المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 01 آذار/2012

البشارة كما دوّنها القديس لوقا 21/34-38/ضرورة الانتباه

إنتبهوا لئلا تنشغل قلوبكم بالخمرة والسكر وهموم الدنيا، فيباغتكم ذلك اليوم، لأنه كالفخ يطبق على سكان الأرض كلهم فاسهروا وصلوا في كل حين، حتى تقدروا أن تنجوا من كل ما سيحدث، وتقفوا أمام ابن الإنسان. وكان يسوع في النهار يعلم في الهيكل، وعند المساء يخرج ليبيت في جبل الزيتون. وكان الشعب كله يبكر إليه في الهيكل ليسمع كلامه.

 

عناوين النشرة

*عضوالمجلس الوطني السوري" محي الدين اللاذقاني : "حزب الله" متواجد على الحدود اللبنانية السورية لمنع وصول المساعدات للسوريين

*بالفيديو- دفن أحد عناصر حزب الله بعد مقتله على يد الجيش السوري الحر في حي القابون

*روبرت بيرل: حزب الله عاجز والأسد لن يستمر إلى ما بعد آذار والناتو سيتدخل بعد أسابيع

*يديعوت أحرونوت": حزب الله" مهدد بالاختفاء من الوجود كقوة إقليمية

*ضابط سوري برتبة لواء: النظام أمر بتشكيل غرفة عمليات بقيادة حزب الله لتصفية شخصيات عربية أثناء حضورها القمة في بغداد

*قاسم: المطالبون بنزع السلاح جماعــــة مفلسة والتدخل في الشأن السوري لا طاقة للبنان على تحمله

*طهران تُهدّد «بقطع أنفاس» تل أبيب: لدينا أوراق سرية سنكشف عنها في الوقت المناسب

*العفو الدولية تتهم طهران بتصعيد القمع وتضييق الخناق على حرية التعبير

*مصادر مقربة من الموساد: روسيا تطور محطات انذار في سوريا ولبنان لتحذير ايران من ضربة عسكرية اسرائيلية

*النهار*": بان يعيّن الأربعاء مدّعياً عاماً وقاضياً وقلق من عواقب الأزمة السورية

*روبرت بيرل: حزب الله عاجز والأسد لن يستمر إلى ما بعد آذار والناتو سيتدخل بعد أسابيع

*يديعوت أحرونوت": حزب الله" مهدد بالاختفاء من الوجود كقوة إقليمية

*ضابط سوري برتبة لواء: النظام أمر بتشكيل غرفة عمليات بقيادة حزب الله لتصفية شخصيات عربية أثناء حضورها القمة في بغداد

*اطلاق 3 مخطوفين في البقاع بعد دفع فدية مالية

*إطلاق ملتبس للمراهقَيْن السوريين في زحلة/هل ثمة علاقة للوالد بأقرباء لرئيس العصابة؟

*بحماية حزب الله: البقاع في قبضة "عصابة محمد فياض إسماعيل"؟

*خطْف مـراهقَين سوريّين والفدية المطلوبة 3 ملايين دولار والخاطفون بملابس عسكرية

*ظاهرة "الخطف  الابتزازي" على طريق المصنع وفي البقاع... هل من تواطؤ؟

*سياسي يرى فيها عملاً غير بريء وأمني يؤكّد "سننهيها قبل أن يستباح البلد"

*الحريري ابرق الى امير قطر منوهاً بجهوده لمناصرة القضية الفلسطينية

*غادر رومانيا في زيـارة دولة الى تشيكيا/سليمان: لبنان يتميز بحيوية نظامه المالي ويتطلع الى تعزيز علاقاته على كل الاصعدة

*التقى الرئيس القبرصـي والمراسلين العرب/بري: لبنان يجب ان يكون مركزاً لحوار الحضارات والعرب في حاجة الى قانون يلغي الطائفية والمذهبية

*عبس: لن تكون المقاومــة التي أثمرت إنتفاضة الإستقلال إلاّ بصلب كتاب التاريخ

*الجميل من روما: اسرائيل توفر ذريعة لقيام الاصوليات/فراتيني: ليوقف النظام السوري قتل شعبه

*وزير التربية السابق القيادي في تيار "المستقبل" حسن منيمنة: الخلاف في كتابة تاريخنا هو على مستقبل البلد

*ويل لأمة يحذف تاريخها بشحطة قلم/اليز مرهج

*آلان عون: ما قاله جريصاتي عن العماد عون في "ويكيليكس" هو من الماضي 

*خفض عديد "اليونيفيل" الفرنسية نهاية آذار 

*كونيللي: لا تواصل سري بيننا وبين النظام السوري 

*"14 آذار: تكوين الحكومة خاضع لمعايير إقليمية وتصريحات غصن خلال زيارة ايران مهينــــة

*حركة التجدد: مستحيل متابة تاريخ موحد من دون مصالحة حقيقية بين اللبنانييــن

*كشف عن "ورقة سياسية" في 14 آذار... وربط سلاح حزب الله بـ"الخلافة" ولم يستبعد ضربة إسرائيلية لإيران خارج رضا أميركا/جعجع: المجتمع الدولي يفاوض راهنًا على "جِلد الدب"والنقاش الدائر "مَن سيأتي بعد الأسد"

*رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني تعليقا على تقرير ديوان المحاسبة عن المازوت الاحمر: وزير الطاقة يتحمل مسؤولية عدم وقف التوزيع في الأيام الثلاثة الأخيرة

ولن نرضى بمحاولة تحميلها لبعض الموظفين المأمورين بمهمات تنفيذية

*ريفي يكافئ سائقاً ساهم في اعتقال القاتل

*السنيورة وبهية الحريري وفاعليات المدينة يطالبون بأقصى العقوبات بحق الجاني

*جريمة مروّعة تهزّ صيدا ضحيتها الصيرفي محمد الناتوت

*مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لـ"المستقبل": مشكلة الأمن في الشمال توقفت ولم تنتهٍ

*جنبلاط لـ"النهار": الاحتكاكات بين السني والعلوي قد تجرّ الشيعي إليها/قلت للشيخ الأسير إن لا مصلحة لأحد بنقل التوتر السوري إلى لبنان

*لا خلفية مذهبية أو طائفية للاعتداء على الشيخ راغب قباني

*النص الكامل لتقرير ديوان المحاسبة حول فضيحة المازوت الاحمر

*الصحافيان الفرنسية والبريطانية بلغا بيروت بسرية تامة

*البيت الابيض: تنظيم "القاعدة" يحاول الاستفادة من الوضع في سوريا 

*السعودية تسلح المعارضة السورية

*ما الذي قالته السعودية للأسد؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*هل من وصفة لدرء التداعيات السورية؟/عبد الوهاب بدرخان (النهار)

*الرؤية الكلينتونية: القلق من المتشددين يستدعي إسقاط النظام/ وسام سعادة/المستقبل

*مباركة إيرانية غريبة للثورات العربية/رندة تقي الدين (الحياة)

*الداعية جنبلاط وحيداً: موجة و"بتمــرق| يا رفيق/نادر فوز (الأخبار)

*لا انتخابات في لبنان قبل رحيل الأسد/طوني عيسى/الجمهورية

*ربيع بيروت: نصف ثورة تفتّش عن نصفها الآخرب/أسعد بشارة/الجمهورية

*ديريك بلامبلي العائد إلى بيروت بعد 40 سنة مسؤولاً  أممياً:الـ1701 أفضل فكرة للجنوب ولمست إجماعاً على حماية لبنان

*ماذا فعلت فرنسا عملياً من أجل مسيحيي الشرق/الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

عضوالمجلس الوطني السوري" محي الدين اللاذقاني : "حزب الله" متواجد على الحدود اللبنانية السورية لمنع وصول المساعدات للسوريين

أكد عضو "المجلس الوطني السوري" محي الدين اللاذقاني أن "عناصر "حزب الله" متواجدة على الحدود اللبنانية السورية لمنع وصول المساعدات للسوريين"، معتبراً أن "سوريا اليوم تحت الاحتلال المحلي والروسي والصيني". اللاذقاني وفي حديث إلى محطة "الجزيرة" سأل: "كيف يكون "حزب الله" مقاومة، ويحارب إلى جانب النظام السوري ويقتل أبناء سوريا؟". وأضاف: "اطفالنا يُقتلون، ومن يرى صور المجازر وبطولات (الرئيس بشار) الأسد والقذائف الصينية والروسية، لا يمكنه أن يطلب منا أن لا ندافع عن أنفسنا أو أن لا نتسلح"، مطالباً "بتسليح "الجيش السوري الحر لحماية الثورة".وأكد أن "البادئ بالظلم هو من أعطى الأوامر للجيش بإطلاق النار على السوريين"، مضيفاً: "أن الخطابات اليومية لمصلحة النظام السوري، مثل (أمين عام "حزب الله" السيد حسن) نصرالله"، تعنى أن المقاومة تخلت عن مبادئها، وأن نصرالله خان المبادئ، لاسيما عندما قال أن لا شيء يدور في حمص".  واعتبر أن "التأييد الروسي للأسد يتسبب بقتل سوريين"، وقال: "الرصاص الروسي دخل صدور السوريين"، لافتاً إلى أن "بشار الأسد يجلس كالتلميذ أمام (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف".  وتابع: "أشعر بالخجل عندما أرى الدبابات السورية محملة بالأثاث"، مؤكداً أنه "لا يمكن التحاور مع النظام السوري"، وسأل: "هل نقيم طاولات الحوار في الزنازين وفوق القبور؟"، مشدداً على القول: "أن المجلس الوطني السوري هو امتداد للثوار والشعب السوري"، وقال: "نحن معارضة من الداخل، وأول من طالب بحماية مدنية هم أهل الداخل، وطالبوا أيضاً بحظر الطيران".  واعرب أخيراً عن اعتقاده بأن "إسرائيل تريد أن يستمر نظام بشار الأسد لتدمير البنية التحتية للسوريين، والنظام السوري دمر البلد بالكامل". ورأى أن "حجة بقاء اسرائيل سقطت منذ زمن طويل وبشار الاسد ووالده (الرئيس الراحل حافظ الاسد) ساعدا على بقاء إسرائيل لأنهما فاوضا النظام الإسرائيلي". (رصد NOW Lebanon)

 

بالفيديو- دفن أحد عناصر حزب الله بعد مقتله على يد الجيش السوري الحر في حي القابون

الثورة السورية في دمشق حي القابون_دفن أحد عناصر حزب الله اللبناني بحضور عناصر من الحزب وعناصر المخابرات الجوية بعد مقتله على يد الجيش السوري الحر في حي القابون وتم رفع أعلام الحزب وعلم أسود مكتوب عليه حزب الله أثناء الدفن

للاطلاع على الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=cSZSr3XO_Vk&feature=youtu.be

 

روبرت بيرل: حزب الله عاجز والأسد لن يستمر إلى ما بعد آذار والناتو سيتدخل بعد أسابيع

كشف المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية الـ"سي. آي. إيه" روبرت بيرل أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يستمر في الحكم أكثر من شهر آذار المقبل مؤكداً أن الناتو سيتدخل بعد بضعة أسابيع لفرض مناطق عازلة، متوقعاً أن تشهد سوريا حرباً أهلية بعد رحيل الأسد وتقسيمها. وأضاف بيرل أن سوريا تحررت تقريبا إلا أنه اشار إلى أنها قد تنقسم وتنشب بها حرب أهلية مشبها إياها بلبنان جديدة.

وأشار إلى أن تركيا لا تريد التورط عسكريا في سوريا بطريقة مباشرة إلا أن الأتراك يساعدون الجيش السوري الحر بطريقة غير مباشرة عكس الدول التي تؤيد التدخل المباشر كقطر.

وأردف أن الولايات المتحدة وال" سي آي إيه" أصبحا غير معنيين بما يجري فأميركا والـ"سي آي إيه)" مصابتان بالرعب مما يحدث وماذا سيحل بالعلويين! سوريا ليست ليبيا السنية, ليبيا فيها 4 قبائل رئيسية مسيطرة، أما في سوريا فإن العلويين في كل مكان؛ خاصة في حمص ودمشق ستكون هذه الأماكن دموية جداً. وتوقع أن يشهد العالم تطهيرا عرقيا ومجزرة كبرى، مثل مجزرة حماه في 1982, وعلى الأغلب ستحدث في حمص وعندئذ سيتورط الجميع, وتفرض عندئذ المناطق العازلة لحماية المدنيين. وعن إمكانية حدوث انقلاب عسكري أوضح بيرل أنه لا يوجد أي خطط لانقلاب عسكري من أي جنرال قوي، فلا يوجد جنرال قوي يمكن أن يتخلص من بشار وطغمته الحاكمة, وقد كان الجنرال علي حبيب أحد أقوى الجنرالات وكذلك كان غازي كنعان.   وأضاف بيرل أن نظريته حول السيطرة الإيرانية الشيعية علي الشرق الأوسط قد انهارت تماما، وإننا نعيش عصر ثورة الشعوب السنية العربية, وأن بوادر ظهور الخلافة الإسلامية قد عادت من جديد. فالإخوان المسلمون هم وحدهم القادرون على تنظيف الشرق الأوسط، والمثال التركي الذي ولد حزباً أخلاقياً قادراً على تنظيف الشرق الأوسط.. إن مصر وتونس والأردن وسوريا وليبيا دول سنية وستتبنى المثال التركي في الحكم الإسلامي ولا علاقة لهذا الحكم الإسلامي. ونوه إلى أن الثورة لن تحدث في الجزيرة العربية, وأن نجاح الثورة في سوريا سيمدها إلى الأردن, فالشعوب تريد التغيير والتخلص من الفساد, حتى الاستعمار الجديد مات بعد غزو العراق. أما عن موقف إيران وحزب الله فرأى أن حسن نصرالله فقد أعصابه, وهو عاجز عن القيام بأي شيء فلا يمكنه بعث قواته لإنقاذ الأسد كما أنه غير قادر على وقف تدفق السلاح عبر طرابلس. وأرجع سبب عدم تورط الولايات المتحدة في سوريا إلى أن الشرق الأوسط أصبح منطقة غير ذات أهمية بالنسبة لها خاصة وبعد أن غزا جورج بوش الابن العراق وفتح أبواب الجحيم في كل مكان عليها، كما أنه أفسح الطريق أمام سيطرة الإسلامين خاصة في مصر وتونس وليبيا وربما سوريا كما أن السيطرة في الشرق الأوسط ستكون لتركيا وأن النموذج التركي هو الذي سيسطر في النهاية.

 

يديعوت أحرونوت": حزب الله" مهدد بالاختفاء من الوجود كقوة إقليمية

يواجه "حزب الله" تحديات تهدد وجوده، حيث إن الحزب لم يعد المنظمة التي لديها شعبية في الشارع العربي واللبناني، بل بالعكس انخفضت شعبيته كثيرا، ولم تعد خطابات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بنفس القوة التي كانت عليها في السابق، وفقا لما ذكرته تقارير صحفية إسرائيلية. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في مقال لها، "ولت أيام "حزب الله" ولم يعد له أي شعبية في الشارع العربي بل أصبح مكروها في الشارع العربي بسبب موقفه من الأزمة السورية". وقالت الصحيفة "إن خطابات نصر الله أصبحت "هزيلة" ولم تعد ترهب الرأي العام الإسرائيلي كما كانت في الماضي".

وأضافت الصحيفة "إن "حزب الله" مهدد بالاختفاء من الوجود كقوة إقليمية بسبب العقوبات المفروضة على إيران، الأمر الذي سيؤدي إلى وقف تمويل طهران لحزب الله، مما يعني أن "حزب الله" لن يكون قادرا على التسلح ولا دفع الرواتب ولا القيام بمغامرات عسكرية مع إسرائيل على الجبهة اللبنانية". وطرحت الصحيفة سؤالا حول "ماذا سيفعل "حزب الله" إذا انهار الاقتصاد الإيراني؟".

واعتبرت الصحيفة أن "أسهم "حزب الله" داخل المجتمع الشيعي انخفضت بعد إعلان مواقفه من الأزمة السورية". وأكدت الصحيفة أن "حزب الله" يواجه مشاكل تهدد وجوده بسبب الانتقادات الموجهه له داخل الوسط السياسي اللبناني بالإضافة إلى محاكمة بعض عناصره في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، كما أنه في حالة ضرب المنشآت النووية الإيرانية لن يقدر على إصدار أي رد فعل عسكري حيال إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن "حزب الله" يحافظ على الاستقرار النسبي بالنسبة لإسرائيل حيث إنه يمنع وصول بعض العناصر الإرهابية مثل القاعدة والجهاد الإسلامي إلى الحدود الإسرائيلية من خلال سيطرته على جنوب لبنان.

 

ضابط سوري برتبة لواء: النظام أمر بتشكيل غرفة عمليات بقيادة حزب الله لتصفية شخصيات عربية أثناء حضورها القمة في بغداد

خاص – بيروت أوبزرفر/في خطوة إنتقامية، قد تكون الأخيرة قبيل إنهياره، ممن يعتبرهم أعداءه العرب، أصدر النظام السوري أوامر سرية وعاجلة إلى الأجهزة الأمنية بضرورة تشكيل غرفة عمليات في العراق لتنفيذ مخططات إغتيال وهجمات إنتحارية ضد شخصيات عربية من دول معادية لهذا النظام ومؤيدة للثورة القائمة ضده، وذلك أثناء حضورها القمة العربية القادمة التي ستنعقد في بغداد

وكشف ضابط في جهاز أمن الدولة السوري برتبة لواء لبيروت أوبزرفر طلب عدم الكشف عن إسمه خوفاً على حياته وحياة عائلته والذي يعد نفسه منشقاً ضمنياً بإنتظار ساعة الإنشقاق العلني، أن النظام السوري أصدر فعلاً هذه التعليمات، وبدأ التحضير الفعلي لتشكيل غرفة العمليات بقيادة كوادر وعناصر من حزب الله والتيار الصدري

 

قاسم: المطالبون بنزع السلاح جماعــــة مفلسة والتدخل في الشأن السوري لا طاقة للبنان على تحمله

المركزية ـ اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في احتفال تجمع المهندسين- المهن الحرة، "أن منظومة الحزب اليوم تقوم على أربعة أمور أساسية في الواقع اللبناني، أولا: نعتبر أن مشروع المقاومة أحيا لبنان وحماه وجعله في الموقع المتقدم في كل الشؤون التي تحيط بنا. في السابق كانوا يقولون بأن لبنان يتأثر بمحيطه، وأقول لكم إن لبنان يتأثر بمحيطه، ولكن بعد المقاومة أصبح لبنان يؤثر في محيطه ولا يتأثر فقط، لم نعد مكسر عصا، ولم نعد جسر عبور، أصبح لنا موقف يؤثر ويغير ويبدل وينعكس على الواقع العام.

ثانيا: نعتبر أن المطالبين بنزع السلاح جماعة مفلسة، تحاول أن تصنع شعارا تعتقده جذابا، لكنه شعار بلا قيمة ولا إمكان لصرفه الآن ولا بعد فترة طويلة من الزمن، لذلك بالنسبة إلينا هذا الشعار هو تكرار للمطالب الأميركية-الإسرائيلية التي تريد لبنان ضعيفا لتتحكم فيه، ومع وجود هذه المقاومة وسلاحها لن تتمكن أميركا وإسرائيل من العبور من بوابة لبنان لتأخذ ما تريد.

ثالثا: نعتبر أن التورط والتدخل في الشأن السوري أمر ضد مصلحة لبنان، ولا طاقة للبنان على أن يتحمله، ولا يجوز أن يكون لبنان بوابة عبور للمشروع الأميركي الإسرائيلي ضد سوريا، وليختر الشعب السوري ما يريد، ولكن ما علاقة البعض في لبنان بأن يتدخلوا جهارا ونهارا بهذه الصيغة وبهذه الكيفية؟ هذا مضر للبنان وينعكس سلبا عليه وهذه اقتناعاتنا.

رابعا: نحن نرفض أن يستخدم لبنان بوابة لتصدير الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله، سواء أكان اسمه إرهابا إسلاميا أو إرهابا قوميا، أو إرهابا كفريا، نحن ضد استخدام لبنان مقرا أو ممرا لأي شكل من أشكال الإرهاب الذي لا أفق أمامه ولا مشروع لديه إلا الفوضى والقتل من دون سبب ومن دون مبرر".

وقال: "هذه الأمور الأربعة نحرص عليها ونعتبر أنها قواعد أساسية، وعملنا كل الفترة السابقة من أجل حماية لبنان على هذه القاعدة، طالما قالوا بأن وجود السلاح عند حزب الله يؤثر في المعادلة الداخلية! وأنتم تعلمون أن سلاحنا لن يؤثر على المعادلة الداخلية، بدليل أننا نخوض الانتخابات، فتارة نربح وتارة نخسر، وفي انتخابات الكليات، والنقابات، والنيابة، ولو كان لهذا السلاح أثر في الداخل لربحنا في كل الانتخابات، ولكن قرارنا ألا يستخدم هذا السلاح في الداخل، وتركنا الناس لخياراتهم، رغم أن هناك أسلحة سيئة يستخدمها الآخرون هي أسوأ بكثير مما يدعونه، وهي أسلحة شراء الضمائر والذمم، والأموال التي تفوح منها رائحة النفط، والدعم الخارجي الذي يعمل في السياسة والإعلام والترويج والتسويق لخداع الناس من أجل نجاح الطرف الآخر. مع ذلك اعتبرنا أننا يجب أن نعمل لإقناع الناس ولهم أن يختارونا أو لا يختارونا".

أضاف: "اليوم في لبنان جماعة 14 آذار ليس لهم قرار ذاتي، هم صدى للقرارات الأميركية-الإسرائيلية، هم أسرى أولياء النعم الذين يدفعون المال أثناء الانتخابات، والذين يواكبون الخدمات المأجورة للناس، والتي تكون على قاعدة أخذ البطاقات الى حين الانتخابات. لا أخفيكم أننا فوجئنا بأن خروجهم من الحكم قد أضاع صوابهم، كنا نعتقد أن الخروج من الحكم مؤلم، ولكن لا يصل إلى حد إفقاد الصواب، هذا يدل على ضيق الأفق. اتركوا الناس تختار، والاختيار جاء بمحض الإرادة عند هؤلاء الذين اختاروا هذه الحكومة ولم يختاروا غيرها".

وتابع: "في أي حال، ستؤكد التجارب يوما بعد يوم أن الاعتماد على القوى الخارجية لتعديل موازين القوى الداخلية غير نافع، ابحثوا كيف تعملون مع الناس، وابحثوا كيف يقتنع الناس بأطروحتكم، ولا تلتفتوا إلى الخارج. أما الحكومة، فنحن حرصاء في حزب الله على استمراريتها، ونساهم في تجنيبها المنزلقات، ونعمل على التعايش معها في إطار التعقيدات الموجودة في داخلها، هذه الحكومة مركبة وليست متجانسة، وهي نتيجة تقاطع رؤى في مرحلة زمنية، وليست من لون واحد. هذه الحكومة هي تعبير عن اجتماع اقتناعات في لحظة تاريخية حساسة، ولكن هذا لا يعني أن من في داخلها يتعايش مع الآخر بكل شفافية أو باقتناع تام. لذا نعتبر أن علينا أن نحافظ على هذه الحكومة ونعرف كيفية تشكيلها وتركيبتها، وبكل صراحة، هذه أفضل حكومة ممكنة في ظل الظروف التي نعيشها في لبنان".

وقال: "لا أحد يراهن على شيء آخر، ولا أحد يطالبنا بأمر لا قدرة لنا ولا لغيرنا عليه. هذه أفضل حكومة يمكن أن تكون موجودة في هذه الظروف الموضوعية، على الأقل هذه الحكومة أنجزت الاستقرار السياسي والأمني في البلد، وحمت لبنان من الانزلاق في الأزمة السورية، وكنا نسمع التصريحات التي أرادت أن تجعل من شمال لبنان مخيما سوريا للاجئين وللمقاتلين، يزود سوريا بهم ويورد إلينا الباقين إلى الداخل اللبناني. لولا هذه الحكومة بعد توفيق الله تعالى لانزلق لبنان في المأزق السوري.

هذه الحكومة أوقفت العبث بالإدارة التي كان يتم الاختيار في داخلها بحساسيات وحسابات وعصبيات قاتلة، وهذه الحكومة توازنت قراراتها السياسية مع خصوصية لبنان، لذا نعمل على أن نحافظ عليها ونجنبها المطبات. نعم، عليها أن تنجز التعيينات، وأن تلتفت إلى الملفات اليومية للناس، وإلى الملفات الحياتية المختلفة، لأن هذه من الأمور التي يجب أن تقوم بها، ونحن بصراحة نتابع قضايا الناس ونعمل قدر الإمكان". وأضاف: "لعل البعض يناقشنا بأنكم دائما تتحدثون في السياسة أكثر مما تتحدثون في القضايا المطلبية. في الواقع، إذا كان المطلوب الحديث في القضايا المطلبية حتى يسجل أنه قلنا شيئا عن القضايا المطلبية، فنحن حاضرون، ولكن هذا لا ينفع، نحن نعلم أن مسألة الأجور للقطاع العام وللمعلمين في القطاع الخاص والعام إلى الآن لم يتحرك فيها ساكن، في الوقت الذي أقرت أجور للعمال، وعلى الحكومة أن تنجز هذا الملف وهذا حق طبيعي". وأشار الى "أننا نعلم أن قضية الكهرباء أخذت جدلا كبيرا، لكننا عملنا بكل طاقتنا من أجل تسهيل العملية، حتى خرج المشروع من المجلس النيابي. والآن هناك متابعة لمسألة البواخر لتصل الى النتيجة الممكنة. نحن شاركنا في إلغاء الـ TVA على المازوت الأخضر والأحمر لتخفيف العبء على الناس، وهناك قرارات بمشاريع مائية كثيرة تمت، هذه الأمور الإجرائية تحتاج إلى حركة عملية نقوم بها قدر الإمكان، ولكن هناك مشكلة مزدوجة من ناحية الحكومة تسير ببطء بسبب طبيعة تركيبتها، والسبب الثاني أن البلد غارق في مديونية بسبب اتجاهات سياسية سابقة، ونحن أسرى لدفع استحقاقات هذه المديونية وفرملة عجلة تقدم لبنان. ونركز على السياسة لأننا نعتبر أننا إذا وعينا الناس وحمينا البلد سياسيا يمكن أن نعمل في الداخل، أما إذا كان البلد معرضا لأن يكون مزرعة أو مسرحا أو ملعبا، فلا يمكن لأي خدمة أن تقدم في الداخل اللبناني، لذا نركز على القضايا السياسية الأساسية".

ولفت الى "أن مواقفنا التي أدت إلى هزيمة إسرائيل استعادت جنوب لبنان وساهمت في إعماره وجعلت هناك استقرارا داخليا حقيقيا، بينما عندما كانت إسرائيل محتلة بشكل أوسع، كانت تتدخل في إثارة القلاقل في داخلنا حتى لا نتحرك وحتى لا نحصل على ما نحصل عليه". وختم: "نحن في حزب الله سنستمر في مواقفنا، ومقتنعون بأن هذه المواقف هي التي تحمي لبنان والمستقبل. ليست لدينا مراهنة إقليمية ولا دولية، وليست لدينا مراهنة على سقوط أنظمة أو بقاء أخرى، ولا على متغيرات دولية تغير رأي مجلس الأمن الدولي تجاهنا، ضدنا أو معنا، مراهنتنا الوحيدة بعد الله تعالى هي على مقاومتنا وإمكاناتنا وموقفنا وصبرنا أمام كل التحديات، ونحن مقتنعون بأن هذا الطريق هو الذي يوصل إلى نتيجة، غيره لا يوصل إليها".

 

طهران تُهدّد «بقطع أنفاس» تل أبيب: لدينا أوراق سرية سنكشف عنها في الوقت المناسب

الراي/دعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، الولايات المتحدة وبريطانيا الى «التزام الواجبات الاخلاقية في التعامل مع حركات التظاهر». وقال في كلمته امام مؤتمر دولي حول نزع السلاح في جنيف ان «ايران كانت عرضة للارهاب الذي استهدف علماءها النوويين اخيرا»، مشيرا الى ان «بعض الدول الغربية تقدم الدعم للمجموعات الارهابية التي تستهدف المواطنين الايرانيين».في غضون ذلك، عرض وزير الدفاع العميد احمد وحيدي، الى القدرات التي تمتلكها بلاده على «صعيد التصدي لاي تهديد عسكري محتمل»، لافتا الى «ان ايران لم تكشف عن جميع قدراتها، كما ان لديها اوراقا سرية ستكشف عنها في الوقت المناسب». وفي شأن محاولة اميركا تعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة لمواجهة التحدي العسكري الايراني، اكد ان «هذه الاجراءات تكشف عن انفعال الادارة الاميركية في مواجهة القدرات العسكرية الايرانية، وهم طبعا لا يستطيعون بلوغ هذه المرحلة لاننا لم نكشف عن جميع اوراقنا، فإيران لديها ما لم تكشف عنه حتى الان وتحتفظ به لوقت الضرورة».

وعن التهديدات التي يوجهها بعض القادة الاسرائيليين لايران، اوضح خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني فايز غصن، ان «الاميركيين ايضا يعارضون مثل هذه التهديدات التي ينطق بها مسؤولون في الكيان الصهيوني، لانهم يعرفون جيدا مدى قوة ايران وقدراتها، وان اميركا تدرك جيدا بانها ستكون المتضرر الاكبر فيما لو دخلت اي جهة في حرب مع ايران، لاننا اعلنا مسبقا باننا سندافع عن مصالحنا بكل ما اوتينا من قوة». وقال ان «ايران سترد علي اي تهديد من قبل الكيان الغاصب بشدة وستقطع انفاسه، ان ردنا سيكون قاسيا وموجعا». واوضح ان «الكيان الصهيوني يتابع هدفين في هذا المجال، حيث انه يريد من جهة ألا يتم تزويد الجيش اللبناني بالسلاح وتعزيز قوته بمساعدة حلفائه، وان يقوم من جهة اخري بنزع سلاح المقاومة وانهاء دورها». واعلن وحيدي انه «من المنظار الايراني فان تعزيز قدرات الجيش اللبناني يعد امرا جادا للغاية لكون ان لبنان الي جانب سورية تقفان في الجبهة الامامية للصراع مع الكيان الصهيوني، كما تحظى المقاومة بمكانة رفيعة في لبنان ومن الضروري كذلك وجود جيش قوي يتمكن من توفير الامن للشعب اللبناني ومواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني». وفي ما يرتبط بالاحداث في سورية، قال ان «الدول الغربية والكيان الصهيوني بالتحديد وبعض دول المنطقة، تتابع سياسة اثارة الحرب الداخلية في سورية، وان ايران ولبنان يعارضان ذلك بشدة». بدوره، تحدث غصن عن ترحيب الحكومة اللبنانية باقتراح ايران المتمثل بتزويد الجيش اللبناني بالسلاح وتعزيز قدراته»، مضيفا ان «الشعب اللبناني سيقف بصورة كاملة الى جانب الحكومة والمقاومة اللبنانية في مواجهة اي اعتداء اسرائيلي». ودان «التداخلات الاجنبية في سورية، معربا عن امله في «ان تستعيد سورية مكانتها مرة اخري، وهو الامر الذي يحظى بالاهمية بالنسبة لدول المنطقة». في سياق متصل، اعلن مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان، عن ترحيب طهران بالاستفتاء على الدستور السوري الجديد، وقال: «نبارك للحكومة والشعب السوري العظيم والمقاومة انجاز الاستفتاء على الدستور الجديد». وضمن الاعراب عن ثقته بعزم الرئيس السوري بشار الاسد على المضي في «مسيرة الاصلاحات وتلبية مطالبات الشارع»، نوّه الى ان «ايران تعلن من جديد استعدادها لدعم ومساعدة الحكومة والشعب الشقيق والصديق في سورية، في سبيل رفاه الشعب السوري وضمان الامن والاستقرار في هذا البلد الذي يتبوأ موقعا مهما في جبهة المقاومة».

 

العفو الدولية تتهم طهران بتصعيد القمع وتضييق الخناق على حرية التعبير

لندن - وكالات - اتهمت منظمة العفو الدولية، امس، السلطات الإيرانية، بتصعيد قمع المعارضين وتضييق الخناق على حرية التعبير، خلال الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية المقررة مطلع الشهر المقبل. واكد في تقرير ان «السلطات الإيرانية شددت اجراءات قمع المعارضة في القانون والممارسة وشنت موجة من الاعتقالات بحقهم في الأشهر الأخيرة، وعلى غرار ما فعلت عقب الاحتجاجات التي دعا إليها زعيما المعارضة حسين موسوي ومهدي كروبي في فبراير العام 2011». واضافت أن «حملة القمع المستمرة ضد المعارضين كشفت عن خواء ادعاءات ايران في شأن دعم الاحتجاجات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ونفّذت سلطاتها موجة من الاعتقالات استهدفت مجموعات مختلفة، بينهم محامون وطلاب وصحافيون وناشطون سياسيون وأقاربهم والأقليات الدينية والعرقية».

واشارت إلى أن «الهجمات على الآراء المعارضة تأتي على خلفية تدهور الحالة العامة لحقوق الإنسان في ايران، حيث شهدت عمليات الإعدام العلنية العام الماضي ارتفاعاً في معدل أربعة اضعاف بالمقارنة مع العام 2010 بهدف بث الخوف في المجتمع». واكدت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة آن هاريسون ان «أي شخص يضع نفسه رهن الخطر إذا فعل شيئا يقع خارج الحدود الضيقة على نحو متزايد من ما تراه سلطاتها مقبولا اجتماعيا أو سياسيا، مثل انشاء مجموعة اجتماعية على شبكة الإنترنت، وتشكيل أو الانضمام إلى منظمة غير حكومية، أو انتقاد الوضع الراهن، ويمكن أن تقوده مثل هذه الممارسات إلى السجن». واضافت هاريسون أن «هذا السجل المروع يسلط الضوء على نفاق محاولات الحكومة الإيرانية اظهار التضامن مع المحتجين في مصر والبحرين وبلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط».

 

مصادر مقربة من الموساد: روسيا تطور محطات انذار في سوريا ولبنان لتحذير ايران من ضربة عسكرية اسرائيلية

الحياة/القدس- آمال شحادة- نقلت مصادر اعلامية اسرائيلية مقربة من الموساد عن مصادر عسكرية غربية ان روسيا طورت محطات انذار في سوريا ولبنان لتحذير ايران قبل توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية ضدها . وبحسب ما نشر فقد عززت روسيا محطة الانذار القائمة جنوب سوريا في المنطقة المقابلة لطبريا باجهزة الكترونية متطورة . وبحسب ما نشر فإن المحطة الموجودة في تلك المنطقة كانت قادرة على التقاط ومراقبة تحركات اشخاص والجيش الاسرائيلي في منطقة الشمال كما التقطت هذه المحطة التحركات في المناطق الحدودية شمال الاردن وغرب العراق. ومع وصول المعدات الروسية المتطورة، تشير المصادر، الى ان محطة الانذار باتت قادرة على تغطية المنطقة الاسرائيلية من الشمال وحتى المركز وخليج العقبة وشمال السعودية. وتضيف هذه المصادر قائلة:" لقد ذكرت المصادر العسكرية الغربية ان طواقم من الخبراء الروس انهوا عملهم في ربط المحطة المذكورة مع المحطة السورية – الايرانية القائمة على جبال صنين في لبنان ومع انتهاء ربط المحطتين وتفعيلهما بالمعدات الالكترونية المتطورة، من حيث الانذار والتنصت، تصبح روسيا قادرة على مراقبة التحركات البحرية والجوية في شرق ومركز البحر المتوسط.

وبحسب هذه المصادر فان المهام المركزية التي القيت على حاملة الطائرات الروسية Admiral Kuznetsov التي رست خلال الشهر الماضي وحتى مطلع هذا الشهر في ميناء طرطوس، استخدام محطة مراقبة وتنصت في المنطقة حيث تعتقد روسيا ان هناك تحضيرات لضرب ايران او سوريا وحزب الله ". وتدعي هذه المصادر ان هناك طائرات من دون طيارامريكية الصنع في الاجواء السورية تراقب التحركات التي تشهدها سوريا كما تراقب عمليات نقل صواريخ تحمل رؤوسا كيماوية وبيولوجية وغاز اعصاب، وان ضمن مهمة اجهزة المراقبة الروسية تعقب هذه الطائرات. واشارت المصادر الاسرائيلية في هذا الجانب الى ان تحذيرات امريكية وصلت الى اسرائيل وتركيا ولبنان والسعودية والاردن والعراق حول هذه الصواريخ

 

النهار": بان يعيّن الأربعاء مدّعياً عاماً وقاضياً وقلق من عواقب الأزمة السورية

 علمت "النهار" من مصادر دولية واسعة الإطلاع أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون سيعلن اليوم اسم المدعي العام الجديد للمحكمة الخاصة بلبنان، وهو الكندي نورمان فاريل، كما أنه سيعين قاضياً جديداً في المحكمة من الجنسية الأوغندية خلفاً للإيطالي الراحل أنطونيو كاسيزي. وعبر بان عن "خيبة أمله" لأن الحوار الوطني اللبناني لم يلتئم منذ أكثر من سنة. وأبدى "قلقه الشديد" مما سماه "أعمال السلطات السورية" التي تسببت بخسائر في الأرواح وجرحى في لبنان. وإذ رفض المصدر ذكر أي أسماء، أفاد ديبلوماسي آخر أن القاضي الذي سيخلف كاسيزي في منصبه قاضي استئناف في المحكمة، علماً أن كاسيزي كان نقل صلاحيته بصفة كونه رئيساً للمحكمة، بالإتفاق مع الأمانة العامة للأمم المتحدة، الى السير ديفيد باراغوانث. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره نصف السنوي الجديد عن تطبيق القرار 1701، المؤلف من 83 فقرة في 23 صفحة فولسكاب، "قلقه من أن الأطراف لم يحرزوا تقدماً إضافيا في تنفيذ الواجبات المنصوص عليها في القرار". كما أبدى "قلقه العميق لاستمرار الازمة في سوريا وعواقبها المحتملة على لبنان والقرار 1701"، معتبراً أنه "من الأهمية بمكان المحافظة التامة على اجراءات وقف الأعمال العدائية بين لبنان واسرائيل".

وإذ ندد بالهجمات على القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" واطلاق الصواريخ من الجنوب في اتجاه اسرائيل، عبر عن امتنانه لعدم تصعيد الوضع من أي طرف بسبب هذه الحوادث. كذلك عبر عن "القلق من التفجيرات التي حصلت في مؤسسات تجارية بمدينة صور، في اشارة الى استهداف محال لبيع الكحول، وحض السلطات اللبنانية على "بذل كل جهد لتوقيف المتورطين عن كل الهجمات وتقديمهم الى العدالة". وإذ كرر دعوة اسرائيل الى الإنسحاب من الشطر الشمالي لبلدة الغجر ووقف طلعاتها في أجواء لبنان، حض السلطات اللبنانية على ممارسة "سلطتها الفعلية" على كل أراضيها. وقال إن "احتفاظ حزب الله وغيره من التنظيمات الخارجة عن سيطرة الدولة بالأسلحة، يعوق تأكيد احتكار الدولة للإستخدام المشروع للقوة"، فضلاً عن أنه يهدد سيادة لبنان. وأضاف: "وحدها عملية سياسية محلية في لبنان يمكن أن تؤدي الى نزع أسلحة الجماعات المسلحة"، معبراً عن "خيبة أمله" لأن الحوار الوطني لم يلتئم منذ أكثر من سنة. ودعا كل الدول الى الإمتناع عن نقل الأسلحة الى لبنان، مبدياً "قلقه الشديد من أعمال السلطات السورية على طول الحدود مع لبنان مما أدى الى خسائر في الأرواح وجرحى في لبنان". كذلك أسف لعدم احراز تقدم في ترسيم الحدود بين البلدين.

 

اطلاق 3 مخطوفين في البقاع بعد دفع فدية مالية

أفاد مندوب "NOW Lebanon" في البقاع أنه تم الافراج عن الشقيقين هشام عزة عبد الرؤوف وعماد عزة عبد الرؤوف وخالد عبد السلام حماده فجر اليوم  في منطقة البقاع الاوسط، بعد دفع فدية مالية للخاطفين. وكان الثلاثة خطفوا في 18 شباط الجاري على طريق تعنايل ـ شتورة ونقلوا إلى بلدة بريتال البقاعية.

وعلم موقعنا ان مخابرات الجيش في البقاع تسلمت المخطوفين وتستمع الى إفاداتهم للتوسع في التحقيق، خصوصاً وان الخاطفين كانوا يرتدون بذلات عسكرية. وكان الجيش اللبناني نفذ في اليومين الماضيين عمليات تفتيش وبحث واسعتين في جرود بلدة بريتال.

 

إطلاق ملتبس للمراهقَيْن السوريين في زحلة/هل ثمة علاقة للوالد بأقرباء لرئيس العصابة؟

زحلة – "النهار"/ أطلق بعد ظهر أمس المراهقان السوريان براء وعلي عز الدين من العصابة التي اختطفتهما من منزلها في الكرك ليل الاحد – الاثنين، وسط التباس اكتنف شروط اطلاق سراحهما، إذ لم تتمكن الأجهزة الأمنية والعسكرية من تأكيد دفع العائلة فدية وقيمتها أو نفي الأمر، في انتظار انتهاء تحقيقات الشرطة في زحلة مع المراهقين التي طالت حتى ساعات الليل. وما توافر من معلومات، ان سيارة تركت المخطوفين على طريق ديرزنون على مقربة من منزل ز. س. الذي استضاف والدتهما في منزله بعد محنتها، وهو مالك الفيللا التي تسكنها العائلة بالايجار. وان التفاوض تم بين والد المراهقين وبين الخاطفين "من تحت الطاولة" لعب فيها طرف ثالث دور الوسيط. ويبحث التحقيق في علاقة ما تربط الوالد بأقرباء لرئيس العصابة الخاطفة، ومدى ارتباطها بعملية الخطف.

 

بحماية حزب الله: البقاع في قبضة "عصابة محمد فياض إسماعيل"؟

خطْف مـراهقَين سوريّين والفدية المطلوبة 3 ملايين دولار والخاطفون بملابس عسكرية

زحلة – دانييل خياط/النهار

البقاع وامنه في قبضة "محمد فياض اسماعيل"، وهذا الاسم تعرّف به الاجهزة الامنية العصابة التي تتلقى منها الضربات منذ آب الماضي. الضربة الاخيرة سددتها ليل الاحد – الاثنين الى الامن والسياسة معا باقتحامها منزلا تقطنه عائلة سورية في مجمع سكني مقفل في منطقة الكرك، تصل اليه من طريق تسلكها مركبات قوى الامن الداخلي بين سجن زحلة للرجال ومخفر المعلقة، وخطفها ابني العائلة المراهقين للمطالبة بفدية، في حين لا تزال العصابة المشتبه بها تحتجز ثلاثة سوريين هم عماد وهشام عبد الرؤوف وخالد حماده من اصل اربعة خطفتهم بقوة السلاح في 11 شباط الفائت على طريق تعنايل.

وبلغ التجرؤ على الامن ان تحضر، منتصف ليل الاحد - الاثنين سيارتان رباعيتيا الدفع "هامر" و"بيك اب" من نوع "تاهوما"، الى المدخل الرئيس للمجمع السكني "غرين سيتي" في الكرك، انتحل من فيها صفة امنية ليجبروا ناطور المجمع تحت تهديد السلاح على فتح الباب. رابطت احدى السيارتين عند المدخل الخارجي، وتوغلت الثانية بين صفين من الفيلات، وصولا الى الفيلا التي تقطنها بالايجار منذ نحو سنة عائلة سورية من بلدة مضايا، مؤلفة من الوالدة جومانا وولديها المراهقين براء (16 سنة) وعلي (14 سنة) وطفلتها التي لم تبلغ الثالثة من عمرها، فيما رب العائلة محمد عز الدين غائب في السعودية حيث يعمل. ترجل المسلحون وبقي أربعة منهم خارج الفيلا بينما تولى اثنان خلع الباب الخشبي للفيلا، حيث كان أفراد العائلة خلدوا الى النوم مطمئنين الى أنهم في مجمع مغلق، فلم يقفلوا الباب الحديد. سدد المسلحان مسدسا الى رأس الطفلة، وامرا الوالدة بفتح الخزنة وسلباها 30 الف دولار ومصاغها والاجهزة الخليوية لافراد العائلة، واقتادا معهما براء وعلي، وقالا للام "اذا كنت تريدين ان تري ولديك مجددا فعليك دفع فدية". وغادروا من دون ان يفيق ابن اخت جومانا الذي كان في ضيافة العائلة نائما في احدى نواحي الفيلا، ولا الجيران الذين علموا بالواقعة من صراخ الام المنهارة واستنجادها بهم.

وحضرت الاجهزة الامنية على اختلافها والنائب العام الاستئنافي في البقاع، واستمعت الى افادة الوالدة وابن اختها واقتيد الناطور للتحقيق. وتتجه الشبهة نحو "عصابة محمد فياض اسماعيل". وافاد احد الاجهزة الامنية ان احد اصدقاء براء تلقى على هاتفه الخليوي اتصالا من رقم سوري في محيط بريتال طلب فيه الخاطفون فدية 3 ملايين دولار. وأضاف لاحقاً أن قوة من الجيش دهمت عدداً من المنازل في بريتال.

وكلما وقعت عملية خطف في البقاع تنطلق أسئلة عن سهولة انتقال الخاطفين - الذين تقول الاجهزة الامنية انها تعرف هوياتهم - على الطرق الدولية والفرعية، وعن سهولة انتحال الصفة الامنية والعسكرية تسهيلا لتنفيذ عمل جرمي: ففي عملية خطف الاشقاء السوريين والمستخدم لديهم، ارتدى الخاطفون ملابس عسكرية، ونقل مصدر امني عن افادة الشقيق الذي اطلقوه اسامة عبد الرؤوف انهم تمكنوا خلال اقتياد المخطوفين من عبور حاجزين للجيش معرّفين عن انفسهم بأنهم "مخابرات الجيش". وفي عمليتهم الاخيرة لم يكلف الخاطفون أنفسهم عناء اخفاء وجوههم، واكتفوا باستخدام صفة امنية لاقتحام المجمع السكني. وتقول الاجهزة الامنية ان الخاطفين يقتادون رهائنهم الى الجرود بين بلدتي بريتال والطفيل على الحدود، وهي منطقة حساسة امنيا لـ"حزب الله"، فلماذا يسمح الحزب لعصابة بأن تلعب في ملعبه؟

 

ظاهرة "الخطف  الابتزازي" على طريق المصنع وفي البقاع... هل من تواطؤ؟

سياسي يرى فيها عملاً غير بريء وأمني يؤكّد "سننهيها قبل أن يستباح البلد"

عباس صالح/النهار/أعادت عملية خطف الشابين السوريين براء محمد عز الدين وشقيقه علي من منزل والدهما في زحلة وطلب خاطفيهما فدية مالية قدرها 3 ملايين دولار قبل اطلاقهما امس، تسليط الضوء بقوة على عمليات الخطف التي تكاثرت في الآونة الاخيرة في كل لبنان، علما انها ليست "موضة جديدة" في عالم الجريمة، بل يلتصق تاريخها بتاريخ استخدام العنف البشري وسيلة لتحقيق المبتغى اياً كان.

واذا كان إحصاء دوافع عمليات خطف البشر وأسبابها ضرباً من ضروب المستحيل، فإن أبرز الاسباب التي غالبا ما تنجلي بفعل التحقيقات يمكن تحديد أهدافها بالآتي: خطف بقصد الابتزاز المالي، خطف لاسباب سياسية، خطف في اطار الجريمة المنظمة، خطف للابتزاز السياسي،  خطف متبادل بين عصابات بهدف تحصيل مبالغ عالقة بينها، خطف ثأري بين مجموعات وربما عائلات، خطف بهدف التصفية الجسدية لأسباب مختلفة، خطف اطفال بهدف بيعهم، خطف اطفال في اطار تصفية حسابات بين زوجين منفصلين، خطف فتيات بهدف الزواج... الخ.

واذا كان مفهوم الخطف واحد بكل المعايير بغض النظر عما اذا كانت كل تلك الاسباب، ولو مجتمعة، تبرر خطف انسان وتعنيفه وإهانة كرامته الانسانية، واحتجاز حريته، وهي اغلى ما في الوجود، ام لا، يبقى اللافت ابتكار اللصوص طرائق جديدة في السطو على اموال الناس، ولا سيما الاغنياء والميسورين، فيخطفونهم بعد مراقبتهم، ثم يفاوضون ذويهم على مبالغ مالية كبيرة جدا لإطلاقهم، وهذه ظاهرة إن لم تكن جديدة في ذاتها، الا انها تكررت  في الآونة الاخيرة، ما أوحى وكأنها "ظاهرة الموسم" وآفة العصر، ذلك لأن أكثر من 17 عملية خطف وقعت في هذا الاطار على كل الاراضي اللبنانية منذ اول العام 2011، لكن أكثرها دوياً كانت، وما تزال، تلك التي جرت على طريق المصنع – شتوره، والتي وصفت بـ"مصيدة" التجار السوريين لتعرضهم لأكثر من عملية خطف خلال فترة وجيزة.

وبغض النظر عن خطف الاستونيين السبعة على هذه الطريق إياها، والتي وصفت بأنها "عملية خطف سياسية مموهة بالابتزاز المالي" وفق ما قاله أمني مخضرم لـ"النهار"، فإن عددا من الأثرياء السوريين وقعوا ضحايا  تلك المصيدة، بعدما حصلت عصابة الخاطفين، التي تدل كل المؤشرات الى انها هي نفسها، على مبالغ كبيرة من بعضهم، و"استطعم" افرادها، ما جعلهم يكررون فعلتهم كل فترة ويحصلون بنتيجتها على مبالغ خيالية.

غير بريء

من هنا ينطلق أحد السياسيين ليعلنها صراحة عبر "النهار" ان ما يحصل على طريق المصنع - شتوره ليس بريئا، ومن المؤكد ان ثمة تسهيلات معينة يقدمها أشخاص في المنطقة للخاطفين، وربما يكونون من الموظفين، والارجح انهم من الجانب السوري حيث توجد نقطتان للجمارك والامن العام السوريين، وقد يكونون من الجانب اللبناني ايضا حيث هناك نقطتان مماثلتان، اذ لا يعقل ان ينتظر الخاطفون سيارة معينة ومحددة سلفا، وقد لا تكون بحداثة وتطور وفخامة سيارات تمر قبلها وبعدها، من دون ان يعترضها الخاطفون الذين ينقضون على سيارات محددة سلفا ويخطفون ركابها الذين يتبين انهم من الاثرياء. فمن أين للخاطفين بهذه المعلومات الدقيقة؟

يجزم السياسي المشار إليه بوجود تنسيق في مكان ما واتصالات بين الخاطفين وشخص معين، يرجح انه من الموظفين على احد الحواجز الاربعة، لأن الموظفين وحدهم في إمكانهم تمييز الاثرياء من المارة بعيدا من نوع سياراتهم وحداثتها. ويخلص الى القول بضرورة تثبيت حاجز للجيش على هذه الطريق.

مصدر امني معني يرى ان معظم هذه العمليات تقوم بها عصابة معروفة من قطّاع الطرق، والاجهزة الامنية تعرفها بالاسماء وترصدها بدقة، لكن افرادها موجودون في بؤرة معينة هي ساحة للطفار والمطلوبين تاريخيا. وعليه فقد باتت تشكل حساسية معينة تراعيها الاجهزة، لكن افراد هذه العصابة تمادوا كثيرا وبات الامر يحتاج حلا جذريا، وصار من واجبنا الملحّ ان نضع حدا لهم، ولم يعد في إمكاننا ان نتحملهم أكثر من ذلك، ومن غير المسموح ان يستمر الوضع على ما هو عليه، وبالتالي لدينا خطة ونعمل على انهاء هذه الظاهرة قريباً لكي لا يستباح البلد.

بمراجعة عمليات الخطف التي حصلت على طريق المصنع - شتوره حصرا منذ بداية العام 2011 وحتى تاريخه يتبين ما يأتي:

في 23 /3/ 2011 خطف مجهولون، يستقلون حافلتي فان وسيارة مرسيدس، سبعة استونيين كانوا يستقلون دراجات هوائية آتين من دمشق عبر طريق دير زنون، بعدما رموا دراجاتهم الى جانب الطريق التي تربط دير زنون بالمدينة الصناعية لزحلة. والمخطوفون هم: بريت رايستيك، اوغست تللو، ماديس بالوجا، مارتن ميستبال، كاليف كيوسار، جان جاتوماجي، اندريه باك.

بعد أشهر تم تحرير الاستونيين بنتيجة مفاوضات شاركت فيها السلطات الاستونية والفرنسة والسورية واللبنانية، في اطار صفقة بقيت مكتوفة التفاصيل.

في 26/ 8/ 2011 خُطف رجل الاعمال السوري المهندس محمد ايمن بشير عمّار (52 عاما)، ومحاسبه السوري نور جميل الحاج قدورة (32 عاما) على الطريق الدولية في بلدة بر الياس بقضاء زحلة، بينما كانا متوجهين الى لبنان في سيارة "جاغوار" يقودها سائق عمّار اللبناني خليل صالح آغا من بلدة الطفيل. وبوصول السيارة الى بر الياس صدمتها سيارة "مورانو" سوداء واعترضت طريقها، واقتاد 3 مسلحين كانوا في الجيب عمّار وقدورة الى جهة مجهولة، وتركوا خلفهم "الجاغوار" وسائقها. وتبين ان عمّار صاحب استثمارات في سوريا ولبنان، وهو شريك في شركة "ايلا" لمواد منع النش والبناء في الاشرفية، ويملك شركة اقمشة وصالة عرض في متجر لبناني شهير. في اليوم التالي تلقت زوجة عمّار في سوريا اتصالا من الخاطفين وطلبوا فدية مقدارها خمسة ملايين أورو.

في 5/ 2/ 2012  أَفرج الخاطفون عن رجل الاعمال السوري محمد غياث الجابي، الذي كانوا خطفوه قبل اربعة ايام على طريق المصنع - دير زنون بسيارة "ب ام ف"، ولم يتعرضوا لسائقه.

الجابي ترك على طريق رياق - بعلبك في مقابل فدية مالية قدرت بمليون ليرة سورية ومصاغ ذهبي لزوجته، بعد مفاوضات أجريت مع الخاطفين من دون ابلاغ الاجهزة الامنية.

عملية الخطف الثالثة خلال اقل من 6 اشهر كانت في 11 شباط الجاري، حين اطلق مسلحون يستقلون سيارة جيب "انفوي" خضراء النار على جيب "مازدا" اسود يحمل لوحة سورية، بعد اعتراض طريقه على طريق عام تعنايل قرب جسر الاوتوستراد العربي، وخطفوا من كانوا بداخله، وهم الاشقاء الثلاثة هشام (45 عاما)، وعماد (46 عاما)، واسامة عبد الرؤوف (50 عاما) والعامل لديهم خالد عبد السلام الحمادة (23 عاما).  في اليوم الثاني اطلق الخاطفون اسامة على طريق ابلح - النبي أيلا، بعدما طالبوه بفدية قدرها مليونا دولار لقاء تحرير شقيقيه وعاملهما، كما زودوه رقم هاتف خليوي سوري للاتصال به... وقد تكون للمسلسل تتمة !

 

الحريري ابرق الى امير قطر منوهاً بجهوده لمناصرة القضية الفلسطينية

المركزية- أبرق الرئيس سعد الحريري الى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني منوهاً بـ"الجهود التي يبذلها لمناصرة القضية الفلسطينية وللدفاع عن القدس في المحافل الدولية، للجم اطماع الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية والعربية". وجاء في البرقية "لقد شكّل قراركم تنظيم مؤتمر للدفاع عن القدس في الدوحة، مدعاة فخر لكل العرب والمسلمين الذين يحملون في قلوبهم قضية فلسطين، وعلى رأس اولوياتها مصير القدس الشريف، ثاني القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. اضاف: "إن اقتراحكم في شأن التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يقضي في تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل منذ عام 1967 في القدس العربية بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية، لهو القرار الصائب للجم اطماع الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية والعربية، هذا الكيان الغاصب الذي لا ينفك يستغل الأزمات التي تعصف بعالمنا العربي لخلق امر واقع على الأرض يراهن على عدم محوه مع مرور الزمن". وتابع الحريري في رسالته "لقد عودتنا دولة قطر الشقيقة وعلى رأسها سموّكم بالوقوف في الخط الأمامي دفاعا عن كل قضايا العرب والمسلمين المحقة. وإنني إذ أثمن تثمينا عاليا مبادرتكم الشجاعة، اسأل الله العلي القدير أن يسدد خطاكم ويعينكم في تحقيق تطلعات الشعب القطري الشقيق نحو مزيد من الرفاهية والتقدم والنمو".

 

غادر رومانيا في زيـارة دولة الى تشيكيا

سليمان: لبنان يتميز بحيوية نظامه المالي ويتطلع الى تعزيز علاقاته على كل الاصعدة

المركزية – انهى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان زيارة رسمية الى رومانيا وانتقل وعقيلته والوفد المرافق في زيارة دولة الى تشيكيا بعدما اكد تطلع لبنان الى علاقات مميزة مع رومانيا على كل الاصعدة والسعي لازالة المعوقات التي تحول دون تطويرها على المستويين الاقتصادي والتجاري، لافتا الى تميز لبنانبمتانة وحيويّة نظامه المصرفي والمالي، ومقدرته على جذب الاستثمار بفعل الاستقرار الذي يتمتع به. وجدد مطالبته الدول العربية المحافظة على الاقليات فيها وان تعمل على اشراك هذه الاقليات في السياسة والادارة.

منتدى رجال الاعمال: وكان حضر الجلسة الافتتاحية لمنتدى رجال الاعمال الذي نظمته غرفة التجارة في رومانيا، وشارك فيه رجال اعمال لبنانيون ورومانيون.

والقى الرئيس سليمان كلمة جاء فيها: "أيها الحضور الكريم، نلتقي اليوم على أرض هذا الوطن، الذي تربطنا به علاقات ممتازة نعمل سوياً على تمتينها وتدعيمها عبر العلاقات الديبلوماسية وعبر جاليتنا الكريمة هنا، التي برهنت عن حبها وإخلاصها لدولة رومانيا من خلال عملها ونشاطها في شتى المجالات.

يمرّ العالم بأزمة اقتصادية ومالية تطاول القطاعات الاقتصادية والمالية في معظم البلدان ولا تزال آثارها ونتائجها تهدد اقتصاد العديد من الدول وبالتحديد اوروبا. وتشهد منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط متغيرات وأحداثا لا تزال نتائجها غير واضحة. وقد استطعنا أن نبرهن للعالم إمكانات لبنان في مواجهة الأزمات والصعاب مهما كانت كبيرة. فبالجهد والعمل الدؤوب والسياسة الاقتصادية والمالية الحكيمة، استطعنا أن نحافظ على الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وتابع: "سجل قطاعنا المالي والمصرفي ارتفاعا في نمو الودائع تخطى الـ120 مليار دولار أميركي نهاية 2011. وقد شكلت مناعةالقطاع المصرفي في لبنان خلال العقود المنصرمة مادة دسمة لكل تقارير المؤسسات المرجعية الدولية. وماكان لافتا هو الصمود الملحوظ للمصارف اللبنانية التي حافظت على نشاطها حتى في أحلك الظروف المحلية والخارجية، في ظل بيئة رقابية صارمة وقطاع مصرفي يجمع بين التنوع والمحافظة على القيم الانسانية.

وقال: "كما لعب الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان دورا أساسيا في تدعيم الاقتصاد ونموه وجذب الاستثمارات التي وصلت الى 4,9 مليار دولار في العام 2011. وحافظنا على وتيرة نمو مضطرد وصلت في الأعوام 2008 الى 2010 الى حدود 8%، (ثمانية في المئة) وتراجعت بسبب الاحداث في المنطقة الى حدود 2% في العام 2011. ولكن المؤشرات تدل الى معاودة ارتفاع نسبة النمو الى حدود تفوق 4% هذاالعام، فالاقتصاد اللبناني لايزال يعمل في حدود 70% (سبعين في المئة) من قدرته الإنتاجية الكاملة وعمالته المطلقة، وهو يملك قدرات كبيرة يمكن استغلالها، ما يسمح له بمتابعة تسجيل معدلات نمو مرتفعة في السنوات المقبلة. وتشير التحليلات الى أن مثل هذا النمو لا يزال قابلا للاضطراد من الناحية التقنية على الأقل". اضاف: "كما استطعنا المحافظة على نسب تضخم منخفضة وعلى استقرار لسعرالصرف، حيث حافظ لبنان بشكل ملحوظ على استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية في مقابل الدولار الأميركي والذي أصبح يتماشى مع الأساسيات الماكرو اقتصادية للبنان ومع واقعه الاقتصادي الحقيقي.

اما على صعيد أوضاع المالية العامة فقال: "فعلى الرغم من ارتفاع نسبة الاستدانة، فإن لبنان لم يقع في فخ المديونية وتجنب حلقة مفرغة من دين غير قابل للاحتواء يغذي عجزا يمكن ان يعرض الاستقرار المالي المحلي للخطر. ومثل هذه الديمومة في أوضاع المالية العامة اللبنانية دفعت مؤسسات التصنيف العالمية الى تصنيف دين لبنان السيادي في دائرة الاستقرار".

اضاف: "اما على صعيد الرساميل الوافدة الى لبنان فقد تجاوز متوسط هذه الرساميل الى الناتج المحلي الإجمالي نسبة 20% (عشرين في المئة) في السنوات المنصرمة، وهو من الأعلى عالميا،ما شكل دعما كبيرا لميزان المدفوعات في كل الأوقات. إن سجل لبنان الحافل بالديمومة الطويلة الأجل في سوق السلع وسوق النقد وسوق العملات وسوق التمويل يجعله ملاذااستثماريا جذابا لعدد من المستثمرين. أماالأهم من ذلك، فهو ان مثل هذه الديمومة الاقتصادية قابلة لأن تستمر في الحقبة المقبلة مع استمرار الاستقرار الأمني والسياسي، وبخاصة في ظل المناخ الديموقراطي الذي بدأت تهب رياحه في المنطقة العربية ما يتيح المجال للعب دوره بصورة افضل".

وتابع: "اننا نتطلع الى علاقات مميزة مع رومانيا على كل الأصعدة، وستكونون أنتم دعائم هذه العلاقات. فمن خلال الجهد المشترك سنعمل على إزالة كل المعوقات التي تحول دون تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين لبنان ورومانيا. وسنعمل سويا على استثمار الفرص المتاحة في كلا البلدين وتنشيط العمل التجاري عبر تطوير مؤسسات العمل المشتركة لتفعيل التواصل بين رجال الأعمال في البلدين وتعريفهم على الأسواق والفرص الاستثمارية المتاحة". وختم: "ان لبنان يفخر بكم وبعملكم، لقد حققتم نجاحات على كل الاصعدة، تجعلنا واثقين من مستقبل زاهر للعلاقات اللبنانية - الرومانية في شتى المجالات". وكان رئيس غرفة التجارة الرومانية مخائيل فلاسوف القى كلمة في بداية الجلسة الافتتاحية، رحب فيها برئيس الجمهورية والوفد المرافق في المنتدى، منوها بان لبنان هو اول مستثمر اجنبي في رومانيا في اكثر من ثلاثة الاف شركة. وقبل مغادرته غرفة التجارة الرومانية، دون الرئيس سليمان كلمة في سجلها الذهبي جاء فيها: "يسعدني ان اشارك في الجلسة الافتتاحية لمنتداكم في خلال زيارتي الرسمية الى رومانيا، متمنيا ان تساهم اعمال هذا المنتدى في تعزيز العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي وعلى المستويات الاخرى من التعاون".

بطريرك رومانيا: وزار الرئيس سليمان بطريرك رومانيا دانيال في مقر البطريركية الارثوذكسية في بوخارست، واستعرض معه العلاقات اللبنانية الرومانية، بالاضافة الى شؤون تهم الطائفة الارثوذكسية والاقليات في الشرق الاوسط.

حوار: وفي ختام اللقاء الذي تخلله تبادل هدايا، اجاب الرئيس سليمان على اسئلة الصحافيين.

* اختتمتم زيارتكم الى رومانيا بزيارة غبطة البطريرك دانيال، ما هو تقويمكم للزيارة ككل وللقائكم مع صاحب الغبطة؟

- ان الزيارة ككل مفيدة ومهمة وتؤسس لعلاقات جديدة وفاعلة مع رومانيا على المستوى السياسي لترسيخ القناعات بين لبنان ورومانيا التي لم تقصر بالوقوف الى جانب لبنان. وزيارتي الى غبطة البطريرك هي من جملة الزيارات التي اتيح لنا خلالها التحدث عن موضوع الاقليات في الشرق الاوسط الذي تكلمت عنه، وطلبت ان تعمل الدول العربية على المحافظة على هذه الاقليات، لانها ثروة كبيرة في الشرق الاوسط والدول العربية، وان تعمل على اشراكهم في السياسة والادارة، وليس بناء لعدد الاصوات التي يمكن ان يحوزوا عليها، ولكن عبر وضع حد ادنى من التمثيل لهذه الطوائف، لأن غنى الانسانية اليوم وغنى الانظمة الديموقراطية هي بادخال العامل الانساني اليها والذي سيصبح ملزما خلال بضع سنوات، نظرا للتعدد الذي يتنامى ويتكاثر في المدن الكبرى. وسنصبح جميعنا ملزمون باشراك كل مكونات المجتمع واغناء الديموقراطيات وجعل الانظمة المالية اكثر انسانية.

* كيف تنظر المرجعيات الدينية الغربية الى وضع المسيحيين في الشرق الاوسط وهل يولونهم الاهتمام اللازم؟

- الاهتمام موجود، وهناك الاهتمام السياسي خصوصا عندما يفهمون وضعية الاقليات التي هي ليست فقط اقليات مسيحية، وهذه المشكلة ليست موجودة في لبنان. نحن في لبنان لسنا اقليات انما جميعنا اقليات وكل المجموعات هي اقليات متعاونة ومرتبطة بميثاق واحد في لبنان هو ميثاق مثالي يصلح ان يكون نموذجا للحياة الديموقراطية الجديدة بعد بضع سنوات.

 

التقى الرئيس القبرصـي والمراســــلين العرب

بري: لبنان يجب ان يكون مركزاً لحوار الحضـارات والعرب في حاجة الى قانون يلغي الطائفية والمذهبية

المركزية- اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري وجود مؤامرة لاحداث فتن في العالم العربي،وقال" ان العروبة في خطر، العرب أصبحوا في حاجة الى قانون لالغاء الطائفية والمذهبية". ورأى خلال استقباله الهيئة الادارية الجديدة لمراسلي الصحف العربية "أن لبنان ملتقى النهرين: النهر الاسلامي، والنهر المسيحي، وانه يجب ان يكون مركزا" دائما" لحوار الحضارات".

وكشف عن انه يحاول بلورة هذه الفكرة بالسعي لجعل بيروت مقرا دائما لحوار الاديان والمذاهب، وانه بدأ العمل على ذلك من خلال اتصالات مع العديد من المرجعيات والجهات المعنية منذ شهرين .وقال اننا لا نستطيع ان نقف مكتوفي الايدي حيال ما يجري في المنطقة، واننا نسعى لايجاد أفكار تساهم في ان يكون لبنان واحة حقيقية للعالم.

وأعرب عن خشيته من المنحى الذي نشهده اليوم والذي يصب في مؤامرة التفتيت والتقسيم في المنطقة، مذكرا" بتحذيره في مهرجان ذكرى تغييب الامام الصدر في بعلبك من اننا على ابواب سايكس بيكو جديد. ورأى "أن الذي حصل أكمل مؤامرة على العروبة، والذي سيحصل لا سمح الله سيكمل مؤامرة على الاسلام".

وفي معرض توصيفه لما يجري في اطار هذه المؤامرة قال" أنهم يطلبون منا أن ننتقل من سجن سيئ الى سجن أفضل، أي من سجن نجمتين الى سجن ثلاث نجوم".

وسأل هل المطلوب أن يعطى الفرد في الأمة العربية بعض الحريات على الصعيد الفردي مقابل ألا نطالب بشيء يضر باسرائيل؟ وقال: ان لبنان لا يستطيع ان يؤثر بما يجري في المنطقة ولكنه بالتأكيد يتأثر بها، ومن هنا جاءت فكرة النأي بالنفس التي يستفيد منها كل اللبنانيين، وينتقدونها في آن كعادة اللبنانيين..

وأعرب عن اعتقاده بأن الانتقادات التي توجه لسياسة النأي بالنفس هي لأسباب داخلية، ولو أتى الذين ينتقدونها الى السلطة لساروا بها .وقال ان سياسة الحياد التي نتخذها هي سياسة الحياد الايجابي، فنحن لسنا حياديين في ثلاث حالات:

1- الحالة الأولى العداء لاسرائيل، فنحن لسنا حياديين في هذه الحالة على الاطلاق.

2- نحن لسنا حياديين ازاء الاجماع العربي .

3- نحن لسنا حياديين بين الحق والباطل .

وحول الوضع السوري سأل بري هل تقدم احد في العالم وخصوصا في العرب بمبادرة سياسية للحل في سوريا؟ معربا عن مخاوفه من محاولات خلق فتنة مذهبية والعمل على تقسيمها .

وحول كيفية تحصين لبنان، قال" ان المسلك الذي تسير به الدولة اللبنانية هو مسلك عاقل وحكيم، وهو لمصلحة العرب ولمصلحة السوريين واولا واخرا لمصلحة اللبنانيين".

وكان بري الذي غادر الى قبرص صباح اليوم استهل زيارته الرسمية بلقاء الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس ظهراً في مقر الرئاسة.

 

عبس: لن تكون المقاومــة التي أثمرت إنتفاضة الإستقلال إلاّ بصلب كتاب التاريخ

المركزية- اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحرّ" زياد عبس أن "كتاب التاريخ الجديد لا يحترم المقاربة المتّفق عليها، التي تقضي بتعداد جميع الأحداث وجميع وجهات النظر منها".

وجاء في بيان أصدره:

"تفاءل اللبنانيون خيراً بالمقاربة التي اعتُمدت عند إعداد مسودة كتاب التاريخ، إذ أنها كانت ستُظهر وجهات النظر المختلفة وستعدد الأحداث من دون الإجتزاء منها.

ووجدنا في هذه المقاربة المتقدّمة ولأول مرة في لبنان، فرصة حقيقية لإقرار كتاب تاريخ موحد يوثّق ويعدد جميع الأحداث.

أما اليوم، وبعد ما تررد من معلومات عن مقاربة مختلفة، يبدو أننا على عتبة مشكلة كبيرة وهي أن كتاب التاريخ الجديد الذي يُعدّ حالياً، لا يحترم المقاربة المتّفق عليها والتي تقضي بتعداد جميع الأحداث وجميع وجهات النظر منها. فالصيغة الجديدة لا تسرد الحوادث كما حصلت في حينها بل تجتزء الكثير منها خصوصاً أحداث ما بعد العام 1990.

إننا ومن منطلق وطني وتاريخي واحتراماً لنضالات مدنيين وعسكريين وحفاظاً على ذاكرة وطن شرب من دم جميع أبنائه، نتوجه الى المعنيين بصرخة حق ونقول:

لن يُقر كتاب تاريخ لا يذكر "الفاصلة" التي طالب بزيادتها العماد عون على إتّفاق الطائف.

لن يُقر كتاب تاريخ لا يذكر المآسي والويلات والكابوس الذي تلا العملية العسكرية في 13 تشرين 1990.

لن يُقرّ كتاب تاريخ لا يذكر المفقودين قسراً وشهداء الوطن والواجب.

لن يُقر كتاب تاريخ يزوّر تاريخ لبنان ويحاول أن يمحو أسطر الشهادة والعز والعنفوان من على صفحاته.

أخيراً، لا بد لنا من التذكير مجدداً بأن مرحلة النضال السلمي والمقاومة التي كان أبطالها شباب وشابات لبنان والتي أثمرت إنتفاضة الاستقلال لن نسمح بأن تكون إلاّ بصلب تاريخ لبنان".

 

الجميل من روما: اسرائيل توفر ذريعة لقيام الاصوليات

فراتيني: ليوقـــف النظام السوري قتل شعبه

المركزية- اعتبر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل ان "اسرائيل غير جاهزة للسلام قبل ان تنهي مشاريعها الخاصة بترسيم حدودها النهائية ومعالجة المسائل الامنية والديموغرافية، وهذا ما ينعكس سلباً على لبنان الذي يعاني من الضغط الاسرائيلي في اتجاه توطين الفلسطينيين، اضافة الى خلق حالة لااستقرار دائمة خاصة في الجنوب اللبناني".

استهل الرئيس الجميل محادثاته في العاصمة الايطالية بلقاءات عقدها في مجلس النواب مع كبار المسؤولين في الدولة تتناول الاوضاع في المنطقة وأهمية تحصين الساحة اللبنانية وجعلها بمنأى عن تداعيات الاحداث في سوريا.  وكان الرئيس الجميل قد التقى وزير الخارجية الايطالي السابق فرانكو فراتيني وتركزت المحادثات على الاوضاع الراهنة. واعتبر الجميل ان "اسرائيل غير جاهزة للسلام قبل ان تنهي مشاريعها الخاصة بترسيم حدودها النهائية ومعالجة المسائل الامنية والديموغرافية، وهذا ما ينعكس سلباً على لبنان الذي يعاني من الضغط الاسرائيلي في اتجاه توطين الفلسطينيين، اضافة الى خلق حالة لااستقرار دائمة خاصة في الجنوب اللبناني"، لافتاً الى ان "تمادي اسرائيل في رفضها السير في طريق السلام من شأنه ان يستقدم مكونات اضافية تشكل ذريعة لقيام الاصوليات في المنطقة، وهذا ما يجعل مشكلة الشرق الاوسط تشهد تعقيدات اضافية وتتحول الى مشكلة ذات أبعاد متعددة". من جهته اكد الوزير فراتيني "العمل مع الرئيس الجميل على تمتين اواصر الحوار في المنطقة وتحديداً حوار الحضارات والاديان"، مشيراً الى "اصرار المجتمع الدولي على اولوية وقف العنف في سوريا ودعوة النظام الى وقف قتل شعبه الآمن"، داعياً الى "التزام المجتمع الدولي ببلوغ هذه الاهداف". كما عبّر فراتيني عن اهتمامه واهتمام ايطاليا والاتحاد الاوروبي بمستقبل سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام"، مشيراً الى "اهمية احترام التعددية وضمان مستقبل الاقليات المسيحية، كائناً ما يكون النظام البديل".

 

وزير التربية السابق القيادي في تيار "المستقبل" حسن منيمنة: الخلاف في كتابة تاريخنا هو على مستقبل البلد

لفت وزير التربية السابق القيادي في تيار "المستقبل" حسن منيمنة، أن "اللبنانيين يدركون أن كتاب التاريخ يلعب دوراً مهماً في حياتهم، وهدفنا أن نتمكن من تقديم صورة حقيقية عن أحداث لبنان، ولا نطمس شيئاً"، مضيفاً "نحن مهتمون بأن نترك للتلميذ القدرة على تحليل المعلومات وتقييم هذه المرحلة أو هذا الشخص أو هذه الجماعة، بعيداً عن اغراقه في هذا البازار السياسي".

منيمنة وفي مداخلة عبر قناة "اخبار المستقبل"، اعتبر أن "الخلاف في كتابة تاريخنا هو على مستقبل البلد، انطلاقاً من التمسك بالماضي، وهذه مسألة قاتلة للشعوب، لذلك علينا اعتبار الماضي قد مضى"، معرباً عن الأسف لأن "المجتمع اللبناني منقسم ومختلف على كل مراحل تاريخنا"، وداعياً الجميع إلى "عدم البقاء أسرى الماضي".

 

ويل لأمة يحذف تاريخها بـ"شحطة قلم"

اليز مرهج

ثلاث ويلات تلحق بالأمة..."ويل لأمة تهمل تاريخها, وويل لأمة لا تاريخ لها, وويل لأمة تزوّر تاريخها". فالويل الأول ليس موجودا عندنا, لأننا كتبنا تاريخا بدم شهدائنا... والويل الثاني بعيد عنا لأن تاريخنا مكتوب بأحرف من نور... أما الويل الثالث, فالويل لكم أيها المسؤولون إن لعنكم تاريخنا عندما حاولتم تزويره! كتابة التاريخ في نظر الفيلسوف ابن خلدون يجب ان تتم بتجرد ونزاهة, كتابة التاريخ لا تكون مرتبطة بالمشاعر الأنانية والكيدية والحقد والكراهية! كتابة التاريخ يجب أن تكون شفافة لأن التاريخ جزء من الكتب المقدسة, فحذار, حذار التلاعب بهذه القيمة الحضارية أيها الحاقدون! أجيالنا الحاضرة شهدت حركات تحررية أعطت شعوبنا نفحة وطنية وإيمانية بالأرض والجذور, وحركة الشعوب لا توقفها مآرب رخيصة ومواقف صبيانية, لأن الوقت ليس وقت مزاح, فحذار اللعب بالنار, وحذف حقبة مجيدة من تاريخ لبنان المعاصر, عنيت بها "ثورة الأرز" التي كانت مفصلا مهما في حياة لبنان! "ثورة الأرز" لا تحذف من التاريخ بـ"شحطة قلم" حاقد وموتور! "ثورة الأرز" تأريخ لمرحلة مشرّفة في تاريخ لبنان. وهنا أسأل: هل عامية انطلياس أهم من "ثورة الأرز"؟ وهل عامية لحفد أعظم قدرا من "ثورة الأرز" أيضا؟  فلماذا يحاول بعضهم وقف حركة الزمن في الرابع عشر من آذار 2005؟ هل لأن هذه الثورة وضعت حدا للعبودية والاستزلام وأنارت لبنان بأشعة الحرية؟ ولماذا تحرير الجنوب يستحق الذكر والتأريخ؟   ولماذا تحرير لبنان, كل لبنان  لا يستحق أن يسجل في كتاب التاريخ, هل لأن المحتل هو أخ وشقيق؟ ألم يقل أحد الشعراء: "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهنّد". كتابة التاريخ لا تكون مجتزأة , ولا ينظر اليها بعين واحدة!

إن "ثورة الأرز" هي غنى لكتاب التاريخ وصفحة مجيدة من صفحاته الخالدة. لهؤلاء الحاقدين المزورين للتاريخ نقول لهم بلسان نبي الأرز جبران: "للبحر مدّ وجزر, وللشمس شروق وغروب, وللقمر نقص وكمال... أما الحقيقة فلها وجه واحد فلماذا تحاولون تشويه وجه الحق". اليوم يحاولون اقتلاع  "ثورة الأرز" التي غيّرت وجه لبنان وأضاءت سماءه بنور الحرية, فكفى, وكفى , وقد "طق شلش الحياء" والتاريخ يمهل ولا يهمل, والسعيد من عرف حدّه فوقف عنده. أما عن قرار وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب في ما يختص بتدريس الطلاب وتخصيص ساعة في أسبوع المقاومة لتثقيف الأجيال في موضوع المقاومة, فأي مقاومة يقصد معالي الوزير؟ بالطبع هو يقصد مقاومة "العدو" الإسرائيلي في الجنوب, وهي منطقة عزيزة على قلوبنا, ولكن مع احترامنا لهذه المقاومة نريد أن نسأل معاليه: ما رأيه بمقاومة اللبنانيين للمغتصب الفلسطينيي كل لبنان, وليس في منطقة معينة, ألم تستحق التدريس تلك المقاومة اللبنانية التي وقفت في وجه الزعيم الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات ومساعده ابو اياد والذي كان شعاره: "طريق فلسطين تمرّ في جونيه". وهل نسي معاليه أنه لولا مقاومة اللبنانيين عام 1975 لما كانت مقاومة 2000 و 2006؟ فهل يجوز طمس هذه الحقبة الرائدة في تاريخ لبنان يوم قاوم الشرفاء بأسلحة الصيد , المدافع والصواريخ, أم أن الذاكرة تنسى أو تتناسى, والحق لمن قال: "أم القاتل تنسى وأم القتيل لا تنسى". معالي الوزير... نحن أم القتيل!

 

اشكال وعراك بالايدي بين نجل المفتي و مرافقيه ورواد مقهى

علمت "أخبار المستقبل" أن "إشكالا وقع أحد المقاهي في منطقة الروشة بين نجل مفتي الجمهورية راغب محمد رشيد قباني ومرافقيه مع عدد من رواد المقهى وذلك على خلفية الإجراءات الأمنية الإستعراضية التي قام بها نجل المفتي ومرافقوه في المقهى وتطور الإشكال الى عراك بالأيدي بين نجل المفتي ومرافقيه ورواد المقهى

 

مساع سياسية لنقل مقعد طرابلس الماروني الى البترون

!المركزية – كشفت مصادر مطلعة في الأكثرية المسيحية عن مساع حثيثة تبذل في أكثر من اتجاه من أجل نقل المقعد النيابي الماروني من دائرة طرابلس الى دائرة البترون بهدف توفير حظوظ اكبر للمرشحين في البترون للفوز في الانتخابات النيابية. واشارت لـ"المركزية" الى ان هذا المسعى يتقاطع في أهدافه المنشودة مع جهد مبذول من الفريق المعارض لكن بفارق ان نقل المقعد الطرابلسي الى البترون من شأنه ضمان المقعد للنائب الماروني في قوى 14 آذار الى جانب حلفائه حيث الأرضية المسيحية أوسع وأشمل.

 

آلان عون: ما قاله جريصاتي عن العماد عون في "ويكيليكس" هو من الماضي 

لفت عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب آلان عون إلى أن "الوزير (المستقيل) شربل نحاس هو الذي إختار أن يخرج من وزارة العمل، ولم يطلب منه أحد هذا الطلب"، مضيفاً: "لقد جرت مساع في هذا الإطار، غير أنه فضّل أن يخرج إنسجاماً مع قناعاته".  عون وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل" أكد أن وزير العمل الجديد سليم جريصاتي "يمثل تكتل "التغيير والاصلاح" وهو سيلتزم بقرار التكتل في الحكومة"، واعتبر أنّ "ما قاله في "ويكيليكس" عن رئيس التكتل" العماد (ميشال) عون (في إشارة إلى وصف جريصاتي عون بالرجل المجنون) هو من الماضي"، مذكّراً "كيف كانت العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وكيف أصبحث بعد (توقيع الجانبين ورقة) التفاهم".   وحول وجود جريصاتي في لجنة صياغة مشروع الدستور في سوريا، قال عون: "استعانوا بخبرته القانونية وعلى هذا الأساس شارك في اللجنة"، معتبراً أن "آلية اختيار الوزراء والنواب والقياديين في "التيار الوطني الحر" شأن داخلي، ولا يحق لأحد مناقشته الا ضمن "التيار"، ولا تُناقش هذه الامور عبر الاعلام"، مضيفاً: "إن خيارنا متوازن على المستوى السياسي وفي ظرف معين تُبدّى الكفاءة السياسية على الكفاءة الحزبية". وتطرق عون أخيراً إلى موضوع الـ11 مليار دولار التي أنفقتها الحكومات السابقة من خارج القاعدة الإثني عشرية على مدى السنوات الأربعة الماضية، فاعتبر أن "هناك محاولة ابتزاز من قبل فريق المعارضة الذي يريد أن تُمحى التجاوزات التي ارتكبت في السنوات الماضية، مقابل اقرار 8900 مليار (صرفتها الحكومة الحالية بالطريقة نفسها خلال العام 2011) في المجلس النيابي"، مشدداً على أن "المطلوب في الجلسة النيابية المقبلة أن تمارس الاكثرية أكثريتها". (رصد NOW Lebanon)

 

خفض عديد "اليونيفيل" الفرنسية نهاية آذار 

صور ـ "المستقبل"/كشف مصادر في القوات الدولية ان "اليونيفيل" اخذت علما ولو بشكل غير رسمي بإجراءات خفض عديد الوحدة الفرنسية بما لا يقل عن مئتي ضابط وجندي. وقالت المصادر ان اجراء الخفض قد يبصر النور مع نهاية وضع الدراسة الاستراتيجية لعمل القوات الدولية، والتي من المقرر ان تنتهي مع منتصف الشهر المقبل بحيث يشق خفض عديد الوحدة الفرنسية طريقه للتنفيذ مع نهاية شهر آذار، اذ من المقرر ان تشهد اليونيفيل الفرنسية عملية التبديل الروتينية في صفوفها . وكانت الوحدة الفرنسية احتفلت امس، بتقليد اوسمة السلام لجنودها في احتفال اقيم في مقر قيادتها في الطيري رعاه القائد العام لليونيفيل الجنرال باولو سيرا وحضره حشد من كبار الضباط الدوليين والجيش اللبناني والفاعليات المحلية. وألقى سيرا كلمة قال فيها: ستبقى القوات الدولية في المرحلة المقبلة، على التزامها الصارم بعملها جنبا الى جنب مع الجيش اللبناني. اضاف ان اليونيفيل لن تألو جهدا لمساعدة الاطراف على حفظ وتعزيز وقف الاعمال العدائية واحترام القرار 1701 والمساعدة على احلال السلام الدائم في جنوب لبنان، شاكرا للجيش اللبناني تعاونه المميز مع القوات الدولية وللشعب اللبناني وكل المرجعيات والفاعليات المحلية التي تتواصل مع اليونيفيل في اطار من الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل. ونوه باليونيفيل الفرنسية ومهنيتها واحترافها وتفانيها في خدمة السلام في جنوب لبنان منذ اكثر من ثلاثين عاما.

 

كونيللي: لا تواصل سري بيننا وبين النظام السوري 

أوضحت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي الموقف المتردد التي تنتهجه بلادها إزاء الأزمة السورية، وفي حديث لقناة "lbc"، قالت: "لطالما دعمنا انتقال سلمي للسلطة"، مذكرةً بأنَّ "الشعب انطلق بالمطالبة بسقوط النظام (الرئيس السوري بشار الأسد) فرد النظام بعنف لذلك لا بد من إقناع النظام بالتنحي خصوصًا وأنه متمسك بالبقاء". وإذ نفت أي "تواصل سري مع النظام السوري خصوصًا وأنَّ هناك علاقات ديبلوماسية"، قالت: "نحن علّقنا عملنا بالسفارة هناك والسفير (روبرت فورد) لا يزال في سوريا ونحن على تواصل معهم بشكل يومي". وأكدت كونيللي أنه "لا يعود للولايات المتحدة أن تقرر البدائل بعد رحيل الأسد لأن الشعب هو الذي يقرر البديل"، مشيرةً إلى أنَّ "العالم يعتقد أنه لا بد من تغيير النظام". وتابعت: "لقد أعلنّا عن خوفنا من هذه الأحداث في لبنان بعد انطلاق الأحداث في سوريا وتحدثنا مع (رئيس الجمهورية ميشال) سليمان و(رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي"، لافتةً إلى "عدم وجوب الوقوع  في فخ ما يقوله النظام السوري لأنَّه يستخدم وسائل اعلام في المنطقة "، مضيفةً "المشكلة في سوريا بدأت في ردة فعل النظام على طموحات الشعب بالاصلاح". كونيللي التي أبدت تخوفها "من وجود تنظيم "القاعدة" والمجموعات المسلحة الراديلكية في سوريا والتي قد تحاول عرقلة الأحداث"، قالت: ""نحن لا نريد أي عرقلة للسلم في سوريا". وعن تقييم الولايات المتحدة الأميركية للموقف اللبناني وإجراءات الجيش اللبناني على الحدود، أجابت: "نحن نتفهم وضع وموقف لبنان، فلبنان دولة لها ارتباطات وثيقة مع سوريا، ولبنان لديه واجب بحماية حدوده والجيش منوط بهذ المسؤولية ويجب أن ننظر لما قام به لبنان الذي لعب دورًا فاعلًا لتأمين الإغاثة للنازحين السوريين والعناية الطبية واتخذ مواقف جدية بالمجال الانساني، وليس هناك شخص في لبنان يوافق على ما يحدث في حمص وبابا عمرو". وحول إنشاء حساب مفتوح للمصرف المركزي السوري في المصرف المركزي اللبناني، قالت: "لدينا تواصل مع القطاع المصرفي والمصرف المركزي ونحن واثقون أن القطاع المصرفي يدرك جيدًا ماذا يفعل لتفادي هذه العواقب". (رصد NOW Lebanon)

 

"14 آذار": تكوين الحكومة خاضع لمعايير إقليمية وتصريحات غصن خلال زيارة ايران مهينــــة

المركزية- اعتبرت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" أن "حكومة "حزب الله" وسوريا تحاول تقديم نفسها وكأنها حكومة منتجة، فيما تتراكم المشاكل"، مشددة على أن "تكوينها كما انتساب أعضاء جدد إليها، يخضعان فقط لمعايير خارجية وإقليمية". ووصفت تصريحات وزير الدفاع فايز غصن خلال زيارته الى إيران "بالمهينة"، مطالبة إيّاه "بتوضيحاتٍ ضرورية".

عقدت الأمانة العامة اجتماعها الدوري الأسبوعي، في حضور منسقها النائب السابق فارس سعيد والسادة نوفل ضو، آدي أبي اللمع، هرار هوفيفيان، يوسف الدويهي، واجيه نورباتليان، الياس أبو عاصي، وليد فخر الدين وعلي حماده، وعن المنظمات الطلابية طوني درويش وطوني شديد.

وبعد الاجتماع تلا ضو البيان الآتي:

"أوّلاً، تحاول حكومة "حزب الله" وسوريا تقديم نفسها بعد صدمة موضوع الأجور واستقالة وزير العمل منها، وكأنها حكومة منتجة ساهرة على أمن اللبنانيين ولقمة عيشهم، فيما تتراكم المشاكل ويتأكد معها شعور المواطنين أن هذه الحكومة بالذات هي عاجزة وغارقة في عتمة الصفقات والسمسرات وفاشلة في إدارة شؤون البلد وعليه ترفض قوى 14 آذار لفلفة أي ملف من ملفات الفساد لا سيما قضية المازوت الاحمر وتطلب من نوابها متابعة حيثاته على المستويات كافة منعاً لتمييع الحقائق وتضليل الرأي العام، وبغية ايصال العدالة الى خواتيمها.

ثانياً، يتأكد للمواطنين أيضاً أن تكوين الحكومة كما انتساب أعضاء جدد إليها، يخضعان فقط لمعايير خارجية وإقليمية لا تمتّ بصلة إلى مصلحة لبنان، ليمسي ويا للأسف، بعض رؤساء الكتل مطية لهذه المعايير. وفي هذا الصدد تدين الأمانة العامة محاولة ربط لبنان من قبل هذه الحكومة بمحاور خارجية كما أوحت زيارة وزير الدفاع إلى إيران والتصاريح التي رافقتها. إن الأمانة العامة الملتزمة شعار "لبنان أولاً" ترى في مثل هذه التصريحات إهانة لكل لبناني وتطالب وزير الدفاع بتوضيحاتٍ ضرورية، كما تطلب من لجنة الدفاع النيابية الاجتماع الفوري لمساءلة معالي الوزير.

ثالثاً، سبق لقوى 14 آذار أن اعترضت على آلية اتخاذ القرارات في شأن كتاب التاريخ والذي يُعمل له بشكل ملتبس وبعيدا من الاصول العلمية والأكاديمية، وهي تحذّر السلطة ووزارة التربية، خصوصا من الإصرار على تقديم قراءة إستنسابية ومجتزأة للتاريخ الوطني.

وتؤكد الأمانة العامة أن اللبنانيين كلّ اللبنانيين ناضلوا من أجل تثبيت استقلال بلدهم وسيادته. فالمقاومة ليست اختصاصاً فئوياً أو طائفياً والتاريخ الوطني يكون للجميع أو لا يكون.

رابعاً، تؤكد قوى 14 آذار وقوفها الدائم الى جانب الشعب السوري المنكوب والبطل لا سيما في مدينة حمص التي تتعرّض لعملية إبادة جماعية وجرائم ضدّ الإنسانية على يد قوات نظام الأسد، وتطالب المجتمعين العربي والدولي بالإرتقاء عملياً وفوراً إلى مستوى المسؤولية الانسانية والأخلاقية والسياسية، من أجل وضع حدّ حاسم ونهائي لهذه الجريمة التاريخية الموصوفة والمتمادية.

وتُثنّي الأمانة العامة على موقف المجموعة العربية داخل الأمم المتحدة التي طالبت البارحة بالفك الفوري للحصار عن مدينة حمص وإدخال المساعدات، وتدعوها لاعتبار الشعب السوري شعباً أسيراً، ومن خلال هذه الصفة لا يمكن أن يبقى المجتمعان الدولي والعربي مكتوفي الأيدي وعليهم العمل من أجل فكّ أسر الشعب السوري من قبضة النظام.

خامساً، تهنّئ الأمانة العامة الشعب اليمني بانتخاب رئيس جديد خلفاً للرئيس علي عبدالله صالح وتشهد على رؤية صورةٍ جديدة يمنية لم تكن ممكنة قبل الربيع العربي وتتمثّل بتسليم رئيسٍ قديم مهام الرئاسة الى رئيسٍ جديد. هذا المشهد الجديد يؤكد صوابية نضال الشعوب العربية من اجل الحرية والديموقراطية ومبدأ تداول السلطة الضروري لتثبيت قيم العدالة والكرامة الإنسانية، ويذكّر الجميع أن لبنان كاد أن يحتفظ بحصرية هذا التقليد لولا سنين الوصاية عليه من قبل النظام السوري".

 

حركة التجدد: مستحيل متابة تاريخ موحد من دون مصالحة حقيقية بين اللبنانييــن

المركزية – استذكرت حركة التجدد الديموقراطي مواقف رئيسها الراحل نسيب لحود واشادت بسياسة النأي بالنفس الحكومية وبخطاب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع الداعي الى مصالحة بين المسيحيين والعروبة. ولفتت الى استحالة كتابة تاريخ موحد دون مصالحة حقيقية بين اللبنانيين.

ولفت امين سر الحركة انطوان حداد الى ان الحدث الرياضي اللبناني اليوم في الامارات يشكل لحظة توحد نادرة بين جميع اللبنانيين، ويظهر قدرة لبنان على الانجاز عبر المبادرات الفردية لابنائه، وهو يستحق الاهتمام والمواكبة من الدولة، كما هو بارقة أمل تأتي من مجموعة من الشبان اللبنانيين المحترفين خارج لبنان الذين يصبون خبرتهم لرفع اسم وطنهم، لافتا الى انه اذا لم تتوفر سياسة حكومية لدعم هؤلاء الشباب أقله يجب ان تكون حافزا لنشوء سياسة رياضية وطنية، لان الرياضة تساهم في بلورة شخصية وطنية موحدة وتؤطر فائض القوة الجسدية لدى الشباب في سياق تنافس مقونن وغير عنيف هو جوهر ما يسمى "الروح الرياضية" التي نفتقدها في لبنان في كل المجالات وليس في الرياضة فحسب.

واعتبر حداد ان غياب نسيب لحود شكل خسارة وطنية كبيرة، أجمع عليها كل اللبنانيين وقادة الرأي، حيث ترك فراغا كبيرا بالنسبة الى حركة التجدد لما يجمع في شخصيته من مميزات فردية وسياسية وفكرية واخلاقية. ورأى ان لحود ربما ظلم في مسيرته السياسية من حيث عدم توليه مناصب معينة ومن خلال محاربته من عدد من القوى النافذة ومن الظروف التي عاكسته في العديد من المحطات، لكن ما يشعرنا بالانصاف هو الاجماع الحاصل حتى ممن كانوا على اختلاف معه في الرأي حول مزاياه، وابرزها:

أولا- ان نسيب لحود كان يتخذ المواقف وفقا للمعايير الموضوعية وليس وفقا للمصالح، بمعنى ىخر كان حريصا على تنمية ثقافة المعايير.

ثانيا- مبدأ "الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية"، حيث ابعد نسيب لحود الشخصانية عن اي منافسة سياسية، اذ كان يرفض رفضا قاطعا اي انحدار أو تجريح في التخاطب السياسي حتى لأكثر الذين كانوا يتناولون شخصه باسفاف.

ثالثا- أهمية البناء التدريجي والمراكمة السياسية، اذ كان لا يؤمن في الانعطافات الحادة ولا المكاسب السهلة ولا الانقلابات ولا سلوك الاستعراض السياسي.

اضاف ان هذا غيض من فيض من المعايير التي حاول لحود ترسيخها في الممارسة السياسية اللبنانية، مما يشعرنا في حركة التجدد اننا نتمتع بارث سياسي كبير ورصيد معنوي هائل يعززه ان كل من ساهم في مسيرة حركة التجدد مع نسيب لحود وحوله هو شريك في هذه المبادىء والافكار.

اما في اليوميات السياسية، فقد ذكّر حداد ان حركة التجدد لم تعد منذ ثلاث سنوات جزءا من الاصطفاف او الانقسام السياسي القائم بين فريقي 8 آذار و14 آذار لكن نحن لسنا محايدين في القضايا الجوهرية المطروحة اذ كنا من اول المنادين بانشاء المحكمة الدولية، وبوضع قدرات حزب الله القتالية في كنف الدولة، وبضرورة الوقوف الى جانب الربيع العربي ضد الانظمة الديكتاتورية. ولكن البلد يعاني انقساما عاموديا خطيرا وعلينا ان نتعاطى مع مختلف هذه الامور بما يفيد البلد ويقرب اللبنانيين من أجل صياغة رؤيا مشتركة. ويوجد حاجة ماسة في لبنان اليوم الى من يقف هذا الموقف بالابتعاد عن الانقسام والتمترس. ورأى حداد ان النظام السوري فقد شرعيته الداخلية والعربية والدولية بعد عمليات القتل الجماعي التي يمارسها، وانه ضعف لدرجة عدم قدرته بالسيطرة على معظم المناطق السورية فكيف له ان يسيطر على حكومة لبنان؟ ونتيجة لذلك برز فريق داخل الحكومة يدعو الى انتهاج سياسة الحياد للبنان في هذه المرحلة، ولم تعد الحكومة "حكومة حزب الله وسوريا" كما كان الوضع عند تشكيلها، وذلك رغم استمرار نفوذ حزب الله عليها. كذلك فان المعارضة أصبحت أكثر هدؤا وحكمة ولم تعد مستعجلة على اسقاط الحكومة كما انها باتت تعي في هذه المرحلة ضرورة تجنب النزول الجماهيري الى الشارع كما اعلنت فيما يتعلق احياء ذكرى 14 آذار هذه السنة داخل قاعة مقفلة.  ومع هذا الواقع اصبح معظم الافرقاء أكثر تعقلا بما يفيد في تهدئة الوضع الداخلي اللبناني بالتزامن مع العاصفة التي تجتاح سوريا بسبب تعنت النظام في ممارسة سياسته القمعية. ولفت الى ان موقف بعض افرقاء الحكومة بالنأي بالنفس وتحييد لبنان هو موقف عاقل، رغم استمرار بعض الاصوات والممارسات داخل الحكومة التي تشذ عن هذه القاعدة كالموقف المنحاز لوزير الخارجية من النزاع في سوريا وتصريحات وزير الدفاع خلال زيارته الى طهران وقبلها مزاعم وجود القاعدة في عرسال.

واشاد حداد بخطاب الدكتور سمير جعجع في مهرجان البيال الذي عبر عن رغبة المصالحة الحقيقية بين المسيحيين والعروبة الانسانية والحضارية التي تنشأ في رحم الربيع العربي رغم آلام المخاض الذي لن يكون سهلا. وأضاف ان على المسيحيين وخصوصا في لبنان لما يمتلكون من امكانيات وهامش حرية الا يستقيلوا من دورهم في ترسيخ مفاهيم الحرية والتعددية وحقوق الانسان في العالم العربي، فالديكتاتوريات لم تكن يوما ضمانة للاقليات. واشار الى انه ثمة مخاطر مصاحبة للانتقال نحو نظام آخر في سوريا ولكنه ممر اجباري من أجل الديموقراطية. وعما يثار من مواقف حول كتاب التاريخ، اكد حداد انه يستحيل كتابة تاريخ موحد دون مصالحة حقيقية بين اللبنانيين، لاننا نعيش في هدنات سياسية، والمصالحة الحقيقية تقوم على ثلاثة مفاهيم هي: الاعتراف وتنقية الذاكرة والغفران، كما جرى في جنوب افريقيا. وهذا ما لم يحصل حتى الآن، لأن ما نعيشه هو في احسن الحالات توافق على الانكار، وليس مصالحة حقيقية.

 

كشف عن "ورقة سياسية" في 14 آذار... وربط سلاح حزب الله بـ"الخلافة" ولم يستبعد ضربة إسرائيلية لإيران خارج رضا أميركا

جعجع: المجتمع الدولي يفاوض راهنًا على "جِلد الدب" ... والنقاش الدائر "مَن سيأتي بعد الأسد"

سناء الجاك – خاص "NOW Lebanon"، الاربعاء 29 شباط 2012

تنبض ملامح رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع كما عباراته، بنشوة بلاغته التي فاضت على منبر الـ"بيال" في 14 شباط الماضي، ليبدي ارتياحه بعد التعبير عن قناعاته من دون قيود عندما استخدم الطباق والجناس في اللغة كما في السياسة فجمع الاشرفية مع جسر الشغور. "الحكيم"، وفي لقاء مع عدد محدود من الصحافيين، خلط الملفات الاقليمية بالورقة اللبنانية، فقارن منطقة "بابا عمرو" في حمص مع "عين الرمانة" في الضاحية الجنوبية لبيروت، وربط سلاح "حزب الله" بمشروع "الخلافة" الايرانية على اعتبار أنّ سلاح "حزب الله" اقليمي، و"يخطئ من يظن ان الحزب قد يقايض السلاح بمكتسبات سياسية داخلية"، وفتح الملفات بالتدريج ليقولب الأمنيات "الربيعية" في حيثيات الوقائع، ويرسم خريطة طريق دائرية ليصل في آخر المطاف الى نواة مشروع يراهن عليه.

ولم يستبعد جعجع ضربة إسرائيلية لإيران خارج الرضا الأميركي. ويفسر الامر بأن الطموح الإيراني لا يقتصر على "هلال شيعي" ليتجاوزه الى قيادة العالم الإسلامي.

ويشير الى أنّ استرداد الخلافة يتطلب استعادة القدس، ما يعني أنّ إسرائيل قلقة حيال تهديدات المسؤولين الإيرانيين لوجودها أكثر مما يقلقها الملف النووي الإيراني.

سورية تبقى بيت القصيد التي ينتظر أرباب البيت اللبناني أفق تطوراتها ليتمكنوا من ترتيب شؤونهم وفق معادلات جديدة. يرى جعجع أنّ المجتمع الدولي يفاوض في هذه المرحلة على "جِلد الدب" قبل اصطياده، ليقينه أنّ النظام السوري آيل للسقوط ولا جدل في ذلك. والنقاش يدور حول من سيأتي بعد الأسد. وكذلك التخويف من الجماعات الاسلامية التي يمكن أن تصل إلى الحكم، وكأنّ هناك تجاذباً بين القوى الإقليمية والدولية بشأن الشخصيات والتيارات التي يمكن التعاون معها وتسهيل وصولها بعد انهيار نظام الاسد.

ماذا عن الدب الروسي الذي يحول دون سقوط نظام الأسد؟

هنا يتوقف جعجع عند عوامل ناتجة عن مجموعة مصالح، منها رد فعل روسيا على الغرب جراء ما خسرته في ليبيا والخوف من خسارة أكبر مع انهيار النظام السوري، ومنها الانتخابات الروسية ورغبة رئيس وزرائها فلاديمر بوتين بإتخاذ مواقف تفيده في هذه الانتخابات. ولا يغفل عامل الايديولوجيا القائمة على رفض تدخل الأمم المتحدة في تغليب فريق على آخر في ما يعتبره الروس "نزاعًا داخليًا في سورية"... وأخيراً وليس آخراً الخوف على الداخل الروسي من عدوى الربيع العربي.

ويرد جعجع "خوف بعض المسيحيين" إن في لبنان أو في سورية إلى الدعاية والإشاعات الكاذبة ... "ولا ننسى أنّ المسيحيين في لبنان صدّقوا، مطلع الحرب الأهلية عام 1975 ، أنّ هذا النظام يحفظ التوازن ويحميهم ليبرر دخول جيشه، ورأينا النتيجة. من هنا فإنّ المسيحيين السوريين ربما يحتاجون إلى وقت ليستوعبوا أنّ أمنهم سيأتي بعد زوال هذا النظام".

ولا يقلق جعجع من وصول "الاخوان المسلمين" إلى السلطة، ليتوقف عند ما سيفعله "الاخوان" في السلطة... و"انطلاقاً من الأفعال نقرر هل أن نخاف أم لا. إلا أنّ أيّ تغيير يبقى أفضل من الوضع السابق. العودة إلى الوراء مستحيلة، فالتغيير يمنح الشعب السوري خطوات واسعة نحو تقرير مصيره. كما أنّ الدول التي ربحت عامل الانتخابات لا يمكن أن تتنازل عنه بعد اليوم مما يقود إلى تداول للسلطة. وفي أسوء الأحوال تبقى هذه الشعوب مكانها. والامر ليس أسوء من السابق".

الإنعطافة إلى الشأن اللبناني تبدأ عندما يكتفي جعجع للتعليق على مواقف رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط التي تجاوزت سقف "14 آذار" بمراحل، بالابتسام وعبارة "ألله يوفقه"...

ومع الدخول إلى الملف اللبناني يشير جعجع إلى أنّ الأجندات الخارجية بدأت تقيد بمفاعيلها من يحاول فرض إرادته بقوة السلاح. وفي هذا المقام يصنف رد فعل الذين استفزهم خطاب الـ"بيال"، فكان انزعاجهم مما يعتبرونه تباهياً وتعالياً يشيان بمحاولة فرض قواعد لعبة سياسية جديدة لجهة الهوية السياسية للبنان وشروط الحوار ومعاييره مع "حزب الله" وحلفائه.

إلا أنّ رد الفعل هذا يدفع "الحكيم" إلى الاستنتاج أنّ التزام آداب التخاطب لا ينفع مع البعض. وبعد كل ما ارتكبه حلفاء سورية في عهد الوصاية، لا سيما لجهة عدم تطبيق اتفاق الطائف، ليضيف: "ومن ثم يأتون اليوم لتحوير الحقائق واستغلال ما جرى في الحقبة السابقة لإدانتنا لأننا نرى بوضوح أنّ سورية الحرة تقود إلى لبنان المستقر. لم يعد السكوت حيال ذلك ممكناً وسنواجه الوقاحة بالوضوح".

ماذا عن محاذير مثل هذا الطرح على الانقسام بين أطياف الشعب اللبناني؟ ماذا عن العلاقة مع الشيعة الذين يحسبون أنّ انتماءهم وأمانهم لا يكون إلا مع "حزب الله"؟ ماذا عن تقصير "14 آذار" بكل أحزابها في هذا الشأن؟ لوهلة نشعر أنّ التهرب من المسؤولية هو سيد الموقف، لا سيما عندما يقول جعجع: "نحن نتمنى أن نجد جسماً شيعياً ليبرالياً نتمكن من التواصل معه ونحتاج إلى مجموعة شيعية ترفض أن تبقى الطائفة مخطوفة. نحن لم نترك الشيعة. صحيح أننا جربنا من خلال الحوار مع "حزب الله" الوصول إلى أرضية مشتركة للوطن، ولم ينفع ذلك.

واليوم نسعى إلى التواصل، النية موجودة لكن الحلقة مفقودة".  جعجع يستبعد أي سعي من "حزب الله" لتخريب الوضع الأمني إذا انهار النظام في سورية أو لتحويل الأنظار عن أزمة النظام السوري، ويسأل: ماذا سيستفيدون؟. كذلك يستبعد التخويف بالاضطرابات في لبنان إذا انتهى النظام السوري، ليؤكد أنّ مرحلة جديدة وجيدة ستبدأ. وينفى جعجع الحاجة إلى إجراء صفقة مع "حزب الله" على أساس مقايضة السلاح بالمثالثة بين المسيحيين والسنة والشيعة في لبنان، ما يعني دعوة أطراف أخرى لتتسلح، ثم تقايض سلاحها بتسويات أخرى على حساب اتفاق الطائف. ويشدد على أنّ سلاح الحزب ليس مرتبطاً بالتجاذبات اللبنانية، لأنه سلاح إقليمي. وعن المرحلة المقبلة، يقول جعجع إنّ قوى "14 آذار لا تملك إلا أن تكون جدية في وضع برامج سياسية والعمل على ترجمتها بشكل واضح وحازم عندما تسمح لها التطورات بذلك، فتشكل حكومة تنكبّ على بناء الدولة وبسط سيادتها على مؤسساتها". ويعتبر جعجع أنّ "14 آذار تملك القدرة على إسقاط الحكومة الحالية عندما يستدعي الأمر ذلك. حينها يكفي رفع الغطاء عنها". لا يزال في الجعبة اللبنانية أسئلة يجيب عنها "الحكيم" بعجالة. عن قانون الانتخابات يقول، وكأنه يخفي "مفاجأة سارة"، إنّ العمل جار مع "تيار المستقبل" لكسر احتكار الطوائف. وان لا خلط لقانون للانتخابات مع الايديولوجيات التي تطرح أفكارها السياسية. ماذا عن الذكرى المقبلة لـ"14 آذار"؟ يختم جعجع اللقاء بقوله: سنقدم ورقة سياسية للمستقبل.

 

رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني تعليقا على تقرير ديوان المحاسبة عن المازوت الاحمر: وزير الطاقة يتحمل مسؤولية عدم وقف التوزيع في الأيام الثلاثة الأخيرة

ولن نرضى بمحاولة تحميلها لبعض الموظفين المأمورين بمهمات تنفيذية

وطنية - 29/2/2012 قال رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني، في تصريح اليوم في مجلس النواب، ردا على تقرير ديوان المحاسبة عن ملابسات قضية توزيع المازوت الاحمر المدعوم: "أنجز المدعي العام لدى ديوان المحاسبة بالإنابة القاضي بسام وهبه في تاريخ 27/2/2012 تقريره عن ملابسات قضية المازوت الأحمر المدعوم وأرسله إلينا بالأمس.

وأبرز ما جاء في التقرير أن "المدعي العام حقق مع الموظفين:

-السيد سركيس حليس، رئيس لجنة الإدارة - المدير العام لمنشآت النفط.

-المهندس معن نجيب حامدي، المدير العام المعاون لمنشآت النفط في طرابلس.

-المهندس أحمد بلوط، المدير العام المعاون لمنشآت النفط في الزهراني.

-السيد يوسف عيسى، المدير العام المعاون الرديف في الزهراني.

-السيد علي يوسف، نائب رئيس لجنة إدارة منشآت النفط في طرابلس والزهراني.

-السيد فؤاد أحمد فليفل، المدير العام بالإنابة لوزارة الاقتصاد والتجارة ومدير حماية المستهلك".

كذلك ورد في التقرير:

"أن عمليات تسليم المادة في منشآت النفط في طرابلس تواصلت حتى الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس 19/1/2012، أي خارج المهلة التي حددها مجلس الوزراء وبعد بدء سريان قرار وزير الطاقة والمياه في هذا الشأن".

كذلك ورد: "مع الإشارة هنا، إلى أن وزير الطاقة والمياه الأسبق السيد موريس صحناوي كان قد أصدر قرارا يحمل الرقم 9/م تاريخ 13/1/2005 بتأليف لجنة لإدارة منشآت النفط قوامها السادة: سركيس حليس (رئيسا) علي يوسف واسحق الياس (نائبين للرئيس)، أحمد بلوط ومعن حامدي (عضوين)، يفترض بها عمليا تولي مهمات إدارة المنشآت، إلا أنه تبين أن هذه اللجنة لم تعقد أي اجتماع منذ أكثر من ثلاثة أعوام".

كما ورد: "أنه لم يثبت للنيابة العامة وجود تعليمات خطية، سابقة أو حالية، صادرة عن وزراء الطاقة والمياه لوقف تسليم المازوت المدعوم في الأيام الأخيرة من فترة الدعم".

وينتهي القاضي وهبه إلى الآتي: "لذلك، فقد طلبت النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة، ما يلي:

أولا: ملاحقة المسؤولين عن المخالفات المرتكبة في هذه القضية أمام ديوان المحاسبة.

ثانيا: ترك سائر النقاط المتعلقة بالتحقيق مع المسؤولين عن الشركات والمؤسسات الخاصة إلى المراجع القضائية والرقابية المختصة، لعدم اختصاص ديوان المحاسبة بهذا الشأن، للعمل على ملاحقة من يثبت تورطهم في هذه القضية.

ثالثا: توصية وزارتي المال والاقتصاد والتجارة باتخاذ الإجراءات القانونية الآيلة إلى استرداد المبالغ المالية الناجمة عن الأرباح غير المشروعة التي حققتها الشركات والمؤسسات الخاصة، جراء تسلمها كميات كبيرة من المازوت الأحمر، في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر الدعم، والتي يثبت من التحقيق احتفاظها بها وعدم توزيعها على محطات الوقود والأسواق كي يفيد منها المواطنون والمستهلكون بقرار الدعم". واضاف: "تعليقنا الأولي على التقرير هو:

"إن طلب النيابة العامة المالية في ديوان المحاسبة استرداد المبالغ المالية الناتجة من الأرباح غير المشروعة في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر الدعم، يسمي أرباح الأيام الثلاثة الأخيرة بأنها غير مشروعة، أي أنها سرقة للمال العام.

وإذا كان لم يثبت له وجود تعليمات خطية بوقف توزيع المازوت المدعوم في الأيام الثلاثة الأخيرة، فإن هذا لا يلغي أن التوزيع كان يتوقف فعليا قبل 3 أيام بناء على تعليمات شفهية من وزراء الطاقة السابقين". وتابع: "ثم إن عدم اجتماع لجنة إدارة منشآت النفط التي شكلها الوزير صحناوي طيلة ثلاثة اعوام يؤكد ما كررناه مرارا أن جميع القرارات يتخذها الوزير منفردا وتعليماته إلى مسؤول تنفيذي وحيد هو المدير العام للمنشآت. والمسؤولية والتقصير إذا واضحان على وزير الطاقة والمياه الذي يتحمل منفردا مسؤولية عدم وقف توزيع المازوت الأحمر المدعوم في الأيام الثلاثة الأخيرة.

وإذا كان ديوان المحاسبة لا يستطيع مساءلة وزير، فإن النائب يستطيع استجواب هذا الوزير، وهو ما نحن في صدده.

ولن نرضى بمحاولة تحميل المسؤولية لبعض الموظفين المأمورين بمهمات تنفيذية". وختم: "انا لا اتدخل في سجالات مع احد، وتحميلي وزير الطاقة المسؤولية ليس ردا على فتح "تكتل التغيير والاصلاح" ملفات مالية للرئيس (فؤاد) السنيورة".

 

ريفي يكافئ سائقاً ساهم في اعتقال القاتل

المستقبل/استقبل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد ديب الطبيلي، في مكتبه في سرايا صيدا الحكومية، سائق الأجرة، فصيح كعوش، الذي كان له دور أساسي في كشف جريمة قتل الصيرفي محمد الناتوت والقاء القبض عليه . وبناء لتكليف من مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، قام العميد طبيلي بتسليم كعوش مكافأة مالية من المديرية، تقديرا لجهوده وامانته في الإبلاغ عن مكان الجاني وصولا الى القاء القبض عليه.

 

السنيورة وبهية الحريري وفاعليات المدينة يطالبون بأقصى العقوبات بحق الجاني

جريمة مروّعة تهزّ صيدا ضحيتها الصيرفي محمد الناتوت

 صيدا ـ "المستقبل"/هزّت عاصمة الجنوب صيدا جريمة قتل مروعة دافعها السرقة، ذهب ضحيتها الصيرفي محمد الناتوت (مواليد 1945). فقد اقدم شخص سوري الجنسية، بعيد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، على طعنه عدة طعنات داخل محله على الاوتوستراد الشرقي في صيدا. وتمكن الجاني من سرقة بعض الاموال. وبعد اربع ساعات من وقوع الجريمة، تمكنت مخابرات الجيش اللبناني من القاء القبض على الجاني. ووفق معلومات اولية، فالجاني يدعى ناصر فارس (مواليد 1990). وقد قطع عشرات الشبان والمواطنين الغاضبين الأوتوستراد الشرقي في صيدا بالأطر المشتعلة والعوائق استنكارا للجريمة. وعبّر بعض المعتصمين عن غضبهم وهم يحملون صور المغدور باطلاق هتافات وشعارات تطالب باعدام الجاني في اسرع وقت وفي المكان الذي ارتكب فيه جريمته.

وعقدت فاعليات صيدا اجتماعا طارئا في دار الافتاء في المدينة، بدعوة من مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، وشارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل النائب بهية الحريري شقيقها السيد شفيق الحريري، لتدارس الوضع الأمني في صيدا في اعقاب الجريمة. وطالب المجتمعون الدولة اللبنانية بكل أجهزتها الأمنية والقضائية، بأن تقوم بمسؤولياتها بفرض الأمن والاستقرار كاملا في مدينة. واعتبروا أن الجريمة النكراء التي ارتكبت بقتل المواطن الصيداوي محمد الناتوت، جاءت تتويجا لسلسلة من الإرتباكات الأمنية والسرقات التي عانت منها مدينة صيدا مؤخرا.

وقرر المجتمعون تشكيل لجنة من عدد من محامي صيدا لمتابعة هذه القضية، متوجهين بالشكر والتقدير للقوى الأمنية والعسكرية على الجهود التي تم بذلها وسرعة الإمساك بالجاني، مطالبين وزير الداخلية بتعزيز عديد القوى الأمنية في المدينة. وأكد السنيورة، "أن هناك حاجة حقيقية الى تطبيق اقصى العقوبات بحق من ارتكب الجريمة، حتى يكون ذلك درساً له ولكل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة تهز الأمن في لبنان ولا سيما في صيدا". كما دعا الى "ان نتعاون جميعا من اجل ترسيخ الأمن اكثر واكثر في صيدا". وأجرت النائب بهية الحريري، قبيل عودتها من الخارج، سلسلة اتصالات لمتابعة ملابسات الجريمة. وشملت الاتصالات مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد ديب الطبيلي. كما اتصلت بعائلة المغدور الناتوت معزيةً ومتضامنة.

وأعربت النائب الحريري عن استنكارها الشديد للجريمة، متوجهة بالتعزية والمواساة لعائلته ولجميع ابناء المدينة. وقالت: "إنها جريمة مزدوجة استهدفت في آن معا، حياة مواطن شريف يسعى وراء رزقه، وحياة مدينة تسعى لأن تحافظ على مساحات الأمان والاستقرار فيها بإرادة اهلها وبالتعاون مع القوى الأمنية والعسكرية". وودّعت صيدا وسط حداد واقفال عام، المغدور الناتوت، في مأتم مهيب توزعت وقائعه بين منزله ومسجد الحاج بهاء الدين الحريري والمكان الذي وقعت فيه الجريمة عند مستديرة ايليا. وشارك الرئيس السنيورة وامين عام تيار المستقبل في لبنان أحمد الحريري والسيد شفيق الحريري. وتقدم الجثمان اكاليل ورد كان ابرزها من الرئيس سعد الحريري والنائب بهية الحريري.

 

مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لـ"المستقبل": مشكلة الأمن في الشمال توقفت ولم تنتهٍ

 حاورته: صفاء قره محمد/المستقبل

أوضح مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إتصل بمفتي الجمهورية محمد رشيد قباني متمنياً عليه المحافظة على وحدة المؤسسة والطائفة، وأن يقوم بتأجيل إنتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الى حين إيجاد حل لكل الإصلاحات أو التعديلات في المرسوم 18.

وشدد في حديث الى "المستقبل" أمس، على ان المشكلة الأمنية في الشمال "توقفت ولكن لم تنته"، معرباً عن أسفه لتكرر المشكلات "لأن السلاح هو الذي يحكم". ودعا الدولة الى "أن تفرض هيبتها ولا تسمح لأحد بنقل السلاح من مكان الى آخر، وأن تعمل على تعطيل أثره في كل المناطق اللبنانية".

وهنا نص الحوار:

[ لماذا قرر مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني أن يؤجل انتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى؟

ـ وضعني الرئيس نجيب ميقاتي خلال زيارتي له في أجواء لقائه بأعضاء المجلس، وانه سمع سائر طلباتهم ومقترحاتهم، ثم تكرم بالإتصال بالمفتي وتمنى عليه أن يحافظ على وحدة المؤسسة والطائفة، مذكراً بأنه اتفق مع المفتي على إيجاد حل لكل الإصلاحات أو التعديلات في المرسوم 18 ويبدو أنهما توافقا على أن يكمل المجلس الإصلاحات وتوصلا الى تشكيل لجنة من أربعة وزراء.

[ ماذا تتوقعون أن ينتج عن الإجتماع الذي دعا اليه الرئيس نجيب ميقاتي رؤساء الحكومات السابقين للبحث في أوضاع دار الفتوى عموماً غداً الخميس؟

ـ أعتقد أن الرئيس نجيب ميقاتي يمثل الآن المرجع الأساس لكل الجهات الدينية ودور الفتوى والمحاكم الشرعية، التي لها مرجعية في الدولة اللبنانية تتمثل في رئاسة مجلس الوزراء، والرئيس ميقاتي صاحب الحق في المبادرة الأولى وهو صاحب القرار، وجرت العادة ألا ينفرد أي رئيس وزراء بمطلق رأي وإنما يلجأ دائماً إلى التعاون مع أصحاب الدولة ورؤساء الوزراء السابقين. لذلك أنتظر أن يكون هناك موقف إيجابي ومؤثر وفاعل في كل ما طرأ على دار الفتوى من بعض هذه الملابسات.

[ لماذا اعتبرتم أن دعوة المفتي قباني ليست قانونية؟

ـ المقصود كان أن القانونيين في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وفي مقدمهم نائب الرئيس الوزير السابق عمر مسقاوي سبق وأن تقدم بكتاب فنّد فيه الوجه القانوني وتوصل إلى أن دعوة مفتي الجمهورية للإنتخاب تصطدم مع القوانين المرعية الإجراء. لست أنا من حدد هذا الأمر إن كان قانونياً أو غير قانوني.

[ ماذا يقصد المفتي قباني من اشتراط مشاركته في جلسة التشاور لأعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى مقابل فتح أبواب دار الفتوى أمام أعضاء المجلس؟

ـ هو يريد أن يرأس الجلسة وألا تطرح فيها إلا الأمور التي يوافق عليها، بينما هم يريدون من الإجتماع التوصل إلى نتيجة يرفعونها إلى رئيس مجلس الوزراء وهي بطلان دعوة المفتي قباني الهيئة الناخبة الى الإنتخاب. ربما المفتي قباني لا يوافق على هذا الطرح أو النتيجة ولكن يحق له أن يحضر أي إجتماع في دار الفتوى.

[ لماذا اختار المفتي قباني هذا التوقيت بالذات؟

ـ من بين الإحتمالات أن المفتي يريد أن يجري الإنتخابات لأن القانون يعطيه حق تعيين ثمانية أشخاص وهو يريد أن يستبدل بعض الأعضاء المعينين بآخرين.

[ هل حسمت زيارة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى طرابلس، وهل كان سبب تأجيلها أمنياً؟

ـ زيارة البطريرك الراعي إلى طرابلس قائمة ولم تلغ، ولكنه آثر أن يرجئها كنوع من المشاركة في المشاعر الإنسانية لما حدث في باب التبانة، وهكذا تم التوافق على هذا التأجيل، لأنه من الصعب أن يكون هناك إحتفال بتشريفه ودماء الناس لم تجف.

[ ما هي أسباب زيارة رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل للشمال، وماذا عن بعض المواقف السلبية التي صدرت بشأنها؟

ـ يقوم الرئيس الجميل بأكثر من زيارة لأكثر من منطقة كنوع من الإنفتاح على المناطق، وأعتقد أنها ممارسة وإنفتاح وطني على كل المناطق، وسبق أن زار الرئيس الجميل البقاع والتقى المفتي خليل الميس وأراد أن يشرفنا بزيارة وكنا في غاية السرور والإبتهاج. أعتقد أن الزيارة كانت من أهم الزيارات بحيث تم التوافق فيها على قضايا وطنية أساسية. ان العمل لا يتوقف على الحفاظ على الأمن والإستقرار في الشمال ولبنان إنما نناشد الدولة أن تدخل التاريخ بموقف يحجّم وضع السلاح ونزعه من سائر المناطق اللبنانية.

[ كيف تقوّمون الوضع الأمني في الشمال اليوم، وما هو المطلوب لتعزيز الأمن وعدم إنفجار الوضع في طرابلس مجدداً؟

ـ ليس هنالك تخوف من الوضع الأمني في طرابلس على الإطلاق، لأنه لا توجد مشكلة بين فريقين يمكن أن يتقاتلا عليها، إنما في طرابلس أرض صالحة للإشتعال وخاصرة رخوة كما يقول بعض السياسيين، للأسف الشديد ان السلاح بيد الناس وهناك فريق يوزعه على كل الفرقاء، بحيث يملك مجموعة في باب التبانة وأخرى في بعل محسن وهو يريد أن يتحكم بالأمن أو العبث بالبلد متى يشاء لتحقيق مصالح سياسية وخارجية. وما حدث هو إنفجار للإحتقان السياسي الموجود سواء في لبنان أو خارجه، لكن لم يكن نتيجة خلاف بين فريقين سياسيين أو على خلفية إنتماء ديني.

[ هل هذا يعني أن الوضع مستتب؟

ـ المشكلة في الشمال توقفت ولكن لم تنته. للأسف الشديد من الممكن أن تتكرر لأن السلاح حتى الآن هو الذي يحكم والدولة مدعوة الى أن تفرض هيبتها ولا تسمح لأحد بنقل السلاح من مكان الى آخر. ربما نجد مبرراً لوجود السلاح في الجنوب، ولكن السلاح الموجود في كل المناطق اللبنانية ليس سلاح مقاومة على الإطلاق بل سلاح فتنة ويجب على الدولة أن تفرض هيبتها وتعمل على تعطيل أثر السلاح في كل المناطق اللبنانية.

[ ما هي الوسائل التي يجب أن يتعاطى بها لبنان مع الثورة السورية؟

ـ أوافق الدولة على موقفها بالنأي والإبتعاد عن المشاركة في القضايا السياسية والعسكرية لأن لبنان لا يمكنه أن يتحمل مشكلات الآخرين، فيكفيه ما لديه من مشكلات داخلية، ولكن أنا لا أوافق على أن تقف الدولة مكتوفة الأيدي أمام النازحين المنكوبين اللاجئين الينا من اخواننا السوريين، هذا موقف إنساني تقرّه الشرائع والمحافل الدولية والقوانين السماوية والدينية ولا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يحدث من نزوح إلينا.

 

جنبلاط لـ"النهار": الاحتكاكات بين السني والعلوي قد تجرّ الشيعي إليها

قلت للشيخ الأسير إن لا مصلحة لأحد بنقل التوتر السوري إلى لبنان

رضوان عقيل/النهار

 يمضي النائب وليد جنبلاط الجزء الأكبر من يومياته في متابعة الحدث السوري والاخبار التي تصله عن المعارك والاشتباكات وأعمال القتل في حمص بين الجيش السوري والجماعات المسلحة المعارضة فيها، ولسان حاله يقول "العالم يتفرج على هذه المأساة والمجازر اليومية". وفي قلبه كم من العتب والغضب على مواقف روسيا، وهو يستذكر تلك الأيام والمناسبات التي كان يشيد فيها بشخصياتها السياسية، وثمة صداقات، ربطته بالعديد منها في العقود الثلاثة الأخيرة منذ عهد الاتحاد السوفياتي السابق. وما يزعجه في المشاهد الدامية التي يراها العالم في حمص وغيرها من المدن والبلدات السورية والمجازر التي ترتكب كل يوم وتحصد من الطرفين، هو ان "المجتمع الدولي عاجز عن حماية المدنيين، وأقله تأمين ممرات انسانية برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر لانقاذ الجرحى واسعافهم، ونقل المصابين من حمص فضلاً عن الصحافيين الى مناطق آمنة". وتسأله "النهار" وهو في زحمة انهماكه في قراءة الصحف وجمع بعض القصاصات منها عن سياسة الروسي حيال الأزمة السورية، فيرد على الفور: "وجّه السؤال اليهم مش عارف". ثم يضيف: "يردد الروس ويدعون الى عدم التدخل في شأن الشعب السوري الذي يذبح، وفي الوقت نفسه يمدّون النظام بالخبراء العسكريين وبالسلاح والعتاد، ويفعل الايرانيون الأمر نفسه".

قدم جنبلاط اقصى ما يمكن فعله لنصرة السوريين، واطلق صرخاته وتصريحاته المدوية في وجه القيادة السورية، ولم يوفر الروس. ويقول "بقيت وحدي، وهذه اقتناعاتي".

وعلى هامش مشاركته في التحرك الداعم للشعب السوري في حديقة سمير قصير واقدام البعض على احراق العلم الروسي، سألناه هل جرى أي اتصال بالسفارة الروسية في هذا الشأن؟ فأجاب بالنفي. وكرر ان "لا علاقة للحزب التقدمي الاشتراكي باحراق العلم الروسي، ونرفض هذا التصرف". لا يمانع جنبلاط في القيام بتحركات رمزية على غرار ما قام به الحزب التقدمي لاظهار الدعم للشعب السوري في معاناته، "شرط الا تتحول اعمال احتكاك او اشتباكات مع الجمهور اللبناني الآخر المؤيد للنظام السوري".

وعندما تبلغ بدعوة الشيخ السلفي احمد الاسير الى التظاهر في ساحة الشهداء نصرة لحمص وأهلها، اصدر حزبه بيانا أوضح فيه حقيقة اسباب استقباله الاسير في المختارة السبت الفائت، ولا سيما ان الرجلين يلتقيان للمرة الاولى. وقيل الكثير في استقبال جنبلاط للاسير وجرى تأويل هذه الزيارة على لسان اكثر من سياسي، حتى ان صديقاً له ردد في مجلس "ماذا يفعل وليد بك"؟

ويشرح جنبلاط لـ"النهار" كيف تمت هذه الزيارة. يقول ان دارته مفتوحة للجميع "وحضر الاسير من اجل الاستماع الى مواقفي، وقلت له انه ليس من مصلحة احد نقل التوتر السوري الى لبنان، وان المعركة الاساسية في حمص وليست في باب التبانة وبعل محسن. ومن الخطيئة تسجيل مشاهد مسلحة وإحداث معارك في طرابلس، لان المشكلة بين السني والعلوي في هذه المدينة قد تجر الشيعي اليها، ونحن في غنى عن اي توتر ولا علاقة لي بدعوة الاسير، وحذار الاحتكاك في اي منطقة". وكان جنبلاط قد استاء من مشاهدة المسلحين في باب التبانة اثناء الاشتباكات الاخيرة، وكان احدهم يحمل بندقيتين من نوع "كلاشنيكوف" الروسي "ومن يشأ القتال فليذهب الى حمص ويستشهد هناك وليس على الاراضي اللبنانية".

وبسؤاله هل كلامك هذا يعني انك تدعو هؤلاء الى القتال في صفوف المعارضة في الاراضي السورية؟ اجاب: "اكرر للمرة المئة، ما يهمني هو عدم حدوث اي توتر او احتكاك في وسط بيروت والمناطق الاخرى". كذلك سأله الاسير رأيه في مطالب السوريين، فرد عليه: "انها محقة، وما يحصل في حمص لا علاقة للعلويين اللبنانيين به".

من جهة أخرى، لم يشأ جنبلاط التعليق طويلا على عودة التئام طاولة مجلس الوزراء بعد انقطاع، ويكتفي بالقول "ليست شغلتي"، ثم يستدرك: "لا فائدة من السجالات العقيمة، والمطلوب ان يحصل المواطنون على أولوياتهم، وخصوصا تأمين الكهرباء". وسأل عن البواخر التي ستحضر الى لبنان لسد العجز في الكهرباء، "وسمعت أن تسع شركات تتحضر لهذا المشروع المطلوب، وقد وضع دفتر شروط مدروس له حفاظا على قواعد الشفافية المطلوبة". ولا يحبذ رئيس التقدمي الاسترسال في الملفات الحكومية المطروحة، وما ينتظر رئيسها الرئيس نجيب ميقاتي في هذا الخصوص. ولا يقصر في تثبيت دعائمها "رغم التمايز بين بعض افرقائها وخصوصا حيال النظرة الى الازمة في سوريا". وفي القضية الشائكة التي تشغل جميع الافرقاء، وهي طيّ مشروع الـ8900 مليار ليرة والـ11 مليار دولار من عام 2006 فان جنبلاط يدعو الى اقفال هذا الملف". وماذا ستفعل كتلته في جلسة 5 آذار المقبل اذا لم تسوَّ هذه المسألة، أجاب: "انا مع إيجاد حل او مخرج سريع، وأتمنى ألا نصل الى خيار التصويت".  وثمة أسئلة لا يحب الاجابة عنها ولو بعبارتي نعم أو لا، من نوع متى تزور المملكة العربية السعودية؟

 

لا خلفية مذهبية أو طائفية للاعتداء على الشيخ راغب قباني

أفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى أن "الشيخ راغب قباني نجل مفتي الجمهورية اللبنانية تعرض لكمين واعتداء بالضرب خلال تناوله الغداء في إحدى مطاعم بيروت، حيث دخل بعض الأشخاص المدسوسين إلى المطعم وتهجموا عليه ووجهوا له الشتائم ولمفتي الجمهورية وضربوه، وعلى الأثر تقدم الشيخ راغب قباني بشكوى إلى القوى الأمنية ضد من تعرض له بالضرب، والتحقيقات جارية لمعرفة الاسباب والدوافع التي أدت إلى هذا الاعتداء". وأبدى المكتب الإعلامي في دار الفتوى خشيته أن "تحمل هذه الحادثة رسالة واضحة لمفتي الجمهورية من خلال نجله عبر تشويه صورته أمام الرأي العام كما تم تشويه صورته سابقا بفبركات مالية سابقة"، مؤكدا "عدم وجود خلفية مذهبية أو طائفية للاعتداء سيما أن المعتدين معروفون". وإذ نفى المكتب الإعلامي ما بثته إحدى وسائل الإعلام المرئية أنّ "الشيخ راغب قباني يقوم بإجراءات أمنية استعراضية"، أوضحت ان "هذا كلام عار عن الصحة جملة وتفصيلا وهو يقود سيارته دائما بنفسه ويتجول دون أي مرافقة أمنية، وكان متواجدا في المطعم ساعة الحادثة منفردا".

وتمنى المكتب الإعلامي في دار الفتوى من مختلف وسائل الإعلام "عدم الأخذ بأي إشاعة والتقيد بما يصدر رسميا عن دار الفتوى أو الجهات الأمنية والقضائية في هذا الشأن".

 

النص الكامل لتقرير ديوان المحاسبة حول فضيحة المازوت الاحمر

حصلت «السفير» على نسخة من التقرير الذي أنجزته النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة، حول فضيحة بيع وتسليم مادة المازوت الأحمر المدعوم، وهو يقع في سبع صفحات «فولسكاب»، مذيلا بتوقيع المدعي العام لدى ديوان المحاسبة بالإنابة القاضي بسام وهبة.

وجاء في التقرير ان القاضي وهبة استدعى الى التحقيق عددا من الموظفين المعنيين بالأمر، وانه تبين ان آخر قسيمة تعبئة قُطعت عند الثالثة بعد ظهر الاربعاء في 18/1/2012 أما التسليم فتأخر الى حوالى الثالثة فجر الخميس في 19/1/2012، أي خارج المهلة التي حددها مجلس الوزراء.

وإذ أشار التقرير الى ان وزارة الطاقة والمياه دعت الى اعتماد آليات بديلة عن الدعم المباشر لمادة المازوت الأحمر، نظرا لمخاطر اتباع هذه الطريقة التي أصبحت تشكل تجارة موسمية، لاحظ ان قرار مجلس الوزراء المتعلق بتطبيق الدعم لم يعمد الى وضع آلية تطبيقية للعمل بموجبها، لدى قيام الوزارة- إدارة منشآت النفط بتنفيذ القرار المذكور. كما لاحظ التقرير ان مديرية حماية المستهلك لم تصدر أي تكليفات للكشف على موجودات خزانات الشركات خلال شهر الدعم.

وخلص التقرير الى طلب ملاحقة المسؤولين عن المخالفات المرتكبة، وتوصية وزارتي المال، والاقتصاد والتجارة، باتخاذ الإجراءات القانونية الآيلة الى استرداد المبالغ الناجمة عن الأرباح غير المشروعة التي حققتها الشركات والمؤسسات الخاصة التي ثبت احتفاظها بكميات كبيرة من المازوت الأحمر وعدم توزيعها.

وفي ما يلي النص الكامل للتقرير:

الجمهورية اللبنانية

رئاسة مجلس الوزراء

النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة

رقم الصادر: 42/150

بيروت في 27/2/2012

الموضوع: تقرير حول ملابسات قضية بيع وتسليم مادة المازوت الأحمر (GASOIL) المدعوم من خزينة الدولة اللبنانية في منشآت النفط في طرابلس والزهراني.

المرجع: ورود النيابة العامة رقم 150 في 23/1/2012.

لدى التدقيق وبعد الاطلاع على مستندات الملف ومندرجاته كافة،

وحيث تبيّن أنه صدر عن مجلس الوزراء قرار يحمل الرقم /2/ تاريخ 14/12/2011، وافق بموجبه على ما يلي:

ـ إعطاء وزارة الطاقة والمياه ـ منشآت النفط ـ سلفة خزينة بقيمة /22,5/ مليار ل. ل. لدعم مادة المازوت الأحمر المستورد بمبلغ ثلاثة آلاف ليرة لبنانية عن كل عشرين ليتراً.

ـ أن لا يتجاوز العمل بهذا الإجراء مدة الشهر من تاريخ العمل به.

ـ تكليف وزارة الاقتصاد والتجارة ـ مصلحة حماية المستهلك ـ السهر على منع الغش في بيع أنواع المحروقات كافة واتخاذ التدابير القانونية بحق المخالفين.

على أن يُعمل بهذا القرار اعتباراً من 19/12/2011.

وحيث أن إدارة منشآت النفط بادرت إلى تنفيذ قرار مجلس الوزراء، آنف الذكر، وعمدت إلى بيع مادة المازوت الأحمر المدعوم المتوفر لديها في طرابلس والزهراني وتسليمها إلى الشركات، خلال فترة الدعم وقدرها شهر واحد، كحد أقصى، تبدأ يوم الاثنين في 19/12/2011 وتنتهي يوم الأربعاء في 18/1/2012، وذلك في حدود السلفة التي منحتها الحكومة اللبنانية إلى وزارة الطاقة والمياه ـ منشآت النفط، لهذه الغاية، والمحددة بمبلغ /22,5/ مليار ل. ل. أُنفق منها /19,511,940,000/ ل. ل. فقط، وبقي من أموال السلفة مبلغ /2,988,060,000/ ل. ل. دون استعمال.

وحيث تبيّن أن مادة المازوت الأحمر لم تكن متوافرة في الأسواق اللبنانية وبالشكل المطلوب، طيلة فترة شهر الدعم، بالرغم من الكميات الكبيرة والبالغة ما مقداره نحو /143,478,442/ ليتراً، التي قامت إدارة منشآت النفط في طرابلس والزهراني ببيعها إلى الشركات المرخص لها باستلام وتوزيع هذه المادة على الأراضي اللبنانية. ولا يخفى على أحد ما عاناه المواطنون من صعوبات جمة للحصول على كميات ولو ضئيلة من المازوت الأحمر، وهو أمر يعرفه الجميع، سيما بعد إثارة الموضوع من قبل وسائل الإعلام المختلفة، بصورة شبه يومية، دون أن تلجأ المراجع المعنية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين وصول المادة إلى المستهلكين وتحقيق الغاية المتوخاة من قرار مجلس الوزراء بدعم المازوت الأحمر، ألا وهي تخفيف العبء عن كاهل المواطنين.

وحيث أن النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة باشرت التحقيق في القضية، بتاريخ 24/1/2012، فوجه المدعي العام بالإنابة القاضي بسام وهبه كتاباً بهذا المعنى إلى مدير عام منشآت النفط في طرابلس والزهراني واستدعى إلى التحقيق عدداً من الموظفين المعنيين بهذا الأمر، وهم السادة:

ـ السيد سركيس حليس، رئيس لجنة الإدارة ـ المدير العام لمنشآت النفط.

ـ المهندس معن نجيب حامدي، المدير العام المعاون لمنشآت النفط في طرابلس.

ـ المهندس أحمد بلوط، المدير العام المعاون لمنشآت النفط في الزهراني.

ـ السيد يوسف عيسى، المدير العام المعاون الرديف في الزهراني.

ـ السيد علي يوسف، نائب رئيس لجنة إدارة منشآت النفط في طرابلس والزهراني.

ـ السيد فؤاد أحمد فليفل، المدير العام بالإنابة لوزارة الاقتصاد والتجارة ومدير حماية المستهلك.

كما أنه أصدر قراراً، يحمل الرقم 17/150 في 25/1/2012، قضى بتكليف مدققي الحسابات الأوليْن السيد جان العلية والسيدة فاتن يونس بمهمة تدقيق محلي في منشآت النفط في طرابلس والزهراني، وفي 31/1/2012 قدم المدققان تقريرهما بالموضوع، وهو يتلخص بما يلي:

لقد تم تنفيذ المهمة على مرحلتين: الأولى في طرابلس ـ البداوي يوم الخميس 16/1/2012 والثانية في الزهراني يوم السبت في 18/1/2012، وأنه تم الاطلاع على آلية سير العمل وخطط توزيع المازوت الأحمر المدعوم من الشركات، خلال شهر الدعم، وعلى القيود المسجلة على البونات ومقارنتها مع ما هو مسجل في البيانات الصادرة عن المنشآت، والتي تبيّن الكميات المسلّمة إلى الشركات يوماً فيوماً وبشكل مفصّل في 18/1/2012 وعن طريق العيّنة في سائر أيام الدعم. وقد تضمّن التقرير جداول بالكميات المسلّمة إلى الشركات من منشآت النفط في كل من طرابلس والزهراني يومياً وشهرياً ونسبها المئوية مع بيان أسماء الشركات المستلِمة.

وحيث تبيّن من التدقيق في منشآت طرابلس، ما يلي:

ـ بلغت الكميات المسلّمة فعلياً، خلال شهر الدعم، /101,354,619/ ليترا بما قيمته /15,203,193,000/ ل. ل. من إجمالي المبلغ الذي جرى إنفاقه فعلياً وقدره /19,511,940,000/ ليرة لبنانية، ومنها /6,661,587/ ليترا في اليوم الأخير، بما فيها الجزء المسلّم إلى الشركات المتعاملة مع الزهراني وقدره /575,000/ ليتر، وقد بلغ المعدل اليومي للتسليم /4,223,110/ ليتر من أصل /24/ يوم عمل فعليا في منشآت طرابلس.

ـ إن الآلية المعتمدة لتوزيع الحصص على الشركات كانت تتم بناء على قرار شفهي يصدر عن مدير عام المنشآت بتحديد الكميات وحصة كل شركة، بالنظر إلى تعاملها عادة مع المنشآت. فيتقدم سائق الصهريج من الموظف المسؤول ببون تعبئة من الشركة بالكمية المطلوبة مع شك عادي، عند وجود كفالة ضمان، أو مصرفي، في حال عدم وجودها.

ـ لقد تم قطع آخر قسيمة تعبئة عند الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الأربعاء في 18/1/2012، أما التسليم فتأخر إلى حوالى الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس في 19/1/2012. وقد بلغ عدد الشركات التي استلمت في اليوم الأخير من شهر الدعم /101/ شركة، من أصل /215/ شركة مرخص لها بقرار من مدير عام المنشآت.

ـ أنه في صبيحة اليوم الأول لشهر الدعم، أي في 19/12/2011، كان مخزون مادة المازوت الأحمر في منشآت طرابلس بحدود /75,059,000/ ليتر وبتاريخ الإقفال في 18/1/2012 نحو /8,594,000/ ليتر.

وحيث تبيّن من التدقيق في منشآت الزهراني أن كميات المازوت الأحمر المدعوم، المسلّمة إلى الشركات المتعاملة معها خلال شهر الدعم، قد بلغت /42,124,823/ ليتراً، بما قيمته /4,296,807,000/ ل. ل. من أصل المبلغ الإجمالي للمبيعات وقدره /19,511,940,000/ مليار ليرة لبنانية، ومنها /831,865/ ليتراً في اليوم الأخير، وقد بلغ المعدل اليومي للتسليم في الزهراني /2,106,241/ ليترا من أصل /20/ يوم عمل فعليا.

وحيث أنه تبيّن من مجمل التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة في قضية بيع وتسليم مادة المازوت الأحمر (GASOIL) ، في منشآت النفط الكائنة في طرابلس ـ البداوي والزهراني، المدعوم من خزينة الدولة اللبنانية بمبلغ وقدره ثلاثة آلاف ليرة لبنانية لكل صفيحة مازوت سعة عشرين ليتراً وبمبلغ إجمالي قدره /22,5/ مليار ل. ل. أنفق منه مبلغ /19,511,940,000/ مليار ل. ل. فقط على مدى شهر الدعم، ابتداء من يوم الاثنين في 19/12/2011 ولغاية يوم الأربعاء في 18/1/2012 ضمناً، ما يلي:

ـ أن قرار مجلس الوزراء رقم /2/ تاريخ 14/12/2011، قد صدر بناءً على عرض تقدمت به وزارة الطاقة والمياه لدعم مشتقات المحروقات، وأن الغاية من قرار دعم مادة المازوت الأحمر هي تخفيف عبء كلفة استهلاك هذه المادة على المواطنين في ظل ارتفاع أسعار المحروقات عالمياً.

ـ أن العرض الذي تقدمت به وزارة الطاقة والمياه، بموجب كتابها رقم 4036/و تاريخ 2/12/2011، بشأن آلية دعم المحروقات وأثرها على المستفيدين الحقيقيين، يشير إلى ورود مراجعات عديدة من موظفين وسياسيين ومرجعيات ومن مختلف المناطق اللبنانية حول ضرورة دعم مادة المازوت أثناء فصل الشتاء. وقد أشارت الوزارة إلى وجوب اعتماد آليات بديلة عن الدعم المباشر للمادة نظراً لمخاطر اتباع هذه الطريقة، التي أصبحت تشكل تجارة موسمية يستفيد منها التجار ويُحرم منها المواطنون، وذلك عبر احتكار المادة وتخزينها تمهيداً لبيعها لاحقاً بالسعر غير المدعوم وتحقيق أرباح مالية غير مشروعة.

ـ وقد قدمت وزارة الطاقة والمياه بعض الاقتراحات العملية البديلة للدعم المباشر، ومنها السير بإلغاء الضريبة على القيمة المضافة على مادة المازوت، وهو أمر يستفيد منه المواطن المعني مباشرة، باعتبارها إحدى السلع الاستهلاكية الأساسية التي يحتاجها المواطن. وهذا ما أورده أيضاً وزير الطاقة والمياه في كتابه رقم 4496/و تاريخ 7/2/2012 والمستندات المرفقة به.

ـ وبالفعل، فقد وافق مجلس الوزراء على وضع مشروع قانون معجل بإعفاء مادة المازوت الأحمر المستورد من الضريبة على القيمة المضافة، كما أقرها مجلس النواب في جلسته المنعقدة يوم الخميس في 23/2/2012 قانوناً بإعفاء مادتي المازوت الأحمر والأخضر من الضريبة على القيمة المضافة وإلى أجل غير مسمى.

ـ أنه لم يثبت للنيابة العامة وجود تعليمات خطية، سابقة أو حالية، صادرة عن وزراء الطاقة والمياه لوقف تسليم المازوت المدعوم في الأيام الأخيرة من فترة الدعم.

ـ أن وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل أصدر القرار رقم /28/ تاريخ 18/1/2012، في اليوم الأخير من شهر الدعم، حدد بموجبه سعر بيع المازوت إلى المستهلك بمبلغ وقدره /29,300/ ل. ل. لكل عشرين ليتراً، على أن يُعمل به اعتباراً من اليوم التالي في 19/1/2012، وهو السعر الرسمي لبيع هذه المادة بعد رفع الدعم الحكومي عنها بانتهاء المدة التي حددها مجلس الوزراء بشهر. هذا مع العلم، أن سعر بيع مادة المازوت الأحمر المدعوم إلى المواطنين في الأسبوع الأخير من شهر الدعم كان /26,300/ ل. ل.

ـ أن عمليات تسليم المادة في منشآت النفط في طرابلس تواصلت حتى الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس في 19/1/2012، أي خارج المهلة التي حددها مجلس الوزراء وبعد بدء سريان قرار وزير الطاقة والمياه بهذا الشأن.

وحيث أنه من الواضح، أن الدافع الباعث على صدور قرار مجلس الوزراء، بدعم مادة المازوت الأحمر، هو المساهمة بمبلغ ثلاثة آلاف ليرة لبنانية من السعر الرسمي المحدد لبيع هذه المادة بغية تخفيف عبئها عن كاهل المواطن، في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، وأن نية الحكومة اللبنانية انصرفت إلى تحقيق هذه الغاية السامية التي ينبغي على جميع المعنيين بهذا الأمر أخذها بعين الاعتبار، قبل أي شيء آخر، لدى تطبيقهم قرار الدعم. مع الإشارة هنا، إلى أن قرار مجلس الوزراء آنف الذكر اكتفى باعتماد آلية محاسبية لكيفية إنفاق المبلغ المرصود للدعم، دون أن يعمد إلى وضع آلية تطبيقية للعمل بموجبها لدى قيام وزارة الطاقة والمياه ـ إدارة منشآت النفط بتنفيذ القرار المذكور.

وحيث أن إدارة منشآت النفط عمدت إلى تنفيذ قرار مجلس الوزراء وبادرت إلى بيع مادة المازوت الأحمر المدعوم المتوافر في منشآتها الكائنة في طرابلس ـ البداوي والزهراني وتسليمها إلى الشركات المرخص لها، من قبل المديرية العامة للمنشآت، وذلك وفقاً للصلاحيات المنوطة بها بموجب المرسوم الاشتراعي رقم 79 تاريخ 27/6/1977، الذي يحدد الأصول المالية والاقتصادية والتنظيمية لمنشآت النفط على الأراضي اللبنانية، على الشكل التالي:

ـ أصول صفقات بيع وشراء وتصدير واستيراد مشتقات النفط الخام (المادة الأولى منه).

ـ إنشاء أجهزة مختصة لإدارة منشآت النفط وفقا للأصول المعمول بها في التجارة والصناعة على ان تخضع لرقابة ديوان المحاسبة المؤخرة (المادتان الثانية والثالثة من القانون).

ـ تتولى وزارة الطاقة والمياه ـ المديرية العامة للنفط، وخلافاً لقانون المحاسبة العمومية، إدارة منشآت النفط بصورة مؤقتة وذلك إلى حين إنشاء الأجهزة المختصة المذكورة اعلاه (المادة الرابعة من المرسوم الاشتراعي رقم 79/1977).

مع الإشارة هنا، إلى ان وزير الطاقة والمياه الأسبق السيد موريس صحناوي كان قد أصدر قراراً يحمل الرقم 9/م تاريخ 13/1/2005 بتأليف لجنة لادارة منشآت النفط، قوامها السادة: سركيس حليس (رئيساً)، علي يوسف واسحق الياس (نائبين للرئيس)، أحمد بلوط ومعن حامدي (عضوين)، يفترض بها عمليا تولي مهام ادارة المنشآت، إلا انه تبيّن ان هذه اللجنة لم تعقد أي اجتماع لها منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وحيث تبيّن ان الكميات التي قامت إدارة منشآت النفط ببيعها وتسليمها إلى الشركات المرخص لها، خلال شهر الدعم، جاءت على الشكل التالي:

ـ مجموع الكميات المباعة /143,478,442/ ليتراً.

ـ مجموع الكميات المباعة في طرابلس 101,354,619/ ليتراً، أي ما نسبته 70,65%.

ـ مجموع الكميات المباعة في الزهراني /42,124,823/ ليتراً، أي ما نسبته 29,35%.

وذلك على مدى /20/ يوم عمل فعلي في منشآت الزهراني مقابل /24/ يوم عمل فعلي في منشآت طرابلس، خلال شهر الدعم، أي بمعدل يومي عام للتسليم وقدره /6,329,351/ ليترا، لتغطية حاجة السوق المحلي من المازوت الأحمر، وبمعدل إجمالي وقدره /4,628,336/ ليترا لكل يوم من أيام شهر الدعم، أي على مدى واحد وثلاثين يوماً.

أما الكميات المباعة والمسلّمة في الايام الثلاثة الأخيرة، فقد جاءت على الشكل التالي:

ـ في منشآت طرابلس: 3693953 3870570 6661587= 14,226,110 ليترا.

ـ في منشآت الزهراني: 1164542 1133875 831865= 3,130,282 ليترا.

أي ما مجموعه: 14,226,110 3,130,282= 17,356,392 ليترا، وهذا ما يوازي (17,356,392 /20 ليتر ×3000 ل.ل.= 2,603,458,000 ليرة لبنانية، من قيمة الدعم الحكومي في الأيام الثلاثة الأخيرة.

وحيث انه يتبيّن ان إدارة منشآت النفط في طرابلس والزهراني واصلت عمليات بيع وتسليم مادة المازوت الأحمر (GASOIL) إلى الشركات في الأيام الأخيرة من شهر الدعم، وبكميات كبيرة نسبياً، وخصوصاً في اليوم الأخير منه، حيث بلغت الكميات المسلّمة ما قدره /7,493,452/ ليتراً، محققة بذلك أرباحاً مالية لصالح المنشآت وقدرها /350/ مليون ليرة لبنانية، مقابل مبلغ /1,124,017,000/ ل.ل. كخسائر تكبّدتها الخزينة اللبنانية من أصل الاعتمادات المخصصة للدعم. فقد قامت إدارة منشآت النفط في الزهراني باستنفاد كامل كميات المازوت الأحمر المتوافرة لديها ثم عمدت إلى تحويل الشركات المتعاملة معها إلى طرابلس، بالتنسيق مع المسؤولين عن ادارة المنشآت في بيروت وطرابلس، وكذلك تابعت ادارة المنشآت في طرابلس قطع قسائم بونات التعبئة حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الأربعاء في 18/1/2012 وواصلت عمليات التسليم حتى الساعة الثالثة فجراً من يوم الخميس في 19/1/2012، أي بعد انتهاء المهلة التي حددها مجلس الوزراء بهذا الشأن وبدء سريان مفعول قرار وزير الطاقة والمياه برفع الدعم.

وحيث ان قرار مجلس الوزراء، ذات الصلة، نص أيضاً على تكليف وزارة الاقتصاد والتجارة ـ مصلحة حماية المستهلك ـ السهر على منع الغش في بيع انواع المحروقات كافة واتخاذ التدابير القانونية بحق المخالفين، على اعتبار انها تتولى، بموجب المادة الأولى من المرسوم رقم 8664 تاريخ 8/11/1967 المهام التالية:

ـ تأمين تطبيق القوانين المتعلقة بالمقاييس والموازين والمصوغات والأسعار وقمع الغش.

ـ اتخاذ التدابير اللازمة للحؤول دون احتكار المواد والمنتجات والسلع في الاسواق المحلية او التلاعب بأسعارها.

وحيث ان مديرية حماية المستهلك قامت بإصدار تكاليف يومية، خلال فترة الدعم، للكشف على محطات الوقود عبر تكاليف نفذها مراقبون تابعون لها، وقد تمكّن هؤلاء من ضبط بعض المخالفات في محطات معينة كانت تبيع مازوت مغشوشا (أحمر أخضر) او غير مطابق للمواصفات، كما تبيّن ان عدداً من المحطات خالية كلياً من المازوت الأحمر المدعوم ومحطات اخرى لديها كميات ضئيلة من هذه المادة. إلا انه لم يتبيّن لنا، ان هذه المديرية قد اصدرت اية تكاليف للكشف على موجودات خزانات الشركات من المازوت الأحمر، خلال شهر الدعم.

وحيث تبيّن ان مادة المازوت الأحمر لم تكن متوافرة في الاسواق اللبنانية، بالشكل المطلوب، وتاليا فهي لم تصل إلى المواطنين المفترض استفادتهم منها اصلا، مما يثير الريبة حول لجوء بعض الشركات إلى تخزين المازوت الأحمر وعدم توزيعه على محطات الوقود، بالقدر الكافي على الاقل، بالرغم من استلامها كميات كبيرة من المادة، بغية بيعها لاحقا وتحقيق ارباح مالية غير مشروعة على حساب المواطن والخزينة اللبنانية، على حد سواء، مما يقتضي معه الطلب إلى المراجع المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لاسترجاع المبالغ الناجمة عن هذه الارباح.

وحيث ان اختصاص ديوان المحاسبة يتناول حصراً الادارات والمؤسسات العامة والبلديات الخاضعة لرقابته، دون سواها من الشركات والمؤسسات الخاصة.

وحيث ان مسألة الاختصاص هي من النظام العام.

وحيث انه لم يعد هناك من حاجة لبحث سائر النقاط الأخرى.

لذلك

فقد طلبت النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة، ما يلي:

أولاً: ملاحقة المسؤولين عن المخالفات المرتكبة في هذه القضية امام ديوان المحاسبة.

ثانياً: ترك سائر النقاط المتعلقة بالتحقيق مع المسؤولين عن الشركات والمؤسسات الخاصة إلى المراجع القضائية والرقابة المختصة، لعدم اختصاص ديوان المحاسبة بهذا الشأن، وذلك للعمل على ملاحقة من يثبت تورطهم في هذه القضية.

ثالثاً: توصية وزارتي المالية والاقتصاد والتجارة باتخاذ الإجراءات القانونية الآيلة إلى استرداد المبالغ المالية الناجمة عن الارباح غير المشروعة التي حققتها الشركات والمؤسسات الخاصة، جراء استلامها كميات كبيرة من المازوت الأحمر، في الايام الثلاثة الأخيرة من شهر الدعم، والتي يثبت من التحقيق احتفاظها بها وعدم توزيعها على محطات الوقود والأسواق كي يستفيد منها المواطنون والمستهلكون المستهدفون بقرار الدعم.

بيروت في 27/2/2012

المدعي العام لدى ديوان المحاسبة بالإنابة

القاضي بسام وهبه

 

الصحافيان الفرنسية والبريطانية بلغا بيروت بسرية تامة

عكار - ميشال حلاق /النهار

تسيطر على المناطق الحدودية الشمالية والشمالية الشرقية للبنان مع سوريا حال من الترقب والقلق خصوصاً مع عودة اصوات الانفجارات واطلاق القذائف لتسمع في مختلف القرى والبلدات الحدودية، ومنها قرية حلات السورية قبالة بلدتي الدبابية والنورا التحتا اللبنانيتين حيث تحدث شهود عيان عن اطلاق نار كثيف استمر طوال ليل الاثنين - الثلثاء واستمر حتى ساعات فجر امس. وأفيد عن نقل جريحين عبر احد المعابر غير الشرعية على مجرى النهر الكبير في هذه المنطقة الى مستشفيات عكار، وتولت سيارة اسعاف تابعة للجمعية الطبية الاسلامية نقل احدهما، في حين تولت سيارة اسعاف تابعة للصليب الاحمر اللبناني نقل الجريح الآخر وهما: عمار ح. (15 سنة) وعمر ع. (22 سنة)، علماً ان الصليب الاحمر عمل على نقل 4 جرحى سوريين ادخلوا عبر منطقة البقاع الى مستشفيات الشمال للمعالجة.

وقرابة الرابعة بعد ظهر امس انفجر لغمان ارضيان عند معبر الواويات غير الشرعي في منطقة وادي خالد مما ادى الى نفوق بقرتين. اما الحدث الابرز الذي طغى على ما عداه من الاخبار الحدودية فكان ادخال الصحافية الفرنسية اديث بوفييه التي اصيبت بجروح في حمص، والصحافي البريطاني بول كونروي الى لبنان والذي أحيط بسرية كبيرة من الجهات التي عملت على ادخالهما عبر احد المعابر الحدودية غير الشرعية  على الحدود الشمالية - الشرقية للبنان مع سوريا، وفق مصادر حدودية، ما خلق ارباكاً كبيراً لدى كل الجهات الرسمية و الامنية الحدودية التي لم تعلم بدخول الصحافيين الا بعد وصولهما الى احد المستشفيات الجامعية الخاصة في بيروت. وتجرى تحريات واستقصاءات لمعرفة الطريق الذي سلكه موكب الصحافيين والطريقة التي ادخلا فيها الى لبنان وما اذا كانا ادخلا معا او كل بمفرده وعبر طريقين مختلفين. وقد طرحت هذه العملية علامات استفهام كبيرة بإزاء جدية التدابير الامنية المتخذة على الحدود الشمالية والشمالية - الشرقية للبنان مع سوريا، خصوصاً اذا ما تم التأكد من ان الصحافيين الاجنبيين الجريحين لم يدخلا عبر اي من النقاط الحدودية الشرعية. وبصرف النظر عن الضرورات التي املت كل هذه الترتيبات المعقدة عند جانبي الحدود اللبنانية - السورية، الا ان  عملية تمويه كبيرة رافقت هذه المسألة اذ لوحظ استنفار ما يزيد عن 8 سيارات اسعاف تابعة للصليب الاحمر الدولي والصليب الاحمر اللبناني تموضعت اعتبارا من الساعة الثامنة مساء الاثنين، وفق شهود عيان، عند نقاط محددة على طول الحدود اللبنانية - السورية من العريضة حتى منطقة البقاع وفق ما يأتي: سيارة عند العريضة واخرى عند نقطة العبودية و ثالثة عند قرية النورا التحتا ورابعة في خراج قرية الكنيسة - وادي خالد وخامسة عند تقاطع قرى حلواص -  النصوب - المونسة  في جبل اكروم  وسادسة في  الرويمة في بيت جعفر وسيارة سابعة في منطقة القاع وثامنة في منطقة الهرمل.

وظل هذا الاستنفار قائما الى ما بعد الساعة الأولى بعيد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء لتعطى الاوامر لهذه السيارات بالعودة الى مراكزها من دون ان تنقل ايا من الجريحين، في الوقت الذي تم الاعلان عن ان الصحافيين أصبحا في  امان في احد مستشفيات بيروت.

 

البيت الابيض: تنظيم "القاعدة" يحاول الاستفادة من الوضع في سوريا 

أعلن البيت الابيض أن تنظيم "القاعدة" يحاول الاستفادة من أعمال العنف في سوريا، مقراً بأن هذا الأمر هو أحد الاسباب التي تحول دون وضع مسألة تزويد معارضة نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالسلاح، على جدول أعمال واشنطن. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إنه "من دون التطرق إلى التقييمات التي قامت بها استخباراتنا، فإني أقول بكل بساطة إننا نعرف أن "القاعدة" ومتطرفين آخرين يحاولون الاستفادة من الوضع الناتج عن العدوان الوحشي لـ(الرئيس بشار) الاسد ضد المعارضة". وأضاف أن "عناصر من تنظيم "القاعدة" يحاولون تقديم أنفسهم على أنهم المدافعون عن الحرية وعن الديمقراطية لسكان المنطقة، وعن سوريا في هذه الحالة، وهذا يتناقض مع تاريخهم وحججهم وعلة وجودهم". وأقر كارني بأن الولايات المتحدة لم "تحدد بشكل واضح إلى أي درجة يتعاون متطرفو "القاعدة" مع المعارضة السورية". وأضاف أن "موقفنا لا يعود فقط لهذا السبب، بل أيضاً لأن الوقت لم يحن بعد لزيادة عسكرة الوضع في سوريا". (أ.ف. ب.)

 

السعودية تسلح المعارضة السورية

أكد تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية "انخراط السعودية بشكل كبير في تطبيق "الفكرة الممتازة" التي تحدث عنها وزير خارجيتها سعود الفيصل يوم الجمعة الماضي في بداية اجتماعه الثنائي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في العاصمة التونسية". واضافت ان "السعودية إذاً بدأت تسليح المعارضة السورية، حسب تقارير إخبارية ومصادر في المعارضة السورية تؤكد أن هناك أسلحة تصل إلى السوريين عن طريق حلفاء من القبائل السنية في العراق ولبنان".

واضافت المجلة إن "تقارير عديدة أفادت أن التسليح جار على قدم وساق لا سيما بعد التطورات الأخيرة التي حدثت في تونس"، مضيفة أنه "بعد انسحاب الفيصل من مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس الأسبوع الماضي قال إن المساعدات الإنسانية لسوريا لا تكفي"، معتبراً أن "فكرة تسليح المعارضة السورية "فكرة ممتازة"، وبعدها مباشرة قال مسؤول لم يفصح عن هويته للإعلام السعودي الرسمي إن المملكة تسعى لمد المعارضة السورية بوسائل تحقيق الاستقرار والسلام وتؤمّن لهم قرارهم باختيار ممثليهم". وأكدت المجلة أنه "على خط مواز يدعو المشايخ السعوديون بشكل علني من على منابرهم إلى الجهاد في سوريا، ويلعنون هؤلاء الذين ينتظرون التدخل الغربي".

من ناحية ثانية، أوضحت المجلة أن "دولاً خليجية أخرى، وقطر بشكل أساسي، ربما تكون مشاركة في مدّ المعارضة السورية بالأسلحة". وقد أعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني أمس الأول أنه "يجب أن نقوم باللازم للمساعدة، وتشمل المساعدة منح المعارضة الأسلحة للدفاع عن أنفسهم"، وأضافت قائلة "بينما يظل الغموض مسيطراً على مواقف الدول الإقليمية السنية الأخرى بشأن تسليح المعارضة السورية، إلا أنها كلها الآن باتت تريد سقوط نظام الأسد أو تعثره على الأقل لأنه حليف لإيران، الذي يزعزع استقرار المنطقة بالإرهاب والتهديدات النووية".

وعلى الرغم من المعارضة الغربية، أقله علناً، لظاهرة تسليح المعارضة التي تبدو كـ"صندوق أسود" بالنسبة لهم، إلا أن السعودية تنخرط من دون خجل أو اعتبار لموقف الغرب في هذه المهمة، حسب المجلة التي تؤكد أن المملكة "لا ينقصها شيء لتسليح المعارضة لا آليات شراء الأسلحة ونقلها، ولا السيولة اللازمة لإتمام العملية بنجاح، وعلى الأرجح أن السلاح سيصل إلى من يحملون الفكر الوهابي الذي ولّد الحركات الإسلامية الأكثر خطراً في العالم". وفيما تذكّر "فورين بوليسي" بخطاب الملك عبد الله الأسبوع الماضي الذي حذّر فيه من أن السعودية "لن تتخلى عن التزاماتها الدينية والأخلاقية تجاه ما يحدث من ذبح للشعب السوري"، تشير إلى أهمية أخذ "العامل الروسي بالاعتبار في هذا الخطاب". الملك وجّه نقداً لاذعاً في خطابه للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بسبب "فشله في التنسيق مع الدول العربية قبل التصويت على قرار مجلس الأمن، لكن ذلك ليس السبب الوحيد إذ لا يمكن تجاهل تاريخ العداء الطويل بين البلدين منذ السبعينيات".

وتعود المجلة لتفتح ملف العداء السعودي الروسي الذي يعدّ "عاملاً مهماً في معادلة تسليح المعارضة السورية"، إذ تعتبر السعودية أن "منع روسيا من تحقيق مكاسب في الشرق الأوسط من خلال سوريا يصبّ في مصلحتها". ويعود تاريخ العداء بين الرياض وموسكو، بحسب المجلة، إلى السبعينيات، "منذ أن لجأت السعودية لاستخدام مصادر النفط لديها للضغط على الاتحاد السوفياتي، كما حاربت المملكة جميع الحكومات والحركات "الشيوعية" والسياسية من خلال معونات أجنبية وعسكرية وصلت إلى 7.5 مليار دولار منحتها لمصر وشمالي اليمن وباكستان والسودان وغيرها، وكان للتمويل السعودي دور فعال في دعم الحركات والعمليات المعادية للسوفيات في أنغولا وأريتيريا وتشاد والصومال". إلى جانب ذلك، أرسلت السعودية مقاتلين إسلاميين لمحاربة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في العام 1979، الأمر الذي كبّد السوفيات خسائر فادحة جعل الجيش الأحمر ينسحب من الحرب وأسقط الحكومة الموالية له في كابول. منذ ذلك الوقت، تغيّر الكثير من دون شك. لم يعد السعوديون بحاجة إلى محاربة "الشيوعية". الروس الجدد لا يملكون إيديولوجيا يحاربون من أجلها، إنهم مدفوعون بالمصالح السياسية البحتة. وسياسة الكرملين شهدت تغيراً ملحوظاً، إذ باتت تتجنب أي وجود عسكري لها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مقابل سعي حثيث لجني الأرباح وتوسيع النفوذ عبر بيع السلاح والمعدات العسكرية والتكنولوجية لسوريا وإيران. لكن "ظلّ العداء بين السعودية وروسيا ما زال موجوداً، وتعزّز بعد الأزمة السورية إلى حدّ كبير".

واضافت "فورين بوليسي" قائلة "بات معروفاً أن طرطوس تشكّل الحجر الزاوية في التعاون الاستراتيجي القائم بين سوريا وروسيا منذ السبعينيات، وإذ تثير أهمية هذا الموقع قلق الغرب والسعودية، فإن الأخيرة تدرك أن سقوط النظام يعني سقوطاً حتمياً لطرطوس، وهذا ما يشكل أيضاً أحد الأسباب لتسليح المعارضة".المصدرForeign Policy

 

ما الذي قالته السعودية للأسد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

قالت السعودية، مرارا وتكرارا، إن واجبها الديني والأخلاقي يحتم عليها أن تتخذ الموقف الذي تتخذه اليوم ضد النظام الأسدي، وذلك حماية للسوريين العزل، وحماية لسوريا نفسها من مجهول ما ينتظرها في ظل القمع الوحشي الذي يرتكبه الأسد بحق السوريين. فقد قال العاهل السعودي للرئيس الروسي، الأسبوع الماضي، إن مقاييسه، ومقاييس بلاده، تجاه ما يحدث في سوريا هي: الدين والأخلاق، وكرر مجلس الوزراء السعودي، أول من أمس، وبرئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن السعودية تجدد تأكيدها «أنها ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولا عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري». وعليه؛ فإن هناك من يقول: لماذا لم تحاول السعودية مع الأسد نفسه علها تنجح بإقناعه؟ والبعض الآخر من المحسوبين على النظام الأسدي يتطاولون على السعودية، مثل سفير طاغية دمشق في نيويورك، وغيره، ويقولون إن السعودية تريد محاضرتهم بالديمقراطية! فهل السعودية تملي شروطها فعلا على طاغية دمشق، وتشترط عليه خطوات محددة، أم أنها تتخذ هذه المواقف الحاسمة الآن دون أن تكون قد بذلت جهودا سلمية مع الأسد من قبل؟ للإجابة عن هذه التساؤلات لا بد من قراءة القصة التالية، وتأمل فارق الحكمة فيها، والصدق والنبل بين من ينصح صادقا، ومن يقتل شعبه فقط من أجل أن يحكم!

فمع بدء الثورة اتصل بشار الأسد بالسعودية قائلا إن الأمور تزداد سوءا في سوريا، ولم يقف معه أحد، وإنه أمام صعوبات مالية، وخلافه. وقال الأسد وقتها إنه يشعر بأن الجميع تخلى عنه، ويطلب النصيحة، وقال إنه مستعد للتجاوب مع ما سيسمعه، وما سيطلب منه. كان اتصال الأسد هذا، موضع حديثنا، بنفس الوقت الذي كانت تتهم فيه وسائل الإعلام الأسدية أمراء سعوديين بالوقوف خلف الثورة السورية، وأنها، أي الثورة، مؤامرة وهابية. كان الرد السعودي على الأسد هو التالي: لا نريد شيئا على الإطلاق، فحل المشكلة السورية هو في سوريا وبيدك أنت تحديدا. وكل ما نطلبه هو التوقف عن القتل. لا تقتل. أما النصيحة التي نقدمها لك فهي بكل بساطة كما يلي: اخرج وخاطب السوريين، واجعل خطابك مختصرا لا يزيد على عشر دقائق، وقدم لهم أكثر مما طلبوه، امنحهم أكثر من مطالبهم التي خرجوا من أجلها، وبذلك تكون أنقذت سوريا، واستجبت لشعبك. هكذا كانت النصيحة، التي سمعها من السعودية، لا أكثر ولا أقل، وبالتأكيد أن القارئ الكريم يلاحظ النصيحة الحكيمة، والمختصرة، لكن الذي حدث بالطبع هو العكس. فخطابات الأسد طالت، وقواته ما زالت تقتل السوريين، وعلى مدى أحد عشر شهرا، ووعوده الإصلاحية واهية، فها هو الأسد يخرج بدستور مثير للسخرية يضمن له الحكم حتى عام 2028، والأدهى أن النظام الأسدي يقول إن نسبة التصويت بالإيجاب على الدستور المهزلة كانت 89 في المائة! فهل السعودية هي التي تعادي الأسد؟ بالطبع لا. فالأسد هو عدو نفسه، مثلما أنه عدو السوريين.

 

هل من وصفة لدرء التداعيات السورية؟ 

عبد الوهاب بدرخان (النهار)،

كيف السبيل لإبعاد لبنان عما يجري في سوريا، اي عن المخاطر؟ يبدو، حسب النائب ميشال موسى، ان الرئيس نبيه بري لديه الوصفة السحرية. لا احد يدري ما هي تحديدا. انتظروا تروا. الشكل يعيد الى الاذهان مبادرة الحوار في مجلس النواب، وقد انتجت في آذار 2006 توافقات، سميت "ثوابت"، ما لبثت ان تفككت ولم يبق شيء، بل لم يبق حتى اي اثر في النفوس. بل انه يذكّر ايضا بدعوات من الرئيس بري الى التصدي لمسألة "إلغاء الطائفية"، ثم تبين انه اختار التوقيت الخطأ، رغم ان الهدف نبيل ويستحق العمل من اجله في كل الاوقات، شرط ان يكون على الاجندة الوطنية، لا على اجندات آخرين، ولأهدافهم الآنية. ها هو، اذاً، يبحث عن مبادرة داخلية لدرء تداعيات الازمة السورية عن لبنان. حسن. لكن كيف؟

لا بأس بالمحاولة، غير ان مسعى كهذا يتطلب شخصية ذات مواصفات لم تعد، للاسف، متوفرة في اي من رجالات السياسة اللبنانية. ففي البلد انقسام حاد حول كل ما مر به منذ 2005 حتى اليوم: الاغتيالات السياسية، المحكمة الدولية، حرب تموز 2006 والازمة نتجت عنها، 7 ايار 2008، اتهام عناصر من "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري، الحكومة السابقة، والحالية... وهناك الآن انقسام واضح حول الازمة السورية. فالذين لم يكترثوا للاغتيالات في لبنان هم انفسهم الذين لا يكترثون للمجازر الوحشية التي ترتكب حاليا في سوريا. والذين سعوا الى الحرية والاستقلال عبر خروج الجيش السوري من لبنان هم الذين يؤيدون مطالب الشعب السوري بالحرية عبر اسقاط النظام. هذا التداخل فرضه نظام الوصاية، ووكلاؤه بعد خروجه، ولذلك لم يعد ممكناً ابعاد لبنان عما يجري في سوريا.

بلغ الانقسام حول سوريا ان مؤيدي النظام في لبنان لا يكتفون بتظاهراتهم المناصرة له، بل يعتبرون انهم ملزمون مواجهة التظاهرات والوقفات المؤيدة للشعب السوري وانتفاضته. اي ان انصار النظام يحشدون بغية ردع الآخرين عن نصرة الشعب، ثم انهم بداوا يتوعدون بأن لا يسكتوا عن اي "اساءة" للنظام في لبنان. فكيف يعالج هذا الانقسام اذا كان الجنرال ميشال عون يقول في حديث الى قناة "الكوثر" الايرانية ان "بعد المعركة الاخيرة في حمص وادلب يكون الوضع (في سوريا) قد انتقل الى التنظيف". اي انه غير معني بمئات المدنيين الذين يقتلون يوميا؟ طالما ان الحكومة اختارت "النأي بالنفس"، وهي فخورة به، كما لو انها عثرت على كنز كان مفقودا. وطالما ان السيد حسن نصرالله زكّى سياسة "النأي" هذه، حفاظا على الحكومة وعلى الاستقرار، فأين المشكلة في "التداعيات". هناك احتمالان: اما سقوط مفاجئ للنظام، لكن نصرالله بشر مرارا بانه مستبعد. وإما حرب اهلية مفتوحة في سوريا، واللبنانيون يعرفون شيئا عن ذلك. الكل يخسر

 

الرؤية الكلينتونية: القلق من المتشددين يستدعي إسقاط النظام

 وسام سعادة/المستقبل

أن يكون التيار الاسلامي قد استطاع انتزاع مغانم برلمانية واسعة حيثما جرى الاحتكام الى صندوق الاقتراع تحت تأثير الربيع العربي، فليس ذلك بتفصيل، ولا هو بحدث عابر، او تحد سهل، او مسار مضمون. وقد يطيب لليبراليين والتقدميين العرب التخفيف من وطأة ذلك، بالقول انه المخاض، وان الواقع يخيٌر الاسلاميين بين اصلاح في العمق لطريقتهم في تناول ومعالجة المسائل وبين اعداد العدّة لتجاوزهم في اتجاه اكثر ليبرالية وحداثية، وان اوضاع الناس الحياتية واليومية هي التي ستضع معشر اللاجئين الى احياء "التراث" أمام الاسئلة الملحّة للواقع.

لكن ما يحاول به ليبراليو "الربيع" طمأنة أنفسهم، لا يتقاسمه معهم ليبراليو الغرب، وهؤلاء تمثلهم خير تمثيل مواقف وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. في مقابل المقاربتين التفاؤلية المحض والتشاؤمية المحض بصدد الربيع العربي في الغرب، تبدو كلينتون أقرب الى التفاؤل "النقدي": الأنظمة التي تقتل أحرار شعوبها بل أعداداً طائلة ينبغي أن تسقط، ودرجة القمع هي معيار درجة ضرورة اسقاط هذا النظام أو ذاك. في المقابل، الشعوب الثائرة فتحت جدياً الطريق أمام تداول وتوزّع السلطة في العالم العربي، وزوال الأنظمة الاستبدادية يفتح امكانيات كثيرة امام مستقبل العلاقة بين العالمين العربي والاسلامي من جهة وبين الغرب والعالم من جهة ثانية. الا ان ذلك لا يعني ان المجتمعات التي قامت فيها ثورات الربيع هي مجتمعات متعافية، أو متماسكة، ولا يعني ان التوترات الاثنية والدينية قد اصبحت وراءنا، او ان المجتمع المدني قد ترسخت قيمه، وتكاملت وظائفه، او ان المرأة نالت حريتها. ومن هذا المنظار، لا تتعامل النظرة الكلينتونية مع الانتفاخة البرلمانية للتيار الاسلامي على انه ضمانة لاصلاح هذا التيار، ولا على انه تهديد لمسار التحول الى الديموقراطية، ولا هي تترك الامور للصدف، لانها تدرك جيداً حجم المزايدات الشعبوية، ضمن هذا التيار، بالاضافة الى ان كل وضع "ثوري" هو وضع حافل بالمزايدات. صحيح ان كلينتون تخطىء بعدم ملاحظة فوارق نوعية بين فروع مختلفة للحالة الاسلاموية العامة، لكنها في الاساس تدرك ما لا يريد الليبراليون العرب ادراكه: ليست الامور عندها ببساطة ان الاسلاميين تأتي بهم صناديق الاقتراع ثم تنحيهم جانباً. للسبب نفسه فان الرؤية الكلينتونية للربيع العربية، التي تظهر قلقها من الجانب الشعبوي من هذا الربيع، لا تبرر اللجوء الى اي وسيلة غير ديموقراطية للاحتماء من الربيع نفسه. هي مثلا لا تساير المجلس العسكري في مصر. على العكس تماما، ترى هذه الرؤية ان كل ما كان سقوط بقايا النظام الاستبدادي الجمهوري "القديم" في العالم العربي سريعا، كلما كانت المجتمعات العربية من جهة، والحكومات الغربية من جهة اخرى، في وضع افضل بازاء النزعات الشعبوية او تلك المتطرفة، وبازاء التوترات الاثنية او المذهبية، او بازاء قضية المرأة. وفي المقابل، فانه ونظرا لجدية "التحدي الاسلامي" نفسه فأي تعنت من جانب بقايا "النظام القديم" من شأنه زيادة الوطأة. هذا ينطبق تحديداً على الحالة السورية. كلما كان اسقاط او ترحيل طاغيتها سريعاً، كلما كان تحاشي الانزلاق الى ما لا تحمد عقباه ممكناً، وبشكل افضل. هنا اذاً اساس الاختلاف بين الديبلوماسيتين الاميركية والروسية في الموضوع السوري. اميركا "تشاطر" روسيا "خوفها" من الاسلاميين، لكنها تستنج من ذلك ان المعالجة تبدأ بالضغط لخلع الطاغية. روسيا "تشاطر" اميركا في ان لا مستقبل لبشار الاسد، لكنها ترى ان افضل حل لابعاد المتشددين، هو مزاوجة "النصف الصالح من النظام" مع "النصف الصالح من الثورة". الرؤية الكلينتونية اذاً: القلق من المتشددين هو سبب اضافي للتعجيل باسقاط النظام، لكنه سبب كاف للتردد ايضا حيال اساليب دعم الثوار. الا انه تردد محدود بأمرين: تحول موضوع التدخل في سوريا الى اوسع مطلب شعبي سوري وعربي واسلامي. استمرار تصدع البنية العسكرية للنظام رغم عدم حصول هذا التدخل او غياب اي افق امامه. في الموضوع مفارقة اذاً: الثورة التي بدأت رافضة لاي تدخل او تدويل، صارت قابلة بل مطالبة بهما. والولايات المتحدة، صاحبة الباع الطويل في "التدخل" مطمئنة الى ان بشار الاسد ساقط حتى "من دون جميلتها".

 

مباركة إيرانية غريبة للثورات العربية

رندة تقي الدين (الحياة)،

«أحيي ثورة شعوب الشرق الأوسط وتحركهم النشط للتخلص من الفساد والهيمنة الأجنبية وهم كانوا يائسين من عدم حصولهم على الحق بالحرية والاستقلال وأرادوا التخلص من الطغيان والاستبداد ولذا هنا أهنئ الشعب المصري والتونسي بثورتيهما». من يصدق أن هذه الكلمات هي لوزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف يوم الاثنين، وهو المجلس نفسه الذي قرر عقد جلسة خاصة بسورية بطلب من عدد كبير من أعضاء الأمم المتحدة التي تريد قراراً يدين خروق النظام السوري المريعة لحقوق الإنسان إزاء شعبه. إن خطاب الوزير الإيراني عكس حالة من نكران بالذات لنظام إيراني يستبد بشعبه ويدافع عن حليفه السوري الذي يقتل يومياً على الأقل خمسين شخصاً من سكان مدنه الباسلة، الذين يثورون من اجل الحرية وإسقاط الاستبداد والطغيان اللذين تحدث عنهما الوزير الإيراني. حتى أن وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه سخر من الوزير الإيراني متسائلاً لماذا لم يكمل التحية لشعب سورية في ثورته؟

إن مباركة الوزير الإيراني لكل من ثورة مصر وتونس غريبة من دولة تبذل كل الجهود لمساعدة الطغيان والاستبداد والقتل والتعذيب ليس فقط في بلدها ولكن في سورية، حيث ترسل بواخر حربية محملة بالسلاح والنقد لحماية نظام مستبد بشعبه منذ عقود. فالنظام السوري خلال ثلاثين سنة من وجوده في لبنان فعل ما يفعله بالشعب السوري حالياً. ولكن الفرق كان أن البعض في لبنان تواطأ معه في سبيل المناصب والسلطة. فلا احد في بيروت ينسى حصار الأشرفية عندما قصفتها القوات السورية كما تفعل في حمص. فكان النظام السوري ناشطاً لمدة عقود في لبنان بالقمع والقتل والخطف والتفجير. والتواطؤ لم يكن فقط داخل لبنان، ولكن العالم كله سكت عن ممارساته في لبنان وفي الطليعة إسرائيل التي أثبتت أن النظام السوري يناسبها. واليوم والعالم قد تغير واستيقظت الدول العربية لترفض الممارسات التي تفوّق بها النظام السوري في الماضي القريب في لبنان، تجد الدول الفاعلة في الغرب وفي الشرق أنها في مأزق أمام موقف روسيا والصين وليس فقط بسبب الفيتو. فالدول التي دفعت إلى تغيير الأوضاع في ليبيا تزعم أن التدخل العسكري في سورية غير ممكن لأن المعارضة السورية ليست موحدة. ولكن الحقيقة أن هناك مواعيد انتخابية رئاسية مهمة في الولايات المتحدة وفرنسا كما في روسيا. وكل رئيس مرشح لخوض حملة انتخابية لا يريد المخاطرة بالقيام بعملية عسكرية نتيجتها غير مضمونة.

فبالنسبة إلى فرنسا يبقى التدخل العسكري مستبعداً على رغم أن خصم الرئيس نيكولا ساركوزي الاشتراكي فرانسوا هولاند يؤيد موقف فرنسا من النظام السوري. والمشكلة نفسها أمام الرئيس الأميركي وأيضاً الروسي الذي يستخدم الفيتو لأغراض أخرى عديدة منها تخوفه من هيمنة الإسلاميين في جمهوريات آسيا الوسطى. فعلى الشعب السوري الباسل أن يعتمد على نفسه وأن يتجنب ما فعله اللبنانيون بانقساماتهم القاتلة. فمعاناته طويلة خصوصاً مع مساندة إيران للنظام السوري، مع أن النظام الإيراني يزعم انه يتغنى بالثورات العربية وهو يساعد من يقمعها. فنتيجة الاستفتاء السوري على الدستور هي برهان آخر على حالة إنكار الواقع لدى كل من النظامين السوري والإيراني. إلا أن شباب الثورة السورية الشجعان سينتصرون رغم كل الواقع الصعب لأنهم تجرأوا على رفض الطغيان وطلب الحرية.

 

"الداعية" جنبلاط وحيداً: موجة و"بتمــرق| يا رفيق 

نادر فوز (الأخبار)

عندما ينتقد وليد جنبلاط الجميع يكون هو «بخير». وعندما ينتقد الجميع وليد جنبلاط يعني ذلك أن «ضميره مرتاح». راحة ضمير البيك توشك على أن تضعه في عزلة عن كل حلفائه، المفترضين والسابقين والواقعيين. هو مع الحكومة وضدّها، مع النظام في سوريا وضدّه، مع المعارضة وضدّها. قطع النائب وليد جنبلاط علاقته بسوريا. فالرئيس السوري «طاغية ومصاب بجنون العظمة». وليد جنبلاط حليف حلفاء النظام السوري في لبنان. فالمهم المحافظة على الاستقرار وتسيير أمور الناس. المعادلة الصعبة سهلة التطبيق عند جنبلاط: لا للنظام السوري في سوريا، نعم للنظام السوري في لبنان.

تجاه النظام على أرضه وبين جمهوره (ومعارضيه)، لا يختلف جنبلاط 2006 عن جنبلاط 2012، ولو أنّ لغة الأفاعي والقرود غابت هذا العام. لكن سقف مواقفه على حاله، وهو يقول ما معناه: «للأسف، بات بعض الغرب يعتبر أنّ أمن النظام السوري من أمن إسرائيل». في مجالسه، لا يوفر جنبلاط الدول العربية من انتقاداته، فهي «عاجزة ويحكمها الجبن، ما يحول دون القيام بأي خطوة للشعب السوري». لكن ماذا عن زيارته للسعودية؟يؤكد الزعيم الاشتراكي أنه لم يتلقّ أي دعوة لزيارة المملكة، الأمر الذي يحصر أجواء علاقة الطرفين في الاتصال الأخير بينه وبين وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. يعبّر البيك عن عدم رغبة في الحديث عن هذا الموضوع، مشيراً إلى أنّ زيارات وزراء من جبهة النضال الوطني للمملكة لا تدخل في إطار إصلاح العلاقة. فالوزير غازي العريضي ذهب إلى الرياض للمشاركة في مهرجان الجنادرية. والوزير وائل بو فاعور لبّى دعوة وزير الشؤون الاجتماعية السعودي.

من زار كليمنصو في الفترة الأخيرة يؤكد أنّ الأمور لم تصطلح بعد بين جنبلاط والمسؤولين السعوديين. ينقل الزوار عن صاحب الدار قوله إنّ السعوديين «كثيرو العتب»، رغم إدراكه أنّ «المشكلة هي مع الملك السعودي شخصياً وليس مع مسؤولين أو أمراء في البلاط». يقول جنبلاط ما معناه انه يفهم أسباب الزعل السعودي «لكن يجب تجاوز الأمر»، باعتبار أنّ الزمن قد مضى على مساهمته في إقصاء رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، عن الحكم. ويعود ويكرّر تبريراته الأمنية لتسميته الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة. يوحي جنبلاط لزواره ما معناه أنّ «الهم السوري أكبر بكثير من هم رئاسة ميقاتي أو إسقاط الحريري»، في محاولة لدفع عجلة الأمور إلى الأمام، لكن الأكيد أنّ المصالحة مع السعودية لن تكون في القريب العاجل، وكذلك هي حال علاقته بقوى 14 آذار.

فريق المعارضة لا يفهم حتى اليوم كيف يتمكّن جنبلاط من التفوق عليه في حدة معاداة النظام في سوريا، ويحافظ في الوقت نفسه على الهدوء مع حلفاء النظام في الحكومة. أما جنبلاط، فإذا كان قد وصف الرئيس الأسد بأنه «مجنون عظمة»، إلا أنه يعتبر أنّ القادة الحاليين لـ14 آذار، غير الرئيس الحريري، «مجانين» بالمطلق. ويمكن القول إنّ حدة خلافه مع النظام في سوريا تكاد توازي خلافه مع 14 آذار، فهو لا يفهم دعواتهم له إلى الانسحاب من الحكومة وتأزيم الوضع في لبنان. ولا يفهم أملهم بأن تخرب علاقته بحزب الله، إذ يعتبر نفسه قادراً على بعث الرسائل اللازمة للحزب من موقعه الحالي، وإحدى هذه الرسائل: «الشعب السوري احتضنك في حرب 2006 لكونك واجهت إسرائيل». ويمكن ربط هذه الرسالة بأسفه لكون «أمن النظام السوري بات من أمن إسرائيل».

نواب 14 آذار ومسؤولوها بدورهم لا يوفّرون جنبلاط. في الملف السوري أخذ منهم «الرهجة»، وفي السياسة أخذ منهم الأكثرية، وفي السلطة أخذ منهم الحكم. وهم يسألون: «لماذا يُعطى وليد جنبلاط هذا الحجم»؟ يجدون أنّ ثمة مبالغة في تقديره وإبرازه، مستنكرين اهتمام الجميع، من حلفائه وخصومه، بأي خطوة يقوم بها. تبحث قوى المعارضة عن آلية ما لتحجيم جنبلاط وحركته، وهم باشروا بهذا الأمر الأسبوع الفائت عندما تجاهلوا مشاركته في «الاعتصام التضامني مع الشعب السوري» في حديقة سمير قصير.. فيما لم تعط أي من شخصيات المعارضة أهمية لمواقفه الإعلامية الأخيرة.

لم تعد قوى 14 آذار، بمعظمها، تثق بوليد جنبلاط. وثمة تسويق خفيّ في مجالس هذه القوى لكيفية إدارة البيك أموره عبر ضمان ثلاث مسلّمات: الطائفة الدرزية، أمنه الشخصي والمال. يقولون إنه «يحاول إعادة وصل مع انقطع مع السعودية لتفتح «حنفية» المملكة المالية على المختارة. وهو صعّد موقفه من النظام لكونه تلقّى رسائل واضحة بأنّ ثمة «تحرّكاً ما تجاه جبل العرب قد يهدّد علاقة زعيم المختارة به». ولمحافظته على أمنه الشخصي، يقوم جنبلاط بمداراة علاقته بحزب الله ويحافظ على حكومة الحزب». لكن من ينظر إلى علاقة جنبلاط بحزب الله يدرك أنه ليس بين الطرفين من تواصل ولا اتفاق، إذ تنحصر العلاقة بالحرص على استمرار الحكومة، خصوصاً أنّ الحزب وحلفاءه يتجنّبون، كما تفعل قوى 14 آذار، تناول جنبلاط وموقعه في الإعلام.جنبلاط ينتقد الجميع. يقول إنه «بخير وضميره مرتاح لكونه يستطيع ــ بالحد الأدنى ــ التعبير عن مواقفه وفصل الأمور عن بعضها». ضميره مرتاح لكنه وحيد. قوى السلطة تتجنّبه وقوى 14 آذار لا تثق به. كان جنبلاط بحاجة لمن يؤنسه، فاستقبل الشيخ أحمد الأسير في المختارة السبت الماضي. كان اللقاء تعارفياً بحسب الاشتراكيين، أكد خلاله جنبلاط «على موقفه الموضوعي والمنطقي من الأحداث في سوريا». سأل أحد مسؤولي الحزب الاشتراكي «ماذا يفعل سلفي في المختارة؟» جواب من هم أعلى منه رتبة في الحزب يقول: «موجة وبتمرق، يا رفيق».

 

لا انتخابات في لبنان قبل رحيل الأسد

طوني عيسى/الجمهورية

لا استعجال دوليّاً لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وفقاً لمصدر سياسيّ لبنانيّ عاد أخيراً من باريس. فالمجلس النيابي المقبل يجب أن يعبّر عن المرحلة الجديدة في الشرق الأوسط، لا القديمة. وما بعد الأسد مختلف تماماً عمّا قبله.الأربعاء 29 شباط 2012  يقول المصدر إنّ ما سمعه من خلال لقاءاته الفرنسية يلتقي مع أجواء مماثلة في العديد من العواصم الفاعلة، وأبرزها واشنطن. ومفاد هذه الأجواء أنّه ليس من المناسب إعطاء النظام ورقة السلطة في لبنان مجدّداً، فيما هو يفقد هذه السلطة في سوريا. وأيّ مجلس نيابي ستعمل الحكومة الحاليّة على إنتاجه في ظلّ المعطيات القائمة ستتعمّد في أيّ وسيلة أن تأتي أكثريته من حلفاء النظام. كما أنّ هذه الحكومة، التي كان نظام الرئيس بشّار الأسد وراء ولادتها واستمرارها، موضوعة تحت المراقبة الدولية. وما دامت هذه الحكومة خاضعة لنفوذ النظام الذي أوجدها، فمن غير المستحسن أن تعطى امتياز التحضير لانتخابات نيابية.

وثمّة حرص في العديد من الأوساط الدولية على أن تتمّ انتخابات 2013 في جوّ من الحرّية، وأن تأتي بمجلس نيابي يعبّر عن المرحلة الإقليمية الموعودة بعد التغيير، وهي مرحلة مختلفة بكلّ المقاييس. وسيؤدّي التغيير في سوريا إلى رفع وصاية السلاح عن الانتخابات النيابيّة والحياة السياسية عموماً، وهو العنوان الذي رفعه أقطاب 14 آذار قبل عام. ووفقاً للعديد من القوى الدولية، يجب أن يتيح قانون الانتخابات العتيد تمثيلاً أفضل للمجموعات اللبنانية كافّة، ولاسيّما المسيحيّين الذين كان تمثيلهم مجحفاً في المرحلة السابقة. وقد عبّر وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه أخيراً عن التزام بلاده دعم المسيحيّين، كأقلّية في دول الشرق الأوسط، لتأمين مصالحهم الوطنية.

تهديدات تُبعد الحريري

وتُرهِب رفاقه

وفي تقدير الأوساط، أنّ حسم الملفّ السوري سيستغرق المزيد من الوقت. فهو أمضى عامه الأوّل وسط غياب المؤشّرات لحسم قريب. وقد تكون هناك أشهر أخرى في الانتظار. وربّما يؤدّي العجز عن التدخّل عسكريّاً إلى امتداد الأزمة حتى أفق مجهول. وتالياً، سيكون متعذّراً تغيير حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ما لم يتمّ تغيير المعادلة الإقليمية التي جاءت بها. واستمرار الحكومة عاماً آخر ربّما يتيح لها أن تشرف على التحضير لانتخابات ربيع 2013، بدءاً بالقانون الذي ستجري على أساسه. ما يعني أنّ رئيس الجمهورية المقبل، في العام التالي، سيكون نتاج هذا المجلس. ولا تنظر القوى الدولية الأساسية المعنيّة في ارتياح إلى خطوة من هذا النوع.

ويقول المصدر إنّ القوى الداخلية باتت في أجواء الشكّ في إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، إلّا إذا حُسِم الوضع في سوريا. ومن هنا سقوط المشاريع الانتخابية المطروحة أو عدم إعطائها المقدار الكافي من الاهتمام. وثمّة تريّث لدى معظم هذه القوى في التعاطي مع الملفّ الانتخابي، لئلاّ يكون الجهد الذي تبذله في هذا الشأن من باب إضاعة الوقت والجهد.

ومن أبرز المؤشّرات إلى هذا الواقع، أنّ قوى 14 آذار غير قادرة على خوض الانتخابات في جوّ من الحرّية، بحيث تأتي نتائجها معبّرة عن التمثيل الصحيح. فالهيمنة على القرار ما زالت قائمة. ويبقى القطب السنّي الأبرز في 14 آذار، أي الرئيس سعد الحريري، غائباً عن الساحة لضرورات أمنية، وسط بروز تهديدات لأقطاب آخرين، بين الحين والآخر.

وإذا كانت العادة قد جرت في السابق على إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية والبلدية في ظلّ السلاح، فإنّ العودة الى الممارسة السليمة للحياة السياسية تقتضي إبعاد هذا السلاح عن هذه الاستحقاقات، وهو ما سيتوافر عندما يكتمل المشهد التغييري في سوريا ويتلاقى مع المسار الذي ستصل إليه المحكمة الدولية في لبنان.

 

ربيع بيروت»: نصف ثورة تفتّش عن نصفها الآخرب

أسعد بشارة/الجمهورية

عدما عبرت قوى 14 آذار في 14 شباط مفترق الأزمة في سوريا إلى دعم الثورة من دون خجل أو خوف، فإنّ المسؤوليّات التي رتّبتها على المشروع الذي تنادي به، باتت أكثر أهمّية وجدّية من مجرّد الاستعداد لتنظيم تحالفات انتخابيّة سنة 2013.الأربعاء 29 شباط 2012

هذه القوى أعلنت بما لا لُبسَ فيه انتماءها إلى الربيع العربي، لا بل ذهبت مع بعض من المبالغة إلى إعلان أبوّة وأمومة هذا الربيع، ذلك تجاوزاً لسَيل من وقائع وأحداث حصلت منذ انطلاقة ربيع لبنان غير المكتمل، دلّت إلى أنّ من أطلقوا هذا الربيع كانت تنقصهم الشجاعة لاتّخاذ قرار بتحمّل مصاعب تكفي لاستكماله، من دون ان يعني ذلك أنّ ما دُفع من أثمان لم يكن دفعاً لإطلاق أوّل ثورة مدنيّة سلميّة في العالم العربي. فعلى رغم التضحيات الكبرى التي بدأت بمحاولة اغتيال النائب مروان حمادة والتي توّجت باستشهاد الرئيس رفيق الحريري وسائر الشهداء الذين كان الواحد منهم مثالاً لكلّ شهيد سقط في الربيع العربي، وعلى رغم انّ شهداء أحياء كالياس المر ومي شدياق بقوا شهوداً على الثورة السلمية الأكثر تأثيراً في لبنان والعالم العربي، فإنّ ثورة الأرز لن تستطيع الادّعاء بأنّها كانت النموذج، ليس فقط لأنّ من قادوها أخفقوا حيناً وأصابوا أحياناً، شأنهم شأن كلّ من تولّوا قيادة مراحل انتقالية خطرة في تاريخ الثورات، بل لأنّ مشهد ثورة الأرز لم يتماثل مع الإصرار والتضحية التي شاهدها العالم منذ سنة الى اليوم في تونس وطرابلس والقاهرة واليمن، وخصوصا في درعا وحمص وغيرها من المدن السورية الثائرة. وإذا كانت ثورة الأرز بالمقياس العربي قد أصبح من الممكن وصفها بأنها نصف ثورة، لأنّها لم تكتمل لظروف خاصة بالتركيبة اللبنانية المعقّدة، فإنّ نصف الثورة هذه بات، وفي مرحلة انتظار اكتمال الثورة السوريّة بانتصارها، أمام مسؤولية التفتيش عن نصفه الآخر، والتفتيش عنه لا يعني الاتّكال على انتصار لثورة عربية هنا أو هناك، كما أنّه لا يعني الاكتفاء بالتهليل لبطولة وشجاعة الشعب السوري والمراهنة على صمود ستالينغراد سوريا، بل استكمال ما انتظره الربيع اللبناني ليستحقّ صفة الربيع. هذا الاستكمال يعني حكماً وجود قرار بقطع المسافة بين منتصف الطريق ونهايتها، وبكلمات محدّدة فهو يعني عدم الاكتفاء بتنظيم مشهد مكرّر في 14 آذار عن مشهد 14 شباط، وعدم الركون الى مجرّد صياغة أوراق عمل، ووثائق مصاغة بدقّة، ووعود ترحل في اليوم الثاني الى النسيان، كما أنّه يعني عدم التعامل مع حدث 14 آذار على أنّه جسر للوصول الى فوز أجوف في الانتخابات النيابية كلّ أربع سنوات لا يلبث أن يصبح لهاثاً الى الجلوس على طاولة التفريط بروح تلك الثورة، باسم واقعية خادعة استنزفت الربيع وحوّلته الى مجرّد تقاسم للسلطة ما لبث أن تحوّل الى خسارة لها.

هذا الاستكمال يعني أنّ ادّعاء أبوّة الربيع العربي يستلزم على أصحاب الادّعاء إثبات استقلالية قرار الثورة وقدرة قادتها على التأكيد أنّ هذا النموذج لن يوضع مرّة ثانية في خدمة أيّ محور إقليمي، ولن يكون رديفاً لمعادلات الأحلاف المتشابهة التي حرفت الثورة السلمية عن مسارها وجعلتها مادّة لتفاهمات على مائدة أنظمة الاستبداد. هذا الاستكمال يفترض أن يترجم في 14 آذار انتصار هذا النموذج، بحيث يستطيع أن يحمل شعار الحداثة والمواطنة ودولة المؤسّسات مشروعاً تستعيد من خلاله بيروت ما أطلقته في 14 آذار 2005 وهو المشروع الذي أظهر الربيع العربي أنّها كادت تتخلّف عن اللحاق به في محيط تتسارع فيه بشائر التغيير. خلافاً لكلّ ما تقدّم فإنّ الاحتفال بالذكرى السابعة لربيع بيروت سيكون إيذاناً بتكريس تلك اللحظة التاريخية كموعد محنّط سيتحوّل سنة بعد سنة الى مناسبة للتحسّر على فرصة لم تتحقّق، وعلى نصف ثورة خسرت نفسها، في رحلة التفتيش عن النصف الآخر.

 

ديريك بلامبلي العائد إلى بيروت بعد 40 سنة مسؤولاً  أممياً:الـ1701 أفضل فكرة للجنوب ولمست إجماعاً على حماية لبنان

نبيل بومنصف/النهار/ على رغم حذره الفطري الواضح في مجمل تعابيره كديبلوماسي بريطاني عريق وكمسؤول أممي حديث في بيروت، تلتمع عينا ديريك بلامبلي المنسق الخاص الجديد للأمم المتحدة في لبنان حين يتحدث برقة عن عودته الى بيروت بعد ما يناهز الأربعين عاما اذ كان في السبعينات من القرن الماضي "طالباً هنا". لم يمضِ بلامبلي في بيروت، خلفا لمواطنه البريطاني ايضا مايكل وليامس، سوى ثلاثة اسابيع. لذا تراه شديد العناية في اختيار ألفاظه، مع انه يحظى من جملة خصائصه الشخصية بالإلمام بالعربية وينطقها بلكنة مصرية خالصة. بيد ان المنسق الخاص الجديد للأمم المتحدة لا يأتي الى منطقة يجهلها، بل لعل اختياره للبلد الذي تنظر اليه الامم المتحدة على انه واحد من "اكبر استثماراتها" في الشرق الاوسط والعالم، يعود الى خبرته الديبلوماسية الواسعة التي ترقى الى اكثر من 35 سنة اضطلع في حقبات عدة منها بمهمات تتصل بالشرق الاوسط تقلّب فيها سفيرا في مصر والمملكة العربية السعودية، الى مسؤوليات ديبلوماسية عن الشرق الاوسط وشمال افريقيا والسودان وسواها.

اطلالته الاعلامية الاولى في بيروت، شاءها بلامبلي "فرصة أولى للقاء الصحافة اللبنانية"، مع عدد من رؤساء التحرير ومسؤولي الصحافة.

في الاسابيع الثلاثة التي امضاها في بيروت التقى الكثير من المسؤولين والشخصيات اللبنانية، كما امضى يومين في اسرائيل "من اجل مهمتي الرئيسية وهي القرار 1701 لفهم مواقف كل الاطراف".

ولا يخفي ان "ما سمعته من الجميع هو انهم مرتاحون الى هذا القرار وممتنون للاستقرار في شكل عام وللاستقرار في جنوب لبنان على نحو خاص نتيجة لهذا القرار ولوجود قوات اليونيفيل".

يصف بلامبلي القرار 1701 بأنه "افضل فكرة للجنوب" من دون ان يغفل وجود "تحديات اخرى" تعترض استكمال تنفيذه. "يجب تحقيق شيء من التقدم وإلا فإن هناك اخطارا" يقول.

الجانب الآخر من مهمته هو "العمل على تنسيق جهود الامم المتحدة في لبنان. فكما قال الامين العام (بان كي – مون) لدى زيارته الاخيرة للبنان، لبنان هو اكبر الاستثمارات في العالم. ثمة 14000 شخص هنا ونحو 800 مليون دولار سنويا، معظمهم في "اليونيفيل" الى جانب وكالات ومؤسسات عدة للامم المتحدة".

يحاذر بلامبلي الغوص في مهمة مساعدة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية المتعلقة بسوريا، لكنه يلفت الى ترحيب السلطات السورية بمهمتها. ولا يفوته ان يشير الى ترحيب الامم المتحدة بجهود الحكومة اللبنانية في شأن النازحين السوريين وبالتعاون القائم بين الحكومة والمفوضية العليا للاجئين.

ولكن، اي انطباع كوّنه عن التأثيرات المحتملة للأزمة السورية على لبنان، عقب جولته الاولى على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين؟

يقول بلامبلي: "هناك ازمة كبرى الى جانبكم، ولقد شعرت بعد لقاءاتي مع جميع الشخصيات التي قابلتها بأن ثمة اجماعا على حماية لبنان وإبعاده وعزله عن الآثار السلبية للأزمة في سوريا، والمجتمع الدولي، والامم المتحدة بالذات، تقدر هذا الموقف اللبناني".

ومن دون اسهاب في الحديث عن احوال النازحين في الداخل السوري باعتبار ان هذا الامر منوط بمساعدة الامين العام للشؤون الانسانية، يقول بلامبلي جازما ان "لا نية اطلاقا للامم المتحدة في اقامة مخيمات للنازحين السوريين في لبنان"، كما ينفي في المقابل اية "نية لاستخدام لبنان في اقامة ممرات انسانية".

واذ لا يجد حرجا في تكرار ترحيبه بالاجماع اللبناني على حماية لبنان، يلفت الى ان "الامم المتحدة تقدر اهمية الاستقرار في لبنان وهذه رسالتنا اساسا وسبب وجود اليونيفيل". ويبدو مقلا في الحديث عن الازمة السورية واحتمالات تفاقمها بما يؤثر سلبا على لبنان، ومكتفيا "بالتمني بان ينتهي العنف في سوريا وان تتجه الامور الى مقاربة الأزمة بحل سياسي... لكن حماية لبنان ستبقى اولوية وهذا امر لا شك فيه". ويكشف المنسق الخاص للامم المتحدة ان المراجعة التي طلبها مجلس الامن في شأن "اليونيفيل" قد انجزت في الاسابيع الاخيرة و"الاوراق حاليا في نيويورك وأتوقع رفعها الى مجلس الامن في آذار". ويسارع الى التأكيد ان "الامر لا يتعلق بانتداب اليونيفيل ولا بعديدها بل بتحسين اشياء معينة، والهدف الدائم هو هدف القرار 1701 نفسه، تمكين الجيش اللبناني من استكمال مهماته وانتشاره. فالانجاز الكبير هو استمرار الاستقرار وتجنب الحوادث. والجميع يقدرون ذلك وهناك امور يفترض حصولها لم تحصل بعد، منها مثلا وجود القوات الاسرائيلية في شمال الغجر (في اشارة الى عدم انسحاب هذه القوات)، الى مزيد من تمكين الجيش اللبناني من الانتشار، وكذلك معالجة تحليق الطيران الاسرائيلي في اجواء لبنان. كل هذه الامور نثيرها مع الجانبين والمهم ان نحرز تقدما".

وفي ضوء زيارته لاسرائيل وعن الطرف الذي يتعاون اكثر مع الامم المتحدة، يقول بلامبلي: "لا اريد ان اكون بديلا من التقرير الذي سيصدره الامين العام حول الوضع الراهن".

اما عن لقائه مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" فيقول: "كان لدي لقاء مع حزب الله اسوة ببقية الاطراف، والحمد لله هذا مهم جدا لكي أتعرف الى آراء الجميع".

غير ان ثمة شعورا بأن لدى الامم المتحدة دورا مضخما في لبنان، فماذا يقول عنه بلامبلي؟

يجيب: "ما كنت اتمنى ان تكون ثمة حاجة الى ذلك، لكن هذا الدور يعكس الاوضاع الراهنة. ولو كنت لبنانيا لكنت اتمنى ان يكون هذا الوجود (الأممي) موقتا والانتقال الى حالة لا تكون فيها حاجة اليه".

ويحاذر بلامبلي ايضا الاستفاضة في الكلام على المحكمة الخاصة بلبنان، فهي سلطة قضائية مستقلة "ولكن موقف الحكومة اللبنانية متعاون وجرى تمويلها والتشاور في شأن التمديد للمحكمة حصل ايضا".

ولا يخفي ختاما ان الاجراءات الامنية المتشددة المفروضة على مقار الامم المتحدة ومراكزها في بيروت ولا سيما منها مقر "الاسكوا"، "تقيّدنا"، لافتا الى ان "لا تقويم جديدا حول هذه الاجراءات".

 

مـاذا فعلـت فرنسـا عملياً مـن أجـل مسـيحيي الشـرق؟

الجمهورية

لا تتفق الكنائس المسيحية على رؤية موحدة للمشهد العربي. تلتقي على شعارات عامة، منها الحرية والديموقراطية وتداول السلطة ووجوب الحوار بين مكونات المجتمع ونبذ العنف. لكنها لا تتخذ موقفا حاسما من أية تطورات في أي بلد. فيبقى كلامها حمّال أوجه واجتهادات. يزداد التباس مواقف الكنائس المسيحية عند الدخول في «هواجسها». وهي هواجس جامعة ايضا. فالمخاوف الصادرة عن الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية والمارونية تتمحور حول أفكار متقاربة: «كيف يمكن ضمان عدم تحول الربيع العربي الى خريف مسيحي ينذر بشتاء مثلج ينزح معه ما تبقى من المسيحيين من أوطانهم؟ كيف نعزز الروابط الاجتماعية والمجتمعية في أوطاننا من دون ان نكون طرفا في النزاعات بل عنصر تلاق وجمع؟ من يضمن الوجود المسيحي في ظل التغييرات في المنطقة؟ من يحميهم من المد الاصولي المتصاعد؟ كيف يمكن الإبقاء على أمتن العلاقات مع الغرب مع دعوته الى تفهم خصوصياتنا من جهة وعدم التسبب بـ«نقزة» لسائر الشركاء في أوطاننا من جهة ثانية»؟

تكررت سلة الاسئلة «التقليدية» في الاوساط الكنسية اثر كلام وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه الذي رأى فيه «أنّ من مصلحة مسيحيي الشرق أن يشاركوا في التطوّرات التي تشهدها بلدانهم، وخصوصًا في سوريا». وذهب جوبيه الى كلام أكثر مباشرة معتبرا أنه «في سوريا كما في غيرها، فإنّ مصلحة مسيحيي الشرق تكمن في احتضان تطورات إيجابيّة لا عودة عنها، إنّهم يحمون مستقبلهم بالتزامهم المؤكد بناء منطقة جديدة». طبعا لم ينس الوزير الفرنسي أن يؤكد «ان فرنسا كانت وستبقى دائما الى جانبهم وهي لن تتخلى عنهم».

وكعادتها، بدت الكنيسة مهتمة بما يصدر تحديدا من مواقف غربية، ولا سيما ما يصدر عن «الابنة الكبرى للكنيسة»، وقالت أوساط كنسية إن كلام جوبيه «ينطلق اولا من الرؤية الفرنسية للقضايا والاوضاع العربية. وهو يتبنى نظريا القيم الفرنسية المساندة لحقوق الشعوب في الحرية والمساواة والديموقراطية لكنه يتجاهل واقع الحال على الارض الذي تتداخل فيه التعقيدات». تضيف: «بالنسبة الى الكنيسة، أفضل موقف يمكن أن يتخذه المسيحيون هو أن يكونوا دعاة حوار وأن يسعوا الى تشكيل مساحة يلتقي عندها المختلفون ليخرجوا بتسوية أو حل يتيح لكل الناس المشاركة في الحياة السياسية والعامة».

لكن ألا يعني هذا الموقف «الفاتر» انحيازا بطريقة ما للانظمة؟ تجيب الأوساط الكنسية جازمة «نحن لا نقف الى جانب أي نظام. نحن مع «الـ«نظام. أي النظام العام والانتظام العام تحت سقف القانون والدولة القوية والعادلة. وهذا ينطبق على لبنان وسوريا ومصر والعراق وتونس والجزائر وكل الدول العربية». تضيف «نظريا، ان اية ثورة على الظلم أو وعد بربيع ما آت يدغدغ كل القيم الانسانية والاخلاقية والمسيحية. لكن على الارض نرى أطفالا وشبابا ونساء وشيوخا يقتلون. المدن تخرب. البطالة والفقر يتسللان الى مجتمعاتنا ونحن لا نعرف ماذا يخبئ لنا المستقبل. فكيف نهلل ونفرح ونتكل على وعد فرنسي أو غربي بأننا لسنا وحدنا وبأن فرنسا لن تتخلى عنا؟».

ويسأل مسؤول كنسي لبناني «ماذا فعلت فرنسا من أجل مسيحيي الشرق؟» يضيف راوياً «عشية عيد الميلاد المنصرم، طرح عدد من النواب الفرنسيين على دوائرهم المعنية وتحديدا على وزارة الخارجية السؤال نفسه: ماذا تفعلون من أجل مسيحيي الشرق؟ فكان أن سمعوا كلاما مشابها من جوبيه نفسه من ان فرنسا ستواصل رعايتها للمسيحيين. وانها تعمل ما في وسعها وتجند علاقاتها واتصالاتها للحصول على ضمانات تحمي المسيحيين عند تغيّر أنظمة الحكم القائمة وتحديدا في سوريا. وكرر على مسامعهم أن دولة المواطنة والقانون والمساواة كفيلة بحماية المسيحيين. وقد نقل الينا النواب الفرنسيون «التطمينات» الحكومية الفرنسية. لكن كيف يمكن ترجمتها؟ كيف نصل الى مثل تلك الدولة المنشودة؟ من يضمن قيامها؟ وماذا فعلت فرنسا والغرب عموما لترجمة هذه الشعارات الفضفاضة؟ هل يكفي أن يتصل جوبيه بالمجلس الوطني السوري ليطلب منه الاخذ بالاعتبار واقع المسيحيين ليتم ذلك؟».

ويضيف المسؤول نفسه «نحن أبناء هذه الارض. أي نحن لا نطلب حماية أحد. نحن كنا في هذا الشرق قبل كل الانظمة القائمة، وسنبقى بعد رحيلها. وفي سوريا تحديدا لا يمكن أن ننسى تجربة فارس خوري، المسيحي البروتستاني الذي انتخب رئيساً لمجلس النواب السوري مرتين، وعُيّن رئيساً لمجلس الوزراء ثلاث مرّات. هذا يعكس طبيعة الشعب السوري ومدى عمق روابطه وانفتاحه وتلاقيه على الثوابت الوطنية. لكننا مع الاسف نعيش مرحلة ضبابية وتسلل لأفكار لا يمكن وصفها بالمنفتحة والمتسامحة. وذلك ينعكس ايضا على المسيحيين إرباكا في سلوكهم وارتباكا في مواقفهم. نحن اليوم في وضع لا نحسد عليه، شأننا شأن كل إخواننا في الوطن. لكن أزمتنا المضافة تتمثل هذه المرة بما نجمع عليه، موالين ومعارضين ومحايدين، وهو خوفنا من المستقبل. وهو له ما يستند اليه في الحاضر كما في الماضي. فعسى أن تسقط الايام الآتية مخاوفنا التي لا تستطيع فرنسا ولا الغرب مجتمعا ان تزيلها بكلمات طمأنة تصلح لكل زمان ومكان إلا زماننا الحاضر».

السفير