المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 09 آذار/2012

رسالة بطرس الأولى الفصل 01/03-12/رجاء حي

تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح لأنه شملنا بفائق رحمته، فولِّدنا بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات ولادة ثانية لرجاء حي ولميراث لا يفسد ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ لكم في السماوات،

أنتم الذين بالإيمان تحرسكم قدرة الله لخلاص سينكشف في اليوم الأخير، به تبتهجون، مع أنكم لا بد أن تحزنوا حينا بما يصيبكم الآن من أنواع المحن التي تمتحن إيمانكم كما تمتحن النار الذهب، وهو أثمن من الذهب الفاني، فيكون أهلا للمديح والمجد والإكرام يوم ظهور يسوع المسيح. أنتم تحبونه وما رأيتموه، وتؤمنون به ولا ترونه الآن، فتفرحون فرحا مجيدا لا يوصف، واثقين ببلوغ غاية إيمانكم وهي خلاص نفوسكم. عن هذا الخلاص فتش الأنبياء وبحثوا، فأنبأوا بالنعمة التي نلتموها. وحاولوا أن يعرفوا الوقت وكيف تجيء هذه النعمة التي دل عليها روح المسيح فيهم، حين شهد من قبل بآلام المسيح وما يتلوها من مجد. وانكشف لهم أنهم كانوا يعملون، لا من أجلهم، بل من أجلكم، لهذه الأمور التي أعلنها الآن لكم الذين بشروكم بها، يؤيدهم الروح القدس المرسل من السماء، والملائكة يتمنون أن ينظروا إليها.

 

نزار قباني:

أتَجوَّلُ في الوطن العربيِّ وليسَ معي إلا دفْتَرْ.. يُرْسِلُني المخْفَرُ للمخْفَرْ.. يَرْميني العَسْكَرُ للعَسْكَرْ.. وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عُصْفُورْ لكنَّ الضابطَ يُوقِفُني ويريدُ جوازاً للعُصْفُورْ تحتاجُ الكِلْمَةُ في وَطَني

لجَوَازِ مُرُورْ!!.

 

عناوين النشرة

*الياس بجاني/كنا ننتظر البطريرك صفير ليتكلم والآن نصلي حتى يبقى هذا الراعي صامتاً

*مصادر السفارة الاميركية: على لبنان تأمين حماية اي سوري يطلب الحماية ان كان غير مسلح

*الراعي تعليقا على مواقف كونيلي بشأن اللاجئين السوريين: نحن دولة لا تحتاج لاحد لتأخذ قرارتها

*البطريرك الماروني غادر الى الاردن: نحن بلد مستقل وسيد والحكومة تقرر ما تراه لمصلحة البلد

*جنبلاط نموذج والراعي نموذج آخر/نصير الأسعد/الجمهورية

*الأنباء: القرار الإتهامي المعدّل باغتيال الحريري يتّجه لإتهام "حزب الله" وليس أفرادا

*الافراج عن فتى إختطف في عين بورضاي/شربل: الخاطفون معروفون ولا موقوفين في القضية

*أبو دهن: هذا ما حصل معي في هذا اليوم المشؤوم

*ليبرمان: حزب الله يلعب دورا بارزا في قمع الأسد لانتفاضة الشعب السوري

*مقتل ٧٢ عنصر من حزب الله منذ إندلاع الثورة السورية

*هل سيستبق حزب الله رحيل الأسد بانقلاب عسكري في لبنان/صالح القلاب/الشرق الأوسط

*شقيق نائب "حزب الله" المتورط بالمخدرات لا يزال فارا/جنبلاط التقى جوبيه في باريس

*كارلوس اده: لعدم تسليم النظام السوري اي لاجئ 

*واشنطن تتعقب تحويلات أموال النخبة السورية .. المعلومات الاستخباراتية حول نظام الأسد ونواياه متبعثرة وليست مركزة

*شمعون لـKataeb.org: سنوّزع كتاب التاريخ الحقيقي في مدارسنا كي لا يتعلّم اولادنا التاريخ "الغلط" وكابي ليّون "افلاطون عصرو

*مروان حمادة: ذاهبون الى التحرير في سوريا.. ولبنان سيتنفس الصعداء 

*آكي": خلافات خمسة زائد واحد حول ايران أرجأت اجتماعات الوكالة الذرية

*ماكين: سقوط النظام السوري سيكون ضربة لـ"حزب الله" ويسمح للبنان أن يكون حرا

*إسرائيل تضع علامات الجدار الفاصل بين كفركلا والمطلة/قوة إسرائيلية تحدد نقاط بناء "الجدار الفاصل" مع لبنان.

*إسرائيل تجري تدريبات استعدادا لضرب إيران/إعداد مطار عسكري ليكون بديلا عن مطار اللد

*نقل مصانع كيماوية من خليج حيفا إلى النقب وشركة «العال» تعدّ مطاراً بديلا في الجنوب

*التقدّمي يردّ على البعث بهجوم مضادّ وأوساط جنبلاط: تحالف بين "الممانعة" وإسرائيل

*إستنفار لـ"اليونيفل" في الوزاني بعد إجتياز إسرائيل السياج الشائك/بناء الجدار الفاصل بين كفركلا والمطلة الى الإثنين

*ممثــل بان زار منصور وغصن وشمعون و14 آذار/بلامبلي: مناقشة تقرير بان عن 1701 في 21 الجاري

*الراعي التقى شارل رزق قبل توجهه الى الاردن وتلقى رسالة شكر من الحريري

*جنبلاط التقى جوبيه في باريس

*زهرا: حذّر من منع دخول النازحين السورييـن وقال ان  التيار وضع نفسه والبلاد في مأزق

*وهبي: شهداء ثورة الارز سعداء بـــالربيع العربي ولن نحاول التشفي من الآخرين اذا سقط النظام السوري

*نديم الجميل وسفيرة بلجيكا زارا عودة

*سامي الجميل يطالب بتثبيت سعر البنزين وبوزارة للنقل تعنى بتنقلات المواطنيـن

*فريد حبيب: لن نقبل الكيل بمكياليين في "المليارات" ""حزب الله" لن يقطع العلاقة مع جنبلاط لحاجة بقاء الحكومة"

*المرعبي: سندعو اهالي عكار للعصيان المدني وعلى "المستقبل" تحديــد خياره من استقالتي

*احموا النازحين السوريين/علي حماده/

*تسليح "الجيش الحر" /إيلي فواز/لبنان الآن

*ماذا يخيف إسرائيل: إيران أم السلام؟/حسان حيدر/الحياة

*جنبلاط قوة ثالثة توازن بين الأكثرية والأقلية وهل تتّفق الحكومة على حلّ لإنفاق المليارات؟/اميل خوري/النهار

*هامشيون يملأون الفراغ/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*التقرير السنوي للمحكمة: 26 بلداً ساهمت في النفقات توقّع الشروع في المحاكمة في السنة الرابعة للعمل/كلوديت سركيس/النهار

*الثورة السورية تُنهي عامها الأول وسط عجز عربي ودولي/ربى كبّارة/المستقبل

*سفارات تطلب تجنّب لبنان وتُدرج سوريا على لائحة التحذير/ريتا شرارة/المستقبل

*الثورة السورية في المستشفى/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

*الوضع معقد خطير/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*تطمين أقليات سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*المسلمون في لبنان ليسوا كياناً سياسياً مستقلاً بل ركن من أركان المعادلة الوطنية التي يشكل المسيحيّون نصفها الأوّل"

*الحريري: نظام بشار الأسد قاتل بالجرم المشهود.. وقوّة النار لن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء

*الثلاثي المستعاد ياقوت الحموي وديك الجن الحمصي و أبو العلاء المعري/النقيب رشيد درباس/المستقبل

*لمن الغلبة في سورية لروسيا أم لإيران؟/عبد الوهاب بدرخان/الحياة

*المارونية هي أصعب أمَة كونَت ذاتها بالألم والحرمان، أمَة صمدت في وجه عواصف الزمان

*لقاء بعبدا: ثمرة جهود بكركي أم مُوحى به؟/فادي عيد/الجمهورية

*ماذا يفعل السفير السوري في لبنان/علي الحسيني/المستقبل

*معاون وزير النفط السوري يعلن انشقاقه وانضمامه الى الثورة (Video Inside)...والجيش الحرّ يؤكد لـ"الشرق الأوسط" أن النظام بدأ يخوّن ضباطه ويشكك في ولائهم له

 

تفاصيل النشرة

كنا ننتظر البطريرك صفير ليتكلم والآن نصلي حتى يبقى هذا الراعي صامتاً

الياس بجاني: مع احترامي الكلي لحرية الرأي ولكن لا رأي لأحد في تضحيات الشهداء ولا في أسس الحريات وكرامة الإنسان، وكل مناصر لمن قتل الشهداء ودمر وطني وهجر أهلي هو زنديق ومرتد ومجرم ومنحط كائن من كان وهو اليوم للأسف البطريرك الراعي. إن من يساند القاتل بشار الأسد ووالده الجزار حافظ ونظامهما هو شيطان كبير. للأسف الراعي وضع نفسه في هذه الزاوية وانقلب على كل تاريخ وثوابت الموارنة ولبنان. انتقاده واجب وليس تعد على مقام البطريركية. هو يتكلم بالسياسة والرد عليه بالسياسة. نسأل هل أنت يا مواطن تؤيد ما قاله الراعي أم لا؟ الراعي قال إن نظام الأسد هو الأكثر ديموقراطية في المنطقة وأن باقي الدول مثله وأن الأسد يقوم باصلاحات وهو رجل طيب وصادق. وكان هذا الراعي الشارد قال للكتائب والقوات في أميركا عندما زاروه "روحو غيرو اساميكون لأنها استفزازية" كما طالب الرئيس الفرنسي بحماية بشار الأسد وهو يساند حزب الله وسلاحه ضد الدولة ويعتبر الثورة في سوريا اضطرابات. هو تنازل عن أرض البطريركية والكلام عن فضائحه الأخلاقية وثق في كتب. هذا كان موضوع وكل تعليق عليها كان يجب أن يتناول هذه العناوين وليس القول عيب ما بيصير تنتقدو البطريرك. نسأل هل يحق للبطريرك لمجرد أنه البطريرك أن يكفر بالله ويضرب شهدائنا ووطنا ويساند من قتلنا وهجرنا ولعن ابوسلسفيلنا؟ هذا هو الموضوع والردود كان يجب أن تنحصر به. أما المتزلفين والأغبية والأغنام الذين يمشون وراء قاتلهم ويهوبرون له فهؤلاء تخلوا عن حريتهم وارتضوا العبودية ولا يستحقون لا وطن ولا تضحية شهداء لأن كرامتهم ميتة كما ضمائرهم. الراعي يحمل شعار شعب واحد في بلدين وبالتالي كل من يؤيده ويدافع عنه هو شريك له في هذا المفهوم الأعوج المناقض لكل ما هو لبناني.

 

مصادر السفارة الاميركية: على لبنان تأمين حماية اي سوري يطلب الحماية ان كان غير مسلح

اعلنت مصادر السفارة الاميركية أن على السلطات اللبنانية أن تؤمن الحماية لأي سوري يطلب الحماية اذا كان غير مسلح، لافتة الى أن القانون الدولي يفرض على أي دولة أن تحمي أي شخص يلجأ اليها من أي جنسية كان. واعتبرت المصادر، في حديث الى الـ"LBC" أنه من حق الحكومة اللبنانية حماية حدودها ومنع دخول أي مسلح الى أراضيها.

 

الراعي تعليقا على مواقف كونيلي بشأن اللاجئين السوريين: نحن دولة لا تحتاج لاحد لتأخذ قرارتها

ردا على سؤال عن مواقف السفيرة الاميركية مورا كونيلي بشأن اللاجئين السوريين قال بشارة الراعي: "هذا الموضوع لم اتابعه كثيرا، لكن نحن دولة لبنانية لا تحتاج الى احد لتأخذ قراراتها، والدولة اللبنانية تعرف كيف تتحمل مسؤولياتها وتتشاور بما يجب ان تقوم به، نحن بلد مستقل وحر وسيد والحكومة تقرر ما تراه لمصلحة البلد".

المصدر: وكالات

 

البطريرك الماروني غادر الى الاردن: نحن بلد مستقل وسيد والحكومة تقرر ما تراه لمصلحة البلد

وطنية - 8/3/2012 غادر البطريرك بشارة الراعي بيروت الساعة الخامسة، على رأس وفد متوجها الى الاردن ثم قطر، في زيارة تستمر حتى 13 الجاري، يلتقي خلالها المسؤولين في كلا البلدين في اطار زيارة رسمية وراعوية. وكان في وداعه وزير الدولة سليم كرم ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, ورئيس مجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس, والمطران رولان ابو جودة, وسفير الاردن في لبنان زياد المجالي, وقائم باعمال سفارة قطر في لبنان راشد الكواري, وعدد من المدعويين والشخصيات. وقال ردا على سؤال حول تعليقه على طلب السفيرة الاميركية من المسؤولين اللبنانيين استضافة لبنان لعناصر من جيش سوريا الحر قال الراعي :" هذا الموضوع لم اتابعه كثيرا، لكن نحن دولة لبنانية لا تحتاج الى احد لتأخذ قراراتها، والدولة اللبنانية تعرف كيف تتحمل مسؤولياتها وتتشاور بما يجب ان تقوم به، نحن بلد مستقل وحر وسيد والحكومة تقرر ما تراه لمصلحة البلد".

 

جنبلاط نموذج... والراعي نموذج آخر 

نصير الأسعد:

بإزاء الربيع العربيّ بشكل عام والربيع السوريّ بشكل خاص، ثمّة في لبنان نموذجان للتعاطي «الأقلّويّ» – إذا جاز التعبير – مع التطوّرات في سوريّا والمنطقة. النموذج الأوّل يمثّله رئيس «الحزب التقدّمي الإشتراكي» وليد جنبلاط بوصفه في جانب رئيسيّ من موقعيّته وحيثيّاته زعيماً للدروز. والنموذج الثاني يمثّله رأس الكنيسة المارونيّة البطريرك بشارة الراعي. وهما نموذجان مختلفان متناقضان حول موضوع واحد. إنطلق وليد جنبلاط من موقف عام بدايةً هو تأييد الربيع العربي ودعمه. وفي سوريّا، وبعدَ محاولات بذلَها لحضّ النظام على الاستجابة لما يطالب به الشعب قبلَ أن تبلغ الأزمة نقطة اللاعودة، وهي محاولاتٌ قام بها من موقع اعتباره أنّ الانتفاضة السوريّة مفصل تاريخيّ، وإذ أعادَ اكتشاف أنّ نظام الأسد غير قابل لأيّ «تحسين»(!)، حسم جنبلاط موقفه. وفي حسمه لموقفه الذي ذهب بعيداً في مناهضة نظام الأسد من أجل الكرامة والحرّية والديموقراطيّة للسوريّين ومن أجل الاستقلال الناجز والسلام الأخير والديموقراطيّة للبنانيّين، حمى وليد جنبلاط طائفته. حمى الطائفة الدرزيّة في سوريّا من أن يستخدمها النظام ومن أن تكونَ في مواجهة مع الطوائف الأخرى ومن أن تؤدّي أدواراً ضدّ الثورة. وحمى الطائفة الدرزيّة في لبنان. بحيث تكون في موقع يُحاكي المرحلة المقبلة. وباختصار يمكن القول إنّ جنبلاط حجز للطائفة الدرزيّة في سوريّا ولبنان «مكانها» في مستقبل البلدين والمنطقة، حائلاً بذلك دون إبقائها في الماضي، مؤسّساً على فكرة جوهريّة هي أنّ «الدور» هو ما يحفظ لجماعة أو جهة أو فئة مستقبلها، وأنّ «الدور» المشارك في صنع الغد هو الذي يحفظ المكانة في المرحلة المقبلة.

ماذا عن النموذج الثاني؟ لدى انطلاقة الثورة السوريّة تحديداً، وفي ظلّ مخاضات الربيع العربيّ في العديد من الدول العربيّة، افتتح البطريرك الراعي سلسلةً من المواقف «المثيرة للجدل». وقد شاء بدايةً أن يتحدّث عن «هواجس» بشأن مستقبل مسيحيّي الشرق. وفي المقابل رغبَ من لم يقتنعوا بتلك «الهواجس» وبطريقة التعبير عنها خصوصاً في أن يناقشوا الأمور في حدودها المطروحة من جانب الراعي. فردّ المعترضون، من المسيحيّين، على مقاربة البطريرك بعناوين متعدّدة أبرزها أنّ الديموقراطيّة لا تخيف، وأنّ المشاركة في صنعها هي الضمانة للمكانة والدور المستقبليَّين.

بيدَ أنّ البطريرك وفي آخر حديث له إلى وكالة «رويترز» نهاية الأسبوع الفائت، حطّم مجموعةً من المبادئ والمرتكزات.

فقد انتقل من «هواجس» بشأن تحوّلات يمكن برأيه أن تهدّد الوجود المسيحيّ، إلى إدانة الربيع العربيّ. وهذا في قوله «نحن مع الربيع العربيّ ولكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل، وبهذا يصبح شتاءً». أمّا من يواجه الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل؟ فالجواب عند سيّدنا مكتوم وتجهيل الفاعل مقصود. وهل الكرامة والحرّية والديموقراطيّة تُنال بدون تضحيات؟

وسأل: «ما نفع الديموقراطيّة إذا كانت تريد أن تقتل الناس وتصنع عدم استقرار؟». فهل الديموقراطيّة تقتل وتدمّر أصلاً؟ أم أنّ ما يقولُه الراعي هو دعوة إلى الاستغناء عن الديموقراطيّة بما أنّ ثمن الحصول عليها باهظ؟ ولا يخفى أنّ البطريرك يقصد الاستغناء عن الديموقراطيّة. ذلك أنّ «أطرف» نظريّة عبّر عنها تمثّلت في قوله إنّ «النظام في سوريّا متشدّد وديكتاتوري»، ليضيف بعد جملتين فقط أنّ «سوريّا أقرب شيء إلى الديموقراطيّة»!!. نظريّة عظيمة: ديكتاتوريّة قريبة إلى الديموقراطيّة! ومن غير حاجة إلى مناقشة في الأخطاء التاريخيّة التي تضمّنها كلام الراعي الذي لا يزال متسمّراً عند خطأ الاعتقاد بأنّ النظام في سوريّا كان علمانيّاً طوال نصف القرن الماضي(!)، يستوقف في كلامه هجومه على الأنظمة العربيّة الأخرى، وذلك إذ يقول بأنّ «النظام في سوريّا متشدّد وديكتاتوريّ لكن يوجد مثله الكثير في العالم العربيّ». بطبيعة الحال، لا علاقة لكلّ الأقوال السابقة بزعيم روحيّ. فهي مواقف سياسيّة منحازة إلى نظام الأسد.

بيدَ أنّ الأسئلة المطروحة عليه كثيرة: هل يحمي البطريرك الماروني مسيحيّي الشرق بربط مصيرهم بمصير نظام آيل إلى السقوط؟ هل يحمي البطريرك المسيحيّين إن هو قدّر خطأ أنّ النظام استعاد وضعيّته باحتلاله حي بابا عمرو؟ هل يحمي المسيحيّين إن هو وضعهم أو دعاهم إلى وضع أنفسهم خارج الزمان والعصر؟ هل يحمي المسيحيّين إن هو غذّى لديهم الخوف من نتائج الديموقراطيّة؟ ألا يحكم على «الإسلام السياسيّ» كلّه بالتطرّف وألا تولّد أقواله تطرّفاً؟ وهل هو مقتنع بأنّ مسيحيّي لبنان وسوريّا والمشرق مقتنعون بوجود حالة «تغَوُّل إسلامي»؟. والأهمّ هل في الهجوم على الأنظمة العربيّة تبرير لنظريّة «ديكتاتوريّة قريبة إلى الديموقراطيّة»، حمايةً للمسيحيّين خاصة في بلاد الاغتراب والأعمال في الخليج؟

نموذجان إذاً: وليد جنبلاط يحمي طائفته بالمستقبل، والبطريرك الراعي يكشف طائفته للمستقبل.

 المصدر : الجمهورية

 

الأنباء: القرار الإتهـــامي المعدّل باغتيال الحريري يتّجه لإتهام "حزب الله" وليس أفرادا

المركزية- أعلنت صحيفة "الأنباء" الكويتية نقلا عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة قولها إن "القرار الإتهامي المعدّل (الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان) في قضية اغتيال الرئيس (الشهيد) رفيق الحريري ورفاقه يتّجه لإتهام "حزب الله" كجماعة، وليس كأفراد كما سبق وتضمن القرار الأول". وأوضحت المصادر أن "هذا الإتهام هو نتيجة لتحقيقات إضافية أجراها مكتب المدعي العام الدولي وتوصل بنتيجتها إلى اقتناع بأن اغتيال الحريري إتُخذ بقرار مركزي، وليس من قبل افراد، وهو ما يضع "حزب الله" أمام واقع جديد، ليس بإمكانه التنصل منه كما فعل في اتهام كوادره الأربعة.

 

الافراج عن فتى إختطف في عين بورضاي

شربل: الخاطفون معروفون ولا موقوفين في القضيــة

المركزية- تواصلت فصول قضية خطف المواطنين في منطقة البقاع معيدة الى الاذهان حقبات الزمن الاسود وعمليات الخطف ابان الحرب الاهلية، لكن مع إضافة المال عنصرأ رئيسياً وهدفا لعمليات إنتقل منفذوها من سرقة السيارات والطلب من مالكيها دفع المال لإستعادتها الى المتاجرة بالناس وخطف المواطنين الآمنين. وفي جديد هذه العمليات اختطاف الفتى علي احمد المخ، الذي يملك والده محلات جنى للادوات المنزلية، والدته سكينة (مواليد عام 1996 سجل (7) - عين بورضاي - بعلبك) حين كان يقود سيارة نوع BMW 325 في الحادية عشرة والنصف مساء امس على طريق عين بورضاي ، حيث أقدم مجهولون يستقلون "جيب شيروكي" على اقفال الطريق امام السيارة وانزلوه بقوة السلاح واختطفوه وسرقوا سيارته، وتم الإفراج عنه في سهل عدوس غرب بعلبك في الثانية من بعد الظهر . وحتى صدور النشرة في الرابعة من بعد الظهر كانت الأجهزة الأمنية لا تزال تجري التحقيق مع المخ لمعرفة كيفية اختطافه وهوية الفاعلين. شربل: وكان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، اكد في حديث إذاعي أن "المعلومات موجودة وخاطفو الفتى في البقاع معروفون"، مشيرا إلى "قرار اتخذ في مجلس الأمن المركزي وان شاءالله النتيجة قريبة". وأكد شربل أن "لا موقوفين اساسيين في هذه القضية والاجهزة الامنية تتابع الموضوع"، معتبرا أن "مثل هذه الأمور تحصل للابتزاز والمنفعة المالية". وشدد على أن "لا شعور بانعدام الامن وليس من المفترض أن تتكرر مثل هذه الأحداث". يذكر ان المخطوف قام بالاتصال بذويه قبيل لحظة اختطافه لكونه لاحظ ان هناك من يتبعه، ولكن سرعان ما فقد الاتصال معه من دون اي سبيل لمساعدته.

 

أبو دهن: هذا ما حصل معي في هذا اليوم المشؤوم

المركزية- قال رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية علي أبو دهن في مذكراته لمناسبة عيد البعث المصادف اليوم، تحت عنوان "هذا ما حصل معي في هذا اليوم المشؤوم".

"الزمان: 8 آذار 1989

المكان: سجن تدمر

كأي يوم عطلة رسمية أو عيد يكون النهار مباركا بحيث لا نخرج للتنفس إلى المسلخ... حيث الضرب والجلد والتعذيب، مثل" كواع وركب " أو التمرين السادس أو الضغط .

جلست يومها متكئا إلى باب الزنزانة الصدئ، فسمح وجود بعض الثقوب باختلاس النظر إلى

الخارج.

سمعت أصواتًا تنبئ بحلول موعد الغداء. وبما انني عرفت مسبقًا أن الوجبات توضع إلى الباب، دفعني الفضول إلى المراقبة، علني أعرف ما يحضرون لنا في يوم العيد... وقد تعودنا أن يتضمن بعض اللحمة.

فرأيت "البلدية " (وهي تسمية نطلقها على المساجين العسكريين السوريين العاملين لباقي المساجين) تحمل الطبق الذي علت وجهه بضع حبات من الصنوبر واللوز مع الارز، فيما حمل آخر وعاء من خمسة فراريج لمئة وخمسين معتقل(!).

فقال أحدهم للآخر:

- "هودي المناي... بدن ياكلوا رز ولحمة، وهم قتلة ومجرمين ما بحبوا الرئيس ... لازم يأكلوا خر.. مو هيك؟ حرام خليهم يذوقوا اللحمة شي مرة .

- "شوف شو بدن ياكلوا ! مد يده الوسخة وبدأ يفك أزرار بنطاله المهترىء الممزق وأخرج عضوه التناسلي وبال على الأرز ...شهقت... وخفت أن يكون قد سمعني! فسأل زميلي:

- "شو باك؟...

-لزمت الصمت في الأول.

- "وضعوا الطعام والاكل مبين طيب، رز ودجاج وصنوبر ولوز (أتتني فكرة لكي أهرب من الغداء) قلت لزميلي ليك شو حظي عاطل كل الليلة الماضية اتقيأ معدتي فارطة ما راح فيّ آكل.

فورا قال زميلي:

- "أتركها علي!

والله ثم الله، لم أقصد أن أطعمهم حصتي غير أنني لم أجرؤ إلى اليوم على ذكر ما حدث أمام أحد... فأكتب لتقرأوا... أدخلوا الطعام الى الزنزانة تقريبا كل السجناء تجمعوا لرؤية الرز والدجاج والتعليقات بدأت ياي شو طيب الأكل كمان صنوبر... يلا بلشوا بالتوزيع بربكم بلشوا... إلا انا شعرت بالقرف وبالحزن والأسى لما يصيبنا من ذل وإحتقار على أيدي الاوباش الصعاليك ليت مسؤوليهم يعرفون ماذا وكيف يعاملوننا.. لم يلاحظ أحد الفرق بالطعمة، وقد فقدنا جميعًا إنسانيتنا وحواسنا البشرية... فكيف بالذوق؟ وتساءلت كم من مرة أكلت وتلذلذت وحسبت (بولهم) انها مرقة دجاج او بهار صيني جديد. من دون ان الآحظ الطعمة".

 

ليبرمان: حزب الله يلعب دورا بارزا في قمع الأسد لانتفاضة الشعب السوري

نقلت "الاذاعة الاسرائيلية" عن وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله إن "إسرائيل لا تتوقع حدوث مواجهة على حدودها الشمالية"، لافتا الى ان "إسرائيل تتابع مجريات الأمور في الشمال ولكنه من الواضح أن "حزب الله" لا يزال منشغلاً بالدرجة الأولى بمجريات الأمور في سوريا ويلعب دوراً بارزاً في محاولات نظام بشار الأسد قمع انتفاضة الشعب السوري ضده". وحمل وزير الخارجية الاسرائيلي بشدة على "قيادات الوسط العربي في إسرائيل التي تلازم الصمت إزاء أعمال القتل والقمع الوحشية للنظام في دمشق بحق أبناء الشعب السوري". ووصف ليبرمان "قادة الوسط العربي بمجموعة من المنافقين وعملاء الإرهاب الذين يشكلون جزءاً من آلة سفك الدماء لنظام الأسد"، مشيرا إلى أن "هؤلاء القادة قد خانوا الأمة العربية ودولتهم كما خانوا المواطنين العرب في إسرائيل

 

مقتل ٧٢ عنصر من حزب الله منذ إندلاع الثورة السورية

نقلت فوكس نيوز الامريكيه عن مصدر امنى لبنانى أن قتلى حزب الله المشاركين فى قمع الثورة السورية بلغ  حتى تاريخه، 72 قتيل معظمهم فى حمص والزبدانى

 

 هل سيستبق حزب الله رحيل الأسد بانقلاب عسكري في لبنان؟

صالح القلاب/الشرق الأوسط

!هناك مخاوف لا تقتصر على اللبنانيين فقط، وإنما تتجاوزهم إلى العراقيين من غير أتباع إيران، وإلى بعض الأردنيين، بأن النظام السوري، الذي كان قد هدد مرارا بأنه سيُغرق المنطقة في الفوضى والعنف، سيلجأ - على طريقة الانتحاريين، إن هو أدرك أن نهايته قد اقتربت - إلى تصدير أزمته إلى الدول المجاورة، وبخاصة إلى لبنان الذي له فيه امتدادات أمنية متجذرة وأحزاب ليست عقائدية حليفة، ورأس جسر كبير هو حزب الله الذي هو صناعة إيرانية باعتراف زعيمه وأمينه العام حسن نصر الله.

ولعل ما يؤكد هذه المخاوف أن مهرجان يوم الأحد الماضي الذي أقامته بعض القوى السياسية وشاركت فيه بعض الاتجاهات السلفية الإسلامية، قد ووجه بمهرجان مناوئ في بيروت الغربية نفسها، أقامه حزب الله ومعه بالطبع بعض الأحزاب التي تشارك «شبيحة» نظام بشار الأسد في قمع الشعب السوري وإرهابه، والمعروف أن قاعدة التدخل السريع في جبل محسن في طرابلس في الشمال اللبناني، كانت قد أعلنت عن أنها جاهزة لتنفيذ أوامر دمشق بافتعال اشتباك مسلح مع حي التبانة المجاور الذي كل سكانه من المسلمين السنة.

ويتذكر هؤلاء الذين يبدون مخاوف حقيقية تستند إلى تجارب سابقة دامية، وإلى فهم فعلي لطبيعة النظام السوري وواقع الساحة اللبنانية، أن حزب الله اللبناني كان قد لجأ إلى مناورة بالذخيرة الحية في الثامن من مايو (أيار) عام 2008 عندما أرسل مغاويره، بمشاركة ميليشيات بعض الأحزاب اللبنانية المعروفة بارتباطها الوثيق بالمخابرات السورية، لاجتياح بيروت الغربية وإغراقها بالدمار والدماء والرعب، وتهديد بعض قياداتها، وبخاصة وليد جنبلاط وسعد الحريري، بالتصفية الجسدية.

لقد كان ذلك الاجتياح، الغاشم فعلا، بمثابة إثبات بأن التأثير السوري في لبنان أصبح أقوى مما كان عليه قبل ترحيل القوات السورية عن هذا البلد في عام 2005، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، وأيضا بمثابة تأكيد على أن حزب الله لا يسيطر فقط على ضاحية بيروت الجنوبية وبعض مناطق الجنوب اللبناني، إن ليس كله، وإنما على لبنان بأسره، وأنه صاحب الحول والطول، وأن كل قرارات هذا البلد بيده وليس بيد الدولة اللبنانية.

يومها - أي بعد ذلك الاجتياح الغاشم فعلا اهتزت تلك المعادلة التي كانت قد استجدت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، وبعد ترحيل القوات السورية عن لبنان في عام 2005 – أحس بعض القادة اللبنانيين بأنهم غدوا مكشوفين، وأن المساندين لهم من العرب قد تخلوا عنهم، وأن الأميركيين كعادتهم يقولون ولا يفعلون، وهذا جعل حزب الله يزداد عنجهية وغلوا، وجعل الحضور الإيراني في الحياة السياسية اللبنانية يزداد غطرسة، وجعل الخوف من سطوة أجهزة المخابرات السورية يعود ليستبد بالذين كانوا قد ذاقوا الأمرّين من تصرفات هذه الأجهزة التي كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في هذه «الدولة الشقيقة».

الآن وقد أصبح خيار نظام بشار الأسد: «إما قاتل أو مقتول»، فإن المخاوف من دولة حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، بل في كل مكان من لبنان، لم تعد تقتصر على مجرد احتمال قيام هذا الحزب - الذي كان اخترعه السفير الإيراني الأسبق في دمشق، محمد حسن أختري، ليكون رأس جسر لإيران على سواحل البحر الأبيض المتوسط، مثله مثل دويلة حركة حماس في غزة - باجتياح كاجتياح الثامن من مايو عام 2008، بل تتعدى هذا إلى قيام حسن نصر الله، وكيل الولي الفقيه في هذا البلد، بانقلاب عسكري يشاركه فيه الجنرال عون، الذي بقي يحلم بأن يصبح رئيسا «ولو على خازوق»، وتشاركه فيه بعض الاتجاهات المارونية المعروفة، بالإضافة إلى بعض الأحزاب السورية الولاء، مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تتحدث بعض المعلومات عن أنه يشارك أيضا، وإن بحجمه المتواضع، في قمع انتفاضة الشعب السوري المتواصلة والمتصاعدة.

وحقيقة فإن من يستمع إلى ما يقوله بعض كبار المخضرمين من الرموز الوطنية اللبنانية - ولا ضرورة هنا لذكر الأسماء - تترسخ لديه القناعة بأنه من غير المستبعد أن يلجأ بشار الأسد - مستندا إلى دعم إيران غير المحدود - إلى مثل هذا الخيار، وبخاصة أنه مع اشتداد ضغط هذه الثورة الشعبية المتصاعدة عليه وعلى نظامه، بات يتحدث عن التقسيم وبات يفكر في أن البديل في حال إخراجه من دمشق هو دولة طائفية عاصمتها «القرداحة»، لها امتداد طائفي نحو الجنوب، تزينه بعض الألوان الفسيفسائية من ساقطي بعض الطوائف، كالطائفة المارونية وأيضا الطائفة السنية.

إن هذه ليست مجرد هواجس وكوابيس، والمؤكد أن من يتابع تجليات المشروع الإيراني الاستحواذي في الشرق الأوسط والمنطقة، ومن بينها هذا التحالف الاستراتيجي، بأبعاد طائفية وللأسف، بين طهران ودمشق منذ انتصار الثورة الخمينية في فبراير (شباط) عام 1979 وحتى الآن، فسيجد أن تخوفات بعض رموز العمل الوطني اللبناني من المخضرمين من انقلاب عسكري يقوم به حزب الله ويكون واجهته الجنرال ميشال عون، مسألة غير مستبعدة في حال تيقن مرشد الثورة علي خامنئي، وتيقن هذا النظام السوري، من أن الثورة السورية منتصرة لا محالة، وأن إيران ستفقد ساحة رئيسية، وعليها أن تعوضها بالسيطرة الكاملة على الساحة اللبنانية لتبقى تحتفظ برقم مؤثر في المعادلة الشرق أوسطية.

ويبقى أنه على الوطنيين اللبنانيين وعلى القوى الوطنية اللبنانية - حتى وإن كانت مثل هذه المخاوف هي مجرد احتمالات ليس أكثر - أن تسارع لمواجهة هذه الاحتمالات بإنشاء جبهة تحالف وطني عريضة تضم «المستقبل» والجبهة التي يقودها وليد جنبلاط، وكل الأطراف المارونية الرافضة لأي هيمنة خارجية على لبنان، وأولها حزب الكتائب برئاسة الشيخ أمين الجميل، وحزب القوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع، وبالطبع حزب الأحرار، والكثير من الشخصيات الفاعلة من هذه الطائفة الكريمة، وإلى جانب كل هؤلاء ومعهم حركة «أمل» بقيادة الأستاذ نبيه بري، والكثير من رجال الدين وأبناء العائلات القيادية من الطائفة الشيعية، فالتحديات باتت كبيرة، والمسألة غدت خطيرة وجدية.

هذا بالنسبة للبنان، أما بالنسبة للعراق فإن المتوقع أن أول ما سيفعله الإيرانيون من خلال أتباعهم وأعوانهم وامتداداتهم الأمنية على الساحة العراقية هو تعطيل انعقاد القمة العربية في بغداد، إذا بقي نظام بشار الأسد قائما ومُنِع من حضورها، وفقا لقرار الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وهو تحريك نوري المالكي في حال سقوط هذا النظام السوري للقيام بانقلاب عسكري في العراق للهيمنة عليه، وليصبح الوضع الجديد في سوريا بين فكي كماشة إيرانية، الأول حزب الله ومن معه في لبنان، والآخر القوى والمجموعات الطائفية العراقية، وكل هذا ليتجسد الهلال الفارسي الذي تردد الحديث عنه كثيرا في السنوات الأخيرة على أرض الواقع.

ثم إن الأردن سيستهدف أيضا في حال سقوط نظام بشار الأسد، لكن هذا البلد - وهذه حقيقة - فيه عوامل صمود كثيرة وأولها تماسكه الداخلي، وثانيها قوة جيشه وأجهزته الأمنية، وثالثها علاقاته العربية، وبخاصة مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، المتينة والقوية، ورابعها علاقاته الدولية المميزة، وهذا كله سيجعله قادرا على استيعاب أي تحرشات من هذا النظام السوري وأي محاولات استهداف إيرانية

 

شقيق نائب "حزب الله" المتورط بالمخدرات لا يزال فارا

 كشفت أوساط أمنية للـ"أم.تي.في" أن شقيق النائب حسين الموسوي الذي شيّع "حزب الله" أنه أقدم على توقيفه في سياق التحقيق في فضيحة صناعة حبوب الكبتاغون المخدرة في حوزة دينية، لا يزال متواريا عن الأنظار.

حزب الله والمخدرات: نواب وقصور وفتاوى

هذا الأسبوع كشفت مجلة " الشراع" فضيحة تصنيع المخدرات في حوزات علمية تابعة لـ"حزب الله".

في الفضيحة ظهر إسم شقيق النائب حسين الموسوي كرأس لهذه الصناعة، وفيها ايضا، ظهرت فتوى عن الشيخ  محمد يزبك بأن تصنيع الحبوب المخدرة...حلال!

أمور كثيرة وردت في الرواية ، وهي رواية منسوجة من اعترافات لدى الأجهزة الرسمية المختصة.

كانت الأمور كلها محكومة بالسرية، ولكن مع انفضاح أمرها سارع "حزب الله" الى ادعاء البطولة...

ففي وقت ظهر أن هاشم الموسوي ، شقيق النائب الموسوي، متوار عن الأنظار كليا، قال "حزب الله" إنه هو من  اعتقله ووضعه لدى فرع من فروع جهازه الأمني.

الشبكة ضخمة جدا، وتتخطى أشخاص بذاتهم... وفضائحها أكبر من أن يتحملها بلد لو كان هذا البلد بلدا.

نستعيد رواية " الشراع"!

مما جاء فيها:

منذ حوالى الشهرين ضبط مكتب مكافحة المخدرات ماكنتين ضخمتين لتصنيع الكابتاغون في مرفأ طرابلس وتبين بأن هذين المصنعين مرسلين إلى شخص سعودي في لبنان فتم توقيفه واعترف بأنه يعمل لمصلحة الشيخ عباس الهزاع وهاشم الموسوي وبأن لهم شركاء من آل الزين في بلدة إيعات البقاعية، وفي الاسبوع الأول من شهر شباط/فبراير الماضي دهم مكتب مكافحة المخدرات البلدة المذكورة واعتقل 3 أشخاص من آل الزين، فاعترفوا بأنهم يعملون لمصلحة هاشم الموسوي وعباس ناصر ومحمد جعفر (شيخان)، وبأن هناك كمية كبيرة من مواد الخام للكابتاغون تبلغ 5 أطنان موجودة مع نسيب لهاشم الموسوي من آل خيرالدين في ايعات فتم اعتقال الأخير ومصادرة الكمية وأكد خيرالدين موضوع الموسوي وناصر وجعفر واعترف بوجود المصنع في حوزة أم البنين – الإمام الحسين في حي العسيرة.

قام مكتب المخدرات بمداهمة الحوزة المذكورة وفكك من داخلها معملين ضخمين كما قام برصد الشيخ عباس ناصر واعتقله في منطقة ضهر البيدر ومعه كيميائي مختص بتصنيع المخدرات وهو من منطقة مرجعيون الجنوبية.

عباس ناصر اعترف بوجود الآلات في الحوزتين وعددها 6 معامل قادرة على انتاج 100 الف حبة يومياً وبأنه قام بتهريب اثنتين منها ووضعهما عند مرافق عباس الموسوي المدعو حسين الموسوي والملقب بحسين المدينة في بلدة النبي شيت. بالاضافة الى المعمل الموجود في منطقة ((التيرو)) في صحراء الشويفات.

مكتب مكافحة المخدرات دهم المعمل الاخير واعتقل شخصاً من آل المقداد وفكك آلة ضخمة منه، وفكك معملاً آخر في منطقة حي السلم يقع في الطابق الثالث من مبنى يملكه ع. المقداد الذي أمنت له عناصر حزب الله الحماية ثم التهريب، كما تمت مداهمة مناطق بعلبك والنبي شيت لكن حسين المدينة تمكن من تهريب الآلات تحت حراسة وحماية عناصر حزب الله في المنطقة.

واللافت في الموضوع ان رائحة صفقة كانت قد فاحت من مداهمة بعلبك.

فمكتب مكافحة المخدرات قام بمداهمة قصر هاشم الموسوي في منطقة رأس العين – بعلبك متأخراً ساعتين بسبب ما قيل ان صفقة عقدت بين وفيق صفا ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن حيث تم إخراج شاحنة نقل ضخمة تحمل كمية كبيرة من المخدرات يقدر ثمنها بنحو ملياري دولار.

مليون حبة في معمل بريتال

ومن الاعترافات مع الموقوفين تبين وجود معمل ضخم جداً في منطقة بريتال قادر على تصنيع مليون حبة يومياً وهو ملك هاشم الموسوي وقد تم وضعه في منـزل المدعو علي فياض اسماعيل وشقيقه محمد فياض اسماعيل وهما مطلوبان بالكثير من مذكرات التوقيف والاحكام القضائية وقد ذاع صيتهما بعد اختطافهما لشقيق رجل الاعمال محمد زيدان والافراج عنه لقاء فدية كبيرة فقام مكتب المخدرات وبإشراف وفيق صفا بمداهمة بريتال وفكك الآلات العملاقة إلا ان الاخوة اسماعيل استطاعا الهرب.

ومن التحقيق لدى مكتب المخدرات مع المدعو عباس ناصر اعترف بكل ما اقترفه وقال بأنه قام مع المدعو هاشم الموسوي بالاستحصال على فتوى شرعية من الشيخ محمد يزبك بأن تصنيع هذه الحبوب وبيعها هو حلال. وبعد ايام على هذه الفضيحة، توسل "حزب الله" منبر " النهار" ليدعي بطولة.

جاء في خبر " النهار":علمت "النهار" ان جهاز أمن "حزب الله" أوقف قبل نحو شهر شقيق عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي، السيد هاشم الموسوي من بلدة النبي شيت (بعلبك) وأجرى معه تحقيقات كثيفة حول ثروة مالية مفاجئة "هبطت" عليه، وهو متهم بالاتجار بحبوب مخدرات من نوع "الكبتاغون".

وقدم النائب الموسوي بحسب المصادر، كل التسهيلات الى الحزب بغية كشف كل ما يقوم به شقيقه.

وهاشم رجل دين وضع العمامة على رأسه في الأشهر الاخيرة بعدما انهى دراسته في احدى الحوزات في بعلبك، وقد أجبره الحزب على خلع عمامته وعدم اطلاق لحيته. كذلك منعه من التعامل مع أي شخص من الحزب أو دخول مراكزه. وأبلغه بعد اطلاقه أن أسرته وشقيقه لن يتدخلا في قضيته ومن حق الأجهزة الرسمية الأمنية والقضائية ملاحقته وتوقيفه.

 

جنبلاط التقى جوبيه في باريس

 وطنية - 8/3/2012 - صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بيان اشار فيه الى "ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التقى وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه، في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس وعرض معه التطورات السياسية الراهنة في الشرق الاوسط".

 

كارلوس اده: لعدم تسليم النظام السوري اي لاجئ 

دعا عميد الحزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده في تصريح اليوم، "السلطات اللبنانية الى عدم الرضوخ الى الضغوط ورفض تسليم النظام السوري اي لاجيء عبر الى لبنان"، وقال: "هذا الوطن الذي طالما اعتبر ملجأ للمضطهدين فكريا وجسديا، لا يجوز ان يخسر هذه الميزة الانسانية الكبيرة، فالتاريخ والاحداث اثبتا ما هو مصير اي معارض يسلم الى النظام السوري، لانه مع هذا النظام ليس هناك أي قوانين أو أي حقوق او أي عدالة تحمي أيا منهم". وختم: "من المؤسف ان هناك عناصر في هذه الحكومة تريد تسليم النظام السوري معارضين لاجئين، عوض ان يعملوا لاسترداد الموقوفين اللبنانيين المفقودين في غياهب السجون السورية".

 

واشنطن تتعقب تحويلات أموال النخبة السورية .. المعلومات الاستخباراتية حول نظام الأسد ونواياه متبعثرة وليست مركزة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنه فى إطار البحث عن مؤشر على الانقسام فى الطبقة الحاكمة لسوريا، تتبعت الولايات المتحدة ما اشتبهت فى أنه نقل ملايين الدولارات فى حسابات أجنبية عن طريق النخبة التى لديها علاقات بالرئيس السورى بشار الأسد وقالت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته على موقعها الإلكترونى - إنه ومع ذلك يعد تدفق الأموال غامضا.. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لمسئولين استخباراتيين أمريكيين فهم لا يستطيعون تقدير الكم الإجمالي من الأموال ولا يزالون يحاولون تقييم ما تعنيه التحويلات: هل الدائرة المقربة من الأسد بدأت تضعف أم أن أثرياء سوريا يقللون فحسب من خسائرهم عن طريق استثمارات معينة؟ وأضافت أن الجهد الرامى لمعرفة معنى تحويل الأموال يؤكد إلى أى درجة لا يزال الكثير من جوانب الانتفاضة فى سوريا غامضا للمراقبين من الخارج ومن بينهم وكالات التجسس الأمريكية بعد عام من الجهود الداخلية الرامية للإطاحة بالأسد ونقلت عن مسئولين أمريكيين كبار قولهم " إن المعلومات الاستخباراتية حول نظام الأسد ونواياه متبعثرة وليست مركزة".

وقالت الصحيفة إن تكوين قوات المعارضة السورية وقدراتها لا تزال غير واضحة، وإن المحللين الأمريكيين غير قادرين على الوصول لاستنتاجات تقوم على أساس قوى بشأن أسئلة هامة ومن بينها ما إذا كانت القاعدة مسئولة عن سلسلة من التفجيرات وقعت فى سوريا فى الأشهر الأخيرة ونوهت الصحيفة إلى أن كبار مسئولى وزارة الدفاع الأميركية ذكروا أمس الأربعاء أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما صرح بالتخطيط الأمريكى المبدئى لتدخل محتمل فى سوريا فيما أكملت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون هذا التخطيط وإن كان هناك افتقاد إلى وجود الوحدة داخل المعارضة السورية وامتناع من جانب المجتمع الدولى ضد مثل هذه المهمة

 

 شمعون لـKataeb.org: سنوّزع كتاب التاريخ الحقيقي في مدارسنا كي لا يتعلّم اولادنا التاريخ "الغلط" وكابي ليّون "افلاطون عصرو

اشار رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون الى ان مشاركتهم كنواب 14 آذار في الجلسة التشريعية في 15 الجاري متعلقة بالاجواء السياسية المقبلة ، اي سنرى اذا كان نواب 8 آذار " راكبين على الحصان"، وسنقرر حينها، رافضاً خلال حديث الى kataeb.org كل الاتهامات التي يكيلها لهم فريق الاكثرية بأنهم يقفلون المجلس النيابي على خلفية رفضهم المشاركة في جلسة يوم الاثنين الماضي التي ُخصّصت لقوننة الانفاق الحكومي من خارج الموازنة، وقال:" يبدو انهم شاطرين كتير بالحسابات"، اذ نسيوا مَن عطّل المجلس النيابي في الماضي وأقفل ابوابه، وعلى ما يبدو انهم من آل الفرفور، مشيراً الى ضرورة ان تنتهي هذه القصة وتتم تسوية امور الناس لان هذه الفذلكات التي تقوم بها قوى 8 آذار لا تفيد وهي " بلا طعمة "، ولقد اعتدنا عليهم وعلى أفعالهم ، فهم يديرون " دينة الجرة" كما يريدون. وعن قول النائب نبيل نقولا بأن الاصلاح لن يتحقق إلا عندما يمثل الرئيس فؤاد السنيورة امام القضاء، علّق شمعون ضاحكاً:" للحقيقة نبيل نقولا " فيلسوف عصرو"، وهو كالعادة يطلق الاتهامات قبل ان يتأكد منها، لكن اعتبر ان هذه المسألة مثل غيمة صيف، والافضل ان يتوّضح كل شيء قبل إطلاق الاحكام".

وعن رأيه بالانقسام السياسي الذي شهده وسط بيروت يوم الاحد من خلال اعتصامين الاول يدعم إنتفاضة الشعب السوري والثاني يؤيد النظام السوري، قال بسخرية: "المشهد كان راقياً جداً من خلال الاعتصامين والمستوى عظيم، فلم نرَ علماً لبنانياً واحداً ،وكان من الافضل ألا نرى ذلك لان الاعتصامين لا يستأهلان ان يحويا هذا العلم".

وحول دعوة السفيرة الاميركية الحكومة اللبنانية الى حماية النازحين السوريين والجيش السوري الحر، اشار الى انهم كقوى 14 آذار يؤيدون كل موضوع انساني، والفريق الآخر عمل من الحبة قبة، وكبّروا المسألة كثيراً ووجّهوا  لنا الاتهامات بأن فريقنا يموّل الجيش السوري الحر بالاسلحة وهذا ليس صحيحاً، ونقول لهم:" في حال وجدتم اسلحة في حوزتهم مقدمة منا كمعارضة عندها عليكم ان تحاسبوننا"، لكن كل هذه الاتهامات باطلة.

وعن رأيه بإنقسام كتاب تاريخ لبنان وبما قاله وزير الثقافة كابي ليون بأن ثورة الارز لن تُذكر في الكتاب، سأل شمعون:" ولماذا كل هذه الضجة؟، هم لا يريدون ان يذكروا التاريخ الحقيقي في الكتاب ونحن لا نريد ان نذكر التاريخ المزيف، فليوّزع الكتاب في مناطقنا بحسب حقيقة ما جرى وهذا ما سوف نفعله، اذ سنوّزع كتاب التاريخ الحقيقي في مدارسنا  كي لا يتعلّم اولادنا التاريخ "الغلط" ، وعن موقف كابي ليون قال:" من خلال رأيه هذا اعتقد انه " افلاطون عصرو" .

 

مروان حمادة: ذاهبون الى التحرير في سوريا.. ولبنان سيتنفس الصعداء 

استنكر النائب مروان حمادة أن "يسرح السفير السوري في لبنان ويمرح على هواه، ويطلق تصاريح من هنا وهناك يتطاول فيها على القوى السيادية من دون حسيب أو رقيب، ويتهم فئة محددة من اللبنانيين بتأجيج الصراع في بلاده، كل ذلك بتغطية واسعة من الممانعين المزيّفين وبعض من هم في سلطتهم"، معتبرا أن "الانحدار في مستوى التخاطب لدى هذا السفير مرده الى عدم وجود سلطات توقفه عند حده، بحيث أصبحنا في حارة "كل مين إيدو إلو". وأسف حمادة لأن "البلد متروك ولم يبقَ منه شيء يدل على أن هناك دولة أو مؤسسات، فهذا السفير لم يترك هو ونظامه حرمة إلا وارتكبوها بحقنا وبحق أولادنا وبلدنا، ومع هذا نتمنى على السفير السوري ان يتوقف عن تحويل سفارته الى مركز للمخابرات او فرع للسجون وأقبية التعذيب السورية"، مؤكدا "أننا لا نطالب برحيل هذا السفير من لبنان فقط، بل بترحيله فورا وإغلاق السفارة اللبنانية في دمشق اليوم قبل الغد". وجزم حمادة أن السفير علي "ومن خلال ممارساته الكيدية والخاطئة قد شوّه معنى السفارة التي لطالما نادينا بإقامتها هنا، والتي توخينا بها خيرا عندما أنشئت، ولكن سرعان ما تحوّلت هذه السفارة في بيروت الى زنزانة تابعة لعنجر"، مؤكدا "أننا ذاهبون خلال المرحلة المقبلة الى التحرير في سوريا والعالم العربي، ولبنان خصوصاً سيتنفس الصعداء". وخلص حمادة إلى القول إنه لا يزال "يعوّل على ما تبقى من ضمائر لبعض اللبنانيين من اجل كف أذى السفير السوري عنا، وإلا فإن التاريخ والحاضر لن يرحمهم وسيضعهم في خانة المتآمرين على بلد عانى الكثير من الويلات على مدى 40 عاما جراء الممارسات التي انتهجها النظام السوري في لبنان". وقال: "كما التشبيح الميداني في سوريا، كذلك الأمر بالنسبة إلى التشبيح الديبلوماسي المستمر في بيروت، والذي بدأ بخطف الوطنيين السوريين والتهويل على الوطنيين اللبنانيين، وأيضا محاصرة النازحين الذين تركوا قراهم وبلداتهم وأحياءهم في سوريا هرباً من بطش وقصف النظام هناك"، لافتا إلى أن علي "يحاول ان يجعل الدولة اللبنانية تكمل العمل الاجرامي الذي تقوم به قوات الاسد في سوريا". وطالب حمادة السفير السوري ومن لهم وزن في الحكومة الحالية "بتقديم تفسير كامل عن اختطاف المناضل شبلي العيسمي وبقية السوريين الذين تم اختطافهم في لبنان، لأن هكذا عمل لا يمكن ان يقوم به الا المجرمون المتأصلون بجرائم الإنسانية"، داعيا في الوقت نفسه الدولة اللبنانية إلى "سحب سفيرها في دمشق والتجاوب مع المبادرة العربية بالمقاطعة التدريجية لهذا النظام".

 

رئيس حزب "الاتحاد السرياني" ابراهيم مراد: الاتحاد السرياني يقاتل النظام السوري الفاشي.. وللتدخّل العسكري الفوري حمايةً لسوريا ومستقبلها 

سلمان العنداري/14 آذار

اعتبر رئيس حزب "الاتحاد السرياني" ابراهيم مراد ان "الحكومة اللبنانية التي أتت بإنقلاب مسلّح قام به "حزب الله" العام الماضي على الدستور وعلى منطق الدولة والمؤسسات بدعم سوري واضح، تراها مستمرة اليوم متحالفة مع النظام السوري وتغطي جرائمه المستمرة ضد الشعب الثائر المُطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية". مراد وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني, اعتبر ان "الحكومة تحوّلت الى اداة تحمي خاصرة النظام السوري تحت شعار النأي بالنفس وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، في وقت يحاول فيه البعض تضييعنا وتشويشنا بقضايا مستجدة، كمسألة الانفاق من خارج الموازنة وتبادل الاتهامات بالفساد والسرقة". ولفت الى ان "الاوضاع الاقتصادية وصلت الى حدّ الهاوية، والمواطن ملّ وتعب من يُنظّر عليه بالشعارات الكاذبة"، معتبراً ان "البلاد تتلهى بملف المليارات والانفاق من خارج الموازنة، في ما الوضع في سوريا يشتعل والناس تقتل كل يوم على يد النظام المجرم الذي يسفك الدماء دون احترام ادنى المعايير الانسانية والقانونية وعلى مرأى ومسمع من كل العالم".

وشدد على ان "حزب الاتحاد السرياني كان ولا يزال من اكثر الاحزاب المسيحية المتشددة حيال النظام السوري، والمعارضة لهذا النظام، لافتاً الى ان حزب الاتحاد السرياني السوري مشارك اساسي في الثورة السورية، وعضو في لجانا لمعارضة ، باعتبار ان عدد كبير من السريان في سوريا يتعرضون لاعنف اعمال القمع من قبل النظام منذ عشرات السنوات".

واشار الى ان "قيادة حزب الاتحاد السرياني في لبنان تنسّق مع الحزب في سوريا، ونحن نبذل قضارى جهودنا من اجل وضع خد للعنف المتسلسل والمستمر، ولحث الدول العربية والاوروبية على المضي قدماً في معاقبة هذا النظام الفاشي بدل الاكتفاء بالتصريحات الحجولة وبإصدار البيانات". وطالب بكل وضوح "بضرورة التدخل العسكري في اسرع وقت ممكن قبل حصول كارثة انسانية وجماعية في سوريا، لان استمرار القتل على هذا المنوال سيفجّر الامور ويُكبّر كرة الثلج"، لافتاً الى ان "الشعب نفسه يطالب بالتدخّل لحمايته من هذا الاجرام المتمادي والمستمر".

ورفض مراد منطق "الاقليات والاكثريات، وان سقوط النظام السوري سيؤدي الى اضطهاد المسيحيين والى سيطرة الاسلاميين على الحكم، مما يؤدي الى زيادة حدة التطرف والتعصب في سوريا والمنطقة، فاعتبر ان "المسيحي والمسلم جزء لا يتجزأ من التركيبة السورية، والارهاب الوحيد يكمن في ارهاب النظام السوري القمعي، وفي ممارساته".

واضاف: "نحن نترقّب التطورات في سوريا ونأمل ان ينتصر الشعب على الظلم والتبعية وعلى هذا النظام الهمجي، على امل الانتفاض وبزوغ فجر جديد في سوريا حرة ومتعددة تشارك فيها كل شرائح المجتمع من كل الفئات والاتجاهات والخلفيات والمذاهب". واكد ان "النظام يحاول تخويف الاقليات من المستقبل ومن الثورات والانتفاضات"، مؤكدا ان "ما يحكى عبارة عن فبركات اعلامية لم تعد تجدي نفعاً، لأن الشعب يعرف مصلحته جيداً، وقرر المضي قدما في معركة الحصول على كرامته وحقوقه". وعن مسألة النازحين السوريين وطريقة تعاطي الدولة اللبنانية معهم، ذكّر مراد المعنيين "كيف احتضن الشعب السوري النازحين اللنبانيين عام 2006 ابان حرب تموز" مُطالباً اياها " بالقيام بكامل واجباتها ومسؤولياتها وباغاثة اللاجئين من الناحية الانسانية وتأمين كل المستلزمات لهم".

واعتبر ان "قوى 14 آذار مُقصرة بحق اللاجئين السوريين وبحق الثورة السورية، اذ لا يجب الاكتفاء فقط بالمواقف السياسية، بل يجب التعاون والتضامن مع اهلنا في سوريا الموجودين في لبنان عبر زيارة المخيمات واماكن سكن النازحين وتقديم المساعدات العينية والصحية والطبية بما تيسّر". واضاف:"لا بد من الجميع ان يتذكر ان بيروت كانت السباقة والرائدة في اطلاق الربيع العربي في الشرق، وبالتالي لا بد من مناصرة اي ثورة شعبية محقة، ومتابعة اوضاع سوريا، على امل ان يكتمل هذا الربيع ببناء دولة القانون والمؤسسات البعيدة كل البعد من منطق الميليشيات المسلحة والدويلات المتفلتة من اي قانون" .

وعن مواقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط تجاه النظام السوري، قال مراد: "كلنا نعرف ان النائب جنبلاط لم يترك حركة 14 آذار على الاطلاق، فهو بقي وفيّاً للمبادىء التي طرحتها هذه الحركة التحررية، وخروجه منها عام 2009 جاء بعد ضغوطات عديدة تعرض لها، كادت ان تطيح بالسلم الاهلي وبالاستقرار، الا انه سيعود قريباً وفي اي وقت، ومواقفه خير دليل على هذا التغيّر".

* موقع 14 آذار

 

آكي": خلافات خمسة زائد واحد حول ايران أرجأت اجتماعات الوكالة الذرية

المركزية- أعلنت وكالة "آكي" الايطالية نقلا عن مصدر دبلوماسي غربي أن خلافات بين مجموعة خمسة زائد واحد، أدت إلى ارجاء اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية اليوم.

وأوضح أن المجموعة أخفقت فيما يبدو في التوصل إلى موقف موحد ازاء التطورات المتعلقة بالملف النووي الايراني، ولاسيما عرض ايران استئناف الحوار، وقبولها استقبال وفد من مفتشي وكالة الطاقة الذرية في أحد المواقع العسكرية الايرانية.

 

ماكين: سقوط النظام السوري سيكون ضربة لـ"حزب الله" ويسمح للبنان أن يكون حرا

شدد السيناتور الاميركي جون ماكين على ان "سقوط النظام السوري ستكون ضربة كبيرة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان وسوف يسمح لهذا البلد بأن يكون حرا ومستقلا ولكن الجانب المهم هو ان النفوذ الايراني في المنطقة ككل سيتواءل بشكل جذري". وردا على سؤال، اشار ماكين في حديث لقناة الجزيرة الى ان "أولويات الولايات المتحدة مساعدة الناس حيثما استطعنا للحيلولة دون وقوع اي مجازر عليهم، وهناك احصاءات تقول ان 7 الاف سوري تمّ ذبحهم، ونأمل في أن يتم وقف هذا الامر، ونسمح للشعب السوري ان يقرر مصيره".

 

إسرائيل تضع علامات الجدار الفاصل بين كفركلا والمطلة

قوة إسرائيلية تحدد نقاط بناء "الجدار الفاصل" مع لبنان. (NOW Lebanon)

أفاد مندوب "NOW Lebanon" أن دورية إسرائيلية مؤلفة من ثلاثين جندياً بينهم فرقة هندسية للعدو شوهدت مقابل "بوابة فاطمة" على الحدود الجنوبية وهي تقوم بوضع علامات في المكان الذي تعتزم إسرائيل بناء جدار عليه يفصل بين بلدة كفركلا اللبنانية ومستوطنة المطلة الإسرائيلية، وسط حماية من جنود العدو وسياراته العسكرية، في حين شوهد على الجهة المقابلة عناصر من الجيش اللبناني وقوات الـ"يونيفل" يراقبون الأعمال الاسرائيلية في المقلب الآخر من الحدود. وترافق ذلك مع تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق مناطق مرجعيون وتبنين وبنت جبيل والنبطية وإقليم التفاح، حيث نفذ غارات وهمية على علو منخفض مع تحليق طائرة استطلاع إسرائيلية. وقد أفادت مصادر ميدانية موقع "NOW Lebanon" أنه "بحسب المعلومات المتوافرة، يبدو أنّ إسرائيل قد حسمت قرارها ببناء الجدار الفاصل مقابل "بوابة فاطمة" وهي تنفذ حاليًا الاستعلامات اللازمة لذلك على الأرض مقابل بلدة كفركلا الحدودية".

 

إسرائيل تجري تدريبات استعدادا لضرب إيران/إعداد مطار عسكري ليكون بديلا عن مطار اللد

تل أبيب: نظير مجلي/وكالات

مع ارتفاع لهجة المعارضة لضربة عسكرية إسرائيلية لإيران، في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، كشف في تل أبيب، أمس، عن سلسلة تدريبات وإجراءات عسكرية لمواجهة «الحرب القادمة». وبدا منها أن الاستعدادات تأخذ بالاعتبار حربا، ليس على إيران فقط، بل على الجنوب اللبناني وعلى قطاع غزة أيضا. وعزت مصادر عسكرية هذه التحركات، أمس، إلى ما سمته «استعدادات لمرحلة ما بعد الربيع العربي والتغييرات التي تعصف بالمنطقة»، وقالت إن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة سيناريوهات عديدة جدا، بينها الحرب «تحت الأرض»، حيث باتت الخنادق والأنفاق ظاهرة عسكرية أساسية لدى إيران وحزب الله في لبنان وقطاع غزة الفلسطيني. وقالت صحيفة «هآرتس»، أمس، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات حرب لن يكون بمقدوره خلالها الامتناع عن مواجهات تدور رحاها تحت سطح الأرض. فتقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله يمتلك عشرات القواعد العسكرية المبنية تحت الأرض في لبنان، والتي يقود الحزب منها عملياته العسكرية ويصدر أوامره وتعليماته لجنوده، مع الاحتفاظ بمنظومات لإطلاق الصواريخ والراجمات من تحت الأرض. وكانت قد بدأت في خليج حيفا، شمال إسرائيل، عملية نقل مصانع كيماوية عديدة خصوصا مصانع غاز الأمونيا، إلى مواقع جديدة في النقب (جنوب إسرائيل)، خوفا من قصفها من قبل صواريخ إيرانية، علما بأن هذا الغاز سام. كما قررت شركة «إل عال» للطيران المدني، وهي كبرى شركات الطيران الإسرائيلية، إعداد مطار عسكري في النقب لاستخدامه في حال قصف مطار اللد، المطار الدولي الوحيد في إسرائيل. من جهته، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إلى البلاد قادما من الولايات المتحدة وكندا. وإزاء النشر الواسع في إسرائيل والولايات المتحدة بأن نتنياهو عاد بخفي حنين، وأنه لم يحقق أيا من مطالبه من الرئيس باراك أوباما، خصوصا في توجيه تهديد مباشر بالحرب على إيران، أصدر بيانا جاء فيه «إنني أرجع إلى البلاد بعد أن قمت بزيارة مهمة جدا للولايات المتحدة وكندا. تم استقبالي بدفء كبير ولنا أصدقاء حميمون كثيرون. نعود إلى الاحتفال بعيد بوريم (عيد المساخر) ونقرأ اليوم في سفر استير في التوراة عن تلك الأيام حين لم يكن اليهود أسياد مصيرهم ولم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم. اليوم نعيش في عالم آخر وفي عهد آخر. لنا دولة قوية وجيش عظيم. لم تختف التهديدات لكننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا. لنا أصدقاء كثيرون جدا يقفون دائما إلى جانبنا». وقد اعتبر هذا التصريح، محاولة منه للتخفيف من الفشل في تجنيد الرئيس أوباما، إلى جانب توجيه ضربة حربية إسرائيلية لإيران

 

نقل مصانع كيماوية من خليج حيفا إلى النقب وشركة «العال» تعدّ مطاراً بديلا في الجنوب

آمال شحادة/الحياة /أعلن في اسرائيل امس عن قرار بنقل مصانع «الأمونيا» من خليج حيفا الى النقب خشية تعرضها لقصف صاروخي في حال نشوب حرب، وذلك لاعتبار هذه المنطقة المعروفة باسم «خيميكاليم» الاخطر على سكان حيفا والمنطقة بسبب ما تحتويه من مصانع كيماوية سبق وتعرضت لخطر صواريخ «حزب الله» في حرب لبنان الثانية وهددت ما لا يقل عن ربع مليون اسرائيلي في حيفا والمنطقة المحيطة بها والمعروفة باسم «كرايوت». والى حين الانتهاء من بناء مصانع بديلة في الجنوب، بوشر العمل في حفر انفاق بعمق عشرات الامتار تبدأ من شمال خليج حيفا وتنتهي في طيرة الكرمل بهدف مد انابيب تحت الارض لنقل المواد الكيماوية والسامة والغاز من خليج حيفا بعيدا من خطر الصواريخ. وعلى رغم المصادقة على مشروع الانفاق من جهات مهنية عدة الا ان خبراء حذروا من ان نوعية الصواريخ التي تتضمنها التقارير الاستخبارية الاسرائيلية ويتوقع استخدامها في الحرب هي من النوع المتطور والقادر على اختراق الانفاق والوصول الى الانابيب. وفي هذا الجانب حذر مدير مجموعة «لنوقف الكارثة المقبلة» شمعون تسور من ان الاجراءات الحالية لإبعاد خطر انفجارات في المصانع الكيماوية في حيفا لن تحمي سكان المدينة والمنطقة من الخطر. ودعا الى عدم انتظار انهاء مشروع الانفاق ونقل هذه المصانع، مؤكدا ان المشروع لن يمنع الصواريخ من اختراق الانفاق واحداث انفجارات في الانابيب تحت الارض. الى ذلك قررت شركة طيران «العال» الاسرائيلية اتخاذ احتياطات امنية لحماية طائراتها باعداد مطار في منطقة «نفاتيم» في الجنوب لاستخدامه في حال تعرض مطار بن غوريون، المطار الدولي الوحيد في اسرائيل، لصواريخ ذات قدرة 2تدميرية عالية تشل حركة الطيران بشكل كلي.

 

التقدّمي يردّ على البعث بهجوم مضادّ وأوساط جنبلاط: تحالف بين "الممانعة" وإسرائيل

سمير منصور/بدا واضحاً من خلال الهجوم العنيف الذي شنّه حزب البعث على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط خلال التظاهرة التي دعا إليها دعما للنظام السوري "متصدّياً" لأخرى دعا إليها الشيخ احمد الاسير دعما لثورة الشعب السوري ضد النظام، انه، اي حزب البعث، حمّل جنبلاط مسؤولية تظاهرة الاسير، وعلى الارجح، على خلفية ان الدعوة إليها جاءت بعد ايام قليلة من زيارة لافتة قام بها للمختارة حيث عقد لقاء مع جنبلاط هو الاول من نوعه، وقد ساهم البعث من حيث لا يدري في "دعم" تلك التظاهرة وتسليط الاضواء عليها، أقلّه من خلال مسارعته الى التصدي لها بتظاهرة اخرى، في التوقيت نفسه وفي المكان نفسه: بعيْد ظهر الاحد الماضي في ساحة الشهداء، خلافا لآخرين مؤيدين للنظام في سوريا وفي طليعتهم "حزب الله" وحركة "امل" وحلفاؤهما، وقد تجاهلوها تماما، كما فعل آخرون مناهضون له مثل "الجماعة الاسلامية" و"تيار المستقبل" وقوى 14 آذار عموماً.

ومما زاد هذا "الدعم"، بل من خدمة تظاهرة الاسير، ذاك الهجوم وتلك الشعارات والهتافات والصور التي رفعت في تظاهرة البعث، في حين ان التظاهرة الاخرى، وعلى ما ورد في بعض وسائل الاعلام المؤيدة للنظام السوري ولقوى 8 آذار، كانت اكثر هدوءا وتنظيما وانضباطا، ولا سيما لجهة ضبط الهتافات والشعارات.

وما بين التظاهرتين، سجل وزير الداخلية مروان شربل "شعبية" عند الطرفين، وقد استقبلاه بالترحاب. هل هي سياسة "النأي بالنفس" ام سياسة العين البصيرة واليد القصيرة؟ أيا يكن الامر، فإن الرجل، وبشهادة سياسيين من كل الاتجاهات، تعامل بحكمة وهدوء مع "قطوع" ساهم في تضخيمه بعض الساسة والاحزاب وربما اعطوه اكثر مما يستحق!

وفي اعقاب الهجوم الحاد الذي شنّه البعث على جنبلاط في تظاهرة الأحد الماضي، عادت أوساطه الى التذكير بالبيان الذي سبقها "ليس من باب التبرير على الاطلاق بل من باب التذكير بالوقائع وعدم تضليل الناس"، وبأنه قد سارع، ومن خلال بيان لمفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي الى التمني بعدم التظاهر والاكتفاء باعلان الموقف السياسي من خلال وسائل الاعلام بعيدا من صخب التجمعات والتظاهرات، كما اوضح ان زيارة الاسيرة كانت بناء على طلب من بعض رجال الدين، وللتعارف "وهذه حدودها"، كما علم من اوساط مواكبة لتلك الزيارة ان الدعوة الى التظاهر كانت مقررة قبل زيارة المختارة، مع الاشارة الى ان "ابواب المختارة مفتوحة امام الجميع".

وتلفت اوساط جنبلاط الى ان "وجهة نظرنا معروفة حول حرية التعبير عن الرأي وحتى في موضوع حساس مثل الازمة السورية، هو موقف للتاريخ، وهذه الحرية يحميها الدستور والقانون"، والى ان "جنبلاط يفضل ان يكون التعبير عن الرأي بشكل حضاري ورمزي لأن المطلوب هو الموقف لا الحشد، وكل طرف يستطيع ان يحشد، وكذلك فإن الهدف في النهاية رسالة ايجابية تضامنية مع الشعب السوري، لا اكثر ولا اقل". وانطلاقا مما تسميه "زيف الممانعة"، وفي رد عنيف على رفع صورة وليد جنبلاط وتشبيهه بموشي دايان، تتحدث اوساط جنبلاط عن "تحالف خفي لمن يدعون الممانعة مع اسرائيل" لتخلص الى الاستنتاج ان "هذا التحالف هو ما يبرر ارباك المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة السورية وعدم تقديم الدعم الفعلي للشعب السوري في ثورته".

وعن موقفه من الجلسة الاخيرة لمجلس النواب وما اثاره من جدل تقول هذه الاوساط ان "ليس مطلوبا من وليد جنبلاط تقديم كشف حساب او فحص دم يومي على التزامه بالاكثرية النيابية الحالية وللتذكير، فإنه كان السبب الاساسي في تكوينها وآنذاك تحت شعار حماية السلم الاهلي والاستقرار، وقد انطلق جنبلاط في موقفه من الجلسة، من وحدة المعيار والانسجام مع النفس، بمعنى ان الحزب التقدمي الاشتراكي، كما اطراف آخرون، في الاكثرية الحالية، كانوا مشاركين في التوقيع على الـ11 مليار دولار على مدى ست سنوات كموازنات وزارات ورواتب موظفين وما شابه، لتسيير شؤون الدولة والناس، وهي مثبتة بمستندات وملفات، وكل ذلك لكون الموازنات العامة لم تناقش في مجلس النواب".

وحول ما تسميه "مزايدات التيار العوني" تقول اوساط جنبلاط: "لسنا في وارد البحث عما يرضي هذا الفريق او ذاك ولا عن تبرير مواقفنا لهذا الطرف او ذاك، ونحن نأخذ المواقف التي تنسجم مع قراءتنا لمصلحة الاستقرار والسلم الاهلي".

وفي رسالة الى "حزب الله" تشير اوساط جنبلاط الى انه "اذا كان هناك خلاف بين وليد جنبلاط والاكثرية النيابية الحالية حول قراءة الملف السوري وتداعياته، فهناك نقاط تلاق في اماكن اخرى كثيرة ابرزها الاتفاق على الوظيفة الدفاعية لسلاح المقاومة وحماية الاستقرار والوحدة الوطنية وعدم تعريض البلاد لأي مغامرة تتمثل في اسقاط الحكومة ولا سيما في هذه اللحظة السياسية الحاسمة بالذات. وفي هذا المجال فإن التحالف ثابت ومتين مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي".

 

إستنفار لـ"اليونيفل" في الوزاني بعد إجتياز إسرائيل السياج الشائك/بناء الجدار الفاصل بين كفركلا والمطلة الى الإثنين

المركزية- بعد التحركات غير العادية للجيش الإسرائيلي خلال ساعات ليل أمس وفجراً، حيث كانت دورية مشاة اجتازت ليلا السياج الشائك في إتجاه الضفة الشرقية لمجرى نهر الوزاني، بالتزامن مع تحركات آلية على طول الخط من الغجر وحتى الحماري، سجل صباح اليوم استنفار واسع لقوات "اليونيفل" المعززة في محور الوزاني، وعلى طول الخط الممتد من الوزاني وحتى الغجر، بحيث عملت الكتيبة الإسبانية بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني، على تسيير دوريات مدرعة مكثفة من بوابة فاطمة الى كفركلا وصولا حتى العديسة، وعملت على مراقبة الوضع في المنطقة المحتلة المقابلة التي شهدت تحركات إسرائيلية مكثفة لها علاقة بالاستعدادات الاسرائيلية لاقامة الجدار في الجانب الاسرائيلي المطل على بلدة كفركلا"، حيث تقوم جرافة اسرائيلية بحماية 30 جنديا بعملية تجريف مقابل بلدة عيترون الجنوبية وفي محاذاة الخط التقني". وفي هذا الإطار، أفادت مصادر أمنية "المركزية" ان اسرائيل ارجأت بناء الجدار الفاصل بين كفركلا اللبنانية ومستوطنة المطلة الاسرائيلية الى الاثنين المقبل ، مشيرة الى ان ورشا هندسية وعسكرية اسرائيلية انهت وضع نقاط الاستعلام والقياسات للجدار ومساحة عرضه وارتفاعه وطوله، على ان تبدأ الشركة الاسرائيلية حفر الاساسات لاعمدة الجدار لتكون بارتفاع اربعة امتار وعرض متر وعلى ان يكون الجدار بطول كيلومتر ونصف ويمتد مقابل مقابل بوابة فاطمة على الحدود وصولا حتى مرتفع العديسة وعلى ان يكون بين العمود والآخر داخل الجدار مسافة خمسين مترا، فيما يبلغ ارتفاع الجدار بين اربعة الى خمسة امتار حسب ارتفاع او انخفاض الارض التي سيقام عليها في الجانب الاسرائيلي المطل على الاراضي اللبنانية.

خرق الأجواء اللبنانية: وترافقت الإستعدادات الإسرائيلية مع تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي في الحادية عشرة والربع من قبل ظهر اليوم على علو متوسط، فوق قرى قضاء بنت جبيل والقطاعين الغربي والاوسط، وفوق منطقة جزين واقليم التفاح، على علو مرتفع. الى ذلك، أعلنت، قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان: "انه في السابعة والدقيقة العاشرة من صباح أمس، اخترقت طائرة استطلاع تابعة للعدو الاسرائيلي الاجواء اللبنانية من فوق الناقورة، ونفذت طيرانا دائريا فوق مناطق رياق، بعلبك والجنوب، ثم غادرت الاجواء في الثامنة مساء من فوق بلدة علما الشعب.

كذلك إخترقت طائرة مماثلة الأجواء اللبنانية في السابعة والدقيقة الخامسة والعشرين من صباح أمس من فوق بلدة الناقورة، ونفذت طيرانا دائريا فوق منطقة الجنوب، ثم غادرت الاجواء في الثالثة إلا ربعا من فوق بلدة رميش".

 

ممثــل بان زار منصور وغصن وشمعون و14 آذار

بلامبلي: مناقشة تقرير بان عن 1701 في 21 الجاري

المركزية ـ أعلن المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي ان مجلس الأمن الدولي يجتمع في 21 الجاري لمناقشة تقرير الأمين العام بان كي مون عن تنفيذ القرار 1701 ونوه بالاستقرار في الجنوب، مشددا على استمرار الهدوء وتعزيزه وأكد أهمية الحوار للمساعدة في حل الأزمات عموما.

قبل مغادرته الى نيويورك، حيث سيجتمع مجلس الامن الدولي لمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في شأن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701، جال المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان على بعض المسؤولين اللبنانيين وعرض معهم للتطورت المحلية والإقليمية.

في وزارة الخارجية: وبعد زيارته قصر بسترس حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور قال بلامبلي بعد الاجتماع: "لقد عقدت اجتماعا جيدا مع وزير الخارجية. وسأسافر بعد يومين او ثلاثة الى نيويورك، حيث سيجتمع مجلس الامن الدولي لمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة بخصوص تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 والذي كان من مواضيع البحث مع الوزير منصور، الذي يغادر بدوره الى القاهرة لحضور اجتماعات جامعة الدول العربية.

أضاف: "طبعا تحدثنا عن الازمة في سوريا وآثارها، وأهمية مهمة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان وجميعنا نتمنى لهذه المهمة التوفيق، وهذا مهم جدا بالنسبة الى المنطقة ككل".

وتابع: "في مناسبة "اليوم العالمي للمرأة" أعرب عن احترامنا لانجازات المرأة هنا في لبنان في مجالات الثقافة والاعمال وسواها، الا انني لاحظت في كل اجتماعات التعارف التي عقدتها، انني لم ألتق اي مسؤولة او وزيرة او زعيمة – امرأة. وتحدثنا قليلا عن التحضيرات لانتخابات العام 2013، والامم المتحدة تقوم عادة بدور فني – تقني بالتحضير لهذه الانتخابات. ونتمنى ان نرى مشاركة اقوى وتمثيلا أكبر للمرأة في المجال السياسي في المستقبل ان شاء الله، وهذا موضوع يخصنا جميعا في هذا اليوم".

* متى سيعقد مجلس الامن جلسته لمناقشة التقرير حول القرار 1701 ؟

ـ "حتى الان من المقرر ان يعقد في 21 الجاري ".

* ما رأيكم في الاجتماع الذي سيضم روسيا مع وزراء خارجية الدول العربية في اطار اجتماع الجامعة في القاهرة؟

ـ"مهم جدا، فالانشقاقات في المجتمع الدولي لا تساعد في حل الازمات عموما، خصوصا في هذه الازمة الكبيرة. الحوار مهم جدا، وهو من اهم الحوارات التي قد تقوم في هذا الوقت. وان شاء الله خيرا".

في وزارة الدفاع: كذلك زار ممثل بان اليرزة، حيث التقى وزير الدفاع الوطني فايز غصن وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش اللبناني و"اليونيفل"وتم التطرق الى مسألة ضبط الحدود اللبنانية السورية والمهام التي يقوم بها الجيش في هذا الشأن.

في السوديكو: وظهرا زار ممثل بان رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون، في مقر الحزب في السوديكو، في حضور وفد من 14 اذار ضم النائب صلاح حنين والنائبين السابقين فارس سعيد وسمير فرنجية، وكان عرض للاوضاع العامة في لبنان.

بلامبلي: بعد اللقاء قال بلامبلي: "اجتمعت بعدد من اعضاء الرابع عشر من آذار بعدما التقيت عددا من المسؤولين السياسيين، وكانت لي محادثات جيدة معهم، وانا اتطلع الى مواصلة الحوار مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها. هناك الكثيرون في لبنان يعملون على احقاق السلام في لبنان ما يعني لي متابعة العمل على احقاق سلام دائم في هذا البلد".

شمعون: من جهته، أشار شمعون الى ان "البحث تطرق الى التطورات في لبنان والمنطقة، والتصور الممكن لمستقبل لبنان ودوره بعدما ينجلي غبار الثورات في المنطقة"، معتبرا ان "لبنان سيلعب دورا رائدا شرط ان يتفق اللبنانيون في ما بينهم وان يشبكوا الايدي وان يعملوا في سبيل الديموقراطية والحرية واحترام الانسان، ولبنان رائد في هذه المواضيع".

وعن دخول مسلحين من سوريا دعا شمعون الى "عدم تكبير القصة"، وقال: "هذا امر يحصل باستمرار والدولة موجودة وتحاول القيام بما تستطيع. لبنان لديه دور انساني، ولا يمكنه ان يمنع مشردين يقتلون ويهجرون من منازلهم من الدخول الى اراضيه، وواجب كل مواطن لبناني القيام بكل ما يستطيع لمساعدتهم. نحن مررنا في ظروف صعبة ونعرف قيمة الخراب وعلينا ان نقوم بواجباتنا الانسانية"، مبديا اطمئنانه الى الوضع الامني في لبنان "لان القوات المسلحة اللبنانية قادرة على الحفاظ على الامن، لكن المهم ان تكون الفئات اللبنانية الاخرى ترغب في ذلك".

وعن التسوية بالنسبة الى الانفاق المالي من خارج الموازنة، قال: "مهمة مجلس النواب هي تأمين مصالح الناس وكفى خلافات، فالشعب هو من يدفع الثمن وليس النواب الذين عليهم ان يحققوا له هذه المصالح". وردا على سؤال، رفض شمعون اتهام المعارضة بالهروب من مجلس النواب، مؤكدا "وجوب اتخاذ موقف يحترم الحريات والرأي العام ولا يجعل من مجلس النواب مسرحا للروايات الخاصة والرخيصة".

 

الراعي التقى شارل رزق قبل توجهه الى الاردن وتلقى رسالة شكر من الحريري

المركزية- عرض البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في بكركي، مع المستشار السياسي للرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ للتطورات.

واشار الصايغ بعد اللقاء الى انه "نقل الى البطريرك رسالة شكر من الرئيس الحريري لايفاده ممثلا عنه للمشاركة في ذكرى احتفال 14 شباط وفي مناسبة اعلان وثيقة "تيار المستقبل" و"الربيع العربي".

واضاف: "عرضنا مختلف شؤون الساعة المطروحة في لبنان وخارجه، ولمست من غبطته حرصه على الوفاق والوحدة بين كل الفئات اللبنانية وبأنه فوق كل النزاعات السياسية انسجاما مع موقف البطريركية المارونية في التمسك بالثوابت الوطنية وبالدور اللبناني التقليدي في الحفاظ على الحرية والديموقراطية والاعتدال والقيم الانسانية في التعامل السياسي. وغبطته مدرك تماما خطورة المرحلة الحالية والموقف الذي يجب ان يتخذه اللبنانيون خدمة لوحدتهم ولقيمهم ولدور لبنان في منطقته وفي العالم".

ثم استقبل الوزير السابق شارل رزق وعرض معه الاوضاع الراهنة.

على صعيد آخر، يغادر البطريرك الراعي، بعد ظهر اليوم، الى الاردن ثم الى قطر في زيارة رعوية، على ان يعود الى لبنان بعد ظهر الثلثاء المقبل في 13 الحالي.

 

جنبلاط التقى جوبيه في باريس

المركزية- أعلنت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان "ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط التقى وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه، في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس وعرض معه للتطورات السياسية الراهنة في الشرق الاوسط".

 

زهرا: حذّر من منع دخول النازحين السورييـن وقال ان  التيار وضع نفسه والبلاد في مأزق

المركزية- ذكّر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا بان "موضوع انتشار الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية لضبط الحركة بين البلدين مطلب قوى "14 آذار" من أشهر"، محذرا من "استغلال هذا التوجه والمطلب السيادي لمنع دخول نازحين ظروفهم الانسانية والامنية تقضي ان يهربوا من آلة القتل. التي يحركها النظام السوري". واعتبر في حديث اذاعي ان "هذا الامر يجافي المنطق الانساني والتزام لبنان ميثاق الامم المتحدة وحقوق الانسان"، مشددا على ان "ضبط الحدود لا يجوز ان يتم عشوائيا في وجه الحالات الانسانية بل امام المسلحين فقط، وهذا مطلبنا الدائم".

من جهة اخرى، وردا على سؤال عن موضوع الانفاق من خارج الموازنة، رأى زهرا ان ""التيار الوطني الحر" وضع نفسه والبلاد في مأزق نتيجة اصراره على اطلاق الاحكام المسبقة وتصنيف الناس والادعاء انه اصلاحي ولاجل تغطية المخالفات الفاضحة التي يرتكبها وزراء "التيار"، وخصوصا في مواضيع ادارة المال العام". وختم "وزراء "التيار" يرفضون اي مراقبة عليهم على اساس انهم منزلون وملائكة، الحل يكون بوضع خط نهائي لاي انفاق من خارج الموازنة والعودة لاقرار الموازنات في مواعيدها، وهو ما لم تقم به الحكومة الحالية، الحكومة ليست في صدد اعلان الموازنة بل الاستمرار بمخالفة الدستور وادانة الآخرين في الوقت نفسه".

 

وهبي: شهداء ثورة الارز سعداء بـــالربيع العربي ولن نحاول التشفي من الآخرين اذا سقط النظام السوري

المركزية- اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب امين وهبي ان "وثيقة فريق "14 آذار" في 14 الجاري لن تأتي بأي أفكار من خارج الخط السياسي لهذا الفريق، والتي تتقاطع حول فكرة الدولة والدستور، وصندوق الاقتراع"، مشدداً على "اننا لن نحاول السعي للتشفي من الآخرين إذا سقط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وسيسقط"، ومعتبرا ان "سقوطه سيكون مكسبا للشعب السوري، وفرصة للبنان لأن نعود لبعضنا كلبنانيين".  ولفت في حديث لـ "اخبار المستقبل" إلى ان "وثيقة تيار "المستقبل" وقبلها كلمة الرئيس سعد الحريري في 14 شباط، والوثيقة المنتظرة لفريق "14 آذار" في 14 الجاري، تتمحور حول مبادئ وليس شروطاً، وقوة منطقنا تكمن بأننا لا نرضى لخصومنا ما لا نرضاه لانفسنا، ونحن نرضى ان نكون متساوين امام القانون"، مؤكداً اننا "لا نمارس الكيدية ولا التشفي ولا الانتقام، فهذه ليست طريق الخلاص للبنان، وكل من يريد ان يتشفى سيخسر، وسيخسر معه لبنان". وقال "عندما انحزنا إلى الربيع العربي، إنحزنا إلى مبدأ الحرية، أما في ما خص الوضع السوري، فإن ما يجري هو على أبوابنا، لذلك نحن حتما مع الشعب السوري في حريته، خصوصا وان هذا النظام لم يترك لبنان، ولو للحظة، وكلنا نعلم ذلك، حتى في تشكيل الحكومة اللبنانية الأخيرة"، مشيراً الى ان "كل شهداء ثورة الارز وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري سعداء في عليائهم لما يرونه اليوم في العالم العربي". اضاف "إن منظر العلم اللبناني يرفرف في ساحة 14 آذار، كان له أثر في ساحات الربيع العربي الذي كان له ايضا فضل علينا، لأنه اثبت بالملموس ان آلة القمع حتى عندما كانت تملك شيئا من الشرعية، لن تقف امام توق الشعوب إلى الحرية"، معتبرا ان "ما يقدمه الربيع العربي لنا في لبنان هو أنه لا بد من التوجه إلى الدولة المدنية، الحامية الوحيدة، وانه لا يمكن لأي طائفة ان تقدم اي ضمانات إلى اخرى، لأننا كلنا اقليات".  من جهة اخرى، نبّه وهبي الى ان "وضع الحدود اللبنانية - السورية مقلق"، وقال "بتقديري نحن كلبنانيين يجب الا نتخلى عن انسانيتنا، ونحن نرى من يجتاز الحدود في الليالي متخطيا الالغام، فمعظم الذين يجتازون هذه الحدود هم من العائلات والاطفال، وبالتالي على السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ان يلتزم حدود عمله".

 

نديم الجميل وسفيرة بلجيكا زارا عودة

المركزية- التقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس وتوابعها المطران الياس عوده في دار المطرانية، عضو حزب الكتائب اللبنانية النائب نديم الجميل الذي قال إثر اللقاء "زرت المطران عوده لأخذ بركته في فترة الصيام وفي هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد". وأكد أن "الدور الذي يجب أن نلعبه كمسيحيين ولبنانيين إن على الصعيد الوطني أو على صعيد المنطقة كلها، هو دور الإنفتاح والديموقراطية والحرية"، لافتا الى "عالم عربي جديد يرسم ولا بد من دور للمسيحيين بالتطلع نحو الحرية والديموقراطية والعدالة في كل هذا العالم العربي". سفيرة بلجيكا: كذلك استقبل المطران عوده سفيرة بلجيكا في لبنان كوليت تاكيت التي قالت "سررت جدا بلقاء المطران عوده وكان حديثي معه غنياً جدا حول لبنان، ماضيه ومستقبله"، معتبرة أن "الوضع هنا استثنائي وغنى لبنان مبني بشكل خاص على ثقافته وعلى قدرة جميع اللبنانيين على التحاور حول قيم البلاد وأهدافها ووحدتها كي يحظى جميع اللبنانيين بالازدهار".

 

سامي الجميل يطالب بتثبيت سعر البنزين وبوزارة للنقل تعنى بتنقلات المواطنيـن

المركزية- طالب المنسق العام لحزب الكتائب النائب سامي الجميل بتثبيت سعر البنزين عند حد مقبول وبإيجاد وزارة خاصة للنقل تعنى بشؤون المواطنين وتنقلاتهم. وقال في تصريح في المجلس النيابي:

حذر النائب سامي الجميل في تصريح في المجلس النيابي من مشكلة غلاء البنزين، وقال: "لا يمر يوم إلا ويزاد على سعر صفيحة البنزين 500 او600 او700 ليرة لبنانية"، مشددا على ان "هذا الامر غير معقول وغير مقبول"، معتبرا ان "غلاء المعيشة الذي يعاني منه اللبنانيون، اضافة الى الوضع الإقتصادي المزري، في غياب النقل العام، او حتى الآن لا يوجد نقل عام".

اضاف: "لا نستطيع تكليف اللبنانيين المزيد من الغلاء على صعيد البنزين"، مطالبا بـ"تثبيت سعر البنزين"، مذكرا ان الدولة "تتقاضى اليوم رسوما على كل صفيحة بنزين"، وقال: "عندما يرتفع سعر البنزين في الخارج نتمنى التخفيف من هذه الرسوم التي تقبضها الدولة، بشكل يبقي سعر الصفيحة ثابتا من أجل أن يرتاح اللبنانيون، على الأقل في هذا الموضوع بالشكل المناسب، من الآن حتى وجود نقل مشترك عام يليق باللبنانيين"، داعيا الى "تثبيت سعر صفيحة البنزين من الان حتى حصول هذا الامر، من اجل أن نحل هذا الموضوع لأنه من غير المقبول أن يرتفع سعر الصفيحة 600 الى 700 ليرة، في الوقت الذي تتقاضى الدولة رسوما أكثر من عشرة آلاف ليرة على الصفيحة. هذا أمر غير معقول". واشار الى ان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل "قال انه يقطع يده ولا يرفع سعر البنزين، فالمفروض اليوم أن يقطع ست أو سبع أياد، لأن كل يوم يرتفع فيه سعر البنزين 700 او800 ليرة"، متمنيا "أن يتم إيقاف هذا الموضوع في أسرع وقت، خصوصا ان هناك تحركاً للنقابات في هذا الاتجاه غدا وفي الأسابيع المقبلة، فلا يكفي ان نزيل الـ"تي.في.أ" عن المازوت، المطلوب تثبيت سعر صفيحة البنزين". وعن موضوع النقل، قال: "نحن نتحرك بهذا الإتجاه. فالمشكلة ان هناك وزارة أشغال عامة ونقل المفترض ان تهتم بالنقل بقدر ما تهتم بالأشغال. لكن لا يعطى أي أولوية لموضوع النقل، فنحن نطالب منذ فترة طويلة بانشاء وزارة للنقل، لانه لا يجوز أن لا يكون في لبنان وزارة للنقل، ولا يستطيع (وزير الأشغال العامة والنقل) غازي العريضي أن يهتم بكل أشغال لبنان وكذلك بالنقل"، مؤكدا ان "الأمور تحتاج الى وزارة للنقل، تضع برنامجا وخطة لوضع نقل مشترك يكون بكلفة ضئيلة، من أجل أن نتوقف عن الكلام عن بدل النقل ومشاكل البنزين"، مشددا على انه "طالما لا يوجد نقل مشترك، ستبقى قصة البنزين مشكلة أساسية، لأن من دون البنزين لا يستطيع اللبنانيون الذهاب الى أعمالهم أو الى المدارس".

 

""حزب الله" لن يقطع العلاقة مع جنبلاط لحاجة بقاء الحكومة"

حبيب: لن نقبل الكيل بمكياليين في "المليارات"

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري اعطى إشارات مختلفة في الأيام الماضية كانت احيانا متناقضة حول مسألة "المليارات""، لافتاً الى ان "الموضوع ربما مرتبط بتأزيم من قبل "التيار الوطني الحر" بدعم من "حزب الله""، مجدداً تاكيد ان لا "يمكن الكيل بمكيالين، فإذا كان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون يريد ان يعوّض ما فقده في الهمروجات الإعلامية فهذا صعب المنال". وقال في حديث اذاعي "اما عن كيفية صرف الـ11 ملياراً، فنرى ان القسم الكبير منها سحب للوزارات التي يشغلها افرقاء "8 آذار"، وحتى الوزراء الذين اعتكفوا عن الحضور للسراي الحكومي عندما كانت برئاسة فؤاد السنيورة، كانوا يداومون في وزاراتهم ويصرفون من الـ11 مليار، واتوجه إليهم بعدم التذاكي على الناس، وان الرأي العام اللبناني اصبح يدرك حقيقة المعارك الوهمية التي يقوم بها البعض". وعما إذا كان يتوقع خلافات داخل الحكومة، رأى ان "ما حصل في الجلسة الأخيرة من انشقاقات وموقف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في ما خص مقاطعة الجلسة، كان الأحرى بالرئيس بري ونواب "حزب الله" ان يأخذوا الموقف ذاته، لأنهم كانوا موجودين في الحكومات المتعاقبة".

واشار الى ان ""حزب الله" يحاول إرسال رسائل الى جنبلاط بأنه غير موافق على مواقفه التي يعلنها في ما خص النظام السوري ومواقفه في الحكومة والمجلس"، مشدداً على ان ""حزب الله" لا يمكنه ان يقطع علاقاته مع جنبلاط لأنه يحتاج الى بقاء الحكومة، والنائب جنبلاط يريد ان يحافظ على الحكومة تجنبا للفراغ وعدم الدخول في متاهات يمكن الا يحتمل احد تبعاتها".

من جهة اخرى أسف حبيب "لتزايد اعداد النازحين ولطريقة التعاطي مع هذا الموضوع الإنساني"، لافتا الى ان "لجنة الدفاع النيابية ستعقد اجتماعا للنظر في كيفية التعاطي بحزم مع النازحين"، داعيا الدولة "إذا أرادت ان تنأى بنفسها عن الجانب السياسي، فلا تنأى بنفسها في الجانب الإنساني"، كاشفا عن "مئات العائلات التي دخلت الى البقاع ولم تتحرك الدولة لأجلهم، بل اقتصرت التقديمات على المبادرات الفردية".

 

المرعبي: سندعو اهالي عكار للعصيان المدني وعلى "المستقبل" تحديــد خياره من استقالتي

المركزية- أعلن النائب معين المرعبي ان أمام استمرار التهميش والحرمان عن منطقة عكار "لا يسعني الا أن أعيد النظر بالأمانة التي حمّلني اياها الشعب، وأن أطلب منه تحصيل حقوقه بيده من خلال عصيان مدني يقضي بعدم دفع فواتير الكهرباء أو المياه أو المستحقات الأخرى". وقال في حديث لـ"المركزية": تعتبر عكار منطقة محرومة على مر العصور منذ الاستقلال لغاية اليوم، ومع اصدار القانون 246 القاضي بدفع مليارين ومئة مليون دولار لكل المناطق اللبنانية باستثناء الشمال خصوصا عكار، طالبنا بضرورة تعديله الا اننا ووجهنا بالصد، مع اصرار في لجنة الاشغال النيابية على تهريبه، كما ان الافرقاء كانوا ضد انماء عكار واعطائها حقها". اضاف: "لا بد ان نقف في وجه التعاطي مع عكار بشكل غير عادل ورفع الصوت عاليا، خصوصا مع غياب أي مشروع تنموي عن المنطقة، من سدود او جسور أو طرقات أو جامعات وفي ظل انعدام المستشفيات ولوازمها والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي". ولفت الى ان النظر الى المنطقة بعين التهميش وعدم الاهتمام، يستدعي منا اطلاق صرخة مدوية لأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم لقيام خطة طوارئ لتنمية المنطقة واعطائها حقوقها. وقال: "تقدمنا بمشاريع عدّة الى الحكومات ولكن لم يتم العمل الجدي عليها، كما ان نواب المنطقة الحاليين تقدموا بمشروع قانون حول هذا الموضوع، مشيرا الى ان أمام استمرار التهميش والحرمان عن المنطقة لا يعني الا ان أعيد الأمانة الى الشعب، والطلب منهم تحصيل حقوقهم بيدهم من خلال عصيان مدني يقضي بعدم دفع فواتير الكهرباء أو المياه أو المستحقات الأخرى". ولفت الى ان على تيار المستقبل ان يحدّد خياره من هذه الاستقالة، خصوصا ان هذا الأمر طرح في مجلس النواب على 14 آذار كما على 8 آذار، وما نريده هو ان يتحمل النظام اللبناني مسؤوليته وهو لم يستطع أن يؤمن التوازن او العدالة الاجتماعية او الانمائية. وعن النزوح السوري قال: لا يسعنا الا ان نفتح منازلنا امام الاهالي النازحين، مشيرا الى ان الهيئة العليا للاغاثة ووزارة الشؤون بدأتا بعمل مميز، الا ان عمل الهيئة تراجع فيما بعد نتيجة عدم دفع وزارة المال المبالغ المقررة، محمّلا الحكومة ووزارة المال والمعنيين المسؤولية، ومتمنيا على رئيس الحكومة ووزير المال وأمين الهيئة العليا للاغاثة ان يتم التعاون بهذا الموضوع ومعالجته بأسرع ما يمكن. وأثنى على دور الجيش في ايصال المساعدات بالتعاون مع الهيئة العليا للاغاثة عبر مروحيات الى المناطق التي نزحت اليها عائلات سورية. وبالنسبة الى الحدود اللبنانية- السورية قال: "قام الجيش بتركيز نقاط عند هذه الحدود، ما أدّى الى تقليص الممارسات المشبوهة بشكل كبير، ونقدر له هذا الدور".

 

احموا النازحين السوريين

علي حماده/تسارعت الاحداث والمآسي في سوريا حتى بات مشهد النازحين من المدن والقرى المحاصرة التي تتعرض لكل أنواع القصف مألوفاً، بحيث تتزايد وتيرة نزوح السوريين الهاربين من دموية النظام في كل اتجاه. ففي الاردن أرقام تصل الى الأربعين ألفاً. وفي تركيا خمسة وعشرون ألفاً وأكثر، وفي لبنان تجاوزت الأعداد العشرة آلاف منذ مدة، وترتفع يوماً بعد يوم مع استمرار الحملة العسكرية على قرى محافظتي حمص وحماه. في الاردن وتركيا جرى استيعاب أعداد كبيرة من النازحين من دون إشكالات، بفعل مناصرة الشعبين الاردني والتركي للثورة وتعاطفهما مع المضطهدين في سوريا. أما في لبنان، فمنذ البداية ارتبكت الحكومة بفعل وجود أكثرية فيها تناصر النظام وتعادي الثورة في سوريا. وبالفعل، شهدت الأشهر الماضية تواطؤاً من الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية مع المخابرات السورية، كما ان الحكومة ما فعلت شيئاً  لافتاً لاستيعاب مشكلة النازحين، ومن ضمنهم ناشطون هاربون من موت محتّم في سوريا. وحدها الهيئات الأهلية وبعض القوى السياسية المؤيدة للثورة أمنت بيئة حاضنة للنازحين في الشمال والبقاع الاوسط، وحمت الناشطين من خطر الخطف أو الاعتقال. ومع ذلك حصلت أعمال خطف لناشطين وبقيت محدودة نظراً الى استعداد القوى المؤيّدة للثورة لمواجهة كل تواطؤ أو عمل أمني يخدم نظام بشار الأسد. غير أن وجود بيئة شعبية حاضنة للنازحين والناشطين ما عاد يكفي، فالأعداد كبيرة وفي تزايد مطرد، والفريق المؤيّد للنظام متوتر جداً لأن الحقائق على الأرض تشير الى ان تفوقاً عسكرياً للنظام لا يكفي لحسم معركة ضد الثورة، فالحملات العسكرية، على دمويتها، لم تفرمل الحالة الثورية في البلاد، بل ضاعفت من زخمها، وخصوصا مع تزايد القتل والإعدامات والاعتقالات واجتياح مدن وقرى بأساليب جيوش الاحتلال. واليوم ليس مطروحاً بالنسبة الى لبنان أن تبنى مخيمات على نسق المخيمات التركية، بل المطلوب اجتراح صيغة توازن بين الاستيعاب في المناطق كافة، وتأمين الدعم الانساني الضروري من مأكل وملبس ومدرسة تتعاون فيه الدولة اللبنانية مع دول وجهات داعمة، مثل دول مجلس التعاون الخليجي وهيئات الاغاثة الدولية. فاستمرار الوضع على ما هو في سوريا سيرفع عاجلاً أم آجلاً أعداد النازحين الهاربين من إجرام النظام هناك وبالتالي أصبح من الضروري وضع آليات لمواجهة المرحلة المقبلة وعدم ترك أهلنا النازحين السوريين من دون عناية حقيقية. أما في ما يتعلق بالناشطين، فالمطلوب من الحكومة ومن الأسلاك الأمنية والعسكرية، التي ما يزال بعضها يتلقى الأوامر من المخابرات السورية، التنبه جيداً للعواقب الوخيمة التي يمكن ان تنشأ عن أعمالها. فنحن لا نريد ان يكون لبنان منطلقاً لأعمال أمنية أو عسكرية، لكننا لن نقبل بإسكات الأصوات المعارضة من أرض لبنان، وقوتنا هي تأييد معظم اللبنانيين للثورة ضد بشار الأسد.

 

تسليح "الجيش الحر"

إيلي فواز/لبنان الآن

سخرت قناة "المنار" من وليد جنبلاط غداة سقوط حي بابا عمرو في يد قوات الاسد، وتشبيهه بستالينغراد التي اوقفت المد النازي الى قلب روسيا. نعم انتشت "المنار" للخبر وكأن سقوط الحي اشبه بتحرير القدس، في ازدراء تام لحرمة المأساة الانسانية التي يجسدها هذا الحي. ولكن لما كل الاستغراب؟ الم يكن هو الشعور نفسه الذي دفع تلك الفئة بالذات غداة اغتيال النائب جبران تويني الى توزيع الحلوى في الشوارع إعرابا عن فرحها بهذا العمل الاجرامي؟ كان الشعور انذاك عند تلك الفئة، وما زال على ما يبدو، ان القتل ليس له عقاب، وكأن تجاهل المحكمة خاصة بلبنان قد يلغي قراراها الاتهامي الذي يشير بوضوح الى الجناة. حبذا لو يتعلمون من التاريخ.

بابا عمرو التي تفتخر "المنار" بسقوطه لا يعدو حيا صغيرا حوصر وقصف بوحشية وسادية على مدى اسابيع، لطالما تذوقناها نحن اللبنانيون على ايدي الاسد الاب والابن، حتى يتسنى لكتيبة ماهر الاسد دخوله والتفوق على جماعة قليلة التسليح والعديد. طبعا هذا "الانجاز العظيم" لم يكن ليحصل لو لم يسبقه انسحاب  لكتيبة الاسد الرابعة من الزبداني المحاصرة ايضا، والتي يعاني اهلها من انقطاع في المياه والاكل، والتي ما زالت تقاوم وتنتظر غزوة شبيحة الاسد. ترافقت الاحداث تلك مع اعلان نية الدول الداعمة للثورة السورية وعلى رأسها قطر والكويت مد الجيش السوري الحر بالمال والسلاح.

ماذا يمكننا الاستنتاج من شريط الاحداث هذا؟ اولا ان الكتائب الموالية للاسد لا يسعها القتال على اكثر من جبهة في آن، فهي لتدخل حي بابا عمرو كان عليها الانسحاب من الزبداني. هذا بالطبع مؤشر الى ضعف الموارد البشرية التي يمكن لنظام الاسد الاعتماد عليها في عمليات الابادة، مما يعزز فرضية وجود مقاتلين من ايران و"حزب الله" للدعم والمساعدة. ثانيا ان قوات ماهر الاسد لا تستطيع تحمل التكلفة البشرية لاجتياح المدن الثائرة من درعا الى حمص الى الزبداني الى حلب وغيرها من المدن السورية، لذا تراها تعمد الى سياسة الارض المحروقة من خلال القصف الوحشي على المدنيين واحيائهم، وقطع الامدادات الانسانية عنهم لاجل دفع الجيش السوري الحر الى الانسحاب من تلك الاحياء والمناطق رغبة منه في التقليل من الخسائر الفادحة في الارواح، وهو ما حصل مع بابا عمرو.

من هنا اهمية قرار بعض الدول العربية دعم الجيش السوري الحر بالعتاد والمال، فهذا الامر سيكون له تداعيات على مجريات المعارك في سوريا، لان دعم تلك الدول سيشجع حتما اكبر عدد من افراد الجيش النظامي السوري الى الانشقاق والالتحاق بالتالي بقيادة الجيش السوري الحر، مما قد يمكنها من فتح اكثر من جبهة سيكون من الصعب بل من المستحيل على كتيبة ماهر الاسد مواجهتها كلها في آن. طبعا التسليح الدقيق لعناصر الجيش السوري الحر سيعيق تحرك وتقدم الدبابات الى داخل الاحياء التي يتمترس فيها مقاتلي الجيش السوري الحر.

من الواضح ان الحل العسكري لم يكن يوما لصالح بشار الاسد، وان سقوط حي بابا عمرو بالتالي لم يكن ابدا سقوطا للجيش السوري الحر، ولا ضربة قاضية للثورة السورية، بل هو اضاء على نقاط الضعف لدى الالة العسكرية لآل الاسد. فحتى الساعة ما زالت مدينة حمص تتعرض للقصف حتى بعد سقوط الحي الستالينغرادي.

بالمحصلة لا الاستفتاء المهزلة على الدستور الذي قام به النظام، ولا الادانات الغربية للاسد، ولا الفيتو الروسي او الصيني استطاع ان يضع حدا للحرب العبثية لنظام الاسد على شعبه. للاسف لا افق حل سياسي لازمة سوريا، لن ينفع سيناريو اليمن هناك، وحده السلاح في ايدي الجيش السوري الحر يستطيع ايقاف المجازر وايجاد الحل لمأساة الشعب السوري.

 

ماذا يخيف إسرائيل: إيران أم السلام؟

حسان حيدر/الحياة

التمثيلية المملة ذاتها تتكرر كل سنة مع انعقاد مؤتمر مجموعة الضغط اليهودية الاميركية «آيباك»: بنيامين نتانياهو، أو اي رئيس لوزراء اسرائيل، يبدي استياءه وامتعاضه من الدور الكابح الذي تلعبه الولايات المتحدة لمنع الدولة العبرية من توجيه ضربة عسكرية الى ايران، وباراك أوباما، أو اي رئيس اميركي آخر، لا يجد وسيلة لتهدئة خاطر حليفه وتخفيف «إحباطه» سوى تقديم المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية لاسرائيل وتجديد التزامه بأمنها «المقدس» والإحجام عن اثارة موضوع السلام وحل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني.

هذه المرة وصلت مبالغات الطرفين حداً قياسياً لأنها سنة الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يتوسل فيها اي مرشح اصوات الجالية اليهودية ومحبي اسرائيل، فتبادل الرجلان عبارات الإطناب والمديح والثناء بلا حساب، لان نتانياهو يريدنا ان نصدق ان ايران تشكل خطراً على مستقبل دولته، ولأن أوباما يريدنا ان نصدق انه يصدقه.

تحتاج إسرائيل دوماً إلى أعداء، لأن السلام لا يريحها ويتناقض مع طبيعة وجودها. وعندما جاهر العرب برغبتهم في السلام وأطلقت قمة بيروت في 2002 المبادرة العربية، كان لا بد ان يفتش الاسرائيليون عمن يكسر معادلة الارض مقابل السلام المحرجة. والتفتيش لم يكن صعباً: سورية وإيران كانتا جاهزتين تحت مسمى «الممانعة»، للانقضاض على الإجماع العربي من داخله وخارجه، وتبرير الرفض الاسرائيلي. وبالتأكيد، ردت اسرائيل الجميل للنظام السوري ولا تزال تزكيه وتحض على ابقائه، لكنها ايضا قدمت خدمات جليلة لايران بالمبالغة في تصوير خطر هذه على أمنها، وتباري مسؤوليها في ابداء القلق من برنامج ايران النووي وكأنه موجه ضدها بالذات. وحققت تل ابيب بذلك مجموعة اهداف، أولها ابتزاز اميركا والعالم بتقديم نفسها ضحية مهددة بالزوال وتحتاج الى مساعدات دائمة وتقنيات عسكرية متطورة، وثانيها رفض اي حديث عن التسوية مع الفلسطينيين لان انشغالها بالتهديد الايراني لا يسمح لها بتقديم «تنازلات»، وثالثها تظهير صورة ايران في مواجهة العرب عبر الترويج بأن قوة طهران العسكرية المتنامية تهدد وجود اسرائيل وليس هدفها السيطرة على الخليج العربي وإرهاب دوله والتدخل في شؤونها.

تخشى اسرائيل ان يلزمها السلام الفعلي مع العرب بإقرار حقوق الفلسطينيين ويضطرها الى تلبية متطلبات العيش في حدود آمنة، مع ما يعنيه ذلك من تغيير في تركيبة نظامها الاقتصادي والعسكري.

أما إيران، التي لم نسمع انها اطلقت رصاصة واحدة على اسرائيل، فتكتفي بتصريحات التهويل والعنتريات ضد اسرائيل، بينما عينها على الخليج وتلويحها دائم بإقفال مضيق هرمز ومنع الملاحة الدولية عبره. وعلى غرار ما فعلته حليفتها سورية في استخدام بعض الفلسطينيين أداة للتغطية على حقيقة مواقفها، تستخدم هي ذراعها العسكرية في لبنان، «حزب الله»، لخدمة هذا الابتزاز للعالم العربي واتهامه بـ «التقاعس»، فالحرب التي افتعلها الحزب في 2006 كان هدفها الالتفاف على الوضع الجديد الناشئ في لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري وسحب البساط من تحت اقدام التيار المتنامي المناوئ للنفوذين السوري والايراني فيه. إيران ليست اكثر تهديداً لأمن اسرائيل من حليفتها سورية التي حرصت منذ عقود على إراحة الخاصرة الشمالية الشرقية لـ «العدو» في الجولان المحتل، وما كلام اسرائيل عن خطرها الداهم عليها سوى ذر للرماد في عيون العالم.

 

جنبلاط قوة ثالثة توازن بين الأكثرية والأقلية وهل تتّفق الحكومة على حلّ لإنفاق المليارات؟

اميل خوري/النهار

أثبتت أكثرية الحكومة الحالية غير مرة أنها أكثرية متحرّكة وغير ثابتة لأن تركيبها تم بصورة اصطناعية وفي ظروف استثنائية بحيث بات في استطاعة اي قوة تنفصل عنها ان تسقطها او تعطل جلساتها بما فيها جلسات مجلس النواب لأن ليس لها سياسة واحدة حيال الملفات الشائكة. فإذا كان تعطيل نصاب جلسات مجلس النواب يدخل في إطار اللعبة الديموقراطية المسموح به، فمن غير المسموح به أن تشارك الحكومة فيها عندما تكون حكومة متجانسة ومتضامنة. فهل تأتي الحكومة الى مجلس النواب في جلسته المقبلة بمشروع حل لموضوع إنفاق المليارات ليقول مجلس النواب كلمته فيه؟ الواقع أنه لا بد من تذكير وزراء ونواب اليوم بوزراء ونواب الأمس، إذ أن تعطيل جلسات مجلس الوزراء لم يكن مسموحاً به كما هو حاصل اليوم، فالقرار الذي لا يعجب فريقاً من الوزراء عليه إما أن يرضخ للأكثرية أو يستقيل ويتم عندئذ تعيين بدائل منه او تستقيل الحكومة برمتها. وعندما كانت الحكومات تواجه مجلس النواب كانت تواجهه متضامنة وبموقف واحد من القضايا المطروحة وليس كما هي الحال مع الحكومة الحالية التي لكل فريق فيها موقف... وكان من حق المعارضة تعطيل جلسة مجلس النواب بالانسحاب منها أو التغيّب عنها عندما تحصل المواجهة بين المعارضة من جهة والحكومة والموالاة من جهة اخرى.

لذلك كان على الحكومة وهي تواجه خلافا حاداً بين المعارضة والموالاة حول انفاق مليارات الدولارات وتشكيك البعض في صحة انفاقها، أن تأتي الى مجلس النواب وفي يدها حل لهذا الخلاف، فإما تقول إن الانفاق تم في ظروف استثنائية ولم يكن في الامكان مراقبته، أو انه خضع لمراقبة مسبقة او مؤخرة ولا شائبة فيه، وان جميع من شاركوا في الحكومات السابقة من 8 و14 آذار يتحملون المسؤولية. لذا كان على الحكومة او على وزير المال محمد الصفدي تحديدا ان يقول كلمته في الموضوع قبل أن يحصل ما حصل ويتحول موضوع انفاق المليارات وكأنه تم من دون حسيب او رقيب فاتخذ منه البعض مادة للاستهلاك السياسي والكسب الشعبي الرخيص.

ومن جهة اخرى، فإن الظروف الاستثنائية التي حالت في الماضي دون إقرار موازنات سنوات عدة ودون وضع قطع حسابات لها، فلجأت الحكومات آنذاك الى طلب سلفات خزينة لتسيير شؤون الدولة وتوفير الخدمات العامة، فما هو عذر الحكومة الحالية، والبلاد تعيش ظروفا عادية، كي لا تقر موازنة 2012، وتلجأ الى ما لجأت اليه الحكومات السابقة بطلب سلفات خزينة أمكن تفصيل انفاقها، للحصول على موافقة مجلس النواب؟ لكن لا أحد يعرف اذا امكن التدقيق في انفاقها اذا عادت البلاد لا سمح الله وواجهت ظروفا استثنائية كتلك التي واجهتها من قبل.

إن موقف وزراء ونواب كتلة النائب وليد جنبلاط هو الموقف السليم والمتوازن بين اكثرية تريد ممارسة سياسة الانتقام والكيدية من حكومات سابقة رغم ان 8 و14 آذار كانت مشاركة فيها والمسؤولية عن اعمالها تقع على الجميع، وأقلية تريد أن تحمي نفسها من هذه السياسة بحيث لا يكون إنفاق نظيف مع الحكومة الحالية وإنفاق غير نظيف مع حكومات سابقة مع أن الطريقة واحدة. فإذا ظلت الحكومة غير موحدة الموقف من هذا الموضوع ومن اي موضوع آخر، فمن حق اي فريق وزاري ان يكون له الموقف الذي يرى فيه خدمة للمصلحة العامة وحائلا دون حصول شرخ سياسي أشد ينعكس سلبا على الوحدة الداخلية والعيش المشترك.

إن حكومة غير منسجمة وغير متجانسة كالحكومة الحالية تجعل مجلس الوزراء معرضاً للتعطيل وهو ما حصل بسبب الخلاف مع الوزير السابق شربل نحاس، وهو تعطيل كان سيؤدي الى تطيير الحكومة لو لم يكن ذلك ممنوعاً. وان وقوف فريق من الوزراء وفريق من النواب المحسوبين على الاكثرية غير الثابتة بسبب فقدان الانسجام والتجانس داخل الحكومة عطل انعقاد جلسة مجلس النواب وقد يعطل جلسات اخرى اذا لم يكن للحكومة موقف واحد من كل موضوع مثير للخلاف، وحسنا فعل زوراء ونواب جنبلاط لأنهم وقفوا مع الحق والعدالة، وهذا يدل على اهمية وجود قوة ثالثة، سواء داخل الحكومة او داخل مجلس النواب لتصويب المواقف وتصحيح الاخطاء ولجم التهور.

 

هامشيون يملأون الفراغ

عبد الوهاب بدرخان/النهار

مشهدا الأحد الماضي في وسط بيروت، ضد النظام السوري ومعه، كانا يائسين ولم يحققا هدفهما لكنهما عمّقا تفاهة الوضع الداخلي. هناك اجماع على انهما مثّلا جماعات هامشية في غياب القوى السياسية الأساسية، علماً بأن المخاطر تأتي أحياناً من الهوامش، بل انها هي التي توظف لافتعال الفتن. وتتحمل القوى الأساسية في 14 و8 آذار، بانقساماتها الحادة، مسؤولية منع الدولة والمجتمع من بناء موقف واضح ومحترم والى حد ما موحد يتعلق بمستقبل العلاقة بين الشعبين والدولتين في سوريا ولبنان. فمنذ أصبحت "الفتنة" المآل المتوقع لأي خلاف، جرى تعطيل البلد ورهنه في صراعات داخلية وخارجية متداخلة.

يبقى المشهدان، على رغم مساهمتهما في احياء "الشارعين" او التذكير بهما، في اطار التعبير، وهو مبدئياً حق للجميع. فمن حق البعثيين التظاهر تضامناً مع النظام السوري، وتأكيداً لارتباطهم به والانتماء اليه، من دون ان يُعرف متى وأين تبدأ لبنانيتهم وماذا تعني اذا وجدت أصلاً. ثم ماذا يعني التضامن مع هذا النظام في أيامنا هذه، بل ماذا يعني تراقص المتضامنين وهزجهم فيما كانت لا تزال تدور في بابا عمرو وقائع أحدث مجازر واعدامات جماعية؟ المعنى واضح، لكن تترك الاجابة لضمائر المتضامنين. وليس هناك ضمير انساني يمكن ان يسوّغ القتل او يثني على القتلة.

كذلك، من حق السلفيين وأشباههم ان يتظاهروا ويعتصموا نصرة لشعب سوريا الذي يتعرض لأعتى وحشية تمارسها سلطة ضد من يفترض أنهم شعبها. لكن السلفيين يخطئون إذ يعتقدون انهم اسدوا أي خدمة للسوريين المنكوبين، بل ان ظهورهم في قلب بيروت ولحاهم وأثوابهم وشعاراتهم تشكل تنفيراً بائناً ومباشراً لأي نصرة عالمية متوخاة. واذ يشكو زعيمهم أحمد الأسير من "تطمينات" المجتمع الدولي بأن "لا تدخل عسكرياً" في سوريا، على رغم المجازر، فعله يدرك أن قفزه وأمثاله الى الواجهة لا يحبط أي "تدخل" فحسب، بل يقنع القوى الدولية بأن الشيطان الذي تعرفه في سوريا أفضل من الشيطان الذي تجهله.

لم يكن المشهدان مع وضد. كانا بالأحرى مع، لكن احدهما يعلم، والآخر لا يعلم. فالنظام السوري ووكلاؤه الـ8 آذاريين سيعملون على نفخ الفقاعة الأسيرية وتضخيمها لأنها تخدم رواية دمشق وأكاذيبها. ومن شأن الأسير ان يصدّق نفسه كرقم جديد صعب في المعادلة الداخلية، وعذره في ذلك أن ثمة "فراغاً اسلامياً" وأنه وحده من تجرأ وتقدم لملئه.

هذا الفراغ ليس اسلامياً، انه وطني، ويشتمل على كل مكوّنات المجتمع التي لم تعد تعرف او ترى إلا ما يفرّقها. لا أحد يجهل ان للبلد سقفاً هو التوافق، وانه الآن بلا سقف. يخطئ "حزب الله" في قصر رهاناته على بقاء نظام دمشق، كما يخطئ خصومه في القعود وانتظار سقوط هذا النظام. إذا كان مستقبل البلد رهن ما سيحصل في سوريا، فهذا لا يعني سوى أنهم لا يتصورون وفاقاً وطنياً ولا في اي حال.

 

التقرير السنوي للمحكمة: 26 بلداً ساهمت في النفقات

توقّع الشروع في المحاكمة في السنة الرابعة للعمل

كلوديت سركيس/النهار

ديفيد براغوانث.ديفيد براغوانث.فصّل التقرير السنوي الثالث أنشطة المحكمة خلال السنة الفائتة اعتبارا من الاول من آذار 2011 الى 29 شباط 2012، وتسلم نسخة منه الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. وتوقع ان تبدأ المحاكمات في النصف الثاني من السنة، مشيرا الى ان النصف الاول هو للإجراءات التمهيدية. ولم يشر التقرير الى وجود أي قرار اتهامي جديد ما خلا طلب الادعاء تعديل القرار الاتهامي الاساسي في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الا انه اشار الى ان الجهود متواصلة لاصدار قرارات اتهامية في القضايا المتلازمة.

وقال رئيس المحكمة القاضي ديفيد باراغوانث في بيان للمحكمة عن التقرير الذي جاء في 53 صفحة فولسكوب: "يتمثّل دورنا الأساسي في خدمة الشعب اللبناني بإجراء تحقيقات ومحاكمات متجرّدة ومستقلة تحمي حقوق المتهمين حمايةً كاملةً وتراعي مصالح المتضررين، أيًّا تكن القضايا التي تؤيّدها الأدلة".

وأضاف: "علينا السعي، وفقا لما يقتضيه نظامنا الأساسي، إلى تطبيق أسمى معايير العدالة الجنائية الدولية، فنسهم بذلك في تعزيز سيادة القانون في لبنان."

وذكر بيان المحكمة ان "صدور التقرير يتزامن مع بداية الولاية الثانية للمحكمة الخاصة بلبنان في 1 آذار والتي ستستمر لثلاث سنوات إضافية. وفي أثناء السنة الماضية، شهدت المحكمة فورةً من النشاط القضائي بتصديق قاضي الإجراءات التمهيديّة قرارَ اتّهام في قضيّة (سليم) عيّاش وآخرين، وتأكيده اختصاص المحكمة للنظر في ثلاث قضايا متلازمة مع اعتداء 14 شباط 2005. وعقدت غرفة الدرجة الأولى جلستها العلنية الأولى التي قرّرت فيها محاكمة المتّهمين الأربعة في القضية غيابيًّا. وأدّى محامو الدفاع عن المتّهمين اليمين الرسمية، وتقدّم متضرّرون بطلبات للمشاركة في إجراءات المحكمة. وقدّم الادّعاء أيضًا طلبًا بتعديل قرار الاتّهام، وهو مستمرّ في تحقيقاته. وانتُخب القاضي باراغوانث رئيسًا للمحكمة في تشرين الأوّل بعد استقالة القاضي أنطونيو كاسيزي لأسباب صحية، وعُيّن مدّعٍ عام جديد وقاضٍ جديد في غرفة الاستئناف.

وقدّمت 26 دولة من القارات الخمس المساهمات، ودفع لبنان حصّته في ميزانية المحكمة، مما يبرهن عن الدعم الثابت الذي تحظى به المحكمة في الاضطلاع بمهمتها. ولا تزال عمليّة الكشف عن المستندات للسيد جميل السيد في ما يتعلّق باحتجازه في لبنان قبل إنشاء المحكمة مستمرّةً تحت إشراف قاضي الإجراءات التمهيديّة".

واشار الى "بعض الإحصاءات الواردة في التقرير السنوي، وهي: الميزانية المعتمدة للفترة الممتدة من 1 كانون الثاني 2012 إلى 31 كانون الأول 2012 تبلغ 55,3 مليون أورو. تلقّت المحكمة عام 2011 مساهمات من 26 بلدًا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وأرسل الادّعاء أكثر من 350 طلبًا رسميًا من طلبات المساعدة إلى لبنان ودول أخرى. وأجرى نحو 300 مقابلة ضمن 100 مهمة تقريبًا. وأدرج مكتب الدفاع اسم 132 محاميًا في قائمة المحامين. تعدّ المحكمة 362 موظفًا يمثّلون 62 جنسيةً، من ضمنهم 50 موظفًا لبنانيًا.

وأودعت 055 101 صفحةً من وثائق المحكمة الرسمية. عدد الصفحات التي ترجمها قسم اللغات إلى لغات العمل الثلاث بلغ 300 17 صفحة. وأجاب الناطق الرسمي باسم المحكمة عن أكثر من 1000 سؤال من الإعلاميين، وزار المحكمة 750 فردًا. وقدّم 73 متضررًا طلبات للمشاركة في إجراءات المحكمة.

ولفتت مقدمة التقرير الى ان المحكمة اصبحت في العام الثالث من نشاطها "قادرة على الشروع في الاجراءات التمهيدية ضد اربعة افراد يدعي المدعي العام انهم مسؤولون عن ارتكاب الجرائم المندرجة في نطاق اختصاص المحكمة". وعدد الدول المساهمة في نفقات المحكمة، اما في شكل تبرعات وإما في شكل دعم عيني. وهي الى لبنان، النمسا وبلجيكا وكندا وكرواتيا والجمهورية التشيكية والدانمارك وفنلندا وفرنسا والمانيا والمجر وايرلندا وايطاليا واليابان ولوكسمبور وهولندا ونيوزيلندا ودول اقليمية والاتحاد الروسي واسوج وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة وتركيا وبريطانيا واميركا واورغواي. واضافة الى مساهمات الدول، تسلمت المحكمة مساهمة من الاتحاد الاوروبي.

وقال التقرير ان "السنة الثالثة من اعمال المحكمة شهدت تطورات مهمة على صعيد الجهود التي بذلها مكتب المدعي العام لمقاضاة هوية الاشخاص المسؤولين عن اعتداء 14 شباط 2005 والمسؤولين عن اعتداءات اخرى تبين انها متلازمة معه. وفي اطار اضطلاع مكتب المدعي العام بولايته، نجح في المضي قدما في تحقيق بعض الأهداف التي كان حددها في التقرير السنوي الثاني".

وفي موضوع تلازم ثلاثة ملفات (الوزير السابق الياس المر والنائب مروان حماده والامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي) ذكر التقرير ان "فصلا جديدا بدأ في اعمال مكتب المدعي العام وحياة المحكمة. فمكتب المدعي العام يعمل بجهد مركز لمتابعة هذه القضايا، وسيقدم قرارات اتهام اخرى عندما تتجمع لديه الادلة الكافية". وتحدث عن "ان مكتب المدعي العام عقد اجتماعات عدة مع قاضي الاجراءات التمهيدية لإطلاعه على الادلة المتعلقة بهذه القضايا". وأشار التقرير الى انه "بناء على طلب المدعي العام يبقى الطلب الخاص بالقضايا المتلازمة وقرار قاضي الاجراءات التمهيدية في شأن التلازم سريين تجنبا للإخلال بالتحقيق".

وفي زاوية "النهج المستقبلي"، قال التقرير "ان المسيرة طويلة امام مكتب المدعي العام قبل ان يتمكن من انجاز مهمته المليئة بالتحديات". واضاف: "لمكتب المدعي العام اربعة اهداف رئيسية في السنة المقبلة، الاول تعزيز الادلة لإستيفاء معيار الاثبات المطلوب في المحاكمة والتحضير للمحاكمة في قضية عياش وآخرين. والهدف الثاني هو تحديد اشخاص آخرين قد يكونون مسؤولين عن اعتداء 14 شباط 2005(...). والهدف الثالث احراز تقدم في اطار القضايا المتلازمة ليتسنى تقديم قرارات اتهام في الاعتداءات التي استهدفت حماده وحاوي والمر. والهدف الرابع مواصلة التحقق في امكان "تلازم" أي اعتداءات اخرى مع اعتداء 14 شباط 2005، بحسب ما تنص عليه المادة 1 من النظام الاساسي، بغية طلب التنازل عن الاختصاص لمصلحة المحكمة".

وفي الفترة المشمولة بالتقرير السنوي المقبل، يعتزم رئيس المحكمة القيام، بالتشاور مع القضاة الآخرين بالتركيز على الأنشطة القضائية، وخصوصا المسائل التي تقع ضمن اختصاص المحكمة الأساسي،بهدف تعجيل الاجراءات، وضمان تحقيق العدالة النزيهة والسريعة،وتعزيز العلاقات مع الدول الثالثة من اجل اقامة شبكة تعاون ثابتة تسهم في مواصلة عمل المحكمة،وتكثيف العلاقات مع السلطات اللبنانية، ومواصلة جهود المحكمة في التواصل مع المجتمع اللبناني وجهود اخرى.

وتوقعت المحكمة في السنة الرابعة من عملها "ان تشرع في اجراءات محاكمة المتهمين الأربعة في قضية (سليم) عياش وآخرين،والتحضير للنظر في التهم في أي قضية اخرى استنادا الى ما يتوافر لها من أدلة اولية. وستتواصل التحقيقات لتحديد مشتبه فيهم ومتهمين جدد في القضايا المشمولة باختصاص المحكمة. وعلى السلطات اللبنانية ان تضاعف جهودها للبحث عن المتهمين وتوقيفهم واحتجازهم ونقلهم الى المحكمة. ولا شيء يمنع السلطات القضائية المحلية ايضا من التحقيق في جرائم اخرى تدخل ضمن اختصاصها ومقاضاة المسؤولين عنها، ومن التماس تعاون المحكمة عند الاقتضاء".

 

الثورة السورية تُنهي عامها الأول وسط عجز عربي ودولي

ربى كبّارة/المستقبل

تُنهي الثورة السورية عامها الأول الذي حصد نحو 8500 ضحية من دون أن يفلح استبسال المنشقين العسكريين وبطولات الشرائح الشعبية المعارضة وصمودها الاسطوري في دفع الولايات المتحدة والغرب إلى تغطية تسليح الثوار حفاظاً على مصالح إسرائيل، رغم قناعة معظم العرب وفي مقدمهم دول "مجلس التعاون الخليجي" بأنه الحل الوحيد للتخلص من نظام الرئيس بشار الأسد.

فاستبعاد البيت الأبيض للتسليح بات قاطعاً إثر مواقف المسؤولين الإسرائيليين الأخيرة بعد أن كان ملتبساً بذرائع مختلفة منها الخوف من الإسلاميين الأصوليين مثل "القاعدة" والخوف من الفوضى والحرب الأهلية، وتبعه في ذلك الغرب وفي مقدمه فرنسا. فقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كما وزير دفاعه ايهود باراك عن قلقهما من سقوط نظام الأسد لأنهما يريدان استمرار الهدوء في هضبة الجولان على ما كان عليه منذ نحو أربعة عقود.

كما أشارت دراسات عدة إلى خشية إسرائيل من أن يتخذ النظام التالي موقفاً معادياً منها لتثبيت شرعيته الداخلية، في حين أن نظام الأسد بحاجة الى شرعية خارجية تحتم عليه الاستمرار في مواقفه المرنة. يُضاف إلى ذلك احتمال قيام الولايات المتحدة، في حال أتى نظام مقرب منها، بمساعدته على حلّ مسألة الجولان بطريقة قد لا ترضي الإسرائيليين.

وأسوة بالولايات المتحدة والغرب باتت تركيا تربط تدخلها بأي شكل من الأشكال بوجود غطاء دولي، بحيث لن تتعدى الدعوات الى إقامة ممرات إنسانية حدود الكلام، لأنها بحاجة الى حماية إذا لم يوافق عليها النظام السوري.

أما دول "مجلس التعاون الخليجي" وعلى رأسها السعودية الداعية الى دعم "الجيش السوري الحر" بالمال والسلاح، فليس لها حدود مشتركة مع سوريا تسمح بالتفرد في التصرف. فهي لا تتمتع بسلطة فرض طرق التسليح التي تمرّ حكماً إما عبر الحدود مع تركيا أو العراق أو الأردن أو لبنان.

كما سقطت الرهانات على احتمالات مرونة مستجدة في الموقف الروسي من دعم بشار الأسد بعد فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الأخيرة، رغم طلب وزير خارجيتها سيرغي لافروف المشاركة في اجتماعات الجامعة العربية السبت المقبل.

فالحماية الروسية لنظام الأسد في مجلس الأمن الدولي مستمرة من دون أن تبرر تراخي المواقف الدولية، بعد تشددها، بما وفّر له فرصة إضافية لحصد المزيد من الضحايا من دون أن يدفع ذلك المجتمع الدولي الى التدخل فعلياً، خارج الاستنكار اللفظي ووصفه بـ"مجرم حرب"، بل هو يوفد اليه السبت المقبل كوفي أنان مبعوثاً من الأمم المتحدة في استعادة للعمل على حل سياسي رفضه فعلياً الأسد منذ أول مبادرة عربية قبل أشهر عدة. لكن الأسد، وكما سبق له أن استغل عمل المراقبين العرب، وافق على استقبال أنان لاستثمار النصر الميداني الذي حققه في بابا عمرو في حمص وفق مراقب سياسي لبناني يتوقع أن يجهد أنان لإقناع الأسد بوقف إطلاق النار وفق بنود مبادرة العرب الأولى قبل مطالبتهم في الثانية بتنحيه مقدمة لأي حوار سياسي.

ويحاول الأسد الاستفادة من الوضع القائم، مستبقاً وصول أنان، لمحاولة استعادة زمام الأمور عبر اتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال القصف الوحشي للأحياء المدنيّة بعد حصارها ومنع الإمدادات عنها بما يدفع "الجيش السوري الحر" الى الانسحاب للحد من الخسائر المرتفعة كما حدث في بابا عمرو.

وكانت حمص مرشحة لتصبح بنغازي سوريا بعد فقدان الأمل بإقامة مناطق عازلة حدودية. وحالت، وفق المصدر نفسه، ثلاثة أمور دون ذلك: روسيا بالفيتو والمساعدة التكنولوجية، إيران بالمال والعتاد، والولايات المتحدة بانحيازها الى الموقف الإسرائيلي. ويواصل نظام الأسد بالأسلوب نفسه مع درعا والرستن وحماه وريف دمشق وريف حلب وإدلب وجبل الزاوية، ما سيدفع "الجيش السوري الحر" للعودة إلى استراتيجية تجنب السيطرة الكاملة على منطقة ما والحوؤل دون سيطرة القوات النظامية براحة على أي منطقة سيطرة كاملة من دون أن تتعرض حواجزها للضربات، بما سيرهقها ويساعد على مزيد من الانشقاقات.

ويبقى السؤال، هل يتمكن الأسد في الأيام المقبلة من القضاء على كل بؤر الثورة المسلحة التي كان اللجوء اليها حتمياً مع ارتفاع أعداد الضحايا وازدياد عدد العسكريين المنشقين؟. وتدل المؤشرات على أنه لن يتمكن بالتأكيد. فعسكرة الثورة لم تقضِ على سلميتها وما زالت الأراضي السورية تشهد يومياً مئات نقاط التظاهر المطالبة برحيل النظام، واعتمدت أخيراً في مواجهة شراسة القمع أسلوب التظاهرات الطيارة المتنقلة بإعداد قليلة ولوقت قصير، ووصلت الى قلب دمشق وحلب المدينتين اللتين طالما تفاخر النظام بأنهما خارج إطار التمرد.

فمع استمرار الثورة، السلمية والمسلحة، لن يبقى التدخل الخارجي عبر فرض ممرات إنسانية بحماية برّية أو جوّية وعبر التسليح مستبعداً خصوصاً مع تعالي أصوات في الولايات المتحدة، مثل صوت السناتور جون ماكين، تدعو إلى ضربات جوية لقوات الأسد.

 

سفارات تطلب تجنّب لبنان وتُدرج سوريا على لائحة التحذير

ريتا شرارة/المستقبل

كان لا بدّ، في ضوء خشية واشنطن من ان تنعكس التطورات في سوريا على "استقرار" لبنان، على ما عبّرت عنه السفيرة الاميركية مورا كونيللي بعد اجتماعها مع الرئيس نجيب ميقاتي، من تصفح المواقع الالكترونية للسفارات العاملة في لبنان، علّها اضافت اليها جديدا غير ذاك الذي نشرته بعد قدوم الربيع العربي الى المنطقة.

وباتت سوريا اليوم على قائمة الدول التي تحذّر رعاياها من القدوم اليها، ويحتل لبنان المرتبة العشرين في لائحة تحذيرات طويلة نشرتها وزارة الخارجية الاميركية على صفحتها الالكترونية للاميركيين عبر العالم. لم تغير واشنطن شيئاً مما قالته في 12 تشرين الاول 2011 عن ان وزارة الخارجية تحث مواطنيها على "تجنب" اي سفر الى لبنان بسبب المخاوف الامنية، وان من يستمر يعمل في بيروت "عليه ان يقبل بمجازفة البقاء هناك". وما باتت السفارات الاجنبية تتنبه له هو التهديدات بالخطف، وقد اضيفت الى نتائج عمل المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان الذي يتميز باحتمال اندلاع العنف والتظاهر "بشكل مفاجئ في وقت ليست الحكومة قادرة على ضمان حماية المواطنين او الزائرين"، وبتطور الخلافات العائلية وبين الجيران الى "تبادل للنيران". وتلفت واشنطن الى ان "مجموعات اصولية لا تزال تعمل في لبنان، بما فيها "حزب الله" الذي حددته الادارة الاميركية بانه منظمة ارهابية". وهنا، ذكّرت بأن الاميركيين ومصالحهم في البلاد كانوا "سابقاً هدفاً لهجمات ارهابية"، مؤكدة ان "هذا خطر مستمر. فـ"حزب الله" ومجموعات حزبية مؤيدة له حجزت، مرات عدة لساعات او اكثر، مواطنين اميركيين واجانب بهدف استجوابهم. لذا، يبقى الخطف لسبب مالي او سياسي، مشكلة في لبنان ولا سيما بعدما تبين ان ثمة علاقة بين الخاطفين ومنظمات ارهابية او اجرامية".

فرنسا: لا لـ "التاكسي"

اما فرنسا، فإنها ربطت تحذيراتها لرعاياها في لبنان بالاحداث في سوريا. ولم تنصحهم بالدخول "اللاشرعي" الى دمشق انطلاقا من الاراضي اللبنانية لأن الكادر الديبلوماسي الفرنسي "في بيروت ودمشق على السواء غير قادر على حماية من لا يلتزم هذه النصيحة". وفي أي حال، لا ترى فرنسا ان على رعاياها ان "لا يلفتوا" الانتباه اليهم "بتصوير اشخاص او أبنية او مواقع"، متحدثة ايضا عن التهديد بالخطف: "على الرغم من جهد الادارات المحلية، لا يزال الخطف في سهل البقاع قائما". من هنا، منعت الادارة الفرنسية رعاياها من التوجه الى البقاع "بما فيها الموقع الاثري في بعلبك". وهذا المنع الناجز ينسحب على طرابلس ايضا حيث ادى تبادل اطلاق النار بين "مجموعات علوية وسنية والجيش يتوسطها، الى قتيلين و20 جريحا في 10 و11 شباط 2012". ولم تنس ان تذكّر بما تعرضت له قوات "اليونيفيل" في ضواحي صيدا في 27 ايار و26 حزيران 2011 وللمرة الثالثة في ضواحي صور في 9 كانون الاول 2011". وتحدد فرنسا لرعاياها الامكنة في لبنان حيث يمنع عليهم ارتيادها منعاً باتاً: الجنوب، وسهل البقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت، حيث "أوقف اشخاص غير رسميين" فرنسيين ساعات عدة واخضعوهم للاستجواب، وطرابلس جنب المخيمات الفلسطينية والحدود الشمالية اللبنانية-السورية. وحثت فرنسا رعاياها ايضا على تفادي استخدام سيارات "التاكسي" العامة، "ولا سيما في مطار بيروت الدولي حيث يقترح اشخاص تقديم خدماتهم في سيارة خاصة".

بريطانيا وأوستراليا

وذاع الصيت "السيئ" للبقاع وصولا الى اوستراليا التي تمنع رعايا منعا باتا من ارتياده درءاً لخطر "الخطف بغية الفدية المالية". وفي آخر تحديث للائحة تحذيراتها في 11 شباط 2012، وضعت الخارجية الاوسترالية "الارهاب" في مقدم خوفها على اساس انه "تهديد عالمي" يمكن ان تتشظى منه "الحكومة اللبنانية مؤسسات، وبنى تحتية فضلا عن المطار". وذكّرت اوستراليا بالفترة الامنية الصعبة بين 2005 و2008 حين ادت السيارات المفخخة في لبنان كله الى "اغتيال سياسيين"، وبأحداث 7 أيار 2008 عندما "قتل مواطنون بسبب تبادل لاطلاق النار بين مجموعات متنافسة عبر البلاد كلها"، من دون ان تُسقط الاحداث بين جبل محسن وباب التبانة عامي 2011 و2012. وكمثيلاتها، تنصح السفارة الاوسترالية رعاياها بتفادي التظاهرات والتجمعات التي يمكن ان تتحول الى العنف.

وعموماً، لم تغير بريطانيا من لائحة تحذيراتها لرعاياها، وآخر تجديد لها كان امس: "لا تقتربوا من المخيمات الفلسطينية، ولا من سهل البقاع، ولا من جنوب نهر الليطاني ولا من الحدود اللبنانية-السورية". وتتوسع في النقطة الاخيرة: "حصلت حوادث عدة في الداخل اللبناني على بعد خمسة كيلومترات من الحدود مع سوريا وقد خرقها جنود سوريون في اكثر من نقطة".

إلا أن أكثر ما لفت، لدى تصفح هذه المواقع الالكترونية، ان وزارة الخارجية الكندية قررت ان تنقل خدمات الفيزا الخاصة بالسوريين، من سوريا، الى الاردن ولبنان.

 

الثورة السورية في المستشفى

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

في أحد مستشفيات طرابلس عشرات الجرحى السوريين؛ بعضهم بلا أطراف.. ثمة من فقد بصره.. هناك من هو معلق بين الحياة والموت، وثمة من قضى في الطريق. «نحن محظوظون»، يقول من ما زال منهم يقوى على الكلام.. «الوصول من بابا عمرو إلى هنا هو من نصيب المدللين فقط». الخوف على من تبقى من أهلهم هناك يكمم أفواههم. لم أفهم جيدا أي درب جهنمي سلك هؤلاء للوصول إلى لبنان، إلا بعد أن قرأت الرواية الطويلة المرعبة التي قصها الصحافيان الفرنسيان الناجيان من هلاك حمص. نفق مظلم من ثلاثة كيلومترات بارتفاع متر ونصف هو الطريق الوحيد الآمن الذي كان ممكنا لتهريب البشر خارج جحيم بابا عمرو المحاصر بالنار والموت. النفق ليس آمنا تماما؛ فقد تم قصفه وكشفه في نهاية المطاف وفي داخله عشرات الفارين. يومان بعدها من المشي في الثلج والصقيع لمن قطع النفق.. ثمة من حمل يده نصف المقطوعة، أو رجله المعلقة بالكاد بباقي جسده. الروايات قاهرة، لكنها تبقى مبتورة وقاصرة ومرتجفة. النظام ما زال قادرا على تكميم أفواه حتى الهاربين.

هؤلاء هم المدللون إذن، فماذا عمن لم يحالفه الحظ؟ حتى دفن الموتى يتم في السر أحيانا. الوضع الإنساني في سوريا يفوق كل ما يروى. يتجاوز حتى ما يقال إنه مبالغات الناشطين على «فيس بوك». النظام يدك الأحياء بحجة مقاتلة العصابات المسلحة. المسلحون لا قوة لهم على مواجهة الدبابات. سيناريو بابا عمرو مرشح للتكرار في كل الأحياء التي يتمترس فيها الجيش الحر مع متطوعيه والراغبين في القتال. تسليح المعارضين بالسلاح الثقيل عبر الحدود اللبنانية أو التركية أو العراقية ما زال ضربا من الخيال. السيناريو الليبي بعيد هو الآخر، في انتظار أن تنتهي الاحتفالات الانتخابية في بلاد الأجانب. لا شيء يشي بأن تغيرا دراماتيكيا في المواقف السياسية الدولية يمكن أن يحدث على المدى القريب. النظام السوري ماض في معركته العسكرية التي بمقدوره أن يربحها، بحسب ما يقول ناشطون على الأرض.. لا؛ بل حذر هؤلاء منذ البداية من أن النظام بوسعه أن ينهي الثورة، أو في أحسن الأحوال أن يبقى ينهكها وتنهكه لسنوات. مع ذلك، المعارضون المقاتلون ليسوا على استعداد للتراجع ولو ماتوا جميعهم. أخبرني أحدهم أنه فقد شقيقيه تحت التعذيب، فيما هو مشلول ولا يقوى على الحركة، «لكننا لن نسكت». الدم يجر الدم، والانتقام يتغذى على الانتقام.

خبراء إيرانيون وروس يساعدون الجيش السوري، ومقاتلون إسلاميون يتسللون عبر الحدود السورية لمعاضدة إخوانهم في المعارضة، هذا ما يقوله مقاتلون من المعارضة. تبقى المعركة غير متكافئة، ومعدل الضحايا سيكون حتما إلى ارتفاع، مع اشتداد وطيس المواجهات بين الجانبين.

وصول كوفي أنان السبت إلى دمشق، ومبادرته الدبلوماسية التي اشترط أن لا ترافقها أي مبادرة أخرى، هي بارقة الأمل الوحيدة في الظلام السوري الحالك.

تخوين المعارضة بعضها بعضا لا يبشر بخير كبير. عدم قدرة سلاحها الحالي، رغم العمليات الانتحارية التي لجأت إليها، وحرب العصابات التي تقوم بها، على زحزحة النظام، وإن تمكنت من تشتيته، يربكها إلى حد كبير. تسليح المعارضة على نطاق واسع سيكون من نتائجه المباشرة، احتدام المزيد من المعارك المسلحة، ورفع عدد القتلى، وتفاقم معاناة المدنيين وتهجيرهم.

المشكلة أن المعارضين لا شيء يجمعهم، غير رغبتهم المستميتة في إسقاط النظام. وبعد ذلك يعترفون جميعهم أن لا قائد لهم، أو هيئة توحدهم، أو مشروعا وطنيا واضحا يلتفون حوله. المعارضة غاضبة لأن الانشقاقات في الجيش ما زالت دون المستوى المأمول، ولأن المنطقة الشرقية، لا تبدو عازمة على الانخراط الفاعل في الثورة، هذا عدا هدوء دمشق وحمص. «مع ذلك لن تتزعزع إرادتنا»؛ يقول أحد المقاتلين. النقمة كبيرة واليد قصيرة. المقاتلون في غالبيتهم متطوعون غير متمرسين. يخبرني أحدهم أنه أعطي سلاحا لا يعرف كيف يستخدمه.. توقف في منتصف الطريق وطلب استبدال مسدس برشاشه. «هذا غاية ما أعرف استخدامه، لكنني أردت نجدة الآخرين والمساهمة في الثورة كغيري من الشبان». أمثال هذا الشاب المتحمس كثر، مقابل جيش مدرب على القتال.

درب الآلام السوري يبدو طويلا ومكلفا. على المعارضة السورية الوطنية، أن تحزم أمرها.. أن تتساءل عن الفائدة التي جنتها حتى اليوم من أسلحة خفيفة بأيدي غير محترفين مقابل الدبابات؟ وما السيناريوهات الممكنة إن وزع السلاح بشكل أكبر على الناس؟ هل ستشهر بعض المعارضة السلاح ضد بعض، كما يحدث الآن وإن كانت الظاهرة لا تزال على نطاق ضيق؟ من بمقدوره أن يضبط التسلح؟ وكيف؟ الغضب المحموم لمقاتلة بشار الأسد، لا يكفي وحده لإنقاذ سوريا وتجنيب السوريين الأسوأ.

البيت الأبيض يقول إن «الولايات المتحدة تركز حاليا على المبادرات السياسية والدبلوماسية بشأن الأزمة في سوريا، لا على التدخل العسكري»، وروسيا تعلن أنه «على الدول الغربية أن لا تتوقع تغيرا في موقفها بشأن سوريا» بعد فوز بوتين، فيما تركيا تعتبر، على لسان كبير مستشاري الرئيس عبد الله غل، أن «إنشاء ممرات إنسانية يحتاج قرارا دوليا»، ويقول المستشار إرشاد هورموزلو أيضا إن «فصائل المجتمع السوري والمقاومة السورية لا تحبذ التدخل الخارجي وتسديد ضربات عسكرية لسوريا، ونحن نفضل أن يكون الحل داخليا».

هذا يعني باختصار أن الكرة في ملعب المعارضة اليوم، وعليها تقع مسؤولية إعادة النظر في استراتيجياتها لمواجهة نظام، بمقدوره أن يهزمها عسكريا، لكنه لا يستطيع إنهاءها شعبيا، وعلى هذا يفترض أن تبني رؤاها، كي تجنب المدنيين الهلاك. ثمة من سيقول إن المسؤولية تقع على النظام. هذا صحيح من حيث المبدأ، لكن إذا كان النظام من الصنف الذي يتحمل مسؤولياته، ويعرف كيف يصغي لمطالب شعبه، ويحمي مصالحهم، فلماذا قامت الثورة ضده أصلا؟

 

الوضع معقد.. خطير

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الروس والأميركيون وأمين الجامعة العربية وأمين منظمة التعاون الإسلامي وغيرهم، كلهم يستنكرون ما يحدث في سوريا ثم يأخذون نفسا عميقا ويتمتمون.. الوضع معقد، الخوف من حرب أهلية، وحرب طائفية، وإقليميا حساس جدا على أوضاع الدول المجاورة. وهذه كلها قائمة تبريرات للإحجام عن التدخل العسكري وإنقاذ الشعب السوري الذي يذبح على مرأى من العالم.

وإذا كانت تلك القراءات صحيحة فإنها تعني أيضا أن الحالة السورية تستوجب التدخل وليس العكس. فالوضع المتأزم في حالة ولادة ولا بد أن ينجب شيئا ما. الحالة الخطرة ونذر الحرب الأهلية تبرران التدخل لا العكس. وهنا يصبح التدخل الدولي عملا إيجابيا وأكثر إلحاحا. التدخل يعني عمليا ترجيح كفة جماعة معارضة أو تجمع من الجماعات، وتمكينها مقابل التزامها بالشروط الدولية بهدف وقف أي انتقامات أو حروب طائفية أو نزاعات تقسيمية. هذا ما حدث في ليبيا، التي لولا غلبة الكلمة الدولية وقدرتها على ترجيح كفة على أخرى، ولولا فرضها شروط إدارة الحرب والتزامات النصر، لولا هذا كله لبقيت ليبيا في حروب بين القبائل والأقاليم على القيادة والنفوذ، ولكانت الانتقامات أفظع. وحتى ما تشهده ليبيا اليوم من جدل ومحاولات تقسيم داخل الدولة هو عمل عبثي محكوم عليه بالفشل بفضل الالتزام الدولي بحدود ونظام ليبيا الجديد. الوضع في سوريا بالغ الخطورة بسبب ترك النظام يفتك بالناس، والقوى تتشكل في فراغ، ثم سينهار النظام وتصبح البلاد مثل مائدة يتصارع عليها الجميع دفعة واحدة. حينها سيكون صعبا استدعاء قوات دولية لإطفاء الحرائق، ومنع الحرب الأهلية أو الطائفية، وستصبح دول المنطقة في وضع أخطر.

وكل من يتحدث عن مخاوفه من وضع سوريا، يريد أن يبرر بها تقاعسه مثل الغرب، أو يريد تخويف الآخرين من التدخل مثل إيران أو العراق. سوريا في ثورة منذ عام لن تنطفئ جذوتها إلا بسقوط النظام، والجميع يعرف أنه انتهى رغم صموده بالمزيد من القتل والدم. وحتى تركيا، التي تتردد في التدخل لأنها في حاجة إلى تفويض دولي ومشاركة عسكرية أوسع، تشعر اليوم أنها تدفع الثمن بسبب طول الأزمة. فالنظامان السوري والإيراني نجحا في تنشيط الجماعات الكردية الانفصالية المختبئة في العراق وسوريا وتنفيذ عمليات إرهابية في الأراضي التركية. وهما وراء تأجيج الأزمات في الخليج والتهديد بتخريب الوضع في لبنان. والأسوأ أن النظام السوري نجح في تعميق الكراهية داخل مكونات الشعب السوري بالمذابح والتخويف الطائفي. ولو أن النظام أُسقط في العام الماضي لأصبحنا أمام أمر واقع جديد أقل إشكالا على الشعب السوري والشعوب المجاورة.

 

تطمين أقليات سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يتردد الحديث كثيرا هذه الأيام عن ضرورة تطمين الأقليات السورية لتتخلى عن نظام بشار الأسد، والحقيقة أنه من الصعب القول بأن الأقليات كلها مع الأسد، بقدر ما أنها مترددة باتخاذ موقف حاسم. فبكل تأكيد، أن تلك الأقليات - وتحديدا العلوية والمسيحية - ترى أن مركب الأسد يغرق لا محالة. أفضل عملية تطمين لتلك الأقليات هي المشاركة في رسم مستقبل «سوريا ما بعد الأسد» بنفسها، وذلك من خلال إعلان الأقليات موقفا واضحا. فعلى تلك الأقليات أن تقول كلمتها الآن، من أجل الحفاظ على سوريا ككل، وضمان مستقبلها هناك. فالأسد ساقط لا محالة، وكل المؤشرات تؤكد ذلك، حتى إن وثائق «ويكيليكس» الأخيرة تثبت أن طهران نفسها باتت تحاول تدبر أمرها من أجل مرحلة «سوريا ما بعد الأسد». أمام الأقليات السورية - وتحديدا العلويين والمسيحيين - تجربة حديثة تدل على خطورة قراءة المشهد السياسي بالأماني، أو إنكار الوقائع، وهي التجربة السنية في «عراق ما بعد صدام حسين»، حيث قرر السنة هناك - خطأ - مقاطعة العملية السياسية في أولى لحظاتها، وها هم يدفعون الثمن إلى الآن.

لذا، فإن بإمكان الأقليات السورية، أن يكونوا غير ومختلفين عن سنة العراق، وذلك من خلال المشاركة الآن، وليس بالضرورة علنا، فبعض كبار ضباط معمر القذافي أسهموا في إسقاطه من دون أن يعلنوا ذلك، وبالتنسيق مع الثوار الليبيين، والطرق بالطبع كثيرة، المهم أن تضمن الأقليات مستقبلها بنفسها. وبالطبع، من واجب كل السوريين ضمان وحدة سوريا، واندماج نسيجها الاجتماعي، لتكون سوريا دولة قانون، لا دولة أكثرية وأقلية، فالأحقاد لا تعمر الأوطان. ومن هنا، فإن أفضل من يضمن مستقبل أقليات سوريا، الأقليات نفسها، ومن خلال مشاركتها في هذه الثورة الحقيقية، التي قُدم فيها من التضحيات الكثير، فما يحدث في سوريا اليوم هو أن الأقلية تفتك بالأكثرية. وهناك من يحتج على هذا المنطق، لكنه يتناسى أن أكثر من يكرس لهذا المنطق هم المدافعون عن الأقليات، وعلى طريقة «كلمة حق يراد بها باطل». فكيف تتم المطالبة بضرورة تطمين الأقلية بينما تذبح الأكثرية؟ منطق لا يستقيم. ولذا؛ فمن المهم أن تقوم الأقليات بتطمين نفسها من خلال وضع قدم لها في مشروع سوريا ما بعد الأسد، لا من خلال التمسك بالطاغية. وبالطبع من الصعب القول إن أقليات سوريا مع الطاغية، وإنما الإشكالية هي في القراءة الخاطئة للمشهد السياسي من بعض الأقليات السورية، أو إنكار الواقع، لكن بكل تأكيد هناك مؤشرات تقول إن بعض الأقليات السورية تشارك هي أيضا في الثورة، فقبل أمس كان هناك خبر مهم عن تشكيل أول سرية علوية بـ«الجيش الحر».مختصر الحديث أن أفضل من يطمئن أقليات سوريا الأقليات نفسها حين تقول كلمتها الحاسمة، وتسهم في رسم مستقبل «سوريا ما بعد الأسد»، أما التردد، والقول بأن هذه ثورة سنية، فهو ليس في مصلحة سوريا، وأهلها، والمنطقة ككل، فيجب أن ينال الطاغية جزاءه، وتطوي هذه المنطقة صفحة رديئة من صفحاتها.

 

المسلمون في لبنان ليسوا كياناً سياسياً مستقلاً بل ركن من أركان المعادلة الوطنية التي يشكل المسيحيّون نصفها الأوّل"

الحريري: نظام بشار الأسد قاتل بالجرم المشهود.. وقوّة النار لن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء

أقام "تيَّار المستقبل" عصر اليوم احتفالًا في "بيت الوسط" تم خلاله إطلاق وثيقته السياسية تحت عنوان "تيَّار المستقبل وآفاق الربيع العربي"، وقد ألقى رئيس التيّار الرئيس سعد الحريري كلمة جاء فيها: "أيها الإخوة والأخوات، أيها الأصدقاء، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، أتوجه إليكم، وانتم في بيتكم، "بيت الوسط"، بروح الاعتدال والمحبة والانفتاح، الروح التي نشأنا عليها، وأقمنا معها عقداً على الوفاء، لوطننا لبنان، وعروبته ورسالته الحضارية".

وأضاف: "أتوجه إليكم، بما عرفتموه عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شهيد الاعتدال، والعيش المشترك، والوحدة الوطنية، وشهيد القرار الوطني الحر المستقل، وطليعة شهداء الربيع العربي، ربيع الاستقلال اللبناني الثاني". وتابع: "أتوجه إليكم، بروح الميثاق الوطني، الذي صنعه رجال الاستقلال الأول عام 1943، وبروح وثيقة الوفاق الوطني التي أقرها اللبنانيون في الطائف، وأخرجت لبنان من دوامة الصراع الأهلي الدموي".

وقال الحريري: "إن المسلمين في لبنان، أيها الإخوة والأخوات، ليسوا كياناً سياسياً مستقلاً، قائماً في ذاته، بل هم ركن من أركان المعادلة الوطنية، التي يشكل المسيحيون في لبنان نصفها الأول"، مُضيفًا "الاجتماع، الذي نحن في صدده اليوم، ومشروع الوثيقة التي أعدت للصدور عنه، يعبران عن هذه الحقيقة، وعن الوظيفة الوطنية والقومية النبيلة التي تجتمعون من أجلها".

وتابع: "إذا كان القول الشائع، بأن لبنان، بلد يحلق بجناحين، هو قول يعبّر عن واقع الحياة المشتركة، بين المسلمين والمسيحيين، فإن التحديات التي تواجه هذه الحياة، تتطلب مبادرات مسؤولة وشجاعة، بحجم ما تقدمون عليه، وبمستوى الرؤية التي تواكب المتغيرات المحيطة بنا".

وإذ لفت إلى أنَّ "الربيع العربي، يتيح أمام اللبنانيين، فرصة ذهبية لتحديث تجربتهم الديمقراطية، وتصفيتها من مخلّفات الحروب الطائفية وسياسات الاستقواء والرهانات على الخارج"، قال الحريري: "اللبنانيون جميعاً، معنيّون بالتقاط هذه الفرصة، وتجنب القراءات الخاطئة لمسار "الربيع العربي"، وخصوصاً التغيير الحتمي القائم في سوريا"، مُضيفًا: "هناك أنظمة سياسية عمياء، رهينة حب الاستئثار الأبدي بالسلطة، اختارت أن تقود بلدانها، بشعارات المزايدة والممانعة المزيفة في خدمة الحزب الواحد والرئيس القائد، وهناك شعوب، قررت أن تكسر أبواب السجن الكبير، وأن تصعد ببلدانها، نحو المسار الديمقراطي، لترفع عن عيونها غمامة عشرات السنين من القهر، والظلم، والاستبداد، لتنهي إلى غير رجعة، زمن الخوف الأبدي، والطاعة المطلقة للحكام، وأحزابهم المحنطة".

وفي سياقٍ متصل، قال: "اللبنانيون، أمام هذا المشهد، إما أن يختاروا طريق الالتحاق بالأنظمة العمياء، فيعملون على تجميل الوجه الإجرامي القبيح لتلك الأنظمة، وإما أن يأخذوا بيد الشعوب الحرة، في مطالبتها بالحرية والعدالة، وفي يقيني أن شعب لبنان، بأصالته الديمقراطية، لن يختار سوى طريق الشعوب، وهذا ما يقوله المنطق، وما توجبه مصلحة لبنان".

وتابع: "إن كان هناك بين اللبنانيين من يرى، مع الأسف، خلاف ذلك، ويصر على أن يقرأ التطورات في سوريا بعيون النظام الأعمى، هذه قراءة، أقل ما يمكن أن يقال فيها، إنها قراءة غير أخلاقية، هناك قاتل اسمه نظام بشار الأسد، يرتكب يوميًا وبالجرم المشهود، عشرات عمليات القتل، الموثّقة بالصوت والصورة في كافة أنحاء سوريا".

الحريري الذي أشار إلى أنَّ "هناك مدينة اسمها حمص، شن عليها بشار الأسد حربًا لا تقل ضراوة وشراسة وحقداً، عن حروب إسرائيل ضد لبنان، وغزة"، أضاف: "هناك فِرقٌ، من الدبابات والشبيحة تقوم بمحاصرة المدن والقرى، من درعا الى إدلب، ومن بابا عمرو إلى جسر الشغور، وتمنع المياه والغذاء والدواء عن مئات آلاف المواطنين السوريين"، وسأل: "فأي دين وأي أخلاق وأي دستور يجيز تبرير كل هذه الجرائم؟ وأين هي مصلحة لبنان، من الرهان على نظام، يغرق في حقول الموت التي أنشأها؟"، معتبرًا أنَّ "هذا رهان وتبرير غير أخلاقي، ولن يشرف اللبنانيين أن يكون بين قياداتهم من يشارك في التغطية على ذبح الشعب السوري".

وفي هذا الاطار، أضاف: "أصدقاء النظام السوري في لبنان، يجب أن يعوا هذه المسألة، وأن يدركوا أن قوة الحديد والنار لن تتمكن من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. هذا النظام، يستطيع أن يعيش لعدة أسابيع أو شهور، لكن الشعب السوري هو الذي سيبقى الى الأبد. هذه سنة الحياة، وسنة التاريخ، وهذه إرادة الشعوب".

وأردف: "إرادتنا نحن في لبنان، أن نعيش في وطن موحّد، لا فضل فيه لمواطن على آخر، ولا ضمانة فيه من طائفة الى أخرى، إلا ضمانة الدولة، المسؤولة عن جميع المواطنين، وعن إقامة ميزان العدل والحرية والمساواة بين الجميع. قيمة لبنان، أنه بلد الحرية، أي أنه بلد المساواة بين أبنائه، وجوهر لبنان أنه بلد الرسالة الإنسانية والحوار المستدام بين الإسلام والمسيحية. الديمقراطية تحمينا جميعاً، وهي ضمانتنا للعيش المشترك في وجه التشرذم، وللوحدة في وجه الانقسام، وللحوار في وجه التعصب".

وقال الحريري: "يقيني أنكم في هذا اللقاء، وفي الوثيقة التي ستصدر عنه، ترتقون إلى هذه المعاني، لتقدموا مشهد الاعتدال على حقيقته ولتعلنوا من موقع الشراكة الوطنية مع إخوانكم اللبنانيين، بأنكم لستم الآن ولا في أي مرحلة من المراحل، في مجال تقديم الضمانات لأي جهة أو مجموعة، ولستم بالتالي في مجال توجيه الرسائل، لأي فريق، بأنكم جزء من ربيعٍ عربي مترامي الأطراف، تراهنون عليه لقلب المعادلات في هذا الاتجاه أو ذاك".

وتابع: "إننا، أيها الإخوة والأخوات، لا نعطي أنفسنا، ولا نرضى لأي جهة أن تعطي نفسها، حق الوصاية على معادلة العيش المشترك في لبنان، إننا بمثل ما  نرفض فعل الاستقواء بالسلاح والأحلاف الخارجية لفرض الشروط على إدارة الشأن العام في البلاد، نرفض في المقابل كل شكل من أشكال الاستقواء بنبض الأكثرية، لفرض أي نوع من أنواع الأبوّة على الحياة الوطنية والسياسية".

وأضاف: "لقد سبق أن أعلنت قبل أيام، أننا في لبنان، نرى في الربيع العربي لحظة يقظة تاريخية لوعي ديمقراطي، يشكل في حد ذاته، الضمانة لكل المجموعات العربية، على اختلاف انتماءاتها الطائفية والمذهبية والسياسية والعقائدية"، مشيرًا إلى أنّه "إذا كان هناك من رسالة نتوجه بها من لبنان، إلى أطراف الربيع العربي، فهي رسالة الوحدة والعدل والعيش المشترك والاعتراف بالآخر. إنها رسالة السيد المسيح، رسالة السلام، إنها رسالة القرآن الكريم: يا أيها الناس، إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا. إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم. صدق الله العظيم.".

وإذ أكَّد أنَّ صيغة العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، هي ثمرة جهد إنساني وفكري وروحي عميق، يرتكز إلى قوة المساواة، وحرية التعبير والمعتقد والإيمان، والى ثقافة السلام الوطني والاعتراف بالآخر، والامتناع عن سياسات الفرض، بمختلف أشكاله"، قال: "إذا كان وجود إسرائيل على حساب شعب فلسطين، قد هزّ أركان العيش المشترك وتلاعب فيه لسنين طويلة، فإننا ما زلنا، نؤكد على كوننا، أصحاب إرث كبير في هذا العيش، ليس في لبنان فحسب، إنما في معظم بلدان الوطن العربي، وفي دول المشرق العربي تحديداً، التي ما كان لها، أن تنهض من عهود الاستعمار، بغير إرادة وطنية، تضامنت على إنتاجها رموز ونخب وقيادات من المسلمين والمسيحيين".

وأضاف: "هذا هو تاريخ الحركات الوطنية الحقيقي، في مصر والعراق وسوريا وفلسطين والأردن، وفي لبنان الذي أغرقته الحروب الإسرائيلية والداخلية، بسيل جارف من الانقسامات، ولم يجد سبيلاً للنجاة سوى بالعودة الى الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين". وتابع: "لقد أسهمت الحروب الإسرائيلية والداخلية، طوال العقود الأربعة الماضية، في تغيير الوجه الديموغرافي للبنان، فنشأت مناطق شبه صافية طائفياً ومذهبياً، قامت على أنقاض تجربة طويلة من الاختلاط الطائفي والحياة الوطنية المشتركة. هذا الواقع المؤسف، لا يمثـل جوهر لبنان، وحقيقته التاريخية والإنسانية، ولا يصح أن يبقى عبئاً ثقيلاً على مستقبل البلاد. واللبنانيون مطالبون، على صورة ما شهدته البلاد، عام 2000 عند تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي، ثم في 14 آذار 2005، بكسر هذه الحلقة، وإعادة إنتاج مساحات وطنية للتلاقي، لا تتحكم بها مفاتيح الاستقواء السياسي والأمني وعوامل الارتباط بالأجندات الخارجية".

وقال: "إنَّ اجتماعنا اليوم هو ثمرة من ثمار هذه الإرادة الوطنية، التي عاشها ومضى على طريقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو خطوة في اتجاه التفكير السليم نحو مبادرات مسؤولة تساهم في إعداد البلاد لمواجهة المرحلة واستحقاقاتها".

وتابع: "نحن نقدّر عالياً مساهمات الحلفاء في قوى 14 آذار من خلال المواقف والوثائق التي تحاكي الربيع العربي، وفي مقدمتها، شرعة الرئيس أمين الجميل ومواقف الدكتور سمير جعجع، والوثيقة المسيحية للقاء سيدة الجبل، والبيان المميز لأبناء ومثقفي الجنوب، والمواقف المعلنة للشخصيات الوطنية وأهل الرأي. إن هذه المبادرات تعكس التزاماً كبيراً بالربيع العربي وقضاياه في إقامة مجتمع الحرية والعدالة والديمقراطية".

وأكَّد أنَّ "تيار المستقبل يقدم هذه الوثيقة مساهمة في إغناء الحوار بين كل القوى المؤيدة لحق الشعوب العربية في الديمقراطية وتداول السلطة"، مُضيفًا "إننا نضع هذه الوثيقة مع الوثائق والمواقف الأخرى من أجل حوار جدي للخروج برؤية وطنية جامعة من خلال النقاش الذي نتطلع إليه، بين مكونات المجتمع اللبناني الديمقراطي".

وتابع: "ما من أحد أيها الأخوة والأخوات، يمكن أن يدّعي أنه كان على بيّنة مما سيحصل في العالم العربي، ومما يحصل في سوريا خصوصاً، فلقد راهنت الأنظمة على أن شعوبها تغرق في بحور من اليأس والخوف، وها هو الكفاح البطولي للشعب السوري يقدم الدليل القاطع على انهيار هذا الرهان"، مُشيرًا إلى أنَّ "سوريا تتقدم نحو الحرية، بإرادة شعبها، وبتضحية آلاف الشهداء من أبنائها وآلاف المعتقلين الذين يتم زجهم في السجن الكبير"، مُضيفًا: "إنها الحرية التي ترسم بين اللبنانيين وبين الربيع العربي والربيع السوري، خطاً مستقيماً للتغيير والتقدم والحياة الديمقراطية. عشتم، عاش الربيع العربي، عاش لبنان".

يشار إلى أنّه حضر حفل الاطلاق رئيس حزب "الكتائب اللبنانيّة" الرئيس أمين الجميل، رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، النائب أنطوان زهرة ممثلًا رئيس حزب " القوات اللبنانية" سمير جعجع، ونواب كتلة "المستقبل" وقوى "14 آذار"، عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده، أعضاء المكتب السياسي لـ"تيَّار المستقبل" وشخصيات سياسية ودينية واقتصادية وإعلامية وفعاليات. وقد استُهل الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم الوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح شهداء لبنان و"الربيع العربي".

(المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري)

 

الثلاثي المستعاد ياقوت الحموي وديك الجن الحمصي و أبو العلاء المعري

النقيب رشيد درباس/المستقبل

كلما نظرتُ إلى الشاشات المخضبة بالدماء، والمتخمة بالاشلاء، والمثقوبة برعب نظرات الاطفال، أو بصرخات الأمهات وهنّ يحتضنّ جثث الابناء، تستعيد لي ذاكرة التاريخ والأدب ذلك الثلاثي السوري الذي لم تضمّه حقبة واحدة من الماضي، ولكنه ساطع الحضور منذ الخامس عشر من آذار من العام 2011، بحيث لا تكاد تمر لحظة لا يحتل فيها المَشاهد من فصول المأساة المستمرة العرض على خشبة المسرح الأحمر.

لقد برع السوريون القدماء في نواحي العلوم، ومنها الري، حيث أقاموا، قبل خمسة قرون من الميلاد، نواعير ، اشتهرت بها حماة. وقد سميت كذلك لانها تحدث صوتاً فيه نعير، وهو اشبه بالانين الذي يحدثه تثاؤب الخشب عندما يرفع الماء الى قناطر الخير والسواقي التي تغدقه على البساتين والحياة.

ولكن الأنين المزمن، تحول نحيباً، ودمعاً قانياً تذرفه ميازيبها، وهي تحمل دماء " العاصي"، الى قنوات الدنيا، ومجاري العيون "لانه عصى باتجاه جريانه ومصبه" كما تقول الجغرافيا، فجردت عليه مصادفة التاريخ حملة عسف وقصف كي يتأدب فيكف عن تمرده، ويقنع مواسمه البشرية بالتخلي عن خصوبتها، والاستكانة وراء السدود التي أنشِئَت فوق مجراه، لتحجب عن الحقول الشمس، وتقنن الهواء، وترصد حركة النسغ في عروق النبات.

سُمِّيَت حماة بمدينة " أبي الفداء" الذي كان ملَكَها، وهو من كبار المؤرخين، وقد وصفها بأنها " مدينة أزلية، وهي من أنزه بلاد الشام"فإذ بها تصبح أرملته " أمَّ الفداء" التي تثكل أولادها على مدار الليل والنهار، وتستعيد لنا ابنها "ياقوت الحموي" صاحب " معجم البلدان" لنقرأ من خلال السطور المُنَضَّدَة بحروف الجثث اسماء المدن والدساكر والقرى السورية، كأَن حَفَدَته، على صغر سنهم، باتوا أساتذةً يدرِّسون متفرجي الشاشات في معجم تلك الجغرافيا السورية المدهشة ذات المواصلات السلسة بين موج البحر وثلج الجبل، وبين الحدود والحدود، وبين سهل الغاب والربيع العربي، كما يكتبون سطوراً جديدة للتاريخ، دافئة الدماء، يغمس فيها رعاة المستقبل يراعهم التي لا تكف عن الكتابة والاصرار.

كتب عبدالله بن الزبير إلى معاوية بن أبي سفيان متوعداً إياه بالشر، لأن بعض عبيده دخلوا أرضاً يملكها، فما كان من يزيد إلا أن طلب من أبيه تجريد حملة لتأديب ابن الزبير، ولكن معاوية أرسل له قائلاً: إذا شئت فلكَ أرضي وعبيدي فأجابه "وقفتُ على كتاب اميرٍ المؤمنين، فلا عدم الرأي الذي أحلَّه من قريش هذا المحل"، فأراد معاوية ليزيد أن يأخذ العبرة قائلاً: "اذا رُمِيتَ بهذا الداء، فَدَاوِهِ بهذا الدواء"، ولكن يزيد لم يتورع عن الفتك بسيد شباب الجنة، فيما أحجم والده عن الاشتباك مع ابن الزبير. ولقد لفتني الكاتب الثقْف، والصديق العزيز الاستاذ سمير عطاالله إلى رأي لمعاوية في الحكم وهو أن السلطة ثُلُثها فطنة، وثُلُثاها تغافل، فإذا طغت الفطنة على التغافل، وقع الحاكم في الغفلة المطلقة، على غرار ما فعل "الضابط الفطِن" الذي رفض التغافل عن سطور كتبها تلامذة صغار فاقتلع اظافرهم، وأرسل من يحطم أواني الفن في أنامل علي فرزات؛ إِن الحاكم الذي يحول بين الناس وبين السنتهم، ويضع سيفه حيث يكفيه وضع لسانه، يعاني من انخفاض في منسوب الثقة في شخصه وحكمه وسياسته، لأنه يرى البطش وسيلة وحيدة لمعاملة المواطنين، فيما لو كان ذا نزعة تصالحية مع أهله، وأعطاهم نصف ما يستحقون بالطرق السلمية، لوفر على نفسه وبلده، التساخي على أهل الخارج، بما لا يستحقونه من أرضٍ، وعرضٍ، وهدنة مسمومة.

ولكن الحكم يصرّ على مجابهة عصيان النهر، على طول مسيله، فيكمن له في الرستن، ويدمر له "باب العمر"، ويترصده إلى أن يصل الى إنطاكية، حيث يجفل هناك عن مواكبته، لان ذلك اللواء قد جرى سلخه أخلاقياً، وبإرادة الحاكم، عن صورة النقد السوري وعن النشرة الجوية الرسمية، بأقسى مما جرى سلخه سياسياً عن أمِّه السورية في ظل الانتداب.

في اللغة: "الحمص" هو إخراج القذاة من العين، ومدينة حمص إنسان عين سوريا، وواسطة عقدها، فكيف يسوغ أن يُصبَّ القذى ناراًً ودماراً على أمَّ العين، ومن ذا الذي يظن أنه يستطيع اعتقال النهر، والماءُ مراوغٌ يتفادى الاعتقال بمرونة قوامه، ويغور الى الجوف، ويفتح في الجيولوجيا المسارب الجديدة، فيَنْبُتُ في إدلب حقولاً من الفستق، ويَظْهَرُ في حوران مراعيَ يصول فيها الحزم والعزم والجدول الرقراق.

حمص التي تحب العيش والرغد والفكاهة، وتضرب الامثال بتندر أهلها على أنفسهم، واختراع الروايات المضحكة، باتت تَبكي وتُبكي، وتستذكر" ديك الجن الحمصي عبد السلام بن رغبان- الذي قتل عشيقته " ورد" غيرة ثم أحرق جثمانها، وجعل من رماده كأساً يحتسي بها خمر غدره وهو ينتحب لفراقها منزهاً نفسه عن فعلته المجنونة، بل مبرراً إياها بالبيت المشهور.

لكنْ، ضنَنْتُ على العيون بحسنها

وأنِفْتُ من نظر الحسودِ إليها،

وفي الوقت عينه لا يفوته أن يتفنن في وصف الجِبِلِّةِ المتناقضة من القسوة والحنان التي يتكون منها، فيقول:

أعملت سيفي في مجال وشاحها

ومدامعي تجري على خديها

رَوَّيْتُ من دمها الثرى ولطالما

روََّى الهوى شفتيََّ من شفتيها..

فهل كُتِب على تراب حمص أن يُخضَّب بدماء الورد، لان ديك الجن يُبَعثُ في كل صباح، مطلقاً من عُلْيِ الصياح باروده المرشوش بالدمع الخادع الخالي من الندم؟ّ

يقول المعرّي في سِقط الزَّند:

خفِّفِ الوطءَ ما أظنُّ أديم

الارض إلا من هذه الأجسادِ

ربَّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً

ضاحكٍ من تزاحم الأضدادِ

ولا أظن أحداً أصاب نصيباً من المعرفة أو الثقافة إلا وحفظ هذين البيتين عن ظهر قلب، لما فيهما من حكمة وحقيقة مرة عن مآل الاجساد البشرية، وعن المأساة التي تُضْحِكُ القبور التي تضم تحت شواهدها من تعادَوْا في الحياة وتضادوا، ثم استكانت عظامهم إلى الألفة والتساكن، كأنها تثبت بذلك عجز الأرواح عن التواصل، ونفور العقول من التفاهم فهل يفوت القاتل الذي يظن أنه قصَّرعمر قتيله، أنه يتخلص من وجوده لفترة قصيرة، لكي يضّم التراب رفاتيهما معاً الى يوم يبعثان؟

ذهبت الدبابات إلى "معرّة النعمان" وطوقتها، ولم يكلف أحد من سائقيها أو آمريها نفسه عناء النظر الى تمثال أبي العلاء، أو أن يقرأ في عينيه ما مفاده أن مدافعهم هي "لزوم ما لا يلزم"، لأنهم إذا توهموا أن آلة الحرب لازمة لتثبيت غَلَبَتهم، فإن ما يسقط من زَنْدِ تراث المعرة كفيل بإبطال ذلك اللزوم، فتلك المدينة التي أقام الفرنجة فيها ولائمهم من رؤوس أطفالها، لم تكفّ عن إنجاب الرؤوس اللامعة، وهي لن تمنح "رسالة الغفران" لمن يرى إلى المحكومين مطايا وجماهير تصفق لما يخرج من فمه من كلام باذخ المبنى، جائع المعنى، ولا يضيره أن يرى مملكته تتحول إلى جبانة من المواطنين الصالحين الصامتين.

ذلكم هو الثلاثي المستعاد، الذي يسأل " قلعة الحدث" إن كانت تعرف لونها والتي صار بها مثل الجنون، فأصبحت تتعوذ بتمائم الجثث، كما يقول ابو الطيب، وهو الذي يذكر المتحول العارض بالثابت السوري، الذي أنشأ دمشق كأول عاصمة في التاريخ، فأوى إليها صلاح الدين بعد أن حرر لها عروس عروبتها وذهب بعدها إلى الأموي لينام قرير العين، كما فعل قبله ابن الوليد فاختار حمص مقراً ومستقراً من بعد ما أَمِنَ له اليرموك بمجراه ومائه وانتمائه.

وتلكم الحضارة السورية التي لا يضيرها أن حوّل أحدهم مدينة تدمر التاريخية الى سجن يعدم فيه المساجين من غير أحكام، لأن التاريخ يحسن تصنيف الصفحات، ويكتفي من بصيص الضوء بما يفضح العتمة وأهل الظلام الذين يطيب لهم أن يقيموا معتقلاتهم في أسفل أدوار ما تحت الارض، لكي يقتنع "زبائنهم" انهم والجرذان والزواحف سواسية، وبأنَّ أنينهم لا يمسُّ من قلب السجان أكثر مما يمسُّهُ هسيس الجنادب ومواء القطط.

في هذه الأيام التي تنزف دماؤها بأسرع من نزف الثواني يأخذك التاريخ إلى مدينة كان لها في العصر البيزنطي شأن كبير، حيث قام انستانيوس الأول بتحصينها للحماية من الغزو الفارسي على جبهة ما بين النهرين، وقد تغنى بها الشعراء قديماً باسم "أدرعات" أي "درعا" عاصمة حوران، التي شارك اهلها في العام 1918 بنشاطات الثورة العربية واتصلوا بالامير فيصل وعاهدوه على صد الاتراك وشاركوا المدن السورية في نضالها لطرد المستعمرين فحاصروا الثكنة العسكرية التي اضطرت حاميتها للفرار، فأين هي الآن من بأسها وقد حلَّ فيها البؤس كله، وأين هي من إِشراقية الإمام النووي وشعر أبي تمام، إبنَيْها اللذين تعكر على تناجيهما، مدافع الميدان والصواريخ الموجهة...

في مفتتح العهد الأموي تولّى يوحنا الدمشقي منصب خازن بيت مال المسلمين، خلفاً لأبيه سرجون، ثم تخلى عن وظيفته وانصرف إلى الترنيم الكنسي حيث وضع معظم التراتيل لاسيما تراتيل الفصح المجيد، وقواعد الموسيقا البيزنطية، فكانت دمشق الفيحاء تضخ في مياه بردى مزيجاً من الترتيل والتجويد، يخشع له قاسيون، وتحمله موجات الهواء الى أقاصي الأرض، كما تحمل الهوائيات الآن إلى المشارق والمغارب مناظر السوريين الذين قرروا التمثل بالناسك العربي السوري مار سمعانِ العمودي، فأقاموا في كل شبر من أرضهم عموداً للصبر والجلد، يعتصمون به ويتنسكون فوقه قربى الى الله والحرية.

إنني إذ أسترجع هذه المساحة الفائقة الثراء التي يفضي فراتها الى شط العرب، وعاصيها الى حزن العرب، وشهباؤها الى سليمان الحلبي زين شباب العرب، الذي أردى في الكنانة الحاكم الفرنسي كليبر، تعبيراً عن وحدة الأمة والدور السوري في كفاحها، ينتابني الذعر من تلك الأصابع التي تضغط على الزناد فتدمر تاريخها بلا رحمة وتغتال أناساً لا تعرفهم، وتقصف أماكن لا يحتلها العدو، كأنما الحكم لا يطيب لها إلا إذا كانت البلاد أطلالاً يسكنها شعب يشبه الأطلال.

يخرج علينا من نشرات الاخبار التي تغطي المأساة السورية ، أشخاص يصفون هول ما يحدث، ويتكنَّوْن بأسماء مستعارة منسوبة إلى الأماكن التي يبثون منها، كعبدالله الحمصي، وحسن الحموي، ورياض الإدلبي، فتدمع العيون وتنخلع القلوب، خصوصاً عندما يخرج على ضمير العالم نداء ياقوت الحموي ويوحنا الدمشقي وسمعان العمودي، وأبي العلاء المعري، والإمام النووي وغيرهم من اصحاب الاسماء الحقيقية لا المموَّهة، ليعلنوا أنهم امتشقوا جدارتهم وجدارة ذريتهم للدفاع المجدي عن أمهم الأرض، وأبيهم التاريخ.

يقول الشاميُّ نزار:

أتَجوَّلُ في الوطن العربيِّ

وليسَ معي إلا دفْتَرْ..

يُرْسِلُني المخْفَرُ للمخْفَرْ..

يَرْميني العَسْكَرُ للعَسْكَرْ..

وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عُصْفُورْ

لكنَّ الضابطَ يُوقِفُني

ويريدُ جوازاً للعُصْفُورْ

تحتاجُ الكِلْمَةُ في وَطَني

لجَوَازِ مُرُورْ!!.

 

لمن الغلبة في سورية ... لروسيا أم لإيران؟

عبد الوهاب بدرخان/الحياة

في سياق «الفيتو» الغبي الذي شهرته روسيا والصين صار حتى التدخل «الإنساني» صعباً ومعوّقاً، إن لم يكن مستحيلاً في سورية، بالكاد يحتمل نظام دمشق وجود الصليب الأحمر والهلال الأحمر، لأنهما يشكلان ضغطاً في الداخل على عمليات القتل بدم بارد والإعدامات الميدانية، فكيف يوافق على فرق خارجية تأتي بالمساعدات للمناطق المنكوبة. بالنسبة الى النظام، لا يشكل الإغاثيون سوى فرق من الشهود الدخلاء الذين سيقاسمونه احتكار السيطرة، وسيكون عليه أن يفرض لائحة شروط طويلة وشديدة للتحكم بعملهم، فهو لا يرى ضرورة لأي مساعدة أو إغاثة، لأن من يعتبرهم العالم منكوبين بالقمع والقتل والقصف والتهجير هم في نظر النظام مجرد متمردين خارجين عن الطاعة، وما عليهم ببساطة، سوى أن يمّحوا من الوجود.

لكن «التدخل الإنساني»، المشروط بموافقة من القتلة، ورغم أنه لا يزال مجرد تمنٍّ، هو أقصى ما استطاعه المجتمع الدولي. سيكون على كوفي أنان أن يقبّل الأيدي والأقدام للتوصل الى اتفاق بشأنه، فهذا نظام مستقوٍ باستقالة العالم وعجزه عن اختراق جداره، وبات يعتبر أن الاستعداد الصريح المعلن عن تسليح «الجيش الحرّ» يسوّغ له الإسراع في الحسم العسكري ومضاعفة الوحشية في ارتكاب المجازر، بل تعمّد بث أشرطة التنكيل بالمدنيين الذين غامروا بالبقاء في بيوتهم في بابا عمرو. جمع «شبّيحته» خلاصات الإجرام وتجاربه، من روسيا في الشيشان، ومن صربيا في البوسنة، ومن راوندا، ومن اسرائيل في الضفة والقطاع... الى حد أن زعيم المافيا الروسية–الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان «صُدم» مما يجري، باعتباره «لا يطاق»، وتذكّر فجأة أنه يعيش في القرن الحادي والعشرين، متناسياً أن الاحتلال الاسرائيلي يتعامل مع الفلسطينيين بعقلية القرون الوسطى وما قبلها.

على هذا المنوال، قد لا يجد «أصدقاء سورية» داعياً لعقد مؤتمرهم الثاني في إسطنبول، وربما لن يجدوا ما يقولونه، إذ إنهم كرروا في تونس ثرثرة كل ما ثرثروه خلال سنة، وستكون مهزلة كبرى أن يعودوا الى الرطانة ذاتها فيما يكون قتلة النظام راكموا بضعة آلاف أخرى من الضحايا مستهزئين بكل المؤتمرات التي لا تكفّ عن طمأنتهم بأنهم يستطيعون مواصلة الولوغ في الدم، فللقتلة روس وصينيون وإيرانيون يحمونهم ويحولون دون أي محاسبة لهم، وحتى حين بدا أن الصين فضلت الخروج عن الصمت بعد مجازر بابا عمرو، وجرى التأهب لرؤية تعديل ما في مقاربتها للأزمة، إذا بها تحبط الجميع بـ «أفكار روسية» مقلّدة ومستهلكة.

جهدت «الأفكار الصينية» لإقامة توازن عنفي بين النظام والشعب، مشددة على احترام سيادة سورية، سواء في المساعدة الإنسانية للمدنيين أو في رفض التدخل الخارجي. لكن عن أي سيادة يجري الحديث هنا، فالنظام كشف سورية، حتى لم يعد مفهوماً مَن يحكمها واقعياً طالما أن النظام نفسه يعوّل على روسيا وإيران، كما كان عوّل على تركيا، وكما عوّل دائماً على مساندة إسرائيل ليتجاوز أزماته التي لم تكن يوماً داخلية ولم تهدد أبداً وجوده في السلطة. وفي أي حال، تأخرت بكين في «اللامبادرة» التي طرحتها، لأن «أمبراطور» روسيا فلاديمير بوتين أرسل قبيل معاودة تتويجه إشاراتٍ فُهم منها أن ما قبل الانتخابات قد لا يكون كما بعده، الى النظام السوري.

هل هذا سراب آخر في صحراء الأزمة السورية ومجاهلها؟ أم خدعة؟ أم صحوة في «ضمير» الديبلوماسية المافياوية؟ وهل يمكن الوثوق بموسكو عندما يتعلّق الأمر بكرامة الشعوب وحريتها؟ لو أجدى قبلها الوثوق بالولايات المتحدة لبدت المجازفة مع روسيا ممكنة. الأرجح أن «التغيير» سيكون متدرجاً، ولن يبادر الى تنازلات جوهرية، ورغم أن موسكو رهنت مصالحها بهذا النظام السوري، لكنها لا تجهل أنه آفلٌ لا يستطيع الاستمرار بعدما أصبح أشبه بقوة احتلال. لذلك، إذا كان لا بد من تغيير هذا النظام، فقد تفضّل روسيا أن يتمّ بإرادتها وبمشاركتها، وقد تضطر الى هذا الإجراء إذا ارادت فعلاً ترجيح «الحل السياسي»، فمثل هذا الحل لا بد أن يقوم على قاعدة نقل السلطة لكنه لن يبصر النور ولن ينطلق اذا كان شرطه (الروسي) أن يبقى بشار الأسد رئيساً، فبقاؤه لا يساعد الحل ولا يعني سوى أن الأجهزة الأمنية برؤوسها الحالية ستتحكّم بهذا الحل. هناك فرصة لـ «تفاهم» مبدئي عربي-روسي (في الاجتماع الوزاري بعد غد السبت)، لأن العناصر المطروحة للحل متقاربة، أما الفارق، فيتمثل عربياً في انعدام الثقة بالرئيس السوري والحلقة القيادية المحيطة به. واقعياً، لدى موسكو فرصة لا تنطوي على خيارات كثيرة، واذا لم تنتهزها فإنها ستتحوّل الى مخاطر وخسائر كثيرة، فالشعب السوري يحمّلها منذ الآن مسؤولية دماء ضحاياه واحتقارها لتضحياته، لكنها تستطيع أن تبذل جهداً لتحسين صورتها وسمعتها سورياً وعربياً اذا تمايزت عن هذا النظام الدموي، ويعني ذلك أن تستخدم نفوذها لإجراء تغيير أولي من داخله. لكن النظام سيكون متحسباً لمثل هذا الاحتمال، وسيقاومه بالشراسة نفسها التي يتعامل بها مع الشعب، فلا يبقى له عندئذ إلا الحليف الإيراني الذي لا خيار آخر له سوى الحفاظ على نظام الأسد.

قد لا يدور صراع علني على سورية بين روسيا وإيران، لكن الأكيد أنهما لا تنطلقان من مواقف متطابقة ولا من أهداف متماثلة ولا من مصالح متكافئة في التعاطي مع الأزمة السورية. والأكيد أيضاً، أن المرشد الايراني لن يقول كما قال بوتين، إن «لا علاقة خاصة» تربطه بالنظام السوري. صحيح أنهما يقدمان اليه ما يحتاجه من وسائل القتل والتدمير، ويدعمان حسمه العسكري ضد الشعب، لكن الصحيح أيضاً أن روسيا اعتمدت ديبلوماسية لا تمكن إدامتها الى ما لا نهاية مهما كان حيّزها «المبدئي» كبيراً. أما إيران، فمعنيّة مباشرة بحياة النظام وبموته، وتعوّل عليه، سواء في نفوذها الإقليمي أو لإبعاد المخاطر عن «حزب الله» في لبنان. وعلى ذلك، اذا تعذّر التوفيق بين رؤيتي روسيا وإيران لـ «التغيير» في سورية، قد يدور سباق بينهما الى رسم معالم أي تعديلات داخل النظام. وهنا ستكون الأرجحية لإيران، فالنظام لن يتعامل مع أي موقف روسي قد يشكّل تضييقاً عليه. في مقال سابق (الحياة 16/6/2011)، كان التساؤل: «من يحسم في سورية... تركيا أم ايران؟»، واختار النظام أن يتخلى عن الصديق التركي لمصلحة الحليف الإيراني، وذلك بالتزامن مع بداية لجوئه الى حليف آخر هو الروسي، رغم ما كان بينهما من جفاء بسبب مواقف سابقة لموسكو (منها تحديداً عدم تعطيلها إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بالاغتيالات السياسية في لبنان)، وقد يخسر هذا الحليف في المرحلة المقبلة، وإن حافظ عليه مصدراً للسلاح. 

* كاتب وصحافي لبناني

 

المارونية هي أصعب أمَة كونَت ذاتها بالألم والحرمان، أمَة صمدت في وجه عواصف الزمان

مار مارون تنسَك على جبال قورش، كان يحيي الليالي ركوعاً وسجوداً، يستغرق في الَّله ويصرف بعض أوقات نهاره في إرشاد زائريه وتعزية المتضايقين منهم، وتلبية حاجاتهم بعجائبه، وفي أيامنا هذه، لو طلب من من يقرأ التاريخ ويراجعه ويفهم معناه، بأمكانه أن يتكلم عن المارونَية أكثر مما أستفيض أنا به ولولا بالمختصر، لأن المارونيَة ليست بنت ساعتها ولا هي إبنة اليوم، إنما هي مدرسة تارخيَة جذورها تمتد إلى أكثر من 1600 سنة. وقد شاءت العناية الإلهَية بأن تكون هذه الطائفة أو بالأحرى هذه الأمَة، موجودة ومُتواجدة، ليس في الشرق فحسب، إنما انطلقت كما النسور مع أبنائها المنتشرين ، كما انطلق الرسل من علية صهيون،إلى في جميع انحاء العالم، ليكونوا رسلاً وشهودا للقيم المُثلى التي نشأوا عليها، ليبشروا ويوزعوا بسخاء تلك القيم مَجاناً ومن دون مقابل ِمنَة.

نعم أيها الرفاق، المارونية هي أصعب أمَة كونَت ذاتها بالألم والحرمان، وتخطي الذات. بل هي العطاء وبذل الذات، هي المحبَة و التفاني، من هنا يرى المُحللون بأنَ الشرق بحاجة اليها، لأنه بحاجة الى التجسّد، الى الفداء، و بحاجة الى تقديس إنسانيَة الإنسان...

أيها الرفاق، إنَ تاريخ المارونية مُسطَر بالتضحيات الكثيرة، على كافة الصعد والميادين، وسيبقى مُسطرًا ببذل الأكثير،مُرّددة دائمًا وابدًا مع الرسول بولس: لقد حُسبنا كالغنم للذبح، ونحن مُستعدون بأن نذبح لأجلك يا يسوع ألف وألف مرة كل يوم.

وكأني بها وبكل ماروني يُجدَد اليوم وكل يوم نذره وفعل إيمانه مع مار بولس قائلا: سنبقى لأجلك أيها المسيح الهُنا أوفياء، حاملين الصليب، مدافعين عن عقيدتنا ومعتقداتنا، عن حريتنا وارضنا عن جبل الأرز الأقدس وعن كل ما يمسَ بكرامة الانسان، أيّاً كان لون هذا الإنسان، أو عرقه، أو انتماوءه، أو معتقده، أو نزعته.

الموارنة لا يطلبون امتيازات، إنَما هم أجرأ الساعَين،لا بل السبَقاين إلى حضارة المحبَة.

لذلك فانهم يُصرّون أن يتمتعوا بحريَة تُبقى وتحفظ لهم هويَتهم الحق، كي يتبادلوا وسواهم الاحترام والمودّة، من هنا أقاموا لبنان مَعبدًا ومحراباً للتقوى والخشوع، الى المَضايق المُوحشة، والسفوح والمنحدرات الوعرة، وفي الأودية المخضوضرة، وعلى أعالي القمم الشاهقة، هذا الشعب عاش إيمانه كمجموعة كنسيَة، أي في وحدة الإيمان والرجاء والمحبَة. هذا الشعب يعرف اللَّه بالحقيقة ويعبده في القداسة،لأنه تمرّس على الفضائل والتقاليد الانجيلَية التي اشتهر بها الأجداد. وكأن مار بولس أيضا يهنئهم قائلاً: أحمدُ إلهي بيسوع المسيح، من أجلكم أجمعين، لأني أفتخر بايمانكم الذي يُاشد به في العالم كله .(روم:1/8). لذا، رفض الموارنة وما زالوا بان يكون لبنان لهم وحدهم حتى اليوم، لأنهم ليسوا تكتلاً طائفياً مُعقَدًا، إنَما هم تراث روحي وحضاري جوهرته قيمٌ إنسانيَة، وصِقله تاريخ طويل من النضال في سبيل الدفاع عن الحرية بكل أبعادها، وعن الديمقراطيَة بكل معانيها، وعن كرامة الانسان بجميع مفاهيمها. وما دفاع المارونَية الشرس عن الأرض سوى دفاعاً عن إنسانها لأنَ فيها تنمو إنسانيَة الانسان وتُثمر. وما من أمَة صمدت في وجه عواصف الزمان، وكانت تجهل تاريخها أو كانت بلا أرض ولا تراث. تلك هي المارونيَة، وهذا هو مجدها وفخرها.

أيها الرفاق: المارونيَة لم تكن في يوم من الأيام أنانيَة، ولا مُقوقعة على ذاتها، إنَها كانت وما زالت مُنفتحة على الكل، وهكذا ستبقى تعمل جاهدة، وبكل ما بوسعها من اجل الكل،

حيثما وُجدت وفي أيّ مكان حلَت، لأنها شموليَة في أعمالها، وكونيَة في و جودها، وسبَاقة في مغامراتها. وأكبر دليل على ذلك أبناؤها الذين حلقوا كلنسور التي تطير من أبراجها الشاهقة العالية، وراحوا مُحلقين، مُقتحمين المجهول، إلى عالم ابتدأوا فيه من الصفر. لا معرفت بلغاته ،و لا عاداته و لا قوانينه، رأس مالهم كان تحديداً، إمان لا يتزعزع و طموح لا حدود له.

متسلقين سلالم الحيات درجة وراء درجة ، غير هيَابين المخاطر، واضعين نصب أعينهم، بأنهم سيصبحون روَاداً على مختلف الأصعدة: الاقتصادية، السياسية،الاجتماعية، الروحية، والتربوية.

من رؤساء جمهوريات الى اهم رجال الأعمال، ناهيك عن رجال العلم والأختصاص الذين وصلو الى أعلى المستويات العالمية.

والفضل بكل هذا يعود إلى إمانهم الراسخ، وثباتهم على عقيدتهم التي حملوها معهم زوادة طيبَة في غربتهم، وأيقونة مقدسة في أعناقهم، وهذه الأمانة بقو ملتزمين بحملها والمحافظة عليها في حلهم وترحالهم حتى أيامنا هذه. هذا جذء بصيط جداً ،من تاريخ أمة تحمل أسم موئسَسها القديس الطاهر مار مارون الحبيب...

 

لقاء بعبدا: ثمرة جهود بكركي أم مُوحى به؟

فادي عيد/الجمهورية

إسترعى اللقاء الثلاثي في قصر بعبدا، والذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي والنائب ميشال عون، الاهتمام اللافت، ولا سيّما أنّه جاء في توقيت يشهد ذروة الانقسام السياسي، وفي خضمّ الحملات التي يقودها عون باتّجاه رئيس الجمهورية.الخميس 08 آذار 2012

وقد طرح هذا اللقاء المفاجئ تساؤلات حول أسبابه ودوافعه والهدف منه، على أساس أنّ خلاف "الميشالين" ليس عابراً، بل هو مستحكم إن على مستوى رئاسة الجمهورية، بمعنى أنّ عون لم يهضم الى الآن وجود سليمان في قصر بعبدا منذ تسوية الدوحة وصولاً الى المرحلة الراهنة، أو على صعيد المنازلة بينهما، والمرتقبة في استحقاق انتخابات الـ 2013 النيابية، إذ بات من الواضح انّ صهر الرئيس وسام بارودي سيخوض هذا الاستحقاق وتحرّكُه جارٍ على قدم وساق.

وتشير أوساط سياسيّة متابعة الى أنّ الأسابيع الماضية شهدت لقاءات مكثّفة على خطّ بعبدا – الرابية، إذ سبق للرئيس العام للمجلس الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن التقى عون قبيل اللقاء الثلاثي، وذلك ضمن توجّهات بكركي الهادفة الى وحدة الصف الماروني والمسيحي والوطني بشكل عام، وترجمة للّقاء الموسع الذي عقد في الصرح البطريركي والذي جمع الزعامات والقيادات المارونية.

وتشير المعلومات الى أنّ الثلاثي الماروني من رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه والوزير وديع الخازن الى الوزير السابق ميشال إده التقوا البطريرك الراعي الذي دعا الى ضرورة الإسراع في جمع رئيس الجمهورية مع النائب عون بعدما تفاقم الخلاف بينهما، وبالتالي لا يمكن القبول بالتطاول على موقع الرئاسة الأولى، وهنا يقول الخازن إنّه والوزير إدّه ورئيس الرابطة المارونية يسعون ضمن توجّهات بكركي لرأب الصدع على الساحة المارونية، وصولاً إلى الوفاق الوطني الشامل، وهذا ما لمسته من الرئيس سليمان المصرّ على معاودة الحوار، ومعلوماتي انّ الاتّصالات في هذا السياق لم تتوقف.

ويكشف الخازن أنّ الاتّصالات لأجل الحفاظ على الوجود المسيحيّ تتعدّى النطاق الداخلي وصولاً الى الفاتيكان التي تكثّف مشاوراتها مع الجهات الدولية الفاعلة بغية ترسيخ وجود المسيحيّين في هذا الشرق، ومن الطبيعي على اختلاف مذاهبهم، باعتبار ما جرى في العراق من تهجير للمسيحيّين، الى ما يحصل في فلسطين المحتلة من تهويد للقدس، والتطاول على المقدّسات المسيحية في الناصرة وبيت لحم، فذلك دقّ ناقوس الخطر في حاضرة الفاتيكان التي تقوم بدور كبير على هذا المستوى. ومن هذا المنطلق، يقول، جاءت مصالحة بعبدا لترتيب البيت الماروني امام هذه التحوّلات في المنطقة، في حين انّ اتّصالاتنا قائمة مع الزعامات والقيادات المارونية على مختلف تلاوينها لعدم خروج الأمور عن نصابها في هذه المرحلة الحرجة.

وفي سياق آخر لوحظت عودة الانتقادات للبطريرك الراعي على خلفيّة مواقفه الاخيرة، عندما تحدّث عن تشدّد في النظام السوري، وبمعنى آخر هادنَ النظام وانتقد التحوّلات العربية، إذ تشير أوساط معارضة إلى "أنّ البطريرك الراعي يسير وفق أجندة مطلوبة من خارج الحدود، وتمّ الإيحاء له بضرورة حصول مصالحة بعبدا – الرابية"، واللافت هنا أيضا موقف النائب السابق فارس سعيد الذي انتقد بشدّة الراعي، والأمر عينه لبعض القوى السياسية وتحديدا مسيحيّي الرابع عشر من آذار الذين يرون أنّ سيّد بكركي يسير في عكس الرياح الآتية الى المنطقة، وهنا تُطرح تساؤلات عدّة حيال الاسباب الكامنة وراء هذه المواقف ، فهل هي خاصة أم مطلوبة، كونها مثيرة للاهتمام ولم تتعوّد بكركي في أيّ يوم من الايّام على هذا الاسلوب المغاير لتاريخها في دعم حركة الشعوب والتحرّر والديموقراطية، لا سيّما وأنّ مسألة تخويف المسيحيّين بحركات أصوليّة سلفية باتت لعبة سياسية بامتياز يسوقها حلفاء سوريا وفي طليعتهم النائب ميشال عون.

 

ماذا يفعل السفير السوري في لبنان

علي الحسيني/المستقبل

إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط 2005 سرّع في انسحاب القوات السورية من لبنان في 26 نيسان من العام ذاته تنفيذا للقرار 1559 وأدى إلى تردّي العلاقات بين البلدين، هذه العلاقات التي عادت بوتيرة اخف بكثير من خلال وساطة عربية أفضت في النهاية الى «اعتراف» سوري ضمني بسيادة وحرية الكيان اللبناني.الخميس 08 آذار 2012

يوم وافق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على اعتماد السيد علي عبد الكريم علي السوري الجنسية سفيراً لبلاده في لبنان، لم يكن حينها اللبنانيون يدركون بصمات هذا الرجل الواضحة في عالم الترويج لسياسة النظام السوري القمعية من خلال المراكز المعلنة التي شغلها والأخرى التي بقيت طي الكتمان حتى الأمس القريب.

جاء من أقصى الشام رجل يسعى مجدداً إلى تطويع لبنان وإعادته الى الحلقة الضيقة التي كانت تربطه بالمحورين السوري - الإيراني، ولكن هذه المرة عبر ديبلوماسية بطلها رجل إعلامي من الطراز الرفيع شغل مناصب أمنية حسّاسة تحت ستار العمل الديبلوماسي، فتمّت مكافأته لاحقاً بأن عيّن مديراً للتلفزيون السوري الرسمي، وبعدها مديراً لوكالة الأنباء الرسمية السورية، ولاحقاً سفيراً لبلاده في لبنان.

واليوم يريد هذا الرجل إعطاء المؤسسات اللبنانية دروسا في طريقة القيام بالواجبات الوطنية، إذ لا ينفك يملي على المسؤولين اللبنانيين ما يخالف سياسية "النأي" ويعطيهم ما يشبه الاوامر كما يدعو إلى ضبط الحدود، متناسياً أن للقوى العسكرية والامنية بصمات عريقة معمّدة بدماء الشهداء في حفظ الأمن والاستقرار، وما أحداث نهر البارد إلا خير شاهد على حقيقة واضحة مثل عين الشمس يحاول إعلام السفير السوري طمسها.

مصادر واسعة الإطلاع تروي أنّ "السفير علي اشتهر في العام 2004، يوم كان سفيراً في دولة الكويت بإعداد التقارير السرية التي كان يرسلها إلى قيادته في سوريا والتي كانت تتضمن حركة السفراء الغربيين والعرب إضافة الى النشاطات التي كان يقوم بها المواطنون السوريون هناك"، سائلة: "هل ينسى علي التقارير التي كان ينسجها بحق زملاء له كانوا يعملون في الحقلين السياسي والإعلامي؟"

ذاع صيت علي إثر عمليات خطف معارضين سوريين مسرحها لبنان، منهم الأخوة الأربعة من آل جاسم ومواطنون آخرون يخشى أهاليهم ذكرهم خوفاً أن تطاولهم يد النظام السوري في لبنان إن عن طريق رجال المخابرات العاملين في السفارة السورية او من خلال أدواته المتمثلة ببعض الأحزاب اللبنانية والتي كان لها الدور الأبرز في عمليات الخطف.

ومن هذا المنطلق، قال النائب مروان حمادة : "كما التشبيح الميداني في سوريا، كذلك الأمر بالنسبة إلى التشبيح الديبلوماسي المستمر في بيروت، والذي بدأ بخطف الوطنيين السوريين والتهويل على الوطنيين اللبنانيين، وأيضا محاصرة النازحين الذين تركوا قراهم وبلداتهم وأحياءهم في سوريا هرباً من بطش وقصف النظام هناك"، لافتا إلى أن علي "يحاول ان يجعل الدولة اللبنانية تكمل العمل الاجرامي الذي تقوم به قوات الاسد في سوريا". وطالب حمادة السفير السوري ومن لهم وزن في الحكومة الحالية "بتقديم تفسير كامل عن اختطاف المناضل شبل العيسمي وبقية السوريين الذين تم اختطافهم في لبنان، لأن هكذا عمل لا يمكن ان يقوم به الا المجرمون المتأصلون بجرائم الإنسانية"، داعيا في الوقت نفسه الدولة اللبنانية إلى "سحب سفيرها في دمشق والتجاوب مع المبادرة العربية بالمقاطعة التدريجية لهذا النظام".

أضاف: "يسرح السفير السوري في لبنان ويمرح على هواه، ويطلق تصاريح من هنا وهناك تطاول القوى السيادية من دون حسيب أو رقيب، ويتهم فئة محددة من اللبنانيين بتأجيج الصراع في بلاده، كل ذلك بتغطية واسعة من الممانعين المزيّفين وبعض من هم في سلطتهم"، معتبرا أن "الانحدار في مستوى التخاطب لدى هذا السفير مرده الى عدم وجود سلطات توقفه عند حده، بحيث أصبحنا في حارة "كل مين إيدو إلو". وأسف حمادة لأن "البلد متروك ولم يبقَ منه شيء يدل على أن هناك دولة أو مؤسسات، فهذا السفير لم يترك هو ونظامه حرمة إلا وارتكبوها بحقنا وبحق أولادنا وبلدنا، ومع هذا نتمنى على السفير السوري ان يتوقف عن تحويل سفارته الى مركز للمخابرات او فرع للسجون وأقبية التعذيب السورية"، مؤكدا "أننا لا نطالب برحيل هذا السفير من لبنان فقط، بل بترحيله فورا وإغلاق السفارة اللبنانية في دمشق اليوم قبل الغد". ويجزم حمادة بأن السفير علي "ومن خلال ممارساته الكيدية والخاطئة قد شوّه معنى السفارة التي لطالما نادينا بإقامتها هنا، والتي توخينا بها خيرا عندما أنشئت، ولكن سرعان ما تحوّلت هذه السفارة في بيروت الى زنزانة تابعة لعنجر"، مؤكدا "أننا ذاهبون خلال المرحلة المقبلة الى التحرير في سوريا والعالم العربي، ولبنان خصوصاً سيتنفس الصعداء".

ويخلص حمادة إلى القول إنه لا يزال "يعوّل على ما تبقى من ضمائر لبعض اللبنانيين من اجل كف أذى السفير السوري عنا، وإلا فإن التاريخ والحاضر لن يرحمهم وسيضعهم في خانة المتآمرين على بلد عانى الكثير من الويلات على مدى 40 عاما جراء الممارسات التي انتهجها النظام السوري في لبنان"

 

معاون وزير النفط السوري يعلن انشقاقه وانضمامه الى الثورة (Video Inside)...والجيش الحرّ يؤكد لـ"الشرق الأوسط" أن النظام بدأ يخوّن ضباطه ويشكك في ولائهم له

http://www.lebanese-forces.com/web/MoreNews.aspx?newsid=199045

اعلن معاون وزير النفط والثروة المعدنية السوري عبده حسام الدين ليل الاربعاء الخميس في شريط فيديو نشره ناشط على موقع "يوتيوب" الالكتروني، انشقاقه عن النظام واستقالته من منصبه وانضمامه الى "ثورة الشعب" السوري. وقال المسؤول السوري في الشريط: "انا المهندس عبده حسام الدين، معاون وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا وعضو المؤتمر القطري الحادي عشر لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي"، اعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي وعدم مشاركتي في المؤتمر القطري الحادي عشر الذي سيعقد بعد ايام، وانسحابي من حزب "البعث العربي الاشتراكي كليا".

واضاف: "اعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الابي الذي لن يقبل الضيم مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته".

وحسام الدين هو اعلى مسؤول ينشق عن النظام منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار 2011. ونصح حسام الدين زملاءه بان يتخلوا عن المركب الهالك الذي اوشك على الغرق، وأضاف: "قضيت 33 عاما في السلك الحكومي ولا اريد ان انهي حياتي الوظيفية في خدمة جرائم هذا النظام، لذلك آثرت ان انضم الى صوت الحق مع علمي بان هذا النظام سوف يحرق بيتي ويلاحق اسرتي ويلفق الكثير من الاكاذيب". Video إعلان معاون وزير النفط والثروة المعدنية السوري عبده حسام الدين انشقاقه عن النظام وانضمامه للثورة

الجيش الحرّ يؤكد لـ"الشرق الأوسط" أن النظام بدأ يخوّن ضباطه ويشكك في ولائهم له من جهة اخرى، أكد المقدّم المظلي في "الجيش السوري الحرّ" خالد الحمود أن النظام بدأ يخوّن الكثير من الضباط والجنود لعدم ثقته بأنهم ينفذون أوامره كما يجب. وقال: "إن أي ضابط أو مجنّد يبدي امتعاضه لقتل المدنيين يتعرض للتصفية الجسدية فورا، وأمام واقع التخوين وعدم ثقة النظام بجيشه بدأ يلجأ إلى الضباط والمجندين البعثيين المتقاعدين من أبناء الطائفة العلوية من أصحاب الولاء الأعمى لآل الأسد، ويجمعهم من أجل تشكيل كتائب شعبية تكون نواة الجيش العلوي في حال استمرّ تفكك الجيش النظامي".

وأشار الحمود في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن هذا النظام بدأ تجنيد المجرمين والقتلة وأصحاب السوابق الذين أخرجهم من السجون، ويُخضعهم للتدريب على أيدي الضباط العلويين الذين أوغلوا في عمليات القتل والمجازر بسبب خوف هؤلاء الضباط من الملاحقة والمحاسبة بعد سقوط النظام.

المصدر: وكالات.