المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 12 آذار/2012

رسالة بطرس الأولى الفصل 02/11-17/عبيد الله

وأطلب إليكم، أيها الأحباء، وأنتم ضيوف غرباء في هذا العالم، أن تمتنعوا عن شهوات الجسد، فهي تحارب النفس. ولتكن سيرتكم بين الأمم سيرة حسنة حتى إذا اتهموكم بأنكم أشرار، نظروا إلى أعمالكم الصالحة فمجدوا الله يوم يتفقدهم. إخضعوا، إكراما للرب، لكل سلطة بشرية: للملك فهو الحاكم الأعلى، وللحكام فهم مفوضون منه لمعاقبة الأشرار ومكافأة الصالحين، لأن مشيئة الله هي أن تسكتوا بأعمالكم الصالحة جهالة الأغبياء. كونوا أحرارا، ولكن لا تكونوا كمن يجعل الحرية ستارا للشر، بل كعبيد لله. أكرموا جميع الناس، أحبوا الإخوة، إتقوا الله، أكرموا الملك.

 

عناوين النشرة

*ظهور مريم العذراء في لبنان

*تشييع 5 من عناصر "حزب الله" قتلوا في سورية

*فضيحة جديدة: "حزب الله" حقق مع موقوفي الجيش الحر في السجن

*شيعة لبنان بدأوا يذيعون سر "حزب الله": أولادنا يعودون إلينا قتلى

*حسمها "حزب الله": طلب تنحي الأسد أصبح وراءنا

*قوى الامن تكشف هوية قاتل الشابين في طبرجا

م*ُشكلة البطريرك/عماد موسى/لبنان الآن

*ربيعٌ ... وعنف/إلياس الزغبي

*رسالة مفتوحة إلى السيد حسن نصرالله/شوقي عازوري/النهار

*تخليص سوريا من روسيا/علي حماده/النهار

*ملف النازحين يستعيد تجربة لبنان مع المحكمة الدولية/روزانا بومنصف/النهار

*الرئيس الجميّل كرّم راعي أبرشّية انطلياس:"لقاء قرنة شهوان" أسّس لـ"ثورة الارز"

*شمعون لـ"المستقبل": "الكرسي" تعمي عون وعناصر "التيار" يلتحقون بـ "الأحرار"

*"تظاهرة التاريخ": الهراوات تشوّه السلوك الأمني عشية 14 آذار

*اسبوع المحطات المتعاقبة تتوّجه الحكومة بتسوية قطع الحساب

*شمعون: الطلاب المتظاهرون لم يهددوا السلم الاهلي

*مفوضية الاحرار في جبيل طالبت بتحقيق جدي في الاعتداء على الطلاب

*زهرا استنكر التعرض لتظاهرة الكتائب والاحرار: هل الى هذا الحد صارت الدولة تخاف من القوي وتستضعف السلمي والديموقراطي؟

*فتفت اسف لكيفية التعاطي مع المتظاهرين امس: المطلوب معاملة جميع الحكومات على المستوى نفسه ماليا

*فريد الخازن إستنكر التعرض للمحتجين على كتاب التاريخ: المسيحيون ليسوا غرباء عن هذه الارض ونعول على دور الكنيسة وارشادها

*دعا إليها "الأحرار" و"الكتائب" ورافقها انتشار أمني كثيف/تظاهرة احتجاجاً على "تزوير التاريخ" تتطور الى مواجهة أمام السرايا  

*الاتفاقات الدولية تسمو على "الثنائية" بين لبنان وسوريا/ ثريا شاهين/المستقبل

*الرئيس الجميل لـ"النهار": جمهور 14 آذار أهمّ من احزابها وعلينا حمايته/المسيحيون قلقون ونقبل التفاهم مع "حزب الله" وعليه أن يتفهمنا

*الراعي يلتقي اليوم عبدالله بن الحسين ويتوجه الى قطر: الكنيسة المارونية عربية ولا نجد ذاتنا إلا في العالم العربي

*حماده: النأي بالنفس مظهر جديد للاّدولة ونؤمّن النصاب إذا صدر مشروع قرار متكامل

*مجدلاني وعلوش من كندا: زمن "السلبطة" ولّى وإزالة النظام السوري ضمان للاستقرار

*المشنوق: الانتخابات النيابية ستجري في موعدها والفضل في ديموقراطية لبنان يعود للمسيحيين

*سليمان زار معرض الكتاب في انطلياس: نظامنا التعددي والتوافقي شكل شبكة أمان في خضم التطورات في المنطقة

*"القوات اللبنانية": لمحاسبة المسؤولين عن انهيار مبنى طبرجا

*الراعي اختتم زيارته للاردن بلقاء عبدالله الثاني: العاهل الاردني يشجع الوصول الى التسويات السياسية عن طريق الحوار

*مطر ترأس قداس أربعين نسيب لحود في بعبدات: شكل حالة وطنية استثنائية بمسلكه المثالي والنزيه

*خيرالله استهل جولته الراعوية بزيارة الى تنورين: لنشبك الأيدي ونتعاون في تحمل مسؤولياتنا من أجل كنيسة مارونية متجددة

*قاووق: السفارة الاميركية في لبنان وكر للتجسس وغرفة عمليات عسكرية ضد سوريا

*رعد: اوهام الحسم في المنطقة والجوار سقطت وما زلنا في انتظار شركاء حقيقيين للحفاظ على الوطن

*الشرق الاوسط : السفير الإيراني في بيروت: سنرد بـ11 ألف صاروخ على أهداف أميركية وإسرائيلية إذا تعرضنا لهجوم

*المخابرات الأميركية: الأسد لا يزال يسيطر بإحكام على الوضع وإيران صعدت دعمها العسكري له

*النظام السوري ... تاريخ إجرامي متأصل!/داود البصري/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

ظهور مريم العذراء في لبنان

http://mtv.com.lb/News/72628

MTV TV

لفحة رجاء وأمل حملتها ماريا بافلوفيتش من مديوغورية الى لبنان. هذه الشاهدة التي تظهر لها العذارء وتنقل رسالتها الى العالم شأنها شأن 7 شهود أخرين, تحلّق حولها آلاف المؤمنين، في الفوروم دو بيروت، في لقاء صلاة دعت اليه جمعية أصدقاء مريم ملكة السلام بدأ بتلاوة المسبحة، وعند الساعة السابعة الا ربعا، وكما في كل يوم، شاهدت ماريا السيدة العذراء. وبعد ذلك، كان قداس الهي ترأسه المطران بولس مطر، تلاه سجود امام القربان وتطواف بين المؤمنين قبل أن تكشف ماريا عن فحوى رسالة العذراء لها والتي شددت في خلالها على ضرورة إعطاء الله .اللقاء مع ماريا ومع العذراء يتجدد الاحد أيضا عند الساعة السادسة مساء وفي برنامج مشابه للقاء السبت.

 

تشييع 5 من عناصر "حزب الله" قتلوا في سورية

السياسة/أكدت معلومات خاصة لـ"السياسة" من مصادر موثوقة, أن "حزب الله" شيع 5 مقاتلين له سقطوا خلال القتال في سورية إلى جانب كتائب الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضحت المعلومات أن 5 شبان يسكنون في مناطق البسطا وزقاق البلاط جرى تشييعهم على فترات, تحت حجج قدمت للأهالي في المنطقة بأنهم توفوا قضاءً وقدراً, ومن بينهم شابان من آل الزين وآخر من آل الخليل تم الصلاة على جثمانيهما وشيعا وسط دهشة الأهالي عن السبب غير المقنع في وفاتهما. وقال عدد من أهالي المنطقة لـ"السياسية" إن الشبان اختفوا منذ فترة بصورة مفاجئة إلى أن أعلن عن وفاتهم في ظروف غامضة.

 

فضيحة جديدة: "حزب الله" حقق مع موقوفي الجيش الحر في السجن

يقال نت/كشف الشيخ خالد عبد الفتاح أن "حزب الله" قام بالتحقيق مع عناصر الجيش السوري الحر الذين دخلوا الى لبنان، وذلك في السجن الذي أودعوا فيه. وطالب الحكومة اللبنانية عدم اتخاذ قرار بتسليم عناصر الجيش السوري الحر إلى السلطات السورية. وكان قد نـُفذ اعتصام تضامني مع الثورة السورية في بلدة الفاعور ، ورفع المعتصمون رايات وأعلام حزب التحرير وتيار المستقبل أمام مسجد عمر بن الخطاب، مطلقين هتافات ضد النظام السوري ومطالبين الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.

 

شيعة لبنان بدأوا يذيعون سر "حزب الله": أولادنا يعودون إلينا قتلى

يقال نت/تعيش العائلات الشيعية حالا من الإضطراب، بسبب ارتفاع القتلى في صفوف أبنائها في الأشهر القليلة الماضية.  ويؤكد سكان في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب أنه ، كل أسبوع، يصل الى هذه المناطق، وعلى دفعات أكثر من عشرة قتلى، من أبنائهم. ويشيرون الى أنهم عندما يسألون "حزب الله" عن سبب موتهم يقول لهم: " سقطوا في التدريب، في إيران."

ويؤكد هؤلاء السكان الى أن بعض رفاق أبنائهم القتلى يسرون إليهم انهم يرسلون الى سورية للمشاركة في قمع الثورة السورية فيها، " على اعتبار أن المحافظة على نظام الرئيس بشار الأسد، هو في مصلحة المقاومة وإيران، وبالتالي يعتبر القتال هناك جهادا مكتملا." وكانت تقارير قد أشارت في وقت سابق الى أن 80 عنصرا من "حزب الله" قتلوا في سورية ، في الأشهر القليلة الماضية، في وقت تؤكد اعترافات سجناء على علاقة بالنظام وشهادات الأهالي الهاربين من سورية الى مشاركة "حزب الله" في عمليات القمع القاتلة. وكشف موقع ويكيليكس- وهو معتمد من "حزب الله" في محاوبة خصومه السياسيين-  أن 3000 آلاف عنصر من الحرس الثوري الإيراني و2000 آخرين من "حزب الله" يقاتلون الى جانب القوات الموالية لبشار الأسد، في محاولة لقمع الثورة السورية.

 

حسمها "حزب الله": طلب تنحي الأسد أصبح وراءنا

وكالات/رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "ان الاوهام التي ينتظر البعض حسمها في المنطقة والجوار قد سقطت" ، ودعا من كان ينتظر سقوط الدولة في سوريا ان يعيد ترتيب خياراته، وقال: "اذا ارادوا تصويب خياراتهم، فنحن ما زلنا في انتظار شركاء حقيقيين يشاركوننا الهم والغم للحفاظ على مستقبل هذا الوطن" .

وفي مسألة ال16 مليار دولار، اكد انه اذا كان لا بد من تسوية فمن متطلبات التسوية معرفة كيف صرفت هذه الاموال، وقبل ان يعرف الناس ذلك فالتسوية تعني الاشتراك في هدر المال العام.

كلام رعد جاء خلال احتفال اقامه تجمع المعلمين في لبنان، في ثانوية الصباح الرسمية في النبطية، بحضور النائبين عبد اللطيف الزين وياسين جابر وحشد من المعلمين والمعلمات وشخصيات وفاعليات.

وقال: "بالامس (الرئيس الفرنسي) ساركوزي اعلن استعداده لاستقبال الرئيس بشار الاسد مجددا، ورئيس الاركان الاميركي ينفي اي نية للتدخل العسكري في سوريا، والرئيس اوباما يقنع الاسرائيلي بان الوقت لم ينفد بعد من اجل التورط في حرب ضد ايران. بالامس كان شعار داعمي المسلحين في سوريا على الرئيس ان يتنحى، واليوم يأتي موفد للامين العام للامم المتحدة ليفاوض الرئيس السوري على مستقبل سوريا وكيف ستسوى الاوضاع في سوريا، وطلب التنحي اصبح وراءنا".

وقال رعد: "ان السبب ان الشعب السوري فرض ارادته في ساحة الصراع، وحين وقف هذا الشعب ليكشف زيف التضليل والتزييف والدعايات والشائعات المغرضة وينادي بالاصلاح الوطني ولينأى ببلده عن ان يصبح ملعبا وساحة يسرح فيها الدوليون الطامعون ووكلاؤهم وحلفاؤهم حين اثبت الشعب انه قادر على حماية خياره، فرض على العالم ان يعيد النظر في ما كان يفكر فيه في وسط منطقة تشهد اهتزازات في كل الصعد والاتجاهات انتفض شارعنا العربي بعفوية في بعض البلدان، لكن هذه العفوية لا تؤسس لمجتمع يقوى على الحياة ولا لدولة تتحقق فيها عدالة ترتكز الى اسس وبرنامج العفوية تصادرها القوى الدولية من اجل ان توجهها" .

واوضح "اننا في لبنان حاولنا وما زلنا نحاول ان نصوب الامور وان نقطع الطريق على الانزلاق وراء مشاريع في بلد جار وشقيق يعيش ازمة حتى لا يتورط البعض في خدمة مشروع اجنبي يستهدف اسقاط ذلك البلد وتركيع شعبه، لان ما يجري في سوريا اليوم ليس في مصلحة الشعب السوري. ما يجري في سوريا هو ضد مصلحة الشعب في سوريا وفي لبنان وفي المنطقة، وانما لمصلحة اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية والتصدي لما يجري في سوريا هو تصد للمشروع الصهيواميركي في سوريا ولبنان والمنطقة" .

وقال: "الامور التي تواجهها منطقتنا هي بهذا الافق والذي يريد ان يصادم العدو الصهيوني ويقارع احتلاله، عليه ان يحاذر في انتقاء العاصمة التي يقيم فيها لان غالبية عظمى من عواصم المنطقة العربية اصبحت خارج الصراع مع العدو الاسرائيلي هي عواصم انظمة لم تسلح شعوبها ولا جيوشها من اجل الدفاع عن مصالح المنطقة، لكنها تدعو اليوم المجتمع الدولي الى تسليح مسلحين من اجل اسقاط بلد ممانع ضد العدو الاسرائيلي" .

وتابع: "في المقاومة لا تغرينا الشعارات البراقة والفضفاضة لاننا نعرف من يتحدث بهذه الشعارات ونعرف انه ليس مصداقا، من يدعو الى الديموقراطية عليه ان يطبقها على نفسه اولا ومع عشيرته ثانيا ومع نظام حكمه ثالثا ومع شعبه رابعا ومع مجلسه خامسا، من يدعو الى الديموقراطية ومجلس الشورى لديه كل اعضائه معينين" .

وختم: "الا يخجل من الحديث عن الديموقراطية، الديموقراطية التي تفوح منها رائحة النفط هي دكتاتورية مستبدة، ولذلك لا تخدعنا هذه الشعارات على الاطلاق، نحن نلتزم خيارا واضحا لن نحيد عنه لانه خيار يعبر عن قناعة احرارنا في هذا البلد وفي هذه المنطقة، الذين يتطاولون على خط الممانعة والمقاومة في منطقتنا والذين لهم امتدادات في بلدنا وتسنى لهم ان يعبثوا بدولتنا خلال سنوات مضت، اولئك الذين شنفوا اذاننا طوال سنوات بالشفافية والنزاهة والاستقامة يعطلون الحكم وجلسات المجلس النيابي التي تريد ان تكشف عن شفافيتهم في صرف المال العام" .

 

قوى الامن تكشف هوية قاتل الشابين في طبرجا

وكالات/بعد الاستقصاءات التي اجرتها قوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية بناء لاستنابة قضائية سطرها قاضي التحقيق الاول بيتر جرمانوس لكشف ملابسات قتل الشابين في طبرجا أمس، اشارت المعلومات إلى أنهما قضيا بعد عودتهما من كازينون لبنان اثر خلافات حادة مع المدعو (ج.ك.) الذي كان قد دينهما مبالغ مالية وتخلفوا عن تسديدها وهو قام بتتبعهما بسيارته قبل أن يجهز عليهما. إلى ذلك، لا يزال الجاني موضع ملاحقة بعدما تم تعميم مواصفاته الكاملة لتوقيفه بناء لاشارة القضاء المختص.

 

مُشكلة البطريرك

عـــمـــاد مـــوســـى

مُشكلة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إفتتانه بديناميكيته وطلاقته، وانبهاره بإعلام مرئي ومسموع يُظهِّر مواقفه ويغطّي تحركاته في لبنان وسائر المشرق ودول الإغتراب وأينما حلّ وحجّ.

مشكلتُه شغفُه بالتنظير السياسي والأحاديث المطوّلة التي تُوقِعه في مطبّات ومقاربات وقراءات "شعبوية" مسطّحة لأحداث كبرى.

وتُوفِّر أحاديث غبطته، مادةً دسمة لوكالة "سانا" وجريدة "الوطن" السورية وقناة "الدنيا" والتلفزيون الرسمي السوري، إلى وسائط إعلام لبنانية وعربية وغربية، نظراً لغزارتها وتنوّعها ومنحاها الوطني الروحي الجامع. وبقدر ما يثير الراعي ردود فعل سلبية، بقدر ما يُمعن في تحميل الإعلام مسؤولية تشويه معنى مطوّلاته ومراميها من خلال الإجتزاء المتعمّد.

مشكلة البطريرك أنّه يعني الشيء وعكسه في مقابلة واحدة، كمِثل إعلانِه مؤخّراً أنّه مع الربيع العربي بعيداً عن القتل والدم، ومفهومه للربيع مرتبط بالورد وزهر اللوز واللون الأخضر والتغيير الديمقراطي السلس. ففي حديثه الأخير لوكالة "رويترز" جهر بوقوفه مع الربيع العربي "لكن لسنا مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل، فبهذه الأمور يصبح شتاءً".

ويُستنتج من كلام غبطته أنّه إلى جانب المعارضة السورية ضمناً بشرط أن تردّ على رصاص الشبّيحة بـ"تلاتي أبانا" وأربعة أفعال ندامة.

تُرى هل سمع غبطته بما آلت إليه نتائج الربيع السوري الأول في العام 2000 وكان سلمياً مئة بالمئة؟

وماذا يعرف غبطته عن "ربيع براغ" في العام 1968 وإسقاط ألكسندر دوبتشيك وقمع التظاهرات، ومُصطلح "الربيع" بدأ من ذاك التاريخ؟ هل اجتاح السوفيات العاصمة التشيكية بالياسمين وأغصان الزيتون؟

وهل بدأ ربيع العرب في عواصم الثورات بقمع السلطات للحركات الإحتجاجية أو العكس؟

مشكلة الراعي أنّه يعرف نُتفاً من هنا ونُتفاً من هناك.

مشكلته في أنّه، أسوة بسياسيّي الوسطية، يحاول الإمساك بالعصا في وسطها.

ومشكلته في الخلاصات التي يتوصَّل إليها كمثل أن "سوريا اليوم هي الأقرب إلى الديمقراطية بين الدول العربية".

مشكلة البطريرك أنّه يسعى لنيل رضى الجميع وأنّه يعيد إنتاج خطاب سياسي مهترئ كاستهجانه لاستعمال حقّ النقض الفيتو "كلما جاءت الأسرة الدولية لتحل مشكلة الشرق الأوسط".

والغريب أن البطريرك يصف في المقطع نفسه نوايا الأسرة الدولية بأنها "غير سليمة"، ويُستَنتَجُ من ذلك أنّ صاحب الغبطة يعترض على الفيتو الأميركي ـ الغربي التقليدي المؤيِّد لإسرائيل، ولا يعنيه الفيتو الروسي والصيني بشيء كلما جاءت الأسرة الدولية لتحل مشكلة سوريا.

ومشكلة البطريرك أنه يخلط الأمور ببعضها متى استفاض بالتحدث عن الأصولية والإسلام والتغيير في العالم العربي، من دون تقديم أي رؤية مستقبلية واقعية. مجرد شعارات ومخاوف وتحميل الديمقراطية مسؤولية اللإستقرار وتهجير المسيحيين، وبوجه أخصّ مسيحيي العراق.

وكأنّي به يقول في سرِّه:

بئس الديمقراطية الجديدة كم كنّا، كمسيحيين، سُعداء في عهد صدّام حسين!

وكم سنترحّم على عهد بشار الأسد إن أفُلَ.!!

 

ربيعٌ ... وعنف؟!

إلياس الزغبي

إذا تابعنا ورصدنا مواقف الذين يرفضون أو يعادون الربيع العربي، يتبيّن أنّهم يبحثون عن تبرير لهذا العداء: بعضُهم يربطه بالأصوليّين والمتطرّفين، بعضُهم الآخر يلفت الى الفوضى التي أدّى إليها في ليبيا ومصر واليمن، وبعضُهم الثالث يختصره بالعنف، فيصفه بأنّه خريف أو شتاء، وليس ربيعاً.

البعضان الأوّل والثاني مكشوفا الإنتماء والارتباط، فهما ضدّ الثورات العربيّة في العقيدة والمبدأ، بعدما تأكّدا من أنّها لا تندرج في سياق المحور الذي يلتزمانه تحت عنوان "الممانعة والمقاومة"، وينخرطان قولاً وفعلاً في دعم جناحه الغربي المتمثّل بالنظام السوري.

أمّا البعض الثالث فيحاول تمويه رفضه للربيع العربي تحت ستار القول إنّه مخضّب بالدم ومجدول على العنف، فهو تالياً ليس ربيعاً واعداً بالخير والسلام، بل شتاء يُنذر بالعواصف والحروب. ولا يخفى أنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي يتبنّى هذا القول، وقد دأب على تكراره إلى حدّ الملل، بما يوجب مناقشته ومحاججته بلوغاً للحقيقة.

العنف، إذاً، مسؤوليّة القامع والقاتل والحاكم، قبل أن يكون مسؤوليّة المقموع والمقتول والمحكوم. ولا يجوز الكلام في العنف وإدانته كأنّه نتاج الربيع أو الثورة، ومن يدين العنف بهذا الشكل إنّما يدين الناس ويبرّئ النظام، أو كأنّه يرفض إرادة التحرّر بحجّة حصول عنف.

لعلّ هؤلاء يُدركون، في قرارة نفوسهم، أنّ الثورات الكبرى في العالم لم تخلُ من العنف، بدءاً بالثورتين الفرنسيّة والأميركيّة، والثورة البولشفيّة، وصولاً إلى الثورة الإيرانيّة (إذا كانت هذه تُرضيهم أكثر!).

وفوق ذلك، لعلّهم لا يجهلون أنّ غضباً مقدّساً جعل يسوع الناصري يطرد التجّار الفاسدين وباعة الحمام من الهيكل، بقوّة السوط والصوت. وهل نتّهم الثائر الأعظم بالعنف؟!

فلماذا يُعيِّبون على أحرار سوريّا غضبهم في وجه آلة القمع والموت، ويرشّون ملح "ديمقراطيّة" الأسد على جروح الضحايا، من أطفال وعجائز وحرائر؟

لا يحقّ لأحد أن يدين حقّ الدفاع عن النفس، ولو باستخدام السلاح، بذريعة رفض اللجوء إلى العنف. وإلاّ فليتم تشريع الرضوخ للظلم، وتحريم حركات التحرّر، ورفض المقاومات كلّها، من لبنان إلى فلسطين، إلى كلّ أرض ثائرة.

لا يستقيم منطق المحافظة على ما هو قائم، بحجّة الخوف ممّا سيقوم، أو بحجّة حصول عثرة هنا، أو خطأ هناك، أو فوضى هنالك، أو عنف هنا وهناك وهنالك.

التحرّر من الظلم هو المبدأ، ولا تصحّ كثيراً حسابات الأثمان التي يدفعها رافضو الظلم. وفي تاريخ اللبنانيّين القديم والحديث، وخصوصاً المسيحيّين منهم، أثمان ثقيلة للحريّة، قدّرتها الكنيسة وباركتها وساهمت في دفعها. فلماذا نأخذ اليوم على سوانا دفع ثمن حريّته، ونسمّي نضاله وتضحيته عنفاً، بل ربّما إرهاباً ( لولا بقيّة من حياء)؟

ليس للكنيسة أن تجهّل العنف أو تضعه في غير موضعه، وتتحدّث عنه كأنّه حالة مجرّدة يتساوى فيها الجميع، القاتل والضحيّة، السبب والنتيجة، البادئ واللاحق.

تاريخ الكنيسة جهر بالحقّ، وشجاعة، ونعم نعم، أو لا  لا. ولم تعتدْ الالتفاف على الحقائق، أو مواربة الوقائع، أو مجانبة الظلم. كما لم تختبئ وراء أصبعها، ولم تلتزم سياسة التقيّة وطمر الرأس في الرمل.

والأهمّ أنّها لم تخَفْ، لم تنزوِ، بل تقدّمت صفوف التغيير والنهضة، وخاضت غمار الثورات والحريّات وألهمتها عبر التاريخ، وصولاً إلى "ثورة الأرز" المتمادية، والمتناسلة ثورات متدحرجة على مساحات الشرق، وقد كان لبكركي شرف تأسيسها وإطلاقها في نداء الـ2000.

والربيع ربيع، ليس خريفاً ولا شتاء، ولا يجوز تحميله وزر العنف بهدف تشويهه.

وليس الربيع يوماً، بل فصل وزمن وامتداد، وفيه مخاض وآلام ولادة.

وكلّ من يخاف معاناة التجدّد والولادة، يخذله المستقبل، وتطويه الحياة.

 

رسالة مفتوحة إلى السيد حسن نصرالله

شوقي عازوري/النهار

ما دام اللبنانيون يجهلون الحقيقة، سينصبّ كرههم على القتلة المفترضين وسوف يحوّلونهم إلى شياطين. أما عندما يعرفون حقيقة الاغتيالات واختفاء الأشخاص، فسوف يتمكّنون من تحويل كرههم نحو موتاهم وإتمام طقوسهم. ولن يعودوا يشعرون بالكره. سوف يتيح العفو ثم المصالحة بناء رابط اجتماعي جديد بين اللبنانيين.

عزيزي حسن نصرالله،

إذا كنت أخاطبكم رافعاً الكلفة، أرجو ألا تعتبروه انتقاصاً من قدركم. أفعل ذلك لأنني أتوجّه إلى مواطن من بلدي أتساوى معه أمام الموت والحزن على فقدان من نحب. وعندما يقف أبناء البلد الواحد أمام الموت والحداد، لا يميّز بينهم لقب أو انتماء إلى طبقة أو طائفة، أو عمرٌ أو هوية جنسية. إنهم سواسية أمام الموت ومواطنو بلد واحد في الحزن على غياب الأحبّاء، لأن الحداد المشترك هو الذي يجعل منهم شركاء في المواطنية.

الحداد هو ظاهرة كونية بامتياز. على الرغم من متغيّراته الثقافية، يبقى المحنة المؤسِّسة للبشرية. يشكّل دفن الموتى، إلى جانب سفاح القربى وقتل الأهل والأقرباء، المحظور المؤسِّس الثالث للبشرية، ويؤشّر إلى العبور من مرحلة ما قبل التاريخ إلى التاريخ. كانت أنتيغون تعرف شيئاً عنه، فقد أصرّت على دفن شقيقها معرِّضةً نفسها لأبشع أشكال الموت: الطقوس والأعراف تتقدّم على قوانين الحاضرة. وكما قال فولتير "طقوسنا وشعائرنا لا تستطيع أبداً أن تتغيّر، وليست ملتبسة مثل القوانين الضعيفة التي يخترعها البشر".

لماذا أكلّمكم عن الحداد، عزيزي حسن نصرالله؟

لأنني ألمس يومياً، خلال مزاولتي لعملي في مجال التحليل والطب النفسي، الآثار الرهيبة التي يعاني منها الأشخاص الذين لا يتمكّنون من الحزن والحداد على فقدان من يحبّون. ومنذ عام 1975، تقضّ الحرب الأهلية، والاغتيالات السياسية، وخطف المواطنين والعسكريين والمقاتلين، مضجع غالبية اللبنانيين وتحرمهم النوم لأنهم لم يتمكّنوا من إنجاز الشعائر وإتمام طقوس الحداد.

خلال حرب تموز 2006، رافقتُ والدَين فقدا في جزء من الثانية، خلال عملية قصف إسرائيلية في منطقة الشياح، 16 فرداً من عائلتهما، بينهم أولادهما الثلاثة البالغون من العمر 21 و20 و19 عاماً. يتعذّر وصف الألم الذي شعرا به. مع أن الظروف الأمنية كانت سيئة جداً، أمكن إتمام طقوس الحداد جزئياً، فيما كانت القذائف تتساقط حول الموكب الجنائزي. وعلى الرغم من هول الصدمة، استطاع الوالد أـن يجد شيئاً من العزاء. أما زوجته التي كانت طريحة الفراش، فلم يجرؤ أحد على إخبارها بوفاة أولادها الثلاثة. وقد أُسنِدَت إليّ هذه المهمة. وليست مؤهّلاتي كطبيب نفسي ولا كمحلّل نفسي هي التي ساعدت هذين الزوجَين، بل مشاطرتهما آلامهما المبرحة. مثل مواطن عادي شريك لهما في الوطن نفسه. علّمني هذان الوالدان أنه في الحزن على فقدان الأحبّاء، وظيفة المواطن المكتومة هي مشاطرة آلام شريكه في الوطن.

بفضلهما، خطرت لي خلال حرب 2006، فكرة إطلاق برنامج تلفزيوني مباشر عبر “المؤسسة اللبنانية للإرسال” (إل بي سي)، ثم انتقل البرنامج إلى أثير إذاعة “صوت لبنان”. طوال شهرَين تقريباً عبر “المؤسسة اللبنانية للإرسال” ثم سنة كاملة عبر “صوت لبنان”، أتاحت هذه الحلقات الأسبوعية لعدد كبير من اللبنانيين في الجنوب والضاحية الجنوبية اللذين ألحقت بهما الحرب دماراً واسعاً، الاتصال بالبرنامج والإدلاء بشهاداتهم، فنقلوا مباشرةً عبر الهواء جزءاً من آلامهم إلى شركاء مجهولين في الوطن.

قبل أنتيغون وفولتير وحرب تموز 2006، كانت القبائل التي توصَف بالبدائية تولي أهمّية كبرى للحداد، ولا سيما حداد العدو والطقوس الإلزامية التي كانت تفرضها على نفسها كي تتصالح معه.

كان المحاربون المنتصرون يرضخون لقيود مشدّدة من أجل تهدئة نفوس الأعداء. وفي صلواتهم، كانوا متواضعين ونادراً ما كانوا يفتخرون بانتصاراتهم. ولدى العودة من الحرب، كان يُفرَض على بعض القادة المنتصرين البقاء خارج قراهم لإتمام طقوس التطهير. وكانت الصلوات تتمحور حول ثنائية الصديق/العدو. وكانت تولى عناية خاصة للرؤوس المقطوعة التي تُجلَب من حقل المعركة معلَّقةً على الرماح. كانوا يُقدّمون لها الطعام، وكانت تتحوّل حاميةً، ويُطلَب منها نسيان الأصدقاء القدامى واعتبار الأعداء المنتصرين أصدقاء جدداً يرحّبون بها بينهم.

إذا كانت الطقوس ترتدي هذه الأهمّية الكونية، فالسبب هو أنها تشير، على الرغم من متغيّراتها الثقافية، إلى الازدواجية الشديدة التي يقع فيها المفجوع في علاقته مع الميت، والصراع القوي بين الحب والكره الذي يشعر به حياله. وطالما أن الطقوس لم تُنجَز، فإن الصراع بين الحب والكره الذي يسكن المفجوع يحوّله حياً-ميتاً يتعذّر عليه الانفصال عن الميت لأنه لم يتمكّن من دفنه.

في غالبية الثقافات، يشهد اللون الأسود الذي تتّشح به النساء والوجبات التي يجري تقاسمها مع عائلة الفقيد، عن هذه الازدواجية. في الحداد، الكره الذي نشعر به حيال الميت هو كره واعٍ، وكذلك الكره الذي نشعر به حيال أنفسنا لأننا كرهنا فقيدنا. هذا ما دفع ميشال تورنييه إلى القول “يُعتبَر راشداً، بغض النظر عن العمر، كل من يفقد شخصاً”. تكرّس الطقوس إذاً هذه الازدواجية الشديدة عبر إشراك المجتمع في الازدواجية التي يعيشها المفجوع.

إذا كنت أحدّثكم عن الحداد والطقوس اليوم، عزيزي حسن نصرالله، فالسبب هو أن ساعة الحقيقة تقترب. إذا كان السواد الأعظم من اللبنانيين لم يتمكّن من الحداد، فذلك لأنهم لا يعرفون من اغتال أقاربهم وقادتهم وسياسيّيهم ومثقّفيهم ومفكّريهم، كما أنهم لا يعرفون إذا كان أمواتهم قد ماتوا فعلاً أو أنهم مفقودون فقط، وهو شك قاسٍ سيظل يرافقهم طالما أنهم لم يتسلّموا بعد رفات مفقوديهم. في إطار “لجنة الحقيقة والمصالحة” التي أنشئت في جنوب أفريقيا، نظرت والدة أحد المفقودين إلى معذِّب ابنها الذي قُطِعَت يداه وقالت له “أعيدوا إليّ يدَيه كي يكون لديّ ما أدفنه”.

ليست الحقيقة غاية في ذاتها، والغاية الوحيدة منها هي السماح للأشخاص بممارسة الطقوس والحداد. ما دام اللبنانيون يجهلون الحقيقة، سينصبّ كرههم على القتلة المفترضين وسوف يحوّلونهم إلى شياطين. أما عندما يعرفون حقيقة الاغتيالات واختفاء الأشخاص، فسوف يتمكّنون من تحويل كرههم نحو موتاهم وإتمام طقوسهم. ولن يعودوا يشعرون بالكره حيال القتلة المفترضين، وسوف يتيح العفو ثم المصالحة بناء رابط اجتماعي جديد بين اللبنانيين. من دون تحويل العدو شيطاناً، ولا البطل مثالاً أعلى عن الكمال.

النهار

 

تخليص سوريا من روسيا

علي حماده/النهار

كان الاجتماع العلني الذي عقد البارحة في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة وضم وزراء خارجية العرب الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من اللقاءات الديبلوماسية التي ستدخل في كتب تاريخ الديبلوماسية، اذ انبرت المجموعة العربية في سابقة لم تحصل قبلا، مقارعة احدى الدول العظمى في لقاء علني متلفز، وظهرت قوة الدفع الديبلوماسي لدول مجلس التعاون الخليجي عبر مداخلة كل من رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مما شكل موقفا عربيا حاسما لجهة ادانة النظام في سوريا الذي يقتل شعبه، ولاسيما بعدما أتى اسقاط مشروع القرار العربي الاخير في مجلس الامن بـ"الفيتو" الروسي- الصيني المشترك ليمنح بشّار الاسد رخصة للقتل المنهجي في حق الشعب الاعزل. وقد شرح حمد بن جاسم ما يسمى"العصابات المسلحة" المزعومة، أن النظام بقي يقتل السوريين بالآلاف ولتسعة اشهر متتالية الى ان بدأت انشقاقات في الجيش وبدأ الناس ينظمون صفوفهم للدفاع عن انفسهم. وهذا بالتحديد حق مقدس، اي ان يدافع الانسان عن حياته وحياة اهله بكل الوسائل المتاحة امامه. ماذا عن بشار الذي ورث الحكم عن أبيه،  وكأن سوريا بأهلها ملك لشخص وعائلة، فصار اليوم في عرف العالم قاتل الاطفال الذي وجب اخراجه من الحكم وجره الى المحاكم الدولية وإنقاذ سوريا بأهلها من براثن طغمة مافيوية ما عرفت سوى حشر السوريين في سجن كبير على مدى أربعة عقود متتالية؟ في كل الاحوال، كان اللقاء العربي - الروسي مناسبة ثمينة بعلنيتها، اذ قيل للافروف ما كان يجب أن يقال، وخصوصا تشديد سعود الفيصل على الاثر الدراماتيكي لـ"الفيتو" الروسي  على حياة الشعب السوري. خرج اللقاء بخمس نقاط تشكل حلا وسطاً بين الموقفين وتركز على وقف "العنف" ودعم مهمة كوفي أنان، ولكن الاهم هو ما قيل بلسان حمد بن جاسم عاكسا موقفا عربيا شبه جامع يقضي بالعمل على إرسال قوات عربية ودولية الى سوريا، وما قيل بلسان سعود الفيصل عن وجوب دعم المعارضة السورية وتسليحها. فنقاط التوافق العربية - الروسية تبدو أشبه بمناورة من الطرفين لكسب الوقت. فبشار لن يتنحى، والسوريون لن يقبلوا بأقل من اسقاط النظام نهائيا مهما كلّف الامر. ومن جهة أخرى، فإن ما قام به بشار من تدمير وجرائم ترقى الى مستوى الجرائم ضد الانسانية حسب مفوضة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة نافي بيلاي، يجعل من المستحيل بمكان ان يعود بشار والبطانة الى حكم البلاد، فالسوريون يعتبرونهم اسرائيليي الداخل، وسيقاتلونهم حتى النهاية. المرحلة المقبلة هي لتسليح الجيش السوري الحرّ، وتعميق عزلة النظام، وعزل الموقف الروسي الذي وما زال موقفا لأوليغارشية موسكوبية  تناصر حالة مافيوية سورية،  وبالتالي فإن روسيا  تستحق أن تواجه عربيا  لتخليص سوريا والسوريين منها اسوة ببشار.

أفرقاء حكوميون يعكسون ازدواجية في ضغطهم على السلطة

 

ملف النازحين يستعيد تجربة لبنان مع المحكمة الدولية

روزانا بومنصف/النهار

يوازي موضوع النازحين السوريين او يكاد يوازي الى جانب وضع المجتمع الدولي الحكومة اللبنانية امام مسؤولياتها في هذا الاطار  الاشتراط الدولي على هذه الحكومة لدى تأليفها دعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتأمين تمويلها والتعاون معها. اذ ان موضوع النازحين والتعامل معهم على اساس القوانين الدولية لجهة فتح الابواب امامهم والسماح للمعارضين والمنشقين عن الجيش السوري  ايضاً باللجوء وعدم تسليمهم الى النظام السوري انسجاما مع القوانين الدولية في هذا الاطار والتي تعلو اي اتفاقات ثنائية بين البلدين هو ما تسعى الى ابرازه  الجهات الدولية. وهذا الموضوع شكل منذ اندلاع الثورة السورية قبل سنة مع حلول الذكرى السنوية الاولى لها في 15من الجاري احد عوامل الاهتمام الدولي بلبنان ومجاورته لسوريا  وابرز محاور المحادثات التي اجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في زياراته الى الخارج واخرها زيارته العاصمة الفرنسية حيث حضر هذا الموضوع بقوة في محادثاته مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون وسائر المسؤولين الاخرين. كما شكل هذا الموضوع احدى ابرز نقاط البحث في زيارات الديبلوماسيين الاجانب الى لبنان منذ الزيارة الاولى لمساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان لبيروت بعد شهرين على انطلاق الثورة السورية وهو بات في سلم اولويات كبرى العواصم والهيئات الدولية والانسانية.

وقد حرصت البعثات الديبلوماسية الاجنبية على تذكير لبنان السياسي والعسكري بواجباته في هذا الاطار على اثر نزوح مئات والبعض يقول الاف السوريين الاسبوع الماضي  ومن بينهم عدد من المنشقين او المعارضين قيل انهم يحملون السلاح وهربوا الى لبنان باسلحتهم من دون اهمال عامل الخوف من عدم الاستقرار الذي يمكن ان يتسبب به الموضوع السوري وتداعياته. وبدا الديبلوماسيون اخيراً مع بروز موضوع النازحين بقوة  يتحركون ضاغطين من اجل موازنة محاولات التأثير السورية للنظام عبر سفيره في لبنان علي عبد الكريم علي او عبر حلفائه في الحكومة وخارجها ومن اجل توفير ورقة للمسؤولين الكبار بعدم الخضوع لهذه الضغوط السورية والداخلية تحت وطأة تعريض لبنان الى اهمال خارجي وربما اكثر من ذلك شأنه في ذلك شأن سياسة النأي بالنفس التي اتبعها حيال الموضوع السوري. فهذه السياسة، وبغض النظر عن قدرة لبنان  على اعتماد خيار آخر سواها باعتبار ان هذا الموضوع يحتمل وجهات نظر متناقضة كليا  بغض النظر عن صوابيته ام لا، وضعته على هامش المجموعة العربية وخارج اي قدرة على الفعل والتأثير ومجرد بلد لا يزال خاضعا كليا للتأثير السوري المباشر للنظام وحلفائه  وفق ما بات التعامل معه عربياً بنسبة كبيرة ودولياً ايضاً. فيما يعتبر كثر ان لبنان فوت خلال هذه المرحلة فرصة كبيرة في استعادة نفسه وقراره بما يمكنه حتى من مساعدة سوريا وليس البقاء على الهامش في انتظار ان يستعيد النظام قواه او ان يرحل. وتعتبر هذه المصادر ان  احالة موضوع النازحين الى المجلس العسكري هو للتخفيف من احراج الحكومة وصراعات أفرقائها على الطاولة حول هذا الموضوع قبل صراعاتها مع المعارضة  ومن اجل ان يتم سحب الموضوع  من البازار السياسي بحيث يفوت على السياسيين فرصة الاخذ والرد والاستفاضة في الجدل  خوفاً من تحوله الى موضوع خلافي يزداد حدة مع التطورات الطارئة عليه. ولذلك سارع الديبلوماسيون المعنيون الى التوجه الى قائد الجيش العماد جان قهوجي لاستطلاع ما قد يكون عليه موقف لبنان من النازحين والخطوات التي سيعتمدها فضلا عن سعي كل منهم الى التذكير بموقفه واين تكمن مصلحة لبنان في رأيه.

وتقول مصادر ديبلوماسية انها  حصلت من مسؤولين رفيعي المستوى في الدولة اللبنانية على تأكيدات بان اي نازح سوري من المنشقين او المعارضين في حال دخل بسلاحه الى لبنان فان  السلطات اللبنانية ستوقفه من اجل التحقيق معه لكنها لن تسلمه ابدا للسلطات السورية وفق ما حرصت هذه المصادر على التثبت من هؤلاء المسؤولين باسئلة محددة في هذا الاطار. فهذه النقطة لها اولويتها القصوى في ملف النازحين. وبحسب هذه المصادر فان احدا لم يطلب من السلطات اللبنانية لا المساعدة على اقامة ممرات انسانية آمنة ولا مخيمات للنازحين كما جرى في تركيا لان هذه المصادر تعرف هشاشة الوضع اللبناني وانقساماته السياسية. إلا ان هناك قلقا اثاره ضغط حلفاء سوريا مع السفير السوري من أجل تسليم المعارضين أو المنشقين الى النظام نظرا الى انه في حال تم ذلك  فان مسؤولية كبرى سيتحملها لبنان امام الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الانسان.  اذ بحسب هذه المصادر فان من حق لبنان ان يراقب حدوده ويمنع تدفق المسلحين لكن هؤلاء تسري عليهم اوضاع أخرى في حال رغبوا في اللجوء الى لبنان وتسليم سلاحهم الى السلطات اللبنانية مع دخولهم الى الاراضي اللبنانية طلبا للجوء الانساني. فهذا حق سيادي للبنان لا احد يمكن ان يناقشه فيه لكن من دون ان يعمد الى تسليم هؤلاء الى السلطات السورية كما فعل مع انطلاقة الثورة حين هرب معارضون اليه تمت اعادتهم الى سوريا.

وتعتبر مصادر وزارية ان هناك انفصاماً داخلياً يعبر عنه الأفرقاء الداعمون للنظام السوري في لبنان يحاولون التغطية عليه بالحديث عن مسلحين يعبرون الى لبنان في حين ان الحكومة هي حكومتهم ويفترض انهم  يثقون بالجيش اللبناني لمنع اي تسلل من لبنان الى سوريا أو بالعكس. كما ان دعمهم لسوريا البلد  يظهر دعماً للنظام فقط وليس للشعب في ظل التمييز الذي يجرونه مما يضعهم في موقف محرج. وهناك جزء من هؤلاء يتم تفهم قلقهم باعتبار ان وجودهم في السياسة اللبنانية مرتبط بالنظام وأي لائحة انتخابية لن تعيرهم مستقبلا اي اهمية في غياب النظام السوري لكنه غير مفهوم بالنسبة الى أفرقاء سياسيين يأخذون مواقف من موضوع النازحين على رغم انهم عانوا الامرين من النظام السوري ويعرفون جيداً ما يقوم به في حين يظهرون مدى ارتباط مصيرهم به من خلال رفض استقبال النازحين أو طلب اعادة المنشقين او المعارضين. كما ان النظام السوري نفسه وفق ما تقول هذه المصادر لن يعمد الى ضبط الحدود مع لبنان لو طلب لبنان ذلك لكنه يحتاج راهناً الى من يساعده على ضبط الحدود لمصلحته من أجل ان يتفرغ هو للعمليات العسكرية في الداخل.

 

الرئيس الجميّل كرّم راعي أبرشّية انطلياس:"لقاء قرنة شهوان" أسّس لـ"ثورة الارز"

النهار/ذكّر الرئيس أمين الجميل بأن “ لقاء قرنة شهوان أسّس لثورة الارز وما انتجته من انجازات وطنية”. كرّم الجميل راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشارة خلال غداء في دارته في بكفيا، حضره أعضاء من “لقاء قرنة شهوان” سابقاً. وقال الجميل: “لقاء قرنة شهوان أسّس لثورة الارز، وكل ما أنتجته من انجازات وطنية، وخصوصا انسحاب الجيش السوري وتشكيل المحكمة الخاصة بلبنان واسترداد السيادة والكرامة”.  ولفت الجميل الى ان  “قيمة المطران يوسف بشارة مزدوجة ومضافة بشخصه وبما حققه من إنجازات على المستوى الوطني”. بدوره شكر بشارة التفاتة الجميل واعتبرها بمثابة “تكريم لكل اعضاء لقاء قرنة شهوان واستذكار لوجوه الاحبة، ومنهم بيار الجميل وجبران تويني وانطوان غانم ونسيب لحود”. وأشاد “بالتعاون البنّاء بين السلطة الكنسية ولقاء قرنة شهوان الذي جاء تلبية لنداء المطارنة الموارنة في 20 أيلول 2000، فشكلّ خط الدفاع الاول عن القضايا الوطنية السيادية المصيرية”. وسأل: “أي قيمة لمراكز يوزّعها المحتل في مقابل ولاء تامّ له وانصياع لارادته؟ ان الغاية من وجود لقاء قرنة شهوان كجماعة مستقلة، انتفت بعدما تحول مكونا أساسيا من مكونات 14 اذار”، داعيا الى “استمرار تماسك الحلفاء لتكون لهم الكلمة المسموعة”.

أما حرب فشدد على “تكوين اللقاء الذي جاء في لحظة وطنية بالغة الدقة تحمل مشقات لم تكن عابرة، فدفع اركانه دم الشهادة، إلا أنّ المسيرة لم تنته، ويجب الوقوف صفا واحدا في وجه المشاريع المشبوهة”.

وناشد سعيد “ الفريق الاخر القبول بشراكة في المواطنة على أساس السواسية في الحقوق والواجبات والانتماء اللبناني الصرف”، لافتا الى “اهمية الدور المدني والسياسي للافرقاء السياسيين بعيدا عن جلبة السلاح وما يؤمنه لحامله من امتيازات”. واعتبر فرنجية أنّ “ رعاية المطران بشارة ليست سابقة في تدخل الكنيسة المارونية في الشأن السياسي بمفهومه المبسّط، ولا سيما أن نداء مجلس المطارنة الموارنة في أيلول 2000 شكّل نقطة تحول وبداية العد العكسي لنهاية زمن الوصاية على لبنان واللبنانيين”.

 

شمعون لـ"المستقبل": "الكرسي" تعمي عون وعناصر "التيار" يلتحقون بـ "الأحرار"

 لم ير رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون ان الطلاب في تظاهرتهم "هددوا السلم الاهلي"، ملقيا باللائمة "ربما على ضابط جديد في السلك عمل مشكلا واعطى اوامر لعسكره وبات يحتاج الى الحبس". وشدد في حديث الى "المستقبل" على ان "الضرب امام السرايا الحكومية اعاد تذكيره بتعرضهم للضرب المبرح عام 1948 عندما نزلوا في تظاهرة للقضية الفلسطينية: "معطونا قتلة مرتبة". ويظهر انه، في مرور 64 عاما، لم يتقدم لبنان قيد انملة في احترام حرية الرأي". وفي سياق آخر، يفيد بان "عناصر" من "التيار الوطني الحر" تلتحق يوميا بحزب "الوطنيين الاحرار"، مفسرا: "كذب على الجماعة فمشوا معه، الا انه نقلهم ووضعهم في حضن ايران وسوريا، وليس هذا ما كانوا يتأملون به. فعندما ذاب الثلج عادوا لاصلهم". ولم يفضل استباق الامور في ما خص الجلسة الاشتراعية الخميس المقبل: "لا يجب ان ننسى ان (الرئيس) نبيه بري مبدئيا، و(الرئيس) نجيب ميقاتي وعون كانوا، الى اشعار آخر، في المدرسة السورية. وتاليا فول بالمكيول".

وهنا نص الحوار:

[ هل هدد الطلاب المتظاهرون امس السلم الاهلي في لبنان اكثر مما فعلته مظاهرتا الاحد 4 آذار الجاري في الوسط التجاري؟.

ـ كلا. انهم لم يهددوا السلم الاهلي.

[ لماذا اشبعوا ضربا اذا؟.

ـ ذكرني المشهد بما حصل عام 1948.

[ لماذا؟.

ـ حينها، كنا نتظاهر للقضية الفلسطينية، ووصلنا الى باب ادريس من ناحية الجامعة الاميركية. الا ان الدرك تدخل لمنعنا من الوصول الى ساحة النجمة. "معطونا قتلة مرتبة". يظهر انه، في مرور 64 عاما، لم يتقدم لبنان قيد انملة في احترام حرية الرأي، وفي انه لزام على الآخر احترام الرأي المقابل، فلا يعمل ما يريده اذا قرر ان ذاك المقابل لا يعجبه "رأسه". فالضابط الذي عمل مشكلاً واعطى اوامر لعسكره يحتاج الى الحبس.

[ هل اتصلتم باحد من المعنيين في السلطة الاجرائية او اتصل بكم احد منهم؟.

ـ لم اتصل باحد، كما ان احدا لم يتصل بي. فانا فريسة الانفلونزا وألازم المنزل. سمعنا من هنا وهناك ان احد المتظاهرين واسمه داني شمعون، وهو ليس حفيدي، اكل نصيبه، المسكين.

[ بالسياسة ماذا ستفعلون؟.

ـ سنحكي ما يجب ان نحكيه، وسنعمل ما علينا فعله.

[ من مثل تقديم استجواب للحكومة؟.

ـ كله يصلح.

[ ولكن اليس المشهد اقرب الى احداث 7 آب؟.

ـ انه اشبه بعام 1948. يومها، كانت الدولة مستقلة حديثا، و"مجددة الكار". الم يتعلموا شيئا؟.

[ في سياق آخر، يصلنا ان كوادر كثيرة من "التيار الوطني الحر" تغادره ملتحقة بحزب "الوطنيين الاحرار". هل هذا صحيح؟.

ـ هؤلاء الشباب اجمالا اهلهم كانوا "شمعونيين" او "احرار". كذب عليهم (النائب) ميشال عون وحمسهم. ولكن، عندما ذاب الثلج عادوا لاصلهم.

[ هل لديكم ارقام؟.

ـ لا.

[ يعني هل يمكن الكلام على عناصر او بالمئات؟.

ـ انهم عناصر الى الآن. الا ان الالتحاق بكوادرنا يحصل بشكل شبه يومي.

[ الا يمكن تشبيه هذه الحركة بالانشقاقات التي يعيشها النظام السوري راهنا، دائمة انما بالقطارة؟.

ـ بعيد الشبه.

[ لماذا؟ الم يكن الشبه قائما عام 1988؟.

ـ ليس لهذه الدرجة. تعلمنا، والخبرة علمتنا انه لا يصح الا الصحيح. فالكذب على الناس يمكن ان يكون مرة او مرتين، انما لا يمكن ان يكون كذبا لالف مرة. وهذا ما يحصل. فهو كذب على الجماعة فمشوا معه، الا انه نقلهم ووضعهم في حضن ايران وسوريا، وليس هذا ما كانوا يتأملون به.

[ هل برأيكم ان في مقدور عون ان يقرأ في تلك الانشقاقات عشية الانتخابات النيابية عام 2013؟.

ـ لا يقرأ الا ما يطلع على باله ان يقرأه. لا نتأمل ان يكون يفهم كثيرا. كلا، لن يفهم. فالكرسي الرئاسية لا تزال تعميه.

[ حتى هذه اللحظة؟ معقول؟.

ـ واضح انه لا يرى غيرها.

[ هل برأيكم هناك بوادر لجلسة اشتراعية الخميس المقبل؟.

ـ لا نريد ان نستبق الامور. لنر ما هو حاصل ولكل حادث حديث.

[ يعني انكم من المعولين على دور ايجابي للرئيس نبيه بري؟.

ـ لا اقصد ذلك. ولكن لا يجب ان ننسى انه (بري) مبدئيا، والرئيس نجيب ميقاتي وميشال عون كانوا، الى اشعار آخر، في المدرسة السورية.

[ وتاليا؟.

ـ فول بالمكيول.

[ ثمة اطراف سلكت طريق الممالأة السياسية مع رئيس البرلمان. الا تعلقون على هذا الامر اي امل حتى؟.

ـ ثقتي في هذا الامر ليست قوية جدا. الا اننا، بدورنا، نلعبها كما يجب ان تكون.

[ بالعودة الى القضية الاولى، اي صورة اعطت الدولة لهؤلاء الطلاب باعتمادها الضرب وسيلة للرد على تظاهرهم السلمي في وقت هادنت الدولة تظاهرتين شكلتا خطرا فعليا على الامن القومي؟.

ـ لا نريد ان نعطي الابعاد الكبيرة لهذه القضية.

[ لماذا تظنون على هذا النحو؟.

ـ في تظاهرة "كرنفال دي فنيس" الاحد، قررت الدولة ان تقسم المتظاهرين وتضعهم في جغرافيا معينة وتماشيهم. اما في تظاهرة امس، ربما اتى ضابط جديد في السلك، وقام بما قام به.

حاورته: ريتا شرارة

 

دعا إليها "الأحرار" و"الكتائب" ورافقها انتشار أمني كثيف

تظاهرة احتجاجاً على "تزوير التاريخ" تتطور الى مواجهة أمام السرايا  

ألان سركيس/المستقبل

رافق التحرك السلمي الذي نظّمه حزبا "الوطنيين الأحرار" و"الكتائب" اعتراضاً على تزوير كتاب التاريخ، انتشار أمني لافت أمس، حيث اندلعت مواجهات بين القوى الأمنية والمحتشدين مما أوقع عدداً من الجرحى في صفوف المتظاهرين نقلوا الى المستشفيات للمعالجة.

المكان الأول للتجمع كان أمام بيت "الأحرار" في السوديكو، حيث بدأ الشباب استعداداتهم للانطلاق لملاقاة شباب "الكتائب" الذين تجمهروا أمام البيت المركزي في الصيفي للتوجه الى السرايا.

أن تكون واقفاً أمام بيت "الأحرار" في السوديكو ويمر المواطنون ويسألونك لماذا التجمع، فهذا أمر طبيعي بسبب عدم متابعة قسم كبير من اللبنانيين لأخبار السياسة وتعقيداتها، فتجيبه بكل بساطة إنه للتعبير عن رفض كتاب التاريخ بصيغته الحالية المجحفة التي غيّبت أبناء هذا البيت عن صفحاته، فيرد عليك بعبارة "الله يقويهن" ويكمل طريقه باتجاه عمله. رؤية تجمعات لشباب لبنانيين يتوزعون بين ثلاثة أو أربعة أشخاص على الطريق المؤدي الى نقطة الانطلاق لا يفعلون شيئاً سوى المراقبة، أيضاً لا يثير الاستغراب لأنهم قد يكونون من أهالي المنطقة أو من الأجهزة التي تراقب الوضع عن كثب.

لكن ما يلفت الانتباه، الوجود المكثّف لبائعي الكعك السوريين الذين تركوا المنطقة بعد انتفاضة الاستقلال في العام 2005، ورفعت على هذا الأساس لوحة الجلاء الجديدة لتاريخنا الحديث، وهؤلاء البائعون الذي يقول الأهالي إنهم عناصر من المخابرات السورية، لم يكن لهم تواجد منذ فترة في المنطقة. وما يزيد الشكوك، مجيء أحد السوريين ليسألك إذا كانت طريق الصيفي من هنا تمر، فتقف للحظة وتفكر ربما يكون من العناصر المدسوسة، من ثم تجيبه بأن منطقة الصيفي بعيدة من هنا، يذهب ليعود بعد قليل ليستفسر أكثر عن المنطقة نفسها، لكن لا جواب ولا تفاصيل.

انطلقت المسيرة من السوديكو عند الساعة الحادية عشرة من ظهر أمس، رافعة صوراً للشهيد داني شمعون كتب عليها "نحن أوفياء لك ولتاريخنا"، ويافطات عليها علم "الكتائب" و"الأحرار" سجل عليها شعار "من ينسى تاريخه لا يبني وطناً". تقدم التظاهرة رئيس منظمة الطلاب في الحزب سيمون درغام وأعضاء الهيئة الطلابية، والطفلة ماري جوزيه سكر التي لا يتعدى عمرها الست سنوات، وعند سؤالها عن سبب مشاركتها قالت بأنها "لا تحب كتاب التاريخ بشكله الحالي وتريد أن يذكر كل الشهداء فيه".

المشهد من السوديكو الى الصيفي فيه تناقض، فمن جهة القوى الأمنية ترافق التظاهرة وتؤمن حسن سيرها وتسهل أمرها، ومن جهة ثانية انتشار استخباراتي مكثف يفوق عدد المتظاهرين.

المكان الثاني للتجمع أمام بيت "الكتائب" المركزي في الصيفي، حيث بدأت الهتافات المنددة بكتاب التاريخ واللجنة التي تصيغه وبـ"حزب الله" الذي يدعم اللجنة والسلطة السياسية الحاكمة، فجملة "تاريخنا مش لناس وناس، نحنا كلنا أشرف ناس"، رددت باستمرار، والتذكير بمعارك زحلة والأشرفية وثورة الأرز والشهداء الذين سقطوا، والتنديد بكتاب التاريخ لم يغب عن حناجر الطلاب الذين شقوا طريقهم في وسط بيروت متقدمين نحو السرايا الحكومية، وهذه الأصوات حركت أطفالاً سوريين كانوا متواجدين هناك ولاقوا التظاهرة مرددين "الشعب يريد إسقاط النظام"، قبل أن يردعهم أهلهم الى الخلف، معللين السبب بـ"محاولة ابتعادهم عن "وجعة الراس" التي قد يسببها بعض عملاء النظام الموجودين هنا".

وصلت التظاهرة الى ساحة رياض الصلح بالقرب من السرايا، وفي وقت كان الخطباء يستعدون لإلقاء كلمتهم، انهالت القوى الأمنية على الطلاب بالضرب واستعملت العصي، فسقط عدد من الجرحى، وهنا تدخل مسؤولو الطلاب لضبط الوضع فنجحوا. رئيس خلية طلاب "الأحرار" في الجامعة اللبنانية ـ الأميركية الذي كان أول الجرحى، قال لـ"المستقبل" "ما إن وصلنا الى ساحة رياض الصلح، وكنا واقفين وفجأة بدأت العصي تسقط علينا وأعطى رائد من القوى الأمنية الأمر للعناصر بالتحرك، فصرنا نُضرب بعنف ووحشية، وهنا نستغرب كيف تواجه القوى الأمنية الطلاب بالضرب على الوجه، فوجهي قطب 10 قطب، فنحنا نزلنا الى الساحة بكل أخلاق ومسؤولية لأجل عدم تزوير كتاب التاريخ، ولن نقبل بأي طريقة أن نكون مستثنين من التاريخ مهما كلفنا هذا الأمر من دماء".

بعد قليل عاد الوضع وانفجر من جديد، حيث ضربت القوى الأمنية الطلاب بقسوة، والمشهد كان مزرياً، فالطلاب تحت الضرب والجرحى يسحبون الى مناطق آمنة عازلة.

الجيش يراقب الوضع من بعيد وبعد الجولة الثانية من المواجهة، استعد للتدخل لكن قراراً سريعاً جاءه للتراجع.

أما الجريح من الجولة الثانية، نمر شمعون فقال لـ"المستقبل" إنه "في وقت كنا نتظاهر فيه وبعد أن سمعنا ضجة، اقتربنا ورأينا القوى الأمنية تضرب رفاقنا، وبعد قليل ارتدت صوبنا وبدأت بمهاجمتنا وسقط منا عدد من الجرحى".

واعتبر الجريح نصري الصياغ الذي أصيب في يده أن "الدولة ليست قوية إلا علينا، وما تفعله استعراض عضلات في وقت لا تجرؤ على دخول مناطق أخرى".

هدأت الأمور مجدداً، وعمل المصلحون على تفادي أي مواجهة جديدة ونشطت الاتصالات السياسية، وفي هذه الأثناء ارتفعت أصوات الطلاب وهتفوا بعض الهتافات وبينها "الدولة مش ع ناس وناس"، وما هي إلا لحظات حتى انجرت الأمور الى مواجهة جديدة وهذه المرة الإصابات كانت أخطر، حيث سحب أحد الطلاب مغمياً عليه، وإصابته كانت برأسه، وحاولت العناصر الأمنية سحبه الى الخارج، لكن زملاءه رفضوا وأصروا على أخذه للمعالجة، وانقسمت التظاهرة الى مجموعتين بسبب محاولة الفصل بينهما لكنهما ما لبثتا أن اجتمعتا، وأعلن جريح الجولة الثالثة من المواجهة جورج باز في حديث لـ"المستقبل" أنه "يملك صوراً، تظهر بشكل واضح أن القوى الأمنية اعتدت علينا من الخلف في وقت كنا نتدخل لإصلاح الوضع، وهذا الأمر موثق وبث مباشرة على الفضائيات، والاعتداء الذي تعرضت له، أصاب ظهري برضوض، ومن هذا المنطلق لن نسكت عن حقنا بالمطالبة بإنصافنا، فنحن المقاومة الحقيقية".

وتحدث درغام، مؤكداً "اننا اليوم هنا لنعبر عن رفضنا للصيغة الحالية المقترحة لكتاب التاريخ، فالحقد الموجود عند بعض الأطراف حثهم للتصرف معنا بهذه الطريقة، مع العلم أننا التزمنا بكل الضوابط التي حددوها لنا، إلا أن القوى الأمنية اعتدت علينا بشكل مفاجئ وهمجي وغير لائق".

ودعا كل الجهات المعنية الى "التحرك بعد سقوط جرحى من الطلاب، مطالباً بأن "يتم التعامل معهم بطريقة أخلاقية، فنحن نزلنا بشكل ديموقراطي لنعبر عن رفضنا لكتاب تاريخ لا يذكر أمجاد بيار الجميل وكميل شمعون".

وشدد على أنه "كما للطرف الآخر شهداؤه وأسراه، نحن أيضاً لدينا أسرى وشهداء لا زالوا أحياء في قلوبنا، وكما هم لديهم عباس الموسوي نحن لدينا داني شمعون وبيار الجميل. فمهما حاولوا محو تاريخنا فلن يستطيعوا، وقمصانهم السود لن ترعبنا وكتاب التاريخ لن يمر على دماء الشهداء وعلى دماء الشباب".

وأعلن درغام في حديث لـ"المستقبل" أنه تلقى اتصالاً من منسق اللجنة المركزية لحزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، اطمأن فيه على صحة الطلاب الذين أصيبوا، وأكد على استمرار التعاون بين شباب الحزبين، وأثنى على التظاهرة".

واستنكر درغام ما "تعرض له الشباب"، مطالباً الحكومة بـ"تقديم اعتذار علني من كل جريح، فنحن لم نكن نريد دخول السرايا ولا يهمنا من يوجد في داخلها، بل همنا إيصال صوتنا بوجه اللجنة، وما حصل اليوم استمرار لسياسة القمصان السود والإرهاب، ومن طوق السرايا الحكومية واجتاح بيروت والجبل معروف، ويكافئ بإدخال التاريخ بينما نحن السلميون نواجه بالهمجية والبربرية". وحيّا الجيش اللبناني الذي "وقف على الحياد، ولم يتدخل في قمعنا والاعتداء علينا، وكان دوره ايجابياً".

بدوره، أوضح رئيس مصلحة الطلاب في "الكتائب" باتريك ريشا، أن "اعتراض الطلاب على مشروع كتاب التاريخ سببه أن هناك شريحة من اللبنانيين يتم إقصاؤها من الحياة السياسية ومن كتاب التاريخ اللبناني، فالدولة المركزية فشلت في كل المناسبات، وهي تحاول إلغاء تاريخ جزء من الشعب اللبناني لكي تُظهر أن المقاومة محصورة بجزء من اللبنانيين فقط أما الجزء الآخر فلا يمت للمقاومة بصلة".

وأكد أن "حزب "الكتائب" كان من أول المطالبين بكتاب تاريخ موحد، شرط أن يكون هذا الكتاب تجديداً لمصالحة ومصارحة حقيقية، كما كان يجب وضعه بعد اتفاق الطائف"، مشيراً الى أنه "كان يتمنى لو تم تجسيد المقاومة المسيحية في كتاب التاريخ. وما عجزوا عن فعله أيام الحرب يقومون به اليوم في أيام السلم، في محاولة واضحة لضرب ذاكرتنا الجماعية التي هي أساس لنبضنا ووعينا، ونحن سننقل لأولادنا بطولات آبائنا وأجدادنا سنعلّمهم عن مقاومتنا اللبنانية الشريفة التي نفتخر بها وهذا ما لا يحصل اليوم". رافضاً "تمثيل فئة واحدة من اللبنانيين في كتاب التاريخ لأن ذلك يشكّل انقساماً بين اللبنانيين ويزيد التشنجات".

ورأى كميل دوري شمعون في حديث لـ"المستقبل"، أن "المظاهرة كانت سلمية، وكنا نسير بطريقة حضارية وتم الاعتداء علينا، فكتاب التاريخ لن نقبل أن يتناول المقاومة الإسلامية من دون ذكر مقاومتنا التي بدوننا كان لبنان ألحق بالفلك السوري، وإذا استمرت السلطة الحالية بالتزوير والفساد سنصل الى وضع مشابه لعام 1975، فالضباط الذين اعتدوا علينا استعملوا نهج شبيحة الأسد في سوريا، ومن هذا المنطلق نطالب الحكومة بالاعتذار وأن لا يتكرر الموضوع معنا ولا يجربونا وإذا أحبوا فليسألوا جيش الأسد ماذا فعلنا به، فنحن المقاومة الحقيقية ولا التايوانية الموجودة حالياً، وسنرد عليهم إذا حاولوا الاعتداء مجدداً".

ولاحقا تمكّن رئيس مصلحة الطلاب في حزب "الكتائب" باتريك ريشا ورئيس منظمة الطلاب في حزب "الوطنيين الأحرار" من تسليم كتاب الى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. وقال الكتاب: "بعد اطّلاعنا على مسودّة منهج كتاب التاريخ الّذي أعدّته اللجنة الأكاديميّة وناقشته اللجنة الوزاريّة الّتي شكلتموها، وجدنا أنّ هذا المنهج المقترح فيه ثغرات خطيرة ومغالطات تحيد بالكتاب عن هدفه التّعليميّ، وتجعله مادّة لاستقواء جماعة على غيرها أو تقاسم مواقف ومغانم مزعومة عبر تدوين أحداث وإغفال أخرى من دون وضع معايير علميّة صحيحة للأحداث المفصليّة التّاريخيّة، أو عبر إقحام شخصيّات لا صفة تاريخيّة لها. وعلاوة على افتقاره إلى الموضوعيّة وعدم الدّقّة في نقل بعض الأحداث والتّواريخ، فإنّ الجوّ العامّ الّذي اعتُمد قد يرسّخ في نفوس التلاميذ ايديولوجيّات مغايرة، ويحاول محو ذاكرتهم، ويُنكر على الكثيرين منهم ما يعرفونه من شؤون مناطقهم وأحداثها وشخصيّاتها وشهدائها، وهي راسخة في ذاكرتهم ومحفوظة في مختلف الوثائق الإعلاميّة العامّة والخاصّة.

وتابع: "إن فرض وجهة نظر واحدة على الآخرين لا يدع مجالاً للشّك أو للتّحليل، وكأنّ فئة معيّنة من النّاس لم تعانِ القتل والاضطهاد والقصف والحصار وتهديم البيوت والأحياء والتّهجير والإقصاء والنّفي والسجن. تجمّعنا اليوم وقرّرنا أن نتحرّك تعبيراً عن رفضنا للمنهج المقترح الذي يفتقر إلى الموضوعية ويعتمد الأيديولوجية السياسية في بلد أردناه بلد التعدّدية والتنوّع. نعترض على ما شُطب وحُذف وألغي من تاريخ فئة واسعة من المواطنين الذين ناضلوا وقاوموا واستشهدوا من أجل لبنان. نعترض على محاولة محو هذه الفئة من التاريخ وتشويه ذاكرتها الجماعية. من هنا، نطلب إعادة النظر بالمسودّة. ونطالب بكتاب جديد موحّد من خلال آلية علميّة جديدة تبرز مختلف وجهات النظر في المواضيع الخلافية، فيفهم التلميذ تصرّف الفرقاء كلّهم ويتوصّل إلى استنتاجه الخاصّ من دون أن ينسخ أفكار طرف دون آخر. نريد مجتمعاً يحترم حقّ الآخر بالاختلاف. نريد دولةً تعترف بالمساواة بين المواطنين. نريد كتاب تاريخ يحترم التاريخ ولا يكذّبه".

هذه الحادثة استدعت ردود فعل شاجبة ومستهجنة، ولفت النائب سامي الجميّل في حديث لقناة "mtv"، إلى أن "التظاهرة التي نظّمها طلاب "الكتائب" و"الأحرار" احتجاجاً على المنهج المقترح لكتاب التاريخ الموحّد، هي التظاهرة الرابعة التي يقوم بها الحزب خلال شهرين ونصف الشهر، وفي أماكن مختلفة، ولم يتعرّض لأي مشكلة"، متسائلاً: "لماذا هذا التعرّض الوحشي لطلاب وطالبات، كانت حصيلته خمسة جرحى في المستشفيات".

أضاف: "لا أعرف إذا كان المسيحيون من خلال مطالبتهم بتصحيح كتاب التاريخ، يخيفون البعض، وهؤلاء سيرون الكثير من التحركات والتظاهرات من حزب الكتائب". محمّلاً المسؤولية "للسلطة التنفيذية، لأنّها المنوط بها حماية المظاهرات السلمية".

وشرح عضو المكتب السياسي البير كوستانيان ما جرى في رياض الصلح، مشيراً الى أن "المتظاهرين كانوا يعبّرون بحرية وبطريقة حضارية، ولكن القوى الأمنية اعتدت على الطلاب من دون أي سبب، ومن المعروف أن حزب "الكتائب" منضبط جداً ولكن الدولة ترفض حرية التعبير".

واعتبر النائب سامر سعادة في حديث لـ"صوت لبنان"، أنه "في حين تتجه المنطقة الى الديموقراطية، يتعاطى لبنان بعسكرة مع الطلاب وتلاميذ الجامعات المطالبين بالحفاظ على تاريخهم وتاريخ أجدادهم. فالتاريخ تاريخنا وأحد لا يمكن أن يغيبه طالما أن هناك شهداء في كل منزل"، لافتاً الى أن "التحرك جاء في مسعى ليعرف الآخر تاريخنا ومدى تضحيتنا في سبيل هذا البلد لتجنيبه الخضات التي تضربه كل 15 سنة".

وأكد النائب ايلي ماروني أن "من أعطى الدم لهذا البلد لا يخاف من ضربة عسكري"، مستنكراً بشدة "ما جرى اليوم قرب السرايا من اعتداء على الطلاب، فمن يريد أن يزور التاريخ مستعد للقتل وليس فقط للضرب. داعياً الى "الاستمرار في الدفاع عن تاريخنا"، ومؤكداً أن "الطلاب لن يقرأوا ولن يتعلموا غير تاريخ لبنان وثورة الأرز".

وفي بيان لها حول المواجهات، اعتبرت أمانة الإعلام في "حزب الوطنيين الأحرار" أن مسؤولية القوى الأمنية "تكمن في حماية اللبنانيين المعتصمين". وأوضحت أنه "بينما كان طلاب حزبي الكتائب اللبنانية والوطنيين الاحرار ينظمون صباح اليوم تظاهرة سلمية للاعتصام أمام السرايا الحكومية، ضيقت القوى الأمنية مساحة الاعتصام، مانعة الطلاب من التجمع، وذلك من خلال ضربهم بالعصي والهراوات، وقد أدى ذلك الى وقوع عدد منهم جرحى".

وذكرت "القوى الامنية أن مسؤوليتها تكمن في حماية اللبنانيين المعتصمين سلمياً، لا الاعتداء عليهم بالعنف، وهم يلفتون عناية هؤلاء الى أن زمن استخدام البارودة في مواجهة الكلمة قد ولى، وهو في كل الأحوال لا ينفع مع أحزاب كالكتائب والأحرار التي كانت نواة المقاومة اللبنانية الحقيقية، فدافعت عن لبنان ولم تبخل بآلاف الشهداء يوم تخاذل كثيرون".

ورأت أن محاولة "محو مرحلة مهمة من تاريخ لبنان عبر عدم ذكرها في كتاب التاريخ الذي يعدونه لن تمر، وكل الأساليب الديموقراطية متاحة لنا للتعبير عن رفضنا القاطع لهذا المنطق الأعور الذي يرى مقاومة ويرفض أخرى، لا لشيء إلا لأن الأولى خارجية الولاء واللون والثانية لبنانية الهوى والهوية".

أما لجنة الشّباب والشّؤون الطّالبية في "التّيار الوطني الحر" فاستنكرت في بيان المواجهات بين القوى الأمنية وطلاب "الكتائب" و"الأحرار". وأكدت كما قال رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أنّه "لا يمكن أن يقرّ هكذا كتاب تاريخ خصوصاً وأنّه يتجاهل ما قدّمه الجيش اللّبناني والشّعب اللّبناني من تضحياتٍ لصون الاستقلال واسترجاع السّيادة".

 

"تظاهرة التاريخ": الهراوات تشوّه السلوك الأمني عشية 14 آذار

اسبوع المحطات المتعاقبة تتوّجه الحكومة بتسوية قطع الحساب

 النهار

بين أحد التظاهرتين السلفية والبعثية في وسط بيروت وسبت التظاهرة الطالبية لحزبي الكتائب والوطنيين الاحرار في ساحة رياض الصلح، انقلب المشهد رأساً على عقب وتبدلت الصورة على نحو لا يصب في مصلحة "الهيبة الديموقراطية" للدولة وقواها الأمنية.

ذلك ان المواجهة المفاجئة التي نشبت بين القوى الأمنية والمجموعات المتظاهرة من مصلحة الطلاب في الكتائب ومنظمة الطلاب في حزب الأحرار، شوهت الى حد بعيد الانطباعات الايجابية التي تركها "السلوك الأمني للسلطة في تعاملها مع تظاهرتي الأحد الماضي، وارخت مواجهة البارحة ظلالاً سيئة على صورة هذا السلوك ولو عزي الأمر الى تجاوزات قام بها بعض المتظاهرين بحق ضابط في قوى الأمن الداخلي.

المفارقة السلبية في ما جرى تمثلت في استخدام فوري مفرط للخشونة والعنف مع المتظاهرين كان يمكن، وفق اوساط مواكبة لما جرى، الاستعاضة عنه بسلوك حازم تجاه المتجاوزين حصراً من دون التسبب باتساع المواجهة.

وحتى مع افتراض الطابع التلقائي الانفعالي للشرارة التي اطلقت المواجهة، تقول هذه الاوساط إن ما جرى اتخذ ابعاداً سلبية نظراً الى ان موضوع التظاهرة يتعلق بشأن تربوي وثقافي وإن اكتسب بعداً سياسياً، وهو الاعتراض على المنهج الجاري تحضيره لصياغة كتاب التاريخ. ثم ان المواجهة حصلت عشية اسبوع احياء الذكرى السابعة لانتفاضة 14 آذار 2005، علماً ان الجهتين المنظمتين للتظاهرة هما من ركائز قوى 14 آذار، الامر الذي يفتح باب التوظيف سلباً ضد السلطة. ويضاف الى ذلك ان وقوع ما بين عشرة الى 14 جريحاً في اقل من ساعة معظمهم من المتظاهرين وبينهم ثلاثة من عناصر قوى الأمن، ليس أمراً مستساغاً بعدما نجحت السلطات الأمنية تكراراً في احتواء تظاهرات من دون التسبب بأي جرحى أو ضحايا.

وكانت التظاهرة سلكت سيرها الطبيعي بهدوء من البيت المركزي لحزب الكتائب في الصيفي الى ساحة رياض الصلح حيث حصلت المواجهة التي عزاها الحزبان الى "اجراءات امنية مشددة وتضييق مساحة الاعتصام ليتسع فقط لمئة طالب لا اكثر، في حين انهما قدرا عدد المتظاهرين بنحو الف طالب، مشيرين الى ان القوى الامنية "انهالت عليهم بالضرب بالعصي والهراوات موقعة اكثر من 7 جرحى". واعتبر الحزبان ان "هذا الاعتداء هو بهدف التعتيم على مضمون التظاهرة"، معلنين ان موضوع كتاب التاريخ "لا يمكن ان يكون في اي وقت موضوعاً هامشياً، بل سيكون في صلب تحركاتنا المستقبلية التي ستستمر". وذهب النائب سامي الجميل الى القول: "هل تعوّدوا ان يكون المسيحي خلال فترة طويلة مغلوباً على أمره"، مؤكداً ان تظاهرات وتحركات جديدة ستحصل.

وقال رئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار سيمون درغام لـ"النهار": "كنا في تظاهرة سلمية لنطالب بكتاب تاريخ ينصف الجميع. وعندما وصلنا الى ساحة رياض الصلح ارادوا ادخالنا الى مكان لا يتسع لجميع المتظاهرين اذ بقي نحو 40 في المئة منهم خارج الاسلاك. وفجاة حصل تصرف غير ديموقراطي بالتهجم على شباب جامعي حاولنا ان نهدئه، لكنهم تصرفوا معهم بطريقة همجية". واضاف: "نحن نطالب في التظاهرة بكتاب تاريخ لجميع اللبنانيين وليس بمنهج ينمي الحقد. هم يصرون على مواجهتنا في حال قمنا بتحرك. ونحن نصر على ان نور تاريخنا لا تخمده عتمة قمصانهم السود". وقال عن الحادث "ان بعضاً من القوى الامنية كان منضبطاً فيما البعض الآخر قام بتصرفات بالهراوات على الوجوه والأنوف وليس على الاقدام". واتهم "مجموعة من القوى الامنية بالتصرف غير الانساني مع شبان وشابات يحملون اعلاماً فحسب". واعتبر ان ما حصل كان "لتفشيل التظاهرة". وحيا الجيش "الذي، صحيح انه لم يتدخل، انما راعى الجميع وسار الى جانبنا منذ انطلاقة التظاهرة وتصرف تصرفاً حضارياً جداً وراعى الديموقراطية والتعبير عن الرأي".

وفي المعلومات انه جرح كل من ايلي عبد الذي اصيب بكسر في انفه، وجورج باز ويوسف يونس الذي اصيب كل منهما بكسر في الكتف. كما اصيب نمر شمعون وداني شمعون برضوض خفيفة.

واستنكر "تيار المستقبل" التعرض "لشباب حزبي الكتائب والوطنيين الاحرار وطلابهما بالعصي والهراوات أمام السرايا الحكومية كما لو أن البعض في السلطة يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء وتحديداً الى زمن النظام الامني البائد"، مؤكداً "ان زمن 7 آب وغيره قد ولى".

كما اصدر "التيار الوطني الحر" بياناً استنكر فيه "المواجهات بين القوى الامنية وطلاب الكتائب والأحرار"، مؤكداً "لجميع الطلاب كما وعد النائب العماد ميشال عون انه لا يمكن ان يقر كتاب تاريخ كهذا وخصوصاً انه يتجاهل ما قدمه الجيش والشعب من تضحيات لصون الاستقلال واسترجاع السيادة".

وزير الداخلية

وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الموجود في تونس مترئساً وفد لبنان الى اجتماع وزراء الداخلية العرب، قال لـ"النهار" حول ملابسات ما جرى: "ان سبب الاحتكاك هو اصرار بعض المشاركين على ايصال سيارة مزودة مذياعاً الى منطقة تتجاوز الاطار المرسوم للتظاهرة. وبدا أن هناك شخصين وراء توتير الاجواء. وعندما حاول ضابط التدخل للتهدئة تعرض لاعتداء تسبب بجرح استدعى 3 قطب مما اثار ردة فعل عند بعض العسكريين المزودين هراوات. وهنا تدخلت قوى الامن لفض المواجهة بين بعض رجال الامن وبعض المتظاهرين، وكذلك عمل على التهدئة عناصر الانضباط في التظاهرة".

واضاف: "كل هذه القضية ما كانت حرزانة على خلفية كتاب التاريخ. لقد انزعجت جداً مما حصل. واظهر الجانبان تفهماً ويجب ان يسود الصوت الهادىء للوصول الى النتائج المرجوة بدلاً من تضييعها". واشار الى انه اجرى اتصالات شملت النائب سامي الجميل، مؤكداً "ان الجميع يتفهمون الامور ولا نريد ان نزيد الطين بلة".

ميقاتي

وافاد مكتب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي انه تابع تفاصيل الاشكال الذي حصل، واجرى اتصالا بالوزير شربل واطلع منه على ملابسات الحادث "خلال قيام قوى الامن الداخلي بواجبها في حفظ الامن". كما اتصل بالنائب سامي الجميل، مبدياً اسفه لما حصل، وجرى الاتفاق على ان يقوم وفد من الطلاب الثلثاء المقبل بزيارة الرئيس ميقاتي في السرايا للاستماع الى مطالبهم في شأن كتاب التاريخ في المناهج التربوية".

ووصفت اوساط رئيس الحكومة التظاهرة بأنها حق مشروع، لكنها اعتبرت ان العنف غير مقبول. و اشارت الى محاولة المتظاهرين الوصول الى السرايا من دون تنسيق وهذا كان جزءاً من الاشكال". وشددت الاوساط على ضرورة معالجة ما جرى بهدوء، موضحة ان ميقاتي يتفهم ما طرحه المتظاهرون لاسيما وأنه اعلن في مناسبة تربوية ان احداً لا يمكنه وحده كتابة كتاب التاريخ.

اسبوع المحطات

الى ذلك، يبدو الاسبوع الطالع حافلا بالمحطات. ففي 14 آذار، الذكرى السنوية السابعة لانتفاضة الاستقلال، وفي اليوم نفسه جلسة لمجلس الوزراء تقترن اهميتها بانجاز الرئيس ميقاتي صيغة مشروع قوننة المليارات. اما في 15 منه فيعقد مجلس النواب جلسة اشتراعية ويكون يوم الذكرى الاولى للثورة في سوريا وما ستتركه من تأثيرات على المواقف الداخلية. ويتوج الاسبوع بالذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال كمال جنبلاط.

الملف المالي

وعلمت "النهار" ان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي انصرف في لقاءاته مع فريق عمله الى اعداد مشروع قانون الانفاق ليكون جاهزا امام جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، علما ان جدول اعمال الجلسة الذي وزع امس خلا من بند هذا المشروع. لكن ميقاتي يحرص على انجاز المشروع تمهيدا لرفعه الى الجلسة. 

 

شمعون: الطلاب المتظاهرون لم يهددوا السلم الاهلي

 وطنية- 11/3/2012 استنكر رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون التعرض للطلاب المتظاهرين وسط بيروت امس، ولم ير ان هؤلاء الطلاب "هددوا السلم الاهلي"، ملقيا باللائمة "ربما على ضابط جديد في السلك عمل مشكلا واعطى اوامر لعسكره وبات يحتاج الى الحبس". وشدد شمعون في حديث صحافي على ان "الضرب امام السرايا الحكومية اعاد تذكيره بتعرضهم للضرب المبرح عام 1948 عندما نزلوا في تظاهرة مؤيدة للقضية الفلسطينية: "معطونا قتلة مرتبة"، ويظهر انه، في مرور 64 عاما، لم يتقدم لبنان قيد انملة في احترام حرية الرأي". وفي سياق آخر، قال شمعون ان عناصر من "التيار الوطني الحر" تلتحق يوميا بحزب "الوطنيين الاحرار"، مضيفا: "كذب على الجماعة فمشوا معه، الا انه نقلهم ووضعهم في حضن ايران وسوريا، وليس هذا ما كانوا يأملون به. فعندما ذاب الثلج عادوا لاصلهم". ولم يفضل استباق الامور في ما خص الجلسة الاشتراعية الخميس المقبل، وقال: "لا يجب ان ننسى ان (الرئيس) نبيه بري مبدئيا، و(الرئيس) نجيب ميقاتي و(النائب) ميشال عون كانوا، الى اشعار آخر، في المدرسة السورية. وتاليا فول بالمكيول".

 

مفوضية الاحرار في جبيل طالبت بتحقيق جدي في الاعتداء على الطلاب

 وطنية- 11/3/2012 استنكرت مفوضية حزب الوطنيين الأحرار في جبيل في بيان اثر إجتماعً طارئ ما تعرض له طلاب حزبي الوطنيين الأحرار والكتائب على يد القوى الأمنية. وطالب المجتمعون بالتحقيق الجدي والسريع من قبل القضاء العسكري المختص مع العناصر الأمنية التي كانت مكلفة حفظ الأمن "فبدل من حماية الطلاب بادرت إلى الإعتداء عليهم".وذكروا أن كتاب التاريخ لا يكتب إلا بوجود الوثائق ولن نسمح لأحد بتزوير الحقائق التاريخية والوطنية التي على اساسها يكتب التاريخ . وحذر المجتمعون القوى الأمنية من ألإستمرار بهذه الممارسات القمعية "وسنتخذ المواقف الجدية من أجل الحصول على حريتنا الكاملة وحقنا الشرعي والمقدس المكرس في الدستور اللبناني حيث حرية التعبير قولاً وكتابةً مصانة". واكدوا على أن حزب الوطنيين الأحرار الذي لم تستطع قوى الإحتلال بكافة اساليبها وممارساتها تركيعه في الماضي لن يركع اليوم ولا يركع في المستقبل.

 

زهرا استنكر التعرض لتظاهرة الكتائب والاحرار: هل الى هذا الحد صارت الدولة تخاف من القوي وتستضعف السلمي والديموقراطي؟

لا خيار امامنا الا الاستمرار في انتفاضة الاستقلال وثورة الارز

وطنية - 11/3/2012 رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا "انه لا بد من العودة الى شهر اذار الذي حاولوا في اول مناسبة فيه ترسيخ وجود الوصاية والاحتلال السوري في 8 اذار 2005 حينما تحدى حلفاء سوريا وايران الدم اللبناني والكرامة اللبنانية وقالوا: شكرا سوريا ابقي عندنا". وقال: "في 14 اذار 2005 ردت عليهم الارادة الوطنية الحرة في تجمع انتفاضة الاستقلال وفي اقل من شهر ونصف الشهر ووضعتهم خارجا، وانتصرت ارادة الشعب اللبناني في الحرية والكرامة وانطلق ربيع بيروت، وبعد 7 سنوات تماما يحاول حلفاء ايران وسوريا ان يمنعوا ربيع الشام، واثر رجاء ان تبقى سوريا في لبنان يتمنون اليوم ان يبقى النظام السوري في سوريا". كلام زهرا جاء خلال تمثيله رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في العشاء السنوي للقوات في مدينة جزين، في حضور النائب نديم الجميل، ممثلين عن احزاب وتيارات 14 اذار، رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوظ، نائب رئيس مجلس الجنوب جان مخايل، ممثل المطران الياس نصار الاب جوزف القزي، منسق منطقة المتن الشمالي في حزب القوات ادي ابي اللمع، منسق منطقة جزين بيار حنا، رئيس تحرير الموقع الالكتروني للقوات طوني ابي نجم، رؤساء بلديات ومخاتير، شخصيات من المجتمع المدني، وحشد من المحازبين . بدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والقواتي وبعدهما تم عرض فيلمين وثائقيين عن 14 اذار والقوات اللبنانية في جزين. ثم القى يوسف واكد كلمة تحدث فيها عن القوات اللبنانية "التي هي ايقونتنا لا على الصدور بل على كل حبة من تراب لبنان". ثم، تحدث منسق مدينة جزين سامر عون فرأى "ان قدرنا ان نقاوم ونناضل وان لا نهدأ او نستكين، وان نستمر في الدفاع عن الجبال المقدسة وعن الشلال الهادر". والقى عجاج حداد كلمة عرض فيها لوضع منطقة جزين "التي تصارع من اجل البقاء ومشاريعها ما زالت وعودا ينص عليها برامج النواب الحاليين ومستشفاها اقفلته المهاترات والنكايات تحت شعار الاصلاح والتغيير". والقى حنا كلمة تحدث فيها عن الجهود التنظيمية "التي تبذلها القوات في المنطقة في سبيل رص الصفوف وتوحيد الخطوات، وعن المدينة العاصمة (جزين) لكل الوجود المسيحي في جنوبنا الحبيب والعاصية على كل المؤامرات التي حيكت ضدها".

زهرا

بدوره، قال زهرا: "ان ارادة الشعب السوري لن تعود الى الوراء ولن تنهزم ولن تنكسر، وهذا شيء طبيعي لان من ولدتهم امهاتهم احرارا لن يتمكن احد من استعبادهم كل حين".

واسف للمشهد "الذي رأيناه وكنا نظن انه ولى الى غير رجعة، والتاريخ الذي يشرفنا وكان مثالا للشعوب العربية كي تتمثل به وتنال حريتها يزعج البعض الى حد محاولة حزفه، وقد شاء بعض رفاقنا من طلاب حزبي الكتائب والاحرار ان يعبروا سلميا وديموقراطيا عن رأيهم ورفضهم لهذا الاجتزاء في التاريخ، وتصدت لهم القوى الامنية وجرح بعض المتظاهرين".

وسأل: "ماذا كان مطلوبا كي يكون هناك امكان للتظاهر؟ ان لا يكون مع المتظاهرين علم لبناني واحد مثل ما حدث الاحد الماضي في بيروت؟ او ان يهددوا السلم الاهلي والاستقرار الامني كي تشرف الدولة (ووزير داخليتها) ويقفوا الى جانبهم كي يحافظوا على الاستقرار، هل الى هذا الحد صارت الدولة تخاف من القوي وتستضعف السلمي والديموقراطي الذي يريد ان يبني دولة؟

وشدد على "ان هذه الوسائل يفترض ان تكون قد رحلت مع النظام القمعي الذي رحل، لانه ليس مسموحا ان يأخذوا لبنان عكس المنطق والتاريخ وتطور الامور، وليس مسموحا ان تتعرض الحرية في لبنان للقمع". وقال: "في موضوع الحكومة التي جمدت خلافاتها اجتماعاتها لمدة شهر، وبعدما انتهينا من همروجة تصحيح الاجور وبدل النقل ومحاولة احد الوزراء اختصار السلطة التنفيذية بشخصه، استطاعوا التخلي عنه، فيما غيره يمارس ما هو اسوأ في محاولته الايحاء انه فوق كل السلطات وفوق المحاسبة، ولكن رابطة الدم والمصاهرة تمنعهم من التخلي عنه".

وكرر "ان هذه الحكومة لا يجمعها اي خطة ايجابية وسبب استمرارها في السلطة هو الحاجة السورية الى وجودها، وبين من يحاولون لعب الدور الوسطي والحفاظ على شعرة معاوية مع بقية مكونات الوطن، وبين من يريدون وضع اليد نهائيا على كل الدولة، والفريق الثالث "المستقتل" لوضع يده على الادارة من اجل الحفاظ على وجوده في المستقبل بعدما انكشفت كل اوراقه في ادعاء السيادة والحرية وفي منطق الدولة وفي منطق الاصلاح وفي منطق السلاح الشرعي وعدم جواز وجود اخر غير شرعي، وهي كلها انكشفت في ورقة تفاهم وتحالفات انتخابية".

اضاف: "اما في الموضوع الاصلاحي فحدث ولا حرج، وما اثارة موضوع الاموال المصروفة خارج القاعدة الاثني عشرية بين العامين 2006 و2010 ومحاولة تبرير صرف ال 6 مليارات في العام 2011، وطلب الموافقة على اعتمادهم من مجلس النواب الا محاولة لتغطية ممارسات يومية في الوزارات التي يتولونها، وكلها تسعى الى صفقات خارج اطار المحاسبة، ودون تشكيل هيئات ناظمة في النفط والكهرباء ولا استدراج عروض في المناقصات بل صفقات خارج اطار المراقبة الحقيقية وخارج الاصول المحاسبية والرقابة المسبقة والاحقة، وكل الغبار الذي يثيرونه في القضايا المالية يأتي لتغطية ارتكاباتهم والهاء الناس عما يجري داخل الحكومة من خلافات على اقتسام المغانم لتعويض المستقبل السياسي (غير المضمون) بالغرق في الصفقات".

وشدد على "ان مع مثل هؤلاء لا خيار امامنا الا الاستمرار في انتفاضة الاستقلال وثورة الارز، ومع هكذا سلطة مرتهنة وفاسدة لا خيار امامنا الا الاصرار على مشروع الدولة وتطبيق الدستور والقانون، ومع هكذا ناس يختلفون على وضع اليد على الدولة ووضع اليد على الادارة فلا خيار الا اسقاط كل المشاريع خارج الدولة وعلى رأسها مشروع الغلبة والسلاح غير الشرعي".

وختم زهرا: "أن جزين الابية والجبل الشامخ والتاريخ المشرف لن يضيرها ولن يغير في مستقبلها بضعة "دهاليز" تحفر تحت الارض من اجل تغيير الهوية؟ لان ما يحفر تحت الارض سيطمر تحتها، وما هو في عين الشمس سيبقى، والذي تحت شعارات التغيير والاصلاح يقوم بممارسات تنال من عنفوان وكرامة الناس لا مستقبل له الا ان يلفظهم مجتمعهم والتاريخ، وتبقى الكرامة لاهل الكرامة وصانعي تاريخ جزين، وسيبقى المستقبل لكم ولقوى 14 اذار وللسياديين".

 

فتفت اسف لكيفية التعاطي مع المتظاهرين امس: المطلوب معاملة جميع الحكومات على المستوى نفسه ماليا

وطنية - 11/3/2012 أسف عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، في حديث لإذاعة "الشرق"، لان "البعض لم يتعلم كيفية التعاطي مع المواطنين ومع التعبير الحر وخصوصا انه تعبير عن موضوع اساسي يهم الكثير من الناس وهو موضوع كتاب التاريخ، وهذا لا يشكل خطرا على أمن الدولة او امن لبنان" ، مؤكدا أنه "اذا لم يعالج هذا الموضوع سيأخذنا إلى متاهات خاطئة" . وردا على سؤال لماذا اختلف السلوك الأمني مع تظاهرة الأحد الماضي وتظاهرة أمس؟ قال: "الموضوع سببه بعض الحساسيات حول القصر الحكومي". متسائلا: "هل هي تصرفات شخصية؟ لننتظر التحقيق، إنما هذا الشيء مرفوض رفضا باتا، ومن حق المواطنين ان ينقلوا شكواهم إلى كل المراجع في الدولة من دون إستثناء" . وفي سياق آخر، قال فتفت ان "وزير المال محمد الصفدي طرح أمورا رفضها مجلس الوزراء ولم يعد ليستلم هذا الملف الذي هو من إختصاصه" ، لافتا إلى أن "مسؤولية قطع الحساب هي مسؤولية وزير المال" . أضاف: "ان المشكلة بقطع الحساب هي فقط مشكلة محاسبية أي مرتبطة بميزان الدخول سنة 1992 و1993 لا اكثر ولا اقل، وبالتالي المطلوب أن تعامل جميع الحكومات على المستوى نفسه وأن يشمل موضوع التدقيق كل شيء في الدولة اللبنانية، وقد طالبنا بالتدقيق من إتفاق الطائف إلى اليوم، لأنه إذا لم ندقق قبل 93 لا يمكننا ان نعلم لماذا هناك إشكالية في ميزان الدخول" . وذكر فتفت أن "الرئيس السنيورة وحكومته في 25 ايار 2006 اصدر مرسوما رقمه 17053 طالب فيه بتدقيق حسابات الدولة اللبنانية وليس فقط حسابات الموازنة بل حسابات المؤسسات، ومجلس الجنوب والمهجرين" ، لافتا إلى أن "هناك إقتراح قانون من النائبين بطرس حرب وعمار حوري اللذين طالبا من خلاله ان يعود التدقيق إلى ما بعد الطائف مباشرة لغاية اليوم" . أما في الشأن السوري، فأكد فتفت أن "الوضع في سوريا يتدحرج كل يوم بإتجاه مزيد من الدم والقتل" ، معتبرا ان "هذه الأمور الدبلوماسية الظاهرة هي محاولات للتعاطي دبلوماسيا مع أطراف سياسية ومع نظام لا يؤمن ابدا بالعمل الدبلوماسي بل يؤمن بالدم" ، وأسف لأن الأمور ذاهبة بإتجاه الأسوأ.

 

فريد الخازن إستنكر التعرض للمحتجين على كتاب التاريخ: المسيحيون ليسوا غرباء عن هذه الارض ونعول على دور الكنيسة وارشادها

وطنية - 11/3/20123 إستنكر الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن "الحادثة التي تعرض لها الطلاب امام السراي الحكومي في بيروت عندما كانوا يحتجون على تغييب أحداث تاريخية عن كتاب التاريخ". كلام الخازن جاء خلال احتفال حضره بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان وعدد من المطارنة تكريما لأفراد الهيئة التعليمية في مدرسة دير الشرفة حيث ألقى الخازن كلمة نوه فيها ب "العلاقة التاريخية التي تربط آل الخازن بالبطريركية السريانية والمكملة للعلاقة التاريخية بالبطريركية المارونية، موجها التحية "للبطاركة المجاهدين الذين جعلوا من جبل لبنان معقل إيمان وقلعة حرية وحصن كرامة وحافظوا على الوجود المسيحي الحر في هذه المنطقة" مؤكدا "أن المسيحيين ليسوا غرباء عن هذه الارض وليسوا جالية أجنبية فيها"، مضيفا "نعول كثيرا على دور الكنيسة وإرشاد بطاركتها ومطارنتها وأدعيتهم كي يبقى المسيحيون في أوطانهم ، وأن تعم روح الشركة والمحبة كي يستطيعوا مواجهة التحديات وطرد الاخطار متسلحين بإيمانهم كي يجتازوا درب الجلجلة وصولا الى القيامة المرتقبة".

وقال: "تكثر الاعياد في شهر آذار وتتميز، لكن أبرزها هو عيد المعلم الذي نحتفل به اليوم معكم أنتم أفراد الهيئة التعليمية. وقد يكون من غير المنصف إقتصار تكريم المعلمين على يوم واحد في السنة وهم الذين نستودع أولادنا أمانة بين أيديهم، فيعتنوا بهم كما يعتني البستاني بغرساته". وأضاف: "أيها المعلمون،أنتم صانعو الاجيال، ومعلمون لمن سيصبحون غدا أطباء ومهندسين وقادة في مجتمعهم. فالمعلم كان ولا يزال الشعلة التي تضيء، فنقتبس منها النور والمعرفة، وهو المثال الأعلى للعطاء والبذل والتضحية والقدرة على تحمل المسؤوليات التربوية والتعليمية التي هي بحق من أهم المسؤوليات الوطنية.

وماذا نقول عن معاني ودلالات هذا العيد وأنتم الأدرى بالرسالة التي تحملون؟ وبالدور الذي ترسمون. ولعل رسالتكم هنا في هذه المدرسة، مدرسة دير الشرفة شبه المجانية مزدوجة، إنها رسالة تؤدى وليست وظيفة مقابل أجر. فاسمحوا لي في هذه المناسبة أن أعبر عن اعتزازي بكل معلم ومعلمة وبالادارة الكريمة، وعن ثقتي في أن جهودكم الصادقة والنبيلة، وسعيكم الدؤوب لتقديم الأفضل للأجيال الصاعدة سيمكنهم من مواجهة تحديات المستقبل بكل ما فيه من صعاب". وأردف الخازن: "لا يسعنا ونحن هنا على مقربة من دير الشرفة، على هذه التلة المباركة إلا أن نستذكر العلاقة التاريخية التي تربط بطريركية السريان الكاثوليك بمشايخ آل الخازن وهي تعود الى ما قبل العام 1754 حيث كان اتفاق على بناء مدرسة يتعلم فيها الفتيان مبادئ السريانية والعربية والأصول الدينية، فأنشأ القس اسطفان نحاس الحلبي مدرسة زاهرة وصل عدد طلابها إلى 200، ثم مدرسة كبرى دشنها عام 1938.

وإن علاقتنا التاريخية والدائمة بالبطريركية السريانية هي مكملة لعلاقتنا التاريخية بالبطريركية المارونية التي نوجه الى سيدها الحالي غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اصدق التحيات، ونحيي سائر البطاركة المجاهدين الذين جعلوا من جبل لبنان معقل إيمان وقلعة حرية وحصن كرامة وحافظوا على الوجود المسيحي الحر في هذه المنطقة.ولعل هذا المكان الذي نتواجد فيه في درعون - حريصا هو خير تعبير عن الصلابة التي تحلى بها الأجداد، وتفتيتهم الصخور، ومدى تعلقهم بالارض وخصوصا هذه الارض المقدسة التي وطأها قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني في ايار 1997 ووقف جنبا الى جنب مع أبينا غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير على شرفة سيدة حريصا موجها التحية للمؤمنين المحتشدين ومتخطيا البروتوكول قائلا بلغته:Que belo horizonte. وكما رحبنا بالزيارة التاريخية لقداسة البابا الراحل سنرحب ايضا بالزيارة المباركة لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر وهي زيارة هامة في توقيتها وظروفها في ظل الاحداث الجارية في المنطقة".

وتابع الخازن متوجها الى البطريرك يونان "صاحب الغبطة، أبديتم في رسالة القيامة العام الفائت قلقكم على مسيحيي العراق، ويبدو أن القلق يتزايد يوما بعد يوم على مسيحيي هذا الشرق بفعل الثورات العربية.لكننا نأمل معكم أن يتخطى المسيحيون هذه الازمة ولاسيما أنهم أبناء هذه الارض ، وجذورهم تمتد من لبنان الى فلسطين الى سوريا وبلاد ما بين النهرين وصولا الى مصر والاردن.إذا نحن لسنا غرباء عن هذه الارض ولسنا جالية أجنبية فيها.ونعول كثيرا على دور الكنيسة وإرشاد بطاركتها ومطارنتها وأدعيتهم كي يبقى المسيحيون في أوطانهم، وأن تعم روح الشركة والمحبة كي يستطيعوا مواجهة التحديات وطرد الاخطار متسلحين بإيمانهم كي يجتازوا درب الجلجلة وصولا الى القيامة المرتقبة".

 

الاتفاقات الدولية تسمو على "الثنائية" بين لبنان وسوريا

 ثريا شاهين/المستقبل

في هذه المرحلة من تطورات الأوضاع السورية، تُبدي الولايات المتحدة الأميركية في المشاورات مع لبنان، اهتماماً خاصاً بعدد من الملفات لعل أبرزها، وفقاً لأوساط ديبلوماسية غربية، ما يلي:

ـ ضرورة أن لا تقوم السلطات اللبنانية بتسليم أي شخص سوري من لبنان، ملاحقاً كان أم لا، الى النظام في سوريا. هناك ضغوط كبيرة لكي لا يتم التسليم لا سيما مثلما حصل مع العيسمي والجاسم. تريد واشنطن من لبنان حماية من هم مطلوبون من قبل النظام، وعدم السماح بملاحقتهم وتسليمهم أو إلقاء القبض عليهم ووضعهم في السجن.

ـ يهم واشنطن ان يوفّر لبنان الرعاية الإنسانية للنازحين. حتى الآن الأمور سائرة في هذا الاتجاه، وهناك رضا دولي على أداء السلطات اللبنانية في هذا المجال.

لبنان يساعد النازحين تفادياً للانتقادات الدولية، والدول تقول إن لبنان ملزم بموجب الاتفاقات الدولية التي وقعها ان يحمي اللاجئين، وحتى لو كانت هناك اتفاقات ثنائية معينة مع سوريا، فإن الاتفاقات الدولية تعلو على تلك الثنائية. ومن ضمن الناحية الإنسانية هناك عدم الملاحقة وعدم التسليم.

ـ لدى الولايات المتحدة قلق جدي على الاستقرار في لبنان. وهذا ما عبّرت عنه السفيرة الأميركية مورا كونيللي أخيراً. ويأتي تكرار التعبير عن هذا القلق على الرغم من الاستقرار الذي حققه الوضع اللبناني بشكل معقول، ورغبة كل الأطراف في استمراره، يأتي لان هناك خوفاً من ان التوترات ولو كانت متفرقة، أو متنقلة، يمكن لها في وقت من الأوقات، ان تسجل تراكمات تؤدي الى اضطراب الوضع الأمني. على اعتبار ان تراكم الأحداث وفي أماكن عدة من شأنه ان يهزّ الاستقرار. لا تعتقد واشنطن ان هناك قلقاً من حصول حرب أهلية في لبنان، انما فقط القلق من هزّ للاستقرار.

المسألة هي ان لبنان لا يمكنه وقف تدفق النازحين في ظل الوضع الراهن في سوريا.وكذلك لا يمكن للبنان ان يقفل حدوده. وإذا ما زاد عدد النازحين باطراد فهناك مشكلة، لان الأمر يحتاج الى إدارة لمساعدتهم بما في ذلك تخصيص المبالغ المالية.ولو تدفق الى لبنان معدل الأعداد التي قصدت تركيا، لكان هناك مشكلة لوجستية بغضّ النظر عن المسائل السياسية.

وتفيد مصادر مطلعة، ان الأمور لن تصل الى إقفال الحدود، ودمشق ليست منزعجة مما تعتبره تهريب السلاح فقط، انما أيضاً من تدفق النازحين. ويعود السبب الى ان هؤلاء يتحدثون عمّا يحصل لهم في سوريا، وما هي أوضاعهم وظروفهم، ولماذا نزحوا، وكيف يتعامل النظام معهم. وهناك منظمات دولية وإنسانية تقابلهم في لبنان ويقدمون ما لديهم من معطيات حول الوضع في سوريا، الأمر الذي لا تريده دمشق. مع الإشارة الى ان النظام زرع الألغام على الحدود لكي لا يمرّ أحد في الاتجاهين. وواشنطن في النهاية مهتمة جداً، بأن لا تأخذ الحكومة مواقف لا تريدها الإدارة الأميركية. وضبط الحدود كان مطلباً لبنانياً ومن القرارات الدولية، والآن بات مطلباً لبنانياً وسورياً. وتوجه سوريا اتهامات بأن أسلحة تدخل إليها من لبنان، وهي تضغط في اتجاه ان يحصل على الحدود مثلما تريد. هناك تداعيات للوضع السوري على لبنان، لان البلدين جاران، لكن التأثير على لبنان ليس الى درجة سلبية، بحسب المصادر. لكن لا يمكن إغفال ان لبنان يتحمّل ضغطاً اقتصادياً قوياً من حيث الجمود الحاصل، ومن حيث ان الشاحنات اللبنانية لا تذهب الى سوريا والبضاعة السورية لا تصل الى لبنان بشكل طبيعي ما يؤدي الى زيادة في الأسعار. فضلاً عن اتهام لبنان بتوريد الأسلحة. وهو يعمل لحلها عبر نشر الجيش على الحدود والإجراءات التي يتخذها الجيش والمجلس الأعلى للدفاع. وإنسانياً يؤدي دوراً أساسياً، مع أن لهذا النزوح، خصوصاً إذا ما طال وتوسع تبعات كثيرة. والحديث عن ممرات إنسانية القصد منه أساساً لبنان وتركيا. ونتيجة للوضع السوري، تدنّى الناتج القومي اللبناني من 7% الى 3%، لكن عدم وجود مصلحة لأي طرف في تأجيج الصراع في لبنان، يشكل صمّام الأمان في مجال الاستقرار.

على المستوى السياسي، لاحظت المصادر، ان الدفاع عن النظام السوري يقتصر على "حزب الله" وقليل من قيادات ومسؤولين في "التيار الوطني الحر"، والبقية تنأى بنفسها عن النظام، إذ لا نواب كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، أي "كتلة التنمية والتحرير"، ولا المسؤولين المقرّبين من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يتطرقون أساساً الى الدفاع عنه. وبالتالي بات النظام بالنسبة الى هؤلاء حليفاً مربِكاً.

 

الرئيس الجميل لـ"النهار": جمهور 14 آذار أهمّ من احزابها وعلينا حمايته

المسيحيون قلقون ونقبل التفاهم مع "حزب الله" وعليه أن يتفهمنا

مي عبود ابي عقل/النهار

آذار 2005 يوم سيسجّله التاريخ للبنان وابنائه بحروف من نور وعزة. اجتمعوا كلهم ليقولوا للسوري: "كفى، اخرج، نريد السيادة والحرية والاستقلال. الثمن كان غاليا، دفعه اللبنانيون من دماء ابنائهم وخيرة شبابهم. لكن ماذا بعد؟ وهل استحق اللبنانيون فعلا نعمة الحرية التي تفشت ثورة في كل انحاء العالم العربي؟ ولماذا يتعثرون في مسيرة التقدم والاستقلال؟

عشية الذكرى السابعة لـ"ثورة الارز"، حملنا الاسئلة والهواجس الى من فقد اغلى ما عنده فداء للبنان، وبقي رغم ذلك رجل الاعتدال والحوار، والمؤمن بالعيش المشترك سبيلا لبقاء الوطن،  والركن الاساس لقوى 14 آذار الرئيس امين الجميل.

بعد 7 سنوات على انطلاقة "ثورة الارز"، اين هي الان؟ وماذا بقي منها؟

- "ثورة الارز" بدأت في الواقع عام 2000 مع نداء المطارنة الموارنة الذي تبعه "لقاء قرنة شهوان". وعشية اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان بدأ يتبلور لقاء على صعيد وطني اكبر، تجسد بـ"لقاء البريستول" تمثل فيه الرئيس الحريري بالدكتور غطاس خوري والدكتور باسل فليحان، كما إنضم إليه وليد جنبلاط عشية "ثورة الأرز". لم تكن هذه الحركة اذاً بنت ساعتها، وكانت نابعة من ضمير الناس والسياسيين، ومن مصلحة وطنية داهمة وملحة حيث بدأ يطفح الكيل من الهيمنة السورية في البلد. كان الشعور الشعبي والعاطفي والوطني بدأ ينضج كما الثورة على الواقع تستوي . ما تحقق إذاً في 14 آذار 2005 هو انتفاضة على واقع قديم، غيّر في الذهنيات. والمرحلة الجديدة لا تقاس بانجاز من هنا وهناك، او اخفاق من هنا وهناك، او باجراء جردة حساب. 14 آذار هي حركة شعب إنتفض على واقع أليم، وتفتّح على آفاق مختلفة تماما، وحركة تؤسس لعصر جديد يحرر البلاد من أي احتلال أو هيمنة أو تبعية، ويضعها على سكة الديمقراطية وحرية الانسان والجماعات. وهذا هو الأهم. وهذا  شيء لا يعود الى الوراء.

هل قصرت قوى 14 آذار مع جمهورها؟ وهل من خطر يهدد "ثورة الارز"؟

 - البعض يحاسب قوى 14 آذار وكأنها حزب او تكتل برلماني وكونفيدرالية قوى. وهذا غير صحيح. 14 آذار هي تيار، وقوته ليست بأحزابه، بل بجمهوره اي بالنخب والاكاديميين والنقابيين وكل الرأي العام الذي كان مغيبا لعقود من الزمن ، وتفجرت طموحاته ومواهبه واحلامه بفضل "ثورة الأرز". عامة الشعب هم 14 آذار ، وأضعف شيء في 14 آذار احزابه . من هنا قوة 14 آذار. فهي روح قبل أن تكون تنظيما أو تياراً سياسياً. وليس من قوة قادرة أن تهدد إرادة شعبية كهذه. وهاجس هذا الجمهور هو تحصين إنجازات "ثورة الأرز". وعلى هذا الصعيد  لا شيء يمكن أن يهدد ثورة الأرز.

يرى خصومكم ان المرحلة الآذارية انتهت، ولم يعد في امكانكم جمع الشباب والناس لذلك خرجتم من الساحات وتقيمون مهرجاناتكم في البيال. ما ردكم؟

- 14 آذار في ضمير السواد الاعظم من اللبنانيين سواء اجتمعنا في ساحة الشهداء او في البيال او في أي مكان آخر. الشعب اللبناني انتفض على الهيمنة والاحتلال والذل. أما في الوقت الحاضر، فالظروف تغيرت، وكذلك طريقة التعبير. في ظل الوضع العربي العام، ولا سيما الوضع المتفجر في سوريا وتداعياته على الساحة اللبنانية، رأينا من المصلحة الاحتفال هذه السنة بشكل مختلف.

سوريا والتمايز

  لكن حتى على صعيد قيادات 14 آذار يلاحظ عدم وجود تنسيق وتوجّه واحد،  خصوصا في ما يتعلق بالثورات العربية، وكل فريق اصدر وثيقة: انتم اطلقتم الشرعة – الاطار، وأمس "تيارالمستقبل" وقبله سيدة الجبل، لماذا؟

- هذا هو الموزاييك اللبناني . نحن في الكتائب لم نذب في أحد ولا أحد ذاب فينا. منذ القدم حتى اليوم كان الحزب يتميز بمقاربته للامور بطريقة تختلف عن الاخرين. وفي معظم الاحداث التي مر بها، والتكتلات التي كنا حجر الزاوية فيها، كانت الكتائب دائما  تتميز وتتمايز، لأن لكل مكون طبيعته. نحن لا نشتغل بغرائز الناس، وليس من تقاليدنا بناء سياستنا على الغرائز، كان موقفنا دائما ينبع من المصلحة الوطنية وليس الذاتية، وهذا ما دفعنا ثمنه أحيانا. والوثيقة التي أصدرنا "الشرعة – الاطار"، هي مساهمة منا في ورشة عربية عامة من أجل بناء مستقبل أفضل للأنظمة العربية الناشئة على أثر الثورات الأخيرة. ونحن مقتنعون أن هذه الوثيقة التي تلتقي وتتكامل مع وثائق الأزهر الشريف الأخيرة، تشكل ورقة عمل صالحة للنقاش على الصعيد العربي العام.

هناك تمايز واضح بينك وبين حلفائك في 14 آذار بشأن الوضع في سوريا. ما سببه؟ وهل أنت راض عن سقفهم العالي ضد النظام  السوري؟

- في قراءة هادئة للمواقف نرى أن هناك قواسم مشتركة عدة:

1- التضامن مع كل الشعوب التي تطالب بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان والجماعات. وهذه علة وجود لبنان.

2 - لا يمكننا ان نتعاطف مع أي نظام قمعي وديكتاتوري يمارس السلطة بالطريقة التي يمارسها النظام السوري .

3 - لا بد من التعاون من أجل بناء مستقبل عربي يواكب الحداثة والتطور، ويحقق للإنسان العربي الحرية والرفاهية. والشرعة التي أطلقناها تساعد على بلوغ هذا الهدف. كما أن هنالك أوراقاً أخرى تلتقي مع هذا الهدف.

 اين موقفنا ككتائب؟ مع تضامننا وتعاطفنا الكامل مع الشعب السوري المناضل من أجل الحرية، نحن نريد لمرة نهائية ان تقتنع سوريا، بأن لبنان لا يريد ان يتورط في الإقتتال الداخلي في المدن السورية لكي لا نفتح له، ايا يكن النظام  القائم في سوريا، المجال مستقبلا للتدخل في شؤوننا الداخلية.

هل تعتبر ان قوى 14 آذار تتسرع في مواقفها مما يجري في العالم العربي؟

- لا اريد ان أقوّم ما يفعله غيرنا. من ناحيتنا لا نلعن الظلام بل نضيء شمعة من أجل مستقبل عربي أفضل، من هنا كانت مبادرتنا الأخيرة، وندعو الجميع الى أن يحذوا حذونا . المطلوب في الوقت الحاضر تحصين هذا الربيع العربي، والتعاون بين كل القيادات الخيّرة في لبنان والمنطقة لهذه الغاية. لذلك شكرت الجهود التي يبذلها شيخ الازهر الذي من موقعه الرمزي كانت عنده الشجاعة ليضع اطارا صحيحا لمسار الثورة المصرية من خلال الشرعة التي أطلقها والتي تتضمن مواقف جريئة نابعة من الضمير والوجدان، وتشكل بوصلة لكل الأنظمة العربية الناشئة.

بكركي و"حزب الله"

هل تشارك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خشيته على المسيحيين في الشرق؟

- هذا الكلام ليس جديدا، فقد سبق ان قيل، منذ عقود، في بكركي وفي مراكز عدة في لبنان والعالم العربي. نعرف تماما الى أي حد تقلص عدد المسيحيين في العراق بشكل مخيف، وكذلك في سوريا، والتعديات التي تحصل في مصر على اماكن العبادة قبل الثورة وخلالها ، ونأمل ان تتوقف. هذا القلق قائم حتى في لبنان. لذلك كان كلام الرئيس سعد الحريري وقبله الرئيس رفيق الحريري على النظام اللبناني والمناصفة، من أجل طمأنة المسيحيين. لو لم يكن هناك قلق لما كانت الضرورة للتطمين. والمعالجة تكون بالحوارات التي نقوم بها ، والتواصل الذي نحاول تعزيزه بين كل الاطراف، ونبدأ اولا من بلورة منهجية تضعها الجهات المعتدلة والمدركة لأخطار أي صراع اديان ومذاهب وثقافات في المنطقة. هذا المشروع ليس سهلا، لكن ما يشجعني هو تجاوب العديد من القوى الاسلامية والمسيحية لاعتماد هذا النهج، والا فالبديل هو الاقتتال والصراع الدائم والانتحار. والمستفيد الأول  إسرائيل، ومشروعها الصهيوني الإلغائي لأي حضور عربي إسلامي أو مسيحي في فلسطين. لذلك للجميع مصلحة في تفادي أي صراع ديني يمكن ان يأخذ مداه اذا لم نتداركه.

اذا عرض عليكم "حزب الله" وثيقة تفاهم هل تقبلونها؟

- طبعا نقبل بها، ولم لا؟ نحن نعتبر ان حزب  الله يمثل فئة كبيرة من اللبنانيين لديها تطلعاتها  واهدافها المشروعة ، ويجب ان نتفهمها مثلما يجب ان يتفهمونا ويتفهموا هواجس اللبنانيين من نهجهم وممارساتهم وترسانتهم العسكرية. لا بد من التفاهم يوما ما ، واليوم القريب افضل من البعيد ، على تصور مشترك حول مستقبل لبنان الذي لا يقوم إلا على احترام الاخر والاقتناع بأن مؤسسات الدولة فقط  تحقق الاستقرار وتؤمن الحماية للجميع، تحمي وتحفظ سيادة البلد. وهذا لا يتحقق إلا بدولة قوية وديموقراطية، نتفاهم جميعا حول مبادئها واسسها.

الدولة والاكثرية

طالبت في مهرجان 14 شباط بـ "لقاء يعيد تكوين الاكثرية النيابية الى الحكم لانها مؤتمنة على مشروع الدولة". هل تبلور هذا الامر عمليا؟

- كلا. كان هذا اعلان نيات. نحن في نظام ديموقراطي ينبثق من انتخابات نيابية حرة. ونحن نريد ان نعمل لاعادة تكوين هذه الاكثرية النيابية، لاننا نعتبر ان حركة 14 آذار تمثل  المصلحة الوطنية والإرادة الشعبية، وتشكل توجهاً وطنياً يجب ان نحميه.

هل انت مع تغيير حكومي الآن؟

- انا مع تغيير حكومي اذا استطعنا ان نكون اكثرية من فريق ونهج 14 آذار. نحن من الاساس معارضون لهذه الحكومة ونطالب بتغييرها ، لكن لا اطالب برمي لبنان في المجهول. أنا لا أدعو الى انقلاب، بل الى تغيير ديموقراطي.

كيف تتهيأون للانتخابات في وجه قوى 8 آذار؟ هل  تنتظرون سقوط النظام السوري؟

- كلا، لا ننتظر سقوط النظام السوري لمقاربة أي استحقاق داخلي ومواجهته. بدأت حركتنا قبل بدء الثورة في سوريا ، جمهور 14 آذار اهم من احزابها. اكانت هناك ثورة سورية ام لا، وايا تكن الظروف، وما دامت مصلحة لبنان في خطر سيبقى الشعب مستنفرا للدفاع عن قضيته.

هل انت راض عن خطاب 14 آذار ؟

- لدى بعض قيادات 14 آذار أحياناً  مقاربة تختلف عن مقاربتنا، على الاقل في الشكل. نحن في الكتائب عندما لا نكون متمايزين لا نعود نحن. اذا اردنا الدخول في المزايدات والغرائز لا نعود نحن . وليس مصادفة ان يصمد الحزب 75 عاما لانه منذ البداية عرف مؤسّسوه كيف يجسدون ضمير الوطن ومصلحته، وحافظوا عليها وعملوا بوحيها بدون ان يتأثروا بانفعالات غريزية ومزايدات من أي نوع كان. لكن  في الوقت نفسه هذا  لم يمنع، انه طيلة نضالنا الكتائبي، تعاونا مع الجميع، وعندما كانت هناك ضرورة ان نلتقي ايا كان فقد التقيناه . مثلا في الفترة السابقة كنا نحن في جهة و"تيار المستقبل" في جهة أخرى، كذلك الامر بالنسبة الى وليد جنبلاط . وعام 2000 التقينا من أجل تحقيق السيادة والاستقلال والحرية.، ونأمل ان يتعزز اللقاء أكثر. نحن ليس عندنا اعتراض على اسلوب الاخرين، لكن عندنا اسلوبنا. وفي الوقت نفسه اؤكد لك، وهذا الاهم ، أننا متفقون على جوهر القضية وطريقة الدفاع عنها، ولا يمكن احداً ان يفرق القيادات والجمهور في 14 آذار.

 

الراعي يلتقي اليوم عبدالله بن الحسين ويتوجه الى قطر: الكنيسة المارونية عربية ولا نجد ذاتنا إلا في العالم العربي

 حبيب شلوق/النهار

البطريرك الراعي على المغطس يرش بيده ماء العماد.البطريرك الراعي على المغطس يرش بيده ماء العماد.يختتم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرسمية والراعوية للاردن اليوم بلقاء العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين، ويعرض معه الاوضاع ويشكر له تقديمه قطعة ارض لبناء كنيسة مار مارون على نهر الاردن، بعدما كان والده الملك حسين بن طلال قدّم أرضاً اقيمت عليها كنيسة مار شربل في متنزّه عمان حيث مقر المدبر البطريركي للمطارنة.

كذلك يتناول البحث التطورات في لبنان وعدد من الدول العربية.

ومن عمان يتوجه البطريرك والوفد المرافق مساء الى الدوحة في زيارة مماثلة رسمية وراعوية يلتقي خلالها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة والجالية اللبنانية.

وكان الراعي زار التاسعة صباح أمس جبل نيبو (جبل النبي) في محلة صياغة (دير) في عمان يرافقه مستشار الملك عقل بلتاجي والسفير اللبناني شربل عون واعضاء الوفد المطران بولس صيّاح ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم ومدير البروتوكول في بكركي وليد غياض، فضلاً عن المعتمد البطريركي في الاردن والاراضي المقدسة المونسنيور جورج شيحان. وتفقّد البطريرك يرافقه رهبان فرنسيسكانيون يشرفون على الموقع، الآثار في المنطقة والفسيفساء والارضيات المرصّعة في مقام النبي موسى.

ومن جبل موسى الى المغطس على نهر الاردن حيث تعمّد المسيح، يرافقه ممثل رئيس مجلس أمناء الهيئة الملكية لموقع المغطس الامير غازي بن محمد الاب نبيل الحداد، ومدير الموقع المهندس ضياء المدني ومساعده رستم مكوجيان. وبعد استراحة في مقر الضيافة، توجّه الراعي ومرافقوه الى المكان الذي ستشاد فيه كنيسة مار مارون التي بارك أرضها البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والارض التي قدمها الملك عبدالله تبلغ مساحتها 4000 متر مربع، وتمنّى ان يكون البناء مماثلاً هندسياً لبناء الصرح البطريركي في بكركي.

والقى المونسنيور شيحان كلمة شكر فيها المملكة الاردنية على هبتها، مشيراً الى أنها تساهم في بناء الانسان، فيما تشهد دول المنطقة دماراً". ثم ترأس البطريرك الراعي صلاة والقى عظة نوّه فيها بالملك عبدالله شاكراً مبادرته. وقال "ان الصلاة نرفعها لجلالة الملك وللمملكة وشعبها". وأشار الى "أننا موجودون للمساهمة مع اخواننا المسلمين في نهضة الاردن، ولنكون قيمة مضافة لما يقوم به ابناء المملكة"، وحضّ على أن تظل خطواتنا في سبيل انجاح ما نقوم به في سبيل السلام".

كذلك ألقى المطران صيّاح كلمة، وأزاح الراعي الشعار عن حجر الاساس للكنيسة وانتقل الى النهر (المغطس) حيث زار مكان عمادة المسيح على يد القديس يوحنا، وهو مكان يحتل الاسرائيليون جانباً منه.

غداء السفارة

وظهراً، أقام السفير اللبناني شربل عون وقرينته جاكلين غداء على شرف البطريرك شارك فيه رئيس مجلس الاعيان الاردني محمد ظاهر المصري ورئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي والوزيران عقل بلتاجي وسامي دمو والرئيس السابق للوزراء رجائي المعشر والنائب غازي مشربش والسفير البابوي المونسنيور موريسيو، ومطران الارثوذكس اليونانيين بينيديكتوس وحشد من المدعوين.

والقى السفير عون كلمة اعتبر فيها ان الزيارات المتكررة للبطاركة "تجعلنا نتذكر أنهم يأتون حاملين البشارة لئلا نمشي في الظلام"، وأكد "ان بكركي ملجأ لجميع المضطهدين الذين غلبهم الظلم".

ثم ألقى رئيس مجلس النواب الدغمي كلمة اشار فيها الى ان النبي محمد عندما تعرض لاضطهاد لجأ الى ملك الحبشة النجاشي المسيحي، وأشاد بـ"إعادة البعد العروبي الى الموارنة"، مشيراً الى اننا "نسعد بوجودك على رأس البطريركية". وحيّاه باسم النواب الاردنيين ودعاه الى زيارة الاردن "في أي وقت تحدّده".

ورد الراعي مؤكداً انه سيلبي الدعوة، وأسف لموت اي كائن بشري في الدول العربية اذ "لا سلطة لأحد في ان يميت الآخر"، ولاحظ فرادة لدى أي فرد. وتمنى "ان يكون الربيع العربي ربيع كل انسان"، وقال "اننا اختبرنا الحرب ولا نتمنى لأحد لا لسوريا ولا لغيرها أن تشهد ما شهدناه"، متمنياً ان يؤدي العالم العربي دوره و"يكفّ السوريون عن نزف الدم ليعيش العالم ربيع الاردن، أي الربيع العربي".

وقال الراعي: "يتحدثون عن الحوار المسيحي – الاسلامي، وأنا اقول تعالوا الى الاردن وتعلموا هذا الحوار". وحيا باسم "رئيس بلادنا العماد ميشال سليمان الحضور والجالية"، وقال انه حمّلني سلامه اليكم، وسأحمل سلام صاحب الفخامة الى جلالة الملك".

وختم: الكنيسة المارونية كنيسة عربية ولا نجد ذاتنا إلا إذا كنا من هذا العالم العربي".

رئيس مجلس الأعيان

وكان رئيس مجلس الأعيان الاردني رئيس التجمع العربي للتصدي لهجرة المسيحيين العرب طاهر المصري زار البطريرك الراعي في مقر المطرانية المارونية في عمان مع وفد من التجمع. ثم استقبل الراعي السيد عباس زكي.

 

حماده: النأي بالنفس مظهر جديد للاّدولة

نؤمّن النصاب إذا صدر مشروع قرار متكامل

أوضح النائب مروان حماده أن النائب وليد جنبلاط "أبقى على  الحكومة لاعتباره ان هذه الخطوة ستبقي البلاد بعيدة عن الفوضى، فهو جعل منها حكومة ائتلاف واختلاف على أمور، وهذا التوازن هو الذي أبقى الاستقرار، وموقفه من المحكمة الدولية شجاع، وقد اضطلع بدور أهم من دور رئيسي الجمهورية والحكومة".

واعتبر في حديث الى "اذاعة الشرق" ان "التخبط الحكومي والبرلماني باق الى أن تنتهي ظاهرة السلاح غير الشرعي"، وقال: "نحن نقطف اليوم الثمار المهترئة والسيئة لفترة طويلة بني لها من خلال الانقلاب الزاحف الذي استهدف الدولة بكل اركانها ومعناها".

ورداً على سؤال قال: "ستمر المشاريع في اول جلسة تحذف أو تؤجل من جدول اعمالها هذه المعركة العبثية عن مليارات صرفت في مكانها، والأولوية في ايجاد الحلول هي لحل سحب السلاح من كل القوى غير التابعة للدولة سواء مع "حزب الله" أو غيره، والسلاح يجب ان يعود الى كنف الدولة لتنتظم العلاقات السياسية في البلاد، والحكومة الحالية قامت بسبب السلاح، وستسقط حكماً أيضاً بسبب السلاح"!

واضاف: "نحن في لبنان بدأنا بالربيع العربي في السياسة قبل انطلاقه من الدول العربية، وسنلحق به في كل جوانبه اذا ما بقيت الحال على ما هي في ظل ارتفاع البنزين والفوضى التي نعيش فيها اجتماعيا واقتصاديا. اذا كانت النيات صافية، فسيكون هناك مشروع يجمع بين الترخيص لهذه الحكومة لرفع الانفاق الى 8900 مليار ليرة، وتعترف بأن رفع سقف الانفاق في الحكومات السابقة التي كانت أقل بكثير من هذا المعدل، والتي تدرجت سنة فسنة يجري تسويته، مع التدقيق من شركة عالمية الى جانب ديوان المحاسبة. فريق 14 آذار مترقب، اذا صدر مشروع قرار متكامل متلازم في المجلس فسنؤمن النصاب، أما اذا بقي الاستمرار في محاولة الكيد وتمرير نفقات لجبران باسيل وغيره من هذا الفريق فلن يكون هناك نصاب".

ورأى "ليس هناك حكومة، بل حكومات داخل الحكومة، واخرى خارجها بفضل سلاحها تتحكم في العباد. هناك ضرورة لعودة العيش المشترك والتعددية وتداول السلطة والنظام الديموقراطي الذي يسير بانتظام، بمعنى أنه يجب الاعداد لانتخابات نزيهة العام المقبل لكف سلطة السلاح على مناطق معينة خلال هذه الانتخابات بتدخل من الجيش. ان أصحاب السلاح يعملون لكسب الانتخابات المقبلة دون اصوات الوزير وليد جنبلاط لأنه يزعجهم".

وعن تجربة الاصلاح والتغيير في الحكومة، قال: "أسوأ تجربة في تاريخ لبنان، فهي شعوبية ليس لها علاقة بالواقع، لم يتسلّموا وزارة إلا خرّبوا فيها متهمين من جاء قبلهم بكل الموبقات، ومغلقين على من سيأتي بعدهم بكل الآفاق، وسبب ذلك هو الرهان الخاسر على سلاح حزب الله، كما رهان هذا الحزب على ايران والنظام السوري الديكتاتوري القاتل، فمن يملك أوراقاً خاسرة سينهار داخليا".

ورداً على سؤال، ذكّر بان "صدام حسين قال في احد اللقاءات العربية لحافظ الاسد "أعرف لماذا لا تريد ان تخرج من بيروت، لأنك بخروجك منها ستخرج من دمشق"، وهذا ما يحصل الآن. أتنبأ بنهاية غير سعيدة لعائلة الأسد، وأفضل ما تفعله هو اللجوء الى الخارج، لأن جميع الدول متفقة على سقوط الاسد لكنها تنتظر التفليسة".

وأكد أن "الجيش محق في ضبط الحدود، لأن عكس ذلك يدخل لبنان في الاحداث السورية، والنأي بالنفس في هذه النقطة قد يكون مفيدا، ولكن يجب ان يكون هناك التزام انساني حيال النازحين السوريين. النأي بالنفس بدأ مع الاستحقاقات الصعبة، وهو سيزيد ولن ينقص ويلعب بالاتجاهين، وأفاد السوريين وحزب الله. ان النأي بالنفس هو مظهر جديد للادولة في لبنان، أي دولة اللاقرار".

وعن تصريحات السفير السوري علي عبدالكريم علي، قال: "الله الله يا دني".

أصبح السفير السوري يريد أن يقفل الحدود والتهريب من لبنان الى سوريا، ألا يذكر كم طالبنا بوقف التهريب والسلاح الذي كان يمر بالأطنان من سوريا الى لبنان، والذي استعمل بالاغتيالات في لبنان؟.

وسئل عن ذكرى 14 آذار هذه السنة، فاجاب: "ستكون بشكل جمعية عمومية لكادرات 14 آذار، وليس دعوات مفتوحة لرجال دين وديبلوماسيين، فقط لأهل بيت 14 آذار، لاطلاق وثيقة 14 آذار تختصر أفكار المجتمع المدني والأحزاب الكبيرة الوطنية، وهي تحضر لما بعد المأساة السورية، ولاستعادة لبنان الدولة. حان الوقت ليشارك المجتمع المدني الذي ملأ الساحات في إطلاق وثيقة، حان الوقت للشباب اللبناني".

 

أجريا سلسلة لقاءات بمسؤولين كنديين ومثّلا الحريري في احتفال أوتاوا

مجدلاني وعلوش: زمن "السلبطة" ولّى وإزالة النظام السوري ضمان للاستقرار

 أوضح عضو كتلة "المستقبل النائب عاطف مجدلاني، أن "من اعتقد ان عهد الهيمنة على لبنان بقوة السلاح قد بدأ، انقلب عليه السحر، واكتشف بعد فوات الأوان أن زمن السلبطة قد ولى". وأكد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، أن "دعم الشعب السوري من أجل أن يزيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كونه أحد أكثر الأنظمة متاجرة بالاوراق الاقليمية المتعلقة بالارهاب، والذي يطلق الشعارات الجوفاء والنفاق الذي لا مثيل له، ولأن إزالة هذا النظام هي الضمان الوحيد لاستقرار المنطقة في المستقبل".

كلام مجدلاني وعلوش جاء خلال تمثيلهما الرئيس سعد الحريري في حفل إحياء الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في في "المركز الثقافي اليوناني" في مدينة أوتاوا ـ كندا أمس، في حضور منسق التيار في أوتاوا أحمد بليق، ممثلين عن قوى "14 آذار"، القائم بالأعمال اللبناني القنصل جورج أبو زيد، وعدد من الديبلوماسيين العرب، ممثل عن دار الفتوى الشيخ يحيى بريدي، ممثل الكنيسة المارونية المونسنيور ريموند حنا، ممثل الكنيسة الأورثوذكسية الأب غطاس حجال، وعدد من ممثلي الجمعيات في المدينة، وحشد من أبناء الجالية اللبنانية وجمهور التيار في كندا.

وقال مجدلاني في كلمته: "بين 14 شباط و14 آذار تختفي المسافات وتزول، الى حد اننا لم نعد نشعر بوجود فارق بين التاريخين، حيث اشعل 14 شباط شرارة ثورة الارز، بدماء رئيسنا الشهيد الحبيب رفيق الحريري ورفاقه، و14 آذار انتج الثورة من رحم الغضب والوحدة، وصار عندنا شعب 14 آذار".

وأوضح "اننا في كل عام بين هذين التاريخين، نجتمع نحن أبناء ثورة الارز، شعب الحرية والسيادة والكرامة الوطنية، نحتفل بانتصاراتنا، نمجد تضحيات شهدائنا، لأن من حق الشهداء علينا، ألا نكتفي بتمجيد ذكرى الشهادة، بل أن نقول لهم ماذا أنجزنا من أجل الحفاظ على قدسية الدم والشهادة".

أضاف: "لقد أسهمنا بدمائنا وعرقنا وتضامننا في ولادة محكمة دولية خاصة بلبنان، من أجل كشف قتلة شهدائنا، وانزال العقاب بالمجرمين، ووضع حد لمسلسل الاغتيالات السياسية في البلد، وثقافة القتل التي كانت سائدة طوال ثلاثين سنة في عهد الاحتلال السوري، وتواصلت بعد انسحاب جيشه من خلال عملائه في لبنان، وقد صدر القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وسيصدر عما قريب القراران الاتهاميان في محاولة اغتيال الوزيرين مروان حماده والياس المر، وسيتم الإعلان عن أسماء المشاركين الآخرين المحتملين من القتلة ومن يحميهم، وقد أصبحت هذه الأسماء معروفة، وغدا سنتأكد من الاسماء والجهات المتورطة مع بدء المحاكمات الغيابية".

ودعا "من يشكك ويقول لو عرفتم القتلة، وصدرت الاحكام، ماذا تنفع اذا كنتم عاجزين عن جلب المجرمين الى العدالة؟ الى مراجعة التاريخ، من اجل أن يعرف كم من مجرم تكابر على الاحكام، وانتهى به الامر في السجون"، مشددا على أن "وضعنا لن يكون مختلفا، والمجرمون سينالون عقابهم، ومن يحميهم سينال عقابه، لأن دماء الشهداء، وحياة من يكمل المسيرة، أغلى من أن تذهب هدرا، والقضية هي مسألة وقت ليس إلا، وعقارب الساعة تدور الى الامام وليس العكس، والعدالة في طريقها الينا، ومن حقنا أن نفاخر بهذا الانجاز".

ولفت الى أن ""الاستقلال الثاني لا يزال يواجه عقبات حولناها، وأن النظام السوري لا يزال يمتلك نفوذا في البلد بواسطة اتباعه، وبواسطة السلاح الذي استخدمه حزب السلاح في اواخر العام 2010 من أجل إسقاط الحكومة الائتلافية برئاسة الرئيس سعد الحريري، وفي ذلك اليوم الذي قرر فيه "حزب الله" والنظام السوري القيام بالانقلاب في لبنان، استعدنا في ثورة الارز قائدا فذا اسمه سعد الحريري".

وذكر أنهم "يحاولون بشتى الطرق قطع الطريق على الاستقلال الثاني، ولكنهم فشلوا، وقد وصل بهم الامر الى محاولة الغاء ثورة الارز من كتاب التاريخ، ولكن نحن لهم بالمرصاد من أجل منعهم من الدخول الى هدفهم"، متسائلا "أي تاريخ هذا هو إذا لم يأت على ذكر الثورة التي صنعت الاستقلال، وزرعت بذور الربيع العربي الذي أزهر في العديد من البلدان؟"، مؤكدا أن "شعب 14 آذار لا يستطيع الا ان يكون مع هذا الربيع، بصرف النظر عما تفرزه إرادة الشعوب في أي بلد، وأن هذا ما يعلنه قادة 14 آذار حيال ما يجري في سوريا، حيث يخوض الشعب السوري البطل، ثورته من اجل تحقيق حريته المصادرة منذ أكثر من أربعين عاما".

وأشاد علوش، بـ"كندا، وبالمهاجرين الاوائل من اللبنانيين، الذين حملوا لبنان في قلوبهم، وعبروا الطريق الى الآلاف من اخوانهم، من أجل أن يجدوا افقا واسعا من الامل والنجاح"، مؤكد أن "الرئيس الشهيد تجاوز منطق العمل السياسي التقليدي، لأنه كان يحمل رسالة تتخطى الحدود الوطنية والاقليمية، من أجل أن تصب في رؤيا عالمية للسلام والتفاهم بين الشعوب، وقد ركز جهوده في سبيل مواجهة المشاريع المتطرفة من كل الجهات التي برزت في العقد الماضي، وأن هذا الدور قد يكون هو ما حرض على اغتياله، من اجل إلغائه من المعادلة القائمة"، مذكرا بأن "دينه علينا هو التزامنا بمتابعة مسيرته".

ودعا الى "دعم الشعب السوري من أجل أن يزيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كونه أحد أكثر الأنظمة متاجرة بالاوراق الاقليمية المتعلقة بالارهاب، والذي يطلق الشعارات الجوفاء والنفاق الذي لا مثيل له، ولأن إزالة هذا النظام هي الضمان الوحيد لاستقرار المنطقة في المستقبل"، موضحا أن "أحد أهم أسباب استمرار الانظمة الديكتاتورية، هو استمرار الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني، وأنه لا يمكن للعالم أن يرتاح إلا من خلال تأمين فرصة لهذا الشعب، ومن خلال حل قائم على دولتين بحدود 1967 ومرجعية مدريد، والمبادرة العربية، و دون ذلك ستبقى المنطقة والعالم رهن تحالف المتطرفين في طرفي النزاع، يستفيدون منه على حساب آمال الشعب الفلسطيني، وأحلام المواطن العربي الحالم بغد أفضل".

وذكّر القنصل جورج أبو زيد بـ"سيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإنجازاته في مختلف الميادين، وبأنه هو من أعاد رسم لبنان من جديد على الخريطة السياسية العالمية، من خلال العمل الديبلوماسي الدؤوب، ومن خلال تحفيز الحركة الاقتصادية".

ولفت عضو مكتب منسقية التيار في أوتاوا محمود رابعة، في كلمة ألقاها باسم التيار، الى أن "شباب لبنان اليوم، هم نصف الحاضر وكل المستقبل، وهم الذين ملأوا ساحة الحرية، ولم يتراجعوا عن الهدف الأساسي للقضية، وهو إحقاق العدالة، وبناء لبنان الحر والسيد والمستقل". وشدد على أن "الممارسات الوحشية التي يمارسها النظام أزالت قناعه، قناع الزيف والكذب والرياء، وأن ما يزيد الطين بلة هو هذا الصمت المريب عما يجري على الحدود اللبنانية ـ السورية، من خطف وقتل وزرع ألغام، واعتداءات متكررة على الأهالي، في ظل عجز حكومي وسكوت غريب"، متسائلا "أليست الدولة بما تمثل من حكومة وقوى أمن ومؤسسات، مسؤولة عن حماية هذه المناطق وتوفير الأمن والسلم لأهلها؟ أليست هي المسؤولة عن رفع الصوت عاليا للمطالبة الفورية بوقف الخطف اليومي والقتل العشوائي؟". من جهة ثانية، التقى مجدلاني وعلوش كلا من، رئيس لجنة الصحة في البرلمان الكندي كولين كيري، والنائب دين دل ماسترو في الحزب المحافظ، ورئيس مجلس الشيوخ الكندي نويل كانسيلا، الذي تناول اللقاء معه الوضع السوري، تداعيات الثورة السورية على لبنان والمنطقة، وقد دعا مجدلاني وعلوش "القيادات الكندية الى دعم الثورة السورية، بما يؤدي الى تخفيف معاناة الشعب السوري".

كما التقيا نائب الحزب الليبرالي موريل بيلانجي، الذي إطلع من الوفد على "المستجدات السياسية في المنطقة، وأفق الثورة في سوريا، وتأثيرها على الاستقرار في الشرق الاوسط وفي لبنان، وخصوصا على التقدم في حل القضية الفلسطينية، والتخفيف من حالة الغضب واليأس الذي تعاني منه شعوب المنطقة".

وبحثا "العلاقات اللبنانية ـ الكندية، ودور الجالية اللبنانية في كندا مع النائب عن "الحزب الديموقراطي المعارض هيلين لافاراندري.

وأجريا محادثات مع عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الكندية، في حضور القائم بالأعمال اللبناني جورج أبو زيد، وتطرق المجتمعون الى "أوضاع المنطقة، وأهمية ان تقدم كندا النصيحة الواضحة للقيادة الاسرائيلية بضرورة الوصول السريع الى حل، على أساس مرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتأمين السلام العادل والمستدام، من خلال انشاء دولة فلسطينية متكاملة، قادرة على تحقيق آمال الشعب الفلسطيني". وشارك ممثلا الرئيس الحريري في مأدبة العشاء التي أقامها أبو زيد على شرف الوفد اللبناني، في حضور السيناتور ماك حرب، وعدد من قيادات "المستقبل".

 

المشنوق: الانتخابات النيابية ستجري في موعدها

الفضل في ديموقراطية لبنان يعود للمسيحيين

لا لتعديل الدستور وسط الطروحات العنصرية والطبيعة المسلحة

 وطنية - 11/3/2012 رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نهاد المشنوق ان الحالة اللبنانية المناهضة للديكتاتوريات العربية والداعمة للثورة السورية بخير، وكل كلام آخر هو كلام غير دقيق وغير صحيح ويراد منه التشويش على الواقع الايجابي القائم، ويهدف الى ان نكون بوضع قلق عما سيحدث في المستقبل. وقال المشنوق في المنبر الشهري الذي تنظمه منسقية بيروت في تيار المستقبل: "نحن اكبر مجموعة سياسية ليبرالية مدنية منتخبة في العالم العربي الآن" ، لافتا الى انها "صفة تشعرنا بالامان والاطمئنان الديموقراطي، وان الخير الآتي سيكون معمما على كل اللبنانيين" . ورفض المشنوق حالة "الاستقرار الظالم" التي فرضتها معادلة الدكتاتوريات العربية. وقال: "لقد تعودنا على ما اسميناه "الاستقرار الظالم"، يعني ممنوع ابداء الرأي او المطالبة بتداول سلمي للسلطة، لقاء ان يعيش الفرد العربي باستقرار، هذا ما كان سائدا في العالم العربي" . وفند بالتفصيل الوثيقة التي صدرت عن تيار المستقبل وقال: "لقد صدرت وثيقة عن تيار المستقبل وآفاق الربيع العربي، نحن كمجموعة سياسية اعلنا منذ الاسابيع الاولى للثورات العربية اننا مع التغيير في كل "الجمهوريات الملكية"، لانه لا يمكن ان نكون مع الحرية في بلدنا ونكون ضدها في دولة عربية اخرى يتصرف رؤساؤها على البقاء في السلطة وتوريثها لابنائهم. لقد انتهى هذا الامر في تونس ومصر وليبيا، وان شاء الله ينتهي قريبا في سوريا لان الشعب السوري اخذ خياره ومستمر بالثورة من دون تردد، ودفع الدم الغالي، كما دفع ابناؤنا واهلنا الدم كي يحصلوا على حريتهم وحقهم في التعبير، ويضمنون ان يبقى النظام في لبنان نظاما ديموقراطيا" . وتابع: "لقد حان الوقت الا نتردد بعملية التغيير، عبر نزع الخوف والتردد. وهناك ثمن للحرية خصوصا ان كان هناك انظمة ديكتاتورية". وتناول المسألة الوطنية الواردة في الوثيقة، فرأى "ان هذه المسألة مرت بخضات كبيرة منذ نشوء لبنان في العام 1943، والاشكالية التي سادت كانت في العلاقات اللبنانية - السورية". مشيرا الى انه منذ العام 2000 وحتى اليوم كانت هذه العلاقات مسببة للازمات والمشاكل سواء بالعلاقة بين البلدين ام في علاقة اللبنانيين فيما بينهم". موضحا "ان القاعدة المتبعة كانت القوي على الضعيف، الكبير على الصغير، المعتدي على الضحية. لم يكن للعلاقات صفة طبيعية وكنت ارفض مقولة العلاقات الممتازة انما كنت اطالب بالعلاقات الطبيعية التي قد تتطور الى ممتازة".

واكد "ان الجزء الاساسي من الاستقرار الآتي هو قيام علاقات لبنانية - سورية طبيعية لا غلبة فيها لاحد ولا انتصار ولا اعتداء لاحد على احد. علينا الصمود ونحن على الطريق".

وقال: "لقد تناولت الوثيقة العلاقات السنية - الشيعية في لبنان"، لافتا الى ان الذاكرة اللبنانية لم تشر الى ازمة سنية - شيعية قبل 7 ايار 2008، مؤكدا انه يجب الا نحول 7 ايار الى "واقعة كربلاء"، نحن لا ندعو الى تجاوز نتائج 7 ايار او القبول بها، بل نطالب بثبات ومثابرة سلمية وفق الآليات الدستورية برفض نتائج 7 ايار، وما نتج عن الدوحة واشكال الحكومات التي شكلت بعد الدوحة بالثلث المعطل وغيرها ورفض حكومة الحزب الواحد". وتابع: "لقد اعترف الرئيس سعد الحريري بخطابه في 14 شباط بمسؤوليته عن القاعدة التي شكلت عليها هذه الحكومة". وقال: "انا اخطأت في هذا الموضوع، لذلك لن نكرر اي خطوة سياسية تحت اي ظرف من الظروف تؤدي الى تكرار ما حدث في اتفاق الدوحة" ، مؤكدا ان ما تبع اتفاق الدوحة من تشكيل حكومات مخالف للدستور وللبنية الاساسية بالتركيبة اللبنانية".

واشار الى "ان اللبنانيين الذين يطالبون بمشروع الدولة هم متساوون بالحقوق والواجبات"، وقال: "هناك دستور يحكم هذا البلد، فأي مخالفة لهذا الدستور هي باب من ابواب الاشتباك بين اللبنانيين ايا كانت طوائفهم" . واعتبر ان موضوع الخلاف الثاني هو السلاح، وقال: "لقد مر السلاح على الجميع في لبنان، مر على السنة وكان عنوانه القضية الفلسطينية، ومر على المسيحيين وكان عنوانه الحفاظ على المكتسبات، ماذا حقق السلاح السني والمسيحي غير الازمات والحروب والمشاكل، فلماذا يعتقد سلاح "حزب الله" انه يستطيع ان يحقق غير الازمات والمشاكل والحروب؟.

وقال: "يجب ان نتذكر ان السلاح مر على كل الطوائف ولم يسبب الا الخراب"، معربا عن امله ان يعي البعض ان هذا السلاح لن يحقق لهم اي مكاسب، مؤكدا ان "ما يحقق لهم المكسب هو التضامن مع كل اللبنانيين والتفاهم على مفهوم موحد للمقاومة وليس على مفهوم موحد لسلاح خارج الدولة".

ورأى ان من عجائب الدوحة الحديث عن الجيش والشعب والمقاومة، اي ايجاد ثلاثة كيانات وهذا شيء مرفوض، مؤكدا ان هذه الكيانات الثلاثة يجب ان تكون تحت عنوان الدولة والدولة فقط.

واشار الى انه "يجب ان تكون التأثيرات للمتغيرات الاقليمية التي تحصل في المنطقة حافزا لنا ولغيرنا على مزيد من التفاهم" ، رافضا ان "تكون حافزا لنا على الانتصار وحافزا لغيرنا على الاحساس بالهزيمة". وقال: "من هنا اصر الرئيس الحريري على صدور هذه الوثيقة في هذا التوقيت بالذات" . وقال: "ان النظام السوري يتهاوى، من هنا يجب وضع اسس وقواعد للتفاهم بين اللبنانيين لا تعتمد على انتصار احد ولا على هزيمة احد" . وتحدث عما تناولته الوثيقة في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، فرأى ان الفضل في ديموقراطية هذا البلد تعود للمسيحيين وليس للمسلمين، واوضح انه لو قدر للبنان منذ نشوئه ان تكون الاغلبية العظمى من سكانه لطرف واحد لكان دولة ديكتاتورية كباقي الدول العربية المجاورة، لافتا الى ان التنوع القائم في لبنان هو الذي حمى الديموقراطية فيه. فالمسلم اللبناني تأثر بشعارات عربية مثل الوحدة وغيرها، لكن التنوع كان العائق نحو هذه الوحدة المستنبطة من الديكتاتورية العربية السائدة، لان الوحدة ليست قائمة بين انظمة ديموقراطية لتأخذ مداها الايجابي. هذا الفضل لا ننكره للمسيحيين، ونؤكد عليه كل يوم" . وسأل: كيف يمكن لنا ان نفاوض في تعديل الدستور وهناك من يطرح المسائل بطريقة عنصرية على المستوى المسيحي، فضلا عن اربعين الف صاروخ تطرح للتذكير على المنابر كل اسبوع، فمن المستحيل ان نصل لنتيجة ايجابية وسط عقلية عنصرية ووسط السلاح. معتبرا "ان الخيار الوحيد هو خيار تنفيذ الدستور بنصه وبروحه، وعندما تتغير كل المعطيات المطروحة يمكن ان نناقش كل شيء وليس هناك من مسائل مقفلة. ولا يمكن ان نناقش في ظل معادلة الاعتداء فيها على الدولة له طبيعة صاروخية وليس طبيعة مسلحة فقط" .

وردا على سؤال عن احتمال تأجيل الانتخابات النيابية قال النائب المشنوق: "انها المرة الاولى التي يسمع فيها هذا الكلام وهي رغبة من ينتظر الهزيمة، لكنها لن تتحقق لاننا قادرون على اجراء الانتخابات في موعدها رغم الاشكالات التي تعترض قانون الانتخاب" .

 

سليمان زار معرض الكتاب في انطلياس: نظامنا التعددي والتوافقي شكل شبكة أمان في خضم التطورات في المنطقة

الطائف هو نظام جيد للبنان ويجب تحصينه لعشرات السنوات الى الامام

ما حصل في رياض الصلح حادث بسيط سيحقق به لتصحيح الاخطاء وتجنبها مستقبلا

 وطنية - 11/3/2012 اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان نظامنا التعددي والتوافقي شكل شبكة امان للبنان في خضم التطورات التي تحوط المنطقة العربية والعالم، مشددا على ان النظام المرتكز الى اتفاق الطائف هو نظام جيد للبنان ويجب تحصينه لعشرات السنوات الى الامام عن طريق معالجة الاشكالات التي اعترت تطبيقه.

زار الرئيس سليمان بعد الظهر معرض الكتاب اللبناني السنوي الذي تقيمه الحركة الثقافية في كنيسة مار الياس - انطلياس، حيث استقبله لدى وصوله ممثل الرئيس العام للرهبانية الأنطونية نائبه العام الأب أنطوان راجح، رئيس "الحركة الثقافية" رئيس دير مار الياس – أنطلياس الأب المدبر ريمون هاشم، الأمين العام للحركة جورج ابي صالح وأعضاؤها، رئيس بلدية انطلياس وفاعليات المنطقة. وجال رئيس الجمهورية على أقسام المعرض ودور النشر المشاركة فيه واطلع على آخر الاصدارات.

وبعد انتهاء الجولة، انتقل الرئيس سليمان الى صالون الدير حيث ألقى أبي صالح كلمة ترحيبية باسم الحركة شكر فيها لرئيس الجمهورية حضوره وتشجيعه للمعارض الثقافية، التي تميز لبنان بتنوعه الثقافي والحضاري.

سليمان

والقى الرئيس سليمان كلمة قال فيها: "شكرا لكم للاستقبال. وتهنئتي للحركة الثقافية في انطلياس على المهرجان الثقافي والعلمي، الذي تقوم به بشكل سنوي منذ ثلاثين سنة لإبقاء لبنان منارة ثقافية ليس فقط للشرق الاوسط بل للعالم ايضا. تهنئتي كذلك للرهبنة الانطونية الحاضنة لهذا النشاط ولجميع الفاعليات، الذين ساندوا هذا النشاط الذي يتوخى الربح ولكن هدفه نشر رسالة لبنان الحضارية التعددية، هذه الرسالة التي نشعر الان وبهذا الوقت بقيمتها. فخلال السنة التي مرت بخضم الاضطرابات التي تحوط المنطقة العربية والتي ايضا تجري في العالم نشعر ان رسالتنا ونظامنا التعددي والتوافقي شكل شبكة امان للبنان".

أضاف: "هذا الموضوع يجب ان نتابعه بتحصين نظامنا واعني بتحصين الطائف عن طريق معالجة الاشكالات التي اعترت تطبيقه منذ اكثر من عشرين سنة ولليوم، ليس لأخذ صلاحيات لأي سلطة على حساب سلطة اخرى، ولكن لحسن توزيع المسؤوليات ولتحصين الطائف. لأنه ثبت ان هذا النظام هو النظام الجيد للبنان ويجب تحصينه ليبقى صالحا لعشرات السنوات للأمام".

تابع: "لماذا اقول هذا لأنه بعد الذي يحصل في العالم اليوم وظاهرة العولمة التي تزداد يوما بعد يوم من جراء التطور التكنولوجي وتقنيات المعلومات، العالم ذاهب الى التعددية بشكل فظيع وبشكل سريع جدا. التعددية ستتناول كافة الامور وكافة الدول الى درجة ان المدن ستتشابه بعد عشر او عشرين سنة وهذا يتطلب اعادة النظر بالأنظمة، بكافة الانظمة الديموقراطية، لتطويرها وجعلها اكثر انسانية واشراك الجميع في إدارة الشأن، اعادة النظر بالأنظمة المالية والتي بانت ازمتها خلال السنوات الماضية وطبعا لبنان استطاع وبكل اعتزاز، لان النظام المالي عندنا هو انساني ايضا، استطاع ان يتجاوز الازمة المالية وايضا النظام الاجتماعي الذي يرعى حياة الناس اليومية والذي من صلبه الاساسي الثقافة التي انتم ترعونها. اهنئكم واتمنى لكم كل خير".

سئل: فخامة الرئيس الامس حصلت مسيرة لموضوع كتاب التاريخ؟ أية ثقافة في الإشكال الذي شهدناه الامس بين القوى الامنية والطلاب؟

أجاب: "للأسف هذا المشهد غير ثقافي ولكن هذا ليس منهجا لبنانيا، هذه حادثة استثنائية يجب معالجتها. لأن المشهد الحقيقي في لبنان تبنيناه نحن منذ عام 2004 ولغاية الان عبر تصرف قوى الجيش وقوى الامن مع المواطنين. أتأسف لحصول هذا الحادث، وهؤلاء الشباب الذين يتظاهرون هم شباب والعسكريون الذي كانوا يحفظون الأمن هم شباب ايضا ولا فرق بين الاثنين، حصل خطأ في تنسيق هذا التحرك أدى الى دخول احد الاشخاص وتجاوز اللياقة والادب وحاول أيضا أن يؤذي ضابطا او جنديا. وزارة الداخلية ستحقق في هذا الموضوع لتصحيح الاخطاء وتجنب ذلك مستقبلا. وعلى الشباب ايضا وانا اكلم الشباب، مراجعة الاخطاء التي ارتكبوها ومن ارتكبها لمنعها مستقبلا، نعتبره حادثا بسيطا نتعلم منه لنتجاوزه في المستقبل".

كلمة في السجل

وقبيل مغادرته دون الرئيس سليمان في السجل الذهبي للحركة الكلمة الآتية:

"انطلياس في التاريخ أهدت لبنان العامية التي كرست الوفاق والعيش المشترك بين اللبنانيين. وانطلياس اليوم من خلال الحركة الثقافية تكرس التنوع الثقافي والحضاري ليبقى لبنان رسالة ومنارة ونموذجا لعيش الاديان والحضارات ووطن رسالة.

تهنئتي القلبية للحركة الثقافية والقيمين على هذا المعرض وأملي في ان تستمروا في نشاطكم وجهدكم ليبقى لبنان وطنا يستحقه ابناؤه ويفتخرون بالانتماء اليه".

 

"القوات اللبنانية": لمحاسبة المسؤولين عن انهيار مبنى طبرجا

تعليق سحب جثة العامل الهندي عمل غير اخلاقي ويدل على تمييز عنصري

وطنية - 11/3/2012 دانت خلايا كليات الهندسة في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية"، تعليق عملية إنتشال جثة العامل الهندي من تحت أنقاض المبنى المنهار في منطقة طبرجا، ورأت في ذلك تمييزا عنصريا وخطوة مشينة. وجاء في بيان أصدرته مساء اليوم: "لم يكد اللبنانيون يستوعبون هول مأساة انهيار المبنى السكني في الأشرفية، حتى تكررت الصورة المأساوية ولكن في طبرجا هذه المرة. ولقد وضعت الحادثة هذه، بكل مأساويتها، الاصبع مجددا على جرح تقصير الدولة في إطار ما تقدم، كما تقصير السلطات المحلية، بحيث إنه بات لزاما على البلديات متابعة أحوال مبانيها، التزاما منها بالقيام بواجباتها كاملة على هذا الصعيد". أضافت: "إلا أن الأخطر من هذا كله، بقي تعليق عملية انتشال جثة العامل الهندي الموجودة تحت أنقاض المبنى المنهار. فهذا التعليق وإن دل على شيء فهو يدل على التمييز العنصري وغير الأخلاقي الذي اتبعه وانتهجه المعنيون، بدلا من أن يهرعوا لانتشال الجثة احتراما لقيمة الإنسان أيا تكن جنسيته". وتابعت: "إن مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية تستنكر بأعلى الصوت هذه الخطوة المشينة، فهي غير مقتنعة البتة بتبريرات اتخاذها، إذ إنه لا مكان لأية تبريرات أمام ضرورة احترام قيمة الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله. كما تطالب المصلحة بأخذ الاجراءات اللازمة وبأقصى سرعة ممكنة للاقتصاص من المقصرين الذين تسببوا في حصول هذا الانهيار بعد سنوات طويلة من الاهمال، ومحاسبة اي تأخير اضافي حول رفع الانقاض وانتشال جثة الضحية من الجنسية الهندية".وختمت متمنية "الشفاء العاجل للجرحى، كذلك الراحة الأبدية للعامل الهندي الذي وقع ضحية لانهيار المبنى المذكور".

 

الراعي اختتم زيارته للاردن بلقاء عبدالله الثاني: العاهل الاردني يشجع الوصول الى التسويات السياسية عن طريق الحوار

السلام لا يولد لا من القهر ولا من العنف بل يأتي ثمرة الحوار بين مكونات الوطن لنعمل معا كي يتوقف العنف ونقف معا حصنا منيعا في وجه كل تطرف ديني ونشرع أبواب قلوبنا وعقولنا للحوار من اجل بناء مستقبل دولنا معا

وطنية - عمان - 11/3/2012 أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، انه لمس من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حرصه على ألا يكون في المنطقة اي لجوء للعنف، وتشجيعه الدائم للعمل الجدي للوصول الى التسويات السياسية عن طريق الحوار في كل الاوطان.

كلام الراعي جاء عقب اللقاء الذي جمعه بالملك الاردني قبل ظهر اليوم في الديوان الملكي في منطقة الحمر في عمان، والذي بدأ بخلوة بينهما سبقت الاجتماع الذي انضم اليه الوفد المرافق.

وعقب اللقاء قال الراعي: "هذا شرف كبير لي ان أختم زيارتي الى الاردن بلقاء مع صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني الذي أتمنى له كل الخير، وهذه الزيارة كانت لشكره على اهتمامه بالاردن ككل ولكني اعبر له عن تقديرنا لحكمته ودرايته وقد رأينا بأم العين العمران والتقدم على كل المستويات ومنها مستوى التعددية في الاردن والحياة المسيحية - الاسلامية وبخاصة ان المملكة كرمتنا بأرض ارتفعت عليها كنيسة مار شربل وكرمنا جلالته بأرض لبناء كنيسة مار مارون على المغطس والبارحة وضعنا حجر الاساس".

وتابع: "هناك علاقات صداقة كبيرة بين لبنان والاردن وبين الملك الحسين رحمه الله مع البطريركية المارونية وقد عبرت للعاهل الاردني عن محبتنا للاردن من جهة ولشخصه الذي يرعى الجميع بمحبته، فعندما نلتقي به نلتقي بالرجل الواعي والحكيم صاحب الرؤية البعيدة، نحن نقدر هذا البلد الذي يحترم كل الكنائس والمسيحيين بكل قوانينهم وشؤونهم وما فعله جلالته بتقديمه أراض لكي تبنى عليها الكنائس من مختلف المذاهب على المغطس هو قمة في احترام الاديان. وقد رأينا هذا المنظر الرائع وقلت انه هذا هو الحوار المسيحي -الاسلامي المجسد على الارض وليس حوار الورق والمؤتمرات ومن الارض يمكننا الانطلاق للتحدث عن الحوار الحقيقي وأعود من زيارتي للاردن بكثير من التقدير للمسنا واقع العيش الحقيقي في العالم العربي. وهذا ما يساعدنا على اتخاذ الاردن مثالا لترقي شعوبنا الى الامام".

وختم قائلا: "لقد لمست من جلالته همه الكبير بان لا يكون في المنطقة اي لجوء للعنف وهمه ان نصل بالحوار الى التسويات السياسية في كل الاوطان".

مسجد الملك حسين

وكان الراعي قد زار صباحا مسجد الملك الحسين يرافقه المطران بولس الصياح، الخورأسقف جورج شيحان، مدير مركز التعايش الديني في الاردن الاب نبيل حداد، المحامي وليد غياض، ممثل عن المملكة الاردنية عقل بلتاجي، السفير اللبناني في الاردن شربل عون، وزير السياحة الاردنية نايف الفايز. وكان في استقباله وزير الاوقاف وشؤون المقدسات الاسلامية عبد السلام عبادي، ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية القاضي الشيخ عبد الله العبادي.

ودون الراعي في سجل المسجد كلمة جاء فيها: "بروح الشركة والمحبة أقوم بزيارة مسجد الملك الحسين بن طلال مع وفد من البطريركية المارونية من بكركي - لبنان، هي زيارة لتأكيد الآخاء والتعاون بين المسيحيين والمسلمين وبخاصة بين الكنيسة المارونية والمملكة الهاشمية، صلاتنا عن نفس المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال وصلاتنا ودعاؤنا من اجل جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم أطال الله بعمره وكلل أيامه ومساعيه بالنجاح لخير المملكة والشعب الاردني النبيل راجيا من الله دوام السلام والخير".

وقد أعرب وزير الأوقاف الأردني عن اعتزازه بزيارة البطريرك الماروني "التي تعبر عن العلاقة الوطيدة بين الاسلام والمسيحيين بصفة عامة، وعلاقة خاصة مع الطائفة المارونية على مستوى المملكة، وهذا يؤكد ان العلاقات عميقة ووثيقة ونتطلع الى المزيد من التعاون في ما يحقق خير الانسانية ويقيم في ديارنا سلاما أساسه العدل واحترام حقوق الشعب".

بدوره رأى القاضي عبد الله العبادي ان زيارة الراعي "توجت العلاقة اللبنانية - الاردنية والتسامح الديني في الاسلام وهذا دليل على زيارة البطريرك لمسجد الملك الحسين رحمه الله وهي تاريخية ونعتز بها، فرسول الله استقبل وفد نجران في مسجده وهذه الزيارة تؤكد التعايش الاسلامي - المسيحي والانفتاح على الديانات دين الوسطية ودين الاعتدال وهي خير مثال على احترام الآخر ونبذ العنف والتسامح بين الاديان".

فطور

ولبى الراعي مع الوفد المرافق دعوة إلى فطور أعدته هيئة تنشيط السياحة في حضور وزراء الخارجية والسياحة والاوقاف وشؤون المقدسات الاسلامية، السفير البابوي وأعيان من مجلس الاعيان إضافة الى عدد من النواب وأمناء ومدراء عامين من عدد من الوزارات.

وللمناسبة ألقى الراعي كلمة جاء فيها: "يسرني ونحن على مشارف ختام زيارتنا الرعوية للمملكة الهاشمية وقبل لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني ان ألبي دعوة هيئة تنشيط السياحة وأقوم بزيارة مسجد الملك الحسين، ان هذا المسجد المميز في جماله العمراني وجوه الروحي يذكرنا بدور الاديان عامة والاسلام والمسيحية خاصة في السعي من اجل الرقي الانساني والتقدم الحضاري وبناء ثقافة الانفتاح على الآخر والتضامن بين البشر من اجل تعزيز الكرامة البشرية وتحقيق الخير العام بهدي من المشيئة الالهية وقد عاينا بأنفسنا في اليومين الاخيرين من خلال زيارة المواقع الاثرية في أم الرصاص وجبل نابو ونهر الاردن مكان معمودية السيد يسوع المسيح، كيف تتلاقى هذه المعالم لتشكل الجذور التاريخية لهذا الجو الثقافي والحضاري الذي تتمتع به الاردن حيث تنسجم عبر التاريخ والحاضر، ولا شك في المستقبل ايضا ان شاء الله القيم المسيحية والاسلامية لتكون الهوية الخاصة لهذا البلد العزيز جاعلة منه نموذجا في العيش معا واحترام الانسان وحقوقه وتعزيز كرامته، واننا نفتخر بان تساهم الكنيسة المارونية في هذه المسيرة عبر حضورها الرعوي في عمان ووضع حجر الاساس لكنيسة مار مارون في موقع المغطس".

وتابع: "لا يقتصر هذا الإسهام الحضاري المميز على العمران وحسب يهمنا ان نؤكد على الدور الريادي لهذا البلد العزيز في الإسهام في توضيح صورة الاسلام النيرة ووضع حد لكل استغلال للدين لتبرير التطرف والعنف ضد الآخر كما عبرت رسالة عمان الشهيرة الصادرة في شهر رمضان المبارك تشرين الثاني 2004 قائلة: لا يمكن لانسان أنار الله قلبه ان يكون مغاليا متطرفا، ولا بد لنا ايضا ان نؤكد على أهمية المبادرات العديدة الصادرة عن المملكة الهاشمية في مجالات الحوار بين الاديان والتضامن على الخير والسلام فمنها مبادرة اسبوع الوئام العالمي بين الاديان التي تبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة في شهر تشرين الاول 2010 بناء على اقتراح جلالة الملك عبد الله ولا يسعنا الا ان نشيد بما قام بين المملكة والكرسي الرسولي من حوارات أغنت العيش الواحد بين المسيحية والاسلام في المملكة وسواها. ان الكنيسة المارونية تؤمن بان الحوار بين الاديان هو السبيل الصحيح والضروري لتعزيز التفاهم بين الشعوب والوحدة والشركة بين ابناء المجتمع الواحد. فالسلام لا يولد لا من القهر ولا من العنف بل يأتي ثمرة الحوار المسؤول بين جميع مكونات الوطن بهدف تطوير الانظمة وضمان الحقوق الفردية والجماعية وتأمين الخير العام بعيدا عن الحسابات الفئوية والمصالح الانانية، لهذا نطبق تعليم السيد المسيح الذي يقول طوبا لصانعي السلام فانهم ابناء الله يرعون".

وختم الراعي بالقول: "من هذه الارض المباركة التي زارها باباوات الكنيسة وفي هذه الايام الدقيقة والعصيبة التي تمر بها منطقتنا أود إطلاق نداء لجميع المؤمنين من كل الاديان وذوي الارادات الصالحة في اوطاننا العربية انطلاقا من خبرتي الاردن النموذج ولبنان الرسالة، بان نعمل معا لكي يتوقف العنف بكل أشكاله ونقف معا حصنا منيعا في وجه كل تطرف ديني ونشرع أبواب قلوبنا وعقولنا للحوار من اجل بناء مستقبل دولنا معا، وتوحيد السلام والامان في مجتمعاتنا وتحقيق الاستقرار المبني على احترام الحريات الفردية والخصوصيات الثقافية وقبول التعددية الدينية، وبذلك نكون فعلا أمنا لإيماننا وللمشيئة الالهية، علينا ان نكون في هذا الشرق شهودا حقيقيين للسلام".

الفايز

واعتبر نايف الفايز ان "هذه الزيارة تاريخية وهي تعبر عن المحبة ما بين الاردنيين واللبنانيين، فزيارة البطريرك الى المواقف الكنسية ولقاءاته مع رجال الدين المسلمين وزيارته الى مسجد الملك الحسين والى موقع المغطس ووضع حجر الاساس للكنيسة تعبر عن اهمية المواقع الدينية التي هي مواقع حج وغبطته يسلط الاضواء على هذه المواقع الهامة".

وختم: "اللبنانيون هم اهل البيت ووسط البيت كما نقول في لغتنا".

الجودي

بدوره قال وزير الخارجية الاردني ناصر الجودي: "نحن سعيدون لزيارة البطريرك والعلاقة بين الاردن ولبنان اولا وبين الكنيسة المارونية والمملكة علاقة قديمة وعريقة وانا سعيد بهذه الزيارة الشاملة للمواقع الدينية والاثرية فلها طابع ثقافي بلقاء الكثير من الفاعليات هنا في الاردن، وبعدها لقاء جلالة الملك هذه الخطوة مشجعة جدا ونحن سررنا لوضع غبطته حجر الاساس لكنيسة مار مارون وهذه الخطوة تساعد دائما في تنمية وتعزيز التفاهم المشترك وتنمية علاقات المستقبل".

حداد

ثم كانت كلمة للاب لنبيل حداد قال فيها: "ان هذه البلاد المتكئة على امتدادات القداسة وجغرافيتها اسمها فيلادلفيا اي مدينة الحب الاخوي فهذا الشهر هو شهر آذار وفيه عيد الام وعيد البشارة بمار بشارة الراعي بطريرك الشركة والمحبة نجتني في وجهه المشرقي موقفا صادقا وصوتا واثقا فسلام عليك لانك عملت من اجل وحدة لبنان الحبيب والمشرق كله وحملت رسالة مجد لبنان الذي اعطي لك

 

مطر ترأس قداس أربعين نسيب لحود في بعبدات: شكل حالة وطنية استثنائية بمسلكه المثالي والنزيه

سيرجع في كل إرادة وطنية متوثبة من أجل لبنان

وطنية - 11/3/2012 ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ظهر اليوم في كنيسة سيدة النجاة في بعبدات قداسا في ذكرى أربعين رئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود، بمشاركة النائب العام لأبرشية بيروت المونسنيور جوزيف مرهج والمونسنيور منصور لبكي وكاهن الرعية الخوري طانيوس خليل والخوري جو دكاش، في حضور النواب فريد مكاري وفؤاد السعد ونبيل دو فريج والوزيرين السابقين الدكتور طارق متري والشيخ ميشال الخوري وأعضاء حركة التجدد الديموقراطي.

بعد الإنجيل ألقى مطر عظة قال فيها: "نقيم معكم هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفس فقيدنا الكبير وراحلنا الغالي وابن الأبرشية البار الأستاذ نسيب لحود، في ذكرى الأربعين لانتقاله إلى بيت الآب. وما كنا نتصور لزمن قريب مضى أن ما حدث له كان سيحدث. فهو كان بعد في عز العمر وفي غمرة العطاء وفي كامل الحضور والإشعاع في حياة البلاد وفي انتظارات شعبها الأبي والمعاند في سبيل الحق وكرامة الإنسان". أضاف: "إنها خسارة كبيرة أن يرحل نسيب على وجه السرعة كما رحل. وهو الذي شكل في البلاد حالة وطنية استثنائية مع كوكبة من أقرانه المعروفين بقاماتهم العالية ومسلكهم المثالي، وخدمتهم الوطنية النزيهة وإيمانهم بالكلمة الحرة وبالموقف الحواري المنفتح على الآخر بإيمان وحب. ولقد وفاه اللبنانيون حقه، في وداعهم لوجهه الصبوح عندما أجمعوا على إكرامه والاعتراف بشمائله في طول البلاد وعرضها، وقد كسروا بموقفهم هذا حدود الطوائف والانتماءات مجمعين على تقدير الرجل بما يدل أيضا على أن توقهم إلى الوحدة في وطنهم وإلى سير لبنان في طريق الديمقراطية الراقية هو التعبير الأصدق عن حقيقتهم الباطنة وعن توقهم الدفين إليها في الأعماق".

وتابع: "لقد وجد اللبنانيون في نسيب لحود صورة عن أحلامهم فأحبوها، وما كانوا ليجدوا فيه صورة عن واقعهم الذي فيه يتخبطون وهم له رافضون. ذلك أن وراء هذا السياسي المترفع كان يطل إنسان خلوق، أراد العمل العام خدمة مجانية لوطنه، لأنه كان يحب هذا الوطن ويحب شعبه. تربى على يد والد هو أيضا مارس الوزارة والنيابة وتميز بتنفيذ المشاريع الإنشائية التي كادت أن تغيب في أيام الشح هذه عن مساحة الوطن. ولقد أخذ عن جده الذي حمل اسمه بفخر واعتزاز وعن سائر رجالات الدوحة العائلية التي كان منتسبا إليها والتي أعطتنا رجالات تبوؤوا من المناصب حتى أعلاها، روح العناد في سبيل الحق مع احترام اللعبة السياسية النظيفة، والمفاضلة التي يحكم الرأي العام فيها بالرقي الحضاري المحبب والمرغوب".

وقال: "كانت البلاد قد افتقدت زمنا معنى السلام والديموقراطية التي تحل إذا حل هذا السلام وتتعثر إذا تعثر. فحين وصل نسيب لحود إلى سدة المسؤولية نائبا ووزيرا، بعد أن مثل بلاده كسفير فوق العادة في دولة عظمى وفي ظروف عصيبة، آلى على نفسه أن يعمل مع العاملين على استعادة هذه الديموقراطية في حكم البلاد لأنها التعبير الأسمى عن حقيقة لبنان ماضيا وحاضرا ومستقبلا. لبنان هذا كان بالنسبة إليه وطن العيش المشترك والحوار البناء، وطن الوحدة والتنوع، وطن الأصالة والحرية لجميع أبنائه على السواء. لذلك كان على يقين من أن الرياح الهوج التي كانت تعصف في أجواء البلاد، إنما هي رياح عابرة وأن الناس سيعودون للناس في هذا الوطن الجامع إذا ما استعملت فيه لغة المنطق والعقل وإذا ما أعطيت في الحياة العامة نماذج عن الاستقامة ونظافة الكف التي من شأنها أن توقظ الرجاء في شعب كاد يفقده لقلة الاكتراث به في الداخل وفي الخارج".

وتابع مطر: "حيال هذه التحديات الكبرى قرر نسيب لحود أن يكون رجل المبادىء السياسية والأخلاقية التي لا يحيد عنها مهما اشتدت عليه وطأة الصعاب. فأخذ موقع الدفاع عن الحرية وكرامة الإنسان، متيقنا من أن الحرية تستأهل النضال من أجلها وأنها لا تصان ولا تستعاد إلا بالحرية نفسها ودون سواها. فلا نمو للحرية إلا بالحرية ولا إعلاء للكلمة إلا بالكلمة ولا إدخال للقناعات في النفوس إلا بالقناعات. هكذا تذكر كلمة قائد كبير ربح الحرب العالمية الثانية حين قال: "أن أسوأ نظام في العالم هو النظام الديموقراطي ما عدا كل الأنظمة الأخرى". وبهذا المنطق رفض العنف في داخل الشعب الواحد وأراد أن يكون تيارا ينادي بهذه الأفكار، وكان له ما أراد مع رفاق له أعزاء يشعرون اليوم بالأسى لفراقه تماما كما يشعر به الأقربون من أهله وعياله".

أضاف: "رأى نسيب لحود أن الديموقراطية لا تحصن إلا بالحقيقة الموضوعة في متناول الناس، تسهيلا لاختيارهم الأفضل والأحسن عبر نقاش الأفكار وليس عبر اصطفاف الطوائف والمذاهب في وجه الطوائف والمذاهب. أما في ما يخص الأخلاق فقد اتخذ القرار الجريء بألا يضع نفسه في لبنان أمام خطر الاختلاط بين مصالحه الخاصة ومصالح الوطن العليا. ولقد تمثل هذا القرار بامتناعه عن القيام بأي نشاط اقتصادي في لبنان يدر له أرباحا ولو مشروعة، ساعيا إلى ما يقسم الله له من الخير عبر أعمال يقوم بها في الخارج ليعطي في ذلك المثل الطيب أمام الجميع. بهذه الصفات العالية تقدم نسيب من الشعب ليزاول ولايته في المجلس النيابي وكان له أن يفوز بثقة الناس عدة مرات وكان كل فوز له يجلب للمواطنين فرحا كبيرا في منطقته وفي سائر المناطق على السواء. فهو رجل حر وعاقل وجريء بالحق في آن معا. والناس المتطلعون إلى مستقبل زاهر لبلادهم وإلى وطن يكون سيدا بين الأسياد كانوا يتحدون الظروف ويحوزون له الغلبة بقوة إيمانهم. فرد لهم الجميل عندما كان يطل في جلسات البرلمان بصوته الهادىء ووقفته الواثقة وعقله الراجح ومحبته غير المحدودة لوطنه معطيا للبنانيين أملا جديدا بأن نمطا مثل الذي يرونه فيه قد يغير وضع البلاد فتصطلح فيها الأمور، متخطية مرحلة هذا الزمن الحاضر المتعثر". وقال: "بهذه الروح، وبكل جرأة في خدمة الحق، ترشح أيضا نسيب لحود لرئاسة الجمهورية يقينا منه أنه قادر على تطوير البلاد وعلى قيادتها نحو شاطىء العقلانية والنجاح. كان مشروعه متطابقا مع تاريخه الحافل بالرجاء ومع متطلعات شعبه إلى وطن يكون رافعة لمحيطه نحو الأرقى. إلا أن حظ لبنان لم يكن مؤاتيا لمثل هذا المشروع ولأن هذا التوقع كان على كثرة من الجمال إلى حد أنه كان أمرا مستحيلا. بعدها انكفأ نسيب حتى عن الترشح للنيابة. وكان لي معه حديث عتاب باسم المحبة التي تجمعنا. فوعدني بأنه لن يستقيل من حياة الوطن ولا من العمل لأجله. ترى هل كان يدرك منذ تلك الفترة ما كان سيواجه في ذاته من نكسات غير متوقعة على الإطلاق. لكننا نترك هذا الأمر لسره، ونسلم في كل حين ذواتنا للمشيئة الإلهية مثلما فعل هو بقوة الأبطال وصبر الصابرين. لقد عبر مرحلة الآلام وأحزان الجسد بثقة المؤمنين عاملا على الشفاء بكل جوارحه وقابلا في الوقت عينه مشيئة ربه عليه".

وختم مطر: "خسره لبنان وعدا للمستقبل. لكن اللبنانيين أسكنوه في قلوبهم وفي آمالهم العراض بقوة وطنهم الذي سيبقى وستعود إليه الحياة. وسيرجع نسيب لحود في كل إرادة وطنية متوثبة من أجل لبنان وفي كل العاملين بصدق واستقامة وحسن تصرف في سبيل القضية التي نذر كل طاقاته لإنجاحها. فارقد أيها العزيز بسلام في تراب بعبدات التي أنجبتك والتي أحببت بكل جوارحك. فهي ستنجب أمثالك ممن يريدون لبنان ويضمنون له حسن المصير. ولك عند ربك حسن الجزاء على حياة مليئة بالخير والعطاء؛ وها هي كنيسة بلدتك تعلو يوما بيوم يا من كنت لها بسخائك خير نصير. ولعائلتك العزيزة كلها، لشريكة حياتك الجريح، ووالدتك الثكلى وللأولاد المصدومين وللشقيق الصابر أحر تعزياتنا لفقدك الأليم، ولرفاق دربك وكل مؤيديك في لبنان رجاء كبير بأنهم على دربك مكملون، ولوطنك الخلاص، ولك إكليل غار من لدن ربك وخلود إلى جانب أصفيائه ومختاريه، له السبح والمجد إلى الأبد".

 

خيرالله استهل جولته الراعوية بزيارة الى تنورين: لنشبك الأيدي ونتعاون في تحمل مسؤولياتنا من أجل كنيسة مارونية متجددة

وطنية - البترون - 11/3/2012 استهل راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله جولته الراعوية بزيارة الى تنورين حيث احتفل بقداس الشكر في كنيسة سيدة الإنتقال في تنورين الفوقا وعاونه بالذبيحة الالهية الاب هاني مطر، وخادما الرعية الأب اغناطيوس داغر والخوري بطرس فرنسيس مراد، بمشاركة المطران بولس اميل سعاده ورئيس دير حوب الأب نبيه خوري، وكاهن رعية البترون الخوري بيار صعب وعدد من الكهنة والآباء.

حضر القداس النائب بطرس حرب وعقيلته السيدة مارلين، رئيس بلدية تنورين الدكتور منير طربيه وأعضاء المجلس البلدي، مخاتير تنورين، منسق تيار المستقبل في البترون وجبيل الزميل جورج بكاسيني، فاعليات وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية وتربوية، راهبات ورؤساء جمعيات وروابط وأندية وجمعيات وحشد من ابناء تنورين.

كلمة الرعية

في بداية القداس ألقى الأب داغر كلمة رعية تنورين فرحب بالمطران خيرالله في تنورين، وثمن عطاء المطران بولس اميل سعادة وخدمته في الابرشية طوال 25 عاما متمنيا استمرار حضوره مع الابرشية. وتوجه الى المطران خيرالله مهنئا ومعبرا باسم الرعية عن الفرحة بانتخابه راعيا للابرشية مهاعدا اياه على التعاون لما فيه خير الرعية والابرشية من خلال ورشة عمل في خدمة الله والقريب.

العظة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، أستهل المطران خيرالله عظته "بتحية محبة وتشجيع "لأبناء وبنات تنورين، كل تنورين، أينما كنتم، هنا أو موزعين في كل أنحاء لبنان أو منتشرين في بلدان العالم الواسع، لما تحملون من إرث ماروني وبتروني ووطني كبير".

وقال: "وعدتكم في مشروع خدمتي الأسقفية أني سأتبع منهح السيد المسيح الرسولي، أي أني سأطوف في المدن والقرى وأعلن للناس بشارة الملكوت (متى 9/35)، وأعلن لكم أن الله يحبكم وأنكم معنيون بتحقيق الملكوت. وأحمل إليكم رجاء جديدا بالمسيح الذي لا يخيب المؤمنين به.

وأني سأمنح الأسرار للمؤمنين والتائبين فيتقدسوا، وأعطيهم ليأكلوا جسد الرب ويشربوا دمه فينالوا الحياة الأبدية (يوحنا 6/53). وأني سأرعى بعين ساهرة كل الذين أوكلهم إلي الرب "كي لا يهلك أحد منهم"، (يوحنا 6/39)، وبخاصة الذين هم في حاجة إلى محبة. وأعرف تمام المعرفة أن أبرشيتي تتنفس برئتيها، البترون وتنورين، وبين الرئتين قلب نابض بالحيوية والنشاط، كفرحي.

هذا ما جعلني أختار أن أبدأ من تنورين طوافي وزياراتي الراعوية، لأقول لكم جميعا: لكم مكانة خاصة في قلبي، وأتنفس معكم في خدمة الحياة في أبرشية البترون. أبرشيتنا هي أبرشية القداسة والقديسين، أبرشية البطريرك الأول يوحنا مارون، ومنشأ البطريرك العظيم الياس الحويك".

وتابع: "بعد اختياري شعاري في خدمتي الأسقفية: "أنا بينكم خادم المحبة - خدمة ومحبة"، وضعت مشروعا لأسقفيتي هو مشروع كنيستنا المارونية للقرن الحادي والعشرين، أي المشروع الذي صاغه آباء المجمع البطريركي الماروني لتجدد كنيستنا في أشخاصها ومؤسساتها ورسالتها الريادية في الشرق والغرب، وذلك بالعودة إلى الينابيع الروحانية وإلى عناصر هويتنا الأنطاكية السريانية، وبالإلتزام بعيش التجدد في كل الميادين. وفي هذا المشروع وضعت في أولوياتي الراعوية: التجدد الروحي المبني على كلمة الله في الكتاب المقدس والصلاة وشهادة الحياة. وإني سأعطي أهمية كبرى لهذا التجدد الروحي، وبخاصة أن أبرشيتنا تحوي ذخائر وضرائح القديسين: هامة مار مارون في كفرحي، ضريح القديسة رفقا في جربتا، ضريحا القديس نعمة الله والأخ اسطفان في كفيفان، وضريح البطريرك الياس الحويك في عبرين. والتجدّد الروحي يفترض مسيرة توبة وصلاة وتغيير الذهنيات. لذا تمنيت أن تكون أديارنا مراكز صلاة وفكر وإشعاع روحي، وأن تكون رعايانا واحات روحية يصلي فيها المؤمنون ويضج فيها النشاط الرسولي وتنمو فيها الحركات والمنظمات الرسولية والدعوات الكهنوتية والرهبانية. وفي هذا المجال أقول إن منطقتنا عانت طويلا من تقطيع أوصالها ومن قطع وسائل التواصل بين جردها وساحلها. أما اليوم وقد اصبح لنا طريق سريع يربط البترون بتنورين، فإني أنوي أن أفتتح معكم مشروعا جديدا، ألا وهو الطريق الروحي السريع الذي يعيد ربط وادي جربتا بوادي تنورين، وكفيفان بحردين وقمة حريصا، إنها طريق القداسة والقديسين".

وضمن المطران خيرالله مشروعه الراعوي "التجدد في الأشخاص. وسنبدأ بأنفسنا نحن الكهنة والرهبان والراهبات. لنتجدد بالعودة إلى أصالة الدعوة التي دعانا إليها المسيح. فنلتزم بخدمة شعبنا في المحبة، وبالتضامن مع العلمانيين بحيث نشهد لحضور المسيح في أبرشيتنا. وسنولي أهمية كبرى لراعوية العائلة والشبيبة والطلاب الإكليريكيين. سنهتم بالعائلة. فبلدتكم تنورين، الكبيرة بقلبها وبأهلها، تعاني من تفكك في بعض العائلات. سأعمل مع إخوتي الكهنة والرهبان ولجنة العيلة في الأبرشية على وضع خطة لراعوية العائلة تبدأ في معهد الإعداد للزواج الذي أصبح إلزاميا، وتنتهي بمرافقة المتزوجين الجدد بلقاءات التوعية العائلية بهدف العمل على استعادة القيم التي ميزت صمود شعبنا وكنيستنا. وسنهتم بالشبيبة لأنهم مستقبل تنورين والكنيسة والوطن، وهم يتعطشون إلى تنشئة مسيحية معمقة. ونهتم بالطلاب الإكليريكيين، ولدينا اليوم أربعة عشر طالبا إكليريكيا يتحضرون لقبول سر الكهنوت، خمسة منهم من رعية البترون وخمسة من رعية تنورين، هذا عدا عن الداخلين إلى الحياة الرهبانية. وكانت أبرشية البترون لخمسين سنة خلت الخزان البشري للدعوات الكهنوتية والرهبانية في الكنيسة المارونية، وبنوع خاص منها تنورين وكور وعبرين".

وأكد اهتمامه ب "التجدد في المؤسسات. أي إني سأعمل على مأسسة الأبرشية والرعايا تماشيا مع متطلبات اليوم وبالإستفادة من التقنيات الحديثة في خدمة البشارة. وسأعمل مع لجان الوقف والمجالس واللجان الأبرشية والرعائية بروح متجددة ومنهجية علمية. وسأعطي دورا لكم أنتم العلمانيين الملتزمين لأنني أؤمن أنكم تساهمون في بناء الكنيسة وتحقيق الملكوت، وأن الروح يتكلم فيكم أيضا. إنتظروا منا إذا أن ندعوكم إلى العمل لأن تنورين تحتاج إلى زنودكم وخبرتكم وثقافتكم واندفاعكم".

ودعا "في هذا اليوم، وفيما أحتفل معكم بقداس الشكر لله في كنيسة سيدة الإنتقال، سيدة لبنان وشفيعة كنيستنا ورفيقة درب بطاركتنا وأساقفتنا في كل تنقلاتهم، أدعو أبناء وبنات أبرشيتي البترونية للعودة إلى جذورنا الروحانية الأنطاكية التي ورثناها عن آباء وأجداد قديسين. إنها الروحانية النسكية التي امتاز فيها آباؤنا على مدى خمسة عشر قرنا بالعيش في العراء على قمم جبال لبنان أو في قعر الوديان والتي جعلتهم، كالمسيح على الصليب، معلقين بين الأرض والسماء؛ وبالوقوف المستمر الذي سمح لهم بأن لا يرتخوا فيرضخوا فيستعبدوا. وبالصلاة والصوم والسهر والتقشف مترفعين عن كل مغريات الدنيا؛ وبالعمل في الأرض الصخرية الوعرة التي حولوها إلى جنات تعطيهم الغلات الوافرة. وذلك بفضل القيم المسيحية التي مارسوها في عيشهم، كالمحبة والتضامن والكرامة والحرية، بذهنية الخدمة المجانية والتضحية والعطاء".

وتوجه الى "أبناء هذا الجرد الأبي، كان أجدادكم يزرعون لكم اشجار التفاح والإجاص والكرز ويضحون بسنوات قبل أن تقطفوا أنتم المواسم الوفيرة. فيما أنتم اليوم تواجهون تحديات مجتمع الإستهلاك وذهنية الربح السريع ومواسم خيم النيلون، عودوا إلى قيمكم وتمسكوا بأرضكم. فأرضنا هي أرض مقدسة اقتطعها الله وقفا له، وفهم أجدادنا ذلك، فحافظوا عليها حفاظهم على عائلاتهم وتعبوا عليها وسقوها من عرق جبينهم، واعتبروها دوما وقفا لله. فكانت عنصرا هاما من عناصر هويتهم وسبب خصوصيتهم ووجودهم الحر في هذا الشرق. فلا يحق لنا أن نفرط بها أو أن نتركها للبور أو أن نبيعها حتى ولو بأغلى الأثمان". وختم داعيا "لنشبك الأيدي ونتعاون في تحمل مسؤولياتنا الكنسية والإجتماعية والسياسية والوطنية من أجل بناء كنيسة مارونية متجددة أبدا بالشهادة للمسيح في الحق والحرية والكرامة وفي خدمة الإنسان، كل إنسان، في لبنان وفي بلدان المشرق وبلدان الإنتشار. إنها رسالة كنيستنا ورسالة وطننا لبنان، بلد العيش الواحد ووطن العيش المشترك في الإحترام المتبادل ولقاء الحضارات والثقافات والديانات. فلنطلب ذلك بشفاعة العذراء مريم ومار مارون ومار يوحنا مارون وكل قديسينا. آمين".

كلمة رئيس البلدية

وبعد القداس تقبل المطران خيرالله التهاني من الحضور ومن ابناء تنورين في صالون الرعية، حيث ألقى رئيس البلدية الدكتور منير طربيه كلمة ثمن فيها مزايا المطران خيرالله "الآتي الينا من أعرق جامعات الغرب وفي جعبته أرقى الشهادات، أبى الا يعايش أبناء رعيته، فكان لهم خادم المحبة".

وقال: "نحن أبناء الجرد الأبي الذي آوى الموارنة الأوائل، اللاجئين اليه من ضيم القهر، الهارعين الى ربوعه اتقاء لقساوة الاضطهاد، اتخذوا من مغاوره مجلسا للعبادة والتنسك، واتخذوا من العذراء شفيعة لهم فبنوا لها الكنائس في كل بقعة يرفعون الصلوات، وتحلقوا حول الاديار يشاركون رهبانها وجعلوا من كهنتها وجوها دينية ومدنية مشتركة كانت المدماك الأول في قيام العائلات المارونية العريقة التي ما برح أبناؤها يحلون في السياسة والمجتمع مثال هؤلاء معالي الوزير الذي نعتز ان يكون حامل رايتنا وهو رمز التعقل والاعتدال والاتزان والكلمة البلغية والراي الصائب".

وتابع: "ورثة هؤلاء القديسين نحن، نسعى الى التمثل بهم، الأرض في أعيننا أغلى من بؤبئها، نأبى أن نتخلى عنها بالغا ما بلغ الثمن، تبقى أغلى من كل مال الأرض لأنها جبلت بالقداسة والبأس والشهادة والبطولات. غير أن النفوس الضعيفة لم تتمكن من مقاومة اغراء المادة فباعت ما أورثها اياه الجدود غير آبهة الى أن من يبع أرضه باع وطنه وعرضه. مثل هؤلاء لم يرضهم ان تكتمل فرحتنا بقدومكم فعكروا علينا بهجتنا بمحاولة سلخ جزء عزيز من تنورين عنها وتقسيم احدى اكبر واعرق معاقل الموارنة واحدى نقاط انطلاقهم وانتشارهم في سائر ارجاء لبنان وبلاد الانتشار. نعاهدكم يا صاحب السيادة اننا لن نسكت عن هذا العمل المنكر الذي مرر في جنح الظلام ودس على غفلة منا رغم رفضنا القاطع له وسوف نتصدى له بكل قوانا وسنعمل على ابطاله مهما كلفنا ذلك ولن نتهاون مع محاولة تقسيم بلدتنا لتمرير مشاريع مشبوهة بعيدا عن مقاومتها الشرسة وكسرا لارادتها الصلبة".

وضم النائب حرب صوته الى صوت رئيس البلدية: "لقد عبر الدكتور منير طربيه عن رأينا ولا يجوز ولن نقبل بتقسيم تنورين كما لا يجوز تقسيم القرى الكبرى مثل بشري والعاقورة وزغرتا".

ثم قدم طربيه صليبا من خشب أرز تنورين للمطران خيرالله.

دير حوب

ثم انتقل المطران خيرالله ومستقبلوه والحضور الى دير حوب حيث سجل كلمة في سجل الدير، واقيمت مأدبة غداء على شرفه شارك فيها الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمه ورؤساء اديار وألقى الاباتي نعمه كلمة رحب فيها بالمطران خيرالله في الدير التابع للرهبانية اللبنانية المارونية وثمن صفاته واندفاعه في خدمة الابرشية والطائفة، داعيا الى التعاون معه في سبيل المنطقة وتنورين والموارنة.

الاستقبال

وأقيم استقبال للمطران خيرالله في الساحة العامة في تنورين الفوقا بحضور النائب حرب وعقيلته ورئيس البلدية وفاعليات البلدة والمخاتير والكهنة والآباء والراهبات وحشد من الأهالي. وقدمت فرقة تنورين الفنية عروضا بالسيف والترس ورقصات وسط الزغاريد والتصفيق. كما رفعت الاعلام اللبنانية والبابوية وأعلام الأبرشية ولافتات الترحيب على طول الطريق الممتد من تنورين التحتا مرورا بوادي تنورين ووطى حوب وصولا الى تنورين الفوقا. ومن الساحة العامة توجه المطران خيرالله ومستقبلوه سيرا على الاقدام الى كنيسة سيدة الانتقال حيث احتفل بقداس الشكر.

 

قاووق: السفارة الاميركية في لبنان وكر للتجسس وغرفة عمليات عسكرية ضد سوريا

وطنية - 11/3/2012 رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "ان الدول التي تآمرت على سوريا اقرت بأنها ارتكبت مغامرة غير محسوبة، اذ نراهم اليوم قد بدأوا بانسحابات تكتيكية سياسية". وقال: "ان لبنان اليوم بمنأى عن اي محاولة اسرائيلية لاستغلال الازمة في سوريا، ولو لم تكن المقاومة قوية وقادرة لكانت اسرائيل استغلت الازمة في سوريا لتعوض هزائمها في لبنان" .

كلام قاووق جاء في خلال احتفال تأبيني في النادي الحسيني في بلدة البابلية، بحضور شخصيات سياسية وحزبية ومواطنين. وقال: "كما بدأ الحديث عن انسحابات عسكرية تكتيكية من باب عمرو وغيرها، اليوم هناك انسحابات تكتيكية سياسية كما حصل بالامس في القاهرة، اذ عندما يتراجع عرب اميركا عن شعاراتهم واهدافهم المعلنة ضد سوريا ويتفقون مع روسيا على مبادرة جديدة، فهذا اقرار رسمي عربي بفشل اهداف المخطط ضد سوريا" . اضاف: "نحن في لبنان يهمنا الا يتورط لبنان في الازمة السورية والا يجر احد في لبنان النار السورية الى الداخل، لكن قوى 14 آذار متورطة في التسليح والتمويل وادارة الهجمات على سوريا، والسبب طمعهم بالسلطة، يريدون العودة اليها بأي ثمن ولو على جثث الشعب السوري، وهناك امتدادات في 14 آذار داخل السلطة متورطة بتسهيل التسليح والتسلل الى سوريا" .

واشار الى ان "هناك في لبنان من لا يزال يعيش عقدة نقص امام اميركا واسترضاء لها، وهؤلاء يجب ان يتذكروا ان اميركا اليوم في اضعف ايامها واسوأ ايامها في المنطقة، فبعد هزيمتها في العراق وتموز 2006 ومصر، اميركا اليوم هزيلة، فلماذا تأتمرون بتعليمات سفيرة الفتنة الاميركية في لبنان؟ اميركا ما عادت تحكم العالم، كان الحديث قبل ايام ان اوباما يحدد اياما معدودة لسقوط الرئيس الاسد، واذا بالصحافة الاميركية تتحدث عن ايام معدودة يمكن ان يرحل فيها اوباما عن الحكم ويبقى الاسد" . وختم: "السفيرة الاميركية في لبنان تعمل على اثارة الفتنة والتحريض، والادهى من ذلك ان ضباطا اميركيين في السفارة يديرون التسلل والتسليح والعمليات ضد سوريا وان السفارة الاميركية في لبنان وكر للتجسس وغرفة عمليات عسكرية ضد سوريا" .

 

رعد: اوهام الحسم في المنطقة والجوار سقطت وما زلنا في انتظار شركاء حقيقيين للحفاظ على الوطن

وطنية - 11/3/2012 رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "ان الاوهام التي ينتظر البعض حسمها في المنطقة والجوار قد سقطت" ، ودعا من كان ينتظر سقوط الدولة في سوريا ان يعيد ترتيب خياراته، وقال: "اذا ارادوا تصويب خياراتهم، فنحن ما زلنا في انتظار شركاء حقيقيين يشاركوننا الهم والغم للحفاظ على مستقبل هذا الوطن" .

وفي مسألة ال16 مليار دولار، اكد انه اذا كان لا بد من تسوية فمن متطلبات التسوية معرفة كيف صرفت هذه الاموال، وقبل ان يعرف الناس ذلك فالتسوية تعني الاشتراك في هدر المال العام.

كلام رعد جاء خلال احتفال اقامه تجمع المعلمين في لبنان، في ثانوية الصباح الرسمية في النبطية، بحضور النائبين عبد اللطيف الزين وياسين جابر وحشد من المعلمين والمعلمات وشخصيات وفاعليات.

وقال: "بالامس (الرئيس الفرنسي) ساركوزي اعلن استعداده لاستقبال الرئيس بشار الاسد مجددا، ورئيس الاركان الاميركي ينفي اي نية للتدخل العسكري في سوريا، والرئيس اوباما يقنع الاسرائيلي بان الوقت لم ينفد بعد من اجل التورط في حرب ضد ايران. بالامس كان شعار داعمي المسلحين في سوريا على الرئيس ان يتنحى، واليوم يأتي موفد للامين العام للامم المتحدة ليفاوض الرئيس السوري على مستقبل سوريا وكيف ستسوى الاوضاع في سوريا، وطلب التنحي اصبح وراءنا".

وقال رعد: "ان السبب ان الشعب السوري فرض ارادته في ساحة الصراع، وحين وقف هذا الشعب ليكشف زيف التضليل والتزييف والدعايات والشائعات المغرضة وينادي بالاصلاح الوطني ولينأى ببلده عن ان يصبح ملعبا وساحة يسرح فيها الدوليون الطامعون ووكلاؤهم وحلفاؤهم حين اثبت الشعب انه قادر على حماية خياره، فرض على العالم ان يعيد النظر في ما كان يفكر فيه في وسط منطقة تشهد اهتزازات في كل الصعد والاتجاهات انتفض شارعنا العربي بعفوية في بعض البلدان، لكن هذه العفوية لا تؤسس لمجتمع يقوى على الحياة ولا لدولة تتحقق فيها عدالة ترتكز الى اسس وبرنامج العفوية تصادرها القوى الدولية من اجل ان توجهها" . واوضح "اننا في لبنان حاولنا وما زلنا نحاول ان نصوب الامور وان نقطع الطريق على الانزلاق وراء مشاريع في بلد جار وشقيق يعيش ازمة حتى لا يتورط البعض في خدمة مشروع اجنبي يستهدف اسقاط ذلك البلد وتركيع شعبه، لان ما يجري في سوريا اليوم ليس في مصلحة الشعب السوري. ما يجري في سوريا هو ضد مصلحة الشعب في سوريا وفي لبنان وفي المنطقة، وانما لمصلحة اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية والتصدي لما يجري في سوريا هو تصد للمشروع الصهيواميركي في سوريا ولبنان والمنطقة" .

وقال: "الامور التي تواجهها منطقتنا هي بهذا الافق والذي يريد ان يصادم العدو الصهيوني ويقارع احتلاله، عليه ان يحاذر في انتقاء العاصمة التي يقيم فيها لان غالبية عظمى من عواصم المنطقة العربية اصبحت خارج الصراع مع العدو الاسرائيلي هي عواصم انظمة لم تسلح شعوبها ولا جيوشها من اجل الدفاع عن مصالح المنطقة، لكنها تدعو اليوم المجتمع الدولي الى تسليح مسلحين من اجل اسقاط بلد ممانع ضد العدو الاسرائيلي" . وتابع: "في المقاومة لا تغرينا الشعارات البراقة والفضفاضة لاننا نعرف من يتحدث بهذه الشعارات ونعرف انه ليس مصداقا، من يدعو الى الديموقراطية عليه ان يطبقها على نفسه اولا ومع عشيرته ثانيا ومع نظام حكمه ثالثا ومع شعبه رابعا ومع مجلسه خامسا، من يدعو الى الديموقراطية ومجلس الشورى لديه كل اعضائه معينين" .

وختم: "الا يخجل من الحديث عن الديموقراطية، الديموقراطية التي تفوح منها رائحة النفط هي دكتاتورية مستبدة، ولذلك لا تخدعنا هذه الشعارات على الاطلاق، نحن نلتزم خيارا واضحا لن نحيد عنه لانه خيار يعبر عن قناعة احرارنا في هذا البلد وفي هذه المنطقة، الذين يتطاولون على خط الممانعة والمقاومة في منطقتنا والذين لهم امتدادات في بلدنا وتسنى لهم ان يعبثوا بدولتنا خلال سنوات مضت، اولئك الذين شنفوا اذاننا طوال سنوات بالشفافية والنزاهة والاستقامة يعطلون الحكم وجلسات المجلس النيابي التي تريد ان تكشف عن شفافيتهم في صرف المال العام" .

 

الشرق الاوسط : السفير الإيراني في بيروت: سنرد بـ11 ألف صاروخ على أهداف أميركية وإسرائيلية إذا تعرضنا لهجوم

 الشرق الأوسط : وصف السفير الإيراني لدى لبنان، غضنفر ركن آبادي، التهديدات الإسرائيلية المستمرة بضرب المفاعلات النووية الإيرانية، بأنها "مجرد كلام"، مشيرا إلى أن "من يريد القيام بشيء لا يبوح به جهرا وعلانية"، وأضاف أنه سبق للرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الابن، أن استعمل السياسة نفسها بالتهويل والتهديد بشن حرب على إيران، لكنه لم يتجرأ على القيام بذلك.

وقال آبادي، في معرض ردّه على أسئلة المشاركين في ندوة أقيمت بدعوة من مؤسسة الإمام الحكيم تحت عنوان "قراءة في دور إيران المستقبلي في المنطقة" في بيروت مساء أول من أمس، إن الجمهورية الإسلامية "لن تقصّر في الرد على أي عمل عسكري قد يقوم به الكيان الصهيوني (إسرائيل)، وإن هناك 11 ألف صاروخ موجه إلى أهداف محددة، وإن إيران لن تتوانى عن ضرب كل المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة والعالم، إذا هاجموا المنشآت الإيرانية". وبعد أن شدد على سياسة بلاده في "دعم المقاومة ومواجهة المشروع الصهيوني ولا سيما المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية"، رأى أن "هذه المقاومات الشريفة لشعوب المنطقة أثمرت هزيمة للمشروع الأميركي - الصهيوني، فانتصرت المقاومة اللبنانية في مايو (أيار) عام 2000 (الانسحاب الإسرائيلي من لبنان)، وفي يوليو (تموز) عام 2006، وفشل العدو الصهيوني في سحق المقاومة العظيمة للشعب الفلسطيني على الرغم من الحصار والحرب الدولية عليه، والمقاومة العراقية الأبية التي حققت بدورها الهزيمة للمحتل الأميركي الذي خرج مرغما من أرض الرافدين". وشدد آبادي على أن علاقة إيران بحركة حماس علاقة ممتازة، وقد عُززت هذه العلاقة في هذه الفترة الخاصة في المنطقة، مشيرا إلى أن "الإخوان المسلمين هم أول من زار إيران للتهنئة بعد الثورة الإسلامية". كما أوضح السفير الإيراني قائلا: "لا تعتمد معايير مزدوجة في دعمها للثورات والصحوات العربية، بل تقف مع أغلبية الشعوب، ودعمت الشعوب في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن، وهي تقف مع الأغلبية للشعب السوري، حيث إن أغلبية الشعب السوري تؤيد الإصلاحات، بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد". وزعم السفير الإيراني بأن روبرت فورد، السفير الأميركي لدى سوريا، مكلف بإسقاط النظام السوري "لأن الإسرائيليين قالوا للرئيس الأسد: ابتعد عن المقاومة وكن رئيسا مدى الحياة، إلا أنه لم يوافق، لذا فهم أرادوا أن يسقطوه". وحول الأوضاع في إيران، قال السفير الإيراني إن "المعارضة الإيرانية لا تشكل 2 في المائة من الشعب من أصل 75 مليون إيراني، وهذا العام لم تخرج أي مظاهرة معارضة في إيران". وعن نية المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، إلغاء منصب رئاسة الجمهورية الإيرانية، نفى آبادي الموضوع، مؤكدا أن "كل ما يحصل في إيران هو نتيجة الاقتراع في الانتخابات، ونتيجة دراسات الخبراء، حتى وإن كان خامنئي يتمتع بصلاحيات كبرى أعطاه إياها الدستور".

 

 

المخابرات الأميركية: الأسد لا يزال يسيطر بإحكام على الوضع وإيران صعدت دعمها العسكري له

 واشنطن - يو بي آي: أكد مسؤولون استخباريون أميركيون, أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يسيطر بإحكام على الأمور في سورية, ولا توجد مؤشرات على حصول انشقاقات لمسؤولين رفيعي المستوى في الحلقة المحيطة به, على الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والدول الغربية من خلال العقوبات وغيرها لإحداث انشقاقات داخل النظام.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية, في تقرير نشرته أمس, عن ثلاثة مسؤولين استخباريين رفضوا الكشف عن هوياتهم, أن الحلقة الداخلية للأسد "لا تزال راسخة" ولا أدلة كبيرة حول أن مسؤولين رفيعي المستوى في النظام يعتزمون الانشقاق على الرغم الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاؤها لاستخدام العقوبات وغيرها من الإجراءات لخلق موجة من الانشقاقات عن الأسد.

وقال مسؤول إن "الأسد هو المسؤول بشكل كبير", و"على المدى الطويل, كل الاحتمالات ضدهم, ولكنهم سيقاتلون بشدة".

وأشار المسؤولون إلى ان التكتيكات التي يتبعها النظام السوري أصبحت أكثر عنفاً, وأن صور أقمار صناعية سمح بعرضها على المعنيين, تظهر قصفاً مدفعياً عشوائياً ألحق أضراراً بمدارس ومساجد وغيرها من المنشآت في مدينة حمص في الأسابيع الماضية.

وقالوا إن سورية تمتلك قوة عسكرية كبيرة تشمل 330 ألف جندي وطائرات استطلاع زودتها بها إيران وشبكة كبيرة من منشآت الدفاع الجوي, ما سيصعب على الولايات المتحدة أو غيرها من القوى فرض منطقة حظر جوي.

وأضافوا "هذا جيش بني من أجل حرب برية مع الإسرائيليين" وبعد أن كان النظام قد امتنع عن مهاجمة مناطق تجمع مدنية في بداية الأزمة "تم رفع هذا الامتناع".

وأشاروا إلى أن عدة عوامل تحمي النظام من الانهيار, أبرزها اقتناع حلقته الداخلية أن التخلي عن السلطة سيعني الموت أو السجن مدى الحياة, لافتين إلى أن الاستخبارات رصدت تصعيد إيران لدعمها العسكري لسورية, من خلال تزويدها بالأسلحة والتدريب.

وقالوا إن المعارضة السورية غير منظمة وتنقصها الخبرة في القيادة, كما أن نجاح مساعي جذب تأييد واسع للمعارضة بين الجماعات من الأقليات كان محدوداً, مشيرين إلى أن المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم معارضين من الخارج معظمهم من السنة, كانوا يحاولون جذب مسيحيين ودروز وأكراد.

كما أشاروا إلى خشية واشنطن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة, مؤكدين أنها تمتلك حالياً أسلحة صغيرة ومتوسطة لا تقارن بقوة الحكومة, وموضحين أن بين 10 آلاف و20 ألف جندي انشقوا لتأليف الجيش السوري الحر الذي وصفوا تنظيمه بغير المضبوط ومن دون قيادة فعالة.

وقال مسؤول إن سورية التي تبلغ مساحتها عشر مساحة ليبيا تتمتع بجيش أكبر منها ب¯4 مرات, وترسانة الدفاع الجوية أكبر ب¯5 مرات من تلك التي كانت في ليبيا ومعظمها روسي الصنع

 

النظام السوري ... تاريخ إجرامي متأصل!
داود البصري/النهار

لنظام القتلة في الشام تاريخ طويل وعريق ومكثف في الجريمة السلطوية المنظمة , وفي إرهاب الشعب , وقتل وملاحقة الأبرياء والأحرار والتفنن في صنوف القمع والإهانة والتعذيب وفرض القوانين القراقوشية , وسيرة النظام البعثي الطلاء الإرهابي العقيدة , الباطني التوجه تؤرخ لأحد أشد وأحقر الأنظمة القمعية في العالم والذي للأسف صمت العالم عن جرائمه الشنيعة لعقود طويلة بل أن البعض قد بارك تلك الجرائم واعتبرها دليلاً على هوية النظام التقدمية!! والحضارية !! وتأكيدا وتأصيلا لسياسة الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي!! وجميعها شعارات مفلسة وغبية إنتهى زمنها وكسدت سلعتها , وقد تساءل البعض أخيراً ومنهم الكاتب والنائب الكويتي الحالي السيد نبيل الفضل عن سر صمت العالم عن جرائم النظام السوري التي إرتكبها في مجزرة مدينة حماة عام 1982 والتي سقط ضحيتها عشرات الآلاف من السوريين في ظل صمت دولي شامل ومريع وتسليطه الأضواء على الجرائم التي يقترفها النظام نفسه وبالتركيبة والمنهج والعقيدة والتوجه نفسه منذ عام كامل بعد إندلاع الثورة الشعبية السورية الكبرى في الخامس عشر من مارس عام 2011 وحتى اليوم ? و أعتقد أن الجواب عن هذا السؤال الإشكالي بسيط للغاية وواضح جدا لمن يتابع التطورات الدولية والإقليمية والمتغيرات الكبرى في العالم وتغير الخارطة السياسية في العالم العربي إعتبارا من عام 2001 والتي شهدت إنقلاب السياسة الأميركية على حلفائها الديكتاتوريين السابقين وإنهائها لنظام البعث العراقي بطريقة الإحتلال العسكري المباشر بعد عقد ونيف من الحصار الدولي القاسي الذي أتبع جريمة غزو الكويت عام 1990 وماجره من ويلات و متغيرات إقليمية ودولية عديدة كان أهمها تبلور ماسمي حينها النظام الدولي الجديد وإنفراد القطب الأميركي بقيادة العالم وتوجيه مسارات الأحداث , ولو عدنا بالذاكرة إلى العام 1982 وهو زمن المجزرة الأسدية في مدينة حماة المجاهدة فإننا سنكتشف ان حرب النظام السوري ضد المعارضة وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا وقتذاك يقودون التحرك العسكري الميداني كان قد شهد خطا تصاعديا إعتبارا من عام 1978 وهو تصاعد كان مستمراً منذ أحداث عام 1964ضد حكم نظام البعث أيام الرئيس أمين الحافظ ومجموعته ثم شهد الواقع السوري حينذاك صداما دمويا رهيبا بين صفوف الجماعة الحاكمة عبر عن نفسه دمويا بإنقلاب 23 فبراير 1966 الذي قادته اللجنة العسكرية العلوية ضد قيادة البعث القومية , ثم تبلور الصراع الحاد بين أفراد اللجنة العسكرية ذاتها وحيث بدأت حرب الإرهاب السلطوي على محورين , المحور الشعبي من خلال تسلط رئيس جهاز الأمن القومي العقيد عبد الكريم الجندي على الحركة السياسية السورية وتوسيع سياسة المعتقلات والمقابر التي تقع تحتها سجون رهيبة مثل سجن مقبرة الشيخ حسن في دمشق ? ومحور الصراع الداخلي السلطوي الذي حسمه تيار وزير الدفاع وقتذاك حافظ الأسد بقتل العقيد الجندي ومن ثم السيطرة على السلطة المطلقة من خلال إنقلاب داخلي ضد صلاح جديد ونور الدين الأتاسي وبداية الحقبة الثالثة من النظام البعثي الذي تحول لحكم عائلي صرف للعائلة الأسدية إعتبارا من عام 1971 بعد التحلل من كل الإعتبارات الحزبية والدستورية الواهية , وقتذاك تم حسم الصراع البعثي/ البعثي رغم المناوشات المستمرة مع نظام البعث العراقي الذي آوى جماعة أمين الحافظ وبقايا البعث العفلقي ( القيادة القومية ) , عندها دخل الصراع في سورية منطلقا جديدا مع إندلاع حرب أكتوبر 1973 والمتغيرات الإقتصادية والإجتماعية التي أتبعتها وفرضت تغييرات شاملة على الواقع الإجتماعي و السياسي السوري , وحيث جاءت مرحلة نهاية السبعينات من القرن الماضي لتفرز واقعا سوريا جديدا تميز بهيمنة سلطوية للعائلة الأسدية وفق نظام عسكري محض تحول فيه الجيش السوري ليكون ميليشيا تابعة للنظام وليس الوطن , و تناسلت فيه أجهزة وفروع المخابرات تناسلا مفزعا حبس أنفاس السوريين وأطبق على صدورهم ومع فشل تجربة ميثاق العمل القومي والوحدة مع العراق عام 1979 بعد إزاحة تيار الرئيس العراقي السابق أحمد حسن البكر وهيمنة تيار صدام حسين على السلطة في بغداد , إنكفأ النظام السوري لمحاربة تجدد نمو خلايا الإخوان المسلمين الذين خاضوا صراعا دمويا قاسيا لم تكن الأحزاب اليسارية أو القومية السورية غائبة عن مفرداته ,فقائمة القمع السلطوي ومقابر وسجون النظام تتسع للجميع, وتصاعدت المعركة الداخلية في ظل واقع دولي كان متسما بإزدياد حالة الحرب الباردة والصراع الغربي / السوفياتي على مناطق النفوذ في العالم الثالث وخصوصا بعد سقوط عرش الطاووس البهلوي في طهران وظهور الظاهرة الخمينية التي عمت المشرق بأسره ثم التورط العسكري السوفياتي في قفار افغانستان وحالة الإستنزاف المرهقة التي عانى منها السوفيات هناك دعما لنظام وإنقلاب شيوعي في كابول لم يتمكن من الصمود من دون الدعم العسكري السوفياتي المباشر أواخر عام 1978 والذي كان له نتائجه المباشرة والرهيبة فيما بعد على السلام العالمي بأسره , وفي ظل تلك الظروف السياسية والستراتيجية المعقدة إنفجر الصراع العراقي / الإيراني المستمر تاريخيا في حرب قاسية طويلة قدر لها أن توصف بكونها "الحرب المنسية" والتي إستمرت زمنا قياسيا ( 1980 /1988 ) وبكلفة بشرية وإقتصادية مرعبة ولكنها كانت في النهاية إحدى وجوه التعبير عن حالة الإستقطاب والمنافسة الدولية الشرسة على الشرق الأوسط , لقد خاض العراق وإيران في أوحال تلك الحرب المجنونة تحت رايات وشعارات مختلفة , فمن الجهة الإيرانية كانت الحرب دفاعا عن الثورة الإسلامية , ومن الجهة العراقية كانت تلك الحرب دفاعا عن البوابة الشرقية للعالم العربي ومنع تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية والتي وجدت إستجابة لشعاراتها في الشارع العراقي من خلال النشاط العسكري والتنظيمي لحزب الدعوة الإسلامية الذي يبشر بالطروحات الإيرانية نفسها! وكان موقف نظام البعث السوري غريبا ومثيرا للتأمل ! فهو في الوقت الذي يرفع فيه شعار البعث في الوحدة والحرية والإشتراكية ويتمنطق بمنطق الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة! فإنه لم ير بأسا ولا حرجا من مناصرته للجهد العسكري والسياسي الإيراني ضد رفاق العقيدة في العراق!! بل أن النظام السوري ذهب بعيدا في دعم الإيرانيين من خلال المستشارين العسكريين السوريين ودعم المعارضة الدينية الشيعية العراقية ك¯ "الدعوة" وشركاه ما أدى بالنظام العراقي لتقديم الدعم المباشر لجماعة الإخوان المسلمين ولجماعة التحالف الوطني لتحرير سورية وهم من بقايا البعث العفلقي السوري القديم من أتباع أمين الحافظ! وكانت صورة التشابكات السياسية والأمنية والعسكرية مرعبة ومتداخلة بالكامل , ففي العراق شن البعثيون حرب إبادة شاملة ضد حزب "الدعوة" , وفي الشام فعل البعث السوري الشيء نفسه ضد الإخوان المسلمين ومارس حرب الإبادة والإستئصال وكما فعل نظام صدام حسين مع أهالي مدينة الدجيل العراقية بعد تعرضه هناك لمحاولة إغتيال عام 1982 فأباد مئات من المواطنين هناك , كانت معركة النظام البعثي الأسدي السوري في مدينة حماة بمثابة عملية كسر ظهر للإخوان المسلمين فأباد النظام عشرات الآلاف الذين لم تستطع المساجد حمايتهم من بطش النظام عبر عقيدته العسكرية والأمنية المستمرة نفسها اليوم في العقاب الجماعي للمدن الثائرة , وطبعا جرى كل ماجرى بالسلاح السوفياتي سواء في العراق أو الشام , كما كانت الإدارة الأميركية وقتذك وأيام الرئيس رونالد ريغان تغازل نظامي البعث في بغداد ودمشق وتصم الآذان وتغلق العيون بالكامل عن جرائم النظامين البعثيين في ظل نزوع الإدارة الأميركية آنذاك لكسب خيار حرب النجوم الستراتيجي! دمر نظام البعث السوري حماة وقتل الآلاف من دون أن يرف له جفن أو يتعرض لملاحقة قانونية دولية بسبب عدم وجود التواصل الإعلامي القوي والفاعل كما هو اليوم بسبب الثورة المعلوماتية الهائلة والإنترنت وشبكات التواصل والحوار و المعلومات , أما العالم العربي فقد كان وقتها مشغولا برياح وتطورات الحرب العراقية/ الإيرانية وإندلاع الإرهاب بشكل جديد عبر العمليات الإنتحارية التي ظهرت في لبنان وطبقت في الكويت أواخر عام 1983 ووقوف النظام الإيراني خلفها مشفوعا بتسهيلات لوجستية من المخابرات السورية.. وتلك قصة أخرى ومختلفة بالكامل , جرائم النظام السوري هي نفسها لم تتغير , وما تغير فعلا هو المواقف الدولية التي ماعادت أبدا تسمح بأن يكرر النظام السوري سيناريوهات الماضي الدموية المرعبة , ولكن رغما عن كل المتغيرات لايزال نظام دمشق سادرا في غيه ومستمرا في سياسته القديمة لسبب واحد ووحيد لكونه يعلم أن المواجهة الحالية هي المواجهة الأخيرة ! وبإن إفلاته من العقاب لن يتم هذه المرة , وإن معركته المصيرية قد حددها الشعب السوري الحر الثائر بدمائه وهوالرمي في مزبلة التاريخ.. وتلك عاقبة القتلة والمجرمين.

*كاتب عراقي