المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 28 حزيران/2012

 

جيل القدّيس لوقا11/49-54 /لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون

وَلِهذَا قَالَتْ حِكْمَةُ الله: أُرْسِلُ إِلَيْهِم أَنْبِياءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُم وَيَضطَهِدُون، لِكَي يُطْلَبَ مِنْ هذا الجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاء، أَلَّذي سُفِكَ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم، مِنْ دَمِ هَابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا، الَّذي قُتِلَ بَيْنَ المَذْبَحِ وَالهَيكَل. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، إِنَّهُ سَيُطْلَبُ مِنْ هذَا الجِيل. أَلوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون». وَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، بَدَأَ الكَتَبَةُ وَالفَرِّيسِيُّونَ يُضْمِرُونَ لَهُ حِقْدًا شَدِيدًا، وَيَسْتَدْرِجُونَهُ إِلى الكَلامِ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَة، وَيَتَرقَّبُونَهُ لِيَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ مِنْ فَمِهِ

 

عناوين النشرة

*الراعي الى انطاكيا في زيارة راعوية: نحتاج للامن والسلام ولربيع مسيحي والعودة الى الجذور

*من جريدة المستقبل/مقابلة مع النائب السالق سمير فرنجية

*مقتل خمسة عناصر من حزب الله في سوريا

*الموقوفون المتمردون في بعبدا اعيدوا الى رومية

*شربل اطلق الخطة الامنية من الضاحية الجنوبية: الاجهزة الامنية لن تكون كبش محرقة من الان وصاعدا

*مجموعة من الشبان حاولت قطع طريق السبيرز احتجاجا على توقيف علاء الدين

*من هو وسام علاء الدين؟ ولماذا هو "معجبٌ" بقناة الجديد؟!!

*المتهم الذي لم تعرف بعد دوافعه بعد ولا الاهداف التي من أجلها اعتدت هذه المجموعة على قناة الجديد، ماذا يحكي عنه العالم الافتراضي؟

*مبنى "المستقبل" كان التالي واعتقال علاء الدين أوقف مخطّط إحراق بيروت

*الإعتداء على "الجديد" ردّ على انتقاد "الأسير" لنصرالله؟ قطع طرقات العاصمة إحتجاجاً على اعتقال أحد المعتدين!

*شبيحة "7 أيار" هاجموا "الجديد"

*حزب الله و7 أيار من نوع آخر

*تسوية لاطلاق سراح علاء الدين و"الجديد" ترفضها: لماذا زار مسؤول حزب الله ابو علي كحلون الموقوف في المستشفى؟؟ 

*حزب الله" فقد سيطرته على جمهوره... وأنصار الحزب يتصرفون كالرعاع في الشارع/مارون حبش

*محاولة إحراق "الجديد" و"المستقبل" ضمن مخطّط وقائع عن الضالعين في سيناريو لصراع سنّي

*الموقوف علاء الدين أخضع لجراحة ومسؤول في "حزب الله" زاره/عباس صالح /النهار

*الاعتداء على "الجديد" يفتح ملفي الأمن والإعلام وهل يُتابع التحقيق حتى النهاية ويُنشر؟/سمير منصور /النهار

*النهار": محاولة غش في مركز في الضاحية ومسلّحون اعترضوا محقّقي التربية/خاص موقع "القوّات": اتصالات بين السلطات الرسميّة و"حزب الله" أمنت خروجهم بسلام

*هجمة شيعية عقارية على عقار في غدراس: الوقف الشيعي تذكره الآن: مسجد “غدراس” تهدم مطلع القرن ٢٠

*شقيقة الموقوف... صديقة المسؤول... ونِعم الأمن!

*الاعتداء على أراضي الكنيسة في لاسا متنقل من عقار إلى آخر

*سعيد: حزب الله يراكم ملفات عدة من بينها لاسا للتفاوض بشانها بعد سقوط النظام السوري

*فارس سعيد طالب الدولة باستكمال أعمال المساحة في "لاسا"

*امانة 14 آذار ناقشت "محاولة قمع الحريات الاعلامية": إقفال الطرقات دفاعا عن المعتدين على "الجديد" خطيرة كالاعتداء

"*14 آذار" تشدد على نزع السلاح غير الشرعي/مؤيدو "8 آذار" يهزون أمن بيروت باستهداف الإعلام وقطع الطرقات

*جعجع منتقدا الحكومة: أوقفوا في حادثة الجديد من قبض عليه السكان فقط

*عدوان: انقلاب الفريق الآخر يتقهقر وشرعنة سلاح حزب الله تعني المساواة بين مواطن فوق القانون وآخر تحت القانون

*سليمان استقبل دياب ووزير خارجية ايطاليا والسفيرة الاميركية وأمل ان تواصل ايطاليا والمجموعة الاوروبية العمل لاطلاق العملية السلمية

*اللجنة منبثقة عن لقاء بكركي انعقدت في المجلس النيابي

*إيران في الحوار بطلب ماروني؟

*معاريف»: روسيا لن تذرف دمعة في حال مهاجمة إيران

*الإسرائيليون نقلوا لبوتين تخوفهم من انتقال أسلحة سورية غير تقليدية إلى «حزب الله» 

*روسيا تقبل دعوة لحضور «اجتماع جنيف» حول سورية

*المحكمة الدولية تسلمت مستندات تثبت أن المتهمين الأربعة أحياء

*الأميركي اللبناني الذي يقترع لـ"حزب الله" ينتهك برامج العقوبات فهل يجيز مكتب مراقبة الأصول الأجنبية استثناء يسهّلة؟

*هاتوا الكهرباء وخذوا حواركم "الوطني"/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*لماذا تصاعدت رغبة 14 آذار في رؤية حكومة ميقاتي تسقط؟/ابراهيم بيرم /النهار

*حصان طروادة/ علي نون/المستقبل

*العاصمة تستفيق على آثار "غزوة بيروت الثانية" أما آن لليل "الدواليب" أن ينجلي/عمر حرقوص/المستقبل

*حوار على فوهة.. السلاح/كارلا خطار/المستقبل

*الأسد يقصف كنائس حمص

*إنشقاق درزي عن سلاح الجو الأسدي

*الأب رئيساً في مصر والإبن طبيباً بالسعودية

*سلاح، قلم، ومارد/محمد سلام /الوكاة اٌتحادية للأنباء

*الفيصل: على النظام السوري وقف العنف أو مواجهة الفصل السابع /"الخليجي" يحذر من محاولات إيران كسب الوقت عبر اطالة أمد المفاوضات النووية مع القوى الكبرى

*زيارته الشرق الأوسط هدفها تثبيت نفوذ موسكو وتهدئة الدول العربية/بوتين للإسرائيليين: روسيا لن تذرف دمعة إذا هاجمتم إيران

*تنقصهم الخبرة في الإدارة ويتحتم عليهم ترويض السلفيين/الإسلاميون أمام اختبار تجربة الحكم في دول "الربيع العربي"

*عون في زحلة..تحضيراً للإنتخابات..ولا مناطق مُغلقة عليه/الديار/ سيمون ابو فاضل

*في مذكراته رامسفيلد يكشف أوراقه : الجميل يلوم الإسرائيليين على انسحابهم .. جنبلاط يعتبر التدخّل الأجنبي مفتاح الحلّ وقائد الجيش : فلتقصِف القوات الأميركية أكثر

*انقلاب 'الاخوان' بعد الانقلابات العسكرية/ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله 

*الولايات المتحدة لم تعد جنة للحريات وحقوق الإنسان/جيمي كارتر/الشرق ألوسط

*فضيحة إيرانية جديدة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*حزب الله» يعطّل الدولة تبريراً لسلاحه/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*العقل السياسي الشيعي في متاهته/نهر من الاعداء المتدفق كما لم يسبق ان حصده الشيعة اللبنانيون في تاريخهم/علي الأمين

*لا ردّة فعل عونية بعد انضمام "حزب الله" إلى حزب "فليحكم الإخوان" الذي اتُّهم جعجع بإنشائه

*حزب الله يخذل حلفاءه ويرحّب بحكم "الإخوان/اسعد بشارة/الجمهورية 

*ندوة في باريس عن "تحديات زيارة البابا إلى لبنان"/خير الله :كنيسة لبنان تريد ان تكون "ملح الأرض" لنشر المحبة

*ندوة "الكنائس الشرقية": عروبة الإنسان وليس الدين

*أهداف زيارة البابا للبنان أُعلنت في الـ"الأوفر دوريان": مؤكَّدة حتى اليوم من دون استبعاد إلغائها/سمير تويني/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الراعي الى انطاكيا في زيارة راعوية: نحتاج للامن والسلام ولربيع مسيحي والعودة الى الجذور

وطنية - 27/6/2012 غادر بيروت عند التاسعة من صباح اليوم البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي متوجها الى انطاكيا في تركيا في زيارة راعوية تستمر حتى يوم السبت المقبل يلتقي خلالها عددا من الهيئات الرسمية التركية.

وقد غادر البطريرك الراعي على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه رجل الاعمال سركيس سركيس. وكان في وداعه في المطار سفير تركيا في لبنان انان اوزالديز وعدد من الشخصيات.

وتحدث البطريرك الراعي في المطار وقال:" إن الزيارة في الاساس هي الى انطاكيا بمناسبة عيد الرسولين بطرس وبولس، وان انطاكيا هي اول كرسي انشأه بطرس الرسول قبل روما واول اسقف على انطاكيا، ومار بولس مر بها ايضا ونشر وبرنابا انجيل المسيح واتباع يسوع المسيح وتلامذه حملوا اسم المسيح في انطاكية حسب كتاب اعمال الرسل والكنيسة المارونية تنتمي الى العائلة الانطاكية وهي كنيسة انطاكية السريانية والبطريرك هو بطريرك انطاكية وسائر المشرق ويضاف الى اسمه اسم بطرس تيمنا بمار بطرس الرسول".

أضاف:"إنها زيارة تقوية وعودة الى الجذور والصلاة والاستلهام ولنحتفل بعيد الرسولين بطرس وبولس يوم الجمعة المقبل. وهنا أتوجه بالشكر لسعادة سفير تركيا في لبنان الذي هيأ للزيارة واجرى الاتصالات مع المسؤولين في تركيا وسنزور المدن التي كان فيها موارنة مثل مرسين،اضنه، اسكندرون وطرطوس مولد مار بولس الرسول وانطاكية".

وردا على سؤال عما اذا كان سيلتقي مسؤولين اتراك قال البطريرك الراعي:"الزيارات ستكون لمسؤولين محليين مثل رؤساء بلديات ومجالس وليس لمسؤولين في الحكومة".

سئل: هل تأكدت زيارة قداسة البابا الى لبنان وهل سيعلن الارشاد الرسولي من لبنان في حال تمت الزيارة؟

اجاب: "قداسة البابا اكد خلال اليومين الماضيين على الزيارة المقررة في 14،15 و16 ايلول المقبل حتى يوقع ويعلن الارشاد الرسولي الذي يختص بالكنيسة في الشرق الاوسط، وزيارتنا اليوم تندرج ايضا في تهيئة زيارة قداسة البابا واستباقا للارشاد الرسولي، ونحن نريد السلام وخير الشعوب بعيدا عن الدم والعنف وانا ادعو الى ربيع مسيحي اي ليعش المسيحيون اصالة حياتهم ويشهدوا لقيمهم في مجتمعاتهم والالتزام بحياتنا المسيحية لنؤديها مع اخواننا المسلمين ونبني سوية اوطاننا المشتركة بالقيم الاسلامية والقيم المسيحية".

سئل: هل تم كسر الجليد بين بكركي وفريق 14 آذار بعد اللقاء الذي تم في بكركي؟

اجاب: "نحن لا نعمل جليدا في طريق احد، واللقاء كان جيدا وقد شكرت الوفد على مجيئهم لان الناس تعبت من الانقسامات وفي ما يختص بنا نحن، اننا مازلنا ملتزمين بشركة ومحبة ونحن نعمل ونسعى الا تكون عرقلة في وجه احد، ونعلن دائما اننا مع كل اللبنانيين بكل الوانهم وطوائفهم ومذاهبهم تياراتهم واحزابهم وتطلعاتهم السياسية، نحن كبكركي معهم كلهم نحترم الجميع ونريد خير الجميع ولا اجمل من ان نلتقي ونبني هذه الشركة والمحبة مع بعضنا وليس اقرب الي مثل اخي اللبناني ايا كان، لذلك اقول ان زيارة وفد 14 آذار كانت حلوة واشكرهم عليها ووضحت كل القضايا التي كانت ملتبسة عندهم، وانطلقنا من جديد وآمل ان يلتقي كل اللبنانيين.

وبالنسبة الى طاولة الحوار احيي رئيس الجمهورية عليها وان تجمع اكثر واكثر الشخصيات، واذكر اننا قلنا اكثر من مرة انه آن الاوان ليجلس اللبنانيون على طاولة حوار، فنشكر الله على اي تقارب بين اللبنانيين الذي نباركه ويمثل لنا فرحة كبيرة .

وعن تعليقه على ما تعرضت له قناة" الجديد" قال البطريرك الراعي: "نحن نستنكره اشد الاستنكار ونحن مع احترام الصحافة ومع المؤسسات الاعلامية كلها تلفزيونية واذاعية وصحافة مكتوبة وان قيمة لبنان بوجود صحافة حرة تقول رأيها، فنحن نستنكر هذا الاعتداء ونعتبر انه اعتداء آثم يطال ليس فقط مؤسسة تلفزيون الجديد انما يطال ايضا كل الاعلاميين. ومهما كانت الاسباب نحن ندين الاعتداء على اية وسيلة اعلامية واذا كان من امور تحتاج لتوضيح فيجب ان نوضحها بالكلام وليس بالاعتداء لذا نحن نستنكر العمل بشدة".

سئل: كيف تعلقون على الحملة الامنية التي تبدأ اليوم في لبنان؟

اجاب: "نحن في حاجة جدا للامن والسلام وفي لبنان تحصل تجاوزات غير معقولة ومن غير الممكن ان نستمر بهذا الشكل حرام، الم نتعلم من سنوات الحرب كلها؟ المفروض ان الدولة بمؤسساتها العسكرية ان تؤمن فعلا الامن والاستقرار في لبنان خاصة اننا في فصل الصيف والناس والسياح واللبنانيين المنتشرين في العالم من حقهم ان يأتوا الى لبنان لتمضية فعل الصيف بعيدا عن حرق الاطارات وقطع الطرق والتشنجات، وهنا دور ومسؤولية الدولة كبيرة جدا ولتتحمل مسؤولياتها كاملة، ونحن نبارك هذه الخطوة ونأمل ان تستمر وتدوم ويستمر الامن في لبنان ونرجع شعارنا العظيم "نيال اللي عندو مرقد عنزة في لبنان" ويكون لبنان واحة خير وسلام لكل الناس وتعالوا لنحافظ عليها سوية".

سئل: هناك جمعية عمومية للعاملين في الوكالة الوطنية للاعلام للمطالبة بانصافهم وتثبيتهم هل من موقف لغبطتكم تجاه العاملين في هذه الوكالة ؟

اجاب: "نحن نشكر الوكالة الوطنية للاعلام المتمثلة في بكركي وفي مختلف الاماكن الاخرى خير تمثيل ويعملون جميعا من اجل نقل الخبر بحرفيته نحن نحييها ونتمنى لهم كل الخير وتثبيت كل العاملين فيها وانصافهم لانهم دائما ينقلون الخبر الجيد".

سئل عن تعليقه عن عودة الخلاف بين بكركي ولاسا الى الواجهة ؟

اجاب: "اتمنى ان يبقى موضوع لاسا على طبيعته فهو موضوع عقاري قانوني قضائي وليس موضوعا سياسيا ولا طائفيا ولا مذهبيا، هو موضوع عقاري فيه ممتلكات للوقف الماروني وممتلكات لاشخاص.

وتابع:"لقد طلبنا من النيابة البطريركية في جونيه ان يقدموا مستنداتهم وكل من عنده مستند شرعي يأخذ ارضه وهذا الموضوع لا نريد ان يتسيس ولا يتمذهب وليبق في اطاره العقاري القضائي".

 

القيادي في "14 آذار" والنائب السابق يدعو إلى حل هذه المشكلة لإنقاذ لبنان 

سمير فرنجية لـ"السياسة": سلاح "حزب الله" أشعل صراعاً سنياً شيعياً علوياً ونظام الأسد يعيش آخر أيامه بعد وصول المعارك إلى قلب دمشق

  دعوة سليمان للحوار خطوة خجولة والحوار يجب أن ينطلق من الأطراف الأساسية

على سليمان مصارحة "حزب الله" بحل مشكلة سلاحه تماماً كما حلت مشكلة الميليشيات

 سلاح "حزب الله" فقد شرعيته ودوره الإقليمي مع قرب سقوط النظام السوري

البحث جارٍ عن بديل للنظام السوري والأمور أصبحت في تفاصيل التفاصيل

الأولوية لدى كل اللبنانيين تنفيس الاحتقان السني- الشيعي وذلك عبر العمل على حل مشكلة السلاح

"حزب الله| اتهمنا بتهريب السلاح إلى سورية وإنشاء ميليشيات لتبرير تمسكه بسلاحه لكن لعبته أصبحت مكشوفة

الطائفية علة البلد ومفعولها السلبي منع قيام دولة فعلية وإيجابيتها أنها منعت تفرد طائفة بالسلطة

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

وصف القيادي في "14 آذار" النائب السابق سمير فرنجية دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الحوار بـ"الخطوة الخجولة", معتبراً أن "الاجتماع الثلاثيني في قصر بعبدا لا قيمة له لأن البلد مقسوم الى قسمين, والحوار يجب أن ينطلق من الأطراف الأساسيين ليبحث في خطة يضعها رئيس الجمهورية أمام المتحاورين لانهاء موضوع السلاح ومصارحة "حزب الله" بحل هذه المشكلة تماماً كما حلت مشكلة سلاح الميليشيات, واستيعاب عناصرها في الجيش والقوى الأمنية".

ورأى فرنجية وفي حوار مع "السياسة" أن "سلاح "حزب الله" فقد مشروعيته ودوره الاقليمي بعد أن أصبح النظام السوري على شفير السقوط", لافتاً الى أن "حل مشكلة السلاح حماية لحزب الله أولاً وللطائفة الشيعية ثانياً, ولكل اللبنانيين ثالثاً, أما بقاؤه فأسس لصراع سني-شيعي وسني-علوي, ولحالة سلبية على المستويات كافة, لأن البلد لم يعد قادراً على متابعة هذه الطريقة". وأكد أن "التهديد بعودة الاغتيالات الى الساحة اللبنانية جدية, لكن التهديد شيء والتنفيذ شيء آخر, خصوصاً أن النظام السوري أصبح على شفير الانهيار".

وقال: "لا أحد يريد أن ينزع سلاح "حزب الله" بالقوة وأن اللبنانيين لا يريدون سوى الدولة وللحزب حصة كبيرة فيها". وبالنسبة الى الوضع المضطرب في سورية, رأى أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد يعيش آخر أيامه بعد وصول المعارك الى قلب العاصمة دمشق".

وهذا نص الحوار:

  ماذا بعد العودة الى طاولة الحوار, وهل ما جرى أقنع اللبنانيين?

  الحوار اليوم أصدق تعبير عن وجود مأزق مما هو تعبير عن حل, والواضح أن الحوار لم يطرح لو لم يكن هناك مأزق عام لا أحد يعرف طريقة الخروج منه. ولو أردنا تحديد هذه المرحلة اليوم لقلنا اننا في عالم قديم بدأ ينتهي مع نهاية النظام في سورية لتبدأ معها مرحلة الربيع العربي مع كل التحولات القائمة, لكننا أمام عالم جديد لم يقدر على ابراز نفسه, أو رؤية النور بعد. وفي لحظة أزمتنا الوطنية بين قديم على طريق الزوال, وجديد يجد صعوبة في البروز. الحوار في البداية انطلق من رغبة فريق شعر بأن الأمور تغيرت بشكلٍ ليس باتجاهه ولا لصالحه, لذلك يريد الدخول في حوار من خلال قواه العسكرية والأمنية ووجوده في السلطة, أما الفريق الآخر فيريد الدخول في الحوار لأنه مطلب عام في البلد فيحاول أن يضع له الضوابط, وبتقديري أن أزمتنا الفعلية التي نعيشها مردها لعدم بحثنا في طبيعة الحوار, فالبحث فيها هو تكملة للصراع القائم بيننا. هناك فريق يشعر بأن الأمور ذاهبة في الاتجاه الذي يريده, وآخر ينتظر اكتمال التغيرات في العالم العربي, وما تحمله من معطى جديد, وهذا الفريق يمثلنا كقوى "14 آذار", المسألة ليست فريقاً يعطي وآخر يأخذ. والسؤال أولاً: هل نستطيع الاستمرار في حياتنا المشتركة? ثانياً: ما شروط هذه الحياة المشتركة? ثالثاً: ما الخطوات الفعلية المطلوبة لتحديد هذه الحياة المشتركة بعد فترة طويلة من أزمة عدم الثقة. وبالتالي فان خطوة رئيس الجمهورية بالدعوة الى الحوار خجولة أولاً بالشكل, فهذه الصورة للأشخاص الذين اجتمعوا حول طاولة الحوار هي بحد ذاتها تضرب هذا الحوار. البلد مقسوم قسمين وليس ثلاثين قسماً, ولسنا بحاجة لنمثل كل طرف في الحوار, بل يجب أن ينطلق الحوار من الأطراف الأساسيين, وعلى الطرف الذي وجه الدعوة الى تقديم رؤية لعرضها على المناقشة بين الطرفين, وليس الجلوس قبالة بعضهم لتبادل المواقف, فاذا كان كل طرف في الحوار يريد تقديم موقفه فالجميع أظهر ما عندهم في الجلسات الماضية وماذا كانت النتيجة?

ستراتيجية دفاعية

 بحسب ما أعلن بعد الجلسة الأولى, فان الجلسة الثانية مخصصة للبحث في الستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله", وتنفيذ ما اتفق عليه بشأن السلاح الفلسطيني, هل تجد هذا الكلام غير جدي?

- هذا الكلام سمعناه كثيراً في الجلسات الماضية, فالموقف من السلاح يتلخص بالآتي:

  لا يسمح هذا السلاح باعادة العيش المشترك بين اللبنانيين, هل يريد "حزب الله" أن يستمر به, نعم أم لا? لا بستراتيجية دفاعية ولا بغيرها يمكن الحل, هل يريدون التمسك به أم لا? هذا هو السؤال.

  كيف تحل مشكلة سلاح "حزب الله" من وجهة نظرك?

  على رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور أن يعرض على "حزب الله" خطة ستراتيجية لانهاء موضوع السلاح وعليه مصارحة الحزب بحل مشكلة السلاح كما حل سلاح الميليشيات في الماضي, مصادرة السلاح الثقيل والمتوسط خطوة خطوة, ثم استيعاب المنظمين في المؤسسة العسكرية والرئيس قادر على المبادرة في هذا الشأن, لأن البديل عن هذا الحل هو بقاء هذا السلاح.

  اتفاق نيسان سمح لعناصر "حزب الله" بالمرور على حواجز الجيش بسلاحهم من دون اعتراض وهذا الاتفاق جرى برعاية سورية- أميركية-ايرانية وبموافقة لبنان, فكيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يطلب من "حزب الله" تسليم سلاحه الى الدولة وانخراط ميليشياته في المؤسسة العسكرية?

  هذا الوضع كان سائداً من لحظة انشاء "حزب الله" حتى اليوم, ولو كان ممكناً أن يستمر لما كنا نبحث في موضوع السلاح اليوم. لأن سلاح "حزب الله" فقد مشروعيته, وفقد دوره في المقاومة بعد انسحاب اسرائيل من الجنوب ووجود الجيش اللبناني و"اليونيفيل" على طول الحدود.

  اذا كان "حزب الله" جزءاً من الولي الفقيه الايراني ويأتمر بأوامره, كيف يمكن للدولة اللبنانية أن تصادر سلاحه?

  بتقديري, بمجرد أن يقول رئيس الجمهورية هذا السلاح وفقاً للدستور غير مقبول لا يقدر الحزب على مواجهة من يطبق الدستور, لقد واجهنا نحن ك¯"14 آذار" عندما اتهمنا بتهريب السلاح الى سورية, واتهمنا بتشكيل ميليشيات لتبرير تمسكه بسلاحه وهذه اللعبة أصبحت مكشوفة, والتمسك بالسلاح بعد سقوط النظام السوري لا معنى له ومعالجة سلاح "حزب الله" هو اليوم حماية لهذا الحزب وليس انتقاصاً لكرامته. وثانياً حماية للطائفة الشيعية وثالثاً حماية لكل اللبنانيين, هذه المسألة لا تحتمل المماطلة, لأن التطورات في سورية سريعة حتى "حزب الله" في الماضي كان يرى أن النظام السوري قد يستمر لفترة سنة أو أكثر. اليوم أصبحت المراهنة على استمراريته لا تتعدى الأسابيع.

بقاء السلاح مع "حزب الله" أسس لصراع سني-شيعي, كما أسس لصراع سني-علوي كبير, ولحالة سلبية جداً على المستويات كافة ولا سيما على المستوى الاقتصادي الاجتماعي.

البلد لم يعد قادراً على المتابعة في هذه الطريقة, وأولاً: على "حزب الله" اعطاء اشارة واضحة بأنه على استعداد لوضع سلاحه بتصرف الدولة, أما متى وكيف? فلا أحد من اللبنانيين يطلب تسليم السلاح غداً.

ثانياً: وضع خطة مرحلية لهذا التحول.

ثالثاً: تبقى مسؤوليتنا ك¯"14 آذار" احتضان هذا التحول وليس القول بأننا انتصرنا فاما أن ينتصر كل لبنان أو لا أحد. وعندها لا يعود هناك صراع سياسي بين فريقين, أحدهما يدعي بأنه منتصر والآخر منهزم, فالانتصار أو الهزيمة تلحق بالطرفين.

  لماذا لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يتخذ هكذا موقف? هل هو مكبل من قبل النظام السوري قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية بعدم المس بسلاح "حزب الله"? وهل توجد اتفاقيات غير معروفة تجعله غير متشدد في هذا الأمر?

  لا أعرف اذا كان مكبلاً أم لا, ولو افترضنا أنه كذلك, فهذا النظام الذي كبله أصبح في آخر أيامه ورئيس الجمهورية يقدر اليوم أن يتصرف أكثر من أي فترة في الماضي, اليوم يجري البحث عن البديل للنظام, وأصبحت الأمور في تفاصيل التفاصيل.

الاغتيالات

  بالتزامن مع هذه المرحلة التي تتحدث عنها ويواجهها النظام السوري, هناك لوائح اسمية لأشخاص وضعوا على لائحة الاغتيالات, ألا يمكن أن يكون رئيس الجمهورية واحداً منها?

  هذا صحيح هناك تهديدات جديدة, ولكن هذا النظام أيضاً أصبح على شفير الانهيار, فالتهديد شيء والتنفيذ شيء مختلف, حتى أدواته في لبنان لم يعد لهم شأن بتنفيذ ما يطلب اليهم.

  ماذا يمكن أن يطلب من مسؤول القيادة العامة أحمد جبريل الذي التقاه بشار الأسد في قصر الشعب على مدى ساعات?

  يحاول أن يذكرنا بما كان يفعله عندما كان يريد أمراً ما, فكان يضغط من خلال المنظمات الفلسطينية الموالية له, وقبل شهر أوفد جبريل الى لبنان واليوم يستقبله في قصر الشعب لتحريك معسكراته في قوسايا والسلطان يعقوب والناعمة, كل ذلك أصبح تأثيره معدوماً, فالأولوية المطلقة لدى كل اللبنانيين العمل على تنفيس الاحتقان السني-الشيعي القائم من خلال العمل على حل مشكلة السلاح وهذا الحل كفيل باعادة الاطمئنان لكل اللبنانيين. أنظر ما حصل في العراق قبل أيام. فلماذا نبقى في الموقف المتفرج? ولا يجوز أن ننتظر حتى تتبلور الأمور في كل المنطقة وعلينا أولاً أن نحمي بلدنا, ونجرب لأول مرة حل مشكلاتنا من دون مساعدة خارجية, لأن البلد لا يحتمل خضات أمنية. وليس صحيحاً أننا نريد انتزاع سلاح "حزب الله" بالقوة كما يعتقد البعض, نحن لا نريد شيئاً من ذلك, نريد الدولة الواعدة والقادرة, لأن حصة "حزب الله" فيها كبيرة جداً. المفارقة, لو أن "حزب الله" خارج الدولة لكان لديه الشكوك في عملها وتكون الثقة بينه وبينها مفقودة ولكن هو الأساس في هذه الدولة والحكومة تحت سيطرته وليست تحت سيطرة فريق آخر, حتى أن سلاحه أصبح عبئاً عليه ليس لأنه تسبب بأزمة كبيرة بينه وبين المجموعات اللبنانية, بل لأنه تسبب بانهيار أخلاقي وقيمي في الأوساط التي كانت حاضنة لهذا السلاح وما نراه في الضاحية وفي بعلبك وفي بعض مناطق الجنوب من ترهيب وفرض ل¯"الخوات" وقهر للناس ليس مسألة ترفع الرأس وبهذه الطريقة, وفي ظل غياب الدولة عن تلك المناطق اهانة للطائفة الشيعية وتدمير لمستقبلها. ألم يدرك بعد "حزب الله" أن سلاحه أصبح عبئاً عليه? في الماضي عندما كان البلدُ منقسماً بين "8 و14 آذار" كان موضوع السلاح جزءاً من المشكلة. اليوم هناك مسؤولية على الدولة أو أنها قادرة على حماية البلد, أو أن كل طائفة تحمي نفسها على طريقتها.

  كأنك تتوقع من "حزب الله" أن يطلب من رئيس الجمهورية خطة ما لتسيلم سلاحه وهو جاهز لتنفيذها, فهل يحصل ذلك اذا ما انهار النظام السوري?

  اذا لم يفعل "حزب الله" ذلك من حق رئيس الجمهورية المبادرة وطلب انهاء هذا الوضع الشاذ الذي يعيق قيام الدولة, وأعود وأكرر ليس المطلوب سحب السلاح من "حزب الله" بالقوة, بل ألا يبقى سلاح الا بإمرة الدولة, عندها يتحول الحوار والتفاوض على المرحلة الانتقالية, وما نعيشه اليوم هو عودة الدولة لبسط سيادتها على أراضيها بهذا المعنى. هذا هو الحوار برأيي وغير ذلك فلا أهمية للصورة التذكارية التي تجمع عدداً من القيادات اللبنانية على طاولة واحدة.

انهيار النظام السوري

  هل توافق الذين يتوقعون قيام الحزب بالسيطرة على الدولة اذا ما انهار النظام السوري بالكامل, خصوصاً أنه يسيطر على معظم القمم الجبلية من الريحان وحتى جبال عكار, وأكثر من ذلك لديه مواقع عسكرية ثابتة في تلك الأماكن بالاضافة الى بطاريات الصواريخ وشبكة الاتصالات الخاصة المزروعة في مناطق تواجده?

  هناك أمر بسيط جداً, الطائفية في لبنان علة البلد. مفعولها السلبي منع قيام دولة فعلية, ومفعولها الايجابي اذا صح التعبير أنها منعت أي تفرد بالسلطة لأي طائفة, و"حزب الله" جزء من هذا النسيج اللبناني, ومطلوب منه أن يتعلم من التجارب التي سبقته, فالمارونية السياسية في بداية الحرب الأهلية كانت أقوى من الشيعية السياسية القائمة اليوم, وانتهت المارونية السياسية بعد أحداث سنة 1975, هذه المشاريع لا ينتج عنها سوى الكوارث ثم تنتهي, هذه المرة هل نقدر أن ننهيها من دون التسبب بكارثة?

  هل صحيح أن فريقَ "14 آذار" منقسم على بعضه لمحاصرة القطب البارز فيه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع?

  هذا الكلام غير دقيق, وليست هناك انقسامات في صفوف "14 آذار" ولكن هناك تبايناً, وهذا أمر طبيعي, فالذي يقول إن الحوار لم يصل الى نتيجة ليس على خطأ, والبعض يعتقد بأن الحوار أفضل من لا حوار.

  كيف تتوقع نهاية الوضع المضطرب في سورية?

  اننا اليوم في آخر مرحلة التفاوض الأميركي-الروسي بشأن الوضع القائم في سورية, وأيضاً في آخر مراحل التفاوض الايراني في مسألة سلاحها النووي وبالتالي هذا التفاوض له تأثيره الكبير, ولكن في الوضع السوري القوى على الأرض ليست محكومة من القرارات التي تأتي من الآخر, وليست قوىً تقوم بتنفيذ خطة غيرها, وهذا النظام أصبح يواجه أخصامه في العاصمة, والقصة لم تعد في الأرياف ولا في المدن الأخرى. المعركة بداخل "الشام", والى متى يستطيع بشار الأسد الصمود? لا أتصور أن تكون الفترة طويلة, لأن الوضع الاقتصادي ينهار والناس تبدلت نظرتها الى هذا النظام وأصبحت مقتنعةً أكثر بأنه غير قابل للحياة, وما نشهده الآن هو بداية النهاية.

  ما تصورك للحل, وهل يتنحى الأسد على الطريقة اليمنية, أم ستكون هناك مواجهة دموية حتى النهاية كما حصل في ليبيا?

  الحل المعروض الآن شبيه بما جرى في اليمن, ولكن التعنت الذي أظهره بشار الأسد من اليوم الأول للانتفاضة لا يوحي باعتماد هذا الحل الذي يتم بحثه اليوم وقيام سلطة انتقالية كما حصل في الدول الأخرى. وكان بامكان الأسد بتدبير واحد بعد أحداث "درعا" انهاء الأزمة لكنه لم يعرف كيف يستفيد من هذه اللحظة فأدخل بلاده بحرب دموية.

 

مقتل خمسة عناصر من حزب الله في سوريا

الأربعاء, 27 حزيران 2012

أفادت صحيفة "المستقبل" عن مقتل خمسة عناصر تابعين لـ"حزب الله" منذ بضعة أيام في منطقة الزبداني في سوريا، ودُفن اثنان منهم في منطقة بعلبك أول من أمس

 

الموقوفون المتمردون في بعبدا اعيدوا الى رومية

وطنية - 27/6/2012 - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" عبيدة محروم "ان القاضي كلود كرم وعد المتمردين بتسريع محاكمتهم، وارجاء المحاكمة التي كانت مقررة اليوم الى وقت لاحق يحدد قريبا بسبب تلف الملفات وتلوثها بالدماء. مما اثار غضب بعض المتمردين وقاموا بتشطيب انفسهم من جديد. وحاول الاهالي اعتراض السيارات التي تقل الموقوفين الى سجن روميه، الا ان القوى الامنية عملت على تأمين عبور السيارات التي اعادتهم الى السجن . وكان الموقوفان ع. زعيتر وع.يونس قد تسببا بالاشكال وما كان من الموقوفين الباقين انخراط معهم. وكان الصليب الاحمر قام بمعالجة الجرحى داخل قصر العدل، ولم يتم معالجتهم في اي مستشفى، كما ردد بعض اهالي الموقوفين.

 

شربل اطلق الخطة الامنية من الضاحية الجنوبية: الاجهزة الامنية لن تكون كبش محرقة من الان وصاعدا

وطنية - 27/6/2012 - اطلق وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل الخطة الامنية من منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية، وشملت بيروت الكبرى تمهيدا لانتشارها على الاراضي اللبنانية كافة على أن تتخللها اقامة حواجز تفتيش وتسيير دوريات راجلة وتنفيذ مداهمات لامكنة تواجد المطلوبين. وأكد الوزير شربل في تصريح من الضاحية الجنوبية، أن "الشهر الامني ستمتد مفاعيله على مدار 365 يوما لتكون الحالة الامنية مريحة، خصوصا وأن الأجهزة الامنية تقوم بواجباتها وتلاحق جرائم القتل والسرقة والسلب، لكن هناك امورا تتعلق بالسياسيين الذين عليهم مساعدة هذه الاجهزة بالتوقف عن توتير الاجواء حتى لا تضطر هذه الاجهزة الى النزول الى الشوارع لا شهرا ولا شهرين ولا يوما خلال السنة، وتعطي الانطباع أن لبنان بلد غير مستقر". وشدد على أن "الاعلان المسبق عن هذه الخطة ينطلق من خبرة عسكرية احد اسبابها استدراج بعض الاشخاص المطلوبين الى خارج المكان المحدد في الخطة لالقاء القبض عليهم بأقل خسائر ممكنة". واشار الى أن "الخطة انطلقت من الضاحية، لأن البعض يعتبر بأن الخلل الامني يبدأ منها وأن الدولة غائبة وسننتقل الى اماكن اخرى في بيروت. اضاف: "ممنوع قطع الطرقات ولا غطاء، لاحد وعلى الامنيين والسياسيين الالتقاء على هدف واحد هو الاستقرار، لا اعتقد أن هناك سياسيين يغطون المخالفين والتجربة التي نقوم بها أكبر برهان، ومنع قطع الطرقات سيكون امتحانا للسياسيين والامنيين". وقال ردا على انتقاد احد النواب: "إن الدراجة من دون لوحة هي دراجة تقوم بأعمال السلب، والسيارة التي تسير على المازوت تلوث البيئة، ادعوهم الى الكف عن انتقاد الاجهزة الامنية التي لن تكون كبش محرقة من الآن وصاعدا". ولفت من كورنيش المزرعة الى أن "احلال الامن يتطلب مساعدة الجميع من الاعلاميين والصحافيين والاجهزة الامنية والسياسيين لطمأنة المواطنين الى حاضرهم ومستقبلهم وردع المخلين بالامن وكل الذين يقومون بالسرقات والسطو على المصارف وخطف الابرياء"، وأكد أن السلاح غير الشرعي يحتاج الى قرار سياسي جامع لسحبه.

 

مجموعة من الشبان حاولت قطع طريق السبيرز احتجاجا على توقيف علاء الدين

وطنية - 27/6/2012 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عن اقدام عدد من الشبان من التجمع امام امام مبنى تلفزيون" المستقبل" في سبيرز، وحاولوا اشعال الاطارات وقطع الطريق احتجاجا على توقيف وسام علاء الدين. وعلى الفور، حضرت الى المكان قوة من الجيش وعملت على فتح الطريق امام حركة السير.

 

من هو وسام علاء الدين؟ ولماذا هو "معجبٌ" بقناة الجديد؟!!

 هو واحدٌ من المجموعة التي قامت بالاعتداء "المنظّم". رمى "الدولاب" في مدخل المبنى. اشتعلت النيران، لاذ هو ورفاقه بالفرار. هم ذهبوا باتجاه سيارتهم، أما هو، فهبّت في رجله النار. ظلّ يركض، فاقداً صوابه، الى ان تمكن منه عناصر الأمن في المنطقة، وألقوا القبض عليه. سار معهم من دون ان يتلفّظ بكلمة، وبدت ملامح وجهه منقوشة بالحقد والكراهية. هو وسام علاء الدين، الموقوف لدى الاجهزة الامنية قيد التحقيق، بعد ان تمّ القاء القبض عليه بالجرم المشهود اثر الاعتداء على محطة "الجديد" التلفزيونية.

 

المتهم الذي لم تعرف بعد دوافعه بعد ولا الاهداف التي من أجلها اعتدت هذه المجموعة على قناة الجديد، ماذا يحكي عنه العالم الافتراضي؟

موقع الكتائب/لعلاء الدين حسابٌ على موقع الـ Facebook، حيث يصف نفسه بعبارة "ان الحياة انتصار(ا) للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء". هذه اول كذبة، كون الرجل لا يعرف من القوة الا النار والرصاص والاعتداء على الحريات، و"المقدسات". لا أصدقاء كثيرين لديه، بالكاد هم 75. صورة واحدة له، وعدد كبير من الفيديوهات التي حملّها على حائطه منذ اشتراكه في الموقع. هنا، اغنية "اناديكم واشدّ على اياديكم..." في فيديو يتضمن لقطات لمقاتلي حزب الله وللجيش الاسرائيلي تبثه قناة "المنار". وهنا، اغنية "الشعب العربي فين". وهنا شاعر يشتم العرب، ويغني فلسطين. لعلاء الدين اهتمامات (Interests) كثيرة. يبدو مهتماً جداً للدين، و"متعصباً" لشيعيته. أما الـ Likes، فتتركز على الصفحات والمجموعات الداعمة للنظام السوري ورئيسه بشار الاسد. ووسام الذي يخاطبه اصدقاؤه بـ"الحاج"، منضمّ الى cause تحت عنوان "لنرى كم شخص يحبّ السيد حسن نصرالله". لكن ثمة ما يخطف الانظار بسرعة على صفحة "البطل". لقبٌ قيل امس في الاعلام انه يلازمه! وسام علاء الدين عضو في مجموعة تحمل عنوان  "Likers New TV - Al Jadeed"! فهل "من شدّة الحب، ما قتل"؟ لا يبدو الامر كذلك. لا غرام بين الطرفين. فعلى الحائط الخاص بالمجموعة ثمة من يشتم المحطة، ومن يدعو "كل شاب شيعي شريف النزول الى الشارع لفك اسر الشاب علاء الدين لانه قام بحرق الاطارات استنكارا على كلام الاسير المسيئ للسيد حسن وكفا قناة الخبث والحقد قناة العهر قناة الجديد". أما على الـ Wall  الخاص بحساب علاء الدين، ثمة من كتب بالحرف الواحد :" ان الحياة وقفة عزّ فقط. الله معك يا خيي يا كبير. تحية لشباب زقاق البلاط، البسطة، خندق الغميق، سليم سلام، نويري، الضنيه، حيّ اللجا، بشارة الخوري وكلّ يلي تضامنو مع خيي، الله معكن يا شباب وان الحياة انتصار للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء. واصلوا بتضامنكم وما حدا احسن من حدا ولا شادي المولوي أحسن من وسام علاء الدين". هذا الشخص هو على الأرجح شقيق وسام الذي يعيش في الخارج...في اوروبا الحرية والديمقراطية! وعلى الأرجح لكان قطع الشارع بالاطارات المشتعلة، مع "الشباب" منتصف ليل أمس، تضامناً مع "علاء الدين" الذي يظنّ نفسه بطلاً "عن جدّ"، او كان يعتقد ان الدولاب الذي يحمله هو المصباح السحري، وسوف يجعله يطير على بساط سحري. اما باقي المجموعة التي قامت بالاعتداء مفاخرة، فالاتكال على الحق أولاً وأولاً لالقاء القبض على عناصرها، لا على بساط الدولة المخطوفة.

 

مبنى "المستقبل" كان التالي واعتقال علاء الدين أوقف مخطّط إحراق بيروت

لماذا أقدم "حزب الله" على محاولة إحراق بيروت يوم أمس الإثنين،؟ معلومات المصادر الأمنية في بيروت أن ما جرى يوم أمس كان بطلب من بشّار الأسد لحرف الأنظار عن المجازر الجارية في سوريا، وخصوصاً في مدينة "حمص" الشهيدة. وهذا يعني أن حزب الله مستعد لمسايرة طاغية دمشق حتى لو تسبّب بـ"فتنة" في لبنان! وهنالك تفسير آخر، ينطلق من التساؤل عن سبب تنفيذ مشروع إحراق بيروت، أي ٧ أيار جديد، أي مساء يوم جلسة "الحوار الوطني" في قصر بعبدا؟ هل ذلك هو ردّ "الحزب" على مبدأ "الحوار الوطني" الذي جرّه إليه الرئيس ميشال سليمان مرغماً؟ وهل أراد "حزب الله" قطع الطريق على نقاش "سلاح حزب الله".. باستخدام السلاح ووضع الجميع أمام الأمر الواقع؟بعد ما حدث أمس، بات "سلاح حزب الله"، المخصّص لـ"الإستعمال الداخلي" الموضوع الأساسي في نظر كل اللبنانيين الذين لا يقبلون بوجود قاعدة إيرانية في البلاد!

الشفاف

خاص لاخبار المستقبل

تحت هذا العنوان تحركت مجموعات ملثمة ، مجهزة بالعدة المناسبة ، للتنفيذ مخطط كاد أن يشعل ليس فقط العاصمة بيروت، إنما لبنان برمته.

ووفق المعلومات المتوافرة من مصادر متابعة للتحقيقات أظهرت بعضا من تفاصيل خطة احراق بيروت.

بداية تحركت مجموعة الملثمين باتجاه مبنى قناة “الجديد” في “وطى المصيطبة”... اطلقت النار في الهواء لارهاب حراس المبنى واهالي المنطقة، تقدمت بعدها المجموعة الى مدخل القناة.. اشعلت الاطارات المطاطية لتحوير الانظار عن مجموعة اخرى كانت تنتظر لالقاء قنابل مولوتوف الى داخل المبنى بهدف احراقه بالكامل.

يلي ذلك اصدار بيان باسم مجموعة اسلامية أو سلفية تضع الامر في إطار الرد على مقدمة قناة “الجديد” يوم الاحد الماضي.. باعتبار انها وجهت الاهانة للشيخ أحمد الاسير!

ومع صدور البيان تكون مجموعة أخرى. .تتحرك باتجاه مبنى “اخبار المستقبل” في القنطاري...لاحراقه.. وتصوير الخطوة كرد فعل على احراق “الجديد”.

وبالفعل.. فبعد وقت قصير من الاعتداء على قناة “الجديد”... تمكنت قوة من الجيش من اعتقال أحد الاشخاص، ويدعى (ع.ص) أمام مبنى” اخبار المستقبل” بحوزته مادة البنزين.، ومواد أخرى. وقال لدى توقيفه انه كان ينوي احراق نفسه!

،لكن المخطط باء بالفشل بفعل اعتقال وسام علاء الدين وهو أحد قادة “سرايا المقاومة اللبنانية في بيروت” وهو تشكيل يتبع لحزب الله. كما أنه من ابرز الوجوه التي شاركت في أحداث ٧ ايار عام ٢٠٠٨.

وفور اعتقال علاء الدين، بدأت اعمال الشغب تتنقل في بعض شوارع العاصمة، بدءا من فردان امام مبنى الكونكورد، حيث عمدت مجموعة كانت تستقل سيارة شاركت بالاعتداء على مبنى الجديد الى احراق الاطارات ووضع مستوعبات النفايات في وسط الطريق.

وبعد شيوع ابناء عن نية لدى الجيش لمداهمة بعض المنازل في زقاق البلاط، بدأت مجموعات الفاليه باركينغ بالتحرك عند جسر الرينغ، وفي العازارية، وتقاطع بشاره الخوري وجسر سليم سلام، لمنع الجيش من التحرك وشل قدراته.

مسؤول الخطة "محمود عكنان"

ودائما وفق مصادر متابعة للتحقيقات، فان المسؤول الاول عن هذه الخطة هو محمود عكنان، وهو قائد “سرايا المقاومة اللبنانية” التابعة لحزب الله في بيروت، وشارك بفعالية في احداث السابع من ايار.

وأفادت معلومات أن مسؤول حزب الله علي كحلون زار وسام علاء الدين في المستشفى حيث يخضع للعلاج من الحروق التي اصيب بها!

وحسب معلومات "إم تي في": عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم وبعد اذن من النيابة العامة التمييزية بشخص القاضي سعيد ميرزا تمكن المسؤول في حزب الله ابو علي كحلون من زيارة الموقوف في الاعتداء على محطة الجديد امس وسام علاء الدين في مستشفى بيروت الحكومي. وفي معلومات للـmtv ان كحلون اتصل من هاتفه الخاص بزوجة علاء الدين وطمانها الى صحته في حضور ضابطين.

وعُرف من الموقوفين، أيضاً، المدعو ابو عرب وهو يملك محلا لبيع القهوة السريعة في محلة القنطاري.

من خلال ما تقدم من معلومات، فإن الصورة تتضح أمام الرأي العام عن الجهات المخططة والمنفذة. وقد تكون هذه أول مرة يظهر فيها طرف خيط ما في مسلسل الفلتان الامني... فهل تمسك السلطة السياسية هذه المرة بهذا الطرف حتى النهاية، وتعلن للبنانيين ولو لمرة واحدة الحقيقة الكاملة لما يعيشه لبنان حاليا؟

فيديو: المشاهد الاولية لقطع طريق بشارة الخوري ٢٦\ ٦\٢٠١٢- درّاجات الحزب كانت هنا

http://youtu.be/bwHRZTBHvUM

 

الإعتداء على "الجديد" ردّ على انتقاد "الأسير" لنصرالله؟ قطع طرقات العاصمة إحتجاجاً على اعتقال أحد المعتدين!

الشفاف/لماذا تعرّض "مسلّحون" لمقر تلفزيون "الجديد" بعد أسابيع من اغتيال مصوّر التلفزيون، على شعبان، على أيدي شبيحة النظام السوري على الحدود اللبنانية؟ موقع "القوات اللبنانية" اعتبر أن الإعتداء أتى على خلفية مهاجمة الشيخ الأسير لنصرالله وبرّي في مقابلة أجرتها المحطة معه. وكانت قناة "الجديد" قدمت قناة "الجديد" قدّمت في مقدمة نشرتها الاخبارية يوم الأحد الاعتذار من مشاهديها لكل ما تلفظ به الشيخ أحمد الأسير خلال ظهوره على شاشتها اليوم، لافتة الى ان الأسير لم يحترم اصول الضيافة ولم يراعِ مشاعر اللبنانيين على مختلف طوائفهم وسمح للسانه ان يهين ويشتم.

وقدمت "الجديد" اعتذاراً "لكل مشاهد شعر بجرح في طائفته ولكل رجل دين تم ذكره من خلال شاشتنا لا سيما ان ضيفنا كان أسير معلومات مغلوطة". واكدت انه "لن تكون هناك ممرات طائفية آمنة لأي شخص يعتلي هذا المنبر، واذا اراد هذا الشيخ ابتداع معارك ليعترف به القوم فلن تكون معاركه من هنا"، معلنة انها "ستكون مضطرة لوضع حد لكل من يستغل المنابر الاعلامية لتحريك النعرات الطائفية".

المهم أن مبنى قناة "الجديد" تعرض مساء الإثنين لإعتداء لإطلاق نار واحراق دواليب على يد عناصر ملثمة كانت تستقل سيارة جيب من نوع "شيروكي" ملثمين مجهولين أقدموا على حرق الإطارات أمام المبنى، محاولين دخول حرم القناة، فيما ألقى شباب المنطقة والقوى الأمنية القبض على وسام علاء الدين أحد مطلقي النار .

و أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن مبنى قناة "الجديد" في شارع جبل العرب في وطى المصيطبة، تعرض منذ بعض الوقت لإطلاق نار وإحراق إطارات مطاطية من قبل مسلحين ملثمين".

وهرعت إلى المكان عناصر من الجيش والقوى الأمنية والدفاع المدني التي عملت على اطفاء الاطارات المشتعلة، وألقت القبض على أحد مطلقي النار المدعو وسام علاء الدين، ونقلته الى ثكنة الحلو.

وأفاد موقع "نهار نت" أن صفحة علاء الدين الشخصية على الفايس بوك، يغلب عليها الطابع الديني، إذ أنها تحوي صورا للإمام الخميني، وصفحات دينية مثل "القنوات الفضائية الشيعية الثانية"، وصفحة "منار الحسين عليه السلام و"الإمام المهدي" ، وشبكة أنصار الحسين"، إضافة الى صور مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن المتهم لا ينتمي الى حركة "أمل"، فيما أكد وزير الداخلية مروان شربل أنه من أصحاب السوابق.

الفيديوات المرفقة تبيّن أنه لم تكن هنالك "حراسة رسمية" لمبنى المحطة!

قطعوا الطرقات إحتجاجاً على اعتقال "البطل"!

وفي وقت لاحق أفادت مصادر صحفية أنه عقب إلقاء القبض على معتدي قناة "الجديد" وسام علاء الدين، قطعت عدة طرقات بالإطارات المشتعلة استنكاراً على توقيفه منها طريق بشارة الخورة، البسطا التحتة، والضناوي، جسر سليم سلام وطريق فردان ونفق صائب سلام وبشارة الخوري.

فيديو الإعتداء على قناة الجديد

http://youtu.be/s10PKlaBsks

فيديو الإعتداء على الجديد والقاء القبض على احد المتورطين

http://youtu.be/Aq4H13btSS4

 

شبيحة "7 أيار" هاجموا "الجديد"

كشفت مصادر رسمية لصحيفة "المستقبل" أن منفّذي الاعتداء على تلفزيون "الجديد" هم خمسة شبان من منطقة زقاق البلاط وانهم تحرّكوا على خلفية المقابلة التي بثّتها القناة مع الشيخ أحمد الأسير أول من أمس والتي تناول فيها بالاسم الأمين العام لحزب السلاح السيد حسن نصرالله ورئيس حركة أمل-رئيس المجلس النيابي نبيه برّي .

 كما علمت "المستقبل" أن المدعو محمود عكنان، المطلوب بعدة مذكرات توقيف، هو من أقل المعتدين الخمسة في سيارته رباعية الدفع من نوع شيروكي، فضية اللون.

 يذكر أن اسم عكنان كان قد ورد في عدة تحقيقات إعلامية على أنه مسؤول ما عرف بشبكة رصد مواقف السيارات التي يديرها حزب السلاح بمنطقة سوليدير.

  وكان عكنان، إضافة إلى شريكه الموقوف وسام علاء الدين، من المشاركين الرئيسيين في الاعتداءات التي نفذها شبيحة حزب السلاح وحركة أمل على أهالي بيروت في السابع من أيار العام 2008، ولا سيما في منطقتي الصنائع والقنطاري حيث مكاتب تلفزيون "المستقبل."

 

حزب الله و7 أيار من نوع آخر

لم تترك المعلومات المؤكّدة عن الجهة التي تقف وراء الاعتداء على محطة "الجديد" وقطع طرقات بيروت والخطّة التي كانت مُعدَّة للاعتداء على تلفزيون "المستقبل" مجالاً لأي استطراد: "حزب الله" يذهب نهاراً إلى حوار مفترض في شأن سلاحه، ويذهب ليلاً إلى ممارسة تطبيقية للوظيفة الفعلية لذلك السلاح وهي وظيفة الفتنة الجوّالة لمصلحة حلفائه خارج الحدود. لم يرد أن يقتنع أنّ ذلك السلاح فَقَدَ مبرِّراته بعد الانسحاب الإسرائيلي، فأقنع هو نفسه اللبنانيين بذلك في 7 أيار وملحقاته، وفي القمصان السود وحكومتها، وفي الفلتان المروّع الذي يرعاه من منطقة إلى أخرى، وفي الجماعات والقوى التي يسلّحها ويموّلها من الشمال إلى الجنوب، إلى البقاع إلى بيروت، وفي الممارسات التي يشرف عليها أينما أمكنه ذلك. في 7 أيار اخترع فتنة وغذّاها. رعى وشارك في عمليات القتل والنهب التي جرت، وفي التعدّي على مؤسّسات إعلاميّة من ضمنها جريدة "المستقبل"، ويعاود اليوم الكرّة مع مؤسّسات زميلة محاولاً بائساً تقديم "خدمة" لبشّار الأسد و"درساً" لمَنْ يتطاول على "مقدّساته". بالأمس زار مسؤول "حزب الله" في بيروت، نهاراً، وسام علاء الدين في المستشفى حيث تضمّد جروحه، وليلاً محطة "المنار" تتبنّى وسام في نشرتها الإخباريّة. لا يريد أن يقتنع "حزب السلاح" أنّ سلاح الفتنة لا كبير فيه ولا متجبِّر ولا متكبِّر، وأنّه يحرق أول ما يحرق أصحابه قبل غيرهم.. تماماً مثلما فعلت محاولة إحراق تلفزيون "الجديد" بأصحابها.

 

تسوية لاطلاق سراح علاء الدين و"الجديد" ترفضها: لماذا زار مسؤول حزب الله ابو علي كحلون الموقوف في المستشفى؟؟ 

14 آذار/كشفت قناة "الجديد" ان مساعٍ تبذل على غير جهة حزبية ورسمية بهدف الافراج عن وسام علاء الدين، الموقوف بعد اعتدائه على القناة أمس، بهدف تجنيب الشارع تحركاً غير مستحب، مؤكدة انها "لن تظهر على شاشة التسويات وملتزمة احكام القانون لاعتقادها انه الملاذ الاخير". واشارت القناة الى ان علاء الدين هو رهن العلاج من حروق اصيب بها اثناء اشعاله الاطارات امامها امس.

ولفتت "الجديد" الى معلومات مستقاة من مصادر أمنية تفيد بأن علاء الدين اعترف بانتمائه الى سرايا المقاومة التي أسسها "حزب الله" لكن الحزب نفى انتماء علاء الدين اليه. ولم تتمكن الاجهزة الامنية من القاء القبض على باقي المعتدين على "الجديد". واشارت الى ان علاء الدين ادعى ان تصرفه جاء كرد فعل على كلام الشيخ أحمد الأسير عبر "الجديد" لأنه غير مقبول. وذكرت اخبار المستقبل ان مسؤول حزب الله ابو علي كحلون زار الموقوف وسام علاء الدين في المستشفى

 

حزب الله" فقد سيطرته على جمهوره... وأنصار الحزب يتصرفون كالرعاع في الشارع  

مارون حبش

انطلق اليوم الأول من الشهر الأمني الذي أطلقه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، وفي أذهان اللبنانيين أحداث أمنية تتالت في الفترة الأخير من شمال لبنان إلى جنوبه مروراً بعاصمته، أعادت الرعب إلى نفوس المواطنين، فجاءت مباركة الشهر الأمني باعتداء على قناة "الجديد"، والسطو على أحد المصارف، وقنبلتين ولغم أرضي في إحدى المستشفيات.

إلى ذلك، أظهرت بعض الأحداث الأمنية في الأونة الأخيرة مدى فقدان سيطرة "حزب الله" و"حركة أمل" على جمهوره، وتمثل الأمر بحوادث عديدة، إذ ذكرت صحيفة "النهار" في عددها أمس أن "محاولة غش كبيرة حصلت في احد مراكز الامتحانات الرسمية في الضاحية الجنوبية، تطورت الى اشكال تخلله اطلاق نار من مسلحين حضروا الى المركز، لكنهم لم يتمكنوا من دخوله".

وأوضحت أن "احدى المرشحات في مادة الاجتماع تمكنت من ادخال هاتف خليوي الى المركز، وبدأت تتلقى الاجابات عبره داخل قاعة الامتحان، وعندما تدخل المراقبون لنزع الجهاز منها وقع الاشكال، عندها ارسلت وزارة التربية فريقا للتحقيق بالتعاون مع التفتيش التربوي، فتدخلت عناصر مسلحة حاولت منعهم من دخول المركز، وبعد اتصالات سياسية سُحب المسلحون الذين أفيد انهم لا ينتمون الى فريق سياسي بل لاحدى العائلات في المنطقة".

والحادثة الاثنية تمثلت بالاعتداء على قناة "الجديد"، فتدوالت المعلومات عن أن الموقوف وسام علاء الدين أحد المعتدين على القناة، هو من عناصر سرايا المقاومة التي يعود تأسيسها وتنظيمها إلى "حزب الله" الذي قرر ان يشكل تنظيماً مخصصاً للأشخاص الغير ملتزمين دينياً ولا تتناسب صفاتهم مع مجاهدي الحزب، ليتعلموا استخدام السلاح والخطط الاستراتيجية والأمنية ويتجهزوا لأي طارىء.

أما الحادثة الثالثة فكانت باقفال طريق المطار بالاتجاهين من قبل أهالي المخطوفين في سوريا، والأمر المستغرب أنه تم اطلاق النار على موكب يعود إلى أحد سياسي حزب الله.

أمام هذه الأحداث كان لا بد من سؤال يتوارد إلى اذهان المواطنين، هل فقد حزب الله وحركة أمل سيطرتهما على جمهورهما؟

عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل والنائب السابق مصطفى علوش، أكد أن "حزب الله وحركة أمل يحاولان التخفيف من الاحتقان القائم بين انصارهم بسبب تردي الأوضاع في البلد على مختلف المستويات، انطلاقاً من الفشل في علاج قضية المخطوفين في سوريا في الوقت الذي وعد فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بالعزة والكرامة والقوة والمنعة، مروراً بالفشل في معالجة قضية الكهرباء التي تطال الجميع، ووصلاً إلى الفشل في معالجة القضايا المعيشية"، مضيفاً: "عملياً هذه الأمور تجبر حزب الله، الذي لا يملك الحلول المدنية والاقتصادية والسياسية، على "ترك الحبل جرار" من أجل عدم التصادم مع جمهوره من ناحية، ومن ناحية اخرى فحزب الله لا يمانع أن يكون هناك نوعاً من الفوضى أو التفلت لأنه يعتقد أنه يمكن أن يقدم الحل الآخر المتمثل بـ: دعوني أحكم على مبدأ ولاية الفقيه فاحل لكم كل هذه الأمور".

وبشأن احتمال مشاركة سرايا المقاومة بالاعتداء على "الجديد"، قال: "هذا ما يجب أن يذهب به التحقيق إلى الآخر فإذا كانت سرايا المقاومة منضبطة فيعني أن حزب الله هو من وجهها، أما إن لم تكن منضبطة فالمصيبة أكبر وأعظم، لأن حزب الله يقول أنه يضبط جماعته وأن حزبه عقائدي وموجه إلى المقاومة بينما هم يتصرفون مثل كل البلطجية والرعاع في الشارع".

وعن رأيه بانطلق الشهر الأمني، اعتقد أن "الأمور لا تعالج بهذا التسطيح والمنطق الخارج عن المعالجة السليمة، فالقضية ليست قضية "أبو ملحم" بل هناك سلاح غير شرعي ابتداءاً من حزب الله وانتهاءاً بكل سلاح الزواريب، وعلاجه خروج السلاح من أيدي اللبنانيين ووضعه تحت امرة السلطة اللبنانية، أما كل المعالجات الأخرى فهي عملياً غير مجدية وتعطي أمالاً كاذبة".

ووسط تساؤلات عن مدى تنفيذ الخطة الأمنية داخل الضاحية الجنوبية المحكومة من "حزب الله"، رأى أن "كل الحديث عن فرض الأمن والفتاوي التي وزعها الأمين العام لـ"حزب الله" في السابق على أن الأمن هو أولوية مقدسة لن تؤدي إلى نتيجة، وعملياً علاج الأمور لا يمكن ان يكون بقرارات من هذا النوع ولا من خلال معالجة النتائج من دون الأسباب والمعالجة الأسباب تكون من خلال العودة إلى السلطة الواحدة على جميع الأراضي اللبنانية، ودفع البلد إلى الاستقرار وفتح ابواب الرزق أمام الجميع ومن بعدها يمكن الحديث عن أن الأمن يجب أن يضبط".

وبشأن سحب السلاح من أنصار الحزب الغير مسيطر عليهم، أكد أنه "يكون الغطاء السياسي منزوعاً فإن الدولة قادرة على فرض السلطة، ولا أحد يحاول أن يقنعني أن في دولة من الدول يمكن لعصابات أن تأخذ الأمور على عاتقها وإذا كان هذا هو الواقع فلا يجب أن يكون هناك مؤسسات ولا دولة ولا برلمان بل مجموعة من "لويا جيرغا" مثل ما هو قائم في افغانستان، يعني مجموعة من القبائل والعشائر .. والدولة قادرة إذا توفر لها الغطاء من كل السياسيين وعندها تصبح العشائر مجبورة على تسليم سلاحها".

*موقع 14 آذار

 

محاولة إحراق "الجديد" و"المستقبل" ضمن مخطّط وقائع عن الضالعين في سيناريو لصراع سنّي

 "النهار" – خاص / هل كان ما جرى لقناة "الجديد" التلفزيونية مساء الاثنين في سياق رد فعل على مقابلة أجرتها القناة الاحد الماضي مع الشيخ احمد الاسير؟

الجواب الايجابي على هذا السؤال كان ليكتسب كل الصدقية لولا الوقائع التي تكشفت تباعا منذ ان اصابت النيران احد الذين اضرموها في الاطارات امام مبنى "الجديد" ويدعى وسام علاء الدين الذي يتلقى حاليا العلاج في احد المستشفيات نتيجة الحروق التي اصيب بها ما جعله عاجزا عن البقاء قيد التوقيف في ثكنة الحلو التي نقل اليها بعد حادث الاعتداء على القناة التلفزيونية.

جهات واسعة الاطلاع واكبت الحادث وما كشف من المعلومات روت لـ"النهار" الوقائع الآتية: تحركت مجموعة ضمت ثلاثة افراد احدهم الموقوف علاء الدين، ويترأسها (م. ع.) الذي يشغل منصباً حزبيا كبيرا وكان ضالعا في احداث 7 ايار 2008 في بيروت. كما انه يدير شبكة من العاملين في ادارة مواقف السيارات في العاصمة. اما الثالث فيدعى (ع. ق.) ويلقب بـ"أبو عرب" والاخير اصيب بحروق ايضا لكنها اقل خطورة من تلك التي اصيب بها علاء الدين. وقد نقل الى احد المستشفيات التي لم تعرفها الجهات الامنية حتى الآن.

وخلال اشعال الاطارات امام مبنى "الجديد" وبسبب المواد المستخدمة امتد الحريق سريعا الى سروال علاء الدين الذي ابتعد فورا عن المكان. فيما سارع قائد المجموعة (م. ع.) وكان يقود سيارة "شيروكي" الى مغادرة المنطقة ومعه المصاب الآخر (ع. ق.) وشاءت المصادفة ان تمر بالمكان دورية استقصاء تابعة لقوى الامن الداخلي فتسلمت علاء الدين من الاهالي الذين قبضوا عليه ونقلته على الفور الى ثكنة الحلو لاجراء التحقيقات معه.

لكن، ونظرا الى حالة الموقوف الصحية نقل باشارة من المراجع القضائية الى مستشفى تحت الحراسة لتلقي العلاج. وفي المعطيات حول دور علاء الدين تبين انه كان مكلفا بعد حرق الاطارات ونشر ستار دخاني رمي قنابل مولوتوف داخل مبنى "الجديد" بقصد اشعال حريق كبير. لكن دوره تعطل بعد امتداد الحريق اليه.

بعد شيوع نبأ حريق القناة التلفزيونية انتشر خبر عن عزم الجيش تنفيذ مداهمات في بشارة الخوري وزقاق البلاط. وهو ما ادى الى نزول مجموعات حزبية واشعال اطارات في مناطق محددة هي: صيدلية بسترس اول شارع فردان، جسر الرينغ، بشارة الخوري ونفق سليم سلام. ويتبين ان هذه الاماكن تمثل بوابات لمنطقة تضم جهات يعتقد انها تقف وراء محاولة احراق "الجديد" وبالتالي كان القصد الحؤول دون دخول الجيش والقوى الامنية هذه المنطقة.

في موازاة هذه التفاصيل برزت تفاصيل اكثر اهمية. فبعد استخلاص المعلومات الاولية تبين ان بيانا كان معدا للنشر لو نجحت محاولة احراق "الجديد" ويتضمن توقيع "اهل السنة" وفيه ان احراق القناة هو رد على "الاساءات التي ألحقتها سابقا بزعيم السنة الرئيس سعد الحريري واخيرا بالشيخ احمد الاسير". وبالتزامن كانت مجموعة اخرى تتحرك في اتجاه قناة "المستقبل" التلفزيونية التي يملكها الرئيس الحريري من اجل تنفيذ اعتداء مماثل عليها باحداث حريق فيها ليذاع بيان بعد ذلك فيه رد من اتجاه سني آخر انتقاما لاحراق "الجديد". وهذا التفصيل الاخير انكشف عقب توقيف دورية للجيش شخصا كان ينقل ادوات اشعال حريق يرافقه آخرون فروا وبقي هذا الشخص الذي زعم انه يريد اشعال الحريق بنفسه قبالة قناة "المستقبل". لكن المعلومات كشفت انه كان مكلفا باحراق المحطة مع آخرين.

وفي الخلاصة كان المخطط يسعى الى اظهار ان احراق مبنيين لقناتين تلفزيونيتين يقع في دائرة صراعات سنية – سنية. لكن القناتين هما من المحطات الناشطة بفاعلية في مناصرة الثورة السورية وهذا ما يوسع آفاق الاحتمالات التي ستكشف المعلومات ابعادها.

 

الموقوف علاء الدين أخضع لجراحة ومسؤول في "حزب الله" زاره 

عباس صالح /النهار

لم تضبط الجهات المعنية في قوى الامن الداخلي بعد إفادة الموقوف في حادث الاعتداء على تلفزيون "الجديد" وسام علاء الدين بالشكل المطلوب، لكونه لا يزال راقدا في احد مستشفيات العاصمة في حال صحية حرجة، بعد اخضاعه لجراحة امس. وعلمت "النهار" ان علاء الدين يعاني حروقا كبيرة من الدرجة الثانية في يده ورجله اللتين امتدت اليهما النار بعدما ارتد بعض من مادة البنزين اثناء رشها على الاطارات في المحلة الى ساقه ويده. وبعدما أشعلها ورفاقه ليل الاثنين الماضي، امتدت النيران الى جسده فأحرقت رجله واحد جانبيه، وهو الامر الذي جعله يتباطأ عن اللحاق برفاقه الذين تركوه وفروا بعدما نفذوا الاعتداء، وعندها حاول اللجوء الى مركز حزبي قريب طلبا للمساعدة في اطفاء النيران من جسده، حيث اوقف وسلم الى القوى الامنية.

وفي ظل صعوبة الاستماع الى علاء الدين، كما ينبغي، لاستجلاء  هويات شركائه في الاعتداء، وإن يكن سماهم في ما تيسّر من تحقيقات اولية معه بألقاب غير واضحة، مثل "أبو فلان"، غير ان شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكنت بوسائلها الخاصة من تحديد هويات المشاركين الآخرين في الحادث عبر جمع المعلومات المستندة الى صور الكاميرات وارقام السيارات التي يستقلونها وغيرها من مصادر الاستقصاء، وعملت على دهم  منازل بعضهم ولم تجدهم. وعلى صعيد الابعاد السياسية للحادث، علمت "النهار" ان المسؤول عن "حزب الله" في بيروت "أبو علي" كحلوني حصل امس من المدعي العام التمييزي على إذن بزيارة علاء الدين، وزاره في مقر توقيفه الحالي في مستشفى بيروت. وفيما رفضت احزاب معنية  التعليق على الحادث، مشيرة الى ان التحقيقات هي التي ستكشف كل شيء، علم ان تنظيما يرأسه محمود ع. يسمى "سرايا المقاومة" مسؤول عن الاعتداء على مبنى قناة "الجديد"، وان علاء الدين وجميع من كانوا معه ينتمون الى هذا التنظيم.

 

الاعتداء على "الجديد" يفتح ملفي الأمن والإعلام وهل يُتابع التحقيق حتى النهاية ويُنشر؟

سمير منصور /النهار

  لعل الاعتداء الاخير على محطة "الجديد" قبل يومين يسلط الضوء مرة جديدة على عنوانين اساسيين هما الامن والاعلام. وكان من حسن الحظ إلقاء القبض على احد افراد المجموعة المعتدية، والا لكانت التحليلات والاستنتاجات ذهبت بعيدا كما هي العادة بعد كل اعتداء يبقى مجهولا، فقد بات سهلا السير بالتحقيق حتى النهاية ومعرفة سائر افراد المجموعة وخلفية الاعتداء. و"حزب الله" كما رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته رئيسا لحركة "امل" هما اول المعنيين بنتائج التحقيق، لكون الموقوف ينتمي الى بيئة محسوبة عليهما، و"جغرافياً" في العاصمة هو محسوب اكثر على الحركة، ومن مصلحتها بالتأكيد معرفة ما اذا كانت هناك اختراقات في صفوفها ولمن تتبع، ولا سيما ان مجموعات من "البيئة" نفسها عمدت الى اقفال بعض الطرق في العاصمة ليل الاثنين" احتجاجا على توقيف من ألقي القبض عليه، على رغم بيان من الحركة وآخر من الحزب، واعلان رفع الغطاء عن المجموعة التي نفذت الاعتداء على محطة "الجديد"، ونفى أي علاقة بها، وهذا ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مجموعات "مجهولة" تعبث بالامن ساعة تشاء من دون حسيب او رقيب، وبات معروفا ان لا تحركات عفوية في لبنان – من زمان – بل هي نادرة، وبوصلة الرأي العام لا تخطئ في التمييز بينها وبين التحركات المبرمجة وعبر "الريموت كونترول".

وللمناسبة، ثمة شعارات برزت منذ اشهر على جدران في الاحياء والطرق الرئيسية وتحت الجسور في العاصمة يفترض ان تلفت – وان متأخرة – الاجهزة الامنية ولا سيما المخابراتية منها في الجيش وقوى الامن والامن العام نظرا الى خطورتها، فهي تستبطن تحريضا طائفيا ومذهبيا وتلعب على الوتر المذهبي بين المسلمين السنة والشيعة. وقد احيط وزير الداخلية مروان شربل علما بها من احد اصدقائه الصحافيين قبل نحو شهرين، فبادر على الفور الى الاتصال بقيادة الشرطة واوعز بارسال دورية لشطب تلك العبارات التحريضية بعد تحديد اماكنها، فكان ان شطبت جزئيا، وقد وعد الرجل ونفذ، او على الاقل حاول، ولكن بعضها "تجدد" او لا يزال موجودا.

وفي معلومات لم تتأكد من مصادر رسمية، ان شاهد عيان هو سائق تاكسي يعمل ليلا، روى انه شاهد شخصا تحت جنح الظلام في احد الانفاق يكتب عبارات طائفية لمصلحة جهة ثم يشطبها للايحاء ان "الفريق الآخر" هو الفاعل، وبدا واضحا انه يفعل الشيء نفسه معكوسا تحت جسر آخر... وسيكون من المفيد بالتأكيد لو ان الاجهزة الامنية تتمكن من تعقب "كتّاب" الشعارات التحريضية والقبض عليهم لمعرفة الجهة التي تقف وراءهم، ولا سيما ان "المشروع التحريضي الطائفي والمذهبي، هو تاريخيا اسرائيلي المنشأ، وتشهد على ذلك مذكرات مكتوبة وموثقة لمسؤولين اسرائيليين منذ اكثر من خمسين سنة.

والاعتداء على محطة "الجديد" يسلط الضوء مرة جديدة على الاعلام، ولا سيما المرئي منه لكونه الاكثر انتشارا، وكذلك على سائر وسائل الاعلام الفاعلة والمؤثرة والتي تشكل مصدرا اساسيا ورافدا للاعلام المرئي والالكتروني.

واذا كان اللبنانيون على كل المستويات يجمعون على التمسك بالحريات على اختلافها، وفي الاعلام خصوصا، فانهم في الوقت نفسه المتضررون من اي تداعيات  لكل عمل غير مسؤول سواء في الاعلام او في اي مجال عام آخر، وثمة واقع يفرض تساؤلات، برسم اصحاب المؤسسات الاعلامية المرئية وغيرها، ومعظمهم سياسيون واحزاب، وبالتأكيد برسم الجهات المعنية، رسمية ونقابية ومن التساؤلات:

اولا – هل على الاعلام ممارسة رقابة ذاتية وان بالحد الادنى، سواء على الصورة او على الكلمة التي تستبطن تحريضا؟ بالتأكيد نعم، فحماية الوطن والناس من تداعيات اي خطوة تحريضية، لا تتناقض قطعا مع الحرية، بل على العكس، تساهم في حمايتها.

ثانيا – هل يجب التمعن في اختيار "الضيف" في البرامج السياسية الصباحية والمسائية على اختلافها، وحتى في البرامج ذات الطابع الاجتماعي، ولا سيما عندما يفتح الهواء لساعات امام الكثيرين، من دون اي مبرر، اي من دون اي رابط بحدث ما او بملف ما، وهذا ما ينطبق على كثيرين ممن يستحضرون، فقط بهدف التصويب على هذه الجهة او تلك، وهذا ما يبدو جليا في معظم المحطات ذات اليمين وذات اليسار؟

ثالثا – هل يجب اعتماد رقابة ذاتية على الصور والافلام التي تبث من دون اي "مونتاج"، ولا سيما منها تلك العائدة الى جثث ودماء واعمال عنف، وقد تعرّض اللبنانيون لـ"فضائح" حقيقية بعد جرائم اغتيال وتفجير كثيرة؟

رابعا – هل تتناقض الرقابة الذاتية مع الحرية؟ قطعا لا. ولا احد يستطيع المزايدة على مؤسسات عالمية عريقة في الحرية، وفي دول تشكل رمزا ساطعا للحريات الديموقراطية والاعلامية والانسانية تعتمد دائما تلك الرقابة.

هل شاهد احد جثة واحدة من ثلاثة آلاف بعد تفجيرات نيويورك الارهابية او بعد تفجيرات لندن الارهابية قبل اعوام؟؟

 

النهار": محاولة غش في مركز في الضاحية ومسلّحون اعترضوا محقّقي التربية/خاص موقع "القوّات": اتصالات بين السلطات الرسميّة و"حزب الله" أمنت خروجهم بسلام

علمت صحيفة "النهار" ان محاولة غش كبيرة حصلت في احد مراكز الامتحانات الرسمية في الضاحية الجنوبية، تطورت الى اشكال تخلله اطلاق نار من مسلحين حضروا الى المركز، لكنهم لم يتمكنوا من دخوله. ووفق المعلومات ان احدى المرشحات في مادة الاجتماع تمكنت من ادخال هاتف خليوي الى المركز، وبدأت تتلقى الاجابات عبره داخل قاعة الامتحان، وعندما تدخل المراقبون لنزع الجهاز منها وقع الاشكال، عندها ارسلت وزارة التربية فريقا للتحقيق بالتعاون مع التفتيش التربوي، فتدخلت عناصر مسلحة حاولت منعهم من دخول المركز، وبعد اتصالات سياسية سُحب المسلحون الذين أفيد انهم لا ينتمون الى فريق سياسي بل لاحدى العائلات في المنطقة. وفي وقت لم يعرف ما اذا كان قد تم اخراج المرشحة من المركز او سمح لها باكمال الامتحان، سيرفع اليوم تقرير مفصل عن الحادثة.

من جهة أخرى، علم موقع "القوّات اللبنانيّة" أن مراقبي وزارة التربيّة ظلوا محتجزين داخل المركز لنحو 3 ساعات إلى أن تم تأمين خروج آمن لهم بعد اتصالات بين وزارة التربيّة والجيش وقوى الأمن الداخلي وقيادة "حزب الله".المصدر: النهار

 

هجمة شيعية عقارية على عقار في غدراس: الوقف الشيعي تذكره الآن: مسجد “غدراس” تهدم مطلع القرن ٢٠

الاربعاء 27 حزيران (يونيو) 2012

http://www.metransparent.com/spip.php?page=article&id_article=19001&lang=ar

من حيث المبدأ، لا يعنينا أن تُقام "حسينية" أو مسجد سنّي أو كنيسة أو مصلّى بوذي أو مركز لأبحاث الإلحاد في "غدراس"! فالدستور اللبناني ينص على حرية المعتقد والتعبير، الديني وغير الديني.

لكن يهمّنا أن نقول أننا لا نوافق على "الدعاية الحزبية" التي تردّدها قواعد حزب الله، ومفادها أن جبيل وكسروان مناطق كانت شيعية منذ الأبد وإلى الأزل، وقبل الفينقيين والأشوريين والكلدانيين..! أي أن كسروان وجبيل أراضي "للتحرير"، مثلها مثل القدس والأندلس.. وحتى "ألاسكا" (من يدري؟)! وهذا فقط لأن مثل هذه الملفّات التي "تنبت فجأةً" تشبه "مسمار جحا" الذي لا يخدم الآن سوى "البائد" بشّار الأسد الذي يبحث عن مدخل لـ"الفتنة" في لبنان لتخفيف الحصار عنه!

"الشفاف"

فجأة ومن دون مقدمات استفاق “الوقف الشيعي” على قطعة أرض يمتلكها في قرية “حلان” التابعة عقاريا لبلدية “غدراس” في اوسط فتوح كسروان، ورقمها 460 “غير مصنفة”، وقرر الوقف المذكور ترميم بناء تهدم بدايات القرن الماضي، والاستعاضة عنه ببناء مسجد او مصلى.

وكيل الوقف الشيعي في البلدة هشام الحلاني، تقدم بطلب الى بلدية “غدراس” بإفادته بواقع حال العقار، في الخامس عشر من الجاري، وأرفق طلبه في السادس عشر منه، بطلب الى وزارة المهجرين بناء لافادة قائمقام كسروان، يقول فيها ان البناء يخضع لقانون الابنية التي دمرت خلال الحرب الاهلية، وتاليا يمكن ترميمها كما كانت عليه من دون الأخذ في الاعتبار لقوانين التنظيم المدني لجهة التراجعات وقانون البناء المعمول به في لبنان، والسعي لإنجاز بناء على حساب وزارة المهجرين بوصفه مقاما دينيا؟!

حكاية البناء كما يذكرها أهالي المنطقة، المعمرين منهم تحديدا، تشير الى ان البناء القائم على العقار 460 في منطقة حلان العقارية، مهدم منذ بدايات القرن الماضي، وان المنطقة لا يقطنها مواطنون مسلمون شيعة منذ تلك الحقبة! كما ان العقار المذكور لا تتجاوز مساحته 60 مترا مربعا، وهو تاليا غير صالح للبناء. إلا أن وكيل الوقف الشيعي يتسلح بما ورد على الصحيفة العقارية، حيث ذكر أثناء إجراء مسح الاراضي عام 1953، أن العقار يشتمل على مصلى.

وإستكمالا للمشروع توجه الوكيل الحلاني الى رئيس بلدية غدراس طالبا منه إفادة من البلدية يذكر فيها ان البناء تهدم خلال الحرب وتم جرفه، وذلك لكي يستخدمها لاعمال الترميم وإعادة البناء من جديد، طيقا لقانون البناء المعمول به لحالات المهجرين الذين هدمت منازلهم خلال الحرب.

رئيس البلدية رفض الطلب لانه لا يتفق مع واقع الحال، خصوصا ان سكان المنطقة هم من المسيحيين، وانها لم تشهد أي انواع الحروب ولا التهديم خلال الحرب ولا قبلها ولا بعدها.

أهالي المنطقة الذين استفاقوا على طلب الوقف الشيعي، أبدوا استغرابهم لهذا الطلب، خصوصا ان المنطقة لا يقطنها مسلمون شيعة، متسائلين عن الغاية من بناء مسجد ومصلى، ومن سيستخدم هذا المصلى؟

ويتساءل الاهالي ايضا عن سبب تأخر الوقف الشيعي، إذا كان البناء تهدم فعلا خلال الحرب كما إدعى وكيل الوقف، عقدين من الزمن ليطلب السماح بإعادة البناء؟!

الاهالي عادوا بالذاكرة الى حديث امين عام حزب الله عام 1989، أثناء حرب الجنرال عون التحريرية، حين أعلن ان “مناطق كسروان وجبيل هي للشيعة”، وان ساكنيها حاليا هم من “الفرنجة”، وانه سوف يسترد الاراضي الشيعية!

واشار الاهالي الى ان عملية بناء مصلى، وفي معزل عن قانونيتها او عدم قانونيتها، في منطقة لا يسكنها من يفترض انهم سوف يستخدمون هذا المصلى، تشكل عامل استفزاز للاهالي، خصوصا ان العقارات في “حلان” و”غدراس” تعود ملكيتها للمسيحيين وان هناك اربع عقارات فقط للوقف الشيعي في المنطقة من ضمنها العقار المذكور.

 

شقيقة الموقوف... صديقة المسؤول... ونِعم الأمن!

داني حداد/روى لي صديق، يعمل في أحد الأجهزة الأمنيّة، وما أكثرها، بأنّه ورفاق له واصلوا البحث عن أحد المطلوبين لأكثر من شهر، وبعد توقيف المطلوب بساعات تلقّى مسؤول رفيع في هذا الجهاز اتصالاً من شخصيّة سياسيّة، رفيعة هي الأخرى. وما هي إلا دقائق حتى أعطي الأمر بالإفراج عن الموقوف - المطلوب. ويكشف الصديق أنّ الموقوف شقيق لـ "صديقة" المسؤول، الرفيع "ما غيرو"، ولذلك فهو محصّن تجاه التوقيفات، معتمداً على "الشقيقة" الناشطة، كما يبدو، في "التواصل" مع أحد الزعماء من أصحاب المونة على الجهاز الأمني.  يقول الصديق، بأسف، بأنّ تعب أسابيع والتعرّض للخطر من أجل توقيف المطلوب ذهبا هباءً لعدم علم العناصر الأمنيّة بأنّ شقيقة المطلوب، المعروفة في الوسط الفنّي، أقوى من العدالة والقانون والأمن وتملك من "المواهب" ما يقدر على فكّ الأغلال عن زندَي شقيقها...ليست هذه الرواية الدقيقة جدّاً سوى واحدة من الروايات التي تسمعها عند مجالسة بعض الأمنيّين، من أجهزة مختلفة. يتندّر هؤلاء على زملاء لهم، خصوصاً من أجهزة أخرى. يراقبون بعضهم البعض و"يفضحون" بعضهم البعض. ولا يتردّد بعض هؤلاء أيضاً في التعبير عن معاناتهم من التدخل السياسي في عملهم، أو من غياب القرار السياسي الذي يحول دون تنفيذ القانون ومحاسبة المسؤولين عن تجاوزه. في الأسابيع القليلة الماضية، ارتفعت وتيرة الروايات المشابهة. "فلت" الأمن و"فلت" الملق، وبدا أنّ من يعتدي على الأمن أقوى من الأجهزة الأمنيّة ومن الدولة والدليل على ذلك أنّ عدد الموقوفين في هذه الأحداث هو "صفر"، لا بل أنّ الموقوفين في أحداث سابقة يتمّ الإفراج عنهم بـ "رعاية" رسميّة، مرفقة بخدمة التوصيل المجاني الى المنزل مع "حلوَينة" أيضاً...نتيجة ذلك كلّه، مرفق بما حصل يوم أمس من اعتداء على قناة "الجديد" وما تبعه من تطوّرات، دليل على أنّ ما قاله وزير الداخليّة منذ أسابيع كان دقيقاً جدّاً. قال الوزير مروان شربل لقناة "الجديد" تحديداً "إنّ الدولة هي الحلقة الأضعف". أن تكون الدولة هي "الحلقة الأضعف" فتلك مصيبة، أمّا أن يعلن وزير الداخليّة بالذات ذلك فتلك مصيبة أعظم! ورحم الله هيبة الدولة...

  المستقبل اليوم

 

الاعتداء على أراضي الكنيسة في لاسا متنقل من عقار إلى آخر

العقار 42 في بلدة لاسا، عقار متنازع عليه بين المطرانية المارونية وأهالي بلدة لاسا. النزاع قديم صحيح لكن العبث بالعقار جديد.

فبحسب المعلومات عمدت مجموعة من أهالي بلدة لاسا إلى دخول العقار منذ نحو 10 أيام للبناء عليه، الأمر الذي دفع وكيل المطرانية إلى رفع دعوى قضائية لوقف أعمال البناء، فما كان من مدعي عام جبل لبنان القاضي داني شرابية إلا أن أصدر إشارة بعدم المس بهذا العقار، فتوجهت القوى الأمنية إلى المكان لفرض تنفيذ القرار. إلا أنه وبعد مرور 10 أيام على الحادثة، عاود أهالي بلدة لاسا الكرة، وبإيعاز من رئيس البلدية هذه المرة، فكسروا قرار القاضي وتخطوه، ليبدأوا عملية فلش الردم استعداداً للتزفيت ....

الـ"mtv" توجهت إلى لاسا، وهناك لم يكن الوضع على ما يرام.

الأهالي تجمعوا أمام المطرانية الملاصقة لثكنة الجيش، احتجاجا، وساد جو من التوتر بسبب رفضهم تصوير ما يحصل، علما أنه لم يكن مرحبا بنا في المنطقة، إذ دعا الأهالي إلى خروجنا من المكان: "بدن يطلعوا الـ"mtv" متل الشاطرين من هون!" هكذا صرخ أحدهم، قبل أن يحصل إشكال بينهم وبين الجيش اللبناني الذي أراد تهدئة الأوضاع، فنال نصيبه من الأهالي: "ما حدا بيدعس بأرض الجامع وما حدا بيقرب منا" بهذه العبارات واجهوا الجيش، وبعدها بقليل صدح أحدهم عبر مكبر الصوت ليدعو الأهالي إلى التجمع عند جبانة البلدة في إشارة إلى التصعيد.

إبن البلدة الشيخ محمد العيتاوي اشار الى إنهم لم يتبلغوا القرار خطيا، إلا أنه وبحسب مصادر قضائية، الإشارة القضائية في هكذا حالات لا تحتاج إلى تبليغ خطي، علما أنه وبحسب معلومات الـ"mtv" تبلغ طرفا النزاع شخصيا قرار القاضي شرابية بعدم المس بالعقار، بعد اجتماع في مكتبه حضره رئيس بلدية لاسا وممثلو المطرانية.

 

خاص- سعيد: حزب الله يراكم ملفات عدة من بينها لاسا للتفاوض بشانها بعد سقوط النظام السوري

فيفيان الخولي/Alkalimaonline

عادت بلدة لاسا في جرد جبيل إلى الأضواء الإعلامية من زاوية اعتداء على عقار تملكه البطريركية المارونية.

وفي التفاصيل أن الوكيل البطريركي الأب شمعون عون شكا لدى النيابة العامة قبل 20 يوماً أن العقار رقم 42 المجاور لحسينية البلدة تملكه البطريركية بدليل المسح الإختياري، وينوي رئيس البلدية عصام المقداد اعتباره عقاراً متنازعاً عليه وفلشه بالبحص ثم تزفيته وتحويله مرأباً تابعاً للحسينية.

في ظل هذه النزاعات العقارية، كان لموقع "الكلمة أون لاين" حديث خاص مع منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد الذي حمّل المسؤولية لكل الذين تبنّوا مساعي التهدئة في العام الماضي وقالوا بأنهم يريدون حل هذه المسألة عندما ارتفع صوت المنطقة باتجاه استكمال أعمال المساحة، وبعد أن قامت بعض المجموعات المدعومة من قبل قوى الامر الواقع بالاعتداء على أراضي الكنيسة المارونية.

وتابع سعيد، هذه المنطقة الجردية في مدينة جبيل تعاني من نقص استكمال أعمال المساحة في ثلاث قرى أساسية. العاقورة التي هي على حدود منطقة البقاع وبالتحديد مع بلدة اليمونة، أفقا التي تمتلكها الكنيسة المارونية بنسبة أكثر من %70 وتعود ملكيتها لوقف مار عبدا، ولاسا التي تمتلكها الكنيسة المارونية أيضاً بنسبة تفوق ال %70.

وعن الاسباب التي أدّت الى عدم استكمال أعمال المساحة في هذه القرى، أعاد سعيد تحميل المسؤولية الى الدولة اللبنانية، وفخامة رئيس الجمهورية الذي هو رئيس البلاد وابن المنطقة، ومسؤولية نواب المنطقة الذين هم واجهة المساعي من أجل تهدئة الاوضاع. ولأنّهم جميعهم فشلوا في تثبيت أعمال المساحة في المنطقة، فهم يتحملون مسؤولية تكرار الاعتداءات التي حصلت البارحة في العقار رقم 42 الذي تعود ملكيته الى الكنيسة المارونية، كما برزت هذه الكنيسة ملكيتها من خلال الاوراق القانونية في النيابة العامة وسرية مخفر قرطبا.

واعتبر سعيد أنّ الامور معقدة أكثر من وصفها بانها قوة مواجهة للقانون، حيث يسعى حزب الله أو المجموعات المحسوبة عليه لفرض أمر واقع في لبنان قبل سقوط النظام السوري، من خلال وضع يده على عدة ملفات منها واقع عقاري في مناطق باستطاعته وضع يده عليها، ومن خلال واقع أمني، عسكري، سياسي وحتى مالي بالاضافة الى قضية الجامعة اللبنانية . ويسعى في المرحلة التي تفصلنا عن سقوط النظام السوري لفرض السيطرة في تجميع الاوراق من أجل تحقيق المفاوضات في المرحلة اللاحقة التي تلي سقوط النظام في سوريا.

وأكّد سعيد أنّ كل الملفات التي بحوذة حزب الله إن على الصعيد العقاري وغيره ستنتهي وستعود الامور الى مجراها الطبيعي بعد سقوط النظام في سوريا.

 

فارس سعيد طالب الدولة باستكمال أعمال المساحة في "لاسا"

طالب الدكتور فارس سعيد اليوم الدولة باستكمال أعمال المساحة في بلدة "لاسا" حتى لا تتكرّر التعديات التي تقوم بها بعض المجموعات المدعومة من قوى الأمر الواقع، وجدّد دعمه ودعم أهالي منطقة جبة المنيطرة لكل خطوة تقوم بها القوى الأمنية والقضائية بهذا الإتجاه. وناشد أهالي المنطقة ضبط النفس وترك الدولة اللبنانية معالجة أي طارىء

 

امانة 14 آذار ناقشت "محاولة قمع الحريات الاعلامية": إقفال الطرقات دفاعا عن المعتدين على "الجديد" خطيرة كالاعتداء

وطنية - 27/6/2012 عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا استثنائيا، حضره النائبان عمار حوري وسيبوه كالبكيان، النائب السابق فارس سعيد، وكل من: آدي أبي اللمع، واجيه نورباتليان، هرار هوفيفيان، راشد فايد، الياس أبو عاصي، يوسف الدويهي، علي حماده، وليد فخر الدين وسيمون ضرعام، في حضور الاعلامين: مالك الشريف، سعد كيوان، محمد حرفوش، ربى كباره، أحمد عياش، رياض طوق، ميشال توما، جورج بكاسيني، شارل جبور، أسعد بشاره وريان شربل.

بيان

وتلا جبور بيان جاء فيه: "عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا استثنائيا، بمشاركة عدد من الإعلاميين، ناقشت خلاله الاعتداء الأخير على الحريات الإعلامية والذي تمثل بما تعرضت له محطة الجديد التلفزيونية، وما نشر عن مخطط كان يستهدف "تلفزيون المستقبل". ويزيد في خطورة الأمر ما نشر عن إرادة مخططيه تحويل وسائل الإعلام المستهدفة إلى وقود لصراع سيفتعل من أجل تغيير وجه لبنان وضرب سلمه الأهلي.

ولعل ما حصل بعد الاعتداء من إقفال لمعظم الطرقات في العاصمة بيروت دفاعا عن المعتدين شكل إساءة أكبر وخطورة توازي خطورة هذا الاعتداء وتضاعفه.

وندد المجتمعون بالإعتداء والمخطط، ووجدوا فيهما إمتدادا لما بدأ عام 1976 من محاولة قمع الحريات الإعلامية تحت نظام الوصاية بالمرسوم الاشتراعي الرقم 1، وتلاحق باستمرار في محطات عدة كحظر بث النشرات الإخبارية إثر توقيف الدكتور سمير جعجع في نيسان 1994، وفرض الرقابة الذاتية، وإقفال محطة "أم.تي.في"، ومحاولة اغتيال مروان حماده، ثم اغتيال الزميلين سمير قصير وجبران تويني ومحاولة إغتيال الزميلة مي شدياق. إن كل ذلك مهد للوصول إلى السابع من أيار 2008 بحيث أطلقت الصواريخ على صحيفة "المستقبل" قبل إضرام النار في مكاتبها، مواكبة مع إقتحام مبنى "إخبارية المستقبل". ورأى المجتمعون أن "استهداف الإعلام اللبناني في حريته يأتي في لحظة كبرى في تاريخ الإعلام في العالم، وفي العلم العربي خصوصا، تحديدا في ظل "الربيع العربي"، تتمثل في مزيد من تمتعه بحرية الحركة نتيجة العولمة المطلقة، كما لو أن المعتدين عليه يريدون بقمعهم الدموي أحيانا كثيرة جعله يتخلف عن روح العصر والتقدم.

إن المخطط المفضوح، والإعتداء على "الجديد" أكثر بنوده دويا، يندرج في إطار السعي إلى التعتيم على ما تحققه الثورة الشعبية في سوريا، وكذلك إلى حرف طاولة الحوار عن هدفها الأساس وهو وضع استراتيجية دفاعية تحتضن سلاح "حزب الله" في إطار الدولة وقرارها وتعيد إليها قرار السلم والحرب باسم اللبنانيين".

وتابع البيان: "إن هذا المخطط المفضوح يضع الحكومة العاجزة أمام واقع عجزها، ويمنحها فرصة، ولو مأسوية، لتظهر، على الأقل، إرادة المحاولة للخروج من الخضوع لقوى الأمر الواقع".

ودعا المجتمعون "أهل الإعلام إلى التضامن مع أنفسهم باعتبار ذلك حصنهم الأساس، تحت خيمة الحرية المسؤولة فيسقطون بذلك أحد اسانيد المعتدين على حرياتهم ومؤسساتهم".

 

"14 آذار" تشدد على نزع السلاح غير الشرعي/مؤيدو "8 آذار" يهزون أمن بيروت باستهداف الإعلام وقطع الطرقات

بيروت - "السياسة": في وقت يستعد اللبنانيون لاستقبال "الشهر الأمني" بدءاً من اليوم, وعشية انتهاء الجلسة الثانية من الحوار التي شددت على الحفاظ على الاستقرار ورفع الغطاء عن أي مسلح, عاد الترهيب الإعلامي والاهتزاز الأمني إلى الواجهة مجدداً, من خلال تعرض قناة "الجديد", ليل أول من أمس, لإطلاق نار وإحراق إطارات من قبل عناصر مجهولة, والعثور على قنبلتين ولغم أرضي موضوعين في وعاء داخل مستشفى سيدة لبنان في جونية, إضافة إلى عملية سطو على أحد البنوك في الضبية. وفي تفاصيل الاعتداء على قناة "الجديد", عمد 5 ملثمين إلى إطلاق النار على مبنى المحطة وإشعال الإطارات أمام مدخله, ما أدى إلى تضرر الطبقة الأرضية من المبنى. واستطاعت القوى الأمنية بالتعاون مع حرس أحد المراكز القريبة للحزب "التقدمي الاشتراكي" القبض على أحد المعتدين المدعو وسام علاء الدين, وتم سوقه إلى ثكنة الحلو للتحقيق معه, في حين أشارت بعض المعلومات الى أنه محسوب على حركة "أمل" التي نفت أن يكون من مؤيديها. وافادت معلومات صحافية غير مؤكدة, أمس, ان "سرايا المقاومة" بقيادة المدعو محمود عكنان على علاقة بالاعتداء على القناة, فيما رفضت مصادر حزبية قريبة تأكيد أو نفي الأمر. وربط البعض توقيت الاعتداء على "الجديد" بالمقابلة التي أجرتها المحطة مع إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير الذي هاجم "حزب الله" و"حركة أمل" من منبر القناة التي عمدت في اليوم نفسه إلى التبرؤ مما قاله.

وبعد توقيف علاء الدين, أقدم مجهولون على إطلاق النار على مبنى الكونكورد فردان وقطع الطريق بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات, كما تم أيضاً قطع طرقات احتجاجاً على عملية التوقيف في الخندق الغميق والبسطا التحتا وسليم سلام والضناوي وعند جسر الرينغ وبشارة الخوري, فانتشر الجيش في شوارع بيروت ليفتح الطرق ويمنع إقفالها من جديد.

ولقي حادث الاعتداء على القناة الفضائية, المعروفة بعدم طائفيتها, استنكاراً واسعاً من مختلف القيادات السياسية والإعلامية, حيث اتصل الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي بالمحطة مستنكرين, كما زارها وزير الداخلية مروان شربل ووزير الإعلام وليد الداعوق ووزير الصحة علي حسن خليل الذين دانوا الاعتداء وطالبوا بمعاقبة المعتدين.

بدوره, أكد رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري أن الاعتداء على المحطة غير مقبول, ويدل على أن الحل الوحيد سيادة القانون. وأشار وزير الداخلية إلى أن علاء الدين لا يتمتع بأي تغطية سياسية, ولا يمكن أن يكون منتمياً, لا إلى حركة "أمل" أو "حزب الله", لافتاً إلى أن المتهم من أصحاب السوابق وسيُلقى القبض على من كان معه. وأكدت أوساط قيادية في قوى "14 آذار" أن ما جرى يبرز بوضوح أهمية مطالبة المعارضة بنزع السلاح غير الشرعي, خاصة أن الذين قاموا بالاعتداء على محطة "الجديد" هم من المحسوبين على "أمل" و"حزب الله", ما يؤكد أن سلاح المقاومة مازال يوجه إلى الداخل ولغايات سياسية, خاصة أن حبر قرارات جولة الحوار الأخيرة لم يجف بعد, حيث شددت على رفع الغطاء السياسي عن أي سلاح غير شرعي ورفض استخدامه في الداخل, وهذا الأمر يؤكد أن بعض أطراف "8 آذار" غير جادة في ملف الحوار, وأنها تشارك فيه لتضييع الوقت, بانتظار تطور الأوضاع في سورية ومعرفة مصير نظام الرئيس بشار الأسد.

 

جعجع منتقدا الحكومة: أوقفوا في حادثة الجديد من قبض عليه السكان فقط

موقع الجمهورية/   شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على ان "وضع الكهرباء تخطى كلّ الحدود"، لافتا الى أنه "على الرغم من قول الفريق الآخر بأن موضوع الكهرباء هو "تركة كبيرة"، فمنذ العام 2008 الى الآن ان وزارة الطاقة والمياه هي بأيدي جماعة التغيير والاصلاح، وبدلاً من أن ينخفض التقنين من 12 ساعة عام 2008 زاد الى 18 ساعة عام 2012".

وأشار جعجع خلال عشاء أُقيم مساء الثلاثاء في معراب على شرف رؤساء بلديات ومخاتير قضاء الكورة الى أنه "بالإضافة الى التسيُّب على الحدود والأحداث الأمنية في المناطق وفي الكهرباء والمياه، هناك "تسيُّب" أخطر على المستوى الاقتصادي". وذكّر أن "الحكومات السابقة من العام 2005 الى العام 2010 بالرغم من صعوبات الأوضاع وبخلاف ما يدّعيه الفريق الآخر كانت تقدم موازنات ولكنها كانت تتوقف عند باب المجلس النيابي، فيما الحكومة الحالية لم تتقدم أصلاً بأي موازنة". ورأى ان "الحكومة الحالية تترك لبنان يدخل في حالة من الهريان والتسيُّب، ففي عزّ أيام الحرب، "تنذكر وما تنعاد"، لم تصل الخدمات الأساسية في البلد الى الحدّ الذي وصلت اليه في الوقت الحاضر، ففي ظل حكومة مؤلفة من طرف واحد من المفترض أن تكون قادرة على اتخاذ القرارات".

من جهة أخرى، توجّه جعجع الى كلّ مواطن كوراني بالقول "فكّر صح وصوّت لبناني ولا تصوّت قومي سوري، فكّر صح وصوّت أخضر وأزرق ولا تصوّت أسود، فكّر صح وصوّت مع الضوء وليس مع العتمة، فكّر صح وصوّت مع شارل مالك وليس مع أي شخص آخر". أضاف "ان الحزب السوري القومي الاجتماعي، مع احترامي لكلّ العقائد، لا يؤمن بلبنان ككيان أصلاً بل ان لبنان بالنسبة له هو خطأ تاريخي، بينما روح وجود القوات اللبنانية هو وجود الكيان اللبناني، وبالتالي ان عبارة "السيادة والحرية والاستقلال" غير موجودة في قاموس الحزب القومي الذي كان متحالفاً على مدى الأربعين سنة الماضية مع الإقطاع". واستنكر الاعتداء الذي تعرضت له قناة "الجديد"، واصفاً ما حصل بـ"غير المقبول باعتبار أن إحدى ثرواتنا الكبيرة في لبنان هي حرياتنا العامة والإعلامية"، مستهجناً الأحداث الموازية التي تلت هذا الاعتداء في عدد من الأحياء في مدينة بيروت، مستغربا "ردة فعل الحكومة اللبنانية على الأحداث، مؤكداً أنه "لم يتم توقيف أحد حتى الآن إلا الشخص الوحيد الذي لم يستطع الفرار بعد أن قبض عليه السكان المحليون وسلموه الى القوى الأمنية".

 

عدوان: انقلاب الفريق الآخر يتقهقر وشرعنة سلاح حزب الله تعني المساواة بين مواطن فوق القانون وآخر تحت القانون

أكّد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان انه "يجب دائما التمييز بين المبدأ والتعامل بجدية في الموضوع، فصحيح ان لا توازن بين القدرة العسكرية للدولة اللبنانية والقدرة العسكرية لحزب الله، ولكن بمجرد ان نقبل بان هناك سلاح خارج الدولة فهذا يعني اننا نعترف بانهيار الدولة وبالتالي، كأنه علينا انتظار موافقة حزب الله على تسليم سلاحه كي يصبح لدينا دولة".

وقال عدوان في حديث لـ"أخبار المستقبل": "بمجرد ان نقبل ان يتم خرق الدستور والسيادة، فاننا نشهد بالتالي انهيار الدولة، والإنقلاب على الدولة اللبنانية بدأ منذ أن قبلت هذه الدولة ان يكون هناك سلاح خارج سيطرتها موجودا"، مضيفا: "وللأسف ان الدستور والقانون اصبحا وجهة نظر، وأصبح هناك نوعان من المواطنين: مواطن فوق القانون ومواطن تحت القانون، أمّا الطرح بشأن شرعنة سلاح حزب الله، فهذا يعني وكأننا نساوي بين المواطنين"، وسال: "هل رأينا دولة في العالم تقبل ان لا تكون هي من تفرض سيطرتها على كل أراضيها؟".

وتابع عدوان: "لا خلاص للبنان الا عندما نضع جميعنا يدنا بيد بعضنا ونواجه العدو جميعنا من دون تفرّد في قرار السلم والحرب"، مشددا على ان "الحكومة اليوم تنزف لأنها لم تأتي نتيجة الإرادة الشعبية التي أعطتنا صوتها لتشكيل الحكومة اللبنانية". واضاف نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية": "البعض من اللبنانيين يعتقد انه بالتعاون مع من هو خارج لبنان سيصل الى هدفه وستكون الأمور أسهل عليه، ولكن، وبكل صدق أقولها، نحن ليس لدينا إلا انتخابات 2013 نتّكل عليها لأنها تمثّل قرار الشّعب"، لافتا الى ان "انقلاب الفريق الآخر على الشرعية الشعبية التي أعطتها للحكومة السابقة نراه يتقهقر يوما بعد يوم، وهذا هو الطريق الصحيح والمسلك الصحيح الذي يعكس قناعة اللبنانيين ببناء مستقبلهم نحو الأفضل".

واعتبر عدوان ان "قوى "14 آذار" ارتكبت سلسلة من الأخطاء، واذا لم تكن قادرة على التعلم من هذه الأخطاء فهي لا تستحق الفوز في الإنتخابات وثقة ناخبيها، أما اذا برهنت لجمهورها انها تعلمت من أخطائها السابقة فنحن بالتأكيد نتجه الى مسيرة استقلالية جديدة"، مضيفا: "لا اختلاف في الجوهر بين قوى "14 آذار" في ما خصّ الحوار وما قلناه في "القوات اللبنانية" في هذا الموضوع دوّناه في المذكرة المشتركة التي قدمتها هذه القوى الى رئيس الجمهورية". وامل عدوان أخيرا ان "يبقى الجميع على الطاولة متفقين بشأن المحكمة، وفي ما يتعلق بترسيم الحدود انا أرى ان هذا الموضوع صعب جدّا في هذه الظروف، فنحن ونرى يوميا ما كنا قد حذرنا منه سابقا من انتهاكات الجيش السوري على الحدود بحجة عدم تحديدها وما تخاقه هذه الإنتهاكات من نزاعات ومشاكل، أمّا في ملف المخيمات الفلسطينية، فعلى الحكومة ان تحزم امرها وتعطي الأمر للجيش اللبناني بضبط كل السلاح الموجود دخل المخيمات وخارجها واستلام القرار الأمني فيها بشكل كامل".

*القوات اللبنانية

 

سليمان استقبل دياب ووزير خارجية ايطاليا والسفيرة الاميركية وأمل ان تواصل ايطاليا والمجموعة الاوروبية العمل لاطلاق العملية السلمية

وطنية - 27/6/2012 أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن أمله في ان "تستمر العلاقات مع إيطاليا على الوتيرة نفسها من التعاون القائم راهنا على كل المستويات وفي شتى المجالات".

وإذ شكر خلال استقباله وزير الخارجية الايطالية جوليو تيرزي دي اغاتا مع وفد في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، لايطاليا "مساهمتها في قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب وقيادتها لها في هذه الفترة"، نوه ب"العلاقة القائمة بين افراد الوحدة الايطالية في أماكن انتشارها وأهالي البلدات خصوصا على صعيد المساعدات الانسانية والاجتماعية".

وأمل رئيس الجمهورية أن "تواصل ايطاليا مع المجموعة الاوروبية العمل على إطلاق العملية السلمية في الشرق الاوسط"، محملا الوزير اغاتا تحياته الى الرئيس الايطالي متمنيا لإيطاليا الاستقرار والازدهار.

وكان الوزير الايطالي أطلع الرئيس سليمان على أهداف زيارته التي يقوم بها لاستطلاع الاوضاع في المنطقة، مبديا "حرص بلاده كما المجموعة الاوروبية على أن يبقى لبنان آمنا ومستقرا وبعيدا من أي انعكاسات لما يحصل في الدول المحيطة خصوصا والمنطقة عموما".

وأبدى تأييد ايطاليا وارتياحها لمعاودة الحوار الوطني يبن الاقطاب اللبنانيين، مشيرا الى ان "ذلك يساهم في شكل كبير في تطوير الفكر السياسي وترسيخ التفاهم والاستقرار بين اللبنانيين". ونقل الوزير اغاتا تحيات الرئيس الايطالي ورئيس الحكومة الايطالية الى الرئيس سليمان.

وزير التربية والتعليم العالي

واطلع رئيس الجمهورية من وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب على الوضع التربوي على الصعيدين المدرسي والجامعي ومسار الامتحانات للشهادات الرسمية التي تجريها الوزارة، مشيرا الى "عدم جواز ربط التصحيح ومصلحة الطلاب بأي مطلب آخر مهما كان نوعه".

وفد الهيئات الاقتصادية

وزار بعبدا وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار الذي سلم رئيس الجمهورية بعض الاقتراحات ذات الصلة بمشروع قانون الموازنة العامة، وأبدى تأييد الهيئات "لإعادة إطلاق هيئة الحوار الوطني وما لذلك من مناخات ايجابية على الوضعين الامني والاقتصادي.

السفيرة الاميركية

وتناول الرئيس سليمان مع السفيرة الاميركية مورا كونيللي العلاقات الثنائية وبرنامج المساعدات العسكرية للجيش وقوى الامن الداخلي الذي تقدمه الولايات المتحدة الى لبنان".

ووزعت السفارة الاميركية في بيروت بيانا جاء فيه: "التقت السفيرة مورا كونيللي رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم في مكتبه في بعبدا وناقشا الوضع السياسي والامني في لبنان والاحداث في المنطقة".

واشار البيان الى "ان كونيللي جددت التأكيد أن الولايات المتحدة ترحب بمبادرة الرئيس القيادية في اعادة اطلاق الحوار الوطني في سياق الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار في لبنان"، معلنة "التزام الولايات المتحدة لبنان مستقرا وسيدا ومستقلا".

زوار

وعرض الرئيس سليمان مع كل من النائب روبير فاضل والنائب السابق عبد الله حنا للاوضاع الراهنة.

شكر على تعزية

وزار بعبدا النائبان مروان حماده ونايلة تويني مكتبي والسيدة شاديا تويني لشكر رئيس الجمهورية على مواساته وتعزيته بوفاة الوزير والنائب السابق غسان تويني.

 

اللجنة منبثقة عن لقاء بكركي انعقدت في المجلس النيابي

وطنية - 27/6/2012 عقدت اللجنة المنبثقة عن لقاء بكركي والمكلفة درس صيغة لمشروع قانون الإنتخابات الجديد، اجتماعا بعد ظهر اليوم في المجلس النيابي حضره الوزيران السابقان يوسف سعادة وزياد بارود والنواب السادة آلان عون، سامي الجميل، بطرس حرب وجورج عدوان.

وأفاد النائب آلان عون "ان البحث استكمل في مشروع قانون الإنتخابات بما يخص الدوائر المصغرة وجرى النقاش حول دقائق المشروع وسنستكمل درس هذا المشروع الأربعاء المقب

 

إيران في الحوار بطلب ماروني؟

نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عمن أسمته مرجعاً روحياً مارونياً اقتراحه على حزب السلاح دعوة "مسؤولين ايرانيين رفيعي المستوى للمشاركة في الحوار" المسمّى وطنياً "طالما أن طهران هي المسؤولة الاولى والأخيرة عن سلاح الحزب، بهدف التوصل معهم إلى حل لهذه المعضلة تعيد إلى الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها ". !!!

 ولم يصدر أي تعليق، حتى الآن، عن الكنيسة المارونية على الخبر، الذي يثير الاستغراب، أقله لجهة الزعم بأن الكنيسة المارونية تقبل بمشاركة طرف غير لبناني في حوار لبناني بهدف استجداء السيادة اللبنانية.   وذكرت الصحيفة الكويتية أن المرجع الروحي الماروني "الذي يزور لندن حالياً ... سخر ممن يعتقدون في قوى 14 آذار أو الدول التي تساندهم أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد يستعيد وعيه، فينتفض مجدداً في وجه أعداء الدولة الساعين إلى تثبيت أقدام دويلتهم غير اللبنانية في هذا الوقت الضائع ما بين استمرار الحرب الأهلية في سوريا وبين سقوط نظام (الرئيس) بشار الأسد، حيث من المتوقع استمرار نزيف الدم، فيعلن (ميقاتي) استقالته استعادة لكرامته التي رهنها بالإنقلاب على أهل بيته، ويقلب الطاولة على عملاء الاقليم الذين ينخرون عظم لبنان من الداخل ليلا ونهاراً ".

 وأضاف المرجع: "فكما أن الحزب لا يسلم سلاحه تحت أي ظرف من الظروف لأنه غير حر في التصرف من دون موافقة طهران، فإن ميقاتي لن يسلم كرسي رئاسة الحكومة إلى سواه طالما هو ليس حراً من دون أوامر بشار الأسد ".   وقال المرجع لـ"السياسة" "إن دعوة (رئيس الجمهورية ميشال) سليمان للحوار، ما هي إلا مخدر موقت يزول مفعوله بالخروج من غرفة الاجتماع، أو في أقصى احتمال، ينتهي مفعوله مع انعقاد الجلسة التالية للحوار التي يحاول رئيس الجمهورية تقريب موعدها ما أمكن تقطيعاً للوقت واستباقاً لما هو متوقع حدوثه، لأن هذا الحوار لن يقدم او يؤخر في وصول النيران السورية إلى قلب البيت اللبناني، كلما تصاعدت عمليات القمع والقتل والتدمير على ايدي النظام المتهاوي ضد الشعب السوري المكبوت والمغلوب على أمره، منذ نحو أربعين عاماً ".

 وأعرب المرجع الروحي عن اعتقاده بأن "لا الحوار الداخلي في لبنان ولا التدخلات الخارجية والوساطات العربية، قادرة على منع انفجار مشاعر تسونامية عنيفة لدى سقوط نظام الأسد في سوريا ابتهاجاً بهذا الحدث الفريد، كما أنها غير قادرة على لجم مشاعر العنف الغاضبة من هذا السقوط، ومن مجرد التفكير بوجود سوريا من دون الأسد، ما من شأنه إغراق لبنان في أمواج هذا التسونامي العاتية ".

("السياسة" الكويتية)

 

معاريف»: روسيا لن تذرف دمعة في حال مهاجمة إيران

الإسرائيليون نقلوا لبوتين تخوفهم من انتقال أسلحة سورية غير تقليدية إلى «حزب الله» 

تل أبيب يو بي آي - كتبت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية امس، إن الانطباع الذي تركه الرئيس الروسي لدى المسؤولين الإسرائيليين هو أن روسيا لن تذرف دمعة إذا تمت مهاجمة إيران، فيما استعرض المسؤولون الإسرائيليون أمامه معلومات استخبارية تتعلق باحتمال نقل أسلحة سورية غير تقليدية إلى «حزب الله».

ونقلت «معاريف» عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين، إن «الانطباع من اقوال بوتين هي أنه إذا تم في نهاية المطاف شن هجوم عسكري أميركي أو إسرائيلي على إيران فإن روسيا لن تذرف دمعة».

واضاف المسؤولون الإسرائيليون أن «بوتين يعي جيدا حقيقة أن نظاما إسلاميا متطرفا ونوويا على حدوده الجنوبية لا يمكنه أن يضيف شيئا للأمن القومي الروسي».

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين عبروا عن رضاهم عن «التفاهمات الصامتة» التي توصلت إليها إسرائيل مع بوتين في شأن «عدم القيام بأي فعل» من جانب روسيا ضد مواصلة ممارسة ضغوط دولية على إيران.

وقال المسؤولون إن بوتين وعد إسرائيل بأن روسيا لن تسمح لإيران بأن تسبب خلافات بين روسيا والدول الغربية وأنها لن تحاول إرجاء عقوبات ضد إيران، وأوضح بأنها أيضا لن تقود خطوات كهذه ضد إيران ولكنها لن تحبطها.

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لـ «معاريف» إنه «عندما تشارك روسيا بصمت في المجهود ولا تحبطه فإنه بالإمكان التقدم إلى الأمام، وسيضطر الصينيون أيضا إلى التجانس مع الغرب، وإذا نفذ الروس تعهدات بوتين فإنه بالإمكان البدء بعملية تشديد العقوبات بسرعة نسبيا».

لكن بوتين حذر، حسب الصحيفة، من هجوم ضد إيران وأشار في هذا السياق إلى ما حدث في أفغانستان والعراق، مشيرا إلى أنه ليس دائما يمكن أن تحقق خطوات كهذه نتائج مرجوة.

وقال إنه يوجد في العراق الآن حكومة موالية لإيران «وأنا لست واثقا أن هذا ما خطط له الأميركيون عندما أسقطوا صدام حسين».

وكتبت الصحيفة إنه فيما يتعلق بالموضوع السوري فقد استعرض المسؤولون الإسرائيليون أمام بوتين معلومات استخبارية تشير إلى تخوف إسرائيل من انتقال أسلحة سورية غير تقليدية إلى «حزب الله» وحتى إلى تنظيم «القاعدة»، فيما تعهد الرئيس الروسي بالعمل شخصيا من أجل منع حدوث ذلك.

وتابعت الصحيفة أن الخلاف كان بارزا بين بوتين والمسؤولين الإسرائيليين في شأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يدعو الإسرائيليون إلى إسقاطه، بينما قال بوتين إنه لا يمكن معرفة ما إذا كان البديل لنظام الأسد سيكون أفضل.

 

روسيا تقبل دعوة لحضور «اجتماع جنيف» حول سورية

نيويورك (الولايات المتحدة) - ا ف ب - قال المبعوث الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين، أمس، ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وافق على المشاركة في الاجتماع الدولي حول سورية والذي سيعقد في جنيف في 30 يونيو وينظمه مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان.

وصرح تشوركين للصحافيين انه نظرا للوضع «القاتم» في سورية «نحتاج الى العمل بجهد اكبر. وما استطيع أن أقوله لكم هو ان سيرغي لافروف وافق رسميا على الدعوة لحضور اجتماع مجموعة العمل في جنيف»

 

المحكمة الدولية تسلمت مستندات تثبت أن المتهمين الأربعة أحياء

النهار/وجه المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان نورمان فاريل أمس الى الدائرة الابتدائية لدى المحكمة، اربعة ردود تسلمها من السلطات اللبنانية تشير الى عدم  وجود أي شهادات وفاة لأي من الاشخاص الاربعة المتهمين في اعتداء 14 شباط 2005. وذكر فاريل في كتابه الى الدائرة، والذي نشره الموقع الالكتروني للمحكمة، ان محامي المتهمين الاربعة المعينين من مكتب الدفاع  في المحكمة طلبوا من الدائرة الابتدائية في 22 ايار الماضي اعادة النظر في قرارها  اجراء محاكمات غيابية معتبرين ان على الدائرة الاثبات ان المتهمين الاربعة لا يزالون على قيد الحياة.  واضاف "ان الادعاء طلب من السلطات اللبنانية المختصة  في 25 ايار الماضي، من بين امور اخرى، إن صدرت وثيقة وفاة لأي من الأشخاص الاربعة المتهمين"، مشيرا" الى "ان الادعاء تسلم الترجمة الانكليزية لأربع مراسلات مع السلطات اللبنانية المختصة تؤكد عدم وجود أي شهادات وفاة لأي من الاشخاص الأربعة المتهمين".

 

الأميركي اللبناني الذي يقترع لـ"حزب الله" ينتهك برامج العقوبات فهل يجيز مكتب مراقبة الأصول الأجنبية استثناء يسهّلة؟

"النهار" – خاص

ll   حصلت "النهار" على دراسة قانونية أعدها مكتب دراسات أميركي – لبناني عن تطبيق قانون العقوبات الأميركي على التعديل المقترح لمنح المغتربين اللبنانيين حق الاقتراع في الخارج. وفيها سؤال بل أسئلة حول قدرة الموالين لـ"حزب الله" على الاقتراع لمرشحيهم في ظل العقوبات التي تفرضها الادارة الأميركية على الحزب.

تبحث هذه المذكّرة في السؤال الآتي: هل يمكن أن يشكّل اقتراح السماح للمغتربين اللبنانيين بالتصويت في الانتخابات النيابية المقبلة أثناء وجودهم في الولايات المتحدة، انتهاكاً لقانون العقوبات الأميركي؟

تُطبّق الولايات المتحدة حالياً برامج عقوبات متعدّدة على "حزب الله"، وتحظر على الأفراد في أراضيها إجراء معاملات، أو أشكال أخرى من التعامل بأملاك تابعة لـ"حزب الله"، أو امتلاك مصالح في هذه الأملاك. ولا تذكر القوانين المرعية الإجراء ما إذا كان الاقتراع يشكّل منفعة محظورة في حال صوّت الشخص لمرشح من "حزب الله". تمكن المحاججة دفاعاً عن هذا الاقتراح أو ضدّه.

يملك مكتب مراقبة الأصول الأجنبية حرّية التصرّف في تفسير قانون العقوبات الأميركي وتطبيقه، تحقيقاً لأهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة. وبما أننا نفترض أن أسماء المرشحين الذين يمثّلون "حزب الله" سوف تظهر في الاقتراع، فمن الممكن أن يخلص المسؤولون في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية، إلى أن تصويت الشخص خلال وجوده في الولايات المتحدة في اقتراع لـ"حزب الله" مصلحةٌ فيه هو فعل محظور. ولذلك نقترح تقديم طلب للحصول على التوجيهات اللازمة في هذا الإطار، أو بصفة بديلة طلب الحصول على ترخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، يجيز مثل هذا التصويت، حرصاً على عدم حصول انتهاكات لقانون العقوبات الأميركي.

التعديل المقترح في قانون الانتخابات اللبناني لمنح المغتربين حق الاقتراع في الخارج

هناك اقتراح لتعديل قانون الانتخابات الحالي في لبنان بهدف السماح للبنانيين الذين يعيشون في الخارج بالتصويت في الانتخابات النيابية المقبلة، من دون الحاجة للعودة شخصياً إلى لبنان للقيام بذلك. إذا أُقِرّ التعديل المقترح، فسوف يجيز للبنانيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الاقتراع في الانتخابات النيابية اللبنانية خلال وجودهم هناك، إما في السفارة اللبنانية في العاصمة واشنطن، أو في إحدى القنصليات العامة أو القنصليات الفخرية التابعة للبنان، في أماكن أخرى في الولايات المتحدة. ستكون لوائح الاقتراع المتوافرة في الولايات المتحدة مطابقة لتلك المستخدمة في لبنان، وسوف تضمّ تالياً مرشّحين يمثّلون "حزب الله". وكما في لبنان، لن تكون هناك قيود على قدرة اللبنانيين في الولايات المتحدة على التصويت لمرشحين يمثّلون "حزب الله".

قانون العقوبات الأميركي المتعلق بـ"حزب الله"

أ. لمحة عامة عن برامج العقوبات الأميركية التي تطال "حزب الله"

"حزب الله" مدرج حالياً في قائمة المواطنين المحدّدين بصفة خاصة والأشخاص المحظورين، وهو موضوع العديد من الأوامر التنفيذية الرئاسية التي "توقف" - أو تجمّد - أملاك الإرهابيين، أو الأشخاص المرتبطين بالإرهاب، وتحظر التعامل معهم. وتطاله أيضاً تنظيمات الإرهاب العالمي وعقوبات الإرهاب، التي يفرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية وتُطبِّق الأوامر التنفيذية ذات الصلة.

تجمّد الأوامر التنفيذية التي وقّعها الرئيس بيل كلينتون في كانون الثاني 1995 1 والرئيس جورج دبليو بوش في أيلول 2001 2، كل الأملاك، والمصالح في الأملاك، المملوكة من "حزب الله". وتحظر هذه الأوامر أيضاً "أي معاملات أو أشكال أخرى من التعامل من قبل أشخاص في الولايات المتحدة أو داخل الولايات المتحدة" بهذه الأملاك والمصالح، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، المساهمة في أموال أو سلع أو خدمات لـ"حزب الله" أو لمنفعته3. فضلاً عن ذلك، تحظر التنظيمات التي يطبّقها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، "نقل" تلك الأملاك أو "التعامل بها"4. كما أن قانون مكافحة الإرهاب للعام 1996 ينص على تجريم تقديم "الدعم المادي أو الموارد" لمنظمة إرهابية أجنبية، بما في ذلك "حزب الله"5.

تضع تنظيمات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تعريفات واسعة لعبارتَي "ملكية" و"مصالح في الأملاك" بحيث تشمل "غير الملموسة" منها6. ويشمل "النقل" المحظور، وفق التعريف، أي معاملة، سواء تمّت في الولايات المتحدة أم لا، تقوم بنقل أي حق أو سلطة أو امتياز يتعلق بالملكية، بما في ذلك تعيين أي وكيل أو وصيّ أو مشرف على الأملاك، وممارسة أي سلطة تعيين أو سلطة أخرى7. فضلاً عن ذلك، لا تشمل عبارة "شخص في الولايات المتحدة" المواطنين الأميركيين والمقيمين الدائمين وحسب، إنما أيضاً "أي شخص في الولايات المتحدة"8. أخيراً، يعرّف قانون مكافحة الإرهاب للعام 1996 "الدعم المادي أو الموارد" بأنها تعني أي ملكية أو خدمة ملموسة أو غير ملموسة9.

ب. تحليل تطبيق العقوبات الأميركية على التعديل المقترح لمنح المغتربين حق التصويت في الخارج:

تركّز برامج العقوبات المفروضة على "حزب الله" على المعاملات المحظورة المتعلّقة بـ"الأملاك" أو "المصالح في الأملاك" التابعة لـ"حزب الله". على الرغم من أن تنظيمات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تضع تعريفات واسعة لتلك العبارات، فليست هناك أدلّة الى أنها تهدف إلى أن تُطبَّق على الانتخابات، أو حتى على الأمور المتعلقة بالانتخابات مثل الاقتراع. بدلاً من ذلك، تُطبَّق عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية نموذجياً على المصالح في الأملاك، مثل الحسابات المصرفية والأسهم والسندات والأدوات المالية الأخرى، والرهون العقارية والعقارات وبوالص التأمين والعقود وحقوق الملكية الفكرية، بما في ذلك براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق النشر والتأليف10.

في المقابل، تمكن المحاججة بأن المواطن اللبناني في الولايات المتحدة ("شخص في الولايات المتحدة") الذي يقوم بالتصويت ("معاملات أو أشكال من التعامل") بورقة اقتراع ("ملكية") تضم أسماء مرشّحين يمثّلون "حزب الله" (لدى "حزب الله" مصلحة فيها) ينتهك برامج العقوبات الأميركية التي تستهدف الحزب. علاوة على ذلك، تنص التنظيمات ذات الصلة، التي يفرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، على أن أي "نقل" يشكّل انتهاكاً لبرامج العقوبات المفروضة على الأملاك المجمّدة، أو الأملاك التي يكون لإرهابي محدّد بصفة خاصة، مثل "حزب الله"، مصلحة فيها، هو باطل وملغى و"لا يجوز أن يشكّل أساساً لتأكيد أو إقرار أي مصلحة أو حق أو استرداد حق أو سلطة أو امتياز في ما يتعلق بتلك الأملاك"11. بناءً عليه، تمكن المحاججة أيضاً بأن الأصوات التي يتم الاقتراع بها داخل الولايات المتحدة باطلة.

بما أن برامج العقوبات الأميركية تهدف إلى تعزيز السياسة الخارجية الأميركية ومصالح الأمن القومي الأميركي، تُعطي حرية تصرّف كبيرة لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية في تفسير التنظيمات التي يطبّقها. وهكذا، إذا تقدّم الأفرقاء الذين يسعون إلى منع إقرار اقتراح تصويت المغتربين بمحاججة إلى مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، وإلى وزارة الخارجية الأميركية، يعتبرون بموجبها أن السماح للمغتربين بالتصويت في الانتخابات النيابية اللبنانية في الخارج يتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأميركية، نظراً إلى أنه يمكن أن يؤدّي إلى تعزيز سلطة "حزب الله" وإضفاء شرعية أكبر عليها في لبنان، يمكن أن تقرّر الإدارة الأميركية استخدام تفسير موسَّع لتنظيمات العقوبات الأميركية ذات الصلة كأداة ضد تطبيق التعديل المقترح.

الخيارات المتاحة من أجل تفادي الانتهاكات المحتملة لقانون العقوبات الأميركي

إذا قرّر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بأن تصويت المغتربين اللبنانيين في الخارج يشكّل انتهاكاً لقانون العقوبات الأميركي، فهو يملك سلطة فرض عقوبات مدنية، وفي بعض الحالات عقوبات جنائية عندما يكون الانتهاك متعمّداً12. ومن شأن هذه العقوبات أن تُطبَّق، كما يُفترَض، على الأشخاص الذين صوّتوا في الولايات المتحدة. بناءً عليه، نظراً إلى المحاججة المحتملة لصالح قابلية العقوبات الأميركية للتطبيق على التعديل المقترح، قد يكون من المفيد طلب توجيه من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية حول مقاربته المحتملة للمسألة. فضلاً عن ذلك، في حال قرّر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أن تصويت المغتربين في الخارج يشكّل على الأرجح انتهاكاً لقانون العقوبات الأميركي، يُنصَح بالسعي للحصول على إعفاء من أشكال الحظر التي تفرضها العقوبات - أو ترخيص - يجيز للأفراد المشاركة في برنامج التصويت خارج البلاد. يمكن طلب التوجيه، وبصفة بديلة، طلب ترخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بصورة متزامنة، وهذه فرصة لإطلاع المسؤولين في المكتب على المنافع التي تحقّقها الولايات المتحدة في السياسة جرّاء إقرار مثل هذا التعديل في قانون الانتخابات اللبناني.

كما ورد آنفاً، إن الهدف من برامج العقوبات الأميركية هو تعزيز مصالح السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة، والمبادئ عينها هي التي تحدد سياسة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في منح التراخيص. ينسّق مكتب مراقبة العقوبات الأجنبية عن كثب مع وزارة الخارجية ووكالات حكومية أخرى في اتخاذ قرارات الترخيص. نتيجة لذلك، من المهم أن يفهم المسؤولون في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية ووزارة الخارجية الأميركية على السواء المنافع التي يحقّقها اقتراح منح المغتربين حق التصويت في الخارج، لحلفاء الولايات المتحدة في لبنان، وما يترتّب عن ذلك من منافع للسياسة الخارجية الأميركية وأهدافها في الشرق الأوسط.

للوهلة الأولى، قد يُظهر المسؤولون تردّداً في دعم أو إصدار توجيه أو ترخيص يمكن أن يقود إلى تحقيق منفعة انتخابية لـ"حزب الله". لذلك من الضروري إطلاعهم على الديناميات داخل الاغتراب اللبناني، ولا سيما في الولايات المتحدة، والتي ستؤدّي على الأرجح إلى خسارة "حزب الله"، وليس فوزه، في صناديق الاقتراع في حال إقرار اقتراح منح المغتربين حق التصويت في الخارج. وفي هذا الإطار، من المهم تسليط الضوء على المنطق الذي يقف خلف معارضة "حزب الله" للتعديل المقترح. فضلاً عن ذلك، من المفيد التشديد على أن الولايات المتحدة أجازت من قبل برامج تتيح للمغتربين من بلدان أخرى التصويت في الخارج، على الرغم من مشاركة مجموعات ومرشّحين مثيرين للجدل في تلك الانتخابات.

هوامش

1. الأمر التنفيذي رقم 12947، "حظر المعاملات مع الإرهابيين الذين يهدّدون بتعطيل عملية السلام في الشرق الأوسط"، 60 التنظيم الفيديرالي 5079 (23 كانون الثاني 1995) [المشار إليه أدناه بالأمر التنفيذي 12947].

2. الأمر التنفيذي رقم 13224، "تجميد الأملاك وحظر المعاملات مع الذين يرتكبون أعمالاً إرهابية أو يهدّدون بارتكابها أو يدعمون الإرهاب"، 66 التنظيم الفيديرالي 49079 (23 أيلول 2001) (المشار إليه أدناه بالأمر التنفيذي 13224].

3. الأمر التنفيذي 12947، الفقرة 1 (ب)؛ الأمر التنفيذي 13224، الفقرة 2 (أ).

4. 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.201(أ)؛ 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 595.201(أ).

5. 18 القانون الأميركي 2339ب.

6. 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.309؛ 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.310.

7. 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.312؛ 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.313.

8. 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.315؛ 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 595.315.

9. هذا يشمل العملة أو الأدوات النقدية أو الأوراق المالية، والخدمات المالية، والسكن، والتدريب، واستشارة الخبراء أو المساعدة المستمدة من المعارف العلمية أو التقنية أو معارف متخصّصة أخرى، والملاجئ، والمستندات أو بطاقات الهوية المزوّرة، ومعدّات الاتصال، والمنشآت، والأسلحة، والمواد الفتّاكة، والمتفجّرات، والأشخاص والنقل. 18 القانون الأميركي 2339أ.

10. 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.309؛ 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 595.309. تجدر الإشارة إلى أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أورد في التقرير السنوي التاسع عشر الذي رفعه إلى الكونغرس العام 2010 حول أصول البلدان الإرهابية ومصمّمي برنامج الإرهاب الدولي في الولايات المتحدة، أنه جمّد أصولاً لـ"حزب الله" تفوق قيمتها 756000 دولار اعتباراً من العام 2010.

11. 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.202؛ 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 595.202.

12. 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 594.701؛ 31 قانون التنظيمات الفيديرالية 595.701.

 

هاتوا الكهرباء وخذوا حواركم "الوطني"

عبد الوهاب بدرخان/النهار

لم تجد "هيئة الحوار الوطني" صيغة اخرى غير "التمني" على الحكومة ان تضع الآليات المناسبة لتنفيذ قرارات سابقة توصل اليها الحوار (السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ترسيم الحدود مع سوريا)، بل ايضا "التمني" على هذه الحكومة تنفيذ قرارات "وثيقة الوفاق الوطني" في الطائف العائدة للعام 1989... وهكذا بدت هيئة الحوار كأنها لا علم لها بأن طرقاً تقطع كل يوم في مختلف انحاء البلاد احتجاجاً على الانقطاع المديد للكهرباء. أي أن الناس في واد و"الحوار" في واد آخر. والكهرباء مسؤولية حكومة دخل اعضاؤها في خلافات مريرة حول البواخر وتحويلها، ولم يعد احد يعرف ما الذي حصل في نهاية المطاف. هدأت الخلافات، وربما حلت، لكن مشكلة الكهرباء تفاقمت.

ثمة اجماع على انها حكومة محدودة القدرة، ان لم تكن فاشلة، وليس هناك توافق على تغييرها. أي أنها موجودة لزوم الديكور، ولأن "الاستقرار" معها يبقى احتمالاً ممكناً، حتى لو كان نسبيا ومخترقاً ومحفوفاً بكل انواع التوتر والمخاطر. لكنها موجودة أصلاً باعتبارها حكومة جاء بها "السلاح" غير الشرعي، فهي صيغة الحد الادنى الذي يرتضيه ذاك "السلاح" تعبيراً عن سيطرته على الحكم. وأي بحث في حكومة اخرى سيضطر "حزب الله"، صاحب السلاح، للقفز الى الحكم المباشر، متخلياً عن تحريك الخيوط من وراء المسرح. فهو يريد الدولة متكيفة معه ومع سلاحه، ولا يعترف بها كـ"دولة" الا عندما تحصل مشكلة في حي آل المقداد.

من هذا المنطلق يريد "حزب الله" مقاربة مسألة الاستراتيجية الدفاعية: قرار الحرب والسلم عنده، والمشاغبات المسلحة حتى في مناطقه لـ"الدولة". فتحت مسمى "المقاومة" نشأت حالات تفلّت من القانون مستندة الى العصبية التي ضخمها "السلاح" وحماها وليس متوقعاً ان يتيح لـ"الدولة" اخضاعها للقانون. كان ولا يزال مطلوباً من "حزب الله" ان يعطي هو نفسه المثال في ابقاء "المقاومة" مقدسة ومعنية بالعدو الاسرائيلي، وليس بـ"تكبير راس" هذا وذاك من الانصار والحلفاء، أو بتحصين تطاول هذا وذاك على الدولة. لا احد يجهل ان المقاومة كانت تحظى باجماع لبناني وعربي، ولم يهتم "حزب الله"، بانهيار هذا الاجماع، خصوصاً الداخلي، وبأن الأمر يتعلق بممارساته لا بالموقف من العدو. يذكر الحزب انه محمولاً على الراحات ومزروعاً في القلوب، ثم اصبح مثيراُ للهواجس والشكوك اذ استأسد وراح يخضع "الوفاق الوطني" لمعادلة القوة، وهو الطرف الوحيد المسلح، كما راح يخضع استقرار لبنان للاجندات الخارجية، وهو الحليف الوحيد للنظامين الايراني والسوري راعيي تسليحه.

في "حوار" الاثنين في بعبدا انبرى احد حلفاء الحزب للدفاع عنه قائلا انه لم يلجأ الى السلاح في الداخل "الا مرة واحدة" في 7 ايار 2008. نسي هذا الحليف ان هذه المرة الواحدة ابقت مسلحي حزبه في الشارع ومسلحين كثراً غيرهم، وان هذه المرة الواحدة ابقت "سلاح المقاومة" مشهراً في وجه جميع اللبنانيين، وانها هي التي جاءت بهذه الحكومة. الخطيئة الوطنية لا تغتفر الا بزوال آثارها، فهي التي أعادت السلاح الى كل مكان.

 

لماذا تصاعدت رغبة 14 آذار في رؤية حكومة ميقاتي تسقط؟

ابراهيم بيرم /النهار

  لا تخفي مصادر قيادية في "حزب الله" وحركة "امل" علمها برغبة حقيقية وربما جارفة استبدت في الأشهر القليلة الماضية بفريق 14 آذار وبالتحديد بتيار "المستقبل" في رؤية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تتهاوى وبالتالي تنطوي صفحة تجربة حكومية اولى تخلو من تمثيل لهذا الفريق، بطريقة درامية.

هذا الاستنتاج لا يعني في نظر هذه المصادر ان هذه الرغبة مستجدة او وليدة الأسابيع القليلة الماضية، ولكن الثابت لدى هذه المصادر ان مفاعيل هذه الرغبة بدأت تفصح عن نفسها في الآونة الاخيرة اكثر من اي وقت مضى لاعتبارات عدة ابرزها:

- إن فريق 14 آذار يعتقد جازماً أن "ثمرة" هذه الحكومة قد اينعت وبالتالي حان وقت اسقاطها تحت وطأة واقع سياسي امني مر ومزرٍ وتحت ثقل اخفاقات متتالية، وفي ظل نهوض حركة اعتراض واسعة في وجه هذه الحكومة شملت مناطق تعد اصلاً معاقل لقوى الاكثرية.

- إن قوى المعارضة كانت تتربص حتماً بالحكومة منذ انطلاقتها الأولى، ولكنها كانت مضطرة الى ان تعطيها فترة سماح بانتظار ان تتراكم اخطاؤها وخطاياها اعتماداً منها على نظرية ان هذه الحكومة حملت في طياتها بذور تناقضاتها وانفجارها منذ لحظة تشكيلها كونها حكومة مكونات متناقضة في النشأة والمنبت والاهداف.

ومما لا ريب فيه ان قوى المعارضة أتقنت الى اقصى الحدود لعبة اقتناص هذه الاخطاء والنفخ فيها بغية تضخيمها.

وكان لا بد لقوى المعارضة من أن ترفع في الآونة الأخيرة اكثر من اي فترة مضت وتيرة المطالبة بترجل الحكومة عن حصانها لتحل محلها حكومة اخرى لأن هذا الفريق أيقن ان الحكومة الميقاتية اكتسبت "شرعية" اقليمية ودولية كان هذا الفريق يعتقد بداية أنها تفتقر اليها لا سيما اثر ردة الفعل التي قوبلت فيها لحظة ولادتها ومحاصرتها بشبهة انها حكومة "حزب الله"، وازدادت المكانة الاقليمية والدولية لهذه الحكومة اثر اندلاع الاحداث في الساحة السورية واثر بروز افصاح "خصوم" النظام في دمشق عن رغبتهم في ابقاء الساحة اللبنانية تحت مظلة الاستقرار اعتقاداً منها ان انفجار هذه الساحة يشكل حبل السرّة للنظام السوري الذي يمكن ان يتغذّى منه ويتنفس عبره.

ولاحقاً أيقن فريق 14 آذار اكثر ان المطلوب اقليمياً ودولياً لم يعد بقاء الحكومة فحسب بل صار العمل جارياً لحمايتها ودرء اي مخاطر عنها تفضي الى سقوطها، وقد اتضح له ذلك من خلال "مباركة" الدعوة التي وجّهت لعقد طاولة الحوار الوطني في قصر بعبدا، اذ تكوّن لدى المعارضة سريعاً من خلال رسالة العاهل السعودي الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان طاولة الحوار لها هدف مضمر هو حماية الحكومة ورفدها بأسباب الصمود والاسناد.

وعليه، وبعد ان تيقن فريق المعارضة انه لم يعد في وضع يسمح له بالامتناع عن الجلوس الى طاولة الحوار الوطني في قصر بعبدا، لجأ الى اجتراح فكرة من شأنها ان تصيب عصفورين بحجر واحد، اذ طرح مقولة ان طاولة الحوار التي ستنصب مجدداً في قصر الرئاسة هي مدخل الى حكومة جديدة حيادية للاشراف على الانتخابات النيابية المقبلة.

لذا، فان الفائدة الاولى لهذا الفريق من خلال رفع لواء هذا الطرح تكون بعدم تغييب شعار اسقاط الحكومة وابدالها بحكومة حيادية تنال ثقة الجميع وفق ما ورد في الوثيقة التي اعدها هذا الفريق قبل فترة قصيرة وسماها "المبادرة الانقاذية"، والفائدة الثانية ان الحوار ليس نهاية المطاف او المحطة التي تؤدي عادة الى اطفاء الاهداف وتبديد الهجمات، بل ان هذا الحوار سيكون باب العبور الى مرحلة ما بعد حكومة ميقاتي التي صارت في حكم الساقطة ووجودها حالياً هو لتصريف الاعمال فحسب، وهو كلام موجه بطبيعة الحال الى جمهور هذا الفريق الذي احبط لكثرة اخفاق فريقه في تحقيق ما رفعه من شعارات واهداف منذ ان صار خارج جنة الحكم، لا سيما وان كلمة السر التي حرص دوما رموز هذا الفريق على اشاعتها في دواخل جمهوره ان حكومة ميقاتي لم تنوجد لتحكم طويلاً وانها حتماً قصيرة العمر.

وسعي فريق 14 آذار لاسقاط الحكومة لم يقتصر فقط على مسألة الضغط السياسي والاعلامي بغية تحقيق هذا الهدف الأسمى، بل ان دوائر القرار في الاكثرية رصدت منذ زمن بعيد اكثر من محاولة بذلها هذا الفريق لبلوغ ذلك الطموح عبر فرط عقد الحكومة من الداخل و"اغواء" بعض مكوناتها.

أولى هذه المحاولات والتي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري اول المطلعين على خيوطها السرية، وأول المبادرين الى الكشف عن مستورها تمثلت بسعي الرئيس فؤاد السنيورة لاقناع الرئيس ميقاتي بفكرة المبادرة الى الاستقالة من الحكومة الحالية لفرطها، على وعد أن يكون ميقاتي رئيساً لحكومة تكنوقراط محايدة تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة، على أن يكون هو (أي ميقاتي) رئيس أول حكومة بعد الانتخابات خلافاً لتجربته في صيف عام 2005.

اللافت ان ميقاتي أخذ وقته للتفكير بالعرض المذكور قبل أن يصرف النظر عنه، خصوصاً انه في حينه كانت الأنباء الواردة من سوريا تشير الى ان وضع نظام الرئيس بشار الأسد ضعيف وانه قد لا يصمد أمام الهجمة الشرسة ضده.

أما ثانية هذه المحاولات فكانت عبارة عن تلميحات ووعود مضمرة وصلت عبر قنوات عدة الى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط فحواها ان الثمن الأكبر لاعادة فتح الابواب الموصدة امامه في السعودية وسواها هو في الخروج من الحكومة وتركها تتهاوى وتسقط وحدها، لكن هذا العرض لم يثر حماسة جنبلاط رغم اعلانه "الحرب" على النظام في سوريا، لاسباب وحسابات دقيقة متعددة تتصل بتعقيدات الوضع اللبناني وعلاقته بأطراف في الأكثرية. وقد شاء جنبلاط أخيراً  الاستخفاف علناً بدعوة فريق 14 آذار لاستبدال الحكومة الحالية. وثالثة المحاولات برزت في الايام القليلة الفائتة، وكان لها أكثر من خط، واحد باتجاه الرئاسة الاولى حيث طرح معها اثارة موضوع ابدال الحكومة على طاولة الحوار، وخط آخر في اتجاه قوى في داخل الأكثرية، وقد انطوت المحاولة على عرض تعدى حكومة التكنوقراط الحيادية لتسوق فكرة حكومة انقاذ وطني يعاد فيها الى صيغة حكومات الوحدة الوطنية، حيث يشارك فيها الجميع بمن فيهم قوى 14 آذار. واللافت ان حاملي هذا العرض ضمّنوه تفاصيل تتصل بالتركيبة الحكومية المقبلة وبتوزيع الحصص في داخلها.

في كل الاحوال بدا واضحاً ان فريق 14 آذار يعرف ان الاسباب التي دفعت الفريق الآخر لابعاده عن الحكم ما زالت حاضرة تمنع نعي التجربة الحكومية الحالية وتستدعي بالتالي حماسة فريق الأكثرية لحقن هذه التجربة بجرعة تنشيط وتفعيل بين فينة وأخرى.

 

حصان طروادة..

 علي نون/المستقبل

يملك اللبنانيون ترف التمتّع بالاستماع إلى آراء النائب ميشال عون. ويضيفون ذلك إلى جملة الهوايات الاستثنائية التي يمارسها جزء كبير منهم. وفي مقدّمها الضجر من كثرة المُتع ومطارح اللهو ومساحات الضوء وقلّة الهموم! وما يولّده ذلك من انتشار للكسل البدني والفكري، وانكماش لسعة الأفق التي كانت سابقاً ولاّدة أحلام وأسفار أوصلتهم إلى آخر الأرض!

لا هموم تذكر ويُعتدّ بها! ولا مشاكل منظورة ومحترمة ومقتدرة تستدعي جهداً إضافياً لمواجهتها. ولا متطلبات خارج السياق الطبيعي المألوف.. ولا شيء في الإجمال يستدعي إبقاء حالة الطوارئ الشخصية قائمة على مدار الساعة، كما أنّ المناخ العام السياسي والأمني لا يشبه في شيء الكرنتينا الفلتانة، كما يلغو البعض ويدّعي!

وعليه، فإنّ طلاّت مسيو عون الأسبوعية تبدو، كما قال محمد العبدالله مرّة مثل "كأس الجلاّب في حرّ آب". منعشة وفوّارة وقاتلة للظمأ والنشفان والقحط والملح العالق في الزلعوم. وفوق ذلك، فهي تملأ فراغاً مديداً في صحراء السياسة اللبنانية. وترفدها بأسباب الرقي ودواعي الترقّي، والإيغال في العربشة نحو مكارم الأخلاق وصولاً إلى طحبشة جمهورية افلاطون الخالدة واستبدالها بمدَد من فتوحاته لا ينضب!

المشكلة الوحيدة التي تواجه تلك الفرادة خصوصاً (والفرادة في الإجمال) هي أنها ليست للعوام والكثرة وإنّما للخواص والنخبة. ولذلك يجهد كبير إصلاحيي زماننا في الحكي والإعراب والشرح والتعليل والتفسير، ومع ذلك لا جدوى تُذكر أو تُقطف أو تُحصد!

لم يفهم عليه اللبنانيون منذ طلاّته الأولى من شرفة "قصر الشعب": أراد تحريرهم من الاحتلال السوري فإذ به يتمدّد إلى ما تبقى من أرض مستقلة! وأراد توحيد الجمهورية فإذ بها تتشظى مئة قطعة وقطعة. وأراد مواجهة العالم بأسلحة صدام حسين فإذ به يحطّ في أقرب سفارة أجنبية ومنها إلى المنفى الكئيب. ثم أراد أن يعيد اكتشاف فتوّته المقاوِمة والممانِعة فإذ به يتلطّى بالسلاح غير الشرعي على حساب السلاح الشرعي. ويفترض أنّ السيادة تعني الذهاب إلى دمشق وطهران وفق مبدأ المعاملة بالمثل! وأنّ الحرية تعني تسفيه وشتم كل آخر وكل رأي آخر! وأنّ الاستقلال يعني بلع اللسان والتطنيش عن كل ظواهر المسّ بذلك الاستقلال حتى لو كان سلاح أحمد جبريل!. ثم بعد ذلك، اكتشف أنّ قصّة الفساد تبيع في السوق، فكتب واحدة على قياسه فإذ بكل صفحة فيها تستدعي مئة سؤال وسؤال من نوع "من أين لك هذا؟". واعتقد أنّ الإصلاح شعار طنّان في بلد فلتان فاعتنقه ورفعه كالرمح فإذ بالمصائب تتوالى على الناس كما لم يحصل حتى في مجاهل بعيدة، وحتى في أسوأ أيام الحرب: دبّت العتمة وسادت، وذهبت المياه إلى البحر وأصاب الظمأ الناس والأرض كما لم يحصل حتى في حقول الملح.. ثم رأى أنّ التغيير مفتاح ذهبي فحمله وعلّقه في رقبته أيقونة لمّاعة، فإذ بالتغيير الذي يريده هو "أنا أو لا أحد" وجبران واحد لا جبرانان! فريد عصره مسيو عون. تذكّر أخيراً من زحلة في حمأة اصطفافه "الأقلوي" أنّ "محمد الفاتح" كان على أبواب القسطنطينية فيما أهلها يتجادلون في جنس الملائكة.. ناسياً قبل ذلك، أنّ طروادة كُسِرَت من داخلها، وأنّ حصانها كان قمّة فرادة ذلك العصر.. حصان طروادة!

 

العاصمة تستفيق على آثار "غزوة بيروت الثانية" أما آن لليل "الدواليب" أن ينجلي؟

عمر حرقوص/المستقبل

"ليل السواد الطويل"، هكذا سمّى سكان عدد من أحياء بيروت ليلة الدواليب التي أعادتهم بالذاكرة إلى زمن الحرب الأهلية. يقفون على شرفاتهم ويحكون عن الخوف خلال ساعات كان فيها للشبان السيطرة الكاملة على الأحياء والشوارع في العاصمة. لا شيء يساوي ساعة رعب عاشتها عائلات بكاملها خوفاً من المشهد الأسود. صراخ وشتائم وقطع للطرق وأسلحة أطلق منها الرصاص، وإطارات تتنقل فوق دراجات نارية لتشتعل فيها النيران، كأنما الأمر خطة مدروسة أو كأنه أمر عادي تدرب عليه الشبان لينفذوه ويعيدوا انسحابهم التكتيكي عند ساعات الفجر. ليلة غزوة بيروت أو ليلة الهجوم على قناة "الجديد"، سوداء ومرعبة معجونة برائحة الإطارات المشتعلة.

فجأة ظهر العشرات بكامل عتادهم في شوارع العاصمة في عملية منظمة كان لكل واحد من أعضائها عمله، والهم الأول كان لدى قطاع الطرق هو التخويف وبث الرعب في قلوب الناس.

لا يصدق أبو علي أن كل ما فعله منذ ساعات صباح الأمس هو فقط تنظيف المواد الغذائية والمعلبات التي يبيعها والتي تمتلئ بسواد سخام الإطارات المطاطية التي أشعلت على باب محل السمانة الذي يملكه في منطقة زقاق البلاط. فالإطارات أشعلت بالقرب من "دكانه" الصغير ليل أمس في غزوة تحرير قناة "الجديد".

ينظر أبو علي إلى سقف دكانه كأنه يتحدث إلى المصباح، ويعود فيخفض رأسه. لا يحب الكلام كثيراً فهو اكتفى مما رأى، ولكنه يبدي طوال الوقت استياءه من مرور السيارات التي تحرك معها الهواء فيتحرك السخام من بقايا الإطارات ويدخل إلى عيني الرجل وثيابه وتنفسه، هو ابن الخامسة والستين عاماً. يروي قصة الخوف والاتصالات المتواصلة بينه وبين أولاده للاطمئنان عليه وعلى والدتهم خلال "الحرب" على الناس في الشوارع. يشير إلى أن بعض الشبان كانوا يتلقون أوامرهم عبر أجهزة اتصال لاسلكي، وآخرين كانوا يديرون العملية بشكل يظهر أن المكان تحوّل إلى منطقة عسكرية وخصوصاً مع ظهور أسلحة بيد بعض العناصر.

في زقاق البلاط لم ينم الأهالي طوال الليل من كثرة التحركات التي قام بها شبان من الحي بعد الإعلان عن الهجوم على التلفزيون، تجمعوا في الزوايا وبدأوا الاتصال ببعضهم البعض. انقسم العمل بين من يقوم بإحضار الإطارات ومن يقوم بتبليغ الغائبين للحضور سريعاً من أجل قطع الطرق في المنطقة وفي محيطها. حالة من الخوف عاشتها سيدة كبيرة في العمر فضلت عدم ذكر اسمها، والرعب أتى لأن اثنين من أحفادها بقوا تلك الليلة في منزلها فخافت أن يعرف "الغاضبون" بوجودهم فيتعرضون لهما أو يهاجمون منزلها.

لم ينم الأهالي من الحر الذي لا يطاق ومن الخوف ومن الرعب ومن تطور الأمور إلى ما لا يمكن تحمله من جديد أي الإشكالات اليومية التي تشبه الحرب، لم يناموا أيضاً من رائحة "المشاوي" المطاطية، ومن الصراخ الذي أطلقه الشبان هناك حتى بعد إطفاء الحرائق، فبقي الجميع ساهراً حتى طلوع الفجر حيث انسحب الشبان إلى بيوتهم وأماكنهم الخاصة، وانتقل المواطنون الساهرون بقدرة الضجيج إلى التحضير ليومهم الطويل.

في منطقة الضناوي لم يختلف الأمر كثيراً، لكن هناك زاد في الأمر أصوات الشتائم التي أطلقها عدد من "المنتفضين" على عدوهم "الجديد"، فدخلت أصواتهم غرف النوم وأيقظت الصغار والكبار، وذكّرتهم بما حدث في غزوة السابع من أيار عام 2008 لاحتلال بيروت. يعود انتظار طلوع الفجر علّ المشهد يكتمل ويعرف الناس إلى أي مكان يهربون إليه هذه المرة.

تتجه أم سعيد إلى بيتها بعدما اشترت بعضاً من الخضار تحضيراً لعشاء عائلي يتضمن سيرة ليلة الرعب السابقة. تسقطت الأخبار من الجار "الخضرجي"، واستمعت اليه يتحدث عن كمية الغبار الأسود الذي غزا بيته القريب ودخل فراشه، وكذلك عن اضطراره لتنظيف الخضار حتى يتمكن من بيعهم، وكمية الإطارات المشتعلة التي أزالها عن باب دكانه، يهز برأسه محاولاً نسيان ما حصل.

يقول إن حركة السير جيدة وتشبه الأيام العادية ولكن المؤسسات التجارية القريبة منه خالية من الزبائن، فهذا النهار المتشابه مع غيره بازدحام السير يذكره بأيام الحرب الأهلية حين كان يفتح معبر بشارة الخوري السوديكو حيث تسير صفوف السيارات الطويلة بشكل متراصف ولكن لا أحد من المؤسسات يبيع أو يشتري، فالكل مستعجل للذهاب إلى بيته.

في منطقة الخندق الغميق يحاول عاملان من شركة "سوكلين" إزالة رواسب الحرائق الليلية من الشارع، وجمعها في المستوعبات التي أُحرقت وسُدَّت بها الطرق المؤدية إلى المنطقة من جهة "الرينغ". سكان المنطقة يعرفون بعضهم وهم يفضلون الصمت على ليلهم السيئ الذي مرّ كأنهم في حريق يسكن بيوتهم ولا يتوقف. سمعوا أصوات الصراخ وشاهدوا أصحاب الدراجات النارية الصغيرة يتنقلون طوال الليل بين الزواريب، يطلقون الصيحات والشتائم، ويحرقون الإطارات في مشهد استمر إلى ما بعد الواحدة ليلاً.

رائحة الحريق تطغى على كل شيء لكثرة الإطارات التي أشعلت، رسمت فوق اسفلت الطريق دوائر وحفرت "جوراً" تتحضر لتصير مع الوقت حفراً كبيرة ومصيدة للسيارات التي تمر من هناك. أحد الشبان الصغار ويعمل "ديليفري" لتوزيع النرجيلة على الناس في بيوتهم، قال إن ليلته كانت عملاً شاقاً فهو أوصل الطلبيات لعدد كبير من زبائن محله في "محاور القتال" التي اشتعلت بالإطارات، بقي حتى ساعات الصباح يلملم عدة العمل من الشوارع، ويبتسم لرزقته الكبيرة التي حققها متمنياً دوام الأمور وزيادة الحال حتى يصير الشغل أكبر.

في منطقة صيدلية "بسترس" وقبل الوصول إلى مبنى وزارة الداخلية تطل لوحة عملية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية على الدوائر السوداء فوق الاسفلت، هنا أحرق إطار وهناك اثنان وهنالك خمسة وغيرها... بقع جديدة لم تكن موجودة سابقاً كان الانتشار يشبه خطة أمنية؟ مفاصل رئيسية تمت تجربة احتلالها كأن الأمر استعادة لسيناريو قديم. أحد المقاهي هرب زبائنه ليلة محاولة "تحرير" التلفزيون، فهم شاهدوا العشرات من راكبي الدراجات النارية الصغيرة يحملون إطاراتهم ويتبعون بعضهم للوصول إلى المفترق الذي يؤدي أيضاً إلى منطقة فردان ومداخل الحمرا، يرمون المادة المشتعلة ويضعون الإطار فوقها، يضحكون ويشتمون وبعضهم يحمل أسلحة فردية يطلقون النار من وقت لآخر، زبائن المقاهي الذين كانوا يتسامرون عن مباريات كأس أوروبا ويتحضرون لجولة جديدة من الحكي لفتهم ضخامة القادمين لقطع الطرق، فهربوا لا يلوون على شيء كأنهم أسرع من الراكضين وراء كرة قدم في ملعب كبير.

جسر "الرينغ" استعاد من جديد صورته الأخيرة من "ألبوم" صور السابع من أيار، قطع حجارة من جهة الخندق الغميق وإشعال إطارات، كأنه كان نائماً واستيقظ متفاجئاً على الضجيج الذي أصدره الشبان القادمون بكل ما يحملونه من صراخ وشتائم بوجه العابرين الذين منعوا من العودة إلى منازلهم.

في رأس النبع يروي فؤاد ما عاشه طفلاه من رعب وخوف، كان يحاول إسكاتهم ولكن الصراخ والشتائم الآتية من الشارع وخصوصاً حين الاعتداء على مصور تلفزيون لبنان دعياه إلى إطفاء الإضاءة وإسكات طفليه لكي لا ينتبه له أصحاب "الشارع".

حركة السير في شوارع بيروت كانت عادية أمس، ولكن حركة البيع والشراء كانت خفيفة، كلما التقى جاران في المناطق "المحروقة" كان ثالثهما إطار ما أو شتيمة سمعوها خلال ليلهم الطويل، نظّفت الشوارع من السخام، ولكن غباره ما زال متطايراً بين البيوت وغرف النوم وأنوف الأطفال الذين نقل عدد منهم إلى المستشفيات بحالات ربو وأمراض جهاز التنفس.

بيروت بالأمس كانت تعيش على أمل أن يصبح لدى اللبنانيين حكومة قادرة على الضرب بيد من حديد في مواجهة السلاح غير الشرعي الذي يحمي الفلتان. كانت تنتظر، رئيس الحكومة أن ينزل إلى الشارع ويدعو حلفاءه للانسحاب، ولكنه بدلاً من ذلك كان مثل بقية اللبنانيين يحضر الإثارة التي يعيشونها عبر التلفزيون، ويصمت عن القمصان السود وإطاراتها وشتائمها واللعنات التي انصبت من الأكثرية الصامتة على هذا الزمن.

 

حوار على فوهة.. السلاح

كارلا خطار/المستقبل

"شاغرة" هي وظيفة السلاح غير الشرعي وعقيمة هي وظيفة طاولة الحوار. فالأخيرة تعقد جلساتها القصيرة المتباعدة في مواعيدها على وقع فلتان السلاح غير الشرعي، وكأن ذلك السلاح يتحكم بها وبمقرراتها وبمقدرات البلد. سلاح مسلّط على الإعلام والإعلاميين والآراء الحرّة، تقابله طاولة يدور حولها كلام وتعليقات من دون أن يلامس المجتمعون فيها المعضلة الأساسية، وهي السلاح غير الشرعي خارج إطار الدولة اللبنانية، أطراف الأحاديث.

الجميع شاهد بأم العين نتيجة السلاح غير الشرعي. الصيف في لبنان ليس مؤاتيا للسياحة والتمتع بصفاء الطقس الحار.. إنما الصيف في لبنان مؤاتٍ هذا العام لأجواء السلاح ولنيران الدواليب المشتعلة ولانتشار قطّاع الطرق.. جوّ مسلّح تؤججه رصاصات طائشة ودواليب ومواد سريعة الإشتعال وآذان صماء وحوار "طرشان".

باختصار، كلام النهار يمحوه الليل والفوضى تعمّ كل لبنان كرمى لعيون السلاح والمسلّحين. فالحوار الذي يدور في النهار يقابله حوار إرهابي في الليل. في الليل يقنّعون وجوههم كالأشباح المتنقلة سرّا وفي النهار يكشفون عنها ويجاهرون بسلاحهم.. وحدها التحقيقات الموضوعية، غير الخاضعة لأي ضغوط سياسية ومسلّحة مع "البطل" في الأيام المقبلة كفيلة بإثبات نظرية الليل والنهار.

إنها جلسة حوار من نوع "جديد"، لم يكد يجفّ حبر مقرراتها حتى تثبّت "المفهوم الخاص للسلاح" الخارج عن الشرعية. إنه تأثير اقتناء السلاح في الداخل ضدّ الداخل نفسه بتصرّف الخارجين عن الشرعية.. أم ربما هو تأثير طاولة الحوار المصادَرة من بعض المسلّحين على المناخ العام في لبنان؟! هذا ولم يناقش المتحاورون الإستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله".. فماذا إذا ناقشوه وكيف سيردّ حينها سلاح الداخل على الداخل والخارج؟

رأى مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبة قاطيشا أن "وظيفة طاولة الحوار تؤكد مرة جديدة نظرية حزب "القوات"، فلولا المناخ العام الذي يبثّه السلاح لما تجرأ أحد على إشعال الدواليب، فالمناخ الذي خلقه السلاح يزرع الفوضى في لبنان". ولفت الى أن "الدولة غائبة، ليس فقط في الضاحية إنما "وين ما كان "بسبب المناخ العام الذي خلقه السلاح في عكار والجنوب والبقاع وجبل لبنان".

ويصف قاطيشا طاولة الحوار بـ"العقيمة"، مؤكدا أنها "لن تخلص الى نتيجة لأن الفريق الآخر الذي يحمل السلاح ليس مستعدا أبدا لمناقشة سلاحه وهذا يؤكد نظرية القوات. فبعد 12 ساعة تقريبا من الحوار في الجلستين الأولى والثانية، لم يتطرق المتحاورون بعد الى الموضوع الأساسي وهو سلاح حزب الله، لذا تراهم يربحون الوقت لتغطية فشل الحكومة وليستفيد حزب الله من الوقت لمعرفة ما سيحصل إقليميا".

ويشدد قاطيشا على أن "الحوار عقيم، ويوم يقررون الدخول مباشرة في موضوع السلاح ستفرط طاولة الحوار". ويتابع "قوى 14 آذار لن تقتنع بالضمانات، فإما أن يخضع السلاح للدولة وإلا فالسلاح غير الشرعي نفسه هو من يمنع قيام الدولة وقيام المؤسسات ويفقّر اللبنانيين اقتصاديا وسياحيا ويربكهم ويزيد من أعباء الديون.. لن نتخلى عن هذا المطلب، نحن في حزب القوات اللبنانية مستحيل أن نتقبل هذا السلاح الخارج عن الشرعية". ويضيف "نظريتنا هي الأصحّ، وستتفاجأ قوى 14 آذار بأول طرح في قصة السلاح".

أما إشعال الدواليب أمام قناة "الجديد" فيضعه قاطيشا في إطار الهجوم على مؤسسة إعلامية ويقول "لم يكن ليحدث ذلك لولا المناخ الفوضوي الذي يشيعه السلاح في لبنان، فالفوضى المنتشرة من سرقة سيارات وتكاثر معامل المخدرات واختطاف الناس وطلب فدية وإشعال الدواليب على طريق المطار وغيرها.. كلها أشاعها السلاح وحماة السلاح غير الشرعي فكيف بالحريّ الهجوم على مؤسسة إعلامية لإحراقها"؟. ويؤكد قاطيشا أن "من أقدم على إحراق الدواليب أمام قناة الجديد محميّ من السلاح غير الشرعي، أما الإدانة من قبل المسؤولين فلا تكفي، لأن المسؤول عليه أن يحاسب وأن يقطع أيدي من يحرق وينشر الفوضى ويدخله السجن.. أما في الواقع اللبناني فالإستنكار يستتبعه عمل فوضوي آخر في اليوم التالي"، كما أن الإستنكار وحده هو تخلّ عن المسؤولية ونأي بالنفس عن الأحداث التي تجري في لبنان".

من جهته، يشير عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري الى أن "ما جرى في يوم واحد يؤكد أن جلسة الحوار في وادٍ ومنطق الدويلة وحزب الله في وادٍ آخر، فحزب الله حين يرفض أن يبحث موضوع سلاحه مجرد البحث، إنما يؤكد أن منطق الدويلة هو المنطق الطاغي والسائد. أما حين نتحدث عن منطق الدويلة، فهذا لا يعني مجرد سلاح كلاشينكوف وقاذفات أر.بي.جي هنا أو هناك، بل أيضا يعني مصادرة المطار وطريق المطار والمرافق والوزارات والمؤسسات الرسمية، بما فيها محاولة مصادرة الرأي الآخر، لذلك هذا هو منطق الدويلة والإستقواء على الدولة، نرى أوجها متعددة منه وما رأيناه بالأمس سواء من خلال الإعتداء على قناة "الجديد" أو قطع الشوارع بعد ذلك يؤكد هذا التوجه".

وبما أن رئيس الجمهورية الذي يدير طاولة الحوار، رأى ما حدث أمام قناة "الجديد" كما كل المواطنين اللبنانيين، اليس من المفترض أن يكون له موقف من السلاح غير الشرعي؟ يردّ حوري قائلا "صحيح.. صحيح، ونحن بانتظار الجلسة المقبلة التي سيقدم فيها عرضا للاستراتيجية الدفاعية تشمل أيضا موضوع السلاح، حسبما وعدنا". ويضيف "أعتقد أن حزب الله بشكل أو بآخر عليه أن يقتنع بأن سلاحه أصبح مصدرا سلبيا بالنسبة إليه وبالنسبة الى حلفائه الذين يحملون معه هذا السلاح".

سوريا

 

الأسد يقصف كنائس حمص

أعلن الراهب اليسوعي باولو داليليو أن "الكنائس في حمص دُمِّرت بفعل قصف النظام السوري."  وقال داليليو، مؤسس جمعية "مار موسى" الذي أبعده نظام الأسد، "هناك سوريون شرفاء يخسرون كل ما لديهم، ويطالبون بالحرية والمساواة بين الناس ويقتلون بالقصف."،  وأضاف في مقابلة مع تلفزيون "المستقبل" أن ""السوريين الذين يطالبون بالسلم هم المستهدفون من النظام السوري".

  فهل تعي بكركي ومعها التيار العوني حقيقة أن نظام الأسد يستهدف تحديداً المسيحيين في حمص وفي الساحل السوري لأنهم حجر عثرة على طريق إقامة دويلته العلوية؟

 

إنشقاق درزي عن سلاح الجو الأسدي

أعلن المقدم الجوي الدرزي حافظ جاد الكريم فرج انشقاقه عن سلاح الجو الأسدي وانضمامه إلى الجيش السوري الحر داعياً دروز القوات المسلحة إلى الانشقاق.

 وذكرت شبكة "فري سويدا" الناطقة باسم الدروز المشاركين في الثورة السورية  أن المقدم فرج كان ضمن اللواء الجوي 14-قاعدة مطار أبو ضهور التابعة للفرقة الجوية .

ودعا المقدم فرج، وهو من قرية الغارية في محافظة السويداء، "كافة ضباط وصف ضباط والمجندين من أبناء طائفة الموحدين الدروز للانشقاق عن هذا النظام القاتل، وعدم تنفيذ اي اعمال تشبيح ضد ابناء وطننا في كافة المحافظات السورية قبل فوات الاوان."(شبكة "فري سويدا")

 

الأب رئيساً في مصر والإبن طبيباً بالسعودية

لم يتوقف عن مزاولة عمله ومتابعة المرضى منذ ترشح والده إلى رئاسة الجمهورية قبل عدة شهور، وبقي متواصلاً في عمله بكل أمانة واحترام طوال الفترة الانتخابية، واستمرت علامات التواضع والتعامل الحسن مع جميع زملائه في العمل حتى لحظة إعلان فوز والده برئاسة مصر أول من أمس".  هذا ما جاء في حديث مجموعة من زملاء ابن الرئيس المصري الجديد الدكتور أحمد محمد مرسي، الذي يعمل طبيباً في جراحة المسالك البولية في مستشفى المانع العام بحي الصالحية بمدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء، ويحمل مؤهل بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الزقازيق.  وأشارت مصادر طبية وإدارية في المستشفى إلى "الوطن" أمس، أن الدكتور مرسي يتمتع بصفات وأخلاق عالية، ويزاول عمله متابعاً للمرضى في قسم أمراض المسالك البولية بكل احتراف ومهنية، وأنه يتمتع بسجل وظيفي طبي جيد.  وأكدت المصادر على أن فوز والده بمنصب الرئاسة لم يغير في أدائه العملي شيئاً، فهو لا يزال يتمتع بخلق رفيع ومستمر في عمله ومتابعته للمرضى، وتلقى تهنئتهم عقب الإعلان عن فوز والده، ولم يتقدم بطلب الاستقالة حتى صباح أمس، إذ لا يزال يزاول عمله بشكل طبيعي. ("الوطن" السعودية)

 

سلاح، قلم، ومارد

محمد سلام /الوكالة اٌتحادية للأنباء

تعاني الطائفة اللبنانية المسلمة الشيعية من تضخّم سلاحي يخطفها إلى حيث لا تريد، أو إلى حيث لا تدري.

وتعاني الطائفة اللبنانية السنيّة من ضمور قلمي (فكري) يغيّبها، باسم اعتدال موهوم، عن حيث تريد ويقودها إلى حيث لا تدري.

تساوى، من خارج أي منطق، التضخم السلاحي عند الشيعة مع الضمور القلمي-الفكري عند السنّة، ما ولّد نكبتان: نكبة المختطفين الشيعة، ونكبة المغيّبين السنّة.

النكبتان أنتجتا منتصرين إثنين وثلاثة مهزومين.

المنتصران هما: الخاطف الفارسي المسلّح الفرح برهائنه الشيعة، والعلماني السادي الفرح باختطاف الشيعي كما بتغييب السنّي.

المهزومون الثلاثة هم: الشيعي المُختَطَف، السُنّي المغيّب، والسَنّي الذي أراد أن يكون موجوداً من دون أن يكون سنّياً، فأضاع وجوده وفقد واقعه.

=في الشيعي المُختَطّف:

سألت صديقي الشيعي، نجل صديقي رجل الدين الشيعي "السيد"، عن أحوال الطائفة الكريمة.

"الشيعة إلى اين؟" سألته.

سألني: أتذكر ركاب تلك الطائرة التي خطفها إرهابي وصدم بها برج التجارة الدولي في نيويورك؟

"أكيد،" أجبت.

سألني: هل كان الركاب يعلمون إلى أين يقودهم الإرهابي-الطيار؟

"كلا،" أجبت.

سألني: لو علموا، هل تعتقد أنه كان بإمكانهم منعه من إكمال رحلته المقررة من قبله ومن قبل رؤسائه؟

"كلا،" أجبت.

أجاب، ولم يعد يسألني: "نحن مثلهم. مثل ركاب تلك الطائرة المخطوفة. نحن طائفة مختطفة."

أحجمت عن السؤال منعاً للإحراج، وعلّقت مستنتجاً: الفوارق بينكم وبين ركاب الطائرة المخطوفة ثلاثة: أنتم على الأرض ولستم مثلهم بين الأرض والسماء، وأنتم تعرفون الخاطف ولستم مثلهم غير عالمين بمن يسيطر على قمرة القيادة، وصرتم تبصرون الوجهة التي يقودكم إليها الخاطف، ولستم "شهداء مظلومين وضحايا جاهلين" كركاب الطائرة المخطوفة. 

علّق صديقي الشيعي نجل السيد الشيعي قائلاً: "مأساة ركاب الطائرة المخطوفين وإياها استغرقت ساعة. مأساتنا مستمرة منذ أكثر من عشرين سنة. خاطفهم نفّذ ما اعتقد هو أن الله يأمره به، خاطفنا يصدر لنا التكليف تلو الآخر كي ننفذ نحن ما يقول هو إن الله يأمر به. ما كان ركاب تلك الطائرة يعتقدون بأن خاطفهم مقدّس. خاطفنا آلهي، بنظر بعضنا. خاطف الطائرة خطف الركاب. خاطفنا نتعاون معه على خطف ... حالنا، ويا لبؤس حالنا."

هنا، بدأ صديقي الشيعي ابن صديقي السيد الشيعي يسألني: الطائفة السنيّة الكريمة إلى أين؟

=في السنّي المغيّب:

السنّة، أجبت، حالهم أكثر سوءا من الشيعة يا صديقي. ما خَطَفَهم أحد. أنتم تتعاونون مع خاطِفِكم على خطف حالكم، كما قلت، نحن أكثر ذكاء منكم. عبقريتنا فذّة. بعضنا "اجتهد" عِلمياً-زَبائِنياً، وتفتقت عبقريتُهُ عن نظرية ريادية لمقاومة الخطف "سلمياً والمحافظة على استقرار البلد استثماريا" فقرر تغييب السنّة.

فذلكة النظرية، يا صديقي، تقوم على أنه "إن لم نكن موجودين فلن يجد المسلّح من يخطفهم." هكذا، ببساطة، "نحافظ على الاستقرار، ونؤمّن الازدهار، ولا نعطي الخاطف رهائن، لأننا ... غير موجودين."

شارك صديق مسيحي في الحوار- وكنا أنا وصديقي الشيعي المسلمين الوحيدين ضمن ذلك اللقاء المسائي – سائلاً: هل حصلتم على "ضمانات" بأن حصّتكم في البلد ستبقى محفوظة؟

وردّ صديقي الشيعي إبن السيد الشيعي قائلاً: ضمانة الخاطف هي سلاحه؟

ونظروا، جميعهم نظروا، إليّ سعياً إلى جواب سنّي.

"والله يا جماعة، بالإستنتاج يتبيّن لي أن ضمانة غير الموجود يجب أن تكون متوفّرة عند صاحب نظرية مقاومة الخطف باللاوجود. مش هيك؟" أجبت متسائلاً.

"لوجيك،" (منطق بالعربيّة) علّقت صديقتنا. "بس من يضمن أن يكون صاحب النظرية قادرٌ على الضمان؟"

سؤال وجيه ... جداً.

لذلك، قلت، السنّة يا سيدتي الفاضلة مروا بحقبتي تغييب. الحقبة الأولى هي حقبة ما سمي ب "الأوادم" التي انطلقت من دارة الرئيس الراحل صائب سلام مع بدايات الحرب الأهلية في العام 1975. لا شك أن الأوادم شريحة مهمّة، لكن تعريفها لم يكن موفقاً. صار السنّي "الآدمي" هو الذي ينأى بنفسه عن الواقع. يمشي في الشارع لا يأبه لما حوله. تجري الدنيا من حوله وهو "آدمي" لا يختلط ب "الزعران" ولا ينزل إلى الشارع.

بدلآ من أن يكون "الآدمي" هو الصالح غير الساكت عن الحق، صار "الآدمي" نزيلاً دائما في "قهوة ما دخلني." نأى بنفسه عن الواقع، فغيّب نفسه، أو غيّبه من أفهمه أنه "آدمي" بمعنى أنه غير معني، وصولاً إلى غير موجود.

وبعدما خَفُتَ وقع "الآدمي" وصار كالدواء الذي انتهت صلاحيته، أُدخِل السنّة حقبة ما سمي اعتدالاً.

ولكن بدلاً من أن يكون اللبناني السنّي مواطناً صالحاً معنياً بشأن البلد، ومنفتحاً على بقية الطوائف دليل ممارسته لاعتداله، صار مغيباً، ولم يعد موجودا بذاته، فكيف يكون معتدلاً إن لم يكن موجوداً؟

الاعتدال هو ممارسة. والممارسة تقتضي الوجود أساساً. فكيف يمارس غير الموجود أي شيء؟

صار السنّي يتلذذ بإنكار سنيّته كي يقال عنه إنه "معتدل" بينما المطلوب هو أن يكون موجوداً بصفته السنيّة كي يمارس، إنطلاقاً من هذه الصفة، اعتداله الحضاري وانفتاحه على بقية الشرائح. 

"يعني ما بقى في سنّة بكفّة الميزان؟" سألت الصديقة؟

تدخّل في الحوار صديق مسيحي عتيق من جذور ثورية ماوية ليجيب هو، لا أنا، عن السؤال.

"هودي إللي وقفوا بوجه رفعت عيد وثكنة بعل محسن بطرابلس مش سنة؟ وهودي إللي زعبوا شاكر البرجاوي من الطريق الجديدة، كمان مش سنّة؟" تساءل السياسي المسيحي في محاولة للإجابة على الطريقة الجدليّة اليسارية التقليدية.

تدخلت وأوضحت أن هؤلاء ( ومثلهم في عكار، والضنية، والبقاع، وصيدا، وإقليم الخروب، والعرقوب) هم سُنّة الوجود الفعلي الذين نشأوا نتيجة تفشي نظرية اللاوجود، سواء كان عنوانها "آدمي" أو "معتدل" وصولاً في التدرج التنازلي إلى راكع ... ومنبطح.

المهم أن يبقى اللبنانيون المسلمون السنة موجودين، كي يمارسوا بصفتهم هذه آدميتهم واعتدالهم، لأنهم من دون وجود فعلي لن يكونوا سوى راكعين-منبطحين، وبالتالي غير موجودين ما يعني أن الإرهابي المسلّح خاطف الشيعة سيتمكن من خطف ما تبقى من الشرائح الكيانيّة اللبنانية... ومن دون استثناء العلمانيين الأغبياء، فهؤلاء ليسوا شريحة كيانيّة أساساً.   

من دون هؤلاء السنّة، غير الممثلين في المسمّى حواراً وطنياً، لكانت طرابلس قد سقطت تحت احتلال ثكنة الأسد في بعل محسن كما سقطت بيروت تحت احتلال ثكنة السيد حسن نصر الله في أيار العام 2008.

ولولا هؤلاء السنّة، غير الممثلين في المسمى حواراً وطنياً، لكانت مؤامرة ضرب السنّة بالجيش قد نجحت.

ولولا هؤلاء السنّة، غير الممثلين في المسمى حواراً وطنياً، لكانت مؤامرة افتعال حرب مخيمات سنيّة فلسطينية أو فلسطينية-ضد الجيش اللبناني قد نجحت سواء في البداوي، أو في نهر البارد، أو في عين الحلوة حيث افتعلها اللبنانيان، السني "الملاّح" والشيعي "الديراني"، وكلاهما من تنظيم أسامة سعد "الشعبي الناصري" وتسليح الحزب المسلّح، إياه.

ولولا وعي الفلسطينيين في عين الحلوة لنجحت مؤامرة ضربهم بالجيش مع أنه مُنِع عليهم قضائياً الكشف الطبي الرسمي على جثة فقيدهم الذي أصيب بالرصاص ولم يقتل طعناً ... كما زعم الجناة.

ولولا وعي هؤلاء السنّة لما مرت على خير مؤامرة الاعتداء ضرباً على الشيخ السنّي عبد الشكور اللبابيدي قرب مستديرة السفارة الكويتية ببيروت الذي لم يشفع له كون والده الشيخ سليم "عضواً" في المسمّى "تجمع العلماء المسلمين" الذي يديره الشيخ حسان العبد الله، مدير مكتب نصر الله.

والذين حضروا اجتماع التجمع الأخير يشهدون على صراخ "العضو" بوجه وجهائه وأولياء نعمته "أحرجتونا في بيئتنا."

والذين شهدوا إخراج "الملاح" من المستشفى على الحمّالة إلى مكتب مدير مخابرات الجيش في صيدا لإجراء "المصالحة" مع "الديراني" بغية دفن التحقيق كي لا ينكشف المتآمرون الفعليّون يعرفون حقيقة تورط الحزب المسلّح إياه في المؤامرة، ويعرفون حقيقة الضغوط التي مورست كي لا يأخذ التحقيق مجراه.

ولولا وجود السنّة الواقفين وغير الراكعين لما كانت قد صدرت فتوى بوقف غزوات أتباع حزب السلاح لمستخدمي طريق المطار.

ولو كان قد تم تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوّض في عكار لما كان أحدٌ بحاجةٍ إلى ضمانةِ خاطفٍ مسلّحٍ بإبقاء طريق مطار رفيق الحريري الدولي مفتوحاً، لأن من يضمن فتح الطريق قادرٌ على ضمان إقفاله ... ساعة يشاء.

لولا وجود كل هؤلاء السُنّة الواقفين وغير الراكعين ... لكانت الفتنة قد اجتاحت البلد، ولما كان حتى مبدأ الحوار الصوري ضرورياً بين خاطفٍ بسطوة سلاح، ومغيّبٍ خوفاً من سلاح، ومخطوفٍ أسيرُ سلاح.

ولولا صدق وجرأة وصراحة الكلمة السنيّة غير الراكعة لما فقدت عصابة "سرايا الدفاع عن المقاومة" أعصابها واعتدت على تلفزيون "الجديد" وهزت أمن بيروت في ليلة ليلاء، متحدّية تعهدات وزيري الأمن والعدل، بفرض الأمن وإقامة العدل.

فهل سيُفرَض الأمن، ويحاسب المعتدي؟

وهل ستدافع الدولة عن مواطنيها غير القادرة وغير الراغبة، حتى الآن، في حمايتهم؟

وهل ستجرّد المعتدي من سلاحه، أم ستبتدع، عبر المسمّى حواراً وطنيا،ً رُقعَةً جديدةَ في الثوب اللبناني البالي يبقي على السلاح بيد خاطف الأمن والأمان، ما يفتح الباب على سيل من الأسلحة؟

ولولا "المارد السنّي" لما كان الخاطفُ المُسَلّحُ يسعى إلى حوارٍ أسقطه هو قبل أكثر من عامين....!!!!

 

الفيصل: على النظام السوري وقف العنف أو مواجهة الفصل السابع /"الخليجي" يحذر من محاولات إيران كسب الوقت عبر اطالة أمد المفاوضات النووية مع القوى الكبرى

 لوكسمبورغ - كونا: طالب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل, النظام السوري بوقف العنف تجاه شعبه, أو مواجهة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة, كما دعا إلى تحديد إطار زمني لمفاوضات الدول الغربية مع إيران, بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وقال الفيصل الذي ترأس الجانب الخليجي في اجتماع المجلس الاوروبي - الخليجي الوزراي ال¯22, مساء أول من أمس, إن الجانبين بحثا في حل سياسي للازمة السورية ترضي الشعب السوري, محذرا من انه "اذا واصل النظام (السوري) سياسة العنف والقسوة لن يكون هناك بديل أمامنا سوى اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لضمان امتثال النظام امام ارادة المجتمع الدولي", كما شدد الفيصل على ان "تدفق الأسلحة الى النظام السوري يجب ان يتوقف".

وبخصوص القضية النووية الإيرانية, قال الوزير السعودي إن الإيرانيين كانوا يلعبون لكسب الوقت, مضيفا "كان لدينا نقاش حول ايران ووصلنا الى اتفاق حول ضرورة مواصلة التفاوض ونحن بحاجة الى حل سياسي" غير انه اشار الى انه "لدينا شكوك حول انه ينظر الى التفاوض على انه وسيلة لكسب الوقت, ونحن نشعر حقا أن ايران تخطط لاضاعة الوقت", ولا بد من تحديد إطار زمني للمفاوضات مع إيران. واختتم المجلس الاوروبي-الخليجي الوزراي ال¯22, اجتماعه بالاتفاق على تكثيف التعاون بين الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وجعل العلاقات بينهما أكثر ديناميكية.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع ان "علاقات الاتحاد الاوروبي مع دول الخليج هي في غاية الأهمية وأصبحت أكثر من ذلك", مؤكدة ان "الاجتماع هو خطوة بناءة ومهمة في هذا الوقت الحاسم". وأكدت ان "الاجتماع اظهر كم هو مهم لنا تعزيز الاسس لحوارنا حول القضايا التي ناقشناها وقررنا ان نتخذ خطوة أخرى الى الأمام عن طريق استشارة المسؤولين الكبار في الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي لوضع خطط تجعل علاقتنا اكثر ستراتيجية وديناميكية". وأضافت أن "تعاوننا في اليمن قدم بالفعل مثالا جيدا على كيفية المضي قدما", كما ناقش الجانبان الوضع في سورية والملف النووي الإيراني وملفات فلسطين والقرصنة في الصومال والتحديات العالمية مثل عدم الانتشار النووي ونزع السلاح ومكافحة الارهاب وتغير المناخ. كما وافق المجلس الوزاري المشترك على توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية. وجاء في بيان مشترك ان وزراء الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون استعرضوا الوضع القائم في دول الاتحاد ودول مجلس التعاون وايدوا محضر اجتماع لجنة التعاون المشتركة الاخير. واتفق وزراء الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي, على عقد الاجتماع المقبل في البحرين في العام المقبل 2013.

 

زيارته الشرق الأوسط هدفها تثبيت نفوذ موسكو وتهدئة الدول العربية/بوتين للإسرائيليين: روسيا لن تذرف دمعة إذا هاجمتم إيران

تل أبيب, موسكو - يو بي اي - رويترز: كشفت مصادر اسرائيلية, أمس, أن الانطباع الذي تركه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى المسؤولين الإسرائيليين, الذين التقاهم أول من أمس, هو أن روسيا لن تذرف دمعة إذا تمت مهاجمة إيران. ونقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن "الانطباع من أقوال بوتين هي أنه إذا تم في نهاية المطاف شن هجوم عسكري, أميركي أو إسرائيلي, على إيران فإن روسيا لن تذرف دمعة". واضاف المسؤولون ان "بوتين يعي جيدا حقيقة أن نظاما إسلاميا متطرفا ونوويا على حدوده الجنوبية لا يمكنه أن يضيف شيئاً للأمن القومي الروسي".

وعبر المسؤولون عن رضاهم عن "التفاهمات الصامتة" التي توصلت إليها إسرائيل مع بوتين بشأن "عدم القيام بأي فعل" من جانب روسيا, ضد مواصلة ممارسة ضغوط دولية على إيران.

وقال المسؤولون إن بوتين وعد إسرائيل بأن روسيا لن تسمح لإيران بأن تسبب خلافات بين روسيا والدول الغربية وأنها لن تحاول إرجاء عقوبات ضد إيران, لكنها في الوقت نفسه لن تقود خطوات كهذه ضد إيران رغم أنها لن تحبطها. وقال مسؤول إسرائيلي إنه "عندما تشارك روسيا بصمت في المجهود ولا تحبطه فإنه بالإمكان التقدم إلى الأمام, وسيضطر الصينيون أيضاً إلى التجانس مع الغرب, وإذا نفذ الروس تعهدات بوتين فإنه بالإمكان البدء بعملية تشديد العقوبات بسرعة نسبيا". لكن بوتين حذر, بحسب الصحيفة, من هجوم ضد إيران, وأشار في هذا السياق إلى ما حدث في أفغانستان والعراق, مؤكداً أنه ليس دائماً يمكن أن تحقق خطوات كهذه نتائج مرجوة. واضاف انه يوجد في العراق الآن حكومة موالية لإيران و"أنا لست واثقا أن هذا ما خطط له الأميركيون عندما أسقطوا صدام حسين".

وفي ما يتعلق بالملف السوري, استعرض المسؤولون الإسرائيليون أمام بوتين معلومات استخبارتية تشير إلى تخوف إسرائيل من انتقال أسلحة سورية غير تقليدية إلى "حزب الله" وحتى إلى تنظيم "القاعدة", فيما تعهد الرئيس الروسي العمل شخصياً من أجل منع حدوث ذلك.

وكشفت الصحيفة أن الخلاف كان بارزاً بين بوتين والمسؤولين الإسرائيليين بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد, الذي يدعو الإسرائيليون إلى إسقاطه, فيما قال بوتين إنه لا يمكن معرفة ما إذا كان البديل لنظام الأسد سيكون أفضل. من جهتها, ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان بوتين أعرب خلال لقائه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو عن تحفظه إزاء احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران, ودعا الدولة العبرية إلى أن تتعلم من "التجرية الاميركية السلبية في كل من أفغانستان والعراق".

وذكر بأن "الاتحاد السوفياتي قبل تفككه دعم اقامة اسرائيل", مؤكداً "ان محادثاته مع نتانياهو كانت بناءة وشددت على الحاجة لتعزيز العلاقات الستراتيجية بين البلدين".

في سياق متصل, اعتبر محللون ان هدف زيارة بوتين اسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن تثبيت النفوذ الروسي في المنطقة, وتهدئة الدول العربية الغاضبة من الدعم الروسي لنظام الأسد.

وقال رئيس تحرير دورية "روسيا في الشؤون العالمية" فيودور لوكيانوف: "تجد روسيا نفسها في وضع غير سار على الاطلاق, لقد وضعت نفسها حقا في معارضة للعالم العربي بأسره", من خلال إصرارها على دعم نظام الأسد. من جهته, اوضح خبير شؤون الشرق الاوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو جورجي ميرسكي أن بوتين يريد من خلال زيارته المنطقة "اظهار أن روسيا ليست ضد سعي العرب للديمقراطية, ويريد الحد من الآثار السلبية للربيع العربي ليظهر أن روسيا ليست منحازة للحكام المستبدين".

واضاف ان "غرض بوتين بسيط وهو ان يظهر للغرب وجمهور في الداخل أن روسيا لم يتم اخراجها من الصورة وما زالت تقوم بدور قوي في الشرق الاوسط وانه لا يمكن حل أي مشكلة خطيرة من دونها".

وبشأن ايران, أوضح ميرسكي أن "البعض في روسيا يعتقد أن من الافضل وجود ايران نووية عن ايران موالية لاميركا, ومن الافضل أن تكون ايران قوة تحقق توازنا في مواجهة الضغط الاميركي".

لكن بوتين الذي يواجه انتقادات أميركية وأوروبية بسبب طريقة تعامله مع المعارضة في روسيا, من المرجح أن يمزج بين رسالة ودودة للعرب والمزيد من التحذيرات من التدخل الغربي.

وتبعث ثاني زيارة لبوتين إلى اسرائيل رسالة ضمنية على الاقل للرئيس الاميركي باراك أوباما الذي لم يزر اسرائيل منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال مسؤول اسرائيلي "من الواضح أن هناك في الزيارة تلميحا للاميركيين ليقول لهم: نحن نلعب هنا أيضا", لكنه استبعد أن يتزحزح بوتين "ولو لميليمتر واحد" عن موقفه من سورية وإيران, لكنه ربما يحاول جعل الأمر أقل وطأة.

 

تنقصهم الخبرة في الإدارة ويتحتم عليهم ترويض السلفيين/الإسلاميون أمام اختبار تجربة الحكم في دول "الربيع العربي"

 دبي - ا ف ب: رأى محللون ان الاسلاميين الذين يصلون الى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع في دولة عربية تلو الأخرى, سيضطرون الى القيام بتسويات, لكنهم ابدوا في الوقت ذاته خشية ازاء ان يرفض هؤلاء مبدأ تداول السلطة. ويأتي انتخاب المصري محمد مرسي رئيسا بعد نجاح الاسلاميين في المغرب وتونس, كما يحتمل نجاحهم في دول عربية اخرى.

وقال استاذ العلوم السياسية في باريس جان بيار فيليو ان "النجاحات الانتخابية للاحزاب الاسلامية في تونس والمغرب ومصر تدفع بالبعض الى القول ان نظاما جديدا اسلاميا انبثق عن الربيع العربي".

وأضاف "لكن الخطأ الأكبر هو الوقوع في هذا الفخ, فالانتفاضة الديمقراطية أجهزت على التناوب بين الديكتاتورية والأسلمة عبر مباشرتها دورة من الانتخابات المتسارعة من جهة, وارغام الفائزين على الحكم ضمن اطار التحالفات, من جهة اخرى". ومن الآن وصاعدا, يتعين على الفائزين الذين يستمدون شرعيتهم من عقود أمضوها في المعارضة, إظهار مدى كفاءتهم وأهليتهم في الحكم في وقت تنعدم لديهم الخبرة في ممارسة السلطة. واعتبر فيليو ان "الأحزاب الاسلامية ستكون مرغمة على تكييف نفسها بسرعة على ممارسة التعددية, رغم ان سنوات القمع والتحرك في الخفاء رسخت لديها ثقافة وممارسة الاحادية".

وكان الرئيس المصري الجديد وعد في كلمة القاها بعيد انتخابه الاحد الماضي ان يكون "رئيسا لكل المصريين", وستظهر تشكيلة الحكومة الجديدة مدى التزامه بهذا الامر.

من جهته, قال المحلل المقيم في لندن عبد الوهاب بدرخان ان "الحكم شيء والمعارضة شيء آخر, الاسلاميون مضطرون الى ان يتغيروا ويتخلوا عن اجندة الاسلام السياسي والدليل تجربة المغرب".

وأكد انه "يجب ان يخرج الاسلاميون من ثوب المعارضة الى ثوب الحكم لكي ينجحوا", مضيفاً أن "اي اسلامي يصل الى الحكم لا بد وان يتعامل مع الواقع, (الإسلاميون) على المحك الآن كيف يستطيعون التعامل مع القوى الاخرى, ينقصهم الكثير من الخبرة في ادارة الدولة, ومن اصعب مهامهم انه يتعين عليهم ترويض السفليين, نحن في مرحلة اختبار لهم".

وأشار الى أنه "مع سقوط الأنظمة التي حدثت فيها انتفاضات, لم يكن هناك قوى أخرى تملأ الفراغ وتم اعتبار القوى التي يمكنها ذلك بأنها متواطئة ومتعاونة مع الانظمة السابقة".

أما رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز الصقر, فرأى أن الإسلاميين حاولوا تحسين صورتهم قبل الانتخابات عبر تأكيد احترامهم للحريات وحقوق المرأة, "لكن, يجب التحقق مما اذا كانوا سيلتزمون بوعودهم من المبكر الحكم عليهم الآن". وأضاف ان الاحزاب الاسلامية ستكون مضطرة الى قبول تسويات لأنه لا يمكنها ان تحكم بمفردها, عليها مواجهة تحديات عدة سياسية واقتصادية وامنية".

والاهم بالنسبة للصقر هو "الخوف الحقيقي من ان يتمسكوا بالحكم, قائلين انهم قدموا تضحيات ولذا فإنهم سيرفضون تسليمه الى غيرهم", آملاً في "الا يتحول الربيع العربي الى كابوس".

 

عون في زحلة..تحضيراً للإنتخابات..ولا مناطق مُغلقة عليه

الديار/ سيمون ابو فاضل

عون في زحلة.. تحضيراً للإنتخابات.. ولا مناطق مُغلقة عليه

في كسروان تقدّم في العلاقات بين جعجع وبويز والخازن والبون

افرام جاهز لخوضها وخطوته ليست ضدّ العماد...

بدا واضحاً، بأنه في موازاة الملفات الساخنة التي تشهدها البلاد، وانعقاد هيئة الحوار الوطني لتطويق التوترات السياسية - الامنية التي تعيشها البلاد، فقد بدأت القوى السياسية الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة في الربيع المقبل من العام 2013، حتى ان معظم التجاذبات الحكومية وصرف الأموال والاعتمادات للمناطق المتوترة او المكتفية تدخل في هذا الحقل.

وقد بدا ايضاً، وقياساً الى المعطيات والوقائع المحيطة بقانون الانتخاب الذي سيعتمد في الاستحقاق المقبل، بأن لا تجديداً او تحديثاً في هذا الملف، بما من شأنه ان يبقي على التقسيمات الحالية، بعد ان تراجعت وتيرة الاقتراحات والدراسات التي عملت على اظهار محاسن وسيئات القوانين بصيغها المختلفة، الا ان القوى السياسية بدأت التحضير للمحطة الانتخابية التي من شأنها هذه المرة ان ترسم المحاور النهائية لواقع البلاد وموقعي الغالب والمغلوب...

وتأتي زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، الى زحلة في سياق استنفار قواعده ومؤيدي قوى 8 آذار لملاقاة هذا الاستحقاق وفق تحالف واسع، اذا تمكنت القيادة المركزية في محور الممانعة، من اعادة جمع الحلفاء في لائحة واحدة، تضم كل من الوزير نقولا فتوش والنائب السابق الياس سكاف و«التيار الوطني الحر»، رغم ان العماد عون وفق اوساط محيطة به، اراد من زيارته لمدينة زحلة في ظل معرفته بالقرار النهائي للنائب السابق سكاف بعدم التحالف معه، ان يؤكد على ان لا مناطق مغلقة امامه او عليه، وان كانت نتائج خطوته هذه خسارة مشتركة لتياره وسكاف كما حصل سابقاً، لا بل هو يرفض من موقعه كزعيم مشرقي ان يغلق امامه ابواب زحلة زعيم محلي هو النائب السابق سكاف، الذي كان رفض طلبا من قياديين سوريين التحالف مع العماد عون مجدداً، مفضلا الخسارة عن قناعة على خسارته المرغم بها...

ولكن خطوة العماد عون، بالانتقال الى قضاء زحلة ولقائه المسؤولين، يهدف من خلالها في المعيار الانتخابي، تجميع عدد من النواب في عدة مناطق «فرادى» او بالقطارة اذا لم تشكل اللوائح مدخلاً له من خلال التحالفات مع القوى المناطقية، وهي خطوة وفق المراقبين، تدخل في خانة الاستعاضة المرتقبة للخسارة والتي ستصيبه في دائرة كسروان اذا ما تمكنت القوى السياسية والمناطقية المعارضة من تشكيل لائحة متماسكة ومنسجمة القواعد للمرشحين وتدل الاستعدادات التي باشرها العماد عون في قضاء كسروان، لاستبدال عدد من نوابه بمرشحين جدد، على ان ثمة حاجة للجوء الى هذه الخطوة، التي لم تتوضح بعد معالمها الأولية، الا ان نتائج الانتخابات النيابية للعام 2009، وتقلص الفارق بين العماد عون وبين النائب الأسبق منصور البون الى ما يقارب الألف وخمسمئة بعد ما كان نحو سبعة عشر الفا في العام 2005، دليل واضح على ان المخاطر تحدق مجدداً بالعماد عون ولائحته لا سيما ان المراقبين في المنطقة، يتحدثون على اكثر من صيغة محتملة في المحور المقابل للعماد عون، الذي يتعاطى مع صياغة لائحته على قاعدة ان الخطوة هذه، ليست نزهة سهلة، بل امامها عدد من المطبات الواضحة الناتجة عن انحسار قاعدة مؤيديه وانصاره وعدم قدرته على ضم مرشحين يتمتعون بحضور اضافي الى اللائحة، لا بل ان خطوته بضم رئيس بلدية جونيه السابق جوان حبيش، الى اللائحة، يقيسها جيداً العماد عون، بعد ان سمع من قيادييه ومناصريه في المنطقة بأن هذا التعديل لا يحمل الا تحدياً لأبناء مدينة جونيه من الذين يصوتون لصالح التيار ولم يصوتوا لحبيش في عودته الى رئاسة البلدية وكذلك سيكون الامر في التحالف الانتخابي النيابي الذي يشكل تحدياً لهم.

لكن الصيغتين اللتين يتم التداول بهما بشكل غير نهائي، احداها تشير الى ان المعركة سياسية ويجب توفير لها كامل عناصر النجاح ولذلك فلتكن اللائحة من القوى السياسية لتحالف 14 آذار، ويضم النائب الاسبق البون، مرشح القوات اللبنانية، مرشح الكتائب اللبنانية، عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو ومارون حلو او زياد خليفة عن حزب الاحرار.

وتلقى هذه الصيغة اعتراضاً وانتقاداً من القواعد والفعاليات المتعاطفة مع قوى 14 آذار، من التي تجد بأن الصيغة الاخرى هي الافضل. وتتألف من تحالف مناطق مطعم بقوى 14 اذار، كأن يستعاد المشهد السابق للائحة العام 2009، لكن دون المرشحين الحزبيين، لكل من القوات الكتائب وارساء تحالف مع رئيس جمعية الصناعيين المهندس نعمت افرام، الذي سيكون له دور في رسم صورة اللائحة، لا سيما ان الوزير السابق زياد بارود يربط ترشحه بخطوة المهندس افرام، الذي يجد المراقبون بأنه قادر على اعلان قرار ترشيحه في الوقت المناسب، لكون جهوزيته الانتخابية قائمة ولا تتطلب الكثير من التحضير، حتى ان كان تحالفه في مقابل لائحة العماد عون، فان خطوته هذه لا يعتبرها موجهة ضده، بل هي في سياق تفاعله الطبيعي في الشأن السياسي بعناوينه الانمائية واستمراراً لخط الوقوف الى جانب كل من رئاسة الجمهورية وبكركي.

والعلاقة التي تلت الانتخابات النيابية الماضية بين كل من النواب الاسبقين فارس بويز، فريد هيكل الخازن ومنصور البون، شهدت تحسناً بين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، لا سيما بعد نجاته من محاولة الاغتيال، حيث جاءت بعض اتصالات التهنئة لتشكل غسلاً غير كاف للقلوب بينهم، لكنه يعتبر تقدماً قياساً الى ما كانت عليه الامور قبل الاتصالات في هذا الحقل، في منحى من شأنه ان ينعكس ربما تحسناً على تشكيل لائحة متماسكة مواجهة للعماد عون وقادرة في الوقت ذاته على تحقيق الفوز لأكثر من مرشح عليها، خصوصاً اذا ما شهدت ربما تعديلاً ادى الى ابعاد من كانوا في عداد اللائحة سابقاً، بهدف اخذ بعين الاعتبار تصور المهندس افرام للتحالفات ونوعية المرشحين والتعاون المطلوب بعد النتائج اذا ما كانت لصالحهم من اجل تأمين مطالب المنطقة والانسجام المطلوب في حده الأدنى للموقف السياسي، المتقارب...

وقراءة العماد عون للواقع الشعبي المنحسر تتابع الأوساط، هي التي حدت به من موقعه الى التحرك في اتجاه المناطق لتفعيلها، وتحفيز انصاره للعمل بنشاط واندفاع، لا سيما ان احتمال الخروقات له في كسروان - الفتوح، امر مرتقب وبات عليه من موقعه تأمين العدد النيابي المطلوب لحصول محوره على الغالبية النيابية الصافية اي دون النائب وليد جنبلاط، اذ لا يزال العماد عون يأمل من تحقيق خروقات لصالحه في دوائر مصنفة لقوى 14 آذار المسيحية

 

في مذكراته رامسفيلد يكشف أوراقه : الجميل يلوم الإسرائيليين على انسحابهم .. جنبلاط يعتبر التدخّل الأجنبي مفتاح الحلّ وقائد الجيش : فلتقصِف القوات الأميركية أكثر

الأربعاء, 27 حزيران 2012

قرر دونالد رامسفيلد وزير دفاع السابق في الولايات المتحدة نشر بعض الوثائق التاريخية السريّة التي خطّت مراحل حساسة من السياسات الخارجية الاميركية التي شارك فيها شخصياً

٨٥ وثيقة هي حصة لبنان في مكتبة رامسفيلد، شملت سنوات متقطعة بين ١٩٧٦ و٢٠٠٦. صحيفة «الأخبار» تنشر في حلقتين متتاليتين أهمّ تلك الوثائق في فترات ١٩٧٦ (تجدونها على الموقع الالكتروني فقط) و١٩٨٣ ــ ١٩٨٤ ووثيقة واحدة في عام ٢٠٠١. علماً أن برقيات ١٩٨٣ و١٩٨٤ الخاصة بلبنان لا ترد في تسريبات «ويكيليكس»، كما المذكرات الخاصة بوزارة الدفاع الأميركية. في الحلقة الاولى، ننشر محاضر اجتماعات رامسفيلد مع مسؤولين لبنانيين وعرب بين ١٩٨٣ و١٩٨٤ حول اتفاق ١٧ أيار والاجتياح الإسرائيلي للبنان. «الإرهاب السوري والسوفياتي أشدّ خطورة على العالم العربي من إسرائيل»، هذا ما أقنع به رامسفيلد معظم من التقاهم في «مهمته الخاصة»

أبرز ما جاء في مذكراته عن لبنان

الجميّل: يلوم الإسرائيليين على انسحابهم من الشوف

في ٢١ تشرين الثاني ١٩٨٣ التقى المبعوث الأميركي دونالد رامسفيلد الرئيس اللبناني أمين الجميّل ضمن جولته على المسؤولين العرب والاسرائيليين. رامسفيلد أبلغ الجميّل بأن هناك دعماً عربياً وإسرائيلياً قوياً له، كما أن هناك شبه إجماع عربي على أن سوريا هي المشكلة، وأن حلف الولايات المتحدة ــــ إسرائيل أقوى من حلف الاتحاد السوفياتي ــــ سوريا. المبعوث الاميركي كتب ملاحظة على الهامش تقول إن آراء الجميّل بدت متأثرة بأجواء زيارته الاخيرة الى المملكة السعودية. رامسفيلد شدّد على وجوب تمسّك الحكومة اللبنانية باتفاق ١٧ أيار لأن «ذلك يزيدها قوة». وحذّر الجميّل من القيام بأي صفقة سياسية مع السوريين على حساب الاتفاق لأن «هذا سيكون أسوأ ما يقوم به اللبنانيون».

الجميّل ردّ أولاً على رسائل الاسرائيليين واحتجاجهم على عدم عقده لقاءات مباشرة معهم، بالقول «إنهم يطلبون منا أن نعطي الكثير ولا يهبوننا شيئاً في المقابل». وتابع: «هم يضغطون من أجل التطبيع وأنا أريد أن احافظ على أوراق اعتمادي العربية»، مردفاً أن «الملك فهد بن عبد العزيز كان صارماً جداً حول هذه النقطة خلال لقائنا الاخير».

الجميّل لام الاسرائيليين «بمرارة» على انسحابهم من الشوف ووصف خطوتهم بـ «التصرف الاجرامي الذي ألحق ضرراً كبيراً به وبلبنان». كما اعترض على «تزويد إسرائيل القوات اللبنانية والدروز بالسلاح في الوقت نفسه». الرئيس اللبناني أبدى استعداده «لإقامة استراتيجية مشتركة مع إسرائيل والولايات المتحدة شرط أن لا يكون ذلك على حساب علاقاته مع العرب وخصوصاً مع السعوديين».

وفي الختام شكر السفير الأميركي في لبنان ريجينالد بارتولوميو، قرار الحكومة اللبنانية قطع علاقاتها مع إيران الذي سيعلن بعد يومين.

في لقاء ثان، وخلال زيارة رسمية الى واشنطن في ٢ كانون الاول ١٩٨٣ مع وفد لبناني رسمي، ناقش الجميّل مع وزير الخارجية الاميركية جورج شولتز النقاط التي يجب إعلانها للصحافة حول نتائج الزيارة. الجميّل شدد على ضرورة الحديث على «أننا بحثنا في موضوع الانسحابات من لبنان وأننا اتخذنا التدابير اللازمة لتحقيق أهدافنا». لكن شولتز ردّ بالقول إن «جوابنا سيكون كالآتي: اتفاق ١٧ أيار قد نوقش والرئيس والولايات المتحدة أكدوا دعمهم له». وهنا قاطع الرئيس الجميّل بالقول «إن الرأي العام اللبناني يتطلّع الى سماع أن هناك تدابير عملية اتخذت لتطبيق الاتفاق ومن المحرج لي أن يؤتى على ذكر الاتفاق فقط». وعندما لم يوافق شولتز على مطلب الجميّل، قال الأخير «علينا أن ننسى الاتفاق بحدّ ذاته ونركّز على تطبيقه». وهنا نبّه شولتز الجميّل: «يجب أن تنتبه الى كيفية انتقاء كلماتك. فالحديث عن نسيان الاتفاق يعني أن يخسر لبنان الولايات المتحدة وإسرائيل»، فسارع الجميّل الى التوضيح: «لم أقصد ذلك أبداً».

جنبلاط: التدخّل الأجنبي مفتاح الحلّ في لبنان

بعد لقائه مع وليد جنبلاط، يوم ١٤ كانون الاول ١٩٨٣ في عمّان، استنتج دونالد رامسفيلد في ملاحظاته أنه «علينا تحيّن الفرصة المناسبة لإبعاد جنبلاط عن السوريين وإقناعه بالتحدث جدّيا مع (أمين) الجميّل». وحول عقد مؤتمر مصالحة لبنانية في جنيف اشترط جنبلاط «وقف اطلاق النار أولاً» ووضع «معاهدة وطنية تأخذ في الاعتبار التوازن الديموغرافي الجديد. فالدروز لا يشكّلون سوى ٧٪ من السكان لكن الشيعة يشكلون على الأقل ثلث الشعب اللبناني».

وعن اتفاق ١٧ أيار علّق رامسفيلد أن «السوريين يتذرعون باتفاق ١٧ أيار للبقاء في لبنان»، فردّ جنبلاط بأن الاتفاق «ينتهك السيادة اللبنانية. وهو ليس مفيد بشيء بل يشكّل عائقاً».

وبعد أن كرر رامسفيلد مراراً سؤاله عن امكانية لقاء الزعيم الدرزي بالجميّل «وعقد اتفاق معه»، وافق جنبلاط على أن يلتقي الرئيس في العاصمة الاردنية أو في السعودية. لكنه سأل: «هل سيعترف الجميّل بحاجتنا لإعادة توزيع السلطات والثروات ووضع دستور جديد للبلاد؟ أنا مستعد للذهاب الى جنيف لكن الموارنة لن يتشاركوا السلطة معنا. هم استخدموا سوريا ضدنا عام ١٩٧٦ وإسرائيل عام ١٩٨٢»، وأضاف الزعيم اللبناني: «لبنان، ببساطة، ليس دولة، على الرغم من انجذاب البعض لمثاليات جمال عبد الناصر والقومية العربية».

الدروز لن يحاربوا من أجل الموارنة

وعندما تكلّم رامسفيلد عن «أن إيران وسوريا وليبيا والاتحاد السوفياتي هي موطن للإرهاب» ــ كما ردد على مسامع كل من التقاهم من الزعماء العرب ــ كان جنبلاط السياسي الوحيد الذي قاطعه قائلاً «من المهمّ تعريف الارهاب أولاً قبل ان نتكلّم عنه».

رامسفيلد دعا الى عودة الدروز الى صفوف الجيش اللبناني لاعادة التوازن الطائفي الى المؤسسة العسكرية، لكن جنبلاط ردّ بأن «الجيش ليس متعدد الطوائف في قياداته العليا. والدروز لا يمكن أن يحاربوا من أجل الموارنة». جنبلاط أكد أن قائد الجيش الجنرال إبراهيم طنوس «لديه طموحات سياسية ويريد أن يصبح رئيس جمهورية».

وفي إطار المعارك مع الجيش، قال جنبلاط إن «قوات المارينز هم مع الجيش اللبناني ومن واجب الدروز أن يردّوا على قصف الجيش لهم ولقراهم. لا أريد قتل المارينز ولا أن يزعجني الاسطول السادس أيضاً». وطالب بـ «نشر مراقبين على الجبهة الدرزية لرصد الخروقات من كافة الجبهات».

الإماراتيون حفنة قمامة

وعن سوريا سأل جنبلاط رامسفيلد: «ماذا حلّ بعلاقاتكم بسوريا... كانت جيدة» وأضاف: «أنتم تضيعون وقتكم مع السعوديين، والعراق انتهى، والاماراتيون حفنة قمامة». ثم تابع «السوريون مستعدون لإبرام اتفاق، هم ليسوا دمى للسوفيات». جنبلاط طلب من رامسفيلد أن ترعى الولايات المتحدة اتفاقاً بين إسرائيل وسوريا لإنهاء الأزمة الامنية في لبنان. وعندما أجابه المبعوث الاميركي بأن «ذلك شأن لبناني لا أميركي»، ردّ جنبلاط بالقول إنه «طالما حُلّت المشاكل اللبنانية بأساطيل خارجية». وتابع «إن التدخل الاجنبي هو مفتاح حلّ كل أزمات لبنان».

أما عن نزع سلاح الحزب التقدمي الاشتراكي وحلّه وانضمام مقاتليه الى الجيش اللبناني، فأجاب جنبلاط إن ذلك ممكن «عندما أثق بأن الجيش هو جيشي. لذا لا يجب أن يشغل الكتائبيون كل المناصب العليا فيه». وفي الشأن الفلسطيني، طالب جنبلاط الولايات المتحدة بإعادة النظر بتحالفها مع إسرائيل ودعم سياستها العدائية تجاه الفلسطينيين، كما طالب بإعادة الضفة الغربية وغزة لفلسطين.

وعن العراق قال جنبلاط إن «العراق سيدمّر وسيخسر حربه مع إيران ويقسّم فتحتلّ تركيا شمال البلاد والفرس جنوبها».

لقاء ثلاثي في تل أبيب يشمل مستشار الجميل

في 16 كانون الثاني 1984 عقد اجتماع ثلاثي أميركي ــــ إسرائيلي ــــ لبناني في منزل الدبلوماسي ونائب مدير الموساد السابق دايفد كيمحي (الصورة) في تل أبيب. حضر اللقاء الى دونالد رامسفيلد وكيمحي، وعن الجانب اللبناني سامي مارون أحد المستشارين المقرّبين من الرئيس أمين الجميّل. رامسفيلد دوّن بعض الملاحظات على هامش اللقاء، وكان أبرزها التركيز على أهمية ما طرحه مارون حول إمكانية ان تقدّم إسرائيل أكثر للبنان. «ما الذي يمكننا فعله لتكون إسرائيل منخرطة أكثر؟» في لبنان سأل مارون.

رامسفيلد أوصى مساعديه في المذكرة بأن يبحثوا في مستوى التبادل الاستخباراتي مع لبنان ومدى تعاونه، «لأن البحث في مستوى ودرجة التعاون الاستخباراتي اللبناني ــــ الإسرائيلي هو على أجندة عملنا».

وكان مستشار الجميّل وديع حداد قد اجتمع مع كيمحي سابقاً واتفق معه على خطة تشمل الشروط المفروضة على السوريين لتطبيق اتفاق 17 أيار، وأطلق عليها اسم «خطة كيمحي».

قائد الجيش اللبناني: فلتقصِف القوات الأميركية أكثر!

في لقاء جمع دونالد رامسفيلد بقائد الجيش اللبناني العماد إبراهيم طنّوس، بتاريخ ١١ كانون الاول ١٩٨٣، لم يتردد الأخير في تقديم جردة لعتاد الجيش اللبناني وعديده، مطالباً بتزويده بكمية أكبر من السلاح «وإلا فلتحارب أميركا بنفسها في لبنان». لكن طنّوس بدا في حديثه مع رامسفيلد كقائد ميليشيا مسلحة يناشد قصف القوات الاميركية بعض المناطق اللبنانية المدنية! الجنرال اللبناني كشف أيضاً عن تأسيس كتيبة خاصة للمناطق الجنوبية التي تحتلها القوات الاسرائيلية وأنه «ينتظر موافقة الجيش الاسرائيلي عليها».

رامسفيلد سأل طنوس عن أداء طائرات «هوكر هانتر» فطمأنه الجنرال بأنها «أبلت بلاء حسناً في معركة سوق الغرب. وحتى لو افتقدت الى دقة التصويب الا أنها كانت جيدة في الضربات المدفعية والصاروخية».

«هي حرب تخريبية لا تظهر فيها سوريا بشكل مباشر، لكن مجموعات عدة تعمل لصالحها في لبنان وهي منظمة التحرير الفلسطينية، وشيعة البقاع والحزب التقدمي الاشتراكي»، شرح طنّوس لرامسفيلد.

قائد الجيش اللبناني أثنى على قصف القوات الاميركية لمنطقة الشوف أخيراً وقال إن «تأثيره كان كبيراً، إذ أن جنبلاط بات خائفاً حتى الموت والسوريون يصفون الوضع بالخطير». طنّوس شرح استراتيجية الجيش الحالية في الردّ على قصف بيروت وذلك بـ «قصف قرى معيّنة في الجبل». وعندما أبدى الأميركيون قلقهم من قصف الجيش أماكن مدنية، قال طنّوس إن «هدفنا ليس قصف المدنيين لكن التأثير على صنّاع القرار». الجنرال اللبناني توجّه الى رامسفيلد بالقول «يجب أن تستمر الولايات المتحدة في أعمالها العدائية في لبنان بغية بث القلق في نفوس السوريين والمعارضة اللبنانية».

رامسفيلد سأل عن الكتيبة التي تشكّل في مناطق جنوب الأولي الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي، فشرح طنّوس تفاصيلها ولكنه أشار الى أن «ردة الفعل الشعبية عليها كانت كارثية». وردّ طنّوس سبب الرفض الشعبي لها الى ما قاله النائب اللبناني إدمون رزق، وهو أحد المشاركين في تأسيس الفرقة، بأن «الكتيبة ستطبّق اتفاق 17 أيار مع إسرائيل». وتابع « لا يمكن أن نظهر بأننا نتعامل مع الجيش الاسرائيلي، يجب أن يبدو الجيش كأنه مؤسسة وطنية». قائد الجيش أكد لرامسفيلد أن «الكتيبة الخاصة بالجنوب ستكون جاهزة خلال شهر واحد اذا وافق الجيش الاسرائيلي على ذلك».

طنّوس ختم قائلاً إن جيشه «يقاتل ميليشا الاشتراكي وأمل حالياً، لكن المسيحيين خائفون كثيراً لذا لا يبدو مناسباً الآن أن تُحَلّ ميليشيا القوات اللبنانية».

**صحيفة الاخبار

 

انقلاب 'الاخوان' بعد الانقلابات العسكرية!

ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله 

الواضح ان مصر دخلت مرحلة جديدة وقد تكون ادخلت المنطقة كلّها في هذه المرحلة بعد الاعلان رسميا عن فوز مرشّح الاخوان المسلمين الدكتور محمّد مرسي في انتخابات الرئاسة. مثلما تغيّر الشرق الاوسط مع بدء موجة الانقلابات العسكرية اواخر الاربعينات ومطلع الخمسينات من القرن الماضي وصولا الى انقلاب ليبيا في العام 1969 ومعه انقلاب النميري في السودان، يبدو ان المنطقة كلّها مقبلة على تطورات ضخمة اثر الانقلاب الجديد الذي نفّذه الاخوان المصريون.

لعلّ اسوأ ما رافق الانتخابات الرئاسية وصولا الى الاعلان رسميا عن فوز الدكتور محمد مرسي في هذه الانتخابات، ظهور الاخوان في مظهر من يسعى الى الوصول الى السلطة بأيّ ثمن كان حتى لو اضطروا الى النزول الى الشارع وممارسة كلّ انواع الضغوط واطلاق كلّ نوع من انواع التهديدات.

لكنّ اخطر ما اقدم عليه الاخوان المسلمون يتمثّل في اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية قبل صدور ايّ شيء في هذا الشأن عن السلطات الرسمية المختصة. بدا وكأنّ الاخوان يريدون تنفيذ انقلاب يستولون بموجبه على الرئاسة استجابة لحلم قديم يراودهم منذ تأسيس الحركة في اواخر العشرينات من القرن الماضي في مدينة الاسماعيلية.

هذا لا يعني، في طبيعة الحال، ان المجلس العسكري لم يرتكب اي خطأ. على العكس من ذلك، بدا المجلس من جهته، من خلال حلّ مجلس الشعب والتقليص من صلاحيات الرئيس المنتظر، وكأنه يخشى من احتمال انتصار مرشّح الاخوان وان همه بات محصورا في قطع الطريق على رئيس يمثّل حزبا كبيرا يريد الهيمنة على مقدرات البلد العربي الاكبر.

كان من الافضل للجميع انتظار اعلان النتائج رسميا والتصرف بطريقة حضارية بدل تنصيب الدكتور مرسي نفسه رئيسا لمصر عن طريق فرض امر واقع في مصر. ظهر مرشّح الاخوان في مظهر من يسعى الى ترجمة قناعة الحركة بانّها تستمد شرعيتها من "ثورة الخامس والعشرين من يناير" وليس من صناديق الاقتراع. مثل هذا التصرّف يبرّر طريقة تصرّف انظمة عربية عدّة مع الاخوان. تعتبر هذه الانظمة ان الاخوان يريدون انتخابات لمرّة واحدة بغية الاستيلاء على السلطة والتمسّك بها الى ما لا نهاية... وذلك عندما تغيب المؤسسات القوية القادرة على التصدي لطموحاتهم، كما الحال في الاردن او المغرب، وتذكيرهم بانّ الديموقراطية تعني، بين ما تعني، التداول السلمي للسلطة والاحتكام الى صناديق الاقتراع وليس النزول الى الشارع والتهديد بالعنف... ورفع الشعارات الفارغة واللجوء الى المزايدات.

في ضوء تصرّفات الاخوان المصريين والتهديدات التي اطلقوها في مرحلة ما بعد الانتخابات والتي شملت اجتياحهم الشارع، يمكن التساؤل ما الذي يميّزهم عن الضباط الذين ينفّذون انقلابات عسكرية ويصدرون البيان الرقم واحد؟

كان الخطاب الذي اعلن فيه مرسي انتصاره على الفريق احمّد شفيق من دون انتظار اعلان يصدر عن اللجنة العليا للانتخابات اقرب الى البيان الرقم واحد من اي شيء آخر. جرت العادة ان يتضمّن البيان الذي يصدر عن منفّذي الانقلابات العسكرية وعدا بالعودة الى الحياة الديموقراطية، حالما تستتب الاوضاع الامنية في البلد وتنفّذ اصلاحات معيّنة و"تتحرّر فلسطين". اذا استثنينا تنازل الفريق عبدالرحمن سوار الذهب عن السلطة للمدنيين في السودان، لم يحد اي عسكري نفّذ انقلابا عن الرغبة في الاحتفاظ بالسلطة. وثمة من نجح في توريث السلطة كما فعل الراحل حافظ الاسد في سوريا!

كانت هناك فرصة امام اخوان مصر لاثبات انهم ليسوا من طينة الزمر التي تنفّذ انقلابات عسكرية. كانت ثمة فرصة امام اخوان مصر لاظهار ان هذا التنظيم يؤمن فعلا بالديموقراطية وبصناديق الاقتراع ويحتكم اليها ويستمدّ منها شرعيته، بديلا من الشرعية القائمة على خطف الثورات. توفّرت لهم فرصة كي يؤكدوا انهم جزء لا يتجزّأ من مصر الجديدة وليس من مصر جمال عبدالناصر وانور السادات وحسني مبارك التي كانت خالية من اي حياة سياسية حقيقية. اخيرا، كانت لدى اخوان فرصة كي يقولوا بالفم الملآن انهم على استعداد لتسليم السلطة في حال خسروا الانتخابات، امام احمد شفيق او غيره، وانهم ليسوا تنظيما مليشيويا لا يختلف في شيء عن "الحرس الثوري" في ايران، اي انهم ليسوا حرسا ثوريا سنّيا...

خطف الاخوان المسلمون الثورة المصرية. عرفوا متى عليهم النزول الى الشارع يوم الثامن والعشرين من كانون الثاني- يناير 2011 وكيف يحيّدون "الامن المركزي"، التابع لوزارة الداخلية، الذي انهكه الثوريون الحقيقيون من شبّان وشابات مصر الذين امضوا اياما في التظاهر والاعتصام. هاهم الآن يسعون الى استكمال انقلابهم.

يبدو ان اياما عصيبة تنتظر مصر التي تحتاج اوّل ما تحتاج الى مرحلة انتقالية تمهّد للانتقال من النظام العسكري الذي تحكّم بالبلد منذ انقلاب الثالث والعشرين من تمّوز- يوليو 1952 والذي كانت له انعكاسات في غاية السلبية على كلّ المنطقة العربية وعلى مصر نفسها. بدل المرحلة الانتقالية، جاء رئيس اخواني ليس معروفا هل كان وصوله الى موقعه نتيجة صفقة جديدة بين تنظيمه والمجلس العسكري. ثمة ما يوحي بذلك لسببين. الاوّل ان تنحي حسني مبارك جاء نتيجة تفاهم ضمني بين طرفين هما العسكر والاخوان التقيا عند رفض التوريث. امّا السبب الآخر فهو الاجراءات التي اتّخذت في القاهرة عشية اعلان النتائج. بدا واضحا ان المجلس العسكري كان يريد، في ايّ شكل، تفادي مواجهة مباشرة مع الاخوان، لكنّه كان يريد في الوقت ذاته تأكيد انه لا يستطيع الاّ ان يكون شريكا اساسيا في السلطة...

في كلّ الاحوال، آخر ما تحتاجه مصر هو غياب الفترة الانتقالية التي تنقل البلد من حكم العسكر الى ديموقراطية حقيقية، على غرار ما حصل في تركيا. مثل هذه المرحلة الانتقالية كانت ستوفّر فسحة للتفكير في المشاكل الحقيقية للبلد ومدى عمق ازمته على كلّ المستويات بدءا بالاقتصاد وانتهاء بالسياسة ومؤسسات الدولة مرورا بالنمو العشوائي لعدد السكّان والتطرّف الديني واستمرار تدفق مياه النيل عند مستوى معيّن والانظمة التربوية اخيرا وليس آخرا...

 

الولايات المتحدة لم تعد جنة للحريات وحقوق الإنسان

جيمي كارتر/الشرق ألوسط

لقد بدأت الولايات المتحدة في التخلي عن دورها بصفتها مدافعة عن حقوق الإنسان في العالم، فما تم الكشف عنه من معلومات تفيد بتخطيط مسؤولين كبار لاغتيال بعض الشخصيات في الخارج، ومن بينها مواطنون أميركيون، ما هو إلا أحدث وأخطر الأدلة التي تكشف عن مدى ما وصلت إليه بلادنا من انتهاك لحقوق الإنسان. وهذا التحول بدأ عقب الهجمات الإرهابية التي وقعت يوم 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وصدقت عليه وساهمت في تصاعده الأعمال التي قام بها كلا الحزبين الكبيرين على المستويين التنفيذي والتشريعي، دون معارضة من الشعب الأميركي. ونتيجة لهذا، لم يعد في مقدور بلادنا أن تتحدث بجدارة أخلاقية عن هذه القضايا المهمة.

ورغم أن الولايات المتحدة قد ارتكبت أخطاء في الماضي، فإن انتشار انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها خلال العقد الماضي، شكل تغييرا جذريا عن الماضي. وقد قادت الولايات المتحدة إقرار «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» في عام 1948، ليكون «أساس الحرية والعدل والسلام في العالم»، وكان هذا التزاما صريحا وواضحا بعدم السماح مرة أخرى بأن تستعمل القوة غطاء لقمع الناس أو ظلمهم، كما رسخ مبدأ المساواة في الحقوق التي يتمتع بها جميع البشر من الحق في الحياة، والحرية، والأمن الشخصي، والمساواة في الحماية أمام القانون، وعدم التعرض للتعذيب أو الاعتقال التعسفي أو النفي الإجباري.

وقد استند ناشطو حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى هذا الإعلان من أجل القضاء على معظم النظم الديكتاتورية في العالم وإحلال نظم ديمقراطية محلها وتدعيم سيادة القانون في الشؤون المحلية والعالمية. والمقلق في الأمر أن سياسات مكافحة الإرهاب التي تنتهجها حكومتنا، بدلا من أن تعزز هذه المبادئ، أصبحت الآن تخالف مخالفة صريحة 10 مواد على الأقل من ذلك الإعلان، المكون من 30 مادة، ومن بينها حظر «ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة».

فقد تم مؤخرا سن تشريعات تمنح الرئيس الحق في اعتقال أي شخص إلى أجل غير مسمى في حالة الاشتباه في انتمائه إلى تنظيمات إرهابية أو «قوات مرتبطة بها»، وهي سلطة واسعة ومبهمة من الممكن أن يساء استعمالها دون رقابة حقيقية من المحاكم أو من الكونغرس (هناك قاض فيدرالي ينظر حاليا في مسألة إلغاء هذا القانون). وهذا القانون يمثل انتهاكا لحرية التعبير ومبدأ اعتبار الإنسان بريئا حتى تثبت إدانته، وهما حقان آخران من الحقوق التي أقرها إعلان حقوق الإنسان.

وإلى جانب التخطيط لاغتيال مواطنين أميركيين أو اعتقالهم إلى أجل غير مسمى، فقد صدرت مؤخرا قوانين تلغي القيود التي كانت مفروضة بموجب «قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية» الصادر عام 1978، من أجل السماح بارتكاب انتهاكات غير مسبوقة ضد حقنا في الخصوصية، عن طريق تجسس الدولة على اتصالاتنا الإلكترونية واستغلالها من دون إذن رسمي. وهناك كثير من قوانين الولايات التي تجيز اعتقال الأفراد بسبب مظهرهم الخارجي أو ترددهم على دور العبادة أو لأنهم على علاقة بأشخاص معينين. ورغم وجود قاعدة اعتباطية تقول إن أي رجل يقتل في هجوم بالطائرات من دون طيار يعتبر إرهابيا معاديا، فإن مقتل نساء أو أطفال بالقرب من مكان الهجوم يتم قبوله باعتباره أمرا حتميا. وبعد شن ما يزيد على 30 ضربة جوية على منازل مدنيين في أفغانستان هذا العام، طالب الرئيس حميد كرزاي بإنهاء تلك الهجمات، غير أن هذا السلوك استمر في باكستان والصومال واليمن، وهي مناطق لا تقع داخل أي منطقة حرب، ولا نعلم كم من المئات من المدنيين الأبرياء قتلوا في هذه الهجمات، التي تمت كل هجمة منها بموافقة أعلى السلطات في واشنطن. ومثل هذا الوضع كان سيصبح أمرا غير وارد في العصور السابقة.

وهذه السياسات تؤثر بوضوح في السياسة الخارجية الأميركية؛ إذ يؤكد مسؤولون استخباراتيون وعسكريون كبار، وكذلك المدافعون عن حقوق الإنسان في المناطق المستهدفة، أن هذا التصعيد البالغ في هجمات الطائرات من دون طيار يدفع بالأسر المتضررة إلى الارتماء في أحضان التنظيمات الإرهابية، كما يثير مشاعر الأهالي من المدنيين ضدنا، ويسمح للحكومات القمعية بالاستناد إلى تلك الأعمال في تبرير تصرفاتهم المستبدة.

وفي الوقت ذاته، فقد وصل عدد السجناء المحتجزين حاليا في معسكر الاعتقال الموجود في خليج «غوانتانامو» بكوبا إلى 169 سجينا، نصفهم تقريبا تمت تبرئة ساحتهم وكان ينبغي إطلاق سراحهم، إلا أنه لا توجد لديهم فرصة تذكر في الحصول على حريتهم. وقد كشفت السلطات الأميركية عن أنه في سبيل الحصول على اعترافات، تم تعذيب البعض من القلة القليلة التي تتم محاكمتها (في محاكم عسكرية فقط) عن طريق وضع رؤوسهم في الماء أكثر من 100 مرة، أو إرهابهم باستخدام أسلحة نصف آلية أو مثاقب كهربائية أو التهديد بالاعتداء جنسيا على أمهاتهم. ومن المذهل أن هذه الحقائق لا يمكن الاستفادة منها في الدفاع عن المتهمين، لأن الحكومة تزعم أنها تمت تحت غطاء «الأمن القومي». أما السجناء الآخرون، فمعظمهم ليس لديه أي أمل في مجرد توجيه اتهام إليه أو محاكمته.

وفي فترة تجتاح العالم فيها موجة من الثورات الشعبية، ينبغي للولايات المتحدة أن تعمل على تعزيز، وليس إضعاف، قواعد القانون الأساسية ومبادئ العدالة التي نص عليها «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان». ولكن بدلا من أن تعمل أميركا على جعل العالم أكثر أمانا، فإن الانتهاكات التي ترتكبها ضد حقوق الإنسان الدولية تغري أعداءنا وتصرف عنا أصدقاءنا.

وبصفتنا مواطنين معنيين بالأمر، يتعين علينا أن نقنع واشنطن بتغيير منهجيتها واستعادة الزعامة الأخلاقية وفقا لمعايير حقوق الإنسان الدولية التي كنا نتبناها رسميا بصفتها معايير شخصية لنا وظللنا ندافع عنها على مر السنين.

* الرئيس الـ39 للولايات المتحدة ومؤسس «مركز كارتر» والحائز جائزة نوبل للسلام عام 2002

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

فضيحة إيرانية جديدة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ثاني يوم فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر بثت وكالة أنباء فارس الإيرانية، وهي إحدى الوكالات التي تمثل ذراعا من الأذرع الإعلامية الإيرانية البارزة في ترويج خطاب المرشد، والحرس الثوري، وكذلك الرئيس الإيراني، مقابلة صحافية مطولة زعمت أنها أجرتها مع الرئيس المصري الجديد.

أحدثت تلك المقابلة المزعومة، التي قالت وكالة فارس إن مراسلها بالقاهرة قد قام بإجرائها مع الرئيس مرسي «قبل توليه بدقائق لمنصب الرئاسة المصرية رسميا».. أحدثت تلك المقابلة ردود فعل غير هينة في الداخل المصري وخارجه، حيث نسبت الوكالة للدكتور مرسي قوله إنه «يجب علينا استعادة العلاقات الطبيعية مع إيران على أساس المصالح المشتركة للدولتين، وتطوير مجالات التنسيق السياسي، والتعاون الاقتصادي لأن ذلك سيحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة، وهذا كان ضمن برنامجي برنامج النهضة». وأضافت الوكالة الإيرانية أن الرئيس المصري الجديد قد نفى «ما سوقت له بعض وسائل الإعلام العربية بأنه ينوي زيارة السعودية كأول زيارة رسمية له بعد توليه منصب رئيس الجمهورية، قائلا إني لم أصرح بهذا، ولم يتم حتى الآن تحديد أولى الزيارات الدولية بعد نجاحي في انتخابات الرئاسة»!

وبالطبع سارعت الرئاسة المصرية، وحملة الدكتور محمد مرسي، لنفي المقابلة والقول بأنها لم تجر من الأساس، إلا أن وكالة فارس لم تزل تتمسك بها وتنشرها على موقعها باللغتين العربية والفارسية، وحتى كتابة هذا المقال، والطريف أن الوكالة الإيرانية قامت بوضع تسجيل صوتي كامل للمقابلة، ويظهر من الاستماع له أن المتحدث ليس بالدكتور مرسي على الإطلاق، وقد استمعت إليه بنفسي، وهذا ما أشارت له أيضا وكالة رويترز حيث قالت إن الصوت لا يطابق صوت الرئيس المصري الجديد. ونقول «الطريف» حول وضع وكالة أنباء فارس لتسجيل صوتي للمقابلة المزورة، والمزعومة، لأن التسجيل الصوتي موضوع برفقة النص الفارسي وليس العربي، وكأن القارئ الإيراني سيستوعب النص الصوتي العربي والمرافق للحوار المنشور نصه بالفارسية!

والحقيقة أن هذه الفضيحة الإعلامية الإيرانية ليست بالأولى، ولن تكون الأخيرة، بل إن لها سوابق عدة بوسائل إعلام إيرانية مختلفة، وخصوصا الناطقة باللغة العربية، سواء الصادرة من إيران، أو العراق، أو لبنان، وأيا كان نوع تلك الوسائل، سواء مقروءة، أو مرئية، فالفبركة، والتزوير، لعبة إعلامية شهيرة لكثير من وسائل الإعلام الإيرانية، حيث تقوم تلك الوسائل، والمواقع الإنترنتية، المحسوبة على طهران بالقيام بما سميته سابقا بعملية «غسيل الأخبار» حيث يتم تسريب أخبار، ومقابلات، وتصريحات، مختلقة بإحدى الوكالات الإيرانية، أو المواقع المحسوبة عليهم سواء مما هي قريبة من حزب الله أو خلافه، ثم تتولى باقي الوسائل الإيرانية، ومن يدور بفلكها، ترويج تلك الأخبار، وحينها لا يهم كل ما يصدر من نفي، أو إنكار، لتلك الأخبار حيث تكون قد سرت سري النار بالهشيم، والضحايا بالطبع ليسوا دولا فقط، بل يتم استهداف رموز، وقادة، وساسة، حتى الإعلاميين، وبالطبع فإن أكثر من يشارك في تلك الفضيحة، التزوير، ومنذ زمن طويل، هو الإعلام الأسدي بكل أنواعه. فليتنا نتنبه لذلك.

 

حزب الله» يعطّل الدولة تبريراً لسلاحه

شارل جبور/جريدة الجمهورية

من حسنات الحوار القليلة أنّه أعاد تذكير اللبنانيّين بالحجج التي يتسلّح بها "حزب الله" دفاعاً عن سلاحه. هذه الحجج التي تظهر مدى ضعف منطقه وعدم تماسكه وعجزه عن إقناع فئة المتردّدين وليس بالتأكيد الرافضين والمشكّكين أصلاً. وهذا بحدّ ذاته إنجاز حتّى لو أنّه لا يقدّم جديدا، إذ من المفيد بين الحين والآخر تعرية منطق "حزب الله" ومن مسؤولي الحزب أنفسهم عملاً بمبدأ "من فمه أدينه".

فليس تفصيلاً أن يستهجن رئيس الكتلة النيابية للحزب وممثله في الحوار النائب محمد رعد المطالبة بتسليم قرار الدفاع إلى حكومة "لا تستطيع على مدى ثمانية أشهر أن تحرّك مشاريع إنمائية"، متجاهلاً أنّ هذه الحكومة حكومته بامتياز، ويرفض حتى البحث في استبدالها بحكومة نكنوقراط أو وحدة وطنية. فإذا كانت مليئة بالتناقضات وعاجزة عن تسيير شؤون البلاد والعباد، كما هو حاصل، فلماذا هذا التمسّك الأعمى باستمرارها والاستماتة في الدفاع عنها؟

فالنائب رعد يتحدّث وكأنّ الحكومة هي حكومة 14 آذارية أو وحدة وطنية وفريق 14 يتولّى تعطيل عملها، ولكن في مطلق الأحوال المسألة تتعدّى ذلك إلى محاولة تظهير واقع سياسي على الشكل الآتي: المقاومة غير مستعدّة لتسليم سلاحها إلى دولة ضعيفة، لأنّ هذا الأمر يقود إلى العودة لمعادلة "قوّة لبنان في ضعفه"، في حين نجحت المقاومة في قلب هذه المعادلة وتحويلها إلى "قوة لبنان في منعته ومقاومته" أو "جيش وشعب ومقاومة"، وبالتالي قبل استعادة الدولة حضورها ومقوّماتها وقوّتها لا مصلحة وطنية وقوميّة ومبدئية بتسليح سلاح هذه المقاومة.

ولعلّ خطورة هذا المنطق تكمن في الآتي: بما أنّ السلاح هو علّة وجود "حزب الله" الذي ليس بوارد تسليمه والتنازل عنه، فضلاً عن أنّ هذا القرار يعود بالدرجة الأولى إلى طهران، فإنّ إبقاء الدولة مفكّكة وضعيفة ومشتّتة ومشرذمة بات، بمنطق الحزب، وظيفة ومهمّة هدفها الأساسي تعطيل قيام الدولة تبريراً لاستمرار السلاح.

وهذا ما يفسّر كلّ أداء "حزب الله" وسلوكه منذ حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة مروراً بحكومة الرئيس سعد الحريري وصولاً إلى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الأخيرة، هذه الحكومة التي كشفت المستور، لأنّه إذا كان تمويه التعطيل متاحاً في الحكومات التي سبقتها نتيجة تركيبتها وتوازناتها، فإنّ التعطيل المتمادي في الحكومة الحالية لا يمكن تفسيره إلّا كونه تدعيماً لنظرية الحزب بأنّ الدولة اللبنانية عاجزة وغير قابلة للحياة بمعزل عن طبيعة حكوماتها أكانت وحدة وطنية أو من لون واحد على غرار الحكومة الميقاتية.

فالتعطيل بهذا المعنى متعمّد وعن سابق تصوّر وتصميم وللأهداف المنوّه عنها أعلاه. وطالما إنّ "حزب الله" من نفس طينة النظام البعثي الأسدي فليس مستغرباً عليه أن يقتبس المنطق السوري نفسه.

فكلّ نظرية هذا البعث كانت تدور حول فكرة "فرق تسُد" وأنّ الانسحاب السوري من لبنان يقود حتماً إلى تجدّد الحرب الأهلية بين اللبنانيين العاجزين عن إنجاح تجربة عيشهم المشترك وبناء الدولة، وبالتالي كلّ هم هذا النظام كان يتركّز على خلق التناقضات بين المذاهب والطوائف تبريراً لاستمرار جيشه في لبنان، وأكثر ما كان يستفزّه ويقضّ مضجعه التقاء اللبنانيّين مسيحيّين ومسلمين حول عناوين وطنية كان يسارع إلى إجهاضها في مهدها خشية على وجوده في لبنان، وانتفاضة الاستقلال خير دليل على أنّ توحّد القسم الأكبر من اللبنانيّين أدّى إلى إخراج هذا الجيش.

وعليه، واصل الحزب اعتماد السياسة نفسها مع فارق أنّ النظام السوري كان من مصلحته إظهار أنّ الأمن ممسوك بوجود جيشه، فيما من أولوية الحزب إظهار أنّ الحكومات غير القادرة على إنجاز الموازنات وإدارة ملفّات الناس الحياتية والحيوية ليست بمستوى الدفاع عن لبنان وأمنه وسيادته. ولكنّ المستغرب يبقى في رفض الحزب الاتّعاظ من تجارب غيره وما آلت إليه هذه التجارب التي ستنسحب حكماً على تجربته مهما طال الزمن أو قصر.

فاللغة التي يستخدمها قديمة وتنتمي إلى زمن انتهى، على ما يحلو لأحد أبرز قيادات انتفاضة الاستقلال توصيفها، وإن دلّت على شيء فعلى أنّه يعيش حالة من الإفلاس السياسي، وكلّ همّه بات ينحصر في كيفية تبرير استمرار سلاحه، حتى ولو على حساب مصالح الناس وأمنهم، وما الفلتان الأمني القائم، والعجز الحكومي على كافّة المستويات، إلّا محاولة مكشوفة من قبل "حزب الله" لتبيان عجز الدولة وتحوير الأنظار عن سلاحه واستباق التطوّرات السورية المحتومة بتحسين شروط مفاوضاته في لبنان على قاعدة أنّ الأزمة اللبنانية لا تنحصر بسلاحه، إنّما مفتوحة على السلاح المنتشر و"الخلافات الجوهرية" بين القوى السياسية في النظرة حيال لبنان ودوره...

 

العقل السياسي الشيعي في متاهته/نهر من الاعداء المتدفق كما لم يسبق ان حصده الشيعة اللبنانيون في تاريخهم

علي الأمين

يمكن القول إنّ التخبط والإرتباك هو السمة الابرز في المشهد السياسي الشيعي اليوم. لا يقتصر الحال هذا على لبنان فحسب بل يتجاوزه إلى ما هو أبعد: إلى المشهد الشيعي في العراق. وليست سورية بخارجة عنه بعدما تماهت القيادة الايرانية مع النظام السوري وتشبثت بالرئيس بشار الاسد رغم كل الجرائم التي ارتكبت بحق فئة واسعة من السوريين. لا بل ثمة تماه بين العصبيتين العلوية والشيعية، بحيث بات المشدودون اليهما، والنابذون لهما، لا يرون اي تمايز بينها. باختصار ثمة اقحام غير مبرر للشيعة في معركة حماية الاستبداد البعثي في وجه ارادة التغيير لدى السوريين عموما.

إرتباك وتخبط يمكن تلمسهما في الميدان اللبناني اليوم. فقد ألف مناصرو السيد حسن نصر الله وجمهوره أن يخرج عليهم بين الحين والآخر ليتلو عليهم امر اليوم. يحدّد لهم الحليف والصديق ويشير إلى عدوهم ويصوب على لائحة الخصوم. إلى ما هنالك من مقولات تخفّف عنهم أثقال التفكير وتطوي من ذاكرتهم مفهوم الأسئلة والاجتهاد كي لا تستدرج في الوعي أيّ نوع من المحاسبة. وظلت العصبية وانشدادها هي الغاية المنشودة، تلك التي طالما اشتدت حين يعاد، مرّة بعد مرّة، تذكيرهم بأنّ في لبنان من يريد إعادة الشيعة الى القمقم. أو كما اخبرهم السيد نصرالله اكثر من مرّة: ثمة من يريد ان يعيدكم ماسحي أحذية أو عمالا في المرفأ. اليوم لا يخرج عليهم من يقدم لهم إجابات شافية عن الخصم والعدو، عن الصديق والحليف، عن السنّة، عن الثورات، عن الاسلاميين الآتين على أكتاف الربيع العربي، عن الحكومة، عن الماء والكهرباء، عن السلاح، عن المحكمة الدولية عن عن عن... إرتباك وتخبط ايضا يطلق العنان للتجييش المذهبي من خطر سلفي داهم من جهة الشرق، أو خطر سنّي يريد للشيعة الهلاك وان "صاحب العصر والزمان" يستعد للخروج. فالعقل السياسي الشيعي المهيمن في لبنان لم يسع (ولا اقول لم ينجح) الى نقل جمهوره واللبنانيين الى مصاف المواطنة. خصوصا حين صارفي موقع الغالب وليس المغلوب، او بالاحرى المتقدم لجهة تحقيق الانتصارت، او القابض على وعودها، حين كانت تبدو مخبأة في جيبه.

هذا الجمهور يتحسّس مآزقه أينما كان. بعضه كان يتمنى ازاء ما يجري في مصر لو ان حسني مبارك لم يزل على رأس السلطة، وآخرون كادوا يقيمون مجالس العزاء على مقتلة معمر القذافي، وآخرون مغرقون في مذهبيتهم صاروا يترحمون على علمانية تونس زين العابدين بن علي. أما "الاخوان المسلمون" فحينا هم اداة المشروع الاميركي، ثم يفاجئهم موقف ايراني رسمي يشيد بالصحوة الاسلامية في مصر وبانتصارهم. اما في سورية فالاخوان المسلمون هم الخصم، وفي مصاف القتلة. اما حركة حماس فحدِّث مع بعض الحرج. لم يخرج السيد نصرالله عليهم لينزّه الحركة عن التورط في مشروع تفتيت المنطقة الى طوائف ومذاهب. كما لم يتهمها، وهذا وحده كفيل بتظهير الإرتباك والتخبط... لكن بالتأكيد لم يصل الحال مع "حماس" بعد، الى الترحم على الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

تخبط وارتباك وارتياب أيضا، من المخيمات الفلسطينية ومن السوري كمواطن أيضا. ربما لم ينتبه هذا العقل السياسي الشيعي الى ان جريمة اختطاف المدنيين اللبنانيين في سورية واستمرارها أعادت اكثر من مئتي ألف سوري كانوا يقطنون في مناطق شيعية لبنانية الى بلدهم. لم يكن الطرد منظما لكنه لم يكن عفويا في المطلق. تورطت بعض الاحزاب في عملية الطرد، لتضيف عناصر جديدة إلى المشهد السوري. عناصر تضخ في العصبية المقابلة وفي نهر الخصوم والاعداء المتدفق كما لم يسبق ان حصده الشيعة اللبنانيون في تاريخهم. وقمة الإرتباك تبدو واضحة في ردود بعض النافرين: إنهم يكرهوننا لأننا نريد ان نقاتل اسرائيل. تهافت الإرتباك والتخبط يبرز ايضا، في امتهان الدين والشريعة من اجل مكاسب سياسية ضيقة. الغريب ان تصدر فتوى من مرجعين شيعيين في ايران، قريبين من السلطة الرسمية فيها، الاولى تداولتها بعض المواقع الاخبارية ولم يجر نفيها يجيز فيها هذا المرجع لسائليه قتل اللاجئين السوريين إلى لبنان تحت حجة قيامهم بجرائم حتى لو أدى ذلك إلى إصابة الأبرياء لأنّ ذلك يدخل في عداد القتل الخطأ. وثانية تصدر من مرجع آخر يحرم على مقلديه، الذين ينتمي معظمهم الى حزب الدعوة الحاكم والتيار الصدري، انتخاب العلمانيين. وهي الفتوى الدينية التي كان هدفها السياسي المباشر تثبيت سلطة الرئيس نور المالكي بمنع التقارب بين التيار الصدري وتيار أياد علاوي. فتوى طمأنت المالكي على موقعه الرئاسي، وأحرجته لجهة تبرير تحالفه مع الرئيس جلال طالباني العلماني، فضلا عن شرعية انتخابه كرئيس للبلاد. "فصل الخطاب" أنّ العقل السياسي الشيعي المهيمن اليوم في لبنان يتخبط بين خيبة وعداء ضدّ فضاء اسلامي، ورذل ضدّ فضاء عربي، وعجز متمادٍ عن تظهير هوية وطنية تحمي الشيعة ... انه الإرتياب حتى من الذات.

كاتب لبناني/البلد

 

لا  ردّة فعل عونية بعد انضمام "حزب الله" إلى حزب "فليحكم الإخوان" الذي اتُّهم جعجع بإنشائه

حزب الله يخذل حلفاءه ويرحّب بحكم "الإخوان

اسعد بشارة/الجمهورية 

لا يمكن قياس ما شعر به الجمهور العوني حين قرأ البيان الترحيبي الحار الذي أصدره «حزب الله» احتفالاً بفوز مرشّح الإخوان المسلمين محمد مرسي. لكنّ هذا الجمهور لم يشنّ كعادته حملات ردّة الفعل الأولى على "حزب الله"، بعدما انضمّ الأخير إلى حزب "فليحكم الإخوان"، الذي اتُّهم سمير جعجع بإنشائه أخيراً، عندما أجاب عن سؤال عن طريقة تعامله مع أيّ فوز متوقّع للإخوان في انتخابات نزيهة تجري وفق المقاييس المعروفة والمقبولة. وقد أتى ترحيب الحزب بفوز مرسي، كما ترحيب النظام السوري نفسه بهذا الفوز، ليضع العماد ميشال عون في الخانة التي رسمها لنفسه. وكما لم يمانع العماد عون خوض معركة إسقاط المحكمة الدولية، والدفاع عن حملة السلاح أكثر ممّا يدافعون هم عن أنفسهم، لم يتأخّر في خوض معركة باسم من سلّمه الأمر والثقة من المسيحيين، في وجه الثورات العربية التي تحمل قيم تغيير طالما انتظره مسيحيّو لبنان والمنطقة. هذا في وقت لم يقطع حليفه "حزب الله" يوماً خيوط التواصل مع الحال الإسلامية في لبنان والعراق والأردن، خصوصاً في مصر التي يحاول فيها الحزب مع الإخوان المسلمين ترتيب علاقة شبيهة بعلاقته مع حركة "حماس". وليس خافياً أنّ شخصيات إسلامية، كالمحامي محمد سليم العوا، تعمل باستمرار في هذا الاتّجاه، وليس خافياً أيضاً أن طرفاً كالجماعة الإسلامية في لبنان كلّفها "حزب الله" مهمّة استكشاف سبل تقوية هذه العلاقة. وليس خافياً أخيراً أنّ إخوان مصر لم يتجاوبوا مع هذه المحاولات، وقد أبلغوا إلى الحزب أنّ التواصل معه مؤذٍ شعبيّاً، نظراً إلى وجود شعور عدائي لدى الشارع المصري من دعم "حزب الله" وإيران النظام السوري. وما يعرفه العماد عون جيّداً، ليس فقط سعي "حزب الله" إلى التواصل مع إخوان مصر، بل مع إخوان سوريا الذين رفضوا عرضاً إيرانياً بتقاسم السلطة مع النظام السوري. هذا التواصل ليس سرّاً، وهو يهدف إلى ترتيب العلاقة مع الحال الإسلامية التي ستشارك في الحياة السياسية في مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري، ذلك على رغم معرفة الحزب أنّ ترميم صورته السابقة المشرقة بات صعباً، وأنّه لو نجح في ترتيب علاقة مع بعض التيارات الإسلامية في هذا البلد العربي أو ذاك، فإنّ ذلك لن يعفيه من المحاسبة بسبب موقفه الداعم للنظام السوري. وإذا كان "حزب الله" قد نجح في أرجحة موقف العماد عون بين ليلة وضحاها، ونقله من موقع الداعم للثورات العربية في مصر وتونس، إلى الموقف النقيض فور اندلاع الثورة السورية، فإنّ عون سيبقى وحيداً في دعمه النظام. "فليحكم الإخوان"... موقف أراد منه سمير جعجع أن لا يضع المسيحيين في لبنان والعالم العربي في مواجهة مع الديموقراطية وما ستفرزه من نتائج، حتى لو أدّت إلى فوز الإخوان بنسبة لا تزيد عن ثلاثة في المئة من مجموع الأصوات (كما في النموذج المصري).

 

عون ترأس الإجتماع الدوري لتكتل "التغيير والإصلاح" في الرابية: سلطة الدولة مفقودة وإحراق الإطارات موضة وحتى فتح الطريق يتم بالتفاوض

وطنية - 26/6/2012 عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي في الرابية برئاسة بعده النائب العماد ميشال عون الذي قال بعد اليوم : " بحثنا اليوم العديد من المواضيع، منها ما يتعلق بقوانين في حاجة لتعديل وهي مقدمة لمجلس النواب، ومنها ما يتعلق بالمعالجين الفيزيائيين الذين قدموا مشروع قانون لنقابتهم، يحتاج الى تعديل بعض المواد فيه. ودرسنا أيضا موضوع كتاب العدل الذين يريدون إدخالهم إلى السلك العام من دون أن يقوموا بامتحانات مجلس الخدمة المدنية، وهذا الأمر بحاجة لإعادة نظر".

اضاف: "من ناحية أخرى لفتتنا مفارقة معبرة: في حزيران من العام  1982السلطان وليد جنبلاط يستقبل شيمون بيريز في المختارة، وفي حزيران من العام 2012، صهر السلطان "الداماد"، يطرد السفير الإسرائيلي من إجتماع في قبرص. ثلاثون عاما تفصل بين الحدثين.. فهل هناك ما يقال عن هذا الموضوع؟"

وتابع: "لقد نظم أكرم شهيب مظاهرة في عاليه وداس على صور الوزير جبران باسيل، بسبب إنقطاع التيار الكهربائي في عاليه. السيد أكرم شهيب نفسه، الوزير الإشتراكي التابع لوليد جنبلاط، يقول في حديث لصحيفة الشرق الأوسط في 22 حزيران 2012 "إنهم، بالإشتراك مع رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، اتفقوا على تكوين مجموعة في الحكومة لعرقلة مشاريع ميشال عون وجبران باسيل".. وهكذا، فإن من عرقل المشاريع كان هو نفسه من داس على الصور. نحن نشكر هذه الجماعة التي نتعامل معها في مجلس النواب والوزارة على تصرفهم الإيجابي والبناء مع زملاء لهم، كما نشكرهم على المؤامرات الدنيئة التي يقومون بها".

وقال: "وليد بيك، من حين لآخر، يطلق تصريحات يهاجمنا عبرها، وهذا ما ذكرني بأمر حصل معي يوم كنت قائدا للجيش، فقد جاءني قائد المخابرات وأخبرني أن هناك شخصا يقوم بشتمي مرارا وتكرارا.. وسألني هل يوقفه للتحقيق معه، فقلت له: إياك أن تقوم بذلك. فقال: أتريد أن يستمر بشتمك بهذه الطريقة؟ قلت له: بالطبع. إن لم يشتمني هو وأمثاله، فهذا يعني إني مثلهم، أما إذا شتموني فهذا يعني إني "إدامي".. إدفع له المال لكي يستمر بشتمي. على أمثاله أن يشتموني ليعرف الناس أنني رجل "آدمي". لذلك، شكرا وليد بيك على الشتائم، وأتمنى أن تستمر فيها، ولن أرد عليك من الآن وصاعدا، وإن توقفت فأنا مستعد لدفع المال لأشخاص مثلك كي يكملوا مسلسل الشتم".

وأشار: "من ناحية أخرى نسمع أن هناك تسويات على حدود لبنان البحرية، على الخط الممتد من قبرص حتى الحدود اللبنانية. يجب أن يكون لكل تعديل بهذا الخط وكل اتفاق أو تعديل بالخرائط موجباته وأسبابه وأن تكون مصالح لبنان محفوظة فيه، فالجميع لديه مصلحة أن يحل هذا الموضوع مع احترام حقوقنا ومصالحنا، لأن هذا من شأنه أن يؤمن الإستقرار في المنطقة، وهذا الإستقرار يجعل كل دول المنطقة تعمل بالنفط، ومنها لبنان، فنحصل نتيجة لذلك الإزدهار وزيادة الإنتاج الوطني، ونعوض عن الأموال المهدورة والمسروقة، ونعود لنستأنف دورة الإعمار في البلد".

أسئلة وأجوبة

سئل: الظواهر الأمنية المتنقلة والمباشرة متكاثرة في هذه الفترة، لماذا في هذا الوقت بالذات وعلام تدل؟

أجاب: "ذلك لأن المسؤولين في أغلب الأحيان متواطئون مع الأحداث الأمنية، يحرضون على تظاهرات وحرق دواليب، فأصبحت "موضة" كل شخص يريد أن يعترض على أمر ما، ينزل دواليب ويحرقها ويقوم بما يريد. السلطة أضحت متفرجة، وكأنها ليست مسؤولة.. هذا هو جوابنا عن هذا النوع من الأسئلة، إلى أن يصدر جواب رسمي من المسؤولين عن الأمن. هناك قوى أمن يجب عليها أن تتصرف تلقائيا، هي لا تحتاج في كل مرة إلى تكليف من الأمن الداخلي أو تكليف من مجلس الوزراء أو من مجلس الدفاع القومي، فهذا الأخير لا ينعقد إلا عندما يكون هناك أعمال حربية أو أعمال إستثنائية تستدعي استعمال الوسائل الثقيلة. أما في حفظ الأمن، فهل في كل مرة يجب طلب الإذن للتصرف؟ أيتطلب الأمر مرسوما أو قرارا وزاريا؟ الجيش مكلف بحفظ الأمن في بعض الأماكن، وقوى الأمن مكلفة بحفظ الأمن، وعليها أن تتحرك فورا. لكن هذا الأمر لا يحصل، بل يقفون متفرجين، وكله يحصل بالتفاوض".

أضاف: فتح الطريق أصبح بالتفاوض، والذهاب إلى المنزل بالتفاوض، والدخول إلى المؤسسات الرسمية أيضا صار يتطلب تفاوضا وصار بالإمكان إغلاق المؤسسات وتعطيلها، فأين سلطة الدولة؟ سلطة الدولة هذه مفقودة.

سئل: سمعنا اليوم معلومات أن هناك أصداء إيجابية عن الحوار، ما كان رأيك بهذه الجلسة تحديدا؟

أجاب: "تحدد إطار الجلسة اللاحقة في 24 تموز. أعتقد أننا استفضنا بالأفكار العامة، ولاحقا سنضع هذه الأفكار ضمن إطار محدد حتى نخلص الى نتائج فعلية".

سئل: من يدعم التيار "الوطني الحر" في انتخابات الكورة الفرعية؟ مرشح القوات اللبنانية أم مرشح الحزب القومي السوري الإجتماعي؟

أجاب: "لم نتخذ قرارا بعد".

سئل: قيل إن زيارتك لزحلة لم تكن ناجحة، هل خسر العماد عون حلفاءه في زحلة وبالتالي انتخابات العام المقبل؟

أجاب: "أربح شعبا لا حلفاء، الإنسان يكون حليف نفسه وحليف مواطنيه قبل كل شيء، وهناك تتحدد الخسارة والربح، ولا يتحددا بأشخاص".

سئل: هل هناك خوف من عودة الإغتيالات السياسية على الساحة في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة التي تشهدها البلاد؟

أجاب: "في لبنان، كل شيء معقول. لا يمكن لأحد أن ينفي أمرا أو يؤكده".

 

ندوة في باريس عن "تحديات زيارة البابا إلى لبنان"/خير الله :كنيسة لبنان تريد ان تكون "ملح الأرض" لنشر المحبة

وطنية - باريس - 27/6/2012 - نظمت "مبرات الشرق"، وهي جمعية تضم مسيحيي فرنسا الذين يعملون لخدمة مسيحيي الشرق، ندوة في باريس أمس بعنوان :"رحلة البابا إلى لبنان: تحديات كبيرة في عالم عربي في غمرة التحول"، أدارها الممونسنيور برنار بودفان، الناطق باسم أساقفة فرنسا، وشارك فيها رئيس كهنة أبرشية البترون المطران منير خيرالله،المدير العام لمبرات الشرق المونسنيور باسكال غولنيش، والخوري سمير خليل سمير، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام في لبنان الخوري عبده أبو كسم والأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس الدكتور جو باحوط.

وحضر الندوة التي عقدت في مقر مؤتمر أساقفة فرنسا في باريس عشرات من مختلف وسائل الإعلام الفرنسية المرئية والمسموعة والمكتوبة وعدد من الصحافيين اللبنانيين من بينهم رئيس نادي الصحافة العربية سمير تويني ونائب رئيس ملتقى الصحافيين العرب والأوروبيين في باريس الدكتور جورج ساسين.

إستهل المطران غولنيش بكلمة أكد فيها على "أهمية زيارة البابا بينيدكتوس السادس عشر إلى لبنان من 14 إلى 16 أيلول المقبل "هي رسالة إلى كل الشرقين الأوسط والأدنى"، حيث ستجري في مناخ اجتماعي ـ سياسي متوتر جدا لاسيما أن ثلاثة بلدان وهي مصر وسورية والعراق يعيشون أياما عصيبة، فيما لا يزال مليون ونصف مليون مسيحي في السعودية محرومين من ممارسة شعائرهم الدينية. فالزيارة الأولى للبابا ستكون ليس لمساندة "المعسكر المسيحي في مواجهة المعسكر المسلم" بل لتذكير المسيحيين برسالتهم لبناء مجتمع عادل مع جميع ذوي النيات الحسنة، والتذكير أيضا بالهوية المميزة للكنائس الشرقية، وبما يجمعها من روابط مع ضفتي المتوسط".

ثم أعقبه الأستاذ جو باحوط، المستشار الدائم لدى مديرية الاستشراف التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية، بمداخلة بعنوان "مستقبل المسيحيين في المحيط الإقليمي" ركز فيها على الصراع بين الخوف والرجاء في ظل "الثورات العربية"، ذلك أن المسيحيين في مصر وسوريا والعراق عاشوا خلال العقود القليلة الماضية مرحلة من الاستقرار النسبي في كنف أنظمة مستبدة نتيجة الانقلابات العسكرية المتواصلة، والازدهار النسبي مقارنة بمرحلة بناء الدول. ولقد شكلت هذه الأنظمة بالذات درعا مدنيا علمانيا قويا يعطي مكانة مهمة للمسيحيين وللأقليات الأخرى وكذلك للنساء بخلاف ما هو حال الجزيرة العربية.

وابدى تخوفه من استغراق دورة التحولات وما يطلق عليه من "ثورات عربية" نحو عقد من الزمن، ومن الطبيعي أولا، في هذه الحال أن تشعر الجماعات الضعيفة بعدم الاستقرار والأمن. ثانيا، أن التيارات الاسلامية هي المحرك الأساسي في هذه الثورات، ثالثا، إحباط المسيحيين المشرقيين من الغرب الذي تعامل بطريقة مصلحية مع الأنظمة المستبدة وتخلى عنهم سواء في العراق ولبنان. أما الرجاء فقد يتمثل برأيه في معاودة الحوار مع الأكثرية على غرار أعوام 1880 ـ 1890 في زمن النهضة وانطلاق الفكر القومي الذي أتاح للمسيحيين العيش بطمأنينة، وذلك بهدف إعادة إنتاج مشروع سياسي جديد مع قوى الأمر الواقع بعد توضيح عدد من المفاهيم ومنها على سبيل المثال، "الدولة المدنية".

خير الله من جهته، إستخلص المطران منير خيرالله دروس سينودوس المطارنة من أجل لبنان لعام 1995 والمراحل التي قطعها على ضوء نموذج لبنان "البلد ـ الرسالة" الذي أطلقه البابا يوحنا بولس الثاني في 1989 ، وهو نموذج للعالم بأسره، رسالة تحاب وحرية وديموقراطية. وعرض اهمية موقعه الجغرافي حيث أن واجهته الكنعانية متجهة إلى البحر نحو الغرب، وواجهته الآرامية إلى الصحراء نحو الشرق.

وشرح المطران خيرالله بالتفصيل الجوانب التاريخية إذ شكل لبنان ملجأ لكل الأقليات المسيحية والمسلمة في الشرقين الأوسط والأدنى، فنجحت في العيش سوية في جو من الحرية والإحترام داخل الأمبراطوريات المتعاقبة، كما نجح اللبنانيون في الحقبة المعاصرة في إيجاد توازن بين كل المكونات في ظل إحترام إختلافاتهم، فبنوا دولة تعددية دينيا وثقافيا وسياسيا، أي دولة نقيضة لدول تريد أن تكون متفردة. إنها أسباب غنى هذه الدولة المتعددة من جهة وضعفها ومعضلاتها المعاصرة من جهة اخرى.

ولفت في الكثير من المواضع إلى الإرشاد الرسولي والفكرة المركزية للوحدة في التنوع وضرورة اعتماد نهج الحوار بين المسيحيين والمسلمين في لبنان على قاعدة احترام مشاعر الأشخاص والطوائف الذي هو عنوان الإلفة وبناء المجتمع. وأكد المطران خيرالله "أن كنيسة لبنان تريد ان تكون "ملح الأرض" كما أوصاها المسيح لنشر المحبة ، وتجديد ذاتها على كل الأصعدة وهو ما بدأت به مع غبطة البطريرك بشاره الراعي. والكنيسة تريد إقناع العالم بان لبنان ضرورة من أجل مستقبل الشعوب، ويجب الحفاظ عليه بأي ثمن، وتحرص ايضا على إبقاء دوره الرائد في العالمين العربي والإسلامي رغم الحروب والتحولات الجارية". أما الخوري سمير خليل سمير الذي ساهم بشكل رئيسي في خطة عمل البابا للشرق الأدنى فتحدث عن "التحديات ومشاريع الكنيسة للغد" مركزا على عدم شعور المسيحيين بالأمن بالنسبة لمستقبلهم وذلك بسبب صعود التيارات الإسلامية منذ بداية السبعينيات بتمويل من السعودية وانضمت إليها قطر مؤخرا. وتنامي تأثير الاخوان المسلمين والسلفيين يزعج المسلمين وكذلك بالطبع المسيحيين. وهذا ما يدفع هؤلاء إلى التعلق بما خبروه ولو كان نظاما مستبدا على الأقل لأنه يترك لهم حرية المعتقد والإيمان. ما يطلبه المسيحيون هو الأمن للأفراد وللجماعات والتمسك بالمواطنة والإهتمام أكثر بالفقراء من قبل رعاة الكنيسة. وما يطلبه البابا هو التذكير بأن للمسيحيين في الشرق رسالة إنسانية وروحية كجزء من العالم العربي، وذلك للحؤول من دون هجرتهم التي هي لأسباب إقتصادية أولا ولطلب الحرية والمساواة. ولهذا فان السينودوس قام على مفهوم اساسي وهو "معا نبني" مجتمعا حرا وعادلا، ولهذا لا بد من الانخراط أكثر في الهيئات المدنية والاجتماعية والثقافية، وتعزيز الوحدة المسكونية مع كل الكنائس، وإعادة تثقيف المسيحيين وتعليمهم على قيم المحبة والأخوة والإيمان". وفي الختام، شرح الخوري أبو كسم برنامج الزيارة وتفاصيلها العملانية للصحافيين. وكانت هناك أسئلة حول عدد من المسائل.

 

ندوة "الكنائس الشرقية": عروبة الإنسان وليس الدين

المستقبل/في إطار سلسلة محاضرات "ثلاثاء كلية العلوم الدينية" حول "كنائسنا الشرقية"، نظمت كلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف بالتعاون مع مركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات، ندوة بعنوان "الكنائس الشرقية: مكامن القوة والتحديات المستقبلية"، بمشاركة مطران بيروت وجبيل وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك كيرلس بسترس والرئيس العام السابق للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي بولس نعمان، وذلك في حرم العلوم الإنسانية طريق الشام. حضر الندوة رئيس أساقفة البرازيل للموارنة المطران إدغار ماضي، والمطرانان بول روحانا ودانيال كورية والأمين العام للجنة الوطنية المسيحية الإسلامية للحوار محمد السماك ورئيس الجامعة الأب سليم دكاش وفاعليات.

بعد ترحيب من دكاش الذي اعتبر أنه "لا يكفي أن نكون موجودين كمسيحيين بل أن نكون حاضرين، وبهذا الحضور نكون أقوياء"، قدم الجلسة وأدارها مدير مركز الدراسات الإسلامية - المسيحية في جامعة البلمند الأب جورج مسوح الذي سأل "هل ما يجري اليوم في العالم العربي ربيع أم لا؟".

ورأى المطران بسترس أن "من مكتسبات تاريخ العيش معاً بين المسلمين والمسيحيين في الشرق العربي هو أن المسلمين والمسيحيين قد اقتنع معظمهم بأنه لا بد لهم من أن يقبل بعضهم بعضاً مختلفين".

وأشار الى أن "المطلوب من القلة من المثقفين المعتدلين أن نكون كالخمير في العجين لنؤثر على المجموعة".

وتحدث الأباتي نعمان عن "مصير إنسان الشرق الأوسط، لأن مصير المسيحيين هو ذاته مصير أبناء الشرق"، لافتاً الى أن "مشكلة البلدان في الشرق الأوسط أنها غير قابلة لتطوير بنيانها الروحي والاجتماعي، وبدل التركيز على سياسة الإنماء البشري المتكامل، ركزوا على سياسات التسلح".

واعتبر أن "التحديات ليست جديدة على المسيحية، ومن الضروري أن ترافق الكنيسة في مسيرتها"، مشدداً على "أهمية تخطي الخلافات والانقسامات المسيحية والتوصل الى برنامج عمل مشترك".

ورأى نعمان أنه "مع مستجدات الربيع العربي الناشئ، لا بد من استنباط مفهوم جديد، هو مفهوم الإنسان بوجوده الجسدي والنفسي والروحي"، لافتاً الى أن "العروبة هي عروبة الإنسان وليس الدين".

 

أهداف زيارة البابا للبنان أُعلنت في الـ"الأوفر دوريان": مؤكَّدة حتى اليوم من دون استبعاد إلغائها

سمير تويني/النهار

 أعلن صباح امس في مركز "اعمال الشرق" (أوفر دوريان) في باريس عن زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان من 14 الى 16 ايلول المقبل. وعرض أهداف الزيارة مدير المركز المونسنيور باسكال غولنيش ومطران البترون منير خيرالله والاب اليسوعي الخبير في شؤون الشرق الاوسط سمير خليل ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده ابو كسم والباحث في العلوم السياسية جوزف باحوط. وتؤكد الزيارة ذات الاهمية الكبرى الدور الاساسي لمسيحيي الشرق حيث جذورهم، في حين يشعرون بمخاوف تتعلق بمستقبلهم. وبينيديكتوس السادس عشر يؤمن بأن للمسيحيين دوراً في الشرق الاوسط وعليهم ان يشاركوا في المجتمع المدني لأنهم يشكلون مع المسلمين شعباً واحداً في خدمة المجتمع ويجب اعادة اختراع اسباب للعيش والامل.

وأكد الحاضرون في المركز زيارة البابا للبنان غير انهم لا يستبعدون إلغاءها لانه لا يمكن الدعوة الى قداس وتجمع في حال انعدام الامن اما البابا فيعرف ان المسيحيين والمسلمين يرحبون به في لبنان.

 وتعتبر زيارة البابا للبنان رسالة الى الشرق الاوسط بأجمعه. اما السؤال لماذا لبنان؟ فلأن جميع طوائف الشرق الاوسط وملله تتمثل فيه. ولبنان مركز لاربعة بطاركة كاثوليك هم الماروني والروم الكاثوليك، والارمني، والسرياني، كما ان الكنائس الكلدانية واللاتينية ممثلة بأساقفة.

وعلى رغم ان لبنان يتعرض لانتقادات لان دستوره مبني على الطائفية، فإنه البلد الوحيد في الشرق الاوسط حيث يمكن كل فرد اعتناق الدين الذي يريد ويمكنه التحول الى دين اخر بكل حرية.

ويحتل لبنان موقعاً تاريخياً بالنسبة الى الكرسي الرسولي وهذا يعود الى العلاقات الوطيدة منذ عهد الصليبيين بين الكنيسة المارونية واللاتينية والتي انتشرت في القرن السابع عشر الى الكنائس الاخرى.

وفي عهدنا الحاضر تدخل في اطار سياسة الكرسي الرسولي وديبلوماسيته أربعة أسباب موضوعية: الحوار الاسلامي المسيحي والتقارب، الحوار المسكوني ووحدة الكنيسة، الحضور المسيحي في الشرق الاوسط، واخيرا حقوق الانسان. ومن هذا المنطلق يجب تفهم عبارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني "لبنان اكثر من دولة انه رسالة".

فلبنان يشكل بالنسبة الى الكنيسة مختبرا للتقارب، وهو مساحة سياسية، وثقافية، وديموغرافية واجتماعية حيث يبني معا المسلمون والمسيحيون مستقبلهم ويتشاركون في مصير واحد. ونجاح هذه التجربة واستمراريتها ضروريان من اجل الحوار الاسلامي المسيحي في انحاء العالم. كما ان تعدد الكنائس في لبنان يؤكد اهمية الحوار المسكوني، والدفاع عن حقوق الانسان هو من ضمن السياسة العامة للكرسي الرسولي وتعبير عن حرية المعتقد التي تتعارض مع اي تخويف ديني او مواطني.

غير ان زيارة البابا ليست موجهة الى لبنان بل الى جميع مسيحيين الشرق الاوسط والادنى. وتأتي في ظل وضع سياسي اجتماعي مضطرب جداً، إذ تعيش ثلاث دول: مصر وسوريا والعراق وضعا حرجا بالنسبة الى مستقبلها.

وتجدر الاشارة الى ان الزيارة منتظرة لأن البابا سيقدم خلالها ارشاداته التي لن تمثل اي دعم الى الطرف المسيحي في مقابل الطرف المسلم. بل سيذكر مهمة المسيحيين لبناء مجتمع عادل مع جميع اصحاب النيات الحسنة.

وسيذكر البابا خلال زيارته بالهوية الفريدة للكنائس الشرقية وما يوحدهم ومركزهم داخل الكنيسة الكاثوليكية.

وسيشير الى العلاقات التي تربط بين ضفتي المتوسط ليس على النطاق الاقتصادي او السياسي فحسب بل ايضا على النطاق الروحي. كما ان الزيارة ستطلق دينامية جديدة لتطبيق مضمون السينودس الاخير حول الشرق الاوسط.

وسيركز الحبر الاعظم خلال زيارته على التواصل بين المسيحيين والتزام العلمانيين والتدريب، وقد اظهر "الربيع العربي" اهمية التدريب على العمل من اجل المصلحة العامة.

واخيرا سيحض الحبر الاعظم مسيحيي الشرق على المشاركة بفاعلية في نشر رسالة المسيح. وسيعقد قريبا سينودس في روما من اجل البحث فيه خلال عام الايمان التي دعا اليه البابا.

في اطار هذه المسائل يمكن وضع زيارة البابا للبنان وسيذكر خلال مراحلها هذه العناصر التي تشكل عنوان رسالته الى مسيحيي الشرق الاوسط.

يذكر أن اول زيارة بابوية للبنان كانت عام 1964 عندما توقف البابا بولس السادس في بيروت في طريقه الى بومباي في الهند. واكد عند تطويب الاب شربل مخلوف عام 1977 "ان كنيستكم فخر للبنان".

والتزم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قضية المسيحيين في الشرق والمسيحيين اللبنانيين ودعا من اجل ذلك الى سينودس خصص للبنان عام 1991. وزاره عام 1997 وأذاع الارشاد الرسولي، وشكلت زيارته في حينها دعما للمسيحيين اللبنانيين.

وسيصل الحبر الاعظم بعد ظهر الجمعة 14 أيلول يوم عيد الصليب الى بيروت ويترأس قداساً مسائياً في حريصا. ويزور السبت رئيس الجمهورية في قصر بعبدا ويلتقي بعد ذلك في القصر ممثلين للطوائف غير المسيحية، ويعقد بعد الظهر لقاء مع الشباب في ساحة بكركي. ويترأس صباح الاحد قداساً وسط بيروت، يليه لقاء مع رؤساء الطوائف المسيحية ويغادر لبنان مساء.