المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 10 تشرين الثاني/2012

 

إنجيل القدّيس يوحنّا 17/24-26/وقَدْ عَرَّفْتُهُمُ ٱسْمَكَ وسَأُعَرِّفُهُم، لِتَكُونَ فِيهِمِ المَحَبَّةُ الَّتِي بِهَا أَحْبَبْتَنِي، وأَكُونَ أَنَا فِيهِم».

قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أبتِ، إِنَّ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي أُريدُ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَيْثُ أَكُون، لِيُشَاهِدُوا مَجْدِيَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم. يَا أَبَتِ البَارّ، أَلعَالَمُ مَا عَرَفَكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وهؤُلاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. وقَدْ عَرَّفْتُهُمُ ٱسْمَكَ وسَأُعَرِّفُهُم، لِتَكُونَ فِيهِمِ المَحَبَّةُ الَّتِي بِهَا أَحْبَبْتَنِي، وأَكُونَ أَنَا فِيهِم».

 

   

عناوين النشرة

*فوز كبير لـ14 آذار في LAU – جبيل بنتيجة 9-6 رغم التحفظات على القانون وتعادل في بيروت بمواجهة تحالف حزب الله والاشتراكي وامل والقومي  

*جعجع رعى حلقة حوار عن "الإرشاد الرسولي ونصرة الكرامة": من يؤيده لا يمكنه التحالف مع أنظمة ديكتاتورية وأناس يتوسلون القتل

*ابراهيم السيد من بكركي: من يعطل البحث بقانون الإنتخابات يريد إجراءها وفق قانون ال60

*قاطيشا: عون غرق حتى أذنيه بالعمالة لسوريا وإيران بحثاً عن السلطة 

*الشرق : فضيحة جديدة:"الموت" بالدواء المزور "4 شركات متورطة... ولن نسمح باللفلفة"

*مجدلاني: فضيحة إدخال أدوية من دون إخضاعها لرقابة مختبرات وزارة الصحة

*علي حسن خليل: لا تهاون في فضيحة الدواء

*زهرا: لا نثق بحكومة اعضاؤها متورطون بالنزاع السـوري وعمليات الاغتيال

*سليمان: لا مجال لاي تأجيل للانتخابات النيابية وتداول السلطة المدماك الاول لممارسة الديموقراطية

*السفارة الاميركية: بايدلر اجتمع بقهوجي واكد التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين

*سلب مواطن في الزلقا بقوة السلاح

*النائب السابق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي: تفاقم الازمة يستدعي تأليف حكومة انقاذ

*فتفت: كلام جنبلاط خطير لتأكيده مقولتنا أن سلاح حزب الله سلاح ميليشيا للمفاوضة تحقيقا لمكاسب سياسية

*الاحرار: لحوار غير مباشر بين 8 و 14 نأمل اهتماما اميركيا خاصا بمسائل الشرق الأوسط

*جعجع هنأ اوباما: نتطلع لنعزز وإياكم سيادة لبنان واستقلاله

*دو فريج: إستقالة الحكومة لا تعني الفراغ

*اهالي المصيطبة وآل حيدر: نحن اصحاب حق في العقار 2215

*الجمهورية : سليمان يُرجئ الحوار إلى 29 وميقاتي يطرح 4 عناوين أساسية في زيارته لباريس

*المستقبل" عن مصادر "14 آذار": الراعي غير موافق على حكومة وحدة وطنية   

*"الجمهورية": معلومات جديدة عن اغتيال الحسن 

*الجمهورية": السعودية منزعجة من جنبلاط وتنسيقه مع حزب الله" 

*أخشى الاغتيال المدمّر وأرحب بكواتم الصوت/جنبلاط لـ«السفير»: الانتخابات على أساس الستين أفضل من تأجيلها

*معلومات بريطانية عن "أكبر شبكة إرهابية في تاريخ الخليج"/خلايا من "حزب الله" و"الحرس الثوري" تستعد للضرب في الكويت وقطر والبحرين

*حرب: إذا لم يسلّم "حزب الله" المشتبه به بمحاولة اغتيالي فهو مشارك بالجريمة 

*"فزاعة" الفراغ/مارون حبش/ موقع 14 آذار

*النيابة المصرية تأمر بحق الاقباط بارض متنازع عليها مع سلفيين

*كتاب مفتوح من نواب المنية والضنية الى سليمان: نأمل وقف قرار باسيل تعيين 22 شخصا بمراكز وهمية في منشأتي طرابلس والزهراني

*الراعي التقى وزير الدفاع وعون وشخصيات مهنئة عسيري: بكركي لها مكانتها ونعول على اعتدالها وحكمتها ورسالتها

*فارس سعيد: هل خطأ ان نطالب كلبنانيين برحيل الحكومة نحن ندعم الثورة السورية ونتمنى للشعب السوري ان ينتصر

*حكومة ميقاتي تردّ على الدعوات لرحيلها بـ «استفزاز» مزدوج للمعارضة والشارع

*فريد مكاري لـ » السياسة«: عمل الحكومة اللبنانية لا يختلف عن أداء أي حكومة عميلة لدولة أخرى

*ضاهر لـ"السياسة": "حزب الله" يقتل القتيل ويمشي في جنازته

*طلب السجن المؤبد لـ13 بينهم تسعة من آل المقداد

*تنافس لاخلافات بين الكتائب والقوات/ماروني لـ"السياسة": عودتنا لأمانة "14 آذار" رهن بتنفيذ الاصلاحات

*الويل لحكومة لا تقرّ إلاّ.. مصالحها/كارلا خطار/المستقبل

*اليائس../علي نون/المستقبل

*جنرال الاغتيالات السياسية والانتحارية

*الحكومة الحيادية "تلجم" التوترات حتى استحقاق الانتخابات/ثريا شاهين/المستقبل

*علاقة واشنطن بجماعة الإخوان/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*أميركا والشرق الأوسط: السنوات الأربع المقبلة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*البنتاغون يعلن أن إيران أطلقت النار على طائرة استطلاع أميركية من دون طيار فوق مياه الخليج

*فوز أوباما في صلب المعركة الانتخابية الإسرائيلية

*إيران بعد فوز أوباما: مستعدون للتفاوض مع إبليس حتى في جهنم /"فرصة أخيرة" مدتها أربعة أشهر لحل سلمي بين واشنطن وطهران

*رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا لـ« الحياة»: سنتفق على سلطة انتقالية لكن لا بد من ضمانات دولية

*لقاء الدوحة: لكيان سياسي موحد للمعارضة

 

تفاصيل النشرة

 

فوز كبير لـ14 آذار في LAU – جبيل بنتيجة 9-6 رغم التحفظات على القانون وتعادل في بيروت بمواجهة تحالف حزب الله والاشتراكي وامل والقومي  

بعد الفوز الكاسح في حامعة سيدة اللويزة – زوق مصبح بنتيجة 40-0، وبعد التعادل في جامعة سيدة اللويزة – برسا، عقر دار تيار المردة "سابقا" بنتيجة 3-3، حقق تحالف القوات اللبنانية و14 اذار إنتصاراً جديداً في الإنتخابات الطالبيّة في "الجامعة اللبنانية الأميركية LAU" في جبيل بنتيجة 9-6، وقد لوحظ خسارة ايلي اندراوس ابن البير اندراوس الاستاذ في الجامعة.

تعتبر هذه النتيجة كاسحة حيث تمت عمليّة الإقتراع على أساس قانون "One man one vote"، فيحق لكل طالب أن يصوت لمرشحٍ واحد مما يحد من الوصول للفوز الكاسح فيضمن 5 مقاعد لكل فريق والمعركة تكون على المقاعد الخمس المتبقية. ورغم توجه أصوات الحزب التقدمي الإشتراكي ولأول مرة في تاريخ الجامعة، لمرشحي حزب الله وحركة أمل أتت النتيجة مطابقة للتوقعات.

ولوحظ ضعف كبير وغير مسبوق في الحضور العوني في الجامعة، حيث حاولت وسائل الاعلام البرتقالية الاستفادة كما العادة من بعض المقاعد التي فاز بها حزب الله و8 اذار وبعض المستقلين لينسبوها إلى انفسهم ويدعون الفوز. هذا الإنتصار جاء ليؤكد على المبادئ التي تقوم عليها القوات اللبنانيّة وإلتزامها لبنان والقضيّة وبناء الدولة القوية القادرة والمنفتحة على شبابها وابناءها، في وجه أللا مبادئ والولاء للدويلة والخارج. أما الاسماء الفائزة من لائحة القوات فجاءت على الشكل التالي:

كلية الهندسة: رامي سابا وعبدو شهاب

كلية العلوم والفنون: ريمي شرابيّة وسامر عيد

كلية الصيدلة: وعد شهلا

كلية إدارة الأعمال: جو طوق وجنى سكر

كلية الهندسة المعمارية: كارل الخوري وجو تابت

أما في بيروت، فقد حققت قوى 14 اذار تعادلا بمواجهة تحالف حزب الله والتقدمي الاشتراكي وحركة امل والحزب القومي، في ظل غياب تام للتيار العوني عن الجامعة، وادعاء وسائل اعلامه الانتصار فيها ايضا.  واتت نتائج الانتخابات في بيروت على الشكل التالي، 7 مقاعد لقوى 14 اذار، 7 مقاعد لقوى 8 اذار والحزب الاشتراكي، ومقعد للمستقلين. وبذلك حققت قوى "14 آذار" تقدما كبيرا بعدما كانت نالت في انتخابات السنة الماضية مقعدا واحدا.

  

جعجع رعى حلقة حوار عن "الإرشاد الرسولي ونصرة الكرامة": من يؤيده لا يمكنه التحالف مع أنظمة ديكتاتورية وأناس يتوسلون القتل

 وطنية - نظم جهاز التواصل والاعلام، في حزب "القوات اللبنانية"، في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم، في معراب - المقر العام، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع، حلقة حوار عن "الإرشاد الرسولي للشرق الأوسط ونصرة الكرامة الإنسانية". حضر الندوة التي أدارها رئيس تحرير الأخبار في إذاعة "لبنان الحر" أنطوان مراد، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عاطف مجدلاني، النائبان هنري حلو والدكتور فادي كرم، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، النائب السابق كميل زيادة، ممثل الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري الدكتور أحمد سكرية، ممثل الشيخ عباس الجوهري الصحافي عماد قميحة، الأمين العام لحزب "القوات" المهندس عماد واكيم، وحشد من الهيئات الديبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية.

جعجع

وتحدث جعجع فأكد أن "من يؤيد الارشاد الرسولي ونصرة الكرامة الانسانية لا يستطيع، في أي حال من الأحوال، أن يكون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤيدا، حليفا، مناصرا أو داعما، ومن هو مع الإرشاد الرسولي لا يمكنه أن يكون متحالفا مع أنظمة ديكتاتورية أو أناس يتوسلون العنف والقتل والاغتيال السياسي. كما لا يمكنه أن يكون في حكومة واحدة مع جماعة محور القتل، ولا يمكنه أن يكون مع محور سماحة - مملوك أو أن يدافع عنه أو أن يستأخر التحقيقات في شأنه، فمن هو مع الارشاد الرسولي ونصرة الكرامة الانسانية لا يقبل بأن يصادر البعض قرار الجميع ويختصر الدولة بنفسه".

وقال: "أهم الديموقراطيات الموجودة في الغرب، وحتى في كل دول العالم، لا تعتمد دائرة واحدة مع النسبية، بل دوائر فردية، وصولا إلى دوائر أكبر".

ودعا إلى "المقارنة بين الارشاد الرسولي للشرق الأوسط ووثيقة الأزهر"، مستشهدا ب"العبارة الواردة في الارشاد: يتقاسم المسيحيون والمسلمون الحياة العامة في الشرق الأوسط"، لافتا إلى "أن المسيحيين ليسوا جالية تطلب حماية من حزب أو حاكم أو نظام". وإذ رفض مقولة "ما دخل المسيحيين في الصراع بين السنة والشيعة؟"، قال: "الصراع ليس بين السنة والشيعة، قد يكون كذلك في جانب منه، إنما ليس الموضوع الرئيس. من الفراغ في مكان أن نقول إن كل ما يجري هو صراع سني - شيعي. وبالتالي، ما علاقتنا نحن به؟ هذه وصفة لتقضي المجموعة على نفسها، فأي مجموعة تضع نفسها خارج الاحداث تصبح خارج التاريخ".

الرياشي

وكانت افتتحت الحلقة الحوارية بكلمة لرئيس جهاز التواصل والاعلام ملحم الرياشي تحدث فيها عن "أهمية الارشاد الرسولي من أجل الشرق الاوسط"، وقال: "جاء ليؤكد المؤكد، ويضع نصب اعيننا حاجة التلاقي الدائم على الحق، وضرورة تنظيم الاختلاف في اطار القبول المستدام بالآخر، هذا هو قدر المشرقيين الذي لا مفر منه، ان يتنافسوا ويتلاقوا، ويتخاصموا ويتلاقوا ويجدوا صيغة للحياة المشتركة معا. ويتلاقوا من جديد". واعتبر أن "الارشاد الرسولي من أجل الشرق لاوسط، مدخل الى الشراكة، ودعوة يومية الى المشاركة، وقاعدة عمل مشتركة لمسيحيين تجرأوا على المواجهة يوم دعت المواجهة وعز الرجال، وتجرأوا على المصافحة لانها دعوة المسيح. نحن من قوم لم يخشوا يوما التواصل مع الآخر المختلف، كيفما كان شكل هذا الاختلاف، ولم يختبئوا يوما خلف شعار حكم الاسلام للهروب الى مشاريع قاتلة للوجود وللرسالة الغاية من هذا الوجود".

روحانا

وتمنى النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا في مداخلته التي تمحورت حول "الكرامة الإنسانية في العالم العربي: عامل وحدة" على القوى السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية والعاملين في المجتمع المدني "أن يضافروا جهودهم لنصرة كرامة الشخص البشري، تشريعا وتنفيذا للقوانين، في سبيل تغيير البنى والذهنيات الدينية والمجتمعية الملتوية التي في ظلالها وعلى منعطفاتها تنتهك تلك الكرامة، ولا من نصير. علنا نجد في نص الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، خارطة طريق، بها نستنير، لنرمم آدميتنا المجروحة، يجمع بيننا هم مشترك، وهو ألا نعيش الدين كمأساة أو كفشل، بل كرسالة جهاد، وتحرر من الشر والأنانية، نكتشف من خلالها جمال الكرامة الإنسانية ونبلها، في سبيل توطيد مجتمعات عربية تقوم على الحرية والمساواة والسلام العادل". أضاف: "من أجل أن تكون كرامة الشخص البشري عامل وحدة بين أبناء هذه المنطقة والوافدين إليها، لا بد من صيانتها وتحصينها على كل المستويات. فيتمرس المسيحيون والمسلمون في البيوت والمدارس والجامعات وفي القطاعات العامة والخاصة، على أن ينتفضوا معا على كل تمييز ينال من كرامة الشخص البشري، وهذا التمييز هو من نتاج الشر المتربص فينا. ومأساة هذه الكرامة هي أنها تختبىء وراء تصوراتنا الدينية والمجتمعية والثقافية والسياسية الملتوية أحيانا، وقد تخنقها تلك التصورات إذا لم نسارع إلى الكشف عنها بموضوعية وصدق وجرأة نبوية، وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها، وتصويبها لنعود بها إلى الأصل كما أرادها الله، خالق الجميع".

مقلد

وحاضر الباحث الدكتور محمد علي مقلد عن "الإرشاد الرسولي رسالة ضد الاستبداد"، فقال: "في لبنان ابتكرنا صيغا متعددة للاستبداد، لكن تحت خيمة شكلية من الديموقراطية، فرحنا نطبق الديموقراطية مبتدئين بصندوق الاقتراع، أي من المحل الذي ينبغي أن تنتهي إليه خطوات كثيرة أخرى، وأولها احترام حق الاختلاف والاعتراف بالآخر. فوق ذلك، اخترنا آلية انتخابية يلغي فيها بعضنا بعضا، آلية تلغي الأقلية، أي أقلية، حتى لو حازت على 49 في المئة من الأصوات. الديموقراطية تبدأ بالاعتراف بالاخر لا بنفيه أو رفضه أو إلغائه. وبهذا المعنى، لا يكون القانون الانتخابي ديموقراطيا إن اعتمد على النظام الأكثري، أيا يكن حجم الدوائر، صغيرا أو كبيرا أو متوسطا أو دوائر فردية. كما أننا رحنا نطبق الديموقراطية في ظل أحزاب دينية أو طائفية أو مذهبية. والديموقراطية لا تستقيم مع هذا النوع من البنى الحزبية، لأن آفاق التنافس بين هذه الأنماط الحزبية ستبقى مغلقة على الدين أو الطائفة أو المذهب".

أضاف: "في عالمنا العربي، لقد كان التحايل على الديموقراطية أدهى، إذ زعمت الأنظمة والأحزاب أنها تنطق باسم الأمة وتمثل الإجماع، واتهمت كل معترض على هذا الإجماع المزعوم بالخيانة، وحكمت عليه بالموت أو بالسجن أو بالنفي. إذا كان الإرشاد الرسولي دعوة إلى قبول الآخر فهو إذن دعوة إلى مواجهة الاستبداد في العالم العربي وإلى مناصرة أهل الربيع المزهر حولنا. وهو، في الوقت ذاته، دعوة إلى ربيع لبناني لا بد أن يزهر على أنقاض كوارث الحرب الأهلية، التي كان أخطر ما فيها استدراج الغريب والاستقواء بالأجنبي من أجل إلغاء الآخر من أبناء الوطن. إذا كان علينا أن نستكمل رسالة الإرشاد فليس أمامنا إلا سبيل وحيد يتمثل بالالتفاف حول مشروع الدولة، دولة القانون والمؤسسات، وبدايته قانون انتخاب عصري يعتمد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية".

وتابع: "نحن في حاجة إلى استكمال الإرشاد الرسولي بمقطع يفصل فصلا حاسما بين سلطتي الكنيسة والدولة، بحيث تكون ممارسة السياسة حكرا على مدنيين من غير جبة ولا عمامة ولا قبعات عسكرية، وخاضعة لقانون وحيد هو القانون الوضعي، والدستور الذي يحمي حرية الإيمان والمؤمنين في ممارسة طقوسهم، كما يحمي حرية المؤمنين الذين لا يمارسون طقوسهم الدينية وحرية غير المؤمنين".

الصايغ

من جهته، حاضر مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داود الصايغ بعنوان "ما بين الربيع العربي وثوابت الفاتيكان"، وقال: "الكنيسة تتخذ وجه النضال، عندما يتعلق الأمر بالإضطهاد، علما بأنه ليس لها من سلاح سوى الكلمة. فالفاتيكان هو مع أي صرخة حرية في العالم في أي مكان وزمان، وهو ضد كل عنف، ضد الحروب على أنواعها، ومع الحلول السلمية للأزمات". أضاف: "من تراث المسيحيين وعلة وجودهم في الشرق، هو الإلتقاء مع الحريات وليس الخوف. وان تقلص وجودهم حصل عندما تقلص وجود الحرية، إثر قيام أنظمة شمولية وعقائدية أجرت التأميمات على أنواعها، بما فيها تأميم الصحف ووسائل الإعلام، والحد بالطبع من كل الحريات العامة". وتابع: "إن حمايات الأنظمة هي إذن مذلة وواهية وغير مستدامة. وليس المطلوب من أنظمة الحكم أن تحمي، بل أن تعتبر كل مكونات المجتمع مواطنين بالتساوي. هذا هو المؤمل من أنظمة الحكم التي ستنشأ بعد الربيع العربي، ووفقا على الأقل ما ذكرته وثائق الأزهر في مطلع هذه السنة وما ذكرته وثيقة الإخوان المسلمين في سوريا، حول حرية المعتقد وسائر الحريات العامة". وختم: "لقاؤنا اليوم برهن في مكان أنه محصن ضد الخوف في مرحلة التحولات العميقة التي تجري في المنطقة وفي سوريا، متطلعين دائما الى غد عربي جديد، غد يشبهنا نحن اللبنانيين، شاكرين للدكتور سمير جعجع دفاعه الدائم عن هذه القيم وحضوره ومشاركته في هذه الندوة".

الحوت

وتناول النائب الدكتور عماد الحوت في مداخلته "الكرامة الانسانية في العالم العربي: قيم مشتركة وعيش واحد"، وقال: "إن المواطنة حق لكل إنسان، وبالتالي لمسيحيي الشرق، ولكنه حق لا يمنح أو يمتن به، إنما هو حق يكتسب من خلال الدور الفاعل، وهذا ما هو منتظر ومتوقع من مسيحيي لبنان ومسيحيي الشرق رواد النهضة العربية وعنصر من عناصر نسيجها. وهو دعوة إلى عدم الاستكانة للتسلط على حق اللبنانيين أن تحكم إرادتهم هم، لا إرادة الآخرين مصير مجتمعهم، انتفاضة واعية حريصة، تكسر الحاجز الزجاجي الذي وضعه البعض لنا ليوهمنا أننا نعيش الديموقراطية بأبهى صورها بينما يحاول أن يرسم لنا صورة للبنان مقنعة له من دون أن تهمه قناعة الآخرين بها". ولفت إلى أنه "حين يتعايش الناس في وطن واحد، فلا بد لهم من مشروع وطني يجمعهم، وينظم الحياة المشتركة بينهم، بدءا من الدستور، واختيار السلطة، وتشريع القوانين والاحتكام الى نتائج الانتخابات وسيلة ليأتي من يختاره الشعب من أجل خدمته والعمل على تحقيق مطالبه".

وأكد "أن الإسلام لا يقر الدولة الدينية وليس فيه امتيازات لطبقة رجال الدين على صعيد الحكم، فالحكم فيه حسب الكفاءة والأهلية ورضى الناس الذين من حقهم ممثلين بأهل الحل والعقد (المجلس النيابي) محاسبته، وتقويمه وإلا عزله".

أضاف: "إن النظرة الإسلامية للدولة تناقض الدولة الدينية الثيوقراطية التي تمارس الحكم الإلهي، التي يحكم الحاكم فيها بإسم الله وينصب نفسه نائبا عنه في حكم المجتمع، ويكسب قوانينه وممارساته قداسة مطلقة من قداسته. ولهذه الاسباب، رفضت الثورات العربية الأخذ في النموذج الإيراني لأنه يقوم على مؤسسات رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان مع وجود سلطة روحية أعلى منها هي سلطة الولي الفقيه". وتابع: "بلادنا تضم تنوعا دينيا ومذهبيا يمكن أن يشكل صورة حضارية مشرقة للتعايش والتفاعل. والعلاقة بين الوطن وطوائفه يمكن أن تكون علاقة توافق وتكامل، حين تكون الحدود واضحة بين المساحة المشتركة والمساحات الخاصة، ويمكن أن تكون علاقة صراع، حين تريد الطوائف توسيع مساحتها الخاصة على حساب المساحة المشتركة، أو حين تريد السلطة توسيع المساحة المشتركة على حساب خصوصيات الطوائف". وأشار الحوت الى "ان المسلمين والمسيحيين أحرار في أمورهم الدينية وأحوالهم الشخصية، والدولة لا تتدخل في هذه المسألة إلا لتنظيمها. أما المسألة السياسية فمفتوحة أمام كل المواطنين بالتساوي حقوقا وواجبات". وأردف: "لا يمكن لأي خطوة عملية في بناء مجتمعاتنا أن تتم إذا كانت المجتمعات تعيش في اضطراب دائم يهدد كل لحظة بتخريب ما يبنى وبتهديم ما بقي، ومن أدوات الاستقرار في نظرنا الخطوات التالية:

1 - نشر ثقافة اللاعنف داخل مجتمعاتنا وترسيخ قيم التسامح والمحاسبة في إطار قانوني عادل.

2 - إدارة حوار مجتمعي حول خصائص الدولة التي خرجت الشعوب مطالبة بها، رافعة شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة والأغراض الحزبية والمشاريع الإقليمية والخارجية، وتأكيد سيادة القانون والوقوف في وجه كل من يحاول إشاعة الفوضى.

3 - التقدم على طريق المصالحة والسلم الداخلي، على قاعدة المكاشفة والاعتذار عن الأخطاء والمحاسبة والمحافظة على مؤسسات الدولة وتعزيزها.

4 - الاحتكام فقط لنتائج انتخابات حرة ونزيهة تسمح بمشاركة الجميع كطريق أساسي لبناء دولة مدنية يحدد ملامحها دستور يقوم على قاعدة المواطنة وسيادة القانون.

5 - الاعتراف بكل المكونات السياسية والمذهبية والطائفية والعرقية على قاعدة المواطنة والمساواة والحق في التعبير عن خصوصياتها الثقافية والمشاركة في بناء السلم الأهلي".

 

ابراهيم السيد من بكركي: من يعطل البحث بقانون الإنتخابات يريد إجراءها وفق قانون ال60

وطنية - أعتبر رئيس المكتب السياسي في "حزب الله" إبراهيم أمين السيد بعد لقاء مع وفد من حزب الله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن "من يعطل البحث في قانون الإنتخابات هو من يريد إجراءاها وفق قانون الستين". وأشار الى أن "اللبنانيين محكومون أصلا في أن يحلوا أزماتهم ليس عبر التعطيل ولا المقاطعة إنما أنما عبر الحوار".

وقال: "على الحكومة أن تتصدى بمسؤولية عالية بحال، كان هناك أزمات لمواجهتها وإيجاد الحلول اللازمة لها، خصوصا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي"، مشددا على أن "الحكومة هي المؤسسة الأولى المعنية في هذا الأمر".

 

 قاطيشا: عون غرق حتى أذنيه بالعمالة لسوريا وإيران بحثاً عن السلطة 

رأى مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن وزير الخارجية المصرية كامل عمرو لم يستهل زيارته للبنان بلقاء طويل مع الدكتور جعجع، لو لم تكن معراب تمثل القرار المسيحي الحر والصوت الديمقراطي الداعم للربيع العربي، معتبرا بالتالي أن إمتعاض البعض في قوى "8 آذار" وفي طليعتهم العماد عون من هذه الزيارة، ناجم عن شعورهم لا بل عن يقينهم بأنهم أصبحوا خارج إهتمام الدول العربية، وبأنهم سيزدادون إنعزالا وتقوقعا بعد سقوط نظام الأسد، مشيرا الى لقاء القادة والمسؤولين العرب والغربيين مع الدكتور جعجع وإهتمام الدول العربية والغربية بتوجهات مسيحيي "14 آذار" أزعجت العماد عون كونها أضاءت أمام الرأي العام اللبناني لا سيما المسيحي منه على إنحسار علاقاته الخارجية بين دمشق وطهران اللذان باتا قاب قوسين من سقوطهما، وأكدت له أن رهاناته لم تكن يوما صائبة ولن تكون طالما ترتبط بوصوله الى رئاسة الجمهورية.

ولفت قاطيشا في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية الى أن حصر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارته للبنان بلقاء الرئيس سليمان دون الرئيسين برّي وميقاتي، خير دليل على أن الإتحاد الأوروبي ينظر الى الرئيس سليمان على أنه وحده يمثل القرار اللبناني الرسمي، وأن ما عداه داخل الحكومة لا يمتون الى السيادة اللبنانية بصلة، مشيرا بالتالي الى أن العالمين العربي والغربي يدركان أن قوى "14 آذار" تجسد سواء من خلال طروحاتها أم من خلال تعاطيها مع الواقعين العربي والإقليمي مستقبل لبنان السيد الحر والمستقل والقائم على المؤسسات وليس على إرادة وإدارة السلاح.

وفي سياق مختلف وتعليقا على كلام العماد عون أكد قاطيشا أنه لم يسبق لجنرال عبر تاريخ الجيوش في العالم، أن إتهم ضحية بإغتيال نفسها بإستثناء العماد عون الذي حمّل اللواء الشهيد وسام الحسن مسؤولية تصفية نفسه جسديا، وذلك في محاولة منه لتجهيل الفاعلين وإبعاد الضوء عن الإرهابي الحقيقي أي النظام السوري وذراعه اللبنانية التي نفّذت عملية الإغتيال، لافتا بالتالي الى أن العماد عون غرق حتى أذنيه بالعمالة لسوريا وإيران وما عاد بإستطاعته التعاطي. مع الواقع اللبناني إلا من خلال إطلاقه المواقف التي تؤمن مصالح مشغّليه على الساحة اللبنانية والمغدقين عليه بالنعم السياسية، مؤكدا تبعا لمواقف العماد عون أن الأخير لا يبحث عن وطن إنما عن سلطة يتولاها ولو على أجساد اللبنانيين. ولفت قاطيشا الى أن كلام العماد عون عن اللواء الشهيد وسام الحسن ذكر اللبنانيين بالحملة الصفراء التي قادها الإعلام العوني والتي بلغت في مرحلة معينة حدّ إتهام "قوى 14 آذار" بإغتيال رموزها وقادتها كوسيلة لتجييش الرأي العام المحلي والعالمي ضد النظام السوري وحلفائه في لبنان، معربا بالتالي عن عدم إستغرابه إتهام العماد عون اللواء الحسن بإغتيال نفسه طالما أن سياسة قوى الثامن من آذار قائمة على سياسة محاكمة الضحية وتبرئة القتلة على قاعدة رضي القتيل ولم يرضى القاتل.  هذا وأعتبر قاطيشا أن تصاريح العماد عون وتلامذته في تكتل التغيير والإصلاح وكذلك تصاريح قادته في حارة حريك تُظهر حجم دفاعهم عن نظام القتل في سوريا وبالتالي فإن عملية إسقاط الحكومة وبالرغم من صعوبتها ستشكل ضربة قاسمة لقوى "8 آذار" وتحديدا للعماد عون و"حزب الله"، وذلك لأنهما لن يجدا حكومة بديلة تستطيع تأمين الغطاء الأمني والسياسي للنظامين السوري والإيراني، بمعنى آخر يعتبر قاطيشا أن "حزب الله" والعماد عون قد يوافقا وإن على مضض على تشكيل حكومة وحدة وطنية لإعتقادهما أن السلاح سيهيمن على مقرراتها لكن من المستحيل أن يوافقا على تشكيل حكومة حيادية إنقاذية لا سلطة للسلاح على توجهاتها وقراراتها. ختم قاطيشا متسائلا أين كانت غيرة العماد عون على الوطن والشعب وخوفه من إغتيالهما يوم ساهم بإقفال المجلس النيابي لسنة ونصف وشارك بإحتلال وسط بيروت وبقطع أرزاق الناس والمواطنين، وأين كان خوفه على الوطن والشعب يوم صفق لحزب الله في 7 أيار ويوم قطعت عصاباته في 23 كانون الطرقات بالإطارات المشتعلة وهدمت الأرصفة وإنتزعت إشارات المرور وغيرها من أعمال الشغب التي كلفت الخزينة ملايين الدولارات لإعادة إصلاحها، واضعا هذا السؤال برسم المواطنين ليحكموا على نوايا العماد عون وعلى طريقة مقاربته للملفات وفقا لموقعه وإستفادته منها.

 

الشرق : فضيحة جديدة:"الموت" بالدواء المزور "4 شركات متورطة... ولن نسمح باللفلفة"

مجدلاني: فضيحة إدخال أدوية من دون إخضاعها لرقابة مختبرات وزارة الصحة

كتبت "الشرق " تقول : كشف رئيس لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية النائب عاطف مجدلاني في مؤتمر صحافي عقده امس عن فضيحة ادخال أدوية جنريك من دون مراقبتها من المختبرات المعتمدة من قبل وزارة الصحة. وقال: "جئت اليوم لكي أعرض للرأي العام، فضيحة عنوانها العريض، إدخال أدوية جنريك الى البلد، من دون تمريرها، كما تقضي القوانين المرعية الإجراء، على المختبرات المعتمدة من قبل وزارة الصحة. هذه العملية التي شملت أكثر من مئة صنف من الأدوية التي يتم وصفها لعدد كبير ومتنوع من الأمراض، دخلت الى البلد، من خلال تزوير أوراق واختام وفحوصات مختبر جامعة بيروت العربية، وتزوير ختم وزارة الصحة وتزوير حتى توقيع الوزير. وهكذا كانت هذه الأدوية المشبوهة تنتشر في الأسواق على اساس انها شرعية ومراقبة، وممهورة بختم مختبر رسمي مُعتمد، وتوقيع الوزير، في حين انها لم تخضع عملياً لأية فحوصات او تحاليل". اضاف:" هذه الفضيحة تمس صحة كل مواطن، ولا تفرّق بين 8 و14 آذار، بين مسلم ومسيحي، بين غني وفقير، ولو انها تستهدف الفقراء اكثر، على اعتبار ان أدوية الجنريك، وهي الأرخص، يُقبل عليها المواطنون العاديون. هذه الفضيحة لا يمكن ان تمر بلا عقاب رادع يضع حداً لهذا النوع من الجرائم الموصوفة التي تستهدف صحة الناس، وتعكس الاستهتار المتمادي بحياتهم". ولفت الى ان "هذه الفضيحة عرف بها وزير الصحة، واتخذ اجراءً قضى بسحب كل الأدوية التي تم تزوير أوراقها، وحفظها في المستودعات، من أجل اعادة تصديرها على نفقة المستورد. لكننا نرى ان هذه الاجراءات، على ضرورتها ليست كافية على الإطلاق. فهذه الفضيحة لا تنطوي على تهديد حياة الناس فحسب، بل تشمل جرم تزوير الوثائق، وتزوير توقيع الوزير. فماذا ننتظر أكثر لكي نتخذ اجراءات رادعة في حق المجرمين، ففي مواجهة قضايا اصغر، أقدمنا على اغلاق صيدليات بالشمع الأحمر، فهل يكفي اليوم ان نسحب الأدوية ونعيد تصديرها؟ والسؤال الأهم ماذا تحتوي هذه الأدوية من شوائب، لكي يضطر مستوردها للقيام بهذه العملية المعقدة من التزوير لعدم إخضاعها للفحوصات الروتينية الملزمة لكل دواء جديد يريد مستورده ادخاله الى السوق اللبناني؟".

وتابع: "هذه الفضيحة التي تورطت فيها أربع شركات لاستيراد الأدوية، ولا نعرف ما إذا كانت هناك جهات متواطئة معها من داخل وزارة الصحة، تحتاج الى اتخاذ الاجراءات التالية، وفوراً:

أولاً: اقفال مكاتب ومستودعات الشركات المتورطة في الجرم بالشمع الأحمر.

ثانياً: احالة المسؤولين عن هذه الجرائم الى القضاء المختص.

ثالثاً: منع من يدان من ممارسة المهنة، سواء كان صيدلياً، او تاجراً يستورد الادوية، بحيث يمنع من العمل في هذا القطاع في المستقبل".

وقال:" أن هذه الفضيحة تسلط الضوء مجدداً على ما طالبنا به مراراً ولم يلق آذاناً صاغية، لجهة ضرورة وجود مختبر مركزي يقوم بكل انواع الفحوصات لمصلحة الدولة بكل مؤسساتها ودوائرها ووزاراتها. هذا المختبر المركزي لا يسد ثغرة فحسب، بل يعالج ايضاً ثغرة ملف المياه والأغذية التي تحتاج الى فحوصات للتأكد من سلامتها. هذا المختبر أكثر من ضرورة لتحقيق مشروع سلامة الغذاء الذي نعمل اليوم من أجل إقراره". وأكد: "أننا لن نسمح بأن تتم لفلفة هذه الفضيحة على قاعدة ماشي الحال، ونعد الرأي العام بأننا سنتابع هذا الملف للوصول به الى النتيجة المرجوة، بحيث نضع حداً نهائياً للتلاعب بحياة المواطن بهذا الأسلوب الإجرامي المقيت. كما نضع حالياً بتصرف الاعلام لائحة بالأدوية التي جرى تزوير ملفاتها لكي يتمكن المواطن من تحاشي استخدامها، في حال كانت لا تزال هناك كمية منها في الأسواق، او في المنازل".  ووزع مجدلاني لائحة بأسماء الأدوية المزورة وهي تتعدى المائة. وفي رده على سؤال عما إذا كانت هناك من جهة سياسية وراء تهريب الأدوية قال مجدلاني: "لا أعرف ما إذا كانت هناك جهة سياسية انما اعرف ان هناك اربع شركات، وان وزير الصحة علي حسن خليل اتخذ قراراً باقفال هذه الشركات وعلمت انه أرسل ملفاً الى النيابة العامة لكن نحن نرى أن هناك ضرورة لأخذ إجراء فوري بإقفال هذه الشركات المجرمة، وبإقفال المستودعات، وتحويلها الى القضاء المستعجل، وهذا الموضوع لا يجوز ان يتلاعب فيه اي احد لأنه يتعلق بصحة المواطن".

 

علي حسن خليل: لا تهاون في فضيحة الدواء

اعلن وزير الصحة علي حسن خليل في مؤتمر صحافي أن :ما تم تسميته اليوم فضيحة الدواء هو واحد من الانجازات المهمة التي قامت بها الوزارة وتم وضع اليد على هذا الملف واتخذت الإجراءات بناء للتعليمات"، مشيرا إلى أنه " تم اكتشاف التزوير ولا تهاون مع المسؤولين عن هذه الجريمة ومن تابع هذه القضية يعرف أننا كنا حازمين لمنع تغطية أي شخص شارك في هذه العملية".

وطمأن أن "كل المتورطين وملفاتهم أحيلت إلى النيابة العامة وتم مصادرة الأدوية التي أدخلت بهذه الطريقة"، مشيرا إلى "أننا أبلغنا نقابة الصيادلة ونقابة المستوردين باتخاذ الإجراءات القانونية وسيتم سجن ومعاقبة ومحاسبة المسؤولين"، مؤكدا أن "القانون يتحدث عن أصول إقفال واسترداد التراخيص وعندما يثبت أن هناك صيدليا له علاقة بهذا الأمر سيتخذ الإجراء بحقه"، شارحا: "نحن لا نتحدث عن عملية فيها أدوية مزورة بل عن عملية تزوير".  وأكد خليل أنه "تم سحب هذه الادوية من الاسواق بشكل كامل"، لافتا إلى أن "العملية كانت محكمة والرقابة كانت محكمة أيضا وهناك 35 قرراً تم اتخاذها في الأشهر الماضية لضبط عملية الأدوية"، جازما أن "لا علاقة لأحد من المتورطين بحركة أمل لا من قريب ولا من بعيد بل يجدر القول أن هذه الأمور لا تصنف سياسيا ولا أحد في أي موقع كان مغطى فقضية الصحة ليست مرتبطة بالسياسة".

 

زهرا: لا نثق بحكومة اعضاؤها متورطون بالنزاع السـوري وعمليات الاغتيال

المركزية- اوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان "موقف المعارضة من استقالة الحكومة ليس مرتبطا بها كحكومة، بل بما تراه من دور لها بعدم القيام بأي عمل من اجل وقف عمليات الاغتيال السياسي"، مؤكدا انه "بعد اغتيال اللواء وسام الحسن ومحاولات الاغتيال الأخرى، لا نستطيع الذهاب إلى مقاربة تقليدية في مسألة الحكومة تقوم على تقاسم حصص، لأننا لا نستطيع ان نساوم على امن الوطن". وقال في حديث صحافي "الحل الوحيد الذي يمكن ان نفكر فيه هو استقالة الحكومة والقيام بدراسة سياسية تعيد الأمل للعمل السياسي العادي في لبنان"، وسأل "كيف نصدق بعد اليوم هذه الحكومة عندما تدعي النأي بالنفس بينما اطرافها متورطون بما يحصل في سوريا، وفي عمليات الاغتيالات في لبنان"؟. وردا على سؤال عمّا إذا كانت استقالة الحكومة تحرر "حزب الله" اكثر إذا كانوا يعتبرونه متهما بالاغتيالات، ختم زهرا قائلاً "إذا كان "حزب الله" ينحو في اتجاه كشف كل الناس مقابل ان يستمر في السلطة، فهذا مصلحة إضافية له لمقايضة الناس على امنهم وحقوقهم، وبين ان يعيشوا احرارا في بلدهم الذي يتمنونه مزدهرا".

 

سليمان: لا مجال لاي تأجيل للانتخابات النيابية وتداول السلطة المدماك الاول لممارسة الديموقراطية

وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ان عصر العولمة وتطور تقنيات الاتصال والمعلومات وانفتاح العالم على بعضه، يجعل من الصعب بل من المستحيل في المدى المقبل ان يكون هناك مكان للتعصب والتطرف". واشار في خلال استقباله في القصر الجمهوري في بعبدا، وفد حركة "الولاء للوطن" ان التحول نحو الديموقراطية الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط سيكون حافزا للبنان لتحسين ادائه الديموقراطي من جهة وتنقية سياسته"، لافتا الى "ان ابرز خطوات بلوغ هذه المرحلة هو قانون انتخاب عصري وشامل التمثيل"، مشددا "ان لا مجال لاي تأجيل للانتخابات لان تداول السلطة هو المدماك الاول في الممارسة الديموقراطية"، داعيا هيئات المجتمع المدني الى "تكثيف نشاطها في اتجاه الانفتاح والاعتدال وتكريس التنوع والتعددية التي تشكل ميزة لبنان وتقدمه نموذجا صالحا لعالم الغد".

وزير الاعلام وتناول الرئيس سليمان مع وزير الاعلام وليد الداعوق الوضع الاعلامي عموما، وموضوع تعيين مجلس ادارة جديد لتلفزيون لبنان.

مدير عام الامن العام

واطلع رئيس الجمهورية من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على الوضع الامني على المعابر اللبنانية، اضافة الى المعطيات ذات الصلة ببعض الملفات والقضايا التي يتابعها الامن العام".

وفد المؤتمر العلمي الثاني

وزار بعبدا الوفد المشارك في المؤتمر العلمي الثاني الذي تنظمه كلية ادارة الاعمال في جامعة الروح القدس في الكسليك ويركز على اهتمام الشركات بالشؤون الاجتماعية واخلاقيات الاعمال الى جانب الاهتمام بالشأن المالي والاستثماري.

ورحب الرئيس سليمان بالوفد متمنيا تركيز الاهتمام على الشأن الاخلاقي والاجتماعي في القطاعين العام والخاص، نظرا لاهميتهما وانعكاسهما المباشر على البيئة الاجتماعية اللبنانية وسبل تحصينها من الآفات التي تستهدف قيمها.

 

السفارة الاميركية: بايدلر اجتمع بقهوجي واكد التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين

وطنية - اعلنت السفارة الاميركية في بيان ان "العميد وليم بايدلر من القيادة المركزية الاميركية (USCENTCOM) زار لبنان اليوم حيث اجتمع بقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي للبحث في العلاقات العسكرية الثنائية". وأعرب بايدلر عن "عميق تعاطفه وتعازيه للشعب اللبناني ولعائلات الضحايا الذين قتلوا وجرحوا في انفجار 19 تشرين الأول". وشدد خلال لقاءاته على "التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين، وعلى دعم القيادة المركزية الاميركية لمبادرات لبنان لتطبيق التزاماته بموجب قرار مجلس الامن 1701". وجدد بايدلر "التزام الولايات المتحدة الأميركية بلبنان مستقر وسيد ومستقل".

 

سلب مواطن في الزلقا بقوة السلاح

وطنية - أفاد المندوب الأمني في "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين أنه أثناء وجود المواطن هاني الحلو داخل سيارته من نوع "كيا بيكانتو"، في محلة الزلقا، اعترض سبيله 4 مسلحين مجهولين يستقلون سيارة رباعية الدفع داكنة الزجاج، حيث ترجل منها مسلحان وشهرا في وجهه مسدسين من جهة مقصورة القيادة ومن زجاج المقعد الامامي بجانبه، وسلباه مبلغ 900 دولار أميركي وجهازي خلوي كانا في حوزته وأوراقه الخاصة. وفر المسلحون الأربعة داخل السيارة إلى جهة مجهولة، وأعطى الحلو مواصفات السالبين اللذين هما موضع ملاحقة. وتقوم فصيلة انطلياس بإجراء التحقيقات والاستقصاءات للتعرف عليهم، بناء على اشارة القضاء.

 

النائب السابق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي: تفاقم الازمة يستدعي تأليف حكومة انقاذ

وطنية - قال رئيس رابطة النواب السابقين النائب السابق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي، في بيان اليوم: "يواجه لبنان منعطفا خطيرا قد يكون الأخطر في تاريخه الحديث. فالإنقسام الطائفي والمذهبي بلغ ذروة الإطصفاف والمواجهة يهدد وحدة الكيان بل مصيره واستمراره. والتدهور الإقتصادي على الأصعدة كافة وفي كل القطاعات، بالإضافة الى أوزار الدين العام التي تفجر اضرابات واعتصامات بل "ثورة جياع" أوصلت بلدانا الى الدمار والخراب". واضاف: "ان تفاقم الأزمة والأوضاع الأمنية في الداخل، والزلزال الأخير في انفجار الأشرفية والحوادث المتنقلة على الحدود الشمالية وتداعيات الحروب المستمرة في الداخل السوري، بالإضافة الى التهديدات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية تقوض دعائم الأمن والإستقرار". وسأل: "ألا تستدعي هذه الوقائع تأليف حكومة انقاذ وطني من رجال عرفوا بالنزاهة والعلم والخبرة والوطنية، يؤلفون سلطة تنفيذية تنقل البلاد الى شاطئ الأمان، وتعتمد الحكومة العتيدة "إعلان بعبدا" الصادر في 11/6/2012، والذي وافق عليه جميع أفرقاء طاولة الحوار، بيانا وزاريا". وتابع: "ان رابطة النواب السابقين التي تضم بين أعضائها 174 رئيسا ووزيرا ونائبا سابقا حكموا لبنان لعشرات السنين وفي أصعب الظروف ألا يوجد بينهم رجال دولة يعيدون لبنان من الدويلات الى الدولة؟". وختم: "نتطلع الى فخامة الرئيس، حامي الدستور أن يقدم وسيذكره التاريخ انه منقذ الجمهورية"

 

فتفت: كلام جنبلاط خطير لتأكيده مقولتنا أن سلاح حزب الله سلاح ميليشيا للمفاوضة تحقيقا لمكاسب سياسية

وطنية - أكد النائب أحمد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - الحرية والكرامة": "أن جهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان مستمرة"، لافتا الى أنه "بدأت تتكون قناعة لدى الفريق الأخر بضرورة وجود حكومة وحدة وطنية، لانهم باتوا يدركون أنه لا يمكنهم الاستمرار بهذه الحكومة"، معتبرا أن "الأكثرية تبحث عن استفزاز سياسي على أمل أن تتراجع قوى الرابع عشر من آذار عن عن مواقفها".

واشار فتفت إلى "أن البلد في مأزق سياسي واجتماعي وإداري كبير، وهناك مأزق قانون الانتخاب"، مؤكدا "أننا نريد الذهاب لقانون جديد، ولكن البحث السياسي لا يمكن أن يتم في ظل وجود هذه الحكومة الكيدية". وعن كلام النائب وليد جنبلاط عن "أن سلاح حزب الله بحاجة إلى طائف آخر"، قال فتفت: "جنبلاط بكلامه هذا يقول أن هناك ثمنا سياسيا مقابل سلاح الحزب"، مضيفا: "لا يفاجئني أنه لم يعد حزبا مقاوما بل ميليشيا تسعى لمكاسب سياسية، وهذا يعني أن حزب الله مستعد لأخذ لبنان لحرب طويلة، لأن الطائف لم يأت إلا بعد حرب".ورأى فتفت "أن موضوع حزب الله إقليمي بالدرجة الأولى وإيراني، والحل هو جزء من الحل الإقليمي".

"المستقبل"

وفي حديث الى محطة المستقبل علق فتفت ايضا على كلام جنبلاط الى صحيفة "السفير"، فرأى ان "كلام الأخير خطير، إذ انه يؤكد أن سلاح حزب الله هو سلاح ميليشيا للمفاوضة من اجل تحقيق مكاسب سياسية"، داعيا جنبلاط الى "توجيه كلامه عن تشكيل طائف جديد الى اللبنانيين، لأن الطائف يخص كل لبنان". وقال فتفت، ردا على مقال تحت عنوان "رعب ما قبل الحسن وتحديدا تيار المستقبل هو المرعوب": "هناك تضخيم كبير من قبل جريدة "الاخبار" المعروفة لانتمائها لقوى "8 آذار" وهو محاولة للضغط الاضافي على قوى "14 آذار" و"تيار المستقبل" وهذا العنوان جزء من التهويل والتهديد كما مورس على اللواء الحسن قبل اغتياله". أضاف: "التهديدات جدية ونحن ندرك ذلك ونتعامل معها على هذا الاساس، الا اننا لا نعيش في حالة رعب أبدا، بل نحن مستمرون بعملنا السياسي وبالتأكيد نظمناه بشكل آخر وفي ظل إجراءات أمنية، ولكننا لا نعتقد ان هذا سيؤدي الى الاستسلام تحت عنوان الرعب بسبب التهديدات. كما أن التهديد الذي تعرض له النائب هادي حباش مباشر وهو أوقح من التهديدات الذي سبقته". وكرر فتفت "ان كلام جنبلاط لجريدة السفير "خطير جدا لانه يؤكد ما كنا نقوله دائما إن سلاح حزب الله ليس سلاح مقاومة في وجه اسرائيل، بل هو سلاح للمفاوضة من اجل مكاسب سياسية داخلية اي انه سلاح ميليشيا، وكلام جنبلاط جاء ليؤكد ذلك". وتابع: "نجد ان جنبلاط يحاول ان ينفي عن سلاح حزب الله دوره الاقليمي الكبير ودوره الايراني والسوري، لذلك انا لا اوافق وليد جنبلاط فهو يدرك تماما ان هذا السلاح بمفعوله ودوره الاقليمي حله ايضا ناتج عن عملية إقليمية، إذا هو سلاح داخلي يسعى لمكاسب سياسية ولكنه ايضا سلاح اقليمي، ونزع السلاح سيحتاج بالتاكيد لعملية اقليمية".

أما عن كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ان "الخطوة التالية ستكون تعيين العمداء في الجامعة اللبنانية"، رأى فتفت أنه "من الواضح ان قوى 8 آذار استجمعت قواها، خضوضا أنها شعرت بالضغط الكبير داخليا وخارجيا وهي تحاول ان تحقق اكبر عدد من المكاسب في الادارة التي تسجل فيها مكاسب انتخابية ولتكرس وجودها على المدى الطويل في الادارة".

وختم بالقول: "هذه السياسة الاحتلالية للادارة اللبنانية يجب ان ينظر اليها في المستقبل ايضا من خلال قوى 14آذار التي تصرفت دائما وكأنها "ام الصبي"، وحتى عندما كنا في الحكومة لوحدنا لم نقم بأي عمل بهذا المستوى، هذا دليل على محاولة كيدية لالغاء الآخر واعتقد ان الرئيس بري يلعب دورا مباشرا في هذا القرار رغم كل ما يظهره من نوايا حسنة".

 

الاحرار: لحوار غير مباشر بين 8 و 14 نأمل اهتماما اميركيا خاصا بمسائل الشرق الأوسط

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الأعضاء، واصدر بيانا، رأى فيه "انه إذا صفت النيات لدى فريق 8 آذار فلا خوف من حصول فراغ بعد رحيل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة من خارج فريقي 8 و 14 آذار ومن غير المرشحين للانتخابات النيابية، ناهيك أن الدستور والعرف لا يدعان مجالا للفراغ. علما أن ولايتها لن تتعدى السبعة أشهر، وتنحصر مهامها خلال هذه الفترة بالتحضير للانتخابات النيابية وإجرائها في موعدها الدستوري، على ان يتم إلتزام نتائج الانتخابات من قبل كل الأطراف والتأسيس عليها للمرحلة المقبلة".

وتابع: "نتمنى على فخامة رئيس الجمهورية قيادة حوار غير مباشر بين قوى 8 و 14 آذار للتوصل إلى حلول تستلهم الدستور والقوانين وروح المؤسسات. ونعتبر انه لا يجوز الاستمرار في سياسة المراوحة وكسب الوقت من قبل 8 آذار في وقت لا تزال آلة القتل ناشطة ضد شخصيات 14 آذار، ولا يزال حزب الله يرفض تسليم المطلوبين من عناصره للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاولة اغتيال النائب الشيخ بطرس حرب. ومن الواجب الأخلاقي لدى الجميع أن يهبوا في وجه الإرهاب والإجرام لعدم تسخيف الاغتيال بالتصرف كأن شيئا لم يكن، او الايحاء بقبوله والاستسلام له كقدر ينقض على الفئة نفسها من اللبنانيين منذ أكثر من ثماني سنوات". واضاف:"هذا مع اقتناعنا المسبق بعدم جدية الفريق الآخر وإصراره على الاحتفاظ بسلاحه ومضيه في إلتزام خيار المحور السوري ـ الإيراني بكل تداعياته على لبنان. وما إرسال طائرة إيرانية من دون طيار فوق إسرائيل وتورطه في المساهمة بقمع الشعب السوري إلا برهانا على صدق ما نقول."

وقال:"نؤكد على مسؤولية الحكومة في إيصال موضوع سلسلة الرتب والرواتب إلى ما وصل اليه نتيجة الارتجال الذي طبع إدارته حتى اليوم. والسؤال الذي يطرح هو: لماذا الاكتشاف اليوم ـ أي بعد أكثر من سنة ونصف من النقاشات والمفاوضات ـ ان إقرار السلسلة يرتب أعباء مالية تعجز الحكومة عن توفيرها وينعكس سلبا على الوضعين الاقتصادي والمالي؟ واستطرادا هل يعقل أن تدفع فئة من المواطنين الثمن وحدها؟ وعندنا أن ادعاء الحكومة البحث اليوم عن إيرادات لتمويل السلسلة من دون أن تؤدي إلى أعباء إضافية على كاهل ذوي الدخل المحدود زائف ومردود، ويبدو استفاقة متأخرة ومحاولة فاشلة للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها والبلاد فيه". واضاف:"توقفنا أمام الانتخابات الأميركية التي قدمت مرة جديدة نموذجا ديمقراطيا مميزا وأمثولة في الممارسة السياسية، سواء من خلال الحملة الانتخابية لكل من المرشحين أو بالنسبة إلى الأصوات التي حصل عليها كل منهما، أو القبول بالنتائج وبمسارعة المرشح الخاسر الى تهنئة الفائز والإعلان عن العمل سويا من أجل المصلحة الوطنية العليا.إننا، إذ نهنىء الرئيس باراك أوباما بولايته الجديدة، نأمل اهتماما خاصا في المسائل التي تهم منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها المسألة اللبنانية التي هي بحاجة إلى رعاية دولية على كل الصعد". وختم البيان:"نتقدم بالتهنئة من بابا الأقباط الجديد وشعبه ونأمل في أن يساهم انتخابه في تعزيز العيش المشترك والوحدة والتعددية داخل المجتمع المصري".

 

جعجع هنأ اوباما: نتطلع لنعزز وإياكم سيادة لبنان واستقلاله

وطنية - ابرق رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الى الرئيس الاميركي باراك أوباما، مهنئا بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية لولاية ثانية. وجاء في نص البرقية ما يلي: "يطيب لنا، بمناسبة انتخابكم رئيسا للولايات المتحدة الأميركية لولاية رئاسية ثانية، أن نبعث لفخامتكم أصدق التهاني القلبية، نيابة عن أعضاء حزب القوات اللبنانية وباسمنا الشخصي. لقد منحتنا إعادة انتخابكم رئيسا، كبير الأمل بالقضاء على أشكال القمع والظلم كافة. فنحن، وفي ضوء ما يشهده العالم من مشقات، وأزمات وحروب، نأمل أن ينعكس عهدكم الجديد إيجابا على حياة شعوب العالم، لا سيما شعوب الشرق الأوسط التي تناضل من أجل الحرية والديمقراطية. ونحن نتطلع، كلبنانيين، لنعزز وإياكم أكثر فأكثر سيادة وطننا الحبيب لبنان واستقلاله". وختمت: "كلنا ثقة بمدى حرصكم على مساعدة شعب لبنان، متوسلين أفضل السبل، لنشر الأمن والسلام على كافة الأراضي اللبنانية".

 

دو فريج: إستقالة الحكومة لا تعني الفراغ

وطنية - أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج ان "لا فراغ في دستور الطائف، لان الحكومة تستقيل وتستمر في تصريف الاعمال"، سائلا عن "الاعمال التي تقوم بها الحكومة".

وقال دو فريج، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان - ضبيه": "البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي يقول إن هذه الحكومة غير مجدية ويجب تغييرها، ولكنه لا يريد فراغا حكوميا، وهو محق في هذا الامر". أضاف: "الخوف من الفراغ ليس في مكانه، ففي دستور الطائف، عندما تستقيل اي حكومة تستمر في تصريف الاعمال الى أن يكون هناك حكومة جديدة، والحكومة المستقيلة تستطيع ايضا أن تدير انتخابات نيابية لأن الانتخابات أمر روتيني يحصل كل أربعة أعوام". وأوضح دو فريج ان رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة "أبلغ غبطة البطريرك أننا ندعم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونسير خلفه في هذه المرحلة، حتى أننا وصلنا الى ان البيان الوزاري سيكون لقاء بعبدا". وإذ أكد ان "هذه الحكومة لا تقول بأي عمل، والقرارات التي تأخذها غير مجدية"، أعطى مثالا على ذلك ما يقوم به وزير الطاقة جبران باسيل، إذ هو يضع شروطا جديدة على من رست عليهم المناقصات بالنسبة لإنشاء الـ 700 ميغاواط، وهذه فضيحة كبيرة". وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب، شدد على ان "الحكومة دخلت في نفق مظلم ولا تعرف كيفية الخروج منه"، مذكرا بأن "الرئيس السنيورة قال إن هذه الزيادة ستؤدي بالتأكيد الى زيادات أخرى". وسأل "رسميا" كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المال محمد الصفدي "اذا كان لديهما المداخيل والاموال اللازمة في ظل الاقتصاد المتردي"، وختم بالقول: "وإذا كان جوابهما نعم، فلينظروا الى ما وصلنا اليه اليوم".

 

اهالي المصيطبة وآل حيدر: نحن اصحاب حق في العقار 2215

وطنية - ناشد اهالي وطى المصيطبة وآل حيدر في بيان مصادق عليه من قبل مختار المصيطبة رفعت الزهيري، "القضاء اللبناني انصافنا". ولفت البيان الى ضرورة "عدم حرماننا وتهجيرنا من بيوتنا التي هي ملك لنا، وهنا نتحدث عن عشرات العائلات المقيمة في العقار 2215، حيث ان جميعهم من آل حيدر موجودون في هذه الارض مع اوراقنا الثبوتية منذ حوالي 85 عاما ولن نتخلى عنها".

 

الجمهورية : سليمان يُرجئ الحوار إلى 29 وميقاتي يطرح 4 عناوين أساسية في زيارته لباريس

كتبت "الجمهورية " تقول : في مؤشر يضع الملف الإيراني في طليعة أولويات الإدارة الأميركية في الولاية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن إيران أطلقت النار على طائرة استطلاع أميركية من دون طيار من نوع "بريداتور" كانت في المجال الجوي الدولي فوق الخليج من دون إصابتها. وحذرت الولايات المتحدة في وقت لاحق طهران من أنها ستواصل القيام بمثل هذه الطلعات بغرض عمليات الاستطلاع في المنطقة وان قواتها ستحمي عتادها العسكري. ولا شك أن التحذير الأميركي الشديد اللهجة لطهران يعبر عن سياسة الحزم التي ينوي أوباما اتباعها في الولاية الجديدة، هذه الرسالة التي لا بد أن تكون طهران قرأتها جيدا بأن أوباما الثاني غير أوباما الأول.وكان أعلن جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أمس أن طائرة أميركية بدون طيار من نوع "بريداتور" تم اعتراضها في الأول من تشرين الثاني في المجال الجوي الدولي فوق مياه الخليج من طائرتين حربيتين إيرانيتين أطلقتا النار عليها دون إصابتها. وأوضح المتحدث أن الطائرة الأميركية كانت تقوم بمهمة مراقبة "روتينية" على بعد مئة كلم من السواحل الإيرانية حين اعترضتها طائرتا "سوخوي 25 " في حادثة "غير مسبوقة"، بحسب ليتل الذي اوضح أنه تم ابلاغ إيران منذ الحادث بأن هذه المهام ستتواصل.

وفي سياق متصل اعلنت الولايات المتحدة أمس انها فرضت عقوبات جديدة على ايران تستهدف خصوصا وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رضا تقي بور المتهم باصدار الامر بالتشويش على قنوات فضائية والوقوف وراء سوء خدمة الانترنت في ايران. وأما داخليا فبقي التأزم السياسي سيد الساحة، في ظل تمسك كل فريق بموقفه، وتوقعت مصادر مطلعة لـ "الجمهورية" ان يعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الساعات القليلة المقبلة عن تأجيل طاولة الحوار التي كانت مقررة في 12 الجاري الى 29 منه كما كان متوقعا قبل إغتيال اللواء وسام الحسن وبعدما لم ينجح في اقناع الجميع بالحضور الى اجتماع مبكر لأقطابها بعد الجريمة. وقالت المصادر ان الاستشارات التي أجراها سليمان بعد الجريمة لم تنته بعد، وعلى جدول اعمال المواعيد المقررة قريبا لقاء مع رئيس "تكتل الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وكان عون زار بكركي عصر امس لتهنئة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومناقشة الأزمة السياسية، مطمئنا الى أنّ الاستقرار لن يُمسّ. في هذا الوقت كرر"حزب الله" الذي يزور وفد منه بكركي اليوم، وعلى لسان الوزير محمد فنيش ان المشكلة لم تعد استقالة الحكومة او عدمها بل تعطيل مصالح الناس، متسائلا:" إذا كان المطلب يقوم على استقالة الحكومة هل نلجأ الى تعطيل مجلس النواب ورفض المشاركة في الحوار والبحث في عدم الوقوع في الفراغ"؟

ارتياح بري

في هذا الوقت، نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه ارتياحه الى إقرار هيئة ادارة قطاع البترول، ولمسوا منه ان الحكومة ماضية قدما في التعيينات وان هناك دفعة جديدة ستقر قريباً، في إطار الاتفاق على تفعيل العمل الحكومي.

ووصفت مصادر عين التينة لـ"الجمهورية" إقرار هذه الهيئة بأنها خطوة مهمة جدا وكانت منتظرة وتفتح آفاقاً تدفع بملف النفط الى المرحلة التنفيذية، وتعكس نتائج ايجابية.

اول اجتماع لهيئة الطاقة اليوم

وفي مؤشر على تسريع الخطى من اجل اطلاق عمل هيئة ادارة قطاع البترول، دعا وزير الطاقة جبران باسيل الهيئة الى المشاركة في اول اجتماع لها في الرابعة بعد ظهر اليوم في الوزارة.

اغتيال الحسن

في معلومات جديدة لـ"الجمهورية" حول اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، أن الجهة المحترفة التي خططت ونفذت للاغتيال، كانت قد أعدت للعملية قبل فترة طويلة.

وأشارت المعلومات إلى أن الجهة المنفذة، درست مسرح الاغتيال بشكل تفصيلي، وتمكنت من مراقبة اللواء الحسن في كل تنقلاته، منذ أن وصل إلى المطار، مروراً بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وصولاً إلى الشقة الامنية حيث تم رصد وجوده فيها.

وتضيف المعلومات أنه من ملامح قدرة الجهة المنفذة على المراقبة والإعداد المتقن لتنفيذ الاغتيال، حركة الفريق المنفذ أمام الكاميرات التي تعطي مؤشراً على تدريب عال تلقوه كي يحجبوا وجوههم، عبر ارتداء قبعات تارة، وتارة اخرى عبر تجنب الاقتراب من الكاميرات بشكل يؤدي إلى كشف واضح للوجوه.

ومن ملامح حرفية الجهة المنفذة، ان فريق الاغتيال، درس الشارع الذي وضعت فيه السيارة المفخخة، بشكل يبعد عنه كل انواع الشكوك. فقد لبس هؤلاء لباس رجال الامن المدنيين المكلفين حراسة المصارف الموجودة بكثرة في المنطقة. كما تعمدوا أن يبدلوا السيارة المركونة احتياطاً (فولفو على الأرجح) بسيارة الجيب "الراف فور" المفخخة، بين السادسة والسابعة صباحاً، وذلك بهدف استباق حضور رجال الامن المدنيين الأصليين الذين ينتمون إلى شركة حماية المصارف. فالمواطنون القلائل في تلك الساعة من الصباح لن يشكوا بحركة الفريق المنفذ الذي يلبس تمويهاً لباس الامن.

ومن ملامح الاحتراف في الاغتيال أيضاً، أن سيارة اللواء الشهيد خرجت من الشقة قبل الساعة الثالثة، ولم يكن هو فيها، وهذا يعطي مؤشراً على احتمال وجود قدرات عالية لدى الفريق المنفذ في اختراق الزجاج "المفيم"، كما يؤكد ان رصده كان دقيقاً بحيث أن الجهة المنفذة أرادت تقليص نسبة الخطأ في نجاح الاغتيال إلى نسبة الصفر.

واشارت المعلومات إلى أن التحقيق يسير بشكل جيد، وهو يركز على فهم كيفية تنفيذ الاغتيال، وتحديد النقاط التي استعملت لتمركز الفريق المنفذ، كما يركز على "فلترة" شهادات الشهود خصوصاً منها التي تحدثت عن وجود "فان" استعمل لرصد اتصالات الحسن، لتأكيد وجوده في الشقة.

وعن تحليل الاتصالات تحدثت المعلومات عن ضعف احتمال أن يكون المنفذون قد استعملوا الهاتف الخليوي، (هل استعملوا الثريا كما تتحدث اوساط امنية)، وذلك لان الخليوي يترك دلائل مهمة على المنفذين تقود إلى اكتشافهم.

ميقاتي الى باريس

الى ذلك، بدأت التحضيرات العملية لزيارة رئيس الحكومة الى باريس ما بين التاسع عشر والثاني والعشرين من الشهر الجاري والتي كانت محور المناقشات امس بينه وبين السفير الفرنسي باتريس باولي، حيث تبلغ الجانب اللبناني بالترتيبات النهائية للزيارة والتي شملت لقاءات لميقاتي والوفد المرافق مع رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة جان مارك ايرولت ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنارد اكوييه. وقد تتوسع اللقاءات لتشمل عددا من الوزراء أصحاب الاختصاص.

وذكرت مصادر مطلعة لـ "الجمهورية" ان جدول اعمال اللقاء مع كبار المسؤولين بات تحت اربع عناوين أساسية هي:

-الوضع السياسي العام وتداعيات الملف السوري وانعكاسات ما يجري على دول الجوار، ومنها لبنان على كل المستويات، ولا سيما أزمة النازحين التي تفاقمت الى الحدود القصوى والوضع الأمني على الحدود.

- الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ولا سيما ما يتصل باستكمال تنفيذ ما أُرجىء تنفيذه حتى اليوم من مؤتمرات باريس 2 و3 والاتفاقيات المالية والاقتصادية بين البلدين، وتلك المتصلة بالعلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي، والتي كانت فرنسا قد شكلت بوابة العبور اليها او انها هي التي اقترحتها وساهمت في تكوين ملفاتها.

-وضع القوات الدولية المعززة في الجنوب من كل الجوانب السياسية والأمنية والدور الذي تقوم به، وسبل تعزيز كل أشكال التعاون بينها وبين الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى.

- خطة تسليح الجيش اللبناني والبرامج التي نوقشت وتم التوافق عليها سابقا بين قيادتي الجيشين في البلدين، وما اقر في خطة دعم الجيش للسنوات الخمس المقبلة، وما يتصل منها تحديدا بالسلاح الفرنسي المعتمد لدى وحدات الجيش اللبناني، ولا سيما سلاح الجو في ضوء الوعود التي عقدت لتجهيز أسطول المروحيات الفرنسية، والذي طال انتظاره، وهو امر حسم جزء منه في لقاء القمة بين الرئيسين اللبناني والفرنسي الأحد الفائت في بيروت.

الى ذلك، قالت المصادر ان الملفات بين البلدين كبيرة ومهمة وسبق لميقاتي ان ناقشها بعناوينها الكبرى للمرة الأولى في اللقاء الذي جمعه وهولاند على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في نيويورك في أيلول الماضي، حيث تم التفاهم على استكمال البحث فيها في وقت لاحق وتحديدا في الزيارة المقبلة وهو ما يعلق عليه أهمية كبيرة نظرا الى حساسية الوضع في لبنان والمنطقة والأولويات التي تقدمت على ما عداها.

ملف النازحين

الى ذلك، فرضت التقارير التي رفعت الى كبار المسؤولين في ملف النازحين السوريين تخصيص رئيس الحكومة إجتماعا امس حضره وزراء الصحة، الشؤون الإجتماعية والتربية والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة ونوقشت فيه التقارير الواردة عن حجم النازحين والتي تجاوزت الـ 100 الف عدا غير المسجلين لدى مكاتب الأمم المتحدة والجمعيات المحلية والدولية المعنية بالمساعدات، فضلا عن الرقم الذي أضافه وزير الشؤون والمتمثل بحوالى 24 الفا من اللبنانيين الذي يعيشون في الأراضي السورية والذين انتقلوا الى لبنان بسبب الظروف التي تعيشها المناطق السورية ولا سيما العاصمة السورية.

ولفت ابو فاعور الى ان البحث تناول تصنيف مسؤوليات الوزارات المعنية، وتم ايضاً اعداد الكلفة المالية التقريبية من قبل الدولة اللبنانية للتعاطي مع مسألة النازحين، وسيعقد اجتماع الاثنين المقبل مع مديرة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيروت لنقاش نهائي، قبل ان يقوم ميقاتي بدعوة الجهات المانحة الى إجتماع يتم فيه تقديم خطة الدولة اللبنانية والكلفة المالية وما يجب ان تقوم به الهيئات والدول المانحة لمساعدة الدولة في إغاثة ودعم وإيواء وحماية النازحين السوريين الموجودين في بيروت، خصوصا أن العدد الى ارتفاع.

وقالت المصادر لـ"الجمهورية" ان لبنان سيخاطب الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في هذا الشأن لإعلان حال الإستنفار القصوى لمواجهة ما يمكن ان يحمله فصل الشتاء من انعكاسات سلبية على هذا الموضوع.

ويعقد قبل ظهر اليوم اكبر إجتماع من نوعه للمؤسسات الخيرية في الشرق الاوسط والمنظمات الكاثوليكية وممثلين عن الكنيسة عن وضع الشعب السوري وبخاصة اللاجئين منهم الى البلدان المجاورة لسوريا، بدعوة من البابا بنديكتوس السادس عشر، في مقر الادارة المركزية لكاريتاس. ويترأس اللقاء رئيس المجلس البابوي لاعمال المحبة Unum Cor الكاردينال روبير ساره.

نحو تصعيد نقابي

والى التأزم السياسي، تأزم مطلبي ومعيشي. فبعد جلسة مجلس الوزراء امس الاول والتي استمعت فيها الى رأي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبعد الاضراب الذي نفذته هيئة التنسيق النقابية، وأدّى الى شبه شلل في المرافق العامة والمدارس الرسمية، وقسم من المدارس الخاصة، تتجه الأزمة الى المزيد من التأزّم في الايام الطالعة.

وقد قرّرت هيئة التنسيق مواصلة تحركاتها للاتفاق على برنامج تصعيدي للاضرابات والتظاهر والاعتصام، محمّلة الحكومة مجتمعة ورئيسها "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن النتائج المترتبة عن الخطوات التصعيدية التي ستعتمدها"، في حين ان الحكومة تبدو غير مستعجلة على الحسم، بدليل ان رئيسها نجيب ميقاتي تحدث امس عن ضرورة اجراء اتصالات مع مؤسسات مالية دولية حول هذا الموضوع، مبديا تفهمه لصرخة هيئة التنسيق، داعيا الى التروي وعدم المجازفة بأي قرارات مرتجلة او متسرعة تضرب الاقتصاد.

واعلن سلامة امس ان هناك عددا من الخطوات التي يجب أن تتخذ في موضوع سلسلة الرتب ابرزها وجوب الا يمس موضوع التمويل بالحركة الاقتصادية ولا يؤثر على النمو لانه حينئذ يؤثر على فرص العمل وضرورة التواصل مع كل الهيئات الدولية لكي يشرحوا لها ويستشيروها بهذا الموضوع، معتبرا ان المهم هو ان يكون هناك ضبط للتضخم. في موازاة ذلك، كشف وزير الدولة بانوس مانجيان لـ"الجمهورية" ان مجلس الوزراء تفاهم على تأجيل ملف سلسلة الرتب والرواتب لمدة ثلاثة اسابيع على الاقل بانتظار تمرير اصدار اليوروبوند، وان حاكم مصرف لبنان اكتفى بتقديم شرح عن الوضع المالي والاقتصادي العام في البلد، مؤكدا ان الخزينة اللبنانية مقبلة على استحقاقات مهمّة في الايام القادمة، مقدما معادلة صغيرة على سبيل المثال، تفيد بأن ارتفاع الفائدة على السندات السيادية بنقطة مئوية واحدة، كفيل بزيادة الدين العام بقيمة 560 مليون دولار سنويا.

واشار مانجيان الى ان الاقتراح الوحيد الذي قدمه حاكم مصرف لبنان كان تقسيط السلسلة لمدة 5 سنوات، على ان يعود القرار الى مجلس الوزراء. لافتا الى انه عند فتح المجال لطرح الاسئلة خلال الجلسة، لم يرغب رئيس الجمهورية بأن يتخذ سلامة اي موقف تجنبا لعدم دخول حاكم مصرف لبنان في اي متاهات مالية مرتبطة بموضوع السلسلة كون موقعه لا يخوّله ذلك

 

"المستقبل" عن مصادر "14 آذار": الراعي غير موافق على حكومة وحدة وطنية   

ذكرت مصادر 14 آذار لصحيفة "المستقبل" أنها ليست ضد الحوار، انما استقالة الحكومة تُعد مدخلاً وليس حلاً، مؤكدةً أن هناك قناعة بأن الحكومة الحالية لن تستمر. وهذا أيضاً موقف بكركي، التي تقول بالتغيير من دون الوقوع في الفراغ. وأضافت: "14 آذار تشدد على ضرورة الاستقالة لكي تكون المفاوضات جدية وهادفة وتوصل الى نتيجة، لأن المشاورات في ظل حكومة قائمة ستأخذ وقتاً. وهناك ضرورة للالتزام بالدستور الذي يوفر بدائل ولا يسمح بفراغ." ولفتت إلى أن 14آذار تريد حكومة انقاذية، فهي لا تريد تولي المناصب، انما تسعى الى انقاذ لبنان من هذه الحال المزرية في كل المجالات.

وبحسب المصادر "ان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي غير موافق على حكومة وحدة وطنية لكي لا تتكرر التجربة السابقة. أي ان بكركي تريد حكومة حيادية انقاذية وتتفق في ذلك مع 14 آذار، وتعتبر أن الأمور لا يمكن أن تكمل بهذه الطريقة."

 

"الجمهورية": معلومات جديدة عن اغتيال الحسن 

 أوردت صحيفة "الجمهورية" معلومات جديدة حول اغتيال اللواء وسام الحسن مفادها أن "الجهة المحترفة التي خططت ونفذت للاغتيال، كانت قد أعدت للعملية قبل فترة طويلة". وأشارت المعلومات إلى أن "الجهة المنفذة درست مسرح الاغتيال بشكل تفصيلي، وتمكنت من مراقبة اللواء الحسن في كل تنقلاته، منذ أن وصل إلى المطار، مروراً بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وصولاً إلى الشقة الامنية حيث تم رصد وجوده فيها". وتضيف المعلومات أنه "من ملامح قدرة الجهة المنفذة على المراقبة والإعداد المتقن لتنفيذ الاغتيال، حركة الفريق المنفذ أمام الكاميرات التي تعطي مؤشراً على تدريب عال تلقوه كي يحجبوا وجوههم، عبر ارتداء قبعات تارة، وتارة اخرى عبر تجنب الاقتراب من الكاميرات بشكل يؤدي إلى كشف واضح للوجوه". ومن ملامح حرفية الجهة المنفذة، أن "فريق الاغتيال، درس الشارع الذي وضعت فيه السيارة المفخخة، بشكل يبعد عنه كل أنواع الشكوك. فقد لبس هؤلاء لباس رجال الامن المدنيين المكلفين حراسة المصارف الموجودة بكثرة في المنطقة. كما تعمدوا أن يبدلوا السيارة المركونة احتياطاً (فولفو على الأرجح) بسيارة الجيب "الراف فور" المفخخة، بين السادسة والسابعة صباحاً، وذلك بهدف استباق حضور رجال الامن المدنيين الأصليين الذين ينتمون إلى شركة حماية المصارف. فالمواطنين القلائل في تلك الساعة من الصباح لن يشكّوا بحركة الفريق المنفذ الذي يلبس تمويهاً لباس الامن". وأوضحت المعلومات أنّه "من ملامح الاحتراف في الاغتيال أيضاً، أن سيارة اللواء الشهيد خرجت من الشقة قبل الساعة الثالثة، ولم يكن هو فيها، وهذا يعطي مؤشراً على احتمال وجود قدرات عالية لدى الفريق المنفذ في اختراق الزجاج "المفيم"، كما يؤكد أن رصده كان دقيقاً بحيث أن الجهة المنفذة أرادت تقليص نسبة الخطأ في نجاح الاغتيال إلى نسبة الصفر". وأشارت المعلومات إلى أن "التحقيق يسير بشكل جيد، وهو يركّز على فهم كيفية تنفيذ الاغتيال، وتحديد النقاط التي استعملت لتمركز الفريق المنفذ، كما يركز على "فلترة" إفادات الشهود خصوصاً منها التي تحدثت عن وجود "فان" استعمل لرصد اتصالات الحسن، لتأكيد وجوده في الشقة". وعن تحليل الاتصالات، تحدثت المعلومات عن "ضعف احتمال أن يكون المنفذون قد استعملوا الهاتف الخليوي، وذلك لأن الخليوي يترك دلائل مهمة على المنفذين تقود إلى اكتشافهم".

 

الجمهورية": السعودية منزعجة من جنبلاط وتنسيقه مع حزب الله" 

نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر قولها إن "المملكة العربية السعودية أضحت منزعجة إلى حدّ كبير من مواقف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وتنسيقه مع حزب الله"، لافتة إلى أنّها "لا تقبل بقرار جنبلاط الذي يدعو إلى إنشاء حكومة وحدة وطنية برئاسة نجيب ميقاتي من دون سواه". وأفادت المصادر أنّه "كان من المرتقب أن يلتقي جنبلاط وألامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، لكنّ الظروف الأمنية المحيطة برئيس "الإشتراكي" أدّت إلى التريّث في عقد هذا اللقاء، وإن كان وارداً في أيّ لحظة بتنسيق أمنيّ بين الطرفين". وأشارت المصادر إلى أن "الترتيبات القائمة بين "النضال الوطني" و"حزب الله" لا تقتصر على التنسيق داخل الحكومة، وإنّما يتعدّاها إلى الإنتخابات الطالبية والجامعية، وفي النظرة المشتركة إلى الشأن الإقتصادي، ولا سيّما لجهة تأمين الأموال اللازمة قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب". إلى ذلك، اعتبرت مصادر رفيعة في "14 آذار" أنّ "جنبلاط بات قريباً إلى "8 آذار" أكثر من "14 آذار"، وبالتالي هناك دلالة الى اقتراع منظّمة "الشباب التقدّمي" ومشاركتها في الإنتخابات المرتقبة في الجامعة اللبنانية ـ الأميركية، بعد إحجام هذه المنظمة ووقوفها على الحياد في العام الماضي بناء على توجيهات جنبلاط، في وقت يلاحَظ أنّ رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون يُغيّب جنبلاط عن تصعيده السياسي من خلال حرص واضح لدى "حزب الله" الذي "يَمون" عليه، ما يعني أنّ هذه المواقف الجنبلاطية لها".

 

أخشى الاغتيال المدمّر وأرحب بكواتم الصوت/جنبلاط لـ«السفير»: الانتخابات على أساس الستين أفضل من تأجيلها

ايلي الفرزلي/السفير

ليست التهديدات الأمنية وحدها السبب في إقامة رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط في المختارة. يقول ممازحاً إنه لو كانت الاغتيالات تتم بمسدس كاتم للصوت، لما كانت المشكلة كبيرة، إلا أن اعتماد القاتلين على المتفجرات الضخمة التي غالباً ما تكون نتيجتها دماراً لأحياء أو أبنية بكاملها، جعله يفضل الابتعاد عن بيروت.

يحار جنبلاط في أيّ من العبارتين يستعمل: يتوجب على اللبنانيين أن يعملوا قدر الإمكان لتأخير انتقال الفتنة... أو لمنع انتقالها. بين تأخيرها ومنعها، يخلط جنبلاط التمني بألا تقع هذه الفتنة بخشيته الفعلية من وقوعها. سريعاً يحسم موقفه: لن نسمح بوقوعها مهما كان الثمن. يعود ويتمتم: ربما ستنتقل عاجلاً أم آجلاً. في المقابل، لا يبدو «البيك» مرتاحاً لمواقف الأفرقاء. يجد أن البعض يعمل لتحقيق أهدافه السياسية، غير آبه بتأثيراتها على الساحة الوطنية. يأسف لتحويل الرئيس سعد الحريري الخلاف السياسي إلى خلاف شخصي مع الرئيس نجيب ميقاتي. يعتبر أن الخطاب الموتور الذي خرج من بعض قيادات «المستقبل»، يوم تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن، «لم يكن خطاباً مسؤولاً».

إذا كان اتفاق الدوحة، الذي نتج عن توافق إقليمي، قد أنهى القطيعة بين اللبنانيين في العام 2008، فإن جنبلاط يؤكد أن الاتفاق الذي رعته السعودية وإيران وسوريا، صار مستحيلاً حالياً. وبما أنه لا جدوى من انتظار الرعاة الخارجيين، وتحديداً في ظل العجز السوري أو حالة العداء التي وصلت إلى أعلى مستوياتها بين السعودية وإيران، فيؤكد جنبلاط أن الحل لا يمكن أن يخرج إلا من الداخل اللبناني.

من هنا، لا يفهم جنبلاط التعنت «المستقبلي» الرافض للحوار. يرى أن لا خيار أمام أي من الأطراف إلا التلاقي حول طاولة واحدة، يتم خلالها الاتفاق على تحييد لبنان بشكل فعلي عن كل الصراعات التي تحيط به. يضيف جنبلاط: من يريد فعلاً إسقاط الحكومة وتشكيل أخرى عليه أن يقبل بالحوار وبلا شروط. يصرّ جنبلاط على موقفه الرافض للفراغ، متسلحاً بعدد كبير من رسائل الدعم التي حصل عليها، والتي تخشى من أن يكون يوم الفوضى الذي شهدته العاصمة بعد تشييع اللواء الحسن، نموذجاً لما قد يحمله الفراغ.

يسترسل جنبلاط في الحديث عن الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لحماية السلم الأهلي. يؤكد مراراً أن على الجميع أن يدعم مسعاه، إذا كان مهتماً بالاستقرار.

يعود جنبلاط إلى الرهانات الخاطئة من طرفي النزاع في لبنان. يقول أخطأ الحريري حين راهن على سقوط الأسد ليحكم في لبنان، تماماً كما أخطأ «حزب الله» عندما راهن أن الأزمة لن تطول. أما وقد طالت فكان مطلوباً من الطرفين أن يعدلا خطتيهما ويعودا إلى الرهان على قدرتهما على تحييد الداخل اللبناني الذي تنتظره استحقاقات شتى، أولها الانتخابات النيابية.

الحماسة التي كانت تميز حديث جنبلاط عن الثورة السورية، لا تبدو هي نفسها. ليس لأن تبديلاً قد طرأ على موقفه بل لأن هواجسه باتت أكبر. أولها، خوفه على وحدة سوريا، وثانيها، على دورها في المنطقة، وثالثها، على دولة تتلاشى من شدة الدمار الذي يفتك بها وبأهلها، جارفاً معه تراثها الحضاري والثقافي. وكما يتابع جنبلاط تغلغل السلفيين والتكفيريين في أحشاء الثورة السورية، كذلك يبدي قلقاً واضحاً من تغلغلهم في النسيج اللبناني. من هنا، فهو لا يخفي عتبه على قيادة تيار «المستقبل» محمّلاً إياها مسؤولية تعزيز الحضور السلفي، داعياً اياها، في الوقت نفسه، من موقع الحرص، إلى اعادة النظر في حساباتها ويتمثل ذلك بتعزيز حضور المعتدلين في الطائفة السنية والابتعاد عن دعم الظواهر التي لا تساهم إلا في تأجيج الصراعات المذهبية.

لا يكترث جنبلاط بالأصوات التي بدأت ترتفع وتزيد من حظوظ تأجيل الانتخابات، يرى أنه إذا استمر الوضع مستقراً، فلا مبرر لتأجيلها.

وإذا كان شخصياً يرفض قانون الخمسين الدائرة الذي يعتبره قانون تقديم رئاسة الجمهورية إلى سمير جعجع، على ما يتردّد، فإنه يرفض ما يُقال عن أن اعتراضه على النسبية يعود إلى خسارته عدداً من المقاعد. لا يستسيغ جنبلاط ما ينقل عن إصرار «حزب الله» على عدم السير بقانون الستين حتى لو اقتضى الأمر تأجيل الانتخابات. يعتبر أن على الحزب أن يتنازل قليلاً، وأن يعرف أن إجراء الانتخابات بغض النظر عن القانون الذي تجرى على أساسه هو حكماً أفضل من تأجيل الانتخابات. خاصة أنه بغض النظر عن الأكثرية التي ستنشأ بعد الانتخابات، فإن أحداً لا يستطيع أن يغير المعادلات الداخلية القائمة. يسخر جنبلاط من الاعتقاد السائد لدى «قوى 14 آذار» بأن سقوط الأسد سيليه تسليم «حزب الله» سلاحه. يعيب عليها الخفة في التعامل مع الموضوع الأكثر حساسية، ربما، في المنطقة، خاصة أن وظيفته ليست لبنانية فحسب. عليه، يدعو جنبلاط الجميع إلى السير برؤية سليمان للاستراتيجية الدفاعية، مبدياً اعتقاده بأن على «المستقبل» أن يعرف جيداً أنه عندما يحين الوقت، فإن ثمن تسليم «حزب الله» سلاحه لن يكون أقل من طائف جديد. وبين سلسلة الرتب والرواتب وبين تعيين هيئة إدارة البترول، يتوقف جنبلاط مطولاً عند الوضع الاقتصادي. يرى أن مخاطره تضاهي مخاطر السلم الأهلي. وهو إذ يرى أن زمن البحبوحة قد ولى، يؤكد أن المطلوب سياسة تقشفية سريعة تنقذ لبنان مما ينتظره، خاصة في ظل توقعات تشير إلى أن غياب السياح الخليجيين قد يطول، أضف إلى أن الدول العربية أو الغربية لم تعد مستعدة لتقديم فرص إنقاذية جديدة كباريس 2 أو 3، وهو ما يعني ان لبنان سيكون وحيداً، ومضطراً لإنقاذ نفسه بنفسه. مسؤولية منع الانفجار الاقتصادي، هي مسؤولية جميع القوى السياسية، يقول جنبلاط، إلا انه يخص «حزب الله» بدعوته إلى المساهمة الفعلية بإنقاذ البلد. يغمز من قناة أكثر من جهة، بدعوته إلى عدم التفريط بأي قرش من حقوق اللبنانيين في الرسوم الجمركية، التي يضيع جزء كبير منها لمصلحة مافيات التهريب.

 

معلومات بريطانية عن "أكبر شبكة إرهابية في تاريخ الخليج"/خلايا من "حزب الله" و"الحرس الثوري" تستعد للضرب في الكويت وقطر والبحرين

حميد غريافي/السياسة

حذرت مصادر أمنية بريطانية خارجية في لندن, أمس, من "اندلاع موجة تفجيرات واغتيالات ارهابية في دول مجلس التعاون الخليجي وصلت طلائعها المدمرة والخطرة إلى البحرين مطلع الأسبوع الجاري, حيث قامت خلايا مسلحة ومدربة على التخريب من "حزب الله" اللبناني بدعم من خلايا اخرى محلية بحرينية مطعمة بعناصر خبيرة (خبراء) في التفجير والتفخيخ وعمليات الاغتيال والاختطاف من "الحرس الثوري" الايراني منتشرة في مختلف انحاء البحرين والدول الخليجية الاخرى بزرع عدد من المتفجرات أحدثت أضراراً بالغة". وقالت المصادر البريطانية لـ"السياسة" ان "معلوماتنا الواردة من البحرين ولبنان والإمارات خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية, تتقاطع مع ما اعلنته البحرين عن تورط "حزب الله" في التفجيرات الإرهابية, كما تتقاطع مع معلومات لدول في حلف شمال الاطلسي تؤكد ان كوادر امنية خبيرة في الاعمال الارهابية في "حزب الله" سحبت في منتصف الشهر الفائت من قواعده في البقاع الشمالي وشمال الليطاني وبعض القرى في جنوب لبنان, وأرسل جزء منها يتراوح عدده ما بين الـ600 الى 700 مقاتل بعضهم تدرب في ايران, إلى سورية للمشاركة في مساندة قوات النظام هناك, فيما جرى إلحاق الجزء الآخر, وعدد افراده يتراوح ما بين 300 و400 عنصر مدربين على علميات الاستخبارات وجمع المعلومات وتفخيخ السيارات وزرع العبوات الناسفة في اماكن عامة ورسمية والاغتيالات, بخلايا أخرى للحزب و"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" في البحرين والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات, بعدما جرى تنشيط خلايا استخبارية سورية ولبنانية تابعة لنظام الأسد خصوصاً في دولة قطر التي يتوقع أن تصاب بموجة تخريب إرهابية". واستناداً إلى تقارير ديبلوماسية وأمنية خارجية من بعض دول الشرق الاوسط وخصوصاً لبنان واسرائيل والاردن, وصفت المصادر "مايجري تجميعه" في دول مجلس التعاون الخليجي من عصابات وخلايا ارهابية شيعية محلية ولبنانية وعراقية وايرانية, بأنها "أضخم شبكة تخريب وتفجير واغتيال في تاريخ الخليج, كانت معدة أصلاً للرد على أي هجوم أميركي أو اسرائيلي على إيران, التي يبدو أنها دعمت أخيراً هذه الشبكة بمئات القتلة والمخربين والخبراء استعجالاً لتفجير الاوضاع في المنطقة النفطية شديدة الحساسية للعالم, لعل ذلك يوقف دولها عند حدود معينة في حملتها الداعمة للثورة السورية من خلال محاولة إثارة القلاقل الداخلية في هذه الدول". ونقلت الأوساط الأمنية البريطانية عن ديبلوماسيين أوروبيين عاملين في الشرق الاوسط توقعهم ان "تستهدف الخطة الأكبر في الخليج كلا من البحرين والكويت اللتين قد تشهدان تطورات أمنية دراماتيكية دموية خلال الاسابيع القليلة التي تسبق أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية, بعدما تسللت إليهما مجموعات ارهابية تابعة لحزب الله اللبناني ولتنظيم مقتدى الصدر العراقي المطعم بعناصر ارهابية من الحرس الثوري الايراني". وقالت الاوساط ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حمل معه الى القادة الخليجيين الذين التقاهم خلال جولته في المنطقة, مطلع الأسبوع الحالي, تحذيرات جدية من امكانية اندلاع موجة تخريب إيرانية - سورية في دول مجلس التعاون.

 

حرب: إذا لم يسلّم "حزب الله" المشتبه به بمحاولة اغتيالي فهو مشارك بالجريمة 

وكالات/أكد النائب بطرس حرب أن ليس لديه أي علم عمّا تحدّث عنه عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق بأن العنصر التابع لـ"حزب الله" الذي شارك في محاولة اغتيال حرب "هو نفسه الذي ظهر في مسرح جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن". وفي حديث إلى قناة "lbc"، قال حرب: "في حال لم يسلّم "حزب الله" هذا المجرم، ذلك يعني أن الحزب متورّط في محاولة الاغتيال وأصبح "مشتبهاً به"، لأنّه بالتالي يشارك في الجريمة"، معلناً في هذا السياق أنّ "الحكومة الساكتة عن موقف "حزب الله" إنما تتواطأ معه في مسألة تغطية وحماية المشتبه بهم في الاغتيالات، خصوصاً وأنّها (الحكومة) لم ترسل القوى الأمنية لجلب عنصر "حزب الله" المتّهم (في محاولة اغتيال حرب)". ولفت في هذا السياق إلى أنّ "غضّ الحكومة لنظرها" عن محاولة اغتياله "يشكّل خللاً واضحاً"، معتبراً أنّه "قد تكون الأجهزة الأمنية خائفة من الوصول إلى المشتبه به".

وأشار حرب إلى أن "النيابة العام التمييزية المشرفة على التحقيق لم تتحرّك" في قضيّة محاولة اغتياله، مؤكّداً أنه "تمّ تجميع التحرّيات بعدما تبيّن أنّ المتّهم ينتمي إلى "حزب الله".

وعن محاولة اغتيال رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، سأل حرب ه "كيف يدّعي مدّعٍ عام في جريمة غير موجودة على أحد، ولا يدّعي في جريمة موجودة على أحد"، مستفسراً في هذا السياق "سبب حجب داتا الاتّصالات". وتحدث حرب عن "وجود تواطؤ بين الأجهزة اللبنانية وبعض السياسيّين"، لافتاً إلى أنه "لا يملك الثقة بها (الأجهزة الأمنية)"، واضعاً اللوم عليها "في نقص الواردات سنوياً بنحو 500 مليون دولار، خصوصاً وأنّ مستوعباتٍ تدخل عبر المطار أو المرفأ دون تفتيشها بحجّة المقاومة".

من ناحية ثانية، شدّد حرب على أنّه "كان مع تشييع اللواء الحسن في بلدته، وليس في ساحة الشهداء"، مبدياً أسفه في هذا السياق بأن يسمّى "الحسن شهيداً لفريق "14 آذار" والطائفة السنّية، لأنّه شهيد كلّ لبنان خصوصاً وأنّه كان يحمي كلّ اللبنانيين". ورأى حرب أن "وجود أعلام سوريّة خلال التشييع إساءة للشهيد"، كما شدد على أنّ "محاولة اقتحام السرايا الحكومية من بعض المشيعين كان تصرّفاً خاطئاً"، مؤكّداً أنّه قال لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنّه "ربح بعد هذه الحادثة". وعن علاقته بقوى "14 آذار"، أوضح حرب أن لديه "مآخذ كبيرة على ما حصل خلال السنوات الماضية في هذا الفريق". وأضاف: "فريق "14 آذار" هو حركة شعبيّة لا يمكن اختصارها بقيادات أو أحزاب، وهي لا تقتصر على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "الكتائب" أمين الجميّل"، مبيّناً أنّه تفاجأ خلال إحدى اجتماعات الأمانة العامة لـ"14 آذار" بقراءة البيان من دون علمه أو من دون اطّلاعه المسبق عليه قبل تلاوته على الأقلّ، واعتبر أن "الخطأ في هذه القوى هو في التنظيم". إلى ذلك، أشار حرب إلى أنّ "الحكومة فشلت في مهامها، والمطلوب في المقابل إدارة شؤون البلد للوصول إلى الانتخابات النيابيّة، أمّا كلام الفراغ فهو فزّاعة"، موضحاً أن "من يقوم بالفراغ هو من يريد أن يضع "فيتو"، وذلك يأتي من فريق غير مستعدّ للتنازل عن السلطة". وتابع إن "مصلحة لبنان هي الأساس، وعلى الفريق الحاكم التنازل أمام فريق آخر ليحكم بعد فشله في هذه المهمة". وأكّد حرب أنّ "مشاورات رئيس الجمهورية ميشال سليمان كفيلة بتحديد رئيس جديد للحكومة".

ولفت حرب إلى أن "فريق 14 آذار ضدّ قانون الستين في الانتخابات، وهو يطالب بقانون الخمسين دائرة"، مشدّداً في هذا السياق على "ضرورة إجراء الانتخابات النيابية"، وأشار إلى أنه "باستطاعة حكومة تصريف أعمال أن تدير هذه الانتخابات". من ناحية ثانية، أكّد حرب أنّه "ضدّ أي تمديد سواء لقائد الجيش العماد جان قهوجي أو لمدير عام قوى الأمن اللواء أشرف ريفي".

وعن احتمال ترشّحه لرئاسة الجمهورية، قال حرب: "إذا استمرّ الوضع في البلد صعباً، فلن أترشّح"، تاركاً لفريق قوى "14 آذار" التوافق على شخص المرشّح للرئاسة. وختم حرب حديثه، بالقول إنّ "المعركة في لبنان ليست لتحرير الأرض وإنّما لتحرير الإنسان من فكر الحرب والعداء"، مؤكداً أنّه "لا يجب التدخّل بشؤون سوريا، لأنّه لا أحد يقبل أن تتدخّل سوريا بشؤون لبنان".

 

"فزاعة" الفراغ !  

مارون حبش/ موقع 14 آذار

ويبقى الاستقرار رهينة بيد حكومة "حزب الله" حتى اسقاطها، وإلى حين الوصول إلى هذا الهدف الشعبي سيزيد الوضع الأمني والاقتصادي تدهوراً بفعل غياب السياسات الحكيمة والتنموية لرفع الجمهورية من "القمقم" الإيراني السوري ووضعها على الطريق الوطني الصحيح عبر حكومة حيادية تهتم بشؤون الناس وتمنع الإخلال بالأمن والاستقرار. استطاعت قوى "14 آذار" أن تعيد ترتيباتها من جديد بعد الصدمة التي تلقتها جراء اغتيال رجل الدولة والأمن اللواء وسام الحسن، لتضع خارطة الطريق نحو ثورة جديدة تنتهي بدولة جدية من حيث الأمن والمؤسسات، إلا أن فريق "شكراً سوريا" لا ينفك يحذر من الفراغ السياسي والأمني إذا استقالت حكومته، ليحرص بذلك على بقائه أطول مدة ممكنة يستطيع عبرها تغطية إجرام حليفه السوري، ولأنها قد تكون المرة الأخيرة التي يستلم بها زمام الحكم. وفي ضوء ذلك، لاحظ قيادي في قوى "14 آذار" أن "الفريق الاخر يحاول زرع مصطلح الفراغ "الفزاعة" بين المواطنين والمجتمع الدولي ليتستر خلفه بهدف البقاء بالحكم وتمرير مصالحه الخاصة التي لا تخدم الوطن بل النظامين الإيراني والسوري"، مستغرباً "التكلم عن فراغ حكومي في الوقت الذي يجب أن تستلم فيه حكومة ميقاتي تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة". ولفت في حديث لموقع "14 آذار" إلى أن "الفراغ ليس باستقالة الحكومة بل الفراغ في إطالة أمد تشكيل حكومة جديدة، وهذا ما يسعى إليه فريق 8 آذار فيما يحاول تجنبه رئيس الجمهورية ميشال سليمان عبر جهوده الوطنية"، معتبراً أن "حزب الله يريد أن يحمل فريق "14 آذار" مسؤولية الفراغ عبر إطالة مدته وإذ سيقلب فيه وعبر وسائله المعتادة الطاولة الأمنية طوال مدة الفراغ". وأكد أن "لا حل إلا برحيل نجيب ميقاتي فوراً وتعيين حكومة حيادية لا يؤتمر أركانها من أحزاب هنا أو أنظمة هناك، بل تتكون من مجموعة من الخبراء يستطيعون إيصال البلد نحو انتخابات نيابية شرعية تنتج حكومة الأكثرية الصحيحة". ولم يستبعد القيادي أن "يعود حزب الله إلى استخدام القمصان السود لترهيب المواطنين وقيادات "14 آذار"، خصوصاً إذا شعر أن الشارع خرج من يده، إلا أنه وفي الوقت نفسه يعد للعشرة قبل الاقبال على النزول إلى الشارع في حال سقطت الحكومة لأنه شاهد ماذا جرى بعد الاغتيال وأن هناك فريق آخر على كامل الاستعداد للنزول إلى الشارع والتحرك بطريقة سلمية حضارية كما يحصل اليوم في رياض الصلح وطرابلس". وشدد على أن "هناك من يريد أن يقع الفراغ على الاخرين، فهم يريدون التفاهم قبل استقالة الحكومة إلا أننا على يقين أن فريق 8 آذار غير مستعد للتفاهم، ما يعني أنه يريد اطالة وجود الحكومة". وقال: "قدمنا الكثير من التضحيات من أجل تحقيق أهداف ثورة الأرز ومستعدون لتقديم المزيد لأن سعرنا بسعر الشعب اللبناني وسنواصل حتى النهاية".

 

النيابة المصرية تأمر بحق الاقباط بارض متنازع عليها مع سلفيين

وطنية - امر النائب العام المصري بتمكين كنيسة قبطية في ضاحية شبرا الخيمة من ن قطعة ارض متنازع عليها مع سلفيين. وكانت مجموعة من السلفيين دخلت الاثنين الماضي الارض التابعة لاسقفية شبرا الخيمة، وبقت وصلت فيها، كما وضعت لافتة كتب عليها "مسجد عباد الرحمن" مهددة باقامة صلاةالجمعة فيها. وقدم قساوسة الكنيسة بلاغا للنائب العام ولوزارتي الداخلية والعدل وكل الجهات الحكومية المعنية. واصدر النائب العام المصري اليوم قرارا بتمكين الانبا مرقص اسقف كنيسة شبرا الخيمة من ارض الكنيسة المتنازع عليها. وكلفت نيابة بنها قوة من الشرطة حماية الارض ومنع التعرض لها. كذلك تم اخطار الادارة الهندسية لاتخاذ الاجراءات القانونية كافة لوقف استئناف أعمال البناء المخالفة على قطعة الأرض محل النزاع.

 

كتاب مفتوح من نواب المنية والضنية الى سليمان: نأمل وقف قرار باسيل تعيين 22 شخصا بمراكز وهمية في منشأتي طرابلس والزهراني

وطنية - رفع نواب المنية والضنية ورؤساء بلديات المنية وجوارها، كتابا مفتوحا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رافضين "قرار وزير الطاقة والمياه جبران باسيل بتعيين 22 شخصا في مراكز ادارية"، وجاء في الكتاب: "نود أن نرفع لفخامتكم عبر كتابنا هذا ما أقدم عليه وزير الطاقة والمياه جبران باسيل باتخاذه قرار تعيين 22 شخصا في مراكز ادارية وهمية في منشأتي النفط في طرابلس والزهراني وبشكل مخالف لابسط قواعد القوانين والعدل وفي وقت تمر به المالية العامة بعجز لا سابق له. بعد أن بلغت تعديات باسيل حدا غير مسبوق في احتراف هدر المال العام من أجل مصالحه السياسية والانتخابية، من حساب المواطن وجيبه، ومن خزينة الدولة وأموالها، كان لا بد من توجيه هذا الكتاب إلى فخامتكم، لنضع بين أيديكم ما يجري وما يقوم به الوزير المعني، كونكم المؤتمنين على المال العام، والأحرص في الحفاظ عليه". فخامة الرئيس، نعلم جيدا مدى حرصكم على لعب دوركم التوافقي بين الجميع، ونعلم أيضا أنكم لا تقبلون بأي شكل أن يصبح الإفادة من المال العام لأغراض مشبوهة مشرعا أمام الجميع، فكيف إذا كانت تعيينات الوزير باسيل الأخيرة في منشأة نفط متوقفة عن الانتاج منذ العام 1990، والأنكى بأن هذه التعيينات ليست إلا في مراكز إدارية وهمية وبأجور مرتفعة، وحده الله يعلم لماذا حصلت وتحت أي ظروف. فخامة الرئيس، نضع بين أيديكم حقيقة أن وزير الطاقة قام بتعيين 22 شخصا في مراكز إدارية في منشأتي النفط طرابلس والزهراني، وحمل خزينة الدولة أعباء إضافية، هذا من دون سبب، أو بالأحرى لأسباب محض شخصية وانتخابية تعني الوزير وحده ولا تعني كل ما له علاقة بانتظام عمل المؤسسات في الدولة ولا بتحسين إنتاجها ولا برفع مستواها. فخامة الرئيس، نضع بين أيديكم هذا الكتاب آملين منكم التحرك بأسرع ما يمكن لوقف هذا القرار غير المسؤول".

 

الراعي التقى وزير الدفاع وعون وشخصيات مهنئة عسيري: بكركي لها مكانتها ونعول على اعتدالها وحكمتها ورسالتها

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الدفاع فايز غصن الذي أكد على الاثر أن "هذه الزيارة لتهنئة نيافة الكاردينال وتهنئة كل لبناني وكل مسيحيي، لأن الظرف والتوقيت الذي منح في خلالهما البطريرك الراعي رتبة الكردينالية يدلان على معان كبيرة للبنان ولدوره واستقراره وأمنه ومستقبله". وقال: "لا شك أن سيدنا يشدد دائما على الحوار والكلام بين كل الفرقاء، وهو لطالما شكل العنصر المحفز والمشجع في ظل الواقع الحالي من الإنقسام السياسي الكبير الذي يشهده البلد الذي بات بأمس الحاجة إلى شخص مثل سيدنا الراعي قريبا من الجميع ومؤمنا بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل ما يشهده لبنان من أحقاد وردود فعل". وفي الشأن السياسي قال: "الحكومة تقوم بكل ما يمكن بهدف إرضاء اللبنانيين وتبذل جهودا كثيرة لتسيير أمور الناس وتسهيلها وإعطائهم حقوقهم".

مزهر

كما التقى الراعي قاضي التحقيق العسكري السابق رشيد مزهر الذي قدم هنأه متمنيا ان "تتوج المسيرة السياسية والإجتماعية لصاحب النيافة بالنجاح الكبير لأنها حائزة على ثقة جميع اللبنانيين لعدم انحيازه لأي فريق سياسي أو طائفي". كذلك تمنى له "النجاح في هذه المسيرة وسط الظروف الصعبة والأليمة التي يمر بها لبنان".

فاضل

واستقبل ايضا، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن إدمون فاضل مهنئا.

عسيري

والتقى سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري الذي نقل اليه تهاني خادم الحرمين الشريفين، وصرح بعد اللقاء: "نحن سعداء بوجودنا في هذا المكان الذي يحتضن كل اللبنانيين وما ناله غبطة البطريرك من تقدير بمنحه رتبة الكردينالية نعتبره تكريما لكل اللبنانيين ولبكركي وبخاصة للأخوة المسيحيين، والدور الذي يلعبه نيافته هو دور مهم للغاية، وما يصدر من هذا المكان من حرص على وحدة لبنان واستقراره وسلامته وسيادته مهم جدا ويتفق تماما مع سياسة المملكة العربية السعودية لاهتمامها بوحدة الصف وسلامة لبنان وسيادته وأن يكون هناك لحمة وطنية لتحمي هذا البلد وتحضنه في أي قرارات سواء كانت إقليمية أو دولية."

أضاف: "قمت اليوم بزيارة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقدمت له التهنئة القلبية، وعبره إلى كافة الأشقاء اللبنانيين، والإخوان المسيحيين بوجه خاص بمنحه رتبة كاردينال وبنجاح الزيارة التي قام بها قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان وكانت مناسبة لاستعراض العلاقات الأخوية التي تربط المملكة العربية السعودية بلبنان حكومة وشعبا وقيادات ومن ضمنها بكركي التي لها مكانتها المميزة في تاريخ لبنان وحاضره، ويعول على اعتدالها وحكمتها ورسالتها، وهي رسالة سلام ومحبة وإخاء إلى شعوب المنطقة تلتقي في جوهرها مع الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله منذ عدة سنوات إلى حوار بين الأديان والثقافات وعمل بكل إخلاص من أجلها". وتابع: "لقد أكدت لغبطته أن لبنان بإرثه الحضاري وتراثه الديني والثقافي والفكري يقدم تنوعا فريدا في غناه، وشعبه الشقيق بكل طوائفه مدعو إلى الحفاظ على هذا الإرث العريق. وإن المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على استمرار هذا النموذج ودعمه لكي يجد فيه العالم صورة حقيقية عن تعايش المسلمين والمسيحيين في هذه المنطقة بأخوة وتفاهم وسلام منذ مئات السنين وهو تعايش لرؤساء الطوائف دور أساسي في تعزيزه وتقريب القلوب والنفوس ونبذ التفرقة لكي تتحقق مصلحة لبنان وشعبه في أن ينعم بالأمن والإستقرار في محيطه العربي". وختم: "نحن نمر بتحديات ليس في لبنان وحسب وهي تحديات إقليمية ولها تداعياتها على لبنان وما هو مطلوب هو الحرص على هذا البلد وأن يكون هناك توافق بين كل القوى السياسية في لبنان". بدوره هنأ الراعي السفير السعودي على تعيينه بالمرتبة الممتازة من قبل العاهل السعودي.

مطر

ومن زوار بكركي راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر يرافقه وفد من منظمة Pro Orient للحوار المسكوني في فيينا بين الكنائس السريانية برئاسة المطران يوسف بواتيل من الهند وعدد من الأساقفة والعلمانيين من مختلف الكنائس السريانية. بعد اللقاء صرح البروفيسور ديتمار وينكلير: "أطلعنا نيافته على ما نقوم به في منظمة Pro Orient وكان مهتما جدا. انه شخصيه مميزة من حيث طريقة تفكيره، وطريقة عمله ومفهومه اللاهوتي والتزامه حيال مساعدة اللبنانيين عامة والموارنة خاصة". أضاف: "لقد أصابت الكنيسة بانتخابها البطريرك الراعي رئيسا له وكان خيارها ممتازا واليوم أكد قداسة البابا على صوابية هذا الخيار من خلال منحه رتبة الكاردينالية. وهذه الرتبة ليست تكريما لشخصه وإنما للكنيسة المارونية نظرا لدورها الفعال في لبنان. ومن الملفت جدا في هذا البلد أن المسيحيين والمسلمين عرفوا كيف يعيشون في وحدة متناغمة ونجد هذا من خلال العيش المشترك الذي يشدد عليه الكاردينال الراعي، ونحن نأمل أن تجد منطقة الشرق الأوسط السلام والهدوء والطمأنينة. وعمل مؤسستنا اليوم يدخل في عملية الحوار بين الكنائس السريانية بهدف المساهمة ولو قليلا في إرساء هذا السلام وذلك من خلال استماعنا للناس في الشرق الأوسط وجعلهم يتحاورون في ما بينهم. نستمع إليهم ونحاول مساعدتهم".

بويز

ثم التقى الراعي الوزير السابق فارس بويز مقدما له التهاني بالرتبة الجديدة، ومشددا على "أهمية الدور الذي يقوم به نيافته في سبيل تخفيف اجواء الاحتقان في البلد وذلك من خلال مواقفه الداعية للحوار بين الفرقاء والمشددة على ضرورة تلاقي جميع اللبنانيين حول هدف وطني واحد".

وعرض بويز اجواء اللقاءات والإتصالات التي قام بها في خلال جولته على عدد من الولايات الأميركية وعلى بعض الدول الأوروبية، مشيرا الى ان "الجو العام يدل على ان هناك مأزقا كبيرا يعيشه العالم ومن ابرز عناصره الأزمة السورية المرشحة لأن تطول، الصراع السني - الشيعي في المنطقة ونوعية المعارضة وكيفية ممارستها للأفعال، وهذا ما يقلق الغرب الذي اكتشف أن البديل من الأنظمة في الدول التي شهدت ربيعا عربيا لم يكن الديمقراطية، بل الإسلام المتطرف والإسلام الأصولي والسلفي".

ولفت الى ان "المطلوب من لبنان في هذا الوقت تحديد رؤية وإستراتيجية، للتعاطي مع هذه الأزمات لأن الساحة اللبنانية تتفاعل معا".

مهنئين

ومن المهنئين رئيس الجامعة اللبنانية الوزير السابق عدنان السيد حسين على رأس وفد من عمداء الجامعة عرضوا معه أوضاع الجامعة على كافة الاصعدة.

اتصالات

كما تلقى الراعي سلسلة اتصالات هاتفية وبرقيات تهنئة بالرتبة الجديدة ابرزها من: سفير لبنان في القاهرة خالد زيادة، القنصل الفخري لجمهورية ساوتومي وبرتسيب في لبنان رمزي حيدر اللذين اعتبرا ان هذه "الرتبة ليست فقط للكنيسة المارونية بل للبنان واللبنانيين ومن رئيس المجمع الحبري للعائلة يهنئه على تعيينه كاردينالا من قداسة البابا بندكتوس السادس عشر"، الرئيس السابق لمجمع راعوية الصحة الكاردينال Javier Lozano Barragan الذي أكد أنه يذكره بصلواته "ليقوم برسالته، وهي التعاون مع قداسة البابا كعلامة منظورة للوحدة في الكنيسة ومن أمين سر مجمع العبادة الإلهية والأسرار المطران Arthur Roche.

تهنئة تواضروس

من ناحية ثانية، هنأ الراعي الكنيسة القبطية المصرية بانتخاب الأنبا تواضروس الثاني بمناسبة انتخابه بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية، متمنيا له ان "يقود الله خطاه في خدمة الكنيسة واعلاء شأن المسيحية في هذا الشرق ونشر رسالة الاخوة والسلام والمصالحة بين مختلف شعوب منطقتنا واديانها ولا سيما في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي نجتازها".

عون

وبعد الظهر، استقبل الراعي رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون يرافقه منسق العلاقات الكنسية في "التيار الوطني الحر" غابي جبرايل. بعد اللقاء أوضح عون ان "الزيارة هي لتقديم التهاني"، لافتا الى ان "الاستقرار في لبنان لن يمس، وان الازمة تسخن بالخطابات وتبرد بالخطابات". وقال: "تحدثنا بموضوع الازمة السياسية في لبنان وتبادلنا الرأي، وخرجنا بنظرة متوافقة حول كيفية معالجتها. لا يمكننا ان نطرح النوايا قبل التداول مع باقي الافرقاء المسيحيين، والبطريرك هو من يأخذ المبادرات التي تفاهمنا عليها".

الصايغ

كما التقى الراعي مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ الذي نقل اليه تهاني الاخير بالرتبة الجديدة، معتبرا انها "وسام شرف وتكريم لجميع اللبنانيين عبر ما تمثله بكركي من مرجعية معنوية كبيرة"، متمنيا له "دوام التوفيق في خدمة الكنيسة ولبنان".

مهنئون

وزار الصرح مهنئا، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي أكد على الاثر ان "الوضع النقدي مطمئن في لبنان وان الوضع الإقتصادي على الرغم من حالة التباطؤ التي يشهدها الا انه مع وجود امكانية التمويل فإن الإرتياح على الصعيدين الأمني والسياسي يساعد على تفعيل عمل الجلة الإقتصادية".

ومساء، شهد الصرح البطريركي في بكركي خلوة روحية في حضور الراعي والكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ومطارنة وكهنة الصرح والعاملين فيه، تخلله حديث روحي للمرشد الاب إدمون خشان.

 

فارس سعيد: هل خطأ ان نطالب كلبنانيين برحيل الحكومة نحن ندعم الثورة السورية ونتمنى للشعب السوري ان ينتصر

وطنية - نظمت الهيئات الشبابية في قوى 14 آذار لقاء حواريا في ساحة رياض الصلح مع منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار، النائب السابق فارس سعيد، الذي وجه في مستهل اللقاء تحية لروح اللواء الشهيد وسام الحسن وكل شهداء لبنان، شهداء ثورة الارز وكل الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا على ارض لبنان، دفاعا عن كرامة لبنان وسيادته، ومن اجل تحرير لبنان من كل الجيوش الخارجية اكان الجيش الاسرائيلي ام الجيش السوري من لبنان.

وقال: "لا ادعي انني مؤتمن لوحدي على فكرة 14 آذار لأن 14 آذار ليس بحزب ولا يجب ان يتحول الى حزب ولا ان يكون رقما اضافيا من الارقام الاخرى الحزبية في لبنان، 14 آذار هي فكرة مدنية سلمية، فكرة اسلامية مسيحية، فكرة وطنية، هذه الفكرة اطلقت اول اشارة الربيع العربي فور استشهاد الرئيس رفيق الحريري، في 14 شباط 2005 كانت الناس تختبر ماذا يمكن ان يحصل، هل فعلا هذا الاستشهاد سيوحد اللبنانيين ام ان هذا الاستشهاد سيقسم اللبنانيين مثل الاستشهادات الاخرى لزعماء آخرين في لبنان. ثانيا هل فعلا اذا نزلنا ممكن ان نحدث تغييرا ما. ثالثا هل فعلا القوى اللبنانية الحية، والقوى الحية السلمية قادرة على مواجهة جيش موجود في لبنان منذ اكثر من ثلاثين سنة ويرتكز على اربعين الف عنصر وعلى اجهزة مخابرات ويضع يده على اجهزة شرعية لبنانية، وبالتالي كل هذه الاسئلة طرحها اللبنانيون، هذا لا يعني أنهم كانوا بدون استعداد للنزول الى الشارع والى القول لا لآلة القتل ولا للاغتيال ولا للغدر انما كان مشروعا ان يطرحوا هذه الاسئلة، وبنتيجة المثابرة والصبر وذكاء ادارة المعركة آنذاك فقد نجحنا باذن الله وانتصرنا وحققنا معجزات وانجازات تاريخية لمصلحة لبنان. انتم اليوم الجيل الثاني، انتم مرشحون لأن تلعبوا هذا الدور. احد الفلاسفة قال ان التاريخ لا يعيد نفسه.المرة الاولى تكون تراجيديا والمرة الثانية تكون كوميديا، نعم التاريخ لا يعيد نفسه، اذا لم نأخذ بالاعتبار المتغيرات التي حصلت منذ 2005 حتى اليوم، انما اذا اخذنا بالاعتبار كل هذه المتغيرات فنحن قادرون كما كنا في العام 2005 على تحقيق المعجزات فماذا نطلب؟ نطلب فقط دولة لبنانية واحدة موحدة مؤتمنة على امن اللبنانيين، ليس فقط بالمعنى العسكري، بمعنى منع الاغتيالات، امن اللبنانيين على كل المستويات، على المستوى الاقتصادي والمالي والعسكري والاجتماعي. نطالب بدولة تحترم نفسها وتحترمنا ولا نخجل منها، هل هذا المطلب هو مطلب خارج سياق ما يحصل في العالم العربي؟. هل من يدفع اليوم غاليا في سوريا، لا يطالب بنفس المطلب الذي نحن نطالب به اليوم في لبنان، نحن حركة سلمية وديمقراطية وهكذا يجب ان تبقى وان تستمر قوة هذه الحركة بأنها سلمية وديقراطية ويجب ان تستمر".

وتابع "لدينا ارادة التغيير وسنغير المعجزات ولدينا ورقة الوثيقة التي صدرت عن لقاء بيت الوسط وهي وثيقة فلسفية ورؤيوية، هي وثيقة مطلبية تتلخص باربعة اخطار حددتها و16 مطلبا طالبنا بها. هل هي جريمة ان نطالب بتسليم من هم متهمون باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هل جريمة ان نطالب بالمتهم بمحاولة اغتيال بطرس حرب هل هي جريمة بأن يكون مطلب السلم والحرب في لبنان بيد الدولة اللبنانية، هل هي جريمة ان نحدد جدولا زمنيا بأن يسلم حزب الله سلاحه تدريجيا الى الدولة اللبنانية، هل جريمة ان تحال كل الاغتيالات ومحاولات الاغتيالات منذ العام 2004 حتى اليوم الى المحكمة الدولية؟ هل من الخطأ ان نطالب نحن كلبنانيين ان يرفع الغطاء عن آلة القتل؟ هل هناك خطأ في ان نطالب نحن كلبنانيين ان ترحل هذه الحكومة التي تؤمن الغطاء الشرعي والسياسي لآلة القتل في لبنان".

اضاف "البارحة قدموا وجهة نظرهم، رشوة الى المجتمع الغربي، انشأوا لجنة للتنقيب عن النفط ولمعالجة كل موضوع النفط، يقولون من خلال انشاء هذه اللجنة اذا اردت يا غرب ويا شركات نفطية الحصول على عقود فلا تقتربوا من هذه الحكومة، نحن بدأنا نجهز انفسنا لنرى كيف سنستثمر الغاز. يحاولون اظهار ذاتهم بأنهم قيمون على مقدرات هذه البلاد فإذا تمت ازاحتنا يتزعزع الاستقرار فلا احد يرانا كيف يقتلوننا على الطرقات رغم وجود هذه الحكومة. كل هذه الامور التي تضعها هذه الحكومة اليوم من اجل محاولة اغراء الخارج لابقائها ولدعمها هي فاشلة بفضل وجودكم في هذه الخيم وبفضل مثابرتكم على هذا النضال. وقال: "بدأنا بمواجهة هذا النظام في سوريا قبل اولاد درعا وقبل اهل حمص وقبل اهل حلب. ونحن واجهناه بشكل سلمي وديمقراطي رغم الوحشية التي تعامل بها معنا جميعا... لهم ثورتهم ولنا ثورتنا انما اهدافنا متطابقة، عناصر ثورتنا اللبنانية تختلف عن عناصر ثورتهم السورية، انما الاهداف واحدة. نعم نحن ندعم هذه الثورة ونتمنى للشعب السوري البطل الذي يناضل كل يوم ضد آلة القتل ان ينتصر على هذا الطاغية". وتابع:"هناك سقوط حتمي سيحصل للنظام السوري، هو سقط سياسيا انما اتكلم عن السقوط المشهدي، هذا السقوط قريب وانا اتحمل مسؤولية هذا الكلام. بداية معركة الشام تنذر بأننا وصلنا على قاب قوسين من سقوط هذا النظام، ومع سقوطه تفتح مرحلة جديدة في لبنان وسوريا. ونحن نصر على ان تكون هناك علاقات تحترم سيادة واستقلال كلا البلدين وان يكون هناك تعاون وتنسيق افضل." وتطرق الى موضوع التعيينات التي اقرتها الحكومة مؤخرا وهيئة ادارة النفط فقال "14 آذار ليست معارضة كلاسيكية واعتراضها على الحكومة ليس فقط على ادائها بل ان الاعتراض عليها هو ابعد من ذلك، وهو انها تغطي آلة القتل ومن خلال اغتيال اللواء الحسن يحاولون تغيير الاوضاع، فاذا تصرفنا كمعارضة كلاسيكية لديهم اوراق يربحونها.

 

حكومة ميقاتي تردّ على الدعوات لرحيلها بـ «استفزاز» مزدوج للمعارضة والشارع

بيروت - «الراي

لم تدُم «هدنة» انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية طويلاً في لبنان، رغم انها بالكاد شغلت الرأي العام المحلي مدة يومين، ليعود بعدها الانخراط بقوّة في معالم الصراع السياسي المتصاعد بين الحكومة وقوى المعارضة الى سابق عهده. واذ غلب الفتور والبرودة على مجمل ردود الفعل على اعادة انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما لولاية جديدة، فان مشهد الاضراب العام الذي نفذته هيئة التنسيق النقابية امس احتجاجاً على عدم تنفيذ الوعود بشأن سلسلة الرتب والرواتب سرعان ما أعاد الوضع الداخلي الى مجموع الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يغرق فيها اللبنانيون من دون أفق زمني واضح لأيّ انفراج محتمل في هذه الازمات. وفي حين بدت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مفاخرة بنفسها غداة جلسة مجلس الوزراء التي اقرّت فيها التعيينات العائدة لهيئة ادارة قطاع النفط، وعدّتها بمثابة انجاز جديد لها رداً على حملة المعارضة المطالبة بإسقاطها على خلفية جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن، اعربت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الراي» عن اعتقادها ان المأزق السياسي في البلاد يمضي الى مزيد من السقوف التصعيدية وهذه المرة على يد الحكومة وقواها السياسية والحزبية نظراً الى التداعيات التي ستتركها الخطوات الاستفزازية التي باتت تطبع قرارات مجلس الوزراء في الاسابيع الاخيرة.

واشارت هذه المصادر الى خطأ فادح ارتكبه مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة وتمثل في تقديم موضوع التعيينات في هيئة ادارة قطاع النفط على ملف سلسلة الرتب والرواتب وتمويل مواردها، فعمد الى اقرار الاولى في شكل مفاجئ من خارج جدول الاعمال مستفيداً من توافق اللحظة الاخيرة بين أركان الحكم والحكومة والقوى السياسية فيها، وعمد في المقابل الى اطلاق رسالة هي اشبه الى نعي سلسلة الرتب والرواتب مستغلاً العرض الذي قدّمه في الجلسة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة محذراً من التداعيات المالية والاقتصادية للسلسلة.

واضافت المصادر ان هذين التطورين وضعا الحكم والحكومة في مواجهة مباشرة مع تداعيات استفزاز سياسي للمعارضة من جهة واستفزاز اجتماعي نقابي للحركة النقابية والموظفين في القطاع العام من جهة اخرى. وكان يمكن تجنُّب بعض هذه التداعيات لو لم يتبع مجلس الوزراء اسلوب التقاسم المفاجىء للتعيينات وإقرارها في الجلسة نفسها، ولكن يبدو ان القوى النافذة في الحكومة شاءت المضي في تصعيد مواجهتها مع المعارضة، وانصاع لهذه المشيئة الحكم ورئيس الحكومة طوعاً او قسراً. واشارت الى ان هذا المنحى بات يراكم في وجه الحكومة مزيداً من الأكلاف السياسية والاجتماعية ناهيك عن رفع سقف التحدي السياسي مما يفتح باب الاحتمالات السلبية على مصراعيْه.

وتعتقد المصادر نفسها ان ثمة داخل الحكومة قوى معروفة تدفع بقوّة لاتخاذ القرارات الاستفزازية بقصْد تعقيد اي مسعى لمدّ جسور المحاولات الاحتوائية وايجاد اطار مناسب للحوار مع المعارضة، لان نجاح اي محاولة كهذه يعني بداية البحث الجدي في تغيير الحكومة، وهو الامر الذي تضع حوله قوى «8 آذار» تحديداً خطاً احمر.

واذ لاحظت المصادر نفسها في هذه السياق غياب اي كلام لدى الفريق الحكومي وأطرافه عن الوضع الحكومي، وان قصر بعبدا رغم ما يقال عن مشاورات جانبية يواصلها رئيس الجمهورية، لا يشهد واقعياً ايّ محاولة جدّية الآن لفتح الملف الحكومي، رأت تبعاً لذلك ان الاسابيع المقبلة مرشّحة لان تشهد تفاعلات حادة على الصعيدين السياسي والاقتصادي - الاجتماعي نتيجة القرارات والخطوات الاستفزازية الحكومية ناهيك عن عودة تنامي المخاوف من ارتدادات الازمة السورية على لبنان. ذلك ان حركة الموفدين الاجانب الى لبنان ومن بينهم مسؤولة رفيعة في الامم المتحدة معنية بمسألة النازحين السوريين، عكست جانباً من القلق الدولي على لبنان من تضخم أعداد النازحين السوريين اليه. كما ان ايفاد الفاتيكان موفداً كاردينالياً للبحث خصوصاً في مسألة النازحين السوريين المسيحيين الى لبنان اكتسب اهمية كبيرة. وتبعاً لذلك، بدا واضحاً ان انصراف الحكومة الى تصفية الحسابات السياسية مع المعارضة في لحظة تراكُم الاستحقاقات الخطرة لن يجدي طويلاً في منع ملف التغيير الحكومي الذي تعتقد المصادر انه مسألة اسابيع لا اكثر، علماً ان اوساط متابعة عبّرت عن خشيتها من وجود قرار من «8 آذار» بملء اكبر عدد من الشواغر والتعيينات «المستدامة» التي تقصي عملياً المعارضة عن الادارة لسنوات على غرار ما حصل في هيئة ادارة قطاع النفط المكلفة ادارة ثروة وطنية والتي تستمر ولاية أعضائها ست سنوات ستغيب خلالها 14 آذار عن هذه الهيئة وذلك رغم ايحاء رئيس البرلمان نبيه بري ان الاسراع في بت هذا الملف استند الى المعطيات العلمية التي بلغته من شركة «سبكتروم» حول الحجم الكبير لمخزون النفط والغاز الموجود في البحر، قبالة جنوب لبنان.

وفي حين علّق الرئيس ميقاتي على تعيين اعضاء هيئة ادارة قطاع واصفاً الخطوة بانها «انجاز لبناني كبير»، ومعلناً «هيئة البترول قامت... حقا قامت»، اشار وزير الطاقة جبران باسيل الى «اننا نجحنا في اجتياز خطوة اساسية لنعطي اشارة الى ان لبنان صار جاهزاً للانطلاق» في مسيرة التنقيب عن النفط و«يبقى اطلاق المناقصات، وقد التزمت الحكومة ان يتم اطلاق المناقصات قبل آخر هذه السنة»، موضحاً ان التراخيص ستمنح لاتحاد من ثلاث شركات على الأقل وليس لشركة واحدة لضمان عدم وجود احتكار. وكان الشأن السياسي حضر في جلسة مجلس الوزراء اذ اعلن رئيس الجمهورية في بدايتها متابعة المشاورات التي يجريها مع المرجعيات اللبنانية للإبقاء على حال الهدوء، لافتاً إلى أن لا تغيير لغاية الآن في المواقف السياسية، معلناً أنه سيتابع هذه الاتصالات، لأن الحوار في لبنان لا يمكن أن يتوقف. وتطرق إلى زيارات المسؤولين العرب والأجانب، وكان أبرزها زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مشيراً إلى «أن هؤلاء لا يعرضون التدخل في الشأن اللبناني، ونحن لا نطلب منهم ذلك»، معتبراً «أن هذه الزيارات مفيدة للبنان ومشكورة لاهتمام هؤلاء المسؤولين بأوضاعه، غير أن لا أحد يحل المسائل الداخلية إلا اللبنانيون أنفسهم». 

 

 فريد مكاري لـ » السياسة«: عمل الحكومة اللبنانية لا يختلف عن أداء أي حكومة عميلة لدولة أخرى

ما عن جدوى الحوار طالما »حزب الله« لم يلتزم »إعلان بعبدا

نحتاج الى »ساندي« سياسي لاقتلاع ما زرعه السوريون والايرانيون و»حزب الله« في لبنان

القول إن اللواء وسام الحسن هو المسؤول عن الاغتيال الذي استهدفه قمة الوقاحة وانعدام الأخلاق... فسورية خططت وحزب الله نفذ العملية

ميقاتي يغطي أطرافاً "برقبتها دم" وحان الوقت لكي "يحس على دمه" ويستقيل

بيروت - صبحي الدبيسي:

رأى نائب رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري أن "المسؤولين عن اغتيال اللواء وسام الحسن هم السياسيون الذين يوفرون غطاء للاختراقين السوري والايراني للأجهزة الأمنية اللبنانية".

 وقال في حديث لـ"السياسة": "ان احداً لم يبع اللواء الحسن ولم يرفع عنه  الغطاء, بل ان هؤلاء السياسيين هم الذين باعوا أنفسهم للنظام المجرم في سورية", أما: "القول ان الحسن هو المسؤول الأول عن اغتياله فهذا قمة الوقاحة وانعدام الأخلاق".

 ولاحظ أن مسلسل الاغتيالات عاد بقوة الى الساحة لتخويف قوى "14 آذار" وشل حركتها وتقييد مواقفها السياسية, معتبراً "ان الوضع يحتاج الى اعصار سياسي ليقتلع كل البنية التحتية الأمنية والسياسية التي أقامها السوريون والايرانيون و"حزب الله" في لبنان".

 واعتبر مكاري أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يغطي أطرافاً "في رقبتها دم", وبالتالي حان الوقت لكي "يحس على دمه" ويستقيل. مشدداً على ان الحكومة تبيعنا تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لكنها لا تلاحق المتهمين بل تغطي استمرار الاغتيالات", لافتاً الى أن الحكومة الحالية تعمل على افراغ الدولة من دورها وتجييره لصالح "حزب الله" ومن ورائه ايران وسورية.

 وأكد أن المجتمع الدولي بات مدركاً لأهمية حصول تغيير حكومي وهو يدفع في هذا الاتجاه, مؤكداً ان الحل بتشكيل حكومة حيادية أو تكنوقراط ولا نحبذ تشكيلة وحدة وطنية.

وقال مكاري: لن أدعو الى اجتماع للجنة المصغرة لدرس قانون الانتخاب, معيداً السبب الى أن "بعض أعضاء لجنة قانون الانتخابات هدف للاغتيال ولا أتحمل مسؤولية تعريضهم للخطر". وقال: "من يدعي أننا نريد العودة الى قانون الـ60 نذكره أننا نعيش في ظل قانون السكين".

 أما بشأن الوضع السوري فاعتبر أن (الرئيس السوري) بشار الأسد "سقط وانتهى ووحده اجرامه في حق شعبه يجعله يستمر لفترة أطول", وهنا نص الحديث:

  بعد سلسلة من الاغتيالات طالت مجموعة شخصيات وزعماء مدنيين, وبعد محاولتي اغتيال فاشلتين ضد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائب بطرس حرب, امتدت يد الاجرام لتطال شخصية أمنية من المقام الرفيع, لماذا استهداف الأمن في لبنان?

  كان وقف الاغتيالات السياسية من أبرز مقررات اتفاق الدوحة. وهذا الاتفاق طبق في مرحلة من المراحل فحسب, وبعدها تم التنكر له من قبل فريق "8 آذار", ابتداءً من عهد حكومة سعد الحريري, مروراً بالقمصان السود, وصولاً الى الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية, ثم جاءت أحداث سورية لتعود معها موجة الاغتيالات ومحاولات الاغتيال فاستهدفت جعجع وحرب, ثم كان اغتيال اللواء وسام الحسن, وارتبط اغتيال الأخير بكشف مخطط "سماحة - مملوك" الاجرامي الذي كان القصد منه نقل الاضطرابات التي تشهدها الساحة السورية على لبنان, وتعميم ما يجري في الداخل السوري الى الدول المجاورة, ولبنان هو أضعف البلدان من ناحية الاختراق السوري. ولا شك في أن اكتشاف تلك المؤامرة كان له تأثير معنوي على النظام السوري, فكان لابد من أن يوجه هذا النظام رسالة قاسية جداً الى فرع المعلومات, وقد وصل الأمر ببعض السياسيين اللبنانيين قبل أيام الى تبرير اغتيال سورية اللواء الحسن بقولهم انه "قانون اللعبة" في مجال الأمن, مدعين أنه كان له دور كبير في تنظيم وارسال السلاح الى سورية, وهذا الكلام مؤسف ومعيب. لم يبع أحد اللواء الحسن, ولم يرفع عنه أحد الغطاء, بل المشكلة أن هؤلاء السياسيين هم الذين باعوا أنفسهم للنظام المجرم في سورية, ويتبرعون بتوفير الغطاء والتبريرات لجرائمه. وعلى كل حال, سعى النظام السوري في الوقت نفسه الى افهام بقية الأجهزة اللبنانية بأنها يجب ألا تتخذ أي خطوة ضده في حال أقدم على أي عمل اجرامي كمخطط "سماحة - مملوك", ومن الواضح فعلاً أن معظم الأجهزة الأمنية في لبنان, تغطي أي أمر يخص النظام السوري. وفي الحقيقة, نحن نحتاج الى اعصار سياسي, الى "ساندي" سياسي, يقتلع كل البنية التحتية الأمنية والسياسية التي أقامها السوريون والايرانيون و"حزب الله" في لبنان.

  الجهاز الأمني الذي اكتشف أكبر مؤامرة ضد لبنان, بحجم مؤامرة "سماحة -مملوك", كيف لا يقوى على حماية نفسه فيصبح رئيسه بعد شهرين على اكتشاف تلك المؤامرة هدفاً للاغتيال, فما تعليقك على ذلك?

  من المؤكد أن اللواء الحسن كان يتحسب لهذا الخطر, وكان دائماً يتحدث عن استهدافه, وخصوصاً بعد اكتشاف مؤامرة "سماحة - مملوك", حيث أدرك تماماً أن خطر تعرضه لسوء بات أكبر من أي وقت مضى, وآخر مرة التقيته تحدثنا بهذا الموضوع, وكان جوابه بأن كل يوم يعيشه هو يوم جديد من عمره. وأنا لدي قناعة بأن يد الاجرام يمكن أن تطال أي شخصٍ مهما اتخذ من اجراءات. عندما يكون هناك فريق يملك كل هذه الامكانات, فان القدرة على التنفيذ تكون عالية, مهما كانت اجراءات الحماية والتحوط. أما القول ان اللواء الحسن هو المسؤول الأول عن اغتياله, فهو قمة الوقاحة وانعدام الأخلاق لدى بعض السياسيين الذين يحاولون تسخيف الجريمة والتقليل من أهميتها. وبرأيي أن المسؤول الأول عن اغتيال الحسن هم السياسيون الذين يوفرون الغطاء السياسي للاختراقين السوري والايراني للأجهزة الأمنية اللبنانية, والذين يمنعون تنظيف هذه الأجهزة من رواسب عهد الوصاية.

  عندما هبت رياح التغيير في سورية, ظن اللبنانيون أن التدخل السوري في شؤونهم الداخلية انتهى, لكن فجأة تبين أن سورية أشرس من أي وقت مضى, وهي مصممة على تخريب الوضع في لبنان, فما سر هذا التطرف?

  ساد الظن في البداية بأن الثورة في سورية لن تحتاج سوى الى أشهر قليلة لكي تنتصر, كما انتصر غيرها من الثورات العربية في مصر وليبيا واليمن وتونس, ولكن الأمر طال بسبب عقلية النظام واستعداده للقتل والاجرام, واستمرار امساكه بغالبية القوى المسلحة في سورية, اضافة الى الوضع الدولي المختلف تماماً عما كان عليه في ليبيا ما حال دون التدخل العسكري الخارجي في سورية. وهذا النظام الشرس والدموي, همه نقل المشكلة الى خارج أراضيه وتوسيع دائرة الأحداث في المنطقة على حساب لبنان والأردن وتركيا, وشاءت الظروف أن تكون الدولة التي يتغلغل فيها النظام السوري أكثر من غيرها هي لبنان, اضافة الى وجود حليف قوي للنظام فيه هو "حزب الله".

  منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم يتخذ "حزب الله" موقعاً في هذه اللعبة الخطيرة, اما هو أداة لتنفيذ معظم الجرائم التي حصلت, أو أنه مشارك فيها, لماذا وضع الحزب نفسه في هذه الدائرة وما مصلحته بذلك?

  لو أردت أن أعطي جواباً سريعاً على هذا السؤال, أقول ان "حزب الله" أخطأ باتخاذ هذا المنحى, ولكن موضوع "حزب الله" باغتيال الرئيس الحريري شيء, وفي الاغتيالات الأخرى شيء آخر. وأنا مقتنع أن قرار اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم يتخذ بقرار من "حزب الله", انما اتخذ بقرار من ايران وسورية, أما أداة التنفيذ فكانت عبر مشاركة الحزب أو قسم منه, أما بقية الاغتيالات التي حصلت في الفترة الأخيرة فكانت تكملة لهذا المسلسل وهذا القرار. اليوم بعد كل الذي يجري في سورية, أصبحت سورية و"حزب الله" شريكين ستراتيجيين في هذا الموضوع لأن كليهما يتأثر بما ستؤول اليه الأحداث في سورية.

رد فعل "14 آذار"

  تسجل على فريق "14 آذار" خطوات ناقصة في التعاطي مع جريمة اغتيال اللواء الحسن, وما اتخذ من مواقف في أعقاب الجريمة, أو لجهة الدعوة للهجوم على السرايا الحكومية, فما ملاحظاتك في هذا الشأن?

  عندما يغتال شخص بحجم وسام الحسن مركزاً وأهمية, لا يحصل فوراً تنسيق للمواقف, ولا تكون اللغة السياسية موحدة في الساعات الأولى, بل تصدر ردود فعل وتعليقات عفوية. أما لناحية حجم المشاركة في مراسم الدفن, فهو كان جيداً جداً نسبة الى الوقت المتوافر, اذ تمت الأمور بسرعة وليس كما هي الحال عند التحضير لمهرجان سياسي, اذ يتم تجييش الجمهور قبل وقت كافٍ. أما بالنسبة الى الهجوم على السرايا, فسواء أكان خطأً أو صواباً, هو لم يكن مبرمجاً, ولا أحد وراءه, وليس هناك قرار سياسي بذلك, بل جل ما في الأمر أنه كان هناك جمهور غاضب مما يحدث في البلد, فجاء كلام الاعلامي نديم قطيش ليزيد من فورة الغليان لدى بعض الشباب الذين ذهبوا باتجاه السرايا, ولم يكن هناك قرار بذلك لا من "تيار المستقبل", ولا من حزبي "القوات" و"الكتائب" اللبنانيين, فالمسألة كانت عفوية, لكن البعض يحاول تضخيم هذا الموضوع, واعطاءه حجماً أكبر بكثير من حجمه, ويبالغ في اعطائه أهمية, وخصوصاً أن الفريق الآخر ارتكب مئات التجاوزات التي تفوق ما جرى أمام السرايا بكثير. حتى أنهم أثناء احتفالات "الرابع عشر من مارس", كانوا يقومون بالاعتداءات على جمهورنا الذي وصل الى الاعتداء بالقتل لعدد من الأشخاص, وكادت ستؤدي الى فتنة لو لم تتدارك قيادات "14 آذار" هذا الأمر.

  المفارقة أن السرايا الحكومية هي مركز السلطة الثالثة التي هي أرفع رمز سني, وتحت هذا العنوان جرى الدفاع عنها بعدما حاول "حزب الله" وفريق "الثامن من آذار" احتلالها أثناء اعتصامهم في ساحة رياض الصلح نهاية العام 2006?

  يجب الخروج من هذه التسميات والمصطلحات فلا شيء اسمه المركز السني الأول والمركز الشيعي الأول والمركز الماروني الأول أو غير ذلك. وأنا أعتبر أن عدم ذهابنا الى القصر الجمهوري في 2005 لاسقاط الرئيس لحود كان خطأً جسيماً. ان رئاسات الحكومة والجمهورية والمجلس النيابي لكل لبنان, وعلينا الخروج من هذه الدوامة اذا أردنا أن نبني بلداً سيداً ومستقلاً, وأنا أستغرب كيف أن الفريق الآخر يستعمل كل تجاوزاته وأحقاده, ونحن ممنوع علينا المطالبة باستقالة الحكومة. هذه المعادلة لا أفهمها. فلماذا يُعاب علينا ارتكاب أخطاء عفوية, بينما هم يرتكبون الأخطاء الجسيمة عن سابق تصور وتصميم, ويعتبرونها مبررة?

  أيضاً من الاتهامات الموجهة اليكم كـ"14 آذار" أنكم بعد اغتيال اللواء الحسن ذهبتم باتجاه اتهام الحكومة وتحميل رئيسها نجيب ميقاتي دم الحسن وابتعدتم عن اتهام النظام السوري و"حزب الله" بالجريمة خوفاً من ردود الفعل عليكم, فلماذا تصرفتم بهذه الطريقة?

  هذا غير صحيح على الاطلاق, فنحن منذ اللحظة التي عرفنا فيها أن الجريمة استهدفت اللواء الحسن, اتهمنا بشكلٍ مباشر النظام السوري و"حزب الله" بالتخطيط لها وتنفيذها. أما النائب وليد جنبلاط فقد اتهم سورية ولأسبابه الخاصة تجنب اتهام "حزب الله". نحن لم نقل أن الرئيس ميقاتي هو المسؤول عن اغتيال الحسن ولم نحمله دمه كما يدعي, نحن قلنا انه يغطي من قتل وسام الحسن, يعني أنه يغطي النظام السوري و"حزب الله". هو يغطي أطرافاً في رقبتها دم, وبالتالي حان الوقت لكي يحس على دمه ويستقيل. لا علاقة للرئيس ميقاتي باغتيال وسام الحسن, لكنه لا يستطيع أن ينكر أن حكومته تشكل غطاء للقتلة. فلو تأملنا في هذه الحكومة, لوجدنا أنها تضم حلفاء سورية بالدرجة الأولى أي "حزب الله" وفريقه, وهناك فريق رئيس الجمهورية ووليد جنبلاط. أما الرئيس ميقاتي فيدعي الانتماء الى الوسطية ويُحسِن أداء دور الوسطي ظاهرياً, لكنه في الواقع ليس وسطياً, بل هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام السوري شاء أم أبى, وهو على تنسيق دائم معه. لذلك, عليه أن يستقيل.

مسرحية تمويل المحكمة

رغم ذلك فقد مول ميقاتي المحكمة الدولية مرتين?

  لا نشك ولو لثانية في أن الرئيس ميقاتي مول المحكمة بالتنسيق مع "حزب الله", لأنه يعرف أنه لم يكن يستطيع الاستمرار في الحكم أمام المجتمع الدولي الا من خلال القيام بهذه الحركة المسرحية. على كل حال, الحكومة تبيعنا تمويل المحكمة الدولية لكنها لا تلاحق المتهمين بالجريمة, رغم أنهم ينتمون الى أحد مكونات هذه الحكومة, وتغطي بشكل أو بآخر استمرار الاغتيالات. وبالتالي, هذه الحكومة تحاول تبرئة نفسها في موضوع المحكمة ظاهرياً من خلال مسألة التمويل, لكن تغاضيها عن التعاون الحقيقي مع المحكمة يشكل ادانة لها, وتركيبتها أيضاً تشكل ادانة لها لأنها تضم حزباً يرفض تسليم المتهمين التابعين له.

  كيف تفسر هذه الغيرة من المجتمع الدولي على لبنان وتخويفه من الفراغ اذا استقالت الحكومة?

    المجتمع الدولي, وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية, يتصرفون انطلاقاً من أن ثمة مشكلة كبيرة في سورية, وهي الأهم, ولا يريدونها أن تنتقل الى دولة أخرى. وبالتالي, ما يريدونه في لبنان هو الاستقرار وتفادي أي فراغ في المؤسسات منعاً لانتقال النار السورية اليه. لكننا شرحنا لهم الوضع بوضوح, وقلنا لمن يتخوف من حصول فراغ, ان الحكومة الحالية هي حكومة افراغ: افراغ للدولة من دورها وتجييره لصالح "حزب الله", وافراغ للبلد من الناس الذين لم تعد لديهم ثقة به وبالدولة, وافراغ للاقتصاد من عناصر قوته, وافراغ للبلد من السياح والمستثمرين, وافراغ لجيوب الناس. نحن أكثر من أي كان حريصون على استمرار المؤسسات في عملها, لكننا نرفض استمرار وضع اليد على البلد تحت ستار المؤسسات, واستمرار حكم حزب الله ومن ورائه ايران وسورية, واستمرار عمليات القتل والاغتيال, تحت غطاء المؤسسات.

التغيير الحكومي على الابواب

وهل لمستم في الأيام الأخيرة بداية تغيير في الموقف الدولي, وخصوصاً بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند القصيرة لبيروت, ومن ثم للمملكة العربية السعودية?

  لا شك في أن هذه الزيارة كانت لها دلالاتها الرمزية المهمة, سواء لجهة اقتصار لقاءات هولاند في بيروت على الرئيس ميشال سليمان, أو لجهة مشاركة الرئيس سعد الحريري في لقاء جدة, أو لجهة كلام هولاند وتصريحاته. والرسائل التي انطوت عليها هذه الزيارة, والتي عكست رغبة في حصول تغيير حكومي, عبرت عنها كذلك مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى اليزابيت جونز خلال زيارتها لبيروت, وعاد وأكدها نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليم بيرنز خلال اتصاله بالنائب وليد جنبلاط. وكل هذه الحركة, وكذلك زيارة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو, أظهرت بوضوح أن المجتمع الدولي بات مدركاً أهمية حصول تغيير حكومي, وبات يدفع في هذا الاتجاه. لقد تكون شبه اجماع محلي وخارجي على ضرورة استقالة الحكومة, لكن الجدل يبقى على الاخراج وعلى شكل الحكومة الجديدة. وفي رأينا أن البديل من هذه الحكومة هو, كما رددنا مراراً وتكراراً, حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط, تنعش البلد قليلاً وتقوده الى بر الانتخابات الأمين. أما طرح حكومة الوحدة الوطنية فلا نحبذه على الاطلاق. فالتجارب التي شهدناها في السنوات الأخيرة أثبتت أن حكومة الوحدة الوطنية حكومة, "وِحشَة". نحن نريد حكومة حيادية توصلنا الى انتخابات نزيهة.

  أعلنتم مقاطعة الحوار ومقاطعة الحكومة والمجلس النيابي, فكيف ستستقيم الأمور في البلد في ظل هذه القطيعة?

  لا قطيعة للمجلس النيابي, بل لما له علاقة بالحكومة.ثمة مقاطعة للحوار ولا قطيعة مع رئيس الجمهورية. ومقاطعة الحوار أتت بعد سلسلة من التجارب. فقد شاركنا في الحوار الذي بدأ في المجلس النيابي في الأول من مارس 2006 وكان هذا الحوار في مجلس النواب يتقدم جزئياً لكنه كان على الورق, وعندما وصلنا الى التنفيذ لم ينفذ شيء من البنود التي اتفقنا عليها, لا بخصوص المحكمة الدولية ولا بخصوص السلاح, ثم عدنا الى الحوار في قصر بعبدا برئاسة الرئيس سليمان, حتى الآن لم ينتج هذا الحوار شيئاً والأدهى من ذلك, أننا توصلنا الى اقرار اعلان بعبدا وبعد أسبوعين أطلق "حزب الله" طائرة "أيوب" في الأجواء الاسرائيلية, ما شكل خرقاً لاعلان بعبدا, فلماذا الذهاب الى الحوار? فليحاور رئيس الجمهورية كل فريق لوحده, واذا توصل الى نتيجة يدعو الى اجتماع موسع, ونحن جاهزون للمشاركة فيه وليس لدينا أي نية لمقاطعة رئيس الجمهورية. نعم نحن نقاطع الحكومة, هناك أكثر من 50 دليلاً على عدم قيامها بواجبها, وهذه المقاطعة بحثت من اليوم الأول لتشكيل هذه الحكومة على قاعدة أن تكون معارضتنا لها بناءة حتى بمشاركة فريق النائب جنبلاط فيها, فهذا الأمر يتم في كل الدول الديمقراطية, لكن الحكومة فيما يتعلق بواجباتها وكرامة لبنان, وكرامة المواطنين اللبنانيين واحترامها لحدودها واحترامها للسيادة اللبنانية, لا يختلف عملها عن عمل أي حكومة تكون عميلة لدولة أخرى, لذلك اتخذنا قرار مقاطعتها.

  يعني هل أنت على استعداد لدعوة اللجنة المصغرة لدراسة قانون الانتخاب في وقت قريب?

  لن أدعو الى هذا الاجتماع في مجلس النواب ولن أذهب الى المجلس في هذه الظروف. المجرمون حددوا بعض أعضاء لجنة قانون الانتخاب أهدافاً للاغتيال, وبالتالي أنا لا أتحمل مسؤولية تعريضهم للخطر بدعوتهم الى اجتماع للجنة. على كل حال, هذه الطاولة في منزلي تتسع لأكثر من عشرة نواب وتلك تتسع لأكثر, ومتى يريدون الحضور الى منزلي فأهلاً وسهلاً بالجميع. أما أن أدعو الى أي اجتماع بمواعيد معلنة وأعرض نفسي وزملائي للخطر فلن أفعلها. اذا أرادوا الاجتماع هنا في منزلي فأهلاً وسهلاً, وعندما يعلن رئيس المجلس أن لا مانع من عقد اجتماع اللجنة المصغرة في منزل نائب الرئيس أوجه دعوات سرية الى النواب حفاظاً على سلامتهم, وليس لدي "فيتو" على أي واحد منهم.

  في موضوع الأمانة العامة لـ"14 آذار" البعض يقول ان النظام السوري اغتال اللواء الحسن وقيادات "14 آذار" اغتالت أمانتها العامة, وأنت ماذا تقول?

  لا شك في أن مبادئ "14 آذار" سامية وغالبية الشعب اللبناني آمنت بها, كما أن جمهور "14 آذار" في ازدياد مستمر, انما لا يمكن التنكر لواقعين, الأول سوء ادارة من قيادات "14 آذار" لجمهورها والثاني هو أن بعض القيادات يغلبون مصالحهم الخاصة على مصلحة "14 آذار" عموماً.

  لماذا هذا التباين بينكم وبين الرئيس أمين الجميل الذي أعلن تأييده للحوار, كما أنه على تواصل مع الرئيس ميقاتي وقبل اجتماع بيت الوسط (بيت رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في وسط بيروت) تناول العشاء معه?

  الرئيس الجميل لديه وجهة نظر لناحية عدم مقاطعة الحوار باعتباره كان رئيساً للجمهورية, فهو يعتبر مقاطعة الحوار مقاطعة لرئيس الجمهورية. نحن نقول ان مقاطعة الحوار ليست مقاطعة لرئيس الجمهورية, بل مقاطعة الجلوس مع فريق لا يريد أن يأخذ مطالبنا في الاعتبار, أما أن يتناول العشاء مع الرئيس ميقاتي أو غيره, فمن الجيد ألا يؤثر الخلاف السياسي على العلاقات الشخصية, وألا يفسد الاختلاف في الرأي للود قضية.

  ما هو رأيك في اتصال المصالحة والمصارحة الذي أجراه الرئيس سعد الحريري مع النائب وليد جنبلاط بعد التباين الذي حصل بينهما أثناء برنامج "كلام الناس" مع الزميل مارسيل غانم? وتبثه قناة الـ"بي. سي".

  الأستاذ وليد جنبلاط لديه وجهة نظر وقناعة خاصة قد أكون معجباً بها أو لا أكون, وهذا الموضوع يخصه لوحده, ولكن أنا من الأشخاص الذين انتقدوا موقف وليد بك على التلفزيون عندما حاول أن يبرر موقفه بالقاء اللوم على شخص لا علاقة له بالموضوع, محملاً الرئيس الحريري أموراً لا علاقة له بها ولا سيما في ما يتعلق بموضوع استشهاد اللواء الحسن ومقولة انه موجه ضد الطائفة السنية, وأنا أعرف أن هذا ليس موقف سعد الحريري. وليد بك حاول أن يحمل سعد الحريري هذا الأمر, في حين الذي ارتكب هذا الخطأ هو الرئيس ميقاتي, وجنبلاط كرر ذلك مرات عدة على الهواء, وهذا ما استفز الرئيس الحريري ليرد على جنبلاط بهذه الطريقة. أما في موضوع الاتصال التوضيحي, فأنا كنت متأكداً بحصول هذا الاتصال, لأنني أعرف ما يربط الشخصين من علاقة ومحبة, وما بينهما من مصالح سياسية مشتركة, اضافة الى العلاقة الشخصية, خصوصاً أن سعد الحريري يعتبر أن هنالك فضلاً كبيراً لوليد بك على بيت الحريري سيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري, وبرأيي اضطر سعد الحريري للرد لأن البك ذهب بعيداً بتحميله المسؤولية.

  البعض كان يرى أن على سعد الحريري أن يحضر جنازة وسام الحسن, فما هي الأسباب التي جعلته ألا يشارك في وداعه?

  وأنا من القائلين بذلك. حتى في لحظة القاء كلمة الرئيس فؤاد السنيورة تمنيت لو كان الرئيس الحريري موجوداً وألقى كلمة التأبين بنفسه, أما أسباب عدم حضوره فهي بالتأكيد أمنية, وهذا موضوع لا أسمح لنفسي بالسؤال عنه, ولا أستطيع تحمل مسؤولية مطالبة سعد الحريري بالعودة الى بيروت.

  هل تعتقد أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها?

  أعتقد ذلك. وكل الكلام الذي يصدر عن الفريق الآخر واتهامنا بالمقاطعة للابقاء على قانون الـ60, اتهام لا قيمة له. من يدعي أننا نريد العودة الى قانون الستين, نذكره بأننا نعيش في ظل قانون "السكين", أي سكين الاغتيالات الموضوع على رقابنا. نحن أكثر من يريد قانون الانتخاب واجراء الانتخابات في موعدها, ولكن لا أستطيع تحمل مسؤولية الدعوة الى اجتماع للجنة قانون الانتخاب في حين أن بعض أعضاء اللجنة مرشح ولكن,للاغتيال.

هنالك طرف واحد في لبنان يريد الابقاء على هذا القانون هو النائب وليد جنبلاط, أما فريق "14 آذار"بما فيه تيار "المستقبل" و"القوات" و"الكتائب" والمستقلون, فيتطلعون الى قانون انتخابات عصري, والى اعتماد دوائر انتخابية أكثر, بينما الفريق الآخر يطالب بـ"النسبية", وما عليه سوى اقناع جنبلاط بما أنه حليفه في السياسة. أما بالنسبة الى مسألة ضيق الوقت, فلا مشكلة كبيرة في ذلك اذا اضطررنا, اذ يمكن أن يتم الاتفاق قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات.

  هل تعتبر اغتيال الحسن مقدمة لعودة الاغتيالات لا سيما أن هناك أكثر من رسالة تهديد لشخصيات سياسية معينة?

  بالتأكيد, مسلسل الاغتيالات عاد بقوة الى الساحة بعد اغتيال اللواء الحسن. وها نحن نعيش في زمن رسائل التهديد, بواسطة الرسائل الهاتفية, أو بواسطة الاعلام, أو بكل الطرق الأخرى, وآخرها التهديد الذي تلقاه النائب هادي حبيش, والهدف من كل ذلك تخويفنا وشل حركتنا وتقييد مواقفنا السياسية.

  هل تعتقد بوجود مصالح مخابراتية مشتركة بين اسرائيل وسورية أدت الى اغتيال الحسن, خصوصاً وأنه تمكن من اكتشاف العديد من شبكات الاتصال ومحاولات تفجير الوضع الداخلي من كلا الطرفين?

  لست خبيراً في هذا الشأن, ولكن مخابرات الدول أحياناً تتعاون مع بعضها وتتبادل المعلومات حين ولو كانت تعادي بعضها فيتم التعاون عن طريق دول أخرى هذا اذا كانت في حالة عداوة حقيقية, ولكن تاريخياً نحن نعرف ماذا يربط النظام السوري بالكيان الاسرائيلي.

  هل تتوقع سقوطاً قريباً للرئيس الأسد?

  أنا أعتبر أنه سقط وانتهى. وحده اجرامه بحق شعبه وتجاه بلده, يجعله يستمر لفترة أطول. وأنا متأكد من أن الأسد سينتهي قريباً, ولكن من يأتي الى الحكم بعده سيبقى 50 سنة منشغلاً بترميم الوضع الداخلي والاقتصاد السوري واعادة بناء المدن والقرى التي تهدمت ولم شمل الشعب السوري, فيما اسرائيل ستعيش 50 سنة من عمرها بعيداً عن هم المواجهة والاستعداد للحرب.

 

ضاهر لـ"السياسة": "حزب الله" يقتل القتيل ويمشي في جنازته

 بيروت - "السياسة": وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر التهديدات التي تلقاها بعض نواب "14 آذار" ومن بينهم النائب هادي حبيش بـ"لعبة الموت التي يتقنها نظاما بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد وأدواتهما في لبنان", اي "حزب الله" و"أعوانه".  وقال ضاهر لـ"السياسة": "مسكين الرئيس الأسد, كيف يبدو كالحمل الوديع في مواجهة انتفاضة شعبه, فهو لا يؤذي نملة ولم يقتل أحداً, ولم يأمر طيرانه بقتل الناس ودك المدن والقرى السورية بمئات الأطنان من القذائف المدمرة التي تهدم الأبنية والبيوت على رؤوس أصحابها. وكذلك أحمدي نجاد الذي يميت شعبه من الجوع, ويبعث جنوده وأمواله وسلاحه للقتال إلى جانب "نيرون" سورية ليحمي نظاماً قاتلاً ومجرماً لم يعرف التاريخ مثيلاً له. أما "حزب الله" فهو المخطط والمنفذ الذي يقتل القتيل ويمشي بجنازته, لأنه "أشرف الناس" والحاضر الدائم في كل جرائم الاغتيال, منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة والرئيس رفيق الحريري ورفاقه, إلى محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب بطرس حرب, وصولاً إلى اغتيال اللواء وسام الحسن". وسأل ضاهر: "ماذا كان يفعل سليم عياش المتهم باغتيال الشهيد رفيق الحريري في ساحة ساسين في لحظة اغتيال اللواء الحسن ليظهر في كاميرات التصوير? وأين هو المتهم باغتيال النائب بطرس حرب, ولماذا لم يسمح "حزب الله" تسليمه للقضاء للاستماع إلى إفادته". ووصف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون بـ"يوضاص" الذي تآمر على السيد المسيح, فـ"هو يتولى تبرئة حلفائه واتهام الشهداء بقتل أنفسهم أو بالانتحار, كما اتهم أخيراً اللواء الحسن باغتيال نفسه".وقال إن "هذا هو أسلوب النظامين السوري والإيراني و"حزب الله" الذي يعتمد على التهديد وترهيب الخصم وشل حركته وتخويفه, ثم قتله إذا اقتضى الأمر". واضاف "هذا التحالف الظلامي الإرهابي المتمثل بـ"حزب الله" وميشال عون وأعوانهما وعلى رأسهم النظامان السوري والإيراني يعبث بالأمن العربي كله, ويحاول إرهاب الأمة خدمة لإسرائيل عدوة الإسلام والدين". واعتبر أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي متورط في دعم نظام الأسد "سياسياً ومالياً", وبالتالي "من الأجدى أن يتحول اسم نجيب ميقاتي إلى نجيب الأسد".

 

طلب السجن المؤبد لـ13 بينهم تسعة من آل المقداد

 بيروت- وكالات: كشف القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري عماد الزين, بشأن حوادث الخطف التي شهدتها منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت من قِبَل ما سمي "بالمجلس العسكري لعائلة آل المقداد", عن خطف ما يناهز الخمسة والعشرين من السوريين والأتراك الموجودين في لبنان, رداً على خطف الشاب حسان المقداد في سورية, قبل أن يتم تحرير المخطوفين لاحقاً إثر مداهمات قام بها الجيش في المنطقة والذي تعرض حينها لتهديدات من قِبَل الخاطفين. واتهم الزين في القرار الاتهامي 13 موقوفاً بينهم تسعة من آل المقداد بإنشاء تنظيم مسلح بهدف القيام بأعمال إرهابية وخطف سوريين وأتراك وتعريض السلم الأهلي والاجتماعي والسياسي للخطر وتعكير العلاقات مع دول أجنبية وعربية, فضلاً عن قيامهم بتهديد عسكريين وحيازة أسلحة ومتفجرات غير مرخصة.

وفيما لم يتوصل التحقيق الى معرفة هوية 7 آخرين من آل المقداد شاركوا في عمليات الخطف, طلب الزين إحالة الموقوفين أمام المحكمة العسكرية الدائمة لمحاكمتهم وفقاً لمواد تصل عقوبتها القصوى الى الأشغال الشاقة المؤبدة, وتسطير مذكرات تحر دائم لمعرفة كامل هوية الآخرين. وكانت النيابة العامة العسكرية قد أحالت جرم الخطف الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بحسب الصلاحية, وصدرت حينها مذكرات توقيف وجاهية بحق 11 شخصاً من الملاحقين أمام القضاء العسكري بينهم 8 من آل المقداد, فيما شمل الادعاء 34 آخرين مجهولي الهوية.

 

تنافس لاخلافات بين الكتائب والقوات/ماروني لـ"السياسة": عودتنا لأمانة "14 آذار" رهن بتنفيذ الاصلاحات

بيروت - "السياسة": رغم عودة الأمانة العامة لقوى "14 آذار" إلى عقد اجتماعاتها بحضور ممثلي تيارات وأحزاب المعارضة, بعد طي صفحة الخلافات التي ظهرت بين أعضائها, إلا أنه لوحظ استمرار غياب ممثل "حزب الكتائب" عن هذه الاجتماعات, مع أن منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد سبق وأرسل دعوة لـ"حزب الكتائب" لحضور الاجتماع الأخير الذي عقد اول من امس, لكن لم تتم تلبية الدعوة, ما يثير الكثير من التساؤلات عن جدية المساعي التي بذلت لتقريب المسافات بين سعيد و"الكتائب", ومدى قدرتها على تقليص الهوة بين الطرفين.

وأشارت معلومات في هذا السياق إلى أنه يتوقع أن يقوم سعيد بزيارة إلى رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل للبحث معه في إزالة كل الخلافات التي لا تزال موجودة وفتح صفحة جديدة في التعاون لما فيه مصلحة "14 آذار". وفي هذا السياق, أبدى عضو كتلة "الكتائب" النيابية النائب إيلي ماروني أمله في معالجة كل الأمور التي أدت إلى هذه "الغمامة الصيفية", مؤكداً لـ"السياسة" "ضرورة تصحيح هذا الخلل لأننا أبناء القضية الواحدة والهدف الواحد, وبما يرضي الجميع". ولفت إلى أن "مشاركة حزب الكتائب أو غيابه عن اجتماعات الأمانة لـ14 آذار مرتبطان بالإصلاحات التي تحدثنا عنها مطولاً, كما تحدثت عنها الأمانة العامة أيضاً, وبالتالي لم يكن استمرار مقاطعة الكتائب لاجتماعات الأمانة العامة لسبب شخصي أو انتقاداً لشخص, وإنما لغياب التنظيم الذي يؤدي إلى حسن الأداء على مستوى تركيبة الهيكلية لقوى 14 آذار". ولفت إلى أنه سبق أن عُقدت جلسات مطولة بشأن إنشاء هيكلية جديدة لـ"14 آذار" تمثل كل التيارات والأحزاب المشاركة في هذه القوى, "لكن كانت الأمور تعود دائماً إلى نقطة الصفر, ربما لأنه ليست هناك نية لدى البعض لإجراء هذه الإصلاحات, ولذلك كان موقف "الكتائب" بالابتعاد عن المشاركة في اجتماعات الأمانة العامة, ونأمل أن تؤخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار وأن تعود الأمور إلى مجاريها, وأن تحصل هذه الإصلاحات لتعود "الكتائب" إلى هذه الاجتماعات". ونفى ماروني وجود خلافات بين "الكتائب" و"القوات اللبنانية", مشدداً على أن التواصل مستمر بين الطرفين, "وإذا كان التنافس حقاً مشروعاً بين الحزبين, فإننا في القضايا الوطنية الأساسية نلتقي دائماً حول ضرورة وأهمية التحالف في ما بيننا". واعتبر أن الحكومة تعمل وفق مقولة "يا رايح كتر القبائح", لشعورها بأن أيامها باتت معدودة, ولذلك لجأت إلى القرارات والتعيينات والمحاصصة والاستيلاء على المؤسسات, ولا يخفى على أحد أن هذه الحكومة أفسدت السياسة والأمن والسياحة والاقتصاد.

 

الويل لحكومة لا تقرّ إلاّ.. مصالحها

كارلا خطار/المستقبل

هنيئاً لوزير الطاقة جبران باسيل تعيينات أعضاء هيئة إدارة البترول، وهنيئاً للحكومة تجاهلها هموم المواطنين الاقتصادية والاجتماعية وفضيحتها "البترولية" في عزّ الأزمة الشعبية. تخطّت الحكومة الأزمات، حتى ما عاد أمامها سوى أزمة جبران باسيل الذي يريد قبل أن تنتهي ولايته، ولا شكّ بأنه يشعر بقرب انتهائها الى الأبد يوماً بعد يوم، أن يعيّن أعضاء تلك الهيئة في خطوة ملحّة تتأرجح بين "الحياة والموت". فالحكومة تناست أهم التعيينات في أهم صرح تربوي في لبنان وهو الجامعة اللبنانية، وصبّت اهتمامها على تعيينات باسيل.

وماذا تعني الإضرابات للمطالبة بسلسلة الرتب والرواتب بالنسبة إلى الحكومة؟ إنها تخفف من زحمة السير، تريح الطلاب من عبء الدروس، تخفّف من عدد الضحايا في حال وقوع انفجار عند موعد خروج الطلاب من المدارس.. أما بالنسبة الى اللبنانيين، فالإضرابات تعني أن الحكومة، بعدما أدارت "أذنها الطرشاء" لمطالب الشعب، اعتمدت سياسة "التطنيش" مع كل الشعب. فقد تحوّل همّ الحكومة الى كيفية إرضاء وزرائها حيث إن وزير الطاقة أشرك الحكومة في لعبة المحاصصة ليستفيد منها الجميع، بعدما كان محرّكها الأساسي رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أن وزير المال محمد الصفدي المعترض على أحد أعضاء الهيئة الذي يريده ميقاتي، أرضته الحكومة بعدم البحث مجدداً في كيفية إيجاد تمويل لسلسلة الرتب والرواتب.. فكان لكل وزير ما أراد.

التعيينات هي كل ما يمكن لهذه الحكومة أن تنجزه.. وماذا ستناقش في غياب أي خطة اقتصادية أو اجتماعية أو عمّالية إنسانية؟ فكّر رئيس الحكومة أن التعيينات هي الملجأ الوحيد حتى تخرج الحكومة بأي قرار، مهما كان، لتلميع صورتها. التعيينات، بنظر نجيب ميقاتي، تغطي الفراغ وتضفي الاستقرار، فيما برهن للشعب اللبناني عدم اكتراثه بما يريده الشعب.. والشعب يتساءل عن مصدر السلام والرضا الذي حلّ فجأة على أسماء أعضاء تلك الهيئة، بعدما كان الخلاف قائماً على تقاسم الأسماء وبالتالي المغانم البترولية.

الرئيس ميقاتي "بطل" التعيينات، ضربت حكومته عرض الحائط بفضائحها وبغطاء من ميقاتي نفسه، فالحكومة، وبعلم الجميع، وُجدت لتحكم بالعدل لا لتتحكم بمصير الشعب، غير أن ميقاتي بدّل كل تلك المفاهيم حين أطاح الحوار بين الشعب وتلك الحكومة الفارغة جلساتها من أي مضمون مفيد. وماذا يعني ميقاتي بأن "المناقشة تؤمن الإيرادات"؟ فهل يريد أن يقنع الشعب بأن يتبرّع بـ"فلس الأرملة" لخزينة الدولة، فيما ينام الوزير المعني قرير العين متناسياً هموم الحُكم؟

الشعب اللبناني "يشكر" للحكومة اهتمامها به، و"ينحني" أمام عظمة إنجازاتها، ويقدّر الجهد الذي يبذله الوزراء لإقناع بعضهم بأسماء.. فمن قال إن الحكومة لم تجد حلاً لتمويل سلسلة الرتب والرواتب؟ فبعد تعيينات ميقاتي - باسيل، ستبدأ الهيئة بدراسة الخطط للتنقيب عن النفط في البحر (وليس بالبر وهذه مشكلة أخرى) وسيدرّ التنقيب بالمال الوفير على خزينة الدولة وعندها ستحلّ مشكلة سلسلة الرتب والرواتب.. لكن مهلاً.. كل هذه العملية بحاجة الى قرارات مجلس وزراء ومراسيم وما الى هنالك من متابعات رسمية.. فماذا سيكون موقف الحكومة إذا واجهت مهمّة "أصعب" من التعيينات؟ أن تأتي استقالة الحكومة الميقاتية متأخرة خير من أن لا تأتي أبداً، والكل بانتظارها!

"الكل متّفق على المحاصصة قبل أن ترحل الحكومة" يقول عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف، ويشرح: "الحكومة ترى أن رحيلها بات قريباً جداً، لذا تمرر التعيينات بمحسوبياتها ليختاروا أتباعهم". ويلفت الى أن "بعض الوزراء اعترضوا على طريقة التعيين التي لم تكن مرفقة بسير ذاتية ولا بالأسماء المطروحة ولم يعرف أحد كيف تمّت طريقة المقابلات والتقويمات للوصول الى هذه الأسماء".

ويصف يوسف ما حصل في مجلس الوزراء بـ"المعيب"، ويضيف: "ما تحدث عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الترويكا وكيف خربت البلد، يعود اليوم ليحطّ على طاولة مجلس الوزراء وهذا مخجل". وتعليقاً على اعتراض الصفدي على أحد الأسماء الذي وافق عليه ميقاتي يوضح يوسف: "الظاهر أن عند الصفدي اسماً ثانياً!". ويتابع: "هذا الأمر الوحيد الذي اعترض عليه الصفدي واعتراضه ليس في مكانه لأنه يعترض على اسم وليس على آلية". ويختم يوسف: "معيب ما يجري في حكومة ساقطة أمنياً وشعبياً".

من جهته، يرى رئيس "اللقاء المستقل" وعضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار المحلل الصحافي نوفل ضوّ أن "وضع الحكومة يشبه الميت سريرياً، أما وضع الوزراء والجهات السياسية التي تشارك في هذه الحكومة فيشبه وضع الورثة الذين يلهثون ليؤمنوا على إرثهم قبل الموت، أو كمن يريد ممن فقد وعيه أن يوقّع على الوصية".

ويوضح ضوّ: "الحكومة بكاملها تريد الاستفادة من الوضع الحكومي، وأصلاً الوزراء لم يأتوا إلا من أجل تأمين المحاصصة التي نشهد عليها اليوم". ويصف "الصورة الحقيقية للواقع الحكومي" قائلاً: "الوقت مناسب للمحاصصة لأن الحكومة تعيش آخر أيامها، وما اختلفوا عليه حين اعتقدوا بأنهم سيحكمون البلد اتفّقوا عليه اليوم وارتضوا بأن المصيبة جمعتهم، و"هيك هيك رايحين" فالأفضل أن نتقاسم أكبر قدر ممكن من الحصص". ويشدد ضوّ على أن ما حصل "هو عملية محاصصة بين 3 أو 4 فرقاء"، ويسأل: "هل صدّقتم أن هناك ما يسمّى "تيار وطني حرّ"؟". ويجيب: "طبعاً لا فهناك جبران باسيل يقرر وحده ربما من دون أن يطلع رفاقه في التيار، وكل الفرقاء الآخرين معروف من يتّخذ القرار عنهم."

 

اليائس..

علي نون/المستقبل

النتيجة الخارجية الأولى للانتخابات الأميركية، خرجت من سوريا وليس من غيرها. وفي السياسة كما في الميدان. ومن السلطة كما من المعارضة.. وعلى لسان بشّار الأسد شخصياً، وليس أقلّ منه.

لا يُفسَّر حديثه إلى المحطة التلفزيونية الروسية التي وعدت ببثه كاملاً اليوم، إلاّ باعتباره في الشكل، ردّاً مسبقاً على التزخيم المرتقب للأداء الأميركي والدولي والاقليمي والمحلي في ما يتّصل بالوضع السوري. لكنّه في المضمون يدلّ إلى انفعال خطابي أكثر من كونه "قراءة" سياسية لرجل دولة مسؤول. وذلك الانفعال وليد ارتباك لا حدود معلومة له. وكأنّ الأسد يدلّ بنفسه، أخصامه وأعداءه وضحاياه، إلى حقيقة وضعه السياسي والنفسي والميداني. ولا حاجة بعد ذلك إلى التبصير والتنظير ولا الاستماع إلى ما ينقله "زوّار دمشق" لمعرفة حقائق الوضع وأوهامه.

أسلافه ونظراؤه في ليبيا وتونس واليمن ذهبوا في مواجهتهم الهدير الذي أزاحهم، إلى حدّ التحذير من أنّ البدائل الجاهزة من أنظمتهم ليست سوى التنظيمات التكفيرية والإرهابية.. وأنّ الاستقرار المديد الذي حفظوه بوجودهم سيتبخّر في غيابهم. وأنّ المنطقة في الإجمال ستعاني الأمرّين نتيجة انطفاء الأنوار التي كانت تشعّها آلاتهم الحاكمة في كل زاوية.. إلخ. غير أنّ أحداً منهم لم يصل جموحه إلى أبعد من الجغرافيا الكيانية لبلده وللمحيط المباشر، في بعض الحالات. وحده الأسد، قال من البداية، إنّ المسّ بنظامه سيُشعل المنطقة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط إلى بحر قزوين.

.. وقف عند ذلك الحد نظرياً، فيما كان يحطّم سوريا عملياً، ويحاول تصدير الخراب إلى الجوار المباشر من تركيا إلى الأردن إلى لبنان.. لكن باستثناء الممحاة التي استخدمها وزير خارجيته وليد المعلم وشطب بها أوروبا كلها عن الخارطة، فإنّ لبّ الخطاب السلطوي السوري ظلّ "متواضعاً" في جغرافية الخراب الموعود. وكان ذلك بالتأكيد، انعكاساً لميزان قوى كان يميل باتجاه الآلة العسكرية والأمنية والتشبيحية السلطوية أكثر من ميلانه نحو المعارضة بكل أصنافها.. وذلك شجّع في خلاصته نوازع الوهم بالقدرة على الحسم.. والقدرة على التهديد.

وبمعنى آخر، فإنّ مقوّمات الأوهام الأسدية كانت تستند إلى وقائع ميدانية ملموسة. غير أنّ تكبير حجر التهديدات بالطريقة التي يقولها الأسد راهناً، لا يعني سوى وصول اليأس إلى المستوى الانتحاري: ميدانياً وسياسياً. .. مَنْ لا يستطيع أن يمنع المعارضة من قصف قصره الرئاسي في قلب العاصمة ومن مسافات قريبة.. وقريبة جداً، لا يستطيع تهديد الكرة الأرضية "من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي.. وباقي أنحاء العالم".. ودفعة واحدة وليس بالتقسيط المريح! قبل سقوطه بأيام. ولمَنْ يتذكّر، هدّد معمّر القذافي المعارضة الزاحفة باتجاهه، بأنّه سيسحقها ويدمّرها ويفتّش عنها "دار دار.. بيت بيت.. زنقة زنقة".. بشّار الأسد ذهب في "تواضعه" إلى أبعد من ذلك. فهو يهدّد العالم بأسره "دولة دولة، وقارة قارة، ومحيط محيط"! ولا تعليق أكثر من ذلك.

 

جنرال الاغتيالات السياسية والانتحارية

المستقبل/وأخيراً اكتشفها الجنرال: وسام الحسن اغتال نفسه. أمام هذه النتيجة التي توصل إليها عون بسرعة تفوق سرعة الضوء، لم يعد ثمة حاجة الى تحقيق لبناني ولا مساعدة دولية لمعرفة من قتل اللواء وسام الحسن، ولم يكن في الأصل داعٍ لتعيّن الحكومة محققاً عدلياً، طالما أن القرار الاتهامي صدر من الرابية بصفة المعجل، وأذاعه جنرالها المتوتر دائماً الذي ضاق صدره بسؤال صحافية لمجرد أن طلبت منه تفسيراً لهذا الاتهام الذي يعدّ حالة شاذة في تاريخ القضاء الجنائي، تماماً كما أن عون حالة شاذّة في الحياة السياسية اللبنانية. محقّ الجنرال بذلك لأنه كان يقارن بين براعته في تلفيق محاولة اغتياله المزعومة في صيدا، وبين اغتيال اللواء وسام الحسن.. أغلب الظن أنه أراد القول "لقد دبّرت محاولة اغتيالي بإخراج ناحج فاستفدت من الرصاصة الطائشة التي أصابت سيارة الموكب في طرابلس قبل شهرين، واستثمرتها في زيارتي الى الجنوب لأثبت أني بطل ناجح، من محاولة اغتيال كبيرة وخطيرة، أما وسام الحسن فهو فاشل لأنه عجز في إخراج محاولة مماثلة فسقط فيها".

غير أن اللافت أن عون الذي عظّم الرصاصة الطائشة، اتخذ منها وسيلة لتعويم نفسه ورفع شعبيته التي انحدرت الى الحضيض، وأراد استدرار عطف الناخبين عندما سأل "لماذا يريدون اغتيالي وأنا الذي ليس على يدي نقطة دم؟"، في حين أنه يرى أن اغتيال الحسن بـ70 كيلوغراماً من المتفجرات قضية أعطيت أكبر من حجمها، ولا تستأهل كل هذه الحملة، ولا تستحق مقاطعة المعارضة للجلسات النيابية.

هذه المقاربات الغريبة العجيبة تعيدنا الى التأمل في شخصية الجنرال المضطربة والمتقلبة، ولا داعي للتذكير بحديثه الى التلفزيون الفرنسي إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حين جزم بأن سوريا هي التي اغتالته، وما زالت ماضية في العمل على اغتيال كل القيادات السيادية في لبنان. لكن بعد عودته الى لبنان تغيّر عون وعاد الى تخيلاته القديمة ليكتشف أن الأصولية السنية هي التي اغتالت الرئيس الحريري، طبعاً هو قال ذلك بعد أن التحق بالمدرسة البعثية وقرأ كتابها وحفظه عن ظهر قلب، هذه المدرسة جعلت عون ينسى المناضلين الكبار، وقلّصت ذاكرته القصيرة جداً جداً.. الى حدّ أنه سأل "مين سمير قصير؟". عندما أبلغوه باغتيال قصير في الأشرفية. من الواضح أن الجنرال يحاول التغطية على القتلة وهو الذي يرى الشبهات تحوم حول حلفائه، فالحقيقة إذا ما كشفت ستقضي على رواسب رصيده في الشارع المسيحي، الذي سيحاسبه على تحالفه مع محور القتل، من لبنان الى سوريا فإيران، لكن أن يسخّف الشهادة بهذا الشكل، فهو أمر بالغ الخطورة وينال من كرامة الشهداء وعائلاتهم وينال من لبنان الذي قضى من أجل كرامته وحريته وسيادته هؤلاء الشهداء الكبار. لكن إذا كانت الأمور ليست بهذه البساطة التي يتحدث عنها فإن كلامه كافٍ ليدين عون نفسه بنفسه، فهو أولاً مسؤول بالمعنى السياسي لأنه جزء أساسي جداً من حكومة كشفت البلد أمنياً أمام القتلة وكبّلت الأجهزة الأمنية وحجبت عنها "داتا" الاتصالات من أجل أن يسرح المجرمون ويمرحوا، وثانياً هو مسؤول قانونياً لأنه لم يكفّ يوماً عن التحريض على الشهيد وسام الحسن ويهدده بـ"التفحيم" لمجرد أن أوقف ساعده الأيمن العميل الإسرائيلي فايز كرم، وثالثاً للتنكر للمسؤولية السياسية عن هذه الجريمة وتحويلها الى حادث عابر يقع في أي مكان وفي أي بلد آخر. وفي هذا الإطار، رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، أن العماد عون "لم يعد لديه حرج في ما يقوله مقابل ارتباطه بـ"حزب الله" وطالما أنه يؤمن مصالحه السياسية بذلك". وأكد لـ"المستقبل"، أن "أحداً لم يعد يناقش عون بما يقول، لأنه لم يعد لديه منطق المناقشة، وهو بات صاحب إطلاق الكلام على عواهنه". ولفت زهرا الى أن الحديث يقول "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا، لكن يبدو أن الجنرال عون لم يعد راغباً حتى بستر عوراته وعورات حلفائه".

 

الحكومة الحيادية "تلجم" التوترات حتى استحقاق الانتخابات

ثريا شاهين/المستقبل

لا يزال رئيس الجمهورية ميشال سليمان يقوم بمشاوراته حول تشكيل الحكومة الجديدة.

وقد بات واضحاً، بحسب مصادر ديبلوماسية، أن كل الأفرقاء أصبحت في أجواء القبول بمبدأ وجود حكومة جديدة، لا سيما فريق 8 آذار. لكن هناك تفاوتاً كبيراً في وجهات النظر حول التفاصيل، وكذلك في ما يتصل بآلية التفاهم حول الحكومة. الأمر الذي ينتظر أن يطيل مرحلة المشاورات. ومن الاستنتاجات، في ما يتعلق بالمواقف الدولية، ما يقول ان فترة تصريف الأعمال للحكومة لن تطول بعد تقديم استقالتها. ذلك أن انعكاسات الوضع الاقليمي لا تحتمل أن تطول هذه الفترة، ولا سيما ان الدول تقصد بالفراغ ما يمكن أن يخلفه من تأثيرات لتصريف الأعمال على موعد الانتخابات النيابية، كما على استحقاق مهم آخر، وهو الانتخابات الرئاسية، وليس فقط على الفراغ الموضوعي للحكومة.

لكن المصادر، تلفت الى أن الرئيس سليمان يسعى في مشاوراته الى إيجاد قاسم مشترك بين الأفرقاء يتم من خلاله التحضير للأجواء، التي يمكن بدورها أن تسهل الحوار، وبالتالي انه الآن يتحاور مع كل الأفرقاء بصورة إفرادية ويستمزج الآراء، لكي تتغربل الأفكار، الى أن تتم فيما بعد بلورة تصور للمرحلة المقبلة".

وهذه المشاورات ستحدد التوجهات قبيل الموعد المحدد لجلسة الحوار في 29 تشرين الثاني الجاري. وبالنسبة الى فريق 14 آذار، فإن الاستقالة تحفز على التعجيل بتأليف الحكومة. وهناك مصلحة من خلال الحكومة الحيادية بخفض مستوى التوتر في البلد، تمهيداً لأن تحسم الاتنخابات النيابية من سيتولى السلطة. وتكون في الوقت نفسه قد انجلت الأمور في المنطقة.

حالياً الصورة غير واضحة، لكن هناك بداية انقشاع، يفترض معها ازالة التوتر ريثما يتبين التوجه النهائي، ولذلك يأتي الاصرار على حكومة حيادية انقاذية، مع الاشارة الى أن هناك وزراء في الحكومة الحالية يمكنهم البقاء في الحكومة المطلوبة. يضاف الى ذلك، الخلل الذي أرسته هذه الحكومة والذي لا يستقيم الا بتغييرها، بالاضافة الى الأخطاء "الشنيعة" على كل المستويات.

و14 آذار، وفقاً لمصادر بارزة فيها، ليست ضد الحوار، انما استقالة الحكومة تُعد مدخلاً وليس حلاً. لكن لماذا الحوار مع فريق يهدد بالقتل ويأخذ قراراً حول طائرة "أيوب" في حين كان الحوار قائماً، حتى أن القلق من الفراغ وعدم الاستقرار مسؤول عنهما من يحمل السلاح. ولذلك يُطلب أن لا يهدد أحد بشيء هو يملكه، وليس 14 آذار.

هناك بصيص نور يتم العمل عليه والاستفادة منه في ضوء اكتمال المتغيرات الاقليمية والمحلية والدولية. وسيكون التواصل مع الجمهور أساسياً في أداء 14 آذار. على أن يلعب الرئيس سليمان دوراً أساسياً في المسألة. وتؤكد المصادر أن هناك قناعة بأن الحكومة الحالية لن تستمر. وهذا أيضاً موقف بكركي، التي تقول بالتغيير من دون الوقوع في الفراغ.

إنما 14 آذار تشدد على ضرورة الاستقالة لكي تكون المفاوضات جدية وهادفة وتوصل الى نتيجة، لأن المشاورات في ظل حكومة قائمة ستأخذ وقتاً. وهناك ضرورة للالتزام بالدستور الذي يوفر بدائل ولا يسمح بفراغ. وفي حالتي تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري، وحكومة نجيب ميقاتي، استغرق التشكيل شهوراً، ولم يحصل فراغ أو فوضى. وبالتالي ان حكومة تصريف الأعمال يمكن أن تواجه كل الصعوبات المحتملة. أي ان لا شيء اسمه فراغ، حتى أن فريق 8 آذار أخّر انتخاب رئيس للجمهورية، والحكومة أخذت مسؤولية رئاسة الجمهورية مكان الرئيس، وكل التراجع السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي الحاصل هو من طريق هذه الحكومة، وهذا هو عدم الاستقرار بل انه حال الفوضى.

14 آذار تريد حكومة انقاذية، فهي لا تريد تولي المناصب، انما تسعى الى انقاذ لبنان من هذه الحال المزرية في كل المجالات. حتى ان المصادر تقول، ان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي غير موافق على حكومة وحدة وطنية لكي لا تتكرر التجربة السابقة. أي ان بكركي تريد حكومة حيادية انقاذية وتتفق في ذلك مع 14 آذار، وتعتبر أن الأمور لا يمكن أن تكمل بهذه الطريقة.

مع رئيس الجمهورية هناك مشاورات وليس حواراً، لأن 14 آذار تؤيد الرئيس وتمد له اليد، وتؤيد مواقفه السيادية التي تفتخر بها.

من المهم تقويم ما اذا كان هناك تمايز بين الموقفين السوري والايراني، وأين سيتموضع "حزب الله" في الموقف من الطروح حول الحكومة. الدور السوري موجود من خلال حلفاء سوريا، وفقاً للأوساط، لكن السؤال الأساسي هل الوضع المتدهور في كل المجالات هو لمصلحة "حزب الله"، أو ان ذلك ينعكس سلباً عليه؟. وإذا كان الحزب مرتاحاً للوضع اللبناني الحالي، فإنه سيحول دون تشكيل حكومة جديدة، وسيقف ضد الاستقالة. لكن التصريحات الأخيرة لمسؤولين في الحزب، والتي تربط بين المقاومة والميثاق، خطيرة جداً لأنها تربط الوضع بالهدف الأبعد للحزب وهو المؤتمر التأسيسي لتغيير الميثاق أو اتفاق الطائف. يقول سفير غربي في بيروت ان أكبر هدية في النظام الديمقراطي هي أن تكون الحكومة فاشلة. لأن ذلك يخدم المعارضة. واستمرار هذا الفشل يمكن استثماره في السياسة كل يوم حتى الانتخابات.

 

علاقة واشنطن بجماعة الإخوان

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

ثار جدل كبير حول علاقة الإدارة الأميركية الحقيقية بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وفي سوريا. وترددت الأقاويل والشائعات على أن العلاقة بدأت وبقوة ومن خلال لقاءات وقنوات خلفية في عواصم أوروبية قبيل أحداث الربيع العربي. وقيل أيضا إن اللقاءات التي بدأت في نهاية إدارة جورج بوش الابن ثم استؤنفت في بدايات عهد الرئيس باراك أوباما قد أسفرت عن «اقتناع قوي» لدى واشنطن بقدرات هذه الجماعة على التعاون الجاد والبناء مع السياسات الأميركية في المنطقة. كل ما سبق يدخل في خانة «المعلومات الصحافية» أو «التسريبات السياسية» التي لم يؤكدها أو ينفيها أي مسؤول أميركي حتى أول من أمس. أول من أمس وفي ليلة متابعة الانتخابات الرئاسية الأميركية أكد «جيمس سميث» سفير الولايات المتحدة الأميركية في الرياض أنه «لا يمكن أن يكون هناك دعم خاص تلقته جماعة الإخوان من قبل إدارة أوباما قبل صعود الربيع العربي». وعاد جيمس سميث ونوه في سابقة لافتة بالإخوان في مصر وبالرئيس المصري د. محمد مرسي مؤكدا أن «مرسي وجماعته أظهروا جيدا براغماتيتهم وما يحملونه من درجات علمية متقدمة». ونفى جيمس سميث أي لقاءات سرية سابقة مع الإخوان قبل فوزهم. إذن الأميركيون والإخوان «حبايب»، ولا يوجد ما يعكر صفو العلاقات! هذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن الملاسنات التي تمت من الخارجية والبيت الأبيض عقب مظاهرات الفيلم المسيء تجاه الإخوان والسياسة الخارجية المصرية. وأيضا نعود ونتساءل عن سبب عدم لقاء الرئيس أوباما بالرئيس مرسي أثناء وجودهما سويا في ذات الوقت بمدينة نيويورك أثناء اجتماعات الجمعية العامة؟ وفي حوار استفهامي اتفقنا نحن: الأستاذ جهاد الخازن، والأستاذ طارق الحميد، والأستاذ جمال خاشنقي، والأستاذ الدكتور معتز عبد الفتاح، والدكتور عمرو حمزاوي، والدكتورة هالة مصطفى، باختلاف مشاربنا وأفكارنا أن «فوز أوباما سوف يؤدي إلى مراجعة إيجابية للعلاقات الأميركية - المصرية وإعادة تقويمها بشكل يجعلها أكثر فاعلية».

وأعتقد أنه سواء في حواري الشخصي أو التلفزيوني مع كافة الأصدقاء السابق ذكرهم، فإن الجميع يرى، أنه لو كان رومني قد فاز، فإن حجم الانقلابات والمتغيرات في القواعد السابقة للسياسة الأميركية كانت ستتغير. اليوم، وبعد فوز أوباما هناك «تعديلات أو تحسينات أو مراجعات» للعلاقات بين واشنطن ودول الربيع العربي لكن لن تكون هناك قطيعة أو خلافات حادة. مرة أخرى نكرر أن ملف السياسة الخارجية ليست له الأولوية إزاء الوضع الداخلي الأميركي وضرورات إنقاذ الاقتصاد. وحينما يفتح صندوق السياسة الخارجية لن يكون ملف الشرق الأوسط هو الملف رقم واحد. فحينما يبدأ أوباما في الحركة سوف يتجه الرئيس نحو الصين، ثم روسيا، ثم كندا والمكسيك، ثم إيران، ثم كوريا، ثم الاتحاد الأوروبي، وأخيرا سوف ينظر للشرق الأوسط. والشرق الأوسط لدى واشنطن الآن يعني: إسرائيل، ثم تركيا، ثم إيران، ثم سوريا، وأخيرا القضية الفلسطينية. من خلال هذا الوضع وهذا الترتيب يمكن فهم علاقة واشنطن بدول الربيع العربي، وبجماعة الإخوان.

 

أميركا والشرق الأوسط: السنوات الأربع المقبلة

أمير طاهري/الشرق الأوسط

كما كان متوقعا، فاز باراك أوباما بفترة رئاسية ثانية. وأصبح ما يمكن أن يفعله فيما يتعلق بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط مثار تكهنات الجميع. حاول خلال الحملة الانتخابية تذكير الناخبين في كل مناسبة بنجاح سياسته الخارجية مثل قتل أسامة بن لادن. الحقيقة - برغم ذلك - هي أنه بعد أربع سنوات من رئاسة أوباما تجد الولايات المتحدة نفسها دون رؤية عالمية منطقية، ناهيك عن سياسة خارجية ذات مصداقية. يتجلى ذلك بوضوح في الشرق الأوسط، فعلى مدى ما يقرب من قرن، كانت المنطقة أحد خطوط الصدع التي تهدد الاستقرار الدولي. ومع اشتداد تنافس الإمبراطوريات الكبرى على هذه المنطقة، أسفر هذا التهديد عن كثير من الاضطرابات منذ الحرب العالمية الثانية. وأظهرت الولايات المتحدة اهتماما بالمنطقة في الأربعينات حيث بدأ الرئيس روزفلت في التفكير في النظام الدولي فيما بعد الحرب، من خلال منع ستالين من ضم أجزاء من إيران إلى الاتحاد السوفياتي. وتحول مبدأ ترومان إلى سياسة احتواء بهدف كبح جماح الاتحاد السوفياتي.

تمت صياغة البنية السياسية للمنطقة، على مدى عقود، تحت قيادة أميركية، كي تضمن استقرار المنطقة. وتولت الولايات المتحدة القيادة في أعقاب أزمة السويس بمبدأ أيزنهاور كعمود فقري للسياسة الأميركية خلال الحرب الباردة. ورغم الانقلابات العسكرية، كانت الحروب المدنية ونقض التحالفات والثورات والحروب واسعة النطاق، وواصلت الولايات دورها لأن الجميع يعلم أنها ستحول دون تجاوز الخطوط الحمراء. في هذا السياق تدخلت الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا لاحتواء أو إنهاء النزاعات في عمان واليمن ولبنان والأردن والكويت والعراق ناهيك عن الحروب العربية - الإسرائيلية. وباستثناء جيمي كارتر وافق القادة الأميركيون على استخدام القوة عند الضرورة. بيد أنه حتى كارتر لم يوافق على الانسحاب الذي نظمه أوباما، فعقيدة كارتر كانت تأكيدا على عزم أميركا الدفاع عن مصالحها في المنطقة.

وعلى مدى ستة عقود، كانت القوة الأميركية، في ظل إدارات من كلا الحزبين، عمودا يحفظ استقامة الخيمة. وخلال السنوات الأربع الماضية سحب أوباما هذا العمود وسمح للخيمة أن تسقط وتنقسم إلى أجزاء. أدى هذا التنازل الأميركي إلى التحول من إشكالية وضع قائم إلى مستقبل غامض، لتتسبب في فراغ تحاول القوى الانتهازية شغله.

في ظل إدارة أوباما تفوقت روسيا على السياسة الخارجية الأميركية، بدءا ببناء الدرع الصاروخية في أوروبا ووقف البرنامج النووي الإيراني إلى التدخل في سوريا. فبعد عقدين من الغياب من الشرق الأوسط تحاول روسيا إعادة إحياء النفوذ الذي كانت تتمتع به الإمبراطورية السوفياتية سابقا. هذا النشاط الجديد لموسكو يعود السبب فيه بشكل ما إلى المخاوف من إمكانية أن يمهد انسحاب الولايات المتحدة الطريق إلى هيمنة إسلامية جديدة على الشرق الأوسط. وتبدو روسيا قلقة بشأن ظهور «حزام إسلامي أخضر» يحتويها إلى الجنوب، في الوقت الذي أغلق أفقها من قبل الاتحاد الأوروبي إلى الغرب والصين في الشرق. هذه الجبهة الإسلامية الجديدة تمتد من المحيط الأطلسي إلى بحر قزوين يمكن أن ترسل إشارات خاطئة إلى الأقاليم الروسية المضطربة.

ومن جانبها تحاول النخبة العثمانية الجديدة في تركيا إظهار نفسها بالقائد في شرق أوسط جديد يهيمن عليه الإخوان المسلمون، من خلف واجهة سياسية. وقبل أربع سنوات كانت تركيا الدولة الوحيدة في المنطقة التي تعاني من مشكلات مع أي من جيرانها، لكنها لم تعد كذلك اليوم.

في الوقت ذاته شعرت إيران بخوف وعجرفة غير مسبوقة، فهي تخشى من أن تكون الهدف القادم لتغيير النظام وعجرفة بشأن تصدير الأيديولوجيا المعادية للغرب من الكراهية للمنطقة. ومع تعرض العملة الإيرانية للسقوط الحر وتوجه اقتصادها إلى حافة الهاوية، ربما لا تتمكن إيران من دعم الرئيس الأسد طويلا. إذ تبدو سوريا الآن مثل عشيقة مكلفة يزداد قبحها يوما تلو الآخر. وقد يجبر ذلك الملالي على محاولة تغيير اللعبة عبر إثارة حرب أخرى بالوكالة مع إسرائيل عبر حزب الله في لبنان.وكما هو الحال بالنسبة لروسيا، شعرت إيران بالشجاعة والخوف نتيجة القهر الأميركي. تشجعت إيران لأنها ترى فرصا جديدة لإظهار القوة في أفغانستان، والخليج والعراق. لكنها خافت أيضا لأنها قد تنتهي بمواجهة جبهة جديدة مع القوى العربية مصممة على إعادتها إلى صندوقها الشيعي. يشير بعض الانتهازيين إلى أن الخيار الأفضل هو ترك الصراع السوري دائرا، لزيادة التكلفة على إيران الضعيفة في الوقت الذي تشوه فيه صورة روسيا في العالم العربي حتى وإن كان ذلك يعني مأساة بالنسبة للسوريين.

وجهة نظر أوباما صاغها عاملان:

الأول رغبته في أن يكون على نقيض جورج بوش. فقد رأى في سلفه راعي بقر لا يرضى سوى بإملاء آرائه على الآخرين. ففي عام 2009 عندما هب الإيرانيون ضد النظام رفض أوباما دعمهم لأن ذلك سيبدو مثل موافقة على أجندة الحرية التي انتهجها بوش.

وقد أدت الكراهية لبوش بأوباما إلى دعم حكام الربيع العربي إلى أن أصبحوا في وضع لا يمكن الدفاع عنه. حينئذ، فضل أوباما التحالف مع الإخوان المسلمين عوضا عن المجموعات العلمانية التي شجعها، برغم ما حققه ذلك من نجاح طفيف.

كانت رغبة أوباما في ألا يسير على نهج بوش الدافع الأساسي في قراره بخفض العلاقات مع العراق، ومن ثم تحركت باتجاه إيران. وعندما أظهر على أنه ليس بوش، كان لا يزال على أوباما أن يقدم سياسته هو. الإجابة كانت العامل الثاني في سياسته، وهو الاعتقاد المبالغ فيه بقدرات سحره السياسي الخاص. اعتقد أوباما أن الأشياء ستتحقق ببساطة من خلال الرغبة فيها. فعلى سبيل المثال وعد بإنشاء دولة فلسطينية في عام 2009 وقام بتعيين السيناتور جورج ميتشل مبعوثا خاصا. لكنه تناسى ميتشل الذي اكتشف أنه خدع ثم استقال.

هذه الأمنيات صاغت سياسة أوباما، أو السياسة الزائفة ضد إيران، عندما مد يد الصداقة لأحمدي نجاد لكنه قوبل برفض شديد. بعد ذلك بدأ أوباما بمراسلة المرشد الأعلى، علي خامنئي، لكنه قوبل مرة أخرى بالرفض. برغم كل ذلك قد تكون فترة أوباما الثانية مختلفة. فكونه لن يكون مهتما بشأن إعادة انتخابه، فقد يجد الوقت ليعيد النظر في منطقة لا تزال تحوي طاقات سلبية قادرة على التأثير في السلام والاستقرار العالمي.

 

البنتاغون يعلن أن إيران أطلقت النار على طائرة استطلاع أميركية من دون طيار فوق مياه الخليج

الحياة/قال البنتاغون  إن إيران أطلقت النار على طائرة استطلاع أميركية من دون طيار فوق مياه الخليج الأسبوع الماضي. ونقلت شبكة "فوكس" الإخبارية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جورج ليتل إن الحادث وقع فجر الأول من تشرين الثاني(نوفمبر). وقال إن طائرة استطلاع أميركية من دون طيار كانت تجري "عملية استطلاع روتينية" حين "اعترضتها" إيران. وأكد المتحدث أن الطائرة الأميركية لم تكن في الأجواء الإيرانية.

 

فوز أوباما في صلب المعركة الانتخابية الإسرائيلية

الناصرة – أسعد تلحمي/الحياة

انشغلت الساحتان الحزبية والإعلامية في إسرائيل بانعكاسات إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية، خصوصاً تجاه المعركة الانتخابية الآخذة في الاحتدام في إسرائيل قبل 11 أسبوعاً من إجرائها. واتفق الجميع على أن انتخاب أوباما شكل ضربة لرئيس الحكومة زعيم «ليكود» بنيامين نتانياهو الذي رمى بكل ثقله وعلناً إلى جانب المرشح الجمهوري ميت رومني. وبقي السؤال المفتوح: هل يُقْدم أوباما على الاقتصاص من نتانياهو؟ كيف سيفعل ذلك وإلى أي مدى؟ وهل يقوم «بالانتقام» الآن للتأثير في المعركة الانتخابية، أم بعد انتهائها؟ وأبرزت وسائل الإعلام تصريح نائب رئيس الحكومة إيلي يشاي، مع ظهور نتائج الانتخابات، بأنه «هذا صباح ليس جيداً لنتانياهو»، ما حدا بالأخير إلى إصدار أوامره لوزرائه ونواب حزبه بالكف عن إطلاق أية تصريحات تنطوي على الإعراب عن خيبة الأمل من فوز أوباما بولاية ثانية، أو على مواقف معادية لإدارته. ولا تخفي أوساط «ليكود» خشيتها من أن يدفع الحزب ثمن تدخل متوقع للرئيس أوباما في الانتخابات الإسرائيلية، حتى من تدخل مبطن، على نحو يستفيد منه معسكر الوسط أو رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، أو وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني في حال قررا، أو قرر أحدهما، خوض الانتخابات.

وكان أولمرت، الذي لم يحسم بعد موقفه من خوض الانتخابات المقبلة على رأس حزب جديد، أبرز المقرّعين لنتانياهو على اتخاذه موقفاً منحازاً من الانتخابات الأميركية، وقال إنه من حق رئيس حكومة إسرائيل أن تكون له أفضلية لهذا المرشح أو ذاك، «لكن الأفضل طبعاً أن يبقي خياره لنفسه» مضيفاً أن ما فعله نتانياهو هذه المرة كان بمثابة «كسر أوانٍ» حين تدخل باسم بليونير أميركي (إديلسون شيلدون، أكبر الداعمين مالياً لحملتي رومني ونتانياهو) له مصلحة في الانتخابات الأميركية. وحاول نتانياهو تجاهل الانتقادات الموجهة من خلال بيانات صادرة عن مكتبه أكدت سعيه إلى تعزيز العلاقات «القوية كالصخر» مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام والأمن. وتباينت توقعات أبز المعلقين في شأن سلوك الرئيس الأميركي مع نتانياهو، ورأت صحيفة «إسرائيل اليوم» الموالية لنتانياهو أن الحديث عن «انتقام أوباما من نتانياهو لا يدل على النضج» بداعي أن العلاقات بين البلدين ليست متعلقة بهوية قادتهما إنما هي أكبر بكثير من الغضب الشخصي بين أوباما ونتانياهو «الذي لا يمكن أن يؤثر أبداً في الصداقة والتحالف الوثيق الذي يربط بين الدولتين». ورأى كبير المعلقين في «يديعوت أحرنوت» ناحوم برنياع أن المطلوب من نتانياهو الآن هو تكثيف لقاءاته بالسفير الأميركي في تل أبيب دان شبيرو لتحسين العلاقات، وأن «يتغلب على الخدش الذي أصاب كبرياءه من انتخاب أوباما بعد أن قامر على الحصان غير الصحيح، وقد دوّن الإسرائيليون أمامهم هذا الفشل». واستبعد أن ينتقم أوباما من نتانياهو لأن «الانتقام ليس من خصائله، وفي أميركا لا يفكرون بهذه اللغة ... إنما سيواصل التعامل معه بفتور، وعلى الأكثر قد لا يستجيب لدعوة هاتفية تأتيه من إسرائيل».

وتوقع المحلل السياسي في «هآرتس» باراك دافيد أن «يدفع نتانياهو ثمن مغامرته الفاشلة... لكن، لا يمكن توقع الثمن وكم سيكون مؤلماً، وأوباما سيختار الوقت والمكان المناسبين المريحين له، وإذا ما قرر التدخل في الانتخابات الإسرائيلية، فإن أحداً لن يلومه، ونتانياهو كان البادئ».

وكتبت معلقة الشؤون الحزبية في «يديعوت أحرونوت» سيما كدمون أن الإسرائيليين وليس نتانياهو فقط سيدفعون الثمن، و «يبدو نتانياهو كمن قام بسكب الحساء الساخن على نفسه وتسبب بحرق جزء من جسده... إلا أن المشكلة هي أنه تسبب في الوقت ذاته بحرق أجزاء من أجسادنا جميعاً»، مقرعةً نتانياهو بالقول إن «العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست ملكاً فردياً لرئيس الحكومة إنما هي رصيد استراتيجي لدولة إسرائيل كلها، ومن يقامر فيها يقدم على عمل رهيب». ونقلت عن خبراء في كواليس السياسة الأميركية توقعهم بأن «لا تمر إدارة أوباما على ما فعله نتانياهو مرور الكرام وستنتقم منه». وحاول وزير المال يوفال شتاينتز المقرب من نتانياهو، دحض الاتهامات بالتدخل في الانتخابات، قائلاً للإذاعة العامة: «لم نتدخل في الانتخابات الأميركية، وكنا حذرين للغاية». وأضاف: «أولئك الذين ينشرون معلومات كاذبة عن التدخل الإسرائيلي في الانتخابات يضرون بمصالح إسرائيل»، في إشارة خصوصاً إلى أولمرت.

ونددت زهافا جالؤون من حزب «ميرتس» اليساري «بتدخل نتانياهو السافر في الانتخابات الأميركية»، ووصفته «بالرهان غير المسؤول».

وحاول سفير الولايات المتحدة في اسرائيل دان شبيرو تهدئة الاجواء قائلاً للإذاعة إن المعلومات عن «رغبة في الانتقام» لدى أوباما «سخيفة».

وكتبت صحيفة «هآرتس» أن «لدى أوباما الآن أربعة أعوام لتصفية حساباته مع نتانياهو لدعمه المفتوح لرومني، ولإضعافه أمام الكونغرس، ولتجميد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بسبب الاستيطان، وبسبب محاولاته تلقينه درساً عن الملف الإيراني»ورأى المعلق السياسي في الإذاعة أن الاختبار الأول للعلاقات بين نتانياهو وأوباما سيجري عندما يقدّم الفلسطينيون طلباً للحصول على صفة دولة غير عضو لفلسطين في الأمم المتحدة. وزاد: «يأمل نتانياهو في أن يقوم الأميركيون بالضغط على (الرئيس) محمود عباس للتخلي عن المشروع، لكن الرئيس الأميركي سيطلب في مقابل ذلك من رئيس الوزراء إبداء المرونة تجاه الفلسطينيين». وسيتركز الاختبار الثاني على البرنامج النووي الإيراني. ووفقاً لعدد من المعلقين، فإن أوباما قد يحاول التفاوض على اتفاق مع طهران من دون وضع حد زمني لذلك، بينما يتهم نتانياهو إيران بالدخول في المحادثات لكسب الوقت.

 

إيران بعد فوز أوباما: مستعدون للتفاوض مع إبليس حتى في جهنم /"فرصة أخيرة" مدتها أربعة أشهر لحل سلمي بين واشنطن وطهران

فيينا, طهران - ا ف ب: بعد انتهاء حملة انتخابية طويلة, فتحت أمام الرئيس الاميركي باراك أوباما حالياً فرصة للقيام بمحاولة جديدة لحض ايران عبر النهج الديبلوماسي على الحد من برنامجها النووي.

لكن رغم العقوبات المشددة التي فرضت على ايران فإن حل هذه الازمة التي تعود الى عقد من الزمن ولجم توجهات اسرائيل العسكرية ستبقى مهمة صعبة بالتأكيد. ومن المرتقب عقد جولة جديدة من المحادثات بين ايران والقوى الست الكبرى, الاولى منذ يونيو الماضي, في نهاية السنة الحالية أو في مطلع 2013 على أبعد تقدير, كما يقول محللون, ويمكن حتى عقد اجتماع ثنائي أميركي-إيراني. وقال الخبير النووي في المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية في لندن مارك فيتزباتريك "من الواضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين يستعدون لكي يحاولوا مجددا سلوك الطريق الديبلوماسية". وأضاف "لكن السؤال هو ما سيكون مطروحا على الطاولة? إيران لن تقدم تنازلات إلا إذا تم تخفيف العقوبات عنها بعض الشيء". وآخر عرض من مجموعة "5+1" التي تضم الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا قدم لايران في مايو الماضي من قبل ممثلة القوى الكبرى في المفاوضات وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون خلال محادثات رفيعة المستوى في بغداد. وهذه الرزمة تدعو ايران الى وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة, وهي نسبة قريبة من ال¯90 في المئة المطلوبة لصنع سلاح نووي. كما تدعو ايران الى اغلاق منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم وتصدير مخزونها الموجود المخصب بنسبة 20 في المئة.

وطهران التي تصر على ان برنامجها النووي سلمي, رفضت الاقتراحات لأنها لا تتضمن تخفيفا كافيا للعقوبات التي بدأت تترك عواقب حقيقية على اقتصادها وتشدد على الاعتراف بما تعتبره "حقها" في تخصيب اليورانيوم. ومنذ آخر لقاء لمجموعة خمسة زائد واحد في موسكو في يونيو الماضي, جمدت عملية التفاوض وكذلك المحادثات الموازية بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية, بسبب حملة الانتخابات الاميركية. وقال مارك هيبس من معهد كارنيغي للسلام الدولي ان "الادارة كانت في موقع دفاعي في الاشهر الستة الماضية, كما كانت هذه الفترة صعبة لإيران لأنها لم تكن تريد التفاوض مع طرف (أميركي) قد لا يكون في السلطة بعد نوفمبر" الحالي. وبحسب سياوش راندجباردايمي المحاضر في شؤون الشرق الاوسط في جامعة مانشستر ان ايران كانت ترسل إشارات خجولة على انها تريد التحاور.

ورأى ان السبب الرئيسي وراء ذلك -رغم ان محللين آخرين لا يوافقونه الرأي- هو ما تطلق عليه طهران اسم "الحرب الاقتصادية" التي يخوضها الغرب ضدها على شكل عقوبات تجعل النظام أكثر إذعاناً.

واعتبر أن التراجع الكبير في عائدات النفط "لا يمكن الاستمرار به على المدى الطويل, ولا اعتقد ان ايران عمليا لديها اي خيار اخر سوى السعي للتوصل الى تفاهم مع الغرب". لكن في المقابل فإن القيادة الايرانية تريد الحفاظ على ماء الوجه, ما يعني انه سيكون على مجموعة "5+1" تحفيز مجموعة المقترحات التي تقدمها. وهذا يعني اولا تخفيف العقوبات سريعا وهو أمر من الاسهل إعلانه على تطبيقه, سيما بالنسبة لاوباما.

وقال تريتا بارسي الباحث الايراني مؤلف كتاب عن ديبلوماسية اوباما في الولاية الاولى له حين عرض الرئيس على ايران التحاور "قد يكون لدى اوباما سلطة تخفيف درجة محدودة جداً من العقوبات".

واضاف "الكونغرس يمسك في النهاية بسلطة رفع العقوبات, وهناك شبه توافق في الكابيتول على ان هذا الامر لن يحصل قريبا". وفي مطلق الاحوال فإن الوضع في حلقة مفرغة لان مجموعة "5+1" ستصر على "اجراءات لبناء الثقة" من جانب ايران قبل أن تعد بأي تخفيف للضغط الاقتصادي. وقال هيبس "هناك سبب يدعو للتفاؤل لكنه تفاؤل حذر لأن كل شيء يعتمد في النهاية على ما اذا كانت ايران راغبة في التعاون". ورأى بارسي ان فرصة اوباما الوحيدة "للقيام بعرض ديبلوماسي" ستنتهي في منتصف مارس المقبل حين تبدأ الحملة للانتخابات الرئاسية في ايران في يونيو 2013. وأضاف "بعد ذلك, تدخل ايران في موسمها الانتخابي والشلل الذي يترافق معه. قد تكون تلك آخر فرصة له لحل النزاع الايراني - الاميركي سلميا". والوقت عامل مهم ايضا لأن إيران تقوم بتخصيب المزيد من اليورانيوم يومياً وتوسع منشآتها النووية, كما ورد في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الفصلية. والتقرير المقبل يرتقب صدوره الشهر الحالي. وبعد فوز أوباما الذي تلقته بحذر, أرسلت إيران خلال الساعات القليلة الماضية إشارات على استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة. وفي حين عنونت صحيفة "ايران ديلي" الحكومية "اللوبي الاسرائيلي يخسر, اوباما يكسب", أكد محمد جواد لاريجاني, أحد أشقاء صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية المقرب من المرشد الاعلى علي خامنئي, أن "التفاوض مع الولايات المتحدة ليس من المحرمات" رغم ان اي قرار باستئناف الاتصالات المباشرة المقطوعة منذ 33 عاما "من صلاحية المرشد الاعلى" ويجب ان يندرج في اطار "منطق سياسي". وقال "إذا اقتضت مصلحة النظام فإننا مستعدون للتفاوض مع إبليس حتى في جهنم". واعتبر ديبلوماسي اوروبي في طهران ان النظام الايراني "يعطي الانطباع بأنه مستعد لابداء واقعية اكبر في مفاوضاته مع القوى الكبرى إذا اقترحت عليه مخرجاً مشرفاً من الازمة".

 

رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا لـ« الحياة»: سنتفق على سلطة انتقالية لكن لا بد من ضمانات دولية

الدوحة - «الحياة»/قال رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا لـ» الحياة» عن اللقاء التشاوري بين المجلس وقوى وشخصيات معارضة، إن «التوجه هو ان تكون هناك ضمانات (اقليمية ودولية)، ونحن نطالب بتشكيل سلطة والمعارضة ستتفق، لكن ماذا بعد الاتفاق؟». وأضاف موضحاً: «لا بد من ضمانات، أولا من الناحية الاقتصادية لا بد من أن تتمتع السلطة (الانتقالية) بامكانات التحرك وتأمين الخدمات للناس، وادارة أمورهم. وثانياً لا بد من أن تكون السلطة (حكومة المعارضة الموقتة) محمية حتى تمارس مهماتها بعيدا عن قصف النظام. وثالثا لا بد أن يكون هناك اعتراف دولي بأن السلطة (سلطة المعارضة) هي التي ستكون السلطة المقبلة». وحول هل ستتم مناقشة مبادرة رياض سيف خلال اجتماعات الدوحة، أجاب: «سنناقش كل شيء». وتابع موضحاً: «مبادرة رياض سيف لم تعرض رسمياً حتى نصوت عليها، وطبعا هناك مناقشات حصلت (في مؤتمر المجلس الوطني في الدوحة) لكن في نهاية المطاف سنناقش كل شيء ... هناك ملاحظات ووجهات نظر للمجلس الوطني السوري ونحن حينما نطرح أفكارنا نستمع للآخرين، وحينما نجد الفكرة التي تساعدنا أكثر سنقبلها بغض النظر عن صاحبها». وعن ممثلي المجلس الوطني في اللقاء التشاوري اشار الى انهم «جزء من الرئاسة القديمة للمجلس وبعض الأعضاء الذين يمثلون كيانات المجلس باعتبار ان اللقاء تشاوري، وبعد ذلك سيكون المجلس حاضراً بوفده الذي تحدده قيادته الجديدة (بعد انتخاب الامانة العامة المكتب التنفيذي والرئيس)».

وسئل عن رأيه في نتائج انتخابات الأمانة العامة للمجلس الوطني وغياب المرأة، فقال: «هي الديومقراطية لها محاسنها ومثالبها. ومن ابرز النتائج غياب المراة عن الفائزين. هذا أمر تألمنا له ولن نقبل به، والمرأة لا بد أن تمثل، ونحن مع اعطاء المزيد من الدور للمرأة، لأنه كان لها دور متميز في الثورة السورية، والحديث يدور حول ضرورة تخصيص أكثر من مقعدين للمرأة وسنناقش ذلك».

وتابع: «انا حزين لعدم وجود تمثيل نسائي في الامانة العامة للمجلس، لكن النظام الداخلي يسمح لنا باضافة اسماء جديدة استناداً الى الحاجات المجتمعية والوطنية، وهناك توجه بأن تضاف اسماء عدد من المرشحات ممن لم يتمكن من الفوز ولن نقبل بعدم وجود المرأة في الامانة العامة». ودعا ادارة باراك اوباما الى التركيز على سورية بعد اعادة انتخابه. وتابع: «نأمل أن يتفرغ اوباما للقضية السورية المستعجلة. وسورية دولة مفتاحية، وأسخن منطقة في العالم، وما يجري فيها سيؤثر في الجوار والمعادلات الدولية، ونأمل أن تتفرغ الادارة الاميركية لهذا الموضوع بعيداً من حسابات الانتخابات».

من ناحيته، قال القيادي السوري المعارض رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون لـ» الحياة» عن رؤى أعلنها وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية نشرتها «الحياة» في شأن أفكار مبادرة لتوحيد المعارضة السورية: «نحن متفقون تماماً مع ما قاله الوزير القطري، وكنا اجتمعنا معه، وقلنا له إن الاجتماع التشاوري ينبغي ان يكرس للتشاور».

واضاف غليون: «مبادرة رياض سيف ليست هي محور النقاش، هي احدى المبادرات التي تطرح للنقاش في الاجتماع ، والهدف من الاجتماع بالنسبة لنا هو أن نتناقش مع اخواننا في المعارضة صيغة نتفق عليها لتوحيد جهود المعارضة». وقال: «أنا متفائل ، وبالتأكيد سنصل الى نتيجة، والفشل مرفوض».

وسألته» الحياة عن مقاطعة هيئة التنسيق اللقاء التشاوري، فرد « أعتقد أن هيئة التنسيق لا تستطيع المشاركة لانها موجودة في الداخل وعليها ضغوط كبيرة من النظام، وربما لأن القضية (مبادرة رياض سيف) طرحت كأنها مبادرة مفروضة من الخارج ولم تطرح في اجتماع للمعارضة للوصول الى صيغة تنتج من المعارضة نفسها».

وقال للصحافيين:» إن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني والأمانة العامة صوتت ( في اجتماعها في الدوحة) ضد مبادرة رياض سيف، لانها طرحت كبديل للمجلس الوطني، وعلى أساس أن المجلس فشل ولا بد من اطار بديل». وشدد « قلت إن أي طرح في الاجتماع التشاوري كبديل للمجلس الوطني سيضعنا أمام تحديات لن نستطيع تجاوزها، وسيدفع أعضاء المجلس للتخندق والعداء لكل مبادرة. ينبغي امتصاص هذا، ونحن نقول إن الاجتماع التشاوري هدفه تشكيل صيغة تستكمل جهود توحيد المعارضة، وهذا واجب وطني. ونحن صوتنا ضد مبادرة سيف وليس ضد توحيد المعارضة».

وعن عدم انتخاب المرأة في الامانة العامة للمجلس، قال: «هو أكبر خطا وسقطة وقع فيها المجلس في انتخاباته، إذ لم تضمن الكتل التي شاركت في الانتخابات فوز النساء ووضعوهن في المرتبة الثانية أو الثالثة في القوائم، وبسبب الاختراقات التي حدثت في القوائم لم ينجح الا الاسم الاول أحيانا في القوائم».

من جانبه، أكد نائب رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض فاروق طيفور ونائب المراقب العام للاخوان المسلمين إن» 12 دولة من اصدقاء سورية تقف مع توحيد المعارضة، وسيكون هناك اعتراف بـ «هيئة المبادرة الوطنية» وتنبثق عنها حكومة موقتة «. وأكد أن «أصدقاء سورية سيعترفون بنتائج اللقاء التشاوري، لافتاً الى أن أعضاء «المبادرة الوطنية» سيراوح بين 50 الى 60 شخصا، ونحن متفقون مع» أصدقاء سورية» على أن نسبة المجلس الوطني ستكون 40 في المئة».

وقال في حديث الى «الحياة» إن اللقاء التشاوري بين قوى المعارضة السورية يهدف الى

«تجميع القوى في اطار المعارضة لايجاد مخرج لدعم الثورة، سواء على مستوى المعارضة أو دعم أصدقاء الشعب السوري». وتابع: «اتوقع موقفاً ايجابياً من جميع أطراف المعارضة، والجميع ذاهب لايجاد نوع من كيان مشترك يرتكز عليه دوليا من أجل انشاء حكومة موقتة تخرج قريبا الى الوجود ان شاء الله».

وفي شأن التطورات في سورية وداخل دمشق حاليا أكد أن «الثورة تحقق دائما انتصاراً على الارض، لكنه ما زال بطيئاً ونأمل بعد اللقاء التشاوري الوصول الى كيان معارض سوري قوي يستطيع أن يوجد حكومة موقتة يرتكز عليها المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الجوهرية واللازمة لتغيير المعادلة على الأرض ودعم الشعب اغاثياً وانسانياً».

 

لقاء الدوحة: لكيان سياسي موحد للمعارضة

الدوحة - محمد المكي أحمد؛ دمشق،عمان، انقرة - «الحياة»، رويترز، ا ف ب

في اول تعليق للرئيس السوري على الدعوات المعروضة عليه للخروج من سورية، في محاولة لحل الازمة عن طريق نقل السلطة الى شخصية اخرى من داخل النظام، اكد الرئيس بشار الأسد في حديث الى محطة «روسيا اليوم»، تذيعه كاملاً اليوم، انه يريد ان «يعيش ويموت» في سورية، وحذر من ان اي غزو اجنبي لبلاده ستكون له تداعيات على العالم بأسره. وقال الأسد «لست دمية ولم يصنعني الغرب كي اذهب الى الغرب او الى اي بلد آخر. انا سوري، انا من صنع سورية».

في الوقت نفسه بدأ امس في الدوحة اللقاء التشاوري بين «المجلس الوطني السوري» وأطياف أخرى من المعارضة لمناقشة مبادرة رياض سيف وبينما نقلت مصادر اعلامية عن سيف ان هناك اتفاقاً مبدئياً على تشكيل كيان سياسي جديد بمشاركة «المجلس الوطني»، قال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا لـ «الحياة» عقب الجلسة الثانية التي مهدت لجلسة ثالثة في العاشرة ليل امس إن «أجواء الجلسات كانت ايجابية»، وكان شدد قبل الاجتماع على ضروة توفير ضمانات دولية للسلطة الانتقالية الموقتة وأن تكون محمية ومعترفاً بها دولياً.

وشكل افتتاح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري اللقاء وسط حضور عربي ودولي لافت أبرز المشاهد، وحض الشيخ حمد المعارضة السورية على توحيد جهودها وتغليب المصلحة الوطنية، كما رأى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الدعم الدولي لثورة الشعب السوري مرهون بمدى قدرة المعارضة على توحيد رؤيتها.

وأكد نائب رئيس «المجلس الوطني» نائب المراقب العام لـ «الاخوان المسلمين» فاروق طيفور لـ»الحياة» عقب الجلسة الثانية التي حضرها وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية «أن الجلسة شهدت حواراً وعبر مشاركون عن آرائهم من مبادرة سيف وعن ملاحظاتهم وتحفظاتهم، وطرح المشروع بصيغته المبدئية كفكرة على المشاركين في «هيئة المبادرة الوطنية»، وهو خاضع للبحث، واعطي ووزع على المشاركين لدرسه وابداء الملاحظات لبدء حوار حوله.

وسألت «الحياة» طيفور عن التحفظات التي طرحت في الاجتماع فقال إنها تتعلق بـ»دور المجلس الوطني في التشكيل الجديد، وهل سيظل في وضعه أم ان التشكيل الجديد سيكون موازياً أو بديلا»، وأكد أن «الجميع أكدوا في الاجتماع أنه لا بد أن تتم المحافظة على المجلس الوطني كمرجعية عليا»، وقال إن «جو الاجتماع كان هادئاً ومنطقياً ومعقولا»، ونفى وجود خلافات داخل «المجلس». وكشف طيفور ان 12 دولة من أصدقاء سورية تقف مع المعارضة، وسيكون هناك اعتراف دولي بـ» هيئة المبادرة الوطنية».

وقال عضو الأمانة العامة الجديدة للمجلس أحمد رمضان لـ»الحياة» إن «اتجاهنا سيكون تشكيل لجنة لاعادة صياغة المبادرة (مبادرة رياض سيف) واوراقها بما ينسجم مع رؤانا، خصوصاً التزام خط الثورة واطاحة النظام».

وقال القيادي المعارض هيثم المالح عن الأجواء والاجتماع، «الأجواء كويسة»، وشدد «نناقش فقط مبادرة رياض سيف»، و»ان شاء الله يصل الاجتماع الى نتيجة». ونفت قيادات في المجلس الوطني وجود خلافات او استقالات بعد اعلان انتخابات الامانة العامة، وقال أحدهم «ها هو جورج صبرا الذي لم يفز في الانتخابات مشاركاً معنا في اللقاء التشاوري».

وردت الحكومة السورية على تصريحات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي التي قال فيها ان النظام السوري لن يستطيع البقاء لفترة طويلة، واتهمت العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات «ارهابية» ابرزها قطر في مخطط «لتدمير سورية»، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي ان تصريحات العربي «تزامنت قبل توجهه الى العاصمة القطرية الدوحة» وهذا الموقف «يجعل منه شريكاً وراعياً واداة في هذا الاستهداف المفضوح».

من جهة اخرى أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور الرياض في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري لحضور الاجتماع الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، وسيبحث مع المسؤولين السعوديين في الأزمة السورية. واعرب لوكاشيفيتش عن امله في ان تعطي هذه اللقاءات «دفعاً إيجابياً للتعامل السياسي والتعاون في مجال الأعمال بين روسيا واعضاء مجلس التعاون، إضافة إلى التنسيق بشأن القضايا الأكثر إلحاحاً، بما فيها الازمة السورية وضمان الأمن في منطقة الخليج».

وعلى الصعيد الميداني هاجم مسلحو المعارضة حواجز للجيش النظامي في حي الميدان في قلب دمشق امس لتخفيف الضغط عن مناطق التضامن والقدم والحجر الاسود في ريف دمشق والتي تتعرض لقصف جوي ومدفعي. وهذا هو أول اشتباك خطير في حي الميدان منذ أن اجتاحت قوات النظام هذه المنطقة في تموز (يوليو) الماضي في هجوم بالمدرعات. وقال ناشط في دمشق إن مسلحي المعارضة أطلقوا قذائف صاروخية وفتحوا نيران بنادق آلية على حواجز طرق وعلى مواقع أخرى للجيش وقوات الأمن تحيط المنطقة.

الى ذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 16 عنصراً على الاقل من قوات النظام و10 من مقاتلي المعارضة قتلوا امس في اشتباكات دارت في بلدة رأس العين ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة قرب مركز حدودي مع تركيا في شمال شرقي سورية.