المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 07 أيار/2012

رسالة كورنثوس الأولى الفصل 07/01-16/الزواج والبتولية

وأما من جهة ما كتبتم به إلي، فخير للرجل أن لا يمس امرأة.ولكن، خوفا من الزنى، فليكن لكل رجل امرأته ولكل امرأة زوجها، وعلى الزوج أن يوفي امرأته حقها، كما على المرأة أن توفي زوجها حقه.

لا سلطة للمرأة على جسدها، فهو لزوجها. وكذلك الزوج لا سلطة له على جسده، فهو لامرأته. لا يمتنع أحدكما عن الآخر إلا على اتفاق بينكما وإلى حين، حتى تتفرغا للصلاة. ثم عودا إلى الحياة الزوجية العادية لئلا يعوزكم ضبط النفس، فتقعوا في تجربة إبليس. أقول لكم هذا لا على سبيل الأمر، بل على سبيل السماح، فأنا أتمنـى لو كان جميع الناس مثلي. ولكن لكل إنسان هبة خصه الله بها، فبعضهم هذه وبعضهم تلك. وأقول لغير المتزوجين والأرامل إنه خير لهم أن يبقوا مثلي. أما إذا كانوا غير قادرين على ضبط النفس، فليتزوجوا. فالزواج أفضل من التحرق بالشهوة. وأما المتزوجون فوصيتي لهم، وهي من الرب لا مني، أن لا تفارق المرأة زوجها، وإن فارقته، فلتبق بغير زوج أو فلتصالح زوجها، وعلى الزوج أن لا يطلق امرأته. وأما الآخرون، فأقول لهم أنا لا الرب: إذا كان لأخ مؤمن امرأة غير مؤمنة رضيت أن تعيش معه، فلا يطلقها. وإذا كان لامرأة مؤمنة زوج غير مؤمن يرضى أن يعيش معها، فلا تطلقه. فالزوج غير المؤمن يتقدس بامرأته المؤمنة، والمرأة غير المؤمنة تتقدس بزوجها المؤمن، وإلا كان أولادكم أنجاسا، مع أنهم مقدسون. وإن أراد غير المؤمن أو غير المؤمنة أن يفارق فليفارق، ففي مثل هذه الحال لا يكون المؤمن أو المؤمنة خاضعين لرباط الزواج، لأن الله دعاكم أن تعيشوا بسلام.

فكيف تعلمين أيتها المرأة المؤمنة أنك ستخلصين زوجك؟ وكيف تعلم أيها الرجل المؤمن أنك ستخلص زوجتك؟

 

عناوين النشرة

*الحريري: 7 أيار يوم مشين لا مجيد شهد فيه لبنان مجزرة أخلاقية بحق بيروت وأبنائها وكرامتها ولا نحمل طائفة مسؤوليته

 *معركة الهويّة/الياس الزغبي

*الفرنسيون ينتخبون رئيسهم والاشتراكي هولاند الأوفر حظًا بالفوز 

*نديم الجميل: مهرجان "المستقبل" حاجة وكلام عون عاطفي مبني على الغرائز وليس على العقل

*جعجع بذكرى شهداء الصحافة: الوطن-الرسالة أضحى أمّةً للحريّة بفضل المحابر

*زهرا: البعض يريد للانتخابات أن تكون حرب إلغاء.. ومهرجان "الوطني الحر" ليس مشرّفًا

*فتح معركة مع جنبلاط بعدما تيقن من أنه لن يتحالف معه"

*فتفت لـ"NOW Lebanon": عون أصبح تابعًا بكل مفاصل خطابه للنظام السوري و"حزب الله"

*تقرير/واشنطن قلقة من «مغامرة» إسرائيلية في إيران

*زعيمة "حزب العمل" الاسرائيلي: نتانياهو مخطئ باعتباره إيران المشكلة المركزيّة لإسرائيل 

*نقل 10 أسرى مضربين عن الطعام من سجن إسرائيلي إلى المستشفى

*نتنياهو: لا صلة بين تبكير موعد الانتخابات واحتمال شن هجوم على إيران

*البرلمان الجديد يقع في أيدي الأكثرية الناقدة لنجاد

*طهران تقترح معاهدة تمنع تحديث وتصنيع منشآت إنتاج الأسلحة النووية

*عون شنّ هجوماً متعدد الجبهة والحريري يطلّ اليوم على سورية والداخل

*«ويك إند» مهرجانات «التعبئة» في لبنان يرفع «الحماوة» السياسية

*رئيس "الاشتراكي": نحن أمام انتخابات أشبه بحرب إلغاء 

*جنبلاط ماضٍ في تصعيده ضد الأسد ونظامه بعدما قطع كل خطوط العودة

*عون: سوريا هي الأقرب الى الديموقراطية من دون خجل 

*فرض مزيد من العقوبات في حال فشل مهمة المبعوث العربي - الدولي  

*الغرب يشكك في فرص نجاح خطة انان ويتمسك بها لعدم وجود بديل

*خبير عسكري: سلاح الجو الإماراتي قادر على تدمير الجيش الإيراني  

*برنامج "النفط مقابل الغذاء" بانتظار طهران إذا هددت أبوظبي

*أزمة الولايات المتحدة في سورية أكبر من أزمة النظام/مهى عون /السياسة

*النأي على الطريقة اللبنانية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*لبنان: ضغوط فوق القدرة/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*نائب قائد الجيش السوري الحر لـ"الشرق الأوسط": حكومة بيروت مناصرة للظلم

*نتائج التحقيقات لمحاولة اغتيال جعجع بيد القضاء وهو من يعلن او لا يعلن/ شربل لـ " النهار": النسبية لم تعد على نار قوية والحلّ بيد بري

*بمناسبة  الذكرى السابعة لعودة العماد عون من المنفى وجه عضو الهيئة التاسيسية في التيار الوطني الحر لوسيان عون  لمناصري التيار الكلمة الآتية :

*مصادر ديبلوماسية وأمنية: "حزب الله" جهز باخرة الأسلحة وبلغ عنها لتوريط "الجيش الحر"/حميد غريافي/السياسة

*سليمان عزى ذوي الطالب اللبناني في القاهرة

*الراعي في عشاء المؤسسة اللبنانية للانتشار في مونتريال: آن الأوان لكي يثق اللبنانيون ببعضهم البعض مهما كانت الاختلافات

*عون: مشكلة سليمان مع نفسه ومع مجلس وزرائه وليست معنا/يا أولاد الشائعات أظهروا لنا ولو ورقة واحدة تديننا

*امين الجميل: ثورة الارز الضامن الأكيد للبنان واستقلاله

 

تفاصيل النشرة

 

7 أيار يوم مشين لا مجيد شهد فيه لبنان مجزرة أخلاقية بحق بيروت وأبنائها وكرامتها ولا نحمل طائفة مسؤوليته

 الحريري: قوانين الانتخابات التي تسوّق تريد إعادة إنتاج أنظمة الوصاية 

أكّد الرئيس سعد الحريري أن "سنة مصيريّة" تفصلنا عن الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أن "اللبنانيين سيقولون في هذه الانتخابات بوضوح ما إذا كانوا يريدون الاستمرار في في الانهيار الاقتصادي والأمني والمعيشي، وفي نظام الكذب العامل لدى جزار دمشق، الخارج عن العروبة والعرب وإرادتهم". وأضاف: "أنا متأكد أنكم في هذه السنة المصيرية ستقولون في كل يوم، وصولاً إلى يوم الانتخابات، وخصوصاً في يوم الانتخابات، ستقولون بكل ديمقراطية، بأصواتكم في صناديق الاقتراع، ستقولون بكل بساطة: الشعب يريد اسقاط النظام".

الحريري، وفي كلمة ألقاها في مهرجان "شهداؤنا ربيعنا" الذي نظمه "تيار المستقبل" في ذكرى شهداء 7 أيار، أوضح أننا "لقد فهمنا، وفهم جميع اللبنانيين أن هذه حكومة النأي عن رغيف الخبز، وعن سلامة الغذاء، وعن أمن الناس وأمن الوطن"، مشيراً إلى أن "هناك أمور لا تحمل الكذب والاحتيال". واضاف: "دماء الأبرياء لا تحمل الكذب والاحتيال. والانتماء إلى العروبة لا يحمل الكذب والاحتيال، والإيمان بالانسان وبحقه بالحياة الحرة الكريمة لا يحمل الكذب والاحتيال".

وتابع الحريري: "هذه أمور لا تحتمل إعلان النأي بالنفس، وتحويل دبلوماسية لبنان إلى رديف لنظام القتل والفساد في المحافل العربية والدولية. هذه أمور لا تحتمل إعلان النأي بالنفس والتفرج على خطف المعارضين السوريين في لبنان وتسليمهم إلى جزار دمشق. هذه أمور لا تحتمل إعلان النأي بالنفس ومنع المساعدة عن آلاف النازحين السوريين في البقاع وإيصالها بالقطارة إلى آلاف أخرى في الشمال".

وأشار الحريري إلى أنها "ربما ليست مصادفة، أن يكون 6 أيار بالإضافة إلى أنه ذكرى شهداء الصحافة ذكرى الليلة السوداء التي تَقرر فيها إعتداء السلاح على بيروت ، عاصمتنا الحبيبة، وأهلها الشرفاء، في 7 أيار 2008 أيضاً"، لافتاً إلى أنها "ليست صدفة أن يشكل السابع من أيار محطة رديفة لعيد الشهداء، وقد شهد فيه لبنان مجزرة أخلاقية بحق بيروت وأبنائها وكرامتها". وأضاف: "7 أيار لم يكن يوماً مجيداً، بل هو يوم مشين، تسبب في إفساد وتسميم الحياة المشتركة بين الأهل والإخوة، واتخذ من السلاح وسيلةً لِبت الخلافات السياسية"، موضحاً أن "هذا اللقاء مناسبة للإعلان مجدداً عن رفض هذا اليوم، رفض سياسات التسلط والهيمنة، ورفض الاستقواء بالسلاح ورفض التلاعب بالعيش المشترك ورفض إرهاب بيروت وأهل بيروت".

واعتبر الحريري أنها "قد لا تكون مصادفة، لأن خيطاً رفيعاً يربط بين الحدثين"، مشيراً إلى أن "في الأول قدم كبار من لبنان، أرواحهم فداءً لاستقلاله، من ساحة البرج في أيار 1916 إلى ساحة السان جورج في شباط 2005، وفي أيار 2008، قدم أهل بيروت أرواحهم وجراحهم وكراماتهم المنتهكة، فداءً لمنع الفتنة واختاروا المقاومة السلمية الديمقراطية المدنية، لمنع عودة شبح الحرب الأهلية حمايةً للبنان ولاستقلال لبنان". وأضاف: "منذ أيار 2008، والشرفاء في بيروت وكل لبنان يقدمون التضحية تلو الأخرى، صامدين دفاعاً عن لبنان واستقراره واستقلاله، في رفضهم للعنف والسلاح والانزلاق نحو الفتنة، وتمسكهم بالديمقراطية وسيلةً وحيدةً للتعبير عن رأيهم وقرارهم".

وتابع الحريري: "قلناها معاً في انتخابات 2009، بعد عامٍ تماماً من أيار الأسود، وسنقولها معاً مرةً جديدة في صناديق الاقتراع بعد عامٍ من اليوم بإذن الله: خيارنا رفض العنف، ورفض السلاح، خيارنا الدولة الواحدة الجامعة المسؤولة عن الجميع، وقرارنا العيش الواحد في لبنان بين جميع المذاهب والطوائف، تحت سقف الطائف والدستور".

وأكّد الحريري أن هذه مناسبة "لنقول ونكرر: تماماً كما أننا بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ورفاقه شهداء ثورة الأرز، كان خيارنا سلوك طريق العدالة لا الثأر، طريق الحقيقة لا الدم، فإن خيارنا بعد إقحام السلاح في لعبة الدم الداخلية، وتزوير قرار الناس، كان وما يزال سلوك طريق الديمقراطية، لا الفتنة، وطريق صناديق الاقتراع، لا صناديق الموت". وقال: "تماماً كما قلنا سابقاً وكررنا أننا لا نحمّل طائفةً أو مجموعة أو فئة من إخواننا اللبنانيين مسؤولية دماء رفيق الحريري الذي نعتبره شهيد كل لبنان، فإننا لا نحمل لا طائفة ولا مجموعة ولا فئة بعينها مسؤولية 7 أيار 2008، الذي رأينا في فتنته، إن اكتملت لا سمح الله، خطراً على كل لبنان وكل اللبنانيين من كل الطوائف والفئات والمناطق".

وتابع الحريري: "إن استذكارنا لشهدائنا اليوم، ولبيروت الشهيدة في 7 ايار 2008، هو مناسبة لنكرر رفضنا للفتنة بكل أشكالها، وللفتنة بين السُّنة والشيعة بشكلٍ خاص، ولندعو إلى حوارٍ صادق انطلاقاً من قناعة لا من مناورة، بأن السلاح خارج سلطة الدولة، ولو نجحنا بحمد الله في منعه من زج لبنان واللبنانيين في حربٍ أهلية، فهو يبقى سلاحاً لا وظيفة له سوى إضعاف الدولة، وتزوير إرادة الناخبين الديمقراطية عبر ترهيب الناس، ما يؤدي إلى النتيجة التي نراها من إنهيار في القيم والأمن والمعيشة، يعاني منه أهلنا في الجنوب والضاحية الجنوبية بقدر ما يعانون منه في بيروت والجبل والبقاع والشمال وكل لبنان"، مشيراً إلى أنه "عندما قرر اللبنانيون أن يطردوا النظام السوري من لبنان، لم يفعلوا ذلك ليأتي في ما بعد، من يتولى عن هذا النظام ترهيب اللبنانيين والاستقواء على حياتهم السياسية بسلطة السلاح والمسلحين".

أما في موضوع الإنتخابات النيابيّة المقبلة، فقال الحريري: "يريدون انتخابات نيابية على قياس السلطات الحزبية المسلحة، ويعملون على تسويق قوانين للانتخابات تريد إعادة إنتاج أنظمة الوصاية والتسلط ولكن بأدواتٍ محلية هذه المرة"، مؤكداً أن هذا الموضوع لن يمر، ولن نقدم للمتلاعبين بأسس العيش المشترك فرصة الإنقضاض على النظام الديمقراطي.

واستطرد الحريري: "غداً مسرحية النظام السوري تحت مسمى انتخابات تشريعية في سوريا. انتخابات مزورة بامتياز. أعدوا النتائج سلفاً وملأوا صناديق الاقتراع بأسماء الفائزين وأصوات الشهداء. إنتخابات وما من أحد يعلم كيف يمكن أن تجري في حمص والرستن وحماه وحلب ودير الزور وجسر الشغور، وفي درعا وإدلب والزبداني ودمشق وريف دمشق، وفي عشرات بل مئات المدن والقرى التي يحاصرها الخراب والدمار والقتل. انتخابات في سوريا تحت إرهاب السلاح، وفي لبنان يريدون أيضاً إنتخابات وقوانين انتخاب تخضع لإرهاب السلاح. قرارنا أن نواجه هذه المؤامرة على النظام الديمقراطي والمحاولات المتجددة لإلحاق لبنان بالنظام السوري وأدواته".

وذكّر الحريري أنه "عندما عُلِّقت المشانق في ساحة البرج القريبة في 6 أيار 1916 للمطالبين بالاستقلال، علِّقت المشانق في اليوم نفسه وللسبب نفسه في ساحة المرجة في دمشق"، مشيراً إلى أن "اليوم كما في الأمس، وفيما نختار هنا في لبنان درب النضال السلمي الديمقراطي دفاعاً عن الاستقلال والسيادة والكرامة والحرية، يسقط في سوريا إخوة لنا وأخوات، شهداء في سبيل الحرية والكرامة والديمقراطية، على يد آلة البطش والقتل العمياء التي يقودها نظام بشار الأسد ويدمر فيها المدينة تلو المدينة والقرية تلو القرية". وأضاف: "الأمر لم يكن مصادفةً قبل 96 عاماً، وهو ليس مصادفةً اليوم"، مشدداً على "أننا نعرف أن كفاحنا السلمي الديمقراطي دفاعاً عن لبنان وسيادته وحريته، هو نفسه كفاح الشعب السوري المطالب بالديمقراطية والحرية والكرامة".

وتابع الحريري: "وقفنا منذ اللحظة الأولى وأعلنا منذ اللحظة الأولى خيارنا الوقوف إلى جانب الشعب السوري وإرادته بالتحرر من نظام القمع والبطش والفساد نفسه الذي لفظ أنفاس وصايته على لبنان في هذه الساحة بالذات في 14 آذار 2005، وهو يلفظ أنفاس استبداده بسوريا وإرادة السوريين الأحرار الشرفاء في هذه الأيام".

وكان قد استهل الحريري كلمته بالإستذكار أن "قبل سنوات، وقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في هذه الساحة، ليعلن أمام حشد كبير من اللبنانيين إحياء ذكرى عيد الشهداء. لم يقع في خاطر الرئيس الشهيد أنه سيصبح علماً من أعلام شهداء لبنان، وأن ضريحه سيقام في هذه الساحة، وأن اللبنانيين الذين اجتمعوا حول شهادته، سيجعلون من هذا المكان رمزاً للحرية والاستقلال"، مشيراً إلى أننا "نلتقي، وروح رفيق الحريري بيننا، روح العدالة والاستقامة والتحرر والصبر. نلتقي على إسمه وعلى أسماء كل شهداء لبنان من دون استثناء". وأضاف: "6 أيار عيد الشهادة، وهو أيضاً عيد الحرية، لأنه أيضاً عيد شهداء صحافة لبنان والأحرار الذين سطروا بدمائهم أمجاد لبنان الوطنية"، لافتاً إلى أنه "على مقربة منكم، هناك صرح من صروح الحرية، شارك في معركة الاستقلال وشكل بصوت الشهيد جبران تويني والشهيد سمير قصير، منبراً مميزاً من منابر ثورة الأرز والانتفاضة في وجه النظام الأمني".

 

 

معركة الهويّة

الياس الزغبي

ليست مسألة بسيطة أهداف زيارة نائب الرئيس الايراني محمّد رحيمي الى لبنان، ولا تندرج في اطار العلاقات الطبيعيّة والنديّة بين دول ذات سيادة.

كما لا يُمكن تشبيهها بزيارة الموفدَيْن الأميركيّين، فيلتمان وليبرمان، ولا المقارنة بين الزيارتيْن في التوازن أو السباق السياسي، او حتّى التجاذب الدولي – الاقليمي.

والفارق الجوهري والمصيري بين الجهتيْن، هو أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة تريد تحقيق مصالحها بالتأكيد، ولكنّها لا تسعى الى تغيير هويّة لبنان، وتحويله عن مساره التاريخي في المنطقة والعالم، وتبديل وضعه الجيوسياسي التقليدي. بل يهمّها أن تنسحب التعدّديّة والديمقراطيّة اللبنانيّة على المنطقة، من خلال تحوّلات الربيع العربي.

بينما تعمل الجمهوريّة الاسلاميّة الايرانيّة، منذ 2005 على الأقلّ، بعد الانسحاب العسكري السوري، على ربط لبنان نهائيّا بمشروعها، سواء سُمّي "جبهة ممانعة ومقاومة"، أو "شرق أوسط اسلامي"، أو "هلال أو قوس شيعي". وبالطبع، ليست التعدّدية والديمقراطيّة من همومها.

وقد وضعت طهران مشروعها في لبنان على نار حامية، في الآونة الأخيرة، بعد تأكّدها من حتميّة تغيير النظام السوري وانحلال الحلقة الشرقيّة لمشروعها، عاجلاً أو آجلاً. فكان لا بدّ من التفرّد بـ"التركة" السوريّة، وتثبيت الموطئ الأخير لقدمها على المتوسّط والجبهة الشرقيّة، أي لبنان، خصوصاً بعد تراخي حلقة "حماس" وقطاع غزّة.

ولا تبدو اسرائيل قلقة، بل تراقب الحركة الايرانيّة بارتياح.

ولا يدّخر حكّام ايران أيّ وسيلة سياسيّة وعسكريّة واقتصاديّة وماليّة، وحتّى تربويّة وثقافيّة، لتنفيذ هذا المشروع في أقصر مهلة زمنيّة ممكنة.

- سياسيّاً، وضعت طهران كلّ "8 آذار" تحت مظلّتها بعد انكماش المظلّة السوريّة، وبذلت جهوداً مضنية لابقاء شرائح مسيحيّة وسنيّة ودرزيّة ملتحقة بـ"حزب الله"، اضافة الى استيعاب دائم للشريحة الشيعيّة المتمايزة (نبيه برّي و"أمل").

- عسكريّاً، ليست ترسانات الأسلحة لـ"حزب الله" وحلفائه خافية، اضافةً الى التدريب والاسناد عند الضرورة. وترغب ايران في تزويد الجيش اللبناني أسلحتها، كي يكتمل الطوق العسكري.

- اقتصاديّاً وماليّاً، تتدفّق الأموال والهبات والمساعدات، بسخاء وبلا انقطاع، برغم الأزمة الايرانيّة وعقوبات الحصار. وقد تستّر بعض هذا الدعم أخيراً بلباس الاستثمار تحت جنح الدولة، كما حصل بالنسبة الى سدّ شاتين في جرود البترون. ولم يعُد خافياً الربط المريب بين هذا المشروع واستحداث بلديّة في شاتين، بما يمهّد لفتح المنطقة الجرديّة على العمق الايراني في شمال البقاع، وخلط الديمغرافيا، بتواطؤ خطير من فريق أعمتْه ثنائيّة المال والسلطة.

- أمّا تربويّاً وثقافيّاً، فالمشروع الايراني يبلغ مرحلته الأشدّ خطورة.

صحيح أنّ اتفاقات حسّاسة كثيرة لم يتمّ توقيعها في زيارة رحيمي (وليس هناك ما يضمن عدم توقيعها في مناسبات لاحقة)، ولكنّ أخطرها تمّ تمريره تحت ستار بروتوكول تربوي. فأيّ تربية دينيّة فئويّة يؤسّس لها هذا الاتفاق، وأيّ توجيه "ممانع" يرمي اليه؟! في حساب ايران الجديد أنّ نجاح مشروعها لتمكين "حزب الله" من لبنان، يكمن في الأساس التربوي والثقافي. فقد جرّبت المال والسلاح، ولم يأتيا بنتائج ملموسة، بل أحياناً عكسيّة. واعتمدت على الوسيط السوري ففشل أيضاً، وهو الآن منشغل بنفسه، ويعدّ مراحله الأخيرة. وشجّعت العمليّات الجراحيّة، كما في 7 أيّار وانقلاب القمصان السود، فكانت الحصيلة هزيلة. وحضَنَت ورَعَت حالات سياسيّة وشعبيّة خارج الشيعة، فانكشف تراجعها وازداد ضمورها. وتحاول هذه الحالات، خصوصاً المسيحيّة منها، ترميم نفسها في كسروان وسواها، ولكنْ بدون جدوى. فالمال وحده لا يعوّم مجموعة بلا قضيّة. ومعركة ايران الآن تعتمد كلّ هذه الوسائل، مع اضافة وسيلة نوعيّة ايديولوجيّة تعتمدها الأنظمة الشموليّة: التربية والثقافة، على خلفيّة تسميم غوبلزي للاعلام، كما في محطّتَيْ "التفاهم". هي وسيلة الحفر من الداخل، في النخاع الشوكي للبنانيّين، بعدما انتهى المشروع من تفريغ نخاع أتباعه.

لكنّ مناعة هؤلاء اللبنانيّين الأنقياء ستقضي على المشروع في مهده. ولن يربح الغزاة الجدد معركة الهويّة اللبنانيّة، الضاربة في التاريخ الى ما قبل الأحلام الامبراطوريّة الفارسيّة. وأهل الهويّة هم الغالبون.

أمّا الذين سقطوا في التجربة، فسيظلّون وحيدين ... ويندمون.

 

الفرنسيون ينتخبون رئيسهم والاشتراكي هولاند الأوفر حظًا بالفوز 

يدلي الفرنسيون بأصواتهم اليوم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة التي يعتبر فيها الاشتراكي فرانسوا هولاند الاوفر حظًا بالفوز في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي رغم أنّ الفارق بين المرشحين تراجع في اللحظات الاخيرة. وتفتح صناديق الاقتراع عند الساعة الثامنة (6,00 ت.غ.) على أن تغلق في المدن الكبرى عند الساعة 20,00 (18,00 ت.غ.) حين ستبدأ معاهد استطلاعات الرأي بنشر تقديرات النتائج التي يمكن ان تنشرها قبل ذلك وسائل الاعلام الاجنبية كما حصل في الدورة الاولى في 22 نيسان. وقد بدأت عمليات التصويت السبت للفرنسيين المقيمين في مقاطعات ما وراء البحار والولايات المتحدة وكندا واميركا الجنوبية. وهناك حوالي 46 مليون ناخب مدعوون الى صناديق الاقتراع لانتخاب سابع رئيس في الجمهورية الخامسة والذي تمتد ولايته لخمس سنوات.

وفرانسوا هولاند (57 عامًا) الذي تصدّر الدورة الاولى من الانتخابات (28,63% مقابل 27,18 لساركوزي) يعتبر منذ اشهر المرشح الأوفر حظًا للفوز في هذه الانتخابات التي تجري على وقع ازمة اقتصادية ومعدل بطالة قياسي. لكن الفارق بين المرشحين تراجع الى اضعف مستوى له منذ بدء الحملة حيث اظهر اخر استطلاع للرأي نشر مساء الجمعة أنّ هولاند نال 52% من نوايا التصويت مقابل 48% لساركوزي.(أ.ف.ب.)

 

نديم الجميل: مهرجان "المستقبل" حاجة وكلام عون عاطفي مبني على الغرائز وليس على العقل

أكد النائب نديم الجميل أنه سيشارك في مهرجان "تيار المستقبل" عصر اليوم كنائب من بيروت يقف الى جانب حلفائه، لافتا إلى أن المهرجان اليوم يهدف إلى توجيه رسالة واضحة بعد مرور خمس سنوات على ذكرى السابع من أيار، يوم أرادوا ضرب لبنان والسيطرة عليه. واعتبر الجميل في حديث الى "صوت لبنان 93.3"، أن مهرجان "تيار المستقبل" حاجة، وهو سيعبر عن رأيه بصراحة إذا حمل "حزب الله" السلاح مرة جديدة بوجه الداخل اللبناني، فسنواجه الأمر بحمل السلاح أيضا. اضاف: "لو تمكن "حزب الله" في العام 2007 من القضاء على تيار "المستقبل" في بيروت وجنبلاط في الشوف، لكانوا أكملوا على كل لبنان من دون التفرقة بين المناطق". وسأل: "أين قدم النائب ميشال عون اصلاحا وتغييرا وقد مر عليه في الحكم سنة كاملة، أين هو التغيير والوزير جبران باسيل يتصرف كالوزراء السابقين الذين مروا على وزارة الطاقة والمياه، معتبرا أن الفريق الوحيد الذي ليس في صراع مع عون هو "حزب الله"، والمعركة الكونية التي يتكلم عنها ليست ضده، بل هو من يقود هذه المعركة ضد نفسه، لأنه على خصام مع الجميع". وردا على خطاب العماد ميشال عون بالأمس، اعتبر "أن الكلام كان عاطفيا ومبنيا على الغرائز وليس على العقل، واصفا المحتوى بالخطر شكلا ومضمونا، ويهدف الى زرع الخوف في ذهن الموارنة، من أجل الوصول الى السلطة. وعن الانتخابات النيابية والتحضيرات لخوضها، قال الجميل: "لائحة الاشرفية مكونة من فرقاء اساسيين وسنحافظ على هذه التركيبة، الا ان أسماء المرشحين تبقى ثانوية". ورأى ان القانون الانتخابي الأفضل، هو الدائرة الفردية ما يعزز المحاسبة. وإذ اعتبر أن فريق الثامن من آذار لا يريد إجراء الانتخابات، أكد أن قوى الرابع عشر من آذار ككل تريد الانتخابات كيفما وأينما أتت، لسبب واحد هو الايمان بالديمقراطية. وقال: "المهم أن نطرح ملفاتنا بعد الانتخابات من أجل الدخول إلى الحكم لكي نحكم فعليا. هم اليوم يتهموننا بأمور، ويقومون بأسوأ منها".

وعن زيارة فيلتمان ومحتوى هذه الزيارة، قال: "الزيارة لم تكن ناجحة بالشكل، نتيجة الاستعجال الذي رافقها"، سائلا: لماذا زار فيلتمان أولا النائب وليد جنبلاط؟ واين موقع الرؤساء في لبنان.

وعن زيارة نائب الرئيس الايراني، قال: "من بين الاتفاقيات التي وقعت هناك اتفاقيات خطيرة كالاتفاقية التربوية". اضاف: "من الواضح ان "حزب الله" يهدف الى تغيير جوهر الوجدان اللبناني الحقيقي، وايران هي الدافع والمساعد الاول للحزب لتغيير طبيعة لبنان، مؤكدا ان هذا الفريق نجح اليوم عل صعيد كبير بمشروعه من خلال هجرة اللبنانيين، الذين ما عادوا يؤمنون بوطنهم". وردا على سؤال عن الانتخابات البرلمانية في سوريا غدا على وقع التفجيرات، وهل يؤيد سياسة النأي بالنفس؟ قال: "نحن على علاقة بما يجري في سوريا وبالمنطقة ككل.النظام في سوريا اليوم يستخدم المسيحيين كدرع للحفاظ على وجوده. والمطلوب من المسيحي في سوريا اليوم أن يقف إلى جانب من يطالب بالحرية وأن يتحمل المسؤولية كاملة. فالمطالبة بالحرية تتطلب الوقوف إلى جانب المطالبين بها. أما في لبنان فأنا كمسيحي دوري أن أشهد للحق، إلا أن هذه الحكومة لا تستطيع سوى أن تنأى بنفسها عما يجري لأنها صنيعة النظام السوري".

* الوكالة الوطنية للإعلام

 

جعجع بذكرى شهداء الصحافة: الوطن-الرسالة أضحى أمّةً للحريّة بفضل المحابر

تناول رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع مناسبة عيد شهداء الصحافة، وقال: "لا أقبل ان تمرّ هذه المناسبة، من دون الوقوف على مدلولاتها العميقة، التي جعلت خيارات اللبنانيين اكثر وضوحاً ونضوجاً في تكريس "لبنان-الرسالة"، وموئل الساعين الى الحرية، أكثر فأكثر"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الوطن-الرسالة اضحى أمّةً للحرية، محارَبة ومحارِبة، في صراع لا يتوقف لأجل الحياة الكريمة، وكل ذلك بفضل دماء اجدادنا هؤلاء والمحابر، وسواعد ابنائهم واقلام وبنادق احفادهم". جعجع، وفي بيان بالمناسبة، قال: "من شهداء الزمن الاول في لبنان وسوريا، الى شهداء الاستقلال، مروراً بمواكب الابطال عبر تاريخ لبنان الحديث، وصولاً الى ابطالٍ لفحتهم رياح الارز واريجه في الربيعيات العربية، أرفعُ يميني تحيةً ودعاءً لأجلهم، وقسماً على اسمهم، ان نناضل دوماً لاجل حضارة الحياة وقيم الاحرار، مهما سقط منّا من شهداء، ومهما واجهتنا صعوبات، ومهما تنازل او تراجع او تخاذل من تخاذل، سنبقى ولاجلهم، وفي كل وقت وكل ساعة، حيث لم ولن يجرؤ الآخرون".وختم جعجع بيانه بالقول: "من القوات اللبنانية، ومن قوافل شهدائها الابرار ومني شخصياً، الف تحية للشهداء في يومهم، ولكل الشهداء لأجل قضية حقٍّ وانسان، في كل زمان ومكان...والف سلام".

*(المكتب الاعلامي)

 

زهرا: البعض يريد للانتخابات أن تكون حرب إلغاء.. ومهرجان "الوطني الحر" ليس مشرّفًا

سأل عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا "إلى متى ستظل الصحافة والإعلام والكلمة الحرة يدفعون الأثمان الباهظة امام انتهاك حريتهم والاعتداء عليهم؟ وإلى متى سيظل بعض الموتورين يستهينون بكرامات الناس وحقهم بالمعرفة من خلال الاعتداء على الصحافيين". زهرا، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل"، علّق على المهرجان الذي يقيمه تيار "المستقبل" اليوم، فقال: "مهرجان اليوم طابعه شعبي، ونحن و"المستقبل" دائمًا معًا وأهمية المهرجان اليوم في ذكرى الشهداء يأتي في ذكرى حدث نسف اللعبة الديمقراطية (في إشارةٍ إلى أحداث 7 أيار) بتكريس غلبة تجافي الديمقراطية ولا نزال نعيش في ظل هذه الغلبة حتى اليوم". وأضاف زهرا: "لن نَبعد عن الإجماع (الشيعي) على رئيس المجلس النيابي (نبيه برّي) الذي سيُنتخب كما حصل مع الزعيم الأوّل للطائفة السنية (في إشارة إلى الرئيس سعد الحريري) وقت انتخاب رئيس الحكومة"، متابعًا: "هذا يدل على أنه كل ما عانيناه من مصادرة الطائفة الشيعية من قبل "حزب الله" وحركة "أمل" سنظل نحترم خصوصيّتها على أن تحترم هي خصوصيّتنا". 

وإذ رأى أنه "من المعيب ألا تحسم الحكومة أمرها في أيّ قانون انتخابي تريد"، شدّد زهرا على أن "موضوع صحة التمثيل لا يحصل في آخر شهور ونتيجة الظروف السياسية". وأردف: "يقصد من النسبية في لبنان هو تحجيم والغاء قوى سياسية لحساب قوى اخرى بهدف اعادة عقارب الساعة الى الوراء بهدف تأمين أكثرية لقوى "8 آذار"، متابعًا: "البعض يريد للانتخابات ان تكون حرب الغاء ونحن حريصون ونتشاور مح حلفائنا وأخصامنا المسيحيين للحصول على أفضل قانون يمثّل الجميع"، ومشيرًا إلى أن "قانون الـ60 بشكله الحالي لا يؤمّن صحة التمثيل كما يجب". وأكمل: "الأهم بالنسبة لنا هو احترام المواعيد الدستورية". ومن جهةٍ أخرى، قال زهرا: "نحن ضد حجب المعلومات التي تساعد التحقيق في كشف محاولة اغتيال (رئيس حزب "القوات اللبنانية") الدكتور سمير جعجع ورفعنا دعوى أمام القضاء بحق (وزير الطاقة والمياه جبران) باسيل (على خلفية كلامه لصحيفة "الأخبار" حيث اتهم قوى "14 آذار" بأنها هي وراء الإغتيالات التي تتعرض إليها) فهو ضلّل التحقيق وأوحى أنّ قوى "14 آذار" قتلت شهدائها"، مشيرًا إلى أن "باسيل مستعد للقيام بأي شيء لتضليل التحقيق".  زهرا الذي رأى أن ما جرى بمهرجان "التيار الوطني الحر" الذي أُقيم أمس في ساحل علما بالذكرى السابعة لعودة رئيسه النائب ميشال عون "ينطبق عليه مثل "التاجر المفلس يفتح الدفاتر القديمة"، قال: "لم نسمع كلامًا جديدًا فيه وهو ليس مشهدًا مشرّفًا". وختم بالقول: "الفريق الآخر لا يريد موازنة، وسيستمرون بالكذب على أنفسهم والناس لعدم إقرار الموازنة كي لا يوافقوا رسميًا على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان". (رصد NOW Lebanon)  

 

فتح معركة مع جنبلاط بعدما تيقن من أنه لن يتحالف معه"

فتفت لـ"NOW Lebanon": عون أصبح تابعًا بكل مفاصل خطابه للنظام السوري و"حزب الله"

ناجي يونس، الاحد 6 أيار 2012

لاحظ عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أنّ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "كرر في الذكرى السابعة لعودته إلى لبنان خطابه الموتور نفسه"، مشيرًا إلى أنه "لم يقدم في هذا الخطاب أي شيء جديد، إنما واصل محاولات إخفاء الهدر والسرقات التي تحصل في الوزارات التي يشرف عليها وزراء تكتله، عبر اتهامه الآخرين والعودة إلى القول إنه يتعرض لـ"مؤامرة" بينما هو في الحقيقة يتحكم بمصير البلد من خلال الكثير من المواقع دون أدنى إنتاجية". فتفت، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon"  لفت إلى أنّ "عون فتح معركة مع النائب وليد جنبلاط بعدما تيقّن من أنّ جنبلاط لن يتحالف معه بأي شكل من الأشكال"، مشيرًا إلى أنّ "عون أطلق معركته في هذا التوقيت بعد أن شعر بأنه لم يعد قادرًا على إحراز تقدم بطموحاته السياسية في ضوء انكشاف طروحاته والفضائح الكبرى في وزارات تكتله، ما جعله يشن هجومًا مضادًا في محاولة لتدارك ما يمكن تداركه شعبيًا بعدما فقد مصداقية الكثير من شعاراته السياسية والإقتصادية والمالية بشكل أثّر سلبًا على شعبيته".

وإذ رأى أن "لا مشكلة عند عون في خوض معارك مستمرة ولو كانت خاسرة وتدميرية منذ حربي "التحرير" و"الإلغاء" حتى اليوم"، أوضح فتفت أنّ "الأهم بالنسبة لعون هو خوض المعارك اعتقادًا منه بأنها ستوفر له "برستيجًا" معيّنًا مهما كانت الأذية المتأتية منه"، لافتًا الإنتباه في هذا المجال إلى أنّ "كل لبنان يعاني من مشكلة "حلم" عون، فالجنرال لا يزال يحلم "حلمه الكبير" بأن يتمكن من العيش ولو للحظات في القصر الجمهوري كرئيس للبلاد". وردًا على سؤال، أجاب فتفت: "أكثر ما لفت نظري في خطاب عون بالأمس، هو مدى الوقاحة بوصف النظام السوري أنه أكثر نظام قريب إلى الديمقراطية، في مقابل تشهيره بالثورة السورية وبقسم كبير من اللبنانيين عندما اتهم عكار وأهلها بأنهم من المتطرفين والتكفيريين، بينما الجميع يعلم أنّ تمثيلنا الإسلام المعتدل يشكل أكبر أداة سياسية في مواجهة التطرف".

فتفت الذي شدد على أنّ "عون أصبح تابعًا في كل مفاصل خطابه السياسي وعلى كل المستويات للنظام السوري وحزب الله"، أوضح أنه "يعمل بكل جهد للدفاع عن حزب الله والترويج لسلاحه، وفي الوقت عينه يصف النظام السوري بالديمقراطي في مقابل إغماض عينيه عن مشاهدة ما يحصل في سوريا عبر شاشات التلفزة"، مشيرًا إلى أنّ "كل ذلك يُظهر أنّ عون أصبح يعيش في عالم آخر.. ولو كان الآخرون جرّوه إليه لكن يبقى أنه يتحمل شخصيًا المسؤولية الكاملة عن تداعيات أدائه وسياساته السلبية على لبنان واللبنانيين".

 

تقرير/واشنطن قلقة من «مغامرة» إسرائيلية في إيران

واشنطن من حسين عبدالحسين/الراي

أبدى مسؤولون اميركيون قلقهم من الاسباب التي تكمن خلف اعلان رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو اجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 4 سبتمبر، قبل نحو عام على انتهاء مهلة الكنيست الحالي، وقالوا ان هناك اعتقاد يسود بعض اوساط العاصمة مفاده ان اسرائيل قد «تخوض مغامرة بتوجيهها ضربة عسكرية خاطفة للمنشآت النووية الايرانية» قبل 6 نوفمبر، موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.

«ستون يوما ستجبرنا على حبس انفاسنا والرجاء ان لا تقوم اسرائيل بأي عمل عسكري ضد ايران»، حسب احد المسؤولين الذي تحدث في جلسة مغلقة انعقدت يوم الجمعة.

وكانت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عززت شكوك بعض المسؤولين الاميركيين عندما بثت تقريرا جاء فيه ان موعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية يصادف في وقت يكون فيه الرئيس باراك اوباما شبه مشلول، ولا يمكنه ممارسة ضغط على اسرائيل او توبيخها قبل اسابيع قليلة من الانتخابات في حال قامت بشن ضربة ضد ايران.

ويقول المسؤول الاميركي انه «في العام 1981، اجرى (رئيس حكومة اسرائيل الراحل مناحيم) بيغين الانتخابات، وبعدها فورا وجه ضربة عسكرية الى المفاعل النووي العراقي اوزيراك» او تموز، حسب التسمية العراقية. واجرى المسؤول مقارنة بين العام 1981 واليوم، ولفت الى ان اسرائيل في ذلك الوقت، كما اليوم، اعلنت انها تعطي الديبلوماسية الدولية مداها، وانها قامت بالضربة على اثر فشل محاولات اقناع صدام حسين بالتخلي عن قنبلته النووية. واشار الى ان جولة المفاوضات المقبلة بين مجموعة خمس زائد واحد وايران، والمقررة في بغداد في 23 الشهر الجاري، «من غير المتوقع ان تفضي الى نتائج حاسمة، مما سيعزز خوف الاسرائيليين ويدفعهم اكثر الى التفكير بالخيار العسكري».

القلق الاميركي يأتي كذلك على خلفية التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى صحيفة اسرائيلية، واعتبر فيها انه بامكان ايران تصنيع قنبلة نووية في غضون 60 يوما منذ اليوم الذي تنجح فيه بتخصيب كمية كافية من مادة اليورانيوم. واعتبر باراك ان ايران تصل مرحلة «المناعة» عند وصول برنامجها الى هذه النقطة، وانه في حال حصل ذلك، يصبح وجود اسرائيل في خطر لانها تصبح غير قادرة على انهاء البرنامج الايراني. وذكّر المسؤول الاسرائيلي بتصريح للرئيس الايراني السابق هاشمي اكبر رفسنجاني قال فيه ان اسرائيل دولة تفنى بقنبلة واحدة.

الا ان مسؤولين اميركيين آخرين يعتقدون ان سبب الانتخابات الاسرائيلية المبكرة يرتبط بحسابات نتنياهو الداخلية، وان رئيس الحكومة الاسرائيلي يرى نفسه في موقع يمكن له توسيع نفوذه السياسي، وازاحة بعض المنافسين مثل حزب كاديما، الذي يترأسه وزير الدفاع السابق شاوول موفاز، وحزب «اسرائيل بيتنا» بزعامة اليميني المتطرف ووزير الخارجية الحالي افيغدور ليبرمان. وتظهر استطلاعات الرأي الاسرائيلية ان نتنياهو سيفوز بعدد كبير من المقاعد في الكنيست قد يصل الى 48 من اصل 120، وان حزب «العمل» بزعامة شيلي ياشيموفيتش سيحل في المرتبة الثانية بقرابة 15 مقعدا، مما يسمح لنتنياهو بتشكيل حكومة جديدة يكون نفوذه داخلها اقوى ومتحررا من حلفائه الحاليين الذي يملون عليه خطوات في السياسة الداخلية تحت طائلة فرط التحالف القائم والاطاحة بالحكومة.

واشنطن تبقي عيونها مفتوحة على السياسات الاسرائيلية الداخلية والحسابات الانتخابية، وتأمل في ان يكون سبب الانتخابات المبكرة داخليا لا خارجيا، وان يرتبط بالتحالفات الاسرائيلية لا بالاستعداد لتوجيه ضربة لايران في الوقت القاتل الذي يجبر اوباما على الدخول في مواجهة مع الايرانيين في حال ابدوا ردة فعل ضد الضربة الاسرائيلية الخاطفة. على ان المسؤولين الاميركيين قالو انهم لاحظوا ان «اي خطة لضرب ايران عسكريا لا تحظى بتأييد اسرائيلي تام، فهي تلقى معارضة خصوصا داخل المؤسستين العسكرية والامنية، وكذلك من عدد من السياسيين الذي ابدوا معارضتهم لها».

على صعيد متصل اظهر استطلاع للرأي اجرته «وكالة اليهود التلغرافية» الاميركية تراجع التأييد الذي يحظى به اوباما بين اليهود الاميركيين 17 نقطة، من 78 في المئة في العام 2008 الى 61 في المئة اليوم. كذلك اظهر الاستطلاع تقدم المرشح الجمهوري ميت رومني بين اليهود من 22 في المئة حصدها المرشح جون ماكين في العام 2008، الى 28 لمصلحة رومني اليوم.

وعلق رئيس «لجنة اليهود الاميركيين» دايفيد هاريس على هذه النتائج بالقول ان اليهود الاميركيين غيرا راضين عن اداء اوباما في مسائل الامن القومي والسياسة الخارجية ودعم اسرائيل، فيما اعتبر ام جاي روزنبرغ، وهو يهودي سبق ان عمل مدة 20 عاما في اللوبي المؤيد لاسرائيل «ايباك» ثم انقلب الى عدوهم اللدود، ان الرأي اليهودي الاميركي، على غرار الرأي الاميركي عموما، يلحظ تراجعا في زخم اوباما. وقال روزنبرغ ان الدليل الاول على كلامه هو اظهار الاستطلاع نفسه ان المسألة الابرز التي تشغل بال اليهود الاميركيين هي الاقتصاد الاميركي، «لا مدى دعم اوباما لاسرائيل حسب زعم هاريس». ويستنتج روزنبرغ ان اليهود الاميركيين، كغيرهم من الاميركيين الآخرين، يهتمون بمصالحهم في الولايات المتحدة اكثر من اكتراثهم للموضوع الاسرائيلي.

 

زعيمة "حزب العمل" الاسرائيلي: نتانياهو مخطئ باعتباره إيران المشكلة المركزيّة لإسرائيل 

إعتبرت زعيمة "حزب العمل" (وسط-يسار) الاسرائيلي المعارض شيلي ياسيموفيتش أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مخطئ باعتباره "التهديد (النووي) الايراني المشكلة المركزية لاسرائيل".ياسيموفيتش الزعيمة الجديدة لـ"حزب العمل"، وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية خاصة، قالت إنّه يجب إعطاء مزيد من الوقت للعقوبات الدوليّة المفروضة على الجمهورية الاسلاميّة، مشددة على ضرورة "التنسيق الكامل" مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالملف الايراني. كما رأت أنّ توجيه ضربة عسكرية الى ايران "يبقى الخيار الاخير".يشار إلى أنّه، وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، فإنّ نتانياهو يعتزم ضرب ايران لتدمير منشآتها النووية التي يعتبرها خطرًا استراتيجيًا على بقاء دولة اسرائيل.(أ.ف.ب.)

 

نقل 10 أسرى مضربين عن الطعام من سجن إسرائيلي إلى المستشفى

نتنياهو: لا صلة بين تبكير موعد الانتخابات واحتمال شن هجوم على إيران

القدس - من زكي أبو الحلاوة ومحمد أبو خضير/الراي

نفى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ما ذكره المعلق السياسي للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أمنون أبراموفيتش حول وجود صلة بين تبكير موعد الانتخابات واحتمال شن هجوم على ايران. وأكد أن «نتنياهو لم يربط في أي وقت بين أمن اسرائيل والقضايا الحزبية وأنه كان ينشغل بالموضوع الايراني حتى عندما كان خارج الحلبة السياسية». وكان وزير الدفاع ايهود باراك قال ان «استراتيجية ايران النووية قد تسمح لها في نهاية المطاف بصنع قنبلة ذرية في غضون 60 يوما فقط من اتخاذ القيادة الايرانية القرار».ويرى مراقبون ان تصريحات باراك «تعكس المخاوف الاسرائيلية من أن ايران تستغل عنصر الوقت، بينما تجري مفاوضات مع القوى العالمية للحد من برنامجها لتخصيب اليورانيوم».

واكد باراك لصحيفة «اسرائيل اليوم» ان «الايرانيين يحاولون الان منح البرنامج النووي الحصانة»، مضيفا: «اذا وصلوا الى القدرة العسكرية النووية الى سلاح أو الى قدرة ظاهرة او الى وضع يمكنهم من صنع قنبلة في غضون 60 يوما، فانهم سيحصلون على نوع مختلف من الحصانة، حصانة للنظام». من ناحيته، كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت أن «جهات يمينية في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة أفشلت في شكل مقصود جهود احياء عملية السلام العام 2008». وأوضح لشبكة «سي ان ان» أنه «رغم المخاطر السياسية سعى الى التوصل الى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين من خلال حل الدولتين على أساس العودة الى حدود يونيو العام 1967». وأضاف: «كنت أواجه قوة كبرى بما في ذلك ملايين الدولارات التي ضخت من الولايات المتحدة الى اليمين المتطرف والتي كانت معدة لاسقاطي». الى ذلك، لفت السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور، مجلس الامن الجمعة، الى مصير 10 أسرى مضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية تم نقلهم الى المستشفى في حالة خطرة. واكد في رسالة الى الرئيس الدوري لمجلس الامن سفير اذربيجان اغشن مهدييف ان «حياة عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ ما بين 59 الى 67 يوما اصبحت في خطر».

واشار الى 10 اسرى معتقلين في «سجن الرملة» والذين تطلبت «خطورة وضعهم الصحي» نقلهم الى مستشفى السجن. من جانبه، قال وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني زياد أبو عين، امس، ان ما قدمته مصلحة السجون الاسرائيلية من ردود على مطالب الأسرى لانهاء اضراب المئات منهم عن الطعام هي ردود «سلبية» لا تستجيب للحد الأدنى من المطالب.

 

 البرلمان الجديد يقع في أيدي الأكثرية الناقدة لنجاد

طهران تقترح معاهدة تمنع تحديث وتصنيع منشآت إنتاج الأسلحة النووية

طهران - من أحمد أمين/الراي

اقترح ممثل ايران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية، اعادة النظر في معاهدة حظر الانتشار النووي (ان بي تي) وتضمينها بندا يمنع تحديث او تصنيع منشات انتاج الاسلحة النووية.

وحض سلطانية في اجتماع تحضيري لمنع انتشار الاسلحة النووية، بلدان العالم على «اعادة النظر في معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية»، وقال «ان نزع هذه الاسلحة يعتبر واحدا من الاصول التابعة لمعاهدة الحظر، وان خفض محدود للاسلحة النووية لدى البعض لايغني عن الانهاء الشامل لها لان خفض اعداد الاسلحة النووية يعني العودة اليها في المستقبل وهذا لن يكون مفيدا».

واعرب مندوب ايران عن اعتراض بلاده على السياسات النووية التي تتبعها بعض الدول ومنها فرنسا وبريطانيا، قائلا «ان تلك الدول اقدمت على تحديث ترساناتها النووية وانفقت في هذا الصدد تريليون دولار، وهي بذلك تكون خرقت معاهدة حظر الاسلحة النووية وعليها تقديم ايضاحات للمجتمع الدولي والراي العام». من جانب ثان كشفت نتائج الجولة الثانية لانتخابات الدورة التاسعة لمجلس الشورى الاسلامي، فوز التيار الاصولي الناقد للحكومة بالاكثرية، ومن مجموع 290 نائبا في الدورة النيابية الحالية المنتهية ولايتها، اخفق 196 نائبا من الحصول على بطاقات التأهل للدورة الجديدة. ورغم كل الجهود التي بذلها مؤيدو الرئيس محمود احمدي نجاد في الحملات الانتخابية، فان قائمة «جبهة بايداري» (جبهة الصمود) التي تضم قريبين من رئيس الجمهورية اخفقوا في كسب اصوات الناخبين بالمقدار الذي يؤهلهم لاعطاء المزيد من الزخم لنجاد وحكومته، ما يعني ان الحكومة الحالية ستبقى في المرحلة المقبلة تواجه التحديات مع السلطة التشريعية، وسيحافظ المجلس القادم على تركيبته المكونة من اكثرية ناقدة للحكومة. الى ذلك، انتقد وزير الدفاع العميد احمد وحيدي، حضور القوات الاجنبية في المنطقة، مؤكدا «ان هذا الحضور لايخدم دول منطقة الخليج الفارسي، وهو عمل استفزازي». وقال: «من المؤكد ان القوات الاجنبية هذه لا تعمل لمصلحة شعوب المنطقة، وان حضورها لايمكن ان يحقق الامن والهدوء»، كما حض دول المنطقة على «ان تكون متحدة فيما بينها والا تسمح للدول الاجنبية من خلال حضورها في المنطقة بان تقوم بنشاطات استفزازية فيها».

 

 عون شنّ هجوماً متعدد الجبهة والحريري يطلّ اليوم على سورية والداخل

«ويك إند» مهرجانات «التعبئة» في لبنان يرفع «الحماوة» السياسية

بيروت - «الراي/... «ويك اند المهرجانات». هكذا بدا المشهد في بيروت امس مع اندفاعة «استعراض القوة» في الشارع والشعارات التي انخرطت فيها القوى الابرز في فريقي 8 و14 آذار غداة تبلور ملامح «السباق» الاميركي ـ الايراني في لبنان وعليه والذي بدا «استباقاً» لتطورات الوضع في سورية المحكوم إما بسقوطٍ غير بعيد لنظام الرئيس بشار الاسد، وإما بدخول «بلاد الشام» مرحلة استنزاف غير مستبعدة، وكلا هذين «الاحتمالين» يعنيان ان دمشق باتت out في المعادلة الاقليمية كلاعب ذات ثقل وتأثير و«مخالب».

واذا كان «التنافس» على لبنان بين واشنطن وطهران تجلى في تزامُن زيارتيْ النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان لبيروت ومحاولتهما رسم حدود نفوذ كل من طهران وواشنطن في لبنان، فان ما بعد مغادرتهما فتح الساحة السياسية على اختبارات عدة بدت كلها مرتبطة بـ «تحمية الماكينات» استعداداً لـ «أم المنازلات» في الانتخابات النيابية صيف 2013 التي «تقاتل» قوى 8 آذار سياسياً وتضع «ثقلها» لضمان إجرائها بإشراف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية ووفق قانون يوفّر لها إحكام القبضة على السلطة مع «الختم الشرعي»، فيما ستلعب 14 آذار «كل اوراقها» في السعي الى ان يتم الاستحقاق النيابي في ظلّ حكومة حيادية. وفي غمرة علامات الاستفهام الكبيرة حول آلية اقرار قانون انتخاب يناسب 8 آذار وهو ما يبدو «مستحيلاً» في ضوء «الفيتو» غير القابل للعودة عنه من النائب وليد جنبلاط، ومدى قدرة 14 آذار على إسقاط الحكومة الحالية في ظل التمسك الدولي بعنوان «الاستقرار اولاً» في لبنان ربطاً بالازمة السورية، ثمة من يرى ان هذه الوقائع يمكن ان تضع الانتخابات برمّتها على محك الاجراء او الإرجاء الذي تؤكد اوساط سياسية مطلعة في الوقت نفسه انه يحتاج الى قرار اقليمي ودولي اكبر من كل الاطراف الداخليين. وتبعاً لذلك بدت المهرجانات التي «دشّنها» التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون امس في ذكرى عودته من منفاه الباريسي العام 2005 ويستكملها تيار «المستقبل» بزعامة الرئيس سعد الحريري اليوم في ساحة الشهداء كأنها في إطار تعبئة لخدمة «اهداف» معسكريْ الصراع المفتوح على المزيد من الصولات والجولات.

فـ «التيار الحر» الذي اختار احياء ذكرى عودة عون شعبياً للمرة الاولى منذ ست سنوات، تعمّد بحسب خصومه ان يخوض هذا «الاختبار» في مكان مقفل ومحدود السعة هو مجمع «بلاتيا» في منطقة ساحل علما في جونية، في حين اكدت مصادر «التيار» ان المهرجان جاء رداً على «رهان يومي بأن التيار فقد شعبيته وعصب تحريك الشارع، وان الحشد بداية ضمن عملية تصاعدية، وتأكيد خيارات التيار وشعبيتها». وشكّلت «المعركة» بين عون ورئيس الجمهورية ميشال سليمان محوراً رئيسياً في كلمة زعيم «التيار الحر» وسط توقعات بان يتخذ صراع «الجنرالين» منحى اكثر حدة ربطاً بالانتخابات لاسيما بعد اعلان صهر رئيس الجمهورية وساك بارودي انه مرشح في استحقاق الـ 2013.

كما ردّ عون بعنف على «تيار المستقبل» والنائب جنبلاط «المنفوخين على حساب النواب المسيحيين»، رافعاً الصوت على صعيد قانون الانتخاب، معلناً باسم قوى 8 آذار رفض قانون الستين.

واليوم يقيم «تيار المستقبل» مهرجانه بعنوان «احياء لشهداء 7 مايو 2008» وتحت شعار «دمهم غال وصوتنا عال»، وسط متابعة كل القوى السياسية اللبنانية لما سيطلقه الرئيس سعد الحريري من مواقف مفصلية في هذا الاحتفال الذي سيتخلله عرض شريط وثائقي عن احداث 7 مايو .

وعشية المهرجان شدد الرئيس سعد الحريري عبر موقع «تويتر» على ضرورة الا يتخلى اللبنانيون عن لبنان، داعيا الى الدفاع عنه بالطرق السلمية. وقال: «قد يمر الوطن في ايام سوداء، لكن في نهاية المطاف ستأتي الايام المشرقة». ويذكر ان يوم الجمعة المقبل، سيحمل إطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في احتفال تقيمه شركة «وعد» بما كان يعرف بـ «المربع الامني» في الضاحية الجنوبية التي اعيد إعمارها بعد حرب يوليو 2006، ويعلن فيه موقفه من مجمل تطورات الوضع في لبنان والازمة السورية، فضلا عن الشريط العازل في الجنوب وجهوزية المقاومة على اي اعتداء، مع اعلان دعم استمرار دعم حكومة الرئيس ميقاتي. وفي موازاة ذلك كان للنائب جنبلاط دخول بارز على الملف الانتخابي، اذ أطل «بالصوت» على مناصريه خلال عشاء اقيم في كاليفورنيا وبدا فيه اقرب ما يكون الى «ثورة الأرز» و«الخط السيادي» الذي وضع الحفاظ عليه عنواناً للاستحقاق النيابي بدا مؤشراً الى تموضعه التحالفي صيف 2013.

وقال جنبلاط: «اذا كان الحزب التقدمي قد قرر الدخول في تسوية مع فريق 8 آذار من أجل حماية الاستقرار في لبنان (بعد سقوط حكومة الحريري)، فإن الانتخابات النيابية المقبلة ستخاض من أجل الحفاظ على الخط السيادي في لبنان، ومنع لبنان والمؤسسات اللبنانية من ان تقع تحت سيطرة المحاور». واذ اعلن «اننا أمام انتخابات هي أشبه بـ «حرب إلغاء»، بل هي حرب «نكون او لا نكون»، ونحن لن نقبل بأن يلغينا أحد»، اكد «اننا اليوم لن نقبل أن نكون ملحقاً للذين يريدون مجدداً أن يستولوا على الأمن وعلى السيادة والاستقلال وعلى كل منجزات ثورة الارز في لبنان، التي لن نقبل أن تلغى أياً كان الثمن». وفي حين لفت الى ان «موضوع سلاح المقاومة هو محلّ نقاش، شرط ألا يستخدم في الداخل وفق ما اتفقنا مع «حزب الله»، وأن يتم تسليم السلاح في الوقت المناسب كي لا يبقى خارج نطاق سلطة الدولة»، قال: «نعلم أن النظام السوري وإن كان يتأرجح إلا أنه لا يزال يستخدم أدواته في لبنان، ونعلم من التجربة السابقة من الجرائم والاغتيالات التي قام بها السوري في لبنان أنّ ما من شيء يردع هذا النظام من أن يعود الى الطريقة القديمة نفسها، وأن يحاول إلغاء الرموز الوطنية والسيادية والاستقلالية».وأسف لان «المجتمع الدولي حتى اللحظة لم يقدم تلك المساعدة النوعية المطلوبة للتخلص من هذا النظام الاستبدادي الإرهابي الذي حكم سورية لأكثر من خمسة قرون، لكن دماء الشعب السوري ستفرض واقعاً جديداً على الساحة الدولية وعلى الساحة العربية». وكان جنبلاط بلغ في حديث ادلى الى موقع «مختار» الإلكتروني حد اعلان أن «جهات في الاكثرية، بفعل وحي سوري، لا تريد ان يكون في الاكثرية الحالية صوت يتمايز عن الصوت الرسمي مع سورية، لذلك المطلوب الغاء من تجرأوا على الوقوف في وجه النظام السوري او انتقاده، وأيدوا ثورة الشعب السوري، وهذه العملية تكون بواسطة النسبية والسيطرة على الدولة والقضاء والامن والجيش»، معلناً أن «ميشال عون ليس رئيس الجمهورية، الرئيس ميشال سليمان هو رئيس الجمهورية وهو الذي يقرر التعيينات»، مبديا أسفه لوجود «تيار عبثي بقيادة ميشال عون».

 

رئيس "الاشتراكي": نحن أمام انتخابات أشبه بحرب إلغاء 

جنبلاط ماضٍ في تصعيده ضد الأسد ونظامه بعدما قطع كل خطوط العودة

 بيروت - "السياسة":يواصل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط إطلاق المواقف التصعيدية ضد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد, ما يؤشر بوضوح أن الرجل قطع نهائياً كل خطوط العودة مع دمشق, وإن كان لا يزال يحتفظ بخيط رفيع مع حلفائها في لبنان وفي مقدمهم "حزب الله", حرصاً منه على الاستقرار الأمني وعدم المجازفة في اتخاذ أي خطوة من شأنها زعزعة الاستقرار في البلد وإعادة أجواء التوتر, وهذا ما يحرص عليه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" ويحاول تجنبه, منعاً لتكرار "7 أيار (مايو)" جديد, خاصة وأن الأجواء الهشة التي يمر بها لبنان, سياسياً وأمنياً تثير مخاوف جدية من انتقال عدوى الحرب السورية إلى لبنان. وقالت أوساط مقربة من النائب جنبلاط ل¯"السياسة" إن قراءته للواقع السوري تنذر بكثير من التداعيات الخطيرة التي تنتظر الشعب السوري في حال بقي نظام الأسد متسلطاً على رقاب الناس ويمارس إجرامه اليومي دون حسيب أو رقيب, مبدياً تساؤلات كثيرة حول هذا التردد الدولي في تقديم الدعم المطلوب للانتفاضة السورية للتخلص من النظام القائم الذي أغرق سورية بالدم والفوضى, وها هو يكابر ويراوغ للتهرب من أي التزامات تجاه شعبه أمام المجتمع الدولي. وأضافت أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً إضافياً في مواقف النائب جنبلاط ضد نظام الأسد الذي تجاوز كل الخطوط الحمر في تعامله مع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية. وأكدت أن انحياز رئيس "التقدمي" إلى جانب الثورة السورية, لا يعني عودته إلى قوى "14 آذار", وبالتالي لا يمكن تفسير هذه المواقف على أنها إعادة تموضع سياسي جديد, وإنما لا يمكن أن يقف "الحزب التقدمي الاشتراكي" ورئيسه موقف المتفرج من عمليات الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري على أيدي جلاديه.

وأبدت الأوساط ارتياحها لنتائج الزيارة التي قام بها النائب جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية, معتبرة أنها ساهمت في توضيح موقفه لدى الرياض حيال الكثير من الملفات الداخلية والإقليمية, لناحية حرصه على استمرار العلاقة الوطيدة مع القيادة السعودية التي وقفت إلى جانب لبنان في أحلك الظروف.

وفي مداخلة هاتفية له خلال عشاء حزبي في كاليفورنيا, أشار جنبلاط إلى أن "حزبه سيخوض الانتخابات للحفاظ على الخط السيادي", مشدداً على "أننا لن نقبل أن نكون ملحقاً للذين يريدون الاستيلاء على السيادة وكل منجزات ثورة الأرز التي لن تلغى أياً كان الثمن". ولفت إلى أن "موضوع سلاح المقاومة محل نقاش, شرط أن لا يستخدم في الداخل وفق ما اتفقنا مع حزب الله, وأن يتم تسليم السلاح في الوقت المناسب كي لا يبقى هذا السلاح خارج نطاق سلطة الدولة". وأضاف "نحن أمام انتخابات أشبه بحرب إلغاء, بل هي حرب نكون أو لا نكون, ونحن لن نقبل بأن يلغينا أحد", و"نعلم أن النظام السوري وإن كان يتأرجح إلا أنه لا يزال يستخدم أدواته في لبنان, ونعلم أن الشعب السوري في تضحياته الهائلة سينتصر, ونعلم من التجربة السابقة من الجرائم والاغتيالات التي قام بها السوري في لبنان أن ما من شيء يردع هذا النظام من العودة إلى الطريقة نفسها القديمة, وأن يحاول إلغاء الرموز الوطنية والسيادية والاستقلالية".

 

عون: سوريا هي الأقرب الى الديموقراطية من دون خجل 

كشف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، في كلمة ألقاها خلال المهرجان الذي نظمه "التيار الوطني الحر"، في ذكرى عودة عون من المنفى، على مسرح ال"Platea" - جونية تحت شعار "لبنان القوي... لبنان الأقوى"، أنه وأنصاره بكوا مرتين في حياتهم الوطنية "المرة الأولى في 13 تشرين 1990 وكانت دموع الحزن على الكارثة التي حصلت"، وفي المرة الثانية "بكينا في السابع من ايار وكانت دموع الفرح ودموع لقاء الاحبة، عدنا لنلتقي بشعب اركعه الخوف وافقره الحكام وقتلوا فيه روح المقاومة". واستعرض عون مراحل عودته من باريس والمفاوضات التي حصلت آنذاك، ووصف النائب وليد جنبلاط له بالتسونامي، وصولا الى الانتخابات النيابية وتشكيل تكتل "التغيير والاصلاح". وتطرق الى مشروع التفاهم مع "حزب الله" الذي "قال عنه البعض انه تفاهم ماروني - شيعي ضد السنة". وقال "اننا في حرب تموز، وقفنا الى جانب المقاومة ولم يكن من الممكن أن ننأى بنفسنا في هذا الأمر لأن من الطبيعي أن نقف إلى جانب شعبنا". وفي الموضوع السوري قال: "سوريا هي الأقرب الى الديموقراطية من دون خجل، لأن المواطن في سوريا له حرية طريقة عيشه، وهذا غير موجود في الدول التي تعلمهم طريقة حقوق الإنسان، وهل المرأة هناك لديها حقوق، وهل هذه الدول تحترم حرية المعتقد؟". اضاف: "أنا لا أتكلم عن هذا الموضوع لأنني مسيحي بل أدافع عن اي انسان ليتمتع بحرية المعتقد، اميركا التي جاء ممثلها الى لبنان قبل مدة مع ليبرمان، لماذا كانت زيارته الى لبنان، هل هناك تحضير للقاعدة في لبنان لتكون امرا واقعا بعد أن رفضت، ومن قال فليحكم الاخوان: هل لديه ثقافة، يعرف ما هي الاخوان؟". عون الذي لم يوفر أحدا من هجومه قال: اعتراض وليد بك على النسبية جريمة معنوية ترتكب بحق سكان الشوف والنسبية تعطيه حجمه الطبيعي وهي الغاء للاخرين الذين يطالبون بها ولقد غفرنا المجازر وسامحنا على الاجراس ولكن ان تاخذ حرية الذين ما زالوا على قيد الحياة فهذا لن نسمح به "روح بلط البحر وعمول يلي بدك يا". عون لم يوفر ايضا رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فقال: لسنا نحن من نخترع الأزمة بل رئيس الجمهورية لأنه مرتبط بتعطيل الدولة وهو مصطدم اليوم بمجلس وزرائه وليس بي أنا وحدي، وهو ردّ عليّ يوم تكلمت عن الرئيس التوافقي ولكن من قال انني أتكلم عنه، فهناك 3 رؤساء توافقيين قبله، ولكن أيضا من يعطل القضاء، وما هو السبب؟ فهل هو من عيّن قائمقام الجنوب ليعطل تعيين رئيس مجلس قضاء أعلى؟ بالتأكيد كلا، ورئيس الأركان في الجيش أليس وليد جنبلاط من عيّنه؟ لأول مرة تتعطل السلطة الإجرائية في عهد ميشال سليمان.

 

 

فرض مزيد من العقوبات في حال فشل مهمة المبعوث العربي - الدولي  

الغرب يشكك في فرص نجاح خطة انان ويتمسك بها لعدم وجود بديل

 نيويورك (الأمم المتحدة) - رويترز: في الوقت الذي تتكدس فيه الجثث في المشارح السورية, تتزايد شكوك الديبلوماسيين الاميركيين والاوروبيين في فرص نجاح خطة السلام المدعومة من الامم المتحدة, في انهاء أكثر من عام من العنف الذي وضع سورية على حافة الحرب الاهلية. لكن مع وقوف روسيا بقوة وراء خطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان للسلام لا تجد القوى الغربية خيارا اخر سوى التمسك بها في الوقت الراهن, وتتألف الخطة من ست نقاط لانهاء الصراع بين القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة المصممين على الإطاحة به.

وفي حين ترى الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربية منذ فترة طويلة, انه يتعين أن يتنحى الاسد فإنهم لا يملكون بدائل أخرى قابلة للنجاح, فيما ترمي خطة انان لإنهاء الصراع في سورية, الذي يعتبر الأشد دموية في انتفاضات "الربيع العربي" التي اندلعت العام الماضي في شمال أفريقيا والشرق الاوسط.

ويقول مسؤولون اميركيون واوروبيون إنه لا توجد أي محاولة منظمة لتزويد المعارضة المنقسمة بالاسلحة لمواصلة القتال.

ونظرا لعدم استعدادها لتسليح المتمردين وعدم قدرتها على كسر الجمود في مجلس الامن, لا توجد لدى القوى الغربية بدائل لخطة انان التي تمثل على الرغم من قصورها الجهد الديبلوماسي الوحيد الذي يؤثر على الصراع المستمر منذ 14 شهرا.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بيي "في الوقت الراهن الخيار الوحيد لدينا هو محاولة حمل جميع الاطراف على التعاون لوقف العنف والسماح بالقيام بالجهود الانسانية, ومساعدة الشعب الذي هو في أمس الحاجة الى هذه المساعدة".

ووعدت الحكومة السورية بالامتثال لخطة الامين العام السابق للامم المتحدة لكنها لم تفعل ذلك, وما زال القتال مستمرا ويسقط القتلى في كل يوم.

وحتى الآن يقول مسؤولون وديبلوماسيون من الأمم المتحدة إنه لم يحدث سوى انخفاض طفيف في أعمال العنف منذ إعلان الهدنة في 12 أبريل.

وتجد قوة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة صعوبة للوصول الى كامل قوتها, حيث يفترض أن تصل الى 300 مراقب عسكري غير مسلح على الأرض, وأصبح لديها الان نحو 50 مراقبا في بلد يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة. وعملية النشر بطيئة لانه يتعين ان تصدر دمشق تأشيرات دخول لهم, وقد رفضت بالفعل عدة أوروبيين.

وقال ديبلوماسي غربي طالبا عدم نشر اسمه "لا يوجد فعليا وقف اطلاق نار ليراقبه مراقبو الامم المتحدة, سيأتي الوقت الذي نطلق على هذا الوضع ما يستحقه من وصف".

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم انان للصحافيين في جنيف, إن خطة السلام "على المسار" الصحيح وعلى الرغم من عدم وجود إشارات كبيرة على امتثال الحكومة السورية للهدنة, فإن هناك "إشارات محدودة".

وقال رئيس مهمة المراقبة التابعة للامم المتحدة الميجر جنرال روبرت مود للصحافيين خلال رحلة الى حماة ان المراقبين لهم "دور مهدىء" وان الجيش عازم فيما يبدو على التعاون مع الهدنة في صراع أودى بحياة ألوف المدنيين.

وفي الوقت الذي كان فيه مود يعرب عن تفاؤله الحذر أمكن لفريق من رويترز سماع انفجار قذائف المورتر في حي الخالدية بحمص بمعدل قذيفة كل دقيقة, كما قالوا أنهم سمعوا دوي اطلاق نار كثيف لكنهم لم يعرفوا مصدره. كما يتناقض تفاؤل فوزي ومود بشدة مع تقدير متشائم قدمه البيت الابيض الخميس الماضي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "اذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي ان يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام الاسد". وسيتحدث انان وارفيه لادسو الامين العام المساعد للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام أمام مجلس الامن يوم الثلاثاء بشأن التطورات في سورية. ويقول ديبلوماسيون غربيون في نيويورك ان انان سيذكر في تقريره على الارجح أن تقدما محدودا فقط حدث في تحقيق الوقف الكامل لإطلاق النار.

وقال ديبلوماسي غربي كبير هذا الاسبوع ان انان "سيميل بشكل طبيعي ويمكن تفهمه الى محاولة ابقاء العملية جارية وليس أن يفعل ما يمكن أن يرقى حقا الى وضع حد نهائي واعلان الفشل".

واضاف "سيتعين أن نكون صارمين, اذا واصلت الحكومة عدم الامتثال فسوف ينبغي أن نعود لمجلس الامن من أجل تحرك اخر". وقال مبعوث اخر "اذا لم يتحقق تقدم أعتقد أن المطالب ستتزايد بأننا ينبغي أن نسمي الاشياء بأسمائها". ويقول ديبلوماسيون ان مثل تلك التصريحات الصارمة ليست انتقادا لانان وفريقه وهم ليسوا سذجا وانما تهدف لان توضح للاسد أنه لن يتم التسامح مع مثل هذا التلاعب مع فريق مراقبي الامم المتحدة وانان. ومن بين التحركات المحتملة الأخرى من جانب المجلس فرض عقوبات من الأمم المتحدة.

ولمحت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية, إلى فرض عقوبات على الحكومة السورية, لكن من شبه المؤكد أن تستخدم روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي قرارات للأمم المتحدة, مثلما فعلتا مرتين من قبل رغم أنهما أيدتا قرار نشر المراقبين. ومن المستبعد بدرجة أكبر اللجوء الى إجراءات أشد مثل السماح بتدخل عسكري أجنبي على غرار ما حدث في ليبيا لحماية المدنيين, حيث تعارض روسيا والصين ذلك كما لا توجد رغبة لدى الولايات المتحدة أو أوروبا في الدخول في حرب يمكن ان تشعل عنفا طائفيا على شاكلة ما حدث بالعراق. وقال ديفيد بوسكو من الجامعة الاميركية في واشنطن "لا أرى أي دلالة على وجود خطة بديلة متماسكة, عبر الامم المتحدة سيكون التحرك لفرض بعض العقوبات هو النتيجة الارجح, لا توجد حتى الان أي رغبة فيما يبدو من جانب المجلس لاجازة تدخل أقوى".

 

خبير عسكري: سلاح الجو الإماراتي قادر على تدمير الجيش الإيراني  

برنامج "النفط مقابل الغذاء" بانتظار طهران إذا هددت أبوظبي

 السياسة/حذرت مصادر إيرانية, من مغبة أي إجراء تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة, من شأنه أن يؤدي إلى فرض عقوبة النفط مقابل الغذاء أو أسوأ من ذلك, على الجمهورية الإسلامية, معتبرةً أن الإمارات لا تقل أهمية عن الكويت بالنسبة للدول العربية والغرب. وانتقد الكاتب الإيراني شهاب طيبي في مقال بصحيفة "ميهن" الإلكترونية, قيام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, بزيارة جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة. وقال طيبي "يبدو أن البعض لايزال يعيش في أجواء تعود إلى قبل 50 عاماً فيمارس سياسة حرض فافرضْ, ولم يتفهم البعض على رأس السلطة في بلدانهم بأن العالم تغير".

وحذر الكاتب من الموقف الإيراني الاستعلائي تجاه الإمارات, مذكرا بغزو الكويت من قبل نظام صدام حسين الأمر الذي تسبب في سقوط حكمه في العراق, حيث كان صدام "ينظر إلى الكويت بنظرة دونية وعلى أنها جزء من الأراضي العراقية, مثيراً النزعة الوطنية العراقية للهروب من مشكلاته الداخلية من قبيل الفساد الإداري الذي كان ينخر في الاقتصاد العراقي", مشيرا إلى التدهور الخطير الذي حدث للعراق, بعد أن كان اقتصاده في قطاع النفط والصادرات غير النفطية الأول عربياً وشعبه أكثر الشعوب العربية ثقافة, ولكنه صار اليوم لا اقتصاد ولا قوة عسكرية ولا ثقافة.

وقال الكاتب: "إن نظرة إيران إلى الكثير من البلدان العربية في منطقة الخليج لا تختلف عن نظرة العراق في السابق نحو الكويت", مشيرا إلى أن الإمارات تحظى بأهمية قصوى في المنطقة وبين جيرانها من الناحية الاقتصادية, حيث هناك استثمارات عالمية ضخمة, وتتمتع بمكانة ستراتيجية بالغة الدقة والحساسية نتيجة لتحالفاتها السياسية والعسكرية.

وشدد مجددا على أن أهمية الإمارات بالنسبة للدول العربية والغرب, ليست أقل من أهمية الكويت, ولهذا فإن أي إجراء ضدها, قد يؤدي إلى فرض عقوبة النفط مقابل الغذاء على شاكلة تلك العقوبة التي فرضت على العراق أو أسوأ من ذلك. من جهة أخرى, كشف خبير عسكري, عن قدرة سلاح الجو الإماراتي على تدمير الجيش الإيراني, نظرا للتسليح العالي الذي يتمتع به سلاح الجو الإماراتي, الذي يتفوق على نظيره المصري أيضا. وأكد الخبير العسكري محمد ساجر الدليمي خريج الأكاديمية العسكرية العليا بكوريا الشمالية, أن الإمارات لديها سلاح جوي متطور للغاية من حيث حداثة الطائرات ومهارة الطيارين وعدد الطلعات الجوية والمواظبة على التدريب ونوعية العتاد القتالي, إضافة إلى المطارات الستراتيجية والتكتيكية والرادارات الثابتة والمحلقة جوا وأجهزة الانذار المبكر ووسائل الدفاع الجوي المتطورة, وأنه يتفوق على سلاح الجو الإيراني بنسبة تزيد كثيراً عن 100%. وشدد على قدرة السلاح الجوي الإماراتي على تدمير سلاح الجو الإيراني في ثلاثة أسابيع كحد أقصى, حيث يمكنه تنفيذ ما بين 150 و 200 طلعة جوية قتالية يومياً في سماء طهران, مؤكدا قدرة الإمارات على "تحويل طهران الى حجارة متناثرة فوق رؤوس طواغيتها بكل اقتدار".

 

أزمة الولايات المتحدة في سورية أكبر من أزمة النظام

مهى عون /السياسة

 ظل المراقبون يزعمون أن الربيع العربي يبشر باقتراب حقبة جديدة في الشرق الأوسط تقوم على الإرادة الشعبية وتحقيق المصير, وتخرج الولايات المتحدة من دورها التقليدي كدولة "لا غنى عنها" كما وصفها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. ربما يكون هذا التوقع صحيحاً وربما لم تؤد الولايات المتحدة دوراً فعلياً في تطيير أنظمة كانت سبب وجودها واستمرارها, ولكن لا يمكن الجزم بالنسبة إلى الفترات اللاحقة بما ستؤول إليه الأوضاع السياسية داخل هذه البلدان, وربما لن تكون الولايات المتحدة بعيدة كثيراً كما العادة عن التدخل في نوعية وطبيعة النظام البديل.

والمراوحة التي تلازم الأزمة السورية اليوم ليست بعيدة عن هذه النظرية من ناحية أن غياب الدور الأميركي الفاعل, يطيل من عمر النظام ويبقي على الحالة الدموية القائمة من دون أي رؤية واضحة للمستقبل. وليس لأن الإدارة الأميركية لا ترغب في التخلص من النظام الممقوت داخلياً من قبل شعبه كما على الصعيدين العربي والدولي, بل لا بد من التسليم بأن إدارة الرئيس باراك أوباما مربكة إلى حدود العجز, فهي من ناحية تريد ثورة الفلاح والتخلص من النظام الجائر, ولكنها تُبقي على شعرة معاوية معه, وتتكلم عن مراقبين وزيارات لمبعوثين وكأن القاتل هو شخص جدير بالحوار. إن صورة العجز هذه جديدة بالنسبة إلى الولايات المتحدة خصوصاً وأنها تمكنت من لملمة خسارة تلقتها في سقوط أنظمة حليفة عربية أخرى, وبالسرعة القصوى, ولم تظهر يوماً أنها عاجزة عن الإمساك بكل الخيوط, حتى بعد سقوط هذه الأنظمة, فلقد تمكنت من التقاط الأنفاس, وسارعت الى مباركة الشعوب التي تمكنت من الإطاحة بأنظمتها الجائرة, وذلك على أساس أنها دولة تساند الحريات وتدعم الديمقراطية وحق تقرير المصير عند الشعوب. جملة من التساؤلات يثيرها الانكفاء الأميركي, قد يكون في مقدمها تخوف من امتداد العدوى الإسلامية المهيمنة في دول الجوار والتي شهدت ثورات مماثلة. وليس لأن هذا الطابع الإسلامي يقلقها في شكل مباشر, ولكن لأنه بات يقلق ربيبتها إسرائيل. ونتذكر أن عودة التيارات الدينية بهذه القوة على الساحة السياسية في مصر وتونس وليبيا لم تكن الولايات المتحدة تتوقعه فعلاً, ولكن تكيفت واستوعبت الأمر الواقع, وبدليل صدور أكثر من موقف وتصريح لأكثر من مسؤول لدى الإدارة الأميركية, أعرب في مناسبات عدة عن استعداد بلاده للتعاون مع إرادة الشعوب وما يمكن أن تفرزه صناديق الاقتراع في شكل ديمقراطي. ولكن في ما خص سورية على ما يبدو أن هذه الاستعدادات الإيجابية اصطدمت فجأة بالتعنت الإسرائيلي الرافض لحلول دولة سورية ذي طابع إسلامي سني على حدودها, إذ ليس خفياً على أحد مدى العداء الذي يكنه الإسلام السني للكيان الإسرائيلي, والذي يفوق بمراحل ما كان يتظاهر بإعلانه النظام الأسدي من عداء, ناهيك عن أن العداء الأخير لم يكن إلا شكلياً وكان يندرج ضمن مسرحية مضبوطة الإيقاع بين البلدين المفترض أنهما عدوان.

ربما لهذه الأسباب تأخذ الولايات المتحدة اليوم نهجاً حذراً حيال كل المقترحات المطروحة عربياً ودولياً لحل الأزمة السورية. وفيما يصر الطرف المعارض للرئيس أوباما على أن يبقى التركيز على دعم ومساندة الشعب السوري, ما زالت تتمايز الإدارة بموقفها عن موقف الكونغرس والحزب الجمهوري المعارض وممثليه, ورأينا سابقاً كيف رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند اقتراح السيناتور جون ماكين من ولاية أريزونا, وجو ليبرمان, من ولاية كونيتيكت, النظر في تسليح المعارضة.الولايات المتحدة اليوم في طور مراقبة وتدوين الانتهاكات كما فعلت من قبل البعثة التي أوفدتها الجامعة العربية في يناير الماضي وعادت وسحبتها. ومن غير المستبعد أن يكون النظام اليوم يجهد لجعل المهمة الأممية مستحيلة كما سبق وفعل مع بعثة الجامعة العربية.

الأزمة السورية تثبت أن تحجيم دور الولايات المتحدة الذي يتم على يد إسرائيل, يعمل ضد مصلحة صورة الأولى المعهودة كدولة عظمى ذي دور مركزي ومفصلي في الأزمات الدولية, وأن فشل المراقبين حتى الساعة من منع الدولة السورية من الانزلاق تدريجياً في اتجاه حرب طويلة الأمد, يذكر بفشل المجتمع الدولي بمعالجة معاناة الشعب الفلسطيني, حيث أن الاجتهادات التي أجريت حتى الساعة للخروج من النفق لم تحقق تقدماً ملحوظاً في غياب الدور الأميركي, بمعنى أن الموقفين الروسي والصيني ليسا ذا شأن في حال قررت الولايات المتحدة إدارة الدفة كما ترغب, كإعطاء الضوء الأخضر لتدخل عسكري خارج عن إطار الأمم المتحدة أي عن طريق الناتو مثلاً, بالطبع تستطيع القيام بأكثر مما هي فاعلة الآن, وبالطبع أكثر من إقامة منطقة عازلة أو تأمين الممرات الآمنة, وفي الحد الأدنى حتى ولو بادرت لإعلان الدعم المعنوي والمادي للجيش السوري الحر, يكون هذا الإعلان بمثابة تقويض لنظام الأسد وزعزعة لأواصره, إلا أن قراراً من هذا النوع يحتاج إلى موقف من الرئيس الأميركي الخارج تماماً عن إطار اتخاذ قرار من هذا النوع لأنه مربك ومقيد بالموقف الإسرائيلي ويرزح تحت ضغوط اللوبي اليهودي الذي يرفع له البطاقة الحمراء على مشارف حملته الانتخابية. لذا تبقى مرحلة ما بعد الأسد, وربطها إسرائيلياً بملف السلام العربي ¯ الإسرائيلي, معطيات من المفترض أن يقدم أوباما أجوبة ورؤيا واضحة لها للجانب الإسرائيلي, قبل الانتخابات الأميركية, وقبل المضي بأي خطوة حازمة في القضية السورية. وفي غياب ذلك ستبقى الولايات المتحدة تتصرف كما اليوم, كطرف لا غنى عنه ولكنه عاجز ومكبل اليدين?

* كاتبة لبنانية

 

النأي على الطريقة اللبنانية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

السلطات اللبنانية متحمسة جدا بعد أن أوقفت سفينة تقول إنها محملة بالأسلحة، عنوانها «إلى الثوار في سوريا»، وهي عازمة على محاسبة المتورطين فيها. وزير الدفاع تعهد بأنه لن يسمح بتمييع التحقيقات في السفينة / القضية، ورئيس الجمهورية قال إنه سيحارب المخالفين. «لطف الله 2» سفينة شحن حمّلت بالأسلحة في ليبيا، كما يقال، ووصلت بحرا، ومع أنه لا سلاح خرج منها أو استخدم، فإن رجالات الدولة متحمسون لملاحقة المتورطين. لبنان يدعي أنه تبنى سياسة دخلت القاموس الدولي اسمها «النأي» في التعاطي مع الثورة السورية. إلا أن هذا النأي مورس فقط للتهرب من إدانة جرائم النظام السوري وتبرير الابتعاد عن المساءلة العربية والسورية الشعبية. لكن السلطات اللبنانية لا تنأى بنفس القدر عندما تكون المهمة مطلبا من النظام السوري. لم ينأَ لبنان في شأن السفينة الليبية، ويفعل ما فعلته تركيا التي ضبطت سفينة «أتلانتيك كروزر» محملة بالأسلحة ورست في مرفئها، وعثر على متنها على أسلحة إيرانية في طريقها إلى النظام السوري. الأتراك أخلوا سبيلها وطووا ملف القضية. لبنان جعل السفينة قضيته وأكثر حماسا في ملاحقة تفاصيلها من نظام الأسد نفسه، الذي لا يطارد المهربين كما يفعل المسؤولون اللبنانيون بحماس.

ولم ينأ لبنان بنفسه عندما فر بضعة جنود منشقين من الجيش السوري وعبروا حدوده، بل تدخل وقامت بعض عناصره بالقبض عليهم وتسليمهم إلى القوات السورية ليواجهوا خطر القتل هناك، مخالفا بذلك القوانين الدولية. الحالات التي نأت فيها السلطات اللبنانية، عندما سكتت على قيام السفارتين السورية والإيرانية بخطف أشخاص في شوارع بيروت عيانا بيانا. لم نسمع من الأجهزة الأمنية أو العسكرية أو المؤسسات الرئاسية عن أي جهد للتحقيق في المخطوفين الأهوازيين أو السوريين في بيروت.

ولو كان للبنان الخيار بأن ينأى ويستطيع أن يفعل ذلك حقا فسنكون سعداء، لكن نعرف أنه من المستحيلات تماما أن يتوقف المتقاتلون، أفرادا وحكومات، عن استخدام التراب اللبناني ومياهه. وما تفعله السلطات اللبنانية حاليا هو انحياز واضح، بسكوتها على أفعال النظام السوري والأطراف المنحازة له التي تقدم خدماتها من قتل ومطاردة ودعاية، مستخدمة في بعض الحالات أجهزة الدولة ومؤسساتها. في المقابل، تسخّر الدولة إمكاناتها لملاحقة الثوار السوريين أو التضييق عليهم، كما نرى في تحقيقات محاولة التهريب البحرية، لأنها مرت بميناء لبناني، حتى أصبحت شأنا يتعهد بمتابعته رئيس الجمهورية ووزير الدفاع. هذا الحماس لإرضاء دمشق من قبل السلطات اللبنانية لن يسعف نظام الأسد المترنح، وسيغضب الحكومات التي على الطرف الآخر، الخليج والغرب، وسيصدم غالبية الشعوب العربية، وهذه الدول أكثر أهمية للبنان. لبنان سيبقى محطة رئيسية للحدث السوري، بغض النظر عن تطوراته والكيفية التي ينتهي بها. وإذا كان لا يريد أن يكون كذلك حينها نفترض أنه عندما يعلن أنه ينأى بنفسه فعليه فعلا أن يبرهن على ذلك؛ إما بسياسة منع الجانبين السوريين أو بغض الطرف عن مخالفاتهما. المتوقع من اللبنانيين أن يساندوا التغيير في دمشق، ودعم إسقاط النظام الذي أنهك لبنان ومزقه بالحروب والتدخلات، ولم يتورع حتى عن نهب مدخرات مواطنيه وبنوكه. الثورة في سوريا في حقيقتها تعبر عن مطلب لبناني قديم مستمر. والحقيقة الأكيدة أن سقوط نظام دمشق لن يحرر السوريين فقط، بل سيحرر لبنان وأهله من أي نظام سوري.

 

لبنان: ضغوط فوق القدرة!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

في أسبوع واحد، وفي آن واحد، هناك تحركان داخل الساحة اللبنانية؛ الأول أميركي، والثاني إيراني، كل منهما يهدف إلى مواجهة ومصادمة مصالح الآخر. منذ أيام معدودات بدأ جيفري فيلتمان نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية زيارته للبنان، والتقى برؤساء الفعاليات السياسية، بدءا من القيادات المسيحية إلى قيادات 14 آذار حتى الرئيس ميشال سليمان. وفي ذات الوقت، قام النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي بزيارة بيروت، ملتقيا قيادات حزب الله وحركة أمل ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان حتى الرئيس ميشال سليمان. بعد اللقاءات قال فيلتمان: «ضرورة تدعيم نهج الحريات والديمقراطية والتضامن الداخلي في لبنان لمواجهة أحداث المنطقة»، داعيا إلى «ضرورة أن يكون موقف لبنان من الأحداث في سوريا واضحا ومتعاطفا مع القوى التي تطالب بالحرية والسيادة».

أما النائب الأول للرئيس الإيراني فقد دعا إلى «تقوية حكومة الرئيس ميقاتي»، وأكد على النموذج المميز للديمقراطية في لبنان مطالبا بأن «تقتدي بقية الدول به»!! وأضاف رحيمي «أنه يعارض التدخلات الخارجية في سوريا»، وطالب بضرورة «إتاحة الفرصة أمام الرئيس السوري كي يتوصل إلى الحل السياسي المناسب». تحرك أميركي وتحرك إيراني مضاد على أرض لبنان والهدف هو تهيئة الوضع في لبنان للتعامل مع الملف السوري. التحرك الأميركي يريد تجهيز لبنان للضغط بكل الأشكال على الوضع السوري المتأزم للإسراع بانهيار النظام، بينما التحرك الإيراني يريد تقوية حكومة ميقاتي وحلفائها لدعم النظام السوري من أجل الحفاظ عليه وإيقاف سرعة انهياره. لعبة صريحة وواضحة ومكشوفة، لاستغلال الساحة اللبنانية لإدارة صراع أو حرب بالوكالة ضد الغير بواسطة الغير.

وكأنه قدر لبنان المحتوم أن يصبح «الدولة الأداة» لإدارة صراعات وتسوية خلافات دولية وإقليمية على أرضه. وفي يقيني أن الضغوط على لبنان للعب دور ما في الملف السوري سوف تزداد تدريجيا بالتوازي مع ارتفاع سخونة الحرب الأهلية في سوريا واقتراب ساعة انهيار النظام. وما بين ضغط أميركي لدور لبناني مساعد لإسقاط النظام السوري، وضغط إيراني مضاد لدور لبناني داعم لنظام الأسد، تبدو خارطة الانقسامات الداخلية اللبنانية معرضة لمخاطر شبيهة بزمن الحرب الأهلية التي استمرت 17 عاما. السؤال: كيف سيحافظ لبنان على تماسكه في ظل هذه الضغوط الهائلة، وهو على بعد عدة أمتار من أتون الحرب الأهلية السورية؟!

 

نائب قائد الجيش السوري الحر لـ"الشرق الأوسط": حكومة بيروت مناصرة للظلم

رأى نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، أن الحكومة اللبنانية "مناصرة للظلم واستباحة الحقوق التي يمارسها النظام السوري"، مشددا على أن "الحكومة اللبنانية أظهرت وجهها الحقيقي في تعاونها مع النظام، ونعتبرها جزءا من النظام السوري". ة "الشرق الأوسط"، قال إنه "كان يفترض بالحكومة اللبنانية وسائر الحكومات في المنطقة التعاون مع الشعب السوري؛ لأن الواجب الإنساني يفرض ذلك"، معتبرا أن "وقوف الحكومة اللبنانية مع الظلم، يدفع بالمنطقة إلى الاضطراب، وإلى زعزعة استقرارها". وإذ أكد أن "من حقنا البحث عن مصادر السلاح وتأمينه بأي طريقة لأننا شعب يقتل، ومن البديهي البحث عن سبل الدفاع عن أنفسنا"، تساءل: "لماذا لم تتخذ الحكومة اللبنانية موقفا صارما ضد تسلل الشبيحة إلى أراضيها لملاحقة ناشطين في المعارضة السورية؟ ولماذا لم تتحرك لإغاثة النازحين من الشعب السوري، ولم ترد جميل شعبنا حين احتضن عشرات آلاف اللبنانيين أثناء حرب تموز؟". وأوضح الكردي "أننا رصدنا الكثير من الشبيحة السوريين على الأراضي اللبنانية، كما رصدنا عناصر من المخابرات السورية في طرابلس وبيروت والجنوب يلاحقون المعارضين"، موضحا أن هؤلاء "يعمدون إلى قتل معارضين سوريين وخطف آخرين وسوقهم إلى داخل سوريا وتسليمهم إلى قوات الأمن السورية". وأعلن أن "أخلاقنا تمنعنا من ملاحقة هؤلاء الشبيحة وعناصر المخابرات السورية، ومن تتبعهم، لأننا نحترم سيادة الدول"، مؤكدا أنه "لو شئنا ذلك لفعلنا، ونحن قادرون على ملاحقتهم".

وعما يشاع بأن المعارضة السورية حصلت على سلاح نوعي، منه صواريخ "ستينغر" المضادة للطيران الحربي والمروحي، وصواريخ "كوبرا" المضادة للدروع، أكد الكردي أن "الصحافة تهول الأمر، فنحن نحاول الحصول على سلاح نوعي، ولم نحصل حتى الآن إلا على بضع قطع لا يتجاوز عددها أصابع اليد، وهذا الرقم يؤكد أننا لم نحصل بعد على السلاح"، مشيرا إلى "أن حاجتنا إلى السلاح تفوق ما يتصوره البعض؛ لأننا نواجه جيشا منظما، ونظاما تصل إليه يوميا السفن المحملة بالسلاح الحديث والنوعي والثقيل ليقتل به شعبه".

 المصدر: الشرق الاوسط

 

نتائج التحقيقات لمحاولة اغتيال جعجع بيد القضاء وهو من يعلن او لا يعلن

 شربل لـ " النهار": النسبية لم تعد على نار قوية والحلّ بيد بري

مي عبود ابي عقل /النهار

اليوم تنتخب 37 بلدة اعضاء مجالسها، ليكون الامتحان الانتخابي الاول للعميد مروان شربل بعد تسلمه وزارة الداخلية، وهو الذي ترأس غرفة العمليات في الانتخابات النيابية الاخيرة. ما مصير قانون الانتخاب؟ ومن يضمن الوضع الامني؟ والى اين يسير الوضع السياسي بالبلد؟ أسئلة حملناها الى من يقبض على 16 مديرية تابعة للوزارة التي تمسك بمعظم مقدرات البلد، والخلافات السياسية تنفسها.

هل الانتخابات البلدية بروفا لوزارتكم للانتخابات النيابية؟

- لا مشكلة لدينا الآن ولا في العام 2013 . الاستعدادات كاملة والجهوز تام، المهم ان يتفقوا على قانون الانتخاب، لان لهذا الامر تأثيراً كبيراً على التحضيرات. هناك امور كثيرة تقنية وادارية ولوجستية وامنية يجب الاعداد لها، ويلزمني على الاقل ستة اشهر.

هل انتم مستعدون لاقتراع المغتربين؟

- طبعا، وله آليته في قانون النسبية الذي وضعته. وهناك آلية اخرى في اطار قانون الـ60 . نحن علينا واجبات، والواجبات الأكبر تقع على عاتق وزارة الخارجية.

في حال حصول الانتخابات هل ستكون في كل لبنان في يوم واحد؟

- نعم. الا اذا لم يسمح الوضع الامني بذلك. فالظروف التي نعيشها اليوم تختلف امنيا عن ظروف عام 2009 .

هل صحيح انك نعيت قانون النسبية؟

- لم انعه، وما زلت متمسكا به لو كان القرار يعود الي وحدي، لكن الامر النهائي لمجلس الوزراء . وكما أرى النسبية لم تعد موضوعة على نار قوية مثل السابق، كنت افضل لو خصصنا الوقت الذي اضعناه لوضع قانون النسبية لانتاج آخر مثل اللامركزية الادارية وقوانين اخرى مهمة يجب تعديلها وتعود الى عشرات السنين. اضعنا مدة 3 اشهر لقانون النسبية ووصلنا الى نتيجة انهم لا يريدونه.

ماذا عن قانون اللامركزية الادارية؟

- نعمل عليه حاليا، وسننتهي منه خلال نحو 4 اشهر، فنحن في صدد جمع الاراء والاجتماعات بحقوقيين وخبراء، وهناك امور كثيرة تدخل في اطار هذا القانون، يجب ان نجد الحل الاسهل والاضمن للانماء والذي لا يكلف الدولة كثيرا.

الحل عند بري

بعد تأجيل جلسة مجلس الوزراء الخميس الفائت هل تعتقد اننا دخلنا في مرحلة الشلل الحكومي والدوران في حلقة مفرغة؟

- حتى الان لا.

ما هي معطياتك، علماً أن اي لجنة وزارية لم تتمكن من الاجتماع؟

-. كنا مجتمعين قبل يوم واحد. الحكومات السابقة كانت تجتمع يوما واحدا في الاسبوع. لا مشكلة اذا تأجل الاجتماع يوما لمعالجة موضوع معين وحساس، مثلما حصل حين قدم الوزير جبران باسيل مشروعه عن الكهرباء وحصل العديد من الاجتماعات الجانبية.

يبدو ان فريق 8 آذار يريد ان يلوي ذراع رئيس الجمهورية، فكيف ستكمل هذه الحكومة بهذا الاسلوب؟

- لا احد يمكنه ان يلوي ذراع احد ما دام ان القانون يطبق على الجميع. من تلوى ذراعه هو من يكون ضد القانون.

لكنهم يختلفون على تفسير القانون، ورئيس الجمهورية يؤكد انه لن يوقّع مرسوماً غير قانوني!

- تفسير القانون من مهمة مجلس النواب، وهو المرجع الاخير. على رئيس مجلس النواب ان يدعو الان وبأسرع وقت ممكن، الى اجتماع للمجلس لمعالجة هذا الموضوع الاجتماعي الذي يطاول كل اللبنانيين.

لماذا لم يتحرك حتى الان؟ هل لانه فريق في هذا الموضوع؟

- ابدا. الرئيس بري ادى ادوارا مهمة جدا، وعالج مواضيع خلافية كثيرة مثل المحكمة الدولية وتمويلها، والكهرباء وغيرها، وانا اسميه الاطفائي.

المعارضة تعتبر أن هناك خلفية سياسية وليست قانونية وراء الموضوع تتصل بسوريا لأن المعرقلين هم حلفاؤها. ما رأيك؟

- هذا وصف بالسياسة. وأنا اتكل على الرئيس بري لحل هذا الموضوع.

غيمة وتمرّ

عند تعيينك وزيرا قلت ان احدى مهماتك ستكون تقريب وجهات النظر بين الرئيس سليمان والعماد عون. هل حاولت وفشلت؟ ولماذا؟

- حاولت في امور كثيرة، وسأحاول مجددا ، وآمل ألا أفشل قريبا.

هل سبق ان فشلت؟

- لم افشل، لكنني لم اصل الى النتيجة التي كنت اريدها وبأسرع وقت ممكن. رئيس الجمهورية أب للجميع، ويستوعب الكل، وما يهمه في النهاية هو البلد، تماما مثل العماد عون. وصلاحيات رئيس الجمهورية أهمّ من صلاحيات أي رئيس حزب لانه يعمل بالقانون ويطبق الانظمة ويوقع المراسيم. اعتقد ان هذه غيمة وتمرّ.

لا يبدو ذلك. وانت عندما سميت وزيرا حسبت نصفا على الرئيس سليمان ونصفا على العماد عون. اين تضع نفسك الآن؟

- لذلك نصفاي الان "زعلانان" من بعضهما.

واين قرارك في مجلس الوزراء؟

- قراري مع الحق. واتخذه بحسب الموضوع الذي يعرض علي وفي مجلس الوزراء. لدي حرية القرار الذي اتخذه بعد التفكير والاطلاع والدراسة والاقتناع . سبق ان اخذت قرارا مع الوزير شربل نحاس لانني وجدت انه محق في جعل الحد الادنى للأجر 800 ألف ليرة. لم يضغط علي يوما رئيس الجمهورية في قرار معين او قال افعل كذا وكذا، ولا العماد عون. نصفي هنا والاخر هناك، والاثنان لم يطلبا مني شيئا حتى الان.

هل صحيح ان هناك نقصا في الدوريات الامنية بسبب العجز المالي؟

- لا. النقص بسبب العجز في العناصر. ليس لدينا عديد ولا عتاد يكفيان . قضية المحروقات مؤقتة، وحصلت منذ 4 أشهر وتم تأمينها، واخذنا من احتياط الموازنة . يقول وزير المال الان انه لم يعد في امكانه اعطاؤنا سلفات خزينة، واتخذ القرار منذ يومين بتأمين حاجات الجيش والقوى الامنية من المحروقات لمدة شهرين، حيث يفترض ان يحل الموضوع نهائيا لأن الامر لايتعلق بالمحروقات فقط بل بمعيشة اللبنانيين ككل.

هل سيؤثر الامر على حركة العناصر الامنية لأن هذا ما يتخوّف منه الناس؟

- لا، لا داعي لخوف الناس. ونطمئنهم الى اننا دائما نسير الدوريات، ونتابع مهماتنا، وكل شيء طبيعي.

ما هي نتائج التحقيقات التي اطلعك عليها اللواء اشرف ريفي في محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع؟ ولماذا التكتم عليها؟

- هذا أمر بيد القضاء ويتعلق به. وانا اطبق القانون. لا يذاع اي شيء الا عبر القضاء. عندما يضع يده على موضوع فهو المسؤول، وهو من يعلن او لا يعلن.

هناك فريق ينسب العرقلة الى حجب "الداتا"، ما موقفك؟

- كوزير داخلية انا اطبق القرار الذي اتخذ في مجلس الوزراء، ويتطلب، بحسب القانون 140 ، موافقة اللجنة القضائية المستقلة لطلب حركة الاتصالات كلها. لا علاقة لوزير الاتصالات، وما تقرره اللجنة يوقعه دون أن ينظر اليه.

هل حصلت الاجهزة الامنية على "الداتا" اللازمة في قضية جعجع؟

- نعم حصلنا عليها، وسبب التأخير ليس وزير الاتصالات بل لان اللجنة القضائية تجتمع مرة في الاسبوع، وكانت فترة اعياد، وطلبوا منا تفسير بعض الكلمات، فأرسلنا من يفسر لهم "ومشي الحال". لا حقّ على وزير الاتصالات في التأخير، ولم نقدم له شيئا ليجيب بنعم او لا . عندما نرسل اليه طلبا ويتضمن موافقة اللجنة القضائية يتجاوب فورا ويوقع. وفي الاساس لا يحق له ان يرفض.

هناك تصعيد سياسي واعلامي في البلد واجواء توتر واحتقان وتحضيرات لمهرجانات خطابية. الى أي مدى ينعكس ذلك على الوضع الامني؟ هل لديك مخاوف؟

- لا لست خائفا ولا انعكاس للامر على الوضع الامني. هناك بعض الامور البسيطة ، لكن ما يريحني هو ان الجميع يعرفون ويدركون ان الكل ذاهبون الى "المهوار". لن يربح فريق واحد، وهذا ما يطمئنني.

ماذا يمنع الوضع الامني من الانفجار؟

- عامل التوازن بين الجميع. لان الجميع يعرفون انهم سيخسرون ولن يربح احد. ايام الحرب الماضية انتهت، اللبنانيون والاحزاب واعون لخطورة الوضع. نحن لا نزال نعيش تأثيرات الثلاثين سنة حرباً التي مرت وانعكاساتها ، لا أحد يطبق القانون ويحترمه، الكل اقوى من القانون ويعتبر نفسه فوقه . اود ان اطمئن اللبنانيين الى اننا كأجهزة امنية نمسك بالوضع الامني، لكن على السياسيين أن يتماسكوا في ما بينهم حتى لا تنعكس خلافاتهم سلبا على الارض.

يحكى عن وجود كميات كبيرة من السلاح في البلد، هل أنتم قادرون على ضبطها؟

- من ليس لديه سلاح فليرفع يده. السلاح موجود منذ سنوات وعند الجميع.

وماذا عن تهريب السلاح؟

- طبعا هناك سلاح يدخل البلد، لاننا لسنا قادرين على ضبط كل الحدود. الجيش اللبناني يقوم بواجباته، ثمة معابر شرعية يضبطها مئة في المئة، لكن هناك ايضا طرقاً غير شرعية وحدوداً فالتة بين لبنان وسوريا، بين العريضة والمصنع بين 175 و 200 كيلومتر لا يكفيها جيش جرار، كذلك ليس عندنا التقنيات الحديثة ولا الكاميرات ولا الاجهزة. ولا ننسى ان اللبنانيين القاطنين على الحدود كانوا يعيشون من التهريب والمازوت وغيره، من سوريا واليها.

هل طرق التهريب مفتوحة ومن بينها السلاح؟

- حتى السلاح يستعمل اليوم للتجارة، البندقية كانت بمئتي دولار وصارت بألفين.

سبق ان ذكرت ان الجريمة سجلت ارتفاعا بنسبة 50%، ما السبب؟

ما قصدته ليس جرائم القتل بل حوادث السلب والسرقة، والسبب دخول الكثير من الغرباء من سوريا الى لبنان، سوريين وغير سوريين، ولم يجدوا من يحتضنهم، ويريدون ان يأكلوا فيسرقون هنا وهناك . واللبنانيون غير مقصرين ايضا.

اصبح تعيين رئيس جهاز امن المطار الذي قلت انه من صلاحياتك لكن وزير الدفاع قال انه لن يوقعه قبل حصول توافق عليه في مجلس الوزراء؟

- اخترت ضابطا في الجيش، ووقّعت المرسوم، وعلى وزير الدفاع التوقيع ايضا، ولا علاقة لمجلس الوزراء بالموضوع لانه مرسوم عادي. هو يقصد ان نتفق على الاسم وانا معه ، البلد محكوم بالاتفاق، وفي المرحلة التي نمر بها نحن محكومون بالاتفاق على كل شيء، ويجب تقطيع المرحلة بالتي هي أحسن. اذا اتفق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على اسم محدد فلا مشكلة لدي .

المصدر: النهار

 

بمناسبة  الذكرى السابعة لعودة العماد عون من المنفى وجه عضو الهيئة التاسيسية في التيار الوطني الحر لوسيان عون  لمناصري التيار الكلمة الآتية :

منذ سبعة أعوام  ونيف ، توجه الينا العماد عون بكلمة أعلمنا خلالها عن عودته الى بيروت قريباً  ، وقد شكلت لجنة لتحضير برامج الاستقبالات احتفاءً بهذه المناسبة لما لها من معان ومضامين  وابعاداً على المستويين الداخلي والاقليمي وقد كنت أحد أعضائها في حينه

كان الخبر السعيد يعج ويضج بالالغاز والاحتمالات لكون قد صدر في عهد الوصاية السورية مذكرتي توقيف بحق العماد عون مما يفرض – وفق القوانين والاصول – توقيفه لدى وصوله الى مطار بيروت واقتياده مخفوراً وتسليمه الى القضاء المختص ومحاكمته ..... ولكن .

أنا وزميلي الاستاذ الياس الزغبي كان لنا شرف في اعلان العودة واعلام اللبنانيين برنامج الاستقبال والاحتفاء بها الى جانب سعادة النقيب محمد البعلبكي في نادي الصحافة في مبنى الروشة قبل ايام من حصولها خلال مؤتمر صحفي حضرته كافة وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية  .

كان حذر التوقيف  والمحاكمة هاجس لدينا بقدر ما كان سيشكل اختراق العماد عون مطار بيروت  كبطل مقاوم شريف  واعلان التحرير من ساحة الحرية  بالذات .

لكن ، زعيم التيار اخترق المطار ، وعبر الى  ساحة الحرية ، ومنها الى دارته في الرابيه  ، لكن  آمآلنا تبددت ، كما تبددت أحلامنا التي طالما راودتنا لستة عشر عاماً متواصلة ، ثابرنا لاشهر تلت العودة  ، فكانت النكسات ، والمماطلة رغم اقرارنا ميثاق الحزب  ،  فلا انتخابات ، ولا تنظيم  لهيكليته ، ولا أخذ بآراء  أي من الاعضاء المؤسسين المئة والخمس والثلاثين  ،  بل قرارات  معلبة أحادية  تصدر وراء الكواليس وتفرض على المؤسسين قبل المنضوين والمناصرين  ، بل نواباً يتم تعيينهم بعضهم  استقر في دول الانتشار لم يذق طعم  ذل الاحتلال وأدواته  ولم  يكن ليخبره أحد ضراوة التعذيب والتنكيل والاضطهاد في سجونه ومعتقلاته ، بل استحضر على غفلة من الزمن ،  اما  لاعتبارات شخصية  ، واما  لضخامة ثروته  والاقطاع الذي يشكل  عنواناً  لمسيرته وحياته السياسية  ،  وأقر التحالف مع الفاسدين والمفسدين ، أولاً بحجة الدواعي الانتخابية لا أكثر  على أن  يتم  فك التحالف معهم ، لكن هذا ما يحصل ، وقد ثبت أن المبادىء التي ناضلنا من أجلها  قد أسقطت وتم الايعاز لوسائل الاعلام  المعنية  لمنع التطرق اليها واخفائها  ونسيانها  كي لا تثير سخط من التزم بها طوال عقد ونصف من الزمن .

سبع سنوات اختلفت عما قبلها ، ولا يقنعن أحد أحداً آخر أن  المسيرة النضالية هي هي ، بل تبدلت الاهداف والغايات والاساليب ، الى حد ساد خلاله منطق  الربح والخسارة على حساب الكرامات والشرف ، والنتيجة  شهادة برسم اللبنانيين ، معاناة يومية  وعذابات ، وتراجع في الاداء رغم أن حصة التيار في السلطة كانت تزيد بشكل مضطرد في كل حكومة  ، وكذلك حصة تكتل الاصلاح والتغيير في مجلس النواب ، ولكن  ، وبعد تولي الحكومة الحالية لاربعة عشر شهراً  لزمام السلطة ، كان الفشل سيد الموقف ، وبات  التيار يحارب التيار ويتهمه بالفساد  ، وها نحن نتحول الى محميات  انجرف التيار في  جعل نفسه واحد منها ،  وقد اصبح لبنان مجموعة جزر تحت سيطرة قريطم والمختارة وعين التينة والرابيه وبنشعي  والضاحية والسرايا الحكومي بعدما تحولت الحكومة الحالية الى حكومة  تأتمر بأوامر حكومة ظل أركانها معروفون من اللبنانيين جميعاً وهذه لم تكن غايتنا بالتأكيد كما لم تكن التحالف مع فريق للاستعانة به للانقضاض على آخر ، بل مد يد الى كافة الشركاء في الوطن  في علاقة ندية  قوامها السلم الاهلي  والوفاق الوطني  والتقارب والبحث عن قواسم مشتركة تناسب كل مكونات هذا الوطن .

سبع سنوات من الحقد المتنامي والسموم التي تبثها بعض وسائل الاعلام  المكتوبة والمرئية  والمسموعة بشكل مبرمج وموجه لم تأت بأي نتيجة لحساب الاهداف التي رسمناها في التيار الوطني الحر ،

وعوض أن تشكل العودة مبعثاً للتغيير والاصلاح ، فقد استخدمها البعض مطية  لشحن النفوس وتأجيج نار الصراعات الطائفية من جديد ، فكانت الاحداث  تتالى ، ويتم اقحام التيار بمهاترات  لم تكن من شيم اساساً ، فيما  انتقاء وزراء من خارج التيار ، وخلافاً للتنظيم الحزبي  المتفق عليه أثبت فشله  ، وما هي استقالة الوزير شربل نحاس تفادياً لان تتحول الى اقالة  الاخير اثبات على ما نقول ، في وقت ضاعت الوزارات التي يمسكها في غياهب سوء الادارة  وكثرة المستشارين ما لا لزوم له ، وما لم يعط الافادة المرجوة ،

الى أن وصلنا الى نقطة اللاعودة ، وها نحن على مشارف ثورة شعبية  بعدما دخل لبنان ركوداً اقتصادياً منذ اشهر عدة ، وارتفعت نسبة البطالة  وطرد الموظفين والعاملين من الشركات والمصانع والمؤسسات ، وارتفعت اسعار السلع بشكل مخيف ، وتدنت القوة  الشرائية للعملة الوطنية ، وساءت الخدمات  الى أدنى درجاتها ومن بينها الاتصالات  والمواصلات  والخدمات الادارية الحكومية  ، والبريد  ، وبلغت الرشوة حداً لم يعد يطاق ، وانتفت الرقابة على  الشؤون الحياتية للمواطنين  ، فانتشر الفلتان الامني أينما كان ، وازدادت نسب الاجرام  وبات  السادة الوزراء يشكون أكثر مما يشكو منه المواطنون ، في وقت كانت لاكثر من عام ونيف فرصة للتيار لتحقيق بعض من أهدافه  من خلال حكومة أعلن هو عن أنها حكومة التضامن والتجانس ضمن الفريق الواحد ،  لكن ضاعت الفرصة  وباتت القوى التي تتكون منها  تلهو في صراعاتها فيما بينها في حين أن المواطن بات هو الضحية  ولا يقوى على أخذ اية مبادرة فردية تنتشله من هذا المستنقع العميق .

وفي جردة مقتضبة لما بعد العودة ، غني عن القول أن الاصلاح لم يتحقق البتة ، وكذلك التغيير ، ويا للاسف  ، وأن الحلم الذي كافحنا أنا والعديد من الاعضاء المؤسسين للحزب  لجيل  كامل  اضاعه الجيل  الذي قاد الانقلاب علينا  بعد العام 2005 ، فجعلها فرصة للهيمنة  والتجارة وكسب المغانم والمواقع  والمناصب ،

لكن سبع سنوات أظنها كافية ووافية لكي تشكل  أنموذجاً  لاقناع  اللبنانيين من ضحى بجرأة  وصمت مرفوع الجبين  منذ العام 1989 وحتى تاريخ العودة  قبل الانقلاب  الشهير كي لا نسميه انتفاضة العام 2005 ، ومن عمل عقب العودة على  اطلاق الرصاصة  على صدور طليعة المقاومين الجبابرة وفي مقدمهم  اللواء البطل نديم لطيف  واللواء البطل عصام ابو جمرة وعشرات الذين لولاهم  لما تمكن العماد عون من العودة الى الوطن  ،  وان كنا جميعاً خونة  وعملاء في نظر بعض الانتهازيين والوصوليين ، فلندخل جميعاً السجون التي  لم نخشاها يوماً في زمن الاحتلال  ،  ولن نخشى قول الحق داخلها وخارجها  مرفوعي الرأس ، الى أن تأتي  ساعة الحقيقة  وهي آتية لا محالة  ،  ولتكن عودة  واعادة لاعتبار  من ظلمته قرارات  أحادية  هي ابعد ما يكون عن القرارات الحزبية  المعهودة في الانظمة الديمقراطية .

 

استخبارات تابعة للمعارضة المسلحة والمجلس الوطني تتعقب مخازن أسلحة حزب الله في لبنان لتدميرها انتقاماً منه لدوره في قمع الشعب السوري الأعزل 

مصادر ديبلوماسية وأمنية: "حزب الله" جهز باخرة الأسلحة وبلغ عنها لتوريط "الجيش الحر"

حميد غريافي/السياسة

كشفت مصادر خليجية, في العاصمة البلجيكية, نقلا عن تقرير أمني, أن "حزب الله" اللبناني, يقف وراء باخرة السلاح "لطف الله 2" التي صودرت في المياه الاقليمية اللبنانية الاسبوع الماضي, وأنه أيضا قام بتبليغ الجهات الأمنية اللبنانية عن الباخرة, تزامنا مع توافد المراقبين الدوليين إلى سورية, من أجل تشويه سمعة "الجيش السوري الحر" والإيحاء بأنه يقوم بجلب كميات كبيرة من الأسلحة, لقتال الجيش النظامي.

ونقل الديبلوماسي الخليجي عن تقرير أوروبي أمني وارد من تل ابيب أن الباخرة "لطف الله 2", "معروفة لدى الاستخبارات الغربية والاسرائيلية منذ سنوات انها تنقل اسلحة باستمرار الى سورية و"حزب الله" مع باخرة اخرى تحمل علم دولة افريقية هي "لطف الله-1" كانت خضعت في العام 2008 للتفتيش في احد الموانئ البحرية القبرصية وعثر بداخلها على كميات ضخمة من الاسلحة مرسلة من احدى الدول الافريقية الشمالية, من قبل الاستخبارات الايرانية الى حزب الله في بيروت, وقد تدخلت الاستخبارات الأميركية والاوروبية يومذاك لمنع الإفراج عن شحنة الأسلحة تلك التي وضعت في احد المستودعات القبرصية قبل ان تنفجر شحنة اسلحة اخرى لحزب الله وضعتها الاستخبارات القبرصية في احد المخازن غير المحمية ما ادى الى تدميرها بالكامل".

وجاء في التقرير الأمني "يبدو أن حزب الله او الاستخبارات الايرانية او الروسية نفسها كانت وراء تقديم المعلومات الى السلطات اللبنانية البحرية التي كشفت النقاب عن وجود الاسلحة في الباخرة لطف الله -2 داخل مجامع وعلب من زيوت السيارات من احجام مختلفة, وذلك مع وصول المراقبين الدوليين الذين ارسلهم مجلس الأمن الى سورية للاشراف على وقف القتال, في محاولة لتبرير استمرار جيش بشار الأسد, القمعي في دك المدنيين السوريين وتدمير مدنهم وقراهم كرد مزعوم على عمليات الارهاب التي تقوم بها عصابات الجيش الحر ومتطوعون مدنيون".

وأكد الديبلوماسي الخليجي ان جماعة من "حزب الله" تعمل في دولة إفريقية "هي التي وضبت الأسلحة في منتصف الشهر الفائت, في مجامع الزيت داخل ثلاثة مستوعبات حديدية, إلا أن معظم أنواع هذه الاسلحة والذخائر المصادرة كشفت أنها مدسوسة على الجيش السوري الحر لأنها ليست انواع الاسلحة التي يطالب بها لحرب الشوارع, وانما هي مخلفات اسلحة من حروب سابقة معظمها روسي وصيني واوروبي شرقي الصنع".

ونقل الديبلوماسي عن زميل لبناني له في بلجيكا قوله "ان التناقض المذهل الحاصل في تصريحات حزب الله وجماعاته والتيار العوني والاستخبارات السورية في بيروت من جهة, وبين تصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان التي نفت أول من امس, مزاعم هؤلاء ووسائل اعلامهم عن ان شحنة السلاح المذكورة المصادرة في طرابلس لا علاقة لها بالمملكة العربية السعودية ولا بأي دولة خليجية اخرى, وهو رأي سليمان المفترض انه اقرب الى المحققين العسكريين في عملية السلاح هذه, ان هذا التناقض يقوي عناصر معلومات التقرير الامني الاوروبي ومن ثم يمنع السلطات اللبنانية العسكرية والامنية التي يسيطر عليها حزب الله من اعادة كميات الاسلحة هذه الى حسن نصرالله, كما تتم الاتفاقات بين الطرفين منذ صدور القرار الدولي 1701 ونزول القوات الدولية في جنوب لبنان حيث تغض عناصر الجيش والاستخبارات العسكرية اللبنانية الطرف عن تهريب حزب الله السلاح الى الجنوب وتغطي على حوادث انفجارات بعض مخازن هذه الاسلحة في بلدات جنوبية مختلفة خلال السنوات القليلة الماضية".

وقال الديبلوماسي الخليجي ل¯"السياسة", ان "أجهزة امن حزب الله والاستخبارات السورية في لبنان التي انكشفت لعبتها في الباخرة "لطف الله - 2" قامت خلال الايام القليلة الماضية بتشديد حماياتها لمخازن اسلحتها داخل الضاحية الجنوبية من بيروت وفي بعلبك في شمال البقاع وبعض المناطق المحيطة بمدينة صور الجنوبية, بعدما حصلت على معلومات من داخل سورية تؤكد تشكيل الجيش السوري الحر, بمشاركة المجلس الوطني السوري, وعناصر استخبارية عربية واجنبية, وحدات استخبارية مهمتها كشف مخابئ اسلحة حزب الله وتدميرها والقيام بتفجيرات مفخخة في مناطق الحزب, حيث تجمعات قياداته السياسية والامنية والعسكرية, كرد على مشاركة المئات من عناصر الحزب, الجيش السوري وقواته الامنية, التنكيل بالشعب السوري الاعزل وارتكاب المجازر بحق المدن والقرى, حيث قتل العديد من عناصر حزب الله ونقلوا الى لبنان او ايران لدفنهم هناك".

واكد الديبلوماسي ان معظم التفجيرات التي تحصل منذ حوالي شهرين في دمشق ومدن ومناطق سورية اخرى ويزعم النظام السوري انها من اعمال "انتحاريين ارهابيين" انما تقوم بها "وحدة خاصة من حزب الله المدربة على تفخيخ السيارات وتفجيرها وخصوصا عمليات الاغتيال المفخخة التي اشرفت على تنفيذها في لبنان وبعض العواصم الخليجية والمناطق العربية, بعدما تضع في السيارت المفخخة جثث مدنيين سوريين اختطفوا او اعتقلوا ثم اعدموا كي يقال انه عمل انتحاري بإرهاب من تنظيم "القاعدة" او تنظيم سلفي آخر".

 

سليمان عزى ذوي الطالب اللبناني في القاهرة

 وطنية- 6/5/2012 قدّم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تعازيه الى ذوي الطالب اللبناني في القاهرة محمد سليم وليد علايلي الذي قتل في ظروف تستدعي من السلطات المصرية الاسراع في التحقيقات لتوضيح كل ملابسات وتبيان حقيقة مقتله. وطلب الرئيس سليمان من السلطات اللبنانية المعنية متابعة تفاصيل هذه القضية.

 

الراعي في عشاء المؤسسة اللبنانية للانتشار في مونتريال: آن الأوان لكي يثق اللبنانيون ببعضهم البعض مهما كانت الاختلافات

 وطنية -مونتريال- 6/5/2012 أقامت المؤسسة المارونية للانتشار في مونتريال- كندا حفل عشاء على شرف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في فندق الملكة اليزابيت، شارك فيه عدد من النواب الكنديين وفاعليات روحية واجتماعية وممثلون عن الطوائف الاسلامية والمسيحية والاحزاب السياسية كافة في مونتريال، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في كندا جورج ابو زيد، القنصل العام خليل الهبر، القنصل الفخري في هاليفاكس وديع فارس، وفد من المؤسسة المارونية في لبنان برئاسة نائب الرئيس المهندس نعمة افرام وعضوية هيام بستاني، انطونيو عنداري وجورج بشير وحشد من المدعويين.

بداية النشيدان اللبناني والكندي، الى كلمة عريف الاحتفال بيار احمرانيان، فكلمة أصدقاء المؤسسة ألقاها الكسندر سلامة، تلتها كلمة راعي أبرشية كندا المارونية المطران جوزف الخوري الذي شكر الراعي على زيارته والمؤسسة المارونية بشخص رئيسها الوزير السابق ميشال اده على "ما تقوم به في سبيل تحقيق هدف الحق في العودة الى الجذور واستعادة الهوية الوطنية"، معتبرا "ان الانتماء الى الوطن وما يمثل من نزوع الى الحرية هو مفخرة لكل بنيه".

افرام

ثم ألقى افرام كلمة نقل في مستهلها تحيات الوزير اده الى الحاضرين، داعيا جميع المغتربين الى "العمل لاستعادة الجنسية اللبنانية التي هي حق لهم". وقال: "لقرون عدة، سعى اللبنانيون وراء المغامرة والتفتيش عن الفرص الجديدة بعيدا عن أرضهم، أحيانا بحثا عن حلم، وأكثرية الاحيان هربا من كوابيس مرعبة. وفي الخارج، هنا في كندا، وفي كل بقعة من بقاع الانتشار اللبناني، نجح اللبنانيون في التأقلم مع العالم الجديد دون ان ينسوا جذورهم، متكئين على حكمة وإيمان الاهل والأجداد والأسلاف.

وفي سبيل تحقيق إنجازاتهم، كان عليهم ببساطة عيش مبادئهم الموروثة أبا عن جد في العمل الشاق، والإقدام والانفتاح والكرم والضيافة. وها ان اهلنا في كندا واجهوا الصعاب والتقاليد الجديدة وأساليب الحياة المختلفة مستندين الى هذه الخصائص، فحققوا نجاحات مبهرة تخطت كل المقاييس والتحديات. اننا نفتخر بكم، لانكم ثبتم على امتداد السنوات وتعاقب الاجيال، ان "الحلم اللبناني" هو حقيقة حية معاشة في قلوب كل اللبنانيين وعقولهم، وان هذا الحلم تحولونه واقعا في معظم الاحيان.

نجاحاتكم، ولحسن الحظ، لم تبعدكم عن عائلاتكم وأقاربكم ممن بقوا في لبنان، ولم تنسكم وطنكم الام. وبفضلكم، يسجل لبنان الرقم الاول عالميا في مساهمة الانتشار نسبة الى أعداد المقيمين، والتي تصل الى 7 مليار دولار في السنة، مشكلة 20% من الدخل القومي".

أضاف: "اننا في المؤسسة المارونية للانتشار نؤمن بصلابة ان الاغتراب اللبناني يجب ان يكون جزءا من حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. وما وجود صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ما بينكم اليوم، الا تعميقا للروابط الروحية والوطنية والعائلية التي تجمعكم بالكنيسة والوطن".

وتابع: اسمح لي يا صاحب الغبطة ان أقرأ على مسامع الحاضرين عشر وصايا، غير الوصايا العشر، إرتأت مؤسستنا ان توصي بها المغتربين اللبنانيين، كي يدوم لبنان، حسب نبؤة البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وطن الرسالة:

1- تلقوا علومكم في لبنان قدر المستطاع قبل ان تفكروا في الانتقال الى الخارج. هكذا تتشبعون من تراث وطنكم وقيمه الثقافية وتعدديته، وهي مصدر غنى لكم أينما حللتم.

2- عودوا الى كنيستكم ورعيتكم دائما. فهي النبع لإرواء العطش الى القيم المارونية واللبنانية الاصيلة والى عيش الايمان، وابقوا على تواصلكم مع الوطن الام وزوروه دائما في إجازاتكم.

3- احترموا قوانين البلاد حيث تحلون وتأقلموا وشاركوا في الحياة العامة فيها. وانقلوا صورة اللبناني الاصيل لا تلك الصورة المشوهة التي لا تليق بحقيقتنا.

4- ابتعدوا عن منافسة مواطنيكم اللبنانيين، بل تكاملوا معهم وشدوا أواصر اللحمة والتعاون والعيش المشترك. وشكلوا قوة ضغط إيجابية للمرافعة عن قضايا لبنان العامة، ودعمه اقتصاديا وسياسيا.

5- اقترنوا بمن تحبون، وكم يكون محببا اقترانكم بابناء وبنات وطنكم الام. وعندما تتزوجون سجلوا زواجكم، وعند إنجابكم للاولاد سجلوهم كلبنانيين.

6- اطلعوا اولادكم على تاريخ وطنكم الام وتراثه الغني. علموهم لغة وطنكم وحدثوهم عن أجدادهم وعن طفولتكم وشبابكم فيه وعززوا فيهم محبة لبنان هكذا تبقون معهم للابد.

7- عندما يشب اولادكم على الحياة، زوروا معهم وطنكم وسجلوهم في مخيمات متخصصة صيفا في لبنان.

8- عندما يدخلون الجامعة، شجعوهم على اختيار فصل في programs exchanged مع جامعات لبنان.

9- وعندما تنجحون في الحياة، سارعوا الى شراء قطعة ارض في قريتكم، ورمموا بيوتكم القديمة، وساهموا في نهضة ريفكم ودعمه اجتماعيا وتنمويا، واستثمروا في القطاعات الانتاجية في لبنان.

10- وعندما يحين الوقت للراحة بعد مسيرة عمر مديد، اختاروا لبنان مكانا لتقاعدكم، واقضوا خريف عمركم فيه. وأوصوا ان يلتحف جسدكم ترابه الى جانب آبائكم وأجدادكم. هكذا تبقى تلك الروح المارونية اللبنانية ترفرف الى الأبد وعلى مر الدهور فوق أرض الموارنة أرض المحبة الخالصة، فوق أرض لبنان الخالدة. حفظ الله لبنان واللبنانيين حول العالم".

الراعي

ثم ألقى الراعي كلمة حيا فيها الحاضرين، موجها الشكر الى الكاردينال نصر الله صفير والوزير اده على "مبادرتهما لتأسيس هذه المؤسسة"، مؤكدا على "دور الاغتراب اللبناني في بناء الوطن".

وقال: "نعم، لبنان يجمعنا عبر المؤسسة المارونية للانتشار التي تحمل عنوان "سجل ولا تؤجل وعجل". وأنا أدعوكم الى الإسراع في تسجيل اسمائكم في القنصليات والسفارات لانه يعطيكم وعائلاتكم الجنسية اللبنانية التي هي أجمل شيء بالنسبة لنا ولكم، وانا لي فخر كبير وشرف كبير ما بعده شرف ان أقول انني لبناني، فعندما نلفظ اسم لبنان، نكون نلفظ اسما يذكره الكتاب المقدس اكثر من 80 مرة، وهذا يدل على ان اسم لبنان مرتبط باسم الله".

وتحدث عن دور لبنان عبر التاريخ، مذكرا بما قاله البابا الراحل بان "لبنان هو اكبر من وطن، هو رسالة للغرب وللشرق"، مشددا على "ضرورة الحفاظ على هذا الدور التاريخي لهذا الوطن".

وتابع: "للبنان دور كبير ورسالة كبيرة جدا، فان أكون لبنانيا وأعطي الجنسية اللبنانية لاولادي وأحفادي، يعني ان أعطيه رسالة وثقافة كبيرة تميز هذا الوطن، وعندما أكون لبنانيا، يعني أن ثقافتي العيش معا للديانات والثقافات، وهكذا بدأ رجالات لبنان العظام سنة 43، عندما أنشأوا الميثاق الوطني وقالوا نحن مسيحيين ومسلمين نريد ان نبني وطننا واحدا لا دين فيه للدولة ولا سلطة في يد واحدة بل نريد ان نبني دولة تميز وتفرق بين الدين والدولة ومنفتحة بتعدديتها، ولذلك هذا الوطن لبنان لا يمكن ان يكون الا ديمقراطيا ولا يمكن ان يحكم بالديكتاتورية ولا بالأحادية، ولذلك لبنان اسمه التعددية في الوحدة والمشاركة في الإنصاف والمساواة، هو البلد الوحيد في كل الدول شرقا وغربا الذي يحترم جميع الاديان وكل انظمتها الدينية، وهو لا ينسى الله ولا يتعدى عليه، فهذا هو لبنان الذي يرفض كل احادية وديكتاتورية، لذلك لا يمكن الا ان يكون ديمقراطيا".

وقال: "وحدها الثقافة تخلص الشعوب. عندما انتهت الحرب اللبنانية عام 1990 نسي جميع اللبنانيين كل الجراح والدم والقتل وعادوا الى بعضهم البعض بعدما كانوا يتقاتلون مع بعضهم، فهذه هي الثقافة اللبنانية، ثقافة العيش معا".

ووجه الراعي تحية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "الذي من على منبر الامم المتحدة طلب بان تعترف الاسرة الدولية بلبنان مركزا لحوار الحضارات والثقافات والاديان، ونحن بالتأكيد، مقيمين ومغتربين، ندعمه، لان لبنان وحده يستحق من موقعه الجغرافي وواقعه السياسي على حوض البحر المتوسط، وتاريخ لبنان على مدى العصور، ان يكون جسرا بين الشرق والغرب، ثقافيا وتجاريا واقتصاديا، أدخل الحداثة الى الشرق وعرف الغرب على الشرق، فهذا تاريخنا ورسالتنا، فان أكون لبنانيا يعني أنني أبني جسورا، فنحن ضد كل من يهدم جسرا وضد كل الخلافات والنزاعات والانقسامات والانشطارات، نحن واحد مسلم مسيحي فقط".

أضاف: "نعم نحن في تعثر، ولبنان في حالة مرض لكنه لم يمت، متعثر لكنه يمشي، وهذه الرسالة اللبنانية في أعناقنا وعلينا ان نعمل من اجل الوحدة بين اللبنانيين ورفض اي خلاف بينهم، واذا كنت لبنانيا حقيقا، علي ان أبني جسورا لاجدادنا، وان أؤمن بالتعددية في الوحدة، وهكذا رجالات لبنان العظام لم يتحدثوا في العام 43 لا مارونيا ولا سنيا ولا شيعيا ولا كاثوليكيا، بل قالوا: مسلم مسيحي من دون اي تمييز. اما اليوم، فيريدون ان يقطعوننا مذاهب، وانا كلبناني أرفض اي انشطار على مستوى المذاهب وأرفض هذا الانشطار القائم بين اللبنانيين من أجل غيرهم، فأثناء الحرب كانوا يقولون: حرب الآخرين على ارضنا. وكأننا نحن براء منها. صحيح حرب الآخرين لكن بأيدينا وبواسطتنا. الآخرون، بواسطتنا نحن، هدموا لبنان، واليوم نفس القصة، وانا آسف ان نكون وسطاء للانشطار بين اللبنانيين، وانا كلبناني مؤمن، ضد اي لون واي انشطار، نحن واحد، ولهذا اخترت شعاري "شركة ومحبة" لانه لا يمكن ان تستمر هذه الحالة في لبنان وان نتكلم عن ديمقراطية فالواقع اليوم عكس ذلك، فلا يمكن ان نقول ان لبنان هو بلد التآخي والتعددية في الوحدة ونحن في انشطار، او ان نتكلم عن حوار ونحن لا نجرؤ على ان نجلس على طاولة معا، ولا يمكن ان نتكلم عن الحريات العامة، وانت لا تستطيع ان تختار من تريد، فاذا اخترت هذا يعني انك ضد ذاك، لذلك لا يمكن ان تنتزع هويتنا منا، فهذا الكلام انا مؤمن به ولا أتخلى عنه، مؤمن بلبنان الواحد الغني بالمسلمين والمسيحيين على تنوعهم، مؤمن ان كل لبنان وكل طائفة وحزب ولون ومذهب يشكل قيمة إضافية في بناء النسيج اللبناني، والاقرب الي اكثر من اي انسان آخر هو اخي اللبناني في المواطنة حيث أتشارك وإياه في بناء هذا الوطن، فاما ان نبنيه معا او نهده معا".

وتابع: "نعم لبنان بحاجة اليكم ايها المغتربون، بحاجة الى ان تحملوا الجنسية اللبنانية، ونحن ملزمون ان نساعد لبنان للخروج من أزماته ومآسيه ومرضه وتعثره السياسي الذي يقوم على الإنقسام والانشطار، فنحن بحاجة الى أناس يدعون الى الوحدة، ولبنان بحاجة للنهوض اقتصاديا، في ظل تفاقم الدين العام وهو مهدد في السنوات القريبة المقبلة اقتصاديا، وان أكثر من ثلث شعبه أصبح فقيرا، ومن مونتريال أطلق صرخة لأقول انه آن الأوان لكي يثق اللبنانيون ببعضهم البعض مهما كانت الاختلافات، فنحن بحاجة الى ثقة بين اللبنانيين وللاسف هي مفقودة اليوم".

وختم الراعي: "هناك رسالة يجب ان يلعبها لبنان بين الامم وتجاه العالم العربي والغربي، ويجب ألا نكون متفرجين على ما يحصل في البلدان العربية، كما يجب ألا نكون محرضين، فنحن نأمل ان يصل العالم العربي الى ما يسمى بالربيع العربي والتوصل الى إيجاد حاجات الشعوب على الصعد السياسية بما يلزم من إصلاحات اقتصادية واجتماعية، وبالطبع نحن ننظر الى ربيع ديمقراطي في العالم العربي والى عالم عربي يحترم كل الحريات العامة وحقوق الانسان وكرامة كل شخص يعرف ان يفصل بين الدين والدولة، فنحن ضد العنف، وضد الحرب وقد اختبرناها في لبنان ولا نتمناها لاحد، ولنا دور يجب ان نلعبه شرط ألا يكون التحريض على حمل السلاح والعنف. تحدثنا في مجتمعاتنا عن ربيع مسيحي، اما اليوم فعلينا ان نتكلم عن ربيع لبنان، فنحن لنا دور في ظل ما يعانيه العالم العربي اليوم، وعلينا ان نكون الى جانب اخوتنا في العالم العربي الذين يبحثون عن الحرية، كما علينا كلبنانيين على تنوعنا الديني والثقافي والحزبي والسياسي، ان نكون واحدا موحدا لكي نلعب دور الربيع في عالم عربي بحاجة الى ربيع، والا سنكون مسؤولين عن اي تعثر قد يحصل في اي دولة عربية، وهذا لا نريده".

وسلم الراعي، باسم المؤسسة المارونية، هدايا تقديرية لكل من ألكسندر سلامة، جورج زعرب، جميل شعيب، سعد طعمة، بول نصار والاب انطوان طحان "تقديرا لعطاءاتهم".

ثم قدم زعرب، باسم ابناء الجالية، هدية للبطريرك عبارة عن خاتم مصنوع من الذهب والالماس.

وصول وقداس

وكان الراعي وصل الى مونتريال عند الرابعة من بعد ظهر أمس، على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي خوري، وكان في استقباله في المطار راعي أبرشية كندا المارونية المطران جوزف الخوري، المطران ألكسي مفرج، قنصل لبنان الفخري في هاليفاكس وديع فارس، مسؤول مكتب المؤسسة المارونية للانتشار في مونتريال الاب انطوان الطحان، القائم باعمال السفارة اللبنانية في كندا جورج ابو زيد، القنصل العام خليل الهبر وعدد من ابناء الجالية اللبنانية.

ومن المطار توجه الراعي الى بازيليك القديس يوسف في مونتريال حيث ترأس قداسا احتفاليا عاونه فيه المطارنة جوزف خوري، بولس صياح وجورج ابي يونس والمدبر العام نعمة الله الهاشم، في حضور مطران الروم الكاثوليك ابراهيم ابراهيم، مطران الروم الارثوذكس الكسي مفرج، مطران السريان الكاثوليك يوسف حبش وعدد من الكهنة والآباء، وخدمت القداس جوقة الكنائس المسيحية في مونتريال بقيادة الطحان.

كما حضر القداس، الى افرام، وزير الهجرة والمواطنية والتعددية الثقافية الكندية جيسن كني، النائب شيفان ديون، معتمد مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ حسن عز الدين، ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في كندا الشيخ نبيل عباس، ممثل دار الفتوى في كندا الشيخ سعيد يوسف فواز، بالاضافة الى سامي الخوري ووديع فارس وعدد من القناصل وممثلين عن الاحزاب اللبنانية كافة في مونتريال وحشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية.

العظة

بعد الانجيل ألقى الراعي عظة تحدث فيها عن "عظائم أمنا العذراء مريم، النموذج لكل انسان"، وقال: "أبدأ زيارتي الرعوية بروح الشركة والمحبة، شعار خدمتي، وعلينا ان نواصل السعي مع بعضنا البعض، مسيحيين ومسلمين، لكي نعيش معا بروح المحبة والشركة، محافظين على رسالة التعاون والانفتاح معا، والعمل على نشر قيمنا الروحية والاخلاقية الانسانية والاجتماعية المستوحاة من المسيحية والاسلام".

أضاف: "صلاتنا اليوم لكي نكون على مثال مريم منفتحين لعمل الله فينا، وهذا نستطيع ان نعيشه اذا عرفنا ان نعيش الاتحاد مع الله بالصلاة وممارسة الاسرار والتأمل بكلام الله، وعلى كل واحد منا ان يعمل بروح الشركة والمحبة لنشهد لعمل المسيح وننشر انجيله الخلاصي ونقوم بدورنا في مجتمعاتنا سواء كنا في كندا او في اي بلد من عالم الانتشار او اوطاننا العربية وفي لبنان".

وتابع قائلا: "نرجو ان تكون حياتنا قولا وعملا صلاة والتزاما ونشيدا يتواصل فيه نشيد مريم "تعظم نفسي الرب"، ونحن نصلي اليوم وهي الغاية الاساسية من الزيارة الرعوية ان نستنشط في الايمان وان ننفتح على سر الله بالاتحاد معه وهي الشركة العامودية وان نعيش شركتنا على المستوى الافقي، الوحدة مع كل الناس، مهما تنوعنا واختلفنا في الدين والرأي والثقافة واللون والتطلع، وهذا غنى، لكننا مدعوون ان نجعل من هذا الغنى وهذا التنوع والتعددية وحدة تمجد الله، فهذه هي الشركة والمحبة".

وختم الراعي: "في لبنان قام المسلمون والمسيحيون بمبادرة كبيرة، اذ جعلوا من يوم البشارة يوما وطنيا يكرمون فيه وجه مريم، ونحن اليوم نرفع صلاتنا الى الله بشفاعة أمنا مريم العذراء وجميع القديسين لان ننفتح بالقلب والعقل الى تجليات الله فينا لكي يتواصل مع تاريخنا البشري تاريخ الخلاص، فان عظائم الله لا حد لها وأعماله لا تنتهي وكل انسان مدعو لكي يتحقق فيه شيء من عظائم الله مهما كانت المحن والصعاب".

القنصلية اللبنانية

وبعد القداس زار الراعي مقر القنصلية اللبنانية في مونتريال حيث أقام له القنصل العام خليل الهبر حفل استقبال في حضور وفد المؤسسة المارونية للانتشار الذي ضم افرام وعنداري والبستاني وبشير والموظفين العاملين في القنصلية. وقد شدد البطريرك على "ضرورة تسهيل معاملات اللبنانيين، خصوصا لجهة تسجيل اولادهم وزيجاتهم".

وقدمت البستاني الى الهبر هدية تذكارية عبارة عن أيقونة تحمل رمز المؤسسة.

استقبالات

واستقبل الراعي في مقر إقامته في فندق western best القنصل الفخري فارس الذي أطلعه على التحضيرات لاستقباله، كما وضع طائرة خاصة بتصرفه خلال تنقلاته بين الولايات الكندية.

وقال فارس: "زيارة صاحب الغبطة الى كندا مهمة جدا بالنسبة لجميع اللبنانيين في كندا على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، وهي تؤكد للمغتربين انهم ليسوا منفيين وان الكنيسة تفكر بهم"، متمنيا لو ان المسؤولين السياسيين في لبنان "يقومون بهذا الدور من اجل تعزيز اللحمة بين لبنان المقيم والمغترب، لانه لا يجوز ان ينظر الى المغترب فقط كمستثمر في وطنه ولا تؤمن له حقوقه الوطنية والاجتماعية".

واعتبر ان موضوع مشاركة المغترب اللبناني في الانتخابات النيابية المقبلة "شيء مهم جدا"، مشددا على "ضرورة الإسراع في تأمين الأمور التقنية واللوجستية لتحقيق هذا المطلب في انتخابات 2013، وضرورة العمل متضامنين متكاتفين للوصول الى لبنان السيد الحر المستقل الذي يطمح اليه كل لبناني مخلص".

وأبدى أسفه ل"الانقسام الحاصل بين الموارنة والذي ينعكس على الاغتراب"، مذكرا بان البطريرك الماروني أعطي له مجد لبنان، وداعيا الجميع الى "الالتفاف حول البطريرك والابتعاد عن المصالح الضيقة والعمل يدا واحدة لوطننا وكنيستنا".

واذ تمنى على الجميع "الابتعاد عن التفاهات السياسية التي بسببها هاجرنا وتركنا لبنان"، شدد على "ضرورة الإسراع في التعيينات الديبلوماسية"، داعيا جميع اللبنانيين المغتربين الى "تسجيل زيجاتهم وأولادهم في السفارة كي يعودوا للعب دورهم الوطني". وختم فارس: "مشكلتنا في لبنان عدم وجود انتماء للوطن لدينا، بل للزعيم وللطائفة"، متمنيا على المغتربين "الابتعاد عن كل التفاهات التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه، وان نكون يدا واحدة في خدمة وطننا". أما صباح اليوم، فقد أقام رجل الاعمال سعد طعمة فطورا في فندق western best شارك فيها عدد من ابناء الجالية اللبنانية في مونتريال.

 

 

عون: مشكلة سليمان مع نفسه ومع مجلس وزرائه وليست معنا

يا أولاد الشائعات أظهروا لنا ولو ورقة واحدة تديننا

وطنية - 6/5/2012 القى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون كلمة في المهرجان الذي نظمه "التيار الوطني الحر"، في ذكرى عودة عون من المنفى، على مسرح "Platea"- جونية، تحت شعار "لبنان القوي، لبنان الأقوى"، جاء فيها:

"أنتم اليوم شعب لبنان العظيم، وبهذه الصفة سأناديكم: يا شعب لبنان العظيم!

أريد أن أخاطب عقلكم اليوم أكثر من عاطفتكم. لذلك، أتمنى أن تصغوا لأن الموضوع هو موضوع قناعات يجب أن تمر ولا تضيع بالهيصة. نحن، في حياتنا الوطنية بكينا جماعيا مرتين، المرة الأولى كانت في 13 تشرين 1990 وكانت دموع الحزن على ما جرى وعلى الكارثة، ودموع الألم على فراق شعب أحبنا وأحببناه. وفي كل عام نحتفل بتلك الذكرى تكريما لشهدائنا الذين رسخوا في داخل الوطن وفي قلوبكم القيم التي دافعنا عنها دائما، وبخاصة منذ العام 1988 ولغاية اليوم؛ تلك القيم التي لم ننقطع عنها ولا لحظة، والتي قد تكون هي المشكلة الحقيقية التي تجعلنا نصطدم مع الآخرين لأننا شعب يريد أن يبني دولة القيم والنزاهة، دولة محاربة الفساد الذي أصبح جزءا من بنية الدولة. ومن هنا تتأتى مشكلاتنا.

عدنا، في 7 أيار 2005، ويومها بكينا مرة ثانية، وكانت دموع الفرح ودموع لقاء الأحبة. رجعنا كي نلتقي بشعب أماتته الحاجة وأركعه الخوف وأفقره الحكام وقتلوا فيه روح المقاومة. لم تكن العودة سهلة كما يتصور البعض، حتى أعضاء التيار، لأننا كتمنا لمدة غير وجيزة ما حصل؛ أما اليوم فسأتحدث عن كل الأحداث التي مرت منذ العام 2005 وحتى العام 2012".

أضاف: "في العام 2005 وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، دعيت إلى تناول طعام الفطور مع وفد قادم من لبنان إلى باريس، وأحسست وكأنها تقدير ودعوة إلى العودة إلى لبنان، فذهبنا إلى الفطور وكان الجو عائليا وأهدوني foulard المعارضة باللونين الأبيض والأحمر، والذي كان يحمله كثيرون عندها. ظننت أن هذا اعتراف منهم بحمل مشعل 14 آذار الذي أسسنا له في العام 1989. ولكن بعد أيام، وصلنا من أصدقائنا الفرنسيين بأن الوفد توجه بعد اللقاء معي إلى وزارة الخارجية الفرنسية ليطلب عرقلة عودتي إلى لبنان قبل الإنتخابات النيابية. وكأنهم كانوا يريدون منعكم من المشاركة في الحياة العامة وفي السياسة، وذلك كي تظلوا مهمشين، أو على الأقل كي يضعفوكم حتى لا تقدروا أن تجمعوا قواكم لتصبحوا قوة لها قدرها ولها تأثيرها في هذه الحياة العامة. أما الfoulard الذي أعطوني إياه، فشبهته في ما بعد بقبلة يوضاس.

طبعا لم تتوقف المؤامرة هناك، لأن السياسة كانت أيضا فرنسية- أميركية. عندما وصلت إلى لبنان، رحبوا بنا، وأنا شكرت الجميع سلفا وطلبت ألا يتوجه أحد من السياسيين إلى ساحة الشهداء لاستقبالي. ومن يريد يستطيع أن يهنئني بالعودة في البيت؛ كنت واضحا يومها، لأني لم أكن أقبل أن يستغل أحد هذه المناسبة ويخادعني بحضوره بعد أن عرفت كل نواياه. ولكن كان من الصعب علي أن آخذ الموقف الملائم علنا لأنكم كنتم ستضعون علامات استفهام وتتساءلون "لماذا فعل الجنرال هكذا؟ تركت الموضوع غير معلن وعالجته بأسلوبي الخاص، حتى تتأكدوا أنتم من خلال الأعمال والأقوال في ما بعد ماذا كانت غاياته".

وتابع: "وليد جنبلاط كان صريحا، ولم يستقبلني وقال عندما كنت في الطائرة إنني "تسونامي"، وخلال المحادثات التي قمنا بها مع مندوبه الذي كان يفاوضني، الوزير السابق مروان حمادة، وأيضا النائب غطاس الخوري، فهمت أن هناك موضوع تحجيم، إذا قبلت بهذا التحجيم فأهلا وسهلا بي! قالوا كلاما غير لائق وغير مقبول، ولكنهم لم يعتبروه كذلك لأنهم يستعملونه عادة مع الآخرين. قالوا: "منعطيك هالقد بجبل لبنان، وهالقد بالشمال، وهلقد في البقاع..."، فأجبتهم: "أنا آخذ ولستم أنتم من يعطيني". وانتهى الحديث، وكانت آخر جلسة.

وبعد ذلك عندما بدأنا بتأليف لوائح الإنتخابات، وكانوا كلهم يسايروننا، بمن فيهم مرشحي كسروان الذين كانوا في الجهة المقابلة لنا في انتخابات 2005، ومنهم من الأقطاب الذين توجهوا إلى باريس كي يفاوضوني بتأليف لائحة أو بالأحرى كي يعلنوا عن أنفسهم أنهم مرشحون على لائحتي، اكتشفنا أن الحلف الرباعي لم يكن رباعيا، بل كان ثمانيا. انضمت إليه كل الأحزاب المسيحية يومها بما فيها قرنة شهوان، وحصلت الإنتخابات، تألفت كتلة التغيير والإصلاح وكان معنا فيها الكتلة الشعبية والطاشناق، الكتلة الشعبية أي كتلة زحلة، وحزب الطاشناق، ودولة الرئيس ميشال المر الذي أحب أن ينضم إلينا. ولكن أثناء تأليف الحكومة، حاولوا ضرب التكتل في بدايته، حاولوا أن يستقطبونا بمقاعد وزارية لنا ويستبعدوا بطريقة ثأرية الوزير السابق إيلي سكاف وحزب الطاشناق لأنهم كانوا على خلاف معهم.

وعلى الرغم من إصرارنا أنه في حكومة وحدة وطنية لا يجب أن تعتمد السياسة الإنتقامية، فالسياسة الثأرية لا يمكن أن تكون قاعدة لتأليف الحكومات التي تمثل الوحدة الوطنية، ظلوا على موقفهم، فكان الإنشقاق في تأليف أول حكومة لأننا لم نشارك بها، وكنا في حينه نمثل 70% من المسيحيين".

وقال عون: "بدأوا بالأداء السيء منذ البداية بحكومة موتورة ومبتورة، وهي لم تتحول كذلك عندما انسحب منها أصدقاؤنا الوزراء الشيعة، بل هي كذلك مذ تألفت. وعندما استقال وزراء حركة أمل وحزب الله، أصبحت لاغية، لأن عنصرين من أصل ثلاثة من كبرى مكونات المجتمع اللبناني لم يكونا فيها. وعلى الرغم من ذلك قبلنا باللعبة الديمقراطية، ولكن رئيس الحكومة صار يتصرف وكأننا لسنا موجودين. قلنا له عدة مرات إننا المعارضة خارج الحكومة، لكننا لسنا خارج الوطن، وعليك أن تشاورنا وتتكلم معنا في كل القضايا التي تهم لبنان ككل وبخاصة في السياسة الخارجية. ولكنهم لم يتعودوا أن يكون لديهم معارض في لبنان، فلم يسمعوا ما نقوله لا في مجلس النواب ولا في الأوساط السياسية، فذكرونا بقول أبي العلاء المعري: "لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي". وأول بدعة ارتكبها مجلس النواب، هذا المجلس الحريص على التشريع وعلى مراقبة الحكومة، اتخاذه قرارا بحل المجلس الدستوري عبر أكثرية مطعون أصلا فيها. الطعن كان ب12 مقعدا نيابيا، وكان البت بها سيغير الأكثرية. ولكن خوفهم من الإرتكابات التي قاموا بها أثناء الإنتخابات جعلهم يستبقوننا باتخاذ قرار غير شرعي في مجلس النواب وحلوا المجلس الدستوري. طعنا في هذا القانون وربحنا، ولكن أعضاء المجلس الدستوري اعتكفوا، واعتكفت الحكومة ومجلس النواب عن تعيين مجلس دستوري جديد، وهكذا هربوا 4 أعوام من حياتنا البرلمانية بدون مجلس دستوري، فلتحيا الديمقراطية التي يدافعون عنها! هذه الديمقراطية التي تربوا عليها في ظل التعصب والديكتاتورية".

أضاف: "تخطينا كل هذه الأمور لنتمكن من التحاور مع كل الأفرقاء، وبدأنا مع تيار المستقبل بمبادرة حسن نية من قبلنا. ولكن، تبين لنا أن هناك خلافا جذريا بيننا وبينه، خصوصا في مفهوم الشراكة والتوازن في السلطة، فسياستهم كانت احتوائية وليست تعاونا لجمع الشمل، لذلك فشل الحوار معهم.

كان قرارنا أن نتحاور مع جميع مكونات الوطن، لأنه خلال وجودي في أوروبا وباحتكاكي مع السياسة الأوروبية والأميركية، عرفت ما هي الأخطار التي تحدق بلبنان في حينه والتي من الممكن أن تؤدي إلى تدميره، لأنه لم يحصن لا بتمثيله السياسي ولا بوحدة شعبه، فلبنان تحول وما زال، إلى شركة مساهمة والمواطنون زبائن عندهم. لا يوجد مواطنون بل زبائن، كلنا اليوم زبائن يجب أن يجنوا منا الأرباح. وضعت اليد على بيروت ووضعت اليد على الشركات، وأصبحت الحكومة مجلسا تنفيذيا لإدارة "سوليدير"! إذا عدنا إلى المراسيم والقوانين التي سنت إلى "سوليدير" نلاحظ أن الحكومة هي بالفعل مجلس الإدارة لهذه الشركة التي أخذت بيروت من أصحابها الحقيقيين.

بعد ذلك، أكملنا مع حزب الله. وصدف انه في أواخر العام 2005، صدرت من العراق فتوى أبو مصعب الزرقاوي التي يكفر فيها الشيعة! والتكفير بنظر التكفيريين يعني تحليل القتل، وهكذا بدأ الصراع في العراق. وكنا نخشى أن ينتقل إلى لبنان سريعا، لم نفصح عن مخاوفنا، وبادرنا الى الحوار مع حزب الله وتوصلنا الى التفاهم الذي أعلن في السادس من شباط 2006.

لماذا كنا نخاف أن يصل الصراع إلى لبنان؟ لأن القوى التي تحتل العراق هي نفسها القوى الضاغطة في لبنان، فما الذي يمنعها من أن تشعل الفتن؟ فهي حتى الآن ما زالت تحاول إشعالها. عندما عجزت بحملة "فل"، وسقوط الحوار وعدم وصوله إلى نتيجة، دخلت إسرائيل كعنصر حرب ضد لبنان. يجب أن نتذكر من كان يؤيدها، حتى تعرفوا ويعرف الجميع لماذا نتصارع مع دول غربية. لأننا نسمع كثيرا من يقول: "ماذا يفعل ميشال عون؟ هل هناك من عاقل يترك باريس ويذهب إلى الشام؟ هل من يترك واشنطن ويذهب إلى إيران؟، وكأن تلك البلاد الغربية كانت الملجأ الطبيعي لنا! فيما الواقع هي التي تأتي بالسلاح وهي التي تحرض! ليس ضدنا نحن شخصيا، بل ضد وجودكم أنتم، لأن الحل سيكون على حسابكم".

وتابع عون: "عندما تبين للسفارة الأميركية أننا أعلنا عن موعد قريب للقاء مع حزب الله، بدأت تصلنا رسائل التهديد، رسائل تهديد باللغة الدبلوماسية، وما زلنا نحتفظ بالمكتوب منها وبمحاضر الإجتماعات المشتركة. عندها قلنا للسفير الأميركي السيد فيلتمان: "الرئيس الحريري كان يزور السيد نصرالله بشكل دائم وهذا لم يكن يزعجكم وكنتم تلتقونه دائما، فلماذا ممنوع علي برأيك أن ألتقي أنا السيد حسن نصرالله؟" في الواقع ليس هناك من "حزورة"، هو كان يخبرهم ماذا يحصل معه وما هي تقديراته، بينما نحن لا نخبرهم.

بالتوازي مع هذه المشاورات وهذه الحوارات، جاءتنا وفود مما يسمى "14 آذار" (لأن الإسم مسروق منا أصلا، يجب أن نرفع دعوى لنسترده)، وأيضا من جبهة النضال الوطني، لتقنعنا بالعودة الى 14 اذار والانضمام الى حلف في وجه حزب الله. أنا قدرت لهم هذه الصراحة في الافصاح عن غاية الحلف، وقلت: "ماذا تريدوننا أن نفعل حينها؟ هل كما فعلتم في العام 1976 مع حزب الكتائب حين قررتم أن تعزلوه؟ تريدوننا أن نقع في تصادم؟ ليس فقط مع حزب الله بل مع كل الطائفة الشيعية! إذا كنتم تريدون فعلا الحل فلنطرح جميعنا مشروع تفاهم مع حزب الله لحل هذه الأزمة ويصبح مثل عقد وطني". طبعا رفضوا لأن الغاية لم تكن أن يرتاح لبنان، بل خلق صدام فيه، وتجربتنا مع فيلتمان تؤكد هذا الإعتقاد وهذا التحليل.

صودف أن الموعد هو في السادس من شباط، وهو قد حدد قبل 10 أيام، وليس قبل 24 ساعة كما قال البعض إننا تعمدناه ردا على أحداث 5 شباط عندما دخلوا الأشرفية وأحرقوها وتعرضوا لكنيسة مار مارون ولمركز مطرانية الأرثوذكس. التقينا وأعلنا عن التفاهم، وهنا كانت المصيبة، وبدأت ردود الفعل تظهر، وصورته بعض الصحف وكأنه تحالف شيعي- ماروني ضد السنة! وصار حديث المنتديات وحديث السهرة في منازلهم. على الرغم من إعلاننا أن الإتفاق موضوع على الطاولة للمناقشة، ونرحب بكل الآراء، ويمكننا أن نعدل به حتى يتوافق عليه كل المواطنين وكل ممثلي الشعب اللبناني. رفضوا طبعا واختاروا التشهير به. مرة أخرى، فهمنا أنهم يسيرون في مسار تصادمي ويريدون أن يخربوا لبنان. هذه ليست تهمة، هذا أمر محقق بالوقائع. فمن يرفض أن يتعاطى معك لإيجاد نوع من الإتفاق يحفظ الإستقرار في الوطن يسعى للمواجهة ولخلق الفوضى. هل يعتقدون أن لديهم الزعامة والسيطرة لأنهم مدعومون أميركيا، من "دولة الطغيان والقمع الفكري" كما شبهها قداسة البابا بنديكتوس؟ ربما، ولكن كل المؤشرات تدل على مسارات مشبوهة".

وقال: "أطلقوا في البدء حملة "فل" على أمل تسيير تظاهرات الى قصر بعبدا لإسقاط رئيس الجمهورية بالقوة كما قالوا، ولكن الغاية الحقيقية كانت خلق صدام بين الحرس الجمهوري والمتظاهرين؛ هذه كانت الخطة، هذه ليست تقديرات بل معلومات من المصدر الأساسي، من أحد المخططين الذي ندم فيما بعد، وأوضح أنهم كانوا يريدون أن يطلق الحرس النار عليهم، وأن يحتك بهم، ثم يبادلونه إطلاق النار، فيقع قتلى من المتظاهرين فيعلو الصراخ ليكون مصير إميل لحود مثل "ميلوزوفيتش"، أي أن ينقلوه إلى المحكمة الدولية بتهمة هدر دم شعبه، كما يحصل الآن في سوريا، سيناريو يتكرر في كل بلدان العالم، هكذا فعلوا مع القذافي، هناك تشابه كبير بالسيناريو بغض النظر عن دعمه أو لا.

قبل الاعلان عن تفليسة الحوار بثلاثة أيام، في 12 تموز 2006، وقع حادث حدود اتخذته اسرائيل ذريعة كي تعلن الحرب على لبنان. هذه الحرب أيضا عشتموها بتفاصيلها، وعشتم موقفنا يومها الذي قلنا فيه إن إسرائيل ستخسر الحرب. كثيرون من الذين كانوا قربي لم يصدقوا وكانوا خائفين، لكني لم أكن قلقا إطلاقا، لأن تحليلي ليس متأتيا من ميل عاطفي، ولم تكن حفلة "تبييض وج"، ولم تكن التزاما بالتفاهم لأن الإتفاق لم ينص أبدا على دعم حالة عسكرية إذا وقعت المقاومة في فخ إسرائيلي. ولكن، الواجب الوطني يدعونا الى الوقوف إلى جانب شعبنا عندما تهاجمه إسرائيل لا أن ننأى بنفسنا عن الموضوع. لا يمكننا أن ننأى بنفسنا في حالتين، الأولى عندما يتعرض أي كان من وطننا للإعتداء من قوة غريبة، بصرف النظر عن التوجهات السياسية إن كانت متطابقة أم مختلفة، الدفاع عن المواطن الأخ والشقيق واجب أساسي، وكل من يتخلف عنه خائن.

الحالة الثانية، ما يحصل مثلا في الموقف من سوريا، نعرف جميعا أن النظام يحتاج الى إجراء الإصلاحات الدستورية للوصول الى هيكلية ديمقراطية، ولكن الوصول بالدم مستحيل ونحن ضده بالمطلق. بالإضافة الى ان الشعب السوري شعب متماسك ولديه هيكلية دولة متماسكة ولا ينهار ببساطة. النظام ثابت، ولكن أفضل للنظام الثابت أن يوجد على قاعدة ديمقراطية ويسمح بالحريات. وسوريا اليوم هي الأقرب إلى الديمقراطية، ونقولها بدون حرج، وليس لأننا أصدقاء مع الرئيس أو لأننا ذهبنا إلى سوريا، وإذا كان هناك من يعارض هذا القول، فليجبنا على هذه التساؤلات: هل للمواطن في سوريا حرية اختيار طريقة عيشه، نعم أم لا؟ هل حرية اختيار طريقة العيش مسموحة في الدول التي تدعو سوريا لاحترام حقوق الإنسان؟ هل فيها احترام لحقوق الإنسان؟ هل فيها احترام لحقوق المرأة؟ هذا من ناحية الحياة الإجتماعية.

هل هذه الدول التي تعلم السوريين حقوق الإنسان، هل تحترم حرية المعتقد؟ هل حرية العبادة مسموحة فيها لغير المسلمين؟ حتى الكنائس المبنية في بعض الدول لا تضع على قبتها الصليب. لست أتحدث هكذا لأني مسيحي، أتحدث لأن معابد البوذيين أيضا أثرية ولها قيمة كبيرة وتهدمت في أفغانستان. أدافع عن البوذي وعن الهندوسي وعن المسلم في غير بلد، وعن أي إنسان، ليتمتع بحرية المعتقد.

أضاف: "أود أن أسأل أميركا التي وصلنا منها منذ يومين فيلتمان مع جوزف ليبرمان المعروف انتسابه وهويته، وقبلهما جاءنا دايفيد كوهان ليشرف على مصارفنا، ماذا جاءوا يفعلون في لبنان؟ ماذا تعني زيارة وادي خالد؟ هل هناك تحضير لقاعدة في لبنان لم تقبل علنا ولكن ستقبل بالأمر الواقع؟ ها هي المسألة أمامكم، وهؤلاء الذين يقولون "فليحكم الإخوان" أيعرفون فعلا ما هي ثقافة الإخوان؟ هل يعرفون ما قاله أردوغان، عراب التمرد والعصيان في سوريا، عن الديمقراطية بأنها "وسيلة نقل نترجل منها عندما نصل"..، وبعدها العوض بسلامتكن. يصبح الوضع irreversible (لا رجعة فيه)، ولا ينتهي إلا بالدم. إذا هل هناك قبول لحرية المعتقد مع التكفيريين الواصلين؟ من تريدون أن نختار كنموذج؟ النموذج التونسي؟ أم النموذج الليبي؟ أم المصري؟ أم اليمني؟ أم السوري؟ أم البحريني؟ كفى عهرا، كفى فجورا!

بعد هزيمة إسرائيل في لبنان، انخضت الحكومة. فأول المواقف العربية حملت المسؤولية إلى حزب الله معتبرة ما قام به "مغامرة مراهقين"، كما لو كان هو الذي بدأ بإطلاق النار وحاول أن يجتاح الأراضي الإسرائيلية. وبعض اللبنانيين كسعد الدين الحريري الذي تكلم من الدول العربية مؤيدا أيضا هذا الموقف، ولكنه استدركه في ما بعد عندما وجد أن هزيمة المقاومة مستحيلة. ويبقى السؤال: لماذا دخلت إسرائيل الحرب؟ على أثر حادث حدود لا يمكن أن تحصل حرب، بل يعالج بوسائل أخرى، ممكن أن تكون هناك حملة ثأرية بالطيران، ولكن حرب؟ وبعد 12 ساعة من حصول الحادث على الحدود؟ فهذا غير منطقي في العلوم العسكرية، ويتبين منه أن إسرائيل كانت مجهزة نفسها. عندما قلنا ذلك، اعتبر الأميركيون والفرنسيون أني أكفر، فقلت لهم إني تلميذ مدارسكم العليا! تعلمت في فرنسا وفي أميركا! فإما يكون ما علمتوني أياه خطأ، وإما إنكم تكذبون الآن!

عندما قامت لجنة إسرائيلية (فينوغراد) بالتحقيق واعترف إيهود أولمرت أنهم قرروا الحرب في آذار، والتاريخ يتطابق مع زيارة كوندوليزا رايس، وطلبت أن يكسبوها بعضا من الوقت وأن يتحاوروا، فكان الحوار لإعطاء الوقت اللازم لإسرائيل، وهكذا حدث.

ولكن بعد الهزيمة التي حصلت، تصدعت الحكومة، لأن المواقف داخل الوزارة التي لم تكن سليمة. منهم من أراد النأي بالنفس، ومنهم من أراد اتخاذ موقف غير متضامن لا بل على العكس، لن ندخل في الأسماء، أصحاب العلاقة يعرفون أنفسهم، من كان مع المقاومة ومن كان ضدها".

تابع: "هنا بدأت المشكلة وبرزت مسألة مقاطعة الحكومة والإستقالة، لأنهم أرادوا أن يقروا المحكمة الدولية بدون أن يعطوا حركة أمل وحزب الله 48 ساعة ليدرسوا الملف. قبل أن يناقشوه، قالوا لهم إنهم يريدون ردا في اليوم التالي، فكان الجواب بالرفض. عندها، خرج الوزراء الشيعة من الحكومة. أكملت الحكومة العرجاء بعد أن استقال منها سبعة وزراء ونحن كنا مستقيلين من قبل. الحكم في حينه كان سرقة ونهب، وجيد أنه لم يوافق على المراسيم التي أصدروه. أسرد هذه الوقائع لنرى كم كانت تعسفية هذه والحكومات التي تسلمت الحكم منذ العام 1993 حتى هذه الأخيرة".

وسأل: "ما حمايتنا نحن؟ حمايتنا هي التفاهم مع بعضنا البعض؛ فعندها مهما عظمت أي دولة، لا تستطيع ان تخترق لبنان أو أي بلد أصغر من لبنان، إذا كان شعبه متضامنا ومتماسكا، لأنه لا يمكن أن تنجح المؤامرات إلا من خلال مساعدة مواطنين من الداخل. إن كنا متماسكين لا يمكن أن تنجح المؤامرة. لذلك، نحن نرى اليوم أناسا وكأنهم يريدون تفتيت لبنان من خلال مواقفهم من الجوار، لأن الجوار يهمنا. ما هو الموقف الذي سيكون في لبنان فيما لو خسرت سوريا الحرب، مع العلم أننا مطمئنون أنها لن تخسر. إذا دخل الموجودون في عكار، مع الفائض بعد الثورة السورية، ما هو موقف اللبنانيين الذين يساندون التمرد والعصيان في سوريا؟ ستكون المشكلة قد انتقلت من سوريا إلى لبنان، وذلك بالتعاون مع قسم كبير من اللبنانيين وبهذا تكون قد اكتملت المؤامرة".

وقال عون: "من هنا، وكما سعينا سابقا لتحقيق التفاهم الذي حفظ الإستقرار عندما منع الصدام الطائفي، فإن موقفنا اليوم سيمنع أيضا أي تصادم. ولكننا لم نعلم بعد ماذا يريد فيلتمان؟ هل يجوز أن يأتي مساعد وزير خارجية أميركية ويختلي بمجموعة سياسية بدون أن نعرف ماهية هذه السياسة؟ طالما أنها سرية فهي بالتأكيد مؤامرة وخيانة. موقف القوي يكون معلنا. قد يسأل البعض لمَ أتكلم بهذه الطريقة عن الأميركيين؟ ولكن، ماذا يقول الأميركيون عن لبنان؟ هم يقولون: "Lebanon is a frensh mistake"، أي ان لبنان هو عبارة عن غلطة تاريخية فرنسية. ماذا يقول الفرنسيون عن لبنان؟ يقولون إن لبنان هو "quantite negligeable"، أي أن لبنان هو كمية يمكن الإستغناء عنها. كيف من الممكن ان أتكل على دولتين باعتا لبنان سلفا".

أضاف: "لم يقولون ذلك؟ لأنهم يريدون ان يزيدوا نسبة الهجرة، وبذلك تسلمونهم أرضكم خالية من السكان من دون "خلو"، فيحلون بذلك مشكلة الشرق الأوسط، أي المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية على حسابنا، وبالتالي ترتاح دول البترول وترتاح إسرائيل، وينتهي لبنان الذي يتحول إلى جائزة ترضية، ولا أعرف لمن سيقدمون ما سيتبقى منه. لا يمكن أن نقبل بهذا الجو من التخطيطات".

تابع: "إسرائيل هربت من لبنان في العام 2000، لم عادت في العام 2006؟ ولكن لماذا عادت؟؟ هل لتحتل الأرض؟ هل من أحد تساءل كيف من الممكن أن تهرب من الأرض لتعود بعد بضع سنوات وتحتلها؟ هل ازداد عديد جيشها وارتفعت نسبة تدريبه وازدادت التكنولوجيا الحربية لديها؟ كلا، وقد يكون العكس صحيح. إسرئيل دخلت إلى الأرض لتهجير السكان إلى الداخل اللبناني، معتمدة على البعض في الداخل لافتعال صدام سكاني في حال التهجير. نحن منعنا الكثير من الصدامات عندما كنا نبلغ الجيش عن التحرشات بالنازحين إلى منطقتنا. هذه كانت الغاية، وقد جاءت كوندوليزا رايس ووبختهم لأنهم لم يقوموا بواجباتهم كما وعدوا. تمكنا من إفشال هذا المخطط وفي بداية الإجتياح توجهنا إليكم بصرخة قائلين "إن الصراع مع الخارج لسنوات أفضل من الصراع لساعة واحدة داخل الوطن".

تابع: "وبعد أن ألحقت الهزيمة بإسرائيل، إستعملوا وسائل أخرى، فبدأت "ميليشيات" بالتسلح، وهذا مضمون كتابي الذي وجهته لبان كي مون في 30 آذار 2007، وقد نبهنا الأمم المتحدة في حينه من أمرين، أولا، قلنا لهم إنه لم يتم انتخاب رئيس في الوقت المحدد سنكون بخطر الوقوع في الصدام المسلح في الداخل اللبناني، وذكرنا الأسباب، إذ كان هناك قوى وأحزاب تتسلح برعاية الحكومة اللبنانية، أي حكومة السنيورة، كما أن هناك ميليشيات قديمة تتجدد وميليشيات جديدة تنشأ تحت تسميات أمنية، وهذا الأمر سيسبب الصدام. وثانيا، إنكم تطلبون منا الموافقة على المحكمة الخاصة بلبنان، ونحن ككتلة برلمانية مستقلة نوافق على المحكمة ولكن عليكم أن تساعدوا كل المؤسسات اللبنانية وليس فقط حكومة السنيورة، واتركوا موضوع المحكمة ليمر في المجلس النيابي لكي تكتسب شرعيتها الدستورية".

وقال: "تكلم بان كي مون مع الأميركيين بهذا الموضوع، وعندها وجهت كوندوليزا رايس رسالة للبعثة الأميركية في الأمم المتحدة لتطالبهم بعدم السماح بمرور المحكمة الخاصة بلبنان عبر البرلمان اللبناني، لأنهم يخافون من التعقيدات، وفي هذه الحالة تكون الأمم المتحدة مضطرة على تأمين مصاريف المحكمة. وتوجه رايس نسختين من نفس الكتاب لفرنسا وبريطانيا. فيوافق هذا الثلاثي (أميركا، فرنسا وبريطانيا) على اقتراح رايس على أساس أن تقوم الأمم المتحدة بالتمويل. قلنا ان أميركا وفرنسا وبريطانيا قد وافقوا على ان يكون تمويل المحكمة من قبل الأمم المتحدة، ولكن السنيورة، ثم الميقاتي أمنوا التمويل".

أضاف: "نحن لم نكن ضد المحكمة، بل أردنا أن تتم عبر الطرق الشرعية، لأن هناك الكثير من الشواذات التي تشوبها، وهذه الشواذات لا تطاق. وفي كل مرة نحاول تصويب الأمور ووضعها ضمن الأطر الدستورية والقانونية، يكون الموقف سلبيا ومعارضا. وكذلك الأمر بالنسبة للمشاريع التي نقدمها، فدائما يأتي الموقف ضد المنطق والمصلحة العامة".

وقال: "بالإنتقال إلى الدول العربية، فقد أطلقوا على تمردها وعصيانها وثوراتها تسمية الربيع العربي، أما أنا فأعتبرها الطريق إلى الجحيم، جحيم العرب، فهي ليست ربيعا. أما طريق الخلاص فهي طريق المشرقية، وما المشرقية إلا نموذجا للحياة المشتركة بين المسيحية والإسلام منذ 14 قرنا، وقد خلق نسيجا إجتماعيا وتبادلا للثقافة ونوعا من التفاعل بين الجميع، ولم يحدث تصادم في التاريخ وإلا كان الغرباء هم السبب. ولد التصادم بعد اجتياح المغول وبعد دخول الصليبيين، بعد دخول المماليك وبعد دخول الأتراك. تأصلت النزعات الطائفية لأسباب عديدة، ووقع التصادم بين مكونات المشرق وليس الشرق الأوسط".

أضاف: "المشرق هو المنطقة التي نشأت فيها الديانتان المسيحية والإسلامية، والذين إستثنوا أنفسهم من التفاعل الثقافي فيها هم اليهود. إضطهد اليهود في كل المجتمعات التي عاشوا فيها لأنهم لم يتفاعلوا مع شعوب هذه المجتمعات، ولكنهم لم يضطهدوا من قبل العرب، بل تركوهم يعيشون بسلام، ومع الأسف، هم من اضطهدوا العرب في ما بعد وأعلنوا دولتهم دولة يهودية عنصرية. إذا، التفاعل لم يحدث إلا بين المسلمين والمسيحيين، وهذه الطريقة الوحيدة التي تتضمن نهجا متكافئا ومتفاعلا، وهذا ما يحفظ العرب ويمنعهم مستقبلا من الإنزلاق إلى حروب طائفية ومذهبية أو حروب حضارية تعلن نهايتهم، لأننا إذا وصلنا إلى مرحلة صراع الحضارات، سيكون الخراب مصير العالم".

تابع: "نتطلع اليوم بإيجابية إلى مجموعة دول البريكس "BRICS" والتي تتألف من البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا، بما تمثل من تآلف بين الأعراق الأربعة: الحمر والسود والصفر والبيض، والديانات الكبرى الأربعة: المسيحية والاسلام والهندوس والبوذية، والقارات الأربعة: أسيا أوروبا أفريقيا وأميركا.

إنها تجربة الأرض التي تحتضن الانسان، وتبني حضارة تقوم على احترام حق الاختلاف وحرية المعتقد فتنشر العدالة والسلام بين جميع أبنائها. هذه مهادنة لكل الخلافات التي اجتمعت على وجه الأرض".

وقال: "اليوم، لا تزال هذه الظروف والأخطار قائمة، فمنها ما قل حجمه ومنها ما تراجع، ومنها ما هو قابل لأن يتطور ويكبر، ولذلك علينا تأمين الجهد المتواصل لتعزيز لبنان من الداخل. أعطانا الله وطنا جميلا جدا من الناحيتين الطبيعية والجغرافية، ولكن كنا نقول للشباب دائما إنه علينا اجتياز ثلاث مراحل للوصول إلى وطن جيد وقادر على الحياة من الناحية السياسية، أولها التحرير، ثم التحرر وكان التحرير من أسهل الأمور لأن الخصم كان محددا، إذ كان على الجيش السوري الإنسحاب من لبنان، وكنا نقول في الوقت عينه إنه يجب أن نقيم أفضل العلاقات من بعد الإنسحاب، لأن العلاقات بين الدول المتجاورة تكون دائما متميزة، فعلاقتنا مع إسرائيل متميزة وهي عدائية، كما أنها متميزة مع سوريا وهي سلمية، لأن الحالة الطبيعية تفرض تعايش المتجاورين مع بعضهم البعض، تماما كما هي الحال في المدينة الواحدة أو القرية الواحدة أو العائلة الواحدة".

أضاف: "يجب أن يحافظ الجيران على حسن الجوار، وإن لم يفعلوا ذلك، تقع المشاكل. إذا، حسن الجوار هو القاعدة الطبيعية، كذلك الأمر بالنسبة لإنهاء الحروب. إذا، كل من وقف بوجه تصحيح الوضع وبناء العلاقة الجيدة مع سوريا، لا يفهم المجتمع والقواعد الإجتماعية والعالمية، ولا أي شيء من السياسة، والمبادئ السياسية التي تطبق في العلاقات بين الدول. الآن نقولها علنا، لأنه في السابق كنا نساير كي لا نخلق الصدامات، ولكن وصل الجهل إلى حد لا يوصف. إنطلاقا من هنا، يجب أن يفهموا أنهم لا يستطيعون أن يفرضوا علينا أمورا لا يفهمون بها".

تابع عون: "هذا بالنسبة للتحرير، أما التحرر فهو الأصعب، لأنه معركة مع الذات، يتصارع المرء مع نفسه لكي يتحرر. لا يعتقد أحد أنه قادر على تحرير غيره. هناك تقاليد بالية ويجب أن يتحرر منها كل منا. أبي انتخب فئة معينة من السياسيين، وجدي انتخب فئة أخرى، ولكن أنا لا أنتخب هاتين الفئتين. أول مبدأ هو الوصول إلى قناعات ذاتية، لأنني أنتخب ممثلين عني وليس ممثلين عن أبي أو جدي رحمهما الله. أنا لا أقول إن خياراتهما لم تكن صحيحة، ولكنها كانت تتجانس مع الحقبة الزمنية التي عاشاها وليس الحقبة التي أعيشها الآن. يجب أن نتحرر من عقدة الماضي ومن التسليم للوراثة السياسية، ومن التقاليد التي تفرض علينا انتخاب من هنأنا في عمادة أو زواج. لم يدعني أي لبناني إلى مأتم إلا وقمت بواجب العزاء وأرسلت من يمثلني، ولكن ليس المطلوب من أهل الفقيد انتخابي لأنني قمت بواجب العزاء".

وقال: "هذا واجب إجتماعي، وواحد من التقاليد اللبنانية السليمة، لأنه في ظروف الحزن، تزور الناس بعضها كي تقوم بواجب العزاء، وكذلك الأمر في حالات الفرح. هذه الأمور هي جزء من تقاليدنا وأنا اعتبرها تقاليد جيدة ولكنها لا تلزم سياسيا ولا يجوز الانتخاب على أساسها. شعبنا لا يميز بين الخدمة العامة والخدمة الخاصة، وهو يفضل الخدمة الخاصة، بينما نحن نسعى الخدمة العامة. هذا لا يعني أننا لا ندافع عن إنسان محق أو مظلوم في قضية معينة، ولكن تبقى الخدمة العامة أفضل بكثير من الخدمة الخاصة لأنها تشمل الجميع، والمثال على ذلك هو أن تخفيض فاتورة الهاتف هو أفضل بكثير من إلغاء فاتورة خاطئة، لأن سعر الفاتورة خفض على مدى الحياة. يجب على الناس أن يقدروا ما نقوم به بقيمته الحقيقية".

واعتبر ان "من أهم الأخطار الداخلية التي تتربص بالمجتمع اللبناني هو الفساد، ونحن نحاربه بكل الوسائل، ربما لا تتنبهون لكميات ومقادير الفساد التي نتكلم عنها. تتعاملون مع الفساد وكأنه بات جزءا من نمط حياتنا أو ثقافة نلتزم بها ونتحدث عنها في الصالونات وكأننا نتحدث عن أمر جد طبيعي. الفساد هو من أفظع الأمور التي تصيب المجتمع وهو كالحشرة التي تنخر الشجرة وتؤدي بها إلى اليباس. الفساد هو الجفاف الذي يقضي على ينابيع المياه. الفساد يقضي على كل موارد الدولة، ويؤدي بالجميع إلى حالة الفقر. كيف من الممكن القبول بهذا الأمر؟ سأقولها لكم الآن: أنتم من يشجع الفاسدين على الإستمرار في فسادهم لأنه ما من أحد يسمع صوتكم. هذا الكلام ليس موجها فقط للحاضرين هنا، إنما هو موجه إلى كل الناس، الى كل سيدة في منزلها، إلى كل محام في مكتبه، إلى كل طبيب في عيادته، إلى كل نائب في كرسيه النيابي".

وقال: "أسمع الناس من حين لآخر يتكلمون عن الأكثرية الصامتة. الأكثرية الصامتة تشجع بصمتها على ارتكاب الجريمة. لو أن الأكثرية تقوم بالإحتجاج على كل عمل خاطئ، لما كنا بحاجة ربما إلى مجلس نيابي، لأنها ستكون كافية لإيقاف أي مجرم عن مد يده على مالية الدولة أو على حقوق الإنسان، والأمثلة كثيرة من كل بلدان العالم. يجب الخروج عن الصمت. التنازل والإستقالة من تحمل المسؤولية الوطنية يرتب مسؤولية كبيرة على القائمين بهما".

بالإنتقال إلى قانون الإنتخاب، وليد جنبلاط يعارض القانون الذي يقوم على النسبية. نسي كلام والده كمال جنبلاط رحمه الله، الذي طالب مرارا وتكرارا بقانون النسبية عندما كان رئيسا للجبهة الوطنية خلال الأحداث اللبنانية وقبلها بقليل. لماذا يرفضه اليوم وليد جنبلاط؟ هل خسر القانون من عدالته؟؟ وليد جنبلاط يصور القانون بطريقة سيئة إذ يقول إنه موجه ضد الدروز. هو يثير عصبية الطائفة الدرزية، تماما كما يفعل دائما. هو يضع الموحدين الدروز في حالة من الخوف لأنها الوسيلة الوحيدة التي تجمعهم حوله".

أضاف: "هل نسي تصريحاته الصحافية عندما سألوه عن المخطوفين وأجاب "ما في عنا مخطوفين. قتلناهم كلن"، أو عندما قال "كنت مزنوقا وقبضت"، أو عندما قال "البلد محكوم من حيتان المال وأنا واحد منهم، وأنا أقدم الدفاتر المغلوطة لشركاتي للدولة، فيما احتفظ بالدفاتر الصحيحة لنفسي"، وهنا يقصد بالدفاتر الصحيحة الأرباح التي تعود بها شركاته. سمعناه أيضا مؤخرا يقول: "أنا كذبت على السوريين لمدة 25 عاما"، فكيف نستطيع أن نؤمن أنه صادق معنا؟ قال مرة: "كانت ساعة تخلي ساعة عندما تهجمت على سوريا"، ومن بعدها زار سوريا، ماذا قال هناك للإعتذار؟؟ سنتجاهل هذا الأمر، ولكن بعد فترة سمعناه يقول: "عندما ذهبت الى سوريا، كانت ساعة تخلي". والبارحة قال عنا إننا عبثيين، وهنا أعتقد أن حدود المنطق يقف عنده فقط - (يخزي العين) - ولا يتخطاه ليصل إلى غيره".

تابع: "جنبلاط اعترض على قانون النسبية، وأنا اعتبر ذلك جريمة معنوية ترتكب بحق جميع سكان الشوف، فقد قال إن النسبية هي تحجيم له، وهذا كذب، لأن النسبية تعطيه حجمه الطبيعي، في حين أن ما يطالب به هو إلغاء للآخرين. قلنا لك يا وليد بيك إننا تناسينا - وهذا لا يعني أننا نسينا - ولكننا تناسينا لكي نشجع التلاقي والعيش المشترك في الجبل. تناسينا الأجراس المسروقة، وأيضا غفرنا المجازر التي ارتكبت بحقنا، ولكننا لن نقبل أبدا بأن تأخذ حرية من بقَوا أحياء بعد كل هذه الأفعال. تهدد في كل مرة بإشعال النار، وأنت تعرف مسبقا أننا لا نخشى التهديدات. قلت: "إن نجاحنا في بعبدا وعاليه في العام 2005 سيؤدي إلى حرب أهلية"، والآن تقول: إن القانون النسبي يحجم ويهدد الدروز. كل ما تقوله هو كذب وأنت تعيش للكذب. روح بلط البحر وعمول يللي بدك ياه".

تابع: "اليوم، نحن نرى التعطيل، أحتار في اختيار الكلمة المخففة للتعبير عن الحالة السيئة جدا. ماذا نستطيع أن نقول عن إدارة المال العام؟ هناك عشرات المليارات مفقودة وليس عشرات الآلاف أو عشرات الملايين. هذا المال مسروق. أقول وأكرر ان الضريبة التي تدفعونها ليست عبارة عن خوة تدفعونها لإنسان متسلط، حتى ولو كان تصرفهم بهذه الضريبة يقوم على هذا الأساس. الضريبة هي أموال يدفعها الشعب لتوضع في خزينة الدولة كي يتصرف بها الحاكم بعد ذلك ويحولها إلى طرقات، إلى مدارس، إلى إستشفاء، إلى مؤسسات إجتماعية، إلى مشاريع إنمائية. بينما اليوم نراهم يتصرفون بأموالنا المدفوعة عن طريق الضرائب كخوة يضعون يدهم عليها لوضعها في جيوبهم. هذا الكلام موثق وستظهر الوثائق واحدة تلو الأخرى. لكي يحموا أنفسهم في هذا الموضوع، يبدأون بإطلاق الشائعات لأنهم أولاد "شائعات". يقومون بتعطيل كل وزارة ناجحة تنجز المشاريع، وبشيعون أنها تقوم بالصفقات، وتقبض الرشاوى. على كل منكم رفع التحدي وليسأل كل من يسمعكم كلاما كهذا، عن القرائن والبينات التي تثبت كلامه. العماد عون وكتلة التغيير والإصلاح يملكون الإثباتات والقرائن وهم يقدمونها للمحاكم والقضاء والمفتشين. أظهروا لنا ورقة صغيرة تديننا يا أولاد "الشائعات".

وقال: "نحن اليوم، بين قانون الإنتخابات وبين الإنتخابات، نعيش وكأننا في مستعمرات صغيرة ضمن الوطن الواحد. هناك مستعمرة وليد جنبلاط ومستعمرة سعد الدين الحريري، ومستعمرة فلان أو فلان. أما المسيحيون، الذي تعايشوا مع الجميع وانتشروا، فكانت المكافأة لهم في حرمانهم من حق التمثيل الصحيح. والملفت أن من ادعوا طوال حياتهم أنهم سيوف النصارى في الدفاع عن المسيحيين يتعاونون مع من يسعى لحرمان المسيحيين من حقهم بالتمثيل، أيعقل ذلك؟"

أضاف: "الحكومة لا تتغاضى فقط عن المخالفات، فقوة التعطيل في الحكومات كانت دائما موجودة بداخلها، وبما فيها الحكومة التي اعتقدنا أنها حكومتنا. هناك أناس في الحكومة تعمل متحالفة مع قوى التعطيل الموجودة في البلد أي مع الأقلية النيابية الحالية. يوقفون أو يمررون ما يشاؤون من المشاريع، يحاولون تخريب الأمور، يوقفون المراسيم، وقد قرأت اليوم أن المادة 85 تقول إنه في الحالات الإستثنائية يحق للحكومة التصديق على قرار باعتماد من دون موافقة المجلس لتتم بعد ذلك قوننته، هذا إن لم أكن مخطئا في تفسير الدستور. هذا ما تقوله المادة 85، فكيف بالأحرى إن تكلمنا عن المادة 58 والتي على أساسها أصدر فؤاد شهاب 200 مرسوم؟ وعلى أساسها أصدر كميل شمعون 40 مرسوما والياس سركيس 45 مرسوما".

وقال: "لسنا نحن من يخترع الأزمة، وللذين يقولون إن هناك أزمة بيننا وبين رئيس الجمهورية نقول إن أزمة رئيس الجمهورية هي مع نفسه لأنه مرتبط بتعطيل الدولة، وهو اليوم يصطدم بمجلس وزرائه وليس بنا نحن. كما أنه رد علي بطريقة غير مباشرة عندما قلت إنني لا أؤيد رئيسا توافقيا في المستقبل، وأفضل الرئيس الذي له تمثيله، ولديه كتلة نيابية يتمثل بواسطتها في الحكومة. رد على كلامي سريعا، ولكن من قال له إنني قصدته هو؟ مررنا بثلاثة عهود لرؤساء توافقيين، عهد الرئيس الهراوي، عهد العماد لحود، ونحن الآن نعيش العهد الثالث".

وسأل عون: "متى كان المواطنون فرحين وراضين في هذه العهود الثلاث؟ ألا تكفي ثلاث تجارب لكي نرفض التعطيل؟ من الذي يعطل القضاء؟ المادة 66 من الدستور تعطي السلطة لمجلس الوزراء وليس له. من الذي يعطل القضاء وما هي أسبابه؟ هل رئيس الجمهورية هو من سيعين إرسلان الذي سيتم تعيينه قريبا في قائمقامية الجنوب؟ كلا. نحن نعلم، والوزراء يعلمون وكذلك النواب يعلمون أيضا من الذي سيعينه. هل هو من عين العميد مصري عضوا لمجلس قيادة قوى الأمن؟ وليد جنبلاط من عينه. هذه القاعدة التي يتبعونها إلا عندما يصل الأمر الى المسيحيين.. عندها يتوجب على المسيحيين "commission" يدفعونها على الطريق. السلطة الإجرائية هي داخل مجلس الوزراء، وهي تتعطل للمرة الأولى في عهد الرئيس ميشال سليمان".

وبالإنتقال إلى موضوع آخر قال: "نحن مقبلون على انتخابات. سيتم صرف الكثير من الأموال في الإنتخابات، إذ أن الحرب الكونية لا تزال قائمة ضدنا، والقوى السياسية الدولية التي نختلف معها لا تزال تتدخل لصالح خصومنا. بالكلام عن المال، لو افترضنا انهم دفعوا مبلغ 1000 دولار ثمنا للصوت الواحد، مع العلم أن الأسعار لم تصل لهذا القدر. لنفترض أن المعذل هو 1000 دولار للصوت الواحد، نقسمها على أربع سنوات، أي الفترة الزمنية لكل مجلس نيابي، يكون ثمن الإنسان الواحد 250 دولار سنويا أي 68 سنتيما يوميا. تخيلوا أن الإنسان يبيع نفسه بمبلغ 68 سنتيم. هناك أقلام تدعي أنها حرة، وأصحاب قرار يدعون أنهم أحرار، باعوا القلم وباعوا رأيهم. وهنا أقول إن كل من يباع في سوق الرقيق يكون عبدا، وعبد أيضا من يبيع ثقته أو رأيه أو قلمه، فنبهوا هذه الفئة من الناس من فقدان كرامتها وحريتها لأن حرية الفرد تعبر عن حرية الوطن، ولا يمكن بناء أوطان حرة بمواطنين عبيد".وتوجه إلى "مناضلي التيار" بالقول: "لقد قاومتم بوجه الهراوات والبنادق، وبعضكم يحمل آثار الجروح في أجساده، ومنكم من قاسى السجن والتعذيب في أصعب الظروف وأكثرها ظلما، وذلك على أيدي من أفسدوا الوطن وادعوا تحريره، وهم يدعون اليوم الدفاع عن حقوق الإنسان لشعب آخر وهم الذين حرموا شعبهم من هذه الحقوق. لا تلينوا، لا تصمتوا، وعودوا الى نضالكم واستوحوا قلبكم الذي يضخ حرية وكرامة".

 

امين الجميل: ثورة الارز الضامن الأكيد للبنان واستقلاله

وطنية - 6/5/2012 شدد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل على "تضامن قوى الرابع عشر من آذار في هذا المفترق الدقيق الذي يمر به لبنان والمنطقة"، وقال: ان ثورة الارز تبقى الضامن الاكيد للبنان وسيادته واستقلاله". وقال الجميل في عشاء لقسم الخنشارة الكتائبي في حضور المجلس البلدي وحشد من الكتائبيين والاصدقاء: "اننا لسنا مرتهنين لا للشرق ولا للغرب، بل نراهن فقط على موقع لبنان السامي بين الدول". ورفض "ان يعطينا احد درسا في الدفاع عن الديموقراطية او درسا في السيادة، في وقت يعمدون فيه بمناسبة ومن دون مناسبة الى دوس السيادة وتعريض استقلال لبنان"، داعيا اللبنانيين الى "الايمان بنهائية وطنهم" مشددا على ان "القضية اللبنانية ستنتصر أيا كانت العواصف والمؤامرات".وعبر عن سروره "لأن الخنشارة كلها مجتمعة ومجمعة على صون وطن الارز مهما بلغت التحديات والعواصف".