المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 22 آذار/2012

رسالة القديس بطرس الثانية 02/10-22/المعلمون الكذابون

لهم عيون مملوءة بالفسق، لا تشبع من الخطيئة، يخدعون النفوس الضعيفة، وقلوبهم تدربت على الطمع. هم أبناء اللعنة. تركوا الطريق المستقيم فضلوا وساروا في طريق بل عام بن بعور الذي أحب أجرة الشر، فلقـي التوبيخ لمعصيته، حين نطق حمار أعجم بصوت بشري فردع النبي عن حماقته. هؤلاء الناس ينابيع بلا ماء وغيوم تسوقها الريح العاصفة، ولهم أعد الله أعمق الظلمات. ينطقون بأقوال طنانة سخيفة، فيخدعون بشهوات الجسد والدعارة من كادوا يتخلصون من الذين يعيشون في الضلال. يعدونهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد للمفاسد، لأن ما يغلب الإنسان يستعبد الإنسان. فالذين نجوا من مفاسد العالم، بعدما عرفوا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، ثم عادوا إلى الوقوع في حبائلها وانغلبوا، صاروا أسوأ حالا في النهاية منهم في البداءة، وكان خيرا لهم أن لا يعرفوا طريق الصلاح من أن يعرفوه ثم يرتدوا عن الوصية المقدسة التي تسلموها. فيصدق فيهم المثل القائل: عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل.

 

عناوين النشرة

*صح النوم يا انطونية يا مغربين عن مجتمعكم

*بلبلة في الجامعة الانطونية: "سبعة وثلاثون طالبا شيعيا افترشوا الأرض وصلّوا أمام مدخل الإدارة ومدخل كنيسة الجامعة في طابع من التحدي والاستفزاز"

*مصادر طلابية في "الأنطونية" تحذّر: الكلّ يمارس عبادته بحرية في الجامعة.. لكن على "حزب الله" وقف استفزازاته وإلا فإن الوضع لن يحتمل/طارق نجم /14 آذار

*الأحرار": التعدّي على خصوصيّة الجامعة الأنطونية محاولة سافرة لفرض إرادة غير مشروعة 

*طلاب 14 آذار: ما لا نقبله في المقابل هو اسلوب تعامل بعض الاطراف السياسية التي تبتعد عن القيم الانسانية لكل دين   

*العامة للجامعة الانطونية: لن نساوم على ثوابت هوية الجامعة وتاريخها الرهباني 

*الأب خضره لموقع "القوات": ما جرى في "الانطونية" غير مقبول ونتمنى الا يكون نابعا عن تخطيط واستراتيجية لالغاء الآخر

*النائب السابق صلاح حنين لموقع "القوات": ما جرى في الجامعة الانطونية عصيان غير مبرر والدين ليس سلاحا يتم اشهاره على الآخر

*دائرة الجامعات الخاصة في حزب الكتائب/الجامعة الانطونية هي لبنانية مسيحية كاثوليكية مارونية لا تساوم وفتح الباب أمام العمل السياسي ينفس الإحتقان

*محفوض: حذرت سابقا مما يجري في "الأنطونية" ونتمنـى أن يفقه الآخرون حـــدود حريتهــم

*لبناني في تايلاند ينفي التهم الموجهة اليه بالارهاب

*بعد رفع أعلامه في المدينة.. قائد ميداني من حمص–دير بعلبة: حزب الله اعتقل واغتصب النساء.. وحوّل المستوصفات والمعاهد إلى معتقلات ومقرّات (مرفق بفيديو)/طارق نجم /14 آذار

*محمّلا الحكومة اللبنانية مسؤولية تهريب أسلحة من سوريا إلى حزب الله ومهددا اياها/باراك يفاجئ الحضور بفظاظته: في حال استمرار تهريب الاسلحة ستكون الضربات العسكرية ضد الدولة اللبنانية

*عودة أمّ وابنتها من إسرائيل في عيد الأمهات

*طال السهر وطال الانتظار وأهالي المفقودين والمخطوفين في السجون السورية لم ييأسوا بعد/سلمان العنداري/14 آذار

*"حزب الله" لتل أبيب: مستعدون للتفاوض شرط إرضاء إيران/موفدون من بشار الأسد وآصف شوكت التقوا مسؤولين إسرائيليين في عواصم غربية/لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

*فيلتمان في الذكرى السابعة لـ"ثورة الأرز": السقوط الحتمي للأسد فرصة جديدة للبنان

*حلف رباعي ضد جعجع: بطرك وجنرالين وكتائب وفرنجية"!/وجدي ضاهر/الشفاف

*خلية الراعي الإستشارية

*الراعي: نتحدث في المبادىء مع السياسيين وسنزور سوريا عندما تهـدأ الأوضاع

*لافروف: نظام الدولة في لبنان هش جدا

*النهار": مشاورات مارونية للتقريب بين الراعي وجعجع

*جعجع: اكثر ما يؤسفني هو ان الجماعة التي دأبت على الحديث عن الفساد تبيّن أنها الأكثر فساداً في تاريخ لبنان بعد تحمّلها مسؤولية وزارات حساسة

*وزير الخارجية عدنان منصور وسياسة النأي بالنفس

*عون يشكو من الطامحين للنيابة

*عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة  لـ"السياسة": وزراء عون "سماسرة" يتقاضون الرشوة

*لماذا الحكومة الـ«أنتي» سلفية لا تُكلِّف الجيش ضبط الأمن؟/أسعد بشارة/الجمهورية

*لافروف: نظام الدولة في لبنان هش جدا

*أبو مصعب السوري" يتسلل إلى لبنان بعد الإفراج عنه في ظروف غامضة/صبحي منذر ياغي/الجمهورية

*مجلس النواب يقرّ تخفيض السنة السجنية، والنائب جميّل يتحفّظ...

*البطريركية وسياسة الموارنة/شارل جبّور /الجمهورية

*عون وجنبلاط وسُفُن طارق بن زياد/ناصر زيدان/الأنباء ـ الكويتية

*العونيون ينتظرون فايز كرم

*المفتي قباني وكلمته الأخيرة

*تحالف عمر بكري وأحمد الأسير

*عون بعد اجتماع التكتل: ارتباط بين من يهاجم الجيش والخلية التكفيرية

*بيان صادر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية:الثورة السورية في عامها الثاني، ما لها وما عليها

*شمعون: دواء ميشال عون ليس عندنا بل في العصفورية

*سليمان طلب من منصور ضبط الجوازات الخاصة واستقبل رو والمجلس الماروني وعرض وميقاتي لجدول جلسة مجلس الوزراء واطلع على الوضع المالي من حاكم المصرف المركزي

*الأسير لـ"الوطن": لن نسكت إذا كان حزب المقاومة سيستمر في الهيمنة والازدراء بنا وتهديدنا وتخويفنا

*الرئيس الجميل الى بروكسيل للمشاركة في مؤتمر "التغيّرات العربية"/قزّي: محـــاضرة عن هواجس المسيحيين مـن الثورات

*نجاة قائد الكفاح المسلح الفلسطيني العميد محمود عيسى "اللينو"" من محاولة اغتيال في عين الحلوة والجيش خفف إجراءاتـــه على مدخل المخيم

*النائب عمّار حوري لـ"المستقبل": "حزب الله" يعيش مأزقاً/حاورته: صفاء قره محمد/المستقبل

*الموارنة يستعجلون معاركهم الانتخابية/ جليل الهاشم/المستقبل

*باسيل "ينأى" عن.. فهمه/كارلا خطار/المستقبل

*شجاعة ومبادئ/إيلي فواز/لبنان الآن

*الخيار الوحيد بشأن إيران/بقلم كارل بيلت وزير خارجية السويد وإيركي توميجا وزير خارجية فنلندا/الشرق الأوسط

*واشنطن تتوقع عواقب وخيمة إذا ضربت إسرائيل طهران/مارك ماتسيتي وتوم شانكر/الشرق الأوسط

*إسرائيل وأميركا وإيران/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

*العسل" في "سمّ" الجرائم ضدّ الإنسانية/ وسام سعادة /المستقبل

*إسرائيل تفضّل ضرب إيران وليس سوريا/هل ينتهي صراع المحاور بتسوية أم يُشعل حرباً/اميل خوري/النهار

*نائب وزير الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين للنهار": على لبنان اتخاذ أقصى درجات الحيطة والتنبه وعدم السماح لسوريا وإيران باستغلاله

*مفتي الجمهورية يكتب وصيّته في شأنها: التعديلات المقترحة لا تمت الى الإصلاح بصلة/سمير منصور/النهار

*المسيحيون في شمال العراق شعب الألم والصمود [1]/يحلمون بإقليم يحفظ التنوّع ويؤمّن المساواة للأقليات/بيار عطاالله/النهار

*الربيع السوري ثورة كل الفصول/ مهى عون/السياسة

*تنحي الأسد أفضل سبيل لإحياء ذكرى الثورة/ وليم هيغ/السياسة

*أوباما: نظام طهران يفرض "ستاراً حديدياً" إلكترونياً على شعبه للحفاظ على سلطته

*موسكو تحذر من صنع إيران سلاحاً نووياً إذا ضُربت وواشنطن تخشى العواقب الوخيمة للحرب  

*خامنئي: سنهاجم الأميركيين والإسرائيليين بنفس المستوى الذي يهاجموننا فيه

*البيت الأبيض: مضمون الرسائل الالكترونية للاسد "مثيرة للاشمئزاز"

*لافروف: الأسد يرتكب الكثير من الاخطاء

*قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد لـ"الوطن": ضباط داخل الجيش النظامي يعلموننا بتحركاته

*في انتظار حقائق أسما الأسد

*الأنباء": وصول سفينة حربية روسية الى طرطوس وموسكو طلبت الى النظام الحليف عقد هدنة فورية

*إسرائيل تستعد لإغلاق سفارتها بمصر

 

تفاصيل النشرة

صح النوم يا انطونية يا مغربين عن مجتمعكم

الياس بجاني/صح النوم فمن بعد ما خربت البصرة فاقوا الشباب بالأنطونية ومن لا بعرف منا أن الإدارة في الجامعة هي المسؤولة عما وصل الأمر إليه فهي متماهية منذ سنين مع حزب الله ومن ثم مع الشارد عون ضد كل ما هو مسيحي ولبناني وأيضاً من منا لا يعرف علاقة الأنطزنية بالنظام السوري منذ ما قبل خروج الجيش السوري من لبنان. بالمختصر المفيد ما حصل هو نتيجة طبيعية لتراخي الأنطونية ولتخليها عن قيمها وتاريخها الرهبني ولو اردنا سرد الوقائع نحتاج إلى مجلدات. المهم الآن أن تعي الأنطونية أنها كانت في القاطع السوري والإيراني ويجب أن تعود إلى قاطعها المسيحي واللبناني ومن يزرع يحصد ولو بعد حين والزرع الأنطوني كان عاطلاً وها هي بداية الحصاد.

 

بلبلة في الجامعة الانطونية: "سبعة وثلاثون طالبا شيعيا افترشوا الأرض وصلّوا أمام مدخل الإدارة ومدخل كنيسة الجامعة في طابع من التحدي والاستفزاز"

جاءنا من الامانة العامة لجامعة الاباء الانطونيين البيان الاتي: "بعدما تقدمت مجموعة من الطلاب في جامعة الآباء الأنطونيين "الجامعة الأنطونية" الحدث - بعبدا، من إدارة الجامعة بطلب تأمين مصلى للطلاب المسلمين الراغبين بتأدية صلاتهم في أثناء الدوام الجامعي. وبعد عدم استجابة الإدارة لهذا الطلب نظرا لخصوصيات الحرم الجامعي التابع للرهبنة الأنطونية، إخترق سبعة وثلاثون طالبا هذه الخصوصية وعمدوا إلى أداء الصلاة في الباحة الداخلية للجامعة، مفترشين الأرض أمام مدخل الإدارة ومدخل كنيسة الجامعة (سيدة الجامعة) في طابع من التحدي والاستفزاز.

بناء عليه، فإن إدارة الجامعة، وتمسكا منها بثوابتها التربوية، وتحاشيا لتصرفات مماثلة في المستقبل، تجد أنه من الضروري توضيح ما يأتي:

- إن إدارة الجامعة تتقيد بتوجيهات الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية المارونية، المرجعية الأعلى للجامعة، وهذه المرجعية لا تسمح بالتفاوض حول تشييد أي مكان للصلاة خارج طائفتها، وفي أية مؤسسة من مؤسساتها التربوية والثقافية والدينية. وبذلك، فإن إدارة "جامعة الآباء الأنطونيين" في مقرها في بعبدا-الحدث وفي فرعيها زحلة - النبي إيليا، وزغرتا - مجدليا، ترفض أي طلب يتقدم إليها بهذا الخصوص، ولا تجر نفسها لأي مفاوضات تمس ثوابتها. كما أنها ترفض أية مساومة بهذا الخصوص، وتحذر من أي استفزاز حول هذا الشأن. وهي تدعو طلابها من أي طائفة كانوا إلى التناغم مع هويتها الأصيلة وتطبيق أنظمتها حفاظا على خصوصية هذا الحرم المؤسسة. - إن هوية جامعتنا الأنطونية، هوية واضحة وثابتة: جامعة خاصة، مسيحية، كاثوليكية، مارونية، أنطونية منفتحة، تستقبل في رحابها الطلاب كافة بمختلف مذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم الاجتماعية، إلا أنها لا تساوم على ثوابت هويتها وتاريخها الرهباني. - إن إدارة الجامعة تطلع مسبقا على نشاطات طلابها ضمن البرنامج الأكاديمي أو خارجه، وتخضعه لرقابتها وموافقتها، أيا يكن نوعه، ثقافيا، اجتماعيا وحتى دينيا. كما أنها ترفض رفضا قاطعا إقامة أي نشاط سياسي داخل حرمها. - إن أي تصرف يصدر عن الطلاب، أيا كان انتماؤهم الديني أو السياسي، ويخالف قوانين الجامعة وأنظمتها، يضعهم أمام مسؤوليتهم، وبذلك، تكون إدارة الجامعة هي الوحيدة التي تحتكم في ما يتعلق بمعاقبتهم بالطرق المناسبة تبعا لقانونها الداخلي. ولذا، فإن الإدارة سوف تتوجه الى الطلاب المخالفين ظهر يوم الإثنين الواقع فيه 19 آذار الحالي، وتتخذ بحقهم الإجراءات المناسبة.

وفي ما تعتبر إدارة الجامعة هذا الحدث منتهيا، تتمنى لطلابها سنة جامعية مكللة بالنجاح".

*الوكالة الوطنية للاعلام

 

مصادر طلابية في "الأنطونية" تحذّر: الكلّ يمارس عبادته بحرية في الجامعة.. لكن على "حزب الله" وقف استفزازاته وإلا فإن الوضع لن يحتمل   

طارق نجم /14 آذار

حذّرت مصادر طلابية في "الجامعة الأنطونية" في بعبدا من مغبة تمادي "حزب الله" في أسلوب الفرض الذي يتبعه من أجل فرض سطوته على الجامعة وتمرير ما يريده بحجة الحرية الدينية وممارسة العبادات. فما حصل يوم الاثنين هو أن عشرات الشبان من المحسوبين على "حزب الله" نظّموا أنفسهم في تشكيل للصلاة أمام باب الادارة العامة للجامعة. وقد أشارت هذه المصادر إلى أنّ طلاب "حزب الله" قد سبق لهم وتقدموا بطلب من أجل اقامة مصلّى في الجامعة الأنطونية لدى ادارة الجامعة وقد رفض الطلب لعدم تناسبه مع ثاقفة الجامعة التي تتبع للرهبنة المارونية الأنطونية وهذا أمر بديهي وللادارة ملىء السلطة في تقرير ذلك. ولفتت هذه المصادر إلى أنه يجب أخذ العلم بأنّ جميع الطلاب من غير المسيحيين يمارسون عباداتهم بشكل طبيعي وبكل حرية ومن دون أي أدنى نسبة من الإشكالات في جميع أنحاء الجامعة وفي أي مكان يريدون. كما أنّ "حزب الله" بالتحديد قد قام بالعديد من الأنشطة الحزبية داخل الجامعة كان آخرها معرضاً لذكرى حرب تموز 2006. ولم تستبعد هذه المصادر أن يقوم "حزب الله" بالمزيد من هذه التحركات على الأرض لإثبات وجوده وفرض سطوته بين الطلاب. لذا عادت المصادر الطلابية لتحذير "حزب الله" إلى أنّ المزيد من هذه الخطوات الاستفزازية قد بات مسألة لا تحتمل وإذا ما أراد لمزيد من طلابه أن يرتادوا الجامعة بهدوء، فعليه أن يلتزم بالقوانين والأنظمة المرعية الإجراء والتي تسري على الجميع من دون استثناء ومن دون تمييز. كما رأت تلك المصادر أن هذه الأفعال التي يقوم بها "حزب الله" ومن لفّ لفّه هدفها بالدرجة الأولى فرض نمط عيش معيّن على غيره من المكوّنات الإجتماعية للبنان وبما يتناقض مع المفاهيم العامة المتفق عليها. ونوهت المصادر بالحسم الجليّ للبيان الصادر عن الامانة العامة للجامعة الانطونية التي اعتبرت بهذا الفعل "خرقاً للخصوصية التي تتمتع بهذا الجامعة وفيه طابع من التحدّي.وترفض أية مساومة بهذا الخصوص او مس للثوابت".

وإذا كانت المادة التاسعة من الدستور اللبناني قد نصت صراحة على أن "حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الاديان والمذاهب وتكفل حرية اقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على ان لا يكون في ذلك اخلال في النظام" فإن الدستور اوضح أنه لا يجب الاخلال بالناظم العام ومصالح الآخرين. وإذا كان التسامح ديني هو الكلمة المفتاح الت يتوجب التوقف عندها والبحث في مضامينها في لبنان، فإنها تجدر الاشارة إلى أنّ عناصر "حزب الله" وكذلك حركة أمل قد درجوا منذ سنوات على اللجوء إلى المسميات الدينية مثل المصليات ودور العبادة داخل حرم كل جامعة ومؤسسة تعليمية لتنظيم مجموعاتهم وتحويلها إلى خلايا حزبية لاحقاً تضطلع بأمور سياسية وغايات انتخابية وغيرها.

* موقع 14 آذار

 

الأحرار": التعدّي على خصوصيّة الجامعة الأنطونية محاولة سافرة لفرض إرادة غير مشروعة 

أعلنت أمانة التربية في "حزب الوطنيين الأحرار" تأييدها الكامل لمضمون البيان الصادر عن الجامعة الأنطونية في بعبدا بشأن مخالفة بعض الطلاب للقوانين الداخلية للجامعة من خلال إقامتهم الصلاة الدينية الإسلامية في باحتها الداخلية مفترشين الأرض أمام مدخل الإدارة ومدخل الكنيسة، داعية جميع الطلاب في الجامعة الأنطونية إلى عدم القيام بأيّ ردّات فعل إزاء هذه الحادثة، والاكتفاء باتّخاذ المواقف المساندة لخطوات الإدارة وقراراتها. ورفضت الامانة في بيان رفضًا قاطعًا التعدّي على خصوصيّة هذا الحرم الجامعيّ الكبير من أيّ جهة كانت أو من أيّ مجموعة، معتبرة ان هذا الامر يشكل محاولة سافرة لفرض إرادة غير مشروعة وغير متناغمة مع الممارسات الطالبيّة المتعارف عليها داخل المؤسّسات الجامعيّة الخاصّة. وشددت على ان إدارة الجامعة المرجعية الأولى والأخيرة للموافقة على أي نشاط يقام داخل حرمها وفي مختلف فروعها، ولا يجوز لأيّ كان الخروج عن هذه المرجعيّة تحت أيّ سبب أو حجّة دينية أو سياسية أو ثقافية.

 

طلاب 14 آذار: ما لا نقبله في المقابل هو اسلوب تعامل بعض الاطراف السياسية التي تبتعد عن القيم الانسانية لكل دين   

نستنكر أشدّ الإستنكار أن تكون وصلت الامور الى هذا الحدّ في حرم جامعة الأنطونية في بعبدا البارحة، والذي بدأ بإصرارٍ بعض الطلاب على ممارسة شعائرهم الدينية في صرحٍ اكاديمي ينتمي الى الكنيسة المارونية خلافاً لأنظمة الجامعة ممّا استدعى ردّاَ منها تداولته وسائل الإعلام.

- يهم المنظمات الشبابية في قوى 14 آذار التأكيد على ما يلي:

1- نحن طلاب قوى 14 آذار نؤكد على الوحدة الوطنية، وعلى الحوار الدائم بين مكونات الوطن الواحد، وعلى احترام الآخر المختلف كما هو. كما نؤكد على حرية الفرد والانسان والمعتقد مما يجعل من لبنان أكبر من بلد وهو رسالة بالفعل كما أكّد على ذلك قداسة البابا يوحنا بولس الثاني.

2- تشرف على ادارة الجامعات الخاصة والعامة في لبنان أنظمة داخلية تسعى للحفاظ على سير الأمور، وندعو الجميع الى احترام هذه الأنظمة وهذا لا يلغي احترام الخصوصيات للمجموعات الطلابية المكونة لكل جامعة.

3- ما لا نقبله في المقابل هو اسلوب تعامل بعض الاطراف السياسية التي تبتعد عن القيم الانسانية لكل دين محاولة إخضاع وتطويع خصوصيات الآخرين من خلال فرض وجهة نظرها بالقوة بنشوةٍ مشبوهة تنم عن شعورٍ بالانتفاخ في معالجة المسائل المطروحة أكان في لبنان أو في الجامعة أو المدرسة أو مركز العمل ، معتقدةً انها فوق القوانين والانظمة والدساتير.

4- تدعو المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار جميع الطلاب في كافة الثانويات والمعاهد والجامعات إلى التوقّف عن الدروس غداً من الساعة الواحدة وحتى الساعة الثانية من بعد الظهر، وذلك رفضاً لمشاهد الإستقواء التي شهدناها بالأمس وصوناً للوحدة الوطنية وللشراكة الإسلامية – المسيحية المتكافئة.

 

العامة للجامعة الانطونية: لن نساوم على ثوابت هوية الجامعة وتاريخها الرهباني 

اعلنت الامانة العامة لجامعة الاباء الانطونيين انه "بعدما تقدمت مجموعة من الطلاب في جامعة الآباء الأنطونيين "الجامعة الأنطونية" الحدث - بعبدا، من إدارة الجامعة بطلب تأمين مصلى للطلاب المسلمين الراغبين بتأدية صلاتهم في أثناء الدوام الجامعي. وبعد عدم استجابة الإدارة لهذا الطلب نظرا لخصوصيات الحرم الجامعي التابع للرهبنة الأنطونية، إخترق سبعة وثلاثون طالبا هذه الخصوصية وعمدوا إلى أداء الصلاة في الباحة الداخلية للجامعة، مفترشين الأرض أمام مدخل الإدارة ومدخل كنيسة الجامعة (سيدة الجامعة) في طابع من التحدي والاستفزاز.

  بناء عليه، فإن إدارة الجامعة، وتمسكا منها بثوابتها التربوية، وتحاشيا لتصرفات مماثلة في المستقبل، تجد أنه من الضروري توضيح ما يأتي:

 - إن إدارة الجامعة تتقيد بتوجيهات الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية المارونية، المرجعية الأعلى للجامعة، وهذه المرجعية لا تسمح بالتفاوض حول تشييد أي مكان للصلاة خارج طائفتها، وفي أية مؤسسة من مؤسساتها التربوية والثقافية والدينية. وبذلك، فإن إدارة "جامعة الآباء الأنطونيين" في مقرها في بعبدا-الحدث وفي فرعيها زحلة - النبي إيليا، وزغرتا - مجدليا، ترفض أي طلب يتقدم إليها بهذا الخصوص، ولا تجر نفسها لأي مفاوضات تمس ثوابتها. كما أنها ترفض أية مساومة بهذا الخصوص، وتحذر من أي استفزاز حول هذا الشأن. وهي تدعو طلابها من أي طائفة كانوا إلى التناغم مع هويتها الأصيلة وتطبيق أنظمتها حفاظا على خصوصية هذا الحرم المؤسسة.

  - إن هوية جامعتنا الأنطونية، هوية واضحة وثابتة: جامعة خاصة، مسيحية، كاثوليكية، مارونية، أنطونية منفتحة، تستقبل في رحابها الطلاب كافة بمختلف مذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم الاجتماعية، إلا أنها لا تساوم على ثوابت هويتها وتاريخها الرهباني.

  - إن إدارة الجامعة تطلع مسبقا على نشاطات طلابها ضمن البرنامج الأكاديمي أو خارجه، وتخضعه لرقابتها وموافقتها، أيا يكن نوعه، ثقافيا، اجتماعيا وحتى دينيا. كما أنها ترفض رفضا قاطعا إقامة أي نشاط سياسي داخل حرمها.

  - إن أي تصرف يصدر عن الطلاب، أيا كان انتماؤهم الديني أو السياسي، ويخالف قوانين الجامعة وأنظمتها، يضعهم أمام مسؤوليتهم، وبذلك، تكون إدارة الجامعة هي الوحيدة التي تحتكم في ما يتعلق بمعاقبتهم بالطرق المناسبة تبعا لقانونها الداخلي. ولذا، فإن الإدارة سوف تتوجه الى الطلاب المخالفين ظهر يوم الإثنين الواقع فيه 19 آذار الحالي، وتتخذ بحقهم الإجراءات المناسبة.

  

الأب خضره لموقع "القوات": ما جرى في "الانطونية" غير مقبول ونتمنى الا يكون نابعا عن تخطيط واستراتيجية لالغاء الآخر

تمنى رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - اوسيب لبنان الاب طوني خضره الا يكون ما جرى في الجامعة الانطونية، حيث أقام طلاب من "حزب الله" منهم صلاة في باحة الجامعة بالقوة في تحد لادارة الجامعة، نابعا عن تخطيط مسبق واستراتيجية لإلغاء الآخر. واذ شدد على ان ما جرى في الجامعة غير مقبول، اعلن الأب خضره في حديث لموقع "القوات اللبنانية" الالكتروني ان الجامعة والرهبنة والمؤسسات المسيحية لن تقبل بما جرى خصوصا ان لديها تقاليدها. واكد انه حين يذهب الفرد الى مؤسسة تربوية لديها نظام داخلي عليه احترامه، مشيرا الى ان المؤسسة التربوية صرح للتعلم والمعرفة وليس للتدين او فرض الدين على الآخرين. واضاف في هذا السياق: "نحن بحاجة الى ابعاد صروحنا التربوية والفكرية عن الامور الدينية لأن الانجيل يقول "اعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر" فهناك اماكن كثيرة يمكن الصلاة فيها لكن الجامعات ليست مكانا لاستفزاز الناس"، لافتا الى ان "من حق الجميع الصلاة لكن في الكنائس والجوامع وليس من الضروري تحويل الصروح التربوية الى صروح استفزازية".

واشاد الاب خضره بالرقي المسيحي في التعاطي، مذكرا: "لا ادري ان كان احد ما قد سمع ان حادثة مماثلة وقعت في جامعة اسلامية حيث طالب طلاب مسيحيون بانشاء كنيسة او مكان للصلاة لهم".

وأمل المحافظة على لبنان كما هو، معتبرا ان التطور لا يكون عبر إقامة مصليات في الجامعات بل عبر ندوات مشتركة تقرب الناس الى بعضها.

وشدد من جهة اخرى، على انه "يجب عدم التفكير ان الكنيسة والرهبنة والجامعات هي ضد الحرية الدينية، ولكن من اهم مبادئ الحرية الدينية كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني في بيان عن الحوار بين الاديان هو احترام الآخر وعدم استفزازه". وختم الاب خضره مذكّرا ان لبنان بلد متنوع متعدد مدني وليس بلدا اسلاميا، مؤكدا ان "الدين لم يعد يُستخدم في خدمة الانسان والمحبة بل في السياسة والاستفزاز وتحدي الاخرين ومن هذا المنطق نحن لسنا معه". حاوره: يورغو البيطار

 

النائب السابق صلاح حنين لموقع "القوات": ما جرى في الجامعة الانطونية عصيان غير مبرر والدين ليس سلاحا يتم اشهاره على الآخر

اكد النائب السابق صلاح حنين ان من يريد الانتماء الى مؤسسة ما عليه احترام قواعدها واحترام الآخر فيها والهرمية الموجودة، معتبرا ان "العصيان" الذي جرى في الجامعة "الانطونية" من قبل طلاب من "حزب الله" الذين اقام عدد منهم صلاة في باحة الجامعة بالقوة في تحد لادارة الجامعة لا مبرر له. ولفت حنين في حديث لموقع "القوات اللبنانية" الالكتروني الى ان لبنان بلد يجب احترام الآخر الموجود فيه والمؤسسات وقواعدها، مشددا على ان الدين ليس سلاحا يتم اشهاره على الآخر انما كنز داخلي يطور الانسان كي يتعاطف وينسجم مع الآخرين. واذ اعلن انه لا يؤيد هذه المظاهر، رأى حنين ان الصلاة في هذه الاماكن تكون داخلية والتعبير يكون بالأداء وعبر هذه الطريقة يحترم الانسان ديانته مهما كانت. وذكر ان الطالب هو شريك انما شريك ضمن القانون والقواعد المعمول بها في حرم الجامعات، مشيرا الى ان اي تغيير يمكن ان يتم من ضمن القانون الجامعي ومن خلال الحوار بين الخلايا الطالبية والادارة اذ ان هذا النوع من العصيان وخرق القواعد لا مبرر. وختم حنين "حتى وان كان هناك مبرر فان الامر تتم معالجته في الاطار الجامعي والتعبير عنه بشكل حواري وليس في سياق مواجهة".حاوره: يورغو البيطار

 

دائرة الجامعات الخاصة في حزب الكتائب

الجامعة الانطونية هي لبنانية مسيحية كاثوليكية مارونية لا تساوم وفتح الباب أمام العمل السياسي ينفس الإحتقان الطائفي ويطلق نوعاً من العمل الديمقراطي الحضاري

فوجئت وسائل الإعلام بحادثة خطرة حصلت في الجامعة الانطونية، حيث تمرد بعض الطلاب المنتمين إلى جهة معروفة على قرار الإدارة التي رفضت إقامة مكان للصلاة داخل حرم الجامعة لغير الطائفة المسيحية. فقد لجأ هؤلاء الطلاب إلى إقامة الصلاة علناً وبطريقة استفزازية على مدخل الكنيسة ومكاتب الإدارة.

يهم دائرة الجامعات الخاصة في حزب الكتائب تأكيد ما يلي:

١- اننا نقف إلى جانب إدارة الجامعة الانطونية، الآباء والكنيسة المارونية في كل قراراتها. نعتبر أن ما صدر عن إدارة الجامعة هو كافٍ للإيضاح للجميع أن هذه الجامعة هي لبنانية مسيحية كاثوليكية مارونية لا تساوم على أيٍ من هذه المبادئ وترفض المساس بشعرة من قانونها الداخلي.

٢- شكلت هذه الحادثة سابقة خطرة، ولكن لم نفاجأ من هذا التصرف فحزب الكتائب يحذر منذ سنين ويحاول لفت النظر حول ما يجري في الجامعات الكاثوليكية وخاصةً الانطونية من استفزازات وتصرفات فوقية لا تليق بهوية الجامعة. فإن مصلحة الطلاب حذرت من خلال البيانات والنقاشات المباشرة مع الإدارة من هذه الظواهر الغير مقبولة ودائماً كان يأتي الجواب بالإهمال أو غض النظر، إلى أن صدر البيان عن إدارة الجامعة ونأمل أن يضع النقاط على الحروف. ورغم ذلك بقينا الطلاب الحضاريين ولم ننزلق إلى استفزازات.

ومن هنا نطلب من الإدارة أخذ العبر وافساح المجال للطلاب كي يعبروا عن هواجسهم، ففتح الباب أمام العمل السياسي ينفس الإحتقان الطائفي ويطلق نوعاً من العمل الديمقراطي الحضاري تحت رعاية جامعة الآباء الأنطونيين. في الختام نطمئن الزملاء الطلاب اننا سوف نبقى العين الساهرة، التي تنبه إلى الخطر حيثما وجد، واننا نضع أنفسنا في تصرف الآباء والكنيسة كما دائماً.

ليحيا لبنان/الكتائب اللبنانية/مصلحة الطلاب - دائرة الجامعات الخاصة

 

محفوض: حذرت سابقا مما يجري في "الأنطونية" ونتمنـى أن يفقه الآخرون حـــدود حريتهــم

المركزية- شدد رئيس "حركة التغيير" عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" المحامي ايلي محفوض على "الهوية الكاثوليكية- المسيحية- المارونية للجامعة الأنطونية وإن كانت تحترم التعددية والانفتاح وترحّب بكلّ الطوائف في كلياتها"، مؤكدا "الوقوف الى جانب رهبانيتنا المارونية الأنطونية بكلّ قراراتها وبياناتها والتدابير التي تتخذها كافة".

وأعلن في حديث لـ"المركزية"، عن "تحذيره منذ ثلاث سنوات، من مغبة ما يجري داخل الجامعة الأنطونية التابعة للرهبانية الأنطونية المارونية"، وقال "ناقشت الموضوع يومها مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وكانت ترده في تلك الفترة معلومات عن إنخراط غير مسبوق لطلاب غير مسيحيين في الجامعة الأنطونية وتحديدًا من الذين ينتمون الى الطائفة الشيعية الكريمة وأكثر تحديدًا من المنتظمين رسميا في صفوف "حزب الله"، الأمر الذي تفاقم مع الوقت حتى راحت أعداد هؤلاء تزيد باضطراد الى أن وصلت في مرحلة تخطت 35 في المئة من مجموع عدد طلاب الجامعة" .

أضاف "بدأت تصلنا لاحقا معلومات حول النشاط المشبوه لهؤلاء داخل حرم الجامعة، لناحية استخدام هذا الحضور في الانتخابات الطالبية حيث تحوّل هؤلاء الى خزّان أصوات للفريق الموالي له أي طلاب التيار الوطني الحرّ وبعدما شهدنا لسنوات ومن خلال الأرقام الانتخابية أنّ أصوات هؤلاء لم تعكس حقيقة النبض الطلابي المسيحي في حرم جامعي كاثوليكي ماروني، وصلت الأمور الى حدّ مقاطعة الأكثرية المسيحية في الجامعة للأعمال والنشاطات الانتخابية، وهذا إن دلّ الى شيء فإلى تعريض الوجود والحضور المسيحيين لخطر جدّي خصوصا أنّ الصرح صرح مسيحي وإن كان يحترم التعددية والانفتاح ويرحّب بكلّ الطوائف في كلياته إلاّ أن لا بد من التأكيد على الهوية الكاثوليكية - المسيحية - المارونية - الرهبانية لهذا الصرح الجامعي العريق الذي يعود الى رهبانية مارونية نفتخر بدورها وحضورها وتاريخها". تابع "قصدت رأس الكنيسة المارونية وناقشت معه الأمر وأدليت بما أدليت من موقف سياسي وقمت يومها بمراجعات ولقاءات واتصالات وزيارات معنية بالموضوع إلاّ أنه وبكل صراحة لم تأت المعالجات الجذرية على المستوى المطلوب". وختم "أمّا وقد وصلت الأمور الى هذا المنحى فإنني أقف الى جانب رهبانيتنا المارونية الأنطونية بكلّ قراراتها وبياناتها والتدابير التي تتخذها كافة، من دون أن نشوّه رسالتنا المسيحية المنفتحة على الجميع على أن يفقه الآخرون حدود حريتهم ويقفون عندها".

 

لبناني في تايلاند ينفي التهم الموجهة اليه بالارهاب

يقال نت/دفع لبناني يشتبه في انه اعد لهجوم في بانكوك ومعتقل منذ كانون الثاني، ببراءته من تهمة مخالفة القوانين بشأن الاسلحة خلال اول مثول له امام قاض تايلاندي، على ما افاد محاميه الاربعاء.

وضبطت كميات من المخصبات ونيترات الامونيوم في شقة كان يستأجرها في مقاطعة ساموت ساخون قرب العاصمة. وهذه المواد تستخدم في صنع متفجرات وتتطلب حيازتها الاستحصال على رخصة.

وقال المحامي ويتايا بوراناسيل الذي التقى موكله للمرة الاولى قبيل الجلسة امام المحكمة الجنائية في بانكوك "لقد دفع ببراءته من هذه التهمة". واضاف المحامي ان المتهم سيمثل مجددا امام المحكمة في ايار، موضحا انه لن يتقدم باي طلب لاطلاق سراحه بكفالة. وقد يواجه حكما بالسجن يصل الى خمسة اعوام. وحتى هذه المرحلة ليس ملاحقا بتهمة الارهاب.

 

بعد رفع أعلامه في المدينة.. قائد ميداني من حمص–دير بعلبة: حزب الله اعتقل واغتصب النساء.. وحوّل المستوصفات والمعاهد إلى معتقلات ومقرّات (مرفق بفيديو) 

طارق نجم /14 آذار

لا زال البعض يشكك بأن حزب الله يشارك فعلياً بعمليات القمع والتقتيل في الداخل السوري الموجه ضد الحراك الثوري منذ سنة. غير أن المزيد من الشهود ممن عايشوا الواقع ينقلون مشاهداتهم عن تورط حزب الله "ماسحين الأرض" بكلام أمين عام حزب الله حسن نصرالله والذي قال فيه ما مفاده انه "ما في شي بحمص". الغاية التي أجمع عليها الكثيرون هو أنّ اللجوء إلى الاستعانة بمليشيات حزب الله ومقتدى الصدر هو خشية النظام من مزيد من الانشقاقات التي قد تصيب جيشه بعد سنة من عمليات القمع. وبحسب المصادر السورية فإنّ عناصر حزب الله يوضعون عادة في الخط الثاني خلف القوات النظامية والشبيحة خوفاً كذلك من وقوعهم في الأسر مما سيفضح أكثر فأكثر تورطهم. وقد وصل الأمر بحزب الله أن لا يتورع مؤخراً عن رفع علمه على أحد أبنية حمص (بناء الهدى في حي باب تدمر) ربما قد شبّه له أنّ المدينة السورية هي أشبه بمواقع الدبشة والعديسة وغيرها. وإذا كان حزب الله يحاول ستر فضيحته فإن المزيد من الدلائل تشير الى أن الحزب أبعد من أن ينأى بنفسه عن تلك الهاوية التي رمى بها نفسه, خصوصاً أن روائح هذا التورط فاحت مع روائح جثث مقاتلي الحزب العابرة للحدود وكذلك جرحاه في مستشفيات سوريا العسكرية.

من قصص الثورة السورية ضد بشار الأسد قصة حي دير بعلبة الذي تحول اسمه مع تباشير 15 آذار من العام 2011 إلى حي الربيع العربي" تيمناً بالثورات العربية وكان لها دوراً طليعياً بالخروج في مظاهرات مناهضة للنظام الأسدي منذ أوائل أيام الثورة.

أحد قادة المجموعات التي قاتلت في حمص وبالتحديد في دير بعلبة (الربيع العربي) وفي حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني, قال: "الحي الذي يقع جنوبي مدينة حمص يبلغ تعداد سكانه الـ100 الف أغلبهم من العشائر من بني خالد والفواعرة وغيرهم، كان يتعرض لحصار وقصف منذ 6 أشهر من شبيحة حي العباسية (ذو الغالبية الشيعية) ومن الحواجز التي تقع على اطراف حمص التابعة لكتائب الأسد وبالتحديد حي العبرين والمعهد الفني. وتتنوع الأسلحة التي يستعملها الشبيحة ضد الحي حيث تبدأ بالسلاح الخفيف والقناصات والرشاشات المتوسطة وهي الخبز اليومي لهم، وصولاً إلى الأسلحة الثقيلة كمدافع الدبابات والميدان والقذائف الصاروخية المباشرة والهاون التي تستعمل بكثافة عند رصد مجموعات للجيش الحر تنشط في تلك الناحية".

وأضاف ابو ياسين، القائد الميداني القادم حديثاً من حمص، أنّ "شبيحة حي العباسية اعتادوا اطلاق النار وقصف حيّنا من على اسطح مباني المعاهد ومنها مدرسة العهد الجديدة التي كانوا يسيطرون عليها حيث وضعوا رشاشات ثقيلة هناك استهدفوا بها الآمنين في منازلهم".  وتابع: "الملفت كان الانتشار الكثيف للقناصات على طول الخط الفاصل بين العباسيين ودير بعلبة والذي بلغ طوله البالغ 2 كلم تقريباً".

وبحسب الاعترافات التي ادلى بها الشبيحة الذين وقعوا في أيدي الشباب المدافعين عن حي دير بعلبة (الربيع العربي) "فقد أقروا أن عناصر من حزب الله كانت تقاتل معهم حيث ادخلوا هذه العناصر الى مستوصف حي العباسية وقد حولوه الى مركز قيادة ومعتقل تابع للحزب في وسط حمص. وكان الدور الموكل لعناصر حزب الله في حمص هو أن يدخلوا المناطق من أجل ارتكاب فظائع ومجازر بحق المدنيين بعد دخول الجيش النظامي اليها مخافة حصول انشقاقات في صفوف الجيش". وتابع ابو ياسين وصفه لما ارتكبه حزب الله في حمص فقال: "من الأعمال التي قام بها حزب الله خلال الفترة الماضية هي خطف نساء من أهل الحي وتعذيبهن واغتصابهن في محاولة منه لإذلال أهل الحي او تركيعهم او ابتزازهم من خلال خطف تلك النسوة, ومع هذا فقد ظل هذا الحي صامداً حتى هذه اللحظة. ونظراً لممارسات هؤلاء الشبيحة التي فاقت التصور، قام شباب الحي الذين شكلوا كتيبتين للدفاع عن المنطقة هما كتيبة الربيع العربي وكتيبة جند الحق وبمساعدة من كتيبة سيد الشهداء الحسين بن علي وكتيبة ذي النورين، قاموا بشن هجوم على الجانب الآخر بغية تحرير عدد من الشوارع التي كان يحتلها هؤلاء الشبيحة. وقد تمكنوا من تحرير سجن النساء وعدد من النسوة التي كنّ مخطتفات في هذا المكان".

وإذ نفى ابو ياسين "وجود أي عناصر غريبة عن الحي مثلما اشيع عن وجود مقاتلين عرب وغيرهم", قال ان "معظم من في الحي من المدافعين عنه هم من الجيش السوري الحرّ من نفس مدينة حمص ومن باقي المحافظات السورية", مستبعداً "امكانية تكرار ما حصل في حي بابا عمرو مرة أخرى في حي دير بعلبة لجهة الاقتحامات الدموية والوحشية التي قام بها الجيش النظامي", عازياً السبب في ذلك بـ"القرب الجغرافي لحي الربيع العربي من منطقة العباسية بحيث ان المسافة التي تفصل المنطقتين لا تتعدى بضعة أمتار, مايعني أن امكانية اللجوء الى قصف مدفعي مدمر تبدو غير سهلة، وبالتالي فإن إستعمال راجمات الصواريخ كما حصل في باب عمرو يعتبر أمراً غير عملي لأنه سيؤدي الى اصابة منطقة العباسية مما دفع كتائب الأسد للجوء الى قصف مركّز من خلال قصف الدبابات لمناطق بعينها".

 

محمّلا الحكومة اللبنانية مسؤولية تهريب أسلحة من سوريا إلى حزب الله ومهددا اياها،

باراك يفاجئ الحضور بفظاظته: في حال استمرار تهريب الاسلحة ستكون الضربات العسكرية ضد الدولة اللبنانية

وكالات/وجّه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تهديداً مباشراً للحكومة اللبنانية بتحميلها مسؤولية "تهريب" اسلحة وصواريخ من سوريا الى حزب الله ، واستخدم لهجة حادة فاجأت بفظاظتها الحاضرين في لجنة الخارجية والامن اذ قال محذرا من ان الضربات العسكرية في حرب تموز 2006 لم تستهدف الحكومة اللبنانية ومؤسساتها لكن في حال استمرار تهريب الاسلحة ووقوع مواجهات ستكون الضربات العسكرية ضد الدولة اللبنانية. وفي تحريضه ركز باراك على سوريا , معتبراً أن التطورات الأخيرة تنذر بخطر قريب يتضاعف مع مواصلة تهريب الاسلحة الى حزب الله . وتعتمد اسرائيل في تقاريرها حول تهريب الأسلحة على صور تدعي ان طائرات أمريكية من دون طيار التقطتها في اثناء تحليقها في الاجواء السورية لتراقب عن كثب التطورات هناك . وفيما ادعى باراك ان ايران تلعب دورا كبيرا في تزويد المنطقة بالصواريخ والاسلحة المتطورة التي تصل الى سوريا ومنها الى لبنان واصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تهديده لايران في مؤتمر منظمات الصهيونيين الامريكيين من غير اليهود المنعقد في القدس ولكن هذه المرة بالتأكيد على تطور الموقف الامريكي لصالح اسرائيل . وترافق التهديد الاسرائيلي مع الترويج لقدرات عسكرية جديدة لاسرائيل وفي صور بثها الجيش ادعى نجاح تجربة لمنظومة الحماية"مغين ركيع" لاسقاط صواريخ كتف موجهة للطائرات , وجاء ان المنظومة تواجه خطر صواريخ الكتف التي يتم تهريبها الى لبنان وتعرقل نشاط سلاح الجو الاسرائيلي .

المصدر: وكالات | التاريخ: 3/21/2012

 

عودة أمّ وابنتها من إسرائيل في عيد الأمهات

ام تي في/يحل عيد الأمهات هذه السنة وتبقى الكثيرات منهنّ دون عيد. أبرز الأمهات المحرومة هذا العيد هنّ الأمهات المبعدن إلى إسرائيل اللواتي ينتظرن الفرج من الله طالما عبيده يرفضون رفع الغبن عنهنّ. عائلات تشردت وأمهات لم تر أعينهن ابنا أو ابنة ترعرع بعيدا من الأحضان. اليوم يطرح الصوت من جديد في عيد الأمهات هل يعقل أن تبقى هذه القضية قيد التسويف والتأجيل وقد مضى عليها أكثر من 11 عام؟ في ظل الإنتظار والرجاء بعودة الكثير من العائلات المبعدة ظلما إلى إسرائيل تلقى اللبنانيون اليوم خبرا سارا وهو عودة 4 لبنانيات من إسرائيل. وفي التفاصيل أن قامت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بنقل من داخل إسرائيل، عبر معبر رأس الناقورة الحدودي، اللبنانيات الاربع سميرة سمير ارسلان (23 عاما من العديسة)،انيتا عون (جزين 21 عاما)، عايدة ابو زيد (58 عاما) وابنتها فريهان (16 عاما من بيروت)، وسلمتهم الى الجيش اللبناني عند مرفأ الناقورة في حضور اهاليهم. ومع عودة اللبنانيات الأربع يبقى الأمل أن يلتم شمل العائلات اللبنانية كافة كي لا تدمع عين أمّ في عيدها.

 

طال السهر وطال الانتظار وأهالي المفقودين والمخطوفين في السجون السورية لم ييأسوا بعد 

سلمان العنداري/14 آذار

المطر يتساقط في بيروت. الهواء بارد، والحرارة تكاد تكون قارسة... الشوارع فارغة من المارّة وحتى من السيارات بسبب غلاء اسعار صفائح البنزين. الا ان امهات واهالي المعتقلين والمخطوفين والمفقودين في السجون السورية أبوا الا ان يأتوا الى الخيمة العتيقة المستمرة في نضالها منذ سبع سنوات. وتحت شجرة الياسمين المُزهرة بخجل، تستظلّ مجموعة من الامهات من المطر الخفيف والمتقطّع. تجلس النسوة بصمت وهدوء، تحرق بنيران قلوبهنّ عبقة الانتظار، ومرارة الشوق والحزن ترتعش بحبّات البرد. في حديقة الكبير جبران خليل جبران، تجلس الامهات والاخوات والاحبّة، يسألن ويتساءلن عن مصير اولادهنّ المخطوفين قسراً منذ عقود. مشهد يُقطّع القلوب بالقرب من المجلس النيابي، والسرايا الحكومي، في وطن نسي ابناءه ورماهم في عتمة القدر، وفي غياهب النسيان...

ساميا العبدالله، أخت عماد العبدالله الذي خطف عام 1984 على طريق طرابلس زغرتا على يد ميليشيات فلسطينية حليفة للنظام السوري. آنذاك كان عماد يبلغ من العمر 20 عاماً. ذهب ولم يعد، وكأنه سراب او قصّة قديمة محكيّة. "تأكدنا من وجوده في السجون السورية وانه ما زال على قيد الحياة"، تقول ساميا التي تنتظر عودة أخيها حيّاً وسالماً في اي لحظة.

لم نفقد الامل منذ سبع سنوات. دخلنا سنتنا الثامنة في الاعتصام المتواصل في وسط بيروت، وما زلنا ننتظر. توفيّت والدتي رحمها الله بعد ان انتظرت لعقود. دقّت كل الابواب السياسية ولم يساعدها احد. الا انها توفيت ولم يتحقق منالها، اذ قالت لي على فراش الموت: "قضية عماد امانة بين اياديكم، لا تفرّطوا بها، ولا تيأسوا، ولا تستسلموا". "شمس وبرد وشتي ودموع وقهر وذلّ وتعب، سنوات مضت ولم نيأس بعد، نتمسك بحبال الامل، ولا احد يتطلع الينا وبقضيتنا. توفيت ام سليمان اواخر العام 2002، واوكّلت الينا القضية، تماماً كما فعل عدد كبير من الامهات الثكلى.

سنوات مضت، وطيف الامهات الراحلات حاضر في كل بقعة من الخيمة الوحيدة القابعة وسط بيروت. تسألهنّ عن التعب فيأتي الجواب واضحاً: "تعبنا... نعم تعبنا، الا اننا لم ولن نفقد الامل مهما طال الانتظار، لاننا لا نريد ان نموت وتُدفن معنا مطالبنا، ولا نريد ان نستسلم لليأس بسبب التقصير الرسمي، والنكران السوري. الامهات يمتن واحدة تلو الاخرى، والجرح ينزف، والحرمان من احتضان الاحبّة يقتلنا كلّ يوم". تتّهم ساميا بنبرة غاضبة كل الطبقة السياسية بعدم التوصّل الى حلّ لهذا الملف، "فكل الطبقة السياسية متواطئة في اخفاء احبّائنا. كلّ واحد منهم يتحمّل مسؤولية التقصير. كل رؤساء الاحزاب ورجالات الدولة، ارتكبوا جرائم بحقنا، وسكوتهم وصمتهم عن قضيتنا اكبر جريمة". "بعد سبع سنوات اقول لهم ان سكوتكم معيب ومريب، "استحوا على حالكن وجيبولنا ولادنا، طيبين او ميتين بدنا ياهن اليوم قبل بكرا"... بدأ المطر بالتساقط بينما كنا نتحدث الى ماجدة بشاشة، أخت حسن بشاشة الذي خطف على يد القوات السورية عام 1976 في منطقة خلدة.

فماجدة بتجاعيد وجهها المتعب، وبزرقة عيونها، تلفت الى ان "حسن على قيد الحياة، وموجود في سجن المزّة، الا ان احداً لم يُحرك ساكناً. توفيت والدة حسن من قهرها على مصير ابنها، لا احد يتطلع الى قهرنا اليوم، الاحياء والاموات يتعذّبون، ينتظرون في وقت يغرق فيه رجال السياسة بفضائحهم ومحاصصاتهم ومغانمهم.  "الوضع لم يعد يحتمل"، تشير ماجدة مؤكدةً "اننا وصلنا الى مرحلة اللاعودة"، وتقول: "اعيدوهم الينا، نريد ان نعرف مصير احبّائنا". الى ام غسّان، التي تنتظر مصير ولديها الذين خطفا في ثمانينيات القرن الماضي... تتّهم أم غسّان "حزب الله" بعملية الاختطاف، وتقول انها تملك معلومات واثباتات تؤكد هذا الامر. تملك ام غسان روح النكتة... تراها تضحك وتقبّل كل من يدخل الخيمة ويزورها..." آخ يا ساميا اخ"، تتنهّد ام غسّان قبل وبعد كل ابتسامة، "آخ يا امّي اخ، وينكن يا امّي؟". تسأل وتحبس دموعها، وتغيّر الحديث حتى لا يُفضح امرها.. يطول الحديث مع الامهات والاهالي ويستمر المطر بالهطول في الخارج. وبينما تؤكد أم غسان انها مستمرة في صمودها وتقول "انشالله ضلني قوية"، تُشغل ساميا على هاتفها القديم اغنية "ست الحبايب يا حبيبة". تهزّ برأسها، تغرق في دموعها. اما ماجدة فتلتفت وتشدّ على صورة حسن. لتعود أم غسّان وتكتفي بعبارة واحدة "آخ يا إمّي آخ"...

رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد يتحدّث عن معاناة الاهالي، رغم انه لم ينكر ان الاوضاع والمشاكل التي تعيشها البلاد صعبة ودقيقة، ان على صعيد لبنان او المنطقة العربية، "الا ان هذا لا يمنع ان نحافظ على الوتيرة نفسها في التحرك من اجل الوصول الى تشكيل آلية جدية وعملية لمعالجة هذا الملف". ويؤكد عاد ان "سقف تحرّكنا مستمر، واستمرارنا في الاعتصام لسنوات وسنوات هو اكبر دليل على عزمنا واصرارنا على معرفة مصير المعتقلين والمخطوفين والمخفيين". عاد، المبادر الاول في اطلاق الاعتصام المفتوح، شاء ان يوجّه تحية اجلال واحترام للامهات الثكلى، "اذ لا يمكن الا ان ننحني تحية لهم ولصمودهم ولنضالهم ومن عزمهم وحماسهم، مع الاشارة الا ان لا شيء يمكن ان يمنعهن من حقهن في معرفة مصير ابنائهن مهما كلّف الامر وطال الزمن". واذا كان "التلاعب السياسي هدفه دفع الاهالي الى التخلّي عن هذه القضية"، يؤكد عاد ان " حلّ هذه المسألة يتطلب ارادة سياسية لبنانية وسورية، مع العلم ان الطرف السوري يصرّ ان لا مفقودين ولا مخفيين في سجونه وهو لامر مؤسف وفضائحي". طال السهر، وطالت السنوات، وطال الانتظار... واهالي المفقودين والمخطوفين في السجون السورية لم ييأسوا بعد. فمتى تتحرك مؤسساتنا ودولتنا وتسأل عنهم؟...

*موقع 14 آذار

 

"حزب الله" لتل أبيب: مستعدون للتفاوض شرط إرضاء إيران

موفدون من بشار الأسد وآصف شوكت التقوا مسؤولين إسرائيليين في عواصم غربية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

اتهمت قيادات في "حزب الله" في بيروت زعماء حركة "حماس" الفلسطينية الذين غادر معظمهم مقراتهم الرئيسية في سورية الى دول اخرى في الشرق الاوسط وافريقيا ب¯"الانخراط في مفاوضات مع مسؤولين اسرائيليين امنيين وسياسيين وعسكريين في كل من الدوحة ولندن وبرن وباريس خلال الاسابيع العشرة الماضية", في ما يبدو - حسب وزير من "حركة امل" الشيعية في الحكومة اللبنانية السابقة - "الانعطافة الأخطر المنتظرة في مسار "حماس" مع انفجار الثورات العربية من شمال افريقيا وصولا الى سورية عبر اليمن, حيث ادركت قياداتها في قطاع غزة ودمشق انها فقدت مواطئ اقدامها في مناطق "الممانعة العربية" التي هي بدورها فقدت مراكزها وقواعدها في دمشق وطرابلس (ليبيا) فيما تتجه في لبنان مع جماعات حسن نصر الله وبقايا النظام السوري المتداعي الى التحلل والتفكك والاختفاء".

وقال قيادي "أمل" الذي يزور لندن حالياً ان مفاوضات "حماس" مع المسؤولين الاسرائيليين "تتم بمعرفة السلطة الفلسطينية في رام الله وبمباركة الولايات المتحدة ودول اوروبا الكبرى وبعض دول مجلس التعاون الخليجي, وخصوصاً بعلم وتشجيع المجلس العسكري الحاكم في مصر".

وكشف القيادي ل¯"السياسة" أن "ثلاثة موفدين سوريين من قبل بشار الاسد وصهره آصف شوكت, زاروا كلا من لندن وباريس وبرن خلال الشهرين الماضيين للقاء ممثلين عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ومديري الاستخبارات العسكرية (امان) والخارجية (الموساد), فيما التقى احد ابناء خالة الاسد من آل مخلوف سكرتير وزير الخارجية الاسرائيلية في جزيرة كورفو اليونانية, مطلع الشهر الجاري, في ما يبدو انها مفاوضات موازية لمفاوضات خالد مشعل وجماعته, الذين فشلوا في فبراير الماضي في دفع الامين العام لحزب الله حسن نصر الله باتجاه مسارهم الجديد الحيادي حيال احداث سورية, كما اخفقوا في جر قيادات الحزب الايراني نحو فتح مفاوضات مع اسرائيل شبيهة بمفاوضاتهم معها بعدما سلموا نصر الله وجماعته وثائق دامغة عن الاجتماعات السورية بالاسرائيليين في اوروبا".

ونقل القيادي في "أمل" عن مسؤول فلسطيني في بيروت قوله ان الاسرائيليين طلبوا من "حماس" التوسط لدى نصر الله لمفاوضاتهم منعا لاندلاع حرب مميتة بين الطرفين متى حدث الانهيار الهائل للنظام البعثي في سورية, وطالما ان المنطقة تتجه الى تغييرات جذرية بعكس سياسات العنف والحروب والممانعة والصمود والتصدي, اثر استتباب الامور في الدول التي شهدت الثورات والتي يمكن ان تشهدها في المرحلة المنظورة, الا ان "حزب الله" أبلغ "حماس" والجانب الاسرائيلي من خلالها ان موقفه رهن بموقف اسرائيل من ايران, وما تمسكه المستمر حتى الآن بنظام الاسد إلا تعبير عن استمرار دعم النظام الايراني لنظام دمشق, وذلك ليس حباً ولا تعلقاً به, وانما لأنه الوحيد المتبقي المؤيد لطهران, وان اي تغيير في السياستين الأميركية والاسرائيلية تجاه إيران, سيدفع نظامها الى التغيير المطلوب بعد التخلي عن الأسد". وأكد وزير "أمل" ان الرجل الثاني في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان) الذي التقى أحد موفدي آصف شوكت الى باريس في النصف الثاني من فبراير الماضي, أبلغ هذا الموفد ان "حزب الله لن يستمر في الحياة ليرى مطلع العام المقبل اذا لم يسر على خطى حركة "حماس" باتجاه التصالح مع اسرائيل والتخلي عن سياسة الحروب والارهاب", اذ ان الحرب على ايران لا مفر منها سواء جاءت من تل أبيب او من واشنطن او من الاثنتين معاً, وان هذه الحرب التي ستكون الاعنف في التاريخ الحديث مقارنة بالحروب الاسرائيلية على لبنان العام 2006 وعلى غزة 2008 والأميركية على العراق العام 2003 وعلى يوغسلافيا سابقاً في اواخر الالفية الماضية, "لن تبقي حجراً على حجر في لبنان", وان حرب 1982 التي قادها ارييل شارون ضد بيروت واخرج على اثرها "منظمة التحرير" وحوالي 30 الف فلسطيني مقاتل الى أكثر من 20 دولة عربية, "ستبدو بمثابة نزهة للجيش الاسرائيلي وقواته الجوية الصاروخية والبرية البحرية لانها ستقضي قضاء مبرما لا قيامة بعده على الجيش اللبناني, ومقاتلي "حزب الله" وقياداتهم وعلى البنى التحتية السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية اللبنانية بشكل مبرم".

 

فيلتمان في الذكرى السابعة لـ"ثورة الأرز": السقوط الحتمي للأسد فرصة جديدة للبنان

واشنطن - هشام ملحم/النهار

 قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان، ان "السقوط الحتمي (للرئيس السوري) بشار الأسد يوفر فرصة جديدة للبنان". ودعا اللبنانيين الى ان يظهروا للعالم مرة اخرى انهم "قادرون على تخطي الخوف وان يستخدموا الانتخابات البرلمانية في 2013 لهزيمة بقايا الاحتلال السوري وان يرفضوا اولئك الذين يدافعون عن مجازر الأسد". واضاف فيلتمان الذي كان يتحدث في احتفال اقامته منظمات لبنانية - اميركية في احدى قاعات الكونغرس في الذكرى السابعة لـ"ثورة الارز": "دعوا الشعب اللبناني يوحد صفوفه ويقول لحزب الله وحلفائه ان الدولة اللبنانية لن تبقى مخطوفة من اجل اجندة تخدم ايران والاسد". وشارك في الاحتفال مئات من اللبنانيين الاميركيين واصدقائهم حيث استمعوا الى عدد من المسؤولين الحكوميين واعضاء الكونغرس كان في طليعتهم ضيف الشرف وزير الاتصالات راي لحود، وسفيرة الولايات المتحدة في لبنان مورا كونللي. وكانت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ايليانا روس ليتنن اول النواب المتحدثين وتبعها النائب هوارد بيرمان، ورئيس اللجنة الفرعية للشرق الاوسط ستيفن تشابوت، ورئيس لجنة المراقبة والاصلاح الحكومي داريل عيسى، ونك رحال، وتشارلز بستاني وإليوت اينغل.

وربط فيلتمان بين "ثورة الارز" وقيمها وتطلعاتها مثل "السعي الى الكرامة واحترام المواطن والسيادة والتخلص من الطغيان" وبين الانتفاضات العربية التي بدأت في تونس وعبرت مصر وليبيا ووصلت الى سوريا. وقال فيلتمان ان اللبنانيين نجحوا في 14 آذار 2005 في تخطي الخوف وارادوا السيطرة على مستقبلهم عندما نزلوا بمئات الالوف الى الشوارع ليطالبوا بانهاء الاغتيالات السياسية، وانهاء الاحتلال العسكري الخارجي، ووضع حد نهائي للنهب الشامل الذي مارسه نظام الاسد وشركائه المحليين في الجرائم ضد الشعب اللبناني".

وتطرق فيلتمان الى الانتفاضة السورية قائلاً: "اليوم، الشعب السوري هو الذي يرفض حملة التعذيب والاعتقالات التي يشنها نظام الاسد. اليوم الشعب السوري يقوم بنضال يعرفه الشعب اللبناني جيداً لكي يتخلص من لصوصية عائلتي الاسد ومخلوف". وتابع "وبالنسبة الينا جميعا  الذين يهتمون كثيرا بلبنان، لدينا واجب اخلاقي وسياسي للوقوف بقوة الى جانب اولئك السوريين الذين يحاولون استعادة بلدهم من ايدي مافيا قاتلة". وشدد فيلتمان على انه لا احد خارج سوريا "يدرك وحشية بشار الاسد اكثر من اللبنانيين. ولا احد خارج سوريا لديه مصلحة في نتائج ما يحدث في سوريا اكثر من اللبنانيين".

وانتقدت روس ليتنن بشدة النظام السوري وانتهاكاته المستمرة لسيادة لبنان، وللعنف الذي يمارسه ضد الشعب السوري، واكدت للاصلاحيين في لبنان "ان الولايات المتحدة والكونغرس يقفان وراءهم. كما كررت دعمها للمحكمة الدولية المعنية باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومواصلة تمويلها للقيام بعملها. وانتقد النائب ستيفن تشابوت سوريا وايران بسبب تسليحهما "حزب الله" ومواصلة تدخلهما في شؤون لبنان، ودعا دول العالم "الى ضمان اسقاط الاسد من الحكم بأسرع وقت". من جهته رأى النائب هوارد بيرمان ان "حزب الله" لا يزال يشكل عقبة في طريق تقدم لبنان في اتجاه الحرية والديموقراطية. وذكّر النائب داريل عيسى الحضور بأن لبنان كان اول ديموقراطية في العالم العربي. واعرب النائب نك رحال عن أمله في أن ينجح اللبنانيون في التعامل مع الانتفاضة السورية بطريقة تضمن سيادتهم. وتعهّد النائب تشارلز بستاني مواصلة العمل على تمويل القوات اللبنانية المسلحة. كما أكد النائب إليوت اينغل مواصلة دعمه للبنان الى ان يصبح لبنان حراً بالفعل. وكان الوزير لحود آخر المتحدثين، وبعدما أثنى على فيلتمان واعتبره "أفضل صديق للبنان"، أعرب عن "اعتزازه لأنه الوزير الوحيد من أصل لبناني في حكومة الرئيس أوباما"، وقال ان ذلك يعطيه الفرصة بين وقت وآخر لأن يثير القضايا التي تهم لبنان وان يضمن ان هناك من يستمع الى هذه القضايا في البيت الأبيض.

 

حلف رباعي ضد جعجع: بطرك وجنرالين وكتائب وفرنجية"!

وجدي ضاهر/الشفاف

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بتداعيات الثورة السورية على الواقع السياسي العربي بشكل عام واللبناني بشكل خاص، أشارت معلومات الى ان قادة الموارنة في لبنان منشغلون بالتحضير للانتخابات النيابية المقبلة المقرر إجراؤها بعد قرابة عام.

وتضيف المعلومات ان حلفا مارونيا جديدا يتم التحضير له بعناية، وإن بعيدا عن الأضواء، يهدف الى الحد من انتشار القوات اللبنانية في المجتمع المسيحي في ضوء تراكم المواقف التي أطلقها رئيس الحزب سمير جعجع منذ خروجه من السجن، وصولا الى التأييد الواضح لمجريات الربيع العربي، عموما والثورة السورية على وجه التحديد.

وتستند المعلومات الى ان تباين المواقف بين الفرقاء الموارنة بعد ان دخل عليهم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، لا تحتاج الى كثير عناء لتبيان هوية المتحالفين وفي جه من يتحالفون، مشيرة الى ان الموقف من الثورة السورية كشف هوية تحالف يرعاه البطريرك الراعي ويضم الرؤوساء ميشال سليمان وامين الجميل والتيار العوني إضافة الى الوزير سليمان فرنجية، في مواجهة القوات اللبنانية، من اجل تحجيم رئيسها والحد من انتشارها.

وتضيف المعلومات الى ان الحلف غير المعلن الى اليوم يتناغم سياسيا في إطار إنتهاج مبدأ لعب الادوار لجهة الموقف من الثورة السورية، وهي تتراوح بين سياسة تأييد النظام السوري، التي يشيعها كل على طريقته وتضم البطريرك الراعي والوزير فرنجية والعمااد عون، وسياسة النأي بالنفس التي ينتهجها الرئيس سليمان وليس بعيدا عنه الرئيس امين الجميل ونجله النائب سامي الجميل.

الحلف الرباعي الماروني برعاية الراعي تجمعه مصلحة مشتركة، عنوانها العداء لسمير جعجع والقوات اللبنانية. وكل على طريقته يستحضر تاريخ الحرب الاهلية ليفتح للقوات وجعجع اوراقا من طرف واحد، لغرض محاسبة القواتيين وجعجع على ممارساتهم في الحرب.

فبالنسبة للرئيس الجميل ، هو ما زال يعتبر جعجع عنصرا في حزب الكتائب التاريخي، متحدثا عن الحزب الذي رأسه والده مستحضرا مرحلة السبعينات من القرن الماضي. في حين ان الوزير فرنجية يمسك بإغتيال والده “قميص عثمان” يرفعه حينا ويضعه في الدرج أحيانا تبعا لتبدل المواقف والمصلحة. اما الرئيس سليمان فينطلق من حسابات إنتخابية ضيقة، يبدو أنه استفاق عليها مع إقتراب نهاية عهده، ويريد إيصال عدد من المقربين الى الندوة البرلمانية. اما ما بين العماد عون وتياره، والقوات اللبنانية، فلا حاجة للتذكير به لانه ما زال شاخصا وواضحا في المواقف المتبادلة بين الطرفين يوميا.

البطريرك الراعي، وانطلاقا من مواقفه المعلنة والواضحة المؤيدة لنظام الاسد في سوريا، وجد نفسه تلقائيا في صف الحلف الرباعي الاقرب الى توجهاته السياسة، بعد أن انضم جعجع مبكرا الى صفوف مؤيدي الثورة السورية إنطلاقا من حسابات وطنية لبنانية عامة، ومارونية مسيحية خاصة، ناتجة عن المعاناة والاثمان التي دفعها الموارنة في لبنان جراء سياسات النظام البعثي، والتي ما زالت آثارها ماثلة للعيان، إستنزافا بشريا للمسيحيين، وتحجيما لدورهم، لم يتوقفا منذ العام 1975، بفضل ممارسات النظام السوري، قبل إنسحاب جيشه من لبنان وبعده.

قوائم إنتخابية في كسروان وبشري والبترون وزغرتا

المعلومات تشير الى ان الحلف الرباعي، بلغ مرحلة متقدمة، من بحث الاسماء وتركيب اللوائح الإنتخابية خصوصا في قضاء كسروان، حيث تم اعتماد تسمية وسام بارودي صهر الرئيس سليمان والوزير السابق زياد بارود. وفي جبيل، الى الآن، تسمية الوزير ناظم خوري، المرشح الدائم للرئيس سليمان، في حين ان معركة بعبدا ستخوضها الكتائب مع التيار العوني والبطريرك الراعي إبن المتن.

اما في بشري، فتشير المعلومات الى ان الحلف يبحث الاستفادة من سعي القوات الى تسمية مرشح من قرى قضاء بشري، لتأليب عائلات المدينة على القوات، بحيث تستميل عائلة طوق في الحد الادنى، لصالح مرشح كتائبي من بشري، وعائلة كيروز، في حال جاءت تسمية المرشح القواتي من قرى القضاء على حساب النائب الحالي ايلي كيروز.

وفي البترون، تبدو المعركة اقل خطورة على مرشح التيار العوني جبران باسيل، والكتائب سامر سعادة، إذا ما توحدت جهودهما لمواجهة تحالف القوات والنائب بطرس حرب. إلا أن هذ الحالف دونه محاذير إستنفار جرد البترون الذي يشكل 30% من مجمل ناخبي القضاء، في مواجهة تحالف باسيل سعادة، نتيجة تغييب مرشح منه.

في زغرتا سوف يسعى الحلف الرباعي الى ضم ميشال معوض الى الوزير فرنجية بما يضمن عدم إحداث أي خرق في لائحة تضمهما الى أي شخص ثالثا يتم الإتفاق على تسميته لاحقا، ما يقطع الطريق عمليا على إيصال اي مرشح مستقل او قريب من القوات اللبنانية.

 

خلية الراعي الإستشارية

يقال نت/ لفتت مصادر واسعة الإطلاع على مجريات العمل في بكركي أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها البطريرك الماروني بشارة الراعي تكمن في " الخلية الإستشارية" التي شكلها، مع وصوله الى سدة البطريركية. وفق هذه الأوساط، فإن هذه الخلية تشكلت بالتنسيق مع وزير سابق يعمل في دوائر الأسد وتضم عاملين في مؤسسات تابعة لـ8 آذار، بعدما انسحب منها شخص كان محسوبا على قوى 14 آذار.

ويتأثر الراعي ببعض المتمولين الذين يقيمون علاقات عمل بإيران، حيث تجري تحقيقات في الفاتيكان عن دخول هؤلاء بتأثيرهم الى قرارات المجمع الشرقي.

 

الراعي: نتحدث في المبادىء مع السياسيين وسنزور سوريا عندما تهـدأ الأوضاع

المركزية- أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه ليس ضروريا التحدث في السياسة خلال لقائنا رجال السياسة، فنحن لا نتحدث سياسة بل نتحدث في المبادئ السياسية- الاقتصادية، اما التقنيات السياسية فتبقى للسياسيين، ونحن لن نتجاوز خطوطنا على الاطلاق.

عاد الراعي من زيارة رعوية الى مصر في الرابعة الا ربعاً بعد ظهر اليوم، على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه رجل الأعمال سركيس سركيس، وعاد معه المطران بولس صياح والمحامي وليد غياض. وكان في استقباله في المطار وزير السياحة فادي عبود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والمطرانان رولان أبو جودة وطانيوس الخوري، ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس ضم ميشال متى وأنطوان رميا، السفير المصري محمد توفيق والقنصل أنطوان عقيقي والدكتور الياس صفير والمحاميان جوزف ابو شرف وفيليب طربيه وشخصيات عدّة. وبعد ان استعرض البطريرك الراعي ثلة من قوى الأمن الداخلي أدت له التحية أمام قاعة الشرف الرئيسية في المطار وأدلى بالتصريح الآتي:" نحيي كل الحاضرين وبنوع خاص رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأشكره على ارسال وزير السياحة فادي عبود ونحمله كل الشكر وشكر المطران صياح، والذين رافقونا، كما نشكر السفير المصري والحكومة المصرية على الحفاوة والتكريم".

وقال:" أهداف الزيارة تمت، وهي كانت زيارة رعوية، والتقينا أبناء الأبرشية، سواء في القاهرة أو في الاسكندرية، وكذلك العلاقة مع الكنائس، ونأسف لعدم لقاء البابا شنودة الذي وافته المنية حين وصولنا، والتقينا مع المسؤولين والمطارنة وعبرنا عن زيارتنا ومعانيها كما التقينا بطريرك الروم الارثوذوكس في الاسكندرية والمطارنة الكاثوليك وكان هذا الاساس، لقاء الكنائس للتعاون في ضوء السينودوس للشرق الأوسط، بما يعني الشركة والشهادة، ومع المسؤولين الذين التقيناهم في القاهرة، سواء من وزارة الخارجية او رئيس مجلس الوزراء، كان الدور كيفية تركيز العلاقات بين المسلمين والمسيحيين خصوصا وحدتنا في العامل العربي ودورنا في الحوار، مسلمين ومسيحيين، في بناء وحدتنا الداخلية في العالم العربي ورسالتنا تجاه العالم الغربي، ويعني لنا الكثير ان نقدم للعالم صورة مشرقة عن العلاقات الاسلامية – المسيحية، نحن لا ندخل في اطار ما يقال صراع الديانات والحضارات في لبنان والعالم العربي، بل مدعوون الى اظهار رسالة أخرى، ونحن لسنا في صراع انما في حوار حياة، وحياة ثقافة ومصير، ونشكر الرب على ان الاهداف التي أردناها في خلال هذه الزيارة تمت كلها.

* ما هي الظروف التي حالت دون لقائكم شيخ الأزهر في هذه الزيارة؟

- لا أعرف ما هي الظروف، حين أردنا الذهاب في شهر ديسمبر حصلنا على موعد، وهذه المرة اتصلنا بسفير مصر وطلبنا منه الحصول على مواعيد تمت في هذه الزيارة.

* اللقاء الماروني تحت قبة بكركي يتأجل بعض الشيء اسوة الى التباينات في بعض المواقف، هل من تعليق وهل صحيح سيتأجل هذا الاجتماع؟

- لم أتبلغ أي شيء من هذا الموضوع، ولكن لا نزال ننتظر عمل اللجنة المصغرة التي تدرس قانون الانتخابات".

* عشية القمة العربية في بغداد الاسبوع المقبل، ما هي رسالتكم للطائفة المارونية الكريمة للقادة العرب من اجل توحيد الصف في هذه المرحلة الدقيقة؟

- نكرر دائما أننا بأمس الحاجة الى عدم اللجوء الى العنف، ويؤسفنا ما يحصل من وقوع ضحايا يوميا في بغداد نتيجة المتفجرات، وكذلك في سوريا، ونحن ككنيسة ندين ونشجب كل اعتداء على البشرية من أي جهة أتت، ونحن في لبنان اختبرنا معنى الحرب وويلاتها، لذلك نقول للأخوة العرب، لا يمكن ان نحل مشكلاتنا في السلاح على الاطلاق، لان السلاح لا يعالج المشاكل، العنف يولد العنف والحرب تولد الحرب، وتترك دمارا وخرابا، ولا نريد لأي بلد آخر ان يختبر اختبارنا، ونرجو ان يتمكن العرب من رص الصفوف لتحديد القضايا بالطرق السلمية.

متى زيارة سوريا لتفقد الرعية هنا؟

- عندما تهدأ الأمور، ونقول لدينا ثلاث أبرشيات في سوريا، ونزورها ليس كرجل سياسة، ولم أقم بزيارة أي بلد كرجل سياسة، ومنذ البدء أعلنا اننا نفصل تماما بين العمل السياسي والعمل الكنسي، وقلت منذ اليوم الاول أن عليي كبطريرك زيارة كل الابرشيات، وفي سوريا هناك ثلاث ابرشيات نحتاج الى زيارتها كما غيرها، ولا يعني زيارة الابرشيات في سوريا أننا نقوم بعمل سياسي، فالعمل السياسي هو للسياسيين والعمل الرعوي لرجال الكنيسة، وعندما تهدأ الاوضاع ويكون ثمة مجال لزيارة أولادنا وأخوتنا سنزورهم، وكما في كل بلد نزوره نلتقي السلطات المحلية لأننا نريد ان نعبر لها ان الجالية المسيحية واللبنانية عموما مخلصة لأوطانها، نريد أن نسمع رأيهم كذلك حول هذا الموضوع، وكل جالية نزورها، تتفاخر وتشعر أن لديها أحد وأنها ليست منسية أو مرمية في بلدان الاغتراب.

وأي مسؤولي ديني أو سياسي يتفقد هذه العرايا وهذه الجاليات ويلتقي مع السلطات ينتعش الشعب، وليس ضروريا انه عندما نلتقي رجل سياسة علينا التحدث في السياسة، فنحن لا نتحدث سياسة بل نتحدث في المبادئ السياسية الاقتصادية، اما التقنيات السياسية فتبقى للسياسيين، ونحن لن نتجاوز خطوطنا على الاطلاق".

 

النهار": مشاورات مارونية للتقريب بين الراعي وجعجع

علمت صحيفة "النهار" أن مشاورات تجري بين رئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" الوزير السابق ميشال إده، ورئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن تلمساً للأجواء حول إمكان القيام بتحرك ما، في سبيل تقريب وجهات النظر بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

ولم تستبعد مصادر "النهار" أن يجتمع المسؤولون عن المؤسسات المارونية الثلاث قريبا للبحث في الموضوع. علماً أنهم كانوا ساهموا في الاتصالات ومحاولات الإقناع التي سبقت زيارة البطريرك الراعي وبمعيته رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا سعياً إلى إمرار التعيينات الإدارية المُختلَف عليها. لكن ذلك الجهد باء بالفشل لأكثر من سبب.

ويخشى المسؤولون الثلاثة في الطائفة المارونية أن ينعكس الخلاف في الرأي بين سيد بكركي وحزب "القوات" سلباً على الزيارة التي يزمع البطريرك الراعي القيام بها في 5 أيار المقبل مع وفد من "مؤسسة الانتشار" إلى كندا التي تضم أكبر جالية لبنانية حديثة. إذ بدأ الفريق الذي يحضر لتلك الزيارة يلاحظ مؤشرات إلى أن أنصار "القوات" وحلفاء لهم في المقاطعات الكندية ما عادوا متحمسين للمشاركة في الإعداد لإنجاحها، وقد لا يشاركون في استقبال الراعي مما يستدعي تحركاً لتدارك الموقف في سرعة. مع الإشارة إلى أن "القواتيين" في الولايات المتحدة شاركوا في لقاءات البطريرك عندما زار أميركا أخيراً رغم الاختلاف في وجهات النظر التي لم تكن علنية آنذاك بين بكركي ومعراب. وكان الوزير السابق ميشال إده أقنع جعجع في تلك المرحلة خلال اجتماع بينهما بتجاوز تحفظاته عن المواقف التي كان أعلنها البطريرك في موضوعي سوريا وسلاح "حزب الله" والإيعاز إلى أنصار حزبه في أميركا باستقباله والترحيب به. الأمر الذي لم يحدث في زيارة الراعي قبل أيام لقطر حيث قاطعه "القواتيون".

 

جعجع: اكثر ما يؤسفني هو ان الجماعة التي دأبت على الحديث عن الفساد تبيّن أنها الأكثر فساداً في تاريخ لبنان بعد تحمّلها مسؤولية وزارات حساسة

اكد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع "ان أكثر ما يؤسفني ويُحزنني هذه الأيام هو ان الجماعة التي دأبت على الحديث عن الفساد منذ عشرين عاماً ونيف وحتى اللحظة، تبيّن أنها الأكثر فساداً في تاريخ لبنان بعد تحمّلها مسؤولية وزارات حساسة في الدولة".

كلام جعجع اتي خلال استقباله في معراب وفداً من مصلحة الأطباء في حزب القوات اللبنانية في حضور النقيب السابق للأطباء الدكتور جورج أفتيموس، رئيس المصلحة الدكتور غسان معلوف، أمين سر مصلحة الأطباء الدكتور جان كلود صعب وأعضاء مجلس النقابة ونخبة من الأطباء، بحيث رحّب جعجع بالحضور وأعرب عن سروره "باستقبال هذه النوعية والكمية من أطباء لبنان الذين يقومون برسالتهم السامية بأفضل ما يكون".

وأضاف جعجع "أنا لا أتكلم لمجرد الكلام بل أطرح أسئلة واضحة ومحددة أضعها برسم الرأي العام ككلّ:

- أين أصبح التحقيق في فضيحة المازوت الأحمر؟

- كيف وقّع الوزراء المعنيون على تلزيم بعض خدمات الكهرباء لبعض الشركات المحسوبة سياسياً ومباشرةً على وزير الطاقة والتي كلّفت قيمة تلزيمها ضعفي ما كانت هذه الخدمات تُكلّف الدولة؟

- كيف يجوز بعد أشهر وأشهر من إدعاء وزارة الطاقة بأن مشروع استئجار البواخر المزودة للطاقة قد أُنجز فيتبيّن عند التدقيق من قبل اللجنة الوزارية المختصة برئاسة رئيس الحكومة بالذات بأنه يُكبّد الخزينة عشرات الملايين لا بل مئات الملايين هدراً، ما أدى الى التأخير الحاصل وبالتالي الى تضاعُف مشكلة الكهرباء؟

- أين أصبح التحقيق في إيقاف العمل في معمل الانتاج في الزهراني لمدة 24 ساعة ما أدى الى قطع الكهرباء عن نصف لبنان تقريباً؟"

وتابع جعجع متسائلاً: " كيف يُفسّر وزير الطاقة امتناعهُ في السابق مرات عديدة عن توقيع جداول أسعار المحروقات وتسببه بمشكلة جراء هذا الامتناع بينما يُسارع الآن الى توقيع هذه الجداول بمجرد أن أصبحت الحكومة حكومة 8 آذار؟

- كيف نُفسّر تدهور خدمات الهاتف الخليوي في لبنان؟

- كيف نُفسّر توقف إصدار بطاقات التخابر الهاتفي “Télécarte” و"كلام" وبقاء المواطنين لمدة 6 أشهر محرومين من هذه الخدمات؟

- كيف نُفسّر شلّ الدولة ولو جزئياً من خلال وقف التعيينات لأن هذا الفريق بالذات يريد تعيينات زبائنية 100% لجماعته "خاص ناص" أو لا تعيينات؟"

وسأل جعجع "كيف يُفسّر تكتل "التغيير والاصلاح" عدم تقديم موازنة من الحكومة التي يُشكّل حضوراً وازناً فيها؟ وكيف يُفسّر أعمال الصرف من خارج الموازنة وبسلفات خزينة؟"

وختم جعجع بالقول "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان، وعند أول امتحان فعلي لوزراء "التغيير والإصلاح" في السلطة بانت النتيجة واضحة كعين الشمس أمام الناس".

* موقع القوات اللبنانية

 

وزير الخارجية عدنان منصور وسياسة النأي بالنفس

المستقبل/نعى وزير الخارجية عدنان منصور، من موسكو، سياسة "النأي بالنفس". قدّمها قرباناً على مذبح الوفاء والولاء لنظام بشار الأسد، من دون أن يعطي حكومته فرصة الصلاة على سياسة صُنعت في سوريا، واستشهدت بقرار منها.منذ زمن، والترقب سيّد الموقف لساعةٍ يسقط فيها القناع عن وجوه لبسته "غب الطلب"، وما إن دقت ساعة الحقيقة، وحلّ موعد الحساب، حتى تحررت منه "غب الطلب" أيضاً، كرمى لنظام لم يعد "النأي بالنفس" يروي غليله، فلم يتأخر عن إصدار أمر عملياته إلى حكومته في لبنان بأن تبلع الموسى، بأن تخلع عنها ثوب الحياء، بأن تجاهر بالوقوف إلى جانب من يصرع شعبه، ولا مانع لديه أن يصرع لبنان وشعبه، لأجل سلطة فقدت شرعيتها. يُسجل لمنصور أنه قال الحقيقة بإعلانه أن لبنان "يؤيد الموقف الروسي" الداعم لنظام الأسد. أهميته تكمن في اعتراف صريح، بأن حكومته التي يرأسها نجيب ميقاتي، لم تنأَ بنفسها عن الأزمة السورية منذ بدايتها، بل أبدعت، بما ابتدعته، بالإستخفاف بعقول اللبنانيين. ذاب الثلج وبان المرج، والغريب، لا بل العجيب، أن يمر الإعتراف بالحقيقة مرور الكرام، من دون حساب، لا لوزير خارجية حارب في اجتماعات الجامعة العربية ضد التدويل، قبل أن يلحس المبرد ويرتمي في حضن دولة عظمى تناصر نظام الأسد، ولا لرئيس حكومة أتحفنا، صبح مساء، بمحاضرات عن "النأي بالنفس"، قبل أن يظهر من "بريد آل الأسد" أن فاقد الشيء لا يعطيه.

 

عون يشكو من الطامحين للنيابة

السياسة/شكا النائب ميشال عون خلال اجتماع عائلي حزبي في منزله من كثرة الراغبين للترشح للانتخابات النيابية المقبلة على لوائح "التيار الوطني الحر", وأكثريتهم ممن يدعون تمثيل عائلات كبيرة.

وأعلن عون أنه بات لديه من ثلاثة إلى خمسة طامحين لكل مقعد نيابي, علماً أن كل هؤلاء لم يقدموا للتيار شيئاً على صعيد العمل والنشاط بين الناس, وأكثرهم من المنبوذين من القوى السياسية الأخرى, ويحاولون لصق أنفسهم بلوائحه. وأكد أنه تعلم من تجاربه السابقة ولن يتورط في ترشيح أحد من غير الحزبيين المخلصين.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة  لـ"السياسة": وزراء عون "سماسرة" يتقاضون الرشوة

"السياسة":وصفت مصادر معارضة السجال الدائر بشأن ملف الكهرباء, بأنه أشبه بقنبلة موقوتة جديدة قد يلجأ وزير الطاقة جبران باسيل إلى تفجيرها بوجه رئيسي الجمهورية والحكومة في الوقت المناسب, بقصد الابتزاز الممنهج الذي يمارس من قبل وزراء تكتل "التغيير والإصلاح" ضد الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي, بعد القنابل السابقة الناجمة عن ملفات الاتصالات, إلى جانب ملف التعيينات الذي يشكل النقطة الخلافية الأبرز بين الرئيس سليمان من جهة والنائب ميشال عون من جهة ثانية.  وتوقفت عند الامتعاض الشديد لدى ميقاتي من طروحات باسيل بخصوص استئجار بواخر لتوليد الطاقة التي ستكلف مبالغ مالية طائلة من دون التأكد من إنتاجيتها بحسب ما هو مطلوب, الأمر الذي يعكس استمرار الخلافات بين مكونات الأكثرية. وتعليقاً على ما جرى في اجتماع لجنة الطاقة بحضور رئيس الحكومة, رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة أن الوزير باسيل اعتاد على إطلاق النظريات الهوائية التي لم نجد فيها سوى مسألة واحدة, وهي كيف يمكنه جني الأرباح وتقاضي العمولات قبل التفكير بتوليد الطاقة ومصلحة اللبنانيين. وقال ل¯"السياسة" إن الرئيس ميقاتي لا يمكن أن يوافق على مشاريع مبهمة تكبد الخزينة مبالغ مالية كبيرة, من دون التأكد من إنتاجيتها, ولهذا السبب خرج من اجتماع لجنة الطاقة أول من أمس غير مقتنع بطروحات باسيل. وتساءل طعمة "كيف يريد وزراء التكتل إقناع اللبنانيين بأنهم ضد الفساد وهم في حقيقة الأمر "سماسرة" ويتقاضون العمولة والرشوة من أيٍّ كان وبالمقابل يدعون النزاهة والعفة"?وأضاف: "للأسف الشديد في هذه الحكومة تجاذبات كثيرة", وتمنى على الرئيس ميقاتي عدم الرضوخ لشروط وزراء عون لأنهم يعتقدون أن وجودهم في هذه الحكومة يحصنها من السقوط ولهذه الأسباب يريدون من ميقاتي ثمناً لبقائها بعد أن أصبح وجودها يكلف أثماناً عالية. أما في الشأن السوري, فرأى طعمة أن الأمور تتجه إلى الحرب الأهلية بسبب تعنت الرئيس بشار الأسد وعدم إصغائه لكلمة الشعب, محاولاً إيهام الرأي العام العالمي بأن ما يجري في سورية مؤامرة خارجية, متسائلاً أين هي هذه المؤامرة? ورأى أنه من المؤسف لدى القادة العرب تصنيفهم لكل من يطالب بالحرية وبالديمقراطية, باعتباره خائناً, واصفاً هذه النظريات بالأخطاء المميتة التي لا يمكن لأحد أن يصدقها خاصة وأن الأمور في سورية لن تهدأ ولن تعود إلى الوراء وتبقى مسألة الانتهاء من الأزمة مسألة وقت.

 

لماذا الحكومة الـ«أنتي» سلفية لا تُكلِّف الجيش ضبط الأمن؟

أسعد بشارة/الجمهورية

ليس سرّاً أنّ القيادة الفلسطينية، باتت تنتظر من الحكومة اللبنانية أن تقول كلمتها في قضيّة تسليم المطلوبين إلى الجيش اللبناني.

وعندما تقول الحكومة كلمتها ستجد الردّ ليس فقط من قيادة فتح في لبنان، بل من الرئاسة الفلسطينية في رام الله: المخيّم أرض لبنانية يفترض أن تخضع للسيادة اللبنانية، ونحن ضيوف موَقّتين نساعد في تسليم المطلوبين، ولكنّ الأهمّ أنّنا نطالبكم باستعمال الوسائل كافّة، لتحقّقوا سيادتكم على أرضكم، ولا نخترع جديداً إذا ذكّرناكم بأنّنا لا نغطّي أيّ عمل يؤدّي الى المسّ بالسيادة اللبنانية.

هذا ما تؤكّده اوساط فلسطينية مقرّبة من حركة فتح ردّاً على استخدام مخيّم عين الحلوة مرّة جديدة كشمّاعة لتكبير الخوف منه كبؤرة تحتوي على خلايا إرهابية.

وتضيف الأوساط أنّ الجميع يعرف، بمن فيهم المؤسّسات الأمنية والعسكرية اللبنانية، أنّ هؤلاء المطلوبين تمّ تصنيعهم في مكان ما ومن جهات معروفة، وزُرعوا في المخيّم وتمّت مساعدتهم ليشكّلوا جُزراً داخله، بما يؤمّن لهم حركة انتقال وخروج، وبما يؤمّن لهم القدرة على تكليفهم بالقيام بعمليّات مشبوهة في توقيت يخالف دائما مسار العلاقة الطبيعية بين القيادة الفلسطينية والدولة اللبنانية، كأنّ هؤلاء حصان طروادة عين الحلوة، المقرّر له أن ينسف العلاقة اللبنانية - الفلسطينية التي طوت الذكريات الأليمة، والتي حرص أبو مازن شخصيّاً على وضعها تحت سقف السيادة اللبنانية التي لا مساومة عليها.

وبناءً عليه، تشدّد الأوساط الفلسطينية في معالجة الأزمة على النقاط الآتية:

أوّلاً: إنّ حركة فتح قامت في السابق ومستعدّة اليوم للقيام بما يطلب منها للتعاون والمساعدة على قطع الطريق أمام أيّ مسّ بالجيش اللبناني، والحركة تذكّر بأنّ شهداء سقطوا لها نتيجة تعاونها مع الجيش في اصطياد العناصر المطلوبين وجلبهم إلى السلطات اللبنانية، والجيش اللبناني يعرف أنّ من عشرات الحالات حصل هذا التعاون.

ثانياً: إنّ حركة فتح التي تعرف أنّها لا تملك السلطة على كامل المخيّم، عملت وتعمل على منع قدرة هذه العناصر التي تقف وراءها جهات إقليمية وداخلية معروفة على عدم السماح لها بدقّ إسفين بين المؤسّسة العسكرية وأهالي المخيّم، وهي بالتالي تؤيّد المنطق القائل بمناشدة الجيش التعامل مع القضية كما ترتئيه المصلحة السياديّة اللبنانية، وترفض جرّ المخيّم الى مواجهة معه كما تريد هذه العناصر التي تسكن الجزر المشبوهة داخل المخيّم.

ثالثاً: إنّ حركة فتح، بتوجيه من الرئيس عبّاس، تنتظر قراراً من الحكومة اللبنانية بشأن التعامل مع هذه القضية، وهي بالتالي مستعدّة للتعامل مع هذا القرار حتى لو وصل الى حدّ تنفيذ عملية أمنية لجلب المطلوبين، والحركة تتفهّم شروط الدولة ووضعها وحساباتها، لكن على الدولة اللبنانية أيضاً أن تتفهّم حركة فتح وأن تتذكّر أنّها تعاونت وتتعاون دائما مع السلطة لضبط الوضع في المخيّم، وأن تتذكّر أنّها ناشدت الدولة بسط سلطتها على المخيّم، على اعتبار أنّ هناك قراراً فلسطينيّا بوضع السلاح في تصرّف الدولة وفي تحميلها مسؤولية سيادتها على أرضها حتى ولو لم تكن جاهزة لاتّخاذ القرار بحفظ هذه السيادة بقواها الذاتية.

أمام هذا المشهد في المخيّم، والذي يعكس اضطراباً على مستوى اتّخاذ القرار، عناصرُ غامضة حرّكت ملفّا يعرف جميع المراقبين أنّ أسراره تمتلكها جهات داخلية وإقليمية معروفة، بدءاً من فتح الإسلام وصولاً إلى أخواتها التي زُرعت في عين الحلوة، بات سؤال الحكومة اللبنانية مُلحّاً حول عدم قيامها بما يلزم لضبط هذا الملف المتفجّر، خصوصاً أنّ هذه الحكومة مكوّنة من قوى تُجاهِر بمحاربة القوى السلفيّة، كالعماد عون و"حزب الله"، فلماذا لا تتّخذ القرار بتكليف الجيش اللبناني استعمال ما يملكه من وسائل لاستئصال هذه القوى؟ ومتى تتّخذ الحكومة هذا القرار؟

 

لافروف: نظام الدولة في لبنان هش جدا

ام تي في/أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده تؤيد بنشاط عمل بعثة كوفي أنان في سوريا، وقال توجد في سوريا الآن مجموعة من الخبراء الذين يطرحون الافكار التي صاغها في اثناء الاتصالات مع الحكومة والمعارضة. وفي هذه اللحظة بالذات تقوم بلدان الخليج العربي بلا اي اسباب مفهومة بسحب جميع سفرائها من دمشق . وفي اللحظة نفسها  تحدث تفجيرات سيئة جدا في دمشق وحلب وبعض المدن الأخرى. ان مثل هذه الاشياء ان لم أقل انها تزامنت خصيصا بغية نسف مهمة كوفي أنان ، فأنها من الناحية الموضوعية تمضي لتحقيق هذا الهدف.

وأشار لافروف في حديث لإذاعة " كوميرسانت- اف أم " الروسية إلى أن الصراع يدور في المنطقة كلها، واذا سقط النظام الحالي في سوريا، فستنبثق رغبة قوية وتمارس ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة من أجل اقامة نظام سني في سوريا، ولا تراودني أي شكوك بهذا الصدد. واضاف:" يقلقنا في هذا الوضع مصير المسيحيين وهناك اقليات أخرى كالاكراد والعلويين وكذلك الدروز. وما يجري في لبنان ، وليس بوسعي ايضا التنبؤ بشكل ما ، فستكون الامور هناك سيئة جدا ، لأن البلاد متعددة الطوائف والاقليات القومية ايضا، ونظام الدولة هش جدا. كما ان العراق ستمسه لاحقا هذه العمليات في اغلب الظن ، حيث يهيمن في العراق الآن الشيعة في كافة المناصب القيادية

وتابع لافروف :"حالما بدأ كوفي عنان مهمته أعلن ممثل المجلس الوطني السوري من تركيا ان هذه البعثة  قد فشلت لأن كوفي أنان لم يطلب رحيل الاسد  بإعتباره الشرط الاولي الذي لا بد من قبوله قبل غيره. ونحن كنا في هذا الوضع ، ونحن نعرف حق المعرفة  ان هذا المطلب غير واقعي. ليس لكوننا ندافع عن الأسد، وانا اعلنت هذا أكثر من مرة ، بل لمجرد ان هذا غير واقعي. ويكمن الموقف الواقعي الوحيد في ان يطلب جميع  من يمارس تأثيرا ما على هذا الطرف او ذاك الذي يحارب في سوريا إيقاف جميع العنف واستحداث آلية مراقبة ما تتيح رصد الامور ، وهذا ما يجري.  وهذا ما يقوم به كوفي أنان بصفته الخطوة الاولية. وبعد ذلك يمكن اجلاس جميع الذين يؤثرون على اللاعبين السوري وراء طاولة المنفاوضات. هذا يمثل الطريق الوحيد لتهدئة الوضع.

وأعلن لافروف أن ما تريده روسيا هو ان تتوقف اراقة الدماء في سوريا. وقال:" نحن نقترح اشياء ملموسة تماما من أجل بلوغ ذلك. وأنا اوردتها لك. يجب على الجميع ارغام اتباعهم على عدم اطلاق النار على بعضهم البعض وقتلهم وبعد ذلك يجري مرة أخرى اجلاس جميع الاتباع السياسيين في هذه المرة الى طاولة المفاوضات المشتركة ، وعندئذ نقول لهم قرروا ، كما يجري انتخاب بابا روما ، ولا تغادروا القاعة قبل اتخاذ القرار . اما الآخرون فيقولون كلا يجب ان يرحل الاسد وعندئذ سيتقرر كل شئ بحاله وبحد ذاته. لكن لن يحدث ذلك. ولا يوجد جواب واضح حول كيف سيتم ذلك ، ومن سيشرف على العملية، اخذا بنظر الاعتبار تشرذم المعارضة السورية.

 

أبو مصعب السوري" يتسلل إلى لبنان بعد الإفراج عنه في ظروف غامضة

صبحي منذر ياغي/الجمهورية

كشف مسؤول أمنيّ لبناني عن معلومات وردت في تقرير خاص، من جهاز استخبارات دولة أجنبية صديقة، تشير إلى تسلّل قياديّ خطير في تنظيم "القاعدة" إلى لبنان، يدعى مصطفى ست مريم نصار، المعروف بلقب "أبو مصعب السوري" بعدما أفرجت عنه المخابرات العامّة السوريّة أخيراً، في ظروف غير معلومة، مع مساعدٍ له لقبه "أبو خالد".

وذكرت صحيفة "الجمهورية"، أن التقرير الموجود في ملفّ المسؤول الأمني، يتضمّن في مطلعه ما يشبه "سيرة حياة" مصطفى ست مريم نصار، فهو سوريّ الجنسية من مواليد حلب، ومن أبرز قياديّي تنظيم "القاعدة"، والأكثر خطورة، وكان مطلوباً من السلطات الأميركية إثر أحداث 11 أيلول عام 2001، وخصّصت يومها المخابرات الأميركية مبلغ خمسة ملايين دولار للقبض عليه، نظراً لخطورته، ونشاطاته التي تهدّد المصالح الغربية والأميركية.

إلا أنّ نصار كان سيّئ الطالع، وعن طريق الصدفة اعتقلته المخابرات الباكستانية في أيّار عام 2006، في مدينة كويتا في باكستان، وسلّمته إلى المخابرات الأميركية.

وبسبب سعي الولايات المتحدة الأميركية إلى التقارب مع سورية، ونظراً إلى التنسيق الأمني الذي كان قائماً في تلك الفترة، وعلى أشده بين المخابرات السورية من جهة والمخابرات الفرنسية والأميركية من جهة أخرى، وبالتحديد في إطار مكافحة الأنشطة الأصوليّة والإرهابية، والذي تولاه اللواء آصف شوكت شخصيّاً، تمّ تسليم "أبو مصعب" إلى المخابرات السوريّة.

هديّة ثمينة

وكان "أبو مصعب" الذي يحمل الجنسية الإسبانية، من أثمن الهدايا التي تلقّاها النظام السوري في حينه، فهو مطلوب بتهمة المشاركة في معارك حماه ضدّ الجيش السوري عام 1982، على رأس فرقة كانت تعرف بـ"الطليعة المقاتلة"، والتي كانت تابعة يومئذ لجماعة "الإخوان المسلمين"، إضافة إلى مشاركته في تدريب إرهابيّين على استخدام الأسلحة الكيميائية، في معسكرات سرّية في أفغانستان، ودوره في تفجيرات حصلت في لندن ومدريد. وكان "أبو مصعب" في مرحلة لاحقة وبعد أحداث 11 أيلول ، أعلن الولاء لأسامة بن لادن، الزعيم الراحل لتنظيم "القاعدة".

ويبقى السؤال، عن السبب الأساسي وراء إفراج السلطات السورية عن مصطفى ست مريم نصار، ومساعده "أبو خالد"، في هذه الظروف بالذات.

رسالة سوريّة

يرى محلّلون أمنيّون أنّ "الإفراج عن مصطفى يُعتبر رسالة واضحة من النظام السوري إلى الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، بوقف التعاون الأمنيّ بين السلطات السوريّة، والأجهزة الأمنية الغربية، وخصوصاً الأميركية، والذي كان مستمرّاً منذ الدخول الأميركي للعراق، وبالتالي الإفراج عن المعتقلين الإرهابيّين في السجون السوريّة، ممّن تعتبرهم واشنطن من أبرز الذين يهدّدون مصالحها وسفاراتها في العالم، ومن المتّهمين بجرائم ضدّ رعايا أميركيّين".

ومن المعروف، أنّ السجون السورية، وخصوصًا "سجن فرع فلسطين" يضجّ بعدد كبير من المعتقلين من تنظيم "القاعدة"، ومن جنسيّات مختلفة عربية وأجنبية، بعضهم تسلّمه السوريّون من ألمانيا، وشارك محقّقون ألمان في السابق في استجوابهم في سجون سوريّة.

إطلاق سراح "أبو مصعب السوري"، اعتبره مسؤول أمنيّ غربي في لبنان، "مؤشّراً إلى وجود مخطّط لدى بعض القيادات الأمنية السوريّة، يقضي بإطلاق يد الإرهابيّين في لبنان، وعدد من الدول العربية والأجنبية، وقيامهم بعمليّات تخريبية تطاول سفارات ومؤسّسات وشخصيات ديبلوماسية أجنبية وعربية، للضغط على الدول الأجنبية لتغيير مواقفها من النظام السوري، الذي يريد إيصال رسالة إلى الدول الغربية، وهو ما زال يعتقد أنّها سارية المفعول، وسبق أن استخدمها واستهلكها مفادها: "نحن الذين نحميكم من خطر الأصوليّة، وإلا تحمّلوا عواقب سقوطنا".

استنفار أمنيّ

المعلومات عن دخول "أبو مصعب السوري" إلى لبنان، وضعت العديد من الأجهزة الأمنية الغربية والعربية الناشطة في لبنان، في حال من الاستنفار، وهي التي تتلقّى يوميّاً تقارير من دوله،ا عن احتمال حصول عمليّات اغتيالات وتخريب من خلايا إرهابية أصوليّة مأجورة، تعمل لأجهزة مخابراتية إقليميّة، ومعلومات عن أن عدداً من الجماعات الإرهابية بات يعمل وفق "القطعة" لصالح جهات استخباراتية مشبوهة، وباتت بمثابة "بنادق للإيجار".

كذلك، أبدى مسؤول في مخابرات غربية تخوّفه أمام أحد النوّاب اللبنانيين من أن يكون الهدف من الإفراج عن "أبو مصعب السوري"، "تكليفه، ربّما من المخابرات السورية التي تمكّنت من إعادة تجنيده لصالحها، الاتّصال بالخلايا الناشطة في تنظيم "القاعدة"، وتنفيذ عمليّات إرهابية ضدّ مصالح أميركية وفرنسية وغربية في المنطقة، بدعم سوريّ، من بينها استهداف القوّات الدولية العاملة في جنوب لبنان".

أبو مصعب وأبو القعقاع

وأضاف المسؤول الأمني، أن "إطلاق سراح "أبو مصعب السوري"، لا يعني أنّه في منأى عن رقابة الأجهزة الأمنية السوريّة، التي قد تكون في الوقت ذاته وضعت خطة لتصفيته عند اللزوم، بعد تحقيق المهمة المطلوبة منه، كما حصل مع إمام جامع الإيمان في حلب الجديدة (شمال سوريا) الشيخ محمود غول أغاسي المعروف بأبي القعقاع، الذي كان على علاقة جيّدة مع مخابرات النظام السوري، وتردّد أنّه كان وراء تأسيس منظمة "فتح الإسلام" التي جاءت إلى لبنان، ومن أبرز الداعين إلى الجهاد ضدّ القوات الأميركية في العراق.

وقد قُتل "أبو القعقاع" في ظروف غامضة في 28 أيلول عام 2007، لدى خروجه من المسجد، بعد تأديته صلاة الجمعة، برصاص مُسلّح ترجّل من سيارة بيك اب، برفقة مجموعة من الأشخاص، وأخفيت التحقيقات في ظروف مقتله، ربّما بقصد إخفاء سرّ "فتح الإسلام"، وسرّ زعيمها شاكر العبسي".

فبين معلومات متوافرة لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية، عن توجّه "أبو مصعب السوري"، إلى أحد المخيّمات الفلسطينية في لبنان، وأخرى تقول إنّه انتقل إلى منطقة الرمادي في العراق للقاء ناشطين في "القاعدة"، تبقى القاعدة المتّبعة في العمل الأمني، والتي تقضي باستباق الحدث سيّدة الموقف، والأساس في عملية الرصد والمتابعة، في ظلّ المعلومات والتقارير التي تحذّر من عمليات اغتيال وتفجيرات واعتداءات إرهابية، ودوماً العنوان "صنع في أقبية القاعدة"

 

مجلس النواب يقرّ تخفيض السنة السجنية، والنائب جميّل يتحفّظ...

وكالات/عقد مجلس النواب جلسته التشريعية برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء والنواب، حيث تم اقرار خفض السنة السجنية الى 9 أشهر بـ 51 صوتا، وكذلك مشروع قانون بدل النقل وفق الصيغة المعدة من النائبين ابراهيم كنعان ونبيل دو فريج وبناء على اقتراح من الرئيس بري.

بداية، قال الرئيس بري: "في البدء بمناسبة عيد الام نبارك لجميع الامهات. وبناء لاقتراح النائب ابي نصر، صار هناك عيد للابجدية في الثامن من آذار (الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة) لذلك سنعمد الى تعديل القانون ليصبح عيد الابجدية في 11 آذار بدلا من الثامن منه".

النائب حوري: "المشكلة في 8 آذار".

الرئيس بري:"من دون ان تكون في 8 أو 14 اذار سنعينه في 11 منه".

ثم صدق التعديل.

وقال الرئيس بري: "صار هناك نقاش بشأن موضوع بدل النقل فتم التوصل الى صيغة".

وتلا التسوية الجديدة لبدل النقل التي تم التوصل اليها بين النائبين ابراهيم كنعان ونبيل دي فريج.

ثم صدق الاقتراح الجديد الذي تلاه الرئيس بري والمتعلق ببدل النقل مع تحفظ للنائب ابراهيم كنعان على عدم ادراجه في تعويض نهاية الخدمة.

وهنا نص الاقتراح الجديد المتعلق ببدل النقل:

1- على صاحب العمل ان يعطي الاجير بدل النقل يمدد بمرسوم في مجلس الوزراء.

2- يجاز للحكومة بمرسوم يصدر عن مجلس الوزراء اعادة النظر ببدل النقل كلما دعت الحاجة.

3- يمكن لصاحب العمل الذي يؤمن وسائل النقل عدم دفع البدل.

4- لا يدخل بدل النقل في حسابات اشتراك الصندوق الوطني الاجتماعي.

5- يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.

وتلي اقتراح القانون الرامي الى تحديد السنة السجنية بتسعة اشهر.

الرئيس بري: "المرة الماضية ناقشنا فيها".

النائب سامي الجميل: "اتمنى السماح لي ان اتكلم عن الموضوع. رأيت ما يحصل في اوروبا، لا يوجد شيء اسمه السنة السجنية لكل الناس دون اي رادع ، ولا شيء مكتسب لحق الشخص بخفض السنة السجنية دون اي مقابل، بكل دول العالم يأتي السجين بعد سنة عند القاضي الذي يدرس له ملفه، وإذا كان سلوكه جيدا يرى ماذا يمنح له فضلا عن ان هناك دورة تأهيل للسجين والمسؤول عن التأهيل يعطي توصية للقاضي، فهكذا تخفض السنة السجنية الى تسعة أشهر وتساوي من قتل ومن اغتصب امرأة ومن أفلست شركته ومن تاجر بالمخدرات. كيف ذلك، وأين السياسة العقابية، تكون عندما يكون لدى الدولة هدف، فالامر يعالج بتشديد السنة السجنية. هناك سرقات، اللبنانيون يكفرون بالدولة اللبنانية نتيجة الوضع الامني، بأي عدل تساوي المغتصب بمن اصدر شيكا بلا رصيد، وهكذا نرتكب جريمة بحق انفسنا. احذر النواب، وكل واحد متهم ليصوت حسب ضميره. ليس لدي مشكلة بالخفض لكن مجالات محددة ما عدا المؤبد والاعدام. ما اطلبه ان تستثنى بعض الجرائم الخطرة والتي تتكرر".

وتليت المادة الاولى من الاقتراح وقدمت بعدما تم التصويت برفع الايدي. وبعد ذلك صدق الاقتراح.

وتلي اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى اضافة الى الفقرة الاولى من المادة الثانية من المرسوم الاشتراعي الرقم 114 تاريخ 16/9/1983 المتعلق بنظام صندوق تعاضد قضاة المحاكم الشرعية السنية والجعفرية والمذهبية الدرزية وتعديلاته.

ودعا النائب نواف الموسوي الى اقرار صفة العجلة على هذا الاقتراح.

النائب زهرا: "اؤيد العجلة في إقرار هذا الاقتراح".

النائب حرب: "هكذا تتجلى الوحدة الوطنية".

وطرحت خطة الاستعجال على التصويت، فسقطت، وأحيل الاقتراح الى اللجان النيابية.

وطرح اقتراح القانون الرامي الى اعفاء من الغرامات المتوجبة على الاطباء للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

النائب حرب بالنظام:"هناك اقتراح اقر في لجنة الصحة يتعلق بهذا الموضوع وهو يشمل المتأخرات واطلب ضم هذا الاقتراح مع الاقتراح الموجود".

النائب عراجي:" بين 2001 و 2004 كان هناك جدل بين الضمان والاطباء ورفع الاشتراك والضمان يتأخر بدفع المستحقات فلماذا لا يطاول الاطباء بالتعويض؟"، وتمنى ان "يوافق المجلس على هذا الاقتراح حرصا على الاطباء".

النائب موسى: "هناك صعوبة في حسم هذا الموضوع مع العلم أن هناك مشروعا مطروحا أوسع وأشمل".

النائب المقداد: "بناء على كلام الزملاء اريد ان اؤكد ان هذا القانون درس مليا في اللجان مع العلم اننا طلبنا الاعفاء نهائيا من الاشتراكات. واتمنى ان يقر هذا الاقتراح".

النائب مجدلاني: "هذا الاقتراح تقدم على أنه معجل وسقط لأن أغلبية الزملاء رفضوا إعفاء الأطباء من الغرامات وطلبت أن يدرس من اللجان. في الوقت عينه تقدم النائب حرب باقتراح اشمل وهو خدمة للاطباء، موضوع الاطباء وحده رفضته الهيئة العامة. ولكي لا يكون التشريع مجتزأ، أطلب مجيء اقتراح النائب حرب، اذ رفضته الهيئة العامة".

النائب كنعان:"لم ترفضه الهيئة العامة بل نزعت عنه صفة الاستعجال".

الرئيس بري: "لم يتم رفضه".

النائب مجدلاني: "لماذا لم تتم إحالته إلى لجنة الصحة ورفض في الهيئة العامة؟".

النائب كنعان:"هذا الاقتراح أحيل من اللجنة المالية. هناك حالة خاصة تتعلق بمرسوم خلق اشكالية لدى الاطباء مما جعل المشكلة تتراكم على مدى سنوات. وقد درس مع وزارة العمل وشارك فيها الضمان وبالنتيجة خرجنا بهذا التعديل وهو يعالج حالة خاصة ناشئة عن مرسوم خطأ وخلق اشكالية ، والمطلوب اقراره اليوم بعدما استتبع درسا في اللجنة المالية".

النائب نقولا:"الطبيب يوقع بتسعيرة اقل، في فرنسا من يمضي مع الضمان يصبح مضمونا، هل من المعقول ان نحاكم الطبيب ونقول له عليك ان تدفع غرامات؟".

النائب فياض:"الصيغة التي تم الوصول اليها هي بين الضمان الاجتماعي والوزارة المعنية ونقابة الاطباء واثناء النقاش تبين ان المشكلة ليست هي من المشاكل التي تتعلق بالتطبيق المجتزأ ، هناك من يدفع ومن لا يدفع".

النائب جابر:"برأيي، السير في هذا الاقتراح لنحل المشكلة الموجودة عند الاطباء، اما المشكلة القائمة ادعو لحلها باقتراح قانون".

النائب وهبي:"علينا اقرار هذا القانون ولاحقا نعالج الامور المتبقية وحل هذه القضية تجعل الاطباء يدفعون اشتراكاتهم ما يعزز صندوق الضمان".

النائب الحوت:"اصل المشكلة في الخلل قانوني ما جعل الحكومة تعدل القانون مرات عدة فليبدأ احتساب الاشتراكات من تاريخ تقديم الطلب وليس من 2001".

النائب عدوان:"الجميع مع عدم اجتزاء التشريع انما في هذه الحالة نعالج حالة صدر فيها مرسوم لمعالجة وضع الاطباء فهذه حالة خاصة ويجب معالجتها على هذا الاساس".

النائب حرب: "أريد التعديلات التي وضعتها الادارة والعدل التي تلتقي مع وضع المتأخرات ولجنة الادارة والعدل تغيب عن مناقشة هذه الاقتراحات ودعونا نحل مشكلة الضمان ككل وليس الاطباء فقط".

وصوت الرئيس بري على اقتراح حرب فسقط.

ثم صدق اقتراح القانون المتعلق باعفاء الاطباء من الغرامات المتوجبة عليهم الى الضمان.

وطرح اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي لاشغال كهربائية.

وسأل الرئيس بري الرئيس ميقاتي اذا أراد المتابعة او انتظار الوزير باسيل؟ فرد الرئيس ميقاتي: "نحن لم نوافق عليه".

النائب حرب: "على الوزراء المجيء الى الجلسة".

الرئيس بري:"ما تاخدها بترونية وضرتك الوزير باسيل".

النائب فتفت: "الرئيس ميقاتي قال انه ضد".

الرئيس بري: "لننتظر ليطل الوزير".

ثم تلي اقتراح القانون المتعلق بتمديد العمل بأحكام القانون الرقم 246 تاريخ 12/7/1993 لمدة سبع سنوات اضافية.

النائب زهرا: "هذا القانون صادر عام 1993 ويمدد بموجب مراسيم احكام الموازنة".

 المصدر: وكالات | التاريخ: 3/21/2012

 

البطريركية وسياسة الموارنة

شارل جبّور /الجمهورية

نجحت الكنيسة في الفصل بين الدين والسياسة على قاعدة أنّه لا يصحّ أن تتكلّم باسم المسيح والمسيحيّين في آن معا، وما ينطبق على الكنيسة جمعاء ينسحب على بكركي بطبيعة الحال مع فارق ارتباط الأخيرة بعلاقة وجودية مع لبنان ودورها الطليعي في حقبتي ما قبل نشوء الدولة، أي المرحلة التي سبقت الحرب العالمية الأولى، وما بعد هذه المرحلة وتحديداً في أربع محطّات مؤسّسة للكيان اللبناني: إنشاء لبنان الكبير في العام 1920، الميثاق الوطني والاستقلال عام 1943، اتّفاق الطائف عام 1989 وانتفاضة الاستقلال في العام 2005. وقد نجحت بكركي، مع بعض الإخفاقات في مسيرتها وهذا أمر طبيعي، في الفصل بين البعدين الوطني والسياسي، بمعنى أنّ دورها اقتصر على تحديد الثوابت والمسلّمات للحؤول دون انزلاق البلاد إلى غير الوجهة التي ساهمت في تحديدها والقائمة على مبدأي الحرّية بكلّ أبعادها والتعايش على أساس المساواة الحقيقية بين المسيحيّين والمسلمين. وإن دلّت التجربة على شيء فعلى أنّ بكركي كانت تربح في كلّ مرّة أبدت تمسّكها في الموقف المبدئيّ وتخسر في كلّ مرّة انجرفت إلى التعاطي السياسي ولو بطلب دوليّ، لأنّ خلاف ذلك يضعها في حالة تنافس داخل بيئتها ويجعلها مكوّناً سياسيّاً على غرار المكوّنات القائمة، فضلاً عن أنّه يحطّ من قدرها ووزنها، في حين أنّ تمسّكها بمنظومة القيم الأساسيّة يجعلها مرجعيّة وطنية وغير عابئة بموقف هذا الطرف أو ذاك، هذه الأطراف التي يفترض أن تتموضع إلى جانب بكركي لا في مواجهتها، كونها ليست في الموقع التنافسي معها بل تعبر عن سقف وطنيّ يجعل كلّ من يقف ضدّها في موقع المتّهَم لا المتّهِم. فالبطريركية بهذا المعنى تعبّر عن موقف وطنيّ عام يتناسب مع بقاء لبنان ودور المسيحيّين فيه، ولا علاقة له بالسياسة العامة وتفاصيلها، وأيّ تدخّل من قِبلها يجعلها صورة طبق الأصل عن الإسلام السياسيّ الذي لا يرى أنّ ثمّة انفصاماً بين الدين والسياسة، فيما الفارق الجوهري مع الكنيسة أنّها في ميدان علمانيّ وتقول بالحرّية وترفض التعاطي في اليوميّات السياسية. أمّا لجهة مضمون الموقف الكنسيّ الذي يبدي هواجسه ومخاوفه من الصعود الإسلامي الناتج عن الثورات العربية، فلا يبدو أنّه أخذ في الاعتبار حقيقتين أساسيتين:

أوّلاً أنّ الكلام على النزف المسيحيّ المتواصل عن الشرق وتفريغه من المسيحيّين سابق لظهور الإسلام السياسيّ ومردّه إلى غياب الحرّية والتعدّد والتنوّع بفعل الأنظمة الديكتاتورية القائمة، وبالتالي إذا كان مصير المسيحيّة المشرقيّة الزوال التدريجيّ والمحتوم في ظلّ هذه الأنظمة، فإنّ التغيير، وفي أسوأ الأحوال، يفتح نافذة أفق وبارقة أمل، وكيف بالحريّ إذا كان أساس هذا التغيير ثورة من أجل الديموقراطية والحرّية والكرامة الإنسانية؟

ثانياً أنّ الحضور المسيحيّ السياسي في لبنان والذي شكّل تاريخيّاً صمام أمان في الدفاع عن سيادة هذا البلد واستقلاله ومنظومة الحرّيات داخله، فضلاً عن تشكيله رافعة لكلّ المسيحيّة المشرقية بفعل النموذج الذي استطاع تقديمه على مستوى الشراكة الحقيقية في السلطة مع المسلمين، تمّ استهدافه وضربه من قبل النظام الديكتاتوري البعثي الذي يدّعي العلمانيّة وليس من قبل الإسلام السياسي.

يبقى أنّ دخول العماد ميشال عون على خطّ الخلاف بين "القوات" وبكركي هو أمر مضحك ومُبكٍ، ولا حاجة لاستخراج مواقف عون من بكركي وسيّدها، ومن هنا الاصطدام بين بكركي والرابية هو القاعدة، فيما الاصطدام بين بكركي ومعراب هو الاستثناء، لأنّ الأوّل يرى في البطريركية منافساً له ويريدها غطاءً لسياساته المتقلّبة فقط لا غير، بينما يرى فيها الثاني حصناً مسيحيّاً ومرجعيّة دينية تاريخية تتعاطى الشأن الوطني ولعبت أدواراً طليعيّة لمصلحة لبنان والمسيحيّين.

وهل من مصلحة المسيحيّين أخيراً الوقوف في مواجهة الإسلاميّين الذين يبدون انفتاحهم عليهم ويدعون إلى قيام أنظمة ديموقراطية ومتنوّعة، في حين أنّ حزب الله" المتضرّر من الثورات العربية بدأ يعدّل في خطابه خشية من الاصطدام معهم؟ وألا تستدعي واقعة عدم حصول لقاء بين البطريرك الماروني وشيخ الأزهر الذي يمثل قمّة الاعتدال الإسلاميّ مراجعة جدّية ومقاربة جديدة للثورات العربيّة، خصوصاً أنّ وثيقة "الحرّيات الأساسية" التي أعلنها الأزهر تشكّل تطوّراً سياسيّا نوعيّاً ليس فقط في مسار الثورات العربية، إنّما على المستوى الإسلامي برُمّته؟

 

عون وجنبلاط وسُفُن طارق بن زياد

ناصر زيدان/الأنباء ـ الكويتية

أدلى رئيس تكتل التغيير وإلاصلاح العماد ميشال عون بتصؤيح لجريدة السفير بتاريخ 20آذار ، قال فيه: أن "وليد جنبلاط تحوَّل الى طارق بن زياد بعدما أحرق سفنه، حتَّى قوارب النجاة، ولا أعرف كيف يعود إلى الشاطيء"، وذلك تعليقاً على مواقف جنبلاط ألمُؤيّدة للثورة السورية، والمُناهظة للرئيس بشار الاسد.

أثار التشبيه تساؤلات كثيرة، وكان محطَّ تعليق مجموعة من المُتابعين لمواقف الفريقين. والعلاقة بينهما متوترة أ صلاً على خلفية المُقاربة المُختلفة لكل منهما من بعض الملفات الداخلية، ومنها خاصةً موضوع التقصير الكهربائي، وتعقيد ملف التعيينات، والتشدُّد العوني  في ملف تشريع المبالغ المالية التي صرفتها الحكومات المُتعاقبة، متجاوزةً القاعدة ألإثني عشرية، نظراً لعدم اقرار موازنات للدولة خلال السبع سنوات الماضية، بسبب التوتر السياسي الذي عاشته البلاد منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم. مهما يَكُن من أمر ، فإن موقف عون، وإستخدامه تشبيهاً تاريخياً بِقصد ألإنتقاد التهكُّمي لمواقف جنبلاط من الثورة السورية، لم يخدم عون، بل وضع تصريحاته في دائرة الضوء، داخلياً وخارجياً، ورسم صورةً قاتمة عن دورهِ المؤيد للنظام السوري، تجاوز فيه ما هو عليه ألامر عند حلفائه، وخصوصاً حزب الله. ما هي ألإشكالية التي أحدثتها تصريحات عون ؟  ولماذا توقفت عندها الاوساط السياسية والشعبية ؟ أولاً: لأن واقعة حرق طارق بن زياد لسفن النجاة في معركة " وادي برباط" في ألاندلس، مشكوكٌ فيها، وهو قالها عبارة تشجيعينة لجنودهِ فقط، وأضافَ اليها قولهُ الشهير" ألبحرُ من ورائكم والعدو من امامكم، وليس لكم نجاة إلاّ بالسيوف"، لأن جيشه كان مؤلف من 12 الف جندي ، وجيوش العدو كانت تناهزُ ال100 الف، والدليلُ على صحة عدم إحراق ألسفُن، أن طارق بن زياد إستأجر هذه ألسفُن من " يليان" صاحب جزيرة "سبته" ووعده بإعادتها له، ولم يَكُن يملكها . وألاوروبيون الَّذين إنهزموا في تلك ألمعركة، هم مَن روجوا لرواية حرق السُفُن لتبرير هزيمتهم.

ثانياً: إن تشبيه عون لجنبلاط بطارق بن زياد، يُفِيدُ جنبلاط ويَنقلِبُ ألتشبيه سلباً على عون، لأن طارق بن زياد إنتصرَ في تلك المعركة، وبالتالي فإنَّ مقولة عون: " بِأن ألنظام صمدَ في دمشق، وألامور مُتجهة نحو الحسم" غير واقعية، ولا تعبِّرُ عن حقيقة ما يجري في سوريا، بل انها مُجرَّد رغبات عند المُراهنيين على النِظام.

ثالثاً: رُبما نسيَ عون، أن مراهنة جنبلاط تستندُ إلى تصميم الشعب السوري على ألإنتصار مهما غَلت التضحيات، وهذا واضح من خلال ألإصرار على أستمرار ألانتفاضة، وتلك ألمُراهنة ليس فيها " حرق لقوارب النجاة" ، لإن إرادة الشعب لا يُمكن أن تُهزم، مهما طال الزمن وكَبُرت التضحيات، وعبارة الحسم عادةً تُستخدم في المواجهة بين الجيوش، او بين قوى مُسلَّحة، وليس بين كتائب عسكرية وشعب أعزل في اغلبيته الساحقة.

أوساط مُحايدة رأت: أن جنبلاط تَجنَّب انتقاد أطراف الداخل اللبناني ألمُؤيدين للنظام في سوريا، رُغمَ الخلاف معهم حول هذه ألمسألة الهامة، وذلك تَلافياً لإغراق لبنان في مياه التناقضات المُؤذية، وقد مارس دور المُبرِّد لسخونة مواقف مجموعة من ألقِوى ، منها الشيخ أحمد ألاسير، الذي استقبل موفد من جنبلاط تمنّى عليه عدم تناول حزب الله، ومراعاة الاجواء المسيحية ، في ألإعتصام الَّذي دعى اليه في ساحة الشهداء . فحبذَ لو تلتزِم كل ألاطراف بهذه ألمُقاربة، وأن تبتعد عن سياسة التشبيهات غير الواقعية، وأن تتجنَّب التصريحات غير المقبولة ،خاصةً إذا كانت تمثِّل جهات رسمية، وتحديداً وزارة الخارجية، حيثُ كان وقع تصريح وزير الخارجية عدنان منصور في موسكو، بارداً جداً، عندما دعى لمُساعدة النظام السوري على تنفيذ الإصلاحات، بعد ما ارتكب من يلات .

الجنرال عون يعرف جيداً أن جنبلاط لا يُفتِّشُ عن سفن تنقذه ، بل يتطلع الى نجاة الشعب السوري ، من بطش النظام، وفبركة المُتورطين معه

 

العونيون ينتظرون فايز كرم

 السياسة/على الرغم من أن المئات يستفيدون منه، لم ير " التيار الوطني الحر"، حليف "حزب الله"، في قانون  تخفيض السنة السجنية، سوى العميد فايز كرم، المدان بجرم التعامل مع العدو. ولجأ الإعلام العوني الى وكيلة كرم، المحامية سندريلا مرهج  التي أوضحت ان القانون يصبح ساري المفعول فور نشره في الجريدة الرسمية ، اما آلية التطبيق فغير واضحة بعد لجهة اطلاق السراح فوراً من السجن الموجود فيه،او من خلال تقديم طلب الى المحكمة التي اصدرت الحكم، الأمر الذي يتطلب بضعة ايام لا اكثر. وأكدت مرهج انه وفي كل الأحوال فالعميد فايز كرم سيخرج من السجن قبل نهاية هذا الشهر

 

المفتي قباني وكلمته الأخيرة

وكالات/يضع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "الحملة" التي تشن عليه في اطار "الابتزاز السياسي" وعلى خلفية رفضه التعديلات المقترحة للمرسوم الرقم 1955/18 المتعلق بتنظيم دار الفتوى والمؤسسات التابعة لها، ومحاولة للضغط عليه للقبول بهذه التعديلات التي تقف وراءها الجهات نفسها التي تشن الحملة عليه مباشرة أو غير مباشرة. واستنادا الى مصادر وثيقة الصلة بدار الفتوى، فان المفتي قباني "لا يرفض التعديلات في المبدأ وانما يرفض نزع صلاحيات مفتي الجمهورية الدينية والوقفية والادارية وإلغاءها، وهذا ما تضمنه باشكال مختلفة مشروع التعديلات الذي اعدته لجنة لا علاقة لها بدار الفتوى او بالمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى".. وتحت عنوان "كلمتي الاخيرة" في مشروع التعديل المقترح، كتب المفتي قباني وصية دعا فيها الى رفضه وجاء فيها: "إن المشروع المقترح والمطروح اليوم لتعديل المرسوم الاشتراعي الرقم 18/ 1955، وخصوصا بعد الغائه لصلاحيات مفتي الجمهورية في كونه "المرجع الاعلى للأوقاف الاسلامية" ولوازم هذه المرجعية في عدد من مواد المرسوم المذكور، لم يبق لمفتي الجمهورية اللبنانية من الصلاحيات سوى استقبال الزائرين واجابة المستفتين عن اسئلتهم على أهميتها في الدين.

 

تحالف عمر بكري وأحمد الأسير

السفير/يسعى الشيخ عمر بكري الى إزالة ما يسميها «الحواجز النفسية» التي ارتفعت فجأة بين عدد من القيادات الاسلامية السلفية في طرابلس وبين إمام «مسجد بلال بن رباح» في صيدا الشيخ أحمد الأسير على خلفية الاعتصام الذي دعا اليه الأخير قبل أسبوعين في ساحة الشهداء في بيروت دعما للشعب السوري، وقاطعه «اللقاء العلمائي» وعدد من مشايخ طرابلس والشمال بحجة عدم التشاور والتنسيق معهم مسبقا بشأنه. لم يكتف بكري بل أحرج السلفيين الشماليين بتوجيهه الدعوة الى الأسير لزيارة طرابلس يوم الأحد في الأول من نيسان المقبل للمشاركة في اعتصام تحت عنوان: «يا أهل السنة اعتصموا بحبل بالله.. ودعما للشعب السوري وتضامنا مع الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، ونصرة للمسجد الأقصى». وأجرى بكري اتصالا بالأسير ودعاه الى المشاركة في الاعتصام وإلقاء كلمة فيه، وقد لاقت دعوته ترحيبا من «إمام مسجد بلال» الذي أكد له «أننا عندما ندعى الى أي منطقة، فإننا لن نتأخر عن التلبية والمشاركة للقاء إخواننا في الدين، والتعاون سويا على القيام بكل ما من شأنه أن يدعم الثورة في سوريا» وفق المعلومات نفسها. وعلم أن بكري أجرى أمس، سلسلة اتصالات بالهيئات والحركات الاسلامية في طرابلس وعكار وبيروت والبقاع لوضعهم في أجواء دعوته وبهدف تأمين أوسع مشاركة في الاعتصام. ولهذه الغاية، عقد اجتماع تشاوري مصغر ضم بكري والشيخ سالم الرافعي والشيخ نبيل رحيم. والتقى بكري قيادة «حزب التحرير»، ومن المفترض أن يعقد اليوم اجتماعا مع «اللقاء العلمائي» لاشراكه في عملية الترخيص للاعتصام وتحديد مكانه («ساحة عبد الحميد كرامي»، أو «التل» أو «المعرض») ووضع برنامجه الذي قد يقتصر على ثلاث كلمات للشيخ الأسير، والشيخ سالم الرافعي، وكلمة لأحد مشايخ البقاع. وتأتي هذه الخطوات الاستباقية لبكري من أجل قطع الطريق أمام أية أعذار يمكن أن تقدمها القيادات الاسلامية لعدم المشاركة في الاعتصام، خصوصا أنها تأتي قبل 12 يوما من الموعد المحدد، وتهدف الى إشراك الجميع في كل التفاصيل، تجنبا لما حصل في اعتصام بيروت وفق ما يسميه بعض مشايخ طرابلس «تفردا بالرأي، وعدم المشاركة في أي تحرك لم يتم التشاور معنا بشأنه».

وقال بكري لـ«السفير» «إن الدعوة الى الاعتصام نهائية»، مشددا على ضرورة «المشاركة الكثيفة لأهل السنة والجماعة من مختلف المناطق اللبنانية، ليؤكدوا الوحدة على الله، والوقوف الى جانب إخوانهم في سوريا»، لافتا النظر الى «أن الأحداث تتسارع في المدن السورية وعلينا أن نفعّل تحركاتنا التضامنية». ولا يخفي بكري «أن الحالة الأسيرية قد أحدثت ردة فعل سلبية لدى القيادات الاسلامية في طرابلس». ويعتبر «أن المسلم لا يبحث عن زعامة أو قيادة بقدر ما يبحث عن الاهتمام بقضايا المسلمين بدون الرجوع الى أي تيار علماني لا يستطيع أن يقدم أو يؤخر في القضايا الاسلامية الملحة». ويقول: «أنا أسعى اليوم الى وحدة سنية خلف رجل زاهد عابد، قادر على تلبية الطموحات وتحقيق التطلعات الاسلامية، ويكون مستقلا تماما عن التيارات السياسية والأجهزة الأمنية». وتقول مصادر اللقاء العلمائي في طرابلس «نحن لا ننتظر أن يأتي أحد من خارج المدينة ويقيم لنا تحركات دعما للشعب السوري، فطرابلس كانت أول من قامت بتوريد هذه التحركات الى بيروت وصيدا والبقاع، لذلك فان المدينة تفتح ذراعيها لكل من يريد أن يشارك في اعتصامات أهلها، لكن أحدا في المدينة لا يشارك في تحرك يقام في ربوعها تحت أي قيادة من خارجها».

 

عون بعد اجتماع التكتل: ارتباط بين من يهاجم الجيش والخلية التكفيرية

النهار/ رأى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون بعد الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية امس، "ان هناك ارتباطا بين من يهاجم الجيش، والخلية التكفيرية المكتشفة اخيراً"، مشيراً الى ان هذا الفريق "لو لم يشعر بأنه مسؤول لانتظر نتائج التحقيق في القضية". وسأل عن دور وزارة الاقتصاد في قضية الفساد الغذائي، مستغرباً "الغياب المطلق لهذه الوزارة في الموضوع ما دامت القضية وصلت الى هذا الحجم". وتناول عون مسألة البواخر التي تولد الطاقة الكهربائية، فاعتبر ان "الموضوع انتهى ولكن الأزمة آتية في الصيف، يبدو أنهم يدورون حول الموضوع، وهذا يعطينا افكاراً سيئة، فنحن نعرف ان الدوران يدل على وجود نيات مبيتة، وفي النهاية "الصبر بيخلص وبعدها كل انسان بدو يحكي". وسئل عن الاتهامات التي توجه الى "التيار الوطني الحر" بالفساد، فأجاب بأنهم "يراشقوننا بالحجارة لكنهم لن يصلوا الينا، فنحن لا نشعر بهم لاننا نطير فوق أسلحتهم". وعن قضية الانفاق المالي، شدد مجدداً على "وجوب ان تكون الحسابات شفافة جداً"، وقال: "لا احد يعذّب نفسه بحسابات غير كاملة".

وسئل عن قضية السيارات العاملة على الغاز، فقال: "يبدو أن الكذب ملح الرجال، وهذا ما ينطبق على العمل في مجلس النواب، وأحياناً في الحكومة".

 

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي

الثورة السورية في عامها الثاني، ما لها وما عليها

بعد مرور عام على اندلاع الثورة السورية وصمودها المدهش في وجه النظام وترسانته العسكرية المجرمة، أمور كثيرة تغيّرت أولها، إتساع رقعة الإحتجاجات الشعبية ووصولها إلى قلب العاصمة دمشق ومدينة حلب بعد أن كانت مقتصرة على الأطراف والأرياف وذلك رغم تصدّي النظام لها بوسائل قمعية بلغت بوحشيتها إطار اللامعقول. وثانيها، تآكل النظام من الداخل نتيجة تزايد عدد المنشقين عن جيشه يوماً بعد يوم حتى بلغ عددهم عشرات الآلاف بينهم ضباط من أصحاب الرتب العالية. وثالثها، تضييق الخناق عليه من خلال عقوباتٍ دولية إقتصادية وسياسية وديبلوماسية متصاعدة أضافت إلى عزلته الداخلية عزلةً خارجية خانقة جعلت بقاءَه في الحُكم أمراً مستحيلاً حتى ولو نجح مؤقتاً في اجتياح بعض معاقل المعارضة في معارك غير متكافئة كما حصل في باب عمرو وإدلب؛ هذا مع العِلم ان شلالات الدماء التي سفكها في مختلف المحافظات السورية، والفظاعات التي ارتكبها بحق الأطفال والنساء والمسنّين جعلت منه سفّاح القرن الواحد والعشرين من دون منازع، بعد أن استحقّ والده عن جدارة لقب سفّاح لبنان على مدى الربع الأخير من القرن الماضي، وباعتقادنا فإن الأسد الإبن، خلافاً لوالده، لن يفلت من العقاب ولن يمر وقت طويل حتى يصبح طريد العدالة الدولية هو وحاشيته.

الأمر الوحيد الذي لم يتغيّر هو الموقف الدولي الجبان والباهت والمشين الذي ما زال يتفرّج على هذه المذبحة المستمرة من دون أن تتحرك فيه مشاعر الغضب والنخوة لإيقافها، حتى إنه عجز حتى الآن عن إيصال أي مساعدات إنسانية لشعبٍ يحاصره الجوع ودبابات النظام والصمت الدولي، أو مساعدات عسكرية تمكّنه من الدفاع عن نفسه متذرّعاً بحجج واهية لتبرير عجزه كالقول بوجوب توحيد المعارضة أولاً، أو الإدعاء بأن عسكرة الإنتفاضة قد تؤدّي إلى حربٍ أهلية أو وصول السلاح إلى تنظيم القاعدة إلخ... مستعيضاً عن هذا العجز بسيلٍ من تصريحات الشجب والإستنكار تارةً، وبإرسال مراقبين ومندوبين عرب وأجانب لا حول لهم ولا قوة طوراً، وبعَقد مؤتمرات سخيفة حملت عنوان "أصدقاء سوريا" تارةً أخرى كثُرَ فيها الكلام وقلّ فيها العمل، غافلاً (الموقف الدولي) إن كل هذا الحراك الخجول وهذه الثرثرة السياسية لم يردعا النظام قيد انملة، لا بل فتحا شهيته على مزيدٍ من القتل وسفك الدماء البريئة.

ومن سوء طالع الشعب السوري إن مجلس الأمن الدولي لم ينقسم على نفسه على هذا النحو الحاد كما انقسم حالياً تجاه المسألة السورية، أضف إلى ذلك إن العالم الحُرّ مصاب منذ أربع سنوات بشللٍ دماغي نتيجة مواقف الرئيس أوباما الضعيفة والمترددة والمتخاذلة، الأمر الذي أفقد الولايات المتحدة لأول مرة دورها الرائد في قيادة العالم الحُرّ لمصلحة بريطانيا وفرنسا كما جرى في النموذج الليبي. أما الرئيس الفرنسي الذي كان يُعوّل عليه في دعم الشعب السوري كما دعم الشعب الليبي، فهو الآخر منشغل في معركته الإنتخابية غير المضمونة النتائج والتي أقعدته عن اتخاذ أي موقف حاسم حيال المسألة السورية خوفاً من أن ينعكس سلباً على شعبيته المهزوزة أصلاً، سيّما وإن الناخب الفرنسي خاصةً والغربي عامةً لا يهتم بالشؤون السياسية الخارجية بقدر إهتمامه بشؤون بلاده الداخلية وتحسين وضعه المعيشي، ولا يحبّذ الحلول العسكرية بقدر ما يحبّذ الحلول السلمية والديبلوماسية من دون أن يعي إن هذه الأخيرة لا تجدي نفعاً مع أنظمةٍ ديكتاتورية تأسست على ثقافة القتل والنزعة السادية وتأليه الحاكم وتسفيه الشعب واحتقار الحرية. لا شك إن الوقت يعمل لصالح الثورة السورية إذا ما استمرّت على هذه الوتيرة من صمودها الرائع، والمسألة تشبه لعبة عضّ الأصابع والغلبة لمن لا يصرخ أولاً، ولا نظنّها فاعلة.

لبَّـيك لبـنان/اتيان صقر ـ أبو أرز

 

شمعون: دواء ميشال عون ليس عندنا بل في العصفورية

حَمَل رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون بعنف على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، عازيا سبب "المشكلة القديمة جدا معه" إلى أن "عون لا يرى في الدنيا إلا ميشال عون، وكلما شعر أن أحدا يمكن أن يشاركه في الزعامة تقوم قيامته ويعصّب مثل الطفل الصغير الذي تنتزع منه لعبته". وقال: "حرام أن يعيره احد أهمية، لأن دواءه ليس عندنا بل في العصفورية".

ونفى شمعون في حديث إلى "الجمهورية" أن تكون مواقفه تجاه عون نابعة من حقد شخصي عليه، "فأنا أتحدث انطلاقا من خبرة مريرة معه، وما يهمني هو مصلحة لبنان، فعندما أجد شخصا مثله ينصّب نفسه زعيما للمسيحيين ويعتبر انه الوحيد الذي يحق له التحدث عنهم فيما هو يأخذهم إلى سوريا والحكم السوري الذي حكمنا لأعوام، وإلى مشروع إيراني طويل عريض، لا استطيع أبدا مشاركته في أي موقف من مواقفه". وعلق شمعون على قول عون أن "التيار فوق الشبهات" وأنه "تصح فينا أغنية الفنانة صباح "يا جبل ما يهزّك ريح" فقال: "كيف يسمي نفسه جبلا عاليا وهو مبني على تلة رملية صغيرة؟"

 وتمنى شمعون على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "أن يدع السياسة للسياسيين، فمأخذي عليه هو تعاطيه بالسياسة، ومع كل احترامي "هيدي مش شغلتو"، وقال: "إذا أراد تعاطيها، فليرسل بطلب من يعتبره مخطئاً في السياسة التي يعتمدها وليتحدث معه بين أربعة جدران وليُبد رأيه أمامه، لكن أن يتعاطى البطريرك بكل شاردة وواردة في السياسة، فهذا أمر غير مقبول".

 وهل تعتقد أن البطريرك بمواقفه من الشأن السوري يحمي بذلك المسيحيين هناك؟ أجاب شمعون: "ليس مضطرا لأن يفعل ذلك، أولا لا يبدو أن هناك تطرفا سياسيا ضد المسيحيين، وثانيا هل نصنف الحكم الغبي والديكتاتوري السوري والذي نعرف ماضيه وحاضره، أنه أحسن من غيره؟ كيف ذلك؟ ولأحمي من؟ هل لأحمي مواطنا درجة ثالثة في سوريا؟"

وإذ تمنى شمعون على البطريرك ان يعيد حساباته، سأل: "كيف يمكن تصنيف الحكم الديكتاتوري بأنه اقرب شيء الى الديموقراطية في المنطقة، "مش شغلتنا"، لا نريد الأخذ "بالتار" لكن هل نعطي النظام السوري الذي حكمنا بشكل عشوائي وغير إنساني شهادة حسن سلوك؟"

 وعن طريقة حماية المسيحيين قال شمعون: "نحن لا نستطيع حمايتهم فعندما نحمي الشعب ككل نكون تلقائيا نحمي مسيحيي سوريا أيضا"، سائلا: "ماذا فعل الأسد بمسيحيي لبنان، لقد اصبحوا مشردين في كل أنحاء العالم، أليس هو المسؤول عن ذلك".

 وعزا شمعون من جهة أخرى الموقف الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من الأزمة السورية إلى شعوره بتغيّر الأمور، "ولا أعتقد انه لا يتمتع بالذكاء الكافي ليقول لنطوّل بالنا قليلا ولنحافظ على الأقل على المكاسب التي حققناها. هو يعرف أن النظام السوري ينهار والنظام الإيراني يمر في صعوبات ولن يسمح لنفسه تاليا بارتكاب أي غلطة. وإذا كانت لهجته تجاه لبنان قوية فذلك لأنه لا يدرك سوى هذا الأسلوب لسوء الحظ". وتمنى شمعون على نصرالله وعون أن "يضعا مشاريعها الشخصية وأنانيتهما جانبا ويعملا لمصلحة لبنان"، معتبرا أن مصير الحكومة متعلق بمصير النظام السوري، "فالصمغ الوحيد بين أعضائها هو العلاقة مع هذا النظام".

 وفي سياق آخر، أكد شمعون أن "الذين يدخلون السموم إلى لبنان عبر المرافئ هم محميون، أصحاب "الكونتنرات" جماعة محمية ولديها محميتها ولا يحق لأحد أن يقول لها مرحبا". وروى أن شخصا شحن "كونتنرا" محملا أكسسوار سيارات والباخرة نفسها، ومن بلد المنشأ نفسه، شحنت "كونتنرات" أكسسوار سيارات، وعندما شاء إجراء معاملات تخليص البضاعة، أدخل أصحاب "الكونتنرات" بضائعهم بلا معاملات، فأفرغوها من الباخرة على الرصيف ومن الرصيف الى الشاحنات، وعندما علا صراخه سألوه لمَ تصرخ، ألا يهمك ان تصل بضائعك انت أيضا من دون دفع أتعاب؟ وذلك كي لا يفضحهم".

 وعن أداء قوى 14 آذار، قال: "في الظروف الراهنة لا نستطيع أن نفعل اكثر مما نقوم به ونحن في انتظار نتائج عمل المحكمة الدولية وعندئذ لكل حادث حديث".

 

طلب من منصور ضبط الجوازات الخاصة واستقبل رو والمجلس الماروني

سليمان عرض وميقاتي لجدول جلسة مجلس الوزراء واطلع على الوضع المالي من حاكم المصرف المركزي

المركزية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للأوضاع العامة في البلاد ولجدول اعمال جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد في السراي الحكومي بعد الظهر. وتناول مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أجواء زيارته الاخيرة لروسيا واللقاءات التي عقدها هناك.

كذلك أعطى الرئيس سليمان توجيهاته الى الوزير منصور بوجوب اعادة النظر في موضوع الجوازات الخاصة وضبطها واعادة تنظيمها وفق المرسوم الخاص بهذا الشأن.

واستقبل الرئيس سليمان الهيئة الجديدة للمجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق الشيخ وديع الخازن الذي أكد دعم المجلس لما يقوم به رئيس الجمهورية على الصعيد الوطني وعلى صعيد ترسيخ الاستقرار السياسي والامني في الداخل. واطلع من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الوضع المالي والنقدي وعلى التدابير المتخذة من قبل المصرف لحماية هذا الوضع في ضوء القرارات الدولية ولا سيما منها المتعلقة بالعقوبات الاقتصادية. وزار بعبدا رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان السيد فرنسوا رو الذي اطلع الرئيس سليمان على عمل هيئة الدفاع عن الذين اصدرت المحكمة قرارات اتهام في حقهم. واطلع من سفير العراق لدى لبنان عمر البرزنجي على العلاقات الثنائية والتحضيرات الجارية في بغداد لاستقبال القمة العربية في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. واستمع من رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر الى شروحات عن عدد من المشاريع التي ينفذها المجلس في سائر المناطق اللبنانية.

 

الأسير لـ"الوطن": لن نسكت إذا كان حزب المقاومة سيستمر في الهيمنة والازدراء بنا وتهديدنا وتخويفنا

المركزية- أعلن إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير في حديث لصحيفة "الوطن" القطرية إن "كبار السياسيين يخافون أحيانا من قول الحق لان السلاح موجود"، معتبرا أن سلاح "حزب الله" يستخدم في كل ثانية لأن استخدامه لا يكون فقط بإطلاق النار، لافتا إلى انه "إذا كان حزب المقاومة سيستمر بالهيمنة علينا والازدراء بنا وتهديدنا وتخويفنا فلن نسكت"، مؤكدا رفضه القاعدة السائدة اليوم التي تقول انه يجب على الضحية ألاّ يصرخ أمام الجلاد. وقارن الأسير بين السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات وسلاح "حزب الله" معتبرا أن الأول "لا يهدّد كل لبنان بينما سلاح حزب المقاومة هيمن على كل لبنان وغيّر اللعبة اللبنانية"، لافتا إلى انه مع إيجاد حلول للأول، ومع حل يوقف هيمنة الثاني. وأيّد الشيخ الأسير دخول الجيش اللبناني إلى مخيم "عين الحلوة" للقبض بالقوة على رئيس الشبكة التكفيرية التي اكتشفها الجيش اللبناني أخيرا، إلا انه اعتبر في المقابل أن الخلية المكتشفة "لا تعني أن القاعدة منتشرة في كل لبنان وان الخطر كبير، ولم ينف احتمال تسلل القاعدة إلى سوريا ولكن هذا لا يعني أنها باتت تقود الثورة". وأكّد أن سوريا لن تصبح دولة نموذجية في المنطقة، ولكن الناس سيشعرون بشيء من الحرية والكرامة، معتبرا أن أميركا وأوروبا تحرصان على بقاء الأسد لأنهما تعلمان أن إسرائيل لن تجد من يحرس الجولان مثله. واعرب الشيخ الأسير عن تخوفه من وصول الإسلاميين إلى الحكم في دول الربيع العربي، حيث أن الأرضية غير مهيأة لحكم إسلامي، وانهم لن يتمكنوا من تنفيذ ما وعدوا به عندما كانوا في صفوف المعارضة.

 

الرئيس الجميل الى بروكسيل للمشاركة في مؤتمر "التغيّرات العربية"

قزّي: محـــاضرة عن هواجس المسيحيين مـن الثورات

المركزية- اشار نائب رئيس حزب "الكتائب" سجعان قزي الى ان "رئيس الحزب الرئيس امين الجميل سيتوجّه الى بروكسيل في نهاية الاسبوع للمشاركة في المؤتمر الذي دعت اليه مؤسسة "ماريشال فوندايشن" حول "وضع العالم العربي والتغيّرات التي يشهدها" والذي يستمر ليوم واحد"، لافتاً الى ان "الرئيس الجميل سيقدّم خلال المؤتمر محاضرة حول الاوضاع في العالم العربي، وسيتوقّف عند الوضع اللبناني وضرورة الحفاظ على كيان لبنان ووحدته واستقلاله ونظامه الديموقراطي، وسيشدد على حقوق الانسان والجماعات". وقال في حديث لـ "المركزية" "هذا المؤتمر دعت اليه مؤسسة "ماريشال فوندايشن" وهي المانية –اميركية والمؤسسة الاهم للعلاقات الدولية بين اوروبا والولايات المتحدة الاميركية، والرئيس الجميل الشخصية العربية الوحيدة التي ستشارك في المؤتمر من آصل 4 شخصيات فقط، اضافة الى امين عام حلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ووزير الخارجية الإيطالي جوليو تيريزي وشخصيات اخرى".

اضاف: "الدعوة وجّهت الى الرئيس الجميل بعد ان اطلق الشرعة- الاطار في المؤتمر الذي نظّمته "الكتائب" مع "الاحزاب الديموقراطية الوسطية في العالم" في 27 كانون الثاني الفائت، والتي اعتبرته المرجعيات الدولية بمثابة اول شرعة توضع للشعوب العربية والتي تضع الثورات العربية على خطّ حقوق الانسان والحرية والديموقراطية، وتمنع انحرافها نحو التطرف والاصوليات"، لافتاً الى ان "اول شهيد في الثورات العربية كان مسيحيا قبطيا مصريا، واول شرعة للثورات العربية اطلقها مسيحي من لبنان هو الرئيس الجميل". واوضح ان "الرئيس الجميل سيطرح في محاضراته هواجس المسيحيين من الثورات العربية ليس كمجموعة دينية منفصلة عن الشرق، وانما انطلاقاً من حقوق الانسان والجماعات في العالم العربي، وهمّه من خلال طرحه هذا ضمان حقوق الجماعات الثقافية والحضارية والدينية، للحفاظ على التعددية في الشرق الاوسط، ولكي تكون هذه الثورات بمثابة جسر عبور نحو العصرنة والحداثة". واشار الى "لقاءات عدة سيعقدها الرئيس الجميل على هامش المؤتمر لطرح فكرة الحياد الايجابي للبنان، وسفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجلينا ايخهوريست زارته امس في اطار التحضير لهذا المؤتمر اضافة الى اللقاءات التي سيعقدها في بروكسيل".

واعلن قزّي في سياق متّصل ان "زيارة الرئيس الجميل الى القاهرة للتحضير لعقد مؤتمر اسلامي-مسيحي مازالت قائمة، والمسؤولون المصريون ما زالوا يتّصلون به للقيام بهذه الزيارة، ولكن التطورات الاخيرة التي حصلت في مصر وآخرها وفاة الانبا شنودة دفعت بالرئيس الجميل الى التريّث في الزيارة في انتظار ظروف ملائمة"، كاشفاً عن ان "الرئيس الجميل سيقوم بواجب التعزية بوفاة الانبا شنودة، لكن هذا الامر مازال قيد الدرس، وهو على تواصل مع المرجعيات القبطية في مصر ومع شيخ الازهر". ولفت الى ان "ظروف انعقاد هذا المؤتمر غير متوفرة حالياً، الكلام كثير لكن النتائج قليلة، لذلك الرئيس الجميل لا يتحدّث كثيراً عن هذا الموضوع حرصاً على تأمين ظروف نجاحه، في حين ان الآخرين يتحدثون عنه كثيراً من دون ان يتقدموا".من جهة اخرى، اعتبر قزّي ان " لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بشيخ الازهر أمر ايجابي، ولكن غير واجب بروتوكولياً، والبطريرك لم يطلب موعداً بلقاء الازهر خلافاً لما نُشر في الصحف".

 

نجاة قائد الكفاح المسلح الفلسطيني العميد محمود عيسى "اللينو"" من محاولة اغتيال في عين الحلوة والجيش خفف إجراءاتـــه على مدخل المخيم

المركزية ـ نجا قائد الكفاح المسلح الفلسطيني العميد محمود عيسى "اللينو" من محاولة اغتيال بعد العثور على بعد 50 مترا من منزله صباح اليوم على عبوة ناسفة زنتها 30 كلغ من مادة "ت ان ت" مربوطة ب3 قذائف من عيار هاون 60 ملم وصاعق تفجير وهاتف خلوي عليه رسالة تهديد للينو بالقتل. وعلى الاثر ضرب الكفاح المسلح طوقا حول مكان وجود العبوة وحضر خبيره العسكري وفكك العبوة وباشر التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث. وتخلل ذلك تلاسن بين عدد من السكان ومرافقي اللينو، ما ادى الى إطلاق النار وإصابة أحد المرافقين ويدعى عبد سليمان مطلق بجروح في فخذه، نقل على أثرها الى مركز لبيب الطبي للمعالجة. وفي هذا الإطار، قالت مصادر فلسطينية لـ"المركزية " إن انفجار العبوة لو تم لكان احدث مجزرة في قطر مساحة اكثر من الف متر ، مشيرة الى ان العبوة هي للتغطية على المطلوب رئيس الشبكة السلفية توفيق طه ولتهريبه من المخيم في محاولة للايقاع بين المخيم والدولة اللبنانية. "اللينو": وقال "اللينو" في حديث إذاعي ان العبوة المكتشفة ذات تقنية عالية جدا وهدفها ليس الاستهداف الشخصي فقط بل استهداف للحي بأكمله. واكد "اللينو" ان "امن واستقرار مخيماتنا فوق كل اعتبار وستتم متابعة الموضوع للنهاية وسيتم اعتقال المتورطين وكل مواطن في المخيم اصبح خفيراً للحفاظ على امن المخيمات". الى ذلك، ساد الهدوء مخيم عين الحلوة في اعقاب الاحتجاجات رشق خلالها شبان فلسطينيون حواجز الجيش على مداخل المخيم احتجاجا على ما اسموه الاجراءات الامنية التي ينفذها الجيش حول المخيم لمنع هروب رئيس الشبكة السلفية توفيق طه من المخيم. وفي معلومات لـ"المركزية" ان ثكنة الجيش اللبناني في صيدا شهدت لقاءات عدة بين وفود قيادية فتحاوية برئاسة امين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطيني اللواء فتحي ابو العردات ومسؤول الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب وبين رئيس فرع مخابرات الجيش العميد علي شحرور تم خلالها تأكيد صلاحية الجيش ودوره الامني لملاحقة جميع المطلوبين بمن فيهم طه. وخلال اللقاء ابلغ العميد شحرور العردات وأبو عرب ان الجيش باشر بناء لتعليمات قائده العماد جان قهوجي بتخفيف الاجراءات الامنية حول مخيم عين الحلوة.

العردات: وقال ابو العردات لـ"المركزية" نحن في الموضوع الامني على تنسيق وتفاهم مع الجيش على كل المستويات الامنية والعسكرية والسياسية ونقدر المهمة الموكلة اليه وامن "عين الحلوة" ليس معزولا عن امن صيدا او عن الامن اللبناني، ونحن ضيوف في هذا البلد ونتعاون مع الدولة على كل المستويات. وأكد أن هناك إجماعاً على إبعاد هذا المخيم وعدم إقحامه في أي مشكلات.

 

النائب عمّار حوري لـ"المستقبل": "حزب الله" يعيش مأزقاً

حاورته: صفاء قره محمد/المستقبل

وضع عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في خانة "إستمرار أسلوب الإستكبار والتعجرف والتعالي الذي ينتهجه "حزب الله" والقول ان الدويلة أقوى من الدولة، وانه يملك الحق بتقييم الآخرين وإصدار الأحكام عليهم بينما هو منزّه خارج أي تقييم"، لافتاً إلى ان "حزب الله" يعيش مأزقاً حقيقياً خصوصاً أنه مع انهيار النظام السوري يفقد حليفاً أساسياً في المنطقة. ونصح في حديث إلى "المستقبل" أمس، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بـ"التقليل من خسائره الحالية واللاحقة، لأنها هائلة، فليحاول ألا يخسر كل شيء وأن يقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من رصيد وعلاقات مع الناس"، واصفاً أداء وزراء تكتل "التغيير والإصلاح" بـ "البهدلة" بكل ما للكلمة من معنى".

وهنا نص الحوار:

[ ما هو ردكم على دعوة النائب محمد رعد فريق المعارضة الى "سحب خناجرهم من ظهورنا قبل دعوتنا الى الحوار"؟

ـ هذا إستمرار لأسلوب الإستكبار والتعجرف والتعالي الذي ينتهجه "حزب الله" وللقول بأن الدويلة أقوى من الدولة، وبأنه يملك الحق بتقييم الآخرين وإصدار الأحكام عليهم بينما هو منزّه خارج أي تقييم. هذا الأسلوب لم ينفع "حزب الله" في الماضي ولن ينفعه في المستقبل، ولا بد من أن يفهم أن الطريق الوحيد للوصول إلى برّ الأمان يكون عبر التواصل مع جميع اللبنانيين والإقتناع بأن الدولة هي التي تؤمن الحماية والاستمرارية لجميع اللبنانيين من دون إستثناء.

[ ماذا يريد "حزب الله" من عودة نغمة الاتهامات والافتراءات ناسفاً من أول الطريق احتمالات الحوار والسعي إليه؟

ـ يعيش "حزب الله" مأزقاً حقيقياً خصوصاً أنه مع إنهيار النظام السوري يفقد حليفاً أساسياً في المنطقة، لذلك نجده في حالة تخبّط، وأعتقد أن رؤية الحزب للأمور ضبابية ويشوبها الكثير من الشوائب. لذلك هو في حالة تخبط تارة حين يصرّح نوابه بمواقف "عنترية"، وتارة أخرى عندما يصمتون صمت أهل الكهف لفترة طويلة، وفي الحالتين فإن الحزب يعكس حالة التخبط التي يعيشها.

[ كيف تفسّرون مطالبة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالحوار في سوريا فيما يرفضه في لبنان؟

ـ ربما تتوافر في سوريا القناعة الإيرانية بأن النظام السوري في حالة إنهيار، لذلك يسعى "حزب الله" الى إيجاد مخرج معين يعكس وجهة النظر الإيرانية التي يحاول فيها الحزب حفظ ما تبقى من هذا النظام. الغريب أن هذا المنطق معكوس في لبنان، فعندما يقول "حزب الله" "ان سلاحي أمر واقع وعليكم أن تقبلوا به وعلى الجميع أن يأتوا لأية مفاوضات بشروطي وخارج إطار الدولة، فهذه المواقف تعكس الإزدواجية في المعايير وفي المنطق.

[ برأيكم في ظل الوضع السوري المتأزم على ماذا يراهن "حزب الله"؟

ـ "حزب الله" في مأزق حقيقي وهو يحاول أن يقلل من خسائره المستقبلية. وللحزب حسابات خاصة ويعتمد في تصرفاته على حسابات عميقة ودقيقة، لذلك فانه يرى أن ليس من مصلحته الإنتحار مع سقوط النظام السوري، ويحاول من خلال تصرفاته أن يحسّن ظروفه في مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري ليحمي بعضاً من مصالحه لاحقاً.

[ ما موقفكم ممن يعتبرون أن الحوار يجب الا يكون حول سلاح "حزب الله" فحسب، لأن الحوار هو سبب استمرارية لبنان؟

ـ إتفقنا في 2 آذار 2006 على جدول أعمال للحوار وأنهينا بحثه بالكامل بإستثناء نقطة وحيدة هي موضوع السلاح، وبالتالي هنالك مهمة أساسية للحوار تتمثل في إنجاز هذا الموضوع، أما باقي أنواع الحوار فالمكان الطبيعي لها في مجلسي النواب والوزراء والمؤسسات الدستورية. لقد ذهبنا في الماضي إلى الحوار لأن المؤسسات كانت معطلة. حتماً الحوار هو نمط للحياة السياسية والديموقراطية في لبنان، وهذا البلد يعكس مجتمعاً تعددياً متنوعاً ولا تستقيم الأمور فيه إلا من خلال حوار ديموقراطي حقيقي بين كل الأطراف.

[ ولكن ماذا تعني الدعوة الى الحوار حول أمور خلافية أخرى وتناسي ملف السلاح؟

ـ هذا هروب إلى الأمام، وهروب من الحوار والمكان الحقيقي له.

[ ما ردّكم على هجوم النائب ميشال عون على بعض الطوائف؟

ـ لدى ميشال عون مشكلة تاريخية مع كل ما عداه من المسلمين والمسيحيين، السنة والشيعة، الموارنة والأرثوذكس وربما مع كل الجنس البشري. يعبّر عون عن حالة مرضية ونلمس أن لديه كرهاً شديداً للكثيرين ومنهم الطائفة السنية. السؤال المطروح هل يعتبر ميشال عون أن هكذا تصرفات ومواقف تجعله يؤسس لمرحلة إيجابية بالنسبة اليه في المستقبل أم أن الأمور تزداد تعقيداً؟. أنا أقول له حاول أن تقلل من خسائرك الحالية واللاحقة، لأنها هائلة، فحاول ألا تخسر كل شيء وأن تقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من رصيد وعلاقات مع الناس.

[ الضجة المتصاعدة على أكثر من ملف حياتي وإقتصادي ومالي يدفعنا الى السؤال عما إذا كانت الحكومة قادرة على إنقاذ لبنان كما وعد الرئيس نجيب ميقاتي عند تأليفها؟

ـ الكل أصبح يعلم بظروف هذه الحكومة، فهي حكومة النظام السوري على يد "حزب الله" في لبنان، أتت في ظرف معين وستنتهي مع انتهاء هذا الظرف. ما يحمي لبنان قواعد لا علاقة للحكومة بها الآن هي نتيجة تركيبة لبنان وتقاطعات المصالح الدولية والإقليمية التي تفيد لبنان في مكان ما. أما هذه الحكومة فقد أصابت البلد بالكثير من الخسائر وجعلته في مكان لا يحسده عليه أحد.

[ يبشرّنا وزير الطاقة جبران باسيل بصيف حار وإنقطاع 12 ساعة للكهرباء، هل من خطوات ستقوم بها المعارضة في وجه تعنت وزراء "التغيير والإصلاح" على هذا الصعيد؟

ـ أداء وزراء "التغيير والإصلاح" "بهدلة" بكل ما للكلمة من معنى، وإذا كان الحديث عن الكهرباء فمنذ 5 سنوات وهذه الوزارة مع هذا التكتل، ومنذ الطائف حتى اليوم هذه الوزارة مع فريقهم السياسي لذلك لا حجة لديهم. أما موضوع التعتيم فهذا أمر طبيعي مع وجود هكذا وزراء في سدّة المسؤولية. أما بالنسبة إلى تحرك المعارضة فإننا سنقوم بكل الخطوات القانونية والبرلمانية والإعلامية لمواجهة هذا النهج الذي يدمر لبنان ومرافقه.

[ هل ستطرح قوى 14 آذار فعلاً الثقة بعدد من الوزراء في جلسة مجلس النواب اليوم؟

ـ اليوم الجلسة تشريعية ولا إمكان لطرح الثقة في هكذا جلسة، ومع تحديد جلسة الإستجوابات يمكن لمن تقدم سابقاً بإستجواب أن يطرح في نهاية إستجوابه الثقة بالحكومة أو بوزير أو أكثر.

 

الموارنة يستعجلون معاركهم الانتخابية

 جليل الهاشم/المستقبل

فتح القادة الموارنة المعركة الانتخابية المقبلة مبكرا، قبل أكثر من سنة من موعد الاستحقاق، فالعماد ميشال عون أعلن في خطابه الاخير فتح باب المعركة الانتخابية على مصراعيه، وكذا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أطلق ماكينة القوات الإنتخابية، وهو دعا رؤساء بلديات ومخاتير كسروان وبعبدا الى معراب، في مقابل حركة ناشطة للنائب سامي الجميل الذي أوغل بعيدا في الشأن الإنتخابي وصولا الى المطالبة بتحديد الاحجام وأعداد النواب لكل فريق سياسي من الفرقاء الموارنة داخل ائتلاف قوى 14 آذار.

مصادر مسيحية مراقبة اعتبرت ان القادة الموارنة أبكروا في فتح المعركة الإنتخابية، في حين ان لا قانون انتخابيا ناجزا الى اليوم، والقانون المعروف بـ"المشروع الارثوذكسي"، ولد ميتا، أو أصبح يتيما لا أب له ولا أم، كذلك إن قانون الإنتخابات السابق"، مرفوض بدوره من معظم القيادات المسيحية ومن بكركي، وتالياً، عن أي تقسيمات ومواقع نفوذ يتحدث الموارنة اليوم؟! .

تضيف المصادر ان الشعارات التي دخل بها الموارنة الى الإنتخابات قبل أكثر من سنة طابعها سياسي بإمتياز، فالجنرال عون، يسطو على شعارات قوى 14 آذار وخصوصا شعار "العبور الى الدولة"، تحت مسمى بناء الدولة، متناسيا شعارات حملته الإنتخابية السابقة، ومدى تناقض شعار "بناء الدولة" مع "ورقة التفاهم" مع "حزب الله"، بما يعني السلاح حصرا، وكيف يمكن بناء الدولة، في ظل عدم قدرة هذه الدولة على بسط سلطتها على كامل التراب الوطني، التي يعيقها تفاهم الورقة بين الحزب والتيار؟.

"القوات اللبنانية" و"الكتائب" يبدوان وكأنهما يخوضان معركة الاحجام داخل الصف المسيحي في مواجهة بعضهما البعض، فشعار "لا للمفاجآت" الذي رفعته "القوات"، هو محاولة منها لتلافي الوصول الى الاستحقاق الانتخابي على حين غرة، كما حصل في الإنتخابات السابقة، فتحل الخسارة الناجمة عن سوء التقدير وإهمال دوائر إنتخابية على حساب دوائر أخرى.

وتستطرد قائلة إن النائب سامي الجميل بدأ يخوض معركة نائب كتائبي عن المقعد الكاثوليكي في زحلة، في حين أن عدم نقل مقعد النائب الماروني من طرابلس الى البترون سيفتح "مشكلا" بين "القوات" و"الكتائب" في قضاء البترون، فضلا عن ضبابية الصورة التي ستحكم تشكيل اللوائح في كسروان وبعبدا، بعد أن بدا أن رئيس حزب "القوات" أعلن صراحة أن الأمر له في هذين القضاءين. والى ذلك أين يقف التيار المسيحي المستقل من صراع الديوك؟ فهل سيجد له مكانا في صراع الأجنحة الثلاثة، ام ان المستقلين على غرار النائب بطرس حرب والنائب السابق منصور البون والنائب السابق نايلة معوض سيشكلون، أقله في الإنتخابات المقبلة، الرافعة التي ستحمل أحد الاجنحة بكتلة نيابية وازنة الى المجلس النيابي، مقابل الحفاظ على وجودهم، في ظل تنامي الاحزاب المسيحية عددا، وتحديدا "القوات اللبنانية"؟!

وفي سياق متصل، تشير الإحصاءات التي أجريت مؤخرا، الى ان "القوات اللبنانية" تشكل الكتلة الناخبة المسيحية الاكبر والاكثر تماسكا، وتاليا، كيف ستتعاطى "القوات" مع المستقلين من جهة، ومع سائر مكونات المجتمع المسيحي السياسي من جهة اخرى؟!

من جهة ثانية، وعلى جبهة قانون الإنتخابات، تشير بعض المعلومات الى ان المؤسسات المارونية العاملة بالتنسيق مع الصرح البطريركي، كلفت، بعيداً عن الإعلام، وبسرية تامة، لجنة من الاخصائيين لدرس مشروع قانون إنتخابي بديل عن المشروع الأرثوذكسي، يجمع في عناوينه بين قانون النسبية وقانون "الستين".

ويشير أحد العاملين في تطوير المشاريع الإنتخابية، الى ان من مصلحة الموارنة المعترضين على صحة تمثيلهم البحث عن صيغ بديلة للقانون الحالي، لأنهم في افضل الاحوال يستطيعون إنتخاب خمسة نواب فقط بأصوات المسيحيين، في قضاءي زغرتا وبشري، في حين ان الباقين سينتخبون بأصوات غير المسيحيين .

من هنا تشير المصادر الى ان المسيحيين ينتظرون استكمال مشاوراتهم مع الحلفاء، كل على جبهته، بما يتصل بقانون الانتخابات قبل البتّ بأي صيغة محتملة لأي قانون مفترض، فلا العماد عون قادر على إعلان تبنيه أي صيغة قانونية إنتخابية قبل الإتفاق مع حزب الله، وكذلك رئيس حزب "القوات" لن يكون في مقدوره إعلان تبنّي أي صيغة مشروع قانون من دون الاتفاق مع الحلفاء.

لذلك تلفت المصادر المارونية الى انه من المبكر الحديث عن أي صيغة إتفاق ستخرج من بكركي نظرا الى الخلافات الحادة بين الأطراف، هذه الخلافات التي أدت الى إرجاء إجتماع القادة الذي كان مقررا في الثالث من نيسان المقبل، وهو مرشح الى التأجيل مرة ثانية وربما الى عدم انعقاده مجددا في حال استمر الإنقسام المسيحي حادّاً حول الشأنين السوري من جهة والإنتخابي من جهة ثانية .

 

باسيل "ينأى" عن.. فهمه

كارلا خطار/المستقبل

"حقيقة" وحيدة يعترف بها "وزير الطاقة وكل الطاقات" جبران باسيل للبنانيين، وهي أنه "لم يفهم على رئيس الحكومة ماذا يريد"! وزير عوني ثالث في لعبة الدومينو يسقط في سياسة "النأي عن الفهم".. فمن يفهم ماذا يريد جبران باسيل، ومن يفهم لمَ لا يفهم وزراء الحكومة على بعضهم البعض؟ غريبة معادلات هذه الحكومة المجتمعة على "اللافهم" والمتّفقة على "اللاتناغم" والمتجانسة في "اللاتآلف".. وعلى الرغم من كل هذه التناقضات تدوم وتدوم وتدوم.. وحده المواطن اللبناني لا يفهم ولا يتفهّم! فجبران باسيل، "دون كيشوت" التيار "العوني" المصلح والمغيّر والمتغيّر دوما، يظهر بمظهر الشخصية العفيفة البريئة المغامرة والحالمة، يصارع وحده في مجتمع لا يتلقّف أفكاره التي تتبخر في بواخر كهربائية.. وبين حماسته لإضفاء جوّ صيفيّ واعد بالعتمة والظلام والظلم، وتصريحاته التي تنم عن ضياع تامّ لطموحاته التي باتت توازي كل أعمدة التوتر العالي في لبنان.. "ضاعت الطاسة" ودبّت الفوضى وتعرّت العلاقة بينه وبين رئيس الحكومة معيدة بواخر باسيل الى مرحلة الصفر حيث تراوح الأسطورة الباسيلية موقعها مع تصميم على الفشل. لا عجب في ذلك، فـ "دون كيشوت" الإسباني ورغم طموحه الكبير لاستعادة القيم البالية في مجتمعه، فإن فشله في تحقيق أسطورته الشخصية برهن عن انقطاع في التواصل يجاري العصر. وكذلك يتّبع "دون كيشوت" اللبناني السياسة نفسها في إطلاق تصريحات تبشّر اللبنانيين بأنه "يغنّي على ليلاه" فتصدر عن خططه قرارات لاعقلانية، يوافق عليها أعضاء الحكومة ثم ما يلبثون أن يبدوا تحفظا لأسباب مجهولة لا يفهمها باسيل نفسه. لأسباب باسيلية خاصة "هشّل" جبران الصناديق العربية ويعمل اليوم على تهديد اللبنانيين ويخيفهم بالعتمة التي يسهل فيها تمرير الصفقات المريبة والاتفاقات التي تعيث فسادا بالوطن. ولأسبابه الخاصة أيضا يفرض الظلام على اللبنانيين ويبشرهم بصيف حار وبتقنين 12 ساعة ونصف يوميا.. أقلّه. كل هذا، وقبطان باخرة التيار وقرصانها متمسك بالمقود ويستعجل إقرار موجتها الكهربائية لغاية في نفس باسيل في ظل حوار مقوّض! "

"الله يجبر بخاطر" جبران وطوبى للإنسان الذي يجد الحكمة، وللرجل الذي ينال الفهم.. وهو للأسف لم يجد الفهم ولم يصادف الحكمة! فلمَ يحتاج الوصيّ على الطاقة إذاً؟ الوزير، الذي لم يجد حتى اليوم طاقةً أو نافذة ينفث فيها حمم بركانه، يحتاج الى مدرّس خصوصي وخياط ماهر وقانوني متمرس في الفقه العوني ومنجم مغربي. لغوياً، مطلوب من المدرس شرح مواقف كل من الوزير ورئيس حكومته. وللخياط توكل مهمة فكفكة العقد وقراءة ما هو مبطّن، وعلى القانوني أن يشرّح الخطط الكهربائية التي تتأرجح بين مدّ وجزر في بحر البواخر، وتبقى المهمة الأصعب على "المنجم المغربي" الذي يستند على مهارته التي تتلطى ما وراء الطبيعة البشرية لكشف نوايا وغايات وما يريده هذا وما لا يريده ذاك.

لكن جبران باسيل، الطالب المتفوق في مدرسة حماه ورئيس تياره، يستبق الأمور دائما فينفي الحاجة الى الدراسات بأنواعها كافة. فكلفة المشروع "وفّيرة" وقد أنجز بنفسه الدروس وأتمّ الفروض مستعينا باستشاري دولي لدراسة العروض، مخيّرا المواطن بين إنتاج كهرباء أو إطفاء "موتورات" الدولة.. أما المواطن فواقع الصورة ربما لم يتضح بعد في عيونه، ولم تتلق أذناه سوى أحاديث المناكفات والمزايدات، ولم يتمتع أنفه إلا بروائح المازوت الأحمر.. ومن الآخر، وجود البواخر لن يؤثر في إنتاج الطاقة ولن يقلل من ساعات التقنين، لأن عملها سيتركز على "الإصلاح" في المعامل ونتائجها غير أكيدة نظرا الى كلفتها المصممة على القياس العوني!

فَهِم جبران باسيل أم لم يفهم، هي ليست مشكلة المواطن اللبناني وليس ذنبه أن يعاقب لأسباب خاصة وشخصية تتعلق بوزير كل الطاقات المفقودة. قَبِل جبران باسيل أم رفض، فاللبنانيون مشمئزون من التفافاته وتركيباته. رضيَ أم لم يرضَ، فقد سئم اللبنانيون أيضا من اتهاماته وفبركاته ومحاولاته الظهور بمظهر من أكل الهرّ عشاءه.. أمر واحد يعزي المواطن في وطن تمارس حكومته قواعد لعبة الـ telephone casse الفرنسية أو "الهاتف المكسور" في ترجمتها الحرفية الى اللغة العربية، ومفادها ان كل لاعب أو مشارك يفهم ما يشاء ممن يشاء أو يحوّر ما يسمعه على الطريقة التي تناسبه. فاللبناني يعدّ الوزراء: شربل نحاس لم يفهم فطُرد خارج اللعبة، فادي عبود لم يفهم أيضا على وزير الحكومة ففار دمه ثم سكت، واليوم دور جبران باسيل الذي يمسك بالهاتف المكسور ويعلن صراحة ضياعه متشبها بالمسلسل الأميركي الشهير lost مع فارق بسيط هو أنه لم يقع من الطائرة إنما نزل من المظلة ليحطّ في باخرة في عُرض البحر. ومن باب الفشل في إصلاح وزارة الطاقة والمياه، لم يبقَ أمامه سوى عنصر آخر من الطاقات المتجددة وهي محاولة إنتاج الطاقة من محاربة طواحين الهواء.

 

شجاعة ومبادئ

إيلي فواز/لبنان الآن

عند سماع خبر وضع النائب وليد جنبلاط علم الثورة السورية على ضريح والده، وكلامه عن يوم العودة الى المصارحة والمصادقة والاصول، لم ينتبني شعور بالرضى او حتى بالفرح لاسترجاع سيد المختارة خطاب اكثرية اللبنانيين، سنة شيعة ومسيحيين ايضا، مع يقيني ان وليد جنبلاط صادق فيما يقول.

على العكس تماما شعرت بحزن للغربة عن السيادة والاستقلال والحرية والحقيقة التي عاشها جنبلاط طوال خمسة وثلاثين عاما، تاريخ توليه مهامه في الحزب الاشتراكي وعند الطائفة الدرزية. تلك الغربة، وهو ليس القاطن الوحيد فيها، ربما تختصر مأساة وطن باكمله ظن زعماؤه ان باستطاعتهم ان يناوروا ويفاوضوا ويبيعوا ويشتروا في استقلال البلد وسيادته وحريته دون ثمن ما، ندفعه جميعا.

ربما يختصر نائب الشوف في ترحاله السياسي الدائم من ضفة الى اخرى، مأساة طوائف ظنت انها تستطيع ان تستعين بالخارج لتستقوي وتنتصر على اترابها في الداخل، من دون ان يكون لهذا النمط في العمل من تأثير حتمي على مصير سيادة لبنان واللبنانيين. والشواهد كثيرة. اليس هذا ما حصل بالتحديد عندما استعان فريق ببارودة منظمة التحرير ليهزم فريق آخر؟ واليس هذا ما حصل بالتحديد مع الاسرائيلي والسوري، واليوم نراه يحدث مع الايراني؟ المصارحة، بما ان الزعيم جنبلاط يطالب فيها، تفترض منا الاعتراف ان في خلال اعوام الوطن الثلاثين الاخيرة الحالكة، وهو كان جزءا مؤثرا فيها، الاف الضحايا البريئة سقطت، وسنين اهدرت من عمر الناس الذين رأوا حياتهم تتشح بالاسود غالبا وعائلات تفككت جراء الهجرة، واشياء كثيرة ضاعت هباء. فما عسانا نقول للضحايا؟ لم نملك الشجاعة ان نكون حيث الحقيقة؟ كانت غربتنا عن الوطن قسرية؟ ظننا اننا اذا ناورنا الوحش سيعفي عنا؟

ثم هل كان ينقص النائب جنبلاط شجاعة اهل درعا وحمص وادلب والزباداني وحماه وغيرها من المدن السورية حتى يعود الى الاصول؟ وماذا اذا ربح الاسد رهانه (ولن يربح) وظل قابضا على ارواح السوريين؟ ماذا سيكون موقف البيك؟ على كل الاحوال ان كان بناء الاوطان يتطلب شجاعة في الوقوف الى جانب الحق من قبل الزعماء السياسيين، فهو ايضا يتطلب شجاعة لدى الجماهير في محاسبتهم على الاخطاء التي ارتكبوها. فالخلاص من دوامة الطائفية، والشروع في بناء وطن لن يتم اذا لم نقتنع ان الذي يأتي باسم الاصلاح والتغيير ويبقى بفضل الفساد لن يبني وطنا، وذاك الذي باسم الله والتحرير والمقاومة يحتل ويقتل ويكفر نصف ابناء الوطن لن يصون استقلالا, وهذا الذي باسم المحبة والشراكة يناصر قاتل لن يحمي خرافه، او حتى الذي يتغنى بالديمقراطية نهجا ويبقى امينا عاما ورئيسا لحزب مدى الحياة لن ينتهجها. ان الوطن لا يقوم اذا ساومنا على المبادئ، وقدسنا التفاصيل، وللاسف كما قال ملكوم اكس اذا لم تقف لشيء ستقع حينها لاي شيء.

 

الخيار الوحيد بشأن إيران

* بقلم كارل بيلت وزير خارجية السويد وإيركي توميجا وزير خارجية فنلندا

الشرق الأوسط

نشعر بالقلق من الثرثرة عن احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد إيران بسبب المخاوف المتنامية بشأن بعض جوانب برنامجها النووي. ولن تكون مثل هذه الضربة انتهاكا سافرا لميثاق الأمم المتحدة فحسب، بل يمكن أن تكون أيضا لها تبعات خطيرة على المنطقة وأن تأتي بنتائج عكسية تتناقض مع جميع الأهداف التي دفعت إلى توجيهها بالأساس. بالكاد لا يوجد سبب يدفع إيران، على الأرجح، نحو اتخاذ قرار نهائي بامتلاك سلاح نووي أكبر من توجيه ضربة عسكرية ضدها. وبمجرد اتخاذ هذا القرار، ستكون المسألة مسألة وقت فقط قبل أن تصبح المخاوف من تسلح إيران نوويا حقيقة واقعة.

وتشير تقارير تحليلية مهمة إلى امتلاك إيران أسلحة نووية حتى عام 2003. وعلينا ألا ننسى أن تلك الفترة كانت فترة شاع فيها الحديث عن امتلاك صدام حسين، الذي شن حربا شعواء ضد إيران آنــذاك، لبرنامج تسلح نووي. وشهدت السنوات التالية مواقف صارمة قاسية وعقوبات مشددة، مثلما شهدت فرصا دبلوماسية ضائعة.

لا يوجد كبير شك في أن الموقف الإيراني كان واضحا عام 2003 وخلال الفترة التالية، لكن السياسة الأميركية في ذلك الوقت كانت تحول دون اكتشاف تلك الفرص، كذلك لا يوجد عظيم شك في أن الصراع الداخلي في إيران بعد انتخابات عام 2009 حال دون قبولها لعرض كريم وبناء يتعلق بمفاعلها النووي البحثي.

في رأينا ليس هناك شك كبير في أننا كنا لنكون في وضع أفضل الآن لو قمنا بالمزيد من الخطوات الاستكشافية للقنوات الدبلوماسية التي عرضتها تركيا والبرازيل في ربيع عام 2010. والآن تمنح الدبلوماسية فرصة أخرى بعد نحو عامين من الجمود. وينبغي أن يكون هدفنا هذه المرة هو انخراطا دبلوماسيا يمتلك مقومات استمراره من أجل بناء الثقة عبر اتخاذ سلسلة من الخطوات؛ فجسر مثل تلك الهوة من عدم الثقة لن يتحقق بين عشية وضحاها. ومثلما تتمتع إيران بحقوق، بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، عليها أيضا التزامات. ويجب أن تفهم أن سلوكها هو ما أثار الشكوك في نواياها. ومن مصلحة إيران التفكير في اتخاذ خطوات من شأنها إصلاح الوضع الراهن.

ومنذ عام 2003 وحتى بداية عام 2006 نفذت إيران، طوعا، البروتوكول الإضافي الذي يشمل إجراء تفتيشيا شاملا من الخارج، وسيكون اتخاذ بضع خطوات باتجاه بناء الثقة أهم من معاودة إيران الالتزام بهذا البروتوكول. بالتأكيد نظام التفتيش والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الأمور الأساسية في أي اتفاق خاص بالبرنامج النووي بين إيران والمجتمع الدولي.

إضافة إلى ذلك، يبدو أن إيران أوشكت على الانتهاء من إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الذي تقول إنها تحتاجه من أجل تشغيل مفاعل الأبحاث لديها؛ لذا سيكون من المنطقي وقف نشاطها. وستستغرق عملية بناء مفاعلات أبحاث نووية جديدة وقتا طويلا، مما يتيح تحديد إجراءات وقائية دولية بشأنها. وسنظل ننتقد أوضاع حقوق الإنسان في إيران، وسنستمر في لفت انتباه العالم إليها. مع ذلك ينبغي على الدول، التي ستستأنف المباحثات مع إيران قريبا، التأكيد أن هدفها ليس تغيير النظام في طهران، بل مناقشة إيران بشكل شامل في مختلف القضايا. على سبيل المثال نهتم كثيرا بتحديث إيران، وينبغي أن نعلن استعدادنا لمساعدتها في هذا الشأن. ويعتبر تحديث قطاع الطاقة من الحاجات الملحة؛ فهناك فرص مستقبلية في الدولة بالنظر إلى اقتصادها المتنوع. وينذر توجيه ضربة عسكرية ضد إيران بإثارة مواجهة لا يعلم عواقبها أحد في المنطقة. ويمكن أن تؤدي تلك الاضطرابات في النهاية إلى اتجاه عدة دول نحو التسلح النووي في منطقة تعتبر من أكثر المناطق عرضة للاشتعال في العالم. ويمكن أن تندلع حرب بين الغرب والعالم الإسلامي أو بين دوله. ولسنا نتحدث فقط عن منح الدبلوماسية فرصة، بل نتحدث عن الاعتراف بأن الدبلوماسية هي البديل الوحيد للذين يحاولون التوصل إلى حل دائم للملف النووي الإيراني وإحلال السلام في المنطقة؛ فالخيارات الأخرى لن تؤدي سوى إلى الحرب وتشبث إيران بامتلاك السلاح النووي على الأرجح.

وقد أورد التقرير الأخير، الصادر عن مجموعة الأزمات الدولية، الخيارات المطروحة على الطاولة. وتتطلب الدبلوماسية عزما وصبرا، لكن الأهم من ذلك هو الاعتراف بأنها الخيار الوحيد المتاح أمامنا.

* كارل بيلت وزير خارجية السويد وإيركي توميجا وزير خارجية فنلندا

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

واشنطن تتوقع عواقب وخيمة إذا ضربت إسرائيل طهران

تجربة افتراضية: سقوط صواريخ إيرانية على سفينة أميركية قد يؤدي إلى مقتل نحو 200 أميركي

واشنطن: مارك ماتسيتي وتوم شانكر*

الشرق الأوسط

تنبأ تدريب محاكاة حربية سري جرى هذا الشهر لتقييم تداعيات حدوث هجوم إسرائيلي على إيران بأن هذه الضربة ستؤدي إلى حرب إقليمية أوسع، قد تنزلق فيها الولايات المتحدة وتتسبب في مئات القتلى بين صفوف الأميركيين، بحسب ما قاله مسؤولون أميركيون.

وذكر المسؤولون أن لعبة الحرب هذه ليس مقصودا منها أن تكون بروفة لعمل عسكري أميركي، كما شددوا على أن نتائج التدريب ليست هي المحصلة الوحيدة الممكنة من نشوب نزاع فعلي. لكن لعبة الحرب أثارت مخاوف لدى كبار خبراء التخطيط الأميركيين من أنه قد يكون من المستحيل الحيلولة دون تورط الولايات المتحدة في أي مواجهة تصعيدية مع إيران، وفقا لما ذكره المسؤولون. وفي ظل الجدل الدائر بين صانعي السياسات حول عواقب أي هجوم إسرائيلي محتمل، ربما يعطي رد الفعل هذا أرضية أقوى للأصوات الموجودة داخل البيت الأبيض والبنتاغون ورجال الاستخبارات والتي تحذر من أن ضربة كهذه قد تكون خطوة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للولايات المتحدة.

وقد أثارت نتائج لعبة الحرب قلقا كبيرا لدى الجنرال جيمس ماتيس، الذي يتولى قيادة جميع القوات الأميركية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وجنوب غربي آسيا، طبقا لما ذكره مسؤولون إما شاركوا في التدريب الذي أجرته «القيادة المركزية» أو تم إحاطتهم علما بنتائجه، وقد اشترطوا عدم ذكر أسمائهم نظرا لسرية التدريب. وقال المسؤولون إنه بعد انتهاء التدريب في وقت سابق من الشهر الجاري، أخبر ماتيس مساعديه بأن توجيه إسرائيل لضربة أولى ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها وعلى القوات الأميركية الموجودة هناك. وتدور لعبة الحرب، التي تحمل اسم «النظرة الداخلية» واستمرت لمدة أسبوعين، حول سيناريو يقول بأن الولايات المتحدة ستجد أنه قد زج بها في النزاع بعد تعرض إحدى السفن الحربية الأميركية في الخليج العربي لهجوم صاروخي من إيران سيسقط فيه 200 قتيل أميركي، بحسب مسؤولين مطلعين على التدريب، وبعدها سترد الولايات المتحدة بإطلاق ضربات انتقامية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

ويقدر أن ينجح الهجوم الإسرائيلي المبدئي في إعادة البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء بنحو عام، وإن كانت الضربات الأميركية اللاحقة لن تنجح في تأخير البرنامج النووي الإيراني بأكثر من عامين إضافيين. غير أن خبراء آخرين في البنتاغون قالوا إن الترسانة الأميركية من قاذفات القنابل بعيدة المدى وطائرات التزويد بالوقود في الجو والصواريخ ذات الدقة العالية يمكنها إصابة البرنامج النووي الإيراني بأضرار أكبر بكثير، ذلك إذا ما اتخذ الرئيس باراك أوباما قرارا بتوجيه ضربة انتقامية واسعة النطاق.

وقد صمم هذا التدريب خصيصا بهدف اختبار الاتصالات والتنسيق العسكري الداخلي بين قادة الأسلحة المختلفة في البنتاغون وتامبا، بولاية فلوريدا، حيث مقر القيادة المركزية، ومنطقة الخليج عقب أي ضربة إسرائيلية. إلا أن هذه النسخة من التدريب وضعت بهدف تقييم وضع متأزم يحتمل حدوثه على أرض الواقع.

وذكر المسؤولون أن التجربة انتهت إلى تعزيز قناعة المسؤولين العسكريين بأن توجيه إسرائيل لضربة عسكرية أمر غير قابل للتنبؤ أو للسيطرة، ونفس الشيء بالنسبة للضربة المضادة من إيران.

ويتفق جهازا الاستخبارات الأميركي والإسرائيلي بشكل عام بشأن التقدم الذي حققته إيران في عملية تخصيب اليورانيوم، لكنهما اختلفا حول الفترة الزمنية التي ستكون متاحة لمنع إيران من تصنيع سلاح نووي إذا قرر القادة في طهران المضي قدما في تصنيعه.

وفي ظل تصريح الإسرائيليين علنا بأن الباب ينسد أمام إمكانية منع إيران من تصنيع قنبلة نووية، يرى المسؤولون الأميركيون أن شن إسرائيل لهجوم على إيران خلال العام المقبل احتمال مطروح، وهم يتحدثون فيما بينهم عن اعتقادهم بأن إسرائيل في الغالب لن تعطي الولايات المتحدة تنبيها في حال اتخذ المسؤولون الإسرائيليون قرارا بضرب المواقع النووية الإيرانية.

وقال المسؤولون إن إيران، وفقا لتسلسل الأحداث، ستعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة شريكتان في أي ضربة توجه ضد المواقع النووية الإيرانية، وبالتالي ستعتبر قوات الجيش الأميركي الموجودة في الخليج العربي متواطئة مع الهجوم، وسوف تحاول المقاتلات الإيرانية أن تطارد الطائرات الحربية الإسرائيلية عقب الهجوم، ثم سيطلق الإيرانيون صواريخهم على إحدى السفن الحربية الأميركية الموجودة في الخليج العربي، وهو ما سيعتبر عملا حربيا يعطي أميركا الحق في الرد. ويتم إجراء تدريب «النظرة الداخلية»، الذي يعتبر من أهم التدريبات التخطيطية للقيادة المركزية، مرتين سنويا لتقييم كيفية تعامل المقر الرئيسي وقادته وأركان حربه الموجودين في المنطقة مع مختلف الأوضاع على أرض الواقع.

وعلى مر السنين، كان هذا التدريب يستخدم في الاستعداد لمختلف الحروب في الشرق الأوسط. وطبقا للموقع الإلكتروني Globalsecurity.org المتخصص في القضايا الأمنية والدفاعية، فقد كان خبراء التخطيط العسكري أثناء الحرب الباردة يستخدمون تدريب «النظرة الداخلية» من أجل الاستعداد لأي إجراء من جانب الاتحاد السوفياتي للاستيلاء على حقول النفط الإيرانية، وكانت خطة الحرب الأميركية آنذاك تقضي بأن يحرك البنتاغون نحو ست فرق من الجيش شمالا من الخليج العربي إلى جبال زاغروس في إيران لتعطيل أي هجوم سوفياتي.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2002، استعان الجنرال تومي فرانكس، قائد القيادة المركزية الأميركية حينها، بمشروع «النظرة الداخلية» من أجل اختبار مدى جاهزية وحداته للغزو المرتقب للعراق.

ويتوقع كثير من الخبراء أن تحاول إيران إدارة عملية التصعيد بحذر بعد التعرض لضربة إسرائيلية أولى، كي تتجنب إعطاء الولايات المتحدة سببا منطقيا للهجوم بكل ما لديها من تفوق عسكري واضح، ومن ثم فقد تلجأ إلى وكلاء من أجل زرع السيارات المفخخة في مختلف عواصم العالم أو تزويد المسلحين في أفغانستان بعبوات ناسفة شديدة الانفجار للهجوم على القوات الأميركية وقوات الناتو هناك. ومع أن الاستعانة بوكلاء قد لا تكون في نهاية الأمر كافية لإخفاء أصابع إيران وراء تلك الهجمات، فإن الحكومة في طهران يمكنها على الأقل أن تنكر علنا أي مسؤولية عنها.

ويرى بعض المتخصصين العسكريين في الولايات المتحدة وإسرائيل ممن قاموا بتقييم التبعات المحتملة لشن هجوم إسرائيلي أن آخر ما تريده إيران هو حرب شاملة على أراضيها، وبالتالي فهم يقولون إن إيران لن تضرب أهدافا عسكرية أميركية بصورة مباشرة، سواء السفن الحربية في الخليج العربي أو القواعد المنتشرة في المنطقة.

غير أن تحليلهم يشمل أيضا التحذير الصريح من أنه من المستحيل معرفة منهجية التفكير الداخلية لدى القيادة العليا في إيران، مع إدراكهم أن حتى أشد ألعاب الحرب تدقيقا في التفاصيل لا يمكنها التنبؤ بكيفية رد فعل الدول وقادتها في خضم النزاع. لكن هؤلاء المتخصصون ماضون في عملهم، قائلين إن أي تأمل في طبيعة رد فعل الإيرانيين عند تعرضهم لهجوم سيساعد في تحديد إمكانية شن الإسرائيليين لضربة عسكرية من عدمه والموقف الأميركي في حالة حدوث ذلك. وتلقي التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية، مدعومة بدراسات أكاديمية، ظلالا من الشك حول الافتراض الشائع بأن شن هجمة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية سيولد سلسلة من الأحداث الكارثية، مثل اشتعال المنطقة وانتشار الأعمال الإرهابية وارتفاع أسعار النفط بأرقام فلكية. وفي حديث مع إذاعة «راديو إسرائيل» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال وزير الدفاع إيهود باراك: «الحرب ليست نزهة». لكنه قال إن إسرائيل إذا شعرت بأنها مجبرة على التحرك، فإن رد الفعل الانتقامي سيكون محتملا. ومضى باراك إلى القول بأنه «لن يكون هناك 100 ألف قتيل أو 10 آلاف قتيل أو حتى ألف قتيل.. إن دولة إسرائيل لن تدمر».

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

إسرائيل وأميركا وإيران

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

لفت نظري تصريح للدكتور محمود شريف، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر والوزير السابق للإدارة المحلية في واحدة من وزارات مبارك السابقة، قال فيه إن إسرائيل «لن تجرؤ» على ضرب إيران، لأن الأخيرة لديها قدرة على الردع بصواريخها طويلة المدى. والحقيقة أنني لم أعرف أبدا عن المرشح المحتمل صاحب الخلق الرفيع والخبرة الكبيرة في المجال الصحي والتنمية الريفية أنه من الخبراء في هذا الموضوع، ولكن يبدو أن الأمور الاستراتيجية باتت من مسوغات الدخول إلى الساحة الانتخابية في مصر. وفي مكان آخر جاء تصريح من رجل عليم أن إسرائيل لن تضرب إيران حتى تحصل على موافقة الولايات المتحدة، وهذه الأخيرة لا تستطيع أن تفعل ذلك لأن أوروبا لا توافق، وروسيا والصين سوف تعارضان بالطبع، لأن الأولى تستفيد من ارتفاع أسعار النفط والثانية تريد مكانا مستقلا على الساحة الدولية، وأوباما في عام انتخابات رئاسية ولا يريد لأسعار البترول أن ترتفع ولا الدخول في حرب أخرى لم تعد معدة الشعب الأميركي على استعداد لهضمها بعد حربين في العراق وأفغانستان. التصريحات هكذا كثيرة، وربما لأن التفكير السائد يقوم قياسا على أحداث سبقت باتت مرشدا لما يجري هذه الأيام. فعندما شاع الحديث، أو الكذب، مع مطلع القرن عن القدرات النووية العراقية جرى غزو العراق، وقبل ذلك بأكثر من عقدين قامت إسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي وإزالته من الوجود، وكذلك فعلت مرة أخرى مع مفاعل من كوريا الشمالية تم اكتشافه فجأة على الأراضي السورية فجرى قصفه وإحالته ترابا. وفي هذه المرة الأخيرة جرى التشاور بين إسرائيل والولايات المتحدة قبل العملية الجراحية الجوية، وكانت حكومة أولمرت الإسرائيلية وقتها تطلب من واشنطن القيام بالمهمة نظرا لما فيها من خطورة، ولكن جورج بوش لم يكن ساعتها على استعداد للدخول في حرب أخرى فترك الأمر للإسرائيليين لكي يقوموا بالمهمة، وهو ما تم فعلا، ثم التزموا الصمت وأخذوا في تسريب الموضوع فلم يجد السوريون بدّا من الاعتراف فجأة بما جرى واللجوء لمجلس الأمن (كما هي العادة) للشكوى من الاعتداء على السيادة السورية في أمر لا يزيد على كونه خاصا بالاستخدام السلمي للطاقة النووية.

هناك إذن سوابق للموضوع، وهو ليس جديدا بالمرة، وربما يقال إن إيران تختلف عن العراق وسوريا، وهو صحيح، ولكن نقطة التشابه هي أنه لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة (ودول أخرى في المنطقة) سوف يقبلان بحصول إيران على سلاح نووي. المسألة هنا تدخل في إطار التقدير، وما إذا كانت الظروف مناسبة أم لا، وما إذا كانت إيران قد عبرت الخط الفاصل بين الاستخدام السلمي للطاقة النووية والاستخدام العسكري.

ولمن لا يعلم، فإن «الخط» الفاصل بدأ يتغير هذه الأيام ما بين الوضع الحالي للمنشآت النووية، والتجهيزات الجارية لنقلها إلى الجبال الشامخة، حيث يستحيل ضربها أو يصبح أكثر صعوبة. وعند هذه النقطة ربما يكون مناسبا التفرقة ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل من حيث أسلوب العمل، فهناك فارق في القدرة والاستراتيجية والأهداف؛ فالأولى تعتمد دائما على القوة الجوية والصاروخية الكاسحة التي ستحاول تدمير كل القدرات النووية الإيرانية بلا استثناء من خلال هجمات متعاقبة من قواعدها المختلفة والممتدة من فلوريدا حتى المحيط الهندي والخليج، وربما تخلطها - كما فعلت مع صربيا والعراق من قبل - بضرورة تغيير النظام السياسي أيضا. إسرائيل ليست كذلك، وليست لديها القدرة على التعامل مع هذه الطموحات، ومن ثم فإن أهدافها لن تزيد على مجموعة «العقد» الرئيسية للمنظومة النووية الإيرانية، وهذه سوف تتم عن طريق سلاح الجو الإسرائيلي الذي سوف يطير، كما طار من قبل مخترقا الأجواء السورية، ثم يعاد تموينه فوق المنطقة الكردية شمال العراق، وبعدها تهبط الطائرات على أهدافها داخل إيران.

الهدف الإسرائيلي لن يكون إزالة القدرات النووية الإيرانية وإنما إعاقتها بشكل جوهري لبضعة سنوات تكون القيادة الإيرانية قد تمت إهانتها بشدة لأنها سوف تكون واقعة بين نارين من الاختيارات:

أولاهما أن تضرب إسرائيل بالصواريخ وهذه سوف تواجه بالدفاع الإسرائيلي ضد الصواريخ الممثلة في منظومة صواريخ «آرو» و«القبة الحديدية»، التي يجري التدريب عليها الآن في التعامل مع غزة وأحرزت نجاحا ملموسا، وبالصواريخ الإسرائيلية المضادة الأقوى والأكثر تأثيرا من حيث القوة التدميرية والدقة من طراز «أريحا» ومشتقاتها. وفي حالة ضلال الصواريخ الإيرانية عن أهداف مدنية إسرائيلية، فإن أهدافا مماثلة داخل إيران سوف تكون مستهدفة أيضا ومن ثم يتعرض الجمهور الإيراني لما لم يتعرض له منذ الهجمات الصاروخية العراقية إبان حرب الثماني سنوات بين بغداد وطهران.

وثانيهما أن تلجأ إلى استخدام حلفائها في توجيه ضربات إلى إسرائيل، ولكن الحلفاء ليسوا في أفضل حالاتهم؛ فسوريا، وهي أهمهم، مشغولة بأوضاعها الداخلية، وإذا خرج النظام فيها من الثورة سليما، فلن يكون متعجلا للدخول في أزمة جديدة وهو يعاني من الإرهاق والإنهاك. أما حزب الله فهو - على حيرته بالنسبة للأوضاع في سوريا وانسحاب حماس وتركها سوريا تواجه ثورتها - سوف يواجه مأزقا صعبا إذا ما كان عليه أن يواجه، ليس فقط إسرائيل، بل المجتمع الدولي، الذي لن يرضى بخرق الحزب لالتزاماته إزاء الأوضاع القائمة في جنوب لبنان. وهكذا لا يبقى أمام إيران إلا مضيق هرمز، ومحاولة زعزعة الأوضاع الأمنية في الخليج، ولكن معنى ذلك أن المضارين من ارتفاع أسعار النفط، وسوف يكونون كثرة من الدول، سيتحالفون مع كل من يفتح المضيق ويحل المعضلة الإيرانية من أصولها في طهران. الاحتمال الإسرائيلي لضرب القدرات النووية الإيرانية لا يجب استبعاده بشكل كامل إذن، وإذا كانت أميركا مشغولة بأمور أخرى، فإن إسرائيل، كما فعلت من قبل في العراق وسوريا، يحتمل أن تقوم بالمهمة. ولكن ذلك ليس معناه أن مثل هذه الضربة سوف تحدث غدا، وطالما لا يزال هناك وقت باق حتى تعبر إيران الخط الفاصل نحو السلاح النووي، فإن العقوبات الاقتصادية ترهق وتنهك وتخلق حالة من التململ الشعبي، حتى ولو بدا أن المشاعر الوطنية تتزايد. وربما كانت العزلة الدولية لا تقل أهمية عن العقوبات بل إنها جزء منها، والواضح أن الدول التي ليست على استعداد لتوقيع عقاب عسكري على إيران لا تمانع من تقليل وارداتها النفطية منها، وزيادة الاعتماد على دول الخليج العربية خاصة المملكة العربية السعودية التي لديها القدرة على تعويض الأسواق النفطية ما سوف يجري فيها من نقص. لا يمكن استبعاد شيء هذه الأيام في الشرق الأوسط!

 

العسل" في "سمّ" الجرائم ضدّ الإنسانية

 وسام سعادة /المستقبل

أسهل شيء في الوجود تبرير عدوانية فئة على فئة، أو انعزال فئة عن فئة، أو مزيج العدوانية والإنعزال، بذريعة انعدام الطمأنة أو انعدام الإطمئنان. هكذا تبرير هو الشرّ بعينه، لأن أي اطمئنان يبذل بين جماعات قلقة من بعضها البعض يصير بدوره سبباً إضافيّاً للإرتياب والإستنفار، وبعد أن يكون السجال محصوراً في خانة "طمئني لأطمئنك" ينتقل السجال إلى خانة "انك تضع السمّ في ترياق الطمأنة"، أو أنّك تخفي الخنجر وراء اليد الممدودة، ويمكن هنا الإستعانة بتصريح من هذا القبيل للنائب محمّد رعد.

والمشكلة هنا عويصة حقاً. ففي المجتمعات الطائفية، كحال لبنان وسوريا، نحن فعلاً أمام جماعات أهلية قلقة من بعضها البعض، وإن يكن من مواقع مختلفة وقدرة أذية غير متكافئة أبداً واندفاع للعدوانية يحتكره المتغلّبون، فالقلِق على رأس جهاز الدولة وميليشيات الدفاع الذاتيّ عن نظامه ليس كالقلق في أقبية التعذيب والمدن المستباحة. لا يعني ذلك أنّ قلقه أقل، بل يعني أنّه قلق مضاعف: قلق من كونه يفرض نظاماً فئوياً منتفي الشرعية، ومنحسر القاعدة الأهلية الداعمة له، وصولاً إلى استبقائها عند حدود أقلوية نافرة، وقلق من المستقبل الآتي، سواء عنى ذلك انتهاء السيطرة الأقلويّة، أو عنى فرض خيارات أكثرويّة صريحة وعلى طول الخط. هذا في سوريا. أما في لبنان، فالوضع لا يقلّ تعقيداً: فصاحب الأربعين ألف صاروخ قلق، لكن قلقه ليس كقلق الأعزل من السلاح، الذي يهدّد به بشكل علنيّ مباشر، موسميّاً، وبشكل ضمنيّ أو غير مباشر، يوميّاً. لكنّ الأربعين ألف صاروخ تعني أيضاً سيطرة فئوية غير مستقرّة، وغير قادرة على ارساء هيمنة شاملة ومستقرّة، كما هي تعني قلقاً مستمرّاً من "استئناف" الحرب العدوانية التدميرية الإسرائيلية ضدّ لبنان، "المعلّقة" في آب 2006. الجميع قلق، هذا صحيح. لكن كلّ واحد في موقع، ومن يمتلك أسباب العنف أكثر من سواه حجّته المبرّرة لقلقه أقل بشكل كبير من الذين يقاومون سلماً (لبنان) أو سلماً وحرباً (سوريا) هذا العنف. لكن ذلك لا يعني أنّ قلقه أقلّ، بل هو في مكان ما، القلق الأكثر توغّلاً في الرّعب. وهو في حال سوريا رعب مضاعف: النظام الفئويّ ترعبه ذكريات ماضي ما قبل الهيمنة الأقلويّة، ويرعبه الحاضر الكابوسيّ جدّاً بالنسبة إليه، ولا يمكن لكل ما تروّج له قناة "الدنيا" أن يهدئ روعه، وما يرعبه أكثر هو النهاية المرتقبة له كنظام، أو حتى، ما بعد النهاية، بالنسبة إلى مآل الوضع، ومصائر الجماعات المختلفة.

إذاً، كيف يمكن أن تطمئن الجماعات الأهلية بعضها؟ هل بالمكابرة على هذا الواقع، والقول إنّه ليس هناك تمييز على أساس جماعات أهلية، على ما يفعله بعض "العلمانيّين"؟ حتماً لا. هل بالغلوّ في الإمتثال لهذا الواقع، والقول إنّها جماعات أهلية مقفلة تعيش كل واحدة في كوكب ذهنيّ مختلف، وينبغي إبرام معاهدات سلام رسمية فيما بينها، ومن ثم علاقات ديبلوماسية؟ بالتأكيد لا. هل بالطمأنة الضمنية، وغير المباشرة، التي ستكون حكماً، حمّالة أوجه، وعرضة للأخذ والردّ؟ هذه غير مجدية. فحتى لو أنّ الجماعات الأهلية ما زالت تشكّل مجتمعاتنا في سوريا ولبنان والمشرق، إلا أنّ العصر الحديث قد أعاد تشكيل هذه الجماعات على صورته، وما عادت لديها لحمة داخلية، أو منطق تطوّر خاص، أو إنفصال في كوكب ذهني مختلف عن بعضها البعض، وإن كان لها استنفار متوتّر في الغالب لمسألة الهوية والعنصر، وبحث مؤرّق أيضاً عن المجال الحيويّ الجغرافيّ الذي تشعر فيه الجماعة الأهلية أنّها تحقّق نفسها على أكمل وجه من خلاله.

إذاً ما العمل؟ العهود التي تقطع بين الجماعات الأهلية لا تكون مضمونة إن لم تكن واضحة، ومباشرة، ورسمية، كما كان الأمر ما قبل الحداثة. لكنّه، وبمجرّد أن دخلنا في العصر الحديث، فإنّ العهود بين الجماعات الأهلية لا يمكن أن تكون الا ضمنية وغير مباشرة، وبالتالي غير مضمونة، ولنا دليل على ذلك في تجربة عقدين ونيّف بعد توقيع إتفاق الطائف. لا طمأنة بالمواربة، واللعب على الكلام، ولا طمأنة كذلك الأمر إذا كان الكلام فجّاً، ونافراً. وحده المعاش الداخليّ المطمئن داخل جماعة أهلية معيّنة يمكنه أن يفتح السبيل لطمأنة جماعة أخرى.

نحن فعلاً أمام واقع مأزوم للغاية في هذا الإطار. الجميع يخاف من الجميع، لكن البعض "يخاف" فيرتكب جرائم ضدّ الإنسانية، والبعض "يخاف" فيسمّي هذه الجرائم ضدّ الإنسانية "قريبة من الديموقراطية". وفي ظلام القلق المتبادل، فإنّ الوثيقة الأخيرة لقوى 14 آذار حاولت فتح كوّة، بالدعوة إلى "تنقية الذاكرة"، وهو مصطلح جديد يدخل لأوّل مرّة على حلبة السجال بين 8 و14 آذار. إلا أنّ تنقية الذاكرة رهن بالخروج من الذاكرة، وهذا يكون بإطلاق العنان للمخيلة مجدّداً. وما يصحّ في لبنان، يصحّ في سوريا أيضاً. حدود الممكن، حدود ما يمكن فعله، وما يمكن اجتراحه من حلول، للعلاقة بين الجماعات الأهلية فيما بينها، ولعلاقتها مع مفهوم الدولة ثم مع الدولة المتحقّقة، كل هذا يتطّلب أن تسرج المخيلة خيولها من دون خوف.

التفاوت الفظيع في العنف الممارس بين الجماعات القلقة بشدّة من بعضها البعض هو أيضاً مدخل أساسيّ لمقاربة هذا الزلزال، الذي يبقى زلزالاً ديموقراطيّاً، في ندائه الأوّل، ومساره العام، وأفقه الأخير.

 

إسرائيل تفضّل ضرب إيران وليس سوريا/هل ينتهي صراع المحاور بتسوية أم يُشعل حرباً؟

اميل خوري/النهار

يقول ديبلوماسي أوروبي لو أن الأحداث الدامية في سوريا كان لها بعدها الداخلي فقط، لكانت انتهت بالسرعة التي انتهت بها الأحداث في دول عربية أخرى، لكن تبين أن لها في سوريا بعداً خارجياً يتمثل في صراع على النفوذ بين المحور الإيراني ومن معه والمحور الأميركي ومن معه، وأن وجه المنطقة ترسمه نتائج هذا الصراع، وأي شرق أوسط جديد سيكون، أهو شرق أوسط ديموقراطي كما تدعو إليه الولايات المتحدة الاميركية ومن معها، أم شرق أوسط إسلامي كما تدعو إليه إيران ومن معها، أم شرق أوسط فيديرالي يمنع تقسيمه دويلات طائفية وعرقية كما تتمنى إسرائيل؟

الواقع أن لنتائج هذا الصراع أهميتها وخطورتها ولا حياد حياله، لذا حددت كل دولة خياراتها في إعطاء المنطقة الوجه الذي تريده ومعه شكل السلام الشامل مع اسرائيل.

لقد أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي قبل سنوات "ان هزيمة اميركا ستكون في لبنان"، لذلك ركزت إيران اهتمامها عليه وبات لها جناح عسكري نافذ ومؤثر في لبنان والمنطقة هو "حزب الله" و"حركة "حماس" في فلسطين، وقد فشلت حتى الآن كل المحاولات للقضاء على هذا الحزب بعد تحقيق التقارب بين "حماس" و"فتح" وصار لا بد من البحث عن وسائل اخرى للقضاء عليه وذلك إما بإسقاط النظام في سوريا وإما بإسقاط النظام في إيران. وهنا تختلف وجهات النظر بين الولايات المتحدة الاميركية وحليفتها إسرائيل. فالأولى ترى ان إسقاط النظام في سوريا هو أقل كلفة من إسقاط النظام في إيران، وبالتالي إعادة سوريا الى الفلك العربي وإخراجها من الفلك الإيراني، ووقف مرور الأسلحة عبر أراضيها الى "حزب الله" في لبنان وإلى غيره من المجموعات المسلحة وعندها يصير في إمكان لبنان إقامة دولته القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها، ولا يبقى سلاح غير سلاحها، ويكون قد تمّ عندئذ تنفيذ القرار 1559 والقرار 1701. بيد أن لإسرائيل رأياً آخر هو أن الخطر عليها وعلى دول المنطقة ليس من سوريا إنما من إيران التي تحاول الحصول على سلاح نووي ومد سيطرتها ونفوذها خارج حدودها بحيث تشكل خطراً كبيراً على دول الخليج وتالياً على منابع النفط وممراته.

ويذكر أن إسرائيل كانت مع ضرب إيران يوم قررت الولايات المتحدة الأميركية ضرب العراق لأنها كانت تعتبر ولا تزال أن إيران هي الخطر الأكبر وليس أي دولة أخرى في المنطقة بدليل أن الحرب على العراق انتهت بعودة النفوذ الإيراني إليه، وأن إسقاط النظام السوري لن يغيّر شيئاً في أطماع إيران التوسعية خصوصا عندما يصبح العراق وغير العراق جسر عبور لنفوذها بدلاً من سوريا.

أما كلفة الحرب على إيران فتراها إسرائيل مثل كلفتها مع سوريا إذا وقفت إيران معها عند ضربها عسكرياً، فضلاً عن وقوف روسيا والصين أيضاً ليس حباً بالنظام السوري إنما حماية للمصالح الحيوية في المنطقة. والسؤال المطروح هو: هل تظل الولايات المتحدة الأميركية على رأيها القائل بأن سقوط النظام السوري كافٍ لعزل إيران سياسياً واقتصادياً وشل قدراتها وجعلها عاجزة عن صنع سلاح نووي، أم أنها تأخذ برأي إسرائيل بضرب رأس الأفعى لا قطع ذنبها؟

إن قرار الولايات المتحدة الأميركية في رأي الديبلوماسي الأوروبي يتوقف على نتائج المساعي التي يقوم بها الموفد الأممي والعربي كوفي أنان، وبعد ذلك على ما سيقرره مؤتمر اسطنبول في 2 نيسان إذا ما فشلت هذه المساعي. كما ان اتخاذ هذا القرار يتوقف على الاتصالات الجارية مع ايران ومع روسيا في محاولة التوصل إلى اتفاق على حل للأزمة السورية المتفاقمة بحيث أن نتائج هذه الاتصالات هي التي قد تحدد مصير المنطقة، وهل تتجه نحو السلام الشامل بتفاهم دولي تتوزع فيه مناطق النفوذ، أم نحو حرب شاملة ومدمرة، لا أحد يعرف من يكون المنتصر فيها.

إن الحرب حتى الآن لا تزال حرباً كلامية، فوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تقول "إن إيران تقترب من إقامة ديكتاتورية عسكرية دينية في المنطقة"، ويرد الرئيس محمود أحمدي نجاد موجهاً كلامه إلى الرئيس باراك أوباما: "انتبه من السير على خطى (جورج) بوش فردّنا سيكون عنيفاً"، وقول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن: "لا أساس للثقة بإيران وماضون في مسار العقوبات"، ورد نائب الرئيس الإيراني: "سنقطع أرجل من يفكر في الاعتداء على سوريا ولبنان"، وقول الرئيس نيكولا ساركوزي: "إن إيران تغذي العنف والتطرف في المنطقة وهي القلب في قوس الأزمات"، وأيد قول الوزيرة كلينتون "إن إيران راعية ايديولوجية الرفض والعنف في الشرق الأوسط". إلى أين ستنتهي الحرب الكلامية المستمرة ومعها مسيرة العقوبات؟ هل ستنتهي بتسوية أم بصفقة أم بحرب؟

 

زيارة نائب وزير الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين

لـ"النهار": على لبنان اتخاذ أقصى درجات الحيطة والتنبه وعدم السماح لسوريا وإيران باستغلاله منفداً للتفلت من العقوبات

سابين عويس/المستقبل

هل حملت زيارة نائب وزير الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين أمس أبعادا سياسية ومالية تتخطى الاهداف الحقيقية لها، أم إن الاجواء التي سبقتها وتحدثت عن توجه أميركي نحو زيادة الضغوط على ايران وسوريا تأتي في محلها وتشكل البند الابرز على أجندة المسؤول الاميركي الذي حط في بيروت أمس ضمن جولة في عدد من دول المنطقة تهدف الى التركيز على العقوبات وإستطلاع مدى التزام دول المنطقة ولا سيما الحليفة منها تطبيقها، بما يحول دون أي تفلت تفيد منه طهران ودمشق؟

يحسم المسؤول الاميركي الجدل حول أهداف زيارته بالتأكيد أنها تصبّ أولا في إطار زيادة الضغط الدولي على النظامين الايراني والسوري، والتأكد من عدم تمكنهما من الافلات من العقوبات. أما في ما يتعلق بلبنان، فيؤكد كوهين أن الرسالة الاساسية التي نقلها الى المسؤولين واركان القطاع المصرفي الذين التقاهم تركز على ضرورة اتخاذ "أقصى درجات الحيطة، والتنبّه لعدم الانزلاق في اتجاه السماح لسوريا أو ايران باستغلال الساحة اللبنانية للتفلت من العقوبات".

وقال في حديث الى "النهار" غداة جولته على المسؤولين إن "الهدف من الزيارة ليس الضغط على لبنان تحديدا أو على قطاعه المالي"، مبديا تفهمه لأهمية هذا القطاع كواحد من أعمدة الاقتصاد وعنصر أساسي للثقة به، وانما التنبيه الى المخاطر المترتبة على العلاقات القوية التي تجمع بين النظام المالي في لبنان وسوريا.

ويمتنع كوهين في مستهل حديثه عن التعليق على الاجواء التي سبقت زيارته ووضعتها في إطار استهداف "حزب الله" من جهة، والتضييق على النظام السوري من البوابة اللبنانية من جهة أخرى، لكنه يقول انها المرة الاولى يزور بيروت، وقد سبقه اليها عدد من المسؤولين في الوزارة أو المساعدين له في إطار متابعة المواضيع المالية علما أنه كانت له لقاءات ومشاورات سابقة مع الحاكم وعدد من المسؤولين ولا سيما خلال متابعة ملف البنك اللبناني - الكندي.

وكشف ان زيارته لبيروت "تأتي ضمن جولة تشمل العراق والامارات العربية المتحدة، وهي فرصة لتجديد التزام الادارة الاميركية حيال لبنان وحكومته. والهدف الاساسي هو التركيز على العقوبات الدولية لايران وسوريا، فضلا عن البحث في مواضيع اخرى تتناول مكافحة تبييض الاموال والتمويل غير الشرعي".

وعن ملف العقوبات على سوريا، وهل يعتقد ان الرئيس السوري ينجح في التفلت من العقوبات وما الاجراءات التي ستتخذها الادارة الاميركية في هذه الحال، أجاب: "في الاشهر التسعة الاخيرة كان ثمة جهود قوية تبذل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية التي تبنت بدورها مجموعة من العقوبات شملت المصرف المركزي السوري والبنك التجاري السوري ونحو 19 شخصية رسمية وبعض الاشخاص من عائلة مخلوف، وأهميتها تكمن في أنها صادرة عن الجامعة العربية، اما على الصعيد الاقتصادي فأهميتها أنها تزيد الضغط على النظام ومن يدعمونه لمنع الوصول الى اموالهم ولتقليص قدرتهم على الامساك بالسلطة.

وبسؤاله كيف تتفلت سوريا من تطبيق العقوبات، وقد شهدنا استمرار تعامل المصرف المركزي السوري ومؤسسات مالية سورية عبر نظام "السويفت" لسداد فاتورة تصدير النفط الى روسي؟ يتحفظ كوهين عن حقيقة تصدير النفط السوري خصوصا في الاشهر القليلة الماضية، مشيرا الى مدى تدهور الاوضاع الاقتصادية في سوريا التي تعتمد في الدرجة الاولى على قطاعي النفط والسياحة.

وهل هذا يعني ان سوريا قادرة على التفلت من العقوبات عبر الساحة اللبنانية وان المصارف اللبنانية تسمح بتسرب الاموال بطرق غير قانونية؟ يجيب: "يسعى نظام الاسد إلى التهرب من تطبيق العقوبات، ونحن نلمس ذلك. وما نريده من لبنان وهو ما أثرناه مع السلطات فيه الا يكون بابا أو منفدا لتفلت سوريا. فالنظام يسعى للهروب من العقوبات ونحن نقوم بما نقوم به مع شركائنا من اجل الحؤول دون حصول ذلك، ولكي تأتي العقوبات قاسية وتحقق هدفها. ليس سرا إن قلت إن للبنان علاقات قوية مع سوريا، وما يهمنا أن يضمن لبنان ألا يتحول قطاعه المالي منفذا لسوريا. وهذا يشكل مصدر قلق لدينا، وهو مبرر لأن النظام يحاول ايجاد طرق للتهرب. وأحد أسباب مجيئي الى لبنان يكمن في العلاقات المالية التي تربط لبنان بسوريا، وهذا مدعاة قلق بالنسبة الينا. وما يقلقني هو هشاشة النظام المالي ( vulnerability) حيال النظام المالي السوري".

هل نفهم من كلامك أننا قد نشهد أزمة جديدة على غرار ما حصل مع البنك اللبناني - الكندي؟

- لم آت الى هنا لأتحدث عن وضع محدد، وليست هذه الغاية من الزيارة. ولكنني هنا لأسلط الضوء على اهمية أن يكون هناك حذر وتنبه تام لضمان عدم تعريض النظام المالي اللبناني وعدم استغلاله سوريا. يجب اتخاذ أقصى درجات الحيطة لحماية النظام المالي من أي انزلاق يتيح للنظام السوري استغلال الساحة اللبنانية للتهرب من العقوبات الدولية. والمقصود هنا ليس الضغط على القطاع اللبناني، بل على سوريا وايران، وتنبيه لبنان الى الاخطار المحيطة.

¶ ولكن الا تعتقد أن مثل هذا الضغط يؤثر على القطاع وإن بشكل غير مباشر، والمعلوم ان هذا القطاع يمثل احد أعمدة الاقتصاد اللبناني؟

- أنا أتفهم أهمية القطاع المالي، لكنني ألفت ايضا الى مصلحته وأدعوه إلى أن يكون حذراً ومدركا للأخطار المحيطة، وقد شددت على ذلك في لقاءات اليوم ( أمس) كما شددت على أهمية التنبه لعمليات تبييض الاموال الضخمة التي تحصل في العالم حاليا.

¶ ولكن اذا كانت ادارتك تهتم بحماية القطاع المالي، فلماذا ممارسة الضغط عليه؟

- أعود وأكرر ان الضغط ليس على لبنان، واعتقد أن المصارف والحكومة بذلت جهودا لتحصين نظامها المالي وقوانينها، لكنها تظل في حاجة الى المزيد لأن النظام لا يزال هشا ومعرضا بسبب علاقته بسوريا. للبنان دور مهم ومسؤولية كبيرة في تفادي أي استغلال لموقعه. وختم مؤكدا ان رسالته لا تقتصر على لبنان بل على كل الدول التي سيزورها وبالتالي لا تستهدف لبنان تحديداً. وقال: "لا نقوم بما نقوم به من دون أن نفكر. وعندما نتصرف فذلك لأننا نشعر بأن علينا أن نفعل ذلك. والقارئ يجب أن يدرك أننا لا نأخذ هذه الامور بخفة، بل لنحمي نظامنا المالي ومؤسساتنا".

 

مفتي الجمهورية يكتب وصيّته في شأنها: التعديلات المقترحة لا تمت الى الإصلاح بصلة

سمير منصور/النهار

يضع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "الحملة" التي تشن عليه في اطار "الابتزاز السياسي" وعلى خلفية رفضه التعديلات المقترحة للمرسوم الرقم 1955/18 المتعلق بتنظيم دار الفتوى والمؤسسات التابعة لها، ومحاولة للضغط عليه للقبول بهذه التعديلات التي تقف وراءها الجهات نفسها التي تشن الحملة عليه مباشرة أو غير مباشرة.

واستنادا الى مصادر وثيقة الصلة بدار الفتوى، فان المفتي قباني "لا يرفض التعديلات في المبدأ وانما يرفض نزع صلاحيات مفتي الجمهورية الدينية والوقفية والادارية وإلغاءها، وهذا ما تضمنه باشكال مختلفة مشروع التعديلات الذي اعدته لجنة لا علاقة لها بدار الفتوى او بالمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى".

وقد سجل المفتي ملاحظاته على المشروع المذكور وسلم نسخا منها الى الرؤساء السابقين للحكومة وهم اعضاء طبيعيون في المجلس. وفي ما يأتي بعض هذه الملاحظات على سبيل المثال لا الحصر:

"نصت الفقرة (أ) من المادة الثانية في المرسوم 1955/18 الحالي على ما يأتي:

مفتي الجمهورية هو الرئيس المباشر لجميع علماء الدين المسلمين، والمرجع الاعلى للاوقاف الاسلامية ودوائر الافتاء، ويمارس جميع الصلاحيات المقررة له في القوانين والانظمة الوقفية والشرعية.

التعليق: لقد ألغى مشروع التعديل المقترح من الفقرة (أ) المذكورة النصوص الآتية كلها:

اولا – ألغى كلمة "المباشر" من النص على ان: "مفتي الجمهورية هو الرئيس المباشر لجميع علماء الدين المسلمين" واستبدلها بكلمة "الاعلى"، حيث يصبح النص بعد التعديل المقترح: "مفتي الجمهورية هو الرئيس الاعلى لجميع علماء الدين المسلمين"، بدلا من الرئيس المباشر.

ثانيا – ألغى مشروع التعديل الغاء كليا من الفقرة (أ) من المادة الثانية المذكورة عبارة: "وهو المرجع الاعلى للاوقاف الاسلامية"، فلا يبقى مفتي الجمهورية اللبنانية بعد هذا الالغاء مرجعا اعلى للاوقاف الاسلامية، وبذلك يقع الفصل بين الافتاء والاوقاف في لبنان، وهي محاولة قديمة العهد تطرح اليوم تحت عنوان الاصلاح والتطوير، حيث طرح مثل هذا المشروع من قبل على مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد تمهيدا لعرضه على المجلس الشرعي لاقراره، فتصدى له رحمه الله تعالى يومها بشدة وحال دون عرضه على المجلس الشرعي".

التعليق: هذا الفصل بين رأس الافتاء ورأس الاوقاف هو في البلدان العربية التي يوجد فيها مفت ووزير للاوقاف، بينما في لبنان لا يوجد وزير للاوقاف، فمن سيكون رأس الاوقاف عندنا في لبنان في هذه الحالة عوضا عن الوزير؟ في نص المرسوم 1955/18 الحالي مفتي الجمهورية اللبنانية هو رأس الاوقاف باعتباره: "المرجع الاعلى للاوقاف الاسلامية".

ثم لماذا هذا الحذف والالغاء لأهم صلاحية ومسؤولية من صلاحيات ومسؤوليات مفتي الجمهورية اللبنانية في بلد كلبنان يتمتع رؤساء طوائفه بمرجعيتهم لأوقاف طوائفهم؟

أضاف مشروع التعديل المقترح كلمة: "السُنّة" على وصف مفتي الجمهورية اللبنانية في المادة الثانية من المرسوم 1955/18 ونصها الحالي: "مفتي الجمهورية اللبنانية هو الرئيس الديني للمسلمين، وممثلهم بهذا الوصف لدى السلطات العامة..."، فأصبح نصها بعد اضافة كلمة "السنّة" كما يأتي: "المادة 2: "مفتي الجمهورية اللبنانية هو الرئيس الديني للمسلمين السنة، وممثلهم بهذا الوصف لدى السلطات العامة...".

التعليق: "لا أدري اذا كانت زيادة وصف "السنّة" على مسمى مفتي الجمهورية في مشروع التعديل المقترح بأنه: "الرئيس الديني للمسلمين السنة تبقي له وصف مفتي الجمهورية اللبنانية أم لا، إذ كيف يكون المفتي مفتيا للمسلمين السنة ثم يكون للجمهورية اللبنانية، وعندما يكون مفتي الجمهورية اللبنانية هو: "الرئيس الديني للمسلمين" كما هو النص الحالي يكون مفتي الجمهورية اللبنانية لجميعهم بكل طوائفهم، وذلك لشمولية ورعاية هذا المنصب الديني الجليل لكل المسلمين في لبنان على اختلاف طوائفهم وإن يكن لكل طائفة اسلامية في الواقع رئيسها الديني الخاص المباشر ونظامها الخاص بها".

وتحت عنوان "كلمتي الاخيرة" في مشروع التعديل المقترح، كتب المفتي قباني وصية دعا فيها الى رفضه وجاء فيها:

"إن المشروع المقترح والمطروح اليوم لتعديل المرسوم الاشتراعي الرقم 18/ 1955، وخصوصا بعد الغائه لصلاحيات مفتي الجمهورية في كونه "المرجع الاعلى للأوقاف الاسلامية" ولوازم هذه المرجعية في عدد من مواد المرسوم المذكور، لم يبق لمفتي الجمهورية اللبنانية من الصلاحيات سوى استقبال الزائرين واجابة المستفتين عن اسئلتهم على أهميتها في الدين،وهو أمر لا يسوغ في بلد كلبنان يتمتع رؤساؤه الدينيون بمرجعيتهم لأوقافهم وبصلاحيات واسعة في مؤسساتهم الدينية والاجتماعية، ولذلك فهو مشروع لا يمت الى الاصلاح والتطوير والتحديث بصلة، إنه باختصار: مشروع يقوم على تحجيم منصب مفتي الجمهورية اللبنانية ودوره.

وأعتقد جازما أن كل مسلم غيور على مؤسسته الدينية الاسلامية الأم "دار الفتوى في الجمهورية  اللبنانية" لن يقبل بهذا العبث بالمرسوم الاشتراعي الرقم 18/ 1955 تحت عنوان الاصلاح والتطوير. وأحب أن أذكّر هنا بأن مشروعا مماثلا أو مشابها لمشروع التعديل المقترح كان قد اقترحه البعض في أوائل الثمانينات من القرن الماضي في عهد المفتي سماحة الشيخ حسن خالد رحمه الله الذي تصدى له يومها بشدة ورفض مناقشته في المجلس الشرعي، كما رفض المسّ بصلاحيات مفتي الجمهورية التي نص عليها المرسوم المذكور.

لذلك وإيمانا مني بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"، فاني أوصي كل واحد من اخواني العلماء، واخواني أعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، وكل مسلم غيور على دينه وحريص على مكانة دار الفتوى ومهابتها وصلاحيات مفتي الجمهورية ومؤسسة المسلمين الدينية الأولى في لبنان "دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية"، ألاّ يسمحوا بتمرير هذا المشروع المقترح وأمثاله، لا اليوم، ولا غدا، ولا في المستقبل، لما يلحقه هذا المشروع من ضرر كبير وخطير جدا على المسلمين عموما والمسلمين السنّة خصوصا، وعلى مكانتهم ودورهم الديني والوطني في وطنهم لبنان".

 

المسيحيون في شمال العراق شعب الألم والصمود [1]

يحلمون بإقليم يحفظ التنوّع ويؤمّن المساواة للأقليات

بيار عطاالله/النهار

 المطران بشارة وردة.المطران بشارة وردة.عجوز سريانية بلباسها التقليدي.عجوز سريانية بلباسها التقليدي."لا نريد ان نلقى مصير مسيحيي العراق" عبارة درجت على ألسنة القائلين بالدفاع عن المسيحيين في لبنان. توحي العبارة أن مسيحيي العراق اندثروا وانتهى امرهم، وانهم ينتظرون اما الموت في عبوة ناسفة او رصاصة غادرة او تأشيرة سفر الى برد الدول الاسكندنافية وصقيع كندا والولايات المتحدة ليضافوا الى ارقام اللاجئين الباحثين عن ارض ما، في حين ان وطنهم الأم لا يزال يرتسم على ارض العراق شعباً ومدناً وبلدات وقرى وسهولاً زراعية ولا يزال قسم لا بأس به مصراً على البقاء والصمود لا يكترث للمتاجرة بهم او بمصيرهم، وهم يخططون لبناء جامعة ومؤسسات تعليمية وصحية واقتصادية، والأهم الحصول على اقليم خاص بهم وبالاقليات الاخرى في سهل نينوى التاريخي الذي يعج بالقرى والبلدات والاديرة المسيحية. ذهبت "النهار" الى شمال العراق بعدما نزحت اليها الاكثرية الساحقة من مسيحيي بغداد والبصرة لتعاين اوضاعهم وجالت في ضاحية آربيل المسيحية: عينكاوا، والبلدات والقرى الجميلة المنثورة في سهل نينوى الجنوبي والشمالي، والتي يتنازع الاكراد والسلطة المركزية الشيعية الرغبة في الاستحواذ على ارضها، في حين ينشط الشيعة المدعومون من الايرانيين، والعرب السنة المدعومون من الخليجيين في تمويل عمليات شراء الاراضي كلٌّ لتوسيع دائرة سيطرته، متناسين ان اهل الارض ما زالوا يقيمون هناك بكل افراحهم واتراحهم وذكرياتهم وتاريخهم.

والكلام على المسيحيين في العراق يعني الكلام على حوالى نصف مليون من اصل مليون ونيف قبل سقوط نظام البعث، علماً ان الهجرة الى خارج العراق بدأت منذ اندلاع الحرب العراقية – الايرانية، واشتدت بعد سقوط "البعث" لتخفت قليلاً اليوم مع ثبات الاوضاع وانتقال القسم الاكبر من المسيحيين الى ارضهم الأم في شمال العراق، حيث يتمسكون بالتحالف مع مواطنيهم الاكراد في اقليم كردستان، ويسعون الى تحقيق مشروع واضح المعالم بأقامة "محافظة الأقليات" او سهل نينوى، على ان تضم اقضية تل كيف (1240 كيلومتراً مربعاً)، بغديدا او الحمدانية (1200 كيلومتر مربع) وبعشيقا ضمن الفيديرالية العراقية اسوة بالاكراد والسنة والشيعة، وذلك سعياً الى حماية حضورهم الثقافي والاجتماعي والديموغرافي.

شعب الألم والمعاناة

الكلام من بعيد أو "التنظير" سهل، اما معاينة الامور على ارض الواقع والاستماع الى الشهادات فترسم صورة مختلفة للامور، وفي مقدمها الانتشار الديموغرافي الذي مر بمراحل عدة ويفاخر الناشطون المسيحيون في العراق بأصولهم التاريخية الاشورية والكلدانية وصولاً الى السريانية ويصرون على القول، ان ما يتعرضون له ليس سوى حلقة من الصراع القومي لإلغاء وجودهم بكل تجلياته وخصوصاً الثقافية، التي يحرصون عليها كثيراً فيعلّمون أولادهم السريانية في المدارس والكنائس الى جانب العربية والكردية والانكليزية.

وفي اضاءة تاريخية، كان المسيحيون ينتشرون بكثافة في شمال العراق ومحيطه من الجبال والسهول، وفي احصاء اجراه أحد الولاة العثمانيين مطلع القرن الفائت يتبين انهم كانوا يشكلون الغالبية في شمال العراق. وهذا ما دفعهم عقب نهاية الحرب العالمية الاولى مستشعرين قوتهم وارتفاع اعدادهم الى اعلان "الثورة الأشورية" التي انهارت بعد نكث الحلفاء بعهودهم، فكانت الهزيمة الأكبر ليتشتتوا بعدها وتنكسر قوتهم، وليبدأ تصاعد نجم الحركة الكردية ترفدها الزيادة الكبيرة في ديموغرافياتهم.

محطة الالم الثانية كانت عام 1961 عندما أعلن الملا مصطفى البرازاني الثورة الكردية، فجاء رد السلطة المركزية في بغداد عنيفاً، شاملاً، مما أدى الى هجرة المسيحيين من مناطق داهوك وزاخو وآربيل وديالا وغيرها الى بغداد.

ويقول وزير الصناعة والطاقة السابق في حكومة اقليم كردستان يونان هوزايا: ان "الزمن ليس لمصلحتنا والمسألة ليست عددية فحسب فنحن نستهدف اقتصادياً في شكل خاص، لأننا نمثل طاقة كبيرة في المجتمع العراقي. وعدم الاستقرار الامني والسياسي ادى الى ركود اوضاع شعبنا الاقتصادية وانهيارها. تضاف الى ذلك الضغوط الارهابية التي تعرضنا لها وكانت في غالبيتها ذات اهداف اقتصادية للسيطرة على ممتلكاتنا بأسعار بخسة".

ويشرح هوزايا ان آلاف العائلات المسيحية انتقلت الى شمال العراق في داهوك وزاخو وبغديدا وعينكاوا وغيرها لكن قسماً كبيراً منها رأى ان لا امكانية لتأسيس حياة جديدة بسبب ضعف القدرات وتردي الاحوال مما اضطرها الى الهجرة الى الخارج.

قوانين وانتزاع اراض

يستهجن الناشطون المسيحيون مقولة انهم كانوا يعيشون بطمأنينة ايام نظام البعث ويذكرون بجملة أمور أقدم عليها، منها "قانون اسلام القاصر" الذي لا مثيل له حتى في السعودية وينص على انه اذا أسلم احد الوالدين فإن على كل أولاد العائلة ان يتبعوه. كما فرض التعليم الاسلامي اعتباراً من عام 1979، وقرر تباعاً عدم استخدام اسماء مسيحية وتدريس الدين الاسلامي اعتباراً من الصف الابتدائي الخامس. وثمة قانون آخر فرضه عام 1992  وهو "الحملة الايمانية" التي سعت الى تحويل حزب البعث حركة اسلامية وفي تلك الحقبة تعرضت مصالح المسيحيين للضرب، لتبدأ موجات الهجرة الحديثة الى اوروبا.

 لكن ما هو اخطر من ذلك بالنسبة الى المسيحيين وقسم كبير منهم من الفلاحين والمزارعين، كان الاستيلاء على اراضيهم تحت شعار "التأميم وتوزيع الارض على الفلاحين"، فانتزعت الاراضي من الفلاحين المسيحيين لتوزع على غيرهم. وفي مدينة عينكاوا التي تعد الضاحية الجنوبية الغربية الراقية لأربيل عاصمة كردستان، انتزعت الاراضي بالقوة من مالكيها تحت عنوان "تشجيع الاستثمارات". وفي مدينة برطلي السريانية وزعت الأراضي على الشيعة لتفتيت الملكية العقارية للمسيحيين وتفكيك ما يسمى خط الانتشار المسيحي الكبير في سهل نينوى الجنوبي.      

يقيم المسيحيون في شمال العراق علاقة شبه تحالفية مع الاكراد بعدما كاد وجودهم ان يكون رمزياً في الجنوب والوسط (بغداد)، ولهم خمسة نواب في البرلمان الفيديرالي وخمسة نواب في برلمان اقليم كردستان الى وزير في كل من الحكومة الفيديرالية والاقليم. لكن المسيحيين يتمسكون بالحصول على اقليم خاص بهم يسمونه محافظة نينوى التي يعتبرونها البقعة الجغرافية لهم وللأقليات الاخرى من اليزيديين والشبك، حيث سيستطيعون التعبير عن خصوصيتهم ومواطنيتهم العراقية، لكن المشكلة في رأيهم في السلطة المركزية التي تصر على التصرف بمنطق الهيمنة ورفض ترجمة ما أقره الدستور العراقي باستفتاء مكونات الشعب العراقي عن خياراتها المستقبلية.

مطران وجامعة ومستشفى

يذكر رئيس اساقفة أربيل داهوك وزاخو للكلدان الكاثوليك المطران بشار وردة ان الكنيسة، بل الشعب العراقي برمته كان تحت المراقبة خلال حكم صدام حسين، ويروي ان حركة "الجيش المريمي" الروحية اضطهدت خلال العامين 1974-1975 ظناً من السلطات أنها حركة عسكرية، علماً انها مجرد حركة ايمانية روحية. ويضيف: "تسنى لنا بعد سقوط النظام الاطلاع على ملفات معينة اظهرت انهم كانوا يحصون انفاسنا". تضم ابرشية المطران وردة 31 رعية، منها الكبيرة والصغيرة، ويعرف عنه انه مطران مناضل يتصدى للمشكلات التي تواجه شعبه، فهو افتتح مدرسة ويعمل على بناء مستشفى خاص، والأهم انه يكب بالتعاون مع جامعة الروح القدس في الكسليك على إنشاء جامعة ضخمة في عينكاوا يتوقع ان تكون الاولى في العراق.  ويقول في ذلك: "هناك عمل كثير علينا القيام به لطمأنة المسيحيين الذين يهاجر بعضهم لانعدام فرص العمل، وانا شخصياً اتفهم ذلك وأدرك جيداً شعور اللا أمان لدى الاقليات والمسيحيين".

وفي رأي المطران ورده ان الوضع المسيحي في العراق، جزء من الوضع العراقي والاقليمي المفتوح على كل الاحتمالات.

 

الربيع السوري ثورة كل الفصول

 مهى عون/السياسة

بعد عام على انطلاق الثورة في سورية, أصبحت الصورة تنجلي أكثر, ويتبين أن الشعب السوري لم يعد يتحمل تكلفة تداعيات الثورة لوحده, ولكن النظام أيضاً وبشكل مباشر, بدأ يترنح نتيجة تحوله لمرمى كثير من الإدانات والاستنكارات, بسبب تماديه في صلفه وإجرامه بحق الشعب الأعزل, وأيضاً نتيجة المقاطعة والعزلة الدوليين الخانقين اللذين بدآ يلتفان تدريجياً حول عنقه. ناهيك بالإدانة نفسها التي بدأت تلاحق مختلف الأطراف التي تدعمه وتحاول تبرير ارتكاباته. أما الخلاصة الأخرى لمرور عام على هذه الثورة المباركة, فهي أن الربيع السوري مختلف عن ربيع الثورات العربية التي تمكنت وبظرف مدة قصيرة نسبياً من اقتلاع النظام الدكتاتوري الحاكم, رغم استحكام قبضته الحديدية على مدى عقود. فالربيع السوري امتد وطغى على باقي فصول السنة المنصرمة, رغم ما ميز فصل الشتاء هذه السنة من انخفاض استثنائي في نسبة الحرارة, ما زاد في عذابات ومعاناة الشعب المنهك من افتقاد المواد الأساسية للتدفئة, من مازوت وكهرباء وغاز وسواها.

وقد لا يكون الربيع السوري الطاغي على باقي فصول السنة حالة استثنائية ومغايرة عما شهدته البلدان العربية الأخرى, سوى من ناحية الدعم العربي والدولي اللذين ساندا النظام ودعماه أو على أقله مارسا معه سياسة النعامة التي لا ترى ولا تسمع. ولقد بات معلوماً أن هذا الاستحكام للنظام برقبة شعبه, إنما تؤمنه شبكة الصهيونية العالمية التي تسيطر على مجمل دوائر القرار في العالمين الغربي, وبعض العربي منها أيضاً. دعم وسكوت مطبق عالمي يذكرنا بالذي تلا مجزرة مماثلة حدثت في حماه في ظل حكم حافظ الأسد وأدت حينها إلى سقوط 45 ألف قتيل.

الشعب السوري اليوم مدرك لطريقه ولأهدافه, وستراتيجيته للتخلص من هذا النظام البائد واضحة رغم أنف الكارهين والخبثاء الذين يجهدون للترويج لاحتمال نشوب حرب أهلية. لا حرب أهلية في سورية مهما حاول الترويج لذلك الخبثاء. يبقى أن مسألة تسليح الثوار باتت ضرورة وحاجة ملحة مهما كره الكارهون, فالتسليح أصبح ضروريا ويجب أن يتحقق رغم أنف إسرائيل, الشعب السوري يمتلك من الوعي ما يكفي, حتى لا يقع في منزلقها الخطير. فهو لم يدفع كل هذه الدماء الذكية ليهدرها هباءً على مذبح التقاتل الأخوي والأهلي. أضغاث أحلام سوف تظل يطرحها المغرضون لغاية في نفس يعقوب. حتى الاختلاف في التوجهات داخل أطياف المعارضة السورية, فهي تظل عارية عن الأهمية مقارنة بحجم ما يحدث على الأرض ومقارنة مع الأهداف السامية للشعب السوري.

اليوم وبعد مضي عام على الانتفاضة السورية تحولت سورية من بلد يسوده السكوت المطبق نتيجة القبضة الحديدية, إلى ورشة هادرة لمواقف وتصاريح وصرخات احتجاج عارمة تتزاحم لإطلاقها الحناجر المضغوطة. يبقى أن الأمور لا يمكنها أن تبقى هكذا إلى ما لانهاية وما من مراقب متمرس لا يمكنه سوى أن يرى أن الأمور باتت تسير نحو نهاية النفق المظلم, وان المجتمع الدولي هو اليوم بصدد سحب سفرائه, أسوة بدول الخليج التي بادرت منذ فترة قصيرة إلى تصرف مشابه. أضف إلى ذلك مسألة تجميد أرصدة بعض المسؤولين التي كانت قررت في أوقات سابقة.

في النهاية لا بد أن يأتي يوم تسكت فيه المدافع. لن يستمر القتل والإحرام إلى الأبد, وذلك رغم الضغط الإسرائيلي على القرار العالمي لبقائه . وعندها سوف ينال كل مرتكب جزاءه . المرحلة القائمة هي حتما حالكة ومظلمة ولا يمكن لأحد رؤية النور في نهاية النفق, لكنها تبقى مع كل ذلك مرحلة عبور. وعندما تسكت أصوات المدافع وتتوقف المجزرة سينكفئ هذا الحزب الدكتاتوري إلى الأبد وسوف يشرق نهار جديد على الشعب السوري البطل والذي قاوم آلة القتل بالأجساد العارية وبالثبات وقوة القرار والعزيمة الصلبة. سوف يبرز احتمال انبثاق عملية سياسية نزيهة ومتكاملة قائمة على أحزاب أكثر ديمقراطية تمثل تطلعات الشعب وتجسد أحلامه, وإن اختلفت الرؤيا فيما بين هذه الأحزاب مستقبلاً وتشعبت وتناقضت وجهات النظر بشكل ديمقراطي وحضاري. غداً سوف يستلم الشعب السوري زمام الأمور. غداً سوف تتزاحم الإرادات الخيرية لورشة تغيير عميقة, وإن أخذ ذلك وقتاً إضافياً حتى تنجلي الصورة النهائية المنشودة.

* كاتبة لبنانية

 

تنحي الأسد أفضل سبيل لإحياء ذكرى الثورة

 وليم هيغ/السياسة

قبل اثني عشر شهراً اعتقلت السلطات السورية مجموعة من تلاميذ مدرسة في مدينة درعا بجنوب سورية لأنهم تجرأوا على كتابة عبارات ضد النظام على جدران مدرستهم, وأعيد هؤلاء الأطفال بعد أسبوع إلى أهاليهم وأجسادهم مغطاة بالدماء والكدمات, وبعضهم اقتلعت أظافرهم. وكانوا مجرد أطفال صغار لم يبلغوا بعد سن المراهقة في السنوات السابقة وكانوا سيبقون ضحايا تعذيب من قبل نظام الأسد من دون التعريف بأسمائهم, لكن في العام 2011 استقى أهالي درعا الإلهام من الدول العربية المجاورة وخرجوا في مظاهرة اجتاحت الآن كل أنحاء سورية.

الوضع في سورية اليوم يلقي بظلاله على أنحاء الشرق الأوسط والاحصاءات الوحشية للقمع الذي يمارسه النظام تتحدث عن نفسها, لقد سقط ما يفوق 8.000 قتيل, بمن فيهم 380 طفلاً, وهناك ما يربو على 10.000 معتقل بلا سبب ومن دون محاكمة, ونشاهد في تسجيلات فيديو مشوشة يسجلها المواطنون قناصين يطلقون النار على الجنازات, وقد اصبحت منطقة بابا عمرو في مدينة حمص نموذجا لما يبديه النظام من ازدراء مشين لحياة الإنسان, واعتقاده الخطأ بأن بوسعه قمع تطلعات شعبه المشروعة بعنف.

وقد دأبت المملكة المتحدة على المشاركة بكل زخمها بالجهود الدولية الرامية لإنهاء الأزمة, وتولينا قيادة عقوبات الاتحاد الأوروبي التي ترمي لزيادة الضغوط على النظام السوري وكل من يدعمون حملة الرعب التي يقودها, ويعمل الاتحاد الأوروبي أيضا على تضييق الخناق على قدرة النظام على تمويل القمع, وذلك من خلال قطع عوائده من تصدير النفط السوري, وقد استهدفنا 100 فرد بتجميد أرصدتهم وفرض حظر سفر عليهم, كما تساعد بريطانيا بتوفير الدعم العملي والسياسي للمعارضة السورية, ومناشدتها توحيد رؤيتها تجاه سورية ديمقراطية يتمتع مواطنوها بالمساواة بالحقوق.

وعلاوة على ذلك, نعمل على التفاوض بشأن قرار ملزم يصدر عن مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف العنف وبأن يسحب النظام قواته من البلدات والمدن, ويشدد على ضرورة اتاحة دخول مؤسسات الإغاثة من دون عراقيل, والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين, ويدعو لعملية سياسية بقيادة سورية تماشياً مع جهود جامعة الدول العربية, ذلك هو السبيل الوحيد للتوصل لحل سلمي للأزمة, ونحن نهيب بكل من روسيا والصين التعاون معنا لأجل تحقيق ذلك.

يسألني البعض أحياناً عن سبب عدم تدخلنا عسكرياً في سورية كما فعلنا في ليبيا! الواقع هو أن الوضع في سورية أكثر تعقيداً بكثير عما كان عليه الوضع في ليبيا, فقد تلقينا بشأن ليبيا مطالبة صريحة من معارضة متحدة بالتدخل الدولي, ودعم قوي من جامعة الدول العربية لاتخاذ اجراء عسكري, وتكليف بموجب قرار صدر عن مجلس الأمن, أما في حال سورية فلم يتوافر أي من هذه الشروط, وعلاوة على ذلك يخشى الكثير من السوريين أن يؤدي التدخل العسكري الى تأجيج الوضع, وأن يكون له الكثير من العواقب الخطيرة في سورية وجيرانها ويزيد من معاناة الشعب السوري.

الحقيقة هي أن ليس هناك حلول سهلة للأزمة في سورية, لكن ذلك لا يعني بأننا سنقف متفرجين, بل سنواصل بذل كل ما باستطاعتنا لمساندة الشعب السوري.

فسوف نستغل كل السبل الديبلوماسية والاقتصادية لتشديد الخناق على النظام المجرم, وسنجعل من الأصعب عليه ترهيب المواطنين, كما سنساعد المعارضة السورية على توحيد صفوفها والاتفاق على مستقبل سياسي لسورية ووفق ما يناسب شعبها, وسنواصل بذل الجهود لضمان محاسبة المسؤولين عن اقتراف هذه الجرائم, وذلك بالمساعدة في توثيق الانتهاكات التي يقترفها, فالمسؤولون عن قتل عائلات بمجملها, وقصف البيوت, وقتل المعتقلين, وتصفية المعارضين السياسيين, وتعذيب النساء والأطفال لابد من تحذيرهم بأنهم سيحاسبون عن أعمالهم مستقبلاً.

والأحداث التي وقعت في حمص حين ارتكبت مجزرة شملت نساء وأطفالا تبين بجلاء بأن الأسد فقد شرعيته ولم يعد بإمكانه أن يزعم قيادته لسورية, كما يتبين من أعمال العنف المتواصلة بأن العنف لن يحقق النصر للنظام الذي بات يزداد ضعفاً. يجب على الأسد التنحي عن الحكم لما فيه أفضل مصلحة لسورية ووحدة شعبها, وبعد مرور عام على أول محاولة للنظام لقمع معارضيه, فإن تنحيه لاتاحة حوار حقيقي بشأن عملية الانتقال سيكون أفضل سبيل لاحياء هذه الذكرى السنوية الأولى المأساوية, والى أن يفعل ذلك, فإننا لن ننسى الشعب السوري ولا حتى ليوم واحد.

 

أوباما: نظام طهران يفرض "ستاراً حديدياً" إلكترونياً على شعبه للحفاظ على سلطته

واشنطن - ا ف ب: انتقد الرئيس الاميركي باراك اوباما "الستار الحديدي الالكتروني" الذي تفرضه ايران على مواطنيها, وذكر الانترنت كأحد عناصر التقارب بين الاميركيين والايرانيين, معتبراً أنهما شعبين "لا سبب لديهما" لأن يكونا منقسمين. وقال أوباما, في فيديو بث امس بمناسبة رأس السنة الايرانية, "ليس هناك اي سبب يدعو الى ان تكون الولايات المتحدة وايران منقسمتين. هنا في الولايات المتحدة يزدهر الاميركيون من اصل ايراني ويساهمون بشكل كبير في ثقافتنا". واضاف "هذه السنة فاز فيلم ايراني (انفصال) بجائزة الاوسكار عن افضل فيلم اجنبي, كما ان عناصر بحريتنا كافحوا خطر القرصنة وقام بحارة اميركيون بانقاذ ايرانيين كانوا محتجزين رهائن". وأكد انه "مع فيسبوك وتويتر والهواتف النقالة والانترنت, يستخدم مواطنون الوسائل نفسها للتحادث" منتقدا في الوقت نفسه القيود التي تفرض على الحريات في ايران, سيما امكانية الاطلاع بحرية على الانترنت, واصفاً إياها بانها "جدار حديدي الكتروني". واضاف "بشكل متزايد, يحرم الايرانيون من حرياتهم الاساسية بالاطلاع على المعلومات التي يرغبون بها. والحكومة الايرانية تقوم بالتشويش على اقمار صناعية من اجل منع بث برامج اذاعية وتلفزيونية", معتبراً أن طهران "تمارس رقابة على الانترنت لكي تضبط ما يمكن للايرانيين ان يرونه او يقولونه, وان النظام يراقب اجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة لهدف وحيد هو حماية سلطته". وفي حين تخضع ايران لعقوبات اقتصادية مشددة من قبل الاسرة الدولية بسبب برنامجها النووي, اشار اوباما, من دون ان يدخل في التفاصيل, الى "قواعد جديدة لتسهيل تقديم شركات اميركية برامج معلوماتية وخدمات لايران ليتمكن الايرانيون من استخدام الانترنت بسهولة اكبر". وبثت وزارة الخزانة لاحقا قائمة برامج مجانية يسمح ببثها في ايران, وفقاً لاستثناء مطبق خصوصا برمجيات تواصل على غرار "ياهو مسنجر" و"غوغل توك" واجهزة تخزين معلومات على الانترنت.

وفي اشارة الى الثورات التي تهز العالم العربي منذ مطلع 2011 وتطورت خصوصا بفضل استخدام مواقع التواصل على الانترنت, قال اوباما "تبلغنا مجددا أن قمع الافكار لا يساهم ابدا في محوها", وان "الحكومة الايرانية تتحمل مسؤولية احترام هذه الحقوق (الوصول الى الانترنت) كما من مسؤوليتها احترام تعهداتها في مجال برنامجها النووي, وإذا سلكت الحكومة الايرانية نهجا مسؤولا ستتمكن من العودة مجددا الى صفوف الاسرة الدولية".

 

موسكو تحذر من صنع إيران سلاحاً نووياً إذا ضُربت وواشنطن تخشى العواقب الوخيمة للحرب  

خامنئي: سنهاجم الأميركيين والإسرائيليين بنفس المستوى الذي يهاجموننا فيه

 طهران, واشنطن, موسكو - وكالات: حذر المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي, أمس, من ان بلاده سترد على أي هجوم تشنه الولايات المتحدة او اسرائيل على منشآتها النووية.

وقال خامنئي في خطاب, بثه التلفزيون مباشرة في مناسبة رأس السنة الايرانية, "لقد قلنا اننا لا نملك أسلحة نووية ولن نقوم بصنعها, لكن اذا شن الاعداء أي هجوم, سواء كانت الولايات المتحدة او النظام الصهيوني, فإننا سنهاجمهم بنفس المستوى الذي يهاجموننا به دفاعاً عن أنفسنا", مضيفاً ان "الاميركيين يرتكبون خطأ فادحا إذا اعتقدوا أنهم بالتهديدات سيدمرون الدولة الايرانية".

واعتبر خامنئي الذي كان يتحدث من مدينة مشهد, ان ايران لديها "حق إلهي" بالرد اذا تعرضت لهجوم, قائلاً: ان "القرآن يقول ان المعتدين هم الخاسرون ... إنه شرع الله, لا نفكر بالهجمات والاعتداءات لكننا متمسكون بوجود وهوية الجمهورية الاسلامية".

واتهم الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين بتغيير الذرائع للتدخل في ايران, معتبرا ان الهدف الحقيقي وراء ذلك السيطرة على احتياطي النفط والغاز الهائل في البلاد.

وقال خامنئي "أولا كانت المشكلة النووية ... (ثم) مسألة حقوق الانسان. الرهان الحقيقي هو ان ايران تملك احتياطيا من النفط والغاز", مضيفاً "ان الذين يعتقدون ان عداوة الولايات المتحدة حيالنا ستتراجع اذا تنازلنا في الملف النووي مخطئون. موقف (الولايات المتحدة) حيالنا غير مرتبط بالبرنامج النووي او حقوق الانسان. هذا لأن الجمهورية الاسلامية تقاوم".

وفي موسكو, حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من ان ايران لن يكون امامها من خيار سوى انتاج اسلحة نووية في حال تعرضها لهجوم.

وقال لإذاعة "كوميرسانت" الروسية ان "مسؤولين من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وغيرهم من المسؤولين يقرون بانه ليست لديهم اية معلومات الان بأن القيادة الايرانية اتخذت قرارا سياسيا بإنتاج اسلحة نووية, لكنني شبه متأكد من انه سيتم اتخاذ مثل هذا القرار بكل تاكيد بعد اية هجمات على ايران".

في سياق متصل, كشف مسؤولون أميركيون أن الولايات الأميركية أجرت سراً الشهر الجاري "محاكاة حرب" لتقييم إنعكاسات أي هجوم إسرائيلي على إيران, وبينت أنها ستؤدي إلى حرب إقليمية واسعة تجر الولايات المتحدة وتخلف مئات القتلى الأميركيين.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المسؤولين الأميركيين, الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم, أن محاكاة الحرب السرية, التي أطلق عليها اسم "نظرة داخلية", أظهرت أن الولايات المتحدة متخوفة من انعكاسات الضربة الإسرائيلية لإيران.

وأوضحوا أن هذه المحاكاة لم تكن تدريباً على أي تحرك عسكري أميركي, لكنها زادت من مخاوف كبار المسؤولين الأميركيين, الذين أبدوا قلقهم من أنه قد يكون من المستحيل تفادي أي تدخل أميركي خلال أي مواجهة مع إيران.

وقال المسؤولون إنه خلال نقاش دار بين صانعي القرار الأميركيين بشأن عواقب أي هجوم إسرائيلي, كانت الغلبة لمن هم في البيت الأبيض و"البنتاغون" والجهاز الإستخباراتي الذين حذروا من أن الضربة الإسرائيلية قد تكون خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة.

وأضاف المسؤولون أن نتيجة محاكاة الحرب أثارت قلق الجنرال جيمس ماتيس بشكل خاص, وهو الذي يقود القوات الأميركية في الشرق الأوسط والخليج وجنوب غرب آسيا.

ونقلوا عن ماتيس قوله لمساعديه خلال إجراء المحاكاة إن الضربة الإسرائيلية لإيران ستخلف عواقب وخيمة في المنطقة وبالنسبة للقوات الأميركية هناك.

يشار إلى أن محاكاة الحرب تقضي بأن تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للمشاركة في نزاع بعدما ضربت الصواريخ الإيرانية سفينة حربية أميركية في الخليج ما أدى إلى مقتل قرابة 200 أميركي, فردت واشنطن بضربات على المنشآت النووية الإيرانية.

 

البيت الأبيض: مضمون الرسائل الالكترونية للاسد "مثيرة للاشمئزاز"

قال البيت الابيض اليوم الثلاثاء ان الرسائل الالكترونية التي تنسب الى الرئيس السوري بشار الاسد وجاء فيها انه سعى الى الالتفاف على العقوبات المفروضة على بلاده بما في ذلك شراء اغاني من موقع "ايتيونز" هي "مثيرة للاشمئزاز". وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان ادارة اوباما تدرس سبلا اخرى لتشديد العقوبات على الحكومة السورية لعقابها على حملة القمع التي تشنها على مناهضي النظام والتي قتل فيها الالاف منذ بدئها قبل عام. *وكالات

 

لافروف: الأسد يرتكب الكثير من الاخطاء

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان الرئيس السوري بشار الاسد "يرتكب الكثير من الاخطاء" رغم الدعوات المتكررة من موسكو لطرفي النزاع في سوريا بوقف العنف وبدء حوار.

وقال لافروف في مقابلة مع اذاعة "كومرسانت" ان روسيا "تعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل غير صحيح على اولى مظاهر الاحتجاجات السلمية". واضاف ان "القيادة السورية، ورغم وعودها العديدة بالاستجابة لدعواتنا، ترتكب الكثير من الاخطاء .. والامور التي تسير فعلا بالاتجاه الصحيح تأخرت كثيرا". وتاتي تصريحاته وسط تزايد المؤشرات على ان روسيا قد تتخلى عن دعمها للاسد بعد عام من العنف والاضطرابات التي يقول النشطاء انها ادت الى مقتل اكثر من 9100 شخص حتى الان. ويرفض المسؤولون الروس حتى الان التحدث علنا عن احتمال تنحي الاسد، ويصرون على ضرورة ان يتم اي انتقال لحكمه من خلال حوار سياسي في دمشق. الا ان لافروف المح الثلاثاء الى ان موسكو قد لا تعارض بشكل مباشر فكرة تقديم ملجأ آمن للاسد في دولة اخرى. وفي رد على سؤال حول ما اذا كان على الرئيس السوري التنحي قبل ان تتم الاطاحة به وربما قتله مثلما حدث مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قال لافروف "هذا القرار يعود الى الاسد". واكد لافروف ان على الغرب طرح مخرج مقبول للاسد، مؤكدا على ان موسكو لم تناقش مطلقا احتمال خروج الاسد الى روسيا.  واضاف "الناس في مختلف العواصم الغربية يصفونه بانه مجرم حرب، ويقولون ان مكانه الصحيح هو في لاهاي .. وهذا يعني ان على من يطلقون هذه التصريحات أن يطرحوا على الاسد خياراته، وليس نحن".  وقال لافروف ان المفاوضات المباشرة يمكن ان تساعد على اتخاذ قرار حول من يمكن ان يقود سوريا "خلال فترة انتقالية لفترة من الوقت كما حدث في اليمن". واكد انه لم يناقش تنحي الاسد عن السلطة مطلقا عند لقائه به في دمشق الشهر الماضي.

*وكالات

 

قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد لـ"الوطن": ضباط داخل الجيش النظامي يعلموننا بتحركاته

المركزية- أعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اختصر مطالب الشعب السوري عبر حق الشعب في توفير الحماية لنفسه من العدوان المسلح الذي يمارسه النظام السوري، مؤكدا أن عدد الجيش السوري الحر قد ارتفع خلال الشهرين الفائتين إلى نحو 75 ألفا، وأن ضباطا برتب كبيرة ومن مختلف القطاعات انضمت إلى صفوفه.

وقال الأسعد في حديث إلى "الوطن" السعودية إن "تسليح الثوار في سوريا فكرة ممتازة لأنهم بحاجة إلى توفير الحماية لأنفسهم"، مشيرا إلى أن هذه المطالب السعودية التي عبر عنها الأمير سعود الفيصل في حديثه حين قال لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن المساعدات الإنسانية إلى سورية ليست كافية وإن تسليح الثوار في سورية فكرة ممتازة لأنهم بحاجة إلى توفير الحماية لأنفسهم.

وأضاف الأسعد قائلا إن التسليح "مهم في هذه المرحلة التي يحتاج فيها الجيش الحر لتوسيع عملياته في مختلف مناطق البلاد وهو ما يسهم في مزيد من الانقسامات في الجيش النظامي". وقال إن ضباطا برتب عمداء وألوية من مختلف القطاعات العسكرية بما في ذلك الاستخبارات العسكرية واستخبارات الدفاع الجوي قد انضموا لصفوف الجيش الحر.وأوضح الأسعد أن "عملية المزة التي شهدتها دمشق قبل يومين هي واحدة من عشرات العمليات التي تتم يوميا في دمشق ومحيطها مثل الزبداني ومضايا وغيرها من المناطق التي فقد الجيش النظامي سيطرته الكاملة عليها". وقال إن وجود ترسانة عسكرية لدى القوى النظامية لا تغير من حقيقة حالة الإنهاك التي تعاني منها قوات النظام العسكرية والأمنية في محاولتها السيطرة على حركة تمرد عسكرية وشعبية تتسع يوما بعد يوم. وبين الأسعد أن الجيش الحر يعتمد على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومع ذلك فإنه حقق نجاحا كبيرا في التصدي لدبابات الجيش النظامي وتعطيل عدد كبير منها، كاشفا أنه تم إسقاط عدد كبير من المروحيات التابعة للجيش. وشدد على أهمية تسليح الجيش الحر بأسلحة متوسطة ومضادات للطائرات والصواريخ المضادة للمدرعات. وذكر أن ضرب خطوط النقل للقوات النظامية أثناء تنقلها بين المدن والقرى يساهم في وضعها تحت مزيد من الضغوط النفسية. وكشف الأسعد أن اتصالات تتم بينهم وبين ضباط داخل الجيش النظامي فضل الجيش الحر بقاءهم في مواقعهم لتسهيل عملياته ومعرفة تحركات الجيش النظامي والقوى الأمنية وصولا إلى الوقت المناسب لإعلان انقسامهم إذا ما رأت القيادة في الجيش الحر ذلك أو فضلت بقاءهم في مواقعهم. وأوضح أن تواجدهم في دمشق ومحيطها كبير وكذلك داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، واعتبر أن الجيش الحر متواجد في كل مناطق سوريا بكاملها، لكنه يعمل بفعالية وله قيادات ميدانية وينفذ عملياته في نحو 60% من المناطق.

 

في انتظار حقائق أسما الأسد

يقال نت/تؤكد أوساط صحافية أوروبية توافر سائل إلكترونية بين زوجة الرئيس السوري بشار الأسد وبين صديق حميم مقرب منها. وتقول الأوساط إنها تدرس إذا كانت ستنشر هذه الرسائل " الحميمة" أم لا، نظرا لانعكاساتها السلبية جدا على صورة السيدة السورية الأولى التي حاولت أن تقدمها الصحافة الغربية، في فترة الإنفتاح على الأسد، بصورة نموذجية. وكان لافتا أن هذه الأوساط، ومذ حصولها على نسخ من هذه الرسائل، بدأت تطلق على أسما الأسد لقب أنطوانيت، تيمنا بزوجة الملك لويس السادس عشر، الذي جرى إعدامه معها. وكانت انطوانيت تعيش حياة مترفة في ظل فقر عام، وكانت تكثر من العلاقات الحميمة

 

الأنباء": وصول سفينة حربية روسية الى طرطوس وموسكو طلبت الى النظام الحليف عقد هدنة فورية

المركزية- أعلنت صحيفة "الأنباء" الكويتية ان أكثر ما أثار الاهتمام السياسي والدبلوماسي في بيروت هو الاعلان عن وصول سفينة حربية روسية الى ميناء طرطوس السوري ناقلة وحدة من قوات مكافحة الشغب، في الوقت الذي باشرت فيه بعثة كوفي انان اعمالها، حيث تمّت المسارعة الى نفي الخبر الروسي المصدّر من موسكو ثم من دمشق. ونقلت الصحيفة عن اوساط في المعارضة اللبنانية طرحها لاكثر من علامة استفهام حول هذه المستجدات الروسية، متسائلة: هل توصل النظام السوري الى اخراج بوتين من تعقله الظاهر، بدلا من ان يدفعه بوتين الى ان يبرح دوامة العنف والقتل الى رحاب الحوار والمسالمة. والمفارقة التي لاحظها الجميع تتمثل في تزامن الحديث المزعوم عن وصول مكافحي الشغب الروسي الى طرطوس مع طلب موسكو الى النظام الحليف عقد هدنة فورية مع الآخرين استجابة للصليب الاحمر الدولي. وأشارت مصادر في المعارضة اللبنانية الداعمة للثورة السورية أنها ترى في التفسيرات السلبية لوصول مكافحي الشغب الروس في حال صح ذلك، رغم النفي من الجانبين، بعض المبالغة والاستعجال في قراءة الأمور، وتساءلت هذه المصادر، لماذا لا تكون مهمة هذه الوحدات حماية المصالح الروسية في دمشق وغير دمشق، وأولاها السفارة؟

 

إسرائيل تستعد لإغلاق سفارتها بمصر

تل أبيب تطلب من القاهرة الإذن بإخلاء سفارتها في ظل دعوة نواب مصريين لطرد السفير الاسرائيلي ومراجعة العلاقات مع الدولة العبرية.

 ميدل ايست أونلاين

 تزايد الدعوات بمصر لقطع العلاقات مع إسرائيل

 القاهرة - قالت مصادر بوزارة الخارجية المصرية والمطار ان اسرائيل طلبت من مصر الاذن بارسال طائرتين لنقل محتويات سفارتها بالقاهرة فيما يسلط الضوء على العلاقات المتدهورة بين الدولتين منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. ولم يتضح على الفور ما الذي دفع اسرائيل الى التقدم بهذا الطلب لكن لجنة برلمانية أصدرت بيانا الاسبوع الماضي بعد غارات اسرائيلية على غزة طالبت فيه بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة ومراجعة العلاقات مع الدولة اليهودية. كما لم يتضح ان كان هذا الاجراء سيشمل ايضا اجلاء العاملين بالسفارة. ولم يتسن الاتصال بدبلوماسيين اسرائيليين في القاهرة ولم يتوفر لدى وزارة الخارجية الاسرائيلية تعليق على الفور. وغادر السفير الاسرائيلي القاهرة في سبتمبر ايلول العام الماضي بعد ان اقتحم متظاهرون السفارة احتجاجا على حادث اطلاق رصاص على الحدود قتل فيه خمسة من قوات الامن المصريين في اغسطس اب. وعاد السفير اسحق ليفانون لفترة وجيزة في نوفمبر تشرين الثاني في مهام شكلية في ختام فترته. وتولى سفير اسرائيلي جديد هو ياكوف اميتاي عمله في فبراير شباط. وقال مسؤول بوزارة الخارجية المصرية "السفارة الاسرائيلية اتصلت بنا (الثلاثاء) تطلب الاذن لطائرتين للهبوط في القاهرة لنقل محتويات السفارة".

وقال المسؤول ان هناك حاجة للحصول على موافقة من الجيش. ويدير المجلس الاعلى للقوات المسلحة شؤون مصر منذ الاطاحة بمبارك في فبراير شباط العام الماضي. وصرح بانه يتوقع صدور قرار بشأن هذا الطلب اليوم الاربعاء. وقال مصدر بمطار القاهرة أيضا ان طلبا بارسال طائرتين طرح وان المطار تلقى بالفعل موافقة على هبوط الطائرتين. ويشعر كثيرون في اسرائيل بالقلق من ان العلاقات مع مصر - التي اصبحت في عام 1979 أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع الدولة اليهودية - يمكن ان تتعرض للخطر بعد الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية العام الماضي وصعود الاسلاميين. وكان لا يتم التعبير كثيرا عن المشاعر المناهضة لاسرائيل في مصر قبل الاطاحة بمبارك لكنها أصبحت أكثر علانية منذ ذلك الحين. وقال حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين واحزاب اخرى انها ملتزمة بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر. وجاء اقتحام السفارة الاسرائيلية في القاهرة في سبتمبر ايلول بعد قتل خمسة من افراد الامن المصريين في اغسطس اب بواسطة جنود اسرائيليين يطاردون مسلحين نصبوا كمينا وقتلوا ثمانية اسرائيليين على الحدود الاسرائيلية المصرية. وتوسطت مصر في هدنة بين اسرائيل ومنظمات في غزة هذا الشهر بعد اربعة ايام من العنف قتل فيها 25 فلسطينيا واطلق خلالها 200 صاروخ على اسرائيل.