المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 04 آذار/2012

إنجيل القدّيس لوقا 56/08-40/النازفة

وَلَمَّا عَادَ يَسُوع، ٱسْتَقْبَلَهُ الجَمْع، لأَنَّهُم جَميعَهُم كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ. وَإِذَا بِرَجُلٍ ٱسْمُهُ يَائِيرُس، وكَانَ رَئِيسَ المَجْمَع، جَاءَ فٱرْتَمَى عَلَى قَدَمَي يَسُوع، وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، لأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً وَحِيدَة، عُمْرُها نُحْوُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَى المَوْت. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، كانَ الجُمُوعُ يَزْحَمُونَهُ. وَكانَتِ ٱمْرَأَةٌ مُصَابَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَشْفِيَهَا. دَنَتْ مِنْ وَرَاءِ يَسُوع، وَلَمَسَتْ طَرَفَ رِدَائِهِ، وَفَجأَةً وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. فَقَالَ يَسُوع: «مَنْ لَمَسَنِي؟». وَأَنْكَرَ الجَمِيع. فَقَالَ بُطْرُسُ وَمَنْ مَعَهُ: «يا مُعَلِّم، إِنَّ الجُمُوعَ يَزْحَمُونَكَ وَيُضَايِقُونَكَ!». فَقَالَ يَسُوع: «إِنَّ واحِدًا قَدْ لَمَسَنِي! فَإنِّي عَرَفْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي!». وَرَأَتِ ٱلمَرْأَةُ أَنَّ أَمْرَها لَمْ يَخْفَ عَلَيه، فَدَنَتْ مُرْتَعِدَةً وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيه، وَأَعْلَنَتْ أَمَامَ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِماذَا لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ شُفِيَتْ لِلْحَال. فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «يا ٱبْنَتِي، إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!». وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّم، وَصَلَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ المَجْمَعِ يَقُول: «مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ! فَلا تُزْعِجِ المُعَلِّم!». وَسَمِعَ يَسوعُ فَأَجَابَهُ: «لا تَخَفْ! يَكْفي أَنْ تُؤْمِنَ فَتَحْيا ٱبْنَتُكَ!». وَلَمَّا وَصَلَ إِلى البَيْت، لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ مَعَهُ سِوَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبي الصَّبِيَّةِ وأُمِّهَا. وكَانَ الجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْها وَيَقْرَعُونَ صُدُورَهُم. فَقَال: «لا تَبْكُوا! إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ. لكِنَّهَا نَائِمَة!». فَأَخَذُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ لِعِلْمِهِم بِأَنَّها مَاتَتْ. أَمَّا هُوَ فَأَمْسَكَ بِيَدِها وَنَادَى قاَئِلاً: «أَيَّتُهَا الصَّبِيَّة، قُومِي!». فَعَادَتْ رُوحُهَا إِلَيْهَا، وَفَجْأَةً نَهَضَتْ. ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُطْعِمُوهَا.فَدَهِشَ أَبَوَاها، وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرَا أَحَدًا بِمَا حَدَث.

 

عناوين النشرة

*البابا يزور لبنان في أيلول

*المتهمون المنتمون إلى حزب الله لم يعودوا افرادا و غموض» حول صدور قرار اتهامي جديد يشمل 2 من «حزب الله» أحدهما عسكري

*نتنياهو: كل الخيارات يجب أن تبقى مطروحة لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي

*واشنطن: توجد قدرة احتياطية كافية لتغطية العقوبات على ايران

*نتانياهو سيطالبه بمساعدات وضمانات مقابل تأخير ضرب إيران 

*أوباما:الدعم الأميركي لأمن إسرائيل "مقدس" وسنضمن استمرار تفوقها العسكري في المنطقة

*الإصلاحيون قاطعوا احتجاجاً على القمع والمحافظون منقسمون على أنفسهم/الإيرانيون انتخبوا نوابهم في اقتراع نتائجه محسومة سلفاً

*مجلس النواب الأميركي يدين تعرض قس للاضطهاد في إيران

*كاريكاتور بيار صادق و" قداسة" حسن نصرالله

*إعلاميون ضد العنف"  تستنكر التهويل على بيار صادق

*الحياة: غصن لم يعلِم الحكومة بزيارته طهران وميقاتي طلب منه عدم توقيع أي اتفاق

*قاسم: اتهامنا بالمخدرات والسرقات لتشويه صورتنا

*هل تنجح وساطات 14 آذار والسعودية في ترتيب موعد لجنبلاط.. وما هي أسباب تشدد الزعيم الدرزي تجاه النظام السوري؟   

*احمد الأسعد يدعو شيعة لبنان للابتعاد عن النظام الإيراني

*بري يصادر صلحيات رئيس الوزراء

*14  آذار تستعيد نبضاً مختلفاً في "البيال"  وثيقة ومعركة واحدة مع حلفاء إيران وسوريا/إيلي الحاج /النهار

*المكتب الإعلامي للرئيس الحريري: خبر شراء شقة بباريس لمسؤول سعودي عارِ عن الصحة 

*رئيس الحكومة غادر في إجازة  وخوري نقل عنه تجاوباً في الموضوع السوري

*المجلس الشرعي الأعلى دعا السلطات اللبنانية للإهتمام الجدي بشؤون النازحين السوريين 

*الأسير: ضغطوا على محافظ بيروت فسحب رخصة التظاهر

*الأسير قرر الاعتصام ولو منعته الداخلية وموالون لسوريا في ساحة الشهداء للتصدي للفتنة/عباس الصباغ/النهار

*ميقاتي أوعز بتأمين سلامة تحركي الغد

*شربل ترأس اجتماعًا أمنيًا: غدًا يوم عادي ولا مشكلة بالتعبير عن الرأي بديموقراطيّة 

*المستقبل: الدعوات للإعتصام بساحة الشهداء غدًا لا تخدم الثورة السورية ولا علاقة لنا بها 

*حرب: لعدم الترخيص لأحد بالتظاهر.. ولمنع إقحام اللبنانيين في الصراع بسوريا

*الجماعة الإسلامية: لن نشارك باعتصام بيروت غدًا.. وندعم تحرّك الشعب السوري 

*بقرادونيان: لا مصلحة للبنانيين بأي عمل يأخذ طابع التطرف

*التظاهرة السلفية الداعية إلى النزول إلى وسط بيروت وما هي أبعادها... وهل ثمة من يريد تضخيمها/ابراهيم بيرم/النهار

*تهديد المرعبي بالاستقالة جدي وليس مناورة فهل يعدّل القانون أو تستمر الحركة حتى الانتخابات/ميشال حلاق /النهار

*بيار ضاهر يكف يد جورج غانم في قسم الأخبار في ال "إل.بي.سي

*"القوات" والضاهر: تعادل في الجولتين الأوليين بانتظار المعركة النهائية/فاطمة عبدالله/النهار

*هيئة التفتيش العقاري /ابرهيم يوسف خلف/النهار

*عون يُغضِب لطيف مرة أُخرى لإرضاء حزب الله

*جعجع التقى سفير لبنان في قطر

*سليمان استقبل حسن خليل والحريري وقهوجي وريفي وأصدر قانوني رواتب اساتذة "اللبنانية" وإعفاء المازوت من الTVA

*احتفال في بكركي لمناسبة صدور كتاب عن البطريرك صفير

*أوباما: الأمر بات حول توقيت سقوط الأسد.. وحكومة سورية سلميّة خسارة كبيرة لإيران

*البيت الأبيض: أعمال نظام الأسد مشينة ومروّعة

*بان يدعو سوريا إلى السماح بادخال المساعدات من دون شروط

*أوغلو: النظام السوري يرتكب كل يوم "جريمة ضد الانسانيّة" عبر استهداف شعبه

*التعاون الخليجي: دمشق تتصرف وكأنها حصلت على ضوء أخضر لسحق مواطنيها منذ "الفيتو" 

*تحرير وتنظيف"/الياس الزغبي 

*سوريا.. خدعة روسية جديدة؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*في جمعة تسليح الجيش الحر /علي حماده/النهار

*التغيير يدق أبواب إيران/أسعد حيدر/المستقبل

*السفير الروسي في لقاء مثير مع مسؤول إسرائيلي: بقاء الأسد في الحكم لصالحكم/أيوب قرا لـ «الشرق الأوسط»: طلبنا منه أن يساعدنا في إدخال مواد غذائية للشعب السوري

*الإسلاميون في الثورة السورية/أكرم البني/الشرق الأوسط

*رحمة: أنا مع خرق المبادئ القانونيّة لضرب العملاء

 

تفاصيل النشرة

 

البابا يزور لبنان في أيلول

أفادت مصادر مطلعة لمحطة "MTV" أمس، أن "البابا بندكتوس السادس عشر حدد موعداً لزيارة لبنان في 14 و15 و16 أيلول المقبل".

 

المتهمون المنتمون إلى حزب الله لم يعودوا افرادا

إن التطور الأبرز الذي شغل الأوساط السياسية والقانونية، كان التعديل الذي طرأ على القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن الادعاء طلب في 8 شباط الماضي، تعديل قرار الاتهام، في إيداع سري وجهه إلى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرنسين، مشيرة إلى أن الادعاء طلب إدراج تهمة جديدة في قرار الاتهام، وهي تهمة "تكوين جماعة إجرامية" التي تعد جريمة بموجب قانون العقوبات اللبناني المادة 335. ولاحظت مصادر قانونية لصحيفة "اللواء" ان التطور المهم في ملف الحريري هو ان المتهمين الذين ينتمون إلى "حزب الله" لم يعودوا افرادا، بل اصبحوا جماعة

 

الادعاء بملف الحريري طلب تعديلاً سرياً وإدراج تهمة «تكوين جماعة إجرامية»

«غموض» حول صدور قرار اتهامي جديد يشمل 2 من «حزب الله» أحدهما عسكري

بيروت ـ «الراي»/بعد 13 شهراً ونصف الشهر على رفعه القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين الذي صادق عليه في 28 يونيو الماضي، طلب المدعي العام (السابق) للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار في 8 فبراير الماضي، اي قبل انتهاء ولايته، تعديل هذا القرار (لا تزال تعديلاته سرية) وإدراج تهمة جديدة هي «تكوين جماعة إجرامية». وترافق كشف المحكمة الخاصة بلبنان طلب هذا التعديل الذي أعقبته دعوة فرانسين غرفة الاستئناف لانّ تعرّف جريمة «تكوين جماعة إجرامية»، مع ساعات من «الالتباس» و«حبس الأنفاس» عاشتها بيروت وسط تقارير اشار بعضها الى تسلُّم لبنان قرارات اتهامية جديدة في جريمة اغتيال الامين السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي ومحاولة اغتيال النائب مروان حماده والوزير السابق الياس المر (أُعلن ترابطها مع جريمة الحريري)، فيما تحدث بعضها الآخر عن قرار ظني جديد صدر في ملف الحريري اضيف اليه اسم خامس ينتمي إلى «حزب الله»، إضافة الى الأسماء الأربعة التي كانت وردت في القرار الاول وهم: مصطفى بدر الدين، سليم عياش، أسد صبرا وحسن عنيسي.

وفيما نقلت «رويترز» عن مصدر أمني لبناني، ان «بيروت لم تتسلم بعد القرار لكن المعلومات تشير الى ان الشخص الخامس هو عسكري في حزب الله، ومن الممكن أن يكون هناك شخص سادس من الحزب»، لم يؤكد ولم ينف الناطق الرسمي باسم المحكمة مارتن يوسف «إصدار قرار اتهامي جديد» (بملف الحريري) في وقت أكدت مراجع قضائية وأمنية لبنانية عدم تسلمها أي قرار جديد.

وفيما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتسلّم من مدير مكتب بيروت في المحكمة الخاصة بلبنان برت لودج «التقرير السنوي الثالث» الصادر عن رئيس المحكمة والمرفوع الى الامين العام للامم المتحدة والمسؤولين اللبنانيين، اعلنت المحكمة في بيان لها انه «عقب طلب الادعاء الأخير تعديلَ قرارِ الاتهام، طلب قاضي الإجراءات التمهيدية إلى غرفة الاستئناف أن تعرّف جريمة «تكوين جماعة إجرامية».

واضاف البيان: «في 8 فبراير، طلب الادعاء أن يعدِّل قرار الاتهام، وذلك في إيداعٍ سريّ وجّهه إلى قاضي الإجراءات التمهيدية وحده. وما زالت محتويات قرار الاتهام المعدَّل سريّة. ويطلب الادعاء إدراج تهمة جديدة في قرار الاتهام، وهي تهمة (تكوين جماعة إجرامية)، التي تُعدّ جريمةً بموجب قانون العقوبات اللبناني (المادة 335). ويجوز لقاضي الإجراءات التمهيدية وفقًا لقواعد الإجراءات والإثبات لدى المحكمة أن يطلب إلى غرفة الاستئناف معالجة هذا النوع من المسائل الأولية. وهذا ما حدث في العام المنصرم عندما طُلب إلى غرفة الاستئناف أن تعرّف الإرهاب والمؤامرة، في جملة جرائم أخرى. وفي ذلك الوقت، لم يُطلب إلى غرفة الاستئناف تعريف جريمة (تكوين جماعة إجرامية)». وختم البيان: «سيستند قاضي الإجراءات التمهيدية، عند نظره طلب الادعاء تعديل قرار الاتهام، إلى التعريف الذي تضعه غرفة الاستئناف. ويمكنه أن يصدّق أو يردّ التعديلات المقترحة كلّها أو جزءاً منها».

 

نتنياهو: كل الخيارات يجب أن تبقى مطروحة لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي

أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبته في "الحفاظ على حرية إسرائيل" في الرد على التهديدات الإيرانية، وذلك في اليوم الأول من زيارة لكندا تسبق لقاءه المرتقب مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، مشدداً على أن "كل الخيارات يجب أن تبقى مطروحة لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي". نتنياهو، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكندي ستيفن هاربر، قال: "أريد الحفاظ على حرية إسرائيل في المناورة وفقاً للتهديدات" الإيرانية، مضيفاً "كل بلد سيطالب بهذا الشيء نفسه، ولكنني لم أضع خطاً على الرمال (فيما يخص هذا الموضوع) للولايات المتحدة ولن أفعل ذلك". من جانبه، أكّد رئيس الوزراء الكندي على "حق" إسرائيل في الدفاع عن نفسها حيال التهديدات الإيرانية،  لكنه أبدى "تفضيله" لتسوية سلمية متعددة الأطراف للملف النووي الإيراني. (أ.ف.ب، "العربية")

 

واشنطن: توجد قدرة احتياطية كافية لتغطية العقوبات على ايران

 واشنطن, نيودلهي, سنغافورة - رويترز: أكد وزير الطاقة الاميركي ستيفن تشو, أمس, أن منتجي النفط العالميين لديهم قدرة انتاجية احتياطية كافية لسد النقص الناجم عن توقف الصادرات الايرانية بسبب العقوبات الجديدة الصارمة. وردا على سؤال بشأن ما اذا كان بإمكان الولايات المتحدة تنفيذ العقوبات الجديدة بشكل صارم في ضوء تقرير من ادارة معلومات الطاقة أظهر أن الامدادات العالمية تغطي الطلب بالكاد والاسعار اخذة في التزايد, شدد تشو على أهمية استخدام العقوبات لضمان عدم تمكن ايران من تطوير أسلحة نووية. وقال خلال جلسة في الكونغرس, ليل أول من أمس, "أعتقد أن هناك قدرة احتياطية كافية", مؤكداً أن "العقوبات على ايران مهمة, وأن الجميع يتفقون على أنه اذا طورت ايران أسلحة نووية فسيؤدي ذلك الى زعزعة الاستقرار بشدة". وأكد أن الإدارة الأميركية تفعل كل ما بوسعها لتخفيف أثر ارتفاع أسعار النفط على المستهلكين والشركات. ورداً على دعوات بعض الديمقراطيين الإدارة للإفراج عن نفط من المخزون الستراتيجي, رفض تشو التعليق بشأن ما إذا كان تحليل ادارة معلومات الطاقة الجديد سيكون له تأثير بخصوص ذلك القرار, مضيفاً ان "الرئيس سيستخدم كل الوسائل المتاحة لديه لفعل ما ينبغي أن نفعله, وخيار المخزون الستراتيجي مطروح على الطاولة". وسوف تسري العقوبات الاميركية على البنوك الاجنبية التي تتعامل مع مدفوعات النفط الايراني اعتبارا من يونيو المقبل. وبحلول نهاية مارس الجاري, سيحدد الرئيس باراك اوباما ما اذا كانت امدادات النفط العالمية كافية للإصرار على أن يحد مشترو النفط الايراني الحاليون من مشترياتهم بشكل كبير. ويهدف ذلك الى قطع التمويل عن برنامج ايران النووي من خلال خفض العائدات التي تدرها صادراتها النفطية. في سياق متصل, كشفت مصادر في صناعة النفط أن أكبر شركة شحن هندية اضطرت إلى إلغاء شحنة نفط الشهر الماضي بعد رفض شركات تأمين أوروبية توفير تغطية للشحنة بسبب العقوبات على طهران.

 

نتانياهو سيطالبه بمساعدات وضمانات مقابل تأخير ضرب إيران 

أوباما:الدعم الأميركي لأمن إسرائيل "مقدس" وسنضمن استمرار تفوقها العسكري في المنطقة

نيويورك, تل أبيب - وكالات: أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان دعم بلاده لامن لاسرائيل "مقدس" متحدثا عن ضرورة مساعدة الدولة العبرية في الحفاظ على "تفوقها العسكري", وذلك قبل أربعة ايام على لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأمام اجتماع, ليل اول من امس في نيويورك, مخصص لجمع أموال من اجل حملته للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من نوفمبر المقبل, اشار أوباما إلى التغييرات الجيوسياسية التي حملتها الثورات الشعبية في العالمين العربي الاسلامي منذ مطلع العام 2011. وقال ان "احد اهدافنا على المدى البعيد في هذه المنطقة هو ان نعمل بشكل لا يترجم فيه الالتزام المقدس من قبلنا تجاه امن اسرائيل فقط بتقديم القدرات العسكرية التي هي بحاجة لها بل بتأمين التفوق العسكري الضروري لها في منطقة خطيرة للغاية". واضاف انه يتوجب على الولايات المتحدة ان تتعاون مع اسرائيل "في محاولة لاطلاق سلام دائم في المنطقة. وهذا امر صعب", في إشارة إلى عملية السلام المتعثرة. وخلال اجتماع آخر لجمع اموال لحملة الانتخابية الرئاسية في نيويورك أيضاً, هتفت امرأة من الحضور متوجهة الى أوباما بالقول: "مارسوا نفوذكم! لا للحرب على ايران", فسارع الرئيس إلى الرد: "لم يعلن أحد الحرب على ايران, لا داعي للتسرع".

وفي تل أبيب, ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت", أمس, أن نتانياهو سيسعى خلال لقائه أوباما الاثنين المقبل, إلى الحصول على ضمانات بأنه إذا انتظرت تل أبيب ولم تشن هجوماً ضد المنشآت النووية الإيرانية, فإنها ستحصل بعد ذلك على مساعدات عسكرية ودعم أميركي في حال قررت شن هجوم على إيران في المستقبل.  من جهتها, أفادت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باشتراط استئناف الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي, بأن توقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم. ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية قوله إنه تم طرح الطلب الإسرائيلي خلال اتصالات أجراها مسؤولون إسرائيليون مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى خلال الأسبوعين الأخيرين, وأن نتانياهو سيطرح هذا الطلب خلال لقائه مع أوباما. في موازاة ذلك, أعرب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس عن اعتقاده بأن أوباما ونتانياهو سيتوصلان إلى اتفاق بشأن إيران خلال لقائهما, رافضاً توضيح موقفه حيال الخيار العسكري, وسط معلومات عن معارضته خطوته كهذه ضد إيران. وإذ أشار إلى أنه يفضل استخدام عبارة "جميع الخيارات على الطاولة", اعتبر بيريس أن إيران "فاسدة أخلاقيا" و"معقل للإرهاب في عصرنا الحالي", وأن تصوير قيادتها بأنها تتمتع ب¯"العقلانية" أمر فيه "كرم كبير". وأكد أن أوباما رئيس عظيم وصديق كبير لإسرائيل, مشيراً إلى أن التعاون الأمني بين واشنطن وتل أبيب في أزهى عصوره على الإطلاق.

 

الإصلاحيون قاطعوا احتجاجاً على القمع والمحافظون منقسمون على أنفسهم 

الإيرانيون انتخبوا نوابهم في اقتراع نتائجه محسومة سلفاً

نجاد بين مؤيديه في مركز الاقتراع (أ. ب)طهران - ا ف ب, رويترز, د ب أ: أدلى الإيرانيون بأصواتهم, أمس, لاختيار 290 نائباً في مجلس الشورى الذي يرجح ان يبقى تحت سيطرة المحافظين الحاكمين مع مقاطعة المعارضة الاصلاحية الاقتراع احتجاجا على القمع الذي تتعرض له منذ العام 2009. ومع أن النتائج تبدو محسومة سلفاً, دعت السلطات حوالي 48 مليون ناخب الى التوجه بكثافة الى مراكز التصويت تأكيداً لدعمهم للنظام الذي يواجه عقوبات دولية قاسية وتهديدات اسرائيلية بعمل عسكري ضد البرنامج النووي المثير للجدل. وقال مرشد الجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي, أمس, ان "الفترة الاخيرة شهدت حملة اعلامية كبيرة وضغوطا على ايران", مؤكدا انه "كلما ازداد عدد الذين يصوتون سيكون ذلك افضل لمستقبل ايران ومكانتها وامنها". من جهته, دعا الرئيس محمود احمدي نجاد الى التعبئة "لانتخاب مجلس شورى قوي ويحظى بشعبية", فيما شدد وزير الدفاع أحمد وحيدي على انه "كلما ارتفعت نسبة المشاركة تعزز الامن في البلاد". وتتراوح نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية عادة بين في 50 المئة و70 في المئة وبلغت 55,4 في المئة في العام 2008, بحسب الارقام الرسمية. وفي غياب احصاءات ذات صدقية, توقع عدد من المسؤولين مشاركة تفوق الستين في المئة.

وترتدي نسبة المشاركة اهمية كبرى للنظام مع قرار معظم الحركات الاصلاحية مقاطعة التصويت احتجاجاً على القمع القاسي الذي تعرضت له منذ اعادة انتخاب احمدي نجاد المثيرة للجدل في 2009.

وسجن عدد من الشخصيات الاصلاحية او وضعت في الاقامة الجبرية او أسكتت, فيما منعت الحركتان الاصلاحيتان الرئيسيتان بعد التظاهرات الاحتجاجية الكبيرة التي تلت الاقتراع الرئاسي في 2009 واغرقت الجمهورية الاسلامية في واحدة من اخطر الازمات السياسية في تاريخها. واعلن قائد الشرطة الجنرال اسماعيل احمدي مقدم قبل الانتخابات ان كل الاجراءات اللازمة اتخذت لتجري الانتخابات بشكل "طبيعي" بعيداً عن اي حوادث او تظاهرات تنظمها المعارضة. وبعدما ذكرت بالقيود المفروضة على الحريات السياسية في البلاد, دانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاقتراع معتبرة انه "ليس عادلا" خصوصا بسبب انتقاء المرشحين البالغ عددهم 3400 من قبل النظام. لذلك جرت المعركة الانتخابية خصوصاً بين المحافظين المنقسمين في مجموعة من التحالفات الظرفية التي تتبنى برامج غير واضحة.

وأبرز كتلتين متنافستين في الاقتراع هما "الجبهة المتحدة للمحافظين" القريبة من رئيس مجلس الشورى الحالي علي لاريجاني الذي ينتقد اداء الرئيس احمدي نجاد ويدعو الى "واقعية سياسية" اكبر, و"جبهة ثبات الثورة الاسلامية" التجمع الذي يضم محافظين يدافعون عن الرئيس بدرجات متفاوتة ويدينون سياسة خصومه الذين يعتبرونها "لينة". وفي ما تبدو محاولة للتخفيف من حدة خصومته مع نجاد, قال لاريجاني, عقب الادلاء بصوته, إنه ليس لديه عداوة مع خصومه السياسيين, مضيفاً ان "الانتخابات من اجل المنافسة وليست للعداوة, وعلى من يفوز في الانتخابات العمل على تنمية البلاد وخدمة الشعب, وعلى الخاسرين تقبل الهزيمة". من جهتها, دعت المعارضة الإصلاحية المواطنين إلى مقاطعة الانتخابات. وجاء في مقابلة لرئيس تحرير موقع "جرس" المعارض: "ندعو جميع الذين يؤمنون بالحرية الحقيقية إلى عدم المشاركة في الانتخابات لإظهار انهم سئموا الانتخابات الصورية". بدوره, أكد الموقع الالكتروني "كلمة" المملوك للزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي أنه يتعين على الإيرانيين البقاء في منازلهم, تضامناً مع الزعماء الإصلاحيين الموجودين في السجون والإقامة الجبرية. واستمرت الانتخابات طوال يوم أمس في قرابة 47 الف مركز اقتراع منتشرة في مختلف انحاء البلاد, وتم التصويت على قائمة انتخابية في المدن الكبرى, فيما اختار الناخبون مرشحا واحدا في الدوائر الصغرى. ويفترض ان تعلن النتائج خلال يومين او ثلاثة ايام, بحسب وزارة الداخلية.

 

مجلس النواب الأميركي يدين تعرض قس للاضطهاد في إيران

 واشنطن - ا ف ب: تبنى مجلس النواب الاميركي قراراً رمزياً يدين ايران التي اضطهدت وسجنت القس يوسف ندرخاني, المسلم الذي اعتنق المسيحية وحكمت عليه بالاعدام. وفي قرار اعتمد بالاجماع, أي بتأييد 418 صوتا في مقابل لا شيء, دعا النواب "الحكومة الايرانية الى العفو عن يوسف ندرخاني والافراج عنه فورا وعن افراد آخرين مسجونين بسبب ديانتهم". وكان ندرخاني, المسلم الذي اعتنق المسيحية في التاسعة عشرة من عمره واصبح قسا لمجموعة انجيلية صغيرة سميت "كنيسة ايران", اعتقل في اكتوبر 2009 وحكم عليه بالاعدام في سبتمبر 2010 بتهمة الارتداد عملا بأحكام الشريعة الاسلامية المطبقة في ايران. ومنذ ذلك الحين, يعيش هذا القس الذي يبلغ اليوم الرابعة والثلاثين من العمر, هاجس الاعدام, الا ان المحكمة العليا الغت هذا الحكم في يوليو 2011 واعادت القضية الى محكمة راشت العاصمة الاقليمية لغيلان التي يتحدر منها القس, طالبة منه اعلان "توبته".

 

كاريكاتور بيار صادق و" قداسة" حسن نصرالله

يتعرض رسام الكاريكاتور بيار صادق لحملة تهويلية، على خلفية نشره رسما يمثل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في كاريكاتور له صدر، في " الجمهورية " ، قبل أسبوعين.

وكانت " فرقة الموتوسيكلات" في "حزب الله" قد عاثت تخريبا في بيروت، قبل سنوات، بسبب بثّ " المؤسسة اللبنانية للإرسال" مقطعا في برنامج ساخر، يتمحور حول نصرالله، مما جعل نصرالله ، منذ ذاك الوقت، مستبعدا عن البرامج الساخرة التي لا توفر شخصية لبنانية وعربية، مهما تقدم مركزها ورمزيتها. إن " يقال.نت" يعلن تضامنه الكامل مع هذا الفنان المبدع، الذي يكتب أجمل المقالات وأكثرها ذكاء، بريشة ! ومن التعليقات المنددة بالحملة التي تستهدق صادق، أصدرت جمعية " صحافيون لا عنف" بيانا مما ورد فيه: "إن هذه الحملة التي كان الهدف خلفها وضع السيد نصرالله بمصاف الانبياء والقديسين وجعل "أقواله آيات منزلة" تمريرا لمشروع الحزب السياسي، علما أن القاعدة التي يعمل بموجبها صادق واضحة، وهي رفضه التعاطي مع رجال الدين إلا عند تعاطيهم بالسياسة، والسيد نصرالله يقود مشروعاً سياسياً أقل ما يقال فيه بأنه متواضع كونه يرمي فقط إلى إسقاط الاستكبار العالمي".

 

إعلاميون ضد العنف"  تستنكر التهويل على بيار صادق

المستقبل/حيّت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان "الشجاعة الإستثنائية للصحافيين الذين يقومون بواجبهم بنقل وقائع المجزرة المتمادية في سوريا، وإصرارهم على كشف حقيقة النظام البعثي الغاشم"، وهنأت "الصحافية الفرنسية اديت بوفييه والمصور وليام دانيال على خروجهم من سوريا وعودتهم إلى باريس". واستنكرت التهويل على رسام الكاريكاتور بيار صادق. ودان البيان "الحملة المغرضة التي تشنها بعض وسائل الإعلام والقوى الملتحقة بنظام البعث على الصحافيين الأجانب الذين يدخلون إلى لبنان من سوريا والمطالبة باستجوابهم، فهذه الحملة لا تخرج عن سياق المنطق الترهيبي والقمعي لحلفاء البعث الذي يقفون باستمرار في صف الجلادين ضد الضحايا ويريدون ضرب الحريات وكم الأفواه إفساحا في المجال أمام حليفهم لمواصلة إجرامه، كما تدعو الجمعية في المناسبة السلطات اللبنانية إلى تأمين الحصانة اللازمة لهؤلاء الصحافيين وتحميلها مسؤولية أي مكروه يمكن، لا سمح الله، أن يصيبهم". وختم البيان: "وتستنكر الجمعية أخيراً الحملة التهويلية التي يتعرض لها رسام الكاريكاتور بيار صادق على خلفية رسمه صورة تمثل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في صحيفة "الجمهورية"، هذه الحملة التي كان الهدف خلفها وضع السيد نصرالله بمصاف الانبياء والقديسين وجعل "أقواله آيات منزلة" تمريرا لمشروع الحزب السياسي، علما أن القاعدة التي يعمل بموجبها صادق واضحة، وهي رفضه التعاطي مع رجال الدين إلا عند تعاطيهم بالسياسة، والسيد نصرالله يقود مشروعاً سياسياً أقل ما يقال فيه بأنه متواضع كونه يرمي فقط إلى إسقاط الاستكبار العالمي".

 

الحياة": غصن لم يعلِم الحكومة بزيارته طهران وميقاتي طلب منه عدم توقيع أي اتفاق

 المصدر: وكالات/ أحدثت زيارة وزير الدفاع اللبناني فايز غصن طهران إشكالاً سياسياً، بسبب عدم طرحها على مجلس الوزراء لأخذ موافقته، كاد يتطور لو لم يطلب منه صرف النظر عن التوقيع على مذكرة تفاهم مع نظيره الإيراني للتعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والإيراني. وعلمت صحيفة "الحياة" من مصادر وزارية أن رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي فوجئا بزيارة غصن طهران من دون إطلاعهما عليها وإعلام مجلس الوزراء بها ليأخذ موافقته. وأكدت المصادر نفسها أن غصن طرح فور عودته الى بيروت إيجاد تسوية متأخرة لزيارته، باعتبار أنه لم تترتب عليها أية مفاعيل سياسية تلزم لبنان باتفاقيات للتعاون العسكري بين البلدين. وكشفت المصادر أن ميقاتي الذي أبلغ مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة عدم اطلاعه المسبق على الزيارة بادر الى التدخل لدى غصن لسؤاله عن صحة ما تردد من أنه عازم على توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري بين البلدين طالباً منه صرف النظر عنها. يذكر أن الوزراء عندما يتلقون دعوات رسمية لزيارة أي بلد يبادرون الى إعلام مجلس الوزراء بهذا الأمر، إضافة الى أن التقليد المتبع يقضي بأن يستأذن صاحب الدعوة رئيسي الجمهورية والحكومة للسفر الى الخارج.

 

قاسم: اتهامنا بالمخدرات والسرقات لتشويه صورتنا

لفت نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في الكلمة التي ألقاها في حفل اختتام دورة قبس من روح الله في مجمع القائم التي أقامتها الهيئات النسائية في حزب الله - الرويس،الى "انهم يتحدثون عن وجود شبكات سرقة أو مخدرات أو أعمال منكرة أو محرمة في الضاحية أو في بعلبك أو في الجنوب أو في البقاع، أي في الأماكن التي يتواجد فيها رصيد كبير لحزب الله، وبعض وسائل الإعلام تنتقل من كل قصة من القصص لتحبك موضوعا لا أساس له من الصحة من أجل تشويه سمعة حزب الله ومن أجل الاساءة إلى حزب الله. واليوم أسوق لكم دليلين لأثبت أن الحزب مساهم بشكل كبير جدا في تنظيف هذه الأماكن من الشبكات المنحرفة:

الأمر الأول الذي حصل هو أن شخصا في منطقة الضاحية يمتلك سيارات مسروقة جاءت إليه دورية من دوريات قوى الأمن الداخلي واشتبك معها ثم صادروا محتويات ما هو موجود في منزله من المسروقات وهو مطارد الآن من قبل هذه القوى. أين حصل الأمر؟ في الضاحية، ماذا قالت بعض وسائل الإعلام: قالوا بأن هناك عصابة سرقة في الضاحية برعاية حزب الله التي منعت القوى الأمنية من أن تقوم بواجبها ودورها! وهل يمكن أن يحصل ما حصل من مداهمة وعمل لولا أننا متعاونون ولولا أننا لا نريد لمنطقتنا أن يكون فيها أي سلبية، ثم هذه القوى الأمنية تدخل وتخرج وتقوم بدورها وواجبها وعليها أن تقوم بذلك، والناس تعرف هذه الحقيقة.

الأمر الثاني: شبكة المخدرات وإنتاج الحبوب المخدرة التي تتنقل بين بعلبك والضاحية بشكل أو بآخر، وقبضت القوى الأمنية على خمسة من هذه الشبكة وهم مستمرون في المداهمات والقبض على الآخرين، وهذا أمر طبيعي بأن تقوم به القوى الأمنية ونحن نراه بأم العين ونعتبر أن هذا الإجراء صحيح ومؤيد، لأننا لا نقبل لا بالسرقة ولا بالمخدرات ولا بكل المنكرات، ثم يأتي من يروي قصة ورواية وكأن الحزب هو الذي يعمل في المخدرات ويتاجر فيها. هذا في الواقع محاولة لتشويه سمعة الحزب لكن لا تنطلي على أحد".

وختم قاسم بالقول:"نحن أعلنا بكل وضوح نحن مقاومة مجاهدة مؤمنة تخاف الله تعالى وتعمل في الاستقامة، ولو ضحينا بأنفسنا إلى آخر قطرة دم لن نسلك الطرق الملتوية ولن نقبل بحرام، لا بعنوان مخدرات ولا بعنوان سرقة أو فساد مهما كان السبب ومهما كان الرصيد الذي يمكن أن يحصل عليه المرء، وعلى كل حال تاريخنا وحاضرنا يشهدان بذلك، وهؤلاء الذين يريدون الإساءة يسلكون طريقا لن يسقطوا حزب الله بهذه الطريقة بعد أن فشلوا بالطرق الأخرى، فحزب الله شامخ بموقفه وأدائه ومتوكل على الله تعالى".

 

هل تنجح وساطات "14 آذار" والسعودية في ترتيب موعد لجنبلاط.. وما هي أسباب تشدد الزعيم الدرزي تجاه النظام السوري؟   

تترقب الأوساط السياسية بكثير من الاهتمام المواقف والتحركات التي ترسم طبيعة المسار الذي يتطلع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الى سلوكه محلياً واقليمياً.

لذلك لم تفاجىء اللهجة المتشددة لجنبلاط منذ اسبوعين تقريبا ضد النظام السوري المراقبين والتي طالب فيها الزعيم الدرزي بإبعاد القيادات السورية الى اقاصي سيبيريا ودان في الوقت نفسه اعضاء الطائفة الدرزية المتعاونين مع اركان النظام. والملاحظ ان المواقف النارية هذه ضد دمشق ونظام الرئيس السوري بشار الاسد اتت بعد ايام من زيارة خاطفة قام بها رئيس جبهة النضال الى تركيا وتحديدا في السادس عشر من شهر شباط الفائت، حيث التقى هناك وزير الخارجية التركي داود اوغلو لأكثر من ثلاث ساعات عرض خلالها التطورات في المنطقة من باب ما يعرف بالربيع العربي وتوقف ملياً على ما يقول مقربون عند الاحداث الدائرة في سوريا وعمليات القمع التي يرتكبها النظام اضافة الى مسار الامور على الارض والاتجاهات المتوقع سلوكها. وتكشف الاوساط هنا، عن وساطات واتصالات يجريها بعض قيادات قوى الرابع عشر من آذار مع المملكة العربية السعودية من اجل مصالحة الزعيم الدرزي والفريق الملكي الحاكم، اذ يتوقع في هذا المجال ان يقوم الزعيم الدرزي بزيارة قريبة الى السعودية لإعادة الدفء الى علاقاته بقيادة هذا البلد بعد البرودة التي اصابتها في اعقاب توتر العلاقة بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري نتيجة ترك جنبلاط قوى 14 آذار والفريق الحكومي الذي اطاح بالحكومة السابقة في العام 2010. وتقول الاوساط من المؤكد ان الانقلاب في مواقف جنبلاط ينطلق من البعد الطائفي للنزاع مع النظام السوري ومصير الطائفة الدرزية. وان جنبلاط في مواقفه هذه يطمح ليصبح قائداً لكافة الطائفة الدرزية في ظل المخاوف من رهان النظام السوري او بالاحرى فريق الرئيس الاسد على تقسيم البلاد وانكفاء عائلة الاسد والمقربين منها الى المناطق العلوية المعروفة بتجانسها.

علمًا ان هذا السيناريو لن يتحقق ويصبح واقعاً قائما على الارض من دون اجبار السكان على النزوح بالقوة لإحداث عمليات الفرز وهذا ما سيدفع ثمنه الدروز الذين يقطنون في مناطق ذات غالبية سنية وعلوية. وتشير الاوساط الى انه يمكن في ضوء هذا السيناريو فهم مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي المتشددة من حلفاء دمشق في لبنان، خصوصًا الدروز منهم.

كذلك فإن دعوته الدروز في سوريا الى عدم الوقوف الى جانب النظام تأتي خوفا من تعرضهم لحملات انتقامية من قبل الجماعات السنية الراديكالية المعارضة والتيارات السلفية وتحديدا عناصر "القاعدة" التي وصلت الى سوريا من العراق وليبيا. وتربط الاوساط هنا بين زيارة الزعيم الدرزي الى تركيا وسفر الزعيم المسيحي رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الى كردستان قبل فترة وجيزة والذي طرح ايضا سبل حماية المسيحيين وتجنيبهم ردات الفعل الانتقامية من قبل الجماعات السلفية نتيجة مواقفهم الضبابية والداعية الى النأي بالنفس مما يجري على الارض من عمليات قتل وابادة سواء من هذا الفريق او ذاك. وتسأل الاوساط هل ان الامور اتت مصادفة على سلوك مثل هذا المنحى ام ان هناك تنسيقاً من قبل الجانبين يصب في اطار تعاون الاقليات لحماية نفسها مما يجري على الارض وتتجه اليه التطورات لاحقاً؟

 

احمد الأسعد يدعو شيعة لبنان للابتعاد عن النظام الإيراني

المستقبل/لفت المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد، الى ان "كثر في لبنان يعتقدون أن مجرد سقوط النظام السوري، وهو سيسقط حتما، سيؤدي تلقائياً الى تغيير جذري في الوضع في لبنان، وفي توازن القوى، ويبدي هؤلاء تفاؤلاً مفرطاً بتحسن الوضع"، معتبرا ان "هذا تفكير ينطوي على قدر كبير من السذاجة، فكثر اعتقدوا في ان خروج الجيش السوري من لبنان سيكون كافياً لكي تتغير الأمور ولكن نعلم جميعاً الى أين وصلنا". ورأى في مؤتمر صحافي أمس، ان "هذا التفاؤل بالتغيير الجذري عند سقوط النظام السوري لا يأخذ في الاعتبار أن المشكلة الرئيسية في المنطقة هي ايران"، موضحا ان "سوريا هي الأضعف بين الحليفين، وعندما يسقط النظام السوري، سنرى أن أزلام سوريا في لبنان سيصبحون أزلام ايران، وما يزيد الأمر سوءاً هو طموحات ايران النووية".

وإذ أكد أن "منع إيران مفتشي وكالة الطاقة الذريّة من دخول بعض قواعدها، أمر خطير جدًا، يثبت أنّها تخفي شيئًا ما في برنامجها النووي"، اعتبر ان "هذا المنع يعزز احتمال قيام اسرائيل بتوجيه ضربة جويّة ضدّ مراكزها النوويّة"، فيما هذه الضربة "تعني كارثة على المنطقة بأكملها، وستكون هديّة لأحزاب "المتأسلمين" كلّهم في منطقتنا وبالتالي مشكلة كبيرة أمام تقدّم الحريّات والديموقراطيّة".

وتابع: "أي هجوم مماثل سيكون هديّة لـ"حزب الله" والأحزاب التي تشبهه ولايران التي تحرّك هذه الأحزاب وتدعمها. وسيثبت مجدداً أنّ إسرائيل لا تريد السلام في الشرق الأوسط، بل تحرص على تغذية التطرف لتبرير وجودها وسياستها. وأي ضربة جويّة من هذا النوع ستصب في مصلحة النظام الإيراني، الذي سيستفيد من الفرصة لقمع المعارضة المحليّة واستعمال "البروباغندا" الخاصة به في المنطقة". واعتبر إن "المطلوب هو أن يُبعد الشيعة في المنطقة، الآن أكثر من أي وقت مضى، أنفسهم عن النظام الإيراني"، مؤكدا ان "هذا النظام يأخذ المنطقة بأكملها إلى نفق مُظلمٍ جدًا، ولاسيّما الشيعة فيها وخصوصًا الشيعة في لبنان، فنحن جميعًا نعلم بأنّ "حزب الله" سيرد فورًا على ضربة جويّة إسرائيليّة ضدّ إيران، مع ما يعني ذلك بالنسبة للبنان".

وإذ شدد على ان "ايران يجب ألا تصبح قوّة نوويّة". ودعا الشعب الإيراني الى "التحرك فالمنطقة لن تبدأ فصلاً جديدًا إلا إذا تغيّر النظام في إيران، و"الربيع العربي" لن يكتمل اذا لم يصبح كذلك "ربيعًا فارسيًا". وشدد على ان "الإيرانيّين متعطّشون للحريّة والديمقراطيّة لكنهم خائفون لأنّهم يخضعون لنظام أكثر قمعيّة حتى من النظام السوري"، داعيا اياهم الى "المبادرة الآن وقبل فوات الأوان، وقبل أن يجر نظامهم المنطقة بأكملها إلى الفوضى ويجعل بذلك انتفاضتهم ضدّه أكثر صعوبة بكثير".

 

بري يصادر صلحيات رئيس الوزراء

المستقبل اليوم/لم نكن نعرف أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي صار رئيساً لمجلس الوزراء أيضاً إلا بعد أن رأيناه يذهب الى قبرص، ويفاوض على موضوع النفط والغاز بصفته القادر على تقديم التزامات تنفيذية. المعروف والطبيعي أن هناك سلطة تنفيذية وأخرى تشريعية ولكلّ منهما مهام ووظائف واضحة ومحدّدة في الدستور وفي الأعراف على حدّ سواء.. وقمّة المأساة تكمن في انتهاك ذلك الدستور وتلك الأعراف من خلال الخلط بين الأمرين. وعليه وَجَب السؤال والحق بالمعرفة: هل أصبح برّي رئيساً لمجلس الوزراء، أم أن الرئيس نجيب ميقاتي فوّضه صلاحياته التنفيذية؟.. وهل يا ترى انتبه ميقاتي الى ذلك والى "التزامات" برّي في قبرص؟. بصرف النظر عن القضية المطروحة وأهميتها الحيوية للشعب اللبناني في حاضره ومستقبله ومستقبل أجياله فإن الحقيقة التي لا تني تظهر مرة تلوَ الأخرى هي أن الدستور اللبناني منتهك حتى العظم ويتعرض يوماً بعد يوم لمثالب كبرى وكبيرة. إما أن دستور الجمهورية اللبنانية واضح يقسّم السلطات والوظائف، وإما أنه غير ذلك. والظنّ الغالب هو أنه واضح ولا يحتاج الى تفسير، لكن ما ليس واضحاً ويحتاج الى تفسير هو ذلك التطاول المستمر على الجمهورية ودستورها سواء بسواء.

 

14  آذار تستعيد نبضاً مختلفاً في "البيال"  وثيقة ومعركة واحدة مع حلفاء إيران وسوريا

إيلي الحاج /النهار

 تعطي قوى 14 آذار على التوالي إشارات عودة إلى الحياة. بعد الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط الماضي في "البيال" حيث أعلنت تلاحمها مع السوريين الثائرين في وجه نظام الرئيس بشار الأسد، ها إنها تصعّد سياسياً للمرة الأولى بهذين الحدّة والتصميم على المواجهة.

بدا المؤتمر الصحافي الذي قاده الرئيس فؤاد السنيورة في مجلس النواب معبراً على هذه الطريق، فلم يسبق منذ مدة طويلة أن وقف رجال التحالف السيادي وقفة حازمة ومدروسة كما فعلوا أمس. والأربعاء المقبل 7 آذار سيعلن "تيار المستقبل" من "بيت الوسط" وثيقة سياسية مهمة تحدد ثوابته في خضم المتغيرات التي تعصف بالعالم العربي والآتية انعكاساتها حتماً إلى لبنان. لتنتقل الحركة مجدداً الأربعاء 14 آذار إلى "البيال" حيث تستعيد "ثورة الأرز" ذكرى انطلاقتها بمواقف قوية تعوّض المهرجان الجماهيري الغائب لأسباب أمنية، وتقذف الكرة إلى ملعب "حزب الله".

مرحلة جديدة، الأرجح لن يكون ما بعدها كما قبلها.

المشهد الآذاري في "البيال" يختلف عن المشهد الشباطي. الديكور مدرجات صاعدة ومقسمة كأنها قاعة لمجلس شيوخ كبير ليجلس نحو 3000 مدعو، حزبيين ومستقلين، ناشطين وشخصيات مؤيدة لـ"14 آذار". وعلى المنبر ستتوالى شهادات لمجموعة مختارة بعناية من كتّاب وأساتذة جامعيين وناشطين بارزين عن "ثورة الأرز"، كيف عاشوها وما غيّرت فيهم وحولهم. فشريط لقيادات ووجوه سياسية ساهمت في انتفاضة الاستقلال ولا تزال في المعمعة. ثم تُتلى وثيقة رؤية 14 آذار وخريطة طريقها للتعامل مع تحديات الأيام الآتية. ترتكز على أن النظام السوري انتهى، سقوطه مسألة وقت وسيغيّر أوضاعاً كثيرة في لبنان والمنطقة.

من سيتابع وثيقة 14 آذار - التي لا تزال مشروعاً وفي طريقها إلى نيل  موافقة القيادات النهائية عليها - سيستنتج على الأرجح أن المعركة واحدة في سوريا وفي لبنان. معركة يقتصر فيها الاختلاف على أنها هناك في مواجهة نظام حليف لإيران، وهنا في مواجهة حزب أكثر من حليف لإيران. لكنها تبقى في لبنان تحت السقف الذي حدّده الرئيس سعد الحريري في "البيال" قبل شهر: ضمان تفادي الفتنة السنية - الشيعية، أي عدم نقل المواجهة إلى الشارع وحصرها في السياسة والإعلام، وإن أرفق تعهده هذا بدعوة "حزب الله" إلى عدم الاستمرار في تغطيته المتهمين الأربعة في اغتيال والده الرئيس الشهيد ، والمرشحين للازدياد أمام المحكمة الدولية ، تحت طائلة أن يصبح الحزب ذاته متهماً.  

 تدعو وثيقة 14 آذار أيضاً  إلى السلام للبنان، خارجياً بالتزام القرارات الدولية والمعاهدات وقرارات القمم العربية، وداخلياً بالتسليم للدولة بحقها في أن تكون دولة فعلاً، ولذلك شروط في طليعتها تسليم السلاح إلى الدولة. خصوصاً أن هذا السلاح لم تعد له أهداف لبنانية إطلاقاً بل أصبح كلياً في خدمة مشروع إيراني ستنقطع أوصاله مع السقوط المرتقب، عاجلاً أم آجلاً  للنظام في دمشق بفعل إصرار الثوار والحملة الدولية - العربية ضد، والتي ستشتد بمرور الوقت. سيرفع طرح قضية السلاح غير الشرعي حرارة السجالات في لبنان لاحقاً، وكالعادة  سيتجاهلها "حزب الله" في البدء لاعتباره السلاح في حوزته مقاوماً ومقدساً، لكن ثمة في 14 آذار من لا يستبعدون أن يطلب الحوار في شأنه في ظروف معينة سعياً إلى مصالحة لن تتحقق إلا بشروط الدولة.

وتقدم الوثيقة كذلك رؤية إلى "الدولة المدنية"، وتعريفها أنها توازي بين المواطنية للفرد والتعددية للجماعات التي يتكوّن منها لبنان، فتتحرر الإدارة والقضاء على سبيل المثال من القيد الطائفي والزبائني، وتفتح الطريق أمام إنشاء مجلس الشيوخ الذي نص عليه اتفاق الطائف لطمأنة الجماعات الدينية، ولم ير النور بسبب ربطه بإجراء انتخابات لمجلس النواب خارج القيد الطائفي. إلا أن هذه المسألة    قيد البحث نظراً إلى دقتها وحساسيتها لبعض أفرقاء التحالف. لكن أبرز ما يهم المنظرين لربيع لبناني متجدّد تقوده 14 آذار هو رسم طريق لتحويلها كتلة عابرة للطوائف تتشارك المبادئ والقيم التي قامت عليها "ثورة الأرز" وتدافع عنها، فلا تلقى الوثيقة الجديدة مصير سابقتها التي حملت في "البريستول" تواقيع الشخصيات القيادية قبل الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2009 وما لبثت أن دخلت عالم النسيان. فلا الاوضاع تتحمل خيبات اضافية، ولا الناس الذين صنعوا 14 آذار.

 

المكتب الإعلامي للرئيس الحريري: خبر شراء شقة بباريس لمسؤول سعودي عارِ عن الصحة 

أصدر المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري بياناً جاء فيه:" عوّدتنا جريدة "الأخبار" على نشر أخبار مختلقة وتلفيقات كان آخرها ما نشرته اليوم من أن الرئيس سعد الحريري اشترى شقة بمبلغ يتجاوز السبعة ملايين يورو في باريس، وقدّمها هدية إلى أحد المسؤولين السعوديين العاملين في ديوان الملك عبد الله." وأكّد المكتب الإعلامي في بيانه أن "هذا الخبر هو كالعادة عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، ولا يمت للحقيقة بصلة

 

رئيس الحكومة غادر في إجازة  وخوري نقل عنه تجاوباً في الموضوع السوري

 غادر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بيروت عصر امس، في إجازة تستمر يومين. وكان التقى صباحا وزير التجارة والصناعة في المملكة العربية السعودية توفيق بن فوزان الربيعة على رأس وفد، يرافقه سفير المملكة علي عسيري ورئيس "مجموعة الاقتصاد والأعمال" رؤوف أبو زكي، وذلك بعد انتهاء أعمال الملتقى الاقتصادي اللبناني- السعودي الذي افتتح قبل يومين برعاية ميقاتي. وتناول المجتمعون العلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين . والتقى ميقاتي الامين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري الذي قال انه عرض له "النشاطات التي تقوم بها الأمانة العامة في إطار العلاقات السورية - اللبنانية، والأمور المشتركة التي تتولى معالجتها في هذه المرحلة وأهمية متابعة ما طرح من مواضيع. ووجدت لدى دولة الرئيس كل تفهم واستعداد للتعاون ولتطوير العلاقات، وللمساهمة في ضبط الحدود بين البلدين ومتابعة كل هذه الأمور التي من شأنها ايضاً المساهمة في ترسيخ الأمن والأستقرار في سوريا". واستقبل ميقاتي سفيرة لبنان لدى منظمة الاونيسكو السيدة سيلفي فضل الله .

 

المجلس الشرعي الأعلى دعا السلطات اللبنانية للإهتمام الجدي بشؤون النازحين السوريين 

أبدى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ارتياحه "لنتائج اجتماع رؤساء الحكومات السابقين مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السراي الكبير"، وأمل أن "تثمر مزيدًا من التواصل والتعاون والتضامن لما فيه مصلحة المسلمين واللبنانيين جميعًا وخاصة لجهة إقرار تطوير وتحديث مؤسسات دار الفتوى والأوقاف الإسلامية عبر اللجنة المقترحة بهذا الخصوص". المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وفي بيان تلا عقد جلسته العادية برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، دعا "القيادات المعنية إلى المزيد من التكاتف لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة وخطورة انعكاساتها على الساحة اللبنانية مما يتطلب مزيدًا من المسؤولية والوعي واليقظة والحذر". وأهاب المجلس بـ"السلطتين التشريعية والتنفيذية بوجوب اعتماد وحدة المعايير في معالجة جميع شؤون البلاد بما فيها القضايا المالية العالقة عبر الحكومات المتعاقبة وعدم الهاء الرأي العام بمعارك وهمية تزيد الإنقسامات والبلبلة". وإذ توقف المجلس "أمام الفلتان الأمني الحاصل في الآونة الأخيرة والذي استشرى مؤخرًا  في بعض المناطق اللبنانية"، دعا "السلطات الأمنية إلى المزيد من التشديد في بسط الأمن لحماية أرواح الناس وأموالهم وممتلكاتهم". وفي الشان الإقليمي، أبدى المجلس ألمه وحزنه "العميقين لما يحصل على الساحة السورية من قتل وتدمير وسفك للدماء البريئة"، ودعا "السلطات اللبنانية المسئولة إلى مزيد من الإهتمام الجدي بشؤون النازحين السوريين وتأمين الرعاية المناسبة لهم".  (المكتب الإعلامي)

 

الأسير: ضغطوا على محافظ بيروت فسحب رخصة التظاهر

 تساءل الشيخ أحمد الأسير عبر محطة ال "أو. تي. في." التابعة للعماد عون "عن سبب تهديد الاعتصام السلمي للسلم الأهلي". وقال: "لم أقتنع من اي جهة بضرورة الغاء الاعتصام المناهض للنظام السوري فلماذا سيهدد الاعتصام السلمي السلم الاهلي؟ وأشار إلى أنه طلب الرخصة وحصل عليها شفهيا ولكن فيما بعد حصلت ضغوطات على محافظ بيروت فاعتذر المعنيون وقالوا ان الموضوع يُعالج مع المسؤولين الامنيين.

 

الأسير قرر الاعتصام ولو منعته الداخلية وموالون لسوريا في ساحة الشهداء لـ "التصدي للفتنة"

عباس الصباغ/النهار

l تحبس العاصمة بيروت انفاسها على وقع ا صرار الشيخ احمد الاسير على تنظيم اعتصام تضامني سلمي مع الشعب السوري وتأكيد احزاب موالية لدمشق النزول الى ساحة الشهداء في التوقيت عينه لـ"قطع لسان كل من يتجرأ على الرئيس السوري بشار الاسد"، على ما افادت مصادر هذه الاحزاب. وسيقف الاسير امام لوحة ضخمة تحمل صور ضحايا سوريين في حمص وغيرها من المدن السورية وعلى وقع الاناشيد الاسلامية والادعية لـ"نصرة الشام والاقصى"، وسيلقي كلمة من دون احراق صور لقادة او مسؤولين لبنانيين او تدنيس اعلام دول عربية او اجنبية.

هذا المشهد سيتضح ظهر غد في ضوء قرار وزارة الداخلية الموافقة على تنظيم الاعتصامين او رفضه، علما ان القوى الامنية اتخذت الاجراءات اللازمة لتأمين سلامة المشاركين في التحرك. وتردد ان الوزارة تتجه الى الغاء التحركات الشعبية في بيروت منعا لوقوع اشكالات بين المشاركين فيها.

الاسير

إمام مسجد عبرا الشيخ الاسير اوضح لـ"النهار" ان التحضيرات للاعتصام تسير بوتيرة عالية، وان قرار الداخلية لن يؤثر على استمرار فعاليات الاعتصام. ويؤكد ان "القوى الامنية حددت خط سير الوصول الى وسط بيروت والتجمع في ساحة الشهداء، وان الباصات ستنقل المشاركين في التحرك من صيدا وشرقها ومناطق اخرى منها الشمال، وان المشاركين لن يكونوا من طائفة واحدة وسيعتصمون بشكل سلمي". وعن تقديره لعدد المعتصمين قال: "لو كنا حزبا منظما لعرفنا العدد التقريبي، لكننا حالة شعبية يلتف حولها الناس في هذه الظروف. واستنادا الى التقديرات من عارفين بالحالة التي يشكلها الاسير في شرق صيدا وبعد صعوده المفاجئ على وقع تداعيات الازمة السورية، فان اعداد المشاركين في التحرك لا يمكن التكهن بحجمها مع تلميح المنظمين الى حشد كبير من مختلف المناطق. اما عن مصدر تمويل التحرك والنشاطات المناهضة للنظام السوري فيوضح الشيخ الاسير "انها من تبرعات الاخوة".

شكر

وفي بيان للامين القطري لحزب البعث الوزير السابق فايز شكر، دعا انصاره وكل "الوطنيين اللبنانيين الى المشاركة في التجمع الشعبي المقرر غدا في ساحة الشهداء"، وطلب من "محبي سوريا وشعبها وقيادتها الاحتشاد في الساحة لمواجهة التحرك المشبوه"، محملا قوى 14 آذار المسؤولية عن هذا التحرك. واضاف: "ان القوى التي اطلقت خلال احتفالها في البيال في 14 شباط الفائت مشروعها التآمري على سوريا وشعبها وضد لبنان وسلمه الاهلي، تطل من خلال هذه الاعمال المشبوهة لتهدد الاستقرار والامن والسلم الاهلي ولتشكل غطاء للعدوان على سوريا وشعبها (...)". وحمل شكر النائب وليد جنبلاط المسؤولية لدعمه الاسير في تحركه. وكان الاسير (صيدا - "النهار") قد اتهم "انصار النظام السوري وقوى 8 آذار وعلى رأسهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمحاولة تعطيل الاعتصام وعرقلته"، وحمل نصرالله "شخصيا مسؤولية اي اذى يصيب المعتصمين سلميا، او قطرة دماء تراق من المعتصمين"، مؤكدا انه "لن يسكت عن الامر وسيكون الموضوع كبيرا سلميا وتحت القانون". وكرر حصوله على ترخيص من السلطات المختصة للتحرك غدا. وختم: "اقول له نقسم بالله العظيم اذا ما حصل تعد علينا فلن نسكت".

 

ميقاتي أوعز بتأمين سلامة تحركي الغد

وطنية - 3/3/2012 تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، الإجراءات المتخذة لتأمين سلامة التحركين المقررين في ساحة الشهداء غدا، وطلب "اتخاذ أقصى الإجراءات الأمنية للحفاظ على سلمية التحركين ومنع الإخلال بالأمن".

 

شربل ترأس اجتماعًا أمنيًا: غدًا يوم عادي ولا مشكلة بالتعبير عن الرأي بديموقراطيّة 

شدّد وزير الداخليّة والبلديات العميد مروان شربل على أنّ الأجهزة الأمنيّة كافة "تعتبر يوم غد هو يوم عادي مثل كل الأيام لجهة القيام بواجباتها في الحفاظ على الأمن والنظام، سواء كانت هناك دعوة إلى التظاهر أم لا"، مؤكّدًا "ألاّ مشكلة في التعبير عن الرأي بطريقة ديموقراطية وحضارية وفق الأصول والقوانين المرعية في ضوء الدعوات المضادة في السياسة إلى التظاهر"، ومشيرًا إلى أنّ الأجهزة الأمنيّة من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة "ستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع إثارة الشغب والإخلال بالأمن والنظام"، ومضيفًا أنّ "شيئًا لن يحصل لتعكير صفو الأمن، وخصوصًا أن الجميع يعي خطورة الوضع". شربل، وخلال اجتماع أمني ترأسه في وزارة الداخليّة، لفت إلى أنّ "القوى الأمنية تصون حرية التعبير عن الرأي عبر احتياطات أمنية سبق أن اتخذتها من دون أن تعطي انطباعًا بأن يوم غد هو يوم استثنائي"، مطمئنًا إلى أنّ يوم الأحد "سيمر بسلام مثل الأيام التي كانت تشهد خلالها تظاهرات واحتجاجات سابقًا في المدن اللبنانية، وخصوصًا في طرابلس وصيدا وبيروت"، ومجددًا التأكيد على أنّ "العبث بالأمن هو خط أحمر". وردًا على سؤال، أعرب شربل عن اعتقاده أنّ "أحدًا لن يستخدم السلاح خلال التظاهرات"، ورأى أنّ "المنطق السائد يدفع إلى عدم توتير الأجواء المتشجنة وتغليب الحكمة ومنع النيران المستعرة من حولنا من التمدد إلى لبنان والعمل على إخمادها"، مشددًا على ضرورة أن تبقى "المواقف السياسية المختلفة في إطار التعبير عن المواقف ولن تنعكس صراعًا، لأن القيادات اللبنانية تأخذ في الاعتبار المصلحة اللبنانية"، وان الاطراف السياسية اعربت خلال تواصله معها عن أن الاحتجاجات ستكون سلمية"، مشددًا على أنّ "الاجهزة الأمنية ستواكب هذه التحركات السلمية وتمنع أي طابور خامس من جر البلد إلى ما لا تحمد عقباه". يشار إلى أنّه حضر الاجتماع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، محافظ مدينة بيروت بالتكليف ناصيف قالوش، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، قائد القوى السيارة العميد روبير جبور، قائد وحدة الدرك العميد صلاح جبران، قائد شرطة بيروت بالوكالة العميد الياس سعادة، امين سر مجلس الامن المركزي العميد الياس الخوري، رئيسا فرعي مخابرات الجيش في بيروت العميد جورج خميس وجبل لبنان العميد ريشار حلو، وجرى عرض للاجراءات التي ستتخذها القوى الأمنية غدًا.

(الوطنية للإعلام)

 

"المستقبل": الدعوات للإعتصام بساحة الشهداء غدًا لا تخدم الثورة السورية ولا علاقة لنا بها 

لاحظ تيَّار "المستقبل" في بيان أنَّه "على الرغم من التحذيرات الأمنية المتكررة، ما زال البعض يصر على الدعوة للاعتصام في ساحة الشهداء في بيروت غدًا (الأحد) تحت عنوان التضامن مع مدينة حمص وأهلها الصامدين". وإذ جدّد التأكيد في بيانه على أنّه "كان وما زال أول المتضامنين مع الشعب السوري وثورته السلمية ونضاله من أجل الحرية والديمقراطية" مشدّداً على أنّه "أول المنادين علناً بوجوب الوقوف في وجه آلة القتل الوحشي لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد" رأى "المستقبل" أن "مثل هذه الدعوات، في هذا المكان بالذات وفي هذا التوقيت بالذات لا تخدم لا الثورة السورية ولا مدينة حمص المحاصرة". وختم التيار بيانه بالتأكيد "ألا علاقة له من الأساس بمثل هذه التحركات"، داعياً "الجميع إلى تغليب منطق التضامن الحقيقي مع الثورة السورية والشعب السوري البطل على أي مظاهر أخرى".

(بيان إعلامي)

 

حرب: لعدم الترخيص لأحد بالتظاهر.. ولمنع إقحام اللبنانيين في الصراع بسوريا

ناشد النائب بطرس حرب "جميع القوى والقيادات السياسية، تغليب الحكمة وروح الوحدة الوطنية على الصراعات السياسية والعمل على تفادي كل ما من شأنه إثارة الإحتكاكات والصدامات ولا سيما تلك التي ترتدي الطابع المذهبي خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان"، داعيًا الحكومة إلى "عدم الترخيص لأي تظاهرة ترتدي الطابع المذهبي في أي مكان من لبنان، ولا سيما في ساحة الشهداء نهار غد (حيث دعا إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير للتظاهر نصرةً للشعب السوري)، وعدم السماح بأي تجمّع ولأي فئة كان، لأن في الدعوات المتناقضة للتظاهر ما ينذر بالمواجهات المذهبية والسياسية الحامية والأخطار التي تهدد أمن البلاد وسلامها وتفجر ما تبقى من الوحدة الوطنية". حرب في تصريح، حمّل "الحكومة والقيادات السياسية مسؤولية إي إخلال بالأمن أو أي ضرر ينشأ من جراء هذه التظاهرات أو التجمعات"، وتوجه إلى كل القوى التي دعت إلى التظاهر غداً إلى "إلغاء الدعوات في هذا الجو المتشنج وإلى التعبير عن المواقف السياسية بوسائل مختلفة عن تلك التي تشحن النفوس وتقيم المتاريس بين اللبنانيين"، مذكّراً بدعوته الدائمة إلى "عدم إقحام اللبنانيين في الصراع القائم في سوريا والإكتفاء بإعلان المواقف السياسية والإنسانية مما يجري هناك".

(الوطنية للإعلام)

 

الجماعة الإسلامية: لن نشارك باعتصام بيروت غدًا.. وندعم تحرّك الشعب السوري 

توقفت "الجماعة الإسلامية" عند دعوة إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير للإعتصام في ساحة الشهداء غداً الأحد دعماً للشعب السوري، ثم عند التهديد الذي صدر عن بعض القوى اللبنانية لمنع هذا التحرك، فشددت على "حق حرية التعبير عن الرأي الذي كفله الدستور، طالما أنه يجري في الإطار السلمي ويعتمد الإجراءات القانونية في أخذ الترخيص وتحت حماية القوى الأمنية اللبنانية"، مستنكرةً "اعتماد أسلوب الترهيب الأمني والميليشياوي في التعبير عن الرأي، عن أيّ فريق يصدر، وهو ما قد ينقل الصراع إلى الساحة اللبنانية ويؤدي إلى فتنة لا تُحمد عقباها". الجماعة، وفي بيان، دعت "الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى القيام بواجبها في حماية التحركات السلمية، وعدم السماح بجرّ البلد إلى أتون الفتنة"، مؤكدةً "عدم مشاركتها في الإعتصام المذكور"، لكنها في الوقت نفسه "ترفض التهويل الأمنيّ والعسكري لمنعه". وأعلنت استمرارها في "دعم تحرّك الشعب السوري وذلك عبر الدعم الإغاثي والسياسي والإعلامي، من خلال حملتها التي أطلقتها، لعيونك يا شام". (المكتب الإعلامي)

 

بقرادونيان: لا مصلحة للبنانيين بأي عمل يأخذ طابع التطرف

علَّق عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب أغوب بقرادونيان على دعوة إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير في ساحة الشهداء يوم غد الأحد نصرةً لحمص والشعب السوري، بالقول: "لا مصلحة للبنانيين بأي عمل يأخذ طابع التطرف ويؤدي إلى تصعيد مع تأكيدنا احترام حرية الرأي والتعبير". بقرادونيان، وفي حديث لقناة "Otv"، إعتبر أنَّ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "كان الباب الواسع للتغيرات في المنطقة"، وسأل: "هل نسمع اليوم كلمة الحقيقة؟ اين اصبحت الحقيقة؟" في إشارة إلى معرفة الحقيقة في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري. وتابع في سياق منفصل: "هل كلمة الاصلاح والاصلاحات تسمع اليوم في سوريا ومصر وتونس؟ الكل يتكلم عن السلاح. ولطالما قلنا إن هناك إرهابًا في سوريا ولم يصدقنا أحد". وردًا على سؤال بشأن الزيارة التي  قام بها للنائب ميشال المر وعن صحة مال قاله المر عن ان حزب "الطاشناق" اعتذر عن عدم وقوفه إلى جانبه في انتخابات 2009، أجاب بقرادونيان: "لم تكن الزيارة الأولى ولا الأخيرة هذه الزيارة كانت ضمن سلسلات زيارات نقوم بها، وزرنا المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية والمرجعيات السياسية، وبالتالي هذه الزيارة كانت ضمن سلسلة لقاءات". وأضاف :"للأسف الشديد لم يبث الإعلام تصريحي بعد زيارته ووضع تصريح دولة الرئيس المر مما اضطر المكتب الاعلامي للرئيس المر أن يوضح في اليوم التالي أنّه لم يكن هناك طلب اعتذار ولا خطأ". وبالنسبة للعلاقة مع رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل، أوضح بقرادونيان "حصلت لقاءات بيني وبين النائب سامي الجميل وتم توجيه دعوة لرئيس الحزب (هوفيك مختاريان) وذهبنا وكان هناك لقاء غداء وتمت المصالحة مع الرئيس الأمين الجميل لكن لم يكن بعدها زيارة من قبل الرئيس أمين الجميل لنا لذلك لم نقم بزيارة الرئيس جميل خلال زياراتنا للقيادات لاننا نحن كنا نرد زيارات بمعنى أن (رئيس جزب القوات اللبنانية) سمير جعجع زارنا مرتين و(رئيس جبهة النضال الوطني النائب) وليد جنبلاط زارنا مرتين و(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) العماد (ميشال) عون زارنا كذلك". وعن التحالف بين المر والتيَّار "الوطني الحر" و"الطاشناق" في الإنتخابات القادمة، أجاب: "أؤيد ما صرّح دولة الرئيس المر بأنّه إذا أحد تكلم عن الإنتخابات قبل سنة وأكثر من موعدها يكون مجنون".(رصد NOWLebanon)

 

التظاهرة السلفية الداعية إلى النزول إلى وسط بيروت وما هي أبعادها... وهل ثمة من يريد تضخيمها؟

ابراهيم بيرم/النهار

في معرض السجال الدائر في بعض الأوساط السياسية حول التظاهرة التي دعا الشيخ السلفي أحمد الأسير الى انطلاقها غداً الاحد في ساحة الشهداء في بيروت، ثمة من يدعو الى التعامل معها والنظر اليها بحجم محدود فهي حركة احتجاج عادية بمقدور ساحة مثل الساحة اللبنانية التي خبرت مثل هذه الألوان أن تحتملها وتستوعبها على وهج حدث متدحرج ومتشعب الأبعاد مثل الحدث السوري الذي يوشك أن يدخل عامه الأول.

وبالتالي سواء نجح رجل الدين هذا في أن ينظم هذه التظاهرة أو ان الخشية المتنامية من تداعياتها دفعت بالسلطات المعنية الى الحيلولة دون انطلاقها في الزمان والمكان المحددين لها، فان ثمة من بات ينظر الى ظاهرة الأسير وطريقة نموها وتصاعدها واستحضارها كظاهرة محدودة من مكان طرفي  نسبياً الى صيدا المدينة استهلالاً ثم الى قلب العاصمة بيروت، من منظار أن في الأمر خفايا وأبعاداً تتعدى مسألة تظاهرة تضامن مع المنتفضين في سوريا شهدت العاصمة ومدن أخرى تظاهرات عدة شبيهة لها.

والذاهبون الى تبنّي هذه الرؤية، وهم طبعاً موجودون في صف المحايدين أو المتعاطفين مع النظام في سوريا، كما الذين ما انفكوا مقيمين حتى الآن تحت شعار "لبنان اولاً" ولديهم فيض من المعطيات والتساؤلات يعزز رؤيتهم المتوجسة وشكوكهم المتعاظمة، وأبرز هذه المعطيات والتساؤلات:

- من الذي يقف وراء "نفخ" وتضخيم ظاهرة محدودة جداً في المكان والزمان، بل وغائبة تماماً عن الحسابات والانظار وبالتالي القاء الاضواء الساطعة عليها ومن ثم نقلها تماماً الى دائرة ضوء الحدث الكبرى التي تكاد تطغى على ما عداها من أحداث وتحولات رغم تكاثرها.

- لماذا تصير الظاهرة اياها فجأة في صدارة الحالة السلفية، رغم حداثة سنها وتجربتها، في حين تختفي عن الواجهة رموز سلفية عريقة كانت حتى الأمس القريب محور الحدث وقطب الرحى، خصوصاً أن ثمة معلومات تشير الى أن الحالة المستجدة نقلت فجأة الى الشمال حيث العرين الأصلي للظاهرة السلفية وحيث جمهورها وشارعها وفضاؤها الذي تتحرك فيه بحرية وراحة.

- حبل الاسئلة اياها يتعاظم ويمتد ايضاً عندما يتم الربط لدى الدوائر المتوجسة اياها بين اعلاء شأن هذه الظاهرة في وقت يتم الحديث عن أنه بعد التطورات الاخيرة في حمص ثمة تحسبات وتخوفات من تداعيات ميدانية مرتقبة على مشارف لبنان وتحديداً في بلدة القصير السورية الحدودية وذلك لحماية ما حققه النظام السوري في حمص، وهو إن حصل انما يُخشى من امتدادات له على بعض الأطراف اللبنانية، ولاسيما ان في اوساط النظام في سوريا من يعتقد جازماً أن أكثر من "نصف" معركة حمص هو بفعل روافد أتت من الجانب اللبناني من الحدود، في مقابل من يتحدث عن رغبة سورية في دفع القسم الأكبر من المسلحين في حمص، داخل الاراضي اللبنانية ليكون لهم شأن آخر لاحقاً.

- وسواء كانت هذه الظاهرة عابرة وبلا جذور يسهل حصرها ومحاصرتها أم أنها أعدّت لتكبر وتصير هي في الواجهة فالأكيد أن البعض ممن عمد الى تشجيعها اولاً، ثم بدأ يعرب عن تذمره وتخوفه منها، يريدها اليوم بمثابة صندوق بريد لايصال رسائل سياسية الى من يعنيهم الامر، وذلك من خلال الآتي:

1- نشر أجواء مفادها ان تظاهرة الغد إن حصلت، إنما هي "ردة رجل" وإن متأخرة عن أحداث 7 أيار عام 2008، وردة فعل على "غزوة العاصمة يومذاك".

2- شد أزر وعصب المجموعات المعارضة في سوريا من خلال الايحاء لها ولو من بعيد بأن الساحة الأقرب اليها هي عملياً ساحة دعم واسناد ونصرة، بدليل ان المتعاطفين معهم والمتجانسين وإياهم يتحركون بسلاسة ويسر في قلب العاصمة وفي المدن الاساسية. وبناء عليه فإن أولئك المتعاطفين مع النظام ليسوا كما يزعمون قادرين على الامساك بزمام الامور وناصية اللعبة والتربع على قمة المعادلة الداخلية.

3- الأبلغ من ذلك هو ان هذه الظاهرة قادرة على المزاوجة بين الحدث السوري وتداعياته، وبين انها قادرة على نشر الثقافة التي سادت بعد "الربيع العربي" في الدول التي لفحها نسيم هذا الربيع، حيث سادت القوى الاسلامية على حساب القوى والتيارات الاخرى من ليبرالية وقومية وسواها واثبات ذلك في بلد مثل لبنان يتربع على تجربة ضاربة الجذور من الديموقراطية والانفتاح والتنوع والتعدد، أمر بالغ الاهمية والدلالة، وهو ما لا يمكن إلا التعامل على اساس انه مقدمة لشيء أعظم آتٍ في القريب العاجل.

ولا ريب أن ثمة من يرابط، في وجه كل هذه المخاوف والتفسيرات والهواجس، على اعتقاده  المتأتي من ان الساحة اللبنانية استهلكت دوماً كل الظواهر المتشددة والمتطرفة على يمينيتها ويساريتها ووسطيتها والتي كان ينظر اليها دوماً على اساس انها ثقافات دخيلة متسللة، سرعان ما تنزاح وحدها وتمسي ماضياً مضى، لكن ذلك التأويل على ما يمتلك من الصدقية والحضور، لا يدحض ولا ينفي ويسقط رأياً آخر فحواه ان الذين مهدوا الاجواء لتكبير الظاهرة إياها ربما هم مندفعون الى أقصى الحدود، لكي يبرهنوا وبشكل عملي ان لبنان لا يمكن إلا أن يكون متماهياً مع الموجة التي تضرب المنطقة العربية ككل، مهما كانت الاثمان، ,حتى لو اقتضى الامر التضحية بالخصوصية اللبنانية، وهو ما من شأنه أن يؤثر سلباً على كل تلك الجهود التي بذلت خلال الأشهر الماضية للنأي بالساحة اللبنانية عن تداعيات الحدث السوري، وذلك بالتوافق الضمني بين كل الاطراف الاساسية المعنية، أو يؤسس ويراكم لضربها لاحقاً خصوصاً إذا ما تلاقت ارادة الراغبين في تضخيم الظاهرة إياها مع إرادة الراغبين. ولم يعد خافياً ان الظاهرة نفسها ورد الفعل المرتقب عليها، يأتيان في سياق متراكم ومتدحرج بدأ منذ ان اندلعت الأحداث في سوريا وبدأ الحديث عن تداعيات تلك الاحداث مهما كان مسار الامور في سوريا.

 

تهديد المرعبي بالاستقالة جدي وليس مناورة فهل يعدّل القانون أو تستمر الحركة حتى الانتخابات؟

ميشال حلاق /النهار

 مطالبة النائب معين المرعبي  بتعديل القانون 246 / 1993 (الذي يلحظ مبلغ مليارين ومئة مليون دولار خصصت لمشاريع انمائية في غالبية المناطق اللبنانية دون عكار) شكلت مناخا سجاليا كبيرا، القسم الاكبر منه في السر وضمن الغرف المغلقة ان في كتلة نواب عكار او في كتلة "تيار المستقبل" وقوى 14 اذار التي شهدت مناقشات مستفيضة بإزاء هذا الموضوع بعد اعتراض النائب المرعبي داخل لجنة الاشغال النيابية حيث طرح الموضوع وانسحابه من الاجتماع وتهديده بتقديم استقالته من البرلمان ما لم يتم تدارك هذا الموضوع ولحظ حصة لعكار من ضمن المبالغ التي لحظها القانون اسوة ببقية المناطق.

وحيال التداعيات التي رتبتها جدية  قرار النائب المرعبي رأت مصادر متابعة ان الامور ادخلت على خط المعالجات وان الرئيسين سعد  الحريري وفؤاد السنيورة ابديا تفهما لمطالب ابناء عكار. وفهم من ان الامور تتجه نحو ترجمة هذا التفهم عملياً عبر تعديل القانون 246 ليلحظ حصة مالية بما يفي عكار بعض حقوقها الانمائية على ان تتم بلورة اقتراح قانون يشمل كل المشاريع الانمائية المستحقة والملحة والضرورية لعكار. ويشار في السياق الى ان لقاء جمع النائب المرعبي بالرئيس السنيورة بحثا خلاله كل تشعبات هذا الموضوع الحيوي. كما ان لقاء اخر تم بين المرعبي ومدير مكتب الرئيس الحريري السيد نادر الحريري وكان بحث مستفيض في الشؤون العكارية. ولفتت المصادر الى  ان تهديد المرعبي بالاستقالة جدي وليس مناورة على الاطلاق كما حاول بعضهم ان يصوره، وهو وضعها على الطاولة  في وجه الجميع، أي قوى 8 و14 آذار، و في وجه الاقربين اولا باعتبار ان من المفترض ان يكونوا بمثابة ام الصبي.  ويقول المرعبي ان "النيابة أمانة وضعها الناس في عنقنا وعلينا أن نحفظ ما ائتمننا الناس عليه و تحقيق ما وعدناهم به، والا فمن واجب الشعب أن يخلعنا. وتطبيق الانماء المتوازن الذي أقر في الطائف هو من مسؤولية الحكومات، والظلم اللاحق بعكار كبير جداً".

ويعرض المرعبي سلة من المشاريع التي يجب ان تنفذ في سرعة ابرزها "مطار الرئيس الشهيد رينه معوض" في القليعات ومشاريع مياه الشرب والصرف الصحي والسدود المائية وتنفيذ المراسيم التطبيقية لمحافظة عكار وتعيين محافظ لها. والسؤال المطروح: هل اقرار القانون 246 معدلا بما يحفظ حصة عكار سيعيد اللحمة الى العلاقة المتصدعة اليوم بين ابناء البيت الواحد في عكار ؟ ام ان الابواب التي فتحتها رياح المطالب العكارية لن تهدأ، وستفتح ابواب جديدة من حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة؟

 

بيار ضاهر يكف يد جورج غانم في قسم الأخبار في ال "إل.بي.سي

 علم موقع "القوات اللبنانية" ان رئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر عقد اجتماعا ظهر يوم السبت 3 آذار لموظفي قسم الاخبار في المؤسسة ابلغهم خلاله كف يد الاعلامي جورج غانم في التعاطي كمدير للاخبار والبرامج السياسية. وتم تكليف جان فغالي رئيس التحرير بالمهمات التي كانت مناطة بغانم اضافة الى تكليف خالد صاغية بالاهتمام بالتقارير وعمل المراسلين في المحطة.

وذكر الضاهر في الاجتماع ان جورج "اسس وتعب وبدنا نريّحو... مش مرحلتو"... وقد يكون هذا القرار على خلفية رفض غانم ان يكون رأس حربة بمواجهة الامير الوليد بن طلال في الصراع الدائر مع الضاهر حاليا.

 

"القوات" والضاهر: تعادل في الجولتين الأوليين بانتظار المعركة النهائية

فاطمة عبدالله/النهار

 ليس جديداً النزاع بين حزب "القوات اللبنانية" ورئيس مجلس ادارة LBCI بيار الضاهر. تداوله الاعلام، كالكباش، مع الضاهر حيناً، ومع "القوات" أحياناً. الأربعاء الماضي، كسب الضاهر حكم الاستئناف الذي كان تقدم به بعد قرار ظني صبّ لمصلحة الخصم. حكمٌ شككت "القوات" بصدقيته، "بعد "تمييع" 17 شهراً. فماذا يقول الطرفان؟

يعود بنا المسؤول عن موقع "القوات" الالكتروني طوني أبي نجم الى 1985، عام ولادة LBC. عندها، نصّب القيمون على المؤسسة بيار الضاهر "مساهماً اسمياً (صورياً)"، تقتصر مهمته على ادارتها لمصلحة "القوات". استمر الوضع على هذه الحال الى تاريخ اعتقال جعجع، وانشاء LBCI بدلاً من LBC.

تؤكد "القوات" ان الضاهر لم ينكر كونه مساهماً اسمياً في LBC مستندة الى شهود، رافضة "مزاعمه" عن شرائها بـ 4 ملايين دولار، ولا سيما انه لم يقدم أي اثبات خطي أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت فادي العنيسي يثبت صحة الشراء، فصدر القرار الظني ضد الضاهر الذي استأنف الحكم، وكسبه الاربعاء الماضي.

الى مرور الزمن، استند حكم الاستئناف ليصب في مصلحة الضاهر، باعتبار انه "اعترف بإساءة الأمانة العامة 1992 مما كان يفرض على "القوات" ان تتقدم بشكوى قبل 2002، أي قبل مرور 10 سنين، هي مهلة "مرور الزمن"، الأمر الذي رفضه عضو الهيئة الاتهامية القاضي هاني الحجار باعتبار ان موضوع الملكية لا ينطبق عليه هذا المرور، ولأنه ثَبُت ان جعجع حتى تاريخ اعتقاله كان الأخير يمارس سلطته على LBC، ولم تظهر اساءة الأمانة بالنسبة الى "القوات" قبل 19/3/2006، فوجهت في 29/12/2006 انذاراً قانونياً الى الضاهر، ليبدأ عند ذلك مسار الدعوى.

وإذ ذكّرت "القوات" برفعها الدعوى "ضد كل الشركات التي يدعي الضاهر ملكيتها، وليس LBCI وحدها"، أكدت انها في صدد رفع القضية الى محكمة التمييز، في غضون اسبوعين، لتمييز حكم الاستئناف في الدفوع الشكلية، والتي على أساسها إما يُحاكم الضاهر بموجب القرار الظني، أو تُمنع عنه المحاكمة.

في حزيران 1992، أسس الضاهر شركة LBCI التي اشترت موجودات LBC، ذممها المالية وعقاراتها، من دون ان تشتري أسهمها، وفق محامي المؤسسة نعوم فرح، الذي رفض ادعاء "القوات" عدم العلم بهذا الأمر قبل خروج جعجع من السجن، رغم تأكيد الراحل انطوان شويري نقيض ذلك. ويضيف ان القاضي العنيسي تجاهل هذه "الواقعة المحورية" فأتى القرار الظني لمصلحة "القوات".

ولا ينكر فرح ان أسهم LBC التي كان يحملها موكله آنذاك كانت لـ "القوات"، لكن الأمر اختلف مع LBCI التي لم يجر توقيع أي ورقة مع جعجع في شأنها، مما يؤكد ان وضعها القانوني يختلف عن LBC.

يدحض فرح مقولة "اساءة الأمانة"، باعتبار ان "القوات" التي أسسها الرئيس الراحل بشير الجميل هي غيرها اليوم. آنذاك كانت تحالفاً للأحزاب المسيحية ولم تكن حزباً يحمل علماً وخبر، لتزول مع اتفاق الطائف الذي قضى بحل الميليشيات. أسس الرائد فؤاد مالك حزباً سماه "القوات" عام 1991، لم ينتسب جعجع اليه، ليُحَل في العام 2004، بعد توقيفهما معاً بتهمة تفجير كنيسة سيدة النجاة، الى ان أسس جعجع، عام 2005، حزب "القوات" الحالي. هذا يعني، بحسب فرح، ان "القوات" تطالب بحقوق يعود تاريخها الى ما قبل ولادة الحزب، مؤكداً ان فترة مرور الزمن هي 3 سنوات وليست 10، وهذا ما دفع الهيئة الاتهامية الى فسخ قرار قاضي التحقيق لمصلحة الضاهر.

عن خطوة ما بعد التمييز، أجاب: "إذا صدّق التمييز قرار الهيئة الاتهامية، فستنتهي الشكوى الجزائية بخسارة "القوات"، وفي حال فسخ قرار الهيئة، فسيحال المُدعَى عليهم على المحكمة الجزائية، ويمثلون أمام القاضي المنفرد الجزائي، لتلي ذلك مرحلتا استئناف وتمييز جديدتان. العبرة، يختم فرح، في ما وصل اليه القرار الاتهامي، وليس مضمون رأي القاضي المخالف.

أما الضاهر فيكتفي بما أورده محاميه، مفضلاً عدم الدخول في "لعبة الرد السياسي على أحد، التي لا معنى لها"، لأن "القضية قانونية، ولن ينفع في شيء تداولها في الإعلام".

 

هيئة التفتيش العقاري"

ابرهيم يوسف خلف/النهار

انشاء هيئة للتفتيش العقاري حلقة الاعلامية غادة عيد التي بثت مساء 2012/2/24، والتي تكلمت فيها على التزوير العقاري، شغلت الرأي العام اللبناني واظهرت للعلن مقدار الفساد المتفشي في هذا البلد... اهل الجبل هم ابعد الناس عن هذه الامور الا ان بعضا منهم سلكوا طريقا ملتويا وقد غرر بهم. ولتفادي تكرار مثل هذه الامور اقترح تفعيل عمل السجل العقاري، المنشأ عام 1926، وتحديث القوانين العقارية المرتبطة به وتضمينها اجتهادات المحاكم الناطقة بهذا الموضوع، كل ذلك لحماية املاك اللبنانيين من اي اعتداء. كما اقترح ايضا انشاء موقع الكتروني (Website) يمكن المواطن من الاطلاع على قيود العقارات التي تهمه. اما الامر الملح – وهو الاهم – فهو في ان يدرس المشترع اللبناني امكانية انشاء جهاز باسم "هيئة التفتيش العقاري" تضم اختصاصيين في الشؤون العقارية، ذوي صلاحيات واسعة كالتوقيف الفوري عن العمل ومحاكمة المخالفين. بكلام آخر هيئة ادارية – قضائية يرتاح اليها المواطن – المقيم والمغترب – ويطمئن الى غده ليعود يردد قول الآباء والاجداد: "نيال مين الو مرقد عنزة في جبل لبنان".

 

عون يُغضِب لطيف مرة أُخرى لإرضاء حزب الله

الجمهورية/ يعيش «التيار الوطني الحر» اليوم حالة من الإرباك على وقع النكسة الأخيرة التي أصيب بها في الحكومة من جهة، والمعركة العنيفة التي يقودها ضد تيار «المستقبل» في المجلس النيابي من جهة أخرى. فالمفاجآت تواجه أركانه على اكثر من مستوى، وتنعكس بقوة في صفوف أنصاره الذين باتوا عرضة لأكثر من تجاذب على صعيد ترجمة الشعارات الكبيرة المرفوعة من قبل قيادته. وفي رأي أوساط عونية سابقة، فإن أصداء استقالة الوزير شربل نحاس ما زالت تتردّد بقوة في الداخل العوني لأن العماد ميشال عون ذاته لم يكن يتوقّع أن يعطي نحاس الأولوية لكرامته ومبادئه على حساب تعليمات عون الحاسمة والعسكرية على قاعدة "نفّذ ثم اعترض"، ذلك أن الوزير المشاكس اختار التزام منزله ورفض التحوّل إلى ساعي بريد وتلميذ في صف تكتل "التغيير والإصلاح" على غرار سواه من الوزراء المنضوين تحت لوائه. فالعماد عون "بقّ البحصة" وأعلن من على منبر الرابية أن أعضاء التكتل يلتزمون بقراراته، وهذا ما شكّل الدافع القوي أمام نحاس لاتخاذ قراره الصعب ـ السهل في آن وإعادة تموضعه في مبادئه السابقة بعدما غرّد طويلاً خارج سربه ملتحقاً بسرب لا يأتلف معه إلا من عاهد البرتقاليين على حلف يمين الولاء لمصالح سوريا وإيران ومن يدور في فلكهما.

وفي التفاصيل التي ترويها الأوساط، فإن أنصار التيار انقسموا إلى فئتين، وذلك بشهادة الوزير غابي ليّون نفسه الذي أشار إلى فئة دعمت مواقف نحاس بشكل مطلق، وفق معادلة الحكومة مقابل رأس نحاس، فيما الفئة الثانية اعتبرت أن لا قرار يعلو فوق قرار العماد عون، ولو ضحّى بأقرب المقربين منه، معتبرة أن هذا الأخير يتّسم بـ "معرفة إلهية" تميّز بين الخير والشرّ، وأن صوابية قراراته محكومة سلفاً لدى هؤلاء، وبالتالي فلا أسف على التضحية بنحاس، وهو لم يكن لا الأول ولا الأخير الذي استغنى عون عن خدماتهم تحت ذرائع مختلفة، على الرغم من تبريرات الجنرال غير المقنعة والتي اعتبر فيها أنه سيبقى صديقاً لنحاس. وأضافت الأوساط أن الصدمة الكبرى كانت من نصيب اللواء نديم لطيف الذي برز في أكثر من مناسبة حزبية وعائلية في الرابية، فيما رشحت معلومات بأن العماد عون بادر إلى الإتصال شخصياً باللواء لطيف لدعوته لحضور عيد ميلاده الأخير، وقد حضر لطيف، وكان ذلك قبل وقوع أزمة الوزير نحاس وتقديم استقالته، واستتبع لطيف ذلك بزيارات متعددة قام بها إلى الرابية، وفيما كان توزير لطيف فرصة سانحة للتكفير عن عدم تسمية وزراء من التيار العوني، أتت كلمة السر من الضاحية الجنوبية، بعدما فرضت زيارة أحد مسؤولي "حزب الله" إلى الرابية واقعاً جديداً، فكان أن أتت تسمية الوزير سليم جريصاتي إكراماً لإرادة "حزب الله" الذي فرض على حليفه العماد عون، المضي قدماً بمعركة مواجهة المحكمة الدولية، سيما وأن الوزير الجديد ما هو إلا "رأس الحربة" في التصدي للمحكمة الدولية. وعلى وقع عملية المقايضة ـ التسوية في وزارة العمل، لاحظت الأوساط العونية السابقة أن الجنرال رتّب صفقة مع الرئيس نبيه بري، متنازلاً كلياً عن شعار "التغيير والإصلاح" ومكافحة الفساد، على حساب مصلحته الخاصة، فتخلى دون أسف عن نحاس وفوّت فرصة ثمينة لتسديد ضربة لخصمه اللواء عصام أبو جمرا. وخلصت الأوساط العونية السابقة نفسها إلى أن العماد عون وضع مسألة توزير لطيف وجريصاتي في الميزان، فوجد أن توزير جريصاتي يرضي "حزب الله" ويعوّض الخسارة المعنوية الناجمة عن التخلي عن نحاس، في حين أن توزير اللواء لطيف يمتصّ نقمة الحركة الإصلاحية في التيار وليس أكثر، فجاء خيار جريصاتي، وإن كان من خارج فريقه وتكتله والتركيبة البرتقالية، هو الأثبت والأفعل والذي يؤمّن مصالح مستقبلية لزعيم التيار

 

جعجع التقى سفير لبنان في قطر

المركزية- استهل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع زيارته الرسمية الى قطر بلقاء في مقر اقامته مع السفير اللبناني في الدوحة حسن سعد. وكانت مناسبة تناول فيها جعجع مع السفير اوضاع الجالية اللبنانية في قطر والعلاقات الثنائية بين البلدين والاوضاع الراهنة في المنطقة.

 

سليمان استقبل حسن خليل والحريري وقهوجي وريفي وأصدر قانوني رواتب اساتذة "اللبنانية" وإعفاء المازوت من الTVA

 وطنية - 3/3/2012 أصدر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم قانون تحويل سلسلة رواتب أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية ورواتب العاملين فيها وقانون إعفاء مادة المازوت من الضريبة على القيمة المضافة. وفي نشاطه عرض سليمان مع وزير الصحة علي حسن خليل للاوضاع العامة واجواء الاتصالات الجارية في شأن الجلسة النيابية الاثنين اضافة الى عمل وزارته في هذه المرحلة.

الحريري

وتناول مع النائبة بهية الحريري التطورات السياسية الداخلية.

قائد الجيش

وزار بعبدا قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أطلع سليمان على الاوضاع الامنية في البلاد واحتياجات الجيش في ضوء استعداد كل من رومانيا وتشيكيا مساندة الجيش بعد المحادثات التي أجراها سليمان مع كل من نظيريه الروماني والتشيكي في زيارته الاخيرة لبلديهما.

ريفي

كذلك، اطلع رئيس الجمهورية من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي على الوضع الامني وتدابير القوى الامنية للحفاظ على الاستقرار الداخلي في سائر المناطق.

شكر على تعزية

ومن الزوار أيضا الوزير السابق سليم الصايغ مع وفد من العائلة شكر لسليمان تعزيته بوالدته.

 

احتفال في بكركي لمناسبة صدور كتاب عن البطريرك صفير

الكلمات نوهت بقيادته الروحية ودفاعه عن لبنان وطنا سيدا مستقلا

الراعي: لم يتوقف يوما عن العمل وحياته انشودة شكر للرب ولخدمة الكنيسة

وطنية - 3/3/2012 أقامت جامعات سيدة اللويزة والحكمة والانطونية والروح القدس -الكسليك، احتفالا في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، تكريما واحتفاء بالبطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، لمناسبة صدور كتاب "البطريرك مار نصر الله بطرس صفير اضواء منه وعليه" الذي اعدته الجامعات الاربع.

حضر الاحتفال وزير البيئة ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، سجعان قزي ممثلا الرئيس امين الجميل، الرئيس حسين الحسيني، المحامي انطوان عشقوتي ممثلا الرئيس سليم الحص، الدكتور داوود الصايغ ممثلا الرئيس سعد الحريري، البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، الامين العام للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الشيخ خلدون عريمط ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، وزير الاعلام الدكتور وليد الداعوق، العميد روبير جبور ممثلا وزير الداخلية مروان شربل، العميد الركن فؤاد هيدموس ممثلا وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي، السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا، النواب: روبير غانم، ايلي كيروز، فؤاد السعد، جيلبيرت زوين، روجيه عازار ممثلا العماد ميشال عون، المحامي جرجي خوري ممثلا النائب سامي الجميل، الدكتور ايلي فغالي ممثلا النائب فادي هبر، فؤاد كبول ممثلا النائب مروان حمادة، الوزيران السابقان نايلة معوض وفارس بويز، العميد جوزف الدويهي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، الرائد مروان صافي ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال ساسين، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، الشيخ عبد الله جبري من كلية الدعوة الاسلامية، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير، وحشد من الفاعليات ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والكهنة.

مطر

بدأ الاحتفال بكلمة لنائب رئيس جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر الذي تحدث باسم الجامعات الاربع، فقال: "الحديث عن البطريرك صفير، في الكنيسة هو صلاة، فتعالوا نصل،

الزمان: عيد مار يوحنا مارون - الثاني من آذار.

المكان: بكركي.

الموضوع: البطريرك صفير تراها صدفة ام حتمية التاريخ وحكاية الف واربعماية سنة، مارونية - بل قل، لبنانية مشرقية، تتماهى فيها ملامح يوحنا مارون، بأروقة بكركي، بعباءة البطريرك صفير، ولا نميز، وكأن المكان والزمان، يزولان، ان لم يجسدهما انسان على حجم تاريخ ووطن.

نعم، هذا الانسان هو البطريرك صفير، في اضواء منه وعليه، لماذا؟ كان السؤال، منذ سنة تماما: ماذا نستطيع نحن الجامعات، ذات الروحانية المارونية، ان نقدم، عربون تقدير وشكر، لرجل قضى العمر، يعلم، يقوم يناضل، يحاور، يواجه، يصلي، ويصنع التاريخ، ما هديتنا له؟ نحن الجامعات لا نتقن لغة الاوسمة الباردة، وبطريركنا ليس بحاجة اليها، ولا لغة المجاملة والابتسامات الصفراء وقد مل وجوههم واحاديثهم الخشبية، ولا اللغة التي اتعبتنا، طيلة هذه السنوات اتهامات شتائم اشاعات وعبادة اصنام...

لغة الجامعات، ايها الكرام، هي لغة العقل، البحث والتحليل وانتصار الحجة على الانفعال والعصبية، لغة: اعط ما لقيصر لقيصر، وما لله لله، لغة المنطق الذي يتغلب على الغرائز والاصوليات العمياء، لا خيل عندك تهديها ولا مال، فلتكن الكلمة هي هديتنا للبطريرك صفير.

لماذا؟ لثلاثة اسباب:

1 - لأن البطريرك صفير لم يكن حاكما بعصاه، بل كان مسؤولا بعقله وقلمه، ولو يفهم الحكام ان المسؤولية اهم من السلطة، وان المسؤولية خدمة الانسان، وتتطلب المحاسبة، لا بمعنى تبادل التهم، بل بكشف الحقائق بكل حلوها ومرها.

2 - لأن البطريرك صفير تقدم باستقالته مختارا، وموجها لنا، ولجميع القادة، امثولة في الديمقراطية والتناوب على تحمل الاعباء والمسؤولية لا توجهوا انظاركم فقط الى الخارج، بل استقربوا الى الداخل، ومن له اذنان سامعتان فليسمع.

3 - لأن البطريرك صفير من طينة هؤلاء الذين قيل فيهم: صلباتهم خشب وقلوبهم ذهب، اما القلم فمن نور، ولهذا كان عنوان كتابنا الليلة" اضواء منه وعليه" وكم نحن لا نزال بحاجة الى مثل هذه الكلمات، الانوار التي يرسلها هذا الرجل العظيم.

ها نحن الليلة، مع غبطتك، جامعة الروح القدس، جامعة سيدة اللويزة، الجامعة الانطونية، جامعة الحكمة، ومجموعة من اهل البحث والحوار والعقل.

جئنا نعيد معكم، ونصلي معكم، متناسين الكلام الفارغ، الحوارات المسطحة ولغة التشنج والتوتر، ما رشقناك بالورد، في هذا الكتاب يا صاحب الغبطة، وانت تستحق ولا رشقناك بالحجارة، وضاربوها اجدر بها، بل جمعنا خميرة عقولنا، وعصارة علومنا، وثمرة دروسنا لنكون بمستوى ما فعلت وما كتبت وما علمت.

نعترف امامك: لقد تلطى بك بعضنا او تصدى لك، جعلناك متراسا، نختبىء وراءه او نطلق النار عليه، شوهنا الصورة حينا او هتفنا بالروح بالدم.

اما في هذا الميلانج، فما كتبنا كلمة واحدة الا بقلم المحبة والاحترام، ذلك هو النقد الموضوعي البناء الذي يتقنه اهل الجامعات ويحتاجه المسؤول في كل زمان ومكان، فان قصرنا فأغفر لنا، ان الربيع ببعض العطر يختصر.

اما انتم، يا صاحب الغبطة راعي هذا الاحتفال مار بشارة بطرس الراعي، فهذا الكتاب، بأبحاثه وتحاليله، هو بعض ما اوصيتنا به، انت القائل: البطريرك صفير يبقى في بكركي، البطريرك الدائم، ولعمر طويل، لأننا بحاجة الى منارة، وهو المنارة.

نعم، منذ يوحنا مارون، والسبعة والسبعون منارات هداية.

ومعك يا سيدنا الراعي، نتابع الطريق، طريق الشركة والمحبة، جامعاتنا تلبي رغباتكم وتنتظر نداءاتكم، سنة مرت، وبعد اسبوعين او اقل نحتفل بذكرى السنة الاولى، فلتكن الذكرى عيدا لنهتف معا: لا لنا، يا رب، لا لنا، لكن لأسمك اعطي المجد وللبنان، ولبكركي، كل المجد وشكرا لكم.

راجح

بعدها اوجز الاب انطوان راجح مضمون الكتاب بدراساته ال 14، فقال"(...)أجل، يدور هذا الخليط من الدراسات والأبحاث، حول ملهم وملهم واحد، وتسعف الباحثين والمحللين فيه، وفرة أقواله والأقوال فيه وعليه، هو المعروف بانكبابه على التدوين والتوثيق ما سهل التحليل والتحبير. هذا ما حمل الجامعات الى المشاركة في تكريم البطريرك الكاردنيال مار نصر الله صفير على طريقتها، وبحسب ما ينتظر منها. وهي بذلك تكرم نفسها أيضا، وتؤكد احترامها حرية الفكر والتزامها الأبحاث والانتاج، كما تلفت الى ان عودة لبنان لبنانيا لا تستقيم من دون ثباته رئة ثقافية وتعليمية في محيطه.

كتاب واقعي، موضوعي، منصف، وبخاصة بريء من دنس الذاتية والاسقاطات، خصوصا وأن فيه جزءا كبيرا يتسم بالطابع التوثيقي والوصفي. ففيه موضوعات بحثية علمية، وأخرى تحليلية، بغير أن يخلو من صدق شهادات وانطباعات، ولذا سمي بالخليط (أو المزيج) ...... وبما أنه تكريم، فقد قل فيه الانتقاد أو ذكر الاخفاقات، وهي مناح لا تقاس في كل الأحوال، بوفرة الانجازات التي تحققت في عهد البطريرك الكاردينال. أربع عشرة دراسة إذا، أوجز مضمونها بحسب التكليف، أي بغير نقد، ولا أتبع كثيرا من الترتيب الذي وضعت فيه، لانسياق بعضها في أحايين مع البعض الآخر. مع الاشارة الى أن بعضها كتب منذ أشهر عدة، فلم يأت على ذكر المواقع أو التكليفات المستجدة".

زيدان وسعد

ويقرأ المطران كميل زيدان والصحافي انطوان سعد من المركز البطريركي للتوثيق والابحاث حبرية البطريرك صفير، فيركزان على مقاربة البطريرك للشأن السياسي كقائد روحي ملقاة على عاتقه مسؤولية خلاص شعبه بأبعاده الانسانية كافة، وفي مقدمتها حرية المعتقد والتعبير عن الرأي، حجر الزاوية في منظومة القيم التي يؤمن بها وينطلق منها ويصبو اليها. فبخلاف القادة الزمنيين، لم تكن للبطريرك حسابات ربح ولا طموحات تحقيق أمجاد أو وريث يخطط لمستقبله السياسي. ويكشفان قناعة البطريرك بأن الدفاع عن لبنان وطنا حرا وسيدا ومستقلا وديمقراطيا، يساوي بين جميع أبنائه، يدخل في صلب مهماته البطريركية، وقد خاض هذا المضمار انطلاقا من وعيه العميق لدور البطريرك عبر التاريخ. ويشيران الى أن البطريرك لم يتمكن من إرضاء الفريقين المتنازعين، فهو لم يحب الممالقة، ولا اهتم بنيل حظوة سياسي ولا بكيد آخر، بل همه، جل همه، جرأة المجاهرة بما يقتنع به، وبقطع النظر.

باسم الراعي

أما الخوري باسم الراعي فبحث في شطور خطب البطريرك المتنوعة عن أداء ومواقف مسكت الدولة قبل أن تبلغ الجحيم، فوقف بوجه فكرة التقسيم ورفض نعي الدولة وتصفيتها وانحلالها، أو إسقاط الميثاق، وبقي يناضل في سبيل الثوابت التي كرسها التاريخ، وحفظ له فيها دوره في صيرورة لبنان التاريخية، وهذه الثوابت هي الحرية والارادة والوحدة في التعدد. وأمام الصعاب الكبرى بقي البطريرك يردد:"لقد قاسينا الويلات وثبتنا نعمة الله وعونه، ولن تقتلع جذورنا وهي عميقة تضرب في أعمال التربة والتاريخ من هذا الوطن، وأنا بإذن الله لن نتخلى عن حقنا في أرضنا، ولن نقف موقف الساكت أو المحبط أو المستجدي".

مبارك

وهنا تتقاطع الدراسة بعض الشيء مع ما كتبه الأب كميل مبارك، رئيس جامعة الحكمة عن الأرض والمكونات الأساسية لبناء الهوية المارونية. فانطلاقا من مفاهيم ومواقف للبطريرك، واستنادا الى مفاهيم اثنية وانتروبولوجية، يشرح الأب كميل ثوابت الهوية ومرتكزاتها: ومن بينها الدين والتاريخ والتنظيم والمصير المشترك، والاسم والتسلسل والثقافة والحس التضامني، ويرى في الأرض المرجعية المشتركة والأقوى عند كل المحللين.

سليمان

ومن جامعة الحكمة أيضا، يضع المطران الياس سليمان الكرسي البطريركي في ميزان القوانين، فيصبغ مسؤولية البطريرك بقيادة كنيسة لا تحمل مسؤولية مسيحيي الشرق وحسب، بل خبرة العيش المسيحي-الاسلامي المشترك أيضا، خصوصا في عالم هو بأمس الحاجة الى الاعتراف بالآخر والى اتزان الحقيقة والتسامح لحماية السفينة من الغرق.

سعد

وقدم الدكتور انطوان سعد، أمين عام جامعة الحكمة، دراسة مسهبة حول المجمع البطريركي الماروني، اتخذ لها عنوانا: من أزمنة الانتظار.... الى زمن الانتظارات، وأهدافها الى البطريرك، راعي المجمع وقائده الأول. فبعد أن استطلع الأبعاد التاريخية واللاهوتية لمجامع الكنيسة، عرض للأطر والظروف التي سبقت وواكبت انعقاده، وجال في ملفاته ونصوصه، متوقفا عند الأبرز منها، في مقاربة وصفية، ونقدية. ولعل ما نقله عن المطران حميد موراني خير معبر عن مرجعية المجمع لإشراكه ممثلين عن كل الفئات ولطريقة تنظيمه وإعداد للنصوص والتوصيات وآلياتها، إذ يقول:"ان الكنيسة، على الرغم مما ينسب اليها من سلطة أو سلطوية في التعليم، تبدو مجتمعا نقديا أو ناقدا أكثر من مجتمعاتنا التي تدعي أنها تتميز بذلك. ومن خلال دور النقد فيها تبرز الكنيسة كمكان تفكيري جماعي مشترك ومركز قرار يحترم التراتبية الجماعية.

الحاج

وكشف الآباتي موسى الحاج من الجامعة الانطونية عن ان البطريرك الكاردينال اعطى الجانب الليتورجي حقه، لا بل ان الانجاز الذي تحقق في عهده، لم يعرف له مثيل سوى في القرن السابع عشر، اي منذ حقبة البطريرك الدويهي. من هنا دعاه المطران بطرس الجميل، رئيس اللجنة للشؤون الليتورجية، مار اسطفانوس الثاني. فالبطريرك كان اول من نقل الى العربية "الدستور في الليتورجيا" الصادر عن المجمع الفاتيكاني الثاني، واول من وقع على مرسوم كتاب "القداس الجديد" و "كتاب الشرطونية" و "الجنازات" والعماد، وقراءات الرسائل والانجيل، ورتبة الخطبة والاكليل، كتاب التراتيل، والطبعة الجديدة للقداس. وقد حث اللجنة والمولجة على تكثيف جهودها لتطوير النشاط الليتورجي، لايمانه بأن الاعمال الطقسية تجسد حضور المسيح في كنسيته، وهي التي تجمع الموارنة المنتشرين وتشكل العروة الوثقى في ما بينهم، ولا بد من تعهد ايصالها الى الانسان المعاصر متينة الجذور ومتصالحة مع الحداثة.

عيد

ويستخرج الدكتور منصور عيد من جامعة سيدة اللويزة المحاور والهوية من خلال رسائل البطريرك في زمن الصوم ليحلل خمسا وعشرين رسالة وجهها لمناسبة الصوم من سنة 1987وحتى سنة 2010، مكرسةالثوابت التي طبعت موقع بكركي ودورها التاريخي والريادي. ففي المحاور يلخص جوهر العناوين المختارة وهي في معظمها موضوعات كنسية متنوعة، ويطال بعضها موضوعات وطنية، اما في الهوية فيتكلم على المسكونية، وعلى الخصوصية، والانتماء المشرقي، والذاتية المارونية.

الدويهي

ومن جامعة سيدة اللويزة ايضا، يحلل الدكتور جميل الدويهي زيارات البطريرك الخارجية. فعلى خطى اسلافه سار البطريرك صفير متوجها الى بلدان الانتشار اللبناني، بهدفين اساسيين طبعا زياراته الخارجية:

1- هدف اجتماعي-رعوي، وهو الاتصال بأبناء كنيسته المنتشرين وتثبيت جسور التواصل معهم، عبر الاحتفالات الليتورجية ومباركة دور عبادة جديدة دشنها وشجع على اقامة المزيد منها ومن الجمعيات، وابراز الدور الثقافي والحض على العلم والمعرفة ودراسة اللغة العربية.

2- هدف وطني سياسي، وهو الدفاع عن قضية الوطن والشعب، والسعي لدى الحكومات من اجل انقاذ لبنان من المحنة التي يتخبط فيها، فشدد على وحدة الشعب، وعلى رفض التوطين، ومقاومة المحتلين، فرفع الصوت في مختلف المحافل، مطالبا بسيادة لبنان واستقلاله، وبنزع السلاح من الجميع.

عدوان

وقرأت الدكتورة جيهان العويط عدوان شذرات من اطروحة الدكتوراه التي اعدتها باللغة الفرنسية، فتكلمت على دبلوماسية الاتصالات والرحلات في علاقات بكركي الخارجية، حيث اكدت ان الدبلوماسية ليست حكرا اليوم على الدول، وفي الحالةاللبنانية من الاصح التأكيد ان الدبلوماسية لم تكن يوما من اختصاص الدولة وحدها. فلا يمكن اعتبار التزام البطريرك صفير السياسي ونشاطه الدبلوماسي مزاحمة مستجدة، فهما على العكس، مغروزان في تقليد الكنيسة المارونية، بحيث يكون البطريرك نفسه لاعبا دبلوماسيا، وهذا ما عزز البطريرك الكردينال.

تابت

اما المحامي جوي تابت، الذي عرف البطريرك منذ كان طالبا وبقي صديقا له في كل الخدمات والمراكز التي تبوأها، فيشهد ان البطريرك بقي على الدوام كما عرف في الاكليركية مميزا ببساطة عيشه، وبلطفه ودماثة اخلاقه وببشاشة استقباله لزواره، كما استمر مميزا بنظرته الثاقبة الموضوعية للامور. واذ يعترف بأفضال البطريرك عليه شخصيا، يكشف بعض المبادرات التي شهد على تشجيع البطريرك لها، تدليلا على انهمامه بموضوعاتها ومحاولة معالجتها، ومنها "لجنة التنسيق والوفاق الماروني"، ولجنة دراسة اوضاع الابرشيات الاغترابية، وورقة عمل بتنظيم المحاكم الروحية والحاقها بالملاكات القضائية في الدولة اسوة بالطوائف الاسلامية.

مكرزل

وعرض الاستاذ في جامعة الروح القدس-الكسليك جوزف مكرزل باللغة الفرنسية لمراحل انشاء المركز البطريركي للتوثيق والابحاث بدءا من لقاء يفرغ التشكيات العامة التي جعلت البطريرك المصغي بتفهم يسأله عن الحل فكانت فكرة انشاء المراكز لانقاذ الموقف فتلقفها البطريرك وراح يسأل عن مشروعها ويناقش فيه ويصوب، ثم يقونن ويحث على التمويل، الى ان اصدر بتاريخ 22 ايلول 2004، بعد سنتين من التحضير الوافي، مرسوما يقضي بتأسيس المركز وانشائه، وعين ملاكه وطلب الشروع في بناء مقر لائق له لينطلق في اعداد دراسات في شتى الموضوعات التي تهم لبنان والموارنة مقيمين ومنتشرين.

جبارة

واخيرا قدم المهندس جان بيار جبارة شهادة اعجاب بالبطريرك وتقديرا لحكمته وسداد رأيه ونشاطه في خدمة الاقتصاد، ويعزو له تحويل القيمية الى مؤسسة كان دوره حاسما في اطلاقها وتأمين الدفع اللازم لحسن مسارها وتقدمها.

صفير

ثم القى الكاردينال صفير كلمة جاء فيها "اشكر جزيل الشكر للرهبانيات المارونية الثلاث، وجامعة الحكمة، والمركز الماروني للتوثيق والابحاث، ما بذلوه من جهد ووقت لاعداد كتاب عنا وعرضه في هذا اليوم بالذات الذي نحتفل فيه بعيد ابينا القديس يوحنا مارون، اول بطريرك على كنيستنا المارونية، وقد عدد فيه واضعوه بعض ما قمت به مما ظننت انه لمصلحة كنيستنا المارونية، ولكنني اعتقد انهم خصوني فيه بما لا استحق، وهم اسخياء فشكرا لهم جزيل الشكر.

وانني اشكر بخاصة صاحبي القداسة البابا يوحنا بولس الثاني، ولخلفه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر لما اصدراه لكنيستنا من توجيهات ابوية، واتوجه بشكر خاص الى صاحب الفخامة العماد الرئيس ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية، والى صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، لكونه اراد ان يرأس هذه الحفلة، فخلع عليها ما لها من مهابة.

كما اشكر اخواني اصحاب السيادة المطارنة الاجلاء لمعاونتهم اياي في ادارة الشؤون البطريركية في لبنان وما حوله من بلدان، وفي البلدان البعيدة، وذلك طوال مدة ربع قرن، وهي سنو بطريركيتي، ولا انسى الآباء الكهنة والرهبان طالبا اليهم ان يذكروني في صلواتهم.

لقد جاد علي الله بأن اقضي في السدة البطريركية خمسا وعشرين سنة، بذلت خلالها ما بإستطاعتي لاقوم بالمهمة التي القيت على عاتقي، وهي مهمة ليست باليسيرة في ايام صعبة مر فيها وطننا لبنان بمراحل عسيرة، فاضفت من البناء ما اضفت ولا حاجة الى العودة اليه وتعداده، وهو ظاهر للعيان، وكان التعاون بين اهل الحكم وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، وبيننا ما كان يجب ان يكون.

واني استغفر الله عما اسأت به اليه، كما استغفر كا يظن اني لم اكن بالنسبة اليه محقا وعادلا، واسأل الله ان يشملني بعفوه ورحمته، واسأله لمن خلفني في السدة البطريركية كل نجاح وتوفيق في قيادة السفينة في بحر هائج الى ميناء الخلاص.

واسأل الله بشفاعة والدته البتول، ان يلهم صاحب الغبطة كل نجاح في ما يتخذ من قرارات لخير الطائفة وابنائها حيثما هم شرقا وغربا، واسأله تعالى ان يأخذ بيد جميع اللبنانيين في لبنان والمهاجر القريبة والبعيدة، وان يبقيهم متشبثين بايمان آبائهم واجدادهم، وهو الكنز الثمين الذي لا يفنى وبالفضائل المسيحية.

اكرر شكري لكم جميعا لهذا التكريم الذي لا استحقه، واسأل الله ان يقي وطننا المعاثر، وان يحفظ كنيستنا المارونية وابناءها في ايمان آبائهم واجدادهم، وان يطيل ايامهم على عافية وخير وازدهار، وان يلهمهم دائما توثيق عرى المحبة والتآزر في ما بينهم وبين جميع الطوائف اللبنانية، لما فيه خيرهم، وخير لبنان وما جاوره من بلدان.

عشتم وعاش لبنان، بلد الحرية والايمان بالله والمحبة الاخوية واسألكم ان تذكروني في صلواتكم ، وشكرا لكم جزيل الشكر.

الراعي

ثم كانت كلمة البطريرك الراعي، فقال:" أبانا صاحب الغبطة والنيافة، كل هذا الاحتفال وهذا الكتاب "البطريرك صفير أضواء منه وعليه" وكل هذا الحضور يختصر بإنشودة واحدة نرددها كل يوم وهي شكرا لك يا صاحب الغبطة والنيافة. شكرا أراد أن يعبر عنها الجامعات الأربع والمركز الماروني للتوثيق والأبحاث وجوقة الروح القدس الكسليك. أرادوا أن يقولوا شكرا من خلال هذه الطريقة، لكل السنوات التي قدت فيها الكنيسة بحب يا صاحب الغبطة وبإخلاص ودون تردد وحساب، ونحن نعرف أنك ولا يوم أردت أن يقول لك أحد كلمة الشكر، كان حسبك أن تكون كل حياتك شكرا لله، كل الذين أتوا اليوم أتوا ليقولوا لك شكرا سيدنا، جميعنا يعرف أن صاحب الغبطة والنيافة موجود في بكركي منذ 56 سنة، وهو لم يتوقف يوما عن العمل وحياته كلها انشودة شكر للرب ولخدمة الكنيسة، ولا احد يستطيع ان يحصي مهما كتب كم اعطى سيدنا في هذه ال 56 سنة، وهو بدأها كأمين سر البطريركية مع البطريرك العظيم بولس المعوشي ثم نائبا بطريركيا ثم بطريركا، كل شيء في بكركي يقول نصر الله صفير، الناس، الكتب، الحجارة، كل شيء.ان كل حياتنا كلمة شكر لغبطتك وكلمة شكر للرب عليك. إخواني المطارنة الذين واكبوك وواكبناك بإمكانك أن تعتبر يا سيدنا أنك أنت تعطينا أضواء منك ونحن رغبتنا بكل قول وعمل أن نكون انعكاسا لنورك "أضواء منك وأضواء عليك" هو عنوان الكتاب المكتوب لولاك لما كتب، والذي كتب أنت نورته. أكتفي لأقول أننا نحن المطارنة ال44 الذين سمتهم بيدك المباركة، و7 منهم سبقونا الى عالم الآب يشفعون بك في السماء ونحن الموجودون ال37 جميعنا نقول لك شكرا. وأنا كبطريرك بنعمة الروح وبمحبتك وبمحبة المطارنة أفاخر بفخر كبير جدا وبإسم الكنيسة أنه لدينا بطريرك وكاردينال إسمه نصر الله بطرس صفير، نفاخر بهذه الذخيرة الموجودة في بكركي، وليس عن عبث قولي انك البطريرك الدائم، لأن كل شيء هنا هو البطريرك صفير، كل قوتنا وطريقنا وفرحنا وعزانا هو شخصيته ووجوده، وأنتم لا تعلمون كم ان وجوده بالنسبة إلينا هو القوة والضمانة، نحن نشعر بها، ونحن نعرف أن هذه نعمة كبيرة جدا أن يكون حاضرا معنا كل يوم بصمته وصلاته وتواضعه ولا يزال يعطي ويعطي ويعطي. ولكن ربنا وحده هو الذي يحصي أمام العطاء. هذا الكتاب الذي أرادوه أن يكون كلمة شكر، وأحسنوا في كتابته، لأن معنى عنوانه أنه أنار وهو ينير، وقصتنا مع البطريرك صفير مثل الصلاة، لا نستطيع الصلاة إذا لم نقبل بكلمة الله، ونحن صلاتنا هي في كل عمل وتصرف في حياتنا الراعوية والبطريركية والمارونية والمسيحية لتستطيع أن تعكس كل ما علمنا إياه في رسالته وكلامه ومواقفه، لذلك نقول لك يا سيدنا أضواء منك، أنت "تضوي" علينا ونحن نحاول أن نعكس نورك، صلاتنا أن تشفع بك يا سيدنا سيدة بكركي التي خدمتها وأوكلت نفسك لها كي تبقى دائما أمامنا لسنين طويلة طويلة "تليق لك". 92 سنة لكنك شاب، نطمح أن تتجاوز ال100 وأكثر من ال100 كي تبقى و"تضوي" علينا ونعكس نورك.

وختم الراعي "سيدنا، لسنين عديدة، القديس يوحنا مارون البطريرك الأول يشفع بك وبنا، تستمر البطريركية مثلما أردتها والكنيسة المارونية كما أردتها ولبنان مثلما أردته، 92 سنة كان نور ربنا عليك وعرفت يا سيدنا أن تعكس نوره. للرب كل الشكر ولغبطتك العمر الطويل وتبقى نور منك ونور اليك. هذا هو البطريرك صفير.

وتخلل الاحتفال ترانيم وتراتيل من وحي المناسبة أدتها جوقة جامعة الروح القدس الكسليك. وختاما تسلم البطريرك صفير والبطريرك الراعي نسخة عن الكتاب.

 

أوباما: الأمر بات حول توقيت سقوط الأسد.. وحكومة سورية سلميّة خسارة كبيرة لإيران

أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أنّ التقديرات الأميركية تُظهِر أنّ أيام الرئيس السوري بشار الأسد "معدودة"، موضحًا أن الأمر لم يعد يتعلّق باحتمال سقوطه بل "بتوقيت السقوط"، ولفت إلى سعي الولايات المتحدة مع المجتمع الدولي لمحاولة القيام بذلك. وفي مقابلة مع مجلة "أتلانتك" الشهرية الأميركية، اعتبر أوباما أنّ "سوريا أكبر وأكثر تعقيدًا من ليبيا"، مشيرًا إلى أنّ "دولاً كروسيا تعرقل اتخاذ أي عمل في الأمم المتحدة"، كما أكّد أوباما ضرورة تسريع الانتقال إلى "حكومة سورية سلمية ومستقرة وتمثّل للسوريين"، موضحًا أنّه إذا وصل الشعب السوري إلى هذا النوع من الحكم "ستكون خسارة كبيرة لإيران". من جهة أخرى، اشار أوباما إلى الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة من خلال مجموعة "أصدقاء سوريا" لإيصال المعونات الانسانية إلى المدن التي تتعرض لهجمات القوات السورية.

(أ.ف.ب.)

 

البيت الأبيض: أعمال نظام الأسد مشينة ومروّعة

أدان البيت الأبيض أعمال العنف الأخيرة التي ارتكبها النظام السوري في مدينة حمص، واصفاً إيّاها بالـ"مشينة" والـ"مروعة"، ودعا "كل دول العالم" الى الحيلولة دون تكرارها. وقال المتحدث بإسم البيت الأبيض جاي كارني من واشنطن: "إن أي شخص شاهد دقيقة واحدة من الفيديو الذي يصوّر الهجوم الوحشي الذي شنّه نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد يدرك أنه لا يوجد سوى جانب واحد يستسهل اطلاق النار"، وأضاف: "إن أعمال العنف التي وقعت في مدينة حمص في اليومين الماضيين اعمال مشينة ومروعة ويجب ان تدينها دول العالم اجمع".(أ.ف.ب.)

 

بان يدعو سوريا إلى السماح بادخال المساعدات من دون شروط

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية إلى السماح بادخال المساعدات الانسانية الى سوريا "من دون شروط مسبقة". وفي تصريح صحافي، قال :"أطلب منهم بإلحاح أن يضعوا حداً للعنف وأن يسمحوا بإدخال المساعدات الإنسانية"، مضيفاً "هذه المسألة في صدر أولوياتنا في الوقت الحاضر، ولكن ينبغي وقف كل أعمال العنف في الوقت نفسه". وأعلن بان أن الأمم المتحدة تعمل جاهدة على تنظيم زيارة مسؤولة العمليات الإنسانية فاليري آموس إلى سوريا "في أقرب وقت ممكن"، لكي تجري تقييماً للوضع الانساني، معتبراً أن تصريحات المسؤولين السوريين الأخيرة "تشير على ما يبدو إلى أنهم يرغبون في استقبال فاليري آموس". وتابع :"لكي نتمكن من إيصال المساعدات للكثير من الناس أعتقد أن على آموس أن تتمكن من زيارة (سوريا) أولاً، هذا أكثر إلحاحاً"، موضحاً أن مهمتها ستكون "في إطار يتيح وصول الفرق الإنسانية بصورة فاعلة ودائمة". وفي المقابل، قال بان إن مهمة المبعوث الجديد للامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان ستكون "أوسع وأكثر مرونة" (من مهمة آموس) وستستند إلى القرار الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة (وينص على وقف العنف في سوريا). وأضاف :"أنان سيعمل على الحصول على وقف إطلاق النار وإنهاء العنف والمساعدة في التوصل إلى حل سياسي (..) عن طريق الحوار السياسي". (أ.ف.ب.)

 

أوغلو: النظام السوري يرتكب كل يوم "جريمة ضد الانسانيّة" عبر استهداف شعبه

أعلن وزير الخارجيّة التركي أحمد داود أوغلو وجوب أن تدافع بلاده مع المجتمع الدولي "عن القيم الدوليّة"، مضيفًا: "في الوقت الذي تتواصل فيه مثل هذه الفظائع (في سوريا)، فإنّ منع دخول المساعدة الدوليّة (المخصّصة للمدنيين المتضررين من اعمال العنف) ورفض دخول مسؤولي الأمم المتحدة يشكلان جريمة أخرى"، كما نقلت عنه وكالة "أنباء الاناضول". اوغلوا، وفي كلمة له أمام الصحافيين في اسطنبول، اتّهم من جهة اخرى النظام السوري بأنّه "يرتكب كل يوم جريمة ضد الانسانية" عبر استهداف شعبه. وأضاف: "المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي هي توجيه اكثر الرسائل حزمًا إلى القيادة السورية والقول إنّ "هذه الوحشية يجب أن لا تستمر". وأعلن أوغلو أنّ تركيا تجري استعدادات لتنظيم اللقاء الثاني لمجموعة "أصدقاء سوريا" خلال شهر آذار الجاري. علمًا أنّ هذا الاجتماع سيعقد على الارجح "بحلول نهاية الشهر"، كما اعلن مصدر دبلوماسي تركي لوكالة "فرانس برس".(أ.ف.ب.)

 

"التعاون الخليجي": دمشق تتصرف وكأنها حصلت على ضوء أخضر لسحق مواطنيها منذ "الفيتو" 

رحّبت دول مجلس التعاون الخليجي بتعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان مندوباً للمنظمة الدولية ولجامعة الدول العربية بسوريا. وفي كلمة بالنيابة عنها في اجتماع الجمعية العامة بنيويورك عن الوضع السوري، قال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبدتالله المعلمي: "منذ أن أخفق مجلس الأمن الدولي بإتخاذ قرار بشأن سوريا بسبب الممارسة المؤسفة لبعض أعضاء المجلس باستنخدام حق النقض "فيتو" (ضد قرار يدين دمشق) والنظام السوري يعتبر أنّه قد حصل على الضوء الأخضر لسحق المواطنين العزل في سوريا وإخماد ثورتهم وهو يتصرف وكأنه يخوض سباقاً مع الزمن لإنهاء مهمته قبل أن يعود المجتمع الدولي للتحرك ولذلك شهدنا تزايداً مستمراً في وتيرة الهجمات على المدنيين ووقوع المزيد من الضحايا كل يوم".وأضاف المعلمي في كلمته: "مساء البارحة بالتحديد شهدنا اقتحام القوات السورية لحي بابا عمرو في حمص وسقوط المجتمع الدولي في اختبار الضمير الحي وهو يشهد سربرينيتسا جديدة (في اشارة إلى مجرزة جماعية ارتكبتها القوات الصربية ضد قرية بوسنية عام 1995) وكأن هذا المجتمع لم يتعلم شيئاً من دروس روندا وكوسوفو وغزة". وتابع في هذا السياق: "إن مجلس الأمن مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يمارس دوره القانوني وأن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف وإتخاذ كل الوسائل الكفيلة بايقاف آلة القتل السورية عند حدّها وإنقاذ المدنيين المحاصرين في حمص وحماه وجميع المدن السورية وإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين وتأييد المبعوث الدولي (للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا) كوفي أنان والعمل على التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب السوري حقه في الحياة الكريمة والرخاء والأمن وينطلق من قواعد الوحدة الوطنية الشاملة التي تضم جميع أطياف الشعب السوري بمختلف إنتماءاته السياسية والعرقية والطائفية والمذهبية ووفقاً لخارطة الطريق التي وضعتها جامعة الدول العربية وأيّدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ونشر قوات عربية واممية مشتركة لحفظ الأمن والسلام في سوريا". وختم المعلمي كلمته بالقول: "إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أتمّ إستعداد لتكون في طليعة أي جهد مشترك يهدف إلى إنقاذ الشعب السوري وتدعيم قدرته على حماية نفسه من سلطة فقدت شرعيتها بمجرد أن استباحت دماء أبنائها"، مضيفاً إن "دول مجلس التعاون تحمّل المجتمع الدولي عامة ومجلس الأمن خاصة والقوى التي مارست حق النقض على وجه التحديد (في اشارة إلى روسيا والصين) المسؤولية الأخلاقية عما يجري الآن في بابا عمرو وفي منازلها". وتوجّه للأسرة الدولية بالقول :"سيحاسبكم التاريخ والضمير إن تخاذلتم عن الإستجابة إلى استغاثة الشعب السوري وصيحات أبنائه المقهورين".(رصد "NOW Lebanon")

 

تحرير وتنظيف"

الياس الزغبي 

ليس أسوأ من ارتكابات جيش النظام السوري في حمص، سوى الرقص على قبورها في لبنان. هناك، تدمير وقمع وقتل وسحل واعدامات. وهنا، حبور وتصفيق وتهليل وتهويل واحتفالات. واذا كان ولوغ نظام الأسد في الدم أعمى بصره وبصيرته ولم يعُد يُدرك العواقب، فانّ خمرة التبعيّة والارتباط أسكرت ملاحقه وأتباعه في بيروت، ولم يعودوا يعون الأثمان التي سيدفعها النظام الغريق، وكلّ من يتمسّك بثيابه. والأشدّ سوءا، أنّهم لا يُقيمون وزنا لانعكاس فرحهم بـ"الانتصار" في حمص، على العلاقة الحسّاسة مع شرائح لبنانيّة واسعة، بحيث يتحوّل تهليلهم الى نوع من النفخ في نار الفتنة المتّقدة تحت الرماد.

وهم، بسلوكهم هذا، يذكّرون بتعبيرهم عن فرحهم العلني، أو المكتوم، قبل بضع سنوات، كلّما سقط شهيد من شهداء "ثورة الأرز": بعضهم وزّع حلوى، بعضهم الآخر سأل عن رقم الشهيد، وبعضهم الثالث استخفّ بشهادتهم ونسَبَها الى غيرة زوجاتهم، أو وصَفهم باللصوص الأحياء! تلك الشماتة آنذاك أوصلت لبنان الى حالته البائسة اليوم، سياسة وحكومة واقتصادا وأمنا معلّقا وعلاقات مأزومة وعيونا حمراء... مرورا بحرب خارجيّة كبرى وحروب داخليّة صغرى، ليس أقلّها 7 أيّار وقمصان كانون. وهذه الشماتة، اليوم، الى ماذا ستُفضي، غير الشحن والحقن، والنفخ في الرماد الحارّ؟

ثمّ يحدّثونك عن الفتنة وضرورة مكافحتها! بل أكثر، يروّجون لنظريّة "النأي بالنفس" عن الأزمة السوريّة. فلينأوا بأنفسهم، على الأقلّ، عن الاغتباط السافر بمأساة حمص، وعن الحفر في جروح المدن والبلدات الأخرى، والتحريض على تلقينها درس حمص، وقبلها درس حماه بثلاثين سنة. في حساب الأسد الابن، أنّه يُعيد تجربة والده، بعد 30 عاما، وكأنّ الزمن لم يدُرْ دورته من جيل الى جيل، أو كأنّ اللحظة السياسيّة الدوليّة المرتبكة راهنا، شبيهة بحالة الحرب الباردة وقتذاك.

حساب تُجريه رؤوس النظام الحامية في لظى المواجهات والحرب. ولكن، ما بالها رؤوس "8 آذار" أكثر حماوة، في حين لا نسمع منها الاّ شعار "الاستقرار" وردح "النأي بالنفس"؟ بحجّة "الاستقرار" يتمسّكون ببقاء الحكومة، ويمرّرون شؤون المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان. وبحجّة "النأي" يقتلون روح لبنان وتراثه في الدفاع عن الحقّ والحريّة والعدالة وسائر القيم العليا.

فلماذا يسقط الشعاران على أرض حمص، وتحت جنازير النظام الفاتح؟ لقد ظننّا لوهلة، أنّهم يهلّلون لتحرير الجولان أو حيفا. فاذ بالجيش الباسل يُخلي خطوط جبهة "الممانعة والمقاومة" لوسادات الاحتلال الناعمة، كي يتفرّغ لدكّ ألأحياء الفقيرة في أرياف المدن التي احتلّها في أرجاء سوريّا. وهكذا حصل ويحصل عندنا. تهنأ اسرائيل على الوسادات الجولانيّة الناعمة في الجنوب، وتتفرّغ "المقاومة" لحراسة "الاستقرار والنأي بالنفس"، كشعاريْن يعنيان النقيض تماما:

الاستقرار يعني أوّلا الاستيلاء على القرار الأمني والسياسي والمالي (الـ6 مليارات نموذجا)، وثانيا ربط لبنان بمصير النظام السوري. والنأي بالنفس يعني التزام كلّ ما ينفع ويريح هذا النظام، من حدود الشمال والشرق، الى القاهرة وتونس ونيويورك، ولو تطّلب الأمر تفرّد وزير الخارجيّة وفرض الصمت على رئيسي الجمهوريّة والحكومة. جماعة النظام السوري في لبنان، مبسوطون بـ"تنظيف وتحرير" حمص وما بعد.. بعدها. هم أطلقوا هذين الوصفيْن قبل أيّام. ففي قاموسهم لا فرق بين التنظيف والتدنيس، ولا بين التحرير والاستعباد. وطالما هذه هي المعادلة، فبئس النظافة والحريّة اللتين يعدون لبنان بهما! وبئس هذه الأصوات الشامتة بموت الأبرياء والأحرار.

 

سوريا.. خدعة روسية جديدة؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

صرح المرشح الرئاسي الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات جديدة لافتة حول الأوضاع في سوريا، واللافت أن تلك التصريحات لم تكن أمام الناخبين الروس، بل كانت أمام ست صحف دولية، فهل هذه خدعة روسية جديدة، أم هي رسالة للغرب، والمنطقة؟ يقول فلاديمير بوتين، إن روسيا ليس لديها «أي علاقة مميزة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات، ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك»، مضيفا أن لا «علاقة خاصة» بين موسكو ودمشق، وأن روسيا لا تعتزم الانحياز لجانب دون الآخر. كما قال إن مصالح بلاده التجارية مع سوريا لا تزيد على مصالح بريطانيا، أو غيرها من الدول الأوروبية. وهذا ليس كل شيء، بل إن بوتين رفض التعبير صراحة عن أي دعم للأسد، حيث قال ردا على سؤال طرحه صحافي عن فرص الأسد بالبقاء مع الثورة السورية «لا أعرف، ولا يمكنني أن أطلق تكهنات من هذا النوع». فهل ما يقوله بوتين، الرئيس القادم لروسيا، هو ملامح تغيير في الموقف الروسي، أي أن موسكو بدأت تدشن سوق البيع السياسي؟ أم أن هذه خدعة أخرى لإعطاء فرصة جديدة للأسد عله ينقض على الثورة السورية ويقضي عليها؟ قبل الإجابة لا بد من رواية قصة باتت معروفة، وهي ليست بسر، حيث راج أن الروس أبلغوا من زارهم مؤخرا، ويقال إن من ضمنهم شخصية لبنانية سياسية، بأن الأسد باق كرئيس لسوريا ما بقي بوتين رئيسا للوزراء في روسيا، وهذا كلام واضح، حيث لم يقل إنه ما دام بوتين في السلطة، أو ما بقي على قيد الحياة. وهذا الأسبوع يتوقع أن يكون بوتين رئيسا لروسيا، وتحديدا بعد غد، واللافت في تصريحات بوتين أنها جاءت أمام صحافيين دوليين، كما أن بوتين يقول، إن بلاده تريد علاقات كاملة مع جورجيا، أي أن بوتين يحضر لمرحلة جديدة في ظل رئاسته. كما أن هناك معلومات سمعتها من مصادر عربية مختلفة، بعضها يقول، إن موسكو تقول لهم توقفوا عن التصعيد ضدنا، وأمهلونا حتى يوم 4 من هذا الشهر، أي يوم غد (الأحد)، وحتى نتجاوز الانتخابات الرئاسية الروسية، وهناك مصادر أخرى تقول إنها سمعت في موسكو أن روسيا قد لا تعارض رحيل الأسد، ولكن ليس سقوط النظام كاملا! ورأينا بالطبع السفير الروسي لدى إسرائيل وهو يحذر الإسرائيليين في شريط فيديو مسرب من أن «الأسد السيئ أحسن لهم من (الإخوان المسلمين)»، وتلك كلها رسائل متناقضة بالطبع، بل إن في تصريحات بوتين نفسها ما هو مريب، خصوصا حين قال، إن طائرة مروحية روسية حاولت إنقاذ الصحافية الفرنسية في حمص ولم تنجح، ملقيا باللوم على الثوار، والمقلق هو: هل كانت القوات الروسية تشارك في قمع السوريين مساعدة للأسد؟

وعليه، فللإجابة عن التساؤلات نقول، إنه لا يمكن الوثوق بموسكو، ويجب التحرك لدعم الثوار السوريين بالسلاح، وخلافه، خصوصا أن السوريين يقتلون من قبل قوات الأسد بلا رحمة.

 

في جمعة تسليح الجيش الحر

علي حماده/النهار

 بعد مقاومة بطولية دامت شهورا طويلة، كانت آخرها وأصعبها الايام الـ28 الاخيرة حيث اندفعت الآلة العسكرية الضخمة للنظام في سوريا لتسحق وتحرق كل ما كان في باباعمرو، سقط الحي ولم تسقط معه الثورة، ولا "الجيش السوري الحر" الذي استبسل حتى اللحظة الاخيرة وانسحب بمعظم رجاله بعدما امن خروج غالبية السكان، والناشطين والصحافيين الاجانب الى اماكن اكثر امانا.  واللافت ان "الجيش الحر" تمكن حتى في الساعات الاخيرة قبل سقوط بابا عمرو من تأمين انتقال الصحافيين الاجانب المصابين عابرا بهم خطوط جيش النظام الى لبنان. ويدل هذا على قدرة الجيش الحر على التحرك، وعلى مدى ارتقائه المعنوي والاخلاقي حيث اثبت ان المنطقة لم تسقط بيد بشار اسد بل ان انسحاب المقاتلين مكّن قواته من الدخول اليها. ومن المفيد ان نتابع في الايام المقبلة الشهادات التي سيدلي بها الصحافيون الذين وصلوا الى بلادهم حول حقيقة الجرائم التي ارتكبها جيش النظام في سوريا في حمص ولا سيما في حي باباعمرو.هؤلاء سيكونون سفراء الثورة السورية، وسفراء الجيش السوري الحر وكتيبة الفاروق التي تشبه الى حد بعيد العديد من كتائب "الجيش الحر" المنتشرة في طول البلاد وعرضها.  خرج "الجيش السوري الحر" من معركة باباعمرو كبيرا، لا بل كبيرا جدا حيث اثبت انه تحول خلال بضعة شهور قوة يعتد بها على ارض سوريا الثائرة.  واذا كان من اهمية استثنائية لمعركة باباعمرو، فإنها تتمثل في ترسيخها فكرة تسليح المعارضة بعدما ثبت ان التعامل مع النظام لا يمكن ان يستمر سلميا في ظل تفاقم القتل المنظم والجرائم الجماعية التي يرتكبها النظام في حق الشعب السوري. ومن هنا فقد رافقت معركة باباعمرو حركة ناشطة عربيا عكست اقتناعا بأن زمن الحوار مع النظام انتهى. وتجلى ذلك في التصريحات القوية التي ادلى كل من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم في "مؤتمر اصدقاء سوريا" في تونس. وما مبادرة "المجلس الوطني السوري" قبل ايام الى تشكيل مكتب عسكري لتنسيق المقاومة المسلحة في وجه النظام سوى تأكيد على ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة عسكرة الثورة، بدءا بتسليح القوة الاساسية على الارض اي "الجيش السوري الحر". لقد اثبتت الوقائع على الارض انه في غياب تدخل عسكري خارجي في سوريا لن يكون في الامكان اسقاط النظام بالحراك السلمي وحده ولا سيما عندما يواجه نظام ثورة سلمية بالمدفعية والدبابات. والسؤال هنا كيف سيتم تسليح "الجيش الحر"؟ ووفق اي معايير؟ وضمن اي افق زمني؟ ايا يكن من امر فإن تسليح "الجيش الحر" صار حتميا، واندفاعه في اتجاه تحويل الثورة السلمية حرب تحرير صار مسألة وقت فقط. ومن هنا يصح ان يطلق منذ الآن على الثورة السورية وصف حرب التحرير الوطني. فلا سوريا حرة ما لم يسقط النظام طوعا او كرها!

 

التغيير يدق أبواب إيران

أسعد حيدر/المستقبل

الحدث الإيراني، حدث شرق أوسطي بامتياز. الانتخابات التشريعية التي جرت أمس، استحقاق إيراني داخلي، ستظهّر حكماً تفاصيل المتغيرات الداخلية وتوازناتها، وسيبنى على مقتضاها في المدى المنظور مستقبل الكثير من التطورات وحتى التحولات في المنطقة. من السهل جداً، القول إن هذه الانتخابات لن تحمل جديداً الى الحياة السياسية ولا الى تركيبة النظام الإيراني. لكن هذا التسرّع لا يعفي من المسؤولية، مسؤولية البناء على المعرفة. من دون القراءة العميقة والمعمّقة للنتائج، حتى ولو كان بعضها مرسوماً قبل فرز الأصوات، لا يمكن معرفة ماذا يحصل داخل إيران العميقة أو بالأحرى وراء الجدران المتعددة، نتيجة لتركيبة النظام الإيراني المعقدة. ايضاً، الأسهل من تجنب قراءة هذه الانتخابات ممارسةً ونتائج، القول إن غياب أو تغييب الإصلاحيين عن الانتخابات ينفي أهميتها. الإصلاحيون أثبتوا في الانتخابات الرئاسية عام 2009 أنهم موجودون في طهران وبعض المدن الكبيرة، وانهم مزروعون بقوة في قلب نسيج المجتمع الإيراني خصوصاً عند شرائح الطبقة المتوسطة التي تشكل حلقة القطع والوصل في التفاعلات وعمليات التغيير، وبالتالي في تنشيط الحراك الشعبي كما حصل في تظاهرات "الانتفاضة الخضراء" عام 2009. الإصلاحيون حاضرون رغم غيابهم عن المشاركة في الانتخابات. مجرد إمتناع "ترويكا" قيادة الإصلاحيين المشكّلة من: الرئيس السابق محمد خاتمي والمرشحَين مير حسين موسوي والشيخ مهدي كروبي عن الدعوة للمشاركة في الاقتراع، والإحراج الذي سبّبوه للقيادة الإيرانية، يعني أن صمتهم هو اقتراع خارج صناديق الاقتراع ضد كل سياسة النظام القائم.

لقد بلغ احراج النظام من هذا الموقف أن المرشد آية الله علي خامنئي أوفد ابنه السيد مجتبى خامنئي الى مير حسين موسوي الموجود في الاقامة الجبرية منذ سنة كاملة، ليطلب منه دعوة أنصاره للاقتراع. موسوي اختار شكلاً لرفض الدعوة أقسى من الرفض، إذ طالب الابن بأن يجمعه بوالده المرشد وحدهما من دون كاميرات وأجهزة تنصت. طبعاً لم يلقَ الطلب قبولاً، لأن ترجمته العملية أن المرشد، الذي أيّد انتخاب أحمدي نجاد رئيساً لولاية ثانية على حساب موسوي، وما صاحب تلك المرحلة من رفض للنتائج، يقدم اعتذاره الضمني إليه.

خروج الإصلاحيين من المنافسة، يجب ان يسهل الانتخابات، لأن المنافسة في هذه الحالة غير موجودة. ما حصل العكس. المنافسة قوية داخل "بيت" المحافظين المتشددين الذين يطلق عليهم بسهولة "الأصوليين". هنا بيت القصيد كما يُقال.

المنافسة تصل الى حد الصراع من أجل البقاء، رغم النفي العلني لقادة هذا التيار مشاركتهم. بكلمة أوضح، الصراع أصبح مكشوفاً بين المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس أحمدي نجاد، لأنه يشكل معركة لإلغاء أحمدي نجاد بمختلف التسميات والمسمّيات من جهة، ومن جهة أخرى معركة للقول إن المرشد وإن كان يملك ويحكم إلا أنه لم يعد هو كل شيء. في قلب هذا كله يقع مستقبل النظام شكلاً ومضموناً ونهجاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.

"الجبهة المتحدة للأصوليين"، قائمة يرأسها غلام حداد عادل رئيس مجلس الشورى السابق الذي تربطه بالمرشد علاقة مصاهرة عائلية. في مواجهتها قائمتان: "جبهة التوحيد والعدالة" التي يتزعمها اسفنديار رحيم مشائي المتهم بأنه زعيم تيار الانحراف رغم رفضه لذلك، وقد جرت عملية تصفية واسعة للمرشحين المحسوبين على هذا التيار عبر "مصفاة" مجلس "صيانة الدستور" بحجة أنهم لا يحوزون على شروط الالتزام الإسلامي، علماً أن بعضهم كانوا نواباً في المجلس السابق. أما اللائحة الثانية فهي: "جبهة الاستقامة" بزعامة الشيخ المتشدد مصباح يزدي الطامح لخلافة خامنئي. طبعاً، يمكن اضافة لوائح أخرى الى اللوائح الثلاث منها واحدة بزعامة علي لاريجاني رئيس المجلس المنتهية ولايته، ويبدو أن اسهمه تراجعت كثيراً بعدما كان أبرز الشخصيات الصاعدة والفاعلة، ولائحة "جبهة الصمود" برئاسة الجنرال محسن رضائي، الذي يحذر كثيراً من الوضع الاقتصادي.

أما الجديد، فهو ظهور علي مطهري ابن آية الله مرتضى مطهري الذي قتل في أوائل الثورة، وهو أحد أبرز قيادات الثورة إذ يرأس في طهران لائحة "صوت الشعب"، ذلك أن مطهري هو الوحيد الذي يطرح بعد سنوات من "التصحّر" الفكري، طرحاً جديداً مبنياً على طروحات والده يقول بأن "ولاية الفقيه" هي ولاية فقه وليست ولاية شخص، وهي لا تتعارض مع حرية "الفكر"، وإذا ما جرى الجمع بين هذا الطرح و"المهدوية" رغم تباعدهما، فإن محصلة ذلك أن مستقبل ولاية الفقيه ومقام الولي الفقيه ودوره أصبحا موضع نقاش حقيقي يفتح الباب على مصراعيه على التغيير مستقبلاً، خصوصاً عندما يطرح موضوع خلافة المرشد الحالي.

الجديد أنه يتم تصوير الانتخابات بأنها الردّ الشعبي المباشر على مؤامرة خارجية، وقد وصل الأمر الى دخول المرشد خامنئي طرفاً مباشراً في الحملة بهدف تكثيف اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع بحجة "أن الاقبال سيمنع الولايات المتحدة الأميركية من تنفيذ تهديداتها في شن هجوم عسكري، فإن علي لاريجاني يعترف "بوجود جفاء شعبي"، أما رضائي فإنه يرى "أن التيار الأصولي يعيش أيامه الأخيرة تماماً كما انحسر التيار الإصلاحي". حتى ولو نجح النظام في تأطير النتائج وعدم تظهير الحجم الحقيقي لكل طرف من الأطراف، وحتى لو أفرزت النتائج عدم ظهور قوة تضمن الأكثرية مما يسهّل على المرشد "اللعب" بالتوازنات وتطويع كل القوى لما يرسمه، فإن هذه الانتخابات حساسة ومهمة لأنها خطوة الى الأمام على طريق الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، وهي بشكل أو بآخر خطوة اضافية باتجاه تحديد هوية مَن يرث مَن في الجمهورية الإسلامية على مختلف المستويات. بذلك فإن التغيير يدق أبواب إيران بقوة.

 

السفير الروسي في لقاء مثير مع مسؤول إسرائيلي: بقاء الأسد في الحكم لصالحكم

أيوب قرا لـ «الشرق الأوسط»: طلبنا منه أن يساعدنا في إدخال مواد غذائية للشعب السوري

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط

أثار لقاء سري بين السفير الروسي في تل أبيب، سيرجي يعقوبييف، ومسؤول إسرائيلي حول الأوضاع في سوريا، سربت تفاصيله المصورة إلى قناة المستوطنين التلفزيونية ومنها إلى موقع «يوتيوب» ضجة كبيرة. وأقحم فيه المسؤول الإسرائيلي وهو نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا، من حزب الليكود الحاكم، عبر الهاتف أحد أقطاب المعارضة السورية، الذي وضع السفير في موضوع محرج، وكذلك قرا الذي كان يرمي من هذا اللقاء إلى نقل مساعدات إنسانية للمتضررين في المدن السورية، وذلك برفضه أي مساعدات إنسانية من إسرائيل.

وتوجه السفير يعقوبييف خلال هذا اللقاء برسالة شفوية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإقناعه بأن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم هو لصالح إسرائيل. وقال يعقوبييف: إن تجارب الثورات في العالم العربي دلت على أن سقوط الأنظمة الحالية يؤدي إلى صعود قوى الإسلام السياسي المعروفة بعدائها لإسرائيل، وأنه لا يفهم المصلحة من التصريحات الإسرائيلية التي تصدر ضد الأسد، وأضاف: «لو كنت إسرائيليا لما ترددت في تأييد بقاء الأسد».

وقال قرا في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن اللقاء تم بمبادرته الشخصية مع السفير الروسي، وأضاف: «لقد طلبت الاجتماع معه لكي تتدخل روسيا لدى القيادة السورية وتتيح لنا إدخال مساعدات غذائية إلى البلدات السورية المحاصرة، مثل حمص ودرعا وغيرهما. فقال: إن الأمر غير ممكن، لأن سوريا لن تقبل مساعدات من إسرائيل. فأجبته بأن هذه المساعدات ليست من الحكومة الإسرائيلية، بل من مواطنين عرب من إسرائيل. فأنا، (يتابع قرا) أحب إسرائيل أكثر مما يحبها اليهود ولكنني أبادر إلى هذه الخطوة لكوني عربيا وابنا للطائفة العربية المعروفة (الدروز)، وليس لكوني نائب وزير في الحكومة الإسرائيلية. ففي سوريا نقص هائل في الغذاء. وفي بعض الأماكن يأكل المواطنون أوراق الشجر بسبب هذا النقص». وقال قرا، ردا على سؤال، إنه ما زال ينتظر رد روسيا على طلبه، علما بأن لقاءه مع يعقوبييف تم يوم الاثنين الماضي.

وتسرب أمر هذا اللقاء عبر الموقع الإلكتروني للقناة السابعة، وهي إذاعة المستوطنين في الضفة الغربية. لكن الإذاعة لم تكشف هوية المسؤول الذي التقاه السفير الروسي. وكان في الغرفة عدد من الأشخاص غير المعروفين، إضافة إلى قرا ويعقوبييف. ورفض قرا أن يجيب إذا ما كان أحد الحاضرين من المعارضة السورية. لكنه عندما سألناه أجاب: «لا أستطيع أن أدخل في تفاصيل». بيد أن الشريط الذي بثته الإذاعة الإسرائيلية يوضح أن السفير لم يقتنع بوجود نقص في المواد الغذائية. فاتصل قرا بأحد معارفه السابقين من المعارضة وقد ناداه بكنيته «أبو بلال»، فقال هذا: إن المعارضة السورية غير معنية بالحصول على مواد غذائية من إسرائيل.

ودار حوار بين يعقوبييف ورجل المعارضة السورية، اهتم به السفير أن يعرف ماذا سيحصل ما بعد الأسد. وكيف ستتصرف المعارضة مع أركان النظام المحيطين بالأسد اليوم وهل سيقتلون؟.. وذكر اسم أحدهم، عاصف شوكت. فتدخل نائب الوزير الإسرائيلي أيوب قرا وقال للسفير: المهم الأسد. لقد كان رئيسك هنا وقال: إنه مستعد لأخذ الأسد ليعيش في روسيا. فأجاب السفير للمسؤول الإسرائيلي: ولماذا لا تتحدثون مع قطر على استضافته؟ ثم أضاف متسائلا: «أنتم تتحدثون باسم المعارضة، فأي معارضة هذه؟.. عندكم عدة مجموعات معارضة». فأجابه رجل المعارضة هاتفيا: هناك 3 مجموعات معارضة. فقال السفير: نحن نعرف أكثر منكم. توجد 5 أو 6 مجموعات معارضة. فقال المعارض السوري: لماذا تخشون على المحيطين بالسد؟.. ففي مصر وليبيا لم يقتلوا المحيطين برأس النظام. فأجاب السفير: عندما تكون غاضبا ومعك مسدس ستقتل، صدقني. فأجابه المعارض: المقربون من الأسد سيغادرون معه.

هنا اهتم السفير بماذا سيحصل بعد سقوط الأسد: «الأسد راح، فمن سيأتي إلى الحكم في سوريا؟». فتدخل قرا من جديد قائلا: الاحتمال الأول والأفضل هو إجراء انتخابات. فإذا لم يحسنوا ذلك، ستقسم سوريا إلى دولتين، واحدة للسنة وأخرى للعلويين والدروز. فقال السفير الروسي ساخرا: ودولة ثالثة في اللاذقية. لكن المعارض السوري لم يقبل هذا وقال: اتركوا السوريين يقررون. وقال السفير: احذروا، لقد تقاتل السودانيون 30 سنة حتى توصلوا إلى اتفاق بالانفصال. فقال المعارض السوري: الأسد سيذهب وهذا هو المهم. سيذهب.. فقاطعه السفير: لحظة... لحظة.. كيف سيذهب، قبل التوصل إلى تسوية؟.. من سيطلب منه الرحيل. ثم إنه يريد البقاء. وطلب السفير الروسي أن يوضح أن بلاد تعارض العنف وقتل المدنيين وتعارض قصف حمص وغيرها من سوريا ولكنها تريد حقن الدماء بواسطة الحوار، «لا نريد تحالفا عربيا أطلسيا في سوريا». هنا انقطع الشريط لفترة، فأكمله لنا النائب أيوب قرا قائلا: السفير بدأ يتحدث عما بعد الأسد ليفحص ما هي الإمكانيات للتعاون بين روسيا وسوريا. فهنالك مصالح لبلاده في المنطقة ويريد الاطمئنان عليها. فقيمة الديون السورية لروسيا تبلغ 8 مليارات دولار، وهي تريد أن تعرف إن كانت القيادة المستقبلية لسوريا ستدفعها. ولذلك، حاول أن يحافظ على علاقة جيدة مع المعارضة أيضا. وعقب قرا على هذه المقابلة وما تضمنها من محادثات له وللمعارضة السورية مع السفير، فقال: «أنا كنت قد بادرت إلى عدة لقاءات وحوارات مع النظام السوري ومع المعارضة لكي أحاول التوفيق بين الطرفين. وما زلت أرى أن الأسد في الحكم مفيد لإسرائيل وللدروز أكثر من نظام آخر. ولكن ما يرتكبه نظام الأسد ضد شعبه، لا يتركك تبقى معه. فنحن في إسرائيل جزء من العالم الغربي الديمقراطي ولا نستطيع البقاء على الحياد، كما كنا حتى فترة قصيرة». وقد حاولنا أخذ رد السفارة الروسية في تل أبيب على هذه القضية وما ورد فيها من تصريحات للسفير يعقوبييف، إلا أنهم طلبوا منا الانتظار حتى يوم الاثنين القادم.

 

الإسلاميون في الثورة السورية!

أكرم البني/الشرق الأوسط

لا يكتمل الحديث عن الثورات العربية عموما والسورية خصوصا إلا بقراءة أحوال الإسلاميين ودورهم فيها، وهو حديث عن مروحة واسعة من القوى السياسية والجماعات الدينية، والأهم عن فئات شعبية واسعة وجدت في الملاذ الديني عزاء روحيا يعينها على مواجهة واقع قائم على الاستبداد والفساد وأوضاع تنموية ومعيشية مزرية كرست تباينا صارخا بين قلة من ملاك الثروة وجموع غفيرة يكويها الفقر والتخلف والجهل. يحتل «الإخوان المسلمون» الموقع الأبرز بين الأحزاب الدينية في سوريا، ليس فقط لأن التنظيمات الأخرى غير مؤثرة أو وازنة، كحزب التحرير الإسلامي الذي لا يزال ضعيف الحضور والانتشار، وزادته ضعفا حملة الاعتقالات التي طالت، مطلع الألفية، أهم كوادره في دمشق وحمص وحلب، وإنما أيضا لأن «الإخوان المسلمين» كانوا الشغل الشاغل للبلاد في غير مناسبة ولم يغيبوا عن المشهد السياسي، ولأنهم استطاعوا بعد سنوات الملاحقة والقمع الشديد الوقوف نقديا من الماضي وتجديد حضورهم عبر رؤية سياسية جديدة استندت إلى مطالب الناس في الحرية والكرامة ودولة المواطنة، مما أهلهم للمشاركة في أكثر من ائتلاف سياسي معارض، في إعلان دمشق ثم جبهة الإنقاذ، وأخيرا في المجلس الوطني السوري!

إن تمسك «الإخوان المسلمين» بسلمية الثورة وروحهم التشاركية وانضوائهم في صفوف المعارضة السياسية، إذ يدل على عمق مراجعتهم النقدية وما خلصوا إليه حول احتكامهم للعملية الديمقراطية والأساليب اللاعنفية، فإنه لم يقنع الجميع، وثمة من لا يزال يطعن في صدقية مواقفهم ويثير الشكوك حول جدية تحول جماعة دينية تميزت تاريخيا بعصبيتها الآيديولوجية وبأساليبها العنفية نحو الديمقراطية، خاصة أنها لا تزال تحمل اسما ذا مدلول طائفي يجعلها ساحة خصبة لنمو اجتهادات واندفاعات تهدد خيارها الديمقراطي، ويعتقد هؤلاء أن هذا التنظيم يضمر عموما غير ما يظهر، وأنه لبس رداء المدنية والسلمية لإعادة بناء جسور التواصل شعبيا وسياسيا بعد هزيمته في مطلع الثمانينات، وأنه غير مرة أظهر براغماتية مقلقة في الموقف من النظام السوري، آخرها تجميد نشاطه المعارض إبان أحداث غزة، محذرين من المستقبل، ومن أنه لن يمر وقت طويل حتى تتكشف حقيقته، وتعود حليمة لعادتها القديمة، لنقف أمام مشروع سياسي ديني وما يترتب على ذلك من نتائج مدمرة للمشروع الديمقراطي.

في المقابل، ثمة إسلاميون هم أشبه بجماعات تلتف حول بعض المشايخ وعلماء الدين وتمنحهم الولاء والثقة، منهم من تمايزوا على أساس نهجهم الداعي للسلمية واللاعنف، ومنهم من اقتدوا بنجاح النموذج التركي الذي حفر عميقا في البيئة الإسلامية السورية مشجعا نمو جماعات على صورته ومثاله، عرفوا باسم التيار الإسلامي الديمقراطي، ومنهم من انساقوا خلف رؤى سلفية أو أفكار جهادية، لعبت بعض القنوات الفضائية الدينية دورا في نشرها والتأثير على الحراك الشعبي، خاصة أن لديهم ما يكفي من التأويلات للنصوص الدينية لإضفاء الشرعية على أهدافهم وأساليبهم في ظل احتقان غير مسبوق للغرائز ولده العنف السلطوي المفرط. ولم يضعف حضور هذه الجماعات النقد الذي تعرضت له من أحزاب إسلامية بأنها قد أساءت للحراك الشعبي وأفقدته تعاطف الناس وجرته إلى تحديات خطرة كان في غنى عنها، فالحق يقال، إنه واطرادا مع ازدياد شدة القمع والتنكيل والانزياح الطائفي، ازدادت الدعوات للتطرف والجهاد، وازداد الرصيد الشعبي لهذه الجماعات، بجانب التفاف الكثيرين حول شعاراتها ورموزها، خاصة أولئك الذين لم تعد لديهم قدرة على تحمل المزيد من القهر وفقدوا الأمل في أي معين، محلي أو عربي أو أممي، يرد عنهم بعض الأذى والضرر!

من جهة أخرى، هناك الإسلام الشعبي الذي ينمو وينتشر في القرى والأرياف وأحزمة المدن الفقيرة، والذي يثير بطقوسه وشعائره الجمعية حالة من التضامن والتكافل بين الناس تعينهم على ما هم فيه، خاصة أن الدين يشكل لدى عموم السوريين أحد عوامل الضبط والتماسك الاجتماعيين، ويعد عند الكثيرين المعيار القيمي الذي يحول دون الانفلات والتردي الأخلاقي، وهذا النوع من الإسلاميين لا يخضع عادة لأحزاب دينية ولا يحكمه مشروع أو برنامج سياسي محدد، بل يشكل عادة ميدانا للتنافس والصراع بين قوى وتنظيمات الإسلام السياسي، وبالفعل كان لهؤلاء دور عفوي كبير في انطلاق الحراك السوري وفي مده بأسباب الاستمرار وبالتضحيات الثمينة، خاصة مع بروز هم جامع وملح لدى غالبيتهم حفزته الثورات العربية على إحداث تغيير في المجتمع يضمن لهم كرامتهم وحقوقهم، ويزيل التمييز والفوارق من كل الجوانب الحياتية التي عانوا منها طيلة عقود، وما عزز حضورهم ومشاركتهم الاختيار الرمزي ليوم الجمعة من أجل تسخين الاحتجاجات واعتماد المساجد محطات للتجمع وانطلاق المظاهرات، ولجوء المحتجين إلى بعض الهتافات والشعارات الدينية في مواكب التشييع، والأهم أثر القمع المعمم والعنف المفرط في كسر حياد الكثيرين منهم وجرهم جرا لخوض غمار هذا التحدي!

ومع أخذ ما سبق بعين الاعتبار والتفهم، فمن العدل والإنصاف القول إن الرصد الموضوعي لقوى الإسلام الشعبي في الثورة السورية يكشف اليوم تجاوزا للعفوية وحضورا لأوساط ذات مصداقية من المتدينين والإسلاميين المستقلين، احتلوا الصفوف الأمامية وتصدوا ببسالة للقمع والتنكيل، ينتمون إلى فئات شبابية لا تسيرها قيادات سياسية أو مواقف آيديولوجية محددة، ترى في عقيدتها الدينية ما يحفزها للدفاع عن قيم الحرية والكرامة والمساواة وما يقطع مع الأساليب القسرية والتسلطية! والحال أنه أيا كان وزن الإسلاميين على اختلاف أطيافهم في الحراك الشعبي، وأيا كان دورهم، فإن عليهم مسؤولية كبيرة لا تحتمل التأجيل في خصوصية المجتمع السوري وطابع مكوناته، تتمثل في محاربة كل أشكال التعصب والتطرف وإثبات عمق التزامهم بقيم الثورة في الحرية والكرامة واحترام حقوق الإنسان، للرد على محاولات الطعن في صدقيتهم، ولدحض هواجس ومخاوف تتنامى لدى الناس من حالات الفرز والاصطفاف الديني أو الطائفي.

 

رحمة: أنا مع خرق المبادئ القانونيّة لضرب العملاء

أكّد عضو كتلة "لبنان الحر الموحّد" النائب إميل رحمة أنّه "مع خرق المبادئ القانونيّة لضرب العملاء" مع العدو الاسرائيلي، مطالبًا، في حديث لقناة "المنار" كل "القضاة المعنيّين والمختصّين لاسيّما في المحكمة العسكريّة حيث تتم إحالة العملاء إليها أن يعتمدوا السقف (الأعلى) في العقوبات المفروضة على العملاء لا المعدّل ولا الحد الأدنى وبذلك نكون على طريق المعالجة لهذه الملف".

(رصد NOW Lebanon)