بالبشر

*جنبلاط: الرئيس السوري يريد الحفاظ على النظام ولو على حساب وحدة سوريا واستقرارها

*سليمان تلقى اتصالا من عباس طلب فيه معالجة الوضع في "البارد"

*المفتي قباني عاد من السعودية وغادر المطار عبر طوافة للجيش

*المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية/الحوار بداية تقتضي متابعتها بما يخدم الدولة ندعم مرشح "القوات" وندعو للتعامل مع انتخابات الكورة كاستحقاق أساسي

*قمة إسلامية - مسيحية في مسجد محمد الامين بوسط بيروت وكلمات أكدت "التصميم على التصدي لمحاولة تحويل الدين مادة صراع"

*سليمان فرنجيه في احتفال وضع حجرالاساس للمدرسة المارونية في عشاش: المرحلة صعبة والايام المقبلة ستكون اصعب فتشبثوا بالعيش المشترك

*لحام افتتح سينودس أساقفة الروم الملكيين الكاثوليك: الحوار خطوة مهمة نحو التهدئة ونشجب أساليب العنف في سوريا

تفاصيل النشرة

 

مؤامرة جهنمية ممنهجة محلية وعربية وإيرانية لشراء أرضي المسيحيين بالإغراء والإكراه في كل لبنان وطردهم
 
اضغط هنا للإستماع للحلقة ورجاء وزعها على كل معارفك وانشرها على المواقع الألكترونية/18 حزيران/12
 
http://216.18.20.116/elias1.events/talal%20duaihy17.6.12wma.wma
 
حلقة مهمة جداً وخطيرة جداً من صوت لبنان – الكتائب، تتناول بجرأة وبالأرقام والوقائع والشهادات الحية المؤامرة الكارثة والجريمة على بيع أراضي المسيحيين في كل وطن الأرز.
مؤامرة يشارك فيها أبالسة من المخاتير ورؤساء البلديات والنواب والوزراء ورجال الدين المسيحيين. الأراضي تباع بالإغراء والإكراه لغير المسيحيين من اللبنانيين وللعرب الخليجيين وللذين ينفذون مشروع إيران ولاية الفقيه في لبنان. من المهم جداً أن يستمع إلى هذه الحلقة كل مسيحي مؤمن ويحب لبنان ويريد أن يحافظ عليه/السؤال هو أين هي بكركي وأين هي المرجعيات المسيحية الأخرى وأين هم القادة والسياسيين والمسؤولين الذين يتغنون ليلاً ونهاراً بالتعايش وبالحفاظ على الوجود المسيحي؟ إنها جريمة كبرى ترتكب بحق الوطن الذي يتم بيعه وطرد المسيحيين منه فيما التماسيح والأوباش والقيادات المسيحيين من سياسيين ورجال دين غارقين في ابليسيتهم وكفرهم والجحود. رئيس الجمهورية الماروني والوزراء والنواب المسيحيين وبكركي وكل احبارها وكل المرجعيات الدينية ومعهم المواطن التاجر المجرد من الإيمان والإحساس الوطني والكرامة جميعهم يتحملون مسؤولية جريمة بيع الوطن.

 

24 قتيلا في هجمات انتحارية استهدفت كنائس في نيجيريا

 كانو (نيجيريا) - ا ف ب، د ب ا - قتل 24 شخصا على الأقل في تفجيرات انتحارية منسقة استهدفت 5 كنائس في شمال نيجيريا إضافة إلى وقوع هجمات انتقامية في كادونا. واستهدف هجومان انتحاريان كنيسة «جود نيوز» وكنيسة «الكينج» الكاثوليكية إحدى أقدم المدن في نيجيريا. وذكر شهود ان «الكنيستين كانتا تقيمان احتفالات بيوم الاباء». وأثار التفجيران المزدوجان هجمات انتقامية من جانب شبان مسيحيين في كادونا. وذكرت مصادر ان عصابات أحرقت مسجدا في المدينة، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص كما هاجمت اخرين بالعصي والسيوف. وكانت 3 اعتداءات بالقنبلة استهدفت في وقت سابق كنائس في شمال نيجيريا موقعة عددا غير محدد من الضحايا في منطقة تهزها باستمرار اعمال عنف تنسب الى جماعة «بوكو حرام» الاسلامية. وافاد مسؤول في اجهزة الاسعاف بان اعتداءين اخرين بواسطة قنبلتين استهدفا كنيستين في مدينة كادونا، ما يرفع الى 5 عدد الكنائس التي تعرضت لهجمات في المنطقة. وقال الناطق باسم الوكالة الوطنية للاسعافات الطارئة علي محمد: «وقع هذا الصباح هجومان متزامنان بواسطة قنبلة على كنيستين في اثنين من الاحياء (ذات الغالبية المسيحية) في جنوب مدينة كادونا. لا نزال ننتظر الحصول على معلومات عن عدد الضحايا المحتملين».

 

رومني ينتقد مواقف أوباما تجاه إسرائيل

انتقد المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني أمس، الرئيس الأميركي باراك أوباما لـ»اتخاذ مواقف لا تخدم مصلحة إسرائيل»، متعهداً في حال نجاحه بتبني سياسة معاكسة لذلك. واتهم رومني خلال مؤتمر للمحافظين المتدينين في واشنطن أوباما بأنه بات أكثر قلقاً إزاء إسرائيل إذا ما قورن بمواقف الإدارة الأميركية إزاء إيران وتهديدها بالحصول على سلاح نووي. وفي ما يتعلق بسياسته تجاه منطقة الشرق الأوسط قال المرشح الجمهوري انه بشكل عام سيقوم بعكس ما يفعله الرئيس أوباما متهماً الأخير باتخاذ موقف ضعيف تجاه طهران. (واشنطن/كونا)

 

النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأميركي ايليوت: بقاء الأسد يُفهم منه أن مبارك أخطأ عندما رفض إطلاق النار على شعبه

عجز تركيا عن فعل أي شيء أثبت افتقارها على القيادة»

تل أبيب - د ب أ - كشف الخبير السياسي، والنائب السابق لمستشار الأمن القومي الأميركي ايليوت ابرامز عن تردد الرئيس باراك أوباما في اتخاذ أي قرار في شأن سورية بسبب الانتخابات المقبلة، ولكنه أوضح أنه ربما يضطر الى التدخل بسبب تزايد معدلات العنف. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن ابرامز ان «على الولايات المتحدة تسليح المعارضة السورية سواء أكان هذا بصورة سرية أو معلنة»، مشيرا الى أنه «بينما الحاجة الانسانية لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد واضحة فان الأهمية الاستراتيجية لا تقل وضوحا أو قوة». وقال أبرامز الذي يزور اسرائيل للمشاركة في مؤتمر يعقد اليوم حول العلاقات الأميركية - الاسرائيلية في «مركز بيغين السادات للدراسات الاستراتيجية»: «لابد أن تخسر ايران وروسيا وحزب الله». وأضاف: «بقاء الأسد في السلطة سيبعث برسالة خاطئة تماما لكل طاغية في المنطقة وهي أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك أخطأ عندما رفض اطلاق النار على شعبه، لأنه لو كان فعل هذا، لظل في السلطة مثل الأسد». وقال الخبير الجمهوري ان «ادارة أوباما تبدو مترددة في اتخاذ أي موقف في شأن سورية الآن قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل لأن أن أي تحرك سيتناقض مع محورأساسي لحملة أوباما وهو أن موجة الحروب في انحسار». ورأى أن «الأزمة السورية أثبتت خطأ الافتراض الذي ظل مقبولا على نطاق واسع منذ عامين وهو أن تركيا هي القوة الصاعدة المسيطرة في المنطقة». وقال ان «عجز تركيا عن فعل أي شيء تجاه أزمة جارتها سورية أثبت أنها تفتقر القدرة على القيادة».

 

الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، يواف مردخاي: جهود يائسة من ايران وحزب الله لمساعدة الاسد

امال شحادة/الحياة/اعتبر الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، يواف مردخاي، الامور في سورية متجهة نحو نهاية الرئيس بشار الاسد .وقدر ان ايران وحزب الله يدركون حقيقة هذا الوضع لكنهم يواصلون بذل جهودهم لدعم النظام الا انها جهود يائسة ، وبما انهم يفهمون أن نهايته باتت مسألة وقت فهم يستعدون لليوم الذي يلي سقوطه"، قال مردخاي واضاف:" نحن هنا ايضا مستعدون والجيش مستعد لمختلف السيناريوهات". وياتي حديث مردخاي في سياق حملة الترويج والتحريض التي تقودها اسرائيل ضد ايران وحزب الله  وسوريا وما تدعيه من حيازة ترسانة صواريخ كيماوية وخطر نقلها من سورية الى حزب الله . وكان نائب رئيس اركان الجيش، يائير نافيه قد استبق مردخاي بتصريح اعتبر فيه سورية تمتلك ترسانة السلاح الكيميائي الأكبر في العالم وقذائف وصواريخ تغطي كافة الأراضي الاسرائيلية . وكان قائد منطقة الشمال، يائير جولان  قد بدا حملة التحريض عندما قال ان " الجهات التي تتبع تنظيم القاعدة والتي تتواجد اليوم في سورية وتعمل ضد النظام السوري، من شأنها ان تعمل مع مرور الوقت ضد اسرائيل". وبحسب جولان  "لدى سورية أسلحة للإبادة الجماعية الى جانب ترسانة من الأسلحة الثقيلة جداً، الكبيرة والمتطورة، وتشمل  صواريخ أرض-أرض وصواريخ أرض-بحر, إضافةً الى السلاح الكيميائي". الى ذلك ، كشف مسؤول امني اسرائيلي ، ان قيادة الجيش ادخلت تعديلات على استعدادات  جيش الاحتياط للحرب المقبلة، وفي مركزها عدم  التجمع في مواقع عسكرية يتوقع الجيش انها معروفة للعدو، كما قال المسؤول الذي اضاف "ان الجيش بدا عملية التجنيد والتجهيز والتزود بالسلاح والأمتعة لوحدات الاحتياط التي سيتم استدعاؤها في أوقات الطوارئ. وبحسب التخطيط سيتم تجميعها  في مناطق وبنى تحتية مدنية محصنة مثل محطات السيارات تحت ألارض وأقبية التجمعات السكانية والتجارية". واشار المسؤول ان هذه التغييرات جاءت في اطار استخلاص العبر من حرب لبنان حيث قتل في حينه 12 جنديا اثناء تجمعهم في موقع عسكري في الشمال بعد سقوط صاروخ على الموقع . ويتوقع الاسرائيليون ان يكون حزب الله قد اطلقه بشكل مخطط ومدروس

 

وزير الداخلية المصري ينفي توقيف عناصر من حماس وحزب الله

القاهرة - من محمد الغبيري/الراي

نفى وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم ما تردد من أنباء حول توقيف الشرطة مجموعة تضم 22 من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة «حماس»، و«حزب الله» أثناء دخولها البلاد قبل جولة الإعادة الرئاسية. وأكد الوزير أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة وأن معلومات قد وردت لأجهزة وزارة الداخلية حول اعتزام مجموعات من الأشخاص ارتداء ملابس عسكرية أو شرطية أو حمل أوراق ثبوتية خاصة بأحد الجهتين وارتكاب أعمال عدائية بالبلاد خلال العملية الانتخابية وبعد إعلان النتائج، مضيفا إن الأجهزة الأمنية وضعت خطة موسعة لتأمين مرحلة فرز الصناديق وإعلان النتائج وما بعدها من أجل مواجهة أي مظاهر شغب أو فوضى، مشددا على احترام شرعية الرئيس الذي ستأتي به الصناديق عبر انتخابات حرة ونزيهة.

 

بالتفاصيل: مخطط مصطفى حمدان والبرجاوي والشيخ القطان لاقتحام "طريق الجديدة"!

خاص بـ"الشفاف" /الاحد 17 حزيران 2012

انهت فصائل سياسية لبنانية موالية للنظام السوري تتحرك ضمن الديمغرافيا “السنية” لمساتها الاخيرة على مشروع أمني يتضمن “حروبا صغيرة” في غير محلة لبنانية من بينها منطقة طريق الجديدة” في العاصمة اللبنانية، بيروت.”

الاقتصاص

ويكشف ما تسرب من معلومات سعي أصحاب المشروع الى انتاج لحظة سياسية امنية مناسبة توفر غطاء مثاليا لتفيذ عملية اقتحام محدودة في مرحلتها الاولى تنتهي باستعادة مركز ما يسمى “حزب التيار العربي” الذي لفظه اهالي طريق الجديدة مع رئيسه المدعو “شاكر البرجاوي، بعدما شكل الاخير، وعلى امتداد السنوات الماضية، ما يشبه “حصان طروادة” حزب الله والنظام السوري داخل هذه المنطقة، ووفر لهما الكثير من المعلومات الامنية، و”الاضطرابات غب الطلب”، وغير ذلك من محاولات تفتيت وانهاك حاضن اساسي للمشروع الاستقلالي والسيادي الذي تناضل من اجله قوى الرابع عشر من اذار.

والمشروع الامني، على ما ذكرت مصادر عليمة ببعض ما سرب، لا يبغي تحقيق هدف عسكري فحسب/ بل يتعدى ذلك الى استعادة هيبة النظام السوري في الديمغرافيا المذكورة، ورفع معنويات عملائه فيها، وافهام من يجب افهامه أن لحظة الاقتصاص قد حانت من كل من حاول شطب هذه المجموعات مهما كان حجمها في المعادلة الداخلية أو الشعبية!

تفاصيل العملية

والحديث عن سعي حلفاء النظام السوري الى استعادة مركز “حزب التيار العربي” لم يعد سرا! فهو تكرر في أكثر من مؤتمر صحفي على لسان هؤلاء. لكن الجديد حول الموضوع كشفه “مقاتل منشق” تم اختياره من بين ٣٠٠ آخرين لاتمام مهام حزبية تبين له لاحقا انها تخفي خلفها هذه المهمة القتالية، فآثر الابتعاد مع مجموعة من المغرر بهم استطاعت حتى الان فضح مما يحاك للطريق الجديدة .

ويكشف: ان أمين الهيئة العامة في “حركة الناصريين المستقلين – المرابطون”،- العميد مصطفى حمدان، ورئيس حزب التيار العربي، شاكر البرجاوي، ومسؤول لتجمع اسلامي في البقاع يدعى “الشيخ احمد القطان”، ومعهم مسؤول للمرابطون من بلدة “بر الياس” ويدعى “بسام عراجي”، عقدوا سلسلة اجتماعات في البقاع الاوسط، وفي “ برالياس”، وفي “فندق مسابكي” في اعقاب زيارة مشتركة لحمدان والبرجاوي الى العاصمة السورية، اتخذوا في ختامها قرارا بالتحرك الميداني لاستعادة مقر البرجاوي في الطريق الجديدة.

ويُنقل عن الحلقة الضيقة المحيطة بحمدان والقطان ان قرارا سوريا صدر بهذا الشأن وان مسألة التنفيذ هي مسألة وقت لا أكثر، وأن على المعنيين (القادة الميدانيين للمهمة) تجنيد مقاتلين مدربين لتحقيق الهدف. سيما وان الاطراف الثلاثة سمعوا كلاما نابيا من المخابرات السورية نتيجة انهزامهم امام اهالي “طريق الجديدة” وطالبوهم بأعداد العدة للعودة اليها وفق مشروع محكم الاعداد جرى ابلاغه لمجموعة الثلاثة. وبناء عليه، يتابع المقاتل المنشق روايته: لقد طلب الاطراف الثلاثة ممن يعتقدون بانهم أهل لهذه المهمة تجنيد ما بين 150 و300 مقاتل يتم أختيارهم من البيئة السنية، “وليس من مشكلة اذا ما كان من بينهم اشخاص من تابعيات عربية وبالتحديد فلسطينية وسورية”! المهم أن يكون هؤلاء من بين الاشخاص المتعاطفين مع النظام السوري أو قوى الثامن من اذار. لكن الشرط الاساس ان يكونوا مدربين جيدا، ويمتلكون خبره قتالية عالية، و”ادفعوا لهم الاجر الذي يطلبونه، لا تقفوا عند هذا الموضوع، كل شيء مؤمن”!

سيناريو إقتحام "طريق الجديدة" بالتفاصيل..

ويلفت الى ان المجموعات التي اختيرت حتى الان جرى اختبارها، وعلى مدى ٤ ايام، في معسكرات تابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة في تلال “قوسايا”. وقد تضمنت عملية الاختبار اعادة تاهيل البعض، واختيار الاكفأ لقيادة مجموعات صغيرة، وتطعيمها بعناصر على دراية بجغرافيا احياء وابنية “طريق الجديدة”، وبخاصة الناحية المحيطة بـ"كلية الهندسة” و”طلعة المدينة الرياضية” المؤدية الى مقر “حزب التيار العربي” سابقا. واوضح أن السناريو المعد ميدانيا يبدأ بالانقضاض على محيط “كلية الهندسة”، بعد فصل المسالك المؤدية اليها من ناحية المدينة الرياضية لتجنب اي دور للعامل الفلسطيني المتضامن مع اهالي المنطقة، ومن جهة تقاطع الكولا– مدخل شارع عفيف الطيبي و”زاروبة مسجد الحوري” بهدف شل اي محاولة دعم من جهة ساحة ابو شاكر، والامساك بساحة “كاراج درويش” لمنع اي تدفق لمتعاطفين من مخيمي صبرا والفاكهاني وساحة الدنا لمساعدة الاهالي. ويضيف: الامر الذي لم يتم تبيانه جيدا، وحرص العميد حمدان على عدم مناقشته حتى مع البرجاوي وقطان، هو الظروف السياسية والامنية التي ستجرى في ظلها العملية الامنية: هل ستأتي منفصلة وكانها في جزيرة، وما هو دور الجيش والقوى الامنية في الحؤول دون تنفيذها من خلال رصد اعداد المقاتلين او نقل الاسلحة وغير ذلك من الامور اللوجستية؟ مع العلم، على ما يتابع المقاتل المنشق، ان مراكز لهذه القوى تنتشر في البقاع الاوسط من بينها واحد اساس عند مدخل شتورة، وهي مراكز لا شك انها ليست بمنأى عن اعين القوى الامنية.

ما دور حزب الله؟ عملية الاعداد متواصلة، ولحظة الصفر غامضة حتى الان! انما ما تم كشفه هو اختيار البقاع كمقر للتجنيد ومن ثم الانتقال الى بيروت. وكان جليا عدم الاشارة او الايحاء بأي دور لحزب الله في السيناريو برمته، الامر الذي يخفي خلفه الكثير من الاسرار التي ربما لا يعلمها حمدان بنفسه! وهل لها علاقة بالمنسوب المرتفع للانقسام السني – الشيعي على خلفية الازمة السورية؟ أم أن الغطاء الامني الأرحب سيكون من من مهمة الحزب “عندما يكون النظام السوري المتهاوي قد اخذ قرارا واضحا بالتفجير الشامل”، ختم المقاتل المنشق.

 

معركة الكورة: صراعات أجنحة "القومي السوري" تعزّز حظوظ مرشح "القوات"

الاحد 17 حزيران 2012/الشفاف

قبل اقل من شهر من موعد الانتخابات الفرعية لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب عن كتلة "القوات اللبنانية" فريد حبيب، في قضاء الكورة، أعلن مرشح القوات اللبنانية نقيب اطباء الاسنان السابق في الشمال فادي كرم، ترشحه رسميا، من دارة النائب حبيب، في كوسبا، دحضا لجميع الشائعات التي تحدثت عن إنقسام في صفوف "القوات" بين مؤيد لترشيح أرملة النائب الراحل، او إبن شقيقه جو.

وفي حين أثبتت "القوات اللبنانية"، مرة جديدة انها حزب متجدد من خلال إختيار النقيب كرم مرشحا في الكورة، ومن خلال الإجماع "القواتي" الذي تجلى في دارة النائب حبيب اليوم، لم يعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي الى اليوم مرشحه، لمنافسة كرم. ورجحت مصادر كورانية ان يعلن الحزب عن اسم مرشحه يوم الثلاثاء المقبل، بعد ان اشارت معلومات الى ان المرشح المحتمل للحزب غسان رزق عزف عن خوض المعركة الانتخابية. وفي حين أيضا أثار ترشيح كرم إرتياحا في الاوساط السياسية في الكورة، خصوصا تلك التي تدور في فلك قوى 14 آذار، فإن الحزب السوري القومي يتخبط في خلافاته الداخلية بين اجنحته المتعددة، الامر الذي يحول الى اليوم دون الاتفاق على تسمية مرشحه العتيد. اوساط كورانية مطلعة قالت إن الحزب السوري القومي وعلى عكس ما يظهره، مشتت بين القيادات التاريخية والقيادة الحالية، وبين القيادات المحلية، مشيرة الى ان القوميين في الكورة منقسمون بين جناح الحزب الرسمي، التابع للنائب والوزير أسعد حردان، وبين القيادات التاريخية التي يزخر بها قضاء الكورة، وبين القيادات المحلية التي يبدو أبرزها النائب السابق سليم سعاده، نجل النائب السابق عبدالله سعاده، وهو من بلدة أميون أيضا. المرشح الذي ارتفعت أسهمه مؤخرا، غسان رزق، قرر العزوف عن الترشح، بعد ان أدرك ان المعركة غير مضمونة النتائج. وهو تاليا فضل حفظ امكاناته وجهوده للمعركة الانتخابية المقبلة العام المقبل. كما انه أيضا لم يحصل على رضى النائب السابق سليم سعاده، الذي قرر العزوف عن الترشح. وتاليا فإن رزق يدرك ان عدم وقوف سعاده الى جانبه، او على الحياد سوف يساهم في ضمان خسارته الانتخابات. رزق أيضا وكما نقل عنه، قال، إنه لا يريد ان يكون كبش محرقة لتستطلع قوى 8 آذار آفاق المعركة الانتخابية المقبلة. النائب السابق سليم سعاده، قرر عدم خوض الانتخابات الفرعية وربما ايضا المقبلة، نتيجة عدم موافقته على النهج السياسي السائد في الحزب السوري القومي، خصوصا، وفي لبنان عموما، نتيجة تربيته الغربية وتجربته السياسية التي يقول إنها تصيبه باليأس. المصادر تضيف انه بعد عزوف رزق دخلت أسماء قومية أخرى الى سوق التداول جميعها من بلدة أميون، ومن ابرزها الدكتور برجي، ووليد عازار ، ويقال ان من بين الاسماء المتداولة ايضا قيادي قومي من كفرحاتا في القويطع الكورانية. الخلافات داخل الحزب السوري القومي الاجتماعي، تعزز فرص مرشح "القوات اللبناني" للفوز بالمقعد الانتخابي، خصوصا أن القوى المؤثرة في الساحة السياسية الكورانية من الوزير فايز غصن الى النائب سليمان فرنجية والتيار العوني نأوا بانفسهم عن خوض الانتخابات وقرروا دعم خيار الحزب السوري القومي. الاوساط الكورانية تشير الى ان معركة الكورة الانتخابية الفرعية سوف تشكل مؤشرا لما ستكون عليه الانتخابات المقبلة وهي حاسمة للفريقين 14 و 8 آذار، لذلك سوف يحشد كل طرف إمكاناته للفوز بهذه المعركة، لأن نتيجتها ستعني حتما انه سوف يفوز في الانتخابات المقبلة. إلا أن الاوساط الكورانية لا تخفي قلقها من أمر عمليات سوري يحشد جميع قوى 8 آذار خلف المرشح القومي ما يعني ان معركة قوى 14 آذار لن تكون سهلة، وتضيف ان الايام التي ستفصل عن موعد الاقتراع سوف تكون حاسمة، وتتخوف المصادر من لجوء فريق 8 آذار الى تعطيل الانتخابات من خلال إفتعال حوادث امنية قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار في الكورة ما يؤدي الى تأجيل الانتخابات، الى الموعد المقرر العام القادم.

 

جلسة الحوار المقبلة تنتظر أجوبة عن «سلاح المقاومة» وتساؤل حول ضمانات لتبديد القلق من الأزمة السورية

بيروت - محمد شقير/الحياة

الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢

يفترض أن تدخل الجلسة المقبلة للحوار الوطني اللبناني في 25 الجاري في صلب جدول الأعمال الذي حدده صاحب الدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وخصوصاً في البند الأول المتعلق بسلاح المقاومة وكيفية الإفادة منه دفاعاً عن لبنان، ولماذا يستعمل ومتى وكيف وأين؟ بعدما اقتصرت الجلسة السابقة على بيان «اعلان النيات»، باعتباره الضامن لتأمين استمرارية الحوار على قاعدة استعداد الأطراف المشاركين فيه لإبداء وجهات نظرهم وصولاً الى الإجابة عن الأسئلة التي طرحها رئيس الجمهورية في الدعوة التي وجهها للمدعوّين الى الحوار. وتؤكد مصادر وسطية مشاركة في الحوار، ان جميع الأطراف يقدّرون المخاطر الحقيقية المحيطة بالبلد والتي يمكن ان تهدد الاستقرار العام، ما لم يبادر كل طرف الى الكشف عن أوراقه الحقيقية من دون مواربة أو مناورة، من خلال استعداده ليقول رأيه في الاستراتيجية الدفاعية للبنان في مواجهة أخطار اسرائيل وخروقها الأراضي اللبنانية. وتضيف المصادر نفسها أن الرئيس سليمان اختار التوقيت المناسب في دعوته الى استئناف الحوار، انطلاقاً من تقديره عدم جواز ترك البلد مفتوحاً على الأزمات التي تشهدها المنطقة، وتحديداً الأزمة في سورية، وبالتالي ضرورة تحصينه من الداخل لقطع الطريق على من يحاول استيراد هذه الأزمة الى لبنان، لما يترتب عليها من تهديد الاستقرار. وتنقل عن رئيس الجمهورية قوله: «عندما كنا ندعو في السابق الى الحوار، كان لبنان يمر في أزمة داخلية بينما الدول الأخرى من حولنا تشهد حالاً من الاستقرار، أما اليوم، فإن الوضع عندنا يبقى أفضل حالاً من وضع هذه الدول، وهذا ما يتيح لنا البحث بهدوء عن القواسم المشتركة للحؤول دون تأزيم الوضع في الداخل. وأعتقد ان الجو العام مُواتٍ لاستئناف الحوار من أجل التوافق على مجموعة من الإجراءات تشكل شبكة أمان سياسية للبلد تحميه من أي ارتداد سلبي للتقلبات الجارية في المنطقة».

ظروف مشجعة

وتضيف المصادر ذاتها، ان الرئيس سليمان يعتقد ان الظروف الراهنة تشجع على التلاقي «لأننا نخشى من أن تتبدل هذه الظروف ونضطر للحوار تحت ضغط الأزمة. ان السلم الأهلي والحفاظ عليه مسؤولية الجميع من دون استثناء، وتتطلب منهم تحملها بدلاً من أن يلجأ كل طرف الى رميها على الآخر». ويلفت الرئيس سليمان -وفق هذه المصادر-، الى أن من الأفضل الجلوس الى طاولة الحوار «لئلا نفتقد الفرصة السانحة التي تتيح لنا التفكير بهدوء في الآلية الضامنة لتطبيق ما أجمعنا عليه في السابق، ومن ثم الانتقال الى البحث في الأمور التي ما زالت عالقة، وأبرزها مسألة السلاح». وبكلام آخر، فإن رئيس الجمهورية يتخوف من التداعيات الأمنية والسياسية المترتبة على إضاعة فرصة الانطلاق في حوار مفتوح «لئلا نضطر للجلوس الى الطاولة فوق انقاض بلدنا، بالمعنى السياسي والأمني للكلمة»، وهو يلتقي مع تحذير لرئيس المجلس النيابي نبيه بري أمام زواره من الوصول الى طريق مسدود. لذلك، فإن انجاز الحوار وضمان استمراريته يتوقفان على ما سيحمله الأطراف الى طاولة الحوار من أجوبة على الأسئلة التي طرحها الرئيس سليمان، وبالتالي ان يأخذوا قرارهم بالكف عن تبادل تسجيل المواقف التي من شأنها ان تدخله في دوامة من المراوحة. وعليه، تعرب المصادر الوزارية عن تفهمها حال القلق لدى «حزب الله» جراء إحداث تغيير جذري في النظام السوري يمكن ان يراهن عليه بعض الأطراف المحليين ويندفعون في اتجاه الاستقواء به على بعض القوى في الأكثرية التي يشكل الحزب رافعتها الأساسية، مشيرة الى ان الحوار وحده يؤدي الى تبديد الهواجس والمخاوف ويوفر الضمانات للجميع من دون استثناء. وتعتقد المصادر ان الوصول الى قواسم مشتركة حول طاولة الحوار بدلاً من الانتظار الى حين جلاء الموقف على جبهة الأزمة السورية، يبقى أفضل للبنانيين في الوقت الحاضر من الاستقواء بالمتغيرات في سورية، لا سيما ان تعليق الوضع الداخلي على لائحة الانتظار يمكن ان يفقد البلد فرصة التلاقي من دون شروط مسبقة.

دور «حزب الله»

وترى ان لـ «حزب الله» دوراً في نقل الحوار الى مكان آخر يعلق عليه الجميع أهمية في التفاهم على حلول ومخارج للمشكلات التي ما زالت عالقة، شرط ان يكف البعض عن المزايدات والتلويح بأنه يخشى من اندلاع حرب أهلية في لبنان في حال سقوط النظام في سورية، في اشارة مباشرة الى ما قاله رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أخيراً. وتضيف ان «حزب الله» هو الأقدر على فتح الباب في جلسة الحوار المقبلة أمام الدخول في بحث جدي ونقاش مفيد، شرط ان يبدي كل استعداد للإجابة عن الأسئلة التي أدرجها رئيس الجمهورية في دعوته لاستئناف الحوار.

وتؤكد المصادر ان هذا الكلام لا يعني حشر الحزب في الزاوية، أو تحميله وحده المسؤولية اذا لم تشكل الجلسة الحوارية المقبلة نقطة انطلاق للبحث عن الحلول، بمقدار ما أن تعميم المسؤولية على الجميع أمر ضروري إنما بنسب متفاوتة يفرضها فائض القوة العسكرية التي يتمتع بها الحزب والتي ليست محصورة بمنطقة الجنوب. وتلفت أيضاً الى ان أي محاولة تهدف الى تحييد سلاح المقاومة عن مسألة السلاح في الداخل، ستؤدي حتماً الى إعاقة استمرار الحوار، لئلا نقول انه لم يعد من جدوى لعقد جلسات لاحقة، مؤكدة ان تمديد جلسات الحوار يلقى تأييداً من المشاركين فيه، لكن هناك من يشترط على الحزب ان يبادر الى ابداء نيات حسنة كأساس للرهان على دور الحوار في تحصين الساحة الداخلية. وتضيف المصادر الوسطية، أن هناك استحالة لاستمرار الحوار في حال أصرت قيادة «حزب الله» على اخراج سلاح المقاومة من معادلة السلاح المنتشر داخل المدن وخارجها، وبالتالي اجراء تعديل على جدول الأعمال يرمي الى وضع السلاح في الشمال في مقابل السلاح الآخر من دون البحث في سلاح المقاومة. وتعزو السبب الى ان معالجة السلاح في الشمال يتطلب أولاً من السلطة التنفيذية ان تحسم أمرها من خلال اتخاذ قرار واضح يؤدي الى معالجته، خصوصاً ان قوى أساسية كانت وفرت الغطاء السياسي لنزعه لكن المشكلة في تقاعس الحكومة عن مقاربته برؤية واضحة.

سلاح طرابلس

وتؤكد المصادر ان زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كان أول من بادر الى رفع الغطاء السياسي عن المخلين بالأمن في طرابلس وتأييد قيادة الجيش في اتخاذ التدابير التي تؤدي الى وقف مسلسل فلتان السلاح. وتسأل المصادر: «لماذا تستمر بعض الجهات المشاركة في الحكومة في التعامل مع «المستقبل» وكأنه يملك مستودعات متنقلة في طرابلس وعكار، على رغم ان الدولة بكل أجهزتها لم تعد بعيدة من أسماء المجموعات والأشخاص الذين يؤون المسلحين ويحمونهم ويغدقون عليهم المساعدات المالية. كما تسأل عن الجهة التي ما زالت تعترض على تحويل طرابلس مدينة منزوعة السلاح، وعن الأسباب التي تمنع حتى الآن نشر التحقيق المتعلق بضبط باخرة «لطف الله -2» المحمّلة سلاحاً على مقربة من مرفأ طرابلس. اضافة الى استمرار هذه الجهة في التحريض على «المستقبل» بسبب بعض المواقف التي صدرت عن نواب في عكار كرد فعل على مقتل الشيخين، مع ان قيادة «المستقبل» سارعت الى تصويب الموقف لقطع الطريق على من يحاول الايقاع بينها وبين المؤسسة العسكرية. وفي هذا الشأن أيضاً، تسأل مصادر قيادية في قوى 14 آذار عن الجدوى من تركيز بعض وسائل الإعلام على بعض المسؤولين في المجموعات السلفية واستحضارهم لشن حملات ضد المؤسسة العسكرية، بغية إيهام الرأي العام بأن طائفة لبنانية تكن العداء لهذه المؤسسة وترفض دعمها.

كما تسأل: لمصلحة مَن إحداث فرز بين هذه الطائفة وتلك على خلفية موقفها من المؤسسة العسكرية، على رغم ان الجميع اقروا بدور الحريري في توفير الغطاء السياسي للجيش وفي تدخله لإطفاء الحريق في طرابلس وعكار؟ وهل يراد من هذه الحملات المنظَّمة تخويف المسيحيين من طائفة أساسية في البلد بذريعة استهدافها الجيش عبر تزوير الوقائع الميدانية والسياسية لتمرير رسالة مفادها ان الاعتدال في داخل هذه الطائفة أخذ يتراجع، وأن مَن ينطق باسمها هم مجموعة لديها مشاريع سياسية خاصة ولها ارتباطات خارجية، وبالتالي لا يمكن التفاهم مع «المستقبل» لأنه فقد السيطرة على الشارع؟

وتتوقف المصادر أمام الحملات المتواصلة للعماد عون على «المستقبل» ومرجعية الحريري، وتسأل: «كيف تدعو بعض القوى في الأكثرية الى الحوار وهي لا تكف عن تنظيم الحملات واختلاق الذرائع ضد «المستقبل»، وبالتالي مع مَن تريد الحوار طالما انها تستهدف هذه المرجعية التي لها ثقلها في الشمال والبقاع والجنوب وبيروت وجبل لبنان، وتقوم بتلميع شخصيات كان لبعضها علاقات مباشرة مع قوى رئيسة في الأكثرية؟». وفي الختام، لا بد من السؤال: أي حوار متوازن تريده بعض القوى في الأكثرية؟ ومع من تريد الجلوس الى الطاولة، طالما انها تتنكر لمرجعية الحريري وتسعى جاهدة لإيجاد «مرجعيات» في مناطق التوتر؟ وهل للحوار ان يثمر نتائج ايجابية اذا لم يبادر الأطراف الى الإجابة عن أسئلة رئيس الجمهورية؟

 

نبرة كلينتون مع ميقاتي كانت حازمة بالتحذير «من تقديم أي خدمات للنظام السوري»

قلق عربي من زعزعة الاستقرار الأمني بلبنان كلما مضت الأزمة السورية نحو الغرق في الفوضى والدماء

بيروت ـ «الراي

تنظر أوساط ديبلوماسية عربية معنية بمراقبة الوضع اللبناني بكثير من الحذر الى المستقبل القريب لهذا الوضع وسط ما تعتقد انه سباق متوازن بين الجهود للمحافظة على الحد الادنى من الاستقرار الامني واحتمالات زعزعته كلما مضت الأزمة السورية نحو الغرق في الفوضى والدماء. وتقول هذه الاوساط لـ «الراي» ان الاسابيع الاخيرة أبرزت نوعاً من التقاطع الضمني الدولي - الاقليمي على الحفاظ على الاستقرار اقلّه في الظروف الحالية التي يقترب منها لبنان من خطر الانزلاق الى زعزعة امنية، مشيرة الى ان الاتصالات التي اجرتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بكل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري اثبتت ان الولايات المتحدة تدفع بقوة نحو عدم تقديم لبنان «هدية» لتعويم وضع النظام السوري، وهذا جوهر الحركة التي تولتها كلينتون. علماً كما تقول الاوساط، ان ثمة معطيات لم تُكشف تفيد ان نبرة كلينتون مع ميقاتي كانت حازمة حيال بعض المسائل المتعلقة بالتحذير من مغبة تقديم اي خدمات للنظام السوري.

وفي المقابل تلفت الاوساط الى ان تصرف «حزب الله» وسلوكه ينمّان اكثر فاكثر عن تمايز الاجندة الايرانية عن الاجندة السورية، وان ايران لا ترغب في الظروف الحالية على الاقل، في وضع حليفها ونفوذها في لبنان في «محرقة مبكرة» لن تفيد منها ويصعب معها ايضاً ان تقدم اي خدمة للنظام السوري الممعن غرقاً في أزمته.

وفي ضوء هذين العاملين ترى الاوساط الديبلوماسية ان لبنان قد لا يواجه خطر انزلاق وشيكاً الى متاهة الزعزعة الامنية، لكن ذلك لا يشكل ضماناً كافياً لاستبعاد هذا الاحتمال باعتبار ان ثمة ادوات متفلتة لدى النظام السوري يمكنها دائماً ان توظف ضعف السلطة اللبنانية والتركيبة الهشة فيه اذا اشتدت حاجة النظام الى اظهار قدرته على التلاعب بالمسرح اللبناني. يضاف الى ذلك ان اشتداد الصراع الدولي والاقليمي على الأزمة السورية يعرّض لبنان اكثر لدخول لاعبين آخرين، ناهيك عن الخطر الذي يواجهه جراء الازمات الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة فيه.

وتشير هذه الاوساط الى ان الحكومة اللبنانية وان كانت حظيت بتمديد فترة السماح لاستمرارها وبقائها حتى اشعار آخر، فانها ستواجه في القريب العاجل استحقاقات لم تعرفها من قبل، وهي ناجمة عن تصاعد الازمة السورية التي يرجح ان تكون اشهر الصيف بمثابة بلوغها الذروة في المواجهات بين النظام ومعارضيه وهذا الامر سيجعل مسألة الحدود اللبنانية - السورية بمثابة استحقاق داهم لا مفر للحكومة من وضع حد حاسم للسخونة التي تطبعها والتي تهدد بنقل الازمة الى الداخل اللبناني. وهو ما يفرض وضع خطة امنية شاملة واستثنائية لم تأخذ بعد مجراها وتستلزم غطاء سياسياً جدياً وامكانات غير عادية عسكرياً ولوجستياً وبشرياً.

يضاف الى ذلك ان مسار الحوار الذي بدأ في قصر بعبدا ويُستكمل في 25 الجاري لن يكون على المتانة والاستمرار المطلوبين ما لم يقترن هذه المرة بخطوات فعلية تترجم ما سمي «اعلان بعبدا» الصادر عن الجلسة الاولى التي عقدت في 11 الجاري. وهي عوامل تشكل في مجموعها عناصر التحدّي الذي سيشهده لبنان لمدّة طويلة وسط ميزان حساس وشديد الهشاشة في السباق بين التهدئة والتوترات.

وانطلاقاً من ذلك، وفي موازاة تصاعُد وتيرة الاحتجاجات في مناطق عدة على التقنين الكهربائي القاسي في الايام الاخيرة، شخصت الانظار على العناوين الامنية التالية:

* ما كشفته صحيفة «النهار» نقلاً عن مصادر رئيس «كتلة المستقبل» البرلمانية الرئيس فؤاد السنيورة من ان الأخير تلقى خلال الفترة الاخيرة ومن أكثر من جهة غربية واقليمية تحذيرات بوجوب التنبه الى وجود مخططات لاغتياله من جانب جهات وُصفت بانها «تتمتع بقدرات أمنية ولوجستية». واذ اشارت المصادر نفسها الى «ان التحذيرات تقاطعت بين أكثر من جهة دولية واقليمية عالية المستوى خلال الايام الاخيرة وفي الاتجاه نفسه، ويبدو ان هذه المخططات ترتبط بالتطورات والترتيبات الجارية في المنطقة على صعد مختلفة»، لفتت الى ان «المعلومات تضمنت تحذيرات من مخططات تستهدف لائحة من الشخصيات الاخرى بهدف التسبّب بفتنة في لبنان»، ملمحة الى ان ثمة اربع شخصيات شمالية هي من ضمن المستهدَفين.

* استمرار الوضع في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان على «غضبته» وسط استمرار مساعي التهدئة واللقاءات داخل المخيم وخارجه بين قيادات فلسطينية وضباط من الجيش في محاولة لتطويق ذيول الحادث الذي حصل الجمعة بين الجيش اللبناني وبعض سكان المخيم وأدى الى مقتل الفلسطيني احمد قاسم وجرح عسكريين وفلسطينيين.

وتَواصل امس الاعتصام وقطع الطرق بالاطارات المشتعلة على خلفية المطالبة برفع الحالة العسكرية عن المخيم، وسط معلومات عن ان تشييع قاسم سيتم اليوم بعد وصول والده من الضفة الغربية. علماً ان اول من امس كان شهد اجتماعاً بين مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل وعدد من الضباط ومع وفد من الفصائل الفلسطينية. وأفادت قيادة الجيش ان العميد فاضل ابدى باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي «أسف القيادة لسقوط ضحايا من العسكريين والفلسطينيين وقدم تعازيه الى ذوي الضحايا ووعد بكشف ملابسات الحادث من خلال تحقيق سريع لتحديد المسؤوليات وتجنب تكرار ما حصل». اما الوفد الفلسطيني فأكد «عمق العلاقة التي تربط الشعبين اللبناني والفلسطيني وتحديداً العلاقة الايجابية مع الجيش، وطالب بتخفيف الاجراءات حول المخيم». وافاد البيان ان الطرفين «اكدا ضرورة قطع الطريق على التوظيف السياسي للحادث»

«حزب الله»: من حق البعض مناقشة سلاح المقاومة لكن عليه أن يقدم لنا البديل

 بيروت ـ «الراي»/قبل اسبوع من موعد الجولة الثانية من الحوار الوطني الذي يرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، اعلن وزير «حزب الله» (للزراعة) حسين الحاج حسن «ان من حق البعض ان يطرح الاشكالية ويناقش في سلاح المقاومة، لكن عليه ان يقدم لنا البديل»، سائلاً «هل البديل هو اضعاف لبنان؟»، ومعتبراً انه «عندما يريد أحد ان يطرح ما يراه اشكالية او فكرة او رأياً ما، عليه ان يقدم رأياً واقعياً، ولكن ماذا كان باستطاعهم ان يفعلوا عبر السنين، وهل كان الجنوب ليتحرر لولا وجود مقاومين ومجاهدين وشهداء؟».من ناحيته، اكد السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي ان «لا هدف لايران في لبنان سوى دعم القضايا العادلة»، معلناً ان «كل من يحارب اسرائيل، ساعدناه ونساعده بكل فخر واعتزاز، لذا ندعم المقاومة واياً كان داخل هذه المقاومة ندعمه، اكان «حزب الله» او غيره».ولفت الى ان «طاولة الحوار الوطني مبادرة مهمة جدا»، مذّكرا بان «اقتراح الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بعقد مؤتمر تأسيسي كان ان يجتمع كل شرائح المجتمع اللبناني من اكاديميين ومفكرين ووزراء وسياسيين». وتابع: «اذا اتفق المتحاورون يمكن ان يسيروا على النهج هذا لاقامة مؤتمر تأسيسي».

 

1600 من جنود سورية و"حزب الله" في جبل محسن وتقرير "أطلسي" يحذر: الحرب الأهلية في طريقها الى طرابلس

حميد غريافي: السياسة

كشفت معلومات استخبارية اوروبية, ان "ضباطا من القوات الخاصة في الجيش التركي يشاركون منذ منتصف مايو الماضي الجيش السوري الحر في معظم انحاء المحافظات التي يقاتل فيها قوات نظام بشار الاسد وعصاباته, وان هؤلاء الضباط نقلوا معهم الى مواقعهم في حمص وادلب وحماة واللاذقية ودمشق ودير الزور اسلحة متطورة مضادة للدبابات وللدروع ولمقاتلات الهيلكوبتر التي دخلت المعارك ضد المواطنين العزل ومدنهم وقراهم ومنازلهم واطفالهم بشكل فاعل وواسع خلال الاسابيع الاربعة الماضية.

ووصف تقرير امني "اطلسي" اطلعت "السياسة" على بعض جوانبه, ارتفاع حمى المعارك وتصعيد النظام لها الى اعلى ذراها بانها "حرب اهلية مذهبية بكل ما للكلمة من معنى, اذ بات تبادل الهجمات وارتكاب المجازر بين قرى سنية وعلوية بحق سكانها من الطرفين, ظاهرة شبه عادية بقيام "الشبيحة" العلويين والتابعين للحرس الثوري الايراني و"حزب الله" و"حركة امل" الشيعيين اللبنانيين, باقتحام القرى السنية وقتل وتهجير كل من فيها وقتل عائلات من الطائفتين العلوية والشيعية الى منازلها التي لا يهدمها "المجرمون الرسميون" حسب واضعي التقرير الى جبل محسن".

واماط التقرير اللثام عن ان "ما لا يقل عن 800 ضابط وجندي من القوات الخاصة السورية العلوية, وعدد مماثل من عصابات "حزب الله" و"حركة امل" انتشروا في منطقة جبل محسن العلوية في ضواحي طرابلس منذ اواخر مارس الماضي, وان السلطات العسكرية والامنية اللبنانية تعلم بوجودهم هناك, لكنها تنأى بنفسها عن التدخل في تلك المنطقة التي من شأنها ان تفجر شمال لبنان برمته اذ قرر بشار الاسد فتح جبهة لبنان العسكرية استنادا الى حليفه حسن نصرالله وضباط فيلق القدس الايراني المنتشرين في انحاء مختلفة من لبنان".

ولم يستبعد التقرير الاستخباري أن يكون رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي المتحالف مع "حزب الله" وحلفاء سورية في لبنان مطلعا بدقة على وجود ال¯ 800 عسكري سوري في جبل محسن, وان يكون مهد للطريق امام دخولهم بواسطة حلفاء حزب الله وأمل والتيار العوني, داخل قيادات المناطق الشمالية العسكرية اللبنانية, فيما هو يعلن "النأي بالنفس" عن احداث سورية ولكن من مفهوم خاص يجعل لبنان واللبنانيين مستهدفين بالاعتداءات السورية من دون ان يحرك هو وحكومته وقائد جيشه جان قهوجي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ساكنا للدفاع عن الكرامة والاراضي اللبنانية وهيبة الجيش التي باتت على المحك ومدعاة للتندر. ووصف التقرير في شقه اللبناني ما يحدث داخل مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان ب¯"الحرب المذهبية المعتمدة على التطهير العرقي, اذ تجري عمليات منظمة لانهاء الوجود العلوي في هذه المدينة السنية الاكثر سلفية في لبنان, تماما كما يفعل نظام الاسد ضد المدن الشمالية والمناطق السنية عن طريق افراغها بعد تدميرها من سكانها السنة".

وذكر التقرير ان عناصر من القوات الخاصة الاوروبية (بريطانية وفرنسية وايطالية) انشأت مع الجيش السوري الحر وعناصر اسلامية لبنانية من شمال البلاد, مجربين في قتال الشوارع, شبه مناطق عازلة صغيرة في نقاط متعددة من الحدود بين البلدين, حيث باتت قوات الكوماندوس الاوروبية قادرة على الوصول الى ريفي حمص وحماة وصولا الى محافظة ادلب والاراضي التركية.

وأشار التقرير إلى أن طرقات تهريب "حزب الله" على الحدود الشمالية اللبنانية, سدت بكاملها في وجه مقاتليه الذين يحاولون الانتقال الى المناطق الشمالية السورية, كما لم يعد بوسع هذا الحزب تهريب اسلحته من سورية الى قواعده في لبنان من تلك المناطق, ولم تعد له منافذ تهريب الا الى البقاع.

 

أبناء الشهابي وطلاس يعملون ضد النظام من باريس

نقل "نقولا ناصيف" في جريدة "الأخبار" عن "مصادر متشعّبة من الداخل السوري وخارجه عن وضع الوزير السابق والتاريخي للدفاع في سوريا مصطفى طلاس، الذي يقيم في باريس لأسباب تتجاوز الدوافع الصحية، وأن نجلي طلاس، فراس وناهدة، يعملان أيضاً من باريس ضد النظام. ورد في المعلومات كذلك أن الرئيس السابق للأركان العامة العماد أول حكمت الشهابي غادر دمشق قبل أقل من شهرين إلى باريس واستقرّ فيها، من غير أن يتخذ موقفاً مناوئاً للأسد والنظام الذي ساهم في صنعه عقوداً طويلة، إلا أن أحد أبنائه يتخذ من العاصمة الفرنسية أيضاً مقرّاً لإقامته وتحرّكه ضد النظام السوري. ولعل أهمية هذه المعلومات أنها تتناول رموزاً تاريخية رافقت النظام وحمته، وباتت اليوم في وضع التنصل منه او الانقلاب عليه، مما أحال التركة أكثر ثقلاً على الرئيس السوري."

 

هل ينأى لبنان بنفسه إذا دُعٍي الى مجموعة اتصال حول سوريا؟

ثريا شاهين/المستقبل

لم يتسلم لبنان حتى الآن أي دعوة للمشاركة في المؤتمرين الدوليين المطروحين إن من جانب الموفد الدولي والعربي لحل الموضوع السوري كوفي أنان أو من جانب روسيا. أنان ينوي إنشاء مجموعة اتصال دولية اقليمية قد تجتمع نهاية هذا الشهر في جنيف.

وتؤكد مصادر ديبلوماسية في بيروت، ان لبنان ليس لديه أي قرار في حال تمت دعوته للمشاركة. لكنها تستبعد أن يوافق في حال دعوته، على المشاركة، نظراً الى سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها حيال الأزمة السورية، ونظراً أيضاً الى أن هذه السياسة باتت محور إجماع عربي ودولي، وكل الدول تشجع لبنان على المضي فيها على الرغم من ترحيبه بخطة أنان وبمهمته ومهمة المراقبين الدوليين. مع الإشارة الى أن الخطة حظيت بإجماع عربي ودولي، وسوري ومع العلم أن مقررات الجامعة العربية لم يكن لبنان من الموافقين عليها في مجال الشأن السوري.

وبالتالي، سينسحب قرار النأي بالنفس على التعامل اللبناني مع أي دعوة للمشاركة، إذ ليس لديه أي موقف للتعبير عنه في المؤتمرات الدولية، وان سياسة النأي بالنفس تتطلب الابتعاد رسمياً عن كل المحاور والمؤتمرات حول سوريا وتبعاً لذلك ليس للبنان أي دور في المسألة لكي يحمله الى أي مؤتمر. وهو ينأى بنفسه ايجاباً حفاظاً على استقراره وعلى هدوء الحدود اللبنانية السورية.

وتفيد أوساط ديبلوماسية غربية، ان أنان طرح على الأميركيين عضوية ايران في مجموعة الاتصال، من أجل أن يكون للأمر تأثير على النظام السوري. وذلك انطلاقاً من أنه يريد دعوة كل الدول التي تؤثر في النظام، وفي المعارضة معاً، من دول غربية أو دولية أو اقليمية وأخرى مجاورة لسوريا. أي انه يريد من هذا التأثير الخروج بخطة يقبل بها الطرفان في سوريا، ومن شأنه ايجاد الحل السلمي للوضع السوري. على أن ينعقد مؤتمر وطني سوري في مرحلة لاحقة.

لكن الولايات المتحدة رفضت عضوية ايران في المجموعة، وأبلغت أنان ان عضوية كل من روسيا الاتحادية والصين تكفي للتأثير على النظام السوري. كما أن واشنطن لن تقبل بإعطاء إيران دوراً في المنطقة قبل أن يتبيّن مسار تعاملها مع برنامجها النووي، ومن خلال التفاوض الدولي الايراني والذي سيستكمل في اجتماع ثالث في موسكو في 18 و19 حزيران الجاري. مع أن هذه المفاوضات لم تتقدم وتنتظر الدول رداً إيرانياً على طروحاتها، وانها محصورة بالملف النووي ولم تتعدّه الى أوضاع سوريا، أو الشأن اللبناني.

وفي اعتقاد واشنطن بحسب الأوساط، فان خطة أنان فشلت، وان على المجتمع الدولي القيام بردة فعل قوية، وانه من غير المحسوم ما اذا كانت الدول ستقوم بردة فعل بعد الانتخابات الأميركية، لأنه اذا ما نضجت الظروف قبل الانتخابات، فالولايات المتحدة جاهزة لاتخاذ موقف تصعيدي تجاه النظام السوري في مجلس الأمن، وبالتالي، ان خط الاتصال المفتوح بين واشنطن وموسكو حول الوضع في سوريا، هدفه اقناع روسيا من قبل الولايات المتحدة بانه لا يجوز الاستمرار في هذه المقاربة للموضوع السوري، وانه يجب اللجوء الى موقف أكثر تشدداً وقوة في مجلس الأمن.

وتلفت الأوساط، الى أنه من غير الواضح الاتجاه الذي سيحصل في مجلس الأمن الشهر المقبل لدى تقديم أنان التقرير النهائي حول مهمة المراقبين في سوريا. وهناك أفكار يتم التداول بها حول إعطاء أنان فرصة جديدة، عبر تعزيز دور المراقبين. وتعتبر مهمة المراقبين مفيدة، لأن هؤلاء يقومون بتوثيق ما يحدث في سوريا على الأرض. والمطروح أيضاً أن تحول خطة أنان الى الفصل السابع. والقصد بذلك إلزامية التنفيذ وحظر الأسلحة الى سوريا، وتوسيع مبدأ العقوبات على سوريا ليتحول من ثنائي، عربي وغربي، الى المستوى الدولي أي على مستوى الأمم المتحدة. ما يعني أنه لن يكون هناك تدخل عسكري، انما إلزامية تنفيذ الخطة ومزيد من الضغوط الدولية. مع أنه هناك خشية من أن مفاعيل عمل مجموعة الاتصال قد تطيل أمد الأزمة السورية لأنها تعطي جرعة للنظام.

وتبعاً لذلك، ليس هناك من أفكار تتداول حول امكانية الحديث عن فشل مهمة أنان، مع أن العرب يضغطون في هذا الاتجاه، كما يضغطون في اتجاه وضع هذه المهمة تحت الفصل السابع. ويأتي ذلك، استناداً الى مصادر ديبلوماسية عربية في إطار ما يلي: ان هذا الموقف من ضمن المجرى الطبيعي للأمور، بحيث يجب أن يكون هناك تقدم، وحتى لو لم تطبق الفكرة فإنها تبلور حراكاً معيّناً. ثم ان الموقف يشكل شروطاً على روسيا خصوصاً من دول الخليج التي دخلت مرحلة مشاورات مع روسيا. فضلاً عن أنه أمام حجم المجازر وهول الجرائم لا يمكن للعرب إلا اتخاذ موقف متقدم بغض النظر عن نجاحه أو فشله.

حتى الآن أنان لم يحدد الأعضاء الذين ستتم دعوتهم للمشاركة. لكن من المؤكد ستتم دعوة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ودول أوروبية ودول عربية وإقليمية، ودول الجوار السوري.

 

بانتظار الجواب في جلسات الحوار

محمد مشموشي/المستقبل

لا شك في أن ما وصف بـ"اتفاق اطار"، الذي خرج به الاجتماع الأخير لهيئة الحوار الوطني تحت عنوان "اعلان بعبدا"، كان خطوة ليست قليلة الأهمية خصوصا في وضع لبنان الراهن وتداعيات الحدث السوري عليه. لكن تجارب اللبنانيين مع جلسات الحوار السابقة وما انتهت اليه لجهة التطبيق، أو لجهة الاتفاق على أمر ثم التراجع عنه، لا تشجع في الواقع على قول أكثر من ذلك.

فالبنود السبعة عشر التي تضمنها الاعلان، وفي مقدمتها مسألة سلاح "حزب الله" وامكان الاستفادة منه في الزمان والمكان والامرة العملانية، فضلا عن حياد لبنان الايجابي والفعلي عن المحاور الاقليمية والدولية، كانت في صلب القضايا الخلافية المعلنة بين القوى السياسية والحزبية الى ما قبل لحظات من انعقاد طاولة الحوار في السابع عشر من شهر حزيران الحالي. ومن دون اغفال أهمية الحديث عن مصير ما اتفق عليه سابقا لجهة السلاح الفلسطيني في داخل المخيمات وخارجها، وازالة السلاح من المدن، فما نشر عن وقائع الجلسة، وكلام ممثل "حزب الله" فيها النائب محمد رعد وتكرار مقولات التخوين والتآمر على هذا السلاح، يشير الى أن هذه القضايا كانت محل خلاف حتى في الاجتماع نفسه.

هل يعني ذلك سوى الحاجة لانتظار جلسات الحوار المقبلة، وأولها في الخامس والعشرين من هذا الشهر، لتبيان الخيط الأسود من الخيط الأبيض، حتى لا نقول الحق من الباطل أو حتى الصدق من المناورة في كل ما قيل حتى الآن؟.

واقع الحال، أن "الاتفاق الاطار" يعيد تأكيد ثوابت ومسلمات لم يقل أحد صراحة أقله حتى الآن أنه يريد أن يخرج عنها. ولذلك، فان التساؤل عن مدى التزام فريق بها لا يمكن اتهام صاحبه بأنه يذهب الى التشكيك غير المبرر، أو اعتماد سوء النية المسبق، بما ستكون الحال عليه في المستقبل.

وفي هذا السياق، وباننتظار جلسة الحوار في الخامس والعشرين من هذا الشهر والجلسات التالية بعد ذلك، لا مفر من توقع اجابات على الأسئلة اللبنانية المطروحة منذ سنوات كما يلي:

أولا، هل تخرج طاولة الحوار بتعريف جماعي(أو مسكوت عليه!) لما وصف ب"اليوم المجيد" في السابع من أيار العام 2008، وتاليا لكل ما لحق باللبنانيين من أذى مادي ومعنوي وطائفي ومذهبي بنار السلاح الذي يصر أصحابه على تسميته "سلاح المقاومة"، فضلا عما قام به في ذلك اليوم بالذات في الجبل، وفي ما بعد في كل من برج أبي حيدر ورأس النبع والمزرعة، أو حتى قبل ذلك في مار مخايل وغيرها؟. وما هو، في ظل ذلك، الوصف الذي سيطلق على هذا السلاح عندما اختبأ تحت المعاطف السود ليسقط حكومة ثم يشكل حكومة أخرى في العام 2011، أو قبلها لينظم ويحمي احتلال السوق التجارية في العاصمة على امتداد أكثر من عام ونصف العام، بما في ذلك محاصرة مبنى رئاسة الحكومة والتهديد باقتحامه؟.

ذلك أن تلك الممارسات، من ضمن أمور وأعمال أخرى، لم تفعل الا أنها نزعت عن هذا السلاح أشرف صفة أعطيت له المقاومة نتيجة دوره في تحرير الأرض من الاحتلال الاسرائيلي في مرحلة أولى العام 2000 ثم صموده في وجه العدوان عليها في مرحلة ثانية العام 2006... حتى اذا عمد أصحابه الى تحويل وجهته من الجنوب الى الشمال، ومن التعاطي معه كسلاح مقاوم ضد العدو الى استخدامه سلاحا سياسيا ضد الشركاء في الوطن، فانهم لم ينزعوا عنه البقية الباقية من تلك الصفة فقط بل ألصقوا به تهمة السياسة... وبالذات السياسة اللبنانية التي غالبا ما توصف بأنها لا تشرف أحدا.

ثانيا، هل يعلن المتحاورون خروج لبنان أو رفضه على الأقل، وان بمفعول رجعي من الحلف الذي أعلن عنه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد من دمشق باسم "تحالف الشعوب المقاومة ضد الاستعمار"، وضم اليه لبنان (الى جانب ايران وسوريا والعراق) من دون مشورته أو حتى علمه، تطبيقا منهم لما ورد في "اعلان بعبدا" عن الحياد الايجابي عن المحاور الاقليمية والدولية، أم أن هذا الأمر سيبقى في اطار المسكوت عنه تجنبا لنكء الجراح القديمة من ناحية، أو بدعوى أن الحلف لم يقم أصلا الا على الورق من ناحية ثانية؟. وماذا بعد ذلك عن محور "المقاومة.. والممانعة" الذي يضيف الى تلك الدول كلا من فنزويلا وكوبا وحتى كوريا الشمالية؟. أيا يكن، فلا مفر من اعتراف المتحاورين، علنا أو حتى في السر، بأن المرحلة التي جرى فيها الكلام على هذه الأحلاف كانت في أساس النفق المظلم الذي أدخل فيه لبنان، وما يزال يعاني من تأثيراته للآن، والذي استوجب اعادة في المدة الأخيرة احياء طاولة الحوار بهدف انقاذه مما يحيق به من أخطار يتفق الكل على أنها ستكون كارثية.

ثالثا، هل يتفق المتحاورون على أن السلاح، مهما كان نوعه وأيا كانت الصفة التي تعطى له، بات احدى أخطر معضلات لبنان في مرحلته الحالية، وفي ما يليها من مراحل تهدد ليس كيانه ووحدته الوطنية فقط انما نسيجه الاجتماعي أيضا؟، وعلى أن الدولة، أيا كانت عيوبها ومثالبها السياسية والفئوية والطائفية، تبقى الطريق الأمثل لانتشال البلد وشعبه من وحول الاستقطابات الأفقية والعمودية؟.

بل وأكثر، هل يدركون أن قرارهم(أو قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحده، لا ندري) ايداع نسخة من البيان الذي صدر عن اجتماعهم السابق لدى الأمم المتحدة والجامعة العربية، يعني أن التزامهم هذه المرة لا بد ان يكون مختلفا عن التزامات سابقة لم يفوا بها... كما كان الحال، على سبيل المثال، مع المحكمة الدولية في العام 2006 أو مع اتفاق الدوحة في العام 2008؟.

... وأسئلة أخرى، ربما تكون أقل أو أكثر أهمية مما سبق، الا أن ما لا شك فيه أن من شأن الاجابة أو عدم الاجابة! عليها من المتحاورين تقرير الكثير من معالم الطريق الى المستقبل. وبالرغم من تشاؤم البعض، أو ربما تفاؤلهم على غير عادة اللبنانيين منذ أعوام، يبقى أنه لا بد من انتظار جلسات الحوار المقبلة. وتحديدا جلسة الخامس والعشرين من هذا الشهر، لمعرفة الى أين تتوجه الأمور.

 

سليمان تابع التحضيرات لجلسة هيئة الحوار المقبلة والتقى 3 وزراء وسكاف وحدادة ووفدا من المؤسسات التربوية

 وطنية - 18/6/2012 - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع المسؤولين المعنيين عددا من الملفات الامنية والتربوية والشبابية والسياسية والتحضيرات للجلسة المقبلة لهيئة الحوار الوطني التي ستناقش الاستراتيجية الوطنية للدفاع.

شربل

فقد اطلع الرئيس سليمان من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على الوضع الامني في البلاد خصوصا في المناطق التي شهدت توترات، والخطوات التي تتخذها القوى المعنية من اجل ضبط الوضع. كذلك تناول معه موضوع قانون الانتخابات النيابية ومشروع قانون اللامركزية الادارية لبدء البحث فيهما في مجلس الوزراء فور الانتهاء من مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2012.

قانصو

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الدولة علي قانصو للأوضاع السياسية السائدة بعد جلسة هيئة الحوار الوطني و"إعلان بعبدا" الصادر عنها والمشاورات الجارية تحضيرا للجلسة المقبلة في 25 الحالي.

كرامي

وتناول رئيس الجمهورية مع وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي عددا من الاقتراحات التي اعدتها الوزارة من اجل تعزيز الوضع الشبابي والرياضي وكذلك رعاية الرياضيين ولا سيما منهم الذين حققوا انتصارات في الخارج.

سكاف

وبحث الرئيس سليمان مع الوزير السابق الياس سكاف في التطورات السياسية الراهنة إضافة الى شؤون انمائية تهم زحلة والبقاع.

المؤسسات التربوية

واستقبل رئيس الجمهورية الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار مع وفد ضم ممثلي اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة وتسلم منهم مذكرة تتناول الاوضاع التربوية وبنوع خاص بعض التشريعات التي تنعكس سلبا على الاقساط المدرسية وعلى امكان استمرار المدارس بالقيام بدورها.

ووزع الاتحاد بيانا عن الزيارة، جاء فيه:

"قام ممثلو اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتسليمه مذكرة حول المخاطر التي تتعرض له المدارس اليوم من جراء التشريعات التي تنعكس سلبا على الاقساط المدرسية وتهدد استمرارية هذه المدارس ودورها في خدمة الأجيال الطالعة. وقد عرض الوفد لفخامته المطالب وهي تتلخص بالأمور الاتية:

1. اشراك مسؤولي المؤسسات التربوية الخاصة للتوافق على مشاريع الزيادات وخصوصا تلك التي يتحدث البعض عنها كالجدول الجديد لسلم الرتب والرواتب واعطاء الدرجات الاستثنائية.

2. الغاء المفعول الرجعي للقوانين لانه بدعة وغير قانوني.

3. فصل التشريع بين القطاع التربوي الخاص والقطاع التربوي العام.

4. رفض اتخاذ التلامذة الذين يخضعون للامتحانات الرسمية رهائن لتحقيق أمور مطلبية وبعضها خاضع لمصالح شخصية.

5. تأمين العدالة في كل تشريع للمحافظة على حقوق الأهل من جهة وحقوق المعلمين واستمرارية المدارس.

6. دفع المستحقات السنوية للمدارس المجانية والمتأخرة منذ سنة 2008-2009 والالتزام بتسديد هذه المستحقات في مواعيدها اي في نيسان وتموز.

وأبدى الاتحاد تخوفه امام فخامة الرئيس، وحرصا منه على حقوق المعلمين وحقوق الأهل، وفي حال عدم تلبية هذه المطالب، من القيام بخطوات تصعيدية تصل إلى حد الامتناع عن مباشرة التدريس في العام المقبل في المواعيد المحددة سابقا.

ومن زوار بعبدا الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة.

 

حرب تقدم باقتراح قانون معجل مكرر حول الانتخابات: لا يحول الإعلان عن الرغبة في الاقتراع في الخارج الانتخاب في لبنان

وطنية - 18/6/2012 تقدم النائب بطرس حرب باقتراح قانون معجل مكرر، بتعديل مادة في القانون رقم 25/2008 وتعديلاته المتعلق بالانتخابات النيابية، أقرنه بمذكرة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري حول صفة الاستعجال المكرر لاقتراح القانون.

وجاء في الاقتراح: "1- يضاف إلى نص المادة /107/ الفقرة التالية:

لا يحول الإعلان عن الرغبة في الاقتراع في الخارج والتسجيل في قيود وزارة الخارجية والمغتربين دون حق اللبناني المقيم خارج لبنان في الانتخاب في لبنان إذا أبلغ القنصلية أو السفارة التي سجل أسمه فيها، قبل شهرين من بدء الانتخابات في لبنان، عن رغبته في ممارسة حقه في الانتخاب في لبنان بدل الخارج. وتعتمد الأصول المتبعة في تسجيل رغبة الاقتراع في الخارج في إعلان الرغبة في الانتخاب في لبنان.

تعمد وزارة الخارجية والمغتربين والداخلية والبلديات إلى إعادة قيد أسماء اللبنانيين المقيمين في الخارج والراغبين في ممارسة حقهم في لبنان إلى سجلات القيد في لبنان.

2- يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية".

أما المذكرة حول صفة الاستعجال المكرر لاقتراح القانون والأسباب الموجبة، فجاء فيها: "لما كان القانون رقم 25/2008 المتعلق بالانتخابات النيابية قد أقر حق اللبنانيين المقيمين في الخارج في المشاركة في الانتخابات النيابية حيث هم مقيمون في بلاد الانتشار، وهو حق دستوري وأساسي لهم كمواطنين لبنانيين.

ولما كان هذا القانون قد وضع آلية لانتخابهم في بلاد الانتشار، آلية تفرض عليهم تسجيل أسمائهم في مهل محدودة في السفارات والقنصليات اللبنانية في الدول التي يتواجدون فيها.

ولما كان القانون قد أسقط حقهم في الانتخاب في لبنان عند الإعلان عن رغبتهم في الانتخاب في الخارج وتسجيل أسمائهم في السفارات والقنصليات، ما يفقدهم حقهم في الانتخاب إذا كانوا موجودين في لبنان اثناء فترة الانتخابات النيابية.

ولما كانت مهلة التسجيل تنتهي في 31/12/2012 بالنسبة للإنتخابات النيابية المقبلة، ولم تبادر الحكومة حتى الآن إلى تأكيد جهوزيتهم لتنفيذ أحكام هذا القانون.

ولما كانت الحكومة لم تتخذ تدابير تسهل على اللبنانيين المقيمين في الخارج قيد أسمائهم لأنها لم تضع آلية تسمح لمندوبين مفوضين تسجيل أسماء اللبنانيين في الخارج، ما قد يمنع الكثيرين المقيمين في أماكن بعيدة عن مراكز السفارات والقنصليات اللبنانية من تسجيل أسمائهم، وما قد يمنعهم من ممارسة أبرز حقوقهم المدنية والسياسية، وما يضرب أحد الركائز الأساسية للأنظمة الديمقراطية البرلمانية، وما يهدد بتعطيل صحة التمثيل الشعبي، وما يستدعي حفظ حقوق اللبنانيين المقيمين في الخارج في المشاركة في الانتخاب بصرف النظر عن مكان وجودهم.

ولما كان مجلس النواب مجمعا على تسهيل مشاركة كل مواطن لبناني، أينما وجد في فترة الانتخاب، في الانتخابات النيابية.

ولما كان الكثير من اللبنانيين المقيمين في الخارج قد امتنعوا حتى الآن عن تسجيل أسمائهم في السفارات والقنصليات خوفا من أن يخسروا حقهم في الانتخابات النيابية في لبنان دون أن يضمنوا ممارستهم لحقهم في الخارج.

ولما كان من الواجب الإسراع في إقرار بعض التعديلات التي تحسن وتطور آلية إنتخاب اللبنانيين المقيمين في الخارج لتشجيع اللبنانيين على قيد أسمائهم في السفارات والقنصليات، بما فيها إيفاد مندوبين إلى أماكن تجمع هؤلاء البعيدة عن مراكز السفارات والقنصليات، بالإضافة إلى وجوب تطمين من يسجل أسمه في الخارج أن حقه في المشاركة في الانتخاب في لبنان لن يسقط في حال قرر المجيء إلى لبنان لممارسة حق الانتخاب.

ولما كان في الأمر عجلة ملحة تستدعي إقرار التعديلات المقترحة بسرعة فائقة وقبل فوات الأوان.

لذلك، جئت باقتراح القانون هذا بصيغة الاستعجال المكرر مقرونا بالمذكرة التي تنص عليها المادة /110/ من قانون النظام الداخلي لتبرير صفة الاستعجال من جهة، ولتوضيح الأسباب الموجبة من جهة أخرى، آملا إدراجه على جدول أعمال أول جلسة عامة مباشرة لدراسته وإقراره

 

السفارة الاميركية: ميلز عرض مع شربل الأوضاع وشجع الحكومة على مزيد من الجهود لمنع الاتجار بالبشر

 وطنية - 18/6/2012 وزعت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان البيان الآتي: "اجتمع اليوم القائم بالأعمال في السفارة الاميركية ريتشارد ميلز بوزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل في مكتبه في الحمرا، حيث ناقشا الوضعين السياسي والأمني في لبنان والوضع الراهن في سوريا، كما بحثا الدعم الاميركي لتدريب قوى الامن الداخلي وموضوع الاتجار بالبشر.

وألقى السيد ميلز الضوء على مسألة الاتجار بالبشر والجهود العالمية لمكافحته. كما رحب بتشريع الحكومة اللبنانية قانون مكافحة الاتجار بالبشر وشجعها على تنفيذه وعلى بذل المزيد من الجهود لمنع الاتجار بالبشر وحماية الضحايا ومحاكمة المخالفين. وأعرب السيد ميلز عن تفاني الولايات المتحدة لتعزيز قوى الامن الداخلي كشرطة حديثة ومحترفة، تحمي وتخدم جميع المواطنين في لبنان، كما أعرب عن تقدير بلاده للجهود التي تبذلها قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني للعمل معا للحفاظ على الهدوء في لبنان. وشدد السيد ميلز بأن الولايات المتحدة لا تزال قلقلة من ان تؤدي التطورات في سوريا الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان. وجدد التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل".

 

جنبلاط: الرئيس السوري يريد الحفاظ على النظام ولو على حساب وحدة سوريا واستقرارها

 وطنية - 18/6/2012 تنشر "الأنباء" في عددها الصادر غدا نص المقابلة التي أجرتها صحيفة "الشرق الأوسط" مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وقد أضاف اليها تعليقا مختصرا جاء فيه: "بالتوازي مع إعتماد سياسة النأي بالنفس، وفي إنتظار اللقاء الذي سيجمع الدول الكبرى، وفي إنتظار ما يحكى عن مناقشات بين هذه الدول الفاعلة على المستوى الدولي، وفي إنتظار الخروج من حال العجز السياسي التي سقطت فيها الأزمة السورية بفعل التقاعس الدولي، تبقى سوريا على المشرحة، ويبقى الشعب السوري رهينة هذه الزمرة الحاكمة التي تواصل يوميا تنفيذ مشروع إبادة جماعية في حق هذا الشعب المناضل الذي يرفض عودة عقارب الساعة إلى الوراء". اضاف: "ها هي مدينة حمص تتعرض لحملة عسكرية بهدف تدميرها نهائيا وتحقيق مشروع الفرز السكاني والمذهبي الذي يمهد لتقسيم سوريا وهو المشروع الأساسي الذي كان قال به الرئيس السوري الذي يريد حصرا الحفاظ على النظام حتى ولو على حساب وحدة سوريا وإستقرارها". وختم: "إن إستمرار المجتمع الدولي في العمل السلحفاتي والتقاعس عن تحمل مسؤوليته الانسانية والاخلاقية في حماية الشعب السوري سيؤدي إلى تفاقم الأمور وتوليد المزيد من العنف الذي أصر عليه النظام منذ إندلاع الثورة في درعا رغم سلميتها آنذاك".

 

سليمان تلقى اتصالا من عباس طلب فيه معالجة الوضع في "البارد"

 وطنية - 18/6/2012 تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مساء اليوم، اتصالا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تشاور معه خلاله بالتوتر الحاصل في مخيم نهر البارد، طالبا "العمل على معالجة هذا الوضع الناشىء"، مبديا استعداده "للمساعدة في مساعي التهدئة". وجدد تأكيد "احترام الفلسطينيين والتزامهم القوانين اللبنانية وحرصهم على الامن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية في كل لبنان".

 

المفتي قباني عاد من السعودية وغادر المطار عبر طوافة للجيش

 وطنية - 18/6/2012 عاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني مساء اليوم الى بيروت، آتيا من المملكة العربية السعودية، بعدما شارك في أعمال الدورة الحادية والأربعين للمجلس التأسيسي ل"رابطة العالم الاسلامي". وانتقل المفتي قباني من المطار على متن طوافة تابعة للجيش اللبناني، الى النادي العسكري في المنارة، بسبب تزامن وصوله مع اقفال طريق المطار، ومن هناك انطلق موكبه الى قاعة جامع محمد الامين حيث قدم التعازي الى السفير السعودي علي عواض العسيري بوفاة ولي العهد الراحل الامير نايف بن عبد العزيز. وشكر المفتي قيادة الجيش على اهتمامها بنقله عبر طوافة عسكرية.

 

المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية/الحوار بداية تقتضي متابعتها بما يخدم الدولة ندعم مرشح "القوات" وندعو للتعامل مع انتخابات الكورة كاستحقاق أساسي

وطنية - 18/6/2012 إجتمع المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية برئاسة الرئيس أمين الجميل، وتداول في المستجدات. وأصدر بيانا رأى فيه أن "ان الجلسة الاولى لهيئة الحوار الوطني شكلت بداية معقولة يقتضي متابعتها وفق جدول الاعمال المقرر وتثميرها بما يخدم مرجعية الدولة وسلطانها". اضاف البيان: "وفق ما جاء في اعلان بعبدا، يرى الحزب في تحييد لبنان عن سياسة المحاور الاقليمية والدولية والالتزام بقرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار 1701 وابلاغهما من الامم المتحدة والجامعة العربية، ترجمة لمواقف حزب الكتائب وللمطالعة التي أدلى بها الرئيس أمين الجميّل أمام هيئة الحوار ومدخلاً صالحاً لتحصين الساحة الداخلية وابعادها عن تداعيات الاحداث في المنطقة، من منطلق سياسة وقائية يقتضي أن تؤسس في الجلسات المقبلة لسياسة علاجية لكل الاوضاع الشاذة في البلاد. ويدعو المكتب السياسي الى الافادة من القيمة المضافة التي توفرها القمة المسيحية-الاسلامية التي تعقد بدعوة من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار للتأكيد على قدرة اللبنانيين على صناعة سلامهم المشترك".  وحذر الحزب بشدة "من تفاقم الاوضاع العسكرية في منطقة حمص ويدعو المنظمات الدولية والانسانية الى العمل السريع لانقاذ العائلات المحاصرة والمهددة بالموت السريع. كما يحذر المكتب السياسي من سياسة الارض المحروقة المعتمدة والتي تجلت بهجرة كثيفة للمسيحيين". وجدد "الموقف الذي سبق وأعلنه الرئيس أمين الجميل ويؤكد على وضع كل امكاناته ومرافقه في خدمة المعركة السياسية في انتخابات الكورة الفرعية دعما لمرشح "القوات اللبنانية" الدكتور فادي كرم. ويدعو الكتائبيين والمناصرين والاصدقاء الى التعامل مع هذه الانتخابات كاستحقاق أساسي وليس كموعد فرعي يمكن اهماله". وأعرب الحزب عن "بالغ حزنه لرحيل ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبد العزيز، صديق لبنان"، وقال: "بغيابه تفقد المملكة والعالم العربي ركنا أساسيا نذر نفسه لمواجهة الارهاب وخدمة بلاده. ويتقدم الحزب من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والاسرة المالكة والشعب السعودي بأصدق مشاعر العزاء. كما ويهنىء حزب الكتائب المملكة العربية السعودية بتعيين الامير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد ويتمنى له التوفيق في مهامه لمتابعة الانجازات التي حققها سلفه الراحل".

 

قمة إسلامية - مسيحية في مسجد محمد الامين بوسط بيروت وكلمات أكدت "التصميم على التصدي لمحاولة تحويل الدين مادة صراع"

وطنية - 18/6/2012 عقدت قبل ظهر اليوم، في قاعة مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، قمة روحية إسلامية - مسيحية بعنوان "كيف يصنع المسلمون والمسيحيون السلام"، تلبية لدعوة من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار وبمشاركة الكنيسة الأنغليكانية في الولايات المتحدة الأميركية، في حضور الرئيس أمين الجميل، النائب عمار حوري ممثلا الرئيس سعد الحريري، وزير الإعلام وليد الداعوق، وفد من الفاتيكان برئاسة الكاردينال جان لوي توران، وفد من علماء إيران برئاسة الشيخ محمد علي التسخيري، الى حشد من رجال الدين اللبنانيين المسلمين والمسيحيين.

لحام

وألقى مطران زحلة والفرزل وتوابعها عصام درويش كلمة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام أكد فيها ان "هجرة المسيحيين تعني ان المجتمع العربي سيصبح من لون واحد وهكذا يصبح الشرق الاوسط مجتمعا عربيا اسلاميا"، محذرا من انه "إذا أفرغ الشرق من المسيحيين تصبح الفرص مؤهلة لصراع مدمر اسلامي ومسيحي، وبئس المصير".

وشدد درويش على ان "لا شرق أوسط جديدا في عالم عربي منقسم"، مشيرا الى ان "من يراهن على تقسيم العالم العربي فإنه خاسر لا محالة". وقال: "يجب ان تجعلوا منطقتنا منزوعة السلاح والحروب والاحقاد والعدالة، ولتكون هذه المنطقة كما أرادها الله ارضا قدسها الله لنعيش معا في الديانات الكبرى الموحدة من مسيحيين ويهود ومسلمين".

وأكد ان "العيش المشترك هو مستقبل هذه البلاد، والمسيحيون عنصر هام لان لا عيش مشتركا من دون مسيحيين، الا ان هذا العيش المشترك مهدد بسبب الهجرة الناتجة عن الحروب"، معتبرا ان "دور المسيحيين في العالم العربي وفي ميلاد شرق أوسط جديد حقيقي، أن يعملوا على خلق مناخ من الثقة بين الغرب من جهة، والعالم العربي والإسلام من جهة أخرى".

وقال: "ان تاريخنا العربي، وبما اننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم العربي والإسلامي، يخولنا القيام بهذا الدور الهام في علاقات الشرق والغرب. ولهذا فإننا كمسيحيين مشرقيين عرب، نتوجه الى الغرب عموما، والى اوروبا والولايات المتحدة الأميركية: أعطونا ثقتكم ونحن نبادلكم الثقة، ثقوا بالعالم العربي وهو سيثق بكم، لا تعملوا على انقسام العالم العربي والدول العربية من خلال الأحلاف بل ساعدوا هذا العالم على تحقيق وحدته وتضامنه، لا تسعوا الى زرع الفتنة والتفرقة في العالم العربي وبين المسيحيين والمسلمين، فنحن كلنا عرب، مسيحيين ومسلمين. ونقول لكم بصراحة: إذا نجحتم في تقسيم العالم العربي وتقسيم المسلمين في ما بينهم، وشعبهم وفرقهم، وفي تقسيم المسيحيين والمسلمين، فإنكم ستبقون في خوف من العالم العربي ومن العالم الإسلامي".

أضاف: "لهذا، ندعوكم جميعا لكي تجعلوا منطقتنا هذه المشرقية العربية، منطقة منزوعة السلاح، والحروب والأحقاد والبغض والعداوة، لكي تكون كما ارادها الله لها، ارضا قدسها الله، لنعيش فيها معا في السلام والوئام".

وتوجه الى المسلمين بالقول: "لدينا نحن المسيحيين طاقات جبارة، ولنا أديارنا ومدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الخيرية والاجتماعية والثقافية والصحية، وكلها نسخرها في خدمتهم. ولكن إذا هاجرنا فكل هذه الطاقات ستتبدد وتزول، والخاسر هو الإنسان العربي، المسلم والمسيحي سواء بسواء".

أضاف: "نؤكد مجددا ان تواصلنا الإيجابي والحفاظ على قيمنا الإيمانية مسيحيين ومسلمين هو أساس مواطنتنا الحقيقية وعيشنا المشترك. والتحدي الأكبر لنا، مسيحيين ومسلمين، هو كيف نعيش إيماننا في عصر العولمة، وكيف نوصله وديعة ثمينة مقدسة الى أجيالنا الطالعة والى شبابنا مسيحيين ومسلمين، وهم سواء بسواء معرضون للأخطار عينها في عالم اليوم".

وتابع: "أما الحقوق المدنية والسياسية والمجتمعية والمراكز والإمتيازات وسواها، فهي قضايا لا علاقة لها بالدين والإيمان، ولكنها بالطبع جزء أساسي من حياة كل مواطن وتؤثر فيه سلبا وإيجابا، ويمكن أن تكون سبب ويلات ومصاعب جمة للأسرة، ولكنها تعالج مدنيا وليس من منطلق ديني أو طائفي. بالطبع يصعب الفصل فصلا حاسما بين متطلبات الحياة الدينية والمجتمعية، ولا بد من أن يعالج المسيحي هذه الأمور من منطلق إيمانه من جهة، ولكن ايضا من منطلق مواطنيته وحقوقه المدنية وحقوق الإنسان عموما ويطالب بها بكل الوسائل المشروعة والمتاحة".

وقال: "للوصول الى هذا المستوى في التعامل مع المجتمع ومع مختلف التوجهات والتيارات التي فيه، لا بد من وجود مسيحيين منفتحين حاضرين شاهدين في المجتمع، منخرطين في الحياةالمجتمعية والسياسية والإقتصادية، مشاركين مشاركة كاملة في حياة أوطانهم، من منطلق مواطنتهم أولا ثم منطلق إيمانهم وقيم الإنجيل المقدس. انه صراع المصالح، وليس صراعا دينيا ولا مسيحيا ولا إسلاميا ولا إيمانيا".

الشعار

بدوره، قال الشعار: "ان موضوع المؤتمر يتركز على السلم الأهلي، الذي يكتسب أهمية بالغة لا للحاجة العالمية والبشرية اليه فقط، وإنما لأن المتنادين والمتحاورين هم أكثر الناس خبرة في موضوع قمتنا الاسلامية - المسيحية، خصوصا ان موضوع السلام او السلم الاهلي هو الموضوع الأكثر إثارة في مجتمعنا وبكل ما تحمل هذه القضية من معنى ومضمون وبعد انساني وحضاري، والحديث عن السلام في هذا الملتقى أو في هذه القمة ليس حديثا ثقافيا عابرا ولا فكريا مجردا وإنما هو حديث تقني لأن علاقته بصناعة السلام".

ورأى ان "الدين الاسلامي لا يفرض السلام بقوة الحكم او الحكام وإنما قبل ذلك وبعده بإيجاد الايمان الديني عند الأفراد والأمم المجتمعات، وهذا الايمان هو الذي يدفع ويمنع ويأمر وهو الذي يسعد ويفرح ويسكن النفس ويطمئن القلب اذا فعل الخير وقام بأداء واجباته".

وقال: "صحيح ان هذه القمة هي الاولى في لبنان ولكنها مسبوقة في مثلها منذ سنتين حيث انعقدت في كاتدرائية Washington DC، وهي تعقد اليوم في لبنان لا لانه مهد الحضارات وملتقى الثقافات ولكن لأنه كما قال قداسة البابا الراحل وطن ورسالة".

أضاف: "انتم مدعوون اليوم لترجمة أفكاركم وعلومكم ونظرياتكم في حوار هادف من اجل ان نتحف وطننا والعالم بصناعة السلام، الذي لن يتحقق الا بقيمنا الدينية والانسانية، واذا ساد العدل الذي لن يسود الا اذا أخذت الشعوب حقوقها في الحياة وكرامتها وحريتها".

وختم: "ينبغي أن يتحرك ضمير العالم ليحيى الشعب الفلسطيني بأمان وليكون لهذا الشعب الحق في حياة كريمة وليحيى بقيمه وتاريخه كبقية شعوب العالم ثم ليأخذ العالم كله على يد اسرائيل المغتصبة للأراضي المقدسة".

الجميل

أما الجميل فشدد على ان "لبنان كان اول مختبر حي في العالم بين المسلمين والمسيحيين، فالدين في لبنان اصبح انسانا". وقال: "أردنا هذا اللقاء شراكة حياة ورهانا وطنيا وخيارا سياسيا ونموذجا حضاريا، اردناه تحدي المحبة بوجه الاحقاد، اردناه تحدي السلام بوجه الحروب، وتحدي الميثاق لعبثية الانقسام، وتحدي المساواة في ذهنية التسامح".

وأشار الى انه "رغم كل ما تعرضت له الصيغة المسيحية طوال عقود يبقى التعايش المسيحي - الاسلامي في لبنان امانة الاديان ووديعة الاباء والاجداد"، لافتا الى ان "صيغة التعايش هي الخيار الامثل المتاح شرط ان نفهم ابعادها وقدسيتها وشرط ان نحصنها بما يؤمن لكل مكون لبناني الحرية والامن والطمأنينة في فضاء التعددية الحضارية والمساواة الوطنية وفي اطار دولة واحدة سيدة ديمقراطية".

واعرب عن ثقته ب"جوهر الصيغة اللبنانية، صيغة الوحدة والتضامن والتكامل"، وقال: "أثق بأن الصيغة اللبنانية تدفع ثمن نجاحها لا فشلها فلو كانت الصيغة اللبنانية خيارا خاطئا لما اجتمعت كل قوى التطرف والعنصرية والالحاد والشمولية لضربها ومنعها من ان تكون القدوة للآخرين".

أضاف: "ان توفير ظروف نجاح الصيغة اللبنانية لا ينقذ لبنان فحسب، انما يقدم للعالم العربي ايضا مخرجا لتعثر كياناته وانظمته وثوراته، ويعطي للحوار المسيحي - الاسلامي في الشرق والعالم فرص التقدم لان هذا الحوار يحتاج الى تجربة عملية يستند اليها ليعطيها مثالا على امكانية الحياة المشتركة، فما قيمة تطور الحوار بين المسيحية والاسلام من دون نجاح الحياة بينهما، وهذا هو المتوفر في لبنان".

وتابع: "الحياة معا هي المشاركة اليومية والمصيرية في ترجمة القيم المشتركة على ارض الواقع وذلك من خلال عيش نمط متكامل يسمح بالانسجام مع التنوع. ان الايمان بالله من دون الايمان بالآخر هو تشكيك بالله وبالتالي نقض للمسيحية والاسلام، من هنا ان نجاح الحوار المسيحي - الاسلامي يظل رهن تحطيم كل بنية ايديولوجية جامدة ومتطرفة تمنع التيارات والاحزاب المختلفة في هذا الشرق من الاعتراف بالآخر".

ورأى الجميل انه "قد يظن البعض ان الحوار بين الديانتين المسيحية والاسلام هو للحد من الصراع بينهما، ربما، لكن الحقيقة هي ان الصراع الاساسي يفترض ان يكون المسيحيون والمسلمون معا بوجه عالم الالحاد من جهة وعالم التطرف من جهة اخرى"، داعيا الى "تحالف مسيحي - اسلامي لا الى حوار فقط، تحالف يواجه الاخطار التي تهدد وجود الروح فينا والقيم والاخلاق والى تحالف يمنع حرف الدين وتسخيف المثل وتحوير رسالة الانسان".

وقال: "لقد أثبت مسار الاحداث ان أهمية الحوار المسيحي - الاسلامي لا تكمن في معالجة نقاط الالتقاء والتباين بين الديانتين، بل يفترض بالحوار المسيحي - الاسلامي ان يعمل على تأسيس واقع ايماني مشترك من خلال حركات فكرية تسهل تلاقي المجتمعات التي يعيش فيها المسيحيون والمسلمون فكل حوار لا يترجم على ارض الواقع يتراجع على الصعيد الفكري، واليوم مع العولمة ومع نظم الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي والمواصلات لم يعد يوجد دولة اسلامية واخرى مسيحية، فكل انسان اصبح مواطنا في كل دولة من دول العالم بوسيلة او بأخرى". واوضح ان هذا "التواصل الانساني الجديد يلزم استطرادا عولمة الحقوق والمبادىء والقيم من اجل الدين والانسان والسلام".

أضاف الجميل: "دورنا نحن المجتمعين هنا ان نقول للعالم ان قدر الانسان ليس التعايش مع الحروب بل مع السلام، وان دور الشرق ليس تصدير الارهاب بل الرسالات السموية، وان رسالة الاديان ليست الالغاء المتبادل بل اللقاء الوجداني لاسعاد الانسان، دورنا ان نقول للعالم هذا هو الاسلام الحقيقي وهذه هي المسيحية الحقيقية".

واعتبر ان "تأكيد ذلك يبدأ بإبراز هوية الشرق ودور لبنان، فخلافا لما يشيع البعض لم يكن الشرق آحاديا لا في تاريخه القديم او الحديث، هنا ولدت التعددية الحضارية والثقافية قبل نشوء الاديان، وما التعددية الدينية والطائفية سوى وجه من وجوه التعددية الغنية في هذا الشرق، واذا كان سوء الانظمة تجسد بالآحادية فنجاح الثورات العربية يبدأ بالاعتراف بهذه التعددية واحترامها وحفظ ادوار مكوناتها عبر الدساتير الجديدة".

وتابع: "لذلك ان ما يقلقني في الاحداث الجارية ليس مصير الاقليات والاكثريات ولا مصير المسيحيين والمسلمين بل مصير الانسان العربي والانسان في كل مكان، فحين يحترم الانسان تنتصر الثورات وتنتشر الحرية والديمقراطية، وحين تنتشر الحرية والديمقراطية تصل للمسيحيين والمسلمين حقوقهم ويبلغ الحوار مناه".

وأعرب عن ارتياحه "لإقدام المرجعيات الاسلامية الرسمية على وضع وثائق تذكر المؤمنين برسالة الاسلام وجوهره ودوره، وتحذر من حرف الايمان لغايات لا علاقة للاسلام والمسلمين بها"، مبديا ارتياحه ل"ورش الحوار الاسلامي - الاسلامي التي انطلقت في ارجاء العالم العربي من المغرب وبلاد النيل والى الخليج والمشرق وبلاد فارس". وقال: "ان وعي المرجعيات الاسلامية يشجع مسيرة الحوار، من هنا كان ترحيبنا بوثيقة الازهر التي صدرت في كانون الثاني من هذه السنة، وبوثيقة تيار المستقبل التي اطلقها منذ اشهر قليلة ومن هنا بادرنا الى وضع شرعة اطار من اجل مستقبل الشعوب العربية والانظمة الجديدة، وهي تلتقي بجوهرها مع هاتين الوثيقتين."

ورأى الجميل ان "هذا الوعي الاسلامي المرجعي واكبته مواقف مسيحية من الفاتيكان وكنائس الشرق الاوسط تحدد دور المسيحية والمسيحيين في لبنان والشرق وعلاقتهما مع محيطهم، فكان السينودس من اجل لبنان الذي اطلقه البابا يوحنا بولس الثاني، وكان السينودس من اجل كنائس الشرق الاوسط الذي اطلقه البابا بندكتوس السادس عشر، وكان سينودس الاساقفة من اجل الشرق الاوسط، كما كانت اسهامات بارزة للكنائس الانجيلية في الشرق والغرب ووثائق ومواقف. كل ذلك يؤكد تصميم المرجعيات المسيحية والاسلامية على تخطي الصعوبات والتصدي لمحاولة تحويل الدين الى مادة صراع في ما هو روح الحركة الانسانية الاسمى".

ودعا الى "الخروج من معارك التاريخ الى رهانات المستقبل، فالمستقبل علم وثقافة وتواصل وتفاهم"، وقال: "فلنعد السيف الى غمده ولنرفع كتاب الله وهو واحد وكتاب الانسان وهو واحد ايضا، هكذا يصبح الحوار الثنائي حوارا مع الذات من اجل المسيحية والاسلام ومن اجل الانسان".

توران

من جهته، أعرب توران عن بالغ سروره للقاء اليوم في لبنان الذي عمل فيه كسفير للفاتيكان لعدة سنوات، مثنيا على "دور اللبنانيين في تخطي مرحلة الحرب الأليمة وعودة بيروت لتنعم بالسلام والهدوء"، مشيرا الى انه حين ينظر الى بيروت اليوم فإنه على "ثقة انه حين يعمل المسيحيون والمسلمون سويا فإن باستطاعتهم التحضير لمستقبل أفضل"، داعيا الى "العمل والعيش معا والطلب من الله أن يجعلنا جميعا نعمل من أجل السلام، لأن هناك مستقبلا واحدا يتشارك به الجميع".

تسخيري

ولفت التسخيري الى انه حين يكون في بيروت فإنه يشعر بأنه يعيش في "جنة الله على الأرض، جنة السلام والحب والتعايش الإنساني الفريد".

وقال: "ان الحوار ولد مع الإنسانية نفسها لأن الإنسان مفكر يريد أن ينقل أفكاره الى الآخرين عبر جسور نقل الفكر، وهو يسعى لمعرفة فكر الآخر واكتشاف المساحة المشتركة وتوسعتها ثم العمل على تطبيقها في الحياة، أما مساحة الإختلاف فيبقى لها دور آخر نعبر عنه في منطق التقريب بين المذاهب يعذر بعضنا بعضا".

ورأى ان "القرآن الكريم باعتباره كتاب الإنسانية وضع أروع نظرية للحوار من مقدمات الحوار وشروطه ومستوى المتحاورين"، لافتا الى ان "أول شرط للحوار وجود قيم مشتركة بين المتحاورين، فإذا لم تكن هناك قيم مشتركة متفق عليها فالحوار عقيم لا يصل الى نتيجة".

شاين

وتحدث مطران كاتدرائية واشنطن الوطنية جان شاين فأثنى على "الدور الذي قام به المفتي مالك الشعار في إنجاح لقاء اليوم"، مشيرا الى ان "القمة تشكل اللقاء الثاني من الإجتماعات بين القادة والأكاديميين المسلمين والمسيحيين من مشرق العالم ومغربه الذين يمثلون الغنى والتنوع بين هاتين الطائفتين".

ورفض "العنف والقتل غير المقبول للمتقاتلين والمدنيين في سوريا".

 

سليمان فرنجيه في احتفال وضع حجرالاساس للمدرسة المارونية في عشاش: المرحلة صعبة والايام المقبلة ستكون اصعب فتشبثوا بالعيش المشترك

وطنية - 18/6/2012 دعا رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه، الى "الانفتاح على الاخر والحفاظ على صيغة العيش المشترك وترسيخها في المناطق اللبنانية كلها لان المؤامرة لا تميز بين فريق او ذاك وعلينا كمسيحيين ان نؤمن بالله وبكنيستنا وبارضنا لنستطيع الصمود والبقاء".

 

كلام فرنجيه جاء خلال مشاركته في احتفال وضع الحجر الاساس لمبنى الروضه والمسرح في مدرسة "الرهبنة اللبنانية المارونية" في دير مار جرجس - عشاش، بحضور الرئيس العام للرهبانية الاباتي طنوس نعمه، ومجلس المدبرين، ورئيس الدير الاب كليم التوني، والمونسنيور بطرس جبور ممثلا راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، ورؤساء اديار الرهبانية المارونية اللبنانية في المناطق الشمالية.

وحضر الاحتفال ايضا رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا طوني سليمان ورؤساء بلديات عشاش- خريستو نفاع، ارده- جورج نعوم، علما- ايليا عبيد، واعضاء المجالس البلدية، ورئيس رابطة مخاتير زغرتا الزاوية ميلاد دحدح مع الهيئة الادارية للرابطة والمخاتير في المنطقة، و عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار المرده المحامي شادي سعد، نقيبة اطباء الاسنان في الشمال الدكتورة راحيل الدويهي.

استهل الاحتفال بقداس الهي ترأسه الاباتي نعمه وعاونه الاب التوني والمدبر الاب كلود ندرا، وقد القى الاب التوني كلمة رحب فيها بالحضور لمشاركة الدير هذه الفرحة، ثم تناول تطور المدرسة ونموها فقال: "كان في المدرسة 200 تلميذ واليوم اصبح العدد 900. لذا قررنا زيادة مبنى الحضانة التي تضم حاليا 300 تلميذ والمسرح". وشكر الاب العام الذي "لا يتأخر عن تلبية مطالبنا"، والوزير فرنجيه "على لفتته الكريمة نحونا"، ورئيس الاتحاد على المشاريع والاعمال التي ينفذها الاتحاد في المنطقة والتي تغير بوابة زغرتا من جهة طريق عام الضنية- سير.

نعمه

ثم القى الاباتي نعمه عظة تناول فيها العلاقة التاريخية بين الرهبانية والرئيس سليمان فرنجيه وقال: "لقد امنت الرهبانية برسالتها في كل شبر من تراب هذا الوطن الغالي، فانتشرت من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن حدود البقاع الى شاطىء البحر على مدى الوطن، محققة رسالتها جامعة بين النسك والرسالة، لانها كما ارادها المؤسسسون "تتأقلم مع حاجة الشعب" مع حاجة ابناء الكنيسة وهذا ما جعلها تتواجد في هذه المنطقة بكثافة".

اضاف: "منذ سنة 1847 انشأت الرهبانية هذا الدير وهذه المدرسة. حيث واصل الرهبان عيش القيم التي تناقلوها تقليدا حيا في التربية والتعليم والعمل اليدوي والزراعة والحرف وفي نقل التقليد الماروني العريق الذي يرقى الى مار مارون وتلاميذه".

وقال :"نحن اليوم هنا معكم يا معالي الوزير الصديق لنؤكد ايضا على ما نتقاسمه واياكم من قناعات ومفاهيم، قد برهنتم دوما من خلالها على عراقة انتمائكم الى بيت لبناني زغرتاوي اصيل سكنت فيه المارونية بكل قيمها فكان فيه للشهادة عناوين تحاكي سير الشهداء الموارنة، وللوطن عرينا لا يدانيه عدو وللمرده حزبا نترقب منه نقلة نوعية في ما تقومون به يا معالي الوزير من كودرة علمية مبنية على الموضوعية وعلى اذكاء روح النقد البناء والمعرفة التي تبدد العصبيات وتفتح الافق على تعددية متعاونة لاجل الخير العام ومبنية على اسس تتخطى المصلحة لترتقي الى القيمة العامة".

واردف: "اليوم ونحن نحتفل بوضع حجر الاساس لبناء القاعة الجديدة والحضانة في هذه المدرسة، نحن ايها الاحباء لا نضع اساسا الا الاساس الذي بنيت عليه الكنيسة اي يسوع المسيح. فكل ما نقوم به ينطلق منه ويعود اليه. فكلما انشأنا مدرسة وانميناها ننمي مساحة القيم، مساحة التلاقي ومساحة الحياة. والرهبانية امنت بالعمل التربوي وامنته منذ كان الرهبان يعلمون تحت السنديانة الى يوم بنوا المدارس والجامعات".

وختم: "ايها الاحباء نحن نؤمن بان الرب يسوع هو كلمة الاب التي بها قال لنا الله كل شىء واعطانا بواسطتها كل شىء ونؤمن بان مواهب الروح القدس تفتح في عقولنا فسحة لنقبل نعمة العلم والمعرفة التي تجمع بين ما نكتسبه بالتعلم وبين ما نعطاه بالايمان. فالشكر للرب على كل عطاياه وعلى نور المعرفة. جعل الله منا جميعا شهود معرفته فنحمل بشراه الى اقاصي الارض ".

بعد القداس انتقل الجميع الى الباحة الخارجية للدير حيث بارك الاباتي نعمه المكان ثم ازيحت الستارة عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ للحدث التربوي الهام، وقال الاباتي نعمه: "ان مسيرة الرهبنة التربوية مستمرة وستزداد رسوخا في الشمال ونحن سنعمل ما بامكاننا لمساعدة الاهالي على البقاء في اراضيهم". فيما اشار الاب التوني الى "ان تلامذة المدرسة هم من ابناء قرى وبلدات رشعين، كفردلاقوس، بيادر رشعين، حرف ارده، ارده، بيت عبيد، علما، حوارة، زغرتا، كفرحبو والجوار.

فرنجية

بعد ازاحة الستارة انتقل الجميع الى صالون الدير، ثم كانت مأدبة عشاء القى خلالها رئيس "تيار المرده" كلمة قال فيها: "هذه المنطقة التي نحن فيها اليوم دفعت ثمنا غاليا، وعندما دفعت هذا الثمن لم يكن احد يميز بين هذا او ذاك وبين هذه الفئة او تلك لان المنطقة كلها كانت مستهدفة بكل شعبها وابنائها من اجل هويتهم المذهبية والطائفية، لذلك نتمنى عليكم وانتم تعيشون هنا في منطقة مختلطة ان ترسخوا وتثبتوا قوة العيش المشترك والانصهار الوطني وتركزوا على هذا التعايش. وليست عملية اعادة اعمار هذا الدير بعد استشهاد الرهبان فيه الا دليلا جديدا على تأكيد وترسيخ العيش المشترك والانصهار الوطني وتعزيز الانفتاح على الاخر وهذا ما نعمل له". اضاف: "كثيرون من المسؤولين عندنا وعند غيرنا، هنا وهناك لهم مصلحة في عدم الوفاق لانهم بقدر ما يخيفون الناس بقدر ما يحققون الارباح السياسية، وهناك اناس ايضا مثل رئيس الدير الاب كليم الذي نشكره على هذه الدعوة، وكذلك قدس الاباتي الذي نشكره ايضا، يتحدثون عن مسيحيي الاطراف وعن ترسخهم في ارضهم وهذا ما نشكرهم عليه".

وقال فرنجية: "هناك مجموعات لها مصلحة بانتشار المسيحيين وهناك مجموعات ليس لها مصلحة بذلك. نحن يهمنا انتشار المسيحيين لاننا ابناء هذه الارض والمؤامرة لا تميز بين احد، لا في فريق 14 اذار ولا في فريق 8 اذار لانها تستهدف الجميع،المعارضة والموالاة، ولهذا علينا كلنا ان نحافظ على بعضنا وان نبقى مع بعضنا وان نحافظ على هذه المنطقة كما هي ومهما كانت المواقف. نحن مجبرون على الحفاظ على هذه المنطقة فهي اهلنا ونحن اهلها وبقدر ما تزدهر وتنمو بقدر ما نحافظ على بقاء الاهالي فيها وبقدر ما نستطيع الحفاظ على الاهالي في المنطقة بقدر ما نكون حققنا ما نصبو اليه ولهذا نحن مع الجميع وسنبقى الى جانب جميع اهالي هذه المنطقة مهما تقلبت الظروف. فالسياسة تأتي وتذهب اما التاريخ فواحد. كلنا لنا تاريخ واحد نتكلم عنه وعن ماثر اجدادنا وابطالنا ومن سبقنا، انهم رموزنا لم نكن نعرف من كان معهم او من كان ضدهم كلهم مروا بمرحلة تاريخية استطاعوا من خلالها بناء الوطن وبقي خلالها اهل الشمال في الشمال والمسيحيون في مناطقهم وبيوتهم، وعلينا اليوم التمثل بهم والحفاظ على البقاء في ارضنا وبيتنا لان المرحلة هي مرحلة بقاء وعلينا الترسخ في هذه المنطقة وعلينا الا نخاف ابدا". وخلص الى "التأكيد أن المرحلة صعبة وان الايام المقبلة ستكون اصعب ولكن بقدر ما نؤمن بالله وبارضنا وبمنطقتنا وبكنيستنا وبمسيحيتنا بقدر ما نستطيع الصمود والبقاء".

 

لحام افتتح سينودس أساقفة الروم الملكيين الكاثوليك: الحوار خطوة مهمة نحو التهدئة ونشجب أساليب العنف في سوريا

وطنية - 18/6/2012 - رعى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك في المقر الصيفي للبطريركية في بلدة عين تراز - قضاء عاليه وبحضور اساقفة ومطارنة من مختلف الدول العربية والعالمية، افتتاح سينودس أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، الذي بدأ اليوم، وينتهي في 23 الحالي.

لحام

بدأ السينودس بصلاة في قاعة كنيسة سيدة البشارة داخل البطريركية وبعدها تلا البطريرك لحام كلمة جاء فيها:

"نعمة الروح القدس تجمعنا من جديد! إن عقد سينودسنا يكتمل بحضوركم أيها الإخوة الأحباء السادة المطارنة أعضاء السينودس المقدس والرؤساء العامين لرهبانياتنا المباركة التي تقدم الخدمات الجلى لكنيستنا في البلاد العربية وبلاد الانتشار.

نجتمع للمرة الثالثة (حزيران 2011، وشباط 2012) في ظل ظروف صعبة تهز مشرقنا العربي في كل أرجائه، بدرجات متفاوتة. ونشعر أكثر من أي وقت مضى بارتباط بلداننا العربية فيما بينها وارتباطنا بها، بحيث يتم فيها ما قاله بولس الرسول: "إذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء" (1 كورنثوس 12: 26).

إننا بحاجة في هذه الظروف الصعبة، إلى أنوار الروح القدس لأجل نجاح عقد هذا السينودس المقدس الذي فيه نمارس عملا مهما أساسيا مفصليا في خدمة وإدارة كنيستنا البطريركية.

سيتركز سينودسنا على الأمور الاتية:

- رعاة جدد: علينا أولا أن ننتخب مطارنة ورعاة للكراسي الشاغرة في الأبرشيات. وثانيا علينا أن نتابع اختيار وتهيئة رعاة ومطارنة لحاجات أبرشياتنا في السنوات القادمة. وثالثا سنعالج المعايير التي يجب اتباعها لأجل تهيئة كهنة قديسين أكفاء لحمل رسالة السيد المسيح إلى الرعية وإلى العالم.

- أهمية التواصل: نفرح بهذا الاجتماع السنوي. ولكنه من الضروري أن يكون التواصل بيننا خارج السينودس أكثر كثافة وفعالية وتقنية، لأجل دعم بعضنا البعض وتشجيع بعضنا بعضا، والتعاون والتضامن وتبادل الخبرات الروحية والرعوية والإدارية. وربما كان من المفيد أن نضع بعض الخطوط العملية لتحقيق هذا الأمر، على مستوى أبرشيات المشرق العربي، وعلى مستوى أبرشيات الانتشار. وحتى الآن لم نعمل ما يجب عمله في هذا السبيل. وأنا شخصيا أطمح كبطريرك أن أتواصل بتواتر ليس فقط مع المطارنة إخوتي الأحباء، ولكن أيضا مع الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين، بخاصة العاملين في قطاعات الخدمات الشتى في أبرشياتنا. وأطمح بنوع محدد وعملي إلى أن أراسل بوسائل التواصل المعاصرة أكبر عدد مكن من أبنائنا وبناتنا، بأسمائهم وعناوينهم، وهذا الأمر ضروري لأجل دعم الانتماء إلى الكنيسة والالتزام بقيمها ومبادئها.

كما لا بد لنا من التواصل لأجل خير أبنائنا الروحي، لكي نثبتهم في الإيمان المقدس. ولا بد أيضا من التواصل لأجل اكتشاف الطرق الكفيلة لكي نتعاون لأجل دعم مشاريع كنيستنا الروحية والاجتماعية والصحية والثقافية والتربوية والحوارية، وذلك روحيا ومعنويا وأيضا ماليا.

- طاقات كنيستنا: إن طاقات جبارة تكمن ولا شك في رعايانا. وعلينا اكتشافها والإفادة منها. وفي ذلك خير للكنيسة جمعاء، للرعاة والرعية، للآباء والأبناء، وبخاصة للأجيال الطالعة، التي تحتاج إلى أمثلة أمامها لكي تبقى أمينة لإيمان كنيستها وتراث طائفتها، ومن خلال الأمانة يزيد الانتماء. كما أن الانتماء دعامة للأمانة وللايمان ولمسيرة أبنائنا الروحية والإيمانية.

لقد عرضت أفكارا كثيرة في السنوات الأخيرة حول هذا الأمر، ولكن النتائج بقيت ضئيلة جدا. وأنا لا أزال أطمح أن أحقق حلمي الكنسي الكبير بإنشاء "التضامن الملكي"، الذي يمكن أن يكون سبب نهضة كبيرة شاملة في كنيستنا.

-الدعوات الكهنوتية: هذا كله يكتب له النجاح، إذا توفرت لدينا الدعوات للتكرس في الحياة الكهنوتية والرهبانية الرجالية والنسائية. فعدد الكهنة والرهبان والراهبات يقل رويدا رويدا أيضا في كنيستنا. فقبل أعوام معدودة كان عدد طلاب الكهنوت في إكليريكيتنا البطريركية القديسة حنة التي تخدم جميع أبرشياتنا يصل إلى الخمسين، واليوم انحدر إلى 23 طالبا.

- زيارة قداسة البابا إلى لبنان: أحب أن أشير إلى ضرورة أن نستعد ككنيسة روم كاثوليك لاستقبال قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في لبنان في أيلول المقبل. وسيكون أول لقاء كنسي مع قداسته في كنيسة القديس بولس في حريصا، حيث سيكرم قداسته كنيستنا وبطريركيتنا بأن يوقع الإرشاد الرسولي فيها في يوم عيد رفع الصليب المقدس في الرابع عشر من ايلول بعد الظهر. ربما وضعنا بعض الأفكار الخاصة بكنيستنا وتراثها وتاريخها ودورها ورسالتها على كل الأصعدة راعويا ومسكونيا ووطنيا وعربيا. وآمل أن يتاح لنا أن نضع خطوط وثيقة خاصة نرفعها إلى قداسته بهذه المناسبة.

وتعلمون أن الإرشاد الرسولي هو خلاصة السينودس لأجل الشرق الأوسط. وهنا أحب أن أشير إلى أمر هام ومفصلي في هذا السينودس الذي شاركنا فيه كلنا ألا وهي القضية الفلسطينية. وأنا في صدد طباعة كتاب خاص بدور كنيستنا في هذا السينودس، ويحوي كل الخطابات التي ألقاها آباء كنيستنا في السينودس.

- أهمية القضية الفلسطينية: إن أهم القضايا التي كانت موضوع دراسة مميزة في السينودس هي القضية الفلسطينية وأهمية وأولوية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعربي، وذلك من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية (يوجد في ملفات السينودس وثيقة بالفرنسية وضعتها بهذا الشأن وأرسلتها إلى المجالس الأسقفية وإلى مراجع كثيرة).

ونحن نعلم تاريخ كنيستنا النضالي في سبيل هذه القضية. وكلنا والفلسطينيون والعالم كله يعرفون أسماء المطارنة: غريغوريوس حجار، وجبرائيل أبو سعدى، وإيلاريون كبوجي. ونحن خدمنا القضية الفلسطينية في خط أسلافنا في الأرض المقدسة على مدى ست وعشرين سنة كنائب بطريركي في القدس. وساهمنا محليا وإقليميا وعالميا في سبيل الحل العادل لهذه القضية. ولا نزال كبطريرك نتابع النهج نفسه. وقد عرضنا الموضوع مع إخوتنا الأساقفة بطريقة واضحة صريحة وجريئة في السينودس لأجل الشرق الأوسط. وإننا نعتبر القضية الفلسطينية أمانة في عنقنا، وجزءا جوهريا من تاريخ كنيستنا ورسالتها ودورها الانفتاحي الواسع في العالم العربي. وإن تأسيس مركز "لقاء" قرب مقرنا في لبنان في الربوة، هو أيضا خدمة لهذه القضية. وكانت أول نشاطاته ندوة حول هذه القضية المحور في تاريخ المنطقة ومصيرها، ومصير الحضور المسيحي والشهادة المسيحية والدور المسيحي والرسالة المسيحية فيها.

- بشرى الإنجيل المتجددة: من جهة أخرى، لا بد لنا أن ندرس في سينودسنا الخطوط الأساسية للسينودس القادم الذي سيعقد في روما في تشرين الأول المقبل (2012)، والذي سأشارك فيه شخصيا. وعلينا أن ننتخب مطرانا من سينودسنا ليشارك فيه معي. وآمل أننا سنقدم في السينودس وخارجه أفكارا حول الموضوع الأساسي: وهو حمل بشرى الإنجيل المقدس إلى مجتمعنا اليوم، مجتمعنا العربي ذي الأغلبية المسلمة. وكيف نقوي ونثبت الإيمان المقدس في رعايانا، وبخاصة في العائلات وعند الشباب، وهم مستقبل الكنيسة والمجتمع.

- أوضاع الأبرشيات: كما أننا سنطلع باهتمام خاص على أوضاع أبرشياتنا في البلاد العربية والمهاجر أو الانتشار. وبخاصة سنطلع على أوضاع أبرشياتنا في ظل الأوضاع الراهنة، والأخطار المحيطة بالوجود المسيحي والشركة المسيحية والشهادة الإنجيلية في المجتمع المليء بالتحديات.

- أوضاع بلادنا العربية: إنه السينودس الثالث الذي نعقده وبلادنا تعصف فيها رياح عاتية وتسيل الدماء غزيرة في المغرب العربي، وفي مصر، وفي البحرين، وفي فلسطين، وفي العراق، وفي سوريا، وحتى في لبنان. والمشكلة الكبرى حاليا هي وضع سوريا، وهو وضع مرتبط بالعالم العربي ومرهون به. أكتفي هنا بمراجعة بعض الأفكار التي وضعتها في رسالة الفصح حيث تكلمت عن إيماننا على الرغم من واقع حياتنا المؤلم وبالرغم من ضعفنا أمام الألم والمرض والشك وتسلط الشر وجلبة السلاح ومشاهد الحرب والعنف والقتل والتدمير والتفجير والأعمال الإجرامية وكل قوى الشر المحيطة بنا من كل حدب وصوب. وأود أن أستذكر معكم كلمة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر أثناء زيارته لإفريقيا في 2011: "الكنيسة لا تقدم حلولا تقنية، ولا تفرض أي حل سياسي، بل تردد: لا تخافوا! فإن البشرية ليست وحدها أمام تحديات العالم. فإن الله حاضر! هذا هو نداء الرجاء! إنه رجاء مولد للقوة. ويشحذ الفكر ويعطي للارادة كل قوتها. كان رئيس أساقفة تولوز (فرنسا) الكاردينال سالياج يقول: أن ترجو لا يعني أنك تستسلم، بل هذا يعني أنك تضاعف نشاطك، وهكذا فإن الكنيسة تواكب الدولة في رسالتها، إذ تشير بدون ملل دائما إلى الجوهري: الله والإنسان. الكنيسة تريد بطريقة واضحة وبدون خوف أن تقوم برسالتها العظيمة بأن تكون كنيسة مربية وشافية ومصلية (راجع لو 8:1 1). وتدل دائما أين هو الله! (راجع متى 6: 21). وأين هو الإنسان الحقيقي! (راجع متى 20: 26، ويو 19: 5). إن فقدان الأمل هو أنانية. وأما الرجاء فشراكة! أليس هذا طريقا رائعا يقدم لنا؟ إنني أدعو جميع المسؤولين السياسيين والاقتصاديين، والعالم الأكاديمي الجامعي، وعالم الثقافة، وأقول لهم: "كونوا زارعي الأمل والرجاء!" (خطاب قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في كوتونو، إفريقيا، في 19 تشرين الثاني 2011).

- دعوة المسيحيين اليوم، وأقول في رسالتي لعيد القيامة 2012: المحبة خلاص العالم! وفقدان المحبة هلاك العالم!، التخوفات والهواجس والثورات تغزو عالمنا العربي، ويشعر بها المسيحيون ربما أكثر من غيرهم، مع العلم أننا كلنا، كما ذكرنا أعلاه، معرضون للوهن والهشاشة وسرعة العطب.

أمام كل هذا، علينا نحن المسيحيين أن نجد مكاننا، ونكتشف دعوتنا، وما هو تدبير الله الخلاصي علينا. وعلينا بنوع خاص أن نكون متضامنين مع هذا العالم العربي الذي هو عالمنا، وفيه جذورنا. وقد صنعنا الكثير الكثير من تاريخه وأدبه وحضارته. لا بل نحن بناة العروبة فيه وصانعوها ومفكروها ومنظروها وروادها وناشروها.

هذا هو الوقت الذي فيه على المسيحيين أن يكتشفوا قوة المحبة -التي أفيضت في قلوبهم بالروح القدس الساكن فيهم- (رومانيون 5: 5)، وقوة الإنجيل، وصحة تعاليم السيد المسيح! أجل عليهم أن يكتشفوا أنهم أبناء القيامة. وأن قيامتهم هي التزامهم قضايا بلادهم وأوطانهم وشعوبهم ومواطنيهم جميعا. فهم الذين يسهمون في قيامة المجتمع. مع كونهم القطيع الصغير الذي أوكل إليه السيد المسيح هذه الرسالة العظيمة الخالدة الثابتة غير المتزعزعة، ألا وهي دعوته لنا أن نكون نورا وملحا وخميرة في مجتمعنا.

إننا نشارك ونشترك مع أوطاننا في ضعفها وفي وهنها وهشاشتها وسرعة عطبها، لكي نكتشف معا ونحقق معا قوة القيامة، وآمال القيامة. وقد عبر بولس الرسول عن ذلك بما رواه عن خبرته مع يسوع: "تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل!" (2 كور 21: 9). وأنه "إذا كان إنساننا الظاهر يتهدم، فإنساننا الباطن يتجدد يوما فيوما" (2 كور 4:16). القطيع صغير وفعله كبير! إنه القطيع الصغير لأجل القطيع الكبير. وحماية الله للقطيع الصغير، هي لأجل خير القطيع الكبير، "لكي تكون لهم الحياة وتكون لهم أفضل" (يو 10: 10).

- موقف كنيسة سورية: بالنسبة للوضع السوري، أريد أن أذكر بالتصريح الذي أصدره رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا في اجتماعهم في 25 نيسان 2012 وهو يشرح موقف كنيسة سوريا: "إننا متضامنون مع شعبنا السوري الصامد في إصراره على الحياة الكريمة ووحدة الوطن وتلاحمه بكافة مكوناته الاجتماعية والدينية والوطنية، ومع مسيرة الإصلاح الشامل والفعال الذي ينبغي أن يتحقق على أرض الواقع في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والخدمية، بتضافر جهود جميع السوريين، دولة وحكومة وأحزابا ومعارضة بناءة وأخصائيين، ضمن الوحدة الوطنية والمشاركة الفعالة في الحوار الوطني، الذي من دونه لا يقوم إصلاح ويبقى مجرد رغبة، مع أنه السبيل الأمثل للخروج من دوامة العنف والهيمنة. هذا الحوار دعت إليه الدولة، ونهيب بكافة الأطراف الوطنية في الداخل وفي الخارج إلى المشاركة فيه لبناء سورية الجديدة الديمقراطية التعددية، إن العنف قد تجاوز الحدود ولا يسعنا إلا أن نناشد، بقوة وإصرار، الضمائر الحية لتعود إلى رشدها، فتقلع عن كل ما يدمر الإنسان والوطن. لذا نشجب كل أساليب العنف من حيث ما أتت، وندعو إلى عدم زج المواطنين الآمنين في الصراع السياسي، وعدم تخويف الناس وترهيبهم بالخطف والقتل والابتزاز والتخريب والاستيلاء على ممتلكاتهم، وفرض الذات بالقوة والبطش... إننا نتضامن مع آلام ومعاناة جميع المواطنين المتضررين من جراء الأحداث الأليمة ودوامة العنف في مناطق مختلفة من البلاد منذ 13 شهرا، من مدنيين وعسكريين. ومن الطبيعي أن تتوجه أبصارنا بصورة خاصة إلى أسر أبنائنا المسيحيين الذين اضطروا إلى النزوح من منازلهم ومناطقهم، بل استخدموا أحيانا دروعا بشرية للاحتماء وكساحة معركة غير متكافئة. ففيما نقف إلى جانبهم في محنتهم نؤكد أننا سنبذل قصارى جهدنا في مد يد العون إليهم، بخاصة من خلال اللجنة الخيرية المشتركة العاملة في بطريركيتنا في دمشق، متابعين احتياجاتهم المادية والرعوية والاجتماعية والصحية".

وجاء في البيان الذي صدر عن أصحاب الغبطة بطاركة سورية في أيار 2012: "نصلي إلى الله تعالى ليضمد جراح سورية والسوريين، فيعود أبناء الوطن الواحد إلى بعضهم البعض، بالمحبة والمصارحة والمصالحة والمسامحة والتآزر والحكمة، مفضلين دائما مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى، بعيدين كل البعد عن العنف بكافة أشكاله، واضعين نصب أعينهم كل ما هو لخير وطننا العزيز وبنائه مجددا على أسس حضارية وإنسانية، قوامها العدل والمواطنة الصالحة والعيش المشترك والسلمية في حرية التعبير، وكل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن".

- أوضاع لبنان: بالنسبة للأوضاع في لبنان، فإني أكرر ما قلته إثر عودتي من الزيارة الرعوية إلى أوروبا في أيار. إننا نثمن دعوة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني وهو بالفعل قد بدأ. نرى في هذه المبادرة خطوة هامة نحو التهدئة وإبدال الخطاب السياسي المتشنج بخطاب عقلاني مسؤول. نشجع القادة والزعماء على التلاقي، لأن حل الأمور بالتفاهم يجب أن يبقى الهم الأساسي لكل المسؤولين، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة والاستثنائية التي تمر فيها المنطقة، ولبنان جزء منها.

ونستنكر بشدة الأحداث المتنقلة والأليمة التي عرفتها بعض المناطق اللبنانية في الآونة الأخيرة، والتي بأسف تزيد من معاناة الناس المعيشية والحياتية. وندعو الفرقاء إلى التهدئة والابتعاد عن الاحتكام إلى لغة السلاح وسلوكيات الحرب، مؤكدين دعمنا للجيش اللبناني وتضحياته، وما يقوم به من احتضان للسلم الأهلي وحماية الكيان اللبناني بمؤسساته الدستورية وتركيبته المجتمعية والتوافقية. ونعتبر أن مؤسسة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية هي الركائز الأساس التي يبنى عليها استقرار الوطن وأمن المواطنين.

وندعو إلى العمل الدائم من أجل السلام، مؤكدين على أن يقوم لبنان بدور إيجابي، خاصة لأجل وحدة الصف العربي والخيار العربي والعمل العربي، وهذا دوره نظرا لطبيعته السياسية وتكوينه الديني والثقافي والاجتماعي، وهذا ما يحقق قول قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إن لبنان رسالة. وهنا نرى أنه بمقدور لبنان أن يقوم بهذه المهمة المحلية والعربية والدولية، لتجنيب المنطقة المزيد من الانقسامات والخلافات، لأن ما يصيب المنطقة يصيبه وما يصيب لبنان يصيب المنطقة. ونعتبر أن النزاعات الداخلية هي مقتلة الأوطان، رافعين شعار: "تعالوا نقول لا للحرب. لا للتقاتل... لا للفتنة....ونعم للوحدة والحوار والسلام".

ونعتبر أن أجواء الحوار هي خير تهيئة للزيارة التي سيقوم بها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان. ومن هنا أهمية أن تستعد كنيسة لبنان، لا بل كنيسة المشرق العربي، لأجل إنجاح هذه الزيارة البابوية التاريخية، نظرا لأهميتها البالغة في جو التغيرات والاضطرابات التي يشهدها العالم العربي، بحيث تكون الزيارة بذاتها رسالة إلى الدول العربية، بعد انعقاد السينودس الخاص بكنائس الشرق الأوسط، ومتابعة للأفكار التي اقترحها رعاة الكنائس في خلال السينودس.

- نداء إلى زعماء العالم من أجل السلام: وأرفع نداء إلى قادة العالم، لأقول لهم إن السلام في منطقة الشرق الأوسط هو مسؤوليتكم جميعا وهو مفتاح السلام لكم أيضا. فتعالوا إلى أرض السلام لصناعة السلام.

الختام

إننا ندعو إلى الصوم والصلاة بمناسبة صوم الرسل (وأيضا في السينودس). لأجل أن يرحمنا الله وينم علينا بأكبر هدية: السلام لعالمنا العربي. ولنحب بعضنا بعضا لكي ننجح مجمعنا المقدس ولنحب بعضنا بعضا لكي نخدم بمزيد من الإخلاص والغيرة رعايانا وننعش الأمل والرجاء والتفاؤل في قلوبهم ونثبت الإيمان المقدس في نفوسهم لكي يعيشوا قيم الإنجيل في مجتمعاتهم ويكون مؤمنو رعايانا نورا وملحا وخميرا في مجتمعهم.

ونختم برفع الصلاة لأجل شعوبنا العربية التي تعيش ظروف صعبة عسى أن يوصلها الرب الإله ويوصلنا إلى بر الأمان والسلام".

بعد ذلك بدأت اعمال السينودس التي تستمر حتى 23 من حزيران الحالي.

 

 

©