المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 19 آذار/2012

 

انجيل القديس مرقص 02//01-12/شفاء كسيح في كفرناحوم

ورجع يسوع بعد أيام إلى كفرناحوم، فسمع النـاس أنه في البيت. فتجمع منهم عدد كبير ملأ المكان حتى عند الباب، فوعظهم بكلام الله. وجاء إليه أربعة رجال يحملون كسيحا. فلما عجزوا عن الوصول به إليه لكثرة الزحام، نقبوا السقف وكشفوا فوق المكان الذي كان فيه يسوع ودلوا الكسيح وهو على فراشه. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للكسيح: يا ابني، مغفورة لك خطاياك! وكان بين الحضور بعض معلمي الشريعة، فقالوا في أنفسهم: كيف يتكلم هذا الرجل كلاما كهذا؟ فهو يجدف! من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟ وعرف يسوع في سره أفكارهم، فقال لهم: ما هذه الأفكار في قلوبكم؟ أيما أسهل: أن يقال لهذا الكسيح: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال له: قم واحمل فراشك وامش؟ سأريكم أن ابن الإنسان له سلطان على الأرض ليغفر الخطايا. وقال للكسيح: أقول لك: قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك! فقام الرجل وحمل فراشه في الحال وخرج بمشهد من الحاضرين. فتعجبوا كلهم ومجدوا الله وقالوا: ما رأينا مثل هذا في حياتنا!

 

عناوين النشرة

*"الشعبية" أحمد جبريل: تهريب جثث لمسؤولين قتلوا في لبنانَ

*الجيش الإسرائيلي: سوريا تدرب عناصر من "حزب الله" على تشغيل اسلحة متقدمة مضادة للطائرات

*الجميل أبرق معزيا بالبابا شنودة: وفاته خسارة كبيرة لمصر والعالم العربي

*جعجع عزى الشعب المصري بوفاة البابا شنودة ودعا الاقباط الى مواصلة رفض اعتبار انفسهم اقلية

*المستقبل: السنيورة : خلعوا عنه ملابسه وأهانوه وشتموه /قضية حنقير: عودة النظام الأمني

**الأسير يصف نصرالله بالشريك اللبناني

*صحافي كشفت رسائله الإلكترونية مع الأسد يقر: نعم كلها صحيحة

*اعتصام لعائلة مشيمش رفضاً لاتهامه بالعمالة

*"القوات": باسيل وعمّه يتلقيان الملايين لقاء بيعهما القرار المسيحي

*عسكر على مين؟ على المواطن الطبيب زكريا حنقير!

*بكركي تستضيف قمة روحية في عيد البشارة

*صالحي: أسبوع واحد يكفي لزوال إسرائيل في حال مسّت المنشآت النووية الإيرانية

*النائب نديم الجميل: لماذا طاولة الحوار ما دام نصرالله يقول ألا أحد في العالم يستطيع أن ينزع سلاحنا

*الزغبي للبنان الحر: لا يمكن للكنيسة المارونية أن تكون رمادية، وموقفها المنحاز اليوم هو لأذية المسيحيين  

*النائب انطوان زهرا ان الدكتور سمير جعجع لم ينتقد البطريرك الراعي بل الموقف السياسي

*زهرا لـ"السياسة": جنبلاط حسم خياراته بتأييد الثورة السورية

*اوساط مسيحية في 14 اذار: زيارات جعجع العربية انفتاح مسيحي على المجتمع الاسلامي وتهمة باسيل لذر الرماد في العيون  

*مروان حمادة: مناخ الحرية أتاح لنصرالله امتلاك السلاح والمقاومة

*جنبلاط: لقد انتهى النظام السوري.. والثورة السورية أخرجتنا من السجن الكبير

*ماروني:مواقف جنبلاط تمثل 14 آذار

*حزب الله يستغرب الدعوة الى تسليح الجماعات المسلحة في سوريا

*بيان لكتائب عبد الله عزّام تكشف عروضا من "حزب الله" والنظام السوري: ضرب أهداف مباشرة في لبنان من بينها اغتيال وليد جنبلاط

*استقالات من "القومي السوري"

*جعجع معزّيا بالبابا شنودة: فليواصل الأقباط في مصر على مثاله رفض اعتبار أنفسهم أقلية

*بيع الأراضي للأجانب: حالة يوسف الدبس في القرن 19/عبد اللطيف فاخوري/النهار

*أبو جمرة يدعو الى الحياد الإيجابي في حوادث سوريا

*حزب الله": العرب يحرّضون على القتل والفتنة في سوريا

*المراجعة الاستراتيجية حول "اليونيفيل" لم توصٍ بخفض العديد ولا بتغيير المهمة/ثريا شاهين/المستقبل

*ميقاتي لـ"النهار": الحكومة مستمرّة ولا مصلحة لأحد في فرطها

*العريضي لـ"النهار": اقرار قانون سقف الانفاق ولتعقد طاولة الحوار فوراً و دخلنا الحكومة على اساس ثوابتنا ولسنا في جيب أحد

*قصة 14 آذار من الاغتيال الى الاستقلال كيف صنعت 8 آذار 14 آذار؟/عمر حرقوص/المستقبل

*حول وثيقتين تجيبان عن أسئلة المواطنين الحقيقية/محمد مشموشي/المستقبل

*ثورة رجال أعمال/محمد سلام/لبنان الآن

*أكد وجود انشقاقات برتب عليا/"الجيش الحر" يطالب نصر الله بسحب مقاتليه من سورية

*شهرزاد الجعفري تحتج على بثينة شعبان/الرسائل الرئاسية المسربة: أسماء الأسد تعلم بذبح المتظاهرين بالسلاح الأبيض

*مخيم في الأردن للمنشقين عن الجيش السوري

*العراق أبلغ إيران رفضه مرور أسلحة إلى سورية عبر أراضيه

*الأردن ينفي تحرك معدات عسكرية سعودية للمملكة لتسليح المنشقين عن قوات الأسد.. وبعثة أنان ستتوجه إلى دمشق غداً 

*تفجيران في دمشق يخلفان 29 قتيلاً و"الجيش الحر" والمعارضة يتهمان النظام بتدبيرهما

*مستشار الرئيس التركي: الخيار العسكري العربي – التركي غير مستبعد في التعامل مع الأزمة السورية  

*وزير الخارجية الإماراتي زار الرئيس الحريري في باريس مطمئنًا لصحته

*علم الثورة السورية على ضريح كمال جنبلاط/علي حماده/النهار

*وثيقة العلويين": مزيد من النقاش/جوزف الياس/النهار

*التيار الوطني" - عاليه: لكشف المعتدين على منزل الأب أبو ملهب

*بعد جنبلاط هل جاء دور ارسلان؟

*رضخ ارسلان للضعط السوري وقال الأحد: المراهنون على سقوط النظام السوري واهمون وخاسرون

الراعي في مصر: لا حياة لنا ولا سعادة وفرح إذا لم يتوحّد اللبنانيون ويعود لبنان إلى دوره

*الراعي يربط بين الزواج والسعادة ويطالب الفاتيكان بمنح الكنيسة المارونية إستقلالية أكبر ويوسّع قراءته لنظرة المسلمين السلبية الى المسيحيين

*الراعي ترأس قداس عيد مار يوسف في مصر: نصلي للأنبا شنودة الراعي الصالح الذي قاد كنيسته بحكمة ودراية

*عون في عشاء "التيار الوطني" في ذكرى 14 آذار:  لا تقفوا متفرجين بين من يريد بناء الدولة ومن يريد هدمها

 

تفاصيل النشرة

 

"الشعبية" أحمد جبريل: تهريب جثث لمسؤولين قتلوا في لبنانَ

المركزية – في موازاة ارتفاع حرارة التعبئة والمواجهات الدامية في سوريا، ظلت الانظار اللبنانية موجّهة نحو الوضع الحدودي والاجراءات المتخذة لمنع عمليات التهريب أو الفرار من الداخل السوري واليه والتدابير التي اتخذتها بعض القوى الفلسطينية الخارجة عن منظومة فصائل منظمة التحرير ولا سيما الجبهة الشعبية القيادة العامة الموجودة في مواقع حدودية حساسة من الجهة الشرقية.

وفي هذا السياق، تحدثت أوساط مطلعة على نشاط الجبهة عن تدابير ميدانية خاصة اعتمدتها في الفترة الأخيرة من ضمنها توزيع عشرات الدبابات في المنطقة الحدودية المواجهة لسوريا لجهة كفرزبد وتعزيز موقع قوسايا بزحافات ثلج ودراجات نارية تسهم في البقاء على بيّنة من تطورات الوضع الحدودي وضبطه كما ضبط أي محاولات تمرّد أو فرار أو انشقاق بين عناصر الجبهة، التنسيق مع فتح – الانتفاضة الموجودة في المنطقة عينها واستحداث مكتب في منطقة حلوة التابعة لفتح – الانتفاضة، نشر مدافع من عيار 155 مليمتراً في المنطقة الممتدة من حلوة حتى وادي الاسود ورفدها بعناصر عسكرية خصصت لها ثكنة في منطقة الكسارات. وأضافت الأوساط ان الجبهة الشعبية كثفت وتيرة الدوريات، خصوصاً أثناء الليل في مواقعها والمحيط ولا سيما قرب موقع لوسي وأجرت بعض التبديلات في قيادات المواقع، تحسّباً لأي طارىء قد يحصل في الداخل السوري ويخلف تداعيات قد تصل شظاياها الى الحدود اللبنانية. ولفتت الى أن الاجراء الأخير حتمية معطيات برزت أخيراً تجلّت في توقيف مجموعات عسكرية من منطقة الزبداني حاولت الهروب من سوريا الى لبنان وتهريب جثث لمسؤولين وعناصر في الجبهة الى سوريا لم تتضح أسباب وفاتهم في لبنان، علماً أن بعض هؤلاء كانوا موجودين في موقع انفاق الناعمة التابع للجبهة وأحيطت حوادث وفاتهم بتكتم شديد.

 

 

الجيش الإسرائيلي: سوريا تدرب عناصر من "حزب الله" على تشغيل اسلحة متقدمة مضادة للطائرات

 مصادر في الجيش الاسرائيلي الى ان سوريا تقوم بتدريب وتأهيل عناصر من "حزب الله" على تشغيل اسلحة متقدمة مضادة للطائرات. وقال ضابط رفيع في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش انه في اطار هذه التدريبات التي تجري على الاراضي السورية والايرانية تم تاهيل عشرات المقاتلين على تشغيل صواريخ ارض جو متقدمة. وبين هذا الضابط ان الاوضاع في لبنان مرشحة لمزيد من التصعيد اذ ان حزب الله يستمر في التعاظم ميدانيا في ساحة القتال وهو يتزود اسلحة بعيدة المدى. واكد الضابط الكبير وجوب الرد على ظاهرة نقل اسلحة مضادة لطائرات واخرى بيلوجية وكيماوية من سوريا الى حزب الله محذرا من ان هذا الامر قد يتسبب في تغيير سياسة الرد العسكرية الاسرائيلية.

 

الجميل أبرق معزيا بالبابا شنودة: وفاته خسارة كبيرة لمصر والعالم العربي

وطنية - 18/3/2012 أبرق رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، معزيا ببطريرك الأقباط الارثوذكس والكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث "الذي كانت تربطه به معرفة شخصية وثيقة حيث التقاه مرات عدة لمس في خلالها القيمة الفكرية والروحية للراحل الكبير"، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للجميل. وقد أشاد الجميل بمزايا الأنبا شنودة، واصفا وفاته ب"الخسارة الكبيرة لمصر والعالم العربي". وتمنى "ان تترسخ مسيرة الانفتاح والحوار بين الأديان التي آمن بها، وان يتعزز التعايش الحضاري الروحي الذي عمل له طوال حياته".

 

جعجع عزى الشعب المصري بوفاة البابا شنودة ودعا الاقباط الى مواصلة رفض اعتبار انفسهم اقلية

 وطنية- 18/3/2012 تقدم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "من الشعب المصري ولا سيما من الطائفة القبطية الكريمة وبالأخص من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في جمهورية مصر العربية المشير محمد حسين طنطاوي بخالص التعازي الحارة لخسارتهم الغالية التي لا تُعوض بفقدانهم قداسة البابا شنودة الثالث". ودعا جعجع الى الله تعالى أن يرقد قداسته بين أحضان القديسين في السماء، مستذكراً أحد أقواله الحكيمة: "مصير الجسد أن ينتهي فيا ليته ينتهي من أجل عمل صالح"، ومشيراً الى ان "تعاليمه وعظاته وأقواله كانت لنا أكبر إرشاد روحي وستبقى بإذن الله العزاء لنا في غيابه".

واذ رأى ان "البابا شنودة الثالث شخصية ساطعة وظاهرة مهمة في تاريخ مصر والعالم العربي بحكم رئاسته للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبحكم موقع مصر داخل العالم العربي، وبحكم وطنيته أولاً وأخيراً لمصر وشعبها من مسلمين ومسيحيين"، شدد على أن يواصل الأقباط في مصر على مثال البابا شنودة رفض اعتبار أنفسهم أقلية ورفض التدخل الخارجي إيماناً منهم بأن المصريين مسيحيين ومسلمين أخوة في وطن واحد، لافتاً الى ان "أن البابا شنودة الثالث سيظل داخل قلوب الأقباط والمصريين والعرب وسيظل حبه لمصر دائماً وأبداً مثالاً في الوطنية والحق".

المستقبل: السنيورة : خلعوا عنه ملابسه وأهانوه وشتموه /قضية حنقير: عودة النظام الأمني

المستقبل كتبت : أثارت قضية الإعتداء الجسديّ والمعنويّ من عناصر من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني على الطبيب الصيداوي زكريا حنقير جملة أسئلة في الرأي العام اللبنانيّ كونها أعادت تذكيره بممارسات "النظام الأمنيّ" البائد، وقد سجّل أمس موقف قويّ لرئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، حيث طالب رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بفتح تحقيق في ما جرى، وقال أثناء زيارته الطبيب حنقير في مستشفى قصب بصيدا للاطمئنان إلى وضعه الصحيّ" "نحن نقف الى جانب الأجهزة الأمنية بكليتنا، ونحن نطالب الدولة ونحن حريصون جداً على أن تتولى الدولة كل المسؤولية في البلاد، وعندما يقومون بعمل جيد نحن أول من نكون الى جانبهم وندافع عنهم". أضاف "لكن عندما يقومون بعمل من هذا الأمر، فهذا غير مقبول ونحن نريد التحقيق ونريد أن نعرف كل الحقيقة وأن يجازى كل شخص أساء اليه لأن القضية ليست إساءة حتى في الضرب، بل في الكلمات وفي المعاملة وفي الأسلوب، هذا أمر لا نقبله نحن ولأي مواطن كان، ليس فقط إذا كان مواطناً صيداوياً، بل أي مواطن لبناني يُصار الى معاملته بهذا الشكل".

والدكتور حنقير الذي أتهم بحيازة أسلحة وأستباح "الشبيحة" كرامته بشكل مثير للإشمئزاز، دفع ثمن هوايته في جمع كل ما هو تراثيّ وقديم، وقد كشف الرئيس السنيورة في اتصال أجرته معه "المستقبل" أنّ "القصّة كبيرة ولا تجوز وأنا اتصلت بالرئيس نبيه بري وأثرت الموضوع معه وعندي خشية إذا تفلّت الوضع هكذا من كل ضوابط أن يكون البعض يستعمل السلطة في غير محلّها" مشدّداً على أنّ "أحدث قطعة في هذه الأسلحة التي يقتنيها حنقير عمرها يتجاوز سبعين سنة وكلها قطع مجنزرة وصدئة".

ووصف الرئيس السنيورة ما حصل مع حنقير أنّه "لم يحصل في غوانتانامو، إذ خلعوا ثيابه وأهانوه وشتموه وهذا أمر غير مقبول أبداً". وأضاف "ربما من حق أي جهاز أن يصادر الأسلحة إذا كانت خارج القانون، ومن حقه أنّ يأخذه إلى المحكمة، وفقاً للقانون، لكن أن يحصل الأمر على هذا النحو فهذا غير مسموح به أبداً".

ويأتي هذا التطوّر المقلق، والمتنافي تماماً مع مناخات الربيع العربيّ، في وقت طغت فيه التطوّرات المتلاحقة في الوضع السوريّ على الانشغالات اللبنانية التقليدية، فقد سجّل أمس استمرار أزمة التحالف الحاكم، على خلفية ملف الإنفاق الماليّ، في ظل جهود واتصالات يبذلها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي لسحب هذا الملف من التداول، فيما ظلّت مواقف رئيس "الحزب التقدميّ الاشتراكي" المتضامنة مع الثورة السورية تستقطب اهتماماً وتقييماً من كافة الفرقاء، ولوحظ ارتفاع نوعيّ للتوتّر في السجال بين "التيّار الوطنيّ الحرّ" و"القوّات اللبنانية" على خلفية الكلام التخوينيّ للوزير جبران باسيل بحق الدكتور سمير جعجع. ويأتي ذلك، في وقت شهد فيه وسط العاصمة تحرّكاً جديداً لنشطاء المجتمع المدنيّ، الذين اعتصموا دعماً للثورة السورية.

وعلى خلفية معالجة ملف الإنفاق الماليّ، والوضع المتفجّر في الائتلاف الحكوميّ، كان لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في عين التينة أمس، كما استقبل برّي وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، وجاء اللقاءان في أعقاب المعلومات التي تحدثت عن إخفاق اللجنة الوزارية النيابية في التوصل الى صيغة وفاقية في ملف بدل النقل والمنح المدرسية، وبالتزامن مع الدعوة الى جلسة للجنة المال والموازنة في شأن قطع الحساب الذي لم يحول بعد الى المجلس النيابي ولا الى ديوان المحاسبة، كما لم يدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته المقررة الأربعاء المقبل.

"القوات"

بالتوازي، كانت "القوات اللبنانية" تردّ على الكلام التخوينيّ لوزير الطاقة جبران باسيل بحقّ الدكتور سمير جعجع، فوصفه عضو كتلتها النائب فريد حبيب بأنّه "طفل علي بابا المستوزر الصغير" مؤكداً ان كلام باسيل "عن عودة الدكتور جعجع من الخليج حاملاً معه صناديق المال لقاء حملة على البطريرك (مار بشارة بطرس) الراعي غير موجودة سوى في أمنياته وأحلامه" واعتبر أنها "محاولة يائسة من باسيل لإبعاد الضوء عن الشيكات بملايين الدولارات النظيفة التي تصله مع عمه شهرياً وبشكل دوري من طهران، لقاء بيعهما القرار المسيحي وتأمينهما الغطاء لمشاريع ولاية الفقيه على حساب المسيحيين واللبنانيين على حد سواء".

أما النائب شانت جنجنيان فعلّق على كلام باسيل بحق جعجع فقال "أما زعمك بأن هناك حملة على البطريرك الراعي مدفوعة الأجر من دول الخليج، فلا أرى فيها سوى خجلاً من نفسك، وتبريراً لمنعك من دخول الكويت بقرار من نواب الأمة الكويتية جراء تصفيقك لآلة الإجرام التي تفتك يومياً بأطفال حمص ونسائها وشيوخها تماماً كما صفقت للمعتدين على الكرسي البطريركي في العام 1989" وعلّق جنجنيان على اتهام باسيل لجعجع بالعمالة لأميركا وإسرائيل فقال "تحاول من خلال نسب العمالة للدكتور جعجع، التغطية عن عمالة حقيقية فعلية ملبوسة ومثبتة بالوثائق والمستندات والمكالمات الهاتفية، دانها القضاء العسكري ومن ثم القضاء المدني كما دانها الشعب اللبناني، ألا وهي عمالة العميد المتقاعد فايز كرم والتي حاول عمك العماد عون إبعاد كأس نتائج التحقيقات عنه من خلال التصدي لها بالطرق والوسائل المعهودة لديه ولديك".

جنبلاط

وفي ما يتصل بمواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، أوضح مفوض الإعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس بأن الخطوة التي قام بها جنبلاط (في إشارة الى وضعه علم الثورة السورية على ضريح والده المعلم الشهيد كمال جنبلاط في الذكرى الـ35 لاغتياله) هي تتمة لما يجري منذ أشهر عندما بدأت الثورة في سوريا" وذكّر بأنّ جنبلاط دعا مراراً الى "الحل السياسي لكن النظام صمّ أذنيه عن الجميع وبقي يسير في الحل الأمني". وقال "نحن لا يمكننا ان نتوقع من أحد أن يلزمنا بأي موقف سياسي أو أي موقف في الأزمة السورية".

أما عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري فثمّن وضوح جنبلاط في الموضوع السوريّ، وقال إنه "في المواقف الوطنية الكبرى حكماً وليد جنبلاط يلتقي معنا"، مذكّراً بأن جنبلاط لا زال يصنّف نفسه "وسطياً لا في 8 ولا في 14 آذار".

ومن جانبه قال النائب مروان حمادة إنّه "كان بمقدور جنبلاط أن يقول، وكالة عن العائلة وربما عن الحزب، إنه نسي وسامح، إنما أمام ذكرى اغتيال الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني في وحدته ومن ثم الشعب السوري بهذه الطريقة، فلم يعد قادراً على السكوت، وهذا ما جعله يقلب الصفحة".

وتطرّق حمادة إلى موقع رئيس مجلس النواب نبيه بريّ في الدعوة فقال إنه "يحاول قدر الإمكان استيعاب الأمور وعدم تفلتها". وقال "النصاب يفقد في معظم الأحيان لمنع الصدام الكبير، فكتلة العماد عون في المجلس لا تبحث إلا عن المشاكل مع تيار "المستقبل"، إلا أن البحث فقط عن السلبية سيؤدي الى القضاء على الحكومة". وتوقع حمادة أن يذهب نواب 14 آذار في اجتماع هيئة مكتب المجلس غداً الاثنين الى طرح إمكانية تحديد جلسة عامة تُطرح خلالها مسألة الثقة ببعض الوزراء.

 

الأسير يصف نصرالله بالشريك اللبناني

وكالات/ لبى إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير دعوة ً من بعض عشائر البقاع الأوسط التي أقامت له لقاء ً في بلدة سعدنايل كرر فيه موقفه إزاء ما يجري في سوريا ، منتقدا ً المجتمع الدولي لعدم إتخاذه إجراءات ٍ أكثر حزما ً تجاه النظام السوري . الأسير الذي إنتقد من يطلق صفة التكفيريين لإخافة المسيحيين ، سجل إيجابية ً في الموقف الأخير للسيد حسن نصرالله ، واصفا ً إياه بالشريك اللبناني. وقد وصف الأسير الرئيس السوري بشار الأسد بالطاغية ، مؤكدا المضي في دعمه الثورة السورية حتى إسقاط النظام في دمشق.

 

صحافي كشفت رسائله الإلكترونية مع الأسد يقر: نعم كلها صحيحة

وكالات/ أقر نير روزن، الصحافي العامل في القسم الإنكليزي التابع لقناة الجزيرة، بصحة الرسائل الإلكترونية التي نشرتها " ذي تلغراف"، بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد وقال:" كل رسائل البريد الالكتروني التي نشرت تعود الي فعلا."وفهم من الرسائل بينه وبين الأسد أنه كان يتجسس على المتظاهرين في حمص. وقال روزن:" : نعم لدي طريقة للتواصل مع نظام الاسد ولا أخجل من ذلك .. راس مال الصحفي علاقاته واتصالاته." وأشار الى أن بعض الصحافيين " تنازلوا من أجل الحصول على فيزا، أما أنا فلم أفعل."

 

اعتصام لعائلة مشيمش رفضاً لاتهامه بالعمالة

 المستقبل/نفذت عائلة الشيخ حسن مشيمش، بمشاركة عدد من أصدقائها، اعتصاماً رمزياً، تزامناً مع الجلسة الرابعة من جلسات محاكمته أمام المحكمة العسكرية، ذكّرت خلاله بملابسات هذه القضية ابتداء من احتجاز الشيخ مشيمش واختفائه عند الحدود اللبنانية / السورية في تموز من العام 2010 وصولاً إلى ظهوره في عهدة أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية فالادعاء عليه وتحويله إلى المحاكمة بتهمة "العمالة".

ورفضت العائلة ما ألصق بالشيخ مشيمش من تهمة "العمالة" معتبرة ان قضيته مسيسة وأنه "يقبع في السجن اليوم ثمناً لآرائه التنويرية التي لم يتورع عن الجهر بها كتابة وخطابة، ولمخالفته الصريحة لحزب الله في الفقه والسياسة.

 

أكد عدم التطاول على شخص الراعي وانتقد المصطادين في الماء العكر

"القوات": باسيل وعمّه يتلقيان الملايين لقاء بيعهما القرار المسيحي

 نفى حزب "القوات اللبنانية" أمس التطاول على شخص البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، واصفاً كلام وزير الطاقة والمياه جبران باسيل عن "عودة رئيس الحزب سمير جعجع من الخليج حاملاً معه صناديق المال لقاء حملة على البطريرك الراعي" بأنه "محاولة يائسة منه لإبعاد الضوء عن الشيكات بملايين الدولارات النظيفة التي تصله مع عمه شهريا وبشكل دوري من طهران، لقاء بيعهما القرار المسيحي وتأمينهما الغطاء لمشاريع ولاية الفقيه على حساب المسيحيين واللبنانيين على حد سواء".

[أوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا أنه "عندما تنتقد "القوات" موقفاً للبطريرك فإنها تنتقده من موقع بنوي لأنَّه لا يزال رأس الكنيسة"، مشدداً على أن "القوات" لم تتطاول على شخص البطريرك. ولفت الى أن "خصومنا في السياسة يصطادون في الماء العكر في انتقادنا لموقف الراعي". ورأى في حديث الى إذاعة "لبنان الحر"، أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "افتعل المعارك السياسية نتيجة الإحساس بانهيار السند الأساسي أي النظام السوري"، مؤكداً أن الزيارات العربية والدولية لجعجع "غير مفتعلة وهي تأتي في الإطار السياسي لشخصيته". ووصف باسيل بأنه "وزير الصدفة والصهر المدلل الذي لا يملك ماضياً وتاريخاً يخولانه التجريح بتواريخ الناس"، معتبراً أن "باسيل آخر من يمكن أن يستمع اليه الناس بنوع من الثقة، وكل الناس تعلم أين كان وضعه المالي وأين أصبح".

[رأى عضو الكتلة النائب فريد حبيب أنه "ليس من الغريب بشيء في زمن الانحطاط السياسي أن يطل علينا طفل علي بابا المستوزر الصغير جبران باسيل، حاملاً في جعبته وعلى لسانه وبين جفنيه ما استطاع حمله من مخزون عمه جنرال الأوهام والأحلام، من حقد دفين أعمى ومن وباء سياسي وأخلاقي، ليحاضر في أصول الدفاع عن بكركي والمسيحيين في مشهد لا يقل شكلاً ومضموناً عن مشهد الزانية وهي تحاضر بالعفة، وذلك من خلال شاشة، لا هم لها ولا دور سوى استحضار الشتامين للدكتور جعجع المرتهنين للقيمين عليها والنافخين في أبواق العمالة لإسرائيل وللنظام السوري على حد سواء".

أضاف في بيان: "ان كلام الوزير باسيل عن عودة الدكتور جعجع من الخليج حاملاً معه صناديق المال لقاء حملة على البطريرك الراعي غير موجودة سوى في أمنياته وأحلامه، ليس سوى محاولة يائسة منه لإبعاد الضوء عن الشيكات بملايين الدولارات النظيفة التي تصله مع عمه شهرياً وبشكل دوري من طهران، لقاء بيعهما القرار المسيحي وتأمينهما الغطاء لمشاريع ولاية الفقيه على حساب المسيحيين واللبنانيين على حد سواء، ولتسهيلهما إحكام قبضة النظام السوري على المفاصل الأمنية للدولة اللبنانية من خلال فرع الباسيج في حارة حريك والمعروف محلياً باسم حزب الله".

[اشار عضو الكتلة النائب شانت جنجنيان الى أن "اللبنانيين يتفهمون ما يعانيه الوزير باسيل من توتر وارتباك نتيجة فشله الذريع في إدارة ملف الكهرباء وسقوط القناع عن إدعاءاته الإصلاحية بعدما فاحت من جيوبه ودروج وزارته روائح الصفقات المالية والفساد الإداري وسمسرات المازوت الأحمر".

وتوقف في بيان، عند "الظاهرة الباسيلية مدعية الخوف على المسيحيين والحرص عليهم، للرد على جهباز الكهرباء والنفط، المستوزر بالقوة رغم أنف المسيحيين الذين منعوا وصوله الى الندوة النيابية على الرغم من تسخيره المال العام في حملاته الانتخابية".

ونصح باسيل بـ"وقف التحامل على "القوات اللبنانية" وعدم العودة الى فتح صفحات الماضي، لأنك لم ولن ترتقي انت وعمك يوماً الى مستوى تضحياتها في الدفاع عن المسيحيين وعن وجودهم وهويتهم، إذ جل ما اضطلعت به خلال تاريخك الفتي في السياسة هو التصفيق لعمك رئيس الحكومة العسكرية الانتقالية آنذاك وهو يمعن في تدمير بيوت المسيحيين وتيتيم أطفالهم وترميل نسائهم وشل اقتصادهم تحت عنوان إلغاء القوات اللبنانية".

أضاف: "أما لجهة زعمك بأن هناك حملة على البطريرك الراعي مدفوعة الأجر من دول الخليج، فلا أرى فيها سوى خجلاً من نفسك، وتبريراً لمنعك من دخول الكويت بقرار من نواب الأمة الكويتية جراء تصفيقك لآلة الإجرام التي تفتك يومياً بأطفال حمص ونسائها وشيوخها تماماً كما صفقت للمعتدين على الكرسي البطريركي في العام 1989. أما عن تساؤلك بما ستفعله إسرائيل والولايات المتحدة حليفتا الدكتور جعجع على حد زعمك وإدعائك، فلا يدعو سوى الى الشفقة عليك، كونك تحاول من خلال نسب العمالة الى الدكتور جعجع، التغطية على عمالة حقيقية فعلية ملموسة ومثبتة بالوثائق والمستندات والمكالمات الهاتفية، دانها القضاء العسكري ومن ثم القضاء المدني كما دانها الشعب اللبناني، ألا وهي عمالة العميد المتقاعد فايز كرم والتي حاول عمك العماد عون إبعاد كأس نتائج التحقيقات عنه من خلال التصدي لها بالطرق والوسائل المعهودة لديه ولديك".

وختم: "إذا كانت الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة وهذا ما انتم فاعلوه بـ"القوات اللبنانية"، فترى على ماذا سترمى الحجارة في اتجاه شجرتك وهي لا ثمار فيها ولا حتى غصون خضراء؟".

 

عسكر على مين؟ على المواطن الطبيب زكريا حنقير!

المستقبل/عسكر على مين؟ على المواطن الطبيب زكريا حنقير! رحمك الله يا سمير قصير! "الأشباح" أو "الشبيحة" سمّهم كما شئت، ما زالوا هنا، وبنفس درجة النبوغ والحذاقة! أيضاً بنفس درجة الرقيّ الحضاريّ والثقافيّ والأخلاقيّ! عسكر على مين؟ على زكريا حنقير! الطبيب الصيداويّ الذي يهوى اقتناء كل ما هو تراثيّ وقديم يعاقب على هوايته. تهان كرامته. تخلع ملابسه. يتعرّض لسيل من الإهانات والشتائم. كأنّه ليس لبنان. كأنّ الربيع العربي لم ينطلق بعد. جامع الأسلحة القديمة الصدئة والتراثية يعتدى عليه من "قبل نظام أمنيّ ذي طابع تراثي"! والأدهى أن يحدث كل هذا في بلد يتباهى فيه "الممانعون"، من حزبهم الأكبر إلى أصغر فصائلهم، بامتلاكهم أصنافاً لا حصر لها من الأسلحة الحربية، ولا يتوانون عن إشهارها ضدّ معظم اللبنانيين، في مناسبات عدّة أو من دون مناسبات! لكن الأكثر خطورة أنّ هذه السقطة القانونية والأخلاقيّة والأمنية الكبيرة، التي خلقت مفعول الصدمة في الرأي العام، لا تبدو معزولة في سياقها، فإذا ما أضفنا جملة انتهاكات وتعديات على حقوق الإنسان في لبنان في الفترة الأخيرة، ثم عرّجنا على قرارات غبية لـ"الرقابة" أيضاً، سنجد أنّ أشباح "النظام الأمني" ما زالت تربض بين ثنايا الأجهزة، وأنّ رفع الصوت، بإتزان ورويّة في وجهها، كما فعل الرئيس فؤاد السنيورة، لهو خير سبيل لتلافي الإنزلاق إلى هذا المستنقع.  عسكر على مين؟ على زكريا حنقير! أما كان أفضل أن تحقّقوا في أمر اختطاف شبلي العيسمي؟ أما كان أفضل أن تبدّدوا الزراعات الممنوعة؟ أما كان أفضل لو تركتم الرجل في حاله؟ لكن لا، ما ارتكبتموه فضيحة.. يعاقب عليها القانون، وبشدّة! ولا بدّ أن يأخذ التحقيق مجراه!

 

بكركي تستضيف قمة روحية في عيد البشارة

المستقبل/أكدت أوساط في لجنة الحوار الإسلامي ـ المسيحي أن عيد بشارة السيدة العذراء الذي اعتمد عيداً وطنياً رسمياً في 25 آذار الجاري "سيتسم هذا العام بأهمية خاصة من زاويتين، الأولى عقد القمة الروحية لرؤساء الطوائف في بكركي، والذكرى السنوية الأولى لانتخاب البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي".

وكشفت الأوساط لـ"وكالة الأنباء المركزية" عن "جملة أهداف حددت لقمة بكركي التي بلغت الاتصالات في شأنها مراحل متقدمة تتلخص في تحديد أطر مواجهة تداعيات الحوادث في سوريا على الساحة الداخلية في لبنان، تأكيد تمسك رؤساء الطوائف الروحية بالصيغة اللبنانية الفريدة للعيش المشتركة، اعتبار الحوار اساساً لإرساء الحلول للمشكلات العالقة أياً تكن والانطلاق من خلاله لبناء الدولة القوية، تعزيز صيغة الديموقراطية التوافقية التي تشكل أساساً للصيغة اللبنانية وسداً منيعاً في مواجهة الخروق".

وأشارت المصادر الى "مساعٍ تبذل على خط دار الفتوى لتأمين مشاركة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في ضوء ما شهدته علاقته ببعض الأطراف السنية من تباين في وجهات النظر تستوجب المتابعة والمعالجة"، موضحة ان البطريرك كان عقد قبل سفره الى القاهرة اجتماعاً مع اعضاء لجنة الحوار المسيحي ـ الاسلامي وبحث معهم في إمكان عقد القمة في 25 الجاري، وتم توزيع الأدوار.

 

طهران تحض الأفغان على «إذاقة الجنود الأميركيين مرّ
صالحي: أسبوع واحد يكفي لزوال إسرائيل في حال مسّت المنشآت النووية الإيرانية

 طهران - من أحمد أمين/الراي
ردا على التهديدات الاسرائيلية بضرب المنشآت النووية الايرانية، أكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، امس، ان «كيان تل ابيب هو اعجز من ان يتحدث عن هجوم لدرجة انه غير قادر على الوقوف امام ايران حتى لاسبوع واحد خلال حرب حقيقية، وان هجوم هذا الكيان على ايران سيفضي الى زواله في مدة اسبوع بالتأكيد». واوضح ان «اي اجراء عسكري محتمل من قبل الكيان الصهيوني ضد المنشآت النووية الايرانية سيواجه ردا مؤثرا وساحقا للغاية سيرسم معالم زوال الدولة العبرية، وان قادة الكيان الصهيوني واقفون على هذه الحقيقة جيدا». الى ذلك، حض مساعد القائد العام لاركان القوات المسلحة العميد مسعود جزائري، الشعب الافغاني على «اذاقة الجنود الاميركيين مرّ ضرباته». وقال: «يجب ألا يكون الجنود الاميركيون، الذين حرقوا المصحف الشريف وقتلوا الابرياء في افغانستان وباكستان في منأى عن اللدغات الموجعة، ويجب اذاقتهم مرّ الضربات الانتقامية من قبل الافغان». ولفت الى ان «الشعب الافغاني يعتبر القوات الغربية والاميركية على وجه الخصوص، اشد اجراما من جماعة الطالبان»، مضيفا: «نحذر حلفاء البيت الابيض في الحرب على افغانستان، وندعوهم الى الاستجابة لمطالبات شعوبهم والانسحاب من هذا البلد لئلا يتورطوا بالعاقبة السيئة والمرعبة التي تنتظر الاميركيين». في المقابل، اعلن شقيق رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية رئيس لجنة حقوق الانسان محمد جواد لاريجاني، عن استعداد ايران للدخول في محادثات مع اميركا تتعلق بتطبيع العلاقات بين البلدين. وقال في تصريح صحافي في جنيف: «انا كنت خلال العقود الاخيرة من اكثر الافراد صراحة في الحديث عن هذا الموضوع، نحن نرحب بالحوار، انك يجب ان تبحث بشكل دائم عن فرصة للحوار مع اشد اعدائك، يجب عليك دائما ان تكون مستعدا للحوار». وعن موقف بلاده فيما اذا تعرضت لضربة عسكرية وهل انها ستغلق مضيق هرمز، اشار الى مقولة الرئيس باراك اوباما ان «كل الخيارات موضوعة على الطاولة». وفي تصريح صحافي منفصل، اتهم ممثل القائد الاعلى علي خامنئي في السلطة القضائية، أميركا واسرائيل وبعض الدول الأوروبية بالتورط في الأوضاع والأحداث الجارية في سورية. وقال إن «الصراخ الذي تطلقه أميرکا وبعض الدول الاوروبية في شأن أحداث سورية ليس من أجل الديموقراطية وحقوق الانسان کما تزعم، حيث ان ملفها مليء بانتهاکات حقوق الانسان عبر دعمها لأنظمة ديكتاتورية». على صعيد آخر، توالت بشكل غير مسبوق تفنيدات مسؤولين حكوميين وبرلمانيين واجهزة رسمية مهمة في النظام الاسلامي لصحة التصريحات الاخيرة التي ادلى بها الرئيس محمود احمدي نجاد تحت قبة البرلمان، وجاءت في سياق رده على 10 اسئلة تقدم بها 79 نائبا، عن قضايا مختلفة تتعلق برفضه الانصياع لاوامر المرشد الاعلى علي خامنئي وامور مالية واقتصادية ومعيشية ودينية ومعارضته لخطط تتعلق بالترويج للحجاب وتقليله من شأن ومكانة السلطة التشريعية. وبعدما اعلنت امانة العاصمة وديوان الرقابة المالية ومجمع تشخيص مصلحة النظام، تكذيبها لبعض ما ورد في تصريحات نجاد، تناقلت وسائل الاعلام المحلية، امس، تصريحا لوزير الخارجية السابق منوتشهر متكي فند فيه هو الاخر صحة مزاعم نجاد المتعلقة باقالته خلال زيارة عمل رسمية للسنغال قام خلالها بايصال رسالة من الرئيس الايراني الى نظيره السنغالي عبد الله ود. وكان نجاد نفى لدى مساءلته برلمانيا ان يكون ارسل متكي في مهمة الى السنغال. وقال متكي الذي يعد من اقطاب التيار الاصولي، ان «تصريح وسلوك احمدي نجاد يشبه ذلك الابن الجامح في العائلة الذي بدلا من ان يشعر بالامتنان والتقدير للدعم الكبير وسعة الصدر التي يتعامل بها كبير العائلة معه، يبادر الى انتهاك قواعد السلوك بشكل وقح».

النائب نديم الجميل: لماذا طاولة الحوار ما دام نصرالله يقول ألا أحد في العالم يستطيع أن ينزع سلاحنا
علَّق عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل على قضية الاعتداء الجسديّ والمعنويّ من عناصر من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني على الطبيب الصيداوي زكريا حنقير، بالقول: ""إذا كان بلدنا فعلًا يتغنى بالحضارة، لا يمكننا ان نتصرف مع أي إنسان بطريقة غير لائقة وغير كريمة". الجميل، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أكَّد أنَّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي "لم تحل أي ملف"، معتبرًا أنَّه "اذا كنا فعلًا نريد أن نبني الدولة وأن تكون دولة قوية يجب أن تكون الحكومة مبينة على اساسات صلبة". ورأى أنَّ "الاستقرار في البلد موجود من دون الحكومة خصوصًا وأن هناك قراراً في البلاد يحتم عدم الدخول في صراع داخلي". وردًا على سؤال، لفت الجميل إلى أنَّ "الانتخابات النيابية ستجري في وقتها"، معتبرًا أنَّه "من المعيب أن يتم وضع علامات استفهام على هذا الموضوع في بلد يتغنى بالديمقراطية". من جانبٍ آخر سأل الجميل: "لماذا الجلوس إلى طاولة الحوار ما دام (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد (حسن) نصرالله يقول ان ليس هناك قوة في العالم تستطيع أن تنزع سلاح "حزب الله"؟". ولفت إلى أنَّ "هناك إرباك سياسي لدى السياسيين (اللبنانيين) بطريقة التعاطي مع الموضوع السوري". وعلَّق على من يستغرب أن يكون النظام السوري هو من يقوم بأعمال التفجيرات التي استهدفت دمشق أمس، بالقول: "لماذا الاستغراب"، سائلًا "اليس تفجير كنيسة سيدة النجاة عام 1994 هو من صنيعة النظام السوري لإدخال الدكتور سمير جعجع الى السجن؟".(رصد NOW Lebanon)

الزغبي للبنان الحر: لا يمكن للكنيسة المارونية أن تكون رمادية، وموقفها المنحاز اليوم هو لأذية المسيحيين  
صوت لبنان الحر/قال عضو قوى 14 آذار المحامي الياس الزغبي في حديث للبنان الحر ضمن برنامج بين السطور: اذا كان مبدأ المقاومة مقدسا، فلماذا يقف حزب الله بوجهها في سوريا. أضاف: لا يمكن للكنيسة المارونية أن تكون رمادية، وموقفها المنحاز اليوم هو لأذية المسيحيين. واعتبر أن مواقف القيادات المسيحة الروحية والسياسية يجب أن تكون واعية. ورأى أن اي شطط مقصود أو غير مقصود عن المسار التاريخي للكنيسة سيؤدي الى تعميق الخلاف المسيحي، والأكيد أن الصراعات السياسية ستتعمق حينها.وأسف لأن ذاكرتنا ضعيفة ولا نعود للوراء وتحديدا لما فعل بنا النظام السوري ذاته. وشدد على أنه لا يمكن للمسيحيين في لبنان أن يكونوا باطمئنان الا من خلال التفاعل مع محيطهم. ولفت الى أن العماد عون الذي يتكلم عن الهجوم على البطريرك هو من أهان شخص البطريرك صفير في العام 1989، موضحا أن كلام الد. جعجع انتقاد لتوجهات رأس الكنيسة يجوز له أن يعلنه. وأعلن أن كلام الد. جعجع واضح سائلا أنه اذا كان هناك ارهاب في المخيمات الفلسطينية لتمارس اعتداءات على الجيش ولا يريدون أن يسلموا مجرميهم فأين منطق الدولة؟ كما أوضح أنه اذا لم يتفق المسيحيون على رؤية واحدة مشتركة لقضاياهم نكون اتفقنا فقط على تفاصيل وليس على الخيارات التاريخية.

النائب انطوان زهرا ان الدكتور سمير جعجع لم ينتقد البطريرك الراعي بل الموقف السياسي

صوت لبنان الحر/اكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا ان الدكتور سمير جعجع لم ينتقد البطريرك الراعي بل الموقف السياسي، مشيرا الى انه لا نوافق على التقييم الايجابي للنظام السوري وانه لشدة احترامنا لموقع بكركي خفنا ان يعتبر هذا الموقف لكل مسيحيي لبنان وبالتالي عندما ننتقد موقفا للبطريرك ننتقده من موقع بنوي لانه رأس الكنيسة وهذا الامر لا يتغير ابدا عند القوات اللبنانية، ونحن عبرنا عن رأينا ولم نتطاول على البطريرك كشخص. وقال للبنان الحر في برنامج على مسؤوليتك انه لا نستطيع ان نسمع لسيد بكركي الذي نكن له الطاعة البنوية والاحترام هذا الكلام عن النظام السوري وان خصومنا في السياسة يصطادون في الماء العكر في انتقادنا لموقف البطريرك الراعي، موضحا ان لا تزامن بين ما يحصل مع الراعي وبين ما يحصل بين تيار المستقبل ومفتي الجمهورية ومؤكدا ان القوات كانت ولا تزال تعترض على التعرض الشخصي للبطريرك، وان الفرق بيننا وبين الفريق الاخر انهم كانوا يهينون البطريرك صفير كشخص. وردا على سؤال لفت زهرا الى ان الزيارات العربية والدولية للدكتور سمير جعجع غير مفتعلة في الاطار السياسي لشخصية جعجع ودوره الوطني مع القوات اللبنانية وهو اصبح شخصية مرغوبة للتعامل معه لانه يملك مصداقية ولا يتلطى وراء احد وبالتالي هو نقيض كل الصفات التي يقولها الفريق الاخر عنه وهي صفات هذا الفريق. واشار الى ان العماد عون افتعل المعارك السياسية نتيجة الاحساس بانهيار السند الاساسي اي النظام السوري واصفا الوزير جبران باسيل بانه وزير الصدفة والصهر المدلل الذي اتى وهو لا يملك ماضيا وتواريخ للتجريح بتواريخ الناس وهو آخر من يمكن ان يستمع اليه الناس بنوع من الثقة، وكل الناس تعلم اين كان وضعه المالي واين اصبح. وتابع: ان الفريق الآخر الذي يعيش على فتات الانظمة المتهاوية في المنطقة يسقط ويتهاوى معها وهذا الفريق مكشوف في السياسة والادارة. وردا على الكلام الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال لا نريد انتزاع سلاح المقاومة بالقوة ولن نهرب من اي استحقاق مع تأكيدنا ان السلاح ووجوده يشكلان عاملا سلبيا في تطبيق الديمقراطية الصحيحة. وعن التطورات في سوريا، اكد زهرا ان النظام السوري لا يعرف شيئا عن الديمقراطية وهو يقتل شعبه، ولديه آلة عسكرية فالتة من دون اي رادع والمؤسف ان من يدافعون عن هذا النظام يصورون وكأن هناك حرباً بين دولتين وان الجيش السوري يحقق انتصاراً على دولة اخرى. واضاف: نؤيد سياسة النأي بالنفس لو طبقت فعلا، لكن لبنان وفي كل المحافل الدولية يتبنى المواقف الداعمة للنظام السوري وهذا ينزع عنه صفة النأي بالنفس بدليل مواقف الوزير منصور في الاجتماعات العربية. واشار الى ان الحدود السورية – اللبنانية لا تزال مفتوحة لانها حاجة سورية لتنقل المسلحين، وان النظام السوري يحاول منذ اللحظة الاولى لانطلاق الحوادث نقل مشاكله الى الخارج لكن رغم ذلك نحن محميون لان الاطراف اللبنانية كافة لا تريد هذا الامر.

 

زهرا لـ"السياسة": جنبلاط حسم خياراته بتأييد الثورة السورية

 بيروت -"السياسة": تعليقاً على موقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط المتقدم بقطع العلاقة نهائياً مع النظام السوري وانحيازه كلياً إلى جانب الثورة السورية, رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا في اتصال بـ"السياسة" أن جنبلاط حسم خياراته وموقفه, بأنه لم يعد مستعداً لمهادنة النظام السوري.

وأكد زهرا أن جنبلاط يؤيد بقوة الثورة السورية مهما كانت النتائج, وأصبح واضحاً أنه يحرص بكل حراكه السياسي على عدم إفساح المجال أمام أي توتر داخلي, وعلى هذا الأساس يصر أن يبقى في موقعه الوسطي, ولن يتحول باتجاه فريق "14 آذار", ليس من باب العداء لهذا الفريق الذي يرتبط به بأكثر من موقف, ولكن من باب الحرص على عدم إفساح المجال أمام أي توتر داخلي.

وعن فحوى الاتصال الذي أجرته النائبة ستريدا جعجع بالنائب جنبلاط بمناسبة ذكرى استشهاد والده قال "بالواقع لو دعينا إلى هذه المناسبة لكنا شاركنا رئيس جبهة النضال بوضع زهرة على ضريح الشهيد كمال جنبلاط". وعن مستقبل العلاقة بين زعيم "الاشتراكي" و"حزب الله", قال زهرا إنه لا يظن أن موقف جنبلاط من النظام السوري قد يؤثر على التواصل والحوار مع "حزب الله" ومع سائر القيادات اللبنانية. وفي السياق عينه, رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت, أن هذه إرادة جنبلاط في التعبير عن خياراته السياسية وهو لا يستطيع أن يعبر عن موقفه بنصف طريقة.

وأكد ل¯"السياسة", أن موقف جنبلاط من النظام السوري لن يزيد التوتر مع "حزب الله" وحلفاء النظام السوري لأنهم بحاجة ماسة إليه وهو يتصرف بحسب المثل الذي يقول "عرف الحبيب موقعه فتدلل".

وعن التفجيرات التي حصلت في دمشق صباح أمس, رأى أنه "من المبكر الحكم عليها قبل معرفة الجهة التي تقف وراءها أو تتبناها", معتبراً أن الوضع في سورية ذاهب نحو الاهتراء والسيناريو العراقي ليس بعيداً عما يجري في هذا البلد أبداً.

 

اوساط مسيحية في 14 اذار: زيارات جعجع العربية انفتاح مسيحي على المجتمع الاسلامي وتهمة باسيل لذر الرماد في العيون  

صوت لبنان الحر/ردت اوساط مسيحية في 14 اذار على مواقف وزير الطاقة جبران باسيل لقناة المنار وقالت ان زيارات الدكتور سمير جعجع الى كل من السعودية وقطر وغيرها من الدول العربية هي في الواقع انفتاح مسيحي على المجتمع الاسلامي لا بل فان من يحصر علاقته بطهران دون سواها ويهاجم دول الخليج العربي هو من يأخذ بعض المسيحيين الى التقوقع والانعزال عن محيطهم. واضافت المصادر ان وقوف 14 اذار والدكتور جعجع الى جانب الثورة السورية هو دعم سياسي لحرية شعب طاله القمع والقهر على مدى اربعين عاماً ولم يسلم منه لبنان لثلاثين عاماً وبالتالي فان الاتهام بتلقي جعجع دعماً مادياً محاولة فاشلة لذر الرماد في العيون وبالتالي التهمة مردودة اعلى مطلقيها ما يستوجب طرح السؤال اكثر فاكثر: من اين لك هذا؟  وختمت المصادر المسيحية في 14 اذار بالقول انه يصح بالوزير باسيل المثل العامي: من شب على شيء شاب عليه.

 

رأى أن الثورة السورية ستكمل ثورة الأرز

مروان حمادة: مناخ الحرية أتاح لنصرالله امتلاك السلاح والمقاومة

 المستقبل/أكد النائب مروان حمادة أن "ثورة الأرز ستكملها الثورة السورية، وأن الثورة اللبنانية في 14 آذار كانت نتاج التراكم الهائل من الظلم والقهر الذي طال جميع اللبنانيين من دون استثناء، ثم جاءت الثورة السورية نتيجة احباط الداخل السوري من مشهد تصرف النظام مع محيطه". ورأى ان "النظام في سوريا سقط"، سائلاً "أي نظام هذا الذي يدمر الأحياء ويقسم الشعب السوري إما إلى لاجئين أو فقراء أو خائفين في قصورهم؟".وقال في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أمس: "اليوم هناك بحث على الصعيد الدولي عن وكيل لتفليسة هذا النظام، والضمانات ستأتي مرة أخرى من الخارج عربياً أولاً ومن ثم دولياً. هذا النظام لا يستطيع ان يتآلف مع أي تسوية، فهو نظام رئاسي محض تديره فروع المخابرات، وسوريا ليست نظام (الرئيس بشار) الأسد بل هي الشعب السوري، والمطلوب اليوم أن نذهب إلى مساعدة الشعب في هذه اللحظة في حين أن العالم يقترف اليوم جريمة "اللامساعدة" لشعب واقع في الخطر".

وعن الكلام الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أكد أنه "لولا مناخ الحرية لما كان أتيح له أن يكون حائزاً على السلاح وان تقبل القوى السياسية بأن يستمر في المقاومة حتى آذار العام 2000"، موضحاً أنه "اذا كانت هذه الاستراتيجية الدفاعية تعني فصل السلطات بين الجيش والشعب وسلطة "حزب الله"، فلن يكون هناك حوار بالنسبة الى الحزب. هذه الاستراتيجية تعني برأيي انخراط المقاومة في الجيش، وأي معنى آخر هو نفي للدولة. نحن نطلب منه الانخراط في الدولة لا أكثر ولا أقل".

وعلق على كلام البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي وبعض القوى المسيحية الخائف من بديل الثورات ونتائجها، بالقول: "هذه القوى وقعت اولاً في فخ اعلامي نفسي هائل نصبه النظام السوري ومجموعة من حلفائه في منظومة اعلامية مخابراتية مدت خيوطها إلى بعض العواصم الخارجية وحتى إلى قسم من الفاتيكان ولكن ليس إلى قداسة البابا، إلا أن هذه الكذبة بدأت تنفضح".

اضاف: "أنا رأيت في لبنان أكثر مما رأيت على الساحة السورية، كما انني لم أر المشهد الأصولي يغلف هذه الثورة، إلا أن مجتمعاتنا تضم هذه الفئات ويجب ان نحترم هذه الظاهرة ولكن مع دعم القوى الديموقراطية في الانضمام الى الثورة". ولفت الى ان "هناك شعباً لبنانياً متمسكاً بالثوابت التي أطلقها في 14 آذار في مقابل شعب سوري يثور، ولا نستطيع الفصل بين الأمرين. ولا أقول ان علينا الانتقال الى سوريا لمقاتلة سلطة الأسد، ولكننا لا نستطيع منع التضامن مع الشعب السوري".

وأشار الى أن "التعددية كانت منذ اللحظة الأولى ميزة قوى 14 آذار. وفي الاحتفال بذكرى هذا العام أردنا أن نفتح الباب لحوار خلاق يكون فيه الشباب هم القادة وتكون الانتقادات هي المنطلق الى تصويب 14 آذار وتحديثها كبداية لتسليم الامانة الى الاجيال الجديدة، ومن غير الممكن أبدا رؤية المشهد نفسه في صفوف 8 آذار".

وعن إحياء ذكرى الشهيد كمال جنبلاط ووضع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط علم الثورة السورية على ضريح والده، قال: "كان بمقدور جنبلاط أن يقول، وكالة عن العائلة وربما عن الحزب، انه نسي وسامح إنما امام ذكرى اغتيال الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني في وحدته ومن ثم الشعب السوري بهذه الطريقة، لم يعد قادراً على السكوت، وهذا ما جعله يقلب الصفحة". وأعرب عن شعوره بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري "يحاول قدر الامكان استيعاب الأمور وعدم تفلتها"، معتبراً أن "النصاب يفقد في معظم الأحيان لمنع الصدام الكبير، فكتلة العماد (ميشال) عون في المجلس لا تبحث إلا عن المشكلات مع "تيار المستقبل"، الا ان البحث فقط عن السلبية سيؤدي الى القضاء على الحكومة". وأعلن عن اجتماع لهيئة مكتب المجلس غداً الاثنين، "سيطرح خلاله نواب 14 آذار إمكانية تحديد جلسة عامة تطرح خلالها مسألة الثقة ببعض الوزراء".

ووصف رد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان طلب تعديل القرار الاتهامي بأنه "إجرائي فقط، ونحن لا نزال ننتظر قرار (قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال) فرانسين في ما يخص ملفاتنا".

 

جنبلاط: لقد انتهى النظام السوري.. والثورة السورية أخرجتنا من السجن الكبير

لفت رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى أن "الشعار الذي انطلق من درعا منذ اللحظة الأولى للثورة السورية، ثم عمّ كل سوريا، كان: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، مؤكداً أن القضية في سوريا "ليست قضية أقليات لأن هذه النظرية سقطت". وفي حديث لقناة "العربية"، قال جنبلاط: "حاول النظام السوري استخدام نظرية الأقليات، إلا أن الشعب السوري موحّد في مواجهة الإستبداد والطغيان، كل الشعب السوري من جبل العرب الى جبل صالح العلي الى مناطق الرقة ودير الزور وغيرها الى كل مكان الى حمص وحماه الى دمشق"، مشدداً على أن "المطلب واحد في سوريا وهو الخروج من الإستبداد من أجل الكرامة والحرية والعيش الحر الكريم". وأضاف جنبلاط: "سأدعم كل مواطن سوري حرّ أينما كان بقدر ما أملك من إمكانيات من أجل الحرية والكرامة والعيش الحر، لأن القضية ليست قضية أقليات"، متوجهاً بالتحية الى "هؤلاء الذين إلتحقوا بركب الثورة السورية، وهذا ليس بغريب عليهم، هم ورثة سلطان باشا الأطرش وهم الذين التحقوا بالوطنيين السوريين، بصالح العلي آنذاك وابراهيم هنانو وغيرهم من المواطنيين". وإذ جدد إعلان دعمه "لكل مواطن سوري في مواجهة الإستبداد"، تابع جنبلاط: "لا أقبل بنظرية الأقليات، حتى في سوريا هناك أكثريات لم تلتحق بالثورة لظروف موضوعية، لظروف الخوف، ولظروف يجب أن نقدرها. لكن كل الشعب السوري سيثور، لا خوف على هذا الأمر، وقريباً"، مضيفاً: "أعتقد وواثق أننا سنشهد إعلان كتيبة او فرقة لفارس الخوري ستلتحق وستثور على هذا النظام الإستبدادي". ورداً على سؤال، أوضح جنبلاط أن وضعه لعلم الثورة السورية على ضريح الشهيد كمال جنبلاط "الذي اغتاله النظام السوري وتلك الأقلية المتحكمة بمصير سوريا، أمرٌ أراح الضمير"، وتابع: "لقد خرجت من السجن الكبير الذي سجننا فيه النظام السوري أو الأقلية الأسدية عبر عقود". وختم جنبلاط بالقول: "لقد انتهى هذا النظام، وأوجّه رسالة الى أصدقاء هذا النظام الى روسيا التي تدعم هذا النظام بالعتاد والسلاح والفيتو في الأمم المتحدة، فقد آن لها أن تلتحق وتعتبر أن الشعب السوري هو الذي يريد الحرية والكرامة وأن تقف عن مدّ هذا النظام بأدوات القمع والقتل والإستبداد"، معتبراً أنه آن الأوان أن "تخرج روسيا من عزلتها وتلتحق بإرادة الشعب السوري والعربي".

 

ماروني:مواقف جنبلاط تمثل 14 آذار

وصف عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني، رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بأنه "قيمة وطنية وشعبية كبيرة"، مؤكداً "أنا أؤمن بالبوصلة السياسية الممتازة التي تجعله يقرأ جيداً مسار الأحداث والتطورات، فجنبلاط يقوم بما فيه مصلحة الدروز". وأمل "أن تتعظ القيادات المسيحية وتعمل لمصلحة المسيحيين في لبنان". ورأى في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" ـ 100.5 أمس، إن "مواقف جنبلاط وإن لم يكن في 14 آذار، إلا أنها تمثل 14 آذار أكثر من عدد من فرقاء هذا الفريق". واعتبر أن "بكركي هي مظلة روحية ووطنية كبيرة"، لافتاً الى أن حزب "الكتائب" يحاول تأكيد الوحدة المسيحية. وشدد على أن "أي دور يمكن أن يلعبه حزب "الكتائب" من أجل تقريب المسافات سيكون السباق فيه". وقال: "البطريرك (بشارة بطرس) الراعي هو بطريرك الموارنة وسائر المشرق ولا يمكن أن نرى أنه حليف للنظام السوري، على الرغم من أنه قد تكون لديه مواقف لا تنسجم مع مبادئي إلا أن بكركي كانت دائماً حارسة هيكل المسيحيين في لبنان". وأشار الى أن "التيار الوطني الحر" يلعب اليوم "دور المدافع عن بكركي فقط في سبيل الكيدية"، معتبراً أنه "لا يحق لهم تقديم النصائح لأنهم سببوا خراباً كبيراً للمسيحيين". ودعا الى "حياد لبنان عن كل ما يحصل في سوريا وعدم إغراقه في التطورات"، معتبراً أن "ما يحمي لبنان هو طاولة حوار من دون شروط والالتزام بما يصدر عن هذه الطاولة وسحب السلاح من الجميع". وطمأن الى أن "14 آذار بخير وستنزل الى الشارع لإسقاط أي مؤامرة تهدد لبنان".

 

حزب الله يستغرب الدعوة الى تسليح الجماعات المسلحة في سوريا

استغرب رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، "دعوة بعض الدول العربية إلى تمويل وتسليح الجماعات المسلحة في سوريا، في الوقت الذي لم نسمع بمثل هذه الدعوة لتسليح المجاهدين في فلسطين طوال 60 عاما مضت من عمر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين". بذلك، استنكر يزبك خلال حفلة تأبينية في بلدة يونين، "التفجيرات والمجازر العشوائية في سوريا التي تطال المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ

 

بيان لكتائب عبد الله عزّام تكشف عروضا من "حزب الله" والنظام السوري: ضرب أهداف مباشرة في لبنان من بينها اغتيال وليد جنبلاط

 الأحد, 18 مارس 2012 15:57

اعتبر بيان لكتائب عبدالله عزام، المتهمة بتشكيل خلية لاستهداف الجيش اللبناني، ان ما صدر عن وزير الدفاع فايز غصن ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول اكتشاف خلية اصولية ارهابية تعد لتفجير ثكنة عسكرية تابعة للجيش اللبناني «ترداد لما املاه عليهما اسيادهما من حزب الله».

وتوجه البيان الى من سماهم «اجراء الحزب الاعلاميين». بالقول «اذا لم تنتهوا من صنع الاحاديث سنكشف للرأي العام العروض التي قدمها لنا «حزب الله» ومخابرات النظام السوري لضرب اهداف في لبنان مقابل ما نريده من المال والخدمات». وقال البيان ان الكتائب «تكتفي بمثال واحد هو عرضهم علينا ان نغتال النائب وليد جنبلاط مقابل اطلاق بعض قيادات المجاهدين من سجون النظام السوري».

وفي ما يأتي النص الكامل للبيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

كتائب عبد الله عزام

[بـــــــيان]

رد افتراءات مديرية المخابرات "الجزء الأول"

الحمد لله الذي جعل البرهان فرقانًا بين أهل الصدق والكاذبين، فقال: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ، وقال: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} فلَعَنَ الكاذبين. والصلاة والسلام على مَن جاء بالصِّدقِ الصَّادقِ الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وهو القائل في صحيح السُّنة: (إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا) ، وفي الصحيح أيضًا أنَّه – صلى الله عليه وسلم- قال: (رأيت الليلة رجلين أتياني، قالا: الذي رأيتَه يُشَقُّ شدقه؛ كذاب، يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة) ، أما بعد:

فقد روَّجت صحف تابعة لحزب الله الشيعي وحلفائه في لبنان خبرًا من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، عن اكتشاف خلية تابعة لكتائب عبد الله عزام في شمال لبنان كانت تعد لتفجير ثكنات للجيش، ويهمنا توضيح موقفنا للرأي العام اللبناني في نقاط:

الأولى: نوجِّهها لأهالي المأسورين في هذه القضية، ونقول لهم: إن أبناءكم بريئون من كل ما نسب إليهم براءةَ الذئب من دم ابن يعقوب -عليهما السلام- وإن ما نسب إليهم هو محض كذب وافتراء، صنعه الأفاكون من الضباط بتحريك من معممي حزب الله، ضمن حربهم على أهل السنة، فعليكم بالتحرك لنصرة أبنائكم، والسعي الحثيث للقائهم وسماع حقيقة براءتهم مما نسب إليهم، ومطالبة المشايخ وأهلنا في الشمال بنصرتهم والدفاع عنهم، وتنظيم الاعتصامات المطالبة بتبرئتهم من أكاذيب أتباع الحزب، وبالإفراج عنهم.

الثانية: إن الحرب الإعلامية الموجهة إلى أطراف نشطة في نصرة أهل السنة، والتي يديرها بقذارة حزبُ الله اللبناني ومعمموه، جاءت بسبب المواقف البطولية التي وقفها ثلة من المشايخ والفتية الأبطال من شباب أهل السنة؛ في اعتصامهم للمطالبة بفك أسر الشيخ عبد الله حسين، والذي أسر لفتواه بحرمة دخول الجيش اللبناني، وبسبب اعتصام المشايخ وأهلنا في بيروت نصرة للثورة السورية, والذي دعا إليه الشيخ أحمد الأسير، ولبى دعوته جمع من مشايخ أهل السنة ولا سيما من أهل الشمال، وعلى رأسهم الشيخ عمر بكري، حفظهم الله جميعًا. وهذه الأعمال يرى فيها الحزب الطاغي تحدِّيًا لسلطانه، وخروجًا عن الحدود التي يضعها للناس في لبنان؛ ولا بد له من محاربتها إعلاميًّا، وصنع الاضطرابات التي تحجِّم من آثار هذه الأعمال المباركة وتشتِّت القائمين عليها.

الثالثة: ما تكلم به وزير الدفاع فايز غصن ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن القضية؛ ليس إلا تردادًا لما أملاه عليهما أسيادهما من معممي الحزب -الرئيس الفعلي للحكومة- ونظام بشار، وهذه التبعية من ميقاتي للحزب، ومعاداته لأهل السنة وتنكره لهم؛ أثر عادي لمجيئه على أكتاف حسن نصر الله ليشكل الحكومة بالقوة، وبدون رضا غالب أهل السنة الذين أرادوا غيره لرئاسة الحكومة، فلم يقبل الحزب بحكومة شكلية تمثل أهل السنة؛ فأسقطها وصنع حكومة له توافق هواه، ووضع فيها دمى باسم أهل السنة، يحركها حسن نصر الله بيده.

الرابعة: اتَّضح لأهلنا في لبنان وسورية أن المؤسسات العسكرية ليست إلا أداة لقمع أهل السنة ورعاية مصالح نظام بشار والحزب وحلفائهما في كلا البلدين، ومن الخذلان أن يكون قوام هذه المؤسسات من أبناء أهل السنة، تسلطهم القيادات الكبيرة على أهلهم ليحاربوهم ويقمعوهم، فهذا خيانة من فاعله لدينه وقومه، لا يزيل عارها عن فاعلها أنه مستضعف مأمور، بل الآمر والمأمور في الإثم والظلم مشتركون، ويدخلان في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ} ، فلا تبع دينك وشرفك وعزَّة أهلك؛ لفتات يلقى إليك، ويلزمك أن تعيش هيِّنًا في عين الله، ذليلاً عند من يستعملك، خائنًا عند قومك، وضيعًا عند نفسك، وقد رأيتَ كيف هبَّت الشعوب في البلاد الأخرى لتنال حريتها وكرامتها، فكيف تهون عليك نفسك فتجعلها خادمةً لمشروع يريد لك ولأهلك أن تعيشوا أذلة خانعين مسلوبي الحقوق، وسيفًا يسلِّطه المجرمون على أهلك الذين يريدون أن يعيشوا بعزة وكرامة وحرية من سلطان البشر؟ فواجب على كل المنتسبين إلى أهل السنة في المؤسسات العسكرية؛ يوجبه الشرع الإلهي، ويوجبه الشرف، وتوجبه الإنسانية والفطرة؛ أن يعزموا ويبادروا إلى ترك المؤسسات العسكرية بكل أنواعها ما دامت مسخَّرة لقمع أهلهم، وتحقيق مصالح الشيعة القائمة على العلو على أهل السنة، وما دامت تضفي شكلا قانونيا زائفًا على هذه الحرب الإجرامية على أهل السنة.

الخامسة: إنه من البيِّن لكل من لم يؤجَر عقله لوسائل الإعلام التابعة للحزب وحلفائه؛ أننا في كتائب عبد الله عزام عندنا إستراتيجية عمل واضحة، تقوم على أننا ننأى بأنفسنا عن الصراعات السياسية الحزبية، وأن ولاءنا يخلص لله تعالى ثم لأهلنا أهل السنة، فضَبَط عملَنا أمران مجتمعان: أن يكون مأذونًا به شرعًا، وأن يكون محقِّقًا لمصالح أهل السنة، وأما ما وجد فيه أحد الأمرين دون الآخر أو انتفيا عنه جميعًا؛ فإننا لا نفكِّر فيه ولا نقدم عليه. وهذا ما جعلنا نحصر أعمالنا العسكرية في ضرب اليهود في فلسطين المحتلة، ونحن ما كنا لنعلِّق العمل على اليهود رعاية للثورة السورية المباركة، ثم نخطِّط لاستهداف الجيش اللبناني وثكناته، مخالفين إستراتيجيتنا العسكرية الواضحة التي نسير فيها، ومُقدِمِين على ما يصنع جوًّا ملائمًا لمن ساءهم الجهود المبذولة من قبل المشايخ وشباب أهل السنة لنصرة الثورة السورية؛ حتى يضيِّقوا عليهم، ويشغلوا اللبنانيين عن نصرة أهلهم في سورية.

السادسة: نقول للحزب وأُجَرائه من الإعلاميين: إذا لم تنتهوا عن صنع الأكاذيب والترويج لها عن الكتائب، ولم تلتزموا بشرف الخصومة؛ فسنكشف للرأي العام عن حقائق تبيِّن خسَّتكم في إدارة معارككم السياسية، بنشرنا للعروض التي قدَّمها لنا حزب الله ومخابرات النظام السوري؛ لضرب أهداف مباشرة في لبنان، مقابل ما نريد من المال والخدمات، جاهلين أن المجاهدين أوعى من أن يكونوا أداة بيد الحزب تحقِّق له أهدافه.

ونكتفي في هذا الموضع بمثال واحد على هذه العروض: هو عرضهم علينا أن نغتال زعيم الدروز في لبنان النائب وليد جنبلاط مقابل إطلاق بعض قيادات المجاهدين من سجون النظام السوري.

فليَعرف أهلُ لبنان أن هذا الحزب الخبيث لا يحكمه في خصومته دين ولا عرف ولا خلق، ولا يبالي بأي شيء حارب خصومه وحقَّق أهدافه.

السابعة: نحذِّر المسلمين في لبنان من تصديق أي خبر يُنقَل عن أبنائكم المجاهدين، وبخاصة ما كان ناشره من باع شرف مهنته مِن الكتاب المحسوبين على الحزب ومَن سخَّروا أقلامهم لتنفيذ أجنداته الإجرامية؛ ولاءً له أو ارتزاقًا منه؛ من الشيعة كان هؤلاء الكذابون أو من غيرهم.

ومن ذلك ما كذبه الصحفي رضوان مرتضى؛ بزعمه أنه التقى بقادة من كتائب عبد الله عزام وحاورهم، أو أجرى معهم لقاءات عبر شبكة الإنترنت، فهذا كله كذب يفتريه علينا، ويريد منه صنع صورة لنا عند الرأي العام اللبناني بما يخدم الحزب. ونحن لو أردنا مثل هذه اللقاءات؛ فلن تكون مع أمثاله بل مع صحفي محترم، وسنخرج نسخة منها في وسيلة النشر الرسمية التي تنشر لنا (مركز الفجر للإعلام(

وختامًا: نرجو أن يكون عند إخواننا المسلمين في لبنان، وعند غيرهم من أبناء الطوائف الأخرى وقياداتها؛ علمٌ بالمستوى الأخلاقي والمهني المتدني عند هؤلاء، ووعيٌ بطريقة الحزب في إدارته لحربه معنا ومع غيرنا من الطوائف، وأنها تقوم على قاعدتين:

- استعمال الطوائف في ضرب بعضها لبعض لخدمة أهدافه، وكذلك استعمال المؤسسات الرسمية لذلك.

- عدم وجود ضوابط تضبط ما يعمله إذا كان يحقق أهدافه ويضر بخصومه؛ فهو يتوصل إليها بالأكاذيب، وبالاغتيالات، وبتأجيج الأوضاع في البلاد والعبث بأمنها، لا يبالي في شيء من ذلك بغير مصلحته ومصلحة حليفه في سورية.

فاحذروا أن تساهموا في وصول الحزب إلى ما يريد بتصديقكم لما يروِّج، ولا يكن لما تتوقعون منه أن يقدم عليه؛ سقفٌ ولا حد. ونسأل الله أن يرد كيدهم إلى نحورهم، وأن يجعل هلاكهم فيما يدبرون.

وصلى الله وسلم على خاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

}وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ{

كتائب عبد الله عزام

الجمعة23 ربيع الثاني 1433 هجري

الموافق لـ 16 مارس 2012 افرنجي

 

استقالات من "القومي السوري"

 بيروت - "السياسة": علمت "السياسة" أن هناك حركة استقالات داخل "الحزب القومي السوري" على خلفية تجدد خلافات داخلية على علاقة بتطورات الأوضاع في لبنان وسورية. وعُلم أن مسؤول قطاع الشوف في الحزب منير برجس قدم استقالته على خلفية اعتراضه على ما يدور داخل سورية من جرائم بحق الشعب الأعزل", كما أن هناك كوادر في الحزب غير راضية عن أداء القيادة تجاه القضية السورية, فضلاً عن عدم رضاها أيضاً عن الأداء الداخلي للمسؤولين, وأن هذا الأمر سيتضح جلياً في أيار المقبل, حيث ستجرى انتخابات لاختيار رئيس جديد للحزب.

 

جعجع معزّيا بالبابا شنودة: فليواصل الأقباط في مصر على مثاله رفض اعتبار أنفسهم أقلية

صوت لبنان الحر/تقدم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من الشعب المصري ولاسيما من الطائفة القبطية الكريمة بأحرّ التعازي لخسارة قداسة البابا شنودة الثالث. وقال جعجع: "تعاليمُه وعظاته وأقواله كانت أكبر إرشاد روحي وستبقى". واذ رأى ان البابا شنودة شخصية ساطعة وظاهرة مهمة في تاريخ مصر والعالم العربي، شدد جعجع على أن يواصل الأقباط في مصر على مثال البابا شنودة رفض اعتبار أنفسهم أقلية ورفض التدخل الخارجي إيماناً منهم بأن المصريين مسيحيين ومسلمين أخوة في وطن واحد".

 

بيع الأراضي للأجانب: حالة يوسف الدبس في القرن 19

عبد اللطيف فاخوري/النهار

عقدت في 23 شباط 2012 ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام بعنوان "تداعيات عملية بيع الاراضي وتملّك الأجانب على الصعيد الوطني". وقد وجدت في خزانتي وثيقة من وثائق محكمة بيروت الشرعية تعود الى عام 1850م تناولت الموضوع المثار.

ظاهر الامر في الوثيقة هو عملية بيع وشراء لقطعة ارض في محلة الصيفي، احدى محلات بيروت القديمة. خارج السور، الشاري هو يوسف حنا الدبس والبائع هو ميخائيل جبور الشويري. الا ان ما يضفي على الامر غموضاً هو العبارة التي وردت مباشرة بعد اتمام المبايعة المشار اليها والتي تحمل دلالة خاصة يقتضي التوقف عندها ومحاولة سبر غورها.

والعبارة المذكورة هي الآتية: "ثم اشترط المشتري المذكور على نفسه بقوله اذا باع المبيع المذكور لأحد تبعة الدول المتحابة او الى حماية يكون ذلك المبيع وقفاً صحيحاً شرعياً على الجامع الكبير في مدينة بيروت، اي يكون وقفاً قبل انعقاد البيع. واشهد الله على ذلك وهو خير الشاهدين".

أي أن نفاذ البيع معلق على شرط عدم قيام المشتري ببيعه الى أحد من تبعة الدول المتحابة او احد من تبعة الدول التي لها حق منح الحماية، وذلك تحت طائلة اعتبار العقار موقوفاً على الجامع العمري الكبير في بيروت. وغاية هذا الشرط كما يتضح من ظاهره عدم رغبة البائع والمشتري ونفورهما من انتقال العقار الى اجنبي وضرورة بقائه ملكا بين الوطنيين.

فما هي الدولة المتحابة وما هي الدول اصحاب حق منح الحماية؟ وماذا ينتج عن الحماية من امتيازات للمحميين؟

في اللغة تحبب الرجل الى زيد سعى لنيل محبته وتودد اليه واظهر له المحبة. وتحابّ القوم أحب بعضهم بعضاً. واصل الفعل تحابب وتحاببنا فنحن متحابّون. وتحابت الدول تحالفت في ما بينها، وجمع بينها كرهها لدولة أو دول اخرى. وشبه ذلك ما عرف بالأعداد المتحابة.

شاع لفظ الدول المتحابة في القرن التاسع عشر. ففي عام 1831 احتل ابرهيم باشا بلاد الشام ومن ضمنها بيروت، فازدهرت تجارتها وأقبل العديد من التجار الاجانب والقناصل ووكلاء الدول الاوروبية للاقامة فيها. ثم بدأ تذمر الاهالي من التدابير المصرية ولاسيما سياسة التجنيد الاجباري ونزع السلاح فسعت بعض الدول الاوروبية الى التحالف مع تركيا لاخراج الجيش المصري من بلاد الشام. وهو ما نفذته عام 1840م بأسطول دولي بقيادة اميرالين انكليزي ونمسوي. وأنزلت القوات الى البر وقصفت بيروت وانسحبت القوات المصرية.

وكان مفتي بيروت الشيخ احمد الأغر معاصراً للحملة المذكورة، فذكر في ديوانه ان السلطان عبد المجيد ارسل قائده العسكري بحراً الى بيروت لاخراج ابرهيم باشا من بلاد الشام. وانه كان ممن وافق السلطان على ذلك وأعد نفسه لإعانته "الدول المتحابة" حينئذ وهي على حد قول المفتي الأغر: دول الانكليز والمنجا (النمسا) وروسيا وبروسيا. كما يذكر بأن القائد حضر بحراً وصحبته بعض سفن من الدولة العلية مع العمارة الانكليزية والنمسوية وأنه خرج الى البر الى ثغر جونية، ثم وقعت المحاربة مع عساكر ابرهيم باشا الذي انهزم وانسحب الى دمشق، وقد نظم الأغر قصيدة مطولة في تاريخ هذه الواقعة جاء فيها:

جاءت لدعوتها كل الملوك فإن

كليزها بسفين الحرب وافاها

كل قد اتفقوا على إعانتها

بروسياها وروسيا وبنمجاها

تأهبوا كلهم للحرب وانتظروا

ليعملوا بالذي أدّته آداها

فالانكليز سعوا  في البحر في سفن

مثل الجبال التي مولاك أرساها

هذا وقد صدقوا في ما له ندبوا

يبغون مرضاتها سعياً لمسعاها

ولم يعش الأغر طويلاً ليجد كيف ان الدول المتحابة سعت في ما بعد لتوسيع الخلاف بين المواطنين وتكريس التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد بعدما انتشرت الفتن الطائفية. وقد توّج هذا التدخل عام 1860 في مؤتمر بيروت بعد أن انضمت فرنسا الى تلك الدول ثم جرى إقرار نظام المتصرفية.

وقد شمل منع البيع أي شخص من تبعة تلك الدول المتحابة، وايضاً أي شخص من تبعة الدول صاحبة الامتيازات التي أعطيت حق منح الحماية للمواطنين الوطنيين. والحماية كانت أحد أوجه الامتيازات التي منحتها الدولة العثمانية لبعض الدول الأجنبية والتي كانت عرفت من قبل منذ أيام حكم المماليك. وكانت فرنسا أول دولة منحت عام 1535 الامتيازات في الإمبراطورية العثمانية، والتي تمثلت بمغانم تجارية وحرية العبادة وحماية المسيحيين. وقد جدد الباب العالي هذه الامتيازات مرات عدة بين عامي 1535 و1740.

والامتيازات capitulations مشتقة من capitulatio أو capitula  أي عنوان مقطع أو أوامر. وأصلها عهد يمنحه السلطان (عهد نامه) أماناً للأجانب ولعيالهم وتجارتهم وأموالهم. وكذلك الترخيص للقنصل بالنظر في القضايا المدنية والجزائية لرعاياه وفقاً لقانون دولته. وقد أرجع بعض العلماء تطور هذا الامتياز الى المرحلة البدائية التي كان فيها لكل مدينة أو قبيلة آلهتها التي تحمي أفرادها فقط، ولا تحمي الغريب عنها (العدو) لأن لهذا الاخير آلهته الخاصة. ولكن الضرورات أباحت المحظورات، فبعدما سمح للغريب بأن يقيم ويتاجر ويتملك ويقرض ويستقرض، أصبح بحاجة لتحديد وضعه الحقوقي، فلم يكن خاضعاً لقانون القبيلة التي يقيم بين ظهرانيها، ولا يوجد فيها قانون خاص للغرباء، فأصبح من الواجب تطبيق قانونه الخاص (قانون مدينته أو قبيلته) الذي يحمله معه.

كان من الطبيعي أن يرتاح الأوروبيون الى التعامل مع من يماثلونهم في العقيدة. وكان من نتيجة عمل بعض الوطنيين في كنف القناصل، أن يطلبوا من القنصل شمولهم بحمايته. وانتشرت هذه المعاملة في القرن الثامن عشر بظهور "فئة المحميين" أو ما تسميه العامة "حماية". وكانت الحماية تتم بطلب من القنصل وموافقة من السلطان. وكان المحمي يتخلص بهذه الحماية من سلطة الدولة العثمانية. ويستفيد من الامتيازات الممنوحة للأجانب ولاسيما التملك والإعفاء من الضرائب والتملص من سلطة المحاكم العثمانية.

تقول الدكتورة ليلى صباغ إن "الشعور المتناحر قومياً كان متجسداً في نفوس كثير من المسيحيين الوطنيين ولاسيما بعض زعمائهم الدينيين لأن نظرة الأوروبي الى الوطني لم تكن نظرة حب وود".

ولعل هذا الشعور هو الذي وقف خلف الشرط الذي شرطه يوسف حنا الدبس على نفسه بعدم بيع العقار الذي اشتراه الى أحد من تبعة الدول المتحابة أو الى حماية. ولم يشعر بغضاضة من اعتبار العقار موقوفاً على الجامع العمري الكبير، عند مخالفة الشرط، يوم كانت الرابطة الوطنية فوق الطائفية. وقد كان يوسف الدبس على ثقة بأن أي خلاف قد ينشأ بين مواطن من تبعة الدولة العثمانية وآخر من تبعة إحدى الدول المتحابة أو دول الحماية يكون خاضعاً لمحكمة القنصل ولقانونه، وسيسعى القنصل الى مساعدة من لاذ به ومنحه الحماية ضد خصمه الوطني. ولا شك بأنه وغيره من المواطنين شهدوا أو سمعوا بحالات مماثلة ما يبرر تعليق المبيع على شرط عدم انتقال العقار الى أجنبي.

وتبين مع الوقت أن لا الأسطول الروسي الذي حاصر بيروت عامي 1772 و1773 وأصلاها ناراً حامية، ولا أسطول الدول المتحابة الذي دك سور بيروت عام 1840، ولا الأسطول الايطالي الذي وزع قذائفه على بيروت عام 1912، ولا العدوان الاسرائيلي على بيروت عام 1982، فرّقت بين مسلم ومسيحي، ولا كانت معاركها من أجل هذا أو ذاك من أبناء الوطن الواحد.

وقد سبق وكتبنا في "النهار" (2005/5/3) أن الاميركيين عندما أسسوا الكلية السورية الانجيلية لم تكن دولتهم من الدول التي يحق لرعاياها التملك في أراضي الدولة العثمانية وأنهم اضطروا أن يشتروا الأراضي التي أقيمت عليها المباني الحالية في رأس بيروت، بأسماء أشخاص عثمانيين قاموا بشراء العقارات من أموال الاميركان ووقفوها على مصالح الكلية الإنجيلية، وبعد صدور الإذن للأميركيين بالتملك، أقر الوسطاء الواقفون بأنهم اشتروا العقارات لمصلحة المدرسة الكلية ومن أموالها.

يذكر ان الانتقادات تعاظمت عام 1908 ضد استبداد الشركات الاجنبية ولاسيما شركتي الماء والمرفأ، اللتين أنشئتا لخدمة المدينة، فأصبحت المدينة وسكانها في خدمة الشركتين. وجاء عام 1909 عندما قسمت بلدية بيروت دائرتين غربية برئاسة منيح رمضان، وشرقية برئاسة بطرس داغر، فعمد الاخير الى المطالبة بالغاء امتياز شركة الماء وعدم التمديد لها.

وقد استمر لفظ الحماية الى أمد طويل وتردد بكثرة بعد الحرب العالمية الاولى. فإثر تأليف لجنة كينغ – كراين التي كانت مهمتها استطلاع آراء الشعوب التي كانت خاضعة للحكم العثماني عن الدولة التي تختارها كوصية أو حامية، رفع في حينه شعار: لا حماية ولا وصاية نحن أولى بالرعاية.

ويذكر أن مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا قابل اللجنة على رأس وفد من العلماء وقال "إن الوصاية في الشرع هي التولية على قاصر ونحن لسنا بقاصرين. ولا نقبل لا وصاية ولا حماية ولا رعاية ولا رقابة ولا انتداب. وإذا احتجنا الى المساعدة الفنية والاقتصادية، فإننا نطلبها من أميركا شرط أن تكون مؤقتة الى أجل مسمى بقدر اللازم...". ويبدو من سخرية الأقدار أن الدول الكبرى التي سلطت على رقاب الشعوب أنظمة ديكتاتورية وحمتها وساعدتها سنين طويلة، دفعت بعض الشعوب للطلب من هذه الدول حمايتها من تلك الانظمة.

وختاماً أقول: إذا كان من حق وزارة الثقافة أن تهتم بآثار لبنان، وبإنقاذ بعض ما تبقى من أبنية تراثية تختزن شحنات روحية وعاطفية، وإذا كان واجب وزارة السياحة أن تروّج لأماكن التزلج، فإن من واجب الوزارتين أن تعيرا اهتمامهما ايضاً للتاريخ الاجتماعي والتراث الانساني في لبنان عامة وبيروت خاصة، لما فيه من نماذج حضارية تحتذى ويتباهى بها. وإن النفس لا تزال تحن الى تلك الممارسات التي كانت تتم بين السكان ولاسيما المتجاورين منهم، الى أية طائفة انتموا، والتي كانت تسد فراغاً روحياً لا تسده اللذائذ المادية. وقد أتينا على بعض وجوهه في السابق ("النهار" 2010/11/21).

 

أبو جمرة يدعو الى الحياد الإيجابي في حوادث سوريا

المستقبل/اعتبر نائب رئيس الحكومة السابق عصام أبو جمرة، أن "هناك صعوبة في تحقيق الإصلاحات في سوريا في ظل الكلام عن حسم عسكري على الأرض"، مشيراً إلى أنه "ليس من السهل الانتقال من نظام أحادي يحكمه حزب واحد إلى الديموقراطية". وأشار في حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للارسال" أمس، الى أن "كل فئة في لبنان مرتبطة بدولة خارجية، والارتباطات تلزمها بمواقف تتعدى مواقف الدولة"، لافتاً إلى أنه "يجب اتباع الحياد الإيجابي الذي ينصّ على أن لا يكون لبنان ممراً إلى سوريا والمحافظة على منع التهريب".

 

حزب الله": العرب يحرّضون على القتل والفتنة في سوريا

المستقبل/اتهم "حزب الله" أمس، العرب بـ"التحريض على القتل في سوريا، وبالتحريض على الفتنة التي إذا اشتعلت في سوريا فإن لها تداعياتها في المنطقة". واعتبر أن "الغرب لن يوافق على حلّ سياسيّ في سوريا في ظل الجمود العالمي وستتحول الأمور إلى حرب استنزاف في سوريا".

[ لفت وزير الزراعة حسين الحاج حسن، خلال احتفال تكريمي بمناسبة عيد المعلم في ثانوية المهدي ـ شاهد، الى "اننا كنا في زمن كان وعينا مستسلماً أمام حقيقة التفوق الصهيوني وأصبحنا في زمن سقط فيه الوهم، والعدو الصهيوني هزم فيه أكثر من مرة والغرب فيه يحسب ألف حساب للأمة، فعندما نتحدث عن الانجازات السياسية والعسكرية والاعلامية والثقافية والتربوية للفكر المقاوم فهي حقائق لا أوهام وأرقام لا ادعاءات، وفي هذه الانجازات كان للمربين والمعلمين دور كبير، وسيبقى لهم دور كبير في المحافظة عليها". وأيّد الثورات العربية، محذراً من "المخططات والممارسات التقسيمية التفتيتية سواء على أسس دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية أو دولية في استجابة للمشاريع الغربية الأميركية الاسرائيلية التي لا يمكن أن تمر من دون استجابة محلية داخلية سواء في لبنان أو في أي دولة من الدول العربية والاسلامية ودول المنطقة".

وقال خلال رعايته مشروع الشجرة الطيبة وإزاحة الستارة عن نصب تذكاري على صخرة منحوتة أمام شجرة سرو (شجرة الوصية) التي أطلقتها "مؤسسة جهاد البناء"، وبالتعاون مع ثانوية المهدي في بعلبك: "يعتدي العدو الصهيوني على غزة، فلا يستدعي العدوان من العرب موقفا أو اجتماعا حتى لوزراء الخارجية العرب، وفي الوقت نفسه يحرضون ويتآمرون على سوريا". ورأى أن "العرب لا يزالون يضعون خيار التفاوض على الطاولة، والمبادرة العربية للتفاوض مع العدو ما زالت على الطاولة، وفي الوقت نفسه يحرضون على القتل في سوريا، ويحرضون على الفتنة التي إذا اشتعلت في سوريا فإن لها تداعياتها في المنطقة".

[ رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" الوليد سكرية، في حديث إلى قناة "المنار"، أن "المعارضة السورية متعددة الألوان وغير موّحدة، وبينها جماعات تكفيرية تستبيح القتل وكلها تدار من الخارج"، لافتًا إلى أن "السلاح انتشر بيد الشعب في سوريا". واعرب عن اعتقاده أن "الساحة السورية هي التي تقرر مصير المنطقة وهي أزمة دولية ستحدد وجه العالم في المستقبل".

وعن سحب تركيا رعاياها من سوريا، قال: "عندما تقوم تركيا بهذه الخطوة، فهذا يعني أنها تتوقع أحداثاً في سوريا لا تميز بين انسان وآخر، أي أنّها تتوقع تفجيرات إرهابية في سوريا"، واعتبر أن "الغرب لن يوافق على حلّ سياسيّ في سوريا في ظل الجمود العالمي وستتحول الأمور إلى حرب استنزاف في سوريا". واعلن أن "لبنان محيد دولياً عن الأزمة في سوريا"، ولو أرادت الولايات المتحدة إدخاله في الأزمة السورية لاستطاعت لأنّ كل المقوّمات جاهزة".

وعلق على قيام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بوضع علم الثورة السورية على ضريح والده الزعيم كمال جنبلاط في الذكرى الـ35 لاغتياله، بالقول: "جنبلاط راهن على سقوط النظام السوري، ويعتبر أن المعارضة السورية تثأر لدم والده الذي برأيه اغتاله النظام السوري".

وعما تناقلته الصحف عن أنّ نواباً يطالبون بإخلاء عناصر مِن مَن أوقفوا في الخلية التكفيرية في الجيش، قال: "يريدون أن تفلت الحدود ليتمكنوا من استخدام الساحة اللبنانية في الصراع السوري"، واعتبر أن هذا الحديث هو "مؤشر إلى ارتفاع وجود الحركات التكفيرية في لبنان".

[ دعا رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين ، خلال رعايته حفل تخريج ورش لجان مركز "أمان" للإرشاد السلوكي والإجتماعي في مجمع شاهد التربوي ـ طريق المطار، إلى "إعادة تحديث الدولة وقوانينها وأنظمة عملها وكيفية تحديد الأولويات ومناقشة الموازنات فيها"، سائلاً "كيف يعقل أن تصرف الحكومات السابقة 16 مليار دولار من دون أن يعرف اللبناني أين وكيف صرفت؟". ورأى ان "ذلك دليل ضحالة في فهم أمور الدولة عكس ما يدّعي البعض، لأن من لا يتقن أن يقدّم للبنانيين قطع حساب عن مرحلة حكومية في سنة أو سنتين ليس رجل دولة".

 

المراجعة الاستراتيجية حول "اليونيفيل" لم توصٍ بخفض العديد ولا بتغيير المهمة

ثريا شاهين/المستقبل

أحال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على مجلس الأمن الدولي المراجعة الاستراتيجية للقوة الدولية العاملة في الجنوب بموجب القرار 1701 "اليونيفيل". ولاحظت أوساط ديبلوماسية واسعة الاطلاع أن هذه المراجعة لم تطلب أو توصِ بخفض عديد القوة أو بتعديل مهمتها، خلافاً لما كانت الأجواء عليه عندما بدأت التحضيرات لهذه المراجعة قبل نحو 3 أشهر، لكنها خرجت بالدعوة الى تعزيز قدرات الجيش اللبناني ليتمكن من تنفيذ كامل مقتضيات القرار 1701.

وفي المراجعة التي أجريت بعد 5 سنوات على صدور القرار 1701، فإن هناك التزاماً من الطرفين اللبناني والإسرائيلي ببقاء هذه القوة. وسجلت المراجعة 3 أولويات استراتيجية في تحقيق ولايتها:

ـ إنجاز مقاربة شاملة وكاملة حول تطبيق القرار 1701 وأولوية أهداف الأمم المتحدة، وضمان تعاون كامل بين "اليونيفيل" ومكتب المنسق الخاص للأمين العام في بيروت وفريق الأمم المتحدة.

ـ انخراط حكومة لبنان في تنفيذ الـ1701 وزيادة انخراط الوزارات والمؤسسات اللبنانية الأمنية في جنوب لبنان.

ـ زيادة فاعلية الجيش اللبناني ليس في التأثير ولاستدامة السيطرة الأمنية لـ"اليونيفيل" في منطقة عملياتها وفي المياه الإقليمية فحسب، إنما أيضاً كعنصر مفتاح في الدعم بالسير في اتجاه إقامة وقف إطلاق نار دائم.

وقسمت المراجعة الى محاور أربعة، ففي محور آلية الحوار الاستراتيجي، سجلت أن الجيش يلعب دوراً في المسؤوليات الأمنية في الجنوب والمنطقة البحرية وفي تحقيق وقف نار دائم، وأن اهتمام حكومة لبنان بـ"اليونيفيل" قد ازداد وكذلك مكتب المنسق الخاص للأمين العام ووكالات الأمم المتحدة كافة. وتتطلب المراجعة قيادة سياسية للعملية إما عبر قيادة "اليونيفيل" أو قائد القوة.

وفي محور الربط والتنسيق، يجب تعزيز دور الربط والترتيبات الأمنية بين الأطراف لضمان عدم تدهور الوضع في حال حصول أي حادث. وتبرز أهمية التفاهمات المحلية بين الأطراف لتثبيت الاستقرار في الوضع على الخط الأزرق، وإزالة النقاط المحتملة للاحتكاك ومنع إمكان حصول حوادث في المستقبل.

ولحظ هذا المحور أهمية وجود تفاهمات لترسيم الخط الأزرق، أو تفاهم حول قواعد الاشتباك، أو ترتيبات أمنية في المناطق.

وفي محور الآلية الثلاثية، اعتبرت المراجعة أنها الأداة الأولية للارتباط الاستراتيجي والتنسيق بين "اليونيفيل" وكل الأطراف. وهي رصيد لكل طرف من أجل تخفيف التوتر وحل النزاعات بطريقة سلمية. ويجب أن تستمر الآلية الثلاثية بمرونة قدر الإمكان لمناقشة أكبر عدد من القضايا بناء على طلب الأطراف.

وفي محور النشاطات العملانية، هناك أهمية في هذه النشاطات لتطوير أهداف القرار 1701 وليس في مجال العدد. وتضمن هذا المحور وضع حرية حركة "اليونيفيل" وما تواجهه، وأهمية إقامة علاقات مع السكان المحليين، على مدى استراتيجي بعيد، وتعزيز قدرات "اليونيفيل" البشرية المحلية. وكذلك التركيز على التنسيق مع الجيش اللبناني، وعمليات القوة على الخط الأزرق.

ولاحظت المراجعة في المحور الأخير حول استكمال المهمة والتنسيق، أن "اليونيفيل" لا يمكن عزلها عن الطبيعة السياسية للقرار 1701 وكذلك عن الظروف الأمنية والعملية السياسية المعتمدة.

ما يعني أن المراجعة قدمت اقتراحات لتعزيز دور الدولة، والتنسيق مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة، والحوار الاستراتيجي بين الجيش و"اليونيفيل"، وأهمية الآلية الثلاثية من خلال اجتماعات الجيش و"اليونيفيل" وإسرائيل.

وهذا التعزيز للوقائع الموجودة هو ما يريده لبنان، بحيث أبلغ الأمم المتحدة وكل الجهات المهتمة، أنه متمسك بالقرار 1701 ووجود القوة، وأنه لم يتم التوصل بعد الى وقف إطلاق النار، وطالما لم يتم الانتقال الى هذه المرحلة، يجب ألا تتغير مهمة "اليونيفيل" ولا عديدها. وهذا ما أخذت به المراجعة، وهو مهم جداً.

وتفيد الأوساط أن ثمة سبباً آخر عدا عن الأخذ بموقف لبنان، في ما خص عدم التوصية بأي تغييرات، وهو يعود الى الأخذ في الاعتبار الظروف الحالية السائدة في المنطقة، لا سيما منها الوضع السوري.

كل هذه الظروف أقنعت واضعي المراجعة، والأمم المتحدة، أنه يجب عدم التراجع في الدور أو العدد، لأن هناك تخوفاً من تداعيات أي خطوة لترك المنطقة ولو جزئياً، وضرورة الحفاظ على هذا الوجود كاملاً، منعاً لأن تقوم جهات أخرى بملء المكان، أو أن تبقى منطقة الخفض أو الانسحاب مكشوفة وخارجة عن السيطرة، الأمر الذي لا يناسب المجتمع الدولي.

وسيناقش مجلس الأمن هذه المراجعة في 21 الجاري لدى مناقشته تقرير الأمين العام حول تنفيذ الـ1701 وسيأخذ علماً بها من دون صدور أي موقف عنه.

 

ميقاتي لـ"النهار": الحكومة مستمرّة ولا مصلحة لأحد في فرطها

3 عوامل حتَّمت "النأي بالنفس" ومَن ينتقدها يؤيّدها في نفسه

هدى شديد/النهار

بهدوئه المعهود ينظر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى كل ما يتراكم امام الحكومة من ملفات متعثّرة، وما يحوطها من قنابل موقوتة داخلياً وخارجياً، مراهناً على أدائه الشخصي، وعلى  أن لا مصلحة لأحد في فرط الحكومة أو تهديد الاستقرار في البلاد.

بدا متأثرا لدى وصولنا بسبب تلقيه نبأ وفاة البابا شنودة"، لما  كان يمثل من اعتدال وانفتاح". لم يرتح في عطلة السبت عندما التقته "النهار"، بل كان مكباً على ترتيب أوراق اللجان الوزارية الـ18 التي يرأسها في اجتماعات اسبوعية، في موازاة اهتمامه بتسيير البنود المتراكمة في جداول اعمال الحكومة، ويبدي  ارتياحا لافتا الى الدعم الذي يقدمه له وللحكومة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

يقول الرئيس ميقاتي: "لا مصلحة لأي أحد في فرط الحكومة في الوقت الحاضر، هي مستمرة. ربما داخلها  بعض المطبات والعراقيل ولا سيما في شأن التعيينات التي يحصل حولها تجاذب. ولكن لا اتوقع حصول مشكلة في شأنها. الحكومة تقوم بأعمال كثيرة وكثيفة. وموضوع التعيينات ستكون له مقاربة قريبة جداً تفضي الى إجرائها، ويبقى بعض التعيينات في بعض المراكز  الأساسية  المسيحية، في انتظار تبلور حل لها. 

يرفض رئيس الحكومة أن يعيد هذه "العقدة المسيحية" الى خلاف بين رئيس الجمهورية والعماد ميشال عون، ويقول: "لا أريد تسمية ذلك بالخلاف، هناك بعض النقاط التي تحتاج الى بلورة. أما كل التعيينات الأخرى المشمولة بالآلية فقد تمّ الاتفاق على ان تأخذ طريقها في سرعة وتعرض قريباً جدا في مجلس الوزراء حسب الآلية المطلوبة. وقال: سأعرضها عندما أرى أنها ميسّرة. يمكننا أن نتحمّل مركزاً شاغراً، ولكن لا تتحمل البلاد اليوم مشكلة اضافية، وأنا  أتفادى أي مشكلة أو كباش، ولذلك سأعرضها عندما ارى أنها ميسرة". 

وعن واقع الحكومة وتأثره بالموقف المتميز للنائب وليد جنبلاط قال: "عبر وليد بك مرات عدة عن ان موقفه لا يتعارض مع الأكثرية وأداء الحكومة، ولا أرى أي تغيير داخلها بسبب موقفه من سوريا" .  وعن سر الاستقرار في البلاد، يقول: "صحيح أن هناك استقرارا، ولكن يجب ألا ننسى أداء الشخص الذي يرفض المشاكل والكباش مع أحد. كل ما يهمني هو الحفاظ على الاستقرار وأن تسير البلاد بخير، واتمنى  الحفاظ على الهدوء لتحييد لبنان عما يحوطه من اضطرابات في المنطقة.

وعن مشروع حل الحسابات المالية يقول: "قطعنا  مرحلة كبيرة جداً وثمة اجتماع لجنة مع وزير المال غداً الإثنين، لإنهاء هذا الملف، والوزير محمد الصفدي أنجز كل الأرقام  وقدّم إلي مشروعاً قبل يومين، والبحث قائم لاستكمال بعض التعابير في نص المشروع المقترح  الذي سيكون في جدول اعمال مجلس الوزراء  هذا الاربعاء او الاربعاء الذي يليه.

يقول ايضاً إنه يعرف اسباب  الاضرابات المتنقلة ويتفهمها"، وهي في غالبيتها تتعلق بزيادات مطلوبة. يعلم الجميع ان الخزينة العامة غير قادرة على تلبيتها كاملة، ولكن في الوقت نفسه هناك اساليب اخرى لتعويض الناس والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتخفيف الاعباء عن المواطنين".

وعن موعد إقرار الزيادة للقطاع العام يقول: "انتهت وزارة المال من اعداد مشروع سلسلة الرتب والرواتب، وكنت سلمت معالي وزير المال مشروعا اعده مجلس الخدمة المدنية ليأتي المشروع النهائي متكاملا. وهذا الموضوع سيكون باذن الله على طاولة البحث الاسبوع المقبل ضمن لجنة وزارية برئاستي لإنهاء البحث وعرض المشروع  على مجلس الوزراء".

وعن اسباب عدم استعادة  الحكومة مبادرة اعداد مشروع قانون يتعلق ببدل النقل يقول: "أصدرت الحكومة مرسوما ببدل النقل  واعطينا العمال حقهم. إذا اراد فريق سياسي وضع قانون لهذا الأمر فليكن، وليتخذ المجلس القرار الذي يراه مناسبا. في النهاية هدفنا شرعنة الموضوع  سواء أكان بمشروع قانون أم باقتراح قانون. وفي النهاية ستقول الحكومة رأيها في الموضوع في مجلس النواب".

ويعتبر "أن بدل النقل لن يكون هو المشكلة بل بدل التعليم"، شارحاً الفقرة الواردة في قانون الضمان الاجتماعي التي تقول "ان شروط الخضوع والاستفادة من المنح التعليمية وقيمتها تتخذ بمرسوم في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير العمل". ويقول: ان "أرباب العمل يعطون العمال حالياً منح تعليم لا تدخل في حساب نهاية الخدمة، وبالتالي إذا تم اقرار بدلات التعليم بقانون فسيرفض ارباب العمل، كي لا تحتسب في صلب تعويضات نهاية الخدمة. لذلك يجرى البحث في  إمكان الاستمرار في اعطاء منح التعليم، بمرسوم من دون إخضاعها  لقانون يرتب اشتراكات اضافية على ارباب العمل للضمان الاجتماعي. تحدثت مع وزير العمل الذي سيقدم مشروع قانون  بمنح التعليم، علما ان مرسوم زيادة  بدل النقل والمنح التعليمية الذي دأبت الحكومة على إصداره  منذ 18 كانون الثاني 1995 بالتوازي مع قانون غلاء المعيشة لا يزال ساري المفعول الى حين صدور قانون آخر".  

 سياسة "النأي بالنفس"

وعما إذا كانت سياسة النأي بالنفس  عن احداث سوريا لا تزال صالحة، يقول: إنني على اقتناع بأن الجميع مدرك انها افضل سياسة للبنان في الوقت الحاضر، وكل من ينتقد هذا السياسة يؤيدها في قرارة نفسه. هناك ثلاثة عوامل اساسية حتمت اتخاذ هذا الموقف:

- ارتباط  لبنان بحدود جغرافية مع سوريا تقارب نسبتها 80 في المئة من حدوده البرية، وباتفاقات نافذة .

- علاقة لبنان بالدول العربية التي تتخذ في الوقت الحاضر مواقف مختلفة مع سوريا، وهذه الدول برتبط معها  لبنان بمصالح، وهي تحتضن أعدادا من اللبنانيين  ويهمنا ان نكون في أفضل العلاقات معها.

- الانقسام داخل لبنان حيال مقاربة الموضوع السوري، فأي قرار آخر غير  النأي بالنفس، كان سيؤدي  الى الاخلال بهذه الركيزة الثلاثية الاضلاع، وسيترك مضاعفات لا تحمد عقباها".

ويضيف: "إذا كنا نأينا بانفسنا سياسيا ففي الموضوع  الانساني لم ننأ بانفسنا، بل طالبنا تكرارا بوقف حمام الدم في سوريا، وقمنا بكل واجباتنا تجاه  الاخوة السوريين النازحين الى لبنان على صعيد السكن والصحة والمدارس، بشهادة ومتابعة من كل المنظمات الدولية".

وعما إذا كان تمثيل  الوزير  نقولا نحاس له  في ذكرى الزعيم كمال جنبلاط ووضع النائب جنبلاط علم الثورة السورية على ضريح والده يتناقض مع سياسة الناي بالنفس، يقول: "إتصلت بوليد بك جنبلاط وعبرت له عن مشاعري معه في هذه الذكرى، كما  طلبت من الوزير نحاس المشاركة باسمي فيها انطلاقا من العلاقة الوطيدة  التي تربطني بوليد بك، وكان تمثيلي في المناسبة محصورا برمزية الذكرى، وليس بأي أمر آخر شهدته المناسبة.

ويطمئن رئيس الحكومة الى ان "لا ضغوط  على القطاع المصرفي من الخارج". ويضيف: "نحن لا نقبل ضغطا من أحد، فلبنان  وقع في السابق على إتفاقية منظمة "غافي" الدولية وجاء اقرار الحكومة مشروع مكافحة تبييض الاموال  في اطار تحديث هذه الاتفاقية. كما اقر مجلس النواب هذا الاسبوع قانون اصدار سندات الخزينة بالعملات الاجنبية، مما يعطي  مصرف لبنان المزيد من المرونة في استبدال الإصدارات او هيكلتها أو إصدار  سندات جديدة. كل التقارير المالية تثبت ان المصارف اللبنانية تعمل بكل انتظام ولا تخرق اي عقوبات دولية، وانها تتمتع بوضع متين وبنسب سيولة هي الاعلى، كما يملك مصرف لبنان أعلى احتياط بالنقد الاجنبي، والاسبوع المقبل سيزورنا مساعد وزير الخزانة الاميركية وسنؤكد له  تعاون لبنان المطلق مع القوانين الدولية  لضمان  سلامة قطاعنا  المصرفي".   

 

العريضي لـ"النهار": اقرار قانون سقف الانفاق ولتعقد طاولة الحوار فوراً و دخلنا الحكومة على اساس ثوابتنا ولسنا في جيب أحد

مي عبود ابي عقل/النهار

الذكرى الـ35 لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط  تمر مختلفة هذه السنة. العالم العربي في حراك مصيري،  ولبنان في حال ترقب وخوف. الحزب التقدمي الاشتراكي حدد خياره: هو ضد النظام السوري في الخارج، لكنه لا يعادي حلفاءه في الداخل، ويناصر مناهضيه المحليين اذا ارتأى ان موقفهم صائب. نوابه ووزراؤه بيضة القبان بين طرفي البلاد، وموقفه في كل قضية يحدد الاكثرية والاقلية. الى اين بعد؟ الجواب لدى النائب والوزير غازي العريضي الرفيق الدائم لجنبلاط ومهندس العلاقات في الأزمات الصعبة.

ماذا يعني ان يضع وليد جنبلاط علم الثورة السورية على ضريح والده؟

-  ان يقول لكمال جنبلاط : "كنت على حق". كان كمال جنببلاط يتوقع ما يجري في العالم العربي  وينتظر الساعة التي ينتفض فيها الناس ضد السجن العربي الكبير، وكان مؤمنا بحتمية ان التغيير آت، والقمع لا يمكن ان يستمر والحرية لا يمكن ان تصد .

  هل تستمتعون بدور بيضة القبان في الحكومة؟ والى متى؟

-  ليست مسألة متعة. نحن امام واقع سياسي ومعادلة سياسية معينة. سألنا اكثر من مرة  من يغمزون من هنا وهناك، ما هو مفهوم الاكثرية؟ هل تعني ان يأتي طرف، ايا يكن، ويقول اريد كذا وكذا وعلى الجميع الوقوف في الصف بالنظام المرصوص ويلتزم؟ نحن لدينا ثوابت، وعلى اساسها دخلنا الحكومة، واذا اتخذنا موقفا شعر البعض انه لا يسهل له امراً، فهذا لا يعني اننا نستمتع بلعبة بيضة القبان. لنا ثقل سياسي متواضع في هذا البلد لكنه مؤثر. هل يقرون بذلك ام لا؟ هذا شأنهم. اما نحن فلا نستطيع ان نلغي انفسنا من اجل احد.

  هل هذا يعني انه لم تعد هناك اكثرية واقلية؟

- طبيعي. نحن موجودون في اكثرية في الحكومة، ولكن في الممارسة السياسية ماذا تعني الاكثرية؟ ان يأتي احد برأي غير واقعي ومنطقي ونتبناه فقط لنؤكد اننا اكثرية فحسب؟ هذا غير مقبول وغير منطقي.

   يعني انتم مع او ضد حسب الملف؟

- نعم. لسنا في جيب احد. نحن لدينا ثوابت معينة نبني مواقفنا على اساسها، لا نقطع التزاما على انفسنا ثم نغير. مثلا: منذ البداية التزمنا المحكمة الدولية ولم نغير، في التعيينات لا نوقع على بياض لاحد لاننا نريد ان ننصف اصحاب الكفايات في الادارة بصرف النظر عن انتمائهم السياسي والطائفي، ولن نغير موقفنا.

  في الملف المالي، لماذا تريدون التسوية؟ وماذا يمنع التدقيق في الحسابات؟

- نحن لا ندخل في تسوية . المساءلة والمراقبة والمحاسبة يجب أن تكون ثابتة وعملاً يومياً يمارس على مستوى مؤسسات الدولة، وليبدأوا من وزارة الاشغال.

نحن لا نتحدث عن تسوية مالية. بدأ القول ان هناك انفاقاً بقيمة 11 مليار دولار لا نعرف اين صرفت  وليست ثمة اثباتات. نحن رفضنا هذا الامر لسببين اساسيين:

 أولاً، لاننا كنا جزءا من هذا الانفاق، ومن قال هذا الكلام كان ايضاً جزءا منه، لأن هذه المبالغ انفقت في حكومات سميت حكومات وحدة وطنية وكانت تضم الجميع .

ثانيا، القول: لا نعرف اين هي هذه الاموال، هو ادانة للذات. اذا كان هناك من يريد إدانة نفسه فهو حر، لكنه لا يستطيع تحت هذا العنوان ان يدين او يتّهم الاخرين.

انفاق الحكومة الحالية 8900 مليار كان غير قانوني، مثل انفاق الـ11 مليار ، بسبب عدم وجود موازنات. بعد الـ2005 كل الحكومات انفقت بطريقة السلف، وهي غير قانونية. هذا لا يعني تسليماً ان كل المال انفق في موقعه. لكن المبدأ ليس ان فريقاً خالف القانون في الانفاق وفريقاً آخر لم يخالف. الكل خالف. لذلك لا بد من مشروع القانون الذي يحدد سقف الانفاق، ولا يتحدث عن آلية الانفاق والمراقبة والمحاسبة. لانه لنفترض ان هذه السنة لم تقر موازنة 2012 ، عندما يكون سقف الانفاق محددا، تستطيع الحكومة ان تنفق بشكل قانوني على أساس قاعدة الاثني عشرية، واذا لم تقر الـ 8900 مليار ستبقى هذه الحكومة تنفق السلف في شكل غير قانوني، ونبقى في المشكلة ذاتها. وما طرح ليس مسألة تدقيق حسابات، بل تحديد سقف انفاق  8900 مليار وفق موازنة 2005 ، وهذا ضروري ان يتم.

  وهل سيتم التدقيق؟

- بالتأكيد . هناك مؤسسات في الدولة هي التي تقوم بهذا الأمر وتضع الأمور في نصابها. اصلا هذا مبدأ لا يستطيع أحد تجاوزه أو التهرب منه.

سوريا والداخل

  في موقفكم من النظام السوري ذهبتم أبعد من 14 آذار. كيف توفقون بين عدائكم له في الخارج، وائتلافكم مع حلفائه في الداخل؟

- نحن لسنا ملزمين أجندة احد، لا من 14 آذار ولا من 8 اذار.  نذهب أبعد او أقرب، نتجاوز الحدود، يكون الموقف أعلى او سقفاً ادنى، هذا امر نقدره نحن، ولسنا لنوجه رسائل الى احد في السياسة. امس سمعنا السيد حسن نصرالله يقول مجدداً: قد نتحاور ونختلف، هل نبقى مختلفين ام نؤجل هذا الخلاف ونذهب الى نقاشات اخرى ونتفق عليها ونفعل العمل؟ هذا منطق. اختلفنا على الموضوع السوري وماذا نفعل في لبنان؟ نتقاتل؟ ثمة نقاط تلاقي بين اللبنانيين كثيرة جدا غير الموضوع السوري الذي نختلف عليه وهو اساسي وله انعكاساته وكل ينظر اليه من موقعه، ولكن ثمة الكثير من القضايا اليومية الحياتية والاستراتيجية مشتركة ومتفقون عليها بدءا من العداء لاسرائيل وكيفية مواجهتها وانتهاكاتها وتهديداتها، والخلايا في الداخل، والاختراقات الاسرائيلية في الداخل، والوضع الاقتصادي والاجتماعي وهموم الناس وغيرها. هل نذهب الى اسقاط كل نقاط التلاقي والتوافق بين اللبنانيين فقط لاننا اختلفنا على الموضوع السوري؟ انا ارى العكس. يجب ان نبني على هذا التوافق والتلاقي ونستمر في الحوار، ولا بد ان نصل الى قواسم مشتركة.

  لماذا يتدخل جنبلاط  في الشأن السوري ولا يلتزم الحياد؟

- هذا ليس تدخلا. جنبلاط لا سلاح عنده ولاجيوش ولا جماهير. هو صاحب رأي، لا اكثر ولا اقل. قبل يومين انتقد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف التي تحمي سوريا بشار الاسد لانه تأخر في تحقيق الاصلاحات ولم يكن يقبل النصائح. مع احترامنا له وهو ممثل دولة كبرى، وجنبلاط ممثل فئة صغيرة في لبنان لكن هذا ما كان يكرره منذ البداية،  وهذا ما وصل اليه حالياً الآن الوزير الروسي.

  لكنه توجه الى دروز سوريا ودعاهم الى عدم التعاون مع النظام السوري!

- ثمة خصوصية في هذا الامر. هو معني بأن يقول هذا الكلام، وأن يعطي نوعا من النصح او الملاحظة لان ما يجري خطير جدا، وعندما تصل الامور لتأخذ البعد المذهبي، فهو معني بأن ينبه الناس الى ضرورة التنبه الى هذه المسألة بالذات كي لا تكون لها انعكاسات على المدى البعيد وفي المرحلة المقبلة. وانعكاسات ما يحصل في سوريا سيكون لها ارتدادات في لبنان في المرحلة المقبلة، وهو بالتالي معني بهذه الخصوصية.

  في خطابه الأخير ابدى السيد نصرالله الاستعداد للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وفرقها عن سلاح المقاومة. لماذا؟

- ما يعنيني في الامر هو الموضوعية والقضية. ممتاز جداً ان يدعو السيد حسن الى حوار حول الاستراتيجية الدفاعية. وعلينا ان نلتقط الفرصة. فلتعقد طاولة الحوار فوراً. سبق ان قدمت قوى سياسية عدة ، في مقدمها الحزب التقدمي الاشتراكي، اوراقها بشأن الاستراتيجية الدفاعية انطلاقا من العداء لاسرائيل، ومن الواجب مناقشتها. هذا هو المطلوب.

  هل تتولى دورا في ترتيب لقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط؟

- الأمور متروكة لأوقاتها. المسألة ليست مسألة وساطة. على الصعيد الشخصي حصل اكثر من لقاء. وعلى الصعيد السياسي، الرئيس الحريري غير موجود في لبنان وهذا يصعب الامور. لكن كتلة "المستقبل" و"تيار المستقبل" موجودان، ونتواصل من خلال المؤسسات الحزبية والسياسية مثل المجلس النيابي، وحصل أكثر من لقاء ونقاش حول قضايا عديدة مطروحة في البلد، اتفقنا على امور واختلفنا على امور ولكن ليس ثمة قطيعة. اما اللقاء في الخارج الذي روج كثيرا له، فلم يكن مدرجا في جدول اعمال وليد بك  ان يلتقي الرئيس الحريري ليقال انه ذهب ولم يلتقه.

  هل صحيح ان هناك شروطا مفروضة على جنبلاط للذهاب الى السعودية؟

- لم نسمع اي كلمة من هذا النوع. ذهبت زيارتين للمملكة، في فاصل زمني قصير بينهما، والتقيت كل الاخوان المسؤولين الذين تربطنا بهم علاقة اخوية وصادقة وعميقة، وناقشنا بعمق كل القضايا والامور التي مررنا بها، ولم اسمع مثل هذا الكلام.

  لماذا هذا التوتر العالي مع العماد ميشال عون؟

- السؤال لماذا هذا التوتر الدائم عند ميشال عون؟ لا توتر من قبلنا ابدا. القيادة الجديدة في الحزب التقت كل القوى السياسية وحصل معها حوار ونقاش وتعارف، وطلبت موعدا من "التيار الوطني الحر" فرفضوا اللقاء.هم احرار. نحن نقول كلاما هادئا، قد يكون مؤثرا او قويا بهدوئه ومنطقه ومضمونه، هذا حقنا ولكل منا اسلوبه . لكننا لا نعيش قطيعة مع احد، بقرار ذاتي منا، ولا نعيش لاستهداف هذا او ذاك. ونحن موجودون في حكومة واحدة على طاولة مجلس الوزراء ونناقش كل القضايا بهدوء واحترام.

 

قصة 14 آذار من الاغتيال الى الاستقلال كيف صنعت 8 آذار 14 آذار؟

عمر حرقوص/المستقبل

لم يكن يوم 8 آذار عادياً بالنسبة الى اللبنانيين المشاركين في "انتفاضة الاستقلال". فالتظاهرة استفزت الناس لأنها رفعت صور الرئيس السوري بشار الأسد وشعار "شكراً سوريا الأسد"، وبدل أن تلتقي ساحتا "الشهداء" و"رياض الصلح" لبناء وطن خارج أسوار الوصاية وتوحيد شعاري "التحرير" و"الاستقلال"، حوّلت تظاهرة الساحة الأخيرة اللبنانيين إلى "فسطاطين" منقسمين حول الموقف من الاغتيال وكذلك اعتبار المشاركين في "الانتفاضة" أقلية لا يمكن اعتبارهم يمثّلون آمال الشعب اللبناني.

إحباط آخر قضّ قلوب "المنتفضين في ساحة الحرية" مصدره خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في ذلك اليوم، الذي أعاد فيه ترداد ما قاله الأسد عن الأقلية المعارضة وتحديداً عبارة "زووم إن.. زووم آوت"، بلهجة ساخرة أعادت الأزمة إلى نقطة الصفر، كأنما مشهد الوحدة في ساحة الحرية لم يعطِ تأثيره الإيجابي على "حلفاء الأسد" إنما حوله رواد ساحة "رياض الصلح" إلى ضربة جديدة للآمال التي تعلق بها اللبنانيون خارج إطار أي اصطفاف عربي ودولي من أجل لبنان.

تخوّف بعض رواد "ساحة الحرية" من حصول إشكال ينتج تردّداً لدى الناس أو يخفّف من مشاركتهم في "انتفاضة الاستقلال"، لكن ما حصل من استفزاز انعكس بشكل كبير على الموقف من المشاركة بحيث زاد من إصرار الناس المحايدين وأدخلهم في قلب الانتفاضة، وبدلاً من بقائهم في بيوتهم حضروا إلى الساحة.

يوم الاثنين، نفّذت قوى "المعارضة" استعراضاً جماهيرياً ضخماً كان الأكبر في الأسبوع الثالث على استشهاد الرئيس رفيق الحريري. رفعت صور قادة الأجهزة الأمنية صار الناس يتناقلونها بين أيديهم، كان شعارها "خدهم معك"، ومعها أظهر الكثير من الناس قدرة على صناعة الفرح في ظل الحزن.

شعار "شكراً سوريا الأسد" استفزّ المحايدين وأخرجهم من بيوتهم

سخرية نصرالله في خطابه "زوم إن زوم آوت" زادت إصرار الناس على المشاركة

صباح 8 آذار توجهت إلى منطقة جسر سليم سلام، كانت الحشود تخرج من تحت النفق بشكل متدفق. يهتفون لـ"الأسد" ويشتمون وليد جنبلاط، كان عناصر "حزب الله" ينظّمون سير الذاهبين إلى مهرجان "شكراً سوريا الأسد". اقتربت من التظاهرة ومشيت فيها، كنت أريد أن أجرب معنى أن تدافع عن "القاتل"، بدلاً من أن تكون مطالباً بالحرية وبالعدالة، أن تكون في مواجهة شعبك بدلاً من أن تكون معه، كان يوماً غير عادي في تاريخنا. نزلت في اتجاه "الاسكوا" وعدت عكس سير التظاهرة إلى مكان قريب لأتابعها من شرفة أحد الأصدقاء.

قبل يوم من تظاهرة "شكراً سوريا الأسد" كانت تظاهرة الاثنين الثالث 7 آذار في ساحة الشهداء. جمهور كبير حضر الى هناك، كانت الأضخم من بين كل التظاهرات التي دعت إليها المعارضة، كادت الساحة تمتلئ بالناس، في وقت وصلت لجنة دولية لتقصّي الحقائق ومتابعة التحقيقات التي أدت لاحقاً إلى إنشاء لجنة التحقيق الدولية وبعدها المحكمة الخاصة بلبنان.

في تلك التظاهرة طلب سمير قصير من المنظمات الشبابية تكليف شبان باستلام صور الجنرالات المسؤولين عن الأجهزة الأمنية في ذلك الحين. كانت الصور موضوعة في أكياس سوداء للنفايات، وصلت في الصباح الباكر ورفعت بين المتظاهرين، صار الناس يتناقلونها بين بعضهم البعض وقد كتب عليها "خدهم معك".

خطاب الأسد

أثناء التحضير لتلك التظاهرة تم الاتفاق في اجتماع المنظمات الشبابية على البقاء في ساحة الشهداء وعدم الخروج منها. جاء ذلك باقتراح من نادر النقيب وخضر الغضبان خوفاً من أي اعتداء قد تتعرض له التظاهرة، لكن ما حصل هو أن الحجم الكبير للمعتصمين في الساحة استدعى اتخاذ قرار بالسير نحو ساحة "السان جورج". مشى جورج سرّوع (تيار) ودانيال سبيرو (قوات) على رأس التظاهرة مع "فان" التجهيزات الصوتية يردّدون شعارات الانتفاضة.

كانت هذه التظاهرة رداً على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ألقاه ليلة السبت 5 آذار، نقلنا الخطاب الذي قال فيه "زووم إن، زووم آوت"، على شاشات الساحة. حين حاول إهانة تحركاتنا ووصفها بالصغيرة، كان الجمهور يدرك جيداً أن كلام الأسد هو رد فعل على نجاح انتفاضتنا.

تلك الليلة وقف مروان الحايك (الكتلة الوطنية)، ونادر حداد (التجدد الديموقراطي) وايلي شمعون (الأحرار) ووليد الأشقر (تيار) إضافة إلى باقي مسؤولي المنظمات الشبابية في الساحة يستمعون إلى خطاب الأسد في مجلس الشعب السوري. كل كلمة قالها كانت تؤكد انتصار الشعب اللبناني على الاغتيال والجريمة المنظمة، كما كانت تؤكد أن لبنان يتقدم نحو التخلّص من الوصاية.

بعد انتهاء الأسد من كلمته قال فاروق يعقوب للناس من "المنصة": "خلينا نخبّرو لبشار الأسد كيف يكون الـ"زووم إن.. زووم آوت"، وناطرين العالم ليسهروا معنا اليوم". ليلاً امتلأت الساحة بالناس بشكل غير مسبوق وبقيت الحشود هناك حتى الثانية ليلاً.

يقول وليد الأشقر: "يومها لم يعلن عن موعد محدد للانسحاب، وسخر من اعتصامنا، وصار يقول كبّروا الصورة أو صغّروها في إشارة إلى أن عددنا قليل جداً، أزعجنا كلامه كثيراً ولكن بدلاً من الإحباط وجدنا أن الناس زادوا حضوراً من كل المناطق، في مشهد مؤثر".

في السابع من آذار كان لدى الكثيرين خوف من حصول إشكال كبير أو أزمة تنتج قلقاً لدى الناس تمنعهم من المشاركة في تظاهرات "انتفاضة الاستقلال". ايمن أبو شقرا كان متخوفاً من أن ينظّم "حزب الله" تظاهرة كبيرة ومستفزة مما ينعكس سلباً على عزيمة الناس، خصوصاً أن الشباب كانوا يطمحون حتى تلك اللحظة أن يبادر "حزب الله" إلى المشاركة معنا في "الانتفاضة". الكل كانوا يتمنون أن تصبح الشراكة شعاراً حقيقياً لا مجرد وهم.

تفادي الاستفزازات

كان بيت أيمن يطل على أوتوستراد وجسر سليم سلام من جهة كورنيش المزرعة، من هناك رأى مشهداً ضخماً لخروج مناصري سوريا باتجاه وسط بيروت، حاول أن يستوعب ما يحصل، لكنه كما قال "فعلاً خفت مما رأيت". في اللقاءات مع الأحزاب والمنظمات الشبابية تلك الليلة كانت التعليقات متعددة على التظاهرة، لكلٍّ رأيه لكن الخوف كان من رد فعل الناس بالانسحاب من تحركات "الانتفاضة". زياد صعب كان كعادته يبتسم مع أنه كان يقول إن هذا المشهد سيف ذو حدين "اليوم علينا والاثنين القادم على أصحابه". أما الياس عطالله فكان رأيه أن هذه التظاهرة ستستدعي رد فعل كبيراً يتخطى التوقعات. وقال إن "حزب الله" أخطأ لأنه وضع نفسه إلى جانب القاتل، ممّا منحنا بعض الأمل لكن الخوف بقي مسيطراً على الكثيرين منا.

في "المخيم" تم إخراج عدد كبير من الشبان الذين قد يتهوّرون في حال تعرض المكان لأي استفزاز أو اعتداء، وفي ما تم الإبقاء على مجموعة صغيرة من الشباب قادرة على التحرك والانتقال إلى خارج المنطقة في حال حصول أي إشكال. قال سمير عبد الملك للشباب "إن قرارنا واضح نواجه كل الدنيا إلا أبناء وطننا، نحن نريد مشهداً سلمياً بالكامل، لأن أي إشكالات قد ترتّد سلباً علينا". كان المشهد أسود في ذلك اليوم، فبدل أن ينضم حاملو صور بشار الأسد إلى "انتفاضتهم" وسط بيروت تحوّلوا في لحظة واحدة إلى حمل لواء حماية "القاتل". مشهد فتح نقاشاً وورش عمل بين شبان المخيم شارك فيه زياد ماجد، أدونيس العكرة، أنطوان حداد، زياد بارود، حارث سليمان، سمير قصير، وجبران تويني وغيرهم، استمر لأيام حول مفهوم المواطنية والانتماء والاختلاف وغيرها من قضايا تسمح بتخطي هذه المرحلة.

قبل 8 آذار اتصلت أسمى اندراوس بعدد من المؤسسات التي تستورد الأجهزة التلفزيونية الصغيرة وسألتهم إمكانية التبرّع للخيم. وهذا ما حصل حيث تم تأمين 30 جهاز تلفزيون صغير الحجم للخيم لمتابعة تظاهرة 8 آذار. ساد المخيم صمت كامل. نحن نطالب بالحرية ومحاسبة المجرم وهم يشكرون الأسد.

عادت اسمى إلى بيتها بعد إحساسها بالاحباط، كانت متعبة جداً، بعض أصدقائها كانت لديهم رؤية مختلفة، ناقشوها كثيراً لأنهم اعتبروا أن التظاهرة أتت في غير موعدها وشعار "شكرا سوريا الأسد" استفز الناس أكثر، وهذا ما سيخرجهم من بيوتهم، حتى الذين لم يشاركوا سابقاً سيشاركون.

اتصلت بي والدتي وكانت تحاول تشجيعي على الاستمرار في التحركات، قالت إنها جاهزة لتكون معنا في الساحة وتترك بيتها في الجنوب، أخبرتها عن خوفي، قالت لي إن الناس سيصنعون أكثر ممّا نتوقّع.

الجميع يتابع "شكراً سوريا"

بالنسبة إلى نادر النقيب كان يوم 8 آذار استثنائياً، فالبعض من الأصدقاء فكروا بالنزول للمشاركة مع الطرف الآخر لتأكيد وحدة اللبنانيين "ولكي نثبت انه يمكننا الخروج من القوقعة التي يعيشها الشعب اللبناني"، لكن عند رفع صور بشار الأسد وشعارات "شكراً سوريا الأسد" بدأ الناس بالتخوف، شكل الأمر صدمة بالنسبة اليهم، بدأ ناشطون من "شباب المستقبل" يتصلون به ويسألونه عن الوضع، وكيف يمكن أن يحصل ذلك فيما كان الموقف السياسي للمعارضة قابلاً لفتح علاقة جدية مع "حزب الله" فيما هو يرتد بالبلد إلى الخلف، هنا بدأ الجميع إحصاء الارقام تحضيراً للحشد.

في اجتماع شبابي أجرى الجميع تقييماً لما حصل "هل خسرنا كل شيء؟". عنونت في صفحتها الأولى وبالخط العريض "الشعب قال كلمته"، ما ذكّرنا بـ"مانشيتات" صحف "البعث" في سوريا.

ذلك اليوم كان خضر غضبان يتابع مشهد تظاهرة "شكراً سوريا" من على شاشة التلفاز في مركز "الحزب"، حين اتصلت به وأخبرته عن نزولي إلى تلك التظاهرة لأعاين ما يحدث فيها حيث سمعت الكثير من الشتائم للمعارضة وخصوصاً وليد جنبلاط.

خضر اعتبر هذا المشهد ايجابياً، لأنه سيحثّ الناس على المشاركة، فالشعب اللبناني لم يخذل نفسه ولا مرة، يتصل بسامر بشعلاني الموجود في عمله في الشمال، كان يسمع الأخبار تتوالى عبر الإعلام، قال يومها لخضر إن صورة تظاهرة "شكراً سوريا" هي من سيصنع رد فعل كبيراً لدى الناس.

نلتقي ذلك المساء لنتدارس الوضع ونقيّم ما حدث وإمكانياتنا للمواجهة. كان الجو العام يظهر أنهم أقاموا بوجهنا مشهداً كبيراً وضخماً مسانداً للأسد لكي يخيفونا ويمنعونا من التحرك ثانية، ولكن مع كثير من الاستفزاز للناس وخصوصاً بحمل صور بشار الأسد، ورفع شعار "شكراً سوريا الأسد".

.. وبدأ حديث الأحجام والأرقام

بعد انتهاء تظاهرة "شكراً سوريا الأسد" كانت صبايا المعارضة قد قامت بالتحضير ليوم الثامن من آذار عيد المرأة العالمي، وتم الاحتفال به ذلك المساء في المخيم، تم شراء "بالونات" بيضاء وحمراء وتحضير مجموعة من اللافتات، وعند الخامسة بعد الظهر أطلق الاحتفال بعيد المرأة بعد انتهاء احتفال قوى 8 آذار.

بعد الثامن من آذار تحول الحديث طوال الوقت إلى حجم التظاهرات والأرقام وقدرة المعارضة على دعوة الناس للمشاركة، وكيف يمكن تقديم مشهد أفضل من أجل حلم الدولة المدنية، ففي ذكرى مرور شهر على استشهاد رفيق الحريري يجب أن يكون الشعب اللبناني في الحدث، وبعد رفع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله شعار "شكراً سوريا الأسد" لن يكون بالإمكان إعادة تجربة الأيام السابقة بل يجب تقديم ما هو أكبر بكثير.

سأل أيمن أبو شقرا خلال اجتماع تحضيري "هل سيرفعنا يوم 14 آذار الى فوق أم سيحبطنا"؟، كان لا يتوقع مشهداً أكبر بكثير من مشهد 7 آذار أو الأيام التي سبقته، في ساحة تحتاج إلى الكثير لتمتلئ بالناس. كنا نتابع العمل اليومي والاتصالات، والقلق المتنامي.

اتصل بي زياد ماجد لحضور اجتماع في مكتب جبران تويني في "النهار"، كان هناك أكثر من عشرة أشخاص يتباحثون في تقنيات نجاح تظاهرة 14 آذار، قلت لهم إن شباب المخيم جاهزون لترك الاعتصام يوم الاثنين إن لم نقم بتحرك ضخم وكبير جداً يتناسب مع المرحلة الجديدة. كان اجتماعاً جيداً من كل النواحي، فالمطلوب هو تأمين وصول الناس إلى ساحة الشهداء من كل لبنان، كان الكل مسؤولاً تراتبية، فالكل كان متساوياً في النقاشات لأن الجميع يقدمون أكثر ما لديهم.

يشير خضر إلى أنه ومنذ يوم 8 آذار إلى صباح يوم الرابع عشر من آذار صار الهاجس هو اكتمال الحشد وبالأعلام اللبنانية فقط ليكون واضحاً أننا نبحث عن لبنان بكل مكوناته، كنا نتابع الاجتماعات اللوجستية في مراكزنا الحزبية وكذلك في أحد فنادق وسط بيروت الذي تبرّع صاحبها بغرفة كبيرة نستطيع الاجتماع فيها متى نشاء.

يشير وليد الأشقر إلى أنه يوم الثامن من آذار أصابتنا صدمة من حجم المشاركة التي دعت إليها قوى "لقاء عين التينة"، هذه الصدمة دفعتنا إلى العمل الجدي أكثر للمشاركة وخصوصاً أن شعار "شكراً سوريا الأسد" أحدث رد فعل عكسياً، فبدل الخوف بدأ الناس في المناطق يتصلون ويطالبون بتأمين وسائل نقل إلى بيروت.. كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "زووم إن.. زووم آوت" التي تشبه توصيف الأسد قبل أيام لتظاهراتنا، استفزت الناس ليشاركو أكثر ويطالبوا بتوسيع العدسات التلفزيونية قدر المستطاع.

عقد اجتماع في قصر قريطم يوم 9 آذار لبحث الوضع بعد تظاهرة "شكراً سوريا"، شارك فيه مجموعة من قيادات المعارضة وعائلة الرئيس الشهيد الحريري وبهاء وباسم السبع وهاني حمود وقيادات من تيار "المستقبل"، بينهم النائب أحمد فتفت وسليم دياب. كان الاجتماع لرفع مستوى الجهوزية قبل الاثنين الرابع، اتفق أيضاً أن تقوم الأحزاب السياسية وعائلة الشهيد وتحديداً بهية الحريري بالدعوة إلى التجمع والتظاهر، وليس المنظمات الشبابية كما درجت العادة.

أحد الأشخاص كان يدرس كيف يمكن نقل الناس بأعداد كبيرة، وحجم ازدحام السير. كان متخوفاً من الفشل. فقال فتفت إن "أبناء عكار والضنية وعرسال يقومون بالتظاهر في قراهم ومدنهم والجيش السوري موجود في بيوتهم وأرزاقهم، هؤلاء يضعون دمهم على كفهم، ولذلك يجب عدم الخوف من نقلهم تخوفاً من إغلاق الطرق". إبنا الرئيس الشهيد قالا إنه يجب ان نكون إلى جانب الناس كما هم إلى جانبنا، نقوم بذلك لأن الناس معنا ويجب ان نكون على قدر تضامنهم.

في تلك المرحلة كانت الشعارات هي أكثر ما يمكن العمل عليه، لأنها جزء من الحركة اليومية. توجّه نادر النقيب الى صحيفة "المستقبل" والتقى مع هاني حمود وجورج بكاسيني لوضع عدد من الشعارات خلال الحديث أشار نادر إلى ضرورة أن يكون لديهم شعار واضح يستخدمه "شباب المستقبل" فاقترح حمود شعار "الحقيقة" الذي أرفق باللون الأزرق.

في مكتب جبران تويني في "النهار" اجتماعات متواصلة، كانت نايلة تويني تشارك والدها في العمل، وتستقبل جزءاً كبيراً من الاجتماعات في المبنى، فـ"النهار" كانت مكتباً للانتفاضة وكذلك مبنى "الفيرجن" مكان مفتوح للشباب ليلتقوا ويتحدثوا ويستمعوا إلى الأغاني من وقت إلى آخر.

اللقاءات اليومية مع المنظمات الشبابية بحلوها ومرها فتحت نوعاً جديداً من العلاقات بين اللبنانيين. يعتبر نادر أنه بعد الحرب تصالح الطرف المسلم مع بعضه، والمسيحي كذلك ولكنهما لم يتصالحا كطرفين متكاملين بسبب الوصاية السورية ووضع اليد على أي قرار يمنح اللبنانيين قدراً أكبر من الحرية. في ذكرى حل "القوات" كنا نجلس في قاعة جامعية، كان خضر الغضبان يتحدث أمام أكثر من ألف طالب قواتي يصل نادر متأخراً الى الاحتفال في الجامعة اليسوعية، بدأ القواتيون يهتفون "ابو بهاء" بشكل لافت، كأنما الاحتفال هو لتيار "المستقبل"، كانت هذه واحدة من إشارات كثيرة إلى تخطي اللبنانيين الكثير من الحواجز.

 

حول وثيقتين تجيبان عن أسئلة المواطنين الحقيقية

محمد مشموشي/المستقبل

ليست وثيقة "تيار المستقبل" التي صدرت قبل أسبوع، ولا زميلتها وثيقة 14 آذار التي توجت الذكرى السابعة لثورة الأرز، تنظيراً من النوع الذي غالباً ما يهيمن على الوثائق السياسية للتيارات والأحزاب والقوى والتجمعات والجمعيات في لبنان. انهما تجيبان على الأسئلة التي يطرحها اللبنانيون في هذه الفترة تحديدا، لا لشيء الا لأنهما تنطلقان من القاعدة التي لا سبيل لاخراج لبنان من أزمته المديدة من دونها: الدولة أولاً، والدولة قبل أي شيء آخر.

في مقدمة هذه الأسئلة، أنه هل كان يمكن لمجموعة من عدة أشخاص أن تستورد ثم تخزن ثم تبيع للناس والمطاعم والفنادق لحوماً فاسدة، وأن تقوم زميلة لها، بعد اكتشاف أمر الأولى وملاحقة أفرادها، بالقاء ما لديها من لحوم فاسدة في مستوعبات النفايات في أكثر من منطقة، لو لم تكن الدولة غائبة بشكل كامل...أو عملياً، لو لم تكن توجد الى جانبها دول تستقطع لنفسها أرضاً وسلطة تستطيع من خلالهما فرض حماية على مثل هذه الجماعات؟.

وبينها أنه هل كان يجرؤ، لولا هذا الواقع اللبناني المر، قريب لنائب عن الأمة ان يتولى مع مجموعة على علاقة به مالياً وربما سياسياً، اقامة مصنع لانتاج المخدرات وتوزيعها في طول البلاد وعرضها، ثم أن تتوارى هذه العصابة عن الأنظار من دون أن يعرف أحد الى متى يمكن أن يستمر غيابها، ولا حتى كيف ستتم معالجة هذه المسألة لاحقاً على الطريقة اللبنانية المعهودة؟.

وبينها أيضا، أنه هل كان يمكن لشبكات سرقة السيارات هنا وهناك، ولشبكات أخرى تتعاطى تهريب المعدات الالكترونية والهاتفية الخلوية وتسويقها بأسعار تنافسية مقارنة بما هي عليه أسعار السوق، ولعصابات فرض الخوة والتشبيح بقوة التخويف أو السلاح أو التقرب من حملته، أن تستمر في عملها من دون رقيب أو حسيب ... ان لم يكن بحماية خفية توفرها لها قوى الأمر الواقع في أكثر من منطقة في لبنان؟.

وبينها كذلك، أنه كيف كان في استطاعة شركات(حقيقية أو وهمية، لا فرق) أن تفعل ما فعلته في ما بات يعرف بفضيحة المازوت الاحمر، أو حيال قيام البعض بالبناء على أملاك الدولة وأملاك الغير، أو حيال قوى الأمن ومنعها من اداء مهامها في ملاحقة المجرمين وسوقهم الى العدالة، او حيال عدم تسديد فواتير الكهرباء والماء ورسوم البناء الخ..؟.

وبينها أيضا وأيضا، أنه هل كان يمكن لسياسة "النأي بالنفس" التي قالت الحكومة انها تعتمدها في ما يتعلق بالوضع الراهن في سوريا، أن تنفذ على صعيد الموقف الرسمي في مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، وأن ينفذ عكسها تماما في ما يتعلق بالموقف من النازحين السوريين(وتحديدا عناصر جيش سوريا الحر) الى الأراضي اللبنانية، خصوصا في المراحل الأولى للثورة السورية بحيث جرى طرد بعض هؤلاء وتسليم البعض الآخر الى السلطات السورية وتهديد البعض الثالث بأن مصيرهم لن يكون مختلفا عن زملائهم في ما لو بقوا داخل الأراضي اللبنانية؟.

واقع الحال، أن الوثيقتين اللتين أصدرهما كل من "تيار المستقبل" و"قوى 14 آذار"(وهما ليستا جديدتين في أي حال، اذ سبقتهما دعوات مماثلة عدة منذ اطلاق شعار العبور الى الدولة قبل عامين) انما تجيبان بجلاء على هذه الأسئلة، بل وتضعان الاصبع على الجرح كما يقول المثل، من دون أن تلقى رداً ايجابياً ولا حتى مموهاً من قبل الشركاء الآخرين في الوطن... بحيث يمكن القول انه يشكل نقطة التقاء في منتصف الطريق.

وليست هذه الاجابة سوى كلمة واحدة: الدولة. بل والدولة وحدها ومن دون ما عداها.

وللمفارقة، فلم يجد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ما يقوله عن الوثيقتين، في كلمته المتلفزة الأخيرة، الا انه لا ينكر وجود يد ممدودة باتجاه "حزب الله" وفريقه الا أنه لا يعرف واقعيا ما تخبئه هذه اليد في داخلها.

ومن دون التوقف طويلاً أمام تهديدات السيد نصر الله لمن قد يفكر في امكان نزع سلاح الحزب بالقوة(وليس هناك من يفكر في الواقع) فلا حاجة الى القول انه يعرف تماما ماذا تخبئ هذه اليد: الدولة وليس أي شيء آخر. لكنه يعرف في الوقت نفسه ان الدولة وسلاح حزبه لا يمكن ان يلتقيا، وأنه بالتالي يحتاج الى أن يأخذ هذا الموقف ليس من الوثيقتين فقط وانما من كل من يتحدث عن الدولة الواحدة.

ليس تنظيرا ما ذهبت اليه وثيقتا "تيار المستقبل" و"قوى 14 آذار"، بمناسبة الذكرى السابعة لثورة الأرز، بل هما اجابات مباشرة على أسئلة اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلدهم.

لكن على ما تقرأ مزاميرك يا داود، خصوصاً في هذا الربيع العربي الذي يغطي المنطقة من أقصاها الى أقصاها؟.

 

ثورة رجال أعمال

محمد سلام/لبنان الآن

لبنان لا يعاني من انشقاق سياسي عمودي. وكل ما يحكى عن خلافات بين تكتلي 8 و14 آذار لا يتعدى مستوى قشرة الفستق التي تخفي تحتها درعاً أصلب منها.

لبنان لم يشهد ثورة. ولا أي ثورة، لا في 14 آذار العام 2005، ولا قبلها ولا بعدها.

في ذلك الـ14 آذار قامت شبه انتفاضة شعبية رداً على تظاهرة السيد حسن نصرالله قبل ستة أيام (8 آذار) والتي كانت مناسبة لإعلانه إنجاز معاملات حصر الإرث ووراثة سوريا-الأسد في لبنان قبل أن تغادره قواتها بـ48 يوماً.

وحده السيد نصر الله أنجز أغرب معاملة حصر إرث ووراثة في التاريخ، سبقت الميت والجنازة وتقبّلت التهاني قبل الدفن... فكانت 14 آذار مجرد رد شعبي على تلك الوراثة. الرد لم يكن حتى بمستوى انتفاضة، فكيف يرتقي به البعض إلى مستوى ثورة ... وتُستَلهمُ أيضاً؟

لبنان يعاني من مسألتين لا انقسام فيهما:

- يعاني البلد من تحالف الفساد أفقياً.

- ويعاني البلد من وجود قوة استبداد مسلّحة تحمي الفساد الأفقي.

لذلك فإن لبنان، الذي لم يَثُر وبالتالي لم يُصدّر أي ثورة، يتّجه إلى ثورة. ثورة لا تأتيه من الخارج، ولا تتدفق عبر الحدود، بل تنفجر من الداخل.

ولكن ثورة على ماذا؟

ستكون ثورة على تحالف الفساد والاستبداد.

من سيشارك فيها؟

هنا مربط الفرس.

إذا شنها الشعب فإنها ستكون الثورة الأكثر دموية في الشرق العربي. لأن كل شريحة من الشعب اللبناني ستثور على فاسديها وعلى حماتهم المستبدين.

عندها لن يتمكن أحد من قيادة أحد، أو من السيطرة على مسار، أو ادعاء الترفَع عن المشاركة. الكل سيكون مشاركاً، هادفاً ومستهدفاً في آن.

الثورة يجب أن تقوم. صارت مطلباً بعدما اقتنع الجميع بأن الإصلاح مستحيل نظراً لسعة انتشار تحالف الفساد أفقياً، ولغطرسة قوة الاستبداد المسلح.

ولأن هذا الانتشار الفسادي الأفقي قائم فعلاً، لا يتمكن أو لا يجرؤ أو لا يستطيع أحد أن يقدم جواباً للشعب اللبناني عن سؤال بسيط، بل بديهي: من هو المسؤول الذي أعطى الأمر لمصفاة طرابلس، بجميع موظفيها، كي تزاول العمل بعد انتهاء الدوام الرسمي، من الثانية بعد الظهر حتى الثانية فجراً في اليوم المازوتي المدعوم الأخير؟

كل التحقيقات، أو المسماة تحقيقات، التي أجريت منذ تسليط الضوء على تلك الفضيحة أدخلتنا في رزمة من لزوم ما لا يلزم: كشفوا عن تزايد عدد شركات بيع المحروقات، وعن تزايد عدد محطات المحروقات و، و، و، فيما المطلوب هو جواب واحد عن سؤال واحد: من هو المسؤول الذي أمر مصفاة طرابلس بالعمل بعد الدوام الرسمي؟

لم يُقدَم الجواب. والأرجح أنه لن يُقًدَم.

ولكن لماذا؟

لأن الجواب يكشف اسم "أبو اللصوص" أو اللص الكبير الذي أدار الفضيحة كلها.

ولكن لماذا لا يريدون كشف اسم "بابا حرامي"؟

لأن أولاده، أي غلمان اللصوصية، ينتشرون على مساحة الوطن وهم من "كل الناس"، وبالتالي فإن كشف "بابا حرامي" سيكشف "صيصانه" الممثلين في كل الشرائح اللبنانية.

لذلك لم نعرف ماذا حصل، من سرق أموال الفقراء الذين استباحهم اللص كما صقيع الشتاء.

البلد يواجه الآن فضيحة فساد في قطاع الغذاء يُختَصَر رأس جبل جليدها بالتالي: شحنة لحوم كانت مرسلة من الصين إلى إسرائيل. رفضتها إسرائيل لأنها فاسدة، فأعيد شحنها إلى لبنان.

ماذا يحصل الآن؟

يحققون مع صاحب المستودع حيث عُثرَ على اللحوم الفاسدة. ويلاحقون المستودعات في مختلف المناطق اللبنانية بحثاً عن لحوم ومواد غذائية فاسدة. يحاولون تشريع قانون لمخازن المواد الغذائية.

ولكن ما لم يحاول أحد الإجابة عنه أو الإضاءة عليه، حتى الآن، هو الأكثر أهمية والأكثر خطورة:

- من هو الذي اشترى شحنة اللحوم الفاسدة فيما كانت في الحرم الإسرائيلي؟

- من هو العميل الجمركي الذي أنجز تزوير معاملات إدخالها إلى لبنان ووضع عليها ملصقات مزورة تفيد أن وجهتها لبنان وليست إسرائيل.

- في أي مرفأ رست الباخرة ناقلة الشحنة الفاسدة؟ وعلى أي رصيف؟

- على أي آليات خرجت شحنة اللحوم الفاسدة، ومن أخرجها من الحرم، وبأي صفة خرجت؟ هل أُخرجت من الحرم الجمركي بصفتها الحقيقية، أي مواد غذائية، أم بصفتها "شحنة أحذية" مستوردة من الصين كما تخرج شحنات الهواتف الخليوية لمصلحة بعض المستوردين؟

- هل خضعت الآليات التي أخرجت الشحنة لأي تفتيش أثناء مغادرتها الحرم، أم ترى أنها أليات "محصنة" يمنع تفتيشها؟

- وعلى افتراض أن الشحنة استوردت جواً، فعلى متن أي طائرة؟ وعبر "أي بوابة" تم اخراجها، هل عبر البوابات التي تسيطر عليها الدولة أم عبر البوابة التي لا تملك الدولة اللبنانية مفتاحها، بل يملكه فقط "حزب السلاح"؟

- بل، وهذا السؤال هو أساس الحقيقة، كيف دوهم مستودع اللحوم الفاسدة. أمن قبل هيئة صحية أو جمركية يفترض أن متابعة مثل هذه الأمور من صلاحياتها؟ أم بموجب "إخبارية" تزعم وجود أسلحة بداخله تُصدَر إلى الثورة السورية... وأثناء التفتيش "صدم" الجميع بالحقيقة التي يجري التعتيم على مفاصلها لأن تحالف الفساد والاستبداد يحميها؟

يبحثون ويجدون لحوما فاسدة هنا وهناك. البلديات تعمل على إتلاف "المفضوح" ويبقى أساس العلة مستوراً لأنه ابن تحالف الفساد والاستبداد.

في قطاع الأدوية، حدَث ولا حرج، أدوية فاسدة أو متلاعب بجرعاتها، عُرفَ منها أدوية لعلاج مرض السرطان. فماذا حصل؟ لا شيء. من استوردها؟ نعلم، ولكن رسمياً لا نعلم؟ هل عوقب المستورد؟ كلا.

فساد. كيفما أدرت وجهك فساد. فساد في الهندسة المعمارية، فساد في الشركات القانونية، فساد في القضاء، فساد في الأمن، فساد في السجون، فساد في الغذاء، فساد في المحروقات. الوزير جبران باسيل يقول إن شركات توزيع المحروقات تريد زيادة جعالتها خمسة آلاف ليرة. الشركات تقول إنها تريد زيادة ثمانماية وعشرين ليرة فقط. من يكذب؟ لا نعلم. لن نعلم، كما لم نعلم. ولكننا نعلم أن الفاسد محمي من قبل شركائه وقوى الاستبداد المسلح.

نعلم أن جميعهم بيوتهم من زجاج، لذلك لا يرشقون بعضهم البعض إلا بجرعات مطّاطية من التصريحات السياسية التي توحي بانقسام عمودي، موحّد أُفقيا تحت سقف الفساد بحماية الاستبداد المسلح. 

فساد. كيفما أدرت وجهك فساد. فساد في قطاع العقار: اتحاد بلديات سابق يضم كل الشرائح السياسية مرر على غفلة زيادة لعامل الاستثمار في منطقة يجب أن تكون محمية بيئية، علماً بأن جميع قوى هذا الاتحاد تدافع عن عذرية البيئة. القوى المتخاصمة سياسياً شريكة في تحالف الفساد العقاري الأفقي، على سبيل المثال لا الحصر.

مسؤول حزبي في منطقة نائية اعترض على مرور خط للتوتر العالي فوق قريته علماً أن خط التوتر مخصص لمحطة ضخ مياه إلى القرية، وطلب نقل موقع المحطة. أنّبهُ مسؤوله وطلب منه وقف الحملة لأن الشركة التي تنفذ مشروع محطة المياه هي "لإبنة أختي". بقيت المحطة، وبقي خط التوتر العالي، وعُزلَ مسؤول القرية من منصبه لأنه ... تجرأ واعترض على ... الفساد.

فساد، كيفما أدرت وجهك فساد. فساد في توزيع اعتمادات وزارة الصحة على المستشفيات. فساد حتى في بعض الدوائر الروحية على تعددها. فساد في القطاع المالي إلى درجة أن "ودائع قذرة" تسرّبت إلى أحد المصارف "الإسلامية".

فساد. كيفما أدرت وجهك فساد. مطار الشهيد رينه معوض في عكار يمنع قيامه تحالف قوى الفساد والاستبداد المستفيدة من عائداتها في مطار رفيق الحريري الدولي.

فساد، كيفما أدرت وجهك فساد. مخدرات كالسيل تجرف البلد ولا أحد يستطيع إيقافها لأن مصانعها أقيمت في دور العبادة، أو في مكاتب حزبية تابعة لـ"حزب السلاح" وتحمل أسماء دينية.

فساد. كيفما أدرت وجهك فساد. أجهزة حفر أنفاق عملاقة تُستَورد وتعمل في البلد، تقيم "تحصينات" لمعامل حبوب "الكابتاغون" المخدرة حتى قرب منازل مسؤولين، ولا أحد يجرؤ حتى على السؤال: كيف تم استيرادها، لأنها متخصصة في حفر "أنفاق" والأنفاق سلاح "مقاوم".

فساد. كيفما أدرت وجهك فساد. محطات تنصت وتعقب اتصالات خاصة تعمل في البلد، ولا أحد يجرؤ حتى على طرح السؤال: كيف تم استيرادها؟ لأن الاتصالات سلاح، والسلاح "يقاوم".

مرافئ لبنان معطلة كلها، لأن "رصيف الفساد" في مرفأ بيروت وبوابة الفساد في مطار رفيق الحريري اللذين يديرهما "حزب السلاح" يستوردان كل شيء، من الهاتف الخلوي إلى الحاسوب، مرورا بالملبوسات والكهربائيات والمفروشات على أنه "أحذية" شعبية من ... الصين ... تماماً كما اللحوم الفاسدة.

فساد. كيفما أدرت وجهك فساد. حتى الأملاك الوقفية، غالبية الأملاك الوقفية، ينخرها سوس الفساد.

حتى الأعمال الخيرية ابتلعها الفساد. الهبات تضيع في الطريق إلى من نذرت لهم. صورتنا في العالم سيئة، ومن يقرأ الصحافة المصرية يخجل من عناوين تتهم جمعية خيرية لبنانية بمحاولة بيع عقار في محافظة الاسكندرية كانت قد "استوهبته" بقيمة دفترية لإقامة صرح أكاديمي عليه.

فساد. كيفما أدرت وجهك فساد. فسادنا متمدد من تونس بن علي وحرمه "المصون" إلى سوريا رامي مخلوف وبثينة شعبان مرورا بمصر مبارك، معطوفاً على الخليج

العربي ولم تسلم منه حتى إيران الفارسية، هذا إذا أردنا عدم الخوض في "إبداعاتنا" الأفريقية والأميركية اللاتينية.

لذلك، لكل ما ذكر، يتجه لبنان إلى الثورة. وكي لا تكون الثورة شعبية-دموية، وكي لا تتم حماية الفساد بتحوير مسار الثورة عبر إلباسها شعارات شعبوية، لا بد لشريحة رجال الأعمال من أن تشن هي ثورتها.

رجال الأعمال يشنون ثورة؟

نعم. وألف نعم. ومليون نعم أيضاً.

المطلوب من رجال الأعمال أن يشنوا هم الثورة على لصوص الأعمال، الذين سرقوا منهم شرف العمل، وسمعة العمل، وجودة العمل، وروح العمل، وأجراء العمل، وأخلاق العمل.

المطلوب من رجال الأعمال الشرفاء، الكبار، الذين صنعوا اقتصاد لبنان أن يشنوا هم الثورة على لصوص الأعمال الذين سرقوا منهم بلدا بنوه هم بمبادراتهم، بأخلاقهم، بإبداع موظفيهم، بعرق عمّالهم، بإخلاصهم، برؤيتهم الاستراتيجية.

المطلوب من رجال الأعمال الشرفاء، الذين كانت سمعتهم وحدها تكفي لفتح اعتمادات في المصارف، أن يقودوا هم ثورة شعب بكامله بنوه هم، شريكا في الإنتاج، وشريكا في الإستهلاك ... فسرقه منهم لصوص الأعمال.

المطلوب من رجال الأعمال حماية تاريخهم، لأن تاريخهم هو تاريخ لبنان. وإذا سُرق تاريخهم يضيع لبنان الذي يسرقه لصوص التاريخ كما يسرقه لصوص الأعمال.

ثورة رجال الأعمال حتمية ... إلا إذا صار رجال الأعمال شركاء للّصوص

 

أكد وجود انشقاقات برتب عليا/"الجيش الحر" يطالب نصر الله بسحب مقاتليه من سورية

 السياسة/أكد أمين سر المجلس العسكري للجيش السوري الحر, النقيب عمار الواوي "وجود انشقاقات برتب عليا في صفوف الجيش (السوري النظامي) من عمداء وضباط وطيارين وقادة وحدات وعناصر وهم بأمان, وقريباً سيعلنون انشقاقهم على شاشات التلفزة". وأشار, وفق ما ذكر موقع "الشام اليوم" الإلكتروني, إلى أنَّ "النظام منهار والجيش يقف إلى جانبه شكلياً فقط, لكن فعلياً كتائب "حزب الله" وميليشيا مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري وميليشيا جيش المهدي في العراق) و"الحرس الثوري الايراني", هي التي تقتل الشعب السوري".

وأضاف "أنا أملك وثائق تؤكد أن النظام أعطى تعليمات لقادة الوحدات للحفاظ على هذه المجموعات اللبنانية والإيرانية والعراقية خوفاً من الوقوع بالأسر, كونهم الصف الثاني الذي يقوم بالقنص والقتل".

وعن وضع العميد الركن نعيم خليل العود, أكد الواوي أنه بأمان, مشيراً إلى أنها "ليست المرة الاولى التي يجري اعتقال أشخاص مع النظام, لكن سبق وأسرنا إيرانيين وطلبنا مجيء أي ايراني لإنقاذهم وسحب كل الايرانيين وعدم التدخل لكن النظام رفض, ولدينا عدة أمور نطالب بها النظام مقابل الافراج عن المعتقلين لكنه يرفض, والسبب أنه قتل معظمهم والباقي قام بإرسالهم إلى إيران".

وتوجه بحديثه إلى الامين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله بالقول "الشعب السوري احتضن الشعب اللبناني في حرب يوليو 2006, وهو من دافع عن اللبنانيين وليس النظام السوري, واليوم تقف إلى جانب هذا النظام القاتل من عدة منطلقات, فعليك ان تسحب مقاتليك من سورية لأنهم قاموا بقتل الشعب السوري, وعليك ان تدعو ايران إلى وقف قتل شعبنا, وعليك أن تقول كلمة حق واحدة أن الشعب السوري باقٍ في ثورته بوجه النظام".

 

شهرزاد الجعفري تحتج على بثينة شعبان/الرسائل الرئاسية المسربة: أسماء الأسد تعلم بذبح المتظاهرين بالسلاح الأبيض

 السياسة/واصلت قناة "العربية" عرض الرسائل الرئاسية المسربة من البريد الإلكتروني للرئيس السوري بشار الأسد, حيث تشير السيدة الأولى أسماء الأسد, في إحدى هذه الرسائل إلى أن أنصار النظام يستخدمون السلاح الأبيض في ذبح المتظاهرين, فيما تقترح المستشارة الرئاسية لونا الشبل طريقة مهيبة لاستقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, بعد استخدام بلاده حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن. وما يلفت الانتباه في استعراض الرسائل الرئاسية الشخصية المسربة, وجود مسارات تمر بها الأوامر والقرارات في سورية, بشكل يتجاوز تراتبية الانظمة والمؤسسة الحاكمة, حيث أحاط الرئيس السوري نفسه بحلقة من الأشخاص في الظل, يؤدون مهام مختلفة ويقدمون النصح والمقترحات له, تتحول لاحقا إلى قرارات وأوامر رئاسية.

وفيما يخص الشؤون الحزبية, فإن الرئيس على ما يبدو أوكل لإحدى النساء وتدعى هديل, مهمة تقديم تصور حول تعديلات في إدارة بعض المحافظات السورية, فهي في أكثر من رسالة ترسل أسماء بعينها تقول إنه يجب إزاحتها وإحلال أسماء معينة أخرى مكانها, كما هو واضح في رسالة وصلتها من شخص اسمه حسام, وتتعلق بضرورة استبدال المحامي العام السابق في طرطوس بآخر, وتقترح المحامي كمال جينات بدلا منه, لتقوم هي بإرسالها إلى الرئيس الأسد الذي حذف اسم الشخص المرسل, وحولها بنفس صيغتها إلى وزير شؤون الرئاسة منصور عزام, ليظهر الأمر كأنه قرار واجب تنفيذه.

إضافة إلى ذلك, فقد كانت هديل أيضا تمثل حلقة وصل بين الرئيس الأسد وعديد من الأشخاص, ومنهم الإعلامي حسين مرتضى, الذي يعمل في مؤسسات إعلامية إيرانية في سورية, وينقل تقديرات إيرانية ومن "حزب الله" إلى الرئاسة السورية عبر هديل, وفي رسالة وردت يوم السادس والعشرين من ديسمبر الماضي, قال حسين إن على النظام أن يحتل الساحات العامة كالعباسيين والأمويين وغيرها أثناء وجود المراقبين العرب من الساعة الثالثة مساء وحتى التاسعة, حتى لا يتسنى للمعارضين النزول إلى هذه الساحات, وهو ما تم تنفيذه بالفعل من قبل النظام السوري أثناء تواجد المراقبين هناك.

كذلك, فقد كان لابنة سفير سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري, شهرزاد, دور في اتخاذ وصنع القرار, حيث حولت رسالة بتاريخ السابع من ديسمبر الماضي, بعد أن وصلتها من شخص يدعى حازم, ويظهر في مرفقات الرسالة قرار جاهز للتوقيع من قبل الرئيس السوري, بشأن تعديل قانون في السلطة القضائية يتعلق بالأسباب الموجبة لإحالة القضاة إلى التقاعد.

كما أن شهرزاد أرادت أن تكون لديها أحقية تقرير الصواب والخطأ فيما يتعلق بالتعامل مع الوفود الزائرة والنشاطات المتعلقة بالعلاقات العامة, وهنا كانت شهرزاد تشتكي من ثلاثة أشخاص بالتحديد في القصر الرئاسي, الأول محيي الدين الذي يعمل في القصر الرئاسي, الثانية هي المسؤولة الإعلامية لونا الشبل, كما اشتكت شهرزاد من المستشارة السياسية للرئيس بثينة شعبان.

وقالت شهرزاد, إنها استخدمت كل مهاراتها في مجال العلاقات العامة لتتمكن من استيعاب الفظاظة التي تتصرف بها لونا الشبل, إلا أنها فشلت, موضحة أن لونا الشبل تعيق أداء مهامها.

أما زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد, ففي واحدة من الرسائل, تتطرق إلى حكاية تشير إلى أن انصار النظام لديهم أسلحة في جرمانا ولكن لا يستخدمونها حتى الآن, وانما يستخدمون في الوقت الحاضر الذبح والأسلحة البيضاء. وفي ما يتعلق بتنظيم التظاهرات المؤيدة لنظام الأسد, فعلى ما يبدو أن الرئيس مطلع على كل تفاصيلها, وبالعودة إلى الرسائل, نجد أن المسؤولة عن الملف الإعلامي لونا الشبل, في السادس من فبراير الماضي وهو اليوم الذي سبق زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق, أرسلت رأيا في ما يخص استقبال الوزير الروسي, قالت فيه إنه إن نُظمت التظاهرات المؤيدة في مكانين منفصلين فإنهما ستبدوان هزيلين في المكانين, حيث نصحت بأن تخرج التظاهرات في الطريق التي سيمر بها لافروف.

 

مخيم في الأردن للمنشقين عن الجيش السوري

 عمان - كونا: أعلنت مصادر أردنية رسمية, أمس, عن إنشاء مخيم يضم نحو 200 لاجئ عسكري سوري, أقيم على الحدود الاردنية - السورية, وخصص للذين انشقوا عن الجيش النظامي, ولجأوا الى الاردن. ونقلت صحيفة "العرب اليوم" الأردنية, أمس, عن مصدر حكومي اردني ان المخيم مقام في منشية العليان بمحافظة المفرق, وزود بخدمات البنية التحتية وخصص للعسكريين السوريين الذين يقدر عددهم بحوالي 200 شخص نقلوا من تجمع اقيم في محافظة البلقاء وسط المملكة. واشارت الصحيفة الى ان المخيم الاول الذي اقيم في منطقة رباع السرحان بالتعاون مع منظمات اممية لم يستقبل للان اي لاجئ "دون معرفة الاسباب", لافتة الى ان الحكومة مستمرة وبالتعاون مع المنظمات الدولية والانسانية في تقديم الخدمات اللازمة للاجئين السوريين الذين اخذوا بالتزايد في الاونة الاخيرة في مناطق عدة من محافظة المفرق لقربها من الحدود مع سورية.

 

وضع آلية للتفتيش والتحقق من طبيعة الشحنات 

العراق أبلغ إيران رفضه مرور أسلحة إلى سورية عبر أراضيه

 بغداد - ا ف ب: أعلنت الحكومة العراقية, أمس, أنها ابلغت ايران بعدم سماحها باستخدام اراضيها واجوائها لمرور اسلحة او مقاتلين الى سورية, وذلك غداة إعراب واشنطن عن قلقها بشأن نقل اسلحة لقمع الاحتجاجات هناك. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ ان "الحكومة العراقية تؤكد ان أية شحنات سلاح او ذخيرة من أي طرف او دولة, لم تمر عبر اجواء او حدود العراق الى سورية, وانها لا تسمح بمرور أي شحنات او مقاتلين لأي طرف في سورية". واكد الدباغ ان "الحكومة العراقية قد أبلغت الحكومة الايرانية من خلال مبعوثين ومن خلال سفيرها في العراق بأنها لا تسمح باستخدام اجوائها واراضيها لمرور أية شحنات سلاح الى سورية". وكانت الولايات المتحدة اعربت, أول من أمس, عن قلقها بشأن رحلات الشحن الجوية الايرانية التي تمر عبر العراق الى سورية, وقالت انها حذرت العراق من ان تلك الشحنات قد تحتوي على اسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "بدون الدخول في امور استخباراتية, نحن قلقون بشأن مرور رحلات شحن ايرانية فوق العراق متوجهة الى سورية". وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رفض ان تكون بلاده ممرا للسلاح في اي اتجاه. ونقل بيان صادر عن المكتب الاعلامي للمالكي قوله ان "العراق لا يسمح بأن تكون ارضه او سماؤه ممرا للسلاح في اي اتجاه ومن اي مصدر كانت". واضاف ان "العراق ماض في تطبيق سياسته القائمة على تجفيف منابع العنف والسلاح بصورة عامة وخاصة بالنسبة للحالة السورية". واكد ان بلاده "وضعت آلية للتفتيش والتحقق من ان الشحنات المارة في ارضه وسمائه تحمل بضائع وسلعا إنسانية وليس سلاحا, وذلك للتأكد من تنفيذ سياسته الرافضة للتسليح والدفع باتجاه ايجاد حل سياسي للوضع في سورية يسهم في الحفاظ على مصالح وأهداف الشعب السوري ويجنبه المزيد من إراقة الدماء". وتشهد سورية التي تتشارك مع العراق بحدود بطول 600 كلم, حملة قمع عنيفة ضد احتجاجات غير مسبوقة تطالب بإسقاط النظام منذ نحو عام, قتل فيها اكثر من 9000 شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

الأردن ينفي تحرك معدات عسكرية سعودية للمملكة لتسليح المنشقين عن قوات الأسد.. وبعثة أنان ستتوجه إلى دمشق غداً 

تفجيران في دمشق يخلفان 29 قتيلاً و"الجيش الحر" والمعارضة يتهمان النظام بتدبيرهما

 عواصم - وكالات: أدى انفجاران شديدان استهدفا مركزين للامن في العاصمة السورية, أمس, الى سقوط 29 قتيلا و140 جريحا, فيما نفى وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال راكان المجالي, تحرك معدات عسكرية سعودية الى المملكة لتسليح الجيش السوري الحر, الذي اتهم النظام بتدبير الانفجارات التي استهدفت العاصمة.

وأسفر الانفجاران عن مقتل 29 شخصا معظمهم من المدنيين, واصابة 140 آخرين بجروح, بحسب ما نقلت القناة الاخبارية السورية عن وزير الصحة السوري وائل الحلقي.

وأضاف التلفزيون السوري الرسمي ان احد التفجيرين "استهدف ادارة الامن الجنائي في دوار الجمارك" فيما "استهدف الانفجار الثاني في المنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع ادارة المخابرات الجوية". وقال الناشط في تنسيقيات دمشق ابو مهند المزي ان "الانفجار الاول وقع عند السابعة والنصف (بتوقيت دمشق) وبعد دقائق وقع الانفجار الثاني وهو الاضخم".

واضاف "شاهدنا الدخان ينبعث من اتجاه ساحة الجمارك القريبة من ساحة الامويين" في وسط دمشق.

وبث التلفزيون السوري في وقت لاحق صورا لأشلاء وسيارات محترقة ودمار في الابنية ودخان ينبعث من محيط موقعي الانفجارين.

كما بث مشاهد من مستشفى الهلال الحمر يظهر فيه جرحى مدنيون اصيبوا في الانفجار.

وقال احد الاطباء للتلفزيون "تلقينا نحو اربعين اصابة بين جروح وكسور ورضوض".

وعلق احد ضيوف التلفزيون السوري على المشاهد قائلا ان "هذين الانفجارين وغير ذلك من الاحداث هدفها التمويه والتضليل عما حدث من عدوان على غزة وما يحدث من تهويد للقدس في فلسطين".

واظهر التلفزيون مواطنين في مكان الانفجار ينددون ب¯"العملية الارهابية".

وقال احد الشهود وهو يشير الى اشلاء بشرية "هذه هي المساعدات التي يريد ان يرسلها لنا (امير قطر) حمد" بن خليفة آل ثاني و"هذه هي المساعدات التي يرسلها مؤتمر اصدقاء سورية".

واضاف آخر "تريدون الحرية, ليس هناك مؤيد ومعارض هناك مواطنون سوريون وخونة".

ودان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان الانفجارين, وقال "ان فرنسا تدين كل الاعمال الارهابية التي لا يمكن تبريرها في اي ظرف".

واضاف جوبيه ان "فرنسا تعرب عن تعازيها الحارة لعائلات واقارب الضحايا وتعاطفها مع الجرحى".

في المقابل, اتهمت أصوات كثيرة في المعارضة السورية, والجيش الحر, النظام السوري بتدبير الانفجارات التي هزت دمشق, من أجل إلصاق التهمة بالمعارضة.

ونفى الناطق الرسمي باسم "الجيش السوري الحر" العقيد مصطفى عبد الكريم, مسؤولية الجيش عن الانفجارين اللذين هزا دمشق.

وقال عبد الكريم "إن الجيش السوري الحر ليس له علاقة بهذه التفجيرات", كما اتهم السلطات السورية بتدبير هذين التفجيرين بهدف خلق حالة من الفوضى, قبيل وصول الفريق التابع لكوفي انان إلى سورية.

وفي تطور لافت, نفى وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال راكان المجالي, تحرك معدات عسكرية سعودية الى المملكة لتسليح الجيش السوري الحر.

وقال المجالي, الذي يشغل ايضا منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية "ننفي نفيا قاطعا ان يكون هناك نقل أسلحة او أي توجهات من هذا النوع", معتبرا ان "هذا الخبر لا أساس له من الصحة".

واوضح المجالي انه " لم يجر حديث حول هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد".

وكان مصدر ديبلوماسي عربي اعلن من دبي "تحرك معدات عسكرية سعودية الى الاردن لتسليح الجيش السوري الحر" الذي انشقت عناصره عن الجيش النظامي السوري.

واضاف المصدر مشترطا عدم كشف اسمه ان "التفاصيل المتعلقة بهذه العملية ستعلن في وقت لاحق".

وفي الشق السياسي, اعلن المتحدث باسم الموفد الدولي الى سورية, كوفي انان أن اعضاء البعثة المفوضة من انان سيتوجهون الاثنين الى دمشق.

واوضح ان اعضاء البعثة سيغادرون في الوقت نفسه من جنيف ونيويورك الى العاصمة السورية.

في غضون ذلك, خرجت تظاهرات معارضة للنظام في مناطق سورية عدة, غداة تظاهرات حاشدة الجمعة في ما اطلق عليه اسم "جمعة التدخل العسكري الفوري", بحسب ما اظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت.

ففي الرقة (شمال شرق) التي بدأت تدخل بقوة على خط الاحتجاجات, خرجت تظاهرة حاشدة لتشييع قتلى سقطوا برصاص الامن خلال التظاهرات الكبرى التي جابت شوارع المدينة أول من أمس.

وافاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" بمقتل متظاهر برصاص الامن واصابة آخرين بجروح "اثر اطلاق النار من قبل قوات الامن السورية على مشيعي مواطنين اثنين استشهدا اثر اطلاق النار من قبل قوات الامن السورية بعد تظاهرة حاشدة حاول على اثرها بعض الشبان ازالة نصب تذكاري للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد تبعتها اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة".

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق), اظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت تظاهرة في مدينة عامودا ذات الغالبية الكردية, ردد المشاركون فيها هتاف الحرية باللغة الكردية "ازادي" وهتفوا للجيش السوري الحر.

وفي درعا (جنوب), خرجت تظاهرة حاشدة في مدينة الحراك رفع فيها المتظاهرون لافتة كتب عليها "أطفال درعا أول مسمار في نعش النظام", في اشارة الى انطلاق الحركة الاحتجاجية في سورية من محافظة درعا قبل عام.

واظهرت مقاطع مئات المتظاهرين في دير البخت ردد المشاركون فيها "يا الله تاخد بشار" ورفعوا لافتات "منكرهك" ردا على عبارة "منحبك" التي يرفعها الموالون للنظام.

وفي دمشق التي هزها انفجاران عنيفان صباحا, خرجت تظاهرة "خاطفة" في حي الميدان شارك فيها رجال ونساء وهتفت للجيش الحر.

وفي ادلب (شمال غرب), خرجت تظاهرة في بلدة معرشمشة في الريف, وتظاهرة في قرية البشيرية في جسر الشغور ردد فيها المتظاهرون "السوري يرفع ايده, بشار ما منريده" وشعارات متضامنة مع مدينة ادلب التي اقتحمها الجيش السوري قبل ايام, وغيرها من المناطق والمدن المحاصرة, ورفعوا اعلام الثورة السورية, ولافتات "لا نريد مساعدات نريد السلاح".

 

مستشار الرئيس التركي: الخيار العسكري العربي – التركي غير مستبعد في التعامل مع الأزمة السورية  

أعلن مستشار الرئيس التركي ارشاد هورموزلو أنَّ كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الأزمة السورية بما فيها الخيار العسكري العربي - التركي. واعتبر أنَّ مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في اسطنبول مطلع الشهر المقبل سيكون الفرصة الاخيرة للنظام السوري للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه.

 

وزير الخارجية الإماراتي زار الرئيس الحريري في باريس مطمئنًا لصحته

إستقبل الرئيس سعد الحريري اليوم في دارته في باريس وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الذي اطمأن إلى صحته بعد العملية الجراحية التي أجراها في الآونة الأخيرة.

(المكتب الإعلامي)

 

علم الثورة السورية على ضريح كمال جنبلاط

علي حماده/النهار

لم يكن غريبا ان يقوم وليد جنبلاط بعد خمسة وثلاثين عاماً على اغتيال والده بوضع علم الثورة على ضريحه، بل كان الغريب ألاّ يفعل ذلك يوما. فوليد جنبلاط اكثر العارفين بهوية قتلة كمال جنبلاط، وهو اكثر العارفين بطبائع آباء النظام وابنائه. وهو اكثر العارفين بهوية قتلة رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الارز من رفاقه على مدى ثلاث سنوات متعاقبة سقط فيها كبار استقلاليي لبنان.

هذا بالنسبة الى لبنان، فما بالك بسوريا، التي يعرف جنبلاط ان الاسد الاب سبق ان دمر مدينة كبيرة مثل  حماه على رؤوس اهلها، وقتل منهم الوفاً من دون تمييز بين ناشط او مدني عادي. ووليد جنبلاط المخضرم الذي دخل المسرح السياسي اثر اغتيال كمال جنبلاط في عقر داره على مداخل بلدة بعقلين في الشوف، يتذكر كم من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين سقطوا في حروب النظام المتعاقبة على ارض لبنان وفلسطين. ويتذكر كيف تابع حافظ الاسد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 باجتياحه لمدينة طرابلس بعدما دكها بالمدفعية والدبابات. وهل ينسى حرب المخيمات التي اوكل الى "حركة امل" امر محاصرتها  وبغية تصفية قرار ياسر عرفات المستقل. وكيف ينسى عشرات السيارات المفخخة التي زرعت فيها مدن لبنان والعراق. وكم من معارض جرى سجنه وتعذيبه في غياهب اقبية المخابرات. وكم من كريم أُدخل المعتقل عقوداً ليخرج منه الى القبر. ويعرف كم من شخصية تاريخية سورية جرت تصفيتها في الخارج.

لا نقول هذا لأننا نعرف ما يدور في خلد وليد جنبلاط، بل لأننا حينما سمعناه البارحة في السادس عشر من آذار يعلن ان يوم السادس عشر من آذار 2012 هو يوم مصالحة مع الذات، ادركنا ان كمال جنبلاط كان وسيبقى كأول الشهداء الكبار الذين سيلاحقون النظام في سوريا، من الأب الى الابن. وهل من مشهد اروع من مشهد الاعلان عن  تشكيل كتيبة الشهيد كمال جنبلاط في حلب اسوة بكتيبة الشهيد رفيق الحريري؟ هكذا تختلط دماء شهدائنا مع دماء شهداء ثورة الحرية والكرامة في سوريا. وهكذا تكون قضية كمال جنبلاط ورفيق الحريري وسائر شهداء لبنان الكبار قضية الحرية والكرامة في سوريا التي سقط فيها لغاية اليوم اكثر من عشرة آلاف سوري. بالامس وضعنا وردة حمراء على ضريح كمال جنبلاط، واليوم نضع علم الثورة، وغداً في يوم النصر على طغاة دمشق وقتلة الاطفال سنضع على ضريح كمال جنبلاط ورفيق الحريري ورفاقهما وردة بيضاء وصورة لحمزة الخطيب! في ذكرى كمال جنبلاط  نردد مع ابنه ان "اعمار الطغاة قصار"!

 

وثيقة العلويين": مزيد من النقاش

جوزف الياس/النهار

أنا مقتنع بأن المذكرة، أو ما سمّي "وثيقة العلويين"، وُجدت أو رُفعت الى باريس، لكن المسألة هي من وقّع. أوقّعها بدوي الجبل وحده، أم وقّعها ستة وجهاء، أم أكثر؟ هذا اشكال لا يُزال وعقدة لا تُحل الا بالعودة الى الارشيف الفرنسي.

قرأت في "النهار"، يوم 23 تشرين الاول 2011، ما كتبه السيد أنطوان صعب تحت عنوان "وثيقة تاريخية عن مشروع الدولة العلوية في سوريا". وأول ما لفت انتباهي اقتناع الكاتب بأنه ينشر وثيقة جديدة. وبيت القصيد في هذه المقالة هو المذكرة التي وقّعتها ست شخصيات من وجهاء الطائفة العلوية، ورفعتها الى رئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم. وهي محفوظة في "الأرشيف" الفرنسي تحت رقم 3547 بتاريخ 15 حزيران 1936، وفيها دعوة صريحة الى الابقاء على "دولة العلويين" أو "بلاد العلويين" كياناً جغرافياً خاصا، وعدم الحاقها بالدولة السورية.

ان المذكرة التي نشرها صعب ليست جديدة، بل هي قد نُشرت، عام 1980، في كتاب "العلويون النصيريّون" لمؤلفه ابو موسى الحريري، وفي 23 أيار 1989، نشر بعض الصحف اللبنانية نص المذكرة التي وجّهها حزب الوطنيين الاحرار الى القمة العربية الاستثنائية التي عُقدت، في اليوم نفسه، في الدار البيضاء بالمغرب، وضمّنها نص المذكرة التي رفعها ستة من وجهاء الطائفة العلوية، عام 1936، الى رئيس الحكومة الفرنسية، مركزا على أن احد موقّعي تلك الوثيقة، سليمان الاسد، هو والد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد. وعلى الأثر كتبتُ مقالتي التي نُشرت في "النهار" (العدد 17360)، يوم 22 حزيران 1989، وحملت عنوان "العلويون سنة 1936: انفصال أم لامركزية؟".  وفيها بدأت أولاً بمذكرة حزب الوطنيين الاحرار، وتحدثت ثانياً عن المذكرة التي رفعها ستة من وجهاء الطائفة العلوية الى رئيس الحكومة الفرنسية. ومضيتُ ثالثاً الى محور اتيت فيه بجديد، اذ تبسّطت في الكلام على وفود من بلاد العلويين أمت بيروت، في العام نفسه، لمقابلة المفوض السامي الفرنسي والبطريرك الماروني انطون عريضة. كما تحدثت عن برقيات مضادة لما جاء في مذكرة الوجهاء الستة وقّع احداها علي سليمان الاسد. وبعد ذلك، عرضت بإسهاب لردود الفعل في الصحافة (القبس والأيام) وانتهيت اخيراً الى خلاصة فيها تقويم للموضوع كله.

وأمضي الآن الى ملاحظاتي على مقالة السيد صعب:

1- أخطأ الكاتب تاريخ المذكرة بالسنة، فتاريخ ورودها او تسجيلها هو 15 حزيران 1936 وليس عام 1926 كما جاء في مقالته.

2- اخطأ الكاتب اذ جزم أن احد موقّعي المذكرة سليمان الاسد هو والد الرئيس الراحل حافظ الاسد. فقد عرفت، بعد عام 1989، ان والد الرئيس الاسد هو علي سليمان الاسد. وفي هذه الحال، ارجّح أن يكون سليمان الاسد جد الرئيس حافظ الاسد.

3- اخطأ الكاتب في توضيحه المحصور بين قوسين، حين اتى موقّعو المذكرة على ذكر "كيليكيا واسكندرون وجبال النصيرية" باعتبارها مقاطعات او مناطق علوية. فجاء في تفسيره هذا أن تركيا "باقتطاعها هذه المناطق الثلاث تقف سداً منيعاً في  وجه اقامة الدولة العلوية". وفي هذا الكلام جهل بالتاريخ، فكيليكيا هي مقاطعة عثمانية، ثم جزء من الجمهورية التركية منذ اعلان الجمهورية عام 1923، ولواء الاسكندرون سُلخ عن الاراضي السورية عام 1939 بموجب استفتاء شعبي صوري، فكان هدية فرنسا لتركيا. أما "جبال النصيرية" فهي جبال العلويين نفسها، وهي الجزء الاكبر من دولة العلويين في عهد الانتداب، والجزء الاكبر من محافظة اللاذقية في عهد الاستقلال.

4- أخذ الكاتب نص المذكرة كما ورد في كتاب ابو موسى الحريري (ص228 – 231) لكنه عدّل أو بدّل في ثلاث كلمات أو اربع. فمنها أنه أحل كلمة "أهمية" محل كلمة "عنف"، وأحلّ الفعل "يقبَلان" محل الفعل "يقبَلون" وهو الصواب، والفعل "وجد" محل المشتق "واجد"، والأخير هو الأفضل.

وأدعُ مقالة الدكتور محمود حداد التي نشرت يوم 30 تشرين الأول 2011، تحت عنوان "المؤرخ امام الوثائق الدينية والطائفية"، والتي بدا فيها الكاتب مربكاً بسبب تاريخ المذكرة، لأمضي الى مقالة الاعلامي جهاد الزين التي نشرت يوم 10 تشرين الثاني 2011، تحت عنوان "موجة وثائق العلويين: محاولة للتدقيق". وهي مقالة امتازت بغناها، لكنني لمستُ فيها ايضاً أن تاريخ المذكرة أوقع الأستاذ الزين في شيء من الإرباك. أما تساؤلات الزين ودهشته من أن يكون الشاعر بدوي الجبل أحد موقعي المذكرة، فهي تساؤلاتي ودهشتي عام 1989. ولي عودة الى بدوي الجبل ومسألة تعاونه مع الفرنسيين.

وفي 20 تشرين الثاني 2011، قرأتُ للسيد صعب رداً على الأستاذ الزين جاء في تسع فقر، كانت أهمها في نظري الاولى، حيث تدارك الخطأ، فصحّح التاريخ بالسنة، والثامنة حيث أحالنا الى جريدة "الديار" في عددها الصادر يوم 23 أيار 1989، وفيه نُشرت المذكرة التي رفعها حزب الوطنيين الاحرار الى القمة العربية الاستثنائية.

وأتجاوز مقالة الدكتور حداد الثانية، التي نُشرت يوم 22 تشرين الثاني 2011، والتي لم يأتِ فيها بجديد، الى مقالة "المؤرخ السوري" عبدالله حنا التي نُشرت في "النهار" يوم 26 تشرين الثاني 2011، تحت عنوان "مشروع الدولة العلوية المزعوم". ومنذ البداية، رأيت حنا يتّهم أنطوان صعب بأنه لم يذكر من موقّعي "الوثيقة" غير "سلمان الأسد"، لأنه لم يقرأ الفقرة الاخيرة من مقالة صعب، وفيها أسماء من وقّعوا المذكرة. ورأيته يردّد في المقالة الاسم "سلمان"، وكأنه يرفض الاسم الآخر (سليمان)، وهكذا فعل بسليمان المرشد الذي بات عنده "سلمان". ثم يقول إنه تلقى المعلومة، عام 1989، من النقابي خالد الجندي، وبعد أشهر نشرتها "الأهرام" القاهرية. وفي هذا دلالة على أن الجندي قرأ المذكرة في صحف بيروت، وأن "الأهرام" أخذتها عنها. وقد أدهشني في كلام حنا، تركيزه البالغ على مشاركة "سلمان أسد" في استقبال وفد الكتلة الوطنية العائد من باريس، في تشرين الاول 1936، إثر مفاوضات المعاهدة، وذكره "ولاية الشام"، وهي "ولاية سورية" اعتباراً من عام 1865.

بدوي الجبل

وهنا أتوقف عند ما قيل في محمد سليمان الأحمد، ومسألة تعاونه مع الفرنسيين. فهو نجل الفقيه العلامة، وعضو المجمع العلمي العربي، الشيخ سليمان الأحمد. وفي التمهيد لما سأعرض، يقول باتريك سيل في كتابه "الأسد" إن بدوي الجبل "كان في أول الأمر وطنياً، ثم سكرتيراً للمتعاون ابرهيم كنج حتى عام 1936، ثم عاد وطنياً عنيفاً ضد الفرنسيين..." (ص39). وللصحافي الراحل نجيب الريس مقالة في "القَبَس" الدمشقية، نُشرت في 20 أيار 1950، تحت عنوان "بدوي الجبل: لماذا لا تُنصفك دمشق؟". ومما جاء فيها: "هل إن بدوي الجبل كان من التواضع والصراحة في الدفاع عن نفسه، بحيث اعترف بهناتٍ ارتكبها في ساعة من ساعات الضعف والضيق..." (نجيب الريس: الاعمال المختارة، مج9، ص363). فهل يكون خطاب "البدوي" بين يدي المفوض السامي في اللاذقية، يوم 22 كانون الثاني 1936، سبباً في هذا التلميح، أم إن الإرث هو إرث المذكرة ليس غير؟ وأخطر ما قيل في هذا الموضوع هو ما نقرأه في جريدة "البشير" البيروتية، التي نشرت في الصفحة الاولى من العدد 5828 الصادر يوم 16 حزيران 1939، نص المذكرة المرفوعة، في 9 أيار 1936، الى رئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم. وقد أعطاها المحرر عنوان "سوريا المسلمة عدوة العلويين"، ومهّد لها بمقدمة طويلة، فشغلت الصفحة الاولى كلها. والمدهش في الامر هو أن المذكرة ذُيّلت بتوقيع وحيد هو توقيع "نائب اللاذقية محمد سليمان الأحمد". ولدى مقارنتنا نص المذكرة هذه بتلك المنشورة في كتاب "العلويون النصيريون"، تبين لنا أن نسخة "البشير" هي الأكمل. أخيراً، أختم بملاحظات فيها تلخيص لما سبق. فقد كنت أود لو أن أحد الكتّاب الاربعة قارب الموضوع مقاربة عميقة، فعرض، وناقش، وحلّل، وعلّل أو استنتج، وليُطلق بعد ذلك الحكم الذي يشاء. فأنا مقتنع بأن المذكرة وُجدت ورُفعت الى باريس، لكن المسألة هي مسألة من وقَّع. أوَقَّعها بدوي الجبل وحده، أم وقَّعها ستة وجهاء، أم أكثر؟ فهذا اشكال لا يُزال، وعقدة لا تُحلّ الا بالعودة الى "الأرشيف" الفرنسي. فإن كان الموقّعون ستّة، فالسؤال المحيّر هو: "لماذا لم يذكر "البشير" اسماً غير اسم بدوي الجبل؟". وإن كان الموقِّعون ستة، فالمرجح لديّ أن احد الموقّعين سليمان الاسد هو جد الرئيس الراحل حافظ الاسد، وقد كان، عام 1936، شيخاً عجوزاً، لأن ابنه علياً كان، عامئذ، في الواحدة والستين.(أجزاء من مقالة طويلة)

 

التيار الوطني" - عاليه: لكشف المعتدين على منزل الأب أبو ملهب

 وطنية - 18/3/2012 عقدت هيئة قضاء عاليه في "التيار الوطني الحر"، اجتماعا بحثت فيه الإعتداء الذي تعرض له منزل الأب بشارة أبو ملهب في قريته بمهري على أيدي مجهولين، وأصدرت بيانا أعربت فيه عن استنكارها لهذا الإعتداء، وطالبت القوى الأمنية ب"الإسراع في إجراء التحقيقات بغية معرفة هوية المعتدين والأسباب الكامنة وراء هذا الاعتداء، وإنزال أشد العقوبات بحقهم منعا لتكرار هذه الأفعال التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والإستقرار في منطقة عاليه". وختمت الهيئة بإعلان "وقوفها إلى جانب الأب أبو ملهب ومواقفه التي تشكل نموذجا حقيقيا للعيش المشترك لما فيه مصلحة اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا

 

بعد جنبلاط هل جاء دور ارسلان؟

أفادت معلومات بان دمشق طلبت من حلفائها شن حملات على النائب وليد جنبلاط وانتقاد مواقفه، الأمر الذي ابتعد عنه النائب طلال ارسلان الذي تجنب الخوض في هذه الأمور مما حمل المسؤولين السوريين على توجيه لوم له. وحاول ارسلان تسوية الأمر مع السوريين من خلال طلب موعد لم يحدد له، فلجأ الى النائب سليمان فرنجية لتسوية الخلاف بينه وبين القيادة السورية، مشيرا الى انه لا يمكنه انتقاد جنبلاط.

 

رضخ ارسلان للضعط السوري وقال الأحد: المراهنون على سقوط النظام السوري واهمون وخاسرون

وكالات 18/3/2012 دان النائب طلال ارسلان "الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها سوريا أمس"، معتبرا "أن إفلاس الإرهابيين وعدم قدرتهم على كسب تأييد الشارع السوري وبسط سيطرتهم على المدن والقرى السورية دفعهم للجوء إلى التفجيرات الإرهابية بغية ترهيب المواطنين وزعزعة الأمن والإستقرار". وشدد ارسلان خلال استقباله وفودا شعبية من مختلف مناطق الجبل وحاصبيا، على أن "سوريا قوية ومتماسكة رغم كل المحاولات الدولية والعربية لزعزعة الإستقرار، ورغم محاولة الإرهابيين زرع بذور الخوف والتفرقة في صفوف الكيان العربي السوري المقاوم المتمسك بالثوابت القومية وبدعم المقاومة في وجه إسرائيل". وأكد أن "بعض رجال السياسة اللبنانيين الذين يعتمدون سياسة التحريض ضد سوريا، والذين ما إن وقعت الأزمة السورية حتى علت أصواتهم وركبوا القافلة الدولية العربية التي تحمل مشروعا قديما متجددا وخبيثا لإسقاط النظام وضرب ثقافة المقاومة ضد العدو الإسرائيلي. جميع هؤلاء واهمون وخاسرون وسوف تسقط رهاناتهم وتتفكك مخططاتهم الرامية إلى تحويل الصراع إلى صراعٍ طائفي بين سنة وعلويين في سوريا، وبين سنة وشيعة في لبنان". وأضاف أرسلان: "أن هذه السياسة لا تهدف إلى إحلال الديموقراطية والحرية والإيديولوجيا العلمانية، وإنما إلى الإقتتال الطائفي الذي يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي وليس في مصلحة الشعب السوري المتطلع إلى الإصلاح الحقيقي".

 

الراعي في مصر: لا حياة لنا ولا سعادة وفرح إذا لم يتوحّد اللبنانيون ويعود لبنان إلى دوره

النهار/18 آذار/12 وصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الى مصر أمس، يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض. وكان رافقه الى مطار بيروت وزير السياحة فادي عبود ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وفي مطار القاهرة استقبل الراعي سفير لبنان في مصر خالد زيادة وراعي الابرشية المطران فرنسوا عيد وممثل البابا شنودة الثالث الانبا بطرس والرئيس العام للرهبانية المريمية المارونية الاباتي بطرس طربيه ومستشار السفارة اللبنانية علي الحلبي. ومن المطار توجه الراعي الى كاتدرائية مار يوسف المارونية في الظاهر حيث اقام صلاة الشكر مع حشد من المصلين. وألقى المطران عيد كلمة باسمهم رحب فيها بالبطريرك الراعي، قال فيها "أن ما ينتظره الابناء من ابيهم هو حضوره المشجع والمقوي والمنور والموجه الى السير على الدرب القويم والصحيح".

ورد الراعي شاكراً مستقبليه، ناقلا اليهم تحيات رئيس الجمهورية والكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وأوضح ان زيارته الراعوية "تأتي ايضا من أجل عمل مسكوني مع الكنائس الشقيقة"، متمنيا ان "ينعم العالم بالسلام والوحدة، وان تكون آلام الشعوب العربية آلام مخاض، فتعيش بكرامة وطمأنينة وديموقراطية".

 ثم توجه الجميع الى دار المطرانية المارونية، حيث  استقبله تلامذة مدرسة مار يوسف وأساتذتهم. ثم استقبل مطران أسيوط والمدبر البطريركي لكنيسة الاقباط الكاثوليك المطران كيرللس وليم. علماً أن الوضع الصحي للبابا شنودة حال دون اتمام زيارة البطريرك الراعي له كما كان مقررا بعد الظهر.

واستقبل الراعي في دار المطرانية الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى. 

 وكان الراعي غادر بيروت صباحاً متوجها الى القاهرة في طائرة خاصة وضعها في تصرفه عضو مجلس أمناء "المؤسسة المارونية للانتشار" سركيس سركيس، في زيارة لمصر تستمر الى الأربعاء.

وعن الزيارة المرتقبة للبابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان في أيلول المقبل وعما إذا كانت ستساعد في توحيد الصف المسيحي، قال: "الصف اللبناني في حاجة أيضا إلى التوحيد، ومن دون شك، زيارة قداسة البابا إذا حصلت، ونتمنى هذا، فالغاية الأساسية منها إعلان الإرشاد الرسولي في أعقاب السينودس الخاص بالشرق الأوسط، وهي طبعا دائما بركة ويجب على اللبنانيين أن يستفيدوا منها ليتوحدوا أكثر وأكثر، إذ لا حياة ولاسعادة وفرح وتقدم ومواكبة للعصر ودخول في العولمة ولا من دور في العالم العربي مع كل أزماته، إذا لم يتوحد اللبنانيون بكل قواهم ويعود لبنان لأخذ دوره الريادي والسلامي كنعصر استقرار في هذا الشرق الأوسط".

 

الراعي يربط بين الزواج والسعادة ويطالب الفاتيكان بمنح الكنيسة المارونية إستقلالية أكبر ويوسّع قراءته لنظرة المسلمين السلبية الى المسيحيين

/18 آذار/12 في مقابلة نشرتها مجلة "باري ماتش" الفرنسية، كان لافتا ما قاله  البطريرك الماروني بشارة الراعي، في 3 مواضيع:

نظرة الإسلام الى المسيحيين.

نظرته الى الكهنة المتزوجين.

نظرته الى العلاقة بين الفاتيكان والكنيسة المارونية.

وبدا واضحا ان الراعي يعتقد بأن المسلمين لا يقبلون المسيحيين، وأن الكهنة المتزوجين سعداء بالمقارنة مع غير المتزوجين، وأن الفاتيكان يجب أن يمنح الكنيسة المارونية استقلالا أكثر.

نظرة الإسلام الى المسيحيين

بالنسبة الى العنوان الاول يجول الراعي على الربيع العربي فيعتبر أنه ، في حال لم ينشئ دولا علمانية فإنه سيتحوّل الى شتاء، مستذكرا ما رد به على الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي، ذلك ان الراعي قال للرئيس الفرنسي إنه يجب عدم منع الديموقراطية بحجة الإستقرار، فرد عليه: إذن، أخشى أن تصبح الأمور أكثر سوءا."

يعتقد الراعي بأن المسلمين يعتبرون العلمانية هرطقة.

وردا على سؤال عن سبب العنف الذي تحدث عنه تجاه المسيحيين ، قال الراعي:" بالنسبة للمسلمين، اليهودية استتبعت بالمسيحية، والمسيحية بالإسلام. وهكذا، نسبة كبيرة من  المسلمين مقتنعة بأننا لسنا في الإتجاه الصحيح للتاريخ، بما أننا لم نعتنق الإسلام. البعض يعاملنا ككفار، غرباء. باعتقادهم، إننا نشكل دخلاء يجب الحذر منهم. ونحن نرمز بالنسبة للبعض الى بقايا الصليبيين والإستعمار الغربي. وبما أن مصدر التشريع هو القرآن، فإن الإلتزام بالإنجيل ، لا معنى له، بنظرهم. وهكذا، كيف يمكن الوثوق بمسيحي، وإعطاؤه مركز المسؤولية؟ منذ مدة، قال لي رئيس روحي عراقي إنهم لا يستهدفون المسيحيين في العراق، إلا لأنهم الأضعف.

نظرته الى الكهنة المتزوجين

 وبالنسبة للكهنة، وردا على سؤال عما إذا كان الكهنة الموارنة يعيشون بطريقة مختلفة عن الكهنة في أوروبا ، أجاب:" نعم، لأنه يمكنهم أن يتزوجوا. ولكن عليهم أن يقرروا ذلك قبل تكريسهم. هم سعداء في غالبية الوقت، لأن كل ما هو ممنوع مرغوب. بما أنه في الكنيسة اللاتينية ، يمنع على الكاهن بناء عائلة، فإن ذلك يولّد كبتا، في حين أنه من أصل 500 كاهن لدينا، نصفهم متزوج، مما يؤدي الى حياة أكثر هناءة.

نظرته الى العلاقة بين الفاتيكان والكنيسة المارونية

وعن العلاقات بين الكنيسة المارونية والفاتيكان، قال:" إنها جيدة. لكن بعض اللامركزية مرغوبة، كما  الفهم الأفضل لكنائسنا. عندما جرى انتخابي بطريركا فوجئت ببعض الكرادلة يهنئوني على " تعييني". هذا فاجأني أن تكون معلوماتهم قليلة الى هذا الحد عن طريقة عملنا وعن تقاليدنا. إن الفاتيكان ، يستغرق أحيانا أشهرا عدة في التحقيق عن أساقفتنا الجدد. هذا الحذر لا يلقى ترحيبا لدينا. ليتركوا لنا حرية أكبر، بما يختص بشؤوننا الداخلية.

وردا على سؤال عما إذا كان لديه نفوذ أكبر من البابا في الشرق الأوسط ، أجاب:" هذا كثير، ولكن بما أننا ننتمي لهذا العالم الشرقي، ونظرا لماضينا وصداقاتنا وبنية كنيستنا،، وبما أنني مطلع جدا محليا نظرا لمؤسساتنا وكهنتنا وللشخصيات الدولية الكثيرة التي أستقبلها بالإضافة الى الزيارات التي أقوم بها، فإن للبطريرك الماروني تأثيره وأهميته. في هذا الوقت البابا يبقى البابا ولا يمكن أن نقاس عليه."

 

الراعي ترأس قداس عيد مار يوسف في مصر: نصلي للأنبا شنودة الراعي الصالح الذي قاد كنيسته بحكمة ودراية

للتضامن مع مصر لتستعيد جمال هويتها ورسالتها الحضارية وتكمل دورها التاريخي

نخدم رسالتنا المارونية في الديار المصرية مواصلين خدمة راعوية بدأت سنة 1490

وطنية - 18/3/2012 أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على ان زيارته الراعوية الى مصر هي للتعبير عن التضامن مع الكنيسة التي في مصر، بكل كنائسها الكاثوليكية والاورثوذكسية والانجيلية، ومع الشعب المصري من اجل السلام والاستقرار وتكمل دورها التاريخي الكبير في العالم العربي وفي الأسرة الدولية.

كذلك تقدم الراعي بأحر التعازي للكنيسة القبطية الاورثوذكسية، بوفاة اب هذه الكنيسة الشقيقة ورأسها المثلث الرحمة البابا شنودة الثالث.

جاء كلام الراعي في عظة القاها في القداس الذي ترأسه اليوم بمناسبة عيد القديس يوسف في كاتدرائية مار يوسف في العاصمة المصرية القاهرة، بعنوان " لما قام يوسف من النوم، صنع كما أمره ملاك الرب " (متى 24:1). وجاء فيها: "1، طاعة ايمان القديس يوسف، بقبول الوحي الالهي والعمل بموجبه، كملت مسيرة ايمان زوجته مريم البتول، التي بدأت بجوابها للملاك: "انا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك" (لو 38:1)، هي التي حيتها اليصابات: " طوبى لتلك التي آمنت ان ما قيل لها من الرب سيتم" (لو45:1). بقوة هذا الايمان اصبح يوسف، مثل مريم، مؤتمنا على السر الالهي المكتوم منذ الدهور، وشريكا مثلها في تحقيق تصميم الله الخلاصي، الذي هو سر تجسد ابن الله وفداء البشر. وبهذا أصبح يوسف ومريم المؤمنان والزوجان مثالا لكل مؤمن ومؤمنة، ولكل زوج وزوجة".

وقال: "نحتفل بالعيد وفي القلب غصة على وفاة الانبا البابا شنودة الثالث، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي طارت روحه الى السماء مساء أمس السبت في الوقت الذي كنا على موعد لزيارته، وقد اتينا من لبنان آملين إتمام هذه الزيارة العزيزة وما تنطوي عليه من أبعاد روحية ومسكونية. انني باسمكم، وباسم كنيستنا البطريركية المارونية، وباسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، نقدم أحر التعازي للكنيسة القبطية الاورثوذكسية، مطارنة وكهنة ورهبانا ومؤمنين ومؤمنات، بوفاة ابي هذه الكنيسة الشقيقة ورأسها. ونقدم تعازينا لمصر العزيزة، قيادة وشعبا. اننا نذكره في هذه الذبيحة المقدسة سائلين له، من الرب يسوع الحبر الازلي وراعي الرعاة، أن يجزل له ثواب الرعاة الصالحين، وان يمنح الكنيسة القبطية الاورثوذكسية الميتمة راعيا جديدا وفق قلبه، يكمل مسيرة سلفائه العظام ولا سيما الخط الذي رسمه عبر احدى وأربعين سنة المثلث الرحمة البابا شنودة الثالث".

أضاف: "3، لقد اتينا الى مصر لزيارة راعوية للابرشية المارونية، بدعوة كريمة من سيادة راعيها المطران فرنسوا عيد، الذي احييه بكثير من المحبة والتقدير، وهو اخ عزيز لي في الاسقفية، وفي انتمائنا الى امنا الرهبانية المارونية المريمية التي تخدم رسالتنا المارونية في الديار المصرية منذ سنة 1745، مواصلين خدمة راعوية بدأت سنة 1490 مع اول كاهن ماروني خدم جاليتنا المارونية فيها. وانني احيي ابناءنا الرهبان المريميين والكهنة الابرشيين معاونيه، وكل ابناء الابرشية وبناتها، بل كل اخواننا واخواتنا في مصر الحبيبة. هذه التحية اقدمها مع سيادة المطران بولس صياح النائب البطريركي العام، وقدس الاباتي بطرس طربيه الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الذي حضر خصيصا من لبنان مع مدبر عام وعدد من الآباء".

تابع: "4، ومن دواعي هذه الزيارة الراعوية التعبير عن التضامن مع الكنيسة التي في مصر، بكل كنائسها الكاثوليكية والاورثوذكسية والانجيلية، ومع الشعب المصري، لنصلي معهم من اجل السلام والاستقرار في هذه البلاد، والعبور الى مرحلة جديدة من حياتها، تستعيد فيها مصر جمال هويتها ورسالتها الحضارية، وتكمل دورها التاريخي الكبير في العالم العربي وفي الاسرة الدولية، وهي تنعم بالسلام العادل والشامل وبالاستقرار وطيب العيش الكريم. ومن دواعي الزيارة ايضا، شد روابط الاخوة والتعاون مع هذه الكنائس "بروح الشركة والشهادة" التي تدعونا اليها جمعية سينودس الاساقفة الخاصة بالشرق الاوسط، التي دعا اليها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، وانعقدت في روما من 10 الى 24 تشرين الأول / اوكتوبر 2010، ونحن ننتظر ان يصدر قداسة البابا الارشاد الرسولي في اعقابها".

تابع: "5، اننا نضع كل هذه الاهداف تحت حماية امنا مريم العذراء وشفاعة القديس يوسف، مع العزم على اكمال مسيرة الايمان، على مثالهما، من أجل تحقيق تصميم الله الخلاصي جيلا بعد جيل. فيوسف ، مع مريم، هو أول مؤتمن على سر ارادة الله الخلاصية، والى جانب مريم ومعها، يشترك في تحقيق الارادة الالهية في تاريخ البشر. وهكذا تعهد القديس يوسف مريم بعناية ومحبة بتولية فائقة، وكرس كل ذاته مثلها لتربية يسوع المسيح، كأب أرضي تجاه ابن مريم، فأصبح كذلك الحارس والحامي لجسد المسيح السري الذي هو الكنيسة، ومريم الام والبتول هي صورتها ومثالها. ولان القديس يوسف مع مريم هو اول مؤتمن على سري التجسد والفداء، برباط لا ينفصم، قرر البابا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرون، الذي كان يخص القديس يوسف باكرام عظيم، أن يضاف اسمه الى جانب اسم مريم، قبل الرسل والاحبار العظام والشهداء، في تذكارات ليتورجيا القداس (البابا يوحنا بولس الثاني: حارس الفادي، فقرة 6)".

وقال: "6، الى القديس يوسف، الذي عهد الله اليه بحراسة أثمن كنوزه: مريم ويسوع والكنيسة، نكل حياتنا وعائلاتنا وابرشيتنا هذه الموضوعة تحت حمايته. فلندرك، ايها الاخوة والاخوات، ان كل واحد منا مدعو ليؤدي دوره الخاص في تحقيق تصميم الله الخلاصي، بمسيرة ايمان. فطاعة الايمان واجبة لله الذي يوحي لنا ارادته، وبها يسلم المؤمن والمؤمنة امره لله حرا، في كمال طاعة العقل والارادة لله الموحي، وفي اعتناق ارادي وواع لهذا الوحي الصادر عن الله (في الوحي الالهي، 5؛ حارس الفادي، 4). والازواج بنوع خاص، المؤتمنون على اكمال التاريخ البشري، بنقل الحياة البشرية وتربيتها، مؤتمنون على تحقيق تصميم الخلاص، اذا عرفوا كيف يقبلون ارادة الله في حياتهم الزوجية والعائلية، ويقبلون الحياة البشرية التي تولد على ايديهم، ثمرة لحبهم ولحب الله، ويربونها على الايمان والصلاة والانفتاح على تصاميم الله. فالعائلة هي الكنيسة الاولى ناقلة الايمان ومعلمة الصلاة، المترقبة تحقيق تصميم الله الخلاصي".

وختم: "فاليك ايها القديس يوسف، انت الذي ائتمنك الله، في سر تدبيره، على كنوزه الثلاثة : يسوع المسيح، ومريم العذراء أمه، والكنيسة جسده السري، إحفظ عائلاتنا وابرشيتنا وكل واحد منا، في مسيرة طاعة الايمان مثلك ومثل أم الكنيسة مريم العذراء القديسة. فنرفع نشيد التسبيح والاكرام للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين".

تعزية بشنودة

وكان الراعي قد وجه مساء أمس رسالة تعزية متلفزة الى الكنيسة القبطية الاورثوذكسية خاصة وإلى الشعب المصري عامة، بوفاة البابا شنودة الثالث، وذلك بعد تلقيه خبر الوفاة أثناء القداس الإلهي الذي كان يترأسه في كنيسة مار مارون - مصر الجديدة التابعة لرسالة الرهبانية المريمية المارونية.

وقال الراعي في رسالته: "إنني بإسم الكنيسة المارونية وبإسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وبإسم الشعب اللبناني وكل كنائسنا نتقدم بالتعازي للكنيسة القبطية الاورثوذكسية الشقيقة ونقول لأبنائها: لقد قفدتم راعيا على الأرض ولكن كسبتم شفيعا في السماء. هذا البابا - البطريرك الكبير الذي حمل الكنيسة بصلاته وتعليمه وبتضحياته وبحضوره الدائم، وفي الوقت الذي خارت قواه أراد الرب أن ينقله الى مجد السماء كي يستطيع بالقوة الالهية أن يشفع بالكنيسة القبطية الاورثوذكسية".

أضاف: "هذه التعازي أقدمها الى كل الكنائس والى الشعب المصري. اننا نصلي من أجله وكلنا رجاء أن الملائكة حملت روحه الى مجد السماء. ونردد: الراحة الدائمة أعطه يا رب، ونورك الأبدي فليضئ له؛ فلتسترح نفسه بسلام. ونلتمس بصلاتنا ونحن نعزي، الالهام من الروح القدس لمطارنة الكنيسة القبطية الاورثوذكسية كي يختاروا راعيا جيدا حسب إرادة وقلب الله على مثال البابا شنودة كي تواصل هذه الكنيسة رسالتها في الديار المصرية وفي كل بقاع الأرض. رجاؤنا أن الرب يسوع المسيح راعي الرعاة هو الذي يقود الكنيسة بإسمه ، كما فعل البابا شنودة يقودوا قطيعه على الأرض".

وختم بالقول: "بأسى كبير وبرجاء مسيحي وعندما كنا نحتفل بالقداس وكنا بلغنا الى الإنجيل، وصلنا النبأ المحزن ولكن الذي يحمل الرجاء، نبأ انتقال البابا شنوده الثالث الى بيت الآب في السماء. ففي الوقت الذي كنا نحتفل به في القداس كانت روحه تطير إلى امام عرش الله، فقدمناها مع القرابين وقلنا يا رب كما أنك تقبل قرباننا اليوم إقبل قربان هذا الراعي الصالح الذي قاد كنيسته لسنوات عديدة بحكمة ودراية".

 

عون في عشاء "التيار الوطني" في ذكرى 14 آذار:  لا تقفوا متفرجين بين من يريد بناء الدولة ومن يريد هدمها

سنتصدى دائما لأي موقف لا يرتكز على الحق وعلى العدالة

هذه مرحلة البناء فإن لم نستطع تحسين الوضع المالي لا نستطيع أن نستمر

 وطنية - 18/3/2012 أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، في حفل العشاء السنوي ل"التيار الوطني الحر" في ذكرى الرابع عشر من آذار، "ان هدف الاحتفال بذكرى 14 آذار كل عام هو ان تبقى هذه الذكرى الأهم في تاريخنا، لأننا في تلك المرحلة تصرفنا بدون عقدة تجاه القوى الكبرى والقوى الصغرى. بالنسبة لنا، لقد تساوت أميركا مع القناص الذي يختبئ على سطح بناية ويطلق الرصاص على المواطنين، لأن كل موقف، لا يرتكز على الحق وعلى العدالة ولا تكون مقاربته مقاربة قانونية ووفقا للأعراف الدولية، سنرفضه ونتواجه وإياه، من أية جهة أتى، ولن يعيقنا أي شيء عن مواجهته والتصدي له".

وقال: "14 آذار كان بمثابة الصرخة لإيقاظ الشعب اللبناني واستنهاضه، فعندما وصلنا إلى هذا التاريخ كانت ذروة الظلم وذروة الإحتقار من كل الأطراف الدولية تلاحقنا؛ فكان لا بد من رفع الصوت وسحب معادلة الحرب الأهلية وتحويلها الى حرب وطنية، لذلك كانت المواجهة مع جيش الدولة الوصية على لبنان أي سوريا.

في تلك المرحلة لم يكن بالإمكان اتخاذ القرار، فقرارنا معطل. نريد أن ننتخب رئيس جمهورية ويريدون أن يربحوا المعركة مسبقا بدون أن يخوضوها، فيضعون شروطها. كنا غير قادرين على تنفيذ قراراتنا، لأنهم كانوا يسيطرون على القوى على الأرض ويضعون يدهم على المؤسسات. أخذوا منا المال من البنك المركزي، قسموا قوى الأمن وعينوا مديرا ثانيا، قوى الجيش أيضا قسموها بالقوة فالجيش لم يفرط كما قالوا، بل هم أقفلوا المعابر بين المنطقتين ولم يكن بإمكان الجنود أن يلتحقوا بوحداتهم، عندما كنا في معقل الحرية في بعبدا.

إذا، هذه الدولة المعطلة بقرار خارجي كانت تحتاج الى التحرير، وبالإضافة إلى هذه الأمور السيئة التي كنا نعيشها، كان يفرض علينا كل شيء، وملف الخلافات قد فاض، ولم يكن بإمكاننا أن نزيد عليه أوراقا. فكان لا بد أن نثور ضد هذا الظلم، كان لا بد أن نجسد الخط العملي بمقاومة عسكرية، فكان 14 آذار.

قلب هذه المقاومة كان الجيش وأركان الجيش، هم الذين دفعوا ثمن هذه المرحلة العزيزة علينا جدا، وتمكنا من خلق التضامن بين الشعب اللبناني وجيشه، فتداخل الجيش بالشعب بشكل لم يسبق له مثيل. وتجسدت هذه اليقظة الوطنية بمقاومة حقيقية.

يقول لنا بعضهم أحيانا: "قاومتم صحيح، ولكن ماذا حصل في ما بعد؟! فأنت قاتلت وانكسرت!" فأجيب: "هذا صحيح! هزمت عسكريا، فالقوة العسكرية فرضت علينا أمرا واقعا، ولكن مقاومتنا حفظت لنا حقنا، وعندما تتغير الظروف سنتمكن من استرجاعه". وهكذا كان. عدنا إلى لبنان أحرارا؛ سوريا في سوريا، ولبنان في لبنان".

أضاف: "بعد هذه المرحلة، أردنا تحسين العلاقات مع الجوار لأن هذه هي القاعدة التاريخية والقاعدة الإجتماعية والسياسية والجيوسياسية، فكلها تقول إن الدول المتجاورة إما أن تكون على وئام مع جيرانها، وإما أن تكون في حالة حرب. ليس هناك من حل وسط، Fifty- Fifty! طبعا أحيانا تأخذ الحرب أوجها حامية، وأحيانا أوجها سياسية، وأحيانا إقتصادية كما ترون اليوم في سوريا.

في 13 تشرين خسرنا المعركة ولكننا لم نخسر المقاومة ولم نخسر نفسنا، بل خسرنا الأرض. ولكن بعد 15 عاما من العمل مع القوى الدولية، صدر قانون استعادة سيادة لبنان عن الكونغرس الاميركي، ويقول بإخلاء الأراضي اللبنانية من قبل السوريين. هذا القانون الذي عملنا عليه لسنوات وسنوات. كثيرون رفضوا عملنا والنشاط الذي قمنا به وانتقدوه! ثم قالوا إن اغتيال الحريري هو الذي حرر لبنان، سمعنا ذلك كثيرا وكتبوا عن الأمر كثيرا. نسوا أن قرار استعادة السيادة اللبنانية صدر في نهاية العام 2003، وليس في 14 آذار 2005 أو في 14 شباط 2005. التحرير حصل عندما تركت سوريا الأراضي اللبنانية، وحققنا شعارنا الشهير: "حرية، سيادة، إستقلال". ولكن هذه الأقانيم الثلاثة لا يمكننا أن نحافظ عليها إذا لم يكن الحكم في لبنان قادرا على تحمل المسؤولية. فالفساد هو دائما ما يجر البلد إلى الإنحطاط وإلى الإندحار، وإذا أردنا المحافظة على شعارنا، فيترتب علينا جهد يومي. إذا كانت الحرية تعني أن يقوم شخص ما بما يريده، فيجب أن يكون ما يريده لا يؤذي غيره، والحرية الحقيقية هي التي تحترم المعتقد لأي شخص وتحترم تقاليده وعاداته، وتعتمد حرية التفكير والتعبير من دون إيذاء أو تعرض للآخر. أما الإستقلال فتمارسه الدولة من دون أن تخلق مشاكل مع محيطها ومع دول أخرى".

وتابع عون: "اليوم هناك ما يدهش، فأيام السوريين كنا نقول إنهم هم من يرتكب الأخطاء وهم جروا اللبنانيين للفساد، ولكن، تبين لنا أن اللبنانيين أفسدوا السوريين مع الأسف. وهذا ما لمسناه خلال عمل الحكومات المتعاقبة، بخاصة عندما نجد أنه منذ العام 1993 ليس هناك من مسك لحسابات الدولة، وأن مالية البلد هي "مشيخة" توزع الأموال وتقبض وتأخذ ولا يوجد حسابات! لا يمكن أن يكون لديهم عمل إداري صحيح! وهذا الأمر موثق، إذ لا يمكن الاتهامات جزافا بخاصة عندما تتعلق بمخالفة القانون. هذه الأمور موثقة وفيها مستندات، ولا زلنا حتى الآن نعمل عليها.

تصوروا أننا نواجه أشخاصا مسؤولين ورؤساء مؤسسات، من أكبر مؤسسة إلى أصغر مؤسسة. علينا أن "نتخانق" وإياهم يوميا حتى يطبقوا الدستور ويطبقوا القوانين في عملهم! هذه "الأعجوبة" الفريدة التي لا ترونها في أي دولة في العالم الا في لبنان! وهي تبدو أهم من العجائب السبع! فعلى المواطن أن يتحارب والمسؤولين عن الدولة حتى يلتزموا الدستور ويطبقوا القانون!! إنه لأمر غريب، كيف وصلنا إلى هذه المرحلة من الإنحدار! ولكن خلال هذه المرحلة ومع الوقت ومع هذا الإسترخاء الذي قاموا به، أصبح اللبنانيون للأسف، معتادين عليه وصار جزءا من حياتهم اليومية!

نقول: "فلان سرق أموالا"، يقولون: "نعم سرق". ومهما كان حجم وقيمة السرقة، تمر وكأن شيئا لم يكن. يجب أن يكون الناخبون معنيين كثيرا بهذا الأمر، فبنية البلد باتت فاسدة، كما أن إنتاجه بات فاسدا أيضا. أنا أؤكد لكم، ستطلعون على الأرقام، وستقومون بالمقارنة بين المصروف وبين مبررات هذا المصروف. لا يجوز أن نقبل كمواطنين أن يصبح الفساد في الدولة هو القاعدة. لا يجوز أن نقبل بان يتحول دستورنا إلى ورق للإستعمال الصحي. قد يكون هذا التشبيه قاسيا بعض الشيء، ولكنه يعبر عن الواقع. فإذا أردنا أن نعدد المواد الدستورية التي يخالفونها، والدستور الذي ينص على محاكمة من لا يحترم القانون والنصوص الدستورية أمام محاكم خاصة وخصوصا إن كان المخالف من المسؤولين، نلاحظ أن ما من أحد يحرك ساكنا لتطبيق القوانين واحترام الدستور. وكذلك الأمر بالنسبة للقوانين المالية، وعندما تقع المشكلة، يبدأ العمل على إنجاز تسوية ما ليتم التلاعب بالأرقام وتصبح الأمور "قانونية" وعادلة. هذا الأمر لن يحصل. لم يحصل منذ العام 1926، ولن نسمح بأن يحصل الآن. المعركة قاسية ونحن بحاجة لدعم المواطنين، لأن لبنان لا يستطيع أن يستمر لمدة طويلة إذا بقيت هذه الذهنية متحكمة بالدولة. لا نستطيع أن ننتظر أكثر. هناك إستحقاق ينتظرنا في العام 2013، والخيار بسيط. صوتوا لمن يريد أن يبني الدولة، وأبعدوا من لا يريد الدولة عنها. أنا أعتقد أن جميع الذين حكموا في لبنان قبل وصولنا الى الحكم، لا يزالون يمارسون الحكم لغاية اليوم بنفس الذهنية التركية العثمانية. لا نعرف بماذا نشبه تصرفهم هذا. مطلوب منكم أكثر من ذلك. المطلوب هو أن تكونوا فعالين للدفاع عن حقوقكم. هناك أربعة ملايين لبناني وخمسة وستون مليار دين. أي على كل لبناني خمسة عشر ألف دولار في السنة. إذا كانت العائلة مؤلفة من خمسة أشخاص، فإن حجم الدين المترتب عليها هو خمسة وسبعون ألف دولار. أولادنا وأولاد أولادنا سيقومون بتسديد حسابات، فيما نحن لا نعرف أين وكيف صرفت هذه الحسابات".

وقال: "هذه مرحلة البناء، فإن لم نستطع تحسين الوضع المالي والإقتصادي لا نستطيع أن نستمر. أعطيت مثالا بسيطا جدا ليفهمه الجميع وهو مثال "الدكنجي" الذي يسجل على دفتر ما يقبض وما يدفع. قد لا يفهم الجميع معنى قطع الحساب، حساب مهمة، إعتمادات وسلفات خزينة. لن يفهم الجميع التقنية في المال، ولكن كل المسألة تلخص بأمرين: حجم المبلغ الذي دخل إلى الدولة وحجم المبلغ الذي صرفوه. المهم ان يكون المصروف دقيقا وليس مأخوذا إلى الجيوب. هناك الكثير من الموارد في لبنان، ولو قمنا بصرفها كما يجب، لما واجهنا أي تأخير في الإنماء لأن الديون التي أخذناها هي أقل بكثير من الفوائد التي دفعناها، وهذا بسبب التدابير المالية التي إتخذت في العام 1993 وما بعد. لا يمكن ولا يجوز أن يكون المواطن فقط متفرجا ويعيش حالة الإنتظار. نطلب من كل مواطن أن يكون فاعلا وديناميكيا ويساعد في مجتمعه. لكل منا القدرة على التأثير في ثلاث نقاط: محيط عائلته الصغيرة، محيط بلدته ومحيطه المهني. كل منكم يستطيع أن يكون فاعلا كل يوم في هذه الأماكن الثلاث، لأن اللبناني يتكلم بالسياسة صبحا وظهرا ومساء. كما يتكلم في السياسة في جميع المناسبات العائلية والاجتماعية وفي كل مكان. لذلك، أنتم تستطيعون أن تصنعوا يقظة جماعية في هذه المناسبات، وتستطيعون ان تخلقوا نوعا من التضامن في ما بينكم لكي نستطيع أن نصلح. أسوأ ما يحصل معي، هو عندما أقوم بأمر معين ولا أحد يجاريني فيه، فيكلفنا الكثير من الجهد، وعندما نربح يقولون: "والله طلع معو حق الجنرال". هذا فعلا أكثر ما يزعجني. نتعرض كثيرا لهذه المواقف وللتشكيك والانتقاد، ثم بعد أن تظهر النتائج يقولون: "العماد عون كان محقا"، بعدما نكون قد أرهقنا بالمواقف المشككة والمنتقدة".

أضاف: "إنطلاقا من هنا، نريد منكم جهدا أكبر، وأهم جهد تقدمونه هو الكلمة. الكلمة تملك القيمة الأكبر فيما هي الأقل كلفة. الكلمة هي كلمتكم وتقولونها أمام أولادكم وأقاربكم وفي محيطكم. لا يجب أن يحمل المرء "بنديرة"، ولكن من خلال علاقات بسيطة، يستطيع أن يغير الرأي العام لأن الحكم فيه شبكة مافيوية، تضم خلية قضائية وخلية إعلامية. فعندما يتم إكتشاف فضيحة معينة، يجد لها بعض القضاء مخرجا مشرفا، أما بعض الإعلام فيحولها إلى إنجاز وطني، بينما في الحقيقة هي سرقة".

وختم عون: "أتمنى في لقائنا العام المقبل أن نقول إننا إستطعنا تحقيق شيئا ما، وأن يكون الوضع قد تحسن. لا أريدكم ان تكونوا يائسين، لأنهم عملوا على تيئيسكم وأنا أعرف ذلك من خلال تعليقات الناس الذين يزورونني، إذ اسمع كثيرا من يسأل: "أتعتقد أنك تستطيع أن تعمل فعلا على موضوع المحاسبة في الوقت الحالي؟ هذه أبسط الأمور التي يجب إنجازها، والمواطنون يقفون متفرجين بدلا من أن يضعوا يدهم بيدنا ويساندوننا، وهنا أتكلم عن الذين يؤيدوننا وليس عن الأخصام. قال لي أحدهم: رح يطلع بإيدك جنرال؟ فقلت له: "ما الذي تقوم به أنت لتصحيح هذا الموضوع؟ ساعدني فقط بالكلمة خلال شرب فنجان قهوة مع الأصدقاء".