المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 13 آذار/2012

رسالة بطرس الأولى الفصل 02/18-25/الاقتداء بآلام المسيح

أيها الخدم، إخضعوا لأسيادكم بكل رهبة، سواء كانوا صالحين لطفاء أو قساة. فمن النعمة أن تدركوا مشيئة الله فتصبروا على العذاب متحملين الظلم. فأي فضل لكم إن أذنبتم وصبرتم على ما تستحقونه من عقاب، ولكن إن عملتم الخير وصبرتم على العذاب، نلتم النعمة عند الله. ولمثل هذا دعاكم الله، فالمسيح تألم من أجلكم وجعل لكم من نفسه قدوة لتسيروا على خطاه. ما ارتكب خطيئة ولا عرف فمه المكر.

ما رد على الشتيمة بمثلها. تألم وما هدد أحدا، بل أسلم أمره للديان العادل، وهو الذي حمل خطايانا في جسده على الخشبة حتى نموت عن الخطيئة فنحيا للحق. وهو الذي بجراحه شفيتم. كنتم خرافا ضالين فاهتديتم الآن إلى راعي نفوسكم وحارسها

 

عناوين النشرة

*الياس بجاني/ الساكت على مواقف الراعي شيطان اخرس

*هكذا ظهرت العذراء وهذه رسالتها/مرلين وهبة/الجمهورية

*سينغ: لا شيء غير عادي في منطقة كفركلا

*حمادة: أينما تحل 14 آذار تحول المكان الى ساحة حرية

*الحريري:مجزرة حمص من علامات الآخرة لنظام الأسد

*نضال طعمة: لا يجوز الاعتداء على طلاب لبنان وانتهاك حريتهم في التعبير

*"الحركة اليسارية" في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط: تمسك بالحرية ولم يساوم عليها ودفع حياته ثمنا لمواقفه

*الجميل عرض الاوضاع مع المبعوث الايطالي /ماساري: نتمنى ان يتوصل انان الى حل سلمي وسياسي

*التقدمي": جنبلاط لا يملك أي موقع على شبكات التواصل الاجتماعي

*المدّعي العام الجديد للمحكمة الدولية والقاضي الجديد بغرفة الاستئناف أدّيا اليمين الرسمية

*جنبلاط: كمال جنبلاط ينتصر على المقصلة.. وآن أوان سقوط "الأسطورة الكاذبة" حافظ الأسد 

*قاووق: في لبنان قوى تريد ممرا آمنا للمسلحين وليس للنازحين السوريين لأنها جزء من الحرب على سوريا

*منصور في نداء الى المغتربين في "يوم المغترب اللبناني": مسؤوليتكم رفع لواء وطنكم الحر المتضامن مع قضايا الشعوب المحقة

*الراعي التقى امير قطر ومسؤولين وترأس قداسا: لوضع حد للعنف وليلهم الله اصحاب الارادات الحد من الحرب

*مهمة «الدابي 2».. هدية السنة الأولى للسوريين/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*جعجع حصر التعامل مع مواقف الراعي به شخصيًا

*البضائع الاسرائيلية تغزو الضاحية

*سليمان: ما حدث في تظاهرة "الكتائب" و"الأحرار" حادث بسيط سنتعلم منه مستقبلاً 

*14 آذار ومبادرات الأمل/نصير الأسعد/الجمهورية

*هكذا يحارب «فتى الكتائب» ميشال عون بسلاحه/أسعد بشارة/الجمهورية

*ليس دفاعاً عن قوى 14 آذار/شارل جبّور/الجمهورية

*صُوَر دايان تعيد جنبلاط إلى مخاوفه الأمنية؟/طوني عيسى/الجمهورية

*الشارع يستعيد التاريخ... ولجنة من 14 آذار رفعت مسودة إلى ميقاتي

*منيمنة لـ"النهار": الكتاب للبنانيين جميعاً بلا أحكام تقويمية لفئة ضد الآخر

*إدانة الاعتداء على طلاب «الكتائب» و«الأحرار»

*لقاء أوباما ـ نتانياهو: أقلّ من اتّفاق وأكثر من هدنة/باريس جورج ساسين/الجمهورية

*صيغة حلّ للمليارات تستبعد 14 آذار إقرارها.. وحزب اللـه يتّهم «عوكر» بالتورّط سوريّاً

*"النهار" تنشر محضر لافروف في القاهرة: تأسيس قاعدة للتفاهم

*تحديات تابقاء والحضور لكنيستي السريانية الارثوذكسية/حبيب افرام/النهار

*نجلا العماد مصطفى طلاس مناف وفراس أعلنا إنشقاقهما عن النظام السوري وهروب عائلتهما إلى دبي

*العقيد رياض الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: العمليات التي ستنفذ في الساعات القادمة ستكون نوعية ومفاجئة للنظام

*المجلس الوطني يتلقى المساعدات المالية.. والأولوية لتسليح «الجيش الحر»

*هذه الجولة كسبها الأسد!/عبد الرحمن الراشد//الشرق الأوسط

*الآن.. اجلسوا مع الروس/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الثورة لم تحدث/مأمون فندي/الأشرفية

*روح السوريين الجديدة: أبعد من التظاهر/فايز سارة/الشرق ألوسط

*أوباما المشكلة وليس روسيا وحدها/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*كيف يمكن تقويض النظام الإيراني؟ العقوبات لا القصف/ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

*ميقاتي استقبل ليون وفليتشر وكنعان ووفد اتحاد الغرف العربية: نأمل إنجاز مشروع قانون قطع حساب السنوات الفائتة لبحثه في جلسة الاربعاء

*حوالى 50 شخصية عالمية تدعو مجلس الأمن إلى "سحب رخصة القتل" من الأسد 

*أنان: قتل المدنيين يجب أن يتوقف الآن في سوريا

*كلينتون: حان الوقت للدول التي أعاقت جهودنا أن تشدّ عزمها لوقف القتل في سوريا

*جوبيه: هناك جرائم ضد الإنسانية تحصل بسوريا.. ولا بدّ من محاسبة النظام السوري

*رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا: المدنيون يواجهون وضعاً ميؤوساً

*المجلس الوطني السوري" دعا لإنشاء لجنة تحقيق دولية بجرائم النظام ولتدخل عسكري عاجل

*أنان أطلع قادة قطر على نتائج محادثاته في سوريا قبل مغادرته إلى تركيا 

 

تفاصيل النشرة

 

الساكت على مواقف الراعي شيطان اخرس
بالصوت/قراءة للياس بجاني في أهم أخبار اليوم ورد على من أزعجه النقد البناء لبشارة الراعي وتقارير عن تعدي القوى الأمنية الحاقد والهمجي على طلاب الكتائب والقوات/12 شباط/12

من ضمن النشرة رسائل صوتية للنائبين دوري شمعون وأنطوان زهرة  ولرئيس لجنة الطلاب في حزب الوطنيين الأحرار سيمون درغام وللصحافي شارل جبور.

 

هكذا ظهرت العذراء وهذه رسالتها

مرلين وهبة/الجمهورية

الحدث في لبنان في اليومين الماضيين كان الشاهدة الإيطالية ماريا بافلوفيتش التي شاءت العناية الإلهية أن تستقدمها إلى الشرق الأوسط للمرة الأولى عبر بوابته الأساسية لبنان، بلد الفينيقيين الذي وطأته أقدام السيد المسيح والذي زحف أبناؤه مسلمين ومسيحيين، لملاقاة ماريا بأعداد فاقت التوقعات، إذ وصل عدد الحضور إلى 50 ألفا، التفوا حولها بصمت وتأمل وإيمان، وأثبتوا من خلالها للعالم وللعذراء مريم أنهم ما زالوا يؤمنون أن الإيمان والصلاة هما الطريق الوحيد والأسلم لبلوغ السلام الحقيقي. وافقت الشاهدة ماريا على الحضور إلى لبنان، بعدما ألحّ عليها الأب بولس فهد أعواماً في كل مرة كان يقصدها في مديغوري، وفي كل مرة كانت تعده بأنها ستأتي يوماً ما. لكنه في الأسابيع الماضية، سافر وأقام عندها وبالغ في إلحاحه، بحجة أن لبنان يحتاج هذه الأيام إلى ظهور السيدة العذراء على ارضه فتجاوبت ماريا ولبّت النداء.

الظهور الأول

الظهور الأول للعذراء في مديغوري، شوهد بواسطة ماريا وستة آخرين، في 25 كانون الأول 1984، ومنذ ذلك الوقت اصبح هذا التاريخ مفصليا في حياتها، اذ تتوالى فيه الرسائل من العذراء مريم إليها وتتوجه بواسطتها إلى شعوب العالم. لا تريد ماريا إيصال رسائل خاصة من العذراء مريم إلى اللبنانيين فقط، لأن العذراء عندما تريد إيصال الرسائل لا تتوجه إلى بلد معين أو إلى شخص معين، فهي بوصاياها تتوجه إلى جميع الشعوب والبشر من كل الأديان، وهي لا تتكلم مع المسيحيين فقط، لأنها تعتبر أن البشر جميعهم هم أبناء الله، وهي بذلك تتوجه برسائلها لتقول إن الأديان فرّقت بين الشعوب، والشعب صانع هذه التفرقة لكن عند الله، الإنسان واحد ومتساوٍ، فالله يحبّ الجميع ولا يفرق بين مسيحي ومسلم أو أي دين آخر، إذ انه يعتبر أن الجميع هم أبناء الله.

ظهور العذراء في لبنان ظاهرة مقدسة

الشاهدة ماريا إيطالية الأصل، من بلدة مديغوري أو يوغوسلافيا الوسطى. لا تحب المقابلات الخاصة، متزوجة من ايطالي ولها أربعة أولاد ذكور، وقد جالت العالم من الشرق الأدنى حتى أوروبا. لا تحب الحديث عن خصوصياتها، وتتذكر أنها بكت بقوة في الظهور الأول للعذراء مريم عندما نقلت رسالتها الأولى إلى العالم طالبة السلام والمصالحة بين الإنسان والله. وتقول ماريا أن زيارتها لبنان وجولاتها العالمية «ستستمر لأن هدفها واحد. فالعذراء تريد ترميم السلام بين الانسان والله، فالإنسان هجَّر الله من قلبه والسلام ما زال في خطر لأن الملحدين كثر والذين لا يحبون الصلاة يتكاثرون ويبتعدون اكثر عن الله، وقلائل هم الذين يلبون نداءات السيدة العذراء». أما عن الظهورات، فتقول ماريا إن «الكثير يدّعون اليوم قدرتهم على قراءة الظهورات، لكنني لا أؤمن بها، أو بأي ظهور رسمي إلا الظهور الذي يتم من خلال رسائل عذراء ميديغوري، لأنه يكون مسكونياً وكونياً، فيه تلتقي الحشود والشعوب بأجمعها لتصلي مع الجماعة بإيمان وسط الجموع، وليس في حي صغير يجتمع فيه اثنان أو عشرة أشخاص. ولأن ثمار الظهور هي الارتدادات والاعترافات وتطهير الحياة والقلوب وعودة الانسان الى الصلاة، فإن الظهور في هذه الحالة يكون عاما وليس خاصا». وفي نظر الشاهدة ماريا، أن «جميع الذين يدّعون الظهورات، وإن تمعنّا في شخصهم نرى الانانية التي تتملكهم، فهدفهم هو أن يظهروا هم، اكثر من إيصال الرسالة من خلالهم. وهذا أمر يدحض ادعاءاتهم، لأن المهم ان تظهر رسالة العذراء وليس ان نظهر نحن. من هذا المنطلق عزفت عن المقابلات الخاصة». وأكدت الشاهدة ماريا أن «لا ظهور خاصا للعذراء مريم بل هناك نداءات شاملة، ولكن ظهور العذراء في لبنان وفي ارضه يعتبر بركة وظاهرة مقدسة في حد ذاته، لأن البركة تكون عندما تظهر العذراء في ارض معينة، وهي بذلك تعلن نفسها تلقائيا ملكة على المكان، وظهورها امس في لبنان وعلى ارضه توّجها وثبّتها كما يقول اللبنانيون في صلواتهم، ملكة لبنان وهذا فخر لكم أن تكون أم الله ملكة وطنكم».

ماذا قالت العذراء للبنانيين؟

ما خطف أضواء الحضور أمس هو ظهور مريم العذراء، عندما تطلعت صوبها ماريا وطلبت منها مباركة شعب لبنان وأرضه حتى يعم السلام في ارضه ومن خلاله الى الشرق الاوسط. وبعد صلوات وتأمل، بدأت تلاوة المسبحة ورتبة القداس وشهادة حيّة لذكريات الشاهدة ماريا تحدثت فيها عن طفولتها ومن ضمنها رسائل العذراء لها. وبعد سجود المؤمنين، ساد الصمت المطبق، ورفعت ماريا يديها، وسط دهشة الحاضرين وبكاء الكثيرين، لتطلب السلام ورسالة العذراء، فما كان من العذراء إلا أن لبّت النداء، فتمّ الظهور، وبدأت ماريا تحرك شفتيها، تالية رسالة العذراء إلى اللبنانيين والحاضرين، فباركتهم، وطلبت لهم الحماية من يسوع، ثم باركت ارض لبنان وشعبه وطلبت من ابنها يسوع حماية الشرق الاوسط وحراسة بوابته بيروت. عندها علا التصفيق، فبكى الجميع متأثرين. كما طالبت السيدة العذراء السياسيين سلوك طريق القداسة.

لماذا تأخر الظهور؟ تحصل ظهورات العذراء للشاهدة ماريا في السابعة مساء كل يوم، لكن السبت تأخر الظهور للمرة الأولى. وهنا يعتقد بعض المؤمنين الحاضرين، أن العذراء انتظرت لتستكمل كل الصلوات وانتظرت لينتهي المؤمنون من تلاوة المسبحة لأنها أرادت الظهور في الوقت الذي يناسبها والذي حدّدته هي، وهو بالتأكيد ناتج من إرادة الله. أما عن سبب تأخر الظهور، فقالت ماريا في جلسة خاصة أن «الناس كانوا كثراً وأنها طلبت من العذراء مباركة الجميع فرداً فرداً، وقبول كل نيّات الحاضرين، فاستجابت العذراء لتضرعات المؤمنين، وأخذت كامل وقتها لتجول بنظرها على الحضور، فتأملت كل شخص ووهبت بركتها الأمومية، وصلّت على نيتهم، كما طلبت من ابنها يسوع السلام للشرق الأوسط بعدما تأكدت أنها باركت الجميع من دون استثناء.

العناية الإلهية أرادت هذا الحدث

وفي هذا الإطار، قال الأب مروان خوري الذي كان حاضرا لـ « الجمهورية» أن «العناية الإلهية هي التي أرادت هذا الحدث، وهي التي أرادت أن يؤتى بهذه المرأة الشاهدة إلى ارض لبنان، لأن الله عالم ومدرك بأن الخطر يتفشى في هذه البؤرة من الشرق الاوسط، وهو أراد القدوم بواسطة امه العذراء وأمّ البشر ليعرض علينا السلام الآتي من السماء وليس من البشر صانعي الحروب والكوارث».

وأكد أنّ «فحوى الرسالة التي تكلمت عنها ماريا هي أن السلام سيأتي نتيجة ارتداد الناس ونتيجة عودة الله إلى القلوب وعيالنا وحياتنا، وأن السلام هو نتيجة الصلاة التي نتلوها باستمرار ومن دون كلل أو ملل او تذمر لنعود إلى الأسرار، لحضور القداديس والاعتراف ورفع صلوات المسبحة، وتؤكد ماريا في رسائلها أن هذه الوسائل هي وحدها التي تردع الحروب وترجع السلام الى قلب الانسان».

كلمة منها... «بتشفيني» تحمل المسبحة بيدها اليسرى، وتمسح عرقها المتصبّب من جبينها باليمنى، بعدما أصرّت على المشاركة في هذا اللقاء رغم إصابتها بداء المفاصل منذ سنوات، فعلى حدّ تعبيرها، «كلمة إمنا بتشفي». لم تجد الجدة سهام ما تحمله معها سوى حبّها الكبير لمريم العذراء وآلامها، فتقول: «أمضيت العمر وأنا أحلم بالذهاب إلى مديغورييه للمشاركة بظهورات العذراء، إلا أن الأحوال المادية والأوضاع العائلية، لم تسمح لي، لذا وجدت ان العذراء بنفسها تحنّنت عليّ وجاءت لزيارتي».

وبفرحة عامرة تنضح رجاءً، تضيف: «زيارة ماريا إلى لبنان أعادت إلى الأذهان زيارة البابا يوحنا بولس الثاني، وهذا الحشد من المؤمنين يؤكّد لنا ان الوجود المسيحي بخير، ويمكن لشملنا أن يلتف بعيداً من الاصطفافات السياسية». من جهتها، لم تتردّد ليلى وزوجها في المشاركة لا سيّما وأنّ الله لم ينعم عليهما بطفل، على رغم مضي 10 أعوام على زواجهما، وبقلب محروق تخبر الزوجة: «أشارك وفي قلبي غصّة لا تقلّ عن معاناة اليصابات، لذا أتمنى أن يحمل ظهور العذراء على ماريا بصيص أمل إلى أحشائي ونبضة قلب». وتضيف: «كلّني إيمان بأنّ شيئاً ما سيتغيّر في حياتي، فحضور العذراء يصنع المعجزات، وقد لا أعود عاقراً». هكذا لمستني... «هي السماء على الأرض»، بهذه العبارة يختصر فادي (24 عاما) مشاركته في الصلاة يوم السبت، فيقول: «أبيت أن اصلي إلا جاثيا على ركبتي، حيال الخشوع الرهيب، ووسط الإيمان الحار لا يمكن إلا ان تشعر بأن احدا لمس قلبك، وانا بنفسي شعرت العذراء تلمس قلبي بحنان، فبكيت لشدة تأثري وغبطتي».

 

سينغ: لا شيء غير عادي في منطقة كفركلا

 وطنية - 12/3/2012 قال المتحدث الرسمي باسم "اليونيفيل" نيراج سينغ، في تصريح اليوم، ان "الاوضاع في منطقة عمليات القوات الدولية في الجنوب مستقرة وهادئة، لا سيما عند الحدود الدولية قبالة كفركلا". واضاف: "لا شيء غير عادي يحدث هناك بحيث سبق ان اشارت "اليونيفيل" في بيان في 23 الشهر الماضي الى ان هناك اتفاقا جرى بين الطرفين حول نية الجانب الاسرائيلي بناء جدار عازل جنوب "الخط الازرق" قبالة كفركلا".

 

حمادة: أينما تحل 14 آذار تحول المكان الى ساحة حرية

وطنية - 12/3/2012 - توقع النائب مروان حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - الحرية والكرامة"، أن لا يدرج مشروع صيغة للانفاق الحكومي على جدول مجلس النواب يوم الخميس المقبل، "لأنه أولا يجب ان يعبر في "مخرطة" مجلس الوزراء"، معتبرا انه إذا لم يتلازم مبلغ ال8900 مليار ليرة مع الأحد عشر مليار دولار، فلن يكون نصاب في مجلس النواب. أضاف: "لنضع هذه الملفات جانبا الى حين إنتهاء وزارة المالية من دراستها وإعدادها، ولننصرف الى حل مشاكل الناس فهناك مشاريع قوانين وإقتراحات قوانين تنتظر امام المجلس ومنها تحديد السنة السجنية وأمور عدة تتعلق بالنفط وبدل النقل". وعن ذكرى الرابع عشر من آذار قال: "أينما تحل 14 آذار تحول المكان الى ساحة حرية سواء في ساحة الشهداء أو في "البيال" او في "البريستول"، مشيرا الى أن الذكرى ستشهد هذه السنة جمعية عمومية موسعة لكادراتها وللمجتمع المدني من أجل مناقشة وثيقة إقرارها، وتكون الشهادات فيها للشباب الذين ساهموا في إقامة هذا اليوم المنارة في تاريخ لبنان أي 14 آذار 2005".

 

الحريري:مجزرة حمص من علامات الآخرة لنظام الأسد

 وطنية - 12/3/2012 لفت الرئيس سعد الحريري في تصريح إلى "تزامن المجزرة التي ارتكبها نظام بشار الأسد في حمص خلال اليومين الماضيين مع الاعتداء الإسرائيلي الغاشم في قطاع غزة".

وقال إنه "إذا كنا نعلم أن إسرائيل هي عدونا وعدو الشعب الفلسطيني، وندين مثل هذه الجرائم النكراء على يد العدو، فإن أقل ما يمكن قوله أن المجزرة الجديدة التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق المواطنين السوريين الأبرياء في حمص، لا تشكل إدانة صارخة لهذا النظام فحسب، بل هي إدانة لعدم إنسانية المجتمع الدولي حيال ما يتعرض له الشعب السوري من مجازر يومية وعمليات إبادة تلطخ جبين كل الذين يغطون مسلسل الجرائم المستمر في سوريا". أضاف الحريري: "إن مجزرة حمص، التي استهدفت الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في منازلهم، هي من علامات الآخرة لنظام بشار الأسد الذي لن يلقى سوى المصير الذي يجب أن يلقاه الحكام المجرمون، الذين يتخذون من السلطة وسيلة للتنكيل بشعوبهم". وختم تصريحه بالقول: "إنني أكرر تضامني مع الشعب السوري الشقيق في هذه الأيام الصعبة، وأدعو المجتمعين العربي والدولي إلى الوقوف معه قولا وفعلا في هذا اليوم، الذي يضيف فيه بشار الأسد صفحة سوداء لسجله الأسود".

 

نضال طعمة: لا يجوز الاعتداء على طلاب لبنان وانتهاك حريتهم في التعبير

وطنية - 12/3/2012 - اعتبر النائب نضال طعمة في تصريح، ان طلاب الكتائب والأحرار، نجحوا "في إثارة موضوع كتاب التاريخ. وحري بنا أن نساهم جميعا في كتابة تاريخنا، وفي حماية إنجازاتنا الوطنية من التشويه. فكما كانت ثورة الأرز نقطة تحول أساسية في تاريخ لبنان الحديث، كذلك نريدها أن تبقى المثال الذي اقتدت وتقتدي به الأجيال العربية، وأن تبقى كذلك فخر أبنائنا في المستقبل. ولأن من يكتب التاريخ، يساهم في كتابة المستقبل، لا يمكن لأحرار لبنان أن يسمحوا لأحد بتغييب ما طبعته دماء الشهداء على صفحة الوجدان الوطني".

اضاف: "لم أستطع أن أفسر ردة الفعل العنفية للقوى الأمنية اللبنانية، ولا لماذا استدرجت إلى مثل هذا الموقف، الذي يذكرنا بمرحلة بائدة، أقل ما يمكن أن نقوله فيها "تنذكر ما تنعاد" لا يجوز أن يتم الاعتداء على طلاب لبنان، ولا أن تنتهك حريتهم في التعبير، بعد النضال الكبير الذي قاموا به، والأثمان الغالية التي دفعها اللبنانيون. وهنا نرجو توضيحا من القيادات الأمنية وتفسيرا لما جرى، ونناشد وزارة الداخلية المتابعة الشفافة للموضوع، وصولا إلى تحميل المسؤولية لمن يتوجب عليه ذلك. وجاء كلام فخامة الرئيس مطمئنا في هذا الموضوع، على هامش زيارته لمعرض الكتاب".

ورأى في موضوع المواد الفاسدة ان دخول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على خط موضوع المواد الغذائية الفاسدة، يشكل مؤشر ضمان لعدم التمادي في التلاعب بالأمن الصحي للمواطنين. ونرجو أن يشكل إعلانه أن لا مظلة فوق رأس أحد، وطلبه من الأجهزة الأمنية والقضائية الذهاب بالأمور إلى آخرها، مدخلا حقيقيا لتطبيق القانون، ومعاقبة المفسدين والفاسدين، ورادعا كي لا تتكرر مثل هذه الجرائم. وننظر براحة إلى توالي الأخبار عن مداهمة مستودعات المواد الفاسدة، مع تشديدنا على ضرورة معاقبة المتورطين كي يكونوا عبرة لمن اعتبر".

وعن الموضوع السوري قال: "يبدو أن ثمة تجارب جديدة لمحاولة إنهاء العنف في سوريا من خلال مهمة الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان. ويبدو أننا بحاجة إلى القليل من الوقت، لنعرف إن كان هناك لإقناع النظام، بضرورة إنهاء المأساة التي يعانيها شعبه. ومع أملنا أن توقف آلة القتل، نجدد الدعوة إلى الاهتمام الإنساني بجميع النازحين، ولبنان الذي طالما شكل الملاذ لكل المقهورين العرب، منذ بداية عصر النهضة، لا يمكنه أن يلوذ بصمت مظلم، في قضية حق شعب بالأمان والاستقرار".

 

"الحركة اليسارية" في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط: تمسك بالحرية ولم يساوم عليها ودفع حياته ثمنا لمواقفه

 وطنية - 12/3/2012 اعتبرت "الحركة اليسارية اللبنانية"، في بيان اليوم، "ان الذكرى السنوية ال35 لاغتيال كمال جنبلاط، تأتي هذا العام متميزة بارتفاع مشاعل الحرية على مساحة الأمة العربية، تجانبها الذكرى السابعة لانتفاضة الاستقلال في الرابع عشر من أذار، وما بينهما، الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية في الخامس عشر من آذار، والشعب السوري يحتفل بإحيائها من خلال تقديم المزيد من الدماء".

وأشارت الحركة الى ان "كمال جنبلاط الذي لم يترك مناسبة، أو وسيلة في كل أدبياته إلا واستخدمها ليدل على أولوية الحرية في الوجود عموما وفي الاجتماع الإنساني خصوصا، أدرك أن الحرية عموما والحريات الديموقراطية كتجسيد عملي لها، هي من أرقى الأهداف الذي يستحق النضال في سبيله، كما أنه قيمة يجب الاحتفاظ بها في كل الأوقات.

وأكدت "ان كمال جنبلاط تمسك بالحرية ولم يساوم عليها ولم يسكت ولم يتراجع ودفع حياته ثمنا وقدمها هدية وحافزا للثورات العربية، ولا سيما الثورة السورية التي تعتبر امتدادا طبيعيا وتتويجا لتراكمات وتضحيات دفعها الشعبان اللبناني والسوري بتلازم موضوعي وعضوي لتشكل شرطا من شروط التغيير المنشود رغم صراخ الأبواق المحلية والحسابات الدولية"، معتبرا "ان الثورة السورية ستتجاوز كل المعيقات والتعقيدات التي تواجهها من أجل تحقيق الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة".

 

الجميل عرض الاوضاع مع المبعوث الايطالي /ماساري: نتمنى ان يتوصل انان الى حل سلمي وسياسي

 وطنية - 12/3/2012 استقبل الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، المبعوث الخاص للخارجية الإيطالية لمنطقة الشرق الأوسط موريسيو ماساري يرافقه السفير الايطالي جيوزيبي مورابيتو، في حضور رئيس مجلس الإعلام في الحزب جورج يزبك. بعد اللقاء، صرح ماساري: "التقيت الرئيس الجميل وبحثنا في مسألة الاستقرار وتطور الربيع العربي في مختلف بلدان المنطقة، وكيفية توطيد المؤسسات الديموقراطية فيها واحترام حقوق الأقليات الدينية كعامل مركزي في اقامة الديموقراطية، وهذه استحقاقات بغاية الاهمية بالنسبة الينا، وسنعمل سويا لتشجيع كل مبادرات الحوار بين الأديان في المنطقة. كما عرضنا الازمة السورية التي تقلقنا كثيرا وتداعياتها على الإستقرار في المنطقة".

سئل: كيف تنظرون لمهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان في سوريا؟

أجاب: "ندعم المبعوث الخاص كوفي انان ونتمنى ان تصل مبادرته الى حل سلمي وسياسي للأزمة. لم يعد ممكنا للوضع الإنساني ان يحتمل، ويجب ايقاف العنف والقمع ضد المدنيين، ونحن مصدومون بالأحداث التي حصلت في الأيام الأخيرة. وفي هذا الإطار، من الملح ان تصل جهود السيد انان والجامعة العربية والمجموعة الدولية الى حل سياسي، ويتوجب على كل اعضاء المجموعة الدولية تحمل مسؤلياتها للتوصل الى وقف لهذا العنف غير المقبول". وتسلم الجميل دعوة رسمية نقلها مورابيتو للمشاركة في ندوة تقام الشهر المقبل في مجلس الشيوخ الايطالي برئاسة الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو، تشارك فيها قيادات اوروبية وعربية معنية بالحراك في المنطقة.

 

التقدمي": جنبلاط لا يملك أي موقع على شبكات التواصل الاجتماعي

 وطنية - 12/3/2012 - صدر عن مفوضية الاعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" البيان الاتي: "سبق وأعلنت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، أن رئيس الحزب وليد جنبلاط لا يملك أي مواقع خاصة على شبكة "تويتر" أو "فايسبوك" أو أي من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. لذلك، فإن أي مواقع أو حسابات على هذه الشبكات تحمل اسم وليد جنبلاط هي بمثابة إنتحال صفة وكل ما يكتب فيها أو ينشر على صفحاتها، لا يعبر عن رأي أو مواقف وليد جنبلاط". لذلك اقتضى التوضيح".

 

المدّعي العام الجديد للمحكمة الدولية والقاضي الجديد بغرفة الاستئناف أدّيا اليمين الرسمية

أدّى المدعي العام الجديد للمحكمة الخاصة بلبنان، نورمن فاريل، والقاضي الجديد في غرفة الاستئناف، القاضي دانيال نسيريكو، اليمين الرسمية اليوم. وأشارت المحكمة في بيان إلى أنّه خلال حفل أداء اليمين، صرّح رئيس المحكمة القاضي سير دايفيد باراغوانث، قائلاً: "الآن وقد اكتملت فرق الادّعاء والدفاع، وعادت الغرف لتتمتّع بكامل قدراتها، أملنا وتوقّعاتنا أن نعمل يدًا بيد لتحقيق العدالة وفقًا للقانون".

إلى ذلك، لفت البيان الى أن "فاريل ينضمّ إلى المحكمة بعد إنجاز ولايته كنائب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، أمّا القاضي نسيريكو فهو شغل حتّى وقتٍ قريب منصب قاضٍ في المحكمة الجنائية الدولية". (الموقع الالكتروني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان)

 

جنبلاط: كمال جنبلاط ينتصر على المقصلة.. وآن أوان سقوط "الأسطورة الكاذبة" حافظ الأسد 

لفت رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى "المفارقة التي تكمن في تزامن ذكرى اغتيال كمال جنبلاط في 16 آذار من هذا العام مع الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الثورة السوريّة في 15 آذار"، معتبراً أن هذا التزامن والتلاقي "ليس مجرد مصادفة، إذ إن كل المبادئ التي آمن بها كمال جنبلاط وإستشهد في سبيلها ينادي بها الشعب السوري المناضل رافضاً القمع والديكتاتوريّة ومطالباً بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطيّة والكرامة". وأكد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" ينشر غداً، أن "كمال جنبلاط ينتصر اليوم على المقصلة التي إستهدفته منذ 35عاماً، وها هي الشعوب العربيّة تخرج من السجون ومن خلف القضبان الواحدة تلو الأخرى"، مضيفاً: "لقد كسر الشعب السوري حاجز الخوف الذي لم يهابه كمال جنبلاط يوماً بل رفع شعاره الشهير: "لن أدخل السجن العربي الكبير"، وقال: "لقد وقف كمال جنبلاط منذ 35عاماً رفضاً للدخول العسكري السوري إلى لبنان الذي كان بتفويض أميركي ـ عربي لضرب اليسار اللبناني وضرب التنوع والديمقراطية في لبنان وبدء عهد الوصاية السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، مؤكداً على القرار الوطني اللبناني المستقل وضرورة التفاهم بين اللبنانيين للحيلولة دون إنزلاق لبنان الى الاقتتال والتوتر".

وتابع جنبلاط: "نفّذ النظام السوري قراره بتصفية اليسار من خلال إغتيال كمال جنبلاط وشخصيات ورموز وطنية أخرى بهدف مصادرة قرار المقاومة الوطنية وإستلحاقها بمنظومة المحاور التي تتخطى مصلحة لبنان، ليكمل مخططه من خلال الإمساك التدريجي بكل مفاصل الدولة في لبنان ومصاردة القرار الوطني المستقل، وأتى الدخول السوري الى لبنان بهدف ضرب القرار الوطني الفلسطيني المستقل وذلك من خلال إستهداف قيادات فلسطينية والقيام بخطوات عديدة لاسترهان الفلسطينيين في لبنان، وتقاطع ذلك في وقت لاحق مع الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982 وتلته حرب المخيمات".

وإذ لفت الى أن "كمال جنبلاط وقف منذ 35 عاماً رافضاً لنظرية الأقليات مطالباً بإخراج لبنان من نظامه الطائفي والمذهبي، وهي النظرية التي وظّفها النظام السوري لتطبيق الحكم العائلي في سوريا على مدى عقود، وقام من خلالها بتصفية كل الخصوم السياسيين في داخل سوريا وإعتقل عشرات الآلاف من المفكرين والصحافيين والناشطين والمواطنين، ومن بينهم العلويين، لإحكام سيطرته وسطوته الكاملة، وهو ما كان قام به حافظ الأسد في إنقضاضه على رفاقه في البعث منذ الستينات"، أكّد جنبلاط أنّه "آن الأوان لسقوط تلك الأسطورة الكاذبة التي تعتبر حافظ الأسد قائداً ملهماً وهو الذي شكل وجوده في الحكم مأساة لعشرات الآلاف من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين عبر سياسة الاعتقال والاغتيال والتصفية الجسدية". وأضاف جنبلاط: "هذه الأسطورة شبيهة في البعث والعبث بالنظام التسلطي في العراق الذي كان بطله (الرئيس العراقي السابق المخلوع) صدام حسين".

وأشار جنبلاط إلى أن "البعث إستخدم نظرية الأقليات إياها في سبيل الدخول الى لبنان، وقد عكست فكره الشمولي الآحادي الذي بطبيعته يرفض كل إعتراف بالآخر، وهو عبّر عن ذلك برفضه الاعتراف بلبنان وفلسطين، وتقاطع موضوعياً في ذلك مع النظرية الأقلوية الصهيونية كذلك التي أنكرت وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وسيبّين التاريخ أن المواجهات التي حصلت على الساحة اللبنانية لم تكن الا مجرد مصادفات لا سيما عندما تخطى الحاكم الاسرائيلي أو الحاكم السوري الخطوط الحمراء التي كانت مرسومة سلفاً بالاتفاق والتراضي"، وقال جنبلاط: "ها هو الشعب السوري اليوم يقف الوقفة ذاتها، وهو يطالب بالحرية والديمقراطيّة رفضاً للاذلال والقمع والاستبداد، واقفاً الى جانب فلسطين وقضيتها، بعد أن حكم البعث سوريا لخمسة عقود بإسمها في وقت لم يكن يعترف بوجودها".

وأوضح جنبلاط أن "توقعات كمال جنبلاط بنهاية الفكر الشمولي بكل أشكاله تصح اليوم، فالشعوب العربيّة تنتفض من أجل كرامتها وحريتها"، مذكراً بأن كمال جنبلاط "هو الذي رفع شعار: "من تهرب من معركة الحياة كمن تهرب من معركة الحق""، وتابع: "وها هو الشعب السوري اليوم، بعد مرور عام من القتل المستمر دون هوادة تراه لا يتراجع بل يزداد تمسكاً بحقوقه ومطالبه"، مؤكداً أنه "كلما إزدادت وتيرة القتل، إزداد الشعب عناداً وإصراراً وتمسكاً بحريته السياسية، مدركاً أن التراجع الآن سيعني العودة الى غياهب الظلم والظلام لعقود وعقود جديدة". وأردف: "ها هو الشعب السوري يعلن أن إسقاط بابا عمرو لن يكون نهاية المطاف، فهناك إدلب واللاذقية وحماة والعشرات من المدن والبلدات السورية التي لن تتراجع مهما كان الثمن"، متوجهاً بالتحية "للثوار والمناضلين والمناضلات ولعشـرات الآلاف من المعتقلـين السياسيين والمفقوديـن ومجهولـي المصير، مع الإستنكار والشجب والإدانة لما آلت اليه الجهود العربية والدولية التي تراجعت من المطالبة بتنحي الرئيس والإنتقال السلمي للسلطة والإفراج عن المعتقلين وكشف مصير المفقودين ووقف إراقة الدماء وسحب الجيش من المدن، وهي بنود المباردة العربية، إلى مساواة القاتل بالمقتول والظالم بالمظلوم والعجز حتى عن دخول فرق الإغاثة الطبية والإنسانية الى المناطق المنكوبة". وختم جنبلاط كلامه متمنياً "لو أنه بدا التأثر الشديد الذي بدا على وجوه البعض بعد إنتخابات ديمقراطية شفافة وإنتخابات حرة، على شهداء حمص وحماه وإدلب وسائر المناطق السورية"، متسائلاً: "وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فأين هو تضامن بعض الدول العربيّة مع الثورة السورية وهي التي لم تجف دماء شهداء ثوراتها بعد، فهل الوصول الى المناصب العليا يُنسي النضالات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية؟" (التقدمي)

 

قاووق: في لبنان قوى تريد ممرا آمنا للمسلحين وليس للنازحين السوريين لأنها جزء من الحرب على سوريا

 وطنية - 12/3/2012 رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني في حسسينية بلدة المروانية، في حضور النائب عبداللطيف الزين والمسؤول عن الوحدة الثقافية المركزية في الحزب الشيخ اكرم بركات وشخصيات وفاعليات ورؤساء بلديات وحشد من أبناء البلدة، "ان ما يحصل في سوريا يتصل برسم مستقبل المنطقة ومعادلاتها وطبيعة الصراع بين العرب واسرائيل، والذين احتشدوا في تموز 2006 لاسقاط المقاومة يحتشدون اليوم لاسقاط سوريا المقاومة". وقال: "اذا كانت القضية قضية اصلاحات، فالرئيس الاسد انجز كل الاصلاحات المطلوبة ولذلك لم نعد نسمع من الجامعة العربية او من المعارضة السورية كلمة عن اصلاحات مطلوبة.المسألة تتصل بتغير المعادلة الاستراتيجية في المنطقة، وللاسف بل وللعيب، ان المال العربي الذي لم ينفق لاعادة اعمار غزة واموال النفط العربي التي كانت ممنوعة على السلاح للشعب الفلسطيني، هذا المال العربي هو اليوم وقود الفتنة والنار المشتعلة في سوريا. ان رائحة النفط العربي تفوح من الحرائق المشتعلة في سوريا.

لقد كانوا يرفعون شعارات خداعة مضللة انهم يريدون اصلاحات سياسية وحماية المدنيين في سوريا. اليوم عندما وصلت الامور الى حائط الفشل وجربوا كل الفتن والخدع والذرائع والقرارات والجامعة العربية وغيرها وفشلوا. الذين ورطوا أنفسهم في مستنقع سوريا بدأوا اليوم بالتنازلات السياسية ويفتشون عن مخرج لهذه الازمة". وختم قاووق: "ان الذين رفعوا شعار السيادة والذين رفعوا "شعار لبنان" اولا هم الذين ورطوا لبنان في ان يكون جزءا من العدوان على سوريا. هناك مناطق جغرافية في لبنان تشكل خاصرة تتحرك فيها الخناجر لطعن سوريا. في لبنان قوى تريد ممرا آمنا للمسلحين وليس ممرا آمنا للنازحين لأنها تشرف على تهريب السلاح وعلى تسلل المسلحين، وهي تحرض وتمول وباتت جزءا من الحرب على سوريا تساندها السفارة الاميركية".

 

منصور في نداء الى المغتربين في "يوم المغترب اللبناني": مسؤوليتكم رفع لواء وطنكم الحر المتضامن مع قضايا الشعوب المحقة

ونتطلع الى انجاح مشاركتكم في الحياة السياسية واعطائكم حق الاقتراع

وطنية - 12/3/2012 - وجه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور نداء الى المغتربين اللبنانيين في "يوم المغترب اللبناني"، جاء فيه: "أيها المغتربون اللبنانيون

يسعدني أن أتوجه إليكم بهذا النداء من القلب إلى القلب، وأنتم من كانت وجهة قلوبكم وعقولكم دائما وأبدا وطنكم الأم لبنان، من أجل رسالته الإنسانية هاجرتم، وكافحتم وناضلتم وصبرتم، ورفعتم راية لبنانكم الحضارية أينما حللتم، وكنتم الرواد في كل زمن في البناء والاصلاح والتقدم وقد سطعت أسماؤكم أنوارا من المعرفة والعلم والفن والفلسفة والقيادة والابداع.

اضاف:" أتطلع إليكم، في هذا الوقت العصيب، الذي يمر فيه العالم عموما، ومنطقتنا خصوصا، ومحيطنا القومي بشكل أساسي، وأنتم المغتربون على مساحة انتشاركم الاممي، تشاركون الشعوب في قضاياها المصيرية، تتأثرون بها وتتفاعلون معها وتؤثرون في ايجاد الحلول الناجعة لمشاكلها ومصاعبها، وتساهمون في الخطط الكفيلة بإصلاح أحوالها وتطوير مرافقها وخدمة مصالحها الكبرى، مناشدا اياكم أن تلتزموا بثوابتكم الوطنية التي عرفتم بها وسط الشعوب وفي مقدمها الحفاظ على وحدتكم الوطنية التي هي مصدر قوتكم واحترام الشعوب لكم، والالتزام بقواعد وأسس ومبادىء سياسة دولتكم الخارجية التي راعت مصالحكم في علاقاتها مع الدول المضيفة لكم، فكونوا أنتم الطليعة النخبة في الدفاع عن مصالح وسيادة وطنكم في المحافل الدولية، خصوصا مراكز القرار الدولي منها، كي تستلهم قراراتها ومواقفها الخاصة بقضايانا المحقة من قناعاتكم الوطنية وتوجيهاتكم الحكيمة وارتباطكم القوي بسياسة بلادكم الوطنية.فأنتم أيها المغتربون، الذي أصبح عطاؤكم يقاس على مدى انتشاركم، لستم جزرا منعزلة تائهة في هذا المحيط الواسع، بل أنتم أبناء وطن واحد يجمعكم، مهما تباعدتم وما جمعه الله لا تفرقه الأبعاد والمسافات والامصار. .. على عاتقكم أيها المغتربون اللبنانيون تقع المسؤولية التاريخية الكبرى في رفع لواء وطنكم الحر السيد المستقل المتفاعل المتضامن مع قضايا الشعوب المحقة والعادلة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، جوهر الصراع المصيري العربي - الإسرائيلي.

وتابع :"إن اهتمام الدولة بكم، يأتي في طليعة اهتماماتها: ففي طاقاتكم وامكاناتكم المادية والمعنوية تكمن قوة لبنان في حاضره وغده، كما كانت في ماضيه، وهذه الطاقات هي التي عملت وبنت، ومن خلالها استطاع لبنان الاستمرار والاستفادة من هذه الثروة الهائلة، فاللبنانيون في بلاد الاغتراب، ومن خلال تحويلاتهم استطاعوا أن يكونوا سندا قويا لاقتصاد لبنان مكنه من المساهمة بشكل كبير في تسديد العجز في ميزان المدفوعات التجارية. ان الاهتمام الجدي بكم، يجب أن يتجاوز الشعارات والتصريحات والبيانات والجولات والزيارات الروتينية، وما شابه، للوصول إلى ايجاد خطة عملية تضعها الدولة بمشاركتكم، يأتي في أولوياتها تفعيل القوانين والقرارات الخاصة بكم، وازالة كل المعوقات التي تعترض تطلعاتكم الوطنية، وتسهيل المعاملات البيروقراطية التي تعرقل مشاريعكم ومصالحكم، إننا نتطلع الى انجاح عملية مشاركتكم في الحياة السياسية، وذلك من خلال اعطائكم حق الاقتراع في بلدان تواجدكم في الانتخابات النيابية في العام المقبل، بعد ان أصبحت كل الترتيبات الإدارية واللوجستية جاهزة لمواكبة هذه العملية التاريخية، التي يتوحد فيها لأول مرة لبناننا بجناحيه المقيم والمغترب، في اختيار ممثليه في السلطة التشريعية، وإدارة البلاد، إننا ندعوكم إلى انجاح هذه العملية الانتخابية التي تعزز من مواقعكم الوطنية، وتعزز وحدة صفكم في الخارج، وتمكنكم من ايجاد "لوبي لبناني" قوي وفاعل له مكانته في بلاد انتشاركم، يقدم الدعم في المحافل الدولية، لقضايانا الوطنية والعربية والدولية المحقة.

وقال :" اننا، واذ نتوجه إليكم بهذا النداء في يوم المغترب اللبناني، مستحضرين بكل اعتزاز ما قدمتموه لوطنكم، على يقين تام بأنكم ستبذلون الغالي والنفيس في سبيل مصلحة بلدكم العليا، ونحن لن نتوانى في المضي بخطط مدروسة لتنفيذ ما ورد في "البيان الوزاري"، من حيث تفعيل العمل الدبلوماسي في الخارج لجهة التواصل معكم، وتنظيم هيئاتكم الإغترابية وتوحيدها، ومتابعة تنفيذ القوانين والقرارات المتعلقة بالجنسية واستعادتها، وتشجيع أبناء المتحدرين على تسجيل وقوعاتهم في السفارات والقنصليات اللبنانية والدوائر الرسمية. وإننا عبر المديرية العامة للمغتربين سنستمر في النشاطات الإغترابية، وفي مقدمتها التحضير للمخيم الحادي عشر للشباب المغترب اللبناني الذي سيقام في الصيف المقبل.

وختم الوزير منصور :"باسم الحكومة اللبنانية وباسمي الشخصي أهنئكم في يومكم الوطني متمنيا لكم التقدم والتوفيق والنجاح في حياتكم وأعمالكم والمزيد من العطاء في المجالات كافة، وقد أثبتم بالأفعال والأعمال أنكم تنتمون لأمة حضارية، تحملون في عقولكم وقلوبكم وسواعدكم رسالة وطن قائمة على قيم الحق والخير والعدل والتضحية والعطاء والسلام . بكم يعتز الوطن ويكبر، فأنتم ثروته وسنده القوي وعقله الخلاق. وكل عام وأنتم بخير من وطن يشع برسالته الانسانية على العالم كله".

 

الراعي التقى امير قطر ومسؤولين وترأس قداسا: لوضع حد للعنف وليلهم الله اصحاب الارادات الحد من الحرب

وطنية - قطر - الدوحة - 12/3/2012 - التقى البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، امير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، في الديوان الاميري في الدوحة، في حضور المطران بولس الصياح، قدس الاب العام ايلي ماضي، المحامي وليد غياض، السفير اللبناني حسن سعد. وكانت خلوة جمعت البطريرك الراعي مع الامير قبل اللقاء.

العطية

وكان البطريرك الراعي التقى رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية السيد عبدالله بن حمد العطية، في حضور مدير مكتب الهيئة عبد العزيز بن احمد المالكي، حيث تم البحث في اوضاع المنطقة.

حمد بن جاسم

كما التقى رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم ال ثاني في الديوان الاميري في الدوحة.

قداس

الى ذلك، اكد البطريرك الراعي ان الخطيئة تبدأ عندما يتعلق الانسان بخيرات الله على الارض، وينسى الله الخالق فيكسر الشركة والمحبة معه ومع اخوته البشر، ودعا الى العودة للاتحاد مع الخالق الذي يحبنا في شركة عمودية من خلال عيشنا مع بعضنا البعض وشركة افقية من خلال وحدتنا الكاملة".

كلام غبطته جاء في العظة التي القاها في خلال الذبيحة الالهية التي ترأسها في كنيسة سيدة الوردية، عقب وصوله الى دولة قطر مساء البارحة، وعاونه كل من المطارنة النائب البطريركي العام بولس الصياح، النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية كميلو بنديني، قنصل الاب العام للاباء والمرسلين الاب ايلي ماضي، منسق العلاقات مع الاديان الاب فادي ضو، مرشد السجون في الشرق الاوسط الاب ايلي نصر، كاهن رعية سيدة الوردية في قطر الاب ايلي هاشم، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم والرئيس الاقليمي للاباءالكبوشيين الاب انطوان حداد.

وشارك في القداس السفير اللبناني في قطر حسن سعد والقنصل نسرين بو كرم، رؤساء الحركات الكنسية في قطر، الحركة الرسولية المريمية، اخوية سانت ريتا، عائلة قلب يسوع وحركة التجدد للروح القدس ممثلا الجالية اللبنانية في قطر انطوان سعادة وسمعان سمعان، ممثلون عن الاحزاب اللبنانية، الوزير السابق جان لوي قرداحي، وفعاليات اقتصادية واجتماعية وثقافية، اضافة الى حشد من المؤمنين تجاوز الالفي شخص.

وجاء في العظة التي القاها غبطته، بعد قراءة نص الابن الضال من الانجيل المقدس: "جمع الابن الاصغر حصته وسافر الى بلد بعيد وبددها، هذا هو عنوان العظة التي جاء فيها من مثل الابن الشاطر يعلمنا الرب يسوع، ونحن في منتصف زمن الصوم مبدأ الخطيئة والتوبة والمصالحة وتبدأ الخطيئة، عندما يتعلق الانسان بخيرات الله في الارض وينسى الله ويكسر الشركة والمحبة، ونحن نلتمس في هذه الليلة وفي زمن الصوم المبارك ان نعود الى الاتحاد مع الله الذي يحبنا ونحبه ونتحد معه في شركة عمودية، لكي نعيش مع بعضنا البعض في الوحدة الكاملة وهي الشركة على المستوى الافقي".

اضاف: "يسعدني ان اقوم بهذه الزيارة الرعوية حاملا معي من لبنان تحيات الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والاساقفة، وتحية ودعاء من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان واوجه تحية خالصة الى صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير دولة قطر وسمو الامير ولي العهد الشيخ تميم. واشكر صاحب السمو على دعوته وانا سعيد لتلبيتها في اطار هذه الزيارة الرعوية، هذه الزيارة التي تندرج في اطار الشعار الذي اتخذته، وهو الشركة والمحبة لاننا بامس الحاجة اليها، نحن بامس الحاجة لان نعيش اتحادنا مع الله بالصلاة والعبادة. ولقاؤنا معا كل يوم احد او غير، المهم ان نعيش الشركة مع الله ومع الناس. كلنا يعرف ان حياة العائلة لا تتواصل من دون شركة ومحبة، كذلك حياة الكنيسة والمجتمع والوطن، نحن بحاجة الى هذه المحبة في هذه الايام لان الانقسامات الكبيرة ترفع جدرانا بين الناس بسبب العولمة حيث تباعد الناس بشكل كبير".

وتابع: "انجيل اليوم هو انجيل الشركة والمحبة، والخطيئة في هذا الانجيل هي كسر هذه الشركة مع الله، فهذا الابن نسي الله وكسر الشركة والمحبة مع ابيه، وسافر وخالف وصية الاب اي خالق تعاليم الله، وهذه التعاليم سواء اكانت موجودة في الانجيل او في اي كتاب سماوي بمخالفة مشيئة الله، نتيجتها الخطيئة والفقر والعوز والانحطاط، ما معناه انني اذا عشت في حال الخطيئة بعيدا عن الله لا اسمع كلمته ولا اتوب ولا اسمع صوته في ضميري، نفتقد للقيم الروحية والانسانية والاخلاقية ونمتلىء في الفساد والانحرافات. هذا هو مفهوم الخطيئة ونحن بحاجة الى التوبة، ونرجوها في زمن الصوم وبحاجة الى وقفة وجدانية لنسمع صوت الله من اعماقنا، وعندما اقف مع ذاتي ادرك اين خطئي واني كسرت الشركة والمحبة مع الله، لذلك قال الابن عندما ندم كم اجير في بيت ابي يفضل الخبز عنه وانا اموت من الجوع، هذه هي التوبة التي نحتاج اليها كل يوم ولو قبل النوم مساء، فلنسأل انفسنا اين نحن، وندرك انه عندما نبتعد عن الرب ينبغي ان نندم ونقرر العودة اليه والى الشركة والمحبة".

اضاف: "في زمن الصوم دعنا يا رب نلتمس الخطيئة التي نرتكبها، وهبنا نعمة التوبة لنقف مع ذاتنا امامك، اعطنا ان ندرك خطئنا ونندم عليه ونقرر التغيير. الرب ينتظرني وهو الذي خلقني وافتداني واعطاني حياته بالروح القدس والقربان، انه ينتظر عودتي لكي اعود فيغمرني بحبه ويسامحني على كل ما فعلت، حسبه انني عدت الى ذاتي وسعادتي والحياة، وحسب انجيل اليوم فان الابن كان ميتا فعاش وضالا فوجد، ويكلمنا الرب من المصالحة بالرموز عندما قال البسوا ابني حلة جديدة، اي ثوب النعمة والحياة الجديدة، وانا لا استطيع ان اجلس مع اخوتي على مائدة الرب ما لم اتصالح معهم ومع ربي، الشركة والمحبة تتجسد على المذبح، حيث الرب قدم ذاته في كل قداس بقوة الروح القدس تكفيرا عنا جميعا".

وقال: "انا سعيد بهذه الزيارة الرعوية لتحقيق الشركة والمحبة معكم، وهذه معاني انجيل اليوم، سيكون لي شرف اللقاء بصاحب السمو الامير حمد، لكي اشكره على دعوته واعبر له عن امتناننا له على كل ما تقدمه هذه الدولة لابنائنا. وعلمت من السفير اللبناني ان الجالية اللبنانية اصبحت نحو 70 الف شخص، تحتضنهم هذه الدولة العزيزة المشكورة، يعيشون بكرامة ويحققون ذاتهم ويساعدون اهلهم في لبنان وفي باقي الدول".

اضاف: "اننا نفاخر بانهم يساهمون في ازدهار ونمو هذه البلاد في كل الاعمال التي تتنوع في قطاعات عديدة، وهذه السلطة تحفظ لهم الجميل الكبير لانهم مخلصون لها".

وختم: "اننا في هذه الذبيحة، نذكر دولة قطر ووطننا لبنان وكل بلدان الشرق الاوسط من اجل السلام فيه والازدهار، ونصلي لوضع حد لكل عنف في اي بلد كان، ونصلي لكي يلهم الله اصحاب الارادات الطيبة ليعملوا جهدهم للحد من الحرب التي تسبب وقوع ضحايا بريئة، ولا يجوز لاي كان ان يضع حدا لحياة اي انسان او للبشرية، نصلي لكي يعم الخير العام وتعيش الشعوب بطمأنينة، لكي يحقق كل كائن بشري ذاته في هذه الدنيا، كل هذه النوايا التي احملها في قلبي اضعها على مذبح الرب لكي تتقدس وتتحقق، وارجو ان يكون زمن الصوم زمن التوبة والتجدد لكي نعبر الى القيامة، وتصبح حياتنا نشيد حب للاب والابن والروح القدس".

بنديني

بعدها كانت كلمة للنائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية المطران كميلو بنديني جاء فيها: "انه لشرف عظيم لنا ولكهنتنا ولابنائنا الكاثوليك في دولة قطر، ان نستقبلكم في صرح هذه الكنيسة المباركة التي شيدت على اسم العذراء مريم، سيدة الوردية، التي لولا صفاء وحكمة وكبر قلب صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر، لما وجدنا اليوم ها هنا في هذه الكنيسة الواسعة الارجاء للصلاة وتمجيد الله ولما استطعنا ان نستقبل غبطتكم فيها".

اضاف: "باسم غبطتكم وباسمنا، نوجه من جديد كلمة شكر وعرفان جميل نابعة من القلب الى صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه على هبته الثمينة للكنيسة الكاثوليكية في دولة قطر، والشكر مقرون بالامتنان ايضا الى سمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حفظه الله ورعاه والى كل المسؤولين الكرام في قطر والشعب القطري الابي، لانه لشرف عظيم لنا ان نستقبل غبطتكم ولاول مرة في النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية التي وسع تخومها السنة الماضية قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر، وصارت تضم دولة قطر ودولة الكويت ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية".

وتابع: "لقد اوكل الينا عن دون استحقاق رعاية ابنائنا الكاثوليك لاي طائفة انتموا المتواجدين في النيابة الرسولية الجديدة. لقد اتخذتم ياصاحب الغبطة شعارا للبطريركية محبة وشراكة، كلمتان تختزلان الانجيل وترصعان عهدكم الميمون، فالمحبة هي نوع من التحول لمعارج نرتقيها لنصل الى ملء انسانيتنا اي التأله. دعوتنا هي ان نتحول، ولكن عن يد الله المحبة كما يعلم يوحنا الانجيلي لا نصل الى ملء انسانيتنا ما لم نتحول جذريا".

وفي ختام القداس، اقيم حفل استقبال على شرف البطريرك الراعي والوفد المرافق، شارك فيه جميع المؤمنين في قطر.

حوار الاديان

وكان الراعي التقى قبل سفره من الاردن الامير الحسن، عم الملك عبدالله الثاني مع الوفد المرافق له في ديوان الامير الحسين، وتم البحث في قضايا تتعلق بحوار الاديان.

 

مهمة «الدابي 2».. هدية السنة الأولى للسوريين

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«في نهاية المطاف لن نتذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا» (مارتن لوثر كينغ الابن)

بالأمس، مع اقتراب الثورة السورية من إكمال سنتها الأولى، كان المشهد في مقر جامعة الدول العربية مؤلما.. بل مخجلا.

لا أدري ما نوقش في الكواليس بعيدا عن الإعلام، لكنني سمعت وشاهدت على شاشة التلفزيون كلمة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمام وزراء الخارجية العرب. ثم التصريح الصحافي المُقتضَب الذي تُليَت فيه النقاط الخمس «المتفق» عليها بين الجامعة وموسكو.

مثل كل مبادرات جامعة الدول العربية بقيادة أمينها العام نبيل العربي إزاء سوريا، خلال الأشهر الـ12 الأخيرة، كانت هذه المناسبة خذلانا بشعا آخر للشعب السوري ونضاله البطولي. ولقد «تألق» الدكتور العربي، الذي بات على كل منا أن يمسك قلبه بيده هلعا كلما عرض اقتراحا أو اجترح مبادرة أو أدلى بتصريح، مجددا في اختيار أسوأ توقيت لزيارة لافروف. وكان الأمين العام قد تكلم قبل أيام عن «مؤشرات على تغير في موقف موسكو»، ولكن خلال ساعات معدودات صدر نفي قاطع لحدوث أي تغيير.. من الخارجية الروسية نفسها.

وبالأمس، بينما كان الموفد الدولي العربي، كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، يبدأ «وساطته» - الفاشلة سلفا - في دمشق، ويلتقي رأس النظام السوري، كان لافروف يكرر أمام وزراء الخارجية العرب بصفاقة غير مسبوقة «ثوابت» موسكو إزاء نظام الأسد في دمشق. وهي الثوابت التي أدت لاستخدامها «الفيتو» مرتين خلال بضعة أشهر.. مما أتاح للأسد قتل ألوف أخرى من الأبرياء وتدمير مزيد من المدن والبلدات والقرى.

لا حاجة للتساؤل عن سبب تفاؤل العربي ومعطياته، فمتابعة «إدارته» البائسة للعمل الدبلوماسي العربي تجعل من أي مساءلة جدية خطوة عديمة الجدوى. فالرجل، على ما يظهر، لا يدرك خطورة ما يعنيه استمرار نظام بشار الأسد. لكن ما يزيد الطين بلة أنه يتصرف متأثرا بالمنظور السياسي المتخبط للدبلوماسية المصرية - منذ بعض الوقت - إزاء تعقيدات أزمات المشرق العربي. وهذا ما عبرت عنه قبل أيام تصريحات وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، الرافضة تسليح المعارضة السورية «لمنع نشوب حرب أهلية!».

سقوط عشرات الألوف من القتلى والمختفين لا يعني في قاموس الوزير عمرو، وقبله الدكتور العربي، وجود «حرب أهلية» فعلية، مع أن ثمة رئيس جمهورية مصريا معزولا يواجه اليوم، من قفص الاتهام بالذات، تهمة إصدار أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين! ولكن «استقالة» الدبلوماسية المصرية من مسؤولياتها الإقليمية ليست ابنة البارحة. فعلى الرغم من ثقل مصر القومي والإقليمي، غابت تصوراتها الاستراتيجية ومبادراتها، لفترة غير قصيرة، عن الفضاء الجيو - سياسي العربي منذ سنوات طويلة إبان فترة حكم مترهل وضيق الأفق.

هنا من الواجب القول إن مصر ليست الجهة الملومة الوحيدة. مصر مقصرة فقط، وهي مقصرة أولا وأخيرا بحق نفسها. كما ينبغي القول إنها في ظروفها الراهنة قد تكون معذورة.

أما غيرها من القوى المفترض بها أنها معنية بالدفاع عن الشعب السوري، أو تلك التي تزعم الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وترسيخ الديمقراطية وحمايتها، فهي إما متواطئة مع حكام دمشق.. أو ضالعة في مؤامرة ضد الشعب السوري.

روسيا والصين وإيران دول صريحة في دعمها الفعلي للنظام السوري، ومباركتها قمعه الوحشي لأسباب متنوعة، لا حاجة لتكرارها، إلا أن الضربة الموجعة التي تلقتها الثورة السورية، أشرف الثورات العربية وأشجعها على الإطلاق، جاءت من جهات كان كثيرون يتصورون أنها ستحميها.

الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تكن في الماضي تتعاطف مع الثورات الشعبية على امتداد العالم الثالث، غيرت مواقفها وأخذت تؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها بعد انتهاء الحرب الباردة وانفرادها بزعامة العالم عام 1989. إذ سقط من قاموسها ادعاء «اضطرارها» للسكوت على الأنظمة الديكتاتورية، بعدما انهار مبرر الحاجة إلى التصدي للتغلغل الشيوعي في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وحقا، بمجرد انهيار «جدار برلين» ومن ثم سقوط الاتحاد السوفياتي، نجح اليسار في الوصول إلى الحكم في غالبية دول أميركا الجنوبية، وعلى رأسها الدولتان الأكبر؛ البرازيل والأرجنتين، بل خلال العقدين الأخيرين لم يحكم اليمين إلا دولة واحدة فقط في القارة هي كولومبيا.

وفي المنطقة العربية، والشرق الأوسط عموما، بعد تراجع مد اليسار التقليدي برز اليمين الديني، ممثلا في الأحزاب والقوى الدينية بديلا طبيعيا وشبه حتمي للأنظمة العسكريتارية و«الجملوكية»، أي الجمهوريات الملكية القائمة على العائلة والطائفة والقبيلة.. التي زعمت في يوم من الأيام أنها «ثورية» هاجس وجودها وحلم حياتها تحرير فلسطين وتوحيد الأمة (!؟).

في إيران، أزاحت «الثورة الإسلامية» حكم الشاه.. مع أن بدايتها الديمقراطية «الشورَوية» تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى حكم الأجهزة الأمنية وتسلط «الحرس الثوري» وانحصار التنافس على السلطة ضمن القيادات المحافظة الإقصائية الرافضة للرأي الآخر. ولم تلبث تركيا أن سارت على طريق «الإسلام السياسي» بنسخته السنية ووجهه المعتدل الواقعي، القادر على التعايش مع إرث أتاتورك العلماني. أما في إسرائيل، الكيان اليهودي التوراتي، فاندثر حزب العمل الاشتراكي، الذي كان في العقود الأولى من عمر الكيان «حزب السلطة» الطبيعي، وغدت القوى التوراتية اليمينية القاعدة الصلبة التي يعتمد عليها اليمين المسيطر على الساحة.

هذه الخلفية، أسهمت بطريقة أو بأخرى في خلق بيئة ما عُرف بـ«الربيع العربي»، بعدما وصلت «الجملوكيات» والعسكريتاريات المترهلة إلى طريق مسدود، واصطدمت بإدارة أميركية ليبرالية زعمت ذات يوم أنها حقا تؤمن بحقوق الإنسان، وعلى رأسها حقه بتقرير مصيره.

وبالفعل، سحَبَت هذه الإدارة بسرعة فائقة البساط من تحت قدمي نظامين طالما اعتبرهما خصومهما «تابعَين» لواشنطن، في تونس ثم مصر. ثم قادت تحالفا عسكريا أسقط سلطة غاشمة متخلفة في ليبيا بدأت عهدها «ثورة ضباط شباب» راديكالية لتنتهي نسخة مشوهة حتى عن «الديكتاتوريات الأبوية» في هايتي (دوفالييه) ومالاوي (باندا) وساحل العاج (هوفويت بوانيي).

ولكن فجأة، بعد تشجيع وحماسة منقطعي النظير وصلا إلى حد التحريض، انكشفت أولويات واشنطن إزاء سوريا، حيث حكم منذ 1970 أحد أقسى الأنظمة الأمنية التسلطية في الشرق الأوسط.

خلال 12 شهرا من الانتفاضة البطولية للشعب السوري الثائر تدرج الموقف الرسمي الأميركي - ومعه الخطاب السياسي لدول الاتحاد الأوروبي - نزولا، من التشجيع والمباركة على الثورة والوعود بالدعم، إلى الاكتفاء بانتقاد النظام وفرض عقوبات محدودة الوقع على رموزه، فالتمنيات بزواله قريبا، وصولا إلى الإعراب صراحة عن المخاوف من نجاح ثورته لئلا يستفيد منها الأصوليون الإسلاميون!

هل هناك تفسير لهذا الموقف؟ طبعا، إنه خطاب تقديم الاعتماد والاستجداء الرخيص للأصوات الانتخابية، الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام «آيباك»، أقوى جماعات «اللوبي» الإسرائيلي، في واشنطن. فإسرائيل ضد إسقاط الحكم الذي قدم لها أفضل الخدمات على امتداد 42 سنة.

هذا هو التفسير. وهو يندرج، بالتتابع، على موقفي الاتحاد الأوروبي وتركيا.. التي تستضيف المؤتمر التالي لـ«أصدقاء سوريا».

وصدق مَن قال: «رب اكفني شر أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم!».

 

جعجع حصر التعامل مع مواقف الراعي به شخصيًا

أوردت صحيفة "الأنباء" الكويتيّة معلومات مفادها أنّ رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع "حصر التعامل مع مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الموجود حاليًا في الأردن، به شخصيًا، وحظّر على نواب كتلته تناول البطريرك في تصريحاتهم". ومعلومات "الأنباء" وردت بعد أن لفتت إلى أنّ كلمة جعجع في احتفال للقوّات عن "الربيع العربي" والوضع في سوريا أمس، قد اعتبرت بمنزلة رد غير مباشر على كلام البطريرك الراعي الذي سبق أن حذّر من تحوّل "الربيع العربي" مع استمرار العنف إلى شتاء.

 

البضائع الاسرائيلية تغزو الضاحية

عثرت القوى الامنية في مستودع على طريق المطار في الضاحية الجنوبية تعود ملكيته لشخص من آل وهبي، على قرطاسية بكميات كبيرة، وهي صنعت في اسرائيل

 

سليمان: ما حدث في تظاهرة "الكتائب" و"الأحرار" حادث بسيط سنتعلم منه مستقبلاً 

اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنَّ "النظام التعددي والتوافقي شكل شبكة أمان للبنان في خضم التطورات التي تحوط المنطقة العربية والعالم"، مُشددًا على أنَّ "النظام المرتكز إلى إتفاق الطائف هو نظام جيد للبنان ويجب تحصينه لعشرات السنوات إلى الأمام عن طريق معالجة الاشكالات التي اعترت تطبيقه". سليمان، وبعد زيارته بعد ظهر اليوم معرض الكتاب اللبناني السنوي الذي تقيمه الحركة الثقافية في كنيسة مار الياس - انطلياس، علَّق على الإشكال مع القوى الأمنية الذي حصل أمس (السبت) في أثناء تظاهرة لحزبي "الكتائب اللبنانية" و"الأحرار" بشأن منهج كتاب التاريخ، بالقول: "للأسف هذا المشهد غير ثقافي ولكن هذا ليس منهجًا لبنانيًا، هذه حادثة استثنائية يجب معالجتها، لأن المشهد الحقيقي في لبنان تبنيناه نحن منذ عام 2004 ولغاية الآن عبر تصرف قوى الجيش وقوى الأمن مع المواطنين".

وأضاف سليمان في هذا السياق :"أتأسف لحصول هذا الحادث، وهؤلاء الشباب الذين يتظاهرون هم شباب والعسكريون الذي كانوا يحفظون الأمن هم شباب أيضاً ولا فرق بين الإثنين، لقد حصل خطأ في تنسيق هذا التحرك أدى إلى دخول أحد الاشخاص وتجاوزه اللياقة والأدب وحاول أيضاً أن يؤذي ضابطاً أو جندياً"، مشدداً على أن "وزارة الداخلية ستحقق في هذا الموضوع لتصحيح الأخطاء وتجنّب أي تصرف مماثل مستقبلاً". وتوجّه سليمان في سياق متصل إلى الشباب الذي شارك بالتظاهرة بالقول :"على الشباب أيضاً مراجعة الاخطاء التي ارتكبوها ومحاسبة من ارتكبها لمنعها مستقبلاً"، معتبراً أن ما حصل هو "حادث بسيط سيتم التعلم منه لتجاوزه في المستقبل". (الوطنية للإعلام)

 

14 آذار ومبادرات الأمل

نصير الأسعد/الجمهورية

منذ أسابيع وعلى إيقاع التحوّلات الديموقراطيّة في المنطقة العربيّة وفي مواكبة الربيع السوريّ تحديداً، دأبت قوى 14 آذار على إطلاق المبادرات التي تخاطب اللبنانيّين بشأن مستقبل بلدهم.

وإذا كانت تلك المبادرات تؤشّر إلى حيويّة ثقافيّة – فكريّة في 14 آذار، فإنّها في الوقت نفسه تتّسم بتصميم على مقاربة الوضع اللبناني في راهنه ومستقبله من موقع البلد كلّ البلد، أي من منظار عام وليس من اعتبار فئويّ، طائفيّ أو حزبيّ. وتنطلق هذه المبادرات جميعها من أنّ الربيع العربيّ محطّة تاريخيّة في حياة المنطقة، وأنّه يستطيع أن يكون فرصة تاريخيّة للبنان. وبهذا المعنى فإنّ تشديد 14 آذار على انتمائها إلى هذا الربيع هو تشديد على طيّ صفحات سود من تاريخ لبنان الحديث في سبيل العبور إلى المرحلة الجديدة.

إنّ أيّ متتبّع للنصّ الذي ألقاه الرئيس سعد الحريري في 14 شباط الماضي في الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ثمّ لنصّه الذي خاطب به لقاء إطلاق وثيقة "تيّار المستقبل" الأسبوع الفائت، كما أنّ أيّ متتبّع جادّ لوثيقة التيّار نفسها، في انتظار المبادرة الموحّدة لقوى 14 آذار بعد غد الأربعاء في الذكرى السابعة لثورة الأرز، إنّما تخلص إلى تصوّر لمستقبل لبنان لا يقصي أيّاً من اللبنانيّين، تصوّر لجمع شمل اللبنانيّين جميعهم.

وهكذا في مقابل فريق آخر يشتغل على تخويف اللبنانيّين من المستقبل، من الربيع العربيّ، من تداعيات مزعومة للتحوّل الديموقراطي في سوريّا، مخضعاً اللبنانيّين للقلق، مُصرّاً على ربطهم بمحور بذاته وبمصير هذا المحور، فإنّ قوى 14 آذار تكرّر في مواقفها السياسيّة وفي مبادراتها أنّ المستقبل واعد وليس مخيفاً. وفيما يؤدّي الفريق الآخر على قاعدة أنّ انتصار الربيع العربيّ هزيمة له وأنّ انتصاره في مصلحة "أعداء"، تتصرّف 14 آذار على أساس أنّ انتصار الربيع العربيّ فرصة ذهبيّة لوطن بأسره.

وإذا كان لأحد أن يلخّص المشهد لَأمكَنه القول إنّ فريق "حزب الله" يضخّ الخوف ويهدّد بالقوّة وبقلب الطاولة ويحذّر من أنّ الاستقرار سيكون معرّضاً، في حين أنّ 14 آذار تضخّ الأمل معيدةً الاعتبار لحقيقة أنّ جدّية أيّ عمل سياسيّ تُقاس بالأمل الذي يفتحه. وفي وقت يتمسّك فريق "حزب الله" بتعميق الانقسام تتوجّه 14 آذار نحو الجمع.

في 14 شباط الماضي أكّد الرئيس الحريري تحمّله المسؤوليّة من أجل منع الفتنة، ومضيّه في مشروع الدولة التي لا منتصر فيها ولا مهزوم، وشدّد على أنّ الطوائف ليست كيانات حزبيّة، داعياً إلى الفصل بين الطوائف والأحزاب ليستقرّ الصراع على سويّة سياسيّة لا طائفيّة. وفي 7 آذار، وإذ دعا إلى "تجنّب القراءات الخاطئة لمسار الربيع العربي وخصوصاً التغيير الحتميّ في سوريّا"، أكّد الحريري رفضه الاستقواء والغلبة و"رفض كلّ أشكال الاستقواء بنبض الأكثريّة". وردّاً على من اتّهمه سابقاً بأنّه يتصرّف انتصاريّاً ويوزّع الضمانات على الآخرين، أعلن بوضوح أن "لا ضمانة من طائفة لأخرى وأنّ المساواة هي الضمانة، والدولة هي الضمانة". وقال "إنّنا لا نعطي أنفسنا ولا نرض لأيّ جهة أن تعطي نفسها حقّ الوصاية على معادلة العيش المشترك". وفي اليوم نفسه شدّدت وثيقة "تيّار المستقبل" على العلاقات الإسلاميّة – الإسلاميّة وعلى أهمّيتها للوحدة الوطنيّة اللبنانيّة، ورأت أنّ الأفق في دولة مدنيّة أسّس لها اتّفاق الطائف، وشدّدت على العروبة في رحاب الديموقراطيّة والوطنيّات. وبعد غد الأربعاء ستؤكّد وثيقة 14 آذار على سلام لبنان والدولة المدنيّة والدور اللبناني في المستقبل العربيّ وعلى العيش المشترك ونهاية حقبات الاستقواء سواء بالسلاح أو بالتحالفات الخارجيّة.

14 آذار تفتح وفريق "حزب الله" يغلق. ردَّ فريق "حزب الله" على الفتح بالإغلاق واستقبل كلّ مبادرة بالرفض والتهويل.

المبادرة لا تعني تنازلات سياسيّة بل تعني رؤية إلى مرحلة جديدة. وأن يرفض "حزب الله" النقاش في رؤية معيّنة فذلك يعني رفضه التقدّم إلى الأمام. والحال أنّه يرفض وهو لا يفعل سوى أن يقول للّبنانيّين "أنا باقٍ في مكاني، أنا لا أتغيّر ولا أغيّر، أنا لا أرى أنا ضرّاب سيوف!.

والحق يُقال إنّ الاستنتاج البديهيّ هو أنّ فريق "حزب الله" غير قادر على "التحرّك"، فلا اعتبارات لبنانيّة أساسيّة تحرّكه، ولا معاناة اللبنانيّين تؤثّر فيه، والقرار ليس في يده على ما يتأكّد يوماً بعد يوم. والاستنتاج الطبيعيّ تالياً هو أنّ فريق "حزب الله" ينسب نفسه إلى مرحلة راحلة ولا يستطيع إعادة تشكيل أسباب وجوده لمرحلة مستقبليّة آتية.

الفارق بين 14 آذار وفريق "حزب الله" تالياً واضح: 14 آذار ديناميّة متحرّكة في حين أنّ "حزب الله" في الماضي.

الفارق أنّ 14 آذار تقدّم للّبنانيّين أملاً بمستقبلهم: سلاماً ونهاية لحروبهم الداخليّة والدولة المدنيّة التي تحاكي طموحاتهم، والديموقراطيّة، فيما "حزب الله" يُمعن في الإصرار على ألم اللبنانيّين، فلا يعدهم إلّا بالسلاح وبمزيد من ضرب مرتكزات الدولة... وبالتطرّف. وعشيّة الذكرى السابعة لانتفاضة الاستقلال 2005، تستطيع 14 آذار أن تضع في خانتها حقيقة أنّها في موقع الحيويّة الثقافيّة – الفكريّة – السياسيّة التي تنتج أملاً حقيقيّاً لكلّ اللبنانيّين.

  

هكذا يحارب «فتى الكتائب» ميشال عون بسلاحه

أسعد بشارة/الجمهورية

أثبت حزب الكتائب في وسط بيروت بتنظيمه التظاهرة الاعتراضية على كتاب التاريخ المجتزأ، أنّه يطمح في لحظة التحوّلات الكبرى إلى مخاطبة النبض المسيحيّ المتوجّس من كلّ ما يمكن أن يطمس مرحلةً كاملة منذ الاستقلال وإلى العام 1990، كان فيها المسيحيّون يشعرون بقوّتهم الناشئة عن القدرة الذاتيّة، لا عن الاتّكاء على شراكةٍ مع المسلمين لا يحظون فيها إلّا بدور المتلقّي الخائف الذي يحتاج بين كلّ تطمين وتطمين إلى تطمينٍ جديد. وأثبت فتى الكتائب النائب سامي الجميّل من خلال هذه التظاهرة قدرته على إعادة العماد عون إلى مقاعد الدراسة في مدرسةِ أصول النطق بالهموم المسيحيّة والهواجس، ليس فقط لأنّه نجح في وضع العماد عون في مأزق العجز عن دقّ الأجراس كلّما دعت حاجة التذكير بافتئات على المسيحيّين وتاريخهم ودورهم في لبنان، بل لأنّه استطاع ومن موقع مستقلّ داخل 14 آذار، أن يُحرج عون وأن يحاربه بسلاحه محيّداً التيّار وقياداته ومصوّباً على حزب الله ومخاطباً في الوقت نفسه هواجس المسيحيّين من الدويلة، ليس بدءاً من كلمته في مجلس النوّاب وليس انتهاءً بتظاهرة الأمس التي لا تنفصل عن سياق المواجهة مع حزب الله، كلّ ذلك على مرأى من المسيحيّين الذين بدأوا يلتفتون باهتمام إلى النائب الشاب وهو يراكم سعياً لجذبهم دون أن يمرّ بمواجهة مباشرة مع عون، ودون أن يفقد جسور الاتّصال مع قيادات في تيّاره ومع معارضين لنهجه من داخل بيته البرتقاليّ، كأنّه يقول لزملائه مسيحيّي 14 آذار: "بهذه الطريقة ننتصر".

لهذا لا يمكن إلّا أن تُضاف تظاهرة الاعتراض على اجتزاء كتاب التاريخ، إلى سلسلة خطوات عملية تفرّدت بها الكتائب أدّت إلى إحراج العماد عون وبعض 14 آذار على السواء.

فكما في المجلس النيابي كذلك في ترشيش، قدّم سامي الجميّل أوراق اعتماده كسياسيّ يفعل بقدر ما يقول، أفعالٌ ساهمت بملء فراغٍ فرضَته على قوى 14 آذار اعتباراتٌ ظلّت منذ السابع من أيّار أقوى من قدرتها على ملئه. وتبعاً لذلك فإنّ التظاهرة الكتائبية وإن أدّت إلى إحراج عون، إلّا أنّها ساهمت بتظهير صورة مشوّشة عن مشاركة الكتائب وانخراطها في 14 آذار، فهذه التظاهرة أبرزت افتراق الأولويّات داخل 14 آذار، وسلّطت الضوء على تمايز الكتائب داخل ثورة الأرز، وهو تمايزٌ يهبط ويعلو على إيقاعٍ مختلف عن سير باقي القوى، بحيث بات يبدو وكأنّه انخراط الضرورة لا القناعة، كما يبدو كأنّه ركوبٌ في قطارٍ يقترب من الوصول إلى المحطة الأخيرة، ما يستدعي التحضّر للتفتيش عن قطار آخر لإكمال الرحلة.

وليس صعباً ملاحظة أنّ الكتائب تشارك في 14 آذار وتقاطع بناءً على قراءتها الخاصة، وليس صعباً أيضاً ملاحظةُ أنّ موافقةَ الكتائب على الوثائق والأدبيّات التي تصدر عن 14 آذار، لا تعدو كونها موافقةً شكليّةً لا تلبس الممارسة العملية أن تنقضها كلّما دعت الحاجة، خصوصاً بما يتعلق بالموقف من الشراكة الإسلاميّة المسيحيّة التي تنظر إليها الكتائب كإنشاءٍ رومنسيّ مرشّحٍ للاندثار على صخرة الوقائع الصادمة في العلاقة بين الطوائف، أو بما يتعلق بالموقف من اتّفاق الطائف الذي برأي الكتائب لا يُمكن أن يصمد تحت ضغط هواجس الطوائف، أو بما يتّصل بالموقف ممّا يجري في المنطقة وخصوصاً في سوريا، فهو يتأرجح بين دعم 14 آذار المطلق للثورة السوريّة وحذر البطريركية المارونية من ربيعٍ قد يتحوّل إلى شتاء. هذه الوقائع الصادمة هي التي حرّكت وتحرّك موقف الكتائب، وهي التي تجعل من حركة النائب الجميّل أقرب إلى سباقٍ وجهته الصراع على زعامة المسيحيّين. في الطريقِ إلى الصراع على هذه الزعامة استعمل الجميّل بنجاح سلاح العماد عون وحاربه به مسجّلاً أهدافاً عدّة في شباكه، كما أنّه حرص في الوقت ذاته على البقاء بشروطه داخل 14 آذار بما يشبه الجهوزية لتقطيع مرحلةٍ تدقّ بعد انتهائها ساعة البحث بالخيارات والتحالفات البديلة.

 

ليس دفاعاً عن قوى 14 آذار

شارل جبّور/الجمهورية

عشيّة الذكرى السابعة لانطلاقتها تتعرّض قوى 14 آذار لانتقادات تتّهمها بالتخاذل على خلفيّة إطلاق وعود دون تنفيذها والابتعاد عن الشارع في لحظة خروج الشعوب العربية إلى الشوارع، فيما كان الأجدى أن تحوّل هذه المحطة التي تصادف الذكرى الأولى للثورة السوريّة إلى محطة شعبية تقرن عبرها القول بالفعل بأنّ ربيع لبنان مَهّد لربيع العرب.

قد يكون ما تقدّم صحيحاً، وهو صحيح من الناحيتين المبدئية والسياسية على قاعدة أنّ الاستقلال لا يأتي على "طبق من فضّة"، إنّما يتطلّب جهداً ونضالاً لتستحقّ الشعوب استقلالها، فضلاً عن الحاجة لتوجيه رسالة سياسية مزدوجة إلى الشعوب العربية والشعب السوري تحديداً ومفادها أنّنا "إنسان واحد وتجمعنا قضيّة واحدة"، وإلى "حزب الله" أنّ المواجهة معه مستمرّة إلى حين استعادة قرار الدولة المخطوف من قِبله. وقد تكون أيضا الأصوات المعترضة على أداء 14 آذار صحّية، وهي كذلك، كونها تعبّر عن تنوّع وتعدّد داخل هذه البيئه التي تتّسع لكلّ المشارب والأفكار، خصوصاً أنّ اعتراضها ليس من باب المزايدة أو الاعتراض لمجرّد الاعتراض، إنّما نابع من حرص على تفعيل هذه الحركة التي علّقت نشاطها وأطفأت محرّكاتها مع انطلاق الثورة السوريّة، ونابع كذلك من "حرقة وغضب" حيال مشاهد العنف والقتل والموت التي يتعرّض لها الشعب السوري الذي يستحقّ أقلّه وقفة تضامنية شعبية واحدة معه.

وقد يكون العتب أخيراً على قوى 14 آذار نابعاً من أنّه كان باستطاعتها إحياء مناسبة اعتادت على إحيائها، الأمر الذي يبعد عنها أيّ تهمة بافتعال دعوة جماهيرية للتضامن مع الشعب السوري، فيما كانت حوّلت الذكرى السابعة إلى فعل تضامني مع الثورة السورية التي تحوّلت إلى الحدث الأوّل في لبنان، ولا يستطيع أيّ فريق في المقابل أن يأخذ عليها استخدام الشارع لهذه الغاية.

أمّا وقد قرّرت قوى 14 آذار إحياء محطة انطلاقتها داخل قاعة مقفلة، فهذا يستوجب تجاوز الملاحظات أعلاه والتأسيس على الآتي:

أوّلاً إعطاء الرأي العام الاستقلالي الحق لقياداته في تقدير الموقف السياسي الأنسب والأفضل، لأنّه إذا صحّ أنّ لحظة انتفاضة الاستقلال ليست ملكاً لقيادات 14 آذار كونها لحظة شعبية عفوية اندفعت إبّانها الناس تعبيرا عن حقّها برفع نير الوصاية عن حياتها السياسية، فإنّه من الصحيح أيضاً أنّ هذا الرأي العام جدّد في استحقاقين متتاليين وكالته لقياداته التي كانت هذه المرّة هي المستهدفة بحياتها، والدليل عدد الاغتيالات التي تعرّضت لها، فضلاً عن أنّه لا يوجد شعب من دون قيادة، وهذه القيادة تبقى الأدرى بشؤون قاعدتها الشعبيّة.

ثانيا إعطاء العامل الأمني الأهمّية القصوى المطلوبة، وعدم التقليل من خطورة استغلال هذه التظاهرة لتفجير الأوضاع في البلد بالحدّ الأقصى، أو تعريض حياة شريحة واسعة من المواطنين التي ستلبّي الدعوة إلى المشاركة للخطر بالحدّ الأدنى، لأنّ النظام السوري لن يفوّت الفرصة التي تمكّنه من نقل المواجهة إلى لبنان، هذه المواجهة التي ما زال "حزب الله" يتحسّب لها كونه لا يريد تعريض "رأسه" للخطر في لحظة انفصال حركة "حماس" وسقوط النظام السوري والتصويب الأميركي-الإسرائيلي على إيران.

ثالثا عدم الربط بين تظاهرة تدعو إليها قوى انتفاضة الاستقلال، وتظاهرة أخرى ينظّمها الشيخ أحمد الأسير أو غيره، لأنّ قوى 14 آذار تمثّل أكثر من نصف اللبنانيّين، فيما الشيخ الأسير يمثّل الحجم الذي يمثّله، وله الحقّ طبعاً في التعبير عن رأيه والحكم عليه يجب أن يكون على أساس أفكاره ومواقفه فقط وبعيداً عن أيّ اعتبار آخر، ولكن الدعوة إلى التظاهر من قِبل 14 آذار شيء ومن قِبل غيرها شيء آخر.

أمّا القول بأنّ السبب الرئيس الذي حال دون الدعوة إلى مناسبة شعبيّة مردّه إلى غياب الرئيس سعد الحريري عن البلد وعدم القدرة على الحشد في ظلّ غيابه، خصوصاً أنّ الدعوات المماثلة تتطلّب تعبئة واستنهاض وجولات في المناطق والقرى لتحفيز الناس على المشاركة... فهذا القول يفتقد إلى الدقّة لسبب بديهيّ أنّه للمرّة الثانية بعد محطة 14 آذار 2005 مشاركة الناس مضمونة وبمشهدية تفوق اللحظة المؤسّسة ومن دون حملة إعلانيّة أو إعلاميّة أو سياسية ترافقها، لأنّ حجم الغضب على آلة القتل في سوريا وآلة تعطيل قيام الدولة في لبنان لا يوصف. ومن هنا، فإنّ تلبية الدعوة كانت أكثر من مضمونة.

يبقى أخيراً أنّ الأهم يتعلق بالموقف السياسي الذي ستطلقه هذه القوى والذي سيؤكّد على ثباتها ومبادئها ومنطلقاتها في موازاة تصميمها على مواصلة مسيرتها تحقيقاً لأهدافها، هذه الأهداف التي لا بدّ من أن تتحقّق لحظة تقاطعها مع أوضاع خارجية بدأت تستوي على غرار الظروف التي أخرجت الجيش السوري من لبنان.

 

صُوَر دايان تعيد جنبلاط إلى مخاوفه الأمنية؟

طوني عيسى/الجمهورية

هناك من يعتقد أن أمن النائب وليد جنبلاط، قبل تظاهرة البعثيين، يختلف عمّا هو بعدها. فرفْعُ صوَر موشي دايان قبل إحراقها ودَوْسِها بالأرجل، ليس رسالة في السياسة فقط، بل هو يثير الهواجس الأكثر خطورة. كثيرون حاولوا، حتى الأمس القريب، جَمْع المعلومات وطَرْح التساؤلات حول الأسباب التي تسمح لـ جنبلاط بالبقاء عند درجة وافية من الاطمئنان على أمنه الشخصي، على رغم القطيعة بينه وبين نظام الرئيس بشّار الأسد. فمن المعروف أنّ "أبو تيمور" التحق قسراً بالفريق الحليف للأسد، بعد جولة ترهيب أمني - عسكري. وإذا كانت المعطيات التي دفعته إلى هذا الخيار ما تزال قائمة، فمن المستغرب أن يتسرّع جنبلاط ويغامر بسلامته الشخصية، وهو يرى ملامح التغيير في سوريا. والأحرى به، وفقاً للبعض، أن "يصبر" بعض الوقت أيضاً. الجواب كان الآتي: لا يخشى جنبلاط غضبة الأسد، لأنه يضمن سلامته من "حزب الله". والحسابات اللبنانية للقطبين الدرزي والشيعي تفترض أن يحافظا على الحدّ الأدنى من التواصل، لأنّ كلاً منهما يحتاج إلى الآخر، وسيحتاج، في مراحل التغيير الصعبة داخلياً وسوريّاً. لكن ما كان يخشاه الطرفان بدأ يقترب، فالعلاقة بين الطرفين اللبنانيين تكاد تخرج من القطيعة إلى الانفجار تحت وطأة التباعد في الملف السوري. وقرأت أوساط الاشتراكي سلباً موقف "حزب الله" من التظاهرة التي نظّمها البعثيون في وسط بيروت، قبل أكثر من أسبوع، والتي شهدت تشنيعاً بصُوَر وليد جنبلاط وأظهرته في صورة موشي دايان، قبل إحراقها ودَوْسها بالأرجُل.

جنبلاط على خطى سعد الحريري؟

لم يَصدر عن "الحزب" موقف مُستنكِر، وتولّى إعلامُه التهليل للتظاهرة. وفَهِمت المختارة هذه الرسالة. وجرى التداول في الموضوع بين مسؤولي الطرفين الذين لم يقطعوا خطوط التواصل، على رغم القطيعة على المستوى القيادي. وكان البعض يعتقد أن "الحزب" كان قادراً على منع الإساءة إلى الرمز الدرزي، لو أراد.

لذلك، بدأ العديد من الأوساط يقرأ حركة جنبلاط بعد تظاهرة البعثيين من منظار مختلف. وفي رأي بعض المتابعين أن "أبو تيمور" بدأ يعيد النظر في مُسَلّمات اطمئنانه الشخصي بعد التظاهرة. ويعتقد هؤلاء أن التشنيع بالصُوَر، وإحراقها ودَوْسها، وإعطاءها الطابع الإسرائيلي البشع، يثير القلق، فالنماذج في هذا المجال كثيرة. ويصبح سهلاً استهداف أي شخصٍ إذا ما تمّ وَصْمُه بالعمالة لإسرائيل، أي بـ"التآمر على قوى الممانعة". فما جرى لا يمكن التعاطي معه في خفّة، من الناحية الأمنية. وهكذا يصبح وليد جنبلاط في حاجة إلى اتخاذ تدابير أكثر تشدّداً لضمان أمنه الشخصي. وهناك مَن يضع جولاته العربية والأوروبية الجارية والمرتقبة في هذا الإطار. ويتردّد أن جنبلاط قد يصبح مضطرّاً، كالرئيس سعد الحريري، إلى التغيّب عن الساحة اللبنانية، إذا ما اكتملت لديه الصورة، وترسّخ اقتناعه بأن ما كان يعتقده اطمئناناً على سلامته الشخصية لم يعد قائماً. وستحمل حركة جنبلاط، في الأيام والأسابيع الآتية، جواباً عن هذه التساؤلات والتوقعات.

 

الشارع يستعيد التاريخ... ولجنة من 14 آذار رفعت مسودة إلى ميقاتي

منيمنة لـ"النهار": الكتاب للبنانيين جميعاً بلا أحكام تقويمية لفئة ضد الآخر

ابرهيم حيدر/النهار

اعادت التظاهرة الطالبية لحزبي الكتائب والوطنيين الاحرار ملف كتاب التاريخ الى الواجهة. وسجلت مواقف ادانة واستنكار للقمع الذي تعرض له الطلاب الذين يعترضون على شأن تربوي ثقافي، وهو أمر يطرح على الحكومة تحديات ومسؤولية اعادة التواصل مع قسم كبير من اللبنانيين يعترض على الصياغة الأخيرة لمنهج التاريخ، فكيف يتم تأليف كتاب للتاريخ موحد، ويعترض على مضمونه أكثر من نصف اللبنانيين، او على الأقل فئات أساسية من الشعب اللبناني.

واذا كانت تظاهرة السبت هي لطلاب حزبي الكتائب والأحرار، فلأن لدى الحزبيين، خصوصاً الكتائب، قراءة مختلفة للتاريخ ووجهات نظر تتفهمها قوى 14 آذار، لا سيما في ما يتعلق ببعض المصطلحات والوقائع التاريخية، وهو أمر لا يحسمه الا الحوار الهادئ الذي يفتح الباب على مخارج ترضي الجميع وفق وزير التربية السابق الدكتور حسن منيمنة، الذي اشار لـ"النهار" ان قوى 14 آذار اعدت كتاباً يتضمن ملاحظات شاملة لرؤيتها عن منهج التاريخ سترفعه ضمن توجهها الهادف الى الحوار الى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

وإذ استنكر منيمنة وادان التعرض لطلاب الكتائب والأحرار، فقمعهم يناقض حرية الرأي، وهو أمر مرفوض، خصوصاً أن المتظاهرين يرفعون قضية ذات أبعاد تربوية، وملاحظات على كتاب التاريخ، وقمعهم مرفوض مهما كانت الاسباب، رأى ان كتاب التاريخ يحتاج الى نقاش هاديء بين كل الاطراف المعنية، ولولا اعتراضات عدد من الوزراء في اللجنة الوزارية الأخيرة، والتي أدت الى إلغاء مرحلة ما بعد العام 2005، لما كان سجل هذا الرفض من جانب قسم كبير من اللبنانيين، خصوصاً ان التعديلات خلفيتها سياسية وان كانت تناقش ملفاً تربوياً اكاديمياً.

قوى 14 آذار شكلت لجنة خاصة لمتابعة ملف كتاب التاريخ، ترأسها الدكتور حسن منيمنة، وعقدت اكثر من اجتماع، وأعدت مسودة كتاب سترفعه الى رئاسة الحكومة يتضمن كل ملاحظاتها، وهي طلبت موعداً من الرئيس نجيب ميقاتي لعرض موقف مكوناتها ضمن الأسس التي تضمنها منهج التاريخ الذي اعدته اللجنة الاكاديمية بموافقة كل الاطراف السياسية من قوى 8 و14 آذار.

وأوضح منيمنة ان ردود الفعل على ما اقرته اللجنة الوزارية برئاسة الوزير نقولا فتوش، يعود الى إلغاء مرحلة تاريخية مهمة للبلد، وهو أمر لا يؤدي الى حلحلة الأوضاع بل الى مزيد من التوتر بين اللبنانيين، كما لا يساعد في الدفع بتنشئة وطنية سليمة لتلامذة لبنان وطلابه. ولذلك فإن الاقرار بكل الوقائع التاريخية مهما كانت حادة، وابراز وثائقها، والتعامل معها بجدية لتنمية قدرات التلامذة على التحليل والنقد والاستنتاج من خلال عرض المراحل كلها كما حصلت في لحظتها التاريخية.

ولفت الى ان إلغاء مرحلة بكملها وتغييب وقائع أساسية في التاريخ اللبناني، لا يساعد في فتح قنوات التواصل بين اللبنانيين، ولو كانت هناك وجهات نظر متعددة. فالواقع اللبناني يفرض الا نلجأ الى اخفاء المعلومات والوقائع، لأن ذلك يؤدي الى اضعاف ثقة التلميذ، وابقائه أسير تاريخه الضيق الذي تحدده العائلة والطائفة والمذهب، فيبقى تبعياً لما تحدّده الطائفة من دون ان يتمكن من فتح آفاقه على الثقافات المختلفة والمتنوعة. اما عرض كل الوقائع فيعني كسر المحرفات التاريخية وكسر احتكار الطوائف التي تكبح تطور البلد، وهو أمر يؤدي الى قراءة موضوعية من جانب التلامذة لتاريخهم، فيقبلون البلد بسيئاته وحسناته. ولذلك كان هدفنا الاول اعداد كتاب تاريخ لكل اللبنانيين بقراءة موضوعية. من دون اطلاق توصيفات خاصة، وذلك لحفز قدرات التلامذة بعد تأليف الكتب، على التحليل والاستنتاج والنقد.

وتخوف منيمنة من ان الاعتراضات على منهج التاريخ الاول، والتعديلات التي ادخلتها اللجنة الوزارية، من توجه موجود لدى البعض لنسف كتاب التاريخ الموحد من أساسه على رغم ان بعض الوزراء قد لا يكون موقفهم القصد في هذا الاتجاه.

ويعود منيمنة الى كتاب التاريخ الحالي، الذي ترك للجماعات والطوائف اللبنانية ان تكتب تاريخها وتاريخ لبنان تبعاً لنظرتها لنفسها وللآخرين. وبالتالي فإن الكتب التي انتجتها الطوائف تحشد طائفياً وتجيش النعرات والعداء والخلاف مع الآخر، ولذلك يبقى هدفنا وضع كتاب تاريخ مدرسي موحد، يكون لجميع اللبنانيين ولبنان، على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والسياسية والمناطقية، وليس لفئة منهم دون أخرى، وبلا احكام تقويمية للوقائع.

ولا يخفي وزير التربية السابق نجاح التجربة التي اشرف عليها، عندما ألّف لجنة اعداد منهج التاريخ، في تخطي الانقسامات السياسية، فسردت الاحداث التاريخية بمجملها من أجل الاستفادة من دروس التجارب مستقبل افضل، وما تظاهرة السبت إلا دليل على اختلاف وجهات النظر بين اللبنانيين.

استنكر الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان ما تعرّض له الطلاب الجامعيون خلال تظاهرتهم للتعبير عن رأيهم السياسي: ورأى ان بصرف النظر عن عناوين التظاهرة، الا ان ذلك لا يلغي حق التعبير لكل طرف ضمن الأطر السلمية والديموقراطية. ودعا الى حماية التظاهرات الشعبية.

 

إدانة الاعتداء على طلاب «الكتائب» و«الأحرار»

وكالات/تواصلت ردود الفعل المندّدة بالاعتداء الذي تعرّض له طلاب حزبي «الكتائب اللبنانية» و»الوطنيين الأحرار»، على يد العناصر الأمنية خلال تظاهرة في ساحة رياض الصلح، اعتراضاً على المنهج الجاري تحضيره لصياغة كتاب التاريخ. 2012 أسف عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا للمشهد «الذي رأيناه وكنا نظن انه ولى إلى غير رجعة، والتاريخ الذي يشرفنا وكان مثالا للشعوب العربية لتتمثل به وتنال حريتها يزعج البعض إلى حد محاولة حذفه، وقد شاء بعض رفاقنا من طلاب حزبي الكتائب والاحرار ان يعبّروا سلميا وديموقراطيا عن رأيهم ورفضهم لهذا الاجتزاء في التاريخ، وتصدت لهم القوى الامنية وجرح بعض المتظاهرين». وسأل خلال تمثيله رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في العشاء السنوي للقوات في مدينة جزين: «ماذا كان مطلوبا ليكون هناك امكان للتظاهر؟ ان لا يكون مع المتظاهرين علم لبناني واحد مثل ما حدث الاحد الماضي في بيروت؟ او ان يهددوا السلم الاهلي والاستقرار الامني كي تشرف الدولة (ووزير داخليتها) ويقفوا الى جانبهم كي يحافظوا على الاستقرار، هل الى هذا الحد صارت الدولة تخاف من القوي وتستضعف السلمي والديموقراطي الذي يريد ان يبني دولة؟

وشدد على «ان هذه الوسائل يفترض ان تكون قد رحلت مع النظام القمعي الذي رحل، لأنه ليس مسموحا ان يأخذوا لبنان عكس المنطق والتاريخ وتطور الامور، وليس مسموحا ان تتعرض الحرية في لبنان للقمع». وقال الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان: «بصرف النظر عن العناوين التي تحركت من اجلها المظاهرة ورأينا في مضامينها، الا ان ذلك لا يلغي ان لكل طرف سياسي الحق في التعبير ضمن الأطر السلمية والديموقراطية تحت سقف الدستور والقوانين أسوة بما حصل الاسبوع الفائت من مظاهرتين متقابلتين تحت عنوانين متناقضين ومرّتا من دون اي إشكالات أمنية على الارض»، داعيا «الجهات الرسمية والأمنية المختصة الى حماية المظاهرات الشعبية التي تشكل احدى أطر التعبير السياسي عن اتجاهات الرأي العام في القضايا المختلفة».

من جهتها، استنكرت مفوّضية حزب الوطنيين الأحرار في جبيل في بيان اثر اجتماع طارئ ما تعرض له طلاب حزبي الوطنيين الأحرار والكتائب على يد القوى الأمنية. وطالبت بالتحقيق الجدّي والسريع «من القضاء العسكري المختص مع العناصر الأمنية التي كانت مكلفة حفظ الأمن «فبدل حماية الطلاب بادرت إلى الإعتداء عليهم».

وحذّر المجتمعون القوى الأمنية من «الاستمرار في هذه الممارسات القمعية»، مؤكدا «أننا سنتخذ المواقف الجدّية من أجل الحصول على حريتنا الكاملة وحقنا الشرعي والمقدس المكرس في الدستور اللبناني حيث حرية التعبير قولاً وكتابةً مصانة».

 

لقاء أوباما ـ نتانياهو: أقلّ من اتّفاق وأكثر من هدنة

باريس جورج ساسين/الجمهورية

لجميع كان يترقّب ما سيسفر عنه اللقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو، فهل تمّ بالفعل الاتّفاق بينهما على قاسم مشترك حول التعاطي مع الملفّ النووي الإيراني، أم أنّ الأمر كان عمليّة طمس مقصودة لـ«حوار الطرشان» كلام كثير سيُسمع عمّا دار في اجتماع "البيت الأبيض" حول الموضوع الإيراني، على وقع التطوّرات الجارية على الأرض هنا وهناك داخل "قوس الأزمات". ولعلّ توافق أوباما ونتنياهو على حصر محادثاتهما بالملفّ النووي ومخاطره على إسرائيل وتوازن القوى في المنطقة، كان بهدف تحاشي إبراز التمايز بينهما إلى العلن حول الأمر من جهة، وطمس أيّ إشارة إلى الموضوع الفلسطيني من جهة أخرى. وللسبب نفسه، فضَّلا عدم عقد مؤتمر صحافيّ مشترك، كما درجت العادة، عقب اجتماع من هذا النوع. هكذا استمرّ الموضوع الإيراني على أن يكون منذ ثلاث سنوات في الصدارة من دون منازع للمؤتمر السنوي لـمجموعة الضغط اليهودية المؤيّدة لإسرائيل (إيباك)، وانسحب ذلك مجدّداً على جدول أعمال أوباما ونتانياهو. الأمر الذي دفع روبير مالي وأهارون ميلر للتذكير في مقال في "الواشنطن بوست" بوجود الفلسطينيّين. وساد تكتّم كبير على أجواء المناقشات في اللقاء الذي دام ساعتين في "المكتب البيضاوي" ولم يحضره سوى مستشار أوباما للدفاع الأميركي توم دونيلون والإسرائيلي ياكوب أميدرور. ثمّ أقيم غداء عمل موسّع شاركت فيه وزيرة الخارجيّة هيلاري كلينتون.

ومن الواضح أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية وضع "خطوطاً حمراء" تمثّلت أوّلاً، في محاولة انتزاع إقرار من الرئيس الأميركي بضرورة تفكيك مصنع "فوردو" لتخصيب اليورانيوم المخفي تحت طبقات الأرض. ثانياً، تبنّي نقل كلّ كمّيات اليورانيوم المخصّبة أكثر من 3،5 في المئة إلى خارج الأراضي الإيرانية. ثالثاً، عدم اعتراض واشنطن على قرار إسرائيل بشنّ حرب على إيران إذا لم تنفع سياسة العقوبات. رابعاً، رفض "امتلاك طهران القدرات النوويّة"، ومع ما تعنيه هذه العبارة من تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني و"صرف علمائه" بطريقة أو بأخرى.

من جهته، أعاد أوباما وضع الخيار العسكري على الطاولة من دون أن يبلغ حدّ الإنذار. وعليه يجب وضع ما قاله نزيل "البيت الأبيض" في "أطلانتيك مونثلي" وأمام المؤتمر السنوي لـ"إيباك" في هذا السياق، حيث أقرّ بحقّ إسرائيل "السيادي" في الدفاع عن نفسها، أي في مواجهة الخطر النووي الإيراني، وبأنّه يتخلّى عن سياسة "الاحتواء" التي كانت مُتّبعة منذ نحو عقدين. في المقابل، جدّد تأكيده عدم قبوله بامتلاك إيران السلاح النووي، وهو موقف تقليدي مختلف عن قضيّة "إمتلاك القدرة النووية" التي طالب بها نتنياهو ونظّمت لها "إيباك" حملة دعائية هائلة.

ومن الواضح أنّ أوباما، وهو على مشارف الاستحقاق الانتخابي لتجديد ولايته، أراد طمأنة مؤيّدي إسرائيل في الولايات المتّحدة بأنّه "لا يخادع" في وقوفه الصريح إلى جانب الحكومة الإسرائيليّة، لكنّه غير مقتنع بعد بأنّ مرشد الثورة الإمام السيّد علي خامنئي قد أعطى ضوءاً أخضر لتصنيع القنبلة الذرّية، فهو يكتفي حتى الآن بالسير على خطى النموذج الياباني. ولهذا يعتمد أوباما على تقارير أجهزته الاستخباراتية للقول إنّ ثمّة مُتّسعاً لاستكمال الاستراتيجية الجارية في تشديد العقوبات ضدّ طهران خلال عام إضافي قبل تمكّن طهران من تصنيع القنبلة، ولا ضرورة لحرق المراحل والانخراط في حرب استباقية، ذلك أنّه يحرص على عدم وقوعه ضحيّة معلومات كاذبة على غرار ما حصل لسلفه جورج بوش الإبن في غزو العراق.

كما أكّد أوباما أنّ الوقت ليس للتبجح والمزايدة، في إشارة إلى طروحات منافسيه الجمهوريّين، لأنّ التلويح بالحرب يؤدّي إلى استفادة طهران من ارتفاع أسعار النفط. ولهذا نصح باعتماد قول روزفلت الشهير: "تحدّث بهدوء واستخدم العصا الغليظة"، ومع ذلك، طلب "الاستفادة من الوقت لأنّه يفضّل بنحو عميق السلام على الحرب".

في سياق كلّ ذلك، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنّه لم يتّخذ بعد قراراً بشَنّ الحرب ضدّ طهران، لكنّه وافق على مواصلة التنسيق مع الإدارة الأميركية عبر رئيس مجلس قيادة الجيش الإسرائيلي باني غانز، فيما تسرّبت معلومات عن "صفقة" تقضي بتسليم واشنطن قنابل متطوّرة قادرة على اختراق باطن الأرض المحصّنة لمصانع تخصيب اليورانيوم، وتزويد الطيران الإسرائيلي الوسائل الكفيلة بتزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود جوّاً، إذا وافقت الحكومة الإسرائيلية على عدم توجيه ضربات استباقيّة ضدّ إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل.

وعليه، يمكن القول إنّ محصّلة المحادثات أفضت إلى أقلّ من اتّفاق وأكثر من هدنة بين أوباما ونتانياهو. وإذا كانت الأوساط الإسرائيلية تحدّثت قبل اللقاء بينهما عن "خطوط حمر"، فإنّ المقرّبين من الرئيس الأميركي ردّوا بأنّ الأمر، من وجهة نظر واشنطن، يمكن وصفه "الضوء الأصفر المائل إلى الاحمرار".

وإذا كان نتانياهو قد قدّم إليه كتاباً عن قصّة امرأة يهوديّة تدعى إستير، زوجة الملك أساويروس، التي حالت دون أن يتمكّن ملك الفرس من إبادة اليهود، لدفعه إلى تشديد موقفه من طهران، إلّا أنّ السؤال عن الهدية التي تلقّاها من أوباما يبقى مجهولاً والهديّة أيضاً، ولربّما "الصفقة" المشار إليها هي جزء منها، إذا قُرنت بزيارة رسميّة له إلى إسرائيل قبيل الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني لاستجلاب عطف الناخب اليهودي من جهة و"إقناع" نتانياهو بعدم شنّ ضربة ضدّ المنشآت النووية الإيرانية من جهة أخرى

 

صيغة حلّ للمليارات تستبعد 14 آذار إقرارها.. وحزب اللـه يتّهم «عوكر» بالتورّط سوريّاً

الجمهورية/تكاد الأزمة السورية وما يدور من تحركات في شأنها أمميا وعربياً ودولياً، تحجب الاهتمام عن القضايا الداخلية المطروحة ولا سيما منها «أزمة المليارات» التي يتوقع ان يتبلور حل لها يُقرّ في مجلس الوزراء بعد غد.الاثنين 12 آذار 2012 سورياً، بدا من مهمة موفد الأمم المُتّحدة وجامعة الدول العربيّة كوفي أنان في دمشق أمس، أن الوضع "خطير جداً" حسبما وصفه، وإذ أبدى تفاؤلاً في إمكان الوصول الى حل سياسي للأزمة، أقرّ في المُقابل بصعوبة التوصّل إلى اتّفاق لوقف إراقة الدماء في سوريا. وكشف أنان قبل مُغادرته إلى قطر، أنّه ترك مع الأسد "مُقترحات واضحة للخروج من دائرة الصراع" الذي أودى بحياة آلاف السوريّين، لافتاً إلى أنّ "المُحادثات مع الأسد تركّزت على ضرورة وقف فوريّ لأعمال العُنف والقتل والسماح بوصول المُساعدات الإنسانيّة والانتقال بعد ذلك إلى الحوار".واعتبر أنّ "الردّ الواقعيّ هو القبول بالتغيير، وتبنّي إصلاحات تضع الأسس المتينة لسوريا ديموقراطيّة، ولمُجتمع سلميّ مُستقرّ مُتعدِّد ومُزدهر، على قاعدة الحقّ واحترام حقوق الإنسان".

وينتظر ان تتناول جلسة المشاورات لمجلس الامن الدولي اليوم الوضع السوري، خصوصا في ظل مهمة أنان وإتفاق النقاط الخمس بين وزير الخارجية الروسي ونظرائه العرب في القاهرة أمس الأول.

وسألت "الجمهورية" رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تقويمه لما آلت اليه الأزمة السورية في ضوء مهمة أنان، فأجاب: "ان الحل السياسي للوضع في سوريا قد بدأ، وهذا ما قلناه منذ بداية الازمة السورية، وان مهمة كوفي أنان في سوريا تصب في اطار العمل لتحقيق هذا الحل السياسي المطلوب، وقد قلنا مرارا أن الحل لسوريا هو سياسي".

أزمة المليارات

اما لبنانيا، فقد علمت "الجمهورية" أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عكف مساء امس على انجاز صيغة لمشروع قانون خاص بالـ11 مليار دولار قد تم التوصل إليها في الاتصالات الجارية بين المعنيين وهي تحتاج الى وضع اللمسات الاخيرة تمهيدا لطرحها خلال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. واكد ميقاتي لـ"الجمهورية" ان هذه الصيغة ستكون جاهزة اليوم، مشيراً الى أن ليس هناك أي تسويات حسبما يردد البعض، لأن الصيغة المطروحة ستخضع لديوان المحاسبة العمومية. وعُلم أن اجتماعا رباعياً جديداً سيعقد خلال الساعات المقبلة ويضم إلى ميقاتي، الوزراء محمد فنيش وعلي حسن خليل وجبران باسيل يوضع خلاله التوافق النهائي على مشروع القانون الذي تم التوصل اليه وسيحمله رئيس الحكومة الى جلسة مجلس الوزراء بعد غد بحيث يقره ويحيله الى رئاسة مجلس النواب لتحيله بدورها الى اللجان النيابية وديوان المحاسبة في آن معا فيكون هذا الملف في يد الخبّاز. وفي معلومات لـ"الجمهورية" ان تكتل "التغيير والاصلاح" ليس بعيداً من هذه الصيغة التي وضعت بعد استبعاد المشروع الذي طرحه وزير المال محمد الصفدي، وتحدثت معلومات أُخرى عن أن هذا المشروع قد دُمج فيه الطرح الذي قدمه وزير الصحة علي حسن خليل والمشروع الذي قدمه تكتل "التغيير والاصلاح" عبر رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، وقيل ان المعنيين أخذوا بملاحظات رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة. واكد أحد الوزراء المعنيين ان الصيغة التي شارفت الانجاز لا تتم على قاعدة التسوية، بل على قاعدة معالجة جديدة تشدد على اجراء قطع حساب للسنوات من العام 2006 حتى 2010 بحيث يكون لكل سنة مشروع قانون خاص بها مرفقا بقطع حسابها، ويخضع لتدقيق ديوان المحاسبة ولجنة المال والموازنة النيابية.

بري

وقال الرئيس بري لـ"الجمهورية" ان الجلسة التشريعية المقررة الاربعاء المقبل في موعدها ولن يتضمن جدول اعمالها مشروع الـ 8900 مليار ليرة، ما لم يكن الى جانبه مشروع الـ 11 مليار دولار، وقال: "ما زلت على تمسكي بالتلازم بين هذين المشروعين ومبادرتي القائلة بوجوب ايجاد حل شامل لهذه الملفات، ولكني لن أُجمد عمل المجلس في انتظار هذين المشروعين، بل ان المجلس سيتابع عمله في شكل طبيعي لدرس واقرار بقية مشاريع القوانين المدرجة على جدول اعماله، وليأخذوا الوقت الذي يريدون حتى يتفقوا على صيغ مشاريع قوانين المليارات". وأضاف: "في النهاية ان كل مشاريع القوانين المتعلقة بموضوع المليارات ستدرس في اللجان النيابية وكل النتائج المتعلقة بالحسابات سيشرف عليها ديوان المحاسبة العمومية". واستغرب بري حديث الرئيس فؤاد السنيورة أمس عن رفضه تسوية لأزمة المليارات، مؤكداً ان احداً لم يطرح أي تسوية في هذا الشأن، وأن هذه القضية ستأخذ مجراها من الدرس وصولا الى ديوان المحاسبة الذي سيكون له رأيه وتدقيقه في موضوع المليارات.

المعارضة

الى ذلك استبعد مصدر بارز في قوى 14 آذار أن يتوصل ميقاتي إلى حل لمأزق المليارات وذلك "لسببين أساسيين بالحد الأدنى:

ـ الأول يتصل بفبركة الملفات الوهمية التي دأبت قوى 8 آذار على اختلاقها بهدف وضع هذه القوى في موقع المتهَم وليس المتهِم، أو في الموقع الدفاعي وليس الهجومي، في محاولة لإرباكها وتشويه صورتها أمام الرأي العام بأنها فاسدة وإلى آخر معزوفة الإصلاح المملة التي برهن أصحابها بالممارسة أنهم أسوأ طبقة سياسية تعاقبت على البلاد.

ـ الثاني يتصل بمحاولة قوى 8 آذار الدائمة تحوير الأنظار عن المعضلة الأساسية التي تحول دون قيام الدولة وتثبيت الاستقرار وإبقاء الأوضاع في لبنان غير طبيعية والمتمثلة بسلاح "حزب الله"، وبالتالي هي نوع من رسالة إلى اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي مفادها أن الخلاف بين اللبنانيين لا يقتصر على مسألة السلاح، إنما يتعداه إلى كل نواحي الحياة السياسية، بغية القول أن لبنان دولة فاشلة، وإشاحة الأنظار الخارجية عن هذا السلاح".

ولكن المصدر عاد واستدرك مؤكدا "أن موقف قوى 14 آذار المتصلب في "أزمة المليارات"، مضافاً إليه انتقال الأكثرية إلى جانبها في هذا الملف، سيجعل المجلس النيابي في حال من التعطيل والشلل نتيجة الموقف الكيدي وغير القانوني لقوى 8 آذار، الأمر الذي سيدفع هذه القوى ولو مرغمة الى البحث عن تسوية تنقذ عبرها ماء وجهها من الأزمة التي افتعلتها، ما سيفقدها صدقيتها مجددا ويخرجها من "هزيمة الأجور" ليدخلها في "هزيمة المليارات".

مجلس الوزراء

وخلال عطلة نهاية الأسبوع عممت الأمانة العامة لمجلس الوزراء جدول اعمال جلسة بعد غد في بعبدا ويضم 64 بندا ابرزها ما يتصل بمشروع مرسوم هيئة إدارة قطاع البترول بعد ورود رأي مجلس شورى الدولة، ومشاريع قوانين متفرقة تتصل بقانون الوساطة القضائية، وتبييض الأموال وتبادل المعلومات الضريبية ونقل الأموال، ومشاريع مراسيم بنقل اعتمادات الى عدد من الوزارات والمؤسسات العام وفق القاعدة الإثنتي عشرية بالإضافة الى قضايا إدارية مالية وظيفية وهبات وسلفات خزينة واتفاقات مع هيئآت ودول عربية وأجنبية.

كلمتان لسليمان وميقاتي

الى ذلك تترقب الأوساط السياسية مضمون كلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان التي سيلقيها اليوم في الإحتفال الذي يقيمه اتحاد الغرف العربية لمناسبة مرور 60 عاما على تأسيسه، في مقر الاتحاد "مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي"، ويحضره الرئيسان بري وميقاتي، ومسؤولون رسميون عرب ورؤساء وأعضاء مجالس ادارات الغرف العربية واتحاداتها، ورؤساء الهيئات والمنظمات والاتحادات الاقتصادية والمالية العربية والدولية، ونخبة من القيادات الاقتصادية والمالية والمصرفية العربية.

وفي المناسبة سيتحدث ميقاتي خلال غداء يقيمه ظهرا للمشاركين في المؤتمرعن الأوضاع الإقتصادية والعلاقات بين لبنان والعالم العربي والغرب وحرصه على تعزيز كل اشكال العلاقات الإقتصادية بينه وبين الخارج.

احتفال 14 آذار

من جهة ثانية كشف مصدر مطلع في أمانة 14 آذار أن الوثيقة السياسية التي سيصار إلى تلاوتها في الذكرى السابعة لإنطلاقتها أنجزت، ووزِّعت على القيادات المعنية لوضع ملاحظاتها الأخيرة عليها، وهي تشدد، وفق المصدر نفسه، على "سلام لبنان والدولة المدنيّة والدور اللبناني في المستقبل العربيّ وعلى العيش المشترك ونهاية حقبات الإستقواء سواء بالسلاح أو بالتحالفات الخارجيّة".

وأكد المصدر "أن أهمية هذه الذكرى تكمن في أنّها تأتي عشية الذكرى الأولى لانطلاق الثورة السورية، فضلاً عن أنها تأتي في لحظة مفصلية ستشكل تحولاً جذرياً في مسار الأحداث في سوريا ولبنان".

حزب الله

الى ذلك حذر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق من توريط لبنان في الازمة السورية متهما قوى 14 آذار بـ"التورط في التسليح والتمويل وادارة الهجمات على سوريا بسبب طمع هذه القوى بالسلطة وللعودة اليها بأي ثمن " وقال قاووق "ان ضباطا اميركيين في السفارة في بيروت يديرون التسلل والتسليح والعمليات ضد سوريا بعد ان تحولت السفارة الاميركية وكراً للتجسس وغرفة عمليات عسكرية ضد سوريا ". واعتبر ان " الدول التي تآمرت على سوريا قد ارتكبت مغامرة غير محسوبة وبدأت بانسحابات تكتيكية سياسية وتتفق مع روسيا على مبادرة جديدة في اقرار بفشل اهداف المخطط ضد سوريا".

 

"النهار" تنشر محضر لافروف في القاهرة: تأسيس قاعدة للتفاهم

خليل فليحان/النهار

 ما حققه وزير الخارجية الروسي خلال اجتماعه بوزراء الخارجية العرب مجلساً ولجنة خماسية لمتابعة الازمة السورية هو "التأسيس لعمل وإحداث ثغرة "وفقا لما استخلصه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، ويظهر ذلك في توطئة ديباجة القرار، بنصها على "الاتفاق على المبادئ الخمسة قاعدة للتفاهم" وهي: وقف العنف من اي مصدر، انشاء آلية رقابة محايدة، عدم التدخل الخارجي، إتاحة وصول المساعدات الانسانية الى جميع السوريين من دون إعاقة ودعم مهمة انان بقوة لاطلاق حوار سياسي بين الحكومة وكل فصائل المعارضة السورية. وقد أثبتت تلك المبادئ في ديباجة القرار الختامي الذي صدر عن مجلس وزراء خارجية الدول العربية في دورته الـ137 فيما متن القرار كان متناقضا معها كلياً او على الاقل في مجمل بنوده. والمعروف ان المواد التي ترد في ديباجة القرار الذي يصدر عن مجلس الوزراء العرب تكون غير فاعلة فيما مواد القرار تكون فاعلة.

 ونبّه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ونظيره الجزائري مراد مدلسي الى التناقض بين الديباجة ومتن القرار، وقال لـ"النهار": "رحبنا بالنقاط الخمس واكدنا موقفنا من القرارات السابقة"، علماً انه سبق للبنان ان نأى بنفسه عن قرارات وتحفّظ ّعن اخرى، لذا طلب منصور تسجيل الملاحظات على القرار فحسب، بعدما عدّد تلك المواقف المتبدلة "النأي بالنفس" في كل من القرارين 7436 تاريخ 2/11/2011 و7444 المتخذ في 22/1/2012 والتحفظ عن القرار 7446 تاريخ 12/2/ 2012 والاعتراض على قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة في 24/2/2012.

واحتجّ منصور بقوة لدى نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح السالم الحمد الصباح رئيس الدورة الحالية للمجلس، على عدم إشراكه في الاجتماع الثاني الذي عقدته اللجنة المصغرة مع لافروف، فأجابه بهدوء: "عليك ان تعتاد علينا في مثل هذه اللقاءات". كذلك أثار الموضوع نفسه مع الامين العام للجامعة نبيل العربي. وابلغ منصور انزعاجه لدى الصباح والعربي بعدما تبيّن له ان 14 وزيرا دعاهم رئيس تلك اللجنة رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم الى الاجتماع وهم غير اعضاء فيها لدعم موقفه الرافض من مهمة المسؤول الروسي ولإفهامه انه ليس الوحيد الذي يحمل هذا الرأي.

وروى لـ"النهار"مصدر واكب الاجتماعات التي سبقت الاجتماعات إما حضورا او في الكواليس، أن الساعات التي امضاها وزير خارجية روسيا في مقر الجامعة بدأت باجتماع قصير دام نصف ساعة مع رئيس اللجنة واعضائها، ثم انتقل الجميع الى القاعة الكبرى حيث ألقيت الكلمات، وهي هاجمت بحدة "الفيتو" الروسي الذي عطل مشروع القرار العربي – الغربي في مجلس الامن لوقف العنف في سوريا، ولا سيما منها كلمتا الشيخ حمد ووزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل، وعلى رغم وصف الفيصل موقف روسيا بأنه منح النظام السوري "الفرصة للتمادي في ممارساته الوحشية ضد الشعب"، حافظ لافروف على هدوئه. وفي ختام كلمته العلنية رفعت الجلسة لعقد اجتماع بينه وبين اللجنة العربية المكلفة متابعة الازمة السورية استغرق 180 دقيقة بسبب التباينات بين الشيخ حمد وآخرين من جهة، وبين لافروف من جهة اخرى، وتركّزت المداخلات على امكان تعديل روسيا موقفها، وأيد هذا المنحى وزير خارجية مصر محمد عمرو.

وسأل لافروف الشيخ حمد: "لماذا تسمون "المجلس الوطني السوري" وحده للاعتراف به ممثلاً شرعياً لسوريا في حين ان هناك سبعة اطياف من المعارضة؟". ونظرا الى التأزم الذي حصل مع الضيف الروسي اوعز الشيخ حمد الى عدد كبير من الوزراء المؤيدين لخطه بالدخول الى الاجتماع لإفهام لافروف انه ليس الوحيد الذي يطرح المَطالب على روسيا. ولدى وصول الامور الى حائط مسدود، طرح المسؤول الروسي اقتراحا باللغة الروسية، من خمسة مبادئ للبدء بمعالجة الازمة، وبعد ترجمتها، قرّر الجانبان العربي والروسي صياغة قرار ختامي يحمل تناقضاً بين الديباجة التي تضمنت المبادئ الروسية والمتن الذي اختلف كليا، مما جعل القرار غير متماسك ولا مترابط. وحاول الجانب العربي إعطاء لافروف "نجاحاً لعل بلاده تخفف من حماستها لاستعمال "الفيتو" ازاء اي قرار عربي يطرح مستقبلا لمعالجة الوضع السوري، لكن الامل في ذلك ضعيف الى ان يثبت النقيض، كما حاول ايضا عدم تحويل الحراك مساعدة انسانية، فورد  في المبدأ الخامس ان تكون مهمة  الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان إدارة حوار سياسي وليس تامين وقف العنف وتوزيع مساعدات انسانية وطبية فحسب على المحتاجين، وهم مليون ونصف مليون سوري وفقا لاحصاء الامم المتحدة.

اما الجديد في الاتفاق فهو دمج التدويل بالتعريب اي القبول بالوسيط  انان ممثلا للامينين العامين للامم المتحدة بان كي مون وللجامعة العربية نبيل العربي.

 ولم يقتصر نجاح لافروف على ما حققه في القاهرة بل نجح في دمشق من خلال قبول الرئيس بشار الاسد بمهمة انان خلال استقباله له في شكل متزامن مع لقاء المسؤول الروسي بالوزراء في القاهرة.

ما سرّ تغيير موقفي الامير السعودي والشيخ القطري من سلبية الموقف الروسي؟ وهل اتفاق السبت قابل للتنفيذ تحت سقف زمني محدد ام من دون تحديد موعد؟ وهل هو قابل للحياة رغم رفضه من اطياف المعارضة ؟ استنادا الى مصادر ديبلوماسية شاركت في الاجتماع العربي - الروسي المصغّر، فإن بدايته كانت غير ودية وشبيهة بما حصل في الاجتماع العلني الموسع بين الطرفين عندما هاجم حمد والفيصل الموقف الروسي المؤيد للاسد متهمين موسكو بأن دعمها للنظام السوري يزيد في قتل الناس وتشريدهم. من جهة اخرى وجه لافروف دعوة رسمية الى منصور لزيارة موسكو.

 

تحديات تابقاء والحضور لكنيستي السريانية الارثوذكسية

حبيب افرام/النهار

أخطر ما يصيب شعب ان يغرق في التغني بماضيه، غير مدرك واقعه في محاولة هرب من حقائق التاريخ والجغرافيا.

ربما هذه احدى اشكاليات كل الكنائس المشرقية، على انني وانا المسكون بهاجس مصير مسيحيي الشرق سأركز على ما اعتبره تحديات لكنيستي السريانية الارثوذكسية التي هي بذاتها اختصار مدهش لمعاناة كل اخواتها. التحدي الأول: ان الكنيسة في تكوينها وانتشارها من جنوب الهند الى ضفتي الولايات المتحدة الاميركية الى عواصم أوروبا صارت اكثر كنيسة سائر الاغتراب بدل ان تكون انطاكية وسائر المشرق.

التحدي الثاني: ان الكنيسة في أحبارها وقيادتها الروحية في حاجة الى روح وثابة جديدة في طريقة عملها وادارتها ومؤسساتها ومجالسها ومجامعها ودستورها، حتى تقترب اكثر من شبابها وعقولهم وحتى تخطط للمستقبل.

التحدي الثالث: ان الكنيسة تراجعت في العدد والجغرافيا.

التحدي الرابع: كيف تحافظ الكنيسة على ابنائها في بلاد الشرق مع تنامي الهجرة لاسباب سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية وفي ظل حروب وفتن وتنامي الاصوليات والفكر الالغائي؟ كيف تواكب؟ كيف تقنع الناس على التحلي بالصبر والايمان؟ كيف تحاور السلطة – اي سلطة – من اجل مساواة ومواطنة وحريات؟

التحدي الخامس: كيف تحافظ الكنيسة على نفسها، على هويتها وتراثها ولغتها ومدارسها والمؤسسات؟ في ظل محاولات انصهار وتعريب وتتريك وتكريد.

التحدي السادس: كيف تلحق الكنيسة بأبنائها لتحضهم على التزام تعاليمها في مجتمعات غربية فقدت بمعظمها حتى الحس الديني الايماني.

التحدي السابع: ان الكنيسة مدعوة الى التنسيق التام والتعاون المباشر مع التنظيمات والمؤسسات والرابطات والاحزاب والشخصيات التي تعمل كل في مجالها وتقدم ما لديها في السياسة والادب والاعلام والاقتصاد.

التحدي الثامن: ان الكنيسة مؤتمنة على كنز ثقافي روحي تراثي من قديسين وملافنة ومترجمين عبر التاريخ والمحافظة عليه هو مسؤولية عالمية والاجدر بها ان نبدأ بمتحف متخصص بنا.

التحدي التاسع: ان الكنيسة مدعوة الى قيادة ثورة العودة الى الجذور. العمل على الهجرة المعاكسة. اذا كان لدى كنيستنا قضية فهي هذا اولا. ماذا ينفع السريان اذا ربحوا سودرتاليا في اسوج ونيوجرسي في اميركا وخسروا القامشلي في سوريا وطور عابدين في تركيا والاشرفية وزحلة والمتن في لبنان.

التحدي العاشر: ان الكنيسة في جوهرها وفي عقيدتها وفي رونقها انها ابنة الشهادة. شهادة الدم "مثل الخراف" وشهادة النور والمثال. نحن لسنا صدفة في هذا الشرق. واذا كنا نؤمن بدورنا وحضورنا فنحن مسؤولون عن كل ما يجري في هذا الشرق، من اي اسلام واي عروبة واي مواطنة واي دستور. دورنا لا ان نصفق لحاكم ولا لنظام ولا ان ننخرط في سياسات الناطور. نحن رسالة انفتاح ومع قضايا الحق. مع النهضة والمجاهرة بحقوقنا كشعوب، ومع رفض ان ينظر الينا لا كذميين، ولا كمواطنين درجة ثانية ولا كحصان طروادة لأحد ولا مع اي مشروع غربي. وفي هذه الايام، مع كل الثورات والحراك الشعبي والتغييرات، لا يمكن ان نكون متفرجين ولا سلبيين، مطلوب منا الحكمة والحضور.

أخيرا، نحن نؤمن انه قال "لن تقوى عليها ابواب الجحيم". لكن مطلوب منها الكثير وفي ايام الصلوات لوحدة الكنائس مطلوب ان نعي كلنا في كنائس الشرق في تراثاتنا المتنوعة وطقوسنا وقياداتنا الروحية وفي كل ما نرمز اليه، ان وحدتنا في الفكر من عناصر بقائنا. وهي ليست وحدة تلغي تنوعنا، بل تجعلنا نعي ان التحديات كبيرة وعبر التاريخ عديدة عن شعوب اندثرت وحضارات امحت وحضور مسيحي ازيل بالكامل. فهل يمكن الا نكون على قدر التحدي. ألم يقل لنا "من له حبة ايمان ينقل جبلا من مكان الى آخر"؟ ونحن فقط نريد الا ينقل احد جبل الحضور المسيحي في الشرق الى اي مكان. ثم هل يمكن ان يعود السيد المسيح ولا يكون ابناء الشرق المسيحيون في انتظاره مهللين؟

 

نجلا العماد مصطفى طلاس مناف وفراس أعلنا إنشقاقهما عن النظام السوري وهروب عائلتهما إلى دبي

باسل مرعب  – بيروت أوبزرفر/كشفت مصادر أمنية سورية مطلعة لبيروت أوبزرفر أن نجلي العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري الأسبق، مناف وفراس، إنشقا عن النظام السوري وإنضما إلى صفوف الثورة السورية وأكدت المصادر أن العميد الركن مناف طلاس وهو قائد كتيبة في الحرس الجمهوري السوري أعلن إنشقاقه عن صفوف الجيش الأسدي برفقة 23 ضابط وهو متواجد الآن في جهة آمنة غير معلومة على الأراضي السورية، مشيرة إلى أن شقيقه فراس غادر وزوجته رانيا بطريقة غير شرعية من الأراضي السورية ووصل إلى باريس بينما وصلت زوجته إلى دبي لتنضم إلى عائلة مناف الموجودة هناك وقالت المصادر أن فراس طلاس سيلتقي في باريس مع المعارض ميشال كيلو لإصار بيان موجه إلى ضباط الجيش السوري النظامي وحثهم على الإنشقاق قبل فوات الأوان لأن بشار الأسد قد وصل إلى حد الجنون الإجرامي ولن يتوقف حتى تسيل دماء كل السوريين المعارضين له ولنظامه

 

العقيد رياض الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: العمليات التي ستنفذ في الساعات القادمة ستكون نوعية ومفاجئة للنظام

المجلس الوطني يتلقى المساعدات المالية.. والأولوية لتسليح «الجيش الحر»

بيروت: كارولين عاكوم

أكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، أن النظام السوري قوي بترسانته العسكرية مقارنة مع تلك التي يمتلكها «الجيش الحر»، لكنه بدأ ينهار معنويا، وخير دليل على ذلك المواجهات التي تحصل يوميا بين الطرفين، إضافة إلى زيادة عدد المنشقين في صفوفه إلى أن وصل عدد عناصر «الجيش الحر» إلى نحو 70 ألفا، بينهم 5 ضباط برتبة عميد. وهذا ما أظهرته أيضا العمليات العسكرية التي نفذت في بابا عمرو وبقيت قوات النظام شهرا كاملا حتى استطاعت الدخول إليه، رغم المعارك غير المتكافئة.

وقال الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا القول بأننا مسيطرون على مناطق محددة بأكملها، لكننا نؤكد أن حواجزنا منتشرة بكثافة على 60 في المائة من المناطق السورية ونقوم بعمليات عسكرية ممتازة، بينما يقتصر وجود قوات النظام فقط على مواقع الثكنات العسكرية، كما أننا قادرون على دخول أي منطقة وإدخال أي كان إليها، كما ندخل الصحافيين لينقلوا ماذا يجري على الأرض في سوريا».

وأعلن الأسعد أن العمليات التي ستنفذ في الساعات القليلة القادمة ستكون نوعية وستشكل مفاجأة للنظام، لافتا إلى أن «الجيش الحر» أسقط أمس، مروحية للجيش النظامي ودمر 6 دبابات في إدلب، ومشيرا إلى أن الأسلحة التي بحوزة عناصره ليست إلا أسلحة فردية ومتوسطة، وإسقاط المروحيات يتم باستهداف ذيلها، وهي فكرة ناجحة أدت حتى الآن إلى إسقاط ست مروحيات للجيش. واعتبر أن الأسلحة التي يحتاجها «الجيش الحر» لمواجهة ترسانة النظام العسكرية، «هي تلك المتوسطة والمضادة للدروع وللطيران، ولحماية الأرض التي يتم السيطرة عليها».

وفي حين كشف الأسعد أن «الشباب السوريين المطلوبين للخدمة العسكرية لا يلتحق منهم بالجيش النظامي أكثر من 5000، معظمهم من الطائفة العلوية، بينما ينضم قسم كبير آخر إلى (الجيش الحر)، بعدما كان يصل عددهم إلى 50000 خلال فترة ستة أشهر»، لفت إلى أن «الجيش الحر»: «اتخذ قرارا باعتبار كل القتلى المدنيين الذين سقطوا خلال الثورة شهداء من الجيش، وستقدم لعائلاتهم بعد سقوط النظام التقديمات نفسها التي تقدم لشهداء الجيش». وتعليقا على ما صدر من مواقف في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، قال الأسعد «لغاية الآن، لا نسمع إلا كلاما، ونحن نشكرهم على مواقفهم، لكننا نريد أفعالا، مع تأكيدنا أن الضامن الوحيد للثورة هو (الجيش الحر)»، لافتا إلى أنه لم يتم التواصل مع رئيس المكتب الوطني السوري برهان غليون خلال اليومين الأخيرين ولم يطلع منه على تفاصيل كلامه حول المفاوضات التي تجرى بين المجلس وبعض الدول للحصول على السلاح.

من جهته، وعلى صعيد التحركات التي يقوم بها المجلس الوطني لتسليح «الجيش الحر»، أكد بشار الحراكي، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، أن العمل بين طرفي المعارضة الأساسيين، أي المجلس الوطني والجيش السوري من خلال المجلس الاستشاري العسكري، يجري كما كان مخططا له، وقد عقد في هذا الإطار، اجتماع ضم إلى جانب أعضاء المجلس الاستشاري المؤلف من عدد من أعضاء المجلس الوطني والعقيد رياض الأسعد والعميدين مصطفى الشيخ وفايز عمرو، وقدم خلاله مسودة اتفاق ترتكز على توحيد الصفوف لتكون كل الكتائب التي تقاتل على الأرض ومن ضمنها المتطوعون الثوار الذين سبق لهم أن خدموا الخدمة العسكرية، تحت مظلة الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد، على أن يكون قائد المجلس العسكري العميد مصطفى الشيخ، والأهم من ذلك العمل على وضع حدود لمشكلة فوضى السلاح وحصرها بـ«الجيش الحر» وفق أجندته الوطنية، وفي حين قال الحراكي لـ«الشرق الأوسط»: «كان الاجتماع إيجابيا، وكان هناك اتفاق مبدئي للعمل وفق هذه المسودة، لكن الإجابة النهائية عنها ستكون خلال اليومين المقبلين»، وأضاف «وتوحيد صفوف (الجيش الحر) هو شرط أساسي لمده بالدعم المالي ومن ثم تأمين السلاح له». اعتبر الاسعد أن «(الجيش الحر) موحد وليس هناك خلافات بين مكوناته، والخلافات التي يدّعيها العميد مصطفى الشيخ ليس لها أي مبرر، هو الذي يمتلك النزعة القيادية ويحاول دائما التشكيك في أهداف الثورة، على عكس العمداء الخمسة الآخرين المنشقين الذين يؤيدون ما نقوم به». ولفت الحراكي إلى أن هناك آليات بدأت توضع للعمل على هذا الأمر، وقال «بدأت المساعدات المالية تصل إلينا من مصادر عدة ومن دول عربية، وتعطى الأولوية الآن لتأمين السلاح لـ(الجيش الحر)». وفي حين اعتبر الحراكي أن الكلام عن نوعية هذا السلاح سابق لأوانه، قال مصدر في المجلس الوطني السوري إن «السلاح الذي يعمل على تأمينه هو نفس السلاح الذي استعمل في أفغانستان ضد القوات الروسية والذي أثبت فعاليته وسيكون الحل الأمثل في الثورة السورية. وهو عبارة عن (آر بي جي 7 و14)، وكل أنواع الأسلحة التي تحمل على الكتف». وعن مصادر هذا السلاح، يقول الحراكي «التوجه الأساسي هو الحصول على الأسلحة من الداخل السوري، حيث يتم شراء الأسلحة من العناصر والضباط الانتهازيين الذين يؤمنونه مقابل الحصول على مبالغ من المال. أما الجزء الثاني منه، فهو سيكون من خلال تنفيذ عمليات عسكرية بالتنسيق مع ضباط وأفراد لم يعلنوا انشقاقهم ولكنهم يعملون لصالح الثورة السورية، للسيطرة على مستودعات للأسلحة» . وفي حين لفت الحراكي إلى أن المحاولات لن تتوقف بالطلب من المجتمع الدولي لدعم «الجيش الحر» بالسلاح، أشار إلى أنه حتى عملية إدخال السلاح أو الحصول عليه من الخارج ليست من الوسائل المطروحة أو من الممكن تنفيذها إذا لم يتم اتخاذ قرار دولي بشأنها.

 

هذه الجولة كسبها الأسد!

عبد الرحمن الراشد//الشرق الأوسط

لا يسرني أن أعترف، لكن الحقيقة هي أن النظام السوري صد كل التحركات العربية والدولية ضده، وقلب الطاولة على خصومه خلال ثلاثة أشهر، إلى أن تراجعت مطالب الأطراف المختلفة وتقزمت إلى مجرد وساطة مصالحة، على أمل أن يقبلها الرئيس بشار الأسد. نجح في تقسيم المواقف الدولية، نفس السيناريو الذي مارسه عقب اغتياله رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الراحل، في عام 2005. كما نجح في النفخ في مخاوف الدول الأجنبية، بما فيها أشد الدول خصومة له مثل أوروبا والولايات المتحدة، محذرا بأنهم إن أسقطوه فسيخلفه أيمن الظواهري، وسيفتحون الطريق للجماعات المتطرفة لحكم بلد متعدد الطوائف. أمس، كانت الهزيمة علنية. فقد أصيبت الجهود العربية بنكسة واضحة بدليل أن دولا صريحة في مساندتها الشعب السوري رضخت لدعوة الحل التصالحي. فرئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، صقرا المواجهة الدبلوماسية ضد دمشق، قبلا بقرار إحالة حل الجامعة العربية إلى مجلس الأمن، رغم الثقوب التي وضعتها الجامعة العربية لإنقاذ النظام، مثل التفاوض لتحقيق المصالحة! طبعا سيستدل البعض بلغة البيان العربي أمس التي جرمت ما حدث في حي بابا عمرو في مدينة حمص على أيدي أجهزة الأمن السورية واعتبرتها جرائم حرب، لكن هذا يبقى بيانا أخلاقيا. إذا كان عرش الأسد يهتز تحته قبل ستة أشهر، وكان المجتمع الدولي مستعدا لصياغة قرار تدخل، ونهاية النظام، فإنه اليوم في وضع أقوى على الساحتين العربية والدولية. الهزيمة سببها فشل توحيد جبهة المعارضات السورية، وتغيير حكومة دمشق استراتيجية دبلوماسيتها بانتقالها إلى أسلوب الهجوم. على أية حال، هذه جولة من جولات، ولا أدري كيف سيستطيع الأسد النجاة من مستنقع الدم الذي أغرق فيه البلاد. وانتصاره الدبلوماسي في الساحة الدولية لا يعكس حقيقة هزائمه في الساحة الداخلية. كل ما فعله زاد الكراهية لنظامه لدى الشعب السوري، خاصة أنه في الوقت الذي شن حملته الخارجية دبلوماسيا، وحملته العسكرية داخليا، لم يقدم طرحا إصلاحيا يمكن أن يستميل به السوريين. كل ما فعله أن فرض على الجيش حرب مدن لم تعرف مثلها أي دولة في المنطقة، بمثل هذا الكم من النار ولفترة طويلة. والآن، ينقل مئات من دباباته، وأسلحته الثقيلة، وآلافا من جنوده، إلى إدلب، المحافظة المحاذية للواء الإسكندرون وتركيا، بعد أن دمر حمص وعاث في ريف دمشق ولا يزال يقاتل في درعا. إنما، حمص لا تزال رافضة، وحي بابا عمرو بأطلاله شاهد على الجريمة التاريخية.

 

الآن.. اجلسوا مع الروس

طارق الحميد/الشرق الأوسط

إعلان وزير الخارجية الروسي ونظيره القطري في مؤتمر صحافي مشترك أمس في القاهرة أن روسيا والجامعة العربية اتفقتا على خمسة أسس لتسوية الأزمة السورية، من بينها قرارات الجامعة المتضمنة دعوة بشار الأسد إلى ترك السلطة، لا يمكن القول إنه انقلاب في الموقف الروسي، بقدر ما أنه يعد اختراقا مهما. الدب الروسي لم يستدر بالكامل، وإنما هو في وضع الاستدارة، وهذه الاستدارة، وعطفا على ما حدث يوم أمس في القاهرة، توحي بأن موسكو قد تلعب في سوريا نفس الدور الذي لعبته الرياض في صنعاء لخروج علي عبد الله صالح، وتحت غطاء دولي. جلسة الأمس في القاهرة شهدت اشتباكا سعوديا - قطريا مع الوزير الروسي، حيث تصدى كل من الأمير سعود الفيصل، والشيخ حمد بن جاسم لنظيرهما الروسي، فدافعا عن المعارضة السورية، وذكّراه بتاريخ المنطقة، ومواقف بلاده فيها. بدوره استخدم الوزير الروسي التاريخ أيضا للدفاع عن بلاده، حيث قال لافروف إن موسكو لم تكن تستعمر أوطاننا. لكن دفاعهم عن الأسد أسوأ حتى من الاستعمار! فهل هذا يعني نهاية المطاف؟ بالطبع لا. اتفاق «الخمس نقاط» العربي - الروسي تكمن أهميته في ما قيل بعد الإعلان عنه، فبعد أن أعلن لافروف عن أن الاتفاق يتضمن: «وقف العنف من أي مصدر كان، وإنشاء آلية رقابة محايدة، ولا تدخل خارجيا، وإتاحة المساعدات الإنسانية لجميع السوريين دون إعاقة، والدعم الكامل لجهود الموفد الدولي كوفي انان إلى سوريا استنادا إلى المرجعيات التي قبلتها الأمم المتحدة والجامعة العربية»، قال الشيخ حمد - وهذا هو الأهم - إنه يريد تأكيد أن «المرجعيات المعتمدة لكوفي انان هي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (الصادر) في 16 فبراير (شباط) الماضي، وخطة العمل العربية (المعتمدة) بتاريخ 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، وقرارات الجامعة العربية في 22 يناير (كانون الثاني) و12 فبراير الماضيين». وهذا كله يعني الانتهاء بترك طاغية دمشق للسلطة. والسؤال كيف سيتم ذلك، حتى لو تمت العودة لمجلس الأمن مجددا، بعد أن قبل الروس أمس ما رفضوه يوم استخدموا الفيتو في مجلس الأمن، خصوصا أن الاتفاق الروسي - العربي يقول بأن لا تدخل خارجيا في سوريا؟ الواضح أننا نعود اليوم إلى ما سبق أن كتبته هنا قبل أيام بأن واشنطن ترى أن بمقدور موسكو إخراج الأسد، وفق الصيغة اليمنية، خصوصا أن معلوماتي تشير إلى حديث دار بين الروس وأحد المسؤولين العرب من مدة ليست بعيدة حول سوريا، وحينها قال الروس إن الأسد ساقط لا محالة، وهم لا يكترثون بذلك، لكنهم يرفضون إسقاط النظام ككل! هنا إذن، تقول الحكمة إنه آن الأوان للجلوس مع الروس وجها لوجه، وليس عبر البيانات، أو الاجتماعات الجماعية، فلروسيا مصالح لا بد أن تراعى، وللعرب مصالح أيضا، وأهمها وقف الجرائم المرتكبة بحق السوريين، ورحيل الأسد! ولذا، فلا بد من الجلوس مع الروس، الآن وليس لاحقا.

 

الثورة لم تحدث

مأمون فندي/الأشرفية

في عام 1991 كتب فيلسوف الفيمنولجي جان بودريار أن حرب الخليج لم تحدث، وقال يومها إن الحدث كان على الشاشات أكثر من كونه حدثا على الأرض، وكان هناك شيء من المبالغة في العرض، فبالفعل كانت هناك حرب لتحرير الكويت، والنتيجة أن الكويت تحررت، وهزم جيش صدام، ومع ذلك كانت ظاهرة الإعلام طاغية في تلك الحرب مما جعلها حربا إعلامية قبل أن تكون حربا على الأرض في بعض لحظاتها. فهل ينطبق مفهوم بودريار عن حرب الخليج على الثورات العربية، ويمكننا القول بأن الثورة لم تحدث؟ ظني أن طغيان الإعلام على موضوع الثورة أكبر بكثير مما حدث في حرب الخليج، لأن الإعلام تطور من ناحية التواصل والتوصيل، رغم أن المحتوى واللغة لم يتغيرا، أي لم تحدث ثورة لا في الإعلام ولا في المفردات المستخدمة، ومن هنا ومن زاوية الإعلام وحدها يمكننا القول إن الثورة لم تحدث. الثورة لم تحدث، بمعنى أنه لم يحدث أي تغيير في البنية الفكرية والثقافية للمجتمعات العربية.. ذات اللغة وذات المفردات. حدثت الثورة في مصر بمعنى «شلناه»، أي غيرنا مبارك، أو غيرنا بن علي، أو علي عبد الله صالح.. لكن هل اتسعت مساحة الحرية بمعناها الواسع؟ بالطبع لا، فالتضييق على المرأة ربما زاد عما كان أيام الديكتاتورية، وكذلك التضييق على الرجل، وانتقلنا من ديكتاتورية الفرد إلى ديكتاتورية المجتمع، وسيطرة التيارات القاهرة للحريات الشخصية. مهم أن نعي أن الديكتاتورية عندنا في بلاد العرب ليست ديكتاتورية فرد، وما كان ديكتاتور يستطيع أن يحكم كل هذه المدة لولا أن ديكتاتورية المجتمع تقف إلى جانبه وتسانده. فالديكتاتورية في بلداننا لم تكن ديكتاتورية فرد كما يظن، أو أنها تعاني من تركيز السلطة في بؤرة الحكم.. الديكتاتورية كانت ديكتاتورية موزعة، شيئا أشبه بالماء الذي تتشربه الإسفنجة المتمثلة في شبكة علاقات عائلية قائمة تتحكم في رقبة المجتمع. تفسير السلطة أو القوة بالشبكة الموزعة في المجتمع هو بداية الفهم، والدعوة لتركز السلطة في يد واحدة هي بداية الضلال والتضليل.

الديكتاتورية في مصر كانت نظاما كاملا له دعائمه: الأب في البيت، إلى عمدة القرية، إلى رئيس الحي، إلى المحافظ، إلى رأس الدولة. كان المجتمع متشربا للديكتاتورية، وكانت التيارات برمتها متورطة فيها حتى الرقاب.. الإسلامي والاشتراكي سيان في هذا.. مرشد الجماعة ومبارك ورئيس حزب الشيوعيين، كلهم من القماشة ذاتها. إذن لكي نتحول إلى الديمقراطية مطلوب ناس جديدة.. «ومنين أجيب ناس؟!».. مطلوب لغة جديدة، ونوعية جديدة من العلاقات، وكل هذا لم تولده الثورة. ومن هنا الثورة لم تحدث.

ما زال عرب الثورات هم عرب نعرات وعصبيات، لا عرب ترابط بناء على توجهات فكرية، حتى من يتحدثون عن «الإخوان» وعن السلفيين والجماعات الإسلامية، فكلها أحاديث تتناول العلامة الدالة علي الشيء وليس أصله.. فـ«الإخوان» والجماعات إذا فككت مشروعهم إلى عظامه العارية فأنت أمام قبائل وعائلات بعينها ضد قبائل أخرى وعائلات أخرى تتخذ من الإسلام غطاء، وليس لها من الإسلام سوى قشرة تغطي الوجع القبيح لمصالح قبلية لا تقل قبحا.

ليس معنى هذا أن الاستبداد والديكتاتورية هما مصيرنا، أو أن الثورة غير قابلة للحدوث في مجتمعات متخلفة أو في مجتمعات ما قبل الحداثة، لكن المبالغة في الاحتفالية بالربيع العربي أمر يحتاج إلى تفكير وتفكيك، فما خرج من الجامع سيعود إلى الجامع، وما خرج من القبيلة قطعا سيذهب إلى القبيلة، ومصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن ليست استثناءات في هذا.

الثورة لم تحدث، ليس لأن المجلس العسكري في مصر يتحكم، أو أن عواجيز الناصرية والساداتية والمباركية هم من يترشحون للرئاسة في مصر اليوم، فهؤلاء مجرد عرض لمرض أكبر، وهو عدم قدرة العقل العربي على الانتقال من حالة العادة والعبادة إلى حالة التغيير والثورة. لست مستشرقا، أي أتبنى مقولات العقل العربي على علاتها، لكنني أعني الثقافة السائدة في العالم العربي، وهي ثقافة أقرب إلى ثقافات عصور الانحطاط ولكن بمكبرات الصوت وأضواء الشاشات، أي على عينك يا تاجر.. فجور في الجهل أظن أن تاريخنا العربي لم يتعرف عليه من قبل. وهنا يمكن أن نقول إن الثورة قد حدثت، لكنها حدثت في المبالغة في الفجور والتحول. فذات الممثلين يقومون بأداء المسرحية ولكن بنص أكثر رداءة، وربما تولى بعض الكومبارس القيام بدور البطولة.

الثورة لم تحدث لأن الثورة تحدث في العقل أولا، وحتى هذه اللحظة في تونس أو مصر أو سوريا أو ليبيا أو اليمن لم تحدث أي ثورة في العقل، لا ثورة في المفردات ولا في اللغة أو حتى في طريقة التناول.

أتيحت لي فرصة الاقتراب من المشهد الإعلامي مثلا في معظم دول الثورات، وما لاحظته كان نوعا من التحور في مفردات أشبه بتحور الفيروسات ضد المضادات الحيوية من أجل الاستمرار في نهش جسد الثقافة وجسد الوطن.. لا أمصال هناك ضد اللغة. الثورة لم تحدث لأنها كانت ثورة بأدوات حديثة في مجتمعات ما قبل الحداثة. حدثت الثورات في أوروبا لأنها كانت مواكبة بالفكر، فمثلا عندما ظهرت نظرية النسبية ومن بعدها «الكوانتم» في الفيزياء، تعرف الغرب على نوعية جديدة من علاقة الإنسان بالحقيقة.. الحقيقة النسبية في حالة أينشتاين، والحقيقة غير المعروفة في حالة «الكوانتم». في مصر ظهر عالم مثل أحمد زويل يتحدث عن الزمن، في نقلة نوعية في الحديث عن زمن الحداثة في أدب مارسيل بروست في فرنسا، وويليام فوكنر في أميركا.. الزمن المتقطع لا الزمن المستمر. لكن الرجل المصري الذي يتحدث عن زمن غير الزمن ما لبث أن عاد إلى الزمان التقليدي. الحداثة الأوروبية حدثت في الفلسفة والفن والعلوم، ولذا عندما قامت الثورة كانت مدعومة بمنظومة فكرية تسندها، أما عندنا فالثورة كانت مدعومة بديكتاتورية أخرى، ولهذا لم تحدث. الحديث كثير عندنا بأن مشكلة الثورة في مصر أو حتى في تونس، وغيرهما، هي أنها ثورات من دون قيادة تدعمها، وهذا غير صحيح.. هي ثورات من دون دعم فكري أو علمي يسندها.. ثورات إزاحة أفراد لا إزاحة وتغيير أفكار. ومن هنا الثورة لم تحدث. تحدث الثورة عندما تتغير المنظومة القيمية الحاكمة للمجتمع، ولا تحدث لا بالشباب ولا بالشيوخ. الثورة هي تغيير نص المسرحية التي نؤديها على خشبة الحياة كل يوم، لكننا بعد الثورة نؤدي النص الديكتاتوري ذاته بممثلين جدد. ومن هنا الثورة لم تحدث. الثورة لم تحدث بمعنى أن التغيير في العلاقات الحاكمة والتغيير في القيم لم يحدث، ما حدث هو إحلال البلطجية القدامى ببلطجية جدد يظنون أنهم يتحدثون لغة ثورية، رغم أن شعر المتنبي أكثر حداثة مما يكتبون اليوم، وأفكار المعتزلة أكثر حداثة مما هم فيه الآن، وأفكار ابن رشد أكثر حداثة وثورية. ولكل هذه الثورة لم تحدث، وربما قد لا تحدث قريبا أو في حياتنا.

 

روح السوريين الجديدة: أبعد من التظاهر!

فايز سارة/الشرق ألوسط

الآن وبعد عام من ثورة السوريين الهادفة إلى تغيير حياتهم ومستقبل بلادهم، قد يكون من المهم التوقف عند بعض ما حدث في مفاصله العامة، وما شهدته مجريات الحياة من تبدلات في حياة أغلب السوريين، بمن فيهم المقيمون منذ سنوات طويلة خارج وطنهم، رغم أن كثيرين قد يقولون إن شيئا لم يحدث في البلاد ما دام النظام القائم في دمشق لم يتبدل، ولم تتغير سياساته ومواقفه، وهو يتابع ادعاءاته عن الإصلاح والتغيير. وفي الجهة الأخرى لم يغير المحتجون السوريون من مواقفهم في الإصرار على التظاهر والاحتجاج والمطالبة بإسقاط النظام الاستبدادي واستبدال نظام ديمقراطي تعددي به، يوفر العدالة والمساواة وحكم القانون، ويوفر الحقوق السياسية والاجتماعية الفردية والجماعية للسوريين. ورغم أن التظاهر والاحتجاج هما السمة الغالبة للحراك العام في المشهد السوري مقابل القمع الشديد، فإن ثمة تعبيرات وممارسات تتوالى في الأوساط السورية الواسعة، يتداخل فيها ما يأتي تلبية لاحتياجات طارئة مع ما هو مطلوب في إطار رسم المستقبلات البديلة لحياة السوريين الراهنة، وتبدو هذه التعبيرات والممارسات محصلة جهود مشتركة من طيف سوري واسع، لا يقتصر على المتظاهرين والمحتجين ومشاركة المعارضة السياسية، بل يظهر فيه حضور ملموس لسوريين من خارج التجاذبين الحادين ممثلين في السلطة وأنصارها من جهة، والمتظاهرين مع قوى المعارضة السياسية من جهة ثانية.

والمشاركون السوريون من خارج معارضي السلطة أغلبهم ممن وقفوا خارج الحراك الشعبي ومؤيديه الداعمين في داخل البلاد وخارجها. لكن تطورات الأحداث دفعت بهم للانخراط في تعبيرات وممارسات تتصل بالثورة وضروراتها، أو ببعض من نتائجها اللاحقة التي أخذت تتشكل في الواقع، الأمر الذي يعني أن ثمة تحولات تجري خارج فعاليات التظاهر والاحتجاج، وهي تحولات تعبر عنها المساعدات المادية والعينية وعمليات الإغاثة الطبية والإنسانية، وكذلك إقامة البنى والهيئات الاجتماعية والثقافية والسياسية، التي لا ينضوي بعضها في الإطار المباشر للصراع الجاري في سوريا بين السلطة ومعارضيها.

إن الأسباب الرئيسية لهذه التحولات إنما تتمثل في عوامل متعددة ومعقدة تتداخل فيها الاعتبارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي طفت على سطح الحياة السورية في العام الماضي من عمر الثورة، وكان الأبرز فيها صعود الوطنية السورية، والتي حاولت من مواقع مختلفة تأكيد الخصوصية السورية في إجمالي اللوحة العربية، وجاءت تطورات الوضع لتعطيها ملامح جديدة لشجاعة السوريين وإصرارهم على السعي لتغيير حياتهم ورسم مستقبلات أخرى لأجيالهم القادمة ولبلادهم، وفرض هذا الوضع نفسه على السوريين في الداخل والمهاجر، الأمر الذي يفسر حراك سوريي المهاجر الواضح، والذي لم يكن حاضرا وملموسا على مدى سنوات وعقود سابقة.

والعامل الثاني يبدو ظاهرا في آثار ما شهدته البلاد من نتائج للعمليات الأمنية - العسكرية، حيث وقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة ودمار واسع، يعجز الذين وقع عليهم أن يحتملوه، مما تطلب تضامنا واسعا من جانب السوريين الآخرين في البلاد وفي المهاجر. أما العامل الثالث الذي لا يقل أهمية عن سابقيه فهو انشغال السوريين واهتمامهم بما بعد الأحداث الحالية. ذلك أن ما يحصل الآن في البلاد سوف ينتهي، وسوف ينتقل السوريون إلى ظروف أخرى، مما يتطلب - لا سيما من نخبتهم السياسية والاجتماعية والثقافية - التفكير في ما ينبغي القيام به من أجل المستقبل، سواء تعلق الأمر برسم الآفاق والخطط، أو بإقامة البنى والهيئات اللازمة، والتي من شأنها توفير فرص أفضل للحياة المستقبلية. إن تجليات روح السوريين الجديدة فيما هو أبعد من التظاهر تتجسد إجرائيا في مساعدة ضحايا السياسات الأمنية - العسكرية، وتوفير أسس مادية واجتماعية تجعلهم أقدر باتجاه استعادة حياتهم عبر توفير الغذاء والدواء واللباس والسكن، وقبل كل ذلك الأمان، وكلها مهمات عاجلة تندفع فئات سورية كثيرة على طريق العمل عليها، لا سيما من الشباب على نحو ما تفعل «حملة حمص في قلوبنا» الشبابية وغيرها. والأمر الثاني في تجليات الروح السورية تمثله مبادرات متنوعة ذات دلالات سياسية واجتماعية هدفها معالجة الأوضاع الراهنة على نحو ما كانت عليه مبادرة المنبر الديمقراطي الوطني السوري الأخيرة والهادفة إلى توسيع مساحة الحوار بين السوريين، والمبادرة بالبحث عن حلول ومعالجات للأزمة القائمة أو لبعض من تجلياتها، وهو ما يمثل جزءا من هاجس الهم المستقبلي الذي يبحث في صورة سوريا القادمة، البلد الديمقراطية التي تهم وتعني كل مواطن فيها من دون تمييز من أي نوع كان. السوريون بروحهم الجديدة إنما يعكسون بعمق ما يتجاوز رغباتهم في تغيير حياتهم ومستقبل بلدهم، إلى معالجة ما ينتج عن ذلك من آثار وتداعيات يومية وإجرائية، قبل أن ينتقلوا للتفكير في ما سيكون عليه وضعهم المستقبلي في جوانبه المختلفة.

 

أوباما المشكلة وليس روسيا وحدها

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا يمكن إلقاء اللوم على روسيا وحدها في الحالة السورية، فإحدى أكبر المشاكل أيضا هي إدارة الرئيس أوباما، الذي يضيع فرصة ذهبية للتخلص من أهم معوقي استقرار المنطقة؛ بشار الأسد، وهو أمر يمس الأمن القومي الأميركي أيضا. لكن الواضح أن أوباما غير معني بأمن المنطقة، الذي هو امتداد للأمن الدولي ككل، خصوصا أن الفوضى في سوريا تعني أنها فوضى تطل على المتوسط، فأوباما مشغول أكثر بإعادة انتخابه. الإدارة الأميركية وجهت من اللوم للمعارضة السورية بمقدار ما وجهته للأسد، إن لم يكن أكثر. والأدهى، والفضيحة الكبرى، أن إدارة أوباما هي من قال بوجود «القاعدة» في سوريا، رغم أن «القاعدة» عربدت في العراق برعاية نظام الأسد، لكن عندما نقول فضيحة، فهل تعلمون لماذا؟ ها هي صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تنقل عن عاملين في الاستخبارات الأميركية أن الدليل الوحيد الموجود لدى واشنطن على وجود «القاعدة» في سوريا هو أسلوب - نعم أسلوب - التفجير الذي وقع في دمشق، فقط لا غير! وعليه، فإن إدارة أوباما هي التي تطالب المعارضة بتوحيد صفوفها، وهي - أي واشنطن - تعي أن توحيد المعارضة يتطلب دعما دوليا، وعملا جادا، أي غرفة عمليات، وليس تصريحات. إشكالية الإدارة الأميركية الحالية أنها تشتهر بالقراءة الخاطئة لأحداث المنطقة، ويكفي أن نتأمل هنا تعامل أوباما مع الثورة الخضراء، فبدلا من دعمها نجد أنه قرر الانسحاب من العراق ليتركه بيد المالكي وطهران! وبالنسبة لسوريا فإن إدارة أوباما تقول إن نظام الأسد متماسك، وهذا أمر متوقع حاليا لعدة أسباب، منها أن واشنطن تعلم بمدى دعم إيران للأسد، بالسلاح والمال، والرجال، والمعدات، وكل الطاقات، وعبر العراق، مما يصعب من انشقاق أي مسؤول سوري وهو لا يرى موقفا جادا من أوباما، الذي يعارض تسليح المعارضة، ولم يعلن أن سقوط الطاغية مسألة أمن قومي؟ كيف يمكن أن تنشق فرق عسكرية متكاملة ولا توجد منطقة عازلة، أو حدودية، تضمن حماية من ينشق، وتساعدهم ليعيدوا ترتيب صفوفهم؟ فمن كان ينشق في ليبيا يذهب إلى بنغازي، لكن أين يذهب من ينشق في سوريا؟ فإذا أرادت إدارة أوباما رؤية انشقاقات فارقة، وبشكل سريع، فعليها اتخاذ موقف صارم، وعليها تذكّر أنه في فترة بوش الابن، عندما لوح بالعصا للأسد، بعد اغتيال الحريري، وكانت المحكمة الدولية قاب قوسين أو أدنى، فكر غازي كنعان وقتها بالانقلاب، ولذا تمت تصفيته! فأين العصا اليوم، وأين المحكمة؟

الأمر الآخر أنه بقراءة التاريخ القريب سنجد أن أحدا لم ينشق على صدام حسين قبيل الغزو الأميركي، وحتى في أيامه الأولى، لأن العراقيين وقتها كانوا يعون أنهم وعوائلهم سيبادون، ونظام الأسد أسوأ من صدام في ذلك، فكيف يمكن أن يتحرك السوريون وهم لا يرون مواقف جدية من واشنطن؟ لذا، فالإشكالية ليست من روسيا وحدها، وإنما من تردد أوباما، وإدارته، التي تقرأ الأحداث بطريقة خاطئة، حيث تترك السوريين وحدهم أمام جرائم النظام الأسدي، وتضيع أكبر فرصة لخلق الاستقرار بالمنطقة، وقطع يد طهران منها. فمن يشرح ذلك لأوباما؟

 

كيف يمكن تقويض النظام الإيراني؟ العقوبات لا القصف

ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

بعد مرور أسبوع آخر من انعقاد شبه مستمر للمباحثات بشأن الحرب ضد إيران، ظهر احتمال مخالف للتوقعات، وهو إلزام إدارة أوباما نفسها، في إطار محاولتها لمنع إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، بحملة ضغط يمكنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير النظام في إيران، إن تم تبنيها بالحماس الكافي. ويستهدف تعهد الرئيس أوباما بزيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية وغيرها على إيران، استغلال الحلقة الضعيفة في النظام الإيراني. ونقطة الضعف الأساسية في نظام الملالي هي البنية السياسية المنقسمة على نفسها، التي لا تحظى بشعبية، لا البرنامج النووي الذي يحظى بدعم شعبي على ما يبدو. ويمكن أن تساعد تلك الحملة على اهتزاز هذه البنية السياسية. ولا يعد نظام رجال الدين هدفا معلنا بالنسبة للولايات المتحدة، لكنه يمثل خطرا متناميا عليها بسبب القوى المؤثرة. وبمرور الشهور سوف تقوض العقوبات والإجراءات الأخرى القاعدة السياسية والمالية للنظام، مما يؤدي إلى خنق القيادة السياسية ودفعها إلى القيام بأفعال متهورة تبرر رد فعل عنيفا.

يشبه هذا الموقف الفخ الذي يضيق على الفريسة كلما حاولت الفكاك منه. وأوضح وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، ذلك، عندما قال يوم الخميس، إن الولايات المتحدة كانت تتأهب لتبني الخيار العسكري في حال لم تثمر الضغوط غير العسكرية. من المفارقة أن يكون أسوأ خيار لتغيير النظام قيام إسرائيل بضربة عسكرية أحادية الجانب. بالنظر إلى قدرات إسرائيل، ستحدث الضربة العسكرية دمارا كفيلا بحشد الدعم السياسي للقيادة الإيرانية وتغيير مسار الربيع العربي، لكنها لن تكفي لعرقلة تقدم البرنامج النووي الإيراني. وأخبرني أحد قادة المعارضة الإيرانية، الأسبوع الماضي، أن مثل هذه الضربة سوف تكون بمثابة «هبة إلهية للملالي»، حيث ستدعم موقفهم السياسي، بدلا من أن تضعفه.

ما أسفرت عنه المباحثات الأميركية - الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، شكل من أشكال توزيع الأدوار، حيث يتجه الغرب نحو ما يصفه بـ«العقوبات المعرقلة»، بينما تنتظر إسرائيل بفارغ الصبر خارج الحلبة، وعلى استعداد لدخولها وتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران. وقد أعاد هذا الضغط المشترك إيران بالفعل إلى طاولة المفاوضات، وهو أمر مرحب به، لكنه غير كاف لتراجع الغرب.

ومع زيادة تأثير العقوبات على صادرات إيران من النفط وعائداته، مما يزيد النظام ضعفا، ربما على طهران التفكير في التوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات، وهو ما شبهه آية الله الخميني في الماضي بشرب «كأس من السم»، أو المبادرة بتوجيه ضربة عسكرية، وهو قرار خطير بالنظر إلى قوة الرد الأميركي وقدرة إسرائيل والمملكة العربية السعودية على امتصاص الضربة الإيرانية الأولى.

بالنسبة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يبدو هذا مأزقا مزدوجا؛ إذا كان يقدم، فيما يتعلق بالبرنامج النووي، صفقة تكون مقبولة للغرب، فإنه يخاطر بتقويض ما ينظر إليه بوصفه شرعية النظام. لكن إذا لم يقدم صفقة، فسيستمر الضغط. في نهاية المطاف، يجب أن يكون هناك نوع من التضحية.

ويشير كريم سجادبور، خبير إيراني في معهد «كارنيغي» للسلام الدولي، تُدرس آراؤه عن كثب في البيت الأبيض، إلى أن النظام الإيراني يستنزف قواه شيئا فشيئا إلى أن ينهار تماما لمصلحة برنامجه النووي. وهو يشبه العملية بانهيار الاتحاد السوفياتي، الذي استنزف كل ما يملك من إمكانات في سباق تسلح خاضه مع الولايات المتحدة.

ويحلو لسجادبور أن يستحضر مقولة قديمة عن الحكام الديكتاتوريين: «بينما يحكمون، يبدو انهيارهم أمرا لا يمكن تصديقه. وبعد سقوطهم، يبدو انهيارهم أمرا محتوما». ويرى أن إيران «على مفترق طرق من تلك القاعدة». الآن، مع بدء الضغط على إيران، ثمة خطر محتمل في حالة توقف هذا الضغط بسرعة فائقة، تاركا إيران محطمة، ولكن قوية في الوقت نفسه، تسعى للأخذ بالثأر. يمكن أن يتحقق هذا الإنهاء المبكر للضغط من خلال وقف سريع لإطلاق النار بموجب قرار من الأمم المتحدة، بعد هجمة إسرائيلية أحادية الجانب، أو بسبب إلغاء الغرب العقوبات قبل الأوان، تاركا التجهيزات النووية الإيرانية كما هي، دون أي مساس بها. يمتلك الغرب إمكانات خفية إضافية في هذه الأزمة، بين العقوبات والنزاع العسكري المفتوح. إنها وسيلة لزيادة تكاليف الأعمال الإيرانية، من دون اللجوء للحرب. غالبا لا يتحدث المسؤولون عن هذا النطاق من «الإجراءات السرية» لأسباب واضحة، لكن من السهل تخيل العواقب المحتملة: تعطيل مرافق بحثية مرتبطة بالدفاع وخلط سجلات مالية وتجارية أخرى. ربما تبدو هذه خيارات متطرفة، ولكنها في المقام الأول خيارات غير مميتة.

«يمكنك أن تلحق أضرارا جسيمة بإيران»، هكذا يتحدث مسؤول أجنبي. ربما لا تجبر حملة الضغط الجارية القيادة الإيرانية الحالية على عقد صفقة، حسبما أشار المسؤول، لكنها تزيد احتمالية انهيار النظام نتيجة لسلوكه المتبجح.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

ميقاتي استقبل ليون وفليتشر وكنعان ووفد اتحاد الغرف العربية: نأمل إنجاز مشروع قانون قطع حساب السنوات الفائتة لبحثه في جلسة الاربعاء

التغطية السياسية للجيش متوافرة منذ وقت طويل وفخامة الرئيس ذكر بالامر

أتمنى وقف حمام الدم في سوريا لكن كيفية حل المسألة تخص السوريين

 وطنية - 12/3/2012 أمل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في "إنجاز مشروع القانون المتعلق بقطع حساب إيرادات ونفقات السنوات الفائتة تمهيدا لبحثه في جلسة مجلس الوزراء يوم الاربعاء المقبل".

وقال في لقاء مع الصحافيين المعتمدين في السرايا اليوم: "هناك رغبة لدى الجميع في حل هذا الموضوع الذي له جوانب قانونية ودستورية، وهناك خلية عمل منكبة منذ عدة أيام على معالجة هذا الملف للوصول الى حل. وإذا انتهينا من وضع الصيغة المطلوبة سنضعها على جدول أعمال مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، والا نحيل الموضوع على جلسة مقبلة، ولكن آمل أن ننجز العمل المطلوب قبل جلسة الاربعاء المقبل".

وعما فعلته الحكومة حتى الآن قال: "هناك واقع سياسي في المنطقة يعرفه الجميع، وفي ظل هذا الواقع هناك أولويات داخلية يجب علينا الاهتمام بها، أولها الحفاظ على الاستقرار والا يؤثر أي موضوع داخلي، إذا تمت مقاربته بمبدأ التحدي، على هذا الاستقرار. إذا إستطعنا إنجاز موضوع الانفاق المالي عن السنوات الماضية نكون حققنا إنجازا كبيرا، لأننا نكون اعدنا وضع الامور في نصابها الصحيح ووضعنا الأرضية المناسبة لانجاز الموازنة العامة".

وأكد "أن التغطية السياسية متوافرة للجيش اللبناني منذ وقت طويل، وهو يقوم بواجبه، وفي الاجتماع الأخير لمجلس الدفاع الأعلى ذكر فخامة الرئيس ان الجيش اللبناني يملك التغطية السياسية الكاملة منذ العام 1992 بموجب التدبير رقم واحد لمعالجة أي إخلال أمني في الداخل وعلى الحدود".

وعما تردد عن إجتماع عاصف عقده مع السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي أجاب: "هذا الأمر غير صحيح، وسعادة السفير طرح المواضيع بديبلوماسيته. طبعا أنا أتفهم وجهة النظر السورية، كما اتفهم وجهة النظر الغربية، وهذا الأمر يعطي مزيدا من الضغوط علينا في الحكومة، ولكن أنا أمثل وجهة النظر اللبنانية، بصفتي رئيسا لحكومة لبنان، وأسعى للحفاظ على الاستقرار والأمن في وطني. مع إحترامي الكامل لكل سفير يزورني ويعبر عن رأيه، فان المقياس الذي انظر الى الامور من خلاله، ليس ما يقوله الآخرون، بل وطنيتي وما يريح ضميري تجاه وطني".

سئل عن وجود طلب سوري رسمي لتسليم عناصر سورية دخلت الى لبنان فأجاب: "هذا الموضوع بات في عهدة القضاء الذي يتخذ القرار الذي يراه مناسبا. وأي أمر يتعلق باسترداد هؤلاء الاشخاص أو غيرهم يقدم حسب الاصول القضائية، وليس لنا دور فيه، والقضاء بدوره يبحث في أي أمر ويتخذ القرار المناسب في شأنه. وقد طلبت مشاركة وزير العدل في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع لنقول هذا الكلام بكل صراحة. القضاء اللبناني يجب أن يأخذ دوره كاملا، من دون استنسابية او تدخل سياسي. لكل حالة الاجراء القضائي المناسب، وأي طلب إسترداد يجب أن يقدم حسب الاصول الديبلوماسية والقضائية، ووفق الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسوريا".

أضاف: "لقد بات اللبناني مشككا بكل شيء ويعيش حال خوف مستمرة ولا يصدق أن الوضع جيد. نحن بألف خير والوضع في لبنان جيد وعلاقتنا جيدة مع الدول الغربية والعربية بما فيها سوريا. وعلى رغم الضغوط الكبيرة علينا فاننا تمكنا، بوحدة اللبنانيين وبحرصنا على الوحدة الوطنية وبالمتابعة الدؤوبة لكل المسائل، من تجاوز الصعوبات".

وشدد على أن "الجيش اللبناني يتخذ الاجراءات المناسبة في مسألة تهريب أسلحة الى سوريا، ولكن لا يجوز إغفال دور تجار الاسلحة في هذا الموضوع. كذلك بالنسبة الى النازحين السوريين الى لبنان، هناك تضخيم متعمد للموضوع. قبل أسبوع وصل الى منطقة الحدود مع بلدة القاع نحو سبعة الآف سوري، وقد تم استيضاحهم أسباب نزوحهم، فأجابوا بأن سبب نزوحهم هو فقدانهم لمنازلهم، فتم الاتصال بالسلطات السورية التي أمنت لهم أماكن سكن جديدة فعادوا الى بلادهم. كل الامور الانسانية المتعلقة بالنازحين تتم معالجتها كما يجب بالتعاون بين الهيئة العليا للاغاثة ووزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية والمنظمات الدولية المختصة. الجرحى السوريون الوافدون الى لبنان عبر الصليب الاحمر يعالجون في المستشفيات، ولبنان ليس ممرا أو مقرا لأي عدائية أو مؤامرة على أي دولة عربية وعلى رأسها سوريا".

وعن تقويمه للوضع في سوريا قال: "كل ما أتمناه هو وقف حمام الدم في سوريا. أما كيفية حل المسألة فهذا أمر يخص السوريين".

وردا على سؤال عن موضوع إكتشاف الجيش اللبناني خلية سلفية قال: "لقد وضع الجيش اللبناني يده على خلية، وقام بالتحقيقات المناسبة وبات الموضوع في يد القضاء العسكري. هذه الخلية كانت لديها نيات تخريبية وتعمل بين شمال لبنان والمخيمات الفلسطينية، وليس لها علاقة بالموضوع السوري".

وعن الاشكال الذي حصل السبت الفائت في خلال تظاهرة بشأن كتاب التاريخ قال: "لقد عبرنا عن أسفنا لما حصل، والأكيد انني لن اوافق على كتاب جديد للتاريخ الا اذا كان محط إجماع من اللبنانيين، لأننا لا نهدف الى إثارة خلافات جديدة بين اللبنانيين، وغدا سأوكد للوفد الطالبي الذي سيزورني أن المطلوب منا أن نوحد مستقبلنا في هذا البلد، لا أن نختلف على الماضي وعلى تاريخ الماضي، وأي بلد ليس عنده تاريخ ليس عنده مستقبل. ما أوكده الآن انه لن يصدر كتاب للتاريخ يعتبر فريق من اللبنانيين أنه مجحف في حقه".

وعما إذا كان الموضوع سحب من التداول قال: "نعم سحب الموضوع من التداول".

وعن استمرار الخلاف بين رئيس الجمهورية والعماد ميشال عون بشأن التعيينات ولا سيما منها رئاسة مجلس القضاء الأعلى قال: "أنا لا أضع رئيس الجمهورية في موقع الفريق. فخامة الرئيس يقول بأن نختار الأفضل وفق مبدأ الاقدمية في السلك القضائي، فيما الآخرون ينظرون الى الموضوع وفق معايير أخرى. لا بد من الوصول الى حل علما أن غبطة البطريرك الماروني يقوم بجهد في هذا الموضوع لتقريب وجهات النظر، ونأمل الوصول الى حل".

وردا على سؤال قال: "إن موضوع التعيينات في مجلس الخدمة المدنية أمر اساسي لتحريك عجلة الادارة وسيكون على جدول أعمال مجلس الوزراء قريبا جدا، كذلك الأمر بالنسبة الى تعيينات أعضاء الهيئة العليا للتأديب. أما بشأن تعيينات المدراء العامين فستكون على مجلس الوزراء سريعا حسب الآلية ووفق قرار الوزير المعني".

وعن موضوع المواد الغذائية الفاسدة التي يتم كشفها قال: "لقد دعوت الى إجتماع وزاري بعد ظهر يوم الاربعاء المقبل يشارك فيه وزراء الاقتصاد والزراعة والعدل والصحة والصناعة والداخلية بالاضافة الى الأمن العام وأمن الدول ومخابرات الجيش والجمارك لوضع مشروع قانون متشدد لضبط هذا الموضوع والخروج بنتائج مهمة لضمان سلامة الغذاء وصحة المواطن. لكن في الوقت ذاته يجب الحذر في مقاربة هذه المسألة منعا للوقوع في فخ التشهير".

وكشف انه سيزور مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل قريبا.

وعما تردد عن قراره وقف توقف الاستعانة ببواخر لتوليد الطاقة الكهربائية قال: "ما قيل في هذا الموضوع غير صحيح، وأنا أعي تماما ضرورة استقدام هذه البواخر، لكن الاشخاص أنفسهم الذين ينتقدون تأخير البواخر، سينتقدون أكثر بكثير، إذا تمت العملية بالطريقة المعتمدة حاليا، وسيطرحون أسئلة كثيرة من نوع لماذا رست المناقصة على زيد أو عمر؟ من هذا المنطلق أحرص على وضع المناقصة بإطارها السليم وبكل شفافية".

وختم: "من خلال الاعلام أتوجه الى اللبنانيين بالقول إن الوضع في لبنان جيد، ولا يجوز أن نبقى تحت هاجس الخوف والاحباط".

لقاءات

وكان ميقاتي إستقبل سفير بريطانيا لدى لبنان طوم فليتشر الذي قال بعد اللقاء: "كان اللقاء مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي ممتازا، وكانت فرصة لمناقشة الوضع في المنطقة اضافة الى العلاقات الثنائية، ودعمنا المستمر لاستقرار لبنان في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة والشكوك حول المستقبل. نحن نجدد دعمنا لهذا الاستقرار وأعتقد أن قدرة التكيف والقيادة والتفهم والحكمة السائدة هنا في لبنان هي التي تساهم في تخطي هذا البلد للصعوبات التي تمر بها المنطقة. وقد سرني اطلاع دولة الرئيس على الزيارة المهمة التي قامت بها سفينة" HMS Ark Royal "مؤخرا ، وهي احدى أهم السفن في البحرية البريطانية، وتعتبر هذه السفينة رمزا ودليلا ملموسا لدعمنا للاستقرار في لبنان".

وأضاف: "إنها طريقتنا لاثبات أنه عندما نصرح أننا ندعم استقرار لبنان فالأمر لا يقتصر على الكلام بل أننا ندعم استقرار لبنان فعلا من خلال تعاون عسكري ملموس وفعلي. واسمحوا لي أن اتوجه بالشكر للشعب اللبناني، باسم سفينة" HMS Ark Royal "وضباطها، على الاستقبال المميز وأستطيع ان أقول لكم أن الطاقم أعجب بنوعية عمل عناصر الجيش اللبناني الذين تعاونوا معهم في اطار تدريبات ومناورات محددة، وقد أبدوا بالفعل اعجابهم الكبير. كما طلبوا مني شكر الشعب اللبناني على حسن الضيافة والتعبير عن اعجابهم بعناصر القوات المسلحة اللبنانية الذين عملوا معهم. كما سبق أن ذكرت ان زيارة هذه السفينة تعتبر طريقتنا في التعبير عن دعمنا الملموس والعملي لاستقرار لبنان".

وزير الثقافة

وإستقبل رئيس مجلس الوزراء وزير الثقافة غابي ليون وعرض معه شؤون وزارته وموضوع الإنفاق المالي.

النائب كنعان

كذلك استقبل ميقاتي رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الذي قال بعد اللقاء: "التقيت دولة الرئيس وبحثت معه في الانفاق المالي وقطع الحساب وما يحكى عن تسوية وحلول، فما من احد يبحث عن شيء هو موجود بالكامل في الاصل، إذا كان هناك من قانون ودستور فعلينا تطبيقهما، والمسألة سهلة للغاية، لذا عقدت الجلسة اليوم وفقا لهذا الأمر، أما كيفية إنجاز قطع الحساب وإعداده فهناك مرسوم ينص على ذلك، لقد التزمنا به، وبنتيجة المداولات التي جرت مع الرئيس هناك تأكيد على المؤكد الا وهو ان مشروع قانون قطع الحساب عن كل سنة يجب ان يصدرفي شكل مستقل، وما من قانون يجمع 5 سنوات بما يعد مخالفة لسنوية قطع الحساب، وما من قانون يصدر ويجيز الانفاق او يلحظ شرعنة وقوننة التجاوزات، كما يتحدث البعض في الاعلام".

أضاف: "لا يقوم عملنا على التدقيق بعمل السلطة التنفيذية، وبالتالي نقول فقط إن هذه هي الجداول والسنوات والصرف الذي حصل، وتفضل يا ديوان المحاسبة ودقق وفق الأصول ويا لجنة المال والموازنة ومجلس النواب تفضلوا وقوموا بواجباتكم بالنسبة الى دستورية وقانونية ما هو بحوزتكم، فإذا التزمنا بكل ذلك يرتاح الجميع ومن لن يرتاح هو من يعاني مشكلة في عدم التزام القوانين، نحن لا مشكلة لدينا ونعتقد بذلك، والمواقف التي نسمعها إعلاميا تزايد على من أبتدع الدستور، علينا أن نتمسك بهذه القوانين فصيغة القانون اصبحت شبه جاهزة، وكما يقال بالفرنسية ما من شيء سحري او خفي.

منذ اليوم الأول كان الموضوع واضحا لجهة رفض مبدأ التسوية وهو ما حصل، وهذا ما سمعته من دولة الرئيس ولكن مبدأ التسوية هو من بين الصيغ الذي يجري تداولها، وهناك صيغة باتت جاهزة وسنؤكد عليها خلال ساعات ولاحقا على وزراة المال العمل على إحالة الجداول ولا أقصد هنا جداول التجاوزات عن القاعدة الأثني عشرية او المخالفات، بل نتحدث عن جداول كاملة اي إيرادات ونفقات تحال الى الديوان ليتم التدقيق بها والتأكد من مطابقتها او عدمها، وهذا ما سيقوله الديوان، ومن ثم تحال الى مجلس النواب الذي عليه ان يقوم بالتدقيق وفق الاصول الدستورية والقانونية سنويا، علينا كلبنانيين عدم الاعتياد على مبدأ البحث عن حلول كل عشرين سنة، فإذا سرنا منذ الان وصاعدا سنويا في عملية إعداد وتدقيق سنويا والاحتكام الى المؤسسات الدستورية وليس الى الغائها بقوانين استثنائية، عندئذ تسير الامور في شكل صحيح .

سئل: هل هناك اوراق تتعلق بصيغة الحل يجري تداولها لا يما ان هناك كلاما حول اعداد كبيرة من الاوراق يجري العمل عليها؟

أجاب: كلا، لا توجد اعداد كبيرة من الاوراق بل هناك صيغة تقدمنا بها من الاساس ولا أفشي سرا إذا قلت انها اصبحت معروفة، وهذه الصيغة يجري العمل عليها لجهة طرح احدهم فكرة او زيادة او انقاص فكرة اخرى ولكن هذه هي الصيغة التي تقدمنا بها في الاساس ولم أتقدم بها لوحدي، إنما بعد نقاش حصل مع رئيس الحكومة والوزيرين علي حسن خليل ومحمد فنيش ومع الجميع وكما فهمنا فان دولة الرئيس سيتصل بباقي مكونات الحكومة للاجتماع بهم".

وقال: "ما من احد يقوم بشيء بعيدا عن الاخر، وبعد النقاش خلال اليوم الطويل الذي جلنا فيه على رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وباقي مكونات الحكومة فتوصلنا الى صيغة قانونية مطابقة لما ينص عليه قانون المحاسبة العمومية والدستور،اليوم هناك نقاش دائر حولها لجهة الصياغة وبعض التعابير واعتقد بانها اصبحت جاهزة".

سئل: هل ستطرح هذه الصيغة على جدول اعمال مجلس الوزراء المقبل؟

أجاب: "هناك نقطة تتعلق بجداول الجلسات التي يجب ان تكون جاهزة في وزراة المال، وهذا الامر يتولاه دولة الرئيس ميقاتي الذي سيقوم بإتصالات في هذا السياق، اما بالنسبة الينا فقد وضعنا كل ما نملكه بين يدي دولة الرئيس،ما اعرفه من جو الاجتماع ان هناك تأكيدا وحرصا على احترام القانون كما هو، إذ ان صيغة الاعداد يجب ان تكون محترمة ومتوافقة مع مضمون قانون المحاسبة العمومية، وبالتالي لم يعد هناك من مشكلة".

سئل: هل سيكون هناك نصاب في جلسة مجلس النواب الخميس المقبل؟

أجاب: "عليك ان تسأل الرئيس فؤاد السنيورة إذا كان سيؤمن النصاب او لا فنحن سنذهب الى المجلس".

سئل: لكنكم تملكون الأكثرية بغض النظر عن الرئيس السنيورة؟

أجاب: "انت تطرح علي سؤالا تعرف جوابه مسبقا، هناك موقف النائب وليد جنبلاط، في المرة الماضية كان موجودا ولم يكن في الأكثرية، وكان له موقف في هذا الموضوع يختلف عن موقف الأكثرية وربما لن يكون هذا الاشكال السياسي الحاصل مطروحا يوم الخميس لأننا ذاهبون الى قطع حساب وليس الى إجازة انفاق، أما جدول اعمال الجلسة التشريعية فيعود الى رئيس المجلس، وأنا أسمع ان هناك نية لعقد الجلسة وان يتم تأجيل موضوع 8900 مليار او إدراجه في اخر الجدول، ما أقوله بالنسبة الينا ليس هناك مبرر لذلك لأننا نعتبر كما بات يعرف الجميع ان إجازة الانفاق لحكومة الرئيس ميقاتي التي وردت في آب بعد شهر على تأليفها تختلف عن قطع الحساب الذي لم يقدم منذ خمس سنوات اي حساب، وبالتالي فان كل الكلام حول تلازمهما في القانون والدستور غير دقيق، فدولة الرئيس بري لا يتحدث عن تلازم، إنما التلازم في السياسة بمعنى ان هناك من يقول إما ان أعطل مجلس النواب كله وإما ان يطرح الموضوع بهذه الطريقة، وما يقرره الرئيس بري في هذا الموضوع يعود اليه والى صلاحياته وسلطته، لكن أؤكد لجميع اللبنانيين ان هناك حلولا في السياسة تيقى في السياسة، لكن هناك صيغا دستورية وقانونية ومحاسبة عامة لن يتجاوزها احد في القانون والدستور".

سئل: الرئيس السنيورة قال انه لا ينتظر منكم براءة ذمة او تسوية فلماذا لا يتم الاتفاق مع الرئيس السنيورة على معالجة هذا الملف؟

أجاب: "هذا الكلام يعني العودة الى التسوية، وبما ان ما من احد يريد التسوية فالقانون ينص على العودة الى ديوان المحاسبة الذي هو القضاء المالي كما ينص القانون على الذهاب الى مجلس النواب، وبما اننا جميعا لا نريد تسوية فلماذا علينا تقييد عمل المجلس وتعطيله كي نصدر قانونا مثل الذي قدمه الرئيس السنيورة، هناك تناقض في هذا الامر، فما قدمه في السابق يعتبر تسوية لانه ليس من صلاحية المجلس النيابي تقديم حسابات دولة او إجازات إنفاق فهذه من صلاحية السلطة التنفيذية، لذلك علينا وضع هذا الامر وراءنا، نحن ذاهبون اليوم في إتجاه مسار قانوني دستوري ويجب ان يأخذ هذا المسار مجراه، وبالتالي إذا لم يكن هناك من يريد تسوية كما يقال دعونا لا نعطل مجلس النواب بل العمل على تسيير شؤون الناس وموازنات الدولة ووقف الصرف من خارج إطار الموازنات وفي شكل استثنائي".

غداء تكريمي

واستقبل ميقاتي وفدا من إتحاد الغرف العربية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار في مناسبة الاحتفالات بمرور ستين عاما على تاسيس الاتحاد. ثم أولم تكريما للمشاركين في الاحتفالات.

كلمة القصار

وألقى القصار في المناسبة كلمة قال فيها: "باسمكم جميعا يسعدني أن أتوجه بالشكر الى دولة الرئيس ميقاتي الذي شاء تكريم الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية لمناسبة مرور ستين عاما على تأسيسه في مبادرة نبيلة تنم عن تقديره لدور الاتحاد ولمجلسه وقياداته في مسيرته الطويلة لخدمة القطاع الخاص وإقتصادات الدول العربية. إن الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا العربي اليوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، تلقي مزيدا من المسؤوليات الجسام على الحكومات والقطاع الخاص لصون الاقتصادات العربية وإمرار هذه المرحلة وتداعياتها بأقل الخسائر المحتملة، ولا سيما منها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، واثقين بقدراتنا وامكاناتنا والميزات التفاضلية التي يحوزها اقتصادنا ومواردنا البشرية لإعادة بناء مستقبل بلداننا على أسس صلبة تؤمن للأجيال القادمة الاستقرار والإزدهار والرفاه".

أضاف: "إتحاد الغرف العربية الذي كرس أعوامه الستين من أجل التنمية والتقدم والتكامل الاقتصادي العربي، إذ يتابع بكل اهتمام ما يحصل في البلاد العربية هذه الأيام، يؤكد انه مستمر في مسيرته واهدافه خدمة للدول العربية ولشعوبها، ويتطلع الى ان تحمل التطورات الراهنة توجهات جديدة من اجل التنمية والرفاه والاستقرار الاجتماعي والسياسي، مستفيدين من تجارب الماضي لإستشراف غد افضل خصوصا في هذه المرحلة المثقلة بالتحديات التغييرية حيث يتحول العالم العربي من مرحلة الى مرحلة يحتاج فيها الى تعاضد كل القوى الحية من المحيط الى الخليج، وللبنان في ذلك دور ريادي يقوم به.

واسمحوا لي يا دولة الرئيس في هذه المناسبة، أن أعرب عن تقديرنا للسياسة الحكيمة التي تنتهجونها لتجنيب لبنان أي تداعيات سلبية لعدم الاستقرار في المنطقة ومعالجتكم الرصينة للقضايا ذات الشأن الاقتصادي والاجتماعي، وبما يضمن المصلحة اللبنانية العليا، وذلك بالتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، فلكم منا كل الدعم والتأييد، ولكم منا أن نكون واقفين الى جانب الدولة لمساعدتها على تخطي هذه المرحلة الصعبة والدقيقة يدا بيد من أجل لبنان واللبنانيين، وليبقى لبنان الواحة التي يستظل في فيئها كل الأخوة العرب".

وختم: "الشكر تكرارا لدولة الرئيس نجيب ميقاتي، ولأصحاب المعالي والسعادة، وللأخوة الزملاء في إتحاد الغرف العربية ولجميع الحضور".

ميقاتي

والقى ميقاتي كلمة قال فيها: "يسعدني أن نلتقي اليوم في مناسبة عزيزة، أردت منها تكريم الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، واعضاء مجلس الاتحاد ورئيسه معالي الصديق الأستاذ عدنان القصار، لمناسبة مرور ستين عاما على تأسيس الاتحاد. فأهلا وسهلا بكم جميعا في بيروت التي تحتضن مقر الاتحاد، كما تحتضن زوارها من الأشقاء العرب بحب ومودة.

أن نكرم اليوم اتحاد الغرف العربية بعد ستة عقود من الجهد والمثابرة، ممثلا للقطاع الخاص في الدول العربية، وعاملا في سبيل الاقتصاد العربي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن أجل رفاه شعوبنا، فهذا قليل من كثير لإيفائه بعض حقوقه، لأن إتحاد الغرف العربية لم يتوان، طيلة هذه الحقبة من الزمن، عن القيام برسالته، على رغم الظروف التي إعترضت مسيرة العمل العربي المشترك، فبقي يعمل دائما على قاعدة أن ما يجمع الدول العربية من مصالح ومنافع مشتركة، أكبر بكثير من عوامل التفرقة والانقسام".

أضاف: "إنني إذ أحيي معكم ما تحفظونه من وفاء وتقدير لرجالات مروا على قيادة الاتحاد منذ تأسيسه، أشد على أياديكم لمواصلة العمل لتحقيق أهدافكم. ولن توفر الحكومة اللبنانية أي جهد تطلبونه لهذه الغاية. إسمحوا لي في هذه المناسبة، أن أنوه برئيس الاتحاد معالي الوزير عدنان القصار الذي يجمع في سجله الطويل في القطاع الخاص وعالم الغرف اللبنانية والعربية والدولية، ومن ثم في الشأن العام، الكثير من الخبرات المهمة، وقد عرفته عن كثب لسنوات طويلة، يوم عملنا معا في غرفة بيروت وجبل لبنان، وكان ولا يزال، مثالا للعمل في خدمة الاقتصاد اللبناني والعربي والعمل العربي المشترك".

وتابع: "نشهد حاليا تطورات سياسية داهمة في أكثر من بلد عربي شقيق، نأمل أن ترسي خواتيمها لمصلحة الاستقرار والتقدم في هذه الدول، ونحن نتعامل مع هذه التطورات بعيدا عن سياسة المحاور، محاولين قدر المستطاع درء تداعياتها السلبية على لبنان، تدفعنا الى ذلك، ارادة لبنانية واحدة عبر عنها اللبنانيون في أكثر من مناسبة، في ان يبقى وطنهم، كما كان دائما، منفتحا على الدول الشقيقة والصديقة، محافظا على مناخ الحرية السياسية والاقتصادية الذي يتمتع به، في إطار النظام الديموقراطي البرلماني الذي كرسه مجددا اتفاق الطائف الذي أسس لمسيرة السلم الاهلي التي نتمسك بها ونعمل على المحافظة عليها".

وقال: "أن لبنان قام على توازن وطني مميز بات سر وجوده، وهو مستمر ما دام هذا الخيار قرارا ثابتا اتخذه اللبنانيون، وهذا ما يجعلنا نطمئن الى أنه لن يكون في مقدور أحد أن يبدل هذه القناعة، واي محاولة لدفع لبنان الى مواقع اخرى تناقض توجهات ابنائه، لن يكتب لها النجاح، وبالتالي فان من يراهن حينا على خلافات سياسية في الداخل، واحيانا على تطورات في الخارج ، سيجد نفسه في مواجهة موقف لبناني واحد وصلب، سقفه ميثاق وطني هو صمام امان وحدتنا الوطنية، وجسر عبور الى مستقبل واعد لا بد ان تتكشف معالمه متى انقشع الضباب الذي يخيم فوق منطقتنا".

أضاف: "لقد عملت حكومتنا منذ تشكيلها قبل تسعة أشهر على المحافظة على الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وواجهت نتيجة ذلك استحقاقات كثيرة تجاوزتها وحققت ما يريده اللبنانيون من امن وامان، ولو ان الطموحات اكبر من ذلك بكثير. واذا كانت المسيرة لا تزال محفوفة بالتحديات ، فاني على ثقة بان احد ابرز مقومات نجاحنا، اضافة الى الارادة الوطنية الجامعة والوعي السياسي المنشود، هو اقتصادنا الوطني الذي ما زال يحقق نموا جيدا رغم كل الظروف المحيطة بنا، لاسيما اننا باشرنا في الحكومة ورشة عمل كبيرة خصوصا في مشاريع البنى التحتية وقطاعي الكهرباء والمياه، والنقل وخلافه. ويستعد القطاع الخاص للاشتراك مع الحكومة في هذه المشروعات المفتوحة أمام شركاء استراتيجيين من الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة، إنطلاقا من تمسكنا بدور القطاع الخاص، والنظام الاقتصادي الحر، جنبا إلى جنب مع ممارسة القطاع العام مسؤولياته في التشريع والرقابة والمحاسبة".

وختم: "ان هذه المسيرة الواعدة لا يمكن ان نكون فيها وحدنا، فأنتم رجال الاقتصاد والمال والاعمال في دولنا العربية الشقيقة، الشركاء الطبيعيون الذين نتطلع الى مساهمتهم الفاعلة والمؤثرة ايجابا على منعة اقتصادنا وصموده دائما. ثقوا انكم ستجدون دائما في هذا الوطن الصغير، بيئة حاضنة لمشاريعكم واستثماراتكم...وحتما لنجاحاتكم. أكرر الترحيب بكم وأشكر اتحاد الغرف العربية ورئيسه ومجلس إدارته والحضور الكريم. وأتمنى لكم إقامة طيبة في ربوعنا".

 

حوالى 50 شخصية عالمية تدعو مجلس الأمن إلى "سحب رخصة القتل" من الأسد 

لفت حوالي خمسين شخصية من قادة سياسيين سابقين ومثقّفين وحائزي جائزة "نوبل" للسلام من أكثر من 27 جنسية مختلفة إلى أن "الإنقسامات داخل الأسرة الدولية أعطت حكومة (الرئيس السوري بشار) الأسد رخصةً للقتل"، ودعوا إلى "سحب هذه الرخصة الآن". الشخصيات، في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية وستصدر غدًا الثلاثاء في صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، دعوا الحكومة الروسية إلى "الإنضمام إلى الجهود المشتركة لوضع حدٍّ سريع للنزاع وإرساء الاستقرار والسلام في سوريا والمنطقة"، طالبين من أعضاء مجلس الأمن أن "يتبنّوا قرارًا يدعو خصوصًا النظام السوري إلى وقف الهجمات التي تستهدف المدنيين والإفراج عن المعتقلين المسجونين منذ اندلاع حركة الإحتجاج وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية العاجلة". ومن بين الموقّعين على الرسالة، الرئيس البرازيلي السابق فرناندو هنريكي كاردوزو، رئيس جنوب أفريقيا السابق فريدريك دو كليرك، وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند، الرئيس السابق لجمهورية ألمانيا الإتحادية ريتشارد فون فايساكر، وزير العدل الفرنسي السابق روبير بادنتر، وحائزتا جائزة "نوبل" للسلام الإيرانية شيرين عبادي والليبيرية ليما غبوي. (أ.ف.ب.)

 

أنان: قتل المدنيين يجب أن يتوقف الآن في سوريا

أكد الموفد العربي والدولي إلى سوريا كوفي أنان أن "قتل المدنيين يجب أن يتوقف الآن" في سوريا. وقال أنان في تصريح مقتضب ادلى به في مطار أنقرة ونقلته قناة "ان تي في" التركية: "على العالم ان يبعث برسالة واضحة (الى النظام السوري) بأن هذا الوضع غير مقبول". (أ.ف.ب)

 

كلينتون: حان الوقت للدول التي أعاقت جهودنا أن تشدّ عزمها لوقف القتل في سوريا

شدّدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أن "التحركات في الشرق الأوسط نبعت من حاجة الشعوب الى الحرية والكرامة"، مضيفةً: "إن هذه الشعوب بحاجة الى دعمنا، ونحن نؤمن بأن جهودهم يجب أن تحظى بالدعم". وخلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي لبحث قضايا الشرق الأوسط، قالت كلينتون: "هذه الثورات ليست من قبلنا، وليست ضدنا، ونحن كمجتمع دولي نملك القدرة بمساعدة هذه الشعوب، وسنستمر وبفخر بتقديم المساعدة". وإذ اعتبرت أن الولايات المتحدة الأميركية "مُنعت من أن تُدين العنف في سوريا في الأسابيع الماضية عبر مجلس الأمن"، أيّدت كلينتون "الموافقة على خطة سلميّة أعدّتها دول المنطقة (خطة جامعة الدول العربية)" حول سوريا، وقالت: "نحن لا يمكن أن نقبل باستمرار العنف في سوريا، فالجيش السوري كان يهاجم إدلب وهو مستمر بحملته على كل من حماة وحمص في الوقت عينه الذي كان فيه (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربي إلى سوريا كوفي) أنان يلتقي( الرئيس السوري بشار) الأسد"، مشددةً على رفض "القتل الذي يمارسه النظام" وعلى "رفض وقوف مجلس الأمن صامتاً إزاءه". وتابعت كلينتون: "نعتقد أن الوقت قد حان لأن تشد كل الدول التي أعاقت جهودنا في السابق عزمها لوقف القتل في سوريا، لأن السوريين يستحقون أن نقف معهم، كما أنه لا بد من دعم المجتمع المدني الذي ينتج عن التغيير في الشرق الأوسط". وختمت كلمتها بالقول: "ايران تزعم أنها تدعم الشعوب العربية فيما هي تقمع شعبها وتساعد النظام السوري في قمع شعبه"، ودانت "إطلاق الصواريخ من غزة الى اسرائيل"، داعيةً "الطرفين (إسرائيل والفلسطينيي) إلى التهدئة".(رصد NOW Lebanon)

 

جوبيه: هناك جرائم ضد الإنسانية تحصل بسوريا.. ولا بدّ من محاسبة النظام السوري

أوضح وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه أن "ميثاق الأمم المتحدة وضع المسؤولية للمحافظة على الأمن الدولي على مجلس الأمن"، وقال: "مبدأنا (في الأمم المتحدة) عدم التدخل بشؤون الدول الداخلية، لكن مسؤوليتنا حماية الشعوب في كل الدول في حال حصول انتهاكات، وهذا هو سبب وجودنا اليوم"، مشيرًا إلى أن "نجاحاتٍ كبيرة حصلت في تونس ومصر واليمن وليبيا، في حين في سوريا لا يزال الشعب يعمل من أجل الديمقراطية والحرية"، وأضاف: "نحن في فرنسا ندعم هذه التوجهات نحو الديمقراطية والحرية، وهذا يثبت أن الأنظمة التي تقمع شعوبها لا بد لها أن تنتهي".

جوبيه، وخلال الجلسة الخاصة لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط في نيويورك، أشار إلى أن "كل تغيير ديمقراطي يجلب معه بعض خيبات الأمل، والتاريخ أثبت أن العالم العربي لديه فرصة"، وتابع: "إن مسؤولية مجلس الأمن كانت مساعدة الشعب الليبي، وقد قررنا اتخاذ عقوبات (ضد النظام في ليبيا)، وكنا مدعوّون للتحرك في ذلك الوقت من أجل ليبيا واتّخذنا القرار الصحيح وأصبحت بنغازي (مهد انطلاقة الثورة الليبية) رمزًا للحرية، واستطعنا آنذاك أن نتبنى قرارًا بالإجماع (في مجلس الأمن) من أجل عملية انتقالية سريعة"، لافتًا إلى أن "هناك حقبة جديدة بدأت في اليمن، وما قمنا به في اليمن هو ما دعا إليه الشعب".  وإذ أشار إلى أن "مجلس الأمن يواجه مأساة، وهي في سوريا"، شدّد جوبيه على أن "القمع الذي تعرضت له التظاهرات في سوريا مرفوض، لكن النظام مستمر بقمعه الدموي والبربري رغم إدانة كل المجتمع الدولي لهذه الأعمال"، مؤكدًا أن "هناك جرائم ضد الإنسانية تحصل في سوريا"، وطالب بـ"السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين"، وأضاف: "إن مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أوصلت لنا تقراير بأنها صُدِمت بما رأته هناك في سوريا".  جوبيه الذي شدد على أنه "لا بدّ من إجراء الإصلاحات وأن تتم عملية إنتقالية للسلطة في سوريا"، أكد أيضًا أنه "لا بدّ من محاسبة النظام السوري"، وقال: "إن مجلسنا يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا حيث يجب إيقاف سفك الدماء، وإذا رفضنا التحرك فالحرب الأهلية ستتحرك وتزداد يومًا بعد آخر"، مشيرًا إلى أنه "يجب وضع نهاية لاستشهاد الشعب السوري"، وقال: "هناك مناقشات لوضع قرار لحل الأزمة، إذ إنّه من غير المقبول ألا يتم اتخاذ قرار موحّد"، داعيًا روسيا والصين لتحمّل مسؤوليتهما تجاه ما يجري في سوريا.

على صعيدٍ آخر، قال جوبيه: "إن الفلسطينيين يريدون دولةً لهم، وإسرائيل تريد ضمان أمنها، ونحن نعمل من أجل هذا الموضوع، ولقد آن الأوان لنغيّر أساليبنا، وستفعل فرنسا كل ما في وسعها للسلام في الشرق الأوسط".  وبالنسبة إلى الملف الإيراني، رأى جوبيه أن "إيران بحوزتها برنامج نووي وهي هددت بمسح إسرائيل من المنطقة، كما أنها تقمع شعبها وتعزل نفسها عن المجتمع الدولي، فمن غير المقبول أن تتملك سلاحًا نوويًا". (رصد NOW Lebanon)

 

رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا: المدنيون يواجهون وضعاً ميؤوساً

أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا باولو بينيرو خلال تقديم تقريره أمام مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان أن وصول المنظمات الانسانية دون عقبات إلى المدن السورية "يجب أن يكون قاعدة وليس استثناء، إذ بعد اشهر من العرقلة منحت الحكومة السورية وصولاً محدوداً للمنظمات الانسانية" إلى السكان المدنيين في سوريا.وأشار بينيرو إلى أن المدنيين في سوريا يواجهون وضعاً "ميؤوساً".

(أ.ف.ب)

 

المجلس الوطني السوري" دعا لإنشاء لجنة تحقيق دولية بجرائم النظام ولتدخل عسكري عاجل

عقد "المجلس الوطني السوري" مؤتمراً صحافياً تعليقاً على مقتل عشرات المدنيين في حي كرم الزيتون في حمص، فأكد الناطق الاعلامي بإسم المجلس جورج صبرا أن "ما حصل في كرم الزيتون يدل على إجرام النظام السوري"، لافتاً إلى أن "57 ضحية سقطوا في كرم الزيتون، فيما عصابات (الرئيس السوري) بشار الأسد تقتل وتنتهك كافة حقوق الانسان"، مؤكداً أن "النظام يريد من خلال ارتكابه هذه المجازر إرباك المجتمع الدولي بجرائمه"، وأشار إلى أن "تصوير هذه الجرائم وعرضها عبر إعلام النظام يهدف إلى ترويع السوريين"، متوجهاً الى الدول العربية خاصة دول الخليج العربي لا سيما قطر والسعودية قائلاً: "نحن نعول عليكم لنقل الملف السوري الى مجلس الامن"، مطالباً "بتدخل عسكري عربي وأجنبي عاجل، وقيام ممرات آمنة، وفرض حظر جوي على كامل اراضي سوريا، وضرب آلة القتل التي تدمر سوريا، بالاضافة الى تسليح منظّم للجيش "السوري الحر" الذي يدافع عن المدنيين، وإنشاء لجنة تحقيق دولية لتكشف عن جرائم النظام بحق شعب سوريا".

وأوضح صبرا في المؤتمر الذي عقده في اسطنبول في تركيا أن "مهمة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي انان ردّ عليها النظام باستمرار العنف والمزيد بقتل المدنيين"، داعياً "المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في اتخاذ جميع الاجراءات لنصرة الشعب السوري"، ولفت إلى أن المجلس الوطني السوري اتّخذ قراراً "بدعم الجيش الحر ليقوم بواجباته"، داعياً الجيش السوري إلى "الانحياز الى الشعب"، وأشار أيضًا إلى أن "المجلس الوطني أعلن عن تشكيل خلية أزمة دائمة لمتابعة الوضع في سوريا"، معلناً يوم غد "يوم حداد على ارواح ضحايا المجازر التي يرتكبها النظام".

وأضاف صبرا: "نحن معنيون بمساعدة "الجيش السوري الحر" وسوف نناقش هذا الامر مع الدول المعنية ليتمكن "الجيش الحر" من الدفاع عن نفسه وعن شعبه لضمان استمرار الثورة"، مشيراً الى "وصول مبالغ مالية من الدول العربية جرى تحويل جزء كبير منها إلى داخل سوريا من اجل مساعدة الشعب، وتجري الآن دراسة الاحتياجات العسكرية للجيش الحر".ورأى صبرا أن "تعطيل الحلول السلمية من قبل النظام بالإضافة الى "الفيتو" الروسي والصيني (في مجلس الأمن) هو الذي أفسح المجال للنظام من اجل أن يوغل بمجازره، لهذا نحن نقوم بالدفاع عن النفس ولنا الحق بذلك"، مطالباً أصدقاء سوريا بأن "يلعبوا دوراً مهماً لحماية المدنيين عن طريق تزويد السوريين بمساعدات تمكنهم من الدفاع عن انفسهم".(رصد NOW lebanon)

 

أنان أطلع قادة قطر على نتائج محادثاته في سوريا قبل مغادرته إلى تركيا 

أطلع مبعوث الامم المتحدة و"جامعة الدول العربيّة" إلى سوريا الأمين العام السابق للأمم المتّحدة كوفي انان المسؤولين في قطر الاثنين على نتائج زيارته الأخيرة إلى سوريا، بحسب وكالة الأنباء القطريّة، التي ذكرت أنّ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "استعرض تطوّرات الاوضاع فى سوريا" مع أنان الذي وصل إلى الدوحة الليلة الماضية. وأضافت الوكالة عينها أنّ رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث، من جهته، مع انان "سبل الخروج من الازمة الراهنة في سوريا وفق المبادرة العربية في 22 كانون الثاني الماضي" التي تنص على نقل السلطة إلى نائب الرئيس وتشكيل حكومة مهمتها التحضير لانتخابات.وقد غادر أنان الدوحة ظهرًا "في اتجاه تركيا" بحسب مصادر لوكالة "فرانس برس"، علمًا أنّه كان أعلن لقناة "الجزيرة" القطرية أنّ "الوضع خطير للغاية في سوريا". وقال: "لم اتحدث فقط مع الرئيس الاسد لقد سنحت لي الفرصة للحديث مع اعضاء في المعارضة وشخصيات من المجتمع المدني ومع سيدات ورجال اعمال بالاضافة الى رجال الدين". وأضاف: "أستطيع أن أؤكد انني وجدتهم جميعًا يريدون السلام والعيش بسلام، هذا يجب ان يكون هدفنا". وختم بالقول: "كنت صريحًا جدًا مع الرئيس الاسد في نقاشاتنا". يشار إلى أنّ أنان أنهى محادثاته في سوريا الاحد دون التوصل الى اتفاق لوقف العنف المستمر منذ عام.(أ.ف.ب.)