المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 26 أيار/2012

انجيل القديس متى 05/17-20/الشريعة

لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة وتعاليم الأنبياء: ما جئت لأبطل، بل لأكمل. الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الشريعة حتى يتم كل شيء. فمن خالف وصية من أصغر هذه الوصايا وعلم الناس أن يعملوا مثله، عد صغيرا في ملكوت السماوات. وأما من عمل بها وعلمها، فهو يعد عظيما في ملكوت السماوات. أقول لكم: إن كانت تقواكم لا تفوق تقوى معلمي الشريعة والفريسيين، لن تدخلوا ملكوت السماوات.

 

إلى أهلنا اللاجئين في إسرائيل: أنتم الشرفاء وهم العملاء، أنتم الأحرار وهم العبيد
بالصوت/رسالة الياس بجاني إلى أهلنا اللاجئين في إسرائيل في ذكرى مهزلة وكذبة عيد المقاومة والتحرير/25 أيار/12

http://216.18.20.116/elias1.events/elias.tahrie25.5.12.wma

القيادات المسيحية والذمية

الياس بجاني/25 أيار/12/يا عيب الشوم على هذا الطاقم من القيادات المسيحية ودون استثناء واحد. ما هذه التقية ومعها الذمية في مواقف هذه القيادات الدينية والزمنية على حد سواء الذين غنوا الشعر العكاظي والزجل اليوم وباركوا فرحين بعيد التحرير، عيد الكذب والنفاق. يا عيب الشوم تحرير!! من هو المحرر ومن هم المحررون. هل أصيب هؤلاء بالخرف الانتقائي ونسوا أن أهلهم هم الذين هُجروا إلى إسرائيل التي لا يزالون فيها وممنوعة عودتهم، ونسوا أن الجنوب حرره حزب الله من أهله وهم من الكتائب والقوات والأحرار وحراس أرز وباقي الأحزاب المسيحية؟ هل هؤلاء القادة الأغبياء والذميين أمسوا وقحين وفاقدي الكرامة إلى هذا الحد ليباركوا لقاتل ناسهم ومُهجرهم ومحتل جنوبهم وكل لبنانهم بقوة السلاح والغزوات والبلطجة والإرهاب؟ يا عيب الشوم على هيك قيادات فهذا فعلاً زمن المحل. باختصار ما بعده اختصار فإن كل زعيم مسيحيي بارك اليوم بعيد التحرير الكذّب والنفاق هو محتل في وجدانه ومختل في عقله وافقد لكرامته وطاعن بسهام الغدر لكل تضحيات الشهداء.

 

عناوين النشرة

*بالصوت/رسالة الياس بجاني إلى أهلنا اللاجئين في إسرائيل في ذكرى مهزلة وكذبة عيد المقاومة والتحرير/25 أيار/12

*القيادات المسيحية والذمية/الياس بجاني

*التأخير بسبب ..."متهم" بتدريب الشبيحة

*الحريري كان يحذّر باتصالاته من المسّ بالمخطوفين

*بري شكر كل من ساهم في إطلاق المخطوفين اللبنانيين: نشيد بالروح الوطنية ومسؤولية الجميع في التعامل مع هذه القضية

*جعجع: لن نقبل بأي حوار شكلي ونقطة الانطلاق للحوار استقالة الحكومة

*ستريدا جعجع: يجب السعي ليلتقي اللبنانيون إلى طاولة واحدة

*الجميل: لا يصح الا ان نلبي دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار

*السنيورة قدم تعازيه بالشيخين عبد الواحد ومرعب: لحكومة إنقاذ حيادية تستطيع فعليا ان تسهم في خفض مستويات التوتر في البلاد

*الراعي تلقى اتصالات من سليمان وعون وقبلان

*الوطنيون الاحرار: العنف المتنقل مبعث قلق للبنانيين

*احقاق الحق في قضية الشيخ عبد الواحد خدمة للمؤسسة العسكرية

*مقتل اللبنانيات الثلاث في بغداد صبّ الزيت على النار

*ملف المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في حلب تطمينات... غير مُطمئنة

*جوني عبدو: هذا مفهوم حسن نصرالله للإستقرار والأجهزة الأمنية ة بدل ان تحمي الجيش تحتمي به

*الجامعة اللبنانية" تسمح لتعبئة "حزب الله" بإستضافة عون في ذكرى "المقاومة والتحرير" وترفض السماح لـ"القوات اللبنانية" بإحياء ذكرى الشهيد رمزي عيراني

*اميركا تضيف كتائب عبدالله عزام الى لائحة الارهاب

*هنّأ نصر الله ثم سليمان بعيد المقاومة والتحرير/أحمدي نجاد وضع الانتصار في حرب 2006 «تمهيداً لظهور المنقذ الأوحد للإنسانية»

*شمعون: "حزب الله" ساعد على انتشار "الزعران".. وكلام أمثال عون وحلفائه تجعلهم أكبر عملاء لإسرائيل  

*اجتماع 14 آذار في بيت الوسط: لتشكيل حكومة انقاذية حيادية كخطوة أولى الزامية لإطلاق الحوار 

*جنبلاط ضد اسقاط الحكومة قبل الحوار

*الذكرى السنوية الاولى لاختفاء شبلي العيسمي

*جددت السفيرة كونيلي التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل.

*لقاء تضامني لمناسبة مرور سنة على اختطاف العيسمي

*المارد" يفتح عيون حزب الله/علي الأمين 

*نصرالله وبري يشكان بدور للنظام السوري في اختطاف اللبنانيين/حميد غريافي

*آية الله خامنئي يمنح المباحثات حول هذا الأمر شرعية غير مسبوقة  

*هل تتجرع إيران السمَّ مرة أخرى.. وتقبل حلولاً وسطاً للنووي/روشاناك تاغافي:السياسة

*بعد أن اكتسبت شعبية كبيرة في الشرق الأوسط... بدأت تركيا تخسر الجميع/تركيا تتخلى عن سياسة "صفر مشكلات" وتدخل دوامة الصراعات

*نجاح الثورات العربية رهن انتهاء الفتوحات الإسلامية/سجعان القزي/نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية

*سليمان: سأدعو لحوار بشأن السلاح في الاسبوع الثاني من حزيران ومستعد لتقديم اقتراح لتقصير ولايتي حين اشعر ان وجودي اصبح مؤذيا 

*سلاح الحرب الأهلية  

*مجدلاني لـ"المستقبل": لا جدّية في تحرّك الحكومة تجاه قضية المخطوفين

*سوريا: ثلاث فرضيات محل شك/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*المستقبل الذي نطمح إليه/بان كي مون/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

التأخير بسبب ..."متهم" بتدريب الشبيحة

 أفادت معلومات للـmtv أن طائرة الحريري اقلعت من تركيا وسبب التأخير ان الجيش الحر يحقق مع عباس شعيب مسؤول السراي اللبناني للدفاع عن المقاومة وهم متهم بتدريب عناصر من الشبيحة ولم يحسم ان كان المحررون سيعودون مع شعيب او من دونه وعلم انه تم دفع فدية كبيرة.

 

الحريري كان يحذّر باتصالاته من المسّ بالمخطوفين

نقلت قناة "أخبار المستقبل" عن مصادر مطّلعة إشارتها إلى أنّ الرئيس سعد الحريري "كان على أهبة الاستنفار في الاتصالات التي أجراها للإفراج عن المخطوفين في سوريا"، لافتةً إلى أنّ الحريري "تابع الاتصالات اللازمة مع الشخصيات الدبلوماسيّة والمعارضة السورية ليتم الإفراج عن المخطوفين".وأكّدت المصادر أنّ الحريري "كان يحذر في كل اتصالاته من أيّ مسّ بالمخطوفين اللبنانيين، وأنّ المسّ بهم سيؤدي إلى موقف وطني جامع".

 

بري شكر كل من ساهم في إطلاق المخطوفين اللبنانيين: نشيد بالروح الوطنية ومسؤولية الجميع في التعامل مع هذه القضية

وطنية - 25/5/2012 توجه رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، في بيان مساء اليوم، بالشكر ل"كل من ساهم في الجهود التي بذلت لإطلاق سراح المواطنين اللبنانيين الذي اختطفوا في سوريا"، وخص بالشكر "القيادتين السورية والتركية، وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ودولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس سعد الحريري الذي بقي على تواصل مستمر للوصول الى هذه النهاية السعيدة". كما هنأ "ذوي وعائلات المحررين وجميع اللبنانيين في هذه اللحظة"، مشيدا ب"الروح الوطنية والمسؤولية العالية التي تجلت لدى الجميع في التعامل مع هذه القضية، والتي تثبت أنها السبيل الوحيد الذي ساهم في تعزيز وحدة اللبنانيين ويحفظ إستقرارهم".

 

جعجع: لن نقبل بأي حوار شكلي ونقطة الانطلاق للحوار استقالة الحكومة

قيادة الجيش تصرفت بحكمة وعليها الغوص عميقا في كل ما يجري داخل المؤسسة العسكرية

 وطنية - 25/5/2012 رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "نقطة الانطلاق لحوار جديد هي استقالة الحكومة الحالية باعتبار أنها كيدية، ومن ثم تشكيل حكومة حيادية، الى جانب إظهار حزب الله حسن نية لبحث موضوع السلاح واقتناعه بألا سلاح خارج نطاق الدولة اللبنانية". واذ هنأ بعودة المخطوفين اللبنانيين من حلب الى لبنان، تمنى على "حلفاء سوريا في لبنان ان يتحدثوا مع النظام السوري لتكون الفرحة شاملة على كل الاراضي اللبنانية من خلال اطلاق كل المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية". وعزا دعوة بعض الدول الخليجية مواطنيها الى عدم السفر الى لبنان والمتواجدين فيه الى مغادرته الى "عدم ثقة حكومات هذه الدول بالحكومة الحالية". كما أشاد بصورة الانتخابات المصرية "التي هي مؤشر على ان الدول العربية تتجه اليوم الى حقبة جديدة مليئة بالأمل والرجاء، وان ثمة تقدما كبيرا يتحقق لتتفتح أزهار الربيع العربي بخلاف ما بشر به البعض بأنه خريف وسيودي بنا الى جهنم".

كلام جعجع جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب، استهله ب"التهنئة القلبية الحارة للمخطوفين اللبنانيين في سوريا ولعائلاتهم ومحبيهم في لبنان"، آملا "ان تنتهي كل مآسي لبنان بهذه الطريقة".

كما تقدم بالتعزية بالشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعي من أهالي البيرة وعكار والشمال، متمنيا على قيادة الجيش "التي تصرفت بشكل حكيم، الغوص عميقا في كل ما يجري داخل المؤسسة العسكرية نظرا لأهميتها القصوى بما يتعلق بلبنان واللبنانيين".

واذ اعتبر "ان عيد التحرير سيبقى عيدا مجيدا بالرغم من اللطخات السوداء التي يطبعون بها هذا اليوم"، قال "ان هناك يوما مجيدا أيضا بالنسبة لأكثر من 50% من اللبنانيين هو 26 نيسان 2005"، داعيا الحكومة الى "تعيين هذا اليوم يوما للتحرير، إضافة الى ضم هذا الموضوع الى المناهج التعليمية الرسمية باعتبار ان ثمة أجيال وأجيال من الشعب اللبناني ناضلت وكافحت للوصول الى هذا اليوم".

وتطرق الى الدعوة الى الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فقال: "ان الرئيس سليمان هو من المسؤولين القلائل جدا في الدولة الذي يصارع يوميا وباستمرار لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وأنا أفهم دعوته للحوار في ظل المخاطر المحيطة بلبنان، كما ان هذه الدعوة تأتي انطلاقا من حميته وحماسه للقيام بشيء ما لتفادي هذه الظروف المضطربة".

أضاف: "أتمنى على الرئيس سليمان أن يفهمني جيدا كما فهمته بدوري، فالرئيس يريد الدعوة الى الحوار للبحث في موضوعين، هما: تنفيذ البند المتعلق بسحب السلاح الفلسطيني من داخل وخارج المخيمات الى جانب استكمال النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله. أولا ان بند السلاح الفلسطيني قد اتخذ قرارا به في جلسات الحوار السابقة وينتظر تطبيقه من قبل الحكومة الحالية المؤلفة بأكملها من الفريق الآخر، فلماذا لا تقدم هذه الأخيرة على تنفيذه؟ فهل نجتمع مجددا لمناقشة موضوع سبق واتخذنا قرارا به"؟

وتابع: "في موضوع سلاح حزب الله، فقد أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكل المسؤولين في الحزب، أكثر من مرة، ان موضوع السلاح غير مطروح على بساط البحث لا على طاولة الحوار ولا خارجها، وفي الحوارات السابقة قدم كل المشاركين على طاولة الحوار أوراق عمل أو تصوراتهم حول الاستراتيجية الدفاعية وكيفية حل مشكلة سلاح حزب الله، ما عدا هذا الأخير، الذي يعتبر ان سلاحه غير مطروح للحوار، اذا ما مفاد هذه الدعوة"؟

وقال بالنسبة الى طرح رئيس الجمهورية وبعض الأفرقاء بالتوجه الى طاولة الحوار لمعالجة مسألة الحكومة: "منذ ثلاثة أسابيع كنا في المجلس النيابي ضمن جلسات لمناقشة الحكومة، فشهدنا جميعا المستوى الذي وصل اليه الحوار، الأمر الذي جعلني أستنتج ان مقومات الحوار الجدي غير متوافرة في الوقت الراهن، فنحن كقوات لبنانية أو كقوى 14 آذار غير مطلوب منا أي شيء باعتبار أننا لا نملك السلاح، بل المطلوب هو من الفريق الآخر التي تتألف منه هذه الحكومة، أن ينفذ بند السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، كما ان الأمر يعود أيضا اليه في ما يتعلق ببند الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله".

واذ وصف جلسات الحوار الماضية ب"المضنية جدا لسبب بسيط هو أننا كنا نجلس سويا دون أن يكون لدينا مادة للحوار، فضلا عن أننا كنا مضطرين لقضاء حد أدنى من الوقت كي لا نكون قد دخلنا الى الجلسة وخرجنا منها دون نتيجة"، جدد التأكيد على أنه "يفهم جيدا دعوة الرئيس ولكن أن نعود فقط الى طاولة الحوار بألسن خشبية لإعطاء مجرد صورة دون ان نتوصل الى الهدف المنشود، فهناك الكثير من المشاركين الذين يحترمون أنفسهم ويرفضون التوجه الى الحوار للصورة فقط".

وسأل: "بالأمس كان السيد أحمد جبريل لدى السيد نصرالله، فلماذا لم يفاتحه بموضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وبأن الحكومة ستتخذ قرارا بسحبه، فحينها سنكون جميعا خلف هذه الحكومة لدعمها".

وتوجه الى "حزب الله" بالقول: "هل أنت مستعد لوضع سلاحك على طاولة الحوار؟ وفي حال كان مستعدا لذلك ويملك النية الجدية، فليتقدم بتصوره كما فعل الجميع، ولا سيما ان هذا الأمر متعلق مباشرة به".

واذ اعتبر "ان الحكومة الحالية هي "ضد الحوار، بدءا بطريقة تشكيلها مرورا بمعظم القرارات والخطوات وصولا الى ان مكوناتها لا تستطيع التحاور مع بعضها البعض"، وصفها جعجع ب"النكدة والكيدية"، وقال: استبدلت موظفين مسيحيين في الدولة، بعضهم من المستقلين وبعضهم من المؤيدين لحزبي "القوات" و"الكتائب"، بآخرين من فريقهم".

وتطرق الى دعوة بعض الدول الخليجية مواطنيها الى عدم السفر الى لبنان والمتواجدين فيه الى مغادرته، فرأى انها، بجوهرها، تعني ان هذه الدول لا تثق بالحكومة الحالية، ونحن كلبنانيين ندرك أهمية هذا الأمر، وطالما ان الحكومة الحالية موجودة فستأخذ المواقف العربية هذا المنحى، فهل من مصلحة هذه الحكومة البقاء لزيادة الضرر؟ فحرام ان تستمر هذه الحكومة لحظة، وكل دقيقة إضافية لها في السلطة خصوصا بعد حوادث الشهر الاخير خسارة كبرى سواء للبنانيين العاملين في دول الخليج ام للاقتصاد اللبناني".

وتوقف جعجع عند صورة الانتخابات المصرية، فأشاد ب"الخطوة الجبارة التي قامت بها مصر"، معتبرا أنها "فخر كبير لكل من أيد الربيع العربي، فالصورة التي شهدناها تختلف عن الواقع الذي كان في مصر وفي بعض الدول العربية في السابق، اذ ان الدول العربية تتجه اليوم الى حقبة جديدة مليئة بالأمل والرجاء باعتبار ان ثمة تقدما كبيرا يتحقق لتتفتح أزهار الربيع العربي بخلاف ما بشر به البعض بأنه خريف وسيودي بنا الى جهنم". وتوجه الى المشككين بالقول: "عليكم ان تعترفوا ان شكوككم ونواياكم السيئة لم تكن في مكانها".

وردا على سؤال، تمنى "على حلفاء سوريا في لبنان ان يتحدثوا مع النظام السوري لتكون الفرحة شاملة على كل الاراضي اللبنانية من خلال اطلاق كل المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية".

وعن رفض قوى 14 آذار للحوار في ظل التوتر الأمني الذي يشهده لبنان والمنطقة، وعن امكانية ايجاد نقطة انطلاق تجمع كل الافرقاء، قال: "لن نقبل بالذهاب الى حوار شكلي، فنحن نريد حوارا فعليا فيما الفريق الآخر لا يريده، ليبدأوا بتنفيذ المقررات السابقة. ان نقطة الانطلاق هي استقالة الحكومة الحالية باعتبار أنها "شاذة" وتشكيل حكومة حيادية الى جانب إظهار حزب الله حسن نية لبحث موضوع السلاح واقتناعه بألا سلاح خارج نطلق الدولة اللبنانية". أما عن وضع الرئيس نجيب ميقاتي ورقة استقالته على طاولة الحوار، فأجاب: "لم أفهم بالظبط معنى هذه الخطوة، فاذا كان يريد الرئيس ميقاتي تفعيل طاولة الحوار فليقدم ورقة استقالته قبل انعقادها، ولكن هذا الأمر لا يكفي اذ انه يحتاج الى موقف واضح من حزب الله حيال سلاحه".

 

ستريدا جعجع: يجب السعي ليلتقي اللبنانيون إلى طاولة واحدة

 وطنية - 25/5/2012 لفتت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائبة ستريدا جعجع، في حديث لقناة "المستقبل"، إلى ان "قوى 14 آذار تنادي بمنطق الدولة لأن الدولة لا تبنى من خارج المؤسسات"، منوهة بالمساعي التي قام بها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لاطلاق المخطوفين اللبنانيين في سوريا.وأعلنت ان كتلة "القوات" تأخذ كل الأمور "في الاعتبار قبل المشاركة في طاولة الحوار"، مشددة على "ضرورة السعي ليلتقي اللبنانيون الى طاولة واحدة".

 

الجميل: لا يصح الا ان نلبي دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار

 وطنية- 25/5/2012 اعتبر رئيس الكتائب الرئيس أمين الجميّل ان الدعوة الى الحوار الصادرة عن فخامة رئيس الجمهورية هي دعوة اعتراضية على الوضع الخطير السائد، ولا يصح الا ان نلبيها ونتجاوب معها بقصد بلوغ حوار هادف وبنّاء يشكل أساساً صالحاً لحل الازمة القائمة. وقال الرئيس الجميل في تصريح اليوم: نحن بانتظار بلورة دعوة الرئيس سليمان من خلال الرسالة التي سيوجهها الى القيادات لنبني على مضمونها ونتجه سريعاً نحو التأسيس لحل دائم للازمة الراهنة، وقال: لا يمكن للبلد أن يستمر في هذا المنحدر، والمطلوب بيئة هادئة تجعل الناس ينسحبون من الشارع وليس دعوات لاستخدامه مجدداً بمناسبة ومن دون مناسبة. واعتبر أن على اللقاء أن يؤسس لسلام لبناني دائم. ورحب بالمواقف السياسية الهادئة التي تحول دون اقحام لبنان في سياسة المحاور الاقليمية، وهذا ما يلتقي وسياسة الكتائب الداعية الى الحياد، وأي موقف خارج هذه المعادلة سيكون قاتلاً على البلد. ودعا الى مواجهة أي عبث بالساحة اللبنانية لإستخدامها لاغراض خارجية. وكان الرئيس الجميّل قد استقبل في دارته في بكفيا السفير الفرنسي الجديد باتريس باولي وجرى بحث في المستجدات الراهنة على المستويين الداخلي والاقليمي.

 

السنيورة قدم تعازيه بالشيخين عبد الواحد ومرعب: لحكومة إنقاذ حيادية تستطيع فعليا ان تسهم في خفض مستويات التوتر في البلاد

 وطنية - عكار ـ 25/5/2012 قدم رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ممثلا الرئيس سعد الحريري على رأس وفد، ضم عدد من نواب الكتلة، التعازي بالشيخين الشهيدين احمد عبد الواحد ومحمد مرعب في بلدة البيرة.وأقيم للمناسبة احتفال تأبيني تحدث في خلاله باسم عائلة الشيخ عبد الواحد شقيقه علاء، فقال: "نحن لن نتكلم باسمنا الشخصي فقط، انما صوتنا صوت عكار كلها وصوت الشرفاء والأحرار وصوت الحق، فالمصاب أليم والفاجعة كبيرة ولكن نحن أكدنا منذ اليوم الأول أننا لن نكون إلا الى جانب الدولة والجيش والقوى الأمنية، ولكن نحن نطالب بضرورة الاسراع بتحويل هذه القضية الوطنية التي هزت لبنان والعالم الى المجلس العدلي".ثم تحدث باسم أصدقاء وعائلات الشهيد خالد مرعب، معتبرا أن "من اغتال الشهيدين هم غرباء عن نسيج الجيش اللبناني، وهم ضد الجيش أولاَ وضد الشرعية وضد الوطن والانسانية، والجيش بريء منهم ويجب محاكمتهم والاقتصاص منهم مهما علا شأنهم".

السنيورة

وألقى السنيورة كلمة قال فيها: "نحن نعلم جيدا عمق الجرح الذي أصابنا جميعا ولاسيما ان هذه الجريمة وقعت على حاجز للجيش اللبناني، وهو أمر لم يخطر على بال أحد ولم يكن في حسبان أحد، وهو مما لاشك فيه شكل صدمة للبنانيين جميعا. هذه الجريمة التي خلفت الجرح العميق فينا جميعا ، لكن هذه هي الفترة التي تتطلب منا أن نتعالى على الجراح، وصحيح أن هذه الجريمة النكراء قد ارتكبت على حاجز للجيش، ولكن هذا لا يعني ان الجيش اللبناني كمؤسسة هو الذي تسبب بهذه الجريمة. فالجيش هو مؤسسة اساسية من مؤسسات الدولة اللبنانية وتعلمون كم عانينا وما زلنا نعاني من هذا الغياب المتزايد للدولة ومؤسساتها، وكم هو مطلبنا وحاجتنا ان نعمل من اجل عودة الدولة لتحمل مسؤولياتها بما يضمن امن وأمان المواطنين اللبنانيين في شتى المناطق، فالجيش هو مؤسسة أساسية من مؤسسات الدولة التي ينبغي عليها صون الوطن وحماية المواطنين، وانتم اهل عكار الأبية أكثر من يعرف دور هذه المؤسسة لأنكم انتم تشكلون الخزان الأساسي لمؤسسة الجيش وانتم عماد هذه المؤسسة وبنيانها".

أضاف: "لهذه الأسباب مجتمعة ولأننا بحاجة اليوم أن نتعالى على الجراح وان نرى جيدا ماذا يحاك لنا ولوطننا ولسلمنا الأهلي بهذه الجريمة وما سبقها من احداث وربما ما يحيكه البعض من فتن ومن مخططات لاصابة السلم الأهلي والاستقرار في لبنان. ولهذا كله علينا أن نحدد مسيرتنا بوضوح ولذلك فإننا مستمرون في موقفنا بالمطالبة بالاسراع بالتحقيق وبتحويل هذه القضية على المجلس العدلي، علما أننا ككتلة نيابية سوف نتقيد بطلب من اجل انشاء لجنة تحقيق نيابية في هذا الخصوص".

وشدد السنيورة على أنه "لا تهاون اطلاقا في هذه الجريمة، ولا قبول بتمييعها أو تسييسها مع تأكيدنا على أننا لن نستدرج لكي نكون في حالة صدام مع الدولة او اي من مؤسساتها. وأنا أتحدث هنا مع أناس مجروحين وفي هذه البلدة المجروحة ولكنني أعود وأكرر ان جرحنا الكبير يجب أن يدفعنا الى ان يكون موقفنا واضحا وثابتا ولا يلين بالتحقيق في هذه الجريمة ودون ان نستدرج الى ما لا نريده".

تابع: "فما حصل يجب ان يعالج بالتحقيق الشفاف وبتطبيق العدالة. ونحن لا نريد لا الانتقام ولا التسييس، نحن نريد الحقيقة كاملة دون تزوير أو افتئات ونريد تطبيق العدالة حتى يكون ذلك درسا لمن تسول له نفسه ارتكاب اي جريمة او اي اعتداء على امن الوطن".

وقال: "ينبغي علينا في هذا الصدد أن نتبين حقيقة ما يجري من حولنا، ان الذي قصده من ارتكب هذه الجريمة النكراء ومن يحاول ان يوقع الفتنة في الشمال وعكار، يريد ان يزور حقيقة اهل هذه المنطقة، ويريد ان يظهر منطقة الشمال وعكار ومدينة طرابلس بانها جميعا مقر للارهابيين والمتطرفين، ويريد ان يحول الأنظار والانتباه عن ما يجري في بلدنا ومن حولنا من اجل ان يحرف الانتباه الى أمر نحن أساسا نرفضه، فنحن قوم اعتدال كنا وسنبقى أهل الاعتدال واهل الباحثين عن الحقيقة وأهل المطالبين بالعدالة الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء حاولوا وما زالوا وسيستمرون في المحاولة للترويج من اجل تشويه حاضر ومسار هذه المنطقة واهلها".

أضاف: "لقد أرادوا من ذلك أن ينالوا من وحدة أهل عكار ووحدة اللبنانيين ومن صمودهم والنيل من اعتدال المسلمين وهو أمر لطالما حرصتم عليه وانتم مستمرون في الدفاع عنه، لكنه فات هؤلاء ممن يخططون لهذه الجريمة، فاتهم أن قرى عكار وبلداتها وشبابها هم عماد مؤسسات الدولة كانوا وما زالوا وهم خزان وينابيع ترفد مؤسسة الجيش وقوى الأمن الداخلي بالروح والدماء الزكية، من أجل حماية كل أرجاء الوطن وأنا على ثقة بانكم بتضامنكم وتبصركم وبصيرتكم وبتبينكم لما يخطط لنا ولبلدنا لن تسمحوا لأحد بأن يحقق هذه الأهداف الشريرة، فأنتم بوعيكم الوطني والقومي والاسلامي وبحسكم العالي بالمسؤولية وتمسككم بلبنان ومؤسساته الأمنية وخاصة بالجيش وقوى الأمن الداخلي سوف تثبتون للجميع بان عكار والشمال وطرابلس هي عنوان للاعتدال والانفتاح بلبنان، وليست ارضا او منطقة للارهاب او للتطرف وهو هدف يعملون من اجله ليل نهار، من اجل تشويه صورتنا واضفاء صفة لا ننتمي ولا تنتمي الينا".

وقال: "لن ينجح اصحاب النوايا المغرضة في جرنا وجركم الى حيث يريدون، بل سنبقى معا حيث كنا وسنستمر اهل اعتدال وتسامح وانفتاح ومحبة وعيش مشترك، نحن كنا دائما اهل الدولة العادلة والحامية لجميع اللبنانيين ولكل المؤسسات الجامعة والحامية للبنان، ومن هنا، من عكار، على مقربة من مرقد الشهيدين، وباسم جميع زملائي في تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار، أعيد تكرار من كنا قد بيناه في أكثر من مناسبة والتزمنا وسنستمر بالالتزام به وهو تمسكنا بالميثاق الوطني واتفاق الطائف، على اساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وبالدولة اللبنانية، التي تبسط سلطتها الكاملة غير المنازع فيها على كامل ارجاء الوطن من خلال مؤسساتها الدستورية ومؤسساتها العسكرية والأمنية".

وختم: "من هنا، من البيرة وعكار، اننا نقف بصلابة وحزم وثبات في مواجهة كل من يحاول ان يجر لبنان الى خلاف بين بنيه وحرب او فتنة بين ابنائه، أو ان يجر منطقة الشمال الى الفوضى او التطرف من اجل ان يصم هذه المنطقة بالارهاب، كما أننا نكرر من هنا دعوتنا من أجل ان تحل محل الحكومة الحالية حكومة انقاذ حيادية تستطيع فعليا ان تسهم في خفض مستويات التوتر في البلاد على عكس ما قامت به هذه الحكومة الحالية، من أنها بآدائها وسلوكها وتوجهات بعض من اعضائها لأنها رفعت مستويات التوتر في البلاد، وخلقت الأجواء من اجل استمرار هذا التشنج ومهدت من أجل ان يصار الى القيام بهذه العمليات المشؤومة التي ارتكبت والتي كان آخرها ما شاهدناه في هذه البلدة".

 

الراعي تلقى اتصالات من سليمان وعون وقبلان

 وطنية - 25/5/2012 تلقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اتصالات تهنئة بسلامة عودته من جولته الراعوية الخارجية، من كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان

 

الوطنيون الاحرار: العنف المتنقل مبعث قلق للبنانيين

لاحقاق الحق في قضية الشيخ عبد الواحد خدمة للمؤسسة العسكرية

 وطنية - 25/5/2012 عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الأعضاء. وصدر بيان عن المجتمعين توقفوا فيه أمام مسلسل "العنف المتنقل بين منطقة وأخرى والذي يشكل مبعث قلق للبنانيين الذين يستعيدون ذكريات الأحداث والصدامات الماضية التي استمرت سنوات وكادت تودي بالوطن وثوابته. ولا نرى خلاصا من حال عدم الاستقرار المفتعل إلا من خلال الدولة ومؤسساتها بخاصة العسكرية، الأمنية والقضائية، على أن تحزم أمرها وتساوي بين المواطنين وتطبق القوانين بشجاعة وشفافية".

وحذر المجتمعون من "رغبة البعض بتصوير نفسه في موقع الدفاع عن الجيش وجعله مادة استغلال شعبوي وسجال كلامي، في وقت يبدو الموضوع خارج سياق الاحداث. فالجيش مؤسسة وطنية خاضعة لسلطة مجلس الوزراء وهو على مسافة متساوية من الأفرقاء السياسيين ومنافسيهم، وإن كل خلل أو خطأ يرتكبه العسكريون، ضباطا ورتباء وأفرادا يجب ان يكون خاضعا للمساءلة وفق القوانين المرعية الإجراء".

وجددوا إدانتهم عملية احتجاز المواطنين اللبنانيين في سوريا وعبروا عن تضامنهم مع أهلهم "انطلاقا من واجب إنساني ووطني وأخلاقي"، آملين في عودتهم سريعا إلى الوطن. واعتبروا "ان إجماع اللبنانيين على استنكار الخطف والمطالبة بإطلاق المخطوفين من دون إبطاء ترجمة لمبدأ "لبنان أولا" وتجسيدا للمسلمات التي تجمع اللبنانيين والتي لا نكف عن إطلاق النداء تلو النداء للتشبث بها والعمل على تعميقها. من هنا دعوتنا المتكررة كل القوى السياسية اللبنانية إلى الالتفاف حول الدولة الواحدة بدستورها وقوانينها ومؤسساتها وثوابتها".

ودعوا إلى "تحقيق العدالة بالنسبة إلى مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد حسين مرعب على حاجز للجيش اللبناني في عكار. ان إحقاق الحق هو خدمة للمؤسسة العسكرية التي تقوى باحترام القانون بقدر ما هو واجب تجاه الشيخين وأهلهما، وتجاه عكار التي تعد خزانا للجيش وخير داعم له. لذا فالمطلوب حصر المسألة في إطارها القانوني، وإبعادها عن المزايدات والتجاذبات التي تسيء إلى الجميع باستثناء الذين يسعون الى توظيف أي حدث واستغلاله ظنا منهم أنهم بذلك يعززون مواقعهم. ونقول أيضا بكل موضوعية ان النظام السوري المأزوم يستفيد من توتير الأجواء بينما يخسر لبنان منها على كل صعيد. كما نحمل مسؤولية عدم الاستقرار الى الحكومة المتلكئة حينا عن القيام بواجباتها بالسرعة المطلوبة والمنحازة أكثر الأحيان إلى النظام السوري سواء بالترويج لوجود القاعدة في لبنان من دون تقديم أي دليل ومن دون المبادرة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية، أو بتغطية ممارسات النظام السوري في المحافل الخارجية"، ودعوا إلى "رحيلها وقيام حكومة حيادية تخفف الاحتقان وتسهر على تطبيق القوانين وإنجاز قانون الانتخاب والإشراف على العملية الانتخابية".

واعلنوا في مناسبة يوم المقاومة والتحرير "إيماننا بلبنان الواحد الحر السيد المستقل التعددي الذي أوجدته ودافعت عنه مقاومة أبنائه عبر العصور. ونرى اليوم ضرورة تقوية الدولة بألا يكون لها منافس، وأن تتمتع بحصرية امتلاك السلاح والسيطرة على كل الاراضي اللبنانية. يعني ذلك الخلاص من الدويلات والمحميات والمربعات الأمنية، كما يعني ألا يبقى سلاح إلا السلاح الرسمي الشرعي. من هنا نظرتنا إلى الحوار الوطني متمحور حصر حول السلاح وهادف إلى وضع سلاح حزب الله بتصرف الدولة، وعدم الانخداع بأي زعيم يسعى إلى تبرير بقائه في أيدي أصحابه الذين سبقوا لهم واستعملوه في رهانات داخلية، وهم يستقوون به كما حصل بالنسبة إلى فرض معادلة أدت إلى إسقاط حكومة وتشكيل أخرى خاضعة لإملاءات "حزب الله".

 

مقتل اللبنانيات الثلاث في بغداد صبّ الزيت على النار

ملف المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في حلب تطمينات... غير مُطمئنة

بيروت ـ «الراي

«تشاؤل». هكذا بدا ملف اللبنانيين الـ 11 المخطوفين في حلب الذين بقي مصيرهم معلقاً على وعود بإطلاق سريع لهم لم تكن تحققت حتى مساء امس، ما جعل الضاحية الجنوبية لبيروت في «غليان مكتوم» وسط سباق بين «توعُّد» أهالي الحجاج الذين كانوا عائدين من زيارة للعتبات المقدسة في ايران عبر تركيا بـ «الثأر بالمثل» ومساعي «حزب الله» الاستثنائية لفرْملة اي ردات فعل غير محسوبة من شأنها استحضار «الحريق السوري» الى الداخل اللبناني. وما زاد من حراجة الوضع مقتل 3 لبنانيات في بغداد وجرح ما لا يقل عن 8 آخرين خلال زيارة كانوا يقومون بها للاماكن المقدّسة في العراق، وهو التطور الذي جاء لـ «يصبّ الزيت على نار» الغضب الذي بات يسكن الضاحية الجنوبية ومناطق شيعية اخرى.

وحجب «هدير» هذا الملف الساخن دويّ سائر العناوين الاخرى على حساسيتها، وسط مخاوف من تداعيات على الارض لهذا الملف ولا سيما في ظل ملامح تأزم على خط الاتصالات في ضوء الحدث عن توظيف القضية في البازار الاقليمي، وهو ما عبّر عنه تقاذف التهم بين افرقاء الازمة في سورية والترجيحات بانتقال المخطوفين من طرف الى آخر، خلافاً لما سرب عن قرب الافراج عنهم.

وفي حين استمرّت حركة الاتصالات بين الداخل والخارج امس، وسط مواكبة «لحظة بلحظة» من اهالي المخطوفين الذين يواصلون اعتصامهم في الضاحية، لم تكن التطمينات التي تلقاها لبنان بسلامة المخطوفين كافية لـ «تبريد قلوب» ذويهم، وخصوصاً ان تقارير اشارت الى ان المساعي باتت تركّز على سحب الملف من دائرة التجاذب الاقليمي، وسط معلومات عن دخول وسطاء جدد على خط الازمة من بينهم «وسيط اسلامي بارز». ونقلت «وكالة الانباء المركزية» عن مصادر ديبلوماسية عربية ان حجم ردة الفعل الداخلية ازاء خطف اللبنانيين حملت الخاطفين على التمسك بالقضية ورفع سقف مطالبهم، وان الوعود الاقليمية التي اطلقت في هذا المجال لم تفلح حتى الساعة في اسدال الستارة على الفصل الاخير بفعل التعقيدات المستجدة ان داخل المعارضة السورية نفسها او بينها وبين دول في المنطقة، مشيرة الى معلومات وردت من دمشق تؤشر الى ان الرئيس السوري بشار الاسد غير مستعد للرضوخ لأي ضغوط. ولفتت المصادر الى ان سلامة المخطوفين تحتم التعاطي مع قضيتهم بروية لعدم تعريضهم لأي خطر، مشيرة الى ان ذلك لا يعني الوصول الى اليأس او الى طريق مسدود لكن ثمة عقبات واسعة تعترض طريق الافراج عنهم. وكانت «بورصة» التفاؤل والتشاؤم في هذا الملف سجّلت الوقائع الآتية:

* اعلان رئيس «حزب أحرار سورية» الشيخ ابراهيم الزعبي انه يتوسط للافراج عن اللبنانيين المخطوفين في حلب، مؤكداً انهم بحال جيدة وانه يسعى للافراج عنهم لكن قصف الجيش السوري للمنطقة يحول دون ذلك حتى الآن. وأعلن الزعبي أن الخاطفين سيذيعون شريطا مرئيا أو صوتيا للمخطوفين قريبا لإظهار أنهم في حال جيدة، لافتاً إلى ان الخاطفين يريدون تسليم المخطوفين الى السلطات اللبنانية، مضيفاً: «المخطوفون اللبنانيون هم في الداخل السوري ولو كانوا في تركيا لكانوا أصبحوا في لبنان»، مشددا على أن «النظام السوري هو من يحول دون تسليمهم الى ذويهم»، ونافياً اي علاقة لحزبه بالعملية.

* تأكيد قائد تجمع «الضباط الأحرار» العميد السوري المنشق حسام العواك أنّ كتيبة «شهداء الثورة» التابعة لـ «الجيش السوري الحر» هي التي خطفت الحجاج اللبنانيين، مطمئناً إلى أنّ صحتهم جيدة. واذ استبعد العواك إطلاق اللبنانيين خلال ساعات كما يروّج البعض، اعلن أن هؤلاء اعترفوا بأنّهم مسؤولون في «حزب الله»، كاشفاً «أنّ المفاوضات لا تزال في مرحلتها الأولى»، ومتحدّثاً عن شروط تضعها الكتيبة مقابل الافراج عنهم وعلى رأسها اطلاق المقدم حسين هرموش وغيرها من المطالب، مشيراً الى ان «هناك الكثير من الوساطات التي تجري حاليا ويقودها المعارض السوري المقيم في باريس وائل حافظ». وفيما أعلن إفشال عملية كبيرة حاول النظام السوري بمساندة «حزب الله» تنفيذها للافراج عنهم، تمنى العميد العواك على السيد حسن نصرالله أن يعيد حساباته ويسحب مقاتليه من سورية ويلتزم بسياسة النأي بالنفس. * نفى المقدم المظلي في «الجيش السوري الحر» خالد الحمود كلام العواك، مشيراً الى ان «قطاع طرق ومسلحين هم من خطفوا الزوار اللبنانيين في حلب».

واكد الحمود ان «العواك لا يمثل الجيش الحر، ونحن لا نقوم بأعمال تعارض القوانين الدولية»، مؤكدا ان «المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر لا يوجد فيها جريمة». واوضح أن «الجيش الحر لا يملك اي تواصل مع العميد حسام العواك»، لافتاً إلى أنّ «الكتائب الموجودة على الارض تلتزم بالقوانين والاعراف». واضاف: «لا نريد لسورية الا ان تكون ارضا للجميع».

واكد ان «اللبنانيين موجودون على الاراضي السورية وبحوزة قطاع الطرق»، لافتا الى انه «قد يكون الامر ماديا ولا علاقة لهم بالثورة السورية»، كاشفا ان «احد الخاطفين اسمه عبد الله حسين وهو من قطاع الطرق وسمعته سيئة». اضاف: «حزب الله وشيعة لبنان ليسوا اعداء لنا، واعداؤنا هم من يقاتلنا على الارض». * تأكيد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، ان «الاتصالات لاطلاق المختطفين اللبنانيين في سورية جارية على كل المستويات وبين الرؤساء الثلاثة والجهات المختصة»، مشيرا الى ان «التحقيق يسير في شكل سري والامر يحتاج الى مزيد من الوقت» رافضا «كشف المزيد من التفاصيل من اجل سلامة التحقيق». واذ اعتبر ان «الجهة المختطفة باتت معروفة وهي المعارضة السورية»، اكد ان «النظام السوري لا يحتاج الى هكذا عملية لأنها تسيء لصورته»، موضحاً ان «الخاطفين لم يطالبوا بأي فدية مقابل الافراج عن المختطفين». وكان يوم أول من أمس، شهد اعتصاماً في الضاحية شارك فيه نواب وشخصيات دينية وسياسية وحزبية، وفي حضور حشد كبير من أهالي المخطوفين والمتعاطفين معهم، تخلله ملابسات بين نائب «حزب الله» علي عمار الذي اعلن ان المخطوفين هم مع «الجيش السوري الحر» وبين مجموعة من الأهالي الغاضبين الذين هددوا بأخذ حقهم على الطريقة العشائرية، فضلاً عن أنه تزامن مع قطع طرق بالإطارات المشتعلة في مستديرة الطيونة - شاتيلا نفّذه عدد من أهالي اللبنانيات اللوتي قتلن في انفجار عبوة ناسفة عند مرور حافلتهن غرب بغداد، كانت تقلّهن من سورية نحو العتبات الشيعية المقدسة في العراق.

 

جوني عبدو: هذا مفهوم حسن نصرالله للإستقرار والأجهزة الأمنية ة بدل ان تحمي الجيش تحتمي به

إعتبر السفير جوني عبدو أن ما حصل في الشمال هو لعبة مخابراتية هدفها القضاء على الرئيس سعد الحريري، بعدما اكتشف محور محلي - إقليمي أن 7 أيار السياسية التي تمثلت بإسقاط حكومةالحريري لم تنتج مفاعيلها. واستغرب كيف أن المعادلة انقلبت، فبعدما كانت الأجهزة تدافع عن الجيش أصبحت اليوم تستعمله من أجل أن يدافع هو عنها. وقال: عندما تنقلب المعادلة ويصبح الجيش مسؤولاً عن حماية الاجهزة الامنية يقع الخطر المداهم على مؤسسة الجيش وتضرب حياديته وسياديته. وأعلن لـ"العربية": الاجهزة الامنية لا تستطيع جر الجيش نتيجة 7 ايار السياسية التي اسقطت حكومة سعد الحريري الى التحيّز لمحور معين له علاقة بـ7 ايار السياسية ان يتماشى مع هذا النوع من المحور. واضاف: الجيش لم يجر يوماً الى أن يكون منحازا ال  محور، وحتى الرئيس كميل شمعون لم يستطع ان يجز الجيش في معادلات داخلية لان هذا يشوّه صورته ويشوه حياديته وسيادته.

واشار الى ان في الفترات السابقة كان الرئيس الجمهورية يستطيع السيطرة على الاجهزة الامنية اما اليوم فهو لا يستطيع ان يسيطر على اي جهاز من هذه الاجهزة، وبدلاّ من ان تحمي الجيش اصبحت تحتمي به. وكل الانتقادات التي كان من المفترض ان تتوجه للاجهزة الامنية انقلبت على الجيش.

وتابع:  لقد كنت مدير مخابرات ووجهت اليّ الكثير من الشتائم،  وكل هذه الشتائم تحمتلها لأنها كانت تغطية للجيش، ولم نتستر يوماً بالجيش ليحمينا من المهاترات السياسية ومن الانتقادات السياسية.

وقال: للاسف الاجهزة الامنية الحالية تجر الجيش لحماية اعمالها، وبالتالي تنتفي كل الانتقادات للاجهزة الامنية التي تقوم بعمليات معينة لها علاقة وتتصل اتصال مباشر بما يجري في سوريا وفي الامن السوري وفي عودة رعاية الشأن اللبناني السوري بأيدي الاجهزة اللبنانية – السورية كما كان في السابق وهنا تكمن خطورة الموضوع.

وتعليقاً على طلب النائب معين المرعبي باستقالة قائد الجيش قال عبدو: هذا خطأ نوهذه ليست حماية للجيش وليست حماية للمؤسسة، كنت افضل ان يطالب باستقالة رئيس الجهاز الامني ولا يمكن ان يطالب باستقالة قائد الجيش، قائد الجيش هو رئيس مؤسسة سيادية يجب حمايته ويجب حماية الجيش  بشكل اساسي وتوجه الانتقادات لمن تسبّب بهذه الالحداث وهي الاجهزة الامنية وليس الجيش،وهذا الكلام هو كلام تعبوي. وكشف عبدو عن احتماعات سرية التي تحصل في الامن العام في لبنان من قبل اللواء محمد ناصيف ومن قبل اجهزة امنية وهذه لا يعلم بها لا ميقاتي ولا سليمان وقد لا يعلم بها ايضاً قائد الجيش. وقال: هذه خطط مخابراتية مع الاسف تجر الجيش الى مواقف معينة، اضافة الى ذلك مع الاسف ان هناك سياسة الدولة (الشعب والجيش والمقاومة)والمطلوب من الجيش ان يقوم بالتنسيق مع المقاومة على الحدود اللبنانية وفي الجنوب اللبناني وفي المقابل لا يستطيع الجيش ان يكون حيادياً وان لا يكون هناك تنسيق في الداخل، لان الامر مرتبط ببعضه،وهذا الامر يعطي انطباعاً  وكأن هناك سيطرة من المقاومة على الجيش ويصبح هناك علامات استفهام حوله.

وأكد انه لا توجد علامات استفهام حول الجيِش، وعناصره ممتازة ولكن الامر لا يخلو، انما الجهاز الامني في الجيش اي المخابرات والامن العام الذي هو دائم التنسيق مع  المخابرات السورية لهم طموحات معينة في ترجمة تداعيات الثورة السورية والازمة السورية في لبنان، لكي يريحوا النظام السوري.

وأشار ردا على سؤال الى أن الضاحية هي منطقة السيد حسن نصر الله، وبالتالي الاستقرار بالنسبة لحسن نصر الله اساسية  له مفهوم خاص لديه والاستقرار هو الخضوع الى قوة سلاحه وبالتالي من لا يخضع لهذا السلاح هو ضد الاستقرار، بمعنى آخر اذا كانت هناك مناطق اخرى تصب في خانة 7 أيار السياسي،عندما يحصل هناك مشاكل لا احد لديه مانع من ان تحصل هذه المشاكل لانها تضعضع تيار المستقبل بحد ذاته ، وبالتالي رأينا كيف ان هناك بعض القوى خرجت في الشمال على حساب تيار المستقبل وبالتالي قوة الاعتدال لدى تيار المستقبل أصبحت تأخذ الطابع الباهت مع الاسف لأن الاعتدال موقف قوي وبالتالي يتطلب ارادة قوية وهذا الذي تقوم به قوى 14 آذار.

وقال: السيد حسن نصر الله يستطيع ان يسحب بدقيقة العناصر التي كانت على الطريق لانه هو حاكم اساسي لكل لبنان فكيف لا يكون حاكما لطائفته.

وقال ردا على سؤال: وجود الرئيس ميقاتي وعدم وجوده مثل بعضها وهو ليس له علاقة بهذا الموضوع لا بالسلبيات ولا بالايجابيات وانا اطالب بعدم مجيئه من الاساس،السبب الرئيسي لاسقاط الحكومة ليست الاحداث المؤخرة في طرابلس او في عكار السبب الاساسي هو 7 ايار السياسية التي اسقطت سعد الحريري من رئاسة الحريري وقبول نجيب ميقاتي برئاسة الحكومة.

وأعلن: انا متخوف كثيرا والذي لا يشم رائحة حرب بالمنطقة يكون فاقد حاسة الشم، الله يستر ليس لدي معلومات بين من ومن وكل المؤشرات تدل على ان نهاية هذه الاحداث حرب وليس نهايتها تقبيل لحى. الكيان اللبناني انهز ونحن على طريق الحلول وللاسف القصة تتطلب دم. هناك دعوة للحوار ونصيحتي لقوى 14 آذار اذا يجوز ان ينصحوا ان موضوع سلاح حزب الله هو حقيقة موضوع اساسي ولكن بالحقيقة هو موضوع مزمن اما موضوع التوتر في لبنان وموضوع الانقسام الحاد الموجود في لبنان والفتنة التي تدق ابوابنا في لبنان تحتاج ايضا الى حوار خارج عن نطاق السلاح في الوقت الحاضر فقط لاعطاء العالم نفحة من الامل لان اذا بقي الشعب اللبناني بلا أمل فالاحباط الموجود سيتزايد وفقدان الامل باي شيء سيزيد.

 

الجامعة اللبنانية" تسمح لتعبئة "حزب الله" بإستضافة عون في ذكرى "المقاومة والتحرير" وترفض السماح لـ"القوات اللبنانية" بإحياء ذكرى الشهيد رمزي عيراني

كتبت فاتن الحاج في صحيفة "الأخبار": هال مصلحة طلاب حزب "القوات اللبنانية" أن ترفض مديرة الفرع الثاني في كلية الهندسة، مارلين قرداحي، طلبها بإحياء "ذكرى مرور 10 سنوات على استشهاد ابن الكلية رمزي عيراني، بحجة منع النشاطات السياسية"، وأن يسمح للتعبئة التربوية في "حزب الله" أن تنظم احتفالاً يستضيف العماد ميشال عون في ذكرى المقاومة والتحرير. "مصادفة مؤذية"، بحسب رئيس مصلحة الطلاب في "القوات" شربل عيد. ويشير في اتصال مع "الأخبار" إلى أن "الخطوة ليست غريبة عن السياسة التي ينتهجها المسؤولون في الجامعة بحقنا". يستدرك: "لسنا ضد الشباب، بل نطالب بتعميم القرار بإحياء المناسبات السياسية لا أن تكرّس الجامعة لحزب الله وحركة أمل، وتدجّن القوى الأخرى". وكانت التعبئة التربوية حصلت على إذن بإحياء عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار من رئاسة الجامعة، كما يقول المعاون الجامعي في التعبئة حيدر شميساني الذي قال إن "استضافة الشخصية السياسية أتت في إطار احتفال يعني كل اللبنانيين". يحسم رئيس الجامعة عدنان السيد حسين الجدل: "لا نريد أنّ نحوّل الجامعة إلى ساحة للتنافس الحزبي. وافقنا على نشاط ذكرى المقاومة والتحرير باعتبارها مناسبة وطنية، وندرس طلب إحياء مناسبات حزبية محددة لتجنيب الجامعة أي انقسام". وأعلن أنّه سيتابع طلب مصلحة طلاب القوات مع مديرة الكلية.

 

اميركا تضيف كتائب عبدالله عزام الى لائحة الارهاب

اضافت الخارجية الاميركية كتائب عبدالله عزام التابعة للقاعدة على لائحة المنظمات الارهابية ،وكانت الدولة اللبنانية قد اتهمت كتائب العزام بالتخطيط لتفيجرات تستهدف الجيش اللبناني كما نفذت الكتائب العديد من العمليات في مصر والاردن. 

 

هنّأ نصر الله «ثم» سليمان «بعيد المقاومة والتحرير»

أحمدي نجاد وضع الانتصار في حرب 2006 «تمهيداً لظهور المنقذ الأوحد للإنسانية»

بيروت ـ «الراي»

اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان «تحرير الجنوب على يد ابناء المقاومة المجاهدين والمضحين والابطال وفي ظل عناية الله تعالى، ولفتة من ولي العصر، قد هيّأ الارضية للانتصار العظيم الذي حققه الشعب اللبناني في حرب الـ 33 يوماً (يوليو 2006) وصحوة الشعب المسلم من اجل استعادة حقوقه الحقة والنضال ضد الظلم والاستكبار والاحتلال».

واكد احمدي نجاد في برقية تهنئة كشفت عنها السفارة الايرانية في بيروت ووجّهها الى الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في ذكرى «عيد المقاومة والتحرير» ان «الهزيمة التي لحقت بالهيمنة الصهيونية الزائفة على يد ابطال ساحة المقاومة والممانعة، هزت اسس الاحتلال والعدوان والظلم والاضطهاد في العالم أجمع، مبشّرة بانتصار الحق على الباطل نهائياً»، مضيفاً: «آمل ان تستمر هذه المسيرة وتمهد لظهور المنقذ الاوحد لعالم الانسانية واقامة السلام والعدل الحقيقيين على امتداد العالم».وحسب بيان السفارة الايرانية، فان احمدي نجاد وجّه رسالة خطية اخرى الى نظيره اللبناني ميشال سليمان بهذه المناسبة قائلاً «ان ملحمة تحرير الجنوب اللبناني تذكرنا بتضحيات وصمود واستبسال وارادة ابناء الشعب اللبناني الابطال، الذين سعوا دائماً الى العزة والاباء والاستقلال في ظل العدالة والتوصل الى سلام دائم وحقيقي لابناء البشرية والقضاء على اساس الظلم والاضطهاد والاحتلال».

 

شمعون: "حزب الله" ساعد على انتشار "الزعران".. وكلام أمثال عون وحلفائه تجعلهم أكبر عملاء لإسرائيل  

رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أن "تصرفات بعض السياسيين وضعت الجيش في مأزق، فالضغوط السياسية جعلت الجيش مؤسسة غير قادرة على القيام بواجباتها كما يجب مما أدى الى فقدانها صدقيتها، لكن في النهاية لا غنى عن مؤسسة الجيش"، وأضاف: "نأمل في ان تصبح مؤسسة الجيش قادرة على القيام بواجباتها على أكمل وجه"، وقال: "الجيش بحاجة الى دعم سياسي وعلى البعض التوقف عن العمل ضده، فهؤلاء وبعد أن خربوا المؤسسة العسكرية يزايدون علينا بحبهم لها، وليسلّم "حزب الله" سلاحه الى الدولة أولاً ثم يتكلم عن المؤسسات".

شمعون، وفي حديث إلى صحيفة "المستقبل"، أضاف: "بالنسبة الى اغتيال الشيخين (أحمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب) يجب معرفة من يريد اغتيالهما أولاً ولماذا وهل هذا مقصود أم لا، وأعتقد أن العملية لم تكن مقصودة ولكن يجب انتظار التحقيقات، وبالنسبة الى اعتقال (شادي) المولوي (الذي استدرجه الأمن العام إلى مركز تابع لوزير المال محمد الصفدي في طرابلس وأوقفه ثم أطلق سراحه أول من أمس) حصل خطأ كبير أولاً بالنسبة الى طريقة توقيفه، فهناك أسلوب يتبع بشكل سليم وليس اعتباطياً".

وأكمل شمعون: "لا يمكن أن أفهم ماذا تعني كلمة نأي بالنفس، هذه ليست نأياً بل "نأ" والحكومة تخطو خطوتين الى الأمام وخطوة الى الوراء، فهي حكومة رخوة لا يمكنها الوقوف في وجه الديوك والضغوط السياسية التي تمارس عليها". وقال من جهةٍ أخرى: "أعتقد أننا لا نملك العمق الكافي في التفكير كي نصل الى ما يفكر فيه (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون، وهو يعتبر نفسه شيئاً مهماً ولكن أين كان عندما هرب وترك جيشه؟ لماذا لم يقف الى جانبه حينها؟، فهذا هو عون ولقد اصبح وحلفاءه سوريين أكثر من السوريين أنفسهم".

وإذ رأى أن "أسلوب كلام أمثال عون وحلفائه وتصرفاتهم كما عملهم وخطابهم السياسي تجعلهم أكبر عملاء لإسرائيل التي تنتظر تقسيم البلاد العربية"، أردف: "إنهم يقدمون خدمة مجانية لإسرائيل على صحن من فضة".

وردًا على سؤال عن "استمرار التفجيرات الأمنية وما الهدف من ورائها؟"، أجاب شمعون: "إذا استمر هؤلاء في تنفيذ مخططات إسرائيل ستبقى التفجيرات الأمنية، فهؤلاء خفّضوا سقف المؤسسة العسكرية، فـ"حزب الله" ساعد على انتشار "الزعران"، الذين يقطعون الطرقات متى أرادوا ولا يحترمون القانون، ولقد خفّضوا سقف الدولة وأفقدوها هيبتها".

وإن كان الوضع سيبقى على حاله في لبنان حتى انتهاء الأزمة السورية، ختم شمعون بالقول: "بالطبع مع انتهاء الأزمة السورية ينتهي قسم كبير من تصرفات أزلام سوريا اليوم".

 

 اجتماع 14 آذار في بيت الوسط: لتشكيل حكومة انقاذية حيادية كخطوة أولى الزامية لإطلاق الحوار 

عقدت قيادات قوى "14 آذار" اجتماعا موسعا عصر اليوم   في "بيت الوسط" في حضور النواب الحاليين والوزراء والنواب السابقين وعدد من الشخصيات. وفي نهاية الاجتماع المطول، وجهت قوى "14 آذار" نداء إلى اللبنانيين تلاه الرئيس فؤاد السنيورة، وفيما يلي نصه:

"أيها اللبنانيون

إنها ساعة الحقيقة وتحمّل المسؤولية. لبنان في خطر وكلنا معنيون بانقاذه.

إنها ساعة تغليب المنطق الوطني الجامع على كل الإعتبارات الفئوية والحزبية والطائفية والخارجية. انها ساعة حماية وحدة لبنان ومنع انهيار الدولة. انها ساعة التكاتف لمواجهة طلائع مخطط يقوده النظام السوري لضرب استقرار لبنان ونظامه وصيغته وديمقراطيته ومؤسساته بغية الانقضاض عليه.

لقد قرر النظام السوري، في مرحلة انهياره، أن يهدم الهيكل على رأس الجميع، فيصدّر أزمته الى لبنان بمشروع حرب أهلية لعلّه يجد فيها خشبة خلاص، يستخدمها لابتزاز العرب والعالم من أجل إنقاذ نفسه. وهو يحاول تكرار تجربته في منتصف السبعينات حين أشعل الحرب اللبنانية التي مهدت لدخول جيشه إلى لبنان، ثم مقايضة مشاركته في حرب الخليج الثانية بوصايته على البلد، عبر خطوات مبرمجة ومدروسة لتصوير لبنان بأنه بيئة حاضنة للإرهاب وهي محاولة جديدة ومكشوفة انتهت صلاحيتها، إنما هذه المرة تحت عنوان "التصدي للإرهاب".

واذا كانت استقالة الدولة اللبنانية من واجبها في العام 1975 ادت الى اندلاع حرب دامت سنوات، فواجب الدولة اليوم الاضطلاع، بكامل مسؤولياتها للحؤول دون تكرار التجربة المرة. لكن المؤسف ان الحكومة القائمة وفي تغطيتها للمؤامرة متواطئة وغير قادرة على تحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية بحكم طبيعة ولادتها وتكوينها وادائها ولكونها امتدادًا لمحور اقليمي لا يؤمن باستقلال لبنان واستقراره.

فهذه الحكومة متواطئة لأنها لم تتجرأ على الاجتماع للردِّ على ادعاءات نسبها اليها مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة، وهي الادعاءات نفسها التي نثمن لفخامة رئيس الجمهورية نفيها جملة وتفصيلا.

وهي متواطئة لأنها غطت الممارسات الامنية والسياسية المشبوهة التي فجّرت الأوضاع في طرابلس، وعرضت للخطر علاقات لبنان مع الدول العربية التي تحتضن ألاف اللبنانيين في مؤسساتها الاقتصادية.

وهي متواطئة لأنها تروّج لوجود تنظيم "القاعدة" في لبنان مؤيدةً مزاعم المندوب السوري في الأمم المتحدة.

وهي متواطئة لأنها كادت أن تقضي على دور مؤسسة الجيش، التي نؤكد انها المؤسسة الضامنة للسلم الأهلي.

أيها اللبنانيون

لن نسمح بانزلاق لبنان في حرب اهلية، لقد أدركنا بعد حرب كادت أن تقضي علينا جميعاً أن اللجوء إلى السلاح، مهما تعددت مبرراته، لا يؤدي إلا إلى خرابٍ عميم: تدمير الآخر وتدمير الذات، بعد تدمير الوطن بأيدي أبنائه!

فنحن، مسلمين ومسيحيين، شركاءُ كاملون في السَّراء والضرَّاء، في النِعمة والنقمة. فلا نريد العيش تحت رحمة السلاح، وفي تخويف متبادل مسكونين بكوابيس الماضي التي تطلّ برأسها من نزاعات اليوم. ولا نريد أن يبقى بلدنا ساحة صراع بين القوى الأقليمية، وأن نكون مَجرد أدوات في "حروب الآخرين" على أرضنا.

إن التصدي لمؤامرة تخريب لبنان وانهيار دولته يحتاج الى خطوتين متكاملتين:

الأولى رحيل الحكومة وتشكيل حكومة سلام أهلي يصنع في لبنان. حكومة إنقاذية محايدة، تواكب فخامة رئيس الجمهورية في استكمال الحوار بشأن السلاح، كل السلاح. وتستكمل تنفيذ ما اتفق عليه سابقا على طاولة الحوار الوطني، وتشرف على انتخابات نيابية نزيهة وشفافة تعبر عن الإرادة الحرة الديمقراطية للشعب اللبناني

والثانية تشكيل شبكة أمان وطنية من كل المخلصين في جميع المناطق والبيئات الطائفية والمذهبية، في لبنان ودول الاغتراب، عنوانها "منع تجديد الحرب الأهلية وبناء سلام لبنان الدائم".

أيها اللبنانيون

إن قوى الرابع عشر من أذار، الوفيّة لسيادة لبنان واستقلاله وسلمه الاهلي، تدعو جميع اللبنانيين الى اليقظة والحذر والتضامن في هذه الأوقات العصيبة، كما تعاهدهم على الاستمرار في المواقع الأمامية للدفاع عن سلام لبنان واستقلاله واستقراره.

إن الأحداث الخطيرة التي تشهدها البلاد تشير إلى قرار النظام السوري نسف الاستقرار وتعميم الفوضى وضرب المؤسسات وإشعال الفتنة وتجديد الحرب. وإن 14 آذار، المؤمنة بالسلم الأهلي والعيش المشترك والشراكة والمناصفة والعبور إلى الدولة والالتزام بفلسفة الميثاق وبنود الدستور وروحية اتفاق الطائف والشرعيتين العربية والدولية لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي حيال مخطط تدمير لبنان.

ومن هنا، تدعو قوى 14 آذار لتشكيل حكومة انقاذية حيادية بصفتها الخطوة الأولى الإلزامية لاطلاق حوار من خلال مؤتمر وطني يجنب لبنان خطر التفكك والإنهيار، وتدعو جميع اللبنانيين إلى استخدام كل الوسائل السلمية الديمقراطية المتاحة لتحقيق هذه الاهداف.

كما تعلن قوى 14 آذار أنها ستتوجه في القريب العاجل من فخامة رئيس الجمهورية بمبادرة للتصدي للمؤامرة على لبنان، قائمة على الأسس التالية:

أولا : تمسك اللبنانيين بمشروع الدولة والمؤسسات الشرعية وبميثاق الطائف والدستور.

ثانياً : حكومة انقاذية حيادية في خدمة اللبنانيين جميعاً.

ثالثاً : استكمال الحوار الوطني بشأن السلاح، كل السلاح الخارج عن سلاح القوى الشرعية النظامية في لبنان.

رابعاً : التأكيد على دور الجيش بصفته المؤسسة الضامنة للوحدة الوطنية.

خامساً : ابعاد لبنان عن سياسة المحاور الاقليمية والدولية".

 

جنبلاط ضد اسقاط الحكومة قبل الحوار

النائب وليد جنبلاط، الذي بيده مفتاح إسقاط الحكومة في المجلس النيابي، فعلّق على دعوة شركائه السابقين بقوله لـ«الأخبار»: «أنا ضد الموضوع، إذ إن الدخول في الفراغ من دون حوار ومصارحة ليس له أي معنى».

 

الذكرى السنوية الاولى لاختفاء شبلي العيسمي

اجتمعت السفيرة الاميركية لدى لبنان مورا كونيلي اليوم بعائلة نائب الرئيس السوري الأسبق شبلي العيسمي الذي اختطف من لبنان في هذا التاريخ من العام الماضي، وقد اعربت السفيرة عن قلقها العميق ازاء استمرار اختفاء العيسمي وعبرت عن دعمها للعائلة. تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ بسبب تقارير عن حالات اختفاء، واعتقالات، وتهويل سوريين في لبنان يقوم بها النظام السوري ومؤيديه. ينبغي حماية اللاجئين والمنشقين والمعارضين الذين ينبذون العنف، ونحن نحث الحكومة اللبنانية على الاستمرار بالعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي لمعالجة الاحتياجات الانسانية لهؤلاء الذين فروا إلى لبنان بسبب أعمال العنف الجارية في سوريا.

 

جددت السفيرة كونيلي التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل.

لقاء تضامني لمناسبة مرور سنة على اختطاف العيسمي

وطنية - 24/5/2012 دعا أهالي وأقارب وأصدقاء المفكر والمناضل العربي شبلي العيسمي لمناسبة مرور سنة على اختطافه، إلى لقاء تضامني وفاء لمسيرته ودعما لقضية جميع المعتقلين السياسيين في السجون السورية"، وذلك يوم غد السبت في 26 الشهر الحالي، الساعة السادسة مساء في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية في مدينة عاليه.

وأصدرت عائلة العيسمي في لبنان بيانا اليوم، أكدت فيه أن "قضية شبلي العيسمي هي قضية كل معتقلي الرأي في العالم، وهي قضية الانسان في كل زمان ومكان".

وجاء في البيان: "إن شبلي العيسمي الذي قضى سني عمره يدافع عن قضايا الأمة العربية بشرف وتفان، وناضل من أجلها بصدق وإخلاص، تلازم نضاله ضد العدو الإسرائيلي مع نضاله ضد الأنظمة الديكتاتوريه العربية وحكامها الطغاة، أبى قدره إلا أن يكون في قلب الثورة الشعبية السورية والتي لطالما نادى بها وعمل من أجلها طوال عمره".

واضاف: "إن الذكرى السنوية الاولى لاختطاف وتغييب شيخ المفكرين شبلي العيسمي، أردناها محطة إنسانية نرفع خلالها الصوت في مواجهة الظلم والقهر".

 

المارد" يفتح عيون حزب الله 

السلاح بات عنصرًا حاضرًا ولا حياء في اقتنائه واستخدامه دفاعا او هجوما بعد اليوم. الظاهرة السلفية بدأت تفاجىء مناصري حزب الله، ويكاد البعض منهم ينتقد طول اللحى. 

 علي الأمين:

ربما بدأ حزب الله بعد الاحداث الاخيرة في الشمال وتداعياته يعيد قراءة ما يجري في ساحته اللبنانية. وتنبّه إلى ان ثمة انتفاضة فعلية في المزاج السني العام، لا تقتصر على "المتآمرين" في تيار المستقبل فحسب، بل تعدتها الى التيارات الاسلامية السياسية والسلفية، بل لم يعد الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي في مكان مختلف. ولعل اشارة اخراج شاكر البرجاوي من طريق الجديدة كانت رسالة عسكرية واضحة، مفادها ان قصة الاختراقات السياسية او الامنية للساحة السنية من حزب الله او حلفائه ليست بمنأى عن هذه الانتفاضة، وان السلاح بات عنصرًا حاضرًا ولا حياء في اقتنائه واستخدامه دفاعا او هجوما. وجاءت حادثة اختطاف اللبنانيين الشيعة في سورية، ورمزية استهداف شيعة لبنانيين في سورية والعراق والهدوء والتروي وضبط الشارع الذي بدر من قيادة حزب الله وحركة امل ، تعبيرًا عن تحسس وتمنع عن الاستجابة لدعوة صارخة إلى التوجه نحو الشارع. ولعلها من المرات القليلة في مثل احداث مشابهة حين بدت لغة السيد حسن نصرالله خالية من اي تهديد او وعيد ولو مبطن. كان يبدو كرجل يتمنع عن تلبية دعوة توجه اليه للتورط في رد فعل عنيف بالشارع او تغطيته. فحزب الله، ب"التضامن والتكافل" مع حركة امل، يدعمان النظام السوري لكن لا يبدوان متحمسين للاستجابة او التورط اكثر الى حد الانخراط الكامل في المسألة السورية، ولا التورط اكثر مع النظام، خصوصًا أن المعطى السني في الثورة السورية وفي المنطقة لم يعد لبنان في منأى عن تأثيراته وامتداداته، فيما النظام السوري في تقهقر مستمر و"السنية اللبنانية" لا يمكن ان تكون خارج هذا السياق وهذا التحول.

الجديد ان حزب الله لا يريد التورط اكثر ونقل الازمة السورية الى لبنان، فهو الذي يحامي عن مشروعية سلاحه سياسيا، حريص على استمرار ما تبقى من الغطاء السياسي، فيما التفجير الامني كفيل بأن يلغي نهائيا هذه المشروعية السياسية. خصوصًا انه لا يعاني من نقص في نفوذه الامني والعسكري، ان لم نقل انه يعاني من فائض القوة على هذا الصعيد. وتكرار عملية امنية شبيهة بـ "7 ايار" بات مستحيلا في معطيات اليوم.

الخصم هو المزاج السني اليوم، والمثير للاسف هو ان بعض الدوائر الشيعية والقريبة من القرار تظهر انها متفاجئة، وكأن الخطر الذي تحذر منه اليوم لم تساهم هي وسواها في زرع بذرته منذ سنوات، وتم سقيُها بتعبئة ايديولوجية وثقافة مذهبية تضج بها الشوارع والحواضر الدينية، الى الدوائر الحزبية طبعًا. وهي تعبئة وصلت حد فقدان الكثيرين حسّ التمييز بين الظالم والمظلوم. وهذا ما يمكن تلمسه بوضوح حيال الموقف العصبي من مظلومية الشعب السوري. تمت المساهمة في بناء هذا الواقع عبر الاستقواء في الداخل بترجمة تستند الى موازين القوة العسكرية والامنية للواقع السياسي الداخلي، على حساب السياق الاجتماعي وتوازناته.

الغريب ان الظاهرة السلفية كما يتم تقديمها في السياسة والاعلام وكما تقدم نفسها احيانا، بدأت تفاجىء مناصري حزب الله، ويكاد البعض منهم ينتقد طول اللحى او الزيّ الذي يلتزمون به، لكن الغريب ان احدا من هؤلاء ومن يوجههم لم ينتبه الى المدى غير المسبوق الذي وصلت اليه التعبئة المذهبية في بعض الاوساط الشيعية، وتراجع الخطاب الوحدوي لحساب الاعلاء من الرموز المذهبية والقضايا الخلافية بين المذاهب الاسلامية. وكلها تتم وتنمو تحت نظر حزب الله وتحت راية وحدة الطائفة واحاديتها ... ويتفاجأون؟ أحداث الشمال بدأت برسالة سورية تنطوي على تفجير او تعطيل الحاضنة الشمالية للثورة السورية. السلوك الامني والعسكري اللبناني اعطى نتائج مغايرة ليس بسبب خطأ تقني بل كما يرجح مراقبون، لأن حزب الله فوجىء بحجم الجرعة الأمنية للنظام السوري. جرعة لا يحتمل نتائجها. وبعد كل ما جرى يمكن القول إن الحاضنة السنية للثورة السورية باتت اكثر حضورا وان المزاج السني لم يعد قلقاً من وجود تيارات سلفية رغم تحذيرات اللواء عباس ابراهيم من ان "الارهاب توأم الاحتلال".

حزب اله يبدو هذه الأيام مربكا بخياراته، والمارد الذي كان محط سخرية بدأ يقلق الساخرين.

 المصدر : صدى البلد

 

نصرالله وبري اتصلا بالأسد شخصياً لإحراجه وطلبا من طهران التدخل لمنعه من تصفية الشيعة المخطوفين في سوريا 

نصرالله وبري يشكان بدور للنظام السوري في اختطاف اللبنانيين

 لندن - حميد غريافي: دمشق, بيروت - وكالات: السياسة

كشفت مصادر شيعية ل¯"السياسة", أمس, أن الأمين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله شكك منذ اللحظة الأولى لتبلغه نبأ اختطاف الزوار اللبنانيين الشيعة في سورية, بمزاعم تورط "الجيش السوري الحر", لأنه يعرف ألاعيب حليفه نظام البعث الذي لا يتورع عن ارتكاب أسوأ الموبقات والمجازر في سبيل تحقيق أهدافه, التي في مقدمها حالياً, بعد شعوره باقتراب نهايته, إشعال الساحة اللبنانية انطلاقاً من الشمال, وإذا فشلت هذه المؤامرة كما حدث حتى الآن, فلا ضير في تفجيرها في بيروت او الجنوب على شكل فتنة مذهبية بين السنة والشيعة.

وأوضحت المصادر أن توجيه نصر الله خطابه الفوري بعد الاعلان عن عملية الاختطاف, استباقاً لاي اعمال تخريبية وتفجيرية, يؤكد انه لا يصدق حليفه نظام الاسد, وعليه ان يتروى قبل الاخذ بأي كلمة من مزاعمه, وهذا ما تبين بالفعل لاحقاً عندما نفى "الجيش الحر" مسؤوليته عن اختطاف اللبنانيين ال¯ 11, أثناء عودتهم من زيارة دينية إلى إيران.

وبحسب أحد أعضاء "المجلس الوطني" السوري المعارض في باريس, فإن المختطفين, الذين من بينهم كوادر من الصف الثالث في "حزب الله", علقوا في سنارة الشبيحة والاستخبارات السورية.

ونقل محام شيعي قريب من "حركة أمل" ل¯"السياسة" عن مسؤول كبير في الحركة تأكيد وجود مخاوف قوية لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري من ان تجري تصفية هؤلاء المختطفين الذين من بينهم أيضاً عدد من عناصر الحركة, إذ يعرف بري أكثر من نصر الله الوحشية الحقيقية للنظام السوري, وقد خبرها الرجلان خلال المعارك التي خاضتها قواته في لبنان خلال الثمانينات, ويدركان ان بشار الأسد وشقيقه ماهر وصهرهما آصف شوكت وبطانتهم الاستخباراتية والامنية والعسكرية لا رادع ولا مانع أخلاقياً أو إنسانياً يمنعهم من تصفية هؤلاء المختطفين, حتى ولو كانوا من اقرب حلفائهم إذا كان ذلك يخدم مخططهم المرسوم للبنان.

وأكد المحامي أن بري أكثر قلقاً وخوفاً من نصر الله منذ اللحظة الاولى لاعلان الاختطاف, وهو يشكك فعلاً في تورط "الجيش الحر" في العملية, لذلك لم تقتصر اتصالاته ببعض المسؤولين العرب الذين يمونون على المعارضة السورية, بل تجاوزتها إلى اتصالات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين وعسكريين سوريين, حيث حضهم على فعل كل ما يمكنهم لاطلاق سراح المختطفين ومنع تصفيتهم.

وكشف المحامي الشيعي ل¯"السياسة" أن قناعة نصر الله وبري وشكوكهما بدور متقدم لنظام الاسد في اختطاف اللبنانيين, حملت جهاز أمن الحزب على ايفاد ثلاثة من كبار قادته الى حلب واثنين الى دمشق, للتحقيق بشكل مستقل في عملية الاختطاف, فيما كثف الرجلان اتصالاتهما العربية وحتى الاوروبية لمعرفة مصير المختطفين والعمل على اطلاقهم.

وبحسب المحامي, فإن الضغط الأكبر من بري ونصر الله لهما كان على الحكومة الايرانية كي تمارس ضغوطاً على نظام الأسد وعصاباته لمنع إعدام المخطوفين وإلقاء المسؤولية على المعارضة السورية.

وأكد المحامي, استناداً إلى معلومات من قيادة "حركة أمل", أن نصر الله وبري اتصلا شخصياً بالرئيس السوري بشار الأسد نفسه لإحراجه, في حال كان يفكر في قتل الرهائن اللبنانيين.

وفي بيروت, ذكرت مصادر سياسية أن قضية المخطوفين تتجه نحو التأزم, في ضوء الحديث عن توظيفها في البازار الاقليمي, بعدما بدأ مسلسل تقاذف التهم بين افرقاء الازمة في سورية, وترجيح انتقال المخطوفين من طرف الى آخر, خلافا لما سرب عن قرب الافراج عنهم.

وتركز الاتصالات, وفق مصادر متابعة, على محاولة سحب الملف من دائرة التجاذب الاقليمي, علما ان وسطاء جددا دخلوا على خط الازمة من بينهم وسيط اسلامي بارز.

واعتبرت مصادر ديبلوماسية عربية ان حجم ردة الفعل الداخلية ازاء خطف اللبنانيين حملت الخاطفين على التمسك بالقضية ورفع سقف مطالبهم, مشيرة الى معلومات وردت من دمشق تؤشر على ان الأسد غير مستعد للرضوخ لأي ضغوط.

ولفتت المصادر ل¯" وكالة الأنباء المركزية" الى أن سلامة المخطوفين تحتم التريث في التعاطي مع قضيتهم بروية لعدم تعريضهم لأي خطر, مشيرة الى ان ذلك لا يعني الوصول الى اليأس او الى طريق مسدودة, لكن ومن دون شك ثمة عقبات واسعة تعترض طريق الإفراج عنهم.

في غضون ذلك, أعلن الأمين العام ل¯"حزب الأحرار السوري" الشيخ ابراهيم الزعبي, أمس, أن المختطفين سالمون وبخير, وأنه يتوسط لإطلاق سراحهم, لكن قصف الجيش النظامي المنطقة التي يتواجدون فيها بحلب يحول دون ذلك.

واوضح أن الخاطفين يريدون تسليمهم مباشرة إلى السلطات اللبنانية, ويرفضون تسليمهم إلى النظام السوري, خشية على سلامتهم, وتحسباً لإمكانية استغلال قضيتهم سياسياً وإعلامياً.

بدوره, أعلن "الجيش الحر في الداخل", أمس, انه "يبذل كل الجهود" بهدف العثور على اللبنانيين المختطفين, مجدداً التأكيد ان لا علاقة لوحداته بالعملية.

ودان الناطق الرسمي باسم "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل" العقيد الركن قاسم سعد الدين, في بيان, "كل أعمال الخطف بغض النظر عن الجنسية او الدين او المذهب", مشدداً على "الروابط الأخوية والتاريخية مع الشعب اللبناني".

 

آية الله خامنئي يمنح المباحثات حول هذا الأمر شرعية غير مسبوقة  

هل تتجرع إيران السمَّ مرة أخرى.. وتقبل حلولاً وسطاً للنووي?

بقلم - روشاناك تاغافي:السياسة

يبدو المرشد الاعلى الايراني منخرطاً اكثر من ذي قبل في المفاوضات النووية الحالية ما يعني ان اي اتفاق لن يواجه مقاومة مرة اخرى في ايران ولكن من المحتمل ايضاً ان يضغط من اجل موقف اكثر تشدداً. وفيما يتعلق بالجولة الثانية من المفاوضات النووية بين ايران ودول »5+1« التي جرت ببغداد, قال محللون ايرانيون ان اية الله علي خامنئي يمنح المفاوضات النووية شرعية لم يسبق لها مثيل. خامنئي الذي لطالما احتفظ تقليدياً خلف الكواليس بدور هادئ في سياسة ايران الخارجية يشارك عن كثب في المحادثات النووية الحالية ما يبعث برسالة بان المفاوضين الايرانيين لديهم موافقة صريحة منه, وهذا يعني ان موافقتهم النهائية لن تكون موضع احتجاج من قبل المشرعين في طهران كما حصل بعد المفاوضات النووية في العام 2009 لكنه يعني ايضاً ان المرشد الاعلى الايراني - المعروف منذ وقت طويل بريبته العميقة من النوايا الاميركية سيتوقع ان يتخذ مفاوضو بلاده مواقف متشددة بشأن الاتفاقات النووية الختامية وفقا لبعض المحللين المحليين.

حلول وسط

يقول محلل في طهران طلب عدم ذكر اسمه لانه غير مخول بالتحدث الى وسائل الاعلام ان مشاركة المرشد الاعلى في العملية برمتها تعتبر تحولاً كبيراً لانه لم يسبق ان فعل ذلك حتى الان, وهذا يعني ان مفاوضي ايران سيكون امامهم مجال اكبر للتوصل لحلول وسط يلتزمون بها, ويضيف: اذا ايران ستفاوض, بيد ان الرئيس محمود احمدي نجاد يحتل مكان الصدارة في السياسة الخارجية لانه يعتقد انه فاوض في الماضي. منذ اسبوع صرح مستشار كبير للمرشد الأعلى الايراني لوسائل الاعلام المحلية ان الحد الادنى المتوقع من جانب طهران في محادثات 23 مايو في بغداد رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية, وتشير تعليقات لغلام علي حداد الشخصية السياسية البارزة الى هذه التوقعات في ايران حيث استؤنفت المحادثات النووية في ابريل. وكان المفاوضون النوويون الايرانيون قد توصلوا في العام 2009 الى اتفاق مع دول »5+1« على شحن اليورانيوم منخفض التخصيب خارج البلاد في مقابل الحصول على وقود مخصب بنسب اعلى لمفاعل ابحاث طبية لكن المناقشات توقفت بعد ان طلبت ايران تعديلات على الاتفاق الاول, ومنذ ذلك الحين لجأت واشنطن الى العقوبات الاقتصادية الصارمة ضد النظام الملالي في ايران كعنصر اساسي في ستراتيجيتها لاجبار طهران على العودة الى طاولة المفاوضات تلك الستراتيجية التي حشدت تأييداً دولياً واسعاً.

وحتى الان اعاقت تدابير خفض مبيعات النفط الايراني البنوك الايرانية في الوصول الى معظم عائدات النفط المودعة في حسابات في الخارج وفي يناير وافق الاتحاد الاوروبي رسمياً على حظر نفطي ابتداء من 1 يوليو الاقتصاد الايراني يعاني اليوم ركوداً نظراً للازمة المالية العالمية ولسياسات حكومة السيد احمدي نجاد الاقتصادية, وهذه ضربة قاسية جراء تنفيذ العقوبات المالية الاميركية والاوروبية ضد ايران.

السم.. مرة أخرى

اذا كان بقاء الجمهورية الاسلامية في كفة الميزان ثم السيد خامنئي الذي يملك القول الفصل في جميع المسائل المتعلقة بالدولة - يتوقع على نطاق واسع الموافقة على حل وسط, ولكن معرفة الجمهور بمشاركة القائد الأعلى في المحادثات تعني ان المفاوض الايراني سيتخذ موقفاً متشدداً بشأن هذه التنازلات في نهاية المطاف.

وتعتبر المحادثات المقبلة لدى الكثير من الدوائر الحكومية لحظة حقيقية للنظام الاسلامي في البلاد, وتتم مقارنة هذا القرار المثير للجدل محلياً بما حصل في العام 1988 عندما تجرع مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني ما يسمى ب¯»السم« بقبوله قرار مجلس الامن الدولي الذي وضع حداً لثماني سنوات من الحرب مع العراق.

ويقول مسؤول حكومي كبير متحدثاً من طهران ومشترطاً عدم ذكر اسمه عندما قرر آية الله الخميني انهاء الحرب مع العراق تجرع السم من اجل النظام والنظام ربما يقرر مرة اخرى تجرع السم, كما يقول المسؤول. في الوقت نفسه يقول المحللون ان حكم النخبة في ايران مازال حذراً جداً من ان الولايات المتحدة واوروبا قد يكون هدفهما فرض تغييرات جذرية خارج الملف النووي, اذا تجاوزت طلبات دول »5+1« الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن بالاضافة الى المانيا حدود القضية النووية لتشمل السياسات التي تعتبر جوهرية لمصالح الامن الاقليمي في طهران فلن يدعمها خامنئي كما يرى محلل من طهران. ويؤكد المحللون ان خامنئي يعتقد ان القضية المطروحة اساساً ليست الملف النووي بل انه حتى اذا وافقت ايران على الملف النووي, فان الغرب سيبدأ بالضغط على ايران لدعمها النظام السوري, ودعم طهران لجماعة حزب الله اللبناني المقاتل قد تكون هدفاً اخر.

ايران واميركا متفائلتان

بينما تصر ايران على انها لن تتخلى عن برنامجها النووي - الذي تقول انه مخصص لاغراض سلمية - قال سعيد جليلي كبير المفاوضين النووين الايرانيين للصحافيين الاحد الماضي ان الجمهورية الاسلامية تأمل المضي قدما بخطوات الى الامام في 23 مايو في المحادثات النووية بين طهران ودول "1+5" في بغداد.

واكد السيد جليلي نقلاً عن تقرير من وكالة الانباء الطلابية الايرانية شبه الرسمية انه في اسطنبول وصلنا الى بداية النهاية فيما يتعلق بالملف النووي اذا اتخذنا خطوة واحدة الى الامام في اسطنبول بالتأكيد سنتحرك خطوات عدة قدما في بغداد. اما في واشنطن فلا يزال المحللون على تفاؤل حذر حول مدى موافقة المفاوضين الايرانيين اخيراً على اي تنازلات نووية ويقولون ان النظام الحاكم في ايران سيظل معارضاً للولايات المتحدة الاميركية ايديولوجيا وسيكون راغباً في حلول توفيقية قد لا تناسب دول »1+5«. يقول نادر علي رضا المحلل السياسي في مؤسسة "راند" في فيرجينيا ثمة مؤشرات على ان ايران قد تعمل الان على اعداد نخبتها ومواطنيها على نوع من الاتفاق ولكن الجانب الايراني سيسعى ايضا لرفع بعض العقوبات وقد يكون هذا اكثر صعوبة, هناك عدد من الخطوات التي يجب اتخاذها, والعملية يمكن حقاً ان تواجه عقبات في كل خطوة من هذه الخطوات والمفاوضات المقبلة في بغداد لا اعتقد ولا اتوقع التوصل فيها الى حل نهائي.

* عن »كريستيان ساينس مونيتور«

 

بعد أن اكتسبت شعبية كبيرة في الشرق الأوسط... بدأت تركيا تخسر الجميع  

تركيا تتخلى عن سياسة "صفر مشكلات" وتدخل دوامة الصراعات

التغيرات المتسارعة في الشرق الأوسط حوُلت أنقرة من "صديقة للجميع" إلى باحثة عن "الحد الأدنى" للعلاقات

الاقتصاد يدفع العدالة والتنمية لإعادة الحسابات الإقليمية للإبقاء على الدعم الشعبي في مواجهة الجيش

 غاز البحر المتوسط ومأزق دمشق يدفعان "أحفاد العثمانيين"  لإظهار "الوجه العسكري"

القاهرة - خالد عبد الحليم: السياسة

كتب وزير الخارجية التركي, أحمد داود أوغلو, مقالا شهيرا في 20 مايو 2010 حول اتباع بلاده لسياسة خارجية جديدة اسماها "سياسة صفر مشكلات", ولخص فكرتها في أن تتمتع أنقرة بعلاقات جيدة مع جميع الدول المحيطة بها, لاسيما في دوائرها الاقليمية الأربع الأساسية, الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز وجنوب أوروبا.

ونجحت هذه السياسة في اكتساب شعبية كبيرة في الشرق الأوسط, ولاسيما في الدول العربية, بعد أن ظهرت أنقرة بمظهر الحريص على المصالح العربية وعلى التصدي للهيمنة الاسرائيلية في المنطقة, في الوقت الذي استمرت العلاقات السياسية والعسكرية مع تل أبيب على مستوياتها المتميزة, بما جعل أنقرة القوة الاقليمية الوحيدة التي تتمتع بعلاقات متميزة مع جميع الأطراف الاقليمية في المنطقة بما في ذلك المتعارضة منها مثل تل أبيب وطهران.

وبعد مرور قرابة العامين على اعلان هذه السياسة يبدو أن أنقرة لم تعد تلتزم بها, سواء كان هذا برغبة تركية أم أن الظروف الاقليمية التي تغيرت بشدة منذ تاريخ نشر أوغلو للمقال أجبرت تركيا على التغيير, حيث لم تعد علاقة تركيا تتسم بنفس الهدوء والاستقرار الذي اتسمت به سابقا, بل أصبحت أكثر توترا وظهرت "ميول للصراع" في بعض تصرفات أنقرة.

ولاشك أن الدائرة الشرق أوسطية تمثل التغير الأهم في العلاقات التركية, وبدأ التغير في علاقة تركيا مع القوى الشرق أوسطية بعد أيام معدودة على نشر أوغلو لمقاله, وذلك بعد حادث السفينة "مرمرة" التي استهدفتها القوات الاسرائيلية وأودت بحياة 9 من النشطاء الأتراك المتضامنين مع غزة على متنها.

وبدت تركيا هنا بحاجة لمراجعة علاقتها مع اسرائيل بما يضمن المحافظة على "الصورة الذهنية" لدى الشعوب العربية عامة, ودول الربيع العربي خاصة, لذا بدأت حملة تصعيد غير مسبوقة وصلت على حد حرمان الاسرائيليين من مميزات عسكرية حيوية لهم تشمل التدرب على الطلعات الجوية في الأجواء التركية, وهو البروتوكول المعمول به بين الجانبين منذ العام 1996 وكان يمنح اسرائيل امكان اجراء مناورات جوية واسعة النطاق لا يسمح بها المجال الجوي المحدود للدولة العبرية.

ولكي تضمن تركيا الحفاظ على مصالحها مع الغرب في الوقت الذي تصعد فيه مواجهتها مع اسرائيل, قررت وقتها الموافقة على نشر رادار للدرع الصاروخي الأميركي على أراضيها, وهو ما دعا المعلق السياسي الشهير بجريدة "تايم" الأميركية "توني كارون" للتعليق على الخطوة التركية بقوله "ان من يعتقد أن تركيا تتصرف بعيدا عن لعبة حسابات المصلحة ساذج وليس لديه أي قدرة على قراءة تحركات حزب العدالة والتنمية الحاكم".

غير أن هذه الخطوة أثارت تحفظ ايران بشدة, نظرا لأن الأخيرة رأت أن في هذا استهدافاً مباشراً لقدراتها الصاروخية ومحاولة أميركية للحد من قدرات سلاحها الرئيسي قبل أن تحاول استهداف برنامجها النووي, بما يجعل الأمر -من وجهة نظر طهران- مشاركة في استهداف البرنامج النووي عسكريا.

تساؤلات

وأتى توتر العلاقات وقتها مع الجانب الايراني ليثير تساؤلات عدة حول جدوى المبادئ التي طرحها أوغلو حول سياسة بلاده الخارجية, لاسيما أن أوغلو كتب مقاله ل¯"فورين بوليسي" بالأساس ليشرح كيف تمكنت بلاده من أن تقوم بدور فعال في الأزمة النووية الايرانية وقتئذ.

ولاشك أن هذا الأمر أدى لتوتر العلاقات مع ايران, غير أن التوتر الأبرز في العلاقات التركية الاقليمية في الشرق الأوسط برز في العلاقات مع سورية, فتركيا التي استمرت محاولاتها خلال 2009, 2010 للوساطة بين سورية واسرائيل لاستئناف مفاوضات السلام تحولت خلال أقل من العام الى "خصم" للنظام السوري.

فمع اندلاع "الانتفاضة" السورية, بدأت تركيا تعاملها مع الوضع بهدوء من خلال الدعوى الى التزام ضبط النفس وما الى ذلك من التصريحات التي تشير الى اهتمام أنقرة بالملف السوري, دون أن تحاول أن تتخذ موقف أحد الأطراف, خاصة أن الصورة في الأسابيع الأولى لنزول السوريين الى الشوارع للاحتجاج لم تكن واضحة ولم يكن من الممكن التأكد لمصلحة أي الطرفين, النظام والمعارضة, يميل ميزان القوى.

ومع استمرار الاحتجاجات السورية واتساع نطاقها بدا أنه على أنقرة أن تختار بين الطرفين, خاصة مع بدء تأثر الحدود التركية بالقتال بين الجانبين, لذا شهدت التصريحات التركية في منتصف العام الماضي تصعيدا لافتا ضد النظام السوري, مع اتساع نطاق الانشقاقات في الجيش السوري, وترجيح كثيرين -وقتها- أن انهيار النظام مسألة ليس أكثر.

وبدا واضحا مع الوقت أن رهانات تركيا تتحول الى دعم المعارضة السورية, التي اعترفت أنقرة بها, لذا فقد تحول الموقف التركي من الدبوماسية المحايدة على الانتقاد الحذر لدمشق, ثم اتهامها بارتكاب مجازر جماعية والمشاركة في الحشد لصالح المعارضة التركية في مؤتمر اسطنبول.

ووصل تدهور العلاقات بين الجانبين الى الحد الذي اشار فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى أن بلاده قد تلجأ لطلب مساعدة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" لمواجهة "الاعتداءات السورية على الحدود, حتى أن "مركز واشنطن لدارسات الشرق الأوسط" أكد أن أنقرة ترغب في التدخل عسكريا في سورية وأن تشكل ضغطا على الحدود قد يطيح بنظام الأسد, غير أنها ترغب في توافر مجموعة من العوامل قبل أن تقدم على هذه الخطوة وهي تهيئة مناخ ملائم داخليا وضمان الحياد الروسي والدعم العربي موافقة الجيش على متطلبات العملية العسكرية, والتي قد تشمل تحريك جيش تركي كامل.

وما يدعم خيارات التصعيد العسكري التركي حقيقة أن القوة العسكرية التركية تفوق مثيلتها السورية بشكل كبير, كما أن كثير من القوى السياسية في سورية -ومن بينها الاخوان المسلمين- قد لا ترفض تدخلا عسكريا عربيا أو اسلاميا بينما سترفض تدخلا غربيا أو أميركيا.

ويرى كثير من المحللين أن أنقرة تعتبر أن ما يحدث في سورية من شأنه أن يقضي على "المحور الشيعي" الذي تعتبره, مع اسرائيل, بمثابة الخطر الأول الذي يتهدد محاولتها لفرض قدر من الهيمنة على الشرق الأوسط, وهي تدرك في هذا الاطار أن ايران تعلم جيدا أنها لا تستطيع أن تنتقل بالعلاقات معها من اطار التوترات العادية بين بلدين جارين الى مستوى الصراع, خاصة في ظل القلق الايراني المتصاعد من عملية عسكرية اسرائيلية تستهدف مفاعلاتها النووية.

إيران والتصعيد

ويرى أليكس فاتنكا المحلل السياسي المتخصص في الشؤون التركية أن ايران لن تلجأ للتصعيد في مواجهة تركيا خشية اقرار واشنطن للمزيد من العقوبات عليها في شهر يونيو المقبل, كما هو مقرر, بما يجعل أنقرة الجهة البرية الوحيدة التي يمكن أن تسعى طهران من خلالها للتقليل من حدة تأثير العقوبات الاقتصادية عليها, خاصة في ظل ارتفاع أسعار كافة السلع بسبب العقوبات السارية حاليا.

كما يرتبط التصعيد الأخير بين العراق وتركيا أيضا بالخلافات بين ايران وتركيا, خاصة بعد تبادل الاتهامات بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيره التركي رجب طيب أدوغان, حيث اتهم الأول الثاني بأنه يتدخل في الشؤون الداخلية لبغداد وهو ما رفضه الثاني تماما ورد بأنه -المالكي- يشعل الخلافات الطائفية في بلاده.

وبرز واضحا سعي الطرفين الايراني والتركي لاستخدام أدواته في الداخل العراقي ففي الوقت الذي هاجم فيه المالكي أنقرة, استضافت الأخيرة مسعود برزاني ليهدد من على الأراضي التركية باقامة دولة كردية في شمال العراق, وهو تهديد يقلق الحكومة العراقية بشدة, خاصة مع قوة جيش الأكراد في الشمال العراقي وتوافر الموارد الاقتصادية الكبيرة لاقليم كردستان العراق, غير أن تركيا هنا تهدد باحراق تفسها أيضا في سبيل ايذاء العراق لأن اقامة دولة كردية من شأنه أن يثير قلاقل في تركيا نفسها وبالطبع في سورية.

ورغم تلك "الاشتباكات السياسية" لتركيا مع الكثير من جيرانها الا أن التساؤل الأساسي يدور الآن حول ما اذا كانت أنقرة قادرة على الاستمرار في تلك المواجهات لفترة طويلة, أما أنها ستضطر ان آجلا أو عاجلا للعودة الى سياستها القديمة ولو بطريقة معدلة.

ويعد الاقتصاد هو العامل الضاغط على الحكومة التركية لكي تبحث عن توفيق أوضاعها مع جيرانها في المنطقة, خاصة بعد أن تسببت المواقف السياسية التركية من دمشق على سبيل المثال في اشتعال حرب اقتصادية بين البلدين, حيث ألغت دمشق اتفاقية التجارة الحرة وقررت أن تفرض رسوم على الشاحنات التركية, وهو ما بدأ في تكلفة أنقرة حوالي ربع حجم التجارة بين البلدين والبالغة 2.5 مليار دولار العام 2010.

كما أن العلاقات التجارية مع ايران أيضا مهمة للغاية لتركيا حيث يبلغ التبادل التجاري قرابة 15 مليار دولار, معظمها صادرات من أنقرة لطهران, وتزداد حاجة طهران للبضائع التركية مع اشتداد الحصار الدولي, ولذا فانه يصعب على أنقرة أن تتخذ المزيد من المواقف المناهضة لمصالح ايران حفاظا على مصالحها الاقتصادية.

وتعود أهمية الاقتصاد في تخطيط حزب العدالة والتنمية التركي الى حقيقة أن النمو الاقتصادي الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية مكًن الحزب من أن يحوز على دعم شعبي كبير -بعد تضاعف دخل الفرد 3 مرات خلال ال¯9 سنوات الأخيرة- ما جعل الحزب قادرا على التصدي للجيش بل و"اخضاعه" لارادته, بما يجعل العدالة والتنمية متمسكا بشدة باستمرار العلاقات الاقتصادية الجيدة مع مختلف الأطراف بما يحقق للحزب أهدافه الداخلية.

ورغم أن الجانب الاقتصادي هو الذي يجعل تركيا تنأى بنفسها عن الدخول في صراعات جديدة الا أن هذا الجانب أيضا هو ما قد يدفعها للدخول في صراع جديد, هذه المرة مع مصر واسرائيل وقبرص واليونان وربما دولا أخرى في حوض البحر المتوسط ويدور الصراع هذه المرة على الغاز الذي تم اكتشافه أخيرا في البحر المتوسط والذي تقدر بعض الدراسات قيمته ب100-500 مليار دولار.

مصالح اقتصادية

تركيا اتخذت الكثير من القرارات اللافتة في هذا الصدد لعل أبرزها ارسال السفن الحربية الى البحر المتوسط لحراسة سفن التنقيب التركية, ورغم عدم اصدار القيادات السياسية لمواقف حادة في هذا الشأن الا أن الصحف التركية وعلى رأسها "حيريت" أكدت أن أنقرة لن تألو جهدا من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية في المنطقة حتى لو اضطرت لخوض "صراعات" مع مختلف دول المتوسط من أجل ضمان "حقها" في الغازالطبيعي المكتشف حديثا.

كما نشرت تركيا قطعا بحرية جديدة في البحر المتوسط فيما يمثل محاولة واضحة لتأكيد رغبة أنقرة في الحصول على قطعة من كعكعة الغاز, وأنه حتى اذا لم تكن هناك اتفاقات رسمية لترسيم الحدود البحرية بين الدول المختلفة في البحر المتوسط فان أنقرة ليست مستعدة للاستغناء عن نصيبها من الغاز وأن اضطرت للقتال -أو للتلويح به.

وقد أدت التحركات التركية الى المزيد من الاضطراب في العلاقات التركية مع قبرص على سبيل المثال, حيث وصف الناطق باسم الخارجية القبرصية المناورات التي أجرتها تركيا فور الاعلان عن كشوفات الغاز الطبيعي بأنها "مستفزة" واعتبر أنه على "قوى المنطقة الأخرى" ألا تكتفي بموقف المتفرج, وهو التصريح الذي تم تفسيره على أنه دعوى لاسرائيل للتدخل, لاسيما أنه أدلى بهذا التصريح للاذاعة الاسرائيلية.

ويضغط على تركيا أيضا حقيقة أنها لجأت لسياسة "صفر مشكلات" من أجل تعزيز تواجدها في الشرق الأوسط كبديل عملي لادراكها لاستحالة الانضمام الى الاتحاد الأوروبي, وهو ما دعاها للبحث عن دائرة نفوذ أكثر ملائمة أو بالأحرى دائرة نفوذ "ممكنة" بدلا من الاستمرار في الانتظار على أبواب الاتحاد الأوروبي بلا جدوى.

وازدادت أهمية العلاقات التركية مع دول الشرق الأوسط في ظل تصاعد أزمة أبادة الأرمن مع الولايات المتحدة وفرنسا من قبلها, وهو ما يجعل الشرق الأوسط المنفذ الرئيس لتركيا.

يتضح مما سبق أن سياسة "صفر مشكلات" كانت تشبه الى حد بعيد السياسة التي اتبعتها الصين خلال صعودها الاقتصادي الكبير وهي تجنب الدخول في أية صراعات من شأنها اعاقة استيقاظ المارد الآسيوي النائم, غير أن الظروف الاقليمية فرضت على أنقرة أن تتخذ مواقف وتنحاز في بعض المنعرجات الفاصلة في المنطقة دون أن تكون راغبة في ذلك غير أن التطورات المتسارعة اضطرت انقرة -مرغمة- على التخلي تدريجيا عن سياستها.

فلاشك أن "أحفاد العثمانيين" -كما يطلق أعضاء حزب العدالة والتنمية على أنفسهم- لم يكونوا يرغبون في تباعد المسافات بصورة مفاجئة مع كل دول المنطقة بهذا الشكل المفاجئ, ففي خلال أقل من عامين تحولت تركيا من دولة تتمتع بعلاقات شبه مثالية مع دول المنطقة الى دولة تسعى للحفاظ على "الحد الأدنى" من العلاقات الذي يحول دون انقلاب التنافس السياسي والصراعات السياسية الى نزاعات طويلة المدى تترك أثرا عميقا على قدرات تركيا ومكونات قوتها.

وتسعى أنقرة لتعويض تأثير انتهاء سياستها "صفر مشكلات" من خلال تدعيم علاقتها بدول الربيع العربي, وهو ما تؤكده مساعي زيادة الاستثمارات التركية في مصروتونس وليبيا, حيث تشهد تلك الدول اعادة لتشكيل نظمها السياسية بما يعطي أنقرة فرصة جيدة للتواصل مع القوى المسيطرة على الدول الواقعة في شمال أفريقيا دون أن تخشى تأثير التراكمات القديمة على العلاقات المستقبلية معها.

غير أن أهمية تلك العلاقات مع دول الربيع العربي لا تفوق بالطبع أهمية العلاقات مع جيران تركيا الثلاث -ايران وسورية والعراق-, أو ختى مع اسرائيل, فضلا عن علاقاتها مع دول البحر المتوسط, وهو ما يجعل أنقرة مضطرة للبحث عن مخرج يحفظ لها وضعها المتميز في المنطقة كدولة "صديقة للجميع" لأنها ستكون حينئد مضطرة للانضمام لأي من التحالفين الأميركي -وهي الأقرب اليه- أو الايراني بشكل كامل, وهو ما سيذهب بالمكاسب التي حصدتها أنقرة طيلة السنوات الماضية نتيجة سياسة "صفر مشكلات" وسيعيد أنقرة الى مكانتها القديمة, والتي ظهرت فور انتهاء الحرب الباردة وتراجع الأهمية التركية بانهيار الاتحاد السوفيتي, ك"القوة الثانية" في التحالف الأميركي في الشرق الأوسط بعد اسرائيل.

 

نجاح الثورات العربية رهن انتهاء الفتوحات الإسلامية 

نُشرت قي جريدة "السفير" في 24 أيار 2012

سجعان القزي/نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية

مَن لم يُرهِـبْه الشتاءُ العربيَّ في ما مضى، لن يخافَ الربيعَ العربيَّ اليوم. ومن قاوم الأنظمةَ العربيةَ لن يعارضَ الثوراتِ العربية. الربيعُ العربي هو موعِدي المنتظَر. رجَوتُـه أن يُطِلّ ويَستقر. فلاحَ وراح، فأحزنَني وصدَمني. الأنظمةُ العربيةُ جَـثَمت أربعينَ سنةً علينا قبلَ أن تَترنَّح، أما نَضارةُ الثوراتِ العربيةِ فلَم تَـدُم سوى أربعينَ يوماً. لست في أولى صدَماتي العربيةِ كمسيحيٍّ أو مواطنٍ عابرِ الأديانِ والقومياتِ نحو لبنانَ منارةِ العولمةِ المشرِقية.

أيدتُ الثوراتِ العربيةَ في الساحاتِ وأنكرتُها في القصور. أيدتُها في وجوهِ الشبابِ والشابات ورفضتها في الحكّامِ الجدد. أيدتُها في مطلبِ المساواةِ ورفضتُها في التمييزِ العنصري. أيدتُها في وثائقِ شيخِ الأزهر وتيارِ المستقبل وحزبِ الكتائب ورفضتُها في شرائعِ الإخوان المسلمين والسلفيين والجِهاديين. أيدتُها في شِعارِ "أعيدوا حريتي" ورفضتها في شعار "وأَعِدّوا لهم". أيدتُها في الديمقراطيةِ هي الحل ورفضتها في الإسلامِ هو الحل. أما الأنظمةُ القائمة، فأعارضُها في كلِّ زمانٍ ومكان، أعارضها في كل جمهوريةٍ وإمارة ومملكة. أعارض عقائدَها وشعاراتِها وسلوكَها وحكامَها.

من هنا ما عاد جائزاً أن يَمتحنَ بعضُنا البعضَ الآخر ليعرِفَ إن هذا مع الثوراتِ أو ذاك مع الأنظمة. إن سؤال المسيحيين إنْ كانوا مع الثوراتِ لم يَـعُد في محلِّه ـ وهو مرفوضٌ أصلاً ـ بعدما صار الثوارُ يثورون على ثوراتِهم والشعوبُ تُشكِّك بأنظمتِها الجديدة. الحاصلُ اليوم، أنَّ صراعاً نشأ داخلَ الثوراتِ قبل أن ينتهيَ الصراعُ بين الثوراتِ والأنظمة. الأنظمةُ تتآكلُ والثوراتُ تأكل بعضَها. وإذا كانت الأنظمةُ القائمة بدَّدت القضايا القومية، فالأنظمةُ الجديدة تُبدِّد قضيةَ الإنسان. أرى الحراكَ العربيَّ يَفلِتُ من ثورةِ الشعوب على أنظمتها ويقعُ في صراعِ الدول الكبرى على شعوبِ المِنطَقةِ من زاوية المصالح الاستراتيجية أكثرَ من زاويةِ نشرِ الديمقراطية والحرية. لذا، لا هذه الأنظمةُ القديمةُ نظامي ولا هذه الثوراتُ المصادَرةُ ثورتي ولا هذه الدساتيرُ الجديدةُ دستوري. ومأساةُ الإنسان العربي أنه لا يُخَـيَّـرُ أن يكونَ مع شيءٍ، بل يُجبرُ أن يكونَ ضِدَّ كلِّ شيء.

خِلافاً لما يَظُنّ البعضُ، ما يجري اليومَ ليس الربيعَ الأولَ لكي نُمهِلَه قبل أن نحكمَ عليه. عرَف العالمُ العربي، في المئةِ سنةٍ الماضية، أكثرَ من ربيعٍ من المحيطِ إلى الخليجِ مروراً بهذه الأرضِ الآراميةِ ـ الكنعانيةِ ـ الفينيقية. منذ سقوطِ السلطنةِ العُثمانية، مطلَعِ القرنِ العشرين، أطلّت علينا فصولٌ ربيعيةٌ عدة فحجَبناها وحجَّبناها وأجهضناها. نحن مجازون بالتغـيُّب عن مواعيدِ التاريخ.

       الأول هو ربيعُ الفكرِ القوميّ الذي كان طريقَ العبور من الحالةِ العثمانية إلى حالةٍ عربيةٍ تَعِدُ بالرقيِّ والثقافةِ والحضارةِ ولقاءِ الأديان.

       الثاني هو ربيعُ الكِيانات العربية المعترفِ بها دولياً حيث انتقلت الشعوبُ العربيةُ من واقعِ "السنجقِ والإيالت" إلى رحابِ الدولةِ الشرعية، ومن جَوْر "فرمان همايوني" إلى أحكام الدستور.

       الثالث هو ربيعُ الانتفاضاتِ على خرائطِ سايكس بيكو، إذ رفض بعضُ الشخصيات العربية تلك التقسيمات، فيما أقصى مُنانا اليوم أن نحافظَ على كياناتِ سايكس بيكو.

       الرابع هو ربيعُ الأحزابِ الوطنيةِ فالعقائديةِ الذي وَعد الأجيالَ العربيةَ أن يَرتفعَ بها من الانتماءِ العشائريِّ والإقطاعي إلى الحياةِ الحزبية وتكافؤِ الفرصِ والمساواة.

       الخامس هو ربيعُ استقلالِ الشعوبِ العربيةِ الذي كان يُفترضُ به أن يَنقلَ الدولَ العربيةَ تِباعاً من الانتدابِ الأوروبي إلى الاستقلالِ الوطني.

       السادس هو ربيعُ بناءِ الدولةِ المستقلةِ وإرساءِ مؤسساتِها الدستوريةِ والإداريةِ بُغيةَ نقلِ السلُطاتِ من المناطقِ إلى العاصمةِ المركزيةِ وتحديثِ الحياة العامة.

       السابع هو ربيعُ الوَحدة العربيةِ من خلال الاتحاداتِ الثنانيةِ أو الثلاتيةِ أو الرباعية، ومن خلال ميثاقِ جامعةِ الدولِ العربية، وهو بحدِّ ذاتِه مشروعٌ وَحدويّ متدرِّج.

       الثامنُ هو ربيعُ الخليجِ العربيِّ حين نَفرَ النفطُ فحوَّل الصحراءَ القاحلةَ مدينةً زاهرةً والرملَ الأصفرَ ذهباً أسود؛ وأهّـل دولَ الخليج العربيةِ لتكونَ بين الدولِ المؤثّرةِ في القرارِ العالمي.

       التاسع هو ربيعُ التحدي الإسرائيلي الذي أعطى العربَ فرصتين: إما الانتصارُ في الحربِ على إسرائيل لاستعادةِ فلسطين، وإما النجاحُ في التفاوضِ معها من أجلِ سلامٍ عادلٍ لا سلامَ السنتيمترات والمستوطَنات.

       العاشر هو ربيعُ العراق حين قدّمت الدولُ الغربية، بغض النظرِ عن أهدافها، للشعبِ العراقيّ حقَّ تقرير المصير وفرصةَ بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ موحَّدة.

       الحادي عشر هو ربيعُ لبنان الذي لَمَع سنةَ 1982 بإسقاط التوطينِ والتقسيم، وتَوهّجَ سنةَ 2000 بتحريرِ الجَنوبِ من الاحتلالِ الإسرائيلي، وزها سنةَ 2005 بثورةِ الأرز، وقد أخرَجَت جيشَ الاحتلالِ السوريِّ، من دونِ سلاحٍ، ووَضعت الشعبَ اللبنانيَّ بأسرِه أمامَ امتحانِ إعادة توحيدِ بلادِه.

       أما الربيعُ الثاني عشر، فهو ربيعُ الثوراتِ العربيةِ الحاليةِ الذي شكَّل في بداياتِه ظاهرةً عظيمةً حيث انتفضَت الشعوبُ من بلادِ المغرِب حتى بابِ المندِب مروراً بأرضِ النيلِ وبلادِ الشام وعتابات الخليج؛ فاختلجَ قلبي وامتلأت نفسي غُبطة، وقلت: هذه هي ثوراتي الحبيبة التي بها سُررت.

 

مسيحيّو الشرقِ صنعوا بعضاً من هذه الربيعات، شاركوا في بعضها الآخر، ولم يُجهِضوا أيَّ ربيع. لم يَقتلوا عَلـيًّـا لكنَّ معاويةَ قتلَهم، لم يَقتلوا معاويةَ لكنَّ العبّـاسَ قتلهم، لم يَقتلوا العبّـاسَ لكنَّ الحاكمَ بأمرِ الله قتلهم. لم يقتلوا الحاكمَ بأمرِ الله لكنَّ عثمانَ قتلهم. ولما قتلوا عثمان، قتلهم أعداؤه. طرح المسيحيون القومياتِ مشاريعَ نهضةٍ فتحوّلت ضِدَّهم. أين هي القومياتُ اليوم؟ القوميةُ العربيةُ صارت إسلاميةً، والإسلاميةُ صارت أصوليةً، والسوريةُ صارت شامـيّـةً، واللبنانيةُ صارت طائفية.

ماذا فعلنا بكل ربيعٍ من هذه الربيعاتِ منذ مئةِ سنةٍ إلى هذه السنة؟ ماذا فعلنا بكلِّ هذه القيمِ والمشاريعِ والأحلامِ والتحديات؟

إن ما قصف الربيعات السابقةَ هو نفسُه يُهدّد الربيعَ العربي الجديد. إنه النظامُ العربي الأمّ. فعبثاً نحاول إسقاطَ الأنظمةِ العربيةِ القائمة، وكلُّها ساقطةٌّ، ما لم يَتغيرْ النظامُ الأمّ. الأنظمةُ البديلةُ هي فروعٌ جديدةٌ تلتحقُ بمنظومةِ النظامِ الأمّ لأنها تَنحدر من ذاتِ المرجِعية العقائدية. ما لم يَتغيّر العقلُ العربيُّ لن يتغيرَ النظامُ العربي. تقوم ثوراتٌ، تَسقط أنظمةٌ، تتغيرُ التسمياتُ، ويبقى الإنسانُ العربي خاضعاً لنظامٍ واحد. إن الأحاديةَ العقائديةَ لا تحترمُ التعدديةَ المجتمعيةَ وإن اعترَفت بوجودِها. وبالتالي لا حريةَ ولا ديمقراطيةَ ولا مساواة.

هذا النظامُ الأمّ يُخيفُ المسيحيَّ المشرِقيَّ والعربيّ أكثرَ مما يُخيفه الاغتيالُ والحربُ والتهجيرُ والقتلُ على الهوية. هذه حوادثُ أَمنـيَّـةٌ، منها ما يَنتهي بإبرامِ حلٍّ سياسيٍّ ومنها ما تَحسُمه العدالة. أما النظامُ الأمّ فهو الغِدَّةُ البنيويّـةُ التي تَفرُز كل القوى التي تفشِّل كلَّ الثوراتِ وكلَّ الأنظمة البديلة. أنا أخاف الفشلَ العربيَّ المزمِنَ وليس الربيعَ العربيّ العابر. وانعكاسُ الفشلِ العربي لا يَقتصِر على المسيحيين فقط، بل يَشمُل المسلمين الباحثين عن إسلامِ الرسالة لا إسلامِ الخلافة.

في الفشلِ العربي لا مكانَ لتجربةِ تـيّـارِ المستقبل في الرهانِ على لبنانَ أولاً، ولا مكانَ لتجربة حزبِ الله في الرهانِ على التحريرِ بالمقاومة، ولا مكانَ لتجربةِ حزبِ الكتائبِ في الرهانِ على الصيغةِ اللبنانية، ولا مكانَ لتيار العَلمانيين في الرهانِ على الفصلِ بين الدينِ والدولة.

في الفشلِ العربي لا مكانَ للتقدميين والشبابِ والنُخب، لا مكانَ للّذين بدأوا الثوراتِ، بمن فيهم الشهيدُ الأول محمد البوعزيزي. بل لا مكانَ لمفتي مِصر ولا لشيخِ الأزهر. ربما كان هناك بعدُ مكانٌ لمفتي السعوديةِ الشيخ آل الشيخ الذي دعا إلى هدمِ الكنائسِ في شبهِ الجزيرةِ العربية.

أرى نفسي في أنظمةٍ وثوراتٍ تعترفُ بالإنسانِ قيمةً مطلَقة، بالمرأةِ قيمةً ذاتية، بالآخَر قيمةً أصيلة، بالحريةِ قيمة عامة، وبالمساواةِ قيمة أساسية. أرى نفسي في ثوراتٍ وأنظمةٍ فيها مساحةٌ للحوار والكلمة، للفرحِ والحياةِ، للثقافةِ والفن، للوجوهِ والعيون. لا أرى نفسي في ثورةٍ يَدور كل شيءٍ فيها حولَ جسدِ المرأةِ عوضَ مستقبلِ المرأة. لا أرى نفسي في ثورةٍ تفرضُ الدينَ مصدرَ التشريعِ بدلَ أن يكونَ الشعبُ هو المصدر. لا أرى نفسي في ثورةٍ تَحِنُّ إلى السلفِ عوضَ أن تحلمَ بالخلَف. لا أرى نفسي في ثورةٍ ترى الآخَر عدواً أو مُشرِكاً عوض أن تراه أخاً وشريكاً.

نحن المسيحيين، نقولها بصراحة، نحتاجُ إلى قرارٍ إسلاميٍّ يعلن نهايةَ زمنِ الفتوحاتِ والدولةِ الإسلاميةِ لكي نؤمنَ حقيقةً بأن الإسلامَ شريكٌ لا حاكم.

يُطـيِّبون خواطرَنا بقولهم: قليلٌ من الصبرِ، فهذه ثوراتٌ لا انقلابات. في البدء، هكذا خُـيِّل لنا. لكن تبيّن أنها انقلاباتٌ لا ثورات. الانقلاباتُ السابقةُ كانت ببلاغ "رقمْ واحد"، أما الانقلاباتُ الجديدةُ فبفتوى رقم واحد.

أعرف أن الثورةَ هي مسيرةٌ طويلة تجتاز عثراتٍ عديدةً قبل أن تستقر. لكنّ مسارَ الثوراتِ العربيةِ، عبر التاريخِ القديم والحديث، يُقلقني لأنه مسارٌ تراجعي يَنظر إلى الماضي لا إلى المستقبل، ولأنه مشروعُ سلطةٍ لا مشروعُ نهضة. ولأنه مشروعُ صراعٍ لا مشروعَ استقرار.

حين حصلَ ربيعُ الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية سنةَ 1989، لم تمضِ سنةٌ حتى استقرّت الدولُ والأنظمةُ والمجتمعاتُ وشَهَرت هويتَها الحضاريةَ والسياسية. لم تَنتقِل هذه الدولُ من أنظمةٍ شيوعيةٍ إلى أنظمةٍ مسيحية، بل إلى جمهورياتٍ عَلمانيةٍ، تعدديةٍ، تحترم حقوقَ الإنسانِ والجماعات. والكنيسةُ التي فجّرت ثوراتِ أوروبا الشرقية، لم تسيطر على الأنظمةِ مع أن شعوبَ تلك الدولِ كلُّها مسيحية. انسحب مُلهِمُ الثوراتِ البابا يوحنا بولس الثاني وبارك العَلمانيين. اكتفت الكنيسةُ بدعوة أوروبا إلى احترامِ قيمِ المسيحيةِ من دونِ السعي إلى فرضِ دساتيرَ مسيحية. أما مسارُ الثوراتِ العربية فمعاكس: العقائديون أطلقوا الثوراتِ العربيةَ السابقةَ فسيطرَ عليها العسكر، واليوم، العَلمانيون يُطلقون الثوراتِ الجديدة فـيُسيطرُ عليها الإسلاميون المتطرّفون.

رغم كلِّ ذلك، واجبُنا أن نَنصرَ الشعوبَ العربيةَ للخروجِ من الظلاميةِ الاجتماعيةِ والاستبدادِ السياسيِ والقمع الأمني. واجبُنا أيضاً أن نحيّدَ الثوراتِ العربيةَ عن صراعِ الشرقِ والغرب ونِزاعات الأديانِ والطوائف والمذاهب.

الواجبُ يفرُض دوراً. لكن دورَ مسيحيّي الشرقِ في تقريرِ مصيرِ العالم العربيِّ لا يَفرض عليهم بالضرورةِ أن يكونوا فريقاً في الصراعِ وإن كانوا طليعيين في خِيار الحرية. الدورُ يَتحدّد حسْبَ نوعيةِ الصراعِ وهدفيتِه وحسْبَ قدرةِ المسيحيين على التأثيرِ الإيجابيِّ من دونِ مردودٍ سلبيٍّ عليهم. ليس الدورُ حتماً انحيازاً. هناك دورٌ في الحِياد، ودورٌ في الحل، ودورٌ في الحوار. هذه أدوارٌ مفيدة لا مواقفَ جامدة. ومن يراجع أدوارَ المسيحيين العرب عبرَ التاريخِ يكتشف أنها كانت إبداعيةً لا انحيازية. كانت تنحو دائماً نحو تخطّي الصراعات. القومية اللبنانيةُ تخطت المتصرفية، القومية السوريةُ تخطت سايكس بيكو، القوميةُ العربيةُ تخطت السلطنةَ العثمانية. الفكرةُ العَلمانيةُ تخطت دورَ الأديان، والميثاقيةُ تخطت الانقسام.

الحِياد، الذي يلتزم به المسيحيون العرب عموماً من الأحداث الجارية، لا يعبِّر عن جُبنٍ أو استقالةٍ من دورٍ تاريخيٍّ في صناعةِ القرارِ العربيِّ والمصيرِ العربي، بل عن حكمةٍ وواقعيةٍ وحرصٍ على الوجودِ الباقي. إن المسيحيين غالباً ما يَسبقون غيرَهم إلى الالتزامِ بالقضايا الكبرى حين يكون الصراعُ بين العربِ وأيِّ عدوٍّ خارجي أياً كان دينُه أو لونُه أو هويتُه. لكن حين يكون الصراعُ بين فريقين عربيين وداخلَ الدولةِ الواحدةِ فإنهم يَعتصمون بالحيادِ الإيجابي. لا نَخجَلنَّ كمسيحيين من حِيادنا، فلا دَينَ علينا لأحد.

كان بودّنا كلبنانيين أن نُقدّمَ تجربةَ لبنان نَموذجاً للثوراتِ العربية والأنظمةِ الجديدة. لكن إسرائيل والأنظمةَ العربيةَ، وبخاصةِ النظامِ السوريّ، لم يتركوا لنا شيئاً سليماً نقدِّمه. زعزعوا وَحدةَ لبنان، قسّموا شعبَ لبنان، ضربوا صيغةَ لبنان، شوّهوا ديمقراطيةَ لبنان، أنهكوا دولةَ لبنان. رنّحوا ميثاقَ لبنان، مسَحوا دستورَ لبنان. واليوم، عوض أن نستفيدَ من انشغالِ الجَلادين بأنفسهِم لننقذَ الضحيةَ اللبنانية، ننوب عنهم ونَجلُدَ أنفسَنا بأنفسِنا. متى يَعي اللبنانيون مآسيهم فيُنقذوا دولتَهم، ومتى يَعي العربُ أخطاءَهم فينقذوا ثوراتِهم؟ إنْ لا مجالَ بعدُ لإنعاشِ الأنظمة، فالفرصةُ متاحةٌ بعد لتعويمِ الثورات.

 

سليمان: سأدعو لحوار بشأن السلاح في الاسبوع الثاني من حزيران ومستعد لتقديم اقتراح لتقصير ولايتي حين اشعر ان وجودي اصبح مؤذيا 

أكّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه سيدعو الى حوار بشأن السلاح في الأسبوع الثاني من حزيران، مضيفا انه لا يعتبر ان الربيع العربي اطاح بالاستقرار ولكن من الطبيعي تأثر لبنان مما يحصل خصوصا في سوريا، موضحا ان لا سقف للاهتزازات لانها تعالج ويأمل الا تكرر.

واضاف في حديث لـ "lbc" ان الجهد الذي يبذل في لبنان من قبله والحكومة هو اكبر جواب على رسالة الملك السعودي والعلاج الذي يعتمد، موضحا ان التدابير كالدعوة الى الحوار هي سبيل معالجة الازمة منع ارتدادات الازمة العربية، مؤدا أنه سيدعو الى الحوار ودعا سابقا عدة مرات ووضع برنامجا له والجميع يعرف ذلك.

وتابع: "موضوع الحوار هو معالجة استراتيجية الدفاع ومعالجة مسألة السلاح، وسلاح المقاومة للاستفادة منه بصورة ايجابية والاجابة عن اسئلة، متى وكيف ولماذا يستعمل هذا السلاح؟ اما الجانب الثاني من السلاح، هو تنفيذ مقررات الحوار السابقة بشأن السلاح الفلسطيني والقيادة الحالية تعمل على تنظيم هذا الامر، اما الجانب الثالث من السلاح فهو نزع السلاح المنتشر من البلدات والمدن. هذا هو موضوع الدعوة الى الحوار وسارسل رسائل خطية الى الجميع لتلبية دعوتي الى الحوار في الاسبوع الثاني من حزيران ومن له ملاحظات فليبدها في اول جلسة حوار".

وعن بيان قوى 14 آذار، لفت الى أنه لا يتمكن من الربط بين موضوع الحكومة والحوار مشيرا الى أن الامران مختلفان، مشددا على الدعوة الى الحوار، متأملا من 14 آذار تلبية هذه الدعوة من دون شروط، مطالبا التمسك بالنظام الديمقراطي لأنه اذا سقطت الحكومة تكون سقطت ولكن طاولة الحوار ستستمر، واذا لم تلب 14 آذار الحوار فعلى الشعب ان يعبر ويمارس الضغط على زعمائه.

سليمان اضاف أن تاريخ لبنان قائم على ختم الازمات بالحوار منذ 1943 الى اتفاق الدوحة، مطالبا المعنيين بشأن الوطن الى الاسراع بتلبية الدعوة الى الحوار.

واكّد سليمان أن موقف النأي بالنفس هو المناسب والصحيح ولن يغيره، مؤكدا ان هذا الموقف هو صحيح ولا يعتقد ان الملك السعودي يطالب بالابتعاد عن هذا الموقف وبالعكس هو يؤيده.

واضاف: "اذا ثمة تباين بين موقف عربي وموقف ايراني، فدور لبنان ان يمارس لتقريب وجهات النظر. نحن في المبدا مع موقف الجامعة العربية في الامور السياسية، ولم يتم الحديث معنا بمنطقة عازلة سورية ولن نقبل بذلك ابدا، لا احد طلب منا اتخاذ هذا الموقف اساسا".

وأكّد ان لبنان ليس مقرا للقاعدة ولتهريب السلاح الى سوريا وكذلك ليس مقرا لتبييض الاموال كما صرّحت المعارضة السورية، مضيفا أن السوريين استقبلوا اللبنانيين عام 2006 وهؤلاء السوريين هم بأزمة ونزح قسم كبير منهم وهم ليسوا كلهم معارضة، مطالبا التعامل معهم كما تعاملوا مع اللبنانيين.

وتابع: "موقف الدول الخليجية امني وليس سياسياً والواقع ان الخليجيين لم يخرجوا من لبنان ولا زالوا يأتون اليه. هم يعرفون ان الاضطرابات الامنية ليست دائما خطيرة جداً، وارتدادات الازمة السورية لن تنتقل الى لبنان وكافة الفرقاء اللبنانيين لا مطلب لديها بتغيير روحية الطائف والافق سياسيا مقفل. اي حادثة تجري يمكن معالجتها بسرعة".

واضاف: "المظلة الامنية للطائف ما زالت مستمرة ومررنا بتجربة خلال السنوات الاخيرة، المستجدات تعالج بسهولة. اطمئن اللبنانيين ان المستقبل هو مستقبل آمن وواعد ولكن على الجميع ان يحصنوا الامن ولا ينجروا الى تجاذبات سياسية واذا نأت الحكومة بنفسها على السياسيين ان ينأوا بنفسهم عن التدخل بهذا الموضوع".

وتطرق سليمان في حديثه لمسألة المخطوفين اللبنانيين في سوريا، مؤكدا ان المعطيات تشير الى ان المخطوفين في سوريا بصحة جيدة وسيصار الى تحريرهم. سئلا: "من يستفيد في سوريا من خطف هؤلاء؟ لا احد يستفيد"، مضيفا: "لتأخذ الاتصالات مجراها من دون تحديدها".

وأكّد انه حين يحل اضطراب، فهو يؤثر على الكل وهيبة الاجهزة الامنية لا تنفصل عن مصلحة القوانين، موضحا أن هيبة الجيش باقية ومستمرة ولا تؤثر بعد الحوادث على هيبته والاهم هو كيفية تصرف الاجهزة والقضاء والمواطن يريد هذه الاجهزة والمؤسسة بهيبتها.

وتابع: "تتم مداهمة كل مكان يمكن ان يكون قاعدة عسكرية، فلبنان لن يكون ساحة لصراع الاخرين ومنصة لايذاء سوريا او اي دولة عربية، والمعلومات التي توفرت لدي لا تشير الى ما ذكره الجعفري اطلاقا، لدينا مخابرات على المرافئ وعمليات التهريب تم كشفها وباقي المواضيع التي اثيرت ليس صحيحة ولو كان رياض الاسعد لدينا لالقينا القبض عليه لان لدينا مخطوفين داخل سوريا، وزارني ديريك بلامبلي وسألني عن رسالة الجفعري واجبته بمعطياتي. لا ارد على اشخاص بل اظهر الموقف الحقيقي لبلد، ولا طرف لبناني ابدا في قضية الباخرة لطف الله 2 ومعظم الموقوفين في القضية سوريون والتحقيق يتواصل".

واكّد سليمان ان القوى الأمنية القت القبض على خلايا للقاعدة في السنوات الاخيرة، مضيفا أن موضوع القاعدة اصبح نوعا من فكر بعض الناس مرتبطين به، موضحا أن القول بوجود خلية للقاعدة يعني وجود تنظيم ومكان وارتباطات ومال وبيئة حاضة لهؤلاء، مشيرا الى أن لبنان ليس بيئة حاضنة للارهاب والقاعدة.

واضاف: "لا تقارير لدي بحصول اغتيالات والايام المقبلة تستثبت وجهة نظري، ولا يوجد امن بالتراضي فثمة امرين: السلم الاهلي والامن. السلم الاهلي بالتراضي والامن ليس بالتراضي".

وسأل: "هل تجارب "الجيش اللبناني الحر" او "الجيش اللبناني العربي" نجحت في لبنان والى اين وصلت؟ اللبنانيون اتعظوا وربما البعض يمتثلون بشعارات تجري في الخارج. جميع اللبنانيين لا يريدون الا الجيش اللبناني فهم يقدرون دوره الوطني".

واضاف: "لم تعد هناك حال طوارئ في العالم كله والانتفاضات تجري بوجه هذه الحال في الدول. حتى حين دخلنا الى الجنوب بعد 30 سنوات اتخاذ قرار بالمادة 4 لكن لم يصدر المرسوم. المادة 4 تكون بطلب من وزيري الدفاع والخارجية لانها تتطلب اعداد اضافية وترك بعض المناطق لتنفيذ المادة 4 والوضع ليس بحاجة لذلك حاليا".

وتمنى سليمان عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، موضحا ان له دورا فاعلا في الشارع اللبناني وهو كان يتحدث مع الجميع خلال الحوادث الاخيرة وكان يلعب دورا جيدا وادعوه للعودة.

وتابع: "المواطنون ليسوا ضد الجيش وركيزته الاساسية هي الشعب اللبناني. هذه الارادة الوطنية مكنته من الانتصار على الارهاب والتصدي لاسرائيل، والحملة على الجيش ظالما ولا تليق بالتي اطلقوها ولكن كانت ردة فعل فورية على مقتل الشيخين. اعزي اهل عكار وللجيش اللبناني الذي يعتبر ان هذا هو مصابه ايضاً. مسائلا: اليس شعور المواطن هو القرف من الاوضاع الحالية فعلى الاقل ان يكون هذا شعورنا؟ حافظنا على نسبة استقرار معينة لكن يجب على الداخل ان يساعد نفسه والمسؤولين والمرجعيات ان يتعاونوا بوجه العواصف فهذا هو وقف الحوار والقول اننا سئمنا من التجاذبات وبناء خطابنا على اخطاء غيرنا".

واضاف: "القول عن حلف ثلاثي وتعطيل العمل في الحكومة غير صحيح، التجاذبات السياسية هي من تعطل، رئيس الجمهورية ابعد شخص عن التجاذبات ومن يقوم بهذه التجاذبات يعطل هذا القرار. لست معنيا بالذين يصرخون بصوت عال ويقولون ان هدفنا هو اضعافهم والمواطنون يعرفون عكس ذلك. افتخر ان خلال ترؤسي لم يظلم احد وتحديدا عون الذي له 10 وزراء و27 نائبا، ظلم في العهود الماضية وربما كدت ان اكون انا احد المظلومين معه".

وأكّد سليمان أن لا صراع جنرالين...موضحا انه ثمة رئيس جمهورية تنتقد مواقفه وهذا مشروع ولن يدخل في تفاصيله، موضحا أن الرئيس يملي عليه احترامه للدستور وينفذ وقفا لمبادئه، مضيفا أن ليس فقط عون ينتقده ومن كلا الطرفين وهذا يعني ان مصالح البلد تعطلت، لافتا الى أنه يلتزم معايير العمل 100%.

وتابع: "على مجلس النواب ان يعقد جلسات متتالية بشأن الـ8900 مليار ليرة ويقرر بشان هذا الموضوع والملف ليس عندي لانه ليس قانونيا ونحن تجاوزنا السنة المالية، ويجب الانكباب على الموازنة واعلان حال طوارئ وزارية ونيابية للانتهاء من الموازنة. وثمة نواب تقدموا بلجان للتحقيق المالي فليحققوا بكل الملفات منذ عام 1980 ان ارادوا، والفراغ هو ما يجابهنا عام 2012. وسنتابع بدرس قانون الانتخاب وفق النسبية وسنناقشها ربما تصحل اقتراحات لتعديل مشروع وزير الداخلية ولكن النسبية "ما طارت" ابدا، اما الضرائب ليست الحل للنمو وموضوع زيادة الضرائب يجب ان يدرس بدقة. وفي موضوع تمهيده لطلب التمديد: "اللي بيعيش بيذكر التاني". وموضوع الـ8900 مليار ليرة مخالف للدستور وليس غزلا لـ14 آذار. ومن يعتقد ان انتخابي غير دستوري ليتقدم باقتراح لتقصير الولاية ولا اريد ان اقوم باي خطوة تؤدي الى الفراغ. شخصيا عندما ان وجودي في الرئاسة مؤذ للبلد ساتقدم بمشروع امام الحكومة باقتراح لتقصير الولاية، ةوسئلت عن ان تجربة الرئيس التوافقي لم تنجح قلت ان نصيحتي للسياسيين ان يأتوا برئيس غير توافقي. الرئيس التوافقي يأخذ القرار لمصلحة الوطن فاذا كان في اي جهة يكون تبعا للقرار".

ولفت سليمان الى أنه يسعى لان يكون في لبنان مستقلين وكتلة مستقلة عن التجاذب الموجود بين 8 و14، موضحا: "ان شئنا ام ابينا فان الثقل في 14 هو سنى وفي 8 هو شيعي وهذا ما لا يتناسب مع دستور لبنان".

واشار الى أن حل التعيينات يكون بآلية هذه التعيينات وثمة خلط بين الحضور السياسي والتعيينات، موضحا أن الحجم السياسي لا يعني انهم حصلوا على التعيينات فهي حق لكل مواطن، مضيفا أن منافع الدولة هي لكل المواطنين "اوعى نقول اننا نريد هذا الشخص لانه يخصني"، واذا اراد طرف الا نعتمد الية التعيينات فليعلن ذلك ويطرحه على مجلس الوزراء.

وتابع: "اذا قرر وزير العدل طرح اسم مجلس القضاء الاعلى فليطرح على مجلس الوزراء ويتم التصويت وان خسرت لا مشكلة اكون على الاقل حافظت على الدستور، وما صدر من تعيينات لا شائبة عليها ومن احسن الاشخاص لانه تم اعتماد الآلية".

واكّد سليمان ان الضرب على الطاولة من الرئيس ينفع سلبيا فقط ولكن ايجابيا الرئيس لا يملك الصلاحيات لذلك، موضحا أن الدساتير القديمة كانت تقول إن رئيس الجمهورية يولي المناصب اليوم أصبح هناك دور للوزير المعني والمختص".

وشدد سليمان على ان النسبية هي لمصلحة الجميع، مؤكد ان لا مناص من اشراك الجميع في الحياة السياسية. واعلن انه لن يتخلى عن اجراء الانتخابات في موعدها الطبيعي لان هذه ميزة لا يجب ان نفقدها، كما لفت الى انه سيعمل جاهدا لاقرار النسبية.

وعن اقتراع المغتربين اكد سليمان آلية اقتراع المغتربين ليست صعبة، مضيفا ان "المغتربين بحاجة الى عناية وليس الى نقل مشاكلنا اليهم". وعن امكان ترشح ابنه او صهره للانتخابات النيابية المقبلة، قال سليمان "يحق لي الا آتي بابني او صهر وزير لكن لا يحق لي ان اقول لهم ماذا يجب ان يفعلا بالنسبة للترشح للانتخابات. لا اعرف من سيترشح منهم ولم يحصل اي حديث معهم بشأن هذا الامر".

الى ذلك، رأى سليمان ان "التحرير لم يكن ليتم لولا الارادة الوطنية الجامعة على الجيش والمقاومة ولكن بما استطاع الشباب بتحريره وانتصار الارهاب والحفاظ على الديمقراطية فلن يصعب عليه بناء لبنان ولا يجب القبول بالتطرف الذي يأخذه اليه بعض السياسيين". وفي الوضع السوري، تمنى سليمان "ان تذهب سوريا الى الهدوء ومن دون عنف وتدخل خارجي ويترك السوريون لتقرير مصيرهم واختيار النظام الذين يريدونه" كما "تمنى نجاح مبادرة انان والامل كبير بارساء حال سلم في سوريا والمعالجة السياسية للامور".

 

سلاح الحرب الأهلية  

"اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة سنقطها" مقولة حفظها اللبنانيون لكنهم لم يقتنعوا بها، وقد يكون حزب الله اثبت للجميع أن سلاحه ليس للمقاومة بل للمصالح السياسية والإقليمية المرتبطة بأسياد الحزب في إيران، وحتى لو سلمنا أمرنا لحجة وجود المقاومة لتواجه اسرائيل، فلبنان ليس محتلاً، فما جدوى السلاح في ظل وجود الدولة، وإذا كان اليوم حزب الله يدعم الجيش ويدافع عنه بحرارة بعد حادثة مقتل الشيخ عبد الواحد، فلماذا لا يسلم سلاحه؟.. لكن من الواضح أن لهذا السلاح لخدمات أخرى.

في الأونة الأخيرة استغل حزب الله وحلفاؤه حادثة الطريق الجديدة للتصويب على تيار المستقبل الذي يخلو تاريخه من اي عمليات قتل او ذبح أو مذابح مثلما هو معروف تاريخ حزب الله وحركة أمل، وفي خطابه قبل الأخير ايضاً تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن أن كل اللبنانيين يمتلكون السلاح الذي يؤثر على الانتخابات، لكن ما تقوم به قوى 8 آذار من ناحية مقارنة أهالي الطريق الجديدة بمقاتلي حزب الله أبعد ما يكون إلى الخيال.

بين مواطن ومقاتل

مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيش، والأعلم بالأمور العسكرية نسبة إلى خبرته الرائدة في الموضوع، يؤكد لموقع 14 آذار أنه "لا يمكن المقارنة بين مقاتل من حزب الله يحمل سلاح وأي مواطن لبناني آخر يحمل سلاح، لأن عنصر حزب الله ينتمي إلى هرمية عسكرية ومجموعة معينة، ووحدات تتقاضى الرواتب وتتدرب على السلاح وتتلقى الأوامر، وكأن العناصر هم جنود في حياتهم لكن لا يرتدون البدلة العسكرية إلى اثناء العمليات".

وذكر بان "لبنان معروف بأن كل منزل فيه سلاح ، وهذا الأمرمنذ عقود وعقود، لكن الحرب زادت من حجمه، ويعود أمر اقتناء المواطن العادي السلاح لخوفه من المجهول، يحمله من دون أن يأمره احد، وللتعبير عن أمر ما أو يكون رد فعل جراء أمر معين، أما مقاتل حزب الله فيحمله لفعل معين"، لافتاً إلى أن "كل مواطن عندما يرتكب جريمة ومعه سلاح تسجنه القوى الأمنية لكن مقاتل حزب الله لا يوضع في السجن لأنه في نظر الحزب مقاوم".

مقاومة؟

يتحجج حزب الله بادعائه بانه مقاومة، في هذا الأمر يقول قاطيشا :"مواجهة اسرائيل وصفة المقاومة كذبة كبيرة، وكلمة المقاومة هي اسم يتلطوا به ليفعلوا ما يريدون"، مؤكداً أن هدف سلاح حزب الله "هو الإمساك بالدولة والضغط عليها وأخذ هذا الوطن إلى الإتجاه الاقليمي الذي تريده إيران، ويكون لبنان عندها ورقة ضغط أو رهينة يتم التفاوض عليها مع القوى الكبرى ليحققوا مصالح خاصة".

وشدد على أن "لا وظيفة للسلاح إلا اخذ البلد رهينة"، متسائلاً " منذ عام 2000 حتى اليوم ماذا فعل السلاح؟ لا شيء طبعاً سوى انه تم تدمير لبنان مرة في 2006، وممكن حاليا إذا حصل أمر ما بين اسرائيل وإيران أن يدمره مرة آخرى".

تسليمه إلى الجيش

يرفض حزب الله تسليم سلاحه إلى الجيش علماً انه إذا تمت هذه العملية، فلبنان سيعيش الأمان والسيادة، اذ يلفت قاطيشا إلى أن "إيجابيات تسليم حزب الله للجيش أتعني انه بدأنا جميعنا بتسليم أمرنا للدولة، ويعني إذا قمنا بانتخابات ستكون ديموقراطية ويصبح هناك اغلبية واقلية تحكم وتحاسب، مثلنا مثل كل العالم، ولكن ظاهرة وجود حزب ومكون سياسي عنده سلاح ليست موجودة بالعالم إلا في لبنان"، مشيراً إلى أن الحزب لا يريد تسليم السلاح "لانه يريد رهن مصير لبنان لإيران، ولأنه يريد ان يسيّر أهدافه داخل البلد ويفقرها حتى ابناءه يرحلون وهو يأتيه المال ومع الزمن يقضم الأرض والحقوق والمكتسبات ويصبح لبنان ملكه".

الدولة أقوى من حزب الله

قد تخاف فئة من اللبنانيين من تسليم سلاح حزب الله واننا قد نضعف أمام إسرائيل، لكن قاطيشا يشدد على أن "أكبر قوة تواجه اسرائيل ليس حزب الله، إنما الدولة حتى لو كان سلاحنا ضعيفاً، لأن الدولة معترف بها عربياً ودولياً وتستطيع ان تواجه بالمواقف الديبلوماسية والسياسية، وأكبر دليل ان منذ سنتين قتل الجيش كولونيلاً اسرائيلياً على الحدود واسرائيل لم تقدم على رد فعل لأن هناك دولة تفاوض لكن لو اقدم حزب على قتله لكان تدمر نصف لبنان".

ميليشيا!

وإذا كانت حجج حزب الله بسلاحه سقطت باستخدامه السلاح داخلياً، وإذا لبنان ليس محتلاً، وإذا هناك جيش قوي، فيعتبر حزب الله ببساطة مجرد ميليشيا، إذ يوضح قاطيشا أن "الميليشيا هي عناصر مسلحة ليس لها هوية رسمية كيانية معترف بها من الدولة أو من الأمم المتحدة، وحزب الله ميليشيا ويسمي نفسه مقاومة"، لافتاً إلى أن "المقاومات لا تكون إلا إذا كان البلد محتل ولا وجود للحكومة أو الدولة لكن بلدنا ليس محتلاً وهناك دولة، لكنهم لا يريدوننا ان نسيّر أمور الدولة". وأضاف: "قالوا لنا انهم مقاومة، فانا كعسكري لا أصدقهم وساضحك عليهم، واقول لهم انكم ميليشيا وفلتانة بالطرق، وعند الأوامر تنزلون وتخربون الدنيا".

زلزال ورعد في الحرب الأهلية؟

سمعنا في الأونة الخيرة أن الحزب لا يستخدم أسلحته الثقيلة إذا حصلت حرب أهلية وأن الاسلحة الخفيفة هي الأكثر استخداماً وأنها موجودة عند كل الأطراف، هذا الامر نفاه قاطيشا، مؤكداً أن "الحزب يستخدم سلاحه عندما يتهدد هدفه الاستيراتيجي مثلما حصل في 7 ايار واستخدام القمصان السوداء واسقاط الحكومة لتصبح حكومة تنفذ الأهداف السورية".

وشدد على ان "الحزب يستطيع استخدام كل الأسلحة وعنده كل الأسلحة، و ممكن ان يستخدم الصاروخ في الداخل إذا توسعت الحرب وأصبح له منطقة خاصة به، وهذا إذا تقسم لبنان واصبح لكل طرف منطقة". وختم قاطيشا حديثه معنا قائلاً :"نتمنى ان يقتنع حزب الله أن السلاح مؤذ له".

*موقع 14 آذار

 

مجدلاني لـ"المستقبل": لا جدّية في تحرّك الحكومة تجاه قضية المخطوفين

حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني أن "الحكومة غائبة عن الوعي" وأسف لكونها "تنأى بنفسها عن الدفاع عن لبنان ومصلحته". وأكد أن "ليس هناك من تحرك جدّي من قِبلها لمعرفة مصير المخطوفين اللبنانيين في سوريا".

وأمل في حديث إلى "المستقبل" أمس "أن يتلقف حزب الله موقف الرئيس سعد الحريري من قضية المخطوفين اللبنانيين بموقف مسؤول وحريص على الوطن"، وجدد تأكيد "ضرورة الحوار بين الأفرقاء على أساس عودة الدولة وحصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية".

وفي ما يلي نص الحوار:

[مَن يقوم بالاتصالات الدولية في قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا؟

ـ ليس لديّ معطيات واضحة حول هذه الاتصالات، لكن هناك تكهنات حول دخول تركيا على الخط بشكل أو بآخر على طريق المفاوضات، وتحدث أهالي المخطوفين عن أنهم سيتوجهون نحو السفارة التركية لمطالبة تركيا بالقيام بعمل ما في هذا الشأن.

[هل الحكومة تنأى بنفسها عن هذه القضية؟

ـ عن أي حكومة نتحدث؟ إن هذه الحكومة غائبة عن الوعي منذ مدة، تجاه المشكلات الداخلية التي يعانيها المواطن اللبناني، فهل يمكن أن نتصور حكومة عنوانها الرئيسي كلنا للعمل، وفي عهدها نزلت كل مقومات المجتمع اللبناني الى الشارع للمطالبة بحقوقها لعدم قدرة هذه الحكومة على حل أي من مشكلاتهم؟ إن كل ما يحصل هو نتيجة تقاعسها وغيابها عن القيام بواجباتها.

وفي الواقع، أثبتت هذه الحكومة أنها حكومة "حزب الله" والنظام السوري وأتت للدفاع عنهما من خلال مواقف وزير الخارجية وغيره. فالحكومة تنأى بنفسها عن الدفاع عن لبنان ومصلحته تجاه الاتهامات الكاذبة التي أوردها مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة في مجلس الأمن، فماذا ننتظر من هكذا حكومة؟ فهي لم تصدر أي رد أو موقف رسمي جدّي للرد على هذه الاتهامات الكاذبة، بل اقتصر موقفها على رد ملتبس من قبل رئيسها وكأنه بشكل غير مباشر يعترف بما قاله المندوب السوري، لكنه رأى أن كلامه فقط يؤجج الخلافات. ونريد أن نثمن عالياً موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذا الخصوص وهو موقف مدافع عن كرامة بلده ويعبّر عن مصلحة اللبنانيين.

[ما هي الإجراءات الرسمية التي اتخذتها الدولة اللبنانية تجاه الدولة السورية في ما خص قضية المخطوفين؟

ـ ليس هناك من تحرك جدي من قبل الحكومة اللبنانية لمعرفة مصير هؤلاء المخطوفين، وما يحصل يقتصر على التحرك الذي يقوم به "حزب الله"، والاتصالات الإقليمية والدولية التي يقومون بها لا أدري الجهة من هي لكن الحكومة لا تتحرك في هذا الشأن بل "حزب الله".

كما نثمّن عالياً موقف الرئيس سعد الحريري الذي دان عملية الخطف وأعلن وقوفه الى جانب الأهالي مشدداً على وحدة اللبنانيين في وجه هكذا عمليات إرهابية لا يرضى عنها أي ضمير إنساني وأي لبناني، إنه موقف مشرّف ومسؤول وموقف يوحّد اللبنانيين ونأمل أن يتلقّفه الفريق الآخر بإيجابية، ونأسف أننا لم نرَ أي موقف يوازي موقف الرئيس الحريري إن كان في موضوع طرابلس أو الشيخين الشهيدين في عكار، ونأمل الرد من "حزب الله" اليوم على المستوى نفسه من المسؤولية والحرص على الوطن.

[ الشيخ نبيل قاووق دعا قوى 14 آذار الى سحب السلاح من الزواريب، ما رأيكم؟

ـ نحن نكرر أن السلاح ليس لغتنا، وحدها لغة الحوار والانفتاح والاعتدال هي لغتنا. وأكدنا بالأمس كقوى 14 آذار لغة الحوار ونزع السلاح من أيدي كل اللبنانيين ووضعه تحت إمرة وسلطة الجيش اللبناني والقوى الشرعية. نحن دائماً مع الحوار ومن أوقف الحوار هو "حزب الله" ومن يتبعه من قوى لبنانية تحت ذرائع شهود الزور، وما أدراك ما شهود الزور.

[ الإجماع الوطني الذي تبلور بقضية المخطوفين، هل يمكن أن يؤسس لمعاودة الحوار الوطني، وتحت أي شروط؟

ـ أرى أنه يجب أن يؤسس لمعاودة الحوار الوطني لكن على أساس عودة الدولة والقوى العسكرية والأمنية للإمساك بالوضع الأمني في لبنان عبر حصر السلاح بهذه القوى العسكرية والقوى الأمنية اللبنانية الشرعية.

والحوار ضروري لحل مشكلة سلاح حزب الله وغيره من الميليشيات التي تدور في فلكه، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه. والرئيس نبيه برّي دعا الى حوار تفصيلي حصره في طرابلس، لكن هناك مناطق أخرى مثل بيروت التي شهدت 7 أيار، هناك سحمر والنبي شيت، كل هذه المناطق الممنوع على الجيش اللبناني دخولها. لا يمكن أن تستقيم الأمور في ظل الشتاء والصيف تحت سقف واحد. فيجب أن يكون هناك مساواة بين اللبنانيين جميعاً كي ينهض لبنان ويواجه المؤامرات التي تُحاك ضده ويجب أن يجتمع اللبنانيون تحت سقف القانون والدستور الواحد.

 

سوريا: ثلاث فرضيات محل شك

أمير طاهري/الشرق الأوسط

عند مناقشة القضية السورية في العواصم الغربية، في الوقت الراهن، يفاجأ المرء بخطاب جديد ينصب على ثلاث فرضيات. تؤكد الفرضية الأولى أنه «لا شيء يمكن القيام به» حتى يتم الانتهاء من الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد ستة أشهر، حيث يشدد بعض الخبراء على أنه نظرا «لتركيزه الكامل» على حملة إعادة انتخابه، لا يرغب الرئيس الأميركي باراك أوباما في تشتيت هذا التركيز عن طريق التورط في مأزق آخر، في الوقت الذي لم تعد فيه سوريا قادرة على القيام بالمزيد من الأعمال المزعجة، حيث إنها تغرق في مستنقع من الفوضى. أما الفرضية الثانية، فتؤكد أن المعارضة السورية، المنقسمة والتي ربما تكون مخترقة أيضا من قبل عناصر النظام، ليست في وضع يسمح لها بالاستفادة من عجز الرئيس السوري بشار الأسد عن استعادة السيطرة على البلاد مرة أخرى. بينما تؤكد الفرضية الثالثة على إمكانية استفادة بعثة المراقبين التي يقودها كوفي أنان، بمرور الوقت، من وضع الجمود الحالي في سوريا بصورة كبيرة، وهي الفرضية التي بنى عليها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) موقفه في القمة الأخيرة التي عقدت في شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية. ورغم أن هذه الفرضيات الثلاث ربما تبدو أمورا بديهية، فإنها تعد موضع تساؤل أيضا.

تؤكد الفرضية الأولى أن حدوث تطور في الأزمة السورية يعتمد بصورة شبه كلية على السياسة الأميركية، أو بكلمات أخرى، إذا تحركت الولايات المتحدة تحرك معها كل شيء، وإذا لم تتحرك فسوف نواجه حالة من الجمود. ليس هناك أدنى شك في أن الولايات المتحدة، كقوة عظمى، يمكنها أن تلعب دورا حاسما في تشكيل التوجه الدولي تجاه كافة الأزمات تقريبا، ورغم ذلك، فسوف يكون من الحماقة أن نبالغ في تقدير أهمية العوامل الخارجية بخصوص أي موقف.

يكمن الافتراض الضمني الذي تتضمنه الفرضية الأولى في الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في الإطاحة بنظامين استبداديين في أفغانستان والعراق، إلا أنه حتى في هاتين الحالتين، كانت الولايات المتحدة بمثابة العامل الخارجي. ففي أفغانستان، انهار نظام طالبان بسبب تحديد الولايات المتحدة لأعدائه المحليين الذين كانوا على استعداد تام لمحاربته حتى النهاية، ثم قام التحالف الشمالي، وليست قوات الناتو، بالاستيلاء على كابل. أما في العراق، فتمثل العامل الداخلي الحاسم في قرار غالبية العراقيين، بما فيهم القوات المسلحة، بعدم القتال من أجل صدام حسين، وهو السبب الذي مكن الجنرال تومي فرانكس من قيادة قوته الصغيرة نسبيا إلى دخول العاصمة العراقية بغداد خلال ثلاثة أسابيع فقط.

وكما يقول المثل الصيني: «إذا كان لديك بيضة، فربما تحصل على دجاجة لو عرضتها للحرارة، ولكن إن كان لديك حجر، فلن تحصل على دجاجة حتى لو عرضته لحرارة العالم بأسره».

فنظام الأسد محكوم عليه بالفشل نظرا لعجزه عن نزع فتيل قنبلة سياسية واجتماعية موقوتة نتجت عن عقود من القمع والفساد، وفي العقود الستة الأخيرة، التي أصبحت فيها الولايات المتحدة «قوة عظمى»، حدثت الكثير من الأمور من دون أن يكون للولايات المتحدة دور رئيسي فيها، مثل استيلاء الشيوعيين على الصين وانهيار الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية وظهور أكثر من 150 دولة جديدة واندلاع العشرات من الحروب الأهلية في كل قارات العالم، وأخيرا وليس آخرا سقوط إمبراطورية الاتحاد السوفياتي، وهي الأحداث التي نتجت جميعها عن ديناميات داخلية في هذه المجتمعات وليس عن مبادرات أميركية. وفي الآونة الأخيرة، أخذ الربيع العربي، الذي جاء نتيجة عقود من الاستبداد، الولايات المتحدة على حين غرة.

ولكي نكون منصفين، فقد لعبت الولايات المتحدة دورا هاما في الكثير من القضايا، وهو الدور الذي جاء، في كثير من الأحيان، على الجانب الصحيح من التاريخ، بينما حاولت الولايات المتحدة، في بعض الحالات، منع وقوع الأحداث أو تحديد أبعادها، ولكنها فشلت في ذلك في معظم الأوقات. وفي الفرضية الثانية، فعند الإشارة إلى الانقسامات الموجودة في صفوف المعارضة السورية، يحدث هناك خلط بين حقيقتين، أولاهما هي الثورة الشعبية في سوريا ضد الأسد، وثانيتهما هي المعارضة الرسمية، التي يوجد معظمها خارج سوريا.

تندمج هاتان الحقيقتان معا في المساعي الرامية إلى الإطاحة بالأسد، رغم أنهما ليستا متطابقتين، وفي السياق الثوري، لا تتحد قوى المعارضة المختلفة بصورة رسمية على الإطلاق، حيث تتمثل نقطة الوحدة الوحيدة بينها في رغبتهم المشتركة في إحداث تغيير. تعتمد الفرضية الثالثة على سراب دبلوماسي، ألا وهو أن نظام الأسد لا يزال قادرا على خلق آلية للإصلاح، مما يجعل عملية التحول السلمي مسألة ممكنة. ورغم ذلك، فإن أي شخص مطلع على مجريات الأحداث في سوريا في ظل حكم حزب البعث يدرك تماما أن مثل آلية الإصلاح هذه لم تتواجد في سوريا في أي وقت مضى. لن يقبل الأسد بأي شيء أقل من السيطرة الكاملة على البلاد، بينما لا تزال الغالبية العظمى من معارضيه غير مستعدة لمنحه ولو مكانا ثانويا في سوريا في المستقبل.

يحاول الأسد الآن تصدير عنفه وإرهابه إلى الدول المجاورة، ولا سيما لبنان، على أمل خلق كارثة إقليمية أوسع نطاقا. وبالطبع، لا تعد الكارثة حدثا فرديا مثل الزلزال، حيث إنها من الممكن أن تحدث في تسلسلات كثيرة وبالحركة البطيئة. لم يصل الوضع في سوريا بعد إلى درجة الثورة، ولكن لدينا وضع ثوري في سوريا، بالتأكيد، له قواعده الخاصة، والذي سيتمكن من العثور على الزخم أو فقدانه من خلال المساعدة الخارجية أو من دونها، وبالطبع ستؤثر وحدة أو تفكك المعارضة الموجودة في المنفى على هذه الثورة، ولكن هذا لن يكون عاملا حاسما في نجاح أو فشل الثورة في نهاية المطاف.

تتميز الثورة السورية باتساعها وعمق القاعدة الشعبية التي تمتلكها على ما يبدو، فبمرور الأيام، يتنامى إلى علم المرء الكثير من المدن والقرى الجديدة التي باتت تدعم الثورة، وهو الدعم الذي لم تحظ به أي ثورة من الثورات الشعبية التي اندلعت في بلدان الربيع العربي. وكما كان الوضع في نهاية عام 2010، لا يتواجد نظام الأسد في المشهد، حيث إنه فقد القدر القليل من الشرعية التي كان يتمتع بها، وبينما يتمزق القناع الذي يرتديه، يعمل النظام السوري الآن كآلية قتل، بينما تكمن النقطة الرئيسية في كيفية تدمير آلية القتل هذه في أسرع وقت ممكن، وكما كان الوضع دائما، فإن زمام المبادرة لا يزال بيد السوريين أنفسهم، فإذا ظلوا مصرين على النجاح، فسوف ينجحون في النهاية.

 

المستقبل الذي نطمح إليه

بان كي مون/الشرق الأوسط

قبل عشرين عاما، انعقد مؤتمر قمة الأرض. واتفق قادة العالم، الذين اجتمعوا في ريو دي جانيرو، على برنامج عمل طموح لمستقبل أكثر أمنا. لقد سعوا للموازنة بين مبادرات من أجل تحقيق نمو اقتصادي قوي واحتياجات سكان تزداد أعدادهم بشكل مطرد في مقابل الحاجة للبيئة للحفاظ على أثمن المصادر الطبيعية للكوكب؛ الأرض والهواء والماء. واتفقوا على أن السبيل الوحيدة للوصول إلى تلك الغاية هو تجاهل النموذج الاقتصادي القديم وابتكار نموذج جديد. وأطلقوا عليه مسمى التنمية المستدامة.

وبعد عقدين من الزمان، نعود من جديد إلى التفكير في المستقبل. إن التحديات التي تواجه البشرية اليوم هي نفسها التي واجهتها في تلك الفترة، فقط أصبحت أكثر ضخامة. بشكل بطيء، بدأنا ندرك أننا قد دخلنا حقبة جديدة. حتى إن البعض يطلق عليها حقبة جيولوجية، حيث يحدث النشاط البشري تغييرا جوهريا في ديناميكيات الأرض.

لقد اقترن نصيب الفرد من النمو الاقتصادي العالمي مع تعداد سكان العالم (الذي تجاوز 7 مليارات نسمة العام الماضي) ليلقي بضغط غير مسبوق على نظم بيئية هشة. نحن ندرك أننا لا نستطيع المضي في طريقنا السابق نحو تحقيق الرخاء. غير أننا لم نتبن الحل الواضح - الحل الوحيد المتاح، الآن مثلما كان قبل 20 عاما، ألا وهو التنمية المستدامة.

لحسن الحظ، أمامنا فرصة ثانية لاتخاذ إجراء فعال. خلال أقل من شهر، سيجتمع قادة العالم مجددا في ريو دي جانيرو - هذه المرة لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، أو «ريو+20». ومجددا، تقدم ريو دي جانيرو فرصة للأجيال للضغط على زر الضبط: تمهيد مسار جديد نحو مستقبل يحقق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بما يهدف لما فيه صالح البشرية ورخائها.

سوف يحضر ذلك المؤتمر أكثر من 130 رئيس دولة وحكومة، جنبا إلى جنب مع نحو 50 ألفا من قادة الأعمال والمحافظين والنشطاء والمستثمرين، تحالف عالمي من أجل التغيير. لكن النجاح ليس مضمونا. ولتأمين عالمنا للأجيال المستقبلية - وذلك بالفعل هو الرهان - نحتاج إلى تعاون قادة العالم ومشاركتهم الكاملة، من الدول الغنية والفقيرة والصغيرة والكبيرة.

إن تحديهم الشامل ممثل في حشد الدعم العالمي لأجندة تحولية من أجل التغيير - إشعال شرارة ثورة مفاهيمية تتعلق بطريقة تفكيرنا بشأن تحقيق نمو ديناميكي، ومستدام في الوقت نفسه، للقرن الحادي والعشرين وما بعد ذلك.

والأجندة متروكة للقادة الوطنيين كي يتخذوا قرارهم، بما يتفق مع مطامح شعوبهم. إذا كان لي أن أقدم النصيحة كأمين عام للأمم المتحدة، فستكون هي التركيز على ثلاث «مجموعات» من الدخول التي ستميز قمة «ريو+20» باعتبارها نقطة التحول التي يجب أن تكون عليها.

أولا، يجب أن تكون قمة «ريو+20» مصدر إلهام بأفكار جديدة - وأفعال جديدة أيضا. من الواضح أن النموذج الاقتصادي القديم قد انهار. في عدد هائل من المناطق، توقف النمو. الوظائف تقل، والفجوات تتسع بين الأثرياء والفقراء، ونحن نشهد نقصا مخيفا في الغذاء والوقود والموارد الطبيعية التي تعتمد عليها الحضارة البشرية.

في ريو دي جانيرو، سوف يسعى المفاوضون إلى الاعتماد على نجاح الأهداف الإنمائية للألفية، والتي قد ساعدت في انتشال الملايين من الفقر. ويمكن أن يوفر تركيزا جديدا على الاستدامة ما يطلق عليه الاقتصاديون «المحصلة الثلاثية». اقترن النمو الاقتصادي المعتمد على وفرة الوظائف بحماية البيئة والتضمين الاجتماعي.

ثانيا، ينبغي أن تعنى قمة «ريو+20» بالبشر - أن تكون قمة للبشر تقدم أملا ملموسا في تحقيق تحسينات حقيقية في جوانب الحياة اليومية. تضم الخيارات المطروحة أمام المفاوضين - خلق مستقبل «خال من مجاعات»، من خلال مكافحة توقف نمو الأطفال بسبب نقص التغذية الكافية، ومحاربة إهدار الطعام والمدخلات الزراعية في المجتمعات التي لا يحصل فيها الأفراد على القدر الكافي من الغذاء.

علاوة على ذلك، فإن قمة «ريو+20» يجب أيضا أن تمنح فرصة التعبير عن الرأي لهؤلاء الذين قلما تتاح لهم تلك الفرصة، وتحديدا النساء والشباب. إن النساء يمثلن نصف المجتمع؛ ويستحققن التمتع بمكانة مكافئة للرجل في المجتمع. علينا أن نمكنهن، كآليات للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. أما عن الشباب - الوجه الحقيقي لمستقبلنا، فهل نوفر لهم فرص عمل، مع الوضع في الاعتبار أنه ينضم ما يقرب من 80 مليونا منهم للقوة العاملة كل عام؟

ثالثا، يجب أن تصدر قمة «ريو+20» بيانا واضحا يدعو لاتخاذ إجراء حاسم: عدم إهدار الموارد. لقد كانت الأرض رحيمة بنا. فلندع الإنسانية ترد الجميل باحترام حدودها الطبيعية. في ريو دي جانيرو، ينبغي أن تطالب الحكومات باستغلال أفضل للموارد. علينا حماية محيطاتنا ومياهنا وهوائنا وغاباتنا. علينا أن نجعل مدننا أكثر قابلية للسكن - أماكن نعيش فيها في انسجام أكبر مع الطبيعة.

في قمة «ريو+20»، سوف أطالب الحكومات والشركات وغيرها من الاتحادات الأخرى بانتهاج المبادرة التي أطلقتها والتي تحمل اسم «طاقة مستدامة للجميع». الهدف هو إمكانية الوصول العالمية للطاقة المستدامة ومضاعفة كفاءة الطاقة ومضاعفة استخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ونظرا لأن كما هائلا من تحديات اليوم عالمية، فإنها تتطلب رد فعل عالميا - ممارسة السلطة الجماعية في إطار شراكة قوية. إن الوقت الحاضر ليس هو لحظة مشاحنات ضيقة الأفق، بل هي اللحظة التي يتحد فيها قادة العالم وشعوبهم من أجل هدف مشترك حول رؤية مشتركة لمستقبلنا المشترك - المستقبل الذي نطمح إليه.

* الأمين العام للأمم المتحدة

* خدمة «نيويورك تايمز»