المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 06 أيار/2012

رسالة كورنثوس الأولى الفصل السادس/12-20/لتكن أجسادكم لمجد الآب

هناك من يقول: كل شيء يحل لي، ولكن ما كل شيء ينفع. كل شيء يحل لي، ولكني لا أرضى بأن يستعبدني أي شيء. الطعام للبطن، والبطن للطعام، والله سيقضي على الاثنين معا. أما جسد الإنسان فما هو للزنى، بل هو للرب والرب للجسد. والله الذي أقام الرب من بين الأموات سيقيمنا نحن أيضا بقدرته. أما تعرفون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ فهل آخذ أعضاء المسيح وأجعل منها أعضاء امرأة زانية؟ لا، أبدا! أم إنكم لا تعرفون أن من اتحد بامرأة زانية صار وإياها جسدا واحدا؟ فالكتاب يقول: يصير الاثنان جسدا واحدا. ولكن من اتحد بالرب صار وإياه روحا واحدا. أهربوا من الزنى، فكل خطيئة غير هذه يرتكبها الإنسان هي خارجة عن جسده. ولكن الزاني يذنب إلى جسده. ألا تعرفون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم هبة من الله؟ فما أنتم لأنفسكم، بل لله.

هو اشتراكم ودفع الثمن. فمجدوا الله إذا في أجسادكم.

 

عناوين أهم الأخبار
من مجلة الشراع مقابلة مع الشيخ صبحي الطفيلي: ولاية الفقيه لخداع الناس/05 أيار/12
لا إتفاق تربوي: زيارة رحيميلموازنة زيارة فيلتمان! ونص المذكرة اللبنانية الإيرانية الثقافية الفضيحة والإهانة
تقارير: فريق الدفاع عن مصطفى بدر الدين قدم طعناً بشرعية إنشاء المحكمة الدولية
بيضون: نعيش في مزيج من الميليشيوية والمحاصصة المذهبية  وبري ضرب النظام البرلماني كله لأنه رفض ان يقر الموازنات
جنبلاط: لن نقبل أن نكون ملحقًا لمن يريد الاستيلاء على منجزات ثورة الأرز وسيادة لبنان
هل سينتظر مناصرو عون 7 سنوات اضافية ليعوا خطورة ما يقوم به!
حرب: قصد السفير من نشر صورتي ليس شريفاً وأينما يحل البطريرك صفير تحل البركة والوحدة
السنيورة: مستعدون لمساعدة الحكومة بتسيير أمور الناس التي لا يجوز استغلالها بالسجال
المعاني في الخطاب العوني
سعيد: المنطقة أمام مفترق كبير يمثّله التغيير الحتمي في سوريا
العجوز: لغة استقواء حزب الله سقطت مع انكشاف مخطط السياده في ايران
إيران: لن نوقف تخصيب اليورانيوم ولن نغلق موقع فوردو المحصن

جعجع يوجّه رسالة مفتوحة إلى قَتَلَته
المطران سمعان عطالله: لا يخيفني سلاح حزب الله ولا أعرف لماذا يحمل هذا السلاح؟ "وكتر خيرو" الرئيس سليمان على جهوده لانهم اوصلوه الى موقع مفرغ
سليمان ينفي تورط دول خليجية في باخرة السلاح المضبوطة

سعيد للسياسة: الإيرانيون يعملون لوضع اليد على لبنان

مجدلاني للسياسة: حكومة السلاح تشل البلد

الادعاء على 21 شخصاً في قضية الباخرة

جنبلاط اتهم النظام السوري بالتحالف الضمني مع إسرائيل منذ 1973  وأعرب عن مطلبه عودة علاقته بالسعودية كما كانت
النائب نهاد المشنوق: الحكومة الحالية 7 أيار ثانِ وسليمان رجل عاقل ومتوازن ونطالب بطرد السفير السوري
نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس للمستقبل: مهرجان الأحد لدعم الشعب السوري وإسقاط الحكومة
هذه حصيلة لقاءات فيلتمان مع 14 آذار
لبنان تحت مظلة واقية بقرار دولي وعربي وإقليمي
الجيش المصري يفرض حظر تجول في العباسية ومحيط وزارة الدفاع

تظاهرات في قلب دمشق تطالب بإسقاط ابن بائع الجولان

بن لادن أراد اغتيال أوباما لتوريط بايدن وإدخال واشنطن في أزمة

تفاصيل النشرة

 

الكاردينال صفيرالى بعقلين

حضر الى بعقلين اليوم الكاردينال مار نصرالله صفير على رأس وفد للتعزية برئيس الهيئة الروحية للطائفة الدرزية المرحوم ابو محمد جواد ولي الدين. وكان في استقباله وفودا من مشايخ الطائفة الدرزية ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط وجميع اعضاء اللقاء الديمقراطي. وهذه المرة الاولى التي يجتمع فيها كل اعضاء اللقاء الديمقراطي تحت راية النائب وليد جنبلاط منذ اسقاط حكومة سعد الحريري وتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. كما قدم واجب التعزية بولي الدين في بعقلين اليوم كل من رئيس الرابطة المارونية جوزيف طربيه، واحمد الحريري والرئيس حسين الحسيني.

 

لا إتفاق تربوي: زيارة "رحيمي" لموازنة زيارة "فيلتمان"! ونص المذكرة الفضيحة والإهانة

"الشفاف"- خاص

لم تنفع جهود الوفد الإيراني في حمل السلطات اللبنانية على توقيع مذكرة التفاهم التربوي بين البلدين، وعاد الوفد الايراني خائبا في الجانب التربوي، بعد ان تم الكشف عن المذكرة التي حملها معه نائب الرئيس الايراني رحيمي الى بيروت، والتي هي نسخة طبق الاصل عن تلك الموقعة بين طهران وبغداد، كما ورد في البند 18 من المذكرة، حيث فات الإيرانيين إستبدال كلمة بغداد في البند ببيروت!

مصادر لبنانية متابعة في بيروت إعتبرت ان زيارة الوفد الإيراني لم تكن تهدف الى توقيع مذكرات تفاهم ولا سواها، وهي جاءت على عجل لتوازن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان الى لبنان، والسيناتور الجمهوري جوزف ليبرمان، ولترسل الى الاميركيين وقوى المعارضة اللبنانية ما يفيد بأن لبنان محمية إيرانية، والتعويل على زيارة الديبلوماسي الاميركي، الذي يحظى بمنسوب كره عال لدى قوى 8 آذار، لن يجدي هذه القوى نفعا.

وتضيف المصادر ان زيارة رحيمي لم تكن مدرجة على أي جدول أعمال او بروتوكول للزيارات بين لبنان وإيران، وتمت على عجل. وتضيف أنه بهدف إيجاد تبريرات للزيارة المستعجلة تم سحب عدد من مذكرات التفاهم من الأدراج، والتي كان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عرض لامكانات بحثها بين لبنان وإيران خلال زيارته الى طهران، وتحميلها للسيد رحيمي، والطلب اليه التوجه الى لبنان لتوقيعها.

وتشير المصادر الى ان المذكرات ليست منجزة ولا تستوفي شروط الاتفاق الثنائي الرضائي بين البلدين، لذلك إستعجلت السلطات الايرانية نسخ مذكرات مشابهة بين طهران، بصفتها سلطة الوصاية على النظام العراقي، واستبدلت كلمة بغداد، ببيروت، إلا أن العجلة التي رافقت الإعلان عن الزيارة من دون تحضيرات أظهرت الخطأ الايراني.

 

نص المذكرة

بسم الله الرحمن الرحيم

مشروع مذكرة تفاهم تعاون تعليمي وتربوي مشترك بين وزارة التربية والتعليم في الجمهورية الاسلامية الايرانية ووزارة التربية والتعليم العالي في الجمهورية اللبنانية

في اطار تنمية وتطوير ودعم العلاقات الودية والاخوية بين البلدين الشقيقين، الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية بغية تعزيز العلاقات العلمية والتربوية والثقافية بين الطرفين مع الاخذ في الاعتبار الاواصر التاريخية والمشتركات الدينية والحضارية التي تربط هذين البلدين الشقيقين، ونظراً لرغبة كل منهما من اجل تنمية هذه العلاقات على اساس المصالح المشتركة، اتفق الطرفان على ما يأتي:

البند (1)

يسعى الطرفان الى تبادل الوثائق والكتب والمعلومات المتعلقة بتاريخ وجغرافيا وثقافة البلدين بغية ادراجها في الكتب والمناهج الدراسية من اجل وضع فكرة صحيحة وايجابية عن واقع البلدين، ومن هذا المنطلق يعلن الطرفان عن رغبتهما في تشكيل لجنة خاصة تعمل على تحقيق اهداف هذا البند.

(البند (2)

يسعى الطرفان الى تطوير التعاون القائم بينهما وتعزيزه في مختلف المجالات التعليمية والتربوية وتبادل المعلومات والمصادر في حقل التربية والتعليم وبالتحديد في المجالات الآتية:

1 – تعليم العلوم القرآنية والدراسات الاسلامية.

2 – التخطيط التربوي وتأليف الكتب الدراسية وطباعتها.

3 – التقنيات التعليمية وانتاج الاجهزة والادوات التعليمية في مختلف المجالات، وكذلك التعليم الالكتروني e-learning.

4 – المناهج الدراسية واعداد المعلمين وتدريب المعلمين قبل الخدمة واثنائها.

5 – الابداعات والابتكارات التعليمية في مجال التربية البيئية وتربية الاطفال المعوقين وذوي الحاجات الخاصة والتربية السكانية والصحة المدرسية.

6 – تطبيق تقنية المعلومات IT والاتصالات ICT.

7 – تعليم الكبار ومكافحة الأمية.

البند (3)

أعلن الطرفان استعدادهما لتبادل المعلومات بين مدارسهما عبر شبكة الانترنت الدولية في اطار المدارس التابعة لمشروع Assosicates Schools Projects (ASP)، ومن هذا المنطلق تتم تسمية 10 مدارس لكل طرف بغية الاتصال وتبادل المعلومات بينهما.

(البند 4)

اتفق الطرفان على تبادل المطبوعات والنشرات والمجلات والكتب التربوية والدراسية التي تصدرها وزارتا التربية والتعليم في كلا البلدين، واصدار مجلد عامي وتربوي وتعليمي خاص يقوم بتسمية النظام التربوي القائم في كلا البلدين.

(البند 5)

اتفق الطرفان على تبادل الوثائق والمستندات التعليمية والعمل على معادلة الشهادات المدرسية التي تصدر في بلديهما على اساس القوانين والاحكام الداخلية السارية في كلا البلدين.

(البند 6)

يدعو الطرفان، كل طرف الى المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية والحضور في مسابقات الاولمبياد العلمية والرياضية الخاصة للطلاب والطالبات والمدرسين والمدرسات، وكذلك مسابقات تحفيظ وتجويد القرآن الكريم المقامة في كلا البلدين على الصعيدين الاقليمي والدولي وتقديم التسهيلات اللازمة الى الوفود المشاركة.

(البند7)

تعلن وزارة التربية والتعليم في جمهورية ايران الاسلامية عن استعدادها تنفيذ الاجراءات الآتية من اجل تعليم اللغة الفارسية وآدابها في اوساط المعلمين والراغبين في تعليم هذه اللغة وهي:

1 – اقامة دورات لتعليم اللغة الفارسية وآدابها قصيرة الامد في لبنان من طريق ايفاد اساتذة اللغة الفارسية من ايران الى لبنان.

2 – تزويد المدارس والمراكز التي تقام فيها دورات تعليم اللغة الفارسية بالكتب والاجهزة والادوات التعليمية الضرورية.

( البند ٨

اعلن الطرفان استعدادهما استضافة 15 طالبا وطالبة لمدة 7 ايام في بلديهما سنويا للمشاركة في المخيمات الكشفية بغية زيارة المعالم الحضارية والسياحية والدينية في كلا البلدين.

(البند 9)

يتعهد الطرف الموفد بدفع تكاليف سفر طلابه واعضاء وفوده ذهابا وايابا، وفي المقابل يتعهد الطرف المستضيف دفع تكاليف الاقامة والاكل والنقل للمدعوين داخل بلده في اطار تبادل التعاون الثقافي المشترك وفقا لبنود هذه المذكرة.

(البند 10)

تعلن وزارة التربية والتعليم في الجمهورية الاسلامية الايرانية عن استعدادها اقامة ورش عمل تخصصية بالمشاركة مع الطرف اللبناني في المجالات الآتية.

1 – التربية البيئية.

2 – التربية السكانيّة.

3 – تربية الكفاءات المهنية الى الطلاب المعاقين.

4 – التربية الأسرية وجمعية أولياء الطلاب والمرشدين.

5 – تطبيق تقنية المعلومات وتزويد المدارس بالأجهزة التعليمية الذكيّة والمتطورة.

البند (11)

إتفق الطرفان على قيام شركة الصناعات التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم في الجمهورية الاسلامية الايرانية بتصميم الأجهزة والادوات التعليمية وانتاجها بغية تزويد المدارس والمختبرات والمراكز التعليمية في لبنان بهذه الأجهزة والأدوات وإقامة دورات تدريب للتعرف على طرق استعمالها وصيانتها.

البند (12)

إتفق الطرفان على تخصيص مشروعين بحثيين لمدة شهر، واحد لكل طرف في المجالات التي في حاجة اليها وزارتا التربية والتعليم في كلا البلدين، حيث سيتم الاتفاق على تفاصيل المشروعين بالطرق الديبلوماسية لاحقاً.

البند (13)

إتفق الطرفان على منح تسهيلات للطرف الآخر بفتح وتطوير المدارس في بلديهما وفقاً للقوانين والأحكام السارية في كلا البلدين.

البند (14)

إتفق الطرفان على دعم وتطوير التعاون المشترك بين المنظمات الطالبية التابعة لوزارة التربية والتعليم في الجمهورية الاسلامية الايرانية ووزارة التربية والتعليم العالي في الجمهورية اللبنانية.

البند (15)

أعرب الطرف الإيراني عن رغبته في إقامة مهرجان الافلام التعليمية والتربوية تحت عنوان “مهرجان أفلام رشد” في لبنان، حيث سيتم الاتفاق على زمان إقامة المهرجان ومكانه بالطرق الديبلوماسية لاحقاً.

البند (16)

إتفق الطرفان على التعاون المشترك في مجال تشجيع النشاطات الثقافيّة والفنيّة للشباب والأحداث من طريق إقامة النشاطات الآتية:

1 – إقامة معرض الكتب والافلام والصور الفوتوغرافية ورسوم الأطفال والأحداث.

2 – تبادل الخبرات والمعلومات في مجال أدب الأطفال والرسم والأفلام والرسوم المتحرّكة ومسرح الأطفال.

3 – إقامة اسبوع الطفل بحسب الظروف والامكانات الثقافية المتاحة في كلا البلدين على شكل إقامة معرض للكتب وإقامة ورش تعليمية ومخيمات الصداقة خاصة للأطفال والأحداث.

4 – إقامة اسبوع افلام الأطفال والأحداث وتقديم العروض المسرحية في كلا البلدين.

البند (17)

تعلن وزارة التربية والتعليم في الجمهورية الاسلامية الايرانية عن استعدادها لتقديم الخدمات الاستشارية في مجال تأليف وطباعة الكتب المدرسة ونشرها واعداد المعلمين وخدمات الحاسب الآلي الى الطرف اللبناني.

البند (18)

يتم تشكيل لجنة مشتركة مكونة من ستة أعضاء (ثلاثة أعضاء لكل طرف) برعاية أحد مساعدي وزير التربية والتعليم في كلا البلدين للإشراف على حسن تنفيذ أحكام ومواد هذا العقد حيث تقوم هذه اللجنة بعقد اجتماعات مشتركة في كل من طهران وبغداد سنوياً لبحث ومناقشة سبل تنفيذ نصوص هذا العقد.

البند (19)

تعد هذه المذكرة نافذة لمدّة ثلاث سنوات من تاريخ تبادل الوثائق المصدقة وبدء تنفيذ نصوصها وتجدد تلقائياً لمدة مماثلة أخرى إلا في حالة إبلاغ أحد الطرفين الآخر كتابياً برغبته في إنهاء العقد قبل ستة شهور من نهاية المدّة الأصلية على الأقل من خلال القنوات الديبلوماسية.

 

تقارير: فريق الدفاع عن مصطفى بدر الدين قدم طعناً بشرعية إنشاء المحكمة الدولية

نهارنت/قدم فريق الدفاع عن مصطفى بدر الدين الجمعة طعناً بشرعية إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عبر إحالة مذكرة بهذا الشأن على غرفة الدرجة الأولى التي يرأسها القاضي روبرت روث.

وبحسب صحيفة "الأخبار" السبت، ذكر فريق المحامين عن بدر الدين الذي يرأسه المحامي الفرنسي من أصل لبناني أنطوان قرقماز، في نصّ المذكرة أن المحكمة الخاصة أنشئت خلافاً للقانون، وأن مجلس الأمن الدولي استغل سلطته لإمرار القرار 1757 (2007). واستند نصّ الطعن إلى 10 معطيات قضائية أساسية بحسب بيان إعلامي صدر الجمعة عن فريق الدفاع.

وأبرز المعطيات "عدم اجازة اعتبار اعتيار رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري تهديداً للسلام والأمن الدوليين"، بحسب "الأخبار". وأضافت "إن في إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان تمييز غير مبرّر؛ فهي لم تنشأ لتلاحق مجموعة جرائم ارتكبت في منطقة محددة وخلال زمن محدّد، بل لحادث جنائي واحد". وتابعت الصحيفة، وفي معطيات الطعن "إن خطوة إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان لا تتناسب، استناداً إلى القانون الدولي، مع سلطات الأمم المتحدة وممارسات الدول الأعضاء. إن إنشاء المحكمة الدولي يتناقض مع العمل من أجل نشر السلام والأمن في المنطقة، ويؤدي إلى عدم الاستقرار ــ انقسام المجتمع اللبناني وتجزئة مذاهبه وقواه السياسية". كما أضافت أنه في سياق المعطيات جاء أيضا "إن المحكمة الخاصة بلبنان أنشئت خلافاً للدستور اللبناني وخلافاً للسيادة اللبنانية بحسب القانون الدولي. وكان مجلس الأمن على علم بذلك قبل إنشاء المحكمة وخلاله". يذكر أن فريق الدفاع الذي يرأسه المحامي قرقماز يضمّ المحامي جون جونز والقانونيتين بولين بارانيس وساندرا ديلفال.

من جهته، أعلن وزير العمل سليم جريصاتي في حديث لإذاعة "الشرق" السبت أن "فرق الدفاع الاربعة قدمت للمحكمة الدولية لوائح تؤكد عدم شرعية المحكمة، و16 محامي دفاع كتبوا بمفهوم القانون الجنائي الدولي انها غير شرعية". وكان قد حدد قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين موعد نهائي أي 4 أيار، للدفع بعدم اختصاص المحكمة. وبحسب القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة فان اربعة عناصر من حزب الله ضالعون اعتداء 14 شباط وصادرة بحقهم مذكرات توقيف من المحكمة الخاصة بلبنان تم تسليمها في 30 حزيران 2011 الى السلطات اللبنانية اضافة الى نشرات حمراء صادرة عن الانتربول. والمتهمون الأربعة هم سليم جميل عياش ومصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا، وكلهم لبنانيون ينتمون إلى حزب الله وما زالوا متوارين عن الانظار.

 

حمادة يحذر من إختراق إيراني للمناطق المسيحية

إعتبر النائب مروان حمادة ان الحضور الإيراني في الحكومة يفوق الوجود السوري، مستغرباً كيف يهـدد وزير في الحكومة بمواقف صادرة عن مسؤول سوري. وطالب بحكومة تكنوقراط حيادية تشبه رئيس الجمهورية ، ولا مانع في ان يكون بين أعضائها وزراء حاليون غير مدموغين بصبغة فاقعة مسمياً الوزير نقولا نحاس او الوزير شكيب قرطباوي ورافضاً بشكل قاطع وزراء أمثال: جبران باسيل ونقولا صحناوي وغابي ليّون غير المقبولين للمشاركة في حكومة تشرف على الإنتخابات النيابية . وإعتبر في حديث صحافي، ان قوننة إنفاق الـ8900 مليار ليرة هي غير دستورية ويراد منها فرض سقف جديد للإنفاق من خارج الموازنة يسمح لمحور عون – حزب الله في الحكومة بالتصرف بهذه السقوف المالية من الآن وحتى الإنتخابات دون أي رادع ، مع إمكانية نقل البنود من وزارة الى وزارة ومن تخصيص الى تخصيص ، وهذا أمر مخالف لقانون المحاسبة العمومية . ورفض حمادة القول ان رئيس الجمهورية يعرقل ، بل هو يصوب المسار ، فهو لم يمشِ بإقتراح الرئيس السنيورة بل يُطالب بحل دستوري يمنع إرتكاب موبقات مخالفة للقانون وإتهم بعض مكونات الحكومة بصوغ مشاريع مشبوهة من خلال إستقدام شركات إيرانية لإدارة قطاعي الإتصالات والمياه ، وتكون هذه الشركات المكان الصالح لإستقدام عمال إيرانيين يتحولون الى حرس ثوري يعملون لمدّ شبكة إتصالات خاصة على إعتبار انها جزء من المقاومة ، وبالتالي يتأمن خرق المناطق المسيحية ، محملاً العماد عون ووزراءه هذه المسؤولية . وأكد حمادة ممارسة كل الوسائل الديمقراطية المشروعة لإسقاط مشاريع من هذا القبيل وبينها إفقاد النصاب البرلماني وإستخدام الشارع ضمن الضوابط الديمقراطية.

 

شباب الجبل يطالب "حزب الله" باعتذار

جاءنا بمن " شباب الجبل" البيان الآتي: في ذكرى ٧أيار الأليمة التي سقط ضحيتها قرابة ال ١٠٠ مواطن لبناني في بيروت و الجبل والتى كرست مفهوماً جديداً في الحياة السياسيه في لبنان وهددت العيش المشترك  تحت عنوان "السلاح يحمي السلاح" ضاربين بعرض الحائط كل انجازات المقاومه الفعليه وشهدائها الذين استشهدوا دفاعاً عن لبنان في وجه عدو غاشم حيث حولت هذه المقاومه الى ميليشيا مسلحه تهدد كيان لبنان برمته واصبحت "الديمقراطيه التوافقيه" بحكم الساقطه بقوة هذا السلاح الذي يثير الريبه.  ازاء هذا المشهد الذي بات شبه واقع  لا يحتمل بإعتبار ان البعض  حتى الساعه يعتبر ان اشتياح لبنان يوماً مجيداً له نحن مجموعة  "شباب الجبل" نطالب وبالعلن بإعتذار حزب الله و ميليشيات ٨ آذار من أبناء الجبل  وبيروت التي انتهكت حرماتهم و قصفت ضيعهم وبيوتهم وقتل ابناؤهم في هجوم غوغائي أرعن مدان.حاولوا تطويق الجبل بدون جدوى،فقام أبناء الجبل الشامخ بتطويقهم و ردهم خائبين. "شباب الجبل " يتوجهون بالتحية إلى الأرواح الطاهرة التي أزهقت بالجبل دفاعاً أن ارضها وعرضها و نعاهدها أن نبقى اوفياء لخطها برد المعتدي على الأرض والعرض. .

 

مشروع التعاون التعليمي بين لبنان وإيران بعد العراق خطة تستهدف الحرية والديمقراطية في لبنان والمنطقة

حسان القطب - بيروت اوبزرفر

السيطرة على الأوطان والشعوب لها أساليب وطرق متعددة ومتنوعة وهي ليست بالضرورة عسكرية وأمنية فقط وإن كانت هذه إحدى أهم وسائلها الأساسية، ولكن هناك أساليب أخرى أيضاً أهمها الطرق الثقافية والتربوية والإعلامية إلى جانب السياسية، ولتحقيق القدرة على تنفيذ هذا المخطط والمشروع كان لا بد من إظهار حجم القدرة العسكرية في الداخل والخارج، وأضرار وسلبيات المواجهة مع أدوات هذا المشروع على الواقع الداخلي اللبناني من كافة جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، لذلك بعد أن وضع حزب الله يده على الوضع الأمني عقب مغامرة 7 أيار/مايو من عام 2008، والتي أكد فيها قدرته على تجاوز القوانين والتعرض لأمن المواطنين دون مساءلة أو محاسبة، قضائية وحتى سياسية، وبعد أن أعطاه اتفاق الدوحة القدرة على تعطيل الحكومات وإسقاطها، ومن ثم تشكيل حكومة أمر واقع بأدوات مطيعة تنفذ ما يراه مناسباً لمشروعه وجمهوره ..وبعد أن تأكد حزب الله أن يده الأمنية أعلى وأكثر قوةً وبطشاً من سلطات القوى المحلية، وبعد أن قام بتشكيل الحكومة المناسبة لتنفيذ سياساته، مما يعني انه يمتلك السلطة العسكرية والسياسية معاً، عندها بدأ باستكمال انجاز حلقات السيطرة الأخرى على الوطن والكيان بالتعاون مع الراعي الإيراني الذي أنشأه ورعاه ودعمه منذ ثلاثة عقود فالتفت لتحقيقها الآن باسم السلطة الرسمية التي نالت الثقة من المجلس النيابي باسم الشعب وأهمها:

- استكمال مد شبكة الاتصالات بين المناطق التي يراها ضرورية لتنفيذ سياساته الداخلية وهذا ما أشارت إليه العديد من المواقع الالكترونية والصحافة المحلية وحادثة بلدة ترشيش التي رفضت السماح لحزب الله بمد شبكته في أراضيها مؤشر على أن هذه الشبكة هي موضع خلاف بين اللبنانيين، ولا يمكن فهم مد شبكة اتصال للمقاومة بعيداً عن جبهة المواجهة وحتى بعيداً عن العمق العسكري المناسب لعمل المقاومة

- محاولة إنتاج قانون إعلامي جديد عبر المجلس الوطني للإعلام وبرعاية وزير الإعلام وتوقيعه، لتعطيل الإعلام الحر أو الذي لا يرغب في استمراره ولا يخدم مشروعه

- إعادة صياغة كتاب التاريخ بإشراف مباشر من حزب الله، وخطورة الأمر أن هذا يتصل بمراحل تاريخية موضع خلاف طائفي ومذهبي بين مكونات الأمة الإسلامية، وبين طوائف واديان متنوعة تعيش مع بعضها البعض في لبنان، إلى جانب تعرضه لمعالجة مراحل تاريخية حديثة العهد هي موضع خلاف سياسي بين قوى إقليمية ودولية وأخرى لبنانية محلية لا يمكن تجاهلها أو القفز فوقها.. لذلك وقع الاشتباك بين قوى الأمن والمتظاهرين المعترضين قرب السراي الحكومي، وتوقف الكلام عن هذا الكتاب وموعد انجازه ولكن هذا أمر مؤقت، بانتظار أن يحين الموعد المناسب في المدى القريب...وتنفيذ الكتاب بالطريقة التي طرحت تلغي مراحل وأفكار وتاريخ معين لصالح رؤية فئوية وقراءة أخرى، مما يعني تهميش وتحطيم وتشكيك بثقافة وتاريخ قوى لبنانية معينة، وفرض ثقافة القوي على الضعيف..؟؟

- وفي سياق استكمال حلقات وضع اليد على الوطن والكيان والعبث بثقافة وحضارة هذا المجتمع اللبناني المتعدد والمتنوع جاء طرح مسودة مشروع مذكرة تفاهم لقيام تعاون تعليمي وتربوي مشترك بين وزارة التربية والتعليم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزارة التربية والتعليم العالي في الجمهورية اللبنانية، والمفارقة كما ذكرت جريدة النهار اللبنانية التي نشرت مسودة المشروع هو أنه نسخة متطابقة تماماً لاتفاق سبق أن عقد بين إيران والعراق، مما يعني أن الدولة الإيرانية تسعى لمد ثقافتها وبالتالي تسويق مشروعها الديني والسياسي في الدول العربية حيث يوجد أدوات لها والعراق كان الساحة الأسبق للعبث بثقافته وتاريخه العربي والإسلامي وصولاً إلى اليوم.. والآن جاء دور ساحة لبنان ليخضع للتجربة عينها باسم التعاون التربوي والثقافي.. والمنطق كان يفرض على الأقل تقديم مسودة مشروع مختلفة تراعي التباين الثقافي والاجتماعي والتنوع الديني بين دولة العراق ودولة لبنان، ولكن المشروع الإيراني لا يرانا في كلا البلدين سوى ساحات يهيئها للصراع مع من يريد ويرغب عبر ضخ مفاهيم ثقافية ودينية معينة بعد أن وضعت أدواته بل بالأحرى فرضت ميليشياته المحلية بموجب سلطتها السياسية والأمنية وبقوة الأمر الواقع حضورها على كافة المستويات الاجتماعية والتربوية وكذلك على المؤسسات الرسمية...فكيف سيتعاطى المجلس النيابي الكريم مع هذا المشروع في حال موافقة وزير التربية على مضمونه وبنوده..؟؟

- الحلقة الأخيرة من حلقات السيطرة، المفترض أن يتم تنفيذها العام المقبل حيث سيشهد لبنان انتخابات نيابية يسعى حزب الله وأتباعه خوضها بناءً على قانون انتخابي جديد يضمن لهم تحقيق سيطرة كاملة على نواب الطائفة الشيعية واقتطاع حصة وازنة من نواب الطوائف الأخرى باسم قانون النسبية والتمثيل المتوازن والعادل، وهذا ما نبه إليه وإلى خطورته النائب وليد جنبلاط والعديد من القوى السياسية الأخرى، ورافق دعوة الترويج لقانون النسبية حملة سياسية عنيفة من قبل حليف حزب الله ميشال عون وفريقه على معظم القوى المناهضة لسياسات حزب الله والنظام السوري بما في ذلك موقع رئاسة الجمهورية وشخص رئيس الجمهورية الحيادي والوسطي، في عملية ضغط ظاهرة لترهيب المعارضين وتمرير مشروع القانون واستكمال مسلسل الهيمنة ووضع اليد على الوطن والكيان..لذا لا يجب أن يمر هذا المشروع ولا يجب السماح بأن تنتهي الانتخابات النيابية المقبلة إلى نتائج يريدها ويرغبها ويتمناها حزب الله وراعيه الإيراني

إن التباين بين المجتمع اللبناني والنظام الإيراني واسع جداً، في حين أن لبنان يمثل نموذجاً للتعايش بين الطوائف والكيانات المتعددة الدينية منها والحزبية، وواحة الحريات التربوية والإعلامية والصحافية، ومركزاً هاماً للقطاعات المصرفية والسياحية والطبية والتعليمية، فإن إيران تعاني من صراعات مع مواطنيها من الأقليات العربية والكردية والبلوشية والأذرية، وحتى ضمن الأكثرية الفارسية، وتعيش في ظل نظام ديكتاتوري ديني لا يؤمن بحرية الرأي والتعدد والتنوع، ولا بسيادة المؤسسات ولا نتائج الانتخابات التي تفرزها صناديق الاقتراع

والانتخابات التي تجري في إيران إنما هي شكل من أشكال الديمقراطية الذي يفتقد المضمون واحترام النتائج، حيث يحدد المرشحون سلفاً ويستبعد آخرون دون أسباب وجيهة أو مقنعة، كما أن الحرية الدينية والإعلامية والتربوية مفقودة حيث يعاني قسم واسع من المجتمع الإيراني من الحرمان والتهميش، إلى جانب غياب حرية العمل المصرفي والسياحي وغيره.. فأي تبادل ثقافي وتربوي هو هذا الذي نتوخاه بين بلدين غير متجانسين على الإطلاق.. اللهم إلا إذا كان فريق من اللبنانيين يرى نفسه وسلوكه وعقله وثقافته مرتبطة بالمفاهيم والشعارات الإيرانية أكثر مما يشعر بالانتماء لوطنه لبنان وأمته العربية...لذلك فإن من الواجب مواجهة هذا المخطط وإفشال حلقاته وإلا فقدنا في لبنان حريتنا وثقافتنا وتنوعنا وديمقراطيتنا واستقلالنا..كما فقده العراق

 

المطران سمعان عطالله: لا يخيفني سلاح حزب الله ولا أعرف لماذا يحمل هذا السلاح؟ "وكتر خيرو" الرئيس سليمان على جهوده لانهم اوصلوه الى موقع مفرغ

موقع الكتائب/اعتبر راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران سمعان عطالله ان الوضع المسيحي في لبنان يحوي حالتين: الاولى وهي تتمثل للاسف بأقلية تعي مسؤوليتها، فتحمل الرجاء والامل وتتكل على نعمة الله وتشكل مقاومة روحية و ُتضطهد وُتقدّم  قرابين تشكل خميرة رجاء وامل بمستقبل افضل، اما الحالة الثانية فهي الاكثرية وهم اصبحوا بلا قضية وبالتالي سقطت رسالتهم ، ورأى في حديث الى kataeb.org انهم يعيشون بقلق و يهاجرون وكل هذا يجعلهم يقعون ضحية المواقف السياسية للدول القادرة على مسك زمام الامور وبالتالي لا يهمها سلام هؤلاء الناس .

ورداً على سؤال حول تخوّفه على وضع المسيحيين في لبنان ، رأى المطران عطالله ان لا خوف عليهم لان الخطر ملازم للدعوة المسيحية، وعليهم ان يعملوا من اجل هذه القضية وان يبحثوا عن السلام في قلب المضايقات، لانهم ليسوا افضل من معلمهم السيّد المسيح وعليهم ان يأخذوا سلامهم منه وان يتبعوه .

وعن تخوّفه على مسيحيّي ابرشيته في بعلبك ودير الاحمر كاقليات في منطقة البقاع الشمالي، قال:" المسيح لم يركّز على قصة العدد، اذ ردّد مراراً:" انتم أقلية اذا انتم الخميرة "، معتبراً ان المسيحيين في هذه المناطق يعتبرون انفسهم خميرة بسبب تواجدهم في مناطق صعبة لذا عليهم ان يتضامنوا، مشدداً على ضرورة ان تعي الدولة لمسؤولياتها من خلال تأمين السلام لمواطنيها في كل المناطق، ومن هذا المنطلق نطالبها بالتنبه الى هذه الامور وألا تترك الوضع لشريعة الغاب لاننا للاسف نعيش الفوضى في كل حالاتها، فحتى النقابات العمالية " تشتغل" بالسياسة بدل ان تجهد من اجل مصالح عمالها .

وحول إمكانية ان يفقد المسيحيون موقع الرئاسة الاولى على المدى البعيد، قال عطالله:" اذا كان معنا الموقع الرئاسي الاول ولا " نعبّي" هذا الدور فلماذا هذا الموقع؟، و"كتر خيرو" الرئيس ميشال سليمان على جهوده لانهم اوصلوه الى موقع مفرغ .

وعن السبيل لعقد مصالحة حقيقية بين الزعماء المسيحيين، اشار المطران عطالله الى وجود اساس مفقود  لان السياسيين في لبنان يحتاجون الى تربية ومن يعمل سياسة عليه ان يتلقى التربية، وقال:" مع احترامي للجميع فالمجلس النيابي اصبح " مسخرة" وهم عطّلوا دوره  والمشكلة اليوم هي في كيفية تلقيهم التربية لانها توصل الى البحث مع الاخرين عن الحلول، ورأى ان السياسيين يفتشون عن مصالحهم الخاصة بدل المصالح الوطنية، واصفاً اياهم بالمرضى كما سياستهم مريضة ايضاً.

وحول تخوّفه من سلاح حزب الله ، ختم بالقول:" لا اخاف من اي سلاح فلا سلاح حزب الله يخيفني ولا غيره ، وهنا لا بدّ ان اوجّه له سؤالاً حول سبب حمله لهذا السلاح لانني لا اعرف بعد هذا السبب"، مذكراً بطاولة الحوار التي اصبحت اسماً بلا مسمى ، وأشار الى ان لا حل في لبنان لان لا وجود للارادة ، فالكل مرتبط بالخارج  ولذلك لا يعمل احد من اجل مصلحة الوطن، ورأى ان زعماء الميليشيات لا يمكن ان يبنوا وطناً وسأل: " هل من خلال الطريقة التي يتبّعها هؤلاء نبني وطناً؟".

*صونيا رزق

 

حرب: قصد "السفير" من نشر صورتي غير شريف.. وأينما حلّ صفير تحلّ البركة والوحدة

علّق النائب بطرس حرب على الصورة التي نشرتها بالأمس صحيفة "السفير" وتظهره وهو يهمّ بالجلوس في وضعية منحنية أمام مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، فقال: "قصد "السفير" ليس شريفاً، إذ إنها منذ فترة غائبة عن (تغطية) تصريحاتي وحركتي (السياسية) وفجأة أظهرتني على صفحتها الأولى وفي صورة ملّونة وعلى أربعة أعمدة". حرب، وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100.5"، تابع في السياق نفسه: "الحقيقة لا يستطيع أحد عليها. أنا إبن الأرز، إبن تنورين وتربيت على العنفوان والكرامة"، موضحاً أنّ "بعض القوى السياسية التافهة التي لا تجد شيئًا كي تنتقد بموجبه بطرس حرب، لأنه لا يقوم بصفقات بل هو إنسان نظيف، تلجأ إلى استعمال هذه الطرق الملتوية وغير النزيهة".وردًا على سؤال حول زيارة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير إلى الشوف اليوم، قال حرب: "أينما حلّ البطريرك صفير تحلّ البركة معه وتحل الوحدة الوطنية".  (رصد NOW Lebanon)

 

بيضون: نعيش في مزيج من الميليشيوية والمحاصصة المذهبية    

بري ضرب النظام البرلماني كله لأنه رفض ان يقر الموازنات

اعتبر الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن "محاولة إظهار الجنوب من خلال زيارة المسؤول الإيراني محمد رضا رحيمي على أنه منفصل عن لبنان وكأنه ولاية ايرانية أمر مثير للاستياء والاستنكار".

وأضاف في حديث لمحطة "أخبار المستقبل": "نحن نحتج من فترة طويلة على بعض النشاطات الايرانية على الأراضي اللبنانية، فالإيرانيون شقوا طريق دون علم وزارة الاشغال. هم يعملون في لبنان وكأنه لا يوجد دولة، ومنطقنا يقول بأن يتم بناء علاقات مع ايران من دولة لدولة". ولفت الى أن "اليونيفيل تستعد للذهاب من الجنوب، وبدأ تخفيض عديدها تدريجيا، وبالتالي لبنان في خطر اذا انسحب اليونيفيل خلال سنة او سنتين"، سائلا "هل الجيش اللبناني جاهز للسيطرة على كل المنطقة. أم أن المنطقة ستصبح بتصرف حزب الله فقط؟" وأكد بيضون أن "البيان الوزاري ليس لديه اي قيمة قانونية، بينما القانون الدولي قوى من القانون الوطني، وهناك قانون دولي هو القرار 1701 ينص على عدم وجود اي سلاح غير سلاح الجيش اللبناني في جنوب الليطاني". وعن موضوع الانفاق المالي، قال بيضون: "يبدو أن الحكومة الحالية غير قادرة على انجاز موازنة. وايضا هناك مشكلة فيها فجور ووقاحة غير طبيعية". وذكر أن "المشكلة الحقيقية بعدم اقرار الموازنات هي لأنهم لا يريدون وضع تمويل للمحكمة. اليوم هناك مشكلتان يتهرب منهما الرئيس ميقاتي، الاولى هي تمويل المحكمة، والامر الثاني هي انه لا يمكنه اقرار موازنة جديدة فيها كل هذا الانفاق بدون ضرائب جديدة". ولفت الى أن "الصورة الحاقدة التي تم نشرها لبطرس حرب لا معنى لها، إلا أنها تظهر الى اي مدى يعاني الفريق الآخر من الإفلاس السياسي، ودورهم يقتصر على إشاعة الاكاذيب والأحقاد". وأوضح أن رئيس مجلس النواب "نبيه بري ضرب النظام البرلماني كله لأنه رفض ان يقر الموازنات، نحن اليوم لا نعيش في نظام برلماني بل في مزيج من الميليشيوية والمحاصصة المذهبية".

 

سعيد: المنطقة أمام مفترق كبير يمثّله التغيير الحتمي في سوريا    

أكّد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد أن انطباعاته التي تكونت لديه بعد اجتماعه وعدد من قيادات "14 آذار" مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان أن "المنطقة أمام مفترق طريق كبير يتمثل بالتغيير الحتمي الذي سيحدث في سوريا، والذي سيشغل اهتمام العالم واللبنانيين في المرحلة المقبلة، بما يمثله من سقوط حتمي للنظام السوري على الساحة الداخلية اللبنانية، خاصة وأن لإيران قواعد أمنية وعسكرية وسياسية راسخة من خلال وجود حزب الله". وفي حديث لصحيفة "السياسة" الكويتية، أكد سعيد أن "الأميركيين وغيرهم يتحدثون أن سقوط نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد بات حتمياً من دون وضع جدول زمني، وسيكون هناك بالتأكيد تداعيات وانعكاسات لهذا السقوط على الساحة اللبنانية، وعلى الجميع أن يتحضر لذلك"، مشيراً إلى أن "هناك حركة تعويضية تقوم بها إيران في لبنان، وأن زيارة نائب الرئيس الايراني (محمد رضا رحيمي) إلى بيروت ومحاولة توقيع اتفاقيات مع حكومة يضع "حزب الله" يده عليها، يمكن النظر إليها على أنها محاولة تعويضية من قبل طهران لوضع اليد على لبنان". لكن سعيد أكد أن "لبنان سيواجه هذه المحاولات"، لافتاً إلى أن "لبنان عاد إلى دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي، ولن يكون ورقة تفاوض بيد أحد".

 

جنبلاط: لن نقبل أن نكون ملحقًا لمن يريد الاستيلاء على منجزات ثورة الأرز وسيادة لبنان   

اعتبر رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط أنه "إذا كان الحزب قد قرر الدخول في تسوية مع فريق 8 آذار من أجل حماية الاستقرار في لبنان، فإن الانتخابات النيابية المقبلة ستخاض من أجل الحفاظ على الخط السيادي في لبنان، ومنع لبنان والمؤسسات اللبنانية من ان تقع تحت سيطرة المحاور". ولفت في اتصال هاتفي خلال عشاء حزبي في كاليفورنيا إلى أن "موضوع سلاح المقاومة هو محلّ نقاش، شرط أن لا يستخدم في الداخل وفق ما اتفقنا مع حزب الله، وأن يتم تسليم السلاح في الوقت المناسب لكي لا يبقى هذا السلاح خارج نطاق سلطة الدولة". وأردف "نحن أمام انتخابات هي أشبه بـ"حرب إلغاء"، بل هي حرب "نكون أو لا نكون"، ونحن لن نقبل بأن يلغينا أحد". وأضاف جنبلاط: "نعلم أن النظام السوري وإن كان يتأرجح إلا أنه لا يزال يستخدم أدواته في لبنان، ونعلم أن الشعب السوري في تضحياته الهائلة سينتصر، ونعلم من التجربة السابقة من الجرائم والاغتيالات التي قام بها السوري في لبنان أنّ ما من شيء يردع هذا النظام من أن يعود الى نفس الطريقة القديمة، وأن يحاول إلغاء الرموز الوطنية والسيادية والاستقلالية". وأكد أن الربيع العربي اثبت أن "الشعوب أقوى بكثير من كل الأنظمة القمعية. والمجتمع الدولي تفاجأ بالربيع العربي، كل المجتمع الدولي، لكن هذا الشعب العربي إختار ثورته، ولم أرَ في حياتي شعباً قاسى وناضل وجاهد مثل هذا الشعب السوري الذي أعطى مثالاً لكل شعوب العالم حيث تمكن بصدوره العارية أن يتحدى، وسينتصر".

وأسف لأن "المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة لم يقدم تلك المساعدة النوعية المطلوبة للتخلص من هذا النظام الاستبدادي الإرهابي الذي حكم سوريا لأكثر من خمسة قرون، لكن دماء الشعب السوري ستفرض واقعاً جديداً على الساحة الدولية وعلى الساحة العربية". وأكد أننا "لن نقبل أن نكون ملحقاً للذين يريدون مجدداً أن يستولوا على الأمن وعلى السيادة والاستقلال وعلى كل منجزات ثورة الارز في لبنان، التي لن نقبل أن تلغى أياً كان الثمن".

 

 المعلوف: توقيت المسؤولين الإيرانيين لزياراتهم للبنان مع الوفود الغربية يدعو للتساؤل  

شدد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف على أن "أيّ شخص يريد مصلحة لبنان مرحّب به في أي وقت، لكن الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الإيرانيون هي لتأكيد وجودهم على الساحة اللبنانية بطريقة غير مباشرة، من خلال حليفهم الأول حزب الله"، مستغرباً "التوقيت التي يعتمده هؤلاء المسؤولون في زيارتهم الى لبنان، والذي يتزامن في الغالب مع زيارات الوفود الغربية، وهذا أمر يدعو الى التساؤل". وفي حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، رأى المعلوف أنّ "توقيع بروتوكولات بين الجانبين اللبناني والإيراني أمر طبيعي في ظلّ حكومة يتحكم "حزب الله" بكل مفاصلها، إضافة الى الأعمال التسويقية التي يقوم بها النظام الإيراني التي قد تعطي انطباعات معينة لجزء من الشعب اللبناني"، مؤكداً أن زيارة نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي للحدود اللبنانية الجنوبية مشابهة لزيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لهذه الحدود، "وهذا يدلّ على ان الساحة اللبنانية، وجنوب لبنان تحديدًا، امتداد للنظام الإيراني ونقطة مهمة تطلّ على البحر المتوسط، وأيضاً هذا دليل إضافي على مدى الطموحات الإيرانية وطمعها في لبنان". واعتبر المعلوف أنّ "تحذير رحيمي لقوى الغرب في حال تعرّضت للنظام السوري يقع في خانة التحالف المعلن بين البلدين، وهذا الأمر لم يكن مفاجئاً، بل كان منتظراً، وهذا التحذير كان بمثابة رسالة مزدوجة للغرب والعرب في آن معاً".

 

العجوز: لغة استقواء "حزب الله" سقطت مع انكشاف مخطط السياده في ايران   

ذكّر رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز ان أربعة أعوام مضت على إجتياح السابع من أيار وما سبق تلك الواقعة وواكبها ولحقها من محاولات وضع حزب الله يده على كل لبنان بدءاً من العاصمة بيروت تنفيذاً لأجندة فارسية طائفية مذهبية في المنطقة ولبنان أحد محطاتها الرئيسية. ولفت في ذكرى 7 أيار الى ان أبناء بيروت ورغم جراحهم لن ينسوا ما ارتكبه حزب الله ضدهم، مؤكدا عدم الغوص في متاهات مذهبية هذا الحزب الفارسي ، ولغة الإستقواء والتعالي والترهيب والإفتراء التي يتقن هذا الحزب استخدامها سقطت مع إنكشاف مخططات أسياده في إيران وسقط القناع عنهم مع الربيع العربي الذي سينتقل مجدداً الى الساحة اللبنانية ليسقط معها "حكومة كيفما كان" حكومة حزب الله الميقاتية الأسدية التي هي الآن في حالة موت سريري تنتظر لحظة الإعلان عن وفاتها رسمياً وقريباً بإذن الله. وتوجه العجوز من أبناء بيروت قائلاً "يا أبناء بيروت، يا أهل العزة والكرامة، أيها الشرفاء، أيها الأبطال أيها القابضون على الجمر ، قدركم الصبر والتضحية ومصيركم حتماً الإنتصار. أنتم أهل الوحدة الوطنية الحقيقية، أنتم الأحرار، بيروت ستسعيد دورها وهويتها من الذين استباحوها، بيروت هي بيروت العروبة وليست بيروت الفرس، بيروت هي التي صمدت ودحرت على مختلف العصور كل المحتلين، بيروت حتماً ستنهض بنفسها وتستعيد دورها الريادي الوطني بعيداً عن غوغائية الطائفية اللعينة واللعب على وتيرتها". وختم "سنسقط مفاعيل إنقلاب السابع من أيار والقمصان السوداء في كل مفاصل الحياة، فتحية لكم أيها الأبطال الأحرار وتحية لشهداء ثورة الأرز وتحية الى ثوار العرب الأحرار وتحية الى سوريا الشعب الصامد الأبي الحر الذي سيسقط قريباً أحد مداميك المؤامرة الفارسية على المنطقة حين يتهاوى نظام القمع والإجرام نظام بشار الأسد". 

 

الحريري: الحكومة تعتمد سياسة إفقار الناس.. لكن الأيام المشرقة ستأتي

شدّد الرئيس سعد الحريري على "ضرورة ألا يتخلّى اللبنانيون عن لبنان"، داعياً إلى "الدفاع عنه بالطرق السلمية".الحريري، وفي دردشة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، قال: "قد يمر الوطن في أيام سوداء، لكن في نهاية المطاف ستأتي الأيام المشرقة". ورداً على سؤال عن الوضع الحكومي، قال الرئيس الحريري: "إن الحكومة تعتمد سياسة إفقار الناس وهذا هو الجزء الأسوأ".

(منسقيّة الإعلام في تيار المستقبل)

 

أكد دعم توجّه رئيس الجمهورية بملف الإنفاق.. ودعا لمزيد من الاحتضان للنازحين السوريين

المجلس الشرعي الإسلامي: نستغرب استخدام منابر رسمية للافتراء على السعودية وقطر

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، تطرق البحث فيها للموضوعات المطروحة على جدول أعماله وتداول المجتمعون في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية والعربية، وبعد الاجتماع أصدر المجلس بيانًا تلاه الشيخ محمد أنيس أروادي، شدد على "التمسك بثوابت المفتي الشهيد حسن خالد وخاصة في مؤسسات دار الفتوى والأوقاف الاسلامية، وذلك بمناسبة ذكرى اغتياله والتي تصادف في 16 ايار المقبل". ودعا المجلس الشرعي الى "تعزيز وحدة الصف الإسلامي والوطني والابتعاد عن كل ما يثير الفتن والانقسامات بين اللبنانيين، وضرورة العمل على النهوض بالوطن ومؤسساته، والارتقاء إلى مستوى المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية، والابتعاد عن المواقف التي تثير مشاعر اللبنانيين وضرورة التحلي بأقصى درجات الوعي والحكمة في معالجة الشأن العام خاصة وأن اللبنانيين يعانون من أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية خانقة أثقلت كاهل المواطنين اللبنانيين، إضافة الى أزمة البطالة المتنامية، والهجرة المتزايدة المقلقة، ما يتطلب من الحكومة اللبنانية الاسراع في حل مشاكل المواطنين، ومعالجة الانفاق المالي، ودعم توجه رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) في هذا الاطار، بعيدا عن التجاذبات السياسية".

كما طالب المجلس الشرعي بـ"حلّ مشكلة الموقوفين الاسلاميين عبر إطلاق سراح الأبرياء منهم الذين مضى على احتجازهم سنوات دون توجيه تهمة إليهم، ومعاقبة من ثبتت ادانته من خلال التحقيقات الصادقة والعادلة، وإغلاق هذا الملف نهائياً". ونبّه المجلس من "التجاوزات الأمنية التي تحصل بين وقت وآخر، في مختلف المناطق اللبنانية وضرورة العمل على وضع حدٍ نهائي، لهذه الخروقات الأمنية التي تعكر صفو الاستقرار والأمن وتعزيز مسيرة السلم الأهلي والوحدة الوطنية".في مجال آخر طالب المجلس الشرعي الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإنسانية الدولية "بالمزيد من احتضان ودعم ومساندة وإغاثة الاشقاء السوريين النازحين الى الاراضي اللبنانية، بسبب ما يحدث من القتل والدمار في اكثرية المدن والبلدات السورية، التي تطالب وتنادي بحقها بالحرية والعدالة"، ولفت المجلس الى "ضرورة الالتزام بكافة بنود خطة الموفد العربي والدولي كوفي أنان، وإتاحة الفرصة للمراقبين الدوليين للقيام بواجباتهم".إلى ذلك أبدى المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى قلقه واستغرابه "لاستخدام بعض المنابر الرسمية للدولة لشنّ حملات افتراء وتلفيق لتهم باطلة ضد المملكة العربية السعودية ودولة قطر"، وأكد على "مكانة ودور هاتين الدولتين العربيتين في نصرة قضايا الأمة".(بيان)

 

قاووق: فيلتمان هو قائد غرفة عمليات 14 آذار وزيارته المسمومة والمشؤومة تؤسس لفتنة

وطنية- 5/5/2012 رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن المناورات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة والجدران العازلة التي تقام على الحدود مع لبنان، إنما تعبّر عن حالة العجز والخوف التي تسكن قلوب الإسرائيليين. وشدد خلال حفل تكريمي أقامته الهيئات النسائية في بلدة معروب لتكريم الأخوات اللواتي ارتدين العباءة الزينبية، على أن المقاومة استطاعت أن تضع إسرائيل على طريق الانحدار وأوقعتها في قعر الهزيمة، فبعد ست سنوات على حرب تموز، لم يستطع جيشها أن يستعيد ثقة المستوطنين الذين باتوا لا يثقون لا بجيشهم ولا بتطمينات نتانياهو، إنما يخشون ويصدقون خطابات قائد المقاومة السيد حسن نصر الله. وقال: " كل هذه الجدران والمناورات لن تنقذهم من قدر الهزيمة، ولن تحميهم من معادلات ومفاجآت المقاومة التي تعيش في زمن انتصاراتها، وأخذت قوتها وقدرتها ومعادلاتها ومفاجآتها تتعاظم حتى وصلت إلى الذروة، وضيّقت الخناق على اسرائيل أكثر فأكثر". واعتبر الشيخ قاووق أن فضيحة باخرة السلاح الممولة من مال النفط العربي، قرارها من دول إقليمية، وقد أسقطت الاقنعة عن فريق 14 آذار بعد أن كان يقول ان عمليات تهريب السلاح هي عمل فردي وتجاري محلي، مشيراً إلى اننا لا زلنا ننتظر موقفهم من تسليح المعارضة في سوريا، فهل يلتزمون ارادة المجتمع الدولي الذي يتبنى مبادرة انان الذي دعا الى وقف اطلاق النار والحوار السلمي، ام انهم يماشون الدول التي تدعو الى التسليح في سوريا وبالتالي توريط لبنان في ازمة لا يعرفون عواقبها ولا يدركون حجم التداعيات للخطيئة الكبرى المتمثلة في تحويل لبنان الى منصة للتحريض والتسليح والعدوان على هذا البلد الشقيق. وأكد الشيخ قاووق اننا لا نريد لأي فريق لبناني ان يكون تابعاً لمشروع أمريكي أو أداةً له، ليخدم بشكل مباشر او غير مباشر العدو الإسرائيلي، متسائلاً عن سبب تدخل أمريكا وجيفري فيلتمان بالحدود اللبنانية السورية، وبالإنتخابات اللبنانية الداخلية. معتبراً أن مناقشته لقانون الانتخابات ومواعيدها وتحالفاتها هي تدخلً في السيادة وانتهاكا للكرامة والعنفوان اللبناني، وتأكيداً على انه هو القائد الفعلي لغرفة عمليات 14 آذار في لبنان، وأن زيارته المسمومة والمشؤومة تؤسس لفتنة قادمة في لبنان، حيث ان اميركا لا تريد خيراً وصلاحاً لوطننا انما استكمالا لمشروع الشرق الاوسط الجديد. ولفت الشيخ قاووق الى انه عندما تكون أمريكا هي القائد الفعلي للمعارضة المسلحة في سوريا، فهذا يعني ان هذه المعارضة لا تخدم مشروع المقاومة، فأميركا التي لا تدعم الا من يكون في موقع يريح ويخدم اسرائيل، وليس لها سياسة في المنطقة الا سياسة دعم الكيان الصهيوني، داعياً كل الذين يجدون أنفسهم في خندق واحد مع اميركا الى مراجعة حساباتهم لأن اميركا لا تكون في مشروع الا اذا كان يخدم اسرائيل.

 

العريضي: تبسيط العمالة وخرق الدستور مباح للآخرين وممنوعٌ علينا رفض النسبية دون تورية

استغرب وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي الهجوم على رئيس الجمهورية ميشال سليمان على خلفية عدم توقيعه على مرسوم إجازة الـ8900 مليار ليرة التي أنفقتها الحكومة الحالية خارج الموازنة في عام 2011، وقال في حديث لقناة "الجديد": "لقد ذهب المرسوم إلى مجلس النواب وقيل هناك إن في المرسوم مغالطات، واستفسر رئيس الجمهورية من وزير المال (محمد الصفدي) حول الأمر فأكد له أن في المرسوم مغالطات، فلماذا هؤلاء الذين قالوا إن في المرسوم مغالطات يريدون اليوم من رئيس الجمهورية توقيعه؟ أين هو المعيار الموحّد في التعاطي مع الأمور؟"، مذكّراً في هذا المجال بما حصل مع وزير العمل السابق شربل نحاس "الذي استقال أو دُفِع للاستقالة لأنه لم يقبل بتخطّي قناعاته ومخالفة القانون".

ورداً على سؤال، أجاب العريضي: "لا حل بعد واضحاً في ملف الإنفاق، وقد طرحنا مخرج سلف الخزينة وإصدارها بقانون، فووجهنا بالرفض، وبذلك يتم أخذ البلد إلى المجهول"، مشدداً على ضرورة الإسراع في الحلّ لأن "الأمور لم تعد تحتمل"، ولفت إلى أن "الإنفاق في العام 2012 لا يزال مجمّداً فهو يقتصر على الرواتب وبعض المصاريف الاعتيادية البسيطة أو تلك الطارئة"، وأضاف: "الوزارات لا تعمل في هذه الفترة، وفي الوقت عينه لا حلّ متوفراً سوى عناد البعض بأن الأمر يجب أن يكون بتوقيع رئيس الجمهورية، فهل أصبحت رئاسة الجمهورية معبراً لتمرير الخطأ؟ فيما رئيس الجمهورية يقول إنه مستعد لتوقيع المرسوم بعد تعديله في مجلس الوزراء لتصحيح الثغرات الموجودة فيه"، مشيراً إلى أنه إذا استمر البعض على رفضه لإقرار المرسوم معدّلاً فإن "الحكومة ستصبح بحكم المشلولة تماماً".

في سياق متّصل، قال العريضي: "إن ما شاهده اللبنانيون في جلسات المناقشة العامة في المجلس النيابي أمر مؤسف فعلاً لناحية ما بلغه التخاطب من انحدار وإسفاف، والمؤسف أكثر أن كل المواضيع التي طُرحت في الكلمات في المجلس لم يعد يسمع بها أحد بعد الجلسات، فلا متابعة ولا جدّية، والحمد الله أنني لم أكن في الجلسات النيابية ولا في جلسة الحكومة بعد نيلها الثقة"، وتابع: "المعارضة "تُمرّك" على الحكومة كل يوم بسبب أفعالها، حتى إن بعض الوزراء قالوا على طاولة مجلس الوزراء إنه إذا لم تواجهنا 14 آذار بات علينا أن نسألها عن السبب". ورفض العريضي توصيف وزراء "الحزب التقدمي الاشتراكي" بأنهم "شهود زور" في الحكومة، وقال: "نحن مرتاحو الضمير لما نقوله ونعلنه ونمارسه في الحكومة وخارجها، لكننا لسنا مرتاحين لنتائج عمل الحكومة، ولا يوجد لدينا ما نخفيه إطلاقاً".

وبشأن عدم وجود موازنة في الحكومة، ردّ العريضي: "توقّفت الموازنة بسبب ملف تمويل المحكمة الدولية، وقد كان الاتفاق السياسي في الصيف الماضي على تأجيل الموازنة بسبب التمويل، فتأجّلت كثيراً، وتوقّفت الموازنة فيما تموّلت المحكمة". وعزا العريضي سبب عدم خروج وزراء "التقدمي الاشتراكي" من الحكومة إلى أن "البديل سيكون إمّا الذهاب إلى فريق 14 آذار الذي هناك خلاف معه على أمور أساسية، أو الدخول في فراغ"، وتابع: "صحيح أننا نرفض هذا الأداء العاجز عن حل قضايا الناس اليومية، لكن يجب ألا ننكر أن للحكومة إنجازات مهمة خصوصًا في مجال الاستقرار والأمن".

وعن توصيف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لـ"التيار الوطني الحر" بأنه "تيار عبثي"، قال العريضي: "هذا كلام سياسي لا نعني به جمهور التيار الوطني الحر، بل نتحدث عن سجل حافل من الأداء والخطابات والنكايات التي لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، أفلا يكون كل ذلك عبثياً؟". وعن العلاقة بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي"، أجاب العريضي: "لقد اختلفنا على العنوان السوري، لكننا متفقون وشركاء في ملفات استراتيجية كبيرة".

وعن رفض "التقدمي" للنسبية في قانون الانتخاب، قال العريضي: "الكل يعرفون وبعضهم لا يعترفون أن كمال جنبلاط أول من أطلق النسبية مدخلاً للإصلاح السياسي في أيام الحركة الوطنية، يومها كان الخلاف في البلد بين جبهتين عريضتين تجاوزتا المناطق والمذاهب بما يعني أن فرصة النسبية كإصلاح كانت قائمة، أما اليوم في هذه الحالة الطائفية والفئوية وحديث البعض عن الأقليات، ومع احترامنا لموقف الرئيس سليمان ونيّته في خروج العهد بمشروع تغييري، فإن النسبية لا يمكن أن تكون مدخلاً للتغيير في حين إن نقل دركي من مكان إلى آخر يثير النعرات الطائفية، وللذاكرة فقط أليس خفض سنّ الاقتراع مشروعاً إصلاحياً؟ والسؤال هو لماذا سقط؟ قال بعضهم لأنه لا يخدم المزاج المسيحي، وبالتالي كيف تريدون منّا اليوم أن نصدّق أن النسبية مطروحة بقصد الإصلاح؟ فهل كل شيء من "تبسيط" العمالة وغيرها من تجاوزات الدستور مباحة للآخرين، لأنه يفيدهم بالانتخابات، أما نحن فيمنع علينا التعبير عن موقفنا بشكل واضح برفض النسبية دون أي تورية؟"، وأضاف العريضي: "اليوم أتى من يقول لوليد جنبلاط إن والده الشهيد كمال جنبلاط هو من كان يريد النسبية، ونحن نقول لهؤلاء لماذا إذاً قتلوا كمال جنبلاط؟ واضح جداً اليوم أنهم يريدون أخذ حيثية أو كتلة نيابية يعتقدون ويتوهّمون أنها منّة منهم لجنبلاط، ويرون أن المدخل لذلك النسبية، لذلك قلنا إن هذا طرح إلغائي، وطبعاً لن يمر".

وإذ حذّر العريضي من عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها على قاعدة "إذا أتى قانون انتخابي لا يلاءم هذا الفريق أو ذاك"، تابع: "نحن مدركون أن انتخابات عام 2013 هي محطة مفصلية، وفي ظل هذا الانقسام وبعد سابقة تشكيل حكومة أكثرية، فإن من يفوز بالأكثرية في 2013 سيأتي برئيس المجلس النيابي ويسمّي رئيس الحكومة ثم ينتخب رئيس الجمهورية، وبالتالي يمسك بالبلد ويصبح قادراً على تغيير وجه البلد، وهذا خطير جداً في ظل هذا التفتت والشرخ المذهبي، لذلك نقول لا بد من الانتباه جيداً إلى خطورة خوض الاستحقاق في هذه العقلية".

وبشأن علاقة جنبلاط بالمملكة العربية السعودية، أوضح العريضي أنه "من الطبيعي أن تكون العلاقة متينة ومستمرة لما لها من جذور تاريخية، وقد حصل نقاش مستفيض مع الأمير سعود الفيصل حول كل ما جرى في الفترة الأخيرة، وأعتقد أن الزيارة الأخيرة لوليد جنبلاط إلى المملكة فتحت باباً مهماً لعودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية".

(رصد NOW Lebanon)

 

هل حضرت أميركا وإيران لوراثة سوريا في لبنان؟ /فيلتمان للشؤون اللبنانية وليبرمان للداخل السوري/ 14 آذار تسأل: من يحمي الطائف إذا تفاهمت واشنطن مع طهران

سيمون أبو فاضل/الديار

لا تزال الزيارتان اللتان قام بهما كل من مساعد وزيرة الخارجية الاميركية السفير جيفري فيلتمان ونائب الرئيس الايراني علي رحيمي، تثير جدلا داخل الاوساط اللبنانية، فالبعض قرأ في الزيارتين ان واشنطن وطهران حضرتا لوراثة سوريا بعدما تبين ان النظام في سوريا يعاني من المشاكل، وبالتالي، لم يعد قادرا على لعب دوره على الساحة اللبنانية، فيما الاميركيون اكدوا لفريق 14 آذار ان النظام ساقط لا محال، وبأن على قوى المعارضة ان تتجهّز للدخول الى الدولة مجددا عبر المشاركة الفعالة في الانتخابات. مصادر مطلعة تعتبر ان الوفد الاميركي انقسم الى وفدين: الاول هو برئاسة جيفري فيلتمان للاهتمام بالشؤون اللبنانية الداخلية، والثاني برئاسة عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي جوزف ليبرمان للاهتمام بالداخل السوري. لذلك فقد زار الاخير المنطقة الحدودية بعدما ابلغ المسؤولين اللبنانيين بأنهم مسؤولون عن النازحين السوريين، كما ان الوفد وضع السلطات الرسمية امام مسؤولياتها اذا سلّمت احدا من السوريين الى السلطات السورية. وتعتبر المصادر بأن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قررت الاتصال برئيس الجمهورية لإفهام المسؤولين اللبنانيين «أنا عاجزة عن المجيء وفيلتمان يعني أنا»، لتضفي على هذه الزيارة اهمية قصوى. كما ان ليبرمان حضر ليرسل اشارات الى الداخل السوري عبر تفقده الحدود، كما ان واشنطن قررت ان توازن بحضوره مع النائب الاول لرئيس الجمهورية الايرانية محمد رضا رحيمي. اما في التفاصيل التي حصلت في لقاءات فيلتمان مع قوى 14 آذار، فأعرب السفير الاميركي امامهم، بأن العرب ليسوا حاضرين على الساحة اللبنانية، فلا وجود للسعودية كما كانت في الطائف ولا وجود للخليجيين وقطر كما كانوا حاضرين في اتفاق الدوحة، لذلك، فإن السؤال الذي طرحه فيلتمان: من يحمي الطائف اليوم، خصوصا ان حزب الله في الحالتين عندما تكون سوريا ضعيفة يتقدم للامساك بمفاصل الدولة، اما اذا كانت قوية فإنه يعمد الى الشيء ذاته. وابلغ فيلتمان قوى 14 اذار بأن احداثا ستشهدها الساحة اللبنانية، وان محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع هي حلقة من مسلسل. وفي المقابل، فإن فريق 14 اذار اظهر خشيته من امكانية تفاهم اميركي - ايراني في المنطقة، وبالتالي، فإن 14 اذار تعتبر بأن تغييرا جذريا سيحصل في لبنان وانهم يعتبرون بأن السعودية التي رعت اتفاق الطائف ضمنت الفريق السني في رئاسة الحكومة مع صلاحيات كفلها دستور الطائف، فإذا انتهى الصراع الاميركي - الايراني الى تفاهم، هنا سأل البعض في 14 اذار «من يحمي الطائف، خصوصا ان النائب وليد جنبلاط ليس معنا. هنا اوضح فيلتمان بأن جنبلاط معكم انتخابيا لكن حكوميا مع الفريق الآخر».

 

جعجع يوجّه رسالة مفتوحة... "إلى قَتَلَته"

المستقبل/وجّه رئيس حزب "القوّات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع رسالة مباشرة ومفتوحة بعنوان "إلى قَتَلَتي" باللغة الفرنسية عبر "LOrient Literaire" التي تصدر في عدد سنوي خاص عن صحيفة "لوريون لوجور"، والمخصصة للكتابات الحرة لشخصيات بارزة في العالم.

وفي ما يأتي الترجمة الحرفية لنص الرسالة:

"أغتنم هذه الفرصة التي سنحتها لي "LOrient Literaire" للرد على رصاصكم بالكلمات. وأنا أدرك تماماً ان هذه المبادرة لن تقلقكم، لأني مدرك أيضاً أنكم مصممون على قتلي. ولا شك في ان العنف المعنوي المستخدم من قِبَل حلفائكم والذي يهدف الى الحد من خطورة محاولة الاغتيال هو خير دليل على أنكم لن تتراجعوا أمام أي شيء. وعلى الرغم من هذا، أنا مصمم أكثر وأكثر على عيش معتقداتي ورفض أي حالة وفاة (إن الموت ينتصر عند إيماننا به).

لقد اتخذت قرار التوجه إليكم مباشرة في رسالتي مجازفاً بازعاجكم. ولكن، هل الحميمية مطلوبة بين القَتَلة وضحاياهم بعد كل الوقت الثمين الذي قضيتموه في رصد أصغر تحركاتي، مع هدف واحد وهو اغتيالي؟ لقد قلت في نفسي إن رسالة مفتوحة ستجعلكم تعيدون النظر في تصرفاتكم. فماذا تتوقعون؟ أنا متفائل بشكل يائس! وربما لهذا السبب ـ والباقي يعود طبعاً إلى العناية الإلهية ـ لم يتمكن منّي رصاصكم. كلٌ منّا يولد تحت نجم سيئ أو جيد، وبالتالي مع سمة خاصة نموذجية. أنا ادرك ذلك، فأنا ناجٍ من موتكم المحتّم. أحد عشر عاماً في حفرة تحت الأرض لم تتغلّب عليّ، لا معنوياً ولا جسدياً. فإذاً، ليست رصاصاتكم ـ ولا حتى سخرية اصحابكم وصغرهم ـ هي التي ستخيفني.

ولكن لا تسيئوا فهم مبادرتي، فهدفي ليس استجداء للشفقة، لا سمح الله، ولكن فقط للتعارف لا أكثر. فبمحاولة اغتيالي، خلقتم صراعاً بيننا. أردتم إرسالي تحت الأرض مجدداً، وهذه المرة إلى الأبد، ولكن نسيتم تفصيلاً أساسياً، وهو أن الخير ينتصر دائماً على الشر.

أعزائي القَتَلة،

لا أظن اننا بحاجة إلى ان نتوقف مطولاً عند الأسباب التي تقف خلف أفعالكم. قتلي كان سيعوّض عن العفن الداخلي القائم في النظام السوري، وأداة إلهاء غير متوقعة، ويوهمه بأنه لا يزال المسيطر الوحيد على الساحة. صحيح ان الحنين إلى أمجاد الأمس يعود في مملكة البعث وحلفائه المحليين والاقليميين أكثر من أي وقت مضى. ظننتم ان بضع رصاصات كافية للقضاء على 14 آذار، ولاسيما الاتجاه المسيحي الذي يدعم تطلعات الشعوب العربية، وخصوصاً الشعب السوري، إلى الديموقراطية والتعددية، ظننتم ان إسكاتي سوف يُخضع الطبقة السياسية والمجتمع المدني عندما يحاولون استخلاص النتائج وسيصمتون بدورهم. من الممكن انكم راهنتم أيضاً على الفوضى الطائفية والتجاوزات في الشارع التي ستُشرّع في الوقت المناسب استخدام الأسلحة غير الشرعية. مخطئون، فأنتم لم تتعلموا شيئاً من تجاربكم، ولا حتى من 14 آذار و26 نيسان 2005، ولا أيضاً من 7 أيار 2008. لا شيء.

ولأن علينا استخدام لغة يمكنكم فهمها، يقول كلاوزفيتز إن الفئة المعتدى عليها هي التي تُقرر الحرب وفقاً لطبيعة ردّها. إن مستقبل هذا الصراع الذي بدأتموه على أرضي ووسط مؤيدي القوى التي أمثلها، هو بالتالي بين يديّ، وأعرفه. ولكن ما لن تفهموه من دون شك أبداً قبل فوات الأوان، هو انني طويت الى الأبد صفحة الحرب يوم استعدت حريتي وشممت عطر الربيع في الأرز، وهل يجب ان اذكّر بأن مبدأ الحرب لا يُطبّق في فترات السلام؟

هذا خيار استراتيجي، وهو يأتي من اقتناع راسخ بأنّ الحرية ليست إلا عبودية طالما نحن سجناء الغطرسة والحقد، فالإنسان لا يسمو حقاً إلا عندما يعيش في سلام مع نفسه ومع الآخرين. أنا متأكد من ان مسألة اعتذاري عن الجرائم المرتكبة أثناء الحرب بدت لكم مثيرة للشفقة. صحيح انني لم أستقطب شعبية كبيرة في حين استطاع غيري أن يجذب حشوداً كثيرة، وأهنئه على ذلك. وفي الواقع أنا أشعر ببعض الفخر لأنني لا أنتمي، في هذه الأيام إلى نادي أكثرية الفوضى ولغة الشارع.. اكتشفت ان طلب الصفح هو شيء نبيل ولا يحط من مستوى الإنسان بل العكس، وهذا لا يقلل أيضاً من معتقداتي التي أحارب من أجلها، وبدعم "القوّات اللبنانية" و14 آذار سوف ننتصر على ثقافة الموت. إن منطق القوة له منافع ولكن الحق ينتصر دائماً مهما حاربته القوة. وقد مرّ لبنان في هذه التجربة عام 2005، وها هو الشعب السوري الذي أكنّ له كل احترام يجاهد ضدّ النظام في سبيل الحق.

أعزائي القَتَلة،

طالما ان هناك أناساً أحراراً، موهوبين بالوعي العالمي، تنتهي العدالة دائماً بالانتصار، والعنف بالانطواء. وعليكم أن تفهموا ذلك وتعوه. إن التاريخ ماضٍ والمستقبل مليء بالشرعية والسلام. أعلم ان تحليلي للأمور يظهر لكم سخيفاً دون شك.. ففي النهاية لستم سوى قتلة، ولم أنسَ دون شك: فأنا لا أتوقع سوى من خلال معجزة، اقتلاعكم من العالم الذي تعيشون فيه من دون ظلال. لكن على عكس القتل، الأمل يحيا، ولهذا السبب اخترت البقاء تحت هذا الشعار. وآمل انني لم استغرق الكثير من الوقت الذي خصصتموه (لي) لتحضير ضربتكم القادمة، التي سيكون لها المصير نفسه. لذلك أترككم لأعود إلى الأزهار التي تنمو حول بيتي، هي أيضاً، لا بدّ من القول، انها قد أخذت حقها من رصاصكم.

وإلى الملتقى.

سمير جعجع".

 

فارس سعيد لـ"السياسة": الإيرانيون يعملون لوضع اليد على لبنان

بيروت - "السياسة":

بقيت اللقاءات التي عقدها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان محور متابعة واهتمام من قبل الأوساط السياسية والإعلامية, وخاصة تلك التي عقدها مع قوى "14 آذار".

وفي هذا الإطار, أكد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد لـ"السياسة" أن انطباعاته التي تكونت لديه بعد اجتماعه وعدد من قيادات "14 آذار" مع المسؤول الأميركي "أننا أمام مفترق طريق كبير في المنطقة يتمثل بالتغيير الحتمي الذي سيحدث في سورية والذي سيشغل اهتمام العالم واللبنانيين في المرحلة المقبلة, وبما يمثله من سقوط حتمي للنظام السوري على الساحة الداخلية اللبنانية, خاصة وأن لإيران قواعد أمنية وعسكرية وسياسية راسخة من خلال وجود حزب الله".

واكد سعيد على أن "الأميركيين وغيرهم يتحدثون أن سقوط نظام بشار الأسد بات حتمياً من دون وضع جدول زمني, وسيكون هناك بالتأكيد تداعيات وانعكاسات لهذا السقوط على الساحة اللبنانية, وعلى الجميع أن يتحضر لذلك", مشدداً على أن هناك حركة تعويضية تقوم بها إيران في لبنان, وأن زيارة نائب الرئيس الايراني إلى بيروت ومحاولة توقيع اتفاقيات مع حكومة يضع "حزب الله" يده عليها, يمكن النظر إليها على أنها محاولة تعويضية من قبل طهران لوضع اليد على لبنان.

وأشار سعيد إلى أن لبنان سيواجه هذه المحاولات, لافتاً إلى أن لبنان عاد إلى دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي, ولن يكون ورقة تفاوض بيد أحد.

 

مشكور رئيس الجمهورية على تكذيبه إدّعاءات سفير النظام السوري في بيروت

المستقبل اليوم/مشكور رئيس الجمهورية على تكذيبه إدّعاءات سفير النظام السوري في بيروت عن وقوف السعودية وقطر وراء قصّة ما يُسمّى باخرة السلاح، لكن الأمر يستدعي ما هو أكثر من ذلك: مطلوب استدعاء وزير الخارجية اللبناني المفترض، إلى القصر الجمهوري لإبلاغه بأنّ السفير السوري أطلق اتهاماته وتخرّصاته من على باب الوزارة وبالتالي عليه، أي على حضرة وزير الخارجية اللبناني المفترض، ألا يسمح بعد الآن بمثل تلك الممارسة وأن يُلزم السفراء، أيّاً كانوا، عدم الحكي من وزارته.. خصوصاً إذا كان من ذلك النوع الذي يكرّره وزير النظام الأسدي عندنا.

بل المطلوب ما هو أبعد من ذلك، خصوصاً مع السفير السوري الذي يبدو أنّه لا يزال يفترض حاله المفوّض السامي، وأنّ لبنان مزرعة له ولنظامه يغرفان منها ويستبيحانها بوقاحة، ثمّ يستخدمانها للذمّ بدول شقيقة وصديقة من دون الأخذ في الاعتبار مصالح لبنان العليا ومصالح أبنائه الموزّعين في كل المعمورة.

ألف باء الأعراف والتقاليد والنُظم والسلوكيات الديبلوماسية المعتمدة في كل دول الأرض، تمنع السفراء من الإساءة إلى الدول التي يخدمون فيها، وتمنعهم بالتالي من الإساءة إلى علاقاتها أو التدخّل في شؤونها أو تحريض أهلها بعضهم على بعض، ومَن يفعل ذلك، مثلما فعل ويفعل سفير النظام الأسدي مع بلدنا وفيه، يُستدعى ويُحاسَب ويُلام وتُوجَّه إليه الملاحظات المطلوبة، وهذا ما يجب أن يحصل راهناً.

على أي حال، فإنّ الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية مشكوراً، جاء أيضاً، بعد أن "أبلغ" وزير الخارجية اللبناني المفترض، مجلس الوزراء مجتمعاً، رسالة امتعاض سورية من مواقف لبنانية محدّدة... وهو الأمر الذي يُقال فيه، ما قاله الوزير وائل أبو فاعور بالأمس: "ضرباً من ضروب الوقاحة السياسية".. التي آن لها أن تُردَع.

 

أكد جدّية محاولة اغتيال جعجع ونفى تورط السعودية وقطر في باخرة الأسلحة

سليمان يكذّب ادّعاءات السفير السوري

انتهى الانشغال بالزيارتين الأميركية والإيرانية واستؤنف الانشغال بالملفات المحلية المتفجرة وفي مقدمها ملف الانفاق المالي الذي تصرّ قوى 8 آذار على تمريره في سياق بعيد عن الأصول الدستورية، وتفتح حرباً على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من أجل ذلك، وهو الذي عاد وكرّر أمس رفضه لذلك المنطق من أساسه.

غير ان اللافت في الكلام الذي قاله الرئيس سليمان أمس أمام الصحافيين المعتمدين في القصر الجمهوري هو رفضه الاتهامات التي وجهها سفير النظام السوري في بيروت علي عبد الكريم علي الى السعودية وقطر بالوقوف وراء باخرة السلاح "لطف الله ـ 2"، وتأكيده ان "ليس هناك دول خليجية متورطة في هذا الموضوع".

رئيس الجمهورية جدّد مرة أخرى رفضه توقيع مرسوم القانون المتعلق بانفاق الحكومة الحالية 8900 مليار ليرة من خارج الموازنة، مدعّماً موقفه بدراسات قانونية ومؤكداً انه ليس مضطراً لتوزيع حصيلة تلك الدراسات "ليثبت انه يريد تطبيق الدستور"، معلناً من جهة ثانية، ان الانتخابات النيابية "ستجرى في موعدها وفق أي قانون".

عن محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قال سليمان "بالنسبة الى القضاء فإن الادعاء واقعي. وبالنسبة الى الأمن فالادعاء جدّي (...) المهم هي النجاة بالسلامة وفشل المحاولة"، معلناً انه مع إعطاء "داتا" المعلومات الخاصة بالاتصالات الى القوى الأمنية التي تحقّق في المحاولة.

إنفاق الـ2012

على أي حال، فإنه في موازاة موقف رئيس الجمهورية واحتدام المواقف داخل الحكومة حول مسألة مشروع قانون الـ8900 مليار ليرة والذي أطاح جلسة مجلس الوزراء أول من أمس بسبب إصرار "تكتل التغيير والإصلاح" و"حزب الله" وحركة "أمل" على توقيع رئيس الجمهورية مشروع القانون استناداً الى المادة 58 من الدستور، أكدت مصادر مالية متابعة ان إقرار مشروع القانون هذا "لا يحل مشكلة الإنفاق في العام 2012". وأوضحت انه وفق الفقرة الأولى من المادة 60 من قانون المحاسبة العمومية، فإن الموازنات الاثنتي عشرية "توضع على أساس الاعتمادات الدائمة المرصدة في موازنة السنة السابقة على أن يؤخذ في الاعتبار ما أضيف إليها وما سقط منها من اعتمادات دائمة".

وبالتالي، تقول المصادر، فإن فتح اعتماد موازنة العام 2011 (التي لم يرسلها أصلاً وزير المال الى مجلس الوزراء)، لا يرفع سقف الإنفاق وفق القاعدة الاثنتي عشرية على أساس موازنة العام 2005، على اعتبار ان هذا الاعتماد لم يفتح في آخر موازنة مقرة، أي موازنة العام 2005.

وترى المصادر إياها ان إصرار وزراء "التيار العوني" ومن معهم على إقرار مشروع الـ8900 مليار ليرة للعام 2011، لا يهدف الى ايجاد حل لمشكلة الإنفاق في 2012، بل هو محاولة لقوننة الإنفاق الذي قامت به الحكومة من خارج القانون في العام 2011 دون غيرها من السنوات رغم ان الإنفاق الذي تم عام 2011 هو مماثل للإنفاق الذي تم بين سنوات 2006 و2010 من حيث طبيعته وآلياته. إذ ان الحكومة، وفي حال كانت جادة في رفع سقف الإنفاق وفق القاعدة الاثنتي عشرية لكانت أعدت مشروع قانون بفتح اعتماد اضافي في موازنة العام 2005 أي آخر موازنة مُقرّة.

ورأت المصادر ان الحل الأمثل لمسألة الإنفاق في العام 2012 يتمثل في قيام الحكومة بإعداد موازنة العام 2012، وان تتقدم بمشروع قانون لتغطية الإنفاق الجاري والضروري لمدة شهرين أو ثلاثة ريثما يتم إقرار موازنة العام 2012.

وفي هذا الإطار، قال مستشار الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق محمد شطح في حديث تلفزيوني "أصبحنا في شهر أيار (مايو) من السنة المالية 2012، وحتى الآن ليس هناك من موازنة مقرّة من مجلس الوزراء ومرسلة الى مجلس النواب عن سنة 2012، والشيء الطبيعي الذي يجب ان يحصل الآن ان تطلب الحكومة إجازة الإنفاق لفترة معينة، وخلال هذه الفترة يجب ان تقر الموازنة".

جنبلاط

الى ذلك، وصف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط موضوع زيارته للسعودية بأنه "خاص جداً بيني وبين (وزير الخارجية) الأمير سعود الفيصل" لافتاً الى أنه "كان هناك نوع من العتب من قبل السعودية بعد تأييدي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي والانعطافة التي حصلت آنذاك، وما زلت على رأيي لأن تلك الانعطافة كانت ضرورية لتجنيب البلاد توتراً مذهبياً.

وأعلن جنبلاط أنه يريد لعلاقته مع السعودية "أن تعود كما كانت خصوصاً وأنه كان هناك سوء فهم كبير بالانعطافة مع نجيب ميقاتي والتخلي عن (الرئيس) سعد الحريري في تشكيل الحكومة الحالية"، مجدداً الإشارة الى أنه "كان هذا محور اللقاء مع الأمير سعود الفيصل، أي كيفية إعادة ترميم العلاقة، ولم نتحدث في الشأن اللبناني لا من قريب ولا من بعيد".

وأكد جنبلاط أن لديه حركته السياسية "المستقلة عن "حزب الله" وحركة "أمل" وقال: "أنا لا أناقشهم في سياستهم مع إيران، لا علاقة لي بالأمر، وهذه ليست مهمتي، لذا لا أتوقع منهم أن يناقشونني في علاقتي مع السعودية".

ووصف تيار النائب ميشال عون بأنه "عبثي يشلّ" كل شيء ومع الأسف فإن "حزب الله" يسايره" وقال "ان السلاح يمر في خريطة طريق عبر النظام السوري ثم الى إيران وأنا لست اختصاصياً في الحسابات الإيرانية إلا أنني لا أؤمن بأن فلسطين تُحرّر من الخارج بل من الداخل".

"وقاحة سياسية"

بدوره، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ان "الاستياء الذي نُقل من قِبَل النظام السوري إلى لبنان، يشكّل في حد ذاته ضرباً من ضروب الوقاحة السياسية"، لافتاً إلى أن "الاستياء الفعلي يجب أن يكون من القتل والبطش والتعذيب والإجرام الذي يحصل بحق الشعب السوري".

المشنوق

وتعليقاً على ادّعاءات سفير النظام الأسدي في شأن باخرة السلاح، دعا عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق إلى طرد ذلك السفير من بيروت واستدعاء السفير اللبناني من دمشق، وقال "ان الحكومة الحالية هي 7 أيار آخر، فوزير الخارجية نأى بنفسه عن الوطن ورئيس الحكومة لم يسمع ما قاله السفير السوري".

 

انزعاج عربي من السعي الإيراني لاستعادة المبادرة لبنانياً 

سليمان ينفي تورط دول خليجية في باخرة السلاح المضبوطة

السياسة/الرئيس ميشال سليمان في لقطة تذكارية مع الإعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري (دالاتي ونهرا)بيروت - "السياسة" والمركزية:

أما وقد طويت صفحة الزيارتين الاميركية والايرانية اللتين شغلتا المسرح السياسي في اليومين الاخيرين, فإن المشهد اللبناني بقي دائراً في فلكهما, أمس, من خلال ردات الفعل والمواقف ازاء اسبابهما وخلفياتهما واهدافهما, ولكل قراءته.

فالفريق الاكثري فتح نيرانه على زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان باعتبارها تحمل املاءات اميركية على لبنان ومشاريع مشبوهة فيما انبرى الفريق المعارض الى انتقاد زيارة نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي لأكثر من "علة", في مقدمها دفع لبنان الى محور المواجهة وتوجيه رسائل ايرانية من ساحته الى دول اقليمية بالتزامن مع تحرك ايراني في اتجاه الجزر الاماراتية وقرار اقامة قاعدة عسكرية في جزيرة ابو موسى وسط تضامن عربي مع الامارات.

ولا تقتصر مضاعفات زيارة رحيمي لبنان على الداخل بل تعدتها الى الخارج, في ظل "انزعاج عربي" من الزيارة نقلته بعض اوساط قوى "14 آذار", نسبة للظروف الاقليمية, ولكون المسؤول الايراني اطلق من بيروت مواقف سعى من خلالها الى تأكيد استمرار النفوذ الايراني في لبنان وابقائه يدور في فلك "مشروع الممانعة", اضافة الى محاولة تحدي المجتمع الدولي بالايحاء بتوقيع اتفاقات وبروتوكولات تعاون في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها.

أما زيارة فيلتمان فلم تتمخض عن جديد يخرق المعطيات التي توافرت في شأنها في اليومين الفائتين, وقد استغل المسؤول الاميركي آخر محطة من زيارته للبنان لاستذكار "اجمل ايام حياته" في بيروت كما همس لأحد المشاركين في حفل الاستقبال الذي اقامته السفارة في عوكر مساء اول من امس وشارك فيه قياديون من قوى "14 آذار" ونقابيون واطباء ومهندسون وضباط وقضاة ورجال اعمال من مختلف المناطق اللبنانية والقوى السياسية باستثناء ممثلي "أمل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر".

وسط هذه الجواء, تتركز الانظار والاهتمامات على الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء رغم عدم تحديد موعدها في ضوء الصراع المحتدم على خلفية الانفاق المالي بين فريقي وزراء "8 آذار" المصرين على توقيع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مرسوم ال¯ 8900 مليار ليرة وبين وزراء المحور الوسطي المؤيدين لرفض الرئيس التوقيع وايجاد تسوية شاملة للملف المالي برمته.

في غضون ذلك, أطلق الرئيس سليمان حزمة مواقف تناولت كل الملفات المطروحة على الساحة الداخلية, فجدد رفضه توقيع مشروع ال¯8900 مليار لكونه يخالف الدستور بتضمنه ثغرات قانونية.

وأعلن سليمان, في لقاء مع الإعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري حضرته "السياسة", ان لا دول خليجية متورطة في ملف باخرة السلاح وان لبنان ليس قاعدة لانطلاق العمليات ضد سورية او للتسليح.

واعرب عن اعتقاده ان قانون الستين كان دواء "انتهى مفعوله", مؤكداً ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها المقرر صيف العام المقبل.

وبعدما دافع عن سياسة "النأي بالنفس" التي تعتمدها الحكومة اللبنانية ازاء الأزمة السورية, أعلن سليمان انه في خلفيته العسكرية يؤيد إعطاء "داتا" الاتصالات للاجهزة الامنية لأنه يثق بعدم بيعها او شرائها, "لكننا نلتزم الاسلوب الذي قررته الحكومة".

وأكد أنه "لم يناقش ملف الانتخابات النيابية وقانون الانتخاب مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان", مشيراً إلى أنه "تم تناول الملف السوري من باب ما هو مصير المكونات في سورية في حال تغيير النظام أو استمرار العنف أو تحقيق الديمقراطية".

وبشأن خلافه مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وقول الأخير إن الرئيس التوافقي كان "تجربة فاشلة", ذكر سليمان بأنه "لم يطلب من أحد أن يأتي به كرئيس للجمهورية ولم يتوسل هذا المنصب", ناصحاً السياسيين "بأن لا يأتوا بعد الآن برئيس جمهورية توافقي".

وذكر بأن رئيس الجمهورية هو "الأب لجميع أبنائه, والخلاف بالرأي يبقى موجوداً ولكن لا حقد على أحد", مشيراً إلى أنه "أول رئيس جمهورية ينفذ اتفاق الطائف من دون وجود سوري يساعد في ذلك".

وفي ما خص الحوار اللبناني-اللبناني, أكد سليمان "أنه يدعو إليه بشكل دائم", آسفاً ل¯"عدم الجهوزية بعد لاستئنافه".

كما تطرق إلى قضية محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع, لافتاً إلى أن "بالنسبة إلى القضاء هذا الادعاء واقعي, وبالنسبة إلى الأمن فهذا الادعاء جدي".

ودعا إلى عدم استباق التحقيق, معتبراً أن "النجاة بالسلامة وفشل المحاولة هو الأهم".

 

سليمان بحث مع زواره شؤونا انمائية واجتماعية وامنية

وطنية- 5/5/2012 شؤون انمائية واجتماعية وامنية شكلت محور اهتمام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع وفود وشخصيات استقبلها في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم. فقد استقبل الرئيس سليمان وفدا من رابطة مخاتير قضاء راشيا برئاسة المختار كمال ناجي الذي القى كلمة حيا فيها ما يقوم به رئيس الجمهورية للحفاظ على الاستقرار وعلى وحدة لبنان، اضافة الى بعض الامور الملحة لقرى وبلدات القضاء. وزار بعبدا مفتي بعلبك- الهرمل الشيخ خالد الصلح مع وفد اطلع رئيس الجمهورية على بعض القضايا من امنية واجتماعية التي تستوجب المعالجة. واستقبل الرئيس سليمان في حضور نقيب الصيادلة زياد نصور وفدا من جمعية جاد- شبيبة ضد المخدرات برئاسة جوزف حواط الذي اطلعه على نشاطات الجمعية وتعاونها مع الاجهزة والادارات المعنية من اجل مكافحة هذه الافة التي بدأت تطرق ابواب المدارس وتنتشر في المجتمع ودعاه الى افتتاح اول مركز ثقافي متخصص للادمان في بلدة حبوب في جبيل. واطلع رئيس الجمهورية من المدير العام للامن العام اللواء الركن عباس ابراهيم على الوضع الامني على المعابر وعلى عدد من الملفات التي يتابعها الامن العام.

 

جنبلاط: لن نقبل أن نكون ملحقا للذين يريدون مجددا أن يستولوا على الأمن والسيادة والاستقلال ومنجزات ثورة الارز

وطنية - 5/5/2012 أقام الحزب التقدمي الاشتراكي عشاء في كاليفورنيا - الولايات المتحدة الاميركية، لمناسبة الاول من أيار ذكرى تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي واليوم العالمي للعمال، ألقى فيه رئيس الحزب وليد جنبلاط كلمة عبر الهاتف، قال فيها:

"الرفاق في الحزب، في خط الحزب التقدمي الاشتراكي، في عيد الحزب، عيد العمال.

صحيح أن هذا العيد اليوم حزين لبنانيا وحزين عالميا لأن اليد العاملة في لبنان والعالم ترزح تحت وطأة فلتان وتوحش المصارف، وغياب الاتحادات العمالية ووحدة الطبقة العاملة، هذا ما يجعل العمالة العالمية ترزح تحت شر الرأسمال المتوحش، بدل أن تكون يدا عاملة مزدهرة ومستقرة، وما يجري في الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية والعربية خير دليل على ذلك.

أما في لبنان فإن الطبقة العمالية غائبة بسبب سيطرة العوامل السياسية في الفترة القصيرة الماضية على قضايا العمال، لكن حزبنا استطاع أن يجدد شبابه، والتجربة الانتخابية التي جرت في العام الماضي أثبتت أن هذا الحزب يختزن طاقات هائلة من الشباب القادرة على الاستمرار ومواجهة التحديات".

إذا كان الحزب قد قرر الدخول في تسوية مع فريق 8 آذار من أجل حماية الاستقرار في لبنان، فإن الانتخابات النيابية المقبلة ستخاض من أجل الحفاظ على الخط السيادي في لبنان، ومنع لبنان والمؤسسات اللبنانية من ان تقع تحت سيطرة المحاور.

أما موضوع سلاح المقاومة فهو محل نقاش، شرط أن لا يستخدم في الداخل وفق ما اتفقنا مع حزب الله، وأن يتم تسليم السلاح في الوقت المناسب لكي لا يبقى هذا السلاح خارج نطاق سلطة الدولة".

ولفت جنبلاط الى "اننا أمام انتخابات هي أشبه بحرب إلغاء، بل هي حرب "نكون او لا نكون"، ونحن لن نقبل بأن يلغينا أحد".

اضاف: "نعلم أن النظام السوري وإن كان يتأرجح إلا أنه لا يزال يستخدم أدواته في لبنان، ونعلم أن الشعب السوري في تضحياته الهائلة سينتصر، ونعلم من التجربة السابقة من الجرائم والاغتيالات التي قام بها السوري في لبنان أن ما من شيء يردع هذا النظام من أن يعود الى نفس الطريقة القديمة، وأن يحاول إلغاء الرموز الوطنية والسيادية والاستقلالية.

لقد أثبت الربيع العربي أن الشعوب أقوى بكثير من كل الأنظمة القمعية. والمجتمع الدولي تفاجأ بالربيع العربي، كل المجتمع الدولي، لكن هذا الشعب العربي إختار ثورته، ولم أر في حياتي شعبا قاسى وناضل وجاهد مثل هذا الشعب السوري الذي أعطى مثالا لكل شعوب العالم حيث تمكن بصدوره العارية أن يتحدى، وسينتصر".

وتابع: "مع الأسف المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة لم يقدم تلك المساعدة النوعية المطلوبة للتخلص من هذا النظام الاستبدادي الإرهابي الذي حكم سوريا لأكثر من خمسة قرون، لكن دماء الشعب السوري ستفرض واقعا جديدا على الساحة الدولية وعلى الساحة العربية.

ونحن اليوم لن نقبل أن نكون ملحقا للذين يريدون مجددا أن يستولوا على الأمن وعلى السيادة والاستقلال وعلى كل منجزات ثورة الارز في لبنان، التي لن نقبل أن تلغى أيا كان الثمن".

وختم جنبلاط بالقول: "شكرا لكم لإحيائكم ذكرى تأسيس الحزب وإلى موعد جديد في تجديد الحزب وتجديد التحالف السيادي في لبنان. وإلى اللقاء مجددا في وقت قريب".

 

نائب رئيس "تيار المستقبل" انطوان اندراوس لـ"المستقبل": مهرجان الأحد لدعم الشعب السوري وإسقاط الحكومة

حاورته: نانسي فاخوري

أكد نائب رئيس "تيار المستقبل" انطوان اندراوس أنه من غير المسموح استمرار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات، مشيراً الى ان النزول الى الشارع نهار الأحد هو لاطلاق هذه الصرخة لأنه "يجب السير مع جمهور 14 آذار السبّاق لقياداته".

وأوضح في حديث الى "المستقبل" أمس، أن مهرجان ساحة الشهداء هو كذلك تحت عنوان "الدعم للشعب السوري الرافض لآلة القتل" لأنه لا يجوز فصل الوضع الحكومي الراهن عن النظام السوري الذي أتى بهذه الحكومة. واستبعد ان يغامر "حزب الله" باللعب بنار الفتنة عبر تنظيم مهرجانات مضادة خصوصا وانه "خجول" في دعم النظام السوري ويترك الواجهة لحلفائه.

وهنا نص الحوار:

[ بالأمس مهرجان الطريق الجديدة وغداً مهرجان الأحد 6 أيار، هل قررتم النزول الى الشارع وماذا يعني هذا التوقيت؟

ـ لسنا نحن وحدنا من قرر النزول الى الشارع. كل القطاعات والنقابات نزلت لتعبّر عن عدم رضاها على أداء هذه الحكومة، والاضرابات التي نشهدها ليست الا دليلا على افلاسها. ونحن يجب ان نسير مع شعبنا وجمهورنا الذي أصبح سبّاقا لقياداته. وبالتالي لم يعد مسموحا ان تستمر هذه الحكومة خصوصاً وان موعد الانتخابات على الأبواب، ولا يمكن لها ان تشرف على الانتخابات في ظل سيطرة "حزب الله خصوصا على رئيسها نجيب ميقاتي.

[ ما هي الرسالة التي تريدون توجيهها من خلال مهرجان ساحة الشهداء غداً؟

ـ أصبح من الضروري الانتقال الى مرحلة تغيير الحكومة. الأمور يجب ان تصبح واضحة اذ لم يعد كافياً الهجوم على هذه الحكومة والقول بأنها تحت سيطرة "حزب الله" وقوة السلاح، فيما يقترب موعد الانتخابات. هناك منطق يجب ان نتبعه حتى النهاية لتحقيق الأهداف.

[ لماذا يقام هذا المهرجان اذاً تحت عنوان دعم الشعب السوري؟

ـ النظام السوري يدعم هذه الحكومة وبالتالي لا يمكن فصل اي تحرك عن الشأن السوري في ظل غياب الدعم لهذا الشعب الأبي. والى جانب سياسة النأي بالنفس التي تمارسها الحكومة لدينا فيها وزير خارجية هو الناطق باسم النظام السوري، اضافة الى عدم جواز السكوت عن الدم والقتل والمجازر الحاصلة في سوريا. كما شهدنا حركة استقبالات نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي الذي تنقل في البلد وترسانته موجهة الى الصدور، وقد رأى الجميع موكبه. نحن لن نكون تحت سيطرة هؤلاء، واذا كانت ايران تسعى الى تشكيل محور سوري ـ عراقي ـ لبناني فهي مخطئة لأننا لن نسير بهذا الاتجاه، وهذا سبب آخر لإسقاط الحكومة.

[ ما هو العنوان الرئيسي لهذا المهرجان؟

ـ في 6 ايار ذكرى الشهداء اللبنانيين والسوريين، ونحن لا نستطيع فصل وضعنا في لبنان عن الوضع السوري، لذلك الدمج بين الموضوع السوري والمواضيع الأخرى في عناوين مهرجان الأحد. شئنا أم أبينا الموضوع أصبح متعلقاً بالنظام السوري، فهذا النظام يجب ان يسقط شأنه شأن هذه الحكومة.

[ ألا تخشون من مهرجان مضاد مؤيد للنظام السوري؟

ـ لا أدري إذا كانوا يستطيعون حشد الناس في مهرجان مؤيد للنظام السوري في ظل الدم الذي يسفك في سوريا، وهم بالطبع سيخجلون قبل التفكير في هكذا تصرف. نحن نشهد كم "حزب الله" خجول في الموضوع السوري فيترك الكلام للنائب ميشال عون وممثليه وللوزير السابق وئام وهاب. بالتأكيد هناك صعوبة في اقامة مهرجان مؤيد للنظام ومدافع عن عن آلة القتل.

[ ألا تخشون من حدوث خلل أمني ما؟

ـ من يستطيع المجازفة والانتحار في ظل الوضع الراهن الذي نمر به؟ من يجرؤ على اللعب بنار الفتنة؟ وحده "حزب الله" يحمل السلاح والأصابع سوف تشير إليه تلقائيا. لا أعتقد أن لديه مصلحة بذلك فهو أذكى من ان يدخل في لعبة سنية ـ شيعية لحماية النظام السوري البائس والقمعي. كما أشك في أن تؤيده الطائفة الشيعية في هذا الموضوع.

[ هل مهرجانات النزول الى الشارع واطلالات الرئيس سعد الحريري هي للتعويض عن غيابه؟

ـ بالطبع التواصل ضروري مع الناس، والرئيس الحريري غائب منذ مدة والناس تطالب بعودته. نحن لا نطلب من الرئيس الحريري العودة خصوصاً بعد محاولة اغتيال (رئيس حزب "القوات اللبنانية") سمير جعجع، لكن الاطلالة ضرورية في ظل تأزم الأوضاع. بالطبع بُعد الرئيس الحريري القسري عن جمهوره يحتم عليه الاطلالات المتكررة، فهو أكثر المعنيين بالموضوع السوري ولا يستطيع إلا ان يكون على رأس هذه الحركة.

[ هل هناك اتفاق داخل 14 آذار على نوعية قانون الانتخاب؟

ـ لن يكون هناك خلاف على قانون الانتخاب في قوى 14 آذار. غالبية أطراف هذه القوى اقتنعت بضرورة قانون انتخاب يؤمن مصلحة الجميع ولا يكون لمصلحة فئة. الكل تقريبا بات مقتنعاً وخصوصاً حزب "القوات اللبنانية" أكبر ممثل للشريحة المسيحية في لبنان.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق: الحكومة الحالية 7 أيار ثانِ وسليمان رجل عاقل ومتوازن ونطالب بطرد السفير السوري

النأي بالنفس يكون بطرد سفير سوريا وسحب سفير لبنان من دمشق"

المستقبل/أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق، أن "أبسط ما يعبر عن النأي بالنفس الحقيقي، هو طرد سفير سوريا (علي عبد الكريم علي) من لبنان، وسحب السفير اللبناني من سوريا، بسبب ما يفعله السفير السوري من استخدام المنابر اللبنانية لمصلحة النظام السوري، ولكن يبدو أن وزير الخارجية (والمغتربين عدنان منصور) نأى بنفسه عن الوطن، ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي ) لم يسمع ما قاله السفير علي"، مؤكدا أن "الحكومة الحالية ليست حكومة استقرار، لأن ما يتحكم بها هو عقلية 7 أيار آخر، الذي يجب الا ننساه، لأن الجرح لم يختم".

وأشاد في حديث الى تلفزيون "المستقبل" أمس، بـ"ردّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان على تصريحات السفير السوري، الذي استخدم المنابر اللبنانية لمصلحة النظام السوري، واتهم المملكة العربية السعودية بالوقوف وراء باخرة الأسلحة "لطف الله 2"،"، مؤكدا أن "الرئيس سليمان والحمد لله رجل يحافظ على كرامة اللبنانيين، وهو متوازن وعاقل وموضوعي في كل الملفات التي استلمها".

ولفت الى "أن إحياء ذكرى الشهداء تتعلق بالحريات والربيع العربي، وأن الحماس البيروتي يوم الاحد سيكون اكثر مما تتوقعه الناس من أجل الدفاع عن كراماتها، خصوصا وأن هناك اشخاصا يموتون من أجل الحرية، ونحن سننزل الى الشارع في ذكرى شهداء لبنان وسوريا، لأن الشهداء في لبنان وأولهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الذين بدمائهم توصلنا الى استعادة لبنان استقلاله، وها هم ثوار سوريا يقومون بالاستشهاد من أجل استعادة الحرية والكرامة"، موضحا أن "المهرجان لا علاقة له بالإشتباك الإقليمي".

ولفت الى أن "ذكرى 7 ايار ترتب عليها اكبر ضربة للدستور وللنظام اللبناني، واتفاق الدوحة بحد ذاته هو ضرب للدستور اللبناني وللنظام البرلماني الديموقراطي، وهذا الاتفاق تخلى عنه "حزب الله"ن ولم يف بوعده، وجرى اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وتشكيل حكومة أخرى تحت وهج السلاح".

وشدد على أن "موقفنا من "حزب الله" والسلاح وسوريا ومن المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري معروف، وأن هناك رسالة سياسية نريد إيصالها الى الناس، وليس عيبا ان يقوم الرئيس سعد الحريري بايصال هذه الرسالة في ذكرى الشهداء، سواء لجهة ما يجري في سوريا او لجهة حرية التعبير والموقف من هذه الحكومة".

وقال: "إن محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تؤشر إلى أن هذه الحكومة هي حكومة جزء من أزمة، وأن ما يحدث يومياً يؤكد انها تعمل وفقاً لأجندتها الرئيسية، التي تشير الى انها جزء من الاشتباك الاقليمي"، مؤكدا "أننا أخطأنا في الحكومة الاولى والثانية، ولن نخطئ في اي حكومة اخرى، كما أن الموافقة على الثلث المعطل واغنية الجيش والشعب والمقاومة كانت خطأ لن يتكرر، وأن ما حدث بعد الدوحة انتهى، ونحن لن نقبل الا ان يكون السلاح ضمن الدولة اللبنانية".

وذكّر بأن "هناك فرقة اسمها فرقة القديسين، فيها المتهمون الاربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويجب حل هذا الموضوع، والنقطة الخلافية الاخرى المتعلقة بالسلاح، لأن هناك استحالة ان تقوم دولة مهما كان دور هذا السلاح، وبعد العام 2006 اصبح السلاح اداة تغيير قسري للنظام الديموقراطي اللبناني".

وشدد على أن "اعتذار (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله) من أهالي بيروت، عما حصل في ذلك اليوم المشؤوم أمر يشرفه ولا يهينه"، لافتاً الى "أننا في تيار "المستقبل" و14 آذار لسنا على قناعة بأن التطبيع مع هذه الحكومة قد يؤدي الى بعض الإستقرار المطلوب، لأن هذا الأمر هو عبارة عن نظرية خاطئة، لذلك نحن سنواجه هذه الحكومة بكل الوسائل الديموقراطية والسلمية لإسقاطها، وآخر الخيارات سيكون العصيان المدني، من أجل المجيء بحكومة تكنوقراط تشرف على الانتخابات النيابية، شرط ألا تكون هذه الحكومة من 14 آذار أو من 8 آذار، لأن الحكومة الحالية ليست مؤتمنة على إجراء الإنتخابات"، مذكرا بأن "إسقاط الحكومة هو قرار كبير، وليس محليا".

وأوضح أن "الرئيس سعد الحريري قبل الانتخابات وقبل بإتفاق الدوحة من أجل استقرار البلد، ولكن تبين لاحقا أن الفريق الآخر عاجز عن احترام كلامه وتعهداته، ولا يعنيه الاستقرار بقدر المشروع الذي يعمل من أجله"، مذكرا بأن "الخلاف مع "حزب الله" هو حول السلاح وحصرية امتلاكه التي نريدها في يد الدولة اللبنانية، وأيضا حول المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبسبب دعم الحزب للنظام السوري"، مشيرا الى أن "سياسة تيار "المستقبل" تعبر عن الناس، وهؤلاء مطمئنون الى أداء التيار سياسيا، وأيضا لأداء 14 آذار، لأننا نريد الدولة والعدالة ومنع سيطرة السلاح غير الشرعي".

وأكد أن "تيار "المستقبل" لن يقاطع الانتخابات حتى لو بقيت هذه الحكومة، وهي لن تستمر، لأننا نؤمن بالدولة، وبأن المقاطعة السياسية هي مقاطعة للنظام، وعدم اعتراف به، وأذكر بأن البعض قاطع فيما مضى وأخطأ، وتراجع عن هذا الموقف لاحقا"، موضحاً ان "الرئيس الحريري لا يستضعف سنياً او وطنياً، ونحن نتقدم في الموقف السياسي على الجميع، علماً أننا نصلي خلف المشايخ ونجلهم ونحترمهم، لكن في السياسة نحن من نقرر سياستنا، وإذا ربحنا في 2013 سنشكل حكومة اكثرية، ولن نأخذ بعين الاعتبار اي امر آخر، لأن همنا اعادة بناء الدولة، وان يكون السلاح من ضمن الدولة وليس خارجها، لأن أخطر شيء على بنيان الدولة هو بقاء عقلية 7 ايار سواء عبر الحكومة او غيرها".

وذكّر بأن "الرئيس الحريري اعلن موقفه من موضوع النسبية بوجود السلاح، وهو لا يتكلم خارج التشاور مع الحلفاء، ولم يقل هذا الكلام الا بالتشاور وليس بالاتفاق، ونحن لا نتبنى اي قانون انتخابات دون التفاهم مع حلفائنا المسيحيين، وهم يتفهمون موقفنا من النسبية بوجود السلاح".

أضاف: "هذه الحكومة تشرف الان على مواجهة منطق يقول، ان لبنان يخالف العقوبات الدولية بشأن النظام السوري، لذلك يجب ان يكون هناك كلام واضح من قبلنا كمجموعة سياسية، وهو أننا لا نوافق على هذا الامر"، وذكّر بأن "محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وكلام السفير السوري لا يمثلان الاستقرار في لبنان، خصوصا وأن الحكومة لم تقبل بوجود محاولة اغتيال لجعجع، علماً ان موضوع محاولة الاغتيال هو عنوان كبير جدا، وهو يزيل كذبة الاستقرار عن هذه الحكومة، ومحاولة الاغتيال تؤكد ان الحكومة تجسد 7 ايار، لان الهدف من محاولة الاغتيال قلب الميزان الانتخابي لمصلحة فريق على فريق آخر". وختم "نحن لن نقبل بإجراء الانتخابات تحت إشراف هذه الحكومة، وسنسعى بما نستطيع من أجل الوصول الى حكومة محايدين وتكنوقراط، خصوصا وأن الرئيس ميقاتي لم يعد هو نفسه في العام 2005، الذي جاء بمهمة أخرى لا ينكرها هو، ولا الوقائع تنكرها".

 

جنبلاط اتهم النظام السوري بالتحالف الضمني مع إسرائيل منذ 1973  وأعرب عن مطلبه عودة علاقته بالسعودية كما كانت

المستقبل/نفى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن تكون لزيارته الى السعودية أي علاقة بلقائه معاون الامين العام لـ"حزب الله" حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل، بعد عودته، موضحاً أن موعدهما كان محدداً سلفاً وتم التطرق خلال اجتماعه بهما الى "أهمية طاولة الحوار لمعالجة موضوع السلاح، وكرّرنا رفضنا استخدام السلاح في الداخل، لأنّه أدّى إلى كارثة معنوية كبيرة جداً لـ"حزب الله" وشرخ عمودي بين اللبنانيين". وأعلن أنه يريد لعلاقته مع السعودية أن تعود كما كانت "خصوصاً وأنّه كان هناك سوء فهم كبير بالانعطافة مع نجيب ميقاتي والتخلي عن سعد الحريري في تشكيل الحكومة الحالية"، مشدداً على أنه هذا "كان محور اللقاء مع الأمير سعود (الفيصل)، أي كيفية إعادة ترميم العلاقة، ولم نتحدث في الشأن اللبناني لا من قريب ولا من بعيد".

ووصف في حديث إلى موقع "مختار" الإلكتروني ينشر اليوم، موضوع زيارته الى السعودية بأنه "موضوع خاص جداً بيني وبين الأمير سعود الفيصل"، لافتاً الى أنه "كان هناك نوع من العتب من قبل السعودية بعد تأييدي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كانون الثاني 2011 والانعطافة التي حصلت آنذاك، وما زلت على رأيي، لأن تلك الانعطافة كانت ضرورية لتجنيب البلاد توتراً مذهبياً والدخول في مرحلة انتقالية". وأعرب عن اعتقاده أن "العمل الذي قمنا به آنذاك، أنا والرئيس ميقاتي، كان إنجازاً لتخفيف التوتر".

وأكد أن لديه حركته السياسية "المستقلة" عن "حزب الله" وأن الخليلين لم يسألاه عن زيارته للسعودية. وقال: "أنا لا أناقشهم عن سياستهم مع إيران، لا علاقة لي بالأمر، وهذه ليست مهمتي، لذا لا أتوقع منهم أن يناقشوني في علاقتي مع السعودية".

وعن سبب عدم لقائه الرئيس سعد الحريري في السعودية، اوضح انه "هو من اختار عدم اللقاء بالحريري"، مؤكداً أن "لا عداوة بيني وبين الحريري، لكني لا أريد أن تخرج تأويلات كتلك التي سبقت زيارتي إلى السعودية". وانتقد بعض "التأويلات التي وردت في صحيفتي "الأخبار" و"النهار" بأن الحريري هو من سهّل الزيارة، والأمر ليس كذلك".

وفي الشأن الحكومي، قال: "لا أرى أي داعٍ لاستقالة الحكومة إلا في حال وجود ظروف استثنائية". وشدد على أن "ميشال عون ليس رئيس الجمهورية، والرئيس ميشال سليمان هو الذي يقرر التعيينات"، معرباً عن أسفه لوجود "تيار عبثي بقيادة ميشال عون يشل كل شيء، ومع الأسف "حزب اللّه" يسايره". واتهم عون بأنه "يسعى الى السيطرة على مفاصل الدولة كلّها من قضاء وأمن وسياسة وإدارة وانتخابات".

واشار الى انّ "السلاح يمرّ بخريطة طريق عبر النّظام السّوري ثمّ إلى إيران، وأنا لست مختصاً في الحسابات الإيرانيّة، إلاّ أنّني لا أؤمن بأنّ فلسطين سوف تحرَّر من الخارج بل من الدّاخل".

وعن العلاقة مع 14 آذار، أكد ان "المصالح السياسيّة قد تلتقي في موضوع النسبيّة، لكنّني لن أعود إلى 14 آذار"، لافتاً الى أنهم "لا يريدون الحوار على السلاح وهذه نقطة مركزيّة في الإختلاف".

ورأى أن من شأن "تأسيس مجلس شيوخ في ظلّ النسبيّة والدائرة الواحدة، أن يفقده جوهره، لأنّنا بهذه الطريقة نكرّس الانقسامات في كلّ مكان"، معتبراً أن "النسبيّة في غياب إلغاء الطائفيّة عاجزة عن تحقيق ما تصبو إليه". أضاف: "أنا أطرح الفرديّة في هذه الحالة، فلتتمّ العمليّة الانتخابيّة بشكل فردي لكلّ نائب. وأعتقد أن جهات في الأكثريّة، بفعل وحي سوري، لا تريد أن يكون في الأكثريّة الحاليّة صوت يتمايز عن الصوت الرسمي مع سوريا، لذلك المطلوب إلغاء من تجرأوا على الوقوف في وجه النّظام السوري أو انتقاده، وأيّدوا ثورة الشعب السوري، وهذه العمليّة تكون بواسطة النّسبيّة والسيطرة على الدولة والقضاء والأمن والجيش".

وشدد على أن "النسبيّة تهدف إلى إلغاء الصوت الوسطي، بما فيه الرئيس ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط"، واصفاً اياها بأنها "جرّافة" إنتخابيّة. وأعلن أنه ليس مستعداً للمغامرة بالنسبية حالياً "خصوصاً في ضوء عبثيّة "التّيار الوطني الحرّ" والهجوم على رئيس الجمهوريّة"، معتبراً أن "كل ذلك لا يبشّر بأنّ الأكثريّة الحاليّة تريد صوتاً معتدلاً يوازن بين التأكيد على المحكمة والعدالة من جهة، وتأكيد الحوار على أهميّة السلاح وعدم استخدامه في الداخل من جهة أخرى. يريدوننا أن نعود إلى عهد الوصاية كما في عهد لحّود".

وعن موقعه راهناً، قال: "لست في 14 آذار ولكنّ ذلك قد يلغى في انتخابات العام 2013. لقد اتّفقت مع "حزب الله" وقلت إننّي ميّزت نفسي في ما يتعلّق بالنّظام السّوري. أنا أخالف 8 آذار في تأييدهم المطلق لسوريا وإيران وروسيا، وأخالف 14 آذار في رفضهم الحوار بوجود السّلاح".

وأعرب عن اعتقاده أنه "كلما سقط (الرئيس السوري بشار) الأسد بسرعة، بات ممكنا لسوريا أن تنجو من حرب مذهبية وأهلية، وكلما استمر النظام معتمداً الحل الأمني ازداد الدمار في سوريا"، مذكراً بأنه "عندما استمر بشار بالقتل اخترت تأييد الشعب السوري، وهكذا أريح ضميري تاريخياً".

واتهم النظام السوري بأنه "منذ العام 1973 على نوع من التحالف الضمني مع إسرائيل"، سائلاً عما إذا كانت إيران وروسيا مع تقسيم سوريا. واعتبر أنه "إذا وُجد حلّ إنتقالي لبشار الأسد بمسعى إيراني روسي فسيكون هذا الأمر أفضل لسوريا ولبنان".

 

منسقيات المغتربين تفضح نوايا "الخارجية": ممارسات منظمة لحرمانهم من التصويت

رولا عبدالله/المستقبل

أكثر من ثمانية مليارات دولار "يعكّز" اللبناني عليها سنوياً من جيب أبناء بلده من المغتربين، وهو الرقم الذي يستدعي ردّ الجميل بأكثر من لافتة تعلّق على الطرق على غرار "شكراً اغتراب". كأن يسترجع المغترب في أقل تقدير حقه في الاقتراع والتمثيل، هو الذي يتبوأ في الخارج أرفع المناصب في الوقت الذي يضنّ عليه بلده الأم بتمثيل شرعي وسفير أصيل بدلاً من المستشارين، أو "الكراسي الشاغرة" في 22 سفارة لبنانية من أصل 68 من حول العالم.

فهل ينجح لبنان في اهداء المغتربين قانونا انتخابياً يضمن لهم حق الاقتراع من دون "ألغام" وبهدلة على أبواب السفارات؟. سؤال بحاجة الى "عجيبة" بالنظر الى المتابعة "السلحفاتية" التي تقوم بها وزارة الخارجية والمغتربين، وفوقها الثغر الدستورية واللوجستية، وليس آخراً رصد الموازنة للاستحقاق الذي نص عليه القانون الصادر في العام 2008. عجيبة يؤكد منسقو الاغتراب في الأحزاب والناشطون في المهجر أنها لا بد أن تصير واقعاً في انتخابات العام 2013، بفضل ارادة اللبناني القادرة على دحض المستحيل، وابداً ليس بفضل الجهات الحكومية المفترض أنها معنية في التحرك ومساندة المغتربين.

"مش مسموح ما ننتخب" يعلق لبناني مغترب على موقعه الالكتروني، معدداً العقبات التي تواجهه في مهمة تجديد أوراقه الثبوتية. يشرح الآلية المعقدة:"بالنسبة الى بلد ضخم المساحة مثل الأرجنتين، يتطلب الوصول الى السفارة الانتقال بالطائرة نظراً الى بعد المسافة. ولأنه لا موقع الكترونيا محدثا يتضمن ما نحتاجه من أوراق رسمية، نجد أنفسنا ملزمين تكرار الانتقال بالطائرة لمرتين أو ثلاث في أقل تقدير لانجاز معاملة رسمية. هذا الامر يرهق اللبناني مادياً ويضطره الى الحصول على أيام اجازة من العمل، ما يدفع العديد من المهاجرين الى التفكير مئة مرة قبل زيارة السفارة وربما الاستغناء عن جواز السفر اللبناني لمصلحة الجواز الأجنبي الذي لا يتطلب كل التعقيدات المذكورة، علماً أنّ تفعيل المواقع الالكترونية التابعة للسفارات أو وزارة الخارجية من شأنه تسهيل تخليص معاملاتنا وتوفير الوقت علينا بدلاً من البهدلة على أبواب السفارات، وأحياناً الوقوف في الطوابير".

تشدد منسقة قطاع الاغتراب في "تيار المستقبل" ميرنا منيمنة على "عدم التهاون في حق الاقتراع الذي حصل عليه المغترب من منطلق وقوفه الدائم الى جانب بلده، وهو الامر الذي يفترض أن يحفّز المعنيين على عدم خذلانه في الادلاء بصوته والمشاركة في تشكيل الخارطة السياسية في البلد. ولا مانع في أن تكون للمغتربين كوتا تمثيلية تأتي بمثابة جسر تواصل بين الداخل والخارج، الا أنّ الوصول الى الانتخابات النيابية بأقل قدر من الأخطاء والمشكلات يستوجب من وزارة الخارجية والمغتربين تناول الاستحقاق بكثير من الجدية وتفعيل تواصلها مع السفارات والقنصليات في البلدان التي تتواجد فيها الجاليات اللبنانية بكثافة".

وتوضح: "صحيح أننا كتيار نضع امكاناتنا بتصرف المغتربين في الخارج ضمن احترام أنظمة وخصوصيات الدول، لكنّ المسؤولية الكبرى تقع على عاتق وزارة الخارجية والمغتربين التي يفترض أن تقوم بدورها على أكمل وجه لانصافهم في تحصيل حقوقهم. فالوزارة يفترض أن يكون الخارج وجهة عملها بدلاً من الداخل، وعليه يترتب البدء أولاً بخطوة التشكيلات الديبلوماسية وتعيين سفراء أصيلين لأنه من المعيب أن تبقى السفارات اللبنانية من دون سفراء مع وجود عدد كبير من الشواغر فيها".

وفي خطوة رديفة تلفت منيمنة الى "ضرورة القيام بمسح دقيق لعدد اللبنانيين في المهجر". وتسأل: "كيف نعرف مثلاً أن عدد المصريين في بلاد الاغتراب هو ثمانية ملايين في حين يتعذر علينا احصاء مهاجرينا علماً أن كل التقديرات تشير الى أنّ عدد المغتربين يفوق عدد المقيمين؟ والمؤسف أيضاً أن العدد المسجل في السفارات أقل من المتوقع بكثير".

أما بخصوص القانون الذي أعطى المغترب حق الاقتراع، فتشوبه بنود مبهمة وغير قابلة للتنفيذ أو معقدة، وتصوّب منيمنة على بعضها: "ينص القانون على ضرورة توقيع السفير والقنصل على نتيجة الاقتراع، فهل هذا ممكن في البرازيل أو الارجنتين وغيرها من الدول التي تفصل بين مدنها مساحات شاسعة؟وفي حال جاء عدد المسجلين في منطقة ما أقل من مئتي مقترع، هل سيحرمون من التصويت تماشياً مع ما يلحظه القانون لجهة عدم امكان وضع قلم اقتراع في الاقلام التي يقل عدد المسجلين فيها عن المئتين؟. وبأي وسيلة سترسل النتائج الى لبنان؟. وهل يكفي عدد الموظفين في السفارات والقنصليات في ولاية مثل ميشيغين حيث عدد الناخبين اللبنانيين بالآلاف؟وهل تحذف أسماؤهم من لوائح الشطب في بلدهم في حال سجلوا أسماءهم للاقتراع في سفارة بلدهم؟". أسئلة كثيرة تطرحها منيمنة تقابلها أسئلة أبناء الجالية من المهتمين :"هل ينتخب المغترب مرشحه في الاغتراب أم مرشحاً مقيماً في لبنان؟ وفي حال ورد خطأ في لوائح الشطب التي سترسلها الوزارة الى السفارات هل بالامكان استدراكه بصورة عاجلة أم أن المقترع يخسر حقه بالتصويت في الخارج والداخل في مثل حالته؟".

في الحديث عن أحوال المغتربين تبدي منيمنة الكثير من الحسرة باعتبارهم يحملون بلدهم واغترابهم في سلة واحدة. تحكي بلسان حالهم: "معقول أن يشارك المغتربون من العراق ومصر وجنوب السودان في انتخابات بلادهم على الرغم من الازمات الأخيرة عندهم في حين يدخل لبنان نفقاً مبهماً في معالجة آلية التنفيذ؟". وتلفت منيمنة الى أن فريق 14 آذار قدم لرئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال زيارته أستراليا وثيقة يعرض فيها خطة متكاملة لتسهيل تسجيل المغتربين، ناقلاً اليه المشكلات التي تواجهها الجاليات اللبنانية في بلاد الاغتراب، معربا عن استعداده لتقديم الدعم المطلوب".

ولا تنفي قيام بعض السفارات بالتعتيم على موضوع اقتراع المغتربين وعدم تزويد أبناء الجالية بالتعاميم الصادرة في هذا السياق، فهل "التقصير من السفارات أو وزارة الخارجية؟"تتساءل مستندة على شكوى لبنانيين مقيمين في بلد عربي سبق أن أكدت لهم السفارة عدم تبلغها بأي معطيات بخصوص الاقتراع. وتنقل عن آخرين من أبناء الجالية في أبو ظبي بأنّ موظف السفارة أخبرهم بأنه لغاية اليوم لا آلية واضحة للمباشرة في تسجيل الاسماء وانجاز معاملاتهم للانتخاب. وفي هذا الجانب تجد أنه "من الضروري القيام بحملة اعلامية تبثها الفضائيات اللبنانية لاعلام المغتربين بما عليهم القيام به، فالدعاية أساس نجاح أي مشروع. وعن خيارات الناخبين، لا بد من الوثوق بخيار المغترب الذي يرى الامور بوضوح بعيداً عن التهويلات والوعيد مع فارق وحيد بأنه حين يلمس غبناً بحقه ليس بامكانه الاعتصام أو التظاهر الامر الذي يضاعف من الدعوة الى تعزيز دور البعثات الديبلوماسية".

"في هذه الدولة التفاؤل صعب" يعلّق مسؤول الاغتراب في حزب "القوات اللبنانية" أنطوان البارد منطلقاً من "تراجع عدد القناصل والسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية الى حد يستدعي طرح السؤال: هل هذا الاجراء ضمن مخططهم لشل عمل السفارات؟. وهناك جوانب عدة تفضح التقصير المتعمد، بينها التأخير في تطبيق آلية العمل المفترض أن تبدأ منذ العام 2009، بالاضافة الى تغاضي بعض السفارات أو عدم تبلغها بضرورة تسجيل أسماء المغتربين الذين يرغبون بالمشاركة في الانتخاب. وهناك عدم توحيد المانيفست المعتمدة، والأكثر ايلاماً في الموضوع أنّ المغترب سوف يتكبد ما لا يقل عن خمسين يورو لاتمام أوراقه الرسمية.

ويتوقف البارد عند الفروق الشاسعة بين دولة وأخرى: "في أميركا على سبيل المثال، هناك أربع بعثات فقط مسؤولة عن نحو 51 ولاية يتواجد فيها اللبنانيون. أما في سيدني، فهناك قنصلية واحدة فيها أربعة موظفين بالكاد تستقبل خمسة أو ستة طلبات في اليوم، وعلى هذه الحال من الطبيعي أن نواجه أزمة يفاقمها الصدأ الذي ضرب السفارات والقنصليات التي يبدو بعضها أشبه بـ(موظف الدولة) الذي بالكاد يداوم". وفي الجانب الايجابي، فانه يعوّل على اندفاع رئيس الجمهورية في دعمه للجاليات اللبنانية ومشاركتهم حقهم في الاقتراع، لكنّ النداء الرئيسي المطلوب اطلاقه موجه الى وزارتي الخارجية والمغتربين والداخلية من أجل تبسيط ما تعقد". ويختم: "بصريح العبارة بامكاننا أن نعقد اجراءات الاقتراع أو نبسطها. لا شيء مستحيلاً، اذ يمكن في الاقتراع الاعتماد على بطاقة الهوية أو جواز السفر مع تفعيل المكننة والتواصل الالكتروني والحملات الاعلامية".

بدوره، يبدي رئيس الهيئة الاغترابية في حزب "الكتائب" سرج أبو حلقة استياءه الشديد من الآلية المقترحة في مجلس الوزراء وكيفية التعاطي مع اقتراع المغتربين، لافتاً الى أنّ "الحزب أوّل من طالب بإشراك المغتربين في هذا الحق، فاذا به يفاجأ بالتمييز الفاضح بين المقيم والمغترب. ويوضح: "القانون عمره أربع سنوات، لكنهم قبل عام من الانتخابات حملوا الينا آلية مغايرة لما نطمح اليه في التعاطي مع المغتربين بغية زركنا في الزاوية. التقصير واضح بدليل المراوغة المعتمدة، الامر الذي يؤكد أنهم ما كانوا ساروا بالقانون لولا الضغط الشعبي الذي رضخوا اليه، فاختاروا تمييع القانون وهذا ما لا نسمح به، اذ ستكون بين خطواتنا زيارة قريبة الى أستراليا يقوم بها النائب الشيخ سامي الجميل ومن هناك ستكون لنا مواقف أكثر وضوحاً".

 

سورسا وإيران

 

واشنطن دعت الصين إلى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة طهران  

إيران: لن نوقف تخصيب اليورانيوم ولن نغلق موقع فوردو المحصن

 فيينا, بكين - رويترز, ا ف ب: حددت إيران ما يمكن وصفه بـ"الخطوط الحمراء" في شأن المحادثات التي ستجريها مع القوى الكبرى في بغداد في 23 مايو الجاري, بإعلانها أنها لن توقف تخصيب اليورانيوم أبداً ولن تغلق موقع فوردو المحصن تحت الأرض قرب مدينة قم.

وجاءت هذه المواقف رداً ضمنياً على ما كشفه مسؤول أميركي, قبل أسبوعين, ومفاده أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيطلبون من إيران, خلال المحادثات, أن توقف تخصيب اليورانيوم وأن تغلق فوراً موقع فوردو. وقال سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية, أمس, انه لا يرى "مبرراً" لاغلاق فوردو, مشيراً إلى أن الموقع خاضع لإشراف الوكالة.

وأضاف "حين يكون لديك مكان آمن ومؤمن تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلماذا تطلب مني أن أغلقه?".

وأوضح سلطانية أن ايران بنت الموقع لتوفر حماية أفضل لنشاطها النووي من أي هجمات تشنها اسرائيل أو الولايات المتحدة عليها, مضيفاً ان "فوردو مكان آمن .. أنفقنا الكثير من المال والوقت حتى يكون لدينا مكان آمن".

وبشأن وقف تخصيب اليورانيوم لدرجة عالية, قال سلطانية جازماً: "هناك أمر واضح وهو أنه لن يتم تعليق التخصيب في ايران أبداً", لكنه أحجم رغم ذلك عن التعليق على مطالب الغرب بشأن وقف التخصيب لدرجة اعلى بلغت 20 في المئة وهو ما بدأته ايران العام 2010 وسرعت من انتاجه منذ ذلك الحين, وهو ما يقلص الوقت الذي تحتاجه الى صنع سلاح نووي إذا قررت ذلك.

وأكد سلطانية أن ايران لن تتراجع أمام العقوبات والتهديدات قائلاً: "لا العقوبات ولا الأعمال العسكرية ولا الإرهاب الذي يمارس ضد علمائنا سيوقف التخصيب".

في المقابل, أكدت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون, أمس, أنه إذا تم تخفيف الضغوط على طهران فلن يكون لديها دوافع كافية للتفاوض بشأن برنامجها النووي.

ودعت الصين الى اتخاذ موقف موحد في مواجهة ايران مع اقتراب موعد فرض عقوبات اميركية على صادرات الجمهورية الاسلامية من النفط.

وأكدت كلينتون, اثناء زيارتها بكين, ان الولايات المتحدة والصين تشتركان في هدف واحد وهو منع ايران من امتلاك سلاح نووي, مجددة تأكيدها على ان الولايات المتحدة تريد نتيجة سلمية للازمة.

وقالت كلينتون لمسؤولين صينيين بارزين خلال محادثات سنوية ان "افضل طريقة للتوصل الى الحل الديبلوماسي الذي نسعى اليه جميعا هو ان نبقى اقوياء وموحدين", مضيفة "إذا خففنا الضغوط او ضعف عزمنا, فان ايران سيكون لها حافز اقل للتفاوض بنية حسنة او اتخاذ الخطوات الضرورية لتبديد المخاوف الدولية بشأن برنامجها النووي".

وبموجب قانون اميركي يهدف الى الضغط على ايران للتوصل الى حل, فإن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات تبدأ في 28 يونيو المقبل على المؤسسات المالية من اية دولة تواصل شراء النفط الايراني الذي يشكل الصادرات الرئيسية للجمهورية الاسلامية.

ومنحت وزارة الخارجية اعفاءات لدول الاتحاد الاوروبي واليابان, مؤكدة في الوقت نفسه انها تبذل جهودا كبيرة لخفض مشتريات النفط الايراني.

واعربت كل من الصين والهند اللتين تعتمدان بشكل كبير على النفط الايراني, عن معارضتهما للقانون الاميركي, الا انهما خفضتا مشترياتهما من النفط الايراني تدريجيا مع اقتراب الموعد النهائي للقرار الاميركي بشان فرض عقوبات.

من جهته, دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله الاسرة الدولية الى منع ايران من الحصول على السلاح النووي, مؤكدا دعم بلاده الثابت لإسرائيل.

وقال أمام المؤتمر العالمي للمجلس اليهودي - الاميركي في واشنطن ان "البرنامج النووي الايراني الحالي يشكل خطرا جسيما, ليس على اسرائيل فحسب بل على المنطقة ككل".

 

ميشال عون "إبن الأكابر"!

بول شاوول/المستقبل

ميشال عون "إبن الأكابر" و"إبن الذوات" و"إبن الأوادم" تربية جمعية "الحبل بلا دنس"، "عفيف اللسان"، و"الكفَ" و"طَهور السرائر"، و"الضمائر"، يتهم نواب المعارضة بأنهم "أولاد أزقة، وشوارع وزعران". وصرًّح وما أجمل ان تراه وهو يصرح أيها القارئ، فإن هؤلاء "اتهمونا مثل عاهرة في الشارع تسب كل الناس، فعهد العواهر انتهى". وميشال عون الذي لم يرشق أحداً بوردة ولا برصاصة ولا بمدفع ولا بقذيفة ولم يكن حليفاً لاسرائيل في 1982 في غزوها لبنان ولا لصدام حسين "قديس" العراق، ولا أخيراً حليفاًَ للنظام السوري معقل "غاندي" و"مانديلا"... ها هو يخترق بعذوبته وشفافيته وسلميته وعقله "المدني" وهواجسه "الثقافية" الكبيرة "حّمّلة الأقلام" في لبنان فيتهمهم بأنهم "يشجعون الجريمة". لم يحدد جيداً هذا الدقيقُ الحصيفُ الألمعي اللوَّذعي الجريمةَ، ولكن اتهم من يكتب بأنهم يتواطئون مع المجرمين، وتالياً فهم مجرمون... وأخيراً لا آخراً (كقصص الحيات) انه أزمع وباصرار المواطن الحريص على الدستور، والميثاق ومصالح الناس والديموقراطية، بأنه سيعيد فتح ملفات انتخاب رئاسة الجمهورية الحالية لا ملف انتخاب رفيق سلاحه إميل لحود أو التجديد له، لأنه تذكر اليوم بأنه جلسة الانتخاب التي انتخب فيها الرئيس سليمان لم تكن دستورية. هذا بعض ما أدلى به ميشال عون "جنرال المقاومة" وحليف فايز كرم عميد "الممانعة" في حملته على كل من "فتح ملف البواخر" أو اعتمادات 8 مليارات ليرة (وقبلها 11 ملياراً) وخصوصاً اليوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي رفض التوقيع على فضيحة الاعتمادات. ولم يفت الجنرال التهديد (بذرائع وأسلحة وقوة غيره: أي حزب الجماهيرية العظمى) بعرقلة الانتخابات المقبلة، صارخاً " إبن مرا يوقف على رجليه حتى الانتخابات".

فبطل "الحربين": التحرير والإلغاء (هزم فيهما شرَّ هزيمة!) لن يُبقي من يدّب او يشّب أو يمشي فوق الأرض، واقفاً... يضرب خبط عشواء" انا اعمى ما بشوف أنا ضراب السيوف" (بالطبع حتى سيوف الوصايتين يبدو انها باتت من خشب شوح. رائع! كيف تتصورون هذا الانسان الشجاع، "فتوة بولاق" في هذا الخضم: لا يريد أحداً ان يبقى لا في رئاسة الجمهورية "غير الشرعية" (!) ولا في الشارع ولا في المنازل. ولا على السطوح. على الجميع ان ينبطحوا أو يزحفوا او يتمددوا... من الآن وحتى الانتخابات النيابية لأن "إبن المرا" الوحيد ميشال عون سيبقى واقفاً وحده على قدميه. فانسوا إيها اللبنانيون أقدامكم وأرجلكم.. وركبوها على رجلي ميشال عون ليمشي بها وحده في ساحة البطولة. (وقبل ذلك اتهم هذا "الشرس" بعض نواب 14 آذار بقتل شهداء 14 آذار). فدونكيشوت يجب ان يكون بمليون قدم. وبمليون ذراع. وبمليون عين وبمليون فم وبمليون منخار وبمليون انسان لكي يكون هو الشعب. كائن كوكبي يحتل البلد بقوائمه المليونية وعندها يمكن ان يقوم أبو الميش وحده بالانتخاب. وبالتصويت. صوته بمليون. ولا يحتاج إلى أكثر. وصوته يصير الأكثرية. ولا يحتاج إلى ذلك. بل ويستطيع بكل حرية ان ينتخب نفسه بنفسه (بلسانه المليوني) رئيساً للجمورية، فيدخل"غينز" فيصير الرئيس الأول الذي لا يحتاج إلى أحد لكي ينتخبه "رئيس مليوني" لجمهورية واحدة. أي رئيس بمليون رأس لجمهورية بلا رأس. وعندها لا تعود تتسع له الأمكنة، ليصير رئيساً لجماهيرية ملاينيية.. يجسدها خير تجسيد. أوليس هذا ما كان يمثله "هتلر" مثلاً، أو ستالين. او حافظ الأسد أو صدام حسين أو اليوم بشار الأسد... أو حسني مبارك.

ولأن الجنرال يمتلك كل الحقائق (وهو رأس بملايين الحقائق ايضاً) فهو يمتلك كل الملفات: المالية، والاقتصادية والسياسية والدفاعية والأخلاقية والرياضية والأولمبية ورفع الأثقال والماراتون... ولأنه يمتلك كل الملفات والحقائق فها هو يهدد بفتحها "لأنها جاهزة" عنده (وقبل ان تحدث. فهو عَرَّاف أيضاً.. وينتمي إلى طبقة "الكُهّان" والمنجمين، والفلكيين) لكن وبتواضع قلّ مثيله، فأنه يقصر هذه الملفات على المرحلة من 1993 وحتى اليوم. أي انه ينأى بنفسه عن التطرق إلى ما قبل هذه المرحلة أي حروبه التافهة... وفضائح اتهامات الوصايتين. فهناك "الكنوز" المرصودة التي لا يريد ان يفك طلاسمها، والخزانة السحرية التي لا يريد ان يتذكر أرقامها. هكذا فهو قادر على تحديد الأزمنة متى شاء. وعلى تفجرها متى شاء. وكأنه، وعل الرغم من "شهامته"ّ! لا يريد ان يذكر نفسه ولا غيره كيف اغتصب السلطة. ولا يريد أن يُفتح له ملف التبرعات (قرابة 80 مليون دولار) ولا علاقته "العروبية القومية البعثية النضالية العفيفة بصدام حسين... ولا بعرفات ولا يريد ان يسمع من أحد سؤاله" "من أين لك هذا يا ميشال عون، فأنت الموظف براتب محدود. أين لك كل هذا. وأين لصهرك الذي دخل إلى المعترك السياسي"مليونيراً".. ومن فرط ما ساعد الناس.. افتقر. ومن فرط ما تعفّف، تجفف. وأكبر دليل على ذلك الاعتمادات، وقبلها الـ 11 ملياراً... فهو يريدها كلها ان تصب في مصلحة الكهرباء والمشاريع والناس. وليس في جيوبه. فجنرال "الكرم" (بما في ذلك فايز كرم) وجنرال الجود، والأريحية والمُثل وصنديد الحقيقة وفادي "الوطن" ها هو يهدد بفتح ملف جلسة انتخاب الرئيس سليمان "غير الشرعية". يعني ان رئاسة سليمان غير شرعية وان مجلس النواب غير شرعي، والحكومات التي تلت غير شرعية والانتخابات غير شرعية ولن يكرر "التوافق" على أي رئيس مقبل، بل يريدها أما معركة "كسر عظم" او معركة إلغاء... او لا معركة، ولا الغاء ولا جلسة انتخابات: مجرد انقلاب شبيه بانقلابات البعث، وجمهوريات الموز والخس. ويبدو انه يهدد بكل ذلك واثقاً من حليفه الديموقراطي "حزب الله"... باستعمال سلاح المقاومة لانتخابه أو لانتخاب شبيه له "كامل الأوصاف" مثله. وتجربة اسقاط حكومة سعد الحريري ما زالت في البال. قمصان سود. وتهديد وأموال واغراء وسلاح. فلماذا لا يكرر ميشال عون بارادة وليّ أمره حزب الله وايران تجربة القمصان السود فيجعلها "أورانج" لكن في الانتخابات النيابية. فالرئاسية، فالحكومية، فالنقابات. والاتحادات والجمعيات والعائلات و"ابن مرا يسترجي يحكي" وهذا ما ردّده مراراً. وابن مرا من حملة الأقلام يسترجي يحكي. أو يكتب. فهؤلاء الكتبة "مجرمون" أولاد مجرمين. عملاء عند مجرمين. يشجعون على الجريمة. والجريمة موصوفة في كل الاتجاهات. من الهمس إلى الكلام. الى الصوت. إلى الصورة. إلى النية. إلى النظرة. (ويسترجي ابن مرا ينظر. أو يتطلع) فإذا لم تجر الأمور على ما تشتهي سفن الجنرال وطنابره وأحصنته وجماله ورياحه.. فعلى كل شيء السلام!

هذا الكلام المألوف، والمعلوف والمنتوف والموصوف ليس بجديد. فالجنرال سبق أن حَرَّض على وسائل الاعلام والصحافيين والكتاب (في 7 أيار المجيد أحرق تلفزيون وجريدة المستقبل! وكان نصراً مبيناً!) فهو يكره "الأقلام" لأنها تكتب. ويكره من يحملها لأنه لا يحمل خنجراً. او مدفعاً. أو قذيفة. ولو كان كذلك لما تجرأ هذا الرجل على تهديده، والدليل انه اضطهد كل "حملة" الأقلام حتى في تياره من الذين بني عليهم تياره أثناء فترة منفاه المخملي في باريس، فالجنرالات امثال عون لا يحبون الأقلام. ولا الورق. ولا الجرائد. ولا الكتب. لأنها من "المنكرات" والمحرمات والممنوعات! وعليه فيجب "اهدار دم "حملة الأقلام" لأنهم "مجرمون" يستحقون العقاب والسجون. وإذا لم يصدق هؤلاء فليتذكروا مصير سمير قصير، وسليم اللوزي ورياض طه وجبران تويني وما تعرض له مروان حمادة. وما قاساه المثقفون في نظام حليفه بشار السوري من "حملة الأقلام" والأفلام والأصوات من القاشوش إلى ميشيل كيلو، إلى فايز سارة، ومازن درويش وسمر يزبك وعلي فرزات.. فهو يتفق وحليفه على هذه الحقائق الدامغة التي من دونها لا يستقيم حكم ولا تُبنى دولة: قمع حملة الأقلام والأصوات والأقلام والأحلام. وإذا شاؤوا أن تسلم رؤوسهم، وتنظف ملفاتهم... و"يٌرضى عنهم" فعليهم ان يحملوا أقلاماً بلا حبر. أو حبراً بلا أقلام. أقلاماً لا تكتب. واذا كتبت فلتمجيد انجازاته وانجازات حلفائه من حزب الله والنظام السوري وايران! رائع! ولأنه "رؤيوي" شامل، ولوناتيكي أشمل فقد عرف كيف يجمع في تهديده الانتخابات والرئاسة والبرلمان والصحافة وصولاً إلى خصومه السياسيين عندما وضع في فم صهره الذهبي، حقيقة ناصعة وحٌكماً قاطعاً، ورأياً سديداً بأن 14 آذار هم الذين قتلوا شهداء 14 آذار. فهذا "القاضي" الراضي الرائع بَرَّأ حتى اسرائيل التي اتهمها حلفاؤه بقتل هؤلاء وطبعاً عندما يبرئ اسرائيل فعليه ان يبرئ حزب الله.. وكل من ساهم في هذه الجرائم. فـ 14 آذار مجرمون. (كلهم) لأنهم قتلة 14 آذار والكُتاب مجرمون لأنهم متواطئون والحكومات السابقة فاسدة.. والمشاركون فيها مجرمون بحق الشعب ومصالحه ولقمة عيشه وماله وكهربائه... ومازوته الأحمر وبنزينه الملون. فالجنرال اليوم يقاوم حفنة من "الزعران" والقتلة، وابناء الشوارع والأزقة.. ومقاومته الشرسة هذه تصب طبعاً في استراتيجية مقاومة اسرائيل.. فالعدو الداخلي واحد، فالقاتل الموصوف (كخصومه) هو عميل موصوف ايضاً (كعميد العملاء فايز كرم الذي يستحق البراءة على ممانعته الدائمة) والعميل الموصوف هو عدو السيادة والاستقلال والديموقراطية... من هنا يقف جنرال المليون ذراع، ومليون منخار ومليون عين فيرى ان دخول "الباخرة" لطف الله اعتداء على الأراضي اللبنانية وتخترق السيادة للانتقال إلى دولة أخرى"، ويقصد دولة الوصاية السورية. فهو هنا "عاشق السيادة" و"ليلاها" و"قيسها" و"روميوها" و"جولييتها" ! خصوصاً عندما تدنسها باخرة محملة بالسلاح... وذاهبة إلى نظام احترم (مثله) سيادة لبنان. وما زال يحترمها. ويقدسها. على امتداد أربعة عقود وربما قبل. فلولا وجود جيش هذا النظام في لبنان لما بقيت سيادة. ولا بقي ميشال. ولا هرب من عشق حليفه النظام السوري لسيادة بلده. وهو ومن غرامه وهيامه بالسيادة، يعتبر ان الأسلحة التي تتدفق على الجيش السوري من روسيا وايران لمحاربة الشعب تأكيداً على السيادة باعتبار ان الشعب السوري المنتفض ينتهك "سيادة بلاده" لأنه يرفع صوته بالحرية ضد نظامه. وكل شعب يطالب بالحرية هو بالنسبة لجنرال العفة والوطنية معاد لسيادته. وكل شعب يطالب بأن يقرر مصيره على ارضه هو شعب ينتهك السيادة. فأي شعب لا يقبل نعمة نظام دكتاتوري استبدادي هو شعب ضد السيادة. فالسيادة بمفهومه هي للأسياد فقط. لسيادة هذا الرئيس... او ذاك. وجنرال "السادة" وصولاً إلى السادات يعتبر ان تدفق الأسلحة من "سادة" نظام الأسياد في سوريا إلى لبنان، وتوزيعها على الأحزاب والعشائر والشبيحة والبلطجية لاثارة الفتن هي تحقيق سيادة لبنان. فالسلاح السوري المتدفق إلى لبنان، من نظام الوصاية، هو لحماية سيادة لبنان من اللبنانيين، فالسيادة هي للوصاية وليس للشعب، وهذا ما تأكدناه عندما اتهم رافعو شعار سيادة لبنان من 14 آذار وسواهم بالعمالة. فالمُطالب بالسيادة هو عميل.(وقبلاً اتهم ابو الميش بالعمالة لأنه تكلم عن السيادة) وحزب الله ليس هو فقط رمز "التحرير" بل رمز "السيادة"... والدليل انتماؤه المطلق الى "ولاية الفقيه" الفارسي عقيدة وسياسة ومالاً وسلاحاً وقراراً وارادة! "بتكون هيك السيادة أو بلاش" ويكفي ان يذكرنا "ابن الأكابر" ميشال عون بفتوحات 7 أيار.. حتى نتأكد من تأصل حزبه الإلهي بالسيادة... عندما احرقت جريدة المستقبل... والتلفزيون وعلقت صور بشار الأسد عليها! براو!

لكن "ابن الأوادم" و"المكارم" و"الذوات" ميشال عون و"ربيب القصور" و"رعروع البلاطات" على حق، دائماً، عندما يتهم 14 آذار بالعهر وبأولاد أزقة وشوارع... لا لشيء لأن أولاد الذوات مثله، ولكي يكونوا سياديين وعفيفين ونظيفي الأكف والسرائر عليهم ان يكافحوا هؤلاء! حتى رئيس الجمهورية، ومروراً بالشهداء (فالشهداء استشهدوا لأنهم ابناء شوارع) وبالمتظاهرين (والمتظاهرون ابناء شوارع) او لا يتظاهرون في الشوارع... والأزقة والساحات.

قل ما تشاء يا ابن "الأكابر" يا جنرال "الذوات" فالزمن اليوم... هو فعلاً لأبناء الشوارع ولأبناء الثورات ولأبناء الأزقة الذين ومن هذه الأمكنة صنعوا ثوراتهم التي لا بد ان تكتمل ومن شوارع دمشق، وحلب وادلب وحماه وحمص ودير الزور... حتى تسقط هذه الأنظمة، أنظمة اولاد الذوات والعائلات المقدسة واولاد الأكابر والقصور والمافيات التي بت ويا لسعادتك تنتمي اليها... وستمضي معها باذن أولاد شوارع الثورة العربية!

بول شاوول

 

لبنان تحت مظلة واقية بقرار دولي وعربي وإقليمي

اسعد حيدر/المستقبل

لبنان، محظوظ في زمن "الربيع العربي". 14 شهراً مرت على الثورة في سوريا، ولم يلحقه، سوى بعض "القذائف" الكلامية. كان الخوف كبيراً من ان تحرقه حمم الثورة، خصوصاً قذائف النظام الاسدي. من لا يخاف على شعبه ويقصفه بالمدفعية الثقيلة، لا شيء يردعه عن ضرب جار له مثل لبنان لا يماشيه ولا يتبنى مقولة المؤامرة الكونية ضده المترجمة بهجمة غير مسبوقة من "القاعدة". يتناسى هذا النظام، انه هو احد ابرز وأبرع "طباخي" سمّ "القاعدة" ضد العراق وحتى في لبنان تحت تسميات مختلفة. القاعدة العامة تقول: "ان طابخ السم آكله". كربلائية النظام الاسدي عن هجمة "القاعدة" لم تعد تقنع احداً حتى ولو حصلت اختراقات معينة. طلاب جامعة حلب الذين قفزوا من الطوابق العليا لانقاذ أنفسهم من "الشبيحة" ليسوا بالتأكيد من "القاعدة". يجوز للنظام الاسدي ما يجوز لكل الديكتاتوريات عبر التاريخ. زائد استنباطات وتطبيقات خارجة من خيال مريض، وليد حالة تملكية لارث استثنائي.

وقائع عديدة تؤكد ان هذا الحظ ليس مجرد حظ، إنه اكثر من ذلك. انه وليد قرار دولي واقليمي وعربي. لبنان تحت مظلة واقية حتى الآن وربما الى فترة طويلة، طالما لم يقع محظور ما، من نوع الحرب الشاملة او الجنون الكامل. من بين هذه الوقائع، تقاطع زيارتي الوفدين الاميركي والايراني. الوفدان مهمان جداً. الايراني برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية محمد رضا رحيمي يرافقه 15 وزيراً ونائب وزير ومدير عام والاميركي برئاسة الخبير الكبير بالملف اللبناني جيفري فيلتمان. لو كان لبنان خارج المظلة الواقية المرسومة والمنفذة بدقة، كانت مثل هاتين الزيارتين قد وضعتاه بين "حجري الرحى وطحنته". ما حصل ان كل وفد قال ما عنده، محترماً الاشارات الحمراء. طبعاً، لا يجب التغافل عن "الرسائل" التي وجهها كل وفد للوفد الآخر.

البداية من الجانب الايراني. طهران تستعد بتصميم لجولة بغداد التفاوضية في 23 الشهر الجاري.. تعتبر القيادة الايرانية، انها حققت مكاسب ايجابية وعديدة في جولة اسطمبول. نقل المفاوضات الى بغداد كما طلبت، يعني برأيها الخروج من ارض مليئة بالالغام الى ارض حليفة لها. انقرة تحولت الى خصم لطهران بعد ان اسقطت الاخيرة على ملفها النووي ظلال التوتر معها بسبب الملف السوري. الايرانيون يريدون التوصل الى اتفاق مع مجموعة "الخمسة زائد واحد" على ارضية الاقتراح الروسي الذي يقوم على تسوية الملف النووي خطوة خطوة، اي كل تجاوب ايراني مع مطالب واشنطن تحديداً يتم رفع العقوبات تدريجياً. طهران بدأت تنزعج اقتصادياً خصوصاً وان مفاعيل العقوبات وارتداداتها تنعكس على يوميات الايرانيين العاديين.

ايران تطلب الكثير، وتريد ان تقدم اقل ما تملكه. مثل هذا الهدف يتطلب الكثير من المناورات و"عرض العضلات". لذلك عمدت طهران الى التصعيد على ثلاث جبهات:

* افتعلت القيادة الايرانية تفجير الملف الساكن للجزر الثلاث، مع قيام الرئيس احمدي نجاد بزيارة جزيرة ابو موسى، وما تبعها من "تسونامي" التصريحات المؤيدة لها على مختلف المستويات والاتجاهات. سكون عاصفة اقفال مضيق هرمز في "فنجان" الانتخابات التشريعية، دون نتائج تذكر عجّل بإشعال ملف الجزر، طهران ارادت تذكير واشنطن بانها موجودة على الحدود في الخليج مع مضيق هرمز او من دونه.

* طرح محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الايراني من بغداد مسألة اتحاد ايران والعراق، كان ايضاً نوعاً من قرع الجرس لتذكير واشنطن بأنها تمسك بالعراق وبه تحارب على عدة جبهات أهمها المحافظة على النظام الاسدي في دمشق. في جميع الأحوال، ملف نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي فُتِح، والتطورات في سوريا ستعصف به.

* زيارة رحيمي للبنان وطرح الوفد الايراني مشاريع واتفاقات مغرية جداً، لتشكل "طعماً" لاصطياد اختراق القطاع المصرفي والالتفاف على المقاطعة المالية من جهة ولتذكير العرب والغرب من جهة أخرى، انها تملك جزءاً اساسياً من سلطة القرار في لبنان.

لكن بعيداً عن الخطابات والوعود، لا يبدو لبنان مستعداً للانزلاق في مسار ايراني، يهدد نظامه المصرفي كله، خصوصاً وان القرار الأميركي الغربي في هذا المجال لا يمكن خرقه ولا التلاعب عليه. التجربة علمت الجميع، ان للذكاء اللبناني في اللعب على الحبال، حدوداً. لا شك ان لسياسة "النأي بالنفس" ايجابيات لا يمكن التنكر لها. أيضاً موازين القوى خاضعة للتحولات في سوريا. الانتخابات التشريعية القادمة ستبلور هذه الموازين.

اميركياً، السفارة الاميركية في بغداد كفيلة بملاحقة توجهات رئيس الوزراء نوري المالكي، لو لم تكن واشنطن راضية عن بعض مساراته لم تجاوز القطوعات التي مر بها ولا قيل له سنبقى لكن لن يجدد لك. جيفري فيلتمان سارع لزيارة لبنان بتوقيت مدروس، ليؤكد ان انفراد ايران بلبنان ممنوع وغير ممكن، وأن اللعبة مفتوحة على كل المسارات، خصوصاً وان الثورة في سوريا تتقدم والنظام الاسدي يتراجع.

ساعة الحسم لم تدق بعد. مشكلة اللبنانيين ان الآخرين يعتبرون الوقت "جنرالاً" في خدمتهم او "سيفاً" يقطعون به المراحل. اللبنانيون يتعاملون مع الوقت بأنه "كفيل" ممتاز قادر التلاعب عليه. المهم ان يستمر السلام الاهلي ولو بارداً.

 

قطار حلب...

علي نون/المستقبل

تؤكد الثورة السورية فرادتها وكينونتها باطّراد لا يُضاهى. محرّكاتها تعمل وفق نمط آلي يشبه الآلة الألمانية المعروفة بأنها كلّما اشتغلت ازدادت متانة ومفعولاً. ومن سوء حظ السلطة الأسدية وحسن حظ سوريا، ان أهل الثورة يناطحون الجبال بمنطق الجبال، ويواجهون مصيرهم من دون أوهام، ويعرفون مسبقاً وسلفاً الأثمان المستحيلة المطلوبة منهم في مقابل حريتهم وتحررهم.. يردّون على إقفال الدنيا في وجوههم، وغرق الحسابات الخارجية في غابة مصالح أصحابها وتناقضاتهم الجائرة والاستفزازية، بإبداع يذكّر بأهل الرسالات الخالدة الأوائل: قضيتهم على حبل مشدود وحافة نصل، التراخي فيها يعني الاندثار والاندحار، وترف الاستراحة حلم ناء، والطريق خط واحد، التراجع فيه ليس خياراً متاحاً، والاستدارة عليه ممنوعة حُكماً وشرعاً وتاريخاً ومصيراً. وليست خبريات ويوميات وليليات المواجهات المتنقلة والمفتوحة من ركن الى آخر، إلاّ تأكيد لتفاصيل تلك الجلجلة المجلجلة. ميزان رابض عند نقطة الصفر. التوازن في كفّتيه منعدم، بل هو مكسور في أساسه: آلة عسكرية أمنية سلطوية تعمل بكامل عدّتها وعديدها، يسندها واقع إقليمي ودولي أغرب من قصص الخيال، في مقابل شعب أعزل إلاّ من إرادته وحناجره، "تتضمنه" مجموعات مسلّحة بما لا يُعتّد به ولا يؤخذ في حسبان العلوم الحربية والعسكرية والأمنية، ورغم ذلك الجور والطغيان الحسابي، تبقى الثورة ولاّدة أرنبية، تنتج في كل يوم ما يكفي لقضّ مضاجع ومهاجع السلطة وكل الشراشف التي تغطيها من طهران الى موسكو الى تل أبيب! .. في ذروة سيرها، وصل قطارها الى حلب. حطّ رحاله في جامعتها وحمّل مدَداً طال انتظاره. كثيرون في هذه الدنيا، قريبون وبعيدون. واعون وغاشون. صادقون وكاذبون، أجمعوا على نقطة مركزية رغم تفرّقهم في نقاط مركزية وهامشية كثيرة: عندما تصل الثورة الى حلب، أو دمشق، أو المدينتين معاً، فإن ذلك سيعني دخولها في منعطف حاسم يؤدي الى واحد من طريقين، واحد سريع وآخر أقل سرعة، لكنهما يؤديان في النهاية الى الهدف المبتغى والمرتجى. تفصيل خطير وكبير ما جرى في جامعة حلب ثم في أحياء المدينة، ويكاد يوازي في معناه ما جرى لدرعا وأطفالها في ذلك الآذار من العام الماضي..

 

 

الراعي في مونتريال ويلتقي رئيس الوزراء الكندي الثلاثاء

المستقبل/يصل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عند الثالثة من بعد ظهر اليوم (بتوقيت كندا) الى مونتريال المحطة الثانية في جولته الراعوية، الى كل من المكسيك وكندا واميركا، ويتوجه فور وصوله الى بازيليك القديس يوسف حيث يترأس قداسا احتفاليا يليه لقاء مع المشاركين في صالة البازيليك، بعد ذلك يزور القنصل العام في مونتريال خليل الهبر الذي يقيم حفل استقبال على شرفه.

ومساء، تقيم "المؤسسة المارونية للانتشار في مونتريال" عشاء في فندق الملكة اليزابيت يتخلله كلمة للبطريرك الراعي ولنائب رئيس المؤسسة نعمة افرام ممثلا رئيس المؤسسة الوزير السابق ميشال اده. وسيشارك في العشاء عدد كبير من ابناء الجالية اللبنانية على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وعدد من النواب الكنديين، وممثلين عن الاحزاب والجمعيات في كندا.

ووصف مسؤول المؤسسة في كندا الاب طوني طحان الزيارة بالتاريخية، مؤكدا انها "لكل اللبنانيين وليس فقط للمسيحيين في كندا". واشار الى ان" ابناء الجالية يعملون لانجاح هذه الزيارة". واكد ان "لا مقاطعة سياسية من احد"، مشيرا الى ان "الجميع سيشارك في الاستقبال ونحن هنا جميعا عائلة واحدة لانجاح هذا اللقاء الاخوي مع احد اهم رموز لبنان والكنيسة".

ولفت الى ان البطريرك الراعي سيلتقي الثلاثاء المقبل رئيس الوزراء الكندي.

 

مصر: من يحرق الثورة؟

علي حماده/النهار

غريب ما يحصل في مصر اليوم. فمع انطلاق الحملة الرسمية للانتخابات الرئاسية في الاول من ايار، اشتعلت البلاد فجأة على وقع شعارات يكتشف المراقب الآتي من الخارج انها غير مطروحة من الناحية العملية. فالاعتصام قبالة مقر وزارة الدفاع في منطقة العباسية، والذي بدأه انصار مرشح السلفيين المستبعد من السباق الرئاسي بسبب جنسية والدته الاميركية احتجاجا على قرار لجنة الانتخابات، تطور الى المطالبة بتسليم العسكر السلطة الى المدنيين في وقت صار موعد التسليم قريبا جدا، اي خلال بضعة اسابيع حالما يجري انتخاب الرئيس الجديد.

في حمأة الانتخابات الرئاسية التي ستكون المنعطف السياسي الفعلي في مصر، تأزم الوضع وتحوّل اعتصام بضع مئات في العباسية، ازمة كبيرة تهدد الانتخابات الرئاسية نفسها. فمع سقوط قتلى في اشتباكات بين المعتصمين وبلطجية "مجهولين"، ثم اقامة "جمعة الزحف" تحت عنوان اقصاء العسكر، سال دم مصري مرة اخرى في ازمة يحار المراقب فعلا في فهم منطقها.

و السؤال لماذا يتوتر الوضع في مصر بالرغم من ان المرحلة الانتقالية بلغت نهاياتها؟ فهل المجلس العسكري يفاوض الرئيس المقبل، أكان عمرو موسى أم عبد المنعم ابو الفتوح تحت ضغط النار من اجل تأمين استمرارية وضعه الخاص؟ ام ان الاسلاميين، اكانوا السلفيين أم الاخوان المسلمين بتقاطع مصالح مع اليساريين وفلول النظام السابق، يعملون كل لغرضه على تطيير الانتخابات الرئاسية؟

خلال زيارتي الاخيرة للقاهرة (عدت قبل يومين) شعرت اثر احاديث مطولة مع عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية التي التقيتها مستطلعا اوضاع مصر، بأن ثمة حلقات مفقودة في المشهد المصري. بعضهم اعاد الامور الى نظرية المؤامرة الخارجية، وبعضهم اعتبر انها الفوضى التي تنشأ في بلد لم يعش الديموقراطية ولا الحرية، وبالتالي فإن الانتقال من الملكية الى الديكتاتورية العسكرية حال دون نشؤ جيل مصري قادر على التعامل مع الحرية بنضج حقيقي. اما بعضهم الثالث فقد ربط الاحداث والفوضى والتخبط بتقاطع سلبي لمصلحة قوى متعارضة في الاساس لكل منها مصلحة في تأزم الاوضاع واعادة الامور الى مرحلة تؤدي الى "ردكلة" الشارع اسلاميا او تحفيز الاستقطاب لمصلحة "حزب الاستقرار". وفي هذا الاطار، لا يغيب عن البال الاشارة الى الازمة المصرية - السعودية (جرى حلها البارحة) التي ادت الى اغلاق السفارة السعودية في القاهرة على خلفية حادثة معزولة وفردية. و الاستنتاج ان مصر اليوم تمر بمرحلة حساسة حتى ان اقل الاحداث اهمية يمكن ان تتحول في ساعات ازمة وطنية كبيرة يسيل على جوانبها دم مصري، لم نفهم كيف ولماذا سال، كما حصل اخيرا في العباسية. وسؤالنا: من يُحرق الثورة في مصر؟

 

هذه حصيلة لقاءات فيلتمان مع 14 آذار

فادي عيد/الجمهورية

جريدة الجمهورية إستأثرت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان بكلّ الاهتمام السياسي، ليس فقط لتزامنها مع زيارة نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، إنّما لكون الديبلوماسي الأميركي معروفاً بمواقفه المتشدّدة والحازمة ومواكبتِه اللصيقة للمسألة اللبنانية. الطبق الرئيس في لقاءات فيلتمان كان الشأن السوري (ريشار سمّور)لوحظ المشهد الانقساميّ لقوى 14 آذار في لقاء مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان، بحيث توزّعت اللقاءات من مار تقلا إلى الحازمية وبيت الوسط ومعراب، بخلاف ما كان يحصل في السابق عندما كانت تلتقي قوى 14 آذار مجتمعةً في السفارة الاميركية في عوكر، أو في منزل أحد قادة 14 آذار، ومردّ ذلك، بحسب المُطّلعين، أنّ السفير فيلتمان هو من طلب ذلك لدواعٍ وظروف أمنية جعلته يختار الأمكنة التي سيزورها، وهو خبير في هذا الشأن من خلال عمله السابق في لبنان كسفير للولايات المتّحدة الاميركية. في حين أنّ اللافت ايضاً غياب حزبَي الكتائب والقوّات عن لقاء قوى الرابع عشر من آذار في دارة النائب بطرس حرب. وهنا تعزو الأوساط المعنية إلى أنّه ليس هنالك من خلافات أو اسباب دفعت بالكتائب والقوات الى الغياب، باعتبار أنّ فيلتمان قد زار الصيفي ومعراب، وأنّهما على بَيّنة من كلّ الامور من الوفد الذي التقى بالمسؤول الاميركي في منزل حرب.

أمّا ماذا حصدت 14 آذار في لقاءاتها مع المبعوث الاميركي في ظلّ تعدّد الروايات وكثرة التحليلات، فإنّ المعلومات المتوافرة من أكثر من جهة شاركت في هذه اللقاءات، تفيد أنّ الأبرز كان الشأن السوري، حيث جوبِه السفير فيلتمان بسيل من الاستفسارات وصلت الى حدّ الانتقاد حول الأزمة السوريّة، وتحديداً متى سيسقط نظام الرئيس بشّار الاسد، فكان الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط يبتسم لدى طرح هذه التساؤلات قائلاً، وبعد شرح مسهب: "إنّ الأزمة السوريّة لن تنتهي غداً ولن تدوم الى ما شاء الله، بل إنّ هذا النظام الى زوال، وقد قلت ذلك لصديقي وليد جنبلاط وأؤكّد لكم أنّ بشّار الاسد سيرحل". وبالتالي إنّ الموضوع الآخر الذي استحوذ على نقاش طويل وعميق تمحور حول الانتخابات النيابية في صيف العام 2013، وهنا دعا فيلتمان إلى تماسك فريق 14 آذار وتمكين التحالفات لأنّ الفوز في هذه الانتخابات ضروريّ كي لا يمسك "حزب الله" بالبلد ويحكمه ويتحكّم بمساره السياسي والاقتصادي والأمني بشكل خاص، ولا سيّما أنّ إيران تجهد لدعم الأكثرية الحاليّة كي تربح الانتخابات، وبمعنى آخر إنّ طهران تلعب الورقة السوريّة في لبنان، وقد باتت هي من يقبض على الاكثرية الحاليّة ويدعمها بكلّ الوسائل المُتاحة لديه.

أمّا العنوان الآخر والذي يبقى مدار تساؤلات الكثيرين، فيكمن في إمكانية عودة رئيس جبهة النطال الوطني النائب وليد جنبلاط الى فريق 14 آذار، إذ ثمّة أجواء مفادها أنّ فيلتمان هو من لديه هذا الجواب نظراً إلى صداقته به، وإلى أنّه أوّل من التقاه، ومن الطبيعيّ أن يكون قد بحث معه عودته الى المعارضة. إنّما تقول المعلومات إنّ فيلتمان تحدّث وجنبلاط في الأزمة السوريّة وأيضاً عن المسار الحاليّ لسيّد المختارة، وحيث يعرف غيباً خصوصيته الدرزيّة وظروفه السياسيّة، بحيث يستدلّ من هذه القراءة والاستنتاجات بأنّ جنبلاط باقٍ في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وبالتالي لن يعود الى 14 آذار، إنّما يقدّر فيلتمان لا بل يؤكّد بأنّ صديقه الجنبلاطي سيكون له هامش سياسيّ وانتخابي واسع، ومن ضمنه التحالف مع 14 آذار، وإن لم يكن في صلبها، وقد يكون أيضاً له خصوصيّة معينة في منطقة بعبدا وحاصبيا في حال كان هنالك توافق في هذا الإطار بينه وبين "حزب الله"،

 

جريصاتي: المراهنة التي يقدم عليها جنبلاط سيكون لها ثمن

رأى وزير العمل سليم جريصاتي أن "القرار في الحكومة اليوم مبعثر"، لافتاً إلى أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يلعب دوراً كمساحة التقاء ولقاء لمختلف الآراء بالحكومة". وإذ أكد أن هناك اجتماعات جانبية لبعض أعضاء الحكومة، أشار إلى أن "الحكومة متوثبة، لكن ليس لديها إمكانيات للانجاز بسرعة، وبالتالي انتظارات الناس قد تطول".

جريصاتي، وفي حديث الى إذاعة "الشرق"،قال: "شاهدت في البرلمان ديمقراطية من نوع آخر، من نوع الديمقراطية المباحة، كما شاهدت ادارة ذكية وفطنة لمهندس السياسات التوافقية الرئيس نبيه بري، وشاهدت أن هناك حسابات سياسية لا تزال ضيقة، لم أر آفاقاً كبيرة في أغلب الكلمات التي قيلت"،مضيفاً: "شاهدت أيضاً بعض الكيدية، ووجدت أن هناك أموراً يجب الدخول بها، وسبر غورها للصعود بحلول، ولاحظت هذا البعد عن الأساسيات بالوطن، كما شاهدت أكثرية بالظاهر مجتمعة على عناوين كبرى وبيان وزاري، لكنها مفككة بالواقع، وشاهدت كم هو ركيك الوضع لولا بعض الأساسيات، كقرار المحافظة على بعض مكتسبات لبنان". وشدد على أن ما حصل أظهر أن الانقسام عمودي وأفقي. إلى ذلك، اعتبر جريصاتي أن "عوامل الانجذاب اللبناني للدور السوري في ما حمل هذا الدور من سيئات، هي كانت العوامل الطاغية في ما حصل في لبنان من قبل سوريا وقت الوصاية السورية"، مشدداً على أن "كل الزعماء اللبنانيين مرّوا بمراحل انقلاب في سياساتهم". ورأى جريصاتي أن المراهنة التي يقدم عليها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط سيكون لها ثمن، معتبراً أنه "وصل إلى مرحلة عليه أن ياخذ قراراً حاسماً فيها".

وعبّر جريصاتي عن انزعاجه من الطريقة التي تجري فيها المطالبة بالإصلاح في سوريا، معتبراً أن "هناك حرباً أهلية، لأنه لو رأينا أن الشعب السوري يريد فعلاً اسقاط النظام فحسب، ولو كان هناك فعلاً انتفاضة شعبية لكان الوضع مختلف، لكن الثورة باتت تستعمل اليوم الأسلحة الثقيلة". وعن نقده للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال جريصاتي: "عندما بدأت لجنة تقصي الحقائق عملها، أصدرت قراراً قضى بعدم قدرة القضاء اللبناني على التحقيق وكشف الحقيقة، منذ ذلك القرار بدأت أشكك في عمل المحكمة"، ورأى أنه "ثمة توسل سياسي يحصل لهذه المحكمة الدولية، ولكننا نريد الحقيقة ومن مصلحتنا ذلك". وأعلن أن "فرق الدفاع الأربعة قدمت للمحكمة الدولية لوائح تؤكد عدم شرعية المحكمة، و16 محامي دفاع كتبوا بمفهوم القانون الجنائي الدولي أنها غير شرعية"، معتبراً أنه "بقدر ما حزب الله ليس معنياً بالمحكمة الدولية كما أعلن قياديوه، بقدر ما يجب أن يكون معنياً ببراءة من سماهم مقاومين".

(إذاعة الشرق)

 

 

المعاني في الخطاب العوني

افتتح ميشال عون "الشهر المريمي" بخطبة "العواهر". وهذه الخطبة تستحق ان تُدرج في مناهج التعليم ضمن مادة "تحليل نص ادبي". في ما يأتي بعض ميزات هذا النص.

أ‌- القضاء الفوري على المشكلات: في كل إطلالة لعون يتخلص اللبنانيون من مجموعة آفات ومعضلات. والدليل تكراره عبارات مثل: "انتهى زمن"، "لن نسمح بعد اليوم"، "خلصنا بقا"، "لا عودة الى"، "ممنوع"، " لم ولن". في اللحظة التي يتفوه عون بهذه العبارات، يشعر السامع بأن المسألة حُسمت، والقضية انتهت، والآفة استُؤصلت، والمشكلة وجدت حلها. انه اسلوب "وحدة الزمان والمكان" في روائع راسين وكورناي. في 30 نيسان، ومن الرابية، قضى عون على آفة مجتمعية وجزم بأن "عهد العواهر انتهى"! أما سبب تكرار عبارات الحسم، وادوات الجزم والنصب، وحروف الامر والنهي، فيعود الى كثرة الموبقات السياسية، فهو ما ان "يمنع" فسادا يوم الاثنين، حتى يبرز فساد آخر يوم الثلثاء، وما ان يحل مشكلة الاخلاق في واشنطن يوم الاربعاء، حتى تتآمر عليه باريس يوم الخميس.

ب‌- نفحات النبوة: قلما تحصل أزمة في لبنان وعون لم يتوقعها، او مصيبة لم يحذّر منها. حتى على الصعيد العالمي، له إشارات الى التحوّلات السياسية الكبرى، والازمات الاقتصادية. أما خسارته بعض الرهانات، فسببها عدم قدرة اللبنانيين على مواكبة تطلعاته، او التقاط اشاراته. عزاؤه ان الانبياء لا ينصفون احيانا إلا بعد رحيلهم.

ومن نفحات النبوة في نصّ "العواهر"، اننا لن نصل الى العام 2013 و"ابن مرا" من الذين تسلّموا السلطة في لبنان لا يزال واقفا على رجليه. الموقع الاكتروني لعون اسقط "ابن مرا"، وجاء في النص: "فيما لا يزال في السلطة أي احد من جميع الذين...". ومن مآثر النصّ العوني النبويّ والمقدّس انه قابل للتأويل والاجتهاد. شخصياً، على مدى سنوات اكتسبتُ عادة ثمينة. انتظر تحليلا عونيا في شؤوننا او شؤون العالم والكون، واتصرف على اساس ان الحاصل هو العكس. وغالباً تصحّ. جرّبوها. يكرّر عون نبوءة ان العالم يستطيع سحقه ولكن لا يستطيع الحصول على توقيعه. إنه صراع بين طرفين: العالم وعون. أما نحن، حملة الخطيئة الاصلية، فعلينا ان نموت ونهاجر ونخسر حريتنا، لأننا لا نصدق أن عون على خطى يسوع "سيغلب العالم".

ت‌- آثام الصحافة: لا يملّ عون تأنيب الصحافة في كل تصريح. جاء في خطبة "العواهر" أن حامل القلم "مجرم". أخطأ من قال:" افتحْ مدرسة تغلقْ سجنا". من آداب الضيافة العونية، دعوات اسبوعية للمراسلين لينالوا ما يستحقون من تأنيب ولوم. ليس من سجل عدليّ نظيف لمن ينتقد عون. اربعة رُسل وفقوا في كتابة حياة وآلام السيد المسيح. والنبيّ محمّد كان أمينا على نشر رسالة الاسلام. ونجح الخليفة عثمان بن عفان في جمع آيات المصحف الشريف. ولكن حيث نجح الانبياء والرسل والخلفاء، فشلت الصحافة اللبنانية في فهم عون ونقل أفكاره.

ث‌- الادب العوني: النص العوني، للراشدين فقط. عواهر. كلاب. اولاد ازقة. هررة. "سقايات". فجور. كسر يد. قطع لسان. قبل مغيب الشمس، وقبل ان يخلد الاولاد الى النوم، يصر عون على البث الحيّ لخطبه. يجب ان يستمع هذا النشء الجديد الى مستوى معين من لغة التخاطب ليرتقي ثقافيا واخلاقيا. وبما اننا بصدد تحليل النص، "عطعط" فعل ماضي يعني "تكرار الصياح". من شروط العونية ان تكون "عطعاطا"، وأن تصف رئيس الجمهورية بـ "المتسول"، وأن تنكر هذا الوصف بعد صياح الديك. ان تكون عونيا هو ان لا تتورع عن القول بعد دقيقتين من الصياح، "سنتكلم بهدوء لأننا نمتلك الوقائع"! من مواهب عون ايضا التضلع من اللغة العربية. يُقتل سمير قصير في اثناء مؤتمر صحافي لعون، فيسأل "مين سمير قصير؟" لاحقاً يلقننا عون درساً. "مين" ليست للاستفهام، انها اداة تعجّب وذهول وانهيار نفسيّ. هل تذكرون؟

ج‌- عقدة الاضطهاد: عشرة وزراء، وكتلة نيابية عريضة، وتحالف مع حزب الله وحركة امل وسوريا وايران، كل هذه القوة السياسية والعسكرية لا تقدر على الاصلاح والتغيير. السبب بحسب "خطبة العواهر": "ان الاقلية البرلمانية تلعب دور قوة التعطيل". وثمة سبب آخر. صهره الوزير لا ينجز "لأنه يضيّع وقته بالاجابة عن خمسة عشر سؤالا نيابيا في الاسبوع ". للعلم، لدى الوزير جبران باسيل اكثر من خمسة عشر مستشارا. الصورة بعد "خطبة العواهر" كالآتي: رئيس جمهورية متآمر. نواب اولاد ازقة. أقلية برلمانية وصحافة "قابرين الشيخ زينكو سوا". وزراء ضد وزرائه. ومبعوث اميركي رغم كل مشاغله، وجد عون انه آت "لدعم الفساد". على عون ان يحارب اميركا ليقضي على الفساد. الامر ليس بالبساطة التي قد نعتقد.

خلاصة: في "خطبة العواهر" كان صهر عون الوزير باسيل، يقف متأبطا ملفات تؤكد فساد الاخرين. اخلى العمُّ المنبرَ للصهر الذي فند بعض الادعاءات، ولوّح بالملفات، وكرر انه وعمّه سيتركان الحياة السياسية لو ثبتت عليهما اية شائبة. عند العمّ والصهر، انحطاط الخطاب السياسي ليس جرماً يسيء الى ذوق اللبنانيين وروحهم. الذي حصل في ذلك اليوم، أن أولاد عائلات تكلّموا على أولاد أزقة.

اسم الكاتب(ة): أمجد إسكندر

المصدر: صحيفة الجمهورية

 

بين بشار والبشير

عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط

بلدان مختلفان ورئيسان متشابهان. في سوريا والسودان، بشار الأسد وعمر البشير، كلاهما يواجهان محنة في الحكم. باسم إفشال المؤامرات، عاشا على الغزو والحروب. الرئيس السوداني عمر البشير، عاش معظم حكمه في حروب شغل بها الشعب السوداني منذ أن استولى على السلطة قبل اثنين وعشرين عاما.

وها هو يهرب من مشاكله الداخلية إلى الحدود بعد أن اضطربت الأوضاع في العاصمة السودانية، وتنادت القوى السياسية المختلفة تريد نهاية لحكمه الدموي. أعلن البشير أنه بصدد تحرير هيجليج، وإسقاط حكومة جوبا التي تحكم السودان الجنوبي. يريد إقناع شعبه بأنه يعتزم تحرير مدينة واحدة وهو الذي باع الجنوب بأكمله قبل خمس سنوات عندما رأى أنه محاصر دوليا بسبب جرائمه في غرب وجنوب البلاد. الآن يريد إشغال الشعب السوداني بحرب جديدة، ومن أجلها يسعى لتجنيد الشباب إجبارا للقتال، معتقدا أنه بهذه الحيلة القديمة سيمدد حكمه سنوات إضافية، ويتجاوز بها الغضب الشعبي ضده. باسم محاربة الأجنبي، وتوحيد الصف الداخلي، ولجم المؤامرة سيمنع الجميع من الاعتراض عليه ويزج منتقديه في السجون. وهو ليس جديدا على هذه اللعبة، فقد عاش عقدين من الحروب الداخلية أنهك بها معارضيه وطوع قيادات المعارضة - مثل الصادق المهدي - التي صارت ترفض الانتفاض عليه خوفا من بطشه. فهل السودان، الذي عاش تحت حكم البشير أسوأ تاريخه منذ الاستقلال، سيرضى أن يقاد إلى حرب أخرى من حروب البشير؟ وحروب البشير لا تنتهي؛ من النوبة، وكردفان، والنيل الأزرق، ودارفور، والآن مع حكومة الجنوب على أبيي. عدا أنه مطلوب القبض عليه دوليا لما ارتكبه من جرائم إبادة ضد أهالي دارفور. بشار والبشير نموذجان للحكم الذي يقوم على حكم الأمن والعسكر، بلا أي قيم أخرى، وسيمعنان في ارتكاب المزيد من الجرائم مهما كلف البقاء من ثمن.

وكما كشفت عورة نظام الأسد حديثا، فإن البشير الذي غرر بكثير من المثقفين العرب كشفت هو الآخر أكاذيبه التي غلفها بالوطنية والعروبة والإسلام. لم يكن الأمر يتطلب كثيرا لاكتشاف الوجه الحقيقي لرئيس سيئ مثل البشير، فقد انقلب على نظام اختاره الشعب السوداني، وتعهد بأنها حكومة إنقاذ مؤقتة، ولم يعرف بعدها السودانيون سوى خيارين؛ الانخراط في الحروب الداخلية أو الهجرة إلى الخارج، حتى فرغ الساحة لنفسه وأقاربه وقياداته العسكرية المقربة منه. بشار أصبح أمره في يد الشعب السوري يقرر ما يريده في ثورته التي لم تتوقف يوما واحدا منذ أن بدأت قبل أكثر من عام، والبشير لا يزال يتمنى أن تندلع الحرب مع الجنوب حتى يفرض على البلاد حالة طوارئ جديدة، ويستمر في إغلاق الصحف وتعميم تهمة الخيانة ضد معارضيه.

 

الطفيلي: ولاية الفقيه لخداع الناس  

 التاريخ: ٤ ايار ٢٠١٢

المصدر: الشراع  

في الحوار مع الامين العام السابق الشيخ صبحي الطفيلي يطغى القلق من تفاقم الصراع المذهبي على الحديث سواء كان موضوعه واقع الوحدة الاسلامية اليوم او عناوين اخرى ليس له صلة مباشرة به.

الطفيلي كما يظهر في هذا الحوار منكب في هذه المرحلة على البحث عن مسببات هذه الفرقة وهذا التشظي وله في هذا المضمار رؤية.

رؤية لحقيقة الخلافات المرتبطة بمصالح الحكام والممالك منذ احتدام الصراع خصوصاً بين الصفويين والعثمانيين، ورؤية تطرح افكاراً وآليات للخروج من هذا ((الصراع المدمر)) الى رحاب الوحدة الاسلامية.

فإلى نص الحوار في حلقته الثالثة التي تتضمن ايضاً تتمة لما ورد في حديث الطفيلي الاسبوع الماضي عن ايران وولاية الفقيه.

# ماذا تقول للبنانيين عموماً والشيعة خصوصاً فيما يتعلق بموضوع مستلزمات ولاية الفقيه. تكلمتم عن الطاعة العمياء او الهالة او القداسة..

- هنا أحب ان ألفت النظر إلى ان هذه النظرية ليس لها اساس شرعي وهي لخداع الناس. الرأي الفقهي الصحيح هو ما ذكرناه قبل قليل0 الحاكم يُـعين ديموقراطياً بين المسلمين حسب النظم والقوانين التي يضعها المسلمون لأنفسهم، بالصلاحيات والمدة وبكل الاعتبارات، ونحن بحاجة في لبنان على مستوى السلطة والناس أن نعيد النظر بكل اعمالنا.

رغم كل الكوارث الموجودة في البلد حينما ندعى الى صناديق الاقتراع نذهب كالقطعان. تأمرنا قياداتنا السياسية فنطيع، ليس لأننا نؤمن بها وانما لأننا مستنفرون على الطوائف والمذاهب الاخرى. نحن نُـخدع 0 علينا ان نعيد النظر بكل افكارنا لا السني ولا المسيحي ولا الدرزي ولا اي شخص هو عدوي ، عدوي من يخدعني ويتظاهر انه يحميني ويدافع عني. في بعلبك وقعت جريمة قبل امس ذهب بها أبرياء، حتى هذه اللحظة هي ساحة فوضى بكل معنى الكلمة. الدرك والجيش يتفرجان على الخراب والرصاص والرعب وكأنه ليس لهما علاقة بأي شيء.

# هذا يُبرر بأنه يحدث في ظل وجود سلطة الامر الواقع؟

- سلطة الامر الواقع هي اليوم سلطة الجيش، هي الآمرة للجيش، هي الآمرة للدرك وهي تحدد تدخل الجيش والدرك وعدم تدخلهما.

# سماحة الشيخ تحت عنوان المقاومة وحماية أطر ومقاتلي المقاومة خلقت حيثيات في الامن لضمان عدم استهدافها من قبل الاسرائيليين وهذا ادى الى ازدواجية على ارض الواقع؟

- هذه مسألة ليس لها علاقة بهذا الامر، اذا قلنا وهذا حق ان هناك اناساً في البلد في كل مكان مهددون ويجب ان نحفظ أمنهم ولا يجوز ان نهملهم، لكن لا يعني هذا ان نعرض مدينة بكاملها الى الاستباحة والفوضى واطلاق الرصاص 0

# تقصد بعلبك؟

- بعلبك او غير بعلبك لأن هذه الحادثة تتكرر في كل مكان، المشاركون في السلطة يتحملون كامل المسؤولية، لا يستطيع اي منهم ان يقول ليس لي علاقة.

هنا اطفال ومستشفيات ومدارس تغلق، الكلّ مرعوب ، واجبنا ان نبني بلدنا وان نبني نظامنا وان نحمي اطفالنا وأهلنا، واجبنا ان نحترم القانون، وان يقوم رجل الامن بدوره كاملاً. لا يجوز ان نبادل من دفع دمه وتحمل اعباء التحرير بحرمانه من كرامة الحياة الطبيعية.

الربيع العربي سيصبح ايرانياً

# قبل ان نسترسل سنترك هذا الموضوع لمحور آخر، دعنا نتكلم عن مستقبل ايران في ظل ولاية الفقيه، يعني ماذا تنتظر لإيران ضمن هذا الواقع القائم حالياً؟

- اعتقد ان الشعب الايراني شعب حيوي، هو شعب ليس هين العريكة، يفهم ويقدر، وأظن ان الربيع العربي سيصبح ربيعاً ايرانياً في يوم من الايام، ربما الامر يحتاج الى بعض الوقت لأن العمامة والصبغة الدينية للعمامة وما تحدثت عنه من قداسة ثم ظل الامام الخميني، كل هذه الامور يستفيد منها النظام، لكن لوقت ، سيأتي اليوم الذي يقال فيه للحاكم في طهران ارحل نريد دولة القانون.

# هذا يجعلنا ننتقل إلى محور آخر بهذا المحور وله علاقة بواقع الوحدة الاسلامية اليوم، في الحلقة الماضية تطرقتم للحديث عن ان هناك دولاً وعلى رأسها إيران تعمل على الاستفزاز المذهبـي لحماية لحمتها الداخلية، لكن هناك جذوراً قديمة. قبل ان نتكلم عن مصلحة سياسية لهذه الدولة أو تلك. هناك جذور لهذا الخلاف ويتم استخدام هذا الملف غبّ الطلب. ما رأيك لو نبحث قليلاً في هذا الموضوع من منطلقاته التاريخية؟

- موضوع الخلاف المذهبـي أنا ذكرت لك في مطاوي الحديث انه بعد مجيء الإمام الخميني مباشرة فتحت الحرب عليه واستثمرت مسألة المذهبية واستغلت استغلالاً قبيحاً من قبل حكام المنطقة 0 إيران يومها لم تستفز أحداً، وتحملت مسؤوليات ما فعلوا.

فإن الدول الإسلامية التي تصارعت على السلطان وتعاقبت على الأمة من بني أمية وبني العباس والبويهيين وبني حمدان والأيوبيين والمماليك والصفويين وبني عثمان والقاجار وغيرهم كانت بحاجة لمن يحميها ويدافع عنها ويتحمس للقتال تحت راياتها ويزحف لمواجهة أعدائها كانت بحاجة لجمهور يؤمن أنها على حق ويؤمن أنها تدافع عن الدين في وجه أهل الأهواء والبدع والمذاهب الباطلة أعداء الدين ، من هنا استُغِلت المذاهب في سوق الصراع على السلطة وكانت الطريق الأقرب والأرحب للوصول إلى السلطة والتحكّم بالأمة0

اننا نقف اليوم على قمة هرم من التاريخ ومن الفقه ومن السيرة ومن الروايات والأدب والشعر ، على قمة هرم كبير يحتضن كل ما ملىء به التاريخ وملئت به الصحف والكتب من تحريض وبغضاء وشحناء وأكاذيب في سبيل بناء امبراطوريات أو اسقاطها 0 بإسم التشيع حشونا رؤوس الناس بكثير من الباطل وبإسم التسنن أيضاً حشونا رؤوس الناس بكثير من الباطل.

إذا أردنا أن نفهم بالضبط كيف ضلل الحكام الناس وحملوهم على التنافر وذبح بعضهم بعضاَ ما علينا إلا أن نفتح على بعض القنوات الايرانية أو السعودية0 ونسمع ما هبّ ودب من كلام ما أنزل الله به من سلطان من الطرفين، وكلام ليس له علاقة لا بالقرآن ولا بالسنة . كلام يحرّض على الصراع والفتنة والشحناء 0 المسلمون بحاجة أن يسمعوا صوتاً جلياً واضحاً يدافع عن الوحدة الاسلامية ويدافع عن الإسلام، والقرآن في وجه هؤلاء المتنازعين، هذه مسألة جداً مهمة، نحن ان شاء الله إذا وفقنا سنتحدث بما يتيسر عن بعض الموضوعات التي لها علاقة بهذه الأمور عند الفريقين. وبالمناسبة مثلاً يكفي لجمع الكلمة والوحدة بين المسلمين ان يسقط فقهاء الشيعة ما يعرفوه من مذهبهم انه باطل ليس له علاقة بالدين. ويسقط علماء السنة ما يعرفوه من مذاهبهم انه ليس من الدين حتى لا يتميز مسلم عن مسلم.

# هل من شواهد أو عينات عن ذلك؟

- العينات والشواهد كثيرة وكثيرة جداً في هذا الميدان على سبيل المثال يكفي ان أضرب مثلاً من الفريقين: كل فقهاء الشيعة على الاطلاق يقولون لا يجوز ذكر علي بن أبي طالب في الأذان إذا قصد المؤذن ان هذا الكلام من الأذان فمن أراد أن يذكر علياً في الأذان عليه أن ينوي أنه ليس من الأذان.

إذن هم يقرون بشكل واضح وجلي ان هذا الذكر ليس من الأذان وهذا الذكر ليس أكثر من اظهار ان المسلمين فرق وان هذه الفرقة غير تلك الفرقة.

ويمكن للأذان ان يصبح عند المسلمين أذاناً واحداً ليس أكثر، ولا يميز المسلم بالأذان عن أخيه المسلم. وإذا كنا فعلاً نهتم ان نكون صفاً واحداً علينا أن نعيد النظر ونفكر جدياً هل فعلاً نحن نسعى لأن نكون صفاً واحداً كما أمر الله هذا مثل بسيط عند الشيعة، وهناك أمثلة كثيرة، عند الفريق الآخر منها أنهم يرددون عن النبي أنه قال " "أصحابي كالنجوم بمن اقتديتم اهتديتم" لهذا الصحابة عندهم منزهون عن كل نقد أو تجريح ، وكأنهم يذهبون إلى عصمة كل الصحابة بلا استثناء . وعليه فيمكن للمسلم أن يقف مع علي بن أبي طالب في معركة الجمل ويقتل طلحة والزبير ويدخل الجنة، ثم بعد ساعة يترك صف علي ويقف بصف طلحة والزبير ويقتل علياً ويدخل الجنة، لأنه في هذا اقتدى بصحابي وفي هذا اقتدى بصحابي آخر، وهذا لا يقوله عقل. هم يدركون ان ما يذهبون إليه في غير محله والمسألة مسألة نكايات وتحد وغلو من هذا الفريق، وذاك الفريق ومسائل الغلو والتحدي بعيداً عن طاعة الله ورضاه كثيرة عند الفريقين.

قلت ان هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من التفصيل والحديث لأنه مهم جداً وأكرر هنا انه إذا كل أتباع المذاهب أسقطوا من مذاهبهم ما يعرفوه أنه باطل وغير شرعي 0 اعتقد اننا نتجاوز أكثر من 90% من الخلافات بيننا.

# ولكن هذا يحتاج إلى إرادات، والارادات معطلة اليوم بفعل المصالح السياسية ونتكلم عن مصالح دول؟

- لا أرجو خيراً من الانظمة ، أنا أتحدث إليك وقلت ان مصلحة هؤلاء أو بعض مصالحهم في الفتنة حتى يحفظوا كراسيهم وعروشهم. أنا لا أتحدث عن هؤلاء ولا آمل خيراً منهم ولا آمل ممن يدور في فلكهم خيراً، حتى ممن يتمظهر بمظهر الدين، لأن هؤلاء مواقعهم الدنيوية تدر عليهم ربحاً ومكسباً وموقعاً وهؤلاء لا أمل منهم ولا خيراً.

الأمل بالإنسان العادي وبالمواطن العادي الذي ليس له مصلحة بالفتنة، الذي يفكر بآخرته وبرضى ربه ويفكر بالحق وبمستقبل بلده وبالنظام الذي يعيش في ظله ، وهؤلاء علينا التركيز عليهم، وبتقديري لو قيّض لجهة صادقة تملك وسائل إيضاح أن تكشف حقائق الأمور لهؤلاء ، لكنا قطعنا الطريق على كثير من أهل الدنيا وأهل الباطل الذين يتلبسون بلبوس الاسلام والايمان .

# لكن إذا وضعنا خطاً بيانياً أو رسماً بيانياً نرى ان الاجواء المذهبية والشحن المذهبـي في خط تصاعدي وهذا مع الأسف مع تولي الاسلاميين سنّة أم شيعة لمقادير الأمور في أكثر من بلد في وقت قبل الموجة الاسلامية إذا صح التعبير أيام المد القومي واليساري كان الخط البياني منحدراً للفتنة وكأنه مجرد ان يكون الاسلاميون لديهم حيوية ما تستعاد معهم كل أشباح الفتن.

- ذكرت لك اننا نعيش على قمة هرم الفتنة ، واليوم أي انسان يفتح كتاباً يريد أن يقرأ شيئاً يرى ان هذه الكتب محشوة بأفكار مخيفة مسممة، الموضوع ليس سهلاً وليس هيناً. أهل الدنيا عملوا كثيراً وحاولوا أن يطمسوا الحقائق ،لكن عندنا القرآن الكريم عندنا السنة الصحيحة التي بسهولة يمكن أن نميزها عن الدخيل، بتقديري لا نحتاج إلى جهد كبير جداً لأن نشق طريقنا ونوضح للأمة الرؤية 0

أضف إلى أني آمل من القادمين إلى السلطة في مصر و تونس و في أي مكان آخر أن يبتعدوا عن المذهبيات ويعملوا لجمع الكلمة ووحدة الصف0

الصراع المذهبـي مدمر

# لكن هناك مسافة بين الحلم والواقع إذا أردنا أن نتكلم عن هذه المسألة، حضرتكم بحكم شخصيتك تجمع بين السياسي والمفكر نحن ذاهبون إلى محاذير لا تحمد عقباها خاصة واننا نرى في أكثر من مكان سيارة فيها انتحاري يمكن أن تدخل إلى موقع أو جماعة لطرف آخر ويفجر الانتحاري نفسه تحت عنوان الشهادة. من قراءتك للمستقبل في هذا الموضوع أليس عندك مخاوف؟

- أنا قلت اننا أمام مرحلة خطرة جداً. أمام مرحلة من الصراع المذهبـي قد تكون مدمرة والقوى التي تقف خلف هذا الصراع ليست فقط اقليمية بل قوى دولية أيضاً. وهي قادرة على فعل الكثير ولكن علينا أن نبذل جهدنا وان نرفع صوتنا وان نضغط بالاتجاه الصحيح ودائماً الحق بدأ كلمة وبدأ خطوة ونما مع التضحيات ومع المعاناة واستطاع أن يصل ولو بعد حين، انا كلي ثقة اننا سنصل 0 والمرء يرغب ان يصل سريعاً لكن ليست الأمور دائماً كما يشتهي الانسان. أنا أقر اننا أمام مرحلة عصيبة وخطرة جداً ونحتاج إلى استنفار وجهد نحتاج إلى عمل متواصل آمل ان نوفق إلى ان نجد سبيلاً إلى كل هذا.

# في هذا السياق ما رأيك بما يحكى عن حلف الاقليات لحماية الشيعة أو المسيحيين في ظل الموجة الاسلامية السنية الصاعدة؟

- هذا ذكرته قبل فترة وحذرت منه، لا سمح الله، إذا اشتدت وطأة الفتنة المذهبية في المنطقة وخرجت الأمور في سوريا عن عقالها ويبدو انها ان لم تكن قد خرجت فستخرج تقريباً، ولبنان هو جزء من هذه المعمعة نسأل الله أن يجنبنا إياها . موضوع حلف الاقليات موضوع خطر لأن الاقليات لا تستطيع أن تفعل شيئاً في وجه أكثرية بحجم البحر العالمي الاسلامي السني، نحن في بحر اسلامي واجبنا العمل لوحدة الكلمة وإبعاد شبح الفتنة والفرقة، أنا أتحدث عن الواقع اليوم السنة والشيعة عشائر وقبائل، عشيرة السنة وعشيرة الشيعة، يتصرفون هكذا وليست لديهم منطلقات مبدئية وفكرية، أنا سني فأنا ضدك وأنت شيعي فأنت ضدي. هذه المسألة بهذه البساطة.

إذا وقعت حرب سيلجأ الشيعة إلى نظام الاقليات لحماية أنفسهم. نظام الاقليات في لبنان لا يستطيع أن يحمي نفسه إلا إذا استظل بظل أقلية قوية وهي الاسرائيليون طبعاً وإن كنت أصدق ما قاله بعضهم قبل فترة بأن هذا لا يمكن أن يفكر فيه ولا أشك في ذلك.

# من قال ذلك؟

- بعضهم، لكن الأمر ليس بالحديث عن الموضوع ونحن في بيوتنا والأمر هادىء، الوضع حينما يرتفع صراخ الاطفال والنساء وتحترق البيوت وتهجر الناس، وأنا أذكر هذا البعض اننا في العراق لجأنا إلى الأميركي والجندي الأميركي والطائرة الأميركية والمدافع والصواريخ الأميركية لنتخلص من صدام السني، الشيعة في العراق لجأوا إلى أميركا ليتخلصوا من الحاكم السني الذي اشتدت وطأته عليهم وأميركا هي سيدة إسرائيل.

العاقل من يعالج قبل الكارثة، العاقل من يمنع الفتنة من الآن. لسنا بحاجة إلى من يقول لنا اطمئنوا لن نتحول إلى عملاء للإسرائيليين، نحن بحاجة إلى من يقول لنا اطمئنوا نحن صنعنا وحدة اسلامية قوية.

# ما رأيك في الاصطفافات الحادة القائمة اليوم في لبنان والتي ترسم مشهداً قاتماً وكأن هناك حرباً باردة بكل ما تعنيه الكلمة؟

- هذا المشهد الحاد زاد من حدته الوضع في سوريا، بات وكأنه ما يلي: ان هناك فريقاً يعتبر وجوده بوجود النظام السوري وهو يتشبث بهذا الوجود بكل امكاناته. وفريق آخر يعتبر ان رحيل النظام السوري ومجيء المعارضة سيقلب الطاولة في لبنان تماماً لمصلحته ولهذا هو يراهن على هذا.

وبتنا بين هذين الفريقين واحلامهما. في الماضي كانت مشاكلهم كثيرة واليوم اصبحت مستعصية. انا بالامس سمعت بعض حواراتهم في المجلس النيابي وأدركت ان الأمل بهم ضعيف والانتقادات لبعضهم نفس الانتقادات ، اذا قرأت انتقادات المعارضة اليوم ترى انها الانتقادات نفسها للمعارضة السابقة، كل ما في الامر تبادلوا الادوار، يعني المرض هو المرض نفسه، المشكلة هي المشكلة نفسها والفساد هو الفساد نفسه والاعمال الدنيئة هي الاعمال الدنيئة نفسها. كل ما في الامر ان هذا كان يمارسها وذاك كان ينتقده. اليوم هذا ينتقده وذلك يمارسها.

# هذه الحرب الباردة اذا اردنا ان نتكلم عن الوسائل للخروج منها حتى لا نذهب الى الاسوأ خاصة انها باردة بانتظار تشكل المشهد العام في المنطقة ومن ضمنه سوريا، ماذا ترى؟

- هذا الامر له مدخلان: مدخل الى الاطراف المتنازعة نطالبها أن تهدأ وتفكر وتعيد النظر، ونتمنى ان يجدوا حلاً، لكن كما ترى هؤلاء مرتبطون بأطراف وليس لديهم خيارات كثيرة وحتى اذا كان لديهم خيارات مصالحهم قد لا تسمح لهم وهناك مدخل آخر هو انه يصار الى انقلاب شعبي ضد الفريقين ، الناس تقرر من الفريقين اننا امة واحدة وهؤلاء لا نسمع لهم ولا نطيع وهذا الامر لا يتحقق بين ليلة وضحاها. والطريق امامنا هو ان نعمل على هذه الساحة نحاول ان يكثر المعترضون على الطرفين لعله يقع الانقلاب ولو بعد حين.

 

اقول للشيعة لا تخطئوا

# سماحة الشيخ المرة الماضية كنا سنتحدث عن اشخاص محددين ولم تشأ ذلك، اليوم اذا كنت تريد ان تخاطب طوائف ومذاهب، دعنا نبدأ بالشيعة. ماذا تقول للشيعة في لبنان اليوم في ظل الازمات القائمة داخلياً وفي الجوار؟

- في الماضي، يوم كان الموارنة في السلطة كنا نتمنى لو انهم وضعوا قوانين لمصلحة عامة الناس ومارسوا سلطتهم بين الناس بالسواسية لكنهم في تلك الايام كانوا يتصرفون على قاعدة انهم طبقة حاكمة سيدة والباقي رعية عليهم ان يطيعوا.

السوري حينما كان في لبنان كنا نتمنى منه الامنيات نفسها لكنه كان في عالم آخر. اليوم أتوجه الى الشيعة باعتبارهم بطريقة او بأخرى هم اصحاب النفوذ الاكبر، اقول لهم لا تخطئوا الخطأ نفسه الذي سبقكم اليه الآخرون. حاولوا ان تبنوا دولة تحفظكم كما تحفظ الآخرين، تحترمكم كما تحترم الآخرين، حاولوا ان تبنوا دولة تستمر بالعدل، تستمر برعاية مواطنيها لا تميز بينهم.

اقول لكل اللبنانيين ومن جملتهم الشيعة كأفراد انه ليس من شأننا التصفيق وليس من شأننا الطاعة العمياء، علينا ان نقول الحق ونفعل الحق، ان نعـرّف الخطأ والمخطىء، ان نثني على الصواب اينما كان. نحن امة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، نحن الامة الوسط. نحن ندعي اننا ممن خرج بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. علينا ان نجسد هذا في عملنا وما نفعله اليوم لا يميزنا عن الأشرار. نحن مجرد جمهور طائفي قبلي يطعن حينما يطلب منه الطعن، يضع سلاحه حينما يطلب منه وضع سلاحه دون ان يعرف لمَ طعن ولماذا وضع سلاحه وهي امور لا يجوز لعاقل ان يفعلها. نحن لسنا قبائل ولسنا عشائر، نحن اصحاب مبادىء واصحاب فكر وشريعة واصحاب رسالة وعدل. اذا لم نستطع ان ندافع عن العدل في بقعة صغيرة كلبنان كيف ندافع عن العدل وهو المطلوب منا في العالم كله.

# بالنسبة الى تعزيز مواقع الشيعة في الحكم البعض طرح المثالثة، والمرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين كان يدعو الى الاكتفاء بما ناله الشيعة، ضمن وصاياه الشهيرة، سماحتك هل انت مع تعزيز مواقعهم في السلطة ام الاكتفاء بما حظيوا به في اتفاق الطائف؟

- نوح عليه سلام الله حينما طلب من ولده ان يصعد الى السفينة ورفض وغرق ولده، قال له الله جل وعلا شأنه: ((قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)).

الشيعي الذي يتولى السلطة وهو ظالم، ليس مني ولست منه، الشيعي يتولى السلطة وهو فاسد، هذا ليس مني ولست منه، وان جاء رجل من اليابان وكان عادلاً ونزيهاً وشريفاً هذا مني وأنا منه. انا لست مع هذه المحاصصة القذرة في لبنان.

# أنتم مع ألغاء القيد الطائفي؟

- انا لست مع توزيع الكراسي والمناصب والوظائف والخدمات على قاعدة المذهبيات والقبليات والعشائريات القذرة، هذه اعمال لا يستفيد منها لبنان ولا الشعب اللبناني بل يستفيد منها بعض المتربعين على عروش طوائفهم وقبائلهم. حتى لو كان الحكام من طائفة واحدة انا معهم بشرط ان يكونوا حكاماً لكل اللبنانيين، وان يكونوا حكام عدول وحكام عدل وخير. هذه السيمفونية هي مجرد استفزاز أحمق للشارع هنا وهناك، هذا يظهر نفسه انه المدافع عن السنة ومصالح السنة وذلك يظهر نفسه انه المدافع عن الشيعة ومصالح الشيعة وذاك يظهر نفسه المدافع عن مصالح الموارنة وهو الاسد الذي سيعيد ما غاب من ماضيهم.

هذا لا يبني وطناً، هذا يدمر الاوطان، عليهم ان يعيدوا النظر بكل الموازين والمقاييس الطائفية والمذهبية على الشعب اللبناني ان يفرض إعادة النظر بكل المقاييس والموازين، نحن بحاجة الى حكام من ذوي الاكف الطاهرة والنزيهة والشريفة، وهنا اسأل اذا جاء رسول الله (ص) او علي بن ابي طالب او عيسى بن مريم ليحكم في لبنان هل اقول له انت حجازي وانت عراقي وانت يهودي من فلسطين، او نقول له اهلاً وسهلاً انت الحاكم المطاع. لماذا؟ لأنه عادل، لأنه نزيه. انا لا اريد ان يحكم لا ابي ولا اخي ولا اي انسان غير عادل، انا اريد حاكماً عادلاً.

# في هذا الاطار ماذا تقول للسنة؟

- الكلام نفسه لأنهم كلهم من جلدة واحدة من صنف واحد، العقلية هي العقلية نفسها والتوجهات هي التوجهات نفسها.

# لكن هناك شكوى من سلطة السلاح وانه بعد 7 ايار/ مايو هناك واقع جديد تم الاخلال باتفاق الدوحة؟

- صحيح، لكن لو فرضنا بأن السلاح بيد السنة ألم نكن بالمشكلة نفسها.

نحن نريد بلداً يُـحترم فيه القانون والعدل، لا نريد ان يطغى اي فريق على فريق آخر . انا هنا أطالب الشيعة وحزب الله والجميع ان يعيدوا النظر وان لا يستغلوا بعض ميزاتهم الحالية استغلالاً غير حميد. بل بالعكس اتمنى لو استفادوا من هذه الميزات لمصلحة الجميع. كذلك انا أطالب الجميع وقد ذكرت لك ايام كانت السلطة في ايدي الموارنة كان عليهم ان يستفيدوا منها استفادة صحيحة، لكنهم لم يستفيدوا. وغداً ستنتقل السلطة وأكيد ستنتقل ربما تنتقل من الشيعة الى السنة اذا وقع ما يخافه الآخرون او ينتظرونه في سوريا. كذلك أخاطب السنة الخطاب نفسه وأتوجه اليهم بالكلام نفسه لا تخطئوا كما اخطأ الشيعة.

# ماذا بالنسبة للمسيحيين اليوم وهم بحالة قلق، البطريرك الراعي من خلال سياسة مد الجسور التي كان يقاطعها البطريرك صفير، من خلال موقف الراعي ازاء احداث سوريا وكلامه عن الربيع العربي. ما رأيك؟

- كل انسان له الحق ان يخاف، فالمنطقة تخيف، لكن العلاج ليس بالطريقة التي ذكرها البطريرك. ليس لك ان تمنع الشعوب من ان تصل الى حقها وان تعيش حياتها بكرامة وان تعيش ضمن ديموقراطيات نزيهة وكريمة.

اريد ان اقول ان مستقبل المسيحيين في العالم العربي ليس محصوراً في الحفاظ على الانظمة القائمة. يعني صدام مثلاً كان يهتك الشعب العراقي بشرقه وغربه شماله وجنوبه، لا يجوز ان نحافظ عليه مخافة من ان يتعرض بعض الموتورين او المشبوهين الى المسيحيين. في العراق ضُرب النصارى ولكن في المقابل ضُرب آلاف المسلمين. في النهاية هذا بلاء على الامة جميعها.

فعلينا جميعاً ان نفكر بالحل الذي يوصلنا الى شاطىء الدولة الآمنة العادلة التي لا تميز بين مواطنيها. هذا هو الصواب، ليس الانكفاء او الخوف من المستقبل.