المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 17 آذار/2012

 

رسالة بطرس الأولى الفصل 05/01-11/رعية الله

أما الشيوخ الذين بينكم فأناشدهم، أنا الشيخ مثلهم والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد الذي سيظهر قريبا، أن يرعوا رعية الله التي في عنايتهم ويحرسوها طوعا لا جبرا، كما يريد الله، لا رغبة في مكسب خسيس، بل بحماسة. ولا تتسلطوا على الذين هم في عنايتكم، بل كونوا قدوة للرعية. ومتى ظهر راعي الرعاة تنالون إكليلا من المجد لا يذبل. كذلك أنتم الشبان، إخضعوا للشيوخ والبسوا كلكم ثوب التواضع في معاملة بعضكم لبعض، لأن الله يصد المتكبرين وينعم على المتواضعين. 1فاتضعوا تحت يد الله القادرة ليرفعكم عندما يحين الوقت. وألقوا كل همكم عليه وهو يعتني بكم. تيقظوا واسهروا، لأن عدوكم إبليس يجول كالأسد الزائر باحثا عن فريسة له. فاثبتوا في إيمانكم وقاوموه، عالمين أن إخوتكم المؤمنين في العالم كله يعانون الآلام ذاتها. وإله كل نعمة، الإله الذي دعاكم إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، هو الذي يجعلكم كاملين، بعدما تألمتم قليلا، ويثبتكم ويقويكم ويجعلكم راسخين. له العزة إلى الأبد. آمين.

 

عناوين النشرة

*البابا بنديكتوس السادس عشر يزور لبنان من 14 الى 16 ايلول

*البطريرك لحام يؤكد من روما أن الجيش السوري لا يتدخل الا عند الضرورة

*الخارجية الأميركية تحيي اللبنانيين في ذكرى ثورة الأرز: عنف الاسد يهدد باضطرابات في المنطقة بما فيها لبنان

*الخارجية الأميركية تحيي اللبنانيين في ذكرى ثورة الأرز: عنف الاسد يهدد باضطرابات في المنطقة بما فيها لبنان

*المنار*": مخابرات الجيش تقدّمت بطلب للجهات المعنية بعين الحلوة لتسلّم طه 

*اجراءات حدودية للجبهة الشعبية بقاعـــاً/توزيع دبابات وتعزيز مواقع ومناقلات قيادية

*تشييع عنصر من حزب الله

*توقيف الرأس المدبر لشبكات الخطف في البقاع

*نكتة القبضاي حسن نصرالله/سيمون بولس/يقال نت

*إعادة انتخاب باراغوانث رئيسًا للمحكمة الدولية ورياشي نائبًا للرئيس 

*ليبرمان: إيران تشكل اكبر خطر للسلام والاستقرار في العالم

*صحيفة معاريف: غالبية اعضاء المجلس الوزاري بصدد ضرب ايران حتى من دون اذن امريكي

*اسرائيل تنشر بطارية القبة الحديدية الرابعة كجزء من خطة الاستعدادات لساعات الطوارئ

*سليمان التقى المر وجريصاتــي ووفوداً/ضرب المخلّين بالأمن بيد من حديد

*وزيرة خارجية قبرص زارت الجميل وعون والراعي: نتابع جهودنا لايجاد ترسيم واضح ونهائي للحدود

*كلام نصر الله بعيد من منطق الحوار"/حوري: لا نريد نزع سلاح "حزب الله" بالقوة

*فارس سعيد: الشعب سينزع سلاح حزب الله/الاحرار: مصممون على النضال لتحقيق اهداف ثورة الارز/للتشدد في قمع الغش وعدم توفير الغطاء للمتورطين

*الجميل عرض وضو تحديات تواجه المسيحيين

*اجتماع كتائبي- اشـتراكي اكد تحصين الداخل والسير ببرنامج المصالحة في الجبل

*حضور فاعل لـ14 آذار وغياب تام لـ8/جنبلاط وضع علم الثورة السورية على ضريح والده في ذكرى اغتياله:يوم مصالحة ومصارحة مع الذات وعودة الى الأصول

*التجدد شاركت في ذكرى كمال جنبلاط/الأحدب: ذكـــراه خالدة بعد 35 عاما/أبو زكي: هؤلاء اغتالوا كمال جنبلاط... وهكذا اغتيل!

*جنبلاط يضع علم الثورة السورية على ضريح والده

*السفير": أزمة "LBC" تخرج إلى الشاشة: توقيف برامج

*لقاء المسيحيين المستقلين شجب الحملة ضد الراعي وناشد المسيحيين الالتفاف حول بكركي/أزمة "قواتية-بكركيّة"

*نديم الجميل: جعجع جعل "القوات اللبنانية" حزبًا مؤسساتيًا

*مصادر قواتية لـ "السياسة" : أين مصلحة المسيحيين في دفاع الراعي عن نظام مجرم/جعجع: عون يخوض معركة تطهير عرقي للسنة في المنطقة بتصويرهم كمتطرفين

*جعجع انتقد "الكلام التحويري" لعون: يدافع عن الأسد أكثر من عائلة الأسد

*أبو جمرا: تصاريح عون "نشاز

*النائب فؤاد السعد: نصرالله قلق.. وكلامه عن السلاح تهويل إعتاده اللبنانيون

*اتنكر عون لماضيه تزويرٌ للتاريخ.. ولا مبرر لتدخل الراعي بشؤون سوريا"

*المحكمة العسكرية الدائمة أرجأت محاكمة الشيخ مشيمش إلى 11 أيار 

*ذكرى ثورة الأرز في واشنطن

*المراجعة الاستراتيجية رسملة اليونيفيل" وتقويتها

*لحود: "الشمس ساطعة والتورية لا تفيد"/السنيورة: "اوقعت نفسك في الخفة"/حسابات المساعدات في مصرف لبنان للاطلاع عليها

*السفارة الاميركية: الجنرال غي كوسنتينو زار لبنان وشدد على تعزيز قدرات الجيش اللبناني

*الراعي استقبل وزيرة خارجية قبرص ويغادر غدا الى القاهرة/ماركوليس: لتعميق العلاقات بين بلدينا وجعلها مثمرة وأكثر غنى

*كيروز تعليقا على ما تعرض له الدكتور حنقير: ندعو النيابة العامة التمييزية لحماية المواطن من الافراط في استخدام السلطة واستخدام حقها في الادعاء على الموظفين المسؤولين

*مستقلو 14 آذار يتطلعون إلى آلية لمحاسبتها: لا نريد منافسة ولا مناصب بل الحق في الصراخ

*لقاء المسيحيين المستقلين" اجتمع في حريصا: الحملة على البطريرك هدفها إضعاف رمزية بكركي الوطنية

*ندوة حول "كتاب التاريخ" في الكاثوليكي للاعلام/سامي الجميل: نرفض تصنيف اللبنانيـين بأن بعضهم مقاومة والآخر ميليشات

*جنة "تعليم الخط الازرق" تابعت عملها

*العسكرية" اصدرت 22 حكما غيابيا ووجاهيا/إذا كان لبنان لا يحكم بسياسة الغالب والمغلوب لماذا السلاح ولماذا الاستقواء بالخارج/اميل خوري/النهار

*إشكالية كلام البطريرك في ذكرى انتخابه قلق داخلي وديبلوماسي يحتّم مراجعة/روزانا بومنصف/النهار

*غزة ساحة مواجهة بين إسرائيل وإيران/رندى حيدر/النهار

*الانتقام أم عدم الانتقام: حسابات «حزب الله» بعد ضرب إيران

*سنة مرّت على بدء الحراك في الداخل السوري بلبلة في توزيع المساعدات وتحرك رسمي لضبطه

*الأسد والحرب اليائسة/عبد الكريم أبو النصر/النهار

*توافق فلسطيني على تسليم طه بعد طلب حاسم من الجيش

*أجواء صراحة" بين الراعي وفتفت وزيارة المكسيك عرضها مع الفاريز

*رسالة في الذكرى "ومواكبة" لسنة على انتخاب الراعي بطريركاً/الكنيسة لا ترفض نظاماً ولا توالي آخر وشتّان بين المنفتح و"المسكّر"

*وزيرة خارجية قبرص لـ "النهار": اتخذنا خطوات نفطية ونرفض التدخل في سوريا "لأن الخطأ يفيض على الجوار"/كريم أبو مرعي/النهار

*المحلل السياسي والاقتصادي سامي نادر لـ"المستقبل": الحكومة تساهم في قتل اللاجئين إذا سلّمتهم للنظام

*أعلن "إرسال فريق تقني هذا الأسبوع إلى سوريا لإكمال ما بدأ به"/أنان: القلق حيال سوريا يتخطاها إلى المنطقة.. وتبعات التصعيد لا يمكن التحكم بها 

*بانيتا: أفضل ما يمكن القيام به هو الحفاظ على الضغط الدولي على النظام السوري

*دول مجلس التعاون تقرر إغلاق سفاراتها في دمشق 

*أشتون تسعى إلى سحب جميع سفراء الاتحاد الاوروبي من دمشق

*رسائل «الغارديان»: الأسد سخر من بعثة المراقبين العرب.. ويرى أن ما يحدث حوله في سوريا «سخافات»

*الجيش الحر": بشار يستحق مصيراً "أسوأ" من مصير القذافي

*سوريا: عندما يصبح الحق في التدخل واجبا ما نفع التاريخ إن لم نتعلم منه درسا؟/امير طاهري/الشرق الأوسط

*الأدوار العربية والغربية والروسية تنتظر نتيجة مهمة أنان/ ثريا شاهين/المستقبل

*سعود الفيصل والثورة السورية واستراتيجيات صون المصالح/رضوان السيد (الشرق الاوسط)

 

تفاصيل النشرة

البابا بنديكتوس السادس عشر يزور لبنان من 14 الى 16 ايلول

اكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الجمعة ان البابا بنديكتوس السادس عشر سيزور لبنان من 14 الى 16 ايلول حاملا رسالة سلام ووحدة الى مسيحيي الشرق. وقال البطريرك لحام الذي استقبله الخميس الحبر الاعظم ان "البابا سيزورنا لتعزيز المسيحيين ليكونوا موحدين". واضاف ان بنديكتوس السادس عشر سيكون ايضا "رسول سلام في الشرق الاوسط" المنطقة التي تشهد نزاعا عنيفا في سوريا بينما ما زال النزاع العربي الاسرائيلي بدون حل فيه. واوضح لحام الذي اكد بذلك خطة جرى الحديث عنها في الماضي مرارا، انه سيكون اول مستقبلي البابا في 14 ايلول في كنيسة مار بولس في حريصا المطلة على مدينة جونية الساحلية. وسيلتقي الحبر الاعظم الشباب ورجال الدين وغيرهم. والى جانب لقاء مع السلطات السياسية، يفترض ان يجتمع برجال دين غير مسيحيين ويقوم بزيارات قصيرة لبعض الكنائس. وسيحيي البابا في السادس عشر من ايلول قداسا يسلم فيه "الدعوة الرسولية" المنبثقة عن اعمال سينودس الاساقفة في تشرين الاول 2010 الذي خصص لوضع المسيحيين في الشرق الاوسط. ويرأس بطريرك انطاكية والقدس والاسكندرية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الذي يقيم في دمشق، كنيسة ثاني اكبر مجموعة كاثوليكية في الشرق، تضم 1,3 مليون شخص في العالم بينهم 700 الف في الشرق وخصوصا في سوريا ولبنان والاردن وفلسطين.

 

البطريرك لحام يؤكد من روما أن الجيش السوري لا يتدخل الا عند الضرورة

وكالات/اكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الخميس للصحافيين في روما أن الجيش السوري "لا يتدخل الا عندما يجب أن يتدخل" وان الكنيسة لا تزال تستطيع أداء دور "احلال السلام". وكان الفاتيكان أكد في بيان اصدره في وقت سابق أن البطريرك لحام التقى البابا بنديكتوس السادس عشر صباح الخميس. وأوضح البطريرك لحام في مؤتمر صحافي اعقب اللقاء أن البابا كان مهتما جدا بما قاله بشأن الدور الذي يمكن للكنيسة ان تؤديه في احلال السلام وقدرتها على المساعدة في القاء السلاح. وحذر من انه في حال بقاء المسيحيين على الحياد فان الوجود المسيحي لن يستمر أو سيكون بلا تاثير في العالم العربي. وقال البطريرك لحام "لا الجنود ولا الناشطين قديسون" الا انه اسف للدور الذي تؤديه وسائل الاعلام الغربية التي تمارس في رأيه تضليلا اعلاميا. ولفت الى ان العالم العربي منقسم وهذا الانقسام سميت نتيجته "الربيع العربي". ومن جانبه اعتبر رئيس اساقفة دمشق للموارنة المطران سمير نصار في حديث لوكالة فيديس الكاثوليكية للانباء ان "سوريا وصلت الى مأزق دام". واضاف "الطريق المسدود حاليا يؤجج قلق المؤمنين الذين يودعون بعضهم في نهاية كل صلاة (...) اغلاق السفارات يجعل الحصول على تاشيرات امرا مستحيلا".

وتبلغ نسبة المسيحيين في سوريا حوالى 7,5% من اجمالي السكان.

 

الخارجية الأميركية تحيي اللبنانيين في ذكرى ثورة الأرز: عنف الاسد يهدد باضطرابات في المنطقة بما فيها لبنان

أصدرت الخارجية الاميركية بيانا حيت فيه اللبنانيين في الذكرى السابعة لـ"ثورة الارز" واعتبرت أن "الشعب اللبناني دمر في العام 2005 وقبل وقت طويل من الحوادث الدرامية في المنطقة الاسطورة القائلة إن الطريقة الوحيدة لتحقيق التغيير في المنطقة هي عبر العنف والنزاع". ولاحظ البيان ان "الشعب اللبناني لا يزال يواجه التحديات حيث تسعى فئات مدعومة من الخارج الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء، كما ان العنف الوحشي الذي اطلقه نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد ضد شعبه يهدد بخلق الاضطرابات في المنطقة بما فيها لبنان".  واكد ان واشنطن تؤيد "جهود قادة لبنان في صون الامن والتحضير لليوم الذي تبدأ فيه حكومة ديموقراطية في دمشق حقبة جديدة في العلاقات اللبنانية – السورية".

 

المنار": مخابرات الجيش تقدّمت بطلب للجهات المعنية بعين الحلوة لتسلّم طه 

نقلت محطة "المنار" عن مصادر أمنية قولها إن "الجيش اللبناني جاد في طلب تسليمه أبو محمد توفيق طه المتهم بترؤس خلية كانت تخطط للإعتداء على الجيش"، وأضافت المصادر أن "مخابرات الجيش تقدمت بطلب رسمي الى الجهات المعنية في مخيم عين الحلوة من أجل تسليمه وهي تعلم أن طه متواجد في المخيم وهو متوارٍ عن الأنظار لذلك تزيد من إجراءاتها الأمنية حول المخيم من أجل عدم تمكينه من الهرب".(رصد "NOW Lebanon")

 

اجراءات حدودية للجبهة الشعبية بقاعـــاً/توزيع دبابات وتعزيز مواقع ومناقلات قيادية

المركزية – في موازاة ارتفاع حرارة التعبئة والمواجهات الدامية في سوريا، ظلت الانظار اللبنانية موجّهة نحو الوضع الحدودي والاجراءات المتخذة لمنع عمليات التهريب أو الفرار من الداخل السوري واليه والتدابير التي اتخذتها بعض القوى الفلسطينية الخارجة عن منظومة فصائل منظمة التحرير ولا سيما الجبهة الشعبية القيادة العامة الموجودة في مواقع حدودية حساسة من الجهة الشرقية.

وفي هذا السياق، تحدثت أوساط مطلعة على نشاط الجبهة عن تدابير ميدانية خاصة اعتمدتها في الفترة الأخيرة من ضمنها توزيع عشرات الدبابات في المنطقة الحدودية المواجهة لسوريا لجهة كفرزبد وتعزيز موقع قوسايا بزحافات ثلج ودراجات نارية تسهم في البقاء على بيّنة من تطورات الوضع الحدودي وضبطه كما ضبط أي محاولات تمرّد أو فرار أو انشقاق بين عناصر الجبهة، التنسيق مع فتح – الانتفاضة الموجودة في المنطقة عينها واستحداث مكتب في منطقة حلوة التابعة لفتح – الانتفاضة، نشر مدافع من عيار 155 مليمتراً في المنطقة الممتدة من حلوة حتى وادي الاسود ورفدها بعناصر عسكرية خصصت لها ثكنة في منطقة الكسارات. وأضافت الأوساط ان الجبهة الشعبية كثفت وتيرة الدوريات، خصوصاً أثناء الليل في مواقعها والمحيط ولا سيما قرب موقع لوسي وأجرت بعض التبديلات في قيادات المواقع، تحسّباً لأي طارىء قد يحصل في الداخل السوري ويخلف تداعيات قد تصل شظاياها الى الحدود اللبنانية. ولفتت الى أن الاجراء الأخير حتمية معطيات برزت أخيراً تجلّت في توقيف مجموعات عسكرية من منطقة الزبداني حاولت الهروب من سوريا الى لبنان وتهريب جثث لمسؤولين وعناصر في الجبهة الى سوريا لم تتضح أسباب وفاتهم في لبنان، علماً أن بعض هؤلاء كانوا موجودين في موقع انفاق الناعمة التابع للجبهة وأحيطت حوادث وفاتهم بتكتم شديد.

 

تشييع عنصر من حزب الله

وكالات/افادت معلومات أن اليوم الجمعة تم تشييع جثمان عُنصر من حزب الله فى جنوب لبنان قُتل فى سورية ، ووصلت جثتة اليوم فجرا إلى لبنان .العنصر يُدعى حسين عباس المَعلوف 36 سنة من مواليد الضاحية الجنوبية .

 

توقيف الرأس المدبر لشبكات الخطف في البقاع

وكالات/كشفت مصادر أمنية أنّ وحدة من الجيش اللبناني تمكنت من توقيف محمد فياض اسماعيل الرأس المدبر لشبكات الخطف في البقاع منذ بعض الوقت، وذلك بعد أن بدأت بملاحقته منذ يوم أمس.

يُذكر أنّ اسماعيل هو المسؤول عن مختلف عمليات الخطف التي شهدتها منطقة البقاع مؤخراً، وكان يقابل بفدية مالية مقابل كل عملية خطف.

 

نكتة القبضاي حسن نصرالله

سيمون بولس/يقال نت

معادلات حسن نصرالله، الذي تحتشد أمام إسمه الوظائف السياسية والألقاب الدينية معا، مثلها مثل النكات السوداء. في إطلالته الأخيرة، ذكرني " الرجل غير الكاريكاتوري" بذاك الحشّاش الذي جاء الى صاحبه وقال له:" أسكت يا رجل، على كلمة كنت صرتُ مليونيرا". فاندهش الصاحب من هذا التطور المذهل في حياة " رفيق العض على الجرح" وسألة:" كيف ذلك؟ ماذا حصل؟" ، بكل جدية أجابه الحشّاش:"بالصدفة، إلتقيت بكارلوس سليم، فطلبتُ منه أن يعطيني 10 ملايين دولار، فقال لي " لا". تخيّل لو أنه قال لي "نعم".

وحالنا مع " الأمين العام السيّد" كحال حشاشنا هذا. هو قدّم لنا بإطلالته الأخيرة، لحل موضوع سلاحه الصامت على جبهاتنا والمتكلم على جباهنا،  معادلة "فرقت معي على كلمة"، عندما قال ، مصدّقا نفسه: " "موضوع سلاح المقاومة إذا اتفقنا (عليه) يمشي الحال،  واذا لم نتفق فيؤجل." معادلة فظيعة، أليس كذلك؟

نجلس مع " مندوبه"، على اعتبار أن الكرسي التي كان يجلس نصر الله عليها، قبل حرب تموز 2006، لم  تعد صالحة لمن حارب الى جانب الملائكة ، فنقول له  إن سلاحك لم يعد يُحتمل ، مثله مثل لسانك، مثله مثل "زعرانك" ، مثله مثل قمصانك، مثله مثل نوابك، مثله مثل أبواقك، مثله مثل تجارك، مثله مثل أطهارك، مثله مثل ثقافتك، فيرد علينا بتلك الـ"لا" المفخمة برتابة رعده، فنكتفي ونطل على ناسنا ونقول لهم :" يا جماعة، فرقت معنا على كلمة. على كلمة ، كنا حققنا طموحاتكم. على كلمة كنا لبينا مطالبكم. على كلمة كنا أعدنا الدستور الى العمل. على كلمة كنا بدأنا نصدّق أننا في بلد، وليس في حارة" كل مين إيدو ...يمكن أن تقطع."

وإلى العمل السياسي، يضيف " سيّد السلاح" على " معادلات النكات"، معادلات أبناء الشوارع .

في حديثه عن سلاحه " المقدس" ، مثله مثل " قبضايات" الأزقة.

قبضايات الأزقة، عندما تشكو  تشبيحهم وإزعاجهم وتطاولهم، يقفون بوجهك ويقولون لك :" إنت مش قدها. انضب. وإذا مش عاجبك، فرجيني مراجلك". يعني، بلغتنا المكتوبة" أعلى ما في خيلك إركبه".

في إطلالته الأخيرة، أيضا وأيضا، قال لنا نصرالله، مع حفظ الألقاب الإيرانية والمذهبية :"من هو قادر على نزع سلاح المقاومة بالقوة فليتفضل".

بصريح العبارة، هو يستخف بنا. يستخف بنا، لأننا نؤمن بكلمة سواء. لأننا نصدق أن في لبنان جيشا. لأننا نتوهم أن في لبنان دستورا. ولأننا ما آمنا بأن قرقعة السلاح تجلب أمنا إنما ، لا زلنا واثقين، بأنها تجلب دمارا. لا يكف حسن نصرالله عن" قد المراجل"، وأنت لا تكف عن الإقتناع بأنه لا يمكن مع أمثاله أن تبني مستقبلا.

لا الحوار يجدي، لأنه يقوم على معادلة الحشاشين. ولا المواجهة تنفع، لأنها تقوم على معادلة قبضايات الزواريب.

حالنا ، كحال أبناء الزواريب المضطربة، فهؤلاء طالما آمنوا، بأن لا هناء لهم، إلا في ذاك اليوم الذي تدخل فيه قوة ضاربة من الشرطة، لتعتقل " من تعنتر" لأن " ما حدا ردّو" !

 

إعادة انتخاب باراغوانث رئيسًا للمحكمة الدولية ورياشي نائبًا للرئيس 

أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إعادة انتخاب القاضي ديفيد باراغوانث بالإجماع رئيسًا للمحكمة وقاضيًا رئيسًا لغرفة الإستئناف، كما أشارت إلى أنّ غرفة الاستئناف صوّتت بالإجماع أيضًا لإعادة انتخاب القاضي رالف رياشي اللبناني نائبًا للرئيس، وتمتد ولايتهما على 18 شهرًا. المحكمة، في بيان من لايدسندام في هولندا، أوضحت أنه "وفقًا لقواعد الإجراءات والإثبات للمحكمة، استمر القاضيان باراغوانث ورياشي في ممارسة مهماتهما إلى ما بعد انتهاء فترة ولايتهما (المادة 35، الفقرة (جيم) من القواعد)، والجدير بالذكر أنه لا يجوز إجراء انتخابات قبل اكتمال نصاب غرفة الاستئناف"، مشيرة إلى أن حفل أداء القاضي نسيريكو لليمين الرسمية يُعدّ إيذانًا بعودة غرفة الاستئناف لتتمتع بكل قدراتها.  (الوطنية للإعلام)

 

ليبرمان: إيران تشكل اكبر خطر للسلام والاستقرار في العالم

صرح وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي يزور بكين حاليا بأنه ابلغ محاوريه الصينيين بأن اسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها في حال فشلت الخطوات التي اتخذتها الاسرة الدولية لحمل ايران على وقف برنامجها النووي.واوضح ليبرمان ان اسرائيل لا تستبعد اي خيار للتعامل مع ايران واضاف انه قال للمسؤولين في بكين ان ايران تشكل اكبر خطر للسلام والاستقرار في العالم منوها بأن الصين تلعب دورا محوريا في الجهود الدبلوماسية المتعلقة بالملف الايراني. وامتنع ليبرمان عن الافصاح عن فحوى المحادثات التي اجراها اليوم مع نائب الرئيس الصيني ووزير الخارجية.

 

صحيفة معاريف: غالبية اعضاء المجلس الوزاري بصدد ضرب ايران حتى من دون اذن امريكي

ذكرت صحيفة معاريف في صدر صفحتها الاولى اليوم ان مصادر سياسية تعتقد بان غالبية اعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية يؤيدون موقف رئيس الوزراء ووزير الدفاع الداعم لمهاجمة ايران، حتى بدون إذن امريكي . وقالت الصحيفة ان المصادر تعتقد بان ثمانية من اعضاء المجلس الاربعة عشر يميلون الى تأييد موقفي نتنياهو وبراك بينما يعارضه الستة الاخرون بمن فيهم الوزراء يعالون ومريدور وبيغن ويشاي . واضافت معاريف ان عددا من اعضاء المجلس الوزاري قالوا في احاديث مغلقة في اعقاب خطاب نتنياهو في الكنيست مساء امس انه يبدو ان هذا الخطاب جاء تمهيدا لعملية عسكرية ضد ايران . وبدورها نشرت صحيفة يسرائيل هايوم المؤيدة لرئيس الوزراء في صدر صفحتها الاولى مقالا افتتاحيا لرئيس تحريرها عاموس ريغف عرض فيه باسهاب المبررات لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية . واعرب ريغف عن رأيه بانه لا يمكن الاعتماد على الرئيس الامريكي براك اوباما في هذه القضية .. * معاريف

 

اسـرائيل تنشر بطارية القبة الحديدية الرابعة كجزء من خطة الاستعدادات لساعات الطوارئ

المركزية- أعلنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "من المقرر أن ينشر الجيش الإسرائيلي لأول مرة بطارية القبة الحديدية الرابعة في مدينة تل أبيب وسط إسرائيل خلال العشرة أيام المقبلة كجزء من خطة الاستعدادات لساعات الطوارئ". وأشارت الصحيفة إلى أن "نشر البطارية الرابعة تلك يأتي بعد إعلان الجيش الإسرائيلي نجاح البطاريات الثلاث في أثناء جولة التصعيد الأخيرة بنسبة تقارب 80 في المئة".

بدورها أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "سلطة الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قررت نشر البطارية الرابعة كمساعدة للبطاريات المنتشرة في مناطق مختلفة في الجنوب، والتي بدورها تعترض الصواريخ عن مدن "بئر السبع" و"أشدود" و"أشكيلون" والمجالس السكانية حولها". ونقلت "معاريف" عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي تصريحهم أن "البطارية الرابعة ستنضم إلى البطاريات الثلاث في حال كان هناك تصعيد جديد في مناطق الجنوب، وأنها خلال العشرة أيام المقبلة، ستكون جاهزة تماماً للقيام بأعمالها"، مشيرين إلى أن "البطارية حالياً فاعلة جزئياً، وأنها باستطاعتها إسقاط العديد من الصواريخ"، موضحين أن "وضع البطارية الرابعة هو جزء من عملية مخطط لها مسبقاً في نظام الدفاع الجوي".

 

سليمان التقى المر وجريصاتــي ووفوداً/ضرب المخلّين بالأمن بيد من حديــــد

المركزية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ضرورة ان تكثف القوى العسكرية والامنية جهودها وتحرياتها للقبض على المخلين بالامن اينما كانوا واحالتهم الى القضاء في أسرع وقت ممكن.

واعتبر في خلال استقباله الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الارشمندريت جان فرج الذي تعرض لخطف مسلح وسرقة سيارته منه، ان مثل هذه الاعمال غير مقبول على الاطلاق، وعلى الاجهزة الامنية قمعها والضرب بيد من حديد مرتكبيها الذين لن يحظوا باي غطاء سياسي كون مثل هذه الاعمال هي محط اجماع وطني على ادانتها ورفضها لانها تؤثر على سمعة لبنان، ولان من حق اللبنانيين ان يتمتعوا بالحد الادنى من الامن والاستقرار وحماية ملكياتهم ومقتنياتهم. وكان الارشمندريت فرج اطلع رئيس الجمهورية على حادثة خطفه وسرقة سيارته. وعرض الرئيس سليمان مع النائب السابق لرئيس الحكومة الياس المر للتطورات السياسية الراهنة على الساحتين الداخلية والاقليمية. وتناول رئيس الجمهورية مع وزير العمل سليم جريصاتي الذي شكر له ثقته بتعيينه وزيرا، عددا من الملفات والقضايا العائدة لوزارة العمل اضافة الى التدابير الواجب اتخاذها لحماية الخادمات والعاملات الاجنبيات في المنازل والمؤسسات في لبنان. وزار بعبدا عمدة مدينة "نويي سورسين" الفرنسية جان كريستوف فرومانتان مع وفد حيث تم عرض العلاقات بين الشعبين اللبناني والفرنسي، وقد طلب السيد فرومانتان دعم لبنان لترشيح باريس لاقامة المعرض الدولي العالمي فيها في العام 2025. واستقبل الرئيس سليمان الامين العام الجديد للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار مع وفد اللجنة التنفيذية في الامانة العامة حيث تم اطلاعه على التحضيرات للقاء العالمي للمدارس الكاثوليكية في العالم الذي يعقد بين 12 و15 نيسان المقبل في دير سيدة الجبل برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والذي سيكون عنوانه "الوجود المسيحي والثورات العربية".

 

وزيرة خارجية قبرص زارت الجميل وعون والراعي: نتابع جهودنا لايجاد ترسيم واضح ونهائي للحدود

المركزية- لليوم الثاني على التوالي، تتابع وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوليس لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة كذلك متابعة بعض الاتفاقات المهمة بين البلدين.

الجميل: والتقت ماركوليس رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، على رأس وفد وشارك في اللقاء مستشار رئيس الكتائب ساسين ساسين ورئيس مجلس الإعلام جورج يزبك. وجرى بحث في العلاقات الثنائية وأطلعت الوزيرة الرئيس الجميل على نتائج زيارة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي الى الجزيرة والدور الذي يلعبه الموارنة على مختلف المستويات السياسية والإقتصادية. وركز الجانبان على "أهمية استقرار الوضع لجذب المستثمرين والبدء بمشروع استخراج الطاقة، بعد حل المشكلة الحدودية مع اسرئيل حول المنطقة الإقتصادية الخالصة".

وخلال اللقاء، اعتبر الرئيس الجميل أن "قبرص قادرة على لعب دور أساسي في مقاربة المشكلة الحدودية ومساعدة لبنان على تثبيت حدوده البحرية ايذانا بالبدء بعملية التنقيب"

من جهتها، تحدثت الوزيرة القبرصية عن التصميم المشترك بينها وبين الرئيس الجميل على تقوية العلاقات بين البلدين، وقالت "إن المباحثات تناولت عددا من الإستحقاقات بينها الوضع في منطقة الشرق الأوسط والأحداث الجارية فيها".

وردا على سؤال حول العلاقات الجيدة بين لبنان وتركيا ومدى تأثيرها سلبا على العلاقات مع قبرص، لفتت الى أن "العديد من دول المنطقة تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا وهي دولة كبيرة وصاحبة نفوذ على المستويات السياسية والإقتصادية والعسكرية. وطالما ان العلاقات اللبنانية التركية لا تتم على حساب قبرص، فلا مشكلة لدينا ونعتقد ان للبنان مكانة خاصة بالنسبة لقبرص".

وعن النزاع على المنطقة الإقتصادية، أكدت أن "بلادها تفعل ما بوسعها لتسهيل حل هذه المشكلة وسنتابع جهودنا وصولا الى ايجاد ترسيم واضح ونهائي للحدود".

عون: ثم زارت ماركوليس رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، في حضور المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دي شادارفيان حيث جرى عرض للعلاقات الثنائية لا سيما الأوضاع الراهنة في المنطقة التي لها تأثير على البلدين.

بكركي: وكانت الوزيرة والوفد المرافق لها التقت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل الظهر في بكركي، يرافقها أعضاء من السفارة في بيروت في حضور النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، حيث تم عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقبل أن يستبقي البطريرك الوزيرة الى مائدة الصرح، قالت "اللقاء كان ممتازا وسمح باستكمال المحادثات التي كنا بدأناها في قبرص خلال زيارة غبطته الأخيرة"، مشيرة الى "احترامها الكامل للبطريرك".

أضافت "فخورون بموارنة لبنان الذين يعيشون في قبرص. وناقشنا في اللقاء العلاقة التي تربط موارنة لبنان بموارنة قبرص والعلاقات الثنائية بين البلدين، وجودي هنا هو للبحث في ما يمكن أن نقوم به في سبيل تعميق العلاقات التي تجمع بلدينا وجعلها مثمرة وأكثر غنى".

 

كلام نصر الله بعيــــد من منطق الحوار"/حوري: لا نريد نزع سلاح "حزب الله" بالقوة

المركزية- وصف عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول موضوع السلاح بأنه "بعيد عن منطق الحوار المرتجى بين اللبنانيين"، مؤكدا ان "لا احد يريد نزع سلاح "حزب الله" بالقوة". واعتبر في حديث اذاعي ان "نصر الله لايزال يعطي التبريرات لاستعمال سلاحه في الداخل"، داعيا "حزب الله للعودة الى طاولة الحوار الوطني وفق قواعد الدولة والاجماع اللبناني"، لافتاً الى ان "منطق استقواء الدويلة على الدولة لا يمكن ان يستمر". وفيما يتعلق بجلسة مجلس النواب أمس، وصف حوري الجلسة بـ"المنتجة"، مؤكدا ان "كل فريق استعمل حقه ضمن القواعد الديموقراطية". واوضح ان "القانون المتعلق ببدل النقل والمنح المدرسية سيتم اقراره في جلسة الأربعاء المقبل ضمن الصيغة التي اتفق عليها امس"، مشددا على "ضرورة التعاطي مع ملف الانفاق الحكومي بتوازن وضمن المعايير والقواعد نفسها".

 

بحث مع شخصيات جبيلية قضايا وطنية واقليمية/ســـعيد: الشـــعب سينزع سلاح "حزب الله"

المركزية- أعلن منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق الدكتور فارس سعيد للـ"mtv" : "أن الشعب اللبناني الذي يريد أن يعيش في لبنان في دولة واحدة وجيش واحد وسلاح واحد هو الذي سينزع سلاح "حزب الله". من جهة أخرى، صدر بيان عن النائب سعيد جاء فيه "في اطار جولة سياسية يقوم بها على قرى جبيل، عقد سعيد اجتماعا في منزل مروان شديد - شامات، شاركت فيه مجموعة من شخصيات وفعاليات المنطقة.  وتركز الحوار حول القضايا الوطنية التي تشغل الرأي العام، كما القضايا الاقليمية وانعكاساتها على الداخل اللبناني".

 

"الاحرار": مصممون على النضال لتحقيق اهداف ثورة الارز/للتشـــدد في قمع الغش وعدم توفير الغطاء للمتورطين

المركزية- أعلن حزب "الوطنيين الأحرار" تصميمه على المضي في النضال من أجل تحقيق أهداف ثورة الأرز، داعيا الى التشدد في قمع الغش وعدم توفير الغطاء لمن يثبت تورطهم فيه.

عقد حزب "الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس النائب دوري شمعون واصدر بيانا جاء فيه: "نعلن في مناسبة الذكرى السابعة لانطلاقة ثورة الارز تصميمنا على المضي في النضال من أجل تحقيق كل أهدافها، ويأتي اليوم السلم الداخلي في مقدمها نظراً للأوضاع السائدة في المنطقة، ومن شروطه الكف عن الانجرار وراء الرهانات الخارجية ورفع يد السلاح والمسلحين عن القرار الوطني، وبناء الدولة المدنية الديموقراطية، واستلهام روحية اتفاق الطائف في ما يعود الى إرساء المناصفة بين المسيحيين والمسلمين والى عدم شرعية أي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك. وعليه ندعو شركاءنا في الوطن الذين ينتمون الى فريق 8 آذار الى التعاطي الايجابي مع هذه الطروحات التي تصلح ان تكون خارطة طريق موحدة على قواعد الولاء للوطن والمواطنة والتعددية التي تشكل شبكة أمان لنا جميعا وتقود وطننا الى بر الأمان. نأمل في عدم تكرار مشهد اعتداء القوى الامنية على طلاب حزبي الكتائب والاحرار الذين كانوا يتظاهرون سلميا وحضاريا لرفض الانتقائية في تدوين التاريخ، وفرض كتاب تنقصه الموضوعية ولا يلبي طموحات كل اللبنانيين. واننا، اذ نضع ما جرى وراءنا، نشدد على ضرورة احترام حق كل المواطنين في التعبير السلمي لكونه بنداً دستورياً ومبدأ ً اساسياً من المبادئ التي قام عليها لبنان. ومن النافل ان ما نريده لأنفسنا ينسحب على خصومنا السياسيين من دون اي استثناء.

نطالب الحكومة بالتشدد في قمع الغش ووضع القرارات المتخذة على هذا الصعيد موضع التنفيذ حفاظاً على الأمن الغذائي من جهة، ولعدم فقدان ثقة المواطنين بقطاعات كاملة جراء مخالفات حفنة من المرتكبين من جهة اخرى. ونناشد كل القوى السياسية عدم توفير اي غطاء للذين يثبت تورطهم في عمليات الغش كبيع المواد الغذائية المنتهية الصلاحية والتي يمكن ان تودي بحياة المستهلكين، كما نهيب بالقضاء عدم التهاون مع المخالفين او منحهم اي سبب تخفيفي. توقفنا امام خبر اكتشاف خلية ارهابية كانت تستهدف الجيش اللبناني ومن خلاله الأمن والاستقرار. وننظر الى هذا الخبر بقلق لكونه يأتي في ظرف اقليمي دقيق ضاعف مهمات القوى العسكرية التي يراهن عليها اللبنانيون لإبعاد شبح الفلتان ولضمان أمن الحدود، والتصدي لكل ما من شأنه تعريض الوطن للأخطار. وعليه ننتظر من الاجهزة المختصة اتخاذ كل التدابير لمكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب وسوق المنخرطين فيهما الى العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقون.

ندين بشدة المجازر المرتكبة في حمص وادلب وغيرهما من المدن السورية والتي فاقت بوحشيتها كل تصوّر لاسيما ان ضحاياها عزّل وبينهم النساء والشيوخ والاطفال. ونعتبر انه لم يعد مقبولا ان يقف العالم متفرجاً او ان يكتفي بإجراء إحصاء يومي للضحايا وقد طوت الثورة السورية عامها الاول. من هنا مسؤولية المجتمعَين العربي والدولي مضاعفة الجهود، خصوصا ان النظام أجهض كل المبادرات، ولا يزال يراهن على الحسم العسكري غير مبال بالعدالة الدولية ولا بالمواقف الشاجبة للجرائم ضد الانسانية التي ترتكب على مرأى ومسمع العالم أجمع.

 

الجميل عرض وضو تحديات تواجه المسيحيين

المركزية- زار عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" وعضو المكتب التنفيذي للقاء المستقل نوفل ضو رئيس حزب"الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل في منزله في بكفيا ظهر اليوم. وتم عرض لواقع قوى 14 آذار والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه مشروعها. وشرح الرئيس الجميل موقف "الكتائب" ودوره في المرحلة الراهنة وتطلعاته الى المرحلة المقبلة وسبل التعاطي معها لا سيما بالنسبة الى الفرقاء المسيحيين وخصوصية التحديات المفروضة عليهم. كما استمع من ضو الى وجهة نظر "اللقاء المستقل" من هذه التطورات ومقاربته للإستحقاقات المسيحية واللبنانية والإقليمية المؤثرة في الوضع اللبناني لا سيما لناحية أهمية العمل على تأمين وحدة تصور لمسيحيي "14 آذار" تكملها وحدة مسيحية – إسلامية تترجم الشراكة الفعلية بين مكونات ثورة الأرز وصولا الى تجاوز الصعوبات والتحديات الراهنة بما يضمن قيام لبنان الحرية والسيادة والإستقلال. واتفق على مواصلة اللقاء والإجتماعات على المستويات المركزية والمناطقية كافة. وسلم عضو المكتب التنفيذي لـ"اللقاء المستقل" نوفل ضو الرئيس الجميل دعوة للمشاركة في العشاء السنوي الثاني الذي يقيمه "اللقاء المستقل" في 27 نيسان المقبل.

 

اجتماع كتائبي- اشـتراكي اكد تحصين الداخل والسير ببرنامج المصالحــــــة في الجبل

المركزية- استكمالا للقاءات سابقة عقدت بين الحزب "التقدمي الاشتراكي" وحزب "الكتائب"، عقد في "بيت الكتائب المركزي" في "الصيفي" اجتماع ضم الأمين العام لحزب الكتائب ميشال الخوري وأمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر ومفوض الشؤون الداخلية يحيى خميس وعددا من مسؤولي المناطق الحزبيين. وشارك في الإجتماع منسق اللجنة المركزية النائب سامي الجميل وعدد من اعضاء المكتب السياسي. وحسب بيان لـ "الكتائب" فقد "شكل الاجتماع استكمالا للقاءات سابقة عقدت بين الطرفين وناقش قضايا الساعة وتفعيل التواصل بين الحزبين وتنسيق المواقف في شتى الإستحقاقات الوطنية. وأعلن الجانبان في بيان مشترك وضع امكانات حزبي التقدمي الإشتراكي والكتائب اللبنانية لتحصين الساحة الداخلية من أي تداعيات، واكدا استمرار العمل على السير ببرنامج المصالحة في الجبل، وأملا النهوض بالعملية السياسية التي تشهد بعض الركود بفعل الخلافات الداخلية وارتدادات الأزمة السورية، واتفق الحزبان على ابقاء اجتماعاتهما مفتوحة".

 

حضور فاعل لـ14 آذار وغياب تام لـ8/جنبلاط وضع علم الثورة السورية على ضريح والده في ذكرى اغتياله:يوم مصالحة ومصارحة مع الذات وعودة الى الأصول

المركزية- أحيا "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال كمال جنبلاط في المختارة، حيث انطلقت مسيرة تقدّمها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط إلى ضريح الشهيد كمال جنبلاط. ووضع جنبلاط زهرة وعلم الثورة السورية على ضريح والده في حضور الوزير نقولا نحاس ممثلا رئيس الحكومة وعدد من الوزراء والنواب والفاعليات وحشد من المشايخ ووفود شعبية أمت المختارة لوضع زهرة حمراء على ضريح كمال جنبلاط. وفي كلمة مقتضبة بالمناسبة قال النائب جنبلاط: "بعد 35 سنة، اليوم هو يوم المصالحة والمصارحة مع الذات والعودة الى الاصول، فعاشت سوريا حرة". وعقد جنبلاط اجتماعات مع الشخصيات والوفود التي زارت المختارة تميزت بلقاء ضم جنبلاط والنائبة بهية الحريري التي شاركت في وضع وردة حمراء على الضريح على رأس وفد من تيار المستقبل، وتناولت الأحاديث بين جنبلاط والمشاركين الأوضاع المحلية والتطورات في المنطقة لا سيما في سوريا.

وكان لافتا غياب ممثلين عن "حزب الله" و"حركة أمل" و"التيار الوطني الحر"، وأحزاب" 8 آذار".

وصدر عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي ما يلي: "لمناسبة ذكرى اغتيال المعلم كمال جنبلاط، تلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط العديد من الاتصالات الهاتفية أبرزها من رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري وعضو كتلة "القوات اللبنانية" النائبة ستريدا جعجع".

الريس: وقال مفوّض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس في حديث لـmtv:" مسؤوليتنا كلبنانيين ان نكون على حوار وتواصل دائم ومستمر مع كل القوى السياسية اللبنانية بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والاستقرار الداخلي.

أما الموقف من الثورة السورية فهو أصبح واضحا ومعروفا، وأعلنا أننا ننحاز الى جانب الشعب السوري في مطالبه المحقة والمشروعة، ونرفض دوامة العنف المستمرة واراقة الدماء في سوريا".

وردا على سؤال: النائب جنبلاط قال: "اليوم مصالحة مع الذات وعودة الى الثوابت" هل سنشهد عودة الى الثوابت السابقة لجنبلاط قال الريس: "مثل النائب جنبلاط وفد من قيادة الحزب في 14 شباط ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شهيد كل لبنان ونحن معنيون بالاحتفال بهذه الذكرى، أما احتفال البيال هو احتفال لجبهة سياسية تضم قوى سياسية وأحزاب وشخصيات نحن لسنا أعضاء فيها، وبالتالي كان طبيعي ألا يشارك جنبلاط أو أي وفد من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، ولو اننا نتقاطع مع قوى 14 آذار في هذه المرحلة بالعناوين من الثورة السورية كي لا اقول نتقدم أيضا على قوى 14 آذار في موضوع الثورة السورية، مكررا القول ان احتفال بيال هو احتفال لجبهة سياسية تضم أحزاب نحن لسنا أعضاء في هذه الجبهة.

وسيلقي جنبلاط كلمة في احتفال بلدية بعقلين لمناسبة ازاحة الستار عن نصب الشهداء.

 

"التجدد" شاركت في ذكرى كمال جنبلاط/الأحدب: ذكـــراه خالدة بعد 35 عاما

المركزية- شارك وفد من حركة التجدد الديموقراطي ضم نائب الرئيس النائب السابق مصباح الأحدب وامين السر انطوان حداد في إحياء الذكرى الـ35 لاغتيال الشهيد كمال جنبلاط، بوضع وردة والصلاة على ضريح الراحل في المختارة. الأحدب: وفي المناسبة، قال الأحدب في تصريح صحافي ان "كمال جنبلاط يمثل مرجعية سياسية اساسية وقامة فكرية كبيرة تتجاوز حدود لبنان والطوائف اللبنانية الى رحاب العالم العربي والفكر الانساني"، أضاف "إن قوى التسلط التي قامت بإغتياله لم تنجح في محو ذكراه التي تبقى خالدة بعد 35 عاماً على استشهاده". حداد: من ناحيته أكد حداد أن "كمال جنبلاط رمز مبكّر للربيع العربي وللعروبة الديموقراطية المتصالحة مع الحرية والكرامة الانسانية وحقوق الانسان، هو الذي تجرأ قبل أربعة عقود على نعت الانظمة الدكتاتورية بالسجن العربي الكبير ودفع حياته ثمناً لهذه الرؤية ولهذا الاقتناع". تابع "إن ذكرى استشهاد جنبلاط ترتدي هذه السنة معنى مميزاً اذ انها تأتي بعد ثورات الربيع العربي وتحطم اسطورة الانظمة الدكتاتورية التي لا تقهر والتي شكلت في الواقع حصناً منيعاً لحماية اسرائيل خلافاً لشعارات الممانعة والمقاومة الخادعة التي ترفعها". ثم زار الوفد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في دارته في المختارة.

 

أبو زكي: هؤلاء اغتالوا كمال جنبلاط... وهكذا اغتيل!

في الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط في 16 آذار 1977، لا بدّ من الإضاءة على هذه المحطة التي كانت الأولى في سلسلة الاغتيالات التي توالت في لبنان واستمرت زهاء ثلاثة عقود لتتجلّى في «ثورة الأرز» في الرابع عشر من آذار 2005. في خريف 1976 سرت إشاعات عن خطط لتصفية كمال جنبلاط وعدد من السياسيين اللبنانيين، وجاءت حادثة انفجار سيارة "رينو" في 4 تشرين الثاني قرب منزل جنبلاط في المصيطبة في بيروت لتؤكد ما يتردد وما يقال. في ذلك اليوم التقى جنبلاط بالعميد ريمون اده عند الحادية عشرة والنصف ليلاً وقدّم إليه ورقة قائلاً: "هذه قائمة سوداء اسمك الأول فيها، واسمي الثاني"، فردّ ريمون اده: "عندي الورقة نفسها، ولكن عليها اسمك قبل اسمي...".  وفي 16 آذار 1977، كان موعد جنبلاط مع القدر. منذ الصباح شرع في كتابة افتتاحية مجلة "الأنباء"، التي ختمها بعبارة "اللهم أشهد أني بلغت"، وانطلق مع مرافقيه قاصداً مدينة عاليه للمشاركة في اجتماع لإحدى الجمعيات، ولم يعلم أنّ أوان موته قد حان، فكان الاغتيال الكبير.

أبو زكي والتحقيق

قائد الشرطة القضائية السابق العميد الركن المتقاعد عصام أبو زكي، كان من أوائل الذين تولوا التحقيق في جريمة اغتيال جنبلاط ومرافقيه، وهو عمد إلى جمع الأدلة من مسرح الجريمة بعدما كان اول من وصل إليه. بدأ أبو زكي حديثه لـ"الجمهورية" مستعيناً بذاكرته وأرشيفه وملفاته، مؤكداً أنّ "المخطط لاغتيال جنبلاط بدأ بمضايقته على الحواجز السورية، فكان الضباط السوريون يعترضون على وجود مرافقي جنبلاط في سيارة أخرى تواكبه، وعندما كان يؤكد لهم حيازته رخصة لستة عشر عنصراً كان الجواب: "يجب أن تكون العناصر معك وليس في سيارة أخرى". وكان جنبلاط يسألهم "أين أضع هذا العدد في سيارتي؟" حتى ملّ من هذا الوضع وقرر ألا يصطحب أحداً معه، وهذا الأسلوب يذكرنا تماماً بسحب عناصر الحماية من الرئيس الحريري".

يوم الجريمة

وعن وقائع يوم الاغتيال، يقول أبو زكي: "في ذلك اليوم المشؤوم في 16 آذار 1977، كنت متوجهاً من بيروت إلى بعقلين نحو الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، ولدى وصولي إلى مفترق دير دوريت شاهدت سيارة بونتياك "فيرل برد" تحمل لوحة عراقية متوقفة إلى جانب الطريق ومفتوحة الأبواب، وفوجئت في الوقت نفسه بوجود جثتين على الأرض، الأولى بلباس عسكري والثانية بلباس مدني. وعندما أكملت طريقي فوجئت بسيارة المرسيدس التابعة للشهيد كمال جنبلاط وهي تحمل الرقم 5888، يقف الى جانبها رئيس بلدية غريفة نديم حرب والضابط السابق في الجيش معين أبو شقرا، ورأيت مشهداً لن أنساه ما حييت. كان المعلم كمال جنبلاط داخل السيارة مائلاً بجسده ناحية اليسار والدم ينزف من رأسه حتى ربطة عنقه، والى جانبه كتاب "نكون أو لا نكون". ولأني ضابط أمن مفصول إلى المباحث العامة، وفي ظل غياب المخافر والقوى الأمنية في الجبل، بدأت فورا بالحفاظ على مسرح الجريمة لأنه الدليل الوحيد الذي سيؤدي إلى كشف الفاعل، لأن المجرم يترك أثراً دائماً. هكذا جمعت القذائف الفارغة، واستدعيت احد المصوّرين الذي التقط صوراً للشهيد ورفيقيه، ثم فتشت سيارة "البونتياك" وعثرت في داخلها على أشرطة تسجيل وسكاكين مسنونة وحادة كالشفرة ومواد حارقة... وصل شيخ عقل الطائفة المرحوم الشيخ محمد أبو شقرا، وطلب نقل المعلم إلى المختارة، فقاد السيارة شاب اسمه عادل حرفوش، وما زالت السيارة كما هي في قصر المختارة، تحمل آثار الجريمة".

ويتابع أبو زكي: "... ثم وصل وليد جنبلاط الى المختارة وبدأ يعطي تعليماته إلى الجميع لوقف مسلسل الفتنة والحوادث الدموية التي رافقت عملية اغتيال كمال جنبلاط وسقط فيها عدد كبير من الضحايا الأبرياء في منطقة الشوف".

ويروي أبو زكي "أنّ معظم الذين ارتكبوا المجازر في الشوف وبقية المناطق عشية اغتيال جنبلاط هم من المجموعات الدرزية التابعة للسوريين وقتذاك، ومن المطلوبين للعدالة، وأن جنبلاط حرص كل الحرص على حماية الناس ووأد الفتنة".

كيف حصل الاغتيال؟

يجيب أبو زكي: "يوم الجريمة كانت سيارة "البونتياك" متوقفة عند مثلث بعقلين قرب حاجز سوري برئاسة الضابط السوري محسن سلّوم. كانت مهمة مَن في السيارة رصد تحركات سيارة كمال جنبلاط اثر خروجها من المختارة، فما إن مرّت سيارته حتى لحقت بها "البونتياك" وكان جنبلاط في سيارته "المرسيدس" التي كان يقودها مرافقه حافظ الغصيني، وفي الخلف جلس مرافقه الآخر العريف في قوى الأمن الداخلي فوزي شديد، متوجهين نزولاً من بعقلين ناحية دير دوريت في اتجاه بيروت. وكانت الساعة تقارب الثانية والربع بعد الظهر، عندما اعترضت سيارة "البونتياك"، وفي داخلها أربعة أشخاص مسلحين، اثنان منهم بلباس عسكري مرقط، سيارة جنبلاط عند منعطفات دير دوريت، وترجّل منها المسلحون شاهرين سلاحهم واقتادوا السائق حافظ الغصيني مع العريف فوزي شديد الى سيارة البونتياك، وصعد اثنان من المسلّحين الى سيارة المرسيدس حيث كان الشهيد جنبلاط، فقادها احد المسلّحين فيما جلس الآخر في المقعد الخلفي، وتبعتهم سيارة البونتياك، وفي داخلها المسلّحَان الآخران ومعهما مرافقا جنبلاط، وصودف مرور سيارة مدنية من هناك، فأمرها المسلّحون بمتابعة السير. ويروي صاحب هذه السيارة انه سمع صوت الشهيد جنبلاط وهو يسأل المسلّحين "مين انتو يا عمي؟" وكما ثبت لدينا من خلال التحقيق، أنّ الشهيد جنبلاط عندما شعر بالخطر، وكونه في منطقته وبين أهله، حاول أن يلفت إليه الانتباه فقام بتغيير وجهة السيارة، وهذا مؤكد لدينا، لأنّ الشخص المسلّح الذي تولى قيادة سيارة الشهيد جنبلاط أوقفها في شكل مفاجئ، ما أدى الى اصطدام سيارة البونتياك التي كانت تسير خلف المرسيدس بمؤخرتها من ناحية اليسار، وهذا كان ثابتاً لدينا من خلال التحقيق، إذ ظهرت آثار الاصطدام في مقدمة البونتياك ومؤخرة المرسيدس، وتم اطلاق النار على الشهيد جنبلاط على يد المسلّح الذي كان يجلس خلفه.

إذا حكيت أي كلمة ستموت

وقد أنزل المسلّحان في سيارة "البونتياك" فوزي شديد وحافظ الغصيني وأطلقا عليهما الرصاص، ثم فرّوا جميعاً في سيارة البونتياك التي كانت تحمل لوحات عراقية، إلا انهم، اصطدموا بمرتفع ترابي فتركوها واستقلوا بالقوة سيارة "فيات" كانت تمرّ مصادفة في المكان يقودها سليم حداد، والى جانبه شاب يدعى جميل عازار، فأرغموا عازار على النزول من السيارة والانبطاح أرضاً، وهدّدوا حداد، طالبين أن ينقلهم الى مستديرة الصالومي في سن الفيل. واكد حداد في إفادته لاحقاً أنهم كانوا أربعة مسلحين: اثنان بملابس مدنية وآخران بملابس عسكرية وكانت لهجتهم سورية، وكانوا عندما يمرون على حواجز القوات السورية يبرزون بطاقات خاصة "فيضربون لهم السلام". وعندما نزلوا الى مكتب قوات الردع السورية في الصالومي قالوا لحداد "إذا حكيت أي كلمة ستموت"، واعتبر أبو زكي "أنّ تصرّف هؤلاء المسلحين فيه كثير من الغباء أو الثقة الزائدة بأنّ أحداً لن يجرؤ على كشف أمرهم".

البونتياك: قصّة غريبة

ولسيارة البونتياك قصّة غريبة يرويها أبو زكي، فيقول: "قبيل الجريمة النكراء ضبطت الجمارك اللبنانية في مرفأ بيروت في تاريخ 8/1/1977 سيارة أميركية الصنع، من نوع بونتياك، في داخلها 79 كيلوغراما من حشيشة الكيف، وكانت تحمل لوحة لبنانية مجمركة ذات الرقم 133014/ل، مسجلة باسم مالكها حسين محمد علي شمس الدين، وأوقف شمس الدين ومعه معقب المعاملات وليد محمد زرقوط، بناء لأمر المدعي العام لبيروت ديب درويش، وحضرت الى المرفأ دورية من المباحث العامة لتسلّم السيارة والموقوفين والمخدّرات، وعند إخراجها من المرفأ أوقفها حاجز سوريّ على مدخله وأخذها بالقوة من رجال المباحث اللبنانية. وعندما راجعت السلطات الأمنية اللبنانية السوريين، أفاد آمر قوة الردع العربية السورية آنذاك في المرفأ الملازم أول احمد سكابا أنه تسلّم الموقوفين والسيارة، وبناء لطلب السلطات اللبنانية سلّمها الضابط سكابا إفادة خطية جاء فيها حرفياً: "تسلّمت من معاون رئيس ضابطة جمارك بيروت المدعوين حسين محمد علي شمس الدين ووليد محمد زرقوط مع 87 طربة حشيشة الكيف وزنها 30 كيلوغراماً، والسيارة بونتياك رقم 133014/ ل"، وتحمل الوثيقة توقيع آمر قوة الردع العربية في مرفأ بيروت الملازم أول احمد سكابا. بعد ذلك قدّم الرائد السوري ابراهيم حويجي إفادة بتسلّمه السيارة، التي أعيد إدخالها الى لبنان عن طريق الحدود اللبنانية - السورية، بموجب معاملة جمركية مؤرّخة بتاريخ 10/3/1977 بإسم المدعو حسين جعفر كاظم جواد، وتحمل لوحة عراقية رقمها 72719- بغداد، واستقلّها قتلة الشهيد جنبلاط. وقبل الاغتيال شوهدت السيارة في بيروت في اكثر من مكان. كما شوهدت في منطقة نزلة ابو طالب في آخر شارع الحمراء، وقد أفادنا أبو طالب نفسه بأنه شاهد هذه السيارة التي عمّمت أوصافها بعد حادث الاغتيال، تتوقف أمام فندق "لورنزو موزارت". وبعد التحقيق تبيّن أنّ الأربعة كانوا من نزلاء الفندق وقد سجل اثنان منهم اسميهما، احدهما حسين جعفر كاظم جواد، والثاني ساهر محمود جبيلي. ويؤكد المعاون محمد الحسن، شقيق العميد اسماعيل الحسن، أنه قبل حادثة الاغتيال وبينما كان يتولى حراسة مبنى مخفر حبيش شاهد السيارة تسير عكس السير ويستقلها الجناة الأربعة، فتقدم من سائقها وقال له: "إنك تسير عكس السير"، فأجابه: "نحن مخابرات افتح لنا الطريق، ثم نزل المسلّح واطلق النار في الهواء إرهاباً لتأمين السير".

التعرّف الى القاتل

وعن توصل التحقيق الى معرفة هوية أحد المسلّحين الأربعة الذين نفذوا عملية الاغتيال، يؤكد أبو زكي، "أنه الرائد السوري ابراهيم حويجي، الذي كان مسؤولاً عن مكتب المخابرات السورية في مستديرة الصالومي، والذي تسلّم سيارة "البونتياك" واحتفظ بها، وهو من الذين شاركوا في معركة تل الزعتر. ولدينا إفادات تؤكد أنه كان يقود "البونتياك" ويستخدمها في تنقلاته الشخصية. وتوصلنا فعلاً الى اكتشاف تطابق صفاته على أحد المسلّحين الأربعة. كما أنّ الشاهد سليم حداد، الذي نقل المسلّحين الى الصالومي، أكّد أنّ شخصاً جلس بجانبه وكانت لديه رتبة عسكرية عالية، وكان عناصر الحواجز السورية الذين ينتشرون على الطرق يؤدون له التحية العسكرية، والدليل انهم قصدوا الصالومي حيث كان مركز الرائد حويجي". ويؤكد أبو زكي "أنّ حويجي رقّي بعد ذلك وصار مدير المخابرات الجوّية في سوريا، وكان الزعيم وليد جنبلاط اكد انه التقى حويجي في ليبيا خلال زيارة قام بها الى هناك".

ويتابع أبو زكي: "كان المسلّحون يخططون لخطف كمال جنبلاط الى منطقة مسيحية، وارتكاب جريمتهم هناك حتى ينفجر قتال طائفي بين المسيحيين والدروز، وربما كانوا ينوون قطع رأسه، او إحراق جثته، نظراً الى وجود سكاكين حادة في سيارتهم وكمية من البنزين".

وعن نهاية التحقيقات وسبب توقفها، يقول أبو زكي: "الرئيس الياس سركيس تعرّض لضغوط سياسية كبيرة، فاستدعى القاضي قوّاص وطلب منه التوقف عن التحقيق، كما أنّ وليد جنبلاط عاد واسقط حقه، ثم تقرّر بعدها إسقاط الدعاوى والملاحقات الجزائية والكف عن التعقبات واسترداد كل المذكرات وحفظ الرسوم والمصاريف...".

رحل كمال جنبلاط وكان المطر ينهمر غزيراً تماماً كالمطر الذي انهمر ليلة مولده على سطوح منازل المختارة في 6 كانون الأول 1917، إلا أن جنبلاط لم يترك المطر وحده يروي الأرض، فسالت دماؤه غزيرة تروي أرض لبنان التي أحبّ، مؤكداً ما ردّده دائماً "أنّ الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء".

 المصدر: الجمهورية | التاريخ: 3/16/2012

 

جنبلاط يضع علم الثورة السورية على ضريح والده

وكالات/وضع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط علم الثورة السورية على ضريح والده كمال جنبلاط في المختارة بذكرى اغتياله اليوم الجمعة، في حضور عدد كبير من الوزراء والنواب والفاعليات وفي مقدمهم ممثل رئيس الحكومة الوزير نقولا نحاس. وأكد الحزب مجدداً أنه يكتفي بإستعادة الذكرى من خلال اللقاء العفوي بوضع زهرة على ضريح كمال جنبلاط جرياً على التقليد السنوي من دون مهرجانات أو إحتفالات. وفي تصاريح صحفية سابقة، وصف جنبلاط الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "مصاب جنون العظمة". وعما إذا كان "الأسد إصلاحيا والقريبون منه هم من منعوه من إكمال هذا التوجه"، قال جنبلاط، في وقت سابق "إن هذه هي الكذبة الأكبر التي تم اختراعها هذا "الإصلاحي" لم يستطيع أن يتحمل مجرد حد أدنى من التغيير إبان ربيع دمشق". كما دعا في تصاريح صحفية سابقة أنه "اذا لم تتسع المدارس والمؤسسات لإيواء هؤلاء النازحين في الاراضي اللبنانية، فلنفتح لهم منازلنا إذا دعت الحاجة ونقدم اليهم المساعدات الصحية والاجتماعية"، موضحاً أنه "مع إعطاء كل الضمانات والمساعدات الاجتماعية للنازحين السوريين أياً يكن عددهم". ويصادف اليوم الجمعة 16 آذار، الذكرى الـ35 لإغتيال كمال جنبلاط، أحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي، وأحد الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية. اغتيل في آذار 1977، على طريق بعقلين - دير دوريت في كمين مسلح. ويعتبر البعض اغتياله كان دفاعاً عن السلاح الفلسطيني وقد خلفه في زعامته ابنه النائب وليد جنبلاط.

 

السفير": أزمة "LBC" تخرج إلى الشاشة: توقيف برامج

تتسارع التطورات في قضية "إل بي سي" بما ينذر على الأرجح باقتراب مرحلة الحسم. فلعبة "عض الأصابع" بين رئيس مجلس الإدارة الشيخ بيار الضاهر وشريكه الوليد بن طلال، تضع مصير هذه المؤسسة على المحك، وإن كانت ملامحه بدأت تتضح شيئا فشيئا، مع إقدام بن طلال على فصل القناة الفضائية التي يملكها، من خلال نقل بثها من أدما الى مصر. فيما طال الإرباك الداخلي مصير بعض البرامج، إما تأجيلا أو توقفا محتملا. وتأتي خطوة "الأمير" بعد تطور النزاع مؤخراً حول شركة "باك"، التي تنتج برامج لصالح القناة الأرضية التي يملكها الضاهر. وعلى هذا الأساس، وبالرغم من استمرار المفاوضات بين الطرفين، فإن الوقائع تثبت أن كل يوم في "ال بي سي" أصبح مرهونا بما سيحمله، ولا شيء يمكن ضمانه. وفي هذا السياق، علمت "السفير" أن ورشة كبيرة يقوم بها الضاهر اليوم، لبناء استديوهات جديدة في موقف السيارات الخاص بالقناة في أدما، مذ تفاعل الخلاف حول "باك"، وذلك كمشروع "احترازي"، على خلفية احتمال فصل القناتين، وبالتالي إمكانية توقف الخدمات الإنتاجية. الأمر الذي يقطع الطريق على الأرجح أمام ما أثير مؤخرا، حول استعدادات الضاهر لافتتاح قناة جديدة، أو إمكان شرائه رخصة قناة "آي سي إن" من هنري صفير. وفي خطوة مفاجئة في التوقيت، تم نقل بث القناة الفضائية الى القاهرة في الساعة الخامسة فجر أول أمس. ويستغرب مصدر إداري (رفض ذكر اسمه) لـ"السفير" الأسلوب "البوليسي" الذي اعتمد في نقل البث قبل بزوغ النهار، معتبرا أن "ذلك من شأنه في المقابل حسم ملكية "ال بي سي بلاس" (تتضمن بالإضافة الى القناة الأرضية باقة قنوات أوروبا وأميركا)، لصالح بيار الضاهر". ومن المعلوم أن "ال بي سي بلاس" كانت مملوكة من حيث المبدأ للضاهر، غير أن النزاع الذي بدأ في صيف العام الماضي، بين "الأمير" و"الشيخ" أعاد خلط الأوراق، لتطرح مسألة ملكيتها مجددا على الطاولة. وخصوصا في ظل احتمال أن تكون قناة "ال بي سي يوروب" تحديدا (من ضمن الباقة) منافسة للقناة الفضائية، باعتبارها موجهة إلى منطقة الشرق الأوسط. غير أن خطوة "الوليد" ممثلا بفهد السكيت، فجر أول أمس، كانت متوقعة من حيث المبدأ. فالمعروف أنه تم ضم "الفضائية" الى شبكة "روتانا" الخاصة ببن طلال، وكان من المنتظر أن يتصرف الأخير "بملكه" كما يشاء، خصوصا في ظل عدم الوصول الى تسوية في القضية. كما أن ثمة إجراءات تمهيدية كانت تنذر بالوصول الى مرحلة فصل بث القناتين. أولها قرار إغلاق قسم الأخبار في "الفضائية" أواخر العام الماضي، وصولا الى حجب المال عن شركة "باك" من قبل بن طلال، وتوقف إنتاج برامج معينة. وكل ذلك، يفسره البعض، من باب الضغط على القناة الأرضية باتجاه "الاستقلال" عنها.

وهكذا افتقد مركز الإرسال في أدما، إحدى غرفه الأربع الخاصة "بالفضائية"، فيما تستكمل الغرف الثلاث المتبقية عمليات البث لكل من "الأرضية"، وقناتي أوروبا، وأميركا وأستراليا.

ولا شك في أن ما سبق ينعكس بشكل مباشر على الشبكة البرامجية. وهنا تبرز الخطورة، إذ إن الخلافات بدأت تخرج من "الكواليس" الى الشاشة، ليفتقد مشاهدو القناة اللبنانية المنافسة بعض ما يتابعونه.

على صعيد البرامج المشتركة. وبعد توقف "حلوة بيروت" و"أحمر بالخط العريض" مؤخرا، أبلغ مصدر إداري "السفير" بأن برنامج "توب شيف" للموسم الثاني، الذي كان أُعلن عن انطلاقته عبر القناتين، في 19 الجاري، تم تأجيله. بالإضافة الى برنامج "ستار أكاديمي" الذي "قفز" موعده الى شهر رمضان المقبل. ليتم الإبقاء على "نهاركم سعيد"، و"أحلى جلسة" بانتظار حسم وجهة النزاع.

كما أن ثمة سؤالا حول مصير برنامج "مباشر مع مرسال" الذي ينطلق من أدما لمصلحة "الفضائية"، في ظل الحديث عن أن القيمين على "الفضائية" استغنوا عن برامج "الأرضية".

والسؤال المطروح هو: هل ينذر ذلك بتوقف "باك" نهائيا في المرحلة المرتقبة عن إنتاج برامج لصالح "الأرضية"؟ وبالتالي بفض الشراكة "البرامجية" على طريق فصل القناتين نهائيا؟ علما أن هناك اتفاقية موقعة بين الطرفين، (مدتها بين 2009 و2012) تلزم كلاً منهما في حال خرقها ببنود جزائية حاسمة.

*السفير

 

""لقاء المسيحيين المستقلين" شجب الحملة ضد الراعي وناشد المسيحيين الالتفاف حــول بكركـي

المركزية- عقد "لقاء المسيحيين المستقلين" اجتماعه الدوري في مزار سيدة لبنان - حريصا، وتوقف عند العناوين العريضة التي تناولها في اجتماع عام في بكركي مع البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي يوم 27 شباط المنصرم، في حضور أمين سر اللقاء الوزير السابق عبد الله فرحات والوزراء السابقين ايلي الفرزلي، الياس سكاف، جوزف الهاشم، سليمان الطرابلسي، ناجي البستاني، الياس حنا، كريم بقرادوني، والنواب السابقين جبران طوق، بيار دكاش، جاك جو خادريان، جورج نجم، وشخصيات

البيان:وبعد الانتهاء من الاجتماع تلا فرحات البيان الآتي:

"توقف المجتمعون عند الحملة المنظمة في لبنان وخارجه، والتي تناولت أصحاب الغبطة البطاركة المسيحيين في دنيا العرب، وبوجه خاص البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وشعار الشركة والمحبة الذي أطلقه ويعمل في سبيله، والتي استهدفت، عبر الاعلام، دورهم الوطني والقومي الكبير وسعيهم الدؤوب لحوار دائم وفاعل بين الاديان والحضارات، وبخاصة المسيحية والاسلام، ولا سيما خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر فيها المنطقة.

وشجب المجتمعون الحملة الموجهة ضد المقامات ذات الحرمات، وناشدوا اخوانهم في الوطن، وتحديدا المسيحيين والموارنة منهم الالتفاف حول بكركي والمقامات الدينية المسيحية، كمرجعيات جامعة وضامنة للوحدة المسيحية والوطنية، حريصة على مفهوم التعددية والقبول بالاخر، وبعيدة عن الخلافات الطائفية والمذهبية والاعتبارات الفئوية السياسية الضيقة، وخارجة عن ذهنية الاصطفاف التي تعطل أمور البلاد وشؤون العباد. وفي معزل عن التعليقات التي تناولت تصريح غبطة البطريرك بشاره الراعي لوكالة رويترز، وما شابها من تجزئة وتحوير وتحريف، يرى اللقاء ان التمعن في الثوابت البطريركية في هذا السياق يبرز انها محكومة بهاجس القلق الذي ينتاب الشعور المسيحي في المنطقة، وبتسليط الضوء على ما هي بيئة حاضنة وأخرى نافرة، في ظل ما يشهده الوجود المسيحي من تهجير واستهداف وتكفير، وما تتعرض له الكنائس من اعتداءات بين العمل على إحراقها والدعوة الى هدمها. وفي رأينا أن هذه الحملة المنظمة ضد البطريرك تهدف الى إدخاله ضمن المحاور المتنازعة، وبالتالي إلغاء دوره كحكم ومرجعية وطنية فوق الاصطفاف، وبالتالي إضعاف مرجعية بكركي ورمزيتها الوطنية الجامعة".

 

أزمة "قواتية-بكركيّة"

أكدت مصادر نيابية بارزة في "القوات اللبنانية" لـ "السياسة" أن العلاقات بين بكركي و"القوات" تمر بأزمة حقيقية لا يمكن التكهن بالمسار الذي ستسلكه, في ضوء المواقف "الغريبة العجيبة" التي يتخذها الراعي من الملف السوري, وسط تساؤلات عن الأسباب التي تدفع رأس الكنيسة المارونية للدفاع عن النظام السوري الذي ارتكب أبشع المجازر بحق المسيحيين والموارنة تحديداً خلال عهد الوصاية.

وأكدت المصادر أن مواقف الراعي أثارت ذهولاً واستياء شديدين في أوساط "القواتيين" باعتبارها دفاعاً بغير وجه حق عن نظام يمارس أبشع الجرائم بحق شعبه ويعتدي يومياً على الأراضي اللبنانية ويقوم عملاؤه في لبنان باختطاف معارضين سوريين من داخل الأراضي اللبنانية, متسائلة عن الحكمة من تولي رأس الكنيسة مهمة تبرئة ذمة الأسد الذي يرتكب المجازر بحق شعبه, في ممارسات أبعد ما تكون عن ادعاءات البعض بأن النظام السوري حام للحريات والديمقراطية, وأين مصلحة المسيحيين من مثل هذا الموقف الذي اتخذه البطريرك الراعي ضارباً عرض الحائط تاريخ بكركي ومواقفها الثابتة دفاعاً عن لبنان وسيادته واستقلاله. وكالات

 

نديم الجميل: جعجع جعل "القوات اللبنانية" حزبًا مؤسساتيًا

رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل، أنَّ "14 آذار هي مقاومة بدأت مع الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل وناضلت من أجل حرية الإنسان وسيادة الوطن واستقلاله"، مُشيرًا في حديث لإذاعة "لبنان الحرّ" إلى أنَّه "صحيح أننا لم نستطع أن نحقق كل شيء ولكننا اليوم مستمرون بهذا الحلم وهذا النضال حتى نحققه". الجميل، وردًا على سؤال بشأن علاقته برئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، أجاب: "يهمني من حين إلى آخر أن أذهب إلى معراب وأتناقش مع الدكتور سمير جعجع وأسمع رأيه عن الأوضاع في لبنان والمنطقة، وذهابي إلى معراب ليس فقط للصورة إنما للنقاش في الأمور السياسية وكيفية تحسين خطابنا السياسي". ورأى في قيادة سمير جعجع لحزب "القوات" أن "نشاطه جيد ويجعل الشباب اللبناني يتفاءل بمستقبله وكجيل شباب في حزب الكتائب نذهب في هذا التوجه". وأضاف: "إذا طُلب مني أن أعطي شهادة بالدكتور سمير جعجع في عمله داخل حزب "القوات اللبنانية" فستكون شهادة مهمة جدًا لأنه جعل "القوات اللبنانية" حزبًا مؤسساتيًا". من جانبٍ آخر، قال الجميل: "مسؤوليتي كإبن بشير الجميل ليست عبئًا بل ثقلًا عليّ، والمقارنة بيني وبينه متعبة جدًا. وأنا لا أملك سوى اسم بشير الجميل النظيف ومحبة الناس لي"، موضحًا أنَّ "بشير الجميل كان سابقًا لعهده وعاش حال متطورة بشكل أن الذين كانوا إلى جانبه لم يفهموه بالقدر الذي يجب. وبشير الجميل منذ 30 عامًا عاش الحال التي نعيشها الآن". وفي سياق آخر، عبر نديم الجميل عن تقديره للشعب السوري الذي قرر كسر حاجز الخوف الذي كان موجودا عنده، مضيفًا: "أنا لا أرى أن هناك خيرًا للمسيحيين من نظام بشار الأسد".(المكتب الإعلامي)

 

مصادر قواتية لـ "السياسة" : أين مصلحة المسيحيين في دفاع الراعي عن نظام مجرم  

جعجع: عون يخوض معركة تطهير عرقي للسنة في المنطقة بتصويرهم كمتطرفين

 بيروت - "السياسة" والوكالات: اتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سيمر جعجع, أمس, رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون بخوض "معركة تطهير عرقي للمسلمين السنة في المنطقة من خلال تصويرهم وتسويقهم على أنهم متطرفون". وفي حديث إذاعي, رد جعجع على مواقف عون, أول من أمس, التي جدد فيها تأييده النظام السوري, بالقول: "ان عون يدافع عن نظام آل الأسد ويذهب الى أبعد الحدود وبكل الوسائل في هذا الخصوص أكثر من عائلة الأسد", كما أنه "يخوض معركة تطهير عرقي للمسلمين السنة في المنطقة من خلال تصويرهم وتسويقهم على أنهم متطرفون".

وذكر جعجع عون "بأن هناك سياسيين ومثقفين من الطائفة السنية معتدلين وليبراليين ويساريين ومنهم من استبعده النظام في سورية كشكري القوتلي ونزار قباني ومحمد الماغوط وغيرهم", مشيراً إلى أن "هدف العماد عون هو تصوير تيار "المستقبل" على أنه تيار أصولي, فيما حلفاؤه في ايران و"حزب الله" متشددون ولا يرتدون ربطة عنق".

وعن تخوف بعض الدول من تسلم الأصوليات الدينية الحكم في الدول التي تشهد ثورات, أجاب جعجع: "هواجس هذه الدول صحيحة, ولكنهم لا يقفون مع أنظمة استبدادية كنظام الأسد, ويؤيدون ديمقراطية الشعب ضد الأصوليات وهم يؤيدون الأنظمة المعتدلة وهذا هو المسار الصحيح", متسائلاً "إذا كانت هذه مخاوف الجنرال عون فلماذا لم يبدِها عند سقوط النظام في مصر? إن هدف عون الدفاع فقط عن نظام الأسد". وعن الوضع المسيحي في زمن الثورات العربية, رأى جعجع انه "سيكون هناك ضرر على المسيحيين, ولكن لا يجب أن يتوقف التاريخ عند ذلك على الرغم من التخوف", مؤكداً ان "الحلول ليست في دعم الأسد, بل في مواكبة التاريخ من خلال تنظيم أنفسنا وأن يكون ايماننا قوي". وعن موقف "القوات" من البطريرك بشارة الراعي, شدد جعجع على "دور بكركي وبطريركها خصوصاً عند القواتيين على الرغم من وجود تباين في وجهات النظر السياسية". وفي هذا السياق, أكدت مصادر نيابية بارزة في "القوات اللبنانية" لـ"السياسة" أن العلاقات بين بكركي و"القوات" تمر بأزمة حقيقية لا يمكن التكهن بالمسار الذي ستسلكه, في ضوء المواقف "الغريبة العجيبة" التي يتخذها الراعي من الملف السوري, وسط تساؤلات عن الأسباب التي تدفع رأس الكنيسة المارونية للدفاع عن النظام السوري الذي ارتكب أبشع المجازر بحق المسيحيين والموارنة تحديداً خلال عهد الوصاية. وأكدت المصادر أن مواقف الراعي أثارت ذهولاً واستياء شديدين في أوساط "القواتيين", باعتبارها دفاعاً بغير وجه حق عن نظام يمارس أبشع الجرائم بحق شعبه ويعتدي يومياً على الأراضي اللبنانية ويقوم عملاؤه في لبنان باختطاف معارضين سوريين من داخل الأراضي اللبنانية, متسائلة عن الحكمة من تولي رأس الكنيسة مهمة تبرئة ذمة الأسد الذي يرتكب المجازر بحق شعبه, في ممارسات أبعد ما تكون عن ادعاءات البعض بأن النظام السوري حام للحريات والديمقراطية, وأين مصلحة المسيحيين من مثل هذا الموقف الذي اتخذه البطريرك الراعي ضارباً عرض الحائط تاريخ بكركي ومواقفها الثابتة دفاعاً عن لبنان وسيادته واستقلاله?.

 

جعجع انتقد "الكلام التحويري" لعون: يدافع عن الأسد أكثر من عائلة الأسد

النهار/انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المواقف الاخيرة للنائب ميشال عون في المعهد الانطوني في بعبدا، فلاحظ أن "لا جديد في كلامه التحويري لبعض الوقائع لينال من القوات اللبنانية ورئيسها"، مذكّرا اياه ببعض "الحوادث التي افتعلها التيار الوطني الحر" في هذا السياق ومنها الادعاء بوجود المقابر الجماعية ليتبين بعد كشف الدولة على المكان ان لا صحة لهذا الكلام. ورأى جعجع في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" من ضبيه ان عون "يدافع عن نظام آل الأسد اكثر من عائلة الاسد، ويذهب الى أبعد الحدود وبكلّ الوسائل"، لافتا الى انه يؤيد نظاماً ديموقراطياً يختاره الشعب.

وعن المخاوف التي يطرحها عون على خلفية انتشار التيارات السلفية في المنطقة قال "إن الجنرال يخوض معركة تطهير عرقي للمسلمين السنّة في المنطقة من خلال تصويرهم وتسويقهم على أنهم متطرفون"، وذكـّره بأن "ثمة سياسيين ومثقفين من الطائفة السنية معتدلين وليبراليين ويساريين ومنهم من استبعده النظام في سوريا كشكري القوتلي ونزار قباني ومحمد الماغوط وغيرهم".

ورأى جعجع ان هدف العماد عون تصوير تيار "المستقبل" على انه تيار اصولي "بينما حلفاؤه في ايران و"حزب الله" متشددون ولا يرتدون ربطة عنق". وردا على سؤال عن تخوف بعض الدول كالامارات العربية من تسلم الاصوليات الدينية الحكم في الدول التي تشهد ثورات، شدد جعجع على "ان هواجس هذه الدول صحيحة لكنها لا تقف مع انظمة استبدادية كنظام الأسد، بل تؤيد ديموقراطية الشعب ضد الأصوليات وتؤيد الأنظمة المعتدلة، وهذا هو المسار الصحيح. ولكن اذا كانت هذه مخاوف الجنرال عون فلماذا لم يبدها عند سقوط النظام في مصر؟"، ورأى "ان هدف عون الدفاع فقط عن نظام

الأسد". وعن الشبكة الأصولية التي كشفت في الجيش وتسليم الرأس المدبر الموجود في عين الحلوة قال: "اذا كان لا بد من ذلك فلتنزع السلطات اللبنانية كل السلاح خارج المخيمات وداخلها بقرار من الحكومة اللبنانية". وقال ان السلطة الفلسطينية "أكدت استعدادها للتعاون مع الحكومة اذا ما اتخذت مثل هذا القرار، ولكن من يعترض على ذلك هو سوريا و"حزب الله" وحلفاؤهما وعلى رأسهم العماد عون".

واضاف جعجع "اذا ما اجبرنا على مخيم نهر بارد ثانٍ، فلتدخل السلطة الى عين الحلوة وتقبض على رئيس الشبكة التكفيرية وتأتي به (بالمنيح او بالوحيش)، واذا ما قامت الدولة بذلك فإن المعارضة ستؤيد دخول عين الحلوة وكل المعسكرات خارج المخيمات لتحريرها من السلاح". وعن الوضع المسيحي في زمن الثورات العربية قال: "سيكون هناك ضرر على المسيحيين، ولكن يجب ألا يتوقف التاريخ عند ذلك على رغم التخوف"، مشيرا الى ان الحلول "ليست في دعم الأسد بل في مواكبة التاريخ من خلال تنظيم أنفسنا وتقوية ايماننا"، متمنيا على المسيحيين في سوريا "الا يكونوا الحلقة الاضعف كمسيحيي العراق"، وطالبهم بتنظيم أنفسهم. وسئل عن موقف "القوات" من بكركي وشخص البطريرك، فشدد على دور بكركي وبطريركها "وخصوصا عند القواتيين على رغم وجود تباين في وجهات النظر

السياسية".

 

أبو جمرا: تصاريح عون "نشاز

رأى نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرا أنّ كلام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون حول الطائفة السنّية هو "تصاريح نشاز"، مؤكداً أنها "تثير العواطف وتخيف المواطنين وتؤذي البلد اقتصادياً وأمنياً وسياسياً". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، لفت أبو جمرا إلى أن "هناك نوعاً من المزايدات (في كلام عون) التي تتعدى الحدود والتي لا أحد يقبل بها حتى ضمن صفوف التيار الوطني الحر". وذكّر أبو جمرا رداً على كلام عون عن المتطرفين السُنّة في لبنان بأنّ "أحداث مخيم نهر البارد مع المتطرّفين انتهت بانتصار الجيش اللبناني الذي قام بواجباته فسجل بطولات وأنهى حالة خطيرة مرتبطة بسوريا". وإذ اعتبر أن "الجنرال عون "ينفخ البالون كثيراً وبعدها ينفّس" لينتهي الأمر "ببوسة ذقن""، لفت أبو جمرا إلى أنّه "لا يمكن لأي طائفة أن تنهي طائفة أخرى في لبنان، لأنّ التاريخ أثبت العلاقات الطيبة بين كل الطوائف سواء الشيعة أو السنّة أو المسيحيين". (رصد NOW Lebanon)

 

النائب فؤاد السعد: نصرالله قلق.. وكلامه عن السلاح تهويل إعتاده اللبنانيون

اتنكر عون لماضيه تزويرٌ للتاريخ.. ولا مبرر لتدخل الراعي بشؤون سوريا"

ناجي يونس، الجمعة 16 آذار 2012

لاحظ النائب فؤاد السعد أن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله بدا في إطلالته الأخيرة "قلقًا أمام التطورات في سوريا"، موضحًا أنّ "نصرالله ظهر متحفظًا بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في سوريا ليعرف في ضوء ذلك كيف سيتصرف وماذا ينتظره". السعد، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" رأى أنّ أمين عام "حزب الله" لم يقل في خطابه "أي شيء جديد بموضوع سلاح حزبه والحوار حول استراتيجية الدفاع الوطني، إنما هو أبقى على سلاح "حزب الله" خارج أي نقاش على طاولة الحوار"، مشيرًا إلى أنّ "نصرالله سبق أن أعطى النماذج عما يريد أن يكون عليه واقع سلاحه واستراتيجية الدفاع التي يصمم "حزب الله" على إرسائها في لبنان، و7 أيار 2008 المثال الحي على ذلك". وردًا على سؤال، لفت السعد إلى أنّ "نصرالله أوجد واقعًا في لبنان بات معه طبيعيًا جدًا أن يتحدى قدرة أي طرف لبناني على نزع سلاح "حزب الله" بالقوة"، وأضاف: "أساسًا لم يقل أحد إنه يريد نزع هذا السلاح بالقوة، لكن يبدو أنّ الأمر اختلط على نصرالله بين لبنان وسوريا حيث حليفه النظام السوري هو الذي يمارس العنف ويقمع شعبه ويوجه له الضربات بأبشع الوسائل الوحشية، أما نحن في لبنان فنطمئن نصرالله إلى أننا لن نقدم على أمر مماثل". وإذ أردج كلام نصرالله عن السلاح في سياق "التهويل الذي اعتاد عليه اللبنانيون من حزب الله"، إستغرب السعد "المفارقة العجيبة الغريبة في لبنان حيث هناك فئات يحرّم عليها حتى الكلام عن السلاح وهناك من يتم توقيفهم من غير سبب وجيه وبلا أي تبرير كتوقيف الدكتور زكريا حنقير، بينما هناك آخرون يتباهون بسلاحهم ويهولون به علنًا على اللبنانيين". السعد الذي شدد على كون "نصرالله يبدي إستعدادًا للعودة إلى طاولة الحوار الوطني إنما من دون أن يتيح للمتحاورين طرح موضوع استراتيجية الدفاع الوطني بحقيقتها، ما يعني أنه سيكون حوارًا من باب الفن للفن"، أكد في ضوء ذلك أن "لا فائدة من هكذا حوار"، مذكرًا في هذا السياق "بالقرارات التي اتخذت على طاولة الحوار ولم تُنفذ لأنّ إيران والنظام السوري لم يعطيا كلمة السر لحلفائهما في سبيل تنفيذها، والجميع يعلم كيف أنّ "حزب الله" إنقلب على القرار المتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان، ودعوة نصرالله اليوم إلى الحوار وفق شروطه إنما تعيدنا بالذاكرة الى جلسات الحوار التي انعقدت في قصر بعبدا". من ناحية ثانية، علّق السعد على الكلام الأخير لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون فلفت إلى "تنكر عون لماضيه ولكل الحقائق والتضحيات في ذكرى "حرب التحرير" الأمر الذي يعكس مرة إضافية مسار عون وتياره في تزوير التاريخ"، مستغربًا في الوقت عينه "إصرار عون على تخويف المسيحيين من أنّهم سيصبحون في خطر إذا سقط النظام السوري، وذلك في سياق مشابه للمواقف التي يتخذها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الموضوع السوري"، وسأل السعد عن "مبرر ارتكاب خطأ مماثل"، وعن "مبرر تدخل البطريرك الماروني في الشوون السورية وتصنيفه الأنظمة العربية".

 

المحكمة العسكرية الدائمة أرجأت محاكمة الشيخ مشيمش إلى 11 أيار 

أرجأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل ابراهيم محاكمة الشيخ حسن مشيمش إلى الحادي عشر من أيار المقبل، وذلك بعدما استمهل وكيله المحامي انطوان نعمه للرد على قرار المحكمة برد الدفوع الشكلية التي قدمها اليها. (الوطنية للإعلام)

 

ذكرى ثورة الأرز في واشنطن

تحيي المنظمات اللبنانية ـ الأميركية في واشنطن الذكرى السابعة لإنطلاقة ثورة الأرز في مبنى الكابيتول في واشنطن، الاثنين التاسع عشر من آذار الجاري، في حضور مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان والسفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي ووزير النقل الأميركي راي لحود وممثلين عن مجلس الشيوخ والإدارة الأميركية وفعاليات المجتمع اللبناني ـ الأميركي وعدد من المسؤولين البارزين.

 

"المراجعة الاستراتيجية" رسملة "اليونيفيل" وتقويتها

خليل فليحان/النهار/ تلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تقريرا خطيا من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون يتضمن المراجعة الاستراتيجية لـ"اليونيفيل" في "محاولة لضمان التطبيق الجيد لقوة حفظ السلام من أجل المهمات المنوطة بها في التفويض الموكل اليها". ويقع التقرير في ست صفحات. واوضح بان أن تلك المراجعة وضعها بناء على طلب من مجلس الامن بناء على قرار رقمه 2004 اتخذ عام 2011 في محاولة لضمان الممارسة الجيدة لقوة حفظ السلام وحصر شكل مهمتها على الاغلب في انجازها خلال فترة انتدابها. واشار الى ان الامين العام المساعد للامم المتحدة المتقاعد جوليان هارستون قاد فريق المراجعة خبيراً مستقلاً، منطلقا من القرار المذكور ومن مشاورات اجراها مع اعضاء مجلس الامن، و"اليونيفيل" وفريق الهدنة التابع للامم المتحدة وممثلين للدول المشاركة والاطراف وفرق انضباط من قسم قوة حفظ السلام زاروا منطقة عمليات القوة الدولية بين 8 كانون الاول 2011 و18 منه.  وعقد هؤلاء الزوار اجتماعات عدة مع القوى المشاركة من الدول وسفراء الدول ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن المعتمدين لدى لبنان، ومع الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي. وابلغ هارستون في 24 كانون الثاني الماضي النتائج الاولية للمراجعة الى خبراء اعضاء في مجلس الامن والى "اليونيفيل" والـ"انتسو". كما احيلت تلك النتائج على حكومتي لبنان واسرائيل. وصادق على تقرير القوة الدولية عن "المراجعة الاستراتيجية "الامين العام المساعد لقوة حفظ السلام في نيويورك في الثاني من الشهر الجاري.

ومن المفيد التذكير بالسياق الذي بدأت به المراجعة الاستراتيجية، وهو القرار 1701 (2006) الذي مر خمس سنوات على اعتماده، وبقي الاطراف المعنيون ملتزمين تنفيذه بالكامل.

ولفت التقرير الى أن وضوح تعليم الخط الازرق ساهم في خفض الانتهاكات غير المتعمدة وأحدث مقياسا مهما لبناء الثقة. وان الحالة في منطقة عمليات "اليونيفيل" في الارض والمياه مستقرة. غير ان ذلك لم يسجل أي تقدم حقيقي نحو وقف اطلاق نار دائم وحل طويل الامد يستوجبه القرار 1701. وليس لـ"اليونيفيل" التفويض أو الوسائل لمعالجة جذور النزاع المستمر، والباقية مجهولة بشكل واسع.

وعزا التقرير الى استدراك الامم المتحدة دعوة الاطراف المعنيين الى التقيد بالتزاماتها بموجب الرسائل التي بعث بها الامين العام الى الاطراف، في مجلس الامن في 21 آب 2006. وقال: "كما أشرت في تقاريري المتتالية عن مدى تنفيذ القرار 1701 وكذلك في رسالتي الى رئيس مجلس الامن المؤرخة 12 شباط 2010 ان من مسؤولية الافرقاء انتهاز الفرصة التي يوفرها انتشار القوة الدولية التي بدورها تشكل رادعا قويا للعودة الى الاعمال العدائية وتمهد للتأسيس لبناء مسار يمكن  ان يؤدي الى وقف اطلاق نار دائم والى حل طويل الامد كما لحظه القرار 1701".

واكد ان "المراجعة الاستراتيجية في هذا الوقت، ليست فقط لاستطلاع الانجازات والتحديات التي تواجهها "اليونيفيل"، لكنها مناسبة لرسملتها وتقويتها لتعزيز تنفيذ القرار 1701، وفي حال القيام بذلك، حماية تلك الانجازات. تتطلع المراجعة الاستراتيجية الى الامام. فهي ليست انتداباً للقوة الدولية العاملة في الجنوب، انما لتزويدها سلطة قوية أو قواعد الالتزام". وأشير الى ان "الفريقين أجمعا على الرأي ببقاء تلك القوة قدر الممكن، ويجب الحفاظ على تركيبتها وانتشارها في منطقة عملياتها".

 

لحود: "الشمس ساطعة والتورية لا تفيد"/السنيورة: "اوقعت نفسك في الخفة"/حسابات المساعدات في مصرف لبنان للاطلاع عليها

المركزية – رد المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة على رد مكتب الرئيس اميل لحود بالآتي: إن الرئيس لحود هو الذي أوقع نفسه في "الخفة والتأويل والاجتهاد" حسب التعابير التي استخدمها في نص بيانه. فهو الذي بادر إلى القول أن الهبات التي تلقاها لبنان بعد عدوان تموز بلغت 3.6 مليار دولار وان مصيرها مجهول، ولما تبين له أن كلامه لا يستند إلى دليل وان الهبات النقدية التي تسلمها لبنان عبر الهيئة العليا للاغاثة وحسب الأصول القانونية المعتمدة بلغت فقط 1.161 مليار دولار انتقل للحديث عن التهجم والتعمية وغيرها من الالفاظ.

فخامة الرئيس: في الأساس أنت جلبت التهجم على نفسك بنفسك، لأنك قاربت موضوعا لم تكن متمكنا منه وليست لديك قرائن بشأنه، فلا ترشق الناس بالحجارة... علما أن المبالغ المشار إليها موجودة حساباتها في مصرف لبنان ويمكن لمن يشاء ولأي مواطن الاطلاع عليها وكذلك على مصادرها وأبواب انفاقها.

وكان المكتب الاعلامي للرئيس العماد اميل لحود اصدر البيان: "رد المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة على الكلام الذي قاله الرئيس العماد اميل لحود ومفاده أن تعتيما يلف قيمة الهبات التي وصلت الى لبنان إبان عدوان تموز 2006 وكيفية صرفها ووجهة استعمالها، ذلك انها لم تدخل او تظهر في حسابات خزينة الدولة اللبنانية. إن رد الرئيس فؤاد السنيورة يفتقر كالعادة، عندما يتعلق الامر بهدر المال العام، الى الصحة والموضوعية والمرتكزات القانونية، فيأتي في سياق التهجم والتعمية، في حين ان لغة الارقام والآليات الدستورية لا تحتمل الخفة او التأويل او الاجتهاد. يبقى ان هذا الرد يحمل بذاته اقرارا من صاحبه بأن تلك الهبات لم تسلك المسلك الدستوري والقانوني لقبولها وصرفها، اي موافقة مجلس الوزراء وادراجها في حسابات الدولة للوقوف على مستندات صرفها الثبوتية".

اضاف البيان : "ان الحجة التي يكررها الرئيس فؤاد السنيورة بالاحالة الى الاعلام للوقوف على صرف المال العام امر مستغرب ومستهجن يحمل الاعلام ما لا قدرة او وظيفة له على تحمله. اما ان تنخفض قيمة الهبات من 3,6 مليار دولار الى 1,161 مليار دولار، فأمر يدل ايضا على الخفة في مقاربة الارقام في موضوع الهبات النقدية التي تلقاها لبنان في ذلك الحين، مع التأكيد دوما ان الرئيس السنيورة لم يدل بهذا الموقف حين مساءلته في مجلس الوزراء من رئيس الجمهورية عن مآل هذه الهبات ومصيرها، حيث لم تكن قيمتها اصلا موضع مناقشة. عجيب أمر هذا الزمن الذي تصبح فيه الشفافية في انفاق المال العام من سابع المستحيلات، وان يتم التهجم على كبار المسؤولين حيث مكامن قوتهم المعهودة والمعروفة من الجميع، اي النزاهة، ونظافة الكف، وان يكون المتهجمون أرباب التعمية واللفلفة والتسويات .هي دعوة مفتوحة للشعب اللبناني الابي والمهدورة حقوقه المالية والمعيشية للتخلي عن مجرد السؤال عنها بالوسائل الدستورية والقانونية المتاحة والاكتفاء بما يصرح به المؤتمنون على تلك الحقوق في وسائل اعلامهم". وختم البيان: "ان الشمس ساطعة يا دولة الرئيس، والناس تبصر وتعرف ولا تفيد التورية".

 

السفارة الاميركية: الجنرال غي كوسنتينو زار لبنان وشدد على تعزيز قدرات الجيش اللبناني

وطنية - 16/3/2012 أعلنت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في بيان، ان "نائب مدير الشؤون السياسية - العسكرية لمنطقة الشرق الأوسط في هيئة الأركان المشتركة الجنرال غي كوسنتينو زار لبنان اليوم، واجتمع بقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وكبار المسؤولين العسكريين. زيارة الجنرال كوسنتينو هذه هي الأولى إلى لبنان بعد أن خلف الجنرال جون شارلتون الذي كان قد زار لبنان في شهر أيلول من العام 2011". وأشار البيان الى ان "الجنرال كوسنتينو شدد خلال لقاءاته على التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين، فضلا عن دعم الولايات المتحدة لمبادرات لبنان لتنفيذ التزاماته بموجب قرارات مجلس الأمن 1559 و 1701. وجدد التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل. وشدد على دعم الجيش الاميركي لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، مدركا أهميته في خدمة لبنان كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة لتأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادة واستقلال الدولة".

 

الراعي استقبل وزيرة خارجية قبرص ويغادر غدا الى القاهرة/ماركوليس: لتعميق العلاقات بين بلدينا وجعلها مثمرة وأكثر غنى

وطنية - 16/3/2012 - يتوجه البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي الى القاهرة غدا السبت في زيارة راعوية تستمر حتى 21 من آذار الحالي.

وزيرة خارجية قبرص

وكان الراعي استقبل، قبل ظهر اليوم في بكركي، وزيرة خارجية قبرص ايرانو كوزاكو ماركوليس والوفد المرافق لها وأعضاء من السفارة في بيروت، في حضور النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، حيث تم عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقبل ان يستبقي البطريرك الراعي الوزيرة الضيفة الى مائدة الصرح، قالت: "اللقاء كان ممتازا "، مشيرة الى "احترامها الكامل للبطريرك"، لافتة الى ان "اللقاء سمح باستكمال المحادثات التي كنا بدأناها في قبرص خلال زيارة غبطته الأخيرة". وقالت ماركوليس: "نحن فخورون بموارنة لبنان الذين يعيشون في قبرص. وقد ناقشنا في اللقاء العلاقة التي تربط موارنة لبنان بموارنة قبرص والعلاقات الثنائية بين البلدين، وجودي هنا هو للبحث في ما يمكن أن نقوم به في سبيل تعميق العلاقات التي تجمع بلدينا وجعلها مثمرة وأكثر غنى".

 

كيروز تعليقا على ما تعرض له الدكتور حنقير: ندعو النيابة العامة التمييزية لحماية المواطن من الافراط في استخدام السلطة واستخدام حقها في الادعاء على الموظفين المسؤولين

موقع القوات/سجل النائب في كتلة "القوات اللبنانية" ايلي كيروز اسفه لما تعرّض له الطبيب والاستاذ الجامعي الدكتور زكريا حنقير من معاملة سيئة من قبل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بسبب هوايته في جمع الأسلحة القديمة في بيته، معبرا عن تضامنه معه في إنسانيته. وذكر كيروز بالمبادئ الدستورية والقانونية والانسانية التي يجب أن ترعى حقوق المواطنين اللبنانيين لدى تعرّضهم لشبهة ذات طابع قضائي. لقد نصّت المادة الثامنة من الدستور اللبناني على أن الحرية الشخصية مصونة وفي حمى القانون. كما أكد اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب على عدم جواز تعرّض أحد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية أو المهنية. واضاف كيروز "لقد حدَّد قانون أصول المحاكمات الجزائية وقانون العقوبات العسكرية أفراد الضابطة العدلية العادية كما أفراد الضابطة العدلية العسكرية. ولم ترد في هذا التحديد مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مما يؤدي الى اعتبار ما حصل مع الدكتور زكريا حنقير تعدياً على القانون وعلى حقوق الانسان". ودعا النائب العام التمييزي الى اتخاذ التدابير اللازمة التي توفر حماية كافية لحقوق المواطنين اللبنانيين وكرامتهم من أي تعسف في استعمال السلطة كما أدعوه الى ممارسة حقه في الادعاء على الموظفين الرسميين الذين يقومون خلافاً للقانون بمهام الضابطة العدلية والذين يرتكبون المخالفات.

 

مستقلو 14 آذار يتطلعون إلى آلية لمحاسبتها: لا نريد منافسة ولا مناصب بل الحق في الصراخ

إيلي الحاج/ما إن انصرف الجمع إثر احتفال "البيال" مساء الأربعاء، حتى بدأت عملية تقويم شاملة في الغرف المغلقة داخل قوى 14 آذار وخارجها لمفعول الظاهرة التي جسّدها شباب مستقلون وملتزمون مبادئ "ثورة الأرز"، أسمعوا القيادات والناس شكاواهم وآمالهم وأحلامهم. لم يكن لهؤلاء المستقلين، المعروفين منهم أو شبه المجهولين أي دور بعد الـ 2005. لا أحد سألهم رأيهم أو أبدى استعداداً لأخذه في الإعتبار إذا تمكنوا من إيصاله بوسيلة ما إلى شعب "ثورة الأرز" . لا في الذهاب أو عدم الذهاب إلى مؤتمر الدوحة كان لهم حساب،  ولا في التسوية التي نتجت منه، ولا في معادلة "السين- سين" التي حكمت لبنان وتحالف القوى السيادية حقبة من الزمن. لكنهم ممثلين ببعضهم كانوا حاضرين في خمسة مؤتمرات نظمتها قوى 14 آذار وشاركوا في وضع وثائقها وقراراتها التي لم تنفذ في غالبيتها، ولا سيما في شقها التنظيمي. كذلك ساهموا بفاعلية في مؤتمرات أخرى تدور في فلك 14 آذار على غرار "لقاء سيدة الجبل". وثمة كثيرون  منهم نزحوا من الشأن العام إلى شؤونهم الشخصية.

 يعتبر المنضوون إلى حركة "اليسار الديموقراطي" من ضمن الفئة النخبوية إفرادياً وجماعياً، وقد عبّرت هذه الحركة عن اعتراضها على المسار الداخلي في 14 آذار على طريقتها . ولعلّ المستقلين حتى عن تلك الحركة من الطائفة الشيعية  كانوا وما زالوا الأكثر عرضة لمشاعر الإحباط والغربة في فئة من المواطنين المؤمنين بـ"لبنان أولاً" . فإلى أين يتوجه اللبناني إذا كان شيعياً ويغلّب لبنان الحر السيّد المستقلّ على كل ما سواه؟ صحيح أن ثمة أحزاباً لا تقتصر على لون مذهبي واحد في قوى 14 آذار، لكن قواعد كل من المكوّنات الكبرى لهذه الحركة يطغى عليها اللون الواحد ، وشدة الإحتدام بين المذاهب لا سيما في البيئة الإسلامية، تفقد الشيعي المستقل المتمسك بمبادئ "ثورة الأرز" القدرة على التحاور وبالتالي التأثير في أبناء مذهبه في حال التزم "حزب المذهب الآخر"، إذا جاز التعبير. فهو سيوصم بأنه تخلى عن الطائفة المعرضة للأخطار في سبيل أسبابه الشخصية، وذلك من غير أن يلقى مكاناً يرتاح إليه تماماً . ولربما يكون تذكير مستقلي 14 آذار الشيعة بين حين وآخر في أحاديثهم بما حصل للنائب السابق حبيب صادق الذي ضُحي به على مذبح "التحالف الإنتخابي الرباعي"، خير معبّر عن خلفية تدفعهم مرة تلو أخرى إلى التجمع في لقاءات ومنتديات، آخرها "التجمع المدني" الذي يجمع شخصيات وناشطين أصحاب رأي يتطلعون إلى موقع ومنبر لإيصال رسالتهم المطابقة لرسالة "ثورة الأرز". . ويحرص عموم المستقلين هؤلاء على التوضيح أنهم لا يطالبون بمؤسسة حزبية تنافس الأحزاب، ولا هدفهم الإستحصال على مناصب ووجاهات، بل كل ما يتطلعون إليه هو إقرار، وتحقيق آلية للمحاسبة عندما ترتكب قوى آذار أخطاء، ولطالما أخطأت وتحملوا هم الأوزار ودفع الفواتير. لا يهمهم أن تكون آلية المحاسبة والإصلاح جمعية عمومية أو هيئة عامة أو مجلسا وطنياً. فهم يريدون تفاعلاً و"تواصلاً" بين القيادات والآخرين الخارج الأحزاب ولا يتطلعون إلى مكاسب، لا مقاعد نيابية ولا وزارات. يريدون مكاناً للصراخ في وجه 14 آذار عندما يرون أنها تحيد عن المبادىء الرئيسية ويلوحون بأنهم لن يبقوا "غب الطلب" في الإنتخابات وعند المفاصل الرئيسية. أراحهم موقف الرئيس سعد الحريري الذي تبنى مطالبهم في بيان أصدره أمس، وتريحهم المواقف الوطنية "المستقيمة" كما يسمونها للدكتور سمير جعجع. لكنهم يتنبأون لقوى 14 آذار بالتحوّل فريسة سهلة لـ"حزب الله" حتى لو سقط النظام السوري، إذا لم تسرع إلى ورشة ترميم وتدعيم لبيتها المشرّع على عواصف داهمة.

 

لقاء المسيحيين المستقلين" اجتمع في حريصا: الحملة على البطريرك هدفها إضعاف رمزية بكركي الوطنية

 وطنية - 16/3/2012 عقد "لقاء المسيحيين المستقلين" اجتماعه الدوري في مزار سيدة لبنان - حريصا، وتوقف عند العناوين العريضة التي تناولها في اجتماع عام في بكركي مع البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي يوم 27 شباط المنصرم، في حضور أمين سر اللقاء الوزير السابق عبد الله فرحات والوزراء السابقين ايلي الفرزلي، الياس سكاف، جوزف الهاشم، سليمان الطرابلسي، ناجي البستاني، الياس حنا، كريم بقرادوني، والنواب السابقين جبران طوق، بيار دكاش، جاك جو خادريان، جورج نجم، وشخصيات

البيان

وبعد الانتهاء من الاجتماع تلا أمين السر عبدالله فرحات البيان الآتي:

"توقف المجتمعون عند الحملة المنظمة في لبنان وخارجه، والتي تناولت أصحاب الغبطة البطاركة المسيحيين في دنيا العرب، وبوجه خاص البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وشعار الشركة والمحبة الذي أطلقه ويعمل في سبيله، والتي استهدفت، عبر الاعلام، دورهم الوطني والقومي الكبير وسعيهم الدؤوب لحوار دائم وفاعل بين الاديان والحضارات، وبخاصة المسيحية والاسلام، ولا سيما خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر فيها المنطقة. وشجب المجتمعون الحملة الموجهة ضد المقامات ذات الحرمات، وناشدوا اخوانهم في الوطن، وتحديدا المسيحيين والموارنة منهم الالتفاف حول بكركي والمقامات الدينية المسيحية، كمرجعيات جامعة وضامنة للوحدة المسيحية والوطنية، حريصة على مفهوم التعددية والقبول بالاخر، وبعيدة عن الخلافات الطائفية والمذهبية والاعتبارات الفئوية السياسية الضيقة، وخارجة عن ذهنية الاصطفاف التي تعطل أمور البلاد وشؤون العباد. وفي معزل عن التعليقات التي تناولت تصريح غبطة البطريرك بشاره الراعي لوكالة رويترز، وما شابها من تجزئة وتحوير وتحريف، يرى اللقاء ان التمعن في الثوابت البطريركية في هذا السياق يبرز انها محكومة بهاجس القلق الذي ينتاب الشعور المسيحي في المنطقة، وبتسليط الضوء على ما هي بيئة حاضنة وأخرى نافرة، في ظل ما يشهده الوجود المسيحي من تهجير واستهداف وتكفير، وما تتعرض له الكنائس من اعتداءات بين العمل على إحراقها والدعوة الى هدمها. وفي رأينا أن هذه الحملة المنظمة ضد البطريرك تهدف الى إدخاله ضمن المحاور المتنازعة، وبالتالي إلغاء دوره كحكم ومرجعية وطنية فوق الاصطفاف، وبالتالي إضعاف مرجعية بكركي ورمزيتها الوطنية الجامعة".  

 

ندوة حول "كتاب التاريخ" في الكاثوليكي للاعلام

سامي الجميل: نرفض تصنيف اللبنانيـين بأن بعضهم مقاومة والآخر ميليشات

المركزية- استبعد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل "بناء مجتمع ودولة كال يجب طالما لا نملك كتاب تاريخ موحد"، رافضا "أن يحكى عن مقاومة ضد إسرائيل وعن أحداث بين "الجبهة اللبنانية" والجيش السوري في لبنان، وتصنيف اللبنانيين بأن بعضهم مقاومة وبعضهم الآخر ميليشات"، مشيرا الى "أننا لم نعترض على سرد تضيحات أهل الجنوب وشهداء حزب الله في وجه الاحتلال الإسرائيلي، بل على عدم إنصافنا كمقاومة لبنانية وكجزء أساسي من المجتمع اللبناني الذي قاوم واستشهد دفاعاً عن لبنان في وجه الإحتلال السوري والوجود الفلسطيني المسلّح".

عقدت قبل الظهر ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان "حول كتاب التاريخ: إما أن يكون كل تاريخ لبنان وتاريخ كل لبنان أو يكون مشروع إنقسام جديد في البلاد"، برئاسة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وبمشاركة النائب سامي الجميّل، عصام خليفة، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم وحضرها عدد من أعضاء الرابطة المارونية والمهتمين والإعلاميين.

مطر: بداية رحب المطران مطر بالمنتدين والحضور وقال "إنَّ مشكلة تدوين التَّاريخ وكتابته الموضوعيَّة هي من أصعب المشاكل حلاًّ وتسهيلاً. فالسُّؤال المطروح في الأوساط الفكريَّة عامَّةً يتمحور حول إمكان أيٍّ كان أن يكتب التَّاريخ بصورة موضوعيَّة، أيْ بوضع مسافة بين ذاته وذاته؟ كما أنَّ التَّاريخ في الماضي البعيد والقريب كان يكتبه المنتصِرون، أو قادة الشُّعوب الَّذين يفرضون ظلالهم عليه. وكان تدوين التَّاريخ في بداية الأمر يقتصر كما هو معروف على سرد أحداث الحروب والتَّحرُّكات الظَّاهرة للحكَّام الَّتي غالبًا ما تُضيء على الوجه السِّياسيِّ للأحداث أو الوجه العسكريِّ من دون الولوج في أعماق الحقائق الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة الَّتي تعرفها الشُّعوب. من جهةٍ ثانيةٍ هناك موقف معروف يُفيد أنَّ الأفكار هي الَّتي تقود العالم. فيرتكز المؤرِّخون إلى هذه المقولة، ليكتبوا التَّاريخ على أساسٍ أيديولوجيٍّ تفسيريٍّ، حيث الرَّأي في الأحداث يسبق الأحداث، وحيثُ الفكر هو القائدُ الحقيقيُّ لتفسير الأمور بصورةٍ مسبقةٍ، فيقع الكتَّاب في سجن الذَّاتيَّة الجماعيَّة وفي استعمال الأحداث لإثبات أفكارٍ شخصيَّةٍ ونظريَّاتٍ معيَّنةٍ على حساب الحقيقة والواقع".

تابع "ما من شكٍّ أنَّ هذه القراءات العقائديَّة لأحداث التَّاريخ، قد تتسرَّب تطبيقات لها في كتابة أيِّ تاريخ، في لبنان أو في أيِّ بلدٍ آخر أو شعب ومنطقة. من هنا أهمِّيَّة البحث الهادف في هذا الموضوع الشَّائك ليأتي أيُّ كتابٍ للتَّاريخ موضوعيًّا بقدر الإمكان أيْ وعاكسًا لحقيقة الأمور الَّتي يحياها شعبٌ على ما هي أيْ بتعقيداتها وتلوُّناتها الكثيرة"، أضاف "أوجز هذا المنحى مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشَّهريِّ الأخير، عندما تضمَّن بيانُه المعلن ملاحظةً حول كتابة تاريخ لبنان مفادها أنَّ هذا التَّاريخ يجب أن يكون تاريخ كلِّ لبنان وكلِّ تاريخ لبنان وألاَّ يكون الاجتزاء فيه نقيصة تنمُّ عن اجتنابٍ للحقيقة تؤدِّي بالتَّالي إلى قصورٍ في جمع المواطنين حول ما قيل فيه أو يقال". فإذا كان اللُّبنانيُّون شعبًا متنوِّعًا وواحدًا في الوقت عينه فلا ضير أن يعكس كتاب تاريخ لبنان حقيقة هذا الشَّعب كما هو بتنوُّعه ووحدته في آنٍ معًا. وإذا كان اللُّبنانيُّون يتطوَّرون في مواقفهم حيال أيِّ موضوع، فيجب على كتاب التَّاريخ أن يبيِّن هذا التَّطوُّر لأنَّه يكون حقيقة تاريخيَّة موضوعيَّة أكيدة. وإذا ما حدث للُّبنانيِّين أن اختلفوا في أمرٍ من أمورهم فلا ضيرَ إذا كتبَ التَّاريخ عن هذا الاختلاف لعلَّهم ينظرون إليه مع الزَّمن نظرةً موضوعيَّةًً تساعدهم على تَخطِّيه وعلى تلافي الأخطاء حياله".

ولفت الى أن "التَّاريخ كتاب الحقائق الإنسانيَّة والحقيقة يجب ألاَّ يخاف منها أحدٌ لأنَّها وحدها تحرِّر، فيما الاختزال وإخفاء العِلل وتبسيط الأمور أو تلوينها المسبق بموجب مواقف خاصَّةٍ مهما كانت، هي كلُّها مواقف لا تساعد على النَّظرة الموضوعيَّة ولا على تَخطِّي المشاكل الَّتي يعرفها أيُّ بلد، لا بل تسبِّب أضرارًا وتفسُّخاتٍ جديدة".

وختم "كيف يُكتَب إذًا تاريخُ لبنان؟ إنَّ هذا السُّؤال جوهريٌّ وأساسيٌّ ويجب الإجابة عليه قبل الشُّروع بوضع أيِّ كتاب عن هذا التَّاريخ. إذا ما أردنا قيام هذه النَّدوة فلكي نساعد عبر مَن نستقبلهم اليوم بفرحٍ واعتزاز على تسليط الضَّوء على هذه الأسُس بالذَّات لعلَّنا نفيد بها مجتمعنا وشبابنا إفادةً أكيدةً. نريد لبلادنا أن تَتخطَّى أيَّ عنفٍ مقيتٍ وأن تعود إلى العقلانيَّة الصَّافية في تدبير أمورها. لذلك نتطلَّع إلى عدم تكرار ما حدث أثناء تظاهرةٍ طلابيَّةٍ كان القائمون بها يُطالبون بأن يَعكس تاريخُ وطنهم حقيقةَ نضال جميع اللبنانيِّين من أجل لبنان، من دون استثناء، وأن لا يُغيَّب أيُّ نضالٍ عن طريق الحذف والاجتزاء. فإنَّ الاعتراف بالآخر والاعتراف بالحقيقة الكاملة هو السَّبيل إلى جمع الصُّفوف في وحدةٍ كاملةٍ متكاملةٍ. وعلى سبيل التَّندُّر فإنَّ في عِلم الحساب عمليَّاتٍ لها أسماء مستغربة تتمثَّل بالطَّرح والقسمة والضَّرب، كما أنَّ هناك عمليَّة رابعة أجمل من سابقاتها ألا وهي عمليَّة الجمع. فلعلَّنا نتمسَّك معنويًّا بهذه الأخيرة لا بغيرها، فنجمع دون أن نطرح أو نقسم وبخاصَّةٍ دون أن نضرب".

خليفه: ثم كانت مداخلة عصام خليفه جاء فيها "إن أهداف تدريس التاريخ هي "تعريف الطالب على هويته الوطنية حيث أنها مهددة من قبل أخطار داخلية (عصبيات الطوائف) وأخطار خارجية (أطماع العدو والتدخلات ومحاولات فرض النفوذ والوصاية من الأصدقاء والحلفاء)؛ وامتلاك الثقافة التاريخية لا سيما من حيث التاريخ الاجتماعي والديمغرافية التاريخية والتربية والثقافة والحضارة المادية؛ وأهمية المواطنية وأولوية الانتماء للبنان الوطن لجهة بلورة وعي ما فوق طائفي لدى الطلاب، يبعدهم عن الأفكار التعصبية الفئوية والتمترس عند تراث الطائفة الواحدة"، مشددا على أن "معلم التاريخ هو محور العملية التربوية وعلى ضرورة اعتماد سياسة حازمة لتنمية قدرات المعلمين وتحسين مهاراتهم التربوية وتجديد معارفهم، بهدف إثباب الهوية الوطنية اللبنانية وبناء جيل يحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسيادة الدولة". بعد ذلك تطرق إلى اللجان "التي أُلفت بهدف وضع كتاب التاريخ وآخرها مع الوزير السابق حسن منيمنه، نصفها من الأكاديميين المستقلين ونصفها الآخر من أكاديميين ممثلين للقوى السياسية، توصلت إلى وضع مناهج للمرحلتين الابتدائية والتكميلية"، مشيرا إلى أن "إصرار كل طرف على طرح روايته للحرب وتفاصيلها قد يؤدي إلى عدم التوصل إلى منهج للتاريخ".

واقترح "وضع ملاحظات اللجنة الوزارية التي الفت مؤخراً بتصرف اللجنة الأكاديمية والحوار من خلالها للتوصل الى تسوية ترتكز على المرتكزات الثلاثة التي طرحتها (الاكتفاء بالاسباب والكلفة والعِبَر)".

الجميل: ثم كانت كلمة الجميّل الذي قال "وافق الجميّل على الأقتراحات التي تقدّم بها الدكتور عصام خليفة لا سيما ضرورة وجود لجنة عليا من المؤرخين والباحثين لدراسة هذا الموضوع وإمكان إصدار أكثر من كتاب تدريس"، مشيراً إلى "إمكان توصل الباحثين والمؤرخين إلى صياغة هذا الكتاب".

وأبدى ملاحظة على الصياغة التي تمّ التوصل إليها ووصفها بأنها "ليست مقبولة".

وشدّد على "ضرورة وجود كتاب تاريخ موحد في بلد تتربى فيه أجيال بمنأى عن بعضها البعض ولا تعرف بعضها، بمعنى أن الأولاد التي تتربى في الجنوب لا تعرف شيئاً عن الأجيال التي تتربى في جبل لبنان، ومن يتربى في جبل لبنان لا يعرف شيئاً عمن يتربى في الجنوب وهذا خطير جداً لأن اللبنانين لا يتحسسون معاناة بعضهم البعض وينشأون بنمط تفكير ومعتقدات بمعزل عن اللبنانيين الآخرين، وهذا ناتج عن عدم وجود تاريخ موحد، لأن كتاب التاريخ كما نطرحه اليوم يسمح لكل اللبنانيين بالتعرف على بعضهم البعض والإطلاع على نضال وتضيحات بعضهم البعض وهذا أساسي إذا أردنا بناء وطن وليس مزرعة تعيش فيها كل فئة على حدة؛ ونحن نتربى في مزرعة منقسمين كل على حدة وهذا ليس منطقياً".

أضاف "إذا أردنا بناء دولة حقيقة يجب على اللبنانيين أن يتحسسوا مع بعضهم ويستوعبوا بعضهم، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال كتاب التاريخ"، مؤكدا "ضرورة أن يتعلّم الأولاد عن تضحيات أهالي الجنوب ومعاناتهم وكم سقط من الشهداء وأن يشعر اهل الجنوب بمعاناة أهل جبل لبنان بنضالهم وتضحياتهم والكوارث التي تعرضوا لها من جراء الاحتلال السوري وقصفه ومجازره في لبنان لكي نتمكن من بناء وطن". تابع "قد تكون مشاكلنا السياسية ناتجة عن عدم تحسسنا لمعاناة بعضنا البعض، لو كان حزب الله وأهلنا في الجنوب مطلعين على نضالنا في وجه الاحتلال السوري في كتاب التاريخ ويعرفون مقاومتنا وتضحياتنا وهول الكارثة التي تعرضنا لها من 1976 إلى 2005 لكانت ردة فعلهم تجاه 14 آذار 2005 وتجاه الإنقسام السياسي الحالي وتجاه مطالبتنا بكتاب تاريخ منصف، غير ما هي عليه اليوم ولكانوا شعروا بما نشعر به". أردف "طالما لا نملك كتاب تاريخ موحد لن نتمكن من بناء مجتمع ودولة كما يجب ولن نتمكن من خلق تضامن وطني ومواطنية لبنانية حقيقية وسيبقى كل واحدٍ منا يحيا في زاويته". وتابع: "انطلاقاً من هنا نرى ضرورة إنجاز كتاب التاريخ الموحد"، مذكرا "بمطالبة حزب الكتائب بوزارة التربية العام 2009 من أجل صياغة كتاب التاريخ الموحد ونحن ندرك أهمية هذا الموضوع".

واعتبر أن "ملاحظات حزب الكتائب على ما أنجز حتى الآن ليست سياسية أو محاولة إلغاء للآخر أو تسييس"، منتقداً "قول خليفه بضرورة ترك السياسيين الأمر للأكاديميين والمؤرخين، لأن عدم إنصاف الناس والتمييز بين مواطن لبناني وآخر ووصف لبنانيين بأنهم مقاومين وآخرين بأنهم ميليشيات، ينزع صفة الأكاديمية عن العمل ونحن لا نقبل أن تحصر المقاومة بفريق واحد".

وقال "لم ننكر نضال أحد ونحن أول من اعترف بتضيحات أهل الجنوب وشهداء حزب الله ونضاله في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ولم نعترض على السرد الوارد في هذا السياق في كتاب التاريخ بل اعترضنا على عدم إنصافنا كمقاومة لبنانية وكجزء أساسي من المجتمع اللبناني الذي قاوم واستشهد دفاعاً عن لبنان في وجه الإحتلال السوري والوجود الفلسطيني المسلّح"، لافتا الى أن "المشكلة أن الآخر يحاول إلغاءنا ويمنعنا من تحصيل حقوقنا ونحن في هذا الموضوع في موقع الدفاع عن النفس. لهذا لا نقبل أن يحكى عن مقاومة ضد إسرائيل وعن أحداث بين "الجبهة اللبنانية" والجيش السوري في لبنان، وبالتالي تصنيف اللبنانيين بأن بعضهم مقاومة وبعضهم الآخر ميليشات، وفي هذا تصنيف لبعض اللبنانيين بأنهم "أوادم" وبعضهم الآخر بأنهم "زعران"، وإفهام طلابنا بأن هناك من قاتل بشرف وأن هناك من قاتل بلا شرف، وبأن هناك من يمتلك الحق بحمل السلاح دفاعاً عن أرضه وأهله وشرفه ويحرم الآخرين من هذا الحق.

سنرجع إلى الطائف لنقول أنه أجرى هذا التصنيف؛ فإذا ورد خطأ في الطائف لا يجوز اصلاحه بخطأ آخر، وإذا كرّس انتصار فئة على أخرى وانكسار المسيحيين في الحرب اللبنانية ومعاقبتهم في التركيبة الدستورية وفي النظرة إلى نضالهم ودورهم في الحرب؛ وإن لم يتمكن المسيحيون من قول "لا" سنة 1990 للإحتلال السوري، فنحن سنة 2012 غير ملزمين باحترام تسوية تمّت على حسابنا، ووصف المسيحيين بالميليشيات ووصف الآخرين بالمقاومين، إذا أردنا بناء وطن يشعر فيه جميع اللبنانيين بأنه معترف بهم وبأنهم متساويين".

واقترح "الإحتذاء بسويسرا الدولة التعددية التي تحترم خصوصية كل مكوناتها الثقافية وضرورة الاقتداء بروحية المواطنة السويسرية المبتكرة هناك، من خلال إشعار المكونات كافة بإنتمائها إلى الدولة السويسرية من خلال الاعتراف بخصوصياتها، عبر إنشاء مدارس تعلّم التاريخ، الهويات واللغات المختلفة".

وختم "بمقدار ما تعترف الدولة اللبنانية بتضحيات كل اللبنانيين بمقدار ما سيشعرون بالإنتماء إلى هذه الدولة. باسمي وباسم حزب الكتائب أقول أن 6 آلاف كتائبياً استشهدوا في هذه الحرب دفاعاً عن لبنان وقراه المختلفة ولا نعترف بدولة لا تعترف بتضحياتنا وشهدائنا".

وقدر "موقف الرئيس مقياتي بسحب موضوع كتاب التاريخ من التداول بعد نضال قمنا به"، مشدداً على "ضرورة تصحيح الخطأ".

أبو كسم: واختتمت الندوة بكلمة الخوري أبو كسم التي جاء فيها "مما لا شك فيه أن الزمن لم يحن بعد، لأننا ما زلنا منقسمين سياسياً ومرتبطين بمحاور إقليمية ودوليّة ولم نصل بعد إلى المستوى الذي يؤهلنا للخروج من منطق العصبيات المذهبية والطائفيّة وللدخول إلى منطق الدولة والمؤسسات، نعم قد يكون كتاب التاريخ هذا أشبه بعبوة ناسفة معدّة للتفجير في أي وقت، وإن أتى ذلك الوقت عن أي تاريخ سنكتب؟"، تابع" "إن كتابة التاريخ ما كانت يوماً مشروع تسوّية ولا يجب أن تكون كذلك، ففي الواقع هناك اختلاف في المقاربات والرؤى بين اللبنانيين، اختلاف في الفهم المشترك، اختلاف حول معنى الوحدة الوطنية". وقال "لهذا وقبل كتابة التاريخ المطلوب اليوم هو ما ينادي به صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى، العمل على صياغة عقد اجتماعي جديد يؤسّس لبناء الدولة المدنية التي تحفظ للطوائق حقوقها وتعزّز قيمة الشخص البشري وتزرع الروح الديمقراطية في المجتمع اللبناني وتصون الكرامة الإنسانية وتساوي بين اللبنانيين في الحقوق والواجبات، هذا العقد الاجتماعي الذي يرتكز على الميثاق الوطني وصيغة العيش المشترك ويضمن حقوق جميع اللبنانيين. عندها نستطيع أن ننطلق إلى مراجعة الأحداث على ارض الواقع، استناداً إلى ما هو موّثق في الصحف والمجلات وأرشيف المحطات الإذاعية والتلفزيونية والتي يجب أن تتصف بالموضوعية والواقعية. وإلى أن نصل إلى ذلك اليوم، أنهي مداخلتي كما بدأتها بسؤال كيف نستطيع أن نكتب تاريخ لبنان ما دام المجتمع اللبناني يذهب من أنقسامٍ إلى آخر على وقع أنغام المذهبيّة والطائفيّة؟ ألا هدانا الله جميعاً سواء السبيل."

 

جنة "تعليم الخط الازرق" تابعت عملها

المركزية- في اطار عملية اعادة تعليم الخط الازرق، تواصل اللجنة التقنية التابعة للجيش اللبناني بالتعاون مع فريق طوبوغرافي تابع لقوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، عملها عند الخط المذكور، حيث انهت خلال الاسبوع الجاري التحقق النهائي من 10 نقاط تقع بين راس الناقورة ومروحين، بعدما تبين ان المعالم الموضوعة عليها مطابقة لاحداثياتها. وبذلك تكون اللجنة قد انجزت حتى تاريخه التحقق النهائي من 125 نقطة على الخط الازرق.

 

العسكرية" اصدرت 22 حكما غيابيا ووجاهيا

المركزية- اصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم، وعضوية المستشار القاضي ليلى رعيدي، وفي حضور مفوض الحكومة المعاون القاضي داني الزعني سلسلة من الاحكام جاءت على الشكل الآتي:

- خمسة احكام في جرم نقل سلاح حربي من دون ترخيص، واطلاق النار في مكان مأهول قضى اثنان منها غيابيا بالسجن مدة عام وشهر في حق كل من الفلسطيني (م.عوض) و(ح.ج) والزام كل منهما تقديم قطعة سلاح حربي، وقضى الثلاثة الباقية وجاهيا بالسجن مدة شهر وفي حق السوري (س.حمدان) والزامه تقديم مسدس نوع "غلوك" وتقديم مسدسين حربيين.

- ثلاثة احكام وجاهية في جرم نقل سلاح حربي من دون ترخيص ونقل ذخائر صيد ومنظار عسكري من دون ترخيص، قضى الاول منها بالسجن مدة اسبوع في حق (ع.أ) وخمسين الف ليرة غرامة ومصادرة المضبوط وقضى الثاني والثالث بالسجن مدة اسبوع في حق كل من (ط.ي) و(و.ع) ومصادرة المضبوط لكل منهما.

- حكم غيابي بمثابة الوجاهي في جرم سرقة هاتف خلوي قضى بالسجن ستة اشهر في حق (ع.ح) واربعماية الف ليرة غرامة.

- حكم غيابي في جرم معاملة عناصر من قوى الامن بالشدة ورشوة رجل الامن بمبلغ من المال ولم يلق العرض قبولا، قضى بالسجن مدة عام وشهر في حق السوري (ح.الجسري) ومايتي الف ليرة غرامة ومصادرة المبلغ المضبوط.

- حكم في جرم انتحال صفة عسكرية والتدخل بهذا الجرم قضى غيابيا بالسجن مدة عام وشهر في حق السوري (ز.المنلا العمر) وقضى وجاهيا بالسجن مدة شهر في حق (ط.ض).

- حكم غيابي في جرم انتحال صفة عسكرية بارتدائه بزة عسكرية مرقطة قضى بالسجن مدة شهر في حق (ر.ح) ومصادرة المضبوط.

- ثلاثة احكام في جرم معاملة عناصر عسكرية بالشدة اثناء الوظيفة وضرب رتيب قضى غيابيا بالسجن مدة عام وشهر في حق الفلسطيني (أ.مناع) وقضى الثاني وجاهيا بالسجن مدة خمسة ايام في حق (ع.خ) والثالث وجاهيا ايضا قضى بالسجن مدة اربعة اسابيع في حق (ع.ط ).

- حكم غيابي في جرم حيازة جهاز لاسلكي من دون ترخيص قضى بمايتي الف ليرة غرامة في حق( م.ا) ومصادرة المضبوط .

- حكمان وجاهيان في جرم حيازة اعتدة عسكرية ومماشط وذخائر حربية قضى الاول بالسجن مدة خمسة ايام في حق (ح.م) ومصادرة المضبوطات وقضى الثاني بالسجن مدة سبوع في حق(أ.ع) ومصادرة المضبوط.

- حكم غيابي في جرم حيازة مصوبة هاون وهي من جزئيات الاسلحة، قضى بالسجن مدة عام وشهر في حق (م.ح) ومصادرة المضبوط.

- حكم في جرم اثارة الشغب وعدم التفرق بغير القوة ومعاملة عناصر الجيش بالشدة، قضى وجاهيا بالسجن مدة شهر ونصف في حق (ح.د) والسجن مدة اسبوع في حق (ع.ز) وقضى غيابيا بمثابة الوجاهي بالسجن مدة ثلاثة اشهر في حق (م.ك)، كما قضى غيابيا برد اعتراض (م.د) وتثبيت الحكم الغيابي القاضي بالسجن مدة سنة وشهر.

- حكم غيابي في جرم ارتداء تيشرت عسكري قضى بالسجن مدة شهر في حق السوري (أ.العلي) ومصادرة المضبوط.

- حكم وجاهي في جرم ارتداء قبعة وسروال عسكري مرقطين قضى بتغريم (م.ط) ماية واربعون الف ليرة ومصادرة المضبوط.

 

إذا كان لبنان لا يحكم بسياسة الغالب والمغلوب لماذا السلاح ولماذا الاستقواء بالخارج؟

اميل خوري/النهار

إذا كان لبنان لا يحكم بسياسة الغالب والمغلوب بل بسياسة التوافق والتسويات وأن ليس بمقدور حزب أو طائفة أو فئة أن تحكم وحدها وتلغي الآخرين، وما دام الزعماء على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم مقتنعين بذلك، فلماذا لا يجلسون الى طاولة واحدة ويتفقون على ما هم مختلفون عليه كي تتم عندئذ ترجمة سياسة اليد الممدودة التي ينادي بها كل حزب وكل فئة وكل طائفة، فعلاً لا قولاً؟

لقد عاش لبنان سياسة الغالب والمغلوب عندما كان اللبنانيون منقسمين انقساماً حاداً بين حزبين رئيسيين هما الكتلة الوطنية والكتلة الدستورية، وبلغ ذاك الانقسام حد القطيعة الشخصية بين الزعماء. ولكن عندما انتخب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية اعتمد سياسة اللاغالب واللامغلوب في تشكل أول حكومة وظلت هذه السياسة متبعة الى أن اصبح لبنان تحت الوصاية السورية، وعندها صار اللبنانيون الحريصون على السيادة والحرية والاستقلال، مسيحيين ومسلمين، مغلوبين.

وبعد انتهاء هذه الوصاية انقسم اللبنانيون بين 8 و14 آذار، وظن كل فريق منهما أن من يفوز في الانتخابات النيابية بأكثرية المقاعد يحكم والاقلية تعارض تطبيقاً للنظام الديموقراطي. لكن قوى 8 آذار التي جعلتها نتائج الانتخابات أقلية رفضت حكم الاكثرية واصرت على أن تشارك في أي حكومة يتم تشكيلها تحقيقاً للشركة الوطنية ولئلا تستأثر الاكثرية في اتخاذ القرارات ولا سيما منها المهمة، فتمثّلت قوى 8 آذار بثلث عدد الوزراء في كل حكومة تم تشكيلها، واستطاع هذا الثلث تعطيل صدور رأي قرار في مجلس الوزراء غير مقبول منه، مما علَّق تطبيق المادة 65 من الدستور التي تحدد المواضيع التي تحتاج الى موافقة اكثرية الثلثين. وقد تبين ان ما جعل الاكثرية النيابية تخضع لشروط الاقلية هو كونها تضم حزباً مسلحاً هو "حزب الله" بحيث ان هذه الاكثرية اذا لم تفهم بالكلام فانها تفهم بلغة السلاح...

لذلك بات على الزعماء اللبنانيين التفاهم على السياسة التي ينبغي اتباعها للحكم في لبنان. هل هي سياسة الغالب والمغلوب التي تقررها نتائج الانتخابات النيابية وذلك كما كان الوضع في لبنان في الاربعينات والخمسينات، ام هي سياسة اللاغالب واللامغلوب أيا يكن الفائز بالاكثرية في الانتخابات، وعليه ان يشرك الاقلية في أي حكومة يتم تشكيلها كي لا تستأثر فئة في اتخاذ القرارات المهمة ولا تأخذ برأي فئة اخرى كونها اقلية. هذا ما بات على الزعماء اللبنانيين الاتفاق عليه، حتى اذا ما اتفقوا على اعتماد سياسة اللاغالب واللامغلوب التي تفرض تشكيل حكومات وحدة وطنية، فان معركة الانتخابات النيابية تفقد عندئذ حدتها وحتى معناها لان الفائز فيها بالاكثرية يتساوى مع الفائز فيها بالاقلية، والرابح فيها لا يحكم وحده بل يحكم معه الخاسر ايضا... واذا اتفقوا على اعتماد سياسة الغالب والمغلوب التي تقررها نتائج الانتخابات ويحكمها النظام الديموقراطي، فان الصراع بين الاحزاب والتيارات على هذه النتائج يصبح شديداً وحاداً لأن حكم البلاد يؤول لمن يفوز بأكثرية المقاعد النيابية سواء أكانت حزبية صافية أم ائتلافية. وفي اعتماد أي من السياستين فانه لا يحق لأي فئة ان تكون مسلحة لمواجهة فئة غير مسلحة، اذ ان ذلك يجعل التوازن الداخلي مختلاً سياسياً ومذهبياً لأن الفريق الذي يملك السلاح يظل هو المنتصر على الفريق الآخر غير المسلح سواء باعتماد سياسة الغالب والمغلوب التي تقررها نتائج الانتخابات او باعتماد سياسة اللاغالب واللامغلوب التي تقررها تركيبة لبنان، وعندها يطرح السؤال: لماذا الحاجة الى السلاح، ما دام لبنان لا يحكم من حزب واحد ولا من طائفة واحدة او فئة واحدة، ولماذا الاستقواء بالخارج ما دام ليس في استطاعة أحد في لبنان أن يلغي الآخر أو يفرض رأيه عليه لأن هذا من شأنه ان يولد الحوادث والحروب الداخلية خصوصاً في بلد مثل لبنان تركيبته دقيقة وحساسة ومحكومة بالانفتاح والتوافق وهي التي جعلت النائب وليد جنبلاط يقول في حديث له: "ان التجارب أثبتت ان ما من أحد يستطيع فرض ارادته وسلطته بالقوة في لبنان"، كما جعلت الوزير السابق ميشال اده يقول "بحق الاختلاف واحترام الآخر"، معتبراً أن هذا هو جوهر الديموقراطية، لا بل ذهب الى أبعد من ذلك بقوله: "ان الألفية الثالثة تشهد صعوداً لدور الدين الاسلامي عالميا خصوصا على المستوى الديموغرافي، وان ذلك يطرح اشكالاً حول صيغة تؤمن العيش المشترك بين المسلمين وغير المسلمين، ولا سيما ان الاسلام دين ودولة ولا يتلاءم مع العلمانية". واكد أن لبنان "بعيشه المشترك العريق وبنظامه الذي تتمثل فيه كل العائلات الروحية ويحترم خصوصيات كل الاقليات، هو قدوة ومثال يحتذى".

 

إشكالية كلام البطريرك في ذكرى انتخابه قلق داخلي وديبلوماسي يحتّم مراجعة

روزانا بومنصف/النهار

 أحدثت مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للمرة الثانية خلال اشهر قليلة حول الموضوع نفسه، المتصل بالوضع في سوريا، صدمة لم تقتصر مفاعيلها على الداخل اللبناني، بل أثارت مرة أخرى ردود فعل غير مرتاحة وقلقة لدى الدول الغربية أيضا ولا سيما منها الاوروبية. اذ ان ما توافر من معطيات في هذا الاطار يفيد بأن الاجتماع الذي عقده سفراء الاتحاد الاوروبي مع البطريرك الماروني قبيل زيارته للأردن وقطر لم يتطرق الى هذا الموضوع، على رغم ان سفراء دول عدة رغبوا في ان تتمحور بعض الاسئلة التي طرحت حول الموضوع، ولكن بعض سفراء الدول المؤثرة على هذا الصعيد آثروا عدم تولي هذه المهمة باعتبار ان ثمة إشكالية أثارها ما طرحه البطريرك في أولى مواقفه في هذا الاطار من باريس على إثر لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فلم يكن ليعتقد بأن السفير الفرنسي دوني بييتون يمكن ان يثير هذه الاسئلة او ربما السفير الايطالي. لكن هذا لم يخف لاحقا تفاعل مواقف البطريرك لدى السفراء المعتمدين في لبنان كما لدى الادارات السياسية في بلدانهم حيال ما يفهم منه للمرة الثانية دفاع عن النظام السوري الذي يطغى في كلامه المتعدد الجوانب على أي كلام آخر يحاول ان يوازن به ما يفهم منه أخذ جانب النظام في ما يقوم به. وهذا الجانب لم يأخذ حيزاً من المشهد السياسي للانعكاسات التي تركها كلام البطريرك باعتبار ان ما برز على الصعيد الداخلي أخذ الواجهة في هذا الاطار وما اتصل منه في شكل خاص بالانقسام المسيحي الذي أحدثته هذه المواقف مجدداً بما هدد الانجاز الأساسي الذي قام به البطريرك بعيد انتخابه قبل عام ألا وهو جمعه القيادات السياسية المسيحية المختلفة والمتناقضة، علماً ان كلاماً كثيراً يقال في الصالونات السياسية ولا يخرج الى العلن ويصب في الخانة نفسها لهذا التفاعل السلبي.

والتفاعل الغربي مع كلام البطريرك يقلق أوساطا عدة نظرا الى المحاذير التي يتركها خصوصا ان زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية لم تحظ بالاهتمام الرسمي وأسقطت العاصمة الاميركية من جدول الزيارة نتيجة ما خلفته مواقفه الاولى على هذا الصعيد والتي كانت أطلقت من العاصمة الفرنسية. كما ان القلق الاكبر الذي يثيره حرصاء كثر يتصل برد الفعل العربي والاسلامي على كلام البطريرك في ظل استهداف النظام السوري لمواطنيه على نحو لا تتحمله الدول العربية الاسلامية. وقد عكس الاعلام العربي الكثير من رد الفعل هذا بما يرتب تداعيات ليس فقط على شخص البطريرك وموقع بكركي بل أيضا على الكنيسة في لبنان ككل والقدرة على المحافظة على نفوذها وتأثيرها في لبنان والخارج. فالإشكالية الاساسية تتمثل في أنه فيما يؤكد البطريرك والمدافعون عنه انه لم يقصد في اي وقت الدفاع عن النظام السوري فإن التبريرات غالبا ما صبت في غير مصلحة البطريرك باعتبارها تكرر بطريقة او بعبارات أخرى ما قاله سيد بكركي أساسا. فالتبريرات باتت تعمق المشكلة ولا تحلها خصوصا ان تكرار المواقف نفسها من النظام بعد مشكلة أولى أثارها كلام البطريرك في الموضوع نفسه تظهر كما لو ان سيد بكركي مقتنع بما يقوله وليس ما يقوله التباساً كلامياً عارضاً خصوصاً مع تكراره للمرة الثانية. في حين ان الإشكالية في ما يتعلق بالمضمون ان مواقف البطريرك تتعدى الانقسامات الداخلية بين قوى 14 و8 آذار، اذ هي باتت تثير انقسامات مسيحية إضافية وتثير حساسية بين اللبنانيين والخارج الغربي والعربي. فمع ان ثمة زعماء موارنة يعتمدون الموقف نفسه في شأن النظام السوري فإن مواقفهم تتصل بعملية نفعية في المواقف السياسية يقوم بها هؤلاء على وقع مصالحهم في حين ان بكركي لا يمكن ان تكون في هذا الموقع. ولا يقل رد الفعل لدى الطوائف الأخرى أهمية خصوصاً بعدما غدت بكركي وعلى الاقل في العقدين الاخيرين ضمير اللبنانيين جميعا. وقد كان رد فعل النائب وليد جنبلاط بالغ الدلالة في هذا الاطار ولو انه لم ينتقد او يسهب في انتقاد كلام البطريرك بشارة الراعي فيما الطوائف السنية متحفظة جداً عن كلام البطريرك ولا تخفي انزعاجها ولو لم تدخل في جدل حوله. وهذه الاعتبارات في حد ذاتها تستوجب مع مراجعة حصيلة السنة الأولى للبطريرك الراعي في سدة البطريركية تقويماً للثغر التي حصلت على ان تشكل درساً وافياً ودقة كبيرين في اختيار العبارات والكلام أمام وسائل الإعلام متى كان الكلام ارتجالياً وغير مكتوب، حتى مع التسليم جدلاً وفرضياً بأن بعض هذه الوسائل يمكن ان تفهم خطأ ما يرد في بعض الكلام. وهذا التأني واجب لما يجب ان تكون عليه مواقف بكركي في هذه المرحلة الحساسة ليس مراعاة للوضع المسيحي بحيث لا تزيده انقساماً وتشرذماً فحسب بل حرصا على موقع البطريرك والكنيسة معاً في لبنان وخارجه، اذ ان الجدل الذي طاولهما حتى الآن خلال بضعة أشهر لم تكن حصيلته إيجابية بل على العكس. أما المخاوف المسيحية مما يجري في المنطقة التي تشكل الهاجس الأساس، فثمة حرص يلتقي عليه كثر على ان تتولى بكركي بطبيعة الحال البحث في الحلول الممكنة إنما بمقاربة مختلفة عربياً وغربياً وحوارات تقيمها مع كل المعنيين بمن فيهم الحركات الاسلامية التي تصل الى السلطة في دول الربيع العربي.

 

غزة ساحة مواجهة بين إسرائيل وإيران

رندى حيدر/النهار

 تشكل الجولة الأخيرة من المواجهات بين التنظيمات الفلسطينية في غزة والجيش الإسرائيلي والتي أوقعت أكثر من 25 قتيلاً من الفلسطينيين أبرز نموذج للسياسة الإسرائيلية العدوانية المتعددة الهدف. فقد أرادت إسرائيل من اختيارها هدف الاغتيال، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، وتوقيت العملية بعيد عودة نتنياهو من زيارته للولايات المتحدة، توجيه أكثر من رسالة الى أكثر من طرف.

لقد كان الاغتيال رسالة موجهه الى إيران من خلال من تعتبرهم وكلاءها في قطاع غزة أي "الجهاد الإسلامي" ولجان المقاومة الشعبية، الذين يحظون بدعم إيران اللوجستي والمالي. من هنا ان توجيه ضربة إسرائيلية إلى حلفاء إيران في غزة هو بمثابة توجيه ضربة غير مباشرة اليها. لكن الحصيلة الفعلية للمواجهات التي دارت جاءت معاكسة لتقديرات الإسرائيليين. فبدل تلقين التنظيمات الموالية لإيران درساً، أظهرت المواجهات القدرة العسكرية لـ"الجهاد الإسلامي" ولجان المقاومة الشعبية على تحدي الجيش الإسرائيلي وزرع الاضطراب في حياة مئات الآلاف من الإسرائيليين، وذلك على رغم محدودية قدراتها العسكرية والعددية. لذا يمكن القول إن ما جرى هو انجاز لهذه المنظمات وليس انجازاً لإسرائيل.من جهة أخرى، حملت المواجهات اكثر من رسالة الى حركة "حماس"، فقد سعت إسرائيل الى اختبار نيات الحركة ومدى التزامها اتفاق وقف النار وكيفية تعاملها مع الفصائل الأخرى. كما شكلت محاولة واضحة لاستدراج "حماس" الى المواجهة العسكرية الدائرة، واستخدام ذلك ذريعة لشن عملية عسكرية برية واسعة النطاق للقضاء على البنية التحتية العسكرية للحركة، واسترجاع ما يسميه الإسرائيليون القدرة الإسرائيلية على الردع التي في رأيهم شهدت تآكلاً كبيراً منذ انتهاء عملية "الرصاص المصبوب" في غزة عام 2009. لكن ما جرى جاء معاكساً إذ لم تنجح إسرائيل في استدراج "حماس" ولا في توريطها في الصراع، نظراً الى عدم رغبة الحركة حالياً في دخول مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع إسرائيل. كما فشلت إسرائيل في حشر حماس عبر اختبار تموضعها الجديد بعد خروج قيادتها من دمشق، وابتعادها النسبي عن إيران. إذ تصرفت الحركة باعتبارها الجهة المسؤولة عن أمن القطاع، الأمر الذي من شأنه تعزيز شرعيتها السياسية، وابعاد وصمة الإرهاب عنها. ثالثاً، كانت المواجهات اختباراً أيضاً لموقف النظام الجديد في مصر ولكيفية تصرفه في إدارة الأزمة. وقد أثبتت الوساطة المصرية عمق وقوة التحالف بين "حماس" والسلطة المصرية الجديدة التي يسيطر عليها "الإخوان المسلمون".لذا فإن ما جرى قد يكون مقدمة لعملية إسرائيلية أوسع وأخطر ضد غزة و"حماس".

 

الانتقام أم عدم الانتقام: حسابات «حزب الله» بعد ضرب إيران

المصدر: وكالات | التاريخ: 3/16/2012

"ربما يتجسد رد «حزب الله» على العمل العسكري ضد إيران بالتحليل العقلي المبني على حساب التكاليف والفوائد أو بالتزام روحي متصوَّر بوجوب الدفاع عن راعيه الشيعي في طهران، أو بكليهما."

إن العواقب المحتملة لضربة استباقية أمريكية أو إسرائيلية ضد مواقع الأسلحة النووية الإيرانية هائلة. فعلى سبيل المثال ربما تطلق طهران صواريخ كرَد انتقامي أو تشن هجمات إرهابية أو تحاول تعطيل تدفق النفط عبر الخليج الفارسي. وحتى وقت قريب كان المتعارف عليه أيضاً أن «حزب الله» - الميليشيا الشيعية اللبنانية المدعومة من قبل إيران - سوف تطلق صواريخها على إسرائيل رداً على مثل هذا الهجوم على إيران. غير أنه على الرغم من المزاعم المستمرة من قبل كبار مسؤولي «حزب الله» بأن الهجوم على الجمهورية الإسلامية "يعني أن المنطقة بأجمعها ستشتعل" إلا أن تصريحات أخرى من قبل الأمين العام للمنظمة حسن نصر الله قد أثارت الشكوك حول ما إذا كانت الميليشيا سترد بالفعل أم لا.

الخلفية

تأسس «حزب الله» في لبنان بدعم إيراني سياسي ومالي في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. وأثناء الغزو الإسرائيلي في عام 1982 أرسلت طهران 1500 من أعضاء "الحرس الثوري" إلى وادي البقاع للمساعدة على تنظيم قوة مقاومة. واليوم وبخلاف أغلبية السكان الشيعة اللبنانيين ذوي الاتجاه التاريخي نحو العراق، يتطلب من أعضاء «حزب الله» اعتناق مبدأ ولاية الفقيه التي تضع مُلا إيراني على قمة السياسات والأمور الدينية الشيعية. ويشير النقاد إلى ذلك إلى جانب هدف المنظمة المعلن في أوائل الثمانينيات وهو تحويل لبنان إلى دولة إسلامية، كدليل على أن «حزب الله» هو عميل لإيران.

تلقي الأوامر؟

يعتقد الكثيرون في إسرائيل وأولئك الذين هم بين الموالين للغرب في لبنان و "ائتلاف 14 آذار/مارس" المعادي لسوريا أن «حزب الله» يتلقى توجيهات استراتيجية - إن لم تكن أوامر مباشرة - من طهران. وتقليدياً لم يناقش مسؤولو «حزب الله» مسألة تسلسل القيادة. ورغم ذلك ففي أوائل شباط/ فبراير، بعد أن كسر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تابوهاً لطالما كان محظوراً وتحدث علناً عن دعم نظامه لـ «حزب الله»، علّق نصر الله على علاقة المنظمة بطهران. وفي مناقشة ما إذا كان «حزب الله» سيهاجم إسرائيل رداً على ضرب منشآت إيران النووية قال إن طهران لم تقدم مثل هذا الطلب و "لن تطلب أي شيء من «حزب الله»." وقال إنه لو طلب خامنئي ذلك فإن قادة «حزب الله» سوف "يجلسون ويفكرون ويقررون ما ينبغي فعله."

ويبدو تصريح نصر الله وكأنه يؤكد أن العقول الأكثر هدوءاً يمكن أن تسود في أعقاب شن هجوم على إيران. ورغم ذلك وكما ذكرت مقالة في صحيفة "السفير" اليومية اللبنانية الصديقة لـ «حزب الله» الأسبوع الماضي فإن السؤال الأساسي ليس هو ما عسى تطلبه طهران من التنظيم وإنما ما هو "واجب" أعضاء الجماعة باعتبارهم "مقاومين في هذه المعركة." والجواب هو أن هناك التزامات روحية هائلة من جانب «حزب الله» تجاه إيران والمرشد الأعلى. وكما كتب ذات مرة نائب نصر الله نعيم قاسم "الأمر النهائي في هذا الطريق الإسلامي ينبع من علماء الدين الفقهاء" ويقصد خامنئي. ومع ذلك، وفي سبيل تقرير كيفية الرد على هجوم ضد رعاتها الإيرانيين سوف تنظر الميليشيا إلى ما هو أبعد من العوامل الروحية.

التكاليف المادية

على مدى العقود الثلاثة الماضية اكتسب «حزب الله» أصولاً مادية هائلة في لبنان من بينها ترسانة ضخمة وأميال من أنفاق معقدة وأنظمة مخابئ محصنة تحت الأرض. ويمكن أن تتعرض هذه الأصول للاستنزاف أو التدمير لو فتحت الجماعة صراعاً جديداً مع إسرائيل. وفي حرب الأربعة وثلاثين يوماً ضد إسرائيل في عام 2006 - التي أشعلتها الجماعة في تموز/ يوليو بعملية اختطاف عبر الحدود - استخدم «حزب الله» ترسانته وبنيته التحتية وخسر الكثير منها، الأمر الذي يتطلب سنوات لإعادة بنائها.

وعلى الرغم أنه من الواضح أن الميليشيا تفخر بأدائها في حرب 2006 والتي اشُتهر وصفها كـ "نصر إلهي" إلا أن نصر الله عبر أيضاً عن ندمه على التصعيد حيث قال في آب/ أغسطس من ذلك العام "لو كنت أعرف... أن هذه العملية سوف تؤدي إلى مثل هذه الحرب فهل كنت سأفعلها؟ أقول لا، لا مطلقاً." ومثل هذه المشاعر تعكس الجوانب السلبية ذات العلاقة بهذا "النصر." فقد كانت الحرب مكلفة جداً حيث بلغت الأضرار المادية للبنان وحدها ما يزيد عن ستة مليارات دولارات، تعرضت فيها المناطق الشيعية إلى أضرار أكبر من غيرها. وبالإضافة إلى عدم تحقيق مكسب استراتيجي لـ «حزب الله» انتهى القتال باستنفاد معظم مخزونات المنظمة وتدمير نظام أنفاقها التي من الصعب جداً إعادة بناؤها نظراً لوجود متزايد لقوات الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701.

وبدعم إيراني وسوري أعاد «حزب الله» البناء والتخندق حيث تملك الجماعة الآن كميات غير مسبوقة من المعدات الأكثر تطوراً التي يمكن أن تحملها معها لعدة جولات أخرى من الصراع مع إسرائيل. غير أن المنظمة على وعي أيضاً بأن إعادة التسلح في المستقبل يمكن أن تكون صعبة خاصة لو تمت الإطاحة بنظام بشار الأسد المحاصر في سوريا. وفي دمشق كان النظام العلوي العلماني من الناحية الإسمية فقط، حليفاً استراتيجياً لإيران الثيوقراطية لأكثر من ثلاثين عاماً، لكنه لو سقط، فسيحل محله بلا شك نظام سني غير ودي للقيادة الشيعية في طهران و «حزب الله». إن فقدان دمشق كممول ومحور لشحن ونقل الأسلحة الإيرانية يمكن على الأرجح أن يجبر «حزب الله» على إعادة التسلح عن طريق البحر وهو المسعى المحفوف بالمخاطر والأكثر استهلاكا للوقت. ومما يعقد الأمور أكثر هو أن سقوط الأسد ربما يقوي من جديد تطبيق عنصر الحظر البحري القائم في القرار رقم 1701.

تكاليف رمزية

لسنوات عدة رسَّخ «حزب الله» بحرص صورته كمدافع عن لبنان وكقائد "المقاومة" الإقليمية ضد إسرائيل. وبعد حرب 2006 أصبح نصر الله - الشيعي - الزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي ذي الأغلبية السنية. ومع هذا فمنذ ذلك الحين قوضت سلسلة من الأخطاء صورة الجماعة في المنطقة.

لقد كان الخطأ الأول هو الاستيلاء المسلح على بيروت في عام 2008 والذي حوّل فيه «حزب الله» أسلحته ضد الشعب اللبناني. ثم تورطت الجماعة في عام 2005 باغتيال رئيس الوزراء اللبناني وزعيم الطائفة السنية في البلاد رفيق الحريري. وفي الآونة الأخيرة، كان دفاع نصر الله المتحمس والمتكرر نيابة عن نظام الأسد الذي يرتكب الفظائع قد دمر ما تبقى من شعبية المنظمة في الخارج.

ورغم ضعف فرصة ما يستطيع «حزب الله» فعله لإنقاذ مكانته المتضائلة في المنطقة إلا أن الميليشيا تتطلب دعماً متواصلاً في الداخل. ورغم الادعاء الذي يستشهد به نصر الله مراراُ وتكراراً بـ "أننا سنفوز لأن (الإسرائيليين) يحبون الحياة ونحن نحب الموت" إلا أن معظم عناصره لا تريد الموت. ولننظر مثلاً ما حدث في أعقاب اغتيال القائد العسكري لـ «حزب الله» عماد مغنية في عام 2008 في دمشق، فبعدها ببضعة أيام خرج نصر الله بخطاب ناري مقتضب هدد فيه بالهجوم على الإسرائيليين في الداخل والخارج. ولاحقاً أوقف الشيعة في جنوب لبنان، المنهكين من الحرب والمتضجرين منها، إعادة بناء منازلهم التي تهدمت بسبب حرب 2006 واندفعوا أفواجاً إلى مكتب جوازات السفر في صور استعداداً للقيام بهجرة جماعية أخرى.

ويدرك معظم اللبنانيين أيضاً أن الاشتباك التالي مع إسرائيل سيكون أكثر تكلفة من السابق. فقد كان لكلا الجانبين وقتاً متسعاً للتخطيط والإعداد، وقد تعهدت إسرائيل مراراً وتكراراً بترسيخ "مبدأ الضحية" في أي صراع مستقبلي حيث لن تستهدف فقط أصول «حزب الله» بل أيضاً مجمل البنية التحتية المدنية اللبنانية. ورغم أن هناك قلة من اللبنانيين التي يمكن أن تقر بأن عمليات إسرائيل في عام 2006 كانت محدودة إلا أن أي حرب مستقبلية تنذر بأن تكون أكثر تدميراً. ولو قام «حزب الله» - المنظمة التي تحاول باستماتة تأكيد هويتها اللبنانية - بالانتقام فإنه سيخاطر بأن يكون هو المسؤول عن شن حرب أخرى مع إسرائيل نيابة عن إيران.

الخلاصة

من الصعب تقييم كيفية تقدير «حزب الله» لكل من هذه العوامل عند صناعة قراره. فطهران بلا شك تأمل أن التهديد الذي تفرضه الميليشيا سوف يردع الهجوم الإسرائيلي أو الأمريكي لكن حالما يتم الشروع في مثل هذه الضربة فإن قيمة إمطار إسرائيل بصواريخ ستكون رمزية أكثر منها استراتيجية. ووفقاً لرئيس الموساد السابق مئير داغان سوف يكون لانتقام «حزب الله» "تأثير مدمر" على الحياة اليومية في جميع أنحاء إسرائيل، لكن التدمير المادي الفعلي للبنان سوف يقنع كلاً من طهران و «حزب الله» بأن التكلفة التي ستتحملها قدرات الميليشيا ومكانتها المحلية ستكون باهظة جداً.

وعلى الرغم من الآثار المحتملة للانتقام إلا أن «حزب الله» يمكن أن يجد نفسه غير قادراً على البقاء على الحياد تماماً. وبدلاً من الانخراط كلية في الصراع يمكن أن تحاول الميليشيا معايرة ردها لاستثارة انتقام إسرائيلي أكثر تناسبية. فعلى سبيل المثال بدلاً من استهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصواريخ طويلة المدى يمكنها أن تمطر شمال إسرائيل بصواريخ كاتيوشا مما سيحث إسرائيل على تصعيد الصراع. وبعد إساءة الحسابات في عام 2006 فربما يرغب نصر الله في جس النبض مرة أخرى أو لا يرغب في ذلك. وعلى أية حال يمكن لإسرائيل أن تساعد على تجنب هذا الحراك من خلال الإشارة علناً إلى عواقب أي انتقام من جانب «حزب الله». وحيث يوشك الأسد على التداعي يواجه «حزب الله» قيوداً وضغوطاً غير مسبوقة من شأنها أن تزداد شدة إذا تمت الإطاحة بالرئيس السوري. ومن منظور حساب التكاليف والفوائد يمكن للميليشيا عندئذ أن تقرر أن مهاجمة إسرائيل رداً على توجيه ضربة لإيران يمكن أن تأتي بنتائج عكسية. ومع ذلك، فإن القرار في النهاية ربما لا يرتكز على العقلانية ولكن على الوجوب المتصور في عقل الهيئة العليا لـ «حزب الله» بالدفاع عن راعيها الديني الرئيسي في طهران. ديفيد شينكر هو زميل أوفزين ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن.

 

سنة مرّت على بدء الحراك في الداخل السوري بلبلة في توزيع المساعدات وتحرك رسمي لضبطه

عكار – ميشال حلاق /النهار

مرت سنة على بدء الحراك في الداخل السوري ونزوح مئات العائلات السورية الى لبنان ولا سيما الى القرى والبلدات العكارية (وادي خالد وجبل اكروم والقرى والبلدات المحيطة بها) الذين اتوا بمجملهم من محافظة حمص التي تعرضت خلال الاشهر الماضية لأعمال عنف ضخمة خلفت الكثير من الضحايا ونزوح الكثير من ابناء هذه المناطق الساخنة الى الجوار اللبناني، سواء في البقاع او الشمال وعكار خصوصا. وبإزاء الواقع الذي يعيشه النازحون البعيدون عن بيوتهم واهلهم، والذين لم يكونوا يتوقعون ان تطول فترة اقامتهم في القرى والمدن اللبنانية التي قصدوها، وهم بمجملهم سكنوا لدى اقرباء لهم وانسباء، فقد رفض القسم الاكبر منهم اللجوء الى مراكز الايواء التي امنت لهم عبر الهيئة العليا للاغاثة ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبلديات المنطقة ومخاتير القرى التي لجأوا اليها، باعتبار ان نزوحهم لن يطول وان العودة قريبة. ويشار الى ان الجهات المعنية بايواء النازحين وتوفير مستلزمات اقامتهم قد اتخذت سلسلة تدابير احتياطية لاستقبال مزيد من العائلات النازحة في ضوء المستجدات الامنية التي حصلت خلال الاسبوعين الماضيين، وخصوصا في مدينتي حمص والقصير كما في تلكلخ والقرى المجاورة لها. ووفق تقرير مفوضية شؤون اللاجئين، فان اعداد النازحين الى لبنان الى تزايد، ولكن ليس بأرقام كبيرة، اذ بلغ عدد المسجلين حاليا لدى المفوضية والهيئة العليا للاغاثة في شمال لبنان 7٫088 شخصا، مما يعكس زيادة بنحو 30 شخصا تم تسجيلهم حديثا منذ الاسبوع الماضي، وذلك بشكل رئيسي في مناطق وادي خالد واكروم والبيرة وحلبا وعكار العتيقة وطرابلس.وبحسب تقديرات المفوضية وشركائها على مدى الاسابيع القليلة الماضية، قد يكون عدد من النازحين السوريين في البقاع ما يقارب 4000 شخص. ويشير التقرير الى ان حالات وصول اضافية للنازحين السوريين في نهاية الاسبوع الماضي مع قدوم نحو 50 عائلة الى عرسال و170 عائلة الى قرية الفاكهة، وفقا لرئيس بلدية عرسال، وهناك ايضا نحو 75 عائلة اضافية في مشاريع القاع، علما ان بعض المنظمات غير الحكومية تقدر وجود ضعف هذا العدد. بحسب التقديرات الاكثر موثوقية، هناك حاليا نحو 4000 شخص في منطقة البقاع، تعمل المفوضية على التحقق من الارقام الحالية. الى نحو 1000 شخص آخرين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها في اجزاء اخرى من لبنان.

وبغض النظر عن اوضاع النازحين وضرورة الاهتمام بهم، فان كلاما بدا يطفو على سطح الازمة عن وجود منتفعين يحاولون استغلال الحالة القائمة وتقديم انفسهم كجهات فاعلة ومرجعية قادرة على تسلم  دفة المساعدات، مما احدث بلبلة وبات يحتم على الجهات المعنية بهذا الملف ان تأخذ المبادرة لاعادة الامور الى نصابها قبل ان تستفحل الظاهرة. وفي هذا السياق تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة العميد ابرهيم بشير مدى اليومين الماضيين منطقة عكار، والتقى العائلات السورية النازحة في عدد من قرى وادي خالد والقرى والبلدات المجاورة لها مستطلعا اوضاعها.

 

الأسد والحرب اليائسة

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"تجري دول إقليمية وأجنبية بارزة مشاورات سرية من أجل اتخاذ قرارات جديدة أكثر فاعلية وتأثيراً ضد نظام الرئيس بشار الأسد، البعض منها ذو طابع عسكري، بعدما اصطدمت مهمة المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان والجهود الديبلوماسية المختلفة بواقع أساسي هو ان الرئيس السوري يخوض حرباً يائسة بالغة القسوة ضد شعبه المحتج لأنه بلغ نقطة اللاعودة في علاقاته مع مواطنيه ومع الغالبية العظمى من الدول المعنية بالأمر. لقد فقد الأسد الأمل في إنجاز صفقة ما تضمن بقاءه في السلطة ولم يعد يمتلك فعلاً المقومات والركائز الأساسية التي تسمح له بالبقاء، ودخل نظامه مرحلة الانهيار والتفكك التي تمهد لسقوطه. هذا هو تقويم مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس معنية بالملف السوري استناداً الى معلوماتها. وتضيف المصادر ان عوامل أساسية تُظهر ان الأسد خسر المعركة الكبرى داخلياً وخارجياً أبرزها الآتية:

أولاً - القدرات العسكرية والأمنية الضخمة التي يملكها نظام الأسد لم تعد مصدر قوة له لأنها تعقد المشاكل عوض أن تحلها وهي ليست كافية لإنقاذه إذ انها تزيد النقمة الداخلية والخارجية عليه وتوسع حجم الثورة الشعبية عليه وتهدد بإبقاء البلد في حال نزاع طويل قد يؤدي الى تفجير حرب أهلية ذات آثار مدمرة.

ثانياً - "الانتصارات" العسكرية التي يحققها النظام في معركته مع شعبه المحتج ليست حاسمة أو نهائية بل انها جزئية وموقتة ولن تبدل الأوضاع جذرياً لأن المشكلة ليست محصورة في وجود معارضين مسلحين بل في وجود ثورة شعبية حقيقية تشمل مختلف المناطق ولم تشهد سوريا مثيلاً لها منذ استقلالها. وقد وحّدت هذه الثورة الغالبية الواسعة من السوريين حول هدف كبير هو ضرورة إسقاط النظام وإقامة نظام ديموقراطي تعددي جديد يرتكز على التداول السلمي للسلطة من طريق انتخابات حرة وشفافة.

ثالثاً - نظام الأسد يواجه في وقت واحد حرباً مدمرة ضد الآلاف من المنشقين عن جيشه، وثورة شعبية تزداد اتساعاً وانتشاراً، وأوضاعاً اقتصادية ومالية ومعيشية وأمنية بالغة الصعوبة وتتدهور باستمرار، واتهامات رسمية دولية وإقليمية بالتسبب بمآس إنسانية كبيرة وبارتكاب انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان وجرائم ترقى الى مستوى الجرائم ضد الإنسانية. كما ان هذا النظام مسؤول عن مقتل الآلاف من السوريين وعن جرح واعتقال عشرات الآلاف وعن تحول أعداد كبيرة من مواطنيه لاجئين في الداخل والخارج وعن حدوث دمار واسع في عدد من المناطق والمدن والبلدات.

رابعاً - هذا النظام يواجه تحالفاً عربياً - إقليمياً - دولياً واسعاً فرض عليه عزلة وحصاراً وضغوطاً وإجراءات وعقوبات قاسية ومؤثرة عدة لم يتعرض لها أي نظام سوري منذ الاستقلال، وذلك من أجل تغييره وإقامة نظام جديد مختلف جذرياً عنه ويحقق الآمال والأهداف المشروعة للسوريين. ولنظام الأسد حليف حقيقي واحد هو النظام الإيراني العاجز عن إنقاذه، إذ ان روسيا والصين تدعمانه لكنهما تتفاوضان في الوقت عينه مع خصومه من أجل محاولة عقد صفقة ما معهم. العراق يعطي الأولوية لتحسين علاقاته مع الدول الخليجية والعربية عموماً وليس لتوفير الحماية للأسد، و"حزب الله" يدفع ثمن ضعف الأسد ومأزقه في تعامله مع حلفائه وخصومه اللبنانيين.

خامساً - فقد نظام الأسد القدرة على ضبط الأوضاع ومعالجة المشاكل الحادة المتنوعة في بلده ولم يعد يستطيع الحفاظ على تماسك المجتمع السوري وعلى هيبة السلطة والدولة. ولم يعد الأسد مصدر قوة لسوريا بل مصدر ضعف لها ومصدر خطر عليها وعلى مستقبلها بسبب القرارات التي يتخذها والأعمال التي يقوم بها، وقد حمّلته 137 دولة، في القرار الأخير الذي أصدرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة والذي يستند اليه أنان في مهمته، المسؤولية عن أعمال العنف والقتل والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في بلده. وخلص مسؤول أوروبي مطلع الى القول: "ان نظام الأسد فقد القدرة على التحكم بأوضاعه وبمصيره إذ انه عاجز عن الحل العسكري وعن الحل السياسي الحقيقي، بل ان صفقة عربية - إقليمية - دولية مناسبة هي التي ستكرس في النهاية سقوطه وتقود سوريا الى مستقبل جديد. لكن الأسد يحتفظ بقرار أساسي وحيد ينهي الحرب وينقذ سوريا، وهو قرار الاستقالة من منصبه والتنحي عن السلطة احتراماً لإرادة شعبه المحتج".

 

توافق فلسطيني على تسليم طه بعد طلب حاسم من الجيش

النهار/ طلب الجيش رسمياً من "القوى الوطنية والاسلامية" في مخيم عين الحلوة تسليم المطلوب توفيق طه المعروف باسم "ابو محمد"، وهو مسؤول في كتائب "عبدالله عزام" في تنظيم "القاعدة"، لاتهامه بتزعم الخلية السلفية التي خططت لتفجيرات داخل الثكن العسكرية للجيش. ونقلت "وكالة الانباء المركزية" عن مصادر فلسطينية قولها ان مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور طلب من القوى الاسلامية الفلسطينية بلغة حاسمة تسليم طه فورا، والا فان ثمة اجراءات جديدة ستتخذ بدأت بوادرها تترجم على الارض في تشديد الاجراءات الامنية عبر حواجز الجيش عند مداخل المخيم باخضاع الداخلين والخارجين لعمليات تفتيش وتدقيق، مما ادى الى ازدحام خانق. وعلم كذلك ان اتصالات جرت مع امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود الذي دخل على خط الوساطة لحلحلة الازمة، وامير "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب والمسؤول عن "عصبة الانصار الاسلامية" الشيخ "ابو طارق السعدي"، وسائر القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية التي ابلغت بوضوح قيادة الجيش رفع الغطاء السياسي ورفضها ان يتحول المخيم بؤرا وملجأ للفارين من العدالة ومثل هؤلاء الاشخاص الذين يسيئون الى سكان المخيمات، وهدفهم ضرب الاستقرار. وأكدت المصادر ان موقف القوى في عين الحلوة مجمع على رفع الغطاء السياسي عن طه، ولكن عملية توقيفه وتسليمه تحتاج الى تدابير امنية وعسكرية، وخصوصا في ظل الحديث عن انه متوار بين حيي "حطين" حيث كان يقيم، و"الطوارئ" حيث معقل "القوى الاسلامية". وأشارت الى ان مخيم عين الحلوة يعيش مأزقا، رغم التأكيد ان طه متوار، وبدء ترويج شائعات انه غادر في محاولة لتجنب شرب الكأس المرة ثانية بتوتير العلاقة مع الجيش، بعد النجاح في التعاون والتنسيق في اكثر من ملف، الا ان مخابرات الجيش ترصد كل التحركات الشاردة والواردة وتؤكد انه ما زال داخل عين الحلوة ويجب تسليمه. وامام اصرار الجيش على طلبه، عقدت القوى الفلسطينية ولجنة المتابعة سلسلة من الاجتماعات المتلاحقة واتفقت على تسليمه حفاظا على امن المخيم وعلى العلاقة الفلسطينية – اللبنانية، وتتحين الفرص للقبض عليه.

 

"أجواء صراحة" بين الراعي وفتفت وزيارة المكسيك عرضها مع الفاريز

النهار/ استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس، النائب احمد فتفت الذي قال أن اللقاء "سادته أجواء من الصراحة، وتحدثنا في التوضيحات التي ابلغنا بها غبطة البطريرك عما نشر عن لسانه في وكالة "رويترز"، وأوضح انه فصل بين النظام الديكتاتوري في سوريا والشعب السوري الذي هو قابل لأن يكون شعبا ديموقراطيا مستعدا للتطور والديموقراطية".

واضاف: "نحن نأمل في أن يكون هناك تعاضد وطني ومثل ما يشعر مسلمو لبنان بتعاضد مع مسيحيي العراق ومصر انطلاقا من اقتناعاتهم الوطنية، ان يكون هناك موقف مسيحي واضح مما يتعرض له المسلمون في سوريا بل كل السوريين مسيحيين ومسلمين وبقية الطوائف".

السفير المكسيكي

ثم استقبل السفيرالمكسيكي جورج الفاريز الذي أشار الى ان اللقاء "تناول الزيارة الراعوية المرتقبة لغبطته الى المكسيك، ونحن نستعد لها بكل فخر واعتزاز، جماعات ومجتمعا مكسيكيا وبخاصة مع وجود جالية لبنانية كبيرة في المكسيك، وهذه الزيارة ستعبر عن العلاقات القوية والصداقة والقيم العميقة بين الشعبين اللبناني والمكسيكي". وأضاف: "أنا متأثر جدا لرؤية غبطته في هذا اليوم بالتحديد الذي يصادف الذكرى السنوية الأولى لانتخابه بطريركا". وقال: "أعتقد ان ما يدور في العالم العربي عموماً وليس في سوريا فقط سيكون من أبرز الموضوعات التي سيتناولها البطريرك برؤيته الحكيمة وبدوره الرسولي خلال زيارته للمكسيك حيث سيشارك في مؤتمر بالغ الأهمية برعاية المغتربين، إضافة الى زيارة جماعات غوادالاخارا وغيرها التي تنتظر زيارته بشوق كبير". كذلك استقبل البطريرك النائب السابق جبران طوق في زيارة للتهنئة بسلامة العودة، ثم رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، فمستشار رئيس الجمهورية للفرنكوفونية خليل كرم الذي هنأه بذكرى انتخابه بطريركا، فالنائب السابق طلال المرعبي الذي قال: "لقائي جاء لتأكيد التزامنا وحدة لبنان والعيش الواحد وإصرارنا على أن يستمر العمل المشترك بين الجميع".

قرع أجراس

على صعيد آخر، قرعت أجراس الصرح البطريركي عند العاشرة والنصف صباحاً، في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتخاب المطران الراعي بطريركا على انطاكية وسائر المشرق.

 

رسالة في الذكرى "ومواكبة" لسنة على انتخاب الراعي بطريركاً

الكنيسة لا ترفض نظاماً ولا توالي آخر وشتّان بين المنفتح و"المسكّر"

حبيب شلوق/النهار

 سنة على تبوؤ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السدة البطريركية لإنطاكية وسائر المشرق، يُحتفل بها يوم عيد البشارة الأحد 25 آذار، وسنة انقضت أمس على انتخابه بطريركاً، قد لا تكون مئة في المئة كما يشتهيها الراعي، ولكنه على ما يبدو، بحسب مراقبين رافقوه أكثر من مرة، "مرتاح الى حصاد ما زرع"، وغير نادم على موقف اتخذه طوال سنة من الحركة، كنسياً ورعائياً ووطنياً.

فرنسا والأردن وقطر

والبطريرك الذي زار أخيراً الأردن وقطر وغداً السبت يزور مصر، لمس تفاهماً واضحا مع العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين وأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد، اللذين أعربا عن "تقديرهما" لتحرك الراعي نحو جمع اللبنانيين، و"تفهما" موقفه مما يجري في الدول العربية تحت شعار "الربيع العربي"، وأكدا انفتاحهما على كل الديانات ولا سيما المسيحية منها، ورفضهما أي انظمة متشددة لا تحترم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والتطور والحوار بين الأديان، في وقت هو أبدى - ليس في الأردن وقطر فحسب انما قبلهما في فرنسا - تخوفه من وصول أي أنظمة متشددة تقمع الحريات ولا سيما الدينية منها، مميزاً بين النظام الديكتاتوري و"نحن عانينا كثيراً"، والشعب السوري القابل للتطور والديموقراطية، كذلك ميّز بين سوريا كمجتمع ليس دينياً بل أقرب الى الديموقراطية، والنظام. وقارن بين الأنظمة الدينية المنفتحة والأنظمة "المسكّرة"، وشتان بين هذه وتلك. وعندما سئل خلال زيارتيه الأخيرتين رأيه في النظامين الأردني والقطري نوّه الراعي بهما مشيراً الى أنهما "منفتحان نسبياً"، وهو ما لاحظه في حله وترحاله، ولاحظه الوفد المرافق.

 وهذا الموقف توافق فيه النائب أحمد فتفت مع البطريرك خلال زيارة الاول أمس لبكركي، لجهة "أن سوريا ليست دولة دينية ولا تحكم من خلال الدين والشرع بمعنى أنها أقرب الى الديموقراطية"، وغالباً ما ميّز الراعي في حديثه بين النظام والدولة، من هنا ربما يستغرب رأس الكنيسة المارونية موقف قيادات سنّية منه.

 وفي معلومات المواكبين لزيارة فرنسا، إن الراعي تحدث "في المبادئ" ولم يتخذ مواقف، فالكنيسة "لاترفض نظاماً ولا توالي نظاماً"، وهو قال "إننا مع الإصلاحات في أي بلد، وخصوصاً سوريا، والشعب يفرض هذه الإصلاحات، ونحن عانينا من سوريا خلال وجودها في لبنان". والبطريرك "ضد العنف"، هكذا قال للفرنسيين، ونبّههم "إياكم ان توصلونا الى مثل ما وصلت اليه العراق"، أي حصول حرب أهلية ـ كسنة وعلويين مثلاً في سوريا ـ وأعمال عنف وهذا ما يحصل، أو الى أحكام التشدد لأنها أكثر ديكتاتورية وتضر الجميع، وقد توصلنا الى التقسيم وهو ما لا نرضاه"، وهذا "ليس موقفاً انما قراءة سياسية".

 وفي موضوع "حزب الله"، فإن الواضح أن الراعي يعتبر سلاح الحزب "مشكلة في لبنان"، سبّبت انقساماً كبيراً، وثمة فرق بين مَن يحمل سلاحاً ومَن لايحمل، "يعني هذا المواطن غير ذاك"، الاّ أن الحل في رأيه ليس لبنانياً فقط، وهو ما جاهر به أمام الفرنسيين، و"نحن نفعل ما لدينا"، انما الأسرة الدولية مسؤولة عن احتلال اسرائيل أراضي لبنانية وعن عدم تنفيذها قرارات الأمم المتحدة، وكذلك مسؤولة عن تنفيذ القرارات المتعلقة بالفلسطينيين وعودتهم الى ديارهم وقيام دولة لهم، ثم إن الأسرة الدولية مسؤولة عن تقوية الدولة اللبنانية وتسليح الجيش، "شيلوا المنع عن تسليحه".

 "سنة عمل"، بل سنة حركة دائمة لا تكلّ في عمر ولاية البطريرك السابع والسبعين، هو يبدو راضياً بل "فرِحا بالتجاوب الشعبي من كل الفئات والطوائف والألوان" الذي يظهر في زياراته الراعوية محلياً وخارجياً، وكل ما كان يتوقّعه حصل، ويعتبر أنه لم يأخذ مواقف سياسية "إنما طرح مبادئ ثابتة لبكركي أهدافها الإنسان والكيان اللبناني والمجتمع اللبناني، وقرأ ما يحصل على الأرض". و"يلتزم" الراعي عدم التدخل في تقنيات السياسة، وبالتالي هو لم يحدد أي موقف سياسي بالمعنى السياسي هذه السنة.

"غلّة" عام

 و"غلة" حراك البطريرك السابع والسبعين في عام أول من ولايته، ستضمها رسالة توزّع في الاحتفال الذي سيقام في بكركي يوم 25 آذار الحالي، وهي رسالة عنوانها كما شعاره عندما انتخب "الشركة والمحبة"، وتتضمن مقدمة يشرح فيها لماذا اختار الشعار، واختياره أتى نتيجة الطريقة التي حصل فيها الانتخاب والتحديات المطروحة اليوم، إذ "نحن نعيش في لبنان الجزء من العالم العربي الذي يعاني الكثير من الانقسامات والحروب"، وهو شعر بإزائها أننا في حاجة الى "شركة ومحبة".

 كذلك تتضمن الرسالة 4 فصول هي:

1 - مفهوم الشركة والمحبة الروحي واللاهوتي.

2 - تحقيق الشركة والمحبة من خلال الدوائر التي أحدثها في بكركي، وما هية هذه الدوائر ومهماتها وصلاحياتها.

3 - ممارسة الشركة والمحبة، وهو شعار تحقق في الدوائر المحدثة وفي الزيارات الراعوية للأبرشيات في لبنان والخارج، وللرهبانيات والمؤسسات الكنسية، ثم لقاء القادة الأربعة الموارنة، فلقاءات القادة والنواب الموارنة، وكيف تم التحضير للقاءات، ولماذا عقدت، وماذا أثمرت، ثم القمم المسيحية  - الإسلامية التي بدأت في بكركي خلال شهر أيار، فلقاء دار الفتوى، ولقاء مطرانية بيروت.

 كذلك يتضمن هذا الفصل انطباعات بطريركية عن الزيارات الراعوية وتواريخها، وما استخلص البطريرك منها، ويختمه بنداء للإكليروس مطارنة وكهنة ورهباناً وراهبات، من أجل الشركة والمحبة.

 4 ـ الشركة والمحبة في الحياة الوطنية: كيف نعيشهما في لبنان؟ ويقول الراعي في هذا المجال ان الطريق الى تحقيق ذلك باستكمال الدولة المدنية، وكيف نستكمل هذه الدولة؟ وما هي عناصرها؟ ويصل الى نتيجة هي ضرورة عقد وطني جديد على أساس الميثاق الوطني، ثم يشرح مقتضيات هذا العقد في الأمور الاقتصادية والقضايا الاجتماعية.

 وفي الخاتمة "أن الشركة هي حياتنا" بحسب البطريرك، ويستنتج منها الخط الذي انتهجه، وانطباعات وتطلعات.

سنة من ولاية البطريرك الراعي الذي أُعطي لمركزه مجد لبنان، هكذا يراها مواكبون لتحركاته في الداخل والخارج ومتابعون لمواقفه الكنسية والوطنية، سنة بحلوها ومرّها انقضت، وهو يخطط لمراحل مقبلة، عسى في حركته بركة للكنيسة وللبنان.

 

وزيرة خارجية قبرص لـ "النهار": اتخذنا خطوات نفطية ونرفض التدخل في سوريا "لأن الخطأ يفيض على الجوار"

كريم أبو مرعي/النهار

 تحمل وزيرة الخارجية القبرصية إراتو كوزاكو - ماركوليس معها الى لبنان أكثر من ملف النفط وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة. فزيارتها الرسمية الى بيروت التي بدأت امس، تأتي بعد "زحمة لقاءات" مع عدد من المسؤولين اللبنانيين زاروا الجزيرة أخيراً، أبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي عاد بـ "خريطة طريق نفطية".

في حديثها الى "النهار" في مقر السفارة القبرصية، فضّلت ماركوليس عدم الخوض في تفاصيل هذه "الخريطة" أو الخطوات التي أنجزت منها حتى تاريخه، مؤكدة ان لا مشكلة بين لبنان وقبرص في موضوع الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة "بل الخلاف هو بين لبنان واسرائيل، ونحن نحاول من البداية ان نساعد وملتزمون القيام بذلك، وأعتقد ان زيارتي فرصة لإعادة تأكيد نيتنا في توفير تسهيلات. ثمة أمور كثيرة قمنا بها لكنني لن أعلنها لأننا نريد ان نكون فعالين والأهم ان نحصل على نتيجة، ونحن متفائلون بقرب ذلك".

تبدو الطاقة بشقي النفط والغاز جزءاً أساسياً من "الحوار" بين دول المنطقة، ومنها الى مختلف بلدان الاتحاد الأوروبي الذي ستتسلم قبرص رئاسة مجلسه في تموز المقبل. تذكّر ماركوليس بدراسة أميركية قبل أعوام "أظهرت ان المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان وقبرص ومصر واسرائيل تخزن نحو 450 تريليون متر مكعب من الغاز، مما يكفي أوروبا 200 سنة، ويعني اننا نتحدث عن كمية مهمة جداً من الطاقة، وأعتقد ان التعاون في هذا المجال يزيد هامش الربح للدول ويعزز دورها في أمن الطاقة في أوروبا”. مع لبنان ثمة “امتنان في لقاءاتنا وتشديد على ألا مشكلة بين الطرفين، وبحث عن وضع إطار قانوني للتعاون في هذا المجال، وهذا ما نقوم به توازياً مع اسرائيل ومصر”، علماً ان قبرص ستطلق قريباً “الجولة الثانية” من ترخيص البحث في مياهها الاقليمية.

تريد قبرص من لبنان أيضا التعاون في مجالات عدة تأخَّر تفعيلها “لأننا أخذنا علاقاتنا الجيدة كأمر مسلّم به واكتفينا بمراقبتها”. أبرز ما يُطرح مشاريع سياحية مشتركة تفيد الطرفين، وخصوصاً ان الجزيرة “تستقطب سنوياً 3 ملايين سائح، ولبنان يبعد عنها نحو 20 دقيقة، ويمكننا الافادة من هذا الاقبال السياحي على البلدين ولاسيما من دول بعيدة، وإطلاق برامج مشتركة كفيلة بجذب السياح”. الجانب اللبناني يبدي أيضاً “قدراً مماثلاً من الاهتمام والتصميم للتعاون في مختلف المجالات”، ومنها الاتصالات، مع قرب التوصل الى اتفاق لمدّ كابل بحري يربط لبنان بالاتحاد الأوروبي عبر قبرص، وتعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي. في كل هذه الأمور، لا تبدو قبرص قلقة من تأثير علاقتها باسرائيل على تعاونها مع جيرانها العرب “لدينا علاقات جيدة مع لبنان واسرائيل لأن الطرفين، ولاسيما اسرائيل، تعرف موقعنا جيداً. كنا واضحين دائماً في موقفنا من القضية الفلسطينية، وقبرص هي إحدى الدول الأوروبية العشر التي صوتت لانضمام فلسطين الى منظمة الأونيسكو. أصدقاؤنا في اسرائيل يعرفون أين نقف لكن ثمة مصالح مشتركة للتعاون، وهو ما نقوم به مع اسرائيل ونريد للأمر ان يكون نفسه وأكثر مع الدول الأخرى”.

سوريا ودول “الربيع

بدءاً من تموز المقبل، تتسلم قبرص رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وستنوب ماركوليس عن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون في رئاسة مجلس التعاون بين لبنان والاتحاد الأوروبي “وهذه فرصة لتعزيز علاقة لبنان بالاتحاد”. أما الموقف من “الربيع العربي” فموحد أوروبياً، اذ يرى “تغيرات ايجابية أظهرت من خلالها الدول انها تريد الحرية والديموقراطية وحكم القانون وتعزيز المؤسسات، والاتحاد الأوروبي يقف الى جانب الشعوب لمساعدتها بكل طريقة ممكنة. في ما يتعلق بقبرص نحن أقرب أعضاء الاتحاد الى المنطقة ولدينا علاقات صداقة مع كل هذه الدول، وزرت تقريباً كل الدول المعنية بالربيع العربي”، باستثناء سوريا “لأن هذه سياسة الاتحاد الأوروبي”. وفي ذلك تقول: “ثمة امل في توقف القتل الذي أودى بالكثيرين ولاسيما الأطفال والنساء، وكأقرب جار لسوريا نحن قلقون من انتشار العنف ولاسيما الحرب الأهلية في سوريا. اتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً صارماً يرفض اي تدخل عسكري لأننا نعتقد انه سيصعّد العنف وربما يمتد الى الدول المجاورة وخصوصاً لبنان، ونحن قلقون جداً من اي انتشار للعنف في الدول المجاورة (لسوريا)”. من هنا، يمكن مقاربة الاختلاف الأوروبي مع بعض الدعوات العربية الى تسليح المعارضة السورية “موقفنا حاسم في رفض التسليح لأننا نعرف من التجارب السابقة ان أي خطأ في سوريا سيفيض على الجوار، لذا لا يمكننا دعم تسليح المعارضة او اي تدخل عسكري. علينا استنفاد كل الوسائل السياسية، ولذا ندعم الجامعة العربية لتؤدي دوراً قيادياً في هذا الموضوع، كما ندعم مهمة (المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي) أنان في البحث عن حل”.

 

المحلل السياسي والاقتصادي سامي نادر لـ"المستقبل": الحكومة تساهم في قتل اللاجئين إذا سلّمتهم للنظام

حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل

حذّر المحلل السياسي والاقتصادي سامي نادر من انفجار الوضع الاقتصادي في لبنان بأسرع مما يتصوّر البعض، لافتاً إلى أن عدم ترافق مسألة الدين العام والعجز في الخزينة مع نمو في الاقتصاد، إضافة إلى المشكلات الداخلية التي تقفل الأبواب أمام اللبنانيين المغتربين، الذين تشكل تحويلاتهم 40% من الدخل القومي، يؤدي إلى تدهور الاقتصاد.

وأشار في حديث إلى "المستقبل" أمس، إلى أن الفريق الموجود في الحكومة غير متجانس وليس بحوزته أي مشروع اقتصادي واجتماعي متماسك، واصفاً الحكومة بأنها "حكومة الحد الأدنى التي تستطيع أن تحافظ على مظهر استمرارية الحكم من دون أن تؤمّن جوهر الحكم الحقيقي". وحذر من ان محاولة الحكومة تسليم اللاجئين السوريين إلى النظام القمعي في سوريا تعتبر مشاركة في تصفيتهم وقتلهم"، مشدداً على أنه "أصبح من الضروري اليوم التدخل العسكري في سوريا تحت غطاء القانون الدولي لإنقاذ الشعب السوري".

وهنا نص الحوار:

[ مَن يتحمّل مسؤولية تسليم اللاجئين السوريين إلى سوريا في حال سلمتهم الدولة اللبنانية، وهل المعاهدة بين البلدين أعلى من سلطة القانون الدولي؟

ـ بالطبع يتحمّل المسؤولية مَن سلمهم، فهناك مسؤولية معنوية ولا سيما ان هؤلاء لاجئون من أعمال عنف، وخصوصاً بعد قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي يحتوي على اتهام مباشر للسلطات السورية، وفيه تأكيد لانتهاك هذا النظام حقوق الإنسان. والموضوع لم يعد متنازعاً عليه من وجهة نظر الأمم المتحدة والقانون الدولي اللذين يُعتبران المرجع الفاصل، لأن هناك مَن يقول ان مسألة اللاجئين تخضع لتفاهم بين لبنان وسوريا، أو إلى اتفاق أمني بين البلدين، ولكن أعتبر ان المقولة تسقط لاعتبارات إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان لا يمكن التفريط فيها، ولا يجوز تسليم إنسان معروف مصيره، فهو يسلم إلى الموت. في هذه الحالة مَن يسلمهم يشارك في قتلهم وتصفيتهم.

بعد قرار الجمعية العمومية الصادر عن أعلى سلطة قضائية دولية تسقط كل الاتفاقات، لأن هذه السلطة تعلو على كل الاتفاقات والمعاهدات بين البلدان.

[ لماذا لا يُراد الحسم في سوريا ولمصلحة مَن؟

ـ الدول تتأرجح بين مصالحها وقدرتها على دفع الثمن المطلوب لإنقاذ الشعب السوري، وأصبح من الواضح اليوم ان أي تدخل في سوريا يجب أن يكون تدخلاً عسكرياً، لأنّ العقوبات الاقتصادية لا تؤثر، وفي حال أثمرت فهي بحاجة إلى وقت طويل، ويمكن ان تسبقها آلة القمع العسكرية التي يستخدمها النظام السوري. واليوم أصبح من الضروري التدخل العسكري في سوريا تحت غطاء القانون الدولي لإنقاذ الشعب السوري.

والسؤال اليوم ليس مَن يريد الحسم في سوريا أو من لا يريد. هناك أكثرية دولية تريد الحسم ولكن لا توجد أكثرية دولية مستعدة لدفع الثمن من أجل إنقاذ الشعب السوري. أميركا تلملم خيبة أملها في العراق، والأتراك يخشون مواجهة مباشرة مع إيران المشاركة مباشرة في عملية القمع في سوريا، وتركيا لا تريد التدخل العسكري خوفاً من كلفته، فالتركي لا يريد أن يكون رأس الحربة في المواجهة، إضافة إلى المشكلات الداخلية التي يعاني منها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مؤخراً التي لم تكن موجودة من قبل، وهذا ما يقال علناً، أما ما يقال سراً فهو ان أي تدخل عسكري من جهة الأتراك يتطلب تغطية عربية شاملة، كما يتطلب من المعارضة السورية توحيد صفوفها وهذا الأمر بدأ يوضع على نار حامية.

هناك جهات أوروبية أيضاً تدعو إلى التدخل العسكري الذي أصبح أقرب اليوم مما كان في الماضي لوجود قرار وصوت عربي لا يخفي هذا الموضوع من قِبَل السعودية وقطر إضافة إلى أطراف أوروبية. وهناك مؤشر رابع هو اللقاء الذي حصل بين المجلس الوطني السوري وعناصر من الجيش السوري الحر، فهذا يذهب باتجاه توحيد جهود المعارضة ونأمل أن يتم بالسرعة المطلوبة قبل أن تسبقه آلة قمع النظام.

ونحن نرى سقوط المدن السورية من باب عمرو إلى ادلب تحت قبضة النظام السوري، لكن السؤال هل ستُبقي قوى النظام سيطرتها على هذه المناطق؟. أنا أرى لا للرجوع إلى الوراء في مسألة الأزمة السورية، وإذا لم تدعم المعارضة السورية عسكرياً فمن الممكن أن يتم سحقها، إلا ان السؤال هل يستطيع النظام أن يحكم وفق هذا السيناريو؟. في العراق الأميركيون دخلوا وسيطروا ولكن هل استطاعوا ان يحكموا؟. بالطبع لا، وهنا السؤال.

هنالك قراءة اخرى للمسألة السورية التي يمكن ان تدخل إسرائيل في المعادلة ويصار إلى تقسيم سوريا إلى سوريتين على الأقل، وهذا ليس مستبعداً لأنها تلعب لمصلحة أطراف معينة، وهذا مشروع تاريخي ساري المفعول خلال 400 عام.

[ بالنسبة إلى وضع الحكومة وأزماتها المتفاقمة من أزمة طحين إلى أزمة بنزين وغيرها، هل هذه الأسباب هي التي تحول دون الإصلاح؟

ـ هذا الفريق الموجود داخل الحكومة ليس فريقاً متجانساً ولا يستند الى مشروع اقتصادي واجتماعي تام، فهم متفقون على مسألة واحدة هي رفضهم ومهاجمتهم لـ14 آذار، لكن لكل حساباته، "التيار الوطني الحر" خرج من طرحه الاقتصادي والاجتماعي الذي على أساسه خاض انتخابات العام 2005، وفي العام 2009 طرح شيئاً هجيناً لا يتلاقى مع قواعد الاقتصاد الحر، وطرحه غير متماسك. وهناك خطاب يطالب بتقديمات وحصة من الدولة، وليس لديهم العمق والجذور، والرئيس نجيب ميقاتي الذي ينتمي إلى الطائفة السنّية يحاول إبداء الحرص على الا تدفع ثمن عملية الحصص والمغانم، واليوم التسويات تحصل على أساس توزيع المغانم والحصص وأبرزها مسرحية شربل نحاس والتخلص منه بطريقة التضحية به إذا كان سوف يمس بالمعادلة والمحاصصة القائمة، وهذا يعبّر عن طريقة الحكم. لماذا تم التضحية به من دون مشروع بديل؟ من أجل المحافظة على قواعد اللعبة كما هي.

هذا الفريق السياسي ليس بحوزته أي مشروع اقتصادي واجتماعي متماسك. فريق 8 آذار أضيف اليه فريق الرئيس ميقاتي فأصبحت هناك مجموعة من المشكلات الاضافية التي لا يمكن تخطيها. فهذه الحكومة حكومة الحد الأدنى التي تستطيع أن تحافظ على مظهر استمرارية الحكم من دون أن تؤمن جوهر الحكم الحقيقي.

[ في حال استمرار الحكومة على ما هي عليه، ما تأثير هذه المسألة على الاقتصاد والبلد؟

ـ بغض النظر عما يحصل في سوريا الذي سوف يسرع التدهور، اذا استمررنا في هذه الحال من الركود الاقتصادي فهناك خطورة على الاستقرار الاقتصادي والنقدي تحديداً، ولا يمكن أن نتلافى أزمة اقتصادية على الطريقة اليونانية اذا لم نحقق نمواً للدين العام. والى الآن لدينا ما يكفي من الملاءة المالية لكن وضعنا غير سليم لأننا نشهد مسألة ركود اقتصادي، وفي حال استمراره فلبنان سيذهب نحو أزمة مشابهة لأزمة اليونان، لأن هناك ديناً عاماً وعجزاً في الخزينة من دون مواكبة بنمو للاقتصاد وهذه مشكلة. ويزيد الطين بلة العامل الخارجي، أي صعود أسعار النفط، فلا أحد يعي هذا الأمر، وهذا عائق أمام النمو. ولو طورت الحكومة التبادل التجاري والعلاقات مع الدول العربية المصدرة للنفط لكنا استفدنا من ارتفاع أسعار النفط، لكن المشكلة السنّية ـ الشيعية التي شهدتها الساحة اللبنانية مؤخراً تقفل أبواب الدخل أمام اللبنانيين المغتربين، فلبنان 40% من دخله السنوي يأتي من تحويلات هؤلاء المغتربين، والوضع خطير يمكن ان ينفجر اقتصادياً في لبنان بأسرع مما نتصور.

 

أعلن "إرسال فريق تقني هذا الأسبوع إلى سوريا لإكمال ما بدأ به"

أنان: القلق حيال سوريا يتخطاها إلى المنطقة.. وتبعات التصعيد لا يمكن التحكم بها 

رأى مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان أنّ "التطورات في سوريا تدعو للقلق، وهذا القلق يتخطى سوريا ويصل إلى المنطقة"، داعيًا الى "حلّ سلمي للأزمة".

أنان، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أوضح أن همه الأول هو "وقف العنف وانتهاكات حقوق الإنسان والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا". وإذ كشف أنّ مجلس الأمن "شجعه على العمل"، لفت إلى وجود "تباينات في مجلس الأمن"، موضحًا أنّه طالب بـ"موقف موحد للوصول إلى مرحلة الصوت الواحد للمجلس، لمناقشة الاقتراحات مع الحكومة السورية من وقف العنف والإسراع بإدخال المساعدات الإنسانية، واستعادة الثقة للعملية السياسية"، معلنًا في هذا السياق أنّه سيرسل "فريق تقني هذا الأسبوع (إلى سوريا) لإكمال ما بدأ به على أن يكون له عودة إلى المنطقة عند إحراز تقدم ملحوظ". وفي سياق متصل، شدد أنان على صعوبة "تحديد مهل لحلّ الأزمة السورية"، مضيفًا: "الوقت مسألة لا يسهل تحديدها، ونحن أمام أزمة في سوريا والأهم مشاركة الحكومة السورية، وأن نحرز تقدمًا ملموسًا ولا يجوز ان نطلق أحكام، ولا نريد استباق الأحداث ما يؤدي إلى نتائج سلبية". إلى ذلك، كشف أنان أيضًا في تفاصيل زيارته إلى سوريا أنّه التقى "اعضاء الحكومة السورية وتحدث مع بعض أعضاء المعارضة". وإذ أكَّد أهمية اللقاء مع للمعارضة، أشار إلى أنّها "لم تكن مسلحة وهي تتابع الأمر سلميًا، لكن القتل مستمر وتريد إحراز نتائج وهم بحاجة إلى تنظيم موحد كي يتمكنوا من الجلوس مع الحكومة عندما يحين وقت المفاوضات". ونبّه أنان إلى ضرورة "التعامل مع سوريا بشكل حذر جداً"، معربًا عن اعتقاده أنّ "أي تصعيد سيكون له نتائج وتبعيات كبيرة على المنطقة، وستكون التبعات مؤثرة بشكل لا يمكن التحكم به"، مشدّدًا على أنّ "الأزمة السورية معقدة، وعلى الحكومة السورية أن تعي مسؤولياتها تجاه شعبها فالشعب يرد أن يواصل حياته". وردًا على سؤال حول اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، وصف أنان أجواء اللقاء بـ"الإعتيادية"، موضحًا أنّ الغاية هي "إقامة سوريا ديمقراطية والسوريون هم من سيقرر ذلك".(رصد NOW Lebanon)

 

بانيتا: أفضل ما يمكن القيام به هو الحفاظ على الضغط الدولي على النظام السوري

حضّ وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الداعين الى توجيه ضربة عسكرية الى سوريا على "التفكير في عواقب" هذا الأمر، معربًا عن اعتقاده في مقابلة مع قناة "الحرة" أنّ "أفضل ما يمكن القيام به هو الحفاظ على الضغط الدولي على النظام السوري"، لافتًا إلى أنّ "المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية متفقان على فرض العقوبات على سوريا والتأكيد على ضرورة تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد والسماح للشعب السوري بتقرير مصيره". وعن إمكان توجيه ضربة عسكرية لوقف القمع الذي يمارسه النظام السوري بحق معارضيه، أوضح بانيتا "في أي وقت تعتزم فيه إتخاذ عمل عسكري عليك أخذ عواقبه بعين الاعتبار"، مضيفًا "لسورية منظومة دفاع جوي قوية علينا تدميرها قبل أي شيء ولكن هذه المنظومة منتشرة في أماكن آهلة بالسكان وتدميرها سيسفر عن خسائر بشرية كبيرة".

ومن جهة أخرى، تطرق بانيتا إلى الملف النووي الإيراني مؤكدًا أنّ "المجتمع الدولي متحد بالنسبة لممارسة الضغوط على إيران وأنّه من الواجب على إسرائيل أن تتعاون مع المجتمع الدولي لزيادة هذا الضغط"، لافتًا إلى أنّها "أفضل الطرق التي من الممكن أن اتباعها الآن". وإذ أكّد وجود "الوقت الكافي والوسائل الكافية لحلّ القضية بوسائل دبلوماسية"، اعتبر بانيتا أنّ "الخيار العسكري يجب أن يكون الوسيلة الأخيرة وليست الأولى"، مضيفاً: "إن اتخذت إسرائيل قرار الخيار العسكري فإن الولايات المتحدة ستقوم بحماية المنشآت الأميركية ومصالحها في هذه المنطقة".(أ.ف.ب.)

 

دول مجلس التعاون تقرر إغلاق سفاراتها في دمشق 

أعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في تصريح أدلى به من مقر الامانة العامة للمجلس في الرياض مساء اليوم، أن "دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق تأكيداً لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري". (أ.ف. ب.)

 

أشتون تسعى إلى سحب جميع سفراء الاتحاد الاوروبي من دمشق

تسعى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون إلى دفع جميع دول الاتحاد الاوروبي الـ27 إلى سحب سفرائها من سوريا قبل بدء محادثات وزراء خارجية الاتحاد الاسبوع المقبل، حيث سيشارك في هذا الاجتماع يومي الخميس والجمعة المقبلين، ولأول مرة، وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وسيركز الاجتماع على "احتمال إغلاق سفارات دول الاتحاد الاوروبي في سوريا".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر بارز في الاتحاد الاوروبي قوله إن داود أوغلو سيطلع نظراءه في الاتحاد الاوروبي على "الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة السياسية" في الداخل والخارج، إضافة إلى أحدث المبادرات الدبلوماسية بشأن إيران وعملية السلام في الشرق الاوسط.(أ.ف. ب.)

 

رسائل «الغارديان»: الأسد سخر من بعثة المراقبين العرب.. ويرى أن ما يحدث حوله في سوريا «سخافات»

خبير نفسي لـ «الشرق الأوسط»: الرسائل خاصة ببشار وزوجته.. وتوضح انفصاله عن الواقع

لندن: أحمد الغمراوي/الشرق الأوسط

استمرت التفاصيل الدقيقة الواردة في رسائل البريد الإلكتروني المسربة والمنسوبة إلى الرئيس السوري بشار الأسد وقرينته أسماء في إثارة فضول القراء والسياسيين حول العالم؛ في محاولة للحصول على تفاصيل أوضح للوضع السياسي السوري من جهة، وعلى أمل الاطلاع على ملامح أكثر قربا من شخصية أحد أكثر الرجال إشغالا للرأي العام العالمي مؤخرا.

وحاولت صحيفة «الغارديان» البريطانية، التي قامت بنشر جزء من تلك الرسائل، بكل طاقتها أن تتأكد من مصداقية نسب هذه الرسائل لبشار وأسماء قبل نشرها، خاصة أنها تستخدم حسابات مصطنعة بأسماء سام (بشار) وعالية كيالي (أسماء)، موضحة ورود اسمي بشار وأسماء الحقيقيين في أكثر من موضع بالرسائل، خاصة تلك المتبادلة مباشرة بينهما. كما أشار ناشطون إلى أن شركة «الشهباء»، ومقرها في دبي، والتي ينتمي إليها الحسابان البريديان، هي الممر للأعمال التجارية الحكومية لسوريا، والمشتريات الخاصة بأسماء الأسد.

أيضا أوضحت الصحيفة أن لائحة الشخصيات التي يتم تبادل المراسلات معها تضم - إلى جانب عائلة أسماء الأسد - أبرز مستشاري ومقربي بشار وزوجته، وهم شهرزاد الجعفري، ابنة السفير السوري لدى الأمم المتحدة، وهي في بداية العشرينات من عمرها، وأحد المقربين من الأسد وأعلى مستشاريه الإعلاميين.. وأيضا هديل العلي المستشارة الصحافية للأسد، ولونة الشبل المذيعة السابقة بقناة «الجزيرة»، وخالد أحمد الذي قدم للأسد تقارير تفصيلية عن الأوضاع في حمص، بما فيها أحوال الصحافيين في بابا عمرو، والتي أسفرت عن قصف المبنى الصحافي ومقتل عدد من المراسلين وإصابة آخرين الشهر الماضي.. إلى جانب حسين مرتضى، رئيس قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية.

وأوضحت الصحيفة أيضا أنها تواصلت مع 10 من الشخصيات المرموقة الواردة بالرسائل للتأكد من مصداقيتها، وبينهم توماس ناغوريسكي مدير تحرير بشبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، والسير أندرو غرين سفير بريطانيا السابق لدى سوريا، واللورد بويل مستشار السيدة مارغريت ثاتشر السابق.. فأكدت أغلب هذه الشخصيات نسب هذه الحسابات لبشار وزوجته، فيما امتنع الباقون عن التعليق بالسلب أو الإيجاب. وتظهر الرسائل لمحات مختلفة من حياة الأسد وزوجته، منها جوانب حياتية، مثلما يتضح في رسائل أسماء لشراء وحدة إضاءة من متاجر «هارودز» الفاخرة في لندن، أو طلبات لشراء حلي من باريس. لكن الرسائل عكست أيضا جانبا آخر؛ هو معاناة أسماء في التأقلم مع الأوضاع النفسية الضاغطة حول أسرتها، نظرا للهجوم الشديد الذي يواجهه بشار، إذ تقول في رسالة موجهة إلى حساب زوجها في نهاية ديسمبر الماضي «إذا كنا أقوياء معا فسوف نتغلب على هذا معا.. أحبك».

وسياسيا، كشفت الرسائل عن عرض قطري لإنهاء الأزمة تسلمته أسماء، ويتضمن إمكانية أن تكون الدوحة مكانا للزعيم السوري لطلب اللجوء هو وعائلته، حيث قالت الصحيفة إن مياسة، ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعث إلى أسماء برسالة في 30 من يناير (كانون الثاني) الماضي تقول فيها «بالنظر للتاريخ وتصاعد الأحداث الأخيرة، رأينا نتيجتين.. إما أن يتنحى الزعماء ويحصلوا على اللجوء السياسي، وإما يتعرضوا لهجوم وحشي. أعتقد حقا أن هذه فرصة طيبة للرحيل وبدء حياة أخرى طبيعية.. وأنا متأكدة أن هناك أماكن كثيرة يمكن اللجوء إليها بما في ذلك الدوحة»، مضيفة «أتمنى فقط أن تقنعي الرئيس بأن يقبل هذا؛ كفرصة للخروج من دون أن يكون مضطرا لمواجهة اتهامات».

لكن، وبحسب المواقف المعلنة للأسد، فإنه يبدو أنه تجاهل هذا العرض تماما، بل إنه استمر في استخدام لغة إعلامية تحمل أطرافا خارجية مسؤولية الأوضاع السيئة في سوريا.

وبالبحث في رسائل الأسد يتضح أنه متأثر للغاية بآراء مستشاريه، وأن بعضهم ينتمي إلى إيران بشكل أو بآخر.. إذ توضح الرسائل أن مستشارا إعلاميا لبشار أعد تقريرا قبيل إلقاء الأسد لكلمة جماهيرية في ديسمبر الماضي، وقال المستشار إنه استند في تقريره إلى «مشاورات مع عدد لا بأس به من الناس إلى جانب الإعلام والمستشار السياسي للسفير الإيراني»، ناصحا الأسد «أعتقد أن اللغة يجب أن تكون قوية وعنيفة، لأن الناس في حاجة إلى أن يروا رئيسا قويا يدافع عن البلاد، وإظهار التقدير للدعم الذي أبدته دول صديقة». أيضا يتضح ذلك التأثر في رسائل أخرى، والتي أشارت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى «الوجود غير القانوني للصحافيين الأجانب في بابا عمرو بمدينة حمص»، وطلبت «إحكام القبضة الأمنية»، وأن «الحكومة يجب أن تكون مسيطرة على كل المناطق العامة كل مساء».

وتظهر رسالة أخرى تهكم الأسد من بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، والتي زارت بعض المدن مثل دمشق وحمص، وذلك عبر مشاركته لمقطع فيديو - صوره في الأغلب أحد المتعاطفين مع النظام - ويظهر دمية على شكل مراقب وسيارة أطفال تحمل ملعقة تمثيلا لإحدى الدبابات. ويشير الفيديو في سخرية إلى أنه بعد نداءات وتحذيرات (المعارض البارز) برهان غليون حول الانتهاكات، فإن النظام السوري استعان بتعويذة سحرية لإخفاء الدبابات من حي بابا عمرو.

وقام بشار بإرسال المقطع إلى مستشارته الإعلامية هديل العلي قائلا «يجب أن تشاهدي ذلك»، فردت العلي «يا إلهي، إنه مضحك.. الكل كان يتحدث عن غليون ونظريته بخصوص الدبابات».

وبينما انقسمت التعليقات على موقع صحيفة «الغارديان» بين من يرى أن المحتوى صادق وينتمي لعائلة الأسد، وبين مشكك في ذلك، فإن قناة تلفزيونية سورية قامت بنفي انتماء الحساب البريدي للأسد في فبراير (شباط) الماضي، وذلك بعد انكشاف اختراق الحساب وربما في خطوة استباقية قبل نشر محتواه أول من أمس. لكن الخبير النفسي الدكتور محمد عبد العظيم، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن محتوى الرسائل التي اطلع عليها عبر صحيفة «الغارديان»: «ينتمي بالتحليل النفسي إلى بشار الأسد وزوجته حتما».

وقال عبد العظيم «يتفق ما ورد بالرسائل المنشورة مع كون أسماء تشعر بالضياع بين نشأتها الغربية (في بريطانيا) وواجبها في الوقوف جوار زوجها حتى النهاية، رغم تمزقها النفسي نظرا لما تراه من انتهاكات بحق المواطنين». وأضاف عبد العظيم «أما عن بشار فإنه - كما يتضح من تصرفاته الحالية على أرض الواقع - قد اتخذ الخيار شمشون، أي أنه مصر على الوصول إلى آخر الخط، ولا يرى مفرا من ذلك.. إما القضاء على المعارضة أو نهايته الشخصية. وتظهر أفعاله الشخصية في الرسائل أنه شخص منقاد لآراء محيطيه من المستشارين، كما أنه مغيب ومنفصل عن الواقع في بعض الأحيان.. وهي صفات تتفق مع شخصية من يتخذ مثل هذه القرارات غير المنضبطة نفسيا».

وهو أمر توضحه رسائل أخرى تظهر انفصال الرئيس عن الواقع حوله، مثل تلك التي تظهر اهتمامه بشراء بعض الأغاني عبر متجر «آي تيونز» الخاص بمنتجات «أبل ستورز»، وإرساله بعضها إلى زوجته، كما أرسل لها مقاطع فيديو من برنامج «Arab Idol» الفني، بينما الأوضاع مشتعلة على الأرض في سوريا.. أو تلك التي يرد فيها على رسالة لزوجته (قالت فيها إنها ستفرغ مما تقوم به الساعة الخامسة مساء)، بقوله (متهكما على المطالبات الدولية بإجراء إصلاحات في سوريا) «هذا أفضل إصلاح يمكن أن يحدث في أي بلد.. أن تخبريني بمكان وجودك. هذا أفضل من سخافات قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام».

 

 الجيش الحر": بشار يستحق مصيراً "أسوأ" من مصير القذافي

ا ف ب: اعتبر المسؤول الثاني في "الجيش السوري الحر" النقيب عمار الواوي أن الرئيس بشار الاسد يستحق مصيرا "اسوأ" من مصير الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتله الثوار الليبيون بعد أسره, معرباً عن ثقته بانتصار الثورة. وقال في تصريحات بالقرب من الحدود السورية التركية ان "عدد الذين قتلهم الاسد يجعله يستحق مصيرا اسوأ من مصير القذافي", مؤكداً ان "الجيش السوري الحر" يضم 50 الف رجل "ليس لديهم من اسلحة سوى الكلاشنيكوف والمسدسات" في مواجهة دبابات ومدفعية و300 الف جندي سوري ومليون من عناصر الاستخبارات والميليشيات. واضاف ان "الثورة في فرنسا (من اجل نيل الاستقلال) استمرت عشر سنوات والفلسطينيون يحاربون اسرائيل منذ 1948 لكن الثورة تنتصر دائما عندما يقرر الشعب اسقاط النظام". ورأى ان "فشل" الجهود الديبلوماسية لدى السلطات السورية اثبت ان الحل العسكري هو الوحيد الممكن, مطالباً بمنطقة حظر جوي وممرات انسانية. وردا على سؤال عن وجود عناصر من "القاعدة" او مقاتلين افغان او باكستانيين في صفوف "الجيش الحر", قال الضابط المنشق "نحن كلنا سوريون في الجيش السوري الحر وكلنا جنود سابقون في الجيش النظامي", مؤكداً في المقابل ان النظام السوري هو الذي يستخدم عناصر من قوى الامن الايرانية ومقاتلين في "حزب الله" الشيعي اللبناني وميليشيات عراقية تابعة للزعيم الشيعي مقتدي الصدر. وقال ان "النظام بدأ في استخدام الدين لتقسيم البلاد", مؤكداً أنه "لا يمكن تصور نشوب حرب اهلية او دينية لأن السوريين كلهم يريدون شيئا واحدا هو سقوط الاسد".

 

سوريا: عندما يصبح الحق في التدخل واجبا ما نفع التاريخ إن لم نتعلم منه درسا؟

امير طاهري/الشرق الأوسط

قفز هذا التساؤل إلى ذهني وأنا أتابع مهمة كوفي أنان اليائسة إلى سوريا. كان الأمين العام السابق للأمم المتحدة قد اختير من قبل خليفته بان كي مون والجامعة العربية للتوجه إلى دمشق لإقناع الرئيس الأسد بوقف المذابح التي يقوم بها تجاه شعبه. وقد ذكرتني المهمة الجديدة لأنان بمرحلة أخرى في تاريخه المهني الدبلوماسي عام 2003، عندما أصبحت الحرب على العراق وشيكة، ذهب أنان إلى بغداد في «فرصة أخيرة»، محاولا إقناع صدام حسين بقبول «الحل السلمي».

وفي طريقه إلى العراق، تحدث أنان لستة من الصحافيين أثناء العشاء على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بسويسرا، وكان جميعنا يشعر بأن مهمة أنان لن تسفر عن أي شيء، وعندما أخبرناه بحقيقة شعورنا لم يتأثر تفاؤله. وبعد أن تركنا الطاولة، توجهت بالسؤال إلى أنان حول ما يجب على صدام عمله لتجنب التدخل الأجنبي. وعلى الرغم من امتناعه عن التصريح بأية تفاصيل، فإنه أجاب بقائمة من المطالب تقضي - لو وافق صدام على تنفيذ نصف بنودها - على نظام حكم البعثيين في بغداد. فيما يبدو أن أنان وهؤلاء الذين دعموا مهمته أغفلوا حقيقة بسيطة: إن الأساليب الدبلوماسية لا تجدي نفعا مع نظم كنظام صدام.

لنعد إلى سوريا الآن، في بداية الثورة تردد الرئيس الأسد للحظة في مفترق طرق، كان السؤال الذي طرحه على نفسه هو: أأقتل، أم لا؟ وقرر الأسد أن يقوم بالقتل سواء اعتمادا على تحليلاته أو بضغط من حاشيته، لكن الأسد عندما اتخذ قرار القتل لم يكن هناك نقطة رجوع.

وككل اللغات، يمتلك كل نظام سياسي المفردات الخاصة به. فعلى سبيل المثال، لا يستطيع المرء فهم النظام النرويجي عبر قواعد تنطبق على النظام السياسي السوري والعكس. فدراسة مفردات النظام السوري الحالي سوف تظهر عجز الأسد عن الشروع في إصلاحات قد ترضي معارضيه.

وكل نظام سياسي لديه خرافاته، ففي حالة النظام السوري، نجد مجموعة من الأكاذيب في شكل خرافات:

الكذبة الأولى هي تأييده للوحدة العربية، حيث يفترض أن يكون النظام السوري أداة تحقيق لتلك الوحدة الوهمية. وعلى الرغم من ذلك، نعلم جيدا أنه في ظل قيادة عائلة الأسد، كانت سوريا أبعد ما يكون عن ذلك الهدف، حيث كان حزب البعث، الذي تم استخدامه من قبل عائلة الأسد كستار سياسي، أداة لانقلاب عسكري أنهى الاتحاد مع مصر في عهد عبد الناصر. ومنذ ذلك الحين، عملت سوريا الكثير على تقسيم العرب أكثر مما عملت لتوحيدهم. على مدار العقود الثلاثة الماضية، كانت سوريا أقرب إلى إيران من أي دولة عربية أخرى، وانتهى بها الأمر كتابع للنظام الخميني، ولا عجب في أن يتحدث المتحدث الرسمي الإيراني عن سوريا كأنها مقاطعة ضمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أما الكذبة الثانية، فهي تلك المتعلقة بـ«المقاومة» ضد إسرائيل، على الرغم من حقيقة أنه منذ تولى عائلة الأسد السلطة أصبح خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل هو أكثر الحدود الإسرائيلية مع الدول المجاورة هدوءا.

الكذبة الثالثة تتعلق بادعاء النظام حماية الأقليات، على الرغم من ذلك، حرم نظام البعث، بجرة قلم، الأقليات الكردية من جنسيتهم. وقيام النظام بتقسيم السوريين إلى «أقليات» تحتاج الحماية هو سبب كاف من أجل استمرار الطائفية، بينما لا يحصل أي من الأقليات على حقوق مواطنة كاملة، حيث يتم تصوير الأغلبية السنية على أنها وحش في انتظار أن تنزع عنه أصفاده.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، أضاف النظام أكاذيب جديدة بالإضافة إلى الأكاذيب الأساسية، فأخبر الأسد المبعوثين الدوليين أنه لو تنحى فسوف تقع البلاد في الحرب الأهلية، بينما الحقيقة أن سوريا غير مقسمة إلى معسكرين متساويين في الحجم، الذي يعد السبب الرئيسي في قيام الحروب الأهلية، فإذا تنحى الأسد جانبا فسيصبح بإمكان السوريين، بما فيهم الجزء المؤيد للنظام، العمل معا من أجل انتقال سلمي.

يعمل الأسد الآن باستماتة للتحريض على حرب أهلية. وقد حاول النظام التابع له تقسيم المعارضة من قبل، حتى من خلال تكوين جماعات معارضة مزيفة تابعة لأجهزة الاستخبارات الخاصة به، بينما قامت الشبيحة التابعون له بالكثير من المجازر الجماعية بهدف استثارة رد فعل مسلح يسمح له بوصف معارضيه بالإرهابيين. ولكن الخبر السعيد أنه، آجلا أم عاجلا، سوف يتم كشف تلك الأكاذيب السياسية.

إن التحليلات السابقة ليس الهدف منها إحباط أنان أو الجهود الدبلوماسية مثل تلك التي يقوم بها. بل على النقيض من ذلك، فمن الحكمة أن نعطي فرصة للدبلوماسية كما حدث في العراق، لنقنع الرأي العام العالمي بأنه لا يوجد حل دبلوماسي للأزمة السورية ما دام الأسد باقيا في السلطة.

لقد أظهرت مهمة أنان الحقيقة التي يعيها كثيرون منذ البداية، حيث تتجه سوريا نحو وضع يصبح فيه حق التدخل، المعروف الآن في القانون الدولي، واجبا على هؤلاء القادرين على إحداث تغيير.

ومع الأسد، والطغاة أمثاله، لا يستطيع أي دبلوماسي، حتى إذا كان بعبقرية أنان، أن يصل لأي حلول، وليس بإمكان الدبلوماسية أن تقنع نظام الأسد بأن يتصرف عكس الاتجاه السياسي الخاص به، فالنظام الذي نشأ من خلال العنف واستمر في السلطة عبر المذابح، والاعتقالات الجماعية، والرقابة والفساد، لا يستطيع أن يتصرف على عكس طبيعته. ففي هذا النظام الفاسد لا يمكن لأفضل الرجال أن يفعل الكثير، بينما يمنع النظام الشريف الرجال الفاسدين من القيام بما هو أسوأ، عندما يقوم أشرار بإدارة نظام فاسد تصبح تلك مأساة.

 

الأدوار العربية والغربية والروسية تنتظر نتيجة مهمة أنان

 ثريا شاهين/المستقبل

على الرغم من صدور النقاط الخمس عن اجتماع وزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استمرت المواقف الروسية في مجلس الأمن الدولي على حالها، وكذلك الشروط الروسية. ويتأكد بالتالي، لمصادر ديبلوماسية أوروبية، أن لا إشارة لتغيير روسي حيال الموضوع السوري في المجلس، وكذلك ان ما توصل إليه الطرفان ليس له أي تأثير على الوضع على الأرض في سوريا. والإشارة السلبية، جاءت بدورها، من أسلوب الرد السوري الاربعاء الماضي على طروح الموفد الدولي والعربي كوفي أنان الى دمشق، حيث طلب إعطاءه يوماً إضافياً للتفكير والرد، وان دمشق تحتاج الى ان تحصل على ضمانة تتضمن فقط "ان توقف المعارضة القتل وتسلم سلاحها". الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن تنتظر مهمة أنان. كما ان تطور ما صدر عن العرب وروسيا ينتظر نتيجة هذه المهمة أيضاً. على أن المصادر، تشير الى ان مهمة أنان ليست سهلة، ويتوقع له ان يزور دمشق مرات عدة في إطار مهمته، علّه ينجح في إقامة حوار بين النظام والمعارضة. وأنان موفد يلقى رضا من العرب والولايات المتحدة والروس، لذلك سيبقى في المرحلة الراهنة يقصد دمشق، مع ان نجاح مهمته محفوف بالمخاطر، لان القضية، قضية سياسية كبيرة، ولن ترضخ القيادة السورية لمطلبه وقف القتل والعنف. الورقة العربية ـ الروسية وفقاً لأوساط ديبلوماسية عربية، هدفها مد الجسور بين الطرفين بعدما كان الروس شعروا أن هذه الجسور سقطت مع العرب، وهناك ضرورة لإعادة مدّها.

والعرب من خلال النقاط الخمس رأوا ان الخيارات التي تعارض الخيار الروسي ليست متبنّاة فعلياً من الغرب، على اعتبار ان هناك تقارباً أميركياً ـ روسياً يعتقد العرب أنه حاصل. لذلك لم يُرِد العرب استمرار كسر الجسور مع روسيا، وعملوا لتنازل طفيف، وعمل الروس لتنازل غير مباشر. موسكو بشكل مباشر رفضت موضوع تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها قبلت بالنقاط الخمس، لكن ما يشمل ذلك في المعنى ترفضه هي في النقطة التي تتضمن ذلك. وما حصل على المستوى العربي ـ الروسي، ليس اتفاقاً كاملاً، بل انه محاولة للتوصل الى أرض مشتركة، ستترجم الى حد ما في مجلس الأمن الدولي في حال أعيدت الأمور إليه. كما انه مدماك أول لتفاهم محتمل في المجلس، من دون ان يعني ان التفاهم حاصل فعلياً. كذلك انه لا يعني ان الأمور نهائية لا بالنسبة الى العرب، ولا بالنسبة الى الروس، ولا بالنسبة الى الأميركيين.

انه إعلان نوايا، وهذا هو الإطار الذي يمكن للأطراف الثلاثة اللعب في سياقه.

لكن ليس هناك من التزام أو تعهد. انه تعديل طفيف في المواقف لم يتبلور أكثر، انما قد تتطور الأمور نحو تنازل أكبر أو تقارب أوسع.

وتفيد مصادر عربية أخرى، ان موسكو من خلال اتفاقها مع العرب أعادت الموضوع السوري الى الجامعة العربية. والعرب أيضاً تمكّنوا من إحداث ثغرة في الجدار الروسي، عبر الواقعية من قبل الطرفين، قد تكون مقدمة لحلّ يتفاهم حوله الطرفان، لكن كل طرف يضغط من الباب الواسع، مع عدم القدرة على تقديم تنازلات أقوى. وفي هذا الوقت جرى تجميد مشروع القرار الأميركي، الذي قد يستأنف طرحه في حالة واحدة هي ان يأخذ بالنقاط الخمس العربية ـ الروسية، هذه حدود الموقف في المرحلة الراهنة، حيث هناك رغبة بحصر الخلاف بالغطاء العربي ـ الروسي وكذلك الحل. الروس لا يريدون خسارة العرب، والعرب سيستمرون في محاولاتهم للتوافق مع الروس وصولاً الى إقناعهم بالسير في قرار صادر عن مجلس الأمن حول سوريا. الروس حتى الآن لم يصلوا الى القبول بهذه المرحلة، ولا بوادر حالياً للتغيير. إزاء هذا الواقع، لا يزال الغرب يفتش عن الطريقة الفضلى لإزالة النظام، بحسب مصادر ديبلوماسية غربية. الغرب لديه ضوابط، إذ يحتاج الى غطاء شرعي دولي للقيام بعمل عسكري، وفشل في ذلك بسبب الموقف الروسي. لكنه لم يوفر وسيلة لفرض عقوبات اقتصادية واستنفدت كأقصى ما يمكن فعله، وعلى أساسها كان التوقع بانهيار النظام بصورة سريعة. لكن الدعم الاقتصادي أتاه من إيران والعراق. هذا فضلاً عن الدعم الديبلوماسي الروسي في مجلس الأمن. وبات الحل الوحيد بتسليح المعارضة. الغرب يتمتع بنَفَس طويل في مواجهة النظام السوري، لكن الوقت المستقطع يدفع ثمنه الشعب السوري. ذلك ان واشنطن وباريس ولندن تريد قراراً عن مجلس الأمن يدعو الى وقف العنف الذي يرتكبه النظام، وعدم صدور قرار يدعو الى وقف العنف من الجهتين، أي النظام والمعارضة، يبقى أفضل من صدور قرار يساوي بينهما. في حين أن روسيا تريد قراراً عن المجلس ولكن يوازي بين النظام والمعارضة.

 

سعود الفيصل والثورة السورية واستراتيجيات صون المصالح

رضوان السيد (الشرق الاوسط)

لا يزال الذين حضروا مؤتمر القمة العربية بمدينة سرت الليبية، في ربيع عام 2010، يذكرون الجدال الذي اندلع بين الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية من جهة، والدكتور عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية آنذاك. وكان موضوع النقاش ما كانت الأمانة العامة للجامعة قد اقترحته على القمة من «حوار استراتيجي» بين دول الجامعة ودول الجوار الأفريقي والإسلامي. وما كان للفيصل اعتراض في المبدأ على الحوار مع الأفارقة، وإن رأى ضرورة الاستعداد لذلك بشكل أفضل. لكنه كان شديد المعارضة للدخول في حوار يسمى استراتيجيا مع دول الجوار الآسيوي الإسلامي؛ وبخاصة إيران. ذلك أن أكثر المواضيع المطروحة للحوار هي في الحقيقة ملفات نزاعات نتيجة التدخلات الإيرانية. في المشرق العربي والخليج. وهكذا فإن الظروف غير مهيأة للحديث في مسائل التعاون سواء أكان استراتيجيا أو تكتيكيا. ثم تجاوز الفيصل هذا الأمر إلى توصيف عام للحالة العامة في العالم العربي: إنها حالة خواء استراتيجي! فعلى مدى أكثر من عقد من الزمان كان العالم العربي مسرحا للتدخلات الإقليمية والدولية، وسياسات المحاور، بحيث شاع الاضطراب، وصارت القضايا الكبرى بأيدي الغير، وساد الاستقطاب، وتفاقم العجز العربي عن التصدي للمشكلات فضلا عن حلها.

لقد كان المطلوب لتلافي وقائع وآثار التدخلات والاستقطابات التي أنتجت هذا «الخواء الاستراتيجي» أمرين اثنين: استعادة حرية القرار العربي ووحدته، واستعادة الملفات والقضايا الكبرى التي حمل المتدخلون راياتها زورا وعدوانا. ووسط الأوضاع التي كانت سائدة ما كان الأمران ممكنين. فلنلاحظ أن الأمير الفيصل استخدم مصطلح «الخواء» وليس الفراغ مثلا. فالفراغ قد يعني الانكفاء وانتهاج سياسات أخرى؛ بينما يضيف مصطلح «الخواء» اعتبارين آخرين هما التبعية والعجز. فالتدخلان الأميركي والإيراني العسكري والأمني حملا أو رفعا راية أمرين اثنين: حمل التدخل الأميركي راية مكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية، وحمل التدخل الإيراني راية الدفاع عن القضية الفلسطينية. والطريف وذو الدلالة أن هذين الطرفين المتصارعين علنا تشاركا في غزو أفغانستان والعراق. وظلا على تشاور وتحاور واقتسام لمناطق النفوذ في المشرق بين عامي 2002 و2007. وخلال تلك الفترة الحافلة بالاضطرابات والحروب وزعزعة الاستقرار والاحتلالات، قال الإيرانيون وحلفاؤهم في سوريا وحزب الله بلبنان، وحماس والجهاد الإسلامي بغزة، إنهم إنما يكافحون المشروع الأميركي للشرق الأوسط الكبير. بينما كانوا هم في الحقيقة من صنعوا ذاك المشروع. فالتدخل الإيراني أدى بالطبع إلى تدخل إسرائيلي وآخر تركي، وكل لصون المصالح، أو التشارك في مناطق النفوذ، بحيث حصل هذا الخواء في المشرق العربي، الذي ألغيت هويته، بشرذمة العراق، واستتباع النظام السوري، وتقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية، ومحاصرة مصر من غزة، ومحاولات إحاطة الخليج العربي باضطرابات أو أنظمة معادية.

لقد شكل النظام السوري قطب الدائرة في المحور الاستراتيجي الإيراني. فهو لم يكن حلقة فقط في مناطق النفوذ الإيراني الجديدة شرق الفرات وغربه؛ بل صار منطلقا لزعزعة استقرار لبنان، وشرذمة الحركة الوطنية الفلسطينية، وبيئة لممارسة الإرهاب ضد العرب الآخرين بحجج لا تخفى على الأطفال، مثل الممانعة والمقاومة، بينما لا يزال الجولان العربي السوري محتلا منذ عام 1967!

لقد نهض الملك عبد الله بن عبد العزيز، ونهضت السياسة الخارجية السعودية منذ ما قبل مؤتمر القمة بسرت بزمن بمهمة استعادة وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية عن طريق الدفع باتجاه المصالحة بين فتح وحماس، بل والتجربة مع النظام السوري للمرة الخامسة أو السادسة منذ تولي بشار الأسد وارثا للسلطة عام 2000 - تحت عنوان المصالحة العربية الشاملة. وكما حاولت السعودية مع الفلسطينيين ومع السوريين، حاولت أيضا مع اللبنانيين بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان. بيد أن هذه المحاولات جميعا باءت بالفشل وفي العراق ولبنان وفلسطين. ويرجع ذلك إلى أن النظام في سوريا ما كان مستتبعا (ولا يزال) لإيران؛ بل كان أيضا فاعلا ومستفيدا من هذه الانقسامات والاضطرابات. فقد أفشل علنا المصالحة الفلسطينية، وأفشل علنا - بالاشتراك مع حزب الله - المصالحة بلبنان، كما تلاعب بأمن العراق ووحدته تارة بالتنسيق مع إيران، وطورا من دون تنسيق مع أحد! وما نجح الأمير سعود الفيصل والعرب إلا في إنشاء لجنة المتابعة للقضية الفلسطينية، لأن السلطة الفلسطينية لا تخضع للاستقطاب المفروض من إيران والنظام السوري، ولذلك كانت صرخة الأمير الفيصل في مؤتمر سرت، وخروجه بمصطلح «الخواء الاستراتيجي» عام 2010.

نعم، كان لا بد من التغيير بالداخل العربي، وبالداخل السوري على الخصوص، إذ كيف يمكن استعادة استقلالية القرار العربي ووحدته، ما دام النظام السوري جزءا من محور يسعى للهدر والإضاعة والانقسام، ويسعى للإفادة من هذا الشر المتصاعد، ومساومة الولايات المتحدة والأطراف الأخرى عليه؟!

وحدث التغيير العربي الداخلي ابتداء بتونس، ووصولا إلى مصر وليبيا واليمن، وبلغ ذروته في سوريا العربية. وقبل ثمانية أشهر سمعت من الأمير سعود الفيصل تعبير «الملاءة الاستراتيجية العربية». فقد انسحب الأميركيون من العراق، وسارع الإيرانيون لمحاولة الحلول محلهم ليس بالعراق وحسب؛ بل وبسائر المنطقة عن طريق تثبيت مناطق النفوذ (الاستيلاء على الحكومة بلبنان مثلا)، وعن طريق نشر الاضطراب في مناطق جديدة تارة بحجة مصارعة الولايات المتحدة، وطورا بحجة الدخول في الثورات العربية وشعاراتها! ولذا فإن حركات التغيير العربية شكلت متغيرا استراتيجيا مهما ولجهتين: الاستبدال بالحريات الأميركية المزعومة حريات عربية حقيقية، والحيلولة دون استتباب مناطق النفوذ لإيران أو لغيرها في مشارق العالم العربي ومغاربه.

مهد السعوديون ورفاقهم في الخليج منذ الشهور الأولى للثورات لأمرين: تأمين الخليج والجزيرة من خلال التدخل في البحرين واليمن، والانصراف - على وقع الثورات - لاستعادة الملفات العربية الواقعة لنحو العقد ونصف العقد ضحية للاستقطاب، وتبعية الأنظمة الاستبدادية وتآمرها على المصالح الوطنية والقومية. وهكذا فقد تدخلوا في ليبيا لنصرة التغيير، واتصل الملك عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس السوري ثلاث مرات خلال الشهور الأولى لإقناعه بوقف العنف ضد شعبه، والسير في تغيير سلمي على وقع الاحتجاجات السلمية. وعندما لم يجد ذلك نفعا، تدخلوا عن طريق الجامعة العربية وطرحوا المبادرة العربية للتغيير السلمي التدريجي. وعندما رفض النظام السوري المبادرة وأفشل مهمة بعثة المراقبين، دفع الأمير الفيصل باتجاه مجلس الأمن والتدخل الدولي. وعندما وقف الروس والصينيون - إلى جانب الإيرانيين - لحماية النظام السوري كان مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس؛ وذلك من أجل إيجاد آلية دولية بديلة ما دام مجلس الأمن عاجزا عن التصرف.

وقد تجاوب السعوديون والخليجيون مع طروحات أخرى صينية وروسية، ومع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. لكنهم ومنذ مؤتمر «أصدقاء سوريا» بتونس، بل منذ اجتماع الجامعة العربية ما قبل الأخير بالقاهرة، اتجهوا للتعاون مع المجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري وحركته التغييرية.

ومن هنا كانت دعوة الأمير الفيصل لدعم الجيش السوري الحر بالسلاح، للدفاع عن الشعب السوري وثورته في وجه كتائب النظام هناك، والدعم الإيراني والروسي.

الأمير سعود الفيصل الذي استعاد العَلَم العربي، بحسب النائب نهاد المشنوق، صاحب مقولة «الخواء الاستراتيجي»، هو أيضا صاحب مقولة «الملاءة الاستراتيجية»، التي تصنعها لصون الأمة ومصالحها حركات التغيير، وتصنعها على الخصوص ثورة الشعب السوري.