المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 15 أيار/2012

الرسالة كورنثوس الأولى الفصل 15/12-19/قيامة الأموات

وما دمنا نبشر بأن المسيح قام من بين الأموات، فكيف يقول بعضكم إن الأموات لا يقومون؟ إن كان الأموات لا يقومون، فالمسيح ما قام أيضا. وإن كان المسيح ما قام، فتبشيرنا باطل وإيمانكم باطل، بل نكون شهود الزور على الله، لأننا شهدنا على الله أنه أقام المسيح وهو ما أقامه، إن كان الأموات لا يقومون. فإذا كانوا لا يقومون، فالمسيح ما قام أيضا. وإذا كان المسيح ما قام، فإيمانكم باطل وأنتم بعد في خطاياكم.

وكذلك الذين ماتوا في المسيح هلكوا. وإذا كان رجاؤنا في المسيح لا يتعدى هذه الحياة، فنحن أشقى الناس جميعا.

 

عناوين النشرة

*دبكا: أوامر الاسد المباشرة الى الجيش اللبناني وراء الاشتباكات بطرابلس

*مسؤول عسكري اسرائيلي: اي حرب مقبلة ستكون قصيرة وحاسمة والتحدي الاكبر هو قيام الحزب بتوزيع اسلحة في 100 بلدة على الحدود

*وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل: نرفض استخدام لبنان من قبل النظام السوري لأداء مهام لا يريدها 

*المطران سمعان عطاالله خلال تسليمه قطايا لذويها بمكتب يزبك: لم تكن مخطوفة وتركت بيتها بملء إرادتها 

*بدء محادثات وكالة الطاقة الدولية وطهران بفيينا حول الملف النووي الايراني

*الاتحاد الاوروبي يقر تجميد ارصدة مؤسستين و3 اشخاص يمولون النظام السوري

*الادعاء على شادي المولوي للانتماء الى تنظيم ارهابي واحالته للتحقيق ونشر فيديو يكشف طريقة القبض عليه

*رومني يدافع عن القيم الدينية بعد أيام من تأييد أوباما لزواج المثليين/شدد على «الإرث اليهودي ـ المسيحي» ودوره «الصلب في الزعامة العالمية» لأميركا

*اتهامات للإخوان بمحاولة تزوير الانتخابات وشراء الأصوات/الأزهر: لا نريد رئيساً يحول مصر لإيران ويقبّل يد المرشد

*نصر الله عاد إلى نغمة التلويح بالسلاح داخلياً وإقليمياً

*شادي المولوي "ارهابي خطير" ورئيسه حولته دمشق من طهران الى لبنان

*سقوط أكثر من 26 بين قتيل وجريح في اشتباكات طرابلس/قذائف وقناصة في مواجهات شارك فيها فتيان ولم توفر الجيش

*سامي الجميل: وزير الخارجية يغش المغتربين وأسماؤهم ستُلغى من لوائح الشطب في لبنان

*اللبنانيون منشغلون بـ"جنس الملائكة" فيما واشنطن قلقة مما تضمره إسرائيل

*شروط سورية تخرج حكومة ميقاتي عن سياسة النأي:النسبية في الانتخابات وتسليم المطلوبين ودعم عون

*جنبلاط: بعض الأجهزة الأمنيّة تعمل بوحي سوري.. وتفريع القرار الأمني خطير

*"شكراً إيران"/احمد عياش /النهار

*الاشتباكات توجّه رسائل في اتجاهات مختلفة ولخطر على لبنان من طرابلس بدل الجنوب؟/روزانا بومنصف /النهار

*الراعي ذكي ومثقف... ولا يتوقف عن الكلام/سركيس نعوم /النهار

*لأنه يملك وحده السلاح والقرار له "حزب الله" مع الانتخابات في موعدها بلا شروط/اميل خوري/النهار

*باسيل: كيف يبقى جمهور وليد جنبلاط معه؟ فتفت رخّص لـ267 تنظيماً مذهبياً

*طهران: صرخات الكيان الصهيوني بمثابة ضجة لشخص يحتضر

*القوات البرية تبدأ مناورات اليوم/إيران: الحسم في المواجهة مع أميركا سيكون في البحر

*لماذا يجب مواصلة «الربيع العربي/إياد أبو شقرا/الشرق ألوسط

*ضحيتان: السنّة والجيش/محمد سلام،

*لذلك اغتيل المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد

*الراعي وصل إلى ديترويت المحطة الأخيرة من زيارته الراعوية: لبنان لا يمكن الاان يكون ديموقراطيا تعدديا ولا يمكن ان يحكم ديكتاتوريا

 

تفاصيل النشرة

 

دبكا: أوامر الاسد المباشرة الى الجيش اللبناني وراء الاشتباكات بطرابلس

كشفت مصادر موقع  "دبكا" الاسرائيلي أن "الجيش اللبناني يتلقى تعليمات مباشرة من سوريا حول دوره في عمليات قمع الانتفاضة السورية، أما النتيجة المباشرة لهذه التعليمات فهي اندلاع الاعمال العدائية في مدينة طرابلس". ولفت الموقع الى أن "الاشتباكات قد بدأت بين مختلف الجماعات المسلحة ومختلف الطوائف يوم السبت الماضي وفقاً للمشهد التالي: من جهة العلويون المحليون الذين يساندهم النظام السوري والجيش اللبناني لكنه منفصل عنهم. في المقابل، السنة بقيادة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وميليشيا "المستقبل" التابعة له وميليشيات السلفية". وذكرت مصادر "دبكا" العسكرية أن "الاشتباكات التي وقعت في طرابلس هي تشعب للصراع الدموي الذي يدور منذ ستة أشهر بين دبابات النظام السوري وقوات المتمردين في مدينة حمص". وذكّرت بان "الزعيم السني سعد الحريري، أقسم على الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد الذي أمر عملائه باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، في العام 2005". وذكر الموقع أن "ميليشيا "المستقبل" أنشأت مركزا متقدما في طرابلس لتزويد المتمردين السوريين بالدعم اللوجستي"، مشيرا الى أن "الميليشيات السلفية، بقيادة الشيخ شادي المولوي، تدعم الاخوان المسلمين وعناصر تنظيم "القاعدة" في سوريا بالاسلحة والذخيرة والمال والمعلومات الاستخباراتية التي تقدمها الاجهزة الامنية السعودية والقطرية".  وأشار موقع "دبكا" الى أنه "بهدف قطع المساعدات الحيوية عن المتمردين، وجه في الاسبوع الماضي رئيس أركان الجيش السوري إنذارا أخيرا الى قائد الجيش العماد جان قهوجي، يقضي بتدبير أمر مساعدي المتمردين في طرابلس والا سيقوم الجيش السوري بالمهمة بنفسه ويدخل الى لبنان". ورداً على الانذار السوري، باشر الامن العام اللبناني باعتقال الشخصيات السنية الرئيسة التي تدعم نشاط المتمردين السوريين. ويوم السبت الماضي، سجن الشيخ المولوي بتهمة "القيام بعمليات إرهابية". وتابع "دبكا" "لقد أدركت الميليشيات السنية بأن ضباط القوى المسلحة اللبنانية تلقوا الاوامر من دمشق، فتوجهت الى القوى العلوية في طرابلس بهدف وضع حد للاعتقالات والافراج عن المعتقلين. وطالبت جماعة الحريري رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالاستقالة بسبب فشله في وقف اراقة الدم في طرابلس، أي دعته بشكل غير مباشر الى التوقف عن التعاون مع دمشق و"عدم توفير الغطاء السياسي لأي مخل بالامن في مدينة طرابلس". وبهدف ايقاف تدفق العتاد الحربي على المتمردين السوريين، تقوم الوحدات السورية المرابضة على الحدود السورية – اللبنانية بقصف القرى الحدودية اللبنانية يساندهم "حزب الله" من الجهة الثانية".

 

ايران قد تأمر حزب الله بضرب اسرائيل

مسؤول عسكري اسرائيلي: اي حرب مقبلة ستكون قصيرة وحاسمة والتحدي الاكبر هو قيام الحزب بتوزيع اسلحة في 100 بلدة على الحدود

راى مسؤول عسكري اسرائيلي كبير ان حزب الله قد لا يكون راغبا في حرب جديدة مع اسرائيل، لكن امرا بشن هجوم قد ياتي من طهران في حال توجيه ضربة الى ايران. وافاد المسؤول الكبير في لواء الشمال لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن هويته انه في حال اندلاع نزاع جديد بين الدولة العبرية وحزب الله، فانه سيكون اسرع بكثير من حرب العام 2006 التي استمرت اربعة وثلاثين يوما.واشار المسؤول الى ان توجيه اي ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية سيؤدي في الغالب الى رد قوي من حليفها حزب الله.  لكن مسؤولين عسكريين اسرائيليين استبعدوا احتمال ان يكون نصر الله يريد حربا اخرى مع اسرائيل، واوضحوا انه سيهاجم فقط في حال تلقيه اوامر مباشرة من طهران. واضاف المسؤول ان "اكبر انفاق لايران في ثلاثين عاما كان على برنامجها النووي وحزب الله بعده"، مشيرا الى ان هدف طهران كان ايجاد موطىء قدم قرب الحدود مع اسرائيل. وتابع "ان حدث شيء في ايران، فانه سيكون اداة يستطيعون استخدامها في اي نوع من السيناريوهات". وبحسب المسؤول، فان "لدى ايران الكثير من المسؤولين الكبار في لبنان ولا اعتقد ان هذا قرار نصر الله بل سيحصل على الاوامر وان سالت نصر الله اليوم فانه سيقول "لا" لحرب مع اسرائيل، ولكنني اعتقد بان الامر ليس بيده". واضاف "نصر الله ادرك قوة اسرائيل وما زال يلعق جروحه". ويعتقد المسؤول الاسرائيلي ان سيناريوهات اخرى قد تؤدي الى اندلاع نزاع جديد بين اسرائيل وحزب الله بما في ذلك اعتداء على اسرائيليين في الخارج او نقل اسلحة كيميائية من سوريا الى حزب الله. واشار الى ان اي مواجهة جديدة ستكون في الغالب اسرع بكثير من حرب العام 2006. وقال "ستكون اقصر واسرع بكثير من ذلك الشهر، انا واثق من امكانيتنا بتوجيه ضربة حاسمة". وتابع "المهمة الاكثر اهمية اليوم هي الفوز بشكل حاسم في اي حرب في لبنان، وان فزت فانك تفوز والجميع يرى ذلك". وراى ان التحدي الاكبر امام اسرائيل في اي نزاع هو قيام حزب الله بتوزيع الاسلحة في قلب المناطق المدنية في نحو مئة بلدة وقرية لبنانية على طول الحدود. واضاف "في القرى هناك بيوت مؤلفة من ثلاثة طوابق، في احد الطوابق هناك صواريخ وهناك عائلة في الطابق الاخر وهناك مقر عسكري وعائلة اخرى. الناس الذين يقيمون هناك هم دروع بشرية". وقال "اصبحت كل قرية شيعية مجمعا. والتحدي الكبير يتمثل في التعامل مع كل هذه المجمعات".

المصدر: AFP

 

وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل: نرفض استخدام لبنان من قبل النظام السوري لأداء مهام لا يريدها 

أكّد وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل ان الثقة في جهود كوفي انان لحل الأزمة السورية بدات تتضاءل، مشددا على انه ليس مبررا استخدام لبنان من قبل النظام السوري لأداء مهام هو لا يريد القيام بها على أراضيه والتدخل بشؤونه الداخلية. وأعلن الفيصل بعد اجتماع المسؤولين الخليجيين لمناقشة مشروع تحويل "مجلس التعاون الخليجي" الى "اتحاد" موقف بلاده الواضح في مواجهة الإرهاب، مشددا على ان التهديدات الإيرانية لدول الخليج العربي والسعودية بالتحديد مرفوضة، معتبرا ان العلاقات بين السعودية والبحرين "امر يخصنا ولا يخص ايران باي شكل من الاشكال". وأكّد وزير الخارجية السعودية استمرار عمل هذه اللجان واستكمال مناقشة مشروع انشاء "الإتحاد الخليجي" في قمة استثنائية لاحقا.

 

المطران سمعان عطاالله خلال تسليمه قطايا لذويها بمكتب يزبك: لم تكن مخطوفة وتركت بيتها بملء إرادتها 

سلم راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران سمعان عطاالله، الفتاة بنين قطايا (24 عامًا) بعدما أصبحت بعهدته، الى ذويها في خلال لقاء عقد في مكتب الوكيل الشرعي في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك في بعلبك، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي، رئيس فرع مخابرات الجيش في البقاع العميد عبد السلام سمحات، القاضي كمال المقداد، رئيس فرع مخابرات الجيش في دير الاحمر الرائد ملحم حدشيتي، رئيس جهاز تحري بعلبك الرائد فادي الحلاني، رئيس جهاز استقصاء بعلبك الرائد علي عبود ووفد من بلدة نبحا وفاعليات.

وكانت قطايا غادرت منزلها الوالدي قبل عشرة أيام، وأعقب اختفاءها خطف الأب الياس مارون غاريوس الذي أطلق بعد خمس ساعات وسُلّم الى يزبك.

وخلال تسليم الفتاة، تحدث عطاالله، فأعرب عن سعادته "بحل هذه المشكلة التي لم تكن متوقعة"، مضيفًا: "فالآنسة بنين قطايا تركت أهلها، وحقهم أن يبحثوا عنها، وكان علينا أن نتساعد لنعرف ماذا تريد، ويدي ممدودة الى سماحة الشيخ يزبك للتعاون في تطبيق رسالة لبنان، وهي رسالة العيش معًا في هذه المنطقة، انطلاقًا من السلام الداخلي الذي من دونه لا يستطيع أحد أن يعيش سعيدًا".

ولفت الى أنه "يعمل والشيخ يزبك لخير المنطقة ولنشر المحبة والسلام بين الجميع، والدين لا يمكن لأحد أن يعطيه للآخر"، مشيرًا الى أن "المسؤولية في هذه الحالة اجتماعية انسانية، وهذا ما يمكن توفيره للمواطن بالإتكال على الدولة في الناحية الأمنية". وختم: "الفتاة أكّدت أنها لم تكن مخطوفة، وقالت لي أنها تركت بيتها بملء إرادتها، بسيارة أجرة، وإن شاء الله تكون هذه الحادثة ترسيخًا لاحترام الآخر واحترام قناعاته وحريته، لنقول نحن نعيش بسلام وتعاون من أجل خير المواطن". بدوره، أشاد الشيخ يزبك "بدور المطران عطاالله الاصلاحي، وقد حاول أن يحفظ من استجار به، هو وكل الذين معه من البطريركية، وعلى رأسهم البطريرك مار بشاره بطرس الراعي"، لافتًا الى أن "المسألة يجب أن تعالج بقلب مفتوح ورؤية صحيحة، وبالحفاظ على الدم". وقال: "وكان التعهد لسيادته وعبره للبطريركية التي سعت مشكورة حتى وصلنا الى هذه النهاية السعيدة، وأنا مع السلطة التي تمثل كل لبنان، وهذه المسألة كانت موضع اهتمام فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وكل المسؤولين". وشدّد على "روح المحبة والانفتاح والسلام والوئام، رغم كل الحرمان"، مضيفًا: "لكننا نعيش بحرية ووئام الى جانب بعضنا، ونتطلع الى أسرة واحدة متنوعة بمعتقداتها، ونريد أن نكون في خندق واحد في حل مشاكلنا". وختم: "الأمانة ستحفظ إكرامًا لسيادة المطران ولكل الذين سعوا معه، وهذا عهد منا ومن والد بنين ومن الجميع، وبتعاوننا سنمنع الفتنة ونحقق لشعبنا الأمن والأمان". (الوطنية للإعلام)

 

بدء محادثات وكالة الطاقة الدولية وطهران بفيينا حول الملف النووي الايراني

نهارنت/بدأت الاثنين محادثات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تستمر يومين هي الاولى منذ زيارتين فاشلتين للمفتشين الدوليين قبل ثلاثة اشهر لتبديد الشكوك حول احتمال قيام طهران بابحاث لتطوير اسلحة نووية. وقال كبير المفتشين في الوكالة هرمان ناكايرتس لدى دخوله الى الممثلية الدائمة لايران لدى الامم المتحدة حيث تجري المباحثات "اننا هنا لمواصلة الحوار في اجواء ايجابية".

واضاف "الهدف من المباحثات ايجاد حل يرمي الى تسوية كافة المسائل العالقة مع ايران" خصوصا تلك المتعلقة بامكانية وجود شق عسكري لبرنامج طهران النووي. وتابع "من المهم التطرق الى جوهر هذه المسائل وان تسمح لنا ايران بالوصول الى الافراد والوثائق والمعلومات والمواقع" التي يمكنها القاء الضؤ على هذه النقاط. وطرحت هذه القضايا في تقرير شديد اللهجة وضعته الوكالة في تشرين الثاني فصلت فيه العناصر التي تشير الى ان ايران عملت على تطوير السلاح الذري حتى العام 2003 وربما بعد ذلك، ما نفته طهران نفيا قاطعا. وتشتبه الوكالة في ان تكون ايران اجرت في موقع بارشين العسكري الواقع شرق طهران تجارب لانفجارات تقليدية يمكن ان تطبق في المجال النووي.

*وكالة الصحافة الفرنسية.

 

الاتحاد الاوروبي يقر تجميد ارصدة مؤسستين و3 اشخاص يمولون النظام السوري

نهارنت/اقر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين حزمة جديدة من العقوبات ضد النظام السوري كما اعلن بيان للاتحاد الاوروبي. واكد البيان انه "تم تبني عقوبات ضد النظام السوري". وصرح دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي قرر تجميد ارصدة مؤسستين وثلاثة اشخاص يعتبرون بمعظمهم من مصادر تمويل نظام الرئيس السوري بشار الاسد. والاشخاص الذين شملتهم العقوبات سيحظر عليهم ايضا الحصول على تأشيرة دخول للاتحاد الاوروبي. وستنشر اسماء تلك الشخصيات في وقت لاحق في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي. وفي اخر اجتماع لهم في نيسان قرر الوزراء حظر صادرات المنتجات الفاخرة الى سوريا في اجراء رمزي يستهدف بشكل خاص الرئيس الاسد وزوجته. وحاليا يخضع 126 شخصا و 41 شركة للعقوبات الاوروبية التي تستهدف خصوصا البنك المركزي وتجارة المعادن الثمينة او رحلات الشحن.

*وكالة الصحافة الفرنسية.

 

الادعاء على شادي المولوي للانتماء الى تنظيم ارهابي واحالته للتحقيق ونشر فيديو يكشف طريقة القبض عليه

نهارنت/ادعى قاضي التحقيق العسكري صقر صقر على 6 موقوفين بينهم الموقوف شادي المولوي، بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح، فيما وزع فيديو يظهر الطريقة التي تم بها القبض عليه في إحدى المقرات التابعة لوزير المالية محمد الصفدي. والى جانب الانتماء الى تنظيم ارهابي، فقد ادعي على هؤلاء الستة بتهمة ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها.

وأحالهم صقر الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا. وقد ادى توقيف المولوي السبت الى اندلاع اشتباكات في طرابلس، تركزت بين منطقتي جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري وباب التبانة ذات الغالبية السنية المؤيدة لحركة الاحتجاج السورية. وبدأت الاشتباكات رفضاً للطريقة التي اعتقل فيها المولوي، "عبر استدراجه الى مركز الخدمات الاجتماعية لوزير المال محمد الصفدي في ساحة النور ظهر السبت، من قبل جهاز أمني بواسطة اتصال هاتفي به بحجة منحه مساعدة صحية". اذ ان باستطاعة الامن العام توقيف الاشخاص على الحدود البحرية والبرية والمطار.

وكان قد استغرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام قيادات طرابلسية، الاحد، تصرف الامن العام قائلاً أن "الامن العام يوقف الاشخاص عادة في المطار وعند الحدود وليس في الداخل".

في حين نقلت صحيفة "النهار" عن مصدر مسؤول في الامن العام رفضه الخوض في سجال في هذا الموضوع، قائلاً "روايتنا للحادث لم نعلنها بعد. وننتظر الوقت المناسب للرواية الحقيقية لتوقيف مولوي".

وتشهد مدينة طرابس الشمالية اشتباكات متقطعة متواصلة منذ ليل الاحد، ما أدى الى رفع حصيلة القتلى الى الخمسة وجرح 45 شخصاً.

 

رومني يدافع عن القيم الدينية بعد أيام من تأييد أوباما لزواج المثليين

شدد على «الإرث اليهودي ـ المسيحي» ودوره «الصلب في الزعامة العالمية» لأميركا

واشنطن: «الشرق الأوسط»  دافع ميت رومني، المنافس المرجح لباراك أوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، عن القيم المسيحية أمام حشد كبير في جامعة ليبرتي، معقل المسيحيين الإنجيليين. وجاء خطاب رومني بعد ثلاثة أيام من إعلان الرئيس أوباما تأييده للزواج بين مثليي الجنس. وفي استاد اكتظ بالحضور، حذا رومني الذي ينتمي إلى طائفة المورمون حذو مرشحين جمهوريين آخرين، مثل رونالد ريغن وجورج بوش الأب، اللذين تحدثا في هذه الجامعة الواقعة في ولاية فرجينيا وأسسها القس جيري فالويل الذي توفي في 2007. وأمام أكثر من عشرين ألف شخص ونحو ستة آلاف شاب من المتخرجين حديثا، ألقى رومني في أكبر جامعة مسيحية في الولايات المتحدة خطابا كان هدفه، على ما يبدو، تقديم نقيض ما تحدث عنه الرئيس الديمقراطي. ووسط تصفيق حاد، دافع رومني عن القيم المسيحية، وقال إن «الإرث اليهودي - المسيحي يقع في صلب الزعامة العالمية للولايات المتحدة». وأضاف رومني أن «القيم الأميركية تؤكد المسؤولية الشخصية وكرامة العمل وقيمة التربية والخدمة، وفي الأساس على أهمية العائلة». وكرر المرشح الجمهوري أيضا معارضته لزواج مثليي الجنس الذي أيده أوباما الأربعاء الماضي. وأكد أن «الزواج علاقة بين رجل وامرأة»، مثيرا عاصفة من التصفيق الحاد لم تشكل مفاجأة. وجاء خطاب رومني بعد ساعات عن المباراة في كرة السلة التي شارك فيها باراك أوباما في لوس أنجليس غداة سهرة لجمع تبرعات لحملته الانتخابية وبعد ثلاثة أيام على تأييد الرئيس الأميركي الزواج بين مثليي الجنس. وشكل هذا التجمع فرصة مثالية لميت رومني لكسب تأييد الناخبين الإنجيليين الذين تبدو أصواتهم حاسمة في فرجينيا لانتخابات السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وكانت زيارة المرشح المورموني أثارت انتقادات من قبل الجالية الإنجيلية أولا، لكن مارك ديموس الذي تخرج في هذه الجامعة والقريب من عائلة فالويل ويعمل اليوم مستشارا لرومني، شكل صلة الوصل بين المؤسسة المسيحية والحاكم السابق لماساتشوستس، وقال: «أثق بقيمه لأنني مقتنع بأنها تعكس القيم التي أومن بها». ومع أن ميت رومني لم يحصل على الدعم الرسمي للجامعة، فقد قدمه رئيسها الحالي، جيري فالويل الابن، للحضور على أنه «الرئيس المقبل للولايات المتحدة». وتحدث رومني للطلاب عن الاقتصاد، متوجها خصوصا إلى الشباب المتخرجين حديثا الذين يستعدون للانضمام إلى سوق العمل، في الوقت الذي بلغ فيه معدل البطالة في الولايات المتحدة 8.1 في المائة. وقال: «إذا اتبعنا الطريق الصحيح فسنشهد نهوضا للاقتصاد الأميركي يدهش العالم ويفتح أبوابا وفرصا جديدة للمستعدين لذلك مثلكم أنتم».

وخلال اللقاء حلقت طائرة فوق الجامعة تتدلى منها لافتة تنتقد موقف الحزب الجمهوري من التعليم العالي. وقال فالويل في الميكروفون معلقا: «أعتقد أن هذه الطائرة ضلت طريقها». وأخيرا، أفاد استطلاع للرأي أجراه معهد «ريليجوس نيوز سيرفي» بأن رومني يتقدم بفارق كبير على أوباما بين الناخبين الإنجيليين البيض. وكشف الاستطلاع عن أن رومني يلقى تأييد 68 في المائة من هؤلاء الناخبين مقابل 19 في المائة لأوباما.

 

اتهامات للإخوان بمحاولة تزوير الانتخابات وشراء الأصوات 

الأزهر: لا نريد رئيساً يحول مصر لإيران ويقبّل يد المرشد

 القاهرة - وكالات: شن رئيس لجنة الفتوى التابعة للأزهر, في محافظة بني سويف, الشيخ سيد زايد هجوما على جماعة "الإخوان المسلمين" والسلفيين, مؤكدا رفضه لرئيس يحول مصر إلى إيران أخرى, أو يقبل مرشد جماعة "الإخوان". وقال الشيخ سيد في ندوة عقدتها الهيئة الإنجيلية بعنوان "الدستور والحريات", مساء أول من أمس, إنه لا يوجد أي مرجعية للدين سوى الأزهر ولن يسمح لتيارات الإسلام السياسي أن تفعل بالأزهر ما تفعله بمصر, مضيفا "لا نريد رئيسا يُقبل يد المرشد أو يتلقى تعليماته من الخارج, فيحول مصر إلى إيران جديدة".

ومن محافظة السويس, قال أحد قادة المقاومة الشعبية في الحروب مع إسرائيل الشيخ حافظ سلامة, إنه لا يجوز التصويت لأي من الموجودين على الساحة, لضعفهم, مطالبا بمجلس رئاسي يقود البلاد لحين الاستقرار على مرشحين مؤهلين. وجاءت هذه المواقف بعد ان تبارت التيارات الإسلامية والسلفية, في الفتاوى لتأييد المرشحين لرئاسة الجمهورية, حيث حرمت فتوى رجل دين قريب من "الاخوان المسلمين" التصويت للمرشحين عمرو موسى واحمد شفيق, فيما طالبت الدعوة السلفية بالتصويت حصرا للمرشح عبد المنعم ابو الفتوح, لكن الازهر انتقد هذه الفتاوى, معتبرا انها تستخدم لتحقيق مصالح خاصة.

وأفتى عضو الجمعية الشرعية والمقرب من جماعة "الإخوان المسلمين" منير جمعة بأن التصويت لموسى وشفيق "حرام", معتبرا أن منح الناخب المسلم صوته لرموز النظام السابق هو "تعاون على الإثم والعدوان وركون للظالمين وخذلان للصادقين وتضييع للأمانة".

وقال جمعة في فتواه, التي نشرها موقع "إخوان أون لاين" الإلكتروني, إن بعض أركان النظام السابق, ممن تقلدوا مناصب, ترشح اثنان منهم بجرأة عجيبة, وكأنهما من المصلحين, واصفا إياهما بأنهما "سند للمفسدين وعضد للمجرمين", ومؤكدا أن "التصويت لهما خداع في الشهادة, وكتمان للحق". إلى ذلك, طالبت منظمة "اتحاد المحامين للدراسات القانونية والديمقراطية" الشعب المصري بأن يكون رقيباً على نزاهة انتخابات الرئاسة المقبلة, مشيرة إلى أن "احتمالات تزوير الانتخابات قد بدأت من جماعة الإخوان المسلمين والتي تمتص دماء المصريين عن طريق تحكمها في الاقتصاد واحتكارها للسلع الغذائية الأساسية, ما يجعلها ترفع الأسعار على المواطنين حتى يضيق الحال بهم فتسهل رشوتهم الانتخابية, من خلال توزيع السلع على الفقراء لاستغلال فقرهم".

في غضون ذلك, نفى المرشح لرئاسة الجمهورية عن "حزب الأصالة" السلفي عبد الله الأشعل, انسحابه من سباق الرئاسة لصالح مرشح "الإخوان" محمد مرسي, مشيرا إلى أن ما شهده المؤتمر الانتخابي للأخير بمحيط جامعة القاهرة, هو مجرد تأييد لمرسي ومشروع النهضة الذي تسعى جماعة "الإخوان" لتطبيقه من خلال مرشحها الرئاسي.

وشدد الأشعل على عدم انسحابه من الانتخابات الرئاسية وأن "الأصالة" يدعمه حتى النهاية, مطالبا القوى الإسلامية بالتوافق حول مرشح إسلامي واحد وتنازل ثلاثة مرشحين, مقابل تعيينهم نوابا للمرشح الإسلامي في حالة فوزه. كما أكد الداعية السلفي محمد عبد المقصود أن الأشعل يلعب دور البطولة للمرة الثانية بتأييد مرسي, بعد أن تنازل لصالح خيرت الشاطر, مرشح "الإخوان" المستبعد, فيما ردد انصار مرسي "الأشعل قالها قوية.. مرسي رئيس الجمهورية". وشهد المؤتمر الانتخابي لمرسي, هجوما حادا من رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح محمد عبد المقصود, على المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح, قائلاً إننا "لن نقبل بمرشح للرئاسة نصفه إسلامي والنصف الآخر ليبرالي". ووصف عبد المقصود من قام بترشيح أبو الفتوح بزعم أنه المرشح الإسلامي, بأنه قام "بالضحك على الدقون لأن مرسي صاحب المشروع الإسلامي والأقوى من حيث البرنامج ووراءه جماعة قوية". أما أمين عام مجلس أمناء الثورة صفوت حجازي, فقد قال لمرسي "لن نقبل منك إلا تطبيق شرع الله", مشيرا إلى أن دعم مرسي جاء لنصرة الدين الإسلامي. وتوقع حجازي أن يحسم مرسي الانتخابات لصالحه من الجولة الأولى, نافيا سبه لأحد مشايخ الدعوة السلفية بسبب تأييده لأبو الفتوح.

 

نصر الله عاد إلى نغمة التلويح بالسلاح داخلياً وإقليمياً

بيروت - "السياسة": أثار خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله, مساء الجمعة الماضي, تساؤلات بشأن توقيته وأهدافه التصعيدية, فالمناسبة التي تحدث فيها, أي إنجاز إعمار الضاحية الجنوبية, مفتعلة إلى حد بعيد, لأن عمليات إعمار آخر المباني المدمرة انتهت منذ أشهر عدة, وقد انتظر "حزب الله" كل هذا الوقت ليعلن عن ذلك.

ورأى مصدر مطلع على أجواء "حزب الله" أن نصر الله كان بحاجة لمناسبة لإعلان سلسلة مواقف إقليمية تصعيدية ولم يكن الجانب المحلي من خطابه سوى تكملة لا بد منها, ففي الموضوع السوري كان واضحاً في استغلال التفجيرات الإرهابية الأخيرة ليؤكد وجهة نظر النظام السوري القائلة بعدم وجود ثورة في سورية وإنما مؤامرة إرهابية, وقد لعبت كل قوى "8 آذار" على الوتر نفسه وأطلقت حملة إعلامية تؤكد ما يروج له نظام الأسد عن تلك المؤامرة. وخلص نصر الله إلى التحذير من أن استمرار الأحداث السورية سيؤدي إلى فرز السوريين بين مؤيد للنظام وبين مؤيد للإرهاب, ما يعني قطع الطريق على استكمال تنفيذ خطة أنان, أي الانتقال إلى الحوار السياسي الذي تريده المعارضة من أجل بحث المرحلة الانتقالية بعد تنحي الأسد ورحيل نظامه. ورأى المصدر أن الأخطر في خطاب نصر الله كان التصعيد ضد إسرائيل فقد جاءت عباراته النارية في الحديث عن الحرب كغيمة سوداء في سماء صافية, فلا مؤشرات جدية في المنطقة على اندلاع حرب, وهذا يعني أن تهديدات نصر الله هي من باب الضغط التذكيري على الغرب في الموضوع السوري أولاً وفي الموضوع النووي الإيراني تالياً. ولفت إلى أن نصر الله بدا هادئاً في مقاربة الوضع اللبناني كمن يستخدم قفازات لتوجيه ضربات قوية جدا عبر عنها دفاعه المتكرر عن أحداث 7 مايو 2008, والتلويح بالسلاح في الحديث عن الانتخابات.

 

شادي المولوي "ارهابي خطير" ورئيسه حولته دمشق من طهران الى لبنان

يقال نت /قال مدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ان الموقوف شادي المولوي "خطير جدّاً وله علاقة بتنظيم ارهابي"، وربط الأمر بإلقاء الأجهزة الأمنية القبض على 7 أعضاء في شبكة خلال العشرة أيّام الأخيرة، وهي شبكة زعيمها أردني يدعى محمد يوسف عثمان عبد السلام. وذكرت "المستقبل" ان عبدالسلام،  كان أُبعِدَ من إيران منذ فترة إلى سوريا، وأنّ النظام السوري عاد وحوّله إلى لبنان بدلاً من أن يسلمّه إلى الاردن. وأفاد مرجع أمني لـ "الجمهورية" أن عملية توقيف المولوي أتت بشكل قانوني و راعت الأصول المتابعة بما في ذلك الحصول على إذن النيابة العامة، وقالت أنه ينبغي التعامل مع قضيته كونها خطيرة وتمس الامن اللبناني في الصميم خصوصا وأن أجهزة أمن إقليمية ودولية تتابع بدقة هذه القضايا وتلاحقها ضمن ملف الحركات والتظيمات المتشددة اصولياً بما فيها تنظيم القاعدة الامر الذي حتّم الإسراع في توقيفه". وأضاف "أن حركة الإتصالات الهاتفية الخارجية التي أجراها المولوي هي التي فتحت عيون أجهزة الامن عليه و أدت الى ظروف توقيفه بالشكل الذي تم حيث تبيٌن بنتيجتها أنه كان يتواصل مع عدد من الهواتف التي هي قيد الرصد والمتابعة خارج لبنان بما فيها زعيم السلفية الليبية أحمد بلحاج الامر الذي يزيد من الشكوك التي تدور حول دور المولوي و تواصله مع الداخل السوري خصوصا أن التفجيرات الانتحارية التي نفذت مؤخرا داخل سوريا تشير إلى المنحى الخطير التي تسلكه الاحداث الداخلية في سوريا بما في ذلك خطر عمل تنظيم القاعدة وإستغلاله الفراغ الامني و خلق الية أرضية لعمله كما جرى في العراق" .و يعد المولوي "شخصية مغمورة على مستوى القيادات السلفية المشهورة في طرابلس حيث يبقى عمله في الظل ويعمل منذ فترة طويلة في مكتبة متواضعة داخل سوق العطارين في طرابلس يملكها قريب له، ولكن في نفس الوقت يتولى مهام إنتاج الكتب للمشايخ السلفيين و تسويقها بشكل لافت، وعرف عنه مؤخرا تواصله مع الثورة السورية، و قد أثار توقيفه حفيظة الحركات السلفية في طرابلس كون نشاطه لا يضر بالوضع الداخلي في لبنان و لا يمس الامن اللبناني".

 

سقوط أكثر من 26 بين قتيل وجريح في اشتباكات طرابلس

قذائف وقناصة في مواجهات شارك فيها فتيان ولم توفر الجيش

طرابلس - "النهار"/ مسلحان بعتادهما الكامل.مسلحان بعتادهما الكامل.سيارة للصليب الأحمر تستعد لنقل الجرحى.سيارة للصليب الأحمر تستعد لنقل الجرحى. أسفرت اشتباكات مدينة طرابلس امس عن سقوط أكثر من 26 شخصا بين قتيل وجريح، في معارك دامية اندلعت شرارتها مع توقيف دورية من الامن العام المطلوب شادي المولوي، امام مكتب الوزير محمد الصفدي السبت الماضي وقيام عدد من شبان المدينة باعتصامات احتجاجية احرقوا خلالها الاطارات المطاطية وقطعوا طرقا رئيسية في المدينة. وفيما اعلنت مصادر امنية ان المولوي يخضع للتحقيق لدى الضابطة العدلية في الامن العام بإشراف القضاء، وهو احد السلفيين على خلفية علاقته بـ"تنظيم ارهابي"، فقد تدخل الجيش لفتح الطرق واعادة الهدوء الى المدينة، وسرعان ما انتقلت المواجهات بين الجيش والمحتجين الى مواجهة مسلحة بين عناصر من باب التبانة وجبل محسن عند الثانية بعد منتصف ليل السبت - الاحد بعد سقوط قذيفة "اينرغا" في محلة البقار في القبة، ادت الى مقتل المواطن عيسى علي، واعقب ذلك اطلاق نار كثيف بين المنطقتين، واستخدمت قذائف "الاينرغا" و"الآر بي جي" من الرابعة الى السابعة صباح امس على نطاق واسع بين المنطقتين.

وشهدت الاشتباكات عمليات قنص، ولاسيما على المدخل الشمالي للمدينة، وفي محيط مستديرة نهر ابو علي. وسمعت اصوات اطلاق نار كثيف قرب مستديرة عبد الحميد كرامي اثناء تشييع عيسى علي الذي قتل في القبة. وذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام"، "ان فتيانا يحملون السلاح والجعب الحربية ويطلقون النار في احد الشوارع في طرابلس. وان ابن 11 عاما شهر المسدس امس على احد الاعلاميين.

وبعد الظهر بدأ فوج المغاوير بالانتشار في شارع سوريا والمناطق التي شهدت اشتباكات فجر امس، وتمركزت آليات الجيش في الاحياء التي انسحب منها المسلحون.

وقتل العسكري فيصل عبدالله حسين في عملية قنص خلال وجوده داخل سيارة فان عند مستديرة الملولة في طرابلس. كذلك قتل الشاب محمود رشيد الدهيبي (18 عاما) الذي وجد الى جانب الطريق عند المدخل الشمالي للمدينة مضرجا بدمائه. واصيب حماده الحسن، كما سقط جرحى برصاص القنص، عرف منهم وسيم الكردي ومحمود درويش، واصابتهما خطرة، والفتى عبودي ناصر العلي.

كذلك سقط جريحان هما مصطفى على مصطفى ورامي سعد حروق، باطلاق نار في شارع سوريا، فقطع عدد من الشبان مستديرة الملولة وشارع سوريا، احتجاجا على اصابتهما. وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيانات متلاحقة امس، جاء في الاول:

"على اثر الاشتباكات التي حصلت فجر اليوم (امس) بين عناصر مسلحة في منطقة التبانة - جبل محسن وادت الى اصابة عدد من المواطنين، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تدابير امنية مشددة بما في ذلك تسيير دوريات مؤللة واقامة حواجز مكثفة. وقد استشهد احد العسكريين في محلة الملولة من جراء تبادل اطلاق النار بين المسلحين، وذلك اثناء انتقاله من مركز عمله في البقاع الى بلدته في عكار.

تستمر وحدات الجيش في تعزيز اجراءاتها الامنية وتعقب المسلحين لاعادة الوضع الى طبيعته بصورة تامة، وتؤكد هذه القيادة انها ستتعامل بكل حزم وقوة مع العابثين بأمن المدينة واستقرارها الى اي جهة انتموا".

وقالت في بيان آخر:

"إلحاقا لبيانها السابق، واثناء قيام دورية من الجيش بفتح الطريق الرئيسي بين محلتي باب التبانة وجبل محسن، تعرضت لاطلاق نار من عناصر مسلحة مما أدى الى جرح عسكريين اثنين، واصابة بعض الآليات بطلقات نارية. وقد ردت قوى الجيش على مصادر النيران بالمثل، وهي تعمل على معالجة الوضع وملاحقة الفاعلين".

كذلك نعت المديرية في بيان ثالث مساء، العريف الشهيد فيصل عبد الله حسين، الذي استشهد في طرابلس جراء تبادل إطلاق نار بين مسلحين اثناء انتقاله من مركز عمله في البقاع الى بلدته في عكار. ووزعت النبذة الآتية عن حياته:

- من مواليد 4/12/1976 عين الزيت محافظة عكار.

- تطوع في الجيش في تاريخ 1999/5/17.

- حائز وسام التقدير العسكري وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات.

- متأهل وله ولدان".

وشيع الجيش وأهالي بلدة عين الزيت (عكار-"النهار") عصرا العريف الحسين، بمشاركة العقيد احمد دياب ممثلا قائد الجيش وفاعليات.

كذلك شيعت عائلة عبيد وأهالي برقايل عيسى عبد الرزاق عبيد (17 عاما) الذي قضى فجر امس برصاص قنص امام باب منزله في حي البقار في القبة. وشارك في التشييع فاعليات. وشيعت عائلة الدهيبي واهالي بلدة النبي يوشع في المنية، محمود الده الذي قضى برصاص القنص في طرابلس.

مواقف

في المواقف السياسية من اشتباكات طرابلس، اتصل رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة برئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري ووزير المال محمد الصفدي ونواب المدينة وفاعلياتها "لوقف التدهور ووضع الامور في إطار الضبط والمعالجة".

وطالب الرئيس عمر كرامي الجيش "بأن يضرب بيد من حديد من يخل بأمن المدينة، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها وتصدر القرارات اللازمة من أجل ضبط الأمن". ودعا نواب المنية الضنية أحمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير "إلى "الهدوء والصبر لأن ما يحاك لطرابلس يجب أن يواجه بالحكمة وليس بردات الفعل الانفعالية".

واعتبر النائب سمير الجسر "ان سبب ردة الفعل الشعبية على استدراج مولوي، هو تنامي فقدان الثقة بالأجهزة الأمنية والقضاء".

وطالب مجلس منسقية طرابلس في "تيار المستقبل" اثر اجتماع برئاسة منسقه العام مصطفى علوش "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء المدينة بأن يتقدموا باستقالتهم فورا اعتراضا على ما حصل من انتهاك للحريات العامة والفردية"، كما ناشد نواب المدينة تعليق حضورهم جلسات مجلس النواب ولجانه الى حين بت هذه القضية".

الحزب العربي الديموقراطي

وقال الحزب العربي الديموقراطي في بيان ان "الامن العام القى القبض الجمعة الماضي على شادي المولوي فرد انصاره والقوى السلفية باطلاق النار والقذائف على جبل محسن، ومساء اليوم نفسه كان محمد ابو حرب وحمزة البقار والمغدور عيسى العلي يطلقون النار على جبل محسن من منطقة القبة، واختلفوا في ما بينهم واقدم البقار على قتل العلي، فما ذنب جبل محسن؟ 

 

 سامي الجميل: وزير الخارجية يغش المغتربين وأسماؤهم ستُلغى من لوائح الشطب في لبنان

النهار/يواصل النائب سامي الجميل جولته في اوستراليا، واعتبر امس ان لا خلاص للبنان الا باللامركزية، وحمل على وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور داعياً اياه الى "عدم غش المغتربين بعد اليوم لانهم يريدون المشاركة في اختيار نوابهم في مناطقهم وقراهم في لبنان، لا انتخاب عشرة نواب من بينهم"، وقال "ان المغتربين يرفضون هذا الاغراء ويعتبرونه ذراً للرماد في العيون والغاء لصوتهم الانتخابي في لبنان". وحضّهم على "عدم تسجيل اسمائهم في السفارات والقنصليات بحجة الانتخابات النيابية التي يغرون المغتربين بها، وهي اسماء ستلغى من دفاتر الشطب في لبنان".

تحدث الجميّل في لقاءين حاشدين عقدهما مع الجالية في ملبورن. الاول اقامه قسم ملبورن الكتائبي في اوستراليا، وشارك فيه وزير السياحة الاوسترالي مارتن فرغسن ورئيس المعارضة في فيكتوريا دانيال اندروز والنائبان من اصل لبناني نزيه الاسمر ومارلن كيروز، وقنصل لبنان العام هنري قسطون ووجوه وشخصيات. وبعد ترحيب من الوزير الاوسترالي، ركز الجميل على بناء لبنان "على أسس جديدة وايقاف لعبة الاستقواء بالخارج واعتماد اللامركزية الكفيلة باخراج الوطن من تحكم السلطة المركزية"، مطالباً "بدفن الصيغة السياسية الحالية شرط ان نفرق بين الصيغة والميثاق الوطني الذي بدونه لا معنى للبنان". واعتبر حوادث السابع من ايار "حرب أهلية بين الشيعة والسنة وبين الشيعة والدروز، اما المسيحيون فكانوا خائفين وأيديهم على السلاح". وفي الموضوع السوري كرر تأييد لبنان بلداً محايداً "على الطريقة السويسرية"، مشدداً على "وجوب ان نمنع انعكاسات الاوضاع الخارجية على الداخل اللبناني".وفي لقاء شعبي ثان في بيت الكتائب في ملبورن، أبدى أسفه لعدم وجود آلية لاقتراع المغتربين اللبنانيين، محذّراً الخارجية اللبنانية من عدم وجود الآلية المطلوبة. ورفض "إلغاء التنوّع والخصوصية في لبنان تحت شعار الانصهار الوطني". وكان كل من القنصل قسطون ورئيس قسم ملبورن جورج حلال ألقيا كلمة، فيما تحدث عارف زيدان باسم قوى الرابع عشر من آذار.

 

 اللبنانيون منشغلون بـ"جنس الملائكة" فيما واشنطن قلقة مما تضمره إسرائيل

خليل فليحان/النهار

  فيما يجري رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتناياهو مناقشات ترمي الى اختبار جهوز الجبهة الداخلية لبلاده في حال تعرضّها لقصف صاروخي في حرب محتملة، وشكّل في هذا الصدد منتدى لمتابعة هذا الملف الساخن يجتمع مرة في الأسبوع، إذ بلبنان يغرق في جدل متماد طال أمده حيال الإنفاق المالي.

وأفادت تقارير ديبلوماسية وردت الى بيروت أن واشنطن المدركة للأخطار التي يمكن ان تنجم عن أي مواجهة عسكرية للدولة العبرية مع ايران وتداعياتها السلبية ليس على تلك الدولة فحسب، بل أيضاً على دول المنطقة بما فيها لبنان وسوريا، تعارض (واشنطن ) أي حرب اسرائيلية وتحذّر من تجاهلها ووضعها أمام الأمر الواقع بإبلاغها عن الهجوم بعد حصوله. وسارعت الادارة الاميركية بالطرق الديبلوماسية، الى طلب ايضاحات من اسرائيل عما اذا كان تشكيل حكومة وطنية بانضمام رئيس حزب "كاديما" شاؤول موفاز اليها سيشكّل عاملاً مؤثراً لتوجيه ضربة عسكرية للمفاعل النووي لايران لمنعها من التوصل الى التخصيب العسكري في تشرين الثاني، قبيل موعد إجراء الانتخابات الاسرائيلية. تولّى الاتصالات بالجانب الاسرائيلي السفير الاميركي لدى تل ابيب دان شابيرو، وبالجانب الاميركي السفير لدى واشنطن مايكل اورن . واللافت ان نتائج تلك الاتصالات لم تشبع نهم المسؤولين الاميركيين، فقرّروا متابعة الاستفسار عن الاجابات التي توافرت لديهم، مع وزير الدفاع إيهود باراك.

وتوقفت مصادر وزارية عند القلق الاميركي من استعدادات اسرائيل لشن ضربة عسكرية على ايران بشأن المفاعل النووي، في وقت اطلق فيه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد موقفا جديداً هادئاً يرى فيه ان لا موجب لمواجهة عسكرية مع تل ابيب حول تلك القضية. وفسرت ذلك بالرغبة الايرانية في إنجاح المفاوضات النووية بين إيران والدول الخمس الكبرى والمانيا في 23 أيار الجاري .

ودعت المسؤولين وليس الحكومة فحسب الى إيلاء ما تخطّط له اسرائيل من نيات عدوانية ضد لبنان أو ضد ايران، وان على بيروت وطهران الاجتماع الدوري للتنسيق في هذا المعطى الاستراتيجي، وعدم الاكتفاء بمواقف سياسية تظهر في وسائل الاعلام أن تل ابيب تدرك ان اي حرب تشنها على الجنوب اللبناني أو على المفاعلات النووية الايرانية، لن تكون نزهة، وسيكون التصدي لها موجعاً. ومن هنا، ووفقاً لخبراء في علم الاستراتيجية الاستباقية، لا بد من تشكيل فريق عسكري لبناني – ايراني، واشراك للمقاومة المرابطة في الجنوب بشكل دائم، وسيسهل ذلك التفاهم على الاستراتيجية الدفاعية التي نسفت الحوار الوطني. والهدف من تشكيل ذلك الفريق في اقرب وقت، المراجعة والتخطيط واتخاذ الخطوات المناسبة عندما يحين وقتها تجنبا لأي "ارتجال".

ونبهت أخيراً الى التراكمات على الحدود مع سوريا وخصوصاً من الناحية الامنية.  

 

شروط سورية تخرج حكومة ميقاتي عن سياسة النأي:النسبية في الانتخابات وتسليم المطلوبين ودعم عون

سابين عويس /النهار

 لجلسة مجلس الوزراء الاربعاء أكثر من دلالة لما ستحمله ليس فقط على صعيد مواجهة المأزق المالي الذي أقحمت الحكومة نفسها فيه بعدما قررت الاستعاضة عن سلفات الخزينة باقتراح مشاريع قوانين لقوننة إنفاقها، بل لأنها تشكل محطة اختبار للتضامن الحكومي مع انتهاء مهلة الاسبوع التي أعطاها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لحكومته لتفعيل عملها ولمواجهة التفلت الامني الذي بدأ يتفاعل بعد أحداث طرابلس أمس. فميقاتي كان أمهل حكومته حتى جلسة الاربعاء للخروج بحل للمعضلة المالية وإلا "فسيكون لكل حادث حديث"، بما أوحى أن رئيس الحكومة الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن استيائه من تعذر تفعيل العمل الحكومي بفعل التناقضات بين مكوناتها، يتجه إلى خطوة ربما تكون تصعيدية في اتجاه الاعتكاف أو الامتناع عن الدعوة الى جلسات حكومية، وهو كان سبق ان لجأ إلى خطوة مماثلة بعد رفض الوزير السابق للعمل شربل نحاس توقيع مرسوم بدل النقل. وقد انتهى الامر بأن حصل ميقاتي على مراده فوٌقع المرسوم بعد استقالة نحاس.

لكن أوساطاً قريبة من السرايا استبعدت وصول الامور إلى هذا الحد، وخصوصا بعد أحداث طرابلس التي تنذر بتفلّت الوضع الامني وتتطلب أقصى درجات التحوط واليقظة منعا لأي انزلاق أمني يهدد الاستقرار الامني في البلاد.

كذلك، فإن رئيس الحكومة محكوم بمجموعة لاءات وسقوف تحكم الوضع الحكومي لا يمكن تخطيها. فلا استقالة ولا اعتكاف ولا تعطيل لجلسات مجلس الوزراء، رغم الغضب الذي عصف بميقاتي في الجلسة الاخيرة وصولا إلى حد إعلان موقف تصعيدي تريث عنه نتيجة نصيحة وزير قريب منه اقترح الاستعاضة عن التصعيد بإعطاء مهلة اسبوع تشكل مهلة لإعادة النظر في المواقف من الملف المطروح.

وفي رأي مصادر وزارية مواكبة، أن الرسالة ربما تكون وصلت الى من يعنيهم التعطيل. فجاء جدول أعمال جلسة الاربعاء المؤلف من 7 بنود فقط أولها مشروع تخصيص اعتماد بقيمة 4900 مليار لبعض النفقات الضرورية (وهو مؤجل من الجلسة السابقة)، في حين استبعد مشروع الـ8900 مليار ليرة موضع الخلاف على أساس أن الجلسة الاخيرة لم تتخذ قرارا به، مما يعني رفضه ورفض البحث فيه مجددا. ولكن اعتمدت هذه الصيغة أدبيا احتراما لموقع رئيس الجمهورية الذي طلب إدراج هذا البند وبحثه.

وهذا يعني أن المجلس سيحصر بحثه في مشروع الـ4900 مليار، علما أن الاتصالات التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع لم تثمر بعد تفاهما على المخرج القانوني للإنفاق. وعزت مصادر وزارية في فريق 8 آذار لـ"النهار" ذلك الى أن الوضع الامني استـأثر بأولوية الاهتمام، ولا يزال أمام الحكومة الوقت الكافي للبحث في الموضوع المالي حتى جلسة الاربعاء لكن المهم اليوم هو معالجة الوضع الامني قبل أن يتفاقم. وإذا كانت الحكومة تعتزم الصرف على أساس مشروع الـ4900 مليار فهذا يعني أن عملية القوننة ستخضع لاتفاق سياسي كامل وشامل لا يبدو أن ظروفه ومعطياته قد نضجت بعد.

وثمة سبب آخر يدفع المصادر المواكبة الى استبعاد تعطيل الحكومة يتمثل في الاستعدادات الجدية (؟) لدى رئيسها لعرض مشروع قانون موازنة 2012 على مجلس الوزراء، وهو ينتظر تسلمها من وزير المال محمد الصفدي الذي وعد بأن تكون جاهزة في الايام القليلة المقبلة لإدراجها في جدول الاعمال.

ولأن أمر تعطيل الحكومة أو تسييرها ليس في يد رئيسها، فإن المعالجات ستبقى ظرفية في رأي المصادر عينها، في ظل الصراع المحتدم بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، والذي وصفته المصادر بـ"المعركة بالسلاح الابيض"، واعتبرت أنه يشكل العلة الاساسية في تعطيل الحكومة إذ يقف حلفاء عون الى جانبه في مطالبه في حين يقع رئيس الحكومة ضحية شراكته الاستراتيجية مع سليمان. ورغم المطبات التي نجح ميقاتي في تجاوزها منذ عام، إن بتمويل المحكمة أو تمديد بروتوكولها أو الوقوف في وجه مطالب عون وصراعه مع رئيس الجمهورية، أو الوقوف في وجه  سياسة "حزب الله" في إدارة السلطة، وثمة من يرى أن ميقاتي يعطل مشروع الحزب ويمنعه من الحكم على طريقته، فإن هامش الحرية الذي توافر له ليحقق تلك النجاحات بات يضيق، وقد بلغت الطريق نحو الحائط المسدود نهايتها. وترى مصادر أكثرية أن فترة السماح المتاحة أمام الحكومة بدأت تضيق في ظل ما يتردد عن شروط سورية أبلغت الى رئيس الحكومة أخيرا عبر وسيط قريب منه، ومفادها 4:

- التراجع عن سياسة النأي حيال الملف السوري وضرورة حسم الحكومة اللبنانية خياراتها والتزاماتها.

- دعم النائب ميشال عون في مطالبه.

- تسليم المطلوبين السوريين اللاجئين الى لبنان.

- السير في قانون انتخاب على قاعدة النظام النسبي.

وفي حين حددت كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لفريق 8 آذار خريطة طريق قانون الانتخاب على أساس النسبية التزاماً للنصيحة السورية، تتوقع المصادر المعنية أن تشهد الفترة المقبلة اختبارات حيال الشروط الاخرى.

 

سائلاً "لماذا الإصرار على اعتبار أنّ سياسة الحسم الأمني التي روّج لها النظام السوري تقترب من النجاح؟"

جنبلاط: بعض الأجهزة الأمنيّة تعمل بوحي سوري.. وتفريع القرار الأمني خطير

أشار رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى أنّها "ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة طرابلس ما شهدته من توتر وأعمال عنف (في إشارة إلى الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة على خلفية توقيف شادي المولوي من قبل الأمن العام بتهمة التواصل مع تنظيمات إرهابية)، وليست المرة الأولى أيضاً التي لا يتم فيها استخلاص الدروس والعِبَر من هذه التجربة الصعبة لتفادي تكرارها وللحيلولة من دون الانزلاق نحو المزيد من المشاكل في تلك المنطقة ومن خلالها نحو مناطق أخرى ربما".

جنبلاط، وفي موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء"، شدد على أنّه "لا يمكن فصل ما جرى من أحداث وتوترات عن إصرار بعض الأجهزة الأمنيّة، بوحي سوري على ما يبدو، على إعتبار السلفيّة بمثابة الشر المطلق"، قائلاً: "حبذا لو يتبرّع أحدهم من جهابذة (بمعنى الخبراء بغوامض الأمور) تلك الأجهزة ليشرح لنا ما المقصود بالسلفيّة؟ ولماذا الإصرار الدائم على تضخيم الخطر السلفي؟ وهل السلفيّة هي مدرسة فكريّة واحدة؟ وهل هي تقول بالعودة إلى السلف الصالح أم تبشر بالتطرف والتعصب؟ وما مدى حضورها في لبنان؟ وهل هي محصورة لدى المسلمين السنة؟ ولماذا ربطها بصورة دائمة بالارهاب؟ وهل هي محصورة بالأديان؟ ألم يسبق أن رأينا كبار المحللين الاستراتيجيين والمفكرين في اليمين المحافظ أو اليسار الثوري الراديكالي يسقطون أيضاً في فخ التطرف وهو نوع من أنواع السلفيّة والتعصب؟".

وأضاف: "هل المطلوب الإيحاء بأن لبنان قد تحول إلى بؤرة سلفيّة للحؤول من دون تقديم يد العون والمساعدة الانسانيّة للاجئين السوريين في لبنان وصولاً إلى إعتقال الناشطين منهم وتسليمهم الى السلطات السوريّة حيث سيكون مصيرهم الموت المحتّم؟ ثم لماذا الاصرار على إستيراد (تنظيم) "القاعدة" بأي ثمن إلى لبنان؟ فهل هي أيضاً تُستخدم كفزاعة لقمع أي صوت داخلي يساند الثورة السوريّة والشعب السوري في مواجهة الجريمة المنظمة واليوميّة التي يقوم بها النظام في سوريا؟". وقال: "لم يعد ينقص بعض المرجعيات اللبنانيّة إلا أن تبحث عن الزعيم الجديد المظفر لتنظيم "القاعدة" لتقدم له طلباً رسميّاً لفتح مكتب تمثيلي له في بيروت لتثبت وجهة نظرها أو أن تستورد أبو مصعب اللبناني".

وتابع جنبلاط في هذا الإطار: "لماذا إصرار بعض الدول والقوى السياسيّة والأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة على إعتبار أن سياسة الحسم الأمني التي روّج لها النظام السوري تقترب من النجاح في حين تثبت الأحداث كل يوم أن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه السياسيّة المحقة مهما كان الثمن، فإذ بسوريا تنهار رويداً رويداً وتتجه نحو المزيد من الفوضى والمصير المجهول؟ ولماذا إصرار هذه الدول والقوى السياسيّة الداعمة للنظام السوري على رفض أي تسوية إنتقاليّة على طريقة اليمنيّة لإخراج سوريا من أزمتها الراهنة بدل التمسك بالزمرة الحاكمة رغم كل ما قامت به حتى الآن، وقد دُمرت مدن وقرى سورية بالكامل، وإرتفع عدد المهجرين إلى مليون مهجر، ناهيك عن عشرات الآلاف من النازحين إلى الدول المجاورة، فضلاً عن عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين والمفقودين، وطبعاً الآلاف من الشهداء والجرحى؟  وعلى مستوى عمل الأجهزة الأمنيّة وحجب "داتا" المعلومات، سأل جنبلاط: "لماذا الإصرار على عدم التنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة بما يؤمن غطاءً أمنيّاً للبلد، فهل ذلك نتيجة ولاءات البعض منها لهذا التيار السياسي أو ذاك؟ وهل يمكن القبول بتفريع القرار الأمني في البلد بحسب الانتماءات السياسيّة بدل أن تكون المؤسسات الأمنيّة في خدمة جميع اللبنانيين دون تمييز؟ وهل هذا ما يُفسر حجب "داتا" المعلومات عن أصغر جريمة إلى أكبر محاولة اغتيال وآخرها تلك التي استهدفت (رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير) جعجع؟ وهل من الممكن القبول بإستمرار هذه الحالة من غياب التنسيق نتيجة تعدد الانتماءات والحساسيّات بين بعض الأجهزة الأمنيّة ما قد يؤدي إلى الوقوع في فخ تقارير مشبوهة ورطت طرابلس بتوتر مذهبي كل أهل المدينة بغنى عنه؟".

وإذ جدد الدعوة إلى "تهدئة الأمور وتنقيّة الأجواء في طرابلس"، اعتبر جنبلاط أن "ذلك لا يتحقق من خلال بدع إتهاميّة همايونيّة، لأنّ تطبيق هذا المنحى سيفتح الباب أمام تأويلات لا تنتهي خصوصًا في طرابلس، لذلك من الأفضل إجراء تسويّة سياسيّة والعودة إلى الحوار للتوصل إلى مصالحة ومصارحة كاملة تضع حداً لهذه المأساة المتكررة بين الحين والآخر، ثم الدخول في خطة إنمائيّة شاملة لطرابلس لرفع الحرمان عنها، بالتوازي مع عودة الحوار الوطني للتوصل إلى خطة دفاعيّة وطنيّة شاملة تحت إشراف الدولة، ودائماً على قاعدة عدم إستخدام السلاح في الداخل".

كما سأل جنبلاط: "هل من محظور في توسيع قاعدة الاستفادة من مرفأ طرابلس أو إعادة تشغيل مطار الرئيس رينيه معوّض في القليعات؟ وهل من محظور في تلزيم مصفاة طرابلس لفتح المجال أمام فرص عمل جديدة بدل الاستباحة الفئوية للمصفاة الحاصلة راهناً؟ وما المحظور في إنشاء منطقة صناعيّة حرة ومنحها إعفاءات وحوافز تشجيعيّة أو في تفعيل معرض الرئيس رشيد كرامي الدولي  وأضاف: "إنها مجرد أفكار لعلها تفيد بأن تكون مدخلاً للمصالحة والمصارحة والانماء في مدينة طرابلس التي يستحق أهلها العيش في أمان وإستقرار وطمأنينة".

(مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي)

 

"شكراً إيران"

احمد عياش /النهار

منذ اندلعت الثورة في سوريا يبرر النظام هناك بطشه بمواجهة "الارهابيين". ومنذ نزلت الآلة العسكرية لـ"حزب الله" في 7 أيار عام 2008 الى شوارع بيروت وصعدت الى مرتفعات جبل لبنان يبرر الحزب الأمر بمواجهة الفتنة الآتية من سعي تيار "المستقبل" الى فرض معادلة السلاح في مواجهة سلاح الحزب. ومثلما تتوالى مبررات النظام السوري تتوالى كذلك مبررات "حزب الله"، الذي أنجد نفسه هذه السنة بتفاصيل جديدة، أبرزها اعلان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم عن 3 آلاف مسلح لـ"المستقبل" تورطوا في احداث أيار قبل 4 أعوام. ثم تلاه الأمين العام السيد حسن نصرالله نفسه في خطاب بالحديث عن "استقدام آلاف المقاتلين واكتظاظ بيروت بالمراكز المسلحة والتحضير لخطة عمليات...". ولكن بعد مرور الاعوام الاربعة على تلك الاحداث لم يقدم نصرالله حتى اليوم أي دليل، على رغم انه قال بالامس: "لدينا كثير من المعطيات والافلام الوثائقية والمشاهد"، اضافة الى ان لديه "خطباء كثراً بلغاء وشعراء عديدين". بالتأكيد ان المطلوب دليل وليس خطبة أو قصيدة. وحتى الآن لم يشاهد اللبنانيون ولا يزالون سوى أفلام وثائقية لجيش الحزب يطلق النار ويشعل الحرائق هو وحلفاؤه ويقتلون مدنيين وينشرون الخراب في المؤسسات الخيرية والاعلامية والمساكن.

في البرقيات التي نشرتها الزميلة "السفير" نقلاً عن موقع "ويكيليكس" عن احداث 7 أيار 2008 وفيها "الرواية الاميركية" نجد أن تيار "المستقبل" ومعه سائر أفرقاء 14 آذار غاضبون لأنهم يواجهون وهم عزّل الآلة العسكرية لـ"حزب الله" ويصبون غضبهم ايضاً على الجيش اللبناني الذي وصف الرئيس أمين الجميّل قائده آنذاك العماد ميشال سليمان (رئيس الجمهورية حالياً) بأنه "ناطور"، في حين ان سليمان في هذه البرقيات، وصف احداث 7 أيار بأنها "هجوم سرطاني" لـ"حزب الله"، وقال: "ان الذي يقوم بأعمال ميليشيوية ليس مقاومة"، محذراً من "ان هذه الاعمال فتحت جبهة جديدة في الصراع السني – الشيعي في الشرق الأوسط". يردد المطلعون على خبايا "اليوم المجيد" كما يصف نصرالله احداث أيار تلك، اسرار المسعى القطري الذي دخل على الخط فكان وراء دعوة الجيش الى عدم التدخل لتحضير الحل الذي ولد لاحقاً في العاصمة القطرية ووصف بـ"اتفاق الدوحة". يعتقد نصرالله ومن معه ان مرور 4 اعوام على أحداث أيار كافية للنسيان ولفرض رواية آلاف المسلحين. وهو اتكل على النسيان ذاته لتحويل شعار "شكراً قطر" الى "شكراً ايران" لإعادة اعمار الضاحية بعد دمار حرب تموز عام 2006. وعليه فإن السنة المقبلة قد تحمل الينا اطلالة للأمين العام لـ"حزب الله" يروي فيها انه - أي نصرالله الناشط في المجتمع الأهلي - احبط الفتنة التي دبرها القائد العسكري سعد الحريري!

 

الاشتباكات توجّه رسائل في اتجاهات مختلفة ولخطر على لبنان من طرابلس بدل الجنوب؟

روزانا بومنصف /النهار

  لم تكن الحوادث الفردية التي تتسبب بالاشتباكات في طرابلس او عكار او المسؤوليات الفردية او الجماعية المعروفة او المستترة. فإنه لا ينظر الى هذه الحوادث على الصعيدين الديبلوماسي او السياسي على انها معزولة في المكان والزمان عن التطورات السورية، بل انها تشكل امتدادا لها كما سبق ان كانته الحوادث الدموية التي وقعت قبل اشهر قليلة في المدينة. ونادرا ما ينظر الى كون هذا الامتداد عفويا على رغم ان النار تحت الرماد في طرابلس على النحو الذي يعرفه الجميع، وهذا ليس جديدا بكل المقاييس، بحيث ان اي شرارة يمكن ان تفجر احداثا دموية.

لذلك ينظر بريبة شديدة الى كون هذه الحوادث المتجددة تختصر مجموعة عوامل او اهداف ترجح اوساط المعارضة انها تصب في خانة تسعير الوضع الداخلي وفي مناطق معينة لغايات غير خافية في شكلها ومضمونها على احد، من خلال الضرب على وتر بعض المسائل البالغة الحساسية في المدينة. فمن جهة، ما يحصل هو على تماس مباشر مع التطورات المأسوية في سوريا، بحيث تبرز حاجة بين مدة واخرى الى توجيه رسالة تثبت مخاطر امتداد الازمة السورية الى لبنان، او بالاحرى قابلية لبنان للتأثر بها بما لا يخدمه، بمقدار ما تصب في مصلحة النظام في سوريا لجهة تأكيد استمرار قدرته على تحريك اوراق خارج الاراضي السورية. وهذه الخشية لا تقتصر على الوضع الراهن بل ساهمت في تأكيدها الرسائل المتكررة من طرابلس بالذات، معطوفة على اقتناع بان النظام السوري ربما يلجأ في وقت من الاوقات الى محاولة تصدير الازمة الى لبنان، تخفيفا للضغوط عليه وابتزازا للعرب والخارج.

وهذه النقطة بالذات هي مصدر مخاوف، لجهة ان تكون طرابلس هي الخاصرة الضعيفة التي يمكن النفاذ منها الى الساحة اللبنانية بما يعنيه ذلك من أبعاد.

فالرمزية المتصلة بطرابلس تطاول طائفة معينة معنية بما يحصل في سوريا اكثر من الطوائف الاخرى، فيما غدا الجنوب على سبيل المثال، حيث سيطرة طائفة معينة اخرى، الاكثر هدوءا في هذه المرحلة على عكس ما كانت المخاوف حوله في السابق. اذ لم يعد الجنوب هو المكان الذي يخشى منه تفجير الوضع في لبنان او جرّ الويلات عليه، بل غدت طرابلس في هذا الاتجاه مع ما يعنيه ذلك من رمي التبعات على جهات طائفية او سياسية معينة موسومة بصفات محددة وتوجه اليها التهم بـ"الارهاب" في سوريا. وتأتي في هذا الاطار محاولات التوظيف السياسية التي تواصلت في الآونة الاخيرة من قوى 8 آذار حول توقيف الجيش اللبناني باخرة في منطقة الشمال تردد انها تنقل سلاحا الى المعارضة السورية، في حين تتساءل مصادر ديبلوماسية غربية عن عمليات تهريب متواصلة بين لبنان وسوريا لم يتم رصدها او توقيفها، وتملك الدول المعنية معطيات مؤكدة تفيد بذلك وفق ما أشار الامين العام للامم المتحدة في تقريره الاخير عن القرار 1559، مما يثير التساؤل عن الهدف من تكبير الموضوع واعطائه حجما اكبر مما هو. ومن هنا تقليل اهميته من الخارج على نحو لم يتناسب مع محاولات التضخيم الداخلية التي تصب في غايات داخلية غالبا ما تؤدي الى توفير عناصر تفجير داخلية.

وفي الاطار نفسه، تنطوي هذه الاحداث المتجددة على احتمالات لا تقتصر على المرحلة الحالية، بل تكون الصاعق الذي يمكن ان يؤثر في الانتخابات النيابية المقبلة، في اتجاه الدفع نحو تأجيلها في حال لم تكن النتائج المتوقعة وفق الامال المعقودة عليها من الفريق الحليف للنظام، او للسعي الى التأثير في نتائج هذه الانتخابات.

 

الراعي ذكي ومثقف... ولا يتوقف عن الكلام

سركيس نعوم /النهار

الحوار عن المعارضين السوريين الذي جرى مع المسؤول نفسه الذي يتعامل مع ملف سوريا في "الادارة" الاميركية المهمة اياها تناول "وحدة هؤلاء غير الموجودة حتى الآن، واسلامية الفاعلين منهم التي تخيف الكثيرين في اوساط الشعب السوري". واشار الى أن "الشغل على هؤلاء لتوحيدهم ولدفعهم الى الاتفاق على برنامج وطني مقبول من الجميع مستمر".

أما في الموضوع المسيحي وتحديداً الماروني فقد أكد المسؤول نفسه "دعم البطريرك الماروني بشارة الراعي" وابدى الرغبة في "قيامه بدور وطني مهم". كما أعرب عن اعتقاده انه (أي الراعي) "لا ينتمي الى فريق 8 آذار كما يروّج البعض، وإن كان محيطه أو غالبية هذا المحيط تنتمي الى الفريق المذكور. لكن تصرّفه يوحي أحياناً بالسذاجة مع انه ذكي ومثقف وصاحب خبرة. فهو لا يتوقف عن الكلام. وكل مرة يتكلّم "يضع قدمه في فمه". وهذا تعبير أميركي يستعمل للدلالة على "خطأ المتكلم". ثم تناول الحديث زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون و"حزب الله". فقال المسؤول اياه "ان عون في لقاء بينه وبين ديبلوماسيين من السفارة الاميركية في بيروت، بدا محبطاً كثيراً من "حزب الله" وربما مقبلاً على اتخاذ قرارات أو على الأقل على التفكير في قرارات جدية تمسّ علاقته بهذا الحزب. هل تكون قرارات ابتعاد عنه؟ ربما. لا أعرف تحديداً. لكنني اتساءل: هل هو قادر على ذلك"؟ واشار الى وجود "مشكلة كبيرة بل ضخمة بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعون. وهذا أمر يحيّر "الحزب" ويزعجه. ذلك انه لا يزال ضد اسقاط ميقاتي وحكومته لأسباب معروفة رغم عدم الرضى التام عنه". عاد المسؤول الى "الحزب" فسأل: "ماذا سيفعل اذا سقط النظام السوري؟ هذا أمر يجب أن يكون وارداً في حساباته الفعلية وان غير المعلنة"؟ أجبت: لن ينكفئ ولن يرتعب. وعلى العكس من ذلك ربما "يطحش". رد متسائلاً: "على مَن؟ وعلى ماذا؟ وهل يستطيع؟" أجبت: نعم يستطيع. لكن ذلك قد يوقع البلاد في الدم. على كل حال الانتظار والمراقبة افضل من اطلاق التكهنات. انتقل الى فريق 14 آذار فقال: "لقد ضعُف وهو منقسم ولا يمتلك تخطيطاً او تصوراً وخطة تطبيقية له للمستقبل". ثم تحدث بالاسماء عن 14 آذار والقبض والدفع. في نهاية اللقاء سألته: هل تشجعون مسيحيي لبنان على التسلح؟ أنا شخصياً اعتقد ان اقدامهم على التسلح الآن خطأ. ردّ: "لماذا؟ هل يتسلحون؟" أجبت: لا اعرف.ماذا في جعبة مسؤول عن ملف اسرائيل والفلسطينيين في "الادارة" الاميركية المهمة اياها؟ بدأ الحديث باسرائيل قال: "هناك اتجاه او ميل كبير نحو اليمين عند المجتمع الاسرائيلي. لكن ذلك لا يعني ان الفئات ذات الاتجاهات الأخرى غير موجودة. هناك اصحاب المطالب الاجتماعية، وهناك حركات اجتماعية واخرى يسارية. كما ان هناك حزب "كاديما". لكن هذا الحزب قد يصاب بضربة او بنكسة في الانتخابات العامة أواخر سنة 2013. وهناك فريق داخله ينافس زعيمته تسيفي ليفني وابرز شخص فيه هو شاوول موفاز (حصلت المنافسة ديموقراطياً وتسلّم موفاز رئاسة "كاديما"). على كل كما قلت لك، لا يزال الاتجاه الى اليمين. ويبدو ان "تكتل ليكود" هو الأكثر قوة على الساحة الاسرائيلية". علّقت: هناك حلم عند كل اسرائيلي، على ما سمعت من زمان ولا أزال اسمع من اصدقاء اميركيين مطلعين، ومن هؤلاء ارييل شارون ان يكون الاردن الدولة الفلسطينية البديلة. هل ما زال هذا الحلم موجوداً في رأيك؟ أجاب: "لا يمكن انكار انه موجود ولكن الظروف لم تسمح بترجمته، وقد لا تسمح بذلك ابداً. ماذا نفعل، بالضفة الغربية؟ أعني ان هذا الحلم ربما يهدد يهودية دولة اسرائيل وأمنها. علماً ان في اسرائيل من يؤمن بأن نهر الاردن هو الحدود التي يجب ان يرابط عليها دائماً أو لمدة طويلة جيشها. لكن يبقى السؤال ماذا يحصل للضفة الغربية"؟ ربما يؤدي هذا الخيار الى تقسيمات جغرافية تناسب اسرائيل واستيطانها. أما الباقي فيلتحق بصيغة أو بأخرى اما بـ"دولة فلسطين" أو بالأردن عبر فيدرالية او كونفيدرالية ما". علّقت: وصول الاسلاميين الى السلطة في العالم العربي يخيف اسرائيل. هي كانت دائماً حريصة على الأردن وتحديداً نظامه، وقد تشعر بالقلق اذا تسلم السلطة فيه او الحكومة الاسلاميون؟ اجاب: "لا بد ان تشعر بالخطر. لكنها تحاول الاستعداد له بالوسائل اللازمة. وفي كل الاحوال ما تتكلم عنه امر نظري. سنرى ماذا سيحصل مستقبلاً"؟ سألت: هل الضربات الجوية الاخيرة لغزة هي رد على اعمال فلسطينية معينة أم ماذا؟

 

لأنه يملك وحده السلاح والقرار له "حزب الله" مع الانتخابات في موعدها بلا شروط

اميل خوري/النهار

 "حزب الله" قد يكون الحزب الوحيد الذي يوافق على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها سنة 2013 بدون شروط مسبقة لا بالنسبة الى القانون ولا تقسيم الدوائر، لانه هو الوحيد الذي يملك السلاح، فإذا فاز مع حلفائه في هذه الانتخابات بالاكثرية، فإنه يحكم بحماية هذا السلاح ويفرض على الاقلية ممارسة المعارضة المدروسة، وتصبح الديموقراطية هي النظام الافضل للبنان ولا تعود الطائفية حائلا دون تطبيقه. اما اذا فازت قوى 14 آذار بالاكثرية فإن الحكم لا يكون لها بل لها ولقوى 8 آذار، ولا يعود تطبيق النظام الديموقراطي مقبولا من دون الغاء الطائفية انما النظام التوافقي، "تحقيقا للمشاركة الوطنية"، للحؤول دون استئثار فئة لبنانية في اتخاذ القرارات المهمة، فإذا رفضت قوى 14 آذار هذه المشاركة وخصوصا بعدما اثبتت انها مشاكسة وتشل عمل الحكومات، فإن "حزب الله" يعتبر عندئذ اكثرية 14 آذار اكثرية نيابية وليست شعبية، ويهدد باستخدام سلاحه اذا لم تذعن هذه الاكثرية لارادته، وهذا ما حصل غير مرة، فكان للحزب ما اراد ولم ينفع اي تعهد بعدم استخدام هذا السلاح في الداخل، بعدما استخدمه غير مرة، حتى بعد اتفاق الدوحة، فاستطاع تحويل اكثرية 14 آذار اقلية، ليجعل 8 آذار التي انتقلت اليها هذه الاكثرية تشكل حكومة منها، ورغم ذلك فإنها لم تحكم لأنها تحولت حكومات، وكل وزير فيها "فتح على حسابه". والسؤال المطروح: ما العمل اذا جرت الانتخابات سنة 2013 والسلاح لا يزال في يد "حزب الله" وبموجب قانون غير عادل وباشراف الحكومة الحالية، هل تقرر قوى 14 آذار مقاطعتها؟ وهذا قرار لا اتفاق عليه حتى الآن. هل تنتظر ان يؤدي تطور الاحداث في سوريا الى تعطيل مفعول هذا السلاح في الانتخابات بحيث لا يعود في الامكان حتى التهديد به لأن ارادة الشعب تصبح هي الاقوى، بدليل انها تواجه السلاح في عدد من الدول العربية بصدور عارية، لان من يختار الموت والاستشهاد يظل اقوى من كل سلاح؟ واذا صار التسليم جدلا بهذا المنطق، فمن يضمن ان تنتهي الاحداث في سوريا قبل موعد الانتخابات في لبنان؟ لذلك على قوى 14 آذار ان تدرس كل الاحتمالات وتضع في حسابها اجراء الانتخابات سنة 2013 بشروط قوى 8 آذار وما الذي ستفعله في هذه الحالة؟

والواقع ان السلاح كان مشكلة في كل انتخاب، فعندما كان موجودا في ايدي اللبنانيين في المناطق الجردية في لبنان كان الجيش يكثف وجوده فيها لمنع استخدامه ولتطمين المسالمين، وكانت الحكومات تلغي او تعلق رخص السلاح قبل ايام من مواعيد الانتخابات للحؤول دون استخدامه عشوائيا.

وعندما كان السلاح في ايدي المنظمات الفلسطينية كان له تأثيره في امكنة وجوده قبل الانتخابات وخلالها وبعدها، وعندما انتشر بين ايدي اللبنانيين كانت الحروب الداخلية التي حالت دون اجراء الانتخابات في مواعيدها وصار التمديد لمجلس النواب. وعندما كان الوجود العسكري السوري في لبنان كان لهذا الوجود تأثيره، ليس على نتائج الانتخابات النيابية فحسب، بل على نتائج الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومات، ولكن ما ان انتهى هذا الوجود بعدما اخرج جزء  من المسلحين الفلسطينيين من لبنان الى تونس وصدر القرار 1559 حتى ظل الجزء الباقي منهم في لبنان ومعه سلاح من دون ان يلتزم تنفيذ هذا القرار، وكذلك فعل "حزب الله" فظل هذا القرار حبرا على ورق ومثله القرار 1701 الذي صدر في ما بعد وصار تنفيذه يشكل تهديدا للسلم الاهلي.

وهكذا ظلت الدولة اللبنانية تواجه مشكلة سلاح الفلسطينيين، ليس داخل المخيمات فحسب بل خارجها ايضا، تضاف اليها مشكلة سلاح "حزب الله" وكأن لا قرارات دولية تقضي بتسليمه الى الدولة كي تبسط سلطتها على كل اراضيها. وما دام الحوار الوطني لم يتوصل الى حل لمشكلة السلاح الفلسطيني ولا الى مشكلة سلاح "حزب الله"، ولا الوصاية السورية على لبنان التي دامت ثلاثين عاما توصلا الى حل لها. اما لانها كانت تريد ذلك او لا تريد، فمن هي الجهة القادرة على حلها إن لم يكن قبل موعد الانتخابات فأقله بعدها، لان هذا السلاح سيظل قادرا على التأثير؟

 

باسيل: كيف يبقى جمهور وليد جنبلاط معه؟ فتفت رخّص لـ267 تنظيماً مذهبياً

النهار/  رأى وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أن "اقفال السلفيين ساحة النور في طرابلس بعد توقيف القوى الأمنية متهما بأعمال ارهابية، يؤدي الى إحداث بؤرة أمنية مغلقة في قلب لبنان تنمّي الفكر التعصبي والتكفيري، ويشعر معها أي مخل بالأمن بأنه محمي".أفاد بيان من مكتب باسيل ان الأخير تحدث خلال لقاء مع ابناء الجالية اللبنانية في سيدني بعدما شارك في القداس في كنيسة سيدة لبنان، وقال: "البوادر السياسية للارهاب في لبنان بدأت عام 2005 حين حذر التيار الوطني الحر من ان استخدام المال والتطرف الديني في الانتخابات يولّد الارهاب في المجتمعات الفقيرة، وان تطور هذه الحركات حصل مع وزيرالداخلية بالوكالة أحمد فتفت الذي أعطى تراخيص لنحو 267 من الحركات والتنظيمات المذهبية".واعتبر ان "الربيع الذي يبشرون اللبنانيين به شبيه بالربيع الذي وعد به الرئيس الراحل رفيق الحريري عام 1992، حيث لم تأت بواخر الكهرباء التي وعد بها ووقع الـ 62 مليار دولار ديناً"، مستغرباً "كيف يعيش الكثير من الناس مع الفساد، حتى أن زعيما وطنيا كوليد جنبلاط يعترف بالسرقة والقتل والكذب 25 عاماً ويبقى جمهوره معه".

 

طهران: صرخات الكيان الصهيوني بمثابة ضجة لشخص يحتضر

طهران من أحمد أمين/الراي

اعرب سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي، عن اعتقاده بان «اوروبا واميركا تواجه اليوم تحديات جادة من قبل شعوبها لدعمها الكيان الصهيوني، وان الداعمين الغربيين لهذا الكيان لايمتلكون اي اجابة عن اسئلة شعوبهم عن اسباب دعمهم لهذا الكيان الغاصب». واكد جليلي لدى استقباله في طهران وزير خارجية حكومة «حماس» المقالة محمد احمد عوض، أن «الكيان الصهيوني بات اليوم اضعف واكثر عزلة من اي وقت، وان صراخات هذا الكيان بمثابة ضجة لشخص يحتضر»، لافتا الى انه «ليس في وسع حماة الكيان الصهيوني التشدق بالديموقراطية والسلام وحقوق الانسان». من جهته، قدم عوض تقريرا عن الاوضاع الاقتصادية في غزة، مؤكدا «ان الازمة التي تعيشها غزة اليوم بما فيها نقص الوقود والكهرباء، هي أزمة بشرية وان الدول التي تلتزم الصمت حيال هذا الموضوع، هي شريكة في هذه الجرائم». على صعيد آخر، أعلنت ايران رفضها طلبا تركيا لتخفيض اسعار الغاز الايراني.

وذكرت وكالة «فارس» للانباء نقلا عن مسؤول ايراني لم تسمه «ان تركيا طالبت في شكل رسمي ايران تعديل اسعار الغاز الايراني المصدر اليها لكن المسؤولين في شركة الغاز الوطنية الايرانية وبعد بحث الطلب، وجدوا ان السعر الحالي جيد ولايحتاج الى تغيير». ويأتي الطلب التركي بتخفيض اسعار الغاز الايراني الذي تستورد منه يوميا نحو 30 مليون متر مكعب، في وقت تقف طهران وانقرة في جبهتين متقابلتين ازاء الاحداث في سورية، ووجه الكثير من الاوساط السياسية والبرلمانية الايرانية انتقادات حادة الى الموقف التركي الداعم للمعارضة السورية، مع تأكيد «ان انقرة تضطلع بتنفيذ المخططات الاميركية والغربية ازاء محور الممانعة، وانها تتظاهر بالعداء مع تل ابيب». على صعيد آخر، اصدرت الدائرة 15 في محكمة الثورة في طهران عقوبات ضد 13 مواطنا دينوا بالتجسس لمصلحة اسرائيل.

وذكر بيان للاجهزة القضائية، انه «تم تجنيد هؤلاء المتهمين من قبل جهاز الاستخبارات الصهيونية (الموساد) عبر القنوات الفضائية والدعايات الكاذبة، واجرى هؤلاء لقاءات مع مسؤولين صهاينة في عدد من الدول الحليفة لهذا الكيان واميركا، وكانوا يقومون بالتجسس للكيان الصهيوني في مختلف المجالات، مقابل منحهم وعوداً خاوية وتقديم اموال وبعض التسهيلات».

وجاء في البيان «عقدت الى الآن جلسات متعددة لمحاكمة هؤلاء الافراد، بحضور وكلائهم وممثل الادعاء العام، ضمن اطار القانون، حيث قام المتهمون بالمرافعة في المحاكم، واخيرا وبعد اتمام المرافعات صدرت اليوم (امس) احكامهم وتم ابلاغها اليهم، ووفقا لقانون المرافعات في ايران فان امام المتهمين مهلة 20 يوما، للطعن في الاحكام البدوية، وسيتم الاعلان عن تفاصيل الاحكام، بعد تأييدها في محكمة الاستئناف».

من ناحية ثانية، اتهمت «فارس»، جماعة «مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة، بالسعي لعرقلة الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين ايران والقوى الكبرى في مجموعة «5+1» المقررة في بغداد في 23 من الشهر الجاري، موضحة «ان منظمة المنافقين الارهابية ادعت في تقرير مفبرك، ان ايران تعمل الان على تطوير برنامج تسليحي نووي، ثم سلمت التقرير بعد ذلك الى صحيفة (جيروزاليم) الصهيونية، في خطوة يراد منها خلط الاوراق قبل انعقاد اجتماعات (5+1) مع ايران ومنعها من تحقيق مكاسب جدية».

وكانت صحيفة «ذي والت»، اول من نشر التقرير ثم نقله ايمانوئيل اوتولنكي، وهو خبير ايراني، الى صحيفة «جيروزاليم».

واشار التقرير الى وجود مركز للابحاث والانفجارات، يطلق عليه بالفارسية اسم «متفاز»، في مبنى يقع في حي «تهرانبارس» شرق طهران، وان العلماء الذين انشأوا هذا المكان كانوا يرومون استخدامه في اطار اجراء الاختبارات النووية في موقع بارتشين».

«فجر» إيراني إلى الفضاء في يونيو

طهران - يو بي أي - قال وزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي امس، إن إيران ستطلق القمر الاصطناعي «فجر» إلى الفضاء باعتباره احد البرامج المهمة في يونيو المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن وحيدي إشارته إلى تدشين بعض المشاريع الدفاعية خلال يونيو المقبل، وقال إن «احد المشاريع المهمّة التي ستدشّن في هذا الشهر هي إطلاق قمر (فجر) الاصطناعي إلى الفضاء».

وأضاف ان تدشين القطع البحرية الثقيلة يعد احد المشاريع التي سيتم انجازها خلال الشهر المذكور.

واوضح أن إيران تدعو إلى السلام والصداقة في بحر قزوين وأنها تتحاشى عسكرة هذا البحر وتدعو سائر الدول لاتباع النهج نفسه.

وكان مسؤول مؤسسة الفضاء الإيرانية حميد فاضلي أعلن أن «فجر» اجتاز بنجاح كافة مراحل الاختبارات واعدا لإطلاقه إلى الفضاء، موضحاً أن «مع إطلاقه ستبرز إيران قوتها مرة أخرى في المجال الفضائي للعالم برمته»، حيث انها نجحت خلال فترة قصيرة في إطلاق أقمار اصطناعية عديدة إلى الفضاء الخارجي.

 

القوات البرية تبدأ مناورات اليوم 

إيران: الحسم في المواجهة مع أميركا سيكون في البحر

طهران - يو بي آي, أ ف ب: أعلن قائد القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني علي فدوي, أمس, أن الحسم في أي مواجهة لو قررت واشنطن مهاجمة طهران, سيكون في البحر.

وقال انه في حال "إذا قررت أميركا, ومهما كان السبب, الهجوم على إيران, ودخلنا حرباً معهم, فإن مصير الحرب مع أميركا سيتحدد في هذا الميدان, لأن القوة الأميركية تعتمد على أساس القوة البحرية, وبسبب بعد قواتها عن ديارها, فإن كل قواتها البرية والجوية أيضا ستكون متمركزة على بوارجها". وأشار إلى أنه "لا يوجد في أي مكان بالعالم, باستثناء إيران, زوارق سريعة, نصبت عليها طوربيدات وأنظمة إلكترونية, عندما نتحدث عن الزوارق السريعة, فإننا نعني الزوارق بطول أقل من 20 و15 متراً, وليس الزوارق الأميركية بطول 48 متراً".  وأضاف ان سرعة الزوارق السريعة الإيرانية, بلغت حالياً ضعف سرعة سائر الزوارق السريعة, و"نأمل أن نوصلها إلى 3 أضعاف في المستقبل القريب", موضحاً أن واشنطن, تمتلك حالياً 8 زوارق قاذفة للصواريخ, مضيفاً أن طهران تمتلك أفضل أنواع الهيكل للزوارق السريعة في العالم, "إلا أن هذا ليس كافياً أيضاً, وينبغي أن تكون القوة البحرية للحرس مستعدة للأوضاع الجديدة والمختلفة". ولفت إلى أن الأميركيين, كانوا قلقين من الزوارق الإيرانية السريعة منذ العام 1987, حيث كانوا يعلمون أن طهران حققت نجاحاً ملفتاً في هذا المجال, وأنه من"الجدير بالذكر أنهم يقيسون أسلحتهم لدى اختبارها, بقولهم إن هذا السلاح قوي وجيد ولديه القدرة على مواجهة الزوارق السريعة". في سياق متصل, أعلنت القوات البرية الإيرانية أنها ستجري مناورات في شمال شرق البلاد, بهدف الحفاظ على جهوزية وحداتها وقدراتها القتالية, بدءاً من اليوم الإثنين, تستمر 3 أيام.

وقال مساعد القوات البرية لشؤون العمليات التابعة للجيش الإيراني العميد غلام علي غلامعليان إن القوات البرية المنتشرة شمال شرق إيران, ستجري مناورات "جعفر الطيار" بمنطقة خراسان الجنوبية اليوم.

وأضاف إن "هذه المناورات, تهدف إلى المحافظة على الجهوزية وارتقاء القدرات القتالية للوحدات العسكرية المنتشرة في هذه المنطقة إضافة إلى تطبيق التدريبات النظرية التي تلقتها الوحدات".

وأشار إلى أن هذه المناورات تعتبر جزءاً من البرامج السنوية للقوات البرية التابعة للجيش, وتهدف إلى تقييم مستوى قدرات الوحدات خلال المهام التي يتم تحديدها.

على صعيد آخر, قال وزير الدفاع أحمد وحيدي أن إيران ستطلق القمر الصناعي "فجر" إلى الفضاء باعتباره أحد البرامج المهمة في يونيو المقبل.

في سياق منفصل, أعلنت محكمة الثورة في طهران صدور الأحكام وتبليغها ل¯ 13 متهماًَ بالتجسس لصالح إسرائيل. وقالت مصادر أن هؤلاء المتهمين جندهم جهاز الاستخبارات الصهيوني (الموساد) عبر القنوات الفضائية والدعايات الكاذبة. من جانب ثان, قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي أن طهران لن تذعن للضغوط قبل المحادثات التي ستجريها في بغداد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي المختلف عليه. وأكد جليلي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الفرنسي السابق ميشال روكار في طهران, أن "زمن ستراتيجية الضغط قد ولى".

 

لماذا يجب مواصلة «الربيع العربي»؟

إياد أبو شقرا/الشرق ألوسط

«هناك علاج وحيد للعلل الناجمة عن الحرية.. هو الحرية» (توماس ماكولي)

يطول عرض مساوئ الأنظمة - أو على الأقل القيادات - التي أزاحها «الربيع العربي» المنقوص، لأنها كثيرة. على رأسها، في اعتقادي، تناقض الخطاب مع الفعل.

هذه القيادات جاءت حاملة شعارات براقة وزاعمة السعي إلى التقدم الاجتماعي، وإرساء دعائم الاستقرار، وتعزيز الوحدة الوطنية.. وأخيرا لا آخرا، تحرير فلسطين!

ولقد نضجت الثمرة الأولى لنكبة فلسطين (عام 1948) خلال شهور معدودات مع انقلاب حسني الزعيم في سوريا عام 1949. وكما عرف لاحقا رعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ذلك الانقلاب الذي كان بداية المواجهة القصيرة بين نفوذ واشنطن الإقليمي المتصاعد ونفوذ لندن المترهل المتقاعد.

الذريعة الجاهزة للزعيم يومذاك، بعيدا عن وراثة واشنطن نفوذ لندن في الشرق الأوسط، كان «إعادة الاعتبار للجيش» الذي «أهانه» الساسة التقليديون وأذلوا كرامته في فلسطين، ولا سيما بعد قصة ضبط شكري القوتلي «السمن الفاسد» في مستودعات الجيش السوري. أما في مصر، فكانت قضية «الأسلحة الفاسدة» التي قيل إن الجيش زود بها، وما حصل في الفالوجة وعراق المنشية، المبررَين لانتفاضة جمال عبد الناصر ورفاقه في تنظيم الضباط الأحرار. وأما عن العراق فتزايدت التراكمات منذ «ماكو أوامر» في حرب فلسطين.. وبلغت الذروة مع «حلف بغداد» وميثاق آيزنهاور، فتضافرت جهود الضباط الشيوعيين والقوميين والبعثيين لإطاحة سلطة الأمير عبد الإله ونوري السعيد.

كانت فلسطين المغيبة حاضرة دائما على مسرح التغيير. وكان بعض قادة التغيير - أقول «بعض» القادة - يعنون ما يقولونه، بل كان نفر منهم مؤمنا حقا بأن قضية فلسطين «معيار شرعية» أي نظام يقوم في المنطقة العربية، والمنطلق الطبيعي للنزعة التحررية التي تتلاقى تلقائيا مع حركة التحرر العالمية. ولكن فترة نضج حركة التغيير العربي جاءت قصيرة لسببين رئيسيين: المشكلات البنيوية الداخلية لقوى التغيير التي حالت دون تبلور «الثورة» (أو «الانقلاب») إلى «دولة مؤسسات»، وتعامل القوى الخارجية الكبرى معها.. تآمرا وتصديا وتوريطا.

ما يهمنا هنا المشكلات البنيوية الداخلية، على اعتبار أن القوى الخارجية ما كانت في يوم من الأيام جمعيات خيرية، بل هي دول وتوجهات لديها مصالحها الخاصة، ما يجعلها بمنأى عن التعاطف مع الشعوب، ولكن مع حرصها على المتاجرة بأحلامها. وهذا، بالضبط ما عاشته المنطقة العربية إبان حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي حتى تحقيق الولايات المتحدة نصرها الأهم في يونيو (حزيران) 1967، ومن ثم طرد الرئيس أنور السادات الخبراء السوفيات من مصر عام 1972، وتحالفه علنا مع واشنطن عام 1973.

عندما أسقط الضباط «الثوريون» في مصر والعراق وسوريا الطبقات الحاكمة السابقة، استعاضوا بـ«الثورية» التحررية والوحدوية العروبية عن الملامح المألوفة للمجتمع المدني بما فيه من تعددية حزبية وحرية إعلام. ويومذاك، استطاعت الظاهرة الناصرية في مصر والعسكريتاريا القومية - البعثية في العراق وسوريا تسليط الضوء على عيوب الأنظمة السابقة ومن ثم تضخيمها. غير أن تراكم الممارسات الخاطئة بمرور الزمن كشف عن أن عيوب «الثوريين» سابقا ليست بالضرورة أقل سوءا من عيوب سابقيهم التقليديين، بل في كثير من الحالات أسوأ وأخطر.

ولننظر، مثلا، إلى حال العراق وسوريا، حيث تولى محازبو حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة منذ عقد الستينات (في سوريا منذ 1963 وفي العراق منذ 1968)، بعدما صفى البعثيون رفاق «الثورة» من الشيوعيين والقوميين والناصريين وغيرهم.

بداية، كان حزب البعث العربي في الأصل حزبا قوميا عربيا علمانيا أحد مؤسسيه مسيحي اسمه ميشال عفلق. وعام 1952 اتحد الحزب مع الحزب العربي الاشتراكي (أسسه أكرم الحوراني).. فبات حزبا قوميا عربيا علمانيا يؤمن بالاشتراكية. أما عن حدود العراق وسوريا فهي حدود مصطنعة رسمها دبلوماسيان بريطاني وفرنسي هما السير مارك سايكس وفرنسوا جورج بيكو عام 1916، وجرى تعديلها عام 1923 في لوزان (معاهدة لوزان الثانية).

ولكن على الرغم من التلاصق والتراحم بين الكيانين الشقيقين، كانت معظم الفترة التي حكم فيها البعثيون العراق وسوريا فترة عداء مستحكم استمر حتى إسقاط نظام صدام حسين في العراق عام 2003. فالبعث العراقي (القيادة القومية للحزب) تحول تدريجيا بعد وجبات «تآمر» وإعدامات إلى تنظيم مصلحي ذي وجه سني، ومن ثم إلى تكتل سني مناطقي في شمال غربي البلاد يمسك فيه أبناء تكريت والمناطق المجاورة بخيوط النفوذ.. وانتهى طغمة عائلية نهبت البلاد. وفي المقابل، تحول البعث السوري (القيادة القطرية في سوريا) تدريجيا إلى تكتل لضباط الأقليات ومعهم سنيو الأرياف والأطراف، ثم انحصر النفوذ فيه بعد تصفيات و«انتحارات» وفترات سجن لا تنتهي، بطائفة أقلياتية واحدة هي الطائفة العلوية، ومن ثم ضاق إطار النفوذ ليتجسد، كما نرى اليوم، في عائلة الأسد ومن يلوذ بها ويخدم مصالحه.

في العراق وسوريا - وفي مصر أيضا - أدت فترة الهيمنة المتطاولة للطغم التي «ورثت» قوى التغيير (التكريتيون في العراق والأسديون في سوريا وآل مبارك في مصر) إلى تدمير الديناميكية في الحياة المدنية، وأسهمت إسهاما مباشرا في التفتت والتشرذم والهروب الاعتراضي اليائس إلى التطرف الديني.. بكل ما يحمله من مخاطر الفتنة في مجتمعات متعددة الأديان والطوائف.

اليوم عندما نرى تعدد المرشحين الرئاسيين اليساريين والقوميين والليبراليين في مصر في وجه الكتلة الإسلامية التي سيطرت على البرلمان بعد ثورة 2011.. ندرك مدى افتقار النخب السياسية المصرية إلى استيعاب أهمية العمل الجبهوي المؤسساتي. والشيء نفسه نجده في قوى المعارضة السورية التي يطغى عليها التشكك والتنافر في وجه نظام فئوي فاشي تغوّل في القتل والتدمير.. وها هو يلجأ إلى استثمار سلاحه القديم الجديد - أي الإرهاب - للالتفاف على الشرعية الدولية بأمل إطالة فترة تمزيقه نسيج شعبه وبيئته. وهو ما يعود بذاكرتنا حقا إلى عام 2003 عندما عجزت المعارضة العراقية المتشرذمة عن التخلص من صدام حسين وطغمته... إلا عندما وضعت نفسها في خدمة واشنطن وطهران واستقوت بالغزو الأميركي - الإيراني.

اليوم الفارق الأساسي بين «سيناريوهَي» التخلص من نظام صدام حسين ونظام بشار الأسد هو أن واشنطن وتل أبيب تحمستا للتخلص من الأول بالتفاهم مع طهران، لكنهما ترفضان التخلص من الثاني من دون صفقة مع طهران..

عودة إلى نقطة البداية.

المشكلة مع أنظمة كنظام صدام والأسد ومبارك أنها عبر السنين تعمدت تمزيق النسيج الاجتماعي (ولا سيما الفئوي) وتدمير المؤسسات السياسية وتسميم البيئة الثقافية.. بهدف تعطيل آليات تداول السلطة الذي هو المجال الطبيعي المتاح للمواطن كي يمارس حقه في تقرير مصيره. ولقد كانت العلاقة مباشرة بين طول فترة هذه الأنظمة وتفاقم فسادها وظلمها.. وتطرف رد الفعل ضدها. وهذا يعني شيئا واحدا فقط.. وهو أنه ليس صحيحا أن هذه الأنظمة تظل أقل سوءا مما تلاها أو سيليها، بل إن أنظمة كهذه لا بد أن تنتج ردات فعل سيئة... تماما كـ«عهد الإرهاب» في فرنسا.

وبالتالي، هذا الواقع يوفر دافعا أكثر إلحاحا للتخلص منها بدلا من التفكير بإصلاحها تمهيدا للإبقاء عليها.

كل مخاض مؤلم.. لكن الحقيقة أنه لا بديل عنه.

 

ضحيتان: السنّة والجيش

محمد سلام،

الإثنين 14 أيار 2012

الأحداث المؤلمة التي شهدتها مدينة طرابلس هي جزء من مؤامرة ممنهجة هدفها صار جلياً حتى للضرير الأعمى: سفك دماء السنّة عبر ضربهم بالجيش.

هكذا، برأي المتآمر، يستطيع أن يقضي على السنّة من دون إثارة حرب مذهبية.

جَرّبوها في البقاع، في مجدل عنجر، في عرسال، في جب جنّين. وجَرّبوها في صيدا، في إقليم الخروب، وجَرّبوها، ويُجَرّبونها في بيروت، وجَرّبوها سابقاً في عكار، ولما فشلت ..... طوّروها.

يثيرون اشتباكاً بين أهل طرابلس المسلمين السنّة ووحدات الجيش المنتشرة في طرابلس، وغالبية جنودها من السنّة. تسفر الإشتباكات عن قتلى في الطرفين. يقال لأهالي شهداء الجيش إن "الإرهابيين السنّة" في طرابلس قتلوا أولادكم، ويقال لأهالي شهداء طرابلس إن الجيش قتل أولادكم.

هكذا يحقق المتآمرون غايتهم وتسفر المؤامرة عن ضحيتين: السنّة والجيش.

لتحقيق هذا الهدف المرعب لا بد من صاعق تفجير. وإذا كان صاعق التفجير سنيّاً أيضاً فهذا أفضل لأنه هكذا يتزايد حجم الخسائر و "فخار سنّي يكسّر بعضو".

لذلك، ومنذ قرابة شهر، قام عملاء سنّة من جماعة المعمم بلال شعبان بإطلاق النار على تظاهرة تناصر الشعب السوري. لم تكن المسألة اعتراضاً على نصرة الشعب السوري، بل لمجرد استفزاز رد فعل لأن المتآمر يعلم أن مسؤولية تنظيف أقذاره الأمنية تقع على عاتق وحدات الجيش المنتشرة في المدينة.

وعندما يقوم الجيش بواجبه لضبط الوضع، يًسهُل استهدافه في العراء، وعندها يكون "منطقياً" اتهام "المتطرفين السنّة" بفتح النار على الجيش، ومع بعض "الرعاية والتوفيق" تتصاعد الاشتباكات، يرتفع عدد الضحايا ... ويقع الطلاق بين السنة والجيش، ومع بعض "الرعاية" الإضافية يقع أيضاً الطلاق بين السنّة والسنّة ... وفخار سني يكسّر بعضه.

حذَرنا مراراً وتكراراً في "سلام وكلام" من خطورة هذه المؤامرة، أضأنا عليها، كتبنا بوضوح أن الجيش خط أحمر، وهو جيش الجميع، عناصره أبناؤنا وأشقاؤنا. كتبناها بوضوح أن الطائفة السنّية ترفض زجها في مواجهة مع الجيش لأنها لا تعتبر الجيش عدواً، بل هي التي تمسكت به ودعمته في معارك نهر البارد وغيرها، وهي التي لا تبخل عليه بعزيز. ولكن ... المؤامرة مستمرة، بل متصاعدة ... ومتطورة.

صارت دعوة أهل السنّة إلى رفض الانزلاق في مواجهة مع الجيش من باب تحصيل الحاصل، ومع ذلك نكررها: عودوا إلى بيوتكم. الجيش ليس عدوكم.

ولكن دعوة السنة لرفض المؤامرة ليست وحدها شرطاً كافياً لإحباط المؤامرة. رفض مواجهة الجيش شرط ضروري، ولكنه غير كاف لإحباط المؤامرة.

السلطة التنفيذية، بشخص رئيسها الطرابلسي نجيب ميقاتي وبوزرائها الطرابلسيين والمستقلّين، مدعوة إلى التحرك الجدّي، الفعلي، العملي لإحباط المؤامرة والقضاء عليها والاقتصاص ممن يديرها.

وإحباط المؤامرة لا يكون فقط بإصدار أوامر لإطلاق النار على المسلحين، أو مداهمة مواقع أو منازل يشتبه بوجود أسلحة فيها. هذا الجزء من المهمة ضروري، تفصيلي، ولكنه لا يحبط المؤامرة، لأنه يتعاطى مع النتيجة ويغفل السبب.

مطلوب عمل جدّي، أي قرار وتنفيذ، لمعاقبة المُتَسبّب بما حصل.

طرابلس، كما غالبية المدن اللبنانية، أشبه ببرميل بارود. ما يعني أن هناك من وضع البارود في البرميل، وهناك من ألقى بعود ثقاب مشتعل فيه ... فانفجر.

المطالبة بتجريد المدينة من السلاح ضرورية، ولكنها غير كافية، لأنه إذا تم إفراغ البرميل من البارود فذلك لا يعني، ولا يضمن، أن المتآمر الذي عبأه في المرة الأولى لن يعود إلى تعبئته ثانية.

معالجة الوضع على هذه الطريقة أشبه ما تكون بحلقات مسلسل "أبو ملحم" مع فارق رئيسي، وهو أن "أبو ملحم" كان ظريفاً، طيباً، فيما المعالجة ساذجة، بل غبيّة.

المطلوب، بوضوح، معاقبة المتآمر الذي وضع البارود في برميل طرابلس، ومعاقبة الذي ألقى عود الثقاب المشتعل في البرميل المفخخ.

 =س= من الذي وضع البارود في البرميل الطرابلسي؟

=ج= "الممانعون" حزب السلاح بمساعدة وعناية من يتعامل معه من عناصر البعث الأسدي والحزب الحرداني إضافة إلى أعضاء "اتحاد العلماء المسلمين" المزعوم وهو حقيقة اتحاد العملاء الإيرانيين الذي يديره الشيخ حسان عبد الله، مدير مكتب السيد حسن نصر الله، كما جبهة العمل الإيراني.

المعممون هؤلاء هم أعداء الداخل السنّي. لا علاقة لهم بزيّهم ولا بالدين ولا بالله، يتقاضون بين ثلاثماية وثلاثة آلاف دولار شهرياً، كل حسب حجم عمالته، وينفقوها على سفك دماء السنّة.

هؤلاء، ومن يوقف متهمين إسلاميين من طرابلس من دون محاكمة لأكثر من خمس سنوات، وضعوا البارود في براميل طرابلس، وبيروت، وصيدا، وبلدات عكار، والمنية، والضنية، والبقاعات الثلاث، والعرقوب وإقليم الخروب. فهل تجرؤ حكومة ميقاتي على معاقبتهم، أو حتى على مساءلتهم؟

لا نريد أن نظلم دولة الرئيس ميقاتي الذي نعلم ظروف تكليفه وتأليفه وحكمه، ولأننا نعلم أن الحكومات السابقة أيضاً لم تتجرأ على هؤلاء، الذين تحميهم ممانعة قيام الدولة في لبنان.

لكن السؤال الأكثر صعوبة، وأكثر خطورة هو:

=س= من ألقى عود الثقاب المشتعل في برميل البارود الطرابلسي؟

=ج=  دولة الرئيس سعد الحريري كان الأكثر صراحة في الإجابة: "إن الجهاز الذي قام بعملية الاعتقال يجب أن يحاسب قانونياً، وقانونياً فقط".

الرئيس الحريري قصد بوضوح جهاز المديرية العامة للأمن العام الذي اعتقل المواطن شادي المولوي ما استتبعه موجة اعتراضات في الشارع.

فهل الأمن العام هو الذي ألقى عود الثقاب المشتعل في برميل البارود الطرابلسي؟

المديرية العامة للأمن العام قالت في بيان رسمي أنه "بعد متابعة دقيقة قام بها مكتب شؤون المعلومات في المديرية، وبإشراف القضاء المختص، تمت ملاحقة المدعو شادي المولوي وتمكنت من توقيفه بتاريخ اليوم (السبت 12 أيار) أثناء خروجه على مدخل مركز الخدمات الاجتماعية التابع للوزير محمد الصفدي في طرابلس، وقد اقتيد الموقوف إلى التحقيق بتهمة تواصله مع تنظيم إرهابي".

لا أحد يعترض على توقيف متهم بموجب أمر قضائي، بغض النظر عن التهمة الموجّهة إليه. لا أحد يعترض على تنفيذ القانون.

ولكن للوزير الصفدي، الذي ليس حليفاً للرئيس الحريري، رواية مناقضة لرواية الأمن العام.

يقول بيان صادر عن مكتب الوزير الصفدي في طرابلس إن "المواطن شادي مولوي استُدرج من قبل جهاز أمني بواسطة اتصال هاتفي به بحجة منحه مساعدة صحية إلى مركز الخدمات الاجتماعية للنائب الصفدي في ساحة النور ظهر اليوم، حيث بعد دقائق من وصول مولوي فوجيء الموظفون في المركز بدخول عناصر مسلّحة من الأمن العام في طرابلس من دون إذن أو سابق إنذار، وعمدوا إلى توقيف المواطن وإخراجه بالقوة إلى جهة مجهولة، ما أثار ذهول الموظفين والمواطنين الموجودين في مكتب الخدمات."

وأضاف البيان: "إن الوزير الصفدي إذ يربأ بجهاز الأمن العام استخدام مثل هذه الأساليب المستهجنة في استدراج المواطنين، يطالب بالإفراج فورا عن السيد شادي مولوي، ويعتبر أن هذه التصرفات مرفوضة رفضاً تاماً وهي تشكل خرقاً للقوانين وللأعراف وللحرمات، وتعطي عن الأمن العام صورة لا نرضاها له. ولذلك نطالب قيادة الأمن العام والجهات المختصة بفتح تحقيق بهذه الحادثة ومعاقبة المسؤولين عنها ليكونوا عبرة لسواهم في الإلتزام بالقوانين ..."  

ملفت بيان الوزير الصفدي لجهة دقته، وقانونية صياغته، والمرارة التي يعكسها.

بداية تحدث باحترام عن "المواطن" مولوي، فيما بيان الأمن العام أشار إلى 

"المدعو"، والفارق كبير بين الصفتين.

نسب بيان الوزير الصفدي استدراج المولوي إلى مكتب خدمات الصفدي إلى "جهاز أمني" لم يسمه، ما يعكس حرصاً على عدم إطلاق تهم لا يستطيع التأكد منها.

أما العناصر المسلحة التي فوجيء الموظفون بدخولها المكتب "من دون إذن أو سابق إنذار" فهم تحديداً وفق بيان مكتب الصفدي "من الأمن العام في طرابلس".

تحديد الجهة بأنها "الأمن العام في طرابلس" يؤشر إلى أن الوزير الصفدي على الرغم من غضبه وتألمه لتوريط سمعته ومكتبه في مسألة لا علاقة له بها، أراد أن يفتح نافذة للمديرية العامة للأمن العام للخروج من المأزق عبر الإيحاء بأن العناصر في طرابلس تصرفت من دون معرفة القيادة ... في بيروت.

لذلك، طالب بيان الصفدي "قيادة الأمن العام والجهات المختصة بفتح تحقيق بهذه الحادثة ومعاقبة المسؤولين عنها ليكونوا عبرة لسواهم في الإلتزام بالقوانين ..."

لكن بيان الأمن العام صدر عن المديرية في بيروت، حيث القيادة، متجاوزاً نافذة التسوية التي فتحها بيان الوزير الصفدي، ما قد يعني عملياً تبني العمل الذي قام به عناصرها في طرابلس.

وماذا عن التناقض بين الصفدي والأمن العام في تحديد موقع الاعتراض والتوقيف. الصفدي يقول حصلا داخل مكتبه بحضور شهود، أي بحضور الموظفين والمتواجدين، وبيان الأمن العام يقول حصلا خارج مكتب الصفدي!!!!!!!!!!

فمن الذي ألقى عود الثقاب المشتعل في برميل البارود الطرابلسي "داخل" مكتب الوزير السني؟

النتيجة هي ضحيتان: الجيش والسنّة. للسنّة نقول: لا تكونوا كرة النار التي تركلها أقدام المؤامرة في وجه الجيش.

 

لبنان بلا سنية سياسية

الإثنين 14 أيار 2012

لذلك اغتيل المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد

http://www.ittihadna.net/sub.aspx?ID=10&CatID=1

عندما اغتالت مخابرات حافظ الأسد سماحة المفتي الشيخ حسن خالد في 16 أيار (مايو) العام 1989 كان العماد ميشال عون يقصف بيروت تحت عنوان مُعلًن هو تحرير لبنان من جيش الأسد.

ما هي العلاقة بين التطورين؟

عندما كانت قذائف عون، المسيحي الماروني-رئيس الحكومة الانتقالية-قائد الجيش اللبناني، تنهمر على مواقع جيش الأسد في بيروت الغربية كان السكان السنّة، على الرغم من تضررهم من القصف، يؤيدون حرب عون على السوريين، ويبدون إعجابهم بتحقيق مدفعية الجيش اللبناني إصابات دقيقة في مواقع جيش الأسد.

عندما كان عون يتخندق في تلال سوق الغرب شرقي بيروت في مواجهة جيش الأسد وحلفائه، كانت شريحة رئيسية من جنوده الذين أثبتوا شراسة في القتال من المسلمين السنة، وتحديدا من قضاء عكار الشمالي.

باختصار، كان السنّة يؤيدون بكل جوارحهم التحرر من قوات الأسد.

السياسيون اللبنانيون السنّة ما كانوا يتجرأون على المجاهرة بهذا الموقف. حتى أن رئيس الحكومة سابقاً سليم الحص لم يتجرأ على المجاهرة بأن بيروت الغربية قصفت بمدافع جيش الأسد، وتحديداً بمدافع الهاون من عيار 240 ملم السوفياتية الصنع، وهي من ترسانة جيش الأسد، ولم يكن الجيش اللبناني يملكها.

السنّة كانوا مع تحرير لبنان من جيش الأسد، بغض النظر عن هوية من يحرر. ولكن الإدارة السياسية السنية كانت في مكان آخر، أسيرة مخابرات الأسد، أو علمانية المعتقد لا تعنيها الطائفة.

خلال حقبة تهاوي القيادة السنيّة اللبنانية بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1982، ومغادرة الرئيس المرحوم صائب سلام إلى سويسرا تفادياً للخضوع لنظام الأسد في لبنان، صعد نجم المفتي الشيخ حسن خالد، زعيما للسنية السياسية في لبنان في غياب الدولة وسلطاتها.

وعندما بدأ عون حرب تحريره وتصاعدت انتقادات المفتي خالد للأداء السوري في لبنان، خصوصاً بعد سقوط منطقة الطريق الجديدة البيروتية تحت احتلال لواء حركة أمل السادس في العام 1986 اتخذت مخابرات الأسد قرار تصفية الزعامة السنيّة.

نظام الأسد، المعادي أساساً للسنّة في سوريا، كان ينظر دائما بريبة إلى سنّة لبنان. وكما جوّف سوريا من قياداتها السنية، كان حريصاً على تجويف لبنان من قياداته السنيّة.

الأسد، باختصار لم يكن يرغب في رؤية زعيم سنّي حقيقي في لبنان. والمفتي خالد في ذلك الوقت كان الزعيم السنّي الوحيد، فكيف إذا كان هذا الزعيم ينظر بعين الرضى إلى تحرير لبنان من الأسد.

لذلك، اتُُخذ قرار تصفية المفتي خالد، لتفريغ القيادة السنية، ومن ثم إعادة تكوين شريحة سنيّة سياسيّة جديدة وفق مواصفات تحددها القيادة الأسدية، ليس أقلها الخضوع لقرارات الأسد.

ظروف تحقيق غاية الاغتيال الأولى (أي شطب الزعامة السنية تمهيداً لإعادة تكوين زعامة جديدة وفق المواصفات الأسدية) كانت جاهزة منذ اغتالت المخابرات الأسدية الشيخ الدكتور صبحي الصالح، رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) العام 1986.

هكذا ضمنت مخابرات الأسد أنه باغتيال المفتي خالد لن يوجد من هو مؤهل من الحقبة السابقة لوجودها في لبنان لتولّي الزعامة السنيّة. عندها تم تفجير سيارة المفتي خالد في منطقة عائشة  بكار ببيروت الغربية فشغر المنصب ... وحصل الأسد على طائفة يتيمة، لا زعيم لها.

وما زالت الطائفة اللبنانية السنّية يتيمة، لا زعيم لها، منذ ذلك الوقت، تعاني من إلتباس حاضرها وجهل تاريخها، ومن كان حاضره ملتبساً فلا وجود له حتى في الحاضر لأنه موجود بفعل غيره، وليس موجوداً بفعل ذاته، أو بواقع ممارسته لذاته.

لذلك، وانطلاقا من قاعدة أن الوجود الفعلي هو الأساس لأي وجود مستقبلي، تمر طائفة اللبنانيين السنّة بحقبة انتقالية-تأسيسية لبلورة حاضرها الملتبس تأسيساً لتجديد دورها الكياني في لبنان جديد ترتسم معالمه في موازاة الثورة السورية والتهاوي التدريجي لنظام الأسد، واسطة عقد "محور الممانعة" الممتد من حوض البحر الأبيض المتوسط حتى كوريا الشمالية، مرورا بدولة الفقيه الإيراني، طبعاً.

= في الحاضر السّني الملتبس:

قد يزعج كلامي البعض لأنه مؤلم. لكن الحقيقة مؤلمة وأنا لا افعل أكثر من قراءة نتائج تحليل المختبر العلمي لهذه الشريحة اللبنانية المسلمة السنّية المصابة ببلاء النكران، ووباء النسيان، ومرض التبعية للرقم حتى الإدمان وداء الخضوع حتى الهذيان.

 صار اللبنانيون المسلمون السّنة يتلذذون بإنكار ذاتهم، أو في أحسن الأحوال يخجلون من إعلان ذاتهم. صاروا يصدّقون أن من يقول أنا لبناني مسلم سنّي هو متطرّف ومحرّض مذهبي وعدو الاستقرار.

تناسى الجميع أن صفة اللبناني المسلم السنّي هي تعريف دستوري لشريحة لبنانية كيانية. نعم الدستور اللبناني هو الذي يعترف بالسنّة بهذه الصفة، كما يعترف ببقية الطوائف بصفاتها المماثلة، ويحدد لها حصصها في السلطات الثلاث إنطلاقاً من الصفة المذهبية، والتزاماً بها.

والتمسك بالصفة الرسمية-الكيانية-الدستورية لا يعني، بأي حال من الأحوال، إنكار خصوصية بقية الشرائح اللبنانية وهي بالمناسبة خصوصيات سياسية، وليست خصوصيات دينية أو مذهبية فقط.

والطائفة اللبنانية المسلمة السنّية، بالمناسبة، هي شريحة مسلمة سنّية، وليست شريحة إسلامية. فالإسلاميون هم سياسياً أبناء الأمة الإسلامية، فيما اللبنانيون المسلمون السنّة هم سياسياً-دستورياً أبناء لبنان، كما اللبنانيون المسلمون الشيعة، مثلاً، وكما اللبنانيون المسيحيون الكاثوليك أو الأرثوذوكس أو الموارنة، وكما اللبنانيون الدروز وغيرهم من اللبنانيين.

اللبنانيون المسلمون السنّة هم أبناء الإسلام الوطني، أي أبناء الوطن ضمن حدوده المعترف بها دولياً، وضمن شرائح الوطن المعترف بها دستورياً.

هو الإسلام الوطني الذي لم تسمح له العلمانيات اليسارية، الأممية والقومية، بالولادة، فسرقته من شعوبه بانقلابات عسكرية ودفنته قرناً من الزمن.

العلمانيون اليساريون، بشمولياتهم القومية-العنصرية والأممية الإلحادية، التي ترفض الآخر ما لم يكن ناكراً لذاته مثلهم، هم ليسوا من الشرائح الكيانية، كما جنود الولي الفقيه مثلا، أو كما حزب التحرير الإسلامي وبقية الإسلاميين في السياسة والدين.

لا مشكلة كيانية أو غير كيانية بين اللبناني المسلم السنّي واللبناني المسلم الشيعي، واللبناني الدرزي، واللبناني المسيحي. ولكن حتما هناك مشكلة سياسية بين كل من هذه الشرائح وأتباع الولي الفقيه الفارسي، كما أن هناك مشكلة إيمانية-كيانية بين كل من هذه الشرائح وشريحة العلمانيين.

القاسم المشترك بين أتباع الولي الفقيه وأتباع العلمانية هو أنهما يرفضان الآخر ما لم يكن مثلهما، أو خاضعاً لهما، كما يرفض كل منهما الآخر لأنه ليس مثله.

المشكلة تبرز تحديداً وتحدياً، لدى اللبنانيين المسلمين السنّة لأنهم، وعلى الرغم من كونهم حالة كيانية-دستورية، لا يجدون من يمثلهم بصفتهم هذه، ولا يجدون من يقبل بأن يكون قائدهم بصفتهم هذه.

المشكلة التي يقوم حولها الصراع في البلد ليست في التمثيل المسيحي، فكل تنظيم مسيحي يفاخر بلبنانيته وبمسيحيته.

المشكلة التي يقوم حولها الصراع في البلد هي، بكل موضوعية ووضوح، في تمثيل شريحة اللبنانيين السنّة، لأنه لا يوجد من يمثلهم بصفتهم هذه منذ اغتيال المفتي خالد. من يمثل السنّة في السلطة يكتسب صفته السنّية من الموقع الذي يشغله، كونه (أي الموقع) مخصص للبنانيين السنة، ولا يكتسب صفته من زعامته المعلنة للبنانيين السنّة، أو تمثيله المعلن للبنانيين السنّة خارج التنافس على الحصص في السلطة.

هنا، في التنافس على السلطة أو السلطات، مربط فرس غياب الزعامة اللبنانية السنية. وهذا التنافس على السلطة، وليس على الزعامة، هو من إنتاج المخابرات الأسدية، ووريثها الحزب الإيراني المسلّح.

أي سياسي سنّي يتنافس مع غيره من السياسيين السنّة على مركز في السلطة. وعندما يحصل على المقعد النيابي مدخلاً، يصير متنافساً مع حلفائه السنّة على المنصب الوزاري، ومنه يتنافس على موقع رئاسة الحكومة.

وعندما يحط رحاله في رئاسة الحكومة، المخصصة دستورياً لسنّي، يصير حُكماً مُلكاً لكل اللبنانيين لأنه رئيس حكومة لبنان، وليس رئيس حكومة اللبنانيين السنة.

هذه هي المعضلة السنيّة التي زرعها نظام الأسد، ويقاتل حسن نصر الله للحفاظ عليها ... كي لا يحظى اللبنانيون السّنة بزعيم.

المشكلة غير مطروحة لدى الطوائف المسيحية لأن مرجعياتها الروحية غير معنية بالقطاع العام، وبالتنافس على كراسيه.

المشكلة تعني المسلمين تحديداً، وقد وعتها إيران باكراً منذ عهد شاهها محمد رضا بهلوي، الذي أرسل الإمام موسى الصدر ليملأ فراغ زعامة الشيعة من خارج التنافس على السلطة. فنجح ... واختفى أو أخفي أو خطف أو قتل. الخلاصة أنه لم يعد موجوداً.

إيران الخميني استعاضت عنه بالسيد حسن نصر الله، الذي لا ينافس على السلطة، لا يترشح على الانتخابات، ولا يشارك في حكومات. هو، الزعيم الأعلى، يختار أدوات السلطة. يرشح فلاناً، يوزّر فلاناً، يسحب علتاناً، هو الزعيم ولا غيره.

ومن يعتقد أن دولة الرئيس نبيه بري هو زعيم الشيعة، أو أنه زعيم شيعي، مخطئ كليا مع كل الاحترام والتقدير لشخص الرئيس بري ولموقع رئاسة المجلس النيابي.

لو كان الرئيس برّي زعيم الشيعة أو حتى زعيماً شيعياً، لما قال الشيخ نعيم قاسم، نائب السيد نصر الله، في العام 2009 وقبل إجراء الانتخابات النيابية ما حرفيته "إن مرشح حزب الله لرئاسة المجلس النيابي القادم هو دولة الرئيس نبيه برّي".

تمعّنوا في الكلام. الشيخ نعيم قاسم لم يقل إن حزبه يريد ترشيح رئيس حركة أمل نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي، بل قال إن مرشح حزبه لرئاسة المجلس هو نبيه برّي.

دققوا في الكلام، تمعّنوا في المعاني، تدركون أن إيران صارت تملك  شريحة لبنانية، تعين لها ممثليها في سلطات الدولة اللبنانية، وتأخذها إلى حيث تريد.

دققوا في تفاصيل تكوين السلطة، تجدون أن السيد حسن نصر الله صار يختار للسنة ممثلهم الأعلى في السلطة السياسية، أي رئيس الحكومة، وكل ذلك سببه واحد: فراغ القيادة السنيّة منذ اغتيال المفتي خالد.

دققوا في التفاصيل الميدانية للحياة السياسية في لبنان تجدون أن بيروت كانت أول عاصمة عربية تسقط تحت احتلال جيش الفقيه الفارسي في السابع من أيار العام 2008 ولم يحصل أي رد فعل جدي في العالم، العربي والإسلامي كما غير العربي وغير الإسلامي، لسبب واحد هو ... غياب الزعامة السنيّة.

راجعواسياق الأحداث اللبنانية، فيتبين أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زار "أرضه" في جنوب لبنان، وخاطب إسرائيل من "عاصمته" بنت جبيل في العام 2010، ولم يع لا اللبنانيون ولا العرب ما الذي حصل وذلك فقط لعدم وجود زعامة لطائفة اللبنانيين السنّة تتولى مخاطبة بقية اللبنانيين، وبقية العرب، وبقية المسلمين وبقية العالم باسمهم.

أحمدي نجاد يزور جزيرة أبو موسى الإماراتية المُحتلة فتعترض دول الخليج العربية، وهذا حقها. ولكن إيران احتلت لبنان ولم يعترض أحد ... لأن الزعامة اللبنانية السنيّة غير موجودة.

كل "الحيثيات" السياسية التي تكونت بعد اغتيال المفتي حسن خالد وفق المواصفات الأسدية، أو وفق مبدأ الشراكة مع نظام الأسد ما يعني الموافقة على مواصفاته، لم تستطع تكوين حيثية سيادية لبنانية مسلمة سنية.

حتى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله وطيب ثراه، كان حريصاً على "تظهير" انتمائه لكل لبنان من دون العبور من الزعامة السنيّة، ربما لأنه كان يعلم أن أسس البقاء (على قيد الحياة وليس البقاء السياسي فقط) تفترض عدم مقاربة مسألة الزعامة السنيّة. كان يحفظ جيداً درس المفتي خالد.

إنسحب جيش الأسد، وورثه جيش الفقيه الفارسي، وما زالت مسألة الزعامة اللبنانية السنية ... ممنوعة، أو ملتبسة في أحسن الأحوال.

لكن، وفي ضوء تطورات الثورات العربية، وتطورات الثورة السورية تحديداً،  هل ما زال شعار "أنا مو زعيم سني، أنا مو حزب سني" مطروحاً؟

 

الراعي وصل إلى ديترويت المحطة الأخيرة من زيارته الراعوية: لبنان لا يمكن الاان يكون ديموقراطيا تعدديا ولا يمكن ان يحكم ديكتاتوريا

كل شيء معطل في البلد بسبب الولاءات القائمة وحدة الازمة في فقدان الثقة

وطنية - ديترويت - 14/5/2012 - وصل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي والوفد المرافق الى ديترويت في ولاية ميتشيغن في الولايات المتحدة الاميركية المحطة الاخيرة في زيارته الراعوية التي شملت المكسيك وكندا، وقد رافقه من وينزر في كندا برا، راعي أبرشية سيدة لبنان في لوس انجلوس المطران روبرت شاهين والمونسنيور الفرد بدوي، القنصل اللبناني العام في ميتشيغن حسام دياب والقنصل بشير طوق، الشماس هاني صفير ووفد من ابناء الجالية اللبنانية ضم كلا من الدكتور ضاهرالراعي، عبدو أبو جودة، الياس البواري، ميشال ناهض ، وهيب بدوي، فادي فرنسيس ، الياس يمين وشارل بو مارون.

ولدى وصوله الى باحة كنيسة رعية مار شربل في ديترويت، استقبل البطريرك الراعي بنشر الزهور والارز والاغاني اللبنانية الوطنية وفرق الدبكة اللبنانية وحملة السيف والترس في حضور مسؤولة مكتب المؤسسة المارونية للانتشار نجلا صوان ورئيس اللجنة المنظمة للزيارة لويس الفخري ممثلين عن الاحزاب اللبنانية كافة، رجل الاعمال هاني برو وحشد من ابناء الجالية.

وتوجه البطريرك الراعي الى الكنيسة، حيث ترأس قداسا احتفاليا عاونه فيه المطرانان روبرت شاهين وبولس صباح والمونسنيور الفراد بدوي، في حضور مطران اللاذقية السابق مسعود مسعود، رئيس المركز الاسلامي في أميركا الشيخ محمد دبوق وامام المسجد الشيخ محمد المرديني، رئيس البلدية جيمس فاوتس، رئيس مجلس الاغتراب اللبناني لرجال الاعمال نسيب فواز، ممثلين عن الطوائف والاحزاب اللبنانية ومديرة المؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني، رجل الاعمال اللبناني هاني برو وحشد من ابناء الجالية اللبنانية في ديترويت.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة شدد فيها على "أهمية تشديد روابط الشركة والمحبة"، مشيرا الى اننا "في أمس الحاجة الى هذه الشركة من اجل بناء العائلة"، وقال:"العالم كله في حاجة الى مصالحة في الرعية والوطن وبين الامم للخروج من الحروب والفتن التي يعيشها والنزاعات والتعدي على الحياة البشرية، ولبنان وطننا بأمس الحاجة لان يعيش الشركة والمحبة للخروج من الانقسامات الكبيرة التي تكسر العلاقة الاخوية بين المواطنين اللبنانيين وانتم على معرفة بذلك، بلدان الشرق الاوسط التي تتمخض كلها اليوم بتظاهرات وثورات وانتفاضات وتطالب باصلاحات وحقوق من اجل عيش كريم هذا العالم العربي اكثر من اي وقت مضى في حاجة الى شركة ومحبة فلا العائلة ولا المجتمع ولا الوطن والامم تستطيع ان تعيش بفرح ان لم تعش جمال الوحدة في الشركة والمحبة ونحن شهود باسم المسيح للخلاص الشامل لكل البشر مع الله اولا ومع الذات وكل الناس.

وشدد على أن "العالم في حاجة الى مصالحة ولا يمكن ان يكون المسيحي مسيحيا ولا يصافح او يغفر لغيره"، داعيا الى ان "تكون المحبة في القلوب لكي يلتقي البشر بروح الاخوة ولكي تترجم هذه الشهادة في حياتنا الروحية والوطنية والاجتماعية ولضمان حريةالشخص البشري والحرية بكل تنوعاتها وحقوق الانسان الاساسية ليعيش بكرامة، وعلينا أن نشهد مع المسلمين سوية للقيم الدينية لخلاص المجتمعات".

عشاء

وبعد القداس اقام رئيس دير مار شربل المونسنيور الفرد بدوي مأدبة عشاء على شرف البطريرك، شارك فيها عدد من الفاعليات والمسؤولين الكنديين واللبنانيين وحشد من المدعوين، وألقيت كلمات أكدت مواقف البطريرك الراعي، فألقى رئيس بلدية واين اللبناني الاصل عبد الحيدوت كلمة تمنى فيها على البطريرك "الاستمرار في دوره ورسالته لتوحيد اللبنانيين في لبنان متمنيا له رحلة موفقة".

بدوي

ثم ألقى المونسنيور بدوي كلمة نوه فيها ب"ما يقوم به البطريرك لجمع شمل اللبنانيين ومن اجل الكنيسة في الوطن والمهجر".

فينيرون

ثم ألقى مطران الكنيسة الكاثوليكيةآلان فينيرون كلمة رحب فيها بالبطريرك باسم الكنيسة الكاثوليكية في ميتشيغن متحدثا عن دور الموارنة وتاريخهم.

حداد

وألقى المطران روبرت حداد كلمة ترحيبية، ثم كانت كلمة أبناء رعية مار شربل ألقاها لويس الغفري، عدد فيها إنجازات أبناء الجالية التي تعكس الصورة الحقيقية للنسيج اللبناني"، متمنيا على البطريرك "إبلاغ المسؤولين اللبنانيين لأن يرتقوا بخطابهم السياسي الى المستوى الذي يليق بهم وبجميع اللبنانيين والى ان الحوار الهادىء هو وحده الذي يؤدي الى انقاذ ما تبقى معلنا تأييده لمواقف البطريرك الراعي.

دياب

ثم ألقى القنصل العام حسام دياب كلمة قال فيها: "اسمحوا لي أن أشكركم جميعا وخصوصا كنيسة مار شربل المارونية على نعمة هذا اللقاء مع البطريرك الراعي، أشعر بالفخر لوجودي هنا معكم الليلة للاحتفال بهذه الزيارة التاريخية لغبطته الى جنوب شرق ميتشيغن".

وأضاف:"لقد اجتمعنا هنا الليلة من كل الاطياف لنعبر عن حبنا وتقديرنا لوجودك بيننا. حضرة البطريرك، منذ تتويجك البطريرك ال 77 للموارنة في آذار 2011 عملت على تعزيز دور البطريركية وترجمة رسالتك المحبة والشراكة على الصعيد الوطني، الاقليمي والدولي وقد عملت على تعزيزالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء وتقوية اواصر المحبة بين اطياف مجتمعنا التي تشكل وطننا لبنان ومنطقتنا عاملا على نشر رسالة الوحدة في مجتمعنا".

وتابع:"في غمرة الاحداث المصيرية التي عصفت في منطقتنا أخيرا، كنت داعيا الى العيش المشترك الهانىء الذي يقوم على مبادىء الوحدة والمحبة والارادة الطيبة. وقد استخدمت منطق الحوار، حوار الافكار والقلوب لخلق روابط مبنية على الوعي والاعتراف المتبادل بين الناس من حضارات واديان مختلفة".

وقال:"رسالتك هي تطبيق صادق ومخلص للعظة البابوية التي أطلقها قداسة البابا بولس يوحنا الثاني الذي وصف لبنان انه اكثر من بلد انه رسالة حرية ومثال للعيش المشترك للشرق والغرب على حد سواء. ان رسالتك تمهد الطريق للرسالة التي سيوجهها قداسة البابا السادس عشر الى لبنان والمنطقة خلال زيارته المنتظرة الى لبنان في ايلول المقبل. ولكي نعمل على تحقيق رسالتك المحبة والشراكة علينا ان ندرك كمجتمع انه بات من المهم ان تتظافر جهودنا جميعا قادة وغير قادة على حد سواء، كل وفق قدراته لتحقيق رسالة غبطتك بطريقة عيش صادقة في مجتمعنا كما يمكننا تحقيق ذلك من خلال عملنا والتفاني كمجتمع لخير وطننا وتثقيف واطلاع شبابنا عل ارثنا والانخراط في الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية في وطننا لبنان".

وأضاف:"لهذا الهدف ادعو اللبنانيين ليتسجلوا في القنصلية اللبنانية للحصول على الجنسية اللبنانية ليتمكنوا من الاقتراع كمغتربين خلال الانتخابات النيابية لعام 2013. ان رسالتك ساعدت مجتمعنا ليدرك الرؤية المشتركة للوحدة التي وطدت الروابط بين مجتمعنا ككل . ان المجتمع اللبناني والعربي توافد الى هنا الليلة تقديرا لزيارة غبطتك التاريخية لهم هنا في ميتشيغين وهم ينتظرونك لتباركهم بكلماتك التي تحمل الامل والالهام الروحي".

الراعي

ورد البطريرك الراعي بكلمة جدد فيها دعوته المغتربين الى "الحفاظ على هويتهم وجنسيتهم اللبنانية وعلى أرضهم في لبنان"، شاكرا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والوزير السابق ميشال إده على "تأسيسهما المؤسسة المارونية للانتشار التي تعمل على مساعدة المغتربين في تسجيل وقوعاتهم الشخصية".

وذكر ب"الميثاق الوطني الذي ارتضى فيه المسلمون والمسيحيون العيش معا"، لافتا الى اننا "اليوم في حاجة الى عقد اجتماعي جديد يحافظ على هذا الميثاق".

وقال:"لبنان لا يمكن ان يكون الا بلدا ديموقراطيا تعدديا لا يمكن ان يحكم ديكتاتوريا او احاديا ولذلك ثقافته الحريات العامة وحقوق الانسان الاساسية حوار وتوافق وهذا أمر صعب. لذلك يمر لبنان بظروف ولكن اللبنانيين مجتهدين في خلق الأزمة وإيجاد الحلول لها، لذلك يقال إن كل الازمات في الشرق يحبل فيها في هذا العالم المشرقي والولادة تكون في لبنان".

وذكر البطريرك ب"الاحداث التي مرت على لبنان منذ العام 1985 حتى العام 1990 وكانت الحلول تأتي لا غالب ولا مغلوب وتطوى الصفحة بعد ان يكونوا قد قتلوا بعضهم البعض وعطلت البلاد وثقافة العيش هي التي غلبت كل شيء وعاد اللبنانيون الى بعضهم البعض وضمدوا جراحهم".

وتحدث عن "الانشطار الحاصل في لبنان بين قسمين سياسيين مختلفين متعاونين ويختزلون الشعب اللبناني ويأخذونه رهينة"، مشيرا إلى أن "هذه الازمة مستوردة ونتيجة خلاف كبير على المستوى الاقليمي العربي مع ارتباطات دولية دخلت الى البلاد وعطلت كل الحياة السياسية والاقتصادية".

ورأى أن "حدة الازمة اليوم في لبنان فقدان الثقة التي من أساسها انطلق منها الميثاق الوطني فالثقة مفقودة ولا يمكن ان يستمر البلد على ما هو"، مؤكدا أن "اللبنانيين مدعوون للجلوس الى طاولة وبناء عقد اجتماعي جديد قائم على ثقة الميثاق الوطني عام 1943 مجددا التأكيد أن خلاص لبنان من الازمة التي نعيشها اليوم يأتي من الانتشار".

وقال:"إن اللبنانيين عندما أنشأوا الميثاق الوطني 1943 كانوا يرددون دائما لبنان واحد لا لبنانان ولكن اليوم لا نستطيع تعداد كم لبنان يوجد، فكل شخصية سياسية لبنانها لبنان وكذلك كل حزب وكل طائفة ولا يجوز أن يستمر بهذا الشكل وكأن لبنان الشخص الغائب وعليكم انتم مسؤولية رفض هذا الواقع وعدم قبولكم الا بلبنان واحد وعليكم مطالبة المسؤولين بمعرفة التمييز بين الانتماء والولاء فالانتماء الى وطن وطائفة وزعيم ممكن ولكن الولاء للبنان فقط".

ورأى البطريرك الراعي أن "كل شيء معطل في البلد بسبب الولاءات القائمة، التعيينات متوقفة وسفارات عديدة شاغرة هو ولا قرارات إصلاحية اقتصادية تخرج من الازمة الكبيرة وذلك لأن الولاء لأشخاص لا للبنان"، داعيا الانتشار إلى "إطلاق صرخة كبيرة تقول كفى، نحن نريد ولاء للبنان وليس لأحد".

ودعا المغتربين إلى "الاستثمار في لبنان من أجل إيجاد فرص عمل للشباب اللبناني لكي يبقى في ارضه ولا يهاجر".

وختم قائلا:" ثقافة لبنان هي وحدها التي تخلصه".

ساسين

بدوره، وصف عضو هيئة التيار الوطني الحر في ميتشغن سليم ساسين زيارة البطريرك ب"الجيدة، وجميع ابناء الجالية اللبنانية على اختلاف طوائفهم واحزابهم يرحبون بصاحب الغبطة وهي تزيد الترابط بين لبنان المغترب والبلد الام ونتمنى على البطريرك التواصل مع الشباب المغترب لتقوية جذورهم في وطنهم لبنان. كما نتمنى عليه التواصل مع الشباب الجامعيين المغتربين ووضع برنامج لتنمية القرى الريفية".

وأكد أن "العمل مستمر لتسجيل الوقوعات الشخصية للمغتربين"، داعيا الدولة إلى الاهتمام بالاغتراب اللبناني الذي هو ثروة للوطن ونحن في حاجة لكي تتواصل الدولة معنا وتهتم بشؤوننا وتساعدنا والا يتذكروننا فقط وقت الحاجة، فنحن في حاجة لأن يكون التواصل قائم ومستمر بين لبنان الرسمي ولبنان المغترب".

برو

بدوره، رحب رجل الاعمال المغترب اللبناني هاني برو بزيارة البطريرك الراعي، واصفا إياها ب"التاريخية"، معتبرا انها "ليست فقط للمسيحيين بل لكل ابناء الجالية اللبنانية على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وهي تساعد على توطيد اواصر التواصل بين لبنان المغترب ولبنان المقيم".

وكان البطريرك الراعي زار قبيل توجهه الى ديترويت مدينة ليميتين الكندية وترأس قداسا امام تمثال السيدة العذراء حيث شدد في عظته على "دور العائلة في بناء المجتمع والوطن، منوها بما تقوم به أمهاتنا - صودف امس "عيد الام" - في تربية اجيال صالحة لخدمة الوطن".