المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 17 تشرين الثاني/2012

 

إنجيل القدّيس لوقا 08/10-12/

وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم وقَبِلوكم، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكم. واشفْوا المَرْضى فيها وقولوا لِلنَّاس: قَدِ اقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ الله. وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم ولَم يَقبَلوكم فاخرُجوا إِلى ساحاتِها وقولوا: حتَّى الغُبارُ العالِقُ بِأَقدامِنا مِن مَدينَتِكم نَنفُضُه لَكم. ولكِنِ اعلَموا بِأَنَّ مَلكوتَ اللهِ قدِ اقتَرَب.« أَقولُ لَكم: إِنَّ سَدومَ سَيَكونُ مصيرُها في ذلكَ اليَومِ أَخفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِ تِلكَ المَدينَة.

 

عناوين النشرة

*المحكمة الدولية: الادعاء أودع مذكرته التمهيدية وقائمة الشهود

*فوز كاسح للائحة "14 آذار" في انتخابات نقابة الطوبوغراف

*سليمان عرض مع زوار القصر الجمهوري الاوضاع العامة وزير ايراني نقل تعازي قيادته باستشهاد اللواء الحسن

*"الاحرار":اطلالة نصرالله تأكيد لنهجه في الاستعلاء والتخوين والتهديد

*فارس سعيد: تواطؤ إسرائيلي مع النظام السوري لمعاقبة حركة "حماس

*لماذا رفض وزراء جنبلاط تحويل صيدا منطقة عسكرية؟

*محامو بيروت ينتخبون الاحد 4 أعضاء لمجلس النقابة

*رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش زار بكركي: البابا كرم المسيحيين برفعه البطريرك الراعي الى رتبة الكاردينالية

*لقاء المسيحيين المستقلين": تنصيب الراعي محطة تاريخية

*معوض: لبنان ارض الحرية ولن يركع امام التهويل

*غانم: لا اعتقد أن "حزب الله" سيرد على اسرائيل

*فساد في بلاد "الله": "القائمة السوداء" لأبناء "الصفّ الأول" من قادة الحزب

*فساد في بلاد "الله": "القائمة السوداء" لأبناء "الصفّ الأول" من قادة الحزب

*يحدث في "الشيوعي": مسؤول باع سلاح الحزب الموجود بعهدته!

*نصرالله: تصعيد لتغطية الفشل/حسان حيدر/الحياة

*"دقدوق " في طهران... مبروك للأميركان/داود البصري/السياسة

*تشدد الجيش في صيدا يقطع طريق التوتر و«حزب الله» مُطالَب بتسليم مطلقي النار

*صيدا «في قبضة» إجراءات أمنية مشددة والأسير يستعد لإعلان تشكيل تنظيم مسلح

*بنيامين الأسد/مارون حبش/موقع 14 آذار/12

*المشنوق في "مخيم الاعتصام": عملية غزة لن تتطور باتجاه لبنان إخترناالا نستمر في تمثيلية ركيكة تدعي أننا جزء من حياة سياسية طبيعية

*ذكرى "عاشوراء" في قاموس "حزب الله": غياب لنصرة المظلوم!

*نصرالله: على جميع أحرار العالم أن يقفوا اليوم الى جانب غزة لا يجوز الاستفادة من مناسبة عاشوراء للإساءة إلى بقية المسلمين ورموزهم

*نتنياهو يقول أن إسرائيل ماضية "في الدفاع عن نفسها" وحماس ترفض التهدئة وتجزم: "الحرب ستقصر من عمر الإحتلال"

*نديم الجميل في مجلس عاشورائي: رسالتنا المشتركة أن نبقى يدا واحدة ندافع عن الحق والحرية والعدالة

*الراعي في "قداس السلام": السباق للتسلح جرح للإنسانية و  كل عمل حربي يهدف لتدمير مدن أو مناطق بسكانها جريمة ضد الله ومدانة بحزم

*المرحلة الأخيرة: اعتراف وسلاح وإغاثة للمعارضة/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

*التصعيد الإسرائيلي قد يجر أميركا الى التورط/راغدة درغام/الحياة

*صيدا... والمشروع الإيراني في لبنان/ ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله

*شبح إيلي حبيقة يطارد نصرالله بعد انتقاده لسمير جعجع

*الوزير الشقيق/حازم الأمين/لبنان الآن

*المواجهة في لبنان: حزب الله وميقاتي بعد الأسد/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

المحكمة الدولية: الادعاء أودع مذكرته التمهيدية وقائمة الشهود

وطنية - أفاد بيان صادر عن المحكمة الخاصة بلبنان في لايدشندام، "أن الادعاء أودع لدى المحكمة مذكرته التمهيدية، وقائمة الشهود الذين يعتزم استدعاءهم في أثناء المحاكمة، وقائمة البينات التي ينوي عرضها كأدلة". وأوضح "أن هذا الإيداع يأتي مراعاة لمهلة حددها قاضي الإجراءات التمهيدية كجزء من الإعداد للمحاكمة". وأضاف: "تعرض المذكرة التمهيدية المؤلفة من 58 صفحة تفاصيل المزاعم والتهم الواردة في قرار الاتهام. وتتضمن بالنسبة إلى كل تهمة واردة في قرار الاتهام ملخص الأدلة التي يعتزم المدعي العام تقديمها عن ارتكاب الجريمة المزعومة ونوع المسؤولية التي يتحملها المتهم".  وختم البيان: "أودعت المذكرة التمهيدية والمستندات المرتبطة بها بصفة سرية. وتخضع قائمة الشهود وقائمة البينات للسرية التامة ما لم يقرر القضاة خلاف ذلك. وسوف تتاح قريبا نسخة علنية مموهة من المذكرة التمهيدية".

 

فوز كاسح للائحة "14 آذار" في انتخابات نقابة الطوبوغراف

حققت لائحة قوى "14 آذار" فوزا كاسحا في انتخابات نقابة الطوبوغراف بنتيجة 4-0. والأعضاء هم: عزة ابراهيم عن القوات اللبنانية.

ادغار حنين عن القوات اللبنانية. الياس بو بطرس عن الكتائب. غسان الشّعار عن تيار المستقبل

 

سليمان عرض مع زوار القصر الجمهوري الاوضاع العامة وزير ايراني نقل تعازي قيادته باستشهاد اللواء الحسن

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع وزير الطاقة الايراني مجيد نامجو ووفد في حضور السفير غضنفر ركن آبادي للعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين. وقد نقل الوزير نامجو الى الرئيس سليمان تحيات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والقيادة الايرانية والتعازي باستشهاد اللواء وسام الحسن والتقدير للجهود المبذولة للحفاظ على الوحدة الوطنية وابقاء البلاد ضمن دائرة الاستقرار. واطلع الوزير الايراني رئيس الجمهورية على عدد من الاتفاقات التي سيوقعها مع نظيره اللبناني في شأن سد بلعة واستجرار الطاقة، اضافة الى توسيع دائرة التعاون الثنائي في شتى المجالات. وتناول اللقاء تطورات الاوضاع في المنطقة، وخصوصا في سوريا، حيث تم التشديد على اهمية ايجاد حل سياسي للازمة ورفض اي تدخل عسكري خارجي، كما تم التطرق الى ما تشهده غزة من عدوان اسرائيلي واسع النطاق منذ يومين.

الوزير قانصو

وتناول رئيس الجمهورية مع وزير الدولة علي قانصو التطورات السياسية السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

زوار

واستقبل الرئيس سليمان كلا من النائب كاظم الخير والنائب السابق مصباح الاحدب وعرض مع كل منهما للاوضاع العامة.

بطل آسيا في رفع الاثقال

وهنأ رئيس الجمهورية الرياضي اللبناني حسن قعفراني على احرازه الميدالية الذهبية لبطولة آسيا في رفع الاثقال ومنحه ميدالية رئاسة الجمهورية تقديرا لجهوده.

وفود مدرسية

ولمناسبة الاستقلال، وجريا على العادة السنوية، استقبل الرئيس سيلمان وفدين طالبيين من مدرستي الحكمة - عين الرمانة وبرازيليا لتهنئة رئيس الجمهورية بالعيد.

 

"الاحرار":اطلالة نصرالله تأكيد لنهجه في الاستعلاء والتخوين والتهديد

وطنية - رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون "في إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لمناسبة يوم الشهيد، تأكيدا لنهجه في الاستعلاء والتخوين والتهديد. انه الوجه الحقيقي لهذا الحزب الذي لا ينفع معه التجميل ولبس الأقنعة المحببة. ونعتبر أنه لم يعد مقبولا تلقي الاتهامات المردودة إليه أو السكوت عن استكباره بفعل فائض قوته ومفعول سلاحه تحت طائلة ضرب الوحدة الوطنية والدولة الواحدة والتسليم بمنطق الدويلة والاستسلام لممارساتها. وفي مقدم هذه الممارسات استعمال السلاح ضد أبناء الوطن والشحن المذهبي والديني، ورفض تسليم المتهمين من اعضائه باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبمحاولة اغتيال النائب الشيخ بطرس حرب وتغطية المتاجرين بالممنوعات وأصحاب الفضائح من الذين ينتمون اليه أو يدورون في فلكه". ودان الحزب أحداث صيدا، "وننظر اليها من زاوية استفحال ظاهرة الاعتداد بالسلاح وفي ظل التشنج التي تتسبب بها وردود الفعل عليها. إننا، إذ نرفض الاحتكام الى السلاح من اي جهة اتى، نهيب بالأجهزة العسكرية والأمنية الضرب بيد من حديد لردع الذين يستسهلون استفزاز الآخرين مستقوين بسلاحهم. كما نرفض كل المحاولات الآيلة إلى اللعب على الوتر المذهبي او الطائفي مما يهدد الأمن والاستقرار والعيش المشترك. ونخص القضاء الذي تتوقف على امساكه بالتحقيق وإصدار الاحكام العادلة في أسرع وقت ممكن الاستكانة وهدوء الخواطر وإراحة الأجواء". وتوقف الحزب "امام بدعة اجتماع أعضاء في لجنة الإدارة والعدل برئاسة مقرر اللجنة استنادا إلى تفسير غير منطقي لمادة من النظام الداخلي لمجلس النواب"، لافتا إلى "خطورة مثل هذا التصرف على انتظام المؤسسات وعلى الروح الميثاقية في آن". ولاحظ "ان الذين اتخذوا في السابق قرار إقفال مجلس النواب خلافا لكل القواعد هم انفسهم يسمحون اليوم بهذه البدعة التي يخشى ان تزيد الشرخ وتعمم الاداء شبه الميليشيوي". وهنأ الحزب "المعارضة السورية بانضواء فصائلها ضمن إئتلاف عريض ستكون له نتائجه الإيجابية على مجريات الأمور، آملين في أن يحظى باعتراف المجتمع الدولي ودعمه بكل الوسائل التي تؤدي إلى وضع حد لمعاناة الشعب السوري وإلى تحقيق تطلعاته، خصوصا قيام نظام ديموقراطي تعددي يضمن مساواة كل المواطنين أمام القانون ويحقق العدالة وحقوق الانسان". وندد الحزب ب"سياسة إسرائيل العدوانية التي اتخذت شكل هجوم شرس على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، داعيا "مجلس الأمن الدولي وعواصم القرار الى التدخل لدى قادة الدولة العبرية لوقف العدوان، وممارسة الضغوط عليهم للعودة إلى المفاوضات على أساس القرارات الدولية ذات الصلة والتي من شأن تطبيقها تحقيق السلام العادل والشامل".

 

فارس سعيد: تواطؤ إسرائيلي مع النظام السوري لمعاقبة حركة "حماس

 لفت منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد إلى أن الأوضاع الامنية والعسكرية بين اسرائيل وغزة انفجرت بعد اعادة انتخاب رئيس جدي للولايات المتحدة اي بعد مرورة الفترة الانتخابية وهي تتزامن قبل الانتخابات الاسرائيلية العامة وبالتالي فإن ما يجري يدخل في جانب من جوانبه في اطار المزايدة الانتخابية داخل اسرائيل. كما ذكّر ان اسرائيل تتذرع بسقوط بعض الصواريخ في داخل الاراضي الاسرائيلية انطلاقا من غزة فتشن حربا عشوائية على القطاع. سعيد وفي حديث لموقع "القوات" الألكتروني، رأى انه الملفت انه في الوقت ذاته الذي يغلق فيه النظام السوري مكاتب حماس في دمشق تحت عنوان انها تحررت من الوصاية الايرانية عليا، تشن ايضا اسرائيل حربا عل الحركة داخل غزة بعد زيارة امير قطر الى القطاع. واضاف: "وكأن هاك تواطؤ ضمني سوري اسرائيلي من اجل معاقبة حماس التي تحررت من الوصاية الايرانية وعادت الى كنف المناخ العربي العام". واعلن ان هذا يدل على مدى التواطؤ القائم بين الإدارة الاسرائيلية من جهة والنظام السوري من جهة اخرى.

وتوقف سعيد من ناحية اخرى عند العلامة الاخرى من الجولان، وهي دخول جيش النظام السوري داخل الجولان الذي اعلنت القرى فيه انتسابها للثورة السورية. وسمحت القوات الاسرائيلية للجيش النظام السوري دخول هذه القرى وتدميرها. وشدد على ان حوادث غزة أثبتت بما لا شك فيه ان ثمة محاولة مستميتة من قبل الادارة الاسرائيلية لدعم بقاء النظام السوري، معتبرا ان "هذا سيزيد الثورة السورية دفعاً ونضالا من اجل اسقاط هذا النظام كما لن تستطيع اسرائيل من حرب غزة ان تنقل الانظار كما ايضا اراد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من سوريا الى داخل غزة لان هذا النظام القاتل في سوريا لا يزال يعمل على قاعدة 200 قتيل تقريبا في النهار". وأمل سعيد ان يحمل رئيس وزراء مصر هشام قنديل الذي زار غزة الجمعة مسودة مشروع لوقف اطلاق نار في غزة، آملا من الادارة الاميركية ان تضغط على اسرائيل لوقف حمام الدم في غزة لان هذا الموضوع لن يؤدي الى تبدل بموازين القوى القائمة بين غزة واسرائيل. وردا على سؤال عن امكان ان يجر حزب الله لبنان الى مواجهة غير محسوبة النتائج مع اسرائيل في هذا الظرف، اعرب سعيد عن اعتقاده ان حزب الله لن يدخل في مغامرة مع اسرائيل الا اذا ارادت ايران ذلك. وأوضح ان هذا الموضوع غير مطروح اليوم نظرا لدائرة الخطر الذاتي الذي تعيشه ايران وبالتالي فهي لن تتجرأ على فتح معركة في جنوب لبنان.

 

لماذا رفض وزراء جنبلاط تحويل صيدا منطقة عسكرية؟

كشفت مصادر وزارية رفيعة لـ «الحياة» أن هناك اعتبارات حالت دون تبني مجلس الوزراء مطالبة شربل بتحويل صيدا منطقة عسكرية قبل أن يصرف مجلس الدفاع الأعلى النظر عنها نهائياً.

وأكدت المصادر أن وزراء «جبهة النضال الوطني» بزعامة وليد جنبلاط كانوا أكثر تشدداً في رفضهم مبدأ تحويل صيدا منطقة عسكرية، وقالت إن الوزراء غازي العريضي ووائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو شرحوا وجهة نظرهم انطلاقاً من أن لا مبرر للإقدام على مثل هذا التدبير العسكري وأن الجيش اللبناني بمساعدة القوى الأمنية الأخرى قادر على فرض الأمن ومنع الإخلال به، خصوصاً أن هذه المهمة ملقاة عليه وأن تطبيقها على الأرض ليس في حاجة الى تدبير عسكري من نوع تحويل عاصمة الجنوب منطقة عسكرية. ولفتت الى أن أبو فاعور اضطر للخروج أكثر من مرة من قاعة مجلس الوزراء للتشاور مع النائب الحريري ونجلها نادر مدير مكتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وقالت إن النائب الحريري وقفت ضد هذه الفكرة التي من شأنها أن تحدث شللاً في صيدا وأن تزيد من منسوب الحذر بدلاً من أن «نتعاون جميعاً لإعادة الحياة الطبيعية إليها».وعددت المصادر نقلاً عن وزراء «جبهة النضال الوطني» أسباب عدم حماستهم لتحويل صيدا منطقة عسكرية أبرزها:

- إن التشدد في القرار السياسي يساعد على حفظ الأمن وهذا ما يحرص عليه رئيس الجمهورية، وهو كان وراء الإسراع في تعزيز انتشار الجيش في صيدا فور وقوع الاشتباك وإعطاء التعليمات بعدم مراعاة من يخل بالأمن، إضافة الى مبادرة الأطراف الى رفع الغطاء السياسي لتمكين الجيش من بسط سيطرته من دون أي مراعاة. - حصلت حوادث مماثلة في عكار وطرابلس ولم يتخذ أي قرار بتحويلهما منطقتين عسكريتين، وتحويل صيدا منطقة عسكرية يمكن أن يقود الى «تعميم» هذه التجربة على مناطق أخرى في حال تمددت إليها الاشتباكات، وهذا يعني الإعلان التدريجي عن حال الطوارئ في كل لبنان. - إن الجيش اللبناني، باعتباره العمود الفقري لحفظ الأمن، قادر على التدخل لإنهاء أي توتر وبالتالي لا مبرر، طالما أن القرار موجود، لتحويل صيدا منطقة عسكرية يمكن أن تؤدي الى إحداث شلل عام فيها بينما نتطلع لإعادة الهدوء إليها وتنشيطها. - لا مصلحة للبنان في ظل الأوضاع السائدة في المنطقة في أن يعطي انطباعاً للخارج بأن الحكومة تحبذ تعميم إعلان حالة الطوارئ تدريجاً على المناطق اللبنانية لما يترتب عليها من تداعيات تضر بسمعته فيما نجهد لإقناع دول الخليج العربي بإعادة النظر في قرارها عدم تشجيع رعاياها على زيارة لبنان.

وعليه، كان لرئيس الجمهورية دور في سحب فكرة تحويل صيدا منطقة عسكرية من التداول وأن يكون البديل التشدد في فرض الإجراءات، خصوصاً أن تحويلها يتطلب إجراءات فوق العادة تشمل كيفية التعامل مع «البؤر الأمنية» الواقعة على تخوم صيدا والمقصود بها مخيمي عين الحلوة والمية ومية، إضافة الى الانفلاش العسكري لبعض التنظيمات والأحزاب المحلية، مع أن معالجتها تتطلب تشدداً من الدولة داخل أحياء صيدا لأن لا مبرر لوجود مجموعات ذات طابع عسكري ومعروفة الولاء والانتماء، وتنتشر من حين الى آخر في أحياء المدينة كلما حصل إشكال.

 

محامو بيروت ينتخبون الاحد 4 أعضاء لمجلس النقابة

وطنية - 6600 محام هو عدد المقترعين الذي يؤلف الجمعية العمومية لنقابة المحامين في بيروت التي ستنعقد الأحد المقبل لاختيار أربعة أعضاء جدد في مجلس النقابة من بين 15 مرشحا خلفا للذين انتهت ولايتهم في المجلس، وهم: النقيبة السابقة أمل حداد، والمحامون: توفيق النويري، جورج بارود وماجد فياض واختيار خمسة أعضاء جدد في لجنة التقاعد من بين 11 مرشحا. والمرشحون الأعضاء السابقون في مجالس النقابة يعتمدون على دعم زملائهم من أعضاء ونقباء وأصدقاء، والمرشحون للمرة الأولى يجهدون من أجل الوصول ويختبرون حظوظهم في كسب أكبر عدد من الأصوات. والمرشحون لمركز عضو في مجلس النقابة هم: فادي جرجي معلوف، توفيق عمر النويري، جورج بطرس نجم، سعيد محمد علامة، ميشال مفلح عاد، وجيه عمون مسعد، روجيه جوزف خوري، طارق محمد الخطيب، جورج راغب حداد، عبده نخلة لحود، محمد عبدالقادر عفرة، نشأت نسيب حسنية، فادي انطوان حنين، فادي منير مسلم وجورج فيليب نخلة.والمرشحون لمركز عضو في لجنة إدارة صندوق التقاعد هم: سعد خليل رنو، جوزف بطرس صفير، وليد جميل ابودية، سمير سليمان شبلي، أسعد سعيد سعيد، علي عبدالله فواز، بيار أسد الحداد، نايف احمد دياب، رياض عارف حركة، يوسف رياض الخطيب وانطوان طعمة.

 

رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش زار بكركي: البابا كرم المسيحيين برفعه البطريرك الراعي الى رتبة الكاردينالية

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش يرافقه سفير استراليا في لبنان ليكس بارتليم والأرشمندريت عبدالله عاصي، وبحث معه في امور كنسية ووطنية عامة. بعد اللقاء، تحدث المطران درويش عن هدف الزيارة وقال: "أحببت اليوم أن أزور غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لكي اهنئه برتبة الكاردينالية التي استحقها عن جدارة، فأنا اعتبر ان قداسة البابا كرم برفعه الى هذه الرتبة جميع المسيحيين في لبنان وفي الشرق الأوسط، كما أردت أن اتقدم منه بتعزيتي الخالصة بوفاة شقيقه". أضاف: "استفدنا من هذه الزيارة لكي نجول على مواضيع كثيرة، منها الوضع الروحي في لبنان والسينودس الذي انتهى في روما عن البشارة الجديدة وعن سنة الإيمان وعن الوجود المسيحي في لبنان والشرق. زيارة الكاردينال الراعي تعطينا دائما دفعا جديدا، فنحن نستمد منه النصح وننسق معه في كل عمل نقوم به". وتابع: "كما أطلعت نيافته على نشاطات الأبرشية التي نقوم بها، وخصوصا إذاعة صوت السما والمجمع الذي ننوي اقامته في زحلة لمعالجة المدمنين على المخدرات ومشاريع المساكن للشباب في الفرزل وابلح وصغبين وخربة قنافار وغيرها من القرى البقاعية، كما وضعته في أجواء عملنا الرسولي في سنة الإيمان وخصوصا مع الشبيبة لنوزع عليهم الكتاب المقدس." وختم: "تحدثت مع الكاردينال الراعي في زيارة السيد ايفان من مديغورييه وهو أحد الشهود الذين رأوا العذراء مريم، وهو الذي ينقل الينا رسائلها، وأنا بالمناسبة أحمل للسيد ايفان كل محبة وصداقة، فقد زارني مرات عدة في استراليا وانا ايضا زرته في مديغورييه، واعتبر أن صداقتنا تعطيني قوة لأنه دائما يحملني في صلاته وانا احمله في صلاتي".

 

لقاء المسيحيين المستقلين": تنصيب الراعي محطة تاريخية

وطنية - عقدت اللجنة التنفيذية ل"لقاء المسيحيين المستقلين" اجتماعها الدوري في مقرها في فرن الشباك. وثمن المجتمعون في بيان، "تنصيب البطريرك مار بشاره الراعي كاردينالا، واعتبروها "محطة تاريخية مفعمة بالمعاني الروحية والسياسية"، وأكدوا ان "مواقف غبطته لإخراج لبنان من آتون الصراع والإصطفاف الحاد تشكل السند الفكري لهذا الحدث العظيم".وسيمثل اللقاء في حفلة التنصيب في الفاتيكان كل من الشيخ جبران طوق وايلي سكاف والدكتور ايلي يشوعي.

 

معوض: لبنان ارض الحرية ولن يركع امام التهويل

وطنية - رأى رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، في تصريح خلال الغداء التكريمي الذي أقامه رئيس الرابطة المارونية توفيق كيروز وعقيلته جاكي في منزلهما على شرف معوض والوفد المرافق له في استراليا، أن "الخروج على منطق الدولة تعبير عن ان كل انواع التطرف خطرة على لبنان"، داعيا الى "قيام دولة تحمي الجميع وتلجم التطرف لأن التطرف لا يشبه لبنان". وردا على ما قاله النائب محمد رعد، اعتبر معوض انهم "يريدون تحويل لبنان الى رأي واحد وهذا غير مقبول لأن لبنان هو ارض الحرية قبل ان يصبح وطن الحرية وهو لن يركع امام كل انواع التهويل التي يمارسها حزب الله". وتحدث معوض عن "العلاقة التي تجمع بشري وزغرتا"، مؤكدا ان "لا مشكلة اساسية بينهما"، معتبرا ان "القراءة الفئوية للماضي غير مقبولة". وقال ان "جميع اللبنانيين دفعوا ثمن الخلافات والحروب في ما بينهم". واكد ان "الصراع غير مقبول ان يكون على الماضي المؤلم بل على الحوار حول المستقبل". وختم: "على مسافة ايام من احياء ذكرى الرئيس معوض يهمني ان اؤكد اننا نريد للبنان ان يكون وطن الحياة لا وطن التوابيت".

 

غانم: لا اعتقد أن "حزب الله" سيرد على اسرائيل

وطنية - رأى النائب روبير غانم في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" صباح اليوم أنه "لا يعتقد أن حزب الله سيقدم على أي رد على اسرائيل، فهكذا قرار سيقضي حتما على لبنان، والحزب ليس في وارد القيام بعمل من هذا النوع في هذا الظرف العصيب في سوريا تحديدا التي وصل نظامها الى حائط مسدود". ولفت الى "أن مطلوب من حزب الله القيام بمبادرة ما، وتسليم المشتبه بتورطه في محاولة اغتيال الشيخ بطرس حرب"، معتبرا "أن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى انعقاد اللجان النيابية في غياب رؤسائها أمر غير قانوني، وكل ما بني على باطل فهو باطل. فعند تعذر حضور رئيس مجلس النواب مثلا، يقوم نائب الرئيس بمهامه لكنه لا يستطيع الدعوة الى جلسة عامة".

 

فساد في بلاد "الله": "القائمة السوداء" لأبناء "الصفّ الأول" من قادة الحزب

علي حيدر/الشفاف/الجمعة 16 تشرين الثاني

إذا كان ما يُنشّر حول فساد قيادة حزب الله، وأبناء قادته، وكثير من كوادره، صحيحاً.ـ وهو حتماً صحيح، بل أقل بكثير من الحقيقة- فما الذي يفسّر قدرة هذا الحزب على الإمساك بمعظم مناطق لبنان الشيعية؟ وحتى بمعظم إدارات الدولة، بما فيها الجيش ومخابرات الجيش، والأجهزة الأمنية؟ الإرهاب والإغتيالات تلعب دورا كبيراً، بدون شك!

ولكن، ألا يتحمل "جمهور المقاومة"، أي "الجمهور الشيعي" في الضاحية والجنوب والبقاع، قسماً كبيراً من المسؤولية عما آل إليه حال لبنان، ومواطنيه، ودولته المزرية؟ ألم ينجح حزب الله (وشريكه "حركة أمل") في إقناع هذا "الجمهور الشيعي" بأن "وطنه" ليس "وطناً، بل هو "مَهجَر" مثل "مهاجر إفريقيا والخليج" يصلح للنهب والسلب والإثراء ولا يستحقّ ولاءً، أو شكراً، أو امتناناً، أو استثماراً لمستقبل أبنائه وأحفاده؟ كان شيعة لبنان في ماضٍ غير بعيد "متّهمين" بـ"العلمانية" و"الشيوعية" و"البعثية" و"القومية العربية"، فبات قسم كبير منهم اليوم "فائض قوة" مستكبراً وشرساً تستخدمه قيادة "الحزب الحَرَسي" وأبناؤها لنهب وطنهم وتدمير مقوّماته، وتحويله إلى "ساحة" لمخابرات آل الأسد ولمخابرات إيران وحَرَسِها! "الصحوة الشيعية" حاجة ماسّة، الآن وليس غداً، لإنقاذ لبنان، ودولته، من السقوط النهائي أو.. الحرب الأهلية!

 

فساد في بلاد "الله": "القائمة السوداء" لأبناء "الصفّ الأول" من قادة الحزب

خاص بـ"الشفّاف"

"حزب الله ميليشا الفساد والعمالة والإغتيالات"، هذا ما بات اللبنانيون واثقون منه! لكن إذا كان نصف اللبنانيين مقتنعين بضلوع الحزب الذي يدعي "المقاومة" بعمليات اغتيال خيرة رجالات 14 آذار، منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة الفاشلة، وصولا إلى تصفية اللواء وسام الحسن، فإن "بيئته"، وإن كانت لم تقتنع بعد بهذه المعادلة، فإنها باتت على يقين أن رجال الحزب هم واحد من إثنين: "عميل" أو "فاسد"! في ملف العمالة... صيف العام الماضي، لم يكن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قد انتهى بعد من توجيه أحد خطاباته المدوية، الذي أعلن وأكد فيه "إننا حزب غير مخترق"، حتى اضطر أن ينقض كلامه جملة وتفصيلا، في وقت قياسي، باعترافه على الملأ في خطاب آخر لا يقل دويا عن الذي سبقه، أنه تم اكتشاف شبكة تجسس داخل الحزب تعمل لصالح أجهزة استخبارات غربية وإسرائيلية، بقيادة مهندس الإتصالات محمد عطوي وآخرين... أراد الأمين العام في الخطاب الثاني، أن يلتف على الرأي العام المقاوم، وأن يظهر بمظهر المؤمن بمقولة "الإعتراف بالخطأ فضيلة". لكن هذا لم يشفع له، لأن بيئة المقاومة كانت قد توقعت قبل قادتها هذه النتيجة، لمعرفتها بخلفيات وبيئات المسؤولين عنها، والتي تغاضت عنها القيادة، لأسباب لا تعترف حركات المقاومة بها عادةً.

"محمد عطوي" سليل عائلة.. عملاء!

ولمن فاتته المعرفة، فإن "محمد عطوي" هو سليل عائلة عمالة، جدُّه وخالُه كانا عميلين متقدمين للإحتلال، وقد قتل جدُّه في محلة "مرج حاروف" قرب "النبطية" برصاص رجال المقاومة. رغم هذا استطاع "عطوي" أن يتبوأ منصبا هاما في شبكة اتصالات حزب الله، ربما لأن عديد "آل عطوي" يضمن لحزب الله تحقيق الفوز على خصومهم في الإنتخابات البلدية في بلدة حاروف، وربما لأنهم يشكلون مجتمعين صوتا وازنا في الإنتخابات النيابية في "النبطية"! بهذه الطريقة وبغيرها، تنامى العملاء في رحم بيئة المقاومة، كما يؤكد أهلها.

"وجهاء الإحتلال" صاروا "مسؤولي مناطق" في حزب الله!

الأمر ذاته يسري في مناطق الشريط الحدودي، حيث يعيش عدد كبير ممن كانوا مجندين في جيش أنطوان لحد، يسرحون ويمرحون في بيئة المقاومة، دون خوف على حاضرهم ومستقبلهم ودون خجل من ماضيهم. فعدالة "المقاومة المفترضة" لا يمكن أن تنال منهم، بل على العكس، أصبحوا "مسؤولي مناطق في حزب الله،" بعد أن اشتروا براءتهم بالثروات التي جنوها من دولة الإحتلال، وحافظوا على رقابهم بتقديم الرشاوى والهدايا والمشاريع التجارية إلى مسؤولين كبار في حزب الله.

وهناك ما يسمى في الجنوب بـ"عملاء القرى"، الذين حافظوا خلال فترة الإحتلال على مساحة ودّ بينهم وبين الإسرائيليين، بحجة التنسيق ورعاية شؤون الأهالي، وكان يُطلَق عليهم "الوجهاء"! بعد التحرير، ظلوا محافظين على وجاهتهم ومكانتهم الإجتماعية، فقد يكون أحد أبنائهم أو أشقائهم أو أقربائهم منتميا لحزب الله. وهنا لا بد من التذكير أن المدعو "فضل قازان"، أحد العملاء الشهيرين في بلدة جبشيت، الضالع من رأسه حتى أخمص قدميه في عملية اغتيال قائد المقاومة الشيخ راغب حرب، يعيش آمنا في كنف المقاومة في بلدته الجنوبية، لأن شقيقه موظف في المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في بيروت، وابنه "حسن قازان" يعمل مذيع أخبار في "قناة العالم" بعدما استقال من "المنار".

هذا فضلا عن وجود عدد كبير من العملاء المشهورين، الذين أصبحوا مخاتير ورؤساء وأعضاء بلديات، انتخبتهم "بيئة المقاومة والشهداء" عبر "التكليف الشرعي"، كما هي الحال في مدينتي "النبطية" و"بنت جبيل"، وعدد من قراهما.

أما في ملف الفساد...وهنا يطول الحديث ويتشعب، بدءا من فضائح صلاح عز الدين المالية وصولا إلى فضيحة الأدوية المزورة مرورا بقطاع الكبتاغون!

والقاسم المشترك الذي يجمع بين أبطال ملف الفساد هذا، أنهم جميعا إما أبناء مسؤولي الصف الأول في الحزب وإما أشقاؤهم.

ومن الأسماء المتوفرة:

هاشم الموسوي مُصَنِّع حبوب "الكبتاغون" ومُصَدِّرها، هو شقيق النائب الإلهي حسين الموسوي.

كميل الموسوي تاجر المازوت المهرب، نجل الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي، بالشراكة مع أحد أبناء شيخ الأسرى الشيخ عبد الكريم عبيد.

علاء كوراني ابن الشيخ حسين كوراني مسؤول القضاء في حزب الله، تاجر مخدرات في الضاحية الجنوبية!

محمد صفا ابن مسؤول وحدة التنسيق والإرتباط وفيق صفا، وجهاد مغنية ابن عماد مغنية المعاون الجهادي الذي اغتيل في دمشق، وكذلك ابن المعاون السياسي حسين خليل، مافيا سهر وقمار ونساء في شارع مونو في بيروت، وضيوف دائمون في بار تعود ملكيته لابن جميل السيد.

فاروق عمار شقيق النائب الإلهي علي عمار، خوات وضرائب وسرقات في مناطق الضاحية الجنوبية.

حسن بدر الدين شقيق مصطفى بدر الدين أحد المتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، صاحب شركة رسالات للإعلانات، يتحكم باللوحات الإعلانية في الضاحية الجنوبية، ويفرض الأسعار والأرباح التي تناسبه على المتعاملين. أبناء الشيخ محمد يزبك رئيس الهيئة الشرعية وعضو شورى القرار في حزب الله: باقر وعلي وحسين، تجار مخدرات وسلاح، يسرقون مخازن المقاومة في البقاع ويبيعونها للجيش الحر وغيره. ابن رئيس المجلس السياسي ابراهيم أمين السيد، اتهم بالتجسس لصالح السي آي إيه، وهو يقبع حاليا في سجن للحرس الثوري في إيران حيث يعاد تأهليه.

أشقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد يمتلكون آلاف الدونمات من الأراضي في قرى صور وبنت جبيل، ويتظاهرون بالزهد في منطقتهم "النبطية".

عبد اللطيف فنيش شقيق الوزير الإلهي محمد فنيش، تاجر الأدوية المزورة والفاسدة.

جواد نصرالله نجل الأمين العام شريك لكل من ورد اسمه في اللائحة أعلاه، يشم رائحة المال والنساء عن بُعد، ويفرض الخوة التي يشتهيها.

الدولة لا تتجرّأ على منازعة "حزب الله" على "مرفأ بيروت" و"مطار بيروت! هذا عدا التحكم بواردات وصادرات مرفأ بيروت ومطارها من قبل جهاز أمني وسياسي إلهي متماسك، تحت نظر ورعاية الحكومة اللبنانية التي تغض الطرف عن التجاوزات إما بالتهديد أو الرشوة أو الشراكة، إضافة إلى انتشار مجموهة من التجار والمستفيدين الكبار والصغار، في مناطق نفوذ حزب الله في كافة المناطق اللبنانية، الذين صارت أسماؤهم معروفة مثل آل تاج الدين وابراهيم وغيرهم.

وكذلك التزوير والفساد والسرقات اليومية التي تجري في الإدارات العامة والبلديات، والتلاعب بالفواتير الرسمية في الوزارات، ومصادرة جميع الهبات التي تخصصها الدول المانحة للجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.

 

يحدث في "الشيوعي": مسؤول باع سلاح الحزب الموجود بعهدته!

الشفاف/بلاغ إلى جميع الشيوعيين اللبنانيين والعرب

بالأمس سقط القناع عن السلطة المسيطرة على الحزب الشيوعي اللبناني فانكشفت على حقيقتها, بلا أخلاق ولا مبادىء ولا قواعد ولا اصول. شهد اجتماع اللجنة المركزية تصعيدا خطيرا وغير مسبوق تمثل بتبادل الشتائم والضرب بالأيدي ولم ينقص المشهد إلا تطاير الكراسي. والسبب الجوهري هو ازدياد الإحتقان الداخلي بسبب استمرار سياسة الإستنساب والكيد والإنتقام وتقافة الأحقاد الجاهلية والثأر وبسبب هيمنة "مسيلمة الكذاب" على القرار الحزبي. فيعد 5 اشهر من إنتظار تقرير لجنة جرى تكليفها بالتحقيق بقضية بيع رفيق سعد – عضو مكتب سياسي مسؤول عن الضاحية الجنوبية- لمجموعة غير قليلة من سلاح الحزب الموجود في عهدة منظمته. ورغم تكتم الجميع,بما في ذلك ضحايا الحقد البرجاوي, على الموضوع لحساسيته وتجنب تناوله في أي من وسائل النشر, قام مسيلمة الكذاب بمحاولة للفلفة الموضوع ساخرا منه ومن الذين يهتمون به – على اعتبار انه غير مهم – وذلك بالتعاون مع عدد من مرتزقة اللجنة المركزية (يحضر بعضهم سكارى كي لا يفكروا كثيرا والبعض الآخر لا يأتي إلا بعد قبض بدل إنتقاله) الذين طالبوا بعدم مناقشة هذا الأمر في اللجنة المركزية (صمت من كان يصرعنا بضرورة النقاش في الهيئات ولم ياخذ الكلام ليؤكد على أنه المكان المناسب للنقاش).

تصدى الرفيق فاروق دحروج لهذه المحاولة الشنيعة فناله نصيب من الشتائم والإعتداء اللفظي الس سرعان ما تحول تضاربا بالأيدي وانتهز خالد مسيلمة هذه الفرصة ليعلن اننا لن نناقش هذا الموضوع لأنه خلافي (كذااااااااا) فتصدى له ايضا ربيع رمضان وآخرون. مسرحية هابطة واعتداء على كل الشيوعيين هو ما جرى بالأمس تحت إدارة ابو علي وعلا (قضيت – ها - تثار قريبا) الذي يتصرف كما ولو انه مكلف بتدمير ما تبقى من هذا الحزب... يا ايها الشيوعيين من أصحاب العقول (بعض الشيوعيين من اصحاب البطون فقط للأسف) إسمعوا وعوا فصل رفيق بسبب قبوله زجاجة نبيذ من مديره في العمل – في مؤسسة خاصة لا علاقة للحزب به – وتلك كانت ذريعة لأن السبب الأساسي كان معارضته للمجموعة المسيطرة

فصلت لأني كشفت امام الشيوعيين ان أمينهم العام ليس سوى منافق ساقط أخلاقيا يشتري ويبيع من أجل مصالحه الشخصية ويتذلل أمراء الطوائف -الذين يدعي محاربتهم – كي يوظفوا نجله غير المؤهل في موقع يعود لغيره

ينفر (ن. ع.) عددا من الصبايا العاملات في إذاعة صوت الشعب على مدى سنوات بسبب إصراره على محاولة الإستفادة من موقعه لأغراض شخصية دنيئة وعندما تكشف سلوكه رفيقة أمام المؤتمر وتتشكل لجنة للتحقيق معه تتم لفلفة الموضوع والتهرب من محاسبته

يسرق رفيق سعد سلاح الحزب ويبيعه ويغطيه علي سلمان وأعوانه المخلصون بكل ما أوتوا من قوة ويجري التهرب طيلة خمسة اشهر من المحاسبة وعندما يحين وقتها يفجرون اللجنة المركزية وكامل الحزب!!! إن هذا الإستنساب هو ظلم متماد ولم يعد ممكنا تحمله ويعبر عن وجود أبناء ست (فوق القانون) وأبناء جارية( تحت الدعس)

إن ما حصل من تغطية مستميتة على سرقة موصوفة يشبه التغطية على خطيئة موصوفة ايضا وما هذا التبادل في التغطية إلا دليل على وجود "عصابة" وهذا توصيف وليس شتيمة.فعندما نتحدث عن سرقة وبيع وتبادل منافع مع السلطة ومن ثم شتائم وضرب بالأيدي وتهديد بالسلاح فهذا يعني أمرا واحدا وهو اننا نتعامل مع عصابة تتبع سلوكا مافياويا.هذا تهديد لحياة الشيوعيين ومؤشر على إهدار لدم الشيوعيين الذي سيكون في رقبة مسيلمة الكذاب وربعه.

إن ما حصل يعني أنه لم يعد ممكنا للجنة المركزية الإجتماع إلا على قاعدة محاسبة رفيق سعد وخالد حدادة وعلي سلمان ونديم علاء الدين...لأن الإمتناع عن ذلك يعني إطلاق يدهم في استباحة كامل الحزب.لا يمكن للمؤتمر أن يعقد في ظل هذه الأجواء التي يسممها إصرار عصابة الأمين العام على سياسة الكيد والإنتقام والأحقاد وضرب النظام الداخلي.إن محاولة شل الهيئة الدستورية تهدف كما بدا يتضح إلى ضرب القضاء كي تتمكن العصابة من الضرب كيفما شاءت.

لا يستحق الشيوعيون مثل هذه القيادة المسخ ولا يستحق فقراء لبنان أن تمثلهم عصابة جاهزة للمشاركة في سرقتهم أيضا ولا تستحق جمول ان يمثلها من يشترى ويباع وأن يشارك عنها في الحوار الوطني...

لقد انفجرت وباتت وحدة الحزب في خبر كان وصارت المهمة الرئيسة أمام الشيوعيين هي التخلص الفوري من هذه العصابة من أجل إنقاذ الحزب.وكل تأخير بحجج مثالية ستكون كلفته ,هذه المرة, دما...لأن الحقد سيد الموقف. وعلى جميع القوى والشخصيات الوطنية والسياسية ان تعلم ان هذه المجموعة لم تعد تمثل الحزب الذي قال كلمته في المجلس العام وأنها ,في كل الأحوال, خليط من كذابين وسارقين ومنتحلي صفة وساقطين اخلاقيا ولا يشرف أحدا الجلوس معهم. أما الأحزاب العربية او العالمية فنصيحة بألف جمل: لا تأتوا إلى بيروت للقاء هذه القيادة لأنها إلى زوال قريب. حان وقت الإنتفاض لأن هذا الحزب بحاجة إلى "نفضة" و"شطف". وعلى من يتفرج عن بعد ان يتدخل كما يجب أو يصمت فالوقت ليس للنصائح المسيحية بل للنضال الثوري.

من "الفايس بوك" بتوقيع علاء المولى

 

نصرالله: تصعيد لتغطية الفشل

حسان حيدر/الحياة

الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٢الخطاب التصعيدي، بل الاستفزازي، للأمين العام لـ «حزب الله» ليس مؤشراً الى ارتياح سياسي وأمني كما يحاول الإيحاء، بل يهدف في الحقيقة الى تغطية فشلين كبيرين يواجههما الحزب، داخلي وإقليمي، يتمثل الأول في ان معظم اللبنانيين ما عادوا يصدقون ادعاءاته بنزاهة مقاصده واختلاف تركيبته وطريقة عمله عن التشكيلات السياسية «التقليدية» بعد سلسلة الفضائح التي طاولت قياديين فيه، والدلائل المتراكمة التي تشير الى تورطه في ماكينتي الاغتيالات والفساد. اما الثاني فالطريق المسدود الذي وصلت اليه جهوده المشتركة مع ايران لحماية نظام بشار الأسد بعد نجاح اطراف المعارضة السورية في توحيد صفوفها تمهيداً لنيل الاعتراف الدولي بشرعية تمثيلها للسوريين. وهكذا عاد نصرالله الى نغمة «العمالة» لإسرائيل لتبرير رفضه لأي بحث في كيفية ضبط سلاحه واخضاعه لمنطق سيادة الدولة، بعدما انتهت عملياً «اهزوجة» المقاومة منذ انتهاء حرب 2006 ونشر قوات دولية على الحدود، متذرعاً بأن الذين يطالبونه بذلك تعاملوا في الماضي مع العدو. وفي الواقع، فإن الغالبية الساحقة من اللبنانيين، خارج طائفة الحزب، وأقلية مهمة في داخلها، لا تجد فرقاً كبيراً بين العلاقة بإسرائيل والعمالة لإيران، ففي كليهما خروج على الوطن والدولة وارتهان للخارج الباحث عن تحقيق مصالحه. لكن الفارق هو ان الذين اقاموا علاقة بالعدو خلال الحرب الأهلية اعترفوا لاحقاً بخطأ «الالتقاء الموقت للمصالح» مع اسرائيل في وجه قوة فلسطينية مسلحة سيطرت على القرار اللبناني، ثم في وجه احتلال سوري للبنان بذريعة انقاذه من الفلسطينيين، وهم حالياً في طليعة المدافعين قولا وفعلا عن سيادة لبنان وقراره المستقل بعد المصالحة الوطنية التي انتجت اتفاق الطائف وأنهت الاقتتال الداخلي. اما الذين يقيمون اليوم حلفاً «مقدساً» مع ايران من منطلق ديني طائفي، فلا يرون غضاضة في المجاهرة بأن لعلاقتهم هذه أولوية على لبنانيتهم، وأنهم جنود يخدمون سلطة ايرانية عليا متمثلة في «الولي الفقيه» من دون اي نقاش ولا تلكؤ. ولهذا لا يحق لمن هو غارق في الخطأ حتى أذنيه ان يعطي دروساً لمن تعلم الامثولة وتجاوز اغلاط الماضي. والمهم الآن ماذا يفعل «حزب الله» الممسك بالحكومة والى اين يقود البلاد؟ والجواب ليس صعباً في ضوء التدهور الأمني والاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده البلاد، ومعظمه بقرار واع منه، او بتغطيته لما يأتي من خارج. اما تصنيف نصرالله اتهام «البعض» لحزبه بالضلوع في اغتيال اللواء وسام الحسن، في باب «الفتنة بين السنّة والشيعة»، فقلب للحقائق يبرئ القاتل من تقصّد الفتنة ويتهم الضحية بما سعى اليه. فالذين ساندوا اغتيال الحسن لوجستياً وسياسياً وإعلامياً هم الذين خططوا لتفجير لبنان طائفياً عبر شبكة سماحة – مملوك، ووجهوا التهديدات المتلفزة اليه بعد كشفها، وهم الذين يدافعون عن حاكم دمشق الذي يكرر الكلام عن «حريق كبير» في المنطقة اذا سقط نظامه. لكن هذا السقوط لم يعد بعيداً، وهو بالتحديد ما يقلق نصرالله ويدفعه الى التشدد أملاً في تعويض بعض الخسارة الفادحة المقبلة، سواء عبر التمسك بحكومته المتهاوية او عبر التسريبات عن «طائف جديد» يكرس غلبة السلاح على الدولة وأهلها، ويستبدل ادارة دمشق - طهران المشتركة للبنان، بدور ايراني بحت.

 

"دقدوق " في طهران... مبروك للأميركان

داود البصري/السياسة

وأخيرا تحقق المراد الإيراني وأطلقت حكومة حزب  "الدعوة" الإيراني وشركاه في العراق سراح الإرهابي اللبناني التابع لحزب اللات الإيراني اللبناني علي موسى دقدوق وهو أحد عناصر "فيلق القدس" للحرس الثوري الإرهابي الإيراني واحد أخطر القتلة الذين ساهموا في توسيع مساحة الحرب الطائفية في العراق إضافة الى التخطيط والتنفيذ للكثير من العمليات الإرهابية المسلحة التي ذهب ضحيتها آلاف العراقيين إضافة لأعداد غير محددة من قوات التحالف الدولي , ولقد كان واضحا منذ اللحظات الاولى لتسليم الإرهابي الحرسي اللبناني للحكومة العراقية بعد الإنسحاب الاميركي أواخر العام الماضي من أن إطلاق سراحه ليس سوى مسألة وقت فقط لاغير وهي عملية روتينية مرتبطة بتكتيك الوقت والظروف, وفعلا تم إطلاق السراح ومن ثم السفر لإيران للإرهابي دقدوق في ظل الظروف السيئة العامة المحيطة بالعراق وفي أوضاع معروفة من توسع وإمتداد الهيمنة الإيرانية وبتوقيت يتناسب مع مرور الحدث بسلاسة و كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عيون حكومة نوري المالكي الغارقة حتى أذنيها في أوحال الفساد و الإفساد و الخراب العراقي المقيم  وبما يثبت أيضا بأن القضاء في العراق قد انتقل للرفيق الأعلى أسوة بأشياء كثيرة حولت العراق وحكومته العاجزة الفاشلة لمجرد حديقة خلفية لصبيان وغلمان الولي الإيراني الفقيه فالقضاء العراقي يعتبر الجرائم ضد قوات التحالف والتي أدارها وخطط لها دقدوق ومن هم خلفه لا تعني شيئا بالنسبة للقانون العراقي رغم أن تلك الجرائم مرتكبة فوق أرض العراق و مخترقة لسيادته وسقط جرائها أيضا أعداد من العراقيين إضافة الى الاميركيين ومع ذلك فلاشيء يهم أبدا في عرف الحكومة العراقية التي يهمها كثيرا عدم إزعاج النظام الإيراني وتنفيذ رغباته مهما كانت محرجة و تمس أقدس مقدسات الأمن الوطني والقومي , فالجماعة في بغداد لايتلقون الأوامر لا ينفذون الفرمانات إلا إذا كانت صادرة بمهر و توقيع و ختم الولي الإيراني الفقيه , بدءا من قضية تحويل المليارات لدعم النظام السوري المتهاوي وليس انتهاء برعاية الإرهابيين المرتبطين بعجلة المخابرات الإيرانية من العراقيين أو غيرهم , فقد تم مثلا العفو والتفاهم عن أخطر جماعة إرهابية إيرانية (تنظيم) عصائب أهل الحق بل وادمجوا في العملية السياسية العجفاء رغم جرائمهم المريعة والمقترفة بحق الأبرياء فيما تم تفعيل وإختلاق ملفات إتهام كاذبة م ومفبركة ضد نائب رئيس الجمهورية الأسبق السيد طارق الهاشمي متهمين إياه بأخطر التهم الإرهابية في التاريخ ومصدرين بحقه سلسلة من قرارات وأحكام الإعدام الكرتونية والمثيرة للسخرية, كل هذا يجري والطرف الاميركي صاحب الفضل الأول والأخير في تسليم رقبة العراق والعراقيين للنظام الإيراني وحلفائه وعملائه يراقب الموقف بسلبية غريبة وتردد مثير للوجع وبما يؤكد متلازمة التواطؤ الاميركي ¯ الإيراني لإدارة ملفات الصراع في العراق? فهل من المعقول أن تصمت الولايات المتحدة عن إطلاق سراح إرهابي أشر قتل عددا من جنودها من قبل حكومة عراقية كانت هي صاحبة الفضل في تنصيبها وحمايتها وحقنها بمصل الحماية والتغطية الدولية وهل هو امر طبيعي أن تسقط جميع التهم عن إرهابي متورط حتى الثمالة في مسلسل الإرهاب الطائفي الذي إجتاح العراق ومارس مختلف الحيل وتنكر بمختلف وسائل التنكر لإبعاد الشبهات عنه قبل أن يتم إكتشافه كصيد ثمين ثم يتم إطلاق سراحه بكل سهولة ويسر وتسليمه لولاة الأمر في طهران ? ثمة ألغاز وأحاجي غير معلومة ولا مكشوفة ضحيتها الأساس العدالة والحقيقة ودماء الأبرياء, فلم يكن يعتقد أكثر الناس سذاجة بأن الحكومة المالكية ستستمر في إعتقال ومحاسبة دقدوق عن جرائمه ولا أن تحاسب من يقف خلفه ويموله لأن ذلك أمر خارج التصور والمعقولية, المهم في القضية برمتها هو سقوط ورقة التوت عن الوضعية الحقيقية للقضاء العراقي  الذي إرتهن لإرادة السياسيين ومصالحهم وباع تاريخه وتخلى عن دوره الوطني فإطلاق سراح الإرهابي دقدوق لايمكن أن يفسر أبدا إلا في ضوء الهيمنة الإيرانية المباشرة على حكم العراق, أما الموقف الاميركي السلبي فهو واحد من العجائب غير المفهومة و الألغاز المشفرة , فالإرهاب و اهله في نعيم بفضل بركات حكومة دولة القانون دام ظلها وقدست أسرارها, والله حالة,والله طرطرة... "وعيش وشوف"?

* كاتب عراقي                                                 

 

تشدد الجيش في صيدا يقطع طريق التوتر و«حزب الله» مُطالَب بتسليم مطلقي النار

بيروت - «الحياة»

لم تمنع النتائج المرتقبة للاقتراع الذي دعا إليه مسؤول إحدى المجموعات السلفية إمام مسجد بلال بن رباح في منطقة عبرا في صيدا الشيخ أحمد الأسير وحصره بأعضاء مجلس الشورى الذي يتزعمه للوقوف على مقترحاتهم لمواجهة تمدد «حزب الله» في عاصمة الجنوب، مجلس الدفاع الأعلى الذي رأسه رئيس الجمهورية ميشال سلميان مساء أول من أمس من الطلب من القيادات الأمنية، خصوصاً قيادة الجيش، التشدد في مواجهة الإخلال بالأمن والإساءة الى الاستقرار العام والإبقاء على أجواء الاضطراب التي يمكن البعض استغلالها لإشعال فتنة مذهبية. وجاء تشدد مجلس الدفاع الأعلى في مواجهة الإخلال بالأمن بعد قراره سحب اقتراح تحويل صيدا الى منطقة عسكرية الذي كان طرحه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في جلسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التي سبقت عقد مجلس الدفاع، علماً أن المجلس لم يأخذ به.

ويفترض أن يساهم قرار مجلس الأمن بمنع الإشاعات التي ما زالت تنتقل من حي الى آخر في المدينة من أن تؤثر سلباً في هيبة الدولة في إمساكها بزمام المبادرة بما يمكنها من التدخل من خلال القوى الأمنية الشرعية لقطع الطريق على من يحاول استدراج صيدا الى الفتنة. ويبدو الشيخ الأسير محشوراً ولن يكون في مقدوره اللجوء الى التصعيد في وجه «حزب الله» الذي يفترض به التعاون الى أقصى الحدود والمبادرة الى تسليم الأشخاص الذين وردت أسماؤهم الى المراجع الأمنية والقضائية باعتبارهم مشاركين في الاشتباك الذي حصل بين محازبيه وآخرين من مناصري الأسير.

وفي هذا السياق، علمت «الحياة» أن مجلس الدفاع الأعلى توقف أمام الاشتباك الذي شهدته صيدا عصر الأحد الماضي واستعرض بعض الأسماء المشتبه بأنهم من مطلقي النار، ورأى ضرورة لتحرك القضاء اللبناني باعتبار أن توقيفهم واستجوابهم يدفعان في اتجاه تثبيت التهدئة وتوفير الفرصة أمام صيدا للخروج من حال الحذر التي تسيطر عليها، وتحاول النائب بهية الحريري من خلال المبادرة التي أطلقتها أن تعيد الوضع فيها الى طبيعته، خصوصاً أن تحركها يحظى بتأييد هيئات المجتمع المدني التي تجاوبت مع دعوتها الى ارتداء اللباس الأسود حداداً على أرواح الضحايا الذين سقطوا جراء الاشتباك وتعبيراً عن رفضهم لبعض المواقف التي صدرت اعتقاداً من أصحابها بأن المشكلة صيداوية بامتياز.

وأكدت مصادر صيداوية أن الحريري لم تنحز في دعوتها الى أي من طرفي الاشتباك وإنما قررت الانحياز كلياً الى جانب حماية السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار العام لأن لبنان يكفيه من المشكلات التي يرزح تحت وطأتها، وليس في حاجة الى مشكلة جديدة، وكيف إذا كانت هذه المشكلة تهدد التعايش بين أبناء صيدا من مختلف الطوائف والانتماءات السياسية. ولفتت المصادر الى أن الحريري التي ما زالت تتواصل مع أبرز المكونات السياسية والروحية في المدينة، نجحت في تحييد مخيم عين الحلوة وفي عدم جر الفلسطينيين المقيمين فيه لتكون لديهم مواقف مختلفة من الطرفين المتنازعين.

ورأت أن لقرار الفصائل الفلسطينية ومسؤوليها في عين الحلوة دوراً في وأد الفتنة ومنعها من أن تتمدد، وهي تلاقت مع الحريري في موقفها الرافض محاولات خطف صيدا وأخذها الى المكان الذي لا تريده.

وأوضحت المصادر أن الحريري قالت كلمتها ولن تنجر الى سجال مع هذا الطرف الصيداوي أو ذاك، أو تدخل في مهاترات لا تخدم التوجه الرامي الى حماية السلم الأهلي.

وأشارت أيضاً الى أن الاختلاف السياسي القائم يجب ألا يكون عائقاً أمام التوافق على توفير الحماية للمدينة وجوارها، وقالت إن الحريري أبدت منذ اللحظة الأولى لوقوع الاشتباك انفتاحاً على بعض من هم على اختلاف معها، لكن هؤلاء لم يمارسوا الدور الضاغط على «حزب الله» والشيخ الأسير لوضع حد للتوتر الذي فرض على المدينة، وإنما انحازوا الى جانب هذا الطرف أو ذاك، ما يصعب عليهم القيام بدور فاعل لوأد الفتنة. وشددت المصادر على أن الدولة قادرة على إعادة الحياة الى صيدا، شرط أن تحزم أمرها وألا تستقيل من واجباتها حيال أبناء صيدا. وأبدت ارتياحها الى موقف رئيس الجمهورية ودوره الريادي في محاصرة الفتنة ومنع تمددها الى أحياء أخرى.

 جدوى زيارة الأسير

وتوقفت المصادر أمام الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية لصيدا وتعاملت معها على أنها ضرورة لرعايته مباشرة اجتماعات مجلس الأمن المركزي، لكنها سألت عن جدوى زيارته الأسير مع أن شربل كان أبلغ مجلس الدفاع الأعلى أنه لم يزره وأن جولته اقتصرت على تعزية ذوي الشابين اللذين سقطا في الاشتباكات علي سمهون ولبنان العزي والأخير والده مؤهل في قوى الأمن الداخلي.

وأوضحت المصادر المواكبة للجهود الرامية لإعادة الهدوء الى صيدا أنها ليست ضد تعزية شربل ذوي الضحيتين، لكن كان عليه التريث لبعض الوقت الى حين نجاح الجيش اللبناني وقوى الأمن في السيطرة على التوتر لئلا يلجأ البعض الى استغلال واجب التعزية وتقديمه وكأنه تشجيع للشيــــخ الأسير لتصعيد موقفه على رغم أن موقف شربل واضح ولا يحتاج الى أي تأويل.

واعتبرت المصادر أن المسؤولية تقع على الشيخ الأسير في وقف كل أشكال الشحن والتعبئة، كما تقع وبشكل أكبر على قيادة «حزب الله» التي يطلب منها أن تبادر الى إحداث صدمة إيجابية تحدث انفراجاً على أن تبدأ بتسليم المشتبه بهم للتحقيق معهم. مع أن البعض أخذ يشيع نقلاً عن مصادر قضائية أن الحزب سيتجاوب مع مسعى تسليمهم لكنه يفضل أن تتم الخطوة بعد الانتهاء من مراسم الاحتفال بذكرى عاشوراء. وقالت إن هناك مسؤولية على تيار «المستقبل» وهي مماثلة للمسؤولية الملقاة على عاتق بعض الأطراف الصيداوية الحليفة لـ «حزب الله» التي عليها أن تبادر، لما لها من تأثير في «حزب الله»، الى إقناعه بضرورة إعادة النظر في تعاطيه مع المناطق المختلطة، أكانت في صيدا أم في أمكنة أخرى.

وأوضحت أن وقوف حلفاء «حزب الله» الى جانبه من دون لفت نظره الى ضرورة ضبط إيقاعه السياسي في تعاطيه مع صيدا لن يوفر المناخ لاستيعاب التوتر ومنع تكراره. وقالت إن ما ينسحب على هؤلاء ينسحب أيضاً على تيار «المستقبل» في تعاطيه مع الشيخ الأسير، على رغم أنه لم يكن مؤيداً لاعتصامه أخيراً في صيدا ولا لبعض مواقفه أو تحركاته خارج المدينة.

وأكدت أن عودة الهدوء الى صيدا تتطلب من «حزب الله» والشيخ الأسير التواضع بدءاً بمراجعة مواقفهما، كما تتطلب من وحدات الجيش ممارسة أقصى التشدد ضد المخالفين، وهذا ما بدأ يظهر في الأيام الأولى التي أعقبت الاشتباك في حي التعمير.

الى ذلك، كشفت مصادر وزارية رفيعة لـ «الحياة» أن هناك اعتبارات حالت دون تبني مجلس الوزراء مطالبة شربل بتحويل صيدا منطقة عسكرية قبل أن يصرف مجلس الدفاع الأعلى النظر عنها نهائياً.

وأكدت المصادر أن وزراء «جبهة النضال الوطني» بزعامة وليد جنبلاط كانوا أكثر تشدداً في رفضهم مبدأ تحويل صيدا منطقة عسكرية، وقالت إن الوزراء غازي العريضي ووائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو شرحوا وجهة نظرهم انطلاقاً من أن لا مبرر للإقدام على مثل هذا التدبير العسكري وأن الجيش اللبناني بمساعدة القوى الأمنية الأخرى قادر على فرض الأمن ومنع الإخلال به، خصوصاً أن هذه المهمة ملقاة عليه وأن تطبيقها على الأرض ليس في حاجة الى تدبير عسكري من نوع تحويل عاصمة الجنوب منطقة عسكرية.

ولفتت الى أن أبو فاعور اضطر للخروج أكثر من مرة من قاعة مجلس الوزراء للتشاور مع النائب الحريري ونجلها نادر مدير مكتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وقالت إن النائب الحريري وقفت ضد هذه الفكرة التي من شأنها أن تحدث شللاً في صيدا وأن تزيد من منسوب الحذر بدلاً من أن «نتعاون جميعاً لإعادة الحياة الطبيعية إليها».

وعددت المصادر نقلاً عن وزراء «جبهة النضال الوطني» أسباب عدم حماستهم لتحويل صيدا منطقة عسكرية أبرزها:

- إن التشدد في القرار السياسي يساعد على حفظ الأمن وهذا ما يحرص عليه رئيس الجمهورية، وهو كان وراء الإسراع في تعزيز انتشار الجيش في صيدا فور وقوع الاشتباك وإعطاء التعليمات بعدم مراعاة من يخل بالأمن، إضافة الى مبادرة الأطراف الى رفع الغطاء السياسي لتمكين الجيش من بسط سيطرته من دون أي مراعاة.

- حصلت حوادث مماثلة في عكار وطرابلس ولم يتخذ أي قرار بتحويلهما منطقتين عسكريتين، وتحويل صيدا منطقة عسكرية يمكن أن يقود الى «تعميم» هذه التجربة على مناطق أخرى في حال تمددت إليها الاشتباكات، وهذا يعني الإعلان التدريجي عن حال الطوارئ في كل لبنان.

- إن الجيش اللبناني، باعتباره العمود الفقري لحفظ الأمن، قادر على التدخل لإنهاء أي توتر وبالتالي لا مبرر، طالما أن القرار موجود، لتحويل صيدا منطقة عسكرية يمكن أن تؤدي الى إحداث شلل عام فيها بينما نتطلع لإعادة الهدوء إليها وتنشيطها.

- لا مصلحة للبنان في ظل الأوضاع السائدة في المنطقة في أن يعطي انطباعاً للخارج بأن الحكومة تحبذ تعميم إعلان حالة الطوارئ تدريجاً على المناطق اللبنانية لما يترتب عليها من تداعيات تضر بسمعته فيما نجهد لإقناع دول الخليج العربي بإعادة النظر في قرارها عدم تشجيع رعاياها على زيارة لبنان.

وعليه، كان لرئيس الجمهورية دور في سحب فكرة تحويل صيدا منطقة عسكرية من التداول وأن يكون البديل التشدد في فرض الإجراءات، خصوصاً أن تحويلها يتطلب إجراءات فوق العادة تشمل كيفية التعامل مع «البؤر الأمنية» الواقعة على تخوم صيدا والمقصود بها مخيمي عين الحلوة والمية ومية، إضافة الى الانفلاش العسكري لبعض التنظيمات والأحزاب المحلية، مع أن معالجتها تتطلب تشدداً من الدولة داخل أحياء صيدا لأن لا مبرر لوجود مجموعات ذات طابع عسكري ومعروفة الولاء والانتماء، وتنتشر من حين الى آخر في أحياء المدينة كلما حصل إشكال.

 

«8 آذار» بدأت تنفيذ «أمر عمليات» على «كل الجبهات» و14 آذار تتهيأ لـ «الصدّ»

صيدا «في قبضة» إجراءات أمنية مشددة والأسير يستعد لإعلان تشكيل تنظيم مسلح

بيروت - «الراي/في وقت بدأت القوى العسكرية والامنية اللبنانية تنفيذ خطة مشتركة في مدينة صيدا لمنع تجدد الصدامات المسلحة بين أنصار «حزب الله» وامام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير والحؤول دون قطع طريق الجنوب ومنع الظهور المسلح طبقاً لما قرره مجلس الدفاع الاعلى الذي عقد اجتماعا لهذه الغاية مساء الاربعاء، تلبدت غيوم كثيفة اضافية في فضاء الازمة السياسية الداخلية بحيث بات من الصعوبة في ظلها رسم خط واضح لمسار المشهد الداخلي.

وشخصت الانظار الى صيدا غداة رفض المجلس الاعلى للدفاع اقتراح تحويل عاصمة الجنوب منطقة عسكرية نظراً الى محاذير مثل هذه الخطوة لكون صيدا المعبر الرئيسي الى منطقة الجنوب، واستبدال هذا الخيار بمنح الجيش اللبناني والقوى الأمنية في عاصمة الجنوب صلاحيات واسعة في العمل على قاعدة التعامل بحزم مع أي ظهور مسلح وأي محاولة للإخلال بالأمن وضرب كل من يُعرّض السلم الاهلي للخطر بيد من حديد. وسبق اجتماع «الدفاع الاعلى» الذي كان مقرراً اليوم ولن تم تقريب موعده الى الاربعاء، وقوع خلاف في مجلس الوزراء على طرح وزير الداخلية مروان شربل اعلان صيدا منطقة عسكرية والذي عارضه عدد من الوزراء بينهم وزير الدفاع فايز غضن كما وزراء النائب جنبلاط الذين ابرزوا الحساسيات المعينة القائمة في صيدا سياسياً وأمنياً والتي تتصل ايضا بملف المخيمات الفلسطينية وطرق الامداد لقوة «اليونيفيل»، فيما استوقف دوائر مراقبة ان الوزراء الشيعة شددوا على نقطة واحدة، هي منع قطع طريق الجنوب مجدداً، واعتبار ذلك خطاً احمر، على غرار طريق المطار، على ان تضمن الدولة هذا التوجه. وفي حين باشرت القوى الامنية اجراءات مشددة لمنع المظاهر المسلحة وسط بدء ملاحقة نجل الشيخ الاسير على خلفية عدم امتثاله لحاجز لقوى الامن الداخلي يوم الاحد الماضي و«تحريره» منه بالقوة، لفت ما تناقلته وكالة «الأناضول» للأنباء أن إمام مسجد بلال بن رباح سيعلن اليوم «تشكيل تنظيم مسلح في مدينة صيدا».

ونقلت عن مصادر أن «الأسير طلب ما بين ألفي وثلاثة آلاف شاب من (أهل السنة) ليجندهم ويدربهم على حمل السلاح ويضمهم الى تنظيمه الجديد».

وأكد أحد الشباب المنتسب للتنظيم في حديث «للأناضول» إن «عددا من شباب العاصمة اللبنانية بيروت وقعوا عقودا مع الأسير للانضمام للتنظيم». وأضاف أن «هذه العقود تتضمن السفر والغياب عن المنزل لمدة 3 أشهر (من دون أن يحدد وجهة السفر) مقابل رواتب شهرية (مغرية)». وكشف عن «توجه الدفعة الأولى من شباب بيروت مساء الاربعاء الى مسجد بلال بن رباح الذي تحول، بحسب قوله، الى مركز عام للشباب يضم كل ما يحتاجونه في النهار والليل». وعلى مستوى الازمة السياسية، لفتت مصادر سياسية عبر «الراي» الى ان فريق الاكثرية الحكومية والنيابية بدا في الايام الاخيرة كأنه ينفذ هجوماً سياسياً منسقاً بين معظم اطرافه ولا سيما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقوى «8 آذار» بمن فيهم تكتل العماد ميشال بهدف تحقيق نقاط اضافية في معركته مع المعارضة، وهو هجوم سيَستتبع بطبيعة الحال مزيداً من تصلب قوى «14 آذار» وذهابها نحو تصعيد حملتها على الحكومة واستنباط خطوات جديدة في هذه الحملة.

واذ تميل المصادر المذكورة الى عدم توقع حصول تطورات جذرية تتعلق بالوضع الحكومي قبل حلول السنة الجديدة، اشارت الى ان جنوح الهجوم الاكثري اكتسب دلالة خطرة مع جنوح رئيس مجلس النواب نبيه بري في الايام الاخيرة الى اتخاذ خطوات تُعتبر تصعيدية واستفزازية لفريق المعارضة بقصد حشرها من طريق دفعه نحو عقد جلسات للجان النيابية على قواعد تعتبرها المعارضة مخالفة لنظام مجلس النواب اولاً وكذلك من خلال دعوته الى جلسة عامة للمجلس في 27 من الجاري للاستماع الى كلمة سيلقيها الرئيس الارميني خلال زيارة رسمية يقوم بها للبنان ثانياً.

وتقول المصادر ان الدعوة الى الجلسة العامة لم تثر استفزاز المعارضة التي لم تقرر بعد اذا كانت ستلبي الدعوة اليها ام لا وفق قرار المقاطعة لكل نشاط تشارك فيه الحكومة باعتبار انه يمكن تمييزها عن خطوات اخرى لاتصالها بمجرد استماع بروتوكولية الى رئيس دولة اجنبية صديقة يرغب في التوجه الى البرلمان. لكن انعقاد اجتماع للجنة الادارة والعدل برئاسة مقرر اللجنة لا رئيسها بدا بمثابة استفزاز عدّته المصادر خطوة في إطار «أمر عمليات» منسّق تتولاه قوى الاكثرية. ولاحظت ان بري اقدم على هذه الخطوة عقب اصدار مجلس الوزراء دفعات متعاقبة من التعيينات التي ينتظر ان تكر سبحتها في الجلسات المقبلة لمجلس الوزراء كجزء من الرد على المعارضة تحت شعار تفعيل انتاجية الحكومة. اما الشق الثالث من توزيع الادوار هذا فيتمثل كما تضيف المصادر في تولي الثنائي الماروني في فريق 8 آذار اي العماد عون والنائب سليمان فرنجيه التنسيق المباشر مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للافادة من موقفه الداعي الى عدم اسقاط الحكومة واولوية الحوار عبر رئيس الجمهورية للتوصل الى تفاهم سياسي يسبق تغيير الحكومة.

ولا تخفي المصادر نفسها ان هذه الخطة المنسقة لقوى الاكثرية تبدو على جانب من التماسك بين اطرافها وتضع المعارضة على محك جدي لمواجهة المرحلة المقبلة التي يمكن ان تطول وان تفيد منها الحكومة وخصوصاً ان رئيسها نجيب ميقاتي سيفيد ايضا من خلال تصوير زيارته لفرنسا مطلع الاسبوع المقبل بمثابة استمرار للغطاء الاوروبي والدولي لحكومته. ولكن ذلك لا يعني في المقابل ان الحكومة تسير على طريق مفروشة بالرياحين. اذ تشير المصادر الى ان احداث صيدا والاضرابات المؤجلة للحركة النقابية حتى ما بعد عطلة عيد الاستقلال في 22 الجاري ناهيك عن تفاقم الاوضاع الاقتصادية في البلاد تبدو بمجملها بمثابة مؤشرات تآكُل خطير في الاوضاع عموماً ما يضع الحكومة على محك العجز عن لجم هذا الاهتراء ويضع في يد المعارضة ورقة اساسية في تصعيد مطالبتها برحيل الحكومة. كما ان الازمة السياسية المفتوحة باتت توازي استبعاد وضع قانون جديد للانتخابات النيابية استبعاداً تاماً، وهو ما يعد مكسباً مبدئياً للمعارضة التي لا تخشى بقاء القانون الحالي (قانون الستين) بمقدار ما تخشاه قوى 8 آذار.

وفي ضوء كل ذلك تعتقد المصادر ان معركة «عض الاصابع» ستبقى مفتوحة على مزيد من المضاعفات والتطورات السلبية الى ان يتبلور اطار عملي محتمل لبداية البحث الجدي في تغيير الحكومة يقبل به الفريقان، فيما يبدو ان توافر هذا المخرج لن يكون ممكناً قبل نهاية السنة الحالية.

في موازاة ذلك، استوقف الدوائر السياسية في بيروت زيارة ميقاتي امس لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني حيث هنأه بحلول السنة الهجرية الجديدة. وفي حين اكد ميقاتي ان البحث لم يتطرق الى ملف الحكومة عُلم ان قباني طرح أمامه مبادرة تقوم على دعوة رؤساء الحكومة السابقين للقاء قريب في دار الفتوى لمناقشة ومعالجة الأوضاع اللبنانية المتدهورة وخصوصا الوضع الاسلامي «الذي يتطلب وحدة وحزما صيانة له من التفتت والانقسام ولا سيما في ظل الأخطار المحتملة التي تهدد لبنان والمنطقة» وان ميقاتي رحّب بالمبادرة.

 

 بنيامين الأسد

مارون حبش/موقع 14 آذار/12

حلت المصيبة على غزة فاعادت إسرائيل إلى ذاكرتنا صورة المجازر المروعة التي اتقنت افتعالها في حروبها إن كان في فلسطين أو في لبنان، إلا أن لكل حرب أهداف عسكرية والسياسية، فهذا الجديد لا يحمل أهدافاً عسكرية بعيدة المدى، لأن احد الطرفين لن يستطيع أن يلغي الآخر فالمقاومة مستمرة حتى زوال إسرئيل وأي اجتياح بري سيكون بمثابة انتحار للحكومة الإسرائيلية، لكن الظاهر أن السياسة اساس انطلاق العدوان الإسرائيلي.

اعتدنا من إسرائيل وقبل انتخاباتها ان تقدم على اشعال الحرب ليكسب رئيس بنيامين نتنياهو التأييد الصهيوني له ويضمن فوزه في الانتخابات المقبلة، علماً أن منذ أربع سنوات قادت "تسيبي ليفني" رئيسة الوزراء حينها معركة على غزة لتحافظ على منصبها في الحكم وكانت النتيجة زوالها عن رئاسة الحكومة وتسلم نتنياهو الحكم، هذا محلياً، أما إقليمياً فهي هدية واضحة قدمها نتنياهو إلى بشار الأسد، خصوصاً وان مصالح الإثنان تتفق على نتائج ما يجري، فالإسرائيلي همه إبادة الشعوب العربية واحتلال ما تيسر منها، والسوري ايضاً يهمه إبادة الشعب السوري وزعزعة المنطقة بأكملها، فضلاً عن ضرب "حماس" التي أغلنت موقفها من الأزمة السورية وأيدت ثورة الشعب السوري.

أما بالنسبة إلى التوقيت، فجاء بعد الضربة السياسية القاضية التي تعرض لها النظام السوري بعد وحدة المعارضة وتشكيل الإئتلاف السوري المعارض، واعتراف المجتمع العربي والدولي به ممثلاً شرعياً للشعب السوري المعارض، في خطوة لتشكيل حكومة مؤقتة قد تكون ورقة نعوة حكومة النظام السوري، فضلاً عن مواصلة الجيش السوري الحر في تحرير المناطق السورية وتكبيد الجيش النظامي الخسائر من مقاتلين واسقاط طائرات وتدمير دبابات. في المقابل تتخوف إسرائيل من الجيش الحر الذي بات يسيطر على القرى المتاخمة للجولان المحتل، حيث كان جيش النظام الحارس الآمن والمضمون للإسرائيلي واحتلاله. فلا شك أن هذه الضربة للغزاويين هدفها صرف الأنظار وبقوى عن جرائم النظام السوري، خصوصاً أن الأخير فشل في اشعال الحرب مع تركيا أو الأردن أو لبنان، إلا أن المخطط الإسرائيلي – السوري لابقاء الأسد في الحكم بدا يفشل مع أولى ايام العدوان على غزة، وظهر ذلك بتصريح للمتحدث باسم المجلس العسكري المشترك في الجيش الحر اعلن فيه أن خلال يومين سينتقل الجيش الحر إلى مستوى جديد من العمليات العسكرية النوعية، ما يعني إما هناك تحضير لعملية كبيرة نتيجتها خسارة فادحة للنظام وإما سيصل للجيش الحر السلاح النوعي وبكميات كبيرة، وتبقى الخسارة على الشعب الفلسطيني الثائر بوجه آلة القتل الإسرائيلية، والذي استطاع عبر مقاومته "حماس" أن يضرب تل أبيب وينشر الخوف في صفوف الإسرائيليين.

وبالعودة إلى النظام السوري الذي بات "اضحوكة المنطقة"، نذكر ىخر طرفة له أطل بها إلى العالم من القمقم الذي يحتمي فيه، إذ وبكل "وقاحة" أدان وبشدة الجرائم الوحشية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف العدوان، والمصيبة أنه ناشد أحرار العالم والشرفاء للتحرك بجدية لمواجه العدوان. فعلاً كيف ينادي النظام السوري أحرار العالم وهو قتل أكثر من 30 الفا منهم، وكيف يدين الجرائم التي انتجت حتى اليوم أكثر من 18 قتيلاً وهو يقتل يومياً اكثر من 100 شخص؟

 

المشنوق في "مخيم الاعتصام": عملية غزة لن تتطور باتجاه لبنان إخترناالا نستمر في تمثيلية ركيكة تدعي أننا جزء من حياة سياسية طبيعية

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب نهاد المشنوق "أن نواب 14 آذار سوف يستمرون في مقاطعة جلسات اللجان النيابية في ظل وجود الحكومة الحالية"، وأن فريقه السياسي "لن يشارك في أي حوار في ظل إستمرار هيمنة السلاح، وقبل إسقاط الحكومة". كما "إستمرار قوى 14 آذار في نهجها السلمي، من أجل إسقاط منطق السلاح غير الشرعي".

كلام المشنوق جاء خلال ندوة حوارية عقدها مساء اليوم في "مخيم الإعتصام" في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، وذلك بدعوة من المنظمات الشبابية في قوى 14 آذار، حيث أضاء المشاركون شموعا تمثل كلمة "غزة"، وذلك تنديدا بالعدوان الذي تشنه قوات الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفضا للمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

وأعلن المشنوق أن لديه "ثقة كبيرة بالشعب الفلسطيني الذي يقاتل منذ العام 1948 من دون توقف"، معتبرا "أن العدوان الإسرائيلي على غزة ليس بالجديد، وأن الشعب الفلسطيني بإستطاعته الدفاع عن نفسه، وأن يستمر وأن يناضل من أجل نيل حقوقه في إقامة دولة مستقلة".

ورأى "أن العملية الحالية التي يشنها جيش الإحتلال في غزة لن تتطور الى عملية عسكرية بإجاه لبنان"، معتبرا "أن الذين يدعون المقاومة والممانعة ليسوا في وارد التصدي لإسرائيل، لأن إسرائيل الحقيقية هي ديكتاتورية في كل مكان، وأن الشعب اللبناني والسوري يناضلان من أجل نيل حريتهما كل على طريقته وبأسلوبه".

واستشهد المشنوق بالكلمة التي وجهتها النائب بهية الحريري الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، معتبرا "ان مشهد الصبر الذي قدمته مدينة صيدا خلال الأيام القليلة الماضية من جميع أبنائها دون إستثناء، رغم العدوان والقتل والإستكبار، إن هذا المشهد الصابر الرافض للاخضاع، والنائي بنفسه عن منطق الحرب الأهلية، هو مشهد أيوب الفعلي الذي يرفع رأس الأمة، وهو مشهد أيوب الحقيقي الذي مازال يراهن على الأمل الباقي في المدينة التي كانت وستظل مدينة للحياة والأمل، ورأى أن مشهد الصبر الذي قدمته مدينة صيدا هو قرار أهلها ونخبها ونائبيها وشيوخها، وخاصة الشيخ أحمد الأسير، برفض الإعتداء على ذاكرة المدينة التي إنطلقت دعوات المقاومة من مساجدها وكنائسها وشوارعها، عسى أن يخجل من يحاول اليوم باسم المقاومة إحتلالها كإمتداد لما يعتقد أنه إحتلال نجح به في مناطق أخرى".

وقال المشنوق: "إننا في اللحظة التي نؤكد فيها أننا كنا وسنظل أبناء مشروع السلم الأهلي"، نقول بإسم الشهداء: "أننا إخترنا بان لا نستمر في تمثيلية ركيكة تدعي أننا جزء حياة سياسية طبيعية، او جزء من حياة وطنية سليمة، وألا نكون كمن يستحل دمه بنفسه ويستدعي القاتل الى المزيد من القتل".

أضاف: "إن الدستور الجديد المسلح بسيط ولا يحتاج الى خبراء وقواعده هي التالية: الشعب اللبناني ينتخب، رئيس الجمهورية يجري إستشارات نيابية، والسلاح الإيراني بعيدا عن الإنتخابات والإستشارات هو الذي يقرر الحكومة ورئيسها"، مردفا "إن الفرض المسلح للراي السياسي والحكومي والدستوري، والإمعان في إهانة معظم اللبنانيين يريد من قوى 14 آذار أن تذهب الى يأس السلاح ويأس العنف، لكنكم بصمودكم هنا وفي طرابلس وفي صيدا، تقولون أن الموقف هو السلاح، وأن الرأي العام هو القرار، وأن صناديق الإقتراع الفيصل والحكم".

وتابع "إن الشجاعة السياسية والوطنية والإخلاقية، تفرض علينا أن نمارس كل أشكال الإحتجاج السلمي والديمقراطي، من أجل تحويل رفضنا لمنطق نظام السلاح، من منطق الرفض السلبي والمنكفىء، الى منطق الرفض الثائر في وجه واقع السلاح حتى إسقاط هذه الحالة الشاذة، وابطال هيمنتها وتسلطها على حاضر لبنان ومستقبله، ونحن مستمرون في رفضنا الثائر حتى إعلان العصيان المدني شاء من شاء وابى من أبى"، معتبرا "أن المسؤولية الوطنية إنتقلت من مجلس الوزراء الى قصر رئاسة الجمهورية في بعبدا، حيث الشجاعة والمثابرة والتوازن والإحترام".

وتوجه الى شبان وشابات 14 آذار بالقول: "أخذوا عليكم اندفاعكم الوطني نحو المبنى الفارغ من مسؤوليته الوطنية. أرادوا ان يقولوا لكم ان اللواء الشهيد وسام الحسن لم يستشهد من اجل وطنيته بل صادف مروره امام سيارة مفخخة انفجرت بسبب العوامل المناخية وان عليكم ان تتقبلوا العزاء يومين او ثلاثة واذا احببتم اسبوعا وتذهبون الى بيوتكم بشرط ان لا تنسوا كل صباح ان تتركوا كرامتكم وسيادتكم وحريتكم في البيت قبل ان تخرجوا الى عملكم. هذا اذا تركت لكم حكومة القتل عملا تذهبون اليه.

أضاف: "ان وجودكم في ساحة رياض الصلح في ساحة شهيد الاستقلال الاول، هو وجود في ساحة هذه الخامة من الرجالات التي صنعت مجد لبنان ودفعت حياتها ثمنا حين تجرأت على ان تحلم بوطن سيد حر مستقل كما حلم شهيد الاستقلال الثاني رفيق الحريري.

انتم في ساحة الصواب وفي جادة الحق. وغيركم خاطىء وباطل.

انتم البوصلة الحقيقية لضمير 14 آذار الذي يرفض اي صيغة من صيغ التعايش مع آلة القتل والالغاء بتهمة النجاح او بتهمة الشجاعة.

انتم البوصلة الحقيقية ل 14 آذار الذي يرفض وسيظل يرفض ان يكون شاهد زور على عملية سياسية وديمقراطية ساقطة عسكريا بقوة القمصان السود والقلوب السود التي اما ان تجهل القاتل او تبرر القتل او تعقلن الجريمة. انتم هنا ليس لان منتحل الصفة الوطنية يمعن في المكابرة والعناد فقط، هاربا من صفة الجثة السياسية الهامدة، بل لانكم ترفضون ان ينجح منتحل الصفة بايهام احد في هذا العالم انه ليس نتيجة شرعية لعدوان السلاح على كرامة اللبنانيين وامنهم واصواتهم وحريتهم وخياراتهم وكرامتهم".

وردا على سؤال، اكد المشنوق "استمرار 14 آذار في مقاطعة كل الاعمال الحكومية داخل مجلس النواب سواء اكانت لجانا نيابية او جلسة عامة في حضور الحكومة"، معتبرا "ان ما صدر عن الرئيس نبيه بري في شأن تسهيل عقد اللجان بدعوة من مقررها كان خطأ ويفترض ان يتم التراجع عنه، لان بري يعلم تماما ان المقاطعة هي تعبير عن ازمة وطنية"، ذاكرا "تعطيل الرئيس بري للجلسة العامة بسبب مقاطعة طائفة بسبب قضية المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان"، ومعتبرا "ان ما يحصل اليوم هو اكبر بكثير من قضية المياومين".

واكد "ان قوى 14 آذار لن تشارك في اي حوار قبل اسقاط الحكومة الحالية"، ووصف خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ب"الموتور والمتوتر". وختم بأن "قوى 14 آذار اتخذت خيار المواجهة السلمية وهي لن تتراجع عنها ولن تحمل السلاح في وجه اي لبناني".

 

ذكرى "عاشوراء" في قاموس "حزب الله": غياب لنصرة المظلوم!

خالد موسى/موقع 14 آذار

كعادتها كل عام تأتي ذكرى عاشوراء محملة بمعاني دينية وانسانية عظيمة، لكنها هذا العام آتت في ظروف دقيقة يمر بها لبنان والمنطقة، والمؤسف أن "حزب الله" لم يعمد الى مراعاة هذه الظروف، ضارباً بعرض الحائط ما تمثله الذكرى من خصوصية لدى الطائفة الشيعية الكريمة. استغل "حزب الله" و"حركة أمل" الذكرى لانتهاك خصوصية بعض الحياء السكنية، خصوصاً الشوارع الشعبية الغنية بموزايكها الطائفي، مستفزا أهالي المنطقة برفعه اللافتات التي تحمل شعاراتاً خاصة بذكرى يحترم سكان هذه المناطق واطياف الشعب اللبناني كافة كيانها وتوقيتها. ومن نتائج تصرفات الحزب غير الواعية حادثة تعمير - عين الحلوة في مدينة صيدا، التي أدت الى خسارة ثلاثة اشخاص وجرح العشرات، وجاء ذلك جراء لجوء عناصر من يدعون "المقاومة والممناعة" إلى استخدام السلاح لحل النزاعات السلمية، واعتدنا من هؤلاء اطلاق رصاص حقدهم على صدور اللبنانيين، ما يؤكد أن هؤلاء العناصر غير المنضبطين التابعين لـ"حزب الله" لم يأخذوا بقرار الحزب الذي دعا في بيان مناصريه وبشكل واضح إلى "التحلي بالصبر والهدوء في ذكرى عاشوراء". اضف إلى هذه الحادثة التي كادت أن تشعل الفتنة في لبنان وتعيدنا إلى حرب 1975، حصلت بعض الاشكالات الفرعية في مناطق يسيطر عليها الحزب، جراء أيضاً رفع لافتات الذكرى ونصب الخيم على جانب الطرق، وقطع الطرق في محيط المجالس الحسينية، ومنها اشكال بين عناصر من "حزب الله" وأهالي منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، تطور الى اطلاق نار واصابة العديد من الجرحى. والمضحك المبكي ايضاً هذا العام أن "حركة أمل" و"حزب الله" يرفعان هذا العام شعار "ثورة الأحرار"، وربما قد تناسا دورهما "الجهادي" الى جانب النظام الأسدي في سوريا في قمع ثورة الشعب السوري الحر، فهل بات للأحرار العديد من المعاني؟

وفي سابقة خطيرة لم تشهدها نقابة المهندسين في بيروت من قبل، أقدم "حزب الله" على آستباحة أملاك نقابة المهندسين الكائنة في بئر العبد، ناصباً خيماً لإحياء مجالس العزاء في ذكرى عاشوراء في مرآب النقابة، بتغطية من قبل النقيب "العوني" الحليف لـ"حزب الله". ولاقت هذه الحادثة استياء كبير من قبل المهندسين وتخوفهم من آستباحة مبنى النقابة في السنوات المقبلة. موقع "14 آذار" تواصل مع بعض الطلاب في أكثر من جامعة، واستمع إلى آرائهم بشأن الأستفزازات التي يقوم بها "حزب الله" في هذه الذكرى، فرأى احمد الزين (طالب في كلية الإعلام) أن " ذكرى عاشوراء يجب ان تقام فيها الندوات للتذكير بمعاني المناسبة التي عانى فيها أهل البيت من الظلم وليس باقامة مجالس عزاء ولتكن هذه المناسبة مناسبة عبادة وليس مناسبة للضرب واراقة الدماء". من جهته، اعتبر جلال بيضون (كلية العلوم) أن " حزب الله لا يراعي الخصوصية لبعض المناطق مستهتراً بمشاعر سكانها من الذين لا يؤيدون سياسة الحزب"، داعياً " الحزب الى التحلي بأخلاقيات الحسين وأهل البيت والاقتباس من سيرتهم العطرة في نصرة المظلومين وبآنتصار للحق".

فيما رأت ريما فقيه، (كلية الحقوق والعلوم السياسية)، أن "ذكرى عاشوراء هي للتمعن بما عانوه اهل البيت من ظلم ويجب التحلي بما تتطلبه هذه الذكرى من اخلاق حميدة تتطلبها هذه الذكرى". أما علي الأحمد (كلية الهندسة) فاعتبر ان "المناسبة لها رمزيتها عند الطائفة الشيعية الكريمة لذلك يجب أن تكون هذه الذكرى مناسبة للعبادة الدينية وليس لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية". من جهته، لفت ناصر بيضون (كلية ادارة الأعمال) إلى أن "المناسبة تأتي هذا العام مع ظروف استثنائية يشهدها لبنان والعالم العربي والتي يجب على الجميع أن يتحلى بالصبر والحكمة والوعي فيها".بدورها، اشارت دنيا زيدان (كلية الآداب) الى أن " ذكرى عاشوراء أتت مع ما يعانيه أهلنا في سوريا اليوم من ظلم مثلما عانى أهل البيت، لذلك يجب على حزب الله أن يقف الى جانب الشعب السوري لأنه مظلوم، وهذا ما دعى اليه أهل البيت من وقوف الى جانب المظلومين اينما كانوا".

 

نصرالله: على جميع أحرار العالم أن يقفوا اليوم الى جانب غزة لا يجوز الاستفادة من مناسبة عاشوراء للإساءة إلى بقية المسلمين ورموزهم

الخميس 15 تشرين الثاني 2012

وطنية - خصص الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الجزء الأكبر من الكلمة التي ألقاها مساء اليوم في الليلة الأولى من ليالي عاشوراء في مجمع سيد الشهداء في الرويس، للحديث عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقد استهل كلمته بالإشارة إلى أنه كان ينوي تخصيص كامل الوقت "لموضوع محدد يرتبط بطبيعة ولوازم ومناخات إحياء هذه المناسبة (عاشوراء) وإحياء هذه المجالس ومقاربة هذه الذكرى كمدخل لإحياء بقية الليالي، خصوصا نحن في الليلة الاولى، وآخذ في الاعتبار اجواء الاحتقان المذهبي والطائفي الموجودة في المنطقة في الآونة الاخيرة، لكن التطورات التي حصلت في الأمس واليوم تفرض نفسها علينا بقوة، ولذلك الوقت المتاح سوف أقسمه إلى قسمين: في الجزء الأول سوف أتحدث عن التطورات الاخيرة وأقصد بها موضوع غزة بالتحديد والعدوان الاسرائيلي على غزة والمواجهة القائمة في غزة. والجزء الثاني هو الموضوع الأساسي الذي كنت أنوي أن أتحدث عنه كمدخل لهذه الليلة لاحياء المناسبة في الليالي المقبلة إن شاء الله".

وفي الجزء الأول، قال: "شهدنا في الأمس عدوانا إسرائيليا واسعا ووحشيا على أهلنا في قطاع غزة، وابتدأ هذا العدوان باغتيال قائد جهادي كبير هو الشهيد القائد أحمد الجعبري، وسقط معه شهداء. وبنتيجة العدوان هناك أيضا عدد كبير من الشهداء المدنيين وعدد كبير من الجرحى، والعدوان ما زال مستمرا إلى اليوم، في ظل مواجهة قوية وصلبة من قبل المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها".

وتوجه "إلى إخواننا في قيادة حماس، نقدم لهم العزاء، نبارك لهم أيضا، لأن الشهادة هي موضع التعزية والتبريك، بشهادة هذا القائد الجهادي الكبير، صاحب التاريخ الجهادي الكبير في المقاومة، أعني الشهيد احمد الجعبري، ولكل الفصائل ولأهلنا في غزة ولكل الشعب الفلسطيني بالشهداء الأعزاء الذين قضوا بالأمس واليوم، وما زالوا يواجهون باللحم وبالدم هذا العدوان الصهيوني المتواصل".

وتابع: "من أبسط الأمور أن نقول جميعا إننا ندين هذا العدوان، إننا نستنكر هذا العدوان، ويجب أن نتوقف عنده قليلا في ما سنتكلم، ومن أبسط الأمور أن نقول إن على جميع الدول، حكومات وشعوبا، بل على جميع أحرار العالم أن يقفوا اليوم الى جانب غزة وأهل غزة، وإلى جانب المقاومة في غزة والمجاهدين المقاومين في غزة، في وقفة حقيقية وأصيلة وتاريخية.

طبعا، من البداية إلى النهاية يبقى الرهان الأساسي بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى وفضله ونصره وعونه، هو على إرادة الشعب في غزة وعلى إرادة المقاومة، صمودها وصلابتها، ومما يدعونا إلى الثقة والاطمئنان والتفاؤل، هو أننا جميعنا نعرف أن في غزة مقاومة لديها من الحكمة ومن الشجاعة ومن الصلابة ومن الجرأة ومن تراكم الخبرات ومن تطور الإمكانيات البشرية والمادية ما يؤهلها لمواجهة من هذا المستوى الكبير والخطير والحاسم. وما حصل اليوم من إطلاق صواريخ "فجر 5" على تل ابيب هو يدل على رشد وحكمة وصلابة وشجاعة المقاومة الفلسطينية وحضورهاالحالي في قطاع غزة".

أضاف: "طبعا في هذا الذي يحدث، هناك نقاط عدة يجب أن نتوقف عندها باختصار شديد: (ما يحصل) هو حلقة من حلقات المواجهة الدامية بين العدو الصهيوني وشعوب منطقتنا، وبالتحديد الشعب الفلسطيني. (هو) حلقة من حلقات المواجهة التاريخية والمصيرية والدامية التي تكتب مصير فلسطين ومصير المنطقة والأمة والمقدسات، بين العدو الصهيوني ومن يقف خلفه، وبين حركات المقاومة ومن يقف خلفها، وبالتالي هي واحدة من المراحل التي تحتاج إلى التوقف وإلى أخذ العبرة وإلى الدراسة وإلى تحمل المسؤوليات.

نلاحظ من خلال ما حصل هذين اليومين في غزة تأكيد على مجموعة مفاهيم، منها أولا، أن هذا العدو لا يحتاج إلى ذريعة الحرب والعدوان، لم يكن يوجد شيء! حكومة العدو لديها مصلحة سياسية ولديها مصلحة إنتخابية، كالآن مصلحة نتنياهو، تماما مثلما تذكرون عملية عناقيد الغضب في نيسان 1996، لأسباب وأحداث تحصل بشكل دائم، شيمون بيريز في ذلك الوقت، ولأنه كان على مقربة من الإنتخابات، كان يحتاج إلى عمل إنجاز عسكري، ففتح حربا مع لبنان، أسموها عناقيد الغضب، لكن انقلب السحر على الساحر".

واستطرد بالقول: "الإسرائيلي عندما تقتضي مصلحته السياسية أو الإنتخابية أو الأمنية أو أي إعتبار من إعتبار المصالح، هو يبدأ عدوانا ولا يحتاج إلى ذريعة، ولا يحتاج إلى حجة، ولا يحتاج إلى فعل فلسطيني أو لبناني أو غيره، ليقوم بما قام به من رد فعل. هذا أولا، طبعا النقاط هي واضحة ولكن أريد أن أثبتها وأن أذكر بها، أذكر بها الفلسطينيين واللبنانيين وشعوب المنطقة وحكوماتها وكل الناس الذين ينسون بسرعة".

وعن النقطة الثانية، قال: "إن هذا العدو لجأ كالعادة إلى الخداع وإلى الغدر، وهذا ما تحدث عنه الإخوة اليوم في قطاع غزة. قام العدو بالإيحاء قبل أيام بأنه يقبل بتهدئة ويعمل بالتهدئة وتم طمأنة الفلسطينيين، وبعد أن أشيع هذا المناخ، بطبيعة الحال عندما يحدث جو من التهدئة فالناس ترتاح قليلا، فتربص العدو بهذا القائد الجهادي وقتله، وبدأ هذا العدوان الواسع على قطاع غزة. هذه هي طبيعة هذا العدوان، من يطمئن لهذا العدو، ومن يثق بهذا العدو، ومن يخدع بهذا العدو، بعد كل هذه التجارب الطويلة، يجب أن نكون دائما حذرين".

تابع: "النقطة الثالثة: أنظروا إلى الأهداف التي أعلنها العدو من العدوان على غزة. عندما ننظر إلى الأهداف، فإننا نكتشف حقيقة أن الإسرائيلي قد استفاد من تجربة حرب تموز 2006، وحرب غزة 2008. لقد إستفاد العدو من تجاربه. في تلك الحربين، وضع أعلى الأهداف، أهدافا عالية جدا، ولم يقدر أن يحقق أهدافه، وفشل في تحقيق الأهداف، وأعتبر أن هذا فشل أو إخفاق أو هزيمة، وبالتالي من جهة أخرى، أعتبر هذا انتصارا للمقاومة في لبنان في حرب تموز، وللمقاومة في غزة في 2008.

الآن أتى الإسرائيلي بعقلية عدوانية وبأهداف قاسية جدا ضمنا، لكن بالمعلن وضع أهدافا سقفها ليس عاليا. يعني أنه لم يأت ليقول: أنا ذاهب إلى الحرب في غزة وأريد أن أجتث فصائل المقاومة، وهو يعرف أن هذا الهدف هو غير قابل للتحقيق، وأنني أريد أن أحتل قطاع غزة، وهو يعرف ان هذا الهدف هو صعب التحقيق، وأصلا هو ليس مقصودا له. إذا، حتى أنه لم يقل: أنني ذاهب من أجل أن أوقف الصواريخ، لقد أتى ليضع مجموعة أهداف، مهما فعل العدو، يستطيع نتنياهو وباراك أن يخرجا غدا ويقولا: نحن حققنا أهداف العملية. أولا: تحدثوا عن ضرب البنية القيادية لحركات المقاومة في غزة، وبدأها بقتل قائد جهادي كبير. ثانيا: ضرب القدرة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية، وبدأها بضرب بعض منصات الصواريخ على ما أعلن هو، لكن أنا لا أعرف الحقيقة حتى الآن. وثالثا، قال: نحن نريد أن نستعيد قوة الردع أو معادلة الردع مع قطاع غزة، وهذا ضمنا يوجد إعتراف، أنه خلال المرحلة الماضية إستطاعت المقاومة في غزة أن تفرض معادلة ردع ما، والإسرائيلي الآن جاء ليقول: أنا أريد أن أستعيد وأن أغير من هذه المعادلة، أريد أن أستعيد هيبة الردع وقوة الردع على الفلسطينيين، أتى ووضع هدفا، حيث قال: الهدف هو إلحاق أكبر أذى أو ضرر ممكن في بنية الفصائل الفلسطينية، لكن هل هدفه هو هذا فقط أو أكثر من ذلك؟ هذا ما سيتضح من خلال مسار الأحداث وتطورات الأحداث خلال أيام قليلة".

وأردف: "لكن ما بدأه الإسرائيلي، نحن نعلق آمالا كبيرة ـ كما بدأت بالحديث ـ على قوة وصلابة المقاومة في غزة (في إفشاله) - الآن موقف الأمة والمسؤوليات سآتي عليها بعد قليل - ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يقلب السحر على الساحر، يعنى إذا هم ذاهبين إلى عملية يريدون أن يوظفوها في الإنتخابات، إن شاء الله ستنقلب على حساباتهم، وأيضا حتى حساباتهم العسكرية، يعنى عندما خرج وضرب كما إدعى أنه ضرب منصات الصواريخ، والإسرائيلي تكلم عن منصات صواريخ بعيدة المدى، ويقصد ببعيدة المدى يعني "فجر 5"،التي تطال أكثر من سبعين كيلومترا، واعتبر أنه دمر هذه المنظومة، ولذلك أمس واليوم عندما دعا للنزول إلى الملاجىء وإلى التعطيل وإلى الإحتياط، قال للمستوطنين وللمستعمرين، أنه بمسافة وبشعاع أربعين كيلومتر، يعني أنه اعتبر أن القدرة الصاروخية الموجودة في قطاع غزة، والتي تتجاوز الأربعين كيلومتر تم تدميرها. أما تلك التي تطال (الأهداف) خلال أربعين كيلومتر، سواء أكانت كاتيوشا أو كاتيوشا معدل أو صواريخ محلية الصنع أو ما شاكل، خلص إلى أن هذه يمكن ان تكون موجودة، أما أكثر من أربعين كيلومتر هو لم يعمل إجراءات أساسية (في مواجهتها).

وقد فوجئ اليوم بسقوط صواريخ، ولقد إعترف. أمس كان العدو ليلا ينكر حصول ذلك الأمر، لكن اليوم كلا، لقد اعترف بأن هناك صواريخ "فجر 5" سقطت على تل أبيب، وهذا تطور كبير جدا في تاريخ الصراع بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، تطور كبير جدا وهام جدا.

حسنا، هذا بالتأكيد فاجأ الإسرائيليين وفاجأ حساباتهم وفاجأ معلوماتهم. لا أعلم هل وقع في الخطأ نفسه الذي حصل في حرب تموز، عندما انطلقت طائرات العدو وضربت أماكن، واعتبر العدو أنها منصات الصواريخ، وأعلن انتصاره بأن القدرة الصاروخية الأساسية بعيدة المدى والطويلة للمقاومة في لبنان تم القضاء عليها، وتبين غير ذلك. هل الخطأ نفسه قام العدو بإرتكابه في غزة؟، هذا الأمر ممكن، لكن أن تستطيع المقاومة اليوم أن تطلق صواريخ "فجر 5" على تل أبيب، هذا الأمر له دلالات كثيرة، بالمعنى العسكري وبالمعنى الأمني، وبمعنى قدرة الحركة، وبمعنى الإرادة وبمعنى الإستهدافات وبمعنى أفق المعركة، ونقف عنده طويلا".

وفي النقطة الرابعة، قال: "أيضا أريد أن أقف عندها بمقطع غزة، يبدو أننا الشعوب العربية والإسلامية أيضا نحتاج (للتوقف عندها)، ويبدو للأسف الشديد أنه نذهب في غفلة ولا توقظنا إلا الدماء، دماء المظلومين ودماء الشهداء، اليوم يتجدد وعي حقيقي لموقف وحقيقة موقف الولايات المتحدة الأميركية، ومعها أيضا بريطانيا ومعها أيضا فرنسا، لأنه للأسف الشديد هناك الكثير من النخب العربية خلال العامين الماضيين من الحراك والثورات والصحوات في العالم العربي، بدأوا بتعديل المفهوم، أو يقدموا لشعوبهم مفهوما خاطئا، وكأنها الولايات المتحدة الاميركية الآن إستيقظت بعد كل هذا التاريخ الإجرامي، استيقظت على قيم الديموقراطية وحقوق الشعوب المظلومة والمضطهدة، وتريد أن تمد يدها لمساعدة المظلومين والمضطهدين والمعذبين، وبدأنا نسمع كلاما من هنا عن علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وعن تقدير لموقف أميركا و.. و...و...

جاءت اليوم دماء القادة في غزة والشهداء في غزة والمدنيين والنساء والأطفال في غزة، لتكشف من جديد حقيقة الوجه الأميركي والوجه الغربي في التعاطي مع الأحداث، خرجت أميركا من أول يوم ومن أول ساعة لتقول إنها تدعم ما تقوم به إسرائيل، وتدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يعني أنه أصبح أهل غزة هم المعتدين، وتدين فصائل المقاومة وحماس بالإسم، وتعتبرها هي المعتدية، وهي التي تتحمل مسؤولية تفجير الأوضاع".

وتابع في هذه النقطة: "على هذا الموقف نفسه نسج الفرنسي، ونسج البريطاني، ويبقى أن نرى الباقين الذين يلحقونهم، هذا يؤكد لنا من جديد أن ما يعني أميركا وفرنسا وبريطانيا والغرب في منطقتنا لا القيم ولا حقوق الإنسان ولا الدفاع عن الحريات ولا عن المظلومين، وإنما مصالحهم هم، مصلحتهم هم، في هذا البلد، هنا في المنطقة، مصلحتهم مع إسرائيل، فلتفعل إسرائيل ما تشاء، عندما نذهب إلى أي بلد مصلحتهم في بقاء هذا النظام، يدافعون عن هذا النظام، أما إذا كانت مصلحتهم في إسقاط هذا النظام يقدمون كل وسائل الدعم لإسقاط هذا النظام.

معيارهم ليس معيارا انسانيا أو قانونيا أو حقوقيا على الاطلاق وانما المعيار هو مصالحهم.

جاءت اليوم غزة ودماء غزة والشهداء في غزة ومظلومية غزة لتفضح الموقف الاميركي والغربي الذي حاول أن يخدع الشعوب العربية والاسلامية وخصوصا على مدى العامين المنصرمين".

وقال في النقطة الخامسة: "إن ما هو مطلوب عربيا واسلاميا تجاه ما يجري اليوم في غزة لا يحتاج الكثير من الكلام والتنظير. ما زلنا من ستين سنة وخمسة وستين سنة ومن بداية الصراع، كلنا نعرف ما هو المطلوب، لما حصلت حرب 2006 خرجت كل القيادات السياسية ونخب ومقاومون وعلماء ومنظرين وقالوا ما هو المطلوب، لما حصلت حرب غزة 2008 خرج جميع الناس وقالوا ما هو المطلوب. واليوم مطلوب نفس الشيء. اليوم بالكلام النظري، بالمناشدات، بالمطالبة لا يوجد شيء جديد يطالب، هو نفس الذي كان يقال دائما، لكن لم يكن يعمل به. اليوم المطلوب هو إرادة العمل،المطلوب هو العمل، وبالتالي لما نعيد المطلوب ليس المقصود إحراج أحد".

أضاف: "نفس ما كنا نقوله ونطالب به ويطالب به العرب والمسلمون جميعا في 2008 و2006 هو الذي نطالب به جميعا اليوم في 2012، سواء في زمن النظام المصري سابقا أو حاليا، سواء في الأنظمة السابقة والحالية في العالم العربي، وبالتالي هنا ليس المطلوب احراج أحد أو المزايدة على أحد. المطلوب موقف، اليوم المطلوب الجدية، يوجد شعب وقطاع ومقاومة يواجهون، الآن ليست محل للمزايدات، قلت لي وقلت لك ورأيته ولم أره، اليوم مطلوب أن نتعاون جميعا، أن تتعاون كل الحكومات العربية وكل الحكومات الاسلامية، كل الشعوب العربية والاسلامية من أجل تمكين هذا القطاع المجاهد والمقاوم والصامد من تحقيق الانتصار وإفشال العدوان الاسرائيلي بالحد الادنى".

وسأل: "ما هو الذي كان يحكى؟"، أجاب: "كان يقال: أولا،استدعاء السفراء. ثانيا، قطع العلاقة مع اسرائيل. ثالثا، إلغاء الاتفاقيات الموقعة معاأو اضعف الايمان تعليقها. إذا كنت لا تريد الالغاء، علق. هذا كان دائما يحكى في السنوات الماضية. فك الحصار عن غزة وامداد غزة بالسلاح والذخيرة والطعام والدواء وليس فقط بالدواء والطعام، بالسلاح والذخيرة لتتمكن غزة من الصمود والمقاومة وهي قادرة. يعني أهلها شعبها رجالها نسائها مقاوموها قياديوها، هم مؤهلون لتحمل هذه المسؤولية التاريخية، ولكن المطلوب أن يقدم لهم هذا المستوى من الدعم وهذا المستوى من المساندة".

أضاف: "كان دائما يقال والآن نعيده ونقول أن توظف الدول العربية والاسلامية علاقاتها مع الادارة الاميركية والدول الغربية للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة. لا أحد يأتي ويقول اليوم تفضلوا أيها الدول العربية وافتحوا الحدود وابدأوا عملية تحرير فلسطين، نريد أن نوقف العدوان على غزة، هذا لا يطلب منكم حرب، هذا يطلب منكم جهدا، جهد مع الاميركي، مع الادارة الاميركية، مع الدول الغربية، وهي تستطيع أن تضغط على اسرائيل. قطعا، حكاية أن اسرائيل لا ترد على أميركا ولا ترد على الغرب، هذا كلام غير صحيح. أي ضغط أو تهديد أميركي أو هاتف أميركي لاسرائيل تقف الحرب على غزة. اليوم دائما كان يحكى عن موضوع سلاح النفط، طيب، ممكن أن يقول أحدكم أن العرب ليس لديهم شجاعة أن يأخذوا قرارا بوقف النفط، إذا عدلوا بالسعر، عدلوا بحجم تصدير انتاج النفط، قللوا النسبة وارفعوا السعر".

تابع: "تعرفون اليوم أنه يوجد دول في اوروبا، اذا ارتفع سعر النفط تنهار، ينهار اقتصادها، وأنا لا أبالغ، هذا كلام خبراء اقتصاديين استراتجيين.

نفس الولايات المتحدة الاميركية التي تواجه الآن صعوبات اقتصادية ومالية وعواصف وثلوج،الآن خففوا تصدير النفط لها، ويرتفع سعر النفط قليلا، فسوف ترون أميركا قد اهتزت وأوروبا قد اهتزت. إن كنتم لا تقدرون أن تقطعوا النفط قللوا الانتاج، ارفعوا السعر، اضغطوا، لا أحد يطلب منكم لا جيوش ولا دبابات ولا طائرات، وهذا برسم كل الدول العربية والاسلامية بشكل اساسي. إذا، أصبح واضحا ما هو المطلوب أن يعمل.

الآن الشعوب العربية والاسلامية تدعم، تتظاهر، تدعو (الله)، تبعث أموالا، تحاول أن توصل السلاح، الى آخره، هذا كله على كل حال مطلوب. لكن الذي يغير المعادلة، الذي يوقف العدوان هو موقف حقيقي للدول العربية والاسلامية في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وهذه الدول قادرة بقرار واحد أن تفرض على أميركا أن تفرض على اسرائيل وقف عدوانها على غزة".

وقال: "النقطة التي تليها، فقط من أجل لملمة الجو والاستفادة من العبرة، حتى تبقى في هذه اللحظة الجهود كلها مركزة باتجاه غزة والدفاع عن غزة وحماية غزة.

سمعت بعض القيادات السياسية في بعض البلدان العربية يقولون إن الهدف من الحرب على غزة هو صرف الانظار عما يجري في سوريا. أولا هذا كلام مؤسف وهذا تحليل مؤسف. الآن، (أن يقال) إن نتانياهو وباراك قد قاموا بحرب على غزة لصرف النظر عن ما يجري في سوريا. إن الاهداف الإسرائيلية التي أعلنوها واضحة، الصحيح أن يقال إن اسرائيل تستفيد جيدا من الصراعات الموجودة في المنطقة، تستفيد جيدا مما يجري في سوريا من أجل شن عدوان على غزة. اليوم الحرب على غزة تجري في ظرف مختلف عن سنة 2008.

في سنة 2008 وضعنا محور المقاومة بمعزل عن بقية المواقع، كات لديه قدرة تقديم أشكال دعم مختلفة لقطاع غزة وهذا حصل في ال 2008 وقبل ال 2008 وبعد ال 2008، والذي يترجم اليوم فعلا ميدانيا.

الذي يجري أن أحد خطوط الامداد لقطاع لغزة متوقف والذي هو سوريا. سوريا اليوم مشغولة بنفسها، تدور فيها حرب وقتال في العديد من المحافظات والمدن والقرى، بالتأكيد هي الآن ليست قادرة أن تكون جزءا من الدعم اللوجستي، في الموقف السياسي تبقى قادرة على أخذ موقف سياسي".

تابع: "حسنا، القتال في سوريا لا شك أنه يقوم بإرباك أي عملية امداد، يمكن أن تحصل على مستوى محور المقاومة باتجاه غزة. لماذا لا نقول إن إسرائيل تستفيد من الصراع القائم في سوريا، من التشظي الموجود في المنطقة ومن الصراعات الموجودة في المنطقة ومن الاحتقانات الموجودة في المنطقة من انقلاب الأولويات، من تبديل الأعداء أصدقاء والاصدقاء أعداء، وتعتبر أن هذه فرصة مؤاتية جدا لضرب قطاع غزة، لاستعادة معادلة الردع، لضرب القدرة الصاروخية في قطاع غزة، التي تتصور اسرائيل أنه سيصعب تعويضها نظرا للتطورات الموجودة في منطقتنا وفي سوريا. هذا غير صحيح.

ولذلك ما أدعو اليه القيادات السياسية: يوجد خلاف، يوجد مشاكل على ملفات أخرى، على سوريا على غير سوريا، لكن دعونا الآن نصب كل جهودنا على ردع ومنع ووقف العدوان عن قطاع غزة وحماية شعب غزة. دائما كانت فلسطين وغزة نقطة جمع، نقطة توحيد، نقطة اجماع، نقطة لم للشمل، للمشاعر، للعواطف، للإرادات، للتوجهات، للبوصلة، لتنظيم الاولويات".

أضاف نصرالله: "اليوم ما ندعو اليه هو هذا. اليوم من جديد نحن أمام مشهد مواجهة الدم مع السيف ولكن إن شاء الله، كما استطاع هذا الدم أن ينتصر على السيف من كربلاء الى المقاومة في لبنان إلى المقاومة في فلسطين، نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون أمام تجربة انتصار جديد وملحمة جديدة يصنعها المجاهدون والمقاومون وكل من يقف خلفهم والى جانبهم ويدعمهم ويساندهم في هذه المعركة الشريفة والتاريخية. طبعا نحن في الليالي المقبلة يمكن إذا حصل شيء فيما بعد سنتحدث إن شاء الله في موضوع التطورات القائمة والحاسمة.

طبعا نحن معنيون كلنا في لبنان أن نواكب، أن نتابع، كل شيء نقدر أن نفعله يجب أن نفعله، يجب أن نبقى على تواصل دائم مع الأحداث، مع أهلنا، إخواننا في قطاع غزة، نواكب ونرى، لأن هذه ليست معركة غزة وحدها، بل هي معركتنا جميعا".

ثم قال: "ننقل إلى الجزء الثاني الذي وعدت بأن اتحدث به الليلة وفي بقية الوقت إن شاءالله سأضغطه واختصره حتى لو سألغي شواهد. تأتي ذكرى محرم وأحداث كربلاء هذا العام علينا في لبنان على المنطقة،في أجواء مختلفة عما كان يحصل في السنوات السابقة. وهنا سوف أعتبر هذا مدخل الحديث عن موضوع الليلة.

واضح انه هناك ـ شئنا أم أبينا ـ جو احتقان طائفي ومذهبي كبير على مستوى المنطقة، وفي أكثر من بلد.

هناك بعض البلدان مشغولة باحتقان مسلم ـ مسيحي، وقد عمل على دفع الامور في هذا الاتجاه، وفي بعض البلدان على موضوع شيعي ـ سني. وهناك كما قلنا في مناسبات سابقة من يدفع بقوة في هذا الاتجاه ويعمل له ويخطط له ويستخدم وسائل الاعلام والسياسة والأمن والمال وكل الامكانات المتاحة باتجاه هذا الهدف".

أضاف: "اليوم نحن جئنا لنحيي هذه المناسبة في ظرف حساس من هذا النوع، يتطلب منا الأمر أن نتكلم عن هذا الامر بمسؤولية وبدقة. أمام الاحتقان القائم في أي بلد على مستوى المنطقة، يأخذ الوضع طابعا مذهبيا، ولكن لم يصل الحال إلى أن تكون الامور مقفلة. هم لم يستطيعوا بأن يصلوا الى الهدف المطلوب الذي هو بأن يكون الشيعة وضعهم مقفل والسنة وضعهم مقفل، هؤلاء يعادون هؤلاء، وهؤلاء يعادون هؤلاء، والذهاب إلى الصراع. كلا هذا الوضع ليس قائما. العلاقات الشيعية السنية لم تصل الى هذا المستوى. هناك الكثير من الايجابيات في الوضع الشيعي وفي الوضع السني وفي التواصل في العلاقات في أكثر من ساحة. لكن حتى هذا المقدار من الاحتقان القائم يجب النظر اليه كأمر خطير يجب التعاطي معه بمسؤولية. أمام هذا الاحتقان، أمام هذا المستجد، يستطيع الإنسان أن يأخذ موقفا من ثلاثة:

ـ الموقف الأول بأن نقول إننا غير معنيين، يعني التجاهل، اغفال هذا الواقع، تجاهله، "ليس لنا دخل، نخن غير معنيين بالذي يحصل"، أو ندس رأسنا في التراب أو نتصرف على قاعدة بانه لا يوجد شيئ، وكل شخص يأخذ راحته فيما يفعل وفيما يقول.

طبعا هذا تخل عن المسؤولية، بل هذا معصية وتخلف عن أداء المسؤولية الشرعية والانسانية والأخلاقية، وبهذا ـ بالعكس ـ نحن نقوم بترك الساحة تذهب باتجاه ما يخدم العدو.

ـ الموقف الثاني هو أن يقوم الشخص بالانخراط، يعني في التوتير، في الحقن، دعنا نحقن أكثر، هناك محلات تواصل دعنا نقطعها، هناك محلات توتر دعنا نولعها. هذا يعد جريمة أكبر. هذا يشرع في خدمة أهداف العدو ويعصي الله سبحانه وتعالى، ويرتكبوجريمة بحق الاسلام وبحق الدين وبحق الأمة وبحق المسلمين جميعا. الذي يفعل ذلك سواء كان شيعيا أو سنيا هو مجرم ومرتكب بحق الإسلام وبحق الامة الاسلامية.

ـ الموقف الثالث بأن يقوم الشخص بتحمل مسؤوليته، ويعمل بجدية لمعالحة الموقف، بين حد أدنى وحد أعلى".

تابع: "الحد الأدنى بانه يوجد هذا المستوى من التوتير دعنا ننزل، دعنا نمنع الانفجار، دعنا نمنع لوازم وتداعيات هذا الاحتقان ولو بالمقدار الموجود. والحد الأعلى هو العمل بجهد وبإخلاص من قبل كل الأطراف لإنهاء هذا الاحتقان وهذا التوتر وإعادة الامور إلى طبيعتها. الواجب الشرعي والانساني والأخلاقي والتاريخي يقتضي اعتماد الموقف الثالث بأن نتحمل كلنا سوية المسؤوليات في هذا الموضوع. ويمكن أن يقول أحدهم بأننا ليس لنا علاقة بهذا الموضوع و"ما خصنا"، لكن هذه مسؤولية الناس جميعا، لأن اليوم نتيجة وجود الإعلام، فإن مشكلة صغيرة، كلمة صغيرة، اشتباه في تحليل، اشتباه في موقف، سلوك خاطئ، توتر معين، عدم ضبط أعصاب في مكان معين، يقوم الاعلام بتضخيم الموضوع بطريقة تخدم هذا الهدف الذي يدعى الاحتقان".

أضاف: "إذا في تحمل المسؤولية ـ في العنوان الثالث ـ كلنا شركاء، كلنا، الكبار والصغار والرجال والنساء والقيادات السياسية والعلماء والمثقفون والناس العاديون والجيران مع بعضهم، كلنا يجب أن نتحمل المسؤولية، يجب أن ننتبه، في هذه اللحظة في هذا الظرف وفي هذا الاستهداف، كيف نتصرف، حتى الأمور التي نعتبرها عادية وطبيعية في الظروف الاستثنائية لا تعد عادية وطبيعية. نحن بحاجة لانتباه وبحاجة لحذر. طبعا عندما نذهب إلى الملف بشكل عام، هو يحتاج إلى توقف، إلى دراسة، إلى تأمل الأسباب، العناصر والعوامل التي أدت إلى ما وصلنا إليه".

وقال: "هناك أسباب دولية وإقليمية ومحلية. لا يستطيع أحد أن يختصر الموضوع بأن فلانا تحدث بهذا الخطاب وسوف لن يعود يتحدث به، لا. الاحتقان اليوم هو نتيجة تطورات حصلت في منطقتنا، بالحد الأدنى من عام 2000 والهجوم الأميركي الغربي على منطقتنا، أحداث أفغانستان، أحداث العراق، الأحداث في المنطقة، التطورات في كل البلدان العربية، المناخات التي رافقت هذه الأحداث، الاغتيالات، الأعمال الأمنية، المواجهات، كلها، إضافة إلى أن هناك من يعمل على هذه الأحداث ويأخذها بهذا الاتجاه.

الأمر ليس بسيطا، لكن في هذا الأمر المعقد، حتى الأمور البسيطة هي مؤثرة ومهمة، ولا يجوز أن نستصغر شيئا، لا إيجابية يمكن البناء عليها، ولا سلبية صغيرة. حتى السلبيات الصغيرة إذا تجنبناها نستطيع البناء عليها، وحتى الإيجابيات الصغيرة إذا قمنا بها نستطيع أن نبني عليها. إذا هذا هو الموقف العام المطلوب أن نحمل مسؤوليته".

ثم انتقل الى إلى مناسبة عاشوراء فقال: "سوف أتحدث كشيعة وسنة بشكل شفاف وواضح، لأننا نريد المعالجة، ولأننا نريد المعالجة لا نستطيع أن نبقى نعمل في تدوير الزوايا، يجب أن نقول الأمور كما هي ما هو لنا وما هو علينا لأن هناك مسؤولية تاريخية.

يمكن أن يلتبس عند أحد الفهم ويعتبر أن الإحياء الشيعي لمناسبة كربلاء وعاشوراء هذا يستهدف السنة، على الإطلاق هذا غير صحيح. إذا كان أحد لديه التباس كهذا فهو مشتبه وخاطئ. طبعا يمكن أن يوجد شخص ليس لديه التباس، لكن على قاعدة محاولة توظيف أي شيء وتحميل بعض الأمور ما لا تحتمل، أي توظيفها في سياق التحريض المذهبي فيلجأ لاستخدام هذا الموضوع. ولذلك أنا الليلة أريد أن أخاطب إخواننا السنة وأقول لا، على الإطلاق، إحياء مناسبة كربلاء وشهادة حفيد رسول الله الحسين (ع) لا يوجد فيها أي استهداف للسنة ولا أي إساءة لمشاعر السنة، بل على العكس. كذلك في الوضع الشيعي، إذا كان أحد من الشيعة، نتيجة وهم، نتيجة جهل، نتيجة عدم إدراك، يعتبر أو يعتقد أن إحياء هذه المجالس وهذه والمناسبات المقصود فيه هو مواجهة السنة أو استفزاز السنة أو ما شاكل، هو أيضا واهم ومخطئ ومشتبه".

أضاف: "هذا الأمر بالحد الأدنى في الوعي الشيعي، في الوجدان الشيعي، بالتأكيد ليس موجودا. حفيد رسول الله (ص) أبي عبد الله الحسين بن علي(ع) ابن فاطمة الزهراء(ع) بنت محمد بن عبد الله (ص)، واحد من أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهذا التفسير موجود في تفاسير الشيعة والسنة. واحد من القربى الذين أمر الله بمودتهم، وهذا موجود في تفاسير الشيعة والسنة. واحد من أصحاب الكساء، حفيد رسول الله (ص) وبضعة رسول الله (ص)".

تابع: "هناك مسؤوليتان، أولا بالنسبة للشيعة لا يجوز أن يسمح على المستوى الشيعي لأحد، لا خطباء ولا علماء ولا عامة الناس أن يستفيدوا من مناسبة عاشوراء ومن هذه الجموع ومن هذه المناسبة العظيمة الإسلامية المباركة للإساءة إلى بقية المسلمين، إلى مقدسات بقية المسلمين، إلى رموز بقية المسلمين، وطبعا هذا أمر أكدت عليه مرجعيات الدينية في النجف في قم وفي كل الأماكن، ولها مواقف حاسمة وقاطعة في هذا الموضوع، وفتوى سماحة الإمام السيد الخامنئي دام ظله الواضحة والجريئة أيضا في هذا الاتجاه واضحة، عندما يقول بشكل واضح، وهذا ليس جديدا: يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلا عن اتهام زوجة النبي (ص) بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء كل الأنبياء(ع) وليس فقط أمهات المؤمنين، زوجات رسول الله (ص) وخصوصا سيدهم الرسول الأعظم (ص)، ومن يفعل ذلك هو يرتكب معصية كبيرة، ويرتكب حراما واضحا".

تابع: "وبالتالي إذا خرج شخص من هنا أو شخص من هناك لديهم أفكار خاصة، وتعقيدات خاصة، بل عندهم جهل بالحقائق والمصالح في الوقت نفسه، فهذا لا يعبر عن الموقف الشيعي على الإطلاق ولا يجوز أن يحاسب الشيعة أو الموقف الشيعي أو المرجعيات الشيعية على ضوء أخطاء تصدر من أشخاص من هناك وهناك. ونحن لا ندعي العصمة ولا الكمال ولا التماسك. في الوضع الشيعي توجد خروقات مثل كل الأوضاع الأخرى.

أيضا في المقابل، وكما أقول لا يجوز لأي من الشيعة، أيضا في المقابل لا يجوز لأي من السنة أن يتعاطى مع إحياء هذه المناسبة وكأنها عامل استفزاز أو عامل فتنة أو عامل تحريض طائفي أو دعوة إلى فتنة أو دعوة إلى صراع، أو إحياء لحساسيات. إلا إذا كان لديه تقييم مختلف للإمام الحسين بن علي (ع) وليزيد بن معاوية فعندها بحث آخر. لكن ليس هذا تقييم عموم المسلمين".

وختم نصرالله بالقول: "نحن هدفنا من إحياء هذه المناسبة هو هدف إسلامي كبير على مستوى الأمة، هدفنا هو إحياء هذه المناسبة بمعانيها، بقيمها، بدلالاتها، بما تحييه في هذه الأمة وبما أحيته طوال التاريخ. هناك مجموعة قيم محشودة في هذه المناسبة: الدفاع عن رسول الله (ص)، عن دين رسول الله(ص)، الإصلاح في هذه الأمة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، صلاح المسلمين، مصالح المسلمين الكبرى، الشجاعة، الثبات، الإيثار، التضحية، الوفاء، الصدق، وكل المعاني والقيم التي نتحدث فيها عشرات السنين ومئات السنين، ونتحدث فيها كل الليالي. كربلاء هذه هي مدرسة، هي قوة تاريخية وجدانية أخلاقية في هذه الأمة، تستطيع أن تعطي مددا فكريا إيمانيا روحيا عاطفيا معنويا لمواجهة الأخطار، لمواجهة التحديات، للدفاع عن الكرامات، لاستنهاض الهمم والمعنويات والإرادات، ونحن نريد لكربلاء أن تكون كذلك".

 

نتنياهو يقول أن إسرائيل ماضية "في الدفاع عن نفسها" وحماس ترفض التهدئة وتجزم: "الحرب ستقصر من عمر الإحتلال"

اعلنت حركة حماس الخميس رفضها لاي حديث عن تهدئة مع اسرائيل، معتبرة اي حديث عن التهدئة في هذا الوقت "خديعة لمزيد من الغطاء لاستمرار التصعيد". وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس في مؤتمر صحافي في غزة "لن نتعرض لمزيد من الخديعة من الاحتلال الاسرائيلي لاننا نعتبر الحديث عن هذه التهدئة في هذا التوقيت محاولة لتوفير مزيد من الغطاء لاستمرار التصعيد على غزة". بدوره قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم "أننا نخوض حربا حقيقية بكل وقائعها ومعانيها مع إسرائيل". وشدد برهوم على أن "المعركة ستحدد معالم جديدة وسترسم نهايات هذا العنوان ضمن معركة متدرجة ومتطورة ومتصاعدة". وتابع قائلا "المقاومة اليوم تدير المعركة ونحن على ثقة أنها سترد كيد الإحتلال وتفشل أهدافه" مبديا ثقته أن "هذا العدوان سيقصر من أمد الإحتلال على أرضنا".

وإذ شدد على أنه "على الصهاينة أن يدركوا تماما بأن قادتهم يجازفون بحياتهم لأسباب سياسية داخلية" تابع برهوم "على الدول العربية أن تضع اليوم استراتيجية لإنهاء معاناة شعبنا وندعو الشعوب إلى النفير الآن نصرة لغزة". وأشاد بقرارات مصر سحب سفيرها من إسرائيل. بدوره اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس ان الدولة العبرية ستقوم "باي عمل ضروري" للدفاع عن نفسها. وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي في تل ابيب ان اسرائيل "ستواصل القيام باي عمل ضروري للدفاع عن مواطنينا". وتأتي تصريحات نتانياهو بعد قيام اسرائيل بشن غارات على قطاع غزة على مدى الساعات ال24 الماضية ما ادى الى مقتل خمسة عشر فلسطينيا واصابة نحو 150. واوضح نتانياهو ان الطيران الاسرائيلي "تسبب باضرار كبيرة لصواريخ فجر التي اطلقت على تل ابيب ومنطقة دان وشمالها" في اشارة الى الصواريخ الايرانية التي يصل مداها الى 75 كيلومترا. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اكد في وقت سابق الخميس خلال زيارته لمقر بطارية القبة الحديدية المضادة للصواريخ قرب بئر السبع ان العملية تسببت بضرر كبير لترسانة صواريخ فجر 5 التي تملكها حماس قائلا انها "شلت في شكل شبه تام".

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت

 

نديم الجميل في مجلس عاشورائي: رسالتنا المشتركة أن نبقى يدا واحدة ندافع عن الحق والحرية والعدالة

وطنية - بعبدا - تحدث النائب نديم الجميل، عما تعني له عاشوراء، وانطلق من هذه المناسبة ليتناول بشكل غير مباشر الوضع السياسي الداخلي، وذلك خلال مجلس عزاء في ذكرى عاشوراء أقيم في منزل مستشار حزب "الانتماء اللبناني" أحمد الأسعد في الحازمية.

بدأ الجميل كلمته بالقول للحضور: "إنه لشرف كبير أن أكون موجودا بينكم اليوم في هذه الذكرى الأليمة، وأشكر صاحب الدعوة الصديق أحمد الأسعد".

أضاف: "صحيح انني من ديانة وبيئة وثقافة مختلفة ولكن، بعد إذنكم، سأسمح لنفسي بالقول ماذا تعني لي عاشوراء. إنها عشرة أيام تصل في آخرها لاستشهاد الامام الحسين. وهنا لا أود المقارنة، لكن في الديانة المسيحية هناك الجمعة العظيمة التي نتذكر فيها 14 مرحلة تنتهي بصلب وموت المسيح على الصليب".

تابع: "والمعروف أن عاشوراء هي الحدث التأسيسي للوجدان الشيعي، لكنني أرى في هذا الحدث رمزيات عدة، من ناحية نرى فيها الظلم، الاستبداد، الفوقية، الكبرياء، القهر، التسلط، الاجرام والعنف. ولكن من ناحية أخرى أرى فيها البراءة، الضعيف، المظلوم، الضحية، الشجاعة، الاستبسال والأهم من كل ذلك الشهادة، الشهادة من أجل الحق والايمان في القضية. إنها نفس المعاني التي استشهد من أجلها يسوع المسيح، الذي كان يشهد أيضا للحق والعدالة والحرية".

وأردف: "في هذا العصر الذي نعيشه اليوم يوجد الكثير من الشر وعلينا أن نخير الانسان بين معسكر الظلم والقهر والموت ومعسكر الشجاعة والاستبسال والشهادة. ممكن أن يختار البعض المعسكر الأول ولكنني أكيد أن الطائفة الشيعية، وخصوصا أنتم، لا يمكن أن تختاروا المعسكر الأول، لأنني أكيد أن من يتبع قضية محقة عليه أن يشهد هو أيضا للحق والقيم".

وقال: "أمنيتي اليوم أن تتحرر الطائفة الشيعية من الجماعة الذين سطوا عليها وتعود قيمها، قيم الوطنية اللبنانية، قيم جبل عامل، قيم سماحة الامام محمد مهدي شمس الدين، قيم أحمد بك الأسعد. عاشوراء هي انتصار الضحية. وعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى الشعب السوري الذي يذبح وهو يعيش كربلاءه، الموقف الطبيعي للطائفة الشيعية أن تكون إلى جانبه، إلى جانب المظلوم، إلى جانب من يدافع عن قيمه وحريته وعن حقه. لا يمكن أن تكون أي طائفة ولا سيما الشيعية مع السفاح، المجرم، الذي ينكل ويذبح شعبه كل يوم. في عاشوراء صرخة في وجه الظالم وحاشى أن تكون الطائفة الشيعية في موقع الظالم".

تابع: "الامام الحسين وعاشوراء تعني أن لا تقهر الناس ولا يقتل 100 مواطن بريء في شوارع بيروت، الامام الحسين وعاشوراء تعني أن لا تبيع الناس الأدوية الفاسدة واللحم الفاسد، الامام الحسين وعاشوراء تعني أن لا تجر شعبك وبلدك إلى حرب عبثية ثمنها باهظ وتعود وتعتذر "لو كنت أعلم"، أن لا تستولي وتنهب المال العام، أن لا تقتل وأن لا تهرب من وجه العدالة، وأمنيتي وأمنيتنا جميعا أن تكون ذكرى الحسين وعاشوراء لبنانية قبل أي شيء آخر، أن لا تستعلي وأن لا تظلم وأن لا تقهر لا بل على العكس أن تحب وتتواضع".

وختم: "نحن في هذا الوطن وفي هذه الرسالة المشتركة مع بعضنا، علينا أن نقف بجانب الحق والحرية والعدالة. هذه قضيتنا في لبنان أمانة إلى كل الأجيال وكل الطوائف والمذاهب اللبنانية. أمانة بين أيدينا وأيدي الشباب أن نبقى يدا واحدة ندافع عن قضية محقة وعن المحبة الموجودة بين بعضنا وعن حريتنا".

 

الراعي في "قداس السلام": السباق للتسلح جرح للإنسانية و كل عمل حربي يهدف لتدمير مدن أو مناطق بسكانها جريمة ضد الله ومدانة بحزم

وطنية - اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن كل "عمل حربي يهدف، من دون تمييز، إلى تدمير مدن أو مناطق بما فيها من سكان، جريمة ضد الله وضد الإنسان ويجب إدانتها بحزم وبلا تردد". وناشد مع الكنيسة "رؤساء الدول والسلطات العسكرية وكل حامل سلاح، أن يقدروا في كل لحظة مسؤولياتهم الجسيمة أمام الله والإنسانية جمعاء"، معلنا "أن السباق إلى التسلح جرح بالغ الخطورة في جسم الإنسانية، ويصيب الشعوب الفقيرة بشكل جائر لأنه يحجب عنها حاجتها بصرف المال على السلاح".

ترأس الراعي قداسا احتفاليا من أجل السلام، دعت اليه جمعية أصدقاء مريم ملكة السلام، على مذبح الباحة الخارجية للصرح "كابيلا القيامة"، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة بمشاركة العديد من المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الطوائف المسيحية. وشارك في القداس إيفان دراغيسيفيتش، وهو أحد الشهود الثلاثة الذين يحظون بظهور السيدة العذراء ويتلقون منها الرسائل، عضو المؤسسة المارونية للانتشار سركيس سركيس، آمر فصيلة جونية في قوى الامن الداخلي الرائد طوني متى، وحشد كبير من المؤمنين من مختلف المناطق.

بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان "ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال، لأن القدير صنع بي عظائم"، استهلها بالقول: "ها نحن مع جمعية "أصدقاء مريم ملكة السلام"، وبدعوة كريمة منها، نرفع الطوبى لمريم ونعظم الله مثلها، هو الذي صنع فيها وعلى يدها العظائم، على ممر الأجيال. لقد كرمناها وطوبناها في بداية هذا الإحتفال وتأملنا بفضائلها، بتلاوة مسبحتها المقدسة. والآن نلتمس شفاعتها فيما نقدم ذبيحة ابنها الخلاصية من أجل السلام في عائلاتنا والمجتمع والوطن والعالم، ونحييها مع الكنيسة بملكة السلام. وفي الختام نسجد للمسيح الرب الحاضر في سر القربان، وننال بركة نعمته لخلاصنا. ثم نعود إلى بيوتنا ومجتمعاتنا وأمكنة عملنا، لنزرع فيها سلام المسيح".

أضاف: "إننا نحييكم جميعا، أنتم الذي تنتمون إلى جمعية "أصدقاء مريم ملكة السلام"، وتلبون دعوتها وتواكبونها في النشاطات الروحية المتنوعة التي ينظمها مكتب هذه الجمعية، شهريا وأسبوعيا، وفي الرحلات التقوية إلى مزارات السيدة العذراء ولاسيما إلى مديوغوريه حيث تجتذب ظهورات السيدة العذراء على أرضها، على جبل الصليب، مئات الألوف من المؤمنين والمؤمنات من مختلف أنحاء العالم. ما استدعى عناية الكرسي الرسولي فأنشأ لجنة كنسية لدراسة هذه الظهورات وقراءة رسائل السيدة العذراء، في إطار تصميم الله الخلاصي، وإصدار توجيهات راعوية بشأن الرحلات التقوية إلى مديوغوريه، من أجل تثبيت الإيمان المسيحي ونموه.

ويسعدنا أن يكون معنا، في هذا الاحتفال السيد إيفان دراغيسيفيتش، وهو أحد الشهود الثلاثة الذين يحظون بظهورات السيدة العذراء، ويتلقون منها الرسائل. وما زلنا نتذكر زيارة الأب يوزو زوفكو الذي زار لبنان سنة 1998، بدعوة خاصة من "أصدقاء مريم ملكة السلام"، والتقى سلفنا صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس. والأب يوزو هو أول كاهن يشهد لظهورات مريم العذراء في مديوغوريه".

وقال: "السلام هو الغاية من ظهورات العذراء التي بدأت في 25 حزيران 1981، ومن تكوين جمعية "أصدقاء مريم ملكة السلام"، منذ سنة 1996، كجمعية تنشر رسالة السلام من خلال عيش رسائل السيدة العذراء التي تعطيها في مديوغوريه. إننا نصلي لكي تنجلي حقيقة الظهورات ورسائل العذراء للجنة الكنسية التي أنشأها الكرسي الرسولي لهذه الغاية.

مريم ملكة السلام، هكذا تحييها الكنيسة في الطلبة المخصصة لها، لأنها أعطت العالم يسوع المسيح الذي هو أمير السلام، كما يسميه أشعيا النبي (32: 17)، والذي "هو سلامنا"، كما يقول بولس الرسول (أفسس2: 14). عند ميلاده أنشد الملائكة في سماء بيت لحم ميلاد "السلام على الأرض". ويسوع نفسه أعطانا سلامه المختلف عن سلام العالم: "أعطيكم سلامي لا كما يعطيكم العالم، أعطيكم أنا" (يو14: 27)، وائتمنا عليه في إنجيل التطويبات كوسيلة تجعلنا أبناء لله: "طوبى لفاعلي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون" (متى 5: 9). نحن نلتقي الليلة لنلتمس من المسيح، بشفاعة أمنا مريم العذراء، عطية السلام، ونعمة الالتزام بنشره في العائلة والمجتمع والكنيسة والوطن".

تابع: "السلام حاجة الإنسان والمجتمع. فلفظة سلام نفسها تعني الخيرات المادية والروحية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي يحتاج إليها كل إنسان لكي يعيش سعيدا وبسلام في بيته ومجتمعه ووطنه. ولهذا، السلام هو ثمرة العدالة (أشعيا 32: 7). من يمارس العدالة مقبول من الله لأنه يساهم في إحلال السلام. العدالة والسلام ينبعان من أمانة البشر لله ولإرادته. والسلام هو ثمرة الحب الذي يتعدى ما يمكن للعدالة أن تقدمه. فمن يحب يحترم كل إنسان وشعب وكرامتهما، ويمارس الأخوة تجاه كل الناس، ويحمي خيرهم، ويتبادل معهم غنى النفس والمواهب. والسلام ثمرة الحقيقة التي تحرر وتجمع، فيما الكذب والافتراء يرتهن ويستعبد ويفرق. والسلام ثمرة الانتصار على الخطيئة، لأننا بالإنتصار عليها ننتصر على العنف والتعدي على الآخر وعلى البغض والحقد.

وبالانتصار على الخطيئة ننتصر على الحرب (الكنيسة في عالم اليوم، 78). بهذا المفهوم الشامل للسلام، ندرك ونعي أن السلام يبنى كل يوم، ولا يمكن اعتباره وضعا يكتسب دفعة واحدة (المرجع نفسه). يبنى في كل مرة نعطي كل إنسان وشعب حقوقه الأساسية ونحترمها ولا ننتهكها. يبنى في كل مرة نحب إخوتنا بالقول والفعل ونساهم ونتعاون معهم ونتضامن. يبنى في كل مرة نقول الحقيقة ونبحث عنها بالحوار المخلص، وندافع عنها، نابذين الكذب والافتراء والاحكام المسبقة. يبنى في كل مرة نتصالح مع الله بالتوبة، ونغفر للآخر إساءته ونسامحه بطي الصفحة، ونعامل كل شخص كما نريد أن يعاملنا الآخرون".

أضاف: "السلام يقتضي منا موقفا من الحرب. إننا مع الكنيسة نعتبر أن كل عمل حربي يهدف، من دون تمييز، إلى تدمير مدن أو مناطق بما فيها من سكان، جريمة ضد الله وضد الإنسان ويجب إدانتها بحزم وبلا تردد. ومع الكنيسة نناشد رؤساء الدول والسلطات العسكرية وكل حامل سلاح أن يقدروا في كل لحظة مسؤولياتهم الجسيمة أمام الله والإنسانية جمعاء (الكنيسة في عالم اليوم، 80). ومع الكنيسة نعلن أن السباق إلى التسلح جرح بالغ الخطورة في جسم الإنسانية، ويصيب الشعوب الفقيرة بشكل جائر لأنه يحجب عنها حاجتها بصرف المال على السلاح؛ وأن السباق إلى التسلح لا يشكل الطريق الأكيد للاحتفاظ بالسلام ولإحلاله سلاما حقيقيا وعادلا عندما تنفق ثروات مذهلة على صناعته وامتلاكه على حساب النمو الإنساني والاقتصادي والثقافي والاجتماعي (المرجع نفسه، 81).

ما الفائدة من الدعوة إلى السلام أو الكلام عنه، عندما نحتفظ بمشاعر العداوة؟ ونمارس الاستكبار والاحتقار؟ ونعيش الحذر من الآخرين؟ وننمي الأحقاد السياسية والفئوية والحزبية والمذهبية؟ ونعمل على الانقسامات بين الناس وافتعال الخلافات والعداوات؟ (المرجع نفسه، 82)".

وقال: "نحن الذين في لبنان وبلدان الشرق الأوسط تسلمنا من يد قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الإرشاد الرسولي: الكنيسة في الشرق الاوسط، شركة وشهادة، في شهر ايلول الماضي أثناء زيارته للبنان، نلتزم بما جاء في هذا الإرشاد حيث نقرأ: "السلام هو حالة الإنسان الذي يعيش بتناغم مع الله ومع ذاته ومع كل الناس والطبيعة. السلام هو في الداخل قبل أن يكون في الخارج. إنه نعمة. إنه توق إلى واقع أفضل في الحياة الإنسانية". (الفقرة 9). ولذلك نقول بعضنا لبعض والمسؤولين عندنا: تعالوا نفتح قلوبنا لسلام المسيح الذي يشدد الضعيف والمظلوم والمستهدف، ويلين المستكبر والمستبد والظالم. سلام المسيح يزرع في القلوب التواضع والتجرد والمحبة والغفران. سلام المسيح يدعونا لنبحث بالحوار والتشاور عن الحلول لأزماتنا في العائلة والمجتمع، في الكنيسة والدولة. سلام المسيح يخرجنا من الاحكام المسبقة والاتهامات والتخوينات.

لقد علمنا بولس الرسول أن "المسيح هو سلامنا: ففيه أنتم الذين كنتم من قبل بعيدين، صرتم بدمه قريبين. لقد جعل الاثنين واحدا، وفي جسده نقض الجدار الفاصل بينهما، أي العداوة ليخلق الاثنين في شخصه إنسانا واحدا جديدا، بإحلاله السلام بينهما، وليصالحهما مع الله بالصليب. أجل، لما أتى المسيح أرضنا، جاء فبشر بالسلام البعيدين، وبشر بالسلام القريبين" (أفسس2: 13-17)".

تابع: "ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال، لأن القدير صنع بي العظائم" (لو1: 48-49). أجل، لقد صنع الله القدير العظائم في مريم وبواسطتها، إذ رفعها ملكة السلام. لقد جعل فيها سكناه في اللحظة الأولى من الحبل بها، فعصمها من الخطيئة الأصلية وملأها نعمة وحياة إلهية. وهي صانت نفسها بفضل هذا الحضور الإلهي فيها من كل خطيئة شخصية. فسماها الملاك جبرائيل عند البشارة "بالممتلئة نعمة". ولما قالت "نعم" لكلمة الملاك وتصميم الله، أضحت هي السلام كإبنة للآب وأم للإبن وعروس للروح القدس. وبالميلاد، أعطت العالم من هو السلام نفسه، يسوع المسيح، الذي جمع بشخصه بين الألوهة والإنسانية، وبين الأرض والسماء. فكان سلامه كلمة الإنجيل الهادية، ونعمة الاسرار الشافية، والمحبة الإلهية المسكوبة في قلب الإنسان بالروح القدس. وبمشاركتها في آلام ابنها الخلاصية، وفي موته على الصليب فداء عن كل إنسان، زرعت ملكة السلام في العالم، مع ابنها أمير السلام، صليب السلام والانتصار على الخطيئة والموت، صليب الغفران والمصالحة، الصليب الذي يجمع بالشركة والمحبة، عموديا مع الله، وأفقيا مع جميع الناس.

وبانتقالها بالنفس والجسد إلى مجد السماء، حيث توجت ملكة السلام وسلطانته في السماء وعلى الأرض، رفعت البشرية من مستنقعات صغائر الأرض إلى سمو الكرامة الملوكية التي أشركنا بها المسيح الملك الحقيقي الأوحد، ومريم ملكة السلام هي علامتها الساطعة وأيقونتها".

وقال الراعي: "في هذه الليلة المقدسة التي نجتمع فيها مع مريم ملكة السلام، حول ذبيحة المسيح الفادي أمير السلام، الذي هو سلامنا، نلتمس هبة السلام لوطننا ولمنطقة الشرق أوسطية، ونعلن التزامنا ببناء السلام كل يوم مع الله ومع ذواتنا ومع كل إنسان. ونقول:

- لا للحرب والعنف والإرهاب، بل نعم للسلام والحنان والرحمة.

- لا للظلم والاستبداد والاستكبار، بل نعم للعدالة والطمأنينة والأمان.

- لا للحقد والبغض والعداوة، بل نعم للمحبة والمسامحة والمصالحة.

- لا للانقسام والتباعد والتنافر، بل نعم للوحدة والتقارب والحوار.

- لا للاحتكار والاحتقار، بل نعم للمشاركة والاحترام.

- لا للاستمرار في الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل نعم للسعي ولوضع الحلول العاجلة والعادلة والمنصفة لها كلها.

يا مريم، يا ملكة السلام، احملي طلباتنا ونوايانا هذه إلى عرش ابنك ملك المجد، لكي يمطر علينا وعلى عالمنا عطية السلام، وليستعملنا لسلامه.

ومعك وبواسطتك نرفع نشيد التعظيم للآب والابن والروح القدس، إلى الأبد، آمين".

وفي ختام القداس كانت شهادة حياة لايفان تحدث فيها عن ظهورات السيدة العذراء.

وكان قد سبق القداس صلاة المسبحة الوردية.

 

المرحلة الأخيرة: اعتراف وسلاح وإغاثة للمعارضة

عبدالوهاب بدرخان/الحياة

تغلّب المنـطق وانتصرت المصلحة على الخلافات بين مكوّنات المعارضة السورية وأشخاصها، لكن مع إلحاح من «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» على تأكيد تجاوز تلك الخلافات، وإلا فإنها سـتُربك المرحلة الدقيـقة المـقبلة وتـعرقلهــا. ففي أروقة لقاءات الدوحة عـلى مدى اســبـوع كان هـناك أمر واحد مؤكد: إن «المـبادرة» التي ولـّدت «الائـتلاف الوطني»، طُرحت لتُقـبل، وعـلى رغم النـقاش الـطويل لم يكن هناك خيار آخر أمام «المجلس الوطني»، الـذي تيقن أيضاً بأن «المبادرة» لا ترمي الى إلغائه بل تحتاج الى قاطرته لكنها تتطلع الى «قيادة جديدة». والأمر الآخر الـمؤكد هـو أن دول «مجـموعة الأصـدقاء» بدت متـوافقـة على ضرورة التغيير، فبعد عشرين شهراً من الأزمة أصبحت تعرف أكثر عن حقائق الوضع الميداني وقدرات الحراك الثوري، وتكوّنت لديها خيارات محددة لمساعدة الشعب السوري، قوامها تجميع العناصر المبعثرة للمشهد الداخلي: مجالس عسكرية، لجان مدنية محلية، وجماعات مسلحة موزّعة على اتجاهات متعددة: تطرف طبيعي نتيجة القمع الوحشي وتعثر الدعم الخارجي، تطرف متغلغل بلباس الارهاب «القاعدي»، والتطرف الأكثر ضراوةً الذي تمثله عصابات أنشأها النظام وتدّعي معارضته فيما تنفذ أبشع مجازره.

كانت مواقف المجموعة الدولية منسجمة، على رغم أن تركيا امتعضت من تجاوز «المجلس الوطني» الذي ولد في حاضنتها وكان عنواناً لنفوذها على الثورة، وكذلك على رغم مقاومة للتغيير من بعض رموز «المجلس» أوحت بأن ثمة دولاً ظلّت تناور حتى اللحظة الأخيرة للحفاظ على دورها في رعاية المعارضة. لكن تباينات الدول تلاشت شيئاً فشيئاً مع ارتسام الصيغ المقبولة التي جسّدها «الائتلاف» مع إبقاء «المجلس» في الصورة. كان ردّ الفعل على «المبادرة» انعكس على أول انتخابات أجراها «المجلس» لأمانته العامة، إذ دفع وجوهاً أساسية الى عدم الترشح، فيما استبعدت الصناديق وجوهاً اخرى، ما أثار استياء في الكواليس من النظام الذي اعتمد للانتخاب ومن طريقة التكتل وتشكيل اللوائح لأنهما أدّيا الى نتائج فئوية همّشت المستقلين، كما برزت انتقادات قوية لـ «الإخوان المسلمين». لذلك صير الى «التصحيح» في انتخاب المكتب التنفيذي باختيار جورج صبرا رئيساً لـ «المجلس»، وهو مسيحي من المعارضين المزمنين وكان اعتُقل بعد اندلاع الثورة وخرجت تظاهرة من مسجد بلدته قطنا للمطالبة بالإفراج عنه.

كان على «المجلس الوطني» أن يدرك أهمية توافق «مجموعة الأصدقاء» التي انتظرت طويلاً لتتعرّف الى توجهات الادارة الاميركية بعد الانتخابات، ولتبدأ أخيراً تعاملاً أكثر ديناميكيةً مع الأزمة. من الواضح أن هذه الدول لم تجد في تركيبة «المجلس» ما يمكّنها من العمل، فدأبت طوال الشهور الأخيرة على تكرار المطالبة بتمثيل أوسع وأقرب الى معارضة الداخل وإلى ارتباط أوثق بين القيادة السياسية والمجالس العسكرية واللجان المحلية، كما دعت الى تشكيل حكومة تستطيع الاعتراف بها ودفعها الى صيغة عمل أكثر تركيزاً على إسقاط النظام. اذ ان استبعاد خيار التدخل العسكري الخارجي، وفقاً لما حصل مع ليبيا، حتّم الاعتماد على الجهد السوري الداخلي الذي أثبت أنه يمكن أن يكون أكثر فاعليةً لتحرير مناطق جديدة وتأمينها اذا توافرت له الأسلحة المناسبة، واذا عضدته قيادة سياسية وحكومة لإدارة تلك المناطق. مُنح «المجلس» الوقت اللازم لترتيب تلك الاستحقاقات لكنه تأخّر كثيراً، ما أكد الانطباع بأن تركيبته وأشخاصه غير قادرين على انجاز المهمة. لذلك راحت القوى الخارجية المعنية تُنضج خيارات مكمّلة أو بديلة سواء يالتشاور مع أطراف الحراك الثوري في الداخل أو من خلال المشاورات في غرفتي العمليات في الاردن وتركيا. وعندما أعلن رياض سيف اقتراحه «هيئة المبادرة الوطنية» كان تأكد له أن «مجموعة الأصدقاء» لم تعد ترى جدوى من حصر عملها في اطار «المجلس الوطني»، وأن لا خيار للمعارضة إلا بالاعتماد على الدعم الدولي، ولأجل ذلك تحمّل سيف كل أنواع النقد والتجريح الشخصي من أعضاء في «المجلس» بلغ بعضهم حدّ تخوينه وتلقيبه بـ «كارزاي سورية».

لعل التوافق على أحمد معاذ الخطيب شكّل مفاجأة. ولعل أفضل الأوصاف للرجل قول أحد المعارضين إن رئيس «الائتلاف» مسلـم سـوري يشـبه حـاليـاً «أكـثرية السوريين» الذين ظهّرت المحنة الراهنة إسـلامهم، لكنهم لم «يتأخوَنوا» ولا التحقوا بالـسـلف. انه الاسلام الوطني غير المتعصّب وغير الطـائفي، والخطيب متأصّل في هذا الموقع، ومعروفٌ جيداً في الداخل بأنه معارض صلب ومحنّك وإنْ لم يكن موجوداً في الاعلام، وهو معروف أكثر بآرائه المتقدمة ودعوته المعكوسة الى «فصل الدولة عن الدين»، بمعنى أن تكفّ الأنظمة عن «ركوب الدين لتحقيق مصالحها». اذ اعتبر منذ وقت طويل أن «المشكلة التي نعيشها أكبر من تيار الاسلام السياسي» (نيوزويك 2007). وفي احتفال التوقيع على اتفاق «الائتلاف» لفتت كلمته بشمولها وردّها على معظم الاسئلة، اذ كان بالغ الوضوح في الدفاع عن إسلام وسطي يمثله، وفي الاعتراف بمكانة المرأة ودورها في الثورة. لا بدّ من أن سيرته هي التي شجّعت على اختياره لترؤس أول «برلمان» مشكّل بالتوافق، وسيكون عليه أن يتفادى أخطاء «المجلس الوطني» وأن يعمل بتناغم مع «الحكومة الموقتة» والمجلس العسكري الموحّد لاستيعاب المساعدة الدولية.

بدهي أن السؤال الذي يؤرق الجميع، بعد كل الضغوط لإحداث هذا التغيـير في جـسم المـعارضة، يتعلّق بـ «الضمانات». فالمـتـوقع مـنذ الآن أن يــجرى العمل سريعاً لئلا يفقـد «الائتلـاف» قوة الدفـع التـي بدأ يستـمدّها من اعتراف مجلـس التعاون الخليـجي به كـ «مـمـثل شـرعي» للـشـعب الســوري ومن تـبـنـيه لدى الجامعة العربية والاستعداد لتكريـسه في اجتماعين دوليين يعقدان في لندن ومراكـش. صـحيح أن الوعود كثـيرة وتتســم بالـجـدية خــلافاً للمرحلة السابقة، إلا أن المعارضة لا تزال تجهل ما هي التوجهات الحقيقية للادارة الامـيركـية، خصوصاً أن مسألة الاعتراف اصـطـدمـت لتوّها مع مـقتـضيات مـراعـاة مهمة المبعوث الدولي – العربي الأخضر الابراهيمي.

فمن بين الاجراءات المترتبة عن الاعتراف إمكان تسليم السفارات السورية الى المعارضة وقبول الوثائق الرسمية الصادرة عنها، ومنها مثلاً اعلان مسبق بعدم الالتزام بأي عقود يبرمها النظام ولن يُتاح إيفاؤها، وفي ذلك تحذير للدول كافةً ولا سيما روسيا والى حدٍ ما ايران. كما يفترض الدعم المالي إمكان رفع الحظر ولو جزئياً عن الأموال السورية في الخارج، وسيتوقف هذا على موافقة اميركية لن تحصل بـسهولة. أما التسليح النوعي فالأرجح أن تـغضّ واشنطن النـظر عـنه وفقـاً لـشـروط يصار الى تـحـديـدها بين الأجهزة المختصّة، لكنها لن تعطي الضوء الأخضر لتوفيره إلا بعد أن تتأكد من سير العمل بين المكوّنات السياسية والعسكرية للائتلاف ومن الجهة التي ستكون مسؤولة عن تسـلّم الأسلـحة. لكل ذلك، كان مفهوماً أن تقول سهير الأتاسي إن «الضمان الوحيد» هو الحراك الداخلي الذي أجبر الدول الكبرى على مراجعة سياساتها ولجم اندفاعاتها الى تسوية مع النظام.

تؤشر ولادة الائتلاف الى بداية مرحلة جديدة - أخيرة استشعرها النظام، ولذا راح يلوّح بتحريك الورقة الاسرائيلية، لكن بعد فوات الأوان. فحتى الحرب ضد العدو لن تغيّّر شيئاً في أحواله. ولعل الحذر من انقلابات الموقف الدولي، بالأخص الاميركي، هو ما فرض البندين الأولين في اتفاق الائتلاف، اذ ينصّان على «إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه» و «عدم دخول أي حوار أو مفاوضات معه». لا يمكن العثور على محاور أو مفاوض واحد في صفوف المعارضة الحقيقية، وفي ذلك ما فيه من اقصاء لتسوية أو حل سياسي كما تأمل روسيا وإيران، ولا عزاء لهما إلا ببذل كل جهد لإطالة الأزمة بحثاً عن ترضيات اميركية.

·        كاتب وصحافي لبناني

 

التصعيد الإسرائيلي قد يجر أميركا الى التورط

راغدة درغام/الحياة

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٢تدخل منطقة الشرق الأوسط في حلقة التصعيد والمواجهة على جبهات عدة وبنوعية غير عادية تهدد بجر أكثر من لاعب إقليمي ودولي الى التورط ربما بأعمق مما شاء. التطورات الفلسطينية - الإسرائيلية تنذر بتوسيع رقعة المواجهة، ليس فقط بين الحكومة الإسرائيلية و»حماس» في غزة، وإنما أيضاً بين السلطة الفلسطينية في رام الله وواشنطن، كما بين مصر وإسرائيل. الخطاب السياسي التصعيدي والتهديدي الذي تبناه «حزب الله» هذا الأسبوع ضد قوى وقيادات المعارضة اللبنانية يحمل في طياته خطورة تفجير الوضع الداخلي في لبنان وربما توسيع رقعة المواجهة مع إسرائيل إذا بات ذلك الخيار الوحيد لوقف انزلاق حليفه النظام السوري الى الهاوية. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حمل الى اجتماعه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست تمسك رئيسه فلاديمير بوتين بسياساته نحو النظام في دمشق وكذلك نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها الإقليمي. تشكيل الائتلاف الوطني السوري الذي يضم أطياف المعارضة السورية ويلم شملها برعاية عربية وأوروبية وأميركية يشكل إطاراً جديداً وتطوراً تاريخياً في علاقة الثلاثي العربي - الأوروبي - الأميركي مع سورية. هذا التطور قد يضع العلاقة مع روسيا والصين على سكة جديدة تؤدي الى تفاهمات كبرى، لكنه أيضاً قد يضع تلك العلاقة على سكة مواجهات سياسية واستراتيجية. الأنظار تتجه الى واشنطن بقدر ما تحدق في التطورات الجارية في ساحة الشرق الأوسط، وهي تضع الرئيس باراك أوباما تحت المجهر في مستهل استعداداته لتسلم السلطة لولاية ثانية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. والكل يسأل: ماذا سيفعل باراك أوباما؟

يمكن القول إن إنجاز لمّ شمل المعارضة السورية كان مطلب اوباما وحجراً أساسياً في سياساته نحو هذا الملف على ما أوضح أثناء مناظرة له مع منافسه الجمهوري ميت رومني الذي دعا الى تسليح المعارضة السورية لتحقيق الإطاحة ببشار الأسد.

الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي الوحيد لن يهطل بسرعة. فقد كانت فرنسا الدولة الأولى التي تمد الائتلاف بالاعتراف. لكن الرئيس الأميركي حرص في أول مؤتمر صحافي له على القول إن مبعوثين أميركيين سيشاركون في الاجتماعات المختلفة التي تعقد بين ممثلين من المجتمع الدولي وائتلاف المعارضة السورية «ونحن نعتبره ممثلاً شرعياً لطموحات الشعب السوري لكننا لسنا مستعدين للاعتراف به كنوع من حكومة في المنفى». ثم أشار أوباما الى «عناصر متطرفة تدس نفسها في المعارضة»، وقال إن من الضروري الحذر «بخاصة حين نبدأ الحديث عن تسليح شخصيات معارضة كي لا نضع في شكل غير مباشر السلاح في أيدي أشخاص قد يلحقون الأذى بأميركا أو إسرائيل أو يقومون بأعمال تقوض أمننا القومي».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال إن بلاده تواجه «تحدياً» جديداً في سورية بسبب وجود «قوى تابعة للجهاد العالمي» فيها. في الوقت ذاته قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن القوات السورية دخلت منطقة فض الاشتباك التي تشرف عليها الأمم المتحدة لملاحقة «القوى المتطرفة التي دخلت الى المنطقة المنزوعة السلاح». وتابع: «لقد تحركنا وهذا كل ما في الأمر. نحترم اتفاق فض الاشتباك ونحن ملتزمون به. لكنّ لصبرنا حدوداً، وعلى إسرائيل أن تدرك ذلك».

هضبة الجولان عادت الى الواجهة بعد هدوء استمر لعقود. والسؤال المطروح حالياً هو: هل ستجد إسرائيل أن مصلحتها تقتضي دعم استمرار نظام الأسد في السلطة ليقوم بمهمات القضاء على قوى «الجهاد الإسلامي» على حدودها؟ أم ان إسرائيل ستستنتج أن نظام الأسد في طريقه الى الزوال في كل حال عاجلاً أو آجلاً، وعليه، من الأفضل الاستعجال في زواله لأن الإطالة ستعزز قوى الجهاد الإسلامي وتحشدها على حدودها؟

الإجابة مهمة لأنها ستؤثر في الاعتبارات الأميركية وفي نوعية الدعم الذي ستتلقاه المعارضة السورية. هذه المعارضة لا تريد أن تسقط في فخ تصنيفها «جهادية»، لا سيما أن نسبة الجهاديين في الصراع العسكري مع السلطة لا تتجاوز عشرة في المئة. هذه المعارضة في حاجة الى التسليح كي تتمكن من تحجيم عناصر الجهاد وأيضاً تحجيم الانطباع بأن الثورة السورية صادرها الجهاديون.

أحد أخطاء روسيا أنها حيّدت نفوذها في صنع البديل عن النظام الذي هو في طريقه الى الزوال بعدما حيّدت الأداة الأساسية في يديها لممارسة نفوذها في المسألة السورية، وهي مجلس الأمن الدولي. جرّدت موسكو نفسها من أدوات النفوذ وباتت طرفاً في الصراع الداخلي في سورية بجانب النظام. زجت نفسها في زاوية باتت غير قادرة على الخروج منها وذلك بتمسكها القاطع ببشار الأسد.

الآن، وبعد تشكيل الائتلاف الوطني السوري، وفي أعقاب اجتماع القاهرة مطلع هذا الأسبوع الذي أطلق الإطار الجديد للعمل المشترك الثلاثي (العربي - الأوروبي - الأميركي)، هناك شبه إجماع دولي على ضرورة تعزيز الدعم للمعارضة السورية.

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن أن «باريس ستنظر في تسليح المجلس الوطني السوري بمجرد انتهائه من تشكيل حكومة انتقالية». بريطانيا، رسمياً، تمتنع عن دعم تسليح المعارضة، لكنها عملياً تسير في هذا الاتجاه - أقله من خلال تأمين الغطاء للدول العربية التي ستقوم بالتسليح وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وقطر. اليابان ستستضيف اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» في 30 الشهر الجاري وتأمل أن يشارك فيه 150 مندوباً من 60 دولة.

فالتجمع العالمي من أجل سورية اتخذ موقفاً واضحاً من ناحية الدعم السياسي والمالي والإنساني، إنما الدعم العسكري ما زال في طور النقاش. وهنا يكمن الامتحان. ذلك أن تسليح المعارضة «المدنية» بات دَيْناً على الدول الغربية التي تعهدت بدعم المعارضة للوقوف في وجه آلة الحرب التي يستخدمها النظام. ولا سبيل الى تنفيذ هذا التعهد إلا بفرض مناطق آمنة أو مناطق حظر طيران لا تستلزم قوات أميركية أو تدخلاً عسكرياً مباشراً لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وإنما تتطلب تمكين المعارضة عسكرياً بأسلحة ثقيلة وتوفير الغطاء السياسي لتركيا.

هناك كلام عن قيام طهران بتوفير طيارين إيرانيين للنظام السوري لقصف الشعب السوري، إضافة الى مشاركة مقاتلين إيرانيين وعراقيين ولبنانيين في القتال بجانب النظام. هناك أيضاً دلائل على قرار للمحور الذي يضم النظام في دمشق الى جانب طهران وموسكو و «حزب الله» في لبنان بتبني التصعيد لدرجة تصدير الأزمة الى الدول المجاورة، وتحديداً لبنان والأردن. اللاإستقرار يتفشى في العراق أيضاً وليس في الأردن ولبنان فقط.

في المقابل، هناك مساعٍ خليجية وأوروبية وأميركية للتضييق على نظام الأسد لخنقه ليس فقط عبر التآكل من الداخل وإنما أيضاً عبر وضع حليفه الروسي والصيني على المحك. الخطوة الأولى ستتمثل في ترغيب روسيا والصين بالعودة الى الصواب والموافقة على قرار جديد ملزم لمجلس الأمن الدولي يتضمن وقف النار والشروع بعملية سياسية انتقالية. روسيا، كما يبدو، لن تتراجع عن تمسكها ببقاء بشار الأسد ركناً للعملية السياسية الانتقالية. هذا سيؤدي على الأرجح الى فيتو رابع يطلق حرباً باردة ومرحلة فتور وجمود في العلاقات الخليجية مع روسيا والصين أيضاً، إذا استخدمت أيضاً الفيتو الرابع.

لكن ذلك لن يكون كافياً ولا هو آخر المطاف. فالتحرك الأوروبي - الأميركي - العربي الجديد سيتطلب جدول أعمال متفقاً عليه للخطوات التالية، بما في ذلك تفاصيل التبعات والإجراءات العملية المترتبة على استمرار التمرد الروسي - الصيني. فقد دخلت المواجهة مرحلة جديدة، ولا عودة عن ذلك المسار إلا إذا برزت بوادر تفاهمات ليست حالياً في الأفق. وواشنطن في طليعة الخيارين.

المواجهة الأخرى التي دخلت النفق تتطلب أيضاً رعاية أميركية فائقة الحذر. فقد اتخذت المسألة الفلسطينية - الإسرائيلية المقعد الخلفي نسبياً للسنتين الماضيتين، لكن هذا لا يلغي خطورة الانفجار في ذلك الوضع غير الطبيعي. قيام إسرائيل باغتيال القائد العام لـ «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أحمد الجعبري، قرار تصعيدي تحريضي أهدافه السياسية والعسكرية تشمل الاعتبارات الانتخابية الإسرائيلية، وهيبة قوة الردع العسكري للجيش الإسرائيلي، وامتحان أسلحة إسرائيلية جديدة، وزج «السلطة الفلسطينية» في زاوية الضعف لاتهامها بفقدان القدرة على القيادة، وجر «حماس» الى المواجهة. قد يكون في ذهن القيادة الإسرائيلية استفزاز مواجهة محدودة مكبلة قادرة على لجمها، إنما في زمن كالذي تشهده المنطقة، أن هذا النهج خطير للغاية قد لا يكون قابلاً للاحتواء، وقد يجر الولايات المتحدة الى التورط حيث لا تشاء.

الرئيس الأميركي يقع بين وعد فلسطين الذي التزم به مطلع ولايته الأولى وبين سأم الفلسطينيين من الوعود الخائبة ومن دفع ثمن الوعود والتهديد والمماطلة والتأجيل. الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يتمكن من التراجع عن طلبه التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعطي فلسطين مرتبة الدولة المراقبة ما لم يحصل على رؤية لو خطة أو خريطة طريق جدية أميركية الى حل الدوليتين. الإدارة الأميركية لن تتمكن من تكثيف الضغوط لدرجة حل «السلطة الفلسطينية» وما يترتب على ذلك من فوضى وحل لتلك السلطة من الالتزامات الأمنية نحو إسرائيل بموجب اتفاق أوسلو. وهذه الإدارة، حالياً، ليست في صدد تقديم رؤية أو وعد جديد. لذلك، قد يجد الرئيس الأميركي نفسه أمام واقع جديد ينطوي على التحدي والمواجهة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، إذ ان أحدهما يمضي بالمستوطنات غير الشرعية والاغتيالات والقصف، فيما الطرف الآخر ينقسم الى «حماس» التي تطلق الصواريخ و «السلطة الفلسطينية» التي ستطلق الدولة المراقبة التي لها حق المساءلة والملاحقة القانونية في المحكمة الجنائية الدولية لارتكاب إسرائيل جرائم حرب على أراضٍ فلسطينية محتلة. وهكذا ستكون هناك معادلة جديدة قائمة على المواجهة من نوع آخر.

مرحلة صعبة آتية الى منطقة الشرق الأوسط. مرحلة تتطلب من الرئيس باراك أوباما الكف عن التمهل والتباطؤ، لأن الوقت بات لمصلحة التطرف والانفجار.

 

صيدا... والمشروع الإيراني في لبنان

 ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله

تبدو فحوى رسالة ايران الى اللبنانيين، أنّه من دون اتفاق طائف جديد يؤدي بين ما يؤدي الى المثالثة، بين المسيحيين والشيعة والسنّة، لا مجال لتخلي 'حزب الله' عن سلاحه الموجّه منذ البداية الى صدور اللبنانيين.   ما شهدته مدينة صيدا، عاصمة الجنوب اللبناني، مدينة رياض الصلح ورفيق الحريري يندرج في سياق واضح يتمثّل في اخضاع لبنان كلّه وتدجين اهله. مطلوب بكلّ بساطة، من خلال القتل المتعمد لاثنين من انصار الشيخ محمد الاسير الذي اعترض على رفع لافتات لـ"حزب الله"، بكلّ ما يمثله من مذهبية وتبعية لايران، تأديب سنّة صيدا لا اكثر.

لماذا اللف والدوران؟ هناك رغبة لدى ايران في وضع يدها على لبنان بغض النظر عمّا يمكن أن يحصل في سوريا. تلك هي الخلاصة التي يمكن التوصل اليها من خلال التمعّن بالكلام الذي صدر، قبل ايّام قليلة من احداث صيدا، عن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط المهتم اوّلا واخيراّ بكيفية ضمان مستقبل طائفته الصغيرة التي تشغل مواقع مهمّة على الخريطة الجغرافية للبنان.

تحدّث جنبلاط الذي كان الى ما قبل فترة قصيرة زعيما وطنيا عن معادلة سياسية هي طائف جديد في مقابل تخلّي "حزب الله" عن سلاحه!

سيخسر النظام الايراني سوريا حتما. هناك كذبة طالت أكثر مما يجب اسمها النظام السوري. لم تدرك العائلة الحاكمة أنّه كان عليها أن ترحل عن البلد بعدما جمعت ثروة تسمح لها بالعيش بالطريقة التي تشاء في اي مكان من العالم. لم تدرك العائلة أنه كان عليها الاستفادة من الثروة في غياب القدرة على الاحتفاظ بالسلطة والامساك بها وبالسوريين وبمقدرات سوريا.

الآن، بعد سقوط ما يزيد على سبعين الف قتيل سوري، في اقلّ تقدير، فات وقت الرحيل بطريقة سلمية ولائقة. ايران تدرك ذلك.

لا ينقص النظام القائم فيها شيء من الدهاء. لعلّ اكثر ما تدركه ايران أنه لا يمكن المحافظة على الوضع الذي كان قائما في سوريا. لكنّها مصرّة على عدم خسارة لبنان ايضا بعدما وظّفت فيه كلّ هذا المال والجهد منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي وبعدما نجحت، في اعتقادها، في تغيير طبيعة الطائفة الشيعية فيه... وبعدما اشترت قسما من المسيحيين عبر استيعاب الميليشيا التابعة لها، اي "حزب الله" للنائب المسيحي ميشال عون.

استطاعت ايران حتّى توظيف عون في خدمة اهدافها وجعلت له نوّابا وزراء يعتقدون أنّهم يشبهون رجال السياسة الى حدّ كبير وأنهم على علاقة بما يدور في العالم وفي الشرق الاوسط والمنطقة المحيطة بلبنان. اكثر من ذلك، تمكّنت ايران من فرض حكومة على لبنان واللبنانيين مستفيدة الى حدّ كبير من عجز السيّد نجيب ميقاتي، ابن طرابلس السنّي، عن رفض ما يطلبه منه الرئيس السوري بشّار الاسد. هناك هامش يمكن ان يلعب نجيب ميقاتي في اطاره، بالتفاهم مع "حزب الله" ورضاه طبعا. ولكنّ عندما يتعلّق الامر بالاساسيات، مثل تغطية جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن، أو الامتناع عن الاستقالة من موقع رئيس مجلس الوزراء، لا يعود مجال لا للعب ولا لتلاعب.

ماذا تريد ايران الآن؟ تريد بوضوح تغيير طبيعة السلطة السياسية في لبنان كي تكون في احسن الاحوال صاحبة الثلث المعطّل في البلد. تعتقد أنّ الاسلوب الذي اتبعته مع الطائفة الشيعية يمكن ان ينطبق على لبنان كلّه، خصوصا أن لديها الحزب المسلح الوحيد في لبنان وأن المسيحيين منقسمون على انفسهم وأن السنّة ليسوا على استعداد لمواجهة ذات طابع عسكري. الدليل على ذلك، السهولة التي سيطر بها مسلحو "حزب الله" على الاحياء السنّية في بيروت في السابع والثامن من ايّار- مايو 2008... ووقوف الجيش اللبناني موقف المتفرّج في اثناء تلك الاحداث الدموية.

تبدو فحوى رسالة ايران الى اللبنانيين، أنّه من دون اتفاق طائف جديد يؤدي بين ما يؤدي الى المثالثة، بين المسيحيين والشيعة والسنّة، لا مجال لتخلي "حزب الله" عن سلاحه الموجّه منذ البداية الى صدور اللبنانيين. لا هدف لهذا السلاح سوى نشر البؤس في البلد وضرب الحياة الاقتصادية فيه وتهجير اكبر عدد من اللبنانيين من بلدهم، فضلا بالطبع عن تعميق الشرخ السنّي- الشيعي وعزل لبنان عن محيطه العربي...

في العامين 1989 و1990، لعب ميشال عون الذي كان يسيطر على قصر بعبدا بصفة كونه قائدا للجيش ورئيس لحكومة مؤقتة هدفها الاشراف على انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا للرئيس امين الجميّل الدور المطلوب منه. أمّن "الجنرال"، بفضل بطولاته الوهمية وخطاباته الجوفاء، السيطرة السورية على كلّ لبنان، بما في ذلك القصر الجمهوري ووزارة الدفاع اللبنانية.

ساهم ذلك في افراغ اتفاق الطائف، الذي يكرّس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، من مضمونه العربي والدولي وتمكين النظام السوري من تطبيقه على طريقته.

حصل ذلك، خصوصا، بعدما منع عون الرئيس المنتخب الشهيد رينيه معوّض من الوصول الى قصر بعبدا مسهّلا على النظام السوري التخلص منه ومن كلّ ما يمثله من وطنية لبنانية صرفة. اكثر من ذلك، ذهب عون الى شنّ حرب على "القوات اللبنانية" التي كانت وقتذاك ميليشيا بهدف تدمير المنطقة المسيحية على رؤوس ابنائها معتمدا على الدعم الذي كان يوفّره له وليّ نعمته في تلك المرحلة، اي الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين.

لم يعرف ميشال عون يوما أن يكون اكثر من اداة، او اداة لدى الادوات. خدم النظام السوري، في الماضي، كما لم يخدمه اي لبناني.

في السنة 2012، وفي السنوات التي سبقتها، يبدو أنّه وضع نفسه في تصرّف المشروع الايراني الهادف الى طائف جديد يكرس وجود شيعي نائبا لرئيس الجمهورية يمتلك صلاحيات تنفيذية محددة مع حق الفيتو على ايّ قرار حكومي لبناني، حتّى لو أتخذ بالاكثرية.

مثلما فشل المشروع السوري في لبنان، سيفشل المشروع الايراني. سيفشل شيعيا قبل أن يفشل لبنانيا، لا لشيء سوى لأنّ هذا المشروع لا يمتلك اي مضمون حضاري على علاقة بالشراكة بين اللبنانيين وحقوق المواطنة والمساواة، في صيدا وغير صيدا... ولأنّ ايران ستكتشف عاجلا ام آجلا أن شيعة لبنان لبنانيون اوّلا وأن ليس لديها اي نموذج ناجح تقدّمه لهم ولابنائهم باستثناء نشر ثقافة الموت والبؤس...

سيقاوم اللبنانيون، بمن في ذلك اهل صيدا، المشروع الايراني لأنّه مرفوض في ايران اوّلا. كيف يمكن فرض مشروع ما على لبنان في وقت يتأكّد كلّ يوم أن هذا المشروع مرفوض في بلد المنشأ!

 

شبح إيلي حبيقة يطارد نصرالله بعد انتقاده لسمير جعجع

اللهجة المتشنجة لزعيم حزب الله تكشف حال من الارتباك تسود الحزب على خلفية أزمته المالية والسياسية المتزايدة.

ميدل ايست أونلاين

الحليف 'الإسرائيلي' لنصرالله

بيروت - عزت مصادر لبنانية اللهجة المتشنجة التي اعتمدها الامين العام لـ"حزب الله" اللبناني في خطابه الذي القاه مساء الاثنين الماضي الى حال الارتباك التي يعيشها الحزب الموالي لايران في هذه الايام. وذهب نصرالله في خطابه الذي القاه في "يوم الشهيد" الى حدّ اعتبار قبول الحزب الجلوس الى طاولة الحوار مع ممثلي "تيار المستقبل" بزعامة رئيس الوزراء السابق السيّد سعد الحريري وحزب "القوات اللبنانية" الذي يتزعمّه الدكتور سمير جعجع بمثابة تنازل كبير منه. واتهم جعجع بأنه كان دائما عميلا اسرائيليا، فيما اعتبر أنّ الحريري والمجموعة السياسية القريبة منه تحرّض على "حزب الله" وتتمنى انّ توجه اسرائيل ضربة اليه. ولم يهاجم نصرالله الدكتور جعجع بالاسم، لكنّه اتهمه بشكل لا يدع مجالا لايّ شك بانه "عميل اسرائيلي" منذ العام 1982 وحتى قبل ذلك. ودفع ذلك سعد الحريري الى الدفاع المباشر عن رئيس "حزب القوات اللبنانية" مشيدا بمناقبيته واستقلاليته وولائه للبنان.

وفسّر السياسيون اللبنانيون المناؤون لنصرالله خطابه الفريد من نوعه بالفضائح الاخيرة التي عصفت بـ"حزب الله"، خصوصا بعدما تبيّن أن شقيقا لوزير من الحزب هو محمد فنيش يتاجر بالادوية الفاسدة. اكثر من ذلك، استورد شقيق الوزير الادوية بعد تزوير توقيع وزير الصحة علي حسن الخليل، وهو من حركة "امل" الشيعية التي تعتبر حليفة لـ"حزب الله"!

وجاءت فضيحة الادوية الفاسدة بعد اكتشاف معامل لصنع المخدرات في مناطق تحت سيطرة "حزب الله" وفي حسينيات تابعة للحزب. وتبيّن أن المسؤول عن هذه المعامل التي تنتج حبوب "كبتاغون" هو شقيق لنائب ينتمي الى الحزب يدعى حسين الموسوي. وهذا النائب متهم بأنه شارك في العام 1982 في عملية اغتيال السفير الفرنسي في لبنان لوي دولامار. وقد هرب المتهم في قضية حبوب "كبتاغون"، التي يصفها اللبنانيون الشيعة المعترضون على "حزب الله" بـ"حبّة السيّد" تيمّنا بالامين العام للحزب، الى ايران.

وتخفي هذه الفضائح ازمة مالية يمرّ فيها الحزب المصرّ على بقاء الحكومة اللبنانية التي تغطي استخدامه المرفأ والمطار في بيروت لتهريب بضائع وبيعها في الاسواق اللبنانية من دون دفع الرسوم المتوجبة للدولة. وذهب سياسي لبناني الى القول أن اللهجة العالية التي استخدمها نصرالله تستهدف التغطية على الجرائم التي يعتبر الحزب مسؤولا عنها. فالحزب يرفض تسليم اربعة من اعضائه متهمين بالمشاركة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الى المحكمة الدولية. وعلى رأس هؤلاء قيادي في الحزب يدعى مصطفى بدر الدين.

ويرفض الحزب تسليم شخص معروف من آل الحايك يشتبه بأنه لعب دورا في محاولة فاشلة لاغتيال النائب البارز الشيخ بطرس حرب. كذلك، اتهم غير سياسي لبناني "حزب الله" بأنه وراء اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانية. وقال النائب نهاد المشنوق الذي ينتمي الى "كتلة المستقبل" أن كاميرات المراقبة كشفت وجود قيادي من "حزب الله" في المكان الذي فجّر فيه وسام الحسن. وكان ملفتا في الايام القليلة الماضية لجوء "حزب الله" الى استفزاز اهل السنّة في لبنان عن طريق رفع شعارات له في مناطق سنّية في بيروت وصيدا وذلك في مناسبة عاشوراء. وتسبب ذلك في اشتباك حصل في صيدا يوم الاحد الماضي قتل فيه اثنان من مرافقي الشيخ احمد الاسير الذي يعتبر من اشدّ منتقدي "حزب الله" وحسن نصرالله بالذات.

ورأى سياسي لبناني في التصرّفات الغريبة لـ"حزب الله" دليل ضياع وأنها تعبّر اكثر ما تعبّر عن خوف من فقدان الحزب لهيبته في لبنان في ضوء حال الانهيار التي يعاني منها النظام السوري. وتساءل الصحافي نديم قطيش، وهو شيعي، يقدّم برنامجا انتقاديا في تلفزيون "المستقبل" التابع لسعد الحريري: كيف يمكن لحسن نصرالله أن يهاجم سمير جعجع بسبب ما يقال عن علاقات قديمة له باسرائيل، في حين كان الامين العام لـ"حزب الله" يقبل بدعم ايلي حبيقة ويطلب من انصاره التصويت له في الانتخابات النيابية؟ ولاحظ ان حبيقة، وهو قيادي سابق في "القوات اللبنانية"، انتخب نائبا مرّتين على ائحة "حزب الله"! وعرض قطيش في برنامجه "دي.ان. اي" مساء الثلاثاء الماضي صورة لنصرالله مع حبيقة وقد ظهر فيها الاوّل باسما واساريره منفرجة. واشار الى أن حبيقة الذي اغتيل قرب بيروت في ظروف غامضة في العام 2002 كان يعتبر رمزا للعمالة مع اسرائيل كما يعتبر المسؤول الاوّل عن مجزرة صبرا وشاتيلا في العام 1982.

 

الوزير الشقيق

حازم الأمين/لبنان الآن

لم يضع الوزير محمد فنيش، استقالته في عهدة رئيس الحكومة بعد انكشاف فضيحة تزوير شقيقه عبد اللطيف توقيع وزير الصحة على أذونات باستيراد أدوية. على الرغم من أنه وزير الإصلاح الإداري، وممثل لحزب لطالما قال إنه منقطعٌ للآخرة، ومُقلعٌ عن الدنيا وما فيها من مُتع كالجاه والمال والبنين.

وخطوة أن يضع الوزير استقالته في تصرف الحكومة إلى أن تنجلي التحقيقات في قضية شقيقه هي أضعف الإيمان. ففنيش لم ينفِ، وقال إنه لا يُغطي شقيقه، لكن فعل التزوير حصل في الفترة التي كان فيها الوزير وزيراً، ما يعني أن احتمال استغلال المزور حقيقة أن شقيقه وزير كبير، لا بل راجح. وإذا قال الوزير إنه لم يكن على علم بنشاط شقيقه التزويري، فهذا لا يكفي، ذاك أن إمكان استخدام الشقيق نفوذ شقيقه أمر راجح، وهو على كل حال ما تشير إليه التحقيقات. فعبد اللطيف فنيش كان يتمتع بنفوذ كبير في وزارة الصحة. وقالت جريدة "الأخبار" إن الرجل كان بإمكانه ان يُنجز معاملات فيها بسرعة قياسية لم يكن غيره يستطيع إنجازها، وهو ما دفع الكثير من الشركات إلى اللجوء إليه في مقابل نسبٍ مئوية تقاضاها.

عبد اللطيف فنيش شقيق الوزير والنائب في "حزب الله" محمد فنيش يتمتع بنفوذ في وزارة الصحة التي يقف على رأسها وزير من حركة "أمل" هو علي حسن خليل، وهو اليوم متهم بعملية تزوير كبرى في هذه الوزارة. ماذا يمكن لأي لبناني أن يُفكر حين يقرأ هذا الخبر؟ السيناريو البديهي، أو سيناريو أضعف الإيمان، هو أن المُزوِّر استخدم اسم شقيقه ومد نفوذه في وزارة الصحة التي يرأسها وزير من حزب حليف لحزب شقيقه. إذاً على وزير الصحة أيضاً أن يضع استقالته في عُهدة رئيس الحكومة إلى أن تنجلي التحقيقات، ذاك أننا لسنا أمام فضيحة فساد تقليدية. فهناك حزبان كبيران استوليا على الحكومة خلف هذه العملية. إنهما مشروع سلطة، لا بل هما السلطة، وقد غافلها شقيقها وزوّر أدوية كان من الممكن ان تسمم اللبنانيين.

ليس المزور في هذه الحال شقيق الوزير، بل الوزير هو شقيقه، ذاك أن فعل التزوير يسبق في قوته فعل التوزير، والمضمون السلبي للأول أكثر قدرة على التفشي من الفعل "الإيجابي" للثاني.

وفنيش الوزير والشقيق إن لم يكن فاسداً، وهو أمر صار يحتاج الى إثبات، من المؤكد أنه وزير غير حكيم، طالما أنه لم يضع استقالته بتصرف رئيس الحكومة، إذ إن الفضيحة أكبر وأوضح من أن تُدارى، ولا يمكن امتصاص ارتداداتها الشخصية على الوزير الا عبر خطوة الاستقالة. أما الارتدادات السياسية، فلن ينجو "حزب الله" منها.

 إنها مؤشرات انخراط الحزب بملذات الدنيا التي تؤمنها السلطة. والسلطة في وعي الحزب نماذجُها في دمشق وفي طهران، هناك حيث الفساد واسع، لكنه لم يفتَّ من عضد الخطاب... إذاً لن نشهد استقالة.

ملاحظة: ما صدر عن القضاء بحق شقيق الوزير هو مذكرة تحرٍ وبحث، ما يعني ان الرجل متوارٍ. فأين هو يا ترى؟

 

المواجهة في لبنان: حزب الله وميقاتي بعد الأسد

رضوان السيد (الشرق الأوسط)

كان الشيخ أحمد الأسير يشيع مرافقيه اللذين قُتلا في كمين لحزب الله بحي التعمير عند مخيم عين الحلوة الفلسطيني، عندما كان الأمين العام لحزب الله يخطب داعيا جبهة 14 آذار إلى الخضوع للحوار معه أو يلغيهم لصالح آخرين. أما السيدة بهية الحريري فكانت تقول لرئيس الحكومة ميقاتي، الذي تطالبه قوى 14 آذار بالاستقالة منذ اغتيال اللواء وسام الحسن: إن الله يغفر لمن يحج سائر ذنوبه باستثناء الدماء، وإن الموقف الذي هو فيه أقسى على والديه الراحلين، وعلى المسلمين، من اغتيال رفيق الحريري!

يبدو الصراع السياسي (والأمني) في ظاهره بلبنان دائرا داخل الأوساط السياسية، بين الذين يريدون إزالة ميقاتي، والذين يريدون الإبقاء عليه لحين إيجاد مخرج آمن له! والواقع غير ذلك تماما بالطبع. فالأمر يعود إلى عام 2009 عندما كان الأميركيون في أول عهد أوباما ونهجه في «القوة الناعمة» يخططون لخروج آمن لعسكرهم من العراق، وللحيلولة دون نشوب نزاع مسلح جديد بين إسرائيل وإيران عن طريق استخدام حزب الله. تم التوافق بسرعة لأن أوباما كان على عجلة من أمره لسببين: تحقيق الوعد الانتخابي بالانسحاب من العراق، وإنجاز شيء في الملف الفلسطيني. لقد وقع التوافُق على تنصيب المالكي بالعراق، وعودة السفير الأميركي إلى سوريا الأسد، والحصول على ضمانات من إيران بعدم إزعاج إسرائيل، وهي ضمانات فهم منها الإيرانيون والأسد ونصر الله إمكان الاستيلاء على الحكومة اللبنانية دونما اعتراض أميركي. وقد حقق ذلك للإيرانيين وللحزب أمرين: أولا إحباط المساعي السعودية في إحداث مصالحة وطنية بالداخل اللبناني، وبين الإخوان المسلمين وسوريا، وثانيا إتمام استيلاء الحزب على كل مؤسسات الدولة ومرافقها تقريبا بما في ذلك المرفأ والمطار. وقد كان من بين القرارات الأولى لحكومة ميقاتي إجازة سفر الإيرانيين إلى لبنان من دون تأشيرة دخول! وما كان اختيار ميقاتي - وليس عمر كرامي - لرئاسة الحكومة العتيدة عبثا أو مصادفة. فهو شريك الرئيس الأسد في أعماله التجارية منذ عام 1995، وهو الذي أدخله إلى الحياة السياسية اللبنانية منذ عام 1996 أيضا.

ما تزعزع المحور الإيراني في السنوات الأخيرة إلا عندما قامت الثورة السورية. وكان الإيرانيون أول الذين هبوا لمساعدة الأسد بالمال والعتاد أولا، ثم بالرجال ثانيا. وأرسل الروس الخبراء والسلاح الثقيل ظنا منهم أنهم بذلك ينتقمون لما أصابهم في ليبيا، ويعودون قوة عظمى. وقد طال صمود الأسد، كما طال أمد الصراع، وكثر وقوع الضحايا، وهَول الخراب، ليس بسبب الدعم الإيراني، الذي وصل إلى استخدام حزب الله في القتال بداخل سوريا؛ بل وأيضا بسبب إعراض الأميركيين والأوروبيين عن المساعدة للمعارضة لأطول مدة ممكنة. والسائد أن ذلك كان بسبب الانتخابات الأميركية، وأن الأطلسي لا يستخدم قواته من دون موافقة أميركية، وخشية الاصطدام بالروس. لكنْ ينبغي التفكير دائما في العامل الثاني في الاتفاق الأميركي - الإيراني عام 2009: عدم التحرش بإسرائيل وبـ«اليونيفيل». ولو أنهم ساعدوا المعارضة السورية قبل الأوان، وقبل اتجاه الأسد للانكسار، لكان من المتصور أن يتحرش الحزب بـ«اليونيفيل» وبإسرائيل!

وسط فراغ أو امتلاء هذه الجبهة المغلوبة على أمرها في لبنان، جرى اغتيال اللواء وسام الحسن، فطالبت قوى 14 آذار رئيس الحكومة بالاستقالة، حتى لا يظل غطاء للجرائم والاعتداءات على الدولة والمؤسسات. والطريف أن الذين هبوا للدفاع عنه وعن حكومته - قبل نصر الله وعون - هم سفراء الدول الغربية ومسؤولوها في لبنان، ثم في البلدان الأصلية. لقد تحدثوا عن الاستقرار، وعن الخشية من الفراغ. وهم في الواقع ما خشوا شيئا من ذلك، لأن الحكومة الحاضرة كانت هي المزعزعة للاستقرار، والمصرة على التحالف مع الأسد ومخابراته وكتائبه المسلحة. وقد قال حسن نصر الله إن رجاله - الذي كثر القتلى بينهم - إنما يدافعون عن اللبنانيين في سوريا! وصور السفراء الأمر على أنهم مفتونون بميقاتي وشخصيته الناعمة والثرية والباعثة على الاطمئنان كما قالوا. بيد أن دوائرهم الأمنية كانت تذهب إلى أن الحزب قدم أجندته الأمنية والعسكرية لثلاثة أشهر: إلى الشهر العاشر من عام 2012، بدلا من الشهر الأول من العام القادم. فقد اقتنع الإيرانيون والروس أخيرا بأن الأسد دنا سقوطه، ولا بد من الاستعداد لما يأتي، بتشديد القبضة على لبنان. ولذلك تحركت الملفات الأمنية، وازدادت الإنذارات العسكرية، ومن ضمنها: زيادة عدد القوات الإيرانية والعراقية والنصرية في سوريا، والاستنفار في لبنان، واحتضان حكومة ميقاتي بقوة، وإرسال الطائرة من دون طيار إلى إسرائيل، وتهديد كل من يرفع رأسه أو يتلفت إلى جانب آخر.

لا يزال الأمين العام للحزب إذن يعتبر نفسه سيد الموقف. وهو يريد الإيحاء بذلك إلى حزبه وطائفته وحلفائه بالداخل، وإلى دول وجهات الجوار بالخارج. أما رئيس حكومته ميقاتي فهو في موقع أكثر حرجا وإن كان أقل مسؤولية. نصر الله مسؤول أساسي في المحور الإيراني الذي يتحرك الآن بقوة في العراق والبحرين واليمن وأماكن أخرى. وهذا المحور تكاثرت عليه المطالب: اضطراب بالعراق، وثورة في سوريا، وتمرد مدني في لبنان. وقد استخدم الجماعات الشيعية من جديد في كل مناطق النفوذ، واستخدم الجهاديين القاعديين بسيناء، والجهاد الإسلامي بغزة. وميقاتي بالطبع لا ناقة له ولا جمل في ذلك، فقد جاء من أجل الأسد، ومن أجل الدوليين، ومن أجل إرضاء طموحاته في الزعامة. لكنه وقد جاء واعيا وساعيا برجليه، صار الآن رهينة بين الإباديين (الأسد)، والجهاديين (نصر الله)!

متى يجري القفز من السفينة الغارقة؟ يبدو أن الروسي يحاول ذلك الآن. أما الإيراني فلا يستطيع ذلك لخطورة التداعيات عليه، من العراق وإلى الملف النووي. هل يقوم بمبادلة؟ لقد تأخر الوقت، وكان يستطيع الإفادة قبل عام. وقد نجت حماس بنفسها وما كادت. وهناك روايات عن النأي بالنفس من جانب المالكي. إنما بالعودة إلى نصر الله وميقاتي؛ فإن نصر الله ماض مضطرا إلى الحرب بالداخل والخارج. وهو مؤمن دائما بأن هذا هو واجبه الجهادي، سواء أكان ذلك بالهجوم على إسرائيل أو باحتلال بيروت، أو بالوقوف إلى جنب الأسد، أو بقتل مرافقي أحمد الأسير. أما ميقاتي فإنه رهينة من دون رسالة ولا دعوة، إذ إن الأسد لن يتركه الآن بعد أن أفاد من شراكته طويلا. ونصر الله يريد أخذه معه إلى الجهاد. لقد خمدت في نظراته أطماع أشعب، وبقي لديه خبث جحا دون ظرافته! وقد جلب كل هذا الاضطراب على أهل محور الممانعة: الدم السوري، وعظمة الشعب السوري.