المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 26 حزيران/2012

إنجيل القدّيس متّى 10/16-22 0

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام. إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم. وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.

 

عناوين النشرة

*اعتداء جديد على العقار 42 في لاسـا ومحامي المطرانية ينتقــد تجاوز اشارة المدعي العام/الأب عون: رئيس البلدية يتعدى على أراضي الكنيسة

*جعجع: اجتماعات "اللقاء المسيحي" تُستأنف بعد اسبوعينوالمذكرة مستوحاة مــن بيانات المطارنة والسينودوس

*هيئة الحوار اكدت الالتزام باعلان بعبدا وتلتئم في 24 تموز ورئيس الجمهورية جاهز لطرح تصور لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة 

*"المركزية" تنشر نص مداخلته في جلسة الحوار/الجميل: القرار 1701 أبطل دور المقاومة والاستراتيجية الدفاعية مخالفة للشرعيتين اللبنانية والدولية

*حزب الله أوقف ٤١ "مقدادياً" بتهمة التعامل مع سفارة أميركا!

*حزب الله شيّع قتيلين من الهرمل والعين سقطا في مواجهات داخل سوريا

*نظرية المؤامرة" في حروب "الضاحية": آل المقداد" شريك لـ"الناتو" و"الحزب" فقد السيطرة!"

*مصر.. الآن اربطوا الأحزمة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*بند واحد على الطاولة: السلاح.

*حزب الله: لا نحاور حول سلاح المقاومة

*نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان: سلاح "حزب الله" أساس انهيار الدولة

*قاطيشه: علة لبنان هو السلاح الذي يمنع العبور الى الدولة ونشر الفوضى ودمر الوطن ولا جدوى من الحوار لأن حزب الله يريد استدراج الفرقاء الى اماكن اخرى

*لن نشارك في الحوار...مصدر مسؤول في "القوات اللبنانية" لـ"الشرق الأوسط": أي نقاش لا يتعلق بسلاح "حزب الله" من اختصاص المؤسسات الدستورية

*دو فريج: لا معنى لحوار عن سلاح مـن دون وجـــــود نصر الله

*اوغاسبيان: المقاومة غير مستعدة لبحث سلاحها في الحوار

*مجدلاني: تمسك "حزب الله" بسلاحه يدفع الآخرين إلــــــى اقتنائه

*حوري: نراهن على قناعة بمصلحة وطنية بذهاب الحكومة و"رفـض "حزب الله" منــاقشة السلاح موجّه ضدّ سليمان"

*فنيش في تكريم الجرحى في صور: استهداف المقاومة والتشكيك بدور الجيش واشعال الفتن لا يواجه الا بالحوار

*عائلتا عبد الواحد ومرعب زارتا الحريري

*شبيحة المسيح" في سوريا ميليشيا موالية تقمع المعارضين المسيحيين وموقف هزيم يرفع الغطاء عن تصريحات أسقف ويضع الأمور في نصابها/بيار عطاالله/النهار

*حزب الله": لو لم نكن عقلاء لوقعت الفتنة منذ زمن بعيد

*الذكرى السابعة لحاوي في بتغرين قداس ودعوة إلى إسقاط الحكومة

*7 جرحى في اعتداء مسلحي كمال الخير على أهالي المنية

*حتى يكون الحوار حواراً/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير زار الباروك وزرع فيها أرزة

*السلاح أكثر هشاشة بعد انهيار النظام والغرب مطمئن إلى مستقبل لبنان/روزانا بومنصف /النهار

*14 آذار تستعيد سياسة تسجيل النقاط/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*عون: زحلة أول من سيواجه الخطر السلفي/صبحي منذر ياغي/جريدة الجمهورية

*فرق اغتيال سورية - إيرانية تخطط لاستهداف مسؤولين خليجيين

*مرسي في أول خطاب للأمة: ليس لي حقوق وإنما علي واجبات

*الحزب" القومي" والارهاب/انطوان الياس/يقال نت

*الانقلاب "الإخواني" والإسلام الأميركاني/د. عبدالعظيم محمود حنفي /السياسة

*حصل على 51.73% من الأصوات مقابل 48.27% لأحمد شفيق 

*محمد مرسي رئيساً لمصر بلا صلاحيات

*ثلاثة طيارين سوريين لجأوا إلى الأردن

*نتانياهو يزود بوتين اليوم معلومات استخباراتية عن برنامج طهران النووي 

*إيران تغّير أسماء ناقلات نفطها مع اقتراب الحظر الأوروبي

*إيلي كوهين اللبناني/محمد بدير/الأخبار

*نتنياهو: اسرائيل تحترم فوز مرسي برئاسة مصر وتسعى للتعاون معه

*ثنائية العسكر والإخوان.. تحت قيادة الإخوان/وسام سعادة/المستقبل

*دور تركيا ومكانتها.. أمام امتحان حاسم/اياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*يوم تاريخي خطير/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*المخاوف تسيطر على مسيحيي مصر بعد فوز وأعربوا عن خشيتهم من مضايقات المتشددين

*قيادي سلفي يدعو الرئيس مرسي لطمأنة مسيحيي مصر

*الشحات لـ «الشرق الأوسط»: للجميع دور في الدولة الجديدة حتى من صوتوا لشفيق

*بعبدا وبكركي... بتواضع/نبيل بومنصف/النهار

*الفتنة تُخرج الأسير من القمقم/علي الأمين /البلد

*الراعي دشن كنيسة رعية مار بطرس وبولس - جبيل: الكنيسة مبنية على الصخر ولا يمكن أن تنال منها رياح الشر

*تقرير عمل الاتحاد الاوروبي عن حقوق الانسان في لبنان: دعم الاصلاح الانتخابي ودعوة لتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين

*البطريرك الماروني رعى لقاء الكهنة السنوي الأول في بكركي: نشهد انحرافا عن مفهوم العمل السياسي وباتت السلطة تسلطا وظلما وإهمالا

*المكتب السياسي الكتائبي: البديل من الحوار هو الفوضى لتأمين الغطاء السياسي الكامل للمؤسسة العسكرية لحفظ الامن والاستقرار

*الشعار رعى اتفاقا مع اهالي الموقوفين الاسلاميين لازالة الخيم من ساحة عبد الحميد كرامي والمباشرة برفعها

 

تفاصيل النشرة

 

اعتداء جديد على العقار 42 في لاسـا ومحامي المطرانية ينتقــد تجاوز اشارة المدعي العام/الأب عون: رئيس البلدية يتعدى على أراضي الكنيسة

المركزية- شهدت بلدة لاسا فصلاً جديداً مسرحه اليوم العقار رقم 42، على رغم اشارة المدعي العام في جبل لبنان داني شرابيه والإيعاز بعدم المس بالعقار حتى صدور القرار القضائي للبت في النزاع القائم.

وفي التفاصيل وفق ما رواها محامي مطرانية جونيه المارونية انده باسيل لـ"المركزية" ان جمهوراً من الاهالي تحلق حول العقار تقدمتهم آليات عملت على فلش الزفت على الأرض، فتدخلت القوى الأمنية بمؤازرة الجيش لإبعاد الأهالي ومنع التعدي الا انها لم تتمكن من ذلك الا بعد مرور وقت طويل".

وإذ أسف المحامي باسيل "لعدم سير الأمور بطريقة طبيعية في لاسا خصوصاً بعدما أعطى المدعي العام إشارته بوقف كل الأعمال في العقار المتنازع عليه بين المطرانية والوقف الشيعي"، أعلن أن "المطرانية كانت قدمت شهادة القيد وسند الملكية وكل الأوراق الثبوتية اللازمة في انتظام البت النهائي في القضاء."

عون: بدوره، أشار وكيل مطرانية جونية للوقف الماروني في لاسا الأب شمعون عون في حديث متلفز، الى أن "رئيس بلدية لاسا عصام المقداد أعطى تعليماته بتحريك الآليات للعمل على العقار المعتدى عليه، والذي كان المحافظ أعطى توجيهاته بعدم المس به"، معتبرا أن "رئيس البلدية المسؤول عن القانون هو من يتعدى على أراضي الكنيسة" ودعا المعنيين الى "اتخاذ الاجراءات اللازمة لوضع حدّ لتعديات المقداد". وقال "اعتدوا على العقار منذ 20 يوماً، فتقدمنا بشكوى جزائية وأعطى المدعي العام إشارته وبلّغها للقوى الأمنية التي بدورها بلغت رئيس البلدية، لكننا فوجئنا صباحا بتعليمات هذا الأخير التي تتحدى المدعي العام والكنيسة". عطالله: من جهته، أكد نائب وكيل مطرانية جونية في لاسا الأب جورج عطالله في حديث متلفز أن "العقار 42 ملك للمطرانية المارونية، لذلك أعطى المدعي العام إشارته بوقف الأعمال فيه لكن البلدية لم تمتثل للقرار"، موضحا أن "الأهالي تبلغوا هذا القرار منذ 10 أيام لكنهم يدعون عكس ذلك".

تجدر الاشارة الى أن أهالي لاسا هددوا بقطع الطريق الرئيسية في جبيل، مما قد يؤدي الى اصطدام مع أهالي القرى والبلدات المجاورة.

 

جعجع: اجتماعات "اللقاء المسيحي" تُستأنف بعد اسبوعينوالمذكرة مستوحاة مــن بيانات المطارنة والسينودوس

المركزية- اوضحت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ستريدا جعجع ان "اللقاءات الجانبية التي سيعقدها مسيحييو قوى الرابع عشر من آذار مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إستكمالاً للقائهما الجمعة الماضي، ستُستأنف بعد اسبوعين نظراً لانشغالات المشاركين في اللقاء، خلال هذه الفترة ذلك ان بعضهم مموجود راهناً خارج البلاد".

واعلنت ان "المذكرة التي سنعدّها ستكون مستوحاة من بيانات مجلس المطارنة الموارنة التي صدرت منذ 22 عاماً، وتتضمن مقتطفات هامة من "السينودوس من آجل لبنان"، إضافة الى المجمع الكنسي الماروني". في مجال آخر، اكدت جعجع لـ "المركزية" اننا "بدأنا الاستعداد للإنتخابات الفرعية في الكورة منذ إعلان مرشّحنا الدكتور فادي كرم، والتنسيق قائم مع حلفائنا في الكورة خصوصاً نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري و"تيار المستقبل" و"الكتائب اللبنانية" وكل قوى 14 آذار والنائب الزميل نقولا غصن"، وكشفت عن "عشاء في معراب مساء غد يضمّ اكثرية رؤساء بلديات ومخاتير قضاء الكورة".

وإذ اوضحت اننا "مرتاحون لإنتخابات الكورة"، دعت "الكورانيين الى التوجّه بقوّة الى صناديق الاقتراع في 15 تموز المقبل"، وفي هذا الاطار، سألت مرشّح الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي قال ان قرار ترشيح "القوات" للدكتور كرم في الكورة اتى من خارج الحدود"، "من اي حدود؟، هل يعبّر في طريقة غير مباشرة عن واقع شخصه او حزبه"؟، مؤكدة ان " قراراتهم كافة (الحزب القومي) هي التي تآتي من خارج الحدود". وعن إنطلاق الجولة الثانية من طاولة الحوار اليوم في بعبدا، وما إذا كانت ستخرج بقررات مهمة في شأن الاستراتيجية الدفاعية، تمنّت النائب جعجع ان "يخرج المتحاورون بإستراتيجية دفاعية"، واضافت "عندما إّتّخذت "القوات" قرار عدم المشاركة في طاولة الحوار، كانت تُدرك سلفاً ان البحث في بند الاستراتيجية الدفاعية لن يتم في شكل جدّي، من هذا المنطلق نقول، إذا تمّ فعلاً وضع بند الاستراتيجية الدفاعية على جدول اعمال طاولة الحوار، سنكون اوّل من ينضم اليها، ولكن إذا لم يتم وضعه سيتبيّن ان "القوات اللبنانية" كانت تقرأ ابعد من الحاضر وادركت سلفاً انهم لن يتوصلوا الى نتيجة".

 

هيئة الحوار اكدت الالتزام باعلان بعبدا وتلتئم في 24 تموز ورئيس الجمهورية جاهز لطرح تصور لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة 

وطنية - 25/6/2012 - أكدت هيئة الحوار الوطني "أن لا بديل من الحوار لأجل التوصل إلى استراتيجية وطنية دفاعية ومن ضمنها موضوع السلاح ومن أجل المحافظة على الاستقرار والوحدة الوطنية"، مشددة على "ضرورة الالتزام بشكل فعلي ببنود "إعلان بعبدا"، متمنية على الحكومة "متابعة تنفيذ قرارات وثيقة الوفاق الوطني في الطائف وطاولة وهيئة الحوار الخاصة بالموضوع الفلسطيني"، ومؤكدة عدم جواز اقتناء أو استعمال السلاح في الداخل اللبناني، ورفع أي غطاء سياسي عن هذا السلاح". وحددت الهيئة 24 تموز المقبل موعدا للجلسة المقبلة.

البيان

ووزعت دوائر رئاسة الجمهورية بيانا عن جلسة اليوم، جاء فيه:

"استأنفت هيئة الحوار الوطني أعمالها بتاريخ 25 حزيران 2012 في قصر بعبدا برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومشاركة أفرقاء الحوار، وقد تغيب منهم دولة الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، كما تغيب دولة الرئيس فريد مكاري بداعي السفر والوزير محمد صفدي بدواع صحية.

افتتح فخامة الرئيس الجلسة بتقويم لأعمال الجلسة السابقة وما لاقاه "إعلان بعبدا" من ترحيب داخلي وإقليمي ودولي، وخصوصا من أمين عام جامعة الدول العربية ومن أمين عام منظمة الأمم المتحدة، مؤكدا ضرورة التزام تنفيذ مندرجاته؛

ودعا أفرقاء هيئة الحوار الى مناقشة جدول الأعمال كما ورد في كتاب الدعوة الذي وجهه إليهم، وكما توافقت عليه الهيئة في جلستها السابقة، وخصوصا موضوع الاستراتيجية الوطنية الدفاعية ومن ضمنها موضوع السلاح.

أشار فخامة الرئيس إلى جهوزيته لطرح تصور لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة.

ونتيجة المداولات توافق المتحاورون على الآتي :

1- ضرورة الالتزام بشكل فعلي ببنود "إعلان بعبدا"، ولا سيما ما يتعلق منها بالتهدئة الأمنية والسياسية والإعلامية، ودعم الجيش، وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية وعدم السماح باستعمال لبنان مقرا أو ممرا أو منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين؛

2- استئناف البحث بموضوع الاستراتيجية الوطنية الدفاعية ومن ضمنها موضوع السلاح، في الجلسة المقبلة واعتبار التصور الذي سيقدمه فخامة الرئيس منطلقا للمناقشة.

3- التمني على الحكومة وضع الآليات المناسبة لتنفيذ القرارات السابقة التي تم التوافق عليها في طاولة وهيئة الحوار الوطني.

4- التمني على الحكومة متابعة تنفيذ قرارات وثيقة الوفاق الوطني في الطائف وطاولة وهيئة الحوار الخاصة بالموضوع الفلسطيني من جوانبه كافة ووضع آلية لتنفيذ هذه القرارات بما في ذلك تفعيل وإنشاء اللجان اللازمة، سواء ما يتعلق منها بمعالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والانسانية بالتعاون مع وكالة الاونروا والمنظمات الدولية او ما يتعلق بالسلاح خارج المخيمات.

5- التأكيد على عدم جواز اقتناء أو استعمال السلاح في الداخل اللبناني، ورفع أي غطاء سياسي عن هذا السلاح.

6- التأكيد على أن لا بديل من الحوار لأجل التوصل إلى استراتيجية وطنية دفاعية ومن ضمنها موضوع السلاح ومن أجل المحافظة على الاستقرار والوحدة الوطنية، والعمل تاليا على المحافظة على دينامية هذا الحوار وعلى استمراريته من طريق التوافق على خريطة طريق وخطوات متكاملة وآليات تنفيذ لما يتم اتخاذه من قرارات.

7- تحديد الساعة 11,00 من قبل ظهر الثلاثاء الواقع فيه 24 تموز 2012 موعدا للجلسة المقبلة لهيئة الحوار الوطني

 

"المركزية" تنشر نص مداخلته في جلسة الحوار/الجميل: القرار 1701 أبطل دور المقاومة والاستراتيجية الدفاعية مخالفة للشرعيتين اللبنانية والدولية

المركزية – لفت رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل في مداخلة القاها في جلسة الحوار في بعبدا اليوم وحصلت عليها "المركزية" ان القرار 1701 أبطل دور المقاومة وان الحديث عن استراتيجية دفاعية مع الواقع القائم مخالف للشرعيتين اللبنانية والدولية.

نص المداخلة: وهنا النص الكامل للمداخلة:

بادئ ذي بدء، لا بدّ من التنويه مجدداً بجهود المقاومة سابقاً بتحرير الأراضي اللبناني من إسرائيل التي لا نشكّ أبداً في نواياها العدوانية تجاه لبنان. غير أنه يجب عدم الخلط بين مفهومي المقاومة والدفاع اللذين يعبّر كلّ واحد منهما عن واقع معيّن. فالمقاومة تستدعي وجود احتلال وعمليات عسكرية لتحرير الأرض من هذا الإحتلال في حين أن الدفاع هو سبل ردع إسرائيل عن مهاجمة لبنان.

وبما أن المقاومة توقفت بفعل القرار 1701، فإن الإبقاء على الواقع الحالي، بما فيه من ازدواجية في القرار والأمرة والسلاح، لاستعماله في استراتيجية دفاع هو أمر مخالف للشرعيتين اللبنانية والدولية وفيه ضرب لأسس النظام والدستور.

موجبات الدستور والشرعيّة اللبنانية

موجبات الدستور

يخالف الواقع الحالي مبدأين أساسيين في الدستور هما المساواة بين المواطنين وسيادة الشعب، ويناقض بالتالي أسس النظام الديموقراطي البرلماني الذي يحكم لبنان.

* مخالفة مبدأ المساواة: تشير المادة السابعة من الدستور إلى أن "كل اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دونما فرق بينهم". فلماذا يتحمّل حزب فريضة وواجب الدفاع عن الوطن في حين أن الباقين معفون من هذا الواجب؟

* مخالفة مبدأ سيادة الشعب: تنصّ الفقرة د من مقدّمة الدستور على أن "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية". وعمليّاً، تنيط المواد 49 و50 و65 برئيس الجمهورية ومجلس الوزراء مسؤولية ممارسة هذه السيادة في مجال الدفاع عن الوطن والحفاظ على سلامة أراضيه، كما تخضع هذه المواد القوات المسلّحة لقيادة الرئيس ولسلطة مجلس الوزراء.

فهل تخضع المقاومة لقيادة الرئيس وأمرته وسلطة مجلس الوزراء كي تكون في عداد القوات المسلّحة الشرعية التي يتحدّث عنها الدستور؟ وألا يمسّ ذلك بقدرة المؤسسات الدستورية على ممارسة السيادة بإسم الشعب؟

موجبات اتفاق الطائف: نصّت الفقرة الثالثة من القسم الثاني من وثيقة الوفاق الوطني على العمل على تنفيذ القرار 425 وسائر قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي إزالة شامل، والتمسك باتفاقية الهدنة، و"اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً".

فإذا كانت هذه الجملة قد اعتدّ بها لشرعنة واقع وجود سلاح خارج إطار الجيش والقوى الامنية، إلا أن هذا الإعتداد أمسى غير صالح عقب العام 2000 وخصوصاً بعد القرار 1701 الذي وضع خريطة طريق لحلّ قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عبر الوسائل الديبلوماسية، ولا سيّما أن هذه القضية لا تزال عالقة بيننا وبين سوريا.

تضارب بنود البيان الوزاري لآخر حكومة وحدة وطنيّة: نصّ البيان الوزاري لآخر حكومة وحدة وطنية في بنده الثاني على "مرجعية الدولة الحصرية في كل القضايا المتصلة بالسياسة العامة للبلاد، بما يضمن الحفاظ على لبنان وحمايته وصون سيادته الوطنية"، في حين ذكر البند السادس من البيان الوزاري ذاته على حق المقاومة، في المشاركة في الدفاع عن لبنان. وفي هذا التضارب الواضح تضييع للمفاهيم والمسؤوليات، ولا يمكن اعتباره بأي شكل من الأشكال ناظماً لقرار الدفاع وآلياته.

موجبات القانون الدوليّ والشرعيّة الدوليّة: يخالف الواقع الحالي المبني على إزدواجية القرار الدفاعي وإزدواجية القوات العسكرية الموجودة على الأرض بين الجيش والمقاومة القانون الدولي ومندرجات القرارات الدولية واتفاقية الهدنة، وبالتالي يعتبر هذا الواقع غير شرعي من منظار القانون الدولي.

فقد كرّست القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي، إضافة إلى اتفاقية الهدنة لعام 1949، مبدأ حصر المهمّات الدفاعية بالجيش اللبناني، وضرورة بسط سلطة الدولة دون سواها على أراضيها كافة.

وللدلالة يمكن إيراد المواد الواردة في اتفاقية الهدنة والقرارات الدوليّة ذات الصلة:

اتفاقية الهدنة لعام 1949 تحصر القوات العسكرية جنوب الليطاني بالجيش اللبناني النظامي هل للبنان مصلحة بعدم احترام هذه الاتفاقية الوحيدة التي تعطيه اعترافاً إسرائيلياً بحدوده الدولية الجنوبية؟

* تشير اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل عام 1949 التي لا تزال سارية المفعول، في مادتها الخامسة إلى أنه في منطقة خط الهدنة تتألف القوات العسكرية لكلا الفريقين من قوات دفاعية فقط.

* وإذا كان ملحق تحديد قوات الدفاع في الإتفاقية ينص على كمّ منخفض من العديد ونوع تخطّاه الزمن من العتاد الواجب تواجده في المنطقة الممتدة بين خط الهدنة جنوباً والخط العام الممتد من القاسمية الى النبطية التحتا وحاصبيا شمالاً، إلا أن هذا الملحق، وفي فقرته الأولى المخصصة للبنان، يحصر مهمة الدفاع صراحة بالجيش اللبناني النظامي ويؤكّد أنه لا يجوز استخدام أية قوات عسكرية أخرى.

القرار 1701 الذي كان محطّ إجماع دولي وكانت مسوّدته النهائيّة محطّ توافق لبناني يحصر السلاح جنوب الليطاني بيد الدولة ويدعو إلى نزع السلاح غير العائد إلى الحكومة في كل لبنان.

* تؤكّد الفقرة الثالثة من القرار 1701 أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية وفق أحكام القرار 1559 و1680، والأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، وأن تمارس كامل سيادتها، حتى لا تكون هناك أي أسلحة دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطة حكومة لبنان.

* تؤكّد الفقرة الثامنة من القرار 1701 التي تتحدّث عن حل طويل الأمد إنشاء منطقة عازلة خالية من أي أفراد مسلّحين أو مسلّحين أو معدّات أو أسلحة بخلاف ما يخصّ حكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة في لبنان.

القرارات 425 و520 و1559 تشدّد على بسط سيطرة الحكومة اللبنانية دون منازع على الأراضي اللبنانية:

* كان القرار 1559 قد أكّد في بنده الأول ضرورة بسط سلطة حكومة لبنان وحدها دون منازع في جميع أنحاء لبنان، كما دعا في بنده الثالث إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها. مكرّراً في هذا الخصوص حرفيّاً العبارات الواردة 520.

* وكان القرار 425 ربط إنشاء القوة المؤقتة للأمم المتحدة في جنوب لبنان بغرض تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية واستعادة السلم والأمن الدوليين، ومساعدة حكومة لبنان في بسط سيطرتها الكاملة على المنطقة.

بناء على هذا العرض، يتبيّن أن الواقع الحالي مخالف للدستور بدرجة أولى وللشرعية الدولية بدرجة ثانية. فإذا كنا نريد احترام الدستور ووحدة لبنان وسيادته والتزاماته الدوليّة، فلنبحث عن نموذج دفاعي يعيد حصرية السلاح والقرار الدفاعي إلى الدولة، أما إذا كان حزب الله يريد الإبقاء على الواقع الحالي بججة فاعلية المقاومة في وجه إسرائيل، فلنعلّق الدستور إذاً ولنتنصّل من القانون الدولي.

فهل يمكن لدولة أن تعيش على هامش الدستور والمواثيق الوطنيّة؟ وهل يمكن لدولة أن تستمرعلى هامش شرعية الأمم المتحدة والقرارات الدولية؟ وهل يمكن قيام دولة دون قرار سيادي مناط بالمؤسسات الدستوريّة؟ وهل ممكن البحث عن استراتيجية دفاعية فعّالة إذا لم تجسّد وحدة البلد وسيادته بشكل حصري؟

نطلب الصراحة والأجوبة المباشرة على هذه الأسئلة.

 

حزب الله أوقف ٤١ "مقدادياً" بتهمة التعامل مع سفارة أميركا!

الاثنين 25 حزيران (يونيو) 2012/أوقف "حزب الله" 41 من اعضاء إحدى العشائر بتهمة تعاملهم مع السفارة الأميركية وقد أطلقهم بعد تهديد من قيادات عشائرية. "أسرار" النهار

 

حزب الله شيّع قتيلين من الهرمل والعين سقطا في مواجهات داخل سوريا

الاحد 24 حزيران (يونيو) 2012 /شيع حزب الله اليوم في البقاع قتيلين سقطا خلال مشاركتهما في مواجهات داخل سوريا الى جانب قوات النظام، هما علي عبده شمص من الهرمل و حسين سباط من العين

 

نظرية المؤامرة" في حروب "الضاحية": آل المقداد" شريك لـ"الناتو" و"الحزب" فقد السيطرة!"

علي حيدر/الشفاف

إضافة:بعد نشر هذا المقال، أوردت "النهار" اليوم الخبر التالي: أوقف "حزب الله" 41 من اعضاء إحدى العشائر بتهمة تعاملهم مع السفارة الأميركية وقد أطلقهم بعد تهديد من قيادات عشائرية.

"حرب العائلات" ليست ظاهرة جديدة في شوارع الضاحية الجنوبية، رغم أنها تفاقمت في الأسبوع الماضي، وبقيت مفتوحة على احتمالات التجدد في أي وقت لاحق!

فلطالما دارت حروب صغيرة فيها، بسبب صراعات "العائلات" على النفوذ والسيطرة وفرض الهيمنة، أو النزاع على جباية "الخوات" التي درجت مؤخرا.

بداية "الخوات": شقيق النائب "علي عمّار"!

وهنا لا بد من التذكير أن أول عهد الضاحية بنظام "الخوّات" كان عندما أطلق حزب الله يد "فاروق عمّار"، شقيق النائب الإلهي "علي عمار"، بعد حرب تموز ٢٠٠٦، ليفرض على المحال والمطاعم والشركات والمؤسسات التجارية في الضاحية "معادلة الأمن مقابل المال"! هذه الخطوة فتحت شهية العائلات غير المنضبطة في "الضاحية" على فرض نظامها الخاص. فتحوّل "آل المقداد"، القادمون من جرود بعلبك وجبيل، والذين يقطنون في محلة "الرويس" في حي خاصٍ بهم، إلى "جُباة" في الأحياء المجاورة لمكان إقامتهم وإخضاعها بالقوة لنفوذهم.

كذلك آل "زعيتر" البقاعيون، والذين يستوطنون في "حي السلُّم" و جوار "الجامعة اللبنانية"، تحولوا إلى هيئة جمركية تجبي الضرائب على دخول السيارات وخروجها من وإلى مناطق سيطرتهم، والأمثلة كثيرة.... وبما أنه "حاميها حراميها"، و"ما حدا أحسن من حدا"، بدأت عائلات أخرى تستقوي بعديدها وتمدّدها الديمغرافي. فانضم إلى العصابات العائلية، المستقوية بـ"الحزب"، آل "الخنسا" و"آل كركي" و آل "غصين"، وغيرهم!

"أمين كركي" زعيم آل كركي في "المِشرفيّة"، كان عنصرا في حزب الله تم تجميد عضويته بعدما ذاع صيته بقضايا رشاوى وتجارة ممنوعات! لكنه ظل محتفظاً بـ"قنوات خاصة" تربطه بحزب الله! هذه النماذج من البشر يجمدها حزب الله جانبا، ليستعملها في مهمات خاصة به عند الضرورة! كذلك "حسن المقداد"، زعيم آل المقداد لاقى المصير نفسه. فنمت بين الرجلين، أو "الزعيمين"، منافسة ذات حدين: الاحتفاظ بمسافة قريبة من حزب الله، وتمدّد النفوذ.

وربما لأسباب تتعلق بعمليات نقل أموال، وبعض الصفقات المشبوهة التي مرّرها تجار في "الحزب" من تحت الطاولة بالتعاون مع أمين كركي، فقد ثارت ثائرة "حسن المقداد"، فافتعل آل المقداد حادثة "الكفاءات"، واشتبكوا مع عناصر من حزب الله وأطلقوا الرصاص على منزل "أبوهادي" المسؤول الأمني في الحي.

نشاطات "إلهية" و"عائلية"!: سلاح ومخدرات ونساء وتبييض أموال!

بعد أقل من أسبوع كانت "المشرفية" على موعد مع حادثة أخرى سقط ضحيتها أربعة جرحى. هذه المرة، حصلت الحادثة بين مستأجرين من "آل غصين" في حي "آل كركي" الملاكين. وجدت جماعة "حسن المقداد" في الإشكال فرصة أخرى لها للإشتباك مع "آل كركي"، وهكذا كان.

صراع العائلات الدخيلة في الضاحية الذي كان يتحكم به حزب الله عن بعد لم يكن يشكل قلقا أو حرجا له في الماضي! بل ربما كانت هذه الصراعات سبباً في تصاعد شعبيته بين عائلات الضاحية "الأصيلة" و"الدخلية"!حيث ظل، ولوقت طويل، "مرجعاً" لحل النزاعات وتهدئة الخواطر وإعادة الحق لأصحابه! لكنه، ما إن دخل في اللعبة، وصار طرفا فيها، مستخدما "العائلات" حجارةَ شطرنج في تجارات مشبوهة، من سلاح ومخدرات إلى نساء وتبييض أموال، فقد وقع في "المحظور"، وانضم رسميا إلى "مافيا" كبيرة الحجم، واسعة النفوذ، لا يختلف عن أي طرف متفلت فيها!

رغم أن كل الدلائل و الوقائع تشير إلى أن حزب الله بتدليله للعصابات العائلية، وتغاضيه عن تجاوزاتها طمعا في المال أولا، وبـ"ثقلها الإنتخابي" في مناطق تصويتها ثانيا، قد أدخل الضاحية وسكانها في ورطة أمنية لا تبشر بالخير في القادم من الأيام! ورغم اعتراف قادته، أكثر من مرة، بالعجز الكامل عن إيجاد مخرج ملائم لهذه الورطة، واستنجادهم بأجهزة الدولة مرارا وتكرارا، لكن منطق "المكابرة" ما زال سائدا متحكما بأدبيات تفسيره لما يجري!

" نظرية مؤامرة آل مقداد الدولية".. على الحزب والضاحية!

من بين الإشاعات التي بدأت تسري في الضاحية الجنوبية مؤخرا، على وقع الأحداث الأمنية المتلاحقة، أن "مكيدة" تُدَبَّر لـ"الضاحية" و "حزب الله" بالذات، لجرجته إلى حرب شوارع في منطقته، وتحويل "الضاحية" إلى بؤرة أمنية متوترة على شاكلة طرابلس!

ويؤكد المنجمون الأمنيون أن قسما من "آل المقداد"، المعروفين بعدائهم لحزب الله وانشقاقهم عن الطائفة، قد تلقوا مساعدات مالية من دول عربية و دعما عسكريا من جهاز مخابرات غربي، وعقدوا سلسلة اجتماعات تحضيرية ولقاءات في العاصمة بيروت مع سفراء أجانب و قيادات من تيار المستقبل والقوات اللبنانية، تمهيدا لوضع خطة مناسبة لضرب المقاومة في عقر دارها، بعد أن فشلت كل محاولات ضربها من الخارج! بدءاً من الحروب الإسرائيلية والهجمات السياسية التي يقودها فريق 14 آذار المطالبة بنزع السلاح من أيدي المقاومين، وكذلك الحملات الإعلامية الممنهجة! وعلى ذمة المنجمين إياهم، أن حزب الله على درجة عالية من الإرباك والضياع، وإذا ما استمرت الحال على هذا المنوال، فهو لن يصوب سلاحه إلى الداخل خاصة بوجه أشقاء الدم والطائفة، ولن يقوم بإحراق الضاحية وتحويلها إلى طرابلس ثانية! لكنه في الوقت ذاته لن يبقى مكتوف اليدين أمام هذه الإستفزازات!

بداية النهاية لسيطرة الحزب على "الضاحية"؟

للمرة الاولى في تاريخ الضاحية الجنوبية الأمني، يتغير مصطلح "الجهوزية التامة" لدى حزب الله إلى توتر دائم! ويتبين من خلال "حرب الشوارع" التي تتنقل في أحيائها أن المنظومة الامنية المحكمة السيطرة بدأت تتهاوى تحت ضربات الاستفزاز، ويجرجر ما أعد للعدو من قوة الى الشارع لمواجهة الأخ والشقيق!

أيام الضاحية هذه لا تشبه أيام 7 أيار، حين كان مبرّر اقتحام بيروت هو حماية سلاح المقاومة!

السلاح هنا في أيد أمينة، والحدود مع إسرائيل بعيدة هنا، كما لا وجود هنا لـ"متآمرين" و"أعداء"! هنا "بيئة مقاومة" حضنت وساعدت وحمت وحاربت حتى آخر قطرة دم وحبة تراب!

فهل هذه بداية النهاية؟؟؟

 

مصر.. الآن اربطوا الأحزمة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

بعد فوز المرشح الإخواني الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر، تكون مصر والمنطقة كلها، قد دخلتا مرحلة جديدة خطرة لا يعلم عواقبها إلا الله، حيث يخطئ من يتفاءل بكل سهولة، ويتخيل وكأنه يشاهد فيلما سينمائيا ينتهي نهاية سعيدة، كما يكون مخطئا، بل ومهملا، من يتفرج ويقول إن هذا شأن مصري بحت.

فما يجب أن ندركه أن مصر باتت اليوم في مفترق طرق حقيقي، سيترتب عليه الكثير داخل مصر نفسها، وبالمنطقة العربية ككل. بالنسبة للمصريين فإن المعركة للتو قد بدأت، فهل تكون مصر القادمة هي تركيا، حيث صراع الإخوان والعسكر؟ وإن حدث ذلك فعلينا ألا ننتظر أن تكون النهاية في مصر على غرار ما انتهت إليه بتركيا، فالتجربة التركية أخذت وقتا طويلا، هذا من ناحية، كما أن التجربة الإخوانية في تركيا كانت مختلفة، ولا بوادر لأردوغان اليوم بمصر، بل إن إخوان مصر اعترضوا على نصائح أردوغان لهم بضرورة علمانية الدولة المصرية! وهل تكون مصر اليوم على غرار باكستان حيث الإسلاميون من جهة، والعسكر من جهة أخرى، ويضاف إليهم القضاة؟ وهذه تجربة سيئة إلى اليوم، ولا بوادر أمل فيها.

أما النموذج الآخر، والأكثر سوءا، فهو نموذج الثورة الخمينية في إيران التي أكلت كل من ساندها من القوى السياسية والتيارات بالمجتمع الإيراني، وقد يقول البعض إن العسكر سيكونون ضمان مصر، مضافا إليهم القضاء المصري القوي، وهذا صحيح، لكن لا بد أن نتذكر أن رئيس مصر اليوم إخواني، أي أن الإخوان يحكمون مصر، وهذا واقع، وسيترتب عليه الكثير سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، ودينيا، وفنيا، وليس بمصر وحدها، بل في كل المنطقة العربية. وبالطبع يخطئ من يقول إن الإخوان واقع ويجب التعامل معهم، وإنه من الخطأ اليوم انتقادهم، وما إلى ذلك من أحاديث، فأولا وقبل كل شيء من يلعب السياسة عليه أن يتذكر أن لحمه حلال.

والأمر الآخر، وهو الأهم، وتحديدا لمن يريدون إظهار واقعية مصطنعة اليوم، هو أن علينا أن نتذكر أن التجربة الخمينية، أي بعد ثورة الخميني في إيران، لا تزال تبعاتها تؤثر على المنطقة وطوال قرابة أربعة عقود الآن، وتداعياتها واضحة في كل من لبنان، والعراق، والبحرين، واليمن، ناهيك عن ثمنها المكلف على أمن الخليج العربي كله. كما علينا أن نتذكر جيدا أن التجربة الناصرية التي جاءت نتاج انقلاب العسكر في مصر عام 1952 استمرت تداعياتها على المنطقة العربية ككل، وليس مصر وحسب، قرابة الخمسة عقود، ونتجت عنها حروب طاحنة، وسقوط أنظمة عربية بالانقلابات العسكرية، والانقلاب الإسلامي السياسي بالطبع لا يقل خطورة عن الانقلاب العسكري، المهم أن التجربة الناصرية أخذت من عمر منطقتنا قرابة الخمسين عاما، والكثير من الخسائر، والإمعان في التأخر، والتخلف، وفي جل الدول العربية التي حكمها العسكر.وعليه فإن هذا ليس حديث تشاؤم، بل هو رسالة لمن أطالوا السبات، بأن احذروا، واربطوا الأحزمة، فنحن اليوم أمام واقع اعتقد البعض أنه لن يحدث، لكنه حدث، وتبعاته ستكون كبيرة جدا!

 

بند واحد على الطاولة: السلاح.

المستقبل/سؤال واحد مطروح: لمَن الإمرة على السلاح؟غير ذلك تصير الطاولة للثرثرة ليس إلاّ. وبما أنّ الوضع داخلياً وإقليمياً لا يحتمل الهزل، فأوّل الجدّ النقاش في السلاح. والنقاش في السلاح هو شرط الحوار، لأنّ هذا النقاش وحده يكفل المساواة بين المتحاورين. ومن دونه فإنّ الفريق الذي يملك السلاح، سيأتي على الطاولة، مدجّجاً بسلاحه، وفارضاً في الوقت نفسه النقاش في غير موضوع السلاح والاستراتيجية الدفاعية، أي في الاستراتيجية السياحية مثلاً، أو في برنامج لبنان لعلوم الفضاء. في الواقع، انّ المدخل المركزيّ لكل القضايا، كبيرة وصغيرة، عامّة وتفصيلية، هو ملف السلاح والامرة عليه، وقرار الحرب والسلم. لكن مفارقة المفارقات، أنّ الجولة الراهنة من "طاولة الحوار" بدأت بموقف 14 آذار "لا جدوى من الحوار في ظلّ هذه الحكومة"، لتصل الآن إلى موقف "حزب الله" الذي بلغ الخلاصة نفسها. فعندما يعلن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد نفسه أن لا حوار حول السلاح في ظلّ "حكومة التجاذبات" الحالية، فهو يقول بذلك أن لا حوار في ظلّ هذه الحكومة، لأنّ الحوار المطروح هو حول السلاح وليس حول أي موضوع آخر.. وهو الموقف نفسه الذي اتّخذته قوى 14 آذار عشيّة انطلاق طاولة الحوار.

 

حزب الله: لا نحاور حول سلاح المقاومة

النهار/كرر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الدعوة "الى العمل على تخفيف الاحتقان ومشاركة كل الاطراف الفاعلة في طاولة الحوار الوطني لمصلحة الوطن والمواطن".

وقال في احتفال تأبيني: "في ظل هذا الحكم وسلطة كهذه مملوءة بالتجاذبات والمعايير المتناقضة، يطلب الى المقاومة أن تسلّم قرار الدفاع عن شعبنا وبلدنا الى اولئك الذين تتضارب مصالحهم في كل شاردة وواردة، الى حكم لا يستطيع مدى ثمانية اشهر أن يحرك مشاريع إنمائية بسبب التجاذبات".

بدوره رأى كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله "أننا نذهب الى الحوار بكل ايجابية وانفتاح لمناقشة بند الاستراتيجية الدفاعية، لكننا لا نحاور حول سلاح المقاومة. .

دعا النائب علي فياض الى التعاطي بجدية والحوار الوطني، مؤكداً أن "الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية ليس تمريناً نظرياً ولا هو سباق في البلاغة، لأنه بحث في الرؤية العملية التي قدمتها المقاومة، بعد تجريبها وإثبات صدقيتها، في حين أن الافكار الأخرى إنما هي نظرية مشكوك في قيمتها العملية، وتنطوي على نقاط ضعف في موضوع لا يتحمل التخريب والمخاطرة".

 

نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان: سلاح "حزب الله" أساس انهيار الدولة

المستقبل/توقع نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان ان يتوقف الحوار في جلسة اليوم بشكل او بآخر، مشيرا الى ان "14 آذار لن تسير في عدم بحث موضوع السلاح ووفقا للدستور والقرارات الدولية، وكل الموجودين على طاولة الحوار في 14 آذار سيتحدثون وسيتبنون النقاط التي تم الاتفاق عليها". واكد أن "اعتبار تنظيم سلاح "حزب الله" بين الدولة والحزب هو خرق كبير للدستور، ولن نكون شركاء في مخالفة الدستور، وكل الامور تبدأ بناحية عدم شرعنة ما هو غير شرعي، وعكس ذلك سيؤدي الى مزيد من الانهيار في الدولة. وسلاح "حزب الله" هو الاساس في مسيرة انهيار الدولة تدريجيا". واعتبر في حديث الى محطة "أم. تي. في" أمس، ان "اللبنانيين أدركوا ان الموضوع الاساسي للحوار منذ سنوات لم يتم إحراز أي تقدم فيه، والموضوع الوحيد الذي تبقى هو السلاح ولا تقدم في طريقة معالجته للدخول الى كنف الدولة". واكد ان "صدقيتنا مع اللبنانيين تقتضي الا نضحك عليهم وعلى انفسنا، فثمة بيان انشائي صدر عن اللقاء الاول لن يؤدي الى اي شيء، ومن المضحك ان يصدر عن كل هذا الاجتماع دعم الجيش وهذا تحصيل حاصل"، موضحاً ان 14 آذار لديها الموقف نفسه وذلك سيظهر اليوم وفي الايام المقبلة، وتم تحديد أدق التفاصيل في كيفية التعاطي مع الحوار.

وقال: "ان التعاطي مع الموضوع الوحيد الذي هو سلاح "حزب الله" سيتم وفق الدستور اللبناني والتزامات لبنان الدولية واهمها 1701، فلا سلطة خارج سلطة الدولة بقرار الحرب والسلم ووجود سلاح غير شرعي. وحين تقول طاولة الحوار بوضع برنامج زمني لوضع سلاح "حزب الله" في كنف الدولة سواء كنا على الطاولة ام لا نعتبر ان حقوق اللبنانيين وصلت ونحن نؤيده".

وكشف ان 14 آذار لن تكون مشاركة في طاولة الحوار اذا بحث سلاح "حزب الله" من خارج الالتزام بالدستور، مؤكدا "اننا لن نقبل بشرعنة السلاح غير الشرعي، ولدينا اجابات على كل الاسئلة عبر ادخال السلاح في الدولة اللبنانية وجعل قراره بإمرة الدولة". وأوضح ان إجتماع مسيحيي 14 آذار مع البطريرك بشارة بطرس الراعي "فتح الباب امام مرحلة جديدة في العلاقة"، لافتا الى انه "في الجوهر والمضمون يجب ان نناقش المرحلة الماضية كي لا تتكرر في المستقبل وهذا النقاش سيستمر بجدية بعيدا عن الاعلام"، معلناً ان "التفسير الذي أعطاه البطريرك في الاجتماع يتعلق بعدم تفسير ما قاله بدقة، واكد ان موقفه من السلاح غير الشرعي لم يتغير ولا يقبل بأي سلاح خارج الدولة". ورأى ان "اي محاولة لاقحام بكركي في الانتخابات ينتقص من موقعها"، مشددا على ان "الباب فتح لتدرج العلاقات مع البطريرك وتعود طبيعية، والورقة التي نحضرها ترتكز على الثوابت المبدئية لبكركي والمسيحيين". واشار الى ان "الحديث من مفهوم انتخابي ضيق يدفعنا الى تأييد بقاء الحكومة حتى الانتخابات، فلا حكومة خدمت 14 آذار مثل هذه الحكومة، ولكن مسؤوليتنا والمصلحة الوطنية تقتضي رحيل الحكومة اليوم قبل الغد فنحن امام وضع مدمر في المجالات كافة".

 

قاطيشه: علة لبنان هو السلاح الذي يمنع العبور الى الدولة ونشر الفوضى ودمر الوطن ولا جدوى من الحوار لأن حزب الله يريد استدراج الفرقاء الى اماكن اخرى

هنأ مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشه الشعب المصري بالنقلة التاريخية من حكم الـ99% الى الـ51% في الانتخابات المصرية، معتبرا ان ذلك سينقل الشعب المصري الى مواكبة العصر. واعتبر في حديث لـ"الجديد" انه "اينما وجدت الحرية لا خوف لان الديمقراطية تصحح نفسها في حال حصول خطأ". ورأى ان الرئيس الجديد محمد مرسي لا يمكنه الانسلاخ مع الماضي لكن عليه فتح مستقبل جديد. وقال قاطيشه ان "وصول الاخوان المسلمين لن يغير في تعاطي مصر مع الملفات الخارجية وقد رأينا وصول هذه الاطراف في تركيا وذلك لم يسلخها عن محيطها".

وذكّر انه "في السابق لم يكن ثمة نائب رئيس من الطائفة القبطية اما الآن فمحمد مرسي تعهد بتعيين نائب رئيس قبطي فلا خوف على المسيحيين". واضاف: "لنر حكم طرف جديد بعد الثورة وبعد 4 سنوات يغير الناس ان لم يعجبهم الوضع".

وعن التوتر الامني الداخلي اللبناني، اعتبر قاطيشه ان "الوقائع على الارض تؤكد ان النظام السوري هو المايسترو في ما يجري من تطورات امنية في لبنان".

واكد ان "من يشعل الامور في طرابلس هو من يقول انه يأتمر باوامر الرئيس السوري". واردف: "بدأت تتحرك هذه الامور حين اصبح النظام السوري في وضع صعب عبر الالغام التي تركها في لبنان".

وشدد على "ان يكون لبنان قاعدة للانطلاق الى سوريا امر شبه مستحيل فتركيا لم تستطع فعل ذلك لكنهم هم يروجون لذلك لتبرير ما يجري". وذكر ان الرئيس السوري بشار الاسد قال ان الاوضاع ستتفجر في الدول المحيطة وهو يحاول تنفيذ ذلك عبر الالغام التي زرعها نظامه في لبنان.

وعن الحوار وعدم مشاركة القوات اللبنانية فيه، اكد قاطيشه انه " لا يمكننا الذهاب الى حوار لا يريد الطرف الاخر تناول ما يمتلكه فيه، الوضع لم يتغير لان قبل ايام قال النائب رعد ان سلاح المقاومة غير خاضع لطاولة الحوار فعلى ماذا ستنحاور؟". ولفت الى ان "الاستراتيجية الدفاعية وضعها لبنان عام 1948 وحدد الصديق والعدو وهم أخذوها على قصة السلاح كي يضيعوا اللبنانيين. علة لبنان هو السلاح الذي يمنع العبور الى الدولة ويزرع الفوضى ودمر لبنان عام 2006 وفي 2008 كذلك وكل ما نعيشه في لبنان من فوضى واهتراء بسبب هذا السلاح". واعلن ان لا جدوى من الحوار لان حزب الله لا يريد البحث في السلاح بل استدراج الفرقاء الآخرين الى اماكن اخرى.

*موقع القوات اللبنانية

 

لن نشارك في الحوار...مصدر مسؤول في "القوات اللبنانية" لـ"الشرق الأوسط": أي نقاش لا يتعلق بسلاح "حزب الله" من اختصاص المؤسسات الدستورية

 أكد مصدر مسؤول في حزب "القوات اللبنانية" لصحيفة «الشرق الأوسط» أن "القوات اتخذت قرارها بعدم المشاركة في الحوار اليوم على الرغم من القناعة الكاملة بدور قوى 14 آذار وبأسلوبها".

وشدد على أنه "ما من خلاف مع باقي مكونات 14 آذار المشاركة في حوار بعبدا اليوم"، جازما في القوت عينه بأن "القوات ستغيب بشكل كامل عن الحوار ولن يحضر رئيسها الدكتور سمير جعجع».

وأعرب المصدر القواتي عن قناعة حزبه عن أن "حزب الله" ليس جاهزا حتى اليوم لمناقشة سلاحه، مشيرا إلى أن "أي كلام خارج إطار النقاش حول سلاح "حزب الله" لا علاقة له بطاولة الحوار، إنما هو من اختصاص المؤسسات الدستورية من حكومة ومجلس نواب ومؤسسات ذات صلة».

المصدر: الشرق الاوسط

 

دو فريج: لا معنى لحوار عن سلاح مـن دون وجـــــود نصر الله

المركزية- طالب عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج نواب "حزب الله" "بأن يفسروا ما قصدوه بمناقشة الاستراتيجية الدفاعية من دون التطرق الى السلاح"، معتبراً ان "هذا كلام متناقض جداً".

وسأل في حديث اذاعي "ما الفرق بين الاستراتيجية الدفاعية والبحث في موضوع السلاح"؟. واوضح ان "الحوار من دون وجود الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصر الله على طاولة الحوار ليس له معنى وبالاخص عند مناقشة موضوع السلاح"، لافتاً إلى ان "هذا السلاح بدأ يخدم مشاريع إقليمية وليس مشاريع لبنانية". وأكد دو فريج ان " رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هو الوحيد الذي قدم تصوراً لاستراتيجية دفاعية بكل ما للكلمة من معنى، من دون ان يُدخل هذا

الموضوع في السياسة".

 

اوغاسبيان: المقاومة غير مستعدة لبحث سلاحها في الحوار

المركزية- اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب جان اوغاسبيان ان "فريق "14 آذار" و"تيار المستقبل" يؤمنان بأن الحوار هو السبيل الوحيد لايجاد تفاهمات والوصول الى نتائج في شأن الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة وكل الاسلحة الخارجة عن السلطة الشرعية". وشدد في حديث اذاعي على وجوب ان "يكون السلاح بأكمله في يد الدولة اللبنانية وادارتها وسلطتها وضمن استراتيجية دفاعية يتفق عليها اللبنانيون". وقال "بداية يجب ان نتفق ونرى ما اذا كان لدى المقاومة الاستعداد لبحث هذا السلاح على طاولة الحوار، وحتى الآن نرى ان ليس لديهم استعداد". وختم اوغاسابيان "الخطورة في جلسة اليوم هي ان نذهب ونجلس الى الطاولة ويأتي احد من افراد قوى "8 آذار" او ممثل المقاومة ويقول إن سلاح "حزب الله" غير خاضع للبحث، فبالتالي يكون قد اغلق الطريق على جميع الطروحات".

 

مجدلاني: تمسك "حزب الله" بسلاحه يدفع الآخرين إلــــــى اقتنائه

المركزية- وضع عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني قول نواب "حزب الله" ان البحث في الاستراتيجية الدفاعية لا يعني سلاح المقاومة ووضع الحكومة لا يبحث على طاولة الحوار، في اطار التعمية على الموضوع الأساسي الذي يطالب اللبنانيون بوضع حل له وهو سلاح "حزب الله"، لأن تمسك الحزب بهذا السلاح يسمح باقتناء سلاح آخر في مناطق مختلفة". واكد في حديث لـ "لبنان الحر" ان "الامور لا يمكن ان تستمر كما هي الآن". وسأل "هل يريد "حزب الله" ان يكون مثل كل الافرقاء في لبنان، وحزباً مثل بقية الاحزاب؟ وهل يريد "حزب الله" المساواة بين اللبنانيين تحت سقف الدولة والدستور والقوانين"؟ وختم مجدلاني ""حزب الله" يريد ان تكون له بعض الامتيازات بإنتظار إقناع اللبنانيين بأن خلاصهم هو ببناء دولة ولاية الفقيه".

 

حوري: نراهن على قناعة بمصلحة وطنية بذهاب الحكومة و"رفـض "حزب الله" منــاقشة السلاح موجّه ضدّ سليمان"

المركزية- طالب عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري بأن "يكون كل السلاح بيد الدولة اللبنانية"، مشيرا الى انه "إذا رفض "حزب الله" مناقشة موضوع السلاح سيكون ذلك موجها ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان". واوضح في حديث متلفز ان "قوى "14 آذار" لم تتحدث يوما عن نزع سلاح "حزب الله" بالقوة"، مذكرا بأن "كل طروحاتنا تتلخص بأن يصبح اي سلاح على اراضي الجمهورية اللبنانية بأمرة الدولة اللبنانية حصراً".  وقال "سلاح "حزب الله" فرّخ الكثير من الاسلحة الاخرى، لأنه استُعمل في الاتجاه الخاطئ، وعندما لم تتمكن الدولة من حماية مواطنيها، اتّخذوا قرارا بتسليح انفسهم لحماية امنهم، وذلك بعد ان استقالت الحكومة من دورها ونأت بنفسها عن حماية الناس"، مؤكدا اننا "نرفض هذا السلاح، لكننا في هذا الاطار نملك الموقف السياسي فقط، والحل لمنع التسلح ان تقوم الدولة بدورها".

واشار الى اننا "لا زلنا نراهن على قناعة بمصلحة وطنية للذهاب الى حكومة انقاذ حيادية، كما اننا نقوم بوظيفتنا كمعارضة بالعمل على إسقاط الحكومة، ولكن في المقابل لا بد ان يصل بعض مكونات الفريق الآخر الى قناعة بأن الاستمرار مع حكومة كهذه فيه مزيد من تراكم السلبيات". وتابع "هذه الحكومة لا تسقط بالضربة القاضية بل عبر تسجيل او تراكم النقاط، وحتى الآن سجّلنا الكثير من النقاط في هذا الموضوع". في سياق آخر، اوضح حوري انه "ولا لحظة كانت الجماعات السلفية في حضن "تيار المستقبل"، نحن نتفق معها في امور ونختلف في امور أخرى، وفي موقفنا من معاناة الشعب السوري هناك إجماع".

 

فنيش في تكريم الجرحى في صور: استهداف المقاومة والتشكيك بدور الجيش واشعال الفتن لا يواجه الا بالحوار

المركزية- أعلن وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش أن استهداف المقاومة والتشكيك بدور الجيش واشعال الفتن لا يواجه الا بالحوار.

كلام الوزير فنيش جاء في خلال حفل تكريمي للجرحى في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين وعدد من الفاعليات والشخصيات، حيث قال: "استهداف المقاومة إلى التشكيك بدور الجيش يبين لنا مدى خطورة السماح للبعض بالإستمرار في إشعال الحرائق، ولذلك علينا أن نواجه هذا الأسلوب باعتماد أسلوب الحوار". ودعا فنيش "الحرصاء على مصلحة الوطن والسلم الأهلي والمدركين لهذه المخاطر، ان يفكروا في خطابهم السياسي، ويعيدوا النظر في الوسائل التي تستخدم في إطار التنافس السياسي، إذ أنه لم يعد جائزا ان يسعر البعض العصبيات الطائفية للنيل من جهة سياسية ما ، بل عليه أن يعرف ان هذا الاسلوب بات خطرا على أمن الوطن واستقراره". وأمل "أن يعي الجميع اننا لسنا في وارد البحث عن مشكلة يسمونها مشكلة سلاح، مؤكدا أننا وكما قلنا سابقا، نقول اليوم وفي المستقبل اننا حاضرون للبحث في كيفية حماية هذا الوطن، وان اي كلام خارج هذا العنوان هو خروج عن الموضوع ومحاولة إفشال لطاولة الحوار، معتبرا أن "المقاومة وسلاحها ليسا هما المشكلة بل هما النتاج الطبيعي لحركة شعب اراد ان يسترد حقوقه ودولته وسيادته وارضه، في حين أن اسرائيل هي المشكلة بالإحتلال وتهديده لبلدنا وحقنا في الإستفادة من ثرواتنا الطبيعية". وفي الختام أقيمت مأدبة طعام على شرف الحاضرين في القاعة الخارجية لمكان الإحتفال.

 

عائلتا عبد الواحد ومرعب زارتا الحريري

المركزية- استقبل الرئيس سعد الحريري مساء أمس في دارته في جدة في المملكة العربية السعودية عائلتي الشهيدين الشيخ أحمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب على رأس وفد من بلدة البيرة في عكار، قدم إليهم التعازي في استشهاد الشيخين عبد الواحد ومرعب

 

شبيحة المسيح" في سوريا ميليشيا موالية تقمع المعارضين المسيحيين وموقف هزيم يرفع الغطاء عن تصريحات أسقف ويضع الأمور في نصابها

بيار عطاالله/النهار

استوقف المراقبين الكلام الاخير لبطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع وفيه ان "موقف الكنيسة الانطاكية من الاحداث ينطق به البطريرك حصريا، وقد حدد ذلك المجمع المقدس الذي عقد في لبنان العام الفائت"، واشارته الى أن "آراء بعض الاساقفة في لبنان وسوريا لا تعبر بالضرورة عن مواقف الكنيسة الانطاكية من الاحداث والتغيرات".

ويشرح مسؤول علماني على علاقة وثيقة بالمؤسسة الكنسية، ان "موقف البطريرك هزيم هو موقف الكنيسة السياسي والتاريخي الحريص على ان تربطها بالحاكم المتغير افضل العلاقات وان لا تتآمر عليه، وفي الوقت نفسه على ألا تقف عائقاً امام حركة الشعوب والتغيير". وفي رأيه ان هذا الموقف اللاهوتي بالذات كان ولا يزال موضوع نقاش في الكنيسة بين من يراه موقف "اهل الذمة"، وبين من يعتبره موقفاً تقليدياً يستند الى الكلام الانجيلي "اتركوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله". وتالياً تدين الكنيسة الظلم والعنف ولا تتدخل في السياسة الا عندما تتعارض مع الاخلاق والقيم". ويعود العلماني الارثوذكسي الى نص اعلان البطريرك هزيم، مفسراً ان "من يتكلم باسم الكنيسة هو المجمع المقدس الذي يجتمع مرتين سنوياً، وكل موقف يصدر عدا ذلك سواء لأسقف او كاهن او شماس خلال نشاطاته اليومية، ويدعي النطق باسم الكنيسة ويتعارض مع مواقف البطريرك والمجمع المقدس هو موقف شخصي ويتحمل مسؤوليته مطلقه فحسب".

والامور بالنسبة الى المسؤول واضحة، فالكنيسة لا توارب في الامر وترى ان هناك من يوالي النظام في سوريا على طريقة الاسقف ل. خ. وهناك من يفكر مثله ويؤيده باشكال عملانية، في مقابل من يعارضون النظام السوري بشدة وفي مقدمهم ميشال كيلو وجورج صبرا وقسم لا يستهان به من الاكليروس والعلمانيين. والموقف الكنسي ان كلا الطرفين من ابناء الكنيسة سواء اكانوا من الاكليركيين ام العلمانيين. لكن الاهم، ان الكنيسة ليست حزباً سياسياً ولا تنظيماً ولا تريد تالياً ان يُنظر الى شعبها على انهم اقليات بل هم مواطنون يتفاعلون مع محيطهم وشعبهم، وهذا ما اعلنه المجمع المقدس الاخير عندما دعا ابناء الكنيسة الى "الاشتراك في التغيير". ذلك ان اكثر ما يثير استياء المؤسسة الكنسية هو تكرار وصف مسيحيي سوريا بالاقليات في استعارة ترفضها الكنيسة الارثوذكسية وكل الكنائس لأنها تعني التمييز الديني والعنصري".

"شبيحة مسيحيون"

ويشرح احد الناشطين السوريين الارثوذكس والذي يحرص على متابعة كل تفاصيل ما يجري "ميدانياً" أن "المواقف المؤيدة للنظام السوري انما تصدر عن الاسقف ل. خ. تحديداً، في حين ان الكنيسة ككل جامع لا تريد للاساقفة ان يرتبطوا بأي حالة سياسية معينة، ادراكاً منها لدقة الوضع السوري وحراجته، ومن منطلق حرصها على افضل العلاقات مع المسلمين، وهي لا تريد لمواقف بعضهم المتطرفة ان تؤثر في أي شكل في المجموعة وتسيء الى تاريخ من الاخوة والعيش المشترك مع المسلمين في ارجاء العالم العربي، فالارثوذكس كانوا ولا يزالون من رواد القومية العربية والنضال من اجل القضية الفلسطينية ومواجهة اسرائيل".

ويضيف الناشط ان الكلام عن دعم مسيحي للنظام السوري غير دقيق، ويشير الى المجموعة الميليشياوية التي اسسها النظام واطلق عليها اسم "شبيحة المسيح" مؤكداً أنها "عبارة عن مجموعتين من مناصري البعث والاجهزة في دمشق ومنطقة وادي النصارى في شمال سوريا"، ويروي ان هذه الميليشيا البعثية "تنحصر مهمتها في الاعتداء على المسيحيين المعارضين والتصدي لاي تحرك مسيحي سوري". وان رجال الدين الارثوذكس والموارنة في وادي النصارى مدركون جداً لما يجري وبادروا الى التصدي لهذه المجموعة، في حين ان الامور مختلفة في العاصمة السورية حيث يجاهر الاسقف ل. خ. بدعمه للنظام السوري ويسانده الشبيحة في ذلك". ويؤكد الناشط ان "غالبية المسيحيين في سوريا ممن يطلبون العيش بأمان وهدوء وسلام مع كل مكونات الشعب السوري من دون اي تمييز. ومن يجاهرون بتأييدهم للنظام في شكل ظاهر هم قلة، في حين ان قسماً لا يستهان به يقف في صف المعارضة، وخصوصاً على مستوى الشباب والمثقفين والفنانين، وفي صفوف اليسار التقليدي والمستقلين".

وعما يحكى عن تهجير في حمص، يشدد الناشط على ان المسيحيين نزحوا عن المدينة اسوة بقسم كبير من اهلها نتيجة للقصف المدفعي العنيف والنقص في التموين. اما الكلام على بيوت احتلت فيؤكد انه مضخم، والأمر يتعلق بنحو 15 منزلاً، ولا يعود امتلاكها الى كون أصحابها مسيحيين بل لانها اتخذت مواقع عسكرية، وعلى ذمة الناشط ان عدداً من الكهنة الارثوذكس لا يزالون صامدين في حمص مع عدد من الرجال المتقدمين في السن وان البطريركية الارثوذكسية ترسل اليهم مؤناً توزع على جميع المواطنين في نطاق الرعايا، علماً ان البطريركية تملك خبرة كبيرة في عمليات الامداد ولديها طاقم بشري واداري مؤهل ولديها تفويض من هيئات اغاثة مسيحية عدة، وذلك استناداً الى الخبرة التي اكتسبتها من تعاملها مع اللاجئين العراقيين.

ويختم الناشط بالاشارة الى ان ما قيل عن عمليات تهجير، يتناقض مع واقع العلاقات الممتازة القائمة بين المسلمين والمسيحيين في دمشق وريفها وحمص وريفها واللاذقية، ويشير الى بلدات محردة (بلدة البطريرك هزيم) والسقيلبية وكفربعم التي يسكنها على قوله ألوف من السوريين المسيحيين يقيمون افضل العلاقات مع جيرانهم المسلمين.

 

حزب الله": لو لم نكن عقلاء لوقعت الفتنة منذ زمن بعيد

السياسة/أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" ممثل "حزب الله" على طاولة الحوار النائب محمد رعد, أمس, أنه لو لم يكن الحزب عاقلاً لاستدرج لبنان إلى الفتنة منذ زمن بعيد. وفي اشارة إلى تمسك الحزب بالسلاح, قال رعد في كلمة له خلال مناسبة في بلدة أنصار الجنوبية: "في ظل هذا الحكم وفي مثل هكذا سلطة مملوءة بالتجاذبات والمعايير المتناقضة, يطلب من المقاومة أن تسلِّم قرار الدفاع عن شعبنا وبلدنا لأولئك الذين تتضارب مصالحهم في كل شاردة وواردة. حكم لا يستطيع على مدى ثمانية أشهر أن يحرك مشاريع إنمائية بسبب التجاذبات القائمة", متسائلا "هل يملك المسؤول قرارا مستقلا وإرادة للدفاع عن بلده في مواجهة العدو الإسرائيلي, أو في مواجهة متطلبات شعبه وأهله والقيام بخطوات إصلاحية تخفف من معاناة الناس". واضاف انه "لو كان هؤلاء المسؤولون صادقين في توجههم لكان جيشنا اللبناني على أحسن حال منذ سنوات, في حين ان هذا الجيش لا يملك قدرة التمويل للوقود الذي يحرك به آلياته من أجل فض اشتباك هنا أو هناك" . ودعا رعد الجميع إلى "العمل لبناء دولة قادرة وعادلة, نتفق على معاييرها وتركيبتها", مضيفاً ان "المطلوب ان تجتمع كل الأطراف حول طاولة الحوار لتنفيس الاحتقان وإيجاد الأمل عند الناس في بناء الدولة التي ترعى مصالحهم". وختم بالقول: " لولا أننا العقلاء في هذا البلد لكان البلد قد استدرج الى الفتنة منذ زمن بعيد".  

 

الذكرى السابعة لحاوي في بتغرين قداس ودعوة إلى إسقاط الحكومة

النهار/أقامت جمعية اصدقاء جورج حاوي  واللجنة الوطنية لاحياء ذكراه احتفالا بالذكرى السابعة لاستشهاده في كنيسة مار جاورجيوس – بتغرين في حضور النائب جمال الجراح ممثلا الشيخ سعد الحريري، النائب جوزف المعلوف ممثلا الدكتور سمير جعجع، المحامي طانيوس الزعبي ممثلا النائب وليد جنبلاط، المحامي جرجي خوري ممثلا الشيخ سامي الجميل، وفد من الامانة العامة لقوى 14 آذار ضم النائبين السابقين فارس سعيد والياس عطالله والسيد ادي ابي اللمع، العقيد جوزف حداد ممثلا اللواء اشرف ريفي، وفد من "تجمع الأرمن والاحرار" برئاسة العميد المتقاعد ناريك ابرهيمان، محسن ابرهيم، وفد كبير من عرسال، ووفود من المتن وحشد من اهالي بتغرين والقرى المجاورة، الى وفد "جمعية اصدقاء جورج حاوي" برئاسة المحامي فؤاد شبقلو، والعائلة.

ترأس الصلاة الاب طوني صليبا الذي القى كلمة مؤثرة تناول فيها مزايا الشهيد الشخصية وكونه رمزا وطنياً. وبعد تلاوة رسالة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، القى النائب رئيس جمعية اصدقاء جورج حاوي المهندس بهيج حاوي كلمة انتقد فيها غياب الحكومة عن الذكرى. ومما قال: "اننا في مثل هذا التاريخ من كل عام نجتمع، ليس لنتذكر فحسب، بل لنعاهد جورج حاوي ونقول له نحن على العهد. نعاهد مطلق جبهة المقاومة اننا مستمرون على النهج، نهج مقاومة العدو الاسرائيلي، ونعتبر أن لا حل لمشاكل المنطقة الا بالقضاء على هذا العدو الظالم المغتصب. ونؤكد في هذا المجال ان السلاح يجب ان يوجه حصرياً الى العدو". وحض الطلاب والعمال والموظفين وذوي الدخل المحدود الى التحرك لاسقاط هذه الحكومة "التي وقعت البلد في الظلام وتركت الحدود سائبة". ثم القى الدكتور نسيم ضاهر كلمة باسم الجمعية.

 

7 جرحى في اعتداء مسلحي كمال الخير على أهالي المنية

المنية ـ "المستقبل"

وقع إشكال في منطقة المنية مساء أمس أدى الى سقوط سبعة جرحى نقلوا الى مستشفيات المنطقة للمعالجة. واشارت معلومات الى أن مسلحين تابعين لرئيس التجمع الوطني للعمل الاجتماعي كمال الخير الموالي للنظام السوري، قاموا بإطلاق النار والاعتداء على أهالي المنية والتسلط بهدف اثارة المشاكل، موضحة أنها ليست المرة الاولى بل إن الحادثة تتكرر. وأكدت المعلومات أن حراس منزل كمال الخير، الذين يقيمون مربعا أمنيا يتبع لـ"حزب الله"، اعتدوا على جيرانه في الحي وسكانه ينتمون الى مختلف العائلات وبعضهم من أنصار "تيار المستقبل".  واستعمل الحراس أسلحة رشاشة ومتوسطة وأطلقوا النار على المنازل. وحضرت الى المنطقة قوة من الجيش وبدأت بحملة مداهمات لتوقيف مطلقي النار. النائب كاظم الخير نفى أن يكون لانصاره أي علاقة بالحادثة ، وان الاصابات لحقت بأبناء البلدة ، مشيرا أن هذه المحاولة تتكرر لإربكاك المنية وخلق جو من التوتير الأمني فيها.

 

حتى يكون الحوار حواراً

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لأنّ الحوار الذي سيُستكمَل اليوم لن يؤدّي كما العادة إلى أيّ نتائج، فلا بأس أن يحاول رئيس الجمهورية ضخّ بعض المقوّيات الشكلية على الطاولة. فالمطلوب أن لا تنتهي جولات الحوار إلى إعلان فشل، خصوصاً أنّ أيّ طرف داخلي غير مستعدّ لتحمّل نتائجه. وليس المجتمع الدولي أيضاً على استعداد للتعامل مع مرحلة ما بعده، وذلك على قاعدة أنّ ما من طرف دولي أو عربي قادر الآن على إعطاء، أيّ خلل أمني قد يحصل، وقتاً أو جهداً في ظلّ الانشغال الكلّي بالملف السوري.

بناءً على ذلك، يُصبح ضرورياً بالنسبة إلى راعي الحوار، أي رئيس الجمهورية، أن يملأ الفراغ الناتج عن عدم القدرة على الكلام عن السلاح، ومقاربة المشاكل الحقيقية التي يفترض بهكذا حوار أن يتناولها، لا بل أن ينكبّ على معالجتها ولو تطلّب الأمر عقد جلسات مفتوحة وسريعة، بما يعطي انطباعاً للرأي العام بأنّ هناك نيّةً صادقةً للكلام في صلب المواضيع الخلافية، ليس على طريقة الحوار الذي لبس منذ العام 2006 لباس المناورة الظرفية.

ولكي لا يكون الحوار، كما دائماً، معلّقاً على مشجب المناورة، فليس من مانع على سبيل المثال أن يدير رئيس الجمهورية مجموعة من العوامل الشكلية والمتعلقة بجوهر الحوار التي يُمكن أن تعطي مؤشراً على الجدّية. فماذا لو قام الرئيس بتحديد موعد زمني لإنجاز الحوار، وماذا لو اعتمد خلافاً لما يريده "حزب الله"، وتيرة سريعة في تحديد الجلسات، بما يُتيح قطع الطريق على الصورة النمطية لاجتماع شهري لقوى تتصافح في كلّ مرة بشوق، وتتودّع على أمل اللقاء في القريب غير العاجل؟

وماذا لو حدّد الرئيس جدول أعمال ينطلق من المقرّرات التي لم تُنفَّذ، والمتعلقة بالسلاح الفلسطيني خارج المخيّمات وداخلها، وبسلاح السابع من أيار في الضاحية وبيروت وطرابلس، وبسلاح جبل محسن والتبّانة وعكّار؟ ماذا لو اشتمل جدول الأعمال على سحب كلّ هذا السلاح من بيروت والضاحية وطرابلس وصيدا في آن؟

وماذا لو طرح الرئيس في الجدول عينه حواراً حول السلاح الذي يُصرّ "حزب الله" على أنّه مرتبط بالمقاومة، وماذا لو دار النقاش حول إيجاد صيغة لوضع هذا السلاح بتصرّف الدولة الآن أو بعد سنة (ذلك بعد الاتّفاق على سحب السلاح الأهلي) على أن يلتزم حزب الله أن يسلّم في موعد يُتّفق عليه سلاح المقاومة إلى الجيش، فيصبح الأخير المسؤول الوحيد عن حماية التراب الوطني.

وماذا أيضاً لو تمّ الحوار حول المحكمة انطلاقاً من حتمية أنّها أصبحت أمراً واقعاً لا يمكن لا لـ"حزب الله" ولا لغيره القفز فوقه، خصوصاً بعدما موّلت حكومته المحكمة، وتعهّدت في بيانها الوزاري التزام القرارات الدولية، وبعدما عادت الجلسة السابقة لهذا الحوار لتؤكّد التزام القرارات عينها.

سيكون كلّ ذلك ما يصلح تسميته بالبداية، أمّا ما هو أقلّ، فلن يندرج إلّا في إطار تكرار مناورة خبرها الرأي العام في العام 2006 ولم يعد قادراً على تصديقها اليوم، وهذا التأجيل قد يعطي قوى 14 آذار المبرّر الشكلي لعدم الانسحاب اليوم من الحوار، لكنّها لا تستطيع أن تحوّل "الهايد بارك" السياسي إلى نقاش إنقاذي مُجدٍ، ولا حتى يمكن لها أن تكسب الرئاسة أكثر من مجرد الادّعاء بشجاعة المحاولة الأخيرة، على طريقة اللهم أشهد انّي بلغت.التعليقات

المزيد عن طاولة الحوارمكاري: لترحل الحكومة الحالية أعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـلبنان الحرّ ان الحكومة الحالية يجب أن ترحل الأمس قبل اليو... مصادر لـ"الجمهورية": سليمان سيفاجئ مجتمعو الحوار بـإعلان خاص بالاستراتيجية الدفاعية مصادر لـ«الجمهورية»: سليمان التقى السنيورة وأمين الجميل ورعد للحوار جعجع: الحكومة هي حكومة "غياب عن السمع" أوساط 14 آذار: نصرالله نسف «إعلان بعبدا»

 

الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير زار الباروك وزرع فيها أرزة

 الشوف – "النهار"

اعرب الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عن امله في "ان اللبنانيين قادرون بوعيهم على تعطيل كل المخططات وعوامل التفرقة، في ظل صراعات المنطقة"، مشدداً "على اهمية الاستمرار بالمصالحة التاريخية التي جرت في الجبل". زار البطريرك صفير بلدة الباروك، واستقبله الاهالي دروزا ومسيحيين ورجال دين، والمجلس البلدي، وممثل لرئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط النائب نعمة طعمة، ووفد من قيادة ووكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي، ورئيس "مؤسسة العرفان التوحيدية" الشيخ علي زين الدين، ورؤساء بلديات وشخصيات.

وقصد صفير كنيسة مارجرجس حيث اقيم له استقبال فيها، ومقام المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي، ثم محمية ارز الشوف حيث غرس ارزة في غابة الباروك، واختتمت الزيارة بغداء في منزل رئيس البلدية ايلي نخلة بمشاركة الشخصيات والحضور، والقيت كلمات لكل من نخلة، والشيخين علي زين الدين، ومحمد حلاوي. والقى صفير كلمة نوّه فيها بالاستقبال، ومشدداً بدوره على "اهمية الاستمرار بخط المصالحة التي تمت في الجبل وجهود وليد بك، واهمية الوحدة والتعايش بين العائلات الروحية عائلة واحدة خصوصا في الجبل".  

 

السلاح أكثر هشاشة بعد انهيار النظام والغرب مطمئن إلى مستقبل لبنان

روزانا بومنصف /النهار

على رغم الاهتمام الغربي بمعاودة الحوار بين اللبنانيين والتشجيع عليه لا يظهر رهان على نتائجه في المدى المنظور من حيث الهدف المحدد له في جدول الاعمال، ولا اهتمام فعلا بما تقوم به طاولة الحوار او بما تسفر عنه ما دامت تشغل اللبنانيين عن التجاذب وتؤمن مناخ تهدئة نسبية على الصعيد الامني على الاقل. والسؤال الذي يثار في هذا الاطار يتصل بما اذا كانت الظروف التي فرضت التحاور حول السلاح في الاعوام الماضية لا تزال هي اياها او ان الظروف الحالية التي تشكل اطارا معينا للحوار ستبقى هي نفسها بعد سنة. فالظروف تغيرت، لكن هل هذه التغيرات تؤخذ في الاعتبار او ينتظر المزيد منها ومن المبكر التعويل عليها كليا في الوقت الراهن؟ واقع الامر ان القلق الغربي على لبنان او على مستقبله لم يعد كما في الماضي او يؤمل الا يكون كذلك في الاشهر المقبلة اذ يرتقب ان تكون دخلت سوريا مرحلة تغيير جديدة. وتعتبر مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان لبنان سيقبل على تغيير جذري في وضعه مع تغير الاحوال في سوريا، وهي متغيرات حتمية لا قبل لها بالعودة الى الوراء. وهذه المتغيرات بحسب المصادر سترتد ايجابا على لبنان على نحو كبير على غير المنحى التخويفي الذي يأخذ بعضهم الامور اليه. فمشكلة السلاح في لبنان ستفتقد الغطاء السوري لها بدءا بسلاح "حزب الله" الذي يعتقد انه سيكون امام خيارات صعبة تساهم في التضييق من الهامش المتاح امامه على صعد عدة من بينها: ان الحزب سيواجه مع انهيار النظام السوري مشكلة كبيرة في تغذية ترسانته الحربية. وايا تكن طبيعة النظام السوري الذي سيخلف النظام الحالي فلن يكون قريبا من ايران او ممرا لاسلحة ايرانية الى لبنان او الى الحزب، مما سيضع الحزب امام تحد آخر لا يقل اهمية وهو تضاؤل قدرته على التهديد بالحرب او الافساح في المجال امام حصولها. اذ ان اي حرب جديدة قد تنشأ في ظل هذه الظروف قد تكون الاخيرة التي يمكن ان يقوم بها الحزب في الوقت الذي ستستفيد اسرائيل من واقع غياب الغطاء السوري ووقف الامداد الى الاستشراس عليه لانهائه، اضافة الى تدمير لبنان كما فعلت سابقا. ولا يقل اهمية عن هذه العوامل واقع وجود انقسام داخلي كبير حول سلاح الحزب باعتبار ان التغطية الحكومية الراهنة لن تستمر هي ايضا بعد انهيار النظام السوري، ولا تغطية لهذا السلاح من فئات داخلية مؤثرة، وهذا السلاح بات يفتقد الى تغطية من طائفة اساسية هي الطائفة السنية لن تعوضه التحالفات التي اقامها الحزب في الداخل لاعتبارات متعددة قد يكون ابرزها افتقاده الى التغطية الاقليمية.

لهذه الاسباب يبدو الكلام عن تدخل غربي في الوضع الراهن في لبنان في غير محله لأن لا اهتمام اطلاقا بلبنان في الخارج وعلى اي صعيد كان. فهناك اهتمام بان يسود الاستقرار من اجل التفرغ الى الوضع السوري على قاعدة الاقتناع بان معالجة هذا الوضع سيؤدي حكما الى معالجة الوضع اللبناني في المسائل المعقدة بالنسبة اليه. فـ"حزب الله" ملزم ايجاد اطار لتأمين استمرارية السلاح الذي يملك عبر وضعه تحت سلطة الشرعية اقله وفق اقتناع اصحاب هذا الرأي في الخارج تحت وطأة خسارته او فقدانه أي تأثير، اللهم تأثيره في الداخل اللبناني، باعتبار ان التوازن مع اسرائيل وفق ما يقول الحزب سيفتقد الى مقومات عدة تؤمن له هذا التوازن. في حين يقول متصلون بالحزب انه ليس مستعجلا ولو انه بدأ يتحسب للوضع السوري ونهاياته التي باتت معروفة في خطوطها العريضة. وهو لا يزال يملك الوقت من أجل التفاوض في الوقت المناسب على سلاحه، ومن غير المستبعد ان يطالب بتنازلات لقاء التخلي عنه او وضعه تحت سلطة الدولة اللبنانية عملا بما قاله الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل بعض الوقت ودعوته الى "مؤتمر تأسيسي" جديد. اذ يعتقد ان طاولة الحوار التي تشكل في الاساس كسبا للوقت وترييحا للاجواء ليس الا يمكن ان تشكل اطارا للمساومة لاحقا على غرار ما فرض السنة على المسيحيين التنازل في موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية. وهذا الامر سيعتمده الحزب في رأي هؤلاء من اجل الحصول على مكاسب له في السلطة قبل الموافقة على وضع السلاح بأمرة الدولة اللبنانية. اما السلاح الفلسطيني وسواه فيصبح لزوم ما لا يلزم بعد حل مسألة سلاح الحزب.

 

14 آذار تستعيد سياسة تسجيل النقاط

شارل جبور/جريدة الجمهورية

تدرك القوى السياسية، على اختلافها، أن المعطيات الخارجية والداخلية لا تخوّل أي فريق من طرفي النزاع، 8 و14 آذار، الفوز على الآخر بالضربة القاضية، الأمر الذي يدفع هذه القوى إلى الاكتفاء بتسجيل النقاط وتحسين شروط المواجهة وظروفها. نجحت 14 آذار، في أقلّ من أسبوع، في استعادة المبادرة في حواري بعبدا وبكركي انطلاقاً من هذا المعيار أخطأت 14 آذار في مناسبتين: إعلانها في 13 آذار 2011 رفض الحوار إلّا على قاعدة موافقة "حزب الله" تسليم سلاحه وفق جدول زمني محدد، وإعلانها في اجتماع بيت الوسط الأخير ربط المشاركة بالحوار بإسقاط الحكومة الميقاتية وتشكيل أخرى إنقاذية حيادية.

وهذا الخطأ سببه في المناسبة الأولى إلى رد فعل عاطفي-سياسي ردّاً على إسقاط الحكومة الحريرية، في حين كان بإمكان قوى 14 آذار الاكتفاء باعتبار سلاح الحزب سلاحا ميليشياويا ونزع صفة المقاومة عنه نهائيا، خصوصا أنه كان ثمة من لا يزال يميّز بين السلاح الموجّه إلى الداخل والسلاح الموجه إلى الخارج، وهذا الموقف لا يمكن الاستهانة به كونه ينزع الشرعية العربية-السنية عن السلاح، فضلاً عن أنه شكّل عنصر مفاجأة لـ"حزب الله" الذي كان اعتقد أن إسقاط الحكومة سيدفع فريق 14 آذار إلى المساومة لا المواجهة.

وكان مردّ الخطأ، في المناسبة الثانية، إلى سوء التقدير بأنّ لحظة إسقاط الحكومة قد استوَت مع الانتفاضة السنية الشمالية على أثر توقيف شادي المولوي واستشهاد الشيخ عبد الواحد ورفيقه، في حين أن الحركة الشعبية لم ترق إلى مستوى دفع ميقاتي إلى الاستقالة في ظلّ ميزان قوى لم يتبدل، فلا النظام السوري سقط، ولا المفاوضات الدولية-الإيرانية أسفرت عن أي توجه ونتيجة، ولا "حزب الله" في وارد الاستغناء عن أداة تنفيذية تخضع لسيطرته، ولا دول الخليج والدول الغربية لديها النية والرغبة والاستعداد والجهوزية بغية التفرّغ للساحة اللبنانية.

فقواعد اللعبة واضحة: استمرار توازن الرعب إلى حين جلاء الصورة الخارجية، هذه الصورة التي تصبّ مؤدياتها في خانة 14 آذار. ومن الواضح أن كل القوى تتقاطع عند مسألة الحفاظ على الاستقرار، ولو بالحد الأدنى. وبالتالي، أكثر ما يمكن القيام به في هذه المرحلة الانتقالية هو ربط نزاع "حزب الله" ومنعه من فرض أي أمر واقع على غرار ما حصل في الشمال عبر إحباط محاولة الحزب تدجين الحالة السنية، فالمرحلة تختلف عن حقبة 7 أيار واتفاق الدوحة، وكسر قواعد اللعبة من جهة يجب أن يقابله كسر لهذه القواعد من قبل الجهة الأخرى.

ولا يبدو أن الحزب المحاصر من كل الجهات مستعد للقيام بأي عمل عسكري يتجاوز جس النبض الذي، وفي حال القيام به، يجب التعامل معه بقوة وحزم. وفي ما عدا ذلك، فإنّ الرأي العام، بمختلف تلاوينه، أقرب إلى التهدئة والاستقرار. وبالتالي، فإنّ المتاح حاليا لا يتجاوز الاستفادة من كل محطة سياسية لتظهير مساوئ المشروع الآخر وسلبياته على الدولة والاستقرار، واستمالة المواقع الوسطية لتُشَكّل وقوى 14 آذار الأكثرية الوازنة والقادرة على استعادة التوازن بين مشروعي الدولة و"حزب الله".

وفي هذا السياق بدا الحزب بين الجلسة الأولى للحوار والجلسة الثانية مربكا وتبريريا حيال قواعده التي لم "تهضم" موافقته على بند "تحييد لبنان عن المحاور والصراعات الإقليمية والدولية"، ما اضطره إلى التوضيح أن "الحياد ينتهي حُكماً عندما يتصل الأمر بصراع بين محور يحمل قضية فلسطين والمقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وبين محور آخر يسير في الاتجاه المعاكس". وهذا التوضيح هو تنصّل من توقيعه عن "إعلان بعبدا"، واستخدامه مجددا اللغة الخشبية نفسها لإرضاء جمهوره.

واستباقاً لجلسة الحوار، خرج الحزب عن صمته ليؤكد أن هناك انقساما جذريا حول تعريف الاستراتيجية الدفاعية، و"أن سلاح المقاومة هو شرعي بالكامل"، و"أن البحث في مبدأ دمج المقاومة بالجيش مستحيل في ظل غياب القرار السياسي المستند الى خيارات واضحة"، و"أن المصلحة العليا تتطلب الحفاظ على التمايز بين المقاومة والجيش"، و"أن المقاومة ليست نقيضا للدولة، والتعايش بينهما نجح على مدى سنوات طويلة"، و"أن جعل سلاح المقاومة تحت الإمرة السياسية للدولة سيكون مغامرة، لأنه إذا كانت الدولة تتعثر في معالجة أزمة الكهرباء وإقرار الموازنة وتعيين رئيس مجلس القضاء الأعلى فهل يُنتظر منها ان تنجح في حماية لبنان من العدوان الاسرائيلي؟"

فالحجج التي ساقها ينطبق عليها المثل القائل "وفسّر الماء بعد الجهد بالماء"، لأنها ذرائع إنشائية ولا تستند إلى وقائع دامغة وثابتة، ولعلّ أظرفها "إذا كانت الدولة تتعثر في معالجة أزمة الكهرباء..."، متناسياً أن الحكومة حكومته وأنه القوة التعطيلية للحكومات التي سبقتها. ولكن العبرة من كل ذلك أن الحوار وضع الحزب في الموقع الدفاعي، وهذه النقطة تسجل لأخصامه عليه.

وفي موازاة حوار بعبدا، نجح مسيحيو 14 آذار في حوارهم مع البطريرك الماروني في تحييده بالحد الأدنى في ظل تقاطع مصالح بين الطرفين بإعادة وصل العلاقة عشيّة زيارة البابا، فضلاً عن أنه لا يمكن لهذا الفريق مقاطعة بطريرك ما زال في بداية عهده، علماً أن بإمكانه إعادة "القطع" عند أي اختلال في العلاقة، والجدير ذكره أن الوفد أكّد على ثوابته من الملفات الخلافية بين الجانبين.

نجحت 14 آذار، في أقل من أسبوع، في استعادة المبادرة في حواري بعبدا وبكركي، وطالما أن المرحلة لا تحتمل أكثر من ذلك، فالمطلوب المناورة ضمن حدود اللعبة.

 

عون: زحلة أول من سيواجه الخطر السلفي

صبحي منذر ياغي/جريدة الجمهورية

«زيارتي زحلة ليست لغاية انتخابية بل للبحث في الخطر الذي يتهددها». خطر دفع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى دقّ ناقوس الخطر في خلال لقاء حواري جمعه بأهالي المدينة، فحذرهم من أنّ عروس البقاع «ستكون أول مدينة مسيحية تواجه الخطر الآتي المتمثل بالسلفية التكفيرية».

يدخل الجنرال القاعة، ومن دون أي نشيد وطني يبدأ اللقاء. ويلحظ أحد المنظمين عدم وجود علمَي لبنان والتيار، فيسارع إلى وضعهما خلف "الجنرال" الذي بدأ مستعرضاً الوضع الإقليمي، مؤكداً أن "زيارتي لزحلة ليست سياسية وانتخابية، بقدر ما هي لعرض الأوضاع على قيادات زحلة الروحية وفاعلياتها، وسط الأزمات والمتغيرات المتتالية على منطقة البحر المتوسط، والتي ترافقها أزمة اقتصادية ومالية على لبنان". وينطلق عون موجّهاً سهامه نحو خصومه: "نحن نعمل لاستقرار لبنان لخلق موازين قوى داخلية لا تسمح لأحد أن يطمع بالربح إذا حاول ذلك، لأن الجهة الأقوى (الأكثرية) تريد استقرار لبنان، بينما الجهة الأضعف (المعارضة) تحاول ضرب هذا الاستقرار، متوسلين كل القضايا الطائفية والمذهبية، وتجنيد شعب أو مسلحين".

وفجأة أعلن عون استعداده لتلقي أسئلة الحضور طالباً إيقاف كاميرات التصوير، في الوقت الذي طُلِبَ فيه من الصحافيين مغادرة القاعة.

تسأل سيدة الجنرال عن الطريقة التي يمكن فيها محاربة استئثار "الصوت السنّي" بنتائج الانتخابات في زحلة، فيجيب: "صحيح أن هناك انتقالا شرعياً أو غير شرعي للأصوات، ولكن مدينة زحلة لوحدها إذا شاءت توحيد كلمتها ومواجهة الخطر، يمكنها أن "تسكر العجز"، لذا فالاختيار الزحلاوي مهمة ملقاة على عاتقكم، وعلى المرشحين إقناعكم بهذا الخيار".

ويضيف: "لم يكن لدينا خصم لبناني في الانتخابات الماضية، خصمنا كان البترودولار، المال الخليجي، والحرب كانت في المناطق المسيحية، لأن المناطق الإسلامية كانت معروفة النتائج تقريباً، غايتهم كانت تأمين ثلثي المجلس ليتمكنوا من تمرير ما يشاؤون من قوانين وتعديل الدستور، ولكن الحمد لله تمكنا من تعطيل هذه المسألة، صحيح أننا لم نأخذ الأكثرية بفارق سبعة نواب، ولكننا لم نسمح لهم بأخذ الثلثين".

لكن كيف تُحصّل الحقوق ويواجه المعرقلون، يجيب عون: "نحن في صراع منذ تموز 2010 لتعيين رئيس مجلس القضاء الأعلى، ووزير العدل يعمل جيداً، وقد بدأ مع لجان التفتيش بحملة لتنظيف القضاء وأبعدوا حتى اليوم أربعة قضاة فاسدين، وهم يتابعون عملهم في هذا الاتجاه. أما من ناحية الأمن، فالدولة غير متجانسة ومواقفها الأمنية ضعيفة، وما شهدناه في عكار خير دليل. ومن الجيد أن ننأى عما يحدث في سوريا، ولكن لا يجوز أن ننأى بنفسنا عن عكار وطرابلس".

الكهرباء والمياه... وينتقل الحديث إلى الكهرباء، فيعتبر عون أنهم "يريدون تحويلها شركة خاصة، فنحن عندما استلمنا وزارة الطاقة وجدناها "خربة" ولكننا في تموز 2010 أنجزنا خطة كاملة للكهرباء، صادقت عليها الحكومة، وجميعكم تعرفون كيف حصلت العرقلة ومن سببها". ويضيف: "الأمر نفسه حصل بالنسبة إلى المياه، خطط السدود جاهزة ولكن الحكومة لا تخصص المال للاستملاكات، وقد سمعت بالأمس النائب أكرم شهيب يقول بفجور أنهم سعوا إلى تشكيل مجموعة داخل الحكومة لتعطيل مخططات ميشال عون وجبران باسيل. صَدَق أكرم شهيب لأنّ اثني عشر صوتاً داخل الحكومة يمكن أن يعطلوا أي قرار، ومن دون أي خجل أيضا يأتي شهيب وسواه لاتهامنا بالفشل والتقصير وتحميلنا مسؤولية عدم إنجاز المشاريع".

ميقاتي عراب الصناديق

ويصوّب عون سهامه في اتجاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، متهماً إياه بأنه "عراب كل الصناديق، هو الناطور الذي يوزع الحصص، والمشكلة أن الفساد صار جزءاً من ثقافة الشعب ولم تعد أخبار الفساد مهما بلغت أهميتها تثير استنكاراً أو ردة فعل، والإعلام يغذي هذه الثقافة عبر تركيزه على مواضيع جانبية. أما المواضيع التي تتعلق بفضائح مالية والفساد فيعطيها حيزاً ضيقاً، والقضاء فيجد لأي قضية فساد مخرجاً مشرفاً".

السلفية... والخطر على زحلة

ويتوقف عون ملياً أمام ظهور موجة الحركات السلفية التكفيرية في الوطن العربي، لافتاً إلى أنّ "القوات اللبنانية والكتائب تتعاونان مع قطر والمملكة العربية السعودية لإسقاط النظام في سوريا".

ويضيف: "صحيح أن في سوريا كبتٌ سياسي وأنا لا أنكر، ولكن فيها على الأقل حرية الحياة الاجتماعية، فلا ثورة في سوريا كما يقال، بل حرب تخوضها أميركا وأوروبا ومجموعات في الأمم المتحدة وهم يدعون الحفاظ على حقوق الإنسان، فهل قطر والسعودية تعملان لحقوق الإنسان؟"

وكمن يدق ناقوس الخطر، يشدد عون على أن زيارته لزحلة "ليست لغاية انتخابية بل للبحث في الخطر الذي يتهددها"، متوجهاً إلى الحضور بالقول: "نحن مهددين بقيمنا، فأول مبدأ عند حزب "التحرير" الذي يعتبر من الأحزاب "المعتدلة"، أن "الديموقراطية هي ضد الشريعة"، وهدفه هو أسلمة الكون وليس فقط منطقتنا، وعقيدتهم تطالب الشعوب باعتماد الشريعة الإسلامية وتطبيقها، حتى ولو لم تكن هذه الشعوب من الديانة الإسلامية، وهذا بالطبع يهدد وجودنا".

ويرى عون أنّ "زحلة، القريبة من الشام، ستكون أول مدينة مسيحية تواجه هذا الوضع، وبالتالي الخطر الآتي هو السلفي التكفيري وهو الغاية الأولى من زيارتي وقد بحث في هذا الموضوع مع السادة المطارنة والأساقفة".

أما بالنسبة إلى قانون الانتخاب، فيعتبر عون أنّ "القانون الانتخابي الأنسب لإلغاء الطّائفيّة السياسيّة هو القانون الذي يقوم على النسبيّة مع اعتماد لبنان دائرة واحدة، فعندما تتوحّد الطّوائف في لوائح مشتركة تغطّي كامل الأراضي اللّبنانيّة، ينتفي الخطاب السياسي وبالتّالي تنتفي الطّائفيّة السياسيّة".

عشاء التيار الوطني الحر

ومساء، شارك عون في حفل عشاء هيئة زحلة في "التيار الوطني الحر"، مشددا على ضرورة أخذ الإجراءات اللازمة لحفظ استقرارنا ووحدتنا"، لافتاً إلى انه "أصبح لدينا اليوم الكثير من الخلايا الإرهابيّة، تكبر وتحمل السّلاح". واعتبر أنّ "هناك سكوتاً تواطؤيّاً على كل الأحداث التي تحصل منذ العام 2006، حتّى أنّ الأمم المتّحدة التي كانت تدّعي الحفاظ على لبنان واستقلاله ومنع الجريمة فيه، هي أوّل من نبّهنا". وقال: "نعيش اليوم صدامات كبرى بين "التيار الوطني الحر" ومن حكموا لبنان خلال العشرين عاما الماضية، أي الحكومات المتتالية منذ عام 1993 حتّى العام 2009.

والسّبب هو فقدان حسابات الدّولة اللبنانيّة، حيثُ تُعد الخسائر بعشرات مليارات الدّولارات. هذا ليس اتّهاماً شفهيّاً ولا سجالاً إعلاميّاً، هذه ثوابت حسابيّة موجودة في وثائق، قرر فيها ديوان المحاسبة أخيراً وتحوّلت للنيابة العامّة".

أضاف: "نحن اليوم نتعرّض لاعتداءات معنويّة لا تُحصى، أجهزة الإعلام، مسارح، نوّاب، وزراء سابقين، جميعهم يعتدون علينا. وزراؤنا الذين اشتركوا في الحكم يتمتعون بالأخلاق ونظافة الكف ونحن لا نمنّن بذلك، فهذه طبيعتنا وتربيتنا وأخلاقنا".

ولفت إلى أنها "المرة الأولى الّتي يُحاكَم فيها من يعمل ويتّهم بأنّه مهمِل، فيما المهمل الحقيقي والمذنب هو الّذي خرب الدّولة على مدى 20 عاماً، وهو أيضاً من يمنعنا عن إصلاح أخطائه وإصلاح نتائج جرائمه. فلا يجب أن تسكتوا بعد الآن، لقد التزم التّيار الوطني الحر الهدوء طويلاً، ولكن لن نكون هادئين بعد اليوم".

وهاجم عون عضو "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب قائلاً: "يوم أمس، "ملك الشّر" في المجلس النّيابي، ممثّل "الحزب الاشتراكي أكرم شهيّب، قال "إنّهم دخلوا الحكومة واتّفقوا مع رئيسي الجمهورية والحكومة ليفرملوا ويعرقلوا مشاريع عون ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل. ويتّهموننا بعد ذلك بأنّنا نحن الّذين أهملنا الأعمال. إذا كنا نحن قد أهملنا فكيف فرمل هو؟".

 

المجلس الوطني" يسعى لإقامة "منطقة محررة" من الحسكة إلى حلب بالتعاون مع أكراد العراق 

فرق اغتيال سورية - إيرانية تخطط لاستهداف مسؤولين خليجيين

 بغداد - باسل محمد: السياسة

علمت "السياسة" أن رئيس "المجلس الوطني" السوري عبد الباسط سيدا يعتزم زيارة اقليم كردستان للقاء الزعيم الكردي مسعود بارزاني وقيادات كردية في اربيل.

وتحدثت المعلومات عن ان سيدا سيطلب من القيادة الكردية في كردستان تسهيل نقل السلاح الى مدينتي القامشلي والحسكة انطلاقاً من أراضي الاقليم الكردي الذي يتمتع بحكم فيدرالي شمال العراق.

وحسب مصادر سياسية كردية, فإن "المجلس الوطني" السوري يخطط لتحويل المنطقة الشمالية السورية من الحسكة والقامشلي وحتى مدينة حلب الى "منطقة محررة" من قوات نظام بشار الاسد لكي يتسنى نقل قيادة "الجيش السوري الحر" وبعض قيادات "المجلس الوطني" الى داخل سورية, وهو تطور سيسهم في تحقيق نتيجتين حيويتين: الأولى, اقناع مجلس الأمن الدولي بتأمين حماية دولية للمناطق المحررة, والثانية, تشكيل قوات عسكرية للمعارضة أكثر تنظيماً وتسليحاً للعمل على تحرير بقية المناطق السورية.

وأكدت المصادر العراقية ان "المجلس الوطني" السوري على قناعة بأن الانتقال الى مرحلة إقامة منطقة سورية محررة سيدفع الكثير من قيادات الجيش النظامي الى الانشقاق واللجوء الى هذه المنطقة والانضمام الى "الجيش الحر", كما أن من شأن انشاء منطقة محررة واسعة في الشمال ان يشكل ضربة معنوية لأركان النظام, ما قد يؤدي الى اشعال الوضع في دمشق وبقية المدن الكبيرة, وبالتالي يعجل من انهيار نظام الاسد.

وأشارت المصادر الكردية الى ان الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وبريطانيا ودول في مجلس التعاون الخليجي مستعدة لنشر قوات خاصة إذا نجحت المعارضة السورية بإعلان المنطقة الشمالية من الحسكة وحتى حلب منطقة محررة بالكامل, كما ان تدخل القوات الصديقة في هذه الحالة لن يحتاج الى قرار من مجلس الأمن الدولي.

من جهتها, قالت مصادر في "حزب الدعوة" برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي ل¯"السياسة" ان الحكومة المركزية في بغداد تسعى لفرض سيطرتها الكاملة على الممر الحدودي من سنجار وحتى الحدود السورية, الذي يعتقد انه سيكون الممر الوحيد لنقل السلاح الى داخل سورية.

واضافت ان المالكي لن يسمح لأي طرف عراقي بأن يكون جزءاً من المساعي الرامية للإطاحة بنظام الاسد وان بعض الخلافات الراهنة مع اقليم كردستان تتعلق بالفعل بملفات امنية اقليمية بينها الموقف من الأزمة السورية.

وأشارت المصادر إلى أن هناك دولاً كبرى واقليمية, في مقدمها تركيا, تحاول اقناع بارزاني بالمشاركة الجدية في دعم المعارضة السورية وتعزيز الجهود على الارض لهزيمة نظام الاسد, محذرة من ان بارزاني اذا قام بهذه الخطوة المساندة للمعارضة السورية, يمكن للمالكي ان يقرر "اجتياح" اقليم كردستان.

وكشفت المصادر أن مسؤولين أتراكاً ناقشوا هذا المستوى من التعاون مع بارزاني لأن انقرة مقتنعة بأن الشمال السوري لن يحرر بالكامل من دون تعاون أكراد العراق ومحافظة نينوى الخاضعة لنفوذ ائتلاف "العراقية" برئاسة اياد علاوي بشكل اساسي, وهذا ما يفسر تطبيع العلاقات بين محافظة نينوى السنية واقليم كردستان بهدف الدخول في خطة دولية - اقليمية لتدريب وتسليح المعارضة السورية انطلاقاً من شمال العراق, خاصة إذا سارت الازمة بين بارزاني وعلاوي وبين المالكي باتجاه المزيد من التصعيد والمواجهة.

على صعيد متصل, كشفت مصادر في "حزب الوفاق الوطني" برئاسة اياد علاوي ل¯"السياسة" ان الأخير تلقى معلومات عن اتصالات أجرتها اجهزة امنية سورية مع مجموعات عراقية لتنفيذ عمليات اغتيال ضد مسؤولين في دول عربية اختارت الوقوف ضد الاسد ودعم المعارضة السورية.

وقالت المصادر ان من اهم المسؤولين العرب المستهدفين رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم وقادة عسكريين في هيئة اركان جيوش بعض دول مجلس التعاون الخليجي المعنيين بالتنسيق وتسليح "الجيش السوري الحر", إضافة إلى مسؤولين امنيين اردنيين.

واضافت المصادر ان النظام السوري وايران و"حزب الله" اللبناني ومجموعات عراقية متطرفة ربما يكونوا وصلوا مرحلة متقدمة لإنشاء فرق اغتيالات في الخارج لهذا الغرض, وان سفارات النظامين السوري والايراني ستوفر الدعم اللوجستي, بينها الاموال والمعلومات الدقيقة, لهذه الفرق المتواجدة في اوروبا وبعض دول آسيا عندما يحضر احد الاهداف الى هذه الدول.

واعتبرت مصادر حزب علاوي تشكيل فرق اغتيال بدعم سوري وإيراني بأنه احد المؤشرات المهمة على ان نظام الاسد وصل حالة من الانهيار الداخلي لا تحتمل, وان اللجوء الى اسلوب التصفيات الجسدية هدفه تأخير سقوطه وعرقلة بعض الخطط الاقليمية التي قد تشكل تحولاً كبيراً في عمل المعارضة السورية.

 

مرسي في أول خطاب للأمة: ليس لي حقوق وإنما علي واجبات

وكالات/في أول خطاب له للأمة بعد ساعات قليلة من إعلان فوزه, تعهد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي باحترام اتفاقيات مصر الدولية، في اشارة واضحة الى  معاهدة السلام مع اسرائيل، كما وعد بتحقيق اهداف ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير 2011 التي اطاحت بحسني مبارك. وقال مرسي "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية، لقد جئنا برسالة سلام الى العالم"، مضيفا "سنحافظ على الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع دول العالم". ووعد مرسي بالعمل على تحقيق اهداف الثورة المصرية التي لخصتها شعاراتها "الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية"، واكد ان الفضل في انتخابه يرجع الى "دماء الشهداء". وقال "ما كنت لاقف بين ايديكم اليوم كأول رئيس منتخب بارادة المصريين الحرة في اول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، ما كنت لاقف معكم الان هذه الوقفة لولا توفيق الله ثم هذه التضحيات وتلك الدماء الزكية لشهدائنا الابرار ولمصابينا  العظام". واضاف "الشكر والتحية لارواح الشهداء، لامهات الشهداء، لاباء الشهداء، لاهلي جميعا ممن فقدوا العزيز عليهم وضحوا به من اجل مصر". وتابع ان "مصر الوطن ومصر الشعب في حاجة الان الى توحيد الصفوف وجمع الكلمة حتى يجني هذا الشعب العظيم ثمار تضحياته" المتمثلة في "الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وهي الشعارات الاساسية للثورة والتي لا تزال حناجر المصريين تعلنها قوية في كل منابر الثورة، الثورة مستمرة حتى تتحقق كل اهدافها".

واكد انه سيكون رئيسا لكل المصريين من كل الفئات و"للمسلمين والمسيحيين"  و"النساء والرجال". واضاف "اقول لكل فئات الشعب المصري انني اليوم باختياركم، بارادتكم انتم بعد فضل الله عز وجل, انني اليوم رئيس لكل المصريين اينما وجدوا في الداخل والخارج  في كل محافظات ومدن وقرى مصر". وتابع "ساكون لكل المصريين على مسافة واحدة لكل قدره ومكانته لا يتمايزون الا بقدر عطائهم".

وحرص مرسي على توجيه التحية للجيش، وقال "كل التحية لجيش مصر خير اجناد الارض، للقوات المسلحة، لكل ابنائها اينما وجدوا، تحية من قلبي لهم فانا احب هؤلاء واقدر دورهم واحرص على تقويتهم وعلى الحفاظ عليهم وعلى هذه المؤسسة العريقة التي نحبها  ونقدرها جميعا". كما وجه رسالة لرجال الشرطة، الذين تعرضوا لانتقادات عنيفة بعد الثورة بسبب الممارسات القمعية لوزارة الداخلية في عهد مبارك، مؤكدا انه يفرق بين من يرتكبون تجاوزات والغالبية الشريفة منهم. وقال "تحية لرجال الشرطة الشرفاء الذين يتصور بعضهم خطأ انني احمل لبعضهم تقديرا اقل من غيرهم وهذا ظن غير صحيح، فمن يرتكب الجريمة يعاقب عليها بالقانون  اما رجال الشرطة الشرفاء وهم الاغلبية فلهم علي حق التحية الواجبة لان عليهم دورا  كبيرا في المستقبل لحفظ امن هذا الوطن".

وحيا محمد مرسي، الذي كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الاخوان المسلمين، "جميع قضاة مصر الذين اشرفوا على الانتخابات" متعهدا "بضمان استقلال السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية". ودعا الى الوحدة الوطنية قائلا "انني في هذه اللحظة التاريخية ادعو الشعب المصري العظيم الى تقوية وحدتنا الوطنية وتمتين الاواصر بيننا". وختم قائلا "انني عازم معكم وبكم على بناء مصر الجديدة الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة وفق هويتنا ومرجعيتنا".

 

الحزب" القومي" والارهاب

انطوان الياس/يقال نت

ان يرشح "الحزب السوري القومي الإجتماعي"  الدكتور الياس العازار للمقعد النيابي في قضاء الكورة, فهذا من بديهيات العمل والسياسي , ان الدستور اللبناني كفل حرية الترشح كما حرية الرأي والمعتقد, ان يترشح احد من خلال برنامج سياسي, اقتصادي, واجتماعي فهذا  هوالعمل السياسي والحزبي الصحيح .... لكن ان يمطرنا مرشح حزب الارهاب والقتل , حزب تحيا سوريا ويموت لبنان,  بشتائم وافتراءات اقل ما يقال فيها ان الاناء ينضح بما فيه, فهذا يؤكد لنا مستوى الانحطاط الفكري لدى هذا الحزب. يحدثنا المرشح العازارعما فعلته القوات اللبنانية والكتائب باهل الكورة واهل السنة, ابان الحرب اللبنانية التي انتهت منذ 22 عاما, فهذا هو برنامجه السياسي الحضاري, الذي يبني دولة, ويصلح اقتصادا, ويجد حلولا لمشاكل المواطنين المعيشية. ومن الذي يفتح دفاتر الماضي ؟؟؟ عجبا.. اليس الحزب القومي السوري هو الذي افتتح الاغتيالات السياسية في لبنان باغتياله رئيس الحكومة اللبنانية انذاك رياض الصلح, اليس الحزب القومي السوري هو الذي اغتال رئيس الجمهورية المنتخب انذاك الشهيد بشير الجميل, اليس الحزب القومي السوري هو الاداة الاستخبارتية واللوجستية لاغتيالات النظام السوري في لبنان ابان الحرب اللبنانية, وخلال فترة الوصاية البشعة, وصولا لاغتيالات ابطال ثورة الارز. من الذي كان يرسل السيارات المفخخفة للمناطق المسيحية ؟؟؟ اليس ارهابي الحزب القومي السوري,,, من الذي شن هجوما ساحقا على مقرات تيار المردة انذاك بأمر من النظام السوري؟؟؟ اليس الحزب القومي السوري.

من الذي شن هجوما على طرابلس معقل اهل السنة, ومخيمات الفلسطنيين في الشمال مع الجيش السوري ؟؟؟ اليس الحزب القومي السوري.

من الذي قتل عميد الدفاع في الحزب السوري؟؟؟ اليس رئيسه الحالي المطلوب اعتقاله بمذكرة دولية لاحترافه الارهاب. من الذي ساعد على محاولات الحسم العسكري ضد المسيحين ابان الحرب لسحقهم واذلالهم مع جميع القوى التقدمية والاسلامية؟؟؟ اليس عصابات الحزب القومي السورري . من الذي لم يسلم سلاحه استنادا الى اتفاق الطائف, بأمر من النظام السوري, واستعمله بترويع اهل السنة في بيروت كما في طرابلس؟؟؟؟ اليس ميلشيات الحزب القومي السوري. هذا غيض من فيض على ما فعله هذا الحزب الارهابي,,,

نعم جميع الميلشيات والقوى السياسية اقترفت اعمالا غير مقبولة ومبررة , وكانت اعمال الحزب القومي السوري اشنعها, لكن اتفاق الطائف انهى الحرب, وسلمت القوات اللبنانية سلاحها, وانخرطت في العمل السياسي بطريقة سلمية, حضارية وديمقراطية, لكنها لم تسلم من شيطان النظام السوري واعماله الحقيرة .

ان القوات اللبنانية قد دفعت ثمن بعض الاعمال, وطهرت نفسها باعتقال قادتها وسجنهم طوال احدى عشرة سنة, بابشع ظروف الاعتقال والاضطهاد,,, اما الحزب القومي السوري كان الاداة الطيعة للنظام السوري البغيض خلال مرحلة الوصاية, وكان المدافع الاول عن هذة الوصاية التي دمرت لبنان, ونكلت بابنائه, واغتالت قيادته, وسرقت موارده وكل ما طالت ايديهم.

ان القوات اللبنانية لم تشارك بسرقة البلد ونهبه خلال الوصاية السورية , بل الحزب القومي السوري الذي كان من الوزراء الثابتين في جميع الوزارت خلال 15 عاما, فكانت الوزارات التي شغلوها اشبه بمغارة علي البابا, مرتعا للفساد والنهب والسرقة, ان الحزب القومي السوري كان شريكا اساسيا بالديون التي فاقت 40 مليار دولار في ذلك التاريخ..... يكفي القوات اللبنانية فخرا انها لم تشارك في هذة الوساخة المالية, والاخلاقية, والانسانية, التي ما زالنا نرزح تحتها, وكان الحزب القومي السوري غارقا حتى اكثر من اذنيه في هذة الوساخة ,حتى انه كان عنوانها ومفتاحها .

ان القوات اللبنانية وخلال مهرجان شهدائها الابرار, قدم رئيس حزبها اعتذارا جريئا, شجاعا بكل تواضع الكبار, ومن منطلق مسيحي, انساني, وحضاري لجميع الشعب اللبناني, على ما قامت به القوات خلال فترة الحرب, عن قصد او غير قصد, فنال اعجاب ومحبة الناس الطيبين المخلصين لوطنهم ,,,, اما الحزب القومي السوري, ما زالت عصاباته ليومنا هذا مسلحة تعمل لاجندات خارجية , وهل ننسى 7 ايار وعصاباتهم في شوارع بيروت التي روعت وقتلت اهل السنة؟؟؟

ان القوات اللبنانية مشروعها الدولة , وحصرية السلاح , وترسيم الحدود, ونظام ديمقراطي , تقدس حرية الفرد وتعمل لعيشه الرغيد بكرامة الانسان... هل الكنائس ضد هذة المبادىء كما افتى لنا مرشح عصابات القومي السوري؟؟؟ ان القوات اللبنانية مع حرية الشعوب وضد كل الانظمة الديكتاتورية, والعسكرية, والدينية, التي تقتل شعبها كما حاصل الان مع معلم وسيد الحزب القومي السوري, انها ضد كل تطرف وتزمت وانغلاق , انها مع الانفتاح والحوار المجدي والتواصل الدائم ,,, هل الكنائس ضد هذة الثوابت كما يشيع لنا مرشح الحزب الارهابي؟؟؟

يكفي اسمها القوات اللبنانية وليس القوات السورية, كما هو الحال مع الحزب القومي السوري الذي لا يعترف بلبنان, وطن وكيان ودولة ,بل كيان ضمن سوريا الكبرى وهذا مخالف للدستور والقوانين .

كن متأكدا ايها المرشح القومي, ان اهل الكورة لن ينتخبوا للارهاب والقتل والسرقة والنهب. ان كورة شارل مالك سوف تنتخب للدولة, والفكر, وشرعة حقوق الانسان, التي هي مقدسة الان في سورية بيت الاسد صاحب نعمتكم . ان شعب الكورة الخضراء المثقف, سوف ينهي مرحلة الاستزلام والتبعية للنظام السوري المنهار, وينتخب للحرية والسيادة والاستقلال.

 

الانقلاب "الإخواني" والإسلام الأميركاني!

 د. عبدالعظيم محمود حنفي /السياسة

"الاخوان المسلمون"  يريدون الانفراد بالحكم ليس عن طريق احترام الاسس والقواعد القانونية المرعية او عن طريق عملية انتخابية حرة ونزيهة, بل عبر رفع راية العصيان والتمرد والخروج على الشرعية ورفض حكم دولة القانون يريدون ان يكون حكمهم كاملا وشاملا واستبداديا, اي نموذج لحكم حسني مبارك بل وابشع بعباءة اسلامية وهكذا يسلبون الثورة اهدافها ومراميها ويضربون كل ما ارسته الجمهورية المصرية عقب ثورة 23 يوليو,  والانقضاض على الثورة التي أنجبها جيل المعاناة من الشباب وجيل الرفض للظلم والاستبداد.

يريد "الاخوان"  اعادة انتاج صورة المجتمع القديم وانتاج مجتمع استبدادي تسلبه كل مقومات الحياة ويسلبون حق الشعب المصري في التغيير الشامل والثوري في جميع مجالات العمل الوطني نحو الحياة الفضلى, الحياة الطليقة من كل قيود الاستغلال والظلم الاجتماعي للتقدم على طريق الامال الواسعة لشعب مصر. "الاخوان" يهددون بعودة سيرتهم الاولى  سيرة العنف  والاغتيالات باستخدام الاعتصامات والمظاهرات واستخدام حكم محكمة عريقة في عدم مشروعية قانون انتخابي باطل ومعيب باجماع الجميع كقميص عثمان للبدء في انقلاب دموي على الثورة والشرعية القانونية وقيم الدولة الجمهورية القائمة على دولة مصرية تقوم على مبدأ المواطنة والعزة لكل المصريين. ان تلك الممارسات "الاخوانية" والاتجاه نحو محاولة الانقلاب الدموي مثيرة للقلق والخوف.  قلق على مستقبل مصر الديمقراطي وخوف على الحريات وحقوق المرأة, وتساؤل حول علاقات ينسجونها مع الغرب. والادهى هو ان كل تلك الممارسات الشيطانية تمارس باسم الدين. الذي ظل في العصر الحديث اداة ميسورة للسياسة, تستغله القوى الرجعية  لتشريع وجودها غير الشرعي مرة, او لتبرير ابتزازاتها مرة اخرى . وباسم الدين  يريدون هدم اسس الدولة وقيمها الجمهورية الديمقراطية العادلة وعلى اساس الدين لم تنجح تلك الحركات المستخدمة للدين الا في ان تفاقم مشكلات الوطن وتمزقه اربا اربا وتقهر المواطن في كل تجاربهم. ولذا فإن حركات العمل الديني - السياسي لم تفشل فقط وانما هزمت اغراضها بنفسها .

واليوم نشهد محاولة جديدة, من جانب الحركة الرجعية المنبوذة المتداعية, لتتخذ مسوح الاسلام ستارا لها وحماية, بعد ان كشفتها القوى التقدمية الثورية الى درجة العري . فالقيم الاستبدادية  - المحمومة -  التي تروج لها تلك الجماعة الرجعية ليس فيها من الاسلام الا الاسم, ولكنها تحت الجلد وحتى النخاع مؤامرة  سياسية صرف  لسلب المجتمع المصري حريته واستقلاله وقيمه الديمقراطية وعدالته الاجتماعية , مؤامرة على الدولة المصرية المتسامحة وعنوانها الازهر وتستهدف  الحركة الابقاء على كيانها ووجودها في وجه مصيرها المحتوم, ووسيلتها الى ذلك تخريب الدولة  و تفجيرها من الداخل, ولكن قناعه الذي يتسلل خلفه هو الاسلام . يكرر القصة القديمة من استغلال السياسة للدين و الاتجار به .والادهى انهم يسيرون عبر اتفاق مع الاميركيين نحو اسلام اميركاني يستهدف الدولة الامة وما غضب القادة في واشنطن وذرف الدموع على مشروع "الاخوان" الا بكاء على "الاسلام الأميركاني الذي  يريده الأميركيون وحلفاؤهم في الشرق الأوسط" كنسخة  جديدة  من "الاسلام السياسي" تستقوي بها واشنطن على العرب والمسلمين.

ف¯ "الإخوان" انخرطوا في حلف غير مقدس مع الإدارة الأميركية على أن يخلي لهم الأميركيون طريق الحكم مقابل التزامهم وضبط إيقاعهم في المنطقة وفق الأجندة الأميركية وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل. وتلك الرؤية لها  مسوغات قوية في الواقع الحالي المتحرك وفي التاريخ القريب الحي على حد سواء. فإيصال قوى "الاسلام السياسي" إلى سدة الحكم على ظهور الدبابات الأميركية الغازية في العراق أو على متن طائرات حلف "الناتو" الحربية في ليبيا أو بدعم وكلاء اقليميين للولايات المتحدة في الصومال .

"الاخوان" يبيعون مصر ويسمسرون ويعقدون الصفقات مع الولايات المتحدة ومع اسرائيل عبر واشنطن على جثة مصر ومصالح مصر العليا وعلى حساب قضية العرب الاولى القضية الفلسطينية  وبعد ذلك يريدون اقناع المصريين بأنهم ثوريون .

*خبير مصري بالشؤون السياسية والستراتيجية

 

حصل على 51.73% من الأصوات مقابل 48.27% لأحمد شفيق 

محمد مرسي رئيساً لمصر بلا صلاحيات

القاهرة - وكالات: فاز مرشح جماعة "الإخوان المسلمين" محمد مرسي, في اول انتخابات رئاسية مصرية بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير 2011, ليصبح أول اسلامي يتولى رئاسة اكبر بلد عربي لجهة عدد السكان.

وأعلن رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية فاروق سلطان, مساء أمس, فوز محمد مرسي مرشح "حزب الحرية والعدالة" المنبثق عن جماعة "الاخوان المسلمين" بنسبة 51,73 في المئة (13 مليوناً و230 ألفاً و131 صوتاً) على منافسه آخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق الذي حصل على 48.27 في المئة من الأصوات (12 مليوناً و347 ألفاً و380 صوتاً).

وقال سلطان في مؤتمر صحافي لاعلان نتائج الانتخابات "الفائز في الانتخابات الرئاسية هو محمد مرسي عيسى العياط".

وبلغت نسبة الاقبال في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نظمت يومي 16 و17 يونيو الجاري 51,8 في المئة, حيث شارك فيها 26 مليونا 420 ألفاً و763 ناخباً من اجمالي عدد الناخبين المسجلين البالغ 50 مليونا و958 ألفاً و794 ناخباً.

وكانت نسبة المشاركة بلغت 46 في المئة في الدور الاول من هذه الانتخابات الذي نظم يومي 23 و24 مايو الماضي.

وفي أول موقف له, تعهد مرسي أن يكون رئيسا خادما للشعب وأجيرا عنده.

وقال في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لن أخون الله فيكم ولن أخون هذا الوطن", وقدم التحية لقضاء مصر العادل ورجال الجيش والشرطة الذين حموا العملية الديمقراطية.

وفور إعلان فوز مرسي, انفجرت الفرحة في ميدان التحرير حيث احتشد عشرات الآلاف من أنصاره في انتظار اعلان النتيجة رسمياً, وأخذوا يرقصون في حلقات ويهتفون ويكبرون احتفالاً بالفوز, وأطلقوا الالعاب النارية ابتهاجاً, في حين علت مكبرات أصوات انصار مرسي احتفاء بالحدث.

في المقابل, سادت حالة من الوجوم ومشاعر الخيبة بين انصار شفيق الذي كرر في الايام الاخيرة انه هو الفائز بناء على ما لديه من ارقام.

ولم يخف العديد من انصاره الذين كانوا متجمعين بمدينة نصر حزنهم ووضع عدد منهم ايديهم على رؤوسهم علامة على الحزن للنتيجة.

واستفاد مرسي رئيس "حزب الحرية والعدالة" من الشبكة الضخمة والمنظمة لجماعة "الاخوان المسلمين" أكبر القوى السياسية وأكثرها تنظيماً في البلاد.

ورغم ان الرئيس المنتخب سيترأس السلطة التنفيذية وسيعين رئيس الوزراء والوزراء بموجب الاعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011, الا ان هامش المناورة المتاح لمحمد مرسي لن يكون كبيراً, بعد ان اصدر المجلس العسكري اعلانا دستوريا مكملا الاحد الماضي منح نفسه بموجبه صلاحيات واسعة, كما استعاد سلطة التشريع بعد ان قررت المحكمة الدستورية العليا في 14 يونيو الجاري حل مجلس الشعب.

واعلن المجلس العسكري قبل اعلان النتائج رسمياً انه يعتزم تنظيم احتفال في 30 يونيو الجاري لتسليم السلطة الى الرئيس المنتخب.

ووضع اعلان النتائج الرسمية حداً لحالة من القلق تصاعدت خلال الايام الاخيرة خشية وقوع اعمال عنف في البلاد اذا لم يعلن فوز محمد مرسي, خصوصاً بعد ان اعتصم الالاف من أنصار جماعة "الاخوان" والاحزاب السلفية والقوى الثورية في ميدان التحرير خلال الايام الاخيرة في انتظار النتائج الرسمية. وكانت جماعة "الاخوان المسلمين" اعلنت بعد ساعات من انتهاء الجولة الثانية للانتخابات الاحد الماضي فوز مرشحها, الا ان حملة شفيق شككت في النتائج. واكد رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية ان اللجنة "اهتمت" بشكل خاص بالشكاوى من منع ناخبين مسيحيين من الادلاء بأصواتهم في صعيد مصر, لما لهذه الطعون اذا صحت من "تأثير على العملية الانتخابية برمتها" غير انه لم يثبت لديها صحة هذه الطعون. وحبس المصريون انفاسهم وسادت اجواء من الترقب العاصمة المصرية قبل اعلان نتيجة الانتخابات, حيث خلت شوارع العاصمة المزدحمة عادة من المارة واغلقت المحال التجارية والمدارس والبنوك ابوابها قبل الموعد المعتاد. وانتشرت قوات اضافية من الجيش والشرطة في القاهرة, في حين حلقت مروحيات للجيش في سمائها. وأكدت السلطات انها عززت الاجراءات الامنية ووضعت خططا لمواجهة اي اضطرابات قد تحدث بعد اعلان النتائج. وقامت قوات الامن بإغلاق الشارع الذي يطل عليه مجلس الوزراء, كما عززت قوات الامن المركزي من انتشارها فى المكان.

 

ثلاثة طيارين سوريين لجأوا إلى الأردن

عمان - يو بي اي: تمكن ثلاثة طيارين عسكريين من سلاح الجو السوري انشقوا عن النظام, من اللحاق بزميلهم الطيار العقيد المنشق حسين مرعي الحمادة (54 عاما) الذي لجأ بطائرته المقاتلة "ميغ 21" إلى الأردن الخميس الماضي. ونقلت صحيفة "العرب اليوم" الأردنية الصادرة أمس عن معارض سوري مقيم في عمان, قوله إن "الطيارين الثلاثة تمكنوا من دخول الأراضي الأردنية عبر الشيك الحدودي بين البلدين بطريقة غير شرعية بعد ساعات على تمكن زميلهم من الدخول", موضحاً أنهم "يقيمون بإحدى محافظات المملكة بعد أن أمنت السلطات الأمن لهم". ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن "الطيار السوري المنشق كان يطير على مقربة من الحدود الأردنية ولكونه برتبة عقيد وقائد سرب في سورية ولديه معرفة تامة بطيبوغرافية الأرض, استطاع التسلل من خلال الرادارات السورية والأردنية والتحليق على ارتفاع منخفض جدا". وأضافت المصادر أن "الطيار أطلق عند دخوله الأجواء الأردنية نداء استغاثة بحجة وجود حالة طارئة بالطائرة, وسمح له بالهبوط بقاعدة الملك حسين الجوية في شمال شرق البلاد". وأشارت الى أنه "فور نزوله من الطائرة تم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة, حيث تم ابلاغ المعنيين بسلاح الجو والقيادة العامة للقوات المسلحة ورئاسة الورزاء وجرى التحفظ عليه من قبل الأجهزة المختصة, وسلم الطيار معداته العسكرية كافة الى السلطات المعنية في البلاد". في سياق متصل, نفى وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة, أمس, ما تردد عن ارتفاع عدد الطياريين السوريين المنشقين داخل أراضي المملكة إلى سبعة.

 

نتانياهو يزود بوتين اليوم معلومات استخباراتية عن برنامج طهران النووي 

إيران تغّير أسماء ناقلات نفطها مع اقتراب الحظر الأوروبي

 حشد كبير من المعارضين الإيرانيين خلال مهرجان ضخم دعماً لمنظمة "مجاهدي خلق" قرب باريس (أ. ف. ب)بروكسل, دب , تل أبيب - رويترز, د ب أ, يو بي اي: أكدت مصادر ديبلوماسية, أمس, أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعتزمون خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ اليوم, اتخاذ قرار بالإبقاء على العقوبات المقررة ضد إيران وفقاً للخطط الموضوعة لذلك, وتشديد العقوبات المفروضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ومن المنتظر ان يتم وقف جميع واردات النفط القادمة من إيران إلى الاتحاد الأوروبي اعتبارا من مطلع يوليو المقبل, على الرغم من الأثر الشديد الذي سيتسبب فيه هذا القرار بالنسبة لليونان.

كما ينتظر عدم تمديد مدة القرار الخاص بالسماح لشركات التأمين الأوروبية بتقديم خدمات تأمينية لناقلات البترول من وإلى إيران, وهو القرار الذي ستنتهي مدته نهاية الشهر الجاري.

وفي هذا الاطار, أظهرت بيانات تتبع السفن أن إيران وضعت أسماء جديدة باللغة الانكليزية وغيرت الاعلام على متن كثير من ناقلاتها النفطية, التي تبحر اثنتان منها صوب أوروبا, وذلك قبل أسبوع من سريان حظر الاتحاد الاوروبي على استيراد النفط من الجمهورية الاسلامية.

وتحول اسم الناقلة "هاراز" الى "فريدم", والناقلة "نيسا" إلى "تروث", كما تغير اسم الناقلة "سيما" الى "بلوسوم".

وتم تسجيل ثلث السفن التي تديرها شركة الناقلات الوطنية الايرانية على الاقل في جزر توفالو بالمحيط الهادي وتنزانيا, بعد أن تخلت عن أعلام مالطا وقبرص.

وشركة الناقلات الوطنية الايرانية ليست مدرجة ضمن عقوبات الامم المتحدة, لكن مالطا وقبرص تتعرضان لضغوط متزايدة من الاتحاد الاوروبي لوقف رفع أعلامهما على سفن مرتبطة بالحكومة الايرانية.

وترفع شركة الناقلات الايرانية أعلاماً لجزر توفالو على 11 ناقلة على الاقل من ناقلاتها النفطية البالغ عددها 39 ناقلة, فيما ترفع علم تنزانيا على ناقلتين على الاقل.

وأظهرت بيانات لتتبع السفن أن ناقلتين تحملان حالياً اسمي "بايونير" و"ايليت" تبحران في البحر الاحمر صوب أوروبا.

في سياق متصل, ذكرت مصادر اسرائيلية, أمس, أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيحاول إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيبدأ زيارة لتل أبيب اليوم بتشديد العقوبات ضد إيران, وسط تقديرات بأن القيادة الإسرائيلية لن تنجح بالتأثير على الموقف الروسي من الأزمة السورية.

وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني أن القيادة الإسرائيلية مهتمة هذه الفترة بموضوع واحد فقط وهو وقف تطوير البرنامج النووي الإيراني, ولذلك فإنهم سيحاولون إقناع بوتين بتأييد تشديد المواقف تجاه إيران.

وسيسعى نتانياهو إلى استعراض كل المعلومات الاستخباراتية التي بحوزة إسرائيل عن البرنامج النووي الإيراني أمام بوتين.

لكن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إن قدرة إسرائيل على إقناع روسيا منخفضة جدا وأن "روسيا لا تتأثر بموقف إسرائيل أبدا".

وذكرت الصحيفة أن بوتين سيلتقي في إسرائيل الرئيس شيمون بيريس ونتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع ايهود باراك, مشيرة إلى أنهم "جميعهم ينوون الاهتمام بأن يخرج بوتين من هنا راضياً ومتخماً بالمعلومات".

وسيستقبل ليبرمان بوتين وسيشارك في جميع اللقاءات بين الرئيس الروسي والمسؤولين الإسرائيليين وسيهتم بالترجمة خلال المحادثات الحساسة بين الجانبين.

ووفقاً للصحيفة فإنه على ضوء ضعف روسيا أمام الولايات المتحدة في مجال الطائرات الصغيرة من دون طيار, فإن موسكو معنية بتوثيق العلاقات مع إسرائيل في هذا المجال.

والسبب الرئيسي المعلن لزيارة بوتين هو تدشين نصب تذكاري لجنود الجيش الأحمر السوفياتي الذي حاربوا ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية, الذي تم وضعه في مدينة نتانيا في شمال تل أبيب.

 

إيلي كوهين اللبناني

محمد بدير/الأخبار

فصول التجسس الإسرائيلي في لبنان لم تكن وليدة تحول الجنوب اللبناني إلى جبهة مقاومة للاحتلال في بداية السبعينيات. تعود القصة إلى عقود قبل ذلك، وتحديداً إلى الأعوام الأولى التي أعقبت قيام «دولة إسرائيل»، حين قررت استخباراتها زرع جواسيس وراء الحدود الشمالية، كان من طلائعهم «مصطفى طالب».

بداية عام 1962، اختفى مصطفى طالب، رجل الأعمال اللبناني من أصل جزائري. أبلغ أصدقاءه أنه عائد إلى الجزائر ليعيش مع أهله هناك، بعدما تحرر وطنه الأم من الاحتلال الفرنسي. لا أحد من هؤلاء الأصدقاء، ومن بينهم شخصيات لبنانية عامة، ورجال أعمال وتجار، سمع عنه بعد ذلك. لا أحد منهم عرف أن طالب كان جاسوساً إسرائيلياً يعمل في الوحدة 131 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، والخاصة بتشغيل العملاء في الدول المعادية، وأن اختفاءه لم يكن سوى ترجمة لقرار من الوحدة بوقف نشاطه التجسسي، وإعادته إلى إسرائيل.

في 14 كانون ثاني 1962، هبط طالب، أو مسعود بوتون، بحسب هويته الإسرائيلية الأصلية، في مطار اللد، منهياً مهمةً استمرت سبعة أعوام من العمل التجسسي، تنقّل خلالها بين بيروت ودمشق، بدأها عام 1956 حين تبلغ قرار الوحدة بـ «زرعه» في لبنان. سبعة أعوام يروي قصتها كتاب «من القدس إلى دمشق، ذهاباً وإياباً»، الذي صدر الأسبوع الماضي في إسرائيل، بقلم، ضابط الشاباك السابق، مراسل الشؤون الفلسطينية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، روني شاكيد، الذي جالس بوتون أياماً طويلة قبل وفاته العام الماضي، وأخذ منه تفاصيل سيرته التجسسية.

الكتاب الذي ألف بالدرجة الأولى من أجل تطهير اسم بوتون واستعادة حقوقه المعنوية التي سُلبت منه جراء خلاف بينه وبين مشغليه في قيادة الوحدة، الذين قرروا طرده منها من دون أي تعويضات، يسلط الضوء على محطات أساسية من عمل «مصطفى طالب»، رجل الأعمال الجزائري، الذي قدم إلى بيروت مطلع عام 1956، واستوطن فيها ناسجاً شبكة من العلاقات الاجتماعية، التي استخدمها في استقاء المعلومات الاستخبارية التي أودعها تقاريره، التي كان يرسلها عبر جهاز خاص إلى تل أبيب.

ولد بوتون في القدس العتيقة عام 1924. وحين بلغ سن الحادية عشرة انتقل مع عائلته إلى القسم الغربي من المدينة، وفي سن الخامسة عشرة التحق بمنظمة «إيتسل»، موزعاً للبلاغات والبيانات. اعتقل مرتين: الأولى لمشاركته في تفجير محطة القطارات في القدس، والثانية كانت اعتقالاً إدارياً في الأيام الأخيرة للانتداب البريطاني لفلسطين. بعد ساعات من إعلان دولة إسرائيل، أُطلق سراحه، حيث انضم إلى قوات منظمة «إيتسل»، التي خاضت معارك ضد الفلسطينيين في القدس، أفضت إلى احتلال الجزء الغربي منها.

بوتون وسورمري في صورة غير مؤرخة

بعد انتهاء «حرب الاستقلال» الإسرائيلية أرسل بوتون من قبل الوكالة اليهودية إلى دول شمال أفريقيا، للمساعدة على جلب اليهود إلى إسرائيل. كان يتقن العربية منذ صغره. وعندما عاد إلى إسرائيل عام 1954، جرى استدعاؤه إلى الوحدة 131، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، التي كان تعمل في مجال تجنيد وتدريب وتوفير الساتر للعملاء، وإرسالهم إلى الدول المعادية، وزرعهم هناك من أجل جمع المعلومات وإنشاء قاعدة عمل يستفاد منها في أوقات الحرب.

خضغ بوتون لمسار تأهيل تضمن تدريبات على إطلاق النار، إعداد العبوات المتفجرة، الملاحة، التعقب والتملص من التعقب، التصوير وإرسال رسائل مشفرة، كما جرى تخصيص فصل كامل من دورة التدريب للثقافة والعادات والتقاليد العربية، إضافةً إلى الجانب الديني. في بداية عام 1955، غادر بوتون إسرائيل إلى مهمته الجديدة.

بحسب الكتاب، لم تعدّ الوحدة 131 ساتراً لبوتون، و«كان عليه أن يخيط واحداً بنفسه». بدايةً أُرسل إلى أوروبا، ومن هناك سافر إلى الجزائر. بوتون، الذي يصفه الكاتب بأنه يتمتع ببراعة في العمل الميداني وبحواس سليمة وبالكثير من الاتقاد الذهني، نجح سريعاً في ترتيب اسم جديد له: مصطفى طالب. وبعد ستة أشهر من وصوله إلى الجزائر، تمكن من استصدار بطاقة هوية جزائرية أصلية.

أسس بوتون نفسه كرجل أعمال. وفي صيف عام 1956 عاد إلى إسرائيل في إجازة، حيث التقى قادته، الذين أبلغوه أنه اختير للذهاب إلى سوريا ولبنان. محطته الأولى كانت في روما، حيث زار القنصلية اللبنانية من أجل الحصول على فيزا رجل أعمال. وفي روما تعرف على سورمري، شابة إيطالية ستتحول لاحقاً إلى زوجته الثانية، التي لم تكن تعلم أن لطالب زوجة في إسرائيل اسمها إيستر، وولدين هما إيهود ونعامي. وفي روما أيضاً، تصاحب بوتون مع موظف في القنصلية اللبنانية، كما بنى سلسلة من العلاقات التجارية وسافر أيضاً إلى ليبيا.

في أيار 1957، غادر بوتون إيطاليا في اتجاه لبنان. استأجر غرفة في أحد فنادق ساحة البرج، وشرع في إجراءات قانونية للحصول على جنسية لبنانية. بعد أسابيع قليلة بدأ يحصل على اقتراحات عمل من أنواع مختلفة، كتجارة السمك، حيث امتلك سفينة صيد فيها براد يتسع لثمانية أطنان من السمك، إضافةً إلى وسائل اتصال متطورة، كانت الغاية منها استخدامها في العمليات الخاصة عند الضرورة، فضلاً عن ذلك، عمل بوتون في استيراد محركات للجرارات الزراعية من بريطانيا، النجارة، مصنع للترابة، النسيج، توزيع الأفلام، استيراد الأثاث المنزلي من إيطاليا، وغير ذلك.

كما أنه تمكن من إبرام عقد يزود بموجبه مطار بيروت الدولي ببعض التجهيزات التقنية. على خلفية العقد، طلب بوتون الحصول على مخططات المطار العمرانية بذريعة أنه يريد مواءمة التجهيزات مع الخصوصيات الهندسية لهذه المخططات. وبعدما حصل على مبتغاه، أرسل المخططات إلى وحدته في تل أبيب، التي استفادت منها في التخطيط للعملية التي نفذتها وحدات خاصة إسرائيلية في مطار بيروت عام 1968، ودمرت فيها الطائرات على أرض المدارج. وخصص بوتون جزءاً من جهوده الاستخبارية للتعرف على موردي النفط السعودي والعراقي.

بعد نحو عام، انضمت سورمري إليه، وسكنا معاً في شقة مرفهة في شارع بدارو. كان بوتون آنذاك في خضم الإجراءات القانونية للحصول على جنسية لبنانية. ابتدع خطة لامعة استند إليها في تقديم طلب الجنسية، وهي أنه في الأصل من مواليد لبنان، وأن عائلته هاجرت من البلد عندما كان عمره عاماً واحداً. نجح في الحصول على وثائق تخص عائلة جنوبية كانت هذه قصتها. العائلة كانت من آل طالب، وبرر بوتون تغيير الاسم إلى طاليه بالقول إن الجزائريين لقبوا والده بهذا اللقب لأنه كان قصير القامة. وفي سياق إجراءات الحصول على الجنسية، استعان بوتون بعدد من الموظفين الكبار في الدوائر الرسمية اللبنانية، من وزارة الداخلية تحديداً، ممن كان قد تعرف عليهم من خلال أعماله التجارية. عام 1959 جرى الاعتراف بمصطفى طالب، كمواطن لبناني.

في حينه، كانت أعمال بوتون التجارية قد بدأت تمتد باتجاه سوريا. في دمشق سكن في حي أبو رمانة، مستغلاً جنسيته اللبنانية لنسج شبكة علاقات، وللدخول في عالم صناعة الترابة. تجول في كافة أرجاء سوريا، وكان دائماً بصحبة رجال أعمال: في حماة تحمس للسد الجديد الذي بناه السوريون مستعينين بمهندسين بلغاريين، وفي حلب أعجب بأسواق المدينة، وخلال كل أسفاره كان يركز على المنشآت والقواعد العسكرية، ليحفظ التفاصيل المتعلقة بها، ويعمل لاحقاً على تسجيلها وإرسالها في تقارير إلى إسرائيل.

وعملية إرسال التقارير كانت تجري من خلال جهاز خاص كان مخبأً في «ضرفة» خزانة ثيابه الموجودة في غرفة النوم ببيته البيروتي. ولكي تجري عملية الإرسال على نحو سليم احتاج بوتون إلى هوائي طويل نصبه على سطح منزله، بذريعة أن زوجته، سورمري، تريد أن تستمع إلى الإذاعة الإيطالية.

كان بوتون يمتلك مكتباً فخماً يزوره يومياً رجال أعمال سعوا إلى مشاركته في تجارته. وكان هذا المكتب القاعدة الأهم لنسج شبكة علاقاته، التي حولته إلى شخصية «من أهل الدار» في المنطقة الحرة في مطار بيروت، كما في بقية الموانئ اللبنانية، في طرابلس وجونية وصور وصيدا. وهذه العلاقات أوصلته أيضاً إلى حضور أحد اجتماعات وزراء الخارجية العرب في بيروت عام 1959، حيث صافح الوزراء وتحادث معهم عن قرب. حتى إن صورته ظهرت، بحسب الكتاب، في إحدى الصحف اللبنانية التي غطت الاجتماع آنذاك.

في هذه الأثناء، عمل بوتون، بتكليف من مشغليه، على بلورة هوية شخصية ودعمها بوثائق ثبوتية لأحد أفراد الوحدة، ممن كان مقرراً إرساله للعمل في سوريا. الجاسوس الجديد، الذي سيحمل اسم أمين كامل ثابت، لم يكن أحداً آخر سوى إيلي كوهين، الذي خلف بوتون بعد عودته إلى إسرائيل، واكتُشف أمره لاحقاً من قبل الاستخبارات السورية وأعدم شنقاً في ساحة المرجة عام 1965.

كان بوتون يزور إسرائيل مرة سنوياً لمدة عشرة أيام، كان يقضي معظمها في التدريب والتوجيه وتفريغ التقارير والمعلومات مع مشغليه. وباستثاء زوجته الإسرائيلية التي كانت تعرف حقيقة طبيعة عمله، فإن بقية أفراد عائلته كانوا يعتقدون أنه سافر في بعثة من قبل الجيش إلى باريس للدراسة، وأنه يعمل مساعداً للملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية هناك.

ووفقاً للكتاب، فإن بداية نهاية السيرة التجسسية لبوتون كانت بفعل إصراره على الحصول على إجازة عائلية سنوية في سويسرا. قيادة الوحدة وافقت على تنظيم إجازة لمرة واحدة له، ورفضت الموافقة على أن تكون هذه الإجازة دورية. احتج بوتون، وحاول الضغط على رؤسائه من خلال التلويح بإنهاء مهمته، والعودة إلى إسرائيل. المحاولة تحولت سريعاً إلى أزمة ثقة مع قيادة الوحدة، التي أبلغته بتصفية أعماله والعودة فوراً إلى إسرائيل. حاول بوتون تبرير موقفه والتراجع عنه، لكن ذلك لم يجدِ. نفذ بوتون الأوامر وقام بتصفية أعماله، وانفصل سريعاً عن أصدقائه ورجال الأعمال الذين كان على علاقة بهم.

في إسرائيل حاول تغيير قرار تجميده. وصل حتى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، مائير كوهين، الذي حسم أمر فصله من الجيش بحجة أنه أخل ببنود التعاقد، ولم يحصل على أي تعويضات نهاية خدمة. بعد عامين غادر إسرائيل مع عائلته إلى فرنسا نتيجة الوضع المعيشي الضيق الذي ألم به. وفي ستراسبورغ عمل في غسل الأواني في إحدى مؤسسات الجالية اليهودية. بعد ذلك عمل سائقاً وبائعاً متجولاً. وبقي هناك حتى توفي في أيار من العام الماضي، ودفن في مقبرة الجالية اليهودية.

المسؤولية عن اكتشاف أمر كوهين؟

بعدما صدر القرار بوقف نشاطه، توسل بوتون، على ما يرد في كتاب سيرته، إلى قائد الوحدة 131 لئلا يستخدموا شخصية كامل أمين ثابت التي اخترعها كساتر لجاسوس إسرائيلي كان من المفترض أن يرسَل إلى سوريا. وعلل بوتون طلبه هذا بأن استخدام الشخصية الجديدة التي أعد وثائقها الثبوتية سيثير الشبهات حول صاحبها بعد اختفائه هو، لأنه سيكون من الصعب على صاحبها إثبات معرفته به في ظل غيابه، لكن قيادة الاستخبارات لم تستمع إلى تحذيراته، وقامت باستخدام شخصية ثابت كغطاء لإيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الشهير، الذي اكتشف أمره في سوريا وأعدم عام 1965.

ونفت مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية أن تكون المعلومات التي أدلى بها بوتون عن مساهمته في إيجاد الشخصية الملفقة لكوهين صحيحة، مشيرة إلى أن شخصية كامل ثابت أعدت أصلاً في الأرجنتين، ولم يكن لبوتون أيّ دور فيها. واتهمت المصادر بوتون بالكذب بشأن الدور الذي يعزوه لنفسه في قضية كامل ثابت، معتبرة أنه اختلق القصة لكي يشهر نفسه.

التزام بالتعاليم الإسلامية

يروي بوتون في كتاب سيرته عن فترة تأهيله كجاسوس، ويشرح كيف جرى تخصيص حلقات مهمة من الدورات التدريبية للتعرف على الديانة الإسلامية والثقافة العربية وتقاليدهما. ويشير في هذا الإطار إلى مواظبته على أداء الصلاة وفقاً للدين الإسلامي، خمس مرات يومياً، وكيف أنه حفظ آيات من القرآن عن ظهر قلب، وكيف تعلّم خوض النقاشات ذات الطابع الديني والأعراف والمناسك الخاصة بالمناسبات الإسلامية، وخاصة الأعياد.

وفي أثناء فترة «خدمته» كجاسوس، يقول بوتون إنه كان يصلي في المساجد ويصوم شهر رمضان، كما أنه كان يشارك في تظاهرات ضد إسرائيل، ويصرخ فيها «الله أكبر»، وبشعارات أخرى معادية لها. وبعدما حصل على الجنسية اللبنانية تزوج بوتون عشيقته الإيطالية، سورمري، التي قال إنها حولت ديانتها إلى الإسلام من أجله. ويعرض الكتاب نسخة مصورة عن وثيقة زواجه بسورمري، وهي وثيقة زواج لبنانية صادرة عن المحاكم الشرعية، ومختومة بختم أحد القضاة الشرعيين. وبعد وقف نشاطه، سافر بوتون مع سورمري إلى إيطاليا حيث تركها هناك، قائلاً لها إنه سيزور أهله في الجزائر، واعداً إياها بالعودة قريباً، إلا أنه لم يعد إلا بعد سنوات ليخبرها بحقيقة أمره.

المصدر: الأخبار

 

نتنياهو: اسرائيل تحترم فوز مرسي برئاسة مصر وتسعى للتعاون معه

رويترز/أبدت اسرائيل اليوم الأحد احترامها لفوز مرشح الاخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة في مصر ودعت الادارة الجديدة في القاهرة إلى الحفاظ على معاهدة السلام بين البلدين.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان بعد اعلان فوز مرشح الاخوان محمد مرسي بالرئاسة خلفا للرئيس المخلوع حسني مبارك "تشيد اسرائيل بالعملية الديمقراطية في مصر وتحترم نتيجتها."

وقال البيان "تتوقع اسرائيل استمرار التعاون مع الإدارة المصرية على أساس معاهدة السلام بين البلدين التي هي في مصلحة الشعبين والتي تسهم في الاستقرار الاقليمي."

 

الملف النووي الايراني في مركز اهتمامات زيارة بوتين الى اسرائيل

«الحياة الاكترونية» - امال شحادة

المتوقع ان يصل الى اسرائيل غدا الاثنين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة تشمل بيت لحم. وسيحتل الملف النووي الايراني اهمية كبرى في لقاءات بوتين مع المسؤولين الاسرائيليين الى جانب عملية السلام في الشرق الاوسط والاوضاع التي تشهدها الدول العربية . وتاتي زيارة بوتين في وقت لا تخفي فيه اسرائيل قلقها من الدعم الروسي لايران وستحاول خلال الزيارة اقناع الرئيس الروسي اتخاذ  موقف داعم للموقف الاسرائيلي في منع تطوير التسلح النووي وصناعة قنبلة نووية. وسيفتتح بوتين زيارته في المشاركة بحفل ازاحة الستار عن نصب تذكاري جديد يقام اسرائيل تخليدا لذكرى جنود الجيش الاحمر السوفييتي الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية . وسيحل ضيفا على الرئيس شمعون بيريز وسيلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو . وبحسب ما هو مخطط فسيزور بوتين صباح الثلاثاء بيت لحم وسيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 

ثنائية العسكر والإخوان.. تحت قيادة الإخوان

وسام سعادة/المستقبل

نجت مصر، ومعها منطقة الشرق الأوسط بمجموعها، من كارثة محقّقة، لو أنّ اللجنة المشرفة على الإنتخابات الرئاسية التجأت إلى الغشّ والتزوير وغامرت في إعلان أحمد شفيق رئيساً. وطبعاً لم نكن بحاجة إلى ذلك لإكتشاف أنّ العديد من المتحمّسين للربيع العربيّ في الأشهر الماضية عادوا إلى المربّع الأوّل في الأسبوعين الأخيرين من خلال انزلاقهم إلى تأييد شفيق، بحجّة أنّه حامي الدولة المدنية، من الإخوان المسلمين. هؤلاء تحديداً يبتسم لهم التاريخ ابتسامة صفراء.. ونهائية.

ليس معنى ذلك أنّ الإخوان كان بمستطاعهم اسقاط سلطة العسكر في الشارع، وفي غضون أيّام، لو غامر العسكر بتزوير النتيجة على طريقة خامنئي ونجاد. فالأخوان في مصر لم ينفعهم حجمهم الكبير في نيل السلطة طيلة العقود الأخيرة، لأنّهم لا يتمتّعون بمؤهلات انقلابية حقيقية، والجماعة ليست حزباً ثورياً بالمعنى الإنقلابيّ للكلمة، إنّما فقط بالمعنى التعبويّ، كمجتمع مدنيّ دعويّ مضاد.

لكن الأهمّ هو أنّ القطوع الذي نجت منه مصر هو أنّه لو جرى التلاعب بنتائج الإنتخابات الرئاسية، لخرج الكباش المحموم بين العسكر والإخوان عن مسار المأسسة الذي بدأ يسلكه منذ "الإستفتاء" على التعديلات الدستوريّة، ما يمثّل ارتداداً إلى مناخات ما قبل الربيع العربيّ، يوم كان الطرفان، العسكر والإخوان، يقرّان موضوعيّاً بأنّهما القوتان الأساسيّتان، إنّما يمارسان هذا التعايش في شكل رئيسيّ خارج إطار المؤسسات، وضمن المؤسسات في شكل مجتزأ وملتوٍ.

وتفادي هذا المنعطف كان له ثمنه، وثمنه المدويّ هذه المرة: فكل التدابير الإحترازية، أو الإبتزازية، أو الإنفعالية، المتخذة بوجه وصول محمد مرسي إلى سدّة الرئاسة، ابتداءً من حلّ مجلس الشعب، وصولاً إلى استصدار الإعلان الدستوريّ المكمّل، ناهيك عن عنتريات أحمد شفيق في اليومين الماضيين، لم تجدِ نفعاً، ولم تحل دون وصول مرسي إلى الرئاسة، لكن ثنائية العسكر والإخوان جدّدت نفسها بتقدّم نوعيّ لجماعة الإخوان، وتراجع كبير للعسكر. بمعنى معين، تنتقل هذه الثنائية من مرحلة "إخوان وعسكر تحت قيادة العسكر" إلى مرحلة "إخوان وعسكر تحت قيادة الإخوان". هذا الإنتقال صعب، ومستقبل الثورة المصرية يتوقّف على قدرة شبابها في التعامل مع هذا الإنتقال الصعب.

طبعاً، هناك البعض بين "شباب الثورة" ممن يهوى تبسيط المسائل ليقول انه، ابتداءً من هذه اللحظة هناك سلطتان قمعيتان، واحدة للعسكر وثانية للإخوان، وهذا صحيح من ناحية، لكنه مضلّل من ناحية أخرى، ويكشف عن ذهنية لا قدرة لها على الدخول إلى معاني السياسة.

فمصر، منذ ثورة 25 يناير، تتنازعها: فلول الحزب الوطني، المجلس العسكري، شباب الثورة، التيار الديني بإخوانه وسلفييه، الأقلية المسيحية. وتتفاوت هذه الكتل في درجة التعبير السياسيّ عن نفسها، تنظيمياً وخطابياً وبرنامجياً، مثلما تتفاوت في وزنها ودورها. لكنّ التيّار الإسلاميّ، وتحديداً الإخوانيّ، هو الأكثر قدرة في التعبير عن نفسه كقوّة سياسية، مثلما أنّ العسكر، ومن خلال صيغة المجلس العسكريّ، هم أيضاً يأتون في المرتبة الثانية في القدرة على التعبير عن نفسهم كقوّة سياسيّة. وكل من الإخوان والعسكر في موقع ملتبس. الإخوان ليسوا روح ثورة 25 يناير، لكن انتقال هذه الثورة من ميدان التحرير الى كافة ربوع مصر ما كان ممكناً لولا الإخوان. أما المجلس العسكري فلا هو مجلس قيادة الثورة، كما في أيّام الضباط الأحرار، ولا هو مجلس قيادة الثورة المضادة في كل المراحل. في المقابل، فإنّ "شباب الثورة" ولأسباب عديدة، موضوعية وذاتية، هم الأبعد عن تحويل حيثيتهم إلى قوّة سياسيّة، علماً أنّهم كانوا الأقرب إلى ذلك يوم اعتصموا في الميدان مجدّداً عشية الإنتخابات التشريعية، لكنّهم بعد ذلك آثروا المكابرة التبسيطية. فإذا كانوا محقين تماماً في اعطائهم الأولوية أولاً لمواجهة فلول الحزب الوطني، ثم مواجهة احتكار سلطة العسكر للمرحلة الإنتقالية، إلا أنّهم افتقدوا للإحاطة الشاملة، التي شرطها الإقرار بأنّ من هم في ميدان التحرير يبقون هامشيين في مقابل ثنائية "العسكر والإخوان"، وأنّ هامشيتهم قد تتمكّن في لحظات معينة من احتلال المشهد الأمامي، لكنه لا يمكنها أن تحافظ على هذا المشهد الأمامي على طول الخط، وسرعان ما يجرّها الارتداد الى الصفوف الخلفية الى انكار الوقائع بدلاً من التكيّف مع بعضها والسعي لتغيير بعضها الآخر.

فالحماسة الثورية في التحرّك لا تكتمل إلا بالبرودة الثورية في التحليل، وهو ما يعني ضرورة وضع استراتيجية لانتقال شباب الثورة من الهامش إلى المتن، بدلاً من انكارهم للواقع، واعتبارهم أنّهم يشكلّون المتن (وهو وهم عادت وانعشته ظاهرة حمدين صباحي، ناهيك عن وهم اسمه "الأكثرية الصامتة"). ثمّ أنّ "الإنحراف اليسارويّ" لشباب الثورة يخفي انحرافاً يمينياً أعمق عندهم: تمسّكهم بـ"الشرعية الثورية" لميدان التحرير فيه شبهة ادارة الظهر للريف، وللقضية المركزية في مصر منذ قرنين، أي المسألة الفلاحية.

الكلام في هذا يطول. لكن المطلوب أن يبدأ، وهو ما لم يحصل بعد، ولن يحصل طالما بقينا في ثرثرة بين من "ينحني للصناديق" وبين من "يبكي على العلمانية" (كما لو كانت العلمانية معمولاً بها في مصر) وبين من "يراهن على فشل الإخوان"، وليس بالضرورة أن يفشلوا، ولا المطلوب أن يفشلوا. المهم الآن ان مصر والمنطقة تفادت كارثة التلاعب بالنتائج لإعادة عقارب الساعة، بشكل يائس، إلى الوراء. يوم 24 حزيران 2012 هو بهذا المعنى مكسب أساسيّ لذاكرة الربيع العربيّ.

 

دور تركيا ومكانتها.. أمام امتحان حاسم

اياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«الغيارى يتكلمون دائما عن موتهم في سبيل أوطانهم، لكنهم لا يتكلمون مطلقا عن قتلهم الآخرين من أجل أوطانهم».(برتراند راسل)

مفخرة حقا لكل عربي أن تستبد العزة بنظام حكم عربي للدفاع عن حدوده بالطريقة التي مارسها النظام السوري بالأمس مع طائرة حربية تركية «سرحت» داخل المجال الجوي السوري.

ملابسات «انتهاك» الطائرة التركية أجواء سوريا ما زالت لتاريخ كتابة هذه السطور قليلة الوضوح. ولا أعتقد أن التهديدات الجوفاء التي وجهتها أنقرة إلى القيادة السورية منذ اختارت الأخيرة النهج التقتيلي لقمع الثورة الشعبية السورية التي فجرها أطفال درعا قبل 15 شهرا، ستوضح الصورة كثيرا.

أتذكر جيدا ما حدث في أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي عندما وجهت أنقرة إنذارا حازما إلى الرئيس السوري السابق الراحل حافظ الأسد بشأن دعمه لحزب العمال الكردستاني وتأمينه مرافق تدريبية وتسهيلات تسليحية له داخل سوريا وفي شرق لبنان المحتل سوريا في ذلك الحين. وكما هو معروف، رضخت القيادة السورية يومذاك بسرعة.. وأبعدت الزعيم الكردي عبد الله أوجلان من سوريا ومناطق سيطرتها في لبنان.

كذلك أتذكر تماما ردود الفعل السورية «السلمية» على الغارات الجوية الإسرائيلية على معسكر عين الصاحب قرب دمشق، ومجمع الكبر قرب دير الزور، ناهيك من الاستعراضات الجوية الإسرائيلية فوق المقر الرئاسي في محافظة اللاذقية.. أي المكان نفسه الذي قررت القيادة السورية أنه «محظور» على طائرة تركية جرى إسقاطها، بدلا من إنذارها، بعدما صارت فوق المياه الدولية. وهذا مع العلم أن مسافة الـ13 كلم التي قيل إن الطائرة ربما دخلتها تظل أقصر بكثير من المسافة الفاصلة بين خط الهدنة في الجولان وموقع مجمع الكبر في محافظة دير الزور المتاخمة للعراق.

على أي حال، المسألة أكثر من سوء فهم عابر، وهذا ما تدركه كل من أنقرة ودمشق. فما نحن فيه الآن، واقعيا، حرب ذات أبعاد دولية وإقليمية ومذهبية غاية في الخطورة. وربما كان بإمكان الرئيس الأسد الابن لو لجأ، قبل 15 شهرا، إلى حنكة أبيه ومناوراته في التعامل مع بواكير الثورة الشعبية.. بدلا من أن يختار تطبيق خبرته المهنية في مجال الجراحة. لكنه، كما نشهد، ارتأى أن الجراحة أجدى نفعا حتى لو «نجحت العملية.. ومات المريض!»، كما يقول المثل السائر.

الأسد الابن لم يكتفِ بمحاولة الاستئصال عبر شلالات من الدماء وتدمير المدن والقرى على ما تبقى من ساكنيها، بينما شردت ماكينة القتل، العسكرية و«التشبيحية» المسلطة على الناس، مئات الألوف عبر الحدود، كي لا نشير إلى التهجير الداخلي.

لا، لم يكتفِ بذلك، بل تبنى - إذا كان ما زال حقا صاحب القرار - الإنكار والهروب إلى الأمام، مستعينا بعاملين داخلي وخارجي أطالا مؤقتا عمر نظامه المتهاوي.

العامل الداخلي هو تأثير أكثر من 40 سنة من سلطة الدولة الأمنية، بكل من فيها من زرع للشك والخوف والحقد وتسطيح المعرفة واعتماد الوصولية والانتهازية فلسفة وممارسة وقناعات في الحياة اليومية للمواطن السوري الصابر. واليوم قد ينتقد المنتقدون - ولعلهم على صواب - التناقضات المؤسفة داخل صفوف المعارضة السورية، غير أن المنتقدين يغفلون عن حقيقة جوهرية هي أن معظم هؤلاء المعارضين ولدوا وتربوا في جحيم هذه الثقافة التفتيتية التحريضية، التي تتحكم بها آفات التعصب الطائفي والعرقي والفساد والمحسوبية والاستزلام. وإذا كان الإنسان السوري المغلوب على أمره قد فقد الثقة حتى بأهل بيته الذين من الممكن أن يخرج منهم في أي لحظة «مخبر» أو «شبيح».. فهل يتوقع منه أن يثق بأشخاص لم يسبق له أن عرفهم، بل كل ما في الأمر أن المصيبة جمعتهم.. وتضافرت جهودهم ضد عدوّ مشترك؟

أما العامل الخارجي فيتمثل في الحسابات الدولية إزاء منطقة ذات حساسية استثنائية في العالم، في ظل أمرين: الأول هو نظرة القوى العالمية المتحالفة والمتنافسة إلى صعود «الإسلام السياسي». والثاني محاولة بعض القوى الدولية استغلال ما يظهر من تراجع في وزن «الأحادية الأميركية» التي انفردت واقعيا بزعامة العالم بعد نهاية الحرب الباردة. والواضح اليوم أن هناك عدة نماذج من «الإسلام السياسي»، منها النموذج التركي الأردوغاني - الإربكاني، والنموذج الإيراني الخامنئي - الخميني، ونموذج السلفية الجهادية، والآن النموذج الواقعي التونسي - المغربي الذي قد يشمل اعتبارا من يوم أمس الحالة المصرية بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية داخل إطار سياسي فضفاض، بصلاحيات مبهمة، وتعايش تحت الاختبار في ظل «توليفة» الدولة الأمنية مع مبدأ فصل السلطات.

حتى الآن قام رهان الرئيس السوري على أن الغرب، ومن ضمنه إسرائيل، لا يمكن أن يتخلى عن نظام مهادن للغرب وإسرائيل – بل متعاون معهما عند المفاصل الاستراتيجية، ولو ادعى الراديكالية والثورية لفظيا – لصالح بديل له يتمتع «الإسلام السياسي» بنفوذ ثقيل فيه. وحقا، سعى النظام في دمشق منذ البداية إلى لصق تهم الأصولية والتكفيرية والإرهاب على الرغم من وجود قيادات لامعة في صفوف المعارضة الشعبية من مختلف طوائف الشعب السوري، كجورج صبرا وعارف دليلة وجبر الشوفي. ثم حاول الابتزاز علنا بنقل نهجه الصدامي خارج حدود سوريا بكل ما لهذا الخيار من تداعيات إقليمية خطيرة، ناهيك من إحراج الأقليات داخل سوريا وتوريطها بمواجهات هي في غنى عنها... ما لم نقُل إنها تهدد مصالحها وربما وجودها.

وفي ما يخص تركيا، بالذات، أضاف النظام إلى اتهامه تركيا بدعم المعارضة السورية بالسلاح، تشديده القمع الدموي في مناطق بعينها يشكل فيها التركمان الأتراك حضورا سكانيا مهمّا، مثل ناحية الحولة (تحديدا بلدات مثل تلدو وسمعليل)، حيث ارتكبت إحدى أفظع مجازر الأشهر الأخيرة، وبلدة زارة قرب تلكلخ بمحافظة حمص، وضاحية الحجر الأسود قرب دمشق، ومدينة أعزاز ومحيطها في محافظة حلب. ثم إن بعض التقارير قد أشارت مؤخرا إلى استهداف القوات السورية طائرات إطفاء تركية عبر الحدود، وتعمدها و«شبيحتها» إطلاق النار على المواطنين الفارين واللاجئين هناك. وهذا كله قبل إسقاط طائرة الفانتوم «إف 4» فوق البحر.

كيف تمارس دمشق «لعبة القط والفأر» مع تركيا اليوم.. وهي التي كانت تحسب ألف حساب لغضب أنقرة؟ ماذا تغير الآن في ميزان القوى بين دمشق وأنقرة عن ميزان 1998 إبان أزمة عبد الله أوجلان؟ هل وراء عرض العضلات السوري المستجد استقواء دمشق بـ«الفيتو» الروسي – الصيني المزدوج... وما يمكن أن يشكله من ردع لأنقرة؟ أم أن دمشق ما زالت مطمئنة إلى الموقف الإسرائيلي ولا سيما في ظل قلق تل أبيب من الصعود المطرد لـ«الإسلام السياسي» في المنطقة؟

هنا لا بد من العودة إلى تهديدات أنقرة المتكررة بأنها «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء المجازر التي يرتكبها النظام السوري، من دون أي ترجمة على أرض الواقع. إن جعجعة بلا طحن، مثل التهديدات التركية، والاستنكارات والمطالبات الأميركية، أقنعت النظام السوري – على ما يبدو – بأن تركيا عاجزة عن فعل أي شيء، تخوفا من روسيا والصين أولا، ومن إيران ثانيا، ولذا استمر التصعيد الدموي والسياسي... ثم تجرأت دمشق على إسقاط الطائرة التركية. الكرة الآن في ملعب أنقرة، وخياراتها التي تتناقص بمرور كل يوم.

 

يوم تاريخي خطير!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

وأصبح لمصر رئيس منتخب بشكل ديمقراطي لأول مرة منذ 6 آلاف عام!

عاش أهل مصر فقيرهم وثريهم، القوي منهم والضعيف، العامل والفلاح، رجل الأعمال والشاب العاطل، الإخواني والسلفي منهم، والليبرالي والماركسي، المسيس وغير المسيس منهم، كلهم عاشوا أياما من التوتر والقلق والخوف والترقب بانتظار نتيجة انتخابات الرئاسة.

فاز مرشح حزب الحرية والعدالة الممثل لجماعة الإخوان الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر، ولكل المصريين بفارق فوز محدود على منافسه الفريق أحمد شفيق.

إذا ما تحركت قوى مدفوعة أو جماعات تلقائية رافضة للنتيجة فإن قوات الجيش والشرطة سوف تتدخل إذا ما كانت حالة الاحتجاج قد وصلت إلى ممارسة العنف ضد أفراد أو منشآت عامة أو خاصة.

الرئيس الجديد سيحكم بفارق ضعيف وليس بأغلبية مطلقة أو ساحقة وسيكون عليه أن يطمئن أنصار خصمه قبل أن يطمئن أنصاره.

الرئيس المقبل ليس سعيد الحظ، ولا يمكن اختياره من الفائزين بمعنى الفوز، لكنه إنسان حكم عليه القدر والصندوق الانتخابي أن يتولى حكم البلاد في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد والتوتر، وفي ظل سقف عال من المطالب والتوقعات الاجتماعية في أسوأ وضع اقتصادي!

الرئيس المقبل لمصر مهمته انتحارية، وسيتعين عليه أن يقوم بمهمة مستحيلة تعتمد على إرضاء كل التيارات التي يستحيل إرضاؤها جميعا.

هل سيكون سلوك الرئيس الجديد سلوك رجل الدولة الذي يعتبر نفسه رئيسا لكل المصريين أم رئيس تيار أو فريق أو طبقة أو عهد معين جاء ليثأر من تيار مضاد له؟

بقدر انفتاح الرئيس الجديد على أغلب التيارات وبقدر طمأنته لكل الهواجس والمخاوف والرواسب السياسية والاجتماعية والدينية بقدر استقرار مصر.

الخوف كل الخوف، أن يتم تسخين الشارع السياسي بهدف مقايضة في صفقة سياسية سوف يدفع ثمنها هذا الشعب الصبور.

 

المخاوف تسيطر على مسيحيي مصر بعد فوز وأعربوا عن خشيتهم من مضايقات المتشددين

القاهرة: هيثم التابعي /الشرق الأوسط

أثار فوز دكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين بمنصب رئاسة الجمهورية، ردود فعل قلقة ومتوترة في صفوف مسيحيي مصر بسبب خشيتهم من التعرض لمضايقات، وتفرقة على أساس ديني، خاصة في ظل المناخ الطائفي المحتقن في مصر.

وأبدى الكثير من المصريين المسيحيين تخوفاتهم من التضييق على الحريات المتاحة لهم. ويعتقد المفكر القبطي كمال زاخر أن مخاوف المسيحيين الرئيسية تتمحور حول صياغة الدستور القادم، خاصة مع وجود رئيس إسلامي، مضيفا أن الأهم الآن أن يبحث المسيحيون عن حقوقهم وتمثيلهم في الخريطة السياسية الجديدة في البلاد.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن معظم أصوات المسيحيين ذهبت لصالح منافس مرسي، الفريق أحمد شفيق، في جولة الإعادة التي جرت قبل أسبوع، كما لم ينحز الصوت المسيحي لأي من المرشحين المحسوبين على تيار الإسلام السياسي في الجولة الأولى للانتخابات نهاية مايو (أيار) الماضي.

وتعتقد الناشطة القبطية حنان فكري أن مستقبل مصر مظلم تحت حكم الإخوان، وقالت بصوت يملؤه الغضب والحزن لـ«الشرق الأوسط»: «الحريات والإبداع في خطر.. مصر أصبحت أسيرة في يد جماعة الإخوان المسلمين»، وتابعت: «ربما يتأثر كل المصريين بحكم الإخوان.. لكن التأثير على المسيحيين سيكون مضاعفا.. سنواجه مشاكل ضخمة في بناء الكنائس وغيرها من الأمور الخاصة بنا».

وأعقب نجاح ثورة 25 يناير ظهور بعض آراء وتصريحات متشددة تجاه المسيحيين من شيوخ سلفيين معروفين متشددين، كما شهدت البلاد أكثر من حادثة طائفية سواء في العاصمة أو خارجها.

وأوضحت فكري أنها تخشى أن يستغل بعض المتشددين الإسلاميين وصول الإخوان للرئاسة لمضايقة المسيحيين في المناخ الطائفي المحموم في البلاد أصلا، مشيرة إلى قيام البعض بمضايقتها بالإشارة إلى أن الإخوان سيفرضون عليها ارتداء الحجاب.

وقالت مصادر بنكية لـ«الشرق الأوسط» إن «آلاف المسيحيين قاموا، ولا يزالون، بتحويل ملايين الجنيهات خارج البلاد استعدادا للهجرة حال فاز مرشح الإخوان» وهو ما حدث فعلا، وأعلنته اللجنة المشرفة على الانتخابات أمس.

وأوضحت تقارير صحافية أن مرحلة ما بعد الثورة شهدت هجرة آلاف المسيحيين بسبب تخوفهم من سيطرة الإسلاميين على السلطة، وهو ما علقت عليه فكري قائلة: «الغالبية العظمى من المسيحيين يريدون ذلك لكن القليل منهم يملكون المال والإمكانيات للهجرة خاصة أن شروطها معقدة».

وتنص المادة الثانية من الإعلان الدستوري المعمول به حاليا على أن «الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع».

ويعتقد المفكر القبطي، جمال أسعد، أن الحديث عن المسيحيين بمعزل عن المصريين هو تكريس للخطاب الطائفي الموجود في مصر منذ عقود. وقال أسعد: «لا بد أن ينظر للمسيحيين كمواطنين لهم مشاكل وليس كأقلية».

وقال أسعد إن هناك مخاوف متأصلة في الضمير الجمعي للمسيحيين منها ما يتعلق ببناء الكنائس وفرض ملابس معينة، وفرض أحكام الشريعة الإسلامية.

وكان الدكتور مرسي، الرئيس المنتخب، قد تعهد عدة مرات بمعاملة المسيحيين دون أي تمييز وكمواطنين مصريين في المقام الأول.

وقال الدكتور كمال زاخر، المفكر القبطي، لـ«الشرق الأوسط» إن التطمينات الإخوانية للأقباط غير كافية على الإطلاق، معبرا عن خشيته أن تؤدي حالة صعود تيارات الإسلام السياسي للتراجع عن كل ما تعهد به مرسي خلال حملته الانتخابية، وتابع: «الضمانة الوحيدة حاليا هي كتابة دستور متوازن بعيدا عن الحديث عن سيطرة التيار الإسلامي على الدستور».

وعبر زاخر عن العديد من المخاوف التي تساور المسيحيين، ومنها مسألة بناء الكنائس، وتعيينات المسيحيين في المناصب العليا في الدولة، ونسبة تمثيلهم في البرلمان، مضيفا: «الأهم الآن أن يبحث المسيحيون عن حقوقهم وتمثيلهم في الخريطة السياسية في مصر وليس حقوقهم المرتبطة بالحريات والتي سيحددها الدستور لكل المصريين».

بينما قالت ماريان عازر (23 عاما) طالبة: «أخشى من تطبيق الحدود الإسلامية وتطبيق الفصل بين الجنسين في المدارس والتعاملات الاجتماعية»، مضيفة: «المشكلة أن كل شيء سيتم تمريره بغلاف رباني وهو أخطر ما يمكن أن يحدث لنا كمسيحيين».

وقال مينا فتح الله (26 عاما) موظف بشركة اتصالات: «متنازل عن جنسيتي المصرية.. لن يحكمنا تجار الدين»، لكن بيشوي وجدي (27 عاما) موظف ببنك أوضح أنه لا يخشى من حكم الإخوان كمسيحي ولكن كمصري، وقال وجدي، الذي صوت لمرسي في جولة الإعادة باعتباره المرشح الذي يمثل الثورة: «أخشى من قمع الإخوان للحريات الشخصية بالطبع»، لكنه تابع: «لكن الإخوان لا يسيطرون على شيء كما أن مرسي نفسه رئيس جمهورية بلا صلاحيات رئيس وزراء، مما يجعل المخاوف المسيحية مبالغا فيها باعتقادي».

 

يادي سلفي يدعو الرئيس مرسي لطمأنة مسيحيي مصر

الشحات لـ «الشرق الأوسط»: للجميع دور في الدولة الجديدة حتى من صوتوا لشفيق

القاهرة: وليد عبد الرحمن /الشرق الأوسط

دعا القيادي السلفي، الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية في مصر، لطمأنة مسيحيي مصر وإجراء مصالحة وطنية، وذلك عقب فوز الإخواني الدكتور محمد مرسي بالرئاسة، أمس. وقال الشحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ينبغي أن يكون لجميع المصريين دور في الدولة الجديدة، حتى من صوتوا للمرشح الخاسر المحسوب على النظام السابق، الفريق أحمد شفيق.

وأضاف الشيخ «الشحات» أن ما يتردد عن رغبة المسيحيين في مصر في الهجرة خارج البلاد عقب فوز مرسي، ما هو إلا دعاية إعلامية من أفراد غير محسوبين على الغالبية العظمي من المسيحيين. وقال إن «الكرة الآن أصبحت في ملعب الدكتور مرسي».

وكان عدد من مسيحيي مصر أعلنوا نيتهم الهجرة من البلاد في حال فوز الدكتور مرسي، خشية من سيطرة الإسلاميين على السلطة، لكن الشحات قال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أثق في أن القيادات الدينية والسياسية المسيحية سوف تتعامل مع الدكتور مرسي، ونريد أن تكون الانتخابات الرئاسية فرصة لأن يدرك المسيحيون أن الطغاة لا يحمونهم بل يوظفونهم»، مشيرا إلى أن حادث كنيسة القديسين في مدنية الإسكندرية، مطلع يناير (كانون الثاني) 2011 وحادث مطرانية نجع حمادي بمحافظة قنا (جنوب مصر) في يناير 2010 خير دليل على ذلك، في إشارة إلى أن هذه الحوادث وقعت في ظل حكم النظام السابق.

وطالب الشحات المسيحيين أن يمنحوا لأنفسهم فرصة، وأن يدركوا أن التحامهم مع من تختاره الأغلبية، وليس مع فرد بعينه، سوف يحقق لهم أمنا واستقرارا أكثر بكثير مما يحققه التحالف مع من يطلقون على أنفسهم قوى ثورية، ممن قال إنهم لا يفرقون في نهاية الأمر في ظلمهم بين مسلم وغير مسلم، بل قد يطلقون تصريحات معسولة للمسيحيين، بينما واقع الأمر وبطرق ملتوية يفزعونهم عن طريق المؤامرات.

وتابع الشحات قائلا إنه ثبت بعد الثورة أن كثيرا من الحوادث التي أفزعت المسيحيين في العهد السابق كانت من تدبير النظام.

وعما يأمله التيار السلفي من الرئيس الجديد مرسي، قال الشيخ الشحات: «نأمل آمالا يتعلق معظمها أو كلها بالصالح العام وليس لصالح التيار الإسلامي فقط ولا التيار السلفي، فأول ما نتمنى أن ينجزه الدكتور مرسي المصالحة الوطنية وطمأنة جميع أفراد الشعب، وأن لكل مواطن دورا في الدولة الجديدة، حتى الذين صوتوا لصالح الفريق أحمد شفيق (المرشح الخاسر)».

وتابع الشحات قائلا: «نحن كدعوة سلفية خاطبنا الدكتور مرسي بهذه المطالب في لقاءات خاصة، وتحدثت أنا بها في ميدان التحرير، بأنه ليس كل من انتخب شفيق من الفلول، ولكن هناك إسهامات في إرهاب البعض، فنحن ساهمنا وساهم الآلاف، ويجب أن نعترف بخطئنا».

وقال الشحات أيضا إن من يخطئ فإن «باب التوبة مفتوح له بالطرق الشرعية والقانونية، بعد أن يؤدي الحقوق إلى أصحابها، وينسجم مع المجتمع، وهو ملف في غاية الأهمية، بالإضافة إلى ضرورة استقرار أحوال معيشة الناس في مسألة الغذاء والوقود، وهما أهم ملفين في المائة يوم الأولى للرئيس الجديد، ونتمنى أن ينجزهما».

وعن رؤيته للفترة المقبلة من تاريخ مصر، قال المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية: «الكرة الآن في ملعب الدكتور مرسي وحزب الحرية والعدالة، وإن من حسن الظن بالله تعالى أنه سوف يعينهم على مصالحة وطنية تصل بنا إلى حد الاستقرار، وبلا شك ذلك قد يستغرق بعض الوقت، لكن إذا كنا نتحدث عن انتخابات الإعادة، فالمرشح الآخر بغض النظر عن أنه خسر عن طريق الصندوق، فنحن نحمد الله على ذلك، لأن فوز الفريق شفيق كان سيعني أن الثورة في نقطة الصفر مرة ثانية».

وأوضح الشحات أن نجاح الدكتور مرسي يعني أن الخيار الأكثر في مصر كان يميل إلى الاستقرار، و«بلا شك سيكون على الدكتور مرسي تبعات كبيرة في أن يحسن قيادة المرحلة حتى يصل بنا إلى هذا الاستقرار».

وعن مشاورات جرت بين التيار السلفي والدكتور مرسي بشأن اختيار أي من القيادات السلفية، قال الشيخ الشحات: «أجلنا هذه المناقشات مع الحرية والعدالة ومع الدكتور مرسي خاصة، حتى نفرغ من الانتخابات الرئاسية، وأظن أنه آن الآن لمناقشة هذه الأمور مع الدكتور مرسي شخصيا وليس الحزب»، مشيرا إلى أن ذلك قد يحدث خلال الساعات المقبلة.

واعتبر الشيخ الشحات أن استقالة الدكتور مرسي من حزب الحرية والعدالة الذي يرأسه ضروري في هذه المرحلة، قائلا: «التجربة المصرية سيئة في هذا الشأن بأن يكون رئيس الجمهورية، رئيسا لحزب سياسي في آن واحد، وما استقر في الأذهان أن اتهام الرئيس السابق حسني مبارك بالظلم نتج عن التفاف مجموعة من المنتفعين حوله من المنتمين لحزبه، وحيث كان هو رئيس الدولة ورئيسهم في الحزب في نفس الوقت»، وتابع: «ربما تكون التجارب الناضجة في بلدان أخرى بأن يكون رئيس الدولة رئيسا لحزب سياسي تحتمل ذلك، لكن تجربتنا في مصر لا تحتمل ذلك».

وعن دعوته لعودة الإسلاميين إلى بيوتهم وترك التظاهر في ميدان التحرير، خاصة بعد فوز الدكتور مرسي، قال الشيخ الشحات: «عادة نفضل توجيه رسالة للعالم بأننا نتظاهر دائما في يوم عطلة رسمية وبعدها ينصرف الجميع لأعمالهم، ولكن ما تم في التحرير خلال الأيام السابقة، كان اعتصاما سلميا منظما ليس فيه تجاوزات، وبالتالي لن نوجه نداء لأحد بأن يكف عن الاعتصام، ولكن نحث الجميع بالابتعاد عن أي محاولة للخروج عن خط السلمية في المظاهرات أو عمل أي ممارسات من شأنها تعطيل مصالح الناس». وحول وجهة نظره في مدى تعاون المجلس العسكري الحاكم مع الدكتور مرسي خلال الفترة المقبلة، قال الشيخ الشحات: «رغم الاعتراضات الكثيرة على الأداء السياسي للمجلس العسكري في الفترة السابقة، فإن الشعب المصري سوف ينسي ذلك كله ويتذكر اللحظة الرائعة التي سيسلم العسكري فيها السلطة للرئيس المنتخب في الموعد الذي حدده».

وتابع قائلا: «إذا تمت هذه العملية بسلام، سوف يسمع المجلس العسكري كلمة شكر خالصة من الشعب»، مضيفا: «أتمني أن يدرك الدكتور مرسي أيضا طبيعة عمل الجيش المصري وطبيعة وضع المؤسسة العسكرية، وأن يعاملهم باعتبارهم رئيسا سابقا له مباشرة، وقد يحتاج إلى استشارتهم في بعض الأمور، وذلك بما لا يخل بالصلاحيات الدستورية التي نريد أن تمنح له كاملة دون انتقاص».

 

بعبدا وبكركي... بتواضع 

نبيل بومنصف/النهار

على غرار حوار بعبدا الذي تقف ذروة الطموحات فيه عند حدود اعلان نيات او اكثر من اعلان ان جاد زمن الكرم السياسي واغدق بعطاياه، يتعين على اهل حوار بكركي ان يلتزموا حدودا متواضعة مماثلة لان ما بين الحوارين توأمة غير قابلة للفكاك.

بدا الرئيس ميشال سليمان في تجربته الحوارية الطالعة كأنه امتلك خبرة طويلة، واقعية مشهودة في هذا المراس. فذهب الى اسباغ "طابع ميثاقي" على اعلان بعبدا الاول بالكاد تسمح به مواقف المتحاورين، ولو ان التزام الميثاقية الحقيقية مسألة فيها نظر ومحفوفة بالشكوك العميقة. ولعله يدرك تماما ان مبادرته الى وضع نصوص ذات طابع ميثاقي هي اسهل منالا، من ركوب مغامرة مستحيلة في تحقيق تفاهمات وتوافقات تفصيلية وآليات تنفيذية حول قضايا خلافية ضخمة خصوصا في لحظة ارتباط الواقع اللبناني بالجحيم السوري المتدحرج.

شيء من حوار بعبدا، على تواضع التقديرات والسقوف الذي يحكمه، سينسحب حتما على حوار بكركي ان صدقت اتجاهات اطرافه وتقاطعت عند واقعية لا تحتمل تكبير الحجر. فما بين سيد بكركي ومسيحيي 14 آذار اصعب من ان يعالج بمجاملات، واسوأ من ان يبقي الصرح البطريركي خاليا من فريق مسيحي وازن. ومع ان وضع المسيحيين ومكانة بكركي لا يجيزان في اي شكل اي ضرب من ضروب القطيعة، فان حوارا حول "ادبيات بكركي" كما تحدث عنها البطريرك الراعي، قد يغدو افضل الممكن في مشهد مسيحي مأزوم، فيفسح امام اطلالة جدية على "اعلان ماروني" ما يحفز المسيحيين عموما على مواجهة جريئة ومختلفة عن السابق لما يحوطهم في الداخل والخارج.

ولا بأس في زمن تواضع التطلعات ومحدوديتها، ان يبرز المسيحيون اهل حوار، ولو ان معظم اوراق اللعبة بات في مواقع شركائهم ولا نقول في ايديهم. فالمسلمون ايضا يعانون تبدلات بنيوية خطيرة في ظل احتدام الانفعالات المذهبية على وقع المجازر والاستباحات الدموية في سوريا. وهي انفعالات جعلت لبنان يقترب اكثر من اي مرحلة اعقبت اتفاق الطائف من خطر السقوط في الفتنة. واذا كان لحوار بعبدا ان يفضي فقط الى ميثاقية ما مناهضة للسقوط في متاهة الالتحاق بالازمة السورية، فان احدا لا تساوره الاوهام بما يتجاوز هذا الهدف. كما ان حوار بكركي، حسبه ان "ينظم" الخلافات والتباينات ويقيم حدا ادنى من التزامات مشتركة على مشارف زيارة بابوية مأمولة للبنان لا تسمح للمسيحيين بترف القطيعة، والاهم من ذلك لا تظهرهم مظهر الغارقين في العداوات والحسابات الضيقة فيما النار السورية تحتم عليهم، قبل سواهم، ان يعيدوا القراءة بامعان لكل المسار السابق لئلا يقبعوا في زوايا التهميش القاتل هذه المرة.

 

الفتنة تُخرج الأسير من القمقم

علي الأمين /البلد

في إطلالته الاخيرة، خلال صلاة الجمعة في مسجد بلال بن رباح، بدا الشيخ احمد الاسير يسعى الى افتعال مشكلة من حدث غير مقنع. هكذا حين حاول اثارة المصلين بأن حمل نموذجاً من سلاح لعب الاطفال قائلا ان السيدة عائشة زوجة الرسول وام المؤمنين يتم شتمها من صوت يصدره السلاح ويدعو الى قتلها.

الافتعال سببه ان هذه اللعب ليست منتشرة، ولا يبدو انها متوفرة لمن يريد ان يحصل عليها. فلم نسمع مرة أنها تباع في المكان الفلاني. فقط قيل انها تباع في الضاحية الجنوبية. شخصيا حاولت ان اجد اثرا لها في الضاحية. سألت في بعض المؤسسات التجارية، او بعض من اعتقد انهم يمكن ان يعرفوا بتقليعة مثلها، لكن لم اوفق. هذا اولا.

لا اريد ان انفي كل ما يدّعيه الشيخ الاسير على هذا الصعيد. لكن إذ أعتقد ان الرجل، من موقعه الدعوي، وكونه رجلا يريد ان ينأى بالمسلمين واللبنانيين عموما عن الوقوع في افخاخ الفتنة، كان عليه التثبت من انها فعلا لعبة يتداولها اولاد الشيعة، وانها تباع في اماكن محددة. وهذا متاح لمن أراد. من دون ان نشير بالطبع إلى أنّ مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم سوسان، بحكمته المعهودة، كان منذ مدة يتابع هذا الموضوع ويتحقق من صحته من دون استعراض او سعي لكسب شعبية او استنفار عصبية لا تحتاج الا الى عود ثقاب بسيط لتشتعل، فكيف بالاساءة الى زوج الرسول وام المؤمنين؟

لست هنا في موقع تنزيه بعض الدوائر الشيعية من نزعة المغالاة. لكن، وانا الذي انتقد هذه المغالاة، لم يسبق ولمست لدى تلك التي تنشط وتبرز وتطل برأسها مع اشتداد العصب المذهبي، مثل هذا المستوى في تناول السيدة عائشة. وكانت المرة الاولى التي اسمع بهذه اللغة، الاستفزازية لكل مسلم بل لكل انسان سوي، المرة الأولى كانت على لسان الشيخ الاسير يوم الجمعة.

والحقيقة، كما يعرف الجميع، فإنّ المغالاة والتطرف وتكفير المسلمين موجودة تاريخيا على هامش المذاهب الاسلامية. ولا فرق بين مذهب وآخر على هذا الصعيد. هي حالات موجودة يتقدم دورها كلما ازداد منسوب تسييس المذاهب وتسييلها في حسابات سياسيين، وإن كان بعضهم يدرج تحت عنوان رجال دين، وليس علماء دين. فهذا الخطاب هو خطاب التجييش والتحريض، خطاب الجاهلية، وإن ظهر باسم الاسلام.

كلام الشيخ الاسير وتحذيراته الى شخصيات سياسية شيعية لبنانية بأنه سيمنع النوم من ملاقاتها ليس أكثر من تصعيد مواجهة بين اطار سني جديد مرتكز على عصبية سنية، ضدّ رموز الشيعية السياسية اللبنانية: لكن هل لهذا الخطاب خميرة لدى اللبنانيين السنّة اليوم يمكن ان تمهد لبروز مثل هذا التيار؟

اذا كانت السمة الاسلامية على الربيع العربي لم تعد خافية، فانها في لبنان تترجم بعصبية سنية متيقظة، ترافقت مع تراجع تيار المستقبل، امام تقدم الشيعية السياسية التي نجحت في اظهاره عاجزا عن مجاراتها، او لجم تمددها وسيطرتها على مساحات سياسية او ديمغرافية سنية. فهل تأخذ جماعات اسلامية اصولية او سلفية زمام المبادرة من تيار المستقبل في الشارع السني، وتستفيد من تراخي هذا التيار، فاقد القيادة والمنفي طوعا خارج لبنان؟

الأكيد أنّ ثمة لغة جديدة في الشارع السني، تسير بموازاة لغة تيار المستقبل. لغة تغرف من الانفلاش المذهبي الذي يعيشه الشيعة اللبنانيون منذ حرب العام 2006 اي منذ بدء عرض العضلات المذهبية الشيعية وخصوصياتها، من مجالس العزاء الحسينية والفاطمية العشوائية والإستفزازية، إلى "اليوم المجيد" في 7 ايار. لغة بدأت تروج المضمون الديني على حساب السياسي. تستند الى تعبئة ضد الشيعة. ولا شك تغرف ايضا من تداعيات ما يجري في سورية. والتسلح السني بات واردًا اكثر من اي وقت مضى. وامكانيته باتت متاحة، بعدما كانت سورية تؤدي دورًا ضامناً لاحتكار السلاح من قبل حزب الله.

الجناح السني العسكري بدأ يتشكل وسيعرض عضلاته قريبا، واضعا تيار المستقبل بين التسلّح او الانكفاء، على وقع المجزرة السورية. وكلّ هذا يطرح ملف السلاح بالكامل على طاولة الحوار اللبنانية اليوم. هذا رغم أنّ وظيفة سلاح حزب الله اقليمية، ما يجعل الحديث عن مشاركة حزب الله اللبنانيين سلاحه خيالا خصوصًا في ظل مواجهة اقليمية مفتوحة سورياً، وفي ظل نظام سوري يتداعى ومزاج سني متصاعد ضد "السلاح الشيعي" مزاج يستدرج، كما تحولات في المنطقة، الشيخ الاسير ليكون أحد وجوهه.

 

الراعي دشن كنيسة رعية مار بطرس وبولس - جبيل: الكنيسة مبنية على الصخر ولا يمكن أن تنال منها رياح الشر

وطنية - 25/6/2012 - ترأس البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي قداسا احتفاليا في كنيسة رعية مار بطرس وبولس في جبيل، دشن وكرس خلاله البناء الجديد للكنيسة ومذبحها، وعاونه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، النائب البطريركي المطران جوزف معوض وكاهن الرعية الاب حليم عبدالله، في حضور القيم البطريركي المونسنيور جوزف البواري، امين سر البطريرك الاب نبيه الترس والقيم الابرشي الخوري فادي الخوري، رئيس دير سيدة المعونات الاب شربل بيروتي، رئيس مستشفى سيدة المعونات الجامعي الاب ميشال ليان ولفيف من الكهنة.

شارك في القداس قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيسا بلديتي جبيل زياد الحواط وبلاط ايلي القوبا، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل وديع ابي غصن ومخاتير المدينة، الامين العام لحزب الكتلة الوطنية الدكتور وديع ابي شبل والامين العام الاسبق جان الحواط ، رئيس الصليب الاحمر اللبناني سامي الدحداح، الدكتور جوزف الشامي ، المهندس وليد نصار، رئيس مكتب أمن الدولة في قضاء جبيل المقدم جورج باليكيان، آمر فصيلة جبيل في قوى الامن الداخلي المقدم فرنسوا رشوان وحشد من المؤمنين.

عون

في بداية القداس القى المطران عون كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي وقال:"نعدكم يا صاحب الغبطة باننا سنلتزم الخط الروحي الذي رسمت في هذه الابرشية التي كنت فيها الراعي لاكثر من اثنين وعشرين سنة كما نعاهدك باننا سنكون دائما اوفياء لتوجيهاتك كاب وراعيا لكنيستنا المارونية، معتبرا ان هذه الكنيسة هي مفخرة لمدينة جبيل ولجميع ابنائها وللكنيسة المارونية".

الراعي

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة هنأ فيها ابناء مدينة جبيل وابناء الرعية على هذه الكنيسة الجديدة، شاكرا "كل الايادي الخيرة التي ساعدت وساهمت في بنائها"، مؤكدا ان "جبيل احلى بابنائها وببلديتها وكنائسها ومطارنتها"، ومشيرا الى ان "قضاء جبيل أعطى الكنيسة المارونية مطرانين جديدين هما جوزف معوض وبول روحانا".

وأكد البطريرك الراعي ان "الكنيسة كبيت مبني على الصخر لا يمكن ان تنال منها رياح الشر والاضطهاد والتضليل والرفض والمعاكسات متحدثا عن سيرة القديسين بطرس وبولس وقال: "يواجه الايمان اليوم تحديات هي من نوع الرياح المعاكسة. إنها ظاهرة الالحاد المعاصر المعروف بتيار العلمانية الذي فقد القدرة على سماع الكلمة الانجيلية وقبولها نداء من فم الله، فيفقد الناس الايمان بقدرة الله ويضعون متكلهم على المال والسلاح والسلطة. ويتفرغ من هذا التيار تيار النسبية واللاادارية اللذان لا يرتبطان بحقيقة مطلقة، والذهنية الاستهلاكية التي تستبيح كل شيء، وذهنية المتعة التي تتفلت من القواعد الروحية والاخلاقية، وتستعبد نفسها للغزيزة الطبيعية".

وقال:"ثمة ظاهرة البحث العلمي والتكنولوجي الذي يقدم اكتشافات مذهلة، ما جعل العلم وكأنه الديانة الجديدة التي ينتطر منها الاجابة على كل التساؤلات والانتظارات، وما جعل الاكتشافات العلمية وكأنها أصنام جديدة تعبد، لكنها لا تعطي الا اجوبة جزئية وغير ملائمة خالية من اسباب الرجاء".

وأضاف:"هناك أيضا ظاهرة التقنيات الاعلامية المدهشة التي باتت تقتحم الانسان في عقر داره، تمس ضميره وقلبه، وأصبحت وكأنها مكان الحياة العامة واللقاء الاجتماعي، مثل ساحة البلدة او الضيعة. ان الكنيسة مدعوة لتواجه هذه التحديات باستخلاص قيم هذه الظاهرات ونبذ السلبي منها وتوجيه العقول والضمائر الى حسن التمييز بين الخير والشر وبين الحقيقة والباطل. فيسمى هذا العمل الكنسي "بالانجلة الجديدة" التي هي نقل الايمان المسيحي واللقاء الشخصي بيسوع المسيح بأساليب جديدة ونهج جديد وفن جديد وتقنيات جديدة وحماس رسولي يخاطب انسان اليوم في كل مواقعه ومساحات حساته وعمله".

وتابع:"أسس القديس بطرس الرسول كرسيه الاول قبل روما في انطاكية، قاعدة الحكم الروماني في المنطقة السورية. فكان اول اساقفتها ، ثم غادرها الى روما حيث استشهد سنة 67 مسيحية، في انطاكية دعي تلاميذ يسوع لاول مرة مسيحيين. كانت مدينة العلم والفلسفة والتجارة والملاهي وكانت مركز اقامة الاباطرة عند مرورهم وقد بلغ عدد سكانها في القرن الرابع، في زمن القديس مارون، مئتي الف نسمة. وبولس الرسول قام برسالته في انطاكية ، وكان يتردد اليها مع رفيقه برنابا".

وأضاف:"إن كنيستنا المارونية كنيسة انطاكية وبالتالي بطرسية، تحمل التراث الانطاكي السرياني الغني بأبعاده اللاهوتية والروحية والليتورجية، المشبع بمراجع من الكتب المقدسة، الى جانب طابعها المريمي ودعوتها الملحة الى التوبة ورجاء اللقاء بالمسيح في هذه الدنيا وفي نهاية الزمن".

وقال:"سنقوم في هذا الاسبوع بزيارة تقوية الى انطاكية، مع عدد من الاساقفة والكهنة والمؤمنين، حيث سنحتفل فيها بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس. ونريدها زيارة نجدد فيها الاخلاص لإسمنا المسيحي ونعكسه في حياتنا واعمالنا، ونجدد ايماننا المطلق بالمسيح ومحبتنا الشديدة له مثل بطرس وتفانينا باعلان انجيله الخلاصي مثل بولس. ونود في هذه الزيارة ان نعود الى الجذور التي انتمى اليها القديس مارون وتلاميذه الاول، راجين ان ننهل الدفع للسير الى الامام بقوة البدايات. نطلب صلاتكم، وسنصلي من اجلكم، مستشفعين صلاة القديسين الرسولين بطرس وبولس، لمجد الله الثالوث الاب الابن والروح القدس الان والى الابد آمين".

وفي الختام، اعلن البطريرك الراعي عن قرار راعي الابرشية بترقية كاهن الرعية الخوري حليم عبدالله الى رتبة خوراسقف، ثم كرس المذبح الجديد للكنيسة.

وفي نهاية القداس، اقيم احتفال في صالة الكنيسة القى خلاله الخوراسقف الجديد حليم عبدالله كلمة شكر فيها للبطريرك الراعي والمطران عون منحهما اياه هذه الدرجة الاسقفية الجديدة كما شكر كل من ساهم في بناء هذه الكنيسة.

ثم قدم المهندس وليد نصار دروعا تقديرية إلى البطريرك الراعي والمطرانين عون ومعوض.

 

تقرير عمل الاتحاد الاوروبي عن حقوق الانسان في لبنان: دعم الاصلاح الانتخابي ودعوة لتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين

 وطنية - 25/6/2012 أوضح تقرير عمل الاتحاد الأوروبي في 2011 عن حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم والمتعلق بلبنان، انه "بعد الجمود السياسي في النصف الأول من عام 2011، أعيد إحياء علاقات الاتحاد الأوروبي مع لبنان إثر تشكيل حكومة جديدة في تموز 2011. وفي كانون الأول، أطلقت لجنة الشراكة الاستعدادات لخطة عمل جديدة للسياسة الأوروبية للجوار. وشارك الاتحاد الأوروبي بفاعلية مع الحكومة في النقاشات الخاصة بالإصلاح الانتخابي. وقدمت وزارة الداخلية مشروع قانون في تشرين الأول 2011. وأيد الاتحاد الأوروبي إدخال توصيات لجنة مراقبة الانتخابات في عام 2009 في مشروع القانون الجديد. كما خصص الاتحاد الأوروبي مليوني يورو لدعم الإصلاح الانتخابي في لبنان قبيل انتخابات 2013".

وأشار التقرير الى ان "الاتحاد الأوروبي استمر في تشجيع لبنان على إصلاح القضاء وتعزيز استقلاليته. كما دعا مرارا وتكرارا لبنان إلى تحويل تعليق تنفيذ عقوبة الإعدام بحكم الأمر الواقع إلى إلغاء كامل لهذه العقوبة"، لافتا الى ان "الحال المزرية في السجون اللبنانية ما زالت تشكل مصدر قلق. فعدد السجناء الذين ينتظرون المحاكمة أو حتى الذين أنهوا مدة محكوميتهم ما زال يشكل أكثر من 50 في المئة من النزلاء. وتستمر منظمات حقوق الإنسان في الإشارة إلى التوقيف الاعتباطي، لا سيما في حالات اللاجئين والمهاجرين".

وكرر الاتحاد الأوروبي دعوته للبنان الى "تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، خصوصا في ما يتعلق بالحق في العمل وتأمين تغطية الضمان الاجتماعي لهم، فضلا عن حقوق التملك والإرث وتسجيل الملكية. وما زالت المراسيم التطبيقية الخاصة بالتعديلات التي أدخلت على قانون العمل في عام 2010 تنتظر اعتمادها".

ولفت الى ان "مجلس النواب انتهى من وضع مشروع خطة عمل وطنية لحقوق الإنسان يمكن اعتمادها في وقت قريب"، موضحا ان "الاتحاد الأوروبي تدخل لدعم الحق في حرية التعبير للمدافعين عن حقوق الإنسان الذين كانوا يواجهون تهما بسبب التقارير التي أعدوها عن استعمال التعذيب".

من ناحية ثانية، أشار الاتحاد الأوروبي الى ان "مجلس الشؤون الخارجية اعتمد اليوم الإطار الإستراتيجي الخاص بحقوق الإنسان والديمقراطية مع خطة عمل للتنفيذ. وهذه هي المرة الأولى التي يكون فيها للاتحاد الأوروبي إطار استراتيجي موحدا لمجال السياسة الحيوي هذا، مع خطة تنفيذ واسعة النطاق".

وقالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون بعيد اعتماد الحزمة إن "حقوق الإنسان هي إحدى أولوياتي القصوى ولازمة ترافق كل ما نفعله في علاقاتنا الخارجية. ومع هذه الحزمة الشاملة، نريد تعزيز فاعلية سياسة حقوق الإنسان للاتحاد الأوروبي وحضورها. وبهدف المساهمة في تطبيق الإطار وخطة العمل، اقترحت أيضا تعيين ممثل خاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، وإنني أتطلع إلى تعيين سريع".

ولفت الى ان "الإطار يحدد المبادىء والأهداف والأولويات المصممة جميعها لتحسين فاعلية سياسة الاتحاد الأوروبي وتماسكها خلال السنوات العشر المقبلة. كما أنه يوفر قاعدة متفق عليها لجهد جماعي حقيقي يشمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فضلا عن مؤسساته. ويلحظ الإطار الإستراتيجي التزاما بشراكة حقيقية مع المجتمع المدني. وقد جرى تصميم الإطار بأعلى مقدار ممكن من الوضوح حتى يكون في متناول جميع المواطنين".

أما "التوجيهات الرئيسية للاطار الإستراتيجي فهي:

- حقوق الإنسان في جميع جوانب سياسة الاتحاد الأوروبي

- تعزيز شمولية حقوق الإنسان

- متابعة تنفيذ أهداف متماسكة

- حقوق الإنسان في جميع السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي

- تنفيذ أولويات الاتحاد الأوروبي الخاصة بحقوق الإنسان

- العمل مع الشركاء الثنائيين

- العمل مع المؤسسات متعددة الطرف

- العمل المشترك للاتحاد الأوروبي".

وأشار الى ان "الإطار الإستراتيجي يرتكز على التقرير المشترك الذي يحمل عنوان "حقوق الإنسان والديمقراطية في صلب العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي - نحو مقاربة أكثر فاعلية". واعتمدت المفوضية الأوروبية هذا التقرير في 12 كانون الأول 2011 بناء على اقتراح تقدمت به الممثلة العليا كاثرين آشتون. وكان هذا التقرير ثمرة عملية طويلة من الاستشارات تعود إلى الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي عقد في قرطبة في آذار 2010".

وأوضح ان "خطة عمل الاتحاد الأوروبي الخاصة بحقوق الإنسان والديمقراطية 97 تتضمن مبادرة تحت 36 عنوانا، تم إعدادها على أساس استشارات تولاها جهاز العمل الخارجي الأوروبي، شملت المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والمسؤولة بصورة مشتركة عن التنفيذ. كما أجريت استشارات غير رسمية مع أعضاء في البرلمان الأوروبي ومنظمات غير حكومية. وتغطي خطة العمل فترة تنتهي في 31 كانون الأول 2014. ويقضي أحد التزامات خطة العمل بضرورة عرض الاتحاد الأوروبي أداءه في تحقيق أهدافه في تقريره السنوي عن حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم. ويجب أن يشكل هذا فرصة لجميع المعنيين بسياسة الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم المجتمع المدني، لتقييم وقع عمل الاتحاد الأوروبي والمساهمة في تحديد الأولويات المستقبلية".

الخلفية

وأشار الى ان "اعتماد الإطار الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي الخاص بحقوق الإنسان والديمقراطية يشكل نقطة تحول في عملية صنع السياسة للاتحاد الأوروبي. فقد أصدر الاتحاد الأوروبي عددا كبيرا من الإعلانات الخاصة بحقوق الإنسان والديمقراطية، لكن هذه مالت إلى التركيز على مسائل أو بلدان محددة. ومع الوقت، طور الاتحاد الأوروبي أيضا مجموعة من "الخطوط التوجيهية" وأدلة سياسة أخرى، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها اعتماد وثيقة إستراتيجية موحدة. ويظهر الإطار تعاطي الاتحاد الأوروبي مع الوعد المقطوع في معاهدة لشبونة التي أدخلت الالتزام التالي:

يجب أن توجه عمل الاتحاد على الساحة الدولية المبادىء التي قام وتطور وتوسع على أساسها، والتي يسعى إلى التقدم فيها في العالم الأوسع: الديمقراطية، ودولة القانون، وشمولية حقوق الإنسان والحريات الأساسية وعدم تجزئتها، واحترام الكرامة الإنسانية، ومبادىء المساواة والتضامن، واحترام مبادىء شرعة الأمم المتحدة والقانون الدولي".

ولفت الى انه "بهدف المساهمة في تنفيذ الإطار الإستراتيجي وخطة العمل، اقترحت الممثلة العليا تعيين ممثل خاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، بهدف تعزيز فاعلية سياسة حقوق الإنسان للاتحاد الأوروبي وحضورها. ولأسباب تتعلق بالاستمرارية، تم اقتراح مدة تعيين أولية من سنتين. ويجب أن يكون للمثل الخاص لحقوق الإنسان مهام واسعة ومرنة تخوله التكيف مع الظروف. ويجب أن يعمل أيضا بشكل وثيق مع جهاز العمل الخارجي الأوروبي الذي سيوفر له الدعم الكامل".

ودعا الراغبين في الاطلاع على التقرير الكامل الى زيارة الرابط التالي:

http://register.consilium.europa.eu/pdf/en/12/st09/st09238.en12.pdf

لمزيد من المعلومات، زيارة الرابط التالي:

http://eeas.europa.eu/human_rights/index_en.htm

 

البطريرك الماروني رعى لقاء الكهنة السنوي الأول في بكركي: نشهد انحرافا عن مفهوم العمل السياسي وباتت السلطة تسلطا وظلما وإهمالا

 وطنية - 25/6/2012 رعى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، لقاء الكهنة السنوي الأول في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي الذي نظمه مكتب شؤون الكهنة في الدائرة البطريركية، في حضور حشد من الأساقفة والكهنة الموارنة الذين قدموا من لبنان وسوريا.

بداية، قدم للقاء الأب أنطوان بشعلاني لافتا إلى أهمية هذا اللقاء الروحي "الذي يقوي روابط الصداقة بين الكهنة ويساعدهم على التواصل والمشاركة فيما بينهم واقتراح وسائل تساعدهم على تنمية حياتهم الكهنوتية ما يؤدي إلى خدمة أفضل لرعاياهم كذلك رسم خطة عمل وطرق تواصل بناءة مع الأبرشيات والكهنة".

بعدها، رفع الراعي صلاة البدء وتلتها كلمة لأمين عام الدائرة البطريركية الأب أنطوان خليفة، شرح فيها لهيكلية البطريركية والهدف من إنشاء الدائرة البطريركية ومهمتها ومسؤولية مكتب شؤون الكهنة وخطوات العمل.

ثم كانت كلمة لمنسق مكتب شؤون الكهنة الأب جورج أبي سعد، أطلع فيها الحضور على دور المكتب ومهمته، لافتا إلى أن "هذا اللقاء هو بمثابة النشاط الأول للمكتب"، وقال: "هدفه أن نجتمع معا وأن نعرف الكهنة على المكتب، وأن نعرف اقتراحاتهم، ومن ثم نستمع إلى توجيهات غبطته. كما اننا سنكرم الأساقفة والكهنة الذين أمضوا أكثر من خمسين سنة في الكهنوت على أن يصبح هذا التكريم عادة سنوية".

وأوضح أبي سعد أنه من أهداف المكتب أيضا "تفعيل الحياة الروحية للكاهن وتفعيل اللقاء بين الكهنة والعمل على حل المشاكل إذا وجدت". وأشار إلى ان "فكرة إنشاء المكتب تعود إلى قرار صدر عن المجمع البطريركي في النص الخامس الذي يؤكد على ضرورة وجود دائرة بطريركية في بكركي لها مكاتب متخصصة بكل الشؤون الكنسية". وأوضح أن "أول ما حققه المكتب هو تشكيل لجنة من 7 كهنة لعرض الأفكار والتخطيط والتنفيذ وللعمل".

مطران جبيل

بدوره، ألقى راعي أبرشية جبيل المطران ميشال عون كلمة عرض فيها لدور الرابطة الكهنوتية متحدثا عن نشأتها وغايتها التي هي "إخراج الكاهن من عزلته الروحية والإجتماعية عبر ارتباطه بصداقات مع رفاقه الكهنة بروح المحبة المتبادلة والتعاون في حقل التنمية الروحية والثقافية". ولفت الى ان "الرابطة نشأت في لبنان للإجابة على انتظارات الكهنة وحاجاتهم في عالم سريع التحول نمت فيه اللامبالاة الدينية. وكانت النقاط الأساسية لهذه الرابطات وهي المساعدة الأخوية بين الكهنة وتبادل الخبرات لأجل القداسة الذاتية وللدعم المتبادل في واجبات خدمتهم".

الخويري

كما ألقى المونسنيور بولس الخويري كلمة شكر فيها "الرب يسوع على كهنة يقولون منذ 50 سنة هذا هو جسدي ودمي فيحولون بقدرة الرب يسوع الخبز والخمر من أجل الجماعة المؤمنة". كما شكره على "النعم التي وهبها للكهنة الذين رحلوا وأولئك الذين لا يزالون اليوم يواصلون الرسالة بعزم وإيمان غير آبهين بالصعوبات".

الراعي

ثم احتفل الراعي بالذبيحة الإلهية في حضور الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومشاركة الأساقفة والكهنة وعدد من المؤمين. وألقى عظة بعنوان: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ - إرع خرافي" (يو21: 15)، وجاء فيها:

"1.سؤال الرب يسوع لسمعان - بطرس: "أتحبني؟"، قد وجهه إلى كل واحد منا، يوم لبى الدعوة الكهنوتية في الأبرشية والرهبانية، ويوم وضع الأسقف يده عليه، علامة لتكريسه الدائم لمحبة المسيح والكنيسة. وجواب سمعان - بطرس "نعم يا رب أنت تعلم كل شيء، وأنت تعرف أني أحبك" كان جوابنا يومذاك. وثقة الرب ببطرس الذي يحبه فوق كل شيء سلمته وسلمتنا رعاية الخراف: "إرع خرافي"، لنحمل إليها محبة يسوع، في ممارسة مهامنا الكهنوتية الثلاث: التعليم والتقديس والتدبير. لكن الرب يسوع يسألنا مجددا واحدا واحدا، في صباح كل يوم: أتحبني؟ هل أنا أحبه اليوم، كما أحببته في الأمس؟ هل ما زلت على حبي الأول؟ هل المصاعب والمحن والتجارب والرتابة والصدمات الحياتية أنضجت حبي وزادتني إيمانا بنعمة المسيح "تكفيك نعمتي" (2كور12: 9)، كما قال لبولس. وثبتني في الرجاء الذي لا يخيب؟ أما يسوع من جهته، فيجدد الثقة بي، ويقول لي: "إرع خرافي!"، إحمل لهم محبتي.

2. يسعدنا أن نعقد لقاء الكهنة السنوي الأول، في البيت الأم، في هذا الكرسي البطريركي، الذي نظمه مكتب شؤون الكهنة في الدائرة البطريركية، ومنسقه حضرة الخوري جورج أبي سعد. إنني أحييكم أيها الإخوة في الكهنوت، وأشكر حضوركم، وأعرب عن امتناني لكل الذين هيأوا اللقاء في كل مضامينه ومحطاته. يضفي على هذا اللقاء الكهنوتي رونقا جميلا تكريم الذين رقوا إلى الدرجة الكهنوتية منذ أكثر من خمسين سنة، وعلى رأسهم صاحب الغبطة والنيافة مار نصرالله بطرس، وأساقفة، وكهنة من مختلف الأبرشيات والرهبانيات. إننا نرفع معهم قداس الشكر لله على هذه السنوات الطويلة في الخدمة الكهنوتية، وعلى الخير الروحي والراعوي الكبير الذي أغدقه الله عليهم وعلى المؤمنين والمؤمنات بفضل خدمتهم المثلثة. نسأل الرب يسوع، راعي الرعاة العظيم، أن يفيض عليهم المزيد من النعم والعمر والصحة، لكي يواصلوا الشهادة لمحبته.

3. كل حياتنا الكهنوتية مغامرة حب ليسوع المسيح وللكنيسة، تبدأ مع القداس اليومي، حيث تتجلى كل محبة المسيح لنا وللبشرية جمعاء. كلمته الإنجيلية صادرة من قلبه المحب؟ ذبيحته القربانية التي يفتدي بها البشر أجمعين هي ذروة حبه؛ وليمة جسده ودمه لحياة العالم يمدها بحب، ويريدها غذاء حب لقلوبنا. وتتواصل هذه المغامرة في صلاتنا الكهنوتية، المعروفة بصلاة الساعات، وكلها تدور حول كلمة المزمور: "أحمدك يا رب، لأنك أحببتني، ولأنك كنت لي خلاصا" (مز118: 21). هذا كله يشكل الدافع إلى تأدية الخدمة الكهنوتية اليومية بفرح وحب وسخاء. فالكهنوت اكتشاف دائم واندهاش بعمل الله الذي يتم على أيدينا. يكون الكهنوت جديدا دائما وجميلا، لمن يتكرس له بحب.

محبتنا للمسيح، هي روح الخدمة الكهنوتية ومبرر وجودها. فإذا كان المسيح، لكي يبني كنيسته، يضع ذاته بين أيدي الكاهن، ألا ينبغي على الكاهن أن يسلم ذاته بدوره للمسيح، من دون حساب؟ هذا كان الشرط لكي يسلم الرب لبطرس رسالة رعاية خرافه، كما رأينا[1].

4. يذكرنا المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أن المسيح يبقى دائما الينبوع والمبدأ لوحدة حياة الكاهن التي تجمع بين اكتشاف إرادة الله، وعطية الذات للقطيع الموكول إليه. هذه الوحدة في حياة الكاهن ورسالته إنما يشد رباطها بالمحبة الراعوية[2]. إن صداقة الكهنة مع المسيح هي ينبوع هذه الوحدة. فإذا عاشوها وحققوها، تمكنوا من أن يقودوا المؤمنين إلى الإتحاد عموديا بالله وإلى الوحدة أفقيا مع جميع الناس. هذه هي الشركة والمحبة. ثلاثة تشكل جوهر الحياة الكهنوتية ورسالتها: الإتحاد بالله، ورسالة الكنيسة، وخير البشرية جمعاء[3].

5. تستعد الكنيسة ونحن معها لعقد جمعية سينودس الأساقفة العادية الثالثة عشرة في تشرين الأول في روما، بعنوان: "الأنجلة الجديدة من أجل نقل الإيمان المسيحي". إننا معنيون بالموضوع بحكم كهنوتنا، والضرورة تقتضي أن تتوفر لكاهن اليوم التنشئة التأسيسية والمستديمة، لكي يكون كاهن الأنجلة الجديدة.

ما هي الأنجلة أي إعلان الإنجيل؟ ولماذا هي جديدة؟

6. الأنجلة هي نقل الإيمان المسيحي، من خلال نقل الكتب المقدسة، وبخاصة الإنجيل لأنها تعرف بيسوع المسيح. هي معرفة يسوع المسيح، واللقاء به كشخص. وسائلها: الكرازة، والتعليم، والليتورجيا، والحياة الأسرارية، والتقوى الشعبية وشهادة الحياة المسيحية (الإرشاد الرسولي: إعلان الإنجيل - 8 كانون الأول 1975). هدفها إيلاد أبناء وبنات لله بالإيمان، وتغذيتهم بالمحبة، وتثبيتهم في الرجاء. إنها واجب الكنيسة المركزي: فهي نعمة الكنيسة ودعوتها الخاصة وهويتها الأعمق. الكنيسة موجودة لكي تعلن الإنجيل. وبهذه الصفة هي رسالية missionnaire: "إذهبوا وتلمذوا كل الأمم" (متى 28: 19)، "إذهبوا إلى العالم كله وأعلنوا إنجيلي للخليقة كلها" (مر16: 15). شعارها الدافع كلمة بولس الرسول: ليست الأنجلة فخرا لي، بل هي ضرورة مفروضة علي، والويل لي إن لم أبشر (1كور9: 16).

7. أما الأنجلة الجديدة فهي جديدة في حماسها الرسولي وأساليبها وتعبيراتها ونهجها. إنها الشجاعة في ابتكار طرق جديدة، تجاه الأوضاع الجديدة حيث الكنيسة مدعوة الآن وهنا لتعيش وتؤدي إعلانها للإنجيل، عبر مواجهة تحديات اليوم.

الأنجلة الجديدة هي قبل كل شيء عمل روحي، قوامه القدرة على جعل شجاعة المسيحيين الأولين والمرسلين الأول وقوتهم، شجاعتنا وقوتنا اليوم. وهي عمل كنسي مشترك، في عالم قصرت فيه المسافات، واصبح اصغر. فيطلب من الجماعات الكنسية التي تتحد فيما بينها، وتتبادل طاقاتها ووسائلها، أن تلتزم معا في الرسالة الوحيدة المشتركة التي هي إعلان الإنجيل وعيشه. كما يطلب من الكنيسة أن تتحد، لكي تكون على مستوى التحديات التي يضعها الواقع الإجتماعي والثقافي بوجه الإيمان المسيحي وإعلانه وشهادته، بنتيجة المتغيرات العميقة الجارية. لا تستطيع الكنيسة أن تواجه التحديات بالإنغلاق على ذاتها أو بالتسليم بواقع الأمور، وكأن لا حول ولا قوة، بل بالقيام بجملة روحية تحيي جسد المسيح، جسدها، وتضع وجه يسوع المسيح في الوسط، وتعمل على تعزيز اللقاء به، فهو الذي يعطي الروح القدس، والطاقات لإعلان الإنجيل، بطرق وأساليب جديدة من شأنها أن تخاطب ثقافات اليوم وإنسان اليوم.

الأنجلة الجديدة تعني جرأة المسيحيين على عدم التراجع، وعلى البحث إيجابيا عن كل السبل لإقامة أشكال حوار قادرة على تناول عمق انتظارات الناس، وعطشهم إلى الله.

الأنجلة الجديدة هي موقف ومسلك ونهج شجاع. وهي القدرة على معرفة قراءة الظاهرات الجديدة على كل من المستوى الثقافي والإجتماعي والإقتصادي والسياسي والديني.

9. تتناول وثيقة الخطوط العريضة التي تتوسع في موضوع جمعية السينودس، هذه التحديات والظاهرات الجديدة، وتبرز دور الأنجلة الجديدة تجاهها. لا مجال الآن لاستعراضها. لكننا نكتفي بعناوينها.

على المستوى الثقافي، توجد ظاهرة العلمنة التي هي نوع من الإلحاد المعاصر، الذي يعني الإستغناء عن الله ونعمته وتدخله في حياتنا، والإتكال على القدرات الارضية كالمال والسلطة والنفوذ والسلاح. ويتفرع عن هذه الظاهرة تيارات وذهنيات تضع جانبا الإنجيل والإيمان والقيم الروحية والأخلاقية، مثل الإستهلاكية والمتعة والنسبية واللاإدارية.

على المستوى الإجتماعي، نشهد ظاهرة الهجرة والتنقل التي تقتلع الناس من دفء العائلة والتقليد المحلي، ومن مكان روحانيتهم وتقاليدهم، وتدخلهم في عالم آخر، غالبا ما يفقدهم هويتهم وتقليدهم وقيمهم. وتأتي وسائل الإعلام وتقنياته الحديثة والمذهلة لتفرض واقعا يخرج الإنسان من تقاليده وقيمه وروحانيته، وهو في قلب بيته ومجتمعه، بسبب ما تبث في بعض من برامجها، وما تنقل وتكتب، من أمور وأفكار ومشاهد تتنافى وما تربى عليه الإنسان في بيته ومجتمعه وكنيسته.

على المستوى الإقتصادي، يتأثر الناس بنقيضين: الثروة والبحبوحة من جهة، التي تبعد البعض منهم عن الله، وتنسيهم إياه، وتحملهم على التخلي عن الممارسة الدينية وقيم الإيمان المسيحي. والفقر والحرمان من ناحية أخرى، اللذين يولدان ثورة داخلية سلبية، وانحرافا خلقيا بحثا عن وسائل للعيش فضلا عن اللجوء إلى العنف والإنخراط في الحركات الأصولية الهدامة.

على مستوى البحث العلمي والتكنولوجي، نشهد اكتشافات مذهلة، ما جعل العلم وكأنه الديانة الجديدة، التي ينتظر منها الناس الأجوبة على كل تساؤلاتهم وانتظاراتهم. بينما هي لا تستطيع أن تعطي إلا أجوبة جزئية، وبالتالي يبقى الإنسان بحاجة إلى أجوبة أخرى تعطيه الطمأنينة وأسبابا للرجاء. وغالبا ما راحت الإكتشافات العلمية تطبق في مختلف المجالات، ولو خلافا لشريعة الله الموحاة، سواء أكانت مكتوبة في الكتب المقدسة، أم في الطبيعة البشرية، وخلافا لتعليم الكنيسة العقائدي والأخلاقي.

وأخيرا على المستوى السياسي، نشهد انحرافا عن مفهوم العمل السياسي. وباتت السلطة في غالب الأحيان تسلطا وظلما وإهمالا للواجب وسعيا إلى المصالح الفردية والفئوية. ونشهد طغيان الدول الكبرى التي تعطل نمو الدول الضعيفة، وتفرض عليها سياسات إيديولوجية واقتصادية وثقافية غريبة عنها، ما يتسبب بتنامي الحركات الأصولية والإرهابية.

10. كهنوتنا مسؤولية كبيرة، دعانا المسيح الكاهن الازلي لتحملها، والكنيسة أوكلتها إلينا. أن يكون الكهنوت مغامرة حب، إنما هو كذلك من أجل هذه الغاية. قلت نحن بحاجة لأن نعمل جاهدين على أن تتوفر التنشئة التأسيسية لطلاب الكهنوت، الابرشي والرهباني، بكل أبعادها الروحية والليتورجية واللاهوتية والإنسانية والراعوية، والتنشئة المستديمة لكهنتنا الذين بعد رسامتهم انخرطوا في العمل الكهنوتي والراعوي والتربوي والإداري.

11. إن مكتب شؤون الكهنة في الدائرة البطريركية، يهدف، بالتعاون والتشاور مع مطارنة الأبرشيات والسلطات الرهبانية، إلى بث الروحانية الكهنوتية، والوقوف على حاجات كهنة كنيستنا والصعاب التي تعثر خدمتهم الراعوية، وتلك التي يعانون منها على المستوى الشخصي، وإلى التعاون على تجاوزها وحلحلتها، كما يهدف إلى التنسيق والتشاور والتخطيط مع السلطات والمجالس واللجان والهيئات المعنية بشؤون الكهنة، في كل ما يؤول لخيرهم الشخصي، ولنجاح رسالتهم. ونرغب أن تكونوا، أيها الكهنة الأحباء، على تواصل مع هذا المكتب عبر موقعه الإلكتروني.

لقاؤنا اليوم انطلاقة في هذا الخط وعلى هذا السبيل. باركه المسيح الرب بنعمته ومحبته وأنوار كلمته. فنرفع نشيد التسبيح والمجد للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وفي الختام قدم الراعي الدروع التكريمية للأساقفة والكهنة الذين أمضوا 50 سنة في خدمة الكنيسة.

 

المكتب السياسي الكتائبي: البديل من الحوار هو الفوضى لتأمين الغطاء السياسي الكامل للمؤسسة العسكرية لحفظ الامن والاستقرار

 وطنية - 25/6/2012 رحب المكتب السياسي لحزب الكتائب في بيان اثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل، ب"لقاء المصارحة الذي عقده وفد مسيحيي 14 آذار مع البطريرك الماروني وما أشاعه من ارتياح عام في الوسط المسيحي". وأمل "متابعة التواصل وتنقية الاجواء بغرض ترميم مشتركات أساسية لا بد قائمة بين الصرح البطريركي والقادة الموارنة، خصوصا لجهة مفهومي السلاح غير الشرعي والموقف من أحداث الجوار". وإذ رأى في "اللقاء الذي عقد في دارة الرئيس أمين الجميل في بكفيا مع قيادات 14 آذار وما صدر عنه من تفاهم حول عناوين الحوار، حلقة مكملة للقاء بكركي وخطوة في الاتجاه الوطني الصحيح"، أكد أن "البديل من الحوار هو الفوضى وما تخلفه من تطورات لا يمكن التحكم بمسارها"، داعيا "رئيس الجمهورية وقادة البلاد الى إخراج هيئة الحوار من الحدود الضيقة للمناقشات والشروع ببحث بند وحيد يستحق كل العناء وهو انقاذ لبنان من كل سلاح غير شرعي، خصوصا أن سلاح حزب الله بدأ يستولد أسلحة خاصة مما يحول لبنان الى ترسانة من الاسلحة غير الشرعية ومستودعا موقوتا يمكن استخدامه خارج اطار الشرعية". كما دعا "حزب الله" الى "إشهار المسؤولية الوطنية والمبادرة الى طرح تصوره لمصير سلاحه والتسليم بالشرعية الحصرية لسلاح الدولة".

وأعرب المكتب السياسي عن قلقه "إزاء الأجواء السياسية والأمنية في لبنان، وبين مؤشراتها السلبية تحريك المخيمات الفلسطينية والتعرض للجيش ومحاولة المس بمكانته والاعتصامات المتكررة على طريق المطار وتفشي ظاهرة الخطف التي تضع لبنان على لائحة الدول المأزومة"، داعيا الحكومة الى "تأمين الغطاء السياسي الكامل للمؤسسة العسكرية والقوى الامنية للقيام بدورها في حفظ الامن والاستقرار في البلاد". وتوقف عند حدث دخول المفكر اللبناني أمين معلوف الأكاديمية الفرنسية، ورأى فيه "تأكيدا على دور لبنان الثقافي وتكريسا لمساهمات لبنان المبدعة في الحضارة الفكرية والانسانية على المستوى الدولي"، متقدمة منه ب"أصدق مشاعر التهنئة والاعتزاز"، متمنيا له "التوفيق في موقعه الاكاديمي العريق". وهنأ الشعب المصري بانتخاب رئيسه، داعيا "الرئيس الجديد وهو الرئيس المدني الاول منذ ثورة 1952 الى مصالحة الشعب والدولة وتوحيد البلاد على أساس الاعتدال والديمقراطية وضمان الحريات السياسية والدينية واحترام المعاهدات والمواثيق الدولية". ورأى في "الخطاب الاول الذي ألقاه الرئيس المصري المنتخب مؤشرا مشجعا للسير بأكبر دولة عربية على خط الديمقراطية والمصالحة الوطنية".

 

الشعار رعى اتفاقا مع اهالي الموقوفين الاسلاميين لازالة الخيم من ساحة عبد الحميد كرامي والمباشرة برفعها

وطنية - 25/6/2012 افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الشمال محسن السقال ان مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار رعى اليوم، اتفاقا مع اهالي الموقوفين الاسلامين، المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي، قضى بازالة الخيم من الساحة باشراف قائد سرية طرابلس العميد بسام الايوبي. وبدأ الاهالي فور وصول العناصر الامنية وممثلي عن دار الفتوى والعميد الايوبي برفع الخيم.

وشكر الشيخ مالك درويش باسم المفتي الشعار كل من ساهم بانجاح هذه الخطوة واعتبر "ان ازالة الخيم، لا تعني التوقف عن المطالبة باطلاق المظلومين من السجون"، واشار الى "ان مطلب الاهالي محق، وسنبقى على الاتصال معهم حتى انجاز هذه الخطوة". وأكد علاء مرعي شقيق الموقوف الشيخ طارق مرعي "ان متابعة قضية الموقوفين ستستمر ولن تتوقف عند هذه الخطوة".

ولفت العميد الايوبي الى "ان خطوة ازالة الخيم تعبر عن ثقة اهالي الموقوفين بالدولة".