المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 30 حزيران/2012

 

نجيل القدّيس متّى 16/13-20

جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

عناوين النشرة

*سلام ووردة ومتري عن إزالة المرفأ الفينيقي: تعد صارخ على تاريخنا ومستمرون في الملاحقة تحت القانون

*ماذا يحصل في غدراس؟

*من بو عزيزي التونسي إلى بو عزيزي اللبناني/بول شاوول/المستقبل

*رسائل «الحزب» المتناقضة بعدما انكشف بـ«الجرم المشهود»/شارل جبور/الجمهورية

*فتفت: حزب الله ميليشيا تسعى للمال والسلطة وهو يطوّر نفسه ليصبح مافيا

*سليمان تابع مع قهوجي وابراهيم الوضع الامني واستقبل شخصيات: ليقل المسؤولون بجرأة الكلمة الحق لمصلحة الوطن وليس لمصلحتهم الخاصة

*"الاحرار": تراخي الدولة يعد بمثابة تشجيع لأعمال الفوضى وعدم البحث الجدي في نزع السلاح وسيلة لكسب الوقت وإمرار المخطط

*"التجددالديموقراطي": اهتزاز الامن نتيجة لثقافة إزدراء الدولة

*واشنطن تتهم مجددًا حزب الله بالارتباط بشبكة عالمية لتجارة المخدرات

*وزارة الخزانة فرضت عقوبات على أربعة لبنانيين مرتبطين بـ«شبكة جمعة» و3 مؤسسات

*مصرف لبناني جديد «متهَم» اميركيا بتسهيل تبييض الاموال لمصلحة «حزب الله»

*الجديد تتهم نصر الله بحماية المعتدين

*باراك: تأييد الأسد بدأ يتلاشى وسقوط نظامه بات متوقعاً

*اغتيال «رجل المهمات الخاصة والحساسة» في «حماس»

*فقدان مواطن خلال توجهه الى عمله في الجامعة الاميركية

*محاولة اغتيال مسؤول في حزب الله

*جنبلاط يبني معملاً في كردستان بعد مقاطعة النظام السوري

*الحياة" تنشر وقائع من حوار في العمق حول الوضع الأمني: مجلس الوزراء اللبناني يمسك بجمرة الفلتان

*اعلان بلدية صيدا": لفتح كل الطرق وعدم تعطيل مصالح المواطنين السنيورة: هدفنا اعادة الاعتبار الى الدولة ودورها ونرفض قطع الطرق

*جعجع استقبل النائب السابق حنين

*حرب ل"البلد: ظاهرة الشيخ أحمد الأسير مضحكة واعلان الشهر الامني استفز من يريد إثبات تهاوي الدولة

*مناصرو البرجاوي تجمعوا احتجاجا على مواقف الاسير

*الاسير: لن نفتح الطريق ولو اجتمع مجلس الامن ولن يتوقف الاعتصام الا اذا قبل حزب المقاومة و"أمل" بمعالجة قضية السلاح

*نواب بيروت: الفلتان الأمني والتعدي على الإعلام كارثة

*معين المرعبي :الأسير ليس حالة أمنية انما اعتراضية على السلاح غير الشرعي

*سوسان: لن نقبل صيدا عرضة للتجاذب

*السنيورة في اجتماع فعاليات صيدا على خلفية اعتصام الاسير: ندعو الى فتح كل الطرق في صيدا وما نرفضه من غيرنا يجب الا نمارسه في صيدا

*جعجع استقبل وفدا من بلدة "بيت ملات": مستقبل لبنان جيد واصبحنا على اعتاب ايام افضل

*زهرا أيد مشروع تثبيت المياومين في مؤسسة الكهرباء

*فضل الله:الخطة الأمنية أثبتت أن الأمن سيبقى بالتراضي كما القضاء ولوقف الخطاب السياسي والديني المتشنج وعلى الاعلام أن يعي أهمية دوره

*رفع الغطاء/حسام عيتاني/الحياة

*بين دول «بريكس» وزقاق البلاط/وليد شقير/الحياة

*الكتلة الوطنية: لبنان بات ساحة اطارات مشتعلة ولب المشكلة سلاح "حزب الله" الذي يحاول ان يزرع الفوضى

*أعضاء وفد سليمان للسعودية يبيعون الساعات الذهبية التي قدمها لهم الديوان الملكي السعودي...وجنيف تكشف الموضوع!

*بيان توضيحي للمكتب الاعلامي للنائب ستريدا جعجع

*بعد فشل محاولة اغتيال الدكتور جعجع.. هل بدأ التخطيط لضرب القوات في اغتيال ستريدا أو أنطوان زهرا؟!

*برميل بارود يهدّد الضاحية الجنوبية بعد كثرة الحوادث فيها/ماهر المقداد لـ"النهار": نرفض فرض الخوّات وننتظر الدولة القوية

*معركة نيابية ببصمات رئاسية تكثر فيها التحضيرات وتقل الالتزامات/أيّ "دروس" لاستحقاق 2013 في قضاء كسروان؟

*المفتي في لقائه وكرامي بعد انقطاع أثار أسباب التباين مع "المستقبل"

*الراعي استهل يومه الثالث في تركيا بلقاء التنشئة المسيحية

*الراعي ترأس قداسا في انطاكيا في عيد مار بطرس وبولس: لتحقيق ربيع عربي مسيحي-اسلامي قائم على القيم الروحية والانسانية

*الراعي واصل زيارته لتركيا وزارانطاكيا: حرصاء على التعاون بين المسيحية والاسلام

*استنفار سياسي وأمني لسحب مناصري الأسير وفتح الطريق الدولية وإجماع صيداوي على رفض "أسر" المدينة.. وجرها الى "حيث لا تريد"

*"القوات اللبنانية" - الكورة انتقدت بيان "القومي"

*بلامبلي جال في النبطية وبنت جبيل مع وفد دولي: الاستقرار السائد في الجنوب احدث بيئة ايجابية للتنمية

*المعارض السوري المستقل حازم نهار لـ «الراي»: الروس سيتخلون عن الأسد عاجلاً أم آجلاً

*الاعتداء على "الجديد" يفتح ملفي الأمن والإعلام/هل يُتابع التحقيق حتى النهاية ويُنشر؟/سمير منصور/النهار

*المأزق الروسي في سوريا/عبد الكريم أبو النصر /النهار

*أمن الصدفة.. و"الصدقة"/يوسف دياب/المستقبل

*مشروع قرار لتنفيذ خطة أنان تحت الفصل السابع/ ثريا شاهين/المستقبل

*كتب النائب السابق مصطفى علوش في جريدة المستقبل يقول

*الفاتيكان: كاهن فرنسي نشر إشاعات مغرضة عن تعرض مسيحيي حمص للاضطهاد

*دولة الثورة المصرية أم دولة الإخوان المسلمين/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*الرئيس مرسي: فرصة لا ينبغي إهدارها/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*سوق وclient وثورة /محمد سلام/الوكالة الإتحادية للإنباء

*سلاح يبحث عن وظيفة/منافسو ايران وحزب الله استحوذوا على "عدة الشغل" من فلسطين الى الدين/علي الأمين/البلد

*المخطوفون اللبنانيون: قضية كادت تحل أسرع من المتوقع فتعقّدت أكثر من المتوقع!

 

تفاصيل النشرة

 

ماذا يحصل في غدراس؟

ام تي في/في فتوح كسروان حارة معروفة بحارة الحلان تحضن 18 منزلا، تابعة عقاريا لغدراس وطائفيا للبلدة الشيعية الوحيدة في المنطقة والتي تبعد عنها مئات الامتار فقط وهي الحصين. في هذه الحارة عقار لا تتعدى مساحته ال56 مترا، يسعى وكيل وقف الطائفة هشام الحلاني الى بناء مصلى عليه، حيث يوجد حاليا بقايا بناء تم في التسعينيات بحسب أهالي المنطقة. في المبدأ تبدو القضية طبيعية كون العقار تابع لوقف الطائفة الشيعية التي يحق لها أن تقيم عليه ما تريد، أما في القانون فالامر مختلف،إذ إن اعتماد التراجعات القانونية المفروضة لاي بناء تسقط أي إمكانية لاي بناء في هذه المساحة الصغيرة. رئيس بلدية غدراس فانسان عطالله أكد في حديث للـ"mtv" عدم حصول أي إشكال خلال الاحداث في المنطقة, موضحا أن الرخصة قابلة للطعن لأنها مخالفة للقانون مشددا على أن رفض توقيع الرخصة المرسلة من القائمقام. وكيل الوقف, لم ييأس, فلجأ الى قانون المهجرين الذي يكفي بموجبه أن تتضمن الافادة العقارية جملة تفيد بأن البناء هدم خلال الاحداث ليسمح باعادة ترميمه، حرصا على عدم اتهام ابناء المنطقة زورا بهدم مصلي شيعيا أثناء الاحداث رفض رئيس البلدية منح إفادة عقارية تشير الى بناء هدم بالاحداث، وما رفضته البلدية منحه قائم مقام كسروان حيث تظهر على غلاف الرخصة كتابة بخط يده واضحة استند اليها التنظيم المدني ليسمح بالرخصة

 

سلام ووردة ومتري عن إزالة المرفأ الفينيقي: تعد صارخ على تاريخنا ومستمرون في الملاحقة تحت القانون

المركزية- أدان وزراء الثقافة السابقون النائب تمام سلام، سليم وردة وطارق متري "قرار وزير الثقافة غابي ليون بإزالة المرفأ الفينيقي في ميناء الحصن في بيروت"، معتبرين أنّ "قراره تعدّ صارخ على تاريخنا" ومؤكدين "الاستمرار في ملاحقة الموضوع تحدت سقف القانون". ولهذه الغاية عقد وزراء الثقافة السابقون مؤتمرا صحافيا قبل الظهر في دارة سلام في المصيطبة، في حضور نقيب الصحافة محمد البعلبكي وشخصيات إعلامية. عقد وزراء الثقافة السابقون النائب تمام سلام، سليم وردة وطارق متري مؤتمرا صحافيا قبل الظهر في دارة سلام في المصيطبة، في حضور نقيب الصحافة محمد البعلبكي وشخصيات إعلامية، تناول قرار وزير الثقافة غابي ليون بإزالة المرفأ الفينيقي في ميناء الحصن في بيروت.

سلام: بداية قال سلام "تحت ستار الظلام والظلم الذي يطال لبنان واللبنانيين في هذه المرحلة وفي رحاب الفوضى المستشرية وتحدي الشرعية هنا وهناك، نشهد تعديا صارخا على تراثنا وعلى تاريخنا وهذا التعدي مع الأسف يأتي ممن يجب أن يكون في موقع الائتمان على هذا التاريخ والتراث". أضاف "يأتي من تصرف أحادي وانفرادي على خلفية، أن الأمر لنا والمرحلة مرحلتنا ونحن جزء من هذا الظلام والظلم وهذه الفوضى المستشرية ولا من يحاسب ولا من يسأل، بالتالي نتخذ القرارات ولا نأبه بأحد ويتم إعلان ذلك بكل وقاحة ومن دون رفة جفن، بينما التاريخ والتراث اللبناني يهدمان ويزالان ويتم الاستعاضة عنهما بالاستثمارات العقارية والمالية".

وسأل "هل هي وزارة استثمار مالي وعقاري أم هي وزارة ثقافة وتراث؟".

وأسف "لوجود قرار باستبعاد الجهات الدولية وعدم اللجوء إليها لفض أي نزاع أو تحقيق أي موقف يصنف الآثار ويعطيها حقها من العناية"، موضحا أن "التعدي أخذ بعدا مجرما ومؤذيا بتهديم هذه الآثار، ففور تلقي المستشمر اتصالا هاتفيا من "وزير الاستثمار المالية والعقارية" باشر في لحظتها وكان مستعدا لاعتماد ثلاث آلات لتدمير الموقع الأثري في غضون 24 ساعة".

متري: ثم قال متري "حين يلغي وزير قرارا لسلفه أو يخالفه يترتب موقفه من الناحيتين العلمية والقانونية، وإذا لم يفعل ذلك فمن حقنا، واجبنا أن نسأل عن الدوافع الحقيقية وراء مخالفة قرار السلف".

وأشار الى ان "في الفترة الماضية حين جرى الحديث عن ميدان سباق الخيل، لم يرد وزير الثقافة ليون بطريقة علمية بل رد بالسياسة في مسألة ليست سياسية، وكأنه بهذه الطريقة يشير الى أن دوافعه سياسية"، وقال "إننا اليوم في وضع مشابه لجهة التساؤل حول الدوافع الحقيقية". وأوضح أن "المرفأ الفينيقي كان موضوع دراسة من قبل أربعة خبراء بالآثار في لبنان مؤيدين من خمسة خبراء من ذوي الشهرة العالمية"، مشيرا الى أن "الوزير ومستشاريه استعانوا بخبير عالمي الماني، واستندوا الى تقرير له كي يقولوا ليس في الموقع الأثري ما يستحق المزيد من التنقيب، ورفعوه عن لائحة الجرد مخالفين قرار الوزير السابق سليم ورده وسمحوا لصاحب المشروع العقاري بأن يزيل الاثار". وقال "تسلمت أمس ملفا أعده صاحب المشروع وعنوانه استحالة وجود مرفأ فينيقي على القعار 1398 منطقة ميناء الحصن"، معتبرا أن "كلمة استحالة لا يمكن أن تستعمل في العلم الأثري بل يمكن استخدام عبارة انا غير مقتنع بالفرضية".

تابع "قرأت التقرير بتأن، ووجدت أن البروفسور الذي اعتمدوا عليه في تقريرهم ينتهي بخلاصة تشير الى أن الموقع مثير للجدل ولا يتناسب ما هو معروف من المعايير لحوض بناء السفن"، مؤكدا أن "الخبير يعترف أن الامر مثير للجدل ولم يذكر كلمة "استحالة"، وهي تدعو للنقاش، بالتالي كلام بدرسون ليس حجة له بل حجة عليه".

وردة: من جهته، قال وردة "حين اتخذ قراره بإدخال الموقع على لائحة الجرد العام، اعتمد على تقارير سبعة خبراء محليين وعالميين أكدوا جميعهم وجوب الحفاظ على هذا الأثر العالمي المهم المميز على حوض البحر المتوسط، وأن الخبراء الاختصاصيين تلقوا خمس رسائل دولية من بروفسوريين معتمدين للآثار البحرية يدعمون موقف هؤلاء الخبراء، من بينهم مسؤول الحفريات في مديرية الاثار ورئيس الحفريات في لبنان الذي كتب لوردة وشدد على ضرورة الحفاظ على هذه الاثار في موقعها، ومن أجل الحفاظ على الموقع وحمايتها قام بإدخالها على لائحة الجرد العام".

واعلن "قيام صاحب العقار باحضار خبيرين وقدمهما الى الوزارة فاعتمدتها اللجنة العلمية ، واضعا بين ايدي الحضور رسائل من الاونيسكو وجمعية ليكوموس موجهة الى الوزير غابي ليون تشددان فيها على أهمية هذا الموقع وغيره، وانهم مستعدون للمساعدة من خلال ارسال خبراء دوليين وعالميين للبحث في الموضوع من اجل ايجاد سبل الحفاظ على الموقع".

واعتبر أن "ليون لم ينتظر صدور القرار خطيا او في الجريدة الرسمية ولم يتصرف بحسب القوانين وأزال الموقع عن الجرد العام، ومن ناحية اخرى لم يلجأ الى الحوار أو الى المناقشة العلمية بل هو سعى الى ايجاد السبل من اجل تهريب قرارات لتدمير هذا الموقع".

وأشار الى أن "الشركة ذكرت انها ستنشىء حديقة مساحتها 1500 متر مربع، في حين أن كامل الاثار مساحتها 1200 متر مربع وانه ارسل رسالة الى صاحب الشركة العقارية يذكر فيها انه يمكن الاستعاضة عن الحديقة بهذه الاثار واعتبارها بحد ذاتها الحديقة، مقترحا ان البناية الثالثة التي ستبنى من اصل ثلاث بنايات، إما تنقل الى مكان الحديقة القديمة من أجل الحفاظ على الاثار وإما يتم تغيير اتجاه البناء بطريقة يتم فيها الحفاظ على الاثار". وحذر من أن "كل الاثار الموجودة على الجرد العام اصبحت في خطر من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب"، داعيا الى "معالجة الوضع الخطير بأقصى سرعة"، مؤكدا "استمراره في ملاحقة الموضوع تحت سقف القانون ومقاضاة الشركة العقارية". حوار: وردا على سؤال، أكد سلام أن "مسؤولية المعنيين كبيرة في دعوة كل مستثمر عقاري أو مالي في بلدنا وتشجيعه على المضي في استثماراته، ولكن الجميع يعلمون أن لبنان مليء بالاثار وبالتراث والتاريخ"، داعيا الى "التعاون بين المسؤولين والمستثمر لايجاد مخرج يمكن من خلاله الحفاظ على استثماره من دون ايذاء الاثار".

وقال "وردت رسالتان من الاونيسكو والايكوموس الى وزارة الثقافة مباشرة تثيران موضوعي سباق الخيل الروماني والمرفأ الفينيقي، وتقترحان على وزير الثقافة ان يرسلا من قبلهما خبراء من اجل ان يكون الرأي محايدا بعيدا من النزاع الموجود في لبنان"، معتبرا أن "ليون ضرب بعرض الحائط هاتين الرسالتين ولم يأخذ بمضمونهما ما يشكل تجاوزا كبيرا". وأكد أن "الوزراء الثلاثة السابقين للاثار تحملوا مسؤولياتهم وقاموا بما عليهم، فحين وضع الوزير وردة المرفأ الفينيقي على لائحة الجرد العام لم يطوره الوزير ليون بل قام بتدمير الموضوع".

بدوره، لفت وردة الى "تقارير خبراء عالميين أكدوا أن الموقع هو عبارة عن حوض جاف لميناء فينيقي عمره اكثر من 2500 سنة كحد ادنى".

وسأل "ما هي الحماية التي تم تأمينها لهذا الموقع، اكثر من ادخاله على لائحة الجرد العام، وهل يوجد حوار اكثر من كتابة رسائل خطية تقترح الحلول على الشركة العقارية؟ وما هي الدوافع الحقيقية وراء هذا الامر"؟.

 

من بو عزيزي التونسي إلى بو عزيزي اللبناني

بول شاوول/المستقبل

بو عزيزي التونسي بائع خضار متجول، جامعي، لم يجد عملاً ملائماً، عربته أمامه. واقف على الرصيف ينتظر رزقه، فقير، ربما ومن فقره يخجل من يديه. أو من عينيه. هامشي. ممحو. بلا صوت. بلا سلطة، مثقف من درجة معينة. غير منتم. غير ايديولوجي، قسماته حفر فيها الزمن باكراً. لأنه في عز شبابه. لا يريد أن يحتج. فربما بيعه خضار وهو جامعي أبلغ احتجاج. لا يريد أن يؤذي احداً. لا يريد أن ينتقم من أحد. قنع (وهو ينتظر ربما) بقدره. حتى هذا القدر الغلبان وجدت فيه الشرطية المعتمرة قبعة، كثيراً عليه. "انك متوقِف في مكان ممنوع" (صَمَت). هل عندك رخصة لبيع الخضار! (صَمَت) ربما وضع يديه في جيبه الفارغ. إذاً أرِني أوراقك. هويتك. (صَمَت) نظر ربما الى الأرض. لا يريد مواجهة أحد. جرّته. ولم يشجب. استدارت هذه الشرطية وصفعته أف! هنا تغير كل شيء. صعد الدم الى رأسه. مات فيه فجأة كل شيء. شعر أن العالم كله تخلى عنه. شعر أن السماء تخلّت عنه. شعر بأن ما تبقى له من "رجولة"، ومن كرامة.. سبقه الى الحضيض. لم يردّ على الشرطية لكنه انفجر وقلب عربة الخضار. جلب تنكة بنزين.. نظر حوله. ربما رأى السماء للمرة الأولى جميلة. أو غريبة. ربما تذكر أمه. أو أخوته. أو جيرانه. تذكر تونس كلها! ربما!َ لكنه تذكر الموت، فجأة الموت. فجأة النار. صبّ على جسمه البنزين: سحب عود ثقاب، أشعله، وأحرق نفسه. يقال أنه ظل واقفاً وهو يحترق. لم يركع. لم يصرخ. يقال أنه نظر جيداً الى النار وهي تلتهمه بلا شفقة.. لكن لم يكن يعرف أحد أن هذا الشاب اليائس الذي أحرق نفسه، سيكون فاتحة زمن جديد. فاتح الثورات العربية! كأنها النار التي أضاءت العالم كله. كأنه الجسد المحترق احرق عصراً كاملاً.

هذا بو عزيزي التونسي!

لكن عندنا بو عزيزي اللبناني، والصلة بين الاثنين النار.

البنزين. الحريق. الجسد. وبو عزيزنا اللبناني جهادي وأيديولوجي ومقاوم وعنفواني ومنتصر وذو سلطة ومؤمن (!) أي كل ما "يصنع" "البطولة" في زمن القتل، بو عزيزنا اللبناني لم يحرق نفسه احتجاجاً على ظلم "السلطة" "العدوانية". ولم يصب البنزين على رأسه ومناخيره وبنطلونه ويديه. بو عزيزنا اقتنى مع الأبطال الآخرين دواليب وبنزيناً. وقداحات ومولوتوف وكراهية وهجموا. كان الهجوم جزءاً من خطة، أداروا الدواليب ورموها على مدخل تلفزيون نيو تي في.. وأحرقوها. وأحرقوا المدخل. لم يحرقوا أنفسهم كبو عزيزي التونسي. ولكن أصاب "البطل" اللبناني.. ما أصاب بو عزيزي "احترق بعضه بالنار التي اشعل بها المبنى، احترق بنار كان يريد ان يحرق بها غيره".

بو عزيزي التونسي قال: احتج وحدي ولا أمس أحداً بأذى. بو عزيزي اللبناني عدواني، وهو بطل له تاريخ في اشعال الحرائق والدواليب وصناديق النفايات وفنون العنفوان.. آثر بو عزيزنا أن يقتل المكان. الناس. الحرية. الاعلام. آثر بالنار أن يثير فتنة. عند بو عزيزي التونسي: النار مطهرة. النار شعلة حرية. تضحية بالنفس. كرامة، إباء، عز. أما عند بو عزيزي اللبناني الذي احرقته النار الذي كان يريد اشعال بلاده بها، فجهاده بالنار ضد الحرية. وضد الكرامة. جهاده بالنار من أجل الغير الخارجي. بو عزيزي التونسي كان يبيع ناسه الخضار على عربة ليس فيها لا خناجر ولا سكاكين ولا مولوتوف. ولم يكن عنده سيارة رباعية الدفع وبلا رقم. أخونا البوعزيزي اللبناني حمل الدواليب.. ليحرق أهله.. فبو عزيزنا بطل "إلهي".. وبو عزيزي التونسي رجل "عادي" ولأن بتوعنا إلهي فعليه أن يكمل الحريق. (ربما متأثراً بثقافة سدوم وعمورة). بو عزيزي التونسي فتح طريق الحرية. نهض الشعب حوله حول استشهاده ليسقط الطغاة. وبشر بفجر جديد. أما بو عزيزنا اللبناني (وبحكمة التخريب الإلهية) فقد انتفض ناسه حوله، مجددين تكريسه "بطلاً".. وأكملوا طريقه، بعدما قبع في المستشفى محترقاً، أو في السجن. السجن للمجرمين وبو عزيزنا بطل وقائد سرايا. وكل من يحرق الدواليب لاثارة الفتنة بطل.

أصحاب بو عزيزي التونسي ملأوا الشوارع بالهتافات السلمية، ومن أجل تونس أخرى. أصحاب بو عزيزي اللبناني، تدججوا بالسلاح وصالوا وجالوا قرب التلفزيونات مهددين. يريدون قمع الحرية.. والقضاء على لبناننهم. أصحاب بو عزيزي اللبناني.. قطعوا الطرقات بالدواليب. وبالنفايات المشتعلة. اصحاب بو عزيزي اللبناني عطلوا البلد كرمى لنظام الاستبداد في سوريا. أصحاب بو عزيزي التونسي اسقطوا الطاغية.. وعبّدوا طريق اسقاط الطغاة وصولا الى بلاد الشام.. لأن الأحرار هناك هم ابناء بو عزيزي التونسي.. وأصحاب بو عزيزي اللبناني حلفاء... الطغاة! فأي فارق بين البوعزيزين! واحد يصنع قيوده. وجلاديه. وقتلته. وأدوات قمعه. وآخر يفك قيود الأمة العربية!

بو عزيزي التونسي اليوم في قلب كل ثائر عربي وعالمي حر وديموقراطي، في عين كل طفل. في ذكرى كل شهيد. في صميم كل وطن تحرر.. أو سيتحرر.

أما بو عزيزي اللبناني، حامل "النار" الالهية، فستجده غداً، ربما، على مفارق الطرقات والأزقة، ومحطات التلفزيون.. يحرق الدواليب، ليقطع شريان كل أمل، بتحرير بلاده. من المؤامرات، والقتل، والاغتيالات، والوصاية.

ـ بو عزيزنا وراءه ترسانة اسلحة موجهة على اهله.

ـ بو عزيزي التونسي امامه عربة خضار. مجرد عربة خضار.

ـ بو عزيزنا اللبناني وراءه العنف والغزو واحراق التلفزيونات والجرائد.. واحتلال المدن والساحات.

ـ بو عزيزي التونسي وراءه قلم. جامعة. فقر. حزن. شفافية. ورقة وكتاب.. ودفتر..

ـ بو عزيزنا اللبناني ينشر الخوف والرعب والعنف والتشبيح

ـ بو عزيزي التونسي يمثل الخوف، والقلق، والصمت، والانتظار. والحنان. لكنه يكتنز "الثورة"، الخروج، التمرد!

ـ بو عزيزي التونسي أحب وطنه، برغم فقره، حتى الشهادة.

ـ بو عزيزي اللبناني.. يحب وطناً آخر.. برغم قوته وسيطرته. وينتمي الى وطن آخر.. والى نظام آخر.

انهما واحد يحرق نفسه لكي لا يحرق الآخرين، وهو التونسي! وآخر يحرق الآخرين لكي لا يحرق نفسه!

ـ بو عزيزنا اللبناني عابر يحمل دولاباً عابراً ودخاناً عابراً وسلاحاً عابراً.. وفكراً عابراً.. وبو عزيزنا التونسي رمز خالد في كل التواريخ المقبلة. في كل الثورات الانسانية المقبلة...

 

رسائل «الحزب» المتناقضة بعدما انكشف بـ«الجرم المشهود»

شارل جبور/الجمهورية

جريدة الجمهورية إنّ ما ظهر من ردود فعل تمثّلت بإقفال طرقات العاصمة وحرق الدواليب والانتشار بالقمصان السود احتجاجاً على توقيف وسام علاء الدين والضغط لإطلاقه، وهو أحد المعتدين بالصوت والصورة على تلفزيون «الجديد»، يؤكّد أنّ المعتدي ليس مواطناً عادياً وأنّ ما قام به جاء تنفيذاً لأمر مهمة واضح ومحدّد.

ففي كلّ عمل أمني يوجد نسبة محدّدة من الخطأ قائمة، وهذا غالباً ما يقود إلى كشف المجرمين، والقول إنّ مجرد انكشاف العملية يعني أنّ المنفذين هواة يفتقد إلى الدقّة.

فالصدف تؤدّي دورها، وقد شاءت هذه المرة نتيجة العوامل المتصلة بالعملية نفسها أن يشتعل علاء الدين أثناء تنفيذه المهمة، وهذا خطأ غير محسوب ويمكن أن يرتكبه أكثر المجرمين حرفة، فضلاً عن أنّ المؤشر الحقيقي لانتمائه إلى "سرايا المقاومة" يتجاوز هذه الواقعة وحتى المعلومات الأمنية، على أهميتها، والتي أكّدت هذا الانتماء وقدّمت معلومات موثقة ومثبتة عن رفاقه في المجموعة، إلى ردّة الفعل المبرمجة والمنظمة على اعتقاله.

لا شكّ أنّ الحزب لن يصل إلى حدّ وصف رفاق علاء الدين المتوارين في الضاحية أنّهم "أيقونات مقدسة" ويعلن رفضه تسليمهم، إلّا أنّه في الواقع، وعلى رغم الشهر الأمني الذي انطلق من الضاحية بالذات، سيوفّر لهم الحماية والرعاية اللازمتين ويسعى، من خلال ما يُسمّى الأهالي، إلى الضغط لإطلاق الموقوف الأوحد على قاعدة 6 و6 مكرّر ربطاً بإطلاق شادي المولوي، علماً أنّ الفارق بين الاثنين كبير جداً، فالأخير تمّ توقيفه بناء على تقارير أمنية تدخل في سياق تظهير لبنان بأنّه حاضنة للإرهاب الأصولي تمهيداً وتدعيماً لتقرير المندوب السوري في الأمم المتحدة، فيما توقيف الأول حصل بعد إلقاء القبض عليه بالجرم المشهود، وبالتالي فالمقارنة بينهما لا تجوز.

أمّا الرسالة التي أرادت مجموعة المسلحين الملثمة إيصالها ففحواها أنّه ممنوع المساس بقدسية السيد نصرالله، ونظرا إلى حساسية الاشتباك مع الشيخ أحمد الأسير وخطورته يبقى استهداف الإعلام أقصر الطرق لتحذير أيّ مؤسسة إعلامية من استضافته على طريقة الرقابة الذاتية المعمول بها إبّان الوصاية السورية، وقد تعمّد الحزب في هذا السياق توجيه رسائل متناقضة تنفيذاً لسياسته ومآربه، فمن جهة يعلن عن رفعه الغطاء عن المخلّين بالأمن ودعم كل إجراءات القوى الأمنية وخطواتها، ومن جهة أخرى يعطي إشارة بأنّ مستوى الاهتراء وصل إلى درجة جعل بيئته تخرج عن قراره السياسي، أي أنّه بدأ يفقد السيطرة على أرضه.

وهذه الصورة لا تزعج الحزب طالما أنّها تخدم سياسته، فضلاً عن أنّ نظرية فقدانه السيطرة غير قابلة للتصديق أقلّه في ظل استمرار تمويله وترسانته وتركيبته السياسية والعسكرية والأمنية. وهو سيستخدم هذه السياسة لإخراج علاء الدين بذريعة الأهالي، ومسؤول الحزب الذي سارع إلى زيارة الأخير لا بدّ أن يكون أكّد له أنّه لن يتخلّى عنه وسيبقى إلى جانبه، وذلك بهدف التزامه الصمت وعدم البوح بأسرار مهماته أو ما يتّصل برفاقه.

تأسيساً على ما تقدّم، وإذا كان لا بدّ من الخروج ببعض الخلاصات حيال كلّ ما يتّصل بهذا المشهد، فيمكن التوقّف أمام الآتي:

أوّلاً، إنّ الأمور لن تتجاوز سقف الفوضى المنظمة التي يستفيد منها الحزب تنفيذاً لأعمال محددة لا تدل على تورطه المباشر، وبالتالي استبعاد العودة إلى ما قبل العام 1990، لأنّ هذا الخيار لا يناسب الحزب الذي سيضطر إلى الانكفاء إلى داخل المربع الشيعي.

ثانياً، إنّ إظهار رئيس الجمهورية على أنّه غير قادر على التقيد بتعهداته والتزاماته لا ينعكس على الدولة وهيبتها والرئيس وصورته، بقدر ما ينعكس على الحزب نفسه الذي يظهر يوماً بعد يوم صدقية ما ذهبت إليه 14 آذار بأنّ مشروعه نقيض لمشروع الدولة، فضلاً عن أنّ هيبة الدولة لا يمكن استرجاعها قبل نزع سلاح "حزب الله". ولا بدّ لأيّ مكوّن حريص على أمن البلد واستقراره أن يصطدم بالحزب.

ثالثاً، أظهرت الأحداث الأخيرة أن لا صحة لمقولة إنّ الحوار ينفّس الاحتقان ويبدّد التشنج، بمعنى أنّ الحوار لزوم ما لا يلزم، خصوصاً أنّ تحوُّل بيروت مرتعاً للمتظاهرين جاء عقب اجتماع هيئة الحوار مباشرة.

رابعاً، يتولى الأسير دوراً مهمّاً كان يفترض بقوى 14 أن تتولاه، وهو دور توازن الرعب، وليس توازن الشغب كما وصفته بعض وسائل الإعلام، وبالتالي هو يردّ سلميّاً وعمليا على إقفال الطرقات. واللافت أنّ الأسير الذي يهدّد اعتصامه عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا بقطع طريق الجنوب لم يتجرّأ الحزب على مواجهته، بل يسعى جاهداً إلى تلافي الاصطدام معه، الأمر الذي يؤشّر إلى نجاح الإسلاميين بقلب الطاولة السياسية. التعليقات

 

فتفت: حزب الله ميليشيا تسعى للمال والسلطة وهو يطوّر نفسه ليصبح مافيا

علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت على البيان التي أصدرته عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ستريدا جعجع أمس حول وجود من يراقب منزلها ومنزل النائب أنطوان زهرا وقول هؤلاء إنّهم من قناة "المنار"، بالقول: "لا أعرف ما هو الهدف من وراء إدخال قناة "المنار" في هذه اللعبة، وأعتقد أن ما جرى هو إلهاء، وربما كان هناك شيء يحدث في مكان آخر في الوقت نفسه الذي كان فيه هؤلاء يعملون بشكل مكشوف". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أوضح فتفت في مجال آخر أن "تيار المستقبل غير موافق على الذي يفعله الشيخ أحمد الأسير بكل أشكاله، لأن هذه الأفعال تبرر في النهاية لمن يقطع طريق المطار"، وأضاف: "بإعتقادي أن هذا التحرك (الاعتصام الذي ينفّذه الأسير في صيدا) ليس له أيّ أفق، وموضوع الأسير موضوع محدود وضيق، وهو لا يمثّل بأي شكل غياب الرئيس سعد الحريري"، معتبراً في الوقت نفسه أن "حركة أحمد الأسير حركة سياسية بكل ما للكلمة من معنى، فهو له الحق في ذلك شرط ان يلتزم القوانين". ورداً على سؤال، أجاب فتفت: "حزب الله عاد وأصبح ميليشيا تسعى الى المال والسلطة وهو يطوّر نفسه من اجل ان يصبح مافيا". وعن مشروع الإنفاق المالي الذي أقرّته الحكومة، قال فتفت: "هدف تمرير هذا المشروع هو تأمين كمية كبيرة من السيولة في يد الحكومة اللبنانية من أجل تمويل الانتخابات النيابية المقبلة"، وتابع: "مطلبنا في إسقاط الحكومة مستمر، وخصوصاً بعد فشلها في كل الميادين من الأمن إلى الاقتصاد إلى غيرها".

وفي ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، شدد فتفت على أن "المحكمة تسير بشكل طبيعي"، وقال: "من الممكن أن تأخذ وقتاً لسنوات، لكنّنا مطمئنون لمسارها، والكلام المشوش عنها لا يؤثر بشيء".

وحول مقال صحفي أشار إلى ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى رئاسة الجمهورية بدعم من 14 آذار، ردّ فتفت: "ليس لدي علم بهذا الموضوع، ولا أعتقد أن الدكتور جعجع طرح الأمر". وفي الملف السوري، لفت فتفت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد "يريد أخذ سوريا إلى حرب شبيهة بالتي حصلت في العراق، والحرب الأهلية حاصلة الآن في سوريا"، وختم بالقول: "لا أتوقع أي حل في سوريا قبل انتهاء هذه السنة". (رصد NOW Lebanon)

 

سليمان تابع مع قهوجي وابراهيم الوضع الامني واستقبل شخصيات: ليقل المسؤولون بجرأة الكلمة الحق لمصلحة الوطن وليس لمصلحتهم الخاصة

وطنية - 29/6/2012 - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اهتمامه بالوضع الامني والتدابير التي تنفذها القوى العسكرية والامنية، انفاذا للقرار الاخير لمجلس الوزراء بعدم تغطية اي مرتكب او مخل بالامن، واطلع لهذه الغاية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على سير العمليات التي تنفذها الوحدات على الارض، وكذلك من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على عدد من المعطيات والمعلومات المتعلقة بهذا الموضوع.

منصور

وعرض الرئيس سليمان مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور لبعض الملفات المتعلقة بعلاقات لبنان العربية والدولية، اضافة الى اوضاع البعثات الديبلوماسية والتحضيرات الجارية لملء الشواغر فيها.

سامي الجميل

وتناول رئيس الجمهورية مع النائب سامي الجميل التطورات السياسية السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

مدرسة سابيس

وتسلم الرئيس سليمان من رئيسة مجلس ادارة مدرسة سابيس السيدة ليلى سعد مع وفد من مجلس الادارة، في حضور رئيس رابطة الخريجين وزير السياحة فادي عبود والوزير السابق ناجي البستاني، كتابا لمؤلف بريطاني عن تاريخ المدرسة بعد مرور 125 سنة على تأسيسها والنشاطات التي قامت بها في لبنان والخارج.

وفد طالبي

واستقبل الرئيس سليمان وفدا ضم طلاب ثانوية حسين قصير والمدرسة اللبنانية الاميركية في زحلة الذين فازوا بالمسابقة الدولية للروبوت التي اقيمت في الولايات المتحدة.

وهنأ رئيس الجمهورية الطلاب الفائزين اولا والمدرسة ثانيا والاهل ثالثا مشددا على اهمية التنشئة في البيت والمدرسة على الاخلاق والعلم والابداع، لافتا الى ان "لبنان يزخر بطاقاته الشابة ولكن من المهم ان يرعى ذلك سياسيون ومسؤولون لديهم الجرأة لقول الكلمة الحق لمصلحة الوطن وليس وضع مصلحتهم الخاصة قبل كل شيء".

لطوف

وزار بعبدا وفد جمعية مهرجان الافلام اللبنانية في استراليا برئاسة مدير الجمعية كميل لطوف الذي أطلع الرئيس سليمان على هدف الزيارة للبنان وهي التحضير مع المعنيين لعرض افلام لبنانية ضمن مهرجان الافلام الذي يقام في 22 آب المقبل في سيدني، وذلك بهدف اظهار الصورة الحقيقية للبنان في شتى المجالات.

ونوه الرئيس سليمان بعمل الجمعية، متمنيا التوفيق والنجاح في نقل صورة لبنان الحقيقية الى المغتربين لا سيما منهم الذين يرغبون في زيارة وطنهم الام في هذا الصيف.

ذكرى فضل الله

وزار بعبدا السيد جعفر فضل الله مع وفد لدعوة رئيس الجمهورية الى الذكرى السنوية الثانية لرحيل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله.

 

"الاحرار": تراخي الدولة يعد بمثابة تشجيع لأعمال الفوضى وعدم البحث الجدي في نزع السلاح وسيلة لكسب الوقت وإمرار المخطط

 وطنية - 29/6/2012 عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. واصدر بيانا دان فيه الاعتداء على تلفزيون الجديد، وقال:"ندين مجددا الإعتداء على محطة الجديد الذي هو اعتداء موصوف على الإعلام والإعلاميين والحرية في شكل عام. ونلفت إلى تكرار هذه الظاهرة التي تستهدف إحدى ركائز الكيان اللبناني والتي تدل على استقواء الذين درجوا على الممارسات المدانة واعتبار أنفسهم فوق القانون. كما نلفت إلى ضرورة استئصال هذه الظاهرة قبل استفحالها في شكل يؤدي إلى تقويض الدعائم التي قام عليها الوطن. ونهيب بكل وسائل الإعلام التعاطي معها بأكبر قدر من المسؤولية وعدم التهاون في التصدي لكل أشكالها والرضوخ لما يسعى المعتدون إلى فرضه على حساب الثوابت الوطنية".

اضاف:"كما توقفنا أمام استمرار مسلسل التظاهر وقطع الطرق بما فيها طريق المطار، وكان آخرها وأغربها تلك التي قام بها أنصار أحد المعتدين على مبنى تلفزيون الجديد للضغط من أجل إطلاقه وكأن ظلامة لحقت به. ونرى في هذا المسلسل المنهجي والمدروس الذي يكاد يصبح مرافقا ليوميات اللبنانيين ومكدرا أيامهم استهداف واضح لهيبة الدولة. وقد لاحظنا أن وتيرة التحركات ترتفع في كل مرة يصدر تصريح لأحد المسؤولين يذكر فيه باحترام القوانين والإحجام عن الأعمال المخلة بالأمن. من هنا مطالبتنا الحكومة بتحمل كامل مسؤولياتها لأن تراخيها يعد بمثابة تشجيع لأعمال الفوضى وحض المواطنين على سلوك هذا السبيل، مما يعني سقوط منطق الدولة الواحدة التي يقتضي فرض القانون بواسطة الأجهزة الرسمية المختصة."

وتابع:"يتبين لنا ان طرح موضوع سلاح حزب الله لا يزال وعدا تقطعه هيئة الحوار الوطني في كل جلسة تعقدها وتحيله على الجلسة اللاحقة. هكذا هو الأمر منذ بدء الحوار رغم انه تم التوافق على موضوعات عديدة كانت كلها من زاوية أهل السلاح وسيلة لكسب الوقت وإمرار مخططهم من دون بلوغ مرحلة البحث الجدي في مسألة السلاح. بدل ذلك تراهم يكررون مقولات مجوفة مثل ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي يختزلون بها الشعب والجيش ويضعونهما في خدمة سلاح حزب الله وتحت عنوان المقاومة، في المقابل تجدنا ملزمين على تكرار المطالبة بتطبيق كل ما تم الاتفاق عليه من بنود والتزام روحيتها وبحصر البحث في السلاح من دون غيره من الموضوعات التي يعود إلى المؤسسات الوطنية بتها".

ودعا الحزب "إلى إعلان شهر اقتصادي وخدماتي تيمنا بالشهر الأمني وعلى أن يكون مكملا له. ونقول للمسؤولين أنه لا تجدي المكابرة والإيحاء ان الأمور سائرة إلى تحسن في وقت تشتد الأزمات في كل المجالات من دون استثناء وفي شكل يعفينا عن ذكر كل واحد منها. ونخص موسم الاصطياف الذي يمكن الحد من الأضرار اللاحقة به إذا كان الحزم الأمني سمة القيمين على الأمن، وإذا توقفت الحرب ضد طواحين الهواء والخطاب الشعبوي وانحصر الإهتمام بإيجاد الحلول الممكنة والمتيسرة للمشاكل التي يعانيها المواطنون".

 

"التجددالديموقراطي": اهتزاز الامن نتيجة لثقافة إزدراء الدولة

 وطنية - 29/6/2012 عقدت اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديموقراطي جلستها الاسبوعية برئاسة نائب الرئيس كميل زيادة، واعربت في بيان "عن الشكر والامتنان لجميع من شاركوها في انجاح حفل احياء ذكرى نسيب لحود، وعن ارتياحها لحجم الاحاطة الرسمية والسياسية والشعبية والاعلامية التي تظهر المكانة الوطنية والاخلاقية التي يتمتع بها الراحل الكبير والبصمات المميزة التي تركها في حلبة الدفاع عن سيادة لبنان وحرية اللبنانيين ومشروع بناء الدولة". ورأت الحركة في "هذين الحضور والاحاطة دعامة قوية لتصميمها الراسخ على مواصلة العمل من اجل القيم والاهداف التي ميزت انطلاقتها مع نسيب لحود وحوله". اضاف البيان: "تضم حركة التجدد صوتها الى جميع الذين هالهم في الايام الاخيرة التدهور المريع لهيبة الدولة وسيادتها واهتزاز الامن بالتزامن مع عجز طاولة الحوار عن احراز اي تقدم، لا من حيث تنفيذ القرارات السابقة ولا من حيث ملامسة النقطة الوحيدة المتبقية والمتعلقة بأمرة الدولة على كل السلاح والمسلحين فوق اراضيها. ان استسهال البعض تنفيذ اعتداء اجرامي على تلفزيون الجديد ومن ثم قطع الطرقات وتهديد المارة والقوى الامنية، وذلك بالرغم من الاعلان عن خطة امنية مشددة، دليل فاضح على تفشي ثقافة الازدراء بالدولة وانتهاك القانون وتمجيد العنف والقوة، فضلا عما تحفل به تقارير القوى الامنية عن انتشار للآفات الاجتماعية كالمخدرات والسرقات والاعتداءات وغيرها، وكلها ظواهر مصاحبة في التاريخ لجميع التجارب التي لا يخضع فيها السلاح والعمل المسلح لمرجعية الدولة، وذلك مهما سمت الاهداف الاصلية لهذا السلاح. ولنا في لبنان دروس جمة في هذا المجال".

وتابع البيان "بالنسبة الى الانتخابات الفرعية في الكورة لملء المقعد الذي شغر بوفاة المغفور له النائب الصديق فريد حبيب، تدعو الحركة الافرقاء الى خوض منافسة ديموقراطية حضارية حول الافكار والقيم والخيارات بعيدا عن التشنج والتحريض والعدائية، كما تدعو الى انتخاب فادي كرم مرشح القوات اللبنانية التي نلتقي معها في حركة التجدد حول الخيارات المتعلقة بالسيادة وبناء الدولة واهمية الربيع العربي بالنسبة الى لبنان، ونظرا الى السيرة السياسية والمهنية للدكتور فادي كرم ونضالاته في صفوف ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال". وتوجهت حركة التجدد "بالتهنئة الى الشعب المصري الشقيق لخوضه للمرة الاولى انتخابات رئاسية حرة وتنافسية هي ثمرة من ثمار الربيع العربي وتصميم الشعب على استعادة حريته وحقوقه السياسية الاساسية، كما تتمنى للرئيس الدكتور محمد مرسي التوفيق في مهمة ترسيخ التجربة الديموقراطية والتزام حماية التعددية السياسية والدينية وحقوق الانسان عموما وحقوق المراة خصوصا واستعادة الدور الطليعي لمصر في محيطها الاقليمي، وهي المعايير التي ستحدد مدى نجاح أي نظام جديد في العالم العربي".

 

واشنطن تتهم مجددًا حزب الله بالارتباط بشبكة عالمية لتجارة المخدرات

الحياة/واشنطن-ا ف ب - جددت الولايات المتحدة اتهاماتها لحزب الله بالارتباط بشبكة عالمية لتجارة المخدرات تمتد تشعباتها من أميركا اللاتينية إلى لبنان مرورًا بغرب افريقيا.

وقال رئيس برامج العقوبات في وزارة الخزانة الاميركية ديفيد كوهين في بيان ان هذه الشبكة يرأسها شخص يدعى ايمن سعيد جمعة يحمل جوازاً لبنانياً واوراقا ثبوتية كولومبية وهي "تبيض عائدات تجارة المخدرات لمصلحة مجرمين ومجموعة حزب الله". واعلنت الوزارة انها ادرجت اربعة افراد لبنانيين او لبنانيين-كولومبيين، وثلاث شركات مقراتها في كولومبيا وفنزويلا، على قائمتها السوداء، وذلك بتهمة الانتماء الى هذه الشبكة. ويعني ادراج هؤلاء الاشخاص الماديين والمعنويين على القائمة السوداء تجميد كل اصولهم المحتمل وجودها في الولايات المتحدة ومنع اي مواطن اميركي او جهة اميركية من التعامل تجاريا معهم. واوضحت الوزارة ان العقوبات هذه تشمل لبنانيا رابعا يحمل ايضا الجنسية الكولومبية ويدعى علي محمد صالح، مؤكدة انه عنصر "رئيسي" لحزب الله في كولومبيا اضافة الى تورطه في "شبكة جمعة". وسبق لوزارة الخزانة الاميركية ان اتهمت في مطلع 2011 حزب الله ب"الاستفادة من دعم مالي مصدره الانشطة الاجرامية" لهذه الشبكة.

 

وزارة الخزانة فرضت عقوبات على أربعة لبنانيين مرتبطين بـ«شبكة جمعة» و3 مؤسسات

مصرف لبناني جديد «متهَم» اميركيا بتسهيل تبييض الاموال لمصلحة «حزب الله»

|بيروت - «الراي»|

عاد القطاع المالي اللبناني الى الواجهة أميركياً من «بوابة» اتهام مصرف جديد بانه استُخدم في اطار تسهيل عمليات تبييض أموال لشبكات متداخلة تعمل في شكل رئيسي في تهريب المخدرات وتحقق أرباحاً اعلنت واشنطن انها «تذهب لمجرمين ولتنظيم «حزب الله» الارهابي». فبعد البنك اللبناني الكندي الذي كانت وزارة الخزانة الاميركية أدرجته كـ «مشغل رئيسي لغسل الأموال» لحساب اللبناني ايمن جمعة «المتهَم بتجارة المخدرات والمرتبط بـ «حزب الله» (كما جاء في حينه في الادعاء القضائي الاميركي) وهو ما ادى بالمصرف الى ان صفى نفسه ليشتريه بنك «سوسييتيه جنرال»، وُضع مصرف «فينيسيا» في دائرة الشبهات من خلال القرار الجديد لـ «الخزانة الاميركية» التي أدرجت اسماء أربعة أشخاص وثلاث مؤسسات على لائحة المتواطئين مع جمعة والمتورطين بغسل أموال وتهريب مخدرات في أميركا اللاتينية لحساب «حزب الله» وفرضت عقوبات عليهم، الى جانب اسم خامس متورط في الارهاب، معلنة في حيثيات خطوتها انه تم تحويل ملايين الدولارات من هذه النشاطات الى «حزب الله» عبر جهات ومصارف بينها بنك «فينيقيا اللبناني». وأدرجت الوزارة، في بيان رسمي، كل من عباس حسين حرب وابراهيم شبلي على لائحة العقوبات باعتبارهما من المتعاونين «مع الرأس الأكبر لتهريب المخدرات أيمن جمعة»، مشيرة الى أن «منظمتين تابعتين لحرب في فنزويلا وكولومبيا غسلتا الأموال لصالح شبكة جمعة وعبر القطاع المالي اللبناني». أما شبلي «فاستخدم موقعه كمدير في مصرف فينيقيا في لبنان، فرع العباسية، لتسهيل تحويل الأموال لجمعة وحرب، وبنسب تخطت المليون دولار في 2010 الى حساب يملكه حرب ويديره شبلي»، وموضحة «ان حرب يحمل الجنسيتين الفنزويلية واللبنانية، وشبلي هو مواطن لبناني».  وفيما شملت اللائحة نفسها علي حسين حرب، شقيق عباس، أدرجت الوزارة اسم علي محمد صالح على لائحة «الارهابيين الدوليين» لتسهيله الدعم لـ «حزب الله» من كولومبيا، لافتة الى ان صالح «مقاتل سابق في الحزب وعلى اتصال بسلطات حزب الله في لبنان، ومنذ يوليو 2010 يتواصل مع قسم العلاقات الخارجية في الحزب ومع أشخاص يشتبه بعلاقتهم بالحزب في كل من فنزويلا وألمانيا ولبنان والسعودية، وهو المسؤول بالوكالة عن حزب الله في مايكاو بكولومبيا، وجمع أموالاً لحزب الله وأدار تحويل شيكات وعملة أميركية من مايكاو الى فنزويلا، ومن ثم الى حزب الله في لبنان». كما تم ادراج شقيق صالح، قاسم محمد على لائحة المتعاونين مع جمعة. كما فرضت الخزانة الاميركية عقوبات على ثلاث شركات قالت ان عناصر «حزب الله» يديرونها وهي: ايمبرتادورا سيلفانيا في كولومبيا وفنزويلا وبوديغا ميشيغان ومقرها كولومبيا. وأشارت الى انها «ستفرض عقوبات اضافية على «أيمن جمعة» لتلقي الضوء على شبكة تنشط في أميركا والشرق الأوسط»، مضيفة أن «شبكة جمعة تغسل الأموال بطريقة معقّدة، وهي متعددة الجنسيات، وأرباحها من تهريب المخدرات تذهب لمجرمين ولتنظيم حزب الله الارهابي.» ويحمل قرار فرض العقوبات الجديد منع أي أميركي من التعامل التجاري والمالي مع هؤلاء الأشخاص وشركاتهم وتجميد كل ممتلكاتهم.  وفي هذا السياق أشار جون ارفانيتيس المدير المالي لوكالة مكافحة المخدرات في بيان رسمي الى «أن هذه العقوبات سيكون لها مفعول عميق في محاسبة شبكة جمعة أمام القضاء». وبذلك تكون «شبكة جمعة» اعتُبرت من وزارة الخزانة الاميركية «واحدة من أكبر شبكات تبييض الأموال عبر الاتجار بالمخدرات تنشط في اميركا والشرق الاوسط مع وجود صلات لها بحزب الله». الى ذلك، أشار بيان الوزارة الى أن هدفها هو منع «الارهابيين ومن يقدّم الدعم المادي لهم من استعمال النظام المالي والتجاري الاميركي.» وذكّرت بأنه تمّ تصنيف «حزب الله» كمنظمة ارهابية في العام 1995.

 

الجديد تتهم نصر الله بحماية المعتدين

قالت قناة "الجديد" لأمين عام حزب السلاح حسن نصر الله إنها ترفض التفاوض على الإفراج عن وسام علاء الدين، وهو الموقوف الوحيد من المجموعة التي اعتدت عليها. ومن موقع الاتهام، سألت "الجديد" نصر الله: "لماذا يفرد رجالكم حمايتهم على المعتدين؟ ..."  وأوحت رسالة "الجديد" إلى نصر الله في مقدمة نشرتها الإخبارية المسائية أن المحطة تتعرض لضغوط لإسقاط حقها عن علاء الدين، كما كشفت علناً بأنها تتعرض لتهديدات.  ووجهت "الجديد" رسالة مفتوحة إلى نصر الله قالت فيها: "من المقدّمة التي لطالما مجّدت انتصاراتك، إذ آمنّا بأنّكم وعدٌ ونصرٌ، وبايعناكم وردّدنا معكم للمقاومين لا ترتجفوا ولا تزولوا، ونحن نعرف أنّ من هو في خلود الأرز ومن نال وسام أشرف الناس، سيتّسع صدره لنا، وندرك أنه يستمع لنا: إن خطّنا لم يتغيّر، ولا نتمنى وقوع حرب (إسرائيلية) أخرى للعبور في الامتحان، لكننا نرفض امتحاناً داخلياً ".  وأضافت القناة: "من فاوض على تحرير الأسرى من سجون العدو، ليس مسموحاً أن ينزلق إلى التفاوض للإفراج عن موقوف كاد يحرق القناة بموظّفيها، فلماذا يفرد رجالكم حمايتهم على المعتدين؟ ومن سيقف معنا إذا كان القدر الحزبي يقف في حماية من اعتدى علينا؟ لا ضير لدينا في تكرار الاعتذار والتأكيد أن كرامتكم من كرامتنا بعد المقابلة (مع الشيخ أحمد الأسير) التي تعرّضت لكم، لكنّ معالجتكم لهذه المسألة جاءت على حساب كل موظف في "الجديد"، لقد تم تهديدنا، ولما راجعنا أولياء الأمر وجدنا أننا في خطر أكبر، وقيل لنا اتّخذوا الحيطة والحذر، لكننا نؤكد أننا لسنا بموقع التفاوض على الإفراج عن الموقوف ".

 

باراك: تأييد الأسد بدأ يتلاشى وسقوط نظامه بات متوقعاً

الحياة/يو بي أي/رفض وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تأكيد أو نفي تورط إسرائيل باغتيال القيادي في حركة حماس بدمشق كمال حسني غناجة، قائلاً ان هذه الادعاءات ليست "بالضرورة صحيحة" وقال "بالتأكيد من الممكن" أن تكون عناصر أخرى غير إسرائيل وراء اغتيال غناجة. ورداً على سؤال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، قال باراك إن الادعاءات بأن إسرائيل تقف وراء اغتياله "ليست صحيحة بالضرورة". وفي ما يتعلق بالأزمة السورية قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن مجموعات مسلحة أخذت تسيطر على مناطق مختلفة من سورية وأن التأييد الذي كان يتمتع به الرئيس السوري بشار الأسد يتلاشى متوقعاً أن يسقط الأسد في نهاية الأمر ولكنه رفض التكهن بموعد حدوث ذلك.

 

اغتيال «رجل المهمات الخاصة والحساسة» في «حماس»

الحياة، أ ف ب

وصفت مصادر فلسطينية في غزة لـ «الحياة» الشهيد كمال غناجة، المعروف باسم نزار أبو مجاهد، الذي تم اغتياله بعد تعذيبه في منزله بضاحية قدسيا في العاصمة السورية بأنه «رجل المهمات الخاصة والحساسة» في حركة «حماس». واتهمت «حماس» إسرائيل باغتيال غناجة، فيما ردت تل أبيب بغموض إلا أنها لمّحت إلى مسؤوليتها معلنة أنه «ليس شخصاً بريئاً»، فيما اتهمت لجان التنسيق المحلية السورية دمشق باغتياله. وأوضحت المصادر الفلسطينية التي عرفت غناجة من قرب أنه لم تكن له «مهام سياسية محددة» في الحركة، لكنه كان «شخصية قيادية ميدانية لها مهام أمنية وعسكرية خاصة في أطر الحركة المختلفة». وأشارت إلى أن غناجة كانت تربطه علاقة قوية جداً بالقيادي في الحركة الشهيد محمود المبحوح، الذي اغتاله جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي «موساد» في دبي في كانون الثاني (يناير) 2010 فيما تذكر مصادر أخرى أنه كان أحد مساعدي المبحوح. ولفتت المصادر إلى أن غناجة، الذي يعتبر من قيادات الصف الثالث في الحركة، كان يتنقل من مقر إقامته في دمشق بين عدد من الدول والعواصم، بينها طهران وبيروت وعمان. وأشارت إلى أن الرجل الدمث الأخلاق الدائم الابتسامة الذي يفضل البقاء بعيداً من الأضواء والصحافة والعمل العلني، كانت تربطه علاقات قوية مع النظام السوري وأركانه، وداخل حركة «حماس». ولم تستبعد المصادر أن يكون «موساد» هو الذي يقف وراء اغتياله، لكن هناك احتمالاً أن يكون اغتاله سوريون يعملون لحساب جهات بعينها، بينها النظام السوري نفسه. واتهم مسؤول في «حماس» في بيروت إسرائيل، وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن «مجموعة من الأشخاص دخلت إلى منزله في قدسيا بمحافظة دمشق وقتلته». وأضاف «أخذوا معهم ملفات من المنزل». وتابع «وفق معلوماتنا، فان موساد هو الذي يقف وراء الاغتيال».

ورداً على دور محتمل لإسرائيل في اغتيال غناجة صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «لست واثقاً من أن ذلك صحيح بالضرورة»، معتبراً أن غناجة «لم يكن من الرجال الصالحين». واتهمت لجان التنسيق المحلية السورية النظام السوري باغتيال غناجة المعروف بـ «أبو أنس نزار» في دمشق. وذكرت في بيان أن «قوات النظام وشبيحته اغتالت كمال غناجة أحد قياديي حركة حماس»، مشيرة إلى أن منفذي الجريمة «قاموا بتعذيبه حتى الموت وحاولوا إحراق منزله لإخفاء تفاصيل هذه الجريمة البشعة».

وأدرجت ما حصل في إطار «إشعال نار الفتنة بين السوريين والفلسطينيين». وقال عضو لجان التنسيق المحلية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق محمد حيفاوي إن اتهام اللجان النظام السوري باغتيال غناجة يأتي من كون «غناجة كان في زيارة إلى سورية ولم يمضٍ على وجوده فيها مدة طويلة». وتابع حيفاوي أن «أحداً لم يكن يعلم بوجود غناجة في سورية سوى الأجهزة الأمنية النظامية لأنهم هم الذين أعطوه تصريح الدخول إلى البلاد». ورداً على سؤال عن احتمال أن يكون «موساد» قد استغل الفوضى الأمنية وقام بالعملية، قال حيفاوي «وفق معلومات الناشطين في قدسيا، فإن طريقة القتل والتمثيل بالجثة ومحاولة حرق المنزل، كلها أساليب تشير إلى مسؤولية قوات الأمن النظامية». وزاد أن «قدسيا تحت القصف منذ أيام وفيها حظر تجول، فمن يمكن أن يدخل شقة سكنية في مبنى مأهول ويأخذ كل هذا الوقت في القتل والتعذيب سوى أجهزة النظام؟ لو كان موساد لكان نفذ الاغتيال في أسرع وقت ممكن». ولفت إلى أن الاتصال بغناجة انقطع مساء الثلثاء الماضي قبل أن يتم إيحاد جثته صباح الأربعاء.

يُشار الى أن غناجة متزوج ولديه خمسة أولاد، وهو من سكان الضفة الغربية المحتلة، ويحمل الجنسية الأردنية، وعائلته تعيش في الأردن». ودعمت دمشق لسنوات طويلة حركة «حماس» التي كان مقر مكتبها السياسي في دمشق. ولكن معلومات صحافية أشارت أخيراً إلى أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والمسؤولين الآخرين في الحركة لم يعودوا قاطنين في شكل دائم في دمشق.

 

فقدان مواطن خلال توجهه الى عمله في الجامعة الاميركية

 وطنية - 27/6/2012 فقد المواطن زاهر ذوقان زين الدين (مواليد 1971) منذ صباح الاحد الماضي، بينما كان متوجها الى مركز عمله في الجامعة الاميركية في بيروت - قسم الامن. وحضرت الى منزله عناصر من قوى الامن الداخلي وإقتفاء الاثر واحضروا كلابا بوليسية للتفتيش بمساعدة الاهالي. وجرى تعميم صورته لدى القوى الامنية من اجل الافادة عنه في حال ورود معلومات عنه.

 

محاولة اغتيال مسؤول في حزب الله

علمت صحيفة "المستقبل" أنّ الإشكال الأمني الذي حصل في الضاحية الجنوبية قبل أيام معدودة، وقيل إنّه نتيجة خلاف بين عائلتين تطوّر إلى اشتباك بالأسلحة الرشاشة، هو في حقيقته اشتباك بين احدى العائلات وعناصر من "حزب الله". وكشفت مصادر رسمية واسعة الاطلاع لصحيفة "المستقبل" أنّ المسؤول الأمني للحزب في الضاحية أحمد كريّم الملقّب بـ"أبو هادي" تعرّض قبل فترة لمحاولة اغتيال في الضاحية، وأنّ الحزب تمكن من إلقاء القبض على الفاعلين، الأمر الذي دفع بعائلة أحد هؤلاء إلى الردّ واستهداف عناصر من الحزب مباشرة بالأسلحة الرشاشة، فحصل نتيجة ذلك اشتباك دام ثلاث ساعات

 

جنبلاط يبني معملاً في كردستان بعد مقاطعة النظام السوري

الأخبار/يبني رجل الأعمال بهيج أبو حمزة معملاً للإسمنت لحساب النائب وليد جنبلاط في مدينة أربيل في إقليم كردستان العراقي، بمواصفات معمل سبلين نفسها. وكانت السلطات السوريّة قد منعت الشاحنات المحمّلة بأكياس «الإسمنت» المصنّعة في معمل سبلين من المرور في الأراضي السوريّة نحو كردستان بعد مواقف جنبلاط من النظام السوري، قبل أن تدخل شركة بلغارية وتشتري حصة في المعمل اللبناني.

 

الحياة" تنشر وقائع من حوار في العمق حول الوضع الأمني: مجلس الوزراء اللبناني يمسك بجمرة الفلتان

الحياة"/طغى على جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي عقدت اول من امس، وامتدت لنحو سبع ساعات، موضوع الفلتان الأمني وضرورة السيطرة عليه. وشدّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ترأس الجلسة على أنه لم يعد من الجائز استمرار حال الفلتان والتمرد على السلطة والقضاء والأمن. وطالب سليمان في اكثر من مداخلة له خلال الجلسة، قادة الأجهزة الأمنية الذين حضروا جانباً منها، بناء على طلبه، «بتنفيذ الإجراءات اللازمة من دون أي تردد أو مراعاة، خصوصاً في بيروت، لأن هناك محاولة لترويع الناس على طريقة الهنود الحمر، راسماً خطوطاً حمراً في وجه من يعمل على قطع الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي أو قطع الطرقات الأخرى بالإطارات المطاطية المشتعلة، داعياً إلى إصدار استنابات قضائية في حق من يثبت ضلوعه في الإخلال بالأمن وإلقاء القبض عليه بالطريقة المناسبة. وحضر جانباً من الجلسة ايضاً المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. وتنشر «الحياة» وقائع من الجلسة.

< قالت مصادر وزارية إن الجلسة تعتبر واحدة من أهم الجلسات التي عقدتها الحكومات المتعاقبة، إضافة إلى الحالية في عهد الرئيس سليمان. وكشفت أن الأخير قال كلاماً صريحاً وفي العمق من دون مراعاة أحد، باعتبار أن الأولوية يجب أن تعطى للحفاظ على السلم الأهلي وضمان أمن اللبنانيين والمؤسسات.

وكشفت المصادر نفسها أنه كانت لوزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي مداخلة من العيار الثقيل اتسمت بالصراحة المتناهية وحملت أكثر من إنذار في حال استمرار الاضطراب الأمني الذي سيقود إلى الفوضى. وقالت إن وزير الصحة العامة علي حسن خليل أدلى بمداخلة خيّل معها للوزراء الذين شاركوا في الجلسة أن أحداً من «صقور» المعارضة لا يتجرأ على قول ما قاله عن قطّاع الطرق و «الزعران».

وحذر سليمان، في حضور ميرزا وقادة الأجهزة الأمنية من أن من غير المسبوق أو المسموح به الاعتداء على مؤسسات الدولة وممتلكات الأشخاص أو التطاول على كرامات الناس. وقال: «أنا أتحدث إليكم أمام أعضاء مجلس الوزراء حتى تكون الأمور واضحة لديكم وتشعروا بالأمان والاطمئنان، إن القوى الموجودة هنا هذا موقفها والقوى الأخرى التي ليست موجودة معنا كانت أعلنت عن موقف مماثل حول طاولة الحوار وأجمعنا جميعاً على التمسك بالثوابت التي حملها إعلان بعبدا - 1».

وسأل سليمان ميرزا: «هل لديكم استنابات مفتوحة لتوقيف المخلّين بالأمن والعابثين بمصائر المواطنين؟»، فردّ الأخير مؤكداً أن لا مشكلة في إصدار الاستنابات «ونحن ننتظر أن توافينا الأجهزة الأمنية بالأسماء لنصدرها والقضاء يتحرك من تلقاء نفسه في حال ثبت أن هناك من ارتكب جرماً مشهوداً».

وبالعودة إلى المداولات التي شهدتها الجلسة، أكدت المصادر عينها أن الوزراء علي حسن خليل، حسين الحاج حسن ومحمد فنيش أبدوا تأففاً من الممارسات التي قام بها «قطّاع الطرق» في اليومين الأخيرين ونقلت عن خليل قوله: «لن نسمح بأن نكون رهينة لهؤلاء أو أن نبقى تحت رحمتهم ونحن من جهتنا نرفع الغطاء السياسي عنهم، لأن كم واحد منهم يريد أن يحكمنا وهذا ما لا نقبله».

ولفتت إلى أن سليمان افتتح الجلسة متحدثاً عن «الطحشة» الأوروبية والإقليمية على لبنان، وقال إن جميع من يأتي إلى هنا يتحدث بلغة واحدة، ويقول نريد منكم الحفاظ على استقرار بلدكم وعدم السماح بنقل الاضطراب الحاصل في سورية إلى داخل بلدكم.

الحركة المطلبية

وتوقف سليمان أمام تصاعد الحركة المطلبية والأجواء التي سادت جلستَي الحوار الوطني في بعبدا، وشدد على ضرورة استكمال الملفات في خصوص اللحوم الفاسدة والذهاب بهذه القضية التي تضر بصحة المواطنين وسلامتهم إلى النهاية ليأخذ المرتكب عقابه.

وأيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ما قاله سليمان مضيفاً أن التحضيرات جارية لعقد اجتماع لهيئة الحوار اللبناني - الفلسطيني في حضور عدد من الوزراء. وعلى جدول أعماله البحث في جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه وضبطه داخلها.

وحمل الوزير علي قانصو على بعض وسائل الإعلام وسأل ألا يوجد نص في القانون يجيز التحرك الفوري للقضاء ضد الوسائل التي تهدد السلم الأهلي وتستضيف أحمد الأسير (يتزعم مجموعة سلفية) ويشن هجوماً على الرئيس السوري بشار الأسد لا يخلو من الشتائم؟ وقال: «نحن نستنكر ما حصل ضد تلفزيون «الجديد» لكن لا يحق له القيام بما قام به».

وتدخل الوزير سليم جريصاتي وسأل: «لقد سمعنا ما قاله الأسير فهل يوجد في القانون ما يستدعي ملاحقته والاستماع إلى أقواله حتى لا يبقى يتصرف وكأن الساحة مستباحة. فيما يمعن بعض وسائل الإعلام في إثارة النعرات؟».

في هذه الأثناء، دخل أحد ضباط الحرس الجمهوري وسلّم ورقة للرئيس سليمان، وفيها أن مجموعة قامت في هذه اللحظة بقطع الطريق المؤدي إلى المطار.

وعلق سليمان بقوله: «أريد في هذه اللحظة أن أكون محامي الشيطان. لقد سمعت هنا تأكيداً من الجميع أنهم ضد قطع الطرقات، وهذا يعني أن لا حماية سياسية للمخلّين بالأمن. وبالتالي لا بد من أن تصدر استنابات قضائية في حق من يتبين أنه شارك في قطع الطرق أو ظهرت صورته في بعض وسائل الإعلام وهو يقوم بحوادث شغب. ولا أعتقد أن الأجهزة الأمنية ستواجه مشكلة طالما أن القوى السياسية أجمعت على رفع الغطاء عنهم».

التحريض الإعلامي

وقال الوزير الحاج حسن إن لبعض وسائل الإعلام دوراً في التحريض المذهبي والطائفي «ونحن نستنكر ما تعرض له تلفزيون «الجديد» لكنّ لدينا شعوراً بأن لدى الجميع إحساساً بالخطر الذي بدأ يتشكل. إن الكثيرين يتحركون عفوياً وحفظ السلام ضرورة، ولنعمل من أجل إنهاء مشكلة انقطاع التيار الكهربائي والإسراع في إصدار الأحكام على المساجين. وما حصل في قصر عدل بعبدا هو رد فعل على تأخير المحاكمات. أنا لا أحكي عن رد فعل الناس الخاطئ لكن، لا بد من علاج هذا الوضع».

وتحدث الوزير مروان شربل عن بدء اليوم الأمني وعرض العقبات التي اعترضته وتحديداً في بيروت، فقاطعه جريصاتي قائلاً: «لم يكن هناك من ضرورة للقيام بحملة إعلامية للشهر الأمني».

ورد شربل: «نحن نعرف في الأمور العسكرية، والإعلان عن بدء الشهر الأمني سيدفع بعدد من المطلوبين إلى التفكير بالفرار وهذا ما يتيح للأجهزة الأمنية مراقبتهم وإلقاء القبض عليهم».

وقال فنيش: «كنت قررت أن أتجنب تناول الإعلام، لكننا الآن في مرحلة انحدار وانفلات أمني ونرفض التعرض لأي وسيلة إعلامية لكن، لا بد من حل لهذا الفلتان الإعلامي».

وهنا انبرى عدد من الوزراء وطالبوا رئيسَي الجمهورية والحكومة ووزير الإعلام وليد الداعوق بالقيام بحوار مع وسائل الإعلام من أجل إيجاد ضوابط لحماية السلم الأهلي.

وتدخل الوزير خليل وقال: «أنا منحاز للرأي الذي يقول بالحوار مع الإعلام لكن، أنصح بأن لا نفتح على حالنا جبهة جديدة، لئلا نقدم على خطوة غير محسوبة. وبأن لا نعطي إشارة إلى أن الحكومة ذاهبة إلى مواجهة مع الإعلام لئلا نشغل البلد في مشكلة جديدة».

وأضاف: «ما يحصل من فلتان ما هو إلا استهتار كبير بمصالح الناس، وأعود وأكرر أن لا غطاء سياسياً لأحد ومن يقطع الطريق هم مجموعة سخيفة لا أحد يتبناهم. ولن نسمح «لشوية» زعران بأن يتحكموا بنا». وعاد سليمان إلى السؤال بعد أن تلقى اتصالاً من مدير المخابرات في الجيش العميد إدمون فاضل عن ضرورة إصدار الاستنابات بحق الأشخاص المعروفين الذين يفرضون أجواء غير مقبولة على الناس والبلد، خصوصاً أنهم تحولوا إلى حالة متجولة يدبون الرعب في بيروت.

وحذر الوزير وائل أبو فاعور من الأجواء المشحونة التي يمر فيها البلد وقال إنها تذكرنا بالأجواء التي كانت سائدة قبل اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، مشدداً على أنه يجب وضع حد للذين يستضعفون الدولة ليصبح البعض أقوى منها. ولم يؤيد أبو فاعور طلب جريصاتي إصدار استنابة قضائية في حق الأسير. وقال إن الناس تريد أن ترى من الحكومة أفعالاً تعالج مشكلاتهم لا أقوالاً، والفلتان الإعلامي لا يحل برمي المسؤولية على الإعلام لأن الناس تتسابق على الظهور في هذه الوسائل وهذا ما ينطبق علينا وعلى الشيخ الأسير.

ورد الداعوق مؤكداً أنه يتواصل مع المؤسسات الإعلامية، وسأل رئيس الجمهورية هل من تناقض بين المجلس الوطني للإعلام والقضاء؟

وتدخل وزير العدل شكيب قرطباوي وقال: «يجب إشعار القاضي بأن الحماية متوافرة له وأنها من السياسيين ومجلس الوزراء»، فيما أوضح ميقاتي أن التغطية السياسية موجودة «لكن، لا يكفي أن ننام ونرتاح فيما يستمر قطّاع الطرق في الشوارع ونحن ننتظر أسبوعاً لنرى ماذا سيحصل وبعدها سيكون لنا رأي في كل شيء».

وقال الوزير نقولا نحاس إن الناس إذا لم تشعر غداً بأنها مرتاحة، فإن الحكومة في نظرها غير موجودة واستقالتها أحسن.

ورد الوزير نقولا فتوش مؤكداً أن النيابة العامة تتحرك مباشرة طالما كل ما يقال ينقل مباشرة على محطات التلفزة، والناس خائفة من الإعلام.

وكان خليل أول من أيد استدعاء قادة الأجهزة الأمنية إلى مجلس الورزاء. وأثار الوزير جبران باسيل مسألة التراضي في تطبيق القرارات، وقال: «لا أعرف لماذا لا يطبق حتى اليوم القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في شأن شبكة التوتر العالي في المنصورية مع أن عدم تطبيقه يعني أن لا تغذية بالتيار الكهربائي».

وشدد باسيل على أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها، وقال: «عندما أثيرت قضية مدير العام في الأشغال فادي النمار قلنا لا نستطيع الدفاع عنه لكن ليس وحده المرتكب ولماذا لا يساوى من هو مرتكب به؟». لافتاً إلى أن عدم تحمل المسؤولية يعني أن البلد سيفرط ويذهب إلى الخراب.

سليمان: الكل أخطأ

وكانت مداخلة أخرى لرئيس الجمهورية قال فيها: «الكل أخطأ والكل غطى، من قضية العملاء إلى شادي المولوي، إلى الشخص الذي طلع إلى زحلة ومن رافقه (في إشارة إلى الإفراج عن زياد الحمصي المتهم بالعمالة لإسرائيل). وأضاف: «الناس تسأل، ومن حقها علينا أن توجه إلينا الأسئلة، ونحن علينا الوقوف وقفة واحدة مع الحق ضد الباطل، بدلاً من أن نقف مرة في هذا الموقف وفي أخرى ضده».

وتابع: «العميل عميل. والمولوي أوقف ونعفو عنه، ونقدم الأموال لبعض الموقوفين للإفراج عنهم وننقل بعضهم في سياراتنا. وأنا أقول أمامكم إن لدى الأجهزة الأمنية شعوراً بأن الحماية السياسية غير موجودة، وأن ما حصل في بيروت أخيراً جاء بسبب حال الرعب التي أثارها عدد من الأشخاص كانوا على دراجات نارية».

ولفت سليمان إلى أن الكثير من الناس يضعون أيديهم على قلوبهم كلما ظهر اثنان على التلفزيون، وسأل: «هل يجوز أن يطلع أحدهم ويقول إن رئيس الجمهورية متآمر ومرتبط بمخططات خارجية».

في هذه الأثناء نظر سليمان إلى قرطباوي وسأله: «أين أصبحت المعاملات التي أرسلتها إليك حول هذا الموضوع؟».

وعاد سليمان وسأل: «ماذا نترك لأولادنا وماذا نقول لهم وهم يستمعون إلى ما يقوله الكثير من السياسيين؟ أطلب من جميع هؤلاء أن يساعدوا البلد في خطابهم السياسي، خصوصاً أن الانتخابات آتية ووتيرة الخطب سترتفع، كنا حكينا بميثاق شرف في الحوار وشددنا على الاعتدال في الخطاب، لا أريد هنا أن أسجل الخروق، إنما لا تحصى ولا تعد. أود أن أقول لكم بصراحة إننا جميعاً لم نعد نستحق الألقاب، لا صاحب الفخامة ولا دولة الرئيس ولا أصحاب المعالي والسعادة. كفى لقد تبهدلنا». وعلّق أحمد كرامي على ما قاله سليمان قائلاً: «هذا وجع كل الناس يا فخامة الرئيس وهذا رأيهم».

ثقافة حماية المرتكبين

وقال العريضي: «كنا نريد أن نخفف عنك يا فخامة الرئيس، إنما أنت خففت عنا، وعلى رغم كل ذلك أنا مضطر لإعادة بعض ما قلته وأتحدث عن مسألة يمكن أن تكون غريبة ومنها أنطلق إلى الجو العام لأقول إن لبنان سيتعرض إلى الكثير مما يجري في سورية ولدي قناعة بذلك من خلال ما نقرأه في الصحف أو نتابعه مع أنكم ورئيس الحكومة تتابعان أكثر منا».

وزاد: «لقد قلت في بداية كلامك إن كل المناخ الدولي والإقليمي يدعم الاستقرار وليس مع قرار تفجير لبنان، وإنما مع تحييده، ولا أبالغ إذا قلت إننا أمام فرصة نظراً إلى هذه الأخطار لحماية بلدنا. وما نشكو منه اليوم هو نتاج ما جنته أيدينا. إن هذه الثقافة التي عممناها وحمايتنا للمرتكبين والنفخ في نفوس الناس وضخ الأحقاد والضغائن والتخوين والتحدي وتوفير الحماية للذين يخلّون بالأمن، هي التي أوصلتنا إلى هنا».

ورأى العريضي أن «أحداً لا يجرؤ على ارتكاب أي مخالفة أو إخلال بالأمن ما لم يعتقد أن لديه حماية، مع احترامي لكل ما قيل عن رفع الغطاء السياسي عن المخلّين، وعندما لا نضع ضوابط فإن الأمور ستفلت من أيدينا وهذا ما نحن فيه اليوم».

وتابع العريضي: «نحن لا نلوم الناس على رغم هذه الأخطاء التي ترتكب. وفي كل مرة نجتمع ونحكي الكلام نفسه. بعد الذي حصل البارحة، أخاطب الجميع وأسألهم هل ناقشتم ما حصل مع أولادكم وما هي صورتنا جميعاً أمامهم؟ ألا يقولون لنا من الأشرف لكم أن تتركوا المكان الذي أنتم فيه. إنكم تهينوننا وأنتم تهانون في الوقت نفسه، ارحموا البلد. ماذا تفعلون؟ أنتم حكومة تجتمعون ساعات والبلد بعد كل اجتماع وقبله يهان، من المسؤول يا فخامة الرئيس كأننا لسنا في دولة ولا أمام حكومة؟».

وزاد: «هذه الحكومة، ولنكن واقعيين، وكل واحد منا في موقع السلطة ومتوهم أن لديه قرار، وإذا فتح كفه الأيمن أمام الناس، يجد فيه هواء بينما في كفه الأيسر ماء، ولذلك لولا الظرف الإقليمي والدولي الذي تحدثت عنه يا فخامة الرئيس، ولو كانت هناك إمكانية لتشكيل حكومة جديدة فإن كل هذه «الشبوبيات» وأعني الجميع، ليست حول الطاولة. إن هناك من يعيش بوهم القوة وبالتالي يمارس قوة الوهم وآخر يعيش بوهم السلطة لكنه يمارس سلطة الوهم».

وأضاف العريضي: «هناك من يعتقد أن التذاكي لكسب الوقت يعزز مواقعه في السلطة ويربّحه الانتخابات، إذا بقينا على هذه الحال لن تبقى سلطة ولن تحصل انتخابات. ولن تبقى مواقع والوهم هو الشيء الوحيد الذي يبقى. قولوا ما شئتم عن وسام علاء الدين (متهم في الهجوم على «الجديد»). هل سمعتم ما قالته أمه وزوجته وإخوته وما قاله عدد من الموقوفين في بعبدا، قالوا إن من اتهموا بالإرهاب أفرج عنهم، وهؤلاء ليسوا أحسن من أولادنا. وكنا سمعنا في جلسة لمجلس الوزراء أنه سيصار إلى الإفراج عن «الإسلاميين» بعد صدور القرار الظني، وكان موقفك أنه يمكن إطلاق سراح بعضهم فهل نعرف من وعد بإطلاقهم وإذا كنا لا نعرف أليست هذه مسألة خطيرة؟ لأنه إذا أفرج عن بعضهم من دون البعض الآخر سيحصل رد فعل وهذا ما حصل».

وتطرق إلى قضية العملاء وقال: «ماذا نقول للناس عن العملاء الذين كُرموا. في حينها كان القضاء مقبولاً أما اليوم فلم يعد مقبولاً ونريد منه أن يصدر الآن استنابات قضائية فماذا سنقول للناس؟».

وعارض العريضي دعوة وسائل الإعلام إلى الاجتماع وقال إن هذا الموضوع «نوقش حول طاولة الحوار عام 2006 وكدنا نصل إلى مرحلة الطلب من الرئيس نبيه بري دعوتهم وأنا كنت وزيراً للإعلام واعترضت على هذا الطلب ونصحت بأن من يتحمل المسؤولية هم نحن أهل السياسة وليس الإعلام وعندما شكل المجلس الوطني للإعلام لم يكن سوى «إسفنجة» تمتص المشكلات بين الدولة والإعلام. ويكون دوره استنسابياً. من يعجبنا من وسائل الإعلام لا نلاحقه ومن لا يعجبنا نلاحقه».

واعتبر أن هناك مبالغة في الحديث عن مداخيل المؤسسات الإعلامية من الإعلان وقال إنها لا تكفي لتغطية نفقاتها وإن العمل السياسي بلغ مرحلة تقضي بتقديم الأموال للمؤسسات في مقابل استمالتها أو تجييرها من قبل هذا السياسي أو ذاك ضد خصمه.

وسأل العريضي: «ما دخل وسيلة الإعلام في حال قامت بنقل مباشر لمؤتمر صحافي لزعيم أو سياسي استفز مشاعر اللبنانيين وهاجم فيه رؤساء دول؟ وما دخلها أيضاً في نشر معلومات ينقلها إليها هذا الطرف أو ذاك؟ لذلك، لا سلطة تتعاطى مع إعلام كهذا، ولا وزير ولا مجلس وزراء يستطيع القيام بشيء، فإما أن تتغير هذه الذهنية وهذا الأسلوب وإلا فنحن ذاهبون إلى مشكلة أكبر. إن المشكلة فينا نحن إذا استمر هذا النهج».

وأوضح العريضي ما قاله باسيل حول نمار وأكد أنه لا يحمي مخالفاً «ولا أظلم أحداً ولا أميز بين مخالف وآخر بسبب طائفته، وكنت اتخذت تدابير في الوقت نفسه بحق موظف درزي من الحزب التقدمي الاشتراكي». وعاد قانصو وطرح مسألة ملاحقة الأسير فرد عليه ميرزا بأن «أي ملاحقة، وبناء لدعوى، ستتم على أساس قانون المطبوعات وقانون المرئي والمسموع. ونحن لا صلاحية لدينا بالتدخل، لكن قانصو تدخل مجدداً وقال إنه تعرض للرئيس السوري. وقبل أن يجيب ميرزا، تدخل سليمان وقال إن «القضاء يتحرك فور التعرض لرئيس البلاد أما بالنسبة إلى الرؤساء الآخرين فلا بد من التشاور معي».

وأوضح قائد الجيش العماد جان قهوجي أن الجيش يتحمل وزر الاختلافات السياسية والمشكلات القائمة بين السياسيين «ونخشى أن يأتي الوقت الذي لن يعود في إمكاننا الاستمرار بسبب التعب الذي يلحق بأفراد المؤسسة العسكرية».  ورد سليمان مؤكداً وجوب التضحية وقال: «قولوا لنا ما تريدون ونحن حاضرون».

وعاد قهوجي إلى المطالبة بعقد اجتماع بين وزير الإعلام وممثلي وسائل الإعلام، وأيده في طلبه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، لكن وزير الاتصالات نقولا صحناوي تدخل قائلاً إن الوزارة قادرة على وقف البث المباشر لأي وسيلة إذا ما وجدنا أن ما تنقله يتسبب بمشكلة. إلا أن كلام صحناوي لم يلقَ استجابة من أحد، ونقلت المصادر عن خليل قوله: «هذه ليست شغلتنا لنتدخل فيها»، مجدداً الطلب بتوجيه ضربة لمجموعة من «الزعران» تقوم بقطع الطرق من حين إلى آخر وترهب بيروت لمزاجها الشخصي، فيما أكد الحاج حسن أن لا خلفية سياسية للذين يقومون بحوادث الشغب وأن خلفيتهم إجرامية وأن هذه المجموعات «تساوي فرنكين».

 

اعلان بلدية صيدا": لفتح كل الطرق وعدم تعطيل مصالح المواطنين السنيورة: هدفنا اعادة الاعتبار الى الدولة ودورها ونرفض قطع الطرق

وطنية - 29/6/2012 عقدت شخصيات وقيادات وفعاليات مدينة صيدا اجتماعا في مبنى البلدية ناقشت خلاله التطورات الامنية التي تشهدها صيدا منذ ثلاثة ايام.

وحضر الاجتماع كل من: الرئيس فؤاد السنيورة، محافظ لبنان الجنوبي نقولا ابو ضاهر، قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد طارق عبدالله، رئيس جهاز امن الدولة الاقليمي في الجنوب العميد طارق عويدات، المفتي الجعفري لصيدا وضواحيها الشيخ محمد عسيران، مفتي صيدا ومنطقتها الشيخ سليم سوسان، الشماس نقولا باسيل ممثلا متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري، الاب الياس الاسمر ممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران ايلي نصار، الاب القاضي الياس صليبا ممثل راعي ابرشية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، الامين العام ل"تيار المستقبل" احمد الحريري، المسؤول عن "الجماعة الاسلامية" في صيدا الدكتور بسام حمود، قاضي شرع صيدا الشيخ محمد ابو زيد، إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، الدكتور عبد الرحمن البزري، المسؤول عن "تيار المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود، شفيق الحريري والمسؤول عن "تيار الفجر" عبدالله الترياقي.

والقى المفتي سوسان كلمة اكد فيها "الثوابت الايمانية المسيحية والاسلامية والثوابت الوطنية على امتداد الوطن كله". واضاف: "صيدا كانت وما زالت وستستمر عنوانا للعيش المشترك وللوفاق الوطني وللسلم الاهلي. وقفت في وجه الاحتلال الاسرائيلي وقدمت ما قدمته من الشهداء واستقبلت في بيوتها وقلوبها كل المجاهدين والمقاومين، ورفضت وما زلت ترفض أي فتنة مذهبية او طائفية وعملت من اجل وحدة هذا الوطن، وهي على مر الايام والازمات نموذج لهذه الوحدة، ومن الطبيعي ان يكون هناك في بعض الاحيان اختلاف في الرأي يجب ان يحترم". وشدد على ان "لا مكان في صيدا للتخوين مهما اختلفنا في وجهات النظر، وكل المدينة بتربيتها واخلاقها وسلوكها هي في سياق الثوابت الوطنية ومع وحدة المؤسسات والارض والشعب ومع هذا المتنوع والتعدد". واكد اننا "لن نقبل ولن نسمح بأن تكون صيدا ارضا للتجارب". ونقل المفتي سوسان رأيا للشيخ احمد الاسير الذي نقله بكل صراحة والكلام للمفتي سوسان قال: "انه ضد اي فتنة مذهبية او طائفية وانه يريد ان يعيش في هذا الوطن مع كل الطوائف الاخرى والمذاهب بحقوق متساوية وانه حريص على هذه المدينة واهلها، ولم يقل شيئا يسيء الى ثوابتنا". وتابع سوسان: "نحن حرصاء على كل الجوار في حارة صيدا وشرق صيد. ولكنني اريد ان اسمع صوتا واحدا لنسير جميعا في طريق واحد من اجل وحدة لبنان وحريته وكرامته وعزته الانسانية فيه، اما في الموضوع الفلسطيني فهذا موضوع آخر لاننا تداخلنا مع الاخوة الفلسطينيين بين زواج واهل واقرباء ومن كل جوانب الحياة، ونحن حرصاء عليهم وعلى حقوقهم المشروعة الانسانية والوطنية".

وألقى الرئيس السنيورة كلمة جاء فيها: "أود أن أرحب بكم في هذا اللقاء الاستثنائي، الذي ينعقد والبلاد تمر في هذه الأيام في ظروف داخلية استثنائية وكذلك بسبب تداعيات الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية على لبنان وهي أوضاع لم يسبق أن شهدنا لها مثيلا من قبل. وكلنا يعرف ويدرك ميزات هذه المدينة، مدينة صيدا، التي عرفت طوال تاريخها بحرصها على الوئام الداخلي. ومعروف عن أهلها الود والانفتاح والإيمان والتسامح والتلاقي مع كل اللبنانيين، والتزام العمل على تدعيم أسس العيش المشترك والعروبة الصادقة الرحبة والجامعة. نكرر، أيها الإخوة، قبل أن أتشرف بتمثيل المدينة في مجلس النواب وبعد ذلك أن هدفنا هو إعادة الاعتبار الى الدولة ودورها وهيبتها وان نعمل من أجل أن تصبح مدينة صيدا مقصدا إضافة إلى كونها بوابة الجنوب وعاصمته ومدخله وملتقاه وملتقى كل اللبنانيين. ويعزز دورها هذا لكونها مدينة المواطنين المؤمنين الأتقياء الذين يبحثون عن القواسم المشتركة التي تجمع بين جميع اللبنانيين وهي معهم جميعا تعمل على تعزيز الوحدة بين اللبنانيين وسلمهم الأهلي".

واضاف: "ربما هناك من يعمل لإظهار لبنان أو مناطق منه أنها في حالة تفلت وانفلات وتوتر. والرد على من يريد أن يحيك هذه المؤامرات يكون بالمسارعة إلى التصدي لأهدافها وأحداثها. وعلى ذلك ليس لنا مصلحة أن يظهر بلدنا أو مدينتنا بأنها موئل لممارسات تحض على التوتر أو تجلبه وتستولد الحدة أو تشكل في الحصيلة مبررا لما يمكن أن يقوم به آخرون من تصرفات وممارسات مرفوضة لا تخدم مصلحة الوطن والمواطنين.لهذه الأسباب، كان موقفنا واضحا من الأحداث التي شهدتها مدينة طرابلس خلال الفترة الماضية، أي أننا وقفنا مع الدولة ومؤسساتها في مواجهة محاولات توتير الأوضاع. وحتى حين وقعت بعض المؤسسات والأجهزة الأمنية في بعض الأخطاء كان موقفنا واضحا أي أننا ضد الممارسات الشاذة لكننا، في الحصيلة ومن دون أي لبس أو تردد، مع مرجعية الدولة ومع حصرية السلاح في يد الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية". وتابع: "انتم تذكرون حين ذهبنا إلى طرابلس وعقدنا اجتماع كتلتنا هناك أعلنا موقفنا واضحا وطالبنا بان تكون المدينة تحت سلطة الدولة لا أن تكون تحت رحمة المسلحين لأي جهة انتموا. ولما استشهد الشيخان احمد عبد الواحد وحسن مرعب في حادثة الكويخات تعالينا على الجراح وطالبنا المواطنين المجروحين بذلك وقلنا لا للتجاوز والأخطاء ولا للاغتيال، لكن قلناها عالية، في الوقت نفسه، اننا متمسكون بالجيش وبمؤسسات الدولة لكن يجب إصلاح الخلل والأخطاء ومحاسبة المخطئين. ولما تنادت بعض الأصوات نتيجة الصدمة والانفعال من هول الجريمة إلى التمرد على الدولة رفضنا هذا الأمر بشكل حازم وحاسم". وقال: "نحن لم نوافق يوما على قطع أي طريق لأنه ليس أسلوبا حضاريا ويضرب مبدأ الدولة ووحدتها وهيبتها ولأنه يعطل حرية الناس في التنقل ومزاولة أعمالهم ويفتح البلاد أمام احتمالات خطيرة ويمهد الطريق أمام المصطادين في الماء العكر، ويعطي من يريد تخريب لبنان الحجة لتوتير الأوضاع في البلد وافتعال المشكلات. أعداء لبنان لهم مصلحة في افتعال المشكلات في لبنان فهل نتجاوب معهم؟ وهل هذا أمر مقبول؟ هل نعطيهم المبرر للامعان في غيهم وممارساتهم الخاطئة والمضرة.

من هنا، فليكن واضحا لنا، أن التعبير عن الرأي والموقف مسألة طبيعية وضرورية ونحن نطالب بممارستها حتى لو كان أصحابها على غير موقفنا، فنحن ملتزمون احترام الرأي الآخر، ولذلك فإننا ننبه إلى أن قطع الطرق مسألة تتخطى التعبير عن الموقف وتمس بأمن المواطنين جميع المواطنين أينما كانوا". واضاف: "تذكرون تلك الأيام التي تعرضنا فيها للتجربة المعروفة حين لجأ البعض، بحجة الاعتراض وممارسة حق التعبير، الى محاولة حصار الحكومة في السرايا وتعطيل وسط العاصمة وقطع الطرق والأرزاق وماذا قلنا لهم وما كان موقفنا. لقد كررنا أكثر من مرة أن التعبير عن الرأي أمر نحترمه ونقدسه ونحميه، لكن أن يتم اللجوء إلى قطع الطرق العامة وتعطيل حياة الناس والدورة الاقتصادية بحجة التعبير عن الرأي فإن هذا، في رأينا، أمر مرفوض ونستنكره. هذا الأسلوب حاول البعض استخدامه في العاصمة سابقا. كذلك وفي المدة الأخيرة انتشرت ظاهرة قطع الطرق احتجاجا، وإحراق الدواليب في أكثر من منطقة مما أدى إلى بث الفوضى وزعزعة الأمن وتهديد الثقة والحركة الاقتصادية. وهذا أسلوب نرفضه ولا نقبل به". وتابع: "من هنا أود أن أكون واضحا وصريحا وأقول إن الاعتصام والتعبير عن الرأي هو حق لكل مواطن مهما كان رأيه ونحن نحترم كل الآراء، بل اننا ندافع عن حرية الرأي والتعبير، لكن علينا الانتباه حتى لا يتحول هذا الأمر إلى تعطيل حياة الآخرين وحقهم المقدس في الوصول إلى أي منطقة من لبنان من دون أي عقبات وما نرفضه من غيرنا يجب ألا نمارسه نحن.

إننا نحترم رأي من أعلن الاعتصام في مدينة صيدا ونحترم الأهداف التي أعلنها وله الحق في ممارسة حريته وحرية التعبير عن رأيه وما يؤمن به، لكننا، في الوقت عينه، نكرر موقفنا وهو أن حرية المواطن تقف عند حدود حرية غيره، أي أننا نمارس حريتنا في التعبير عن رأينا من دون أن نقطع الطريق على الآخرين أو أن نمنع الآخرين من ممارستهم لحريتهم". وقال: "علينا أن نحافظ على صيدا مدينة مفتوحة ومعبرا لكل الناس، الطريق العام ليست ملكا لبعض المواطنين من دون غيرهم، بل إن حق المرور بها واستخدامها يجب أن يبقى مصونا للجميع من دون استثناء. إن تأمين حرية المرور وحرية الحركة وحرية الانتقال واجب الدولة وعلينا أن نساعدها ونكون إلى جانبها في ذلك. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه حين قال: "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، ونحن لا يجوز أن نسمح بإلحاق الأذى بأي احد مهما كان السبب الداعي الى اغلاق الطرق، وكما قال الله في كتابه العزيز: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، أي لا يجوز الافتئات على من لا علاقة له بما يعترض البعض عليه. نحن نتمسك بالأسلوب الديموقراطي وسنظل ملتزمين ذلك ولن ننجر إلى ممارسة ما قد يمارسه البعض من حملة السلاح ومن المتطاولين على القانون والمؤسسات".

وختم: "انطلاقا مما تقدم، فإننا ندعو إلى فتح كل الطرق في صيدا أمام جميع المواطنين والعابرين وان يصار إلى أن يحذو حذو هذا الموقف جميع اللبنانيين في كل مكان من لبنان وليس فقط كما يروج الآن على طريق مطار رفيق الحريري الدولي وان يتم التوقف عن اللجوء إلى هذا الأسلوب للتعبير عن الاحتجاج بسبب الأضرار الذي يحدثها هذا التصرف على أكثر من صعيد ومنزلقاته الخطيرة ولكونه لا يؤدي إلى حل حقيقي لأي مشكل ولا يحقق في واقع الأمر أي مطلب سياسي أو معيشي".

وألقى المفتي عسيران كلمة جاء فيها: "نطلب من جميع اخواننا في مدينة صيدا على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وتفصيلاتهم السياسية المحافظة على هذه المدينة الكريمة بكل خصوصياتها وبكل علاقاتها، منفتحة على كل لبنان، لأنه لا يمكن الانسان ان يحصر نفسه داخل سور في بلد او حي، اللبنانون كلهم شركاء في الوطن، والخلق كلهم عيال الله، فعلينا التوصل الى نقاط جامعة مشتركة بين كل الاطراف وان نبقي على مسافة من الوطن والمواطن ليتحقق الامن والسلام في ربوعنا، وان السلبية ماكانت يوما هي الحل، لا بل الايجابية بين المواطنين هي الحل وان التعاون بين الدولة والمواطن هو الطريق للوصول الى الهدف السامي والى المواطنة الصالحة. نريد لهذه المدينة واهلها التعاون والازدهار وألا تكون في اي نوع او شكل من اشكال المواجهة فان العدو الصهيوني يتربص بنا. علينا ان نكون قبال العدو الصهيوني لا قبال بعضنا البعض"

ودعا الشيخ ماهر حمود الجميع الى ان "نكون في موقع اجماع لاننا امام مشروع فتنة يعمل لها من دون ادنى تردد، ونريد من الجميع موقفا حاسما بذلك"، وقال: " هناك امر يجمع او يمنع القوى الامنية من ان تقوم بعمل مطلوب منها وهو الدروع البشرية من اطفال ونساء يتم الاحتماء بهم من اجل منع أي تحرك امني. وهذا شيء مؤسف وغير انساني على الاطلاق". واضاف: "اضافة على ما قاله دولة الرئيس لسنيورة انه عمل قول لوط هذا الامر لا يجوز لا في الدين ولا في العقل ولا في الوطنية ولا في المصلحة التي لها علاقة بالمدينة، وهذا العمل مدان اسلاميا من كل جوانبه، ومدان وطنيا لان حرية التعبير عن الرأي لا يجوز ان تمنع الاخرين من المرور ومدان صيداويا واقتصاديا وتجاريا كما مدان جنوبيا. لان هذا التصرف قد يكون كشرارة الحرب الاهلية اللبنانية اللبنانية وهذا مرفوض في المطلق وعلينا ان نحسم الامر، وخصوصا ان الحديث يأتي من قطع الطريق الساحلية. لذا يجب على القوى الامنية ان تتخذ الاجراءات الكفيلة عدم امتداد هذا الاعتصام بقطع الطريق كاملة لانه بمثابة كارثة على صيدا والجوار والجنوب بكامله". واكد انه بعد لقائه مقربين من الشيخ الاسير و"الذين يشاطرونه رأيه السياسي والديني انهم يستنكرون ما يفعله الشيخ الاسير اكثر من استنكارنا ومحرجون اكثر من احراجنا".

واجمع الدكتور بسام حمود والدكتور البزري على "العمل على فتح الطريق الساحلية من دون تردد لان صيدا ليست ولن تكون ابدا في وارد الفتنة المذهبية والطائفية".

وتحدث مدير مدرسة دار العناية الاب نقولا صغبيني كلمة باسمه واسم ممثلين للمطارنة الكفوري ونصار والحداد جاء فيها: "نحن ابناء صيدا وجزء لا يتجزأ منها، وعبر اقتناعاتنا يجب ان تكون هذه المدينة مدينة نقاش وسلام"، متمنيا "ألا يكون مع احد أو بين يديه مسدس او سلاح في هذا الوطن من اجل ان تحترم آراء بعضنا البعض ونتحاور من دون فرض الرأي على الاخر بطريقة غير حضارية"، داعيا الى "الحوار مع الآخر من اجل ان نصل الى ما نصبو اليه جميعا لمصلحة البلد بكامله، ونحن على ثقة من الدولة التي نقف وراءها لأنها هي المسؤولة المباشرة في الحفاظ على السلم الاهلي وعليها ان تتخذ كل الاجراءات للحفاظ على المواطنين".

وعلى الأثر، صدر "اعلان بلدية صيدا" تلاه نائب رئيس بلديتها منير البساط:

"بدعوة من المجلس البلدي لمدينة صيدا، عقدت شخصيات المدينة وقياداتها وفاعلياتها السياسة والادارية والروحية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، اجتماعا صباح اليوم في مبنى البلدية تداولت فيه في الاوضاع المستجدة في المدينة في هذه الظروف المصيرية التي يمر فيها لبنان والمنطقة.

وبعدما عرض المجتمعون الاوضاع من مختلف جوانبها اكدوا ما يلي:

"- اولا: التمسك بالعيش المشترك وبالحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية والامنية وتعزيزها وباحترام الدستور المبني على اتفاق الطائف واحترام القوانين وحرية التعبير السلمي لمختلف الاراء لكل المواطنين والمحترمة للرأي الاخر.

- ثانيا: يؤكد المجتمعون التمسك بالدور الوطني اللبناني والعربي الجامع لمدينة صيدا وباعتبارها ايضا عاصمة الجنوب وبوابته الاساسية ولكونها المعبر والمقصد والملتقى، تجمع جميع أبناء الوطن وتفتح ابوابها وقلبها لهم.

- ثالثا: يؤكد المجتمعون تمسك المدينة واهلها بدورها وموقعها، ويؤكدون احترام كل الاراء وطرق التعبير السلمي والحضاري التي لا تتعارض او تمس بحرية الاخرين او تعطل مصالحهم. ولهذا، فقد دعا المجتمعون الى فتح كل الطرق في المدينة وعدم اللجوء الى هذا الاسلوب في المستقبل، مع الاحترام الكامل للمواقف السياسية لكل الاطراف. ونتمنى ان يصار الى ان يحذو حذو هذه الخطوة جميع اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية".

 

جعجع استقبل النائب السابق حنين

 وطنية - 29/6/2012 عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، مع النائب السابق صلاح حنين، في حضور الأستاذ ندي غصن، آخر التطورات الأمنية على الساحة اللبنانية، إضافة إلى المستجدات الإقليمية.

 

حرب ل"البلد: ظاهرة الشيخ أحمد الأسير مضحكة واعلان الشهر الامني استفز من يريد إثبات تهاوي الدولة

وطنية - 29/6/2012 اعتبر النائب بطرس حرب في حديث الى جريدة "صدى البلد" ينشر غدا، أن " ظاهرة الشيخ أحمد الأسير ظاهرة مضحكة"، مستغربا أكثر "حماية هؤلاء من قبل قوى سياسية"، سائلا: "هل يخدم الأسير بإثارة النعرات الطائفية السنة في حال وقعت الفتنة؟". وعن إعلان الشهر الأمني، رأى أن "التوقيت لم يكن موفقا، لأنه ترافق مع زيارة المبشر أحمد جبريل، فتحرك على الفور ملف المخيمات الفلسطينية، إضافة إلى انتشار السلاح غير الشرعي بين "الزعران" وكأننا نعيش في غابة مافيات"، معتبرا أن "الإعلان استفز من يريد إثبات تهاوي الدولة اللبنانية، فكثفوا خرقهم للأمن".

ورأى أن "ليس كل الموقوفين في قضية فتح الإسلام متهمين بالقتل، فمنهم من ارتكب جنح أو جرائم عادية لا تستدعي توقيفات تتخطى الأربع سنوات، كما لم تتم محاكمة هؤلاء لأن القانون اللبناني لا يسمح بتجزئة الملف أمام المجلس العدلي، كما لا يمكن محاكمة المئات دفعة واحدة. فتخطت فترة توقيف الموقوفين العقوبة القسوة لجرمهم. ولكن المؤسف أن يدفع مسؤولون في الدولة اللبنانية كفالة إخلاء سبيلهم، مما يترك أسوأ انطباع". وحول موضوع حرق الإطارات والاعتداء على المؤسسات الإعلامية، سأل: "هل يعجز حزب الله عن ضبط هذه العناصر؟ أم بدأنا نشهد انفلاتا في البيئة التي يسيطر عليها الحزب؟ هذا أمر مخيف إذا كان صحيحا، على الرغم من أنني أستبعده، ويؤكد صحة مفاهيمنا أن كل سلاح غير شرعي يدمر صاحبه". واستغرب حرب على مشارف إطلاق الجلسات التشريعية "رفض بعض النواب تشريع قانون يحمي المرأة من العنف الأسري بحجة الدين"، لافتا إلى أنه ينوي "اقتراح تعديلات على قانون الإثراء غير المشروع لرصد مصادر ثروات المسؤولين". وعن مسألة بيع الأراضي وتملك الأجانب، رأى أن "ادخال بعض التعديلات على قانون تملك الأجانب وتشديد الإجراءات بحق اللبنانيين الذين يستخدمون أسماءهم لبيع الأراضي للأجانب، كل تلك الخطوات كفيلة بحل المشكلة"، معتبرا أن "الأخطر بيع الأراضي بين اللبنانيين بعمليات مشبوهة تتم لتغيير هوية المناطق ولخلفيات خبيثة لضرب العيش المشترك والوجود المسيحي المنتشر في لبنان".

 

مناصرو البرجاوي تجمعوا احتجاجا على مواقف الاسير

 وطنية - 29/6/2012 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان مناصري شاكر البرجاوي نظموا تجمعا على طريق السفارة الكويتية احتجاجا على مواقف الشيخ أحمد الاسير.

 

الاسير: لن نفتح الطريق ولو اجتمع مجلس الامن

لن يتوقف الاعتصام الا اذا قبل حزب المقاومة و"أمل" بمعالجة قضية السلاح

 وطنية - 29/6/2012 - اكد امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير اننا "لن تفتح الطريق حتى لو اجتمع مجلس الامن"، كاشفا انه سيعلن بخطبة الجمعة حلا يرضي المتضررين من قطع الطريق. واعتبر ان ما يقوله الرئيس فؤاد السنيورة يمثله وحده ولا يمثل الصيداويين الاحرار. وقال: "انت تخاف ولكن نحن لا نخاف الا من الله".

وحذر من "ان اي اعتداء علينا هو اعتداء من حزب المقاومة ونحمل فؤاد السنيورة المسؤولية لانه اعطاهم الضوء الاخضر".

ورأى ان جلوس السنيورة مكان المفتي سليم سوسان اهانة لكل علماء صيدا وابنائها،

وأكد ان ليس هناك من فتنة شيعية سنية، وقال: "هذا تهويل علينا لان هناك سلاحا اقوى من سلاح الدولة ومهيمن على الدولة. كيف تكون الفتنة بين اشخاص عزل واشخاص لديهم سلاح اقوى من سلاح الدولة. ورأى ان الجمهورية اللبنانية هي رهينة السلاح المهيمن عليها. مؤكدا اننا لا نقبل هذه الهيمنة علينا.

وأشار الى انهم أقروا الشهر الامني بدءا من الضاحية، وقابلوهم بقطع طرقات دفاعا عن المجرمين الذين احرقوا تلفزيون الجديد". وأسأل اين بقية المجرمين الذين حرقوا الجديد.

وقال: "اعتذر منك يا رئيس الجمهورية واعتذر منك يا قائد الجيش والاجهزة الامنية كافة. مؤكدا ان الاعتصام لن يتوقف الا اذا اقنعنا أحد ان حزب المقاومة و"أمل" قبلوا بمساع جدية لمعالجة قضية السلاح خارج الدولة"، معتبرا ان ليس هناك طاولة حوار بل هناك طاولة غوار".

وأضاف: "لا يراهن احد على كسر عزيمتنا. لن نعود الى بيوتنا الا بعد ان نحقق مطالبنا السلمية.

وأشار الى ان الطريق الى بيروت مفتوحة وليست مقطوعة، وقال: "قطعنا الطريق وذلك شبيه بميدان التحرير في مصر.

وتابع: "اقسم "بالله يا حسن نصر الله ونبيه بري سندفعكما الثمن سلميا وفي جعبتنا الكثير".

واشار الأسير الى وجود منهج اما القبول بالهيمنة والسكوت او عدم القبول بالهيمنة على طريقة سعد الحريري بالمساومة على دم رفيق الحريري.

 

نواب بيروت: الفلتان الأمني والتعدي على الإعلام كارثة

المركزية – وصف نواب بيروت ما حصل من فلتان امني وتعد على الاعلام بالكارثة في اجتماعهم الدوري الذي عقدوه قبل ظهر اليوم في مجلس النواب، في حضور النواب: محمد قباني، نبيل دو فريج، عمار حوري، تمام سلام، نديم الجميل وسيبوه كلبكيان. بعد الاجتماع، قال النائب قباني: "بحثنا في قضايا عدة أولها وابرزها موضوع الامن، والامن بالنسبة الى كل الشعب اللبناني هو خط احمر، وما حصل في الايام الاخيرة تجاوز الخط الاحمر وما حصل في شوارع بيروت ومداخلها وحتى في كل لبنان غير مقبول: لا قطع الطرقات مقبولاً ولا اشعال الدواليب مقبولاً، وبالتالي هذا الامر يهدد استقرار الناس وسمعة البلد سواء أكان على طريق مطار بيروت او في أي مكان آخر. الامن خط احمر ولا نقبل ان تتكرر الكارثة التي حصلت في الايام الاخيرة ولا نستطيع وصفها الا هكذا.

في هذا المجال، يستنكر نواب بيروت الاعتداء على "تلفزيون الجديد" ويعتبرون ان حرية الاعلام يجب ان تصان في لبنان ويجب ان تحمى كل وسائل الاعلام، واذا كان هناك من رأي مخالف يجب ان يعبر عنه ايضا بالكلام وليس بالوسائل التي رأيناها". واضاف: "بحثنا في موضوع فوج الاطفاء وقد اجمعنا على ان عناصر هذا الفوج هم ابطال وفي الاعوام الاخيرة سقط لهم بضعة شهداء وهم مظلومون ولهم حقوق حرموا منها، وبالتالي يجب اعطاء هؤلاء الناس، هؤلاء الابطال حقهم الذي تأخر تحقيقه. وفي هذا الاطار، يؤكد نواب بيروت انهم الممثلون الشرعيون المنتخبون للعاصمة، وبالتالي لا يجوز تجاوزهم في قضايا تخص مدينة بيروت.

 

معين المرعبي :الأسير ليس حالة أمنية انما اعتراضية على السلاح غير الشرعي

 وطنية - 29/6/2012 رأى عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي في حديث، الى اذاعة "صوت لبنان- صوت الحرية والكرامة"، "أن من يحرك الأمن هو من يحمل السلاح"، معتبرا "أن الشيخ أحمد الأسير لا يشكل حالة أمنية وإنما اعتراضية على السلاح غير الشرعي". ولفت الى "ان افتعال المشاكل الأمنية يأتي في سياق التعمية عما يفعله النظام السوري داخل سوريا ولبنان" ،وقال:"أصبح معلوما لدى الجميع من يوزع السلاح لعناصره لتأجيج الفتنة"، مؤكدا "أن حزب السلاح ينفذ أجندة خارجية سورية - إيرانية مشتركة". وفي سياق آخر، استغرب المرعبي "المبدأ الذي يعتمده البعض في قضية عدم تثبيت العمال المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، رغم أن هؤلاء الأشخاص خدموا المؤسسة لمدة عشرين سنة، وهناك حاجة لتوظيف أكثر من العدد الموجود حاليا". وسأل:"هل يمكن أن نرمي هؤلاء المياومين مع عائلاتهم في الشارع، وهم كانوا ركيزة المؤسسة؟". وأضاف المرعبي:"من المعيب فعلا أن نترك هؤلاء الناس، وأن نتصرف معهم على طريقة "نأكلهم لحمة ونرميهم عظمة".

 

سوسان: لن نقبل صيدا عرضة للتجاذب

 وطنية - 29/6/2012 - أكد مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان، اننا "لن نقبل ان تكون صيدا عرضة للتجاذب". وقال :"في صيدا لا مكان للتخوين واريد ان اسمع صدى لاصواتنا في ضواحي صيدا لاننا حرصاء على كل الجوار كحرصنا على صيدا".

 

السنيورة في اجتماع فعاليات صيدا على خلفية اعتصام الاسير: ندعو الى فتح كل الطرق في صيدا وما نرفضه من غيرنا يجب الا نمارسه في صيدا

وطنية - 29/6/2012 - دعا رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، في كلمة القاها بعد اجتماع فعاليات صيدا على خلفية الاعتصام الذي بدأه الشيخ احمد الأسير، الى فتح كل الطرق في مدينة صيدا امام جميع المواطنين والعابرين، متمنيا ان يحذو حذو هذا الموقف جميع اللبنانيين في كل مكان في لبنان وليس فقط كما يروج الآن على طريق مطار رفيق الحريري الدولي. وقال: "يجب التوقف عن هذا التصرف لما يسببه من مشاكل وهو لا يؤدي لاي حل ولا يحقق اي مطلب سياسي او معيشي

أكد السنيورة: "لا يجوز ان نسمح بالحاق الاذى بأي احد مهما كان السبب الداعي لاغلاق الطريق، نتمسك بالاسلوب الديمقراطي وسنظل ملتزمين بذلك ولن ننجر الى ممارسة ما يمارسه البعض من حملة السلاح والمتطاولين على الدولة". وأشار الى ان "الاعتصام والتعبير عن الرأي حق كل مواطن مهما كان رأيه ونحترم كل الآراء لكن علينا الانتباه حتى لا يتحول هذا الامر الى تعطيل لحياة الآخرين وحقهم في الوصول الى اي منطقة دون اي حواجز، وما نرفضه من غيرنا يجب ان لا نمارسه في صيدا، نحترم رأي من اعلن الاعتصام في صيدا ونحترم الاهداف التي اعلنها لكننا نكرر موقفنا وهو ان حرية المواطن تقف عند حدود حرية غيره اي نمارس حريتنا بالتعبير عن رأينا دون قطع الطريق على الآخرين. وذكر حين لجأ البعض الى محاولة حصار الحكومة وقطع الارزاق بحجة التعبير عن الرأي، وقال :"تعرفون ما كان موقفنا وما زال، نحترم التعبير عن الرأي لكن ان يتم اللجوء الى قطع الطرق العامة وتعطيل اعمال الناس بحجة التعبير عن الرأي فهو امر مرفوض ونستنكره، هذا الاسلوب حاول البعض استعماله في العاصمة في المدة الاخيرة حين انتشرت ظاهرة احراق الدواليب ما ادى الى زعزعة الامن وتدمير الحركة الاقتصادية وهذا اسلوب نرفضه. وأكد ان "اعداء لبنان لهم مصلحة بافتعال المشكلات فهل نتجاوب معهم ونكون اداة طيعة بأيديهم؟ هذا امر غير مقبول، من هنا فليكن واضحا ان التعبير عن الرأي والموقف مسألة طبيعية ونطالب بممارستها حتى لو كان اصحابها على غير موقفها ونحن ملتزمون باحترام الرأي الآخر وننبه الى ان قطع الطريق مسألة تتخطى التعبير عن الموقف وتمس بأمن جميع المواطنين

 

جعجع استقبل وفدا من بلدة "بيت ملات": مستقبل لبنان جيد واصبحنا على اعتاب ايام افضل

وطنية - 29/6/2012 استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وفدا من بلدة "بيت ملات" في عكار شكره على "المساهمة التي قدمها حزب القوات لترميم قبة كنيسة الرعية"، في حضور منسق عكار في القوات نبيل سركيس. وكانت مناسبة عرض فيها المجتمعون للأوضاع السياسية والاقتصادية. ورأى جعجع "أن مستقبل لبنان جيد وأصبحنا على أعتاب أيام أفضل بالرغم من كل ما يحيط بنا من أحداث في المنطقة وبالرغم من أننا نعيش في ظل حكومة تترك البلد سائبا أمنيا، اقتصاديا ومعيشيا". وشدد على "أن هذا الفلتان الأمني الذي نشهده سواء في العاصمة بيروت أو المتنقل بين المناطق من طرابلس الى عكار أو على الحدود اللبنانية-السورية لا يجب أن يستمر لأنه يفقد الدولة هيبتها، فعلى الحكومة أن تطلب من الأجهزة الأمنية والقضائية أن تضرب بيد من حديد وتفرض سلطتها على الجميع دون تمييز لتعود ثقة المواطن ببلده بالدرجة الأولى وثقة الأجانب والسياح بالدرجة الثانية ليطمئنوا لزيارة لبنان". واذ جدد التأكيد "ان نظام الأسد في سوريا أصبح معزولا ولن يستمر لفترة طويلة"، نفى جعجع "أن يكون لسقوط هذا النظام أي تداعيات أو أثر سلبي على لبنان باعتبار ان الثورة السورية انطلقت بحثا عن الحرية والديمقراطية". ودعا جعجع أهالي "بيت ملات الى وجوب المحافظة على أراضيهم والتشبث بها وعدم بيعها لا بل على العكس المساعدة في إنماء قريتهم". بدوره، ألقى الأب مطانيوس سابا كلمة قال فيها "باسم أهالي "بيت ملات"، جئناكم أولا مهنئين بالسلامة وراجين من الله أن يحفظكم سندا وعضدا للبنانيين عامة وقائدا للسفينة لإيصالها الى بر الأمان مع الطلب من حضرتكم الانفتاح على جميع الأطراف ووضع اليد مع الجميع، وهكذا نعرفكم". وأضاف "كما أننا نشكر حزب القوات وعلى رأسه حضرتكم لمساهمتكم في ترميم قبة الكنيسة في الرعية، سائلين الله ان يعطيكم الصحة أولا والرؤية ثانيا لتبقى قائدا لشعب سعى ويسعى ويعيش دائما الحرية والديمقراطية". وختم سابا "أخيرا، نطلب من حضرتكم وباسم فئة كبيرة من أبناء عكار وكل الحاضرين هنا أن يكون لحزب القوات ممثلا من عكار في الندوة البرلمانية".

 

زهرا أيد مشروع تثبيت المياومين في مؤسسة الكهرباء

 وطنية - 29/6/2012 - رأى النائب أنطوان زهرا في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أنه "من المعيب ظلم المياومين الذين يخدمون شركة كهرباء لبنان منذ سنوات بحجة التوازن الطائفي، وقال:" لا أظن أن هذا هو الدور الذي يريده المسيحيون في الادارة العامة". وأعلن تأييده "مشروع تثبيت المياومين"، لافتا الى أن "هؤلاء العمال عملوا لسنوات وبينهم من فقد حياته من دون اي تعويض لعائلته لأنهم غير مسجلين في الضمان الاجتماعي ولا حقوق لهم"، مشيرا الى ان "عددهم يبلغ ألف وسبعمئة شخص والمواقع الشاغرة في المؤسسة أكثر من ذلك بكثير". وأسف زهرا ل "تسييس الموضوع من جانب وزير الطاقة فقط لتأمين مصلحة شركات مقدمي الخدمات والتي تم تلزيمها بطريقة غير قانونية لمصلحة الوزير باسيل ولحسابه". وعن سلفة الانفاق المالي التي ستطرح على الجلسة التشريعية الأسبوع المقبل، قال زهرا:"اذا كان الرئيس بري حريصا على عمل المجلس فمن غير المفترض ان يطرح الموضوع على التصويت. نحن نرى أن هذا المشروع مخالف للدستور والقوانين، بالاضافة الى انه يظهر أن الحكومة الحالية لا تريد موازنة ولا رقابة برلمانية". وتوقع ان يصدر مشروع سلفة الانفاق بمرسوم بعد أربعين يوما، مؤكدا "أن الحكومة يجب ألا تعمر أربعين يوما بعد لان في ذلك انتحارا للبلد".

 

فضل الله:الخطة الأمنية أثبتت أن الأمن سيبقى بالتراضي كما القضاء

لوقف الخطاب السياسي والديني المتشنج وعلى الاعلام أن يعي أهمية دوره

وطنية - 29/6/2012 - ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: "عباد الله، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. ولنحرص ونحن نعيش أيام ذكرى ولادة الإمام علي بن الحسين أن نأخذ من حياة هذا الإمام دروسا لحياتنا، فهو المعروف بكونه زين العابدين وسيد الساجدين. لقد تميز هذا الإمام بالتسامح والعفو مع الآخر، حتى مع الذين كانوا يعلنون العداء لأهل البيت، وهذا ما تمثل في تعامله مع مروان بن الحكم، الذي لم يكن عداؤه لأهل البيت عداء عاديا، فهو أعلن عداواته للامام علي ومن بعده للامام الحسن، وهو الذي أمر والي المدينة بقتل الإمام الحسين بعدما رفض البيعة، والذي قال:"ومثلي لا يبايع مثله" قال مروان للوالي: لا تدع الحسين يخرج حتى يبايع وإلا اضرب عنقه".

وأضاف:"عندها ثارت المدينة على والي يزيد، وأراد مروان أن يهرب منها خوفا على نفسه من الثائرين وراح يبحث عمن يضع عنده عياله، لم يجد سوى الإمام زين العابدين. وقد أقسمت إحدى بناته بعد عودتها إلى بيت أبيها إنها ما رأت في دار أبيها وأمها الراحة والعيش الهني مثل ما رأته عند الإمام علي بن الحسين".

وقال:"أيها الأحبة بهذا الخلق كان أهل البيت يتعاملون مع الذين يختلفون معهم، كانوا لا يتعاملون مع الذين يختلفون معهم بالمثل، بل انطلاقا من دعوة الله إليهم وأن تعفوا أقرب للتقوى، وبذلك كسبوا قلوب الناس وعقولهم، وحولوا أعداءهم إلى أصدقاء أو أقل عداوة. وبهذه الروحية ينبغي أن يتعامل كل الذين يلتزمون خط أهل البيت، فعليهم ألا يكونوا في واد وأئمتهم في واد آخر. قد يعتبر البعض هذا الكلام مثاليا غير واقعي، لأن الكلام الذي ينفع في هذه الظروف ليس كلام العفو وتبريد الأعصاب، ومجازاة الإساءة بالإحسان، بل الكلام القاسي والأسلوب الحاد، ورد الكيل بمكيالين".

وتابع: "نحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذه القيمة الأخلاقية كي نخفف الكثير من التوترات التي تعصف بواقعنا، حيث نعيش أصعب المراحل، التي تتطلب التكاتف والوحدة لمواجهة التحديات الكبرى، فالمنطقة العربية والإسلامية لا تزال تعاني من تداعيات ما تقوم به الدول الكبرى للإمساك بزمام المنطقة وقرارها، مستفيدة من كل التناقضات والحساسيات والصراعات، حتى أنها تحاول الإفادة من الثورات وحركات الشعوب، في الوقت الذي تعمل كل الفئات الواعية والحرة والمسؤولة على مقاومة المشروع الاستكباري، ومنعه من تحقيق مراميه وأهدافه وهذا ما يتجلى في فلسطين، حيث المزيد من ممارسات العنف الصهيوني الذي يحظى بتغطية دولية، وصمت عربي، والذي أدى في الأسبوع الماضي إلى عشرات الشهداء والجرحى في غزة المحاصرة، في وقت تتواصل مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ويستمر العدو في مسلسل القتل والاعتقالات، فيما لا تملك السلطة الفلسطينية إلا أن تطالب بمؤتمرات دولية جديدة حول فلسطين، وهذه المرة في العاصمة الروسية، أو بلقاءات مع مسؤولين صهاينة، مع علمها بأن من يدير اللعبة من بعيد، لا يتطلع إلى عناصر الاستجداء السياسي، ولا يتفاعل إلا مع عناصر القوة التي فرضت نفسها في الميدان".

وأضاف:"أما سوريا، التي تستمر مأساة شعبها وأهلها من خلال هذه الأزمة التي تحفر عميقا في نسيجها الاجتماعي والسياسي وفي سلمها الأهلي، بالسعي المتواصل لإغراقها في لعبة الموت الطائفي والمذهبي والفوضى والعنف الذي وصل إلى استهداف الوسائل الإعلامية. إننا نعيد التأكيد على كل الذين يعتبرون العنف وسيلتهم لتحقيق أهدافهم، إن العنف لم يحل ولا يحل أي مشكلة في الداخل، بل إنه يعقد المشاكل ولا يولد إلا عنفا وتدميرا لهذا البلد العزيز. إننا ندعو كل الحريصين على هذا البلد إلى أن يعبروا عن حرصهم، سواء من خلال المؤتمرات أو اللقاءات، بخلق مناخات الحوار وتهيئة ظروفه ومنع العابثين بأمن هذا البلد، ألا يحوِلوه إلى ساحة تجاذب أو أداة لتحقيق تفاهمات ف يما بينهم قد لا تكون لحساب الشعب السوري، بل على حسابه".

وتابع:" أما في البحرين، فإننا في الوقت الذي نرحب بكل الخطوات الإيجابية التي حصلت من إطلاق بعض المعتقلين، فإننا ننظر بخطورة إلى ما جرى من استهداف لبعض رموز المعارضة، ما يوحي بالرغبة في تعقيد الأمور بدل حلها. إننا ندعو الدولة في البحرين إلى العمل على فتح حوار جاد مع المعارضة للخروج من هذا النفق المظلم، والوصول بهذا البلد إلى الاستقرار، فمن حق الشعب في البحرين على حكامه، أن يصغوا إلى مطالبه المحقة، وأن ينفتحوا على معاناته اليومية والدائمة، كي لا يدخل المصطادون في الماء العكر على خط هذا البلد، الذي نريد له الأمان والاستقرار والقوة والوحدة".

وقال:"نصل إلى مصر، التي استطاعت الثورة الشعبية فيها، أن تحقق إنجازها الجديد، في تجربة رائدة في الانتخابات الرئاسية التي أنتجت فوز مرشح الإسلاميين، وأكدت أن خيار التغيير في مصر لن يعود إلى الوراء، وما كتبه الشعب بالدم والكفاح لا يمكن أن تمحوه الإرادات الخارجية ومن يقف معها في الداخل. إننا ننظر بعين الإيجابية إلى خيار الشعب المصري، والذي لا ننتظر أن تتعامل معه المحاور الدولية بسلاسة وتسليم، بل سيكمنون لهذه التجربة في منتصف الطريق، ليحاولوا الالتفاف عليها عبر الضغوط السياسية والاقتصادية وغيرها، وليثبتوا أن الحركات الإسلامية لا يمكن أن تنجح في إدارة الحكم وحل المشاكل، ومقاربة الأزمات التي هي في الأساس من صنع الديكتاتوريات التي رباها الغرب وغذتها الصهيونية العالمية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. إننا في الوقت الذي نثمن سياسة الانفتاح على مكونات الشعب المصري، الذي أشار إليه الرئيس المصري بعد انتخابه، وإنه سيتجاوز كل الحسابات السابقة ليكون رئيسا للمصريين جميعا، بمسلميهم ومسيحييهم، وبالموالين والمعارضين، وليحفظ وحدة الشعب المصري، ويعزز كيان مصر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني، ويعيد إليها دورها الاستراتيجي الذي سيكون حاسما في ردع عدوان العدو، وصولا إلى كسره وإنهائه".

وقال:"أما لبنان، الذي بات مسرحا للعنف الفردي المستشري، والذي تتصاعد فيه أرقام الجرائم بشكل مخيف، فهو قد أطل وخلال الأيام الماضية، على مرحلة خطيرة من الفوضى الأمنية وفوضى الخطاب السياسي، حيث بات في مقدور أي فرد أو أي مجموعة استهداف الأمن الاجتماعي للناس والإساءة إلى المواقع الدينية والسياسية، والتعرض للمواقع الإعلامية، فضلا عن أن هذا الواقع بات يستدعي استنفارا أمنيا جادا من القوى الأمنية لحفظ أمن الناس ومنع كل الذين يعبثون بحركة الناس وتنقلاتهم. في الوقت الذي ينبغي بذل كل الجهود لإيقاف الخطاب السياسي والديني المتشنج، الذي يعمل على إثارة الغرائز الطائفية والمذهبية ويؤجج التوتر السياسي".

وتابع:" إننا إذ نؤكد على القيمة الأساسية التي ينعم فيها هذا البلد، والتي باتت عنصر تميز فيه، وهي حرية التعبير، إلا أننا لا بد عندما نطلق الكلمة أو نسمح بإطلاقها من أن نعي في أي أرض تنطلق فيها هذه الكلمة، قد يكون طبيعيا أن تطلق كلمتك لتعبر عن انزعاجك أو رفضك لواقع عندما يكون الجو عقلانيا هادئا، ولكن عندما تكون الأرض ملتهبة بالمشاعر المذهبية والطائفية والانقسام السياسي الحاد، ليس من حقك أن تحرق الأرض من خلال صب الزيت على النار، لا بد من دراسة الكلمة جيدا قبل أن تطلق أو يسمح بإطلاقها".

وقال:"ندعو الوسائل الإعلامية التي نعي أهمية دورها، إلى أن تكون أمينة على حفظ الواقع الأمني ومنع التوتر السياسي والمذهبي، وأن تكون صمام أمان، وخصوصا أن هناك في الواقع السياسي من يستخدم المشاعر الطائفية والمذهبية لحساباته السياسية أو لحسابات انتخابية أو رغبة في كسب جمهور. إن هذا البلد يحتاج إلى صوت العقل، الصوت الذي يراعي المصلحة الإسلامية والوطنية، الصوت الذي لا يفكر بالحسابات الخاصة أو الحسابات المذهبية أو الطائفية، بل يفكر بحساب الوطن كله. لقد آن الأوان لكل الطاقم السياسي، والذي يملك مواقع التأثير، أن يسمح لإنسان هذا البلد أن ينعم بالأمن والاستقرار والهدوء، وعدم الخوف من المستقبل الآتي، يكفيه مشاكله الاقتصادية والمعيشية".

وختم فضل الله:"لقد استبشر اللبنانيون بالخطة الأمنية التي انطلقت، والتي اعتقدوا أنها ستكون بداية لمرحلة جديدة، لكن سرعان ما اكتشفوا أن الأمن في لبنان سيبقى أمنا بالتراضي، كما القضاء بالتراضي. إن الغطاء السياسي لم يعط بالحد الكافي ليتحرك الأمن بكل حرية، إن قدر اللبنانيين أن ينتظروا الأمن القادم والكهرباء والماء القادمين والصحة القادمة، ريثما تحسم الدولة أمرها، وأن تكون دولة لكل اللبنانيين، دولة تفكر بشعبها، لا بمصالح خاصة أو انتخابية تترقبها".

 

رفع الغطاء

حسام عيتاني/الحياة

من صميم قاموس المفردات السياسية اللبنانية تأتي عبارة «رفع الغطاء» التي يتداولها الإعلام بكثرة.

المقصود بـ «رفع الغطاء» هو الرخصة الموقتة التي تمنحها جماعة أهلية (طائفة أو حزب او تيار) لأجهزة الدولة كي تؤدي هذه دورها... كـ «دولة». بكلمات أخرى، أن تتخلى الجماعة عن مهمتها في رعاية أبنائها وحمايتهم لفترة قصيرة من الوقت وتضحي ببعض من أسرف في استفزار ابناء الجماعات الأخرى، حفظاً للمصلحة الأبعد للفئة التي أعلنت التنازل. ويفترض أن تُبرئ العملية الاستئصالية التي وافق المتنازلون عليها، الجماعة من كل الآثام التي ارتكبها «الزعران» او الخارجون عن رضا الأهل والقيادة الطائفية المُعتَبَرة أشد الاعتبار وأعمقه في موازين السياسات اللبنانية.

بيد أن الطوائف وممثليها السياسيين لا يفعلون في هذه الممارسة غير تأكيد تفوق سلطانهم على سلطان الدولة وإبلاغ مناصريهم أن مآلاتهم ومصائرهم بل تفاصيل معاشهم ومماتهم، ما زالت في أيدي القائمين على أمورهم وأن القيادات الطائفية - الحزبية - السياسية هي التي تحمي رهط التابعين من التعرض لعواقب أي خروج قد يقدمون عليه عن إطار قانون الدولة. فهذه، باعتبارها اطاراً فضفاضاً لا تجد لإظهار سطوتها عليهم غير شذر اللبنانيين ومذرهم ممن حرمتهم طوائفهم من حمايتها وأوجه نعيمها الأخرى او ممن تمردوا على مكرمات الجماعات وانكروا جميلها عليهم واختاروا التيه في الصحراء اللبنانية بدل الدخول الى أرض الميعاد الطائفية والتلذذ بلبنها وعسلها وحماية شبكاتها الاجتماعية.

في المقابل، يوفر «الغطاء» الشهير الحق لكل من تسربل به والتحف، القدرة على الوقوف خارج القانون الساري طالما ان جماعته تقرّه على سلوكه. فها هم المسلحون يصولون ويجولون من أقاصي البلاد الى أقاصيها من دون أن يجرؤ جيش او أمن على النظر في عيونهم. علة ذلك ان «الغطاء» مؤمن لهم من قيادات هي شريكة مساهمة في كونفيديرالية الطوائف المسماة الجمهورية اللبنانية.

ويداخل التعقيد آلية مد الأغطية ورفعها عندما ترى دول اقليمية معلومة مصلحة لها في العبث في الملعب اللبناني. ورغم أن وزيرين من «حزب الله» وحركة «امل» أعلنا عن رفع الغطاء عمن وصفهم أحدهما «بالزعران»، إلا ان مجاميع من هؤلاء انتشرت في شوارع العاصمة قاطعة الطرق ومطالبة بالافراج عن زميل لهم ضبط بالجرم المشهود اثناء محاولته احراق محطة تلفزيونية. وأعلن الانتشار الكثيف لأصدقاء الرجل وقدرتهم على الحركة والتنقل وترويع المواطنين أناء الليل وأطراف النهار، أن المحتجين يحظون بدفء غطاء آخر غير ذلك الذي كانت تقدمه لهم الجماعتان الأهليتان، وأن غطاءهم أمتن من ان تخترقه نسائم الشهر الامني الذي اعلنه وزير الداخلية. بل أنه مرتبط بمجريات ومقتضيات تتصل بالنظام السوري ومآزقه.

ينطبق الأمر ذاته على من قرر في صيدا قطع طريق الجنوب لاسترجاع كرامة اهدرها السلاح غير الشرعي، على زعمه. ما يحول دون اتخاذ قرار صارم من أجهزة الدولة في شأنه – جزئياً على الأقل - هو الاعتقاد بتمتعه «بغطاء» قد يكون من خارج الحدود، ما يزيد الحال تعقيداً على غموض. فلعبة الأحاجي والألغاز اللبنانية لا تحتمل تصدي المؤسسات الأمنية لظاهرة مذهبية مهما كانت خطيرة ما لم يتيقن الجميع ان ما من «غطاء» يحمي هذه الظاهرة. وإلى ان يأتي الخبر اليقين، يكون قسم من المواطنين قضى نحبه بين الأغطية وفوقها وتحتها.

 

بين دول «بريكس» وزقاق البلاط

وليد شقير/الحياة

احتار اللبنانيون، وقبلهم المحللون والسياسيون والمراقبون، في تفسير هذا الجنون الأمني الذي عاشته بيروت منذ بداية الأسبوع، هل أن أسبابه سياسية وداخلية أم أن له خلفيات وأبعاداً خارجية متصلة بارتدادات الأزمة السورية على الداخل اللبناني الذي يشكل نموذجاً سهلاً للرسائل بين الدول، أم أنه بكل بساطة يعود الى الاهتراء الذي تعيشه الحياة السياسية اللبنانية والذي ضرب مؤسسات البلد، نتيجة التفاوت الكبير في ممارسات القوى السياسية بين شعاراتها الكبرى، والكونية والأيديولوجية، وبين مقتضيات التعبئة السياسية التي تخوضها في الشوارع والأزمة. وهي شوارع وأزقة يبلغ تحريض جمهورها وحقنه مرحلة تضيق معها بهذا الجمهور فينفجر بها وخارجها. قيل الكثير عن خلفيات الهجوم على تلفزيون «الجديد» ومحاولة إحراقه من قبل مجموعات تدين بالولاء عادة لحركة «أمل» و»حزب الله»، خصوصاً للأخير. ومما قيل إن الحزب أراد إفهام من أصروا على مناقشة سلاحه على طاولة الحوار أن لهذا عواقب وأن الحزب أراد القيام باستعراض هو أكثر من ظهور «القمصان السود» مطلع عام 2011 الذي أدى الى استبعاد سعد الحريري عن رئاسة الحكومة وأقل من 7 أيار (مايو) 2008 حين اجتاح بيروت. وقيل إن إيران التي كانت تتردد في الاستجابة لطلبات حليفها في دمشق الرد على وقوف دول ضد النظام السوري على الساحة اللبنانية عبر تقويض الأمن اللبناني، عادت فقررت تنفيذ «بروفة» أمنية عبر الحزب ومناصريها، رداً على محاولات البحث الدولي في مصير الرئيس بشار الأسد من دون التشاور معها وأنها ترد بذلك على استبعادها من اجتماع مجموعة الاتصال في شأن سورية في جنيف غداً السبت، وأنها تنبه بذلك موسكو الى مغبة التفرد في أي صفقة حول سورية، بعد رفض دول الـ1+5 التفاوض معها على الأزمة السورية أثناء المحادثات الأخيرة في شأن ملفها النووي، لإحجامها عن الدخول في تسوية مع طهران على نفوذها الإقليمي... وقيل أيضاً إن طهران شاءت تنبيه تركيا الى ما تملكه من أوراق إقليمية، إذا ما قررت أنقرة تصعيد موقفها في الصراع الإقليمي على سورية... وعلى رغم أن لدى اللبنانيين قابلية الانسياق وراء تضخيم خلفيات الأحداث وربطها بالقضايا الكونية، وعلى رغم أن بعض الوقائع الصحيحة قد تقودهم الى تصديق بعض هذه التحليلات وأن خيالهم يمكن أن يذهب بهم الى ما يشبهها، فإن رد فعل اللبنانيين على ما عاشته بيروت أهمل التأويلات الاستراتيجية لما قام به شبيبة بعض الأزقة وتقويضهم الأمن على هذا الشكل المخزي، تماماً مثلما أهمل أهالي طرابلس قبل أسابيع تلك التحليلات التي ربطت تقويض أمنهم بالتأزم الإقليمي.

وبمعزل عن درجة الصحة والمعقولية في هذا التفسير أو ذاك لاستباحة محطة تلفزيونية، ثم إشعال العاصمة رداً على توقيف أحد المشاركين في الجريمة، فإن القاعدة الذهبية التي لا تخطئ في إدراك أسباب الفلتان الأمني تقول إن ما من قوة حزبية تعمل على إطلاق مظاهر ميليشيوية إلا وستقع أسيرة لها فلا تعود قادرة على ضبطها، مهما كانت سطوتها.

سبق لأحزاب كثيرة تجلس الى الطاولة نفسها مع «حزب الله»، أن اختبرت هذه القاعدة الذهبية إبان الحرب الأهلية بين 1975 و1989 وحصدت نتائج تربيتها الغول الميليشيوي عواقب وخيمة عليها وعلى طوائفها ومناطقها، تحت ظل شعارات كبرى تلطى بها مجرمون وفارضو خوات وشذاذ آفاق ومهربو مخدرات وطائفيون متعصبون وفاشلون استباحوا المجتمع... وأسقطوا مؤسسات الدولة.

لا يختلف اليوم عن الأمس، على رغم الهدف النبيل الذي كان سبب نشوء القوة الأساسية صاحبة النفوذ على الأرض، أي «حزب الله»، وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ونجاح الحزب في دحره والصمود في وجه عدوانه. فواقع الحال أن حاجة الحزب الى تبرير استمرار سلاحه وتطويره الى ما هو أبعد من هذا الهدف تتطلب تحوله سلطة تحمي ما هو فائض عن هذا الهدف وتستوجب تعبئة تفوق تلك التي يحتاجها وتفرض تساهلاً مع الظواهر الميلشيوية المنبثقة من «جمهور المقاومة»، ذي الخلفية المذهبية والمناطقية أكثر مما يمكن لهذا الجمهور أن يحتمله، بدليل التململ الذي يزداد اتساعاً ضمن الطائفة الشيعية حيال العبث الأمني والاجتماعي الذي تشهده بعض المناطق، في ظل ضرب هيبة الدولة وعملية استباحتها بالقوة المسلحة.

تستوجب التعبئة مثلاً، مساندة مكشوفة، لا تلبث أن تثبت خطأها، للنظام السوري في مواجهة شعبه. وتفرض تضخيماً للمراهنات الخاطئة واختراع النظريات الساذجة والمتناقضة عن المعادلات الإقليمية والدولية وتبعاتها المحلية. حين يسمع المرء كيف يتناول البعض ما ينتظره ممانعون من مجموعة «بريكس» في قلب المعادلة الدولية الراهنة لمصلحة نظام الأسد وإيران وحلفائهما، يسهل عليه فهم أسباب خروج مجموعات شبابية من حي زقاق البلاط في بيروت لقطع الطرق بالدواليب المشتعلة، فهؤلاء موعودون بالغلبة والانتصار في كل الأحوال.

 

الكتلة الوطنية: لبنان بات ساحة اطارات مشتعلة ولب المشكلة سلاح "حزب الله" الذي يحاول ان يزرع الفوضى

 وطنية - 29/6/2012 - اعتبر حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية"، في بيان اثر الإجتماع الدوري للجنته التنفيذية في بيروت، "ان الإعتداء على محطة NTV وإعتقال أحد منفذيه بالجرم المشهود كشف أمورا كثيرة، فبدل أن تتحرك الدولة لإعتقال المحرضين والمخططين والمنفذين تحركوا هم وعطلوا الدولة وأجهزتها الأمنية قبل أن تقوم بخطوتها. وهكذا كشفوا من حقيقتهم والمايسترو الفعلي وراء هذه الأعمال"، مؤكدا انه "بات واضحا أمام اللبنانيين ان لب المشكلة هو سلاح "حزب الله" الذي يحاول ان يزرع الفوضى في لبنان لكي يوجه الأنظار بعيدا عن سلاحه". ورأى "ان لبنان بات "ساحة إطارات مشتعلة" ولا يعرف السائح إذا كان بإستطاعته لدى الوصول الى مطار بيروت الخروج منه او العودة اليه عندما يحين وقت المغادرة"، متمنيا على "وزير السياحة دعوة السياسيين المتحالف معهم الى ردع أنصارهم وعدم تغطيتهم عن إثارة القلائل وقطع الطرقات ومحاولات حرق محطات التلفزة وفرض تطبيق القوانين عليهم علها تكون الفرصة الأخيرة لكي يعود السواح الى ربوع لبنان، عدا ذلك ستكون كل دعوة كصرخة في البرية". وحذرت اللجنة التنفيذية "من الخروقات المتمادية لإحكام الدستور اللبناني ومبدأ العيش المشترك بحيث يظهر يوما بعد يوم ان المواطنيين لم يعودوا متساويين في الحقوق والواجبات، فبات واضحا ان منهم من يؤمن بالقانون وإحترام النظام فيطبق عليهم القانون، ومنهم لا يؤمن بالأنظمة ولا يحترم القوانيين والأسوأ أنه يتحداها. والأمثلة على ذلك كثيرة وآخرها تصرفات البعض في قرية لاسا والذين لا ينفكوا عن تحدي القوانين والقرارات القضائية الصادرة بإسم الشعب اللبناني وآخرها التعدي على ملكية العقار رقم 42 في القرية ما يشكل إهانة كبيرة للمواطنيين كافة".

 

أعضاء وفد سليمان للسعودية يبيعون الساعات الذهبية التي قدمها لهم الديوان الملكي السعودي...وجنيف تكشف الموضوع!

كشف أحد أعضاء الوفد الذي رافق الرئيس ميشال سليمان في زيارته للمملكة العربية السعودية لصحيفة الأخبار، عن هدية تلقّاها 8 أشخاص في الوفد اللبناني من الديوان الملكي، وهي كناية عن ساعات ذهبية مرصّعة بالألماس. وبعد العودة إلى بيروت، عرض أحد أعضاء الوفد على عدد من زملائه بيع الساعات والاستفادة من ثمنها، فتوجّه بها إلى جنيف حيث الشركة المصنّعة، ما أثار شكوك الشركة في أن تكون الساعات مسروقة، ما استدعى اتصالاً بالجهة التي اشترتها، أي الديوان السعودي، الذي اكتشف ما جرى

 

بيان توضيحي للمكتب الاعلامي للنائب ستريدا جعجع

 وطنية - 28/6/2012 صدر عن المكتب الاعلامي للنائب ستريدا جعجع البيان التالي: عند حوالي الساعة الثالثة والنصف من عصر الخميس ، شوهدت سيارة نيسان ساني متوقفة على الطريق العام مقابل الشارع الذي يقطن فيه النائبين ستريدا جعجع وانطوان زهرا ، ثم ترجّل منها ثلاثة شبان وبحوذة أحدهم كاميرا تصوير فيديو ، فتوجهت دورية من عناصر قوى الامن الداخلي المولجة حماية النائبين جعجع وزهرا الى المكان ، ولدى سؤالهم عن طبيعة العمل الذي يقومون به في هذا المكان ، أفادوا بأنهم تابعون لقناة "المنار "، ويقومون بتصوير شركة كهرباء الزوق ، علما ان مبنى الشركة لا يمكن رؤيته من مكان تواجدهم . وكون السيارة لا تحمل أية اشارة تدل على انها تابعة لاية وسيلة اعلامية ، قام العناصر بابلاغ الجهات الامنية المختصة لمعرفة خلفيات عملية التصوير في المحيط ، فحضرت دورية من مخفر درك زوق مصبح ، كون مقر سكن النائبين يقع ضمن النطاق الجغرافي للمخفر المذكور، وتولت التحقيق ومتابعة القضية. ونحن بانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الامنية والقضائية المختصة . هذا وقد أجرت النائب جعجع اتصالا بقائد الجيش العماد جان قهوجي ،أطلعته فيه على تفاصيل ما جرى .

 

بعد فشل محاولة اغتيال الدكتور جعجع.. هل بدأ التخطيط لضرب القوات في اغتيال ستريدا أو أنطوان زهرا؟!

ذكرت مصادر مسؤولة في القوات اللبنانية تعليقًا على حادثة توقيف ثلاثة شبان قرب منزل النائبين جعجع وزهرا أن القوات اللبنانية ستكتفي بالبيان الذي أصدرته بانتظار نتائج التحقيق.. الاّ وأنها تطرح علامات استفهام كثيرة حول أهدفاهم من التصوير مشككين أن يكونوا من تلفزيون المنار.. وأضافت المصادر أنه وفي حال ثبت أنهم من التلفزيون فالمصيبة أكبر لأنهم كانوا في سيارة مدنية لا تحمل أي دليل على أنها سيارة تلفزيون كما وأن ادعائهم بأنهم يقومون بتصوير مداخن الزوق عار عن الصحة تمامًا وذلك لأنه من المستحيل أن يتمكنوا من رؤيتها من هناك، وبذلك يكون ادعائهم وسبب تصويرهم ووجودهم كاذب.. ولم تنكر المصادر أن ما جرى يصبّ بسياق الأوضاع الأمنية في البلاد ومحاولة أذية القوات اللبنانية.. وعن الحواجز التي تقيمها القوى الأمنية في جوار منزل النائب جعجع والنائب زهرا، أكدت المصادر أن المكان ليس مربعًا أمنيًا بل هناك حواجز أمام المنازل فقط..

 

برميل بارود يهدّد الضاحية الجنوبية بعد كثرة الحوادث فيها

ماهر المقداد لـ"النهار": نرفض فرض الخوّات وننتظر الدولة القوية

عباس الصباغ /النهار

 الضاحية الجنوبية: اشكالات امنية على ضفاف الولاء لـ"حزب الله". (ارشيف)الضاحية الجنوبية: اشكالات امنية على ضفاف الولاء لـ"حزب الله". (ارشيف) إشكال هنا واطلاق نار هناك. مسلحون ينزلون الى الميدان برشاشاتهم وجعبهم كأنهم على جبهة المواجهة. السبب خلافات عائلية وعشائرية واحياناً فردية لاسباب اقل ما يقال فيها انها تافهة. النتيجة رعب وترهيب للاهالي القانعين بظروفهم والمسلّمين امرهم الى القدر وحكمه. وفي الفترة الاخيرة بدت الاحداث في الضاحية الجنوبية كأنها جرس الانذار الاكثر جدية بعد توترات حملت طابعاً غير مألوف في منطقة هجرتها لسنوات او ربما لعقود مظاهر الانفلاش العسكري. وكانت العشائر وخصوصاً عشيرة المقداد طرفاً مباشراً او غير مباشر فيها.

ضاحية التناقضات

الخليط السكاني في الضاحية الجنوبية يشكل تربة خصبة لترجمة التناقضات الاجتماعية والمناطقية، اشكالات بعضها مألوف في قاموس اللبنانيين وبعضها لا تجد تفسيراً واضحاً، وخصوصاً ان المنطقة باتت منذ ثلاثة عقود المعقل الرئيسي لـ"حزب الله" وما يستتبع ذلك من سيطرة الحزب على مفاصل الحياة السياسية لهذه المنطقة، مع حضور لافت لمؤسساته الاجتماعية والصحية والتربوية والاعلامية.

قبل عدوان تموز 2006 كانت المربعات الامنية تشكل عنواناً للضاحية، فـ"حزب الله" في مواجهة مستمرة مع العدو الاسرائيلي. وبالتالي قياداته ومؤسساته هدف للعدوان. لهذا السبب وغيره كانت المربعات الامنية، لكن ما تشهده الضاحية الجنوبية خصوصاً في الفترة الاخيرة بات يدعو الى التساؤل المشروع عن دور الحزب وعلاقته بجمهوره في هذه المنطقة، عدا عن ارتفاع وتيرة المواجهات المسلحة، وغالباً ما يقف "حزب الله" عاجزاً عن احتوائها لان اطرافها من العشائر، والاخيرة ليست بعيدة عن فلك الحزب وفي الوقت عينه لا يستطيع الاخير ان يتحول طرفاً في المواجهة معها، الامر الذي يفسح المجال امام قبضايات العشائر والاحياء لاداء الدور المحوري في اطفاء  الاشكالات الامنية أو اذكائها.

ماهر المقداد: أهلاً بالدولة  القوية

ماهر المقداد واحد من هؤلاء الذين يؤدون دوراً لافتاً في الضاحية الجنوبية، واسمه يطفو على سطح الاحداث التي تشهدها الضاحية، وخصوصاً في السنوات الثماني الاخيرة وتحديداً بعد احداث حي السلم في 27 ايار 2004، يومها بدأ الحديث عن دور للمقداد في تلك الاحداث وعلى اثرها اوقفته الاجهزة الامنية لستة اشهر. علماً انه عمل في السفارة الاميركية في لبنان لاثني عشر عاماً رئيساً لفرقة مواكبة السفراء.

"النهار" قصدت منزل ماهر في حي المقداد في الضاحية الجنوبية، وسألته عن علاقته بما يتردد عن فرض الخوات على بعض المحال التجارية والمطاعم وغيرها في الضاحية، فتحدث في مقابلة نادرة له مع وسائل الاعلام. وقال "لدينا سلاح مثل سائر اللبنانيين ونحن مستعدون لتسليمه الى الدولة التي ترعى مواطنيها وتهتم بشؤونهم كما هي الحال في دول العالم التي تحترم مواطنيها. اما عما يتردد عن فرض الخوات، فأتحدى ان يثبت احد اننا نأخذ الخوات من اصحاب المحال في الضاحية الجنوبية، وندعو اي شخص تعرض للابتزاز ان يحضر الى مقر جمعية آل المقداد في الرويس ويزودنا باسماء الاشخاص الذين يفرضون الخوات ونحن امام الاعلام نتكفل بالامر". ويضيف: "هناك احتمال ان اشخاصاً ينتحلون صفة الانتماء الى عشيرة المقداد ويقومون بأعمال تسيء الينا، اما ما قيل عن اشكالات مع اصحاب المطاعم على اوتوستراد السيد هادي نصر الله فان اشكالاً حصل بين موظف في المطعم وصاحب العمل وتدخلنا لحل الاشكال ويومها اطلق النار عليّ واصبت بساقي".

يتحدث المقداد كالقابض على مفاصل الاحداث وتداعياتها واسبابها، فـ"الحاج" يرد اسباب الاشكالات الى الفقر والبؤس وغياب الدولة بشكل كامل عن الضاحية، وفي باحة منزله المتواضع في شارع المقداد يستقبل وفوداً من الاهالي وبعضهم يطلب مساعدته في تسهيل اجراء عملية جراحية، وآخر يشكو من عدم اتمام معاملة في وزارة الصحة العامة للحصول على طرف اصطناعي، والمرأة الاربعينية تحتج على دفع مبلغ 4000 دولار لمستشفى في الضاحية لقاء اجراء عملية جراحية لزوجها مع اصرارها على ان التكلفة لا تتعدى الـ2000 دولار بحسب تعرفة وزارة الصحة.

ما يدور في منزله دفع "النهار" الى سؤاله عن الجهة التي تكلفه القيام بهذه الخدمات ومن اين يحصل على الاموال لتغطية بعض تلك النفقات،"؟ فأجاب "بعض الميسورين من العائلة وغيرها يقدمون لنا المساعدات العينية والمالية لنوزعها على المحتاجين اضافة الى اننا في جمعية آل المقداد الخيرية نقدم الخدمات لاهلنا لان الدولة غائبة عن الساحة، وتقديمات الاحزاب قد لا تفي بالغرض احياناً، ولا اخفيك انه لدي طموح سياسي لان من في سدة المسؤولية ليسوا افضل مني".

اما عن الخطة الامنية التي بدأتها وزارة الداخلية في الضاحية الجنوبية أول من امس فيعلق:  هذه خطة فاشلة وليست سوى عراضة لن تقدم او تؤخر، واكثر من ذلك فالاجهزة الامنية تعرف تماماً اين هم المطلوبون والمجرمون ومروجو المخدرات لكنها لا تقوم بشيء لردعهم، وعلى العكس يقوم بعض العسكريين بابلاغهم مسبقاً عن موعد المداهمة فيفرون عدا عن ان الامنيين يتقاضون الرشى من تجار المخدرات وانا اعرفهم بالاسماء".

شارعان لعائلة المقداد

في الضاحية الجنوبية شارعان يحملان اسم عائلة المقداد، الاول قرب المشرفية والثاني في الرويس، وبحسب بعض المعمرين من عائلة المقداد ان آباءهم وصلوا الى الضاحية الجنوبية أواخر القرن التاسع عشر، وعمل هؤلاء في الحقول والبساتين، ومع مرور الزمن اشترى بعض الاشخاص من عائلة المقداد عقارات وباتوا من سكان المنطقة، وخلال الحرب تضاعف عدد هؤلاء.

ويذكر محمد المقداد ان تسمية شارع المقداد في الرويس ظهرت مطلع الخمسينات من القرن الفائت بعدما كان يعرف بـ"شارع الحمراء"، وللتسمية هذه روايتان: الاولى مفادها ان شيوعياً من عائلة المقداد أطلقها بعد انتساب عدد لا بأس به من العائلة الى الاحزاب الشيوعية واليسارية. اما الرواية الثانية فتعود الى تجمع المياه والرمال الموحلة ذات اللون الاحمر في الشارع، وهي الأقرب للتسمية.

 

معركة نيابية ببصمات رئاسية تكثر فيها التحضيرات وتقل الالتزامات

أيّ "دروس" لاستحقاق 2013 في قضاء كسروان؟

ريتا صفير /النهار

تضج كسروان "بالروايات" الانتخابية. فيها، تكثر التحالفات وسيناريواتها، فيما ينخفض منسوب اي التزامات جدية. واذا كان كشف الاوراق يبدو مبكرا جدا بالنسبة الى اطراف كثر خبروا اللعبة ومحاذيرها، فان ذلك لا يلغي ملامح تغييرات يتوقع ان يشهدها القضاء المسيحي الذي اعتاد ايصال احدى اكبر التكتلات المارونية الى الندوة البرلمانية.

بالخط العريض، وفي الاطار السياسي العام، يكاد الافرقاء - ومعظمهم احترف لعبة اعتاد على خوضها منذ اعوام نظرا الى ثبات "الوجوه" الانتخابية في المنطقة – يجمعون على ترقب مجموعة مسائل من شأنها ان تفعل فعلها في القضاء.

اولها تبيان ملامح القانون الانتخابي الذي لم يصدر بعد. ورغم الاقرار بأن اي فارق يمكن ان ينجم عن التشريع المعتمد وشكله لن يتعدى الـ5 في المئة، فان الانظار تبقى متجهة الى الضوابط التي يمكن ان تطرأ على العملية الانتخابية، ولا سيما بالنسبة الى المال الانتخابي الذي تكثر الروايات حول تأثيراته السابقة والمقبلة ومعظمها، وفق العارفين، بقي في منأى عن اعين لجان الرقابة الانتخابية.

ثانيا، وعلى ضوء اللقاء الذي جمع اطرافا من قوى 14 آذار مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاسبوع الماضي، في خطوة هدفت الى اعادة لم الشمل حول بكركي، يبقى الترقب سيد الموقف حيال المآل الذي يمكن ان تسلكه العلاقة المتجددة مع سيد الصرح. وهو تطور من شأنه ان ينعكس على اعادة تظهير مواقع الاطراف من البطريرك من جهة، وان يعيد بلورة موقع بكركي ضمن المعادلة المسيحية عموما والمارونية تحديدا، بعد الاخذ والرد اللذين طالا هذا الموقع. وليس خافيا ان لهذا الدور تأثيرا تاريخيا في القضاء الكسرواني الذي يحضن الصرح، ومن شأنه ان يحدد مصير الكلام الدائم عشية استحقاقات مماثلة عن مساعي ائتلاف وتوحيد الصف.

ثالثا، تبدو البصمات الرئاسية واضحة على اللعبة النيابية المقبلة والتي من شأنها ان تترك تداعيات على نتائج الاستحقاق الرئاسي المرتقب. من هنا، يتوقع ان تنجم عن المعركة المارونية - المارونية في القضاء اعادة رسم احجام وتوازنات جديدة، الامر الذي يكسب المنافسة اهمية مضافة.

رابعا، وبالتزامن مع الحوادث الامنية، داخليا وخارجيا، ولا سيما في سوريا، تترقب الاوساط ما يمكن ان تؤول اليه الاصطفافات الاقليمية والمحلية والمتركزة داخليا بين محوري 14 و8 على امتداد الاقضية ككل، وضمنها كسروان. ورغم التأكيدات الخارجية والداخلية لاهمية الالتزام بالاستحقاقات الدستورية ومواعيدها، فهناك من لا يضع جانبا احتمال ان يفرض "العامل" الامني نفسه على المواعيد الانتخابية، رغم تأكيده على أن التحضيرات جارية للاستحقاق وكأنه حاصل غدا.

انطلاقا من هذا الواقع يبدو منطقيا السؤال: اي مشهد انتخابي يرتسم في القضاء اليوم؟ وما هي التغييرات الطارئة والمحتملة على لوحة التحالفات والمواقف مقارنة مع 2009؟

يبدو جليا، اقله حتى الآن، ان الاطراف المعنيين، وفي شكل مباشر بالاستحقاق، السياسيين والعائليين، يبنون خططهم انطلاقا من "دروس" استحقاق 2009.

وعليه، تبرز سلسلة مؤشرات الى توجهات محتملة، في مقدمها، اتجاه "الاصلاح والتغيير" الى اجراء تعديلات في لائحته الجامدة منذ اعوام. وهو اتجاه يسعى الى تحسين وضع التحالف، ولا سيما في ضوء الفارق الضئيل بالاصوات مع اللائحة المنافسة الذي برز في الاستحقاق الماضي. وبعيدا من "بورصة" الاسماء المرجحة للتعديل والتي تتأرجح صعودا وهبوطا، ثمة من لا يستثني امكان ضخ "دم جديد" فيها، فيما يرد النائب فريد الخازن على المعطيات التي تشير الى تراجع التكتل وعدم قدرته على تحقيق وعود "الاصلاح" مؤكدا "ان الكتلة العونية ما زالت تمثل اكبر بلوك في القضاء وهي الاكثر تماسكا مقارنة مع الطرف الآخر."

وبعد "الوكالات" و"التفويضات" التي منحها فريق 14 آذار لأطراف في المشاورات التي سبقت تركيب التحالفات في القضاء في الاستحقاق الماضي، ثمة توجه لان يخوض هذا الفريق الاستحقاق المقبل "بالمباشر" عبر مرشحين حزبيين. وثمة من يدلل الى انتخابات الكورة في هذا الشأن التي تشكل نموذجا للمعارك المتوقعة في المناطق خلال الاشهر المقبلة. وفي هذا الشأن تبقى التفاهمات المرجوة بين اطراف هذا الفريق تحت المجهر. وهناك من يدعو ضمن اطراف هذا التحالف الى اعلان معركة سياسية مبكرة، كعضو الامانة العامة لـ14 آذار نوفل ضو، فيما تتسلح اطراف اخرى باحصاءات عن تراجع واقع الخدمات والمخالفات المتنامية في القضاء، للدلالة الى العناوين والشعارات التي يمكن ان تشكل رأس حربة الصراع.

ويبدو ان التردد الذي طبع موقف "الوسطيين"، او المستقلين، في مشهد 2009 يتجه الى الزوال. ويؤشر اليه ما يؤكده مقربون من الوزير السابق زياد بارود ورئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام عن "نية اكيدة لديه بخوض الاستحقاق انطلاقا من مسيرته المستقلة، مع انفتاحه على الاطراف المؤمنة بالثوابت التي يحملها، ولا سيما ايمانه بالدولة والجيش والدفاع عن موقع الرئاسة وبكركي، بغض النظر عمن يحتل هذين الموقعين". والتوجه هذا من شأنه ان يفعل فعله في التحالفات، ولا سيما انه يدخل الى اللعبة عناصر جديدة تطرح نفسها كعنصر شبابي تغييري في وجه واقع "الشلل الاقتصادي والسياسي الحاصل والانقسام العمودي والافقي القائم".

وعلى غرار الاستحقاقات السابقة، تواصل الفاعليات الكسروانية التقليدية والعائلية، ولا سيما النواب السابقون، التحرك، وثمة من يرصد من قرب حركة وسام بارودي باعتباره أحد المقربين من رئيس الجمهورية، رغم الفصل المتكرر الذي تسوقه اطراف بين العائلي والانتخابي في هذا المجال.

ويبقى ان الصالونات الكسروانية تحفل "بخبريات" عن لقاء خصم مع حليف من هنا، وغداء جمع نائبا سابقا بحالي من هناك... وكلها تحركات تندرج في باب "الزكزكات"، على قول وزير سابق، يتولى تسويقها لاعبون احترفوا اللعب تحت الطاولة وفوقها، تحسينا لشروط ومواقع وفي انتظار ساعات حسم ما زالت مبكرة في نظرهم.

 

المفتي في لقائه وكرامي بعد انقطاع أثار أسباب التباين مع "المستقبل"

النهار/اللقاء المفاجئ قبل يومين بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني والرئيس عمر كرامي، جاء بعد اكثر من خمس سنوات من آخر لقاء بينهما، نتيجة تباينات سياسية وخلافات في وجهات النظر حيال بعض الشؤون الداخلية، وقد تبدد معظمها بعد زيارة المفتي لكرامي، وابدى ارتياحه لاجواء التفاهم التي سادت اللقاء، ولتفهم كرامي لـ"وقائع وحقائق" عرضها بالتفصيل. ونقل مطلعون على اجواء اللقاء عن المفتي قوله لكرامي: "ان الحكم العادل يا دولة الرئيس يستمع الى كل وجهات النظر ومن كل الجهات لا من جهة واحدة، ويا للأسف هناك من يفكر في طريقة مختلفة". واضاف هؤلاء "ان كرامي أبدى تفهماً كاملاً وبدا مرتاحاً الى العرض المسهب الذي سمعه من المفتي حول الكثير من الشؤون والشجون السياسية ولا سيما منها ذات الصلة بدار الفتوى".

ونقلت المصادر المطلعة على اجواء اللقاء عن المفتي قباني قوله "ان الاجواء التي رافقت فترة التباعد مع الرئيس كرامي لم تكن شيئاً قياساً بالاذى المعنوي الذي لحقه من كتلة "المستقبل"، وآخره كان منع نواب الكتلة من التواصل مع مفتي الجمهورية". واضافت ان المفتي اعتبر هذا الاجراء بمثابة "قمع سياسي أسوأ من القمع على اختلافه، وهذا جديد في اجندة السياسة اللبنانية".

ونقلت المصادر عن المفتي قباني ان "بداية الخلاف مع كتلة "المستقبل" وتحديداً مع الرئيس فؤاد السنيورة كانت نتيجة عبارة وردت في وثيقة "الثوابت الاسلامية" التي اعدت كمشروع بيان اثر اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى عقب تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وتتضمن دعوة ميقاتي الى اعادة النظر في التكليف والى الاعتذار وعدم القبول، وقد رفض المفتي تلك العبارة، فأجابه احد الرؤساء السابقين للحكومة: "هنا بيت القصيد"، وقد تم استبدالها بدعوة ميقاتي الى "التبصر في مهمته". وكان رفض المفتي في حينه "انطلاقا من عدم قبوله جعل منبر دار الفتوى منصة للتصويب على اي شخصية او جهة سياسية لانه ارادها دائما مكان تلاق وتفاهم ومنبراً لتقريب وجهات النظر بين الجميع ومع الجميع".

 

الراعي استهل يومه الثالث في تركيا بلقاء التنشئة المسيحية

 وطنية - 29/6/2012 - استهل البطريرك مار بشاره بطرس الراعي اليوم الثالث من زيارته الراعوية الى تركيا بلقاء التنشئة المسيحية الذي عرض فيه لنشأة وحياة القديسين بطرس وبولس وعلاقتهما بإنطاكيا والجماعة المسيحية. شارك في لقاء التنشئة وفد المؤسسة المارونية للانتشار وشخصيات كهنوتية وثقافية اعلامية واجتماعية اتت من لبنان خصيصا للمشاركة في القداس الاحتفالي الذي سيترأسه البطريرك الراعي عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في مغارة مار بطرس في انطاكيا المحفورة في خاصرة جبل منذ ايام بطرس الرسول. وقد تم تصنيف هذه الكنيسة كموقع تاريخي اثري تقام فيها قداديس الميلاد ومار بطرس وبولس سنويا. إشارة الى أنه القداس الاول لبطريرك انطاكيا وسائر المشرق في هذه الكنيسة التاريخية وهو يسجل سابقة في تاريخ الكنيسة.

 

الراعي ترأس قداسا في انطاكيا في عيد مار بطرس وبولس: لتحقيق ربيع عربي مسيحي-اسلامي قائم على القيم الروحية والانسانية

وطنية - 29/6/2012 ترأس البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي القداس الاحتفالي لمناسبة عيد مار بطرس وبولس في كنيسة القديسين بطرس وبولس التاريخية الاثرية في جبل انطاكيا، وعاونه المطارنة بولس الصياح، ادغار ماضي، انيس ابي عاد، يوسف سويف، والاب العام للرهبانية الانطونية الاباتي داوود رعيدي، في حضور مطران الاناضول للاتين الكاثوليك روجيرو فرنشسكين، ومطران حلب واسكندرون للروم الارثوذكس بولس يازجي ممثلا بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، السفير البابوي في تركيا انطونيوا لوتشي بيلو، الوالي محمد جلال الدين لكسيزز، نائب رئيس بلدية انطاكية ممثلا وزارة الخارجية التركية ولفيف من الكهنة من كل الطوائف، اضافة الى حشد من المؤمنين توافدوا من لبنان وسوريا وتركيا للمشاركة في القداس.

وخدمت القداس جوقة البطريركية المارونية بقيادة الاب البروفسور ادي كسرواني. وبعد قراءة نص من الانجيل، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "أنت المسيح ابن الله الحي".

وقال: "في قيصرية فيليبوس أعلن سمعان بطرس إيمانه بالمسيح الذي أصبح إيمان الكنيسة المبنية عليه كبيت على صخر. وعلى شاطئ بحيرة طبريا عندما سأل يسوع سمعان ابن يونا ثلاث مرات "أتحبني أكثر من هؤلاء"، أكد بطرس ثلاثا حبه الشديد ليسوع. وفي المرة الثالثة أكده بكلام شجاع فيه قمة الحقيقة والاخلاص، فسلمه يسوع رعاية خرافه، نفوس البشر التي افتداها بدمه على الصليب، وقال: "إرع خرافي". وأضاف الراعي: "لقد جئنا الى انطاكيا بزيارة حج روحي لنحتفل بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس هنا في مغارة القديس بطرس الرسول المشرفة على المدينة، نجدد ونعلن إيماننا بالمسيح، إيمان بطرس وحبنا له، حب بطرس، هنا حيث التقى الرسولان وتبادلا هموم إعلان الانجيل لخلاص العالم. نلتمس غيرة بولس الرسولية ونلتزم إعلان انجيل المسيح لكي تنطبع به ثقافات الشعوب وتستحثنا كلمة بولس. إعلان الانجيل ضرورة مفروضة، والويل لي إن لم أبشر. جئنا الى انطاكيا لنرتوي من ينابيع مسيحيتنا وتراثنا الانطاكي السرياني، وهنا دعي تلاميذ المسيح للمرة الأولى مسيحيين، لأنهم عسكوا وجه المسيح بحياتهم قولا وفعلا ومسلكا، وقد رأى فيهم الوثنيون الانطاكيون مسيحا آخر بفضل كرازة بطرس وبولس في مدينة انطاكيا في القرن الرابع".

وتابع: "هنا تربى القديس مارون ابو كنيستنا المارونية، وعلى مقربة من انطاكية عاش ناسكا في العراء على إحدى تلال قوروش، يعكس وجه المسيح، وفي مدرستها تصادق مع القديس يوحنا فم الذهب الذي أصبح بطريرك القسطنطينية وكتب الى مارون الكاهن الناسك من منفاه طالبا الصلاة من أجله. هنا في انطاكيا وجوارها تكون تراث الموارنة الروحي القائم على أربع ركائز لاهويته روحية: التجسد والطابع المريمي وروح القربة والمصالح وترقب مجيء المسيح الرب في حياتنا اليومية. وفي نهاية الزمن جئنا الى انطاكيا لنجدد زخم الكنيسة الرسالي وانفتاحها على جميع الثقافات والشعوب، ففيها تكونت كنيسة المسيح في اروشليم، وراحت في انطاكيا تنفتح على الوثنيين وتأخذ طابعها الشمولي ككنيسة جامعة وتنطلق الى العالم ككنيسة رسولية مقدسة".

وأكد "أننا لهذه الغاية الروحية التقوية أتينا من لبنان الى انطاكيا، واننا نعلن باسم كنيستنا المارونية الانطاكية السريانية التزامنا العيش بمقتضيات الايمان المسيحي، وفقا لروحانية القديس مارون وتلاميذه، بروح الصلاة والتقشف والعمل مع الكنائس الانطاكية الشقيقة الكاثوليكية منها والارثوذكسية، على التعمق في تراثنا الانطاكي اللاهوتي والروحي والكنسي المشترك".

وشدد على "التزامنا نحن المسيحيين مع اخواننا المسلمين تحقيق ربيع عربي مسيحي-اسلامي، قائم على القيم المسيحية والاسلامية الروحية والانسانية والاخلاقية، وعلى احترام كرامة الشخص البشري وحقوقه الاساسية، وتعزيز الحريات العامة وفي طليعتها حرية العبادة والمعتقد والتعبير والرأي، وعلى الحكم الديموقراطي الذي يحترم ارادة الشعب وتطلعاته وحقه في محاسبة الحكام ومساءلتهم، وعلى الفصل بين الدين والدولة، مع احترام جميع الاديان وشريعة الله الموحدة، وعلى التعددية والتنوع والوحدة الوطنية واعتماد لغة الحوار والتشاور والتفاهم، بعيدا من لغة العنف والحرب والفوضى، وعلى العيش بروح الشركة والمحبة ببعديها العمودي كاتحاد عميق بالله، والافقي كوحدة بين جميع الناس نواصل به روحانية التجسد التي بثها الرب يسوع في العالم، وهي لقاء الله بالانسان والانسان بالله. بهذه الروحانية نبني ملكوت الله على أرضنا، وهو ملكوت القداسة والنعمة والحقيقة والمحبة، ومن هذا المكان المقدس نواصل رفع نشيد المجد والتسبيح للاب والابن والروح القدس

 

الراعي واصل زيارته لتركيا وزارانطاكيا: حرصاء على التعاون بين المسيحية والاسلام

وطنية - 28/6/2012 وصل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، والوفد المرافق، الى مدينة انطاكيا التركية بعد ظهر اليوم، والتقى الوالي محمد جلال الدين في دار الولاية، في حضور المطران بولس اليازجي ممثلا بطريرك الروم الارثوذكس انطونيوس هزيم، السفير البابوي انطونيو اوتشي باليو وخادم رعية انطاكيا الكاثوليكية فالنتينو دومينكو. ورحب الوالي بالبطريرك، مشيرا "إلى ان هناك ثقافة مشتركة بين لبنان وتركيا، وان عيد مار بطرس مهم جدا لنا، فهو يوم عطلة نحتفل به". اضاف "نحترم عادات بعضنا البعض، وثقافتنا وحضاراتنا وكنيسة مار بطرس مهمة جدا بالنسبة لنا، وقد تم تصنيفها كإرث تاريخي للبلد". مؤكدا "مشاركته غدا في القداس الاحتفالي". بدوره، وجه البطريرك الراعي تحية "الى السفير البابوي، بعد ان عرف بالوفد المرافق وبالكنيسة الانطاكية، التي لها رمزيتها الخاصة، فهي الكنيسة المارونية، ولقد عبرنا لرئيس الجمهورية عن رغبتنا في ان يكون لنا مركز في انطاكيا، ليكون صلة وصل بين الصداقة التركية - اللبنانية، والتركية - المارونية، ولفت الى "ان رحلة الحج الى انطاكيا مع المطارنة، مهمة جدا، لكي نعيش هذا الانتماء الكنسي والتاريخي. بعدها توجه البطريرك الراعي الى دار البلدية، وكان في استقباله رئيس المجلس البلدي لطفي فازات، الذي رحب بالبطريرك الراعي والوفد المرافق، قائلا "ان انطاكيا هي بلد الثقافة والاديان، فلقد ضمت الاديان بتنوعها، ومنذ مئات السنين والاديان السماوية تتعايش في هذا البلد، وسبب المحبة هذه هي الاخوة المسيحيون الموجودون هنا، الدين المسيحي يعطينا ثقافة ومحبة، نعرف جيدا بوجود كنيسة مار بطرس، وهي الكنيسة الاولى في تركيا، واول حديث عن المسيحيين كان الحديث عن انطاكيا".

وتابع "انا فخور بكوني رئيس بلدية انطاكيا، هذا البلد المقدس، حيث نعيد اعيادا مشتركة سويا". موجها تهنئة بعيد مار بطرس وقال "تم تهنئة المسحيين بهذا العيد اليوم عبر الصحف.

بدوره شكر البطريرك رئيس المجلس البلدي، على توجيه تهنئة بالعيد، وعرض لاهمية انطاكيا في الحياة المسيحية، فهي تأسست في زمن بطرس الرسول، كذلك اصطحب برنابا بولس الرسول من طرطوس الى انطاكيا، ليعلن الانجيل، واطلق تسمية المسيحيين في انطاكيا، التي هي اساس حياتنا الكنسية".

وتابع "في القرن الرابع كان عدد المسيحيين في انطاكيا مئتي الف مسيحي، ولذلك بين المسيحيين والمسلمين ثقافة مشتركة، لدرجة انه يمكننا القول ان الهوية المسيحية في انطاكيا تكون ناقصة اذا لم يكن فيها شيء من الاسلام، كذلك الامر بالنسبة للاسلام اذا خلا من شيء المسيحية، نحن حريصون على التعاون بين المسيحية والاسلام، سواء في تركيا او في العالم العربي، وهذه مسؤولية مشتركة علينا، ونمتنى ان يظهر الاسلام والمسيحية انهما يتعايشان في تركيا، وهذا رهان نحمله نحن المسيحيون، لنؤكد ان رسالتنا هي تعريف العالم الغربي بحقيقة الاسلام، بمفهومه وقيمه، وكموارنة نحن كنا موجودون في انطاكيا، واليوم نقص العدد، ولكننا نتمنى التواجد في مركز يمثلنا كبطريركية انطاكية، ونتطلع الى ايجاد هذا المكان، يجب ان نكون انطاكيين بالوجود وبالقلب والروح، نأمل في عهدكم ايجاد مكان في انطاكيا يمثل البطريركية المارونية، وهذا ما سبق وطلبته من رئيس الجمهورية منذ اشهر". بعدها تم تبادل الهدايا، وتوجه البطريرك الراعي والوفد المرافق لزيارة مغارة مار بطرس حيث رفع الصلوات داخل المغارة.

 

استنفار سياسي وأمني لسحب مناصري الأسير وفتح الطريق الدولية

إجماع صيداوي على رفض "أسر" المدينة.. وجرها الى "حيث لا تريد"

  صيدا ـ رأفت نعيم/المستقبل

يبدو أن الشهر الأمني الذي أطلقه وزير الداخلية أمس من الضاحية الجنوبية وبدأ فعلاً أمنياً بإحراق إطارات وإغلاق طرق من قبل مناصري حركة أمل وحزب الله في بعض شوارع العاصمة، تواصل أمنياً أيضاً في يومه الثاني لكن هذه المرة في عاصمة الجنوب صيدا من خلال قطع الطريق الدولية عند مدخلها الشمالي باعتصام "مفتوح" أقلق المدينة وفعالياتها التي تلقفت بكثير من القلق والترقب كرة نار "جسدية" رماها بوجهها الشيخ أحمد الأسير، تلاقي بفعلها نار الإطارات المشتعلة في غير منطقة لقطع الطريق على أي محاولة لفرض سلطة الدولة وقواها الشرعية.

وفي الوقت الذي يشكل الأمن هاجساً لصيداً وفعالياتها، كما لكل اللبنانيين الرافضين للفلتان الأمني ولعراضات "القمصان السود" الاستباقية للشهر الأمني ولكل الخطط الأمنية الرسمية، لجأ الأسير ومناصروه الى افتراش مدخل المدينة الشمالي قاطعين الطريق بالاتجاهين بالسيارات وبأجسادهم وقاموا بنصب خيم في المكان تأكيداً على استمرار اعتصامهم المفتوح الذي قال الأسير إنه سيبقى مفتوحاً حتى تحقيق مطلبه بسحب السلاح أو الشهادة، متجاهلاً خصوصية المدينة ورأي فاعلياتها وهيئاتها الأهلية والمدنية في ما يقدم عليه من أخذها الى مكان لا تريد الذهاب اليه، الأمر الذي أدى الى استنفار لمعالجة تداعيات تحركه عبر مساعٍ واتصالات تولتها فاعليات المدينة السياسية والروحية وقواها الأمنية والعسكرية من أجل استيعاب هذا التحرك وتجنيب المدينة أي آثار سلبية أمنية أو اقتصادية.

وعُلم في هذا السياق أن فاعليات صيدا أبلغت الأسير رسالة واضحة وحازمة نقلها اليه بعض من زاره مفادها أنه يحق له الاعتصام والتعبير عما يطالب به لكن لا يحق له اتخاذ قرار عن مدينة بأسرها فيها ما فيها من تنوع ولها ما لها من خصوصية وموقع ودور على الصعيد الوطني.

السنيورة والحريري

وتولى نائبا صيدا الرئيس فؤاد السنيورة وبهية الحريري جانباً كبيراً من الاتصالات التي تركزت حول معالجة واستيعاب تحرك الأسير بشكل لا يعود بأي انعكاس سلبي على المدينة وجوارها، حيث بقي السنيورة والحريري على تواصل دائم مع مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ومن خلاله ضمناً مع باقي فاعليات المدينة والمسؤولين الرسميين والأمنيين فيها، وتركزت الاتصالات حول ضرورة التعاطي بهدوء مع تحرك الأسير كي لا يتحول هذا الاعتصام الذي يقطع طريقاً دولية عند مدخل صيدا الى مدخل لاستيراد أزمات خارجية الى المدينة ومنعاً لاستغلاله من أي طرف أو جهة أو أشخاص يمكن أن يدخلوا على خط توتير الوضع في صيدا.

وكانت الحريري الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية أجرت اتصالات بكل من الرئيس السنيورة والمفتي سوسان ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور والشيخ ماهر حمود ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف لمتابعة الوضع في صيدا في ضوء تحرك الأسير.

المفتي سوسان

وشهدت دار الافتاء في صيدا عدداً من اللقاءات والاتصالات لتطويق أي ذيول لتحرك الأسير ومحاولة ثنيه عن متابعة اعتصامه المفتوح عند مدخل صيدا، فعقد المفتي سوسان اجتماعاً صباحياً ضمه ومحافظ الجنوب نقولا بوضاهر وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد طارق عبدالله ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور، قبل أن يتوجه سوسان الى مكان الاعتصام لإقناع الأسير بنقل الاعتصام الى مكان آخر بشكل لا يؤثر على حركة التواصل بين صيدا وبقية المناطق خصوصاً وأن المكان الذي اختاره الأسير للاعتصام، طريق دولية وممر أساسي للجنوب ولقوات الطوارئ الدولية العاملة فيه، لكن مسعى المفتي سوسان لم ينجح. ولاحقاً حضر الى المكان المحافظ بوضاهر والعميد عبدالله موفدين من وزير الداخلية للغاية نفسها، وقام الأسير بتقديم وردة حمراء الى المحافظ بوضاهر مؤكداً على "سلمية التحرك".

الجماعة الإسلامية

وأجرى المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود سلسلة اتصالات تناولت الوضع في صيدا في ظل المستجدات فيها. وصدر عن الجماعة بيان دانت فيه بشدة كل أشكال الظلم على أي كان وبخاصة بحق الشباب المسلم على خلفية إنتمائه الفكري والعقائدي. ودعت الأجهزة القضائية والأمنية الى التحقيق الشفاف والسريع بما أثير من قضايا تتعلق بالإساءة الى بعض العلماء، كما ونطالب بالانتهاء السريع والعادل في التحقيقات بقضية اغتيال الشيخين أحمد عبدالواحد ومحمد مرعب. ودعت أيضاً الى التنبه الى دقة الأوضاع التي تعيشها البلاد في ظل محاولات البعض إدخالها في أتون الفتن المذهبية والطائفية وهذا ما شاهدناه من فتنٍ مفتعلة ومتنقلة بين طرابلس ووادي خالد وبيروت والمخيمات وغيرها. وأكدت على ضرورة إقرار استراتيجية دفاعية وطنية تحفظ حق لبنان في مقاومة العدو الصهيوني وأحقية جميع أبنائه في شرف الدفاع عنه. وجددت رفض وإدانة الاحتكام الى السلاح في ظل الانقسام السياسي الداخلي والذي بات يشكل خطراً على السلم الأهلي والعيش المشترك. وأكدت على حرية الرأي والتعبير بكل الأشكال السلمية والمشروعة التي تحافظ على مصالح الناس وأمنهم واستقرارهم بعيداً عن الإضرار بهم بقطع الطرقات وحرق الدواليب.

سعد

من جهته تابع أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد الوضع في المدينة في ضوء تحرك الأسير، وقال في تصريح له تعليقاً على هذا التحرك إن قطع الطريق الدولية في صيدا بذريعة الاحتجاج على سلاح المقاومة لا يؤدي إلا إلى الإضرار بمصالح المواطنين في صيدا والجنوب، والإساءة إلى الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن موضوع سلاح المقاومة هو أحد البنود التي تتضمنها الاستراتيجية الدفاعية المطروحة على جدول أعمال طاولة الحوار. وهو موضوع خلافي تجري مناقشته بين رجال الدولة المدعوين إلى الحوار، علماً بأن من بين هؤلاء تيار المستقبل وفريق "14 آذار" الذين يحملون المواقف ذاتها التي يحملها الذين يحتجون اليوم في الشارع. وإن التحركات الاحتجاجية حول مواضيع خلافية من شأنها تعميق الانقسام بين اللبنانيين، وهي تشكل طريقاً إلى التوتر والفتنة. كما أن قطع طريق حيوية، مثل طريق الجنوب الدولية، هو عمل استفزازي يؤدي إلى ضرب مصالح المواطنين في المنطقة كلها.

الأسير

واتسمت مواقف الأسير طيلة نهار أمس بالحدة والإصرار على مواصلة التحرك "في وجه هيمنة سلاح غَير وجهته، وفقد الاحترام لدى كل اللبنانيين". وشدد على أن "هذا التحرك السلمي الايجابي مستمر ونحن نطالب بحل جدي لموضوع السلاح ولن نتراجع عنه حتى نلمس حلولاً ونقتنع بها"، واصفاً طاولة الحوار بأنها "طاولة المزح" وأنها "مجرد مصروف بنزين" للوزراء والمشاركين.

وقال: "خلال 12 عاماً، أي بعد تحرير الجنوب في العام 2000 لم يحل موضوع السلاح بل كان هناك استكبار وقطع الأيدي و7 أيار ويقولون إن الحرب عام 1975 نزهة أمام الحرب التي ستأتي.. نحن نرفض اعتبار أن كل مطلب بتسليم السلاح هو مطلب صهيوني وأميركي، نحن لسنا عبيداً عند أحد وعلى الجميع أن يفهم ذلك، نحن بشر.. ولست خائفاً من الفتنة، الفتنة هي السكوت عن هيمنة السلاح"، مشبهاً تحركه باعتصام ميدان التحرير في مصر وقال: "إنها ثورة سلمية ضد الظلم وعندنا الظلم أكبر من مصر لأنه مسلح وإذا لم يكن هناك حلول فإننا مقبلون على خطوات تصعيدية.. لقد عجز المسؤولون عن معالجة السلاح المهيمن على الدولة وعلى كل قطاعات الدولة هذا لا أحد يراه، بينما اعتصام سلمي يضم نساء وأطفالاً وشيوخاً يعتبرونه احتلالاً وذكروني بموضوع احتلال وسط بيروت وشل العاصمة الأساسية من أجل ثلث معطل وليس من أجل كرامة الإنسان. أنا لست دولة كي أسمح وأردع أنا قلت الذي يريد الاعتصام هذا حقه".

ورداً على سؤال حول إمكان صدور قرار عن وزير الداخلية بإزالة الاعتصام قال الأسير: "أنا احترم جداً وزير الداخلية وأشهد له وأشد على يده ولكني أعرف وهو يعرف أن هذه الخطوة ستبوء بالفشل لأنه قال إنه سيبدأ (الشهر الأمني) بالضاحية ورأينا ما حصل، وحاولوا إحراق قناة الجديد ونحن استنكرنا هذا العمل وهو غير قادر أن يضبطهم ويسلمهم للعدالة، لذلك أنا أقول لوزير الداخلية أعرف وجعك وألمك وبالأمس كان واضحاً وهو يناشد السياسيين أن يرفعوا الغطاء عن المجرمين والمخلين بالأمن، أنا أتكامل مع وزير الداخلية باعتصامي السلمي الحضاري".

وأضاف: "الاعتصام مفتوح، وإذا لم نجد مسعى جدياً سيكون هناك خطوات تصاعدية هذا بسيط. وكان هناك مسعى من سماحة المفتي وسعادة المحافظ لفتح الطريق ونقل الاعتصام الى مكان آخر وقلت لهم "ما في مجال". وكان الأسير بدأ اعتصامه المفتوح ليل الأربعاء الخميس حين تجمع حشد من مناصريه عند مدخل صيدا الشمالي في محلة مكسر العبد قاطعين الطريق بالاتجاهين.

خارج الإجماع الصيداوي

اوساط صيداوية متابعة لحركة الأسير اعتبرت أنه حتى أشهر قليلة مضت كانت حالة الشيخ أحمد الأسير في صيدا لا تشكل خروجاً بالشكل عن الإجماع الصيداوي على تجنيب المدينة أي تداعيات لما يجري سواء في مناطق لبنانية أخرى أو خارج الحدود، فاستطاع الرجل أن يجمع من حوله بضع مئات من المناصرين في لقاءات وتحركات وخطابات انطلق فيها من موقعه الديني الدعوي ومن مقاربة شخصية إعلامية انفعالية للعديد من القضايا المطروحة أو المستجدة أو ما يرى فيه إهانة أو إساءة لرموز دينية مقدسة، من دون أن يلجأ في مقاربته هذه الى المرجعيات والقنوات الشرعية التي يُفترض اللجوء اليها في مثل هذه الحالات لتتولى هي إصدار الموقف حيال أي قضية يتم التحقق من أنها تمس بمكانة وقدسية رموز دينية.

لكن متابعين لحراك الأسير رأوا أنه سرعان ما أصبح يغرد حيناً خارج سرب الإجماع الصيداوي وحيناً آخر خارج حدود صيدا، ويصوب على رموز وزعامات سياسية ودينية من طائفته ومن طوائف أخرى تحت عناوين ذهبت الى أبعد من مجرد تعبير عن تضامن مع الشعب السوري وعن ثورات غضب متتالية على ما يعتبر أنه إساءة لطائفته من قبل حزب أو جهات من طائفة أخرى، فأصبح يقتنص بعض المواقف والأخطاء والثغرات في أداء السلطة وأجهزتها وفي أداء بعض السياسيين والأحزاب، منتقياً منها ما يتعلق بالشأن السوري وموقف هذه الجهات منه، أو ما يتعلق بما تشهده الساحة السنية في لبنان من تطورات يرى فيها استهدافاً لهذه الساحة، ولا يوفر في هذه الحالة أحداً حتى من رموزها، ما جعل عدداً كبيراً من مناصريه ينفض من حوله خصوصاً عندما يتعلق الأمر بانتقاده اللاذع وسخريته من زعماء سياسيين وروحيين لهم مكانتهم لديهم. الأمر الذي أزعج الأسير وجعله يبحث عن إطلالات وتحركات شعبية في صيدا لتعويض هذا الأمر فكان يصطدم في كل مرة بعدم تفاعل الشارع الصيداوي معه. فلم يجد تعويضاً عن ذلك إلا الإطلالات الإعلامية.

وفي هذا السياق ترى أوساط صيداوية أنه بعد المقابلة الأخيرة "المتوترة المواقف" للأسير مع تلفزيون الجديد وما أعقبها من تداعيات وردود فعل من المحطة نفسها وعليها، وما تلا ذلك من اعتداء عليها، بدأت صيدا تتلقف تداعيات كل ذلك حالة من القلق والترقب لما يمكن أن تتسبب به التحركات الأسيرية المستجدة من توتر يمكن أن تكون المدينة ساحة له إذا لم يهدئ الأسير من فورته وينصت الى صوت الحكمة والعقل بدل أن يستجلب الانفعال مقابل الانفعال من دون أن يأخذ في الاعتبار إرادة فاعليات المدينة وأهلها بالاستقرار والهدوء وتجنيبها أي تشنجات أو توترات هي بغنى عنها، ومعالجة أي إشكالات بالتواصل والحوار وبالتعاون مع الجهات السياسية والأمنية والعسكرية المختصة.

وتعتبر هذه الاوساط أن الأسير عندما وجد نفسه معزولاً في مدينته في مواجهة ما يعتبره حملة شعواء عليه، عاود التصويب في مجالسه على رموز طائفته الدينية والسياسية لعدم نصرتها له ولو ببيان أو بموقف، فلم يوفر لا دار الافتاء ولا تيار "المستقبل" ولا الجماعة الإسلامية.. لكن هذه الأوساط تساءلت: هل استشار الشيخ الأسير أحداً من فاعليات صيدا قبل أن يطلق أياً من مواقفه الأخيرة التي تسببت بكل هذا التوتر الذي تعيشه البلاد، حتى يطلب اليوم مساندتهم في ما يعتبره حملة عليه؟.. وهل استشار أحداً عندما قرر أخذ المدينة أسيرة تحرك غير مدروس النتائج والتداعيات على المدينة كلها؟!.

 

"القوات اللبنانية" - الكورة انتقدت بيان "القومي"

وطنية - 28/6/2012 انتقدت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" في منطقة الكورة بيان الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقالت: "لا عجب إن اعتبر الحزب القومي أن قول الحق والحقيقة يؤديان إلى إعادة إنتاج ماكينة الشائعة والكذب، كون قيادة الحزب المذكور لم يتسن لها يوما أن تعرف قواعدها على لغة الصدق والشفافية، وذلك لإنغماسها حتى النسغ في التبعية لقرار نظام دمشق، الذي لا ينفك يقتل الاطفال والامهات ويعجز عن قبول ارادة الشعب، مما جعل اتباعه في لبنان أعجز عن قبول الآخر". ولفتت إلى أن "عبارة "ما اقترفت يداه من اجرام"، لا تنطبق إلا على من شارك بسلاحه وحلفائه في احتلال بيروت في السابع من أيار 2008 وإحراق تلفزيون "المستقبل" من دون ان يرف له جفن، بسبب عدم قدرته على سماع الصوت المختلف، وهذا من دون تعداد الاقترافات الأخرى، على الصعيدين الكوراني والوطني، والتي نتركها لمناسبات أخرى". وشكرت "الكورانيين من قواتيين ومناصرين ومستقلين، على احتضانهم "القوات اللبنانية" وابناء ثورة الارز، فكرا وبشرا وعقيدة، وخصوصا لما للكورانيين من دالة على الحكيم (رئيس حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع شخصيا، وهم يعرفون أهمية دوره في صون حريتهم وحماية ارضهم في حينه، وحماية لبنان وسيادته في كل وقت وآن".

 

بلامبلي جال في النبطية وبنت جبيل مع وفد دولي: الاستقرار السائد في الجنوب احدث بيئة ايجابية للتنمية

 وطنية - 28/6/2012 جال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في منطقتي النبطية وبنت جبيل قبل ظهر اليوم، يرافقه وفد دولي.

أستهلت الجولة في ثكنة الجيش اللبناني في النبطية الفوقا حيث ألتقى بلامبلي ضباطا من الجيش اللبناني اطلعوه على المهام التي يقوم بها فوج الهندسة في الجيش والفرق المحلية والدولية المتخصصة بنزع الالغام في عملية نزع الالغام والقنابل العنقودية التي خلفها العدو الاسرائيلي في جنوب لبنان.

بنت جبيل

بعد ذلك، زار بلامبلي والوفد المرافق مدينة بنت جبيل حيث كان في استقبالهم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله وعضو كتلة التنمية والتحرير علي بزي ورئيس إتحاد بلديات بنت جبيل عطا الله شعيتو ورئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي. ونظمت جولة له على التعاونية والسوق التجاري في المدينة حيث يقام سوق الخميس الشعبي والتاريخي، قبل أن يقيم النائبان فضل الله وبزي مأدبة غداء تكريمية على شرفه في مدينة فاميلي بارك في بلدة الطيري، بحضور حشد من الفاعليات والشخصيات ورؤوساء وأعضاء مجالس بلدية وإختيارية.

وألقى بزي كلمة قال فيها: "إنه لشرف لنا أن نرافقه في سوق المدينة حيث جرى الحديث عن المدينة وسكانها وواقعها وسوقها وتراثها وتاريخها وعاداتها".

وأشار إلى أن "هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها ممثل الامين العام في بنت جبيل، ليرى الناس بحيوية وديناميكية، وأن هذه المنطقة مقارنة بباقي المناطق اللبنانية تشهد استقرار سياسي"، متمنيا أن "ينسحب في زحمة التحديات على بقية المناطق في لبنان".

وختم بزي كلمته بالقول: "باسم اهل الجنوب وحركة "امل" نثمن ونقدر الجهد الذي يقوم به ممثل الامين العام. ونؤكد احترامنا وتنفيذنا والتزامنا بالقرار الدولي 1701 بكافة بنوده، وبالتعاون القائم بين اليونيفيل والجيش والشعب اللبناني حيث حافظت هذه المعادلة على الاستقرار السياسي في هذه المنطقة".

فضل الله

بدوره، قال فضل الله: "إننا في هذه الجولة التي قمنا بها في المدينة أطلعناه بأم العين على واقع الناس الذين يعيشون بهدوء واستقرار ونشاط، وأن هذا السوق الذي دمره العدو الاسرائيلي في الـ 2006 محاولا تدمير إرادة الحياة، ولكن الجنوب بشكل عام ينبض بالحياة وينبض بالحيوية".

وشدد على أن "التهديد الوحيد على حياة السكان ونشاطهم هو بسبب العدوان والخروق الاسرائيلية المستمرة لبلدنا"، آملا "ان تنظر الامم المتحدة بتوازن دائم الى هذا الواقع، وهي التي تعتبر شاهدا دائما منذ العام 1978 وقد كانت دائما على علاقة جيدة مع السكان".

وقال: "باعتباره ممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة نتمنى ان ينقل له هذه الانطباعات حتى تكون التقارير التي تصدر عنه متوازنة على الاقل، وتنظر الى الواقع الحقيقي، فالخروق تأتي دائما من الجانب الاسرائيلي في الجو والبر والبحر".

بلامبلي

أما بلامبلي فقال: "أنا مسرور جدا بوجودي هنا اليوم. هذه ليست زيارتي الاولى الى جنوب لبنان وانما هي الفرصة الاولى لي للتجول في بلدة بنت جبيل والاطلاع عن قرب على الوضع هنا".

أضاف: "أشكر النائب حسن فضل الله والنائب علي بزي وضباط الجيش اللبناني ورؤساء بلديات بنت جبيل والقرى المجاورة على لقائهم معي اليوم وعلى النقاش حول الوقائع السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في هذه المنطقة".

وتابع: "لقد تأثرت بشكل خاص بالجهود التي بذلت في اعادة الاعمار منذ حرب عام 2006 وبتصميم السكان على اعادة اعمار بيوتهم ومصادر عيشهم وبالنشاط الاقتصادي والازدهار الذي احدثوه".

وقال: "ان تطبيق القرار 1701 منذ عام 2006 سهل حالة هدوء لم يسبق لها مثيل منذ عهود في جنوب لبنان. والتعاون الوثيق القائم بين اليونيفيل والجيش اللبناني والسكان المحليين اساسي. نأمل استمرار الهدوء السائد وتطبيق ما تبقى من التزامات للقرار 1701 من اجل الوصول الى وقف اطلاق نار دائم وطويل الامد على الخط الازرق".

وإذ أشار الى ان "الالغام والقنابل العنقودية تشكلان تهديدا لأمن الجنوب ولسكانه"، قال: "انبهرت بجهود الجيش اللبناني والمنظمات الدولية غير الحكومية في العمل على ازالة الالغام والقنابل العنقودية من جنوب لبنان. لقد زرت المركز اللبناني لإزالة الالغام في النبطية هذا الصباح واشكر العميد عضيمي وفريقه لاطلاعي على العمل الذي تم حتى الان. ستستمر الامم المتحدة والمجتمع الدولي ملتزمين بمساعدة السلطات اللبنانية في هذه الجهود".

وختم: "من المهم ايضا ان نذكر الاستقرار السائد في جنوب لبنان احدث بيئة ايجابية للتنمية. لقد قمت الآن بزيارة جمعية تعاونية يدعمها برنامج الامم المتحدة للتنمية ورأيت العمل الممتاز الذي تقوم به النساء العاملات هناك. هذا المشروع نموذج عن التزام جميع هيئات الامم المتحدة دعم تنمية هذه المنطقة الجميلة".

 

المعارض السوري المستقل حازم نهار لـ «الراي»: الروس سيتخلون عن الأسد عاجلاً أم آجلاً

| بيروت ـ من ريتا فرج |

أكد المعارض السوري المستقل حازم نهار أن النظام السوري «ما زال متماسكاً على المستوى العسكري»، داعياً «الذين يراهنون على انهيار النظام خلال الاسابيع المقبلة الى مراجعة حساباتهم»، ومشيراً الى أن «الأزمة السورية ستمتد لفترة طويلة وعلى كل اطراف المعارضة التحضير للمرحلة المقبلة».

وشدد نهار على ان «السياسة الخارجية التركية تتحكم بها مجموعة عوامل ولن يكون في إمكان أنقرة اتخاذ قرار الحرب ضد النظام في سورية بمعزل عن التوازنات الاقليمية والدولية والداخلية»، لافتاً الى ان «الروس لم يضمنوا بعد مصالحهم في المرحلة الانتقالية في سورية»، ملاحظاً أن مشاركتهم في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول سورية المقرر عقده يوم السبت المقبل في جنيف لا تؤشر الى «تحولات كبيرة يمكن أن تؤدي الى تبدل في موقفهم»، موضحاً أن «الاجتماع قد يخرج بتفاهم على عدد من النقاط في شأن المرحلة الانتقالية ولكن يبقى السؤال هل هذه المرحلة ستكون مع بقاء الأسد أو مع رحيله؟».

«الراي» اتصلت بالمعارض المستقل حازم نهار وأجرت معه الحوار الآتي:

وصلت المعارك الى قلب العاصمة دمشق حيث تمّ استهداف مقرات لقوات الحرس الجمهوري. هل يعني ذلك أن النظام السوري بدأ يفقد السيطرة حتى على العاصمة؟

- أعتقد أن النظام السوري لم يصل الى هذه الدرجة من الضعف فهو على المستوى العسكري ما زال متماسكاً، ووسائل الإعلام تبالغ في تصوير انهيارات النظام. وفي رأيي أن التقليل من قدرة النظام العسكرية لا يصب في مصلحة الثورة ويجب على الذين يراهنون على انهيار النظام خلال الأسابيع المقبلة مراجعة حساباتهم، ولقد سمعت تصريحات كثيرة تدور حول هذا الرهان، وقبل كل شيء علينا معرفة الخصم وقدراته قبل الذهاب بالسيناريو الى حدود القول بأن النظام انتهى، وفي تقديري الأزمة السورية ستمتد لفترة طويلة وعلى كل أطراف المعارضة التحضير للمرحلة القادمة.

زادت تركيا من مستوى خطابها السياسي بعد إسقاط احدى طائراتها. كيف تقرأون تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان الأخيرة وسط المعلومات التي تشير الى انتشار القوات التركية على الحدود مع سورية؟

- من يتابع التصريحات التركية منذ بداية الثورة السورية حتى اللحظة لا يمكن له إلاّ أن يستغرب هذه المواقف «الضخمة» التي يتخذها الاتراك. ثمة مسائل معقدة تتحكم بالسياسة الخارجية التركية وتتحكم أيضاً بحكومة أردوغان، ولا يمكن أن ننسى أن خمسين في المئة من الشعب التركي لا يريد خوض معركة عسكرية مع سورية، وكما نعرف ان الجيش هو صاحب القرار في ما يتعلق بالقرارات العسكرية. والكلام الأخير الذي أدلى به أردوغان يدخل في خانة الاستهلاك السياسي، وليس بإمكان تركيا اتخاذ قرار الحرب ضد النظام في سورية لأن هذا القرار محكوم بالتوازنات الداخلية والاقليمية والدولية. قرار الحرب ليس قراراً تركياً فهو يخضع لحلف الناتو والعلاقة مع الولايات المتحدة بالاضافة الى العلاقة مع ايران ولا يمكن اتخاذ قرار عسكري ضد النظام في سورية بهذه البساطة المسألة معقدة أكثر مما نتصور.

في كلمة أمام الحكومة السورية الجديدة أكد الرئيس بشار الأسد أن بلاده في حالة حرب حقيقية. ودعا الى التوجه شرقاً وهو يقصد روسيا. ما رأيك بكلام الأسد؟

- النظام السوري يسير من سيئ الى اسوأ، فهو على المستوى السياسي غير قادر على الاقناع بهذه التوصيفات التي يطلقها، فالتصريحات الرسمية لا زالت تستند الى ركيزتين منذ بداية الثوره: الغباء السياسي والعنجهية السياسية. النظام السوري يريد تغطية الجرائم المرتكبة بحق الانسانية، وحين يتحدث عن حالة الحرب والدفاع عن سورية يحاول أن يعطي تبريراً لنفسه ولبعض القوى في العالم ليقول بأنه يشن حرباً على الارهاب وعلى الجماعات المسلحة. أما في ما يتعلق بحديث الاسد عن التوجه شرقاً، فهذا التصريح قديم - جديد. في بداية الثورة قال إن بإمكانه شطب أوروبا والتخلي عن الدول العربية وأميركا. هو يدعي اللجوء الى روسيا في اطار الحديث عن محاور عالمية لكنه في الواقع يريد تغطية الجرائم التي قام بها.

أعلنت روسيا عن استعدادها للمشاركة في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول سورية المقرر عقده يوم السبت المقبل. هل ثمة تحول في الموقف الروسي؟

- الروس لم يضمنوا مصالحهم بعد في المرحلة الانتقالية داخل سورية، وهم مجبورون عاجلاً أم آجلاً على التخلي عن دعم النظام، لأن موسكو ستدرك أن النظام أصبح يشكل عبئاً عليها. حتى الآن لم تحدث تحولات كبيرة يمكن أن تؤدي الى تبدل الموقف الروسي ما زالت الأمور قيد النقاش.

ما النتائج التي يمكن أن يخرج بها اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول سورية؟

- يمكن أن يخرج اللقاء بتفاهم على عدد من النقاط في شأن المرحلة الانتقالية في سورية ولكن يبقى السؤال هل هذه المرحلة ستكون مع بقاء الأسد أو مع رحيله؟ المسألة رهن التطورات المقبلة.

 

 الاعتداء على "الجديد" يفتح ملفي الأمن والإعلام/هل يُتابع التحقيق حتى النهاية ويُنشر؟

سمير منصور/النهار

لعل الاعتداء الاخير على محطة "الجديد" قبل يومين يسلط الضوء مرة جديدة على عنوانين اساسيين هما الامن والاعلام. وكان من حسن الحظ إلقاء القبض على احد افراد المجموعة المعتدية، والا لكانت التحليلات والاستنتاجات ذهبت بعيدا كما هي العادة بعد كل اعتداء يبقى مجهولا، فقد بات سهلا السير بالتحقيق حتى النهاية ومعرفة سائر افراد المجموعة وخلفية الاعتداء. و"حزب الله" كما رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته رئيسا لحركة "امل" هما اول المعنيين بنتائج التحقيق، لكون الموقوف ينتمي الى بيئة محسوبة عليهما، و"جغرافياً" في العاصمة هو محسوب اكثر على الحركة، ومن مصلحتها بالتأكيد معرفة ما اذا كانت هناك اختراقات في صفوفها ولمن تتبع، ولا سيما ان مجموعات من "البيئة" نفسها عمدت الى اقفال بعض الطرق في العاصمة ليل الاثنين" احتجاجا على توقيف من ألقي القبض عليه، على رغم بيان من الحركة وآخر من الحزب، واعلان رفع الغطاء عن المجموعة التي نفذت الاعتداء على محطة "الجديد"، ونفى أي علاقة بها، وهذا ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مجموعات "مجهولة" تعبث بالامن ساعة تشاء من دون حسيب او رقيب، وبات معروفا ان لا تحركات عفوية في لبنان – من زمان – بل هي نادرة، وبوصلة الرأي العام لا تخطئ في التمييز بينها وبين التحركات المبرمجة وعبر "الريموت كونترول".

وللمناسبة، ثمة شعارات برزت منذ اشهر على جدران في الاحياء والطرق الرئيسية وتحت الجسور في العاصمة يفترض ان تلفت – وان متأخرة – الاجهزة الامنية ولا سيما المخابراتية منها في الجيش وقوى الامن والامن العام نظرا الى خطورتها، فهي تستبطن تحريضا طائفيا ومذهبيا وتلعب على الوتر المذهبي بين المسلمين السنة والشيعة. وقد احيط وزير الداخلية مروان شربل علما بها من احد اصدقائه الصحافيين قبل نحو شهرين، فبادر على الفور الى الاتصال بقيادة الشرطة واوعز بارسال دورية لشطب تلك العبارات التحريضية بعد تحديد اماكنها، فكان ان شطبت جزئيا، وقد وعد الرجل ونفذ، او على الاقل حاول، ولكن بعضها "تجدد" او لا يزال موجودا.

وفي معلومات لم تتأكد من مصادر رسمية، ان شاهد عيان هو سائق تاكسي يعمل ليلا، روى انه شاهد شخصا تحت جنح الظلام في احد الانفاق يكتب عبارات طائفية لمصلحة جهة ثم يشطبها للايحاء ان "الفريق الآخر" هو الفاعل، وبدا واضحا انه يفعل الشيء نفسه معكوسا تحت جسر آخر... وسيكون من المفيد بالتأكيد لو ان الاجهزة الامنية تتمكن من تعقب "كتّاب" الشعارات التحريضية والقبض عليهم لمعرفة الجهة التي تقف وراءهم، ولا سيما ان "المشروع التحريضي الطائفي والمذهبي، هو تاريخيا اسرائيلي المنشأ، وتشهد على ذلك مذكرات مكتوبة وموثقة لمسؤولين اسرائيليين منذ اكثر من خمسين سنة.

والاعتداء على محطة "الجديد" يسلط الضوء مرة جديدة على الاعلام، ولا سيما المرئي منه لكونه الاكثر انتشارا، وكذلك على سائر وسائل الاعلام الفاعلة والمؤثرة والتي تشكل مصدرا اساسيا ورافدا للاعلام المرئي والالكتروني.

واذا كان اللبنانيون على كل المستويات يجمعون على التمسك بالحريات على اختلافها، وفي الاعلام خصوصا، فانهم في الوقت نفسه المتضررون من اي تداعيات  لكل عمل غير مسؤول سواء في الاعلام او في اي مجال عام آخر، وثمة واقع يفرض تساؤلات، برسم اصحاب المؤسسات الاعلامية المرئية وغيرها، ومعظمهم سياسيون واحزاب، وبالتأكيد برسم الجهات المعنية، رسمية ونقابية ومن التساؤلات:

اولا – هل على الاعلام ممارسة رقابة ذاتية وان بالحد الادنى، سواء على الصورة او على الكلمة التي تستبطن تحريضا؟ بالتأكيد نعم، فحماية الوطن والناس من تداعيات اي خطوة تحريضية، لا تتناقض قطعا مع الحرية، بل على العكس، تساهم في حمايتها.

ثانيا – هل يجب التمعن في اختيار "الضيف" في البرامج السياسية الصباحية والمسائية على اختلافها، وحتى في البرامج ذات الطابع الاجتماعي، ولا سيما عندما يفتح الهواء لساعات امام الكثيرين، من دون اي مبرر، اي من دون اي رابط بحدث ما او بملف ما، وهذا ما ينطبق على كثيرين ممن يستحضرون، فقط بهدف التصويب على هذه الجهة او تلك، وهذا ما يبدو جليا في معظم المحطات ذات اليمين وذات اليسار؟

ثالثا – هل يجب اعتماد رقابة ذاتية على الصور والافلام التي تبث من دون اي "مونتاج"، ولا سيما منها تلك العائدة الى جثث ودماء واعمال عنف، وقد تعرّض اللبنانيون لـ"فضائح" حقيقية بعد جرائم اغتيال وتفجير كثيرة؟

رابعا – هل تتناقض الرقابة الذاتية مع الحرية؟ قطعا لا. ولا احد يستطيع المزايدة على مؤسسات عالمية عريقة في الحرية، وفي دول تشكل رمزا ساطعا للحريات الديموقراطية والاعلامية والانسانية تعتمد دائما تلك الرقابة.

هل شاهد احد جثة واحدة من ثلاثة آلاف بعد تفجيرات نيويورك الارهابية او بعد تفجيرات لندن الارهابية قبل اعوام؟؟

 

المأزق الروسي في سوريا

عبد الكريم أبو النصر /النهار

  "تواجه القيادة الروسية مأزقاً في تعاملها مع الأزمة السورية يدفعها الى قبول التخلي عن الرئيس بشار الأسد في المحادثات المغلقة مع الزعماء الغربيين البارزين، وقت تصدر عنها مواقف وتصريحات علنية متناقضة تتعلق بمصير الرئيس السوري ومستقبل نظامه. لكن الأمر الجوهري هو ان موافقة القيادة الروسية غير المعلنة على رحيل الأسد ضمن اطار تسوية شاملة للأزمة هي التي سمحت ببدء المفاوضات الجدية بينها وبين المسؤولين الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين وبمواصلتها من أجل انجاز مشروع حل متكامل ينقذ سوريا من الحرب الداخلية المدمرة. ذلك ان الدول العربية والاقليمية والغربية البارزة والمؤثرة مصممة على رفض أي مشروع يسمح ببقاء الأسد ونظامه بتركيبته الحالية لأن رحيل الرئيس السوري والمرتبطين به ضروري لبدء المرحلة الانتقالية التي ستشهد تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تشرف على الانتقال السلمي، من طريق الحوار والانتخابات الحرة والشفافة، الى نظام ديموقراطي تعددي يحقق المطالب الحيوية المشروعة للسوريين". هذا ما أدلت به مصادر ديبلوماسية غربية في باريس وثيقة الاطلاع على الاتصالات والمحادثات الدولية - الاقليمية الجارية في شأن سوريا.

وأوضحت ان الموقف الروسي الحقيقي الذي اطلع عليه المسؤولون الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون يتلخص بالآتي: "تدرك القيادة الروسية ان الأسد لن يستطيع أن ينتصر وأن يبقى في الحكم، وتعلم انها ليست قادرة على انقاذه ومنع انزلاق سوريا الى حرب أهلية مدمرة لأنها تستطيع مساعدته عسكرياً لكنها عاجزة عن مساعدته سياسياً وعن ايجاد الحل السلمي المناسب للأزمة من غير أن تتعاون وتتفق مع الدول الغربية والاقليمية البارزة المعادية للرئيس السوري. فالحل ليس في أيدي القيادة الروسية التي لن تستطيع ضمان مصالحها في سوريا وتحقيق الاستقرار في هذا البلد وعقد أي اجتماع دولي لتسوية الأزمة واحراز تقدم سلمي من غير التفاهم مع أميركا أولاً ثم مع الدول الغربية والاقليمية البارزة المعنية مباشرة بالأمر، مما يتطلب منها أن تدفع ثمناً سياسياً وأن تقدم تنازلات لانجاز هذا التفاهم. ويؤيد الروس سراً رحيل الأسد لأنه خسر المعركة الداخلية والخارجية وأوصل سوريا الى حافة الحرب الأهلية وصار معزولاً اقليمياً ودولياً على أوسع نطاق، لكنهم يواصلون دعمه عسكرياً ويرفضون الى الآن المطالبة علناً باستقالته كما تريد واشنطن، ليس لأنهم يريدون حمايته وانقاذه بل لأنهم يريدون المساومة عليه وتعزيز موقعهم التفاوضي مع الغرب اذ يعلمون جيداً ان التمسك بالنظام السوري الى ما لا نهاية يضعفهم اقليمياً ودولياً وينعكس سلباً على دورهم ومصالحهم ويمنع انجاز أي اتفاق لحل الأزمة. ويدرك الروس أيضاً أنهم سيتحملون مسؤولية سقوط سوريا في الحرب الأهلية ذات الانعكاسات الخطيرة على الأمن والسلم الاقليميين اذا لم يتفقوا مع الغربيين على مشروع موحد لحل الأزمة يستند الى ركيزتين رئيسيتين هما: رحيل الأسد والمتورطين معه في الحرب واجراء تغيير جذري في تركيبة النظام يشمل تقاسم السلطة بين السوريين على أسس جديدة تضمن حقوق الغالبية والأقليات معاً وقيام دولة مدنية ديموقراطية تحقق المساواة بين مواطنيها".

وقال لنا مسؤول أوروبي مطلع: "ان موقف روسيا حرج وصعب وضعيف لأنها تملك ورقة الحرب في سوريا وليس ورقة السلام والاستقرار. ويدرك الرئيس فلاديمير بوتين هذا الواقع، لذلك بات يدعم علناً الانتقال السلمي للسلطة في سوريا الى نظام ديموقراطي تعددي مما يعني الموافقة على تغيير نظام الأسد". وأضاف: "روسيا اقترحت في المفاوضات السرية مع الغربيين أن يتولى السلطة موقتاً وبعد رحيل الأسد مجلس عسكري وتريد أن يتحقق التغيير في سوريا من طريق مفاوضات اقليمية - دولية يشارك فيها أطراف سوريون يتمتعون بصفة تمثيلية ومقبولون لدى الدول المعنية، على أساس أن تؤدي هذه المفاوضات الى وضع خطة مشتركة بالتعاون مع المبعوث الخاص المشترك الدولي - العربي كوفي أنان تحدد الخطوات والاجراءات الضرورية لوقف الحرب الداخلية واخراج البلد من مأزقه الخطير ومساعدة شعبه على اقامة النظام الذي يحقق تطلعاته وأهدافه المشروعة. وهذه الأمور كلها هي محور المفاوضات السرية الجارية بين روسيا والدول الغربية والاقليمية البارزة المعنية بالأزمة وهي تعكس تطوراً مهماً في الموقف الروسي يترافق مع تصريحات علنية متناقضة ستظل تصدر عن موسكو الى أن تتفق هذه الدول على الحل المنشود".

 

أمن الصدفة.. و"الصدقة"

يوسف دياب/المستقبل

يوماً بعد يوم، يتأكد اللبنانيون أن بلدهم يقترب من الدخول في نفق أمني مظلم، نفق بدأت تباشيره تلوح عبر الفلتان المنتشر في كل شارع وحي ومنطقة، وسط عجز الأجهزة الامنية والقوى المسلّحة الشرعية ليس فقط عن وضع حدٍّ للمخلّين بالأمن ومعاقبتهم، إنما عن رفع الصوت في وجههم، وحفظ ما تبقى من ماء وجه السلطة القيّمة على شؤون الناس.

ويوماً بعد يوم أيضاً، يتأكد اللبنانيون أن امنهم هو امن الصدفة، امن "يتصدق" به السياسيون عليم متى ارادوا، ويحرمونهم اياه بإرادتهم ايضاً، والمشكلة وسبل معالجتها في وادٍ، والدولة في وادٍ آخر، بإعتبار أن الدولة الممثلة بحكومة "كل من إيدو إلو" نأت بنفسها عمّا يجري من تسيّب أمني وتهديد لحياة المواطنين، لأن أصحاب القرار الحاسم فيها يستفيدون من هذا الواقع.

طبعاً ليس بوسع الأجهزة بأن تفعل أكثر مما تفعله الآن، ولعل عجزها عن ضبط الأمور على الأرض وعدم قدرتها حتى على فتح طريق رئيسية وحيوية مثل طريق المطار، هو خير دليل على أن الدولة فقدت هيبتها وسلطتها، وحتى قدرتها على حماية نفسها قبل حماية المواطنين، وهذا ما يشكّل الطامة الكبرى للناس المفجوعين الذين كانوا يجدون في الدولة ملاذهم الأخير، والذين سألوا بالأمس، "إذا كانت الدولة مرعوبة ممن يستبيحون الأرض ويستعرضون عضلاتهم وسلاحهم أمامها، فمن يحمينا من زعرنات هؤلاء؟".

ومعلوم لدى بسطاء الناس أن القوى السياسية المستقوية بسلاحها على باقي اللبنانيين، هي من "يستوطي حيط الدولة"، وليس أدل على ذلك من ردّ هؤلاء على كلام رئيس الجمهورية في جلسة مجلس الوزراء بحضور المراجع العسكرية والأمنية والقضائية، عندما أكد مراراً منع قطع طريق المطار تحت أي سبب، ليأتي الردّ عليه بعد دقائق بقطع طريق نفق سليم سلام ومستديرة شاتيلا، وهما الطريقان الرئيسيان اللذان يربطان العاصمة بالمطار، في تحدّ واضح وفاضح حتى لرئيس البلاد، الذي تلقى تعهداً من وزراء القوى التي تحمي قطاع الطرق بأن لا غطاء على أحد، واعتبارهم من يقوم بذلك مجرّد "زعران" يجب قمعهم. وإذا كان الأمن المفقود لا يعود بالتصريحات والتعهدات التي تقول بالعلن شيئاً وفي المضمون تقوم بشيء آخر، فإن من حق المواطن أن يسأل عن جدوى الخطة الأمنية التي بدأت أول من أمس وما حققته ويمكن أن تحققه أكثر مما هو معتاد، ومن حق الناس أن يعرفوا ما إذا كانت المشكلة الأمنية في لبنان هي في من يقود سيارته من دون أن يضع حزام الأمان، أو من يقود دراجته من دون خوذة، أو من لم يدفع رسوم الميكانيك أو بمن تخطى بسيارته السرعة المحددة، أو يسير في الطريق من دون أوراق ثبوتية رغم أنها إجراءات مطلوبة، في حين أن المعالجة المطلوبة عاجلاً يفترض أن تتخذ منحى مختلفاً بحيث تحسم أمرها في حلّ مشكلة السلاح غير الخاضع لأمرة الدولة والذي "يفرّخ" أسلحة في كل المناطق، وأن تضرب بيد من حديد كل مظاهر الإستعراض المسلّح والتصرفات التي باتت تشكل حالة رعب لدى الشعب، على شاكلة ما حصل أمس بين منطقتي سبيرز وزقاق البلاط عندما حضرت قوّة مدججة بالسلاح وأخرجت المسؤول في "سرايا المقاومة" عبدالعزيز قاسم، (قائد المجموعة التي أضرمت النار بمدخل تلفزيون "الجديد" وحاولت إحراقه بالكامل) من القنطاري بموكب سيارات جال به في الحمراء وأمام وزارة الداخلية، قبل أن يصل هذا الموكب بطريقة مخيفة الى زقاق البلاط، وبما أثاره من ذعر في نفوس المواطنين الذين شاهدوا المسلحين يخرجون برشاشات الـ(بي كا سي) من نوافذ سيارات الموكب التسع الرباعية الدفع، وبما يشبه التحدي السافر ليس للناس فقط إنما بالدرجة الأولى للدولة وكل مؤسساتها. هذه الحالة المقلقة تناولها مرجع أمني، حيث أوضح أن "الفلتان الأمني الحاصل مسؤولة عنه كل القوى السياسية التي تحمي الجماعات التي تفتعل الحوادث المتنقلة". وقال لـ"المستقبل": "إن الأوضاع الأمنية في لبنان غير مثالية، لكن هناك إرادة بعدم الإستسلام لهذا الواقع، وهو ما يدفعنا الى الإصرار أكثر فاكثر على المضي بالإجراءات الأمنية التي تطبق".

ورداً على سؤال عن جدوى الخطة الأمنية التي بدأت (أول من أمس) وواجهتها قوى الأمر الواقع بإشتباكات مسلحة وقطع طريق المطار وطرق بيروت، أجاب "نحن لم نكن متفائلين بأننا سننتقل الى حالة أمنية نموذجية ووضع ذهبي على الفور، المقصود إيصال رسالة بأن الأمور ليست متروكة لقطّاع الطرق، وأن نبدأ إنتقالاً تدريجياً نحو الأفضل مع أننا لا نسقط من حساباتنا إحتمال المفاجآت، والآن بعد أن أخذنا تغطية سياسية من مجلس الوزراء سيكون التحرك على الأرض أكثر فعالية". مؤكداً أن "ليس هناك قرار بتفجير الوضع في البلد لا داخلياً ولا خارجياً". وأوضح "كلما ربحنا 24 ساعة هادئة أو بفلتان أمني محدود هو ربح إضافي، خصوصاً وأننا نتأثر بوضع المنطقة غير الطبيعي".

أما الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد الياس حنا، فرأى أن "غياب الدولة المركزية هو السبب الرئيسي لما يحصل من فلتان أمني هنا وهناك". وأكد لـ"المستقبل" أن "القرار السياسي في مكان والقرار الأمني في مكان آخر وهما لا يسيران مع بعضهما البعض، خصوصاً أن هناك تناقضاً بالأهداف السياسية". ولفت الى "وجود خلاف جوهري على مفهوم الدولة وصيغتها وشكلها أكثر مما هو خلاف على الإستراتيجية الدفاعية، وهذا ما يجعل الأزمة طويلة جداً". ورداً على سؤال عمّا إذا كان إنتهاء الأزمة السورية سيؤثر على لبنان إيجاباً، قال: "بالتأكيد لكن الأزمة السورية طويلة، ولنفترض أن النظام السوري سقط الآن، فإننا نحتاج الى ما بين ثلاث وخمس سنوات كمرحلة إنتقالية حتى تستقر الأوضاع فيها ولبنان سيبقى معلقاً الى حين إستقرار سوريا بشكل شبه كامل".

 

مشروع قرار لتنفيذ خطة أنان تحت الفصل السابع

 ثريا شاهين/المستقبل

عدا عن العقوبات الأوربية التي تزداد على النظام السوري، هناك اتصالات ديبلوماسية غربية جارية حالياً في محاولة جديدة للتعامل مع الموضوع السوري، انطلاقاً من مجلس الأمن الدولي.

وتفيد مصادر ديبلوماسية غربية، أن الاتصالات والمشاورات تتركز بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من أجل التحضير لمشروع قرار جديد يهدف الى تنفيذ مهمة المراقبين الدوليين وفق خطة الموفد الدولي والعربي لحل الأزمة كوفي أنان تحت الفصل السابع.

ويأتي هذا التوجه في ضوء الاستماع أخيراً الى رئيس بعثة المراقبين الجنرال مود في مجلس الأمن، وإعلانه توقيف هذه المهمة، والتي باتت عملياً في حكم المجمدة أو المنتهية لا سيما وأنها تنتهي عملياً في 21 تموز المقبل، وأن على مجلس الأمن مسؤولية تحديد مصيرها عندما سيتم إبلاغه رسمياً من أنان في هذا التاريخ حول نتائجها خلال الأشهر الثلاثة من المهمة.

والمراقبون الآن، عملياً، انسحبوا من المناطق، وتوقفوا عن المراقبة، وهم لا يزالون موجودين في مواقع محددة ويتجمعون فيها، وفقاً للمصادر، لكنهم لا يقومون بأي تحرك. وكان من المفترض توقف العنف لدى انتشار المراقبين، لكنهم كانوا عرضة للرصاص والتفجيرات أكثر من مرة، وأن العنف يبلغ درجات عالية ويمنع عملهم، ما يطرح ضرورة تسليح المراقبين، أي تحويلهم الى قوة حفظ سلام، في حال جرى اتفاق وصدر قرار دولي لتحويل مهمتهم الى الفصل السابع لإجبار النظام على تنفيذها والتعاون في ذلك.

وسيحمل الشرح الذي سيقدمه أنان أمام مجلس الأمن اليوم الجمعة، حول خطته ومهمة المراقبين تفاصيل جديدة، ويأتي ذلك في إطار التقارير الدورية التي يقدمها كل 15 يوماً الى المجلس.

وتؤكد المصادر أنه كان هناك تعويل غربي على القمة الأميركية الروسية التي انعقدت الأسبوع الماضي على هامش أعمال قمة العشرين في مكسيكو، لإحداث تعديل أو تبدل في الموقف الروسي حيال الوضع السوري. لكن النتائج جاءت مخالفة للتوقعات، إذ أنه تبيّن من الأميركيين أن الموقف الروسي لم يتغيّر، وأن الرئيس فلاديمير بوتين لم يعطِ إجابات واضحة حول ما إذا كان سيحدث تغييراً في موقفه لاحقاً أو لا. وبالتالي، فإن أي طرح لمشروع قرار جديد على مجلس الأمن تتوقف نتائجه على الموقف الروسي. فهل تريد روسيا الاستمرار بخطة أنان كما هي حالياً، أم وفق خطة جديدة، أم تحويل تنفيذها الى الفصل السابع أم لا؟ الأمور ما زالت غير واضحة في هذا الشأن. وهل ستتحول مهمة المراقبين الى قوة حفظ السلام، وهي سيقبل الروس، ومَنْ مِنْ الدول سيشارك في مثل هذه المهمة في سوريا؟ إن الفكرة لم تتبلور بعد، وهل ستمرر روسيا مثل هكذا قرار؟ إذ أن الغرب يريد أن تتم متابعة خطة أنان في المجلس وأن تكون الركيزة الأساسية لأي تحرك دولي. وهذا التحرك يخدم أيضاً فكرة استمرار الضغط على موسكو لتغيير موقفها. وما يحيّر الأوروبيين، هو أن التحليل الروسي حول الوضع السوري مشابه للتحليل الفرنسي، غير أن الموقف الروسي لا يتغيّر. لكن لفرنسا اتصالات مستمرة مع روسيا حول الأزمة في سوريا، وحتى الآن لا بوادر تشير الى تغيير ما. ومؤتمر "الناتو" الأخير لم يطلب تدخلاً عسكرياً نتيجة إسقاط الطائرة العسكرية التركية من جانب سوريا. والأتراك لم يطلبوا بدورهم تدخلاً عسكرياً، لكن جاء المؤتمر للضغط في اتجاه أن ما حصل من سوريا هو خرق للقانون الدولي. وتعدّ فرنسا لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا في 6 تموز المقبل في باريس الذي سيدعم المعارضة ووحدتها ومساندتها في وجه النظام. على أن المصادر تتوقع استمرار "ستاتيكو" سوري لمدة غير محددة، إذ أن النظام يحافظ على مستوى معيّن من عدد الضحايا يومياً، وهذا ما يجعل المجتمع الدولي غير قادر من خلال ذلك على الضغط لإحداث رد فعل كبير، وفي الوقت نفسه، ليس هناك من وقف للعنف. مع الوقت قد يُحرج الغرب وروسيا، لكن حتى الآن لا يوجد ضغط كاف لتغيير الموقف. وهذا يتزامن مع محاولات حثيثة واجتماعات لتوحيد المعارضة وجمع كلمتها.

 

كتب النائب السابق مصطفى علوش في جريدة المستقبل يقول

العجيب" أن قال: "ورم خبيث مقدس"! "اختاري الحب أو اللاحب فجبن الا تختاري لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار" (نزار قباني)

هانا ارندت

"الحقيقة المحزنة هي ان معظم الشرور يرتكبها أناس لم يقرروا بعد سلوك طريق الخير أو طريق الشر!"

"إن كان الإجرام يعبّر عن الشر عند البشر، فلا شيء كالنفاق يعبّر عن العفن!".

المنافق

في البحث عن المعنى الاساسي لكلمة منافق نرى التوصيف التالي: إنه الإنسان الذي يدّعي العفّة وتبني النهج الانساني الحميد، أو يمارس التقى الديني ويتحدث عن الصراط المستقيم وغيرها من الفرضيات الايجابية، في حين أنه في الواقع لا يتمتع بأي منها خصوصاً عند الممارسة. يعني انه يظهر امام الناس بكل الصفات المحببة لهم، في حين ان حياته الخاصة وقناعاته وأقواله الحميمة تؤكد عكس ذلك.

جوليان بول اسانج:

بصراحة أنا أريد أن أعلن اعجابي وتأييدي للجهود التي يقوم بها في مسألة "سواد الوجه" الذي يمارسه، فالوقائع تؤكد انه لا يستهدف فئة دون أخرى، وليس بالضرورة انه جزء من مؤامرة عالمية على فئة دون اخرى، ولكنه حقيقة يمثل نوعا من متطرفي مبدأ "الشفافية في الحكم" في مواجهة منطق "اسرار الدولة"، يعني أنه اراد ان يقول إنه في ظل المنطق الديموقراطي والحريات لا يمكن الاستمرار في مبدأ النفاق على الناس وإيهام رجال السياسة لهم بأنهم يكذبون لمصلحة الوطن والأمة والشعب!".

لا أريد هنا الدخول في اسباب لجوء أسانج الى حملة "ويكيليكس"، فقد تكون له أسباب خاصة، أو ملتوية، وقد يكون ما اتهم به من جرائم اغتصاب صحيحاً فطرح الفضائح ليغطي "السماوات بالقباوات"، أو قد تكون التهمة اختُرعت لإسكاته، وقد يكون مجرد فوضوي أو منتفع أو ساع الى الشهرة أو جزء من مؤامرة أكبر من ذلك، ولكن النتيجة هي أنه وضع الناس امام حقائق لم يتجرأ أحد من المعنيين على إنكارها.

"العجيب"

من ضمن ما فضحته "ويكيليكس" كان حديثاً لرئيس الحكومة الحالي يقول فيه "ان حزب الله هو ورم خبيث أو حميد ويجب استئصاله والا يقضي على جسم الوطن!". بالطبع فقد يقول دولته "شو وقفت عليي؟!"، وقد يكون على حق، فقد نشرت أقوال أكثر إثارة على لسان الرئيس نبيه بري والوزير محمد خليفة بخصوص "حزب الله"، وهما، كدولته، من حلفاء الحزب المقدس.

ولكن المسار "العجيب" لدولته كان لافتاً منذ ظهر من عالم الغيب بالتزامن مع صعود نجم شريكه التجاري كوريث لعرش سوريا. وقد كان ذلك جزءاً من تفريخ مجموعة من الشخصيات لمنافسة رفيق الحريري، وكلها تبين لاحقاً هزالها بالمقارنة معه مما سرع في قرار اغتياله.

ما لنا وكل ذلك الاستطراد، ولكن الصفة المعروفة لدولته في مدينته طرابلس مشابهة لما قاله يوماً الشاعر محمود بيرم التونسي بلسان ام كلثوم "توعدني بسنين وايام وتجيني بحجج وكلام، وتسلم وتمر أوام أو تخلف وتقول نسيت!".

وسطية:

الواقع انه حتى اختراع "الوسطية" التي اتحفنا بها دولته ما هو الا وسيلة للتهرب من مسؤولية الموقف. ومن خلال هذا الطرح "العجيب" اراد دولته ان يقنعنا بأنه بين الخير والشر، والظلم والعدل، والمجرم والضحية، والفوضى والنظام... توجد دائماً منطقة وسطى، ولكن "العجيب" هو القفز بين موقوفين متناقضين بين قوله بأن "حزب الله" ورم خبيث ومن ثم يسمي سلاحه (وهو حزب السلاح) مقدساً، يعني ان الخبث اصبح مقدساً!

الحقيقة هي ان دولته يعبر بوضوح هنا عن مكنوناته الأخلاقية السياسية، وهو من حفظة منطق "ميكيافلي" في السياسة وهي ان الخبث يصبح مقدساً ان كان "الأمير" بحاجة اليه.

ولو راجعنا مسار دولته من قول الشيء وعكسه وفعل الشيء وعكسه وإطلاق الوعود ونكثها وتسطير العهود والانقلاب عليها لفهمنا بوضوح ما هي وسطيته، إنها تماماً ما تحدثت عنه هانا ارندت في حديثها عن أن أعظم الشرور هي التي يرتكبها اصحاب المواقف الملتبسة، اللافت ان هؤلاء قد يظهرون في غاية الجاذبية والاقناع لفترة من الزمن الى ان تأتي ساعة الحقيقة عندما تصبح "الحياة وقفة عز فقط" وعندها "تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه".

() عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل"

 

الفاتيكان: كاهن فرنسي نشر إشاعات مغرضة عن تعرض مسيحيي حمص للاضطهاد

المعارضة السورية تتهم النظام بفبركتها.. وتؤكد أن حمص مثال للتآخي الديني

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط

كشفت مصادر مطلعة في الفاتيكان أمس أن «كاهنا فرنسيا انتحل صفة أسقف، أعطى معلومات خاطئة لوكالة (فيديس) الإرسالية الكاثوليكية، تتضمن مزاعم بتعرض المسيحيين في حمص للاضطهاد». وأفادت المصادر بأن الكاهن الكاثوليكي الفرنسي فيليب تورنيول دو كلو - المرتبط باليمين - قدم نفسه على أنه ارشمندريت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، ووصف لوكالة الفاتيكان وضعا مأساويا يعيشه مسيحيو حمص. وتحدث عن «تدمير كنائس واحتلالها من طرف المعارضين المسلحين، وعن مقتل كاهن وفرار الكثير من المسيحيين نتيجة تهديدات إسلاميين».

وفي تعليقه على هذا التقرير، رأى نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن «حمص كانت وما زالت عنوانا للتآخي والتعايش الإسلامي المسيحي». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «ما ورد من معلومات على لسان هذا الكاهن هو بالتأكيد إحدى فبركات النظام السوري».

وقال الحمود «يجب ألا ننسى أننا في حرب استخباراتية وعسكرية وكل شيء فيها يبدو مباحا، وهذا ما عمد إليه نظام بشار الأسد»، مذكرا بأن «حي الحميدية في حمص، الذي هو خليط إسلامي مسيحي، احتضن الثورة السورية منذ 18 نيسان (أبريل) 2011، وقدم لها كل الدعم، كما أن هناك عناصر مسيحية تقاتل في الجيش السوري الحر»، مؤكدا أن «حمص لا تضطهد المسيحيين كما يروج النظام، إنما هي تمثل الوجه الحقيقي للتلاقي الإسلامي المسيحي، وهي ترفض أي فرقة بينهما».

بدوره، قال عضو قيادة «الإخوان المسلمين» في سوريا ملهم الدروبي «نحن نعتبر أن كل السوريين هم إخوة لنا لأي ديانة انتموا، وهم شركاء في الحقوق والواجبات، ومبادئنا عدم التفريق بين السوريين لا في الدين ولا في الطائفة ولا في العرق». وأكد الدروبي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن محاولات تهجير المسيحيين من حمص وسوريا، ما هو إلا مؤامرة دنيئة يقف وراءها بشار الأسد، ليقول للناس إن الأقليات مهددة في سوريا إذا رحلت عن السلطة وجاء الإسلاميون». وقال «ما أعلنه الفاتيكان عن مزاعم هذا الكاهن معناه أنه شهد شاهد من أهله، ونحن نشكر الفاتيكان على هذه الصراحة، وبالمناسبة نؤكد لها أن المسيحيين في سوريا هم أهلنا وإخواننا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا من دون زيادة أو تفريط».

 

إلى ذلك، أوضح قيادي بارز في المعارضة السورية أن «هذا التقرير يتوافق مع ما حذرت منه المعارضة السورية، خصوصا المجلس الوطني مرات عدة، من أن النظام يخطط ويعمل على إثارة فتنة طائفية في سوريا، وعلى ضرب مكونات الشعب السوري بعضها ببعض». وأكد القيادي المعارض لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام كان يخطط لتفجير سيارات مفخخة بدور العبادة وفي الكنائس لدفع المسيحيين إلى الهجرة من البلد، وقد أدى كشف هذه المعلومات إلى التراجع عن هذا المخطط، وما نشر في هذا التقرير خير دليل على أن هذا النظام هو من يقف وراء إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في سوريا لتبرير بقائه في السلطة».

وكانت مجلة «مسيحيو المتوسط» ومدونة «إل موندو دي أنيبال» المتخصصة في شؤون العالم العربي، اللتان نشرتا القصة، أكدتا أن «هذا الكاهن ليس أسقفا، لا بل إنه لم يكن في سوريا أصلا، وأن الفاتيكان نأى بنفسه عن هذه المعلومات الخاطئة أثناء اجتماع أعمال إغاثة الكنائس الشرقية، الذي انعقد الأسبوع الماضي في روما. وهذه المعلومات الخاطئة قد تكون مناورة من النظام السوري العلماني لدعم أقواله حول هجمات ينفذها إرهابيون يتلقون أسلحتهم من الإسلاميين ضد الشعب السوري، لا سيما الأقلية المسيحية التي ما زالت بأغلبيتها تؤيد النظام خوفا من المستقبل». وكتبت المدونة «ما زال ينبغي فهم كيف وقعت وكالة مثل (فيديس)، الناطقة باسم التجمع من أجل نشر الإنجيل بين الشعوب، في فخ كهذا؟».

وتأتي هذه المعلومات بعد أن حذّر السفير البابوي المونسنيور ماريو زيناري في 13 يونيو (حزيران) من «معلومات تنشر عبر وسائل الإعلام هدفها التخويف؛ من خلال نشر أنباء عن اضطهاد المسيحيين». وقال «حتى اليوم لن أقول إنهم تعرضوا لتمييز محدد أو أي اضطهاد، من المهم التيقظ ورؤية حقيقة الوقائع».

 

دولة الثورة المصرية أم دولة الإخوان المسلمين

رضوان السيد/الشرق الأوسط

لا يمكن النظر إلى وصول الإخوان للرئاسة بمصر باستخفافٍ أو تهويل. فلا شكَّ أنّ وصول إخواني للرئاسة في أكبر دولةٍ عربيةٍ يُعتبر أبرز ما حصل في الثورات العربية حتى الآن. وقد تبين من الاستفتاء على الإعلان الدستوري الأول، وانتخابات مجلسَي الشعب والشورى وإلى انتخابات الرئاسة أنّ الإخوان والإسلاميين الآخرين بمصر يتمتعون بشعبيةٍ تصل إلى حدود الثمانية ملايين ونيّف. لكنهم حصلوا في انتخابات الإعادة على أكثر من 12 مليون صوت.

وهذا أمرٌ يستحقّ التفكير والاعتبار، ولا يمكن فهمه إلاّ في سياق سوء تقدير وتصرُّف المجلس العسكري منذ إرغام الرئيس السابق مبارك على الاستقالة. فصحيحٌ أنّ المجلس العسكري اعتبر أنّ مطالب الشعب المصري انتهت عند هذا الحدّ، إنما ما هو غير صحيح أنه بخلاف الجيش التونسي، ما فكَّر بأنّ مهمته تقتصر على تسهيل إعادة تكوين المؤسسات الدستورية. ولذلك فقد أخطأ في الأمرين: اعتباره أنّ المطالب التغييرية تقتصر على إزالة مبارك، واعتباره أنه يستطيع البقاء في السلطة عبر عملية انتقالية متعرجة تُعيدُ ضابطا للرئاسة، وتُعطي الإخوان المسلمين وشبان الثورة البرلمان، تمثيلا في الحكومة. لكنّ شبان الثورة رفضوا ذلك منذ البداية ودعوا المجلس العسكري إلى تسليم السلطة فورا إمّا إلى رئيس منتخب، وإما إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا لحين انتخاب رئيس.

وقد جرت كما هو معروف أحداثُ عنفٍ بين شبان الثورة والجيش على مدى ثلاثة شهور، انتهت بأنْ قام تحالُفٌ وثيقٌ بين الجيش والإخوان على حساب الثورة وشبابها. بعد الاستفتاء الأول هذا، تعاون المجلس العسكري والإخوان على تنحية الفرقاء الآخرين: نحَّوا أولا أخطَر الخصوم، أي شبان الثورة، ثم استلحقوا الأفراد والمجموعات الحزبية الصغيرة إمّا في لوائح الإخوان بمجلس الشعب، أو في الهيئة الاستشارية التي شكَّلها المجلس العسكري فيما بعد. بعد انتخابات مجلس الشعب ما بقي في الساحة إذن غير الجيش وقُريش (كما كان د. حسن حنفي يقول قبل سنوات). إنما لسببٍ نجهلهُ ما التزم الجيش ولا الإخوان بالقسمة التي تمت بينهما. فاختلفوا بعد الانتخابات النيابية على اللجنة التأسيسية التي تكتب الدستور عندما أراد الإخوان وحلفاؤهم الإسلاميون الاستئثار بها. ثم اختلفوا على حكومة الجنزوري وهل تبقى لحين الانتخابات الرئاسية (كما أراد المجلس العسكري) أو تذهب ويحلّ إخواني في رئاسة الحكومة (كما أراد الإخوان المسلمون). واتجه الجيش فورا إلى القوى القديمة من أيام السادات ومبارك، وليس في جهاز الدولة ومؤسساتها فقط (مثل المحكمة الدستورية، ومجلس الدولة)؛ بل وفي الحزب الوطني المنحلّ، والعشائر في سيناء والصعيد، والصوفية هنا وهناك.

وبذلك فقد وضع نفسه في جلباب أبيه (حسب المسلسل المصري المعروف)، ودفع من حيث لم يقدِّرْ شبان الثورة والليبراليين والأقباط إمّا لاعتزال العملية كلّها، أو للاقتراب من الإخوان كراهيةً بعهد مبارك ورجالاته! وهكذا فقد حصل الافتراق بين الإخوان والجيش وقوى الثورة للآخر: حلّت المحكمة الدستورية اللجنة التأسيسية للدستور الغاصّة بالإسلاميين، وأصرَّ المجلس العسكري على بقاء الجنزوري، وردّ الإخوان بترشيح اثنين بدلا من واحد للرئاسة، ورشَّح المجلس العسكري اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق لرئاسة الجمهورية. وهذا الذهاب إلى الآخِر من جانب «الأعدقاء»، ما قسّم مصر إلى قسمين بشكلٍ عمودي.

لقد ظهرت، نعم، فرصةٌ غير كبيرة للفريق الثالث من شباب الثورة والأقباط والقوميين واليساريين، لكنهم ما استطاعوا استغلالها بسبب ضآلة الوعي بالتجربة الجديدة، وبسبب الانقسام العمودي السالف الذكر - وهكذا فقد رشَّحوا حمدين صباحي الذي فشل في إقناع زملائه بالانسحاب لصالحه، فما كانت النتيجة في الدورة الأولى غير المزيد من الإضرار بمرشَحَي الوسط: أبو الفتوح وعمرو موسى، إذ انقسمت أصوات الفريق الثالث المتشرذم بينهما وبين حمدين صباحي.

إن تصرفات المجلس العسكري عبر شهورٍ متطاولة، والتي تدرجت بين التحالف والتقاسم مع الإخوان، وإلى القرار بمغادرة الثورة كلّها إلى بقايا النظام السابق عندما اختلف مع الإخوان، هي التي برمجت لمجيء الدكتور محمد مرسي الإخواني إلى الرئاسة، إذ أضافت إلى أصواته في الدورة الثانية أربعة ملايين صوت من الثوريين والمستقلين الكارهين لعهد الرئيس مبارك وشخصياته وممارساته. وفي أُسبوع الغموض الذي انقضى قبل إعلان النتائج، ما فكّر المجلس العسكري في الواقع إلاّ في المأزق الذي أَوقع فيه نفسه والدولة المصرية، نتيجة حرصه على البقاء في السلطة أطول مدةٍ ممكنة، ولو بالشراكة مع الإخوان المسلمين، إنما بالتأكيد ليس مع قوى الثورة والتغيير! وهكذا قرر العسكريون الموافقة على إعلان فوز الإخواني محمد مرسي، والاحتفاظ بمسائل التشريع، وكتابة الدستور، والمساومات الأُخرى على الصلاحيات والامتيازات، والتي رجوا ويرجون أن يكونَ الإخوان بسبب حسِّهم العملي والبراغماتي أكثر شعورا بها ومُراعاةً لها، بسبب تجاربهم المريرة مع الجيش منذ عام 1954!

لقد أردت من وراء هذا الاستعراض للتجربة الثورية المصرية الفهم والإفهام، وإن لم تَعُدْ لذلك فائدةٌ تذكر. فليس للجيوش في السلطة مستقبلٌ أو أنّ حقبتهم انقضت، وقد أدرك ذلك رجالاتُ أقوى جيشٍ في المنطقة وهو الجيش التركي. وأدرك ذلك قبلهم الجيشان الباكستاني والإندونيسي. إنما وحدهم العسكريون العرب استعصوا ويستعصون على الفهم والإدراك. فقبل نحو عام، قال المشير طنطاوي لأحد رجال الأعمال العرب الكبار: «تبدو الأمور أصعب مما اعتقدنا. لقد أردنا أن يذهب مبارك لأنّ بقاءه ما عاد ممكنا، وأن يأتي بدلا منه عمر سليمان فتنتهي المشاكل، ويكون الجميع راضين. لكنّ الشبان هؤلاء خرَّبوا علينا وعلى أنفسهم الفرصة الأولى، وها هم الإخوان يريدون تخريب الفرصة الثانية»! ما أدرك انقضاء الأزمنة والعهود العسكرية القذافي ولا بن علي ولا مبارك ولا بشار الأسد، ولا عمر البشير.

على أنّ جماعات الإسلام السياسي، ليست هي الزمن الجديد، ليس لأنها ما كانت هي التي قامت بالثورات وفرضت شعاراتها في الحرية والكرامة وتداول السلطة وإزالة الفساد وحسْب؛ بل ولأنّ تنظيمات الإسلام السياسي هذه تظلم الدولة والدين معا. فهي جماعاتٌ قامت وتقوم على خصوصيات الهوية، وأنّ الإسلام مستهدَف، وأنهم يريدون تطبيق الشريعة حيث أهملها الآخَرون. ونحن لا نشكو من قِلّة الدين في مجتمعاتنا، ولا من قِلّة تطبيق أحكامه؛ بل نشكو من سوء إدارة الشأن العام، وهذان أمران مختلفان تماما. وإذا كنا - على هذه القاعدة - لا ندعم أحمد شفيق، فليس بسبب قلة دينه، بل لأنه كان داخلا في إفساد إدارة الشأن العام؛ فلماذا ندعم د. محمد مرسي (رغم ثقتنا بدينه وأخلاقه)، ولا ندعم على سبيل المثال البرادعي أو الجنزوري أو الببلاوي للرئاسة بمصر أو لرئاسة الحكومة، لأننا نعرف تجربتهم ونزاهتهم وكفاءتهم، ولا نعرفُ شيئا عن قدرات مرسي السياسية والاقتصادية والإدارية؟!

هذا لجهة الدولة والمهمات والكفاءات المطلوبة. أمّا لجهة الدين؛ فإنّ ديننا يحتاج إلى الصَون في زمن الثورات لكي لا نفقد أساس التماسك والسلام الاجتماعي. ينبغي أن يبقى الدين يتبادل الاحتضان مع مجتمعاتنا، ولا يدخل في الصراع على السلطة، والتغلغل في بطن الدولة! وعندنا تجربتان في المنطقة للدولة الدينية أو شبه الدينية (لكي لا نستشهد بالسودان!) هما: إسرائيل وإيران. وهما نموذجان لا يستحقان التقليد بالإجماع. أما التجربة التركية فقد قال الإخوان المصريون إنهم لا يحبذونها.

نحن لا نشكُّ في قدرة الإخوان على التلاؤم والبراغماتية. لكنّ الأمر – كما سبق القول - غير هذا وذاك. وقد كنا نرجو بعد الثورات أن نصل إلى أنظمةٍ ديمقراطيةٍ عادية، إنما يبدو أننا مضطرون لخوض مرحلةٍ انتقاليةٍ مع جماعات الإسلام السياسي. ولنقرأ معا هذه الآية في سورة الأعراف (129): «قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قال عسى ربكم أن يُهلك عدوَّكم ويستخلفكم في الأرض، فينظُرَ كيف تعملون».

 

الرئيس مرسي: فرصة لا ينبغي إهدارها

أمير طاهري/الشرق الأوسط

بعد ثوان معدودة من إعلان فوز محمد مرسي بأول انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في تاريخ مصر، هاتفني أحد الأصدقاء المصريين قائلا: «ألم أقل لك: إما نحن أو هم؟». وبنبرة تملأها السخرية، مضى صديقي قدما في تكرار المزاعم التي ظلت النخبة الحاكمة في مصر ترددها على مدار 6 عقود بأن البديل الوحيد لحكم العسكر سوف يكون ديكتاتورية تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين، حيث زعم الحكام المستبدون المتعاقبون في مصر بأنهم يوفرون الاستقرار لبلدهم والمنطقة بأسرها. لم أؤمن قط بمثل هذا التحليل، حيث إن هؤلاء الحكام الطغاة لم يوفروا لبلدهم سوى الجمود. لطالما كنت أؤمن بأنه إذا سنحت الفرصة، فإن مصر لديها القدرة على تبني خيارات مختلفة بعيدة عن حكم العسكر أو هيمنة جماعة الإخوان المسلمين.

وحتى في الوقت الراهن، فحقيقة أن مرسي سوف يؤدي اليمين الدستورية في القريب العاجل كأول رئيس منتخب في تاريخ مصر ينبغي اعتباره خبرا سارا.

تمتلك النخبة العسكرية الحاكمة وشركاؤها من رجال الأعمال تاريخا ممتدا لستة عقود لا يمكن وصفه إلا بالسلبي، حيث إن أقل ما يقال هو أن أداءهم الضعيف كان أهم ما يميز فترة حكمهم لمصر، ومن الناحية الأخرى، لا تمتلك جماعة الإخوان المسلمين أي سجل في حكم مصر، لذا سوف يكون من الظلم إدانتها على أساس النوايا المفترضة. ربما يبدأ الإخوان المسلمون في القيام بتصرفات سيئة بمجرد تسلمهم الحكومة في مصر، ومع ذلك، فمن الإنصاف أن نتذكر أنهم لم يقوموا بمثل هذه الخطوة بعد.

يمتلك محمد مرسي الكثير من نقاط القوة في بداية فترته الرئاسية، أولاها هي الشرعية الديمقراطية، حيث كانت الانتخابات الرئاسية التي فاز بها حرة ونزيهة بوجه عام وتقبل نتيجتها كافة الأطراف المعنية. سمحت الانتخابات الرئاسية، التي جاءت في جولتين، بطرح الكثير من وجهات النظر أمام العامة، ولكن مرسي تمكن من الفوز بها نظرا لقدرته على طرح وجهة نظر أكثر شمولا من وجهة النظر التي طرحها منافسه في جولة الإعادة الفريق أحمد شفيق.

تتمثل ثاني نقاط القوة عند محمد مرسي في أن رئاسته تأتي في سياق حركة تاريخية أوسع تعيد تشكيل السياسات العربية في مختلف أنحاء المنطقة، وبعبارة أخرى، لا يعتبر فوز مرسي خدعة عجيبة من خدع التاريخ. وأخيرا، قد لا يزال لمرسي نقطة قوة أخرى، ألا وهي مزاجه المعتدل وميله إلى البراغماتية، فإذا حكمنا عليه من خلال التصريحات التي أدلى بها على مدار السنين، فيبدو أنه تعلم الكثير من التجربة التركية، حيث قام جيل جديد من الإسلاميين بزعامة رجب طبيب أردوغان بتطوير مفهوم جديد للتعايش بين المجتمع المتدين والدولة العلمانية.

وفي المقابل، فحتما هناك بعض نقاط الضعف في مرسي، أولاها فارق الأصوات الضئيل الذي مكنه من الفوز في الانتخابات الرئاسية، حيث إنه قد تمكن من حصد 25% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات التي بلغت نسبة الإقبال فيها 42%، أو بعبارة أخرى حصد 11% فقط من العدد الإجمالي من الناخبين، ولكن مرسي قد تمكن من حصد أكثر من 51% من أصوات الناخبين في جولة الإعادة التي وصلت فيها نسبة الإقبال إلى 51%، مما يعني أنه حصل على ربع أصوات الأشخاص الذين يحق لهم التصويت فقط.

لا يقوض الهامش الضئيل من الأصوات الذي فاز به مرسي شرعيته في الحكم، ولكنه، من الناحية السياسية، يفرض بعض القيود على خياراته.

تتمثل ثاني نقاط الضعف عند مرسي في حالة الارتباك التي فرضها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، السلطة المؤقتة في البلاد، على منصب رئيس الجمهورية. كان الوضع سيكون أفضل بكثير في مصر لو تمكنت البلاد من كتابة دستور جديد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية. أما الآن، فقد يؤدي وضع دستور جديد في البلاد وإجراء انتخابات برلمانية جديدة في غضون السنة المقبلة تقريبا - كما وعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة - إلى إنتاج رؤية مختلفة لوظيفة الرئيس في مصر. وبعبارة أخرى، ففي غضون عام تقريبا، ربما يتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة في مصر وفقا للدستور الجديد.

يرغب الكثيرون في مصر في استبدال النظام الجمهوري بنظام آخر يقوم فيه رئيس الوزراء بممارسة مهام السلطة التنفيذية، ويكون مسؤولا أمام البرلمان الوطني، حيث يتمثل السبب الرئيسي وراء هذه الرغبة في حقيقة أن النظام الجمهوري تتزايد فيه ظهور الإغراءات الديكتاتورية.

ربما تكون نقطة الضعف الأبرز في الرئيس مرسي هي علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، لا أتفق مع الأشخاص الذين سخروا من مرسي لأنه كان «احتياطيا»، حيث يمتلئ التاريخ بالأمثلة التي تبرز نجاح «الاختيارات الثانية» كزعماء أقوياء.

هل كان أحد يتصور يوما أن يصبح كلوديوس العجوز العاجز إمبراطورا لروما ويتفوق على الكثيرين من أسلافه؟ من كان يتصور أن هاري ترومان «الذي كان يعمل بقالا في ولاية ميسوري» سوف يصبح من بين أقوى الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية؟ وماذا عن جورج بومبيدو، الذي كان يوصف بـ«المدرس القادم من أوفيرني»، الذي خلف الجنرال شارل ديغول في رئاسة فرنسا وأصبح أكثر رؤساء الجمهورية الفرنسية الخامسة نجاحا؟

يصف بعض أصدقائي المصريين محمد مرسي بأنه «رجل خيرت الشاطر»، ولكن في السياسة، ليس هناك أحد رجل لأحد، حيث يعتبر «عض اليد التي تمتد لك» أمرا روتيني الحدوث. لذلك، لا أعتقد أن مرسي سوف يكون على اتصال تليفوني دائم بخيرت الشاطر طالبا منه الحصول على التعليمات.

ورغم ذلك، ربما يواجه محمد مرسي أوقاتا صعبة في الرئاسة، حيث إنه محاصر بين مطرقة المجلس العسكري وسندان الإخوان المسلمين، فضلا عن افتقاره لقاعدة تنظيمية خاصة به.

وبطبيعة الحال، إذا أتيح له الوقت لإحكام سيطرته على أجهزة الدولة، فلن يكون بحاجة إلى المجلس العسكري ولا جماعة الإخوان المسلمين، ولكن هل سيتاح له الوقت الكافي للقيام بذلك؟

من مصلحة الجميع أن تنجح الفترة الانتقالية برئاسة محمد مرسي، ومن مصلحة الجميع أيضا أن يعم الاستقرار أرض مصر، بحيث لا تصبح الدولة والناس في حرب ضد بعضهم البعض. يعد انتخاب مرسي بمثابة الفرصة التي لا ينبغي إهدارها.

 

سوق وclient وثورة

محمد سلام/الوكالة الإتحادية للإنباء

إذا كان تلفزيون "الجديد" بكل ما له من أفضال على المسماة "مقاومة" وزعيمها حسن نصر الله قد كوفئ باعتداء وإحراق، أو بداية إحراق، وإذا كان "الجديد" الذي غامر بحياة كل موظفيه، وليس الإعلاميين فقط،  وجيرانه ومحيطه الجغرافي في حرب تموز العام 2006 وسمح "للمنار" بالبث عبر هوائه قد كوفئ باعتداء وتهديد وحماية المعتدين عليه، وإذا كان "الجديد" الذي عادى كل الناس "كرمى لعيون السيد" يكافأ بالضغط عليه لإسقاط حَقِّهِ في الإدعاء على أحد الموقوفين من الذين اعتدوا عليه، فأي "غبي" ما زال يعتقد أنه قادر على إنجاز"تسوية" أو "اتفاق" أو "خطة"، مرحلية – تكتيكية - استراتيجية، مناصفة – مثالثة – مرابعة - مخامسة أو أي صفة أخرى ... مع حزب السلاح؟ أي غبي ما زال يعتقد، أو يصدّق، أن هذا الحزب المسلح يملك عقيدة لا تتجاوز المصلحة؟ وأي غبي لم يفهم بعد أن مصلحة هذا الحزب المسلّح تُختَصَر بهدفٍ واحدٍ هو:السيطرة على كل الناس؟ المسألة، بتظهيراتها الأخيرة، تتجاوز جريمة الاعتداء على مؤسسة إعلامية، مع تأكيدنا على خطورة هذه الجريمة وإدانتنا لها باعتبارها مدخلاً للاعتداء على كامل رزمة الحريات. المسألة، بواقعيّتها، التي يرفض الأغبياء رؤيتها هي افتضاح "مبدأ" التعامل الذي يعتنقه الحزب، وسقوط القناع عنه ليتبين أنه مبدأ اللامبدأ، فقط مبدأ المصلحة المبني على قاعدة "استخدام الآخر،" أي آخر، حتى صاحب الأفضال كتلفزيون "الجديد." فضيحة الاعتداء على "الجديد"، معطوفة على الفضيحة الأكبر بانكشاف تغطية المُعتدين، وانسحاب الفضيحتين على "أم الفضائح" الملخّصة بأن هذا الحزب المسلح لا صديق له ولا حليف، أولدت فعلاً وظهّرت نَقيضُهُ. الفعل هو "ثورة" الشيخ أحمد الأسير التي ولِدَت من صَلَف واستبداد حزب السلاح وخُنوع خصومه وخضوع الدولةِ له.

أما النقيض الذي بدأ يطفو على السطح بعد انطلاق ثورة الأسير من ساحة الاعتصام بصيدا (والذي كان متوقعاً لمن يقرأ ما تحت السطح) فهو تذمّر شريحة دكنجية (أو تجّار) المدن من تأثير الثورة على السوق.  رفض السوق للثورات هو قاعدة تاريخية قديمة، قدم السوق وقدم الثورات، بل قديمة قدم السوق وقدم الأديان، باعتبار أن الأديان السماوية هي في جوهرها ثورات على الباطل.

=في السوق والأديان:

السيد المسيح عيسى بم مريم عليه السلام احتضنته الأرياف واضطُهِدَ في السوق، أي في المدينة.

ولد في بيت لحم، بشّر في قرى الجليل وصُلِبَ، أو شُبِهَ لهم صلبه، في القدس، مدينة السوق.

النبي محمد (صلعم) اضطهده تجار مكة. رفضوه لأن دعوته، برأيهم، تسيء إلى حركة القبائل العربية إلى سوقهم. رفضوه لأنهم اعتقدوا أن القبائل "تحج" إلى أصنامهم في مكة حيث تتم التبادلات التجارية. الأصنام بذاتها لم تكن مهمة لتجار مكة إلا بقدر ما كانت تخدم زبائن السوق.

هاجر الرسول (صلعم) إلى الريف، إلى يثرب، (المدينة المنورة) إلى مدينة المزارعين، حيث أُنزِلَت آيات تنظيم التجارة وتحريم الاحتكار ... ألخ.

وعاد الرسول (صلعم) إلى مكة على رأس "حملة" فوالاه تجار مكة يوم دخلها، ليس لأنهم آمنوا فقط، بل لأنهم اقتنعوا بأن محمداً صار حاكماً وشعبه انتشر، ما يؤمن "زبائن للسوق."

المدن-الأسواق توالي الحاكم . هذه قاعدة علميّة ثابتة. والأسواق توالي المصلحة قبل العقيدة.

مثال من واقعنا اللبناني، وهو مثال غير حصري، بل نعطيه نموذجاً ومثله كثير:

مدينة النبطية الجنوبية تحرص على "قيمتين": قيمة استِضافتِها "فلّةّ" عاشوراء في اليوم العاشر من شهر محرّم، وقيمة "سوق الإثنين". وهو سوقها الأسبوعي.

النبطية هي سوق. لذلك عندما تصادف الفلّة يوم إثنين لأن الشهر الهجري متحرك، يقع التضارب بحيث تصبح المدينة أمام خيار "خسارة" سوق. فالفلّة بالنسبة للنبطية، إضافة إلى كونها مناسبة دينية لدى المؤمنين بها، هي "سوق" ويوم الإثنين هو أيضاً ... سوق.

لذلك يقال في الجنوب، والعهدة على الراوي، أن تقويم محرّم المُعتَمَد يأخذ في الاعتبار ألا يصادف العاشر منه ... يوم إثنين، حفاظاً على ... السوقَين.

مثال آخر، من بيئتنا المحيطة:

الثورة السورية انطلقت من الأرياف، من مساجد الأرياف. بقيت الأسواق (دمشق-حلب) خارج الثورة لأن التجار والدكنجية يرون فيها ضرباً لتدفق الزبائن إلى السوق. وفي النهاية ستوالي الأسواق "الحاكم" الذي يملك حشداً من "الزبونات" بغض النظر عن عقيدته.

=في السوق والإلحاد:

من خارج التاريخ الديني الذي يستفز "المثقفين" الملحدين، نستعرض تاريخين شيوعيين ملحدين، أحدهما سقط (السوفياتي) والثاني ما زال موجوداً ويحقق ازدهاراً (الصيني).

الدولة الشيوعية السوفياتية هي دولة مُدن، قتلت أكثر من 30 مليون فلاح كي تحولهم إلى عمال مصانع، يخدمون أسواق تملكها شريحة "اللجنة المركزية للحزب الشيوعي" لذلك عندما انهارت ورثها تحالف المافيا الروسية مع ضباط جهاز الاستخبارات (كي جي بي) وجميعهم أبناء الشيوعية – المدنية - السوقية.

في المقابل، نمت الشيوعية الصينية التي أسس لها ماو تسي تونغ في الأرياف. واستمرت، وما زالت تحقق ازدهاراً لأن قاعدتها هي الريف وليست المدن - السوق.

ولد ماو من أب فلاح في مقاطعة هيوفن الزراعية واعتمد في شيوعيته على الفلاحين الذين أنتج منهم ثورته الثقافية فوالته ... المدن - الأسواق.

لذلك، من غير المستغرب إطلاقاً أن تكون الأسواق غير مرحبة بثورة الأسير، خصوصاً وأن صرخته في مواجهة حزب السلاح هي التي نقلت الحراك الاعتراضي اللبناني من فولكلور "التضامن" مع الثورة السورية ضد الأسد إلى واقع ثورة الشعب اللبناني.

رفض أهل السوق لثورة الأسير متوقع جداً، ولا يجب أن يفاجئ أحداً.

فهو، أي الرفض، كالسوق تماماً يعمل بقاعدة العرض والطلب.

فعندما يتعالى هتاف "الشعب يريد إسقاط السلاح" وعندما يتضح لبورصة السوق أن هذا الشعار صار يجمع عددا مقبولاً من "الزبائن" سيوالي السوق الحاكم الذي عنده زبائن.

هذا هو اقتصاد السوق. حتى الشخصية السياسية في "السوق" إسمها client .

 

 سلاح يبحث عن وظيفة/منافسو ايران وحزب الله استحوذوا على "عدة الشغل" من فلسطين الى الدين

علي الأمين/البلد

ثمة نظام مصالح اقليمي يتفكك وآخر يتشكل. هذا جوهر التحدي الذي يواجهه حزب الله اليوم باعتباره امتداداً لهذا النظام الآخذ في التفكك في حلقاته السورية والفلسطينية وغيرها، من دون ان تتضح بعد مآلات هذا التحول. فالأزمة السورية فاجأت العديد من المراقبين لجهة العلاقة العضوية التي تربط ايران وبالتالي حزب الله بالنظام السوري. فحجم التطورات السورية لم يدفع لا ال"حزب" أومؤسسته الام الى محاولة فتح باب خيارات بديلة في العلاقة مع سورية.

وها هي الايديولوجيا الاسلامية تتراجع لديه كهوية سياسية وفكرية شكلت مدخلا له على مختلف الحركات الاسلامية في العالم العربي والاسلامي منذ تأسيسه. فبعد وصول هذه التيارات الى السلطة كما هي الحال في مصر وتونس، بدا قلقا، رغم برقيات التهنئة بالفوز التي طارت من حارة حريك الى هذه التيارات. فوز الاسلاميين العرب، وتحديدا حركة الاخوان المسلمين، يعيد تركيب نظام مصالح جديد على هذا المستوى بدأ يتعامل بندية مع نظام مصالح مقابل مثلته ايران منذ انتصار ثورتها في العام 1979.

وظيفة جديدة للسلاح: حماية الاقليات في بلاد الشام واستقطاب مسيحيين جدد

فالحركة الاسلامية الام في مصر بعد الثورة، استعادت قدرتها على جذب ابنائها وفي مقدمهم حركة حماس التي عادت الى رحمها، تاركة بلطف حضنا اضطراريا مثلته ايران وسورية نحو 15 عامًا على الاقل، وهكذا دواليك. ثمة دينامية اطلقها الربيع العربي في هذا الاتجاه الذي سيفرض، ولو من دون قصد بل بحكم الواقع ونظام المصالح الوطنية والعربية، مزيدا من تراجع ايراني في قدرته على التحكم او التأثير في الحركات الاسلامية ذات الجذر الاسلامي السني. وبالتالي فإن تحكم ايران في ادارة ملف المقاومة الاسلامية في فلسطين بات من الماضي. الا اذا كان هذا الحضور قابلاً لأن يدرج نفوذه وقدراته في سياق سياسي جديد يعترف بزعامة اسلامية جديدة في العالم العربي عنوانها عربي سني وليس شيعيا او ايرانيا.

في لبنان يتحسس حزب الله هذه التداعيات لأن الاتين الى السلطة لا يمكنه الانتقاص من تاريخهم ومواقفهم حيال القضية الفلسطينية، او الاستخفاف بتراثهم الاسلامي وحتى السياسي كما الحال مع الانطمة العربية المتهاوية. "عدة الشغل" واحدة لا بل لحى الاسلاميين الجدد اطول وكذلك الزّي، والشعارات وحبهم لفلسطين كل ذلك موجود واكثر من حزب الله.

ومع التزام حزب الله دعم النظام السوري، وفي موازاة حال الارتياب لديه مما يحمله الربيع العربي، تفرض عليه البحث في الخيارات، خصوصا ان هذا الارتياب يزيد من اقتناعه ان دينامية الربيع العربي في لبنان تمظهرت بسنية سياسية صاعدة ساهمت في هزّ ركائز نظرية او منظومة الاكتفاء الذاتي التي اعتمدها منذ تأسيسه الى اليوم. فلم يعد الدعم الايراني المادي والعسكري، "الوحيد" لحزب الله، يستطيع بمفرده حماية هذه المنظومة ، ولم يعد قادرا على ان يوفر حماية نظام مصالح متغلغل ومتحكم في مفاصل مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية بالنسبة اليه. كما لم تعد المقاومة وحدها قادرة على ضمان تأمين الغطاء لهذا النفوذ. الخوف الشيعي وحده ايضا لا يكفي لحماية السلاح وتبريره في وجه التحولات الجارية، واذا كانت فكرة الدولة بدأت تلوح في افق تفكير حزب الله كحصن، فهي بدأت تكتسب حضورا مختلفا في النبرة لديه، في لقاءات يجريها بعيدا من الاضواء مع نخب لبنانية ومسيحية دينية وفكرية بشكل خاص، تترافق مع حديث عن تهديد متنام للاقليات مع التحولات المحيطة بلبنان مع استحضار تجربة مسيحيي العراق. وهذه اللقاءات ينقل احد المشاركين فيها انها تنضح وللمرة الاولى بلغة جديدة من حزب الله لغة تحتمل النقاش وليست مقدسة.

لكن ما يمكن التوقف عنده، في ظل ادراك الجميع حيوية السلاح لدى حزب الله، ان ثمة محاولة لايجاد وظيفة جديدة لهذا السلاح، تحد من تنامي الداعين الى نزعه او الى مشاركة الدولة فيه، وهي وظيفة ثمة من يراهن على ان مبرراتها ستترسخ في الآتي من الايام: وظيفة حماية الاقليات في بلاد الشام، ومنها لبنان. وظيفة تفترض احداث اختراقات سياسية اضافية في البنية السياسية المسيحية تطال مواقع سياسية جديدة باعتبار ان هذه الوظيفة يعجز العماد ميشال عون وحده ان يسوقها مسيحيا.

حزب الله في طور الانتقال الى التفكير بعقلية الاضعف، لكنه ما زال يتصرف بعقلية الاقوى!

كاتب لبناني

 

المخطوفون اللبنانيون: قضية كادت تحل أسرع من المتوقع فتعقّدت أكثر من المتوقع!

لا نصرالله اعتذر، ولا الخاطفون تراجعوا عن مطالبهم، ولا الوسطاء استمروا في وساطاتهم، ولا الحماسة لإدانة الخطف بقيت على الوتيرة نفسها.

ميدل ايست أونلاين/بقلم: فادي شامية

عندما هرعت الدولة اللبنانية كلها –تقريباً- إلى مطار رفيق الحريري الدولي لأجل استقبال المخطوفين اللبنانيين في سوريا؛ ظن الجميع أن هذه القضية قد حلت أسرع من توقعات المتشائمين. لكن لم تمض ساعات حتى أدرك اللبنانيون أن المسألة أعقد مما توقعوا، وأن الإفراج عن المخطوفين يحتاج -بالحد الأدنى- إلى مزيد من الوقت.

بدأت قضية المخطوفين في 22/5/2012 عندما أوقف مسلحون سوريون حافلة تقلُّ لبنانيين عائدين من إيران، ينتمون إلى حملتي حج هما: حملة الصدر وحملة بدر الكبرى. أطلق المسلحون النساء وأبقوا على الرجال (إثني عشر رجلاً، فرّ أحدهم متنكراً بزي النساء أو أُطلق باعتبار حالته الصحية، وفق اختلاف الروايات)، ثم نقلوهم إلى منطقة أكثر أمناً في أعزاز بريف حلب، فيما سمحوا للنساء الانتقال إلى مدينة حلب ومنها إلى لبنان. في البداية؛ بدا الحل سهلاً، فالخاطفون بقيادة عمار داديخي ليسوا إلا مسلحين كانوا يعملون في التهريب، وهم يعملون في خدمة الثوار حالياً، دون أن يكونوا تابعين لـ "الجيش السوري الحر"، وتالياً فإنهم طلبوا فدية مالية "معقولة"، تطوّع أكثر من طرف لدفعها.

وافق الخاطفون على الصفقة واستعد الجميع لعودة اللبنانيين، وتحضّرت طائرة الرئيس سعد الحريري الخاصة للتوجة إلى تركيا، لأجل استلام المخطوفين، وخرج السيد حسن نصرالله ليؤكد النهاية السعيدة (25/5/2012). في هذه الأثناء تدخّلت قوى ثورية أخرى، من أبرزها "مجلس الإدارة المدنية". أكد هؤلاء وجود عناصر "رفيعة المستوى" من "حزب الله" ضمن المختطفين، الأمر الذي لم يكن واضحاً تفصيلاً في البداية، إن لجهة الأسماء، أو المواقع التي يشغلونها...

عطّل هذا التطور تسليم المخطوفين في اللحظة الأخيرة، وتزامن ذلك مع رغبة مجموعات مسلحة أخرى بـ "استضافة" المختطفين، "حفاظاً على أمنهم"، وذلك بعد قصف الجيش السوري منطقة أعزاز. هكذا خرجت المجموعة الأولى من القضية، وحلّت مكانها مجموعة متشددة بقيادة شخص ملقب بأبي عبدالرحمن، وقد نقلت المخطوفين إلى منطقة أخرى في ريف إدلب.

وما زاد الطين بلة؛ وقوع مجزرة الحولة الرهيبة، وخطاب السيد حسن نصرالله الذي شكر فيه "القيادة السورية والرئيس السوري بشار الأسد"، على الإسهام في حل قضية المخطوفين (على أساس أنهم انتقلوا إلى تركيا، تمهيداً لعودتهم إلى لبنان، على ما ظن نصرالله وأركان الدولة اللبنانية واللبنانيين خطأً حينها).

بتاريخ 9/6/2012 بثت قناة "الجزيرة" الفضائية شريطاً يظهر فيه المختطفون الأحد عشر بصحة جيدة. لفت في الشريط أن أحد المختطفين ذكر أن التسجيل يعود إلى "5 أو 6 حزيران"، في حين أشاد عباس شعيب، أشهر المختطفين (نظراً لارتباط اسمه بـ "حزب الله" بقوة) بجمعة "أطفال الحولة مشاعل النصر"، التي يعود تاريخها إلى الأول من حزيران، ما يعني أن الخاطفين أرادوا إعطاء تاريخ متقدم للشريط الذي سجلوه قبل خمسة أيام -على الأقل- عن التاريخ المعلن، رغبةً منهم -على ما يبدو- بإعطاء الوسطاء وأهالي الخطوفين مزيداً من الاطمئنان على صحة المخطوفين.

أما مطالب الخاطفين؛ فقد ظهرت في نهاية الشريط وتمثلت باعتذار الأمين العام لـ "حزب الله"، وبعدها يمكن تسليم المخطوفين، و"من الممكن التشاور لتسليمهم إلى الدول المجاورة لسوريا". ورغم أن شريط "الجزيرة" أعطى فسحة أمل، إلا أن عوامل كثيرة لاحقة، جعلت الأمور تتعقد أكثر، فلا أمين عام "حزب الله" اعتذر، ولا الخاطفون تراجعوا عن مطالبهم، ولا الوسطاء استمروا في وساطاتهم، ولا الحماسة لإدانة الخطف بقيت على الوتيرة نفسها ("المجلس الوطني السوري" على سبيل المثال لا الحصر).

ويبدو جلياً أن المؤثرين في الوساطة اليوم، وفي طليعتهم الرئيس سعد الحريري، يعملون بصمت، بعدما تراجع أكثر من طرف سوري عن الاهتمام بهذه القضية، نتيجة توارد تقارير كثيرة إليه، ومن جهات متعددة، لا سيما من الداخل السوري، تتحدث عن خمسة من المخطوفين يرتبطون بـ "حزب الله". (لاحظ -على سبيل المثال- لا الحصر موقف القانوني والمعارض السوري هيثم المالح، الذي رفض إطلاق سراح المخطوفين على أساس أنهم من "حزب الله" و"كانوا يحملون أجهزة لا علاقة لها بالزيارات الدينية").

على هذا الأساس، وبعد إعلان أكثر من طرف أسماء ومهام لهؤلاء المختطفين لدى "حزب الله"، وجدت جماعات معارِضَة كثيرة، أن مصلحتها تقتضي عدم الاصطدام بالمسلحين الموجودين على الأرض، أو معاكسة مزاج الشارع السوري الغاضب من "حزب الله"، والراغب بمعاقبته... ولو كان المخطوفون عائدين من زيارة دينية، لا عملية عسكرية!.

وبغض النظر عن صحة ما يُنسب إلى عدد من المختطفين، فإن تكاثر الحديث عن أسماء محددة، صعّب من إمكانية الحل، مع أن الأتراك والسعوديين والقطريين ما زالوا يحضون "المجلس الوطني" وجماعة "الأخوان المسلمين" على التدخل بوتيرة أعلى لحل هذه القضية.

وفي المعلومات؛ أن الخاطفين يريدون راهناً فدية ضخمة، بما يضمن لهم شراء سلاح نوعي لمواجهة جيش النظام أو تأمين هذا السلاح لهم، كما أنهم طرحوا مع الوسطاء إمكانية تبادل المختطفين، بحيث يخرج بموجب الصفقة مؤسس "الجيش السوري الحر" حسين هرموش، المختطف جراء علمية أمنية في تركيا، والذي يصر الثوار على أنه "أسير حي في معتقلات الأسد".

بالمقابل يطرح الوسطاء تجزئة العملية، تيسيراً للحل، بحيث يطلق الخاطفون سراح تسعة مختطفين، ممن لم ينسب إليهم أية علاقة بـ "حزب الله"، على أن يتكثّف العمل في المرحلة التالية على إطلاق سراح الباقين (عباس شعيب، وحسن أرزوني، وحسن حمود).

وإذا كان من غير المعروف راهناً ما إذا كان هذا الطرح سيكون مقبولاً؛ تبقى قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا، أحد أهم القضايا التي توجب على الحكومة تشكيل خلية أزمة، لتأمين تضامن لبناني عام (يُلاحظ أنه أخذ في التراجع مؤخراً تحت تأثير ازدياد التوترات المذهبية)، ولتسريع الوصول إلى نهاية سعيدة لهذه القضية الإنسانية.

*فادي شامية/اسطنبول