المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 10 آذار/2012

رسالة بطرس الأولى الفصل 01/13-25/دعوة إلى حياة القداسة

لذلك هيئوا عقولكم وتنبهوا واجعلوا كل رجائكم في النعمة التي تجيئكم عند ظهور يسوع المسيح. وكأبناء طائعين، لا تتبعوا شهواتكم ذاتها التي تبعتموها في أيام جهالتكم، بل كونوا قديسين في كل ما تعملون، لأن الله الذي دعاكم قدوس. فالكتاب يقول: كونوا قديسين لأني أنا قدوس. وإذا كنتم تدعون الله أبا، وهو الذي يدين من غير محاباة كل واحد على قدر أعماله، فعيشوا مدة غربتكم في مخافته، عارفين أنه افتداكم من سيرتكم الباطلة التي ورثتموها عن آبائكم، لا بالفاني من الفضة أو الذهب، بل بدم كريم، دم الحمل الذي لا عيب فيه ولا دنس، دم المسيح. وكان الله اختاره قبل إنشاء العالم، ثم تجلى من أجلكم في الأزمنة الأخيرة، وهو الذي جعلكم تؤمنون بالله الذي أقامه من بين الأموات ووهبه المجد، فأصبح الله غاية إيمانكم ورجائكم. والآن، بعدما طهرتم نفوسكم بإطاعة الحق وصرتم تحبون إخوتكم حبا صادقا، أحبوا بعضكم بعضا حبا طاهرا من صميم القلب. فأنتم ولدتم ولادة ثانية، لا من زرع يفنى، بل من زرع لا يفنى، وهو كلمة الله الحية الباقية. فالكتاب يقول: كل بشر كالعشب وكل مجده كزهر العشب. العشب ييبس وزهره يسقط، وكلام الله يبقى إلى الأبد. هذا هو الكلام الذي بشرناكم به.

 

عناوين النشرة

*المحكمة الدولية تطلب مذكرات "الادعاء والدفاع" بشأن "جمعيات الأشرار" بحلول 15 آذار

*"الجديد": المتهم الخامس بقضية الحريري هو حسن مرعي وينتمي لـ"حزب الله" 

*أحد نواب حزب الله يغرق وعائلته بفساد "المال النظيف"...فمن هو/طارق السيد/14 آذار

*العميد الركن المتقاعد امين حطيط: النظام السوري لن يغفر لجنبلاط.. وأحلام العرب سقطت بسقوط بابا عمرو/سلمان العنداري/14 آذار

*لماذا افرجت دمشق عن أبو محجن ؟

*ميقاتي ومنصور يرفضان دعوة أمريكية لحماية أعضاء الجيش السوري الحر

*مجلس الدفاع الأعلى: مرتاحون للوضع الأمني.. ولاستمرار التعاون مع الـ"يونيفيل" 

*قهوجي: الذين يطالبوننا بتسهيل عبور المسلحين أخطأوا في الطلب والعنوان

*عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده: لعدم تسليم النظام السوري أي لاجئ

*المسؤولون اللبنانيون تسلَّموا رسالتين متناقضتين من كلٍّ من كونيللي وعبد الكريم علي

*الراعي جدّد الدعوة لمؤتمر وطني وعقد اجتماعي جديد: الدولة تعرف كيف تتحمل مسؤولياتها

*ماروني لـ"السياسة": مواقف الراعي تعبر عن رأيه وحده

*مي شدياق: اي رجل دين مسيحي يدافع عن نظام قاتل لا يمثلني

*نتنياهو:اسرائيل لن تهاجم ايران خلال ايام ولا خلال اسابيع

*أميركا تمهل إيران حتى يونيو لإعطاء تطمينات جدية حول برنامجها النووي

*طهران: لن نتفاوض على حقنا في تخصيب اليورانيوم

*أسعار النفط...ماذا لو حصل الهجوم على إيران؟/نادين هاني/النهار

*خامنئي يرحب بدعوة أوباما إلى تجنب الخيار العسكري

*مخاوف من هجمات إيرانية على إسرائيليين في تركيا

*الدول الكبرى تدعو طهران إلى حوار جدي/صفقة بين أوباما ونتانياهو: إرجاء ضرب إيران مقابل حصول إسرائيل على أسلحة أميركية متطورة

*عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الأحمد: إيران تلعب دورًا تخريبيًا لإعاقة المصالحة مع "حماس" 

*"فتح" تتهم إيران بلعب دور "تخريبي" لإعاقة المصالحة مع "حماس"

*مساعي ربع الساعة الأخير تسابق مشروع "الإنفاق" في الحكومة/جنبلاط لم يتلق نصائح بمغادرة لبنان و"14 آذار" مرتاحة لمواقفه

*في انتظار تبلور صورة الأحداث في سوريا لبنان إلى أين في ظلّ الخلاف حول السلاح؟/اميل خوري/النهار

*المستقبل» يردُّ في الإتّجاهين: الراعي والأسير/طوني عيسى/الجمهورية

*عضو كتلة «نواب زحلة» النائب شانت جنجنيان  لـ«الجمهورية»: عون يريد إلغاء سليمان/صبحي منذر ياغي/الجمهورية

*هل تعيد السعودية «الوصل» مع ميقاتي وجنبلاط؟/شارل جبّور/الجمهورية

*الأسد يتلقى عرضا بخروج مشرف

*أموس صدمت «بهول» ما رأته في بابا عمرو.. وترغب في معرفة ما حدث للناس هناك/فاليري أموس/لندن: نادية التركي باريس: ميشال أبو نجم

*غليون: "أي حل سياسي لن ينجح إلا إذا رافقه ضغط عسكري على النظام

*واشنطن ترحب بنبأ انشقاق معاون وزير سوري 

*اعتبرت الولايات المتحدة أنَّ انشقاق معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين سيشكل "نبأ سارا جدًا" في حال تم تاكيده.

*كلينتون ورئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب بحثا تنمية العلاقات الثنائية وأكدا التواصل مع المعارضة السورية

*أنان بطل مسرحية الجامعة الجديد

*إسرائيل والأحداث في سوريا/ رندى حيدر/النهار

/البطاركة والدين والأخلاق والنظام السوري/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*روسيا لم تعد تتحمّل اللجوء الى "الفيتو" مرة ثالثة/ثريا شاهين/المستقبل

 

 

تفاصيل النشرة

 

المحكمة الدولية تطلب مذكرات "الادعاء والدفاع" بشأن "جمعيات الأشرار" بحلول 15 آذار

طلبت "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" من هيئة "الادعاء ومحامي الدفاع إيداع مذكراتهم الخطية بشأن جريمة "جمعيات الأشرار" (بناءًا على المادة 335 من قانون العقوبات اللبناني) لدى غرفة الاستئناف" التابعة للمحكمة. وأوضحت المحكمة في بيان أنه سيكون "على الفريقين (الادعاء والدفاع) تقديم حججهما إلى غرفة الاستئناف بحلول 15 آذار(الحالي)، مرفقةً بحججهما بشأن ما إذا ينبغي عقد جلسة شفهية في هذا الصدد"، لافتةً إلى أن "مكتب الدفاع دُعي أيضًا إلى عرض ملاحظاته بشأن كيفية تأثير هذه المسألة في حقوق المتهمين" في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والجرائم المتلازمة معها.

تجدر الاشارة الى أن فريق الادعاء لدى المحكمة الدولية كان قد طلب في شهر شباط الفائت إضافة تهمة "جمعيات الأشرار" إلى قرار الاتهام، في حين طلب قاضي الإجراءات التمهيدية الذي يقوم بمراجعة مذكرة الادعاء، من غرفة الاستئناف أن تعرّف جريمة "جمعيات أشرار". (بيان إعلامي)

 

"الجديد": المتهم الخامس بقضية الحريري هو حسن مرعي وينتمي لـ"حزب الله" 

نقلت قناة "الجديد" عن مصادر من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إشارتها إلى أن "ح.م. وهو الإسم الخامس المتهم بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو لبناني، والده ح.م. ووالدته لطيفة.م. وهو من مواليد الـ1965 من زقاق البلاط وسجله مؤلّف من أربعة أرقام". وفي سياقٍ متّصل، كشفت قناة "الجديد" أن ح.م. هو "حسن مرعي ووالده هو حبيب مرعي ويبلغ من العمر 47 عامًا ورقم سجلّه هو 1126"، مشيرةً إلى أنه "ينتمي إلى "حزب الله" ولكنه ليس بموقع قيادي ولا مسؤول". (رصد NOW Lebanon)

 

أحد نواب حزب الله يغرق وعائلته بفساد "المال النظيف"...فمن هو؟ 

طارق السيد/14 آذار

هو احد النواب التابعين لحزب لبناني يفترض أن له قضية يحمل لوائها منذ سنوات عديدة، وكان حتى الامس القريب لا يملك ثمن سيارة جديدة يريد شرائها لاحد ابنائه، لكنه اليوم بات يملك العديد من تلك السيارات التي يتم تهريبها من الخارج الى لبنان، والانكى من هذا ان اي من اجهزة الدولة لا تجروء على سؤاله عن مصدر تلك السيارات.

هذا الفقير في النفسية والغني في المال الحرام فقط بحسب أحد المقربين جداً له، لم يعد يحلو له الجلوس الى جانب السائق، ولا ارتياد الأماكن البسيطة التي تقع على اطراف المنطقة البسيطة التي يقطن بها، ولا ارتداء الثياب من المحل الفلاني الذي يقع في شارع معوض في الضاحية، فها هو يجلس في المقعد الخلفي مصدراً أوامره للسائق المسكين الذي لم يرى نوع او لون عملة معلمه، ولماذا البعزقة طالما ان هذا السائق يتقاضى راتباً شهرياً من الحزب قدره 500 دولار أميركي عملة بلاد الشيطان الاكبر. يتحدث سائق النائب الى بعض المقربين منه فيقول لهم " تصوروا ان زوجة النائب تصرف يومياً ما لا يقل عن 500 دولار بين هدايا الى أقاربها وأصحابها، وبين جلسات المساج في إحدى اهم المنتجعات اللبنانية التي تقع في شرق العاصمة بغية إبعاد الاعين عنها وعدم إفتضاح أمرهم لناحية ثرائهم الفاحش. ويؤكد بأن لمعلمه سهرات خاصة مع الجنس الاخر، فهو يصرف عليهم بسخاء قل نظيره، ولطالما كان يردد امامه عشقه للنساء بشكل جنوني، حتى ان السائق المسكين كان يشك بعلاقة تجمع بين النائب والخادمة الاثيوبية التي تعمل في منزله، وما كان يزيد في شكه هذا هو تردده المتكرر الى المنزل في الاوقات التي تكون فيه الزوجة غائبة طيلة النهار. واكثر من ذلك يؤكد السائق لشلة من الاصدقاء أن معلمه طلب منه ذات يوم الإختفاء عن نظر زوجته وأولاده لمدة ثلاثة ايام، وقال له بالحرف الواحد " إياك أن تراك العائلة حتى ذلك اليوم"، وهنا يكشف بأن معلمه كان يبيت تلك الليالي مع إحدى عشيقاته بعد ان يعلم زوجته بأنه ذاهب لعقد لقاءات سرية في دمشق مع المسؤولين السوريين. ويتحدث السائق عن نفسية معلمه المريضة التي ازدادت بعد ان أصبح نائباً للمرة الثانية، واكثر من ذلك فقد سبق له ان وبخ نجله لمجرد انه رأه يجلس ذات يوم في المقعد الامامي، وعندما احتد السائق من هذه المعاملة أفتى له النائب بأنه خائف على ولده من اي عملية امنية قد تستهدفه، علماً انه لا يفوت سهرات العشق ودعوات العشاء المتكررة، وهنا لا يعود للضرورات الامنية اي مكان في حسابات النائب. لهذا النائب فصول في معاملته لسائقه لا تعد ولا تُحصى، وهو السبب الذي جعل من هذا السائق يطلب من قيادته العليا العودة الى صفوف الحرس في أي مؤسسة من مؤسساتها الحزبية، فبحسبه أن أي من هذه الامكنة هي أنظف من قيادة سيارة رجل معتوه لا يهمه في هذه الدنيا سوى ملذاته الشخصية.

*موقع 14 آذار

 

العميد الركن المتقاعد امين حطيط: النظام السوري لن يغفر لجنبلاط.. وأحلام العرب سقطت بسقوط بابا عمرو 

سلمان العنداري/14 آذار

اعتبر العميد الركن المتقاعد امين حطيط ان "المشهد السوري اليوم يبدو انه قد حُسم، ليس في حيّ بابا عمرو فحسب، انما على صعيد الساحة السورية بكليّتها", معتبراً في حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني ان "ما قامت به "المعارضة" في الفترة الماضية هو استهداف للنظام السوري ارتكازاً على العمل العسكري الذي اتخذ سيناريو "انشقاق" المؤسسة العسكرية، الا انهم لم تنجحوا في ذلك، فاستمرت في عملها العسكري المختلط بالاعمال الارهابية والتخريبية كمرتكز لاسقاط النظام". واشار الى ان "هذا التكتيك حققّ انجازات هامة في المرحلة الرابعة من المواجهة مع النظام، والتي ابتدأت في فترة ما بعد رمضان الماضي الى اواخر العام الماضي، الا ان النظام السوري بعد ان استجمع اوراق قوته الداخلية والاقليمية والخارجية، ذهب الى خيار المواجهة الميدانية واستطاع بمهلة شهرين تقريباً من ان يحسم المعركة العسكرية لصالحه". ورأى ان "تراجع امكانات الحوار من خلال رفض المعارضة الخارجية له, ادى الى حسم الامور عسكرياً ووضع الصيغة التي يريدها النظام سياسياً بالتفاهم مع بعض الفئات الداخلية، وبالتالي يمكن القول ان المعركة السورية قد حسمت في جسمها الرئيسي، والذي تبقى هو معالجة الجروح والندوب التي نشأت خلال المواجهة".

واضاف: "النظام السوري بات خارج دائرة التهديد الجدي من الناحية العسكرية والسياسية، خاصة وانه يملك اوراقاً كثيرة وعديدة في الداخل والخارج يستطيع ان يلعب بها على اكثر من صعيد".

وبالحديث عن واقع المعارضة، اشار حطيط الى "ان المشهد على صعيد الفئات المعارضة بات يؤكد انه لا يوجد معارضة سورية واحدة بل معارضات تتألف من اربع فئات. الفئة الاولى، وهي فئة المخابرات المعارضة التي يمثلها المجلس الوطني السوري، وهذه المعارضة لم تجد لها اي ارضية حقيقية في الشارع السوري، على اعتبار ان قوتها مستمدة من الخارج ومن القدرات المتاحة لها اقليميا ودوليا، وهذه المعارضة ترفض اي نوع من انواع الحوار، ولا تقبل الا بإستلام السلطة على الطريقة التي استلم بها مصطفى عبد الجليل السلطة في ليبيا وهذا امر بعيد عن المتناول".

واضاف: "المعارضة الثانية هي معارضة داخلية ترفض هذا النظام وتريد اسقاطه ولكنها لا تقبل بالتدخل العسكري، تتناقض مع المعارضة الخارجية كما انها غير متماسكة حول برنامج معين وهي تخشى الدخول في الحوار الجاد، ولكنها لا تستطيع ان تجاهر بطلب التدخل العسكري".

وتابع: "اما الفئة الثالثة من المعارضة فهي موجودة في الداخل، وتعتبر من المعارضات الواقعية والتي تعرف ان اسقاط النظام بالقوة امر مستحيل، كما ان التدخل العسكري وتجاوز النظام امر مستحيل ايضاً، ولذلك فانها تقبل بالحوار المقيد الذي يغيّر طبيعة النظام بشكل مرن ومتدرج. اما الفئة الرابعة فهي فئة اصلاحية لا تعتبر ضمن سياق المعارضة بل خليط بين مؤيد للنظام وبين معارض له، وهؤلاء يتمسكون بالنظام القائم مع طلب الاصلاح". ولفت حطيط الى ان "هذه الفئات الاربعة من المعارضة لا يمكن ان يجمعها جامع، فالمعارضة الاولى والثانية يجمعها فكرة اسقاط النظام ولكنها تختلف على فكرة البديل، والمعارضات الثانية والثالثة والرابعة داخلية ولكنها غير قادرة على التوحد حول فكرة معينة. وبالتالي فالمعارضة مُشتتة وضائعة وغير قادرة على خلق امر واقع جديد".

وعن الموقف العربي قال: "العرب الآن ثلاثة "اعراب". الفريق المنخرط بالخطة الغربية ضد سوريا والذي وتقوده قطر والسعودية، وهؤلاء الآن يتجرّعون الفشل والخيبة وبمرارة كبيرة، وبالتالي فقد سقطت احلامهم مع سقوط بابا عمرو، وتراهم الآن يسعون الى البحث عن قنوات تصلهم بسوريا عبر اجهزة بعيدة عن الانظار".

ورأى ان "الفئة الثانية من العرب هم العرب الرماديين الذين ينتظرون كيف سيكون الحال في سوريا حتى يكوّنون موقفهم، وهؤلاء باتوا يجنحون نحو بحث طرق تعيدهم الى سوريا من غير خجل. اما الفئة الثالثة من العرب فإنهم العرب الذين رفضوا التحرك في العمل ضد سوريا، كلبنان والجزائر والعراق، وهؤلاء يعتبرون ان سياساتهم كانت موفقة وناجحة في هذا الموضوع، ولذلك نعتقد ان الدول العربية ستتبنى سياسة عربية مختلفة في الفترة المقبلة تجاه الثورة السورية". وعن المواقف الاخيرة التي اطلقها النائب وليد جنبلاط ضد النظام السوري اعتبر ان "جنبلاط لعب هذه المرة لعبة اللاعودة مع النظام السوري، لانه مسّ بالمقدسات السورية، وبات من الصعب ان يُغفر له سورياً بعد اليوم، واذا كان السوري قد سامح جنبلاط عندما شتم الرئيس السوري عام 2006 بأبشع النعوت، ولكن ان يصل جنبلاط الى حد التحريض الطائفي والدعوة لإسقاط النظام والإخلال بالأمن والنيل من بشار الأسد فالغفران لن يكون سهلاً على الاطلاق".

*موقع 14 آذار

 

لماذا افرجت دمشق عن أبو محجن ؟

طرحت الأوساط السياسية علامات استفهام حول عملية إفراج النظام السوري عن إبراهيم أحمد السعدي نجل أمير عصبة الأنصار في مخيم عين الحلوة المعروف باسم "أبو محجن" قبل أيام، وحول كيفية خروجه من السجن وتأمين وصوله الى المخيم، وحول توقيت هذه العملية وأهدافها. وفي هذا المجال تفيد مصادر لصحيفة "الانباء" الكويتية بان سوريا من خلال الإفراج عن السعدي وجهت أكثر من رسالة أبرزها الى القوى الإسلامية السلفية في مخيم عين الحلوة كعصبة الانصار والحركة الاسلامية المجاهدة التي يتزعمها "أميرها" الداعية الشيخ جمال الخطاب كمبادرة تقدير لسياسة النأي بالنفس التي اعتمدها أهالي المخيم بعدم التدخل في الشأن السوري بأي شكل من الأشكال، إضافة الى ابتعاد المخيم وقواه السلفية تحديدا عن الانخراط بأي حركة او تحرك اسلامي سلفي كالذي يقوم به إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير او الجماعة الاسلامية ضد النظام السوري

 

ميقاتي ومنصور يرفضان دعوة أمريكية لحماية أعضاء الجيش السوري الحر

رفض وزير الخارجية عدنان منصور دعوة وجهتها السفيرة الامريكية لدى لبنان لحكومة بيروت كي تحمي كل السوريين الذين فروا عبر الحدود الى الاراضي اللبنانية. ويوضح الخلاف السياسي الصعوبات التي يواجهها لبنان في التعامل مع الازمة في سوريا التي كانت تسيطر عليه فيما مضى ومازال لها حلفاء أقوياء في حكومته. وذكر موقع السفارة الامريكية في بيروت على الانترنت ان السفيرة مورا كونيللي زارت وزير الداخلية مروان شربل يوم الثلاثاء وحثت السلطات على حماية "كل السوريين العزل بمن فيهم أعضاء الجيش السوري الحر المعارض" مشيرة في ذات الوقت الى حق لبنان ومسؤوليته في تأمين حدوده. وأكدت السفيرة أيضا "قلق الولايات المتحدة بشأن اختفاء وخطف مواطنين سوريين في لبنان." ورد وزير الخارجية عدنان منصور على السفيرة بحدة. وقال ان "لبنان لا يطلب منه وهو يتصرف انطلاقا من مصلحته ووضعه الامني وامكاناته" وعزز رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ذلك التوبيخ قائلا في موقعه على الانترنت يوم الاربعاء ان مجلس الوزراء يذكر "الهيئات الدبلوماسية العاملة في لبنان بضرورة احترام معاهدة فيينا ومؤسسات الدولة اللبنانية وقوانينها." وتحدد اتفاقية فيينا الموقعة عام 1961 اطار العلاقات الدبلوماسية وتلزم الدبلوماسيين باحترام قوانين ولوائح الدول المضيفة. وقالت متحدثة باسم السفارة الامريكية ان كونيللي لم ترد على أحداث بعينها لكن تصريحاتها متسقة مع الموقف الامريكي فيما يتعلق بالقانون الانساني

 

مجلس الدفاع الأعلى: مرتاحون للوضع الأمني.. ولاستمرار التعاون مع الـ"يونيفيل" 

عقد المجلس الاعلى للدفاع جلسة عصر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واعضاء المجلس. وشدد المجلس على "استمرار التعاون والتنسيق الدائم والفاعل بين مؤسسات الدولة القضائية والدبلوماسية والامنية لمعالجة أي حادث واي طارىء ووفقا لما توجبه عليهم مسؤولياتهم تجاه استمرار السلم الاهلي وفقا للقوانين والانظمة النافذة، تنفيذا للسياسة العامة والسياسة الدفاعية التي حددها مجلس الوزراء في البيان الوزاري لهذه الحكومة". وبعد الاجتماع تلا الامين العام للمجلس اللواء الركن عدنان مرعب البيان الآتي: "بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية، عقد المجلس الاعلى للدفاع جلسة في القصر الجمهوري في بعبدا عند الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم برئاسة فخامة الرئيس وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء وكل من وزراء المالية، والدفاع الوطني، والشؤون الاجتماعية، والداخلية والبلديات، والخارجية والمغتربين، والعدل، والاقتصاد والتجارة، والاعلام. ودعي الى حضور الجلسة كل من العماد قائد الجيش، مدير عام امن الدولة، مدير عام الامن العام، مدير عام قوى الامن الداخلي وبالوكالة، ومدير المخابرات". وأضاف: "بحث المجلس في الوضع الامني في البلاد بوجه عام، واطلع من قادة الاجهزة الامنية والعسكرية على نتائج المهام التي نفذتها في كل المناطق اللبنانية والمناطق الحدودية، وابدى ارتياحه للوضع الامني بشكل عام والاجراءات المتخذة. كما اطلع المجلس على الوضع الامني في الجنوب واكد استمرار التعاون مع قوات "اليونيفيل" تنفيذا للقرار 1701". وتابع: "شدد المجلس على استمرار التعاون والتنسيق الدائم والفاعل بين مؤسسات الدولة القضائية والدبلوماسية والامنية لمعالجة أي حادث واي طارىء ووفقا لما توجبه عليهم مسؤولياتهم تجاه استمرار السلم الاهلي ووفقا للقوانين والانظمة النافذة تنفيذا للسياسة العامة والسياسة الدفاعية التي حددها مجلس الوزراء في البيان الوزاري لهذه الحكومة. وبعد التداول، قام المجلس بتوزيع المهام على الوزارات والاجهزة الامنية، وابقى على مقرراته سرية وفقا لنص القانون". (الوطنية للإعلام)

 

قهوجي: الذين يطالبوننا بتسهيل عبور المسلحين أخطأوا في الطلب والعنوان

أعلن قائد الجيش جان قهوجي أنّ "وحدات الجيش اللبناني تبذل كلّ ما في وسعها لضبط الحدود مع سوريا ومنع التهريب على أنواعه بالاتجاهين وردع أيّ عمليّة تسلل". قهوجي، وفي حديث لمجلة "الأفكار" ينشر غدًا (الجمعة)، قال: "إنَّ الذين يطالبوننا بتسهيل عبور المسلحين إلى داخل الأراضي السورية او بالعكس أخطأوا في الطلب وفي العنوان". وفيما وصفَ العلاقة بين الجيش و"المقاومة" بأنها "أكثر من جيدة"، إستبعدَ قيام إسرائيل بشنّ حرب جديدة على لبنان في المدى المنظور، إذ لا مؤشرات تدل على ذلك. مُعربًا عن ارتياحه للوضع السائد في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش وقوات الأمم المتحدة. وحمّل العماد قهوجي جهات اصولية متطرفة مسؤولية عمليات التفجير التي تعّرضت لها قوات الأمم المتحدة في الجنوب. مُنوهًا بجهود الجيش اللبناني في الدفاع عن الحدود الجنوبية. مؤكدًا ضرورة البقاء على جهوزية تامة في مواجهة العدو الاسرائيلي الذي يمارس انتهاكاته اليومية للسيادة اللبنانية.

 

عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده: لعدم تسليم النظام السوري أي لاجئ

دعا عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده "السلطات اللبنانية إلى عدم الرضوخ إلى الضغوط ورفض تسليم النظام السوري أي لاجئ (سوري) عَبَر إلى لبنان"، مضيفًا: "هذا الوطن الذي طالما اعتبر ملجأ للمضطهدين فكريًا وجسديًا، لا يجوز أن يخسر هذه الميزة الإنسانية الكبيرة، فالتاريخ والأحداث أثبتا ما هو مصير أي معارض يسلم إلى النظام السوري، لأنه مع هذا النظام ليس هناك أي قوانين أو أي حقوق أو أي عدالة تحمي أيا منهم".اده، وفي تصريح، أسف لوجود "عناصر في هذه الحكومة تريد تسليم النظام السوري معارضين لاجئين، عوض أن تعمل (العناصر) لاسترداد الموقوفين اللبنانيين المفقودين في غياهب السجون السورية".(الوطنية للاعلام)

 

المسؤولون اللبنانيون تسلَّموا رسالتين متناقضتين من كلٍّ من كونيللي وعبد الكريم علي

علمت محطة "lbc" أن "المسؤولين اللبنانيين تسلَّموا رسالتين متناقضتين من كلٍّ من سفيرة واشنطن مورا كونيللي وسفير دمشق علي عبد الكريم علي حيث أنّ السفير السوري طالب بضبط الحدود وتوقيف الذين تسللوا من عناصر "الجيش السوري الحر "، فيما السفيرة الاميركية طالبت بعدم توقيف هؤلاء إذا ما القوا اسلحتهم".(رصد NOW Lebanon)

 

الراعي جدّد الدعوة لمؤتمر وطني وعقد اجتماعي جديد: الدولة تعرف كيف تتحمل مسؤولياتها

وصل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي عند السادسة من مساء اليوم (الخميس) إلى مطار الملكة علياء في عمان - الاردن، في اطار زيارته الرعوية لنيابة البطريركية المارونية العامة.

وفي تمام السابعة، وصل الراعي إلى كنيسة القديس شربل في منطقة تلال السبعة في متنزه عمان القومي، حيث أقيم له استقبال شعبي نظمه الديوان الملكي مع هيئة تنشيط السياحة الدينية في الأردن، تميز باستعراض للفرق الفلكلورية التقليدية الأردنية وحضور لافت لابناء الرعية بمختلف فئاتهم. رفع الراعي صلاة الشكر في الكنيسة مع ابناء الرعية والضيوف المستقلين.

وكان البطريرك الماروني غادر لبنان عصراً، عبر مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، مترئساً وفداً ضم النائب البطريركي في الأردن المطران بولس صياح ومنسق مكتب العلاقات مع الأديان في الدائرة البطريركية الأب فادي ضو ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم ومستشار البطريرك الإعلامي المحامي وليد غياض. وكان في وداعه في المطار، وزير الدولة سليم كرم ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان، سفير الأردن في لبنان زياد المجالي، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن مترئسا وفدا من المجلس، المطران رولان أبو جودة، القائم بأعمال سفارة قطر في لبنان راشد الكواري، القنصل العام انطوان عقيقي وشخصيات.

وفي صالون الشرف في المطار، تحدث الراعي عن جولته، فقال: "هذه الزيارة تندرج في إطار الزيارات الرعوية التي نقوم بها الى كل أبرشياتنا"، لافتاً إلى "وجود أبرشية مارونية في الاردن ونائب بطريركي هو المطران بولس صياح". وأضاف: "نتشرف (خلال الزيارة) بلقاء جلالة ملك الاردن عبد الله الثاني بن الحسين، وهو دليل على تواصل لعلاقة متينة وقديمة بين المملكة الأردنية الهاشمية والبطريركية المارونية"، مشيراً إلى أنّه "بين عامي 1963-1964 وأثناء زيارة البابا بولس السادس للمرة الأولى للأراضي المقدسة واستقباله من قبل الملك الحسين بحضور البطريرك المعوشي ولدى انتهاء الزيارة قال الملك أن السيارة النادرة والمميزة التي أقلت البابا حينها لا تليق إلا بالبطريرك الماروني وهي الآن لا تزال موجودة في بكركي".

وإذ أوضح أن المحطة التالية في زيارته، أي إلى قطر، تأتي في إطار دعوة رسمية، لفت البطريرك الراعي إلى أنّها "ستكون مناسبة للقاء أبناء الجالية اللبنانية التي تعد ما يقارب 40 ألف لبناني بين مسيحي ومسلم وستكون مناسبة لتجديد الصداقة اللبنانية - القطرية"، مثنياً على "الدور الذي لعبته قطر في لبنان".

ورداً على سؤال عما إذا كان سينقل هواجس المسيحيين إلى المسؤولين في كل من الأردن وقطر، قال الراعي: "إن الهواجس المسيحية هي هواجس مسيحية واسلامية، وأنا أقول دائما ان الهواجس في لبنان هي لكل اللبنانيين، وفي سوريا هي لكل السوريين، وكذلك في مصر، لأنه إذا كان يوجد إستقرار أمني وسياسي واقتصادي، فإن المسلم والمسيحي على هذه الأرض سيكونان مرتاحين. ولذلك، فنحن نحمل هواجس لكل المنطقة والدعوة إلى السلام فيها. حرام أن تحل مشاكل الشباب العربي بالسلاح، وهذا ما جربناه في لبنان فالحرب تولد الحرب والعنف يجر العنف دون الوصول إلى نتيجة".

وأضاف البطريرك الراعي: "إن اختبار الحرب في لبنان جعلنا نحمل بوجع ما حصل في العالم العربي الذي يعيش العنف، والآن سوريا تعيش هذه المرحلة، ونحن نعلم هذا الوجع لأن المسامير دخلت الى أيادينا كلنا. ونتمنى ألا يعيش أي بلد ما اختبرناه. لذلك، أنا أدعو وسأدعو مع كل أصحاب الإرادة الطيبة إلى حل الأمور بالحوار والمؤتمرات والتفاهم والتسويات، لأن أحداً لا يلغي أحداً".

ورداً على سؤال عن حاجة اللبنانيين إلى عقد اجتماعي جديد في ما بينهم وعمّا إذا كان هذا الأمر يعني إلغاء إتفاق الطائف، أجاب البطريرك الراعي: "إطلاقاً، بل إحياء الطائف روحاً ونصاً. إن العقد الاجتماعي ما هو إلا إنطلاق من الميثاق الوطني عام 1943. وحالياً ليس هناك ثقة بين اللبنانيين، فإن لم يكن هناك ثقة بالحكومة فلن تعمل، وكذلك في المجلس النيابي"، مشدداً على ضرورة "تجديد الثقة وتعزيز العقد الإجتماعي الوطني من خلال مؤتمر وطني كبير".

وعن الإنتقادات التي وجهت إلى تصريح له يتعلق بالوضع في سوريا وتخوفه من أن يتحول الربيع العربي إلى شتاء، قال الراعي: "إن الكل يرحب بالربيع العربي، لأن كل بلد من بلدان العالم العربي بحاجة الى إصلاحات التي هي أمر ضروري لكل الشعوب. وهذا ما يسمى بالربيع العربي. أما أنا فأسميه خريفاً إذا كان هذا المسعى عن طريق العنف والحرب لأنه سيؤدي إلى خريف وليس إلى ربيع". وفي هذا السياق تساءل الراعي عن "معنى الربيع إذا كان سيؤدي إلى قتل المواطنين الأبرياء مهما كانت الأسباب، سواء المطالب، وهذا أمر محق، أم الدولة التي تأخذ موقفاً. نحن ضد العنف لتحقيق المطالب وضده أيضاً لردعها فكرامة الإنسان البشري وحياته فوق كل إعتبار. هذا ما تربينا عليه وهو في ثقافتنا وخصوصاً المسيحية. إن الربيع يكون عندما تحترم كرامة الكائن البشري وتحفظ له حياته".

وعن تعليقه على طلب السفيرة الأميركية مورا كونيللي من المسؤولين اللبنانيين استضافة لبنان لعناصر من "الجيش السوري الحر"، قال الراعي: "هذا الموضوع لم أتابعه كثيرا، لكن نحن دولة لبنانية لا تحتاج إلى أحد لتأخذ قراراتها، والدولة اللبنانية تعرف كيف تتحمل مسؤولياتها وتتشاور بما يجب ان تقوم به، نحن بلد مستقل وحر وسيد والحكومة تقرر ما تراه لمصلحة البلد".

وحول لقائه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، أجاب البطريرك الراعي: "إن اللقاء كان تشاورياً وتفاهمياً وتم طرح كل القضايا"، لافتاً إلى أن "ما كتب في الإعلام لا علاقه له بما حدث في الداخل".(الوطنية للإعلام)

 

ماروني لـ"السياسة": مواقف الراعي تعبر عن رأيه وحده

بيروت - "السياسة":ما تزال التصريحات التي يدلي بها البطريرك بشارة الراعي محط تجاذب بين القوى السياسية اللبنانية, خاصة لجهة مواقفه الرمادية تجاه ما يجري في سورية, وتحفظه على إدانة جرائم النظام, ما جعل البعض يعطي لهذه المواقف أبعاداً تتعلق بالوضع المسيحي العام في المنطقة وبالأخص في لبنان.وبدا واضحاً الانقسام المسيحي بشأن مواقف الراعي أقله برأي القطبين المارونيين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية اللذين يعتبرانه الأقرب إلى فريق "8 آذار", على عكس ما كان عليه البطريرك نصر الله صفير الذي كان من مؤيدي قوى "14 آذار".وفي هذا الإطار, قلل عضو كتلة "حزب الكتائب" النيابية النائب إيلي ماروني من أهمية مواقف الراعي "لأنه يتكلم كرجل دين وليس كرجل سياسة".  وقال ل¯"السياسة" إن "بيان مجلس المطارنة الموارنة (الشهري) هو الموقف الرسمي للكنيسة, لأن البطريرك عادة يتحدث من منطلق روحي وإيماني, فيما بيان مجلس المطارنة الموارنة يدعو إلى الحوار والتعالي ونبذ العنف, وفي النهاية البطريرك الراعي له موقفه ونحن لنا موقفنا, ومواقفه تعبر عن رأيه".

وعن تأكيد سليمان فرنجية أن الراعي حليف لفريق "8 آذار" لفت ماروني إلى أنه من الطبيعي أن يتخذ النائب فرنجية هذه المواقف نظراً لتحالفه المعروف مع النظام السوري و"هو لا يستطيع إلا أن يقول هذا الكلام, وخاصة أن قوى "8 آذار" دأبت منذ تأسيسها على التهويل على المسيحيين والقول بأن النظام السوري يحمي كل الأقليات وعلى رأسهم أبناء الطوائف المسيحية من الأصولية الإسلامية. وهذه الفزاعة يحاولون دائماً تخويفنا بها".

 

مي شدياق: اي رجل دين مسيحي يدافع عن نظام قاتل لا يمثلني

ذكرت الاعلامية مي شدياق بموقفها تجاه بعض رجال الدين المسيحيين، مشيرة الى انه حين يدافع احد عن نظام يقتل شعبه فهو لا يمثلها، ولا يحق له ان يقف مع نظام يقتل شعبه وان يكون ضد الشعب الذي يدافع عن نفسه، مؤكدة ان الخوف من المجهول والدفاع عن النظام السوري القاتل بحق شعبه منطق مرفوض وقالت شدياق، في حديث الى محطة "العربية": "يجب عدم الخوف من الآخر على اساس انه البعبع الذي سينقض على الاقليات". اضافت: "ان نظام "البعث" السوري هو نفسه الذي اضطهد اللبنانيين منذ العام 1975 وقصفه في الاشرفية وغيرها وحتى قصف المخيمات الفلسطينية وهو يشن الآن حروبه ضد الشعب في حمص وبابا عمرو وغيرها" وتابعت: "حاولوا اغتيالي لانني كنت صوت يعكس صورة المجتمع الذي كان يناضل في سبيل الحرية والاستقلال حيث كان لبنان خاضعا للوصاية، وكنت امارس الاعلام السياسي المباشر لم اكن على الحياد وكنت ادافع عن قضية وطني واعكس الحقيقية بمسالة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكنت اول من تحدث عن النظام البعثي الذي يمكن ان يتغير لانه نظام اقلوي" واشارت الى ان "من خرج من الباب يحاول العودة من الشباك لذا لم يكتمل الربيع بعد في لبنان"، مؤكدة فخرها "بانتشار ثورة الارز في العالم العربي حيث كانت المراة كانت الى جانب الرجل ولم تكن خلفه وتخطت التقاليد والموروثات وكانت بالمواجهة منذ البداية" واذ اوضحت انها "تعرضت للملاحقة، لكن هذه الامور للتخويف"، شددت على ان "النساء في العالم العربي تخضن الثورات وعندما يأتي اوان تثبيت حقوقهن نرى ان من يضع الدساتير هم الرجال فيحرمونها حقها في المشاركة في السلطة"، مشيرة الى ان " ثمة من يقول ان الربيع العربي هو خريف النساء وهذا ما يجب تجنب الوصول اليه".

وختمت: "ان المرأة برزت في عدة ميادين في لبنان ولكن تبقى المشكلة في الميدان السياسي

 

نتنياهو:اسرائيل لن تهاجم ايران خلال ايام ولا خلال اسابيع

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي  بنيامين نتنياهو اليوم الخميس بعد عودته من محادثات في واشنطن ان  اسرائيل ستعطي العقوبات على ايران فرصة لتأتي بنتيجتها ولن تهاجم  منشآتها النووية لا خلال ايام ولا خلال اسابيع. وقال نتنياهو للقناة العاشرة التجارية في مقتطفات من مقابلة  مسجلة "انا لا اقف ممسكا بساعة ايقاف. المسألة ليست مسألة ايام او  اسابيع لكنها ايضا ليست مسألة سنوات. الجميع يفهمون ذلك." ولمح نتنياهو إلى ان اسرائيل قد تلجأ للقوة اذا واصلت طهران -  التي تنفي سعيها لامتلاك اسلحة نووية - تجاهلها للضغوط الدبلوماسية التي  تفرضها القوى الكبرى عليها من اجل كبح برنامجها النووي. وقال "سيسعدنا اذا تم حل هذا الامر سلميا واذا قررت ايران وقف  برنامجها النووي. "ان توقفه وتفكك منشآتها في قم وتوقف تخصيب اليورانيوم. إن حدث  فسأكون في اشد السعادة واظن ان المواطنين الاسرائيليين جميعا سيكونون  سعداء ايضا." وقال مصدر مقرب من المحادثات ان نتنياهو طمأن الرئيس الامريكي  باراك اوباما خلال محادثات في واشنطن يوم الاثنين ان اسرائيل لم تتخذ  قرارا بشأن مهاجمة المنشآت النووية الاسرائيلية.لكنه لم يعط اي علامة على انها تراجعت عن خيار اللجوء للقوة  العسكرية. ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة  في الشرق الاوسط لكن كثيرا من الخبراء يقولون انها ربما لا تملك القدرة  العسكرية التقليدية اللازمة لتوجيه ضربة قاضية للمنشآت النووية  الايرانية البعيدة والمتفرقة والحصينة. لكن نتنياهو قال في مقابلة منفصلة للقناة الاولى التي تديرها  الدولة ان اسرائيل تشعر بالخطر الايراني عليها اكثر من الولايات  المتحدة. وقال "هناك اختلاف متأصل: الولايات المتحدة كبيرة وبعيدة واسرائيل  أصغر واقرب للخطر وبالطبع هناك فارق في القدرات. "وعليه فتوقيت الولايات المتحدة لوقف ايران من التحول إلى قوة  نووية ليس نفسه التوقيت الاسرائيلي وهو ما يدور بالفعل على جدول زمني  مختلف."

وفي اجابة على سؤال للقناة الاولى هل يثق في التزام اوباما بأن  الولايات المتحدة لن تسمح بأن تصبح إيران خطرا نوويا على اسرائيل قال  نتنياهو "انه بيان مهم لكنها في نهاية الأمر مسؤوليتنا ان نضمن عدم  الوصول إلى وضع نتناقض فيه مع ما قاله الرئيس اوباما. يجب الا نصل إلى  حالة لا تملك فيها اسرائيل القدرة على الدفاع عن نفسها من اي تهديد."

 

أميركا تمهل إيران حتى يونيو لإعطاء تطمينات جدية حول برنامجها النووي

طهران: لن نتفاوض على حقنا في تخصيب اليورانيوم

فيينا - لندن: «الشرق الأوسط»

طلبت الدول الكبرى الخمس من إيران التزامات «جدية» تمهيدا لاستئناف المحادثات حول برنامجها النووي المثير للجدل، ودعتها إلى فتح موقع بارشين العسكري أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فيما حذرت واشنطن طهران من المماطلة وأمهلتها حتى يونيو (حزيران) المقبل، لإعطاء تطمينات حول قضايا تثير قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعلق بامتلاكها برنامجا سريا للأسلحة النووية. لكن سفير إيران لدى فرنسا قال إن طهران «متفائلة» بشأن إجراء جولة جديدة من المحادثات مع القوى العالمية الست لكنه أشار إلى أن بلاده لن تتفاوض على حقها في تخصيب اليورانيوم.

وكتبت دول مجموعة 5+1 المؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا) إضافة إلى ألمانيا: «ندعو إيران إلى الالتزام دون شروط مسبقة في عملية حوار جدي» بغية تبديد الشكوك بشأن طبيعة برنامجها النووي. ويعقد اجتماع مغلق منذ الاثنين في فيينا حيث تتخذ الوكالة الدولية مقرا لها، لبحث الملف الإيراني وملفات أخرى.

من جهته قال دبلوماسي أميركي بارز في فيينا أمس إن إيران أمامها حتى شهر يونيو (حزيران) للتعاطي بجدية بشأن ملفها النووي المثير للجدل. وقال روبرت وود، مندوب الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «إيران تلقت الآن إنذارا بأنها في حاجة للإذعان لالتزاماتها وأنها بحاجة للقيام بذلك فورا». وأضاف وود أنه «إذا لم تتعاون إيران، فإن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يتعين عليه أن يبحث اتخاذ المزيد من الخطوات في اجتماعه المقبل في يونيو».

وقال دبلوماسي غربي إن مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة سيكون لديه خيارات قليلة سوى إصدار قرار آخر ينتقد بشدة إيران أو يدعو مجلس الأمن الدولي مجددا لمناقشة القضية.

من جهته، قال سفير إيران لدى فرنسا إن طهران «متفائلة» بشأن إجراء جولة جديدة من المحادثات مع القوى العالمية الست لكنه أشار إلى أن بلاده لن تتفاوض على حقها في تخصيب اليورانيوم. وأضاف علي اهاني أن طهران مستعدة للسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع بارشين العسكري بشروط معينة. وتقول الوكالة إن الموقع ربما شهد أنشطة تتصل بالتسلح النووي. وقال السفير إنه لا يعتقد أن إسرائيل ستشن غارات جوية على الجمهورية الإسلامية نظرا لما ينطوي عليه ذلك من عواقب كارثية يصعب التنبؤ بها على المستويين الإقليمي والعالمي.

وطالبت القوى العالمية الست إيران أمس بالسماح للمفتشين الدوليين بزيارة موقع بارشين العسكري، مبدية في بيان مشترك خلال اجتماع في فيينا «أسفها» كذلك بشأن تصعيد إيران لعمليات تخصيب اليورانيوم وهو نشاط يمكن أن تكون له أغراض مدنية وعسكرية. وقال البيان: «نحث إيران على الوفاء بالتزامها بالسماح بدخول موقع بارشين»، مشيرا إلى منشأة عسكرية تقع جنوب شرقي طهران. ورفضت إيران السماح للمفتشين بدخول الموقع أثناء محادثات مع فريق رفيع المستوى من الوكالة في وقت سابق هذا العام. ويشتبه دبلوماسيون غربيون في أن تكون الجمهورية الإسلامية تحاول الآن تطهير الموقع لإزالة أدلة على أبحاث لها تطبيقات نووية قبل احتمال السماح بدخول المفتشين. ومن الاكتشافات الرئيسية معلومات بأن إيران بنت غرفة تجارب كبيرة في بارشين جنوب شرقي طهران لاختبار مواد شديدة الانفجار قالت وكالة الطاقة الذرية إنها «مؤشرات قوية على تطوير محتمل لأسلحة».

 

أسعار النفط...ماذا لو حصل الهجوم على إيران؟

نادين هاني/النهار

 يوما بعد يوم، تتصاعد اصوات طبول الحرب على ايران. فاسرائيل تخشى من ان اي تأخير قد يعطي الفرصة لايران بان تنقل منشآتها النووية إلى جوف الارض، وتوزعها في اماكن متباعدة مما يجعل من الصعب العثور عليها وإلحاق ما يكفي من الاضرار بها. واي ضربة اسرائيلية ستجر الاميركيين الى المشاركة فيها، على قاعدة انه لا يمكن الرئيس الحالي باراك اوباما ان يظهر بمظهر الرئيس الضعيف في سنة انتخابية. ورغم اعادة فتح باب الحوار قبل يومين بين الدول العظمى وايران، فقد سارعت اسرائيل الى انتقاد المفاوضات بحجة ان ايران ليست جادة بالتخلي عن برنامجها النووي.

إذاً، مع تزايد احتمالات الحرب العسكرية، لا بدّ من تحليل تداعياتها على اسعار النفط العالمية، كون ايران رابع اكبر منتج للنفط في العالم، وتتمتع بموقع استراتيجي قرب مضيق هرمز الذي يمرّ عبره 20% من نفط العالم، والذي هددت مرارا باغلاقه. فإذا استهدفت ضربة عسكرية اسرائيلية - اميركية المنشآت النووية الايرانية، تشير التوقعات الاكثر تفاؤلا إلى امكان تأخير وليس تعطيل البرنامج النووي الايراني. لكن، قد يؤدي ذلك إلى توقف انتاج النفط الايراني بضعة اشهر، والى قفزة في أسعار النفط لتتخطى مستوياتها القياسية السابقة، التي كانت سجلتها قبل الازمة المالية العالمية عند 145 دولاراً للبرميل. عندها تقوم السعودية برفع انتاجها، كونها تتمتع باكبر طاقة انتاجية اضافية من النفط بـ2٫7 مليوني برميل في اليوم، وتفرج الوكالة الدولية للطاقة عن احتياطاتها الاستراتيجية لتعوّض النفط الايراني المفقود من الاسواق. فهذا يريح الاسواق بعض الشيء، لكنه لن يؤدي إلى تراجع الاسعار إلى مستوياتها السابقة، كون العالم عندها لا يعود يملك اي طاقة انتاجية اضافية لمواجهة ازمات اخرى.

السيناريو الأسوأ هو قيام ايران بردّ فعل عسكري، محاولة وقف تدفّق النفط عبر مضيق هرمز. فرغم وجود الاسطول الخامس الاميركي في المنطقة، يعتقد بعض الاستراتيجيين ان بامكان ايران إعاقة جزء من الامدادات النفطية عبر المضيق عبر تفخيخه مثلا، او تهديدها للمنشآت النفطية في الخليج. وهذا يعتبر بمثابة السيناريو "الكابوس" لاسواق النفط، فعندها لا يعد بالامكان توقع المستويات التي قد ترتفع إليها الاسعار. استوقفني تحليل للمستثمر الشهير مارك فابر المعروف باسم Dr. Doom بسبب نجاحه في تنبؤ عدد من الازمات الاقتصادية، إذ يعتبر ان للولايات المتحدة مصلحة في مثل هذه الحرب بعدما اصبحت غنيّة بموارد الغاز عبر الاكتشافات الاخيرة. فهي لا تستطيع احتواء نمو الاقتصاد الصيني، اكبر منافس لاقتصادها، إلا عبر تعطيل امدادات نفط الشرق الاوسط التي تعتمد عليها الصين والتي اصبحت اكبر مستورد للنفط السعودي قبل عامين. وكلفة ارتفاعات اسعار النفط باهظة على الاقتصاد العالمي. فوفق القاعدة العامة، اي ارتفاع بـ10 دولارات بسعر برميل النفط، يفقد اي دولة مستوردة ما بين 0٫1 إلى 0٫5%من نمو ناتجها المحلي. اما الولايات المتحدة التي لا تملك الموارد لتمويل الحرب، فسيضطر مصرفها المركزي الى طبع كميات جديدة من الدولارات. هذه السيناريوات تبدو وكأنها قصة من الخيال لا يبرّرها المنطق. لكن هل من يقوم بمثل هذه المغامرات الطائشة غير السياسيّين؟

 

خامنئي يرحب بدعوة أوباما إلى تجنب الخيار العسكري

 طهران - ا ف ب: رحب المرشد الأعلى في ايران علي خامنئي, أمس, بدعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما لتجنب الخيار العسكري ضد إيران. وقال خامنئي, أمام مجلس الخبراء المكلف خصوصاً تعيين مرشد الجمهورية الاسلامية ومراقبة نشاطه, ان خطاب اوباما الذي دعا فيه الثلاثاء الماضي الى تجنب اي ضربة عسكرية ضد ايران "خطاب جيد يدل على ان الاميركيين يخرجون من وهم". لكن المرشد خفف على الفور من وقع هذا التصريح الايجابي النادر ازاء الرئيس الاميركي, معربا عن اسفه لتأكيد اوباما مجددا رغبته في تشديد سياسة العقوبات الاميركية في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني. وقال ان "هذا الجزء من تصريحاته يدل على أنه لا تزال لديه اوهام في هذا الخصوص", مضيفاً ان "هذا الوهم (بان العقوبات يمكن ان تدفع ايران لتغيير سياستها النووية) سيؤدي بالقادة الاميركيين الى الفشل لانهم عاقبوا الايرانيين من دون جدوى منذ 33 عاماً لمحاولة فصلهم عن النظام الاسلامي".

 

مخاوف من هجمات إيرانية على إسرائيليين في تركيا

 أنقرة - يو بي آي: ذكر تقرير إعلامي تركي, أن جهاز "الموساد" الإسرائيلي حذر أنقرة من أن البعثة الديبلوماسية الإسرائيلية في تركيا قد تكون عرضة لهجمات بالقنابل, تخطط لها إيران. وذكرت قناة "ان تي في" التركية في تقرير مساء أول من أمس, أن الموساد وجه رسالة إلى وكالة الاستخبارات التركية "ميت" يحذر فيها من أن "فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني" يخطط لمهاجمة أهداف إسرائيلية على الأراضي التركية. وأشار التقرير, إلى أن 4 أشخاص "دخلوا تركيا من إيران" وهم يحملون أسلحة وتجهيزات تستخدم في هجمات.

 

الدول الكبرى تدعو طهران إلى حوار جدي  

صفقة بين أوباما ونتانياهو: إرجاء ضرب إيران مقابل حصول إسرائيل على أسلحة أميركية متطورة

 تل أبيب - يو بي اي, رويترز: كشفت مصادر اسرائيلية, أمس, أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اقترح على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض, الاثنين الماضي, أن تمتنع تل أبيب عن مهاجمة إيران في الفترة القريبة المقبلة مقابل حصولها على أسلحة أميركية متطورة. ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر ديبلوماسية وجهات استخباراتية غربية قولها إنه خلال زيارة نتانياهو إلى واشنطن اقترحت الولايات المتحدة على إسرائيل "صفقة رزمة" تتعهد إسرائيل في إطارها ألا تهاجم المنشآت النووية الإيرانية خلال العام الحالي وإنما فقط في العام المقبل وبعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في نوفمبر المقبل. وأضافت المصادر انه في المقابل ستزود الولايات المتحدة إسرائيل الأسلحة المطلوبة لتنفيذ هجوم كهذا, مشيرة إلى أنها تشمل قنابل ذكية قادة على اختراق مواقع في باطن الأرض التي طورها الجيش الأميركي, وطائرات تزويد الوقود القادرة على تزويد طائرات مقاتلة بالجو. وقالت مصادر غربية إن أوباما لم يعط نتانياهو ضوءا أخضر لمهاجمة إيران ولكنه لم يعطه ضوءا أحمر وفضل أن يوحي لنتانياهو "بضوء أصفر ساطع", وأن ضوء أوباما الأصفر "يكاد يكون ضوءا أحمر".

وأضافت المصادر ان أوباما أوضح لنتانياهو أن الولايات المتحدة ستنظر بخطورة إلى هجوم عسكري إسرائيلي ضد إيران خلال العام الحالي من دون التنسيق معها, وأن من شأن هجوم كهذا أن يكون له تأثير خطير للغاية على استقرار الشرق الأوسط وعلى علاقات الثقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأكدت المصادر أنه سيكون "صعبا وحتى مستحيلا" أن تتجاهل إسرائيل تحذيرات أوباما.

ورغم عدم تأكيده الصفقة, أقر مسؤول اسرائيلي, طالباً عدم كشف هويته, أمس, بأن تل أبيب طلبت من واشنطن قنابل خارقة للتحصينات وطائرات للتزويد بالوقود في الجو يمكن أن تحسن قدرتها على مهاجمة المواقع النووية الايرانية المدفونة تحت الارض, مشيراً إلى أن "هذا الطلب قدم" خلال وجود نتانياهو في واشنطن.

من جهته, أكد النائب الاسرائيلي زئيف بيليسكي المسؤول عن التحضيرات في الجبهة الداخلية ان الدولة العبرية "غير مستعدة تماماً" لمواجهة النتائج المترتبة على الحرب, مشيراً إلى "نقص كبير في أقنعة الغاز الجاهزة للاستخدام في حال وقوع حرب". واوضح بيليسكي العضو في حزب "كاديما" المعارض ان "60 في المئة فقط من الاسرائيليين اي 4,5 الى 5 ملايين شخص, لديهم اقنعة غاز, فيما يوجد حاليا 1,7 مليون مواطن من دون اي حماية من القنابل ومن دون ملاجىء". في غضون ذلك, دعت الدول الكبرى ايران الى "حوار جدي" و"من دون شروط مسبقة" بشأن برنامجها النووي.

وجاء في بيان لمجموعة "5+1" المؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا) اضافة الى المانيا, عرض امس على مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "ندعو ايران الى الالتزام من دون شروط مسبقة في عملية حوار جدي" بغية تبديد الشكوك بشأن طبيعة برنامجها النووي.

وعبرت الدول الكبرى عن "قلقها لعدم التوصل الى اي اتفاق بالرغم من الجهود المبذولة حتى الان", مطالبة طهران بالسماح لمفتشي الوكالة بالدخول إلى موقع بارشين حيث رصدت الوكالة منشآت يمكن استخدامها لتجربة نماذج تفجيرات نووية.

 

عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الأحمد: إيران تلعب دورًا تخريبيًا لإعاقة المصالحة مع "حماس" 

إتهم عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الأحمد إيران بلعب دور "تخريبي" لمنع تحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، وأضاف: "إن زيارة (رئيس حكومة "حماس" المُقالة) اسماعيل هنية الأخيرة إلى إيران، والدعم المالي الذي قدمته لحركة "حماس" في غزة، إنما هو مؤشر على أن إيران لديها رغبة في استمرار الإنقسام، وإلا ماذا يفسّر أن المعارضة لاتفاق المصالحة تأتي فقط من قيادة "حماس" في غزة؟". الأحمد، المسؤول عن ملف المصالحة، وخلال لقاء مع صحافيين، قال: "إن إرادة إنهاء الإنقسام من قبل "حماس" في غزة لم تنضج بعد، وفترة الأسبوعين التي طلبتها قيادة "حماس" بتأجيل تشكيل الحكومة انتهت، ونحن في فتح ننتظر اتصالاً منها، بعد اتصال أجراه الأربعاء مع القيادي في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق"، مشيرًا إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، طلب من الرئيس عباس تأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة لمدة أسبوعين. وأضاف: "مدة الأسبوعين انتهت، ونحن الان ننتظر الخطوة المقبلة من حركة حماس"، وختم بالقول: "طالما أن "حماس" في غزة لا زالت تمنع لجنة الإنتخابات من العمل، فهي لا تريد المصالحة". (أ.ف.ب.)

 

"فتح" تتهم إيران بلعب دور "تخريبي" لإعاقة المصالحة مع "حماس"

 رام الله (الاراضي الفلسطينية) - وكالات: اتهم عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الاحمد, أمس, ايران بلعب دور "تخريبي" لمنع تحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس".

وقال الاحمد, المسؤول عن ملف المصالحة, خلال لقاء مع صحافيين إن "إيران لعبت دورا تخريبيا حول المصالحة بيننا وبين حماس". واضاف ان "زيارة (رئيس حكومة حماس المقالة) اسماعيل هنية الاخيرة الى ايران, والدعم المالي الذي قدمته ل¯"حماس" في غزة, إنما هو مؤشر على ان ايران لديها رغبة في استمرار الانقسام, والا ماذا يفسر أن المعارضة لاتفاق المصالحة تأتي فقط من قيادة "حماس" في غزة?". واعتبر ان "ارادة انهاء الانقسام من قبل "حماس" في غزة لم تنضج بعد, وفترة الاسبوعين التي طلبتها قيادة "حماس" بتأجيل تشكيل الحكومة انتهت, ونحن في "فتح" ننتظر اتصالا من حماس", بعد اتصال اجراه أول من أمس, مع القيادي في "حماس" موسى ابو مرزوق. وكانت الفصائل الفلسطينية ومن ضمنها "فتح" و"حماس", اتفقت في القاهرة في فبراير الماضي, على تشكيل حكومة فلسطينية موقتة, يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس, حيث اوكلت لهذه الحكومة مهمة الإعداد للانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني. إلا أن "حماس" في قطاع غزة, لا زالت تمنع لجنة الانتخابات المركزية من تحديث السجل الانتخابي للناخبين, رغم ان الفصائل الفلسطينية وقيادة "حماس" اتفقت على تفعيل عمل لجنة الانتخابات في غزة. وتم الاعلان عقب لقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي ل¯"حماس" خالد مشعل في الدوحة, عن موافقة الحركة على أن يتولى عباس منصب رئيس الوزراء, وسط معارضة من بعض قياديي في غزة, وابرزهم محمود الزهار. واعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, عقب لقاء اول من أمس, قبول عباس تولي منصب رئيس الوزراء اضافة الى منصبه رئيسا للسلطة الوطنية.من جهة أخرى, قتل فلسطيني واصيب فلسطيني آخر على الاقل, برصاص الجيش الاسرائيلي خلال صدامات في قرية يطا جنوب الضفة الغربية. وقال مصدر عسكري اسرائيلي اشترط عدم الكشف عن اسمه "هاجم فلسطينيون الجنود خلال عملية للجيش في يطا لاعتقال مشتبه بهم", و"اصيب جندي بعد طعنه في رقبته وفتح الجنود النار على الفلسطينيين, وقتل فلسطيني واصيب اخر". من جهته, اكد مصدر في مستشفى ابو الحسن القاسم في يطا وصول جثة الشاب زكريا ابو عرام (17 عاما) الى المستشفى, مشيرا الى انه قتل "اثر اصابة مباشرة في الرأس". وقال مصدر امني فلسطيني "جاء الجيش الاسرائيلي لاعتقال خالد مخامرة وهو اسير افرج عنه في صفقة (جلعاد) شاليط واثناء عملية الاعتقال وقعت مواجهات واستشهد على إثرها احد المواطنين واصيب اثنان اخران".

 

مساعي ربع الساعة الأخير تسابق مشروع "الإنفاق" في الحكومة 

جنبلاط لم يتلق نصائح بمغادرة لبنان و"14 آذار" مرتاحة لمواقفه

 بيروت - "السياسة" والوكالات:

قدرت مصادر قيادية عليا في قوى "14 آذار" المواقف التي يتخذها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من تطورات الأوضاع في سورية, مشيرة إلى أنها تثبت صدقية الخيار الستراتيجي الذي اتخذه بالنسبة إلى دعمه الثورة السورية في وجه آلة القتل والإجرام, وهذا يدل بكثير من الوضوح أن جنبلاط قطع كل الخطوط مع دمشق ويراهن كما غيره على نجاح الثورة.

وأكدت المصادر ل¯"السياسة" أن الموقف الذي اتخذه جنبلاط عندما امتنع ونواب كتلته عن المشاركة في الجلسة التشريعية, منذ أيام, لاقى ارتياحاً كبيراً في أوساط المعارضة, التي رأت في هذا الموقف رفضاً من جانب رئيس "الاشتراكي" سياسة التشفي والتشهير التي يتبعها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بدعم من "حزب الله" ضد قوى "14 آذار", وتأكيداً في الوقت نفسه على عدم قبول جنبلاط ممارسات قوى "8 آذار" التي تريد التحكم بالقرار السياسي في البلد وتضع يدها على مؤسسات السلطة, وهو أمر يدرك جنبلاط جيداً مخاطره على لبنان وعلى استقراره السياسي والأمني.

في سياق متصل, أكدت أوساط مقربة من جنبلاط ل¯"السياسة" أنه لم يتلق نصائح في البقاء خارج لبنان وهو مستمر في أداء دوره السياسي على أكمل وجه وسيعود إلى بيروت بعد انتهاء جولته الخارجية, بالرغم من التهديدات التي تلاحقه منذ سنوات والتي يحاول مواجهتها بصلابة وشجاعة, من خلال حرصه على استمرار الحوار بين جميع القوى السياسية, كونه يفصل ما بين التطورات السورية والوضع اللبناني, انطلاقاً من حرصه على حماية السلم الأهلي وعدم أخذ البلد إلى مغامرات ليست في الحسبان ومن شأنها إغراقه بالفوضى وعدم الاستقرار.

وجزمت الأوساط بأن جنبلاط ماضٍ في حملته على النظام السوري الذي تجاوز كل المحرمات بسلوكه الأرعن بحق شعبه, وبالتالي فإن هناك استحالة في عودة الأمور إلى طبيعتها مع هذا النظام الذي يكتب نهايته بيده بعد الجرائم الكبيرة التي ارتكبها بحق شعبه منذ حوالي عام, ما يقارب العام, غير مكترث لكل النداءات العربية والدولية التي دعته لوقف المجازر بحق المدنيين وسلوك طريق الحوار والتهدئة.

من جهة أخرى, وعلى قاعدة "الاختلاف ممنوع" واجتراح الحلول مهما كانت صعبة مفروض لبقاء الحكومة, نشطت حركة الاتصالات لوضع أزمة الانفاق على سكة المعالجة السريعة عشية جلسة مجلس الوزراء التي ستبت في مشروع قانون اعده وزير المال محمد الصفدي لقوننة ملفات الانفاق الحكومي منذ العام 2006 حتى العام 2011.

وعشية الجلسة الحكومية لم تبرز اي مؤشرات تنبئ بنجاح المساعي والوساطات الناشطة في توفير معطيات ايجابية ثابتة من شأنها استبعاد المواجهة السياسية بين مكونات الحكومة "الآذارية" (8 آذار) والمستقلة (وزراء الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجنبلاط) في شأن ملف الانفاق الحكومي.

ووسط بوادر تنذر بعاصفة سياسية ما لم يتم تداركها بتسوية سريعة في الساعات المتبقية على موعد الجلسة, كشفت مصادر نيابية في تكتل "التغيير والاصلاح" ل¯"وكالة الأنباء المركزية" عن اتجاه لتسوية يتم انضاجها قبل موعد جلسة مجلس الوزراء اليوم الجمعة. واوضحت ان هناك مشروعا مختلفا كليا يجري اعداده في وزارة المالية ليشكل بديلا عن المشروع الذي نشرته الصحف اللبنانية, أمس, مشيرة إلى ان هناك بصمات واضحة ومساعي من رئيس مجلس النواب نبيه بري لحل هذا الموضوع لتلافي التوتر الداخلي. ولفتت المصادر الى ان هذا الحل جرى التفاهم عليه بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ووزير المالية محمد الصفدي, الا ان مصدرا نيابياً بارزا في "جبهة النضال الوطني" نفى علمه بالتسوية, واستبعد حضور وزراء "التغيير والاصلاح" جلسة مجلس الوزراء اليوم, عازيا السبب الى الكيدية السياسية التي يمارسها التكتل.

 

في انتظار تبلور صورة الأحداث في سوريا لبنان إلى أين في ظلّ الخلاف حول السلاح؟

اميل خوري/النهار

 الوثيقة  التي أعلنها "تيار المستقبل" حول "آفاق الربيع العربي"، وكلمة الرئيس سعد الحريري، أعادتا التذكير بشعار قوى 14 آذار "العبور الى الدولة" الذي لم يتحقق حتى الآن بسبب عدم التوصل الى حل لموضوع السلاح خارج الدولة. فهل في الامكان التوصل الى حل له خلال السنة الجارية وقبل موعد انتخابات 2013؟

ثمة من يقول ان لا حل لمشكلة هذا السلاح إلا بعد أن تتبلور صورة الوضع في سوريا، أو بعد أن تظهر معالم الطريق نحو تحقيق سلام شامل في المنطقة أو أقله تمكين لبنان من العودة الى اتفاق الهدنة مع اسرائيل. لذلك يمكن القول إن السنة الجارية قد تكون سنة المعركة على السلاح خارج الدولة، فإما يصير اتفاق على صيغة تضعه في كنف الدولة، او يبقى هذا السلاح موضوع خلاف مستمر ودائم بين اللبنانيين. فاذا كان الخلاف على السلاح الفلسطيني في لبنان أشعل حرباً داخلية فتحت الأبواب لحروب الآخرين على أرضه، فهل يتكرر ذلك مع سلاح "حزب الله" خصوصاً إذا نفّذ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ما جاء في خطاب له حذّر فيه "من أن اي حرب على إيران أو سوريا ستتدحرج على مستوى المنطقة"؟

وكان الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود قد تساءل في حديث الى "النهار" على هامش مؤتمر تونس لمنظمات الأمم المتحدة الانمائية (كانون الأول 2009): "كيف يطمئن حزب الله اللبنانيين الى ان سلاحه لن يستعمل في الداخل؟"، وسبق ذلك كلمة للنائب وليد جنبلاط في مؤتمر الاشتراكية الدولية في اليونان قال فيها "هناك حلاّن لا ثالث لهما: إما ان تستوعب الدولة اللبنانية حالة حزب الله من خلال الحوار أو تكون نهاية النموذج التعددي". وكان لمجلس المطارنة الموارنة أيضاً أكثر من موقف حيال السلاح خارج الدولة جاء فيه: "إن تفرد جماعة بحمل السلاح أدى الى حرب تموز وان القرار ينبغي أن يكون للدولة وحدها، والاستقواء بالخارج يوصل الى الخراب"، فضلاً عن مواقف لقيادات سياسية مسيحية اسلامية رفضت وترفض بقاء أي سلاح خارج الدولة. وللتذكير وجّه الرئيس سعد الحريري في آذار 2011 الى اللبنانيين كلمة من "بيت الوسط" قال فيها: "إن موضوع السلاح غير الشرعي في لبنان بات مشكلة وطنية بامتياز ويلزمها حل وطني بامتياز قبل أي شيء آخر، ونحن قرّرنا بكل بساطة ان نقول ما يقوله كل لبناني ولبنانية وهو أن هذا البلد لن يستقيم بنظامه وحياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والدستورية وحق أهله في الأمن والأمان، ما دام هذا السلاح جاهزاً للاستخدام ضد أبناء البلد، فقررنا أن نقول بكل بساطة "لا مش ماشي الحال"، وأن يكون معكم سلاح لا يعني أن معكم حق، والمشكلة ليست المقاومة ضد العدو الخارجي الذي لا عدو لنا غيره وهو اسرائيل، إنما المشكلة هي مع غلبة السلاح الخارج عن سلطة الدولة". وإذا كان أمكن التوصل الى حل مشكلة السلاح الفلسطيني في لبنان مع دخول القوات السورية اليه وإخراج المسلحين الفلسطينيين منه إلى تونس، فإن حل مشكلة سلاح "حزب الله" هو أكثر تعقيداً لأنه سلاح تحمله فئة لبنانية، ولا سبيل الى معالجة هذه المشكلة إلا بالتفاهم والحوار. الدليل على ذلك قول الناطق السابق باسم القوّة الدولية في الجنوب تيمور غوكسل "إن القرار 1559 هو قرار سياسي وغير واقعي ولا أحد يعلم من سيجرد حزب الله منه"، محذراً من ان الضغط على لبنان لتطبيق الشق الداخلي من هذا القرار يؤدي الى نتائج عكسية.

حتى أن تيري رود – لارسن عندما كان ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 قال: "إن هذا القرار يعيد التأكيد على ما يدعو اليه اتفاق الطائف في موضوع نزع سلاح الميليشيات، لكن هذا الموضوع ليس شأناً لبنانياً بحتاً إذ إن هناك آراء تقول بوجود مصالح أجنبية مهمة وراء حزب الله يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وان نزع سلاح ما تبقى من الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحلها مسألة تتطلب وقتاً ومراعاة لجميع دقائق هذه العملية وتعقيداتها" (حديث أدلى به في أيار عام 2005).

استناداً الى كل ذلك فإن السؤال الذي يبقى مطروحاً هو: كيف السبيل إلى حل مشكلة السلاح خارج الدولة ولا سيما سلاح "حزب الله" بعدما أصبح هذا الموضوع من أولويات قوى 14 آذار، وقد يصبح عنوان حوار ساخن عندما يوضع الجميع بين خيارين: إما السلاح وإما لدولة. وبات تنفيذ ما تبقى من اتفاق الطائف وفيه موضوع السلاح ووجوب تسليمه الى الدولة في حاجة الى وفاق وطني وفي حاجة الى الاجابة عن اسئلة طرحها الرئيس ميشال سليمان أبرزها: من يستخدم هذا السلاح وكيف وبأمر من؟

ثمة من يرى ان المطلوب ضمانات دولية تطمئن "حزب الله" وتقنعه بلعب دور سياسي لأن المشكلة هي في أن سلاحه موجود في يد فئة من دون أخرى مما جعلها مشكلة طائفية، وهنا يجب أن يكون مكمن الحل. لكن "حزب – الله" لا يزال حتى الآن يدعو الى تحديد موقف واضح من معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" لأنها في رأيه هي التي تحمي لبنان وينبغي المحافظة عليها. إذاً من سيربح معركة السلاح هذه السنة، وإلى أين يذهب الانقسام حوله بلبنان.

 

المستقبل» يردُّ في الإتّجاهين: الراعي والأسير

طوني عيسى/الجمهورية

بعد ثلاثة أيّام من تظاهرة السلفيّين وموجة الهواجس الجديدة لبطريرك الموارنة، تكلّم «تيار المستقبل»: «الأمر لي» في البيت السنّي، وليطمئنّ البطريرك

منذ انطلاق "الربيع العربي"، والمكوّنات اللبنانيّة غير السنّية ــ أي ما اصطُلِح على تسميته "أقلّيات" في العالم العربي ــ تنتظر ما يطمئنها إلى أنّها لن تكون الوقود الذي سيُدفئ المنتصرين في عملية التغيير الجارية. فالربيع الدافئ قد يتحوّل شتاءً، وفق ما قال البطريرك بشارة الراعي في حديثه إلى "رويترز". وهناك خشية من هيمنة التشدّد السلفي في سوريا بعد التغيير، وانعكاسه على واقع المسيحيّين في سوريا، وتالياً لبنان. وليس سرّاً أنّ هذه "المكوّنات الأقلّية" كلّها تبني استراتيجياتها على منطق الحماية. فالنظام في سوريا هو نظام أقلّية تَحْكُم أكثرية، وهو يخشى التغيير لأنّه يخشى عواقب ممارسته السلطة ضدّ الأكثرية في المرحلة السابقة. كما أنّ "حزب الله"، حليف النظام، يزرع في وجدان الشيعة مشروعية الاحتفاظ بالسلاح لأنّه يعوّضهم كونهم أقلّية في المنطقة. والذريعة التي يتمسّك بها المسيحيّون المتحالفون مع النظام و"الحزب" هي أيضاً "تلاقي المصالح" بين الأقلّيات المذهبية والدينية لمواجهة هيمنة الغالبية. وإذ يبدو الدروز في اتّجاه مخالف، من خلال دعم النائب وليد جنبلاط للثوّار، فثمّة مَن يعتقد أنّ خصوصيّات تأمين الحماية لدروز سوريا، بعد التغيير، هي التي تستدعي ذلك. فهؤلاء أقلّية محشورة ديموغرافيّاً وجغرافياً في البحر السنّي.

لا مواجهة مع الراعي

من هنا كانت الحاجة إلى وثيقة "تيار المستقبل" والإجابات التي قدّمتها في اتّجاهات مختلفة. فنظريّة "صراع الثقافات" عاشت عليها المنطقة أجيالاً، واستخدمتها الأنظمة للبقاء، مغطّاة بشعارات القومية والصراع مع إسرائيل. وهناك حاجة في لبنان إلى الكثير من الجهد، خصوصاً من جانب "المستقبل" لإثبات أنّ نظرية الصراع بين المكوّنات الثقافية ليست صحيحة، أو أنّ مفاعيلها قد انتهت بانتهاء مستثمريها.

اللافت في الوثيقة أنّها لم تواجِه بطريرك الموارنة، على رغم استهجان البعض لقوله إنّ النظام في سوريا أكثر ديموقراطية من سواه. ولم تُنْكر الوثيقة مبرّرات هواجس البطريرك. فـ"المستقبل" يتحالف مع قوى مسيحية في 14 آذار لا تبتعد كثيراً عن هذه الهواجس. ولا تتجاهل الوثيقة انعكاسات ما تعرّض له المسيحيّون في العراق ومصر، وتبدي تفهّماً لما أثارته من مخاوف. وهذه المقاربة الإيجابية واكبتها سلّة تطمينات من خلال تبنّي وثائق الأزهر التاريخية الثلاث، والتمسّك بالديموقراطية والمناصفة والانفتاح والدولة المدنية والخروج من الدولة الطائفية.

ولعلّ أبرز ما تراهن عليه الوثيقة هو ضرب "الثنائية المتقابلة بين الاستبداد والتطرّف". فسقوط الأوّل سيؤدّي إلى تراجع الثاني. ويقطع "تيار المستقبل" على نفسه عهداً "بالاهتمام والتعاون على تجاوز العوامل الإشكالية المتّصلة بالأصولية والإسلام المتشدّد، والثبات والنضال معاً في نطاق قيم الحرّية والكرامة والمواطنة والدولة المدنية ومبادئها". وهذا التعهّد وجدت فيه قوى سياسية مسيحيّة فرصة يجدر التقاطها وملاقاة أصحابها، لأنّها تؤمّن الحماية للساحة اللبنانية من تأثيرات الداخل السوري، أيّاً كانت. فتيّار "المستقبل" وجّه من خلال وثيقته، في التوقيت والمضمون، رسالة في ما خصّ زعامته السنّية مفادها أنّه كتيار اعتدال وانفتاح يمتلك مفتاح الطائفة. وهذا ردٌّ على التساؤلات الأخيرة بعد حراك الشيخ أحمد الأسير. كما قدّم التيار إجابات يبحث عنها العديد من المسيحيّين، والبطريرك الراعي في مقدّمهم، حول مدى انعكاس أيّ تغيير للسلطة في سوريا على السلوك السياسي للقوى السنّية في لبنان. وأظهر تيار "المستقبل" من خلال الوثيقة أنّه "الخيار السنّي" الأفضل، والواجب تشجيعه، حتى لخصومه السياسيّين المسيحيّين والشيعة، بما يمثّل من فرصة للاحتفاظ بشريك قويّ ويمتلك الشرعية الشعبية والاعتدال في زمن النموّ الإقليمي للتيّارات المتشدّدة.

 

عضو كتلة «نواب زحلة» النائب شانت جنجنيان  لـ«الجمهورية»: عون يريد إلغاء سليمان

صبحي منذر ياغي/الجمهورية

رأى عضو كتلة «نواب زحلة» النائب شانت جنجنيان أنّ «كلفة بقاء هذه الحكومة اكبر بكثير من كلفة رحيلها، لأنها تسبّبت بعدم الاستقرار الأمني وتفشي الفساد والسرقات والفوضى، حتى باتت حكومة إدارة الأزمات والمشكلات لا إيجاد الحلول الممكنة» .ووصف جنجنيان، في حديث لـ"الجمهورية"، أداء الحكومة بأنه "سَلبي على الصعيدين الخارجي والداخلي. فقد وضعت هذه الحكومة لبنان خارج الإجماع العربي، عبر سياسة "النأي بالنفس"، لأنّ هذه السياسة خاطئ ة ويمكن اعتمادها في قضيّة بعيدة نسبياً على الصعيد الجغرافي، أما الأزمة السوريّة فتؤثر يوماً بعد يوم في الاقتصاد والسياسة، وبالتالي لا يمكن للحكومة أن تنأى بنفسها". ورأى جنجنيان أنّ "اللغة العالية المحمّلة بالتهديد وقطع الأيدي، والتلويح بالأصابع، وإصرار "حزب الله" على الاحتفاظ بسلاحه، كلها ساهمت في تردّي الواقع السياحي والأمني، فلبنان بات دولة الجزر الأمنية التي لا تتمكن الدولة من الدخول اليها". وعن سبب بقاء هذه الحكومة، على رغم الخلافات التي تعصف بها، شَدّد جنجنيان على أنّ "بقاء هذه الحكومة حاجة ضرورية وأساسية للنظام السوري، وكلام السيد نصرالله في اكثر من مجال يثبت ذلك، فقد وصلوا الى الحائط المسدود غير مرة، وعمدوا إلى أنصاف الحلول لكي تبقى الحكومة قائمة حتى ولو في العناية الفائقة، وجاء تعيين الوزير سليم جريصاتي بواسطة "حزب الله"، بمثابة "فرمان سلطاني" رَضخ له "التيار الوطني الحر"، ليَدلّ إلى أن هذه الحكومة ترضخ لإرادة "حزب الله" وتعليماته، وهذا يتنافى مع اصول العمل الديموقراطي".

وشبّه جنجنيان الحكومة بأنها "جندي أو مقاتل يرتدي قميصاً اسود ولباساً مدنياً قاتماً"، لافتا إلى أنّه "في ظلّ ما تواجهه سوريا من ضغوط واحداث متسارعة، فإن الإبقاء على هذه الحكومة حتى إشعار آخر هو الخيار الاسلم بالنسبة إلى قوى الاكثرية". واعتبر أنّ "تعيين جريصاتي له أبعاده وأهدافه، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الانتخابي في زحلة، فهم أرادوا من خلال توزيره إبراز وجه كاثوليكي جديد في المدينة، يشكل حضوراً سياسياً للمعركة الانتخابية سنة 2013، ويكون ملتزماً قرارات قوى 8 آذار، في الوقت الذي اقفلوا الباب أمام أي شخصية كاثوليكية أخرى قد يقترحها بعض حلفائهم، وصادروا القرار الكاثوليكي". على صعيد آخر، عبّر جنجنيان عن "رضاه على أداء المجلس النيابي الحالي مقارنة بالمجالس النيابية السابقة"، معتبراً انه "استطاع تفعيل عمل لجانه، وتمكّن من تمرير مشاريع قوانين، على رغم حال الانقسام السائدة، ولا شك في أن للرئيس نبيه بري دوره في هذا المجال. كذلك برز دوره كإطفائي ولاعب بارز في حل العقد في مجالات عدة، وهو فِعلاً مثلما وصفه الرئيس ميشال سليمان "طبّاخ ماهر"، خصوصاً في الازمات السياسية والدستورية".

نحو الأسوأ...

على الصعيد الإقليمي، رأى جنجنيان أن الوضع الأمني في سوريا "طال اكثر من المتوقع، والأزمة تتجه إلى الأسوأ في ظل الخوف من دخول سوريا في أتون الحرب الأهلية والانقسامات"، وأشار إلى أنّ "الأوضاع في سوريا وصلت الى ما وصلت اليه بسبب تعَنّت النظام السوري ووصول المفاوضات الى حائط مسدود، إضافة الى فرمَلة المساعي الدولية والعربية، وفَشل مهمة بعثة المراقبين العرب، والمبادرة العربية التي طرحت في الامم المتحدة، وما تبعها من فيتو روسي - صيني. وبالتالي، فإنّ الحلول السلمية المتهالكة قد أوصدت كل الابواب أمام أي حلّ، الأمر الذي أدّى إلى تصعيد عسكري".

واستبعد جنجنيان حصول ترددات للأزمة السورية على الواقع اللبناني، مؤكداً أن "لا مخاوف حقيقية على الوضع اللبناني الداخلي، على رغم ما يُشاع هنا وهناك، وكل الأعمال التخريبية التي تحصل بين الفينة والأخرى، لأنّ الشعب اللبناني بات واعياً لكل المؤامرات، ولما يمكن أن تؤدي إليه أيّ حرب داخلية تتخللها اشتباكات ونزاعات بين ابناء الوطن الواحد".

عون يناقض شعاراته

من جهة أخرى، أسف جنجنيان لـ"تهجّم" رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الدائم على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، معتبراً "أن ما يقوله عون يناقض شعاراته التي تطالب بحماية رئيس الجمهورية وتعزيز صلاحياته". واكد أن عون "يحاول إبعاد المسيحيين عن القرار المسيحي، ويريد أن يكون الوحيد على الساحة السياسية، والآمر الناهي في كل القضايا. وهو يهدف، بالتالي، إلى إلغاء رئيس الجمهورية سياسياً وإضعافه، فحُلم الوصول الى قصر بعبدا ما زال يدغدغ مشاعر الجنرال". وأشاد جنجيان بـ"حرص رئيس الجمهورية على الوحدة الوطنية"، متسائلا في الختام "هل المطلوب منه أن يكون طرفاً على حساب فريق آخر حتى يرضى العماد عون عنه؟".

 

هل تعيد السعودية «الوصل» مع ميقاتي وجنبلاط؟

شارل جبّور/الجمهورية

قد تعيد المملكة العربية السعودية الوصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط، إنّما السؤال الأهمّ: ما الثمن الذي تريده مقابل ذلك؟ا

شكّلت السعودية تاريخيّاً مرجعية معنوية لأهل السنّة في لبنان، في موازاة المرجعية السياسية لمصر عبد الناصر وسوريا الأسد، ولكن مع انكفاء الدور المصري وأفول الدور السوري لم يبقَ في المعترك إلّا المملكة التي وجدت نفسها بعد سقوط نظامي طالبان وصدّام أمام تمدّد شيعيّ فرض عليها الانتقال إلى الموقع المبادر وليس فقط المتلقّي أو الساعي إلى بلورة تسويات، على غرار اتّفاق الطائف، إنّما غير القادر على حماية هذه التسويات ورعاية تطبيقها. وإذا كان أحد من اللبنانيّين لا يستطيع أن ينكر على المملكة فضلها في تسوية الطائف التي أنهت الحرب الأهليّة على أساس ميثاق وطنيّ أدّى إلى حسم نقاط الاختلاف وفتح الباب أمام تطوير بنية الدولة باتّجاه الدولة المدنية، فإنّ المأخذ على المملكة يكمن في تسليمها، ولو على مضض ومن الموقع غير المؤثّر في تغيير المعادلة الدولية، بالانقلاب على الاتّفاق الذي رعته، الأمر الذي مكّن دمشق من إطباق وصايتها على القرار الوطني اللبناني. ولكن من الواضح أنّ الهمّ السعودي في حقبة ما بعد العام 2003 انتقل نحو البحث في السبل الآيلة إلى مواجهة النفوذ الإيراني، وأدّى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 إلى دخول المملكة بقوّة إلى الساحة اللبنانية، هذه الساحة التي شهدت تجاذبا قويّا بين دمشق والرياض، حيث سعت الأولى إلى إخراج الثانية من المعادلة اللبنانية التي تعتبرها حكراً عليها، وذلك بدءاً من أحداث 7 أيّار 2008 وصولاً إلى إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، واستطراداً "السين-سين".

إلّا أنّ النتيجة الأوّلية للثورات العربية تمثّلت بانشغال مصر بأوضاعها الداخلية وانخراط النظام السوري في حرب داخلية قضت على دوره الإقليمي، والمرشّحة أن تقضي على النظام برُمّته، الأمر الذي يخلي الساحة العربية عموماً واللبنانية خصوصاً أمام النفوذ السعودي في مواجهة النفوذ الإيراني، أمّا الفارق بين النفوذين فهو أنّ الرياض داعم أساسيّ لمشروع الدولة في لبنان، فيما طهران داعم أساسيّ لمشروع الدويلة في لبنان. ولكن بمعزل عن المواجهة الدولية والعربية مع إيران تبقى العبرة في انتفاء دورَي مصر وسوريا، وتحوّل السعودية إلى المرجعية الوحيدة للسنّة في لبنان، والمرجعية العربية التي تدعم قوى 14 آذار في مواجهة 8 آذار وامتداداتهم الخارجية. ومن هنا حاجة ما يسمّى القوى الوسطية إلى الانفتاح على السعودية من أجل زيادة وزنها وتأثيرها في المعادلة السياسية، خصوصا في ظلّ الاستياء السعودي من ميقاتي وجنبلاط نتيجة انقلابهما على الحريري واستخدامهما الرافعة الإيرانيّة لتشكيل الحكومة الميقاتية. فما ارتكبه الرجلان يُعتبر في حسابات المملكة خطيئة وليس مجرّد خطأ، لأنّهما استظلّا الدولة التي تريد خطف القرارين اللبناني والعربي، ولكنّ تطوّرات الأزمة السوريّة وتبديل رئيسي الحكومة والاشتراكي مواقفهما أدّى إلى حلحلة مهمّة على هذا المستوى.

لا شكّ أنّ هناك تمييزاً ولو نسبيّا بين جنبلاط وميقاتي على أساس أنّ الوضع مع الأخير يدخل ضمن حسابات وتوازنات سنّية، إلّا أنّ المملكة تريد أن تكون الحاضنة لكلّ القوى السنّية مع امتيازات واضحة للحريري. وفي هذا السياق تدخل محاولات رئيس الحكومة الظهور بمظهر المدافع الشرس عن صلاحيّات رئاسة الحكومة وأولويّات الطائفة من أجل تجاوز "الخطيئة الأصلية" وإعادة وصل ما انقطع مع المملكة التي باتت تدرك جيّداً أنّ "ورقتي" الرجلين أصبحتا في يدها. ولكن ماذا تنتظر المملكة من أجل الربط مجدّداً مع رئيسَي الحكومة والاشتراكي؟ تنتظر التوقيت المناسب فقط، لأنّ الربط الفعليّ يعني سقوط الحكومة وإعادة خلط الأوراق السياسية رأساً على عقب، ولا يبدو أنّها ترى بأنّ اللحظة المناسبة قد نضجت بعد، كونها تعتبر أنّ أيّ تغيير اليوم قد يعطي النظام المتهاوي في دمشق الفرصة لتفجير الأوضاع اللبنانية، فيما تريد الرياض أن يشكّل سقوط الحكومة معبراً نحو تثبيت الاستقرار ومفتاحاً للمرحلة الانتقالية التي بإمكانها رعايتها، وليس الإقدام على خطوة تُدخل البلاد في المجهول.  غير أنّ المهمّ أنّ مفتاح إسقاط الحكومة بات في يد المملكة التي تنتظر فقط التوقيت الملائم للدفع باتّجاه هذه الخطوة

 

الأسد يتلقى عرضا بخروج مشرف
صرح البيت الأبيض قبل أيام بأن الولايات المتحدة لا تحبذ التدخل العسكري في سوريا، وأنها تفضل بدلا من ذلك ممارسة مزيد من الضغوط على نظام بشار الأسد ومحاولة فرض العزلة عليه حتى يتوقف عن هجومه على شعبه.  ولم يكن هذا مجرد رد من الرئيس الأميركي باراك أوباما على السيناتور جون ماكين، الذي قال في الخامس من مارس (آذار)، إن الولايات المتحدة قد تدرس شن ضربات جوية لإزعاج دمشق - على غرار ما تم تطبيقه بالبلقان في تسعينات القرن الماضي - بل كان هذا ردا غير مباشر على روسيا (والصين أيضا)، اللتين تعارضان صدور أي قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا نتيجة مخاوف من أن يؤدي هذا إلى عملية عسكرية على غرار ما حدث في ليبيا العام الماضي، ويشمل هذا مقترح «الممر الإنساني» الذي سيستلزم على الأقل وجود حماية مادية للمساعدات.  ويبدو حث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام على مد ممر إنساني فوري قبيل التصريح الذي أعلنته الولايات المتحدة بمثابة دعوة للمجتمع الدولي لكي يقوم بتعزيز المساعي الدبلوماسية، بدلا من أن تقدم تركيا أي خطة ملموسة لضمان إمكانية وصول المساعدات إلى الشعب السوري عبر الأراضي التركية. وتعتبر تركيا أيضا جزءا من المساعي الدولية الرامية إلى إجبار بشار الأسد على وقف ممارساته التي يقوم بها منذ قرابة العام، مع تحبيذ تنازله عن السلطة من أجل مصلحة بلاده، وهو ما من شأنه أن يفي بالمطالب الروسية أيضا في ما يتعلق برغبتها في عدم السماح بسقوط النظام.  وكجزء من تلك المساعي الدولية التي تبذلها جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، من المقرر أن يذهب كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إلى دمشق في العاشر من مارس (آذار)، في نفس اليوم الذي يلتقي فيه سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، نظراءه بجامعة الدول العربية في القاهرة. وقالت جريدة «حرييت ديلي نيوز» التركية نقلا عن مصادرها، إن عنان سيقدم عرضا يكفل نوعا من الخروج المشرف لبشار الأسد من أجل إنهاء الأزمة والمأساة الإنسانية التي تجري في بلده. وتعتبر الرسالة التي بعث بها نائب وزير الشؤون الخارجية الصيني، زاي جون، قبل أيام إلى دمشق خطوة من أجل تهيئة الأسد للعرض الذي سيقدمه عنان. يأتي هذا بالتوازي مع العرض الذي سبق أن قدمه الرئيس التركي عبد الله غل الأسبوع الماضي، حين اقترح «النموذج اليمني» على بشار الأسد، وهو ترك السلطة لنائبه. وأظهرت رسالة الأسد قبل أيام أنه يجد بعض الصعوبة في تقبل الأمر، فتعهده بـ«سحق الإرهابيين» مع تطبيق مزيد من الإصلاحات يعطي مؤشرات مختلطة إلى العالم الخارجي. ومع ذلك، منح التغير في الموقف الأميركي قبل أيام بشار الأسد فرصة أخرى لإنقاذ بلاده وشعبه من مزيد من الدماء والعزلة، وما زال الأسد يمتلك مساحة للمناورة، ولديه فرصة للوصول إلى خروج مشرف ومهلة لإعادة النظر في موقفه، وعليه أن يستغل ذلك قبل فوات الأوان، من أجل مصلحة المنطقة المحيطة بأكملها أيضا. يذكر أن هذه الرسالة التي بعث بها أوباما إلى سوريا تنطبق أيضا بشكل أو بآخر على إيران (وإسرائيل كذلك)، حيث لا يرغب في جر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري آخر - على الأقل حتى نهاية الانتخابات خريف العام الجاري.
* بالاتفاق مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية

 

أموس صدمت «بهول» ما رأته في بابا عمرو.. وترغب في معرفة ما حدث للناس هناك

الأمم المتحدة تعد مواد غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سوريا

فاليري أموس/لندن: نادية التركي باريس: ميشال أبو نجم

قالت فاليري أموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أمس، إنها شعرت «بهول» ما رأته في حي بابا عمرو بمدينة حمص السورية، وإنها ترغب في معرفة ما الذي حدث للسكان هناك.

وقالت أموس لـ«رويترز» بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق «شعرت بهول ما رأيت في بابا عمرو أمس (أول من أمس الأربعاء)» وأضافت «الدمار هناك هائل.. ذلك الجزء من حمص دمر تماما، وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في ذلك الجزء من المدينة». ومن جهته قال ثائر الحاجي، ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في أوروبا، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأهالي في بابا عمرو معظمهم تم تهريبهم إلى باقي الأحياء وعن طريق البساتين، لم يتبقّ منهم إلا عدد قليل جدا، وأضاف أنه «يتم اعتقالهم جميعهم ويقوم شبيحة الأسد وعصاباته باغتصاب النساء علنا أمام إخوتهم وآبائهم، وأيضا قتل الشباب بدم بارد بعد أن يشهدوا اغتصاب حرائرهم، وقام النظام بإدخال الموالين للنظام من حي الزهرة والنزهة, وقاموا بنهب المنازل بشكل كامل وألبسوهم لباس أهالي بابا عمرو ويتكلمون مع الهلال الأحمر، ويقولون لهم إن هناك عصابات مسلحة وإن الجيش الحر هو من قتل العالم وأجبرهم على التظاهر بقوة السلاح، ويقوم الأمن والهلال بتوزيع المساعدات عليهم بصفة أنهم من أهالي بابا عمرو، وهذه الحيل أصبحت مكشوفة للعالم أجمع».

وأضاف الحاجي: «حي بابا عمرو يعيش حالة إنسانية كارثية الوضع جدا، المنازل مدمرة، وكأنك ترى حيا من أحياء غزة إبان الحرب الإسرائيلية على غزة، بل أكثر من ذلك بكثير، ولو دخل الإعلام الغربي إلى هناك لرأى العالم اجمع الفظاعات والمجازر التي ارتكبها شبيحة بشار الأسد وعصابته الهمجية، أيضا المياه مقطوعة منذ أشهر والطعام والدواء مفقود بأمر من النظام، والكهرباء مقطوعة منذ أشهر، ومن يحاول الذهاب إلى المشافي الحكومية يتم الإجهاز عليه داخل المشافي».

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة أمس، إنها تعد مواد غذائية تكفي 1.5 مليون نسمة في سوريا في إطار خطة طوارئ عاجلة مدتها 90 يوما لمساعدة المدنيين المحرومين من المؤن الأساسية بعد نحو عام من الصراع. وقال جون جينج، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمام المنتدى الإنساني حول سوريا الذي ينعقد ليوم واحد في جنيف «يجب فعل المزيد». ووصف الوضع في سوريا بأنه «مائع جدا»، وقال إن طاقة الأجهزة الصحية السورية لا تستطيع توفير رعاية ما بعد الصدمة، وإن هناك حاجة لتجديد مخزون الأدوية. وقال إن أنظمة المياه التي لحقت بها أضرار خلال القصف يجب إصلاحها.

وقال دبلوماسيون ومصادر بمنظمة الأمم المتحدة التي منعت من العمل في سوريا، إن المنظمة الدولية وضعت خطة مساعدات مبدئية مدتها ثلاثة أشهر قيمتها 105 ملايين دولار يرجح أن تتضمن مناشدة المانحين تقديم تمويل. وشاركت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي منظمة الإغاثة الوحيدة التي أرسلت موظفين إلى سوريا في منتدى أمس. وقال كلاوس سورنسن، مدير عام قسم المساعدات بالاتحاد الأوروبي، إن «العملية السياسية تزداد تعقيدا، لكن الشعب السوري لا يستطيع الانتظار. يجب أن يتدخل المعنيون بالشؤون الإنسانية». وأضاف «الغرض من هذا الاجتماع هو تقديم حل للمعاناة الفورية. إنه عن الوصول.. والوصول.. والوصول. هذا شرط مسبق لتوفير أي نوع من الدعم».

ومن جهته، قال فيصل خباز الحموي، سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف، إنه يرفض المنتدى المنعقد في جنيف لأنه يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة. وقال الحموي، إن سوريا لا تمر بأزمة إنسانية، متهما بعض وسائل الإعلام بمحاولة تهيئة الأجواء لتدخل عسكري. وأضاف أن سوريا تصدر منتجات صناعية وزراعية وماشية مثل معظم دول المنطقة. وقالت الولايات المتحدة التي تمثلها نائبة وزيرة الخارجية الأميركية كيلي كليمنتس في بيان صدر قبل بدء المحادثات «ما زالت الولايات المتحدة تدعو نظام الرئيس بشار الأسد إلى السماح بالدخول الآمن للجماعات الإنسانية لتقديم مساعدات لإنقاذ الأرواح». وأعلنت الولايات المتحدة أمس عن مساهمة إضافية قيمتها مليونا دولار للمساعدة الإنسانية الدولية في سوريا، كما جاء في بيان أصدرته البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في جنيف.

وأكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، كيلي تي. كليمنتس هذه المساهمة، خلال اجتماع خصص لتنسيق المساعدة الإنسانية لسوريا في الأمم المتحدة بجنيف. ومع هذين المليونين الإضافيين، تكون الولايات المتحدة قد أعطت سوريا مساعدة إنسانية تفوق الـ12 مليون دولار.

وقد قدمت الولايات المتحدة للشعب السوري مساعدات طبية عاجلة ومساعدة للتزود بمياه الشرب ومواد غذائية وأغطية وأجهزة تدفئة.

الى ذلك أدان المجلس التنفيذي لليونيسكو مساء أمس قمع النظام في سوريا وأعرب عن قلقه من التطورات الحاصلة فيها وداعيا المديرة العامة للمنظمة الدولية إلى إرسال بعثة إلى دمشق «في أسرع وقت» ورفع تقرير إلى المجلس عن مهمتها.

ويطالب القرار بأن تركز البعثة على أوضاع حقوق الإنسان في سوريا والحق في التعليم وحماية الأطفال والصحافة وحرية التعبير وكل ما له من علاقة مع اختصاصات المنظمة الدولية.

وحاز القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية ودول أخرى على 35 صوتا فيما عارضته 8 دول وامتنعت 15 دولة عن التصويت. ويبلغ أعضاء المجلس التنفيذي 58 عضوا.

وكان مشروع القرار الأساسي يطالب بطرد سوريا من المجلس التنفيذي. غير أن المستشار القانوني لليونيسكو أعرب عن «تحفظاته» مستندا بذلك لكون النظام الداخلي لا يمكن المجلس من اتخاذ إجراء كهذا. وعرفت اليونيسكو حالتي طرد أصابتا ليبيا ويوغوسلافيا. ولكن جاء هذا الإجراءان بناء على قرارين صادرين عن مجلس الأمن الدولي بتنحية البلدين المذكورين من كل المنظمات التابعة للأمم المتحدة.

وبين الدول العربية، وحدها الجزائر امتنعت عن التصويت. وبطبيعة الحال، فقد صوتت سوريا ضده. أما الدول الأخرى التي عارضت فهي روسيا والصين وكوبا وفنزويلا ومالي وزيمبابوي.

وقالت مصادر عربية شاركت في الاجتماع إن السفير الأميركي أعرب عن أمله في أن يكون القرار «خطوة أولى» باتجاه تعليق عضوية سوريا في المجلس معتبرا أن سوريا لا يمكن أن تعود إلى أوضاعها الطبيعية تحت حكم بشار الأسد. وردت عليه سفيرة سوريا لمياء شكور بالإعراب عن الأسف وتأكيد أن القرار جاء تعبيرا عن «إملاءات» خارجية ومن دول لا تريد أن ترى الإصلاحات الكثيرة التي قامت بها الحكومة السورية. واتهمت شكور واشنطن بأنها لا تريد أن تتحقق الإصلاحات بسبب أهداف ومصالح ترمي لتحقيقها مشيرة إلى الضحايا التي أوقعتها أميركا في أفغانستان والعراق.

أما السفير السعودي زياد الدريس فقد أعلن أن القرار «لن يخفف من معاناة الشعب السوري ومأساته» لكنه تعبير عن «حزن» الدول الأعضاء إزاء المأساة السورية. وذكر السفير السعودي بالمواقف التي عبر عنها الملك عبد الله بن عبد العزيز إزاء الوضع في سوريا ودعواته المتكررة لوقف القتل والقمع والعنف. ويشغل الدريس منصب أحد نواب رئيس المجلس التنفيذي.

 

غليون: "أي حل سياسي لن ينجح إلا إذا رافقه ضغط عسكري على النظام

رحّب رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون "بكل جهد دولي يُقدم إلى الشعب السوري"، لافتاً إلى أن "الناس يشعرون أن الرواية تتكرر كل اليوم"، في إشارة إلى توافد الموفدين الدوليين، ومشيراً إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا "كوفي انان خيّب آمال السورييين في تصريحه الأول".

غليون وفي حديث إلى قناة "الجزيرة" أبدى خشيته من أن تكون المجموعة الدولية "بصدد كسب وقت"، مشدداً على أنه "لا معنى لكل كلام، إذا لم يتوقف القتل، وأن على المجموعة الدولية ايقاف (الرئيس السوري بشار) الأسد ونظامه عن الاجرام".  واذ أكد أن "الشعب السوري يريد آلية عملية لوقف القتل، خصوصاً وأن الناس جميعهم يدركون أن النظام لا يعيش إلا على القوة ولا يفهم إلا بلغة القوة"، أكدّ غليون أن "أي حل سياسي لن ينجح، إلا إذا رافقه ضغط عسكري على النظام لوقف القتل". وأضاف: "بعد سنة من عمليات القتل واجتياح المدن الذي لا يمكن أن يقبله عقل، على المجتمع الدولي أن يوجه ضربات عسكرية على مراكز الأمن لشل إرادة النظام"، مشيراً إلى أن "الرأي العام السوري خاب أمله من المجتمع الدولي، ولم يحصل منه إلا على مواقف إعلامية".

غليون الذي أشار الى أن "المعارضة السورية لم ترفض الحل السياسي المتمثل بالتفاوض على نقل السلطة إلى حكومة سورية تمثل الشعب"، قال: "النظام الذي استمر بالقتل، هو الذي رفض المبادرة السياسية، وإذا كان سيستمر المجتمع الدولي بدعوته للحل السياسي، عليه أن يكثف جهوده لوقف القتل، لأن النظام السوري يستفرد بالشعب".

وتابع: "إذا كان مشروع أنان تكرار ما حصل في الماضي مع الموفدين السابقين إلى سوريا، فإنه سيفشل"، مؤكداً أن "الحل الوحيد مع النظام السوري هو ضربات عسكرية تكسر قوته"، ولافتاً إلى "التردد لدى المجتمع الدولي ومصالح المتناقضة". وأردف قائلاً: "هنا دورنا في حشد هذه القوة لكسر أيادي هذا النظام، وفي التفاهم مع كل القوى في الداخل التي لا تزال مترددة وتخشى عواقب". ورأى أنه "لا بد من تأمين السلاح النوعي للجيش السوري الحر (المنشق عن الجيش السوري)"، مشيراً إلى أن "هذا يحتاج إلى محادثات مع الدول، خصوصاً وأن الجميع يدرك أن النظام لن يستسلم الا بالقوة".

وحول الموقف الروسي، أجاب غليون: "حسابات الروس خاطئة، وكانوا يقولون إنهم يعتقدون أن نظام الأسد زائل، واليوم تراجعوا ويعتقدون أن اجتياح كتائب الأسد للأحياء زاد من قوته، وهذا وهم"، مضيفاً: "سيكتشفون أن لا أمل لهذا النظام بالحياة"، وداعياً الوزراء والنواب والضباط في سوريا "إلى التخلي عن النظام للتخفيف من قتل الشعب، خصوصاً وأنه في حال لم يتم وضع حد للنظام، فإنه سيدمر سوريا كلها". وشدد على أنه "آن الاوان لجميع المعارضين للإرتفاع الى مستوى المسؤولية والتخفيف من نزاعاتهم الشخصية لمصلحة سوريا"، داعياً المجلس الوطني إلى "العمل من أجل وحدة المعارضة".

وحول المبادرة الصينية (وأهمها نقاطها رفض بكين تغيير النظام بالقوة، والتدخل الخارجي، والدعوة إلى وقف فوري للعنف، وحض مختلف الأطراف في سوريا على الخوض في حوار شامل من دون شروط مسبقة)، أجاب غليون: "أهم ما جاء في المبادرة الصينية هو وقف العنف، لأن الصين تدرك مدى الهمجية التي يستخدمها النظام"، موضحاً في سياق متصل أن "موقف روسيا غير مبني على أي مبادئ"، مطالباً الروس بـ"وضع سوريا بالمقدمة، وليس مصالحهم، لأن الشعب السوري هو الذي سينتصر". (رصد NOW Lebanon)

 

واشنطن ترحب بنبأ انشقاق معاون وزير سوري 

اعتبرت الولايات المتحدة أنَّ انشقاق معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين سيشكل "نبأ سارا جدًا" في حال تم تاكيده.

وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "يتعذر علينا حتى الان تاكيد صحة الشريط على اليوتيوب" الذي اعلن فيه نائب الوزير انشقاقه. لكن اذا تاكدت المعلومة "فستكون نبأ سارًا جدا". واضافت المتحدثة "هذا سيكون حصل فعلاً بالتوافق مع الدعوات التي اطلقتها وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) والرئيس (باراك اوباما) والتي تطلب من المسؤولين الكبار في النظام ان يقطعوا علاقتهم مع (الرئيس السوري بشار) الاسد". (أ.ف.ب.)

 

كلينتون ورئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب بحثا تنمية العلاقات الثنائية وأكدا التواصل مع المعارضة السورية

تمنّت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون "بناء ليبيا ديمقراطية وحرة"، معولةً على "انتخابات شفافة، واختيار برلمان ديمقراطي يحقق متطلبات الشعب الليبي". كيلنتون، وفي مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب، أكَّدت دعم بلادها "للحكومة الليبية في تحقيقاتها بشأن إنتهاكات حقوق الانسان". من جانبٍ آخر، تطرقت كلينتون إلى ملف الأزمة السورية، مؤكِّدةً "العمل مع المعارضة السورية"، مُضيفةً: "نحاول مساعدتهم بكل قوتنا". من جهته، شكر الكيب "الشعب والادارة الأميركية لمساعدتهم ليبيا وشعبها"، مثنيًا على "جهود كلينتون في التحرر من نظام الطاغية (الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي)"، مضيفًا "لقد جئنا لنبحث مع كلينتون في كيفية تنمية العلاقات مع الولايات المتحدة، فالليبيين قدموا الكثير من أجل نجاح الثورة وتحقيق حلم الحرية"، متابعًا "طلبنا مساعدة واشنطن في استئصال بقايا النظام السابق، وأيضًا مساعدة الشباب الجرحى الذين يعانون كثيرًا، ونتطلع إلى قيام ليبيا دولة على أساس الديمقراطية"، مؤكداً أنَّ "الثورة الليبية حققت أهدافها حتى الآن". وعن الوضع السوري لفت الكيب إلى أنَّ ليبيا هي أول "دولة اعترفت بـ"المجلس الانتقالي السوري"، مضيفاً "لقد فعلنا ذلك لاننا شعرنا بان القضية السورية قضية عادلة والشعب السوري رفع صوته"، وردًا على سؤال بشأن ما يحكى عن معسكرات تدريب للمعارضة السورية في ليبيا، أجاب الكيب: "لست متأكدًا من هذا، ولا اعتقد بان هناك معسكرات لتدريب ثوار سوريين في ليبيا".(رصد NOW Lebanon)

 

 أنان بطل مسرحية الجامعة الجديد

لم تتعظ الجامعة العربية من الأذى الذي ألحقته بالشعب السوري من جراء فضيحة مهمة أحمد الدابي، الجنرال من النظام السوداني. مسرحية المراقبين تلك هي التي أسهمت في إنقاذ النظام السوري بتقارير زورت الحقيقة لتغطية جرائمه، زاعمة أن المحتجين قتلة مثل الحكومة، وساعد التقرير المندوب الروسي لتبرير استخدام الفيتو، وأعطى قوات الأسد الضوء الأخضر ليستخدم قواته الثقيلة ليقتل المزيد من المدنيين السوريين. ها هي الجامعة الآن تعود بمهزلة أكبر. أرسلت إلى الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، ليتسلم في بيت تقاعده الدعوة ربما الوحيدة التي تصله منذ خروجه من مكتبه في نيويورك، ليشارك في مهمة وساطة في سوريا. أنان، للعلم، هو الآخر مثل الدابي سمعته أحاطت بها شبهات لها علاقة بمبيعات النفط مقابل الغذاء في العراق خلال عمله، ولم يجدد له بعدها في وظيفته كأمين عام للأمم المتحدة. كما استدعي من تقاعده الدبلوماسي الفلسطيني المتقاعد ناصر القدوة ليشاركه المهمة.

الجامعة العربية بقيادة نبيل العربي، بكل أسف، هي حصان طروادة، تنفذ رغبات الإيرانيين والروس. هذه المهام، أو المسرحيات، التي تخترعها الجامعة، نجحت فقط في تغطية جرائم النظام السوري ومنحه المزيد من الوقت، وأعطت الانطباع للعالم أن منظمة العرب الكبرى ليست متأكدة مَن يقتل مَن في سوريا، وأنها تملك حلا عربيا. الحل الذي يتحمس له الأمين العام العربي هو نفس الحل الإيراني، فكرته إيجاد تعاون بين النظام والمعارضة، بحيث يبقى فيه الأسد رئيسا ويدير الأجهزة الأمنية والعسكرية وتعطى المعارضة حصة في الحكومة. طبعا من يعرف النظام يدرك أنه حتى رئيس الحكومة، وهو شخص آخر غير الأسد، منصب لا قيمة له. عمليا، مشروع التفاوض الذي يجاهد العربي من أجله والإطار الذي صممه للتفاوض فيه، يعتبر - في أقصى حالات نجاحاته - خيارا يستحيل أن يقبل به الشعب السوري، حيث يبقي فيه النظام بأركانه. سينجح العربي بإيقاظ أنان من غفوته والاستعانة به وسيطا في شيء واحد، سفك المزيد من الدماء. فالنظام في دمشق سيعتبرها رخصة ثانية من العربي لإكمال عمليات القتل، لأنه يظن أن المهمة إذا فرضت نتائجها بعد ستة أشهر من الآن، أو أبعد من ذلك، فسيضطر للتنازل عن بضعة مقاعد وزارية، مثل التجارة والزراعة والمواصلات.

الطعن في الظهر الذي يمارسه الأمين العام للجامعة العربية، برغبته أو رغما عنه، أسوأ مما يفعله النظام السوري، هذه هي الحقيقة بكل ألم وحسرة. لقد مكن العربي الروس والإيرانيين - بتبنيه مشاريعهم - من إنقاذ نظام الأسد الذي كان يتهاوى. وأوقف فرصة معاقبة النظام التي تم الاتفاق عليها قبل أربعة أشهر بأغلبية ساحقة بطرد النظام السوري من الجامعة العربية. سيلام العربي، وستلام الجامعة، بعد سقوط النظام على هذه الأدوار المخزية، وسيواجه وجامعته أمهات وأهالي آلاف الضحايا الذين يعرفون أنه كان السبب في إطالة أمد النزاع وقتل فلذات أكبادهم.

ما يحدث في سوريا لا علاقة له بمؤامرات، كما يشاع في أوساطه وكما يزعم المفكر هيكل، ولا يمكن أن ينظر إلى الحدث الدامي خارج حقيقة؛ هي أن النظام السوري بطبيعته الإجرامية يرتكب عمليات إبادة، يقتل مدنيين عامدا بلا رحمة. يقتل عوائل كاملة بأطفالها، فقط لمجرد الانتقام أو الترويع. المؤامرة ليست في إسقاط نظام وحشي بل في مساندته.

 

إسرائيل والأحداث في سوريا

 رندى حيدر/النهار

 برزت في الفترة الأخيرة داخل إسرائيل أصوات تدعو الحكومة الإسرائيلية الى تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين الفارين من العنف وأعمال القتل والباحثين عن ملاذ آمن، باعلان فتح الحدود في الجولان مع سوريا لإستقبال اللاجئين واقامة مخيمات خاصة بهم، وتأمين الحماية لهم، على غرار ما فعلته تركيا، وما يفعله الأردن ولبنان لاحتضان موجة نزوح السوريين من مناطق القتال الى مناطق آمنة. وكان قد سبق لوزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان ان ابدى استعداده لتقديم المساعدة الإنسانية إلى أي مواطن سوري يطلبها، بينما التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت حيال ما يجري في سوريا وحاولت قدر الإمكان الامتناع عن الادلاء بأي موقف أو تصريح علني يمكن أن يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية السورية. في هذه الأثناء بدأ يبرز جدل بين المؤيدين لتقديم المساعدة الانسانية للسوريين وفتح الحدود أمامهم، والرافضين لذلك رفضاً قاطعا. إذ يرى الرافضون فكرة تقديم المساعدة أن الشعب السوري شديد العداء لإسرائيل، وأن المعارضة السورية لا يمكن أن تكون من أصدقائها. ويتذكر أصحاب هذا الرأي التجربة الإسرائيلية الفاشلة في تقديم المساعدة الى المسيحيين في لبنان خلال الحرب الأهلية، والتي انتهت باحتلال إسرائيل لجنوب لبنان أكثر من 18 سنة وتكبيدها خسائر بشرية كبيرة.

من الصعب اعتبار الكلام الإسرائيلي عن تقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري من باب التعبير عن موقف "أخلاقي إنساني" وخصوصا في ضوء ممارساتها اليومية غير الأخلاقية وغير الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني. من هنا السؤال عن الدلالة الفعلية للمواقف الإسرائيلية في هذا المجال.  على المستوى النظري، يمكن تفسير هذا الكلام بأنه نتيجة لانعكاسات الثورات العربية، والدرس الذي تعلمه الإسرائيليون بضرورة ايلاء المزيد من الاهتمام لما يجري داخل المجتمعات العربية المحيطة بهم وليس تركيز الاهتمام على دوائر القرار والطبقة السياسية الحاكمة. أما على الصعيد العملي، فيمكن ادخال هذا الكلام في دائرة النقاش الدائر في شأن ما بعد نظام بشار الأسد. فإذا كانت إسرائيل عاجزة عن التأثير في الأحداث التي تشهدها سوريا، فهناك من يعتقد أن عليها على الأقل الايحاء بصورة غير مباشرة بوقوفها ضد نظام الأسد. لكن كل ذلك لا يحجب الحقيقة القائلة ان المواجهة الشرسة التي تخوضها إسرائيل ضد السلاح النووي الإيراني أعطت سقوط نظام بشار الأسد، حليف إيران، في نظر إسرائيل قيمة عسكرية واستراتيجية تفوق من حيث أهميتها المخاطر التي قد تواجهها إسرائيل جراء الفوضى الناتجة عن سقوط هذا النظام.

 

البطاركة والدين والأخلاق والنظام السوري

رضوان السيد/الشرق الأوسط

منذ اللحظة الأولى للثورة السورية اتخذ بطاركة الأرثوذكس والكاثوليك والموارنة مواقف ضدها وضد الشعب السوري الثائر، وذكروا سببين لذلك: التخوف على المسيحيين من التطرف الإسلامي، والغرام بالرئيس بشار الأسد المستنير والإنساني وحبيب المؤمنين وحاميهم! وأضاف لحام بطريرك الروم الكاثوليك إلى ذلك: الوقوف مع نظام الممانعة والمقاومة، بينما أضاف بطريرك الموارنة إلى ذلك: ضرورة سلاح حزب الله لتحرير الأرض، ولمنع توطين الفلسطينيين في لبنان! ومنذ ذلك الحين جرت في النهر مياه كثيرة، اضطرت بابا الفاتيكان إلى استنكار القمع وسفك الدم في سوريا، بينما أصر البطاركة السالفو الذكر على امتداح الأسد بمناسبة ودون مناسبة. إلى أن ذكر البطرك الراعي قبل ثلاثة أيام أسبابا راجحة من وجهة نظره للتحزب لنظام الطغيان، والأسباب هي أن ما يسمى بالربيع ليس ربيعا، وإلا فكيف يهجّر مليون مسيحي من العراق؟ وأنه لا مبرر للحملة على النظام السوري الذي أقدم على الإصلاح منذ شهر مارس (آذار) الماضي. وصحيح أن نظام الأسد ديكتاتوري مثل سائر الأنظمة، لكن سائر الدساتير العربية تذكر أن دين الدولة هو الإسلام، في حين أن دستور الأسد يكتفي باعتبار أن دين رئيس الدولة الإسلام!

إن الطريف والمخيف في الوقت نفسه أن هؤلاء الأشاوس ما ذكروا شيئا عن سفك الدم، ولا عن حقوق الإنسان، ولا أبهوا لرعاياهم وعلاقاتهم بالمسلمين ومستقبلهم وسط الأمة العربية. وقالوا عمليا إنهم يفضلون التبعية لحكومات الأقليات العلوية والشيعية، على حكومات الحرية وحقوق الإنسان وحكم القانون والمواطنة التي تعرضها الأكثريات القديمة - الجديدة. ثم إنهم نسبوا تخويف المسيحيين وتهجيرهم إلى المسلمين الذين ما حكمت أكثريتهم منذ خمسين عاما، وإنما تهجّر المسيحيون في ظل حكم الأقليات، ورضوا هم وأجهزتهم - وليس الجمهور المسيحي - بالدونية والذمية والاستتباع لضباط المخابرات في لبنان وسوريا. ثم إنهم – وبدلا من الصمت على الأقل - راحوا يزايدون على أبناء أمتهم بأنه لو زال حزب الأسد، أو ذهب سلاح حزب الله، فإن المقاومة والتحرير سيتعرضان للتهديد والانقضاء!

إن المفروض أن المسيحية الكاثوليكية (والطوائف الشرقية الملتحقة بالفاتيكان) قد دخلت في تراث العلمانية أو فصل الدين عن الدولة بعد صراع عنيف مع البروتستانت والدول الوطنية لنحو ثلاثمائة عام. أما الواقع فهو أن المؤسسات الدينية المشرقية الملتحقة بالفاتيكان أصرّت دائما على الطائفية وعلى التمييز بحجة حاجتها إلى ضمانات من الأكثرية الإسلامية، حتى لا يعاملوا معاملة أهل الذمة. لكن في حين كان المسيحيون في سوريا والعراق في زمن الاستقلال يلعبون أدوارا رئيسية في المجتمع والدولة، عادوا مع حكم الضباط والحزبيين إلى وضع التبعية والذمية. وقد بلغ من جبروت الأنظمة الجديدة عليهم أنها صارت تتدخل في انتخابات وتعيينات المناصب الكنسية ولدى الكاثوليك والأرثوذكس على حد سواء. وفي لبنان بالذات فإن المسيحيين الموارنة عانوا أشد المعاناة في زمن الوصاية السورية على لبنان. أما في لبنان فإن حالة التوازن القوية الواقعة في أصل النظام إنما تعود إلى تسليم المسلمين بها وإصرارهم على العيش المشترك والمناصفة في شتى الظروف، وبعد حرب أهلية طاحنة.

لقد تزعزعت في الحرب أمور كثيرة وكثيرة جدا إلا قضايا العيش المشترك والمناصفة التي حصلت في دستور الطائف (1990) على المزيد من التقوية والتأصيل. وما كان شركاء المسيحيين في هذه القسمة إلا المسلمين الذين يخشاهم البطرك الراعي الآن، ويريد الاستعانة عليهم وعلى الفلسطينيين بسلاح حزب الله! وقد كان البطرك لحام ذو الأصل السوري مطرانا للكاثوليك بالقدس، وكانت مواقفه محمودة ومشهودة. لكن مواقفه هذه تغيرت بعد صيرورته بطريركا، رغم انتقال مقر البطريركية من دمشق إلى لبنان! وكيف ينضوي لحام تحت ولاء الحكم البعثي الأسدي، إذا كان حريصا على فلسطين والقدس، وهو يعرف تماما عمل البعث السوري على الخصوص على تقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية، وتفتيت النضال الفلسطيني وشرذمة الفلسطينيين إلى ما لا نهاية؟!

هناك أربعة أمور يمكن لها أن تعلل مواقف بطرك الكاثوليك، وبطرك الموارنة على الخصوص، وهي: الاستتباع الحاصل من جانب النظام السوري للكنائس في العقود الأربعة الماضية، ومواقف البابا الحالي من الإسلام والسياسات في الشرق الأوسط، والثقافة الاستشراقية لدى كبار رجالات الكنيسة أو التي تعلموها منذ الصغر في المعاهد الفاتيكانية والأوروبية، وعدم التعوّد على العيش في ظل نظام للحرية والانفتاح. فبالنسبة إلى العامل الأول (الاستتباع) يتساوى في ذلك الكنسيون و«أرباب الشعائر الدينية» من المسلمين، كما يسميهم النظام السوري. فقد خضعت هذه الهياكل لدى المسيحيين (الأرثوذكس والكاثوليك والموارنة) والمسلمين (السنة والأقليات الأخرى) للأجهزة الأمنية والسياسية للنظام، وما جرؤ أحد من هؤلاء الشيوخ والكهنة على التمرد والاستقلال باستثناء البطريرك الماروني السابق نصر الله بطرس صفير.

وإذا كان للبطرك الأرثوذكسي هزيم بعض العذر بسبب تقدمه في السن، فإنه لا عذر للبوطي وحسون ولحام والراعي (والراعي على الخصوص!)، إلا إذا اعتبرنا العلائق الغامضة والمتشابكة التي نسجها هؤلاء جميعا مع النظام الأمني الذي كان سائدا في سوريا ولبنان. وقد تعودوا على ردود الأفعال هذه طوال عقود، بحيث ما عادت هناك حاجة لأن يدعوهم رجالات الأسد كل يوم لتأييده! وهؤلاء المستتبعون لا يستطيعون الخروج من «الحالة» التي ما عادت في وعيهم إمكانية للتمرد عليها، أو تكشف الأجهزة الأمنية عن العلائق السابقة.

وهناك العاملان الثاني والثالث اللذان ذكرناهما والمتعلقان بموقف البابا الحالي الجاف من الإسلام من جهة، وثقافة البطاركة والمطارنة الاستشراقية المعادية للإسلام، باستثناء قلة قليلة منهم، من جهة ثانية. لقد تميز هنري لامنس من بين المستشرقين والمبشرين الكاثوليك بالمحبة للأمويين والتحزب لهم في وجه أهل البيت. وكانت حجته الظاهرة أنهم عرب عروبيون ما كانوا يميزون ضد المسيحيين، أما الواقع فإن هذا الحب كان لاعتقاده أن الأمويين ليسوا مسلمين حقا، وهم في أحسن الأحوال ضعيفو الدين! وعلى هذا النحو يفكر هؤلاء الكهنة الشيوخ بالأقليات الدينية الإسلامية، أي أن هؤلاء (مثل العلويين والشيعة) لا تسود بينهم الاعتبارات الدينية كأولوية في التعامل مع المسيحيين بخلاف السنة أو ما يسميه المستشرقون: أرثوذكسية سنية!

وهناك من يعتبر هذا الخوف من «أهل السنة» تاريخيا، ويعيده إلى ممارسات العثمانيين، إنما هناك أيضا من يعتبر هذا الخوف ناجما عن صعود الأصولية الإسلامية والإسلام السياسي في العقدين الأخيرين. وهنا نأتي للاعتبار الرابع: الدين في ظل الحرية، فرجال الدين المسيحيون والمسلمون - إلا قلة ناهضة منهم - ما تعودوا على العيش الديني والاجتماعي والسياسي الرحب في ظل الحرية. وكانوا يكتفون بحسن العلاقة بالحاكم وأجهزته. وهم مضطرون الآن إلى التعامل مع القوى الاجتماعية كلها، وقد أرعب ذلك رجال الدين المسيحيين والمسلمين على حد سواء. وقد عبر عن ذلك البابا شنودة عندما دعا الأقباط للرضوخ لحسني مبارك، وهو يدعوهم الآن للرضوخ للمجلس العسكري بمصر. فليس من المنتظر أن يستطيع هؤلاء الشيوخ والكهنة إدراك متغيرات الزمان والمكان، وما عادت عندهم الشجاعة لإعادة بناء مؤسساتهم بطرائق ديمقراطية وفعالة.

إن تصريحات الراعي ولحام لا تريد منافقة حزب الله والأسد من جهة، كما أنها ليست ناجمة بشكل بحت عن الخوف، وإنما هي العادة التي ألفوها في الخمول والامتيازات لأشخاصهم ومواقعهم وليس للمسيحيين أو المسلمين. وليس من المنتظر أن يستطيعوا التغير والإقبال على البناء من جديد. لكن شبان المسلمين والمسيحيين يعملون معا في الثورة السورية، مثل شبان الأقباط في الثورة المصرية، وهذا هو المهم والباقي: « فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ».

 

روسيا لم تعد تتحمّل اللجوء الى "الفيتو" مرة ثالثة

ثريا شاهين/المستقبل

لم تتضح بعد اتجاهات القرار العربي الذي ستتخذه الدورة 137 العادية لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي تنعقد غداً السبت، بالنسبة الى الوضع السوري. وسيكون هذا الأمر مدار نقاش بين الوزراء العرب في ظل المعطيات التي ستتكون من جراء المشاورات العربية، وتلك العربية الروسية، والعربية مع موفدي الأمم المتحدة والجامعة كوفي أنان وناصر القدوة.

والموفدان قصدا القاهرة ووضعا الأمين العام للجامعة نبيل العربي في صورة تقويمهما للوضع السوري والحل اللازم له. كذلك سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوزراء العرب قبيل اجتماع الجامعة العربية، بعدما كان ألغي لقاؤه بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بسبب اتخاذ القرار بالاجتماع مع الوزراء العرب بشكل موسع، وثمة مسعى روسي للتنسيق مع العرب في الخطوات التي يمكن اتخاذها في مجلس الأمن الدولي، في ضوء مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة حول سوريا، في حين أن العرب يرغبون بالتنسيق مع موسكو كي لا تستخدم حق النقض "الفيتو" مرة ثالثة ضد المشروع.

وهناك قناعة عربية، عبّر عنها الأمين العام للجامعة العربي نبيل العربي، وفقاً لمصادر ديبلوماسية عربية بارزة، عن احتمالين، إما تغيير في الموقف الروسي، أو تحول جزئي يمكن البناء عليه مع الروس من أجل صدور قرار ولو بالحد الأدنى لوقف العنف.

وبحسب المصادر، تعتبر موسكو أنها لن تختلف مع المشروع الأميركي، لكن لديها بعض التعديلات التي تقترح إضافتها الى المشروع، لكي لا تستخدم "الفيتو". وهذا الموقف سيكون محور الحديث الذي سيعبر عنه لافروف مع الوزراء العرب، وسط توقع حلحلة روسية لأسباب متنوعة كالآتي:

- إما لأنه بات لدى موسكو رئيس جديد بعد فوز فلاديمير بوتين، ولم يعد بالتالي لديه ما يلزمه لإظهار عنفوانه ضد معارضيه، بل قد يكون مستعداً للدخول في تفاهمات سياسية دولية واتفاقات أكثر من أي وقت.

- أو لأن روسيا لم تعد تتحمل أن تلجأ الى "فيتو" ثالث، وهي والصين محرجتان في هذا الظرف حيال هذا الموضوع مع المجتمع الدولي. لذلك يقصد لافروف القاهرة، للنظر في ما يمكن لروسيا أن تؤديه من دور بالتنسيق مع العرب.

- أو أن روسيا تعتبر أن الأمور انتهت في سوريا بعد السيطرة على حمص، وبالتالي هناك وضع جديد يمكن الذهاب به الى مجلس الأمن الدولي، بعدما حقق النظام من جراء ذلك مكاسب على الأرض، يمكن أن تؤخذ بالاعتبار في أي قرار يصدر.

على أن أوساطاً ديبلوماسية أوروبية تؤكد أن اللقاء العربي بلافروف مفيد، لكنها تشير الى أنه إذا ما قدم الروس والصينيون تعديلات على مشروع القرار الأميركي لتغيير معنى القرار، فسيتم سحبه من النقاش، فإما أن يصدر قرار قوي الى حد ما أو لا قرار أبداً. والوزراء العرب على علم بهذا التوجه. وتلفت الى أن الأمور مع سوريا لن تعود الى الوراء أو مثلما كانت قبل آذار 2011، وإن تمكن النظام من ربح معركة حمص لكن ذلك لا يعني أنه ربح الحرب كلها مع الثوار. فالخوف من التظاهر انكسر ومستوى الجرائم والقمع مستمر.

وكشفت الأوساط عن أن مشروع القرار الأميركي يشبه المشاريع التي قدمت سابقاً، وهناك مفاوضات حالياً حوله في إطار الدول الخمس الدائمة العضوية والخبراء فيها. ويطلب المشروع وقف كل أنواع العنف، وأن تنفذ الحكومة السورية خريطة الطريق التي وضعتها الجامعة العربية للحل في سوريا، ويدين القمع والجرائم ضد حقوق الإنسان، وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية الى كل الأراضي السورية، وأن يقدم أنان أول تقرير له حول الوضع السوري بعد 14 يوماً على صدور القرار.

وترى أوساط قريبة من روسيا، أن اللقاء العربي بلافروف مفيد، وكلا الطرفين سيسعيان الى إقناع الطرف الآخر بوجهة نظره. وهذه الأوساط، تتوقع موقفاً روسياً أكثر تشدداً من السابق نظراً الى أن بوتين لن يتسامح مع أي تغير في روسيا وفي سوريا، وثمة اتجاه الى وضع لا غالب ولا مغلوب في سوريا، ولافروف يذهب الى الجامعة لإقناع العرب بوجهة نظر بلاده التي تعتبر أنه يجب أن يسود مبدأ القانون، وعدم التدخل، ومنع اتباع النموذج الليبي لأنه سيئ، وضرورة وجود توازن بين القوى السياسية في العالم، وأن طلب التنحي غير ممكن لأنه لا يمكن للدول أن تطلب تنحي رئيس في أي دولة، وأن مسألة الممرات الآمنة الإنسانية لا تقنع روسيا لأنها تعتبرها باباً للتدخل الأجنبي. وتتوقع هذه الأوساط أن يسعى العرب الى جذب الموقف الروسي الى جانب المشروع الأميركي المطروح في المجلس، لا سيما وأن هناك إشارات أميركية لهم في هذا المجال.