المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 23 أيار/2012

انجيل القديس متى 05/13-16/الملح والنور

أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح، فماذا يملحه؟ لا يصلح إلا لأن يرمى في الخارج فيدوسه الناس. أنتم نور العالم. لا تخفى مدينة على جبل، ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، ولكن على مكان مرتفـع حتى يضيء لجميع الذين هم في البيت. فليضىء نوركم هكذا قدام الناس ليشاهدوا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات.

 

عناوين النشرة

*مجلس الشيوخ الاميركي يقر عقوبات جديدة ضد ايران

*مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو: الوكالة الذرية وإيران توقعان قريباً اتفاقا حول الملف النووي 

*بان كي مون يدعو جميع الأطراف اللبنانية "إلى مضاعفة الجهود والمحافظة على الاستقرار

*الاتحاد الاوروبي "قلق بشدة" من أعمال العنف في لبنان 

*الموافقة على طلب تخلية سبيل شادي المولوي

*مروان حمادة: هذه الحكومة عاجزة عن القيام بأي أمر وميقاتي "متل ما إجا بيروح"  

*نجيب ميقاتي لم تستفزه عمامتان مضرّجتان بالدماء في عكار

*المكتب الإعلامي لميقاتي رد على نواب بيروت في "المستقبل": الجميع يعلمون ما قام ويقوم به رئيس الحكومة من جهود لاطفاء النار

*إسرائيل تحذر من تظاهر إيران بإحراز تقدم في المحادثات بشأن برنامجها النووي

*صفير يرأس قداساً لراحة نفس فرج بو عبدالله

*علَّم "البلطجية" كيفية استخدام المواد المنزلية في إنتاج قنابل 

*"حزب الله" درب بحرينيين شيعة لتنفيذ عمليات تخريبية ضد السلطات

*السفارة الاميركية تذكّر مواطنيها بقرار توخي الحذر

*علي حمادة: قرار الدول العربية منع مواطنيها التوجه للبنان اتى بعد مضايقات من قبل بعض الأجهزة اللبنانية

*عباقرة أم عملاء/حماده/النهار

*هجوم على الحكومة ونظام الأسد خلال تشييع الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه

*استنفار سياسي وديني لمنع الانفجار في الشمال وسط دعوات لتنظيف الجيش من "المندسين" و"العملاء"

*جعجع لـ"المستقبل": لا حلّ إلا برحيل الحكومة فوراً واستبدالها بحكومة حيادية و"حزب الله" وعون خائفون من سقوط النظام السوري ويحاولون مساعدته ولو على حساب لبنان والعرب

*الحريري: أكاذيب الجعفري كانت إشارة الإنطلاق لمخطّط النظام السوري ضد لبنان 

*الحريري يدعو لمواجهة مرتزقة النظام السوري..ونواب بيروت يطالبون باستقالة ميقاتي 

*حكومة ميقاتي مسؤولية عن كل ما تعرضت له بعض مناطق العاصمة

*ليلة طرد البرجاوي وحمدان من "الطريق الجديدة"

*البرجاوي: يمارسون ممارسات شاذة ويشتمون نظام الرئيس السوري بشار الاسد

*روايات شهود عن اشتباكات الطريق الجديدة والسيارات الغامضة التي أجْلَت شاكر البرجاوي

*الناطق باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كاثرين آشتون،: للحفاظ على النظام ونزع فتيل التوتر وتأمين الهدوء

*فتفت: ميقاتي لا يمتلك صلاحية الإستقالة

*مجدلاني: للذهاب الى الحوار ومعالجة السلاح غير الشرعي

*ميقاتي ممنوع عليه الاستقالة والقرار بيد من أتى به رئيسا للحكومة

*سامي الجميل ل"الوطنية":التحالف لا يعني السكوت عن الخطأ ,الحديث عن اغتيال للشيخ عبد الواحد غير مقبول ولننتظر التحقيق

*النائب علي عمار:"المستقبل" لايتحمل الرأي الاخر لا في منطقته ولا في طائفته

*تقارير: الجيش أظهر احتراما للشيخ عبد الواحد لكن الوفد كان مسلحا

*المشنوق يعود الجرحى وحوري يجول في الأحياء وريفي يتفقد الوحدات الأمنية

*الطريق الجديدة تستفيق من هول الاعتداء وتحمّل الحكومة المسؤولية/ باسم سعد/المستقبل

*شاكر البرجاوي "سوبرمان" 8 آذار... وفتح ترد بحزم 

*عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دي فريج للمستقبل: دول الخليج لا تؤمن بحكومة حزب الله

*بسبب سيطرة "حزب الله" على مفاصله من خلال الموالين لميشال عون 

*مخاوف جدية من انشقاقات في الجيش اللبناني على أساس طائفي

*زيارة جبريل مشكورة ومشؤومة،/جنبلاط: ألا يستطيع وزير الدفاع التعبير عن عبقريته السياسية والعسكرية إلا من خلال الترويج لوجود القاعدة في لبنان بأي ثمن؟

*راجح السنّي /ديانا حدّارة

*توجيه التهم لـ 10 من «القاعدة» بمحاولة اغتيال مسؤول سعودي

*الرياض: تحذيرات أميركا «غير مبررة»

*راسموسن: "الأطلسي" لا ينوي القيام بأي عمل عسكري ضد نظام الأسد 

*خطط أميركية لتأمين الأسلحة الكيماوية السورية عبر تدخل سريع

*تغيير خريطة السنّة اللبنانيين/حسام عيتاني/الحياة

*لا خروج للبنان من صراعات المحاور والأزمات إلا بالحياد أو باللامركزية أو بالفيديرالية/اميل خوري /النهار

*تصاعد المخاوف من معادلة الزعزعة ولجم تصدير الأزمة رهن بالنظام السياسي/روزانا بومنصف /النهار

*وداع مؤثّر لشهيدَي البيرة وسط مشاركة سياسية وشعبية واسعة

*إلّا الجيش /غسان حجار /النهار

*مجموعات تطوي صفحة الميثاق الوطني بالغلبة والعددية/الخوري اسكندر الهاشم /النهار

*قصة تهجيرنا إلى كندا في ظلّ الجمهورية العربية المتحدة/ايلياس ملكي حنا/النهار

*سلمونا الشيخ عطية وإلا... سنبعد 30 ألف لبناني شيعي من قطر/ابراهيم الجبيلي/الديار

*في "الذكاء" الممانع/علي نون/المستقبل

*تقسيم سوريا يُنهي تركيا وإيران ويضرب الأطلسي/أسعد حيدر/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

مجلس الشيوخ الاميركي يقر عقوبات جديدة ضد ايران

نهارنت/صادق مجلس الشيوخ الاميركي على فرض عقوبات جديدة على ايران لاقناع الجمهورية الاسلامية بتعليق تخصيب اليورانيوم الذي تشتبه الدول الغربية بانه غطاء لتطوير اسلحة نووية.

وتمت المصادقة على هذا الاجراء بالاجماع قبل المحادثات المقررة الاربعاء في بغداد بين ايران وممثلي الدول الست الكبرى. ويسمح النص للرئيس باراك اوباما بفرض عقوبات على اي بلد او شركة تتعامل مع ايران لتطوير مواردها من النفط او اليورانيوم او تزود ايران بالموارد او التكنولوجيا لتحقيق ذلك. كما ينص على اتخاذ تدابير ضد اي طرف يؤمن موارد "تساهم في مساعدة ايران على تطوير اسلحة دمار شامل او القيام بانشطة ارهابية". وتؤكد ايران ان برنامجها النووي لاغراض مدنية بحتة. وقال السناتور الديموقراطي روبرت مينينديز ان "البيت الابيض مصمم كما الكونغرس على منع ايران من حيازة اسلحة نووية". واضاف ان بامكان ايران اما "ان تأتي الى بغداد مع خطة حقيقية" لوضع حد لبرنامجها النووي "او سنضع خطتنا، من خلال عقوبات او اجراءات اخرى، للتأكد من ايران لن تحقق طموحاتها النووية". من جهته قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الاميركي ميتش ماكونيل ان "مجلس الشيوخ عمل بجد لتحسين عقوباتنا على ايران. وهذه الجهود اضافة الى عقوبات الاتحاد الاوروبي سترسخ موقف مفاوضينا". وكان مجلس النواب الاميركي اقر في 14 كانون الاول عقوبات على ايران. وهذا النص يفرض عقوبات على شركة النفط الايرانية والشركات النفطية والحرس الثوري وسيوسع لاول مرة العقوبات المفروضة على القطاع النفطي في ايران ليطال اي شراكة تقيمها الحكومة الايرانية في العالم. كما ينص المرسوم على عدم منح تأشيرات لافراد وشركات تزود طهران بتكنولوجيا لقمع المعارضين وتجميد ارصدتهم. كما يتضمن المرسوم بندا ادرجه السناتور راند بول ينص على ان الاجراء لا يجيز استخدام القوة العسكرية.

 

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو: الوكالة الذرية وإيران توقعان قريباً اتفاقا حول الملف النووي 

أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن الوكالة وإيران توصلتا إلى اتفاق يهدف إلى تسوية الخلافات بينهما حول الملف النووي، وقال في مطار فيينا لدى عودته من زيارة استمرت يوماً واحداً إلى طهران "قررنا أنا والسيد جليلي التوصل إلى اتفاق حول نهج منظم"، مشيراً بذلك إلى كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي. وأضاف أن الاتفاق سيوقع قريباً. وذكر أمانو أن سعيد جليلي "أوضح أن الاختلافات الموجودة لن تكون عقبة أمام الاتفاق". ولم يسهب في الحديث عن مضمون تلك الاختلافات، واصفاً القرار بأنه "تطور مهم"، وخاتماً بالقول: "إن الشيء المهم هو أني تحدثت مباشرة مع المسؤولين الإيرانيين، وبتنا نفهم بشكل أفضل مواقف بعضنا البعض". (أ.ف. ب.)

 

بان كي مون يدعو جميع الأطراف اللبنانية "إلى مضاعفة الجهود والمحافظة على الاستقرار" 

أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه حيال التوتر في لبنان، مشيراً إلى أن المنسق الخاص للامم المتحدة من أجل لبنان ديريك بلومبلي "ينشط على الأرض ويشجع جميع الأطراف المعنيين على العمل من أجل تأمين الهدوء والاستقرار في البلاد".وشدد بان كي مون في بيان صادر عن الأمم المتحدة على "ضرورة المحافظة على استقرار لبنان"، داعياً "جميع الأطراف اللبنانية إلى مضاعفة الجهود" في هذا الاتجاه. (أ.ف. ب.)

 

الاتحاد الاوروبي "قلق بشدة" من أعمال العنف في لبنان 

أعلن بيان للاتحاد الاوروبي أن وزير خارجية الاتحاد كاثرين آشتون "تتابع من كثب الأحداث في لبنان، وهي قلقة بشدة من اعمال العنف". وأضاف أن آشتون تؤيد "كل الجهود الهادفة إلى حفظ النظام وخفض التوتر وضمان الهدوء والأمن للجميع في كل أنحاء لبنان"، مكرراً "الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله واستقراره ووحدته".(أ.ف. ب.)

 

الموافقة على طلب تخلية سبيل شادي المولوي 

وافق قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبه على طلب تخلية سبيل الموقوف شادي المولوي وفقا لرأي مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مقابل كفالة ماليةقدرها 500 الف ليرة. وقد منع المولوي من السفر. (الوطنية للإعلام)

 

متابعة التحقيقات مع العسكريين الموقوفين بمقتل عبد الواحد ومرعب 

لا تزال التحقيقات مستمرة مع الموقوفين الضباط الثلاثة والعناصر الـ 19 بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر في قضية مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه محمد حسين مرعب (عند حاجز للجيش) في بلدة الكويخات – عكار.(الوطنية للإعلام)

 

مروان حمادة: هذه الحكومة عاجزة عن القيام بأي أمر..وميقاتي "متل ما إجا بيروح"  

أكّد النائب مروان حماده على وجوب أن "تُحدَد المسؤولية السياسية والأمنية في مسألة مقتل الشيخ (أحمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد حسين مرعب عند حاجز للجيش في بلدة الكويخات)"، لافتًا الى ضرورة أن لا "تمر هذه الحادثة مرور الكرام لأن هذا الشيخ يعمل في مجال الخير والتعليم في منطقة عكار". ورأى في حديث لقناة "أخبار المستقبل" أن عبد الواحد "استهدف في كرامته قبل استهدافه بشخصه"، مضيفًا: "نحن لا ننتظر شيئاً من وزير الدفاع (فايز غصن) مع أن هذه المسؤولية مسؤوليته ومع ذلك نأى بنفسه في هذه الحادثة، ولو حصلت هذه الحادثة في أي بلد من بلدان العالم الديمقراطية لكان استقال الوزير المختص". واذ لفت الى أن "التطلع هو لناحية قائد الجيش (العماد جان قهوجي) لمتابعة الأمور"، شدّد حمادة على أن "هذه الحكومة عاجزة عن القيام بأي أمر"، متابعًا: "فالاقتصاد في تراجع، والأمن اهتز في العديد من المناطق حيث وضعت هذه الحكومة الوضع الأمني الخارجي للبنان في خطر" . وأشار حمادة الى وجوب "التفكير بحكومة حيادية تهدئ النفوس وتعيد الأمن الى البلاد وتعالج بعض المشكلات وتشرف على انتخابات نيابية شفافة". وحول دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، قال حمادة: "هل نجتزئ كل الحوار ونحصر بما حصل في طرابلس ونحدد البحث بعدد معين من "الكلاشينكوفات" ونترك غابة السلاح المنتشرة في لبنان؟. حمادة الذي رأى أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "متل ما إجا بيروح"، تابع: "أي أن "حزب الله" أتى به وهو من يخرجه، واذا سقط الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يلحق به (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح النائب ميشال) عون سياسياً". أما حول المذكرة التي وقعها وزير الداخلية مروان شربل لنقل النفوس، رأى حمادة أن "تزوير الإنتخابات النيابية قد بدأ"، متسائلًا: "كيف يمكن لوزير الداخلية أن يعمم هكذا مذكرة، ومن قال أن هناك تغييراً لقانون الانتخابات؟. وعن التنسيق بين قوى الرابع عشر من آذار، أكّد حمادة أن "الاتصالات لم تتوقف بين قوى 14 آذار"، مشيرًا الى "الأحداث الأمنية المتتالية ومحاولات الاغتيال التي حصلت، من التحذير (لمنسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية") للنائب سامي الجميّل من عدم حضور عشاء اقيم في المتن الى محاولة اغتيال (رئيس "حزب القوات اللبنانية") سمير جعجع والذي نجى منها بأعجوبة". ولفت حمادة الى أنه "لن يكون هناك أي تحرك من قبل قوى 14 آذار ذي طابع غير سلمي"، موضحًا أن "التحرك ممكن أن يكون إعلامياً أو شعبياً والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات".

 

نجيب ميقاتي لم تستفزه عمامتان مضرّجتان بالدماء في عكار

المستقبل اليوم/نجيب ميقاتي لم تستفزه عمامتان مضرّجتان بالدماء في عكار، وتعامل مع الجريمة ببرودة أعصاب، لكن نجيب ميقاتي استفزّه بيان من نواب بيروت.

نجيب ميقاتي لم يستفزّه منظر الطريق الجديدة تشتعل على يد مرتزقة النظام السوري، وتعامل مع الحريق ببرودة أعصاب، لكن نجيب ميقاتي استفزّه بيان من نواب بيروت.

نجيب ميقاتي لم يستفزّه منظر مدينته، طرابلس، تدمر بنيران متبادلة بين مرتزقة النظام السوري، السنة منهم والعلويون، وتفرج أياماً من دون أن يصدر عنه موقف، ومن دون أن يتخذ قراراً بإرسال الجيش لوقف الجبهة بين بعل محسن والتبانة، لكن نجيب ميقاتي استفزّه بيان من نواب بيروت. بسرعة قياسية وبلغة عنيفة هي بالتأكيد ليست لغته، وبفقدان أعصاب استثنائي، اتخذ نجيب ميقاتي موقفاً من بيان لنواب بيروت. نواب بيروت واجهوه بحقيقته، وقالوا له إنه هو، وليس الجيش أو الأمن العام أو غيرهما، المسؤول، وعليه أن يتحمل المسؤولية. قالوا له إنه هو، وليس الجيش أو إدارة ما، المعني بالرد المفنّد على كذب جعفري النظام السوري في الأمم المتحدة، المستند الى تقارير زعم أنها من حكومة الميقاتي، بصفته رئيساً لمجلس الوزراء، وليس الاكتفاء بالتعليق عليه وكأنه محلل صحافي مبتدئ. نواب بيروت قالوا له، خربت معيشة اللبنانيين، وعلاقاتهم العربية، وأمنهم، وزعمت أنك ما خنت الحريري وانقلبت عليه وعلى عهودك وقسمك على الكتب المقدسة إلا من أجل الاستقرار، وربّحت الله والخليقة والعرب والعالم جميل ما سمّيته "حكومة الاستقرار"، فإذا بك المشرف العام على عودة الحرب الأهلية والغطاء لمخطط أسيادك في دمشق لحرق لبنان كي يبتزوا به العالم، ويصوّروا مدينتك ومنطقتك وعاصمتك وطائفتك على أنها الشيطان الرجيم بعينه. نواب بيروت قالوا له: اثبت لنا وللعرب والعالم أنك لست تابعاً، ولست عريفاً استخبارياً، ولست متواطئاً، واستقل. أثبت لنا أنك قادر على الوصول الى النتيجة المنطقية واستقل. نجيب ميقاتي بالفعل استقال أمس. استقال من تاريخه ومن شخصيته ومن أي بقيّة متبقّية من الصدق مع النفس، بعد أن فقد كل صدق مع أهله وشعبه والعرب، فأصدر بياناً نارياً، لكن في التوقيت الخطأ، وفي الموضوع الخطأ. نجيب ميقاتي، أجاب، وفي جوابه حقيقة واحدة وحيدة: بشار الأسد هو من وضعه حيث هو، وبشار الأسد هو الذي يقرّر كيف ومتى يذهب نجيب ميقاتي من حيث هو وإلى أين. كل ما وجده، في حمأة فقدان أعصابه هو اتهام "المستقبل" بأنه يريد الحلول محله في رئاسة الحكومة، ناسياً أن كل نواب "المستقبل" وبيروت و14 آذار ولبنان أولاً، من دون استثناء ما فتئوا يكرّرون أنهم يطالبون بحكومة حيادية. لكن كيف لا ينسى نجيب، والنعمة الوحيدة التي بات يملكها هي النسيان: نسيان العهد، والقسم، والعمامتين، وطرابلس، وبيروت، حتى نسيان النسيان نفسه.

 

إالمكتب الإعلامي لميقاتي رد على نواب بيروت في "المستقبل": الجميع يعلمون ما قام ويقوم به رئيس الحكومة من جهود لاطفاء النار

وطنية - 21/5/2012 صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء بيان جاء فيه: "في خضم الجهود التي يبذلها دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لإعادة الهدوء الى مختلف المناطق بعد سلسلة الحوادث الدامية والمؤسفة التي حصلت، طالعنا بيان لنواب بيروت في كتلة "المستقبل" صدر بعد ظهر اليوم ويشكل مدعاة استغراب في الشكل والمضمون.

وردا على هذا البيان نقول: إن مطلب استقالة الحكومة بات لازمة مرادفة لكل بيانات وتصاريح نواب "المستقبل"، وهو يعكس رغبة دفينة في استرداد ما اعتبروه حقا مكتسبا، لا يحق لأحد أن ينتزعه منهم، وإلا قوبل بالشتائم والتجريح والافتراءات والأضاليل التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام.

إن دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أكد، منذ اليوم الأول لتكليفه تشكيل الحكومة، أنه قبل المسؤولية لشعوره بأن هناك واجبا وطنيا يحتم عليه ذلك، ولو كانت إستقالة الحكومة تشكل حلا للأزمة لما تأخر عن ذلك، لكن الواجب الذي حتم عليه قبول المسؤولية يملي عليه اليوم أيضا الاستمرار في تحمل مسؤولياته، والسعي لتجنيب لبنان ويلات الرهانات السياسية الخاطئة التي يلجأ إليها البعض.

والمفارقة الاخرى في هذا الموضوع ان بعض كتلة "المستقبل" يتحدث بلغتين ولسانين، فهي في الظاهر توجه الرسائل الايجابية تحت شعار أن المسؤولية الوطنية تحتم التعاضد وتجاوز التباينات في المواقف، فيما تلجأ في السر الى الشتائم وتعكير كل المساعي الايجابية لمعالجة الأمور ومحاولة افشالها، وهذه قمة الازدواجية التي لم تعد تنطلي على أحد.

أما في شأن تحميل السادة النواب "حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المسؤولية الكاملة لما تعرضت له بيروت وكل ما حصل من قبل في طرابلس والشمال"، فهو أمر مجاف للحقيقة، لأن الجميع يعلمون ما قام ويقوم به رئيس الحكومة من جهود لاطفاء النار التي أشعلها سواه، ومنهم بعض نواب "المستقبل" بمواقفهم وعنترياتهم وفيها ما فيها من إنعدام للمسؤولية الوطنية، ودفعهم مناصريهم الى العصيان المدني والمبارزة في الشارع، في اكثر من منطقة، وآخرها ما حصل ليل أمس في بيروت.

ويبدو ان تحريف الوقائع بات سمة من سمات ما يصدر عن نواب "المستقبل" أو بعضهم على الاقل، بدليل التجاهل المتعمد للموقف الذي اعلنه رئيس الحكومة من رسالة المندوب السوري لدى الامم المتحدة، والذي أكد فيه موقف الحكومة اللبنانية مما جاء في الرسالة، علما ان الفارق كبير بين المزايدة واستغلال الاحداث، كما يفعل نواب "المستقبل"، وبين التعاطي معها بمسؤولية وبما يتناسب مع المصلحة الوطنية العليا، كما يفعل رئيس الحكومة. وختاما نقول: لعل اسهل ما في المعارضة لجوء البعض فيها الى المواقف العبثية والمجانية والمزايدات التي لا طائل منها لتنفيس احقاد شخصية، ولكن الاصعب على من هو في موقع المسؤولية أن يحمل في صدره كل سهام التجريح، متسلحا بإيمانه بربه وبوطنه وبقدسية الواجب الذي يقوم به. والتاريخ خير شاهد".

 

 

إسرائيل تحذر من تظاهر إيران بإحراز تقدم في المحادثات بشأن برنامجها النووي

يقال نت/دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القوى العظمى إلى التصلب حيال البرنامج النووي الإيراني. وقال إن "إيران تسعى دائماً لتدمير إسرائيل وتهدد السلام العالمي. أمام هذا هذا المشروع المرعب، يجب أن تظهر القوى العظمى العالمية عزمها وليس ضعفها". وأضاف نتنياهو بحسب ما جاء في بيان لمكتبه أنه "لا يجوز أن تُقدم أي تنازل لإيران وأن تصر عليها لوقف أي نشاط لتخصيب اليورانيوم وأن تتخلص من أي يورانيوم مخصب تملكه وأن تفكك منشآتها النووية تحت الارض في قم". وأوضح: "أنها الوسيلة الوحيدة لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية. إنه موقف إسرائيل ولن يتغير".

 

صفير يرأس قداساً لراحة نفس فرج بو عبدالله

كفرزينا ـ زغرتا ـ "المستقبل"

اقيم في بلدة كفرزينا - زغرتا الزاوية قداس الذكرى السنوية الاولى لرا حة نفس المرحوم فرج بوعبدالله، الذي سقط ضحية حادث سير، وراس الذبيحة الالهية الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وعاونه كاهن رعية كفرزينا الاب مارون خالد ولفيف من الكهنة وخدمتها جوقة الرعية. وذلك في حضور النائب السابق جواد بولس ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض واهل الفقيد وابناء البلدة.

والقى الكاردينال صفيرعظة جاء فيها:" الفقيد الذي نجتمع اليوم للصلاة لراحة نفسه كان من المؤمنين بالله الذين يعملون بأوامره وقد ورث هذا الايمان عن آبائه وأجداده واورثه من بعده من له من أبناء وأحفاد. وكان يمارس واجباته الدينية ويسمع القداس ايام الآحاد والأعياد والأيام المأمونة، ويتعاطى مع الناس على قاعدة الاحترام المتبادل ويأخذ ما له ويعطي ما عليه، وهذا ما أكسبه التقدير والاحترام، ورعى عائلته بالمحبة والاحترام، وكان امام بني بيته مثلا طيبا في القيام بالواجب الديني ومراعاة الحق والعدالة، ولذلك كان طيب السمعة، حسن التصرف، محترم الجانب، وينعم باحترام الناس وتقديرهم، ويخشى الله في كل عمل يقدم عليه. وقد انقضت سنة على وفاته لكن ذكراه باقية فيما بينكم لان ذكرى الصديق يدوم الى الأبد".

اضاف:" لا يفوتنا الا ان نلفت الى الذين لا يتقيدون بقوانين السير فيجتذبون التسبب بحوادث السير.

وعلى امل ان يتقبل الله الصلوات التي ترفعونها لراحة نفس فقيدكم نتقدم بالتعزية القلبية من جميع الذين فجعوا بفقده سائلين الله ان يبلسم جراحهم وان يطيل أيامهم على خير وعافية آمين."

بعد القداس تقبلت عائلة الفقيد التعازي. ثم انتقل الجميع الى منزل الفقيد حيث قام الكاردينال صفير بتكريس مزار على نية المرحوم فرج بوعبدالله، فغداء الرحمة شارك فيه صفير وشخصيات سياسية وروحية وابناء البلدة. ولمناسبة هذه الذكرى السنوية ، وفي اطار حملة التوعية التي نظمتها عائلة بو عبداالله بالتعاون مع جمعية "كن هادي" تحت عنوان "حتى ما يكون اللي متلنا كتار "، والتي انطلقت منذ اوائل هذا الشهر، نظمت سلسلة محاضرات توعية في مدارس المنطقة كما انتشرت في شوارع كفرزينا الفرعية والرئيسة يافطات تضمنت عبارات ترحيب بالكاردينال صفير واخرى ارشادية للسائقين، واقيمت حواجز عند مداخل البلدة بالتعاون مع كشافة فوج " دي لا سال "- كفرياشيت الذين قاموا بتوزيع الستر العاكسة للضوء وكتيبات ارشادية عن السير والقيادة وصلاة السائق وبخور.

 

علَّم "البلطجية" كيفية استخدام المواد المنزلية في إنتاج قنابل 

"حزب الله" درب بحرينيين شيعة لتنفيذ عمليات تخريبية ضد السلطات

 المنامة- جنيف - وكالات: كشفت مصادر أمنية, أمس, أن ناشطين شيعة في البحرين تلقوا تدريبات من قبل "حزب الله" اللبناني لتنفيذ عمليات تخريبية ضد السلطات في المنامة. ونقل موقع "جيوستراتيجي دايركت" الإلكتروني عن المصادر الأمنية قولها إن هؤلاء الناشطين الشيعة عادوا إلى البحرين من بلدان كالعراق ولبنان وسورية "بقدرات عالية على توظيف وتنظيم وتدريب الشباب للهجوم على المراكز الأمنية". وذكرت المصادر أن المئات من البحرينيين الشيعة تم تصنيفهم كقادة فرق في التحركات ضد الحكومة, مضيفةً أن هؤلاء القادة تقاضوا رواتب لتوظيف من يمكنهم أن ينظموا عمليات تخريب, بما في ذلك استخدام القنابل الحارقة والعبوات الناسفة ضد الشرطة البحرينية وقوات الأمن. وأشارت إلى أنه تم الاقتداء بأساليب "حزب الله" من جانب الناشطين الشيعة, مثل الاستخدام الطارئ للعبوات الناسفة في الهجمات الأسبوعية ضد قوات الأمن التي حصدت عدداً من الجرحى. ونشرت هذه المعلومات على موقع "مفكرة الاسلام" الإلكتروني, حيث أوضح أحد المصادر الأمنية أن "حزب الله" علَّم البلطجية كيفية استخدام المواد المنزلية في إنتاج قنابل, وكيفية تنظيم الخلايا الإرهابية, لافتاً إلى أن التعليمات لمنظمي تحرك الشيعة جاءت من "حركة أحرار البحرين" التي تتخذ من لندن مقرا لها. وأشار إلى أن المجموعة المعارضة أمرت بتنظيم هجمات وتصوير الاشتباكات مع قوات الأمن البحرينية بالفيديو.

وأكد مصدر آخر, أن "هذه الجماعة دفعت أموالاً لشبان ابتداء من 5 دنانير بحرينية للهجوم على رجال الشرطة بالحجارة, وأسلحة مصنعة منزليا, وقنابل المولوتوف", مضيفاً أن "معظم هؤلاء الشبان يملكون كاميرات باهظة الثمن, يستخدمونها في التقاط فيديوهات وصور تنشر في وسائل الإعلام الاجتماعية".

وأشارت إلى أنه خلال الأسابيع الماضية أصيب حوالي 16 رجل شرطة في القرة الشيعية حول المنامة, فيما أكدت المصادر أن قادة المتظاهرين وظفوا مراهقين لاستدراج رجال الشرطة البحرينية إلى البلدات التي زُرعت فيها العبوات الناسفة. من جهة أخرى, أكد وزير حقوق الإنسان البحريني صلاح بن علي عبد الرحمن, أن الأحداث التي مرت بها بلاده خلال العام الماضي كانت مؤسفة ومحزنة, وأصبح لها تداعيات كثيرة وحملت المملكة مسؤوليات أكبر. وذكر في تقرير البحرين, أمام الدورة ال¯14 للفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان, أن "الأوضاع التي شهدتها المملكة العام الماضي, مكنتها من تحقيق إصلاحات كبيرة وإنجازات عدة لصالح المواطنين في الميادين الحقوقية".

وأضاف أن "الحكمة والتروي كانا العامل الرئيسي في التعامل مع تلك التحديات التي واجهت العديد من الدول التي عاشت تقلبات وأزمات كنتيجة طبيعية لما يشهده العالم ككل من تغيرات متسارعة وتجاذبات وطنية". واستدل على ذلك باتخاذ العديد من الخطوات الجذرية التدريجية لإصلاح ما خلفته الأحداث, بداية من إطلاق حوار توافق وطني شهد مشاركة كثيفة وفاعلة من مختلف مكونات المجتمع البحريني.

وأوضح أن "هذا الحوار أدى إلى مراجعة شاملة لمسائل هامة على الساحة البحرينية وتمخض عن ذلك عدد من المطالب الإصلاحية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية كان من أبرزها تعديلات دستورية وتعديل عدد من مشاريع القوانين". ولفت إلى أن "البحرين هي الأولى في العالم التي شكلت لجنة مستقلة لتقصي الحقائق بمبادرة ملكية ذاتية وبرئاسة خبير دولي في مجال حقوق الإنسان هو البروفسور محمود بسيوني إضافة إلى فريق من شخصيات دولية مرموقة مشهود لها بالكفاءة والخبرة في مجال حقوق الإنسان".

وأكد أن البحرين, تشهد حالياً 142 تحقيقاً مع عدد من المسؤولين الذين ارتكبوا تجاوزات خلال أحداث العام 2011, أدت إلى عشر ملاحقات قضائية كما أنشأت وحدة تحقيق خاصة في النيابة.

وأشار إلى أن المملكة شكلت لجنة وطنية برئاسة رئيس المجلس الوطني لتنفيذ تلك التوصيات بالتعاون مع جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية جزء منها تحقق وجزء منها في طريقه إلى التحقيق.

 

السفارة الاميركية تذكّر مواطنيها بقرار توخي الحذر

نصحت السفارة الاميركية لدى  لبنان رعاياها الاثنين لمتابعة التطورات والأخبار مشددة على وجوب تجنب مناطق الاحتجاجات وإغلاق الطريق بعد الحوادث الأمنية التي شهدها شمال لبنان.

كما لفتت السفارة الى وجوب تجنب الاميركيين المناطق التي يتم الإبلاغ عن حصول احتجاجات فيها أو التي تشهد إغلاق طرقات. وذكّرت السفارة مواطنيها بقرار الخارجية الاميركية تحذير السفر الى لبنان،وتوخي الحذر واتخاذ التدابير المناسبة لضمان سلامتهم وأمنهم، والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو غير عادي إلى السلطات.

 

علي حمادة: قرار الدول العربية منع مواطنيها التوجه للبنان اتى بعد مضايقات من قبل بعض الأجهزة اللبنانية 

  اوضح عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" علي حمادة ان القرار الذي اتخذ من السلطات القطرية وبعض الدول الخليجية بمنع رعاياها التوجه الى لبنان ومغادرته اتى بعد مضايقات منذ عدة اسابيع تتوالى على اكثر من صعيد من قبل بعض الاجهزة الامنية اللبنانية، واشار الى مضايقات في المطار من قبل الامن العام الذي سأل عدة مواطنين قطريين ماذا يفعلون في لبنان، مؤكدا ان الامر لا يتعلق بالمواطن القطري عبد العزيز العطية الذي اعتقل بطريقة الخطف من فندقه وهو مريض. وقال حمادة، في حديث الى محطة "mtv": "ان العطية هو رجل اعمال ان يجري عملية زرع كلية في لبنان في احدى المستشفيات وكان في مرحلة النقاهة وجرى اختطافه من قبل عناصر من الامن العام ولم يتم استدعاء السفارة ولا احد من المسؤولين القطريين المقيمين هنا، ان كان سفيراً او احد العاملين في القنصلية".

اضاف: "ان قرار بعض الدول الخليجية اتخذ بالتضامن بين مجمل الدول الخليجية بما فيها المملكة العربية السعودية التي ليس لديها سابقة بان تعلن دعوتها بعدم السفر الى لبنان لكنها قالت اتخذوا الحيطة والحذر لمواطنيها، وهذا امر خطير".  وتابع: "ان الدول الخليجية تحترم الرئيس نجيب ميقاتي على الصعيد الشخصي لكنها تتساءل هل ان ميقاتي على علم بما يجري في بعض الاجهزة الامنية اللبنانية؟ وتقول هذه الدول هل صحيح ان هناك جماعات في لبنان "فاتحة على حسابها" من اجل اجندات مختلفة لا علاقة لها لا في الحكومة ولا في الدولة اللبنانية". واكد ان "هذه الدول تحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية، لانها هي المسؤولة عن المؤسسات والاجهزة، وهذه الدول تعرف تعقيدات الوضع اللبناني، والرئيس ميقاتي تحدث مع عدد من المسؤولين في عدد من الدول الخليجية"، اسفا "لان الموسم السياحي ضرب ليس على صعيد الخليجيين انما حتى على صعيد اللبنانيين الذين كانوا يريدون العودة الى لبنان في هذه المرحلة ولكنهم يتريثون بسبب الاحداث على الارض التي تحصل وجراء هذا القرار السابقة بتاريخ العلاقات اللبنانية- الخليجية بسبب تهور بعض الجهات على الارض اللبنانية".

 

عباقرة أم عملاء؟

حماده/النهار

على هامش "منتدى الدوحة" الذي دعيت للمشاركة في اعماله، وعلى جاري العادة، جُلْتُ على اصدقاء قدامى في الوقت الذي كانت العلاقات القطرية – اللبنانية تشهد اول اختبار حساس بعدما قررت الدوحة دعوة مواطنيها الى عدم السفر الى لبنان والموجودين الى المغادرة. وقد حذت حذو قطر حتى لحظة كتابة هذه السطور ثلاث دول خليجية اخرى، هي الامارات والبحرين والكويت. وبهذا يكون لبنان، ومن خلال عبقرية او عمالة بعض اجهزته الامنية والمسؤولين فيها، قد وضع مصالحه وعلاقاته مع احدى اهم الرئات الاقتصادية لديه موضع اختبار دقيق وحساس، بما يحمله من نتائج مباشرة وغير مباشرة.

بالنسبة الى قضية عبد العزيز العطية، فقد ادت الطريقة التي تعامل فيها جهاز الامن العام اللبناني مع الرجل، وتلفيق التهمة له بتمويل مجموعة "ارهابية" بناء على رواية المواطن الاردني الذي قيل انه اعتقل وينتمي إلى خلية زعم ان شادي المولوي كان ينتمي اليها ايضا، ادت طريقة التعامل هذه الى دفع الامور نحو موقف ليس قطريا بحسب بل خليجي ايضا. فقضية العطية ما كانت معزولة عن مضايقات وتحرشات دأب الامن العام اللبناني على ممارستها بحق مواطنين خليجيين، إنْ في المطار او في الفنادق اللبنانية. ويعتبر المسؤولون الخليجيون المعنيون بالموضوع ان الحكومة اللبنانية غير مسيطرة على جهاز الامن، والاخير عبر قيادته تابع بشكل تام ومباشر لجهاز امن "حزب الله" والمخابرات السورية. ويشير مسؤولون خليجيون رفيعو المستوى الى انهم يحترمون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اجرى اتصالات بعدد من كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون ومنها قطر، كما انهم يحترمون رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لكنهم مقتنعون بأن ثمة قرارا كبيرا اتخذ من خارج الدولة اللبنانية ادى الى انفلات  سلوكيات الامن العام اللبناني، ما يشكل تهديدا مباشرا لسلامة المواطنين الخليجيين في لبنان. وبناء على ما تقدم، لم تؤد رسالة الرئيس سليمان الى امير قطر والتي حملها وزير الخارجية عدنان منصور الغرض منها، لان القرار القطري كان اتخذ بناء على مسلسل من الاحداث، ومثله قرار بقية الدول الخليجية. اما في ما يتعلق بوضع اللبنانيين المقيمين هنا في قطر، فقد قال لي مسؤول رفيع ان الشائعات التي بثتها وسائل اعلام، معروف لمن تتبع في لبنان، هي تلفيقات لان اللبنانيين هم في بلدهم وليس ثمة ادنى تأثير على اوضاعهم هنا. على صعيد الوضع العام في لبنان، فقد تكونت قناعة خليجية مفادها ان النظام في سوريا اتخذ قرارا كبيرا بربط استقرار لبنان بمصير نظام بشار الاسد، الامر الذي يفسر مسلسل الحوادث المفتعلة منذ عشرة ايام، من الشمال اللبناني الى البقاع وصولاً الى قلب بيروت نفسها.

والسؤال: هل نحن امام عباقرة في لبنان من الصنف الذي لا تدركه عقولنا، ام اننا بكل بساطة امام عملاء لبشار و"حزب الله" ينفذون اجندة القتل هنا وفي سوريا؟

الدوحة

 

هجوم على الحكومة ونظام الأسد خلال تشييع الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه

استنفار سياسي وديني لمنع الانفجار في الشمال وسط دعوات لتنظيف الجيش من "المندسين" و"العملاء"

 بيروت - "السياسة" والوكالات: وضعت حادثة قتل الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه لبنان في منحى انحداري خطير مكشوف امنيا وسياسيا وقد ينكشف اقتصادياً إذا لم ينأ اللبنانيون بأنفسهم عن اللعبة الاقليمية الدولية الدائرة على أراضيه والهادفة الى تحويله مجدداً صندوق بريد للرسائل المتبادلة في مرحلة الوقت الضائع, خصوصاً أن جروح طرابلس لم تندمل بعد, وشظايا قنبلة توقيف شادي المولوي في طرابلس وما تلاه من اعتصامات واشتعال الحرب المزمنة بين باب التبانة وجبل محسن, تتطاير في كل الاتجاهات.

ورغم الدعوات المنهمرة من القيادات السياسية والروحية السنية لضبط النفس وقطع طريق الفتنة, فإن أوساطاً سنية بارزة ابدت, أمس, تخوفها من تفلت الساحة السنية من ايدي القيادات الى خارج اطار الضبط السياسي والامني, مؤكدة ان تحويل الملف الى مجلس القضاء الاعلى قد يكون كفيلا بتنفيس الاحتقان العارم في الشارع السني, وأي خطوة اقل من ذلك من شأنها ان تضع الوضع الامني برمته في دائرة الخطر مجددا. واشارت الأوساط إلى مساع يبذلها عقلاء الطائفة لتحوير الشعور السني الغاضب عن مسار المؤسسة العسكرية باعتبار ان الخطأ الفردي قد يقع في اي مؤسسة ولا يجوز ان يعمم على المؤسسة ككل, فعكار هي خزان الجيش وترفده بأكثر من 70 في المئة من خيرة ابنائها ولا يمكنها ان تعاقب مؤسسة تشكل هي عمودها الفقري.

وقبل ساعات على تشييع الشيخ عبد الواحد ورفيقه في عكار بعد ظهر أمس, بدت المقار السياسية والامنية والروحية خلايا نحل مستنفرة لإحاطة الوضع من جوانبه كافة ومنع الانزلاق في وحول الفتنة.

وفي هذا الإطار, بقي رئيس الجمهورية ميشال سليمان على تواصل مع القيادات الامنية, وأكد ضرورة اتخاذ التدابير الآيلة الى حفظ الامن والسلم الاهلي, فيما شارك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في اجتماع المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ومجلس المفتين في غياب الرئيس فؤاد السنيورة الذي اتصل بالمفتي محمد رشيد قباني وتردد انه حدد شروطا للمشاركة ابرزها اصدار بيان على حجم الحدث يضع النقاط على الحروف ويحمل المسؤوليات وعدم الاكتفاء بالانشائيات.

وتضمن البيان الذي تلي اثر الاجتماع دعوة لضبط النفس ومطالبة السلطة بتحمل مسؤولياتها, واعتبر "الجريمة الموصوفة, هي الفتنة بعينها وعلى المسؤولين تحمل تبعات ما حصل وما قد يحصل في المستقبل". ورفض البيان الرسالة السورية الى مجلس الامن واستنكرها جملة وتفصيلا, داعياً لإحالة الجريمة الى المجلس العدلي نظرا لخطورتها. وكان علماء عكار عقدوا اجتماعا صباح امس استنكروا فيه الحادث, ودعوا الى احالته الى المجلس العدلي مؤكدين التمسك بالوحدة الوطنية ومؤسسات الدولة خصوصا المؤسسة العسكرية, لكنهم شددوا على بسط الدولة سلطتها على كامل اراضيها من دون تمييز ونزع السلاح غير الشرعي. وفي بلدة البيرة بمحافظة عكار, شيع الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد مرعب, وسط جو متوتر وظهور مسلح كثيف واطلاق رصاص في الهواء وخطب هاجمت النظام السوري والحكومة. وقال عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر "نريد محاكمة عادلة وصولا الى اعدام قتلة الشيخ أحمد ورفيقه, لان من ارتكب جريمة الاعدام والاغتيال يستحق الاعدام شنقاً, لانه مجرم ضد الانسانية وضد الشعب اللبناني". واضاف ان "المسؤولية في جريمة الاغتيال تقع على عاتق الحكومة ورئيس الحكومة وقائد الجيش وقيادة الجيش ومطلبنا هو تصحيح (الخطأ) ومعاقبة المرتكبين".

ووصف من اطلق النار على سيارة الشيخ بأنهم "مندسون" في الجيش اللبناني و"عملاء للاستخبارات السورية", كما اعتبر ان "الحكومة تهدد امن اللبنانيين", داعيا رئيسها نجيب ميقاتي "الى إسقاطها".

من جهته, قال الامين العام ل¯"تيار المستقبل" أحمد الحريري, في مراسم التشييع, ان دماء الشيخ عبد الواحد "انضمت الى دماء النازحين السوريين الذين ساعدهم, والى دماء كل شهداء سورية", داعيا الى "ضبط النفس". وشارك في التشييع حشد من رجال الدين والسياسيين, وسار موكب سيار بالجثمانين من مستشفى حلبا في منطقة عكار إلى مسقط راسي الشهيدين في بلدة البيرة, وتجمع الناس على الطرق وألقوا الزهور والارز على الموكب, وسط اطلاق رصاص كثيف في الهواء.

 

"حزب الله" وعون خائفون من سقوط النظام السوري ويحاولون مساعدته ولو على حساب لبنان والعرب

.جعجع لـ"المستقبل": لا حلّ إلا برحيل الحكومة فوراً واستبدالها بحكومة حيادية

رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ان "كل ما يجري من طرابلس الى عكار وصولاً الى طريق الجديدة، عطفاً على محاولة اغتياله في معراب، انما تصب كلها في خدمة النظام السوري".

جعجع، وفي تصريح لصحيفة "المستقبل"، قال ان الاكثرية وخصوصا "حزب الله" والعماد ميشال عون "خائفون من سقوط النظام السوري، وهم يحاولون مساعدته ولو على حساب لبنان والعرب". وأكد ان "الطريقة الوحيدة لمعالجة كل ما جرى ويجري إنما هي رحيل هذه الحكومة فوراً، ". وقال جعجع "ان المستهدف مما جرى هو المواطن اللبناني في الشمال وفي كل لبنان. فبين توقيف شادي المولوي، بصرف النظر عن حيثيات قضيته، وبين قتل الشيخين احمد عبدالواحد ومحمد حسين مرعب، وما حدث بالامس في الطريق الجديدة، كل ذلك يدل على ان ما يجري هو لمصلحة الفريق الذي يقف ضد كل هؤلاء المستهدفين، أي انه يأتي خدمة للنظام السوري على حساب الشعب اللبناني ككل وعلى حساب الدولة اللبنانية ككل". وتساءل "هل هي مصادفة ان تطلب دول الاعتدال العربي، من قطر الى الامارات الى البحرين فالكويت، من رعاياها مغادرة لبنان؟!". أضاف: "النظام السوري يعاني تراجعاً شبه يومي ومستمر، بصرف النظر عن المظاهر، لان مجرد استمرار الثورة انما يمثل بحد ذاته تأكيداً لتراجع وضع النظام. بدليل الحماسة الزائدة لدى الاكثرية في حكومتنا لخدمة هذا النظام، لأنها تظهر خوفاً خصوصاً من جانب حزب الله والعماد ميشال عون من سقوط النظام السوري، ويسعون الى مساعدته ولو على حساب لبنان وعلى حساب علاقات العرب به". ورأى جعجع ان "ما يطرح من معالجات حول المقتل الدراماتيكي للشيخين في عكار لا يعدو كونه معالجات او مطالبات جزئية وتقنية، ربما هناك حاجة إليها لكن ليس هنا بيت القصيد، لان معالجة هذه القضية وقبلها طرابلس وبعدها بيروت وفي موازاتها ازمة ضرب علاقات لبنان بمحيطه العربي، كل هذه القضايا لا يمكن ان تُحل الا باستقالة هذه الحكومة بأسرع وقت ممكن، ويجب أن يكون هذا العنوان الحقيقي لكل من يتحركون في الشارع ولكل الآسفين على مقتل الشيخين او المتذمرين من احداث طرابلس وبيروت او من محاولة اغتيالي او من قطع علاقات لبنان بالعرب". وتابع جعجع: "الجيش اللبناني والأمن العام هما ادارتان رسميتان تأتمران بالحكومة، ومواجهتنا يجب ان تكون مع الحكومة مباشرة. أيعقل ان يصرّ وزير الدفاع في هذه الحكومة على وجود لتنظيم "القاعدة" في لبنان واذاعة هذا الصيت السيئ لبلده؟!، هذا أمر غريب لكنه يعني ان المشكلة تكمن في الحكومة وان الحل برحيلها فوراً واستبدالها بحكومة حيادية، حتى للذين يطالبون باجراء حوار وطني، فأي حوار يمكن ان يتم في ظل هذه الحكومة التصادمية حتى بين مكوناتها، والتي بالتالي تحتاج الى حوار بين اعضائها قبل الحوار مع الآخرين؟".

* المستقبل

 

الحريري: أكاذيب الجعفري كانت إشارة الإنطلاق لمخطّط النظام السوري ضد لبنان 

تلقّى الرئيس سعد الحريري اتصالاً هاتفياً بعد ظهر اليوم من المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، جرى خلاله التطرق للأحداث الأمنية المتنقّلة بين المناطق اللبنانية، وخصوصًا ما شهدته بالأمس بيروت ومنطقة عكار بعد مقتل الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد حسين المرعب على حاجز للجيش اللبناني. وقد أكد الرئيس الحريري "تمسّك تيار المستقبل بالدولة التي عليها أن تتحمل مسؤولية حماية جميع المواطنين من دون تفرقة أو استثناء"، مشدداً على "وعي اللبنانيين للمخطط الخبيث الذي ينفّذه النظام السوري ضد لبنان، والذي كانت أكاذيب سفير النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري إشارة الانطلاق الفعلي له".

 

الحريري يدعو لمواجهة مرتزقة النظام السوري..ونواب بيروت يطالبون باستقالة ميقاتي 

حكومة ميقاتي مسؤولية عن كل ما تعرضت له بعض مناطق العاصمة

عقد نواب بيروت اجتماعا استثنائيًا اليوم في "بيت الوسط"، حضره كل من: ميشال فرعون، تمام سلام، محمد قباني، نهاد المشنوق، نبيل دو فريج، جان أوغاسبيان، عاطف مجدلاني، عمار حوري، سيرج طورسركيسيان، غازي يوسف، عماد الحوت، نديم الجميل وسيبوه قلبكيان، وبدأ الاجتماع بكلمة وجهها الرئيس سعد الحريري إلى زملائه نواب بيروت عبر "سكايب" اعتبر فيها إن ما جرى في العاصمة كما في طرابلس وفي عكار هو محاولة لجر لبنان إلى مشكلة مستوردة من وراء الحدود. وقال الرئيس الحريري إن مواجهة هذه المحاولة تقتضي منا جميعا الصلابة سياسيا والحكمة ميدانيا.

وأضاف: إن بيروت عزيزة على قلوبنا جميعا، كما كانت عزيزة على قلب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذه عاصمتنا، ومدينتنا، وقد دفعت أثمانا غالية، تفترض منا البقاء صفا واحدا ويدا واحدة للدفاع عن أهلنا ومواجهة مخطط جرهم إلى الفتنة على يد مرتزقة النظام السوري.

إن موقفنا كان منذ البداية واضحا وصريحا مما يجري في سوريا، وها هو نظام الأسد يحاول نقل الشرارات الأمنية من منطقة إلى أخرى في لبنان. والمسؤولية الثقيلة ملقاة على عاتقنا وعاتق أهل بيروت للتصرف بهدوء ومسؤولية لإفشال هذا المخطط الخبيث، وهو سيفشل بإذن الله". ثم تباحث المجتمعون في الأحداث الأمنية التي وقعت في بعض مناطق العاصمة وخصوصا في منطقة الطريق الجديدة على خلفية اغتيال الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب على حاجز للجيش اللبناني في عكار يوم أمس، ومحاولات بعض الأطراف المشبوهة والمرتبطة بأجهزة النظام السوري نقل الفتنة إلى العاصمة بيروت.وصدر عن المجتمعين بنهاية الاجتماع بيان تلاه النائب نهاد المشنوق وفي ما يلي نصه :

أولا: يستنكر نواب بيروت بشدة ما تعرضت له بعض مناطق العاصمة وتحديدا منطقة الطريق الجديدة من أعمال عسكرية من قبل أشخاص مرتبطين بأجهزة النظام السوري وحلفائه في لبنان، لتعريض أمن العاصمة للخطر مرة أخرى وترويع أهلها بإطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة في إطار مخطط مكشوف لنقل أزمة النظام من سوريا إلى طرابلس والشمال ثم إلى العاصمة بيروت، وذلك بعد صدور أمر العمليات في الرسالة التي تقدم بها سفير النظام السوري إلى مجلس الأمن والتي اتهم فيها المملكة العربية السعودية ودولة قطر وتيار المستقبل باحتضان الإرهاب وهي اتهامات مفبركة جملة وتفصيلا.

ثانيا: يحمّل نواب بيروت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المسؤولية الكاملة عن كل ما تعرضت له بعض مناطق العاصمة وتحديدا في منطقة الطريق الجديدة، من محاولات لإشعال الفتنة والإخلال بالوضع الأمني، وكل ما حصل من قبل في طرابلس وعكار، كونها غابت تماما عن القيام بمسؤولياتها الحكومية، سواء بشأن الرد على ما ورد في رسالة سفير النظام السوري في الأمم المتحدة من اتهامات باطلة للبنان والعرب، أو حتى الاجتماع لمواجهة الفتنة المتنقلة بين المناطق اللبنانية وآخرها وليس أخيرها بيروت، وفي الوقت نفسه تغطي تحركات الجهات الميليشيوية التابعة لأجهزة المخابرات السورية وتوابعها، لإعادة تأجيج الاقتتال الداخلي وإشعال الفتنة المذهبية، خدمة للنظام السوري وسعيا لتخفيف ضغوط انتفاضة الشعب السوري عنه، وفتح باب الابتزاز العربي والدولي أمامه. لذلك كله، يطالب نواب بيروت باستقالة رئيس الحكومة التي زعم أنها حكومة الاستقرار، فإذا بها تتحول إلى حكومة تسهيل عودة الحرب الأهلية إلى لبنان، بعيدا عن الحفاظ على أمن المواطنين وسلمهم الأهلي، بعدما أمعنت في ضرب معيشتهم وعلاقاتهم العربية الحيوية. ثالثا: يناشد نواب بيروت أهلهم في كافة أنحاء العاصمة وكل لبنان التحلي بضبط النفس والوعي تجاه ما يحاك لمدينتهم وللوطن ككل من مؤامرات ومحاولات مشبوهة لإشعال نار الاقتتال الداخلي وعدم الانجرار لأي استفزازات تحت أي شعار كان، حفاظا على وحدة وأمن واستقرار بيروت التي كانت وستبقى على الدوام مثالا للعيش الواحد بين كل اللبنانيين، ويتعهد نواب بيروت متابعة قضية الجرحى والمتضررين من أبناء العاصمة بكل الوسائل القانونية حتى يصلوا إلى حقوقهم كاملة غير منقوصة، والاقتصاص من كل معتد على بيروت وأهلها وكرامتها.

 

ليلة طرد البرجاوي وحمدان من "لطريق الجديدة"

الثلثاء 22 أيار (مايو) 2012/الشفاف

كيف اشتعلت "الطريق الجديدة" في بيروت ليلة امس، وكيف انتهت الإضطرابات الامنية؟ في اعقاب مقتل الشيخين احمد عبد الواحد ومرافقه في عكار امس، خرج انصار واتباع التيارات الإسلامية حيث يتواجدون للتعبير عن احتجاجهم على جريمة القتل، الامر الذي أفسح في المجال امام المصطادين في الماء العكر والمندسين. خصوصا في الطريق الجديدة حيث بادر المدعو "احمد بدريه"، وهو معروف بارتباطه بالاستخبارات السورية - منذ “عهد الوصاية” إلى عهد السفير "علي عبد الكريم" الذي حلّ محل "رستم غزاله" كـ"مسؤول عن شؤون لبنان- الى استقدام دواليب لقطع الطريق عند محلة المدينة الرياضية في العاصمة على أطراف “طريق الجديدة". وقد تصدى له عدد من الشبان من المنطقة محاولين منعه من إحراق الدواليب لقطع الطريق، فما كان من مسلحي المدعو "شاكر برجاوي إلا أن انهالوا عليهم بالرصاص فأصيب من بينهم أكثر من عشرة أشخاص. وعلى الاثر، استنفر شبان "الطريق الجديدة" وعمدوا الى مهاجمة مكاتب البرجاوي واحرقو مركزه الرئيسي وطردوه من المنطقة مع مسلحيه.

وتزامنا أخلى قائد الحرس الجمهوري السابق مصطفى حمدان مكاتبه في المنطقة و”ضبضب” مسلحيه الذين ينشطون تحت مسمى تنظيم "المرابطون"، وأخلى بدوره منطقة "الطريق الجديدة" .

مصادر سياسية متابعة في بيروت اعتبرت ان أهالي "الطريق الجديدة"، ضاقوا ذرعا بتجاوزات مسلحي البرجاوي، وحمدان، المدعومين من حزب الله فضلا عن تشكيلهما جيوبا في عمق المنطقة. خصوصا ان مكاتب البرجاوي تعمل على استكمال تطويق "الطريق الجديدة" من جهة المدينة الرياضية، في حين ان الحزب الالهي، يطوق المنطقة من جهة شارع صبرا ومتفرعاته، وكانوا ينتظرون الفرصة لطرد البرجاوي والمسلحين الآخرين من المنطقة.

(عملاً بحق "عملاء بشار الأسد" في التعبير، يورد "الشفاف" في ما يلي رواية السيد شاكر البرجاوي كما أوردتها "الوطنية"):

البرجاوي: يمارسون ممارسات شاذة ويشتمون نظام الرئيس السوري بشار الاسد

وطنية - 21/5/2012 رأى رئيس "حزب التيار العربي" شاكر البرجاوي في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم أن "بيروت استبيحت من اناس يدعون الحرية والكرامة ويقولون ان سلاحهم القلم، فتحول القلم الى قذائف "ار.بي.جي"، وتحولت مطالبتهم بإنهاء الانظمة الاستبدادية الى الغاء الآخر. وبالامس شهدت العاصمة بيروت ما لم تشهده من قبل، وقتل أناس من دون ذنب، فقط لاختلافنا في الرأي، ونرفض استحضار الازمة السورية ولو كان يؤدي ذلك الى خراب البلد". وقال: "بالامس عبر سعد الحريري عن ديموقراطيته وانسانيته وحبه لبيروت، وبالامس كانت النساء تصرخ من القذائف. نحن في حزب "التيار العربي" موجودون قبل "المستقبل"، ودافعنا عن بيروت من العدوان الاسرائيلي وفي وجه تطاول بعض القوى، ودافعنا عن اهلنا في بيروت، هذا هو التيار العربي الذي هو امتداد لحركة السادس من شباط، نعتز بثباتنا في موقفنا في مشروع الوحدة العربية ورفض الامركة".  أضاف: "إن رهانات تيار المستقبل على إسقاط النظام في سوريا خاسرة، وقد حاول ان ينقلوا الازمة الى الشمال. ان هذا التيار يمنع ان يعتقل احد منه، والرسالة الثانية ان الجيش لم يعد مقبولا، فيتحول الشمال الى امارة، والرسالة الثالثة إن اهالينا في جبل محسن رهينة بايديهم".

اضاف:"ان مقتل الشيخ احمد عبد الواحد يعلق عليه القضاء، ونفاجأ بإحراق إطارات وقطع طرق ليس في الشمال ولا عكار فحسب، بل امتد الامر الى بيروت في محاولة منهم لفرض واقع جديد. خرجوا عن طورهم في الشمال وبيروت وكانوا يمارسون كل يوم ممارسات شاذة ويشتمون نظام الرئيس السوري بشار الاسد، فكنا نقول هذا رأيهم، ومن اجل ذلك بدأ التوتر. ويوم سقطت حكومة سعد الحريري اعطى اموالا للعميد المتقاعد محمود الجمل الذي وزعها على فئة من الشباب، وتم توجيههم تجاه مركزنا، ورفضنا الانجرار الى الفتنة، ووقتها اتصل بي الرئيس نجيب ميقاتي وقال لي ان الجيش سيتدخل".

وأكد حرصه "على أهلنا في بيروت وان لا تزهق الارواح الا في مواجهة العدو الصهيوني. لقد وقعت الواقعة وقتل الشيخ، ومنذ شهر حذرنا من أنهم يدفعون الامور الى الصدام والفتنة".

وأشار الى انه "كان هناك 25 قناصا من تيار "المستقبل"، واستمر اطلاق النار 9 ساعات في اتجاه مركزنا، وبعدها تم حرق المكتب. والقناصون كانوا يهدفون الى إصابتي".

سنعود إلى مكتبنا.. خلال يومين

واردف: "تيار المستقبل شارك في المعركة ضدنا والسلاح استحضر من بيت الوسط.ونحن سنقاضي كل من اتخذ القرار بقتل اخواننا وحرق مركزنا وكل من أعطى القرار، من سعد الحريري الى فؤاد السنيورة واحمد الحريري ومحمود الجمل، وسنعود الى مكتبنا وسنترك الاجهزة الامنية فترة يومين، وحقنا ان نكون بين اهلنا ونتواصل معهم وندافع عنهم". ارييل شارون لم يستطع اخراجنا من الطريق الجديدة، فسعد الحريري لا يمكنه ذلك". وختم: "سعد الحريري يهاجم سلاح المقاومة، والسلاح الذي كان بالامس في الطريق الجديدة من أين أتى؟".

 

روايات شهود عن اشتباكات الطريق الجديدة والسيارات الغامضة التي أجْلَت شاكر البرجاوي

الطريق الجديدة (بيروت) - منال أبو عبس/الحياة

كثيرة هي الروايات المتناقلة بين أهالي الطريق الجديدة في بيروت عن الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المنطقة، وامتدت من ليل اول من امس حتى فجر أمس. تلخِّص الرواية الاولى ما حصل بأنه إشكال على خلفية فتح الطريق أمام مكتب «حزب التيار العربي» تطور الى اشتباك مسلح بين شبان من المنطقة، وأن «صوت الرصاص منعنا من النوم حتى الخامسة فجراً». الرواية الثانية بلسان الشاب عبد الرحمن العلي، الذي يقطن شقة مخصصة للطلاب في الطبقة نفسها حيث مكتب الحزب. يقول الشاب إن «فلسطينيين ملتحين وآخرين من الطريق الجديدة أقفلوا بالإطارات المشتعلة الطريق الرئيسية بين المدينة الرياضية وجسر سليم سلام، على خلفية مقتل الشيخ احمد عبدالواحد في عكار، وإن شباناً من «تيار المستقبل» جابوا بدراجات نارية الزاروب أمام مكتب «حزب التيار العربي» مرددين هتافات ضد رئيسه شاكر البرجاوي و «حزب الله»، ما دفع مسلحين من جماعة البرجاوي الى إطلاق النار عليهم، فأصيب اثنان منهم». يؤكد الشاب أنه رأى البرجاوي يقف على الشرفة ويطلب من مسلحيه عدم إطلاق النار، غير ان عناصر حزبه «كذبوا عليه فأخبروه بأنهم يردّون على إطلاق نار من جماعة المستقبل. وهذا لم يحصل». مع بدء الاشتباكات، غادر الشاب المنطقة هرباً من صوت الرصاص، ليعود الى المحلة في اليوم التالي فيجد شقته احترقت بكامل محتوياتها «حتى ورق الجدران».

الرواية الثالثة يرويها أبو رامي، الرجل الخمسيني من أهالي المنطقة. يتحدث الرجل عن حال الخوف والهلع التي عاشها وعائلته ليلة الاشتباكات، ويقول: «الرجال هنا عايشوا حروباً سابقة، ويمكنهم ان يتدبروا أمورهم في اوقات كهذه، غير ان المشكلة كانت في النساء والاطفال الذين تعذّر اخراجهم من الشارع، فعاشوا الاختبار الأسوأ». يعرض الرجل بقايا رصاصة يحملها في يده، ويقول: «ليس من المنطقي ان تنفجر الرصاصة بهذه الطريقة فلا يبقى منها إلاّ عقبها، في العادة تبقى الرصاصة بعد إطلاقها قطعة واحدة، انما فارغة... الله اعلم شو كان في بالمكتب فوق (يقصد مكتب حزب البرجاوي)».

يحمّل أبو رامي شاكر البرجاوي مسؤولية الدمار الذي لحق بالشارع، فالبرجاوي (معروف بأبي بكر) -وفق أبي رامي- هو ابن الطريق الجديدة لكنه انقلب على ناسه، و «كان ينوي اقامة مهرجان في الملعب البلدي في ذكرى التحرير في 25 أيار (مايو) دعماً للنظام السوري»، الأمر الذي مثّل الشرارة لاشتباكات الأمس، إذ «لا يمكن أن يمر مرور الكرام في الطريق الجديدة. جميعنا هنا متعاطفون مع الشعب السوري ضد النظام، وكلنا نعرف ان البرجاوي يتلقى دعماً من «حزب الله» وسورية. بعد الأحداث في سورية، انقلب عدد كبير من أنصار البرجاوي عليه، وكان زوَّد بعضَهم السلاح، ولمّا انشقوا عنه طالبهم بإعادته، فكانت بداية الاشتباك في زاروب الجزار بين جماعة البرجاوي ومنشقين عنه». يؤكد ابو رامي انه لم ير بين مسلحي الأمس فلسطينيين، بل كلهم اولاد المنطقة وجيراننا.

الامر هذا ينفيه رجل آخر، إذ إن القتيلين اللذين سقطا في بداية الاشتباكات (من جماعة البرجاوي) فلسطينيان، واحد منهما يدعى محمد ابو طه (أبو ليلى) وآخر من آل شرايب (أبو آية)، في حين سقط لاحقاً قتيل آخر، وتردد ان احد الجرحى الـ18 الموزعين بين مستشفيي المقاصد وبيروت الحكومي في حال حرجة جداً.

أمتار عدة ودمار

لا يتجاوز طول الشارع الذي شهد الاشتباكات امتاراً عدة، يقع مكتب البرجاوي في الطبقة الاولى من مبنى في وسطها. يغطي السخام كامل الطبقة الاولى، ولا تزال ترتفع على احد الجدران لافتة حمراء مكتوب عليها «حزب التيار العربي». أما في محيط المبنى، فلا وجود لأي من أنصار الحزب او مسلحيه او حتى مسلحي الطرف الآخر، فقط مجموعة من الاهالي يتفرجون على مخلَّفات اشتباكات الليل الفائت، وسدٌّ يشكله عناصر الجيش والقوى الامنية لمنع الدخول الى الشارع «لمن ليس له عمل»، وعلى جانبي الطريق دراجات نارية محترقة وسيارات متضررة وزجاج متناثر على الارض.

آثار الرصاص تبدو واضحة على المباني على جانبي الشارع الذي يربط بين الكورنيش الممتد بين المدينة الرياضية و «سليم سلام»، وبين الجامعة العربية-كلية الهندسة، ووفود الأمنيين والخبراء تروح وتجيء لتفقُّد الأضرار. المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي وقائد شرطة بيروت العميد ديب الطبيلي تفقدا دوريات قوى الأمن الداخلي المنتشرة في المنطقة، والتي تم تعزيزها إثر الأحداث. وأعطى ريفي توجيهاته الى الضباط والعناصر بضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والتدابير الميدانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني التي من شأنها ان توفر الأمن والاستقرار وتؤمن سلامة المواطنين.

سلاح «حزب الله»

تعكس أحاديث عدد من اهالي المحلة تخوفاً من فتن «يسعى حزب الله إلى إثارتها للقول إن هناك سلاحاً في الطريق الجديدة، وللربط بينه وبين سلاح الحزب. لكن الأكيد أن المنطقة هنا لا تريد مشاكل، بل تريد التعايش والسلام». وفي احد المفترقات القريبة من مكان الاشتباكات، يتحدث شاب عشريني عن المعارك منذ بدايتها، ويقول ان روايته مباشرة من الميدان: «على أثر التطورات في الشمال ساد غليان في الشارع، فتوجه عدد من شبان الطريق الجديدة معظمهم مناصرون لـ «تيار المستقبل»، من دون وجود قرار تنظيمي من التيار، الى مكتب البرجاوي لقطع الطريق بالإطارت المشتعلة، وراحوا يهتفون ضد البرجاوي و «حزب الله». أطلق مسلحو البرجاوي النار على الشبان فأصيب أربعة، نعرف منهم الفلسطينيين عامر ششنية وأحمد الحبال. بعد ذلك جاء اشخاص من مخيم صبرا القريب الى مكتب البرجاوي وأخبروه ان الوضع لم يعد مقبولاً، وان التجاوزات زادت عن حدها، ولدى مغادرتهم حصل تبادل لإطلاق النار بينهم وبين مسلحين من جماعة البرجاوي. ومع انتشار خبر اطلاق النار، تدخل شبان من المنطقة وآخرون من مخيم صبرا، وصارت الاشتباكات أكثر عنفاً، وقرروا لاحقاً حرق المكتب. سيارات جمعية التقوى والدفاع المدني تولت نقل الجرحى والقتلى، في حين تمكنت بعض العائلات التي تقطن المبنى المستهدف من النزوح، وبقيت أخرى عالقةً فيه. بعد الثانية بقليل فجر امس، دخل شبان إلى المكتب بعدما غادره البرجاوي الى ركن قرب مقهى «أحلى عالم»، حيث انتظر داخل سيارة صغيرة ذات زجاج اسود ترافقه سيارتان من نوع شيروكي. عند الساعة الثالثة تصاعدت وتيرة الاشتباكات وتكثف اطلاق النار وارتفع دوي القذائف، فبدا واضحا أن قراراً اتُّخذ بإجلائه. وصلت سيارة غراند شيروكي لونها أسود، وعلى سقفها نصب رشاش متوسط وفي داخلها اربعة مسلحين، وقيل إن شبانا رصدوا خروجها من منطقة الناعمة (مقر الجبهة الشعبية-القيادة العامة بزعامة احمد جبريل). اقتربت السيارة من منطقة الاشتباكات من ناحية الكولا، وبدأ من فيها بإطلاق النار بكثافة بينما تمكنوا من اجلاء جريح كان لا يزال على الارض، وربما كان ذلك للتغطية على خروج البرجاوي من المحلة. بعد وقت قصير توقف اطلاق النار، وعند الرابعة والنصف دخل الجيش الى المنطقة».

غير أن الحديث عن دور «القيادة العامة» في اجلاء البرجاوي ليس مُجمَعاً عليه، اذ يتردد في اوساط الطريق الجديدة أن سيارتين انطلقتا من مكتب لـ «حزب الله» في محيط المنطقة، وتولتا عملية اجلاء البرجاوي. بينما أفادت مصادر أخرى ان قائد منطقة بيروت في مخابرات الجيش العميد جورج خميس هو من تولى اخراجه.

المستقبل»

«تيار المستقبل» كان استنكر في بيان اصدره اول من امس، أعمالَ الشغب وقطع الطرقات التي شهدتها بيروت، واعتبرها «أعمالاً مشبوهة تقف خلفها زمر معروفة ترتزق عند النظام السوري وأدواته في لبنان»، وأعلن رفضه الكامل «لأي تعدٍّ على بيروت أو أهلها لأي سبب كان». ودعا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة لجهة حماية المواطنين واملاكهم، كما دعا اهل بيروت الى «التزام أعلى درجات اليقظة وعدم الانجرار وراء فرق المرتزقة حرصاً على أمنهم وأمن مدينتهم، والتمسك بالسلم والهدوء والقانون».

البرجاوي

أما البرجاوي، فاستنكر في مؤتمر صحافي عقده عصر امس في منطقة الجناح «استباحة بيروت بأبشع انواع الاستباحة من اناس يدعون الحرية وثورة الارز ودولة القانون وان سلاحهم القلم». ورفض «استحضار الأزمة السورية من جانب المستقبل والاستقواء بما يسمى المعارضة السورية»، لافتاً الى أنه حذّر منذ شهر من «أنهم يدفعون الأمر نحو الفتنة». واتهم «المستقبل» بـ «توجيه رسائل لتعميم الفوضى، ومشكلتنا معهم أنهم قالوا ان النظام سيسقط في سورية وقلنا إنه لن يسقط». وأعلن أن «الف مسلح من تيار المستقبل وقناصي سعد الحريري كانوا يقنصون علينا وينتشرون على المفارق»، وقال: «لا اعرف سبب انسحاب الجيش قبل بدء اطلاق النار باتجاه المركز»، مشيراً الى أن احد عناصر التيار العربي أصيب في المركز ونقل الى المستشفى بعد وساطة مع احد اصدقائه من «تيار المستقبل» بعد تأمين وقف لإطلاق النار لمدة 5 دقائق لإخراجه، لكنه «قتل بدم بارد لحظة وصول السيارة الى الكولا». وأكد أنه سيقاضي كل من اعطى القرار بالفتنة «من سعد الحريري الى احمد الحريري الى فؤاد السنيورة الى العميد المتقاعد محمود الجمل». وأكد العودة الى «مكتبنا في الطريق الجديدة. سنترك للأجهزة الامنية يومين او ثلاثة لتتخذ قراراً بتسليم المركز وإعادة اصلاحه»، نافياً تدخل «حزب الله» أو حركة «امل» في المعركة.

 

 

الناطق باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كاثرين آشتون،: للحفاظ على النظام ونزع فتيل التوتر وتأمين الهدوء

 وطنية - 22/5/2012 - أصدر الناطق باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كاثرين آشتون، البيان الاتي:

"تتابع الممثلة العليا عن كثب الأحداث في لبنان وتعرب عن قلقها العميق لاندلاع العنف في طرابلس وفي بيروت، مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى وإصابة عشرات آخرين. وتنقل الممثلة العليا تعازي الاتحاد الأوروبي الحارة لهذه الخسائر في الأرواح. ويتعين على سلطات إنفاذ القانون اللبنانية التحقيق في هذه الأحداث ومتابعتها".

اضاف :"تدعم الممثلة العليا جميع الجهود الهادفة إلى الحفاظ على النظام ونزع فتيل التوتر وتأمين الهدوء والأمن للجميع في كل أنحاء البلاد. ويتعين على القوى الأمنية العمل معا. ومع القضاء بفاعلية لمعالجة أحداث العنف والتهديدات الأمنية.كما تعرب الممثلة العليا عن قلقها لإطلاق جنود من القوات المسلحة اللبنانية النار على شخصيتين من منطقة عكار. ويجب التحقيق فورا في ملابسات مقتلهما واتخاذ التدابير المناسبة وفق مقتضيات حكم القانون. وتعيد الممثلة العليا التأكيد على التزامها سيادة لبنان واستقلاله ووحدته واستقراره".

 

فتفت: ميقاتي لا يمتلك صلاحية الإستقالة

وطنية - 22/5/2012 استغرب النائب أحمد فتفت في حديث الى اذاعة صوت لبنان - الحرية والكرامة، كلام رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عن "لغتين ولسانين"، موضحا "ان هذه التهمة مردودة له ومعروف عنه هذا الأمر لجهة عدم الوفاء بوعوده". وإذ لفت الى "ان الرئيس ميقاتي لا يمتلك صلاحية الإستقالة"، اوضح "ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد هما اللذان أتيا به رئيسا للحكومة وهما اللذان يمتلكان صلاحية إقالته".ورأى "ان الحكومة لم تتخذ حتى اليوم موقفا من الإتهامات الخطيرة التي وجهتها سوريا الى لبنان عبر سفيرها في الأمم المتحدة بشار الجعفري، مؤكدا "ان هذا الأمر خطير"، محملا الحكومة "مسؤولية أي دم يراق في لبنان، إذا لم تتخذ موقفا واضحا من تصريحات الجعفري".

 

مجدلاني: للذهاب الى الحوار ومعالجة السلاح غير الشرعي

ميقاتي ممنوع عليه الاستقالة والقرار بيد من أتى به رئيسا للحكومة

 وطنية - 2/5/2012 - رأى النائب عاطف مجدلاني، في حديث لإذاعة الشرق، "إن احتمال تجدد المناوشات في بيروت وارد طالما أن لا حل جذريا للموضوع الأساس وهو السلاح غير الشرعي الموجود وخصوصا سلاح "حزب الله"، مشيرا الى ان "السلاح المليشياوي سيبقى يهدد السلم الأهلي في كل لحظة". وقال : "المطلوب الذهاب الى الحوار ومعالجة النقطة الوحيدة وهي السلاح غير الشرعي ووضعه تحت إمرة الأجهزة اللبنانية الشرعية من جيش وقوى أمن، ونزع سلاح المليشيات الصغيرة التي تنمو نتيجة دفع أموال لها وعمل المخابرات الذي بات اكثر وضوحا". وأوضح ان "ما جرى في الطريق الجديدة هو فورة غضب من أهلنا على الإستفزازت التي كانت تقوم بها مجموعات تابعة ل"حزب الله" وللمخابرات السورية"، وقال: "استطاع أهلنا أن يطهروا منطقتهم من هذه المجموعة، وهذا انتصار لأهل الطريق الجديدة حتى يعيشوا بسلام وطمأنينة ودون استفزاز". وعن مطالبة نواب بيروت رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالإستقالة وتمسك الاخير بموقعه كرئيس للحكومة، قال مجدلاني: "لا أعتقد أن الرد جاء من الرئيس ميقاتي بعدم الإستقالة، فهذا ليس أسلوبه وليست هذه طريقته، لكن الواضح أن رئيس الحكومة لا يستطيع الإستقالة حتى لو أراد ذلك, ممنوع عليه الإستقالة لذلك كان هذا الرد"، وسأل: "هل يمكن لإنسان مسؤول بموقعه أن يكون راضيا عن نفسه في ظل هذه الأحداث التي تجري في طرابلس في مدينته ولا يعطي بعد انقضاء أكثر من 48 ساعة أي إشارة أو أي موقف ولم يقم بأي عمل لتفادي الأخطار عن مدينته بهذا الإنقسام وهذه المخاطر بتحويل المدينة الى ساحة حرب".

وقال: "أعتقد أنه غير راض ولكنه مجبر، فالقرار ليس بيده لأن قرار الإستقالة بيد من أتى به رئيسا للحكومة".

وأضاف: "أين هي حكومة الأمل والإستقرار والعمل الوطني، أين هي الحكومة التي جاءت لتعمل من أجل الوطن ولا تعطي أي رد على اتهام المندوب السوري في الأمم المتحدة للبنان بأنه يحتضن الإرهاب ويصدره، فكيف يمكن لحكومة لبنان أن لا تجتمع وتبدي رأيها وتبرىء ساحة لبنان من هذا الإتهام الذي هو في غير محله"، منتقدا "موقف رئيس الحكومة في أن هذا الكلام يؤجج الخلافات ما يعني أنه يقول بشكل غير مباشر أن هذا الإتهام في موقعه وصحيح".

وقال: "هل من الممكن لرئيس حكومة لبنان أن يتخذ هذا الموقف؟ وهل يمكن لحكومة لبنان أن لا تجتمع وتتخذ موقفا من هذه الإتهامات الخطيرة على لبنان بالنسبة للمجتمع الدولي الذي بدأ يرى وكأن لبنان مصدر القاعدة وموئل لها ومصدر للإرهاب. هل يمكننا أن نرضخ ونصمت ولا ندافع عن لبنان ومصالح اللبنانيين".

وعن سبب غياب الرئيس فؤاد السنيورة عن اجتماع دار الفتوى، قال النائب مجدلاني: "إن موقفه جاء في ما يتعلق بالمسودة التي أرسلوها إليه والتي لم تكن تتضمن أي موقف واضح من الأحداث التي جرت على الأرض، أكان في بيروت أو في طرابلس أو في عكار بعد اغتيال الشيخين الكريمين، وأقدم التعازي الى اهلهم، لذا كان الإعتراض من قبل الرئيس السنيورة على هذا الموضوع، وقد ذكر اعتراضه من خلال بندين أساسيين أرسلهما الى دار الفتوى، فأخذ برأي الرئيس السنيورة أولا بتحميل السلطة السياسية مسؤولية ما يجري في البلد وثانيا برفض ما قاله المندوب السوري في الأمم المتحدة بأن لبنان يحتضن الإرهاب فعاد وتضمن بيان دار الفتوى هذين البندين".

 

سامي الجميل ل"الوطنية":التحالف لا يعني السكوت عن الخطأ ,الحديث عن اغتيال للشيخ عبد الواحد غير مقبول ولننتظر التحقيق

 وطنية - 22/5/2012 اسف منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الموجود في استراليا، في تصريح لمندوب الوكالة الوطنية للاعلام في استراليا سايد مخايل ، للاحداث الاخيرة التي وقعت في لبنان، خصوصا في الشمال وبيروت، وقال: "للأسف هذا ما حذرنا منه منذ اكثر من ستة اشهر، حين قلنا ان التصاريح المتعلقة بسوريا دعما للنظام او ضد النظام والنزول الى الشارع لدعم هذا الفريق او ذاك الفريق، سيجر لبنان الى مأزق كبير جدا وهذا ما يحصل الآن". وتابع : "نأمل الا تتأزم الأمور من جديد وفي اليومين المقبلين سيظهر الأمر، فإذا استمرت التهدئة فيعني ذلك ان الامور عادت الى طبيعتها وسيكون موسم الصيف هادئا، اما اذا تطورت الأمور نحو الأسوأ فيعني ذلك ان هناك نية حقيقية باشعال الساحة اللبنانية".

وعن المطالبة باستقالة الحكومة قال: "لا ادري ما هي الحسابات وراء كل هذه الأمور، ولكن بالنسبة لنا يجب ان ننتظر نتائج التحقيق بالنسبة لما حصل مع الجيش اللبناني الذي هو في النتيجة جيشنا الوطني والحديث عن اغتيال للشيخ عبد الواحد غير مقبول . قد يكون وقع خطأ وحدث وفاة الشيخ من الطائفة السنية الكريمة بظروف ملتبسة نحن ندعو ان تكشف ظروف هذه الحادثة لكي نعرف على من تقع المسؤولية ولكن الحديث عن ان الجيش يغتال هذا غير مقبول". واوضح : "معلوماتي من مصادر امنية في بيروت انه حدث توقيف على الحاجز وعندما رفض موكب الشيخ عبد الواحد الامتثال اطلق الجيش 3 طلقات في الهواء فرد عناصر الموكب بإطلاق النار واصابوا ثلاثة عناصر من الجيش الذي رد عناصره بإطلاق النار ما ادى الى مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه. هذه هي المعلومات التي وصلتني قد تكون صحيحة وقد لا تكون صحيحة وفي جميع الاحوال علينا انتظار نتائج التحقيق. وعن علاقة حزب الكتائب مع 14 آذار قال : "لا ادري لماذا يتكرر هذاالسؤال كثيرا علما انه اذا خرجنا من ثوابت 14 آذار نكون قد خرجنا عن ثوابت الكتائب وهذا غير وارد لا اليوم ولا بعد مائة عام .فالخط الاستراتيجي الكتائبي وهو الالتزام بتحالفاتنا الا ان ذلك لا يمنع ان نقول رأينا حين نعترض على شيء ما.فالتحالف لا يعني السكوت عن الخطأ. لدينا رأينا وعندما يختلف هذا الرأي عن 14 آذار نقوله وفي اكثر الاحيان مواقفنا متوافقة مع قوى 14 آذار". وعن انطباعه عن الزيارة الى استراليا، قال النائب الجميل:"انطباعي في نهاية الزيارة انه يوجد لبنان آخر في الخارج، وهذا اللبنان بالنسبة لنا هو الأساس وسنحافظ عليه قدر المستطاع ونربطه بالوطن الأم وبالارض اللبنانية. ونأمل ان نعرف في فترة قصيرة كيف ستكون مسألة التصويت في الخارج، وبناء على ذلك سنرى كيف نستطيع ان نربط بين لبنان والاغتراب".

 

النائب علي عمار:"المستقبل" لايتحمل الرأي الاخر لا في منطقته ولا في طائفته

وطنية - 22/5/2012 قال النائب علي عمار في تصريح اليوم : "ليست المرة الأولى التي يضبط فيها حزب المستقبل بالصوت والصورة يحمل السلاح ويستخدمه لفرض وجهة نظره بقتل مخالفيه وتهديد المواطنين، ففي مرات عديدة وخلال السنوات الماضية كانت تطل ميليشيا المستقبل المسلحة وسط المشهد السياسي اللبناني بأزيز الرصاص ودوي القذائف وسط الأحياء في بيروت وغيرها، لعجزها عن إقناع الآخرين بالحوار ومنطق الدولة" . اضاف: "إن اعتداء ميليشيا حزب المستقبل المسلحة على مركز وعناصر حزب التيار العربي في الطريق الجديدة وفي قلب بيروت النابض، بالسلاح الخفيف والمتوسط ولساعات عدة، انتهاك لحرمة بيروت وكل لبنان، وجريمة يحاسب عليها القانون لما تركته من أثار واضحة في المباني والممتلكات وأدت إلى قتل وجرح العشرات وروَّعت المواطنين، وسلبت الأمن والاستقرار من عاصمة المقاومة والشرف والتضحية". وتابع عمار: "ما حصل يؤكِّد أنَّ حزب المستقبل لا يتحمل الرأي الآخر لا في منطقته ولا في طائفته فضلا عن أي رأي آخر في غيرهما. وهو حاضر لاستخدام السلاح لفرض رأيه بالقوة، ويرفض الحوار بديلا، ويمعن في تخريب الدولة بشكل منهجي منذ فلت عقالها من هيمنته". وختم عمار :"إننا نحمل الدولة بأجهزتها السياسية والأمنية مسؤولية حماية السياسيين والمواطنين، وعدم إفساح المجال أمام ميليشيا حزب المستقبل للعبث بأمن الوطن واستقراره، وندعو إلى محاسبة المرتكبين لردعهم وإعادة حزب المستقبل إلى رشده".

 

تقارير: الجيش أظهر احتراما للشيخ عبد الواحد لكن الوفد كان مسلحا

نهارنت/كشفت معلومات جديدة أن عناصر الجيش اللبناني أظهروا احتراما للشيخ أحمد عبد الواحد الأحد الماضي بعد امتثال سيارته لأوامر الحاجز، لكن العسكريين وجدوا مع الموكب 3 بندقيات ومسدسين ونحو 500 طلقة. وفي تفاصيل التحقيقات الجارية بشأن مقتل الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب، قالت مصادر متابعة لصحيفة "الأخبار" إن إفادات أفراد الجيش الموقوفين الذين كانوا على حاجز الكويخات نصت على الآتي: "وردت أوامر بالتشدد في تفتيش السيارات لمنع وصول السلاح إلى مهرجاني حلبا. وبعد توقيف سيارة متوجهة إلى مهرجان الحزب القومي إثر العثور على مسدسين فيها، وصلت سيارتان بزجاج داكن، من دون أن تتوقفا". "فسارع أحد الضباط إلى إيقاف إحداهما وتفتيشها، فترجل الشيخ عبد الواحد من سيارته ليحتج على تفتيش السيارة الثانية".

وأكدت المصادر أن "العسكريين أظهروا احتراماً للشيخ دفعه إلى الموافقة على تفتيش السيارة الثانية". لكن، فيما كان الضابط المسؤول عن الحاجز يفيد قيادة فوجه ــ هاتفياً ــ بالحادث، كان زميل له يطلب تفتيش سيارة الشيخ، بحسب "الأخبار". "لكن لم يكد الأخير يوافق على ترجل سائقه والمرافق الذي يجلس خلف السائق، حتى انتقل الأخير إلى كرسي السائق وانطلق مسرعاً، فيما بدأ المرافق الذي بقي في السيارة بإطلاق الرصاص نحو الحاجز". "هنا أطلق الضابط الذي يقف على الحاجز النار على إطارات السيارة، لتنهمر نيران العسكريين على السيارة وفي الهواء"، ما أدى الى مقتل الشيخين.

الى ذلك، أكدت المصادر أن "العسكريين وجدوا في السيارتين 3 بندقيات ومسدسين ونحو 500 طلقة". إلى ذلك، أكد مصدر قضائي رفيع المستوى لصحيفة "السفير" ان التحقيق يجري بكل شفافية مع العناصر الذين أوقفوا في هذه القضية، حرصا على كشف كل الملابسات التي أحاطت بالحادث، خاصة أن روايات متعددة للحادث يحاول التحقيق جلاءها وبالتالي هذا الأمر يتطلب الكثير من العناية، فضلا عن ان مصلحة الجميع تكمن في جلاء الحقيقة. وكان قد كشف أحد مرافقي الشيخ عبد الواحد الأحد الماضي أن عناصر الجيش على حاجز الكويخات تعمدوا إهانة الشيخ رغم أنه امتثل لأوامر الجيش ورغم أن وفد مشايخ ورؤساء بلديات عكار لم يكن يحمل سلاحا. لكن الشيخ قرر العودة بعد مشادة كلامية بين مرافقه وعناصر الجيش. فانهالوا بالبندقيات على سيارته ما أدى الى وفاته ومرافقه الآخر.

 

المشنوق يعود الجرحى وحوري يجول في الأحياء وريفي يتفقد الوحدات الأمنية

الطريق الجديدة تستفيق من هول الاعتداء وتحمّل الحكومة المسؤولية

 باسم سعد/المستقبل

عاشت منطقة الجامعة العربية في الطريق الجديدة لساعات امس، مشهد حرب حقيقية، اثر الاشتباكات التي اندلعت في احد شوارعها الفرعية، حيث تحصنت عناصر تابعة للمدعو شاكر البرجاوي مدججة بالسلاح من مختلف العيارات أرعبت المواطنين والأهالي الذين ضاقوا ذرعاً بها، ما أدى الى حصول اشتباكات بينهم نتيجة استفزازاتهم وتعدياتهم المتكررة، رغم مناشدة الأهالي للحكومة لتحمّل مسؤولياتها في هذا الاطار، والإيعاز للقوى الأمنية بإنهاء الحالة الشاذة، وقد حصدت قتيلين و 18 جريحاً بينهم نساء واطفال وعسكري في الجيش اللبناني.

ومع انتهاء المشهد المأسوي الذي خلفه البرجاوي ومسلّحوه، عبّر الأهالي عن استيائهم من تقاعس الحكومة في تحمل مسؤولياتها، بعدما عانوا ما عانوه من ويلات في ساحة المعركة، ولفتوا الى ان "الدولة تتدخل بعدما يقع الفعل ويسقط الضحايا ولا تعمل لمعالجة هذا الفعل قبل وقوعه، خصوصاً انه مضى على وجود هذه "الزمرة" في منطقتنا اكثر من سنوات". وحمّلوا الحكومة مسؤولية "عدم ايلاء منطقتهم الاهتمام الامني اللازم، والسماح لعناصر مسلحة في ان تصول وتجول في الشوارع، وعند الشقق في الابنية السكنية التي يقطنها مواطنون آمنون، خلف كلية الهندسة في منطقة الجامعة العربية، مشبهين وضعها بالشوكة في الخاصرة، لها في كل عرس قرص.

ومع انقشاع غبار "المعركة" ودخانها، ظهر تضرر عدد من المباني حيث احترقت ثلاث طبقات وبعض المحال التجارية من مبنى مكتب شاكر البرجاوي، فضلا عن اضرار جسيمة في السيارات والممتلكات والدراجات النارية التي كانت مركونة امام المبنى.

وعمدت القوى الامنية الى الانتشار في شارع كلية الهندسة في الجامعة العربية حيث سيرت وحدات مؤللة وراجلة في كل مناطق الطريق الجديدة ومحيطها، فضلا عن تثبيت نقاط جديدة للجيش اللبناني في تلك المنطقة، وشوهد عناصر الجيش على آلياتهم.

وشهدت ساعات الصباح امس زحمة الأهالي الذين ارادوا تفقد ممتلكاتهم، معبرين عن سخطهم وتنديدهم لما عاشوه اول من امس.

وكانت المعلومات قد ذكرت أن عناصر مسلحة من خارج المنطقة نفذت منذ فجر امس (الاثنين)، عملية عسكرية تحت غطاء ناري كثيف لإجلاء شاكر البرجاوي وعناصره المسلحة من مكتبه خلف الجامعة العربية في بيروت، ونقله الى مكان آخر. كما تم نقل جثتين لعنصرين تابعين له قتلا خلال اطلاقهما النار على المنازل الآمنة أثناء الاشتباكات.

وكانت الحوادث التي انطلقت مساء الاحد في بيروت جاءت بعد تولي مجموعات تابعة لشخص يدعى (أ.ب) المعروف بميوله للنظام السوري، قطع الطرق بذريعة الاحتجاج على مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد حسين مرعب.

بعدها نفذت عناصر تابعة لشاكر البرجاوي، انتشارا مسلحا وأقدمت على إطلاق النار في عدد من الأحياء ما أدى الى ردود فعل من مواطنين وجدوا أنفسهم بين فكي جماعات مسلحة، واضطر عدد من المواطنين الى إحضار سلاحهم الفردي وإطلاق النار، ما دفع بعناصر البرجاوي الى الانسحاب الى مكتبهم خلف الجامعة العربية.

واستمر إطلاق النار من داخل المكتب، ما أدى الى محاصرته من قبل الأهالي الغاضبين، ليفاجأوا في ساعات الفجر بسيارات من دون لوحات تسجيل وبزجاج داكن ومسلحين ينفذون عملية إطباق على المباني من أجل إجلاء البرجاوي ومن معه من باب خلفي مع جثتين من مقاتليه، تحت غطاء ناري كثيف جدا، وتم نقلهم الى خارج المنطقة.

المشنوق

عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق تفقد الجرحى المدنيين الذين سقطوا بنيران عناصر شاكر البرجاوي، في مستشفى المقاصد في الطريق الجديدة. وعاين المشنوق الجرحى في الغرف التي توزعوا عليها يرافقه منسق عام بيروت في تيار "المستقبل" العميد محمود الجمل ومنسق الطريق الجديدة الاولى مروان زنهور والطاقم الطبي في المستشقى.

وعقد المشنوق اجتماعا مع مدير المستشفى الدكتور بلال غزيري متمنيا الاسراع في اجراء العمليات الجراحية المطلوبة للجرحى المصابين، والوقوف على اوضاعهم الصحية ومتابعتها، واستمع الى اهالي الجرحى الذين صبوا جام غضبهم على "الزمر" المسلحة التي تعرضت لأبنائهم العزّل، محملين "الحكومة مسؤولية عدم وضع حد لمثل هؤلاء وتركهم من دون حسيب ولا رقيب".

وتحدث المشنوق فلفت الى أن "الايام التي تستطيع بها زمر 7 ايار الاعتداء على الناس قد انتهت، وسنلاحقهم بالقانون حتى آخر يوم وحتى آخر الدنيا".

اضاف: "لا احد يفكر للحظة انه يستطيع ان يعتدي على اناس مدنيين شرفاء وأوادم، وهو يحاول ان يحتمي بأجهزة المخابرات والاجهزة الامنية. وان شاء الله سيدفع كل من اعتدى على هؤلاء الشباب الشرفاء الثمن وسيمثل امام العدالة بأقرب وقت ممكن. ولن نسمح بتجاوز هذه المسألة مهما كلف الامر".

وختم بالقول: "هذه المسألة ستتابع بدقة، ودقيقة بدقيقة، وبواسطة القانون والقضاء، وسنحمّل كل الاجهزة مسؤولياتها العلنية، ولننتظر ونرى ان كانت هذه المرة مثل كل المرات ام ستكون مختلفة".

حوري

من جهته جال النائب عمار حوري في منطقة الطريق الجديدة واطلع على اوضاع الاهالي، وعاين منطقة الاشتباكات، وقال: "ان ما حصل في الطريق الجديدة هو اعتداء من مجموعة تابعة للنظام السوري على اهالي المنطقة الذين كانوا يعبّرون بشكل سلمي عن احتجاجهم على استشهاد الشيخين في عكار".

أضاف: "نحن كتيار مستقبل لم نكن طرفا مباشرا بما حصل في الطريق الجديدة ليلا. أهالي المنطقة بكل اطيافهم وتنوعاتهم هم الذين قاموا برد فعل انتهى الى ما انتهت اليه الامور.الآن انتشر الجيش والقوى الامنية، واستلم مكتب التيار العربي محروقا في منطقة جامعة بيروت العربية، والقوى الامنية تسيّر دورياتها وفي هذه اللحظة الوضع مستقر".

وتابع: "هذه الحالة ليست الاولى من نوعها, ففي السنوات القليلة الماضية، دائما كان هناك تحرش واعتداء من عناصر المكتب. هنا كان ردّ فعل الناس مهاجمة هذا المكتب ما ادى الى ما انتهت اليه الامور باخراج العناصر المسلحة من المنطقة واعادة الاستقرار واستعادة الامل بان الدولة والجيش والقوى الامنية هي التي ستشكل حاميا للناس، وليس هذا الدكان او ذاك وليست هذه الدويلة او تلك".

ولفت إلى أنه "بعد كل ما حصل ليل امس، قال الناس كلمتهم برفض الوجود غير الشرعي ورفض الوجود الميليشيوي والدكاكين وكل هذه الابتكارات التي اتت الينا في السنوات القليلة الماضية، والاصرار على التمسك بالدولة وبالشرعية وبالجيش، وان يكون هذا الجيش حاميا لكل الناس".

وشدد على أن"الحل هو الدولة، وحين تتأخر الدولة عن القيام بدورها يفقد المواطن الامن والاستقرار، لذلك نأمل بأن لا تتكرر صورة اعتداء الدويلات واعتداء بعض المرتبطين بالنظام السوري على صورة الدولة وعلى امن الناس".

وأوضح أنه "منذ اللحظة الاولى صدر أكثر من موقف عن الرئيس سعد الحريري ورئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة وعن كل نواب ومسؤولي الكتلة وعن منسقية التيار، موقفنا كان ومازال وسيستمر واضحا: الدولة الدولة الدولة".

وختم: "ما حصل بالامس كان انتفاضة من الناس لكرامتها، هذه الكرامة التي كان يتم الاعتداء عليها منذ مدة طويلة، وحصل تحرك اهلي بكل ما للكلمة من معنى بعيدا عن اي ارتباط سياسي او اي ولاء لهذا الفريق او ذاك. لا احد يريد استهداف الجيش، بل هناك اصرار لملاحقة الضباط الذين ارتكبوا التجاوز".

ريفي

بدوره، تفقد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، يرافقه قائد شرطة بيروت العميد ديب الطبيلي دوريات قوى الامن الداخلي المنتشرة في الطريق الجديدة ومحيط الجامعة العربية والتي تم تعزيزها اثر الاحداث التي حصلت في هذه المنطقة.

وقد اعطى ريفي توجيهاته الى الضباط والعناصر بضرورة اتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة والتدابير الميدانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني، التي من شأنها ان توفر الامن والاستقرار وتؤمن سلامة المواطنين.

الجمل

من جهته شرح العميد الجمل لـ "المستقبل" ما حصل فقال: "ما حصل بالامس عبارة عن احتجاج سلمي على الحادثة الاليمة التي حدثت في عكار والتي ذهب ضحيتها شهيدان من علماء ومشايخ هذا البلد الحبيب، فمع مرور الوقت بدأت المشاعر تتأجج، مما حدا بأهالينا في بيروت الى التعبير وبطريقة سلمية عن عدم رضاهم عما حصل، المسألة ليست سهلة ان يتعرض شيخان للقتل المباشر".

اضاف: "لقد كانت توجيهات قيادة تيار المستقبل، والامانة العامة للتيار اراحة الوضع وعدم التأزيم والتصعيد منعا لحجب النظر عما يحصل في سوريا وما يتعرض له الشعب السوري الشقيق، وبالتالي المعروف عن تيار المستقبل انه تيار ديمقراطي، حضاري، لبناني، شعاره لبنان اولا، وهو تيار يؤمن بالمؤسسات اللبنانية، من هنا كانت توجيهات دولة الرئيس سعد الحريري وقيادة تيار المستقبل ضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والسماح للناس في التعبير عن رأيهم بالاطر السلمية الحضارية وعدم قطع الطرق".

وتابع: "فمن هذا المنطلق ان شبابنا ونساءنا وأطفالنا نزلوا الى الشارع للتعبير عن رأيهم بالاطر السلمية، لكن المفاجأة كانت بخروج عناصر مسلحة من مكتب ما يسمى بـ"التيار العربي الحر"، خلف كلية الهندسة في منطقة الجامعة العربية، وبدأوا بفتح النار على الناس من دون سابق انذار، حيث سقط خمسة جرحى في اللحظات الاولى واصاباتهم في الظهر، مما يدل على عملية غدر، لقد تعودنا منذ فترة على ما تمارسه هذه الزمرة التي يرأسها شاكر البرجاوي. ان هذا المكتب لا يحوي الا الموبقات والمخالفات القانونية والتعدي على الناس خصوصا ما يتعرض له شبابنا الطالع".

اضاف: "لقد ضاق شبابنا ذرعا، وحاولنا المستحيل لتهدئة هؤلاء الشباب، خصوصا بعدما تمادى المسلحون اكثر عبر اطلاق الرصاص، فما حصل هو رد فعل الأهالي في هذه المنطقة، خصوصا بعدما علموا ان جريحين من الجرحى الخمسة الذين سقطوا كانت حالتهما حرجة عند نقلهما الى مستشفى المقاصد بسبب اصاباتهما المباشرة".

ولفت الى أن "الكل يعلم من هو هذا الرجل، وما هي خلفياته السياسية وغير السياسية. ان ما حصل هو اعتداء على الطريق الجديدة من اناس سيئين يعممون الممنوعات، ويتعدون على الناس، فكانت ردود الفعل الشعبية رفض وجود مكتب لهذه الزمرة، فلولا تدخل تيار المستقبل وقيادته، لكانت النتائج اكبر من ذلك بكثير جدا. ما حصل هو الحد الادنى، لان قيادة التيار كانت تدخل على خط التهدئة، لكن مشاعر الناس كانت اقوى من كل شيء بعدما اصر الشباب على اقتلاع هذه الشوكة من هذه المنطقة وهذا ما حصل".

ودعا الجمل القوى الامنية الى القيام بكل ما هو مطلوب منها لضبط الامن، وشباب تيار المستقبل حضاريون، يؤمنون بالوطنية وبالدولة ومؤسساتها، ونتمنى على الأجهزة الامنية ان تحكم بالعدل والكيل بالمكيال نفسه مع كل الاطراف.

 

شاكر البرجاوي "سوبرمان" 8 آذار... وفتح ترد بحزم 

لم يترك رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي للمصداقية مكان في مؤتمره الصحافي، الذي ناشد الصافيين بسؤال واحد يتركه أكثر وقت على شاشات التلفزة، ليصنع لنفسه بروباغندا بأنه أحد قادة الموالاة وحليف لقوى 8 آذار، علماً أن معظم من تابعه سأل للمرة الأولى من هذا الرجل؟ خصوصاً بعدما استغل شاشات التلفزة لإطلاق شتى أنواع الأكاذيب والحجج ليبرر خروجه من الطريق الجديدة، والتي طرد منها بفعل إرادة الأهالي هناك. وقد يكون البرجاوي شعر باهانة كبيرة أنه أخرج من عرينه مكسور الجناح جراء كره الأهالي له.وحاول البرجاوي جاهداً في القناة البرتقالية أن "يبيض طناجر" مع النائب ميشال عون واعتبار أنها محطة مقاومة وأن المؤسسات الأخرى مسيسة لكن المقدمة فضلت قمعه بأجوبته. ويبدو أن البرجاوي اقتصر عمله خلال أحداث الطريق الجديدة على عدّ العناصر التي تطلق عليه النار، واستطاع إحصاء ألف عنصر، وقدرته الجبارة أعطته القدرة على كتابة اسمائهم أيضاًّ! لكن هل تسع الطريق الجديدة لألف مسلح، ومن يستطيع حشد ألف مقاتل في نصف ساعة؟ لكنه نسي أن الأهالي ضاقت صدورهم من كثرة ضغط البرجاوي عليهم واستفزازهم، ومن ضمن كلامه اتهام تيار المستقبل بقيادة الأمر علماً أن الرئيس سعد الحريري تتالت بياناته ودعواته إلى ضبط النفس وعدم النزول إلى الشارع، كما واستطاع البرجاوي في نهاية الأحداث أن يخرج من الطريق الجديدة عبر قوة حزب الله، والتي تم تصوير جزءاً من العملية عبر القنوات التلفزيونية.

وأما الجانب الملفت في كلام البرجاوي، هو اقحام الفلسطيني في هذه الأحداث، واتهامه عناصر من حركة "فتح" بالمشاركة في اسقاط مركزه في الوقت الذي أكدت فيه منظمة الفصائل الفلسطينية عدم تدخل الفلسطينيون بأي شأن لبناني. وفي هذا السياق، أوضح أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات أن "الحركة لها سياسة واضحة ومرسومة، ولا تتدخل ابداً بالشؤون اللبنانية ولا الخلافات داخلية ونحن على مسافة واحدة من الجميع وأنا ضد إقحامنا في أي نوع من الصراعات الداخلية". ونفى أبو العردات في حديث إلى موقع 14 آذار "مشاركة فتح أو أي فصيل فلسطيني في أحداث الطريق الجديدة"، مضيفاً: "إذا كان هناك من فرد فلسطيني يسكن في هذه المنطقة قد شارك في الأحداث فهذا لا يعني مشاركة الفصائل ولا الفلسطينيين". وأكد أن الفصائل الفلسطينية "في هذه المشاكل ترفع الغطاء عن أي فلسطيني يشارك في أي قضية أمنية أو اشتباك لأن هذا خارج إطار السياسة المرسومة للفصائل الفلسطينية وحركة فتح".

تعليقاً على ما قاله البرجاوي بأنه دخل السجن في سوريا من أجل الفلسطيني قال: "هناك من بين شهدي الأحداث فلسطيني، ونحن لسنا طرفاً مع أي طرف وإذا كان للبرجاوي مواقف جيدة من القضية الفلسطينية، فكل اللبنانيين لهم مواقف جيدة ونقدرها". تمنى على البرجاوي أن "لا يقحم الحركة ولا الفصائل الفلسطينية في الموضوع، ومشاركة فرد لا تعني مشاركة فصيل ولا تنظيم ولا فصائل، وهناك أمور كثيرة مغلوطة وردت في هذه الأحداث"، مضيفاً "قناة الجديد ذكرت أن زاروب الجزار تقدم منه مسلحون من المخيم لكن الزاروب ليس جزءاً من المخيم بل من طريق الجديدة والكل يعلم ذلك".

وأوضح أن "منطقة الطريق الجديدة سكانها لبنانيين وفلسطينيين، والأخيرين يتأثرون في الواقع الموجود في المنطقة، لكن سياساتنا أن نكون على مسافة واحدة من الجميع"، مشدداً على أن المنظمة أعطت "تعليماتها منذ بدء التوتر إلى كل الفلسطينيين بعدم التدخل في هذه النزاعات والكل يحترمها، لكن إذ هناك فرد تصرف باسلوب فردي فهذا يترك للتحقيق والقضاء للبت بالموضوع وما يسري على اللبناني يسري على الفلسطيني، ونترك الموضوع للقضاء و التحقيق".

*موقع 14 آذار

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دي فريج للمستقبل: دول الخليج لا تؤمن بحكومة حزب الله

حاورته: ريتا شرارة/المستقبل

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دي فريج أن النصائح التي وجهتها أربع دول خليجية، حتى الآن، الى رعاياها لمغادرة لبنان أو عدم التوجه اليه تشكل رسالة سياسية مضمونها "لا نؤمن بدولة فيها حكومة لحزب الله"، منتقداً الحكومة لعدم اتخاذها إجراءات تطمئن دول الخليج.

واعتبر في حديث الى "المستقبل" أمس، أن مواقف دول الخليج لا تشكل "ضغطاً" على لبنان الذي يتعرض لضغوط سورية "عبر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والقريبة منه"، والتي تخيف بطريقة ما الخليجيين من التوجه الى لبنان.

وهنا نص الحوار:

[ انضمت الكويت أمس الى الدول الخليجية الثلاث في تحذير رعاياها من القدوم الى لبنان. كيف تقرأون هذه الدعوة في السياسة أولاً؟

ـ تنقل وسائل الإعلام صوراً عن الوضع في عكار وبيروت، ومما لا شك فيه أن سفارات دول الخليج في لبنان ترفع التقارير عما يحصل ميدانياً. ثم في السياسة أمر مهم، فنحن نسمع في وسائل الإعلام ومن مسؤولين سوريين ومن حلفائهم وعملائهم في لبنان من يدّعي أن كل مشكلات سوريا تنطلق من لبنان، الذي هو من يرسل السلاح اليها ويصدر إرهابيين بتمويل من دول الخليج. كيف الرد على هذه الادعاءات في وقت لم تتخذ الحكومة اللبنانية أي أجراء لطمأنة دول الخليج؟. إن توقيف القطري عبد العزيز العطية ومن ثم مغادرته الى بلاده يعني أن يخشى كل خليجي يصرف ماله في لبنان من أن يكون ضحية من يقرر اتهامه بأنه يموّل "القاعدة" والمعارضة السورية. واضح أن العملية سورية للضغط علينا أكثر فأكثر حتى لا يكون الوضع مستقراً. وبذلك تتحول الأنظار عما يجري في سوريا فيحاولون الإمساك مجدداً بالورقة السياسية والأمنية اللبنانية لمقايضتها في المجتمعين الدولي والعربي.

[ هل الضغط الخليجي على لبنان أمني أم سياسي؟

ـ لا ضغط خليجياً على لبنان إنما ضغط سوري ينعكس علينا عبر الأجهزة الأمنية التابعة لنظام دمشق أو المقربة منه. الضغوط السورية هي التي تخيف الخليجيين من التوجه الى لبنان. ونصائح هذه الدول لرعاياها رسالة سياسية موجهة الى لبنان تعني أنهم لا يؤمنون بدولة فيها حكومة لـ"حزب الله".

[ اذاً، نصح الرعايا بالامتناع عن التوجه الى لبنان يُشكل رسالة سياسية الى الحكومة ولا يهدف الى الضغط على اللبنانيين؟

ـ هذه الطلبات ليست ضغطاً على الشعب اللبناني. هذه الدول غير مسرورة باتخاذ مثل هذه القرارات لأنها تحب اللبنانيين وتساعدهم على أراضيها، وترى اليوم، أنه، بالرغم من الانسحاب السوري من لبنان، فإن الجيش السوري لا يزال حاضراً بالوكالة، إما عبر حلفاء له في الحكومة أو في قيادة جهاز أمني فاعل ينفذ مقررات تتخذ خارج الشرعية اللبنانية.

[ هل تخشون على أوضاع اللبنانيين المقيمين في دول الخليج؟

ـ أعرف أن حكام دول الخليج عقلاء ويتفهمون أوضاع الشعب اللبناني وحجم معاناته. لا أتوقع ردود فعل سيئة على اللبنانيين المقيمين في هذه الدول، باستثناء من ينخرطون في العمل السياسي ويشكل انتقاد النظام شغلهم الشاغل ويطلقون كلاماً مهيناً بحق المضيفين وحكامهم، لذا أتفهم أن تتخذ تدابير بحق لبنانيين قرروا ألا يحترموا القوانين النافذة. نحن في قوى 14 آذار نعتبر أن على الشعوب أن تقول كلمتها، وليس على اللبنانيين والأجانب أن يعلّموا الناس ما يفعلون كما حصل مع خلية سامي شهاب (التابعة لـ "حزب الله") في مصر سابقاً.

[ هذا يعني أنكم تتوقعون بعض الاستثناءات؟

ـ أستبعد أن تأخذ دول الخليج قرارات جماعية ضد اللبنانيين إلا في حال تشكلت مجموعات لبنانية مناهضة لأنظمتها على أرضها.

[ ما الخسائر المترتبة عن مثل هذه القرارات الخليجية في حال تم اتخاذها؟

ـ جلّ ما أعرفه أنها تشكل ضربة اقتصادية كبيرة وكبيرة جداً على لبنان، خصوصاً وأن بعض المؤتمرات الذي كان مقرراً عقده في لبنان في تشرين الأول المقبل بدأ يتوجه الى دول أخرى. هذا الأمر يؤثر علينا وعلى الحكومة التي يتوجب عليها ألا تكتفي بالاستنكار إنما تأخذ قراراً جريئاً بالتأكيد أنها مع لبنان منزوع السلاح. الاستنكار الرسمي غير كافٍ ويجب أن تؤخذ خطوات ملموسة ميدانياً، خصوصاً أن من لديه السلاح مشارك في الحكومة التي بات عليها أن تقدم استقالتها.

[ ولكن الرئيس نجيب ميقاتي أكد، بعد اغتيال الشيخ أحمد عبد الواحد، أن لا استقالة لحكومته.

ـ اقول إذا لم تنجح الحكومة في خطواتها، فلتستقل. مساء الأحد كانت بيروت "على صوص ونقطة"، وبتنا نرى مجدداً، في الفريق الآخر، أناساً كنا بدأنا ننساهم.

[ هل تخشون على السياحة هذا الصيف؟

ـ هناك سياحة جديدة اليوم. يريد جزء كبير من هذه الحكومة ومن داعميها أن تبدو شوارع لبنان وبيروت وطرابلس مشابهة لما نشهده في شوارع حماة وإدلب ودوما ودير الزور ودمشق. هذا الجزء الكبير من الحكومة هو مع النظام السوري، إلا أننا لن نرضى بذلك ولبنان ليس على هذا النحو.

[ كيف ذلك؟

ـ لن نأتي بالسلاح. ستحصل مناوشات من هنا وهناك ولكننا لن ننجر الى فتن أهلية. "حزب الله" لم يأخذ القرار بفتنة شيعية- سنية إنما يحاول أن يظهر أن الفتنة سنية ـ سنية عبر استخدام مأجورين لقوى 8 آذار وسوريا.

 

بسبب سيطرة "حزب الله" على مفاصله من خلال الموالين لميشال عون 

مخاوف جدية من انشقاقات في الجيش اللبناني على أساس طائفي

حميد غريافي: السياسة/اتهمت أوساط أمنية لبنانية تعارض "اختراق حزب الله بعض مفاصل الجيش اللبناني", رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون, قائد الجيش الاسبق في عهد الاحتلال السوري للبنان, بـ"تجيير مؤيديه من كبار وصغار الضباط داخل المؤسسة العسكرية ومشتقاتها الامنية مثل الاستخبارات واجهزة فرعية اخرى, الى قيادات "حزب الله" لتلقي التعليمات منها مباشرة من دون العودة الى عون, إضافة الى مئات الضباط الشيعة في الجيش المنتسب معظمهم الى "حزب الله" ويتلقون منه رواتبهم الشهرية ومساعدات مالية اخرى وامتيازات لا يحصل عليها الضباط الآخرون".

وقالت الأوساط ان قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان "غير قادرين على فعل اي شيء حيال اختراق عون و"حزب الله" مواقع القرار في القيادة العليا وقيادات المناطق, وخصوصا في جنوب لبنان, حيث يبدو الجيش المنتشر هناك منذ العام 2006, شبه ألوية تابعة لـ"حزب الله" و"حركة أمل" وليس لقيادته في بيروت, وهو ما تشير اليه تقارير استخبارات القوات الدولية "اليونيفيل" التي تتحدث عن رضوخ ضباط قيادة الجنوب, ومعظمهم من الطائفة الشيعية, لضغوط "حزب الله" وسورية".

واتهمت الاوساط الامنية ميشال عون بـ"إعادة الجيش الى أسوأ ما كان عليه خلال بداية الحرب اللبنانية من تشرذم, إذ فيما كانت الالوية العسكرية يومذاك مقسمة طائفيا ومذهبيا لكل طائفة لواؤها الخاص بها, اختلط الآن الحابل بالنابل وباتت الألوية مخترقة حتى العظم وولاء معظمها عائد الى الطوائف ايضا ولكن بشكل فوضوي ومأساوي, والدليل الاقرب الى المنطق هو قيام احد ضباط ميشال عون باغتيال الشيخ احمد عبدالواحد ورفيقه", اول من امس في عكار.

وقالت الأوساط لـ"السياسة" أنه "في حال لم يجر تطهير المؤسسة العسكرية من الضباط المؤيدين لعون, الذين تحولوا إلى أحصنة طروادة لـ"حزب الله ومن ورائه النظامين السوري والايراني, فإنه يتحتم على اللبنانيين ان يخشوا انفجارا داخل الجيش اللبناني, تماماً كما حدث في مطلع الحرب اللبنانية العام 1975, خصوصاً بعد انطلاق دعوات في شوارع طرابلس وبيروت خلال الساعات الـ48 الماضية بتشكيل "جيش لبناني حر" على غرار "الجيش السوري الحر", وهي دعوات غير مباشرة لحدوث انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية تؤدي الى انضمام منشقين عن الجيش الى الشارع الثائر الذي بات يشعر بأنه مستهدف من مؤسسته العسكرية على عكس ما تدعيه من حيادية بين الأطراف المتنازعة".

واضافت الأوساط ان الاسلحة "التي ظهرت بهذه الكثافة والنوعية في شوارع بيروت وطرابلس, تؤكد ان الموازين العسكرية في الشارع اللبناني وبين المناطق والاحزاب المتناحرة, تغيرت جذريا, بحيث باتت شبه متعادلة في حال اندلاع حرب شوارع لا يمكن خلالها استخدام الصواريخ (من قبل "حزب الله") على نطاق واسع, كما ان الظاهرة الاكثر دراماتيكية حالياً تتمثل بحصول معظم الاطراف على اسلحة نوعية, خصوصا بعد سقوط النظام الليبي ونهب مخازن ومستودعات اسلحته التقليدية, الأكثر تطورا في الترسانات العربية, حيث ان الاحزاب اللبنانية الكبرى المدعومة من خارج الحدود, تتزود كلها بهذه الاسلحة وقد تكون البواخر التي تمت مصادرتها في المياه الاقليمية اللبنانية والقبرصية خلال الاشهر القليلة الماضية, كانت تقصد لبنان لاسورية كما يتخيل البعض".

 

زيارة جبريل مشكورة ومشؤومة،

جنبلاط: ألا يستطيع وزير الدفاع التعبير عن عبقريته السياسية والعسكرية إلا من خلال الترويج لوجود القاعدة في لبنان بأي ثمن؟

أدلى رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي مما جاء فيه: في إنتظار أن تُسرّع خطوات بعض الدول الكبرى التي تسير كالسلحفاة في تعاطيها مع الأزمة السورية من خلال التأكيد على الحل السياسي الانتقالي لترحيل النظام كخيار وحيد متاح لانقاذ سوريا من الدمار والتشرذم والانقسام، وفي إنتظار تبلور مناخات داخليّة مؤاتية لاستئناف الحوار الوطني دون شروط مسبقة لاعادة تكريس الثوابت من خلال حل سياسي يفضي إلى الاستيعاب التدريجي للسلاح في إطار الدولة في الظروف الملائمة وعدم إستخدام السلاح في الداخل، ومن خلال الابتعاد عن محاولة تهميش الآخرين عبر إستخدام لغة “السلفية” أو سواها وإتاحة المجال لحرية التعبير عن الرأي، وفي ظل الانقسام اللبناني الحاد بين مؤيد للثورة السورية ومؤيد للنظام؛ فقد يكون من الممكن للبنانيين التقدم نحو تفاهم على الحد الأدنى لتمرير هذه المرحلة الحساسة من خلال النقاط التالية:

أولاً: إحتضان الجيش، فلقد قامت المؤسسة العسكرية بإحتضان المقاومة أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006، وواجهت ببسالة تنظيم “فتح الاسلام” في مخيم نهر البارد في العام 2007، ولقيت بدورها الاحتضان آنذاك من أهل عكار. ونشيد بإنجازها تحقيقات سريعة لمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه في عكار، وهذا كله يؤكد ضرورة الالتفاف حول الجيش اللبناني أكثر من أي وقت مضى لحماية الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي للحيلولة دون الانزلاق نحو الفتنة أو الاقتتال الداخلي.

ثانياً: رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية، لا سيما بعدما رأينا كيف أن المسرحيات التي قامت بها بعض الأجهزة قد أدخلت طرابلس والشمال في مناخات من التوتر الشديد من خلال تخطي أصول التوقيف لأحد الأشخاص وتنفيذ عملية بوليسية بدل إستدعائه وفق ما تنص عليه القوانين، ومن خلال تبرئة أحد القطريين الذي كان متهماً بالارهاب، فإذا به يبرأ ويسافر عائداً إلى بلاده؟ ألم تعرض هذه الخطوات غير المدروسة علاقات لبنان العربية، ولا سيما مع دول الخليج، التي تحتضن عشرات الآلاف من اللبنانيين في مؤسساتها الاقتصادية، وها هي تحذر رعاياها من المجيء إلى لبنان؟ ثم ما هذا التناقض المعيب في تصريحات وزيري الدفاع والداخلية حول وجود تنظيم “القاعدة” في لبنان؟ ألا يستطيع وزير الدفاع التعبير عن عبقريته السياسية والعسكرية إلا من خلال الترويج لوجود القاعدة في لبنان بأي ثمن؟

ثالثاً: مسألة داتا الاتصالات التي تبقى ضرورية للحيلولة دون وقوع المزيد من الانكشاف الأمني على ضوء تجدد مرحلة الاغتيالات السياسية كما يقولون وبعد هروب مجموعة قيل أنها “سلفيّة” من مخيم عين الحلوة، ناهيك تسخيف لمفهوم العمالة، والترحيب بالعملاء الذين يحملون على الأكتاف وتقام لهم المهرجانات الشعبيّة؟ ألا يفسح كل ذلك المجال أمام إسرائيل للتغلغل مجدداً في الداخل اللبناني وإستكمال عملها في زرع الشبكات التجسسيّة هنا وهناك؟

رابعاً: تصدير النظام السوري لأزمته الداخليّة نحو لبنان وقد مهدت لها وأكدتها تصريحات بشار الجعفري في الأمم المتحدة وفيصل المقداد، وذلك من خلال السعي لاستباحة الأرض اللبنانية لا سيما عند الحدود لتحويل لبنان مجدداً إلى ساحة مفتوحة؟

خامساً: الزيارة المشؤومة والمشكورة للسيد أحمد جبريل جاءت في السياق ذاته، فهي مشؤومة لأنها تحمل في طياتها تهديدات ورسائل، ومشكورة لأنها جاءت لتذكرنا بمقررات الحوار الوطني التي إتخذت بالاجماع ومنها سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والمحكمة الدولية التي، للتذكير، أقرت أيضاً بالاجماع.

المطلوب من كل القوى السياسية اللبنانية في هذه اللحظة الحساسة وقفة مع الذات، لعلنا ننجح في تنظيم الخلاف السياسي بدل تفجيره وإدخال البلاد في الفوضى.

وتبقى كلمة إلى أهالي الطريق الجديدة، كما توجهنا إلى أهالي طرابلس وعكار بالأمس، حيال ضرورة تفويت الفرصة على بعض المندسين لاغراق لبنان في الفوضى، والحفاظ على أصالة بيروت العربية والوطنية التي واجهت الاحتلال الاسرائيلي وعدم الانزلاق مجدداً إلى حروب الشوارع والأزقة، كما يريد لها البعض من وراء الحدود.

أخيراً، نعبر عن شجبنا ورفضنا لأي تهديد يطال أي إنسان، عادياً أم شاعراً أم مفكراً، كما حصل مع الشاعر أدونيس، لكن كنا نتمنى لو أن الشاعر إياه الذي إعتبر نفسه في مرتبة بابلو نيرودا وناظم حكمت ومحمود درويش، لم يهرب بإتجاه الهجوم على السلفية بدل أن يدين أعمال النظام السوري.

 

راجح السنّي  

ديانا حدّارة

الناظر في أحوال الطائفة السنّية في لبنان منذ عهد الإستقلال، يجد نفسه أمام إسقاط واقعي لنظرية القهر الإجتماعي لإميل دوركهايم، التي مفادها أن الانحراف ظاهرة اجتماعية ناتجة عن القهر والتسلط الاجتماعي الذي يمارسه بعض الأفراد ضد البعض الآخر. فالفقر باعتباره انعكاساً صارخاً لانعدام العدالة الاجتماعية بين الطبقات، يولّد رفضاً للقيم والأخلاق الاجتماعية التي آمن بها الرعيل الأوّل من أفراد النظام الاجتماعي. وهنا يلعب القهر الاجتماعي دوراً في توليد ضغط لدى بعض الأفراد لينفجر انحرافًا إجتماعيًا. وإذا ما قارنا ما تقوله هذه النظريّة بأحوال الطائفة السنّية في لبنان، نجد أنه منذ أكثر من خمسين عامًا يرزح أتباع هذه الطائفة تحت القهر الإجتماعي contrainte sociale وأضيف الجماعي Contrainte collective، فالمناطق التي في غالبتها سنّية لم تعرف يومًا إنماءً متوازنًا أسوة بالمناطق اللبنانية الأخرى. وقرى عكار والبقاع ومدينة طرابلس خير شاهد على هذا الظلم والإهمال المتعمّدين بحق سكّانها، ويمكن القول إن الطوائف الأخرى التي تعيش في هذه المناطق تنال نصيبها من هذا الإهمال، وما ذنبها إلا أنها طوائف أصيلة في مناطق غالبتها سنّية. هذا على مستوى الإنماء المتوازن والعدالة الإجتماعية، أما على المستوى السياسي، فزعماء هذه الطائفة المعتدلين السياسيين منهم ورجال الدين كانوا هدفًا سهلاً للإغتيالات ولإسكات الصوت المعتدل، ففي عام 1951 أغتيل رئيس حكومة لبنان السنّي رياض الصلح، وعام 1987 أغتيل رشيد كرامي وعام 2005 أغتيل رفيق الحريري، وعام 1986 أغتيل الشيخ صبحي الصالح وعام 1989 أغتيل مفتي الجمهورية حسن خالد، والجامع بين هؤلاء الشهداء الخطاب المعتدّل الذي آمن بلبنان وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم، وهوية القاتل واحدة، ولا يوجد من يدينه أو يحاكمه.

وفي مقابل هذا القهر الجماعي والسياسي هناك قهر نفس- عقلي يتجلى باتهام سنّة لبنان بأنهم أصولويون، سلفيون قاعديون وطالبانيون... يتربصون بالطوائف الأخرى، أوهام يغرسونها في قلوب وعقول الطوائف الأخرى، فبعد اتفاق الطائف أشاعت مخابرات الدولة الشقيقة شخصية راجح الوهّابي، الذي يحوّل لبنان إلى بلد أصولي تعامل فيه الطوائف الأخرى على مبدأ أهل الذمة، وبعد خروج جيشها أنابت عنها من يعزز هذا الوهم، من دون يسأله أحد ماذا تعني الوهابية؟ وفي مقابل راجح الوهابي، ظهر راجح السنّي الأصولي، الذي لا أصل له، يريد أن يحوّل شمال لبنان إلى إمارة بمقاييس القاعدة وطالبان... . لنفكر بعقل الباحث لماذا هذا الهجوم المستمر على هذه الطائفة، علمًا أن كل طوائف لبنان لحقها الظلم والهوان في فترة من الفترات، إلا الطائفة السنية فالقهر والظلم مستمران إلى أبد الآبدين! وإذا أرادوا أن يرفعوا عنها تهمة الأصولية والإنعزالية الرجعية، يدعون السنية السياسية؟ متى حكمت السنية السياسية؟ إذا قصدوا فترة ما بعد الطائف فهذه أكذوبة مضحكة مبكية ومن يدرك كواليس السياسة في تلك الفترة يجد أن السنّية السياسية ما كانت إلا صورية لا حول لها ولا قوّة. ما المطلوب من مطلقي الأكاذيب والأوهام؟ تعددت الأساليب والمطلوب واحد تحوّل راجح السنّي من الوهم إلى الواقع. ويبدو أن الأحداث التي تتسارع اليوم في شمال لبنان، ترسم ملامحه فيكون الشرارة الأولى لحرب عبثية تقتل أبناءها قبل أعدائها، ليدركوا في ما بعد أن راجح السنّي لا وجود له ويعود اللبنانيون من حيث بدأوا يبحثون عن راجح جديد حتى يبرروا خطاياهم .(عذرًا من الرحلين الأخوين الرحباني لاستعارتنا شخصية راجح من مسرحية بيّاع الخواتم) ما المطلوب منا نحن اللبنانيون؟ أن يتفق جميع عقلاء الطوائف على ألا وجود لراجح في أية طائفة من طوائفهم، وأن يتضامنوا مع الطائفة السنية قبل أن يفقد معتدلوها عقولهم ويصابوا بالوسواس القهري فلا يعود هناك حرج على من فقد عقله فتصح عليه مقولة " إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب". ويصدّق نفسه أنه راجح السنّي.

* موقع 14 آذار

 

توجيه التهم لـ 10 من «القاعدة» بمحاولة اغتيال مسؤول سعودي

الرياض: تحذيرات أميركا «غير مبررة»

 الرياض - يو بي أي – الراي/وصف نائب وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، التحذيرات التي أطلقتها سفارة الولايات المتحدة لرعاياها في المملكة بأنها «غير مبررة».

وقال الأمير أحمد: «لا أجد مبررا يستدعي إطلاق تحذيرات... هم يحتاطون دوما بين الوقت والآخر». ودعت السفارة الأميركيين إلى «توخي أقصى درجات الحيطة والحذر»، كما أوصتهم بعدم سلوك الطريق ذاتها لدى الذهاب إلى العمل والعودة وتجنب التجمعات والحشود وإبلاغ الجيران أو الزملاء في العمل بمكان توجههم أو متى يريدون العودة. على صعيد آخر، اتهمت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض 10 أشخاص، تابعين لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، بالشروع في اغتيال أحد كبار رجال الدولة، بواسطة بندقية قناصة.

وذكرت الصحف السعودية امس، ان «المحكمة وجهت إلى 10 تهمة الشروع باغتيال أحد كبار رجال الدولة، وقيامهم بإحضار بندقية قناصة لتنفيذ العملية، بعد قيام أحد أعضاء تنظيم إرهابي بدوره في عملية رصده ومتابعته، وكذلك الشروع في السطو على البنوك داخل السعودية استحلالاً لأموالها من أجل الاستفادة منها بتقوية الجانب المالي لدعم العمليات الإرهابية بالاتفاق مع أحد المتهمين».

كما وجّه الادعاء العام لأحد المتهمين «تهمة اشتراكه مع أحد قادة التنظيم الإرهابي عبد الحميد تراوري في رصد قرية ندى السكنية ومجمع الشربتلي في جدة للقيام بعمليات انتحارية ضد هذين المجمعين».

ووجه الإدعاء أيضاً الى أحد المتهمين مباشرة في الجلسة التي عقدت أول من أمس في قاعة المحكمة تهمة «الشروع في إقامة معسكر تدريبي داخل المملكة بقصد استهداف المستأمنين والمعاهدين وقتل رجال الأمن... كما شارك في الاتفاق والمساعدة على المقاومة المسلحة لرجال الأمن في شقة الخالدية في مكة المكرّمة، وحمل سلاحه الرشاش ومسدسه عليهم أثناء مقاومتهم ومحاولته الهروب».

واتهم أحد أفراد الخلية باشتراكه في حيازة 170 رشاشاً و30 صندوق ذخيرة ومادة (تي إن تي) المتفجرة بقصد الإفساد، وارتكابه جريمة تعاطي الحبوب المنبهة المحظورة.

وسلّم رئيس الجلسة نسخة من لائحة الدعوى للمدعى عليهم في بداية الجلسة للإجابة عنها، وأخبرهم أن لهم الحق في توكيل محام للدفاع عنهم، وأنه في حال عجزهم عن تحمل أتعاب المحامي تتولى وزارة العدل توكيل محام للدفاع.

 

راسموسن: "الأطلسي" لا ينوي القيام بأي عمل عسكري ضد نظام الأسد 

خطط أميركية لتأمين الأسلحة الكيماوية السورية عبر تدخل سريع

واشنطن, شيكاغو - وكالات: كشفت مصادر أميركية أن الولايات المتحدة تخطط لإقامة قواعد عسكرية في الأردن للتدخل السريع في سورية, في حال تدهور الأوضاع والانزلاق نحو حرب أهلية, بهدف تأمين مخازن الأسلحة الكيماوية, ومنعها من الوقوع في أيدي "متطرفين". وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ادارة الرئيس باراك أوباما تسرع من خططها لاحتمال تطورات سريعة للأزمة السورية في الشهور المقبلة بمشاركة حلفائها في الشرق الأوسط, مؤكدة أن تلك الخطط تشمل احتمال فقدان الحكومة السورية السيطرة على بعض مخازن الأسلحة الكيماوية المنتشرة في البلاد.

وكشفت الصحيفة, أمس, أن مسؤولين اميركيين وأردنيين ناقشوا بشكل مفصل إمكانية انشاء قواعد دائمة في الاردن, تضم وحدات صغيرة من قوات "المارينز" وقوات العمليات الخاصة.

وقال المسؤولون ان عملية التخطيط, التي شاركت فيها أجهزة مخابرات ومسؤوليين عسكريين من سبعة دول على الأقل, تتضمن ترتيبات تتعلق بتأمين الأسلحة الكيماوية عن طريق قوات العمليات الخاصة في حال سيطرت ميليشيات عسكرية على بعض المناطق في سورية. وأشارت الصحيفة إلى وجود قلق لدى مسؤولين في أجهزة مخابرات غربية واقليمية من محاولة بعض "القوى المتطرفة" السيطرة على جميع المدن والضواحي في حال انزلقت سورية بشكل كامل في حرب اهلية. ولفتت إلى أن هذه الاستعدادات تتزامن مع تدريبات عسكرية متزايدة في المنطقة, بما فيها المناورات العسكرية الواسعة وغير المعتادة بمشاركة دول عربية وغربية في الأردن. وقال مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الاميركية, رفض الكشف عن هويته, "هناك قلق كبير من انهيار سريع للأمور, ومن الممكن وقوع مشكلة كبيرة على عتبة دارك بين ليلة وضحاها". وأشارت الصحيفة الى ان المخابرات الغربية قدمت خطة مماثلة لتلك التي اتبعتها للسيطرة على الاسلحة الكيماوية في ليبيا العام الماضي أثناء الثورة, خاصة خلال الاسابيع الاخيرة التي عمت فيها الفوضى. في سياق متصل, عبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عن قلقه من العنف في سورية, لكنه اكد ان الحلف "لا ينوي" القيام بأي عمل عسكري ضد النظام السوري. وقال راسموسن في مؤتمر صحافي خلال قمة الحلف الاطلسي في شيكاغو, أمس, "ندين بشدة سلوك قوات الامن السورية وقمعها السكان, وندعو القيادة السورية الى تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري, لكن الحلف الاطلسي ليس لديه نية للتدخل في سورية". وأكد ضرورة حصول عملية "انتقال سياسي" لإنهاء الازمة, داعياً النظام إلى تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.

وواجهت حكومات دول الحلف انتقادات لدعمها العمليات العسكرية التي جرت في ليبيا واستبعادها اي تدخل عسكري في سورية, حيث يواجه متظاهرون ومتمردون معارضون مسلحون بشكل سيء قمع القوات الحكومية السورية المدججة بالسلاح.

 

تغيير خريطة السنّة اللبنانيين

حسام عيتاني/الحياة

لا حربَ أهلية في لبنان. في المدى المنظور على الأقل. هذا ما تقوله الحسابات والتحليلات الباردة لمصالح القوى المحلية والمؤثرة في السياسات اللبنانية. بيد أن ذلك لا يلغي حقيقة محاولة أطراف عدة تعديل موازين القوى و«تصحيح» بعض الخلل الذي شاب المعادلات الطائفية في الأعوام القليلة الماضية. وما جرى في الأسبوع الماضي يندرج في سياق ما تسميه الأسواق «جني الأرباح». فانشغال النظام السوري بالثورة والحصار الاقتصادي وأزمته العامة، من جهة، وارتباك الحكومة التي شكلها حلفاء سورية في لبنان حيال حجم التغيرات في المنطقة وإخفاقها في إيجاد لغة مشتركة ما بين أعضائها وتفكك مؤسسات الدولة، الخدمية والادارية والامنية، من جهة ثانية، تعطي المعارضين انطباعاً بإمكان تحسين مواقعهم. وعلى غرار الأسواق، غالباً ما يترافق «جني الأرباح» مع انخفاض مؤشرات السوق. فانفلات الأمن وتدهور الوضع الاقتصادي، وعلى رغم خطرهما الداهم، إلا أنهما يظهران اقتراب الحال التي أراد بشار الأسد وانصاره إرساءها في لبنان، من نهايتها.

قيادة «حزب الله» أكدت مرات عدة أنها متمسكة بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وهو ذات موقف دمشق، برغم الانتقادات الحادة التي وجهت الى ميقاتي من قبل أقرب الحلفاء الى النظام السوري. ويدرك الحزب والنظام استحالة استبدال الحكومة الحالية بواحدة أكثر استجابة لضروراتهما في الظرفين الداخلي والدولي الحاليين. وسيكون اسقاط الحكومة مؤجلاً إلى ان يرى «حزب الله» والرئيس السوري مصلحة في ذلك، ارتباطاً بتطور الثورة السورية وخسارة النظام الأوراق التي ما زال يناور بها.

في المقابل، تشعر مجموعات كبيرة من المعارضة السنّية، خصوصاً غير المنضوية في تيار «المستقبل»، ان الوقت قد أزف لطي صفحة السابع من أيار (مايو) 2008 ومفاعيلها السياسية التي شكلها اتفاق الدوحة. في نظر هؤلاء، تحتل الثورة السورية ونصرتها، مكاناً مركزياً في تصورهم لتعديل ميزان القوى المائل بشدة لمصلحة «حزب الله» منذ سنوات. وفيما يأخذ كثر على الحزب إصراره على ضرب «المستقبل» وزعامة سعد الحريري وما يمثلان من اعتدال - نسبي - في صفوف السنّة، ما فتح الطريق واسعاً امام فئات اكثر تشدداً في هذه الطائفة، يقول آخرون ان الحزب كان يتصرف بوعي وإدراك لما يعنيه سلوكه حيال الحريري. فالانغلاق الشيعي الذي ترافق مع تصاعد في الغرور وتجاهل الجوامع المشتركة مع اكثر من نصف اللبنانيين، لا يزدهر وينتعش إلا في مواجهة تطرف وانغلاق سنيين.

لا يبرئ هذا الكلام تيار «المستقبل» وقيادته من جملة طويلة من الخطايا التي ارتكبتها منذ العام 2005 ومنها افتقارها الى الرؤية التصالحية مع الطائفة الشيعية وعدم فهم آليات اشتغال الاجتماع السياسي اللبناني وهيمنة مجموعة من قصيري النظر والنفس على التيار، إضافة إلى سلسلة من فضائح الفساد والصرف التعسفي في مؤسسات التيار وتلك التي يديرها أفراده، في بلد تتداخل فيه الشؤون السياسية بالاقتصادية بالعائلية. والحال ان الجماعات السياسية السنّية التي يصطلح على وصفها «بالسلفية» (مع التحفظ على هذه التسمية)، تسعى الى احتلال حيز تراه خالياً من أي قوة تستطيع الاستفادة من المعطيات الجديدة وفرض نفسها كممثل للتغيرات التي تجتاح المنطقة العربية. الحديث عن المضمون الاجتماعي والسياسي للجماعات هذه، مؤجل. لكن يصح الاعتقاد ان الطبقات الوسطى والفقيرة في الطائفة السنية اللبنانية وخصوصاً في الأرياف وأحياء البؤس البيروتية، تريد استعادة صوتها لدى الزعامة الحريرية، على الأقل، او ان تحل مكانها، على الأرجح.

 

لا خروج للبنان من صراعات المحاور والأزمات إلا بالحياد أو باللامركزية أو بالفيديرالية

اميل خوري /النهار

يكرّر البطريرك الراعي الدعوة الى حياد لبنان كي يظل خارج صراعات المحاور، كما يكرر الرئيس امين الجميل الدعوة اياها من دون استجابة عملية وفعلية لها. لكن كلما واجه لبنان صراع المحاور وانقسام اللبنانيين حولها، أحس الزعماء الذين عاشوا عواقب هذا الانقسام وتداعياته السياسية والامنية والاقتصادية بضرورة البحث الجدي في تحييد لبنان والاتفاق على الصيغة التي تكرس الحياد وتحافظ على وحدته ارضا وشعبا ومؤسسات. الواقع لو ان لبنان كان محايدا، لما كان يواجه ما يواجهه اليوم من جراء الحوادث الدامية في سوريا، ولما كانت لسياسة النأي بالنفس تفسيرات مختلفة ولا ترضي أحداً.

لقد بات واضحاً للجميع ان لا استقرار سياسيا وامنيا واقتصاديا في لبنان الا اذا صار اتفاق بين جميع ابنائه على انتهاج سياسة الحياد بين كل المحاور، وان يكون لبنان مع الاجماع حول القضايا المطروحة او لا يكون مع احد اذا لم يتحقق هذا الاجماع. لذلك ينبغي العودة الى "ميثاق 43" الذي قال "لا شرق ولا غرب" اي لا لحماية فرنسا ولا لوحدة مع سوريا. واليوم بات مطلوبا توسيع مفهوم ذلك بالاتفاق على حياد لبنان بين شرق وشرق وبين غرب وغرب وبين شرق وغرب كي يرتاح ويريح، فقد آن الاوان لأن يقتنع اللبنانيون بفوائد الحياد على كل الصعد وبأن لا خلاص لهم وللبنان الا بالحياد التام، اي بالنأي بالنفس ولكن بغير الطريقة التي تتبعها الحكومة الحالية حيال الاحداث في سوريا اذ انها تنأى بالنفس في حالات ولا تنأى بها في حالات اخرى... أوَلم يعاني اللبنانيون كثيراً من نتائج صراعات المحاور على أرضه أو من نتائج انحيازهم الى هذا المحور او ذاك فيتكبدون من جراء ذلك الخسائر البشرية والمادية التي لا تعوّض؟ أما حان لهم أن يتفقوا على أن يكونوا على الحياد الا حيال اسرائيل الى ان يتحقق السلام الشامل في المنطقة؟ فلو أن لبنان انتهج سياسة الحياد لما كان يعاني حاليا من صراع بين المحور الايراني – السوري ومن معه والمحور المناهض له، وكل طرف لبناني يتربص بالآخر لينقض عليه إذا انتصر محور على آخر... أوَليس من مصلحة الدول الشقيقة والصديقة ان يكون لبنان على الحياد، ليصبح واحة أمان وسلام وملاذا لكل مضطهد ومظلوم، وهو ما دعا اليه عميد "النهار" غسان تويني في مقال له قبل سنوات، كما دعا اليه الامير طلال آل سعود في مقال له في "النهار" (2007) تحت عنوان: "حياد لبنان قوة له وللعرب"؟ أوَلم يتعلّم اللبنانيون من انقساماتهم وحجم تأثيرها على حياتهم اليومية وذلك منذ أن بدأ هذا الانقسام بين من كانوا مع بريطانيا ومن كانوا مع فرنسا ومن كانوا مع "التيار الناصري" ومن كانوا مع "حلف بغداد"، ومن كانوا مع الوجود الفلسطيني المسلح ومن كانوا ضد هذا الوجود، ومن كانوا مع بقاء الجيش السوري في لبنان ومن كانوا ضد بقائه، ومن هم اليوم مع المحور الايراني – السوري ومن هم ضد هذا المحور؟

لقد آن اوان الاتفاق والتوافق والتفاهم بين اللبنانيين وزعمائهم على اعتماد سياسة الحياد للبنان، وعندها لا يعود ثمة خوف على مصيره ويغدو في الامكان إلغاء الطائفية، وإلغاء طائفية الوظائف والمناصب في الدولة لأنها تكون دولة الحق والعدالة، دولة حماية الجميع في ظل القانون، دولة قادرة على حماية أمن لبنان واستقلاله وسيادته، بحيث يصبح جميع أبنائه مطمئنين إلى مستقبلهم وإلى مصير الوطن.

واذا كان الاتفاق على حياد لبنان لا يزال صعب المنال لاسباب شتى منها أن لبنان ليس جزيرة منعزلة بل هو جزء من المنطقة فما يصيبها يصيبه خصوصاً مع وجود حالة حرب مع إسرائيل، فإنه لا يمكن ولا يجوز ان يكون وحده على الحياد، فإن ما ينبغي الاتفاق عليه ومن دون تأخير هو تطبيق اللامركزية الادارية الواسعة التي باتت وحدها تحمي العيش المشترك والوحدة الوطنية، من خلال محافظة كل فئة على خصوصيتها ونمط عيشها وحياتها اليومية داخل المنطقة الخاضعة لهذا النظام من حيث الممنوعات والمحظورات في منطقة من دون اخرى في شتى النشاطات، وإحداث رسوم وضرائب لتحسين الاوضاع فيها. هذه اللامركزية هي البديل من الفيديرالية التي يعتبر البعض أنها تخفي تقسيماً مع أنها في الواقع مانعة لذلك، لا بل ان التقسيم يعالج بالفيديرالية.

لقد بات على اللبنانيين وزعمائهم ان يختاروا صيغة حكم للبنان تحافظ على أمنه واستقراره وعلى استقلاله وسيادته وحريته وكيانه، وهذه الصيغة تكون إما باعتماد الحياد الذي يمهد لإلغاء الطائفية فتصبح الوظائف والمناصب العليا مفتوحة لأصحاب الكفايات إلى أي حزب أو مذهب انتموا، وإما اللامركزية الادارية الواسعة التي تخفف الاعباء عن السلطة المركزية وتبقي الناس في مناطقهم لانجاز معاملاتهم، وإما اعتماد النظام الفيديرالي الذي يقيم شبه حكم ذاتي داخل كل منطقة او اقليم ويكون لكل مقيم فيها خصوصيته ونمط حياته.

 

تصاعد المخاوف من معادلة الزعزعة ولجم تصدير الأزمة رهن بالنظام السياسي

روزانا بومنصف /النهار

دخل الوضع اللبناني خلال الايام العشرة الاخيرة مع اشتعال الوضع في طرابلس ثم وقوع الحادث الامني في عكار الذي ادى الى مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه وما ادى اليه من ردود فعل قوية في الشارع لم تقتصر على منطقة عكار بل تعدتها الى مناطق اخرى جعلتها في مرحلة خطر فعلية تعدت القلق الذي كان يساور كثر على الوضع من تداعيات الازمة السورية. فالخطورة في ما يستشعره كثر هي في ان تكون المعادلة في حدها الادنى انه لن يكون استقرار في لبنان ما دام النظام السوري غير مستقر وكذلك لا موسم اصطياف ولا اقتصاد مرتاحا في مقابل العقوبات الاقتصادية على النظام السوري، وفي حدها الاقصى تفجير الحرب في لبنان في ظروف مماثلة لاندلاعها عام 1975 مع اغتيال معروف سعد. وقد زادت مأسوية الوضع الدعوات التي وجهتها اربع دول من الخليج العربي الى رعاياها لمغادرة لبنان وعدم السفر اليه بما يرخي مخاوف كبيرة لا تقتصر على الاجانب بل تصيب اللبنانيين ايضا المقيمين والمغتربين، علما ان الاسباب الامنية قد لا تكون وحدها السبب وراء هذه الدعوات اذ يضعها البعض في اطار الخلاف الخليجي - الايراني. اذ ليس خافيا التوتر بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي حديثا على خلفية مشروع الاتحاد الخليجي وعلى الموضوع القديم الجديد حول الجزر الاماراتية الثلاث اضافة الى عمليات الخطف المتفرقة التي تحصل بين وقت وآخر في بعض المناطق اللبنانية او عمليات التوقيف والاتهامات لدول خليجية على ألسنة افرقاء لبنانيين بتمويل الثورة السورية في ظل مخاوف من تأثير ذلك على اللبنانيين الموجودين في الدول الخليجية ايضا نتيجة السياسة التي يعتمدها افرقاء في الحكومة. في حين تحدثت معلومات عن تأجيل ديبلوماسيين مغادرتهم لبنان في اجازات مقررة مسبقا نظرا الى الخطورة التي بدأ يتسم بها الوضع بعدما اتخذت احداث طرابلس ابعادا غير معهودة.

وقد بلغت الخشية على الوضع الداخلي حد اعتبار البعض انه قد يكون من الافضل للحكومة الا تجتمع هذا الاسبوع نظرا الى ان مواقف بعض الافرقاء المشاركين فيها والتي تماشي الاتهامات السورية لافرقاء لبنانيين يتعاطفون مع الثورة السورية ،على ما جرى في اجتماعات سابقة لمجلس الوزراء حيث سيقت اتهامات بتهريب الاسلحة وما شابه، يمكن ان تساهم في تسعير الوضع بدلا من تخفيفه ومعالجته. اذ ان حكومة لا تستطيع التصدي ديبلوماسيا وسياسيا لما اورده المندوب السوري لدى الامم المتحدة من اتهامات وتدافع عن لبنان ككل وعن افرقاء يشكلون نصف الشعب اللبناني ستجد حرجا كبيرا في ان تستمر. لكن من دون ان يمنع ذلك الاقرار بصعوبة تطيير الحكومة في هذه المرحلة وعجزها حتى عن الاستقالة. وهو امر تبلغته مصادر ديبلوماسية من افرقاء في الحكومة قالوا انهم يعجزون عن الاستقالة على رغم رغبتهم بذلك .

وترى مصادر سياسية شاركت في الاتصالات الاخيرة لاستيعاب الموقف ان ما جرى يندرج في اطار تصدير الازمة السورية الى لبنان. وهي تعتبر ان هناك طريقتين في التعامل مع هذا الموضوع هما : اما ان ينأى الافرقاء المؤيدون للنظام بانفسهم عن تلبية المطالب السورية غير المعقولة او ان ينجروا اليها معتبرة ان الدور الاساسي في هذا الاطار يقع على عاتق "حزب الله" باعتباره التنظيم الاكثر تأثيرا من بين حلفاء النظام. اما مسؤوليته " فهي من اجل حماية انجازات المقاومة والسلم الاهلي ومنع بعض الهوامش من الدخول في مغامرات لبنان في غنى عنها". والمقصود بذلك التأثير على حلفائه باعتباره القوة المركزية ويمكن ان يمون على حلفائه في الشمال من اجل ان يبقى الخلاف حول الموضوع السوري منظما. ذلك ان هناك خلافا سياسيا مركزيا بعدما خرج الحزب وحلفائه من الحوار وهذا الخلاف هو حول موضوع السلاح، والآن بات الخلاف ايضا حول موضوع النظام السوري. اما وان موضوع السلاح مؤجل ما لم يتم التوافق بسحر ساحر على بت الموضوع في استراتيجية دفاعية فانه لا بد من تنظيم الخلاف حول الموضوع السوري.

والنقطة الاخرى التي يمكن ان تخفف وطأة الوضع الراهن ايضا هي الاجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني في حق العناصر الذين تقع عليهم مسؤولية ما حصل في عكار بحيث يمكنه ان يستوعب المشكلة.

فهذه الاجراءات تسمح على الاقل وفق هذه المصادر بكسب لبنان الوقت بالحد الادنى من الانتظام الداخلي والاستقرار النسبي مجددا على رغم خشية كثر من ان يكون لبنان قد دخل في نفق قسري من عدم الاستقرار الامني لان لا خيارات كثيرة متاحة امامه في واقع الامر ما لم يحسم الوضع في سوريا.

 

كلمات دعت الى معاقبة المرتكبين وأحمد الحريري شدّد على ضبط النفس والصبر

وداع مؤثّر لشهيدَي البيرة وسط مشاركة سياسية وشعبية واسعة

عكار ـ "المستقبل"

سادت أجواء الاحتقان ساعات الصباح الأولى من يوم امس، حيث كانت الطرقات لا تزال مقطوعة وأضيف الى عشرات نقاط القطع وأشعلت الاطارات في كل مكان رغم الدعوات والجهود التي بذلت والدعوات الصريحة من قبل نواب كتلة "المستقبل" والمفتي أسامة الرفاعي والعلماء والمشايخ للعمل على فتح الطرقات، وقد تم فتح حوالي الخمسين في المائة منها قرابة العاشرة، ليصار الى تأمين وصول المشيعين ووفود المناطق اللبنانية المختلفة الى بلدة البيرة مسقط رأس الشهيدين الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد حسين مرعب .

وكان جثمان الشهيد عبد الواحد نقل عند الحادية عشرة صباحاً الى مسقط رأسه في البيرة ورافق الموكب عشرات السيارات من مختلف أنحاء عكار تقدمهم رؤساء اتحادات بلدية ومخاتير ورؤساء بلديات ورجال الدين ورفاق الشهيدين. انطلق موكب المشيعين من امام مستشفى عكار رحال الى حيث مسقط رأس الشهيدين وكانت هناك محطات، فقد كان اصدقاء ومعارف الشيخ احمد ورفيقه الشيخ محمد يتم ايقافه في كل محطة، عند مفترق الكويخات،التليل، عمار البيكات، الدوسة، الكواشرة، وصولاً الى مدخل البيرة، حيث توقف الموكب أمام مبنى مدرسة "النور" الاسلامية التي كان الشيخ عبد الواحد رئيس مجلس ادارتها وسجي لبعض الوقت ومن ثم حمل على الاكف في شوارع البلدة في كل زاوية وحي من البلدة نشأ وترعرع فيها الشهيدان، ومن ثم تم نقل الجثمانين الى منزلي الفقيدين حيث سجيا بانتظار صلاة العصر، ليصلى عليهما في مسجد البيرة الكبير.

وكانت وفود قد تقاطرت من طرابلس والمنية والضنية والكورة ومن أنحاء شتى من لبنان للمشاركة في التشييع .

ومثل الرئيس سعد الحريري في التشييع الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري، كما مثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب نضال طعمه، وحضر النائب أنطوان زهرا ممثلاً رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وحضر نبيل سركيس على رأس وفد من "القوات"، كما مثل الأمين العام للمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الشيخ خلدون عريمط مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، المفتي الشيخ أسامة الرفاعي، ووفد من دائرة أوقاف عكار وازهر عكار، ومثل بيار خوري الرئيس أمين الجميل، رئيس اتحاد بلديات الجومة على رأس وفد من البلديات والآباء ورجال الدين المسيحيين ممثلاً نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، بالاضافة الى وفد من القبيات كان على رأسه النائب هادي حبيش وضم عدداً من الكهنة وأبناء بلدة القبيات المجاورة للبيرة، كذلك حضر النائب قاسم عبد العزيز ورئيس التيار السلفي في لبنان داعي الاسلام الشهال ووفود بلدية واختيارية وشعبية من كل المناطق العكارية. بالاضافة الى نواب المنطقة خالد ضاهر، معين المرعبي، خضر حبيب، خالد زهرمان ، رياض رحال، والنائب السابق طلال المرعبي وعدد من ممثلي قوى الرابع عشر من آذار ومنسقي "تيار المستقبل" في عكار: خالد طه، سامر حدارة، عصام عبد القادر .

وقبيل صلاة العصر حملت النعوش على الأكف الى امام ساحة مسجد البيرة، حيث نصبت خيمة وقبيل الصلاة على الشهيدين، أقيم مهرجان تحدث فيه كل من ضياء وخالد عبد الواحد باسم عائلات الشهداء، وشدد شقيقه ضياء على "رفض تمييع عملية الاغتيال المنظمة وطالب بالحق الكامل"، لافتاً إلى "أهمية ان لا نترك كي نأخذ حقنا بأيدينا وإلا تحملوا عندها الفتنة كاملة التي تقع على عدم قيامكم بواجبكم".

الحريري

وقدم الحريري، خلال مشاركته بمراسم تشييع الشيخين عبد الواحد والمرعب في بلدة البيرة عكار، في كلمة له التعازي "لاهلنا في البيرة، فرداً فرداً باستشهاد مولانا الشيخ احمد الذي خضنا معه منذ اسبوعين معركة البلدية". وقال: "الشيخ احمد الذي ضمد بدمائه تلك الدماء التي ساعدها من هنا من النازحين السوريين الى دماء كل شهداء سوريا، نعم انضمت دماء شهيدين من عكار من البيرة الابية".

واعتبر أن "الشيخ احمد الذي انضمت دماؤه الى دماء النازحين السوريين الذين ساعدهم والى دماء كل شهداء سوريا، واضيفت دماء شهيدين من عكار من البيرة الابية".

أضاف: "لا شك يا شباب نحن ناس نؤمن بالله عز وجل ونعتبر ان ربنا سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، لذلك يجب علينا ان نضبط انفسنا، ويجب علينا ان نكون مؤمنين اننا نستطيع ان نحصل على حق الشهيدين بإذن الله، ويحمي ربنا هذا البلد لان عكار هي الاصل، وهي كل لبنان".

وإذ اكد ان "البعض حاول ان يسلخ هذه المنطقة عن لبنان ولم يستطع"، قال: "باذن الله بقوتكم انتم لن يستطيعوا سلخها"، جازماً بأن "عكار جزء لا يتجزأ من لبنان. وعكار جزء لا يتجزأ من بيروت ".

وختم بالقول: "عكار التي خرج منها الشهداء وعكار الداعم الاول للجيش اللبناني. عكار بكم يا شباب عكار وشباب البيرة باذن الله سيبقى لبنان وسيصمد وسيعلى الى الابد".

الرفاعي

بدوره المفتي اسامة الرفاعي القى كلمة قال فيها ان "دماء الشهيدين امانة في اعناقك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكافة المسؤولين ونحن سنتابع هذه الامانة كلنا اولياء دم الشيخ احمد والشيخ محمد كلنا نطالب بالقصاص كما قال الله تعالى ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب سنطالب بمحاسبة المجرمين وللأسف يا قائد الجيش انت الذي عرفت عكار وعرفتك، يا قائد الجيش ان الجيش الذي احتضناه قتل ابنائنا قتل شهدائنا وقتل شيوخنا، ايرضي الحر في هذا البلد وان كان شيخا او راهبا او ما شابه ان يكون على وجل وخوف من جيشه الذي يعتبره وطنيا".

أضاف: "ايها المسؤولون اننا نناشدكم بالحق والايمان والوطنية ان اسرعوا بالتحقيقات واسرعوا في انزال العقوبات الرادعة القوية حتى يطمئن الناس وحتى يعود الامر الى نصابه والا فان المشكلة كبيرة وكبيرة جدا.

نحن نعلن اننا مع الجيش ونثق به لكن الشيخين انما قتلا عمدا على حاجز الجيش بسلاح الامة وتحت ارزة الوطن".

ضاهر

وتحدث النائب خالد ضاهر باسم نواب عكار فشدد على "نقاط ثلاث من اهمها اعتبار الجريمة جريمة اغتيال ارتكبها بعض المندسين في الجيش اللبناني"، وقال: "لن نقول شيئا فيه مفتنة للناس او اساءة لهم ولن نقول شيئا فيه خراب للناس"، داعيا الى "معاقبة القتلة المرتكبين المجرمين وبدأت باصدار القاضي صقر بتوقيف ضباط وعسكريين".

وطالب بـ "محاكمة عادلة تؤدي الى معاقبة المرتكبين وصولا الى اعدامهم لان من ارتكب الجريمة يستحق الاعدام والموت شنقا"، وقال: "اننا بناة الدولة والمؤسسات ونحن العمود الفقري للجيش منه ابناؤنا بنينا من اجل ان يحمينا وكي يدافع عن السيادة"، مؤكدا على "وجود تقاعس في الدفاع عن السيادة والذود عن حياض الوطن امام انتهاكات النظام السوري وكان هناك تقاعس من الجيش بسبب القرار السياسي لحكومة بشار الاسد في لبنان". ولفت الى ان "المسؤولية الجريمة تقع على عاتق الحكومة ورئيسها وقائد الجيش وقيادته ومطلبنا هو الاصلاح ودعم المؤسسات فالمطلب هو معاقبة المجرمين وان تقوم قيادة الجيش بانتقاء الضباط والعناصر التي تحترم ابناء عكار واعلن انه لن يهدأ بالنا قبل معرفة الحقيقة لامتصاص النقمة ".

وبعيد المهرجان انطلق الجميع وفي مقدمهم الحريري والرفاعي والنواب في التشييع الى جبانة البلدة حيث ووري في الثرى الشهيدان وهناك، في ظل توافد كثيف للمعزين من مختلف المناطق.

 

إلّا الجيش

غسان حجار /النهار

اليوم يمكن ان يصح عنوان فيلم نادين لبكي "وهلأ لوين؟"  الذي يؤكد لنا استعدادنا الدائم للعودة الى زمن الحرب، كأننا على بعد خطوات قليلة منها دائما. فيلم نادين لبكي الذي انتقدته لركاكة فيه، اعود اليه في هذه العجالة معتذرا، خصوصا بعدما اكتشفت ضحالة فيلم "تنورة ماكسي" في كل جوانبه. السؤال البديهي اليوم في بيروت، والاهم منه في الخارج، لدى المترقبين القدوم الى لبنان للاصطياف، لبنانيين وعربا واجانب " وهلأ لوين؟". والمؤسف ان احدا من الاطراف اللبنانيين الفاعلين، ومعظمهم غير فاعل، لا يملك الاجابة الشافية، ولا يعلم ما ستؤول اليه الامور التي بدت متفلتة من كل  قيد، او على الاقل تفلتت من ايدي السياسيين، وما عدنا نعلم ما اذا كانت اجهزتنا مشاركة في تحريك الشارع، ام هي ايضا ادوات للخارج؟ ندافع عن عمل الاجهزة، لا عن ارتكاباتها، لانه ضرورة لاستقرار الدولة ولحسن سير مرافقها ولضمان أمن مواطنيها، وقد نعمنا فترات بهذا الامن، وان بدا للبعض مصطنعا، الا انه متشابه في معظم العالم، وضعيف امام الاعمال الارهابية المخطط لها بدقة.

لكن الايام الماضية اظهرت، بل كشفت لنا بؤس حالنا، فما اعلنه المندوب السوري لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري والاسماء التي اذاعها ليست الا تقريرا استخباراتيا مسربا من جهاز لبناني، وفي الأمر إدانة لواقع الاختراق، ان لم نقل لواقع عمالة لا يمكن تغطيتها بالاتفاق الامني اللبناني - السوري من زمن الوصاية.

في المقابل، لا يمكن التغاضي عن عمليات القنص التي استهدفت الجيش في شوارع طرابلس، قبل وقوع جريمة قتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه في عكار وما رافقها من اعمال انتقامية قد تكون مبررة في حدود الاحتجاج قبل ان تتطور لتصير اعمالا حربية تهدد الامن الوطني، وتنزلق بنا الى حرب اهلية جديدة ليست الا انعكاسا للوضع السوري المتفجر. وحسبي ان الذين يعادون النظام في دمشق هم الذين يوقدونها، قبل ان يتحولوا وقودا لها. قد يكون الجيش اخطأ في الامس، وغير مرة وفي غير ملف، ومع غير مذهب وطائفة، لا مع "اهل السنّة" فقط، لكن التعامل مع الجيش بهذه الطريقة هو نسف لكل مقومات الدولة، اذ اضافة الى استهداف عناصره، وهم براء مما يجري، خرج علينا نائب ليقول ان الجيش يتلقى اوامره من "حزب الله" ومن السوريين. وهذا امر معيب بحق المؤسسة العسكرية وبحق النائب العظيم الذي لم يثر الامر مرة في مجلس النواب. يؤيد كل لبناني حر محاسبة الجيش كي لا يجنح ، ويحبذ معاقبة المرتكبين في صفوفه، ولكننا نرفض جميعا ضرب المؤسسة العسكرية فنعيد تجربة العام 1975 ، وندخل مجددا في أتون الحرب الاهلية.

 

مجموعات تطوي صفحة الميثاق الوطني بالغلبة والعددية

الخوري اسكندر الهاشم /النهار

lفي مجتمع متعدد وعالمي النظرة بفعل انتماء مجموعاته الى اديان ذات طموحات كونية، وفي مجتمع تظهر فيه الفوارق اجتماعيا وثقافيا، يجب النطق بصراحة، بأن لبنان لا يمكن ان يكون وطن رسالة ودور، اذا لم تحافظ الدولة فيه على هذه التعددية وهذه الفوارق. اخطر ما يكن فعله هو التماهي بين الدولة من جهة وبين الوطن الذي هو اكبر من الدولة وابقى من مؤسساتها، فالدولة الحاضرة بدأت ترفض علنا وليس بالسر امكانية ان يبقى وطنا متعددا ومتنوعا، لانها صارت تحت رحمة نظرة احادية الجانب تحاول من خلالها فرض ثقافة واحدة وادارة من لون واحد.

ان التلطي وراء لغة سياسية تريد التعمية عما يجري من احوال للعباد هو أمر يسيء اولا الى الميثاق الوطني والى الدستور اللبناني الذي افرد مساحة حيوية للمجموعات الدينية والثقافية وأبقاها كلها تحت عمامة الدولة العصرية التي تحسن القيام بدور المنسق والمنظم لهذه الاختلافات والفوارق، وابقائها عند الحدود المقبولة، بل اقتراح مبادرات كبرى تؤسس لقيام عقد اخلاقي واجتماعي تدخل عبره هذه المجموعات الى حوار دائم حول ما هو اساسي وجوهري لاستمرار هذا العقد، وهذه الاستمرارية.

لم تعد المشكلة الاصوليات والتدين فقط، بل اصبحت العلمنة ازمة تضاف الى الازمات العاصفة في مجتمعنا الحديث، وهي إذ تطالب بما تراه مناسبا لفلسفتها لا تقيم وزنا للآخر، لانها تريد تبسيط الامور وقلب الارث،  والا عد الآخر خصما ومتخلفا. لنعطي الدولة مثلا واضحا: ان الغاء 6 و6 مكرر من الوظيفة العامة هو أمر جيد في ظاهره، ولكنه اساء الى المجموعات كلها، بحيث انها تضطر عاجلا او آجلا الى الخروج من الادارة، وهو أمر مسيء الى الدولة التي خرجت الى العلن بفعل توافق هذه المجموعات على اقامتها والقبول بها على انها تمثيلية اذا جاز التعبير، اي انها قادرة على اقامة التوازن في مؤسساتها وابقاء التنوع رمزا لهذه التعددية. ان العقد الحيوي والاساسي المشاكل للدولة اللبنانية بدأ بالاهتراء والتلاشيء انطلاقا من دستور الطائف ومن السيطرة على اجهزة الدولة وتحويلها اقطاعات ومحميات لمجموعة او مجموعتين واستثناء الآخرين، بل دفعهم الى الحروب منها.

رئاسة الجمهورية ليست على الحياد

رئاسة الجمهورية ليست على الحياد في كل شيء، الرئاسة الاولى التي قلصت صلاحياتها الى الحدود الدنيا ما زالت تمثل في ضمير اللبنانيين وتراثهم مركزا استثنائياً في هذا الشرق، واذا كانت الرئاسة هي للمسيحيين فان ذلك يرتب عليها بعداً وطنياً اضافيا هو حماية من تمثل والدفاع عن حقوقهم وليس ذلك معيباً على الاطلاق. واذا كانت الرئاسة هي الحكم بين السلطات وهي الحامية للدستور والميثاق فان لها دوراً رديفاً ايضا، كونها تمثل مركزاً مسيحيا اساسياً، لا يجوز أن يكون محايدا اومتساهلا في حقوق هذه المجموعة، لانها منها خرجت، ولو كانت تحكم باسم اللبنانيين جميعا.

مسيحيو 14 آذار و8 آذار

ان السخونة بين طرفي 14 و8 آذار من المسيحيين أمر مفهوم ومقبول ضمن مسلكية معينة، ولكنها تصبح غير مقبولة بتاتا حين تدير ظهرها للاسس الجوهرية التي قامت من اجلها هذه الاحزاب. نحن لا نتجادل حول توجهاتها السياسية، لكننا نتجادل حول تقاعسها في الدفاع عن القاعدة الاساسية للميثاق الوطني الذي أرسى تضامن المجموعات من اجل بناء دولة غنية بتنوع موظفيها يسيرهم جميعا قانون واحد وتوجهات وطنية سليمة. انكفأت هذه الاحزاب والقوى عن الدفاع عن خط الميثاق ورضيت جميعا بانحراف الدولة صوب انتهاج مسلكية واحدة لا تقيم وزنا للميثاق تحت غطاء العلمنة والحداثة وهي منهما براء، اذا كيف يصدق عاقل بأن الدولة من رأسها الى اخمص قدميها تؤمن بالعلمنة والحداثة وهي غارقة في شد الحبال للحصول على اكبر عدد من المغانم والمكاسب لمجموعات فرضت ذاتها على الدولة واجبرتها على التخلي عن منطق التنوع والمشاركة؟

البطريركية المارونية

ان تقاعس البطريركية المارونية في الدفاع عن حق مجموعتها أمر يزيد احباط الناس ويلغي من ذاكرتهم تاريخا طويلا من الجهاد المميت لاقامة دولة الميثاق التي حفظت من خلاله حقوق الجميع.

والتي حددت طوعا حق كل مجموعة عرقية ودينية في استمرار نهجها ونسق حياتها دون ان تتعرض لنسق الاخرين ونهجهم، ان انحسار المجموعة المسيحية من مرافق الدولة ومؤسساتها امر خطير على مستقبلها في ظل الطفرات الدينية العالمية التي تحاول من جديد تكوين شخصيتها واعادة تشكيل تراثها وهويتها، وكأن الانسان المعاصر سئم من الحداثة بعد ان اغرقت روحه وثقافته في بحر هائج، عاد مجددا يفتش عن كيانه العميق وعن هويته التي شكلت ثقافته وشخصيته التي يخاف عليها من الضياع او الغرق في بحر هذا العصر المظلم.

ان البطريركية المارونية وهي حامية الميثاق وصانعته مطالبة وبالحاح اكثر من غيرها في اعادة تصويب مسار الدولة ومؤسساتها والسهر على حقوق مجموعاتها ضنا بالعيش المشترك وبالتجربة الفريدة التي عاشها لبنان وذلك قبل سقوط هذه التجربة وطي صفحة الميثاق الوطني واستبداله بعقد جديد فرضته الغلبة والعددية واسهم فيه الخارج لضرب اسس الحياة المشتركة التي شكلت نموذجا فريداً في هذا الشرق، اضافة الى ان خروج المجموعة المسيحية من الادارة هو أمر قاتل لها، لان الدين الذي لا يتجسد في السياسة والاجتماع دين معرض للموت البطيء وللهلاك.

 

قصة تهجيرنا إلى كندا في ظلّ الجمهورية العربية المتحدة

ايلياس ملكي حنا/النهار

في بعض الاحيان تأتي الضغوط الدولية غير مباشرة، ووراءها اياد تلعب بمصير الشعوب، ففي عهد الجمهورية العربية المتحدة التي ولدت عام 1958 بعملية قيصرية بين الجمهورية السورية، والجمهورية المصرية والتي لم تعش طويلا، وليس هنا المكان المناسب لشرح الاسباب الدافعة لقيام هذه الوحدة الهوائية، والاسباب معروفة لدى غالبية المثقفين السوريين، ومنهم كتاب التاريخ. والمهم في موضوعنا هو الضغط غير المباشر الذي فرض علينا نحن المسيحيين في سوريا ولا سيما السريان والأراميين لكي نفكر في هجرة وطننا الذي ورثناه من اجدادنا منذ الوف السنين. التاريخ العام فيه شواهد عديدة منها ان غالبية الملوك والرؤساء الذين اتوا الى السلطة، وحكموا البلاد التي خصصت لهم مروا في مصفاة الماسونية الصهيونية اليهودية، ونفذوا لها ما كلفوا به. فمجرد ان ولدت هذه الجمهورية غير الطبيعية. بدا الضغط الهائل علينا. منعنا من تدريس لغتنا السريانية في مدارسنا الخاصة، واغلق نادينا الرياضي، والاجتماعي، واستولت الحكومة على الفرق الرياضية، وحوربنا اقتصاديا وفي هذا الجو المحموم والتعدي اللاخلاقي. بدأ بعض من وجهاء الشعب يفكرون في الهجرة من الوطن. احدهم طرح فكرة الهجرة الى كندا، فقر الراي على ذلك. ذهب احدهم الى السفارة الكندية بدمشق وقدم الى السفير اسماء ما يقارب المئة عائلة سريانية في سبيل الهجرة. وافق السفير الكندي عليها، وقال لموفد السريان لي شرط واحد عليك ان تنفذه ليسير طلبك في طريقه السليم، وهو ان يسافر جميع من اعطيتني اسماءهم، والدولة الكندية تنقلهم من القامشلي الى مركز اقامتهم في كندا على نفقتها. ممثل السريان وافق على هذا الشرط، ولكنه قال للسفير: لي انا ايضا شرط واحد هو ان يسكن جميع افراد هذه المجموعة، التي ستهاجر ا لى كندا في منطقة واحدة او في مدينة واحدة. فوافق السفير على شرطه وتم الاتفاق على هذا الاساس، ولكن بعدما وصلت المجموعة الاولى الى كندا نقضت الحكومة الكندية تعهدها مع الممثل فوزعتها حسب مخططها هي عندئذ توقفت الهجرة عند هذا الحد.

يا غبطة البطريرك مار بشارة الراعي. اعتقد، واعتقادي جازم ان الكلام الذي فاجأك به الرئيس نيكولا ساركوزي في باريس اعطاك، ولمن رافقك من مسؤولي الكنيسة درسا لن ينتسى، لان المسيحية الغربية. ان شئنا او أبينا تصهينت منذ ما قبل عام 451، واعتقدنا جميعنا ان لنا خالة حنون هي فرنسا ستحمينا، وتعطف علينا وتنقذنا من عوائد الدنيا، والآن تأكد لنا انه ليس هناك من يحن علينا، وينقذنا من عوائد الدنيا سوى امنا الحنون العذراء مريم وإلهنا المتجسد يسوع المسيح. فلنجول جولة متوسطة في التاريخ العام نرى ان كل الحروب، والفتن بين الشعوب تثيرها اليهودية العالمية، بسبب او بآخر، وبشكل أو بآخر، وربيبتها الصهيونية، وطفلتهما الماسونية، وكل هذه المؤسسات تعادي المسيحية الشرقية.

 

سلمونا الشيخ عطية وإلا... سنبعد 30 ألف لبناني شيعي من قطر!

قطر هدّدت إبعاد 30 ألف لبناني شيعي فسارعت الحكومة اللبنانية لإطلاق سراح الشيخ القطري العطية

المعارضة تشنّ حربا ًضد اللّواء ابراهيم وتسأل: كيف حصل الجعفري على هذا الملف التفصيلي؟

ابراهيم جبيلي /الديار

من الذي يستدرج العرب الى لبنان؟ سؤال بدأ يراود اللبنانيين، عندما كثر الحديث عن انتشار لعناصر من تنظيم القاعدة في لبنان، وفيها أن بعضهم يقيم في الفنادق المنتشرة في المناطق المسيحية، وفيها أيضاً أن هذا البلد الصغير تحوّل الى أرض نصرة، ينطلق عبره المجاهدون الى سوريا لنصرة أهلهم السنة.

إذاً الحكاية بدأت عندما اعتقل الأمن العام اللبناني الشاب شادي المولوي، ومن بعدها انفتحت أبواب الجحيم، اشتباكات في الشمال، لم يفهم المراقبون أسبابها، ولم يعرفوا كيف بدأت ولا من هم أطرافها وما هي أسباب إنفجارها. وهؤلاء لا زالوا يفتشون عن السبب الذي دفع بجبل محسن الى الدخول بقوة على خط الاشتباكات، رغم ان الاعتقال والاعتصام والاستنفار في طرابلس لا يمتّون بأي صلة بأهالي الجبل العلويين، اللهم الاّ اذا صدقت الظنون بأن الاشتباكات في الشمال تخفي خلفها أكمة من الصراعات بين المحاور الكبرى في المنطقة.

فعلى طرفي منطقة الإشتباكات، رسم المقاتلون سريعاً خطوط التماس، وتبيّن بوضوح أن المعركة التي انطلقت شرارتها الأولى من مكتب الوزير محمد الصفدي، هي حرب اقليمية واضحة المعالم، نزل فيها الوكلاء المعتمدون المحليون بكامل أسلحتهم، ليخوضوا الحرب البديلة، وتكفي صور المسلحين المدججين«بالجعب» والاسلحة الحديثة والانتشار الكثيف لهم، للتأكيد بأن الجهوزية في الشمال هي غب الطلب للمحاور الخارجية عندما تدعو الحاجة لهذه المحاور.

هكذا استدرج لبنان ليتورط بالتطورات السورية، وليتحول ميداناً صالحاً لمعارك النظام السوري مع معارضيه، واصبحت طرابلس «المتورطة» في مصاف المدن السورية التي تشتد فيها المعارك العسكرية والمظاهرات وأعمال العنف، وهي مرادفة الآن للرستن والقصير، حمص ودرعا.

من المسؤول؟ ومن الذي أصعد الحمار الى المئذنة»؟ وهل إن توقيف الشاب المولوي هو الذي سبب كل هذه الطوشة وأشعل الشمال؟ اسئلة يطرحها اللبنانيون لأن الريبة والشكوك تزداد ولن تزول مهما كانت أجوبة السلطات الرسمية، لأن المشهد الشمالي يؤكد من خلال السرعة في اشتعاله، بأن توقيف المولوي هو الشرارة لحريق كان تحت الرماد، ينتظر الاعتقال أو غيرها لينفجر كالبركان، ومن بعده سوف تنطلق عدد من الشعارات الهمايونية او التدابير الجاهزة، فإذا طالب رفعت عيد بعودة الجيش العربي السوري فإن خصومه في طرابلس جهزوا المنطقة لتتحول الى ممرات آمنة ومنطقة عازلة، وبين هذا وهؤلاء، انتشرت الأخبار عن وجود القاعدة في لبنان، ليتحول هذا البلد الصغير الى منطقة خطرة تجذب اليها المخابرات من كافة الدول لتدير أعنف الحروب الاستخبارية في الأراضي اللبنانية. ويكفي ما يعانيه أحد القادة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، الذي قال: لم أعد أعرف من هو العميل ومع من يتعامل، وبأن الشك بدأ يطال الجميع تقريباً.

وما زاد طين الاشتباكات بلة، هي الدعوة الخليجية التي تطالب بمغادرة الرعايا الخلجيين من لبنان، فكان يوم السبت، نهاية الاسبوع أشبه باليوم الذي احتشدت فيه البوارج والبواخر قبالة الشاطىء اللبناني لإجلاء الرعايا من عرب وغربيين خلال عدوان تموز، ففي تلك المرحلة ظن اللبنانيون الباقون ان حرباً نووية ستضرب لبنان، واليوم يخشى اللبنانيون من الآتي، خصوصاً ان التدبير الخليجي يشي بتطورات دراماتيكية اذا حاولت الدول الخليجية إبعاد اللبنانيين من الطائفة الشيعية، وهذا تدبير جاهز لدى بعض الدوائر الخليجية، فقطر مثلاً أعلنت انها ستبعد 30 ألف لبناني عن أراضيها اذا لم يطلق سراح الشيخ عطية، وبالتالي فإن هذا الرقم يفيد بأن دوائرها اختارت 30 ألف اسم من مجموع افراد الجالية اللبنانية في قطر والبالغ 70 ألف لبناني.

التدابير الخليجية خطيرة، فالترحيل اذا حصل سوف يحصل بالطريقة المذهبية، وهو يهدف الى الضغط إقتصادياً على فريق 8 آذار وبالتالي وضع أزمة هؤلاء بين أيدي حكومة النأي عن النفس، لكن الحكومة اللبنانية. سارعت الى إطلاق سراح الشيخ القطري والسماح له بالسفر، لإحتواء الأزمة التي تحاول الدول الخليجية أن تروض لبنان وأعادته الى محورها الذي ينادي باسقاط النظام في سوريا، كما أن البحرين تنتظر المنسابة كي تنتقم من الفريق اللبناني الذي دعم المعارضة البحرانية.

وفي المقابل، يسعى حلفاء سوريا في لبنان الى قتال كل المحاولات الدولية والعربية لاستخدام لبنان منصة ضد دمشق، ولمحاربة المساعي لتحويله الى خاصرة ينفذ منها الاعداء لتقويض النظام، التي بدأت بتهريب السلاح الى الداخل السوري مروراً بإرسال المجاهدين وصولاً الى الجهود الحثيثة لاقامة المنطقة العازلة التي تنطلق منها الممرات الامنة بحجج كاذبة كالاغاثة ومساعدة الأهالي، ويشير حلفاء سوريا الى يقظة الضمير المفاجئة لعضو الكونغرس الاميركي ليبرمان الذي خاطر متخلياً عن التحفظ الأمني، وقام بزيارة الشمال بعد ان سبقه الى هناك زيارة نوعية لوفد اميركي لوجستي، كما أن الحلفاء ارتابوا من الدعوات المتكررة لاعادة فتح مطار القليعات في هذا الوقت الحرج إقليمياً. لأجل ما سبق فان البعض من الحلفاء أطلق دعوة خجولة في البداية لعودة الجيش السوري الى لبنان على أن تجدي الصدى الايجابي لاحقاً لدى الحلفاء في الداخل اللبناني.

وفيما التطورات الشمالية فتحت على كافة المفاجآت الامنية والعسكرية، بدأت المعارضة معركة تصفية الحساب السياسي مع المدير العام للأمن العام، فيما أوساط المدير العام تسأل: لو اعتقل المولوي في بيروت، هل كان السلفيون في طرابلس سيبقون هادئين أم انهم جاهزون لقطع الطرقات والاعتصام، اذا، تضيف الاوساط بأن القضية ليست قضية كيف وأين اعتقل شادي المولوي، بل ان الموضوع يكمن في أمن المدينة وفي ظاهرة انتشار السلاح فيها، ومن هنا تنطلق المعالجات.

وفي المقابل تعتبر المعارضة انها سكتت على مضض، على اعتبار أن اللواء ابراهيم معتدل رغم خياراته السياسية، وبأنه فتح أبواب الحوار بين الأكثرية والمعارضة في مناسبات عديدة، كما إنه ترك الآذاريين في السلك الذي يرأسه ولم يحاسب أحد على انتمائه السياسي، لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر بعض المؤشرات التي تتخوف منها المعارضة على اعتبارها عودة الى نظام الوصاية، خصوصاً في قضية شادي المولوي، اضافة الى الملف التفصيلي للمندوب السوري بشار الجعفري الذي قدمه للأمين العام للأمم المتحدة.

وقبل أن يتدارك المعنيون الفوضى الأمنية بين طرابلس وجبل محسن، حتى غطى الدخان المتصاعد من حرق الإطارات في محافظة عكار، احتجاجاً على مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه، لتبدأ من جديد مرحلة المعاناة للرئيس نجيب ميقاتي، الذي يتمزق بين النأي بالنفس وبين أهله السنة وبين مصالحه المنتشرة في دول العالم وبين التدابير الخليجية. فهذه المعاناة الميقاتية ستخصص الحلقة القادمة.

 

في "الذكاء" الممانع..

علي نون/المستقبل

على وتيرتها المشروخة، تدور ماكينة الممانعة الأسدية وملحقاتها المحلية: تطلق الكذبة ولا تهتم بالباقي. وتطلق الاتهام والافتراء ولا تهتم برجع الصدى. اسطوانتها الأحدث لا تخرج عن المألوف في نهجها: هناك خطّة تنفّذها 14 آذار و"تيار المستقبل" لإفراغ الشمال من الجيش اللبناني تمهيداً لفتح المعابر الآمنة الى الداخل السوري، ولتأمين مساحة تحرّك كافية للسلفيين والتكفيريين ومعهم وفوقهم "القاعدة".. الواقفة في مطلع الكلام الممانع وفي بواطن الأماني وقمّة التآمر! .. وملامح وظواهر تنفيذ ذلك المخطط الفظيع لا تُخفى، في عُرفهم وكلامهم وبيانهم واسطوانتهم، على كل صاحب بصر وبصيرة، ومنها ثلاث بيّنات: جريمة قتل الشيخ أحمد عبدالواحد ورفيقه، واعتقال شادي المولوي، وبيان مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري! إذ إنه وفق ذلك المخطط وذلك المنطق وتلك الأسطوانة، يصبح "تيار المستقبل" هو من دسّ مطلقي النار على الشيخ عبدالواحد ومرافقه، في صفوف الجيش لافتعال قصة المواجهة معه توطئة لإخراجه من عكار والشمال! وهو، أي "تيار المستقبل"، رأس المؤامرة الإفراغية تلك، من أرسل الأمن العام الى مكتب الوزير الصفدي لاعتقال المولوي بطريقة مهينة من أجل استفزاز الناس واستنفار ردّ فعل يسمح للسلفيين بتأكيد سيطرتهم وإعلان إمارتهم في وجه "المستقبل" قبل غيره!

.. ثم بعد ذلك، فإن "وحدة العمليات الفكرية" في الجناح العالمي لـ"تيار المستقبل" هي التي جنّدت مندوب السلطة الأسدية في الأمم المتحدة بشار الجعفري في صفوفها، وأعطته البيان الذي تلاه واتهم فيه نصف الجمهورية اللبنانية بتهريب الأسلحة والإرهابيين الى سوريا، عبر موانئ تبدأ في جونيه و"الأكوامارينا" وتنتهي عند "مرفأ السفيرة" الواقع عند شواطئ بحر حمص لجهة سهل عكار! والهدف زيادة المناخ توتراً وتوتيراً، وتحضير المسرح لتفجير الشمال والإطاحة بالسلم الأهلي وريادة "المستقبل" بين أهله وجمهوره!

يعني في النتيجة العامة: "تيار المستقبل" يتآمر على حاله وعلى جمهوره وأهله وبيئته ووطنه خدمة لسلطة الأسد! وأدوات تآمره ليست إلاّ أدوات قوى الممانعة الأسدية ذاتها؟!

خبريات وسوالف أكثر مرضاً، تسري سريان النار في الهشيم، وسريان الضحالة في عقول صنّاعها ومفبركيها، تنتشر وتُعلن.. وتؤخذ كبرنامج عمل خطير، يعتمده قادة الممانعة وروّادها ومخبروها ومُذيعوها، ولا يخجل اي منهم في ذلك، بل لا يسأل أحد منهم عن معنى ذلك الحمق الطافح! والحال اننا ومنذ جريمة 14 شباط 2005، نواجه نمطاً سلوكياً عزّ نظيره: المتآمر عنده نفحة ذكاء وألمعية شريرة وسعة خيال لا شك فيها! لكن المدرسة الممانعة للسلطة الأسدية وملحقاتها المحلية أعدمت كل ذلك ولم تسأل عن التبعات. تفترض المتلقين أينما كانوا، قُصّراً في أحسن الحالات، وروّاداً لحلقات حزبية ممنوع عليهم الجدال، في "أسوئها"!.. تهين حالها قبل أن تهين الآخرين باتهاماتها وافتراءاتها وتخرّصاتها، وذلك إن دلّ على شيء فعلى يأس لا قعر له، من إمكان وقف عجلة الزمان عن الدوران، بل محاولة إعادته الى الخلف... الى استمرار الطغيان في زمن الحرية! وبئس المحاولة!

 

تقسيم سوريا يُنهي تركيا وإيران ويضرب الأطلسي

 

أسعد حيدر/المستقبل
هل دخل لبنان "المغارة" الأسدية؟
المخضرمون الذين تابعوا ولعبوا أدواراً نشطة وأحياناً حساسة منذ 13 نيسان 1975 حتى توقيع اتفاق الطائف وأحياناً ما بعده، يرون أنّ التاريخ يكرّر نفسه أحياناً ولو بشكل هزلي بدلاً من أن يكون مأسوياً. ما يشجّع على هذه الرؤية، أنّ اللاعب الكبير وهو الرئيس بشار الاسد لا يختلف كثيراً عن والده الرئيس حافظ الأسد في تعامله مع لبنان "ساحة خلفية" يحق له فيها ما لا يحق لأحد. الفرق الكبير بين الأب والابن هو أنّ الأوّل كان كثير الحسابات ودقيقا جداً في خياراته ولا يسمح لأحد أن يرتهنه، لذلك حافظ الأب على دوره "لاعباً" كبيراً، بينما الابن حوّل سوريا إلى "ملعب" شاسع، يدخله كل يوم لاعب جديد له موقع وبالتالي حقوق في الأرباح وضريبة في الخسارة. ايضاً وهو مهم جداً، أنّ الرئيس ـ الأب نجح طوال ثلاثة عقود في حماية سوريا من الانقلابات وعدم الاستقرار ولو بأثمان عالية، منها فرض السكون الكامل على جبهة الجولان بعد 1973، استثمره لاحقاً في وضع يده على لبنان، وتنفيذ مجازر حماة التي أدخلت الرعب والخوف في سوريا جيلاً بعد جيل، حتى جاءت الثورة لتكسر حاجز الخوف وتعيد للسوري قدراته على المواجهة طلباً منه للكرامة والحرية. أما الرئيس ـ الابن، فإنّه بعد أربعة عقود دفع سوريا نحو الخراب والخوف عليها من أن تضيع لعقد أو أكثر حتى تقوم، هذا إذا لم يتابع دفعها نحو هاوية التمزيق والتقسيم لينفذ بذلك ما أرادته فرنسا الاستعمارية ونجحت ثورة 1925 التي كانت قيادتها موزعة على سلطان باشا الأطرش زعيم الدروز، عبدالرحمن الشهبندر الطبيب الكردي وسعيد حيدر الحقوقي الشيعي، وهذا دون تناسي أسماء لامعة مثل حسن الحكيم ونجيب الريس وغيرهما في إسقاطه لاحقاً.
من حق الجميع لبنانيين وعرباً أن يخافوا على لبنان من الانزلاق والسقوط في مستنقع الحروب الأهلية، خصوصاً أنّ النظام الاسدي يريد ويعمل على تصدير أزمته إلى محيطه الجغرافي فوضى عارمة تخلط كل الأوراق، ليستطيع أن يفاوض بها على مستقبله. الأسد يعرف جيداً، أنّه أمام المصالح الكبيرة للدول العظمى والكبرى لا توجد مقدسات. كل شيء قابل للتفاوض عليه، بما فيه هو ونظامه، سواء من الروس أو الصينيين أو الأميركيين الذين يتبعون مسار السلحفاة رغم أنّ النار تكاد تحرق الدائرة السورية لتشعل المنطقة.
أمام هذا الاحتمال، يصبح لبنان ممراً إجبارياً للفوضى التي يزرعها. ما يدفعه على ذلك وجود "أسديين" لبنانيين مستعدين لدعم كل خطواته. ذلك أنّ خطاب بشار الجعفري السفير في الأمم المتحدة خطّت أولى أحرفه مع القول إنّ تنظيم "القاعدة" دخل لبنان وزرع خلاياه فيه. التركيز على لبنان بهذه الطريقة لا ينحصر فقط في إشغال العالم بخطر "القاعدة"، الأخطر محاولة إقحام لبنان في أي مخطط تقسيمي لسوريا.
الرئيس بشار الأسد لديه- كما تؤكد مصادر عديدة- خطة لتقسيم سوريا إذا ما أيقن خسارة النظام. ما يريده الاسد إقامة "قوس" علوي يضم حمص وصولاً إلى لبنان، وإذا سنحت له الفرصة فإنّه يعمل على ضمّ البقاع وصولاً إلى الجنوب. أما شمالاً فإنّه بالتحالف مع الأكراد الأتراك يتصل بالجسم العلوي التركي ويضم الاسكندرون لاحقاً. بهذا يمكن للجمهورية "الأسدية" الجديدة أن تحظى بأسباب الحياة الكاملة.
لم يعد خافياً على الأتراك أن الأسد يعمل على نقل الفوضى إلى تركيا عبر تنشيط "الخط الغربي" من تركيا، بواسطة دعم الأكراد في عملياتهم العسكرية التي كان من أبرزها عملية في محافظة هاتاي في الاسكندرون.
طموحات الأسد أكبر بكثير من قدراته، خصوصاً أنه لم ينجح رغم كل الحديد والنار في ضرب إرادة الشعب السوري. مثل هذا المخطط يعني مباشرة تقسيم تركيا أولاً. سقوط تركيا، يعني سقوط عضو في الحلف الأطلسي، وخط الدفاع الأول عن أوروبا من جانب روسيا. ايضاً تقسيم تركيا يعني فتح الباب على مصراعيه أمام تقسيم إيران وإعادة رسم خريطة جديدة لآسيا الوسطى وجمهورياتها الإسلامية وفتح الشهيّة الروسية عليها باسم الأمن والاستقرار ومواجهة التطرّف الإسلامي. فهل تتحمّل تركيا إلغاءها من الخريطة، وهل تقبل إيران تقسيمها وتقزيمها وهي التي تحلم بأن تكون دولة اقليمية كبرى معترفا بها رسمياً من الغرب؟ وهل انتهت الولايات المتحدة الأميركية ومعها دول الاتحاد الأوروبي ولم يعد أمامهم سوى إقفال حدودهم طلباً للنجاة من "الأسد"؟
لا شك أنّ خيالاً مريضاً يجيز مثل هذه الخطة، تركيا والحلف الأطلسي، لن يتوانيا عن اجتياح سوريا كلها على غرار العراق. الانقطاع عن العالم، وإسقاط الواقعية السياسية، تدفع أي نظام خصوصاً الديكتاتوري منها، إلى الانتحار طلباً للنجاة. أن يقدم النظام الأسدي على تنفيذ "الروليت البلجيكية" (أي تذخير المسدس كاملاً وليس كالروليت الروسية برصاصة واحدة) ضدّ نفسه. أن يلحقه بعض اللبنانيين إلى الانتحار جارّين معهم كل لبنان، فهذه جريمة موصوفة وعن سابق تصور وتصميم، على الأقل ليعمل الآخرون من اللبنانيين على منع وقوع الجريمة بمزيد من الوعي وكسر إرادة النظام الأسدي في فرض الفوضى والخراب للنجاة من سقوط له معلن ومبرمج.