المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 14 تشرين الثاني/2012

إنجيل القدّيس يوحنّا .10/07-10/ أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف.

قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنَا هُوَ بَابُ الخِرَاف. جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوا قَبْلِي هُمْ سَارِقُونَ ولُصُوص، ولَمْ تَسْمَعْ لَهُمُ الخِرَاف. أَنَا هُوَ البَاب. فَمَنْ يَدْخُلْ مِنِّي يَخْلُصْ، يَدْخُلْ ويَخْرُجْ ويَجِدْ مَرعًى.

السَّارِقُ لا يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ ويَذْبَحَ ويُهْلِك. أَنَا أَتَيْتُ لِتَكُونَ لِلخِرَافِ حَيَاة، وتَكُونَ لَهُم وَافِرَة.

 

القدّيس أنطونيوس البادوانيّ (نحو 1195 - 1231)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة

"الرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف"

"أَنا الرَّاعي الصَّالِح". يمكن للمسيح أن يقول وهو على حقّ: "أنا هو". فبالنسبة إليه، لا شيء ماضٍ ولا شيء سيكون، بل كلّ شيءٍ كائنٌ، وهذا ما قاله في سفر الرّؤيا: "أَنا الأَلِفُ والياء: هذا ما يَقولُه الرَّبُّ الإِله، الَّذي هو كائِنٌ وكانَ وسيَأتي، وهو القَدير (رؤ1: 8)، وفي سفر الخروج: "أَنا هو مَن هو. وقال: كَذا تَقولُ لِبَني إِسْرائيل: أَنا هو أرسَلَني إِلَيكم" (خر3: 14).

"أَنا الرَّاعي الصَّالِح". تأتي كلمة "راعي" من كلمة "رعى" أي "غذّى". إنّ المسيح يغذّينا بجسده ودمه كلّ يوم في سرّ القربان. في العهد القديم، قال يسّى (والد داود) للنبي صموئيل: "قد بَقِيَ الصَّغير، وهو يَرْعى الغَنَم" (1صم١٦: ١١). إنّ داود الذي نتكلّم عنه هنا هو الربّ يسوع وهو متواضع منذ صِغره ويرعى حملانه أيضًا مثل راعٍ صالحٍ...

ونقرأ أيضًا في أشعيا: "يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيداً" (أش٤٠: ١١). إنّ الراعي الصالح حين يقود قطيعه إلى المرعى أو حين يعيدها، فهو يجمع كلّ الحملان التي لا تستطيع أن تمشي بعد، فيحملها بين ذراعيه ويحملها في حضنه، كما يحمل النعاج التي ستضع أو التي وضعت مؤخّرًا. هذا ما يفعله يسوع المسيح؛ فهو يغذّينا من تعاليم الإنجيل وأسرار الكنيسة ويجمعنا بين ذراعيه اللّتين مدّهما على الصليب "لِيَجمَعَ أيضاً شَمْلَ أَبناءِ اللهِ المُشَتَّتين" (يو١١: ٥٢). لقد ضمّنا إلى حضن رحمته كما تضمّ الأم ولدها.

 

عناوين النشرة

سليمان التقى كونيللي ووزيري البيئة والصحة عون: إذا كانوا قادرين فليسقطوا الحكومة وإلا لينضموا للحوار

طلاب "القوات" في الاعلام 2 احيت ذكرى ميلاد بشير الجميل

وفد من "حزب الله" زار مطرانية الروم الارثوذكس ابو زينب: نمد أيدينا للجميع وسنكون شركاء في كل المحطات

بلاغ بحث وتحر في حق شقيق فنيش وآخر في الادوية المزورة"/مجدلاني زار ماضي: إجراءات خلال 72 ساعة

حزب الله".. سيرة فساد لا ينقطع

هؤلاء هم اشرف الناس يا سيد حسن نصرالله

اعتصام أهالي المخطوفين بمشاركة المعتقلين المحررين/علي أبو دهن: قضيتنا أدخلت في متاهات السياسة

مبتدأ بلا خبر/راشد فايد/النهار

طائف جديد بمئة ألف قتيل/علي حماده/النهار

الحريري التقى وزير خارجية الفاتيكان والبابا يستقبله غداً

الحريري اشاد بتشكيل ائتلاف المعارضة السورية: لمرحلة العدّ العكسي لسقوط الاسد

أحمد الحريري من بكركي: التشاور مع هذا الصرح بالنسبة لنا ضروري جدًا   

المفتي قباني بعد لقائه ميقاتي: لن نسمح بإسقاط الحكومة في الشارع والدستور حدد وسائل إسقاطها

المفتي قباني عرض الاوضاع مع عسيري ونوه ب"دور المملكة تجاه لبنان وشعبه"

صمتُ الجنرال/ موقع 14 آذار/جوزيف معلوف

الراعي رأس الذبيحة الالهية الكسليك والتقى أحمد الحريري وشـــدياق

نائب الجماعة الإسلامية عماد الحوت: حزب الله سهّل سفر المتهمين بتزوير الأدوية

الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون: سمعة "حزب الله" في الحضيض

الحسيني لا يشارك في ذكرى الاستقلال: تسمية بلا مسمى

زهرا ردا على نصرالله: يستثمر قوته في العمل السياسي وان كان لا يقولها مباشرة

سفير مصر زار مسؤول العلاقات العربية في "حزب الله": لتحصين لبنان بوجه أي تبعات اقليمية والوصول الى التوافق

قوى "14 آذار" استهجنت كلام نصرالله: تحريك الضغائن لتحويل الأنظار عن مقاتلي الحزب في سوريا

كتلة "القرار الحر" استقبلت سفراء مجلس التعاون الخليجي فرعون: لتشكيل حكومة تلتزم في بيانها الوزاري "إعلان بعبدا"

"نشارك في اي جلسة تصويت على قانون انتخابي جديـد"/النائب سامي الجميل: المحاصصة فـي "هيئة النفط" "ضحك على الناس"

وفد من جرد جبيل الجنوبي في معراب

بوسطة" حزب السلاح تخرق بوابة الجنوب/كارلا خطار/المستقبل

فارس سعَيد مع الجميّل الأب والابن في بكفيا: صفحة جديدة وورقة اقتراحات والكتائب عائدة إلى الأمانة/ايلي الحاج /النهار

ملف الأدوية يتفاعل.. معلومات متضاربة ورؤوس كبيرة

الأسير لـ "السياسة": لن نسمح لـ "حزب السلاح" بإذلالنا وسنرد في الوقت المناسب  

مخاوف من فتنة في صيدا وتسارع الاتصالات والمساعي لوأدها

فارس سعيد زار عميد حزب "الكتلة الوطنية": هدفنا اعادة تمثيل الكتلة في اعمال أمانة 14 آذار

جهنمية حزب الله الوقحة في صيدا نتائج التحقيق في سؤال 

بطرس حرب: نأسف لخشية المسؤولين من تدابير تحمي الناس إذا خص الأمر "حزب الله" وعلى سليمان الاتفاق مع ميقاتي للبدء بمشاورات تشكيل حكومة جديدة

ميشال معوض: ما يجرى اليوم هو استبدال الوصاية السورية بوصاية إيرانية

احتفال احرار استراليا بحضور ميشال معوض وكميل شمعون

النار السنّية ـ الشيعية ستطال جميع اللبنانيين"/جنبلاط: نحتاج الى صيغة حكومية جديدة قادرة على حماية البلد

حزب الله» والأسير... «بروفا» للمرحلة المقبلة/علي الحسيني/جريدة الجمهورية

فتنة التعمير» غير قابلة للتصدير/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الجنرال والدولة والمسؤولية/ أسعد حيدر/المستقبل

الحكومة الميقاتية تتحرّك فوق دماء الحسن وحزب الله يترف وكأنه امتلك الدولة/فادي عيد/جريدة الجمهورية

ايران: سنكسر يد اوباما/قادة تل أبيب يمتلكون سلاحاً فتاكاً: الثقة بالشعب وإسرائيل عازمة على شن هجوم أحادي على إيران/رافائيل د. فرانكل/السياسة

الجامعة العربية تعترف بشرعية الائتلاف الوطني السوري

لندن تستضيف اجتماعاً لممثلي دول التحالف والمعارضة السورية

خطوات جريئة لأوباما في سوريا وإيران/جورج سولاج/جريدة الجمهورية

أولويات للمتابعة في سياسة أوباما الخارجية/جاكسون ديل/الشرق الأوسط

إسرائيل تحاول إنقاذ الأسد/طارق الحميد/الشرق ألأوسط

مسيحيون مناضلون/ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

الكويت: لمن الاحتكام/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عندما تصبح النرجسية قدراً/مصطفى علوش

عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة رداً على نصرالله: نخجل من الحوار مع من يحمي المتهمين 

النائب ايلي ماروني: كلام نصرالله المتوتر سببه انكشاف تورط الحزب في أزمات عديدة 

عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة : خطاب نصرالله يؤسس لمرحلة "عليّ وعلى أعدائي" 

عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب فادي الهبر: مصالح اسرائيل وبشار والأسد و"حزب الله" متلائمة  

نصرالله خلال مهرجان" يوم الشهيد" في الرويس: لا وجود لحكومة حيادية في لبنان ولا معنى لحكومة تكنوقراط

 

تفاصيل النشرة

 

سليمان التقى كونيللي ووزيري البيئة والصحة عون: إذا كانوا قادرين فليسقطوا الحكومة وإلا لينضموا للحوار

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون التطورات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية والمعالجات الجارية لإبقاء الوضع ضمن دائرة الاستقرار السياسي والامني وأهمية الحوار بين الافرقاء من اجل حل المشكلات المطروحة.

وبعد اللقاء قال عون، بحسبب يان وزعه مكتبه الاعلامي:"التقيت اليوم بفخامة الرئيس وتبادلنا الرأي حول المواضيع القائمة حاليا في البلد، بجميع حالاتها الأمنية والسياسية، وغيرها من الأمور. وطرحت عليه أيضا وجوب الإستمرار بالتشكيلات، وخصوصا تلك التي تتعلق بالمجلس الإقتصادي والإجتماعي، لأنه يوفر على الحكومة الكثير من الجهد، فكل الفعاليات الإقتصادية والعمالية تنتمي إلى هذا المجلس، وقبل أن يصل موضوع القرار المتعلق بالإيجارات والرواتب، من الممكن أن يتم درسه من قبل كل الأطراف المعنية، ليرفع بعد ذلك إلى مجلس الوزراء للاطلاع عليه وإدخال بعض التعديلات إذا لزم الأمر. هذا الأمر يوفر على الحكومة الكثير من السجالات، ويوفر كذلك قيام المظاهرات. قلت لفخامة الرئيس إنني لا أعلم سبب تأخير هذا الموضوع. بالطبع أنه لم يحصل بعد على الإجماع في مجلس الوزراء، ولذلك أطلب منهم جميعا المبادرة والموافقة عليه، فذلك بات ضروريا لأنه عند كل مشكلة تتعلق بالرواتب، تقابلها مشكلة النزول إلى الشارع، ناهيكم عن السجالات التي تقوم وتضيع وقت الحكومة".

أضاف: "تكلمنا أيضا بتشكيلات أخرى، يجب تذليل العوائق التي تعترضها بهدف تسريع إقرارها. عندما نتطلع إلى المصلحة العامة، كل الأمور تحل، ولكن عندما تتدخل المصالح الخاصة، لا نصل لأي حل. إذا، نتأمل خيرا من مجلس الوزراء".

سئل: هل تكلمتم مع رئيس الجمهورية بموضوع الحوار؟ وهل أنتم مستعدون للجلوس على طاولة الحوار؟

اجاب: "عندما تتأتى أزمات جديدة، على المرء أن يتأقلم مع الوضع، والوضع الراهن يستوجب الحوار. كيف من الممكن أن تحل المشاكل إن لم يكن ذلك عن طريق الحوار؟ هل من الممكن أن تحل عن طريق السلاح في الشارع؟ موقف من لا يريد الحوار هو موقف غير منطقي وغير سليم".

سئل: الفريق الآخر يطالب برحيل الحكومة قبل التشاور بموضوع الحوار. هل تكلمتم عن ذلك مع رئيس الجمهورية؟

اجاب: "إذا كانوا قادرين على إسقاط الحكومة، فليفعلوا... وإلا، فلينضموا إلى الحوار".

سئل: ما هي إمكانية تشكيل حكومة أخرى للتراضي أو لفرض حالة معينة وخصوصا أن الوضع الأمني متعثر في البلد؟

اجاب: "لن تسقط الحكومة تحت الضغط. الوضع ليس سيئا بقدر ما يشاع عنه. الأمن مستقر بالرغم من وقوع بعض الحوادث. عمليات العبث بالأمن التي تحصل، تهدف لجر البلد إلى تصادم، وبغض النظر عمن يشغل سدة الحكم في لبنان، هذه القرارات لا تأتي من الداخل، إنما من الخارج، وما من أحد يستطيع إيقافها إلا قوى الأمن والجيش اللبناني".

سئل: ماذا عن المبادرة التي ألمحت لها في بكركي، هل سيجتمع القادة المسيحيون برعاية الرئيس سليمان أو برعاية الكاردينال الراعي؟

اجاب: برعاية صاحب الدعوة. إن صدرت الدعوة من الرئيس سليمان، سيكون الإجتماع برعايته، وإن صدرت عن نيافة الكاردينال، فسيكون هو راعي الإجتماع".

سئل: من الذي دعا؟

اجاب: "لا أعلم. من يبلغكم عن مكان الإجتماع يكون هو الذي دعا".

سئل: هل بحثتم مع الرئيس سليمان صيغة لحكومة ربما تكون ثلاثينية لإخراج البلد من المأزق؟

اجاب: "كلا. مع من نقوم بالمشاورات إن كان نصف البلد تقريبا يرفضها؟ نحن مرتاحون لهذا الوضع، والحكومة تنتج جيدا".

سئل: يأخذون على الحكومة أنها بدأت بالإنتاج من بعد الأحداث التي حصلت. هل كانت جرعة نشاط شربتها الحكومة لا سيما بعد عملية اغتيال اللواء وسام الحسن والإتهامات التي وجهت لها، والدعوة لإسقاطها لأنها غير فاعلة لا سياسيا ولا أمنيا ولا إجتماعيا؟

اجاب: "كلا. بدأت من قبل، وأكملت من بعد. لم تتوقف عن الإنتاج مع حصول كل هذه الأمور. أعتقد أنها بدأت بالإنتاج منذ أن بادرت إلى الإنفاق مجددا وقدمت الإعتمادات المالية وتابعت المشاريع الإنمائية، وكل هذه الأمور، وهذا بالإضافة إلى تعيين هيئة النفط وعقد البواخر الذي جاء بعد ذلك. كانت الأولوية للمشاريع الإنمائية، والآن هم يتابعون التعيينات الإدارية، وأعتقد أن هذا الموضوع سيستمر".

وزير البيئة

وتناول سليمان مع وزير البيئة ناظم الخوري الاوضاع العامة وعمل وزارته في هذه المرحلة.

وزير الصحة

واطلع من وزير الصحة علي حسن خليل على المعطيات والتفاصيل المتوفرة حيال موضوع تزوير الدواء، مهنئا الوزارة ب"كشف هذه القضية"، مشددا على "وجوب عدم التساهل على الاطلاق مع المرتكبين الذين بلغت وقاحتهم حد التلاعب بصحة المواطن من دون اي رادع من اخلاق او ضمير"، طالبا من خليل "الذهاب في الموضوع الى النهاية من خلال القضاء الذي بدأ إصدار مذكرات بحث عن الفاعلين".

غانم

وبحث سليمان مع رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب روبير غانم في عمل اللجنة بشأن بعض مشاريع القوانين المحالة اليها وفي طليعتها مشروع قانون الانتخابات النيابية.

بهية الحريري

واستقبل النائبة بهية الحريري التي اطلعته على الاوضاع في منطقة صيدا ومحيطها والمعالجات الجارية لإبقاء الوضع مضبوطا ومستقرا.

السفيرة الاميركية

ومن زوار بعبدا، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية مورا كونيللي حيث تم عرض للعلاقات الثنائية والاوضاع في لبنان والمنطقة.

ولاحقا وزعت السفارة البيان الاتي: "اجتمعت اليوم السفيرة الاميركية لدى لبنان مورا كونيللي برئيس الجمهورية ميشال سليمان حيث بحثا العلاقات الثنائية الاميركية-اللبنانية اضافة الى الوضع السياسي والامني في لبنان والاحداث في المنطقة.

نقلت السفيرة رسالة من الوزيرة كلينتون أعربت فيها عن تعازيها بضحايا تفجير 19 تشرين الاول، وأكدت دعم الولايات المتحدة لقيادة الرئيس سليمان فيما يتشاور مع قادة مسؤولين آخرين حول الانتقال إلى حكومة جديدة تعكس تطلعات الشعب اللبناني وتعزز استقرار وسيادة لبنان واستقلاله".

 

طلاب "القوات" في الاعلام 2 احيت ذكرى ميلاد بشير الجميل

وطنية - احيت الهيئة الطلابية في "القوات اللبنانية" في كلية الاعلام والتوثيق الفرع الثاني، ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد بشير الجميل، في احتفال اقامته ظهر اليوم في قاعة النائب الشهيد جبران تويني، في حرم الكلية في الفنار، بعنوان: "يوم الوفاء لبشير وللمقاومة اللبنانية"، في حضور الهيئة التعليمية وحشد من الطلاب، تخلله معرض صور من وحي المناسبة. بعد النشيد الوطني وعرض شريط وثائقي تناول المراحل التي مرت بها المقاومة اللبنانية بقيادة رئيسها بشير الجميل، حتى انتخابه رئيسا للجمهورية واستشهاده في 14 ايلول 1982، تحدث رئيس الهيئة الطالبية ايلي رحمة، فقال: "اردناها تحية وفاء من قلعة الصمود، قلعة القوات كلية الاعلام - الفرع الثاني، لمناسبة عيد ميلاد الشيخ بشير مؤسس الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية، وهذا النشاط الذي يقام برعاية الهيئة الطالبية ليس بجديد، انما استمرارية لما كنا نقوم به في زمن الوصاية السورية، تأكيدا منا على ان التحالف مع قتلة بشير خطأ في المسار وخيانة للخط الاستقلالي".

 

وفد من "حزب الله" زار مطرانية الروم الارثوذكس ابو زينب: نمد أيدينا للجميع وسنكون شركاء في كل المحطات

وطنية - استقبل سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عوده وفدا من "حزب الله" ضم النائب السابق أمين شري، غالب أبو زينب ومصطفى الحاج علي.

بعد الزيارة قال أبو زينب: "زيارة سيادة المطران هي كالعادة للتواصل وللتشاور في الوضع الداخلي وفي ما يحيط بنا من أمور. أكدنا لسيادته أننا سوف نبقى حريصين بشكل كامل ونعمل بكل ما أوتينا من قوة على مسألة الإستقرار في لبنان وبذل كل الجهود لمنع أي فتنة من أن تمتد إلى الداخل اللبناني، وبالتالي عدم السماح لكل من يريد في هذا البلد أن يأخذنا إلى مساحات توجد فيها انعكاسات سيئة تؤدي إلى عدم الإستقرار في البلد، لن ننجر إلى ذلك وسوف نبقى في الموقع الذي يتحمل ويصبر من أجل أن لا يكون هناك فتنة ومن أجل الإستقرار في هذا البلد".

أضاف: "الخطاب السياسي في لبنان في الآونة الأخيرة أصبح خطابا كارثيا بكل معنى الكلمة، تجاوز كل حدود المنطق والمعقول، هذا الخطاب الذي خرج عن المألوف السياسي من خلال الإتهام المباشر بالقتل والإجرام لأطراف سياسية والقول، لا نريد أن نجلس مع الشركاء وتهديد البعض، والمفترض أن يكون في موقع مسؤولية وأن يتحمل مسؤوليته بشكل كامل، والقول انه بعد أن تنتهي في سوريا نتحاسب في لبنان، أو أن البعض يذهب ليتحدث عن إجرام وإتهام بشكل مباشر لطرف لبناني أساسي أو أن يتم التغاضي عن كل ما يجري من إساءات وشتائم من قبل البعض الذي ترك له المجال لكي يقوم بكل ما قام به، ونتيجة الرعونة وعدم الإتزان، قد أدى إلى ما أدى إليه في الأيام الأخيرة".

وتابع: "لذلك نحن نقول أننا ملتزمون، كما صبرنا في كل المراحل، من أجل اللبنانيين جميعا سنصبر في المرحلة الحالية، سندعم هذه الحكومة، لن نترك أي فراغ في السلطة السياسية لن نحقق آمال البعض الذين لا يرون أكثر من أنوفهم بحيث أنهم يريدون إسقاط هذه الحكومة، وكفى، بدون أي أفق آخر. نحن منفتحون على الجميع نمد أيدينا لجميع اللبنانيين وسوف نكون شركاء مع كل اللبنانيين في كل المحطات، وهذا ما أبلغناه لسيادته وهذا ما نسير عليه إن شاء الله".

سئل: على من تقع مسؤولية الحوادث بالأمس؟

أجاب: "بغض النظر عن التفاصيل يجب على الدولة اللبنانية، السلطة السياسية، الأجهزة الأمنية، كل هذه الأمور يجب أن تكون على عاتقها لأن هناك من بدأ بالتفلت التدريجي. جميعكم تعلمون أن هناك الخطب التي تحمل الشتائم والسب التي كان يجريها البعض ثم الخطوات الإستفزازية ثم القيام بقطع طرقات وغيرها، وبالتالي لم يتم التعاطي باحتواء الموضوع كما يجب بحيث سمح للبعض بأن يظن نفسه أنه يستطيع أن يحكم بمنطقه، أن يفرض بمنطقه الأمور على الأرض وبالتالي أن يفعل ما يشاء. وهنا نقطة الخطورة أن يظن البعض أنه يستطيع فعل ما يشاء وبالتالي كان واضحا ما جرى أنه تهجم على الناس، وبالتالي على الدولة أن تأخذ زمام المبادرة وأن لا تسمح لهؤلاء بأن يكملوا بهذا الإطار لأن هذا إطار فتنة، هذا إطار خارج عن كل المألوف اللبناني، يريد أن يستفيد منه بعض من في الخارج يحركه، وتعرفون تماما ما أقصد ومن يستفيد وهناك بعض الناس لا يساوون شيئا في معادلة الداخل السياسية وأكثر من ذلك أقول أن على العقلاء، من كل الطوائف، أن يتحملوا مسؤوليتهم لأنهم إذا تحملوا مسؤوليتهم ورفضوا أن يجرهم أحد إلى خطاب سوقي، إلى خطاب نتن، إلى خطاب لا يشرف أحدا، عليهم أن يرفعوا الصوت هم قبل أن يرفع أي أحد آخر. عندئذ نستطيع أن نقول من يتحمل المسؤولية".

سئل: هل تم التطرق إلى موضوع قانون الانتخاب؟

أجاب: "أستطيع أن أقول أننا نريد قانونا يستطيع الجميع أن يكونوا فيه شركاء، يستطيع الجميع أن يعبروا بشكل دقيق عما يريدون وبالتالي يكون لهم موقع أساسي وشريك أساسي في السلطة لا أن يكون هذا البعض فقط صورة أو جزءا مكملا لعدد ما. يقتضي بالتالي أن نبحث كيف يمكن أن يتأمن هذا القانون لا أن نتمسك فقط بقانون الستين لأنه يريح البعض ويؤمن سيطرة البعض بل يجب أن نبحث كيف نتمثل جميعا وكيف نكون شركاء جميعا".

سئل: في ظل الأحداث ومقاطعة الفريق الآخر الحوار، ما مصير طاولة الحوار؟

أجاب: "أعتقد أنه من الخطأ بمكان مقاطعة الحوار. كل من لا يريد أن يحاور أولا يرتد بالسلب على نفسه وليس على الآخرين، وبالتالي نحن منفتحون، نحن نريد أن يتحاور الجميع. الإنغلاق والإرتداد على الذات وعدم السماح للناس بأن تأخذ وتعطي مع بعضها البعض، هذا ينعكس سلبا على لبنان. ومن يريد مصلحة لبنان واللبنانيين عليه أن يكون منفتحا للحوار مع الجميع".

سئل: أمس كان هناك موقف لافت للنائب وليد جنبلاط يدعو فيه لتغيير هذه الحكومة وأنتم تتمسكون بها. هل هذا بداية أزمة مستجدة بينكم وبين النائب وليد جنبلاط؟

أجاب: "ليس هناك أزمة. ما يعبر عنه السيد وليد جنبلاط رأي نحترمه ونجله لكننا في الفترة الحالية ندعم هذه الحكومة من أجل أن تعمل ولا يجب أن يكون هناك فراغ. أي مقترحات، أي مسائل يمكن أن تناقش. هناك سبل لنقاشها من خلال التحاور بين الجميع والانفتاح بين الجميع والذهاب إلى طاولة الحوار كي يكون هناك حوار حقيقي وليس بإطلاق الإتهامات السياسية بالقتل والإجرام وبإنحطاط الخطاب السياسي"، داعيا رجالات الدولة ان يكونوا على مستوى المرحلة.

وعن طائرة ايوب، قال ابو زينب: "في الواقع، لم نتطرق إلى الموضوع لكن أعيد وأؤكد أن طائرة أيوب هي إنجاز وطني للبنانيين. الزاوية التي نرى منها الموضوع هي زاوية وطنية، زاوية تقوية الدفاعات اللبنانية في وجه العدو الإسرائيلي، هي زاوية العزة والكرامة والسيادة اللبنانية. البعض لا يريد هذا، هو حر لكن نحن مستمرون في هذا الطريق من أجل قوة لبنان".

 

بلاغ بحث وتحر في حق شقيق فنيش وآخر في الادوية المزورة"/مجدلاني زار ماضي: إجراءات خلال 72 ساعة

المركزية- اصدر النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي اليوم بلاغ بحث وتحر بملف الادوية المزورة في حق كل من: عبد اللطيف عبد المطلب فنيش المعروف بإسم محمود، وفؤاد احمد وهبي، وعممه على كل الاجهزة الامنية.

مجدلاني: زار رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني، القاضي ماضي وبحث معه في ملف الأدوية المزورة. بعد الإجتماع، قال مجدلاني: "اجتمعت اليوم بالنائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي وتناقشنا في هذا الملف الفضيحة، هذا الملف الإجرامي في حق الشعب اللبناني، وطمأنني الرئيس ماضي انه متمسك بكل خيوط هذا الملف شخصيا، وسيستمر فيه حتى النهاية، واليوم أصدر بلاغ بحث وتحر في حق كل من عبد اللطيف عبد المطلب فنيش المعروف باسم محمود شقيق الوزير محمد فنيش وفؤاد احمد وهبي، وستكون هناك إجراءات صارمة ورادعة قريبا جدا في حق هذه الشركات ومستودعاتها". أضاف: "طلبت الا تتعدى مهلة اتخاذ الإجراءات 72 ساعة، خصوصا ان تأخيرا كبيرا حصل في هذا الملف، وكان من المفروض إقفال مكاتب هذه الشركات ومستودعاتها منذ أول يوم كشفت فيه هذه الفضيحة وحصل تقصير، والمهم ان لا يستمر، وأن تكون هناك إجراءات تطمئن اللبنانيين وتؤكد لهم ان هناك من يسهر على صحتهم ومعاقبة المجرمين".

وعما إذا كان اتخذ صفة الإدعاء الشخصي باسم الشعب اللبناني كونه رئيس لجنة الصحة النيابية قال: "كلا، لأن الموضوع اصبح بين يدي الرئيس حاتم ماضي، والوزارة كانت ادعت باسم الدولة اللبنانية على بعض الشركات وهذا الموضوع يجري في سياق القانون".

وعما إذا كان اطلع اذا كانت الأدوية فاسدة أو مزورة أم المعاملات والتواقيع فقط مزورة قال: "الواضح والأكيد ان ملفات مختبر الجامعة العربية هي ملفات في اكثر من مئة دواء وهي معروفة. من يزور ملف دواء؟ لو كان الدواء سليما ومطابقا للمواصفات لماذا يصار الى تزوير ملفه. ان مجرد تزوير الملف يعني ان هناك شوائب تعتري الدواء، ما هي هذه الشوائب وما هو محتوى هذه الأدوية لا أحد يريد أن يعرف. ونحن تأخرنا كثيرا في موضوع سحب الادوية من الصيدليات وقد تمت السيطرة عليها، ولكن ما هو وضع المستشفيات وخصوصا المستوصفات ما هو وضعها، وهل من مراقبة عليها، خصوصا أن المستوصفات تبيع الأدوية في حين ان القانون يمنعها من بيعها. فالمستوصف الخيري أو الإجتماعي عليه تقديم الأدوية مجانا الى المواطنين وقريبا سنفتح ملف المستوصفات".

* هل ان إصدار بلاغ بحث وتحر في حق شقيق الوزير فنيش يعني انه لم يعثر عليه؟

- اليوم بدأ البحث والتحري عنه.وعما إذا كان مختبر الجامعة العربية تحت الرقابة، قال: "الموضوع الذي اكتشف اليوم هو موضوع مختبر الجامعة العربية. التزوير لم يحصل في الأمس، ولكن منذ أكثر من سنة، هذا الملف خطير جدا ويجب الإسراع في التحقيقات. اليوم الرئيس ماضي أرسل محققين الى وزارة الصحة للاطلاع عن قرب على كل الملفات ولي ملء الثقة بالرئيس ماضي انه خلال 72 ساعة ستكون هناك إجراءات في حق المرتكبين".

 

حزب الله".. سيرة فساد لا ينقطع

 المستقبل/لم تكن فضيحة الأدوية المزورة والفاسدة التي ثبت أن بطلها شقيق وزير "حزب الله" محمد فنيش، حالة فريدة وشاذّة في انغماس هذا الحزب ومسؤوليه في هكذا عمليات، فهي ليست الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، إنه غيض من فيض فاسد ظهر إلى العلن والخافي أعظم. هذا الحزب الذي يمسك البلد أمنياً وسياسياً واقتصادياً وحتى مالياً شرّع لنفسه كل شيء، حتى المتاجرة بحياة المواطنين وأمنهم الصحي وحتى الغذائي، فهمّه الأول والأخير اليوم، على ما يبدو، تكديس الثروات قبل أن تتغيّر الموازين وتقفل في وجهه مداخيل الأموال التي لا مشكلة لديه إن أتت من حلال أو حرام، طالما أن هذه الأموال معدّة للمشروع الأكبر الذي يتخطى حدود لبنان. لا شكّ في أن الزهد الذي طالما ادعاه "حزب الله" لم يعد يقنع جمهوره قبل أخصامه، ولعلّ مناصريه هم أول من اكتشف جشعه الى المال منذ أيام "وادي الذهب" في مرحلة إعمار الوسط التجاري، عندما تحوّل الى ناظم لقبض التعويضات وتوزيعها على أصحاب المنازل التي كانوا يحتلونها، والكل يذكر كيف ابتدع الحزب تقسيم المنزل الى خمسة منازل من أجل رفع قيمة التعويض وحسم حصّته منه، وكيف انسحبت هذه الغنائم على مشروع "اليسار"، وكيف عطّل مشروع بناء الجسر في الأوزاعي واعتدى على النائب الشهيد وليد عيدو، لأن الحزب كان يريد "وادي ذهب" آخر في هذه المنطقة يدرّ عليه أموالاً طائلة. طبعاً، إن التذكير بهذه الأمور لم يكن من قبيل الإساءة، إنما لتسليط الضوء على العفّة التي يدعيها الحزب في العلن والممارسات التي يلجأ اليها في السرّ، فالزلزال المالي الذي هزّ الحزب في قضية إفلاس صلاح عزالدين لا تزال ارتداداته قائمة وهي تضرب مئات المودعين الذين أولوه ثقتهم لأنه كان بنظرهم وزير مال "حزب الله"، ولذلك أودعوه جنى العمر ليستفيقوا على تبخّر ما ادخروه وكانوا يمنّون أنفسهم بأرباحه الآتية من الحلال، ولم يعد خافياً على أحد أن زلزال عزالدين الذي أصابت أضراره مسؤولين كباراً في الحزب، بقيت نكبته محصورة بالبسطاء من الأنصار والمحازبين الذين خرجوا عن مبدأ التحفّظ وهم الذين يعرفون يقيناً أن الحزب اعتقل عزالدين إثر إعلان إفلاسه، وجرّدوه مما تبقى لديه من أموال، قبل أن يسلموه الى القضاء ويطلبوا من المودعين أن يلحقوا به ويحصلوا حقوقهم أمام المحاكم.

ولم تنطوِ حتى الآن فضيحة الكابتاغون المجلجلة التي ثبتت مسؤولية الحزب كاملة عنها، بعد اكتشاف تورط أشقاء عضو كتلة "حزب الله" النائب حسين الموسوي فيها، وكيف حوّل هؤلاء بعض دور العبادة الى مصانع لحبوب السمّ البيضاء ومن ثمّ ترويجها وتصديرها الى الخارج، قبل أشهر قليلة من أن يكشف وزير الأشغال العامة والنقل عن ممرات عسكرية في المطار والمرافئ يجري إدخال البضائع عبرها، من دون المرور بالجمارك ودفع الرسوم، وهو ما يحرم الخزينة من نصف مليار دولار سنوياً، عدا عن منع الجهات الرسمية من تفتيش البضائع والصناديق المغلقة، لأنها "مقدسة" وتتمتع بحرمة المقاومة التي لا يمكن المس بها. صحيح أن هذه الفضائح لها آثار كارثية لكن إيجابيتها الوحيدة أنها كشفت المصدر الحقيقي للمال النظيف الذي يكدسه الحزب سواء في حسابات وهمية في المصارف اللبنانية والخارجية، أو في مخازنه الخاصة، لكن المؤسف في الأمر الذي أضاءت عليه قضيتا الكابتاغون والأدوية الفاسدة التي اعترف وزير الصحة بضررها على صحة المواطن، أن الحزب ومسؤوليه لا يبالون بمدى الأثر السلبي الذي تلحقه صفقاتهم ومشاريعهم المشبوهة بحياة الناس، لأن كل همه جمع الأموال من حلال كان أم من حرام، ومن باب التذكير فإن الحزب لم يكن بعيداً عن فضيحة اللحوم الفاسدة التي كُشف النقاب عنها في الصيف الماضي، وتورط بعض مسؤوليه مع بعض التجار الذين ظلّوا في منأى عن المحاسبة أو المساءلة.

في كل قضية يسارع الحزب الى التنصل منها، ففي قضية عزالدين تنصل من مسؤوليته عنه وعن صفقاته، لكن الوقائع أثبتت أن هذا الرجل كان المسؤول المالي الأول في الحزب وكان يدير تجارته وبرعاية منه. وفي قضية المخدرات سارع الى نفي المسؤولية ورفع الغطاء عن المتورطين، لكن ذلك جاء بعد أن هرّب شقيقي النائب الموسوي الى الخارج، وأمّن الملاذ الآمن لمن بقي في لبنان. أما في فضيحة الأدوية فبيان الوزير فنيش واضح، هو لم ينفِ مسؤولية شقيقه عن كل هذه الفضيحة وترك الأمر للقضاء، ولكن ماذا سيفعل القضاء إذا كان الملف المحال من وزارة الصحة على القضاء يجهّل الفاعل الى أن يتمكن من الفرار ويترك للقضاء أن يبحث عن سراب، ولذلك، فالمطلوب أن يتلهّى اللبنانيون بهذه الفضيحة التي لن تصل الى أفق قبل أن تطلّ فضيحة أخرى برأسها.

 

هؤلاء هم اشرف الناس يا سيد حسن نصرالله

شقيق الوزير محمد فنيش مهرّب أدوية فاسدة

شقيق النائب الموسوي مهرّب حبون الهلوسة الـ كبتاغون

شقيق حسن نصرالله المدعو حركياً جهاد الحسيني يسرق كهرباء الدولة ويبيعها بدل المولدات ويتقاضى جعالة عن المقاهي

ابن الشيخ محمد يزبك سرق سلاح الحزب وباعه في سورية

ابن ابراهيم امين السيد جاسوس اسرائيلي "يعاد تأهيله" في طهران

علي عمار محتكر استيراد الدخان المزور (مارلبورو) من الصين عبر المرفأ دون المرور عبر الجمرك

وأخو الحاج علي عمار هو صاحب مصنع للسيجار الكوبي المزور في الضاحية

خضر زعيتر (المسؤول العسكري في البقاع الاوسط) صادر قطعة ارض في منطقة جلالا (تبرع بها أحدهم لبناء مستوصف) وبنى عليها فيلا له

ابن الشيخ نعيم قاسم تلمه من بارات الجميزة اخر كل ليلة سبت!

أشرف الناس يا هوووو!

 

اعتصام أهالي المخطوفين بمشاركة المعتقلين المحررين/علي أبو دهن: قضيتنا أدخلت في متاهات السياسة

المركزية- نظمت المنظمات الشبابية والطلابية في قوى "14 آذار" لقاء مع اهالي اللبنانيين التسعة المخطوفين في سوريا، في ساحة رياض الصلح، بمشاركة عدد من المعنيين، وتحدث خلال اللقاء رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن الذي تطرق في كلمته الى المعاناة التي يعيشها المعتقلون، مشيرا الى أن قضية المعتقلين المحررين تم ادخالها في متاهات السياسة والمزايدات الرخيصة.

وعدد أبو دهن المطالب وأهمها:

1-العمل والمساعدة على إطلاق سراح جميع المعتقلين اللبنانيين من السجون السورية، مع الحجاج الكرام التسعة.

2-العمل على مساعدتنا قانونيا على تقديم شكوى دولية ضد النظام الذي خطفنا وحجزنا وأهاننا وعذبنا وحرمنا من حريتنا التي أعطانا ايها الله.

3-الطلب الملح لتسريع درس الملف المتعلق بإعطائنا التعويضات المستحقة لنا العالقة في لجنة اللإدارة والعدل، علما اننا قد زودنا وزارة العدل ببعض الأسماء المطلوبة.

مع التذكير أن أعطاء الحقوق للمعتقلين المحررين ليس إستجداء ولا من باب الشفقة بل هو واجب قومي، فحقوقنا المعنوية والمادية هي دين في ذمة كل طرف سياسي أو مدني أو روحي، ولن يستقم الوضع دون تحقيق هذه المطالب.

 

مبتدأ بلا خبر

راشد فايد/النهار

ما حدث في صيدا، ليس رمانة بل قلوب ملآنة. ففي البلاد من يتعامل مع أبنائها بمنطق الغزو والمصادرة. ولا يحتاج الأمر إلى تفوق عددي. يكفي أن يشك ساكن وحيد من "أشرف الناس"، علم الحزب أو حليفه، على شرفة أو شباك، كي يُعلَن "احتلال" "الموقع المتقدم" خارج الضاحية، ويُرهَب من يجرؤ على الاعتراض. فقوى "المؤازرة" جاهزة لفرض السيطرة، مستفيدة من تدريبات على مقاومة لا تميز بين احتلال صهيوني أو فرض احتلال الحيز السياسي – الاجتماعي العام. هي ثقافة الرمز والصورة والعنوان، وهي ثقافة الإيحاء بالقوة والسطوة، تحت مظلة التقرب من أهل البيت، وشعار كربلاء، والتصدي لـ"مؤامرات الخونة والعملاء". تمادى الحزب في ذلك منذ تولى الوصاية بالوكالة، واعتمد ازدواجية الممارسة: إدعى رفض الفتنة، واستخدم اللغة التي تغذيها، فأحيا غرائز خصومه الدينية، وكتّل جمهوره بعدما وحّده بخطاب ينضح بالمذهبية عبر تورية لغوية ذكية. توج كل ذلك بفائض قوة دفع في اتجاه سيطرة "ناعمة" للحزب على المجتمع الذي يريد إلحاقه بتصوره، وعلى الدولة التي يغلف عدم إيمانه بها، و"يحلل"، دينيا، قضمها وهضم مواردها. لا يملك الفريق المواجه مشروعاً مضادا، سوى إرادة الصمود المدني. لكن ذلك لا يرضي فئة تعتقد أن التصدي باليد، لا باللسان ولا بالإيمان، هو ما ينفع، كحال جماعة الشيخ الأسير. ربما ذلك ما شجع وليد جنبلاط، قبل اشتباك صيدا، على محاولة اختصار طريق آلام اللبنانيين مع الحزب باقتراح اعادة النظر في اتفاق الطائف، لوهمه أن ذلك ما يريده اهل السلاح ثمناً له.

يعرف جنبلاط أن الحزب تربى في الأحضان الإيرانية سياسياً ودينياً وعسكرياً واجتماعياً،  وتعلم أن السجادة تصنع على يد اجيال تتوارث صنعها، وفي ذلك دلالة إلى أهمية الصبر والاناة في تنفيذ مخططه. والحزب لم يخرج عن هذا النمط منذ بدت ملامح دوره في التركيبة اللبنانية مطلع الثمانينات: قضم حركة "أمل"، بالقوة العسكرية أحياناً، وبديبلوماسية "مالية" بين قواعدها، أحياناً أخرى، وبطوق اجتماعي وفره المال الإيراني كل حين. قدم دوره فوق الطوائف بمساعدات عينية (مازوت) في بعلبك والهرمل، حتى اعتقد كثيرون انه "كاريتاس" أخرى، وتعفف عن الحكم طويلاً، قبل أن ينخرط في دور برلماني "للمراقبة والتشريع" وفي سطوة على السلطة التنفيذية، بما يخدم جمهوره، ثم صار حاضراً في كل حكومة بعد خروج نظام الأسد، وصار يمنّن اللبنانيين بان من حقه ان يحكم، وليس قبوله بشركاء في الحكم إلا مكرمة وتنازلاً. عمليا، وضع الحزب لبنان ، أمس بين خيارين، أحدهما التسليم بسطوته على الحياة العامة، تحت ترهيب الفتنة، وما اشتباك صيدا سوى نموذج يفتح عليها، وإما تعديل الطائف. وفي الحالتين مبتدأ لا يُدرك خبره.

 

طائف جديد بمئة ألف قتيل

علي حماده/النهار

بالامس اشتعلت صيدا على خلفية قيام "حزب الله" بتعليق لافتات في قلب المدينة لمناسبة اقتراب ذكرى عاشوراء التي تمثل في الوجدان الشيعي ذروة الصدام الشيعي - السني الذي يستعيد في هذه الايام زخما كبيرا بفعل المواجهة الكبرى في المنطقة بين المشروع الايراني ذي الوجه الشيعي، والمشروع العربي المشرقي ذي الوجه السني، ولبنان ليس استثناء، وخصوصا ان الازمة السورية بتفاعلاتها تنعكس على المناخ الحساس في لبنان. ولا ننسى ايضا المواجهة التي تطورت بالسياسة اولا، ثم على الارض بالسلاح بين القوى السياسية الممثلة للجمهورين الشيعي والسني في البلد. طبعا نحن من القائلين ان المعركة سياسية وليست طائفية، وان تكن تعبيراتها طائفية تستظل الرموز الدينية الخلافية بين الطرفين. لكن ثمة حقيقة مُرة لا بد من الاعتراف بها، مفادها ان التوتر الشيعي - السني يكاد يبلغ مستويات من الحدة والخطورة والتفجر، بحيث بات من الصعب جدا تلافي الصدام الآتي بأقرب مما يتوقع البعض.

اذا نحن امام معضلة الواقع المتفجر بين اكبر مكونين طائفيين في لبنان. كلاهما ضخم قياسا ببقية المجموعات الاصغر مسيحية كانت ام اسلامية. مكونان ضخمان بثقلهما الديموغرافي وحجم شارعهما المحتقن، وبروافدهما الخارجية الهائلة: ايران للشيعة، والنظام العربي الرسمي للسنة.

حتى كانون الثاني ٢٠١١ موعد الانقلاب على حكومة سعد الحريري، كان التوتر كبيراً، ولكن امكن احتواؤه الى حد بعيد بفعل وجود الحد الادنى من التوازن في السلطة. بعد الانقلاب انكسر التوازن، وبدا في ظاهر الامور ان ثمة غلبة طغت لمصلحة القوى الشيعية المسلحة في البلد. ثم اشتعلت الثورة في سوريا، فأعادت الروح الى معنويات السنة في لبنان. لكن اصرار "حزب الله" ومن وراءه مع النظام في سوريا على تشكيل حكومة نجيب ميقاتي والدوس على مشاعر السنة، جاء كصب الزيت على النار. وتزامن الامر مع مضي بعض القوى السياسية اللبنانية الخائفة في الاستسلام امام قوة "حزب الله" العسكرية والامنية، ومع تورط امني - عسكري للحزب في الحرب الى جانب النظام ضد الشعب السوري. كل هذا والشعور المبني على حقائق مثبتة بأن "حزب الله" يمارس وصاية ويتسلط بالقوة على بقية مكونات البلد، ويتصرف على انه هو الدولة وفوقها في آن معا، يزداد ترسخا في الوعي الطائفي الهوى في لبنان. وكان اغتيال وسام الحسن، وهو خدم "حزب الله" عدوه الامني الاول، ليثبت الشعور لدى السنة بأن استهدافهم لم يتوقف يوماً، اقله منذ رفيق الحريري، ليرفع درجة الاحتقان الى الذروة فيفتح المجال امام القوى غير التقليدية في الوسط السني لتتقدم المشهد في الشارع، وهي ذاهبة نحو صدام مباشر مع "حزب الله".  ثمة من ينادي بـ"طائف جديد" في لبنان لحل مشكلة تورم "حزب الله"، لكن السؤال المطروح هو: كم من القتلى سيسقط للوصول الى هذا "الطائف" الهلامي؟ خمسين الفا؟ ام مئة ام مئتا ألف؟ أفلا يجدر البدء بتصحيح خلل فاضح بإسقاط حكومة الفتنة والقتلة في لبنان وسوريا؟

 

الحريري التقى وزير خارجية الفاتيكان والبابا يستقبله غداً

المركزية- استهل الرئيس سعد الحريري زيارته للفاتيكان بلقاء وزير الخارجية المونسنيور دومينيك مومبيرتي ظهر اليوم في مكتبه في حضور سفير لبنان جورج خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار الدكتور داوود الصايغ ومسؤول ملف لبنان والشرق الاوسط في الفاتيكان المونسنيور البيرتو اورتيغا. وتم خلال اللقاء استعراض الاوضاع في لبنان وقضايا المنطقة على ضوء التطورات والحوادث الجارية، خصوصا في سوريا. ومن المنتظر ان يلتقي الرئيس الحريري عند الرابعة عصرا بتوقيت روما وزير خارجية ايطاليا غويليو تريتزي في مقر وزارة الخارجية الايطالية.

كما يقابل ظهر غد الاربعاء البابا بنيديكتوس السادس عشر في الفاتيكان، وذلك حسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي.

 

الحريري اشاد بتشكيل ائتلاف المعارضة السورية: لمرحلة العدّ العكسي لسقوط الاسد

المركزية- اشاد الرئيس سعد الحريري بتشكيل ائتلاف المعارضة السورية الذي يمثل الخطوة الاساس والصحيحة لاستكمال مسار الثورة الشعبية السورية لتحقيق هدفها النهائي في اسقاط نظام بشار الاسد القاتل لشعبه والمدمر لبلده". وقال في بيان "ولادة هذا الائتلاف لقوى المعارضة السورية، انمات عن تطلعات جميع السوريين الاحرار توري المباركة، ويحفّز اصدقاء سوريا لتكثيف دعمهم في العمل على شلّ قدرة آلة القتل التي يوظفها نظام الاسد الدموي ضد السوريين، والتاسيس لمرحلة العدّ العكسي لسقوطه."وإذ اكد "دعمه لائتلاف المعارضة السورية"، جدد "الوقوف بقوة وثبات الى جانب الشعب السوري في تصديه البطولي لكافة اساليب القتل والتدمير، لكي يتمكن في النهاية من تحقيق طموحه وتطلعاته في قيام دولة ديموقراطية حرّة تلبي تطلعات جميع السوريين من دون استثناء". وكان الحريري وفور الاعلان عن ولادة ائتلاف المعارضة السورية، اجرى اتصالات هاتفية برئيسه احمد معاذ الخطيب ونائبيه رياض سيف وسهير الاتاسي مهنئا.

 

أحمد الحريري من بكركي: التشاور مع هذا الصرح بالنسبة لنا ضروري جدًا   

موقع 14 آذار/استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، وفداً من الأمانة العامة لـ"تيار المستقبل" برئاسة الأمين العام أحمد الحريري وعضوية نائب رئيس التيار الأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط والأمين المساعد للشؤون التمثيلية صالح فروخ وأمين السر مختار حيدر ومنسق عام البترون وجبيل جورج بكاسيني. وقال الحريري بعد الزيارة: "اللقاء مع غبطته كان لسببين الأول لتعزيته بشقيقه والثاني للمباركة بتنصيبه كاردينالاً، لاعتبار هذا المركز ليس فقط للمسيحيين في لبنان وإنما هو لكل اللبنانيين وفي هذا الإطار تناولنا القضايا العامة التي تمر بها البلاد وضرورة الحرص على الاستقرار كي تمر هذه العاصفة الكبيرة التي تحوطنا، كما تناولنا أمورًا عدة منها ما يجري في صيدا وتداعيات اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن". أضاف: "من الطبيعي أن التشاور مع هذا الصرح بالنسبة لنا ضروري جدًا وعبر هذه التفاهمات واللقاءات التي يقوم بها الكاردينال الراعي والحوار الذي يجري هنا، تساهم في حماية لبنان من كل أذى وشر".

 

المفتي قباني بعد لقائه ميقاتي: لن نسمح بإسقاط الحكومة في الشارع والدستور حدد وسائل إسقاطها

تلفزيون المر/جدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني موقفه الرافض بإسقاط الحكومة في الشارع، وقال "في المرحلة التي كان فيها الرئيس فؤاد السنيورة في السرايا وكانت محاصرة، قلنا ايضا لن نسمح بإسقاط الحكومة في الشارع". وأشار المفتي قباني إلى أننا في بلد حضاري ولا يجوز ان نسلك هذه المسالك، وقد حدد الدستور وسائل إسقاط الحكومات، لا اتكلم بالنسبة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي وانما اتكلم بالنسبة لأي حكومة، وانا لست طرفا لا مع 14 آذار ولا مع 8 آذار. المفتي قباني وبعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في دارته أشار إلى أن الأخير هو رئيس الحكومة والرؤساء ينبغي الا يتصارعوا مع بعضهم البعض، هل نجد رئيس الجمهورية يتصارع مع رئيس مجلس النواب او مع رئيس مجلس الوزراء؟. وقال:" مفتي الجمهورية للجميع فهو مفتي الجمهورية اللبنانية وليس مفتيا محليا فقط وكل من ينظر نظرة دونية فهو ينظر الى نفسه هذه النظرة الدونية". أضاف:"انا احب الجميع، ولا أحقد على انسان مطلقا، ومستعد لأن أمد يدي الى الجميع ولكن في الاطار الوطني العام الذي يحفظ مقام رئاسة مجلس الوزراء، ويحفظ ايضا مقام رئاسة الجمهورية او رئيس المجلس النيابي، هذا موقفي ولست طرفا مع احد، وكل من يصفني بأنني طرف هو يريد ان اكون الى جانبه، حينئذ اكون صاحب طرف حقيقي". ووجه المفتي قباني رسالة إلى اللبنانيين هي الصبر والثبات على المواقف، ولكن معالجتها بكل هدوء.

 

المفتي قباني عرض الاوضاع مع عسيري ونوه ب"دور المملكة تجاه لبنان وشعبه"

 وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري وعرض معه التطورات على الساحة اللبنانية عموما والسنية خصوصا، واطلع عسيري من قباني على" شؤون وأوضاع المسلمين في لبنان من خلال مهامه الإسلامية والوطنية والدَّور الذي يقوم به لتعزيز وحدة الصف اللبناني عامة والإسلامي خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان". ونوه قباني ب"الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه لبنان وشعبه ووحدة أبنائه، وحرصها على وحدته الوطنية"، وشدد على "العلاقات الأخوية والممتازة التي تربطه بالسعودية وقيادتها الحكيمة".

 

صمتُ الجنرال

 موقع 14 آذار/جوزيف معلوف

اعتدنا ، كمتابعين هامشيين لحالتنا اللبنانية الهشّة، وتحديدا منذ عودة الجنرال من منفاه، على ثلاثة أشياء اساسية، باتت تحكم سماته السياسية البارزة. اولها، انه دائما، وبعد كل جريمة اغتيال ، يطالب فورا بانتظار نتائج التحقيقات، وهو المتأكد حتماُ وضمناً، ان كل التحقبقات واللجان التي شُكلّت في لبنان، تحديدا منذ العام 975 ، لم يصدر عنها شيئا مفيدا، ولم نستطع، طيلة سنوات، ان نعرف اين اصبحت هذه التحقيقات، ومن كان المجرم الحقيقي وراءها ... ثانيا، ان الضحية، وفقا لتحليلاته البوليسية، هي التي انتحرت وقتلت نفسها، ربما انتقاما من وجوده في الساحة السياسية اللبنانية، والمفروض، ان نقتنع بوجهة نظره، كما يقتنع المقربين منه، واصحاب المصالح. اما ثالثا، وهي الأكثر عيبا، هذا الصمت المطلق الذي يعتمده، إزاء اية فضيحة او تصرف خاطىء يصدر عن حليفه، واقصد: حزب الله"... اليس صمته مستهجنا ومريبا في ملف الأدوية الفاسدة؟ واين عظمة وقوة الاصلاح والتغيير وملاحقة الفاسدين؟ الواضح ان الجنرال مصاب بانفصام تام للشخصية، الفكرية والنفسية والسياسية، ويحاول ايهامنا ن بأن الحزب الالهي الذي يتحالف معه، هو الحزب الأكثر نزاهة وترفعا عن الشبهات، وأن الأخطاء والفساد والجرائم في هذا الوطن، والتي باتت اكبر من حجم الوطن نفسه، لا تصدر الا عن الجهة السياسية التي تخالفه الرأي اليس هذا في حد ذاته، نوعا من الالغاء؟ نوع من الجنون السياسي لمشهد عام، هو في الأساس، مشهد معبأ بالجنون والفوضى؟ فيا سعادة جنرالنا العظيم لشعب عظيم، ارجوك أن تترأف بأعصابنا وعقولنا أو الأصح، ما بقيا منهما.

 

الراعي رأس الذبيحة الالهية الكسليك والتقى أحمد الحريري وشـــدياق

المركزية- زار البطريرك الماروني الكادرينال مار بشاره بطرس الراعي جامعة الروح القدس في الكسليك، حيث رأس الذبيحة الالهية، في حضور السفير البابوي غابريال كاتشا والمطارنة: طانيوس الخوري، جوزف معوض وبولس روحانا والرئيس العام للرهبانية المارونية الاباتي طنوس نعمه ومجلس المدبرين ورئيس الجامعة الاب هادي محفوظ. وكان البطريرك الراعي استقبل في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من الأمانة العامة لـ "تيار المستقبل" برئاسة الأمين العام أحمد الحريري وعضوية نائب رئيس التيار الأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط والأمين المساعد للشؤون التمثيلية صالح فروخ وأمين السر مختار حيدر ومنسق عام البترون وجبيل جورج بكاسيني.وقال الحريري بعد الزيارة: "اللقاء مع غبطته كان لسببين الاول لتعزيته بشقيقه والثاني للمباركة بتنصيبه كاردينالا، لاعتبار هذا المركز ليس فقط للمسيحيين في لبنان وانما هو لكل اللبنانيين وفي هذا الاطار تناولنا القضايا العامة التي تمر بها البلاد وضرورة الحرص على الاستقرار كي تمر هذه العاصفة الكبيرة التي تحوطنا، كما تناولنا أمورا عدة منها ما يجري في صيدا وتداعيات اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن". أضاف:"من الطبيعي ان التشاور مع هذا الصرح بالنسبة لنا ضروري جدا وعبر هذه التفاهمات واللقاءات التي يقوم بها الكاردينال الراعي والحوار الذي يجري هنا، تساهم في حماية لبنان من كل أذى وشر".

كما التقى الراعي الدكتورة مي الشدياق التي جاءت لتقديم التهنئة بالرتبة الكاردينالية "كونها مفخرة ليس للبنان وانما لكل المسيحيين في الشرق الاوسط وفي هذه المنطقة من العالم وجاءت وكأنها تتويج للزيارة الناجحة التي قام بها قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان وما حملته من انطباعات ايجابية لديه". وقالت: "تداولنا في الشأن العام والموضوع السياسي وندرك تماما ان الوحدة والاتفاق هما الشيئان الاساسيان اللذان يدعو لهما دائما صاحب النيافة وهو كما بات معروفا يحب الخير للجميع والخير للوطن واهم شيء هو الحفاظ على وجودنا باخوة في هذا الوطن.

 

نائب الجماعة الإسلامية عماد الحوت: حزب الله سهّل سفر المتهمين بتزوير الأدوية

 المستقبل/علّق نائب "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت على موضوع الأدوية المزورة، لافتا إلى أن "حزب الله" حتى اللحظة غير متهم، لكن المشكلة هي أن المتهمين هم أقارب لقياديين في "حزب الله" الذي سهل سفر المتهمين الى الخارج وغطى بشكل أو بآخر منعا لوقوعهم تحت طائلة المقاضاة". وأكد في حديث إلى إذاعة "الشرق" أمس، أنه "حتى هذه اللحظة فإن الإدعاء هو ضد مجهول"، مطالبا "حزب الله" بـ "رفع الغطاء عن هؤلاء المرتكبين". وأعلن أن "الجماعة" ليست ضد الحوار، ولكن السؤال هو حوار عن أي موضوع". وأكد أن "الموضوع الحكومي لا يحتاج الى حوار وطني، فتغيير الحكومة يمر من خلال مشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع القوى السياسية"، محذرا من أنه "إذا حولنا موضوع الحكومة على طاولة الحوار فإننا بذلك نكرس عرفا أو سابقة غير مقبولة دستوريا". وعن مقاطعة الجلسات، أكد ان "المقاطعة هي للحكومة وللمشاركة في الجلسات التي تشارك فيها، وأما المجلس النيابي فلا مقاطعة له". وأوضح أن "المجتمع الدولي لم يقل في أي وقت من الأوقات انه ضد تغيير الحكومة ولكنه متخوف من الفراغ، ونحن أيضا لا نريد حصول اي فراغ في الحكومة ولكن من يهدد بالفراغ هو المسؤول عن التوتير والإرباك على المستوى السياسي". ورأى ان "الحكومة قد لا تكون مسؤولة عن الواقع الإقتصادي المتردي كليا، لأنه تراكم لأوضاع اقتصادية لكنها مسؤولة عن اقتراح الحلول والمخارج"، لافتا إلى أن "ما نراه أيضا هو غياب رؤية اقتصادية واضحة وزيادة منسوب الفساد بشكل كبير جدا في الوزارات". وقال: "إذا كانت الحكومة غير قادرة على معالجة الفساد وتقديم طروحات انقاذية فلترحل".

 

الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون: سمعة "حزب الله" في الحضيض

المستقبل/اعتبر الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "حزب الله عبارة عن ميليشيا متمسكة بالسلطة وتهيمن عليها وتستعمل هذه الهيمنة لمصلحة افراد وفئات معينة هم اصحاب نفوذ داخل الحزب"، سائلاً: "هل تستطيع قيادة الحزب خصوصاً السيد حسن نصرالله انقاذ حزبه من الورطة التي دخل فيها؟". وذكّر في حديث لقناة "المستقبل" امس، "بأننا انتقدنا الشيعية السياسية بسبب غرقها بالفساد"، لافتاً إلى انه في السابق "كان يقال ان الشيعية السياسية هي عبارة عن جناح للمقاومة وجناح للفساد اما اليوم فقد تساوى الجناحان". وأكد ان "ما يحصل في المرفأ هو عملية فرض خوات على الدولة اللبنانية وكذلك ما يحصل في مطار رفيق الحريري الدولي"، معتبرا أن "ملفات الفساد اليوم كثرت واصبحت سمعة حزب الله في الحضيض". ورأى أن "حزب الله بحاجة الى مشروع انقاذي والا فإنه انتهى كسمعة ومصداقية ليس فقط لدى اللبنانيين بل في كل العالم العربي".

 

الحسيني لا يشارك في ذكرى الاستقلال: تسمية بلا مسمى

المركزية - جاء من الرئيس حسين الحسيني الآتي: لقد شرفتني رئاسة الجمهورية هذه السنة، كما في كل سنة، بدعوة كريمة الى المشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال. سنة بعد سنة، كنت حريصا على تلبية هذه الدعوة، ظنا مني بل معاندة في أن المشاركة في هذا الاحتفال إنما هي تأكيد على مطلب الاستقلال، مع أن هذا المطلب كان يبدو، سنة بعد سنة، أبعد وأبعد عن واقع الحال او السعي.

لكن ما أراني مضطرا الى رؤيته اليوم، وبعد كل هذه السنوات، هو أن الاسترسال في هذا الأمر، دون وقفة واضحة أمام ما آل اليه هذا الاستقلال بالفعل، يبدو كأنه تسليم بأن استقلال لبنان لا يعدو أن يكون تسمية بلا مسمّى، وحسب. إنني مواطن لبناني ما زال مقتنعا، بل زادت قناعته، بأن بلاده تستحق الاستقلال، وأن المشروع اللبناني ما زال مشروعا يستحق كل السعي، خصوصا امام ما نراه في طول هذه المنطقة المنكوبة والعرض. لذلك كان لا بد لي من أن أعتذر، آسفا، عن عدم المشاركة في ذلك الاحتفال، داعيا اللبنانيين الى وقفة تأمل في ما عليهم ان يقدموه لأنفسهم من المساواة والضمانات في سبيل تحقيق استقلال بلادهم، الذي هو الشرف والشرط الذي يحفظ وجودهم ووجود أبنائنهم في هذه الارض.

 

زهرا ردا على نصرالله: يستثمر قوته في العمل السياسي وان كان لا يقولها مباشرة

وطنية - علق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا على كلام الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فرأى ان "شكل الدولة التي يسعى "حزب الله" الى اثبات وجودها في وجه الدولة اللبنانية كان مكتملا تقريبا في المراسم والبروتوكول والموسيقى العسكرية وتحية العلم ونشيد التعظيم ونشيد الموت، وطبعا افتقدنا في الصورة التقليدية وجه الوزير السابق ميشال سماحة ولكن استأنسنا بوجوه اخرى".وفي مداخلة على محطة "ام.تي. في" قال: "عندما كان يقال معادلة المقاومة والجيش والشعب التي تحفظنا عليها كنا نسأل: اذا سلمنا جدلا اننا سنسير في هذه المعادلة فأين مصلحة الشعب ودور الجيش؟". واشار زهرا الى ان السيد حسن "كاد يقول امس انه الآمر والناهي وان منطق القوة هو الذي سيسود في مناقشات الحوار والحكومات وتشكيلها والانتخابات والسيد يؤكد دائما انه يستثمر قوته في العمل السياسي وان كان لا يقولها مباشرة". وعن اتهام نصرالله لقوى 14 اذار بالسعي الى الفتنة الشيعية - السنية قال: "ان الاتهام مردود لان من يساهم في الفتنة هو من يشارك في قتل الشعب السوري بحجة ان شيعة لبنانيين يدافعون عن انفسهم بوجه الاخرين وهو من يقوم بالفتنة ولا يسعى اليها فقط، ومن يحاول التحريض على فتنة مسيحية - اسلامية للاختباء من دوره في الفتنة السنية -الشيعية لا يمكن له ان يتهم الاخرين". ورأى زهرا ان "الرد على اتهام حزب الله بعمليات الاغتيال والعمليات الامنية في محاولة اتهام الاخرين لا يستقيم لان الاتهامات ليست اتهامات سياسية مع وجود مطلوبين من الحزب للقضاء الدولي". وعن كلام نصرالله حول الحوار قال: "لن نتكرم في الجلوس الى قتلة ما داموا سيستمرون في التهويل والقتل والتهديد وردنا الوحيد هو مقاطعة الشرعية التي يحاولون اكتسابها لتكريس قوة السلاح مكاسب سياسية على الصعيد الوطني".

 

سفير مصر زار مسؤول العلاقات العربية في "حزب الله": لتحصين لبنان بوجه أي تبعات اقليمية والوصول الى التوافق

وطنية - استقبل المسؤول عن العلاقات العربية في "حزب الله" الشيخ حسن عز الدين سفير مصر اشرف حمدي يرافقه القنصل باهر شويري في مقر العلاقات العربية في بئر حسن.

بعد اللقاء، قال حمدي: "اللقاء اليوم جاء في اطار سعي منذ وصولي الى لبنان في التواصل مع القوى السياسية اللبنانية كافة، والزيارة اليوم تكللت بالنجاح. وان شاء الله سنظل في الفترة المقبلة على تواصل لتبادل وجهات النظر". وتابع: "المسعى الاساسي تحصين لبنان حيال أي تبعات اقليمية والوصول الى توافق لبناني يحقق المصلحة اللبنانية من دون اقصاء اي طرف عن الحوار واستمرار الحوار تحت المظلة الشرعية في لبنان والمؤسسات الدستورية اللبنانية". وردا على سؤال، قال: "مصر ما بعد الثورة وما قبل الثورة تتعامل مع الحركات المقاومة في المنطقة بكل احترام وتقدير ما دامت المقاومة مشروعة". وعن زيارة وزير خارجية مصر، قال: "عرضنا بعض الجوانب المتعلقة بزيارة وزير الخارجية للبنان". وعن التطورات، قال: "تطرقنا الى أهمية استمرار سياسية النأي بالنفس بشكل ايجابي في لبنان والجوار والمنطقة واهمية ان يكون لبنان اولا في اعتبار كل سياسي موجود في هذا البلد". بدوره، قال عز الدين: "هذا اللقاء كان طيبا ووديا لاننا نعتبر أن مصر في موقعها ودورها مهم واساسي على مستوى المنطقة وتستطيع ان تؤدي دورا ايجابيا على مستوى لبنان والمنطقة".واضاف: "تبادلنا وجهات النظر حيال ما يجري في لبنان والمنطقة، وكانت وجهات النظر متوافقة، واكدت ان المقاومة هي عمل مستمر لحماية لبنان والدفاع عنه ولعدم السماح للعدو الصهيوني بأن يهيمن على سيادتنا واجوائنا. وايضا كنا متفقين على ان الحوار هو السبيل لحل الخلافات و ان يكون التوافق حاكما في لبنان لمزيد من الوحدة الوطنية وتحصين البلاد في مواجهة المؤامرات". قنصل السودان والتقى عز الدين قنصل السودان سمير عبد الهادي.

 

قوى "14 آذار" استهجنت كلام نصرالله: تحريك الضغائن لتحويل الأنظار عن مقاتلي الحزب في سوريا

المركزية- أثار كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مهرجان "يوم الشهيد" أمس، ردود فعل قوى "14 آذار"، لا سيما بعدما اتهم نصرالله هذه الأخيرة بالسعي الى فتنة شيعية- سنية. وأجمعت هذه القوى على أن "كلامه لم يأت بجديد، وهو محاولة لتجييش الناس وتحريك الضغائن لتحويل الأنظار عن مقاتلي الحزب في سوريا".

زهرا: وفي هذا الإطار، أعلن عضو حزب "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث متلفز "أن شكل الدولة التي يسعى حزب الله الى اثبات وجودها في وجه الدولة اللبنانية كان مكتملا تقريبا في المراسم والبروتوكول والموسيقى العسكرية وتحية العلم ونشيد التعظيم ونشيد الموت، وطبعا افتقدنا في الصورة التقليدية وجه الوزير السابق ميشال سماحه ولكن تأنسنا بوجوه اخرى، على سيرة تبديل الوجوه التي تحدث عنها السيد حسن".

وقال "عندما كان يقال معادلة المقاومة والجيش والشعب (التي تحفظنا عليها) كنا نسأل: اذا سلمنا جدلا اننا سنسير في هذه المعادلة فأين مصلحة الشعب ودور الجيش؟"، معتبراً "ان السيد حسن كاد ان يقول امس انه الآمر والناهي وان منطق القوة هو الذي سيسود في مناقشات الحوار والحكومات وتشكيلها والانتخابات والسيد يؤكد دائما انه يستثمر قوته في العمل السياسي وان كان لا يقولها مباشرة".

وعن اتهام نصرالله لقوى 14 اذار بالسعي الى الفتنة الشيعية – السنية، شدد على أن "الاتهام مردود لان من يساهم في الفتنة هو من يشارك في قتل الشعب السوري بحجة ان شيعة لبنانيين يدافعون عن انفسهم بوجه الآخرين وهو من يقوم بالفتنة ولا يسعى اليها فقط، ومن يحاول التحريض على فتنة مسيحية - اسلامية للاختباء من دوره في الفتنة السنية - الشيعية لا يمكن له ان يتهم الاخرين"، لافتاً إلى "ان الرد على اتهام حزب الله بعمليات الاغتيال والعمليات الامنية في محاولة اتهام الآخرين لا يستقيم لان الاتهامات ليست اتهامات سياسية مع وجود مطلوبين من الحزب للقضاء الدولي".

وفي ما يتعلق بكلام نصرالله عن الحوار، ختم زهرا بـ"أننا لن نتكرم في الجلوس الى قتلة ما داموا سيستمرون في التهويل والقتل والتهديد وردنا الوحيد هو مقاطعة الشرعية التي يحاولون اكتسابها لتكريس قوة السلاح مكاسب سياسية على الصعيد الوطني".

ماروني: ورأى عضو حزب "الكتائب" النائب ايلي ماروني في كلام نصرالله "عودة اللغة الخشبية التي استعملها حزب الله لسنوات طويلة، وهي توجيه الإتهام للمسيحيين بالتعامل مع اسرائيل".

وقال "هؤلاء المسيحيون الذين يتهمهم السيد نصرالله كانوا شركاء معه في حكومات عدة وفي مجلس النواب وعلى طاولة الحوار، فكيف يرضى وهو يعلم بذلك أن يجلس مع عملاء لإسرائيل ويكون مع أشخاص يسعون الى تدمير حزب الله؟ إن هذا الكلام المتوتر يدل على أن السيد وحزب الله يعيشان الأزمة الأخيرة ربما بسبب توحيد المعارضة السورية، وربما لانكشاف تورط حزب الله في أزمات عدة في سوريا ولبنان وتورط عناصر من حزب الله في ملفات القتل والفساد التي تمعن في نهش البلد".

أضاف "ربما أرادوا تحويل الأنظار عن ملف الأدوية الفاسدة وعلاقة حزب الله، وربما أرادوا تحويل الأنظار عن ملف الجثث التي تأتي لمقاتلين للحزب مع النظام السوري، فأراد مجددا أن يحرك الضغائن والفتن الداخلية من خلال اتهام مسيحيي 14 آذار اتهامات مرفوضة".

وسجل "تناقضا في كلام السيد نصرالله، فمن جهة اتهامنا ومن جهة أخرى دعوتنا الى الجلوس الى طاولة الحوار، فكيف يرضى بالجلوس معنا؟".

كبارة: كذلك أصدر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة بياناً جاء فيه:

"لا يفاجئنا حسن نصر الله باستفزازه، وبتضليله الذي يعكس عدم احترامه لعقول أتباعه ممن يعتقدون أن كلامه هو امتداد لكلام الفقيه ولا مجال للمناقشة. أما أن يصل به الصلف والتكبّر إلى تمنيننا بكرم أخلاقه مبرراً للمشاركة في الحوار مع قوى 14 آذار، فهذه ملأت كأس صبرنا وأفاضته.

لذلك نقول لك يا سيد حسن إن قلة إدراك بعضنا معطوفة على حسن نواياهم المفرط، هي التي سمحت لهم بالجلوس معكم إلى طاولة الحوار.

نحن نخجل من الحوار مع من يحمي المتهمين. وشعبنا يرفض الحوار مع من هو متهم بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه رحمهم الله. وشعبنا يرفض الحوار مع من يرفض تسليم شاهد في محاولة اغتيال الوزير بطرس حرب. وشعبنا يرفض الحوار مع من مارس الفتنة بدمويتها في صيدا وأطلق النار على متظاهرين سنّة مسالمين لأنهم كانوا يطالبون بإنزال صوره المرفوعة في مدينة ترفضه.

أما تباكيك على الشيوعيين وغيرهم ومطالبتك بمشاركتهم في هيئة الحوار فتلزمنا بالتذكير بأنك، أنت وحزبك يا سيد حسن، قتلت 18 قياديا منهم بدم بارد، أكبرهم سناً الثمانيني الدكتور حسين مروة، خريج النجف، الذي أطلقتم عليه نيران أسلحتكم وهو في سريره، بما يتناقض مع وصايا الرسول محمد، صلّى الله عليه وسلم، الذي حرّم قتل شيخ أو طفلٍ أو إمرأة ... أو حتى قطع شجرةّ.

أما كانوا مقاومين يوم اتخذتم قرار تصفيتهم؟ أما كانوا مقاومين بقيادة جورج حاوي الذي قتل أيضاً؟ أتعتقد أن الناس جميعاً بلا ذاكرة ولا يفقهون ما ترمي إليه؟ ألا تخجل من الكذب على الناس يا سيد حسن؟ أما الحلفاء المسيحيون في قوى 14 آذار الذين خصصتهم بهجومك لأنهم يرفضون الحوار معك، ألم تكن مقاومتهم تقاتل الاحتلال الأسدي كما قاتلناه نحن يا سيد حسن؟

نرى أن من واجب اللبنانيين الدفاع عن وطنهم في مواجهة كل الأعداء. نعم كل الأعداء. صحيح أن بعضهم تحالف مع العدو الصهيوني قبل انتهاء الحرب الأهلية في تشرين الأول العام 1990. لكن ألا تضم مقاومتك المزعومة جميع عناصر موقع سجد الذين كانوا في ميليشيا لحد التي قاتلتها وقاتلتك؟

لماذا تقبل بعناصر لحد الشيعة وترفض المعارضة المسيحية يا سيد حسن؟ وأيضاً أسألك: لماذا توقع وثيقة تفاهم مع جنرال نشرت وسائل الإعلام صوره مع الضباط الصهاينة في منطقة المتحف في بيروت أثناء اجتياحها في العام 1982 وأدين كبير مساعديه بتهمة العمالة لإسرائيل؟ هل هؤلاء عمالتهم "مجيدة" لأنهم خضعوا لك يا سيد حسن؟ أما زعمك بأن بعض مسيحيي 14 آذار يريدون فتنة سنيّة- شيعية فهذه مردودة لك وعليك لأن الفتنة لا يمارسها أحد إلا أنت منذ قتل حزبك الرئيس الشهيد وغيره وغيره، ومنذ غزوت بيروت والجبل الدرزي، ومنذ جهزت ومولت الفتنة في طرابلس والشمال، ومنذ تعهدت بحماية القتلة لمدة 300 سنة. لن أقول لك اتق الله بلبنان يا سيد حسن. بل أقول لأنصارك اتقوا الله بأنفسكم وعيالكم وأرزاقكم وحياتكم ومستقبلكم ولا تصدقوا هذا الرجل لأنه يقودكم إلى الهلاك.

حوري: وفي هذا السياق، أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث إذاعي، إلى أن "الصورة المعنوية التي رفعت للسيد حسن نصرالله في العام 2006، سقطت اليوم إلى مستنقعات الزواريب الداخلية".

وأسف "لما جاء على لسان السيد حسن نصرالله أمس، خصوصا أنه بعيد كل البعد عن الشراكة الوطنية"، لافتا إلى أن "نصرالله حاول في خطابه أمس ان يقول أمرين: الأمر الأول هو أن بعض مسيحيي 14 آذار هم مسؤولون عن فتنة تهدد البلد، والأمر الثاني أن حكومته باقية".

وأشار إلى أن "السيد حسن عاد إلى مرحلة ما قبل الطائف، فاتحا دفاتر قديمة مع العلم أننا تجاوزنا هذه المرحلة وإذا كان لا بد من فتح الدفاتر، فلتفتح كل الدفاتر من دون إستثناء من حرب المخيمات إلى تصفية المقاومين الآخرين في الجنوب، وإلغاء شيوعيين".

وأكد أن "العودة إلى مرحلة ما قبل الطائف هي خطوة في المجهول، وعندما يقول نصرالله أن حكومتي باقية فهذا يدل على الإستئثار عينه إضافة إلى إلغاء الآخر".

دوفريج: كما علق عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دوفريج في حديث إلى قناة "المستقبل"، على كلام الأمين العام لـ"حزب الله"، معتبرا أنه "لم يكن مقتنعا بكلامه ويحاول تجييش الناس خدمة للفتنة التي تسعى اليها اسرائيل وللتغطية على وجود سلاحه مع غياب مقاومة العدو المزعومة".

وقال "نصرالله أسقط في خطابه القناع نهائيا عن حكومة حزب الله"، لافتا إلى أنَّ كلامه "كان موجها لمهاجمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. كما أن كلامه خطير جدا في الطريقة والاسلوب والابتسامة وكأنه يضحك على الآخرين، وفعليا لم يعد هناك شيء اسمه المقاومة بل حزب ينفذ اجندة خارجية".

أضاف "ليس بهذه الطريقة يقيمون سياسة بلبنان لا سيما أن سماحة السيد يعلم اكثر من الجميع أن كل هذا الكلام غير صحيح وهذا كلام تعبئة ويعبي البوسطة فتنة وكهرباء لكي تصل الى هدفها".

واستنتج من كلامه انه "لا يريد انتخابات، بالاشارة الى التوتر العالي والنبرة العالية والتخوين ومعنى ذلك الانزلاق الى مشاكل على الارض ما يمنع أمنيا حصول انتخابات".

رحال: بدوره، شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب رياض رحال في حديث إذاعي على ان "المقاومة يجب ان تكون هي وسلاحها بإمرة الحكومة والدولة والجيش اللبناني"، معتبراً ان "العلة هي سلاح "حزب الله"، وإذا فعلاً أرادوا الحوار فليسلموا سلاحهم".

وقال "على اللبنانيين ان يتحركوا ويسمعوا جيداً الخطابات"، سائلا "أين الفتنة التي يتكلمون عنها؟ فكل الذين إغتيلوا هم من فريق واحد، ومن إغتال اللواء وسام الحسن؟"، لافتاً إلى انهم "يقتلون القتيل ويسيرون في الجنازة ويفرضون علينا الشروط أيضاً"، أضاف "بعد التفجيرات والإغتيالات، يأتون ويتكلمون عن الوحدة الوطنية، وينادون انها حكومة الإستقرار وانهم يريدون الإستقرار".

علّوش: اما عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علّوش فقال "إن السيد حسن نصر الله يحاول من جديد تحديد معالم الجمهورية اللبنانية وأن يضع شروطه الخاصة لإدارة البلاد وهذا يؤكد على ما قلناه دائماً بأنّ حزب الله الذي يدّعي الزهد بالحكم والسلطة وإدارة الحكم من دون أن يتحمّل تبعات"، أضاف "نرفض أن نكون معهم على نفس الطاولة طالما انّهم يغطّون القتلة ويحمون المتهمين بالإغتيالات ويشاركون في مجزرة الشعب السوري".

وأكد أن "نصر الله لم يأت بأي شيء جديد"، معتبرا أن "هذه المنظومة التي يسميها نصر الله المقاومة هي عمليا شركة فيها 42 الف موظف وهو قائدها واثبتت أن الفساد "يعشعش" فيها بمختلف جوانبه"، متوجها إليه بالقول "في الحقيقة يفترض علينا ألا نجلس معه على طاولة واحدة طالما أنه لا يزال يغطي القتلة والفاسدين والمفسدين، ويغطي ايضا مسألة قتل الشعب السوري".

طعمة: الى ذلك أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة في تصريح، أن "السيد حسن نصرالله ضرب كل خطوط الحوار الممكنة على رغم دعوته إليه، ونقول لحزب الله: الحوار لا يمكن أن يكون بين الملائكة والشياطين، ومن أراد أن يؤسس للحوار لا ينبش الماضي بنظرة أحادية الجانب تفتقر إلى الوقائع الموضوعية".

وقال "كنا نتمنى منك يا سماحة السيد خطابا مغايرا تماما، أقول نتمنى لأن قدرنا في هذا البلد أن نعيش معا، إذا أردنا حقا للبنان أن يتنفس برئة الحرية ورئة الديموقراطية. ولكن أن ينطلق خطابك من أننا خونة وعملاء فهذا لا يعني قرارا بالتصعيد وحسب، بل أن هذا الخطاب يؤسس لمرحلة علي وعلى أعدائي، كأن ثمة قرارا بهدم البلد على رؤوس من فيه، في حال لم ينتصر خياركم السياسي. وطالما أنكم فتحتم صفحات التاريخ، فالأيام تشهد لنا في عكار والشمال وفي أكثر من موقع في كل الساحات اللبنانية، أننا كنا في طليعة الداعمين لجبهة المقاومة الوطنية ضد العدو الصهيوني يوم لم يكن في البلد شيء اسمه حزب الله. وتلك الصفحات عينها، تشهد لقوى مقاومة، سميت في خطابك البعض منها، لتدعوها إلى طاولة الحوار التي فخختها سلفا، ومعروف من صفى قيادات تلك المقاومة، ليستأثر بالعنوان المجاهد، ويزيل الآخرين عن الساحة".

اضاف "في يوم الشهيد، كنا نتمنى خطابا مغايرا، كنا نتمنى خطابا ينحني أمام الدماء الطاهرة التي قدمتموها، وقدمها غيركم، لتكون حافزا على التلاقي، في هذا الظرف المصيري الذي يتطلب حوارا ملؤه الثقة. فعندما نطلب منكم مؤشرات للثقة نكون فعلا نريد الحوار المبني على الصراحة الذي يؤسس لبناء الدولة، وعندما تخاطبوننا من فوق تنسفون كل جسور التلاقي".

ختم "ان إستقالة الحكومة، وتسليم المتهمين، ووقف آلة القتل مسلمات بديهية لبدء مرحلة جديدة ينتج فيها قانون انتخابات عادل، لنخضع جميعا إلى إرادة الناس لا إلى قوة السلاح".

ودعا السيد نصرالله إلى "اتخاذ موقف تاريخي يصون البلد ويعطي الشعب فرصة تقرير مصيره بنفسه، فكلنا سنمضي من هذه الفانية وسيبقى التاريخ لأبنائنا الذين نسعى لنوفر لهم بلدا يعتزون فيه بين الأمم".

 

كتلة "القرار الحر" استقبلت سفراء مجلس التعاون الخليجي فرعون: لتشكيل حكومة تلتزم في بيانها الوزاري "إعلان بعبدا"

وطنية - استقبل النائب ميشال فرعون ونواب كتلة "القرار الحر" جان اوغاسابيان، نديم الجميل وسيرج طور سركيسيان، سفراء: المملكة العربية السعودية علي عواض العسيري، الكويت عبد العال القناعي، وقطر سعد علي هلال المهندي والقائم بالأعمال الإماراتي علي يوسف الجنيدي، في مكتبه في الأشرفية.

وأعرب السفراء عن تضامنهم مع المصاب الأليم الذي تعرضت له الأشرفية وأهلها ونقلوا تعاطف دول الخليج لهم، آملين "أن ينعم لبنان بالاستقرار والأمن لأن هذه المآسي لا تخلف سوى الكوارث".

فرعون

بعد اللقاء، توجه فرعون بالشكر لدول مجلس التعاون الخليجي، من خلال سفراء هذه الدول، "على دعمهم لبنان على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية، خصوصا في المحطات البارزة، مثل عدوان تموز ومؤتمرات باريس 1 و2 و3، كما في مؤتمر الدوحة، بالإضافة الى زيارتي الملك عبدالله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، والمساهمة الخليجية في إعادة إعمار لبنان".

واعتبر فرعون أن "انفجار الأشرفية لا يقل، من حيث كارثيته، عن عدوان تموز مع فارق أن اللبنانيين كانوا موحدين حينها في مواجهة عدو واحد هو إسرائيل، كما اتفقوا بعدها على القرار 1701، في حين نرى اليوم استهدافا للأشرفية ولرمز أمني ساهم في كشف شبكات تعمل لصالح إسرائيل ودافع عن أمن لبنان، بمشاركة طرف لبناني".

ولفت الى أنه "تم التبادل مع السفراء في نتائج هذا الاعتداء على الأشرفية، الى جانب التداول في مختلف التطورات السياسية، وخصوصا الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة صيدا". وقال: "إننا، ككتلة القرار الحر، أكدنا مرارا رفضنا لأي سلاح في المدن وعلى تطبيق قرارات الحوار الوطني".

وأشار الى أنه "بات واضحا أن الحكومة الحالية باتت رمزا للفتنة، وما الأحداث التي تتنقل من طرابلس الى بيروت فصيدا إلا الدليل الأكبر على التوتر الناتج عن استمرار هذه الحكومة".

ورأى أن "الحكومة التي تم تأليفها في دمشق لا يمكنها الاستمرار بعد التطورات التي شهدتها سوريا، الى جانب الملاحظات الكثيرة على أداء بعض الوزراء"، مشيرا الى أن "فريق 14 آذار قدم حلولا لإزالة التوتر السائد إلا أنها لم تلق تجاوبا حتى الآن"، متوقفا عند مضمون تصريح النائب وليد جنبلاط حول الحكومة، كما عند لقاءاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشخصيات وسطية "تنسجم مواقفها مع مواقف فريق 14 آذار، وهي تؤيد حصول تغيير حكومي مع تأمين الاستقرارين السياسي والأمني".

وقال فرعون: "ما حصل في الأشرفية ليس كارثة إنسانية بل عمل إرهابي شارك فيه أشخاص لبنانيون، من خلال ما وصلنا من خيوط، ونحن نطالب بكشف الحقيقة في هذا المجال في أسرع وقت ممكن".

وردا على سؤال عن اتهام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لبعض مسيحيي فريق 14 آذار بالعمل على تزكية الفتنة السنية الشيعية، قال فرعون: "تم الانقلاب على تسوية الدوحة من قبل فريقهم، وتم تشكيل الحكومة تحت وطأة التهديد بالسلاح. واليوم هناك وزراء يخشون الاستقالة بسبب خشيتهم من هذا السلاح، وما قاله السيد نصر الله أمس يعني أن الحكومة باقية بالقوة، ولو كان ذلك على حساب القيم الديمقراطية".

وطالب فرعون بتشكيل حكومة تلتزم بـ "إعلان بعبدا" في بيانها الوزاري، معتبرا أن "استمرار الحكومة الحالية يستهدف هذا الإعلان وهي تأخذ البلد الى الفتنة، على حساب مصالح الناس".

وقال: "لبنان يتأثر سلبا بما يحصل في سوريا، لأن الفريق الذي بات عاجزا عن حكم سوريا يريد أن يحكم لبنان، ما يوصلنا الى كارثة حتمية، خصوصا على الصعيد المالي في ظل تراجع معدل النمو".

وتوجه بالشكر لمبادرة "ماراتون بيروت" بشخصي رئيسة الجمعية مي الخليل ومكسيم شعيا "لمساهمتهما في جمع التبرعات للمنطقة والأهالي"، كما شكر السفراء من جنسيات مختلفة على تضامنهم، واهتمام بلدية بيروت بالأملاك العامة والمتضررين، وجمعية "فرح العطاء" التي تهتم بالأقسام المشتركة للأبنية، الى جانب اهتمامنا كفريق عمل بتأمين موازنة لإصلاح الأملاك الخاصة كلها، مشيرا الى "وجود حوالى 400 ملف تم إعدادها من قبل مخاتير المنطقة والجيش اللبناني مع الهيئة العليا للإغاثة".

 

"نشارك في اي جلسة تصويت على قانون انتخابي جديـد"/النائب سامي الجميل: المحاصصة فـي "هيئة النفط" "ضحك على الناس"

المركزية- علّق منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل على تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع النفط، فسأل "لماذا ضحكتم على 600 شخص، وجعلتموهم يتأملون بوظيفة في بلدهم وبإدارتهم لهذا القطاع، اذا كان في النهاية كل شخص سيتفق مع الثاني على الاسماء"؟. ولفت امام كوادر حزب "الكتائب" في بعبدا الى ان "الحكومة اعتبرت ان هذه الهيئة هي هيئة مستقلة ستكون مؤلفة من ستة شباب كفوئين، عليها مراقبة التنقيب عن النفط، وعندها تم تشكيل لجنة فاحصة مؤلفة من ثلاثة اشخاص لدراسة السير الذاتية للراغبين في الانضمام الى هذه الهيئة، فتقدم الى هذه المراكز كل الشباب المغترب الكفوئين والذين يملكون شهادات عليا في القطاع النفطي، الى ان بلغ عدد السير الذاتية المقدمة 617 سيرة ذاتية لمرشحين لمنصب اعضاء في الهيئة الناظمة.

واوضح ان "اللجنة الفاحصة اقصت 500 شخص عند اول "شطبة قلم" من دون ان نعلم الاسس التي تمت عليها عملية الابعاد، وبعدها تم استثناء 15 شخصا ومن ثم 30 الى ان بقي 30 شخصاً، خضعوا لمقابلة شفهية على اساس ان ترفع ستة اسماء الى مجلس الوزراء ليصوت كهيئة ناظمة لقطاع النفط، مؤلفة من شيعي، سني، ارثوذكسي، ماروني، درزي وكاثوليكي، وعندها سمعنا على شاشات التلفزة من احد نواب "حركة امل" ان الحركة و"حزب الله" اتفقا على اسم العضو الشيعي، وبعدها سمعنا ان المرجعيات السنية اتفقت على الاسم السني، والمرجعيات الدرزية اتفقت على الاسم الدرزي"، سائلاً "لماذا ضحكتم على 600 شخص، وجعلتموهم يتأملون بوظيفة في بلدهم وبإدارتهم لهذا القطاع، اذا كان في النهاية كل شخص سيتفق مع الثاني على الاسماء"؟.

وقال "هذه المحاصصة وهذه الطريقة بـ"الضحك على الناس" يجب ان تتوقف في مكان ما، اذ لا يمكننا كمسؤولين ان نبقى متفرجين وساكتين على طريقة اداء خطأ، اذ في حال كانت العملية عملية محاصصة في الاساس فلماذا اتعبتم الناس، قولوا ببساطة وصارحوا الرأي العام انكم كزعماء في هذا البلد ستتفقون على ستة اسماء ليشكّلوا هذه الهيئة، لماذا ضحكتم على الناس وطلبتم منهم تقديم سيرهم الذاتية وجعلتموهم يتأملون بأن هذا البلد سيتقدم، سيكون سائراً على الدرب الصحيح وفي النهاية "يمسح فيهم الأرض بهذه الطريقة"، لانه عندما يؤكد احد النواب انه اتفق مع الفريق الآخر على اسم، لا يحق لأحد عندها ان يتحدث عن لجنة فاحصة او كفاءة او عدل، بل ان كل الأمور تحصل في المحاصصة والمعايير الطائفية والمحسوبيات السياسية".

وفي ما يتعلق بموضوع مقاطعة جلسات مجلس النواب، اكد الجميل ان "اي جلسة نيابية سيطرح فيها التصويت على قوانين الانتخابات، سنكسر الحذر الأمني وسنخاطر كي لا نعطّي ذريعة لأحد ليتهمنا بأننا رافضون لأي تغيير لقانون الانتخابات، لأننا اليوم متهمون بان عملية مقاطعة مجلس النواب من قبل نواب الرابع عشر من آذار هي بهدف منع وجود قانون انتخابي جديد"، معلناً اننا "مستعدون للمشاركة في اي جلسة تصويت على قانون انتخابي جديد".

 

وفد من جرد جبيل الجنوبي في معراب

المركزية- التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وفداً من جرد جبيل الجنوبي، ضمّ رؤساء بلديات: مجدل العاقورة، يانوح والعاقورة، ومخاتير: المزاريب، يانوح، العاقورة، سرعيتا، قرطبا ومجدل العاقورة، في حضور منسق منطقة جبيل في "القوات" شربل ابي عقل. وكانت مناسبة شكر خلالها الوفد جعجع على المساعدة التي قدمها الحزب لإكمال طريق قرطبا-المجدل مما اتاح للأهالي تصريف مواسمهم الزراعية لهذا العام بسهولة اكبر.

 

بوسطة" حزب السلاح تخرق بوابة الجنوب

كارلا خطار/المستقبل

صيدا بعد طرابلس وبيروت.. فتنة و"معزوفة" بين كل اغتيال واغتيال.. ليست المرة الأولى التي يُستعمل فيها سلاح "الممانعة" في الداخل. القمصان السود حاولت للمرة الثالثة إيقاع لبنان في فتنة طائفية، كانت قد حذّرت منها مراراً قوى 14 آذار. اقترن الكلام بالممارسة وها هي قد أتت "لحظة التخلي". "كشّر" السلاح غير الشرعي بكل أشكاله، سواء الممانِعة أو المرابِضة في المخيمات، عن أنيابه وتبيّن أن "بوسطة" الـ75 تلاحق اللبنانيين في الفترة الأخيرة.

والبوسطة في العام 2012 محمّلة بالأسلحة غير الشرعية لحَمَلة سلاح غير شرعيين، أي لا يريدون أن ينضووا تحت لواء دولة يشاركون في حياتها السياسية ويتخلّون من أجل أمنها عن سلاحهم.. إلا أن ذلك لن يمكّن "حزب الله" من أن يربح عسكرياً لأنه سيخسر بالتأكيد سياسياً. وإن كانت صيدا حالة طارئة بالنسبة الى الحزب أو ربما ممراً فقط الى الجنوب، فإن الحزب يحاول أن يحافظ على صورته ويستعيض عن خسارته في معاركه الى جانب النظام السوري من خلال استمداد قوة من سلاحه. إلا أنها ليست قوة إنما استقواء، وليس السلاح هنا زينة الرجال لأنه لا يدافع عن مبدأ الدولة إنما هو سلاح غير شرعي تستعين به القمصان السود كلّما أرادت فرض قوانين دويلتها على الدولة اللبنانية. هكذا تماماً انقلبت القمصان السود على حكومة الوحدة الوطنية، واليوم تنقلب على صيدا وعلى أهلها وعلى وحدتهم. فمنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أصرّ "حزب الله" على امتداد عسكري وسياسي، وصمم على أن يدفن سلاحه تحت تراب الفتنة حتى إذا ما جاء الموعد ضرب السلاح الوحدة والدولة.

"سوسة" الفتنة تنحر في جسم الدولة وتتكاثر كالجراد تحت عباءة "الدفاع عن لبنان" وروح المقاومة التي فُقدت. القناع لم يسقط بالأمس في صيدا، إنما أسقطته قوى 14 آذار قبل ذلك في كل تصريحاتها وبعد اغتيال عدد من شخصياتها.

في صيدا، أراد السلاح غير الشرعي أن يجرّ لبنان الى فتنة، ويحول بوابة الجنوب إلى بوابة السلاح والفتنة. وقف لها بالمرصاد كل أهالي صيدا وسياسييها، بانتظار أن تتّخذ الدولة على المستوى الشامل قراراً حاسماً في ما خصّ كل السلاح غير الشرعي الذي "يخيّل" على الأراضي اللبنانية من دون أن يجرؤ أحد على مساءلة المصدر والهدف.

في لبنان، سلاح يجرّ السلاح و"البوسطة" تتنقل من منطقة الى أخرى محاولة نقل عدوى "أشرف الناس" في مواجهة كل اللبنانيين الشرفاء.. "فصول السلاح" تتوالى فمتى تتولّى الدولة أمر ضبط "الشتاء والصيف" تحت سقف واحد؟

يرى عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش في هذا الخصوص أن "استمرار ميليشيا حزب الله بفرض خياراتها السياسية وتحدي اللبنانيين والاعتداء عليهم، ستؤدي حتماً الى تفشي ظاهرة السلاح واعتبار أن تصرفات الحزب هي القدوة وهذه النتيجة بعد كل التحذيرات التي أطلقناها".

وأبدى علّوش أسفه كون "المشكلة أخطر من إمكانية معالجتها في الوقت الحالي، وقد تصل بنا الى كارثة كبرى قبل أن نصل الى نتيجة". وعن الاحتياطات لمنع حدوث فتنة سنية - شيعية، لفت إلى أن "مسألة الفتنة تحتاج الى طرفين بينما في الواقع هناك طرف واحد يحمل السلاح فيما الأطراف الأخرى معروفة بفوضى السلاح لذا تحصل المناوشات والاعتداءات وسقوط ضحايا"، مضيفاً "أما مسألة الفتنة المفتوحة فغير موجودة في الوقت الحالي لأن الطرف الثاني أي قوى 14 آذار لن ينجرّ الى الفتنة". من جهته، اعتبر عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار المحلل السياسي الياس الزغبي أن "ما حصل تمّ على مراحل ضمن مشروع واحد، فمنذ سبع سنوات وتحديداً بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى اليوم، يردّد "حزب الله" اللازمة نفسها". وأوضح "كانت مرحلة هدنة بداية فمرّت الانتخابات على خير، ولما اكتشفوا أنهم عاجزون عن استلام الحكم كما يريدونه، اتّجهوا الى شعار مبتكر وهو الشراكة الفعلية كما سموها، ونصبوا الخيم طيلة عام ونصف العام والتجأوا بعدها الى 7 أيار". وتابع الزغبي "كان ذاك التاريخ المرحلة الثانية قبل الانتخابات الثانية، فهم يقومون بأداء لازمتهم أو "حركاتهم" على أبواب الانتخابات، فغيّروا الميزان بالقوة واجتاحوا بيروت". أضاف الزغبي "في الدوحة لم يفلحوا في "قطف" النصر السياسي الكامل لذا انقلبوا على اتفاق الدوحة مضموناً وروحاً وأسقطوا حكومة الرئيس الحريري من خلال القمصان السود". وذكّر بأن "الفصل ذاته تكرر في 25 كانون الثاني 2011 وأتوا بحكومة ميقاتي، واليوم يشعرون بأن المتغيّرات لا تصبّ في مصلحتهم إن كان في سوريا خصوصاً بعد توحّد المعارضة أو في إيران التي تتخبّط في مشاكلها ويشعرون بأنهم بحاجة الى تغيير قواعد اللعبة منذ أشهر بعد محاولة اغتيال رئيس حزب "القوّات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ثم محاولة اغتيال النائب بطرس حرب حتى اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن والاضطرابات التي تحصل بين كل حادثة وصولاً الى اليوم". ووصف الزغبي المشهد اليوم بأنه "تكرار لما حدث في السابق، أي أن الحزب يسعى الى استباق خسارة ما، والخسارة التي يتلمّسونها باتت مؤكدة في كل من سوريا ولبنان والمشروع الإيراني، من هنا يريد الحزب زعزعة كل إمكانات انقلاب الميزان السياسي وصولاً الى إحدى هاتين النتيجتين: إما نسف الانتخابات كلياً محافظين على الأكثرية الواهية وإما إجراء الانتخابات بالشروط التي سيفرضونها وتحديداً قانون الانتخاب". وخلص الزغبي الى أن "الحل الوحيد أمامهم اليوم هو توتير الوضع والذهاب الى حدّ الفتنة"، مشيراً الى أن "سلاح الحزب استعمل بطريقة مباشرة هناك لاستهداف الحالة السنية خصوصاً السلفية المتشددة بقيادة الشيخ أحمد الأسير وبهذا يستهدفون الحالة المعتدلة وهي تيار "المستقبل" لإضعاف الاعتدال السني وتقوية التطرّف السني لاستخدامه بعدما خلقوا ظروفه ومناخاته انطلاقاً من "فتح الإسلام" حيث كان "حزب الله" يستفيد منه لذا قال الأمين العام للحزب حينها بأن نهر البارد خط أحمر". وختم الزغبي بأن "الحزب يلعب اليوم لعبة مزدوجة، مستخدماً الحالة المتطرفة لتنفيذ مشروعه في حلقته الأخيرة

 

فارس سعَيد مع الجميّل الأب والابن في بكفيا: صفحة جديدة وورقة اقتراحات والكتائب عائدة إلى الأمانة

ايلي الحاج /النهار

لا عتب ولا اعتذار. "صفحة جديدة" قال فارس سعيد. "صفحة جديدة" قال سامي الجميّل. لم يظهر "الرئيس" في الصورة لكنه كان مشاركاً في الاجتماع. بالأحرى كان أمين الجميّل عرّاب المخرج الإيجابي للطرفين، الحزب ومنسق الأمانة العامة لـ 14 آذار المتطلع إلى لمّ شمل يعيد إليها أطرافاً غادروا طاولتها كلّ لأسبابه. سيكتفي فارس سعيد لاحقاً بالقول لمن يسأله إنه عمل ما عليه وإن "المعركة الوطنية الكبرى تتطلب تضافر جهود الجميع. غير ذلك لن أضيف كلمة".

وصل نائب جبيل السابق قبل الرئيس الجميّل إلى مكان الإجتماع، المقرّ الجديد للنائب سامي الجميّل المجاور لبيت العائلة في بكفيا، وكان في استقباله الجميّل الابن والأمين العام للكتائب ميشال خوري، صديق فارس سعَيد الذي حَبَك معه سلسلة اتصالات وقرّب وجهات النظر ووضع سيناريو إعادة المياه إلى مجاريها بعد جفاء طويل تداخلت فيه عناصر متعددة ، لكنه "صار وراءنا، ولا عودة إلى الوراء" على ما أوضح مسؤول كتائبي لـ"النهار".

خلال الاجتماع  عرض سعَيد رؤيته إلى مهمات الأمانة العامة: هي مكان جامع، نوع من "فوروم" يشارك من خلاله ناشطون في المجتمع المدني، ومستقلون لا يجدون أنفسهم داخل حزب من 14 آذار، في مسيرة هذه الحركة بأفكارهم وأصواتهم وأقلامهم،  وذلك إلى جانب ممثلي الأحزاب ينقلون وجهات نظرها ويتفاعلون معاً في العمل الوطني. كان رأي سعَيد أن الأمانة نجحت في هذه المهمة وحققت إنجازات على هذا الصعيد منذ إنشائها قبل خمسة أعوام. لكن رأي النائب الجميّل كان مختلفاً، وهو أوضح أن حزبه لا يعارض في المبدأ أن يكون للمستقلين تجمع يشكل إطاراً تنظيمياً يضمهم إلى جانب ناشطي المجتمع المدني إنما لا يكون اسمه أمانة عامة، على أن ينتدبوا من يمثلهم فيها لتكون الامانة جهة تنظيمية تنسق وليست جهة سياسية.

لم يعارض فارس سعيد "لا مشكل " قال. وتسلم من الجميّل الابن ورقة تتضمن اقتراحات تقضي بأربعة أطر تنظيمية لقوى 14 آذار: تجمع للنواب والوزراء، تجمع للمستقلين والمجتمع المدني، الأمانة العامة التي يجب ان تضم عدداً متوازياً بين الأحزاب والمستقلين، 8 أو 10 لكل جانب، وقيادة 14 آذار من رؤساء الأحزاب وممثلين للمجتمع المدني والمستقلين. قال سامي الجميّل: "بهذه الطريقة يكون الجسم القيادي أو من يتخذ القرارات هو القيادة، وفي الوقت نفسه تكون الامانة العامة الجهاز التنسيقي والتنظيمي، والمكان المناسب لبلورة الأفكار والمناقشات، ويكون تجمع المستقلين نوعاً من ضمير الحركة السيادية، وتجمع النواب والوزراء لمعالجة الامور المؤسساتية، وهذه المؤسسات الاربع تنضوي تحت الهيئة العامة لقوى الرابع عشر من آذار التي تجتمع مرة كل ثلاثة أشهر لتقييم أوضاعها".

وقال سعيد إنه سيعرض الورقة الكتائبية على الأحزاب والشخصيات، وسأل عن عودة حزب الكتائب إلى المشاركة في اجتماعات الأمانة العامة، وكان الجواب أن لا مشكلة في هذا الأمر. إنما يعود إلى المكتب السياسي للحزب أن يقرر.

 بعد الاجتماع صرّح النائب الجميّل "ان 14 آذار ليست حزباً بل التقاء أحزاب ومستقلين تجمعه نقاط عدة منها رفض السلاح غير الشرعي في لبنان أياً تكن هويته، والتمسك بالمحكمة الدولية والحفاظ على النظام الديموقراطي وتداول السلطة. في ما عدا ذلك لا يمكن أحداً ان يفرض رأيه على آخر".  أما الدكتور سعيد فأدرج اللقاء في سياق توحيد القراءة السياسية، مؤكدا ان النقاط الخلافية موجودة منذ زمن طويل وليست جوهرية. وتحدث عن اتفاق على طريقة ادارة هذه النقاط من اجل تجاوزها. وقال: "يعلم الجميع أن حزب الكتائب هو حزب مؤسس داخل 14 آذار تجمعنا معه تجربة سياسية طويلة جداً . والمعركة ليست داخل 14 آذار او بين مستقلين وحزبيين، بل معركتنا واضحة في مواجهة حزب الله والأخطار التي تفرض نفسها على لبنان. من باب المصلحة الكبرى حصل هذا الاجتماع المثمر الى حد كبير".

ومساء اجتمع المكتب السياسي الكتائبي كالعادة وامتدت المناقشات من الخامسة بعد الظهر إلى الثامنة والنصف ليلاً . وبدا رسمياً أن القرار لم يصدر لكن مصادر أشارت لـ"النهار" إلى أن المكتب السياسي قرر تكليف الرئيس الجميّل انتقاء شخصيتين من الحزب للمشاركة في اجتماعات الأمانة العامة من جديد.

وعند الخامسة بعد الظهر زار سعيد عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده في منزله في الصنائع وبحث معه في الأوضاع وتنظيم قوى 14 آذار .

 ورداً على استيضاح "النهار" قال إده: "ننسق دوماً مع قوى 14 آذار في القضايا الوطنية الكبيرة، ونذهب إلى أمانتها العامة عندما نرى حاجة إلى ذلك، أي عندما يكون لبنان في مواجهة أزمة وظروف صعبة ، لكننا لا نشارك في اجتماعاتها في شكل روتيني. الدكتور فارس سعَيد طلب أن ننسق أكثر وسندرس هذا الطلب".

 

ملف الأدوية يتفاعل.. معلومات متضاربة ورؤوس كبيرة

رنا سعرتي/جريدة الجمهورية

قضية الادوية المزورة تتوالى فصولا. وتتمحور المخاوف حاليا حول نقطتين اساسيتين. النقطة الاولى تتعلق بخلو الاسواق من هذه الادوية، اذ بينما يؤكد وزير الصحة الذي تصدّى لهذه الفضيحة بحزم ان الادوية سحبت بنسبة 99 في المئة، تفيد جهات اخرى بأن الادوية منتشرة في المستشفيات والمستوصفات. النقطة الثانية تتعلق باحتمال لفلفة القضية، كما جرى في حالات سابقة.

تضاربت المعلومات امس في شأن سحب الادوية المزورة من الاسواق، وبالتالي، زوال مخاطر استخدامها من قبل المرضى. وفي حين أكد وزير الصحة العامة علي حسن خليل، ان الادوية المعنية قد سُحبت بنسبة 99 في المئة، وربما أكثر من الاسواق، ذكرت مصادر مطلعة متابعة للملف، ان الادوية لا تزال موجودة، وبكثافة، في المستشفيات والمستوصفات، ويجري استخدامها في علاج المرضى. هذا الامر سيأخذ في الايام المقبلة حيزا مهما من الجدل بين الوزارة والجهات المتابعة للملف. في موازاة ذلك، تتخوّف المصادر المعنية من احتمال لفلفة هذا الملف بعدما بدأ يتضح ان رؤوساً كبيرة متورطة. والى جانب شقيق الوزير محمد فنيش، تردّد امس اسم شقيق نائب في كتلة حزب الله متورّط بدوره، الأمر الذي يعطي الانطباع بأن الفضيحة تلامس الحزب بطريقة او باخرى. ويؤكد مصدر مطلع ان قانون مهنة الصيدلة الذي قد يتم الاستناد اليه لمحاكمة المتورطين، أصبح قاسيا لجهة الاحكام. اذ ان رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاطف مجدلاني عدّل القانون قبل فترة وجيزة بموجب إقتراح معجّل. وفيما كانت تنص العقوبة على السجن لفترة قصيرة، أو دفع غرامة، صار القانون الجديد بالمادة 92 منه ينص على السجن لمدة قد تصل الى خمس سنوات، زائد غرامة مالية تصل الى 150 مليون ليرة. فهل من الممكن إنزال عقوبات من هذا الحجم بوجود اسماء كبيرة؟

وفي هذا السياق، اكد نقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون لـ"الجمهورية" انه لم يتم تبليغه بمعلومات محددة في هذا الشأن من قبل وزارة الصحة، لافتا الى ان الوزارة تصدر اسبوعيا تعميمات للمستشفيات عند وجود اي اشكال يتعلق بادوية او مستلزمات طبية او غيرها من المعدات، تطلب منها عدم استخدامها. واشار هارون الى انه لا يدري اذا كانت الوزارة اوصت من بين تعميماتها بعدم استخدام تلك الادوية المزورة لأنها لم تعمّم على المستشفيات اصلا لائحة باسماء الادوية التي يتم الحديث عنها مؤخرا، ولم تحذرها من انها اكتشف ادوية مزورة او ما شابه. وتساءل هارون كيف يتمّ الاعلان عن ان هذه الادوية تمّ سحبها من الصيدليات ولكنها ما زالت في المستشفيات. "من قال لهم انها دخلت المستشفيات اساسا؟" موضحا ان امكانية وجود هذه الادوية في المستشفيات بعيدة جدا لأن نسبة شراء ادوية "جنريك" في المستشفيات متدنية جدا، اضافة الى ان المستشفيات تعتمد على الوكلاء المعتمدين لشراء كافة ادويتها.

ولفت الى انه لا يمكن التفريق بين الصيادلة خارج المستشفيات وداخلها، ففي حال قامت نقابة الصيادلة بابلاغ الصيادلة خارج المستشفيات من المفترض ايضا ان تبلغ نقابة الصيادلة داخل المستشفيات، مؤكدا أن لا مخاطر داخل المستشفيات تتعلق بهذه الموضوع.

 

الأسير لـ "السياسة": لن نسمح لـ "حزب السلاح" بإذلالنا وسنرد في الوقت المناسب  

مخاوف من فتنة في صيدا وتسارع الاتصالات والمساعي لوأدها

 بيروت - "السياسة" والوكالات: تسارعت الاتصالات السياسية والدينية والأمنية لسحب فتيل الفتنة في صيدا جنوب لبنان, التي خيم عليها هدوء حذر أمس وسط إقفال عام وحداد على الضحايا الذين سقطوا أول من أمس في الاشتباكات بين انصار إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ السلفي احمد الاسير من جهة و"حزب الله" و"حركة أمل" من جهة ثانية.

والقتلى الثلاثة الذين سقطوا هم مرافق الأسير وأحد أنصاره وفتى مصري, فيما أصيب عدد من الجرحى بينهم مسؤول "حزب الله" في المدينة.

وبعدما أظهر الاشتباك مدى الاحتقان المذهبي كأحد أبرز تداعيات الأزمة السورية على لبنان, تسارعت محاولات الاحتواء السياسي للوضع, مدعومة بغطاء خارجي, لمنع الانزلاق الى الفتنة, سيما في ضوء الاتفاق الضمني بين معظم القوى السياسية على ضبط الأوضاع ومنع التدهور الامني, وهو ما عكسته حركة الاتصالات والاستنفار على أعلى المستويات لإخماد نيران الجمر المتقد تحت الرماد.

ووسط متابعة حثيثة للوضع الصيداوي طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من المسؤولين الامنيين والقضائيين اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الامور والتحري عن مسببي الاشكال واعتقالهم واحالتهم الى القضاء, بعدما اطلع على التطورات المتصلة من وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي, وحذر من انعكاسات الانزلاق الى الفتنة ونتائجها على مسيرة الاستقرار والسلم الاهلي في وقت توافق الفرقاء عبر "اعلان بعبدا" على تحييد لبنان عن صراعات الآخرين.

من جهتها, دعت أوساط سياسية وأمنية إلى التعامل بأقصى درجات الحذر مع الوضع الأمني في صيدا مشددة على ضرورة وأد الفتنة بالحوار ونزع السلاح.

وأشارت إلى وجود مخاوف لدى كبار المسؤولين من مغبة أن تكون هناك أطراف تسعى جدياً لخلق فتنة بين السنة والشيعة انطلاقاً من صيدا لإغراق البلد في الفوضى, لافتة إلى أن الوضع في المدينة يمثل بؤرة خصبة لإعادة أجواء العنف والاقتتال إلى الساحة اللبنانية, في ظل الفراغ السياسي والأمني الذي يهدد جدياً بإدخال لبنان في نفق مظلم, سيما أن المعالجات السياسية لا زالت قاصرة عن معالجة الثغرات الأمنية الكثيرة في صيدا وغيرها من المناطق.

ووسط إجراءات أمنية مشددة للجيش في ظل أجواء توتر وقلق, شيع الأسير وانصاره في صيدا بمواكبة ظهور مسلح كثيف, القتيلين لبنان العزي وعلي سمهون اللذين سقطا خلال الاشتباكات التي حصلت على خلفية إزالة لافتات لـ"حزب الله" و"حركة أمل" مع اقتراب ذكرى عاشوراء.

وحولت مسيرة التشييع من مقبرة صيدا الى دوار الكرامة بالقرب من مسجد بهاء الدين الحريري في صيدا, حيث كان الأسير يقيم اعتصامه.

وبعد التشييع ألقى الأسير كلمة تأبينية أقسم خلالها ثلاثا ان دم الشهيدين سيرفع دم الأمة جمعاء وتمنى ان يكون على دربهما, ودعا مناصريه الى السكينة والهدوء والتعقل.

وفي تصريحات إلى "السياسة", أكد الأسير أن "حزب الله لم يكف منذ فترة طويلة عن تنفير الناس وإخافتهم في صيدا تمهيداً للهيمنة على المدينة, مستغلاً ذكرى عاشوراء ليرفع يافطات استفزازية وصوراً لأمينه العام حسن نصر الله, من دون مراعاة لمشاعر الآخرين ولآلاف الأبرياء الذين يقتلون كل يوم على يد حليفه (الرئيس السوري) بشار الأسد في سورية, فهو من جهة شريك بقتل أهلنا في سورية, ومن جهة ثانية يريدنا أن نخضع لسلطانه برفعه الصور والشعارات الاستفزازية في أحيائنا ومدننا وكأنه يستخف بنا".

وقال: "لن نسمح بإذلالنا وإهانتنا مهما بلغت التضحيات, فكل ما جرى أننا ذهبنا لإزالة هذه الصور والشعارات بطريقة سلمية وحضارية فقاموا بإطلاق النار باتجاهنا, ما أدى إلى سقوط شهيدين لنا وأربعة جرحى وجميعهم من مسجد بلال بن رباح", مضيفاً "رغم فداحة الخسارة الجسيمة لن نسمح لحزب السلاح أن يهيمن علينا وأن يدوس على كرامتنا وإن غداً لناظره قريب, وسيكون لنا الرد المناسب في المكان المناسب".  وعن اتهام الشيخ ماهر حمود له بنقل الفتنة إلى صيدا, قال الأسير: "الكل يعرف من هو الشيخ حمود وممن يتقاضى المال ونحن نربأ بأنفسنا عن الرد عليه".

وعن الوضع في المدينة, قال الأسير: "لن نسمح لحزب السلاح أن يسيطر على صيدا".

 

فارس سعيد زار عميد حزب "الكتلة الوطنية": هدفنا اعادة تمثيل الكتلة في اعمال أمانة 14 آذار

  وطنية - زار منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده في منزله في الصنائع، في حضور المسؤول في الحزب مروان صقر.

بعد اللقاء، صرح سعيد: "هدف الاجتماع إعادة توحيد القراءة السياسية داخل 14 آذار نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. حزب الكتلة يدرك أنه يتمتع بالاستقامة السياسية لدى الرأي العام منذ زمن بعيد وله تضحيات كبيرة في عملية بناء الدولة في لبنان. والعميد كارلوس إده بالتحديد منذ عودته الى لبنان في العام 2000 كان عضوا مؤسسا في لقاء قرنة شهوان كما هو عضو مؤسس في قوى 14 آذار وكان له دور فاعل في ثورة الأرز". أضاف: "زيارتي اليوم من أجل إعادة طرح المواضيع السياسية التي توحد 14 آذار. وثانيا أن يقبل العميد إده طلبنا كأمانة عامة لقوى 14 آذار بأن تتمثل الكتلة الوطنية مجددا في أعمال الأمانة العامة، وأن نعيد النظر بكل عملنا بمشاركة كل الأحزاب والشخصيات خصوصا الشخصيات التي لها تضحيات كبرى في ثورة الأرز".

وعن إعادة هيكلية قوى 14 آذار قال: "ان البلد يعاني من اصطفاف حاد ونمر بأزمة وطنية لذلك على 14 آذار أن تبتكر الحلول من أجل العبور بلبنان من دون مشاكل ولا اصطدامات كما حصل البارحة في صيدا. وهذا يتطلب منا جميعا ومن كل القوى الحية ان نعود ونحمل فكرة 14 آذار". واردف: "لا أحد يستطيع اختزال 14 آذار أكان أحزابا كبرى أم صغرى، ولا الرأي العام المستقل في 14 آذار له القدرة على اختزال 14 آذار أو أن يحل محل الأحزاب. نحاول اليوم إعادة طرح هذا الموضوع أمام كل المعنيين الذين يتمتعون بالمسؤولية الوطنية الكبرى من أجل التجاوب مع هذا الطرح".

بدوره، أكد إده أن "هدف الكتلة الأساسي هو الدفاع عن سيادة واستقلال لبنان وأن يكون لدينا قضاء وعدالة"، وقال: "حصل ابتعاد عن 14 آذار ولكن لا علاقة له بالأهداف السياسية أو الخط السياسي الذي نسير فيه لأن في النهاية خط 14 آذار هو خط الكتلة الوطنية. في الماضي لم نكن متفقين على بعض الخطوات السياسية التي اتخذت، ولكن في القضايا المصيرية المهمة نكون دائما في طليعة المدافعين عن لبنان".

واعتبر ان ما حدث في صيدا امس "خطير جدا، لأن ردة الفعل على وجود السلاح في يد فئة معينة ستدفع الفئة الأخرى الى امتلاكه، وهذا ما يتبين يوما بعد يوم". وقال: "يجب أن نعيد النظر في المواقف السابقة من موضوع السلاح لأنه إذا تسابق الجميع للتسلح فهذا الأمر سيرجعنا الى الماضي الأليم". وأكد أن "لا إمكانية لبناء دولة المؤسسات السيدة والمستقلة بوجود السلاح بأيدي فئة تعترف أن أوامرها تأتي من الخارج وكذلك، وهذا يعني ان حزب الله ليس فئة لبنانية إنما أداة للسياسة الايرانية في لبنان". وعن التجاوب مع طرح منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار بأن تتمثل "الكتلة الوطنية" في اجتماعات 14 آذار، قال: "ان الكتلة كانت دائما في صميم الاستحقاقات المهمة والطريقة التي سننسق بها هي ثانوية والمهم الوصول الى نفس الأهداف التي نناضل من أجلها".

 

جهنمية حزب الله الوقحة في صيدا نتائج التحقيق في سؤال 

 مارون حبش/موقع 14 آذار/من يستطيع أن يعلق لافتة تعارض فكر ونهج "حزب الله" في الضاحية الجنوبية؟ فمن يجيب عن هذا السؤال يكون قدم نتيجة التحقيق في ما حصل منذ يومين في صيدا! في المقابل هل يحق للشيخ أحمد الأسير أن يأخذ المبادرة بنفسه ويرفع لافتات "حزب الله" في منطقة تعمير – عين الحلوة؟ قد يكون "حزب الله"، مع اقتراب موعد احياء ذكرى عاشوراء، تناسى أن الجمهورية السعيدة لبنان غير مستقرة أمنياً وتغلغل فيها الفتنة الطائفية التي استقيظت أكثر من مرة، وأصر على رفع اللافتات والصور والأعلام السوداء ونصب خيم المجالس بين الأحياء، تعبيراً عن الحزن والأسى في هذه الذكرى، وكأنه لا يدرك أن مثل هذه الأعمال قد تستفز الفريق المعادي له، أو الطائفة المقابلة إذا صح القول. أضف إلى ذلك، بات واضحاً أن أي حادثة أو مشكل لا يحل بالنسبة إلى "حزب الله" إلا عبر السلاح، الذي يدّعي أنه لحماية لبنان من إسرائيل، وفقد بذلك وعلى مر السنوات الماضية أي شكل للحوار مع الطرف الاخر، فما كان من الأخير إلا أن يستخدم الوسيلة نفسها وهي التسلح، لتنتهي النتيجة بقتلى هنا وجرحة هناك، ويبقى في هذا المعادلة لبنان الخاسر الأكبر. صيدا مدينة العيش المشترك كما ارادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معروفة بسكانها متعددي الطوائف والمذاهب، إلا أن اللبنانيين يعلمون حجم الطائفة السنية في هذا المنطقة، التي اعتادت على تحمل كل أطياف المجتمع اللبناني، فضلاً عن احتضانها اللاجىء السوري، ورغم ذلك يرفض الصيداويون أن تكون مدينتهم بوابة الحرب الأهلية في لبنان، إن كان عبر الحركة الأسيرية أو "حزب الله" أو أي فصيل فلسطيني.

علوش: حزب الله يستدرج الناس إلى حرب أهلية

وفي ضوء ذلك، شدد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش على أن "وجود السلاح غير الشرعي استفزاز دائم لدرجة حدود الفتنة"، مشيراً إلى أن "هذا السلاح استدرج الكثيرين إلى الاقتداء فيه، ودفع الكثير إلى العمل على انه طالما هناك سلاح مع "حزب الله" بعنوان طائفي ومذهبي، فالطريقة الوحيدة لايجاد التوزان هو من خلال التسلح".

ولاحظ علوش في حديث خاص لموقع "14 آذار" أن ما يجري هو "نتيجة امعان حزب الله في ادخال لبنان باللعبة الجهنمية التي قد تؤدي إلى دمار البلد"، وقال: "لولا وجود التحدي المستمر لحزب الله في المسألة السورية وما قام به في 7 ايار واستمرار وجود سلاحه غير الشرعي، وغيرها من الجرائم الواضحة على المستوى الوحدة الوطنية التي قام بها الحزب، لكانت مرت عملية تعليق الصور واللافتات من دون أن يعلق أحد عليها".  اضاف: "لا أنكر حق اي طرف من الاطراف اللبنانية ان يعبر عن رأيه، ولكن في ظل عدم قدرة الطرف الاخر، المعادي لحزب الله أن يعبر عن رأيه بمناطق تواجد الحزب فسيعتبر انه نوع من التحدي الوقح في حال حاول أن يقوم الحزب بالعمل نفسه في المناطق الثانية"، لافتاً إلى أن "حزب الله يتقصد تحدي الناس واستدراجهم إلى المواجهة واحتمال حرب أهلية".

 

بطرس حرب: نأسف لخشية المسؤولين من تدابير تحمي الناس إذا خص الأمر "حزب الله" وعلى سليمان الاتفاق مع ميقاتي للبدء بمشاورات تشكيل حكومة جديدة

موقع 14 آذار/إعتبر النائب بطرس حرب أن الذي حدث بالأمس في صيدا هو "أحد مظاهر الحالة المتردية الأمنية والسياسية"، لافتاً الى أن "14 آذار سبق وأبدت في الماضي التحذيرات والملاحظات من ان إبقاء السلاح غير الشرعي في يد أي فئة لبنانية". وأضاف حرب عقب إسقباله سفير تركيا أنان أوزلديز أن "ما جرى في صيدا في الأمس حادث خطير، والتدابير التي اتخذها الجيش اللبناني كافية، وإننا ندعم الجيش في هذه التدابير، لأن فلتان الأمور من شأنه أن يؤدي الى كارثة وطنية كبيرة تدخلنا في حرب مذهبية بين الشيعة والسنة".

وإذ أكّد على "دعم الجيش وليس الحكومة" التي وصفها بالـ"غائبة عن الوعي"،شدّد على أن "بقائها هو خطر على لبنان، وعلى أمنه، وعلى الازدهار"، وطالب برحيلها "بسرعة وبأن يأتي فريق عمل يتحمل مسؤولياته ويكون منسجما على الأقل في كيفية مواجهة الأحداث، ولا يكون جزءا من الصراع، لأنه عندما يقال اليوم ان "حزب الله" يتقاتل مع الشيخ الأسير، هذا يعني أن هناك وزيرين داخل الحكومة يقاتلان فريقا لبنانيا آخر، وعلى القضاء تبيان الحقيقة". من جهة أخرى دعا حرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى "تحمل مسؤولياته بشكل جدي، والاتفاق مع رئيس الحكومة والانتقال الى مرحلة عملية أكثر في اطلاق مشاورات لتشكيل حكومة جديدة"، كما دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي للـ"تحلي بالشجاعة وتقديم استقالته والبدء بمشاروات الى تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على الاشراف على الانتخابات النيابية المقبلة وتحدد الأكثرية والأقلية قبل فوات الأوان". وردا على سؤال عن قضية الأدوية المزورة، لفت حرب الى "إن هذا الموضوع هو من مظاهر الانحلال في السلطة، وأحد مظاهر تغطية بعض أعضاء السلطة، وإن الموضوع الذي يطال حياة الناس وصحتهم يستدعي تدابير سريعة وجذرية، لأن استمرار الفلتان على ما هو عليه كارثة حقيقية"، واستغرب حرب "عدم تحرك النيابة العامة في هذا الاطار لوضع يدها على هذا الملف".

 

ميشال معوض: ما يجرى اليوم هو استبدال الوصاية السورية بوصاية إيرانية

احتفال احرار استراليا بحضور ميشال معوض وكميل شمعون

موقع 14 آذار/أقامت مفوضية حزب "الوطنيين الأحرار" في استراليا احتفالها السنوي في صالة البلفيو بحضور امين العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور كميل الفريد شمعون ممثلاً رئيس الحزب دوري شمعون ومفوض الحزب في استراليا كلوفيس البطي والامين العام للمغتربين جو توما وبمشاركة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وشخصيات لبنانية واسترالية.

وقد شارك في المناسبة قنصل لبنان العام جورج بيطار غانم والنائب جيف لي وممثلو احزاب وقوى 14 آذار القوات اللبنانية، تيار المستقبل، الكتائب اللبنانية، حركة الاستقلال، اليسار الديمقراطي. كما شارك وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الدكتور ممدوح مطر ومنسقة قوى 14 آذار مي بولس الشدياق. ورئيس الرابطة المارونية توفيق كيروز ورئيس الجامعة الثقافية في الولاية وسام قزي واعضاء.

وشارك ايضاً رئيس بلدية باراماتا جان شديد وعدد من اعضاء المجالس البلدية بالاضافة الى مسؤولين عن حزب الاحرار في باقي الولايات ورئيس فرع ادلايد ساسين مبيض ورئيس فرع ملبورن عزيز قسطون وعضو فرع ادلايد عامر الحلبي.

قدم المناسبة الزميل انطوان قزي ثم عزف النشيدان اللبناني والاسترالي فدقيقة صمت عن ارواح شهداء الاحرار وشهداء ثورة الارز.

ورحب المفوض البطي بشمعون ومعوض وحيا نضال الرئيس دوري شمعون وقال: "ويقولون بان شمس الأحرار أفلت وبحره خَلُصت أمواجه يقولون بان سواعد الأحرار كلّت وتسلل اليأس إلى نفوس محاربيه وإذا بالنمر الذي كان جريحا انتفض وبات زئيره يملأ الساحات وها هي أمواج بحره تكسّر أسوار الذل وتدكّ أعمدة العمالة نحنا هنا أينما وُجدت التضحيات نكون، أينما نادانا تراب الأرز نكون، من صانع التاريخ فخامة الملك إلى شهيد النمور داني إلى حامل الأمانة شامخ الجبين دوري وقوافل شهداء لا تنحني الا لتروي التراب المقدس، حكاية عزّ وشهادة وعنفوان هي حكاية الأحرار التي لا تنتهي فلا السلاح الالهي يخيفنا ولا إرهابهم الرخيص يثنينا ولا فحش عمالتهم ينال من تصميمنا على بناء وطنٍ لجميع أبنائه لا كلمة تعلو على جيشه ولا سلاح، وطناً يعيش فيه المواطن بكرامة يضمن حقوقه قانون عادل لا يميز بين مذهب أو دين ولا يعطي الأحقية لحملة السلاح هذا هو لبنان حزب الوطنيين الأحرار وسيظل الحزب على هذا الطريق ولو ضلّ الضالون".

اضاف: "ولو وبغفلة من الزمن احتلّ سلاحهم الأخوي شوارع بيروت، ولو انقلب إصلاحهم تهديماً لركائز الدولة وتغييرهم لمعالم لبنان الفكر والحضارة، لو قتلوا من قتلوا من الاستقلاليين، لن نركع لأننا خُلِقنا أحراراً وهم عشاق عبودية لأننا نريد لبنان ملعباً للديمقراطية وهم يريدونه ولاية للفقيه، يريدونه فُتاتَ دولة يكتُبُ مستقبلها جاهلُ ويرسم تلاوينها أعمى، لا وألف لا لم نخسر من خسرناهم من شهداء ليحققوا ذلك، ها هي طبول الانتخابات تُقرع فلنكن جميعنا يداً واحدة قلباً وقالب لا تلين لنا ذراع ولا يفرق بيننا مُغرِضْ نعلّمهُم بان الديمقراطية وليس القتل هي السبيل، القانون وليس البندقية هو السبيل، التضحية وليس الخيانة هي السبيل، السبيل لبناء وطنٍ نُكرِمُ فيه شهدائنا، وطناً لا تقوى عليه قوى الشر مهما كَبُرت، وطناً لا تقوى عليه ابواب الجحيم..وفي الختام تحية إكبار إلى رئيسنا دوري شمعون ذاك النمر الذي لا مصلحة تعلو عنده على مصلحة الوطن ذاك العصامي الذي حمل جراحه ليبلسم جراح الوطن ذاك البطل الذي كان ولا يزال في عين العاصفة ولا يرِفُ له جفن كيف لا وهو ابن كميل شمعون كيف لا وهو أخ داني شمعون".

حرب

وبعده كانت كلمة للزميل انور حرب تحدث فيها عن تضحيات حزب الوطنيين الاحرار وحيا شمعون ومعوض ونوّه بأهمية زيارتهما الى استراليا.

معوض

وحيا معوض حزب الوطنيين الاحرار برئاسة دوري شمعون ومفوضية استراليا وامين العلاقات الخارجية الدكتور شمعون وقال: "اننا اولاد قضية واحدة وبين تشرين وتشرين اي بين استشهاد الرئيس رينيه معوض والشهيد داني شمعون وعائلته قاسم مشترك وقاتل واحد". وقال: "في 22 تشرين الثاني المقبل اغتيل الرئيس معوض في عيد الاستقلال وفي 22تشرين الثاني اغتيل داني شمعون حتي ولو تم تنفيذ هذا الاغتيال بعد سنة".

واعتبر ان مرحلة الوصاية والكبت والنفي والاعتقال بدأت بعد اغتيال الرئيس معوض مع بداية الوصاية السورية على لبنان. واكد ان عمليات الاغتيال أدت الى تغيير معادلات وفرض معادلات جديدة وهذا ما حدث بعد اغتيال كمال جنبلاط، بشير الجميل، رينه معوض ورفيق الحريري. وثمن تضحيات الشهداء منذ بداية ثورة الارز في العام 2005 وصولاً الى اغتيال اللواء وسام الحسن.

واكد ان ما يجرى اليوم حول استبدال الوصاية السورية بوصاية ايرانية معتبراً ان مواجهة هذا المشروع يجب ان تتم بيد واحدة من قبل 14 آذار التي ليست هي مجموعة احزاب وتيارات سياسية بل هي قضية وطن وبناء دولة. واعتبر انه لا يمكن اسقاط الحكومة او ربح الانتخابات من دون الجمهور السيادي داعياً الى استعادة هذا الجمهور وتشكيل اكثرية سيادية.

وتحدث عن الانتخابات فنوه باستمرار سعي رئيس الجمهورية لتحقيق مسألة مشاركة المغتربين في الانتخابات في اماكن وجودهم وحيا جهود القنصل بيطار لتسهيل وتسجيل المغتربين. وختم: "إن الوطنيين الاحرار ليسوا حاملي البطاقة الحزبية فقط فالوطنيون الاحرار هم لبنان الهوية والكيان والدولة والميثاق والنظام الديمقراطي".

شمعون

ونقل كميل شمعون تحيات رئيس الحزب للحضور وحيا مفوضية حزب الوطنيين الاحرار في استراليا ونوه بحضور معوض مهرجان الاحرار واكد ان قوى 14 آذار متماسكة في لبنان وفي بلاد الانتشار لأن قضيتها واحدة وجامعة وتهدف الى بناء دولة المؤسسات بالمواصفات التي يجب ان تتحلى بها دولة عصرية في الألفية الثالثة وليس دولة كما يدعو لها الفريق الآخر مبنية على اعتبارات مذهبية تعود بلبنان الى عصور نرجو ان تكون قد ولّت، واكد ان "السلاح الشرعي انتشر بقوة في الفترة الاخيرة لأن حزب الله لم يتخل عن سلاحه ا،لمطلب الأساسي لقوى 14 آذار ما يعيق بناء دولة القانون والمؤسسات". وتخلل المهرجان تقديم جوائز تقديرية لثلاثة من اعضاء الحزب لعطاءاتهم على مدى سنوات طويلة وهم: مارون عبدو سركيس وطوني نهرا البطي الذي تسلم جائزته مارك البطي وحبيب قسطون. كما قدم مفوض المتن الشمالي في الحزب كميل الفريد شمعون جائزة تقديرية لمفوضية استراليا سلّمت الى المفوض البطي واعضاء المفوضية.

 

النار السنّية ـ الشيعية ستطال جميع اللبنانيين"/جنبلاط: نحتاج الى صيغة حكومية جديدة قادرة على حماية البلد

المستقبل/شدّد رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على الحاجة إلى "مقاربة جديدة قد تكون إحداها التفكير بصيغة حكومية جديدة قادرة على حماية البلد من التوتر السياسي والفتنة"، داعياً الى "عدم تأجيج أو إشعال حساسية العلاقة السنية - الشيعية لأن نيرانها ستطال جميع اللبنانيين بصرف النظر عن إنتماءاتهم المذهبية أو الطائفية". ونوّه "بمقررات إجتماع الدوحة للمعارضة السورية"، آملاً أن "ينال الائتلاف العريض الذي ولد الاعتراف الرسمي والشرعي به من المجتمع الدولي".

وقال في موقفه الأسبوعي الى جريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" ينشر اليوم: "في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة السورية وتشتد ضراوة العنف على مرأى ومسمع مما يُسمّى المجتمع الدولي الذي يقف مكتوف الأيدي يحصي بيانات القتل اليومية ويكتفي بإصدار المواقف الشاجبة والمستنكرة مستخدماً أجمل الأساليب والعبارات والمصطلحات الأدبية؛ يزداد الوضع في لبنان دقةً وحراجةً. وفي الوقت الذي أثبتت التجربة أن سياسة النأي بالنفس قد حققت الجدوى المبتغاة منها وهي محاولة تحييد الساحة اللبنانية قدر الامكان عن البركان السوري وتلافي إنتقال إرتداداته إلى الداخل، نرى كيف أن الخروج على هذه السياسة قد يكلف لبنان أثماناً باهظة تفوق قدرته على الاحتمال".

اضاف: "إن الانغماس اللبناني، إذا ثبُت، من فريقي 8 و14 آذار في الميدانيات السورية سواءً على مستوى القتال الفعلي أو الدعم اللوجستي لأي من طرفي الصراع داخل سوريا، لن يقدّم ولن يؤخر ولن يحدث تغييراً حقيقياً في موازين القوى الذي لم يكلف المجتمع الدولي نفسه عناء تعديله، فهل ستنجح بذلك بعض القوى اللبنانية، مهما وضعت من إمكانياتها في سبيل دعم الطرف الذي تؤيده؟".

وشدد على ان "مراهنة أي طرف لبناني على عامل الوقت في سوريا توقعاً منه بإقتراب ساعة الحسم لصالح الطرف الذي يناصره، وإعتقاده بإمكانية توظيف هذا الانتصار في قلب المعادلات الداخلية اللبنانية هو مغامرة فاشلة مناقضة لكل الدروس التاريخية التي يُفترض أن نكون قد تعلمناها كلبنانيين من المراحل السابقة والقائلة بإستحالة غلبة أي فريق على فريق آخر مهما تحولت أو تبدلت الظروف"، مؤكداً ان "لبنان هو بلد التوازنات الدقيقة، وكل الحسابات السياسية يجب أن تُبنى على هذا الأساس".

واوضح ان "الأحداث المتتالية في مدينة طرابلس وإغتيال اللواء وسام الحسن والتطورات التي شهدتها مدينة صيدا تؤكد الحاجة إلى مقاربة جديدة قد تكون إحداها التفكير بصيغة حكومية جديدة قادرة على حماية البلد من التوتر السياسي والفتنة، وهي الصيغة التي يمكن لها طمأنة جميع الفرقاء ومرافقة مرحلة إنتظار السقوط الحتمي لنظام بشار الأسد الأمر الذي يحصل عاجلاً أم آجلاً وذلك من شأنه الحد من التباينات الكبيرة في وجهات النظر بين اللبنانيين القائمة حالياً وإمتصاص إرتدادات الوضع السوري سياسياً بين إنعكاسها على الشارع"، لافتاً الى

ان "حالة الصراع المحتدم بين المحاور العربية والاقليمية على الأرض اللبنانية تفترض من القوى اللبنانية المتحالفة مع تلك المحاور عدم نقل التوتر إلى الارض اللبنانية لأن ذلك سوف يشعل الوضع الداخلي دون طائل وسيتم إستخدام اللبنانيين كوقود للاقتتال مرة أخرى".

وتابع: "من المفيد لبعض الأطراف اللبنانية المتصارعة تاريخياً النظر إلى حساسية العلاقة السنية ـ الشيعية وإرتباطها بالتوتر الاقليمي والسعي لعدم تأجيجها أو إشعالها لأن نيرانها ستطال جميع اللبنانيين بصرف النظر عن إنتماءاتهم المذهبية أو الطائفية، وهذا يستدعي التعاطي بمسؤولية مع الواقع الداخلي بدل إستخدام أسلوب المزايدات الرخيصة".

واشار الى ان "الحزب التقدمي الاشتراكي إتخذ موقفاً سياسياً واضحاً إزاء تطورات الوضع في سوريا دعماً للثورة ورفضاً لاستمرار آلة القتل. والحفاظ على حرية الرأي السياسي في لبنان لا رجوع عنه مهما كان الثمن، ولكن دون الغرق في أتون الأزمة المستفحلة في سوريا وإستيراد مفاعيلها إلى لبنان. لذلك، المطلوب وقفة تأمل من كل القوى خصوصاً أن الخطابات النارية غالباً ما تثير الغرائز التي يصبح ضبطها في وقت لاحق مسألة في غاية الصعوبة".

وختم: "لا بد من التنويه بمقررات إجتماع الدوحة للمعارضة السورية على أمل أن ينال الائتلاف العريض الذي ولد الاعتراف الرسمي والشرعي به من قبل المجتمع الدولي لتلافي تكرار التجارب السابقة غير المشجعة في هذا الاطار، بالاضافة طبعاً إلى تقديم كل الدعم المادي والمعنوي والسياسي المطلوب لكي يضطلع بمهامه الكبرى".

برقية الى أوباما

وكان جنبلاط، أبرق إلى الرئيس الاميركي باراك أوباما مهنئاً بإعادة إنتخابه لولاية رئاسية ثانية، أملاً أن "تولي الادارة الأميركية الجديدة الاهتمام الكافي وتمارس الضغط السياسي المطلوب لايجاد حل للصراع العربي ـ الاسرائيلي على قاعدة حل الدولتين وأن تحقق المطلب التاريخي المشروع للشعب الفلسطيني بإقامته دولته المستقلة". ودعا أوباما الى دعم "مشروع الدولة في لبنان وتقديم المساعدة للجيش اللبناني ليتمكن من القيام بالمهام والمسؤوليات المطلوبة منه على أكثر من صعيد".

وفي نشاطه، التقى جنبلاط في قصر المختارة، وفداً من "الجماعة الاسلامية" ضم النائب محمد الحوت، رئيس المكتب السياسي عزام الأيوبي والمسؤول السياسي عمر السراج، في حضور امين السر العام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، وجرى البحث في الاوضاع الراهنة، لا سيما الحوادث السورية وانعكاسها على لبنان .

وقال الايوبي بعد اللقاء: "كانت الزيارة فرصة للتحدث مع وليد بك عن الازمة الداخلية وإمكان وجود حلول نستطيع عبرها ان نتجاوز الافق المسدود وخصوصاً في ما يتعلق بالتغيير الحكومي الذي نطالب به، بحيث سنحاول عبره الخروج من عنق الزجاجة ومحاولة إعطاء فضاء جديد للبنان يخرجنا من الازمة الخانقة وخصوصاً ان التداعيات ليست بعيدة عنا، وما ظهر أمس (الأول) في صيدا يمكن ان يتكرر في أي لحظة في لبنان. وليد بك متفهم لهذه الصورة ونحاول بالعمل الجدي في ما بيننا ان نصل الى مثل هذه الحدود ونحن متفائلون".

 

حزب الله» والأسير... «بروفا» للمرحلة المقبلة

علي الحسيني/جريدة الجمهورية

استنفدَ «حزب الله» كلّ أوراقه السياسية والعسكرية، وحتى الأمنية. وقد يجوز القول إنه خسِر أيضاً معظم أوراقه الثبوتية التي كانت تدلّ على مقاومته إسرائيل، الأمر الذي يُنذر بخطورة الوضع وبعودة الساحة اللبنانية مركزاً دولياً توزّع من خلاله الرسائل على الداخل والخارج.

هل يُحضّر «حزب الله» الأسير لمواجهة «المستقبل»؟

يَحار المواطن اللبناني في وَصف ما آلت إليه الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد خلال الفترة الأخيرة، فلم يعد باستطاعته الركون إلى رأي محدّد يَبني عليه تحليلاته للممارسات التي تحصل، أو حتى التمييز بين صحة ما يقوم به هذا الفريق وبين الخطأ الذي يقترفه الفريق الآخر، فتجده منحازاً لا إراديّاً إمّا إلى حزبه السياسي أو العسكري، وإمّا إلى طائفته بفِعل المذهب المدّون على هويّة زَيّنتها الأرزة اللبنانية. تندلع النيران في شمال لبنان، فتمتدّ شرارتها إلى العاصمة. تُرتَكب المجازر في سوريا، فتُحمّل هذه الجهة المسؤولية للفريق الآخر، تُعلّق صورة هنا أو هناك فيندلع اشتباك يسقط ضحيته قتلى وجرحى. كل هذا والدولة عاجزة عن اتخاذ القرار. فبدلاً من أن تلجأ إلى العنف الذي كرّسه القانون لها ضد كل مَن يخّل بالأمن، تجدها تبحث عن التسويات والمخارج إرضاءً لهذا الطرف أو ذاك.

ما حصل في صيدا الأحد، ليس الأوّل من نوعه، وبالطبع لن يكون الأخير، وذلك حسب أوساط سياسية بارزة، "إذ إنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها إشكالات مسلحة في ظلّ عجز تام للدولة عن إمكان السيطرة على الوضع الذي قد يَنحو في اتجاه الحرب المذهبية إذا بقيَ الأمر على حاله". وتشير الأوساط إلى أنّ "القلوب بين السنّة والشيعة "مِليانَة" ، ليس لأسباب عقائدية فحسب، إنما لأسباب سياسية، آخرها ما يحصل في سوريا، والذي ينعكس علينا بسبب المواقف التي تتخذها زعامات الطوائف اللبنانية بين مؤيّد للنظام السوري وبين داعم للثورة".

وتسأل الأوساط: "ألم يُشكل سلاح "حزب الله" وتجاوزاته المسيئة للبنانيين عموماً وللطائفة السنية خصوصاً سبباً حقيقياً لتطرّفه هذا؟ علماً أننا لسنا في وارد الدفاع عنه ولا عن حركته التي سبق أن أعترضنا عليها عندما أعلن عن اعتصامه في المدينة، وهل عرف أحد كيف تسَيّدت فجأة شخصية الأسير الساحة الصيداوية؟ وهل ما حصل أمس الاول قد يعطي الأسير حجة لتسليح جماعاته لاحتلال صيدا وإعلانها إمارة إسلامية مناوئة لـ "حزب الله" وعندها نكون قد أعطينا الحزب ما كان يتمناه؟

وتؤكد الأوساط أن "السلاح في صيدا بات في حوزة الجميع، والتسليح يتمّ تحت أعيُن الجميع، إضافة إلى أن الشاحنات التي تدخل المدينة ليلاً لتُفرغ حمولاتها معروفة، لجهة الفريق الذي يرسلها وسَبب إرسالها، وهذا الكلام ستثبته الوقائع المقبلة نتيجة "زَكزَكات" قد يعمد "حزب الله" أو حتى الأسير إلى افتعالها ضدّ كلّ من يؤيّد تيار "المستقبل" وقوى "14 آذار".

وتضيف الأوساط: "قد يستغرب البعض سكوت "حزب الله" عمّا جرى في صيدا، خصوصاً أنه لم يُصدر أيّ بيان يوضِح فيه ملابسات الحادث أو الأسباب التي أدّت إلى وقوعها، حتى أمينه العام السيد حسن نصرالله مرّ في خطابه أمس على الحادث مرور الكرام، لكن على الجميع أن يتذكّر بأنّ الحزب يتّبع سياسة الصمت بعد كل خَضّة سياسية أو أمنية يتعرّض لها لبنان. فمنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباقي شهداء ثورة الارز، وصولاً إلى عملية اغتيال اللواء وسام الحسن، كان الحزب يكتفي بالصمت لمعرفته تماماً بأنّ كل كلمة تخرج عن لسان جماعاته ستشّكل انفجاراً يتفادى حصوله اليوم".

وتلفت الأوساط إلى أنّ "الحزب يبدو اليوم في حال استنفار غير مسبوق، بعدما وَضع نفسه في عين العاصفة إزاء التطورات السورية، واحتمال امتداد شرارتها إلى لبنان. ومن هنا، فهو يسعى إلى تأمين مناطق رئيسة يسيطر عليها من خلال أتباعه تَحَسّباً لأي طارئ، وصيدا هي إحدى أهم هذه المناطق الإستراتيجية بالنسبة إليه".

وتعتبر الأوساط، أن "السلاح الذي ظهر أثناء تشييع القتلى في صيدا يُنبئ بما ينتظر لبنان، وتحديداً هذه المدينة المعروفة الإنتماء والهوى. من هنا، فإنّ الدولة مدعوّة اليوم قبل الغد إلى اتخاذ خطوات تثبّت دورها، وقرار جريء تعلن من خلاله سحب السلاح من أيدي الجميع، وخصوصاً "حزب الله" الذي أصبح مثالاً يُحتذى به لكلّ من يريد إقامة دولته الخاصة".

وتضيف: "مع احترامنا للقتلى الذين سقطوا، لكنّ طريقة دفنهم في دوّار الكرامة تشير إلى أن جولة مقبلة بين الأسير و"حزب الله" قد تحصل في أي وقت، وما السلاح المتعدد الذي خرج من مكتب "الحزب" سوى دليل إضافي على نيته المبيتة تجاه المدينة وأهلها، أما لجهة الأسير، فهو الآخر قد وضع لحركته الأصولية مِدماكاً في وسط صيدا".

 

فتنة التعمير» غير قابلة للتصدير

جورج شاهين/جريدة الجمهورية

تعالت الأصوات من صيدا ومن زوايا لبنان الأربع منذ يوم الأحد الماضي تنديداً بما شهدته المدينة وتحذيراً من أن يعود التاريخ إلى الوراء، فتتجدّد الفتنة التي انطلقت عام 1975 من صيدا إلى كلّ لبنان. لكنّ المراجع المعنية تعتقد أنّ وعلى رغم ما جرى فإنّ ظروف الـ 2012 هي غير ما كانت عليه عام 1975، لماذا وكيف؟

إطمئنان إلى عدم توسّع ما حصل!

خطَفت أحداث صيدا الأضواء والأنفاس منذ ما بعد ظهر أمس الأوّل، فتوجّهت الأنظار الى إحصاء الضحايا الذين سقطوا في مواجهة هي الأولى من نوعها بين "حزب الله" وأنصار إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير. في وقت عادت فيه الذاكرة باللبنانيّين تلقائيّا إلى بدايات الحرب في لبنان، عندما تناقلت المعلومات نبأ اغتيال معروف سعد، فكانت الشرارة الأولى للحرب في لبنان والتي حوّلت البلاد مسرحاً لصراعات المحاور المتقابلة على مدى ثلاثة عقود من الزمن.

كان طبيعيّا أن يستذكر البعض تاريخ الحرب اللبنانية ليحذروا من أن يعيد التاريخ نفسه، فتنتج مواجهة صيدا الحرب في لبنان مرّة أخرى. وقد توالت المواقف بنسخة طبق الأصل، لكن فات عن بال مطلقيها أنّ ما هو قائم اليوم من مظاهر الدولة اللبنانية ومؤسّساتها الأمنية والعسكرية والإدارية لم يكن موجوداً في تلك الحقبة.

النطاق الجغرافي المحدود

وعليه، تضع المراجع المعنية الحادث في نطاقه الجغرافي الضيّق نظراً الى فقدان العنصر السياسي الذي يمكن أن يحوّل الإشكال من زاروب في المدينة الى مشكلة وطنية يمكن ان تمتدّ مظاهرها على مساحة الوطن. ويعتقد أنصار هذه النظرية بأنّ مجرّد الأخذ بحجم أحد طرفَي الصراع، يظهر أنّ مجموعة الأسير التي كانت طرفاً في الإشكال بقيت حتى اليوم في إطارها الصيداوي، على رغم ما يحظى به الأسير من تأييد في وجدان سنّة لبنان، بمجرّد أنّه أوّل من تجرّأ على الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله وسلاح المقاومة منذ أحداث 7 أيّار والجامعة العربية وبرج أبي حيدر.

لكنّ الأسير وحتى هذه اللحظة، لم يجمع من حوله مجموعات صيداوية كبيرة وواسعة الانتشار، طالما إنّ تيّار "المستقبل" وبقيّة التيارات السنّية الأخرى المعتدلة التي تسعى إلى تجنيب المدينة مواجهة غير محسوبة النتائج، هي من تتمتّع بأكثرية المدّ الشعبي في المدينة، والتي تمكّنت من محاصرة أنصار الأسير والمقاومة في آن.

أضف الى ذلك، فقد بات واضحاً أنّ الوجود الفلسطيني الذي كان العامل المؤثّر في أحداث العام 1975 يبدو اليوم في موقع آخر مغاير، وفي موقف يحاذر التدخّل في الشأن الداخلي اللبناني. فبدا قادته من الذين نأوا بأنفسهم وسلاحهم في الكثير من المناسبات التي كانت فيها بذور المواجهة محتملة ليكونوا طرفاً فيها فرفضوا، وذلك التزاماً بقرار السلطة الفلسطينية التي رسمت خطوطاً حُمراً حظّرت التدخّلات الفلسطينية في الملفّات اللبنانية الداخلية مهما كانت وأيّاً كانت طبيعتها.

ولا مصلحة لـ"حزب الله"...

وأمام هذه العناصر التي تلغي عوامل التفجير الأوسع والأشمل واحتمال انتقال التوتّر الى منطقة لبنانية أخرى، لا يبدو أنّ الطرف الآخر من الإشكال، وهو "حزب الله" على استعداد لفتح جبهة جديدة في صيدا ومحيطها، وهو الذي تجنّب طيلة الفترة الماضية القيام بأيّ "دعسة ناقصة" تقود إلى مواجهة مع الأسير أثناء اعتصامه على "دوّار الكرامة" ومحاولاته المتعدّدة قطع طريق الجنوب التي يعتبرها "حزب الله" المعبر الرئيس ما بين الضاحية والجنوب.

لا تنسوا الحضور الأمني

وإلى كلّ هذه العناصر التي تبعد شبح توسّع الفتنة من التعمير الى بقيّة المناطق اللبنانية، ينسى البعض أن يأخذ في الاعتبار وجود المؤسّسات السياسية والعسكرية. فحضور وزير الداخلية بجرأة الى مدينة صيدا مساء الأحد وعلى مسافة عشرات الأمتار من منطقة التوتّر وانعقاد مجلس الأمن الفرعي لم يكن وارداً لا بل كان مستحيلاً عام 1975، وفي مراحل تلت غابت فيها الدولة اللبنانية بأدنى مظاهرها الأمنية والعسكرية، بحيث لم تكن للقوى العسكرية من جيش وقوى أمن داخلي القدرة على الحركة والانتشار السريع في مناطق التوتّر، وهو ما جرى بالأمس القريب. وتنتهي المصادر الأمنية المُطّلعة لتطمئن أنّ كلّ هذه العناصر المطمئنة والتي تحول دون انتشار الفتنة من التعمير الى مناطق أخرى لن تتوقّف عندها المراجع المعنية، وها هو وزير الداخليّة يستعدّ بالتنسيق مع رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الدفاع لإعلان منطقة صيدا ومحيطها منطقة عسكرية، وهو طرح سيناقشه مجلس الوزراء غداً الأربعاء ضماناً لوأد الفتنة في مهدها واتّقاءً لشرّ تغيير ما في المعادلات الصيداوية في ساعة تخَلٍّ، فتنتفل الفتنة في لحظة ما منها الى بقيّة مناطق التوتّر الحسّاسة وما أكثرها في لبنان.

 

الجنرال والدولة والمسؤولية

 أسعد حيدر/المستقبل

الجنرال ديفيد بيترايوس ليس جنرالاً عادياً. لم يحصل على نجومه الأربع لأنه قريب من الرئيس أو لأنه قريبه،

صعد بيترايوس السلّم من تحت. اجتهد والحلم الأميركي حلّقه. ابن المهاجر الهولندي نجح في إثبات كفاءته خصوصاً على صعيد رسم الاستراتيجيات الناجحة والمنتجة. لم يهادن ولم يراعٍ الرئيس عندما كان يرى غير ما يرى الرئيس باراك أوباما في افغانستان. لم يغضب الرئيس وينزع نجومه، بالعكس استحق الترقية واصبح لاحقاً مدير المخابرات المركزية وكان أمامه المزيد من الترقيات الى درجة أن دخل اسمه لائحة المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة . كل هذا لم يرحم الجنرال عندما أخطأ. استقال فوراً. لن يمضي وقت طويل إلا ويدخل الجنرال عالم النسيان. الفشل في الدول مثل الولايات المتحدة الاميركية لا يرحم. لم يخسر الجنرال بيترايوس الحرب، ولم يفشل في إدارة اكبر جهاز مخابرات في العالم. الجنرال فشل في إدارة حياته الخاصة. أقام علاقة مع إمرأة خارج الزواج.

في دول اخرى هذه العلاقة تبدو عادية، وفي مجتمعات في عالمنا تبدو طبيعية. الأهم من ذلك كله ان مدير المخابرات ليس فوق المراقبة والملاحقة والمساءلة، بهذه المراقبة يتم الحد، لدى اي مسؤول مهما علا شأنه، من ان يتكبر او يتجبّر او يستغل نفوذه ويستثمره لشخصه. لا احد يعود يخاف من احد. الجميع سواسية امام القانون. بهذا تتقدم الدول وتتطور. طبعاً لا يعني ان هذه ثابتة، بالعكس تقع حوادث كثيرة وأخطاء عديدة وكبيرة وينجح أصحابها بالتهرب من المساءلة والعقاب، لكن ذلك هو الاستثناء وليس القاعدة. العكس صحيح في دولنا ومجتمعاتنا، لذلك تتراكم الاحداث وتولد الإحباط الى حين، حتى اذا انفجرت كان انفجارها بركانياً. امتزاج الربيع العربي بالعنف الدامي نتيجة موضوعية لكل ما سبق. وليس كما يحاول البعض تصويره بأن شعوبنا تحب القمع والخضوع للسلطة وان الخوف دائماً من ان يكون البديل أسوأ من القائم ولذلك تستمر اللعبة كما كانت دائماً.

أبراهام لينكولن لو لم يُغتل لما بقي في الرئاسة اكثر من دورة ثانية رغم انه بإجماع المؤرخين الأميركيين افضل واعظم الرؤساء الذين دخلوا البيت الابيض. باراك أوباما لن يبقى رئيساً يوماً واحداً بعد نهاية ولايته حتى لو قفز الاقتصاد الأميركي مئات المرات الى الامام. اوباما يعرف والشعب الأميركي يعرف. المداورة في السلطة تجعل التغيير جزءاً طبيعياً من الحياة السياسية. لكل فرصته على الصعيدين الشخصي والفكري، لذلك لا تقع الانقلابات ولا تحدث انفجارات شعبية بركانية.

عندما يبقى حسني مبارك ثلاثين سنة في الرئاسة وعلي عبدالله صالح أيضاً ثلاثين سنة ومعمر القذافي أربعين سنة وحافظ الاسد ثلاثين سنة ويؤثر السلطة لإبنه بشار ويصبح " فارس العرب" في عشر سنوات وتكون فضيلة كل هؤلاء الاستقرار ولو بالنار والحديد، يجب عدم السؤال لماذا اختارت هذه الشعوب كلها الثورات ومنها ما يكاد يقع في مستنقع الحرب الاهلية. مثل هؤلاء الرؤساء ومثلهم عديدون في عالمنا وعوالم اخرى، بنوا دولاً ومؤسسات على قياسهم ورغباتهم بالبقاء في السلطة الى الأبد، لذا يتدرّج الفساد والاستقواء على الآخر من القمة الى القاعدة.

في لبنان كل شيء يشير الى انه بعيد عن تسونامي الربيع العربي. ربما يعود في جزء منه الى التداول المحدود للسلطة والتوازنات الطائفية القائمة. لكن أيضاً خشبة الخلاص هذه ساهمت وأنتجت احياناً الشعور بالاستقواء لأن اي مساءلة تصيب التوازنات الطائفية فتتحول الى حماية تعمق الفساد وكل الامراض القاتلة التي يعاني منها كل اللبنانيين.

عندما يتاجر مسؤولون بصحة الناس ويعرضونهم للقتل البطيء، وينجون من العقاب لأن طائفتهم تحميهم، وعندما تباع مواد غذائية فاسدة وتضيع المسؤولية، وعندما يحتال احدهم على الآلاف من الناس العاديين ويسرق منهم "تحويجة" عمرهم بمئات الملايين من الدولارات ويعمل حُماته على عدم تقديمه الى المحاكمة، وعندما يتم تعيين عديمي الكفاءة وحتى الذين لهم ملفات في مناصب لخدمة زعيمهم يسود الإحباط. لا يستطيع احد ان يدعي العفة من كل الطوائف والقوى المختلفة. الجميع كما يقال تحت السكين وليس فوقها.

الربيع العربي ربما بعيد عن لبنان. لكن كل ما بُني على باطل باطل. ما يحصل في لبنان اخطر من اجتياح الربيع العربي. الشباب يهاجرون الى درجة ان الأهل يتحسرون على مشاريعهم العائلية. فأولادهم ليسوا لهم، ومن يبقى ينحو نحو التطرف المذهبي ونحو مزيد من الالتصاق بزعيمه مما يضع كل السلم الاهلي دائماً فوق برميل من البارود.

 

الحكومة الميقاتية تتحرّك فوق دماء الحسن وحزب الله يترف وكأنه امتلك الدولة

فادي عيد/جريدة الجمهورية

أدخل استشهاد اللواء وسام الحسن الحكومة الميقاتية في معاهدة غريبة مع ذاتها، وكأنّ قوى الثامن من آذار، ولا سيما «حزب الله» الطرف الأقوى فيها، أصبح مصرّاً أكثر على التحكّم بكل مفاصل البلاد من ورائها، تماماً على طريقة الوصاية السورية التي كانت تُمارَس في لبنان.

عدم السماح لقوى «8 آذار»، بوضع يدها على الإدارة العامة

تتجه الحكومة، وبحسب معلومات خاصة بـ"الجمهورية"، إلى سلّة تعيينات إدارية في الفئتَين الأولى والثانية تحافظ على المحاصصة الشيعية، وتحاول محاصرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سنّياً إلى حدّ كبير، من خلال تمرير بعض الأسماء الخاصة بتيار "المستقبل" بغية إيجاد شرخ كبير داخل قوى الرابع عشر من آذار، وحصر التعيينات المسيحية برئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، مع حصصٍ صغيرة لتيار "المردة" والحزب "السوري القومي الاجتماعي"، ولرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وعليه، هل تتجه "14 آذار" إلى إعلان مواقف أكثر تشدّداً من هذه الملفات، خصوصاً أن إثارتها جاءت إثر ضرب المؤسّسة الأمنية الأكثر نشاطاً وحضوراً والتي كان يرأسها اللواء الشهيد وسام الحسن؟ في هذا الإطار، كشفت المعلومات لـ"الجمهورية"، أن البعض داخل "14 آذار" يعمل على إعداد صيغة سياسية قد تُطرح في لقاء قريب يُعقد مع الرئيس ميشال سليمان بغية الاتفاق على مجموعة أمور، أبرزها:

1 - العمل على تغيير الحكومة في أسرع وقت ممكن بمختلف الوسائل السلمية الممكنة.

2 - عدم السماح لقوى "8 آذار"، وخصوصاً "حزب الله" والعماد عون، بوضع يدها على الإدارة العامة، إضافة طبعاً إلى من يدور في الفلك السوري حتى الساعة كالنائب سليمان فرنجية والحزب "القومي".

3 - وقف التعيينات الإدارية بشكل كامل كما هو حاصل منذ فترة، إلا ما ينطبق على منطق الضرورة القصوى، أي على سبيل المثال تعيين العمداء في الجامعة اللبنانية، كما تمرير التعيينات الديبلوماسية التي أقرّها مجلس الوزراء منذ أسبوعين.

4 - انصراف الحكومة الميقاتية إلى حين تقديم استقالتها، إلى محاولة معالجة ضبط ملفات الفساد المستشرية منذ فترة طويلة، والتي تطاول بعض أعضائها، وخصوصاً من الذين يعتبرون أنفسهم أنهم دعاة "تغيير وإصلاح" و"أشرف الناس".

5 - تعطي الحكومة انطباعاً كأنها بعد استشهاد اللواء وسام الحسن - وقتله - قد حقّقت سيطرة كاملة على كل مفاصل الجمهورية اللبنانية، وهي تتصرّف كذلك من هذا المنطلق، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق.

6 - الإبلاغ إلى رئيس الجمهورية أن الدعوة إلى انعقاد طاولة الحوار يجب أن تسبقها خطوات عملية وعملانية تشجّع على انعقاد هذه الطاولة. أي بمعنى آخر، يأتي الحوار بعد تجاوب السلطة متمثّلة بالحكومة مع ملفات أساسية وحسّاسة هي موضع خلاف بين الأكثرية والمعارضة، عوض تعطيلها سواء على غرار ما هو حاصل مع ملف سماحة ـ المملوك، أو مع ملف الفساد بدءاً من المازوت الأحمر أو ملفات أخرى مشابهة.

وختمت المعلومات نفسها بالتأكيد على أنّ لقاء قوى "14 آذار" مع الرئيس سليمان، إذا حصل، سيكون من الأهمية في مكان أن يضع الأمور في توجّه المرحلة المقبلة.

 

ايران: سنكسر يد اوباما

روسيا اليوم /صرح نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي أن طهران ستكسر يد رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما. وأشار المسؤول الإيراني أثناء زيارته لمعرض العلوم والبحوث في جامعة طهران إلى أن إيران قادرة على الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها. يذكر أن الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي وكندا فرضت حظرا نفطيا على إيران منذ 1 تموز، مع منح مهلة 180 يوما للدول التي تتوقف اقتصاداتها بشكل كبير على استيراد النفط الإيراني. وتوعدت مجموعة الدول التي فرضت الحظر النفطي بتعزيزه عن طريق تنفيذ عقوبات مالية. وأعلنت وزارة المالية الأميركية في أيلول الماضي أن هذه العقوبات أسفرت عن تقليص صادرات النفط الإيراني حتى مستوى مليون برميل يوميا مقابل 2,4 مليون برميل عام 2011.

 

قادة تل أبيب يمتلكون سلاحاً فتاكاً: الثقة بالشعب وإسرائيل عازمة على شن هجوم أحادي على إيران

بقلم -رافائيل د. فرانكل/السياسة

"هناك ساعتان موقوتتان, واحدة في واشنطن, وأخرى في اسرائيل, لكن لا تزامن بينهما".

في ظاهر الأمر, تبدو هذه الكلمات كما لو أنها نقلت عن أي تقرير في العام الماضي يعكس الخلاف حول الجهود الأميركية والاسرائيلية لوقف البرنامج النووي الايراني. ولكن في الواقع حدث هذا الأمر قبل خمسة وأربعين عاماً مع وزير الخارجية الاسرائيلي أبا ايبان عشية "حرب الأيام الستة".

ايبان عاد الى القدس من واشنطن, حيث ضغط على ادارة ليندون جونسون لتوفير ضمانات أميركية لأمن اسرائيل في حال مهاجمته مصر.

ومع ثقته بأن أميركا ستساند اسرائيل مرة أخرى في حال تجدد الحرب, فقد كان ايبان قانطا من احتمال أن تضطر اسرائيل لمواجهة الجيوش العربية مجتمعة وحدها, مرة أخرى.

قبل أسبوعين, كان جمال عبد الناصر يبني قواته في شبه جزيرة سيناء الى درجة أنها أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لوجود الدولة اليهودية الشابة. ثم عزل عبد الناصر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود المصرية-الاسرائيلية وأغلق مضيق تيران, لقطع وصول اسرائيل الحيوي الى البحر الأحمر, الذي من خلاله تستورد معظم امداداتها من الطاقة. عبد الناصر منح اسرائيل سببا للحرب, ثم أعلن أنه "اذا بدأت الحرب فسوف تكون شاملة وسيكون الهدف تدمير اسرائيل".

قبل ذلك بأسبوعين, وعد الرئيس جونسون تسليم شحنة من المعدات العسكرية, والغذاء والمعونة الاقتصادية وقروض لاسرائيل يبلغ مجموعها ما يقرب من 70 مليون دولار كدعم أميركي. كما تعهدت الادارة الأميركية بعدم ترك عبد الناصر يغلق "مضيق تيران". ولكنه استمر في حشد قواته العسكرية, كما حرض الاتحاد السوفياتي مصر وسورية على الحرب وكذلك "العالم العربي" نفسه كان في نوبة جنون تنادي بزوال "الكيان الصهيوني".

الالتزامات التي تعهدت بها واشنطن لاسرائيل لم تف بها. وبالاضافة الى تراجعه, حذر جونسون اسرائيل من الشروع في الأعمال العدائية. حيث كتب جونسون لايبان "اسرائيل لن تكون وحدها ما لم تقرر الذهاب للحرب وحدها, فلا يمكننا أن نتصور أنها ستتخذ هذا القرار".

وكان خوف حليف اسرائيل الوحيد في مواجهة المؤسسة الأمنية الاسرائيلية التي يمكن أن تكون محرقة بارزة لليهود - من أن تتأثر عكسيا بما يقصده جونسون. وبدلاً من الاعتماد على الادارة الأميركية التي افتقرت الى تقديم المساعدة في حالة وقوع هجوم عربي شامل, شعر الاسرائيليون حكومة وجيشا ألا خيار لهم سوى الهجوم أولاً وبشروطهم الخاصة, لئلا يتنازلوا لعبد الناصر عن المبادرة وتجنب خطر أن تكتسحهم القوات العربية على ثلاث جبهات.

الخوف

قرار القادة الاسرائيليين بشن هجوم في عام 1967 لم يكن مفاجأة لأي شخص يفهم العقلية الاسرائيلية التي لا تزال دون تغيير الى حد كبير.

في مجال الأمن السياسي, النفسية الاسرائيلية تحكمها عاطفة غالبة واحدة: الخوف. هذا الخوف هو منتج ثانوي ليس فقط للمحرقة, التي لا تزال حية في الذاكرة, بل مرده أيضا الحروب التي خاضها كل الاجيال من الاسرائيليين. على الصعيد الجماعي, اسرائيل مجتمع في حال اضطرابات نفسية دائمة. ولكن خلافا لقدامى المحاربين الأميركيين الذين عادوا من الحرب الى بيئة آمنة, يظل الخوف من الهجوم أمر ثابت عقليا بالنسبة للاسرائيليين.

حتى قبل قيام دولة اسرائيل, أنتج الخوف الجماعي المستمد من تاريخ اليهود الذي غالبا ما يمثل المحتوى المأساوي الرئيسي داخل الحركة الصهيونية بأن اليهود ينبغي أن يكونوا دائماً من القوة بما يكفي للدفاع عن أنفسهم. مع ولادة اسرائيل, ترجم هذا الاعتقاد الى السياسة العامة التي يجب أن تعتمدها الدولة اليهودية للدفاع عن نفسها.

خلال تاريخها الممتد لأربعة وستين عاما, ثمة استثناء جزئي واحد لتلك القاعدة. فمنذ نهاية "حرب الأيام الستة", سمحت اسرائيل لنفسها أن تعتمد الى حد ما على الولايات المتحدة لخمسة وأربعين عاماً وقف القادة الأميركيون, بدعم قوي من الشعب الأميركي, الى جانب حق اسرائيل في الوجود بصفتها دولة يهودية آمنة.

ضمانات أمنية

هذه الثقة الفريدة من نوعها وشبه التبعية تلك أقنعت غولدا مائير بالامتناع عن شن هجوم وقائي على مصر في عام 1973. الضمانات الأمنية والمالية التي قدمها الرئيس كارتر أقنعت مناحيم بيغن بالتوقيع على معاهدة سلام مع مصر عام 1978, رغم التحفظات العميقة على خسارة الأرض. وكذلك ثمة وعود مماثلة قطعتها ادارة جورج بوش الأب أبقت اسرائيل بعيدا عن "حرب الخليج" عام 1991 حين سقطت صواريخ سكود على تل أبيب. وفي المقابل, فقد نتج عن انعدام ثقة اسرائيل بادارة جونسون في عام 1967 اجراءات اسرائيلية عدوانية.

خمسة وأربعون عاماً بعد حرب الأيام الستة, تغيرت الأسماء, لكن تكشف سيناريو مشابه على نحو ملحوظ. مرة أخرى, اسرائيل مهددة من عدو يعمل على تطوير قدرة عسكرية تنطوي على تهديد وجودي للدولة اليهودية. ومرة أخرى, قادة العدو يتكلمون كثيرا عن السعي الى تدمير دولة اسرائيل. ومرة أخرى, تسعى اسرائيل للحصول على ضمانات من واشنطن بأن الولايات المتحدة لن تسمح بوقوع عدوان سافر.

ومرة أخرى, تبدو الادارة الأميركية, علنا على الأقل, مترددة حول الالتزامات التي قدمتها الى اسرائيل في توقيت يحمل أعلى المخاطر.

حسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فأن ايران أحرزت تقدما كبيرا في تخصيب اليورانيوم, بل هي تحضر لصنع سلاح نووي, فيما لا تزال ادارة أوباما غامضة بما قد تتوصل له ايران قبل أن تقرر القيام باجراء عسكري ضد الجمهورية الاسلامية.

كما كان الحال في عام 1967, تعرض واشنطن الدعم الخطابي لاسرائيل والرئيس أوباما يكرر أن أمن اسرائيل "غير قابل للتفاوض". لكنه من ناحية أخرى, مرة أخرى, يحذر اسرائيل عن طريق مسؤولين أميركيين من أرفع المستويات بعدم الشروع في الأعمال العدائية.

اسرائيل قد تمتلك الآن أقوى جيش في الشرق الأوسط (مع حصولها على رادع نووي ), ولكن العقلية الاسرائيلية لم تتغير.

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ".أولئك في المجتمع الدولي الذين يرفضون وضع خطوطا حمر أمام ايران لا يملكون الحق الأخلاقي في وضع ضوء أحمر أمام اسرائيل"

ينبغي أن يقرأ بيان نتانياهو في ضوء تصاعد المعارضة الداخلية في اسرائيل لتوجيه ضربة أحادية الجانب لايران واعادة انتخاب الرئيس أوباما المرجحة  تطوران لا يسران نتانياهو. وعرضه الصبياني حرفيا,  في الأمم المتحدة لن يكسبه أي نقاط على الساحة الدولية. ومع ذلك, فان عبارة نتانياهو مفيدة من الزاوية التي يشعر بها الكثير من الاسرائيليين بان ليس هناك التزامات مادية ثابتة من واشنطن فيما يتعلق بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي وبعد, فواشنطن تحذر الاسرائيليين بشدة من التصرف بأنفسهم. اذا كانت ادارة أوباما تريد حقاً منع هجوم اسرائيلي أحادي الجانب ضد ايران, فلا بد أن تسلك المسار المعاكس. بدلاً من مجرد توجيه اسرائيل لعدم التصرف, فانه ينبغي اعطاء ادارة نتانياهو مبادئ توجيهية واضحة بشأن متى ستقرر واشنطن أن خيار الدبلوماسية لوقف البرنامج النووي الايراني قد استنفد, وأنه سيتم تنفيذ الخيار العسكري. خلافا لذلك, يخبرنا تاريخ القادة الاسرائيليين بكل وضوح كيف سيتم حل هذه المعضلة: من خلال الثقة فقط بالشعب الذي وثقوا به تماما في أي وقت مضى ثم يبدأ الهجوم. كما قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ييغال ألون في الليلة التي سبقت شن اسرائيل حرب الأيام الستة: " سوف يدينوننا, وسوف نتمكن من البقاء على قيد الحياة ".

* عن »ناشيونال انترست«

 

الجامعة العربية تعترف بشرعية الائتلاف الوطني السوري

تلفزيون المر/اعترفت الجامعة العربية بالائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الاساسي مع الجامعة العربية. وقال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني في المؤتمر الصحافي الذي اعقب اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب "ان الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي  للمعارضة السورية". ودعا بيان المجلس سائر تيارات المعارضة إلى الانضمام الي الائتلاف الوطني حتى يكون جامعا لكل اطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات  الاقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري. ورحب البيان بالاتفاق الذي توصلت اليه اطياف المعارضة السورية لتشكيل الائتلاف الوطني السوري في العاصمة القطرية الدوحة الاحد ودعا الى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية. كما دعا بيان مجلس وزراء الخارجية العرب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الى الدخول في حوار مكثف معه لايجاد حل سلمي لنقل السلطة وفقا لقرارات مجلس الجامعة. واكد البيان على الدعم الكامل لمهمة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي. كما اكد البيان على ضرورة مواصلة الجهود من اجل تحقيق التوافق فى مجلس الامن، ودعوة مجلس الامن الى اصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الاطراف السورية. وحضر رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا اجتماع الوزراء العرب في حين تحفظت الجزائر على بيان الجامعة العربية وكذلك العراق وامتنع لبنان عن التصويت. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد اعترفت بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري" في وقت مبكر الاثنين.

 

لندن تستضيف اجتماعاً لممثلي دول التحالف والمعارضة السورية

تستضيف العاصمة البريطانية لندن في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي اجتماعاً لممثلي دول التحالف والمعارضة السورية. وابلغ متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، "يونايتد برس انترناشونال"، اليوم الاثنين، إن اللقاء "سيكون عبارة عن اجتماع عمل لممثلي التحالف والدول الداعمة لهم". واضاف المتحدث أن الاجتماع "سيواصل النظر بتقديم المزيد من الدعم العملي والسياسي غير الفتاك للمعارضة السورية في هذا الوقت الحرج، ومن المتوقع أن تحضره المعارضة السورية". وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أعلن أن لندن ستستضيف اجتماعاً في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي تشارك فيه الجهات المانحة وممثلين عن "الإئتلاف الوطني السوري للقوى الثورية والمعارضة السورية" سينظر في "تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية". وقال هيغ إنه سيشارك في اجتماع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في القاهرة الثلاثاء المقبل حول سبل دعم الإئتلاف الوطني الجديد للمعارضة السورية، والذي رحّب بتشكيله واعتبره "علامة هامة على طريق تشكيل معارضة واسعة وممثلة للجميع تعكس التنوع الكامل لكل فئات للشعب السوري".

 

خطوات جريئة لأوباما في سوريا وإيران

جورج سولاج/جريدة الجمهورية

لن يمرّ وقت طويل حتى يبادر الرئيس الأميركي باراك أوباما في ولايته الثانية، الى اتخاذ خطوات جريئة في الملفين الإيراني والسوري، خاصة بعدما تحرّر من القيود الانتخابية، ولشعوره بأنه قد يكون أمام أشهر قليلة لتَجَنُّب حرب جديدة في الشرق الأوسط على خلفية البرنامج النووي الإيراني، على رغم استطلاعات الرأي التي تشير الى ان نحو 71 بالمئة من الأميركيين يعتبرون ان "التجربة العراقية يجب ان تجعل الولايات المتحدة أكثر حذراً في استعمال القوة". في الملف الإيراني، يُرجح ان يعتمد أوباما الخيار الديبلوماسي اولاً، وان يسعى الى عقد "مساومة كبرى" مع إيران خلال الاسابيع القليلة المقبلة، مستطلعاً امكان وجود رغبة جدية لدى قادة طهران في تسوية سياسية، قبل ان يضطر الى اعتماد وسائل أخرى ربما عسكرية في منتصف العام المقبل، لمنع الإيرانيين من اكتساب قدرات تصنيع أسلحة نووية. وينطلق أوباما المعروف بأنه براغماتي واستراتيجي ولا ينقاد بالعواطف، في تحدٍ سريع عنوانه العريض: لا سلاح نووياً لإيران مقابل رفع العقوبات عنها وحتى الوصول الى تطبيع العلاقات معها اذا اقتضى الامر. إلّا أن التوقعات في احتمالات نجاح "المساومة الكبرى" ليست عالية، بل على العكس ضعيفة، اذ ان طهران لم تعترف يوماً أنها تطمح الى تصنيع سلاح نووي، وهي بالتالي مستعدة للذهاب الى مفاوضات سرية او علنية، مباشرة او غير مباشرة، وتتمتع بصبر عظيم أطول مما قد تتحمّله اسرائيل التي رسمت خطاً أحمر للبرنامج الإيراني إذا ما تم تخطيه في الربيع او الصيف كما هو متوقع، فإن الحرب واقعة لا محال. وفي هذه الأثناء، أي خلال المفاوضات بين الغرب وإيران، ستشهد المنطقة مزيداً من التوتر وتبادل الرسائل العسكرية والأمنية المحدودة، ليس في الخليج فقط وانما في سوريا ولبنان والبحرين وغيرها من دول الجوار. أما في الملف السوري، فمن غير المرجح ان تتّبع الادارة الاميركية في فترة ولاية أوباما الثانية، نمطاً مشابهاً للفترة الأولى، على رغم ان الأولوية ستكون للشؤون الداخلية وإصلاح الاقتصاد والسعي الى اتفاق في شأن الموازنة، اذ ان أوباما سيكون أكثر حزماً، حتى من دون ان ينتظر اعادة تنصيبه، في دعم المعارضة السورية وتزويدها بما تحتاج اليه من أسلحة متطورة فاعلة، واستكمال الغطاء السياسي الجديد الذي تحاول واشنطن تأمينه، خوفاً من وقوع سوريا في أيدي القوى الاسلامية المتطرفة التي يتنامى انتشارها وتأثيرها في ساحات المعارك، وتداركاً لمصالح أميركا الحيوية في مرحلة ما بعد تغيير النظام. وبالفعل بدأت الولايات المتحدة تناقش مع حلفائها في الـ "ناتو" والاتراك متطلبات إقامة المنطقة العازلة والحظر الجوي فوق سوريا على رغم عدم حماسة "البنتاغون" الذي سبق له ان عارض أيضاً التدخل العسكري في ليبيا، قبل ان ينفّذ القرار السياسي بالتدخل. فهل ينجح أوباما الثاني في حسم الملفات التي كان جمّدها أوباما الأول خلال العام الأخير بسبب الحملة الانتخابية؟

 

أولويات للمتابعة في سياسة أوباما الخارجية

جاكسون ديل/الشرق الأوسط

لقد قضى باراك أوباما مدته الرئاسية الأولى في محو آثار ما كان يراه مبالغات السياسة الخارجية الأميركية خلال فترة ما بعد الحرب الباردة من حروب على الأرض في الشرق الأوسط إلى عدم توجيه الاهتمام اللازم لآسيا. وقد نجح إلى حد كبير في تلك المهمة حسبما يقول. مع ذلك هناك احتمالات بأنه سيحاول خلال فترته الرئاسية الثانية جاهدا أن يتعامل مع العيوب التي يشوبها علاجه.

على عكس الخطاب الجمهوري العادي، لم يقد أوباما انسحابا أميركيا من العالم، بل تعقب المصالح نفسها لكن بوسائل مختلفة. لقد حاول الحفاظ على مكانة أميركا باعتبارها «دولة لا يمكن الاستغناء عنها» في الوقت الذي سحب فيه القوات الأميركية من مناطق الحرب، وخفض ميزانية الدفاع، واستعاد مشاريع «بناء الدولة»، وأقسم ألا تقود أميركا أي تدخل خارجي. هل عبارة «القيادة من الخلف» وصف غير عادل لهذا الوضع؟ يمكن أن نطلق عليه إذن نهج التمهل. إنها استراتيجية تفترض أن دبلوماسية الصبر متعددة الأطراف يمكن أن تحل مشكلات مثل سعي إيران لامتلاك سلاح نووي؛ وأن الطائرات التي تعمل من دون طيار قادرة على منع وقوع هجوم إرهابي آخر على الولايات المتحدة داخل أراضيها مثلها مثل القوات البرية في أفغانستان؛ وأن الأزمات التي على شاكلة الأزمة السورية يمكن أن تترك في أيدي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. على مدى العامين الماضيين، كانت هذه الدبلوماسية تجدي نفعا إلى الحد الذي يسمح لأوباما بتحويل السياسة الخارجية إلى نقطة نقاش في حملته الانتخابية التي سعى من خلالها للفوز بفترة رئاسية جديدة. مع ذلك كان ينبغي أن يمثل الهجوم الإرهابي على البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي بليبيا في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) مؤشرا مثيرا للقلق لكل من يعتقد أن الرئيس ابتكر نموذج عمل جديدا ناجحا للقيادة الأميركية.

كان ذلك الهجوم، الذي كان أبعد ما يكون عن الحادث العابر، منتج سام لنهج التمهل، ولعله الأول ضمن سلسلة من الهجمات على الأرجح. لماذا قتل جهاديون ليبيون السفير كريس ستيفنز والدبلوماسيين الثلاثة الآخرين؟ ربما تركز التحقيقات الأولية الرسمية على القرارات التي اتخذها مسؤولون من القيادات الوسيطة في وزارة الخارجية وحرمت البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي من القدر الكافي من الأمن، وفي إخفاق فريق وكالة الاستخبارات المركزية الكبير في المدينة من رصد الخطر المحدق الذي تمثله الجماعات المتطرفة.

مع ذلك في النهاية تبقى الكارثة التي حدثت في ليبيا نتيجة لنهج أوباما. بعد دفع أوروبا وبريطانيا له نحو التدخل في الثورة الليبية، سحب أوباما الطائرات الأميركية من القتال بأسرع ما يمكن، وبعد انتهاء الحرب، أكد البيت الأبيض ضرورة عدم بقاء أي قوات أميركية هناك. وكان ردهم على طلب الحكومة الانتقالية الليبية الهشة المساعدة من قوات حلف شمال الأطلسي هو برنامج تدريب لبعض الأفراد في الأردن غير مخطط جيدا، وثبت فشله في النهاية. وخلص تقرير جديد صادر عن مؤسسة «راند كوربوريشين» إلى أن نهج التمهل جعل ليبيا مثالا لنموذج جديد لبناء الدولة يشبه نموذج العراق وأفغانستان بعد الحرب. مع ذلك كانت النتيجة هي سيطرة فوضى الجماعات المسلحة في ليبيا بعد عام من مقتل الحاكم المستبد معمر القذافي. ولا تستطيع الحكومة المنتخبة حديثا إحكام السيطرة على أكثر الأفراد المسلحين في البلاد وهو أمر يتطلب قدرة أقل من المطلوبة للسيطرة على العناصر الجهادية التي تتركز داخل بنغازي وحولها. واستنتجت الدراسة، التي أجرتها مؤسسة «راند»، أن إرساء الاستقرار في ليبيا سوف يتطلب نزع السلاح من الجماعات المسلحة وحلها وإعادة بناء قوات الأمن «من القاعدة إلى القمة». وتشير الدراسة إلى أن هذا لن يحدث على الأرجح من دون مساعدة «تلك الدول التي شاركت في التدخل العسكري»، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. هل يمكن لإدارة أوباما تكرار بناء قوات الأمن على غرار ما حدث في العراق وأفغانستان مع الالتزام في الوقت ذاته بسياسة التمهل؟ من الصعب تصور كيفية تحقيق ذلك. ربما يراهن فريق أوباما على تمكنه من السيطرة على خطر الجهاديين في شمال أفريقيا كما فعل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من خلال الطائرات التي تعمل من دون طيار وتدريب قوات خاصة محلية. مع ذلك تبدو قدم استراتيجية أوباما المتمثلة في الطائرات التي تعمل من دون طيار غير ثابتة، في ظل تنامي المعارضة داخل الولايات المتحدة وبين حلفائها للهجمات التي تتم بهذه الطائرات، ناهيك عن المعارضة في الدول التي تحدث بها هذه الهجمات. وتوضح ورقة بحثية لروبرت تشيسني من جامعة تكساس أنه في حال ما إذا بدأت هذه الهجمات في استهداف دول في شمال أفريقيا وجماعات لا ترتبط بصورة مباشرة بقيادة تنظيم القاعدة، ستصبح المشكلات الخاصة بالتبرير القانوني لها في إطار القانون الأميركي والدولي «أكثر وضوحا وتعقيدا».

ولا يبرر هذا الفشل السياسي؛ حيث يقول القادة الليبيون إن الهجمات التي تتم بطائرات أميركية تعمل من دون طيار ستقوض السمعة الطيبة التي حققتها أميركا بمساعدتها للثورة. وفي أفضل الأحوال ستكون ليبيا صداعا مزمنا خفيفا في رأس إدارة أوباما خلال فترته الرئاسية الثانية، في حين ستتجلى في سوريا أسوأ نتيجة سلبية لسياساته، فقد تحولت الثورة التي بدأت شعبية سلمية ضد حاكم عربي مستبد آخر، في ظل غياب القيادة الأميركية، إلى حرب طائفية شديدة الوحشية يلعب فيها تنظيم القاعدة والجهاديون الموالون له دورا متناميا. لقد أسهمت استراتيجية التمهل، التي يتبعها أوباما، في هذه الفوضى. وبدون تغيير السياسة الأميركية، ستصبح ليبيا لأوباما مثل البوسنة بالنسبة إلى بيل كلينتون، والعراق بالنسبة إلى جورج بوش الابن، أي «مشكلة من الجحيم» خلال الفترة الرئاسية الثانية.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

إسرائيل تحاول إنقاذ الأسد!

طارق الحميد/الشرق ألأوسط

الواضح الآن من الرد الإسرائيلي العسكري، وإن كان محدودا، على قوات الأسد في الجولان، أن إسرائيل تحاول إنقاذ بشار الأسد، والعمل على إغراق المنطقة في فوضى مستمرة، وذلك من خلال تعقيد الأزمة السورية، مما يحول دون اتخاذ قرارات حاسمة من أجل الإسراع في إسقاط طاغية دمشق. فمنذ اندلاع الثورة السورية والسيناريوهات المحتملة للرد الأسدي متوقعة تماما، ولا جديد فيها، وهي إشعال لبنان، وإغراق تركيا باللاجئين، ومحاولة استغلال العلويين في تركيا، وكذلك توريط الأردن وإغراقه أيضا باللاجئين، وجر العراق للأزمة من باب طائفي، وقبل كل شيء اللعب على الورقة الطائفية في سوريا نفسها، وأخيرا وليس آخرا إقحام إسرائيل في الأزمة، وبالطبع فعل النظام الأسدي كل ذلك، حيث حاول استفزاز تركيا ولم ينجح، علما أنه لو تحرك الجيش التركي ووصل إلى قلب دمشق لوجد دعما، وغطاء، عربيا. وحاول الأسد ويحاول استفزاز الأردن، لكن عمان ما زالت تواصل ضبط النفس، وفعل الأسد ما فعله بلبنان وما زالت بيروت صامدة، لكن الغريب أنه مع أول استفزاز أسدي لإسرائيل تحركت تل أبيب وردت! نقول «غريب»، لأن ما فعله الأسد مؤخرا في الجولان الصامتة قرابة أربعة عقود، هو نفس الذي فعله صدام حسين وقت احتلال الكويت، حيث أطلق صواريخ «سكود» على إسرائيل من أجل جرها لتلك الأزمة و«لخبطة» الأوراق، ووقتها تصدى الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب لإسرائيل وأجبرها على ضبط النفس، وعدم إقحام نفسها في أزمة احتلال العراق للكويت. اليوم الأمر نفسه يكرره الأسد مع إسرائيل، وعلى نفس خطى صدام حسين، والأمر لا يحتاج إلى ذكاء لمعرفة أن الأسد يريد الهروب إلى الأمام. فلماذا إذن تتدخل إسرائيل الآن، وتحاول إنقاذ الأسد من خلال خدمة أهدافه؟ لماذا الآن ونحن نشاهد ملف الأزمة السورية يتحرك بشكل سريع ودراماتيكي، عسكريا في دمشق، وسياسيا على مستوى المعارضة التي باتت تتوحد، والموقف الدولي الداعم لذلك التوحد، مما يوحي بأن أيام الأسد فعلا باتت معدودة؟ ونقول «غريب»، لأنه من العجيب أن يكون حلفاء الأسد في هذه الأزمة كلا من إيران، وحزب الله، وإسرائيل، وبالطبع فإن لكل دوافعه، وكلها دوافع تخريبية تدل على خطورة هذا الثلاثي على منطقتنا، يضاف إليهم الأسد. ما تريده إسرائيل هو إغراق المنطقة كلها في الفوضى، فلا مانع لدى تل أبيب من أن ترى الأزمة السورية تستمر لسنوات، ويطال حريقها كل المحيط السوري، فلا إشكالية لدى إسرائيل من إغراق الأردن، وتركيا، ولبنان، بالفوضى. فكلما ضعفت الدول العربية كانت إسرائيل أقوى، وهذا ما تريده تل أبيب حتى في مصر، فإن كانت مشاكلنا بصنع أيدينا نحن العرب، فإن إسرائيل لا تتوانى عن صب الزيت على النار. ولذا، فمن الواجب أن يكون هناك موقف دبلوماسي عربي فاعل تجاه التصرفات الإسرائيلية، ومن خلال المجتمع الدولي، وتحديدا أميركا وبريطانيا، من أجل اتخاذ موقف مشابه لما اتخذه بوش الأب تجاه إسرائيل إبان احتلال العراق للكويت، فيجب ألا يسمح للإسرائيليين الآن بـ«لخبطة» أوراق الثورة السورية، ومنح الأسد ولو فرصة لإطالة عمر نظامه المنتهي أصلا.

 

مسيحيون مناضلون

ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

يكاد من يتحدث عن سوريا ينسى في الأعم الأغلب حقيقة أن جمهرة كبيرة العدد من بنات وأبناء الأقليات شاركت في الحراك الشعبي، وأن الشباب المسيحي لعب فيه دورا جديا وإن بقي مجهولا أو منسيا، رغم أنه كان مهما إلى أبعد حد على الصعيدين المادي والرمزي. ليس صحيحا أن ثورة سوريا الحالية هي تمرد للسُنيّين ضد العلويين، يمثل الأولون فيه الشعب والأخيرون السلطة القاتلة والظالمة، الأولون الخير والأخيرون الشر. وليس صحيحا أنها ثورة إسلامية أو مذهبية، وأن إطارها العام ديني أو مذهبي. وليس صحيحا في النهاية أن كل مسلم هو إسلامي حتما وبالضرورة، وأن كل مؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر تابع - أراد ذلك أم لم يرده - لحزب إسلامي، أو لجماعة إسلامية مسلحة، أو لعصابة من القتلة المأجورين الذين يخالفون أول ما يخالفون دين الله وكتابه العزيز. من غير الصحيح كذلك القول بأن السوريين يخوضون اليوم حربا مقدسة ضد كفرة مارقين يحتلون السلطة، فبعض أهل التأسلم يشبهون أهل السلطة كما تشبه عين الأخرى، وبعض ممارساتهم لا تقل إجراما عن ممارسات النظام، وليس بين السوريين من يريد أن ينتقل من حكم عصابة جعلت العلمانية دين سلطة ربها الرئيس، إلى عصابة يزعم أي جاهل فيها أنه نائب الله على الأرض، وأن مخالفته الرأي والموقف كفر يستوجب القتل.

شارك آلاف الشباب المسيحي في الثورة منذ بداياتها، سواء داخل دمشق أو خارجها، وأسهم في الإعداد لها، ولولا الاعتبارات الأمنية لنشرت قوائم بأسماء مئات من الذين كانوا يخرجون في المظاهرات من مساجد الميدان وجوبر والقابون وعربين وزملكا وبرزة وكفر سوسة.. إلخ.. ويشكلون تنسيقيات واحدة منها نشطت في حي مسيحي صغير وضمت عددا من الشابات والشبان زاد على الثلاثمائة، ولعبت دورا مبكرا في إفشال احتفالات لدعم السلطة نظمها عميل لها في إحدى كنائس حي القصاع. كما عبأت جمهورا كبيرا من الشباب المسيحي دعما لثورة الحرية، تم اعتقال كثيرين منهم وهم يوزعون المنشورات والبيانات في عمق المناطق المسيحية، في حين أمضى بعضهم أشهرا طويلة في الزنازين وتحت السياط، بعد اعتقالهم، وعندما خرجوا عادوا في اليوم التالي إلى الشارع للمشاركة في المظاهرات، رغم أن رجال الأمن هددوهم بالتصفية في حال ألقي القبض عليهم من جديد، أو شاركوا من جديد في الحراك الثوري.

وكنت قبل الثورة بأسبوعين قد التقيت في بلدة جرمانا، القريبة من العاصمة السورية، بمجموعة شبان وشابات من مسيحيي المدينة كانوا قد تخرجوا لتوهم في كليتي الهندسة والطب بجامعة دمشق. وقد تساءل هؤلاء خلال النقاش كيف استطاع جيلنا تحمل أربعين عاما من الإذلال والعار، وأضافوا: «نحن لن نقبل العيش على طريقتكم، فإما أن ننال الحرية أو نموت، ولا تسوية أو حل وسط بين هذين الأمرين عندنا، لأننا لا ننتظر من نمط حياة كحياتكم غير الإذلال الذي قبلتموه خانعين، ومن الخير والأفضل لنا أن نموت بكرامة على أن نمضي حياتنا غارقين في الخوف وفقدان الرجاء، من دون أن يكون لنا أي دور في وجودنا وأي قرار حول مصيرنا، تتلاعب بنا إرادات فاسدة وتقرر شؤوننا جهات تحتقرنا، لا نساوي عندها شروى نقير».

كان موقف الشباب المسيحيين معاكسا على طول الخط لموقف الكنائس التي ينتمون إليها. لكن سلوكهم، إلى جانب استمرار الصمود الشعبي الثوري لفترة تقارب العامين، أحدث أثرا على كثير من رجال الدين، الذين غيروا خياراتهم وتفهموا قضية الشعب، بدلالة بيان صدر مؤخرا عن اجتماع رجال دين أرثوذكس تم في البلمند بلبنان، ذكرهم بالحقيقة وهي أنهم جزء من الشعب، وأن عليهم التضامن معه والدفاع عن حقه في الحرية، وإدانة ما يمارس ضده من عنف. حدث هذا التحول في أعقاب موقف سابق عارضت الكنائس فيه تسليح المسيحيين وإجبارهم على القتال في إطار الشبيحة، وبعد انفجار وقع في باب توما أدى إلى مقتل وجرح مسيحيين عديدين، وأخيرا بعد اختطاف وقتل الأب فادي حداد، كاهن مدينة قطنا للروم الأرثوذكس، الذي كان واحدا من وجوه النضال الديمقراطي وحظي باحترام شعبي واسع، وقتل في سياق العمل لإثارة فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وإخافة الأخيرين من بدائل النظام القائم، التي يزعم هذا أنها لن تكون غير أصولية وقاعدية ومتطرفة وعنيفة وعدوة للأقليات، لكن رهان السلطة على الفتنة أخفق بسبب موقف مسلمي قطنا وخروجهم زرافات ووحدانا في جنازة الأب الشهيد، وما يبدونه من تعاطف وتضامن مع إخوتهم مسيحيي البلدة.

استشهد مئات الشبان المسيحيين، واعتقلت ولوحقت واستشهدت واختفت شابات من أعمار مختلفة، كن قد شاركن في تأسيس جمعيات لدعم الثورة وإغاثة المتضررين من عنف النظام، ومعالجة وإسعاف الجرحى، وإخفاء المطلوبات والمطلوبين. وستبقى قصص الدعم الذي قدمه بعض آباء الكنيسة في حمص إلى الثورة خالدة في ذاكرة الشعب السوري، فقد أقام هؤلاء مشافي ميدانية في أقبية كنائسهم، التي حولوها إلى مأوى للمتضررين وأماكن إغاثة للمشردين والجائعين، بينما فتح مسيحيو المدينة بيوتهم أمام إخوانهم المسلمين من أبناء المناطق الذين دمر القصف بيوتهم. إلى هذا، فإن الذين هجروا من قراهم أو مدنهم من المسلمين قصدوا قرى ومدنا مسيحية مجاورة، حيث لقوا ما اعتاد الناس على تقديمه من كرم الضيافة وحسن الوفادة. حدث هذا على سبيل المثال في منطقة الغاب، حيث أجبر النظام بعض الشباب المسيحي على حمل السلاح وإقامة الحواجز بحجة الدفاع عن أنفسهم، وحين دمرت مدافعه بلدة قلعة المضيق المجاورة وهجرت سكانها، قصد هؤلاء أصدقاءهم التاريخيين في بلدة الصقيلبية المسيحية المجاورة، حيث كان مسلحو الحواجز بين مستقبليهم والمرحبين بقدومهم.

شارك المسيحيون بدرجات متفاوتة في معركة الحرية التي يخوضها شعبهم، وكان الشباب المسيحيون بين أوائل النازلين إلى الشوارع، ومع أنه لا توجد أرقام دقيقة حول خسائرهم، فإن عدد شهيداتهم وشهدائهم وصل إلى أكثر من ثلاثمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من الثورة، سقطوا في مختلف مناطق سوريا، فلا عجب أن تشكلت تنسيقيات مسيحية عديدة في مناطق سورية مختلفة، وأن يقاتل مسيحيون في صفوف الجيش الحر والكتائب المسلحة والمجالس الثورية، وينشط عشرات الآلاف منهم في الحراك المدني والإغاثي والإعلامي، داخل البلاد وخارجها.

للأسف، تحجم معظم الفضائيات عن التركيز على هذه الوقائع المهمة، وتتجاهل دور الشباب المسيحي في الثورة، مما يترك الانطباع الخاطئ تماما بأن هؤلاء كانوا ضدها أو مع النظام، أو أحجموا عن المشاركة فيها، ويؤثر سلبيا على الوحدة الوطنية، ويخدم سياسات وضع أبناء الأديان والمذاهب المختلفة بعضهم في مواجهة البعض الآخر!

 

الكويت: لمن الاحتكام؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عند الحديث عن أزمات الكويت السياسية تشعر كأنك في لبنان، كلما تبحث عن حل تدخل في متاهات أكثر تعقيدا، لسبب واحد هو أنه نظام سياسي حديث تم تفصيله بمقاييس قديمة. في لبنان هناك انتخابات، مع هذا لا يهم من صوت أكثر، فرئيس الجمهورية مسيحي ورئيس الوزراء سني ورئيس النواب شيعي، ثم يتم تقليد نحو ألف منصب حكومي وفق هذا السلم الحلزوني. في الكويت، مهما كانت نتائج الأصوات يبقى البرلمان معارضا للحكومة وبالتالي تستمر الأزمات.  ولا أود أن أدخل في جدل الحالة الكويتية الراهنة لسبب بسيط جدا، أنني عاجز عن فهمها رغم استماعي لكثير من الأصدقاء وتكثيف قراءاتي للمستجدات هناك. في رأيي إن أهم ما يمكن أن يقال ليس من هو محق أو مخطئ، بل من الذي يحكم، أي ما هي المرجعية في النزاع السياسي الكويتي؛ هل هو الأمير، أم المحكمة الدستورية، أو القضاء، أو البرلمان نفسه، أم الشارع؟ أما الخلاف فهو طبيعي جدا في مجتمع حيوي كالكويت، لكن من سيفصل عند التنازع على تقسيم الدوائر إلى واحدة أو عشرين، أو الخلاف على صوت للناخب أم أربعة، وصلاحيات البرلمان، والآتي أعظم؟ الذي أعرفه أن المحكمة الدستورية هي المرجع، في الحالة الطبيعية لمعظم الدول ذات النهج الديمقراطي. من المؤكد أن للأمير احترامه، فهو رمز النظام ككل، لكن هو نفسه قبل بالـ«دستورية» في الخلاف السابق. وبعض المعارضة عندما يرفض الاحتكام لها ويريد أن يعظم من دور مجلس الأمة، فإنه عمليا يلغي توازن السلطات الذي يعتبر أساس أي نظام في العالم. أما البعض الذي يعتبر الشارع هو المرجع، فإنه فعليا يلغي النظام القائم، وهذا يحدث في حالة واحدة فقط، عند قيام ثورة، حيث يمكن إلغاء المراجع الدستورية.

المشاعر الجياشة في الكويت اليوم، تذكرنا ببدايات العام الماضي في مصر، حيث كان الهرج كله يدور باسم «الشعب». الآن كثيرون يعترفون بأخطاء البدايات ويحاولون تصويبها، لكن فات الوقت على معظمها بعد انتخاب رئاسة، وتنصيب حكومة وبرلمان، كل ذلك قبل الاتفاق على وسيلة الاحتكام، أي الدستور.

في الكويت رغبة في الإصلاح، ويجب أن يسبق الإصلاح القبول بالمراجع الدستورية أولا. فالجدل واسع والمعارضة متفقة ضد الحكومة لكنها مختلفة فيما بينها. البعض لديه اعتراضات محدودة، مثل عدد الدوائر والأصوات، والبعض لديه اعتراض شامل على النظام، يريد تعديل الصلاحيات وجعل البرلمان هو المشرع والحاكم. بين هاتين النقطتين مسافة بعيدة جدا، وبعيدتان كثيرا عن النقطة الثالثة، أي قيادة النظام السياسي. هذا ما يقدم الاهتمام أولا بمراجع الدولة حتى يجعل كل الخلافات قابلة للحل، ودون احترام الدستور تصبح الكويت دولة فوضى، وقد تخسر كل ما بنته من تطور سياسي على مدى نصف قرن. وكل المتابعين يعرفون أن معظم الذين نزلوا للشارع محتجين، هم أصلا جزء من النظام السياسي ولا بد أنه يهمهم المحافظة عليه، بتطويره لا بتدميره.

وفي الأخير، الشعب الكويتي نفسه سيكون أكثر الغاضبين إذا اكتشف لاحقا أن كل التصعيد عمل سياسي فقط لا يخرج الكويت من عجزها التنموي الذي يلام عليه التنفيذيون والمشرعون.

 

عندما تصبح النرجسية قدراً

مصطفى علوش

"ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ومن البلية عذل من لا يرعوي عن غيه وخطاب من لا يفهم" (المتنبي)

النرجسية:

كثيرون يعرفون أسطورة "نرسيس" الإغريقية، فذاك الشاب الوسيم ذهب ضحية جمال طلعته عندما شاهد انعكاس صورته على صفحة المياه لأول مرة، فؤخذ بجماله وبقي يتأمل نفسه إلى أن ذوى وتحول إلى زهرة أخذت منه اسمه وهي النرجس. والنرجسية في مكونها العادي جزء أساسي من بناء الإنسان النفسي والإجتماعي، وهي من أهم دوافع الحفاظ على الذات جسدياً ومعنوياً، كما أنها قد تكون احدى أهم سمات التفوق والإنجاز والإبداع. لذلك فقد نجد في معظم المبدعين بعضاً من النرجسية التي تلامس أحياناً الخطوط الحمر الفاصلة بين ما هو بنّاء وإيجابي وما هو هدام وخبيث.

وكثيراً ما تجاوز الناس بعض الإنحرافات النرجسية عند المبدعين لأن حسنات إنجازاتهم تغفر لهم أو تغطي هذه الإنحرافات. أما النرجسية المرضية، والتي تصل أحياناً إلى حد وصفها بالخبيثة فهي نوع من الإضطراب النفسي الذي يصيب بعض الناس، وتتصف الشخصية النرجسية بشعور مبالغ في تقدير الذات وحساسية مفرطة تجاه انتقادات الآخرين أو مساءلاتهم.

يبالغ النرجسي في تضخيم ذاته ومنجزاته وذكائه وإمكانياته ومكانته الإجتماعية. كما أنه يعتبر نفسه محط أنظار الجميع وحسدهم، ويعتبر عامة الناس غير قادرين على فهمه أو استيعاب أفكاره الا قلة منهم مميزة. ويغرق النرجسي في خيالات صاخبة حول نجاحه الأسطوري ونبوغه العبقري وإلهامه الذي لا يخطئ، ومع ذلك فلا يشعر بالرضى عن أي إنجاز يحققه لأنه يعتبره دائماً أقل مما يستحقه.

لكن الصفة الملازمة فهي الحسد والحقد على كل من يفوقه نجاحاً أو ذكاءً أو مرتبة. وقد تصل مع البعض إلى السعي لتدمير كل من يتفوق عليه، وبوسائل تصل إلى حد الإجرام.

وغالباً ما تصيب بعض هؤلاء نوبات غضب نافرة أمام الإنتقاد، أو في مواجهة أسئلة أو مواقف محرجة، أو في حالات الفشل في تحقيق الأهداف. وغالباً ما تنقص النرجسي القدرة على التعاطف الإنساني فيتصرف ببرودة أو حتى شماتة تجاه حزن أو مصائب الآخرين. وكثيراً ما يصاب النرجسي بنوبات اكتئاب وأعراض هستيرية وتصرفات مضادة للمجتمع في حالات الإحباط والهزيمة.

عندما تغذي الجموع النرجسية

من الواضح أن هذا النوع من الشخصيات يعاني صعوبات اجتماعية قد تصل إلى حد التسبب بالكوارث على المستوى الشخصي أو في محيطه العائلي أو الإجتماعي. ولكن الطامة الكبرى تقع عندما تأتي ظروف تضع نرجسياً في موقع قيادي أو سلطوي، فتتحلق حوله جموع من "المساطيل" أو المنتفعين مما يساهم بشكل خطير في تغذية السلبيات النرجسية، وكثيراً أيضاً ما يقع تحت تأثير مجموعة من الخبثاء الذين يعرفون نقاط ضعفه، فلا ينفكون عن مديحه للإستفادة من فائض غيه، فيظن هو أنهم من المؤمنين بعبقريته، أو يدخل معهم في لعبة الإستخدام المتبادل عندما يعتبر كل طرف أنه يستغل الآخر لهدف معين ولوقت محدد، على طريقة زواج المتعة. إن تجارب البشرية مع هذا النوع من الوقائع كانت تنتهي دائماً بكوارث كبرى بحجم حروب عالمية.

سعي نرجسي محلي إلى مرتبة الشهادة

لا يحتاج اللبنانيون إلى كثير من التفكير ليشيروا بأصابعهم مباشرة إلى أكثر الشخصيات اللبنانية تطابقاً مع المرض النرجسي، فعشق هذا الكائن للظهور واضح من اقتحامه المتكرر لوسائل الإعلام تحت الرايات البرتقالية. هذه العلاقة بينه وبين وسائل الإعلام أشبه بمتلازمة "السادو-مازوشية"، فهو بحاجة ماسة ليعذبها بكلامه المفكك والمتناقض والشعبوي، ولكنها تعذبه بأسئلة محرجة أو تعليقات متسائلة وأحياناً بأخبار وتحليلات تشوه صورته التي يرى فيها نفسه كأيقونة مقدسة وجب تعليقها على كل صدر وفي كل بيت وعلى سطوح المنازل والشرفات وعلى عواميد الكهرباء وزجاج السيارات الخلفي والأمامي.

أزمة الرجل المنطقية هي أن هذه الصورة لم تعلق بعد في المؤسسات العامة، وهي أقل طموحاته! فهو يظن أن مكانها في الأمم المتحدة وعلى سطح القمر وهو عاتب على المركبة "الحشرية" لأنها لم تأخذها إلى المريخ.  يكفينا هذا القدر من الكلام الساخر، مع أن شر البلية ما يضحك، ولنعد إلى الوقائع، هذا الرجل وجد نفسه في الجيش، ربما اقتداءً بنابوليون، وتقدم في التراتبية العسكرية، ولا أحد يذكره بشكل خاص، ولم يكن أحد يعرف اسمه عندما تصور مبتسماً ومرحباً بضباط الإحتلال الإسرائيلي أمام متحف بيروت سنة وأنا شخصياً ظننته أحد مرافقي الضباط الإسرائيليين.

عند فراغ السلطة، صار رئيساً للوزراء وخاض جملة من الحملات الفاشلة وحوّل من معه من الجيش إلى ميليشيا خاصة به، تصارعت على السلطة مع ميليشيات أخرى شرقاً وغرباً وفي النهاية ختمت مع ميليشيا حافظ الأسد. كانت يومها نرجسيته في صراع بين تعليق وسام الإستشهاد على صدره، أو المحافظة على الذات، فغلب طبعاً الخيار الثاني في مسرحية هزلية تحدث هو عن فصولها منذ فترة، متجاوزاً واقع أنه ترك المئات من أفراد وضباط الجيش، والآلاف ممن ناصروه فريسة سهلة لحافظ الأسد وأعوانه.

منذ اليوم الأول لعودته إلى لبنان مستفيداً من دماء الشهداء، كان همه كيف ينافس الشهداء على مركز الصدارة، وعندما فشل في ذلك تحول، ككل نرجسي، الى محاولة تدمير ذكرى الشهداء وحرمانهم حتى من حق الشهادة، وعندما فشل أيضاً، كعادته، رأى في مرتبة "الشهيد الحي" مخرجاً حتى "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم". من هنا إصراره على قضية الرصاصة "العجائبية" التي قال عنها إنها أطلقت على موكبه الوهمي. الواقع هو أن الإشكال الآن ليس في سعي نرجسي ما إلى الإستيلاء على موقع "الشهيد الحي"، أو حتى في إنكار له حقه في الإدعاء على وسائل الإعلام "المزعجة" التي شككت في محاولته للسطو على منزله المستهدف في أمنه، ولكن المصيبة هي في مسايرته ودعم نرجسيته من اي جهى اتى.

عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل"

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة رداً على نصرالله: نخجل من الحوار مع من يحمي المتهمين 

موقع 14 آذار/علَّق عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بالقول: "لا يفاجئنا حسن نصر الله باستفزازه، ولا يفاجئنا أيضا بتضليله الذي يعكس عدم احترامه لعقول أتباعه ممن يعتقدون أن كلامه هو امتداد لكلام الفقيه ولا مجال للمناقشة". كبارة، وفي بيان، أضاف: "أما أن يصل به الصلف والتكبّر إلى تمنيننا بكرم أخلاقه مبرراً للمشاركة في الحوار مع قوى 14 آذار، فهذه ملأت كأس صبرنا وأفاضته. لذلك نقول لك يا سيد حسن إن قلة إدراك بعضنا معطوفة على حسن نواياهم المفرط هي التي سمحت لهم بالجلوس معكم إلى طاولة الحوار.".

وتابع: "نحن نخجل من الحوار مع من يحمي المتهمين. وشعبنا يرفض الحوار مع من هو متهم بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه رحمهم الله. وشعبنا يرفض الحوار مع من يرفض تسليم شاهد في محاولة اغتيال الوزير بطرس حرب. وشعبنا يرفض الحوار مع من مارس الفتنة بدمويتها في صيدا وأطلق النار على متظاهرين سنّة مسالمين لأنهم كانوا يطالبون بإنزال صوره المرفوعة في مدينة ترفضه". وأردف: "أما الحلفاء المسيحيين في قوى 14 آذار الذين خصيتهم بهجومك لأنهم يرفضون الحوار معك، ألم تكن مقاومتهم تقاتل الاحتلال الأسدي كما قاتلناه نحن يا سيد حسن".

وتوجه كبارة إلى نصرالله بالقول: "زعمك بأن بعض مسيحيي 14 آذار يريدون فتنة سنيّة-شيعية فهذه مردودة لك وعليك لأن الفتنة لا يمارسها أحد إلا أنت منذ قتل حزبك الرئيس الشهيد وغيره وغيره، ومنذ غزوت بيروت والجبل الدرزي، ومنذ جهزت ومولت الفتنة في طرابلس والشمال، ومنذ تعهدت بحماية القتلة لمدة 300 سنة. لن أقول لك اتق الله بلبنان يا سيد حسن. بل أقول لأنصارك اتقوا الله بأنفسكم وعيالكم وأرزاقكم وحياتكم ومستقبلكم ولا تصدقوا هذا الرجل لأنه يقودكم إلى الهلاك".

 

النائب ايلي ماروني: كلام نصرالله المتوتر سببه انكشاف تورط الحزب في أزمات عديدة 

موقع 14 آذار/علق النائب ايلي ماروني في حديث الى "إذاعة الشرق" على قول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أمس إن بعض مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار يسعون الى صراع سني - شيعي لتفجير البلد وبعضهم كان مرتبطا بالعدو الإسرائيلي، فرأى في ذلك "عودة اللغة الخشبية التي استعملها حزب الله لسنوات طويلة، وهي توجيه الإتهام للمسيحيين بالتعامل مع اسرائيل".

وقال: "هؤلاء المسيحيون الذين يتهمهم السيد نصرالله كانوا شركاء معه في حكومات عديدة وفي مجلس النواب وعلى طاولة الحوار، فكيف يرضى وهو يعلم بذلك أن يجلس مع عملاء لإسرائيل ويكون مع أشخاص يسعون الى تدمير حزب الله؟ إن هذا الكلام المتوتر يدل على أن السيد وحزب الله يعيشان الأزمة الأخيرة ربما بسبب توحيد المعارضة السورية، وربما لانكشاف تورط حزب الله في أزمات عديدة في سوريا ولبنان وتورط عناصر من حزب الله في ملفات القتل والفساد التي تمعن في نهش البلد". أضاف: "ربما أرادوا تحويل الأنظار عن ملف الأدوية الفاسدة وعلاقة حزب الله، وربما أرادوا تحويل الأنظار عن ملف الجثث التي تأتي لمقاتلين للحزب مع النظام السوري، فأراد مجددا أن يحرك الضغائن والفتن الداخلية من خلال اتهام مسيحيي 14 آذار اتهامات مرفوضة". وسجل ماروني "تناقضا في كلام السيد نصرالله، فمن جهة اتهامنا ومن جهة أخرى دعوتنا الى الجلوس الى طاولة الحوار، فكيف يرضى بالجلوس معنا؟" ورفض ماروني الشرط المسبق لكيفية تشكيل الحكومة، "وهو دائما يقول إذا كنا نريد أن نحاور فليكن الحوار من غير شروط، لذلك لم نقاطع الحوار ولم نقاطع رئيس الجمهورية. نحن نؤمن بالحوار، ولكن له مقومات، ولا سيما التزام ما يتم الاتفاق عليه، وهم لم يلتزموا أي شيء، من السلاح الفلسطيني الى المحكمة الدولية الى موضوع سلاح حزب الله الذي هو سبب وجود طاولة الحوار". وعن أحداث صيدا قال: "ما حدث أمر مرفوض ويؤكد صوابية مواقفنا بضرورة سحب السلاح من أيدي كل الميليشيات والأحزاب، وضرورة أن يتحول لبنان الى وطن منزوع السلاح"، واصفا أحداث صيدا بأنها "مؤشر خطير جدا يقود الى فتنة طائفية ومذهبية تمهد لانتشار السلاح بشكل خطر"، مطالبا القوى الأمنية بحسم الأمر وسحب السلاح من أيدي الجميع". 

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة : خطاب نصرالله يؤسس لمرحلة "عليّ وعلى أعدائي" 

موقع 14 آذار/رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة أن السيد حسن نصرالله "قد ضرب كل خطوط الحوار الممكنة رغم دعوته إليه، ونقول لحزب الله: الحوار لا يمكن أن يكون بين الملائكة والشياطين، ومن أراد أن يؤسس للحوار لا ينبش الماضي بنظرة أحادية الجانب تفتقر إلى الوقائع الموضوعية".

وقال في تصريح: "كنا نتمنى منك يا سماحة السيد خطابا مغايرا تماما، أقول نتمنى لأن قدرنا في هذا البلد أن نعيش معا، إذا أردنا حقا للبنان أن يتنفس برئة الحرية ورئة الديمقراطية. ولكن أن ينطلق خطابك من أننا خونة وعملاء فهذا لا يعني قرارا بالتصعيد وحسب، بل أن هذا الخطاب يؤسس لمرحلة علي وعلى أعدائي، كأن ثمة قرارا بهدم البلد على رؤوس من فيه، في حال لم ينتصر خياركم السياسي. وطالما أنكم فتحتم صفحات التاريخ، فالأيام تشهد لنا في عكار والشمال وفي أكثر من موقع في كل الساحات اللبنانية، أننا كنا في طليعة الداعمين لجبهة المقاومة الوطنية ضد العدو الصهيوني يوم لم يكن في البلد شيء اسمه حزب الله. وتلك الصفحات عينها، تشهد لقوى مقاومة، سميت في خطابك البعض منها، لتدعوها إلى طاولة الحوار التي فخختها سلفا، ومعروف من صفي قيادات تلك المقاومة، ليستأثر بالعنوان المجاهد، ويزيل الآخرين عن الساحة". وأضاف: "في يوم الشهيد، كنا نتمنى خطابا مغايرا، كنا نتمنى خطابا ينحني أمام الدماء الطاهرة التي قدمتموها، وقدمها غيركم، لتكون حافزا على التلاقي، في هذا الظرف المصيري الذي يتطلب حوارا ملؤه الثقة. فعندما نطلب منكم مؤشرات للثقة نكون فعلا نريد الحوار المبني على الصراحة الذي يؤسس لبناء الدولة، وعندما تخاطبوننا من فوق تنسفون كل جسور التلاقي.

وختم: "إن إستقالة الحكومة، وتسليم المتهمين، ووقف آلة القتل مسلمات بديهية لبدء مرحلة جديدة ينتج فيها قانون انتخابات عادل، لنخضع جميعا إلى إرادة الناس لا إلى قوة السلاح". ودعا السيد نصرالله إلى "اتخاذ موقف تاريخي يصون البلد ويعطي الشعب فرصة تقرير مصيره بنفسه، فكلنا سنمضي من هذه الفانية وسيبقى التاريخ لأبنائنا الذين نسعى لنوفر لهم بلدا يعتزون فيه بين الأمم". 

 

عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب فادي الهبر: مصالح اسرائيل وبشار والأسد و"حزب الله" متلائمة  

موقع 14 آذار/رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب فادي الهبر أنَّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "يعيش حالة قلق مصيرية من المستقبل جراء تداعيات أحداث سوريا وسقوط (الرئيس السوري) بشار الأسد، ناصحاً إياه بـ"أن الهروب إلى الأمام يكون عبر تشكيل حكومة شراكة وطنية تحمي "حزب الله" الذي عليه تسليم سلاحه". وقال: "نصرالله كان مرتاحاً بالمظهر ولكنه كان متوتراً بامتياز".

الهبر، وفي حديث إلى "إذاعة لبنان الحرّ"، شدد على أنَّ "الحكومة قامت بعملية انكشاف للوضع الأمني، وهي حكومة قاتلة وبعض أعضائها قتلة وتعطل عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مؤكداً أنَّ "العدّ العكسي لتغيير هذه الحكومة واسقاط نظام الأسد بدأ". وأضاف: "على حزب الله أن يقتنع بأن هناك دولة وجيش وأن أكثر من نصف الشعب الللبناني لا يريد المقاومة". ولفت إلى أنَّ "منطقة الضاحية الجنوبية أصبحت منطقة حرة لا تدفع الجمارك وهم يسرقون الدولة بملايين الدولارات، فبعد انسحاب اسرائيل أصبح شغل شاغل المقاومة الفساد في الادوية والتهرّب من الجمارك".

ورداً على سؤال، أشار الهبر إلى أنَّ "مصالح اسرائيل وبشار والأسد وحزب الله متلائمة متقاربة ومتوافقة".

 

نصرالله خلال مهرجان" يوم الشهيد" في الرويس: لا وجود لحكومة حيادية في لبنان ولا معنى لحكومة تكنوقراط

الإثنين 12 تشرين الثاني 2012 الساعة 23:29

  وطنية - القى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال مهرجان يوم الشهيد في مجمع سيد الشهداء في الرويس كلمة قال فيها:"بداية أرحب بكم جميعا وأشكركم على هذا الحضور، ولا بد في يوم الشهيد أن نوجه التحية بشكل خاص إلى عوائل الشهداء الذين قدموا فلذات أكبادهم وأحبائهم في سبيل الله سبحانه وتعالى، وتجمعنا اليوم ذكرى هؤلاء الأحبة.

في الوقت المتاح لي، إن شاء الله، سوف أحاول أن أتناول العديد من النقاط والموضوعات ذات الصلة، وأبدأ بما يتصل بالذكرى مباشرة، بذكرى 11-11 يوم الشهيد.

طبعا الكل يعرف أن في مثل هذا اليوم في الحادي عشر من الشهر الحادي عشر تشرين الثاني سنة 1982 كانت العملية الاستشهادية النوعية التي نفذها أمير الاستشهاديين أحمد قصير. قلنا في العام الماضي إن هذه العملية كانت الأقوى. بعد مضي عام،اليوم نعيد ونقول إنها ما زالت الأقوى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، الأقوى في النتائج، الأقوى في الآثار، الأقوى في التأسيس. وهذه العملية كسرت حواجز الخوف، عندما نعود إلى 1982 ومناخات ال82، كسرت حواجز الخوف وحطمت قيود اليأس وبدلت المشهد تماما وكذلك بدلت الوجوه، أي وجوه الناس، وهناك وجه شارون وحلفاء شارون، وأعلنت بداية زمن جديد بدأ يلوح في الأفق، زمن هزائم العدو وزمن انتصارات المقاومة.

في مثل هذا اليوم من كل عام، تجمعنا الذكرى مع كل شهدائنا دفعة واحدة، في هذا اليوم نستحضر كل الشهداء، ترتسم أمامنا وجوههم وابتساماتهم، فتحضر في عقولنا وقلوبنا وذاكرتنا ووجداننا كلماتهم وذكرياتهم والوصايا، يغمرنا جميعا خليط من المشاعر: حزن وفرح، حزن طبيعي لأننا بشر، حزن على فراق الأحبة، الأب والإبن والأخ والعم والولد والزوج والزوجة، وفرح بعد ثلاثين عاما على الإنجاز، على الانتصارات التي صنعوها بدمائهم، فرح لأدائهم الواجب الجهادي منذ الطلقة الأولى والانطلاقة الأولى، فرح أيضا لوصول أحبتنا إلى النعيم الدائم وجوار ملك الملوك ورب الأرباب ويأخذ بأزمة عقولنا وقلوبنا، وتصميم وعزم وإرادة على أن نواصل طريقهم وأن ننجز أهدافهم وأن نحفظ وصاياهم وأن نصدق كما صدقوا ونخلص كما أخلصوا ونضحي كما ضحوا وأن نهزأ بالمصاعب كما هزأوا، وأن نعشق من عشقوا وكما عشقوا وأن وأن...حتى يختم الله تعالى لنا بما ختم لهم من عظيم الكرامة والسعادة.

للشهداء نوجه تحيتنا والسلام: السلام عليكم يا شهداءنا وأحبتنا، وأعزتنا السلام على أرواحكم وأجسادكم، السلام على وجوهكم وأسمائكم، السلام على دموعكم ودمائكم، السلام على آهاتكم وصرخاتكم،السلام على آلامكم وآمالكم، السلام على قيامكم وصيامكم، السلام على صبركم واحتسابكم، السلام على صدقكم وإخلاصكم، والسلام على صفائكم ونقائكم، والسلام على عاقبتكم الحسنة وخاتمتكم الحسنة الشريفة، حشرنا الله معكم ورزقنا شفاعتكم وشفاعة سادتكم محمد وآله الطاهرين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

في يوم الشهيد، أيها الإخوة والأخوات، في هذا العام تكون المقاومة الاسلامية أكملت من عمرها ثلاثين عاما عدا ونقدا، أي نحن نتحدث في 11-11-1982 الآن في 11-11- 2012، ثلاثون عاما، طبعا أنا أتحدث عن تاريخ المقاومة الاسلامية، طبعا هناك مقاومة وحركات مقاومة أقدم منا وأكبر منا سنا، نحترمها ونجلها، وأيضا الإسلام يعلمنا أن نحترم من هو أكبر منا في السن والتجربة، لكن نحن نتكلم اليوم عن الشاب الخاص بنا، نقول إن عمره ثلاثين سنة، يجب أن نتوقف قليلا عند هذا الماضي الذي سوف ندخل من خلاله إلى الحاضر، ثلاثون عاما من العمل والسهر والجد والاجتهاد والتعب، من الدماء والدموع، القلق والمخاطر والصعوبات، وأيضا ثلاثون عاما من الإنجازات والانتصارات. طبعا نحن نتحدث عن ثلاثين عاما أي الكثير من شباب هذه المقاومة، سواء من مضى منهم شهيدا أو ما زال على قيد الحياة، في البدايات ماذا كانت أعمارهم؟ 18 سنة و19سنة و17سنة، الشهيد أحمد قصير 18 سنة، واليوم ذكراه، وهكذا الكثير من الشهداء والمجاهدين الذين ما زالوا أيضا في الساحة، ويحق فيهم ما كان يقوله أمير المؤمنين(ع) عن نفسه في خطبة الجهاد: نهضت بها وما بلغت العشرين، وهأنذا ذرفت على الستين، وهذا الحال اليوم الذي وصل اليه جماعة المقاومة وإخواني الكثيرين الذين شابوا وقد شبنا معهم، لكن هذه المقاومة كانت دائما تعبر عن جيل متجدد ومتجدد ومتجدد... اليوم هناك أبناء الستين وهناك أبناء ال17 و18 و19 سنة.. هذه قوة وحيوية هذه المقاومة.

طبعا نحن نتمسك بهذا الماضي، حين نضع أمامنا ثلاثين عاما من التجربة كاملة، وتجربتنا وما جرى في بلدنا خلال ثلاثين عاما، المواقف والقوى والأحداث والتطورات، من حزيران 1982 إلى اليوم، نتمسك بهذا الماضي وبهذا الجزء من تاريخنا، لأن الحاضر هو نتاج الماضي، وهو الذي يؤسس للمستقبل. الماضي بالنسبة لكل إنسان هو مصدر إلهام، مصدر إعتبار وإتعاظ، يستفيد من نقاط القوة ومن نقاط الضعف، من أخطائه، صوابه، من حسن عمله، من سوء عمله، إذا كان إنسانا عاقلا يتعظ بتجربته وبتجارب الآخرين، ويمكن من خلال الاستفادة من الماضي وعبر الماضي أن نفهم الحاضر ونبني المستقبل.

البعض يريدنا أن ننسى هذا الماضي، ماضينا. البعض يريد للبنانيين وشعوب الدول العربية والاسلامية أن تنسى ماضينا أيضا، وهذا البعض نفسه يريد لنا أن ننسى مضيه، وأن ينسى اللبنانيون والعرب ماضيه من أجل أن نكون أمام حاضر يحكمه خداع وتزوير وانقلاب في العناوين والمعايير، فيصبح المقاوم التاريخي عميلا أو في الحد الأدنى متهما في وطنيته ولبنانيته، ويصبح العميل التاريخي وطنيا ولبنانيا يطلب منه أن يوزع شهادات في الوطنية، ليصبح الحريص والملتزم قاتلا ومجرما لمجرد التهمة السياسية، ويصبح الذي تاريخه مليء بالقتل والجرائم والارتكابات في وضح النهار ولا تحتاج لا إلى أدلة ولا إلى قضاء إنسانيا شريفا أخلاقيا يحاضر في العفة.

إذا أردنا ألا نقبل بهذا الواقع وأن لا نكرس هذا الواقع، يجب أن يبقى هذا الواقع حاضرا أمام أعيننا.

اليوم عزيز علينا أن يأتي أحدهم ليطلب من الذي قاتل وضحى وتشظى جسده، أن يطلب من العائلات التي قدمت فلذات أكبادها، أن يطلب من الرجال الذين قضوا زهرة شبابهم في مقاومة الإحتلال، أن نطلب من هؤلاء المقاومين الذين حرروا لبنان وأعزوا لبنان ودافعوا عن لبنان وعن كرامة اللبنانيين جميعا وأنقذوا لبنان من المؤامرة الإسرائيلية والعصر الإسرائيلي، أن نطلب لهم شهادات بالوطنية ممن كان 1982 وعلى مدى سنوات طويلة حليفا لإسرائيل، عميلا لاسرائيل، متعاونا مع إسرائيل، يقاتل إلى جانب الإسرائيليين، يقتحم معها المدن اللبنانية والقرى اللبنانية والمخيمات الفلسطينية ويسفك الدماء، ويعمل جاسوسا عند الاسرائيلي وسجانا عند الإسرائيلي.

مؤلم جدا أنه عام 2012 هذا هو حال البلد والمنابر مفتوحة لهؤلاء حتى هم يوزعوا شهادات، بل يعز علينا ـ وهذه سأؤسس عليها نقطة لاحقا ليس فقط من باب التعبير عن مشاعر لا أؤسس عليها موقفا ـ أيضا يعز علينا أنه نحن من سنوات مطلوب ان نأتي ونجلس على الطاولة حتى يناقشنا آخرون في الإستراتيجية الدفاعية وكيف ندافع عن شعبنا وعن أهلنا وعن أعراضنا وعن بلدنا وعن خيرات بلدنا وعن سيادة وطننا وبعض هولاء الآخرين له كل هذا التاريخ، عزيز علينا.

ولذلك أنا أقول ـ ونحن الآن نريد أن ندخل إلى الحاضر ـ عندما نريد أن ندرس الحاضر، أن نقيم أحداثه وأن نقيم شخصياته، يجب أن يبقى الماضي حاضرا، نحن لا نريد أن نبقى متمسكين بالماضي ولا جامدين عند الماضي ولا نود تخريب بلدنا من أجل الماضي. لا ولكن لا يجوز أن نغفل هذا الماضي عندما نقيم الشخصيات والمواقف والأحداث والخلفيات، وعندما نريد أن نفهم إلى أين يدفع هذا البلد، وإلى أين يراد الوصول بلبنان من خلال الأوضاع الداخلية وأوضاع المنطقة. إذا أقفلنا هذا الماضي سوف نخطئ في التشخيص وفي الفهم وبالتالي سوف نخطئ في اتخاذ الموقف. وأنا هنا أتحدث مع الشعب اللبناني كله وأتمنى أن أكون قادرا على مخاطبة الشعب اللبناني بأكمله من خلال هذا المنبر. سأعود إلى هذه النقطة لاحقا وأود التأسيس عليها.

أدخل لنقطة المقاومة، وهي كيان وإطار وسياق ومشروع هؤلاء الشهداء، لأؤكد اليوم في يوم الشهيد أننا مستمرون في عملنا في المقاومة، في جهوزيتنا، في تصعيد هذه الجهوزية للدفاع عن بلدنا، في تطوير إمكاناتنا وخبراتنا وقدراتنا البشرية والمادية، وعلى كل صعيد نحن مستمرون في العمل دون أي توقف، دون أي ملل. لا يتصور أحد، لا الصديق ولا العدو، أن ما يقال في لبنان وفي المنطقة وما يجري وما يثار، أن هذا ربما يؤثر على إرادتنا وعزمنا وتصميمنا وعملنا في الليل وفي النهار بموضوع المقاومة. هذا بحث آخر. وأيضا برؤية واضحة وبأمل كبير جدا بالمستقبل وصلنا اليوم إلى نقطة في المقاومة، ببركة دماء هولاء الشهداء، وصلنا الى نقطة أن العدو يعترف بواقع وحقيقة الردع الذي أوجدته المقاومة في لبنان. انا لا يهمني بعض اللبنانيين أن يعترفوا أن هناك ردعا او لا ردع. إن اعترفوا فهذا جيد. أنا يهمني العدو، أن يشعر أن هناك ردعا أو لا ردع، لأن الهدف هو حماية لبنان، حماية شعب لبنان. أنا أود حماية بلدي وأن أحمي شعبي وأهلي كواحد من هؤلاء الأهل. هذا واجبي الديني والأخلاقي والوطني والإنساني والقومي "اللي بدكم اياه". المهم هو هل العدو يعترف بهذه الحقيقة أم لا؟

أستطيع أن أقول لكم، بكل وضوح وبكل صراحة، بعد حرب تموز، بعد كل التطورات التي حصلت بعد حرب تموز، من خلال المعادلات الجديدة التي تم طرحها والإسرائيلي يعلم بها بشكل أو بآخر، أو تم الكشف عنها: نعم الإسرائيلي اليوم يسلم بحقيقة الردع مع المقاومة في لبنان. هذا منجز وانتهينا منه، وهذا الأمر يجمع عليها القادة السياسيون، القادة العسكريون والأمنيون والاحزاب والإعلاميون والخبراء والرأي العام الإسرائيلي. اليوم لا يوجد أحد في الكيان الإسرائيلي يقول لا، لا يوجد ردع مع لبنان. لا، هناك ردع، هناك ردع بالطرفين. إسرائيل لديها قدرة ردع، هذا ليس جديدا، هذا منذ العام 48، تردع كل العرب وكل المسلمين.

الجديد أن لبنان أوجد معادلة ردع، هذا هو الجديد. بعض يقول لك إن لبنان مردوع. هو مردوع منذ قبل أن أولد، من قبل ولادة كل هؤلاء الشهداء الذين نحيي ذكراهم اليوم. لبنان مردوع والمنطقة مردوعة من قبل الإسرائيلي. الإستراتيجي الجديد في المعادلة هو أن المقاومة في لبنان استطاعت أن توجد معادلة ردع جديدة. هذه المعادلة، معادلة الردع الجديدة تتكرس وتتثبت وتترسخ من خلال معادلة جيش وشعب ومقاومة.

في هذا السياق، طائرة أيوب كانت خطوة متقدمة في هذا الطريق، وشاهد جديد على هذا العزم وعلى هذا التصميم. الكل يعلم، جنرالات العسكر يعرفون، والآن كل الناس يعلمون أهمية المعلومات في أي معركة عسكرية. إذا أتيت بجيش وبإمكانات ضخمة، لديه سلاح جو ودبابات ومدافع وقدرة صاروخية هائلة ولا يملك معلومات عن العدو، يصبح كالفيل الأعمى، يخبط يمنة ويسرة، يضيع إمكاناته وقدراته وجهده في المكان الخطأ. من أبسط المسائل في أي معركة أن يكون من يقاتل في جبهة، أن يكون لديه معلومات دقيقة وواضحة وصريحة وصحيحة. اليوم المقاومة في هذا العالم تتقدم خطوات جبارة إلى الأمام. العدو الإسرائيلي يفهم ماذا يعني أن يصبح لدى المقاومة معلومات صحيحة ودقيقة من هذا النوع. قد لا يعرف هذا المعنى من لا يريد أن يعرف، لكن نحن في معركة مع العدو تجعله يعرف، وهذا يزيده ارتداعا.

البعض يقول لك: ما هي مدخلية طائرة أيوب بالردع؟ مدخلية طائرة أيوب بالردع انه عندما يكون لك قوة صاروخية معينة، وتقول المطار مقابل المطار، والميناء مقابل الميناء، ومحطة الكهرباء مقابل محطة الكهرباء، وتل أبيب ليس فقط مقابل بيروت، لا بل مقابل بيروت والضاحية، وانه انا كمقاومة أستطيع أن أضرب أهدافا نقطوية، الإسرائيلي يفهم إذا لديك صاروخ وليس لديك معلومات فهذا كلام بلا فائدة، اذا لديك صاروخ وليس لديك إحداثيات دقيقة فهذا كلام "بلا طعمة".

من يكمل الصاروخ هي المعلومات الدقيقة، من تأتي بمعلومات دقيقة هي أيوب وأخواتها وإخوانها ومصادر أخرى. هنا مدخلية طائرة أيوب في معادلة الردع.

البعض يقول لك أرسلتم طائرة استطلاع، فهل هذا ردع؟ لا، هذا جزء من منظومة متكاملة تؤدي للردع مع العدو. طيب لكن لو أخذنا هذا التطور، لأعلق عليه قليلا وأضيفه للنقطة الأولى التي ذكرتها.

الإسرائيلي كيف تعاطى مع موضوع طائرة أيوب؟ أنا منذ ذلك الوقت لم أتحدث.

أول ما حدث الحدث وفي نفس اليوم والساعة خرج ناتنياهو وباراك، قالوا إن هذه حادثة خطيرة جدا وسنعاقب ونرد على من قام بها. طبعا كانوا ينتظرون في اليوم الأول والثاني والثالث حتى يعلموا من أين هذه، وكان هناك عدة فرضيات واحتمالات. لكن للوهلة الأولى كانوا يفترضون أنها قادمة من غزة أو قادمة من سيناء، لذلك رفع نتنياهو السقف. لماذا؟ لأن غزة تتعرض كل يوم لعدوان وقصف وضرب وهي الآن تتعرض، وخلال هذه الأيام، إلى مزيد من الإعتداءات، وتقدم شهداء وجرحى. قال "نذهب ونفش خلقنا بغزة". عندما لم يظهر لديه معطيات من أين وخرجنا نحن وأعلنا المسؤولية ـ "مش هو حملنا المسؤولية، نحن قلنا نحن مسؤولين "مش غزة" وليس المقاومة في غزة نحن مسؤولون عن الطائرة ونحن نتحمل مسؤولية الطائرة ـ ماذا قال الإسرائيلي، ماذا فعل؟ لا شيء. مثلما هم يستخدمون العبارة: "ضب ذيله ومشي". لماذا؟ لأنه اليوم هناك واقع مختلف مع لبنان اسمه الردع، اسمه أنه ليس ببساطة يستطيع الإسرائيلي أن يأتي إلى لبنان ويقصف ويدمر ويعتدي ويهجم. لم تعد الأمور بهذه البساطة، والإسرائيلي نام على الموضوع. بالعكس التعليقات الإسرائيلية كلها ذهبت لتقديم هذه الخطورة وهذه الطائرة وخلفياتها وماذا تريد منها المقاومة وإلى أين وصلت وتحدثت عن الإخفاق الإسرائيلي وكيف تسللت وانتهى الموضوع.

لكن لبنانيا ماذا حصل؟ هنا العبرة أيضا لبنانيا. جماعة الرابع عشر من آذار بدأوا بالبكاء واللطم و"النديب"، وقاموا يندبون و(يصدرون) بيانات جماعية وبيانات فردية، و"جمعة وأسبوعية وعملوا اسبوع وعملوا أربعين" للاسرائيلي، وهو "خلص"، والعزاء عنده انتهى والعزاء عندهم لم ينته؟

بالعكس ما هي اللغة (التي استخدموها)؟ هذا خرق للقرار 1701، هذا اعتداء، هذا توريط للبنان، هذا يعطي الحق.. بدأوا هم يقولون إن هذا يعطي الحق. الإسرائيلي لم يقل إن هذا يعطينا حقا أن نضرب. قاموا هم وقالوا إن هذا يعطي الحق للاسرائيلي أن يشن حربا على لبنان.

على ذمتي، وهذا يوم شهيد، لا أود أان أشمل الجميع، بعضهم كانوا من حشاشة قلبهم يدعون: يا الله "خلي الإسرائيلي يعتدي ويضرب". وخيب الإسرائيلي أملهم، وليست المرة الأولى التي يخيب فيها الإسرائيلي آمالهم، لأن الإسرائيلي يعمل بمشروعه وليس "خزمتشي" عند الرابع عشر من آذار. هو يعمل لمصلحته ولمشروعه. في تموز بعد عملية الأسر، هذا كان مشروع الامريكي عمله الإسرائيلي، ولاحقا تبين هذا في الوثائق والكتب، وحتى لم يكن مشروع الإسرائيلي، كان مشروع الإمريكي، شغلوا فيه الإسرائيلي ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد.

هذا الموقف من فريق لبناني أمام تطور لبناني على مستوى الدفاع والردع كيف تفسره؟ كيف تفهمه؟

نحن كلبنانيين بدل أن يكون (إطلاق الطائرة) مدعاة للافتخار والاعتزاز، و(أن يقولوا) طيب عظيم، الله يبارك فيكم، عقلكم، جديتكم، جهدكم، اذا احد اعطاكم أيضا ممنونين، لكن يا شباب اعملوا معروف هذا يحتاج لكلام وطاولة حوار ويحتاج لاستراتيجية دفاعية، ماشي. لكن أن يكون تطور في المقاومة اللبنانية موضوع إدانة وحزن عند فريق لبناني فهذا أمر ملفت.

طبعا هذا يؤكد يوما بعد يوم أن هذا الفريق أصلا لا يؤمن بالمقاومة، وما آمن بها في يوم من الأيام، واسمحوا لي أن أقسمهم قسمين: هناك قسم لم يؤمن بها وكان الى جانب الإسرائيلي وحليف الإسرائيلي، وهناك جزء كان حليفا لسورية واصبح حاليا في الرابع عشر من آذار، هو لم يؤمن بالمقاومة حتى عندما كان حليفا لسورية، وانما هو مع الواقف، يبدل جلده كما تتغيير الظروف والأوضاع.

هذه الحقيقة، نحن أمام فريق لا يؤمن بالمقاومة.

من يأتي ليناقش في استراتيجية دفاعية أصلا هو لا يؤمن بأن إسرائيل عدو، لا يؤمن بخيار المقاومة لبنانيا للعدو، وإنما يؤمن بالخيار الآخر: التفاوض مع الإسرائيلي، والخضوع لشروط الإسرائيلي، 30 سنة يتحدثون هكذا، ربما يقول واحد يا سيد من أن تأتي بهذا الكلام، 30 سنة؟ اجمعوهم، المواقف والسيرة الذاتية للأشخاص والقوى السياسية والأحداث والتطورات تقول هكذا.

بناء على هاتين النقطتين أخذ التاريخ، الثلاثين سنة بالإعتبار، موضوع المقاومة، موقف المقاومة، نأخذها بالاعتبار.

أنا أريد أن أطرح نتيجتين: النتيجة الاولى، نتيجة التي هي فكرة التي هي خيار التي من الممكن أن يقول أحد، يا أخوان تعالوا لنر، يعني ماذا سنفعل؟ أول نتيجة لكل اللبنانيين ـ أنا أقول لهم ـ خذوا ثلاثين سنة من 82-2012، ضعوا هذه الثلاثين السنة أمام أعينكنم، وماذا حصل فيهم بالنسبة للموضوع الاسرائيلي، المشروع الاسرائيلي، الاحتلال الاسرائيلي، الهيمنة الاسرائيلية، وصولا للمقاومة، وصولا ل17 أيار، الانسحاب من بيروت، الانسحاب من صيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وصولا للشريط الحدودي، وصولا لسنة 2000 وصولا لسنة 2006 حتى اليوم. كتجربة لبنانية، هذه تجربتنا، إننا لا نحكي لا عن تجربة إخواننا الفلسطينيين أو السوريين أو الاردنيين أو المصريين أو حرب تشرين أو ما شاكل، إننا نحكي تجربتنا نحن كلبنانيين، هذه التجربة نحن قمنا بها، بعرقنا، بدمنا، بتعبنا، بسهرنا، ببيوتنا التي تهدمت، بحقولنا التي زرعت، بجلدنا الذي انسلخ، بسياط الإسرائيليين والعملاء في معتقل الخيام والسجون الأخرى، هذه تجربة نحن قمنا بها جميعا، خذوها بعين الاعتبار، بانجازاتها، بانتصاراتها، بما حققته من تحرير للبنان ودفاعا عن لبنان وقوة للبنان.

وانظروا على كل ما جرى في المحيط وما يجري الآن، "حتى لا أطول السيرة"، ما يجري الآن، هذه غزة تقصف في كل يوم، يسقط شهداء في كل يوم، عشرات الشهداء، عشرات الجرحى، إذن ما هي المعادلة؟ وبعدها آخذ على نفس القياس، أين هي جامعة الدول العربية؟ الآن يعودون ويقولون لنا: الاستراتجية العربية الموحدة، نفس الكلام الذي قيل سنة 82، لو انتظرنا جامعة الدول العربية كان اليوم يوجد مستعمرات ليس فقط في الشريط الحدودي بل في جبل لبنان أيضا، أين جامعة الدول العربية، أين منظمة التعاون الاسلامي، أين المجتمع الدولي، أين الدول العربية، أين الدول الاسلامية.

أكثر من ذلك، أحب أن اقول لكم، اليوم ما يجري في غزة هو امتحان عسير لدول الربيع العربي، الله يعينهم، الآن هم أمام امتحان، كيف سيتصرفون؟ كيف ستتصرف مصر، ليبيا، تونس،الحركات الإسلامية والوطنية والقومية والتحررية التي هي أصبحت الآن مكان الأنظمة، كيف ستتصرف مع هذا الموضوع؟

هذا امتحان صعب وموقف صعب، هذه غزة. نأخذ مثلا آخر، السودان، دولة عربية ذات سيادة، عضو في جامعة الدول العربية، عضو في منظمة التعاون الاسلامي، فيقوم الإسرائيلي ويقصف الخرطوم، مصنع عسكري، "خير ان شاء الله"؟، أنه خرق سيادة عربية "شو هالقصة"، قصف، "شو هالقصة"، دمر مصنع عسكري عربي شو هالقصة، يوجد أناس قد استشهدوا وجرحوا "شو هالقصة"، أليس كذلك، أين جامعة الدول العربية؟ أين منظمة التعاون الاسلامي؟ أين مجلس الامن الدولي؟ دولة، كيان غاصب، هم يعتبرونه دولة، يعتدي على دولة ذات سيادة، أين رد الفعل، لا يوجد شيء. إذهب أبعد قليلا، كل يوم نسمع عن مجازر بحق المسلمين في بورما، الذين ينتمون الى عرقية معينة، ماذا تبين؟ بيانات، "خير ان شاء الله"، وقفت المجازر؟ لا، وقفت التهجير؟ لا، حموا العالم من الطرقات والمجازر؟ لا.

أين العالم العربي؟ أين العالم الاسلامي؟ أين جامعة الدول العربية؟ أين الامة؟ هذا كله أين؟هذا سؤال؟.

أكثر من ذلك، نبي الاسلام أهين، ماذا فعلوا؟ جامعة الدول العربية ماذا فعلت؟ منظمةالمؤتمر الاسلامي ماذا فعلت؟

نعم، الأمريكان خافوا من الناس، خافوا من ردة فعل الشعوب، الآن أعطوا لبعض الأحداث عناوين أخرى، لكن الامريكي لم يكن خائفا في أي لحظة من الحكومات والدول والمؤسسات الإقليمية والدولية، كان خائفا من الناس الذين غضبوا، أن هؤلاء كيف يمكن أن يتصرفوا؟ هذا لا يعطينا عبرة، عندما نأخذ الماضي كله، هنا لا نحكي عن مسائل خلافية، لم آتي لأقول أين جامعة الدول العربية في موضوع البحرين؟ طيب، يوجد خلاف في موضوع البحرين. أين جامعة الدول العربية في موضوع سوريا؟ بالعكس جامعة الدول العربية جالسة تعمل ليلا نهارا في موضوع سوريا، لكن ماذا تعمل في موضوع فلسطين؟ ماذا تعمل في موضوع غزة؟ ماذا فعلت للسودان؟ ماذا فعلت لبورما؟ لا يوجد شيء. إلى أين سوف أصل في النتيجة؟ إلى نتيجة كنا دائما نقولها، لكن اليوم في يوم الشهيد سوف نعاود تثبيتها:أيها اللبنانيون،أليس يقول المثل "ما حك جلدك إلا ظفرك"، أريد أن اقول لكم: ما حمى جلدك إلا ظفرك، هذا الذي تعمل أميركا وأسرائيل والغرب و 14 آذار كي يقصوه، و"فشروا" أن يقصوه.

الذي يحمي لبنان، الذي يحمي شعب لبنان، الذي يحمي أرض لبنان، دولة لبنان، سيادة لبنان، حدود لبنان، كيان لبنان، هو اللبناني نفسه، المقاومة والجيش والشعب.

إذا اللبناني لا يريد أن يحمي بلده، لا أحد يحميه، أصلا "ما حدا سائل عن لبنان" ولا عن اللبنانيين لا أحد سائل، لم يكن أحد سائل ولا الآن أحد سائل. ولذلك هنا خيار المقاومة والتمسك بالمقاومة وبسلاح المقاومة هو خيار إنساني، هو خيار عقلي عقلائي، خيار أخلاقي، والتخلي عن هذا الخيار هو جنون، هو انتحار، هو تخل عن الواجب، هو تخل عن قيم الانسانية، هذا هو التشخيص.

هذه أول نقطة، النقطة الثانية، نحن اللبنانيين نبقى نقول إننا معنيين لماذا؟ استراتجية دفاع وطني،عظيم.

بناء على صورة الثلاثين سنة، بناء على النقطة الاولى التي تكلمت عنها،اليوم يوجد طاولة حوار تناقش الاستراتجية الدفاعية، بمعزل أن هناك اناس يقاطعونها و يأخذون موقف.

كلنا نعرف ان هناك ظروفا معينة فرضت تشكيل هيئة الحوار الاولى، ويوجد ظروف معينة فرضت تشكيل هيئة الحوار الحالية لما توسعت، وبالتالي يوجد أطراف تجلسعلى الطاولة اليوم، وعنوان النقاش على الطاولة هو استراتجية دفاع وطني.

أنا أريد أن اطرح سؤالين:

السؤال الاول، هو، هل من الإنصاف والعدل أن يكون بعض الناس جالسين على الطاولة ممن لهم هذا التاريخ الذي تكلمنا عنه من ثلاثين سنة، هؤلاء يريدون أن يجلسوا ويناقشوا في المقاومة والاستراتجية الدفاعية وكيف نحمي لبنان من اسرائيل.

الظروف السياسية في البلد فرضت أن تكون طاولة الحوار كذلك، هذا على ماذا يدل؟ بكل وضوح أنا أحب ان أقولها لكم، هذا يدل على ترفع المقاومة، يدل على كرم أخلاق المقاومة، يدل على حرص المقاومة، أنه يا جماعة لا نريد مشكلا في البلد ولا نريد انقسامات ولا نريد توترات، حتى هؤلاء الذين هذا تاريخهم في الصراع مع اسرائيل وفي العلاقة مع اسرائيل، حسنا دعهم يأتون الى الطاولة، لذلك أحب اليوم ان اقول لبعض هؤلاء الذين يضعون شروطا ليأتوا الى طاولة الحوار، أو كما يقولون في العامية "يتبغددوا" ليأتوا الى طاولة الحوار ويقاطعوا طاولة الحوار: لا يوجد داع لا لأن "تتبغددوا" ولا لأن تضعوا شروطا، في الحقيقة نحن من كرم أخلاقنا اننا موافقون أن نجلس معكم على طاولة الحوار، من كرم اخلاقنا ومن ترفعنا أننا موافقون أن نناقش معكم المقاومة واستراتيجية الدفاع عن لبنان، هذا كرم اخلاق منا، طالما بعدها أخلاقنا كريمة سوف نرى ماذا يحصل بعد ذلك.

فليس هناك داع أن يجلس أحد و"يتبغدد" ويضع شروطا، عندما تحبون أن ترجعوا إلى طاولة الحوار "يا هلا"، عندما لا تريدون أن ترجعوا، "الله معكم"، لا يوجد مشكلة في هذا الموضوع.

يظنون أن العالم لن تنام الليل لأن فلانا وفلانا قاطعوا طاولة الحوار، لا والله، لا أحد يشتبه، لا أحد يعتبر أن هذه نقطة ضغط، نضغط بها،لا تضغطوا بها على أحد، اضغطوا بها على انفسكم.

السؤال الثاني: هل من الانصاف والعدل أن يكون هؤلاء على طاولة الحوار وفصائل اخرى قاومت، أتكلم عن فصائل لبنانية، قاومت وقاتلت وقدمت الشهداء من قادتها وكوادرها ومجاهديها ومناضليها تكون خارج طاولة الحوار حول استراتجية الدفاع الوطني. مرة تتكلمون حول تشكيل حكومة لبنانية وتأتي وتقول لي إن هؤلاء لديهم نواب أو ليس لديهم نواب، إذا كنت تتكلم عن استراتجية دفاع وطني، أول ناس يجب أن يجلسوا على الطاولة هم الفصائل التي قاتلت اسرائيل على مدى ثلاثين عاما،إنهم معروفون، طبعا لا أستطيع أن أعد كل الاسماء، لكن كي لا يقولوا إنني أشد إلى جماعة 8 آذار، الحزب الشيوعي اللبناني، حزب مقاوم لا يوجد نقاش، لماذ الحزب الشيوعي اللبناني لا يكون على طاولة الحوار، ليناقش استراتجية دفاع وطني، جيد، يوجد احزاب دخلت إلى طاولة الحوار لم تكن سابقا.

الجماعة الاسلامية في لبنان، التي هي الآن خارج خطنا السياسي، بالعكس هي قد أتت وجلست معكم في لقاء الوسط، لكن الانصاف يقول إذا نريد أن نناقش استراتجية دفاع وطني نضع الجماعة الاسلامية في لبنان لتأتي وتجلس على طاولة الحوار، ويمكن أن يكون رأيهم مختلف عن رأينا، لكني أتكلم عن الانصاف. حركة التوحيد الاسلامي من حقها أن تأتي وتجلس على طاولة الحوار لأنها قاتلت وقدمت شهداء، التنظيم الشعبي الناصري من حقه أن يأتي ويجلس على طاولة الحوار لأنه قاتل وقدم شهداء، وهكذا، اذا كنا نريد أن نعد فاللائحة طويلة ،فلا احد يزعل مني من الجالسين في الامام.

طيب يوجد ناس ناصريون والبعثيون السوريين وكثير من القوى الوطنية والاسلامية قدمت شهداء وقاتلت جهات اسلامية ومجموعات اسلامية، اننا نعمم.

أؤلئك يجلسون على طاولة الحوار ويناقشوا المقاومة واستراتجية الدفاع الوطني وكيف نحمي البلد وهؤلاء ممنوع أن يكونوا على طاولة الحوار، ما هذا الانصاف؟ ما هذا العدل؟

على كل، باعتبار أن هذا الموضوع لم أناقشه مع إخواني، إن شاء الله أعرضه على قيادة حزب الله وعلى حلفائنا ممكن: مثل ما الآخرون يحق لهم أن يضعوا شروطا حتى يعودوا إلى طاولة الحوار لماذا نحن لا يحق لنا أن نضع شروطا، لماذا؟

من هنا أريد أن أنقل للاحداث والتطورات الأخيرة، الأمنية والسياسية، وصولا لموضوع الحكومة وأختم بكلمة في الوضع الاقليمي.

الآن لبنان اخواتي واخواتي، لبنان دائما يعيش في أزمات متتابعة ومتلاحقة، يوجد ناس يأتون ويقولون لك: يوجد أزمة وطنية في لبنان، طول الوقت يكون هناك أزمة وطنية في لبنان، ويفتش لها عن حل وعن حلول ومعالجات.

ما يجري منذ سنوات هو تلاحق وتتابع لأزمات وأحداث وتطورات.

لا شك أن جريمة التفجير في الاشرفية التي أدت إلى استشهاد اللواء وسام الحسن قبل أسابيع أدخلت لبنان إلى مشهد جديد وليس أزمة جديدة، إلى مشهد جديد، لأن الأزمة قائمة ومستمرة، تشتد من الانقسام الحاد، والتوتر الشديد.

طيب، عندما يصبح هناك أحداث بهذا الحجم أو أحداث بهذا المستوى، ما هو المطلوب؟ مطلوب من كل القيادات السياسية، الدولة أو على المستوى الحزبي أو الشعبي، أن يتصرفوا بمسؤولية وطنية لأن أي تصرف خاطئ ممكن أن يفجر البلد.

هناك شيء يجب على الجميع أن يضعه في رأسه على مستوى الدولة، على مستوى القوى السياسية، على المستوى الشعبي، أنا لا أفرضه، هذا واقع، أن اليوم يوجد منطقة متوترة، جوارنا كله متوتر، في سوريا هناك حرب دامية، في كل ساعة وفي كل لحظة وفي كل يوم، المنطقة كلها متوترة ولبنان أصلا متوتر، لما كانت المنطقة هادئة لبنان كان متوترا، لما كانت سوريا ومصر وليبيا والمنطقة كلها هادئة، كان لبنان متوترا، اليوم لما نرى المنطقة كلها متوترة ولبنان متوتر ويقع أي حدث، إذا لم نتصرف بمسؤولية دقيقة، يمكن أن ينفجر البلد،

أنا أوصف، لا يمكن لأحد أن يقول إنني أهدد بتفجير البلد، أبدا، نحن أشد الناس حرصا أن يبقى البلد متماسكا ومستقرا وآمنا، ولكن أنا ألفت وأنا أنبه، هذا يتطلب التصرف بمسؤولية استثنائية، وليس بانتهازية، انه يوجد هذا الحادث لنأخذه ونوظفه بلا تحفظات ولا حدود، بلا ضوابط لمصلحة هدف سياسي معين، ولو كان يؤدي إلى انفجار البلد.

للأسف الشديد، يوجد في لبنان فريق يتصرف على هذا النحو.

حسنا، لا نريد أن نتكلم عن الأحداث الماضية، سنتحدث عن الأحداث الاخيرة.

بعد جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن، طبعا بعضهم أخذ الاتهام رسميا باتجاه سوريا وليس لديهم دليل، وليس لديهم معطى ولا أي شيء، ولكن هم متعودون على الاتهام السياسي، جاء من يقول لهم "يا جماعة فلتضبطوا أنفسكم، الوضع صعب، خذوها على سوريا". ولكن يوجد أناس لديهم مشروعهم، لا يستطيعون إلا أن يأخذوها إلى داخل لبنان، ثم عادوا وتفلتوا وبدأوا يقولون "حزب الله حزب الله..."، وهذا يعني أننا عدنا إلى نفس الحكاية ، لأنني هنا أريد أن أتكلم عن موضوع الشيعي السني، أن أكبر ضابط أمني في الدولة اللبنانية سني "هم يعتبرون هكذا" من الاحترام للمدير العام لقوى الامن الداخلي، ولكن هم وصفوا الأمور هكذا، قتل وقاتله شيعي، حسنا، هذا الذي قال من الساعة الأولى أو ساعتين إن حزب الله هو الذي قتل اللواء وسام الحسن، إلى أين يريد أن يصل ؟

وأنا أتكلم وأحب أن يسمع السنة قبل الشيعة، هذا إلى أين يريد أن يصل؟

واذا كان من الوجوه الذي كنت أتكلم عنها قبل قليل، تاريخ وعلاقة واسرائيل ومخابرات، لم هذا بالتحديد، هؤلاء بالتحديد يقولون هذا، إلى إين يريدون إن يصلوا؟

هل لديك دليل؟ أين هو؟ فلتعطه الى التحقيق، هل لديك معطى حسي، عندك دليل، ولو دليل ظرفي؟ فلتتفضل.

هل لديك تحليل سياسي؟ يوجد ألف تحليل سياسي، إذا كان يوجد القليل من المنطق والعقل عندها يستطيع أي أحد أن يقول: "بالتحليل يوجد فرضيات". أنا لا أسلم، لا أقبل حتى أن يقال إن حزب الله هو فرضية، ولكن دعنا نقول إنها فرضية، يمكن لأي أحد أن يضع فرضيات "فيه فرضية انه حزب الله، فيه فرضية انه الاسرائيلي (انتم تقولون انه فكك 35 شبكة تجسس اسرائيلية)، فيه فرضية انه لعبة مخابرات دولية، في فرضية انه يوجد في العالم من يرى أن السنيين والشيعيين في أكثر من بلد في العالم محضرون للفتنة فقرر أن يدخلهم في فتنة بين بعضهم، ويوجد فرضية القاعدة ويوجد فرضيات أخرى.

حسنا فلتقل إن هناك خمس فرضيات أو ست فرضيات واحدة منهم حزب الله، ممكن أن اقول، إنك رجل عاقل ومنصف. ولكن العجيب أن الرجل من الساعة الاولى لمقتله، لم يتهم أحد اسرائيل، هذا يعني أن هؤلاء متعهدون للدفاع عن اسرائيل، ومن (الذي يتهمونه بقتله)؟ حزب الله!

حسنا، على أي أساس؟ الإخوان كانوا يقولون إنه يجب رفع دعوى قضائية على كل الذين يتهموننا ويسيئون لنا، ولكن المشكلة أننا إذا أردنا أن ننتظر القضاء اللبناني كما يفعل غيرنا عندما يرفع دعاوى ينتظر 50 او 60 سنة، حسنا، خيارنا أنه يجب ان نتحمل، لكن الأهم ليس ان نتحمل نحن ولكن على الناس ان تنتبه.

حسنا، اخذوا الاتهام منذ البداية الى الاتهام السياسي، استبعدوا كل الاحتمالات، استبقوا التحقيق، وجهوا الاتهام، ويوجد شخص "شاطر" قال إنه يوجد صور وأفلام لأشخاص، حسنا، فلتسلمهم للتحقيق، طالما انهم موجودون عندك، رتبت الآثار السياسية على الاتهام، اتهموا رئيس الحكومة، أصبح هو القاتل، الحكومة قاتلة، طالبوا باسقط الحكومة، قاطعوا طاولة الحوار، قاطعوا المجلس النيابي.

حسنا، هذا موقف انتهازي، لأن الحكومة، ومن اللحظة الاولى لتشكليها، انتم اجتمعتم وأعلنتم الحرب عليها، وطالبتم الرئيس ميقاتي بالاستقالة، وعملتم على اسقاطها، وعملتم اجتماع وشكلتم وفود لاقناع المجتمع الدولي بمقاطعتها، وحرضتموه عليها، انها هذه حكومة حزب الله،

ولا يوجد أحد في المجتمع الدولي مقتنع بأن هذه الحكومة هي حزب الله.

ولا أحد في الحكومة مقتنع بأن في هذه الحكومة هي حكومة حزب الله

و"بحياة اللي خلفني وخلفكم" ولا حتى أنتم مقتنعون بان هذه هي حكومة حزب الله.

هذا جزء من الكذب والتضليل الذي هو وسيلة سياسية عندكم، وانتم تمتهنوها.

حسنا، ذهبتم الى الاتهام السياسي ورتبتم آثارا، هذا طبيعي ومتوقع، حسنا، لا يوجد وقت لاقول، تريدون ان تغلقوا المجلس وانتم اغلقتموه، يوجد الكثير من الفرق بين الحكومة الحالية والحكومة السابقة، لا يوجد وقت الآن لأن هذا الموضوع بحاجة الى الحوار اكثر مما يحتاج الى الخطاب السياسي، الاخطر انكم ذهبتم الى لعبة الشارع، حسنا، حقن طائفي، حقن مذهبي، تفلتت وسائل الاعلام والمنابر من أجل حشد أكبر عدد ممكن في تشييع الشهيد، حسنا لم تنجحوا، ولكنكم حقنتم البلد، قام مسلحون بقطع الطرقات، ليس صحيحا أن يقال إن أهل السنة هم من قاموا بقطع الطرقات في لبنان، لان من قطع الطرقات هم بعض الاشخاص، العشرات "عشرة هنا، عشرين هناك، ثلاثين هناك..." فلتعدوهم، كلهم مع بعضهم البعض حولي المئتين الى ثلاثمئة شخص.

يستطيع أي أحد أن يأتي بمئتين الى ثلاثمئة شخص وأن يقطع بهم الطرقات، ويحملهم سلاح ويحرقون اطارات، وصولا الى سؤال عن هوية راكبي السيارات، حسنا، الى أين تريدون أن تأخذوا البلد؟ وصولا الى قتال في طرابلس واستدراج قتال في طريق الجديدة ووطى المصيطبة والشياح، لمصلحة من؟

طبعا في المقابل يوجد جزء كبير من الشعب اللبناني انكفأ، سواء كان من جماعة 8 اذار أو غير 8 اذار، جلس يترقب، لم يشارك، لم يقطع طرقات، لم يشارك بتجمع، كان من المفترض أن يكون تشييع لشهيد، حولوه الى مناسبة سياسية، وصولا الى اقتحام السراي، ولكن كان يوجد انضباط كبير في الشارع الآخر، لانه الذي حصل على مدى ثلاثة أيام من قطع طرقات واعتداءات واطلاق نار، واستدراج لمواجهات، لا يطاق.

وانا هنا أريد أن أنوه وأشيد بوجود الوعي الكبير والشديد لكثير من هؤلاء الناس، الذين استطاعوا أن يستوعبوا حوادث الثلاثة ايام، والذي لا يقاس بهم بعض هؤلاء القادة السياسيين الانتهازيين، وفوتوا فرصة تفجير البلد. هذا الوعي عند الناس فوت فرصة تفجير البلد، ليس فقط القيادات السياسية في الفريق الآخر، بالعكس يوجد اناس في فريق ال الرابع عشر من آذار كانوا ينتظرون ليروا كيف ستندلع المعارك في طرابلس كلها وفي بيروت وفي صيدا وفي طريق الجنوب، ويقومون بحساباتهم.

حسنا، تم تفويت هذه الفرصة بالوعي، اليوم كل الوقائع والمعطيات السياسية والامنية والميدانية تؤكد انه هناك جهات سياسية في لبنان، بالتواطؤ مع قوى خارجية تريد دفع البلد الى الانفجار، ليس سوريا، اسمحوا لي، ولا 8 اذار، في الفريق الآخر، ولا أريد أن أقول جميعه، في الفريق الاخر هناك من يدفع لبنان الى الانفجار. وهنا يصادف انه يوجد اختلاف مع الاميركي والفرنسي والغربي والبريطاني، يوجد اختلاف، ليس لأن هؤلاء مع حكومة حزب الله، لا، هم يعرفون بأن هؤلاء ليسوا مع حكومة حزب الله، الاميركي والغربي لا يريد تفجير البلد لانه بدراساته وحساباته أن هذا يخدم النظام في سوريا، حسنا فليحسبوا بهذه الطريقة، ولكن يوجد اناس في لبنان لديهم حسابات أخرى، أن الانفجار في لبنان يخدم في أكثر من اتجاه. حسنا، الانفجار بين من ومن؟

ايضا "لنتكلم ارضي وشفاف مثلما بدأنا"، يريدون انفجارا شيعيا سنيا.

اليوم يوجد من يتحدث عن الفترة السابقة، ويقيمها ويعيد النظر فيها، فلتسمعوني، يوجد اناس يريدون أن يأخذوا إلى فتنة سنية شيعية، وبالتحديد بعض مسيحيي 14 اذار. تريدون وضوحا اكثر من هذا؟ طبعا هناك بعض الناس داخل تيار المستقبل، يقولون إنه يوجد احتقان في البلد ويوجد احتقان في المنطقة وهذه فرصتنا، لندع السنة والشيعة يذبحوا بعضهم، ولذلك ترتفع وتيرة التحريض الطائفي والمذهبي، أمام أي حادث بسيط، بدل ان يأتي شخص ويتعاطى بعقل مثل ما تعاطت المرجعيات الدينية، من سماحة المفتي الى غبطة البطرك الى المواقع الدينية الاخرى، أنه "على مهلكم انتم على أي أساس تسوقون للاتهام السياسي يخرب البلد؟ فلتصبروا قليلا، ولننتظر التحقيق ولنرى؟ هل لديكم معطيات؟" يوجد أناس يريدون أن يدفعوا هذه الأمور بهذا الاتجاه ويستغلون أي حادث، أي حادث له علاقة بأحد أو ليس له علاقة، يستغل كله في سياق هذه المعركة.

طبعا ما جرى بالامس في صيدا لا أريد أن أقف عند تفاصيله، ولكن أشارة عامة في هذا السياق:

صيدا عاصمة الجنوب والتي سوف تبقى عاصمة الجنوب.

صيدا عاصمة المقاومة وستبقى عاصمة المقاومة.

صيدا مدينة العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين على اختلاف مذاهبهم.

صيدا مدينة الشهداء الكبار والقادة الكبار والعلماء الكبار.

صيدا التي احتضنت وما تزال وستبقى تحتضن فلسطين والقضية الفلسطينية وشعب فلسطين اللاجىء في المخيمات.

هذه صيدا هناك من يريد أن يأخذها إلى فتنة، لمصلحة من؟

وكل يوم يخترع معركة، ويخترع عنوانا ويخترع شعارا، وفي ظل صمت كثيرين، وشبه تخل من الدولة عن مسؤولياتها، حتى لا اقول إنه تخل كامل، هناك من يصر على دفع الامور بهذا الاتجاه في صيدا أو في غير صيدا، في كل لبنان.

هنا طبعا المسؤولية تقتضي في يوم الشهيد، يوم المقاومة، يوم فلسطين، يوم لبنان، هذا يعني يوم الشهيد، يوم الكرامة، يوم الوحدة، يوم الحب، يوم الإيثار، يوم التضحية، يوم الوفاء، تقتضي انه اضافة خطاب كل اللبنانيين الذين كلهم معنيون في هذا الحادث وليس فقط سنة وشيعة، ولكن أريد أن أخص السنة والشيعة بالامر، هذه المرحلة حساسة جدا، وتحتاج الى مستوى عال من الوعي والتنبه والتبصر والالتفات، أولا، لا يستطيع أن يأخذنا أحد لا بالعصبية ولا بالتحريض، ولا بالأضاليل ولا بالاكاذيب ولا بالاشاعات، اليوم اكثر من اي وقت مضى "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" لأن هذا النبأ يخرب بلد.

لكن تثبتوا أولا وتأكدوا وانظروا ما هي صحة المعطيات وابنوا وخذوا موقفا على أساس ذلك، لكن تثبتوا أولا وتأكدوا أولا ولا يأخذكم أحد بالشائعات والأكاذيب. عدم الإنسياق مع حملات التحريض، التناصح والتواصل (بين) القيادات والعلماء والقوى السياسية، محليا في الضيعة والمدينة، (بين) المخاتير ورؤساء البلديات والفاعليات والمفاتيح الإجتماعية، يجب أن يتواصلوا مع بعضهم البعض وأن نتحدث كلنا مع بعض، ونفتح الهاتف ونجلس ونحاول معالجة الامور، هنا مشكل، نعالجه، وهنا لغم، نفكه، هنا كمين نحاول أن نحاصره. اليوم كلنا كلبنانيين يجب أن نتصرف هكذا، لكن بالخصوص الشيعة والسنة.

وهذا أيضا يلزمه صبر وتحمل وضبط النفس، حتى لو كان هناك أخطاء، يخرج أحدهم يسبك ليلا نهارا او يسب زوجتك ليلا نهارا، ويسب عائلتك ليلا نهارا ويسب شهداءك ليلا نهارا ويسب مقدساتك ليلا نهارا، ماشي الحال، وأنا قلت لكم المرة الماضية اصبروا، واليوم أقول لكم المطلوب هو الصبر والتحمل، وإذا كان هناك أخطاء من الشيعة أدعو السنة إلى الصبر والتحمل وإلى معالجة الامور مع بعضنا بالتعقل. شيعة وسنة يجب أن نتواصل وأن نتناصح ويجب أن نتأكد وأن نتثبت وأن نصبر وأن نتحمل وأن نعالج الأمور، والدولة هي التي يجب أن تتحمل مسؤولياتها، أحدهم يقفل الطريق على الدولة أن تفتحه، أحدهم يهجم عليك على الدولة أن تدافع عنك، ونحن نصر على أن تتحمل الدولة المسؤولية. مع هذا النوع من الأحداث الذي حصل، مع أي شيء يمكن أن يحصل في المستقبل، هذه المنهجية التي ندعو إليها.

في الموضوع الحكومي، واليوم هناك دعوات إلى حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط أو حكومة جديدة أو ما شاكل، أنا أقول على طريقة المنهج: يا اخواننا ويا أخواتنا وأيها اللبنانيون ـ ولنتحدث منذ العام 2005 إلى اليوم وشو بدنا قبل الـ 2005 ـ هناك منهجان، وهنا لا يوجد سوريا لتقول لي إن سوريا رتبت وشكلت وعملت، نحن اللبنانيون الموجودون في البلد وفي المجلس النيابي وخارجه... يوجد منهج يدعو إلى الشراكة الوطنية في أوسع دائرة ممكنة وهناك منهج إقصائي وإلغائي. هذا ادعاء ودليله: عندما نأتي إلى الفريق الآخر، أنا اتهمه وأقول: هو صاحب منهج إقصائي وإلغائي، عام 2005 شكلتم حكومة وجرى تحالف رباعي ولم يكن خماسيا ولا سداسيا واختلفنا على الحليف المسيحي، أنتم أغلبية شكلتم حكومة ودخل إليها أمل وحزب الله، ولكن لم نكن نشكل الحكومة، بل أنتم ولم يكن هناك شيعة غيرنا تدخلونهم، ونحن واقع موجود في البلد فقلتم تفضلوا، لكن بالحكومة، بعد كل الذي جرى في لبنان، كان يجب في العام 2005، إذا كان هناك عقل وطني أن يحقق أوسع شراكة ممكنة. تم استبعاد التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون، مع العلم أنه أثبت في انتخابات عام 2005 أنه الزعيم المسيحي الأول وما زال الزعيم المسيحي الأول بحسب كل المعطيات، وأنا لا أنصبه بل المسيحيون ينصبونه، واستبعدتم كل حلفاء سوريا من مسيحيين وسنة ودروز وشكلتم حكومة إقصاء، وكنا نحن جزءا منها، لكن لم نكن جزءا من الإقصاء بل جزء من الحكومة التي بعد حرب تموز خرجنا منها وأكملت من دوننا، خلافا لوثيقة الوفاق الوطني والميثاق الوطني، وهنا الفرق مع هذه الحكومة الحالية، وأكملتم ولم تسألوا عن أحد، الشيعة كلهم خارج السلطة ولم تسألوا عن أحد، مكونات أساسية بالبلد خارج السلطة، أنتم أكملتم... إلى أن جاء اتفاق الدوحة وأنتم بالقوة قبلتم أن تنضموا إلى حكومة وحدة وطنية وليس بـ "المليح" لأن ليس هذا قناعتكم ولا عقلكم ولا فكركم السياسي.

شكلت حكومة وحدة وطنية في لبنان، الأولى والثانية، وانتهى الأمر إلى الإشكال الذي انتهى إليه، وسقطت الحكومة ولا يوجد وقت لنستحضر كل هذه الأحداث، وكلف دولة الرئيس ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة. من أول يوم، فريقنا السياسي ماذا قال: نحن موافقون على حكومة وحدة وطنية، وموافقون على شراكة، أنتم لم تقبلوا، وبقي الرئيس ميقاتي شهرا ونصف يحكي معكم ويجلس معكم ـ وما شاء الله باله ما أطوله ويمكن أن ذلك من المواصفات النفسية الملازمة للمواصفات الجسدية، بسطة في الجسم وطول البال ـ جلس "الزلمي" شهرا ونصف ومفاوضات و"رايحين وجايين وتفضلوا" لكن أنتم لم تقبلوا وأنتم لا تريدون مشاركة أحد: أنتم أو لا أحد، أليس كذلك، عام 2005 تصرفتم هكذا عندما كنتم تشكلون الحكومة وعندما أتى الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة تصرفتم هكذا.

أما نحن في الدوحة فقد طالبنا بحكومة وحدة، شراكة وطنية، ومع الرئيس ميقاتي قلنا له: الله معك واتكل على الله، بحكومة شراكة وطنية وحكومة وحدة وطنية، أنتم تريدون الإقصاء، وأنتم عندما كنتم في الحكومة قاطعتم الحوار، واليوم أنتم الآن في المعارضة قاطعتم الحوار، أنتم لا تريدون حوارا يصل إلى نتيجة.

إذا لدينا نهجان في البلد، وهذا موجود وواقع، وحتى اليوم ماذا يقول لك: نحن 14 آذار عندما نأخذ الاغلبية في الإنتخابات المقبلة سنشكل حكومة 14 آذار، تأكيد على الإقصاء والإلغاء وأن لا شريك في البلد. نحن لم يكن لدينا مشكلة ولا لحظة أن تشكل حكومة شراكة، وحدة وطنية، وحكومة وحدة وطنية. طبعا بين هلالين هناك ناس قالوا في اليومين الماضيين: نحن 14 آذار نربح في أي قانون انتخابات، عظيم "إذا كل هالقد واثق من نفسك" تفضل إقبل بالنسبية وبالدوائر مثل ما قدمتها الحكومة اللبنانية، يا "قبضاي" ويا "واثق"، إذا على ماذا نحن مختلفون وأنتم رابحون بأي قانون انتخابي، لماذا تسببون مشكلة في قانون الإنتخاب. بالمنهجية، هناك نموذجان أيها الإخوان والأخوات وأيها الشعب اللبناني، وأنا أتحدث عن رئيسي حكومة سنة، هناك رئيس حكومة ـ ومن دون تسمية ـ ينزل مليون متظاهر ويقولون له "فلْ" ويعتصمون بمئات الآلاف وبعدها يصير عشرات الآلاف وآلاف ومئات إلى أن ينتهي الأمر، ماذا يقول؟ أنا لا يرفْ لي جفن، "هلقدْ متمسك"، وهناك رئيس حكومة يرى أن هناك حادثا في البلد وهناك أناس يشيعون وهناك أناس حزينون ومتألمون فيقول : أنا لست متمسكا بمنصبي، اذهبوا اتفقوا على أي حكومة تنقذ البلد، حكومة وحدة وطنية برئاستي أو من دون رئاستي، أنا لا مشكلة لدي. هذا منهج وذاك ومنهج، هذه عقلية وتلك عقلية، اللبنانيون يجب عليهم أن ينتقوا، أي عقل يوسط ويحمي البلد ويحمي الأمن ويحمي الإستقرار داخليا وخارجيا ويطور البلد ويأخذ البلد إلى الأمام هو عقل الشراكة، أما العقل الإقصائي الإلغائي المستعد لأن يدمر كل شيء من أجل أن يكون في السلطة هو عقل لا يؤتمن لا على بلد ولا على عرض ولا على مال ولا على استقرار ولا على أمن وقد جربناهم بالإقتصاد أيضا.

بالوضع الحالي نحن نقول ما يلي: هناك حكومة موجودة، قانونية، دستورية، لا غبار عليها، هي تعمل وتستمر في العمل. الكلام في لبنان عن حكومة حيادية هو كلام لا معنى له، ولا يوجد في لبنان حياديون، لبنان كله سياسة، حتى الأولاد الصغار سياسة والفوتبول سياسة والفن سياسة وكله صار سياسة.

حكومة التكنوقراط في لبنان حكي ليس له معنى فلا يوجد تكنوقراط في لبنان وكل التكنوقراط سياسي، هذا بلد سياسي للنخاع، كبيره وصغيره، لا يمشي في البلد إلا حكومة سياسية. الآن الحكومة موجودة، البعض يتحدث عن حكومة جديدة أو حكومة وحدة وطنية، تفضلوا إلى طاولة الحوار، نجلس هناك ونتحدث، وكل واحد يقول رأيه، ونحن نقول رأينا: هل هناك داع لتغيير الحكومة أو لا داعي، وإذا كان هناك داع ما هي طبيعة وماهية الحكومة البديلة، أما غير ذلك، فكل واحد يقدر على قول الذي يريده والحكومة تستمر في العمل كما تفعل في العمل ويجب أن نتعاون جميعا لتخطي هذه المرحلة، لكن كل هذه التجارب بالنهاية يجب أن تثبت لنا هذا الواقع. في موضوع سوريا، نؤكد صوابية الموقف الذي دائما كنا نعبر عنه خلال كل الفترة الماضية، وجوب الحل السياسي في سوريا والتسوية في سوريا ووقف القتال في سوريا هي مصلحة الشعب السوري ومصلحة سوريا.

بالمقابل، الآخرون بأي اتجاه يدفعون الأمور؟ كلينتون تخرج وتقول إن المجلس الوطني السوري ـ اسطنبول ـ لم يعد يمثل، اذهبوا وفتشوا عن إطار أوسع، ويخرج جماعة المجلس الوطني و"يهدون" ويرعدون ويؤكدون أن قرارهم مستقل. عظيم، جمعوا كل العالم في الدوحة وحبسوهم في الأوتيل سبعة أيام وعملوا إطارا جديدا مثل ما رأت السيدة كلنتون. فلنقرأ الرسالة من أولها وليس من آخرها، خلص (طلبت) إطار جديد، حسنا عملوا إطارا جديدا وقيادة جديدة وعنوانا جديدا، لكن الأخطر في هذا الجديد أن أطراف المعارضة المجتمعة في الدوحة تجمع على رفض الحوار وتجمع على رفض الحل السياسي، يعني إلى أين يريدون أن يذهبوا؟ إلى المزيد من القتال والمزيد من الدمار، مصلحة من ، أمريكا وكلينتون التي هي الآن "فالة" (مغادرة) وإسرائيل وبعض الحقد العربي وبعض الطموحات الإقليمية. هذه هي مصلحة الشعب السوري؟ المزيد من القتال والدماء في سوريا، أو الذهاب إلى حل سياسي وإلى تسوية سياسية؟

على كل، نحن ما نؤكد عليه هو الدعوة بهذا الاتجاه، هذا كان موقفنا وما زال موقفنا. طبعا في موضوع البحرين، الناس المتروكون المظلومون، تنفجر عبوة فيقال أصابع حزب الله وبصمات حزب الله، إلى هذا الحد بصماتنا تصل إلى هناك، طبعا، نحن أصدرنا بيانا وقلنا إن هذه بصمات المخابرات البحرانية. السلطة في البحرين لديها مشكل حقيقي مع سلمية المعارضة البحرانية، يعني بمقدار ما قيادة المعارضة البحرانية وشعب البحرين الذي يتظاهر "باله" طويل، السلطة "ضاجت"، السلطة تبحث عن ذريعة لضرب، لقتل، لاعتقال، لسجن هؤلاء المعارضين، لأن المعارضة السلمية أحرجتهم، مع العلم أن هدف المعارضة واضح ومفهوم ومعلن. الآن بدأوا يلجأون لنزع الجنسية، يعني إضافة للتغيير الديموغرافي الذي كانوا يحدثونه من خلال التجنيس، ابن البحرين تنزع جنسيته، ولا يدعون شخصا من بنغلادش أو من باكستان أو من الهند أو من أفريقيا الوسطى أو الجنوبية إلا ويأتون به ويمنحونه الجنسية وكامل حقوق المواطنة. هذا أيضا يحتاج إلى موقف.

نحن على كل حال، في الإطار العام ، نحن ندعو، في لبنان، في المنطقة، أمام ما يجري في غزة، أمام ما يجري في سوريا، أمام ما يجري في لبنان، أمام ما يحضر لكل منطقة: المزيد من الوعي، المزيد من التبصر، المزيد من الهدوء، عدم الاستعجال في التحليل، عدم الاستعجال في اتخاذ المواقف، ولنعلم أننا في زمن الفتن التي أقبلت وتقبل كقطع الليل المظلم. في زمن الفتنة ليس صحيحا أن يدس الانسان رأسه في التراب ويقول أنا لست معنيا. الصحيح أن يفتح عينيه وأذنيه وعقله ويكون صادقا ويكون مخلصا ويحاول أن يميز الحق من الباطل والطيب من الخبيث ليدفع أمته، أهله، وشعبه باتجاه ما فيه صلاح دينهم ودنياهم وآخرتهم. هذه مسؤوليتنا جميعا خصوصا في هذه المرحلة. نجدد عهدنا مع شهدائنا، مع شهدائنا القادة، مع السيد عباس، مع الشيخ راغب، مع الحاج عماد، مع الإمام المؤسس الإمام موسى الصدر، نجدد عهدنا ووعدنا معكم جميعا على أننا باقون في مواقع المقاومة والصبر والاحتساب والثبات والحرص على الوحدة حتى يختم الله لنا بإحدى الحسنيين أو كلا الحسنيين، النصر أو الشهادة، وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.