المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 05 تشرين الثاني/2012

إنجيل القدّيس متّى16/13-20/بطرس الصخرة

جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء. قَالَ لَهُم: وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟. فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ. فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات. حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح".

 

مبروك للأقباط البابا تواضروس وتبارك الله في نعمه وحكمته
 بالصوت/قراءة وجدانية لمجريات الأحداث الراهنة في لبنان/أهم أخبار اليوم/04 تشرين الثاني/12

 
http://www.clhrf.com/audio%20phoenicia%20news%2012/news04.11.12.wma
 
من ضمن العناوين/ملخص بيان الياس بجاني بمناسبة انتخاب البابا القبطي الجديد تواضروس مع نبذة تاريخية عن عمق وصلابة إيمان الأقباط في مواجهة الظلم والاضطهاد على مر الأزمنة والعصور/زيارة الرئيس الفرنسي للبنان/شرود الراعي وقباني عن خط السياديين/طبخة الحوار الفارغة والمفرغة من كل صدقية وفاعلية/فشل ميقاتي في الحصول على الدعمين العربي والغربي/كلام عن حكومة جديدة لم تتوضح معالمه بعد/ كوارث جماعات السلال والمناجل داخل 14 آذار/متفرقات/تأملات إيماني مستوحاة من إنجيل القدّيس متّى16/13-20/: "جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟. فقَالُوا: بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان وآخَرُون: إِيْليَّا وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء. قَالَ لَهُم: وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟. فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ. فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات".

 

عناوين النشرة

*اختيار الانبا تواضروس بابا جديدا للاقباط في مصر

*سليمان: العودة للحوار واجب هولاند: نحذر من زعزعة استقرار لبنان

*هولاند وصل الى جدة

*هولاند يتسلّم رسالة من الحريري يشرح فيها مقاطعة 14 آذار لأعمال مجلس النواب ورفض مشاركتها بالحوار

*رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: الحفاظ على سلاح المقاومة واجب وطني الحكومة باقية في موقع الفعل والعمل والتفعيل الحكومي

*بيضون: حزب الله لا يريد إسقاط الحكومة لعدم توجيه صفعة إلى الأسد وحالة الاحتقان أكبر بكثير من بدايات الحرب الأهلية

*الراعي: لا بد من الحوار لإيجاد الحلول لنتضامن مع ذوي الإرادات الطيبة لكي لا تنال قوى الشر من وحدتنا

*امين الجميل: إنجازات الحكومة معدومة ويجب التفكير بأخرى

*اعتصام لأهالي المخطوفين في سوريا امام الكتيبة التركية

*قيادي في "14 آذار": الحسن صَوَّرَ متَّهمًا باغتيال الحريري يراقبه وأبلغ سليمان والقادة الأمنيين (مرفق بفيديو)

*جعجع: الحكومة لا تؤمن الاستقرار كما يشاع مصممون على إكمال تحركاتنا سلميا وديموقراطيا

*أعضاء "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى": قباني حرّف في بيان المجلس

*"الأحرار" يشكر المتصلين ويطمئن: شمعون بخير وسيغادر المستشفى قريباً

*حرب: هناك استنسابيّة في القضاء.. والحكومة تغطي "حزب الله" في منع تحقيق العدالة

*الكتائب وراء ما يحصل من خلافات داخل ١٤ اذار

*بحث في الكواليس بصيغة حكومة 8+ 8+ 8 و14 آذار تتشدد في رفض استعادة صيغة "الوحدة الوطنية"/ايلي الحاج/النهار

*عن زيارة فرنسوا هولاند للبنان/علي حماده/النهار

*المحكمة الدولية تدعو اللبنانيين لحوار مباشر مع رئيسها التنفيذي على "تويتر" الاثنين المقبل

*زعران" السنّة/عبد السلام موسى/المستقبل

*"القوات" يرد على فرنجية: شهادة الحسن أكبر ممّن سماهم شهداء ويلفت لفت الى دوره المعروف في نقل الإملاءات من وراء الحدود

*بين حكومة ميشال سماحة وفراغ وسام الحسن/حازم الأمين/الحياة

*ايهود باراك يحتج على وصف النظام المصري بالدكتاتوري ويؤكد عدم التدخل بالشؤون المصرية

*النائب نضال طعمة للسياسة: حكومة الوحدة تعطيلية والمطلوب تشكيلة حيادية

*محاولات لاثبات عدم توازن سماحة نفسيا تمهيدا لإطلاق سراحه

*الكشف عن مكان وجود ميلاد كفوري المخبر بقضية سماحة

*جنبلاط: في ٢٠٠٥ كان بوش وشيراك معنا، الآن موقف الرياض وأميركا غائم!

*بعد انضمامهما إلى الثوار لإحداث توازن قتالي مع قوات الأسد ومسانديها  "حماس" و"الجهاد" تواجهان "حزب الله" وجماعة جبريل في سورية/حميد غريافي/السياسة

*ملامح المواجهة العسكرية بين أنقرة ودمشق بدأت تتضح أكثر والامتدادات الإقليمية للحرب في سورية تهيئ لتدخل خارجي/ايان او ليسر/السياسة

*الحرس الجمهوري "سحل" عجوزاً هتف ضد مرسي/مقتل ثلاثة شرطيين إثر هجوم لمسلحين في العريش بسيناء

*«الراي» تحصل على محضر اجتماع عقد في اسطنبول بين سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا وممثلي الحراك الثوري

*واشنطن: حل تفاوضي مع النظام السوري بعد تعديل موازين القوى لمصلحة المعارضة

*جريدة "القرداحة": ٣٢٥ "شهيداً" في "حارم" ولا نعرف مصير أبناء القرداحة!

*جعجع لطلاب سيدة اللويزة الفائزين بالانتخابات: نطالب بإسقاط الحكومة لأن الإجرام متمركز فيها

*الرئيس الجميل لـ"النهار": بيان 14 آذار يحدّد التحرك تحت سقف الشرعية والميثاق/لسنا في معرض عصيان دستوري والتغيير الحكومي مدخل لإخراج لبنان من الصراع الاقليمي

*أمن إسرائيل وسوريا وإيران أولوية أمام الإدارة الأميركية الجديدة

*إنه الخطر المحدق بالوطن.. يا غبي/محمد مشموشي/المستقبل

*"عن المصير التراجيدي لـ "المقاومة" ولـ "حزب الله/ماجد كيالي

*مطر في قداس افتتاح السنة الطقسية: نسأل الله أن يعيد للعالم أيام الراحة والسلام

*الراعي في عشاء "مؤسسة البطريرك صفير": عالمنا بحاجة للوحدة والربيع العربي لن يأتي بالحرب

*سبعة جرحى بينهم شرطيين في هجوم بقنبلة يدوية على كنيسة في كينيا

 

تفاصيل النشرة

 

اختيار الانبا تواضروس بابا جديدا للاقباط في مصر

الأحد 04 تشرين الثاني 2012 / وطنية - تم اختيار الانبا تواضروس بابا جديدا للاقباط في مصر اثر قرعة قام خلالها الطفل بيشوي جرجس مسعد بسحب واحدة من ثلاث ورقات تحوي اسماء الشخصيات الثلاث الذين انتخبهم ممثلو الاقباط الاسبوع الماضي للمشاركة في هذه القرعة. وقام الانبا باخوميوس الذي كان قائما لمقام البابا منذ وفاة البابا شنوده الثالث في اذار الماضي باجراء قرعة اولى لاختيار طفل من بين 12 ليختار البابا الجديد. ثم عصب عينيه قبل ان يسحب الطفل كرة من ثلاث كرات بلاستيكية شفافة تحوي كل منها اسم واحد من المرشحين الثلاثة. وقد فتحها باخوميوس وقرأ الاسم المكتوب عليها وهو الانبا تواضروس.

 

سليمان: العودة للحوار واجب هولاند: نحذر من زعزعة استقرار لبنان

الأحد 04 تشرين الثاني 2012/ وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أهمية استمرار عمل مؤسسات الدولة، وواجب العودة إلى لغة الحوار ونهج الاعتدال، وكذلك الالتزام الدقيق من جميع الأطراف، الداخليين والخارجيين، لبنود "إعلان بعبدا" وروحه". وأعلن اتفاقه مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند على أهمية الالتزام المستمر لقواعد الممارسة الديموقراطية التي يتميز بها لبنان منذ عقود طويلة، واحترام الاستحقاقات الدستورية، ولا سيما منها الانتخابات النيابية المقبلة، التي تسمح بالتداول الدوري والسلمي للسلطة من ضمن الميثاقية التي تنص عليها مقدمة الدستور اللبناني.

ونقل دعم الرئيس الفرنسي للقوى الامنية اللبنانية والجيش اللبناني واستعداد باريس لمده بالمعدات والاسلحة ليقوم بدوره الوطني والدفاعي، وشدد على تعزيز التعاون مع القوة الدولية في الجنوب بعيدا عن أي تهديد او مخاطر. كما تم الاتفاق على ضرورة ايجاد حل سلمي للازمة السورية قائم على الحوار الداخلي بعيدا عن مظاهر العنف ودون تدخل اجنبي، مع اهمية دعم السيد الاخضر الابراهيمي في مساعيه. ولفت الى ان الرأي كان متفقا ايضا على إيجاد حل عادل وشامل لكل أوجه الصراع في الشرق الأوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية، التي يلتزمها لبنان، ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام، بما فيها ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين. من جهته، شدد الرئيس هولاند على ان زيارته للبنان تأتي في ظروف حرجة للمنطقة ولهذا البلد وبعد عدوان جبان على رجل استثنائي هو اللواء وسام الحسن، وانه اراد ان يعرب عن تضامنه امام هذه المحنة وعن وقوف فرنسا بجانب لبنان للمحافظة على استقرار لبنان واستقلاله وسلامته ووحدة اراضيه.

واذ حيا كل الجهود التي يقوم بها الرئيس العماد ميشال سليمان، في سبيل ابقاء الحوار وسيلة لا غنى عنها، حذر هولاند كل من قد تسول لهم نفسهم زعزعة استقرار لبنان لان فرنسا ستعارض ذلك بقوة، شارحا ان تجسيد هذا الدعم عمليا سيكون عبر استمرار تواجد القوة الفرنسية ضمن "اليونيفيل"، ووقوف باريس مع اوروبا والمنظمات الاوروبية بجانب لبنان لمساعدته في المهمة الانسانية التي يقوم بها باستقبال النازحين السوريين، اضافة الى التضامن عن طريق كل ما يطلب من فرنسا ضمن التعاون العسكري وتأمين المعدات للجيش للدفاع عن لبنان ومحاربة الارهاب، وشراكة "دوفيل"، لان لبنان يشعر بكافة آثار زعزعة استقرار البلدان المجاورة له، ويجب تقديم الدعم له. كلام الرئيسين سليمان وهولاند جاء خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه في قصر بعبدا خلال الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي الى القصر الجمهوري وشهدت انعقاد قمة لبنانية - فرنسية.

الوصول

وكانت طائرة هولاند حطت في مطار رفيق الحريري الدولي عند الساعة الثامنة صباحا، وكان في استقباله نائب رئيس الحكومة سمير مقبل، وعدد من اركان السفارة الفرنسية. وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف انطلق الموكب الرئاسي الفرنسي الى القصر الجمهوري.

استقبال رسمي

وفي قصر بعبدا، اقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس الضيف، فاستقبله سليمان على مدخل القصر قبل ان يتوجها الى منصة الشرف ليتم عزف النشيدين الفرنسي واللبناني. واستعرض بعدها الرئيسان ثلة من حرس الشرف. ثم توجها الى صالون السفراء حيث عقدت القمة اللبنانية - الفرنسية واستمرت حوالى نصف ساعة، وقع بعدها الرئيس الفرنسي السجل الذهبي.

فطور عمل

واستكملت المحادثات اللبنانية - الفرنسية على فطور عمل ضم الى سليمان وهولاند اعضاء الوفدين اللبناني والفرنسي.

سليمان

وبعد انتهاء فطور العمل، توجه الرئيسان الى قاعة 22 تشرين حيث عقد مؤتمر صحافي مشترك، وقال سليمان: "أجريت جولة محادثات معمقة ومفيدة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي شاء القيام بزيارة عمل سريعة للبنان من منطلق الصداقة والتضامن والحرص على سيادة لبنان واستقراره وسلامة أراضيه في هذه الظروف المفصلية والدقيقة التي يمر بها الشرق الأوسط ومحيطنا العربي".

أضاف: "تناولت المحادثات بشكل خاص التطورات الأخيرة للأوضاع على الساحة الداخلية، وقد وضعت الرئيس هولاند في أجواء عملية التشاور القائمة لإيجاد حل للخروج من حالة التأزم والقلق التي نشأت إثر التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة رئيس شعبة المعلومات السابق في قوى الأمن الداخلي اللواء الشهيد وسام الحسن، بموازاة السعي لكشف المسؤولين عن هذه الجريمة وسوقهم إلى العدالة وتعزيز السبل الكفيلة بصون الأمن والمحافظة على الاستقرار في كافة الظروف. تم التأكيد في هذا المجال على أهمية استمرار عمل مؤسسات الدولة، وواجب العودة إلى لغة الحوار ونهج الاعتدال، وكذلك الالتزام الدقيق من جميع الأطراف، الداخليين والخارجيين، لبنود وروح "إعلان بعبدا" الذي أقرته هيئة الحوار الوطني، ولقي دعما علنيا من مجلس الأمن الدولي ومجلس الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، لتمكين لبنان من تمتين وحدته الوطنية، وتحييد نفسه عن التداعيات السلبية الممكنة للأزمات الإقليمية القائمة، وتوفير الشروط المناسبة لنموه الاقتصادي والاجتماعي".

وتابع: "اتفقنا على أهمية الالتزام المستمر لقواعد الممارسة الديموقراطية التي يتميز بها لبنان، واحترام الاستحقاقات الدستورية، ولا سيما منها الانتخابات النيابية المقبلة، التي تسمح بالتداول الدوري والسلمي للسلطة من ضمن الميثاقية التي تنص عليها مقدمة الدستور اللبناني. وشكرت للرئيس هولاند التزام فرنسا الدائم والثابت في قوة ال FINUL، سعيا لتنفيذ القرار 1701، وأعربت له عن التقدير للتضحيات المادية والبشرية الكبيرة التي قدمتها بلاده في هذا السبيل، معربا عن عزم الدولة اللبنانية على التعاون مع القوة الدولية لتنفيذ كامل المهمة الموكولة إليها بعيدا عن أي مخاطر أو تهديد".

وقال: "أعرب الرئيس هولاند عن استعداد فرنسا لمواصلة دعمها للقوى الأمنية اللبنانية وللجيش اللبناني بالتحديد، وتزويدها بالأسلحة والمعدات المناسبة لمساعدتها في الاضطلاع بالدور الوطني والدفاعي الملقى على عاتقها، وفي مجال حماية الديموقراطية والسلم الأهلي ومحاربة الإرهاب. كذلك أكدنا أهمية البعد الثقافي للعلاقات اللبنانية الفرنسية وضرورة تعزيز التعاون في هذا المجال على الصعيد الثنائي ومن خلال المنظمة العالمية للفرنكوفونية".

أضاف: "في الموضوع السوري، قد أكدت للرئيس هولاند حرص لبنان على تجنب التداعيات السلبية للأزمة القائمة في هذا البلد الشقيق، مع الإعراب عن الأمل في أن يتمكن السوريون من تحقيق ما يريدون لأنفسهم من إصلاح وديموقراطية حقة، بعيدا من أي شكل من أشكال العنف الذي بلغ درجات مفجعة، ومن أي تدخل عسكري أجنبي. وتم الإعراب ايضا عن حرص مواز على أهمية توفير الدعم اللازم، وخصوصا في مجلس الأمن الدولي، لمهمة السيد الأخضر الابراهيمي، تمكينا له من المساهمة بصورة فعلية في إيجاد حل سلمي عادل وسريع ومتوافق عليه للأزمة السورية. كذلك اتفقنا على ضرورة تقديم مزيد من المساعدات المادية من المجتمع الدولي للعدد المتزايد من النازحين السوريين، لتلبية احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، وذلك في انتظار التوصل إلى الحل السياسي الذي يسمح بعودتهم إلى بلادهم بكرامة وأمان".

وختم سليمان: "توافقنا أخيرا على أهمية عدم إغفال واجب السعي، لإيجاد حل عادل وشامل لكل أوجه الصراع في الشرق الأوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية، التي يلتزمها لبنان، ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام، التي تشير في أحد بنودها إلى ضرورة ضمان عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي لا تسمح أوضاعها الخاصة بمثل هذا التوطين على أراضيها، وعلى رأس هذه الدول لبنان.

وفي نهاية زيارة العمل هذه، وجهت دعوة الى الرئيس هولاند للقيام بزيارة رسمية للبنان في وقت يتم التوافق عليه بالطرق الديبلوماسية".

هولاند

ثم تلاه الرئيس الفرنسي الذي قال: "كنت مصرا على ان تكون زيارتي الاولى لمنطقة الشرق الاوسط الى لبنان. السيد الرئيس، اتيتم في 12 تموز الماضي الى باريس لتعبروا عن مدى الاهمية والارتباط بالصداقة التي تجمع بين بلدينا. اليوم، فيما اقوم بجولة طويلة في الايام المقبلة، حيث اصل مساء الى المملكة العربية السعودية، رغبت اولا ان آتي الى هنا، في وقت سبقني الى بلدكم اربعة وزراء فرنسيين، منذ الانتخابات الرئاسية الفرنسية وهم على التوالي: وزير الخارجية، وزير الدفاع، وزير التصميم والانماء واخيرا وزيرة الفرنكوفونية التي اتت لمناسبة تنظيم معرض الكتاب الفرنكوفوني، والذي تميز بنجاح قل نظيره، وهو علامة قوية لعمق العلاقات الثقافية بين بلدينا".

أضاف: "انني آتي في وقت بالغ الخطورة بالنسبة للمنطقة، وتاليا للبنان، بعد الاغتيال الجبان الذي طاول شخصية مميزة واستثنائية هو اللواء وسام الحسن. ولقد اصررت على ان اعبر لكم، هنا، عن كامل تضامننا لان الاغتيال يشكل تجربة جديدة، ولان لبنان يجب ان يكون قادرا على الحفاظ على وحدته واستقراره وسلامته. إن فرنسا لن تدخر أي جهد في سبيل ضمان استقلال لبنان وسيادته ووحدته. انني ابغي ان اذكر مرة جديدة اولئك الذين قد تكون لديهم اي مصلحة في زعزعة استقرار لبنان، ان فرنسا ستعارض ذلك بشدة وبكامل طاقاتها، ذلك ان لبنان يشكل نموذج وحدة، وهو عاش في الفترة الاخيرة صعابا جمة، ومن الواجب حمايته. وقد ساهمتم، السيد الرئيس، في تحقيق ذلك".

وتابع: "نحن متمسكون في هذا الظرف الدقيق، الذي تعرف فيه سوريا حالة حرب، بأن نعطي كل الضمانات لامن لبنان واستقراره. كيف يمكن تجسيد عمق الروابط التي تجمعنا وتأكيد هذه الارادة؟ اولا من خلال وجود قوة فرنسية عاملة ضمن اطار قوة حفظ السلام في جنوب لبنان (FINUL)، والتي تضمن السلام في هذه المنطقة. وعلى الصعيد السياسي، من الواجب القيام بكل ما من شأنه تجسيد هذه الارادة. بالطبع، على اللبنانيين ان يقدروا ذلك، لكن فرنسا ستنظر دوما بعين الاهتمام والدعم لكل ما من شأنه خدمة هذا التوجه. كذلك علينا ايضا القيام بواجبنا على الصعيد الانساني فهناك نحو مئة الف لاجىء سوري اليوم في لبنان. وهذا من شأنه تحميل اقتصادكم اعباء معينة. ان فرنسا واوروبا والمنظمات الدولية بجانبكم، ومن واجبها ان تكون ايضا اكثر التزاما. ويقتضي منا واجب التضامن ان نقدم اليكم ما تسألونه ضمن اطار تعاوننا العسكري، بحيث تتمكن القوى المسلحة اللبنانية من الافادة من العتاد الذي يتيح لها حماية الحدود ومحاربة الارهاب".

وختم هولاند: "واخيرا، علينا ايضا دعم مستلزمات ما نسميه شراكة "دوفيل" او بمعنى آخر كل ما التزمته الدول الكبرى في اطار ما اصطلح على تسميته "الربيع العربي". هنا في لبنان، لديكم كل نتائج اللااستقرار على ابوابكم، ومن واجبنا ان نقدم لكم كل الدعم الممكن. لقد وجهتم إلي دعوة للقيام مجددا بزيارة لبنان، واني سألبي الدعوة ببالغ الامتنان. في لبنان لدي الانطباع على الدوام اني في بلد صديق ومضياف. ولقد تسنت لي الفرصة مرات عدة، يوم كنت مسؤولا عن حزب سياسي كبير، ان آتي الى لبنان. كما انني اتيت الى هنا، مع سلفي، وضمن وفد كبير من مختلف الاحزاب السياسية لتهنئتكم، السيد الرئيس، عقب انتخابكم. وانا اليوم هنا لاقول لكم اننا بجانب لبنان، وانتم مدركون ان لكم دعمنا المطلق، مجددا لكم دعم فرنسا المطلق لاستقرار لبنان وامنه ووحدة اراضيه".

حوار

ثم أجاب كل من الرئيسين على اسئلة الصحافيين:

سئلا: ان اغتيال اللواء الحسن ولد توترا كبيرا واشعل المشاعر في لبنان وخارجه، ما تقييمكما لمخاطر زعزعة الاستقرار وخطر عدوى الازمة السورية التي لا نرى حلا لها، وهل بالامكان ان تفعل فرنسا اكثر لمساعدة لبنان؟

اجاب سليمان: "عدم الاستقرار في لبنان تم تجاوزه بعد الجريمة التي اودت بحياة اللواء الشهيد وسام الحسن، ومتابعة الموضوع وطمأنة المواطنين يكون عبر متابعة السير في التحقيقات بشكل جدي لكشف الفاعلين وتوقيفهم. دائما في الحالات الصعبة، هناك انعكاسات على الناس وخصوصا عند حصول حدث كهذا، لكن على الناس ان تدرك بأن الانفعالات هي بحد ذاتها تؤدي الى نتيجة اسوأ من العمل الذي ادى لحصول هذه الانفعالات. المطلوب من جميع اللبنانيين تجاوز الحدث والعمل يدا واحدة عن طريق الحوار والتعاون لمنع حدوث اعمال مماثلة وضمان وحدة الوطن خاصة في هذا الظرف الذي تمر فيه المنطقة وخصوصا سوريا من اضطرابات وحوادث دموية وعنيفة".

بدوره، رد هولاند: "لا يمكن ان تكون هناك حالة افلات من العقاب بالنسبة الى اغتيال اللواء وسام الحسن، تماما كما انه لا يمكن ان تكون هناك مثل هذه الحالة بالنسبة الى منفذي عملية اغتيال الرئيس الحريري. ان فرنسا، كدولة صديقة، ستقدم كل الدعم لمعرفة مختلف الحقائق في سياق عملية التحقيق الجارية وكل المعلومات التي من شأنها السماح بكشف مرتكبي هذا الاغتيال الجبان، وسوقهم الى المحاكمة. ان اللبنانيين يطالبون بذلك، وهنا ايضا اعرب عن تضامني التام، فغداة عملية الاغتيال طرحت اسئلة كثيرة، واثيرت حالة من القلق، وعلى اللبنانيين معرفة اننا بجانبهم. وتسألوني عما يمكن لفرنسا ان تقدمه اكثر الى لبنان. لقد سبق وذكرت اوجه التعاون السياسي والعسكري والثقافي والانساني، ودعم مسيرة الحوار. ولعل ما يميز فرنسا، واليوم يمكنني ان اتكلم مع جميع الافرقاء، ان لديها علاقات طيبة مع كختلف القوى الديموقراطية في لبنان".

أضاف: "يمكننا ان نتكلم معهم، من دون ان يعتبر ذلك بمثابة تدخل، فنقول لهم هناك ضرورة للوحدة. وعلى هذه القوى ان تجد الطريق المؤدي الى ذلك. لا يعود لفرنسا ان تقول أي طريق، بل بإمكاننا ان نقول لجميع اللبنانيين عبر المؤسسات الديموقراطية التي اختاروها، انه لمكسب ترغب فرنسا في ان تضعه في خدمة لبنان. وعلى الصعيد الاقتصادي، نحن جاهزون، في هذا الظرف العصيب، ان نضع كل الاطر التي من شأنها تفعيل وتزخيم العلاقات بين بلدينا. اليوم، ادرك الجميع، يجب حماية لبنان من أي محاولة لزعزعة استقراره، ولدى فرنسا النية في القيام بذلك. اريد ان اشدد هنا، محييا كل الجهود التي يقوم بها السيد الرئيس العماد ميشال سليمان، في سبيل ابقاء الحوار وسيلة لا غنى عنها".

سئل سليمان: ما الذي يمكن لفرنسا ان تفعله للبنان على الصعيد المؤسساتي من تدابير؟

أجاب: "فرنسا وقفت دائما بجانب لبنان وهي تستطيع مساعدته عبر حفظ ودعم حياده عن تداعيات الاحداث التي تحصل في الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا، وهذا تطبيق لاعلان بعبدا الذي اقر عبر هيئة الحوار الوطني. اما دعم المؤسسات ففرنسا تقوم بذلك بجانب الدولة اللبنانية منذ زمن، وهناك تعاون دائم بين المؤسسات اللبنانية والفرنسية على كل المستويات السياسية والامنية وايضا على المستوى المطلوب في حال احتاج لبنان الى دعم في اجراء التحقيقات بشأن الجريمة التي وقعت وخصوصا لجهة المساعدة التقنية في اجراء هذه التحقيقات. فرنسا هي دولة كبرى في مجلس الامن ولها تأثير في القرارات الدولية وهي دولة صديقة للبنان وتشارك بصورة رئيسية في القوة الدولية "اليونيفيل" وايضا لفرنسا تأثير كبير في الاتحاد الاوروبي، واليوم يقوم الاتحاد الاوروبي بدور كبير ان لناحية الدعم السياسي للبنان وايضا لناحية دعم المؤسسات اللبنانية".

سئل هولاند: ما هو الشعور الفرنسي لاحتمالات تطور الاوضاع في لبنان في حال استقالة الحكومة وكيف تنظرون الى جهود الرئيس العماد ميشال سليمان لاخراج الازمة من عنق الزجاجة؟

اجاب: "هناك حالة سياسية معينة في لبنان انا مدرك لها، وهي صعبة. وهناك انتخابات نيابية في الربيع المقبل في لبنان اضافة الى مسألة وضع قانون جديد للانتخابات. ليس على الرئيس الفرنسي ان يقول أي قانون انتخابي على اللبنانيين ان يتوجهوا للاقتراع على اساسه، كما انه ليس على الرئيس الفرنسي ان يقول كيف يجب تشكيل الحكومة. في المقابل، فإن ما يجب على الرئيس الفرنسي ان يقوله لكل من باستطاعتهم المساهمة في استقرار لبنان ومستقبله ان يعملوا بروح الحوار، بحيث لا تكون هناك اي قدرة لكل من تسول له نفسه زعزعة الاستقرار في لبنان، وهناك من يسعون لذلك وهم ليسوا ببعيدين، وكل واحد باستطاعته معرفتهم. ذلك ان هناك الازمة السورية التي يجب ايجاد حل لها. وانتم تعرفون موقف فرنسا حيالها. ان لبنان برغم من كونه قريب جدا من سوريا، لا يجب ان يكون ضحية هذه الازمة، وكل شيء يجب القيام به من اجل حمايته. هذا هو موقف فرنسا. ان هذا الموقف ليس بتدخل، بل على العكس انه نداء من اجل الحفاظ على استقلال لبنان ووحدته، انه نداء من اجل الحوار".

سئل هولاند: هل صحيح ان جهاز المخابرات الفرنسي جند الوزير السابق ميشال سماحة للايقاع بالنظام السوري؟ وهل من علاقة بين اغتيال اللواء الحسن وتوقيف الوزير سماحة وخصوصا ان قوى 14 آذار اتهمت النظام السوري وحتى "حزب الله" بالجريمة، وكيف ترون هذه الاتهامات؟

أجاب: "لا يمكنني التحدث الا عن فرنسا. ومنذ وصولي الى سدة الرئاسة الفرنسية في شهر ايار الماضي، اعرف انه ليس هناك من علاقة مع الشخص الذي تتحدثين عنه. لا ادرك ما اذا كانت من علاقات معه في السابق، ولكن منذ وصولي الى سدة الرئاسة بامكاني تأكيد ما اقوله لكم. ان هذا الشخص قد تم توقيفه مع شبهات كثيرة حول ما كان يقوم به. ولا يمكنني ان اقول اكثر من ذلك، ويعود للقضاء اللبناني ان يحكم في القضية. ما يمكنني قوله، وقد ذكرته للسيد الرئيس، اننا على استعداد لتقديم كل المعلومات والتحقيقات التي يمكننا القيام بها في خدمة القضاء اللبناني كي لا يكون هناك استغلال".

سئل هولاند: هل تؤيدون قيام حكومة لبنانية جديدة؟

اجاب: "لقد سبق لي وتناولت هذه المسألة".

وردا على سؤال آخر، قال هولاند: "منذ زمن بعيد لدي علاقات مع مختلف القوى السياسية اللبنانية الديموقراطية. ويعود لي احيانا ان التقي مع البعض منهم. وانا احضهم على الحوار والوحدة، وبعدها يعود لكل منهم ان يقوم بتحمل مسؤولياته. وفي هذا الوضع البالغ الخطورة، لا تحجب الوحدة مستلزمات التنافس الانتخابي".

المغادرة

بعد انتهاء المؤتمر، غادر الرئيس الفرنسي القصر الجمهوري في بعبدا متوجها الى المطار في طريقه الى المملكة العربية السعودية.

 

هولاند وصل الى جدة

الأحد 04 تشرين الثاني 2012 / وطنية - وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى جدة، بعد ظهر اليوم، في زيارته الاولى الى المملكة والتي تتمحور حول سوريا وايران والعلاقات الثنائية.

ويولي الرئيس الفرنسي أهمية خاصة لاجراء اتصال شخصي مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يلتقيه للمرة الاولى. وقالت الاوساط المحيطة بالرئيس ان المحادثات بين الطرفين ستتطرق الى النزاع السوري ومخاطر تمدده الى لبنان والبرنامج النووي الايراني المثير للجدل وقضية الشرق الاوسط. وأكد هولاند خلال زيارة قصيرة قام بها الى بيروت اليوم رفض بلاده زعزعة استقرار لبنان وتصميمها على "حمايته" في مواجهة "الاخطار" الناتجة عن الازمة القائمة في سوريا المجاورة. وكانت مصادر في الاليزيه أكدت ان السعودية "قلقة جدا حيال مساعي ايران"، لحيازة السلاح النووي، في حين كان هولاند ابدى الاسبوع الحالي استعداده للتصويت على فرض "عقوبات جديدة" على طهران. وأضافت المصادر ان فرنسا والسعودية "لديهما تحليل مشابه" لما يجري في سوريا، موضحة ان هولاند "سيطلع على رؤية" العاهل السعودي في هذه المسألة. على صعيد العلاقات الثنائية، ستتركز المحادثات على قطاع الطاقة والنقل بحسب الاوساط المحيطة بالرئيس.

وبعد انتهاء زيارته المقتضبة، ينتقل الرئيس الفرنسي الى لاوس للمشاركة في القمة الاوروبية الاسيوية التاسعة التي تعقد في فينتيان غدا الاثنين بحضور حوالى خمسين بلدا، اي مجموعة ما يشكل "نصف الناتج الاجمالي العالمي وستين في المئة من سكان العالم".

 

 

هولاند يتسلّم رسالة من الحريري يشرح فيها مقاطعة 14 آذار لأعمال مجلس النواب ورفض مشاركتها بالحوار

تسلم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عشية زيارته الى لبنان رسالة من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يشرح فيها موقف 14 آذار من مقاطعة اعمال مجلس النواب والحوار طالما ان الحكومة الحالية موجودة في ظل ازمة وطنية كبرى. بحسب ما افادت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي. وأشارت صحيفة "النهار"، نقلاً عن المصادر الرئاسية الفرنسية، في عددها الصادر الاحد الى أن "الحريري شدد في رسالته ان قرار 14 آذار النهائي هو وضع حد لمسلسل تسليم البلاد للسلاح واسياده الاقليميين". ويؤكد الحريري في الرسالة ان "قرار اللبنانيين هو التمسك بالديموقراطية والسلم الاهلي وهو قرار 14 آذار في سلوك الطريق السلمي المدني الديموقراطي اللاعنفي". وأضافت المصادر لـ"النهار" أن "الحريري يشرح موقف قوى 14 آذار من مقاطعة اعمال مجلس النواب والحوار طالما ان الحكومة الحالية موجودة في ظل ازمة وطنية كبرى وتمسك 14 آذار بحكومة محايدة". الى ذلك، لفتت صحيفة "الحياة" في عددها الصادر الأحد الى أن " الحريري وجه رسالة إلى هولاند تتضمن البيان الأخير الصادر عن قوى "14 آذار"". وأردفت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة فرنسية أن "الأوساط الفرنسية وصفت صياغة ومضمون الرسالة بأنه "جيد"". وكان رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن قد اغتيل في 19 تشرين الأول بانفجار سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه في ساحة ساسين في الأشرفية.وحصيلة الإنفجار كانت مقتل اللواء الحسن ومرافقه المؤهل أحمد صهيوني وجورجيت ساركسيان. وعلى الأثر، طالبت قوى 14 آذار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالستقالة فوراً، محملة إياه المسؤولية السياسية باغتيال الحسن. وكان ميقاتي قد لوّح بالاستقالة ولكنه عاود نشاط السراي الحكومي في ظل الدعم العربي والغربي. وما زالت قوى 14 آذار متمسكة بطلب استقالتها ومطالبة رئيس الجمهورية ميشال سليمان بإقامة مشاورات لتشكيل حكومة "إنقاذ وطني". وكانت قوى المعارضة قد أكدت رفضها المشاركة بالحوار و بمقاطعة الأعمال البرلمانية بوجود الحكومة الحالية.

 

رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: الحفاظ على سلاح المقاومة واجب وطني الحكومة باقية في موقع الفعل والعمل والتفعيل الحكومي

الأحد 04 تشرين الثاني 2012 / وطنية - رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين أن "صراخ العدو الإسرائيلي ليس دليلا على قوته بل على تفتيشه عن حل للمأزق الذي يواجهه والذي ما زال يعاني منه إلى اليوم ولا يجد حلا له" ، مشيرا إلى أن "ما وصلوا إليه كنتيجة وتقييم للمناورة التي أجروها وحملت إسم "تحول 6" هي أن كل المناورات التي نفذوها وأجروها والإجراءات التي اتبعوها ليست كافية ومطمئنة في أي حرب أو مواجهة قادمة مع حزب الله" . وشدد في خلال إحتفال تأبيني في بلدة السلطانية الجنوبية، على أن "إرسال الطائرة " أيوب " وما حصل بعدها إنما هو مشهد من مشاهد قوة وقدرة المقاومة التي يقف الإسرائيلي عاجزا أمامها، والتي لو أردنا الحديث عنها بشكل موسع فإنه يطول ويكبر في الوقت الذي تكثر فيه المصاديق التي ستكشف عنها الأيام واقعة بعد واقعة وحادثة بعد حادثة" . واعتبر أن "هذه المقاومة المطمئنة لحاضرها ومستقبلها ولمستقبل أمتها وشعبها واحبائها وجمهورها كما كانت دائما القوية والمؤثرة والقادرة على تحقيق المعادلات، هي اليوم أيضا قادرة على تحقيقها في أي مواجهة أو متغيرات، وأن من يحلم بأنها ستضعف نتيجة لهذا الضغط والكلام والتهويل أو نتيجة لبعض الخطابات السياسية في لبنان والمنطقة فهو واهم ومخطئ، وإن كل من يعتقد بأن المقاومة يمكن ان تضعف او تتخلى عن قوتها في هذه اللحظة التاريخية والحرجة في منطقتنا فهو غبي وأحمق" .

وقال: "إن المقاومة لم تقبل في السابق أن تتخلى عن قوتها وقدرتها وسلاحها أو أن يناقشها أحد في ذلك، أما اليوم فإن الحفاظ على سلاحها وقوتها هو واجب من أوجب الواجبات الوطنية والانسانية والاخلاقية، لأننا نواجه عدوا شرسا ومؤامرات على امتداد وطننا وأمتنا" ، متسائلا كيف يخطر ببال أحد في لبنان ان يتخيل ان خطاب الهجوم على هذا السلاح يمكن ان ينفع في حين أنه لم ينفع في الماضي ولن ينفع في هذه الأيام او في المستقبل؟ واعتبر صفي الدين أن " البعض حين ييأسوا تزداد أخطاؤهم لأن خياراتهم خاطئة وتقديراتهم ضعيفة، وأنهم حينما يصابون بالضعف واليأس يرمون بمشاكلهم علينا وعلى اللبنانيين" ، مشددا على أن "هذا الكلام يعد موضة قديمة وطريقة بالية أصبحت معروفة وباتت لا تنفع، واننا نعتقد أننا أمام فريق فقد مصداقيته وطريقه للوصول إلى أساليب ناجحة وممكنة على المستوى السياسي" .

وأشار إلى أن هذا الفريق اللبناني لم يتعلم منذ العام 2005 الى اليوم، بل يسير من خطأ إلى خطأ ومن ضعف إلى ضعف ومن خيارات بائدة وفاشلة الى خيارات بائسة وضعيفة، لافتا إلى أن هذه هي مشكلته ومشكلة قياداته وخياراته وسياساته وقراءاته لما يحصل في لبنان والمنطقة، وأنهم لأجل هذا يحصدون الأخطاء والمزيد من الفشل والخيبات وهو ما يعتبر حقيقة قائمة، مشيرا إلى أنهم وعندما كانوا يرفعون الصوت لإسقاط الحكومة كانت هي تنجز أعمالا مهمة جدا، مؤكدا بقاءها برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في موقع الفعل والعمل والتفعيل الحكومي لأن ما ينتظره اللبنانيون هو المزيد من القرارات الفاعلة والجريئة والشجاعة التي تحل مشاكلهم. ورأى صفي الدين أن اللبنانيين كلوا من سماع الشعارات والبيانات التي لا تنفع في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى الجهد بالعمل الحكومي والذي يمكن ان يعالج مشاكلهم الاساسية الاجتماعية والاقتصادية، والتي من اهمها قضية النفط والبترول التي تحدث عنها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بالامس، والتي تعد موضوعا مهما جدا ينبغي أن يأخذ أولوية في القرارات الحكومية وفي تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع النفط والبترول ليستفيد اللبنانيون من الثروات .

 

بيضون: حزب الله لا يريد إسقاط الحكومة لعدم توجيه صفعة إلى الأسد وحالة الاحتقان أكبر بكثير من بدايات الحرب الأهلية

المستقبل - /رأى الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أن "البلد أمام حالة انفجار أكثر منها حالة إدارة أزمة وتداعيات المشهد السوري وعلاقة حزب الله، الذي لا يريد إسقاط الحكومة لأنه لا يريد توجيه صفعة الى حكومة بشار الأسد في لبنان"، منبهاً إلى أن "حالة الفرز المذهبي والاحتقان وصلت إلى الذروة وهي مخيفة جداً، أكثر بكثير مما كانت عليه بداية الحرب الأهلية في السبعينات".

وسأل في حديث إلى إذاعة "الشرق" أمس، "هل يريد حزب الله أن يتحمّل لبنان فاتورة علاقته بنظام الأسد الراحل لا محالة، وهي فاتورة غالية جداً ومدمرة؟ وهل على لبنان أن يدفع دائماً فواتير سبق ودفعها أيام الثورة الفلسطينية؟، وهل يريد حزب الله جر لبنان إلى فتنة يريد نظام الأمن الذي يتلاشى وهو في طريقه الى الاختفاء أن يتلاشى معه لبنان؟".

ورأى أن "لبنان أمام ثلاث حالات: إما دوحة يعمل عليها رئيس الجمهورية على طريقته بالتعاون مع (النائب وليد) جنبلاط وأفرقاء، توصلاً إلى صيغة ما تنقذ البلد وتنأى به من انفجار الاحتقان، وهذا يفترض من قوى 14 آذار إبداء الرغبة والاستعداد للمفاوضات، لكن السؤال ما هي الضمانات وقد انقلب حزب الله على كل بنود الدوحة؟.

أضاف: "الحالة الثانية هي حالة مصالحة فعلية في البلد والطرف المعني فيها هو حزب الله، الذي عليه أن يدير وجهه من سوريا إلى لبنان منعاً للانفجار الذي يريده نظام الأسد.

أما الحالة الثالثة فهي حالة إدارة الأزمة على ما هي عليه من فراغ، وبالتالي انهيار لبنان من الداخل اقتصادياً بعد انهياره سياسياً وأمنياً، فهل هذا ما يريده حزب الله؟.

ثم هناك الحالة الرابعة وهي الإبقاء على حالة الفراغ كما هي بانتظار معرفة مآل الأمور في سوريا والإبقاء على حكومة ميقاتي، ولكن ماذا لو طالت الأزمة السورية وماذا يفعل باقتصاد البلد الذي ينهار وقد سبق وحذرنا أن حزب الله لن ينجح في الحكم وسيتسبب بخراب البلد وفقدان الثقة العالمية والإقليمية به؟. أما إذا كان المطلوب تغييب الطائفة السنية عن المعادلة السياسية في البلد فهذا أمر آخر ولن يكتب له النجاح".

ودعا نواب 14 آذار إلى زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، "الذي سيتولى توجيه نداء إلى المجلس النيابي، لمطالبته بانضمام لبنان إلى المحكمة الجنائية الدولية المختصة بوضع حد للجريمة والقتل ومنعاً لانجرار لبنان إلى حرب أهلية جديدة ولمحاسبة كل من تسوّل له نفسه ارتكاب جريمة ضد الإنسانية ولمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان"، مطالباً قوى 14 آذار بـ"الالتفاف حول الرئيس سليمان والتركيز على موضوع سلاح حزب الله وفق برنامج زمني لإخضاعه لإمرة الدولة، وهذا يستدعي عدم مقاطعة جلسات طاولة الحوار".

ودعا الرئيس سليمان إلى "تشكيل حكومة من 3 عشرات وأن تعود الحقائب السيادية إليه"، والرئيس سعد الحريري إلى "إعطاء الرئيس ميقاتي ضمانات سياسية ما كي لا يعتبر الآخر أن معركة إسقاطه معركة شخصية والأمر ليس كذلك، تمهيداً لحكومة من 3 عشرات إذا تعذّر تشكيل حكومة تكنوقراط".

وانتقد "تغييب الأمانة العامة لقوى 14 آذار والمجتمع المدني والمستقلين في صورة البيان المهم في بيت الوسط الذي أعاد تصويب الأمور باتجاه أن المعركة ليست معركة إسقاط حكومة بقدر ما هي معركة في وجه سلاح يشكل بنية مغلفة سياسياً وأمنياً ويهدد لبنان لمصلحة إمرة إيرانية خارجية، ثبت أنها تمثل مشروعاً لتفكيك الدولة العربية في الإقليم العربي ككل، وسبق لنا وحذّرنا أن لبنان مع سيطرة حزب الله سيتحول إلى غزة حمساوية جديدة"، داعياً 14 آذار إلى "بناء هيكليتها وقيام المجلس الوطني الذي يمثل حالة وطنية شاملة وبما يسمح للمعادلة الشيعية بالمشاركة بقوة بفاعلياته ومن تمثيل غير طائفي وغير مذهبي يزيل مشهد الاحتقان المتصاعد في البلد".

واستغرب "كيف انتقلت علاقة حزب الله مع أمير قطر من أمير المقاومة وكاد يبني قصراً في الضاحية إلى مقاطعة شاملة!"، سائلاً الرئيس ميقاتي إلى "هل يستطيع وقف القتل في لبنان، ومنع الفتنة التي يريدها نظام الأسد في لبنان، ومنع الاحتقان المذهبي وهو الذي صرح أن طائفته تتعرض للقتل، وهل تستطيع حكومته أن توقف التدهور الاقتصادي في لبنان، وبعث الثقة بلبنان وعودة الاستثمار والنمو إليه؟ وإذا لم تكن لديه أجوبة فعليه أن يستقيل فوراً".

وأخذ على قوى 14 آذار "عدم التوجه إليه بهذه المطالب، بعد طلب تنحيه الأمر الذي اعتبره شخصياً"، مستغرباً "كيف أن الرئيس ميقاتي لم يستطع حتى الآن سحب سلاح المدفعية الذي يملكه حزب معين في جبل محسن وعدم مطالبة الجيش بسحبه نهائياً من طرابلس". وشكك في "دور حيادي يلعبه (رئيس مجلس النواب نبيه) بري، لأنه مع النائب ميشال عون يغطيان كل مواقف حزب الله لقاء مصالح شخصية وشهوات عطلت عمل المؤسسات، على حساب لبنان ككيان، نأياً بنفسيهما عن تقديم النصح لحزب الله بضرورة إيلاء الموضوع الوطني اهتماماً أساسياً بدل التطلع نحو سوريا وإيران".

 

الراعي: لا بد من الحوار لإيجاد الحلول لنتضامن مع ذوي الإرادات الطيبة لكي لا تنال قوى الشر من وحدتنا

الأحد 04 تشرين الثاني 2012 / وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كابيلا القيامة في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي. حضره الرئيس امين الجميل، وزير العدل شكيب قرطباوي، النائبة جيلبرت زوين، الامير Habsbourg DE IMRE والسيدة عقيلته الأميرة Kathleen، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان داود فهد على رأس وفد من القضاة، قنصل مولدوفيا ايلي نصار، القاضي داني زعني وعقيلته القاضية ميشلين مخول، نقيب الاطباء الدكتور شرف ابو شرف، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، نائبا رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سجعان القزي وشاكر عون، جوزف القصيفي ممثلا نقيب المحررين الياس عون، رئيس رابطة آل عازار في لبنان والمهجر الدكتور شربل عازار، نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر، نقيب المحامين السابق سمير ابي اللمع، قائد الدرك السابق العقيد صلاح جبران، مدير مركز الدراسات والابحاث البلدية والقروية جوزف محفوض، عائلة الشاب -الضحية رولان نبيل شبير، العديد من الفاعليات السياسية،الحزبية، الاجتماعية، التربوية والقضائية والعديد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الكاردينال الراعي عظة في أحد تقديس البيعة حيث دعا فيها "الرب"، ان "يفتح عقولنا واراداتنا والقلوب، لنقبل هبة الايمان من الله الاب بالروح القدس، مبديا أسفه لتفرق الكثيرون عن نور الحقيقة التي تجمع وتحرر، فبات يعيشون حالة خوف وحذر من بعضهم البعض ويشعرون بانهم مهددون في حياتهم"، مجددا الدعوة" للجلوس الى مائدة الحوار لإيجاد الحلول". ومما جاء فيها:

"في قيصرية فيليبس أعلن سمعان – بطرس إيمانه "بالمسيح ابن الله الحي"، فجعله الرب يسوع صخرة بنى عليها كنيسته. فإذا بالكنيسة بيت روحي حجارته الحية كل مؤمن ومؤمنة بالمسيح، على ما كتب بطرس الرسول في رسالته الأولى: "كونوا أنتم، كحجارة روحية مبنيين بيتاً روحياً، لتصيروا جماعةً كهنوتيةً مقدسة، فتقربوا ذبائح روحية مرضية لله بيسوع المسيح" (1بطرس2: 5). إننا نجدد اليوم إيماننا بالمسيح وبالكنيسة، فيما نحتفل في هذا الأحد الأول من السنة الطقسية بتقديس الكنيسة، ونعلنها مقدسة بالحضور الإلهي وبقديسيها وبالمؤمنين والمؤمنات المقدسين فيها".

اضاف: "إننا نرحب بكم جميعا، وقد توافدتم من مختلف المناطق، وبخاصة نحيي فخامة رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ أمين الجميل والوفد الكتائبي المرافق، آملين منهم الوقفة التاريخية المعهودة في خدمة لبنان دولة ومؤسسات، وسمو الأمير l’Archiduc Habsbourg DE IMRE والسيدة عقيلته الأميرة Kathleen، ومعهما السيدات رئيسة اللجنة الرسمية للاحتفال الدولي لسهرة المبتدئات 2012 وأعضاءها. وقد أحيوا ليلة أمس الاحتفال الخامس عشر برعاية اللبنانية الأولى. كما نُحيي رئيس مجلس القضاء الأعلى الرئيس جان فهد والسادة القضاة المرافقين، ونُهنِئ الرئيس الجديد راجين له النجاح وللقضاء السمو في خدمة العدالة كأساس للملك. ونحيي أيضاً رئيس رابطة آل عازار في لبنان ودنيا الانتشار الدكتور شربل عازار وسائر أعضائها، فيما تواصل الرابطة في عامها الحادي والأربعين لتأسيسها نشاطاتها الثقافية والاجتماعية والترفيهية والخيرية والدينية المتعددة. ونوجه عاطفة الأسى والتعزية إلى عائلة المرحوم الشاب رولان نبيل شبير من الفيدار الذي غدر به صديقه، معيداً جرم قايين الذي قتل أخاه هابيل، والله يوبخ ضميره بالكلمات التي وجهها لقايين القاتل بصوت داخلي كان يقض مضجعه: "قايين، قايين، أين هابيل أخوك؟ ماذا صنعت؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إلي من الأرض. والآن فملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها، لتقبل دماء أخيك من يدك (تك 4: 9-11). هذا صوت عدالة الله. نرجو أن يلتقيه صوت عدالة قضاء الأرض. وندعوكم يا أهله الأحباء، وكل الشبيبة التي تحبه وتبكيه من الفيدار وبلاد جبيل، وفي مقدمتهم مكتب الشبيبة في دائرتنا البطريركية، لأن ترفعوا عيونكم إلى حيث هو في مجد السماء حول "مائدة عرس الحمل"، التي كتب عنها يوحنا الرسول في رؤياه، أنتم الذين تسمون العزيز رولان "عريس السماء". وتعود بنا الذاكرة إلى الشهيدة الشابة مريم الاشقر التي اغتيلت هي أيضاً منذ سنة. وفي قلبنا رجاء أن مريم ورولان شفيعان عند الله لشبيبتنا، لكي تحافظ على إيمانها وقيمها وتلتزم حماية كل حياة بشرية وقدسيتها".

وقال: "نحييكم جميعاً فيما نقيم قداس الشكر لله على هذا الشهر، الذي غبنا فيه عنكم وعن لبنان، وقد قمنا خلاله بزيارة راعوية إلى دولة المجر – هنغاريا بدعوة رسمية من الدولة والكنيسة، والتقينا فيها جاليتنا اللبنانية والمارونية. إنا نعرب مجدداً عن شكرنا وتقديرنا للسلطات المدنية التي التقيناها في لقاءات رسمية، ولسفير لبنان فيها السيد شربل اسطفان وعائلته، ولسفير المجر في لبنان ولنيافة الكاردينال رئيس أساقفة بودابست والسادة المطارنة، ولكل الذين نظموا الزيارة واحتفوا بنا وبالوفد المرافق. وقضينا ثلاثة أسابيع في روما حيث شاركنا بأعمال جمعية سينودس الأساقفة العادية الثالثة عشرة بموضوع: "الإعلان الجديد للانجيل من أجل نقل الإيمان المسيحي". وقد شاء قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر أن يكلل هذا السينودس بمنحي رتبة الكردينالية مع خمسة رؤساء أساقفة يمثلون خمسة بلدان: الولايات المتحدة الأميركية وكولومبيا ونيجيريا والفيليبين والهند. وأراد بهذه المبادرة أن يكافىء الكنيسة المارونية ولبنان وشعبه على استقباله المميز في زيارته التاريخية. فأشكره باسمكم من صميم القلب. ونسأل الله أن تكون هذه الرتبة مصدرا أقوى من اجل خدمة أفضل للكنيسة إلى جان قداسة البابا. كما قمنا بزيارة راعوية لجاليتنا اللبنانية والمارونية في كل من روما وميلانو، فنشكرهم جميعاً على حفاوة الاستقبال الحار، ونحيي شاكرين بعثاتنا الديبلوماسية اللبنانية فيهما".

ونذكر في هذا القداس والصلاة الكنيسة القبطية الارثوذكسية الشقيقة التي تختار اليوم بإلهام إلهي بطريركا جديدا، بابا الاسكندرية والكرازة المرقسية للمثلث الرحمة البابا شنوده الثالث والمدعو لقيادة هذه الكنيسة في هذا الظرف الصعب التي تمر به مصر وبلدان الشرق الأوسط".

وتابع: "أنت هو المسيح ابن الله الحي". هذا هو إيماننا المسيحي الذي نردده مع بطرس الرسول، ونعيش بمقتضاه، ولا سيما في سنة الإيمان هذه التي افتتحها قداسة البابا في 11 تشرين الأول الماضي، بمناسبة الذكرى الخمسين لافتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في 11 تشرين الأول 1962، وبمناسبة انعقاد سينودس الأساقفة حول موضوع "الإعلان الجديد للانجيل من اجل نقل الإيمان المسيحي".

إن الإيمان عطية ونعمة من الله، إذ يلهم الروح القدس من يتقبله فينير عقله ليرى الحقيقة الإلهية الموحاة ويستنير بها، ويشدد إرادته للثبات في الحقيقة برجاء وللالتزام بها في الأعمال، ويسكب في قلبه المحبة لله ليعيشها حضارة حياة. هذا الإيمان امتدحه الرب يسوع عند سمعان بطرس، وهنأه عليه، لأنه عطية قبلها من الآب السماوي: "طوبى لك يا سمعان بن يونا، لأن لا لحم ولا دم أظهر لك ذلك، بل ابي الذي في السماء" (متى 16: 17). والايمان لقاء شخصي وجداني بالمسيح، يغيِر المؤمن ويبدله ويضعه في مكانه من تاريخ الخلاص".

اضاف: "في أحد تقديس البيعة، نلتمس من المسيح الرب أن يفتح عقولنا وإراداتنا والقلوب، لنقبل هبة الإيمان من الله الآب بالروح القدس. فبدونها نحن عاجزون عن معرفة الحقيقة والتزام الخير والعيش بالمحبة. وبسبب عدم قبولها، ازداد الشك بالحقائق الموحاة، وزاغ الكثيرون عن نور الحقيقة التي تجمع وتحرر، فتعثروا في حقائقهم النسبية وتفرقوا وخضعوا لعبوديات المال وشهوة السلطة والاستقواء والسعي إلى المصالح الرخيصة والفساد والدعارة والإدمان على المخدِرات والمسكرات. وبسبب عدم قبول هبة الإيمان، تلاشى الرجاء في الإرادات، فانحاز العديدون إلى ارتكاب الشر والجرائم والاعتداء على الحياة البشرية وممارسة العنف والإرهاب، وعاش آخرون في حالة من اليأس والقنوط والإحباط، وكأنهم في حالة غربة عن ذواتهم ومجتمعهم وكنيستهم وأرضهم. ولهذا السبب أيضاً جفت المحبة في قلوب الكثيرين، فباتوا أسرى الحقد والبغض والضغينة وراحوا يتراشقون التهم والإساءات، ويعتدون على بعضهم البعض بالكلام والسلاح والخطف. وها هم يعيشون في حالة خوف وحذر من بعضهم البعض، ويشعرون بأنهم مهددون في حياتهم، فقبعوا في بيوتهم ومربعاتهم الأمنية. هذا الواقع المؤسف يشوه وجه المجتمع اللبناني ووجه لبنان والكنيسة. فلا بد من الجلوس على مائدة الحوار لإيجاد الحلول، ومن إعلان جديد للانجيل لإحياء الإيمان المسيحي، ومن التزام الشركة والمحبة لقيام مجتمع أفضل وأكثر إخاء وإنسانية".

وقال: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (متى16: 18) الإيمان بالمسيح، كما وصفناه، هو بمثابة صخرة يُبنى عليها البيت الروحي، سُكنى الله بين بني البشر، الذي هو الكنيسة، وحجارته جماعة المؤمنين بالمسيح. ولذلك لا يمكن أن تنال منه قوى الشر. هذه الكنيسة هي واقع الشركة بين الله والناس، وهي أداة الشركة على المستوى الأفقي بين الجميع، مع تنوع ثقافتهم ولونهم ومعتقدهم. وبمقدار ما تعمل الكنيسة من أجل توطيد أواصر الشركة ببُعدَيها العمودي والأفقي، بمقدار ذلك تكون شاهدة للشركة وملتزمة بها، ساعية إلى الجمع بين الناس على قاعدة الحقيقة والمحبة، وإلى هدم كل جدران التفرقة وسوء التفاهم والعداوة. إننا مدعوون، نحن أبناء الكنيسة وبناتها، للعمل معاً على تطبيق الإرشاد الرسولي الذي وقعه قداسة البابا بندكتوس في شهر أيلول وسلمنا إياه أثناء زيارته التاريخية إلى لبنان، وعنوانه: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، وعلى الالتزام بما ترك لنا من توجيهات بشأن دور المسيحيين واللبنانيين ورسالة لبنان في الخطابات والعظات التي ألقاها أثناء زيارته".

وتابع "أود باسمكم أن اشكر قداسة البابا على الرسالة التي وجهها إلي في 2 تشرين الأول، وعبر فيها عن امتنانه العميق للاستقبال الحار الذي لقيه منا ومن السادة المطارنة ومن كل أبناء كنيستنا وبناتها، ومن كل الذين شاركوا في محطات زيارته للبنان، مع ذكر خاص للقاء الشبيبة في ساحة الكرسي البطريركي، ولقداس الأحد الختامي في بيروت. ولا بد من الإشارة إلى ما جاء في رسالته من أجل العمل بموجبه.

لقد أدرك "الغنى الإنساني والحيوية الكنسية في لبنان، وألم العديد من الأشخاص، ضحايا العنف". واعتبر أن "الزيارة وما أنتجت من ثمار تستطيع تشجيع الكنيسة في لبنان وتوجيهها لتعيش بشجاعة شهادتها للشركة، وتنظر إلى المستقبل برجاء". وتمنى "أن يتمكن الإرشاد الرسولي، الذي وقعه وسلمه، من أن يُنبت على هذه الأرض المحبوبة بذور المصالحة والعدالة والسلام، من خلال تطبيق نداء الشركة والشهادة، الموصوف في الإرشاد بكل وجوهه الإنسانية والعقائدية والكنسية والروحية والراعوية".

اضاف: "بعد هذه الرسالة اللطيفة والغنية بأبعادها النبوية، وفيما كان الشعب كله في الداخل وفي الخارج يعيش بهجة زيارة قداسة البابا للبنان التي رفعته إلى مكانته العربية والدولية، جاءت قوى الشر المتربصة أبداً به وبأهله، فكان اغتيال شخصية أمنية لبنانية سنية معروفة هو اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في الأشرفية الجمعة في 12 تشرين الأول، ووقعت معه ضحايا بريئة من المواطنين وجرحى وتهديم منازل ومتاجر وتهجير أهلها. إننا نجدد للعائلات المصابة مشاعر التعزية والشركة والصلاة".

وقال: "أود أن أوجه عاطفة خاصة إلى الإخوة السنة في لبنان الذين يعتبرون، وبحق، أنهم مستهدفون وبالتالي لبنان، حيث الكل بات مستهدفا. وهذا ما تسبب بموجة عارمة من التنديد والمطالبات وظهور موجة راديكالية على حساب المعتدلين وهم الأكثرية. ونقول لهم أن الجرحَ البليغ هو جرحنا جميعاً، وينبغي أن نحوله معاً إلى آلام مخاض، يولد منها واقع جديد في لبنان، على مستوى الدولة والشعب والمؤسسات. واقع يحقق أمنيات قداسة البابا المعبر عنها في رسالته المذكورة، أعني "المصالحة والعدالة والسلام". إننا نتضامن مع كل ذوي الإرادات الطيبة والنوايا الحسنة، من لبنان وخارجه، لكي لا تنال قوى الشر الفاعلة في هذا الشرق من وحدة أسرتنا اللبنانية ورسالتها ودورها. فالكنيسة المنيعة على هذه القوى هي إلى جانب كل مظلوم ومقهور ومهمش. وأدعو إلى تلبية دعوة فخامة رئيس الجمهورية إلى التشاور والحوار من أجل العبور إلى واقع جديد يكون فيه خير لبنان ومؤسساته وخير جميع مكوِناته، أفرادا وجماعات.

وختم: "إننا نرفع صلاتنا في هذه الذبيحة المقدسة على هذه النية، ملتمسين شفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان، لكي تحول نعمة المسيح الرب الذي جاء "ليصنع كل شيء جديدا" (رؤيا 21: 5) كل أوجاعنا إلى آلام مخاض ينبلج منها فجر جديد من المصالحة والعدالة والسلام، لمجد الله الآب والابن والروح القدس، آمين".

استقبالات

بعد القداس، التقى الراعي رئيس رابطة آل عازار الدكتور شربل عازار الذي ألقى كلمة جاء فيها: "من علامات الزمن المضيئة والمليئة بالرجاء لنا، ان نكون نحن ابناء آل عازار اول من يحتفل مع نيافتكم بالذبيحة الالهية في اول قداس لكم في لبنان بعد اعلانكم كاردينالا في الكنيسة الجامعة الام، شاكرين لصاحب القداسة البابا بنديكتوس السادس عشر هذه الالتفاتة المميزة التي اراد من خلالها ان يبعث برسالة الى مسيحيي الشرق عامة ومسيحيي لبنان خاصة، ان البطريرك الكاردينال بشارة الراعي هو راعيكم وهو بشارتكم ومحبتي له كبيرة وتقديري عميق وثقتي به مطلقة".

اضاف: "سبق للرابطة وللعائلة ان احتفلت بالقداس الالهي مرات عديدة هنا في بكركي برئاسة سلفكم صاحب النيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي نقدر ونحب ونجل ونحييه في كل مناسبة، طالبين له طول العمر ودوام الصحة والعافية. ونحن اليوم نكمل هذا التقليد، فأتينا اليكم من جميع المناطق اللبنانية ، من بلدة حياطة في فتوح كسروان حيث تأسست الرابطة منذ اربعين سنة، الرابطة التي سبق ان ترأسها ابن حياطة البار، الراهب الانطوني الذي حظي بثقتكم وثقة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك، فانتخب امينا عاما للمدارس الكاثوليكية في لبنان، عنيت به الاب بطرس نعمة الله عازار".

وتابع: "من حياطة انطلقت الرابطة الى عشرات البلدات في جميع المناطق اللبنانية من كل المذاهب المسيحية، فمن مشايخ آل العازار الاورثوذكس في اميون الى آل عازار الاورثوذكس في جديدة الجومة وبشامون، الاشرفية، سن الفيل، جدايل، غرزوز ، المنصف ، قب الياس ، الى آل عازار الكاثوليك في زحلة ورومية المتن، تربل، الدكوه ، الحدث، عمشيت، وصولا الى آل عازار الموارنة في جزين وعينطورة المتن، مشموشة ، بكاسين، قيتولة، بيت الدين، دير القمر، بطمة، الودايا في الشوف، فرن الشباك، عين الرمانة ، الدكوانة، المطيلب ، انطلياس، الزلقا، وصولا الى القبيات وطرابلس المينا، شكا، علما، ارده، بقسميا وحدشيت ووادي قنوبين، مرورا بساحل علما وغزير، حارة صخر ، غادير، البوار، الغينة، صربا، زوق مصبح، ادما، عرمون وغيرها من البلدات، اضافة الى آل عازار اللاتين والكلدان، أتينا اليكم من كل هذه المناطق، مع لفيف من الاقارب والاصدقاء نشارككم القداس الالهي ونستمع الى عظاتكم واقوالكم، فمنذ انتخابكم، وبالاجماع ، على سدة البطريركية المارونية وانتم لا تتعبون ولا تتراجعون ، واينما حللتم يحل الامل والرجاء والتشبث بالايمان وبالوطن وبالارض".

اضاف: "يتسابق الجميع على مبايعتكم وتكريمكم من اقصى البقاع الى اقصى الشمال الى الجنوب مرورا بالجبل وبيروت ووصولا الى دنيا الانتشار. فما حققتموه في سنة ونيف يلزمه سنوات طوال. وما مجيء قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الى وطننا الحبيب لبنان، ومكوثه في بكركي وجوارها، واعتماده اخيرا اللغة العربية في لقاءات الاربعاء في الفاتيكان، الا الدليل الساطع على ما يكنه صاحب القداسة لكم، ومن خلالكم للبطاركة والاساقفة، ولمسيحيي لبنان ومسيحيي هذا الشرق أجمعين".

وقال: "من يتابع مواقفكم يا صاحب الغبطة والنيافة، يعرف جيدا مدى حرصكم على مصلحة الوطن بكل مكوناته، ومن خلالها مصلحة المسيحيين. وان كلمتي "شركة ومحبة" ما كانتا شعارا براقا قط، بل تجسدتا قولا وفعلا بكل ما تنطقون وما تنادون به وما تعملون له، من خلال انفتاحكم على كل الاطراف وجولاتكم في كل ارجاء الوطن، ومن خلال القمم الروحية المتكررة، وتجسدت كذلك بالحرص الشديد والعمل الدؤوب المستمر على تقريب وجهات النظر داخل البيت الماروني والمسيحي الواحد ، لما فيه خير الجميع".

وختم: "بهكذا خطوات تلتزمون بالارشاد الرسولي للبنان، الذي سبق وحمله الينا قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني. وتلتزمون بالارشاد الموجه لمسيحيي الشرق، الذي حمله الينا اخيرا قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي كرم لبنان بتعيينكم كاردينالا والذي وضع مصير الموارنة والمسيحيين أمانة بين أيديكم".

وفي الختام، قدم عازار الرؤساء السابقين للرابطة الى الراعي والذين قدموا له هدية تذكارية "عربون محبة وتقدير وشراكة حقيقية، لان كلمتي "شركة ومحبة" ما كانتا شعارا براقا بل تجسدا قولا وفعلا".

وفد أبيلا

ثم التقى الراعي في الباحة الخارجية للصرح وفدا كبيرا من موظفي شركة "أبيلا" العاملين في كازينو لبنان، عارضين "لمشكلتهم مع الشركة، رافضين التعاقد، ومطالبين دعمه لهم ليصار الى تثبيتهم في الملاك".

ووعد البطريرك الراعي الوفد ب "متابعة قضيتهم"، وتمنى عليهم "متابعة العمل تبيانا للنية الحسنة تجاه مؤسستهم اذا كان ذلك ممكنا".

وفد من عائلة الفقيد شبير

بعدها، التقى في الصالون الكبير للصرح وفدا من عائلة الفقيد الشاب رولان نبيل شبير الذي قضى غدرا على يد صديق له، فألقى منسق مكتب الشبيبة في البطريركية المارونية الخوري توفيق بو هادير كلمة شكر فيها لغبطته "متابعته المستمرة لقضية رولان منذ حدوثها، وهو في عالم الانتشار الماروني، وإيفاده راعي ابرشية جبيل المطران ميشال عون لتعزية عائلته بالنيابة عنه وباسم الابرشية، حيث كان الفقيد الشاب عنصرا فاعلا في الحياة والكنيسة والمجتمع". من ناحيته، جدد الراعي تعازيه لاهل الفقيد ولاصدقائه، متمنيا لهم العزاء الكبير، ومهنئا إياهم على وعيهم وإيمانهم الكبيرين وعلى تصرفهم بمسؤولية تجاه الفاجعة الانسانية منذ حدوثها الى اليوم، وقال:" هذه حضارتنا المسيحية وإيماننا المسيحي الحقيقي"، طالبا من السيدة العذراء ب "أن تبلسم قلوبهم بالرجاء"، متمنيا لهم "الصبر والسلوان".

مهنئون

ومن المهنئين ايضا، غبطته بسلامة العودة، وبالرتبة الكاردينالية، وفد من القضاة برئاسة رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، منسق الشؤون الاجتماعية في "القوات اللبنانية" ايلي ابي طايع، إضافة الى العديد من الفاعليات السياسية والحزبية والقضائية واعضاء من السلك الدبلوماسي، القنصلي، التربوي، رجال فكر ومؤمنين.

 

امين الجميل: إنجازات الحكومة معدومة ويجب التفكير بأخرى

الأحد 04 تشرين الثاني 2012/ وطنية - زار الرئيس امين الجميل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، وهنأه بالرتبة الكاردينالية التي منحه إياها البابا بنديكتوس السادس عشر، ورأى فيها "تقديرا لكل لبنان ولا سيما في هذا الظرف بالذات الذي نحن فيه بحاجة الى مثل هذا الدعم الفاتيكاني بعد الزيارة التي قام بها قداسته الى لبنان، فأتممها بترفيع غبطة البطريرك الراعي الى سدة الكاردينالية، وهو، إضافة الى تكريم غبطة أبينا البطريرك شخصيا، تشجيع ودعم لكل اللبنانيين وتكريم لهم وما يمثله لبنان على الصعيد الانساني والروحي، وكان من الطبيعي ان نأتي لزيارته وتهنئة غبطته ونتمنى له التوفيق ولا سيما في هذا الظرف الصعب الذي نمر به في لبنان". وأكد "ضرورة التكاتف والتعاون والالتفاف حول هذه المقامات أكانت بكركي أو رئاسة الجمهورية لكي نستطيع إنقاذ لبنان من هذه المآسي والعواصف التي تهدد أمنه واستقراره". سئل: صاحب الغبطة يبدي دائما قلقه من الوضع الاقتصادي المتردي ومن المقاطعة، هل تداولتم هذا الموضوع؟

أجاب: "نحن في الاساس ضد كلمة مقاطعة لكونها كلمة سلبية في السياسة. ينبغي على الانسان ان يكون إيجابيا وبناء، اما معارضتنا للحكومة فهي معارضة طبيعية وتأتي ضمن الاسس الدستورية والتقاليد اللبنانية، وبحسب المفهوم الديموقراطي نحن نعارض بقوة اليوم، لاننا نعتبر ان الحكومة اولا تشكلت في ظروف خاصة، وكنا اعترضنا عليها منذ البداية. أداؤها منذ تشكيلها وحتى اليوم لم يكن جيدا ويريح الشعب بل على العكس، والإنجاز الوحيد الذي كان يتحقق اغتالوها بشخص اللواء وسام الحسن، وما تبقى اذا دققنا وأجرينا جردة، نرى ان إنجازات الحكومة كانت مؤسفة جدا، بل معدومة، لذلك وصلنا الى مرحلة من الضرورة ان نفكر بحكومة جديدة ولا سيما في هذا الظرف بالذات، إذ مصلحة لبنان تقتضي تفعيل الدبلوماسية ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والامنية، كلها تقتضي بأسرع وقت تشكيل حكومة قادرة على مواجهة كل هذه التحديات".

 

اعتصام لأهالي المخطوفين في سوريا امام الكتيبة التركية

الأحد 04 تشرين الثاني 2012 /وطنية - نفذ أهالي المخطوفين اللبنانيين في سوريا اعتصاما أمام مقر الكتيبة التركية العاملة في اطار اليونيفيل شرق مدينة صور - خراج بلدة الشعيتية، شارك فيه حوالى ستين فردا من اقارب واهالي المختطفين التسعة المتبقين في سوريا، وذلك وسط إجراءات أمنية اتخذها الجيش أمام المقر. ورفع المشاركون لافتات طالبت الحكومة التركية بالتحرك الجدي والسريع لإطلاق ذويهم بالإضافة الى 265 وردة وزعوها على ضباط وجنود الكتيبة التركية. وأكدوا ان "تحرك اليوم يصب في خانة الرسالة السلمية عبر الوحدة التركية ومن خلالها الى الامم المتحدة".

بعد ذلك، دخل الأهالي الى مقر الكتيبة والتقوا قائدها العقيد حسن ارتورك الذي استضافهم على مائدة الغداء، مرحبا بهم، مؤكدا لهم نقل مطالبهم الى حكومة بلاده.

 

قيادي في "14 آذار": الحسن صَوَّرَ متَّهمًا باغتيال الحريري يراقبه وأبلغ سليمان والقادة الأمنيين (مرفق بفيديو)

كان النائب نهاد المشنوق أوّل من أطلق المعلومة عن "وجود عنصر من حزب الله في مسرح الجريمة (حسين حسن عنيسي) حيث اغتيل اللواء الشهيد وسام الحسن"، وقال لبرنامج "كلام الناس" على شاشة LBC: " أتحدث بصفتي صديق وسام الحسن ومن المنطقي وجود عناصر محلية في تنفيذ اغتيال الحسن". وأضاف المشنوق في حديث إلى قناة "العربية" الفضائية: "الوزير سليمان فرنجيّة أعلن أمس (الجمعة 2 تشرين الأول 2012) أن لسوريا 1000 سبب وسبب لاغتيال الحسن". وفي معلومات، نقلا عن "مصدر قياديّ كبير في قوى 14 آذار". فقد كشف هذا المصدر أنّه "قبل ثلاثة أشهر من اليوم، في إحدى الليالي، كان الحسن عائدا من عمله إلى إحدى الشقق السرّية التي ينام فيها. وصل إلى المدخل وطلب المصعد وانتظر. كان وحيدا مع بعض المرافقين المعلنين والمتوارين عن الأنظار. في اللحظة نفسها التي وصل المصعد وصل رجل فجأة، ودخل المصعد معه". ويتابع المصدر القيادي الكبير، نقلا عن لسان الشهيد الحسن: "وسام وبعض المرافقين صوّروه فورا، لا نعلم كيف، بهاتف أو بقلم أو بكاميرات سرّية أخرى، لكنّ ظهور الرّجل فجأة وصعوده مع الحسن، وسط مجموعة من خيرة المدرّبين على حماية الشخصيات الرفيعة، جعلتهم يشكّون ويسألون أنفسهم: كيف نبت فجأة هذا الرجل بيننا". ويستنتج المصدر: كان هذا دليل إلى أنّ الشخص هذا يرصد وسام بشكل دقيق وناجح. القصة لم تنتهِ هنا. نزل الحسن في الطبقة التي يستأجر فيها شقّة تمويهية، وبقي الرجل في المصعد حتى الطبقة الي تليها، وعرف المعنيون في شعببة الملعومات لاحقا أنّ الرجل هذا يستعمل هذه الشقة هو واثنين آخرين. اللافت أكثر، بحسب المصدر القيادي، هو أنّه بعد مطابقة صورة الرجل مع قاعدة البيانات في شعبة المعلومات، تبيّن أنّه هو نفسه أحد المطلوبين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. أو على الأقلّ تطابقت صورته مع إحدى الصور التي وزّعتها المحكمة الدولية والتي تناقلتها وسائل الإعلام حول المطلوبين الأربعة الذين قيل إنّهم ينتمون إلى "حزب الله". الحسن، في حينها، وضع هذه المعلومات بتصرف كبار القادة الأمنيين في البلد، ومنهم رؤساء أجهزة قريبة من الحزب، كما وضعها بتصرّف رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعدد مختار من قادة قوى 14 آذار.المصدر : مختار

 

جعجع: الحكومة لا تؤمن الاستقرار كما يشاع مصممون على إكمال تحركاتنا سلميا وديموقراطيا

الأحد 04 تشرين الثاني 2012 /وطنية - أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان "هدف قوى 14 آذار ليس مواجهة الحكومة لمجرد المواجهة فقط اذ ان المواجهة الفعلية والحقيقية هي مع المحور السوري - الإيراني ومن ضمنه فريق 8 آذار بأكمله". وقال: "لم يكن لدى قوى 14 آذار خطة مسبقة لمواجهة مرحلة ما بعد اغتيال اللواء وسام الحسن بل جاءت خطواتها عفوية وكردة فعل على الحادثة الأليمة ولا سيما أنها أتت بعد محاولتي اغتيال فاشلتين في معراب وبدارو، لذا كان علينا أن نأخذ موقفا حاسما ونقول صراحة كفى لآلة القتل". وشدد في مقابلة مع صحيفة "International Herald Tribune" على "تصميم قوى 14 آذار على إكمال تحركاتها بطريقة سلمية وديموقراطية، مع الإشارة الى ان هذه الحكومة لا تؤمن الاستقرار للبنان كما يشاع بل جل ما في الأمر أن "حزب الله" يشكل أكثرية داخلها وبالطبع لن يلجأ الى الشارع وإثارة الفوضى باعتبار ان هذا الأمر ليس من مصلحته". ورأى أن "لبنان يعيش أزمة حالية في ظل عودة موجة الاغتيال السياسي الى الواجهة"، وسأل: "ماذا سيحقق الفريق الآخر عبر استعمال القوة؟ ان ما حصل من قطع للطرقات وحرق للدواليب على أثر اغتيال اللواء الحسن ما هو إلا صنيع بعض الأشخاص الذين لا ينتمون فعليا الى قوى 14 آذار بل يتشاركون معها بعض القناعات الوطنية ولكنهم يتحركون على الهامش ودون توجيه من قيادة 14 آذار. برنامج 14 آذار هو بناء الدولة التي لا يمكن بناؤها بوجود السلاح في الشارع".

وردا على سؤال، شرح ان "تفجير الأشرفية لم يكن يستهدف منطقة مسيحية بل كان اللواء الحسن يشكل هدفا بحد ذاته نظرا لدوره الأمني والسياسي وتوقيفه شبكة سماحة-المملوك، التي يديرها شخصيا الرئيس بشار الأسد بنفسه، فضلا عن مساهماته في المحكمة الدولية وكشف المتورطين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري". وشدد على ان "قيادات 14 آذار لا زالت تحت الخطر ومعرضة للاغتيال أكثر من اي وقت مضى"، مشيرا الى ان "الفائزين المحتملين في الانتخابات النيابية المقبلة هم أهداف أساسية على لائحة الاغتيال وأبرزهم على سبيل المثال النائب بطرس حرب نظرا لمن يستفيد من غيابه في البترون، إضافة الى كل من يقف في طريق مشروع الفريق الآخر".

وعما اذا ما كانت هذه الاغتيالات نتيجة تأثير الحرب في سوريا على لبنان، قال: "لقد عايشنا هذه الاغتيالات منذ ما قبل الأزمة السورية بدءا من محاولة اغتيال النائب مروان حماده عام 2004، مرورا بسلسلة الاغتيالات التي طالت رفيق الحريري، جبران تويني، سمير قصير، جورج حاوي، بيار الجميل، وليد عيدو وغيرهم، وصولا الى اغتيال اللواء الحسن. ان الفريق الذي يقف وراء الاغتيال أخذ استراحة عقب اتفاق الدوحة ولكنه عاد الآن واستأنف نشاطه".

وردا على سؤال أجاب: "ان بعض أنصار العماد عون مقتنعون بموقفه الداعم للمحور السوري - الايراني ول"حزب الله"، ولكن وفقا للاحصاءات الأخيرة انخفضت نسبة تأييد عون لدى المسيحيين، وما تبقى له من أتباع يؤيدونه فقط لأنهم يكرهون الآخرين من الحريري الى القوات أو الكتائب".

ولم يتوقع أن "يؤول الوضع في المستقبل القريب الى أسوأ من الذي نعيشه حاليا، فماذا يوجد أسوأ من الشعور بأن الشعب اللبناني يغتال؟ بعد 25 اغتيالا ومحاولة اغتيال طالت قوى 14 آذار هل هناك من أسوأ؟"، مؤكدا ان "14 آذار ستستمر بالضغط على الحكومة حتى تستقيل اذ لا يمكننا التصرف بغير هذا المنطق".

ورأى جعجع أن "لا يوجد صراع سني - شيعي في لبنان بل هناك صراع سني مع "حزب الله" وليس مع الطائفة الشيعية كمذهب ديني"، ولم يتخوف من "توسع رقعة الاشتباكات في طرابلس لتشمل كل لبنان".

 

أعضاء "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى": قباني حرّف في بيان المجلس

أصدر أعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى وهم: محمد خالد المراد، محمد سعيد فواز، منذر ضناوي، جلال حلاواني، بسام برغوت، محمد صميلي ، محمد راجي البساط، سامي السنيورة، منذر حمزة، محي الدين القطب، عبد الحليم الزين، طلال بيضون ورياض الحلبي، بيانا توضيحيا جاء في نصه:" بعد انتهاء جلسة المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى يوم السبت في 3/11/2012 التي عقدت في دار الفتوى للمصادقة على بيان المجلس من جميع الاعضاء الحاضرين بمن فيهم سماحة مفتي الجمهورية. وبعد التدقيق في البيان الذي تلاه عضو المجلس الشرعي الدكتور الشيخ محمد أنيس إروادي، تبين ان سماحة مفتي الجمهورية أحدث تحريفا للبيان الذي أقره المجلس ويتمثل هذا التحريف:

أولاً: حذف واسقاط عبارة تثمين موقف رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لجهة ربطه جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن بجريمة ميشال سماحة.

ثانياً: حذف الفقرة الثانية من موقف المجلس من الاوضاع في سوريا، اذ حذفت العبارة التالية:" حيا المجلس صمود الشعب السوري الشقيق وما يقدمه من تضحيات كبيرة دفاعا عن حريته وخياراته الوطنية ورفضه للظلم والاستبداد وحقه في اقامة دولة مدنية تنعم بالحرية والسيادة والامن والاستقرار". لذا اقتضى التوضيح".

 

"الأحرار" يشكر المتصلين ويطمئن: شمعون بخير وسيغادر المستشفى قريباً

شكر حزب "الوطنيين الاحرار" أمس، "كل المسؤولين والمواطنين الذين بادروا الى الاتصال والاستفسار عن صحة رئيس الحزب النائب دوري شمعون". وطمأن "الجميع بأن شمعون الآن بصحة جيدة، وهو سيخرج من المستشفى قريبا، لمتابعة نشاطه المعتاد". وذكّرت أمانة الاعلام في الحزب في بيان أمس، بأن "رئيس الحزب النائب شمعون تعرض لأزمة قلبية، نقل على اثرها الى مستشفى السان شارل ـ الفياضية، حيث خضع للفحوصات الطبية والعلاج اللازم، وهو الآن بحالة صحية جيدة".

 

حرب: هناك استنسابيّة في القضاء.. والحكومة تغطي "حزب الله" في منع تحقيق العدالة

أعلن النائب بطرس حرب أنّ "هناك استنسابيّة في القضاء"، موضحاً أنّ "هناك محاولة اغتيال ثابتة حصلت (في إشارة إلى محاولة اغتياله) ولم يتحرّك القضاء ولم يصدر أيّ إدعاء فيما يدعى على مجهول في قضيّة اغتيال مزعومة (في إشارة إلى محاولة اغتيال رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون) اعترف صاحب السيارة المصابة أنّها أصيبت في الشمال". حرب، وفي حديث إلى قناة "المستقبل"، أشار إلى أنّ "الحكومة تغطي "حزب الله" في منع تحقيق العدالة"، وقال: "التحقيق في محاولة اغتيالي توقفت لدى رفض "حزب الله" أن يعطي شخص مدعى عليه إفادته".

 

الكتائب وراء ما يحصل من خلافات داخل ١٤ اذار

اعلن مصدر قيادي بارز في قوى 14 آذار أن العنوان العريض لما يحصل داخل هذه القوى من خلافات وتجاذبات هو حزب الكتائب اللبنانية الذي يتحرك منذ فترة غير قصيرة لتهميش الامانة العامة، ليس بقصد إضعافها أو تحجيم دور منسقها العام فارس سعيد، إنما بقصد ممارسة الضغط على القوتين الأساسيتين فيها أي المستقبل والقوات اللبنانية، وذلك بهدف اجبارهما على اعطاء حزب الكتائب دورا أكبر يعتقده ملائ‍ما لحجمه على المستويين الشعبي والسياسي.  واكد المصدر عبر صحيفة "الانباء" الكويتية أن واقع الأمور هو غير ما تسربه عمدا بعض الجهات الاعلامية التابعة لحزب الله وقوى 8 آذار في محاولة يائسة منها للاصطياد بالماء العكر، مشيرا بالتالي الى أن الامانة العامة لقوى 14 آذار و سعيد تحديدا لم يكونا سوى واجهة، صب حزب الكتائب جام غضبه عليها وجعلها كبش محرقة على قاعدة "إن لم تقو على الجمل، فعليك بالجمّال" بحسب تعبيره

 

كيف تقرأ "14 آذار" زيارة هولاند؟

لبنان الآن/ناجي يونس

تنظر المعارضة اللبنانية المتمثّلة بقوى 14 آذار بـ"إيجابية" إلى زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى لبنان الأحد، خصوصاً وأن الزيارة تقتصر على لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان، دون غيره من المسؤولين الحكوميين. في هذا السياق يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث الى موقع "NOW" أن الزيارة "تأكيد على الدعم الفرنسي الراسخ للبنان الرسالة وواحة الديمقراطية في المنطقة".ويشير حوري إلى أن "الدعم الفرنسي واضح لسيادة لبنان واستقراره ولتوجهات الرئيس سليمان ومواقفه في الفترة الأخيرة"، مضيفاً: "إن هولاند أراد ربّما أن يحصر لقاءاته بالرئيس سليمان، لئلا تشكّل زيارته مجالاً للتشاطر الذي قام به الفريق الآخر قبل أيام عندما زار سفراء الدول الكبرى قصر بعبدا والسراي الحكومي". ويوضح حوري أن "هولاند يود التأكيد على الدعم للبنان الصيغة، بعيداً من مناخات الأزمة الداخلية القائمة"، مؤكداً أن "موقف هولاند واضح لجهة النأي بالنفس عن حكومة (الرئيس نجيب) ميقاتي". عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم يؤكد بدوره لـ"NOW" أن زيارة هولاند "تأتي دعماً لمواقف سليمان في موضوع تشكيل الحكومة والحوار، ولخطّه وتصاريحه في الفترة الأخيرة". وعن اقتصار الزيارة على لقاء سليمان وحده، يقول كرم إن "الحكومات الغربية تعتبر ان سليمان اكثر من يمثل الشعب اللبناني"، ويضيف: "الغرب يدرك طبيعة الأزمة القائمة بشأن الحكومة ومجلس النواب وسقوط شرعيتهما ديمقراطياً"، ويرى كرم أن "هولاند ينأى بنفسه عن الأزمة الداخلية اللبنانية، فالدول الكبرى تدعم مؤسسات الدولة اللبنانية وعلى رأسها سليمان وهي تبتعد عن التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية".

 

بحث في الكواليس بصيغة حكومة 8+ 8+ 8 و14 آذار تتشدد في رفض استعادة صيغة "الوحدة الوطنية"

ايلي الحاج/النهار

"لا مجال لبقاء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وما ترونه من تمسك بالبقاء ليس سوى كسب وقت لا أكثر. سيستقيل رئيس الحكومة في نهاية المطاف بفعل الضغط الداخلي المتمثل في مقاطعة الجلسات البرلمانية التي تشارك فيها الحكومة وعوامل أخرى، فضلاً عن وصول المجتمعين العربي والدولي إلى اقتناع بضرورة التغيير الحكومي. المسؤولون  في لبنان سمعوا وسيسمعون المزيد من الكلام بهذا المنحى من قادة الدول ولن يكون آخرهم رئيس الجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند الذي سيزور لبنان لساعات" غداً.

هذا الكلام قاله لـ"النهار" سياسي معارض يتابع الإتصالات الدائرة في لبنان وخارجه في الشأنين المحلي والإقليمي. وأضاف إن ديبلوماسيا يمثل دولة عربية بارزة سأل أكثر من طرف أخيرا على سبيل الإستفسار عن أسماء المرشحين لتولي رئاسة حكومة إنتقالية من فئة التكنوقراط"، وأنا ذكرت اسم النائب تمام سلام وأسماء آخرين من سياسيين واقتصاديين".  

لكنه تدارك: "في المبدأ يجب ألا يترشح رئيس الحكومة المقبل للإنتخابات النيابية. وهناك كثر مؤهلون يرحبون بتولي رئاسة حكومة كهذه".

وتحدث عن اقتناع بضرورة تشكيل حكومة وحدة لدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس نبيه بري والرئيس ميقاتي ورئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط والكنيسة المارونية ممثلة بالبطريرك بشارة الراعي، في حين تتشدد قوى 14 آذار في مطالبتها بحكومة تكنوقراطية حيادية وإنقاذية للمرحلة المقبلة التزاماً للمواقف التي أعلنتها بعد اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن. 

وقال السياسي إن ثمة بحثاً في محيط الرئيس سليمان وفي كواليس سياسية في امكان تشكيل حكومة (8 +8+ 8)، أي من ثمانية وزراء لكل من "الوسطيين" و14 و8 آذار.  

ولفتت مصادر سياسية إلى أن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية تلقي بثقلها الكبير على الحكومة الحالية وتزيد اقتناع القيمين عليها  وحتى "حماتها" بضرورة التخلي عنها والإتيان بأخرى يكون في طليعة اهتمامها حمل العرب على رفع اسم لبنان عن لائحة الدول المحظر السفر إليها والإقامة فيها.

وتابعت إن الحكومة الجديدة المحكى عنها ستكون مدعوة أولا ًإلى دعم قدرة المواطنين على الصمود معيشياً واقتصادياً لتمرير المرحلة الصعبة التي يجتازها لبنان والمنطقة. وثانياً إلى توفير الأمن بإعطاء إشارات جدية إلى نيتها وقدرتها على كشف الجريمة سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ومحاكمتهم إلى أي فئة انتموا وفي أي منطقة كانوا. وثالثاً متابعة قضية وضع قانون للإنتخابات النيابية وتنظيم هذه الإنتخابات في مواعيدها بالحد المطلوب من الأمن والديموقراطية.

وتقر المصادر في الوقت نفسه بأن "حزب الله" لن يكون سهلاً عليه التخلي عن حكومة الرئيس ميقاتي، لكنه سيقبل باستقالتها على الأرجح في سبيل التخفيف من الخسائر . وتضيف أن الرئيس بري سيكون جاهزاً للتقريب بين وجهات النظر المتضاربة بين الأفرقاء المؤثرين في تشكيل الحكومة. وهو يدعم بقوة خيار حكومة وحدة وطنية على غرار الصيغة التي أنتجها "اتفاق الدوحة" عندما يحين أوان البحث النهائي والعلني.

ومن دون أن يربط بين الوضع الحكومي في لبنان والأوضاع العسكرية في سوريا،  وبين الأخيرة وموقف "حزب الله" من الحكومة ، كشف سياسي معارض إنه لمس من مسؤولين في دول غربية وعربية وديبلوماسيين ما يتجاوز الإنطباعات بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبح على مشارف نهايته، وذلك نقيض الأجواء المتشائمة بالنسبة إلى مؤيدي الثورة والتي سادت في الأسابيع الأخيرة ، وذهب أصحابها إلى التكهن بحرب أهلية طويلة ومآس كثيرة لا تزال تنتظر البلد المجاور.

وقال السياسي المعارض إن سقوط نظام الأسد سيؤثر من دون شك في الوضع الحكومي اللبناني. وإن "حزب الله" قد يلجأ إلى خيار حكومة الوحدة في محاولة لضمان تضامن بقية اللبنانيين معه في أي مواجهة خارجية قد يخوضها على غرار ما فعل في الماضي.  

وأبدى أكثر من سياسي التقتهم "النهار" اعتقاداً بأن الحكومة ستستقيل من دون ضمان تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال أحدهم إن "الرئيس ميقاتي سيعلن الاستقالة بناء على انطباع وليس على تأكيد أن الحكومة التي ستليها ستحمل صفة الوحدة الوطنية ويمكن أن تكون برئاسته". 

وسأل أحدهم: " من هو المسؤول الذي يمكنه المبادرة في استقالة الحكومة والإشراف على عملية تحديد شكلها ثم تأليفها في غياب أي رعاية غربية أو عربية ؟". وقارن بين المرحلة الحالية التي يعيشها لبنان ومراحل سابقة حظي خلالها بأكثر من غطاء أمنته توافقات أميركية – عربية – إيرانية، وأخرى عربية – سورية – إيرانية لحماية لبنان. أما اليوم فقد سقطت هذه التفاهمات ولم يبق من رادع للإنهيار إلا الخوف من عواقب أي إنزلاق إلى المواجهة. 

 

عن زيارة فرنسوا هولاند للبنان

علي حماده/النهار

يوم يزورنا في لبنان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كان في وقت من الاوقات يأخذ على سلفه نيكولا ساركوزي دعوته سنة ٢٠٠٨ بشار الاسد الى حضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي، ووقوفه بجانبه على منصة الشرف في مناسبة ترمز الى الثورة على الطغيان، وقد اصبحت الثورة الفرنسية برمزيتها والمبادئ التي قامت عليها مصدر الهام للعديد من الشعوب في العالم. بالطبع عاد ساركوزي وفهم، وان متأخرا، ان من وقف على منصة الشرف في عيد الثورة الفرنسية وذكرى سقوط سجن قلعة "الباستيل" انما كان اكبر السجانين وقاتلي الشعوب في التاريخ الحديث. رحمة الله على الملك لويس السادس عشر البسيط الذي قطع رأسه بالمقصلة وهو يعلل النفس بتسوية تهدئ الشعب الثائر، فيما كانت زوجته الملكة ماري انطوانيت تدعو جياع فرنسا الى اكل البسكويت مكان الخبز العزيز. ترى ماذا تقول اسماء الاسد لامهات سوريا الثكلى ، وبناتها اليتيمات والمغتصبات بالالاف؟ يزورنا فرنسوا هولاند الذي وصف اكثر من مرة خلال حملته الانتخابية الرئاسية بشار الاسد بالمجرم وقاتل شعبه وان عليه ان يرحل، وهو يزور لبنان في مرحلة مفصلية يخوض فيها الاستقلاليون جولة جديدة من الصراع مع آلة الموت الداخلية والخارجية التي حصدت أخيراً اللواء وسام الحسن حامي اللبنانيين في قلب بيروت. وهو يزور لبنان في الوقت الذي بلغت فيه ازمة البلد منعطفا خطيرا، ان على صعيد العلاقات الداخلية بين اللبنانيين، او على صعيد حكومة الثنائي الاسد - نصرالله، او على صعيد بلوغ محاولات ربط لبنان بمحور طهران - دمشق مرحلة متقدمة. لقد وصلت الامور الى حافة الهاوية. وما يزيد خطورة الامر ان في لبنان حكومة ثمة من يزعم انها تحافظ على الاستقرار. اوليس هذا ما منحه حافظ الاسد للسوريين طوال اربعة عقود : الاستقرار في مقابل العبودية والذل والقهر والسجون؟ اغتيل اللواء وسام الحسن، ولا تخفى على الرئيس الفرنسي ولا على ادارته هوية القاتل. كما لا تخفى على هولاند هوية المشتركين في قتل الحسن، وقبله كل الشهداء بدءا من رفيق الحريري. صحيح ان ثمة عنوانا اقليميا معروفا، انما ثمة عنوان لبناني اساسي في كل الاعمال الارهابية التي حصلت، وفي كل الجرائم اما بالتنفيذ الفعلي كما في جريمة اغتيال الحريري وغيرها، واما بخوض صراع مخيف ودموي لمنع العدالة من اخذ مجراها، ان عبر لجنة التحقيق الدولية، او عبر محاربة المحكمة الخاصة بلبنان.

المهم يوم ان يدرك الفرنسيون ان ما يسمى "حكومة ميقاتي" انما هي حكومة قاتل الاطفال في سوريا وحكومة من يكاد ان يصنف في اوروبا تنظيما ارهابيا. والاستقلاليون هم من يواجه دفاعا عما تبقى من وطنهم: لقد حان الوقت لانهاء كذبة الوسطيين في لبنان التي يرتاح اليها الغرب. وسؤالنا: متى كانت هناك وسطية مع المافيا والجريمة؟

 

المحكمة الدولية تدعو اللبنانيين لحوار مباشر مع رئيسها التنفيذي على "تويتر" الاثنين المقبل

بيروت – جاد يتيم/الحياة/أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على حسابها الرسمي على موقع تويتر (https://twitter.com/STLebanon) أن رئيس قلم المحكمة هرمان فون هايبل سيقوم بالرد على أسئلة المواطنين اللبنانيين والجمهور مباشرة عبر حساب المحكمة على تويتر وذلك من الساعة الثالثة إلى الخامسة (1 – 3 من بعد الظهر بتوقيت غرينتش) بعد ظهر الإثنين المقبل 5 تشرين الثاني/نوفمبر بتوقيت بيروت. ولفتت المحكمة الجمهور إلى المجالات التي يمكن لهايبل أن يجيب عن أسئلتهم فيها، مشيرة إلى أن "رئيس القلم في الواقع يُعتبر الرئيس التنفيذي للمحكمة". وأوضحت أن هايبل "يتولى المسؤولية عن جميع أوجه إدارتها (المحكمة)، كالميزانية، وجمع الأموال، والعلاقات مع الدول"، بالإضافة إلى أن مهامه "تشمل أيضاً الإشراف على وحدة المتضررين المشاركين في الإجراءات، وحماية الشهود، ومرافق الاحتجاز". وتوجهت المحكمة إلى الراغبين بالنقاش إلى أنه " بإمكانكم إرسال الأسئلة لرئيس قلم المحكمة عبر تويتر من الآن". وكان لافتاً السؤال الأول من شادي دسوقي من لبنان معتبراً أن "تأخير العدالة هو إنكار للعدالة"، سائلاً "لماذا انتظرنا 7 سنوات من دون أن يتم القبض على أي من المتهمين والآن علينا أن ننتظر 7 سنوات أخرى من أجل المحاكمات؟".

 

"زعران" السنّة!

عبد السلام موسى/المستقبل/

في منطق رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية يجوز لـ"الزعران" أن يُشكلوا حكومة لبنان، لكن لا يجوز لـ"الزعران" أن يمثلوا الطائفة السنية، بوجود "الأوادم"، وعلى رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس "حكومة الزعران" في نظر فرنجية. ألم يطالب إبان تشكيل الحكومة بـ"قبضايات" و"زعران"؟ فما باله اليوم يحاضر بـ"الأدمية"، ويميز بين "سُنة أوادم" و"سُنة زعران"، من على منبر "المنار" قائلاً : الأوادم في الطائفة السنية طبعاً مع ميقاتي ولا يجوز للزعران أن يمثلوا تلك الطائفة"! لا شك أن سليمان فرنجية يتحدث بمنطق الحقد على شرعية تفتخر بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وباللواء الشهيد وسام الحسن، لأن كل من موقعه استطاع ان يتجاوز الطائفة الى الوطن، وهذا ما يولد الغيرة لدى فرنجية، وسائر "أيتام النظام السوري" الذين يصغرون أمام كبر ما فعله الحريري والحسن للبنان، فيما هم يتعاطون السياسة من منظور طائفي لا وطني، عنوانه كما يثبتون دائماً، تجاوز الوطن من أجل نظام بشار الأسد، بحيث لا يخجلون من المفاخرة بالتبعية لألة القتل والإجرام، رغم أن هذا النظام يتهاوى، بعدما تهاوت وصايته في لبنان منذ 7 سنوات.

بهذا المعنى، لا بد من سؤال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن رأيه بالاساءة التي وجهت للطائفة السنية على لسان فرنجية. هو المطلب اليوم بأن يبادر قبل غيره الى الرد على "إهانة" فرنجية بحق طائفته التي سبق وزعم انه يرفض الاساءة اليها. لأن الساكت عن "الاهانة" شيطان أخرس، فكيف اذا كانت الاهانات تتوالى بحق جهة لطالما كانت ولا زالت "أم الصبي" في لبنان.

حسناً فعل سليمان فرنجية بأن أعلن إعتزاله العمل النيابي، لصالح نجله طوني، لعل وعسى ترتاح الحياة السياسية من أدبياته المتفلتة من أي أدب، ويكون لسان طوني ومصطلحاته أكثر أدباً.

ليس بخافٍ على أحد أن عين البيك على كرسي بعبدا، وأن صراعاً خفياً يدور حول هذا الموقع بينه وبين الجنرال ميشال عون أو صهره جبران باسيل الذي سيخلفه بعد عمر طويل. لكن هل بإمكانه العبور إلى الرئاسة في ظل وجود "زعران" في الطائفة السنية، إستناداً إلى منطقه؟ ذلك أن "الزعران" في حكومة فريقه السياسي، من كل الطوائف، أسقطوا الرئيس سعد الحريري من على كرسي حكومة الوحدة الوطنية، ويحمون مجرمين "قديسين"، ويغطون قتلة !.

ما قاله فرنجية، من على منبر "حزب الله" بالتحديد، قد يكون مطلوباً منه، فالقاصي والداني يعلم أن ما لا يقوله "حزب الله" الذي لم ينفك يحاول كسر الجهة التي يصوب عليها فرنجية، منذ اغتيال الرئيس الشهيد، يقوله حلفاؤه المسيحيون بـ"تكليف" منه، كما هي الحال مع فرنجية والنائب ميشال عون. الأول يتهم السواد الأعظم من السنة بأنهم "زعران"، والثاني يوحي بأنه لا يأكل ولا ينام لأن "هناك بعبعاً سنياً"، فيما "حزب الله" يراقب، كما لو أنه غير معني، وهو المعروف بأنه "مايسترو" 8 آذار"، وبأنه البعبع الحقيقي، الذي يحمي متهمين بإغتيال رفيق الحريري، ويغطي أحد منفذي محاولة اغتيال النائب بطرس حرب. يقال ان ناقل الكفر ليس بكافر، لكن في حالة فرنجية، ناقل الحقد هو حاقد، وإن كان الوكيل وليس الأصيل.

 

"القوات" يرد على فرنجية: شهادة الحسن أكبر ممّن سماهم شهداء ويلفت لفت الى دوره المعروف في نقل الإملاءات من وراء الحدود

المستقبل/رأى نواب "القوات اللبنانية" أمس، أن حديث رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية إلى تلفزيون "المنار" شابته العورات"، مؤكدين أن "محاولة اخافة الناس بأسماء من سيصل الى رئاستي الحكومة ومجلس النواب "فزيعة" مبهبطة على الوزير فرنجية الذي يعرف الجميع حجمه الضئيل ودوره في نقل الاملاءات من وراء الحدود سابقا". وشددوا على أن "شهادة اللواء وسام الحسن اكبر بكثير ممن سماهم فرنجية بشهداء "لان الحسن يمثل الدولة اللبنانية وليس فريقا مرتهنا للخارج".

زهرا

وقال عضو الكتلة "النائب أنطوان زهرة في بيان: "طالعنا الوزير السابق سليمان فرنجية بحديث على محطة "حزب الله" كان يمكن ان يمر مرور الكرام لولا العورات التي شابته في الشكل والمضمون وفي الخاص والعام"، مشيرا إلى أنه "في الشكل: يكفي ان يجمع فرنجيه كلامه عن محاولة قوى 14 اذار احتكار شهادة اللواء الحسن مع استطراده ان عماد مغنية كان بقيمة الحسن 1500 مرة، حتى يفهم الكبير والصغير اسباب "استدعاء" فرنجية وفك صومه عن الكلام في هذا الوقت بالذات وعلى محطة "المنار" تحديدا".

أضاف: "في المضمون: قوى 14 اذار تطالب باستقالة الحكومة وتشكيل اخرى حيادية توقف آلة القتل وتوصل الى الانتخابات النيابية، وكلام فرنجية عن تسليمنا رئاسة الحكومة يظهر اسباب تمسك محور النظام السوري ـ "حزب الله" بها حصرا لانها تغطي القتلة وتنأى بنفسها عن كل ما يزعج محور الممانعة ومشروعه في المنطقة".

وأردف: "في الخاص: وصول الدكتور سمير جعجع (او اي سيادي) الى رئاسة الجمهورية ليس هدفا، وان كان حقا مشروعا، ومحاولة اخافة الناس بأسماء من سيصل الى رئاستي الحكومة ومجلس النواب "فزيعة" مبهبطة على الوزير فرنجية الذي يعرف الجميع حجمه الضئيل ودوره في نقل الاملاءات من وراء الحدود سابقا ولاحقا. في الخاص ايضا: لا يفيد تكرار المعزوفة ذاتها في محاولة تشويه تاريخ المقاومة اللبنانية والدكتور سمير جعجع بعد ان سبق فرنجية اليها "معلموه" في زمن الوصاية واعطت مردودا معكوسا اغاظ قتلة الاطفال في الشام ويغيظ فرنجية، دون شك، لانه زاد في وزنات الرجل الذي صار زعيما وطنيا بإمتياز ويحسب له الف حساب لبنانيا وعربيا ودوليا ايضا وايضا"، لافتا إلى أنه "في العام: نحن كنا وما زلنا الاحرص على دور المؤسسات الدستورية وتفعيلها وتولي الاجهزة العسكرية والامنية مسؤولياتها دون شريك او منازع، ونحن ايضا الاحرص على دور وموقع فخامة الرئيس، وهذه كلها كانت (تاريخيا) ثوابت الموارنة وصارت بعد ثورة الارز ثوابت 14 اذار وكل من ينادي بلبنان اولا".وختم: "ويبقى ان تصنيفك الناس وتسميتهم لا تنتقص من قدرهم وقيمتهم ولا تزيد عندك شيئا ومثلها رهاناتك المحلية والاقليمية، لانها تمنيات لا تقرأ بل تحلم بعودة ما كان وصار وهما عند فرنجية وعند حلفاءه مثله".

كرم

بدوره، رد عضو الكتلة النائب فادي كرم في بيان، على فرنجية "ودفاعه عن مخطط سماحة ـ مملوك الهادف الى القضاء على لبنان"، معتبرا ان "شهادة اللواء وسام الحسن اكبر بكثير ممن سماهم فرنجية بشهداء "لان الحسن يمثل الدولة اللبنانية وليس فريقا مرتهنا للخارج". وقال: "ليس غريباً على النائب فرنجية التطاول في الكلام على من هم أعلى منه شأناً، فهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة لأنه ينطق بلسان غيره وكما تأتيه الأوامر من معلمه في الضفة الأخرى، أما وانه يتكلم عن الجرائم والمجازر التي ينسبها إلى الدكتور سمير جعجع، فهذا طبيعي لأنه لا يستطيع هو وحلفاؤه فهم ما كان يقوم به القائد الحكيم لأنهم يمثلون مفهوماً آخر وأنظمة ديكتاتورية بالية لا تحيا إلا بالمجازر وقتل كل اخصامها السياسيين، بالإضافة الى قتل شعبها كما هو حاصل اليوم ومعاقبة كل من يقول لا"، مردفا: "بإختصار، هذا هو مفهوم النائب فرنجية وهكذا تعلم السياسة وينطق بها، أما ما كان يقوم به الدكتور سمير جعجع فكان نضالاً في سبيل خلاص الوطن من المخططات الهادفة إلى نقلة من مكان إلى اخر، ومن دولة إلى محافظة عند أسياد فرنجية أو ولاية من إحدى ولايات الفقيه المرتقبة". وشدّد على ان "معظم الشعب اللبناني بات يعرف تلك الأساليب الملتوية التي يلجأون إليها عندما يجدون أنفسهم أمام أي مأزق وطني، وعلى سبيل المثال لا الحصر، سمعنا النائب فرنجية يشن هجومه أيضاً على رئيس الجمهورية، لا لكون فخامة الرئيس على خطأ، بل لأنه قال "لا للإعتداء على لبنان من أي دولة أخرى حتى ولو كانت هذه الدولة سوريا"، مشيرا إلى أن "دفاع فرنجية عن مخطط سماحة ـ مملوك، الذي كان يهدف إلى القضاء على السلم الاهلي خير دليل على نزاهة النائب فرنجية وحسه الوطني".

وختم متوجهاً إلى فرنجية بالقول: "إذا كنت تريد الخضوع أكثر من قبل لقرارات الطاغية في الشام فهذا شأنك، انما القرار اللبناني هو شأننا نحن احرار هذا البلد والمدافعون عن سيادته بدم الشهداء الأبرار، ولن نتركه في أيديكم مهما غلت التضحيات ومهما فبركتم من أكاذيب".

معلوف

في سياق اخر، أكد عضو الكتلة النائب جوزيف المعلوف في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، أن "هناك دستورا في لبنان يجب أن يحترم، أو لنضعه جانبا، ويتصرف كل واحد على هواه"، معتبرا أن "فريق 8 آذار مرتبط بالأجندة الخارجية". ولفت الى أن وثيقة "14 آذار" تؤكد في بنودها ضرورة استقالة الحكومة قبل أي أمر آخر، وعلى الفريق الموجود في الحكم أن يدرك أن الشريحة الكبيرة من اللبنانيين الرافضة لهذه الحكومة، لا يمكن إلغاؤها أو إسكاتها". وشدد على أن "طائرة "أيوب" التي يتباهى فيها النظام الإيراني، تؤكد أن "حزب الله" أداة في يد هذا النظام". وسأل: "كيف يتمكن "الحزب التقدمي الإشتراكي" الذي يتكلم بالوطنية، أن يبقى مستمرا في علاقته الحالية مع هذا الحزب الإيراني، وصامتا عن هذه الإنتهاكات بحق سيادة لبنان؟".

عيد

وأوضح القيادي في "القوات اللبنانية" شربل عيد في حديث إلى تلفزيون "الجديد"، ان "مشروع قوى 14 آذار كان ولا يزال مشروع الدولة منذ العام 2005، ونحن نريد وقف آلة القتل والخطوة الأولى باسقاط هذه الحكومة". وقال: "ماذا نريد أكثر من أشخاص كسليمان فرنجية الذي دعم البارحة علنا بشار الأسد رغم ارتباط الأخير بإرسال متفجراته الى لبنان لقتل المواطنين، مع العلم ان فرنجية لم يستعبد شبهة وقوف النظام السوري وراء اغتيال الحسن، فمن فمهم ندينهم". وأكّد ان "القضاء اللبناني هو من أنزه القضاء في العالم، ولكننا اليوم نخاف على الجسم القضائي من المخاطر الأمنية المحدقة بكل فرد يتعاطى هذا الشأن"، لافتا إلى أن "الأمور أصبحت واضحة وهم لا يخجلون من أفعالهم". وأكد أن "ما قاله فرنجية البارحة أسوأ من أي عمل يقوم به أي عميل إسرائيلي، خصوصا بعدما حلل دم الحسن وبرر اغتياله". تابع: "لا شيء أخطر من بقاء هذه الحكومة ولن نجلس مع فريق "8 آذار" على طاولة حكومية واحدة، جزء منه يقتلنا بطريقة مباشرة وجزء آخر يقتلنا بطريقة غير مباشرة". وختم: "فارس سعيد هو رفيق في "القوات اللبنانية" ورفيق في كل أحزاب ثورة الأرز وهناك مفاجآت إيجابية سنعلنها "للمحبين" بعد اجتماع الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الأربعاء المقبل، والخلاف داخل هذه القوى دليل صحّة وديموقراطية والخلافات بين أعضاء الأمانة العامة وحزب "الكتائب" الى انحسار"، متمنيا على "جميع أفرقاء "14 آذار" وأحزابها الإلتزام بكامل بنود وثيقة بيت الوسط بالكامل لجهة مقاطعة فريق الحكم".

 

بين حكومة ميشال سماحة وفراغ وسام الحسن

حازم الأمين/الحياة

٢٠١٢هناك حدثان أمنيان طبعا المشهد اللبناني في الشهرين الفائتين، وهما لشدة وضوحهما يخالهما المرء سياسيين. ذاك أن الأمني في سعيه لمصادرة السياسي يسعى أيضاً لمجانبة الوضوح، فيما الحدثان اللبنانيان لم يسعيا إلى ذلك، لا بل إن الإشهار والانكشاف كانا جزءاً من الرسائل التي حملاها. انهما الكشف عما سمي «شبكة سماحة مملوك»، ثم الاغتيال المعلن لمن قام بهذا الكشف، أي اللواء وسام الحسن. تُقاتل الحكومة اللبنانية التي جرى الحدثان تحت ناظريها للبقاء، فيما تخوض المعارضة المنهكة والمتنازعة والكسولة معركة إسقاط حكومة ينتمي إليها على الأقل أحد عناصر الحدثين الأمنيين. فحكومة نجيب ميقاتي شكلها، محلياً، الفريق السياسي الذي ينتمي ميشال سماحة إليه. ميشال سماحة نفسه، الذي نقل المتفجرات في سيارته الخاصة من دمشق إلى بيروت، وميشال سماحة الذي أقدم أصدقاء له من الفريق السياسي الذي شكل الحكومة على تهديد اللواء الحسن بالقتل من على شاشة التلفزيون. إنها الحكومة التي قال رئيسها في مفارقة هزيلة انه «حمى وسام الحسن»، وهو يعني انه حماه من احتمال عزله من منصبه، لكنه لم يحمه من إقدام حلفاء للرئيس على قتله.

والحال إن اقتراب السياسة من هذا الإشهار للنوايا، وجعله أمراً ممكناً ومقبولاً (نوايا القتل)، هو مدخل لمرحلة جديدة في لبنان. إنها الحرب، تلك التي يُشهر أطرافها نواياهم ويعلنون عن أفعالهم. لا بل إن ما تخلفه الفعلة الأمنية من نجاح أو إخفاق، هو مشاعر زهو بالنجاح وإحباط في الإخفاق. والحرب بهذا المعنى تكون في أشد صورها قذارة، إذ إن وقائعها لا تنطوي على رغبات في الفوز والإخضاع، إنما على القتل بصفته فعلاً انتقامياً عارياً من الأهداف.

جماعة «14 آذار» في لبنان تخوض معركة إسقاط حكومة شكلها فريق سياسي ينتمي ميشال سماحة إليه، ويقول رئيسها في يوم مقتل وسام الحسن انه حمى القتيل من العزل من مهماته. ومن الواضح أن «14 آذار» التي نعرفها متعثرة في خوض المعركة، لا سيما وأنها عجزت عن رفد اعتصامين أقامتهما بهدف إسقاط الحكومة بالمناصرين والناشطين.

لم تفشل «14 آذار» في شحذ همم مناصريها لأن الأخيرين ليسوا على موجة إسقاط الحكومة على ما يُردد نجيب ميقاتي في دواوينه الطرابلسية، لكنها عجزت لأن إسقاط الحكومة في ظل حرب على هذا القدر من الانكشاف ليس طموحاً كافياً لاستدراج المناصرين. الاعتصام أمام منزل ميقاتي في مدينة طرابلس لا يملك جاذبية كافية تعوض مشاعر غيظ شبان «المجتمع المدني»، فعلى بعد أقل من ألفي متر عن الاعتصام ثمة جبهة قتال طائفية (محور التبانة بعل محسن) أشد نجاعة في مداواة الجرح النرجسي الطائفي الذي خلفه قرار «استهداف السنة في لبنان». وعندما تسمع كلاماً من هذا النوع في طرابلس لن تقوى على نفيه، ذاك إن متفجرات سماحة كانت متوجهة إلى هناك على ما اعترف الرجل، وإذا كان وسام الحسن رجل أمن لا يقدم ولا يؤخر وصفه بأنه من طرابلس، لكنه قُتل عقاباً على كشفه متفجرات كانت تستهدف طرابلس. نعم الاعتصام عند مدخل منزل الرئيس نجيب ميقاتي لم يكن ناشطاً لأن مناطق الحشد منشغلة بمحاور القتال، ولأن الاعتصام ليس على سوية الغضب المشتعل. الأمر نفسه في اعتصام بيروت أمام مقر الحكومة، فأبناء الطريق الجديدة لا يُغادرون أحياءهم هذه الأيام، ويشعرون أن تيار المستقبل «حركة كشفية» ما عادت تلبي حاجتهم للقتال.

يؤدي تمسك نجيب ميقاتي بمنصبه في رئاسة الحكومة مهمة هي تماماً عكس السبب الذي يعلنه، وهو الفراغ. فبقاء الحكومة يعني تماماً القبول بانتقال النزاع في لبنان من سياق أهلي «بارد»، إلى حال من النزاع الأهلي العسكري الواضح والمكشوف. وتعبّر عن هذه المعادلة خير تعبير، حقيقة فشل الاعتصام في طرابلس في مقابل الجاذبية الكبيرة التي يشكلها محور القتال القريب من الاعتصام. وإذا كان ميقاتي يرى في فشل الاعتصام نجاحاً في المعركة التي يخوضها للبقاء على رأس الحكومة، فإن ذلك يعني انه يرى أيضاً في الجاذبية التي تشكلها محاور القتال القريبة من منزله نجاحاً أيضاً في هذه المعركة، فالثانية بديل من الأولى على ما يلمس أي زائر للمدينة.

وبهذا المعنى فإن بقاء الحكومة ضروري لاشتعال محور القتال، فيما قد تُشكل استقالتها نزعاً موقتاً على الأقل لفتيل الاقتتال. وهنا تبدو أسطورة الفراغ التي يُلوح بها ميقاتي رداً على المطالبة باستقالته مسألة بالغة الدهشة، فالفراغ بديل مماذا؟ فالفضاء المهدد بالفراغ اليوم مليء بحكايات عن وزير سابق ينتمي إلى جماعة سياسية قرر أن ينقل متفجرات في سيارته، وعن اغتيال رجل أمن كبير كان كشف الكثير من محاولات التفجير والقتل...الرئيس نجيب ميقاتي قرر أن يملأ الفراغ الذي من الممكن أن تحدثه استقالة حكومته بدفعة تعيينات في السلك الديبلوماسي لميشال عون الحصة الرئيسة فيها، وله هو فيها أيضاً ولرئيس مجلس النواب نبيه بري ولوليد جنبلاط.

صحيح إن تحميل الرجل تبعات مقتل وسام الحسن فيه قدر من التجني، إلا أن ذلك لا ينفي انه على رأس حكومة ميشال سماحة، والحكمة أن يرى أن في القبض على سماحة إشارة كبرى إلى أن الزمن ليس زمن هذه الحكومة، خصوصاً انه لا يملك ناصية اللغة التي ردت فيها حكومة الظل التي لا يرأسها على اعتقال رجلها.

 

ايهود باراك يحتج على وصف النظام المصري بالدكتاتوري ويؤكد عدم التدخل بالشؤون المصرية

الحياة/اثارت التصريحات التي اطلقها رئيس الهيئة السياسية والامنية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، التي اعتبر فيها نظام الحكم  بقيادة محمد مرسي، ديكتاتوريا مروعاً، خلافات داخل وزارة الدفاع التي تحرص على الحفاظ على علاقة جيدة مع مصر. واصدر وزير الدفاع ايهود باراك بيانا عبر فيه عن اعتراضه على تصريحات جلعاد واعتبرها لا تعكس موقف الوزارة قائلا: "إن الوزارة وعاموس جلعاد لا ينويان التدخل في الشؤون الداخلية لمصر". وكان جلعاد يتحدث في مؤتمر عقد في هرتسليا وناقش السلام والامن في المنطقة. وتطرق خلال كلمته الى الاوضاع في المنطقة معربا عن قلقه من صعوده جماعة الاخوان المسلمين الى الحكم في مصر ومن مستقبل العلاقة بين مصر واسرائيل، وفيما اكد ان بلاده تولي معاهدة السلام مع مصر أهمية كبيرة واعتبر  ذلك أغلى بألف مرة من أن تقوم إسرائيل بتجنيد قوة عسكرية، راى جلعاد ان غياب الحوار بين اسرائيل والرئيس المصري محمد مرسي سيستمر في المستقبل ايضا وبانه لن ياتي اليوم ليتحدث مرسي مع الاسرائيليين . واشار جلعاد الى ان العلاقات بين مصر وإسرائيل لم تكن دافئة في أي وقت، رغم معاهدة السلام وبان الإسرائيليين راقبوا بذعر صعود جماعة الإخوان المسلمين . وبراي جلعاد فما  نشأ عن الديمقراطية في مصر "قوة ديكتاتورية صادمة لم نعد نرى الشباب الذي تظاهروا في ميدان التحرير..فهل تبخروا؟ تساءل جلعاد وواصل حديثه قائلا :" المصريون  يقرون بأن مرسي وصل الى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية وأن أي خلاف يجب أن يحل على الساحة السياسية أو من خلال صندوق الاقتراع. وفي مقابل انتقاداته لنظام الحكم في مصر اشاد عاموس جلعاد بسياسة الاردن وتعاملها تجاه التهديدات التي يطلقها تنظيم الجهاد العالمي، على حد تعبيره ، فيما توقع عدم التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في المرحلة الحالية مشيرا الى ان بلاده ملزمة بالحفاظ على الحوار مع السلطة الفلسطينية من اجل الحفاظ على التنسيق الامني.

 

النائب نضال طعمة للسياسة: حكومة الوحدة تعطيلية والمطلوب تشكيلة حيادية

 بيروت - "السياسة": رأت أوساط معارضة أن المواقف التي أطلقها رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية, اول من أمس, عبرت بشكلٍ واضح وجلي عن وجود أيادٍ خفية محلية في اغتيال اللواء وسام الحسن. وقالت لـ"السياسة": إن كلامه عن وجود ألف سبب لدى النظام السوري لاغتيال الحسن إدانة واضحة لهذا النظام بالتخطيط للجريمة وتنفيذها. واستغربت الأوساط أن تصل الوقاحة لدى البعض إلى الاعتراف جهاراً بجريمتهم, عازية هذا الأمر إلى حال اليأس التي وصل إليها النظام السوري من خلال الإيعاز لحلفائه بالاعتراف بما يفعله. وفي هذا السياق, استغرب عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة أن تصدر عن النائب فرنجية هكذا مواقف, مؤكداً ل¯"السياسة" أن فريق "14 آذار" وتيار "المستقبل" بالتحديد يعتبران كل شخص يقتل على أيدي العدو الإسرائيلي هو شهيد, سواء كان يقوم بواجب المقاومة, أو أن يقتل بالاعتداء عليه من قبل هذا العدو, مطالباً قيادات الفريق الآخر ومنهم النائب فرنجية بعدم المزايدة على "14 آذار" في موضوع العداء لإسرائيل. وعن اتهام فرنجية الرئيس ميشال سليمان بعدم الحياد وأن تجربة الرئيس الوسطي لم تكن ناجحة, قال طعمة: "إن رئيس الجمهورية بالمواقف التي اتخذها أثبت أنه رئيس لكل لبنان, يحترم سيادة البلد وديمقراطيته, وهذا هو المطلوب من رئيس الجمهورية, وهكذا تكون المحافظة على لبنان وسيادته". واضاف "هذه هي الوسطية التي يجب التغني بها, وليس وسطية النأي بالنفس التي تمارس من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يتصرف وفق أجندة النظام السوري وحزب الله, والتي غطت حكومته القتلة والمجرمين عن قصد وعن غير قصد". واعتبر طعمة "اقتراح تشكيل حكومة جديدة برئاسة ميقاتي تضم 10 وزراء من فريق "14 آذار" وعشرة وزراء من فريق "8 آذار" وعشرة وزراء من الوسطيين بأنه دعوة إلى التعطيل, بحيث أن هكذا حكومة لا يمكن لها أن تحكم, في حين أن المطلوب حكومة حيادية". ورداً على دفاع فرنجية عن النظام السوري ومخططاته الفتنوية وهجومه على رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع, اعتبر عضو كتلة "القوات" النائب أنطوان زهرا أن "كلام فرنجية عن تسليمنا رئاسة الحكومة يظهر اسباب تمسك محور النظام السوري - حزب الله بها حصراً", ولفت إلى أن وصول جعجع أو أي سيادي الى رئاسة الجمهورية "ليس هدفاً وإن كان حقاً مشروعاً". بدوره, وجه عضو كتلة "القوات" النائب فادي كرم انتقادات لاذعة لفرنجية مشيراً إلى أنه "ينطق بلسان غيره وكما تأتيه الأوامر من معلمه في الضفة الأخرى", في إشارة إلى دمشق. وتوجه إليه بالقول: "إذا كنت تريد الخضوع اكثر من قبل لقرارات الطاغية في الشام فهذا شأنك انما القرار اللبناني شأننا نحن احرار هذا البلد والمدافعون عن سيادته بدم الشهداء الأبرار ولن نتركه في ايديكم مهما غلت التضحيات ومهما فبركتم من اكاذيب".

 

محاولات لاثبات عدم توازن سماحة نفسيا تمهيدا لإطلاق سراحه

كشف مصدر قضائي لـ"الأنباء" الكويتية ان "ثمة محاولات من جانب حلفاء سوريا في بيروت وعبر محامي الدفاع عن ميشال سماحة لاثبات عدم توازنه نفسيا تمهيدا لاخراجه من القضية". يذكر ان سماحة باق في سجن الشرطة العسكرية مادام ان قرارا اتهاميا لم يصدر بحقه

 

الكشف عن مكان وجود ميلاد كفوري المخبر بقضية سماحة

أكّد مرجع أمني في حديث لـ"الاخبار" أن "ميلاد كفوري، الشاهد والمخبر في قضية الوزير السابق ميشال سماحة، موجود على الأراضي اللبنانية وليس في الخارج كما قيل، وأنه يقيم تحديداً في منطقة المنصورية". يُذكر أن "مصادر معنية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي كانت قد رفضت تأكيد أو نفي أن كفوري موجود خارج لبنان"، مكتفية بالقول إنه "في مكان آمن، وأن كفوري اشترط قبل تنفيذ العملية أنه في حال اضطر للسفر، فإنه لا يريد المرور بالمعابر الشرعية اللبنانية، في المطار أو المرافئ او المعابر الحدودية".

 

جنبلاط: في ٢٠٠٥ كان بوش وشيراك معنا، الآن موقف الرياض وأميركا غائم!

وجدي ضاهر/الشفاف

الاحد 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012

ذكرت مصادر قريبة من رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، ان الاخير ما زال متمسكا بموقفه من مسألة إسقاط الحكومة الحالية وإدخال لبنان في الفراغ.

ونقلت المصادر عن جنبلاط ارتياحه لمسار الامور السياسية في البلاد، والعمل على احتواء تداعيات إغتيال اللواء وسام الحسن، خصوصا أن قوى 14 آذار لا تملك مشروعا سياسيا للمرحلةالراهنة والمقبلة، مشيرا الى ان الظروف التي التي تم فيها إغتيال اللواء الحسن لا تشبه لا من مقريب ولا من بعيد تلك التي أعقبت إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

القراءة الجنبلاطية للمرحلة الراهنة تشير الى انه وفي خلال مرحلة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كانت قوى التغيير في لبنان مدعومة من المجتمع الدولي، من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ومن الاميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، ومن المملكة العربية السعودية، في حين انه حاليا المجتمع الدولي منهمك في تداعيات الازمة السورية. كما ان الادارة الاميركية منهمكة في الانتخابات الرئاسية، وتداعيات الازمة الاقتصادية. علاوة على ان المملكة العربية السعودية تعاني من حالة تشبع الفراغ في آليات اتخاذ القرارات في ظل تدهور الوضع الصحي لوزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل، الذي غاب عن وزارته بداعي المرض، ما احدث فراغا في قرار المملكة السياسي ما زالت تداعياته تنعكس على الساحتين اللبنانية والعربية.

وتضيف المصادر ان جنبلاط سأل الموفدين الدوليين الذين التقاهم مؤخراً، ومن بينهم مساعدة وزير الخارجية الاميركية بالوكالة، عن سياسة المملكة العربية السعودية تجاه لبنان، وهل هناك فعلا سياسة سعودية لمواجهة المد الفارسي في الشرق الاوسط! وأشارت المصادر الى ان جنبلاط طالب زواره بالسعي لدى المملكة لفهم ماهية السياسة السعودية في المرحلة الراهنة، قبل الشروع في اي مبادرة تقارب المغامرة على الصعيد الداخلي اللبناني.

سليمان تدخّل لرأب الصدع بين جنبلاط والحريري

وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان دخل على خط الوساطة بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري، في اعقاب سوء الفهم الذي نشأ بين الجانبين مؤخرا، بعد ان ان سمع سليمان من جنبلاط، حرصه على دعم موقف الحريري وتيار المستقبل لتعزيز الاعتدال السني في لبنان والشرق الاوسط، مقللا امام الرئيس سليمان من اهمية الخلاف مع الحريري، ومبديا حرصه على الحفاظ على افضل العلاقات مع آل الحريري.

الرئيس سليمان التقط إشارات النائب جنبلاط واتصل بالرئيس الحريري الذي ابدى الحرص نفسه على الحفاظ على العلاقة القائمة بين المختارة وبيت الوسط، فكان الاتصال بين الحريري وجنبلاط الذي أذاب جليد التوتر في العلاقة بينهما.

 

بعد انضمامهما إلى الثوار لإحداث توازن قتالي مع قوات الأسد ومسانديها  "حماس" و"الجهاد" تواجهان "حزب الله" وجماعة جبريل في سورية

حميد غريافي/السياسة

زجت القيادات الفلسطينية على اختلاف مشاربها بنحو 2500 مقاتل الى جانب الثوار في سورية, مزودين أسلحة متوسطة وصواريخ ارض-ارض وصلت إليهم من مخيمات لبنان ومن قطاع غزة والضفة الغربية "بكميات مهمة", حسب قيادي في رام الله, "فيما تستعد اعداد اخرى من مقاتلي المخيمات اللبنانية في بيروت وجنوب لبنان وشماله, لعبور حدود البقاع وعكار وسواها الى ريف دمشق وجنوب حمص تمددا نحو إدلب في اقصى الشمال السوري ودرعا في اقصى الجنوب".

ونقل القيادي الفلسطيني ل¯"السياسة", أمس, عن مسؤول كبير في حركة "الجهاد الاسلامي", التي خاضت خلال الأيام العشرة الماضية معارك عنيفة الى جانب حركة "حماس" ومقاتلي "منظمة التحرير" في مخيمي اليرموك وفلسطين في دمشق ضد جماعات "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" بقيادة احمد جبريل الموالي لنظام الأسد, قوله "ان عدد مقاتلي الفصائل الفلسطينية المؤيدة للثورة بقيادة "الجيش السوري الحر", يوازي تقريبا عدد عصابات حزب الله اللبناني الشيعي الذي هو جزء من الحرس الثوري الايراني في سورية", مشيراً إلى أن انضمامهم إلى الثوار هدف إرساء "توازن قتالي مع الفصائل والعصابات الايرانية ومنعها من بسط سيطرتها على المناطق الجنوبية السورية (شمال لبنان) التي يزعم "حزب الله" انها تضم اثنتي عشرة قرية سورية يسكنها آلاف اللبنانيين الشيعة وان قواته تحاول الحفاظ على سكان تلك القرى في اماكنهم كي لا يجري تهجيرهم الى داخل لبنان, علماً أنه يدير شؤونهم المحلية نحو 700 عنصر من "حزب الله" مسلحين بصواريخ ارض-ارض ومدفعية ثقيلة متوسطة المدى وكميات ضخمة من الالغام الارضية التي احاطوا بها حدود تلك القرى منعا لاقتحامها".

وكشف القيادي الفلسطيني أن "شحنة بحرية من الاسلحة المتوسطة وصواريخ ارض-ارض كتلك التي يستخدمها المقاتلون ضد اسرائيل من قطاع غزة, ومدافع هاون متوسطة المدى وقاذفات "آر بي جي" المضادة للدبابات وكميات كبيرة من الذخائر والقذائف الصاروخية, جرى تحويلها الى احد الموانئ الواقعة على الحدود السورية-التركية في الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي, بعدما كانت في طريقها الى احد الموانئ في افريقيا الشمالية, وجرى توزيع محتوياتها على مئات المقاتلين الفلسطينيين في مختلف انحاء سورية حيث بدأ استخدامها على نطاق واسع".

وأكد القيادي ان ما اطلق عليه اسم "فوج فلسطين" الذي يضم نحو 600 مقاتل فلسطيني, انضم الى "الجيش السوري الحر" في مواقعه بإدلب وحمص وحلب وأريافها, فيما انضم عدد مماثل الى "الجيش الحر" والثوار في دمشق وريفها لمواجهة عصابات "حزب الله" التي تتسلل من هناك عبر البقاع الاوسط, فيما ذهبت فرق فلسطينية اخرى لدعم الثوار في حمص وريفها في مواجهة عصابات الحزب وشبيحة النظام في منطقة القصير" الحدودية في ريف حمص.

وأكد القيادي الفلسطيني انه على الرغم من "المساندة العنيفة لطيران ومشاة نظام الاسد لعصابات احمد جبريل في مخيمي اليرموك وفلسطين في دمشق, فإن هذه العصابات منيت خلال الايام القليلة الماضية بهزائم فقدت خلالها نحو 120 عنصراً رغم امتلاكها آليات عسكرية ودبابات مصفحة واسلحة ثقيلة, وان قيادة "فوج فلسطين" في دمشق تتوقع تنظيف المخيمين من تلك العصابات الحكومية قبل منتصف الشهر الجاري". وفي سياق متصل, كشفت اوساط الفصائل الفلسطينية في مخيمات جنوب لبنان عن وجود توتر شديد بين الفلسطينيين من جهة و"حزب الله" وحركة "أمل" من جهة ثانية على خلفية الأزمة السورية.

 

ملامح المواجهة العسكرية بين أنقرة ودمشق بدأت تتضح أكثر والامتدادات الإقليمية للحرب في سورية تهيئ لتدخل خارجي

  بقلم - ايان او ليسر/السياسة

الجدل الدولي الدائر حول التدخل العسكري في سورية مفهوم أنه يستند الى حد كبير الى مبدأ "مسؤولية حماية" السوريين من نظام وحشي. ولكن هناك أيضا خطر متزايد من امتدادات الحرب الى البلدان الأخرى التي يمكن أن تزعزع استقرار منطقة مضطربة أصلاً - بما في ذلك منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وقد تكون هذه المخاطر المتتالية في نهاية المطاف بمثابة مبررات دولية رائدة.

أولاً, رغم التحذيرات لكلا الجانبين, فان الخطر الأكثر جدية لصدام عسكري تقليدي بين تركيا وسورية أمر حقيقي. تركيا, الشريك الرئيسي للولايات المتحدة وشريك أوروبا والعضو في حلف شمال الأطلسي, تتعرض بشكل كبير جدا لعواقب الصراع والفوضى الذين طال أمدهما في سورية. حتى الآن, نحو 90000 لاجئ فروا عبر الحدود الى تركيا. واستمرار الحوادث والهجمات السورية المباشرة بالاضافة للخسائر في الأرواح بالأراضي التركية, والانتقام التركي, كل هذا يثير شبح تصاعد النزاع بين أنقرة ودمشق.

حادثة يوم الأربعاء حين أجبرت طائرات عسكرية تركية طائرة ركاب سورية قادمة من موسكو على الهبوط في أنقرة توضح الى أي مدى وصلت الأزمة في سورية. وأشار تقرير في التلفزيون التركي أن الطائرة كانت تحمل معدات اتصالات عسكرية. سورية غضبت, ووصفت اعتراض الطائرة ب¯"القرصنة", وفي الوقت نفسه ذكرت روسيا, أن الشحنة ليست من روسيا وأغضبتها معاملة ركابها, بما في ذلك الرعايا الروس.

تطور دراماتيكي

نظراً للعداوة بين أنقرة ودمشق, والقوات العسكرية الكبيرة المنتشرة على جانبي الحدود - تركيا تمتلك ثاني أكبر قوات عسكرية بعد الولايات المتحدة في منظمة حلف شمال الأطلسي- فان الصراع التركي-السوري سيمثل تطورا دراماتيكيا. وعند هذه النقطة, منظمة حلف شمال الأطلسي سيصعب أن تتجنب التورط في اختبار مهم لالتزام الحلف بالدفاع الجماعي.

ثانيا, توسع الأزمة السورية قد يؤدي الى سلسلة من الحروب بالوكالة - ايران تدعم حليفها السوري الرئيس بشار الأسد, وتركيا وقطر, والمملكة العربية السعودية, وآخرون يدعمون "الجيش السوري الحر" وغيره من الجماعات الثائرة المسلحة  التي تتصدر قوى المعارضة السورية والتي تعمل انطلاقا من الأراضي التركية, وهي الآن جهات فاعلة في حركة التمرد ضد الأسد.

لكن وجود هذه الجماعات المسلحة يساهم في انعدام الأمن في تركيا. في مناطق كانت مزدهرة ومستقرة في جنوب تركيا تعاني الآن من أزمة اقتصادية وظروف الفوضى. يبدو أن سورية دعمت أنشطة وعمليات حزب العمال الكردستاني الانفصالي في تركيا. الكثير من الأتراك مقتنعون بأن ايران أيضا تلعب دوراً في هذه الستراتيجية.

ان احتمال وقوع صراع طويل الأمد في سورية (عقد من الزمان أو أكثر من الفوضى ليس مستبعدا) يشير الى أن هذه الحروب غير النظامية قد تحدد الخريطة الستراتيجية للمنطقة لبعض الوقت في المستقبل.

ثالثا, توسع الأزمة السورية عبر الحدود ووجود اللاجئين في لبنان والأردن المجاورتين, والمناوشات التي تحدث في كلا البلدين. الولايات المتحدة لديها مجموعة صغيرة من المخططين العسكريين في الأردن منذ أوائل الصيف لمساعدة ذلك البلد بوجود اللاجئين, ولمراقبة الأسلحة الكيميائية في سورية.

الأزمة, رغم ذلك, قد تصل الى عتبة أوروبا شرق البحر الأبيض المتوسط - ما يلقي الضوء على النزاعات التي لم يتم حلها وتعيق الستراتيجية الأوروبية والأميركية هناك. ان طبيعة الأرض والحدود البرية والبحرية في المنطقة تعني أن أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين قد تظهر قريبا في قبرص واليونان, حيث تسود مشاعر العداء للمهاجرين. وبهذا المعنى, فان أوروبا تشترك حدوديا مع الفوضى في سورية.

تعامل صعب

التعامل مع أي من التجاوزات العنيفة وغير العنيفة سيكون صعباً في غياب التعاون بين قبرص واليونان, وتركيا, وشركائها في أوروبا وعبر الأطلسي. من الناحية النظرية, ينبغي على الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي - تتولاها حاليا قبرص - التحضير لانتشار الأزمة السورية شرقا. ولكن دون حل للنزاع بشأن قبرص المقسمة يبدو مستحيلا أي نوع من التنسيق القبرصي-التركي, وأيضا يعيق التعاون التركي مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي مع الناتو موضوع الأمن في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

مرة أخرى, انقسام قبرص يكتسب بعدا أمنيا اقليميا. حتى روسيا, بالكاد متحمسة للعمل في سورية, ولكن لوجود مصالح قوية في منطقة البلقان وشرق البحر الأبيض المتوسط, في نهاية المطاف لابد من منطق العمل على احتواء هذه المخاطر الاقليمية.

الجدل بشأن التدخل في سورية واضح تماما. على غرار أفغانستان والعراق, فان التعقيدات الهائلة والانقسامات العرقية والطائفية في سورية تربك رجال السياسة في الغرب.

أما الرأي العام فهو متناقض في أحسن الأحوال. وقد أظهر استقصاء للرأي العام بعنوان "الاتجاهات عبر المحيط الأطلسي" عام 2012, أجراه صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة بالتعاون مع مؤسسة كومبانيا دي سان باولو - أن الأغلبيات على جانبي المحيط الأطلسي, بما في ذلك تركيا, تدعم مبدأ الأمم المتحدة "حق الحماية" في الأزمات الدولية. ولكن ردا على سؤال حول القضية السورية, رفضت هذه الأغلبيات التدخل. لكن تفاقم الأزمة في سورية, والتجاوزات التي تنبؤ بعواقب اقليمية خطيرة, قد تجبر على تبني ستراتيجية تتضمن ببساطة احتواء الحرب داخل حدود سورية, طالما أن الجدل بشأن التدخل من أجل "تغيير النظام" يترك المجتمع الدولي منقسما في هذا السياق.

عن »كريستيان ساينيس مونيتور«

 

الحرس الجمهوري "سحل" عجوزاً هتف ضد مرسي/مقتل ثلاثة شرطيين إثر هجوم لمسلحين في العريش بسيناء

 القاهرة - وكالات: قتل ثلاثة من رجال الشرطة واصيب رابع, أمس, في هجوم مسلح على سيارة للشرطة على طريق جسر الوادي بمدينة العريش في سيناء.

وقالت مصادر امنية ان "مسلحين مجهولين يرجح ان يكونوا من العناصر الجهادية هاجموا سيارة للنجدة واطلقوا الرصاص على من بداخلها وفروا هاربين دون معرفة أسباب الهجوم".

كما قالت مصادر طبية ان "شرطيا لفظ انفاسه الأخيرة في المستشفى متأثرا بجروح خطيرة", فيما اصيب في الحادث مدني صودف وجوده في منطقة الهجوم.

وانتشرت قوات الأمن في المكان وفرضت طوقا امنيا حول مدينة العريش في محاولة لاعتقال منفذي الهجوم.

وينفذ الجيش المصري عملية امنية واسعة في شبة جزيرة سيناء منذ بداية اغسطس الماضي اثر مقتل 16 جنديا مصريا عند نقطة حدودية بين مصر واسرائيل, وتتهم الحكومة المصرية جماعات جهادية مسلحة بالوقوف خلف الهجوم.

واصبحت سيناء مرتعا للمسلحين في اعقاب الانفلات الامني الذي واكب سقوط نظام حسني مبارك في فبراير 2011.

وادى هذا الانفلات الى وصول الكثير من الاسلحة والذخيرة للمسلحين في سيناء ما فاقم الوضع الامني في المنطقة.

في السياق ذاته, ذكرت مصادر أمنية في شمال سيناء أن مسلحين مجهولين ينتمون لإحدى القبائل البدوية شنوا مساء أول من أمس, هجوما بالأسلحة الرشاشة على مقر قسم شرطة مدينة نخل بوسط سيناء بهدف تحرير مسجون قريب لهم.

على صعيد آخر, تسود حالة من الغليان بين المصريين بأسيوط بعد تعدي الحرس الجمهوري بالضرب على عجوز هتف ضد الرئيس محمد مرسي.

وذكرت مواقع الكترونية مصرية عدة, أنه أثناء دخول الرئيس مرسي مسجد عمر مكرم لأداء صلاة الجمعة وسط حماية العشرات من المجندين وضابط من قوات الأمن المركزي, ومكافحة الشغب, والمباحث الجنائية والحرس الجمهوري, رفع عجوز صوته قائلا "خلي بالك من الفقرا ياريس زي ما وعدتنا أوعى تعمل زي اللي سبقك".

وفوجئ الجميع بقيام اثنين من الحرس الجمهوري بسحل العجوز وضربه بعنف وقام الحرس بحمله فوق أعناقهم وأخرجوه من محيط المسجد تماما, كما تم تشديد الإجراءات الأمنية حيث قامت قوات الأمن المتواجدة بالميدان بتفتيش المارين بموقع تواجد الرئيس, معللين ذلك بأنها إجراءات أمنية احترازية.

كما حلقت طائرات استطلاع جوية في سماء أسيوط لتأمين زيارة مرسي علاوة على تعزيزات أمنية مكثفة, حيث تم إغلاق مداخل ومخارج مسجد عمر مكرم, منذ الساعة الثامنة صباحاً, بالإضافة إلى وضع بوابات الكترونية لكشف الأسلحة والمعادن الأخرى على مدخل المسجد, فيما لم تسمح الجهات الأمنية أن يدخل الحضور القاعة بعد الساعة التاسعة صباحا حيث تم احتجازهم لحين عودة الرئيس من الصلاة.

من جهة أخرى, شنت اللجنة القانونية في حزب "الحرية والعدالة", التابع لجماعة "الإخوان المسلمين", هجوماً حاداً على قرار النيابة العامة, بإحالة نائب رئيس الحزب عصام العريان, إلى المحاكمة الجنائية, بتهمة قذف الإعلامية جيهان منصور, وادعاء تلقيها أموالا من تيارات سياسية للهجوم على الجماعة.

ووصفت اللجنة الحكم بغير المبرر, وأنه يأتي فى إطار رغبة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود, في الانتقام من العريان.

إلى ذلك, أرجأت محكمة جنايات القاهرة الى الثاني من ديسمبر المقبل, نظر قضية التمويل الأجنبي لمنظمات وجمعيات حقوقية تعمل في مصر.

وقرَّرت المحكمة, أمس, تأجيل نظر قضية التمويل الأجنبي غير المشروع لخمس منظمات أجنبية, والمتهم فيها 43 مصرياً ومن جنسيات أخرى, إلى جلسة تعقدها يوم 2 ديسمبر المقبل لبدء الاستماع إلى مرافعة هيئة الدفاع عن المتهمين في القضية.

 

«الراي» تحصل على محضر اجتماع عقد في اسطنبول بين سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا وممثلي الحراك الثوري

واشنطن: حل تفاوضي مع النظام السوري بعد تعديل موازين القوى لمصلحة المعارضة

خاص - «الراي»

علمت «الراي» ان السفير الاميركي المبعد من سورية روبرت فورد طرح خلال اجتماع في اسطنبول مع قادة الحراك الثوري في داخل سورية التفاوض مع النظام، ملمحا الى امكانية زيادة الدعم العسكري للمعارضة لتعديل ميزان القوى بحيث يتم ارغام النظام على التفاوض، لانه لن يلجأ الى الحل السياسي الا في حالة الضعف او الحصار العسكري، كما دعا الى اخضاع المجالس العسكرية للقرار السياسي للحكومة الموقتة المطروح تشكيلها برئاسة رياض سيف.

ووفق محضر الاجتماع الذي حصلت عليه «الراي» وضم فورد والسفيرين البريطاني اريك شيفا رينيه والفرنسي جان فرنسوا جيرو، الى الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية واتحاد تنسيقيات الثورة السورية، فقد طرح السفير الاميركي رؤية الولايات المتحدة التي تضمنت السؤال التالي: «هل سيكون الحسم عسكريا ام سياسيا ام الاثنين معا؟» معتبرا ان النتيجة ستكون في النهاية لصالح المعارضة، ولكن في حالة الحسم العسكري سيكون ذلك بعد حرب استنزاف».

واشار فورد الى ان «النظام لن يلجأ الى الحل السياسي الا في حالة الضعف والحصار العسكري» ناقلا عن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون القول انه «حان الوقت لكي يصبح هناك تغيير في موازين القوى لكي يتم ارغام النظام على التفاوض».

وذكر السفير الأميركي أن الحل الأفضل هو الذي سيتضمن التفاوض مع النظام، في حين اكد ممثلو التجمعات الثورية الثلاثة، أن أي مفاوضات مع نظام بشار الأسد ستكون فقط من أجل تسليم السلطة وفق ما هو مبني على وثائق القاهرة. ولن يكون هناك مفاوضات الا بعد رحيل الاسد.

وطرح فورد خلال الاجتماع فقدان أمل الإدارة الأميركية بالمجلس الوطني السوري، وقال ان أميركا ما زالت الداعم الأساسي لمشروع وثائق القاهرة ولجنة المتابعة والاتصال المنبثقة عنها. واكدت التجمعات الثورية ضرورة توحيد رؤية المجتمع الدولي في دعم موحد للتمثيل السياسي للثورة وتجاوز التعدد القائم حالياً في رؤى المجتمع الدولي وطريقة تقديمها للدعم.

وتمت مناقشة عدة احتمالات لآلية تحديد التمثيل السياسي الحقيقي للثورة بالإضافة إلى مناقشة موقف المجلس الوطني الرافض للعضوية في لجنة المتابعة والاتصال للمعارضة السورية. هنا قدم السفيران الأميركي والفرنسي مشروع الحكومة الموقتة بقيادة رياض سيف مع التعديل عليه، كحل يرأب الصدع بين عدة أطراف ومن بينها المجلس الوطني السوري لتحقيق التمثيل السياسي للثورة.

واقترح فورد ووافقه السفيران الفرنسي والبريطاني أخذ الحراك الثوري الممثل بالجهات الثلاث دورا أكبر في موضوع الحكومة الموقتة. ومن ثم قام السفيران الأميركي والبريطاني بطرح نقطة تتضمن قيام جهات الحراك السوري الثلاث بالعمل عن طريق ممثليها على الأرض لتسمية شخصيات عليها توافق في الشارع لكي تشكل التمثيل السياسي للثورة الذي سينتج عنه حكومة موقتة.

واشار السفراء الثلاثة الى أن لجنة المتابعة والاتصال لن تكون قادرة على تقديم تمثيل سياسي موحد للثورة بمفردها، انما يجب ان يتوسع عملها من خلال انشاء لجان فرعية مختصة، للترويج لها على الارض والقيام بالعمل الحقوقي والإغاثي السياسي والإعلامي وغيره.

وقال السفيران الأميركي والفرنسي أن لجنة المتابعة يمكن أن يكون لها دور في تأمين توافق من أطراف المعارضة على التمثيل السياسي الموحد للثورة.

واكد فورد أن الحكومة الموقتة بعد اعتمادها من قبل السوريين سيكون دورها الحصول على كافة أنواع الدعم من أصدقاء سورية لتمريره للمجالس المحلية، بالإضافة إلى التفاوض مع النظام، كما أن دعم المجالس العسكرية سيتم عن طريق تلك الحكومة الموقتة، مشيرا الى ضرورة تبعية المجالس العسكرية للقرار السياسي للحكومة الموقتة. وسجلت التجمعات الثورية الثلاثة ضرورة أن يكون الدعم المقدم من المجتمع الدولي محصوراً بالتمثيل السياسي الموحد لكي لا يتم تقسيم سورية بحسب الدولة التي تقدم الدعم.

ولمح السفير الأميركي إلى مشاركة أميركا حالياً في دعم الجيش الحر وأن هناك تطورات ستطرأ في هذا الأمر دون الحديث عن هذا الأمر.

كما ابدى السفير الفرنسي الاستعداد لدعم اللجان المنبثقة عن لجنة المتابعة والتكفل بها.

 

جريدة "القرداحة": ٣٢٥ "شهيداً" في "حارم" ولا نعرف مصير أبناء القرداحة!

الاحد 4 تشرين الثاني/12/الشفاف

الخبر التالي نشرته " جريدة القرداحة عرين الأسود" بتاريخ ٣٠ ت!/أكتوبر عن معارك "حارم" التي تبعد ٢ كلم عن الحدود التركية. ويلفت النظر في الخبر نهايته: "هنالك العديد من الجنود من مدينة القرداحة يقاتلون هناك ولا نعلم ان كانوا استشهدوا ام لا.....! 23 شهيد اليوم في حارم ... ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء الحصار الى أكثر من 325 شهيد ... الشهداء هم من اهالي حارم ومن قوات تابعة للجيش العربي السوري وللامن السياسي وعدد من حرس الحدود الرحمة للشهداء....وضعت لكم خريطة حارم كي تشاهدوا لماذا هذه البلدة عقدة بالنسبة للاتراك فبالرغم من قربها الكبير من الحدود التركية الا انهم لم يستطيعوا السيطرة عليها بأي وسيلة.... دعاؤكم لابطال الجيش العربي السوري ولاهل حارم علما ان هنالك العديد من الجنود من مدينة القرداحة يقاتلون هناك ولا نعلم ان كانوا استشهدوا ام لا.....

 

جعجع لطلاب سيدة اللويزة الفائزين بالانتخابات: نطالب بإسقاط الحكومة لأن الإجرام متمركز فيها

النهار/ أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "ان مطلب قوى 14 آذار ليس اسقاط الحكومة لمجرد إسقاطها، بل لأن الاجرام متمركز فيها".

كلام جعجع جاء خلال استقباله وفداً طالبياً من جامعة سيدة اللويزة لتهنئته بالفوز بالتزكية في زوق مصبح وبالتوافق في برسا، في حضور النائب ستريدا جعجع والأمين العام لحزب "القوات اللبنانية" عماد واكيم. واعتبر "ان الفريق الآخر لم يخض الانتخابات في جامعة NDU لأنه مدرك لخسارته، لذا لا تستغربوا لماذا عادت الاغتيالات. لقد عادت هذه اللغة لأن موازين القوى مشابهة لما شاهدناه في الانتخابات الطالبية، ويا للأسف إنهم لا يعرفون ممارسة العمل السياسي، إلاّ عبر هذه الوسيلة، فالضعف الانتخابي لديهم الذي تجلى في انتخابات الـNDU هو نفسه سينعكس على الانتخابات النيابية المرتقبة، فالـNDU عيّنة عن مناطق لبنانية عديدة وتعبر عن موازين القوى في كل المناطق، وكل استطلاعات الرأي تدل على هذا الأمر، أرأيتم لماذا عادت الاغتيالات في لبنان؟".

واضاف: "هناك فريق في لبنان لا يمارس السياسة إلاّ بالاغتيالات والعنف والقتل السياسي، وهذا ما نرفضه، إذ ان شعارنا هو مطلب كل مواطن في لبنان "الشعب يريد إسقاط الاجرام"، هذا ما نريده في لبنان".

وتابع: "لقد كثر أخيراً الغرام بالحوار، فالموضة اليوم بدل "أحب الحياة" استبدلت بـ"أحب الحوار". الانسان حين يريد التحاور يجب أن يجلس مع أناس يتوسلون الحوار، ولكن لا يمكننا الجلوس مع فريق لا يتوسل سوى القتل والعنف لغة وحيدة للحوار. ولو أنني أحترم جداً المرجعيات المطالبة بالحوار، ولكن أدعوها الى التفكير ملياً في ما أقوله، إذ انه يفترض طرح الامور، كما هي على أرض الواقع دون مواربة من أجل حل المشكلة".

واعتبر ان "المرض المتفشي في هذا البلد هو الاجرام الذي لا يمكن معالجته إلاّ عبر توصيفه"، مؤكداً ان "مطلب قوى 14 آذار ليس إسقاط الحكومة لمجرد إسقاطها، بل لأن الاجرام متمركز في داخلها، فنحن لا نريد دخول هذه الحكومة وليس لدينا مرشح لرئاستها حالياً، ومطلبنا الاساسي والوحيد هو وقف آلة القتل. ولو أكملنا حياتنا كما لو أن شيئاً لم يكن، نكون قد شرعنا العمل الاجرامي"، منتقداً "مداخلة أحد الوزراء الذي استغرب تعظيم عملية اغتيال اللواء وسام الحسن مشبهاً إياها بالجرائم العادية التي تقع سواء في لندن أو نيويورك أو باريس (...)".

 

الرئيس الجميل لـ"النهار": بيان 14 آذار يحدّد التحرك تحت سقف الشرعية والميثاق/لسنا في معرض عصيان دستوري والتغيير الحكومي مدخل لإخراج لبنان من الصراع الاقليمي

"النهار".مي عبود ابي عقل

عقب اغتيال اللواء وسام الحسن صعدت المعارضة مواقفها، ورفعت السقف الى حدود المقاطعة الكلية للحكومة والبرلمان وحتى طاولة الحوار، حتى اسقاط الحكومة. لكن يبدو ان النتائج العملانية لم تطابق الاهداف المرجوة، داخلياً وخارجياً، مما جعل قوى 14 آذار تنفذ تراجعاً تكتيكياً، برز في بيانها، إذ خفَّت المواقف التصعيدية حيال الدولة، لكنها بقيت عالية ضد "حزب الله". وهنا يبرز الدور الذي يقوم به الرئيس امين الجميل في تخفيف اللهجة الحادة لقوى 14 آذار، وابقاء الباب مفتوحا امام البحث عن حلول تنقذ البلد والاطراف من الوصول الى الحائط المسدود.

في منزله في بكفيا، يتحصن الشيخ امين وعائلته، ويتابع عمله السياسي ونشاطه اليومي، متخذاً ما يمكن من الاحتياطات الامنية، فبعد كل ما تعرضت له عائلة الجميل على مدى السنوات الفائتة، وبعد اغتيال "المسؤول الامني الاكفأ" في البلد، يدرك ان الحامي هو الله وحده.

لم يرد في بيان قوى 14 آذار اي اشارة الى "مقاطعة الحوار قبل اسقاط الحكومة" كما كانت تصرح عقب اغتيال اللواء الحسن. هل هذا تراجع عن خطأ ارتكبته ؟

- بالعكس، هذه خطوة إيجابية لإيجاد مخرج سياسي للمأزق الذي بلغته البلاد. وعلى العموم، إن "14 آذار هي حالة حوارية في البلاد، لأن مشروعها الأساسي هو بناء الدولة الجامعة، القوية، الديموقراطية، الحرة، والقادرة على إنتاج حياة ميثاقية جديدة في ضوء العثرات والانجازات. وهذا المشروع لا يتحقق من طرف واحد ولا بقرار من طرف واحد. وإذا كانت قد صدرت تصريحات متفرقة لحظة الفاجعة الكبرى، فإن بيان قوى 14 آذار مجتمعة أتى ليحدد إطار التحرك الحالي والمستقبلي تحت سقف الشرعية والدستور والميثاق. وهذا يشمل بالطبع النظرة إلى مبادرة رئيس الجمهورية التي تتضمن، في ما تتضمنه، الدعوة إلى جلسة حوار استثنائية يجدر بها أن تفضي إلى إطلاق حكومة جديدة.

وفي المناسبة، لا بد من إبقاء خط اتصال بين الأطراف اللبنانيين في منأى عن كل الظروف والصراعات، لأن الأحداث اللبنانية، القديمة والحديثة، أثبتت أن "العودة" إلى لبنان الدولة والتعايش تمر بالحوار لا بالحرب. لكن الحوار الذي نؤمن به في الكتائب هو الحوار الجدي، المسؤول، لا الحوار الذي يهدف إلى الالتفاف على الحلول ليبقى القديم على قدمه. ونحن اليوم نرحب بالحوار المؤدي إلى تغيير الواقع المفروض على لبنان بالترهيب، والانتقال إلى تكوين سلطة جديدة بدءاً بحكومة، ثم بمجلس نيابي منتخب بحرية وعلى أساس قانون جديد.

هل هذا يعني ان 14 آذار ستلبي الدعوة الى طاولة الحوار في 29  من الجاري؟

- باستثناء حليفنا حزب "القوات اللبنانية"، حضرت قوى 14 آذار الأخرى، وبخاصة "تيار المستقبل"، كل جلسات الحوار السابقة. وأتمنى أن تتوافر البيئة المشجعة لنحضر نحن مع الآخرين الجلسة المقبلة، ولا سيما أننا ننتظر حكومة تعتمد "إعلان بعبدا"، المنبثق من هيئة الحوار.  الحوار جزء لا يتجزأ من تراث حزب الكتائب وسلوكه السياسي. لكن يفترض أن تشارك المكونات الوطنية ذات البعد الميثاقي، كـ"تيار المستقبل"، في هيئة الحوار ليكون مجدياً وشاملاً، وإلاّ لا جدوى من حوار يقتصر على فريق دون الآخر.

إسقاط دستوري

كيف ستسقطون الحكومة عملياً، والى اين مدى سيصل تصعيدكم؟

- سقطت الحكومة الحالية وطنياً قبل أن تسقط دستورياً. وتجلى هذا السقوط من خلال ولادتها، وتكوينها وأدائها. إنها حالة أحادية، وبالتالي استفزازية. ومضمون بيان 14 آذار الأخير هو صرخة وطنية تظهر فشل هذه الحكومة، وتعكس ما يشعر به الناس حيال ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، وخصوصاً في ظل هذه الحكومة التي لم تلتزم حتى بيانها الوزاري. كان لا بد لقوى 14 آذار التي اجتمعت في 30 تشرين الأول الماضي، وهي التي تمثل ثورة الأرز، من أن تعبر بصراحة عن هذا الواقع وتطالب بتغييره في أسرع وقت، لا من منطلق الغالب والمغلوب، بل من منطلق الحرص على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، وعلى استقراره ومصالح كل الفئات اللبنانية. فالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والفلتان الأمني تطول كل اللبنانيين، أكانوا في 8 أم في 14 آذار.

كنا نتمنى إسقاط هذه الحكومة بحجب الثقة عنها في مجلس النواب، لكن هذه الآلية تبدو الآن معقدة، ما دام الحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال متضامناً مع 8 آذار. لذا لا بد من اعتماد آلية أخرى هي حجب الثقة الوطنية عن الحكومة من خلال سلسلة تحركات ومبادرات واتصالات ضاغطة من جهة، وملتزمة سقف الدستور والقانون والسلم الاهلي من جهة أخرى. النظام الديموقراطي ليس مؤسسات فحسب، بل شعب. وكلمة الشعب هي الحد الفاصل الذي يُبقي الحكام أو يبدّلهم. إن صوت الشعب هو بأهمية التصويت في مجلس النواب، بل إنه الأصيل. وأعتقد أن من مصلحة الحكومة أن تستمع إلى صوت الشعب لئلا تراه في الشارع، وأن تلبي خط الاعتدال قبل أن تضطر إلى مواجهة خط التطرف الذي لا نريد أن يقوى في لبنان.

وفي هذا الإطار، لا يخوفنا أحد بما يسمى الفراغ، فالفراغ نظرية موجودة في الدول الديكتاتورية، لا في الدول التي تعتمد النظام الديموقراطي حيث لكل حالة آلية. مفهوم تداول السلطة، وهو الأساسي في الديموقراطيات البرلمانية، ينقض نظرية الفراغ التي يخترعها الذين يريدون إحياء هذه الحكومة التي باتت ساقطة في نظر الشعب والمجتمع الدولي. إجراء التغيير الحكومي المنشود هو المدخل لإخراج لبنان من الفراغ الديبلوماسي والأمني والاقتصادي ولمنع انزلاق لبنان نحو أحداث أكبر جراء ما يحصل في سوريا، وجراء الصراع الكبير في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الصغرى.

طرحتم  حكومة انقاذية، يعني انها ستضم وزراء من مكونات الحكومة الحالية، ماذا ستغير إذاً الحكومة الجديدة؟

- الظروف تغيرت . سابقاً كانت حكومات الوحدة الوطنية تشكل لتمييع القضايا المصيرية من دون مزايدات من هنا أو هناك. اليوم، المعطيات مختلفة وكذلك التحديات. فعندما تُطرح فكرة تأليف حكومة انقاذ فلكي تتصدى للمشكلات، لتتجاهلها أو تميعها. مرت البلاد سابقاً بظروف مماثلة، وتشكلت حكومات انقاذ وطني، حققت انجازات لهذا البلد، وآخرها الحكومة التي تشكلت في عهدي برئاسة المغفور له الشهيد رشيد كرامي، وتمكنت خلال فترة وجيزة من أن تعيد الاستقرار الى البلد، والطمأنينة الى قلوب الناس، والثقة بمستقبل لبنان.

هل تقبلون ان تضم حكومة الانقاذ وزراء لـ "حزب الله" الذي تنعته بعض الجهات في  14 آذار بـ"آلة القتل"؟

- لا يمكن ان نختزل نحن كل طوائف البلد. فكل طائفة، وكل فئة، وكل مكون في المجتمع اللبناني، من حقه ان ينتدب من يعتبره يجسّد أهدافه وطموحاته، بصرف النظر عن موقفنا العقائدي والسياسي منه. هذا هو لبنان. المهم أن نشكل حكومة انقاذ توحي الثقة وتنقذ لبنان قبل فوات الآوان. السياسة هي فن التعامل مع الآخر لا فن التعامل مع الذات.

طرحتم مقاطعة جلسات مجلس النواب . ماذا تقيد مقاطعة عمل المؤسسات؟ ألا يعدّ هذا اضراراً بمصالح الناس؟

-  لسنا على الاطلاق في معرض عصيان دستوري. ولم يذكر البيان مقاطعة مجلس النواب. نحن في وضع معارضة شاملة وفاعلة لهذه الحكومة. ولسنا على الاطلاق مع تعطيل كل مؤسسات الدولة، ولا سيما مجلس النواب، ورئاسة الجمهورية، أو مصالح الناس. التركيز هو على اسقاط هذه الحكومة من أجل الناس، ومن أجل معالجة فعالة وجذرية للوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي والدولي الذي تتخبط فيه هذه الدولة. لا مجال لعرض كل المشاكل التي تعانيها كل القطاعات في البلد، وعلى الصعيد الدولي ايضا توريط  لبنان في مغامرات وإستفزازات لا يمكن ان تقدر عواقبها.

هل ستشاركون في جلسات اللجان النيابية؟

- سنقاطع كل عمل نيابي يثبت هذه الحكومة، وسنشارك في نشاطات المجلس النيابي المتعلقة بحياة الناس وباللجنة المختصة بتحضير قانون انتخابات جديد. لا يجوز أن نعطي الانطباع أننا ندعم الحكومة في المجلس النيابي ونعارضها خارجه.

البعض يتهمكم بتعطيل اللجان من أجل عدم اقرار قانون جديد للانتخابات؟

التشاور في شأن قانون الانتخابات أمر ضروري . معروف انه موضوع خلافي كبير، ولا يحل في اطار تقليدي. نحن تقدمنا بمشروع، وتجاوب معنا حلفاؤنا في "تيار المستقبل"، وبقي التشاور مع وليد جنبلاط الذي نعتبره شريكنا في صياغة هذا المشروع. ونحن حرصاء على ان يكون هناك تنسيق معه في صياغة القانون الجديد. وسنبذل كل الجهود للوصول بسرعة الى قانون انتخابات عادل.

اميركا والمحاور الاقليمية

ماذا سمعتم من نائبة وزيرة الخارجية الاميركية اليزابيث جونز؟ هل من تفهم لموقفكم؟ ام انهم  غيروا موقفهم كما يحكى؟

- كيف يتصور أي انسان عاقل انه يمكن أميركا ان تؤيد حكومة ركنها الاساسي "حزب الله"؟ من الاكيد ان اميركا، واصدقاء لبنان، لم يكونوا منذ البداية مرتاحين الى هذه الحكومة، وسمعنا منهم كلاما قاسياً ضدها. في الوقت نفسه خائفون من الفوضى، ويصرون على الحفاظ على الاستقرار ويخافون عليه.  فكان شرحنا واضحاً للسيدة جونز ان اي استقالة تفرض تصريف الاعمال.  كذلك نطالب، بالتشاور من خلال فخامة  رئيس الجمهورية، بتشكيل حكومة انقاذية في اسرع وقت ممكن. وكما لاحظنا، هناك تشجيع في هذا الاتجاه من اطراف عدة، من بينهم وليد جنبلاط الذي اعلن تجاوبه مع طرح حكومة انقاذية جديدة وفاقية، وكذلك الرئيس نبيه بري. كما ان الرئيس ميقاتي نفسه أعلن أنه ليس ضد تشكيل حكومة انقاذية جديدة. وأتمنى أن يعني ما يقول. أما فخامة الرئيس سليمان فيجري مشاورات سياسية في هذا الإطار. حتى ان واشنطن التي صرّحت للوهلة الأولى أنها تدعم الجهود الرئاسية والحكومية، عادت وأوضحت أن من حق اللبنانيين أن ينعموا بحكومة تمثل وحدتهم وطموحاتهم الوطنية. بما معناه، تشجع التغيير الحكومي.

هل تقبلون ان يخلف ميقاتي ميقاتي؟

- قضيتنا ليست شخصية. نحن تهمنا المصلحة الوطنية، وأن تتشكل حكومة تستطيع ان تجمع اللبنانيين، وتحقق الاستقرار الحقيقي غير المصطنع، وتحصّن البلاد أمام العواصف والتحديات. هذا هو مطلبنا. وعندما يطرح الموضوع ندرسه بكل ايجابية وموضوعية.

* تطالبون بتحييد لبنان عن المحاور الاقليمية والتزام الحكومة سياسة النأي بالنفس، بينما بعض حلفائكم في 14 آذار يتدخلون  سياسياً ولوجيستياً في الشؤون السورية من خلال مواقف معارضة للنظام وداعمة للثوار. هل يجوز ذلك؟

- موقفنا واضح. والموقف الرسمي واضح، يجاهر بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم التورّط في أزمات الآخرين. وحلفاؤنا في هيئة الحوار ايضا اتخذوا موقفا واضحا بتأييد "اعلان بعبدا". اما ان يخرج البعض، من الجهتين، عن هذا التوافق اللبناني، فهذا شأنهم، ونحن بالطبع لا نوافقهم على ذلك. ويقتضي لمصلحتهم والمصلحة الوطنية أن يعودوا الى التزاماتهم والتزامات الدولة الحياد.

كيف هي علاقتكم  بـ"القوات اللبنانية"؟

- ممتازة. هناك تنافس طبيعي، سيظهر اكثر عندما نقترب من الانتخابات النيابية ومرحلة تشكيل اللوائح. لكن هناك ما يكفي من الحس الوطني والشعور بالمسؤولية لكي نعالج امورنا بالتفاهم للوصول الى نتيجة، لأن الاهم هو ان نربح الانتخابات، ولدى 14 آذار الفرصة الان لتربح الانتخابات، ويجب الا نفوّتها. إن ما يجمعنا هو أهداف وطنية مصيرية تفرض علينا تجاوز الخلافات الحزبية الضيّقة.

ومع وليد جنبلاط؟

- علاقة صداقة. والتواصل مستمر رغم الخلاف على بعض الأمور السياسية. حققنا معاً إنجازاً وطنياً في مصالحة الجبل، ونحن الاثنين كنا سباقين في هذه المصالحة. فلا نريد العودة الى الوراء..

* ومع الرئيس سعد الحريري؟

- ممتازة. التواصل دائم معه، اما بواسطة الهاتف وأما عبر موفدين، ونلتقي أحياناً في الخارج. ونقدّر الظروف التي تؤخر عودته الى لبنان.

 

أمن إسرائيل وسوريا وإيران أولوية أمام الإدارة الأميركية الجديدة

ثريا شاهين/المستقبل/في الساعات القليلة المقبلة، سيكون للولايات المتحدة رئيس جديد. والاستحقاق الانتخابي اليوم يعدّ مفصلاً هاماً في السياستين الداخلية والخارجية أمام الإدارة الأميركية المولجة بشؤون العالم، لا سيما ما يتصل بالشرق الأوسط ولبنان. وتفيد المصادر الديبلوماسية الغربية، ان المناظرات الثلاث التي جرت بين الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما المرشح الديموقراطي، والمرشح الجمهوري ميت رومني، حسّنت وضعية الأخير، انما لا يزال أوباما يسبقه بأشواط. ما يعزّز ترجيح فوز أوباما لولاية ثانية في الرئاسة الأميركية، ولو أنه بات لدى رومني أملاً كبيراً بالفوز. وإذا ما فاز أوباما فإن سياسته حيال المنطقة ستستمر كما كانت في ولايته الأولى. مع ان السياستين الديموقراطية والجمهورية قريبتان في المجال الخارجي لناحية ان الأولوية هي في الدفاع عن إسرائيل ومصالحها. أما في المجال السوري، وإن كان رومني يريد تسليح المعارضة السورية، فإن لدى أوباما تحفّظ عن هذا التسليح بحجّة الخوف من وجود "قاعدة" داخل تلك المعارضة. وبالتالي، فإن سقف الموقف الأميركي حيال الوضع السوري بات واضحاً في تسليح المعارضة، التي يتردد أوباما في تحقيقه، الأمر الذي يؤشر إلى أن واشنطن ليست في وارد التدخل عسكرياً في سوريا. لذلك ان السياسة الخارجية لن تتغيّر كثيراً، إنما التغيير في السياسة الداخلية التي هي موضع خلاف فعلي، ان كان على مجالات الضمان والصحة والأمن القومي. كما ان التصعيد في الموقف الأميركي لن يكون كبيراً. مع ان التوقعات تشير إلى ان الوضع السوري سيزداد سوءاً، ما قد يضطر واشنطن إلى اتخاذ مواقف عالية انما لن تصل إلى التدخّل الكبير. ويظهر أن الوضع السوري مرشّح لإطالة الأمد بفعل التوازن على الأرض حيث لم تُسقط المعارضة النظام بعد، ولا النظام استطاع ان يقضي على المعارضة، في ظل غياب أي عنصر يساعد فعلياً أي من الطرفين لإلحاق الهزيمة بالطرف الآخر. ولا تزال روسيا تمنع مجلس الأمن من التدخل وستبقى على موقفها، ما يؤدي إلى ان يكون الوضع يائساً دولياً لإحداث خرق ما، في ظل فشل القدرة على ايجاد نقاط مشتركة لإنجاح التفاوض المطروح والحوار. وأي تدخل سيتم بعد حصول أمر مفاجئ ويمكن ان يغيّر المعادلة.

وبناء على الموقف الأميركي حيال سوريا، فإن الميل نحو استمرار السياسة الأميركية تجاه التشديد على استقرار لبنان وعدم وقوعه في الفراغ الدستوري والسياسي، إلى مرحلة ما بعد الانتخابات ومع أي حزب سيتسلم سدة المسؤولية.

الملف الأكبر في المنطقة هو الملف السوري، وليس اللبناني، حيث لا مستجدات تغيّر مجرى الأمور فيه. وأي تغيير فيه يرتكز أساساً على مصير النظام السوري. حتى إن العديد من المسائل العالقة في لبنان، ينتظر ان تجد الحل المناسب في ضوء معرفة هذا المصير لا سيما سلاح "حزب الله"، وترسيم الحدود اللبنانية السورية. وهذا الموقف متفق حوله مع فرنسا والاتحاد الأوروبي.

ويلي الملف السوري أو يوازيه أهمية الملف النووي الإيراني، حيث ينتظر الاستمرار في إعطاء الفرصة للحوار الدولي الإيراني، وأي ضربة عسكرية إسرائيلية لطهران غير متوقعة، إلا في ضوء حصول تفاهم أميركي إسرائيلي عليها وبمباركة من الاتحاد الأوروبي.

لكن الناخب الأميركي، لن ينتخب على أساس السياسة الخارجية، بل على أساس السياسة الداخلية. وفي السياسة الخارجية أظهر رومني دعماً لإسرائيل مثل أوباما. لكن التفاوت في وجهات النظر بين أوباما وإسرائيل حول عملية السلام في الشرق الأوسط أدى إلى تجميدها. وأي فائز في الانتخابات سيعمل جاهداً على إعادة إطلاقها، في حين تربط رومني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتنياهو علاقة صداقة قوية.الجمهوريون يذهبون أكثر في التدخل في السياسة الدولية والثنائية مع الدول. لكن الديموقراطيون يتّجهون دائماً لتخفيف التدخل والنظرة بشمولية أكثر إلى الملفات العالقة.

وسجّل لهم في هذا المجال الانسحاب من العراق وأفغانستان، وتغيير أسلوب التعامل مع الأزمات في المنطقة والاتجاه إلى الحوار، وان كان الهدف ذاته لا يتغير. انما الأسلوب في مقاربة الملفات هو الذي يتغير. لكن تبقى الأولوية لأمن إسرائيل بصرف النظر عن الفائز.

كذلك ان نتائج الانتخابات الجزبية للكونغرس والتي ستجرى في الوقت نفسه مع الانتخابات الرئاسية ستلقي بظلالها على القرارات الأميركية لا سيما في السياسة الخارجية. وبنجاح أي رئيس في سياسته تعتمد إلى حدّ بعيد على دعم الأكثرية له في الكونغرس.

 

إنه الخطر المحدق بالوطن.. يا غبي!

محمد مشموشي/المستقبل

كثيرة هي الأسئلة التي طرحت، ولما تزل، حول موقف قوى 14 آذار من الحكومة والمطالبة باسقاطها من ناحية ومقاطعة أعمال مجلس النواب وطاولة الحوار من ناحية ثانية، انطلاقا من نقطتين اساسيتين لا يجوز تجاهلهما: أولاهما، تتعلق باستطاعة هذه القوى على تحقيق أهدافها في ظل عدم التوازن السياسي والعسكري القائم على الأرض، وثانيتهما تتعلق بالمسؤولية السياسية والمعنوية التي تتحملها هذه القوى في ما لو عمدت الحكومة، تحت ذريعة هذا الموقف، الى التعطيل الكامل لحياة المواطنين (تجميد سلسلة الرتب والرواتب أو وقف المسكنات لمعضلة الكهرباء، على سبيل المثال) وما يسببه الأمران من أزمات مالية واقتصادية واجتماعية لشرائح واسعة من الناس.

ومع أن الاحتمالين قائمان، وقد تلجأ اليهما الحكومة على طريقة الهروب الى الأمام، فالسؤال المركزي، والأكبر من دون شك في هذه الفترة، يبقى على حاله من دون تغيير: هل يمنع ذلك قوى 14 آذار من أن ترفع صوتها عاليا حول الأخطار الملحة التي تحيق بلبنان، أرضا وشعبا ووطنا ومؤسسات؟، وهل يجب أن يحول ذلك دون المطالبة برحيل الحكومة في ظل التحديات المحلية والاقليمية التي شكلها اغتيال مسؤول الأمن الأول فيه، اللواء الشهيد وسام الحسن، وانكشاف خيوط مؤامرة ميشال سماحة ـ علي المملوك ضد سلمه الأهلي ووحدته الوطنية، واطلاق طائرة ايرانية من دون طيار من مكان ما من أرضه وقول طهران أنها حصلت منها على صور لمواقع عسكرية واستراتيجية اسرائيلية، وأخيرا مشاركة مقاتلين من "حزب الله" في حرب الابادة الشاملة التي يشنها النظام السوري ضد شعبه لمجرد أنه يطالب بالحرية والكرامة والديموقراطية والعدالة؟.

واقع الحال، أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لم تكن منذ تشكيلها على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها خصوصا لجهة معالجة قضايا الناس وحل مشكلاتهم الحياتية. كما أنها، وان جاءت بالانقلاب المعروف من قبل سوريا وايران و"حزب الله" ولم تفعل الا ما يلبي أوامر ورغبات رعاتها هؤلاء، فانها لم تنكشف بعريها الكامل (عمليا، خطرها الكامل على البلد ومستقبله) سوى في سياق أحداث وتطورات الأسابيع القليلة الماضية.

فلم يجرؤ رئيسها، مثلا، على استدعاء أي من عضوي "حزب الله" في حكومته لسؤاله عن قضية الطائرة من دون طيار، وكيف ومتى ولماذا حدث ذلك، ولا حتى عن "الاتهامات" المتداولة في أجهزة اعلام العالم وصحفه عن مشاركة أفراد من الحزب في القتال الى جانب النظام السوري، بالرغم من تبرع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بابلاغ اللبنانيين والعالم كله بالواقعتين.

كذلك، فانه لم يجد داعيا لاستدعاء السفير السوري في لبنان لسؤاله عن قضية ميشال سماحة/علي المملوك وما يملكه التحقيق اللبناني من وثائق وتسجيلات بشأنها، ولا حتى لسؤال نائب ورئيس كتلة نيابية (العماد ميشال عون) وضابطين سابقين (اللواء جميل السيد والعميد مصطفى حمدان) عن التهديدات التي أطلقوها جميعا من على شاشات التلفزة ضد اللواء وسام الحسن بسبب كشفه هذه المؤامرة واعتقال سماحة بالجرم المشهود، وهي التهديدات التي وصلت حد توعده جهارا نهارا بالقتل على خلفية احباطه المؤامرة والحيلولة دون تنفيذها.

بل انه لم يملك شجاعة مواكبة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وهو غير مسؤول دستوريا بعكس رئيس الحكومة، في مواقفه الحازمة من هذه المؤامرة ومن اتهامات مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري للبنان بايواء معارضين للنظام السوري واحتضان مراكز تدريب وانطلاق لتنظيم "القاعدة"، ومن الاعتداءات المسلحة المتواترة على المناطق اللبنانية، ولا حتى الجرأة لاثارة أي من هذه المسائل في جلسة رسمية لمجلس الوزراء.

ليس هذا فقط، بل ان اطلاق الطائرة من دون طيار كما انكشاف مشاركة "حزب الله" في القتال الى جانب قوات النظام السوري، قد تما بعد "اعلان بعبدا" الذي صدر عن جلسة للحوار الوطني حضرها ممثل عن الحزب ويفترض أنه وافق عليه لأنه صدر بالاجماع كما قيل. و"اعلان بعبدا" هذا، لمن لا يذكر، يتحدث عن امكان استفادة لبنان (لبنان وحده، وليس سوريا أو ايران أو غيرهما) من قدرات المقاومة وسلاحها. لكأن الحزب، في الحكومة كما على طاولة الحوار، يعلن للجميع أنه فوق الحكومة وفوق الحوار وأنه يفعل وسيفعل دائما ما يريد (أو يراد له!) من دون اهتمام بموقف رئيس الحكومة التي يشترك فيها أو بموقف رئيس الجمهورية الذي يرأس طاولة الحوار.

وأكثر من ذلك، فانه بينما كان رئيس الجمهورية يربط صراحة وبجلاء بين اغتيال اللواء الحسن وكشف مؤامرة سماحة/المملوك، ويجاريه رئيس الحكومة فيلمح الى امكان وجود علاقة بينهما، كان "حزب الله" وحلفاؤه الاقليميون والمحليون يحيلون الجريمة كعادتهم على الدوام الى اسرائيل ومؤامراتها الدائمة على لبنان وعلى المقاومة والممانعة.

هذه الحال هي معضلة لبنان الكبرى في هذه الفترة، وهي ما يشكل خطرا داهما على وضعه الراهن وعلى مستقبله، وما ينبغي بالتالي الخلاص منه عبر اقالة الحكومة وتشكيل حكومة أخرى تكون حيادية ليس تجاه قضايا سوريا وايران ونظامي الحكم فيهما فقط، وانما أيضا وقبل ذلك كله تجاه قضايا لبنان وما يعانيه من أزمات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية.

لبنان في خطر داهم، أرضا وشعبا ووطنا ومؤسسات على السواء. هذه هي المسألة الآن، وكل كلام آخر حول الاستقرار السياسي والأمني أو الفراغ الحكومي ليس سوى ذر للرماد في العيون.

وكما يقال في مثل هذه الحالات: انه الخطر المحدق بالوطن... يا غبي!

 

"عن المصير التراجيدي لـ "المقاومة" ولـ "حزب الله

ماجد كيالي

منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان صيف العام 2000 انتهى مشروع حزب الله المتعلق بالمقاومة. القصد أنه انتهى من الناحية العملية، وإن بقي من الناحية الشعاراتية أو النظرية، ولأغراض الاستهلاكات المحلية، بدليل توقف عمليات المقاومة نهائيا، منذ ذلك التاريخ، والتزام الحزب بحدود الخط الأزرق، حتى العام 2006 أولاً ثم الالتزام بمضمون قرار مجلس الأمن الدولي 1701؛ القاضي بنشر قوة دولية وقوة من الجيش اللبناني هناك.

وطبعاً، فقد حصل ذلك باستثناء لحظة عابرة، ليس لها ماقبلها ولا ما بعدها، تمثلت في عملية خطف جنديين إسرائيليين (2006)، التي استدرجت ردة فعل اسرائيلية وحشية ومدمرة، دفع لبنان ثمنها غاليا، واعتذر عنها نصر الله، في خطاب شهير له، نوّه فيه إلى أن هذه العملية ماكانت لتتم لو أنه كان يقدّر أن ردّة الفعل ستكون على هذا النحو.

إذاً، فقد انتهى زمن المقاومة، أو لنقل ان مقاومة حزب الله توقّفت، علما أننا لا نتحدث هنا عن توقف لأسابيع او لأشهر، ولا لعدة أعوام، فنحن هنا نتحدث عن 12 عاماً، صرّف في غضونها حزب الله طاقته في القوة والعنف، مباشرة أو مداورة، في الداخل اللبناني، أي في الصراعات الداخلية على السلطة في لبنان، وفي تدعيم محور اقليمي بعينه، يتأسّس على التحالف بين سوريا وإيران.

هكذا بات هذا الحزب امام معضلة مزدوجة، ذلك أن المقاومة التي تستمد مشروعيتها من مقاومتها لإسرائيل توقفت، والأنكى انها بدلا من ذلك باتت تستثمر رصيد قوتها في الداخل اللبناني ضد فرقاء لبنانيين آخرين، أي في مقاصد غير تلك التي انشئت من أجلها.

هكذا، بات حزب الله يأكل من رصيده، وباتت مشروعية المقاومة موضع نقاش، وموضع تساؤل جدي، بات معه لبنان في ازمة عميقة، لاسيما مع الاختلاف على التجديد للرئيس اميل لحود، واغتيال الرئيس رفيق الحريري.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، أي عند حد الاختلافات السياسية، ذلك أن هذا الحزب وضع نفسه موضع تساؤل إزاء ثلاثة مسائل، أولاهما، طابعه المذهبي، ذلك أن هذا الحزب تأسس على العصبية المذهبية، واستمر على هذا النحو منذ تأسيسه قبل نحو ثلاثة عقود، مايثير التساؤل حول كونه حزبا "وطنيا"؛ بمعنى شموله للبنانيين من مختلف المكونات الطائفية والمذهبية.

وثانيتهما، وتنبع من الأولى، أيضا، وهي تكمن في تبعية حزب الله الى دولة إقليمية معينة، واعتباره ذاته امتداداً سياسياً لها في لبنان، لاسيما إن قيادته لا تنكر مرجعيتها لإيران، من الناحيتين السياسية والمذهبية، علما انه هو من ادخل الاعتقاد بمبدأ "ولاية الفقيه" في مذهب الشيعية اللبنانية، وهو الأمر الذي عارضه عديد من أئمة الشيعة الكبار في لبنان (كما في العراق).

وثالثتهما، أن هذا الحزب ينتمي الى منظومة الأحزاب الدينية، والسلفية، التي تلعب دوراً كبيراً في تأجيج الصراعات الطائفية، والمذهبية، في المجتمعات العربية، لاسيما ان هذا الحزب يعتمد سردية المظلومة الشيعية ويشتغل على تنمية عصبيتها في لبنان.

والحال فإن تعطل مشروع المقاومة، معطوفاً على العصبية المذهبية والتابعية لإيران، غيرت هذا الحزب وجعلته شيئاً آخر، إذا لم نقل أنها كشفت الأغراض الحقيقية من قيامه.

الآن، مع كل الاحترام والتقدير للتضحيات، والبطولات، التي قدمها جمهور هذا الحزب، ومقاوموه ضد اسرائيل، إلا انه ينبغي الانتباه، أيضا، الى أن مقاومة حزب الله ظلت محدودة في مناوشة اسرائيل على الحدود، ولم يكن لها عمق في الداخل الفلسطيني، وهو لم يسمح للفلسطينيين بمواصلة المقاومة من جنوب لبنان، بل انه لم يسمح للبنانيين بذلك، وهذا كان أمرا متعمداً ومقصوداً؛ هذا أولاً.

ثانياً، في مجال التقييم التاريخي لمقاومة حزب الله، يمكن القول إن هذه المقاومة نجحت ضد اسرائيل على الصعيد التكتيكي لكنها اخفقت على الصعيد الاستراتيجي (وأنا هنا استعير مصطلحات بعض "مفكري" الممانعة والمقاومة). في المقابل يمكن القول، أيضا، إن إسرائيل اخفقت تكتيكياً، لكنها نجحت استراتيجياً. فقد أخفقت إسرائيل لأن جيشها النظامي يصعب عليه الاستمرار في حرب العصابات، التي تعمل ضمن حاضنة شعبية ومن دون قواعد ثابتة، ولكنها نجحت استراتيجيا بحرمان حزب الله من مبرر الحرب ضدها بانسحابها من جنوب لبنان. وفي النهاية فإن كل مقاومة حزب الله لم تغير في معادلات الصراع والقوة مع اسرائيل، بدليل وقفه المقاومة ضدها، واستمرار هذه الدولة على ذات السياسات الصلفة التي تنتهجها إزاء الدول العربية وإزاء الفلسطينيين.

ثالثا، إن هذا الحزب سكت عن مجيء الميليشيات المذهبية المسلحة المدعومة من إيران في العراق، على ظهر دبابة أميركية، وهو لم يتحدث قط عن دعم المقاومة الوطنية ضد الغزو الأميركي للعراق!

رابعاً، مع ثورات الربيع العربي وقف حزب الله موقف المساند لكل تلك الثورات، من تونس الى مصر، مروراً باليمن والبحرين وليبيا، لكنها عندما وصلت الى سوريا اتخذ موقفا معاديا لهذه الثورة منذ اليوم الأول، وانحاز علنا الى موقف النظام، معتبرا اياها مجرد مؤامرة خارجية، وحتى انه لم يبد أي حساسية ازاء القتل والدمار الذي يتعرض له شعب سوريا. ويجدر الانتباه إلى أن هذا الموقف ليس بجديد على حزب الله، فهو يعتبر سورية بمثابة اقطاعية لعائلة الأسد، ولطالما ذكر في خطاباته مصطلح "سوريا الأسد"، وحتى أنه أهدى النصر المتحقق في الجنوب والذي دفع ثمنه شعب لبنان، ولاسيما اهل الجنوب الى إيران، وإلى "سوريا الأسد"؛ بحسب ماجاء في خطاب بنت جبيل (2000) الذي ألقاه نصر الله بعد الانسحاب الاسرائيلي.

هكذا وقع حزب الله في الفخّ، فهو لم يحاول البتة تكييف بنيته وشعاراته مع الوضع الجديد في لبنان، بعد العام 2000، وتصرّف وكأن شيئا لم يكن، والنتيجة ان شعب لبنان لم يعد حاضنة للمقاومة، بل إن هذه المقاومة باتت عاملا من عوامل الانقسام بين اللبنانيين. هذا حصل، أيضا، بعد ثورات الربيع العربي، وبعد الثورة السورية، فقد ربط هذا الحزب مصيره بنظام الاستبداد والإفساد في سوريا، من دون مراعاة لمشاعر السوريين، كاشفا في ذلك عن ارتهانه لمرجعيته الإيرانية، ولواقعه كحزب طائفي، مثله من الاحزاب الطائفية الاخرى.

ربما كان يمكن لحزب الله أن يتجنّب هذا المصير التراجيدي، لكن ذلك كان يستلزم سياسات وخيارات أخرى قد لا تكون في مقدوره. وفي العموم فإن هذا القدر التراجيدي يصيب معظم المقاومات التي لاتستمد الدعم من شعبها، والتي تشتغل على ترسيخ انقساماته. وبديهي أن مقاومة هكذا وضعها هي مقاومة بائسة وتعمل ضد مسار التاريخ.

 

مطر في قداس افتتاح السنة الطقسية: نسأل الله أن يعيد للعالم أيام الراحة والسلام

الأحد 04 تشرين الثاني 2012

 وطنية - ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر قداسا في كاتدرائية مار جرجس - بيروت، لمناسبة افتتاح السنة الطقسية وسنة الإيمان، عاونه فيه النائب العام للأبرشية المونسنيور جوزيف مرهج والمونسنيور أنطوان عساف والأبوان دومينيك لبكي وجو دكاش، وشارك فيه كهنة الأبرشية وحضره رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن وأعضاء المجلس ورؤساء وأعضاء هيئات روحية وإجتماعية وأخويات ووفود راعوية من رعايا الأبرشية. وخدمت القداس جوقة الكاتدرائية.

بعد الإنجيل ألقى مطر عظة جاء فيها: "أحييكم جميعا بالرب يسوع، أيها الأخوة والأخوات الأحباء، القادمون من مختلف أنحاء الأبرشية، ومن قطاعات العمل والرسالة فيها، لتشتركوا معنا، كما درجت العادة، في قداس افتتاح السنة الطقسية الجديدة. وإننا نسأل الله في هذه المناسبة بأن يمن عليكم بسنة طالعة ملؤها الخير والنعم على كنيستنا وشعبنا وعلى اللبنانيين جميعا وكل أبناء الشرق المقهور والمعذب، وأن يعيد للعالم أيام الراحة والطمأنينة والسلام".

أضاف: "يصادف هذا العام، أن قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتس السادس عشر، الذي بارك أرضنا في نهاية الصيف الماضي، قد أعلن في الحادي عشر من شهر تشرين الأول الفائت بدء سنة روحية جديدة كرسها للتعمق بسر الإيمان، وذلك في مناسبة مرور خمسين سنة على افتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الكبير. والكل يعلم أن انعقاد هذا المجمع قد ترك أثره العميق في حياة الكنيسة وتجددها لا بل في حياة العالم وفي مصيره الروحي الشامل.

كما أننا في الوقت عينه، بعد أن تسلمنا من قداسة البابا أثناء قداسه في بيروت إرشاده الرسولي الموجه إلى المسيحيين في الشرق الأوسط بخاصة، وإلى كل أبناء هذه المنطقة بعامة، مدعوون خلال هذه السنة وفي الحقبة التي تليها إلى تقبل الإرشاد الجديد والتعمق بمضمونه بغية العمل بهديه في كل مجال من مجالات حياتنا، الروحية والوطنية والإنسانية.

إن هذه المناسبات الثلاث هي كلها بمثابة فرص ثمينة يمنحنا الله إياها في الأبرشية وفي الكنيسة ليزداد إيماننا به وتوكلنا عليه، ولكي ننهض إلى رسالتنا بروح إنجيله المقدس، فنشهد لمحبته بين الناس ونعمل على تحقيق ملكوته في الأرض، أي ملكوت المصالحة والأخوة والعدل والسلام، وبكلمة واحدة، ملكوت المحبة".

وتابع: "في السنة الطقسية أولا، تذكرنا الكنيسة بافتتاحها أننا على هذه الأرض مسافرون. فليس لنا هنا مدينة ثابتة كما يعلمنا بولس الرسول، إنما نرجو الآتية، ونشد إليها الرحال على مدى الأزمان كلها. وما من صورة أجمل عن هذا العبور من صورة الكنيسة المشبهة بسفينة نحن في قلبها، وهي تمخر بنا بحر هذا العالم، والمسيح قبطانها، وروحه القدوس قوة الدفع فيها وغايتها الوصول إلى رؤية وجه الآب، والتمتع بالسكنى في بيته إلى الأبد. وما رأس السنة هذا سوى محطة نتوقف فيها لنشكر الله أولا على عطاياه في خلال عام مضى، ونسأله المزيد منها من أجل عام جديد. كما ننظر فيها إلى ذواتنا إن كنا مستعدين لتجديد العهد بالسير مع الكنيسة وبالعيش تحت أنظار الرب، متضامنين بعضنا مع بعض، كل من موقعه ومن نطاق عمله. وفي هذه المحطة أيضا نحاسب نفوسنا فنغير فيها ما يجب أن يتغير ونحافظ على ما يجب الحفاظ عليه. وهكذا نعد العدة ونشد الحبال من أجل استئناف الرحيل والنزوح إلى العمق لسنة جديدة. ومع توالي الأعياد الكبيرة في إطار كل عام، من الميلاد المجيد إلى القيامة والعنصرة وارتفاع الصليب المقدس، نغذي إيماننا بالرب ونذوق منذ وجودنا على الأرض طعم السعادة التي يغمر بها الله قديسيه في السماء".

وقال: "هذا الإيمان، هو الذي سيكون في العام الطالع موضوع تأمل للمسيحيين، يقومون به في ضوء تعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني والاختبار الروحي العظيم الذي عاشته الكنيسة منذ خمسين عاما أثناء انعقاده وما تزال. وإن سأل سائل عن العلاقة بين المجمع الفاتيكاني الثاني وسر الإيمان، وعن الدافع الذي حدا بقداسته ليختار موضوع الإيمان بابا للدخول إلى سر هذا المجمع، فالجواب يكمن في الاعتبار بأن الدين يختصر بموقفين أساسيين، موقف الله الذي يحاكي الإنسان ويدعوه إليه، وموقف الإنسان الذي يجيب على دعوة الله له بفعل الإيمان. واستنادا إلى هذه الحقيقة يعلن قداسة البابا، وهو اللاهوتي الكبير في الزمن الحاضر والمؤتمن الأول على الرسالة المسيحية، أن الإيمان هو باب الخلاص ومنطلق التغيير للعالم بأسره. فإن قبل العالم الله خالقا وربا كانت له فرصة ليجد طريق التحسن والشفاء، وإن لم يقبل الله، فسيبقى العالم على حال يائسة من البلبلة والتعثر".

أضاف: "هذا هو إيمان البابا بكل بساطة وبكل صراحة. ولهذا عندما سأل صحافي قداسته عن أثمن ما أعطته المسيحية للعالم منذ انطلاقتها، أجاب قائلا: "أنها أعطت الله، بصورته الصافية والنقية". وبفضل هذه النعمة صار للعالم مرجع مطلق فلا يضيع، وفتحت أبوة الله للناس كوة رجاء لهم بتلاقيهم في رحاب الأخوة التي يدعوهم إليها ويجمعهم في رحابها.

أما المجمع الفاتيكاني فهو يهدف بنظر البابا إلى خدمة هذا الإيمان وزرعه في القلوب. وهو يضع مسؤولية هذا العمل على كاهل الكنيسة بصورة خاصة. لذلك كان اهتمام المجمع كبيرا بسر الكنيسة وبدورها في مسيرة الإنسانية التي هي بمجملها موضع محبة الله. فأعلن أن الكنيسة ليست جماعة قائمة لها حقوقها ولها أنظمتها وحسب، إنما هي بالأولى شعب الله السائر في وسط شعوب الأرض داعيا إياها إلى معرفة ربها وإلى قبوله. الكنيسة إذن هي خميرة محبة وإنسانية، زرعها المسيح في قلب العالم ومن أجله، وليست أبدا في مواجهة مع العالم أو بعيدة عنه. لذلك دعا المجمع إلى علاقة جديدة مع كل الأديان ليقيم وإياها حوارات بناءة، وأطلق هذه الحوارات معها فعلا على أساس احترام عناصر الحقيقة في كل دين واحترام الحرية الدينية التي دعا إليها في كل الأرض. وانكب المجمع أيضا على معالجة قضية الوحدة المسيحية بغية جمع كلمة المؤمنين بالمسيح وإحياء شهادتهم الواحدة أمام جميع الناس، على ما جاء في الإنجيل المقدس. أما في داخل الكنيسة فأعاد المجمع الاعتبار للعلمانيين الذين أوصى بمشاركتهم في المسؤولية مع الكهنة وسلمهم عمل تقديس الكون بالقيم التي ينشرونها فيه، فيتغير وجهه".

وتابع: "أمام هذا التعليم النير والذي انفتحت أمامه قلوب أهل الأرض وعقولهم من كل دين، ندعى جميعنا في هذه السنة إلى تثبيت الإيمان به، وإلى نشره من جديد. إنه "الإيمان الذي ينقل الجبال" كما يقول الرب. والجبال هذه هي جبال اليأس والخوف والقلق والعداوة ليسقطها في بحر النسيان ولتشرق على الدنيا شمس العدالة والغفران والمسامحة والمحبة.

وإن ما تلتزم به الكنيسة من أجل الإنسان في العالم بأسره، إنما هي مدعوة بالأولى إلى القيام به في مهد انطلاقتها أي في منطقة هذا الشرق العزيز لتنشر فيه روح المحبة النابعة من قلب الله. هكذا يكمل السينودس من أجل الشرق الأوسط عمل المجمع الفاتيكاني الثاني، فلا تكون الكنيسة عندنا لا جماعة تهتم بمصير أبنائها بمعزل عن مصير الآخرين، بل تسعى إلى حسن المصير العام بالشراكة بين المسيحيين وإخوانهم من كل الأديان المؤمنة بالله. ستكون هذه شراكة طبعا بالحقوق والواجبات، ستكون أيضا شراكة في الهم والسعي إلى غد أفضل للجميع، شراكة في السعي وراء خبز الجسد وخبز الروح الذي هو خبز الحرية وخبز كرامة للذين خلقوا على صورة الله ومثاله".

وختم مطر: "فيا أيها الأخوة والأخوات الأحباء، نحن نشكر الله معكم على كل هذه الفرص التي يمنحنا إياها لنحيا في سبيل رسالة عظيمة تلقى علينا تبعتها باسم المسيح. وستكون أبرشيتكم مشاركة في هذه الرسالة بالصلاة وتنظيم حلقات دراسة للإيمان وللإرشاد الرسولي، في جامعتها، ومدارسها ورعاياها ووسائل إعلامها، فتسهموا كلكم في النهضة الروحية التي من شأنها أن تعيد للبنان رجاءه بلقاء أبنائه جميعا حول هدف واحد ورسالة واحدة. وإننا ندعو لكم، في القداس وبدء السنة الطقسية وافتتاح سنة الإيمان هذه بالتوفيق في ما أنتم مقدمون عليه. وليحفظكم الرب جميعا مغدقا عليكم من عنده فيضا من محبته وبركاته".

 

الراعي في عشاء "مؤسسة البطريرك صفير": عالمنا بحاجة للوحدة والربيع العربي لن يأتي بالحرب

الأحد 04 تشرين الثاني 2012 /وطنية - أقامت "مؤسسة البطريرك نصرالله صفير" عشاءها السنوي في فندق هيلتون - سن الفيل في حضور النائب نعمة الله ابي نصر ممثلا رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الكاردينال نصرالله صفير، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائبين انطوان زهرا وايلي كيروز، الوزير السابق زياد بارود، قائد الجيش العماد جان قهوجي، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، المستشار السياسي للرئيس سعد الحريري الدكتور داود الصايغ، سفير لبنان في الاونيسكو الدكتور خليل كرم، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار المهندس نعمت افرام، جورج بكاسيني ممثلا الأمين العام ل"تيار المستقبل"، قنصل بريطانيا الفخري رئيس جامعة آل ابو جودة وليم زرد ابو جودة، القنصل العام انطوان عقيقي، منسق مكتب الانتشار في الدائرة البطريركية الاب مروان تابت، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي، مسؤول منطقة كسروان - الفتوح في القوات اللبنانية المهندس شوقي الدكاش، نائب مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير واعضاء المؤسسة وفد يمثل مجموعة بنك بيروت وعدد من المطارنة والكهنة وفاعليات اجتماعية عسكرية واعلامية.

بداية النشيد الوطني ثم كلمة عريف الاحتفال الاعلامي انطوان سعد، بعده ألقى رئيس المؤسسة الدكتور الياس صفير كلمة وصف فيها صفير بانه "الضمير الحي والقلب المحب الذي نستمد من توجيهاته وصلواته الدعم المعنوي والروحي"، وقال: "يسعدنا ان نلتقي حول مائدة المحبة، لنتقاسم طعام الوحدة الوطنية، وقد غمرنا غبطة أبينا وبطريركنا، كاردينال الكنيسة، الجامعة المقدسة الرسولية، العتيد، مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، بحضوره السامي تأكيدا لاستمراره في رعاية المؤسسة، التي تحمل اسم سلفه الجليل، وتشجيعها على تقديم الخدمات الاجتماعية، وتخفيف أعباء التحصيل العلمي، لمئات من الطلاب الذين يحققون النتائج الواعدة، وقد بدأت طلائعهم، في التخرج من الجامعات".

أضاف: "ان بكركي تظللنا جميعا، نحن ابناؤها، رعية بطريركها، المؤتمن على تاريخها، ذخائر قديسيها، وقيم رسالتها، الروحية والوطنية، وهي تحضن القضية اللبنانية، التي توحد اللبنانيين، من كل دين وطائفة ومذهب، لا تفرق بين مكونات الشعب، المؤمن برب واحد، المتطلع الى دولة حضارية، ضامنة للحرية، والعيش الكريم، موطدة للعدل، حافظة للسيادة والاستقلال".

وتابع: "التحية لكم، ايها الاصدقاء، فردا فردا، تشجعون على الخير، تشهدون للبنان الواحد الموحد، وتحافظون عليه، دولة للانسان، يحميها ولاء شعبها، والتفافه حول مؤسساته الشرعية، وجيشه الابي، بقيادة عماده، وضمانة أركانه وحكمتهم، بإخلاص ضباطه، وبسالة جنوده، في الذود عن الوحدة الوطنية، وتوطيد الديموقراطية، مستلهمين مبادىء الشرف والتضحية والوفاء".

وختم شاكر رئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير وجميع الذين ساهموا في العشاء.

صفير

ثم ألقى الكاردينال صفير كلمة رحب فيها بالراعي شاكرا له حضوره، وقال: "وانا مثلنا في كل سنة، نشكر جميع الذين يشاركون في هذا العشاء، ونشكر بخاصة جميع الذين يتبرعون للطلاب الذين يستفيدون من عطاءاتهم لمتابعة دروسهم التي تمكنهم من ان يكونوا مفيدين لبلدهم بعملهم، بدلا من ان يكونوا عالة عليه. ولا حاجة بنا الى تكرار القول:"ان العلم نور" وهو يفتح للناس سبل العمل والانتاج. وانا نناشد اصحاب الامكانات ان يوجدوا فرصا للعمل للشبان والشابات الذين تؤهلهم إمكاناتهم كل سنة الى دخول أمكنة العمل، بدلا من ان يسافروا فتفيد من نشاطهم بلدان غير بلدهم. وان مؤسستنا تحاول قدر المستطاع، بمعانة المتبرعين لها، مد يد المساعدة للطلاب من ذوي الحاجة الذين لا تمكنهم اوضاعهم من تلبية ما يطلبه طلب العلم من نفقات لا بد منها. وما أحسن ما قال الشاعر عندما قال:" وليس سواء عالم وجهول".

أضاف: "انا نشكر من صميم القلب الذين تبرعوا بمالهم لهذه المؤسسة التي تمد الطلاب بالمعونة لمتابعة التحصيل ليكونوا اعضاء مفيدين لبلدهم وفاعلين في مجتمعهم، بدلا من ان يكونوا عالة وعبئا عليه. وانا نهنىء الطلاب الذين يعرفون ان يستفيدوا من الفرصة المتوفرة لهم ليحصلوا العلم والمعرفة ليكونوا فاعلين في مجتمعهم، ومنتجين وهذا لخيرهم وخيره. ونتمنى لهم ان يجدوا فرص عمل بسرعة ليستفيدوا ويفيدوا من حولهم. ولا يفوتنا ان نشكر الذين يمنحون مؤسستنا دعمهم لتواصل عملها في سبيل الشبان المحتاجين الى مساعدتها، آملين ان تمكن هؤلاء المستفيدين من عطاءاتها، وإمكاناتهم يوما من مساعدة من هم بأمس الحاجة الى مساعدتهم". وختم: "جزى الله خيرا ومزيد عافية الذين يساعدون هذه المؤسسة وربما احيانا يبذلون، من حاجتهم، ليكون التفاعل مثمرا في مجتمعنا. أعاض الله عليكم ما تبذلون أضعافه، وأفاض عليكم خيوره وبركانه، ومدكم بالصحة والعافية والتوفيق الى سنين طويلة".

الراعي

وفي الختام ألقى الراعي كلمة قال فيها: "أشكر لصاحب الغبطة تأسيسه هذه المؤسسة التي هي والكرسي البطريركي واحد وهذا اللقاء هو عشاء الوفاء للبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لانه ترك لاجيالنا ولشبابنا هذه المؤسسة من اجل مساعدة طلابنا بفضل جهد مجلس الادارة وسخاء المحبين والمحسنين عشاء وفاء لصاحب الغبطة على هذه المؤسسة التي تعنى من خلال خدمة كاريتاس لبنان لاخوتنا في حاجاتهم الاجتماعية المتنوعة، وهو عشاء محبة نحن بأمس الحاجة اليه وعشاء شركة عشناها بفرح كبير عندما زار قداسة البابا بنديكتوس لبنان ورجع سكرانا بالشعب اللبناني، ويسعدني ان أحمل اليكم كما سلمني بكثير من العاطفة والشعور الانساني وشد على يدي ونظر وقال:" سلملي على الموارنة وعلى اللبنانيين".

أضاف: "واننا نوجه الشكر لصاحب القداسة الذي رفع لبنان على المستوى الدولي الى مكانه الذي يليق به فاستعاد لبنان دوره الطليعي وقيمته، وقد التقينا في روما الكثير من الكرادلة والبطاركة الآتين من مختلف قارات الارض وكانوا يتغنون بلبنان من خلال زيارة قداسة البابا، واننا في ذلك نحن امام مسؤولة كبيرة ان نحافظ على قيمة لبنان ورفعته ورسالته وكرامته. وان قداسة البابا الذي شرفني ومنحني رتبة الكاردينالية أراد ان يكافىء الكنيسة ولبنان، وانني من خلال هذه المبادرة كان لي ان أقطف ما زرعه الكاردينال صفير وانني أسال الله ان يساعدني معكم لان أكون على مستوى قداسة البابا الذي يريد ان يبقى لبنان وفيا لرسالته ودوره".

وتابع: "نحن اليوم في مرحلة صعبة داخلية ومحاطة بأزمات اقليمية ودولية لكننا نجدد إيماننا بالمسيح وبكنيسته. أجل كنيستنا وكنائسنا في هذا الشرق تحمل مسؤولية كبيرة من اجل بناء الشركة والمحبة، فعالمنا بأمس الحاجة الى الوحدة وهو متقطع متنازع ونحن وللاسف نعيش اليوم في ذروة هذه النزاعات والتفرقة وكل بات يخاف من اغتيال ما، وقابع في بيته لا يتحرك، هو دور الكنيسة التي لا تؤمن بالعنف والحرب، وهي لا تؤمن الا بالمحبة والشركة والوحدة بين الناس والاخوة ولا تؤمن الا باننا كلنا عائلة واحدة لاله واحد والكنيسة هي الصورة المصغرة للعائلة التي أرادها الله بين البشر، ونحن نجدد إيماننا بالكنيسة وبذواتنا وببعضنا البعض وبلبنان، وقداسة البابا ترك لنا العديد من الكلمات التي قالها على ارضنا والإرشاد الرسولي والكنيسة في الشرق الاوسط الذي سلمنا إياها، نحن نلتزم وما أجمل من هذا اللقاء ونحن في مؤسسة البطريرك نصرالله الذي لم يعلمنا الا هذا ويحمل ضمير امتنا ونحن نواظب على المحافظة عليه، فيا ايها المسيحيون تجددوا وتوحدوا وتصارحوا وسيروا الى الامام فالمسؤولية المسيحية مسؤولية لبنانية وشرق أوسطية".

وقال: "يتكلمون عن الربيع العربي فهو لن يأتي بالعنف والحرب بل ينبغي ان يمر بلبنان ربيع المسلمين والمسيحيين على كل تنوعهم واذا عشنا هذا الربيع اللبناني بين المسيحيين والمسلمين على تنوعهم واذا عشنا الشركة والمحبة بعضنا مع بعض واذا التزمنا حقا بما ترك لنا قداسة البابا من كلمات واذا اخذنا الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان والكنيسة في الشرق الاوسط طريقا وخريطة للعمل يستطيع لبنان ان يلعب دورا بان يكون هو المساهم في الربيع العربي فهذا هو إيماننا، والكنيسة لا تؤمن بكلمات ميتة والانجيل وخطابات قداسة البابا والإرشاد الرسولي ليسوا كلمات ميتة بل الكلمة صارت بشرا واليوم نحن علينا ان نجسد كلمة الانجيل والإرشاد وخطابات قداسة البابا والكاردينال صفير التي لا زالت ترن في آذاننا وقلوبنا".

وشكر "كل الذين يساعدون مؤسسة البطريرك صفير"، واعتبر ان "الرتبة الكاردينالية التي منحني إياها قداسة البابا هي من أجلكم ولكم، قدرنا الله ان نعمل بقوة وبما أوتينا من إمكانيات وان نحمل معا لواء المصالحة والعدالة والسلام". وتوجه الى ممثل رئيس الجمهورية: "ارجو ان تحمل معك الى صاحب الفخامة كل محبتنا وتقديرنا لحكمته وهو الذي يدعو الى مزيد من التلاقي والتشاور والحوار من اجل الخروج الى حالة افضل تمكننا جميعا كلبنانيين ان نواصل دورنا التاريخي الكبير".

وختم مذكرا بما قاله البطريرك صفير بانه "لن يكون الحلقة التي تنكسر"، مؤكدا ان "اللبنانيين لن يكونوا الحلقة التي تنكسر من تاريخ لبنان".

 

سبعة جرحى بينهم شرطيين في هجوم بقنبلة يدوية على كنيسة في كينيا

اعلن مصدر في الشرطة ان سبعة اشخاص، بينهم شرطيون، جرحوا الاحد في هجوم بقنبلة يدوية على كنيسة غاريسا المدينة الواقعة شرق كينيا قرب الصومال. واكد شرطي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "سبعة اشخاص جرحوا عندما انفجرت قنبلة القيت على الكنيسة". واضاف ان القنبلة "خرقت السقف خلال الصلاة"، موضحا ان عيارات نارية اطلقت ايضا بحسب شهود عيان. وقال الشرطي ايضا ان "معظم الجرحى من الشرطة. وتقع الكنيسة داخل معسكر للشرطة الادارية". وبحسب شرطي اخر رفض الكشف عن هويته، فان ثلاثة من الجرحى هم في "حالة حرجة". وقالت الشرطة ايضا انه تم نقلهم جميعا الى مستشفى غاريسا الاقليمي. واكد قائد الشرطة في المنطقة التي وقع فيها الهجوم فيليب تويمور وقوع الحادث، من دون المزيد من التفاصيل، مؤكدا ان عملية انقاذ جارية في المكان.

وقال "لقد اعلنا حالة التعبئة داخل صفوف شرطيينا لملاحقة المهاجمين". وفي بداية تموز/يوليو، قتل 18 شخصا على الاقل في هجوم على كنيستين في غاريسا. والمدينة التي تقع في المنطقة الشمالية الشرقية لكينيا، تبعد حوالى 140 كلم عن الحدود مع الصومال. وتعرضت عدة مدن كينية، بينها العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا كبرى المدن الساحلية، لاعتداءات -- وخصوصا بالقنابل اليدوية -- منذ ان دخل الجيش الكيني في تشرين الاول/اكتوبر 2011 الى جنوب الصومال لطرد الاسلاميين الصوماليين الشباب. وتنسب السلطات الكينية عموما هذه الاعتداءات الى حركة الشباب الصومالية وانصارها، لكن المتمردين لا يعلنون مسؤوليتهم عنها في الاجمال. وكالة الصحافة الفرنسية