المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 20 آذار/2012

 

رسالة القديس بطرس الثانية 01/16-21/شهادة الرسل وكلام الأنبياء

فما اتبعنا نحن خرافات ملفقة حين أطلعناكم على قوة ربنا يسوع المسيح وعلى مجيئه، لأننا بعيوننا رأينا عظمته. فإنه نال من الله الآب إكراما ومجدا حين جاءه من مجد الله تعالى صوت يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت، سمعنا نحن هذا الصوت آتيا من السماء، وكنا معه على الجبل المقدس. فازداد يقيننا بكلام الأنبياء، وأنتم تفعلون حسنا إذا نظرتم إليه كأنه سراج منير يضيء في مكان مظلم، إلى أن يطلع النهار ويشرق كوكب الصبح في قلوبكم. واعلموا قبل كل شيء أن لا أحد يقدر أن يفسر من عنده أية نبوءة في الكتب المقدسة، لأن ما من نبوءة على الإطلاق جاءت بإرادة إنسان، ولكن الروح القدس دفع بعض الناس إلى أن يتكلموا بكلام من عند الله.

 

عناوين النشرة

*فرنسا تحت صدمة الهجمات الغامضة 4 قتلى بإطلاق نار على مدرسة يهودية

*تجمع في كنيس وسط باريس لاحياء ذكرى ضحايا الهجوم على مدرسة يهودية في تولوز

*لحام وسامي الجميل يشاركان في التشييع

*سليمان اتصل بطنطاوي معزياً بشنودة وعرض شؤوناً أمنية مع شربل وريفي وابرهيم

*مظلوم: تأجيل لقاء النواب الموارنة لتأخّر لجنة قانون الانتخاب في إنجاز عملها

*جعجع: أتوقع إلغاء لقاء بكركي والحملة على "القوات" لتنامي دورها

*الوزير السابق سليم الصايغ يدعو الى مصالحة بين بكركي و"القوات"

*قاطيشا: الراعي وجعجع سيلتقيان

*الراعي: منفتحون على كل نظام يصل ديموقراطياً إلى الحكم

*أحاديث الصالونات "صَه إنه البطريرك" جعجع يحمي بكركي من استياء السُنّة/ إيلي الحاج/النهار

*دعوة" النائب محمد رعد أهل 14 آذار إلى "سحب خناجركم من ظهورنا

*فتفت لـ"المستقبل": عون يلعب دوره كعميل سوري

*جنبلاط: المسرحيات الدستورية لم تعد تنطلي على أحد

*الثورة تقرع أبواب قاسيون/علي حماده/النهار

*ليبرمان: لن تقف دول الخليج على الحياد في أي حرب بين طهران وتل أبيب 

*"سي اي ايه": متفقون مع "الموساد" بشأن تقييم "النووي الايراني"

*شيخ الأزهر لن يلتقي البطريرك الراعي

*نديم الجميل: الراعي خرج عن ثوابت المسيحيين

*مشرعون يخطّطون لاستجواب أحمدي نجاد بتهمة «عدم الأهلية السياسية»

*طهران: «حزب الله» هزم الكيان الصهيوني و«الكلاب» التي تنبح كثيراً لا تهاجم

*إسرائيل: "حزب الله" يتزوّد أسلحة متطورة وقد نغيّر سياسة الردّ في لبنان

*نديم الجميل: الانتخابات النيابية في موعدها

*الأحدب يسأل عون: هل كل سنّي تكفيري؟

*الزغبي: اذا كان مبدأ المقاومة مقدساً فلماذا يقف "حزب الله" بوجهها في سوريا؟

*الجراح: عون يتحدث عن الفساد وينسى ملايين الدولارات التي نهبها

*انشقاقات في "التيار الوطني الحرّ" ... والآتي أعظم

*مروان حمادة: المسيحيون سيكتشفون أنهم رواد الثورات

*"المستقبل" يطلق حملة في الضنية تضامناً مع النازحين/فتفت: الحكومة تخوض معركة النظام السوري

*سعيد: نصرالله عرض مخرجاً للأسد شبيهاً بـ 7 أيار

*بعدما حذّر أنان من عواقب فشل مساعيه/هل يتّفق القادة على إبقاء لبنان في منأى عنها/اميل خوري/النهار

*سماحة مفتي السعودية... إقرأ القرآن من فضلك/جوزف الهاشم/النهار

*شهرزاد الجعفري.. دليل الاستعمار البعثي الى الاستعمار العالمي

*السفارة الكندية" و"CRTDA": أي ربيع للمرأة العربية؟

*الجوزو: لو حاول سفراء سوريا جميعاً الدفاع عن بشار لما استطاعوا غسل عاره وإنقاذ سمعته السيئة

*كوهين في بيروت للتضييق أكثر على سوريا

*المجلس الوطني السوري: التفجيرات بدمشق وحلب محاولة يائسة من النظام لترويع أبنائهما

*البابا من القرية إلى الكرسي البابوي... والدته توفيت بـ «حمى النفاث» وشقيقه تولى رعايته

*آلاف الأقباط ودّعوا شنودة الثالث بحزن كبير

*تختاره لجنة من 18 نصفهم من «المجمّع المقدس» والآخر من هيئة الأوقاف القبطية

*من يخلف البابا شنودة الثالث:هل تتغير اللائحة... أم يحسمها طفل؟

*طهران تثني على «الجهود البنّاءة والخالدة» التي بذلها الفقيد

*أوباما وميشيل «حزينان» لرحيل «الزعيم المحبوب للمسيحيين»

*الكتاتني: لن ننسى مواقف البابا من الصهاينة/الكنيسة الأرثوذكسية تتلقى برقيات تعازي من «الاستشاري» وأحزاب ووزارات ونواب

*الكنيسة القبطية تستعد للجنازة غداً وسط نقاشات بشأن الخلافة/عشرات الآلاف يلقون نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة

*الأقباط أكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط

*البابا شنودة: 40 عاما من المواجهات والمصالحات مع النظام

*موسكو: الأسد يفوض الشرع التفاوض مع "الجيش الحر السوري"

*تقرير بريطاني نقله كاميرون إلى أوباما  

*مخاوف من استخدام الأسد أسلحة كيميائية لرسم الحدود النهائية لـ"دولته العلوية" بالقوة/حميد غريافي/السياسة

*إيران تعرض تزويد مصر أسلحة متطورة

*أسدليكس/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*جذورُ ثـورَةِ الأرزِ ودورُ تحـالـفِ 14 آذار/سجعان القزي

 

تفاصيل النشرة

 

فرنسا تحت صدمة الهجمات الغامضة 4 قتلى بإطلاق نار على مدرسة يهودية

النهار/ في حادث أول يستهدف يهوداً فرنسيين منذ عام 1982، قتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة اولاد حين أطلق رجل على دراجة "سكوتر" النار أمام مدرسة يهودية في تولوز بجنوب غرب فرنسا. وسقط في الهجوم أيضاً عدد من الجرحى بينهم اثنان اصاباتهما بالغة. وجاءت  هذه العملية بعد مقتل ثلاثة جنود في واقعتي اطلاق نار منفصلتين الاسبوع الماضي في المنطقة عينها ولا تزال ظروفهما غامضة.  

وعلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حملته الانتخابية "على الاقل حتى الاربعاء". وقال  إن "الشخص نفسه" اطلق النار على مدرسة يهودية وعسكريين في مدينتين بجنوب غرب فرنسا، معلناً أعلى مستوى انذار ضد الارهاب في المنطقة. واضاف :"لا نعرف دوافع هذا المجرم"، ولكن "بمهاجمته أطفالاً ومدرساً يهودياً يبدو دافع معاداة السامية مؤكداً".   واعربت اسرائيل عن شعورها "بالذهول" حيال "الجريمة الدنيئة". واستذكرت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية  كاثرين آشتون في كلامها عن  الهجوم، القتلى الشبان الذين يسقطون أيضا في مناطق أخرى من العالم مثل غزة وسوريا. كما عبر الفاتيكان عن "استنكاره الشديد وروعه وادانته الاشد حزماً". وندد البيت الابيض بالهجوم "المشين وغير المبرر".

 

تجمع في كنيس وسط باريس لاحياء ذكرى ضحايا الهجوم على مدرسة يهودية في تولوز

الجمهورية/الاثنين 19 آذار 2012 - 10:29 مساءً أفادت وكالة فرانس برس ان اكثر من الف يهودي تجمعوا مساء الاثنين في كنيس الناصرة في وسط باريس لاحياء مراسم خاصة تكريما لذكرى الضحايا اليهود في اطلاق النار في تولوز.وحضر الرئيس نيكولا ساركوزي الصلاة حيث تواجد ايضا ابرز منافسيه الى الانتخابات الرئاسية الاشتراكي فرانسوا هولاند اضافة الى رئيس الوزراء فرانسوا فيون.

ولم يتمكن الالاف من المؤمنين بحسب الشرطة الذين تجمعوا خارج المبنى، من الدخول الى الكنيس الذي بني ابان عهد نابوليون الثالث (النصف الثاني من القرن التاسع عشر) ويعتبر بين ثلاثة اكبر كنس في باريس. كما دعا اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا في بيان الى مسيرة صامتة عند الساعة 19,30 تغ بين ساحة الجمهورية وساحة الباستيل في باريس "تكريما لضحايا الاعتداء المعادي للسامية في تولوز".

 

لحام وسامي الجميل يشاركان في التشييع

 غادر بطريرك أنطاكيا والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، ومنسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل إلى القاهرة أمس، للمشاركة في تشييع الأنبا شنودة الثالث.

 

سليمان اتصل بطنطاوي معزياً بشنودة وعرض شؤوناً أمنية مع شربل وريفي وابرهيم

النهار/ أسف رئيس الجمهورية ميشال سليمان لغياب البابا شنودة الثالث، وأجرى اتصالا برئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر المشير محمد حسين طنطاوي معزيا بوفاته، معتبرا غيابه في هذه الظروف "خسارة مصرية وعربية". وكلف الرئيس سليمان نائب رئيس الحكومة سمير مقبل تقديم التعازي باسمه وباسم رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي.

على صعيد آخر، اطلع سليمان من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على أعمال مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي انعقد في تونس الاسبوع الماضي، اضافة الى الاوضاع

الامنية.

فتفت

وعرض رئيس الجمهورية مع النائب احمد فتفت التطورات السياسية الراهنة وبعض الشؤون الانمائية العائدة الى منطقة الضنية. وأشار فتفت الى انه زار سليمان "لشكره على اهتمامه ومتابعته للفاجعة التي حلت ببلدة بحنين، على اثر انهيار صخري ادى الى استشهاد 3 طلاب".

واضاف: "تمحور اللقاء مع فخامته حول شؤون تربوية اساسية، وتحديدا وضع البناء المدرسي في مناطق الشمال، خصوصا في منطقة المنية - الضنية، والتقصير الفاضح لوزارة التربية في متابعة شؤون البناء المدرسي، وادى ذلك صبيحة هذا اليوم الى اقفال الأهالي مدرسة سير الرسمية المختلطة، بسبب وجود تشققات في البناء وتلكؤ وزارة التربية عن معالجة الموضوع. وهذا ليس المثال الوحيد وهناك مدارس عدة في هذا الوضع في القضاء، مثل بقرصونا على سبيل المثال لا الحصر. كما طرحت موضوع تجاوزات بعض الاجهزة الامنية للاصول القانونية والاخلاقية في تعاطيها مع المواطنين، كقضية الدكتور حنقير".

وتناول رئيس الجمهورية مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الاوضاع الامنية والخطوات الواجب اتخاذها لمتابعة موضوع المخلين بالامن، منوها بالجهود التي تبذلها القوى الامنية في هذا المجال. واطلع من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم على عمل المديرية في ضبط المعابر البرية والبحرية والجوية وفي مجال منح التأشيرات لضبط عملية الدخول الى لبنان.

واستقبل وفدا من شركة "بتروبراس" البرازيلية برئاسة رئيس الشركة بيدرو اوغوستو، في حضور السفير البرازيلي باولو روبيرتو دافنتورا. ووضع اوغوستو الرئيس سليمان في مجال عمل الشركة التي تعنى بالبحث عن الطاقة، لافتا الى أن زيارته "هي لاستكشاف امكانات المساعدة ووضع الخبرات التقنية في تصرف لبنان في مجال الطاقة والتنقيب عن مصادرها".

ومن زوار القصر الجمهوري ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ نبيل عباس.

·                      

مظلوم: تأجيل لقاء النواب الموارنة لتأخّر لجنة قانون الانتخاب في إنجاز عملها

النهار/ أوضح النائب البطريركي  الماروني المطران سمير مظلوم أن تأجيل اجتماع النواب الموارنة " جاء نتيجة تأخّر اللجنة المكلفة قانون الإنتخابات النيابية في إنجاز عملها". ونفى في حديث الى "وكالة أخبار اليوم" ما أثيرعن ان اللقاء الماروني ارجئ لتفادي اللقاء بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، موضحاً "ان البطريرك يقرأ الحملات من هنا او هناك من ناحية ديموقراطية حيث يحق لكل طرف ان يعبّر عن رأيه"، مشيراً الى "أن الراعي يتكلّم وفق اقتناعاته ورؤيته بالنسبة الى المستقبل وهذا ما يعجب هذا الطرف او ذاك، فالأمر يعود اليهم وليس الى البطريرك، والموضوع لا يحمل اكثر من هذه المعاني".وأكد مظلوم  "ان ما يقوم به البطريرك هو في صلب توجّه بكركي، وهو يعمل ويتحرّك انطلاقاً من ثوابت بكركي المعروفة ومن اقتناعاته وقراءته للأمور". وأضاف: "ليس السياسيون هم مَن يحدّدون خط بكركي، أياً يكونون مع احترامنا لهم".

 

جعجع: أتوقع إلغاء لقاء بكركي والحملة على "القوات" لتنامي دورها

 النهار/عزا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع حملة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على الحزب وعليه الى سببين "الاول الدور المحوري للقوات على المستويين الداخلي والاقليمي، والثاني التعمية على الفشل الذريع لفريقه الوزاري". ورجح في حديث الى "وكالة الانباء المركزية" إلغاء لقاء بكركي في 3 نيسان بسبب الاجواء غير المناسبة، رافضاً تحديد موعد لزيارته الصرح البطريركي . وقال: "من الواضح جداً ان بكركي لا تشكل سبباً ولا دافعاً للحملة التي يشنها هذا الفريق على القوات وخلفية حملتهم قائمة على نقطتين:

حجم القوات المطرد على المستويين العربي والدولي، ونتائج استطلاعات الرأي على المستوى المسيحي التي لا تعجب العماد عون لأنها تؤشر بوضوح الى تقدم ملحوظ للقوات، وفشلهم الذريع في مسؤولياتهم الوزارية ومحاولة التعمية على انجازات لم يتمكنوا من انجازها وفساد امعنوا فيه (...)". وسأل عون: "اي معارك خسرتها، هل في الاتصالات ام الكهرباء، ام في معركة الـ11 مليار دولار التي قدم وزير المال قطع حساباتها، ام في المجلس الجديد لشركة كهرباء لبنان، ام في تحديد كل ثلثاء موعداً لانتهاء الازمة في سوريا؟". واكد "ان الكنيسة هي العمود الفقري للبنان، وبكركي موقع تاريخي، الا ان اطلاق مواقف داعمة للنظام السوري هو بمثابة ضربة تناقض كل تاريخنا". وتوقع إلغاء لقاء بكركي "في ظل الاجواء المحتقنة. واعتبر ان علاقته مع الفلسطينيين قائمة مباشرة مع القيادة، "وقد اكدت اكثر من مرة ان الفلسطينيين في لبنان ضيوف والسلطة اللبنانية هي المقياس ولها حق السيادة والتصرف على الاراضي اللبنانية والضيوف لا يتصرفون كما صرح قائد كتائب شهداء الاقصى في فلسطين والشتات منير المقدح".

 

الوزير السابق سليم الصايغ يدعو الى مصالحة بين بكركي و"القوات"

المستقبل/دعا الوزير السابق سليم الصايغ حزب "القوات اللبنانية" الى عدم مقاطعة اجتماع بكركي، معتبرا انه "يخطئ بالشكل عندما ينتقد مواقف البطريك الماروني بشارة بطرس الراعي، فيما البحث بالمضمون يمكن أن يحصل داخل جدران أربعة". وتمنى حصول "مصالحة بين "القوات" وبكركي التي لا يمكنها أن تقوم بمصالحات كبرى دون أن تكون حاضنة لجميع أبنائها".

واكد في حديث الى الـ MTV امس، ان "لبنان لم يلتزم بعد بتطبيق اي عقوبة تطال سوريا لانه ليس هناك قرار من مجلس الامن، واذا كان هناك من قرار، فعندها يصبح لبنان ملزما بتطبيق العقوبات. معتبراً ان "المصارف اللبنانية واعية المسألة العقوبات الاقتصادية، وجمعية المصارف حذرة بالتعامل مع الموضوع كما أن المصارف اللبنانية حذرة في التعامل مع موضوع تبييض الاموال ومع موضوع تهريب الأموال من سوريا". وشدّد على "استمرار اتهام الحكومة بانها حكومة "حزب الله" عندما يتعلق الامر بالقضايا المصيرية الكبرى. وهي حكومة تصريف أعمال منذ تشكيلها، والهدف الاستراتيجي الاول عند سوريا هو الابقاء عليها لانها تخدم مصالحها بالدرجة الاولى". واعتبر ان "قضية قانون الانتخاب هي مضيعة للوقت والهاء، وخاصة قبل ان تتوضح الصورة في سوريا لدى حزب الله الممثل الأحادي للطائفة الشيعية فلا يكفي بالتالي في هذه المسألة مجرد توافق مسيحي ـ مسيحي، بل يبقى هنالك مسألة معالجة وضع "حزب الله" بعد انهيار النظام السوري".

 

قاطيشا: الراعي وجعجع سيلتقيان

المستقبل/أكد مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "سيلتقي البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، لاننا أبناء غبطة البطريرك و"القوات اللبنانية" اخذت موقفها من الراعي لانها شعرت بالخطر على المجموعة او على المجتمع المسيحي ككل في لبنان وفي الوطن العربي وليس على نفسها"، معتبرا ان "الراعي غاص كثيرا في السياسة ولم يبق على المبادئ الوطنية الكبرى التي تؤمنها بكركي عادة". وقال في حديث الى محطة "anb" أمس: "عندما رأينا أن التمادي في موقف البطريرك يشكل خطرا مباشرا على موقف بقية الطوائف والدول في الشرق من المسيحيين، أخذنا المبادرة للقول لسيدنا ان مبادئ المسيحيين الوطنية هي محبة ومصالحة وتسامح وليس الانعزال وحلف الاقليات، ونحن لم نكن يوما مع الجلاد ضد الضحية"، لافتا الى ان "المجتمع المسيحي غير راض ابداً عن موقف الراعي". ورفض القول ان "النظام السوري هو الأقرب الى الديموقراطية عندما نرى الأطفال يموتون والبيوت تدمر والناس تنزح من وطنها". وسأل: "هل من المعقول الوقوف مع هذا النظام السفاح ضد الشعب الذي يقتل في الطريق؟".

 

الراعي: منفتحون على كل نظام يصل ديموقراطياً إلى الحكم

النهار/التقى البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، في إطار زيارته الراعوية لمصر ، بطريرك الاقباط الكاثوليك الكاردينال انطونيوس نجيب، الذي أثنى على  "الاعمال العظيمة والمواقف الجميلة" للبابا شنودة، واعتبر أن مواقفه "أثـّرت في المسيرة المسيحية في هذا البلد، وفي إرساء سبل التعاون والتفاهم مع غير المسيحيين"، وأمل في "تحقيق التغيير اللازم الذي اطلقته الثورة على أن ينعكس ايجابا على المسيحيين كمواطنين في بلدانهم".  بدوره قال الراعي: "نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، زمن العولمة، واذا لم يعبر العالم العربي بعد كل الضحايا التي سقطت الى عالم جديد، فيكون الكلام عن تهديد ليس فقط للمسيحيين انما للعرب كلاً، لاننا معا، مسلمين ومسيحيين، صغنا هويتنا وأوطاننا. ونحن المسيحيين موجودون في هذا الشرق منذ ألفي سنة، وقد طبعناه بثقافتنا وقيمنا، ونحن منفتحون على كل الانظمة التي تصل ديموقراطيا الى الحكم، فالكنيسة لا ترفض ولا توالي وليست هي من يعين الانظمة، انما هي تتعاون مع كل الانظمة على اساس المبادىء، وفي طليعتها كرامة الشخص البشري، وحقوق الانسان،والحريات العامة والديموقراطية، فاذا تأمنت هذه المبادىء تحافظ على المسلم والمسيحي في أرضه، واذا لم تتأمن فكلاهما يغادر. أما إذا غادر المسيحي أكثر من غيره فتكون خسارة كبيرة لكل المجتمعات، وهذا ما نتمنى ألا نصل اليه". وشدد على "الدور الاساسي لرؤساء الطوائف في تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسيين"، معتبرا أن "من الضروري أن يلتقوا جميعا كي يعلنوا معا المبادىء التي تجمعهم".

أحاديث الصالونات "صَه إنه البطريرك" جعجع يحمي بكركي من استياء السُنّة

 إيلي الحاج/النهار

قاطع حزب "القوات اللبنانية" الإجتماع النيابي المقرر في بكركي يوم الثلثاء 3 نيسان المقبل فتأجل الإجتماع. ما هي العبرة؟

مَن يُراهنون على تصعيد سجال بين بطريرك الموارنة بشارة الراعي ورئيس "القوات" سمير جعجع سيُصابون بخيبة. فالبطريرك الذي ينظر إلى دوره موحّداً للطائفة وزعمائها تحت الجبة البنفسجية لن يذهب أبعد في مواجهة يتهلل لها فريق من قوى 8 آذار ولا يخشاها فريق واسع من قوى 14 آذار. السبب بسيط، إنها تنال جداً من صورة الراعي ولمّا تمضِ بعد سنة على إقامته في بكركي.

كان جعجع يعتقد أنه سيتمكن بليونته ولياقاته الكلامية من تفادي أي اختلاف علني بينه وبين البطريرك الذي سبقته إلى الصرح علامات على رغبته في أن يكون المرجع الأعلى لطائفته في القضايا الإستراتيجية، تاركاً للسياسيين جعجع وغريمه النائب ميشال عون والرئيس أمين الجميّل وغيرهم أن يهتموا بتطبيق السياسة التي يكون قد رسمها وحدّد لهم أولوياتها، وذلك خلال لقاءات دورية يجمعهم فيها ببركته ورئاسته في بكركي.

لم تصحّ حسابات رئيس "القوات" طبعاً. كذلك لم تصحّ حسابات البطريرك. فهو لم يسعَ إلى مناقشة بين السياسيين للقضايا الرئيسية التي يختلفون عليها، مثل التحالفات التي يعقدونها والمبادئ التي يتوجب عليهم إلتزامها، والموقف من "الربيع العربي". بل حدّد لهم مسائل تفصيلية ليعالجوها ويهتموا بها : قانون الإنتخابات، بيع الأراضي، وحضور المسيحيين في إدارات الدولة. وما سوى ذلك.

 كانت مواقف البطريرك المتلاحقة في هذا الوقت - وإن على تقطع - مما يجري في سوريا والعالم العربي، وقبلها وخلالها الإختلال في تعامل بكركي مع القيادات السنية والشيعية والدرزية، مضافة إليها خلفية نظرة بكركي الجديدة إلى السياسيين الموارنة، الذين يفترض أن دورهم انتهى وحان زمن القيادة الموحِّدة... كلها عناصر كانت تدفع في اتجاه خروج الإعتراض إلى العلن، رُغم إرادة جعجع الذي كان يُفضل ألف مرة أن يتفادى هذه الكأس المرة.

في المطلق ليست مسألة سهلة إطلاقاً لسياسي ماروني، لا سيما لابن بيئة ريفية تقليدية كسمير جعجع أن يتصدى لمن "أعطيَ مجد لبنان" في طقوس الطائفة. فلهذا الموقف تبعات تتخطى السياسة إلى الآداب المتفق عليها في العائلات. قلة تدرك ربما أن الأحاديث في صالونات كثيرة في البيئة المارونية تتحوّل همساً منذ مدة، وفي شكل تلقائي عندما تتطرق إلى الراعي. أحاديث ينتهي معظمها بعبارة : "صَه. إنه البطريرك". في الأفواه ماء كثير. وجعجع نفسه لا يخرج عن هذا النمط. فالرجل البشراوي شديد التديّن (يا لأسف حلفائه من اليساريين المتشددين في علمانيتهم) على ما كان مثاله الأعلى في السياسة والقيادة الشيخ بيار الجميّل الجدّ. لكن تديّن جعجع لا يطغى على سلوكه السياسي وأحكامه. يُشبه في ذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

خلال الغداء التكريمي الذي أقامه الرئيس أمين الجميّل على شرف المطران يوسف بشارة، راعي "لقاء قرنة شهوان"سابقاً، في دارة الجميّل ببكفيا السبت 10 آذار الجاري، فتحت النائبة ستريدا جعجع الموضوع: "نواب كتلة القوات لن يشاركوا في اجتماع بكركي"، وشرحت الأسباب. الرئيس الجميّل لزم الصمت، كعادته عندما يتعلق الأمر بأي حديث عن مواقف البطريرك في حضوره. أما الضيوف فتعددت آراؤهم، وغلبت عليها ضرورة السعي إلى إرجاء الإجتماع، وضرورة معالجة الوضع.

بعد أيام جرت محاولة قيادية من قوى 14 آذار لتأمين حصول لقاء في القاهرة بين البطريرك الراعي وشيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيّب. الرئيس فؤاد السنيورة تدخّل مباشرة، فلا يجوز في اللياقات على الأقل أن يزور بطريرك الموارنة مصر ولا يلتقي شيخ الأزهر. وبدا أن المحاولة نجحت لكنها عادت وتعرقلت في مكان ما في القاهرة، فصرّح الراعي وهو يغادر مطار بيروت أنه لا يدري إن كان سيجتمع مع الشيخ الطيّب أم لا. وبعيد وصوله إلى مصر توفي الأنبا شنودة الثالث، فسرى كلام على احتمال حصول اللقاء خلال مراسم التشييع.

سيقول جعجع إن موقف شيخ الأزهر من البطريرك الماروني، وهو المرجع المعتدل والمنفتح للمسلمين بدليل ما نشره عن التزام الإسلام الدفاع عن الحريات، وقبل ذلك إرجاء زيارة الراعي لطرابلس أكثر من مرة، هما تعبير عن حالة استياء من دفاع الراعي عن النظام السوري لحظة ارتكابه مجازر. وإنه لو لم يتصدّ هو جعجع بصدره لكان المعتدلون السُنّة ناهيك بالمتشددين سيردّون حتماً وبقسوة على مواقف الراعي وهناك الطامة الكبرى. فالإختلاف الماروني – الماروني في السياسة يظل أفضل مليون مرة من عودة الإنقسام المسيحي - الإسلامي لأنه يقضي على لبنان. وفي مكان ما يتيح موقف رئيس "القوات" الشديد الوضوح توفير نوع من حماية للمسيحيين في سوريا. الآن ينظر المسلمون في لبنان وسوريا والعالم العربي إلى صورة ما جرى بين بكركي ومعراب على أنها خلاف في الرأي داخل طائفة كل عمرها لا تجتمع على رأي واحد. ليس صحيحاً أن عموم الموارنة ومسيحيي لبنان يؤيدون نظام بشار الأسد. منقسمون لا بأس.

 

دعوة" النائب محمد رعد أهل 14 آذار إلى "سحب خناجركم من ظهورنا

المستقبل/قبل "دعوة" النائب محمد رعد أهل 14 آذار إلى "سحب خناجركم من ظهورنا قبل أن تدعونا إلى الحوار"، كان السيد حسن نصرالله قد ردّ على سياسة اليد الممدودة بالتساؤل عمّا تخفي تلك اليد وماذا في أكمامها.. منطق واحد لا يرى ما في نفسه ويرى كل شيء في الآخرين، بل في الواقع لا يفعل إلا أن يعكس ما في نفسه على الآخرين. منطق يرى اليد الممدودة خنجراً مطوياً، ولا يراه أحد غيره، ثم يتحدث عن خناجر في الظهر ولا ينتبه كما قال أحمد فتفت إلى أن رصاصه توجّه إلى صدور أهالي بيروت وسائر اللبنانيين من 7 أيار "المجيد" إلى 11 أيار "الأكثر مجداً" إلى عشرات الحوادث المتفرقة التي زادت طبعاً من "مجده الباطل"، وصولاً إلى مطوّلات تخوينية لا تُعدّ ولا تُحصى أُطلقت باتجاه السياديين والاستقلاليين والأحرار اللبنانيين، والتي مطّت اليوم لتصل إلى الأحرار السوريين. معضلة ذلك المنطق عند "حزب الله" تعكس معضلة فكر لا يستوعب وجود الآخر ولا "يهضم" أي سؤال يتعلق بمصائر الناس وأرزاقهم وأولادهم وعائلاتهم وأحلامهم وأمانيهم... معضلة نهج لا يني يخرج من مطبّ ليقع في آخر. صلافته التخوينية أبرز عنوان لتلك المعضلة، وارتكاباته الافترائية في حق الآخرين عنوان آخر لها، ومع ذلك تراه يلعب دور الضحية وهو الجلاد الأول.

 

فتفت لـ"المستقبل": عون يلعب دوره كعميل سوري

حاورته: ريتا شرارة/المستقبل

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن النائب ميشال عون "وصل الى مستوى كبير من التدنّي الاخلاقي"، وردّ على كلامه في احتفال "14 آذار 1989" أول من أمس، عن ان قرار استعادة السيادة اللبنانية في نهاية عام 2003 هو الذي "حرر لبنان" من السوري لا "14 آذار أو 14 شباط 2005" مذكّراً إياه بأنه "لولا استشهاد الرئيس رفيق الحريري لما كان هو عاد الى لبنان".

وشدد في حديث الى "المستقبل" أمس، على أن "كلام عون فيه هذيان، عندما يعتبر أن اللبناني هو من افسد السوري"، لافتاً الى انه "يلعب دوره كعميل سوري ويحاول ان يُنسي اللبنانيين ما ارتكبه هذا النظام بحقهم"، وشدد "أنه ملك في اللعبة المافوية الاعلامية - القضائية ويعرف اصولها وكيفية التعامل بها"، وذكّره بـ "الهبات المالية التي كانت تصل الى قصر بعبدا عام 1989 وتُحوّل الى المصارف في باريس".

وأشار الى ان "إنجازات عون في الحكم تحت الصفر، والناس عندما تكتشف الكذبة الكبيرة تتركه، وبتنا نرى بعضاً من كوادره يتركونه الى أمكنة اخرى، وما لديه ليس بلوكاً قوياً انما محاولة لجعل العائلة قوية وثرية، لا أكثر". وهنا نص الحوار:

[ يعتبر النائب ميشال عون ان قرار استعادة السيادة اللبنانية الصادر نهاية عام 2003 هو الذي "حرر لبنان" من السوري لا "14 آذار 2005 أو 14 شباط 2005" تاريخ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ما تعليقكم؟

ـ وصل الجنرال عون الى مستوى كبير من التدني الاخلاقي لم يُلمس في هذه القصة فقط، إنما راح أبعد بكثير من هذا الامر عندما وصف المجازر في حمص بأنها "تنظيفات". حرام وعيب المسّ بالشهداء، ولولا استشهاد الرئيس رفيق الحريري لما كان هو عاد الى لبنان. فاللبنانيون يعرفون كيف تحققت العودة بفعل هذا الاستشهاد. وفي اي حال، ان طموح الجنرال بالكرسي لا يتطلب انحداراً اخلاقياً الى هذه الدرجة.

[ وتبين للنائب عون ايضاً ان "اللبنانيّين أفسدوا السّوريين مع الأسف". ما رأيكم؟

ـ أعتقد ان هذا الكلام هذيان، وهو لم يعد يعرف كيف يدافع عن السوريين وحتى عن الفساد السوري. إنه يلعب دوره كعميل سوري ومنفّذ للسياسة السورية ويدافع عن (الرئيس السوري) بشار الاسد ومجازره، ويحاول ان يُنسي اللبنانيين ما ارتكبه هذا النظام بحقهم. فهل اللبنانيون هم الذين ارتكبوا المجازر في طرابلس، وزحلة، والاشرفية و13 تشرين الاول 1989؟ إن الجنرال عون بات كلياً في موقع التزلّف والتزلّم للنظام السوري الى حدّ الدفاع عنه في ادق التفاصيل. يجب ان يدرك اللبنانيون انه لم تعد لديه اي قيم اخلاقية وسياسية.

[ "لا يجوز أن نقبل بأن يتحوّل دستورنا إلى ورق للإستعمال الصحّي"، قال النائب عون. علامَ استند في كلامه، وهل بات الدستور اللبناني كذلك؟

ـ هذا القول يؤكد نظرته الى المفاهيم الدستورية والميثاقية. فهو يعتقد ان لديه وجهة نظر اعلى من الدستور، وعد وجهة نظره ورقا صحيا.

[ وتحدث في المناسبة نفسها عن "شبكة مافيويّة تضم خليّة قضائيّة وخليّة إعلاميّة"؟

ـ نتذكر، بإزاء هذا الكلام، كيف ان بعض القضاء الذي ينفّذ الاوامر السورية اقفل ملفه بين ليلة وضحاها بغية استعماله في الانتخابات. ان الجنرال عون ملك في هذه اللعبة ويعرف اصولها وكيفية التعامل بها. واضح جداً تطاوله على الاعلام والقضاء وليس في هذا جديد. فاذا كانت لديه معلومات، من الافضل ان يتركها عناوين ويرسلها موثقة الى القضاء. ولكن الغريب اننا، عندما نطالب بالعودة في التدقيق المالي الى ما قبل اتفاق الطائف، كيف انه لا يرد ولا ينبث ببنت شفة ربما حتى لا يكتشف الناس من حوّل الهبات المالية التي كانت تصل الى قصر بعبدا عام 1989 الى المصارف في باريس.

[ كيف تنظرون إلى إعلانه أيضاً الانطلاق صوب "إستحقاق ينتظرنا في العام 2013" على اساس ان "الخيار بسيط: صوّتوا لمن يريد أن يبني الدّولة، وأبعدوا من لا يريد الدّولة"؟

ـ نوافقه على هذا الشعار. فمن لا يريد الدولة هو من يغطي السلاح ويسمح لان تكون هناك دولة من ضمن الدولة، ويكون ضد الدولة من ينقلب على السلطة الشرعية ويحاول السيطرة على المؤسسات، ويساعد على الانقلاب على حكومة اتت بأكثرية نيابية ليأخذ منها السلطة. واضح انه، في كل مشواره السياسي، يسعى الى السلطة والرئاسة ولا همّ له غير ذلك، وهو يستعد ان يبيّض صفحة من يمشي معه وان يسوّد تلك الصفحة حتى ان كانت بيضاء كالثلج. ولكن الرأي العام اللبناني بات اقل سذاجة ويمكن ان يكوّن فكرة واضحة للانتخابات النيابية المقبلة.

[ هل من تأثير فعلي لمغادرة بعض كوادر "التيار الوطني الحر" إلى أحزاب أخرى؟

ـ ان الجنرال عون يمارس ممارسة طائفية. فالجذب الطائفي قوي عند ضعاف النفوس. ولكن عندما تكتشف الناس الكذبة الكبيرة تتركه، وبتنا نرى بعضاً من كوادره يتركونه الى امكنة اخرى. ما لديه ليس بلوكاً قوياً إنما محاولة لجعل العائلة قوية وثرية، لا اكثر.

[ في اعتقاد النائب عون ان جميع الذين حكموا في لبنان قبل وصوله الى الحكم لا يزالون يمارسون الحكم لغاية اليوم بنفس الذهنيّة التركيّة العثمانيّة". كيف ذلك؟

ـ ينسى الجنرال عون انه في الحكم عملياً من 4 سنوات، اي أيار 2008، ولكن انجازاته تحت الصفر. اقله ترك العثمانيون بعضاً من الارث الاداري. اما هو، فلا ينفك يعرقل تسمية الهيئة الناظمة للكهرباء وهيئة البترول لانه يريد السلطة والوزير صاحب السلطة (جبران باسيل) الى اقصى درجة ومدخلاً للاستيلاء على المال العام. ما أفصح الحديث عن العفة من قبل البعض...

 

جنبلاط: المسرحيات الدستورية لم تعد تنطلي على أحد

 المستقبل/أعلن رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "اننا لا نزال نعلّق أهمية على توافق دولي تضطلع روسيا فيه بدور أساسي لإنقاذ سوريا"، مشدداً على ان "وحده الحل السياسي الانتقالي الذي يفضي الى رحيل النظام السوري كفيل بإنهاء الأزمة". واوضح ان "المسرحيات الدستورية كالاستفتاء والانتخابات المرتقبة التي تجري بالتوازي مع تفشي رائحة الموت، خطوات متأخرة جداً لم تعد تنطلي على أحد". وذكّر بأن "الدولة وحدها تحمي اللبنانيين جميعاً ويمكن من خلالها حصر وتحديد السلاح بوظيفته الأساسية".

وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" يُنشر اليوم: "لا يمكن لأي عاقل إلا أن يكون مع الحل السياسي في سوريا لأن الخيارات البديلة هي الدخول في حرب أهليّة طويلة واستنزاف مستمر على كل المستويات، وهذا ما لا يستحقه الشعب السوري الذي يطالب بالحرية والكرامة والديموقراطيّة، وهي أبسط الحقوق السياسية والانسانيّة. ومن المنطقي أن يكون أي حل سياسي منحازاً الى الشعب السوري ومطالبه دون سواه. وهنا، لا نزال نعلق أهمية على توافق دولي تضطلع روسيا فيه بدور أساسي لإنقاذ سوريا، وهذا يتطلب تحركاً سريعاً لأن التجارب مع النظام السوري علمتنا أنه يجيد لعبة التسويف والمماطلة". وسأل عن "مدى إمكانيّة التوصل الى حل سياسي حقيقي في ظل وجود الزمرة العائلية الحاكمة حالياً في سوريا والتي فوّتت الفرص المتتالية لإنقاذ البلاد من أزمتها الراهنة وإدخالها في مرحلة جديدة، ومن أبرزها كانت مبادرة جامعة الدول العربيّة التي رسمت خارطة طريق للحل السياسي التي كان من الممكن من خلالها تفادي الفوضى، إنما أصر النظام على اعتماد المقاربات الأمنيّة دون سواها مما عطّل كل إمكانيات الخروج من الأزمة".

اضاف: "أما الترويج السياسي والاعلامي بأن الحسم الأمني أصبح وشيكاً، فهذه مجرد أوهام لأن الشعب السوري لن يتراجع بعد كل التضحيات التي بُذلت حتى الآن، والحلول الأمنية تفاقم الأمور وتزيدها تعقيداً. وحده الحل السياسي الانتقالي الذي يفضي الى رحيل هذا النظام كفيل بإنهاء الأزمة. أما الكلام الذي نُقل عن الرئيس السوري بأن النظام باقٍ إنما سوريا ستُقسم، فهو كلام غير مقبول لأن سوريا باقية، وشعبها باقٍ، وبقاء سوريا موحدة أهم من بقاء النظام. وما المسرحيات الدستورية كالاستفتاء والانتخابات المرتقبة التي تجري بالتوازي مع تفشي رائحة الموت، إلا خطوات متأخرة جداً لم تعد تنطلي على أحد". وتابع: "أما في ما يتعلق بالتفجيرات المتتالية التي حصلت في دمشق وأخيراً في حلب، فإننا نستنكر ونشجب هذه الأعمال التي تطال الأبرياء أيّاً كان مصدرها، لا سيما أنها تزيد الوضع تعقيداً في سوريا بدل أن تقدم الحلول للواقع الراهن".

واردف: "أما على المستوى الداخلي، فإنه يتكشف يوماً بعد يوم أن لبنان هو بلد الفرص الضائعة بإمتياز. وهناك العديد من الأمثلة التي يمكن الاستناد إليها في هذا المجال. فمعدل هطول الأمطار حقق أعلى مستوياته هذه السنة، ولكن كل تلك الكميات من المياه تذهب هدراً بسبب غياب السدود المائية والبرك الجبلية الاصطناعية. وحتى نهر الليطاني فاضت مياهه وسيتم الاستغناء عنها بدل تخزينها لاستعمالها لتوليد الطاقة والزراعة والري". وقال: "في قطاع الكهرباء، يُسجل عجز سنوي بقيمة 2.5 مليار دولار سنوياً، فلو لزّمت معامل إنتاج ومصانع جديدة منذ زمن بعيد بقيمة هذا المبلغ لكنا توصلنا الى إنارة كل لبنان على مدار الساعة وربما تصدير الكهرباء بدل التلهي في البحث عن سفن من هنا أو قاطرات من هناك لتحقيق الاستفادة لهذا أو ذاك! وماذا عن تفشي المخدرات في المجتمع وسبل معالجة هذه الآفة الخطيرة التي تستهدف الشابات والشباب؟".

وسأل: "ماذا عن قطاع الاتصالات الذي تراجعت خدماته بشكل كبير بعد أن أقر التمديد للشركات المعنية على غفلة في مجلس الوزراء رغم تسجيل تحفظ لبعض الوزراء حول هذا الملف مع ملاحظة واضحة لتراجع نوعية الخدمات بشكل كبير؟ وأين أصبح ملف الأملاك البحرية الذي نطالب به منذ عشرات السنين؟ وأين أصبحت هيئة قطاع النفط المستقلة للمباشرة بالتنقيب عن النفط واكتشاف هذه الثروة التي يسبقنا عليها آخرون؟".

اضاف: "ماذا عن صحة ما يُحكى حول مشروع يستهدف الملعب الروماني، وما دور بعض دوائر وزارة الثقافة وبلدية بيروت في هذا الموضوع؟ ثم ماذا عن المئات من الأبنية القديمة التي قد يستغل أصحابها مسألة السلامة العامة والانهيارات لاخراج قدامى مستأجريها؟ وأين يرتبط هذا الموضوع بقانون الايجارات الجديد الذي يفترض أن يحفظ حقوق المالكين والمستأجرين على حد سواء؟ وأين أصبح قانون السير فيما طرقات لبنان تحصد الموتى كل يوم؟ ولماذا لا تجند الحكومة نفسها لاقرار التعيينات وفق الكفاءة بعيداً عن المحسوبيات السياسية؟ هذا غيضٌ من فيض. وهذه الملفات الحياتية والمعيشية هي التي تهم المواطن اللبناني بدل السجالات السياسية العقيمة التي لا تنتهي".

وختم: أما في قضية السلاح، فقلنا مراراً إن هذا الموضوع يُعالج حصراً ضمن هيئة الحوار الوطني التي نتطلع إلى انعقادها مجدداً بهدف التوصل إلى تفاهم حول خطة دفاعيّة وطنيّة شاملة تأكيداً على عدم انكشاف لبنان أمام إسرائيل تحت أي ظرف من الظروف. ونذكّر بأن الدولة وحدها تحمي اللبنانيين جميعاً ويمكن من خلالها حصر وتحديد السلاح بوظيفته الأساسية بدل استمرار انتشار بعضه بشكل عشوائي وفوضوي كما هو حاصل حالياً ما يشكل خطراً على المواطنين ويشوّه مهمته الرئيسية".

رسالة تعزية من زاسيبكين

من جهة أخرى، تلقى جنبلاط من سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسيبكين برقية تعزية لمناسبة ذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط، قال فيها: "بإسم أعضاء سفارة روسيا الاتحادية في الجمهورية اللبنانية وبإسمي شخصياً نرجو سعادتكم وعائلة جنبلاط وأعضاء الحزب التقدمي الاشتراكي قبول التعازي من أعماق قلوبنا بالذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد الزعيم كمال جنبلاط". اضاف: "يقدّر الشعب الروسي تقديراً عالياً منجزات والدكم العظيم، الذي كان ولا يزال رمزاً بارزاً لطموحات شعوب الشرق الأوسط الى الحرية والديمقراطية".

من ناحية أخرى، أجرى جنبلاط اتصالاً هاتفياً برئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا معزياً بوفاة شقيقه.

امسية شعرية

وكان جنبلاط حضر أول من أمس، أمسية شعرية للشاعر شوقي بزيع، اقيمت لمناسبة ذكرى استشهاد الزعيم كمال جنبلاط في قاعة المكتبة الوطنية في بعقلين، الى جانب نجله تيمور، والنائب محمد الحجار وقاضي المذهب الدرزي الشيخ فؤاد البعيني، وحشد من الفاعليات والشخصيات الادبية والفكرية والثقافية . بعد تقديم من الاعلامية زينة منصور ألقى الشاعر بزيع قصائد عن الزعيم كمال جنبلاط ونفحات وطنية اختتمها بقصيدة "جبل الباروك" .

 

الثورة تقرع أبواب قاسيون

علي حماده/النهار

على الرغم من أهمية الخبر غير المؤكد تماماً الآتي من ميناء طرطوس، ويفيد بنزول وحدة روسية لمكافحة الارهاب فيها، بما يشي بتورط متزايد لموسكو في محاربة الثورة السورية، فإن الخبر الأهم يبقى في الاشتباكات التي دارت طوال ليل امس في دمشق (المزة) بين وحدة من "الجيش الحر" وقوات النظام في سوريا، وقد استمرت حتى ساعات الصباح الاولى متزامنة مع مواجهات في عدد من ضواحي العاصمة. وتكمن اهمية ما حصل البارحة في المزة بكونها واقعة تحت نوافذ القصر الرئاسي الرابض على جبل قاسيون. بمعنى آخر، فإن بشار الأسد وزوجته التي تتلهى بالتبضع على شبكة الانترنت قد سمعا بوضوح أصوات الرصاص والانفجارات، وفهما تماماً ان الارض تتغير بسرعة ولا سيما في المدن الكبرى وفي مقدمها العاصمة. وبصرف النظر عن قوة النظام العسكرية، فإن بلوغ "الجيش الحر" منطقة مركزية مثل حي المزة في دمشق يعتبر نقلة نوعية في المعركة، ويعزّز صدقية الاصوات المتعالية في كل مكان بحناجر مقاتلي الثورة وهي تصدح بعبارة سمعناها في ليبيا: "جايينك يا بشار".

إن الوضع في المدن الكبرى اي دمشق وحلب يتغيّر بسرعة فائقة: في دمشق يتضح ان الضواحي المسماة ريف دمشق خارجة عن السيطرة الفعلية لقوات بشار. كما أن الاحياء التي تلف العاصمة تتحرك ليلا من دون ان يتمكن النظام من حسم وضعها. و لعل ما يخبرنا به ديبلوماسيون مقيمون في دمشق من أن الاوضاع صارت لا تطاق، وان العاصمة اشبه بثكنة عسكرية تنتظر ساعة السقوط، يكشف حقيقة مفادها ان النظام يتهاوى. أكثر من ذلك، فإن العاصمة الاقتصادية والتجارية، أي حلب، صارت مسرحاً لعشرات التحركات الميدانية ضد النظام، من دون ان ننسى جامعة حلب التي تعكس قوة الحراك الثوري في الوسط الطالبي الممثل لكل الفئات الاجتماعية في المدينة وريفها.

ومن المهم بمكان ان نذكر بقول رئيس هيئة الأركان في الجيش الفرنسي الأميرال غيّو ان النظام في سوريا، والذي يبدو متماسكا من الناحية العسكرية، سيقاتل الى ان ينهار في لحظة معينة قد لا تكون بعيدة جداً، بشكل مفاجئ وسريع، تماما كما حصل مع نظام الرئيس العاجي السابق لوران غباغبو.

إن بشار لا يسيطر على سوريا. إنه يخوض حرباً في سوريا، وهذا مختلف تماماً. كما أنه يفتقد الى البيئة الحاضنة الضامنة لاستمراره في القتال. في المقابل، يتبيّن ان ارتفاع أعداد الشهداء و تزايد الأعمال الوحشية والارتكابات الفظيعة التي ينفذها عسكر النظام لم تؤت "ثمارها"، بل انها ادت الى مزيد من التصلب والاصرار من جانب الثورة على مواصلة المعركة الى النهاية.

ان نظام بشار يسير نحو الهاوية بخطى متسارعة. وربما أفقنا يوماً على خبر اندلاع معارك شوارع في جميع أحياء دمشق بين من تبقى من قوات النظام، و"الجيش  الحر" والمنشقين أخيراً.

حان الوقت للتفكير الجدي في ما بعد بشار.

 

ليبرمان: لن تقف دول الخليج على الحياد في أي حرب بين طهران وتل أبيب 

"سي اي ايه": متفقون مع "الموساد" بشأن تقييم "النووي الايراني"

 السياسة/لافتات بالفارسية في محل تجاري باحدى مناطق لوس انجليس حيث بدأت وسائل الاعلام تتحدث عن حياة البذخ التي يعيشها الاميركيون من أصول ايرانية (أ.ب)واشنطن, تل أبيب - وكالات: كشفت مصادر في الاستخبارات الأميركية أنها لاتزال تعتقد, رغم صعوبة التقييمات, بعدم وجود أدلة قاطعة على أن ايران قررت "احياء" برنامجها للحصول على أسلحة نووية, مؤكدة أن جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" متفق مع هذا التقييم, رغم تلويح تل أبيب بتدمير المنشآت النووية في الجمهورية الاسلامية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم ان مسؤولي الاستخبارات قرروا, بعد تقصي معلومات استخبارية جديدة من عدد من المصادر بينها التقاط مكالمات بين مسؤولين ايرانيين يشكون خلالها لبعضهم بشأن ايقاف البرنامج, تغيير تقييم سابق كانوا قد توصلوا اليه بأن ايران تحاول صنع قنبلة نووية.

ووصف مسؤول استخباراتي أميركي سابق المعلومات بأنها مقنعة جداً, قائلاً "لدي ثقة كبيرة جداً بها, وهناك دليل كبير على أن البرنامج قد توقف".

ورغم وجود انتقاد لهذا التقييم من بعض المراقبين الخارجيين والساسة, الا أن المحللين الاستخباريين الأميركيين ما زالوا يعتقدون بأن الايرانيين لم يحصلوا بعد على الضوء الأخضر من المرشد الأعلى علي خامنئي "لاحياء البرنامج".

وأشارت الصحيفة الى أن مسؤولي الاستخبارات الأميركيين يظهرون ثقة بتأكيدات وكالات الاستخبارات, لكن البعض يقرون بوجود ثغرات استخبارية ملحوظة في فهم نوايا قيادات ايران, وان كانوا قد صادقوا على خطوات مهمة باتجاه تصميم قنبلة نووية.

وفي النتيجة, يتفادى المسؤولون اظهار ثقتهم التامة, فيقول أحد المسؤولين الاستخباريين الكبار السابقين "يمكنني القول انه لدي قرابة 70 في المئة من الثقة بتقييم أنهم لم يبدأوا مجدداً البرنامج".

ويضيف آخر ان "ايران هي أصعب هدف استخباري, انها أصعب بكثير من كوريا الشمالية, فنحن لسنا على الأرض وعدم وجود أشخاص على الأرض أمر صعب".

وأشارت الصحيفة الى أن جهاز "الموساد" الاسرائيلي يوافق التقييمات الاستخبارية الأميركية الرأي, رغم أن المسؤولين السياسيين الاسرائيليين يضغطون نحو  هجوم سريع وعنيف لمنع ايران من أن تصبح كما يصفونها "بالتهديد الوجودي للدولة اليهودية".

وقال مسؤول استخباراتي أميركي كبير سابق ان الاسرائيليين "يسألون أسئلة صعبة جداً, لكن الموساد لا يخالف الولايات المتحدة الرأي بشأن البرنامج النووي (الايراني)", لافتاً الى وجود كثير من الخلافات بين الاستخبارات الأميركية والاسرائيلية على كثير من الحقائق في هذا الشأن.

وأشارت الصحيفة الى أن التقاط مؤشرات على استئناف برنامج التسلح الايراني هو أصعب من مراقبة تخصيب اليورانيوم وأنشطة بناء الصواريخ, لافتة الى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تبذل كثيراً من الجهد من خلال التنصت على المكالمات الهاتفية للمسؤولين الايرانيين والقيام بأنواع أخرى من التنصت الالكتروني, وهي تقوم بتحليل معطيات أجهزة الرادار والصور الملتقطة للمواقع النووية الايرانية.

واضافت أنه تم أيضاً نصب أجهزة استشعار مخفية بالقرب من مواقع نووية مشتبه بها في ايران لالتقاط الاشارات الكهرومغناطيسية أو الانبعاثات الاشعاعية التي يمكن أن ترتبط بأنشطة نووية سرية.

وتعتمد الولايات المتحدة أيضاً بشكل كبير على معلومات يجمعها المحققون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في سياق متصل, اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان, الذي يقوم بجولة في الشرق الأقصى, ان اندلاع حرب بين اسرائيل وايران ستكون كابوساً عالمياً, ولن تقف خلالها دول الخليج وخصوصاً السعودية على الحياد.

وقال ليبرمان, المتواجد في بكين, في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرتها أمس, انه "اذا نشبت الليلة حرب مع ايران, لا قدر الله, فان هذا سيكون كابوساً, وسيكون الجميع بداخلها ومن ضمنها دول الخليج بما في ذلك السعودية ولن يقف أحد على الحياد", مضيفاً "علينا فعل كل شيء من أجل أن تتحمل الأسرة الدولية المسؤولية وتوقف الايرانيين".

ورغم تأكيده ابقاء اسرائيل جميع الخيارات على الطاولة, اعتبر ليبرمان أنه من خلال جبهة موحدة للأسرة الدولية سيكون بالامكان اقناع طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية.

وقال "اذا طرحت جميع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن مطلباً واضحاً أمام ايران فانه لن يكون لديها خيار", مشيراً الى أنه "يوجد للصينيين تأثير هائل على ايران وربما أكبر تأثير موجود, وسيكون للموقف الذي يطرحونه خلال المحادثات في أبريل (المقبل) ثِقل بالغ الأهمية".

 

شيخ الأزهر لن يلتقي البطريرك الراعي

 ذكرت وكالة "أنباء الشرق الاوسط" المصرية الرسمية أن شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب لن يلتقي مع البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يزور مصر في إطار جولة له بالمنطقة, وذلك اعتراضاً على بعض مواقف البطريرك تجاه القضايا الاسلامية. وكان الراعي بدأ اول من أمس زيارة إلى مصر تستمر ثلاثة أيام, يلتقي خلالها العديد من القيادات القبطية, ومن المفترض أن يشارك غداً في جنازة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث, على أن يعقد مؤتمراً صحافياً في مقر البطريركية بالقاهرة في ختام زيارته. وتأتي زيارة الراعي مصر بعد زيارتين إلى الأردن وقطر, في إطار جولة له بالمنطقة, هي الأولى من نوعها منذ توليه سدة البطريركية في مارس من العام الماضي.

 

نديم الجميل: الراعي خرج عن ثوابت المسيحيين

السياسة/اكد عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل في حديث متلفز, امس, ان "الحكومة لم تستطع حل اي ملف من الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها من الامور".

واعتبر ان "ما يقوم به رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط هو لحماية الدروز بعد سقوط النظام السوري وهو امر ممتاز, وكان يجب علينا كمسيحيين حماية المسيحيين في سورية".

وتعليقا على مواقف البطريرك بشارة الراعي من الاحداث السورية, قال الجميل ان "الراعي وضع نفسه بمواجهتنا وليس العكس, لانه هو من خرج عن ثوابت المسيحيين", معتبراً ان "المطلوب اخذ موقف شجاع وموقف الحق".

 

مشرعون يخطّطون لاستجواب أحمدي نجاد بتهمة «عدم الأهلية السياسية»

طهران: «حزب الله» هزم الكيان الصهيوني و«الكلاب» التي تنبح كثيراً لا تهاجم

 | طهران - من أحمد أمين |الراي

في اطار لغة التهديد والتهديد المتقابل بين طهران وتل ابيب، اكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني «ان اسرائيل لا تمتلك الجرأة على مهاجمة ايران، لان الكيان الصهيوني هزم من قبل مجموعة صغيرة هي حزب الله، وعلى هذا الاساس فان الكيان الصهيوني لو ارتكب مثل هذا الخطأ فانه يكون جازف بمصيره، هذا الكيان يثير الضجيج لكن لا يمتلك الجرأة، فالكلاب التي تنبح كثيرا لا تهاجم».

واوضح لدى استقباله الاعضاء المشاركين من الدول الآسيوية بمسيرة «القدس العالمية»، ان «اميركا والغرب والصهاينة لا يمكنهم في الوقت الحاضر فرض هيمنتهم الديكتاتورية في الدول الاسلامية، حيث ولى هذا العهد واصبح المسلمون واعين، وان التطورات الراهنة بالمنطقة هي جزء من هذه الصحوة»، مبينا «ان الانظمة المرتبطة باميركا قد سقطت وبقيت بعض الانظمة الديكتاتورية، وهذه الصحوة ستقضي عليهم، ربما سيبدون مقاومة لكنهم لا يستطيعون اخماد هذا البركان».

ووصلت قافلة «مسيرة القدس العالمية» الى طهران اول من امس، وذكرت قناة «العالم» ان «التحضيرات والاستعدادات مازالت مستمرة لتنفيذ زحف عالمي نحو القدس في ذكرى يوم الأرض نهاية الشهر الجاري». وتضم القافلة التي انطلقت من مرقد غاندي في الهند في 9 مارس، ممثلين عن اندونيسيا والهند وماليزيا والفيليبين وباكستان وسريلانكا وبنغلاديش وجمهورية آذربيجان والعراق والبحرين والسعودية وافغانستان وطاجيكستان، وردد المشاركون فيها صيحات «الموت لأميركا» و«الموت لاسرائيل» و«الحرية لفلسطين».

على صعيد آخر، استدعت وزارة الخارجية الايرانية السفير الاذري لدى طهران جوانشير آخوند اوف، في اعقاب بيان لوكالة الامن الوطني الاذرية اتهمت فيه الحرس الثوري في ايران بتدريب واستئجار 22 مواطنا اذريا تم القبض عليهم الاربعاء الماضي، لتنفيذ هجمات ضد السفارتين الاميركية والاسرائيلية ومنظمات وشركات لها علاقة بالغرب، ووصفت الخارجية الايرانية الاتهامات الاذرية بانها «تتعارض مع الاتفاقات الحاصلة بين البلدين».

وعرضت الخارجية الايرانية الى «محاولات عملاء الكيان الصهيوني في مختلف الدول لتوجيه اتهامات مماثلة لايران»، موضحة انه تم ابلاغ السفير الاذري بان «نوعا من التنسيق يشاهد في هذه الاجراءات، وان المسؤولين الايرانيين يعربون عن اسفهم الشديد وعدم ارتياحهم لدخول الحكومة الاذرية الصديقة والشقيقة في هذه اللعبة».

من ناحية ثانية، كشف النائب الاصلاحي مصطفى كواكبيان في حوار اجرته معه صحيفة «مردم سالاري» (حاكمية الشعب)، عن عزم المشرعين «استجواب الرئيس محمود احمدي نجاد بعد عطلة عيد النوروز بسبب عدم اهليته السياسية»، مؤكدا ان تحقق الاستجواب رهن بثلاثة عوامل، هي «موافقة القائد الاعلى (علي خامنئي) على مشروع الاستجواب، عدم تراجع رئيس الجمهورية عن مواقفه والاقرار بصحة الاسئلة العشرة التي طرحها عليه 79 نائبا وتصحيح مسار تنفيذ القوانين، جمع تواقيع ما لا يقل عن 100 نائب أي نحو ثلث العدد الكلي لنواب البرلمان».

وتأتي تصريحات كواكبيان في وقت مازالت ردود احمدي نجاد على اسئلة النواب تحت قبة البرلمان، تواجه التكذيب وردود الفعل الرافضة لاسيما من الوسط النيابي والاجهزة التي اشار اليها نجاد في دفوعاته.  الى ذلك تقدم لفيف من المشرعين بطلب استجواب وزير العمل والرفاه الاجتماعي عبد الرضا شيخ الاسلامي، لتعيينه القاضي السابق سعيد مرتضوي رئيسا لمنظمة الضمان الاجتماعي. ولايحظى مرتضوي بتأييد كثير من الاوساط السياسية والنيابية الخاضعة لسيطرة التيار الاصولي، فيما يصفه الاصلاحيون بأنه «جلاد الصحافة» نظرا لدوره في اغلاق عشرات الصحف الاصلاحية حين ترأسه لمحكمة الصحافة مطلع الالفية الثالثة، الى جانب اتهامه بالتسبب في مقتل عدد من المعتقلين على خلفية حركة الاحتجاج على انتخابات الرئاسة العام 2009، بعد ما امر بوضعهم في سجن «كهريزك» المخصص لعتاة المجرمين والذي امر القائد الاعلى علي خامنئي بغلقه نهائيا ومحاكمة المتسببين في مقتل 3 من المحتجين تحت طائلة التعذيب فيه.

 

 إسرائيل: "حزب الله" يتزوّد أسلحة متطورة وقد نغيّر سياسة الردّ في لبنان

النهار/هددت اسرائيل أمس بتغيير سياسة الرد العسكري في لبنان عقب اتهام مصادر عسكرية اسرائيلية رفيعة المستوى "حزب الله" بـ"أنه يتزود أسلحة دفاع جوي متطورة يتدرب عليها في ايران وسوريا".

ونقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن المصادر "أن سوريا تتولى تدريب وتأهيل عناصر من حزب الله على تشغيل أسلحة متقدمة مضادة للطائرات". وقال ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي إنه "في اطار هذه التدريبات التي تجرى على الاراضي السورية والايرانية تم تأهيل عشرات المقاتلين على تشغيل صواريخ أرض – جو متقدمة". ورأى أن "الاوضاع في لبنان مرشحة لمزيد من التصعيد، إذ أن حزب الله يستمر في تزود اسلحة بعيدة المدى وميدانيا في ساحة القتال"، وان "هذا التطور قد يغير ميزان القوى في المنطقة، ويهدد التفوق الجوي الاسرائيلي، خصوصا ان كميات هائلة من صواريخ ارض – جو واسلحة كيميائية وبيولوجية نقلت اخيرا الى حزب الله". واضاف: «ان احتمال التصعيد في لبنان كبير، وحزب الله يواصل تعزيز قوته بالتسلح وبمزيد من الاسلحة المتطورة والتي قد تشكل مفاجأة في ميدان المعركة". وخلص الى انه "سيتعين علينا العثور على اجابات عن موضوع نقل اسلحة مضادة للطائرات، واسلحة كيميائية وبيولوجية"، محذرا من "ان هذا الامر قد يتسبب بتغيير سياسة الرد العسكرية الاسرائيلية".واستنادا الى تقديرات الجيش الاسرائيلي، "هناك ثلاث كتائب من الجيش السوري مسؤولة عن تشغيل صواريخ مضادة للطائرات من نوع "SA- 17S" الروسية المتطورة، وعليه فقد خفف سلاح الجو الاسرائيلي نشاطه على الحدود الشمالية خوفا من صواريخ ارض – جو".

 

نديم الجميل: الانتخابات النيابية في موعدها

 المستقبل/اكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل أنَّ "الانتخابات النيابية ستجري في وقتها"، مؤكدا أنَّه "من المعيب أن يتم وضع علامات استفهام على هذا الموضوع في بلد يتغنى بالديموقراطية".

وعلَّق في حديث الى تلفزيون "أخبار المستقبل" أمس، على قضية الاعتداء الجسديّ والمعنويّ من عناصر من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني على الطبيب الصيداوي زكريا حنقير، بالقول: "إذا كان بلدنا فعلا يتغنى بالحضارة، لا يمكننا ان نتصرف مع أي إنسان بطريقة غير لائقة وغير كريمة". وأكَّد أنَّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي "لم تحل أي ملف"، معتبرًا أنَّه "اذا كنا فعلا نريد أن نبني الدولة وأن تكون دولة قوية يجب أن تكون الحكومة مبنية على اساسات صلبة". ورأى أنَّ "الاستقرار في البلد موجود من دون الحكومة خصوصًا وأن هناك قراراً في البلاد يحتم عدم الدخول في صراع داخلي وسأل "لماذا الجلوس إلى طاولة الحوار ما دام (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد (حسن) نصرالله يقول ان ليس هناك قوة في العالم تستطيع أن تنزع سلاح "حزب الله"؟". وإذ تحدث عن "إرباك سياسي لدى السياسيين (اللبنانيين) بطريقة التعاطي مع الموضوع السوري"، علَّق على من يستغرب أن يكون النظام السوري هو من يقوم بأعمال التفجيرات التي استهدفت دمشق أول من أمس، بالقول: "لماذا الاستغراب"، سائلا: "اليس تفجير كنيسة سيدة النجاة عام 1994 هو من صنيعة النظام السوري لإدخال (رئيس حزب "القوات اللبنانية") سمير جعجع الى السجن؟".

 

الأحدب يسأل عون: هل كل سنّي تكفيري؟

المستقبل/شدد رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب، على ان "الأمور الإنسانية غير قابلة للسجال" في ما يتعلق بالنازحين السوريين، سائلا رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون: "هل كل سني تكفيري؟". وأكد في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أمس، أن "المرجع الأساس هو الدولة والجيش اللبناني"، لافتا الى "اننا نريد جيشاً لبنانياً قوياً وقوى امنية قوية تنسق مع الجيش اللبناني". وشدد على وجوب ان "يكون الجيش متواجداً في كل مكان"، مضيفًا: "لا اعلم لماذا هناك وجود سلاح ظاهر وإذا كان لا يوجد امكانية للمه لماذا لا يتم "ضبّ" هذا السلاح؟". وتطرق إلى مسألة النازحين السوريين في لبنان، بالقول: "لا نريد ان نحمل الأجهزة الأمنية أكثر مما تحمل، ونسأل هل هناك قرار سياسي واضح لحماية النازحين السوريين؟"، مشددا على ان "الأمور الإنسانية غير قابلة للسجال". وتابع: "صحيح أن جزءاً كبيراً من هؤلاء اللاجئين من الطائفة السنية، لكن ماذا نفعل بهم؟ هل نغير الديموغرافيا في المنطقة ونرميهم في البحر لأنهم يخوّفون البعض". وإذ أكَّد أنَّ "السلفية مدرسة محددة"، قال: "الإرهابي هو من يتعمّد العنف"، محذرا من انه "لا يجوز ان يتم توقيف أي شخص فقط لأن لديه التزاماً دينياً معيناً". واستطرد: "ليسمح لنا عون ماذا يعني بالتكفيري؟ هل كل سني تكفيري؟". وإذ رأى أنَّه "كان من المفترض أن لا يستقبل مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي"، اعتبر في الوقت نفسه ان "التصرف الذي حصل تجاه المفتي غير مقبول".

 

الزغبي: اذا كان مبدأ المقاومة مقدساً فلماذا يقف "حزب الله" بوجهها في سوريا؟

 المستقبل/سأل عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي: "اذا كان مبدأ المقاومة مقدسًا، فلماذا يقف "حزب الله" بوجهها في سوريا؟"، مؤكدا انه "لا يمكن للكنيسة المارونية أن تكون رمادية". واعتبر في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" أمس، أنَّ "موقف الكنيسة المنحاز اليوم (إلى جانب النظام السوري) هو لأذية المسيحيين"، مشددا على ضرورة ان "تكون مواقف القيادات المسيحية الروحية والسياسية واعية". ورأى أن "أي شطط مقصود أو غير مقصود عن المسار التاريخي للكنيسة سيؤدي إلى تعميق الخلاف المسيحي، والأكيد أن الصراعات السياسية ستتعمق حينها"، أضاف: "آسف لأن ذاكرتنا ضعيفة ولا نعود للوراء وتحديدًا لما فعله بنا النظام السوري ذاته"، مؤكدا أنه "لا يمكن للمسيحيين في لبنان أن يكونوا باطمئنان الا من خلال التفاعل مع محيطهم". وإذ لفت إلى أن "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "الذي يتكلم عن الهجوم على البطريرك (بشارة بطرس الراعي) هو من أهان شخص البطريرك (نصرالله بطرس) صفير في العام "1989"، إعتبر أنَّ كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "انتقاد لتوجهات رأس الكنيسة يجوز له أن يعلنه". ورأى أنَّ "كلام جعجع واضح"، سائلا: "اذا كان هناك ارهاب في المخيمات الفلسطينية لتمارس اعتداءات على الجيش ولا يريدون أن يسلموا مجرميهم فأين منطق الدولة؟".

ولفت الى انه في حال "لم يتفق المسيحيون على رؤية واحدة مشتركة لقضاياهم نكون اتفقنا فقط على تفاصيل وليس على الخيارات التاريخية".

 

الجراح: عون يتحدث عن الفساد وينسى ملايين الدولارات التي نهبها

 المستقبل/ردّ عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح على خطاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بالأمس، فأشار إلى أن "عون يتحدث عن الفساد ويتّهم الآخرين فيما ينسى أن هناك ملايين الدولارات التي نهبها ووضعها في حساب زوجته وحوّلها الى الخارج". وقال في حديث لمحطة "أخبار المستقبل" امس: "عن أيّ فساد يتكلم عون؟ فهو يجب أن يتذكر الرسالة التي أرسلها إلى (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد ليطلب منه أن يكون ضابطاً في جيشه، قبل أن يتكلّم عن الفساد الأخلاقي، ويجب أن يتذكر صورته مع الضابط الإسرائيلي وارتباطات العميد فايز كرم قبل أن يتكلّم عن الفساد الوطني، وأن يتذكّر الأموال التي سرقها من الدولة قبل أن يتكلّم عن الفساد المالي"

 

انشقاقات في "التيار الوطني الحرّ" ... والآتي أعظم

 المستقبل/ألان سركيس

يعيش "التيار الوطني الحر" فترة ذهبية على صعيد الانشقاقات في صفوفه، فالقاعدة الشعبية ملّت من سياسة الجنرال القائمة على المهاترات والصوت العالي من دون أي نتيجة ملموسة على الارض، وتستشهد بما حصل مع وزير العمل السابق شربل نحاس والطريقة التي تم التخلي فيها عنه. فيما السبب الرئيسي للانشقاقات كما يقول بعض المنشقين هو عملية إنحراف التيار عن الخط الوطني الذي انتسبوا على اساسه إليه. الانشقاقات في القاعدة موجودة وبكثرة غير مسبوقة، لكن الذي يحصل ويشكل خطراً على بنيته هي الاستقالات في قيادة المناطق، والتي تحصل في مناطق مهمة واستراتيجية، فاستقالة عضو هيئة تأسيسية وانتقاله الى حزب "الوطنيين الأحرار" يعتبر أمراً غير عادي، ومجيء بعض المناصرين الى "القوات" يشكل ضربة للتيار الذي بنى سياسته على كره هذا الحزب ومحاربته.

وتشهد كسروان التي هي مركز زعامة الجنرال الذي كان يصف نفسه بالزعيم المسيحي الأول، اهتزازأ في وضع التيار، فهناك استقالات حصلت، ومنها على الطريق وعلى أعلى المستويات، فيما وضع البترون ليس افضل حالاً بحيث يعمل الوزير جبران باسيل على لملمة الوضع، من دون أي نتيجة تذكر.

يُعتبر رولان خوري من المنتفضين على الادارة السيئة وهو المطلع على كل تفاصيل التيار في كسروان، ويعزو السبب الاساسي في مغادرته، الى القرارات الشخصية المتخذة على مستوى التيار، ففي موضوع الخدمات يصار الى تخطيه واعطاء الأفضلية لرئيس بلدية عرمون روجيه عازار، المرشح المحتمل في كسروان على لائحة النائب ميشال عون لإنتخابات العام2013.

كما ان اللواء عصام أبو جمرا اصبحت معه مجموعة خاصة ومؤيدة له وفريق ملتزم به، وسيعلن عن ذلك قريباً، وسيفاجأ الجنرال بالأشخاص الذين انضموا اليه وخصوصاّ في كسروان.

أما على مستوى القاعدة، فالانشقاقات الكبيرة تحصل في ساحل المنطقة مثل حارة صخر والصفرا، وأيضاً في مناطق الجرد، بينما في الوسط لا تسجّل أي استقالات ملحوظة حالياً.

ومنطقة البترون لها قصتها الخاصة، اذ ان سياسة الوزير باسيل تؤدّي الى ابتعاد المناصرين عنه، ففي بلدة عبرين وعلى خلفية الانتخابات البلدية حصل انشقاق كبير داخل التيار نتيجة ادارته الخاطئة للمعركة، وذهبت مجموعة كبيرة مع الشيوعي سمعان أبو موسى ويحاول باسيل جاهداً استعادة المنشقين تحضيراً للانتخابات المقبلة، وقام لهذه الغاية بزيارة منزل أبو موسى في عبرين منذ فترة قصيرة، وعلمت "المستقبل" من المجتمعين ان الاجواء لم تكن ايجابية خصوصا بعد قضية شربل نحاس وتخلي التيار عنه، وعدم لمسهم اي تغيير في سياسته في المنطقة على الصعد كافة.

وتحصل بعض الانشقاقات الفردية داخل مدينة البترون من بعض المناصرين الذين كانوا يترددون دائما الى منزل باسيل، وفي أحد الاجتماعات اعترض أحد المناصرين من آل خليل وهو عنصر متقاعد من الجيش، على سياسة التيار والنهج المتبع، فتوجه اليه باسيل بكلمات نابية أدت الى انسحابه من الاجتماع وانفصاله عن التيار.

وفي بلدة بجدرفل تقول ناشطة في التيار: "سيفاجأون في الانتخابات المقبلة بالنتائج السيئة التي سيحصدونها في بلدتهم"، اما شكا فالوضع فيها اكثر سوءاً بحيث تشهد المدينة صراعاً بين التيار العوني وتيار"المرده"، واستطاع رئيس البلدية فرج الله كفوري المنتمي الى "المرده" استقطاب كل مناصري التيار الذي أقفل مكتبه منذ سنتين وحلّ هيئته الادارية في البلدة، وهذا الصراع بين التيارين الحليفين يمتد الى كل منطقة البترون والشمال. فيما يشكل النائب بطرس حرب في جرود البترون الوجهة التي يأتي اليها العونيون بعد ادراكهم فشل السياسة العونية.

هذه الاستقالات الحديثة وصلت الى الهيئة التأسيسية في "التيار الوطني الحر"، التي قدم أحد أعضائها، وهو من المؤسسين الأوائل، استقالته منذ عام ونصف وانضم الى حزب "الوطنيين الاحرار" والسبب في ذلك كما أوضح لـ"المستقبل"، يعود الى "الاخطاء المرتكبة في التيار" وقال بحسرة: نحن أسسنا التيار على قناعات وطنية معينة، فالامور التي دفعتنا الى تغيير سياستنا تعود الى موضوع الوراثة العائلية والتي قام التيار على رفضها، فمن جهة هناك الصهر الاول جبران باسيل والصهر الثاني مدير الـ"أو تي في" روي الهاشم، ووزير الثقافة غابي ليون الذي هو ابن عديل الجنرال، اضافة الى ابن أخته النائب آلان عون"."أنا أشم رائحة فساد مالي داخل التيار"، بهذه العبارات أعلن أن "هناك فساداً مالياً وسياسياً من وزراء التيار، ولو صحت 10% من التهم الموجهة لهم، لكانت كارثة. وفضيحة المازوت اكبر دليل واذا لم يكن للوزير باسيل تورط مباشر فهناك "قبة باط" من قبله". اضافة الى الوراثة والفساد توجد ورقة التفاهم مع "حزب الله"، والتي دافع عنها في البداية، لكن حسب قوله فـ"الجنرال ذهب بعيدا في دفاعه عن السلاح غير الشرعي، ففي العام 1989 قام بحرب الالغاء ضد "القوات اللبنانية" بهدف نزع السلاح غير الشرعي في وقت كانت "القوات" المقاومة الوحيدة ضد الاحتلال السوري وكان الجميع يملك السلاح، فكيف يقبل في وقت السلم ان يبقى سلاح "حزب الله" بصفة انه للمقاومة، وبعد عودة الدولة اللبنانية الى بسط سلطتها، ودفاع الجنرال عن جرائم النظام السوري من ابرز الاسباب فهذا النظام فتك بشباب التيار واضطهدهم على مدى 15 عاما ". كل هذه الاسباب تدفعه الى ترك التيار والعودة الى جذوره الشمعونية، التي "كان دوري وداني اول المدافعين عن قصر بعبدا عند الهجوم عليه مع حزب "الاحرار"، كما ان النائب دوري شمعون كان طيلة فترة غياب عون الحاضن لهم وراعي اجتماعاتهم والمدافع عنهم في 7 آب".

واعتبر أن السياسة المتبعة حالياً، هي "لتأمين التوريث لباسيل فيكون التيار ضعيفا، فهو قادر على تأمين 12 نائبا بتحالفه مع "حزب الله" بينما اذا كانت القيادات القوية التي أسسته موجودة فلا تماشيه بكل شيء، فاللواء نديم لطيف قال "انا لا استطيع ان اكون شاهد زور على الاخطاء الحاصلة". هذه عيّنة صغيرة من الوضع المزري الذي وصل اليه "التيار الوطني الحر"، حيث يعمد العماد عون الى إبعاد الكل من تياره ويرى المنشقون في الاحزاب المسيحية في قوى 14 آذار ما كانوا يرونه سابقا في تيارهم عندما أسس. وقال احد المناصرين السابقين إنه أصبح تيار العائلة الحاكمة والفساد والسلاح غير الشرعي، في وقت تستعد مجموعات كبيرة لترك التيار قريباً وتنتظر الوقت الملائم للاعلان عن هذه الخطوة.

 

مروان حمادة: المسيحيون سيكتشفون أنهم رواد الثورات

 المستقبل/أكد النائب مروان حمادة، ان "حقبة آل الأسد في سوريا قيد الانتهاء"، وأعلن "عدم تأييده مواقف البطريرك بشارة بطرس الراعي الأخيرة"، لافتا الى ان "المسيحيين سيكتشفون أنهم رواد الثورات العربية". وأوضح في حديث الى تلفزيون "أم. تي. في" أمس، أن "وضْع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لعلم الثورة السورية على ضريح الشهيد كمال جنبلاط، هو ثورة وجدانية"، لافتا الى ان "جنبلاط منذ اللحظة الأولى عندما شاهد أطفال درعا تُنزَع أظافرهم وما تبعها من اجتياح للمدن واستمرار القتل، اتّخذ مواقف متشددة تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد".

وشدد على أن "حقبة آل الأسد في سوريا قيد الانتهاء"، لافتاً إلى أن "هناك العديد من السوريين بسبب المناهج التعليمية التي فرضها النظام لا يعرفون في سوريا سوى آل الأسد ولا يدركون كيف وصل هؤلاء إلى السلطة وما هي الجرائم التي ارتكبوها لهذه الغاية، لكن نظام الأسد سقط أمام إرادة الشعب السوري المستمر بالنضال ضد هذا الاجرام الذي لم يستطع أن يوقف الثورة، وقد أفلس النظام ونحن بإنتظار الإعلان عن ذلك".

ورأى إنّ "التمديد للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتمويلها، لم نكن نحن في 14 آذار نستطيع أن نقوم به لأنّهم لم يكن ليجعلونا نفعل ذلك (كما فعلته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي)".

وعن عمر الحكومة، قال: "لكل شيء وقته، ويمكن للحكومة أن تستمر لشهرين او ثلاثة لمواجهة التداعيات الحاصلة جراء الأزمة السورية لكن لا يمكن لهذه الحكومة أن تستمر للانتخابات، فلا بد من حكومة تكنوقراط لمواكبة الانتخابات عام 2013".

وشدد على أن "المحكمة ماضية في عملها، وعلى المتهمين أن يدافعوا عن أنفسهم أمامها، وهذه المحكمة ستعيد الحق لكل الشهداء لأنها ستضع وراء القضبان الشياطين الذين كانوا وراء هذه الجرائم كلها"، لافتا الى ان "حزب الله المسلّح الذي يستعمل سلاحه في الداخل هو غير "حزب الله" الذي لديه القواعد الشعبيّة، فالثاني في اليوم الذي يضع سلاحه فيه بيد الدولة لا مشكلة معه حيث يجب أن يرفع الغطاء عن من قد تثبت عليه التهمة" في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم المتلازمة معها".

ورأى أن "الحوار يجب أن يتم مع "حزب الله"، لأن الحوار مع "التيار العوني" (الوطني الحر) لا معنى له لأنّه مُلحَق بـ"حزب الله" ويتلقّى الأوامر منه"، مؤكدا أن "هذه الأكثرية لا تستطيع أن تفرض نفسها لا في الحكومة ولا في المجلس النيابي، ولذلك يتّهمون الأقلية بأنها تلعب لعبة النصاب، لكن لو كان هناك أكثرية حقيقية لكانت وحدها استطاعت أن تؤمن النصاب".

وحول قول عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله "فليقف على رجل واحدة" رداً على طلب حمادة بالوقوف دقيقة صمت في المجلس النيابي حداداً على شهداء سوريا، قال: "الزميل أكرم شهيب جاوب من قال لي هذا الكلام، و"لم يُقصّر به"، إلا أن جواب شهيب شطب من محضر الجلسة، وأنا سآخذ هذا الكلام بتهذيب على أن القصد منه أن للمجلس رجلان وسنقف على رجل واحدة".

تابع: "في ذكرى الشهيد كمال جنبلاط حضر العديد من رفاقنا في "14 آذار" إلا أنني لم أرَ أحداً من قوى "8 آذار" حاضراً، وأنا آسف لعدم حضور هؤلاء، ربما سبب تغيّبهم يكون في أنّهم محرجون جداً من موقف جنبلاط من الثورة السورية"، مردفا "النظام السوري هو من عسكر الثورة".

وأضاف: "برأيي أن السلاح سيزداد في سوريا ولكن الثورة لن تتوقف قبل أن يتوقف قتل البشر"، مشيراً الى أن "وحدات كاملة من الجيش السوري إما التحقت بـ"الجيش السوري الحر" أو معزولة في ثكناتها، لأن النظام لا يثق بقياداتها ولا يعطيها الذخيرة إلا أن السلاح موجود بين أيديها". وحول مواقف البطريرك بشارة بطرس الراعي الأخيرة، قال: "سيكتشف المسيحيون أنهم رواد الثورات العربية، وأنا لا أؤيد مواقف الراعي الأخيرة". وطالب بـ"إيضاحات حول ما يسمّى كتيبة "عبدالله عزام" والبيان الذي أصدرته" وقالت فيه إنّها تلقّت عرضاً لاغتيال وليد جنبلاط مقابل الإفراج عن قيادييها المعتقلين لدى النظام السوري، سائلا "أين أصبح التحقيق (في موضوع الخلية التي اكتشفها الجيش)، ومن هو التلميذ الضابط المتّهم؟ وهل نحن أمام سيناريو جديد من الاغتيالات؟".

وفي حديث الى "اخبار المستقبل" أكد حمادة أن "وقت مساءلة الحكومة قد حان، وعلى المجلس النيابي أن يتحمّل مسؤولياته" في هذا المجال، لافتاً إلى أن رئيس المجلس نبيه بري "لمحّ الى أنه سيسأل الحكومة بموضوع النفط الذي تأخّر كثيراً ولم تقر مراسيمه بعد".

واشار إلى أنّه "في هيئة مكتب مجلس النواب يتم أخذ القرارات بالتصويت، لكن جرت العادة أن يتم التوافق مع الرئيس بري" حول مختلف الأمور، آملاً في أن يتم التوافق في اجتماع المكتب المقرر غداً حول طلب قوى 14 آذار مساءلة الحكومة في الجلسة النيابية الأربعاء المقبل و"ألا يتم اللجوء إلى النظام الداخلي والذهاب إلى التصويت".

وشدد على أن "هذه الحكومة ظنّت نفسها أنها أتت في الوقت السوري الراجح، وإذ بها أتت في الوقت السوري المنتهي"، مشيراً إلى أن "قوى 14 آذار ومعها أطراف أخرى ما زالت على موقفها بموضوع الإنفاق المالي وضرورة شموله لكامل المبالغ" التي أنفقت في عهد الحكومات السابقة والحكومة الحالية.

 

"المستقبل" يطلق حملة في الضنية تضامناً مع النازحين/فتفت: الحكومة تخوض معركة النظام السوري

الضنية "المستقبل"

وصف عضو كلتة المستقبل النائب احمد فتفت الحكومة، بانها حكومة الاسد، لأن ما تقوم به تحت عنوان النأي بالنفس انما تزج بنفسها وبلبنان في معركة الدفاع عن النظام السوري.

نظم تيار المستقبل - الضنية لقاء سياسيا "تضامنا مع الثورة السورية" ولمناسبة اطلاق حملة التبرعات للنازحين، في قاعة مسجد الصديق - سير، في حضور النائبين أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز، المنسق العام لتيار المستقبل الدكتور هيثم الصمد، ممثلين عن قوى 14 آذار وحشد من أبناء الضنية.

بعد دقيقة صمت حدادا عن أرواح شهداء الثورات العربية، رحب محمد حندوش بالحضور ونوه بأهمية اللقاء، بعدها كانت قصيدة شعرية للشيخ سعيد هرموش ثمن فيها "الثورة السورية ومناضليها الأبطال".

الصمد

واعتبر الصمد "أن وقوفنا الى جانب المظلومين هو نابع من أخلاقنا وانسانيتنا وأدياننا السماوية التي تأمرنا بذلك"، مشيرا الى "ان تلازم المسار والمصير الحقيقي هو بين الشعب اللبناني والشعب السوري ليس على طريقة شعب واحد في دولتين وإنما حرية واحدة لدولتين وشعبين".

وقال: "إننا في تيار المستقبل ندعو إلى دعم الثورة السورية من خلال تعزيز صمود النازحين الذين هم موجودون بين اخوانهم، لذلك ندعو الى البدء بحملة جمع تبرعات لمساعدة النازحين بالتعاون مع النواب وهيئات المجتمع المدني ورجال الدين والاهالي".

عبد العزيز

ورأى النائب عبد العزيز أنه "بعد مضي عام على ثورة الشعب السوري، يزيد النظام من بطشه لتهويل الابرياء وليحبط عزيمة الثوار الشرفاء ولكنهم ثابتون على طريق الحق ويتابعون المشوار لانهم طلبوا الحرية وهم تواقون اليها، لذلك نتوجه من الضنية الى الشعب السوري لنقول له نحن معك ولن ننساك".

وسأل عن "أسباب تنكر حكومتنا لقضية الشعب السوري وللجرحى والنازحين الينا؟"، موضحا "انها مشغولة بالدفاع عن النظام السوري ونسيت شعبه"، واصفا الحكومة ب"المحنطة التي لا يرف لها جفن وفقدت كل حس انساني وكل ضمير، بعدما اختارت الوقوف مع الجلاد ضد الضحية".

وقال: "نحن في قوى 14 آذار نرفع رأسنا عاليا بوقوفنا الى جانب الشعب السوري لانها مواقف انسانية، وهو قرر وعقارب الساعة لن تعود الى الوراء، بعدما رفع شعار "الموت ولا المذلة" وهو كاف لتحقيق حلم هذا الشعب في الحرية والعدالة".

فتفت

أما النائب فتفتت فاستهل كلمته، قائلا: "كنا قبل سبع سنوات خلت نلتقي هنا، وفي ساحات بيروت، في رأسنا حلم أن نتحرر ونستعيد سيادة لبنان بانسحاب الجيش السوري، كان يبدو حلما كبيرا، ولكنه تحقق بارادة الناس، من ربيع بيروت انطلق ربيع العرب، وشغف الحرية وارادة الديموقراطية في كل الوطن العربي، هذه هي الحقيقة. الفضل يعود لكم جميعا لما قدمتموه خلال السنوات الماضية. اما اليوم فنحن نقف في موقف "المنحازين" نعم يتهموننا أننا منحازون للشعب السوري، فنجيب فخر لنا أن ننحاز للحرية والديموقراطية والعدالة، ونتهمهم أنهم ينحازون لشبيحة الاسد فيدعون النأي بالنفس، هذا هو البعد بين مريد الحرية ومغتصب السلطة، وطالب الوجاهة والمال".

وتابع: "نعم قررنا أن ننحاز بالكامل الى الشعب السوري، وكان أول من قالها الرئيس سعد الحريري "معركة الحرية والديموقراطية في سوريا هي معركة كل العرب"، أما لماذا نحن منحازون؟ هل لانه موضوع عاطفي فقط؟ انها مصلحة لبنان وشعبه أن نقف الى جانب الشعب السوري، لأول مرة في تاريخ سوريا الحديث، هناك فريق سياسي سوري هو المجلس الوطني يعترف ويقر أن هناك دولة نهائية اسمها لبنان، ويدعو الى ترسيم الحدود والى انهاء الاشكالات التاريخية لما كان يسمى بالخطأ التاريخي بخلق لبنان. ونحن شعب تعلق بالحرية والديموقراطية وندرك تماما اذا لم يكن في محيطنا حرية سيعود عهد الوصاية علينا. لذلك من واجبنا أن ننحاز الى ارادة الحرية عند الشعوب العربية ، اضافة الى رسالة الحرية التي جاءت بها كل الاديان السماوية رغم كل ما يدعونه عكس ذلك". وتوجه الى المتخوفين من الاسلام السياسي " ولا ادعي الانتماء اليه ولكن تجربتنا اللبنانية اثبتت ان لدى الاسلام السياسي ما يكفي من الوعي والارادة الديموقراطية لممارسة الحريات ووممارسة السلطة وتمثيل الناس عندما يعطى هذا التمثيل من الشعب ويعيده الى الشعب في لعبة ديموقراطية عشناها في لبنان، لذلك نقول للجميع ان ما تخوفون منه المسلمين والمسيحيين هو خطأ كبير لا ن هنا وعي اسلامي كبير يريد الحرية والديموقراطية والانفتاح على العالم. هذا هو الاسلام السياسي اسلام اليد الممدودة للجميع اسلام قبول الاخر والارادة الشعبية الواعية، فهذا الاسلام لايخيفنا بل بالعكس تماما انه مدعاة فخر لنا ان نرى هذه الخطوات الكبيرة في ايامنا هذه".

وسأل: "لماذا يوهموننا بما يسمى سياسة النأي بالنفس، وعن ماذا ينأون بأنفسهم؟ عن أن يمس لبنان أي شر "معاذ الله" نحن قبلهم في ذلك، موقفنا واضح نحن مع دعم الشعب السوري سياسيا واعلاميا وانسانيا للاجئين، نحن لسنا طرفا ولا نريد، حتى الشعب السوري لا يريد منا، أن نكون طرفا في النزاع الامني، عن ماذا ينأون بانفسهم؟ انها خدعة كبيرة، عندما نستمع الى وزير خارجيتنا يدافع عن النظام السوري، يقولون نأي بالنفس، وفي الواقع هو زج بالنفس الى جانب النظام السوري، وعندما نسمع وزير الدفاع يتهم شرفاء عرسال بانهم من تنظيم القاعدة، من أجل أن يستجلب العطف للنظام السوري عالميا، هل هو نأي بالنفس؟ أم وسيلة سياسية اعلامية أمنية لمساندة النظام السوري".

وقال: "هذه الحكومة، هي حكومة بشار الاسد وكل ما تقوم به تحت عنوان النأي بالنفس انما تزج بنفسها وبلبنان في معركة الدفاع عن بشار الاسد، وهذا شيء طبيعي، ليس لأحد أن يستغرب موقف هذه الحكومة وعلاقات الصداقة والمصالح الاقتصادية معروفة، ومن جاء بها معروف كيف وصلت وتشكلت ومن فرضها بعد الانقلاب بالقمصان السود... حتى أن البعض تجاوز موضوع النأي بالنفس وصلت به الوقاحة حتى لا أقول الحقارة الى ان يصف المجازر بأنها عمليات تنظيف. هذا كلام غير أخلاقي ولا يليق بالانسان، أن نرى آلاف الضحايا ونقول لتنظيف حمص أو باب عمرو وأدلب ... لا يمكن لانسان أن يهبط الى مثل هذا الدرك من قلة الاخلاق".

تابع: "موقفنا واضح نحن عن قناعة راسخة أنه من واجبنا أن نقف الى جانب الشعب السوري، لذلك أكرر النداء بأننا مع كل الجمعيات الانسانية والمجتمع المدني والاهلي سنبدأ بحملات تبرع لدعم اللاجئين السوريين، الذين فاقت اعدادهم العشرين ألف، هذا دورنا هنا بالمساعدة. لقد بدأت مظاهر العنصرية عند البعض الذي ربما يفكر بطرد هؤلاء اللاجئين، وهو يشبههم أحيانا باللاجئين الفلسطينيين، ربما أصاب على الاقل في نقطة واحدة، هل هناك فرق بين مجازر الصهاينة، ومجازر شبيحة البعث في سوريا، هذا هو السؤال المطروح؟ نعم نحن نعتبر اسرائيل عدوا وندين كل ممارساته اليومية، ونعتبر ان استعادة حقوق الشعب الفلسطينية واقامة دولته هي أدنى الحقوق المفترض أن نقاتل من أجلها، ولكن هذا لا يبرر للآخرين دعم نظام القتل والتشبيح والتدمير، تحت عنوان الممانعة، وهو عنوان المكابرة، لا يريدون الاعتراف بالحقيقة، ويصرون ان هناك شعبا يتآمر على النظام،ولكن الحقيقة ان منظمة ايباك الصهيونية تدعم هذا النظام وتضغط في اوروبا والولايات المتحدة لعدم الاطاحة به لانه افضل من يؤمن مصالح اسرائيل ويحميها انها مقولة. لقد أصبح كل العالم يدرك ان الشعب السوري لن يستكين، وسوف يستمر في ثورته لأن لا خيار امامه، اذا توقف سوف يتشرد ولا مكان له الا في القبور، لان هذا النظام يدرك تماما أيضا أن لا مكان له بين الانظمة التي تمثل شعوبها".

 

سعيد: نصرالله عرض مخرجاً للأسد شبيهاً بـ 7 أيار

 المستقبل/أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن "النظام السوري انتهى بإقرار من حلفائه في لبنان، ومهما طال عليه الزمن، في النهاية سينتهي". واعتبر في حديث الى اذاعة "الشرق" أمس، أن "العنوان الكبير هو تراجع نفوذ إيران في المنطقة وإسقاطه من خلال إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، وإسقاط سلاح "حزب الله" في لبنان وعودته إلى الدولة من دون سلاحه". وقال: "إن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بعدما كان يستمد قوة حزبه من حزب البعث السوري، عرض في كلامه الأخير مخرجاً لنظام الأسد، شبيهاً بمخرج 7 أيار في لبنان وهو اتفاق الدوحة. وهذا المخرج يدل على سقوط النظام الذي كان يستند الى ركيزتين، واحدة اقليمية، إذ إنه يقرر في لبنان وفلسطين والعراق، وأخرى داخلية تتمثل بقدرته على ضبط النظام الداخلي من خلال جيش يخلق طبقة من المستفيدين لمساعدته بضبط الرأي العام السوري. الركيزة الأولى سقطت، والثانية فقدها من خلال شجاعة الشعب السوري، ما يؤدي في النتيجة إلى سقوطه". وأشار الى أن "قوى 14 آذار لا تفرض شروطاً خاصة بها، ولكن تطلب احترام شروط الدولة"، موضحاً أنه "لم يعد سراً وجود نقاش داخل "حزب الله" لمد جسور وحوار مع الطرف الآخر في الوطن خصوصاً في ظل ما وصلت إليه كل من إيران وسوريا".

أضاف: "إذا كان أحد يعتبر أن النظام السوري يمر بمحنة وسيخرج منها ويعود الى ما كان عليه سابقاً، فيكون عقله في السياسة خفيفاً، فهو انتهى بإقرار من حلفائه في لبنان. ومهما طال عليه الزمن، في النهاية سينتهي". ودعا الجميع الى "التفكير بنموذج جديد من العلاقات بين البلدين، وعلاقات لبنانية ـ لبنانية يجب أن تحصل بمقاربة مريحة".

 

 

بعدما حذّر أنان من عواقب فشل مساعيه/هل يتّفق القادة على إبقاء لبنان في منأى عنها؟

اميل خوري/النهار

عندما يقول الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان إن عواقب عدم التوصل الى حل للوضع في سوريا ستكون وخيمة على المنطقة وعلى دول الجوار، فما هي مسؤولية الزعماء اللبنانيين لتدارك ذلك بحيث يتّفقون على سياسة النأي بلبنان عما يجري حوله فعلا لا قولا وليرتفعوا عندئذ الى مستوى الخطر؟

لكن ويا للاسف، ما زال هؤلاء الزعماء يراهنون على نتائج ما يحدث في سوريا كي يبنوا على الشيء مقتضاه... ففريق 8 آذار يراهن على انتصار النظام في سوريا على خصومه كي يحقق الانتصار على فريق 14 آذار في لبنان خصوصا في انتخابات 2013 بحيث يفوز بأكثرية المقاعد النيابية ويكون له الحكم والاقلية تكون لفريق 14 آذار وتمارس دور المعارضة تطبيقا للنظام الديموقراطي الذي ينبغي العودة اليه. اما اذا سقط النظام السوري وانتصر عليه خصومه، فإن فريق 8 آذار يحذر اللبنانيين من احتمال سقوط الامن والاستقرار في لبنان، اي بعودة الحرب الداخلية اليه، وكأنه لم يتعلم شيئا من الماضي وما قاساه الشعب من جراء الحروب العبثية.

اما فريق 14 آذار فيراهن على سقوط النظام في سوريا وانتصار خصومه عليه، وهذا يشكل انتصارا له في لبنان وان لم يكن باعتماد سياسة الانتقام والكيدية فباعتماد سياسة مد اليد التي كرر الدعوة اليها منذ الآن ولم تلق تجاوبا من الفريق الآخر بعدما اعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله رفضه ذلك بدعوى انه لا يعرف ماذا تخفي اليد الممدودة، وقال متحديا: "ان من يستطيع نزع سلاح المقاومة فليتفضل"... مع ان فريق 14 آذار مستعدّ لأن يثبت حسن نيته اذا سقط النظام في سوريا بالدعوة الى المصالحة والمسامحة بين اللبنانيين على اساس ان يقابل تسليم سلاح "حزب الله" للدولة، العفو العام عن مرتكبي كل الجرائم التي وقعت في لبنان واستهدفت خيرة رجاله من سياسيين بارزين واعلاميين معروفين ورجال دين، فيتحقق عندئذ الوفاق الوطني الشامل والحقيقي، وتقوم الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها، فلا تكون دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها. وعندها يكون لبنان قد نفذ قرار مجلس الامن الرقم 1701 بتنسيق وتعاون مع النظام السوري الجديد الذي يقيم افضل العلاقات مع النظام في لبنان على اسس ثابتة وواضحة وعلى احترام متبادل لسيادة كل من البلدين، لأن النظامين يصبحان متشابهين وليسا متناقضين كما هما حاليا.

والسؤال المطروح هو: هل يعود فريقا 8 و14 آذار الى طاولة الحوار للاتفاق على ما يحصّن لبنان حيال ما يجري في المنطقة ولا سيما في سوريا، ويضمن استمرار الامن والاستقرار والحفاظ على السلم الاهلي كي يستمر النمو الاقتصادي ويتحول لبنان مركزا رئيسيا لاستقطاب الاموال كملاذ آمن لها من اجل توظيفها في شتى المشاريع التي تخلق فرص عمل جديدة للبنانيين؟ ولا مانع في ان تكون الاستراتيجية الدفاعية عنوان هذا الحوار اذا كان "حزب الله" يصر على ذلك، ولكن لا استراتيجية من دون البحث في دور السلاح خارج الدولة وهو دور ينبغي ان يكون موحدا خصوصا في زمن الحرب. فإذا كانت نيات "حزب الله" صافية وسليمة وتقدم مصلحة لبنان على كل ما عداها، فإن اقتراحات الرئيس سليمان لدور هذا السلاح هي اساس صالح للبحث مثل: كيف يستعمل السلاح ومتى واين ولماذا؟ والا فإن فريق 8 آذار يكون مصمما على مواجهة فريق 14 آذار سواء انتصر النظام في سوريا على خصومه فيكون هذا الانتصار انتصارا له في لبنان على خصومه ايضا، او سقط هذا النظام، وفي سقوطه سقوط الامن والاستقرار في لبنان وهو ما اعلنه العماد ميشال عون بوضوح وصراحة بقوله ان البديل من نظام الاسد حرب في لبنان، لذا على 14 آذار  أن يختار بين احتمال فشل رهانه او تحمل نتائج نجاح رهانه اذا كان اغراق لبنان في حرب داخلية... وعلى الزعماء اللبنانيين ان يقرروا بمسؤولية كاملة العودة الى الحوار للاتفاق على تحصين الجبهة الداخلية بالوفاق الوطني وعدم انتظار نتائج الاحداث في سوريا ونتائج مساعي كوفي انان حتى اذا ما فشلت يكون انتظار آخر لنتائج مؤتمر اسطنبول في 2 نيسان المقبل، او رفض العودة الى هذا الحوار بسبب الخلاف على جدول اعماله بسبب عدم جهوزية "حزب الله" للحل في انتظار معرفة من سيكون الرابح في سوريا.

 

سماحة مفتي السعودية... إقرأ القرآن من فضلك

جوزف الهاشم/النهار

ما بال بعض رجال الدين... رجال الله على الارض، يعيشون في كوكب فضائي، فيما الارض تلتهب بالصراع الطائفي والتناقض المذهبي والحركات الاصولية والدعوات التكفيرية، وأبناء حواء يتقاتلون باسم الله على الله، ويقسمونه الى ربين كلاهما يحارب الآخر. ما باله سماحة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله يصبها زيتا على النار المتأججة، بدعوته الى "هدم كل ما في الجزيرة العربية من كنائس، لأن إقرارها إقرار لدين غير الاسلام...". الا يحوّر سماحته بذلك مسيرة المملكة التي تعتبر "اطفائية" نيران العرب، ويسيء الى تاريخ ملوكها وعلى رأسهم الملك المؤسس عبد العزيز الذي لقب نابوليون العرب فلم ينذر نفسه لمملكته وكفى، بل أثقل أصغريه الاكبرين بقضايا الامة وهمومها الاسلامية والمسيحية على السواء.

الا يُدهش سماحته ما تتعرض له المصاحف من إحراق مقابل إحراق الكنائس، حتى يدعو الى هدم الكنائس في الجزيرة العربية، كأنما يستحثّ دعوة مقابلة الى احراق المساجد في الدول المسيحية، وفي ذلك اذكاء  لحرب دينية مذهبية اصولية تكفيرية أممية شاملة تبدأ في مكان ولا تنتهي في مكان آخر.

قبل الاستنجاد بالآيات القرآنية التي تسفّه دعوة المفتي، نقول لسماحته ان دعوته "الكريمة" هذه تنطوي على دلالات ثلاث:

اولا: انها بالمعنى الحقوقي القانوني تعتبر تحريضا على الفعل يعاقب عليه الشرع والقانون سواسية بين المحرض والمرتكب.

ثانيا: انها بالمعنى الاجتهادي التفسيري تعتبر فتوى فقهية تحض على تنفيذ ما هو امر شرعي.

ثالثا: انها بالمعنى الديني الروحي تشكل تناقضا فاضحا مع روح القرآن وروح الدعوة.

اذا كان سماحته ينسب الى النبي "ان جزيرة العرب لا يجتمع فيها دينان..." فلماذا يتجاهل ما جاء في القرآن عن النبي: "انّا ارسلناك رحمة للعالمين". ولماذا يتجاهل عهد النبي لأهل نجران... والامر الذي اصدره بقتل رجل مسلم قتل رجلا مسيحيا قائلا: "انا احقّ بذمته..." وكيف يتجاهل لجوء النبي الى ملك الحبشة النجاشي المسيحي، عندما تعرض لاضطهاد اهل الجزيرة العربية التي يدعو اليوم الى هدم كنائسها، وكيف يتنكر للحقوق التي منحتها الدولة الاسلامية للانسان المسيحي والتي غبطه عليها المسلمون، كما جاء في كتاب "أنوار البروق للفقيه القرافي".

وكيف يجهل ان اصحاب المناصب المسيحية في الدولة الاسلامية السمحاء كانوا يرسمون اشارة الصليب على المعاملات الرسمية الى جانب اختام رؤسائهم المسلمين، كما يقول حبيب الزيات في كتاب "الصليب في الاسلام".

ودرءا لخطورة مفاعيل هذه الدعوة او التذرع التكفيري بها، لا بد من ان نذكّر سماحته:

أولا: ان في اللقاءات التحضيرية للحوار الوطني الخامس في السعودية تقرر "استبدال مصطلح الكافر بكلمة الآخر او غير المسلم، لأن ذلك يؤدي الى زرع الكراهية بين المسلمين وغيرهم...".

ثانيا: ان وثيقة الازهر الشريف في 8 كانون الثاني 2012 تشدد على حرية الرأي وحرية العقيدة التي هي مكفولة بثوابت النصوص الدينية...

ثالثا: ان النصوص الدينية التي يشير اليها الازهر الشريف مقتبسة من الآيات الكريمة ومنها:

- "يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم". (آل عمران – 64)

- "لا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي أحسن". (العنكبوت – 46)

- ما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرّق بين احد منهم. (آل عمران 84)

- "يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا... إن أكرمكم عند الله أتقاكم". (الحجرات – 13)

-"ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى". (المائدة – 82)

- "لو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين". (يونس – 99)

- وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. (الكهف – 29)

- "أفنجعل المسلمين كالمجرمين". (القلم – 36)

وختاما... رجوتك يا صاحب السماحة - ومع دعوتك الى هدم الكنائس – أن تتلو هذه الآيات على الناس وأنت تؤم الصلاة.

 

شهرزاد الجعفري.. دليل الاستعمار البعثي الى الاستعمار العالمي

وسام سعادة/المستقبل

قد تكون هديل العلي هي الأكثر حيويّة في نصائحها لـ"السيّد الرئيس" في ما كشفه الإختراق الإلكترونيّ الموفّق لبريد الطاغية، لكنّ الظاهرة التي تستحق أن نتوقّف عندها هي شهرزاد بشّار الجعفري، ليس لأنّ النصائح المسداة من جهتها فيها ما يثير العجب أو يكشف الأستار، وإن كانت تؤدّي "واجبها" بشكل دقيق ويقظ، لا هو "حرفيّ" ولا هو "احترافيّ". إنما أهميّة شهرزاد الجعفري ورسائلها هي في مكان آخر: هذه المستشارة الإعلاميّة للطاغية للعلاقات الخارجية تلخّص لنا، بحيثيتها، جزءاً من التصوّر الذي يتبنّاه هذا النظام عن نفسه وعن الغرب، وعن الطريقة التي يمكنه من خلالها أن يخدع العالم، علّه يفلت من حكم التاريخ القاطع، بإزالته.

بقراءة سريعة لكل المادة الإلكترونيّة المنسوبة إلى الجعفري نستطيع القول انّ هذا النظام يتصوّر أنّ الرأي العام هو "الخاصرة الرخوة" في البلدان الغربية، وبشكل أساسي في أميركا، وأنّ التأثير عليه رهن بسياسة إعلامية ترويجية ناجحة، أي أنّه يمكن "نظريّاً" لأي طاغية من طغاة العالم الثالث أن يرتكب ما شاء من جرائم وفظائع، على أن يحميه طاقم إعلاميّ متستّر عليه، وله منفذ إلى الرأي العام الغربي.

النقطة الثانية وفقاً لهذا التصوّر أنّ التستّر الإعلاميّ على جرائم وفظائع النظام لا يمكن أن تكون بالنفي المطلق، أو بالمبالغة في نسب الصفات الحميدة إلى هذا النظام. أبداً. وظيفياً، يطالب النظام السوريّ شهرزاد الجعفريّ بأن تنصحه بالتالي: عليك كنظام أن تجد ضالتك في أي سياسة إعلامية تعمّم موقفاً ملتبساً، تشكيكياً، توزيعيّاً للتركة الدموية على الجميع في سوريا. عليك كنظام أن تجد ضالتك في أي سياسة إعلامية تعمّم منطقاً من قبيل "كل شيء نسبي في سوريا"، أو "ليس هناك جلاد وضحية في سوريا"، بل أنصاف جلادين متبدّلي المواقع، وأنصاف ضحايا. أكثر من ذلك: عليك كنظام أن تعود فتردّد ما تقوله لك شهرزاد الجعفري. وهكذا، لم يتردّد بشّار الأسد في وصف النظام الذي هو على رأسه بأنّه غير ديموقراطيّ، خلال المقابلة التلفزيونية البائسة التي أجراها قبل أشهر، وهو ما يكفي لنقض زعم "الديموقراطيّة" الذي وجد من تبرّع، سريالياً، لإغداقه على النظام الفئوي الدمويّ في أعلى مراحل دمويّته، التي هي الآن دمويّة الإحتضار.

يتصوّر النظام البعثيّ في سوريا أنّه بمثل شهرزاد الجعفري يمكنه أن يخاطب الغرب، ويتصوّر أنّه بمخاطبة الغرب يمكنه أن يواصل عمليته القمعية شهراً بعد شهر ضدّ أعتى ثورة شعبية تنفجر في وجهه. لكن مهلاً، ما يفعله النظام في كل هذا يعيد التذكير بما كان يفعله ضبّاط أوروبيون كثر في المستعمرات. كان هؤلاء أيضاً، يحاولون التقليل من الطابع الهمجي العنيف لتعاملهم مع السكّان الأصليين وثوراتهم، ويتصوّرون أنّه يمكن التستّر على ذلك بمنطق إظهار أنّ ثورات السكّان الأصليين مشتّتة، ومتطرّفة، ودمويّة، إلخ.

النظام البعثيّ في سوريا هو على نمط هؤلاء الضبّاط في المستعمرات. لكن ضبّاطه ليسوا أوروبيين، بل هم ضبّاط أهليون، فئويون، يحاولون الجمع بين مستحيلين: ادعاء "حماية الأقليّات" في وجه الأكثرية الأهلية الثائرة، وإدعاء أنّ النظام الأقلويّ البعثيّ يشكّل الأكثريّة، التي كانت في أيّام حافظ الأسد "أكثرية 99.99%" وبقيت "أكثرية كاسحة" وفقاً لكذبة الإستفتاء قبل أسابيع. لكن هؤلاء الضبّاط الأهليين يمارسون السياسة الإستعماريّة نفسها، ويتعاملون مع الشعب السوريّ كسكّان أصليين. شهرزاد الجعفري بالتحديد تتعامل مع "شعبها" على أنّه كذلك. تصوّره كشعب بدائيّ ثائر في وجه استعمار تحديثيّ. لا تبرّر للإستعمار البعثيّ أنّه استعمار، لكنها تبرّر له انه تحديثيّ، ومعتدل، وقادر على مخاطبة الغرب الإستعماريّ باللغة التي يفهمها، وهكذا...

وبما أنّ تقسيم العمل قائم، بشّارياً، بين هديل العليّ، التي عينها على التركيبة الداخلية، وشهرزاد الجعفري، عين النظام إلى "العالمية"، فلا يعود النظام بحاجة إلى مخاطبة السكّان الأصليين انفسهم، أي الشعب السوريّ الثائر. ليس هناك مستشارة "إضافيّة" من هذا النوع. ليس هناك؟ ربّما وجد، إنّما بطريقة غير مباشرة! إنّها أسماء الأخرس. المفترض فيها تمثيل "السكّان الأصليين" في بلاط الطاغية. لكن أسماء الأسد ليست الملكة الآتية من الشعب التي تنتصر في لحظة درامية فاصلة لشعبها على زوجها الطاغية.

 

السفارة الكندية" و"CRTDA": أي ربيع للمرأة العربية؟

المستقبل/تحت عنوان "أي ربيع للمرأة العربية؟" ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظمت السفارة الكندية في لبنان بالتعاون مع مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي "CRTDA" مؤتمراً في اطار شهر الفرنكوفونية في لبنان، عقد أمس في فندق البريستول، في حضور ممثلة وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور عبير عبد الصمد والنائب غسان مخيبر والسيد علي الأمين وممثل رئاسة الفرنكفونية خليل كرم وسفيرة كندا في لبنان هيلاري تشايلدز أدامز وفعاليات. وأعربت أدامز عن قلقها تجاه حقوق المرأة في بعض البلدان العربية، مؤكدة ان "شهر الفرنكفونية يجدد تمسكنا بقيم السلام والديموقراطية واحترام حقوق الانسان". ودعت الى "الحفاظ على مكتسبات الربيع العربي الذي لعبت فيه المرأة دوراً أساسياً، مشيرة الى ان "المساواة في لبنان لا تزال غير مضمونة ان لناحية الأحوال الشخصية والارث والعمل أو لناحية المشاركة في الحياة السياسية وحقها في إعطاء الجنسية لزوجها وأولادها". وتساءلت المديرة التنفيذية لـ "CRTDA" لينا أبو حبيب: "ما هي الآلية لتطبيق الحريات والحقوق الأساسية؟"، داعية الى "قيام ديموقراطيات تشاركية". وتمحورت الجلسة الأولى بادارة الناشطة في مجال حقوق الانسان والمرأة أريان برونيه حول "المشاركة السياسية للمرأة". وأكدت خلالها رئيسة الجمعية الديموقراطية للمرأة في المغرب ربيعة نصيري ان "المشاركة السياسية للمرأة شرط أساسي للديموقراطية، ولكنه ليس كافياً، إن هناك مسألة عدم التمييز والمساواة الجوهرية"، ولفتت الى ان "ديباجة الدستور المغربي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحريات الدستورية". وأكد مخيبر انه "لا يمكن النهوض بقضية المرأة الا إذا باتت القضية اجتماعية شاملة للرجال والنساء". وعدد ما تم انجازه في لبنان من "مقترح قانون يسمح للمرأة بنقل جنسيتها الى زوجها وأولادها ومشروع قانون حماية المرأة من العنف واعتماد قانون علماني للأحوال الشخصية والكوتا الانتخابية. وقد تمكنا هذا العام من إلغاء الأسباب التخفيفية عن جرائم الشرق وتعزيز مساواة المرأة في مجال الارث والضرائب". وشدد على ان "الاقتراع النسبي سوف يسهل فنياً أو تقنياً مشاركة المرأة، الا انه لا بد من إحياء النقاش مع الفعاليات السياسية والأحزاب". وعقدت جلستان، ناقشت الأولى "الديموقراطية وحماية الحقوق المدنية للمرأة" وعالجت الثانية "التحديات واستراتيجيات العمل".

 

الجوزو: لو حاول سفراء سوريا جميعاً الدفاع عن بشار لما استطاعوا غسل عاره وإنقاذ سمعته السيئة

 المستقبل/دعا مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو، الدول العربية الى المسارعة لـ "تسليح "الجيش السوري الحر" للدفاع عن كرامة الشعب السوري البطل"، سائلاً: "ألم يعلن هذا الديكتاتور (الرئيس السوري بشار الاسد) الحرب على شعبه وهل من حقه أن يقتل شعبه دون ان يكون هناك من يدافع عنه؟".

وقال في تصريح أمس: "لو أن سفراء سوريا جميعاً حاولوا الدفاع عن بشار الأسد وفضائحه وارتكاباته وجرائمه ومذابحه ومجازره. من سفيره في الأمم المتحدة الى سفيره في لبنان لما استطاعوا أن ينقذوا سمعته السيئة وأن يغسلوا العار الذي يكلل جبينه بسبب قتل شعبه وتدمير المدن السورية والتعذيب والتنكيل، الذي مارسه ضد شباب ونساء وأطفال سوريا".

أضاف: "نحن في عصر الإعلام المرئي (التلفزيون) والذي يفضح الحكام المجرمين القتلة ويكشف حقيقتهم بالصوت والصورة وينقل الى العالم أجمع بشاعة ما يقومون به من أعمال وحشية وبربرية. وهو يكذب هؤلاء السفراء المضللين ويفضح نفاقهم الذي يلجأون اليه لارضاء سيدهم الذي سيحال قريباً الى المحاكم الجنائية الدولية هو وأقاربه وضباطه وجنوده وسفراؤه بإذن الله لينالوا العقوبة التي يستحقونها"، لافتا الى ان "هذا السفير الباطني الخبيث في لبنان (علي عبدالكريم علي) يعرف تماماً انه غير مرغوب فيه وان زيارته لسماحة المفتي ليست تقديراً له، ولكنه يريد تنفيذ مخطط يعمل له وهو بث السموم والأكاذيب ضد الثورة السورية، وتحدي مشاعر المسلمين في عقر دارهم وزرع الفتنة بين المفتي وبين المسلمين في لبنان".

واستطرد: "يكفي انه سفير سفاح يذبح شعبه، يقتل شعبه، ويسلط قنابل دباباته ورصاص جنوده ضد الابرياء من أبناء شعبه، وهو الجبان الذي لم يستطع ان يطلق مدفعاً واحداً على إسرائيل التي كالت له الصفعات دون ان يرد. وهو يعلم علم اليقين ان أحداً لن يصدقه في أقواله لأنه هو ومن يمثل يرمز الى الجريمة والابادة الجماعية ويرمز الى الكذب واختراع الاضاليل لاستباحة دماء الأبرياء من أبناء شعبه"، مشيرا الى ان "كل هؤلاء السفراء مع وزير خارجيتهم باعوا ضمائرهم للشيطان وخانوا أمانة الكلمة. وخانوا شعوبهم وساروا في ركاب الظلم والديكتاتورية".

وأكد ان "سفير سوريا في لبنان يقوم اليوم مقام ضابط المخابرات، الذي كان يحكم لبنان من "عنجر" أيام الوصاية التي اغتالت كبار الشخصيات اللبنانية فهؤلاء يقتلون القتيل ويمشون في جنازته"، لافتا الى انهم "اشاعوا عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان الذي يقف وراء هذه الجريمة هو "ابو عدس" ثم كشفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ان أبو عدس هذا هو "حزب الله" فوجهت الاتهام الى أفراد منه ولم يستطع ان يدافع عن نفسه".

أضاف: "انهم يخوفوننا من عواقب الحرب الأهلية في سوريا، وهل الذي يقوم به بشار من أعمال اجرامية سوى إعلان حرب أهلية وطائفية وعرقية ومن طرف واحد، استخدمت فيها الدبابات والطائرات والشبيحة من إيران ولبنان والعراق ليقتل شعبه، ولماذا تهرب الأمم المتحدة ولماذا يهرب بعض أعضاء مجلس الأمن من مسؤولياتهم بحجة الخوف من الحرب الأهلية؟"، مؤكدا انه "لم يعد باستطاعة المسلمين السكوت على الجرائم التي ترتكب في حق اخوانهم واهلهم في حمص وادلب وحماه ودير الزور ودرعا، فثاروا".

وقال: "صحيح ان غبطة البطريرك (بشارة بطرس الراعي) تجاوز الخطوط الحمر في مواقفه ضد الشعب السوري والتشكيك في الثورة السورية وأهدافها الشريفة مما اضطر قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع لأن يوجه اليه اللوم فقال له: الى أين تأخذ المسيحيين يا غبطة البطريرك، ولكن (عضو كتلة "القوات" النائب) انطوان زهرا استدرك في اليوم الثاني وأعلن انهم لا يريدون النيل من غبطته حفاظاً على الموقع وعلى وحدة الصف الماروني في لبنان وعلى دور البطريركية المارونية. فتصرفوا بحكمة وعقل، فلماذا لا يدرك المسلمون ذلك ويكتفون برفض استقبال سفير سوريا في دار الفتوى دون اللجوء الى الإعلام والى الاساءات الشخصية، لأن ذلك ينعكس سلباً على سمعة دار الفتوى وعلى المسلمين جميعاً، ولماذا لا نعالج قضايانا داخل البيت الاسلامي دون اللجوء الى الاعلام ونشر الغسيل على السطوح؟"، مردفا "لقد نفذنا ما خطط له السفير السيئ الذكر من الاساءة الى المسلمين واثارة الخلاف بينهم؟".

وأوضح ان "مواقف المجلس الشرعي ودار الفتوى كانت الادانة الشديدة لكل الجرائم التي ارتكبها النظام السوري ودون مواربة"، مؤكدا ان "هكذا يشمت بنا الاعداء وتصبح مادة صحفية يتسلى بها الناس في مجالسهم". وسأل: "هل نسيتم ان هناك في لبنان من يتآمر ضدنا؟".

وأردف: "ها قد سمعتم (أمين عام "حزب الله") السيد حسن نصرالله وهو يعلن تحديه لنا جميعاً ويعلن وقوفه الى جانب الحاكم الظالم المستبد ويدافع عنه، ويحاول اثارتنا بالقول انه لا يوافق على سقوط النظام السوري، وان الحل لا بد ان يكون سياسياً، مندداً بالدول العربية التي تقف الى جانب الشعب السوري متهماً اياها بالخيانة وهي التي وقفت الى جانبه في حرب تموز2006، وأعادت بناء الجنوب الذي كان سبباً في دماره، وهكذا كان الوفاء".

وختم: "من هنا فإن على الدول العربية أن تسارع الى تسليح الجيش السوري الحر للدفاع عن كرامة الشعب السوري البطل دون ان يكون هناك قوة رادعة من داخل سوريا لايقاف المجزرة"، سائلا "ألم يعلن هذا الديكتاتور الحرب على شعبه وهل من حقه أن يقتل شعبه دون ان يكون هناك من يدافع عنه؟"

 

كوهين في بيروت للتضييق أكثر على سوريا

النهار/ تحتاج الحكومة الى جرعة دعم قوية ان من باب انجاز بعض التعيينات الديبلوماسية والادارية الاربعاء المقبل، وهو امر بدا مستبعدا حتى مساء امس، أم من حيث انجاز الملف المالي العالق بعد اعلان وزير المال محمد الصفدي انجاز قطع الحساب الموقت، اذ ان القضايا الضاغطة تحاصرها وابرزها ملف الامن الغذائي الذي تتكشف فصول منه يوميا وآخرها امس طن ونصف طن من الاسماك الفاسدة في مكب للنفايات في بلدة انصاريه الجنوبية. وقد سارع عدد كبير من التجار الى التخلص من البضاعة الفاسدة لديهم ما ان تحركت الاجهزة للكشف على المستودعات في كل المناطق.

لكن هذا الملف، والملف المالي العالق منذ مدة والمتوقع عرضه على مجلس الوزراء الاربعاء قبل احالته على التدقيق،  لا يحرجان الحكومة في علاقاتها الدولية كمثل التعامل المالي الذي سيحضر بقوة مع وصول نائب وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين الى بيروت غدا، وتوقع ان يحذر الحكومة وعددا من المصارف من مغبة التعامل المالي مع مصارف سورية تحت عنوان " دعم الارهاب".

ولخصت مصادر سياسية لـ "النهار" أهداف زيارة كوهين الى بيروت والمحادثات التي سيجريها مع حاكمية مصرف لبنان وجمعية مصارف لبنان فضلا عن عدد من المسؤولين الحكوميين بنقاط ثلاث رئيسية

- الاولى، تأكيد  مسألة التضييق على سوريا و مدى إلتزام لبنان العقوبات الغربية المفروضة على دمشق وامتناع المصارف اللبنانية عن تقديم أي مساعدة من شأنها ان تساهم في تفلت النظام السوري منها، خصوصا ان واشنطن تتجه نحو زيادة التضييق بعدما تبين أن هذا النظام لا يزال يتمتع بحد من المناورة أو المرونة يتيح له التفلت من العقوبات.

- الثانية، متابعة ذيول ملف "البنك اللبناني الكندي" في ظل وجود دعاوى أميركية أمام القضاء الاميركي على هذا المصرف تتجاوز قيمتها 400 مليون دولار.

- الثالثة، البحث مع السلطات النقدية في مدى قدرة لبنان على توقيع اتفاق ثنائي في شأن تبادل المعلومات الضريبية تنفيذا للقانون الاميركي الصادر اخيرا في هذا الشأن والذي يدخل حيز التنفيذ مطلع السنة المقبلة. ويذكر ان مجلس الوزراء كان أقر في جلسته الاخيرة ثلاثة مشاريع قوانين مرتبطة بهذا الموضوع رفعتها وزارة المال وهي مشروع قانون نقل الاموال، ومشروع مكافحة تبييض الاموال في إطار تحديث اتفاق "غافي" الدولي، ومشروع تبادل المعلومات الضريبية في إطار التزام المعايير الدولية.

النازحون السوريون

على صعيد آخر، بدأ واقع النازحين السوريين الى لبنان يستقطب مزيداً من الاهتمام لدى الجهات الدولية المعنية كما الجمعيات الأهلية التي دأبت منذ اللحظة الاولى على إغاثة هؤلاء وايوائهم. واشارت مصادر متابعة الى أن هذا الاهتمام مرده الى التطورات الامنية الحاصلة داخل سوريا، اذ من المرجح ارتفاع اعداد النازحين الى دول الجوار السوري ومنها لبنان.

وفي هذا السياق، أصدرت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين التقرير الاسبوعي عن اوضاع النازحين السوريين الذي جاء فيه أن أعداد المسجلين لديها ولدى الهيئة العليا للاغاثة سواء في الشمال أو البقاع بلغ قرابة 13 الف نازح، منهم 7913 نازحاً الى الشمال القسم الاكبر منهم في عكار وزهاء 5000 نازح في البقاع.

وأورد التقرير ان الهيئة العليا للإغاثة اعلنت انها ستضطر إلى وقف جهود المساعدة التي تقدمها اعتباراً من 23 آذار الجاري، في حال عدم حصولها على التمويل الإضافي الذي وافقت عليه الحكومة.

وعلى صعيد الحماية والأمن، قال التقرير إن غالبية الوافدين الجدد إلى البقاع أتت من حمص والقصير والزبداني وحماة. وقد دخل معظم العائلات النازحة إلى لبنان من المعبر الحدودي الرسمي في المصنع، في حين دخل عدد قليل من الأسر من المعابر الحدودية غير الرسمية. وقد سمحت السلطات اللبنانية للنازحين بالدخول. (راجع محليات سياسية)

جوازات السفر الخاصة

وفيما تنعقد اليوم في السرايا ثلاث لجان وزارية أولاها لاستكمال البحث في استئجار بواخر توليد الطاقة الكهربائية، والثانية لقطاع النقل، والثالثة لقطع الحساب، تجتمع في ساحة النجمة هيئة مكتب مجلس النواب، وعلمت "النهار" ان  الرئيس نبيه بري سيعرض عليها ضرورة المبادرة الى توفير حل لظاهرة الجوازات الخاصة، بعدما تفشت ولم تعد تقتصر على مستحقيها. وقد تلقى بري في الاشهر الاخيرة كماً من الشكاوى من السفارات في الخارج، واثار الموضوع مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وفي الاعتراضات ان لبنان يخرق اتفاق فيينا في هذا المجال، وان ثمة اسئلة عن هويات الاشخاص حاملي هذا الجواز وما اذا كانوا يستخدمونه لاغراض خاصة او اعمال تهريب وارهاب!

 

المجلس الوطني السوري: التفجيرات بدمشق وحلب محاولة يائسة من النظام لترويع أبنائهما

إتّهم المجلس الوطني السوري المُعارض النظام السوري بالوقوف وراء تفجيرات دمشق وحلب، وقال المجلس في بيان إنّ هذه "التفجيرات محاولة يائسة من النظام لتضليل الرأي العام ولترويع أبناء دمشق وحلب خصوصاً بعد تصاعد الحركة الإحتجاجية في المدينتين". كما طالب المجلس المجتمع الدولي بـ"تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مسؤولية عصابات الأسد عن تلك التفجيرات وجميع العمليات الإرهابية على الاراضي السورية"، داعياً إلى "تدخل دولي عاجل وفوري لوقف جرائم النظام التي باتت تستهدف جميع المؤسسات وكافة أبناء الشعب السوري". (أ.ف.ب.)

 

البابا من القرية إلى الكرسي البابوي... والدته توفيت بـ «حمى النفاث» وشقيقه تولى رعايته

آلاف الأقباط ودّعوا شنودة الثالث بحزن كبير

 | القاهرة - من وفاء وصفي |الراي

بدأت الكنيسة المصرية، امس، الاستعدادات لجنازة البابا شنوده الثالث الذي غيبه الموت السبت، عن عمر يناهز 88 عاما بعدما ظل على رأس الطائفة المسيحية الاكبر في الشرق الاوسط لاكثر من 40 عاما.

وتم الباس جثمان البابا الملابس الكهنوتية ووضع على كرسيه البابوي، امس، وسيبقى كذلك لمدة 3 ايام حتى يتمكن جمهور الاقباط من القاء نظرة الوداع عليه قبل تنظيم قداس الجنازة في مقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في العباسية في القاهرة. وبناء على وصيته، سيتم دفن البابا شنوده الثالث في دير وادي النطرون الواقع في منتصف الطريق تقريبا بين القاهرة والاسكندرية.

وكان شنوده الثالث حددت اقامته في دير الانباء بشوي العام 1981 في عهد الرئيس السابق انور السادات الذي كان على خلاف كبير معه.

وتوافد آلاف الاقباط، امس وليل اول من امس، على مقر الكاتدرائية في القاهرة لوداع الرجل الذي لم يعرفوا غيره ابا للكنيسة على مدى 40 عاما في اجواء مفعمة بالحزن.

إنها رحلة ثرية، من بدايتها إلى نهايتها، بدايتها كانت في قرية صعيدية، وأهم خطواتها كانت في حي العباسية، ونهايتها في وادي النطرون، إنها حكاية سيرة ومسيرة البابا شنودة. وولد نظير جيد روفائيل (البابا شنودة) في 3 أغسطس العام 1923 في قرية سلام في أسيوط وتوفيت والدته بحمى النفاث لتصبح كل أمهات القرية أمًّا له.

كان والده رجلا ريفيا بسيطا وكان يمثل الجانب الأبوي العطوف للطفل نظير جيد. وفي الوقت نفسه نتيجة الظروف التي واجهت الأسرة أصبحت رعاية نظير وتربيته الأولى هي مسؤولية أخيه الأكبر روفائيل، وليس أبيه.

أسرة نظير جيد تكونت من 5 شقيقات متزوجات، وشقيقين فقط هما: روفائيل وشوقي، احتضن روفائيل أخاه الصغير نظير، وأخذه مع أخيه الأكبر شوقي، القمص بطرس جيد في ما بعد، الذي يكبره بـ 5 سنوات إلى دمنهور التي عمل فيها موظفا في إحدى إدارات وزارة المال، حيث التحق نظير بالتعليم الابتدائي. ويذكر لزوجة الأخ الكبير روفائيل دورها في رعاية نظير وشوقي، فكانت بمثابة الأم الحنون عليهما. فتخدمهما وتسهر عليهما كأولادها من دون أي تفرقة.

التحق نظير بالتعليم الأولي «رياض الأطفال»، وكان التعليم فيه يسمى حينذاك «تحضيريا» ومدته 3 سنوات فاجتازه في سنة واحدة. ثم التحق بالسنة الأولى الابتدائي وبعدها انتقل إلى الإسكندرية بسبب نقل عمل أخيه روفائيل، حيث أمضى السنتين الثانية والثالثة من المرحلة الابتدائية هناك. ثم انتقل إلى أسيوط وهو في السنة الرابعة الابتدائي. وانتقلت الأسرة إلى بنها بعد حصول روفائيل على فرصة عمل أفضل. ولكن تعطل نظير عن الالتحاق بالمدرسة لمدة سنتين بسبب عدم وجود شهادة ميلاد له. ثم التحق بالمدارس مرة ثانية وأنهى مرحلة التعليم الإعدادي في بنها. ثم انتقلت الأسرة إلى القاهرة، حيث التحق نظير بالمدارس الثانوية.

وسكنت الأسرة في الترعة البولاقية «شبرا مصر»، في جوار كنيسة الأنبا أنطونيوس. ظل نظير جيد طوال مراحل دراسته متفوقا، والأول باستمرار، وعندما كان في السنة الأولى الثانوية وعمره 16 عاما كان يكتب الشعر ويتذوقه وأجاد عروضه وقوافيه وكل ما يختص به. وكان من الطبيعي أن يلتحق بعد ذلك بالجامعة.

والتحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير «ممتاز» العام 1947. وفي السنة النهائية في كلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج في الكلية الإكليركية ليعمل مدرسا للتاريخ.

وكان يحب الكتابة، خصوصا كتابة القصائد الشعرية، وكان لسنوات عدة محررا، ثم رئيسا للتحرير في مجلة «مدارس الأحد»، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة.

رهبنته

رسم نظير جيد راهبا في دير السريان في وادي النطرون باسم «أنطونيوس السرياني» في يوم 18 يوليو 1954، ومن العام 1956 إلى العام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد نحو 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره.

ثم عمل سكرتيرا خاصا للبابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 في العام 1959. وفي العام 1962 رُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، ليكون أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية.

وطوال سنوات الثورة الأولى لثورة 1952، لم يحدث احتكاك واضح بينها وبين الكنيسة، بل لعل الأقباط كانوا وحدهم الذين نجوا من حفلات الاعتقال التي دشنتها الثورة طوال سنوات الخمسينات والستينات وطالت كل التيارات والاتجاهات بما فيها الشيوعيون و«الإخوان المسلمين»، ولم يكن الأمر هنا فيه شيء من صفقة بين النظام والأقباط، وإنما جرت الأمور على طبيعتها، فلم يكن للأقباط كتجمع ديني، أي طموح سياسي بعد قيام ثورة يوليو على عكس الحال مع بقية التيارات الأخرى التي اصطدمت رغباتها مع طموح رجال الثورة، لكن الأمر اختلف في السبعينات بعدما اعتلى الرئيس المصري الراحل أنور السادات سدة الحكم وجاء البابا شنودة على قمة الكنيسة.

والاصطدام لم يأت مبكرا، خصوصا أن السادات لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة الأعداء الكثر أصلا، وبعدما أزاح ما يعرف بـ «مراكز القوى الناصرية» كان لابد أن يلملم ولا يفرق لأنه مقدم على حرب حتمية مفروضة عليه لاسترداد الأرض، وبعد نصر أكتوبر العام 1973 بات السادات أكثر ثقة في نفسه وأكثر انفرادا بالقرار فكان قراره الأخطر بإطلاق يد الجماعات والتيار الإسلامي من دون قيد في الجامعات والشارع السياسي المصري لمحاربة التيار اليساري والشيوعي فكان أن تحقق له هذا بالفعل.

قبل هذا كان البابا شنودة سجل رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد ذلك أن قرر عدم الذهاب مع الرئيس السادات في زيارته إلى إسرائيل العام 1977، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يخالفه أحد في قراراته بعد الحرب، فما بالك إذا كان هذا هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون غالبية المسيحيين في مصر؟

بات الصدام وشيكا، وفي ظل اتهامات متزايدة من الأقباط بأن الدولة تغذي العنف تجاههم من قبل الجماعات الإسلامية، وعندما قام الرئيس السادات بزيارة إلى أميركا كان الصدام إذ نظم الأقباط في أميركا تظاهرة مناهضة للسادات رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بأنه اضطهاد، وهو بالقطع ما أضر بصورة السادات كثيرا فطلب من معاونيه أن يتصلوا بالبابا ليرسل من يوقف هذه التظاهرات، وعندما حدث هذا فعلا متأخرا بعض الشيء ظن السادات أن البابا شنودة يتحداه، فكانت أن أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي، الأمر الذي رفضه البابا، ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسؤولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة.

بل وصل الأمر إلى ذروته عندما كتب في رسالته، التي طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد، أن هذه القرارات جاءت «احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر»، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يقر فيها البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط في مصر، ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.

وأصبحت القطيعة بين السادات والبابا «شنودة هي عنوان المشهد، ولذا كان من المنطقي أن يطول العقاب البابا في أيام السادات الأخيرة عندما أصدر في سبتمبر العام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، لم يكن مصير البابا الاعتقال وإنما كان تحديد الإقامة في الدير في وادي النطرون، ولعل السادات فعل ذلك درءا لرد فعل مضاد من قبل الأقباط.

وبعد تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981، قام في العام 1985 بالإفراج عن المعتقلين، والذين قام سلفه السادات باعتقالهم، وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض البابا شنودة، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة مبارك تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خصوصا، رغم أنه كان مقربا من السادات بحكم منصبه كنائب له.

طوال فترة حكم مبارك لم يخرج من البابا لفظ واحد ضد النظام أو الدولة ولا حتى ضد أي من ممثليه كوزراء أو مسؤولين حكوميين، رغم أن فترة التسعينات وبدايات الألفية الثانية شهدت العديد من الحوادث التي تصنف على أنها الطائفية بين المسلمين والمسيحيين الملتهبة، متنوعة ما بين الاختلاف على بناء كنيسة أو خلافات شخصية عادية، ثم طالت حتى الحكي عن التنصير أو الإجبار على الإسلام، وفي كل مرة اختار البابا الصمت أو الاعتراض بالاعتزال في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون.

 

تختاره لجنة من 18 نصفهم من «المجمّع المقدس» والآخر من هيئة الأوقاف القبطية

من يخلف البابا شنودة الثالث:هل تتغير اللائحة... أم يحسمها طفل؟

القاهرة - من رشدي الدقن

في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية البابا رقم 118، ربما يكون هو الملف الأكثر خطورة الآن، وقد يلقي بظلاله على مستقبل اندماج الأقباط في الحياة السياسية في مصر.

وبعدما غيب الموت البابا شنودة الثالث؛ ثارت تساؤلات حول الخليفة المتوقع له، الذي سيحمل على كاهله مسؤولية إدارة كنيسة الإسكندرية أو الكرازة المرقسية، التي يعود عمرها إلى ما يقرب من ألفي عام، في وقت شديد الحساسية يتزامن مع اختيار رئيس جديد لمصر في ظل تصاعد التيار الإسلام السياسي. ورغم صعوبة تحديد اسم بعينه لخلافة البابا شنودة، نظرا لأن الاختيار يتم عبر طفل لا يزيد عمره على 4 سنوات، فإن هذا لم يمنع من تداول أسماء عدة، بينها 3 من الأساقفة، اختارهم البابا شنودة كسكرتارية خاصة له، هم الأنبا بطرس والأنبا يؤانس والأنبا آرميا، الذين صاحبوه خلال الفترة الماضية في كل ما يقوم به، سواء من زيارات خارجية أو رحلات علاجية، وكان يعتمد عليهم البابا في كل لقاءاته ومقابلاته سواء في المقر البابوي، أو خارج المقر، وهم أنفسهم الذين ذهبوا للقاء رئيس الأركان الفريق سامي عنان، بعد مجزرة ماسبيرو.

وكان الأنبا يؤانس ارتبط اسمه باشاعة خلافته البابا شنودة، وطالب البعض داخل الكنيسة بمحاكمته بعدما اتهموه بالتورط في نشرها، خصوصا أنه مرتبط لدى الأقباط من خلال إقامته صلاة التسبحة بكنيسة العذراء بالزيتون التي تشهد حضورا مكثفا من الكهنة والأقباط يتجاوز الآلاف، ليكون الأسقف الوحيد الذي استطاع جذب الأقباط له بأعداد هائلة بعد البابا شنودة.

ويمتاز الأنبا يؤانس بقربه الشديد من البابا وتوسطه في كثير من القضايا بين نظام حسني مبارك السابق.

وطالت الترجيحات أيضا في الساعات الأخيرة الأنبا آرميا، حيث ترددت اشاعة حول إحالته إلى محاكمة كنسية عاجلة بسبب ما قيل عن تورطه في اشاعة وفاة البابا في 22 أغسطس الماضي، وهو يتميز بالغموض ولا يعرف عنه الكثير من المعلومات. وظهرت أسماء عدة خلال الفترة الأخيرة، منها مستشار البابا الروحي الأنبا رويس الذي شارك في بعض اللقاءات التي جمعت البابا بشخصيات عامة، وكذلك لقاءات المجلس العسكري، وأسقف طنطا الأنبا بولا الذي اختاره البابا ليكون نائبا عنه في رئاسة المجلس الإكليركي الذي يختص بنظر قضايا الطلاق والزواج الثاني.

وأسقف شبرا الخيمة الأنبا مرقس، وهو رئيس لجنة الإعلام في المجمع المقدس، الذي كان الناطق الرسمي للكنيسة، لكن جرأة تصريحاته جعلت البابا يبعده عن الكاميرات لفترة قبل أن يعود إلى الظهور مجددا. ويبقى الأكثر قربا إلى كرسي البابوية، وهما الأنبا بيشوي والأنبا موسى، الأول هو أسقف دمياط وسكرتير المجمع المقدس، وكان له دور كبير في الكنيسة، ولم ينحصر هذا الدور إلا بعد تصريحاته الصحافية أمام المرشح الرئاسي محمد سليم العوا على صفحات الصحف قبل الثورة، التي تسببت في تقلص دوره كثيرا.

والأنبا بيشوي كثير العداوات وله كثير من الخصوم، سواء في الكنائس الأخرى الكاثوليكية والإنجيلية، أو داخل الكنيسة الأرثوذكسية نفسها.

ورغم هذا، فإنه لايزال الأقوى والأقرب من البابا شنودة، وربما يعود هذا لتوليه سكرتارية المجمع المقدس حتى إن البعض يطلق عليه لقب حامي الإيمان وصخرة الكنيسة!

أما الأسقف العام للشباب الأنبا موسى، فهو دائما ذراع البابا للحوارات الوطنية، والمشاركات التي يطلب من الكنيسة الوجود فيها. ويتميز بشعبيته الكبيرة ووداعته وقربه من الشباب، وعلى عكس الأنبا بيشوي فهو يتمتع بالقبول لدى الكنائس الأخرى. ورغم كل هذه الترشيحات، فإن اختيار البابا يخضع للائحة 1957، التي تضع شروطا للبطريرك الجديد، وهي ألا تقل عاما عن 40 عاما، وأن يكون مضى في سلك الرهبنة بالأديرة مدة لا تقل عن 15 عاما، وأن يكون مصريا ولم يسبق له الزواج، سواء أكان أسقفا أو راهبا أو مطرانا.

وتتكون لجنة للترشيح مكونة من 9 أشخاص من المجمع المقدس و9 أشخاص من هيئة الأوقاف القبطية، وتجتمع اللجنة وتفتح باب الترشيح ويتقدم من تتوافر فيه الشروط، وتجرى بينهم الانتخابات ويؤخذ أكبر 3 يحصلون على أعلى الأصوات، ثم يتم الاختيار بينهم بـ «العناية الإلهية» عن طريق طفل.

وشروط انتخاب البابا نفسها أثارت العديد من الأزمات فترة، وصاحبت هذه الأزمات تسريبات أن هناك أساقفة وافقوا على تغيير لائحة انتخاب البابا خلال فترة تولي القائم مقام الذي سيكون في الغالب هو أسقف البحيرة الأنبا باخوميوس نظرًا لأنه أكبر المطارنة سنًّا. وذكرت المصادر لـ «الراي»، أن الأساقفة المؤيدين لتعديل اللائحة المعمول بها منذ العام 1957 هم: سكرتير المجمع المقدس ورئيس لجنة المحاكمات الكنسية الأنبا بيشوي، وأسقف الشباب الأنبا موسى، وسكرتير البابا الأنبا يؤانس، مشيرة إلى أن هناك شبه إجماع بين من وصفتهم بالغرماء على تغيير العديد من بنود تلك اللائحة.

وأوضحت أن «الرجل القوي في الكنيسة وأسقف كفر الشيخ ودمياط والبراري الأنبا بيشوي يؤيد في شدة إلغاء البند، الذي يحظر ترشيح الأساقفة والمطارنة للكرسي البابوي، وهو ما يتيح المجال أمامه للترشح». بينما يسعى الأنبا يؤانس إلى إلغاء الشرط الذي ينص على «ضرورة أن يكون مضى على المرشح 15 عاما في سلك الرهبنة، وهو ما لا ينطبق عليه، حيث إنه يعد أصغر الأساقفة سنا ولم يمر على رهبنته 15 عاما حتى الآن». فيما يسعى أسقف الشباب الأنبا موسى، لتغيير البند الذي ينص على ضرورة أن يكون ذا جذور أرثوذكسية، لكونه من أصول بروتستانتية».

ومن المرجح أن يشعل الحديث عن هذه التعديلات أجواء المعركة الانتخابية المقبلة على الكرسي البابوي، حيث يتوقع في حال إقرارها أن تؤدي لزيادة عدد المرشحين ورفع المزيد من القيود على عملية الترشيح، متوقعة أن تشهد هذه الانتخابات ترشيح أكبر عدد، خصوصا من أساقفة الصعيد.

طهران تثني على «الجهود البنّاءة والخالدة» التي بذلها الفقيد

 

أوباما وميشيل «حزينان» لرحيل «الزعيم المحبوب للمسيحيين»

عواصم - وكالات - أعرب الرئيس باراك أوباما عن تعازيه في وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وأكد في بيان، ليل اول من امس: «شعرت بالحزن أنا وميشيل عندما علمنا بوفاة زعيم المسيحيين الأقباط البابا شنودة الثالث، الزعيم المحبوب للمسيحيين، والمدافع عن التسامح والحوار الديني. نحن نقف جنبا إلى جنب مع المسيحيين الأقباط والمصريين وهم يتذكرون اسهاماته في دعم السلام والتعاون». وتابع: «سنتذكر البابا شنودة الثالث كرجل عميق الإيمان... وداعية للوحدة والمصالحة. كما أن التزامه وحدة مصر الوطنية يعد دليلا على ما يمكن تحقيقه عندما يعمل الناس من جميع الأديان والمذاهب معا». من جهتها، عبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن «تعازيها الحارة» للشعب المصري. وفي طهران، أعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، امس، عن تعازيه لكل المسيحيين خصوصاً الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية. وأفادت «وكالة الأنباء الإيرانية» أن عبد اللهيان «عزّى في رسالة بوفاة البابا شنودة، وأثنى على الجهود البنّاءة والخالدة التي بذلها الأخير في مسار تطبيق العدالة وإحلال السلام».

 

صورة الراحل تصدّرت صفحات «فيسبوك»

القاهرة - من وفاء وصفي

تصدرت صورة بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية البابا شنودة الثالث، فور إذاعة خبر وفاته، ليل أول من أمس، صفحات «فيسبوك»، وأصبح هو الخبر الرئيسي على صفحات الموقع، حيث أخذ الجميع أقباطا ومسلمين في كتابة أقوال مأثورة عن البابا.

وكان لافتا اختفاء الصور الشخصية، لتحل محلها صور البابا شنودة الثالث، وانهالت التعليقات على كثير من الصفحات، وجاء أبرزها رسالة للعذراء مريم: «يا أمي إحنا عارفين إن عيد الأم قرب واحتارنا نقدملك إيه... قدمنالك أحلى وأغلى وأثمن هدية عندنا بس احنا بنجهزهالك ونزينهالك خلال 3 أيام عشان نقدمها لك يوم 21 مارس».

وكتب البعض أقوال البابا شنودة كنوع من أنواع التعزية، وكانت أهمها مقولته في وقت أحداث ماسبيرو: «أخذتكم جميعا في قلبي وفي فكري... أنتم وآلامكم ومشاكلكم... أعرضها الآن أمام الله».

كذلك أثار البعض وجود صورة تم تداولها على «فيسبوك» لأحد الأساقفة المتوفين داخل الصندوق، قام البعض بعمل فوتوشوب وتركيب صورة البابا عليها تحت عنوان «أول صورة للبابا بعد وفاته»، ما أغضب الكثيرين من مستخدمي الإنترنت وقاموا بتحذير الجميع منها.

 

الكتاتني: لن ننسى مواقف البابا من الصهاينة

الكنيسة الأرثوذكسية تتلقى برقيات تعازي من «الاستشاري» وأحزاب ووزارات ونواب

القاهرة - «الراي»

توالت، أمس، على الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التعازي الرسمية في وفاة البابا شنودة الثالث، وأرسل «المجلس الاستشاري»، المعاون للمجلس العسكري الحاكم الانتقالي، تعازيه، فيما تلقت الكنيسة برقيات تعازي من المرشحين المحتملين للرئاسة والأحزاب والوزارات والنواب.

وقال الأمين العام للمجلس الاستشاري عبدالله المغازي، إن المجلس برئاسة نقيب المحامين المصريين سامح عاشور اعتبر وفاة البابا شنودة «خسارة للمصريين، جميعا لا للأقباط فقط». ونعى المرشح المحتمل للرئاسة وزير الإدارة المحلية السابق محمود شريف الأقباط. وقال إن قداسته «كان وطنيا مخلصا ساهم في احتواء أزمات كثيرة، باعتباره ركنا من أركان الحركة الدينية في مصر»، مشيرا إلى أن «هذا اتضح، في مواقفه مع شيخ الأزهر الحالي والسابق».

وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن خالص تعازيها إلى المصريين جميعا، واكدت في بيان إن الوزير محمد عمرو يتقدم باسمه وباسم كل الديبلوماسية المصرية، بشديد العزاء»، لافتة إلى أن «الخسارة كبيرة فقدت فيها البلاد رجلا من خيرة رجالها، سعى طيلة حياته الى المحافظة على وحدة النسيج الوطني».

ونعى رئيس مجلس الشعب محمد سعد الكتاتني، باسم أعضاء الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشورى، البابا. واكد في بداية جلسة، أمس، إنه «في اللحظة التاريخية التي تعيد البلاد فيها تشكيل الحاضر والمستقبل، وإعداد دستور جديد، غاب عنا قداسة البابا شنودة، بعدما أفنى حياته في خدمة وطنه، فعاش وطنينا مخلصا ومات وطنيا مخلصا».

وذكر الكتاتني «بمواقف البابا الراحل، ضد الاحتلال الصهيوني للقدس وانتهاكه للمقدسات الإسلامية والمسيحية».

وأصدر حزب «التحرير» بيانا قدم فيه العزاء والمواساة للشعب القبطي، مشددا على «كامل احترام المصريين لسيرة الراحل»،

ووصف رئيس حزب «النور» السلفي عماد عبدالغفور، وفاة البابا بالحدث «الجلل، الذي يأمل أن يمر على المسيحيين بمصر بسكينة وسلام».

من ناحيته، أصدر الجامع الأزهر بيانا، احتسب فيه الإمام الأكبر «فقيدا كبيرا وعالما جليلا»، وأعقبه بيان إلى «الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر»، تضمن إشادة بالبابا، بينما وصف نقابة الدعاة المستقلة بـ «رمز الحكمة ورجاحة العقل». واكد بيان لشيخ الأزهر أحمد الطيب إن «غياب البابا شنودة في ظروف دقيقة تحتاج إلى الحكماء وخبرتهم»، مشيرا إلى أن «فقيد مصر الكبير لم تكن مواقفه الوطنية وشخصيته الجذابة وسعيه الدؤوب البناء على المستوى الوطني فحسب، بل على المستوى القومي أيضا، عاشت قضية القدس ومشكلة فلسطين في ضميره».

وأرسل مفتي مصر علي جمعة من الولايات المتحدة برقية عزاء، اعتبر أن «وفاة قداسة البابا فاجعة ومصابا جللا»، معبرا عن حزنه، «لرحيل رمز ديني في مصر والعالم»، داعيا أن «يلهم الله المصريين الصبر والسلوان».  وذكرت وزارة الأوقاف، في بيان، أمس، إن وزير الأوقاف والعلماء والدعاة «تلقوا بالأسى نبأ الوفاة»، واصفة الراحل «بنموذج الوطنية في وقت تشتد فيه الحاجة إلى أمثاله». كما نعت المشيخة العامة للطرق الصوفية برئاسة عبدالهادي القصبي القيادة الدينية الوطنية، التي «تميزت بالحكمة والعطاء والقدرة على توجيه الأمور في أحلك الظروف».

 

الكنيسة القبطية تستعد للجنازة غداً وسط نقاشات بشأن الخلافة

عشرات الآلاف يلقون نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة

القاهرة (أ. ب)القاهرة - وكالات: بدأت الكنيسة المصرية, أمس, الاستعدادات لجنازة البابا شنودة الثالث الذي غيبه الموت عن عمر يناهز 88 عاما بعد ان ظل على رأس الطائفة المسيحية الأكبر في الشرق الأوسط لأكثر من أربعين عاما.

ويترك البابا, الذي بدأت النقاشات وسط الأقباط حول خلافته, طائفة قلقة إزاء الصعود السياسي للإسلاميين وبسبب أعمال العنف التي استهدفتهم.

وتم الباس جثمان البابا الملابس الكهنوتية ووضع على كرسيه البابوي, حيث سيبقى كذلك لمدة ثلاثة ايام حتى يتمكن جمهور الأقباط من إلقاء نظرة الوداع عليه قبل تنظيم قداس الجنازة في مقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس بالعباسية في القاهرة.

وبناء على وصيته, سيتم دفن البابا شنودة الثالث في دير وادي النطرون الواقع في منتصف الطريق تقريبا بين القاهرة والاسكندرية.

وكان شنودة الثالث حددت إقامته في دير الانباء بشوي العام 1981 في عهد الرئيس الاسبق انور السادات الذي كان على خلاف كبير معه.

وتولى الأنبا باخوميوس اسقف البحيرة موقع قائمقام البابا الى حين انتخاب بابا جديد.

ويعد الانبا باخوميوس الثاني في ترتيب اقدمية الترسيم بعد الانبا ميخائيل اسقف اسيوط الذي اعتذر عن تولى الموقع لاسباب صحية.

وستبدأ اجراءات اختيار بابا جديد بعد الاربعين, بفتح باب الترشيح للموقع, وفقا للقواعد المعمول بها في الكنيسة القبطية, وليس هناك موعد محدد او اي سقف زمني لاختيار البابا الجديد.

وكان تم انتخاب البابا شنودة في العام 1971 لخلافة البابا كيرلس بعد سبعة أشهر من وفاة الأخير.

وتقوم المطرانيات المختلفة في مصر بترشيح وتزكية أساقفة لتولي منصب البابا, ثم تعرض أسماء المرشحين على جمعية ناخبين تضم اعضاء المجمع المقدس والنواب الأقباط في البرلمان والوزراء الأقباط وأعضاء المجلس الملي.

وبعد عملية الاقتراع يتم إجراء "قرعة الهية" بين المرشحين الثلاثة الذين حصلوا على أعلى الاصوات .

وبدأ الأساقفة الاقباط في جميع انحاء مصر وفي العالم في التوجه الى القاهرة للمشاركة في تشييع الجنازة.

ويمثل الاقباط ما يتراوح بين 6 في المئة و10 في المئة من قرابة 82 مليون مصري وهي طائفة تشعر بالقلق بسبب الصعود السياسي للاسلاميين في مصر.

وكان شنودة الثالث, الذي أصيب اخيرا بأورام في الرئة ثم توفي من جراء ازمة قلبية مساء أول من أمس, متشددا في المسائل العقائدية ورفض اي تعديل في قواعد طلاق الاقباط الصارمة.

وايد البابا الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يعتقد انه يحمي طائفته في مواجهة الاسلاميين وتبنى الموقف ذاته مع المجلس العسكري الحاكم منذ توليه السلطة في 11 فبراير 2011.

واعتبر العديدون في مصر ان البابا شنودة الثالث عنصر استقرار في بلد مليء بالتقلبات ومازال مستقبله السياسي غير محدد المعالم.

ومازالت ردود الفعل تتوالى على وفاة البابا شنودة, ففي الفاتيكان, حيا البابا بنديكتوس السادس عشر "قسا كبيرا", فيما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه كان "مدافعا عن التسامح والحوار الديني".

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امي عبد الحيان اشادته بعمل البابا شنودة الثالث "من أجل العدل والسلام".

ومنذ مساء أول من أمس, توافد عشرات آلاف الاقباط على مقر الكاتدرائية في القاهرة لوداع الرجل الذي لم يعرفوا غيره ابا للكنيسة على مدى اربعين عاما.

 

الأقباط أكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط

 القاهرة - ا ف ب: يشكل أقباط مصر, الذين كان يرعاهم البابا شنودة الثالث الذي توفي عن 88 عاما, أكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط وإحدى أقدمها.

ويقدر عدد أفراد هذه الطائفة بما بين 6 و10% من حوالي 82 مليون مصري, فيما تؤكد الكنيسة القبطية ان عدد اتباعها عشرة ملايين شخص.

ويشكل الاقباط الارثوذكس غالبية الاقباط المصريين الذين يشملون ايضا كاثوليك.

ويرعى الاقباط الكاثوليك, الذين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية الشرقية, البطريرك انطونيوس نجيب, الذي كرسه البابا بنديكتوس السادس عشر كاردينالا في 20 نوفمبر .2010

وبحسب الدليل البابوي لعام 2010 يبلغ عدد الأقباط الكاثوليك في مصر 165 الف نسمة.

ويعود أصل الاقباط الى فجر المسيحية حين كانت مصر تابعة للامبراطورية الرومانية ثم للامبراطورية البيزنطية بعد نهاية حكم سلالة الفراعنة البطالمة من اصول يونانية.

ويعود لفظ "قبطي" الى الجذور اللغوية ذاتها لكلمة مصر "ايجيبت" في اللغة اليونانية القديمة.

وبدأ وجودهم في الانحسار مع الفتح العربي الاسلامي لمصر التي اضحت اليوم ذات غالبية مسلمة سنية.

وينتشر الأقباط في مختلف مناطق مصر مع تركيز في وسط البلاد, ويتوزعون على مختلف الشرائح الاجتماعية من جامعي القمامة (الزبالين) الفقراء في القاهرة الى عائلات النبلاء امثال بطرس غالي الى الشديدي الثراء مثل نجيب ساويريس.

والاقباط الذين يشكون من ضعف تمثيلهم في الحكومة والبرلمان, يعتبرون انه يتم استبعادهم من العديد من الوظائف في مجالات القضاء والجامعات وايضا الشرطة.

وهم يشكون ايضا من تشريعات يقولون انها متشددة في تشييد الكنائس في حين يتم التساهل كثيرا في منح تراخيص لبناء المساجد.

 

البابا شنودة: 40 عاما من المواجهات والمصالحات مع النظام

 القاهرة - ا ف ب: أمضى البابا شنودة الثالث, رأس الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مصر, أكثر من اربعين عاما على رأس هذه الطائفة, تخللتها مواجهات ومصالحات مع النظام القائم في بلاد تشهد تناميا كبيرا لتأثير الحركات الاسلامية. وانتخب البابا شنودة الثالث الذي يحمل لقب بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية العام 1971 على رأس هذه الكنيسة, ليكون البابا الـ117 بعد القديس مرقس, وتمكن من فرض احترامه على ابناء طائفته فكانت كلمته مسموعة جدا لديهم. وامام تصاعد التطرف الاسلامي, عمل على انتهاج سياسة متحفظة وهادئة رافضا ردود الفعل. وهو لم يتردد في طرد "المنشقين" الذين اختلف معهم في امور دينية, ورغم الدعوات الملحة له رفض حتى النهاية السماح بالطلاق. بعيد انتخابه, بدأت علاقته بالتدهور مع الرئيس انور السادات في تلك الفترة, فعارض التطبيع مع اسرائيل ومنع ابناء طائفته من زيارة تل ابيب, كما اخذ على السادات تقربه من "الاخوان المسلمين" قبل ان يبتعد عنهم. ولما قرر السادات القيام بزيارته المشهورة الى القدس في نوفمبر 1977 طلب من البابا شنودة مرافقته فرفض الاخير. ودفعت مواقفه هذه بالرئيس السادات الى اقالته العام 1981 من منصبه ووضعه قيد الاقامة الجبرية في وادي النطرون, وكلف خمسة أساقفة بإدارة شؤون الكنيسة. في اكتوبر من العام 1981 قتل السادات برصاص اسلاميين متطرفين, وكان على البابا شنودة الثالث ان ينتظر حتى العام 1985 لاستعادة منصبه بمرسوم موقع من الرئيس المصري الجديد حسني مبارك. وبقيت العلاقة بين الرجلين وطيدة منذ تلك الفترة حتى تنحي مبارك, وخلال الانتخابات الرئاسية العام 2005 دعم البابا شنودة مبارك رغم معارضة الكثيرين من المثقفين الاقباط الذين كانوا اقرب الى المعارضة.

 

موسكو: الأسد يفوض الشرع التفاوض مع "الجيش الحر السوري"

 الرياض - وكالات: كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المسؤولين الروس الذين زاروا دمشق أخيراً, حصلوا على وعود من الرئيس بشار الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة والمجموعات المنضوية تحت لواء "الجيش الحر". وأكد بوغدانوف في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية الصادرة أمس, أن بلاده مهتمة ببدء الحوار بين السوريين, موضحاً أن هذا العنصر كان الدافع الحقيقي وراء زيارة وزير الخارجية سيرجي لافروف ورئيس هيئة الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف إلى دمشق مطلع فبراير الماضي.

وقال "إن روسيا أخذت وعداً من الأسد بتكليف نائبه فاروق الشرع الذهاب فوراً إلى موسكو من دون شروط مسبقة, لمحاورة جميع أطراف المعارضة الداخلية والخارجية و"الجيش الحر".

وأشار إلى أن العنصر الأهم في الوقت الراهن لوقف الأزمة هو بدء الحوار, مضيفاً "ليبدأ الحوار المباشر أو غير المباشر بوساطة روسية أو وساطة مشتركة عربية روسية أميركية أوروبية".

 

تقرير بريطاني نقله كاميرون إلى أوباما  

مخاوف من استخدام الأسد أسلحة كيميائية لرسم الحدود النهائية لـ"دولته العلوية" بالقوة

 لندن -"السياسة": حذر تقرير استخباري بريطاني أرسل محتواه الى رئاسة الحكومة في لندن الثلاثاء الماضي من ان "يلجأ (الرئيس السوري) بشار الأسد - متى أدرك انه يدنو من نهايته - الى استخدام ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي يشرف عليها شقيقه اللواء ماهر الأسد قائد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة اللذان يرتكبان معظم المجازر ضد المدنيين ويشرفان على سياسة تفريغ المنطقة المخصصة لإنشاء "الدولة العلوية" في شمال البلاد, وتفريغ المناطق السنية الشمالية من سكانها ونقلهم الى مناطق اخرى في الجنوب والشرق والغرب او الدفع بهم الى ما وراء الحدود مع تركيا ولبنان والأردن والعراق والمناطق الكردية الشمالية الشرقية", وسط تقديرات استخبارية "أطلسية" بأن "مجموع من جرت تصفيتهم حتى الآن منذ سنة يتجاوز المئة ألف قتيل ومفقود" في سورية.

وذكر التقرير البريطاني الذي اطلعت "السياسة" على بعض جوانبه, أمس, ان "مصادر عسكرية وأمنية سورية تابعة لنظام الأسد, لكنها تتستر على معارضتها جرائمه علنا خشية تصفيتها, كانت وراء ابداء مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مطلع الشهر الجاري, قلقهم من تحريك الأسد وعصاباته مخازن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية التي تشكل ترسانتهم غير التقليدية, ويُعتقد ان بعض عناصرها القاتلة نقلت إلى سورية من العراق بعد الغزو الأميركي العام 2003, اذ لم يجد الخبراء الاميركيون اي اثر للترسانة الكيميائية والبيولوجية التي كان صدام حسين يتفاخر بها واستخدمها لضرب مدينة حلبجة الكردية في شمال البلاد في السادس عشر من مارس 1988".

ونسب التقرير الاستخباري البريطاني الى نائب بلجيكي في لجنة الدفاع والاستخبارات يمثل الحلف في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ قوله ان مستشارية الأمن القومي الأميركي وجناحاً داخل وكالة الاستخبارات (سي آي إيه) "لا يستبعدان ان تستخدم قوات ماهر الأسد الاسلحة البيولوجية والكيميائية على نطاق محدود في وقت قريب ضد وحدات ومجموعات من "الجيش السوري الحر", بعد عزلها ومحاصرتها قرب الحدود التركية واللبنانية والاردنية, في حال حصلت قيادة "الجيش الحر" على ما تطلبه من اسلحة ومعدات لمواجهة الجيش النظامي الذي يقوده حوالي 350 من كبار الضباط من الطائفة العلوية, وخصوصاً سلاحي الجو والصواريخ اللذين يعتقد النائب الاطلسي انهما في النهاية "سيقرر" احدهما مصير نظام الاسد, اذا انشق عدد كاف من ضباطهما من غير العلويين واستخدموا الطائرات والصواريخ لتدمير القصر الجمهوري ووزارة الدفاع وقيادات الاستخبارات والاجهزة الامنية".

ووصف التقرير البريطاني, الذي ذكرت أوساط قريبة من رئيس الحكومة ديفيد كاميرون انه "نقل محتواه الى الرئيس الاميركي باراك اوباما اثناء لقائهما هذا الاسبوع في واشنطن" ما يسعى اليه حكم آل الاسد حالياً, بعدما ادرك انه يقترب أكثر من خسارة الحكم والمعركة مع الثورة الشعبية, هو "رسم حدود الدولة العلوية بالدم والبارود والنار, ومحاولة ملئها بعشرات الالاف من طائفته الذين يجري تهجيرهم ونقلهم من المناطق السنية", لذلك فإن اوساطا فاعلة داخل القيادة العسكرية السورية من غير العلويين, تؤكد ان خبراء سوريين وايرانيين ومن كوريا الشمالية لهم اصلا علاقة بالاشراف على الترسانة الكيميائية السورية المنتشرة في مناطق شمال البلاد حول دمشق وقرب مثلث الحدود السوري- التركي - الكردي الشرقي, منكبون منذ اسابيع على تجهيز حشوات مدفعية ورؤوس صاروخية من غاز الخردل والفي اكس والسارين تمهيدا لاستخدامها لحسم معركة إقامة "الدولة العلوية".

وكشف رئيس "حزب الإصلاح" السوري المعارض فريد الغادري لـ"السياسة" ان المعارضة السورية "تجري اتصالات منذ فترة بشركة اميركية في فلوريدا تدعى "رابيد باثوجين سكريننغ" تقوم بتصنيع أدوية مضادة للاسلحة الكيميائية والبيولوجية أطلقت عليها اسم "بلازما توكس" لشراء كميات منها وتوزيعها على مقاتلي "الجيش السوري الحر" في مختلف انحاء البلاد وعلى المدن والقرى الرئيسية المعرضة لاحتمالات قصفها بأسلحة الدمار الشامل في شمال سورية".

وقال الغادري ان الكشف عن هذه الشركة المصنعة للمضادات الحيوية ضد الاسلحة الكيماوية "هو تحذير خطير لبشار الاسد بالامتناع عن استخدام اسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين, والقول له ان العالم يراقبه عن كثب ولن يسمح له بتكرار ما فعله صدام ضد شعبه".

 

أنقرة حضت "مجلس التعاون" على المشاركة بقوات من "درع الجزيرة" ومقاتلات جوية

محادثات تركية - خليجية بشأن "المنطقة الآمنة" داخل سورية

حميد غريافي/السياسة

تجري الحكومة التركية منذ مطلع الشهر الجاري تقريباً اتصالات مع عدد من الدول الأوروبية والعربية, سيما الخليجية, لمعرفة مواقف هذه الدول من "القرار الذي يبدو ان انقرة اتخذته بالفعل أخيراً لإنشاء منطقة آمنة داخل الحدود السورية" بهدف حماية المدنيين الفارين من بطش قوات نظام بشار الأسد.

وقالت أوساط ديبلوماسية إماراتية في ابوظبي ل¯"السياسة", أمس, ان مبعوثين أتراكاً, بينهم مسؤولون امنيون وعسكريون يتقاطرون منذ نحو اسبوعين على دول مجلس التعاون الخليجي, وتحديدا على الرياض والدوحة وأبوظبي, للبحث في الاقتراحات السعودية والقطرية الاخيرة, إرسال قوات عربية ودولية الى سورية لحماية ممرات آمنة للسكان المدنيين والتي رفضها نظام الأسد رفضا قاطعا, مع ادخال تعديلات طفيفة على هذه الاقتراحات بحيث تتحول الى انشاء "منطقة آمنة" تركية داخل الحدود السورية بعمق ما بين 5 و8 كيلومترات وامتداد ما بين 10 و15 كيلومترا على الحدود من البحر باتجاه الشرق, يمكن لقوات خليجية من "درع الجزيرة", المشاركة في حمايتها الى جانب قوات تركية مؤلفة من حوالي 350 دبابة و100 بطارية مدفعية وعشرات القواعد الصاروخية, وكل ذلك تحت مظلة جوية تركية لمنع السوريين من الاعتداء على هذه "المنطقة الآمنة" التي قد تؤوي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة نصف مليون لاجئ سوري, بحسب التقديرات التركية, إذا لم يحسم المجتمع الدولي موضوع وقف القتال في سورية وسحب قوات النظام الى ثكناتها وادخال المعونات الانسانية الى اكثر من اربعة ملايين سوري مدني تضرروا من الهجمات الوحشية الحكومية على مدنهم وقراهم ومنازلهم خلال الاثني عشر شهرا الفائتة".

وكشفت الأوساط الديبلوماسية الاماراتية أن تركيا "عرضت على الدول الخليجية مشاركتها سلاح الجو التركي المرابط في المطارات التركية لمراقبة "الحزام الأمني" في الجهة السورية المقابلة من الحدود, كما اقترحت عليها ارسال اعداد محدودة من القوات البرية تشارك القوات التركية التمركز في نقاط ستراتيجية داخل ذلك الحزام, للتصدي لأي اعتداء سوري على النازحين السوريين الذين بلغ عددهم حتى الآن داخل الحدود التركية حوالي 16 ألفاً, وهو في تزايد مستمر". وأعربت الأوساط عن اعتقادها ان توافق السعودية وقطر من دون تردد طويل على ارسال قوات تابعة "لدرع الجزيرة", فيما قد توسط تركيا الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي, لدى الكويت والامارات وسلطنة عمان للالتحاق بهذه القوات العربية- الاقليمية لانشاء المنطقة الآمنة للمدنيين السوريين داخل بلدهم, والتي تمهد- ربما في ما بعد- الى دخول الحلف الاطلسي هذه المهمة من دون الحاجة الى قرار من مجلس الامن". ونقلت الاوساط الاماراتية عن ديبلوماسي تركي في ابوظبي قوله ان خبراء الجيش التركي كانوا حصلوا منذ العام 2006 من وزارة الدفاع الاسرائيلية, قبل تدهور العلاقات بين البلدين, على الخطة الكاملة لانشاء "الحزام الأمني" الاسرائيلي في جنوب لبنان العام 1983 اثر غزوها بيروت, وعلى التجارب السلبية والايجابية التي نجمت عنه, استناداً الى اكتساب الاسرائيليين خبرات واسعة في اقامة مثل هذا الحزام.

 

إيران تعرض تزويد مصر أسلحة متطورة

السياسة/كشف الناشط الشيعي المصري محمد غنيم عن قيام إيران بعرض تزويد مصر أسلحة متقدمة ومتطورة, وإقامة مصانع مشتركة لتصنيع الأسلحة وفي مقدمتها صناعة الصواريخ بعيدة المدى.

ونقل موقع "محيط" الالكتروني عن غنيم قوله: "إن القيادات السياسية والعسكرية في إيران قاموا بعرض تزويد مصر أسلحة متطورة وتصنيع عسكري مشترك في العديد من المجالات وفي مقدمها إقامة مصانع للصواريخ بعيدة المدى التي تتميز بها الصناعة العسكرية الإيرانية", مشيراً إلى أن الأمر لا يتوقف على تزويد مصر الأسلحة وإنما أيضا التعاون العسكري والمخابراتي والأمني, وكذلك تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية بما يخدم أهداف البلدين لمواجهة الضغوط الغربية على كل من القاهرة وطهران. وبشأن رد المجلس العسكري الحاكم في مصر على العرض الإيراني, قال غنيم: "حتى الآن لم يتم الرد من قبل المجلس العسكري إلا أنه كانت هناك بوادر لقبول العرض مع تعنت واشنطن وإدارة البيت الأبيض مع مصر عقب قضية التمويل الأجنبي وعبور بوارج عسكرية إيرانية في قناة السويس بعد سقوط النظام السابق", مشيرا إلى أنه هناك أكثر من دليل يبرهن على بدء التعاون بين البلدين.

 

أسدليكس!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

على غرار وثائق «ويكيليكس» الأميركية المسربة، والتي ضربت الدبلوماسية الدولية ضربة لم تُشف منها بعد، وقدمت للمتابعين نافذة نادرة للاطلاع على تفكير بعض الدول وساستها، وكذلك ما يقال خلف الأبواب المغلقة، تخرج لنا اليوم الرسائل الإلكترونية المسربة من بريد بشار الأسد، والمقربين له، لتقدم نفس هذه النافذة النادرة للاطلاع على بعض من جوانب التفكير، والحياة، لدى الأسد، وبالطبع كيف يدير عملياته ضد الثورة السورية. قصة البريد الإلكتروني الخاص ببشار الأسد أسميها «أسدليكس»، لأنها ستكون على غرار «ويكيليكس»، سواء في سوريا أو لبنان، وحتى في بريطانيا وأميركا، لأن بعضا من تلك الرسائل يبين الدائرة الخاصة بالأسد والمنتشرة في تلك البقع الجغرافية، مما حدا ببعض الصحف البريطانية إلى أن تطالب بضرورة التخلص ممن وصفتهم بـ«الطابور الخامس» للنظام الأسدي في لندن. وبالطبع من شأن «أسدليكس» أن تكشف عن قضايا أخرى، فالواضح أنه لا تزال هناك مجموعة أخرى من تلك الرسائل لم تخرج بعد، خصوصا أن عدد تلك الرسائل كبير جدا، وبالطبع فهي تنقسم لعدة أقسام، فمنها العائلي، والفضائحي، وكذلك السياسي، وما يُظهر أمورا أكثر تعقيدا مثل كيفية التهرب من الحصار الاقتصادي حتى على المستوى الفردي!

كما أن «أسدليكس» تُذكّر بمفارقة عجيبة ومهمة، وهي أنه يبدو أن قدر كل طاغية أن يرى فضائحه بعينيه قبل أن يرحل، حيث تسقط عنه الهيبة المصطنعة، وذلك جراء انفصال الطغاة عن الواقع، وتوقعهم بأنهم أكثر ذكاء من كل العالم المحيط بهم، فها هو النظام الأسدي، على كافة المستويات، يرى ما لم يكن يتوقعه من أسرار، وفضائح، فمن يجرؤ في سوريا، مثلا، على التفكير في الحياة الخاصة لمن يحكم دمشق؟ وهذا الأمر حدث لصدام حسين من قبل، حيث رأى الجنود الأميركيين يجلسون على كرسيه بالقصر، ورأى معمر القذافي بعينيه الصور تبث من منازل أولاده، والثوار الليبيين يسبحون بأحد قصور أبنائه، واليوم تأتي قصة «أسدليكس»، وعلى نفس المنوال، وقد تكون أكثر إثارة!

ما يهمنا بالطبع هنا من «أسدليكس» هو الشق السياسي، فمع التحذير الأميركي للعراق بسبب استخدام إيران للعراق لتقديم مساعدة لطاغية دمشق، تأتي إحدى الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني الأسدي لتبين تقريرا يتحدث عن اجتماع عقد بدمشق بين مسؤولين من النظام الأسدي، وإيرانيين، وعراقيين، وذلك لمناقشة كيفية تقديم مساعدات إيرانية عبر العراق للنظام الأسدي، ومساعدته على تجاوز العقوبات الاقتصادية، وذلك عبر العراق، ومن ضمن المقترحات المطروحة أن تشرع شركات إيرانية، وبشكل عاجل، في تعبيد شبكة الطرق بين العراق وسوريا من أجل تسهيل توصيل المساعدات الإيرانية للنظام الأسدي. والمذهل في تلك الرسالة أنها تكشف أن الاجتماع العراقي - السوري - الإيراني كان يعقد في الوقت نفسه الذي يزور فيه رئيس الوزراء العراقي واشنطن، أواخر العام الماضي، والتقى فيه الرئيس أوباما! وعليه يبدو أن «أسدليكس» ستقدم لنا المزيد من الفضائح لنعرف من الذي يتآمر على الشعب السوري فعليا.

 

جذورُ ثـورَةِ الأرزِ ودورُ تحـالـفِ 14 آذار

مجلة "المسيرة" في 19 آذار 2012

سجعان القزي/نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية

ليست المقاومةُ فِعلاً في الحاضرِ فقط، إنما هي مسيرةٌ تَسلُكُها الشعوبُ فتتجـمَّـعُ فيها حركاتُ الرفضِ المـتتاليةُ عبرَ حِقْـبَةٍ مُعيَّـنةٍ ضِدَّ نظامٍ داخليٍّ (في العالم العربي)، أو احتلالٍ خارجيٍّ (في لبنان وفلسطين)، أو الاثنَين معاً (في الاتحادِ السوفياتي وأوروبا الشَّرقية). لا يَعرِفُ التاريخُ مقاومةً رَبِحَت أو فَشِلَت بالضّربةِ القاضية. المقاومةُ ليسَت انقلاباً.

تتراكمُ مفاعيلُ الأحداثِ، الصغيرُ منها والكبير، السياسيُّ منها والأمنيُّ، الفكريُّ منها والعلميُّ، لتكـوِّنَ، مع الوقتِ، في منعطَفٍ تاريخيٍّ ما، قوةَ دفعٍ للثورَةِ فيولَدُ التغييرُ. وكلُّ ثورةٍ، أو انتفاضةٍ، لا تُسفِر عن تَغييرٍ نَوعيٍّ هي ثورةٌ فاشِلةٌ ولو نَجحَت في إسقاطِ نظامٍ أو إخراجِ محتلٍّ. الثورةُ وحدَها هي مرحلةُ الهدمِ الضروريِّ، لكنَّ التغييرَ هو البناءُ، والبناءُ هو لقاءُ الشعوبِ مع مُستقبَلِها. التغييرُ أقوى من الثورةِ لأنه يَحدُثُ أحياناً من دونِ ثورةٍ (تعديلُ دستورٍ، تحديثُ قوانين، نهضةٌ إنمائيةٌ، إلخ.)، بينما الثورةُ تحتاجُ دائماً إلى التغييرِ لكي لا تكون فِعلاً سَلبيّاً فقط.

وإذا كانت الثورةُ مرادِفةً لكَلمةِ شعبٍ بمفهومِها الجماهيريِّ والوطنيِّ، فالتغييرُ مرادِفٌ لكلمةِ مواطنٍ بمفهومِها السياسيِّ والاجتماعيٍّ. لذَلِك يُفترَضُ بالتغييرِ أن يَخلُقَ واقعاً إيجابيًّا جديداً يوفِّرُ للمواطِنين ما كان النظامُ أو الاحتلالُ يمنَعُه عَنهم، كالحرِّيةِ والاستقلالِ، والسيادةِ والديمقراطيَّةِ، والاستقرارِ والطُمَأنينةِ، والبحبوحةِ والتقدُّمِ العِلميِّ، والضماناتِ الاجتماعيَّةِ والصِّحيّةِ، وحقوقِ الإنسانِ فرداً وجماعةً. خِلافُ ذلك، تبقَى الثورةُ حالةً غنائيةً، والتغييرُ حركةً عاقِرا.

مِن هذا المفهومِ تبرزُ فِكرَتان: الأولى تتعلَّقُ بجذورِ ثورةِ الأرزِ التي يتجاهَلُها البعضُ، والثانية تتعلّقُ بدورِ تحالُفِ 14 آذار التَغييري الذي يُحجِم عنه البعضُ الآخَر.

1 ـ لا يُمكن لِحدثٍ واحدٍ مَهما عَظُمَ أن يفجِّر ثورةً، ما لم يكن الشعبُ معبَّـأً قبلَ سنواتٍ. فانتفاضةُ شعوبِ أوروبا الشّرقية سنةَ 1989 ضِدَّ الشيوعيةِ السوفياتيةِ وُلِدت من رَحَمِ انتفاضاتٍ أوروبيةٍ سابقةٍ، مثلِ ثورةِ المجَر سنةَ 1956، وربيعِ براغ سنةَ 1968، وانتفاضةِ بولونيا سنةَ 1980. وانتفاضةُ الشعبِ اللبناني في 14 آذار 2005 تفَجَّرت أيضاً من أحشاءِ كِفاحِ المقاومةِ اللّبنانيةِ طَوالَ ثلاثينَ سنةٍ (1975 ـ 2005). لكن اغتيالَ الرئيسِ رفيقِ الحريري، الرجلِ الفذّ، ورفاقِه كان الشرارةَ المباشِرَة التي أطلقت ثورةَ الأرزِ ووحَّدَت المسيحيّين والمسلمين والدروز.

انطلاقاً من هذه المقارنةِ، تعودُ الجذورُ الحديثةُ لثورةِ الأرزِ إلى أيـار سنةِ 1973. آنذاك، انتفضَت الدولةُ، نعم الدولةُ اللبنانيةُ المعبأةُ منذ سنةِ 1969. تصدَّى الجيشُ اللبنانيُّ للمنظماتِ الفِلَسطينية التي تحوَّلت، تحتَ غطاءِ اتفاقِ القاهرة، قُـوّةَ احتلالٍ للأرضِ بين "بيروتِ الغربيةِ" والحدودِ الجنوبيةِ، وسلطةً سياسيةً تنوبُ عن نحوِ نصفِ أركانِ الدولةِ ومؤسَّساتِها. لكن بفعلِ صيغةِ الدولةِ المركزيةِ القائمةِ ـ ولا تزالُ ـ على فريقين مختلِفين حيالَ القضايا الوطنيةِ، انقسَم الحكمُ ومُنِعَ الجيشُ اللّبنانيُّ، بضغطٍ سوريٍّ وسعوديٍّ أيضاً، من حسمِ الأمرِ الواقعِ الفلسطينيّ ومن استعادةِ سيادةِ الدولةِ على أراضيها.

هَمدَت الأحداثُ نسبياً لتنفجِرَ سنةَ 1975، بين المنظماتِ الفِلَسطينيةِ وحزبِ الكتائب اللُّبنانـيَّـةِ هذه المرة، وسَطَ حِيادٍ مُلتبسٍ للجيشِ اللّبنانيِّ. قَبِلَت الكتائبُ التحدِّي، فواجَهت وقاومَت مشروعَ إقامةِ دولةٍ فِلسطينيةٍ بديلٍ كان سيؤدّي بالتأكيدِ إلى تقسيمِ لبنان. ثم انضمَّت أحزابٌ وقِوى مسيحيَّـةٌ أخرى إلى الكتائبِ، وأسَّسوا معاً "القوّاتِ اللّبنانيةَ" بقيادةِ بشير الجميل. فكانت حربُ السنتين (1975/1976)، فدخولُ الجيشِ السوري بثيابِ قواتِ الردعِ العربيةِ، وهو الموجودُ أصلاً بثيابِ منظَّمةِ الصاعقةِ وجيشِ التحريرِ الفِلسطينيِّ. تجاوَزَ السوريُّ دورَه وتحوَّل قوّةَ احتلالٍ، فكانت المواجهاتُ والمعاركُ والقصفُ والمعارضةُ والعِصيانُ بين سنتَي 1977 و 2005 (ساحةُ ساسين، ثُكنةُ الفِـيَّاضيَّـة، خطوطُ التماس، حربُ المئةِ يومٍ، قْـنَاتْ، زَحلة، قصْفُ بيروت، سوقُ الغرب، حربُ التحرير، عِصيانُ الوصايةِ السورية، النضالُ الطُلابي، مقاطعةُ الانتخاباتِ النيابية سنةَ 1992، نداءُ المطارنةِ الموارنةِ سنةَ 2000، مصالحةُ الجبلِ سنةِ 2001، ولقاءُ قرنة شهوان...).

وما يؤكِّد الترابطُ السببـيُّ بين مجموعِ هذه النضالاتِ وانتفاضةِ الاستقلالِ في 14 آذار سنةَ 2005، هو أن ثورةَ الأرزِ انتقَلَت من انتفاضةِ يومٍ إلى حركةٍ سياسيةٍ (تحالف 14 آذار) من دونِ المرورِ بالمقاومةِ، لأن انسحابَ الجيشِ السوريِّ لم يكن بحاجةٍ إلى مقاومةٍ أضافيةٍ. المقاومةُ سَبقَت الانتفاضةَ، والصمودُ سَبقَ الثورة. كانت الحاجةُ إلى صاعقٍ فقط، إلى ساعةِ الذُّروة، فاستُشِهدَ رفيق الحريري وانسحبَ السوريُّ بانتفاضةٍ من دونِ مقاومةٍ جديدةٍ.

وفي نفسِ المنطقِ الاستنتاجيّ، إن حزبَ الله، من دونِ أن يَدريَ، ساهَم في إنضاجِ ثورةِ الأرزِ وفي الانسحابِ السوريِّ. فالانسحابُ الإسرائيليُّ من لبنان سنةَ 2000، بَـرَّرَ، مع أنها ليست بحاجةٍ إلى تبريرٍ، مطالبةَ المسلمين بالانسحابِ السوريِّ، وشَجَّع شخصياتٍ مثلَ رفيقِ الحريري ووليدِ جنبلاط على الحديثِ عن إعادةِ تمَوضُعِ الجيش السوري. أكثرُ من ذلك، لو اغتيلَ الرئيسُ رفيق الحريري في ظروفٍ مختلفةٍ، في التسعينات مثلاً، لما كان اغتيالُه أدّى إلى ثورةٍ عارمةٍ، حتى عند المسلمين. لم يكن وِعاءُ الغضبِ قد امتلأ بَعد.

2 ـ استناداً إلى هذا التراثِ العظيم الذي تَحتضِنُـه ثورةُ الأرزِ، يَترتَّب على تحالفِ 14 آذار دورٌ خاصٌ على مستوى نضالِ الشعبِ وتضحياتِ الشهداءِ ومتطلَّباتِ لبنان. وإذا كان الرأيُ العام يطالـبُه بهذا الدور، فلأن التحالفَ استلمَ القيادةَ السياسيةَ لثورةِ الأرزِ، وقدَّم مشروعَ تغييرٍ وبرنامجَ عملٍ مفصَّلاً. وأساساً، إن تحالفَ 14 آذار هو المؤهّلُ للاضطلاعِ بهذا الدورِ التاريخيِّ. فبحكمِ تكوينِه المتعدِّدِ الطوائفِ، وبحكمِ المعاناةِ الشخصيةِ لأبرَزِ قادَتِه، وبحكمِ وطنيَّـةِ مبادئِه، يَفهم معنى الوَحدةِ والحريّـةِ. لكن، حتى هذه اللحظةِ حفَظَ تحالفُ 14 آذار وديعةَ ثورةِ الأرزِ من دون أن يُضاعِفَها، وأطلقَ مشروعَ دولةٍ من دونِ أن يَبنيَها، مع أنه حَظِيَ بظروفٍ سانِحةٍ داخلياً وعربياً ودولياً. لقد سيَّـرَ هذا التحالفُ مسيرتَـه على وقعِ الحساباتِ السياسيةِ والاستحقاقاتِ الانتخابيةِ، فيما يَتمتَّعُ برصيدٍ شعبيٍّ واستشهاديٍّ قادرٍ على تغييرِ المعادلاتِ الداخليةِ، حتى من دونِ قراراتِ الأممِ المتحدةِ. غريبٌ أمرُنا في 14 آذار: كلَّما كان شهيد مِنّـا يسقُط، كنا نَنكفِئُ عِوَضَ أن نتقدَّمَ. إن الشهيدَ هو مشروعُ وطنٍ لا مشروعَ نيابةٍ وحكومةٍ. بعد "اتِّفاق الطائفِ" وإقرارِ المناصفةِ بين المسيحيّين والمسلمين، قال الرئيسُ الشهيدُ رفيق الحريري: "أوقَفنا العَدَّ". متى يوقِف أركانُ 14 آذار العدَّ في ما بينهم والتنافسَ على تقسيمِ ما لا يُقسَّم؟ هل نُقسِّمُ ثورةَ الأرزِ؟ هل نُقسِّم ساحةَ الشهداءِ؟ هل نُقسِّم ناسَنا؟ هل نُقسِّم شهداءَنا؟

تجاوَز تحالفُ 14 آذار الحذرَ إلى الخوفِ فوقَع في التراجع، وتجاوَز التأني إلى التردّدِ فوقَع في الضَياع. ظنَّ الشعاراتِ تُغني عن النضالِ، والتسوياتِ عن الحلولِ، فبدأ بالحوارِ قبلَ أن يُـثَـبِّتَ انتصارَه فخسِر مكاسبَه. لا يريد شعبُ ثورةِ الأرزِ تحالفَ 14 آذار مثلَ "هاملت" Hamlet البطلِ المتردِّدِ في رواية "شكسبير"، بل مثلَ "يوليوس قيصر" يتجاسَرُ ويجتازُ نهرَ "الروبيكون" Rubicon سنةَ 49 ق.م. ويدخلُ روما ويطردُ "بوبيوس" ويُخضِعُ كلَّ إيطاليا القديمةَ في تسعةِ أسابيع.

حين كان تحالفُ 14 آذار في الشارعِ قال: القيادةُ لي، وحين صار في القيادةِ أهملَ سلاحَ الشارع، فشهَره أخصامُه بوجهِه. على القمصانِ السودِ رَدَّينا بالقمصانِ "المنشّاة"... لا، يا إخوان!

إن تحالفَ 14 آذار هو على مفترَقِ طرقٍ. وجريمةٌ ألا يُكمِلَ الطريقَ متَّحِداً حولَ مبادِئه، منسجِماً حول بعضِه البعض، ومصمِّماً على المواجهة. لكن مناعةَ شعبِه أمامَ التحدياتِ تفوق مناعةَ عددٍ من قادَتِه أمام الاستحقاقات. إذا لم تَستعِدْ قيادتُـه المبادرةَ، فسيصبح التحالفُ لقاءً تشاوريّـاً. هذا منحى انتحاريٌّ لأن لبنان هو بأمسِّ الحاجةِ إلى تجمّعٍ وطنيٍّ يمنع تغييرَ هويتِه التاريخيةِ وصيغتِه الطوائفيةِ ودولتِه الديمقراطيةِ. ولا أرى أجدرَ من 14 آذار يلَعبُ هذا الدور ويَضْطَلعِ بهذه المهمَّة، بل الرسالة.

لا يستطيع أيُّ فريقٍ مسيحيٍّ أن يجدَ حالةً إسلاميةً وطنيةً، صافيةً، صادقةً، ومؤمنةً برسالةِ لبنانَ أكثر من تيَّار المستقبلِ، ولا يستطيع أيُّ فريق إسلامي أن يجدَ حالةً مسيحيَّةً وطنيةً، صافيةً، صادقةً، ومؤمنةً برسالة لبنان أكثر من أحزابِ الكتائبِ اللبنانيةِ والقواتِ اللبنانيةِ والوطنيينَ الأحرار والكتلةِ الوطنيةِ والشخصياتِ المستقلَّةِ الموجودة في 14 آذار. ولن يجدَ اللُّبنانيون فريقاً سياسيّاً يراهن على استعادةِ وحدةَ لبنانَ وإنعاشِ الميثاقِ الوطنيِّ أكثرَ من تحالُف 14 آذار.

اليوم، مع مرورِ سبعِ سنواتٍ على انطلاقِ ثورةِ الأرزِ، حريٌّ بتحالفِ 14 آذار أن يستكملَ ما بدأه على صعيدِ مشروعِ بناءِ الدولة. وأولُ خطوةٍ هي العملُ على إسقاطِ الحكومةِ واستلامِ السلطةِ بأكثريةٍ نيابية. لا نُطالب 14 آذار باستلامِ السلطةِ حـبّـاً بالسلطةِ، إنما لأن بقاءَ هذه الحكومةِ مسيءٌ إلى كلِّ تضحياتِ اللبنانيين، بمن فيهم من هُم في السُّلطة. إن ما خَـفَّف من وطأةِ هذه الحكومةِ وثِقلِها أمران: الأولُ هو موقفُ كلٍٍّ من رئيسِ الجمهوريةِ، ميشال سليمان، ورئيسِ الحكومةِ، نجيب ميقاتي، الذي مَنعَ تجمّعَ 8 آذار من أن يَضعَ يدَهُ كليّاً على الدولة. والثاني هو تدَهورُ الأوضاعِ في سوريا، فاهتمَّ النظامُ بمشاكِلهِ الداخليةِ أكثرَ من الوضعِ اللبنانيِّ. فلو كان النظامُ السوري، بعدُ، مرتاحاً كما كانت حالُه قبلَ سنةٍ، لكانت الهيمنةُ السوريةُ عادت بقوةٍ إلى لبنانَ من خلالِ هذه الحكومة. إن تَرنُّحَ النظامِ السوريِّ أنقذَ هذه الحكومةَ من تقديمِ التنازلاتِ التي أتَت خِصّيصاً من أجلِ تقديمها. هذه لحظةُ الانقضاض فلا نُضـيِّـعْها.