المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 19 تشرين الثاني/2012

 

إنجيل القدّيس لوقا 12.16-21/ يا جاهِل في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ تُطلَبُ مِنكَ نَفسُكَ، فَهَذا ٱلَّذي أَعدَدتَهُ لِمَن يَكون؟

قالَ ٱلرَّبُّ هَذا ٱلمَثَل: «إِنسانٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت ضَيعَتُهُ، فَجَعَلَ يُفَكِّرُ في نَفسِهِ قائِلاً: ماذا أَفعَلُ، فَإِنَّهُ لَيسَ لي مَوضِعٌ أَخزُنُ فيهِ غِلالي؟ ثُمَّ قال: أَفعَلُ هَذا: أَهدِمُ أَهرائي وَأَبني أَوسَعَ مِنها، وَأَخزُنُ هُناكَ جَميعَ غِلالي وَخَيراتي، وَأَقولُ لِنَفسي: يا نَفسِ، لَكِ خَيراتٌ كَثيرَةٌ مَوضوعَةٌ لِسِنينَ كَثيرَة. فَٱستَريحي وَكُلي وَٱشرَبي وَتَنَعَّمي!  فَقالَ لَهُ ٱلله: يا جاهِل! في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ تُطلَبُ مِنكَ نَفسُكَ، فَهَذا ٱلَّذي أَعدَدتَهُ لِمَن يَكون؟ هَكذا مَن يَدَّخِرُ لِنَفسِهِ وَلا يَغتَني لِأَجلِ ٱلله». وَلَمّا قالَ هَذا صاح: «مَن لَهُ أُذُنانِ لِلسَّماعِ فَليَسمَع!

 

 

الشهيد بيار أمين الجميل انتقل من الموت إلى الحياة

بقلم/الياس بجاني

اللبنانيون أبناء رجاء وإيمان وتقوى وشجاعة وصمود وشهادة وهم لن يدعوا تحت أي ظرف قوى الشر والإرهاب أن تنجح في قتل وطنهم واستعبادهم وقهر إرادتهم الحرة مهما كانت التضحيات. ووطناً كلبنان شبابه على استعداد دائم ليفتدوه بأنفسهم هو محراب أزلي لن تقوى عليه قوى الظلامية.

لبنان وطن الرسالة والقداسة ورغم كل العثرات والصعاب باق، باق، بفضل تضحيات شبابه، وكل شهيد يقدم نفسه على مذبحه هو قرباناً يقوي صموده ويعزز وجوده ويصون عزة وكرامة أهله. نحن نؤمن أننا لا نموت بل نرقد على رجاء القيامة بانتظار يوم الحساب الأخير، والرب هو الذي وهبنا نعمة الحياة وهو وحده الذي يقرر متى يستردها وليس أي مخلوق بشري وترابي.

اليوم ونحن نصلي في الذكرى السادسة لراحة نفس الشهيد الشيخ النائب بيار أمين الجميل نردد بإيمان وخشوع مع النبي أيوب: "عرياناً خرجت من بطن أمي، وعرياناً أعود إلى هناك، الرب أعطى والرب أخذ تبارك اسم الرب". (ايوب01/21).

بيار أمين الجميل لم يمُت لأن الشهداء لا يموتون وإنما باستشهادهم ينتقلون من الموت إلى الحياة الأبدية حيث لا ألم ولا عذاب، بل فرح وسعادة وهناء. فالشهداء الأبرار هم حبة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة: “إِنْ لم تَقَعْ حبَّةُ الحِنطةِ في الأَرضِ وتَمُتْ بَقِيَتْ وحدَها، وإِذا ماتَتْ أَخرَجتْ حَبَّاً كثيراً، مَنْ أَحَبَّ حياتَهُ فَقَدَها، ومَنْ أَبْغَضَها في هذا العالمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة." (يوحنا 12/24 ).

إن تعلقنا بلبناننا الحبيب حتى الشهادة يعزينا ويقوي إيماننا ويرسخ الرجاء في نفوسنا ويساعدنا على تقبل غياب الشهداء الأبرار برضوخ كامل لمشيئة أبينا السماوي وهم لا يموتون بل يبقون أحياء في وجداننا وضمائرنا وقلوبنا وعقولنا.

إن الله هو محبة، والمحبة بجوهرها تتميز بالعطاء والبذل والتفاني سواء من الناحية الجسدية أو الناحية الروحية. لذلك فإن الشخص المؤمن والمعطاء والصادق هو بطبيعته إنسان نقي وتقي وشفاف وصادق ومحب يخاف الله الذي حلقه على صورته ومثاله. والإنسان المحب يجهد بفرح كبير ليكون خادماً لغيره ولوطنه في كل المجالات، لا لأنه مطالب بهذا، وإنما لأن الخدمة هي في صلب طبيعته ونفسيته وثقافته، ومكون أساسي من مكونات كيانه الإيماني. ففي خدمة الآخرين يشعر بالحب ويتغذى روحياً من تقديم الخدمات أكثر مما يغذي غيره بها. وإذا كانت الخدمة هي من عمل الملائكة (عبرانيين14:1)، فكم بالأولى البشر. "ومن أراد أن يكون الأول فيكم، فليكن لكم عبدا، وهكذا ابن الإنسان جاء لا ليخدمه الناس، بل ليخدمهم ويفدي بحياته كثيراً منهم". (متى 20/27 و28)

قال أبينا غبطة البطريرك صفير في أحدى عظاته: "إن الوطن الذي لا يفتديه شبابه بأرواحهم لا يستمر ويزول"، ونحن نؤمن بأن "ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه". (يوحنا 15/13).

الشهيد لا يطلب شيئاً لنفسه من مقتنيات هذه الدنيا الفانية، وإنما يسعي لنيل بركات الله ليستحق عن بجدارة أفعاله وإيمانه العودة إلى منزل أبيه السماوي. "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه". (متى 16/26). الشهيد هو قربان طاهر يقدم نفسه طواعية على مذبح الوطن والحق بمحبة واندفاع وفرح من أجل أحبائه تماماً كما هو حال كل شهيد من شهداء وطن الأرز الأبرار. عرفاناً بجميل شهداء ومنهم النائب الشهيد بيار الجميل نقول أنه وبفضل استشهادهم بقينا، وسوف نبقى بإذن الله طالما بقي الشباب اللبناني مؤمنا بلبنان وبرسالته وعلى استعداد تام ودائم للشهادة.

ولأن الشهيد لا يموت وإنما ينتقل من الموت إلى الحياة فإن الشهيد بيار أمين الجميل لم يمت لأنه باق في كل جهد وعمل يقوم بهما أي لبناني من أجل الحفاظ على سيادة واستقلال وحرية وطننا الحبيب لبنان، ولصون كرامة وعزة شعبنا اللبناني، كما أن عائلة الجميل هي نبع معطاء لا ينضب في دفق الإيمان والوطنية والشهادة للحق والشهداء من أجل لبنان الرسالة والقداسة والقديسين.

نصلي من أجل أن يسكن الله روح الشهيد بيار الجميل وأرواح كل شهداء وطن الأرز فسيح جناته إلى جوار البررة والقديسين.

 

 

عناوين النشرة

*الشهيد بيار أمين الجميل انتقل من الموت إلى الحياة/الياس بجاني

*أهالي المخطوفين والمخفيين قسراً: "بكفّي نطرة"

*تنصيب بابا الاقباط الجديد في مصر

*الراعي شارك في احتفال تنصيب تواضروس الثاني

*بيار الجميل... من النور إلى النار

*اطلاق نار على تخوم بيت جعفر خلال تشييع عناصر لـ "حزب الله"

*القوات" و14 آذار تفوزان في انتخابات نقابة الصيادلة وتحصدان المركز الأول والثاني في انتخابات نقابة المحامين في بيروت

*جعجع استقبل وفدا من نقابة محامي الشمال: انتصاركم يؤكد تحول المزاج الشعبي لصالح 14 آذار

*جعجع: العمالة الحقيقيّة بمن يتغاضى عن العملاء في صفّه السياسي

*القوات الإيرانية تنتظر أوامر خامنئي "لتحرير القدس"!

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: الحرب السورية مجنونة تقف وراءها غرائز مذهبية

*النهار: ميقاتي لـ"النهار": أذهب الى باريس ويدي ممدودة إلى المعارضة 14 آذار تتجنّب "فخّ" بري وتزور سفارة فلسطين للتضامن

*خالد الضاهر: ما عاش من يسيء الى كرامة السنة لأنهم مع المسيحيين صمام أمان هذا البلد

*وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي نوه بالدور الايجابي لسليمان: الاشتراكي بصدد إعلان مبادرة تبعد رعب الفتنة

*جبران باسيل "جنرالاً": وضع يده على عسكر "عمّه"، بعد "المالية" والتعيينات

*كسروان: مفاجأة اللحظة الأخيرة قد تقلب كل المشهد

*إده: حزب الله سيتحالف مع اسرائيل يوم تسقط سورياالمشنوق في مخيم اعتصام طرابلس: من يزرع السلاح يحصد الرصاص ومستمرةن في النضال السلمي وصولاً الى العصيان المدني

*مآزق "حزب الله" /احمد عياش/النهار

*نهاية حكومة ميقاتي /علي حماده/النهار

*النائب فادي كرم أكد رهان "القوات" على الدولة ومؤسساتها الأمنية

*أحمد الحريري من طرابلس: هدفنا اسقاط الحكومة

*حصر البحث الحكومي بالحلول الأمنية يكشف مدى انسداد أفق الحل للمأزق السياسي

*كندا تدعم إسرائيل بتصعيدها ضد «الإرهابيين» في غزّة

*«حزب الله»: «فجر» إيران والصواريخ السورية مازالت تقوم بواجبها في مقارعة إسرائيل

*واشنطن ستعرض أفكاراً لتفعيل السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية

*مي شدياق: "دبت الهمة" في المجلس فجأة لاتهام 14 آذار بالتعطيل

*ادمون رزق لـ "المستقبل": ليرأسها بري بموجب صلاحياته المجلسية وجلسات اللجان بمقرريها لا قانونية ولا ميثاقية

*خالد ضاهر يحذر الفريق الآخر من التمادي في غيّه

*14 آذار وباريس: غيوم "مرحلية" تواكب زيارة ميقاتي وانتظار توازن جديد في الموقف الفرنسي من الأزمة الحكومية/روزانا بومنصف /النهار

*أزمة 14 آذار : العجز عن مواجهة السلاح التحالف مع "الربيع" المجاور آخر الخيارات/ايلي الحاج/النهار

*ماشية و"الإستيذ" راعيها/عماد موسى/لبنان الآن

*الراعي ل "طلاب الاكليريكية": السياسة خرجت عن خدمة الخير العام الاعلان الجديد للإنجيل يحمل قضية العدالة والسلام وتنشئة على روح التضامن

*نصرالله: سيرتكب الإسرائيليون حماقة إذا قرروا أي عملية برية فغزة قادرة أن تصنع النصر وكل ما تحتاجه هو المساندة والموقف الحقيقي

*راعي أبرشية جبيل المطران ميشال عون مثل الراعي في ذكرى عاشوراء: لنعمل على أن تبقى راية للحق والعدالة

*البيت الأبيض: إطلاق الصواريخ من غزة "عامل مفجر" للنزاع مع اسرائيل

*ليبرمان: أهداف «عمود السحاب» ثلاثة.. استعادة الهدوء والردع والقضاء على السلاح/الخشية من نتائج عكسية والإضرار بالعلاقات مع دول الجوار ومعارضة أميركا قد تبطل عملية برية

*ليس مرسي.. حتى حماس في ورطة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الشيخ الأسير يعلق قرار تشكيل تنظيم مسلح.. ويتهم «14 آذار» بتشويه صورته/إطلاق نار متبادل بمحيط مسجد للشيعة في صيدا

 

تفاصيل النشرة

 

 

أهالي المخطوفين والمخفيين قسراً: "بكفّي نطرة"

المستقبل/ثلاثون سنة مرت ولا زال اهالي المخطوفين والمخفيين قسراً في الشارع يفتشون عن احبائهم وانسبائهم الذين اختفوا خلال الحرب الاهلية او بالاحرى يفتشون عن اشخاص يكونون فعلاً مسؤولين في بلدهم، يشعرون بمعاناتهم ويبلسمون جراح الحرب التي ما زالوا يعيشونها في كل لحظة. 17000 مفقود في لبنان، بكفي نطرة، من حقنا ان نعرف مصيرهم"، صرخة اطلقها الاهالي والامهات الذين وحدتهم الاوجاع ومرارة الفراق عن درج المتحف الوطني لادانة تقاعس السلطات ودفاعا" عن حقهم في معرفة مصائر ابنائهم ولضمان عدم تكرار عمليات الخطف. التجمع الذي دعت اليه جمعية "معاً من اجل المفقودين" ولجنة اهالي المفقودين والمخفيين قسراً وجمعية "سوليد"، شكّل مناسبة حزينة لاستذكار اول تجمع لاهالي المخطوفين والمفقودين في 17 تشرين الثاني سنة 1982 في كورنيش المزرعة، وما زال الاهالي في الانتظار يأملون ان تكون الذكرى الاليمة الاخيرة. ومع ان صراخ الامهات علا في المكان وتسابق الاعلاميون العرب والاجانب لتصويرهم وايصال صرختهم الا ان تعاطف الناس معهم ومساندتهم لقضيتهم بدا جلياً من المشاركين الذين انضموا اليهم خاصة المجتمع المدني ويتقدمهم الوزير السابق زياد بارود. بعد كلمة لزينة دكاش من المجتمع المدني التي تحدثت عن سنوات الانتظار الطويلة والقاسية على الاهالي "الذين توقف الوقت عندهم منذ اختفاء ابنائهم"، قالت وداد حلواني: "انتم تعيشون فوق مقابر، ولا اتحدث عن المدافن الطبيعية بل عن مقابر جماعية، تركنون السيارات فوقها، تبنون المباني وتسكنون فوقها وتشربوا وتسهروا وترقصوا وتلعبوا فوقها، للاسف هذا الكلام قاسي لكنها الحقيقة". ولفتت الى "اننا لم نختار ان نكون أهالي مفقودين، بل اختاروا عنا كيف نفكر، وبماذا نشعر وكيف ننام وكيف نتوجع". وسألت "هل ما زال بامكانكم ان تتحمّلوا كذب وتلطّي ورا الحكي وشعارات عن الأخلاق ومجد لبنان" ؟ واشارت الى ان "قضيتنا كان عنوانها "من حقنا أن نعرف"، من اليوم اصبح عنوانها "من حقكم أن تعرفوا". ثم توجه المشاركون في "مسيرة الباصات" الى ثلاثة مواقع معترف بأنها تخفي مقابر جماعية: مدافن مار متر في الاشرفية ، مدافن التحويطة ومدافن الشهداء في حرج بيروت ، وتوقفت الباصات عند كل موقع حيث وضع الاهالي وروداً، لافتين في بيان ان "الدولة اللبنانية لم تعط أي معلومات عن "التحقيقات" التي أدّت إلى هذه النتائج، وبعد مرور 12 عاماً على هذا الاعتراف لم تتخذ الدولة أي خطوات لحماية هذه المواقع وإخراج الرفات المدفونة هناك". اما المحطة الاخيرة ، فكانت أمام خيمة أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية القائمة منذ العام 2005، لمطالبة السلطات بالقيام بإجراءات جادة لإعادة أحبائهم اذ انه بعد سبع سنوات لا تزال العائلات تنتظر الدولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وكانت كلمة لرئيس جمعية "سوليد" غازي عاد تطرق فيها الى القضية. ووقع المشاركون على عريضة "من حقنا ان نعرف".

 

تنصيب بابا الاقباط الجديد في مصر

وطنية - تم تنصيب تواضروس الثاني البابا الجديد للاقباط الارثوذكس في مصر، اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط، صباح اليوم في الكاتدرائية المرقصية في القاهرة. وقد نصب "بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية للاقباط الارثوذكس" اثناء حفل ديني في حضور رئيس الوزراء المصري هشام قنديل.

 

الراعي شارك في احتفال تنصيب تواضروس الثاني

وطنية - وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عند السابعة من صباح اليوم إلى القاهرة، يرافقه المطران فرنسيس البيسري والخورأسقف جوزيف البواري والمحامي وليد غياض، وكان في استقباله في المطار السفير اللبناني في مصر خالد زيادة ومطران القاهرة والسودان للموارنة جورج شيحان والأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأب بولس روحانا ووفد من الكنيسة القبطية.

ومن المطار انتقل الراعي والوفد المرافق إلى كاتدرائية مار مرقس في وسط القاهرة حيث شارك في احتفال تنصيب البابا الجديد للكنيسة القبطية الأنبا تواضروس الثاني، ونقل إليه تهاني الكنيسة المارونية.

 

بيار الجميل... من النور إلى النار

تلفزيون المر/لو قـدر للزمن أن يروي عن بيار أمين الجميل لتنهد بين رواية وثانية غصة، لفرغ حبره على أوراق تاريخ رجل إستثنائي، لزها زهوا غير عادي حتى الفرح العظيم ، حتى البكاء.

بيار أمين الجميّل ولد في الثالث والعشرين من أيلول من العام ألف وتسعمئة وإثنين وسبعين في بكفيا ... لم يعش طفولة عادية فهو سليل عائلة عريقة إحترفت الدفاع عن حرية وسيادة وإستقلال الوطن، وهو أيضا حامل إسم صانع المجد والحزب والكتائب بيار الجميل وهو نجل رئيس جمهورية في أصعب المراحل. كان بيار الجميل في العاشرة عندما تسلم والده الرئاسة في عز الحرب، عايش القرارات المصيرية والفترات الحرجة وكان إعتاد في الأساس عليها. غادر أمين الجميل لبنان إلى فرنسا تحاشيا للتهديدات ومعه العائلة ... هناك في باريس كان هاجس واحد يطارد الشاب الطموح هو العودة إلى الوطن. في أواخر التسعينات عاد بيار الجميل إلى لبنان ، عمل على تنظيم الكتائب وإعادة الحياة إليها وفي العام ألفين صار نائباً بعدما ترشح للإنتخابات منفرداً وبعدما حقق عودة والده إلى الوطن. إنطلق بيار في مسيرة سياسية لامعة، عرف بعدم مساومته على المبادئ وبسقف خطاباته المرتفع وبقربه من القواعد الشعبية ... وكما في السياسة كذلك في الحياة الخاصة : أسس عائلة أحب دائما أن يرعاها رغم إنشغالاته فكان أن زين حياته بطلفين أمين وألكسندر. في العام 2005 ، شكـل بيار الجميل ركنا من أركان ثورة الأرز وفي العام ذاته أعيد إنتخابه نائبا وعين وزيرا للصناعة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ... حينها ، كان شبح الإغتيالات يقلق الجميع ويصطاد النائب تلو الآخر فإحتاط بيار لكنه لم يتراجع. ظل قدر الوزير والنائب الشاب يلاحقه حتى تمكن منه عصر ذاك يوم الحادي والعشرين من تشرين الثاني ألفين وستة في منطقة الجديدة ... كان بيار قدم التعازي في كنيسة مار أنطونيوس وغادر وعلى بعد أمتار إعترضت سيارته سيارة فيها مسلحون أمطروه رصاصاً فقتلوه. عندما إلتقى تمثال بيار الجد مع نعش بيار الحفيد في جنازة الأخير عند مدخل بكفيا إهتز التاريخ وبكا دمعة ساخنة ... خسر الوطن المكسور المنهك عريساً كان تماماً كالصقور ... يومها خسر لبنان بعضاً من مجده

 

اطلاق نار على تخوم بيت جعفر خلال تشييع عناصر لـ "حزب الله"

عكار ـ "المستقبل"/أفاد عدد من سكان بلدات في أكروم أمس، عن سماع اطلاق نار كثيف من أسلحة خفيفة ومتوسطة في منطقتي زيتا ـ جرماش. وأشارت المعلومات الأولية وفق الأهالي، الى أنه "ناتج عن تشييع عناصر من "حزب الله" قتلوا في المعارك في الداخل السوري"، ولم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات.

 

القوات" و14 آذار تفوزان في انتخابات نقابة الصيادلة وتحصدان المركز الأول والثاني في انتخابات نقابة المحامين في بيروت

 موقع القوات اللبنانية/سجلت قوى 14 آذار انتصارات جديدة في الانتخابات النقابية بعد سلسلة الانتصارات الطالبية والنقابية التي حققهتا "القوات اللبنانية" وقوى 14 آذار. فقد شهد يوم الاحد انتخابات في نقابة الصيادلة ونقابة المحامين في بيروت. ففي نقابة الصيادلة حققت "القوات" و14 آذار فوزا كاملا بفوز اللائحة المدعومة من هذه القوى. كما فاز المرشح ربيع حسونة بمركز النقيب بوجه مرشح قوى 8 آذار. اما في انتخابات نقابة المحامين في بيروت التي جرت لاختيار 4 اعضاء جدد في مجلس النقابة، حققت قوى 14 آذار الفوز في المركزين الاول والثاني ففاز كل من توفيق النويري (تيار المستقبل) وهادي مسلم (القوات اللبنانية) فيما فاز المرشح المستقل وجيه مسعد بالمركز الثالث اما مرشح قوى 8 آذار جورج نخلة فحل في المركز الرابع يليه العضو الرديف جورج حداد. يشار الى ان مرشح "القوات" يخوض المعركة للمرة الاولى في وقت ان المرشحين وجيه مسعد وجورج نخلة خاضا دورات انتخابية سابقة وكانا عضوين سابقين في النقابة. يذكر ان قوى 14 آذار كانت تمكنت من الفوز بانتخابات مجلس نقابة المحامين في طرابلس الاسبوع الماضي وبمركز النقيب كذلك.

 

جعجع استقبل وفدا من نقابة محامي الشمال: انتصاركم يؤكد تحول المزاج الشعبي لصالح 14 آذار

وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وفدا من نقابة محامي الشمال برئاسة النقيب الجديد ميشال خوري، في حضور عضو مجلس النقابة الجديد سعدي قلاوون، رئيس مصلحة المحامين في القوات في بيروت روبير توما، منسق المهن الحرة في في الشمال ريكاردوس وهبه، منسق المحامين ماريو صعب، منسق المهن الحرة في تيار "المستقبل" في طرابلس عزمي حداد، بالإضافة الى مجموعة كبيرة من المحامين. وكانت مناسبة هنأ خلالها جعجع الوفد بالانتصار، وقال: "ان انتصاركم لم يكن انتصارا صغيرا اذ ان فارق الاصوات أتى بأكثر من مئتي صوت من أصل أقل من 1100 صوت اقترعوا، ان انتصاركم شكل فارقا كبيرا في نقابة تمركزت فيها جماعة 8 آذار منذ عشرات السنين، مما يؤكد على التحول في المزاج الشعبي لصالح قوى 14 آذار". واذ رأى أنها "لم تكن معركة سهلة اذ بالإضافة الى التجييش الهائل الذي قامت به جماعة 8 آذار التفت حولها تقريبا الكثير من الشخصيات التقليدية في الشمال"، أشار جعجع الى "أننا نخوض مواجهة كبيرة بالأخص بوجه التعمية والغش وتحوير الحقائق والوقائع والديماغوجية واستغلال قضايا مقدسة كمثل قضية فلسطين أو الدفاع عن لبنان لأغراض محلية ضيقة أو مآرب اقليمية لم تعد خافية على أحد". وشدد على ان "العمالة الحقيقية تكمن في من يتغاضى عن العملاء الحقيقيين في صفه السياسي ويغطي عليهم، بينما ينقض ليلا نهارا بتهمة العمالة، بشكل باطل ولا يمت الى الحقيقة بأي صلة، على أخصامه السياسيين فقط لمجرد الخصومة السياسية". وتابع: "ان الشريف الحقيقي هو من يقول حقيقة ما له وحقيقة ما عليه وليس من ينكر ما عليه هو وينكر للخصم ما له". وختم جعجع: "لقد قيل قديما يستطيع كائنا من كان أن يغش بعض الناس لبعض الوقت ولكن لا أحد تمكن أو سيتمكن من غش كل الناس كل الوقت".

 

جعجع: العمالة الحقيقيّة بمن يتغاضى عن العملاء في صفّه السياسي

شدّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع على أنّ "العمالة الحقيقية تكمنُ في من يتغاضى عن العملاء الحقيقيّين في صفه السياسي ويُغطي عليهم، بينما ينقضُّ ليلاً نهاراً بتهمة العمالة، بشكلٍ باطل ولا يمت الى الحقيقة بأي صلة، على أخصامه السياسيّين فقط لمجرد الخصومة السياسيّة". وقال: "إنّ الشريف الحقيقي هو من يقول حقيقة ما لهُ وحقيقة ما عليه وليس من يُنكر ما عليه هو ويُنكر للخصم ما لهُ"، وأضاف: "لقد قيل قديماً يستطيع كائناً من كان أن يغش بعض الناس لبعض الوقت ولكن لا أحد تمكّن أو سيتمكن من غش كلّ الناس كل الوقت". جعجع، وأثناء استقباله وفداً من نقابة محامي الشمال برئاسة النقيب الجديد ميشال خوري، هنّأ الأخير بالانتصار الذي تحقّق في انتخابات النقابة، وقال: "إنّ انتصاركم لم يكن انتصاراً صغيراً إذ إنّ فارق الأصوات أتى بأكثر من مئتي صوت من أصل أقل من 1100 صوت اقترعوا، إنّ انتصاركم شكّل فارقاً كبيراً في نقابة تمركزت فيها جماعة "8 آذار" منذ عشرات السنين، مما يؤكد على التحوّل في المزاج الشعبي لصالح قوى 14 آذار". ورأى جعجع أنّها "لم تكن معركة سهلة إذ بالإضافة الى التجييش الهائل الذي قامت به جماعة 8 آذار التفت حولها تقريباً الكثير من الشخصيات التقليدية في الشمال"، وأضاف: "إننا نخوض مواجهة كبيرة بالأخص بوجه التعمية والغش وتحوير الحقائق والوقائع والديماغوجية واستغلال قضايا مقدسة كمثل قضية فلسطين أو الدفاع عن لبنان لأغراض محلية ضيقة أو مآرب اقليمية لم تعد خافية على أحد". (المكتب الاعلامي)

 

القوات الإيرانية تنتظر أوامر خامنئي "لتحرير القدس"!

طهران - د ب أ: أعرب قائد قوات التعبئة الايرانية العميد محمد رضا نقدي, أمس, عن استعداد قواته "لتحرير القدس" حال تلقي الاوامر من قائد الثورة الايرانية علي خامنئي.

وفي إشارة للهجمات الإسرائيلية على غزة, قال العميد نقدي في تصريح صحافي, إن الاجراءات التي قامت بها دول المنطقة حتى الآن اقتصرت على استدعاء السفراء والتي لم تعد كافية ومقبولة وجادة نظرا الى جسامة الحدث. واضاف وفق ما نقلت عنه قناة "العالم" الإيرانية "نتوقع ان تظهر مصر مزيدا من الاقتدار والقوة وان تدخل الساحة بشكل جاد للدفاع عن غزة بحيث لو تدخل هذا البلد بصورة جادة فإن تحرك الجماهير المصرية سيؤدي الى وقف الاعتداءات والجرائم الصهيونية في غزة". كما زعم أن " قوات التعبئة في ايران والعالم تنتظر بفارغ الصبر صدور اوامر من قائد الثورة الاسلامية لتحرير القدس الشريف من المحتلين الصهاينة", مؤكدا انه رغم العدوان على غزة فإن "عملية القضاء على الكيان الصهيوني باتت قريبة جدا". من ناحيته, وصف وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها تمثيل بارز لجرائم الحرب. وقال وحيدي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "مهر" الإيرانية إن توقف جرائم إسرائيل يمكن أن يتم فقط من خلال التضامن والدعم الثوري والتعامل بالمثل من قبل العالم الإسلامي. وأوضح وحيدي أن جانبا من مسؤولية هجمات إسرائيل على قطاع غزة, يتحمله من يثيرون قضايا أخرى مثل الأزمة في سورية, وذلك لتشيت الرأي العام بدلا من توجيه قدرات المسلمين والدول الإسلامية ضد إسرائيل. إلى ذلك, ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن وزير الخارجية علي أكبر صالحي يعتزم القيام بزيارة الى قطاع غزة "عندما تتهيأ الظروف المواتية للقيام بها".

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: الحرب السورية مجنونة تقف وراءها غرائز مذهبية

وطنية - سأل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "أليست الحرب السورية حربا معلنة يخوضها بشار الاسد بالتعاون مع روسيا وايران والعراق و"حزب الله" وحلفاء سوريا في لبنان. نحن أمام حرب مجنونة، تقف وراءها غرائز مذهبية وطائفية وعرقية مجنونة، غرائز رجعية متخلفة تعيش على احداث قديمة عفا عليها الزمن، وهم يوقظونها اليوم بأسلوب همجي، يتسم بالحمق والحقد والكراهية باسم الدين وباسم الاسلام وباسم آل البيت". وتابع: "لا يمكن لآل البيت أن يوافقوا على تقسيم الاسلام الى اسلاميين، ولا يمكن لهم ان يدعوا الى جاهلية عمياء، ولا يمكن لهم أن يكونوا سببا في انقسام المسلمين، وإضعافهم وزرع الخلاف بينهم". اضاف: "يا "حزب الله" إتق الله، ودع اسم الله جانبا، ولا تتستر به وأنت تمارس ما حرم الله من قتل وذبح وعدوان على المسلمين.الرسول قال:"لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق". ها أنتم أولا تتساوون مع اسرائيل، وهي تقتل وتدمر وتتكبر وتتغطرس وتمارس إرهاب الدولة ودولة الإرهاب، فما هو الفرق بينكما". وتابع: "ها هو أوباما بعد فوزه في الانتخابات، وبعد أن وعدت وزير خارجيته بتسليح المعارضة في سوريا، ها هو يتراجع عن وعده، بحجة الخوف من أن يقع السلاح في أيدي المتطرفين فيستخدونه ضد اسرائيل، هو لا يخاف على اسرائيل من سلاح النظام، ولكنه يخاف من أن يقع بأيدي المجاهين الاطهار الابرار. وختم: "أرى ان عملاء اسرائيل في المنطقة "من الاقليات" قد نجحوا في إقناع اميركا وبعض دول الغرب بالامتناع عن تسليح الثوار في سوريا خوفا على أمن اسرائيل، وأنتم تقاتلون هؤلاء الثوار، وهكذا يتحالف الشيطان الأكبر مع الشيطان الأصغر في حماية اسرائيل".

 

النهار: ميقاتي لـ"النهار": أذهب الى باريس ويدي ممدودة إلى المعارضة 14 آذار تتجنّب "فخّ" بري وتزور سفارة فلسطين للتضامن

كتبت النهار: وسط استبعاد اي تطور بارز في وقت وشيك من شأنه احداث اختراق في جدار الجمود الذي يحكم الوضع الداخلي، تتجه الاهتمامات في الاسبوع الطالع الى ثلاث محطات متعاقبة هي زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لفرنسا ومن ثم احياء ذكرى الاستقلال التي ستكون فيها لرئيس الجمهورية ميشال سليمان اطلالة على الأزمة السياسية، واخيراً المشاركة الرسمية والسياسية والدينية في احتفال منح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رتبة الكاردينالية في الفاتيكان. وقد أبدى الرئيس ميقاتي ارتياحه الى الزيارة التي يعتزم القيام بها لباريس غداً الاثنين والتي تتوج صباح الاربعاء المقبل بلقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقال لـ"النهار" عشية الزيارة: "اذهب الى باريس ويدي ممدودة الى الداخل اللبناني ولا سيما المعارضة. ولكن الى حين ان ينضج اي حل مشترك فان الحكومة مستمرة في انتاجيتها ومواكبتها للاستقرار السياسي والامني في البلاد والانفتاح على المجتمع الدولي. وفي هذا السياق تأتي هذه الزيارة".

وعما اذا كان يحمل موقفاً معيناً الى المسؤولين الفرنسيين اجاب: "لا شك في انني احمل افكاراً في مختلف المجالات التي ستكون محور المحادثات الرسمية، وفي مقدمها دعوة المسؤولين الفرنسيين الى تفهم سياسة الحكومة اللبنانية للنأي بالنفس ودعمها. وستكون هناك اتفاقات سيوقعها الوزراء على الصعد الاقتصادية والاعلامية والثقافية ومنها اتفاق لتبادل الخبرات الاعلامية وأخرى تتعلق بالشباب والرياضة وتأهيل المكتبة الوطنية والاستفادة من الخبرات الفرنسية في هذه المجالات، فضلاً عن اتفاقات اقتصادية في مجال الكهرباء و"البنى التحتية".

وفهم ان مواضيع مساعدات باريس – 3 ليست على جدول الاعمال، غير ان وزير الطاقة جبران باسيل سينضم الى ميقاتي والوفد الوزاري المرافق الاربعاء للبحث في المساعدات الفرنسية في قطاع الكهرباء. ومن المقرر ان يعود ميقاتي والوفد المرافق ليل الاربعاء الى بيروت للمشاركة الخميس في احتفالات عيد الاستقلال.

مذكرة وتحرك

أما على الصعيد السياسي الداخلي، فعلمت "النهار" من مصادر "جبهة النضال الوطني" ان وزراء الجبهة وقيادات الحزب التقدمي الاشتراكي سيباشرون الاسبوع المقبل تحركاً انطلاقاً من مبادرة معينة تستند الى مذكرة يجري اعدادها للقيام بجولة بها على كل القيادات في 8 و14 آذار من دون استثناء. وتتضمن المذكرة العناوين الآتية: "منع الفتنة، كيفية العودة الى الحوار، الوسائل المتاحة لوقف مقاطعة المؤسسات والعودة الى مجلس النواب، إمكان البحث في قيام حكومة انقاذ وشراكة وطنية والشروع في اعداد قانون للانتخابات يحظى بقبول مختلف القوى".

وتوقعت المصادر ان يكون التحرك المقبل "كثيفاً وسريعاً من اجل الوصول الى النتيجة المتوخاة منه". واشارت الى ان لقاءات تمهيدية سبقت هذا التحرك.

"حزب الله"

ولفت في هذا السياق موقف لـ"حزب الله" اتسم بجانب من المرونة عبّر عنه امس رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في مجلس عاشورائي. ذلك ان رعد اعتبر ان قوى 14 آذار "لا تملك إمكان اسقاط هذه الحكومة التي حققت انجازات لم تحققها حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة رغم ما تتعرض له من حملات وتضييق". لكنه اضاف: "اننا لا ننكر على الفريق الآخر بعض الايجابيات وندعوهم الى وضع كل الايجابيات معاً للنهوض بالبلد ولنجلس الى طاولة الحوار، وإذا كان لدى هذا الفريق ما يقوله فليطرحه للمناقشة"، مؤكداً "اننا نريد شراكة واننا نعرف ان هذا البلد لا ينهض بيد واحدة بل بارادة جميع ابنائه". اما الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله فلم يتطرق في كلمة القاها مساء امس في ثالث ايام عاشوراء الى الوضع الداخلي، بل تحدث عن الوضع في غزة، معرباً عن خشيته من ضغوط عربية تمارس على المقاومة الفلسطينية للتخلي عن الشروط التي تضعها للقبول بوقف اطلاق النار. وقال: "لم نسمع اي كلام عن التهديد بقطع علاقات او بالغاء اتفاقات او تعليقها او باستخدام سلاح النفط أو رفع السعر او تخفيف الانتاج للضغط على اميركا". لكنه اضاف: "ما زلنا نأمل من الدول العربية ان تتخذ الموقف المناسب"، مشيداً "بصلابة المقاومة وصمودها".

14 آذار وبري

في غضون ذلك، قالت مصادر موثوق بها في قوى 14 آذار لـ"النهار" انها تسجل للرئيس نبيه بري "محاولاته الحثيثة لاقتناص الفرص والالتفاف على الوقائع من أجل كسر مقاطعة نواب التحالف السيادي لجلسات مجلس النواب التي تشارك فيها الحكومة"، مشيرة الى دعوته لجلسة تكون مخصصة للتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، وكذلك الجلسة لسماع كلمة الرئيس الارميني، معتبرة انه "يحاول إحراج نواب المعارضة وحشرهم ودفعهم الى موقع رد الفعل".

وأكدت "ان المناخ العام داخل قوى 14 آذار يتجه بنتيجة حركة مشاورات كثيفة بين نوابها وأركانها وشخصياتها الى عدم الوقوع في فخ الإحراج الذي يسعى اليه رئيس المجلس"، مشيرة في هذا السياق الى ان وفداً من نواب وشخصيات يحضّر لزيارة يقوم بها لسفارة فلسطين من اجل التعبير عن التضامن مع قضية الشعب الفلسطيني في غزة، كما ان النواب الارمن يجرون مشاورات لتحديد مكان وموعد للقاء مع الرئيس الأرميني الزائر.

وشددت المصادر على "ان خطوة مقاطعة جلسات مجلس النواب وردت في البيان الذي صدر عن اجتماع قوى 14 آذار في "بيت الوسط" إثر اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، والغاية منها إظهار الاعتراض على الحكومة والفريق الذي يواليها أمام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي، وكذلك إفهام من يجب ان يفهم ان الحياة السياسية لن تستقيم في لبنان ما دامت آلة القتل مستمرة، ولا تراجع عن هذا القرار".

أهالي المفقودين

اخيراً، نظم اهالي المخطوفين والمفقودين امس تجمعاً امام المتحف بدعوة من جمعية "معاً من اجل المفقودين" ولجنة اهالي المفقودين والمخفيين قسراً وجمعية "سوليد" لمناسبة مرور 30 عاماً على تشكيل اللجنة. ثم نظمت مسيرة باصات الى أماكن مختلفة تضم مقابر جماعية ذكرت في التقرير الرسمي للدولة في شأن المخطوفين.

 

خالد الضاهر: ما عاش من يسيء الى كرامة السنة لأنهم مع المسيحيين صمام أمان هذا البلد

وطنية - نظمت منسقية القيطع في تيار المستقبل في عكار لقاء تأبينيا للواء الشهيد وسام الحسن ورفيقه أحمد صهيوني، في بلدة برقايل، حضره النواب: خالد الضاهر، خالد زهرمان، معين المرعبي وخضر حبيب، عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل المحامي محمد المراد، منسقا التيار في عكار سامر حدارة وعصام عبد القادر، ممثل القوات اللبنانية نبيل سركيس، ممثل الجماعة الاسلامية محمد هوشر، رئيسا اتحاد بلديات القيطع والسهل أحمد المير وعبد الاله زكريا، رئيس رابطة المخاتير في القيطع زاهر كسار ورجال دين ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات. بعد النشيد الوطني، القى رئيس اتحاد بلديات القيطع أحمد المير كلمة تمنى فيها ان يكون استشهاد اللواء الحسن ورفيقه "محطة أساسية من أجل توحيد صفوفنا ورصها لمواجهة أعداء الأمة وأعداء الاستقرار والعيش الواحد والسلم الأهلي في لبنان" . ثم كانت كلمة لنجل الشهيد صهيوني سأل فيها: "الى متى سنبقى مجرد أرقام عند المجرمين وكأن شيئا لم يكن. والى متى سيبقى القاتل متفلتا من العقاب. ان كان القاتل والمجرم يظن نفسه أقوى من الدولة فاننا نقول له بأن الله عز وجل أكبر منه وبأن عقابه الرادع سيكون من نصيب أمثاله في القريب العاجل" . بعد ذلك، كانت كلمة منسق عام القيطع حدارة الذي قال: "لن نستمر في تعداد شهدائنا والوقوف أمام الناس لنرثيهم أياما وأسابيع، ونمدح فضائلهم، ونصف مزاياهم الانسانية، ونعدد انجازاتهم الوطنية. نعم، لن نواصل على هذا المنوال، وليسمع الجميع شاء من شاء وأبى من أبى. لن نساوم على شهدائنا، وليعلموا أن ما قبل اغتيال الشهيد وسام الحسن شيء وما بعد الاغتيال شيء آخر تماما. وقال: "لا حوار مع أي طرف محلي حتى ولوج الدولة العادلة والتي تحكمها المؤسسات الدستورية والأجهزة الأمنية الشرعية. ولا حوار مع أي شريك في الوطن قبل الاطمئنان الى أن سلاح الدولة والشرعية هو المنتشر على كامل الأراضي اللبنانية. ولا حوار قبل اسقاط هذه الحكومة الفاسدة والمتآمرة على شهدائنا وتشكيل حكومة حيادية تشرف على انتخابات نيابية نزيهة تجديدا للحياة السياسية اللبنانية وترسيخا للعبة والمبادىء الديموقراطية" .

الضاهر

وألقى النائب الضاهر كلمة قال فيها: "ان مشكلة الشهيد اللواء الحسن مع قاتليه كونه كان وراء كشف مخطط عصابة سماحة - مملوك التي كانت تنوي قتلنا جميعا، مسلمين ومسيحيين، ومشكلته مع المجرمين بأنه كان ينجح في كشف شبكات التجسس الاسرائيلية بالاضافة الى الأشخاص الذين نجحت اسرائيل في تجنيدهم من داخل صفوف حزب الله فضلا عن كشف العميل الاسرائيلي الأول في لبنان والقيادي في التيار الوطني الحر العميد فايز كرم. وهو الأمر الذي اعتبرته بعض الأطراف المحلية والاقليمية أمر لا يمكن استساغته. أما الملف الأكبر الذي كان يحمله اللواء الشهيد على عاتقه فكان بلا شك ملف المحكمة الدولية والذي صدر من خلالها القرار الاتهامي بضرورة توقيف أربعة متهمين من حزب الله والآتي قد يكون أقسى وأشد. كل هذه الأسباب جعلت من وسام الحسن مشكلة كبيرة وكابوسا أسود بالنسبة الى المجرمين يجب ازاحته" . ووجه الضاهر باسم المشاركين والأحرار في لبنان التحية الى غزة وأهلها الصامدين في أرضهم والمدافعين عن كرامة الأمة وشرفها وقال: "ما أصعب ما نعانيه اليوم، العدو الاسرائيلي يقتل القادة المقاومين في فلسطين، والنظام السوري وعملاؤه في لبنان يقتل قادتنا الأمنيين والسياسيين، انهما توأمان في القتل والاجرام والارهاب... ولعل النظام السوري والايراني وعملاؤهما في لبنان وتحديدا حزب الله أكثر عدوانية من اسرائيل نفسها" . وختم الضاهر: "ايها النظام المجرم في سوريا ويا من يدعي المقاومة في لبنان، اسألكم اين هي صواريخكم لتدعموا بها غزة واهلها من العدوان الاسرائيلي، ام انكم تخبئون صواريخكم واسلحتكم لنا ولمواجهة تحركاتنا السلمية. واليوم هم يظنون ان اللبنانيين سيخضعون وسيخنعون ويستسلمون لمنطق السلاح وجبروته. نقول لهم وقد ظنوا أن أهل السنة لا يحاربون وجبناء ولا يحملون السلاح، وبأن المسيحيين خضعوا للأمر الواقع وبأن وليد جنبلاط يخشى من الفتنة ويخاف من سلاح الغدر. نقول لهم بأنه قد أعذر من أنذر، وبأن الأمر وصل الى نهايته وبأننا سنقاتل وندافع عن حقوقنا في هذا البلد، وما عاش من يسيء الى كرامة أهل السنة لأنهم مع المسيحيين صمام أمان هذا البلد" .

 

وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي نوه بالدور الايجابي لسليمان: الاشتراكي بصدد إعلان مبادرة تبعد رعب الفتنة

وطنية - أكد وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ان "الحزب التقدمي الاشتراكي، أمام المأزق الوطني الكبير، بصدد اعلان مبادرة جديدة هدفها الاساسي إبعاد رعب الفتنة عن الداخل، وسيطلع كل القوى السياسية في لبنان على مضمونها عبر وفود ستجول على القيادات". وشدد على ان "القطيعة السياسية الراهنة لم تشهدها البلاد حتى إبان الحرب الاهلية، ومن هذا المنطلق يجهد الحزب الاشتراكي لتقريب وجهات النظر بين السياسيين ودفعهم الى التشاور". وقال في حديث إلى "صوت لبنان 93,3" عن خيار قيام حكومة وحدة وطنية: "هذا الطرح ممكن وقد تمت مناقشته مع الافرقاء بمن فيهم "حزب الله"، ويجب السير به إذا لاقى إجماعا من كل الاطراف. لا شك ان اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن شكل بداية لمرحلة جديدة مقبلة عليها البلاد ونحن اليوم أمام فرصة ولو ضعفت الا انها لا تزال متاحة وخصوصا ان العالم بشرقه وغربه يدعم الاستقرار في لبنان". وعول على "أهمية انعقاد طاولة الحوار بشكل جدي بعيدا عن أي محرمات لان الحوار يبقى المناخ الاكثر أمانا للتواصل بين اللبنانيين"، داعيا الجميع الى "العمل بوعي وترو من باب الحرص على استقرار البلد واهله امام المخاطر التي تحدق بالمنطقة". ونوه "بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المتقدمة التي تعبر عن الارادة الوطنية وبدوره الايجابي في ردم الهوة بين الاطراف المتباعدين، فلم يمر علينا رئيس كالرئيس ميشال سليمان ونشعر اليوم اننا أمام رئيس مؤتمن على الجمهورية والرئاسة".

وعن قانون الانتخاب وتمسك الحزب الاشتراكي بقانون الستين، اعتبر ان "هذه المعركة هي معركة الجميع وليس فقط الحزب التقدمي، فلا أحد يطرح قانونا للاصلاح وتأمين التمثيل بل من باب أي قانون يحفظ له المكانة الافضل". وعن امكان ترشحه للانتخابات المقبلة قال: "أترك هذه المسألة لحينها". وبعد الحديث عن طائف جديد استبعد العريضي "المضي في هذا التوجه في الوقت الحالي وفي حال استمر الواقع على ما هو عليه فحكما سنصل الى طائف جديد".

 

جبران باسيل "جنرالاً": وضع يده على عسكر "عمّه"، بعد "المالية" والتعيينات

خاص بـ"الشفاف" السبت 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012

أوشك الوزير جبران باسيل على إستكمال الترتيبات التي تؤمن له وراثة تيار عمه العماد عون، بعد انجز التعيينات السياسية في التيار العوني، وحصر إقتصاد التيار وماليته في يده. وإضافةً الى عدم إنجاز أي تعيين إداري في الدولة اللبنانية من حصة التيار العوني من دون موافقة الوزير جبران باسيل، فقد عمد مؤخرا الى الامساك بالمفاصل العسكرية والامنية للتيار.

باسيل دعا الى مائدته في منزله في "الرابية" قبل أيام ما يعرف بـ"المسؤولين العسكريين" في التيار العوني الذين غاب عنهم "عبدالله عزام" المعروف بـ"بوب" لدواعٍ صحية. وحضر العميد المتقاعد بول مطر، الذي رشحه قائد الجيش العماد جان قهوجي لتولي حقيبة الداخلية في حكومة الرئيس ميقاتي (لم يوافق عليه الرئيس سليمان!)، والعميد راجي معلوف، والضابط المتقاعد فؤاد الاشقر، وعشرة من عناصر "المغاوير" الذين قاتلوا الى جانب العميد شامل روكز في "حرب الالغاء" التي شنها العماد عون ضد القوات اللبنانية بداية تسعينيات القرن الماضي. إضافةً الى المسؤول الامني السابق في "حزب الوطنيين الاحرار"، جان عيد، ومارون عون الذي كان مسؤولا عسكريا في "حزب الاحرار" في منطقة "الحدث - عين الرمانة"، والقيادي العوني بيار رفول، والدكتور ناجي حايك، وهو قيادي في التيار العوني من قضاء جبيل، وكان مقربا من رئيس حزب الوطنيين الاحرار الشهيد داني شمعون.

إستعداداً لسقوط الأسد!

معلومات خاصة بـ"الشفاف" أشارت الى ان المجتمعين بحثوا تداعيات الثورة السورية على الواقع الميداني اللبناني، وتوقفوا مطولا عند ما يجب القيام به في حال سقوط نظام بشار الاسد، والخطوات الواجب اتخاذها من اجل تفعيل الامساك بالشارع المسيحي والمناطق المسيحية.

وأضافت المعلومات ان الوزير باسيل عمد الى توزيع المهام الامنية والعسكرية على قيادات "تيار عمّه"، فضلا عن التوجيهات اللازمة للإمساك بالارض، وتفعيل عناصر المراقبة والرصد للتحركات الميدانية التي يقوم بها "الخصوم"، وتكليف مجموعة عمل للتنسيق مع عناصر حزب الله خصوصا في مناطق "عين الرمانة - الحدث" التي هي على تماس مع الضاحية الجنوبية.

زحلة أيضاً..

وتضيف المعلومات ان باسيل اوكل ايضا الى راجي معلوف مهمة التنسيق والاشراف على العناصر العونية العسكرية والامنية في البقاع عامةً، وزحلة خصوصا.

 

كسروان: مفاجأة اللحظة الأخيرة قد تقلب كل المشهد

كلير شكر، السبت 17 تشرين الثاني 2012/لبنان الآن

على "الزفت الأسود" تتنافس القوى السياسية في كسروان، كي تبيّض وجهها مع الناخبين. "البحص النفطيّ" يُنثر على كل طرقات القضاء الماروني وأزقته، حتى المواقف الخاصة بالسيارات، نالت حصّتها من "نِعم" وزارة الأشغال العامة. اختارت القوى المسيحية المتنافسة توقيتاً ذهبياً لتوزّع شاحنات "البلاط الأسود"، لأنّها لا تريد لهذه الفرصة أن تمرّ مرور الكرام، من دون "أثمان" تقبض في الحال، على أن تظهر نتائجها في صناديق الاقتراع. باستثناء "تسونامي الزفت"، لا جديد على الأرض الكسروانية. حركة الترشيحات لم تشهد أي مفاجأة بارزة، كما حركة المرشحين، لا نقلات نوعية على رقعة شطرنج مارونية بامتياز. وحدها الشائعات تسري على أرض البطريركية، تتنقل من جبهة إلى أخرى، تسري كالنار في الهشيم، وترفع من حدّة التسؤلات. أما اغتيال اللواء وسام الحسن فقد يزيد الصورة الكسروانية ضبابية. لماذا؟ يقول خصوم قوى 14 آذار إنه كان للواء الحسن دور دقيق جداً في تجميع "الأضداد" ضمن تفاهم واحد، ذلك لأن الرجل كان يملك القدرة على تذليل العقبات بين مكونات اللائحة الافتراضية لقوى 14 آّذار، والتي تراهن عليها المعارضة لتسجيل خرق في لائحة "التيار الوطني الحر" بقيادة العماد ميشال عون، إن لم نقل إسقاطها بكامل عديدها.

واذا كان معلوما أن فرصة قوى 14 آّذار الوحيدة، لتوجيه ضربة قاضية للائحة البرتقالية، هي من خلال تجميع المستقلين، خصوم "التيار الوطني الحر" في لائحة واحدة مدعومة من مسيحيي 14 آّذار، وتحديداً "القوات" و"الكتائب" و"الكتلة الوطنية". فهل لا تزال المهمة سهلة؟ يراهن العماد ميشال عون على شبكة المصالح العنكبوتية التي ترفع الحواجز أمام خصومه المتنوعي التوجهات السياسية، ويدرك تماماً أنّ هؤلاء ينتظرون بعضهم "على الكوع" وحتى اللحظة تسود بينهم قلّة الثقة، وترفع من منسوب التوتر لديهم. أبرز المستجدات المتداولة بين القوى الكسروانية، هي رسائل الغزل التي تصل إلى الرابية، باعتراف ناسها، كما خصومهم، من جانب شخصيات مستقلة يفترض أنّها تتحضّر لتستقلّ قطار قوى 14 آذار، لكنها غير مطمئنة إلى سير الأمور، لا سيما وأّنّ الوقت يمر بسرعة، مدركة أنّه ليس لصالحها. ولذلك تحاول أن لا تقطع "شعرة معاوية" مع الفريق الآخر الذي تعرف مدى حاجته إلى "قيمة مضافة" تنقذه من احتمالات الفشل، التي صارت واردة.

ورقة مفاجأة اللحظة الأخيرة، لا ينكر العماد عون وجودها. إذ يقول في صالونه أّنه على استعداد لخطوة قد تكون "ضربة معلم" ستغيّر كل المشهد الكسرواني. ةقد يلجأ إليها في حال نجح خصومه في زركه في "بيت اليك"، أي إذا ما تمكنوا من تخطي خلافاتهم والاصطفاف في لائحة واحدة. ويتردد في هذا السياق، أنه صار محتملاً أنّ تستضيف "اللائحة البرتقالية" مرشحين قد يشكل انضمامهم مفاجأة من العيار الثقيل، لا سيما وأنّ هؤلاء محسوبون حتى اللحظة، على لائحة قوى 14 آذار. وهذا الخيار غير محصور بمرشح واحد، لا بل بأكثر من مرشح. ولا تتردّد شخصية من قوى 14 آذار في التأكيد أن فريقها بات يحسب الحساب لامكانية تعرّضه لطعنة في الظهر قد توقعه أرضاً. وفي موازاة هذا "السيناريو الانقلابي" الذي يقول أحد المعنيين، إنّه أكثر من واقعي، ومطروح بقوة، يواصل المرشحون الأساسيون حركتهم على الأرض. وسام بارودي لم يتنازل عن مشروعه الترشيحي، ويواظب على استقبال الناخبين في دارته الكسروانية. زياد بارود لم يحسم خياره بالترشح لكنّ اسمه متداول بين مرشحي الصف الأول، ويقول من يعرفه إنّ وزير الداخلية السابق أقرب إلى الرابية من معراب. المرشّح "العوني" روجيه عازار ترتفع أسهمه لدى العماد عون، فتراه ممثلاً للجنرال في الكثير من المناسبات الكسروانية. "القوات" لم تقرر بعد هوية "البطل" الذي ستخوض بواسطته المعركة الأشرس في جبل لبنان، فيما تحصر الكتائب خياراتها بين سليم الصايغ وشاكر سلامة، مع العلم أن سجعان قزي هو الذي يتبوأ استطلاعات الرأي، حتى تلك المستقلة.تخمة الترشيحات الكسروانية ليست غريبة على أحد، الأمر الذي قد يؤدي إلى ولادة لائحة ثالثة، كما يقول المتابعون، لكنها لن تؤثر بطبيعة الحال على الحالة العونية، وإنّما على الحالة الآذارية. فماذا ستخبئ صندوقة كسروان للفرجة؟

 

إده: حزب الله سيتحالف مع اسرائيل يوم تسقط سوريا

شدّد عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده على أنّ "حزب الله" ينفّذ سياسة إيران في لبنان"، مشيراً إلى أنّ "لبنان تحت احتلال ايراني لأنّ السياسة في البلد تصبّ في مصلحة دولة أجنبيّة". إده، وفي حديث إلى قناة الـ"mtv " اعتبر أنّ "من الطبيعي أن يؤدي تبربر السلاح غير الشرعي بيد "حزب الله" إلى تبري أيّ سلاح مقاومة قد ينشأ بين أطراف الدولة اللبنانية"، مضيفاً "هذا ما نسمعه اليوم على لسان (إمام مسجد بلال بن رباح) الشيخ أحمد الاسير". وفي هذا الإطار، أكّد إده أنّه "من الضروري تقوية سلاح الدولة كي لا يبقى لأحد عذر بالتسلّح". وفي ملف الانتخابات النيابية، أشار إده إلى أنّه "من الأفضل أن تشرف عليها حكومة جدية وليس الحاليّة". ومن جهة أخرى، لفت إلى أنّه "يوم تسقط سوريا، سيصبح هناك تنسيق بين "حزب الله" وإسرائيل"، "موضحاً أنّ "هذا الأمر (التحالف مع إسرائيل) ليس جديداً فسابقاً جرى تعاون بين إسرائيل وإيران في الموضوع العراقي". وتابع قائلا:" أنا مع الاعتراف بـ"الائتلاف السوري" ".(رصد NOW)

 

المشنوق في مخيم اعتصام طرابلس: من يزرع السلاح يحصد الرصاص ومستمرةن في النضال السلمي وصولاً الى العصيان المدني

 المستقبل/أعلن عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب نهاد المشنوق "اننا لن نقبل ان نكون مواطنين من الدرجة الثانية في هذه الدولة اللبنانية"، لافتا الى "اننا طالبنا بضم السلاح الى الدولة، فقلبوا المعادلة حيث يريدون ضم الدولة الى السلاح تحت عنوان المقاومة". وأكد "اننا مستمرون في نضالنا السلمي وصولاً الى العصيان المدني، رافضين السلاح غير الشرعي والمذهبية، بدل ان نتحوّل الى عدّاد للشهداء، ومن يزرع السلاح يحصد الرصاص". وتوجه الى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالقول: "استقل، استقل، استقل. وعد الى وطنيتك بدل ان تخرج جثة سياسية مع (الرئيس السوري) بشار الأسد".

كلام المشنوق جاء في ندوة نظمها "تيار المستقبل" في الشمال في مخيم الاعتصام في طرابلس اول من امس، حضرها النواب: محمد كبارة وخالد ضاهر ومعين المرعبي ومنسق "تيار المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش وحشد من ابناء المدينة والجوار قدر بألف شخص.

واعتبر المشنوق "اننا لا نرغب فقط بتغيير النظام السوري بل نعمل على ذلك بكل ما لدينا من سلاح الموقف ومن مساعدات انسانية لأن في التغيير مصلحة للبنان"، وقال: "هذا شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها". ولفت الى ان "تاريخ طرابلس هو تاريخ الوقوف الى جانب الشعوب العربية من الثورة الجزائرية الى ثورة فلسطين، والثورة المصرية اما اليوم فهو تاريخ الوقوف الى جانب الثورة السورية".

وقال: "لقد اخذ على ابو العبد كبارة سابقا قوله ان طرابلس هي عاصمة السنة، وانا اقول ان طرابلس هي قلب السنة، وبما ان القلب على الشمال فهي القلب". واضاف: "لقد علمنا علماؤنا ان اهل السنة هم اهل الامة وبالتالي هم قادرون على استيعاب الجميع والتفاهم معهم، ولا يعيشون الا مع كل الناس من كل الطوائف والمذاهب ومن كل الاتجاهات ضمن اطار الدولة الجامعة".

وتناول باسهاب الوضع في غزة، فقال: "لقد طغت الاحداث علينا، فانتقلنا من طرابلس الى غزة في جنوب فلسطين، ليس غريبا او جديدا العدوان الاسرائيلي على غزة وليس غريبا او جديدا ايضا نضال الشعب الفلسطيني". ولاحظ ان "غزة التي تقاوم العدوان الاسرائيلي وترد الصاع صاعين هي المنطقة التي عاشت 60 سنة تحت الاحتلال وخضعت قبلها لوصاية مصرية وبقيت على صمودها ونضالها".

ورأى ان "هناك نوع آخر من النضال يقوم به الرئيس محمود عباس، وهو سعيه لتثبيت دولة فلسطين كمندوب مراقب في الامم المتحدة"، مستغربا "المواجهة الاميركية والغربية لهذا الطلب الذي هو اقوى من السلاح الاسرائيلي"، كاشفا ان "اميركا تهدد كل يوم "اننا لا نقبل بهذا الامر وممنوع". وحيّا الرئيس المصري محمد مرسي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز "اللذين يدعمان ويؤيدان الطلب الفلسطيني في الامم المتحدة، فضلا عن انهما يدعمان ويؤيدان رفع العدوان والظلم عن الشعب الفلسطيني في غزة ورام الله". ولفت الى ان "الاعتداء الاسرائيلي على غزة يتزامن مع اعتداء جيش النظام السوري ضد الشعب السوري".

وقال: "نرى الطيران السوري يقصف شعبه وناسه في الشام وحمص ودرعا وحماه ومعرة النعمان وسراقب، ولم نر اي من هذه الطائرات ردت اعتداء عن اهل غزة ولا عن سوريا ولبنان"، معتبرا ان "مهمة هذه الطائرات منذ العام 1973 هي قهر الشعب السوري واذلاله". وتابع: "هذا النظام لا مهمة لديه غير ان يقهر ويمنع شعبه من حريته وكرامته وعدالته وحقه في التعبير"، مؤكدا ان "الشعب السوري العظيم يقاتل ويناضل وسيستمر حتى يتحقق له النصر ان شاء الله". وأردف: "اننا مستمرون في نضالنا السلمي وصولاً الى العصيان المدني، رافضين السلاح غير الشرعي والمذهبية، بدل ان نتحوّل الى عدّاد للشهداء. ومن يزرع السلاح يحصد الرصاص". وسرد "مراحل تسلم الرئيس ميقاتي للحكومة الجديدة"، شارحا كيف ان 23 نائبا سنيا من اصل 27 نائبا لم يسموا الرئيس ميقاتي لتسلم رئاسة الحكومة ومع ذلك قبل بالتكليف"، لافتا الى ان "التكليف لم يكن من اهله ومن طائفته في نظام طائفي". وتناول مرحلة تأليفه الحكومة التي استغرقت اكثر من ستة اشهر وتزامنت مع انبلاج الثورة السورية.

واكد ان "المندوب السوري في الامم المتحدة هاجم قطر والسعودية و"تيار المستقبل" فلم ينبت الرئيس نجيب ميقاتي ببنت شفة، فخرج العرب من لبنان". وقال: "في المرحلة الثانية صدر عن المحكمة الدولية قرار يتهم فيه 4 من عناصر "حزب الله" بالتورط في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فلم يكن هناك اي رد فعل من الحكومة بالسياسة، ولماذا بقي الرئيس ميقاتي ينسق مع وزراء "حزب الله" ويجتمع بهم وكأن شيئا لم يكن؟". اضاف: "اما في المرحلة الثالثة اتخذت كل الدول العربية باستثناء الجزائر موقفا مؤيدا للثورة السورية لكن لبنان نأى بنفسه". وقال: "هناك 72 اعتداء على الاراضي اللبنانية من قبل جيش النظام السوري، ونرى وزير الخارجية يذهب الى الامم المتحدة والى الجامعة العربية والى كل مكان داعما للنظام السوري"، مشيرا الى ان "سياسة النأي بالنفس لم تكن امرا طبيعيا فيما خص الجرائم التي ترتكب بحق شعب اعزل". وتابع: "وفي المرحلة الرابعة اغتيل اللواء الشهيد وسام الحسن ماذا قال الرئيس ميقاتي، اولا قال ان الجريمة ترتبط بملف التفجير المسؤول عنه ميشال سماحة والمسؤول الامني الاول في النظام السوري علي المملوك. وثانيا، قال من امام قصر بعبدا ان طائفتي مستهدفة. وهرب حتى من تحويل الجريمة الى التحقيق الدولي".

ورأى ان "ميقاتي لم يستطع الرد بالسياسة"، موضحاً ان "ما حصل هو خيانة لطرابلس وللاصوات التي اعطيت الرئيس ميقاتي". وقال: "اقسم انني لا اقول هذا الكلام للاعتداء عليه"، مضيفا: "ان ميقاتي يمارس النأي بالنفس عن وعوده، وسأل لطالما يعلم الرئيس ميقاتي وضع الخزينة لماذا اقرار سلسلة الرتب والرواتب والتلطي وراء حاكم مصرف لبنان الذي يحذر من التضخم في حال اقرار هذه السلسلة لان الخزينة لا تتحمل"، مؤكدا انه "ازاء كل هذا طلبنا باستقالة الحكومة"، كاشفا ان "فريق 14 آذار لن يذهب الى طاولة الحوار الا بعد اسقاط هذه الحكومة". موجها كلامه للرئيس ميقاتي: "استقل، استقل، استقل. وعد الى وطنيتك بدل ان تخرج جثة سياسية مع بشار الأسد". ولفت الى ان "هناك من يعترض على الاعتصام في بيروت وطرابلس"، مؤكدا "اننا لن نسكت ولن نخفض صوتنا". وقال: "من ينزعج فالينزعج لانه لا خيار لدينا، الآخرين لم يتركوا لنا سبيلا للهدوء والحوار والمشاركة والتفاوض، وآخر النصوص خطاب (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد نصرالله الذي اعتبره اعتداء على كرامة معظم اللبنانيين".

 

مآزق "حزب الله"

احمد عياش/النهار

القول المأثور للإمام علي "إذا أقبلت الدنيا على احد اعارته محاسن غيره وإذا ادبرت عنه سلبته محاسن نفسه" يكاد يتطابق اليوم مع حال "حزب الله" وحليفيه النظامين السوري والايراني. فما جرى في غزة ولا يزال يؤكد ان الدنيا في حال ادبار عن الحال المسماة ممانعة أو مقاومة لا فرق. وإلاّ فان فرصة "حزب الله" الذي كان يعتاش ولا يزال من القضية الفلسطينية لاحت في المواجهة البطولية التي خاضتها غزة ضد اسرائيل. وهي تقتضي في أضعف الاحوال ان يقوم الحزب بعمل تذكيري عبر الحدود الجنوبية ليقول لاخوانه في غزة انا هنا اناصركم. لكن شيئاً من هذا لم يحصل. وبالتالي انضم فصيل ولي الفقيه اللبناني الى جوقة النضال الصوتي فلا نرى من اصحابها طحيناً. من يدقق في الأمور سيجد ان "حزب الله" المنهمك في الصراع بسوريا والمنخرط برجاله وعتاده الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد غارق في أم المآزق. فكيف يستطيع وهو على هذه الحال ان ينصر فلسطين واهلها فيما هو متورط في دماء الشعب السوري الذي يسيل على يد الطاغية السوري؟ أما الاسد الذي يحرّك طائراته ليلاً ونهاراً ليقتل الشعب السوري ويدمر سوريا فلم يجد وقتاً ليوجه ولو طائرة واحدة لتلقي حمولتها على مرتفعات الجولان السوري المحتل حيث ينعم الاحتلال الاسرائيلي منذ نحو 40 عاماً بالاستقرار الذي لا مثيل له في الشرق الاوسط. واذا كان الاقربون أولى بالمعروف فان لبنان الذي منح "حزب الله" فرصة الحياة لم ينل منه ما يرد بعضاً من الجميل. وها هو اليوم يقف متهماً في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه فيما الشبهات تدور حوله في جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن. والايام ستكشف الكثير من الاسرار حول سائر الجرائم التي هزت لبنان عقاباً لشعبه على عدم الامتثال للمحور الايراني – السوري منذ العام 2004. اما الفساد الذي أصبح صفة لازمة للحزب فهو يمثل الانهيار الاخلاقي الذي اصابه ونخر سوسه كيانه. ففضيحة تزوير معاملات الادوية ومصانع مخدرات البنتاغون والنهب لموارد الدولة في المرفأ والمطار وغيرها الكثير الكثير من التفاصيل التي يتداولها الناس هي من علامات النهاية لمشروع السيطرة الايرانية على لبنان. لكن المفارقة في هذا المسار هي افلات الحزب من العقاب حتى الآن ولو في القضايا التي تأتي في مرتبة ادنى من الاغتيالات. وكم سيكون مدهشاً ان نسمع او نرى ان متهماً بفضائح المال والمخدرات والادوية قد وقع في قبضة العدالة. إلا ان الواقع ينفي إمكان حدوث هذه "المعجزة!".

لم يكتف الامين العام للحزب في اطلالته الاخيرة بتجاهل هذه المآزق بل روّج ملفاً ملفّقاً حول العاملين على النفخ في نار الفتنة السنية – الشيعية. ويشي اتهامه للدكتور سمير جعجع بإثارة هذه الفتنة بأن "حزب الله" يدبر شيئاً ضد جعجع الذي حالفه التوفيق في رد الاتهام. مع العلم ان حليف نصرالله النائب ميشال عون هو صاحب الرقم القياسي في الهجوم على السنّة بلبنان.

 

نهاية حكومة ميقاتي

علي حماده/النهار

يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يلبي دعوة لزيارة رسمية الى فرنسا. كان الحدث ليكون استثنائيا لولا التطورات الاخيرة التي اعقبت اغتيال اللواء وسام الحسن. فالزيارة التي طال انتظارها شهورا عدة اتت بعد جهد جهيد عمل خلالها ميقاتي بقوة عبر لوبي يعمل لديه مؤلف من موظفين دوليين معروفين، وبعض الديبلوماسيين المعتمدين في لبنان. وقد تقررت الزيارة في ايلول الماضي على قاعدة ان الانفتاح الدولي على ميقاتي هو اهون الشرين، وعلى قاعدة وعود لا نهاية لها يقدمها الاخير للاميركيين والاوروبيين ومفادها انه يقف ورئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط في وجه تمدد "حزب الله" ويمنعه من السيطرة على البلاد، او الانزلاق نحو توتير الاوضاع. ورافق هذه الوعود التي نقلها ديبلوماسيون اوروبيون في لبنان، وموظفون دوليون مرموقون تأكيدات من ميقاتي جاء بعضها في شكل تصريحات صحافية بأنه قطع كل علاقة مع بشار الاسد والنظام السوري. ومعروف ان ميقاتي سبق ان اقسم امام مسؤولين خليجيين انه قطع كل علاقة مع بشار وان الامر كلفه كثيرا اقله من الناحية المادية ! نجح ميقاتي في احداث اختراق في الجدار الذي واجهه منذ تكليفه مع تمكنه من اقناع مسؤول كبير في الادارة الاميركية انه يقوم بخطوات ما كان سعد الحريري ليتمكن منها لو كان رئيسا للحكومة. ومن الاختراق في واشنطن ثم في اعلى المستويات في الامم المتحدة، وصل ميقاتي الى باريس المعتبرة مفتاحا معنويا وسياسيا كبيرا لمطلق اي رئيس للحكومة، وبوابة لأوروبا تفوق لندن اهمية. تقررت الزيارة على خلفية اقتناع بأن ميقاتي وان يكن تمثيله الشعبي والطائفي هزيلا، يمثل افضل الممكن راهنا طالما انه يبتعد من الناحية العملية عن النظام السوري، ومعه "حزب الله".

ومع الوقت بدا ان الحكومة قادرة في ظل الانشغال الدولي والعربي بالوضع السوري على ان تعمر حتى موعد الانتخابات المقبلة. لكن اغتيال اللواء وسام الحسن جاء ليغير في الحسابات. فقوى الرابع عشر من آذار التي اصابها خلال شهور طويلة وهن وتبلد مع الحكومة، انتفضت ورفضت البقاء في غرفة الانتظار في الوقت الذي تدفع هي اغلى الاثمان، ويتآكل رصيدها جراء قبولها بحالة "الستاتيكو". وللمرة الاولى منذ ثماني سنوات تصطدم ١٤ آذار بالموقف الدولي ولا سيما الاميركي والفرنسي،  على قاعدة ان بقاء حكومة ميقاتي يمنح "حزب الله" الفرصة الذهبية لاستكمال السيطرة على المؤسسات.ثم جرى اقناع عواصم القرار بأن ميقاتي يناور في ما يدلي به من كلام سلبي عن بشار الاسد و"حزب الله" في الكواليس، هنا حصل تحول في الموقف الدولي ليلاقي الفكرة القائلة بضرورة تغيير الحكومة الحالية لانها ستفجر البلد بسبب الاحتقان الذي تتسبب به على الارض. ولذلك فإن زيارة باريس مطلع الاسبوع هي زيارة يقوم بها موقع رئاسة الحكومة اكثر مما هي زيارة نجيب ميقاتي نفسه لان الحكومة، وبحسب مصادر ديبلوماسية متقاطعة، انتهت دوليا والبحث الآن عن صورة البديل.

 

النائب فادي كرم أكد رهان "القوات" على الدولة ومؤسساتها الأمنية

وطنية - أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم أمام وفود زارته في مكتبه في كفرصالون - الكورة استنكارا للاعتداء على أحد مرافقيه، أن "القوات اللبنانية كلما تعرضت للاعتداء تهب لتدافع عن نفسها وتضغط على الدولة كي تقوم بواجباتها، لأنها مؤمنة جدا بالدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية، ونحن نطالبها بأخذ دورها، واليوم فعلا تقوم بدورها تجاه هذا الموضوع بعد أن اتخذت الموضوع بكل جدية". وتابع: "المتجرئون اليوم على مد يدهم على القوات اللبنانية هم زعران لكن لم يعلموا أن القوات اللبنانية وأبناء أنفة شجعان، هم غدارون وهم كالفئران يقومون بفعلتهم ويختبئون، بيد اننا سنكشفهم والدولة بكل أجهزتها ستأخذ لنا حقنا ونحن بانتظار ذلك وعندها لكل حادث حديث". وأشار رداً على سؤال أن" الحادثة موجهة بالدرجة الأولى الى القوات اللبنانية وخطها في الكورة ومن قام بضرب الشاب تفوه بألفاظ نابية وشتائم وتهديد بحقي وبحق الرئيس النائب فريد مكاري وطبعا نحن لن نسكت عن هذا الكلام". وعما اذا كانت الحادثة ردا على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي شهدتها الكورة يقول: "ما من شك بأنهم سيدركون حجم القوات وقوى الرابع عشر من آذار في الكورة وفي كل لبنان وهم يسعون الى ضربنا، لكنهم لن ينجحوا اليوم كما لم ينجحوا في السابق، البلد يتسع للجميع وعلينا أن نعيش فيه جميعنا، هي الحادثة الثالثة وهذا لم يعد مقبولا". واضاف: "هناك محاولات ومجازر ترتكب بحق الموظفين ان لجهة نقلهم من مراكز عملهم أو لجهة اعفائهم بطريقة غير صحيحة، كما عمدوا الى توظيف عدد كبير من مناصريهم بهدف تعزيز مواقعهم في الانتخابات النيابية المقبلة". وعن كيفية حصول الحادث والتعدي على مرافقه عزيز خليل دريق يقول كرم: "أن زعران من بعض أحزاب قوى 8 آذار كمنوا لمرافقي عزيز الذي كان في بلدته وشارعه أنفة وابرحوه ضربا مكررين المحاولة بهدف قتله مما استدعى نقله الى المستشفى وهذا التصرف أضعه أمام الراي العام بكامله، نحن نعرف من ضربه ومن يقف وراءهم معروف أيضا لدينا ولدى الأجهزة الأمنية". بعد ذلك زار وفد من الشباب القواتيين يتقدمهم منسق القوات في الكورة رشاد نقولا المرافق عزيز في مستشفى البرجي في أميون.

 

أحمد الحريري من طرابلس: هدفنا اسقاط الحكومة

وطنية - زار الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري مخيم الاعتصام الكائن أمام منزل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس، حيث كان في استقباله عضو المكتب السياسي في التيار ومنسق عام طرابلس مصطفى علوش، أعضاء مجلس المنسقية بالاضافة الى أعضاء اللجان التنظيمية في المخيم. وقال في تصريح على هامش الزيارة:" قمت اليوم بزيارة مفاجئة الى مخيم الاعتصام لتفقده والاطلاع على اجتماعات اللجان التنظيمية التي تحصل بصورة مستمرة لمتابعة كل التفاصيل الميدانية واللوجستية المتعلقة بالاعتصام". وأوضح أن "هذا الاعتصام هو صرخة مدوية لاسقاط الحكومة، لأننا نعتبر أنفسنا جزءا أساسيا من الربيع العربي، ولنا الحق بالمطالبة باسقاطها"، مشيرا الى ان "الحراك السياسي الذي نظمناه في مخيمي بيروت وطرابلس جاء بلحظة سياسية وشرارة ميدانية معينة وسيكبر أكثر فأكثر مع الوقت ليصل الى النتيجة المتوخاة منه". وأكد أن "مدينة طرابلس عزيزة على قلوبنا"، معتبرا أن "التحرك الميداني الذي نقوم به هنا هو بداية ونقطة الانطلاق لتحريك الماكينة التابعة لقوى 14 آذار وتيار المستقبل، إن كان لناحية إسقاط الحكومة، أو لناحية الاستحقاقات المقبلة باعتبار أن معركة الانتخابات النيابية في العام 2013 عموما والتي ستحصل في طرابلس على الأخص هي المعركة الأساس والأم والتي ستحدد مصير ووجه لبنان". واعتبر أن "الجهد المشكور الذي يبذل لتنظيم هذا الاعتصام هدفه إظهار وحدة قوى "14 آذار" وكل القوى المحلية وقوى المجتمع المدني التي تتفق مع طروحات وأفكار "تيار المستقبل" و14 آذار".

وختم: "مع مرور الأسابيع المقبلة سنحقق الهدف المرجو من هذا الحراك، وسنكتشف العديد من الطاقات الشابة التي من الممكن أن تصبح مع الوقت من كوادر "تيار المستقبل" أو المجتمع المدني داخل طرابلس". وكان أحمد الحريري قد مثل الرئيس سعد الحريري في حفل عقد قران كريمة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار في فندق الكواليتي - إن في طرابلس.

 

حصر البحث الحكومي بالحلول الأمنية يكشف مدى انسداد أفق الحل للمأزق السياسي

بيروت - «الحياة»

يعتقد مصدر بارز في الأكثرية بأن الأوضاع في لبنان تتجه الى مزيد من التأزم نتيجة غياب أي مخرج للأزمة السياسية التي يعيشها، والتي تعمّقت نتيجة اغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن، الذي يمضي عليه اليوم شهر بالتمام. فلا الفريق الذي يعتبر أن الحل باستقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تنفيس للاحتقان، قادر على دفع الأخير الى التنحي، ولا القوى الفاعلة والرئيسة في الحكومة، لا سيما «حزب الله» تقبل باستقالة هذه الحكومة، لا سيما بعد إعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الاثنين الماضي أن الحكومة باقية، وأرفق ذلك بمواقف متشددة إزاء قوى المعارضة، ما يفيد بأن أفق الحل السياسي ما زال مسدوداً، وهذا ما يفسر احتلال السجال بين أحد رموز المجموعات السلفية إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير وبين «حزب الله» وحلفائه حيزاً أساسياً من الاهتمام في غياب أي مبادرة أو تفاهم بين القوى الرئيسة على المعالجات الفعلية للتأزم. وفي وقت تستمر «قوى 14 آذار» في بذل المساعي لدى القوى الخارجية التي دعمت بقاء الحكومة خشية من الفراغ، من أجل تعديل موقفها من حكومة ميقاتي، مراهنة على أن يؤدي تعديل لهجتها بدعم التفاهم على حكومة جديدة بدل إصرارها على بقاء الحالية، وأن يؤدي ذلك بميقاتي الى العودة عن إصراره على الاستمرار في السلطة، فإن فريق الأكثرية على قراءته بأن المجتمع الدولي يريد الاستقرار الذي يؤدي رحيل الحكومة الى تقويضه. بل ان هذا الفريق مرر رسائل عدة بأن التفاوض على الحكومة المقبلة له ثمن، ويجب أن يشمل التفاهم معه عليها وعلى قانون الانتخاب والانتخابات بذاتها وعلى ما بعدها. وهذا التباعد بين الفريقين هو امتداد طبيعي للخلاف في شأن الوضع الإقليمي، لا سيما الأزمة السورية، على رغم أن حرب غزة أظهرت تقارباً في ردود الفعل على الهجوم الإسرائيلي الجديد. ويشترك مصدر وزاري مع المصدر السياسي البارز في الأكثرية في توقع المزيد من التأزم، بغياب المعالجات السياسية، لا سيما أن رموز الأكثرية تتعامل مع تداعيات اغتيال اللواء الحسن على أنه حدث أمني، ومع مظاهر الاحتقان في البلد التي تنتج حوادث أمنية كالذي حصل في المواجهة بين «حزب الله» وبين أنصار الأسير الأحد الماضي في صيدا، على أن معالجاتها أمنية فقط من دون أي حساب للحاجة الى مقاربة سياسية لتداعيات الاغتيال، السياسية. ويشير المصدر السياسي الى أنه على رغم مخاطر تصاعد التشنج، فإن مناقشات جلسة مجلس الوزراء التي جرت الأربعاء الماضي تؤكد أن التركيز على الحلول الأمنية لا السياسية، وأن قوى الأكثرية تتصرف على أن اغتيال الحسن حدث قد حصل ولا انعكاسات سياسية له، وأن ما يتبعه من أحداث مثل الصدام الدموي بين الحزب والشيخ الأسير لا علاقة له بهذه الانعكاسات، كأن شيئاً لم يكن.

وفي وقائع مناقشات مجلس الوزراء أن إصرار وزير الداخلية مروان شربل على إعلان صيدا منطقة عسكرية الذي دعمه «حزب الله» وحلفاؤه، على رغم معارضة بعض الوزراء، لا سيما «جبهة النضال الوطني» التي يتزعمها النائب وليد جنبلاط، تسبب بإحراج لميقاتي الذي اضطر الى رفع صوته خلال الجلسة طالباً من شربل الإقلاع عن طرح هذه الفكرة، بعد أن كررها مرات عدة، طالما أن مجلس الدفاع الأعلى (الذي عُقد بعد ساعات) هو الذي سيبحث الموضوع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

وعلمت «الحياة» أن وزير الزراعة حسين الحاج حسن (حزب الله) بدأ الكلام بالقول إن البلد خاضع لشخص (الأسير) يتوعد ويهدد بخطاب تحريضي خارج عن المألوف ويتناول الآخرين ويسبب مشاكل أمنية ويجب اتخاذ إجراء أكبر من الذي اتخذ (نزول الجيش لضبط الوضع فور وقوع الحادث) وضرورة اتخاذ قرار يعطي الجيش دوراً أكبر، خصوصاً أن الأسير يهدد بقطع طريق الجنوب. وهذا ناجم عن فلتان سبقه تعرّض مجموعة لقوى الأمن الداخلي في بلدة عرسال، فأين هيبة الدولة؟ ففي صيدا الموضوع معرض للتفاقم والمسلحون يظهرون في طرابلس وغيرها وكذلك في صيدا. وتبعه الوزير نقولا فتوش معتبراً الأسير خارجاً عن القانون يجب اتخاذ إجراء ضده من مجلس الوزراء. فدعوته الى حمل السلاح جناية ويفترض أن تصدر في حق من يحمل السلاح مذكرة توقيف، فهو ليس سلاحاً كسلاح المقاومة وطرابلس مشلولة بسبب السلاح وكذلك صيدا. والأسير جعل البلد أسيراً لمواقفه ضد المقاومة.

وقال الوزير شربل: «قبل 3 أشهر (حين أقام الأسير اعتصامه ضد سلاح حزب الله) عالجنا الموضوع بطريقة خاطئة ونتيجة ذلك صار لديه مؤيدون في مناطق عدة. وأنا أمسك بسبب الوضع الأمني في صيدا جمرة في يدي. ونحن تدخلنا والجماعة (حزب الله) أزالوا اللافتات وسحبوا الصور (التي كان الأسير ينوي إزالتها فوقع الصدام)، لكنه ما زال يصعّد وأنا أقول لكم إن من صيدا ينطلق السلم الأهلي أو الحرب الداخلية. ويجب أخذ قرار بإعلان منطقة عسكرية في المدينة ووضع القوى الأمنية بتصرف الجيش».

وتحدث عدد من الوزراء مؤيدين فكرة إعلان صيدا منطقة عسكرية وإصدار مذكرات توقيف قضائية في حق الأسير وجماعته وتحميل القضاء مسؤوليته في هذا المجال. وتحدث ميقاتي مؤكداً أن الجيش عالج الوضع على الصعيد الأمني استناداً الى قرارات سابقة مكلف بموجبها حفظ الأمن «وليأخذ القضاء قراراته في متابعة الأمر». فردّ عليه وزير العدل شكيب قرطباوي قائلاً إن النائب العام في صيدا القاضي سميح الحاج والنائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي يتحملان مسؤوليتهما «لكن لماذا توضع المسؤولية عند القضاء في وقت هناك أحياناً محاذير سياسية أمام بعض الخطوات؟».

وهاجم وزير الدولة علي قانصو الأسير مذكراً بحملة الأخير على الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: «بات يعتبر نفسه ضمن غيتو. ومشروعه يستهدف المقاومة التي تحمّلت الكثير منه». وأضاف: «لكن لا أحد قادر على ضبط الشارع إزاء ما يقوم به ولا نعرف في أي ساعة وأي مكان يحصل انفجار». وانتهى الى التشديد على ضرورة إعلان صيدا منطقة عسكرية.

وفيما عارض وزير البيئة ناظم الخوري هذا الاقتراح داعياً الى انتظار مقررات مجلس الدفاع، قال وزير الدفاع فايز غصن إن الجيش جاهز لتنفيذ أوامر السلطة السياسية. ثم عاد شربل الى اقتراحه بالمنطقة العسكرية، بينما دعا وزير العمل سليم جريصاتي الى التنبه من تأثير إعلان صيدا منطقة عسكرية على القرار الدولي 1701. ودعا وزير الدولة مروان خير الدين الى إبلاغ الأسير مواقف حاسمة تحت الطاولة وفوق الطاولة حتى يتوقف عن تحركاته لأن وضع البلد لا يحمل الاستمرار على هذه الحال.

وتواصل السجال حول المنطقة العسكرية ودور القضاء، فقال وزير الطاقة جبران باسيل: «هل ننتظر من قاضٍ أن يأخذ إجراء فيما الحكومة لا تأخذ قراراً؟ نحن مع مبدأ إعلان صيدا منطقة عسكرية وغيرها كذلك كي لا تفلت الأمور».

وأثناء المناقشة، تلقى الوزير الحاج حسن اتصالاً وعاد ليقول إن الأسير يحشد أنصاره ويدعو للتسلح والنزول بالسلاح في المدينة. فردّ ميقاتي: «من ضمن قرارات الحكومة السابقة الجيش مكلف بمنع السلاح والمسلحين ويمكنه تنفيذه»، فردّ وزير الثقافة غابي ليون: «ومن يدعو الى التسلح ماذا نقول له؟».

وقال وزراء جبهة النضال الوطني أن الموضوع ليس موضوع منطقة عسكرية، إذ سبق للجيش والقوى الأمنية أن تعاملوا مع حالات مشابهة، «المهم ضبط الأمن، ولو تم التعاطي مع تحركات الأسير سابقاً بحزم لكانت الأمور مختلفة. والجيش لديه أوامر بالتعامل معه إذا حصلت مشكلة، وكلما يعالج حادث يظهر آخر في منطقة أخرى. الوضع يحتاج الى مبادرات سياسية لتنفيس الاحتقان الحاصل نتيجة انسداد الأفق السياسي». وهنا قدم وزير التنمية الإدارية محمد فنيش مداخلة طويلة قال فيها: «إذا كانت المنطقة العسكرية فكرة غير ناضجة كنا نتمنى عدم طرحها حتى لا نظهر مختلفين». وأضاف: «القضاء لا يستطيع أخذ قرار لأن لا غطاء سياسياً والجيش يحتاج للتحرك الى غطاء سياسي يتطلب اتصالات هي مقطوعة». وأكد أن الأسير «يتحرك ويهدد بدخول بيوت الناس ويلوّح بمنع احياء عاشوراء ويريد إزالة شعارات ويشيّع قتلاه بالسلاح ويدفنهم في المكان الذي يريد، ويلوح بقطع طريق الجنوب، وعدم الوضوح عندنا هو الذي يسيطر حول كيفية التعامل. وإذا لم تصدر في حقه مذكرة توقيف ويوضع عند حده فنحن لا ندري ماذا سيجري لاحقاً».

ودعا وزير الصحة علي حسن خليل الى منع المظاهر المسلحة «والمهم ألا تحصل مشاكل جديدة وأن تحصل اتصالات سياسية بموازاة ذلك. سبق لمجلس الوزراء أن اتخذ قرارات برئاستك دولة الرئيس ونقترح تأكيدها والطلب من الأجهزة الأمنية التشدد في تنفيذها».

وإذ طلب وزير المال محمد الصفدي عدم اتخاذ أي قرار طالما أن المجلس الأعلى للدفاع سيجتمع، قال وزير الأشغال غازي العريضي: «عشنا الحرب ولها قواعد ولا حرب نظيفة، بل وسخة في كل حال. لكن الأخطر هو مخاطر الانزلاق الآن الى الفوضى ومن خلالها الى الفتنة ويبدو أمام ما يجري أننا مقبلون على أيام سود إذا استمرت الأمور على ما هي عليه».

وأضاف: «مشاكلنا الداخلية تكفي، جاءنا الحدث السوري والجرائم التي ترتكب هناك والخوف هو من التناحر المذهبي. والجميع يقول في ما يخص الأزمة السورية إن لا أحد يريد تفجيراً في لبنان لتبقى ساحة الصراع في سورية، لكننا على رغم ذلك يبدو أننا ذاهبون الى مشاكل، فالبعض من هنا ومن هناك يريد أن يقاتل في سورية ثم حين يعودون منها لن يتصافحوا. نتهم بعضنا بعضاً ونخوّن بعضنا بعضاً ونقول إن الخارج لا يريد مشكلة. وكان لافتاً أن يذهب السيد حسن نصرالله الى حد القول إن الغرب وأميركا لا يريدان تفجيراً في لبنان، وهذا كلام ليس بقليل بعد أن كان الغرب وأميركا متهمين بالتفجير».

ورأى أنه «حين نسمع من دون أن أستثني أحداً خطاباً عالي اللهجة ومنحدر المضمون في التفكير بمشاكل البلد، فلا تستغربوا الانزلاق الى الفتنة. والقصة ليست قصة الأسير. فهناك مئة أسير. نحن نخالفكم الرأي بأن هناك قاضياً لا يأخذ قراراً لأن لا توجه سياسياً بذلك. هناك جريمة استهدفت أبرز قائد أمني لبناني ومن البارزين في المنطقة وانعكاساتها غير قليلة، ولا أحد يتصرف أنه قتل وانتهت القصة. نحن في مأزق كبير. ولا أحد حياته أغلى من حياة وسام الحسن. وأنت يا دولة الرئيس تحديت وقلت إنك لن ترحل، فلماذا هناك أناس عليها أن تحمل على كتفها وآخرون لا؟ الرئيس سليمان ذهب الى حد المطالبة بالإسراع في صدور القرار الظني في قضية الوزير سماحة، فكيف يأخذ رئيس الجمهورية هذا الموقف ولدينا قاضٍ بين يديه ملف لا يبت به؟».

ودعا الى «أن يقوم كل واحد بواجبه وألا يقول إن أمنه معرّض، في وقت هناك بعض الأشخاص يذهبون ضحية الالتزام بالدولة. موضوع صيدا سياسي بالدرجة الأولى ويجب ألا نطرح قرارات انفعالية طالما هناك مجلس الدفاع الأعلى. ولدينا سابقة في عكار وطرابلس حيث عالج الجيش الأمر أمنياً والمطلوب هو التنسيق بين الأجهزة وفتح القنوات السياسية للبحث عن أي مبادرة لإنقاذ البلد، فبالعناد لا تمشي الأمور ولا بالمكابرة». وتكررت خلال الجلسة الاتصالات من خارجها التي حمل بعضها أخباراً بأن الشيخ الأسير يحشد المسلحين لقطع طريق صيدا - الجنوب، فقال الوزير الحاج حسن: «لا يمكننا أن نسمح بقطع الطريق. وأبلغكم موقفنا بصراحة وليكن بعلمكم أننا سنتصرف». وتبعه الوزير حسن خليل قائلاً: «لا أحد يحمل قطع طريق على نصف لبنان وعلى يونيفيل وعلى قوات أوروبية...». وكرر الصفدي وميقاتي استبعاد أي قرار حول صيدا في انتظار اجتماع مجلس الدفاع.

 

كندا تدعم إسرائيل بتصعيدها ضد «الإرهابيين» في غزّة

 أوتاوا -يو بي أي - عبّر رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر عن دعم إسرائيل في تصعيدها للمعركة ضد «الإرهابيين» في قطاع غزة، معبراً عن القلق من اندلاع العنف من جديد بين غزة وإسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام كندية عن هاربر قوله: «بالتأكيد نحن دائماً قلقون من هذا النوع من الاعتداءات... كنا وما زلنا في شكل واضح قلقين من وجود مجموعة إرهابية، وهي حماس، في السلطة في قطاع غزة».وأضاف: «ندين هجمات هذه المجموعة الإرهابية على إسرائيل»، معبراً عن دعم إسرائيل بالقول: «نعترف وندعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد مثل هذه الهجمات الإرهابية، لكننا بوضوح نحضّ كل الأطراف على اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب سقوط أرواح بريئة».

 

«حزب الله»: «فجر» إيران والصواريخ السورية مازالت تقوم بواجبها في مقارعة إسرائيل

بيروت - «الراي/شكّلت المراسم العاشورائية التي يحييها «حزب الله» في مختلف المناطق مناسبة لإطلاق مواقف من ملفات الساعة الداخلية ومن العدوان الاسرائيلي على غزة. وفي هذا الإطار، اعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «ما يحصل في فلسطين اليوم يؤكد نجاح وجدوى استراتيجية المقاومة»، مشدداً على أن «فلسطين ما عادت تنتظر القمم والبيانات العربية، وفجرها إنما تصنعه صواريخ «فجر» التي أسقطت منظومة القبة الحديدية وهشمتها كبيت العنكبوت بحيث باتت تل أبيب كسائر المستوطنات عرضة لسقوط الصواريخ في اي حرب مقبلة»، ومشيراً الى «أن سبب العدوان هو أن إسرائيل تريد أن تستفيد من الأزمة السورية لتبدأ بتصفية الحسابات مع أعدائها في المنطقة سواء في غزة او لبنان او سورية او ايران».

وفي سياق آخر، اعتبر رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد «أن قوى الرابع عشر من آذار لا تملك إمكان إسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي حققت انجازات لم تحققها حكومة (الريس فؤاد) السنيورة رغم ما تتعرض له من حملات وتضييق»، وقال: «لا ننكر على الفريق الآخر بعض الإيجابيات، وندعوهم إلى وضع كل الإيجابيات معا للنهوض بالبلد، ولنجلس على طاولة الحوار وإذا كان لدى هذا الفريق ما يقوله فليطرحه للمناقشة، أما إذا استمريتم بلغة التحدي والإقصاء فهذا لا ينفع ولا يُسقط حكومة بل يُسقط مَن يعمل بها».

اما النائب نواف الموسوي فرأى «ان التسليح والتخزين والتدريب وكل ما يتصل بتحصيل اسباب القوة لردع العدو الصهيوني عن استهداف لبنان، هو واجب ليس فقط على الصعيد الوطني او القومي او ما تقتضيه سلامة الوطن والشعب والدولة وانما يرقى ليكون واجبا شرعيا ينبغي أن يؤديه الفرد والجماعة»، مؤكداً أن «ما تقوم به المقاومة في لبنان من تسلح وتدريب وتخزين وما إلى ذلك إنما هو تأدية لواجب شرعي على كل مكلف (...) وإعداد القوة اللبنانية لتكون قادرة على ردع العدو الصهيوني واحباط عدوانه قبل ان يقع، ليس فقط واجباً وطنياً وانسانياً وعقلياً وقومياً إنما هو من جملة التكاليف التي ناطها الله سبحانه وتعالى بالمؤمن العزيز الذي لم يكل اليه ان يهين نفسه». من جهته سأل النائب حسن فضل الله «إذا كان صاروخ فجر «5» فعل ما فعله بالعدو فكيف بما بعد فجر «5» وماذا لو أراد أن يخوض حربا على مستوى لبنان أو المنطقة»؟، لافتاً في الشأن اللبناني إلى ان «على من لا يريد الحكومة أن يعمل وفق الأصول الدستورية والقانونية، وتستطيع المعارضة أن تسقط الحكومة في مجلس النواب أو باستقالة من يفترض باستقالته أن تؤدي إلى رحيل الحكومة، أما الصراخ والضجيج والتهويل فلا يمكن أن يغيّر المعادلة». ويذكر انه خلال اعتصام اقيم امس دعما للوحد الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي امام مقر الاسكوا في بيروت تمنى نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي من دول الربيع العربي ان «تقوم بواجباتها وان لا تكتفي بالمواقف الشاجبة والمؤيدة، ونريد المواقف العملية، واولها فتح معبر رفح». واكد ان «محور المقاومة من «فجر» ايران الى الصواريخ السورية لا زالت تقوم بواجبها في مقارعة اسرائيل».

 

واشنطن ستعرض أفكاراً لتفعيل السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية

ثريا شاهين/المستقبل/بعد نحو أسبوعين على الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز فيها المرشح الديموقراطي باراك أوباما لولاية ثانية، تكثر التوقعات حول السياسة الخارجية التي سيتسم بها حكمه. ومن المبكر لأوانه معرفة تفاصيل هذه السياسة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية بارزة في واشنطن. وتفيد هذه المصادر، ان الولاية الثانية لن تشهد تغييراً جذرياً عن السياسة الخارجية في الولاية الأولى.

ذلك لأن السياسة الخارجية تعبّر عن قناعة ما في الموقف المتخذ، وليست ناتجة عن مرحلة انتخابات فحسب. انما هذه السياسة ستفرض تطويراً في تفاصيلها تبعاً لتطورات الأمور على الأرض، ان في المسألة السورية، أو في عملية السلام على الأرض، أو في الملف النووي الإيراني وتلك هي الملفات ذات الأولوية لدى الإدارة الأميركية. ففي الموضوع الإيراني، تشير المصادر إلى ان هناك نقاشاً داخلياً حول طريقة تعامل واشنطن مع الملف. هل يتبع التفاوض أم تتبع الضربة العسكرية. لكن الاتجاه حالياً هو لتحضير عرض يقدم إلى إيران عبر التفاوض السلمي. فإما ان تقبله أو ان ترفضه، وبعد رفضه، إذا ما رفض، تصبح كل الاحتمالات واردة في أسلوب التعامل مع إيران. في الموضوع السوري، ان توحيد المعارضة في ائتلاف وطني بالغ الأهمية في سياسة واشنطن تجاه الموضوع، وهي التي عملت بكل ثقلها مع فرنسا لتوحيدها. وقد يكون هناك عمل مستقبلي على اتفاق مع روسيا، هو أكثر ما تركز عليه واشنطن. لكن بالنسبة إلى الموضوع السوري، لن تصل واشنطن إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر. السؤال الكبير يبقى إذا ما كان الأميركيون قادرون على إنجاز تسوية مع روسيا أم لا. في شأن عملية السلام، هناك انتظار أميركي للانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى بداية السنة الجديدة 2013. وفي ضوء نتائجها، التي يتوقع ان يفوز بها بنيامين نتنياهو، قد تعمد الإدارة إلى طرح أفكار جدية للتفاوض حول السلام، كل رئيس أميركي يرغب في ان ينهي عهده بإنجازات مهمة على الصعيد الخارجي، لا سيما أوباما، خصوصاً وان الرؤساء الأميركيون في العهد الثاني لهم، يتراجع تأثير اللوبي اليهودي على سياستهم الخارجية في مواقع عديدة. في لبنان، يهم الإدارة الأميركية الاستقرار وعدم الوقوع في الفراغ. وهذا الموقف بالنسبة إلى لبنان ينسحب على مرحلة طويلة في ظل الأزمة السورية، بحيث يبتعد لبنان عن الانفجار واللااستقرار، وعن امتدادات الأزمة السورية إليه. هذه هي العناوين العامة والموضوع الحكومي يبقى في إطارها مسألة تفصيلية، في انتظار تطور الموقف في سوريا. غير ان مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع تخشى من قبول إيراني بالتفاوض، لان إيران يمكنها ان تفاوض للتفاوض حتى نهاية عهد أوباما، ولا تعطي شيئاً في المقابل. وفي هذا الوقت تكون إيران عززت خططها في البحرين، وأحكمت السيطرة على لبنان، وهددت استقرار دول خليجية عدة. وتشير هذه المصادر إلى ان الأنظار متجهة إلى حجم الضربة التي تتلقاها غزة من إسرائيل، وما إذا ستكون ضربة موضعية لاغتيال قيادات تزعج إسرائيل، أو أنها ضربة للتأكد من كمية الأسلحة التي دخلت إلى غزة والتي سربت من "حزب الله" خلال السنوات الست الماضية، وما هي القدرات التي استجمعتها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" خلال تلك السنوات. وإذا ما نجحت الخطة الإسرائيلية عبر إدراكها ان غزة لم تعد قادرة على ان تشكل خطراً على إسرائيل، قد تتشجع قيادة نتنياهو، على شن حرب على "حزب الله" في ما بعد كبديل عن حرب على إيران لا تريدها واشنطن فتكون الحرب لضرب أيدي إيران في المنطقة.

 

مي شدياق: "دبت الهمة" في المجلس فجأة لاتهام 14 آذار بالتعطيل

 المستقبل/رأت الاعلامية مي شدياق أن "كثرة نشاطات الرئيس نبيه بري في مجلس النواب هي مزايدة على المزايدات، إذ "دبّت الهمة" في المجلس فجأة من أجل اتهام 14 آذار بالتعطيل وبدأوا يتكلمون عن العفة". واعتبرت في حديث الى قناة "المستقبل" أمس، أن "الضربة على غزّة أتت مفاجئة، في حين كان يتم الحديث عن التخفيف عن استعمال السلاح مع وصول الجماعة إلى السلطة في الوطن العربي، وضرب تل أبيب مفارقة جديدة في موازين القوى العربيّة الإسرائيليّة".  ورأت أنّ "حزب الله في مرحلة دقيقة جداً وهو يحاول الإستفادة من الوقت الضائع من أجل وضع يده على البلاد، وهناك محاولة لافتعال حرب مع إسرائيل من أجل أن يرتفع الصوت قائلاً "لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة"، ويعود الحزب إلى موقع المقاومة فيتم انتشاله من المعارك الداخليّة". وقالت أن "كثرة نشاطات الرئيس بري في مجلس النواب هي مزايدة على المزايدات إذ "دبّت الهمة" في المجلس فجأة من أجل اتهام 14 آذار بالتعطيل وبدأوا يتكلمون عن العفة". ووصفت دعوة الأمين العام للجنة النيابية بـ"البدعة"، معتبرةً انها "سابقة لم تحصل في تاريخ مجلس النواب وذلك من أجل الأخذ والرد في البازار السياسي، والمزايدات هذه المرّة كثيرة والتذرع بحضور مسؤول أرمني أو بجلسة من أجل مناقشة ما يجري في غزّة ضربة معلّم من الرئيس برّي من أجل المزايدة على فريق 14 آذار". وقالت: "يريدون الهيمنة على البلاد ووضع يدهم على كل مقوّمات الدولة قبل الإنتخابات من أجل منع فريق 14 آذار من العودة إلى السلطة، ويجب أن تجري هذه الإنتخابات، إلا إذا كان هناك من يريد إشعال الوضع الداخلي لغاية في نفس يعقوب من أجل تغطية أمر ما في مكان ما آخر". وتابعت: "لا أعتقد أن صفة وزير خارجية لبنان تليق حقاً بعدنان منصور لأنه في المؤتمرات الدوليّة عندما يحضر يكون ممثلاً لسوريا أكثر منه ممثلاً للبنان. ولفتت الى ان (الأمين العام لـ"حزب الله") "السيد حسن نصرالله فقد هيبته بالطريقة التي تكلم بها، وذلك عبر لجوئه إلى الإتهام يمنة ويسرة من أجل الخروج من المأزق الذي وضع نفسه به".

 

ادمون رزق لـ "المستقبل": ليرأسها بري بموجب صلاحياته المجلسية وجلسات اللجان بمقرريها لا قانونية ولا ميثاقية

المستقبل/ريتا شرارة

حصر النائب نوار الساحلي سبب دعوته لجنة الادارة والعدل الى الاجتماع بحرفية المادة 27 من النظام الداخلي لمجلس النواب وفيها: "تجتمع كل لجنة بدعوة من الرئيس ويقوم المقرر بتوجيه الدعوة عند تعذر قيام الرئيس بمهامه وذلك بناء على تكليف من هذا الاخير او من رئيس المجلس". واستمر مكررا هذه الدعوة الى جلسة اخرى للجنة الاسبوع المقبل بتكليف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، في الحالين، وقد افترضا ان نواب 14 آذار يقاطعون جلسات اللجان النيابية والجلسات العامة "لسبب امني" ما فتئت 8 آذار تشيعه، في وقت اعلن هؤلاء جهارا ان هذه المقاطعة "ارادية" وتستهدف الحكومة ووزراءها.

"المستقبل" تحدثت مع النائب السابق ادمون رزق، احد اعمدة الطائف، عن البعدين القانوني والسياسي لهذه المادة النظامية ولابعاد مثل هذا السلوك.

ففي البعد القانوني، فسر رزق اولا عبارة "تعذر". وقال ان الـ"تعذر" يعني وجود سبب قسري او قوة قاهرة Cas Fortuit لعدم القيام بمهمة ما. وعاد الى عام 2007 مقارنا: "كان تفسيري عندما عطل نبيه بري مجلس النواب انه كان في حال تعذر عن الدعوة الى جلسات عامة او الى لجان نيابية مشتركة وعادية لانه كان تحت قوة امر واقع قاهر امني، وسياسي ومذهبي. اما اليوم، فان هذا الامر غير قائم بالنسبة الى اللجنة. فرئيس لجنة الادارة والعدل (النائب) روبير غانم بيننا ليس خاضعا لقوة قاهرة او لسبب قسري، انما له موقف ارادي في عدم دعوة اللجنة الى الاجتماع وتاليا هو ليس في حال تعذر. وتاليا، ان المقصود بالتعذر، حصرا، هو ان لا يتمكن رئيس اللجنة، نتيجة قوة قاهرة او سبب قسري من اطلاق هذه الدعوة". عليه، يكون تصرف الساحلي، بحسب رزق، "نصيا ظاهريا، يستند الى ظاهر النص الذي لا يمكن تفريغه من بعده الميثاقي. ولان رئيس اللجنة ليس في حال استحالة او تعذر، فان الجلسات التي تعقد بدعوة من المقرر هي لا قانونية ولا ميثاقية، وكل ما يصدر عنها يكون مشوبا بالبطلان. فهذه الجلسة غير قائمة وقراراتها غير ملزمة ومشوبة بعيب البطلان لانه لم تراع فيها اصول الدعوة". وساق مثالا يعطي تفسيرا اضافيا للتعذر والتصرف الناشئ عنه: "ان النظام الداخلي ينص على نصاب معين حتى تكون جلسات الهيئة العامة قانونية. فاذا تعذر حضور عدد معين من النواب، هل يعني ذلك ان تكون الجلسة بمن حضر؟".

ويروح الى ابعد بالقول: "ان التكليف الذي قام به رئيس المجلس يرتبط بشرط التعذر غير القائم. ولان رئيس المجلس لا يمكن، بحسب المادة النظامية، ان يكلف المقرر الا بناء على التعذر، ولان هذا التعذر غير قائم اساسا، فان الرئيس يكون خالف النص وروحه الميثاقية في آن، اي انه اقترف مخالفة مزدوجة وتجاوز السلطة. وهذه دعوة يمكن الطعن بها وابطالها امام المراجع المختصة واعني بها مجلس شورى الدولة". وعليه، خلص: "ان رئيس المجلس، اذا كان جديا في دعوة اللجان النيابية العادية الى الاجتماع، فليدعها هو بنفسه وليترأسها بموجب صلاحياته الرئاسية، والا فليتوقع ان يدعو نائبه فريد مكاري المجلس بمعزل عنه". أما في البعد السياسي، فينطلق رزق من الاساس، اي من الروحية التي عمل بموجبها لصوغ الطائف ويقول: "ان الغاية هي تسيير اعمال اللجان النيابية ومجلس النواب وايجاد الآلية اللازمة لذلك". ويضيف: "هناك رئيس مجلس يدعو الى جلسات المجلس والى اللجان النيابية العادية والمشتركة. ولان المجلس سيد نفسه فانه يضع نظامه الداخلي، وهو القانون الوحيد الذي يصدر مباشرة من المجلس من دون ان يحتاج الى توقيع من اي سلطة اخرى. فبمجرد اقراره، يصبح ساري المفعول ومعمولا به". ويمكن الرئيس، بحسب صلاحياته الاشتراعية، ان يدعو اللجان النيابية المشتركة، او اللجان العادية، الى الاجتماع "لتسيير الاعمال انما ليس لفعل سياسي. اي يفترض ان تكون هذه التصرفات ترمي الى تسهيل العمل في المؤسسة البرلمانية".

وربط بين اليوم وامس: "صارت هناك ممارسات وسوابق ان رئيس المجلس عطل الجلسات في البرلمان سنة ونصف السنة (2007-2008). كان لي رأي يومها. قلت انه، لدى تعذر الرئيس عن القيام بدوره، يستطيع نائب الرئيس ان يدعو الى مثل هذه الجلسات. حينها، رأيت ان نبيه بري كان في حال تعذر، اي انه كان مكرها بسبب وضع سياسي وامني وحتى مذهبي، فلا يمكنه الدعوة الى اي جلسة. كان في امكان نائب الرئيس يومها ان يدعو الى الجلسات، ولكنه لم يفعل بسبب الوضع الدقيق في لبنان، والتوزيع الطائفي بين الرئيس ونائبه ورئيس اللجان النيابية ومقرريها. فتحاشوا ان يقدم نائب الرئيس على مثل هذه الدعوة التي تنسحب ظروفها على اللجان النيابية راهنا".

ويفسر رأيه بـ"لا ميثاقية" مثل هذه الدعوات والجلسات: "ان تركيبة لبنان تعددية انطلاقا من تعدد الثقافات اي المذاهب والطوائف. فهذه الاخيرة هي ثقافات بذاتها. فيها تعددية انما تتنوع في الوحدة. وهذه التعددية هي من الاعتبارات الملحة التي كان يجب الاخذ بها قبل الشروع في الدعوة الى جلسات للجان النيابية او غيرها. ولم يكن لدى رئيس المجلس لا يحق لرئيس المجلس ان يتصرف سياسيا بادارة الجلسات واعمال المجلس. له الحق في ان يكون له موقف سياسي انما لا يجوز ان يحكم السياسة بالادارة. يجب ان تكون الادارة مجردة. بالمطلق طريقة الاداء السياسي سواء في مستوى مجلسي النواب والوزراء هناك خرق لروحية الدستور ونقض لمبدأ الوفاق الوطني". يرسم رزق السياق الذي فيه وضع نواب الطائف لمساتهم على الدستور العتيد للبنان بغية فتح صفحة جديدة بين الافرقاء اللبنانيين: "افترضنا التوافق في الطائف وقلنا ان البلد، في وضعه التعددي، يحتاج الى وفاق. لذا، اطلقنا على الطائف تسمية الوفاق الوطني اللبناني. هذا الوفاق غيب عمليا من اول الطريق حتى آخرها". وامل ان يطبق الوفاق لا "التسويات المرحلية" كما في الدوحة. ويقول: "المطلوب حل نصصناه في اتفاق الطائف على ان يتبع نصا وروحا، وان تفسر القوانين يروح الوفاق لا من منظار الفرز السياسي ومنطلقه طائفي ومذهبي اليوم". ويختم: "ليست هناك نزاهة بتولي السلطة وادارة المؤسسات، والمطلوب اذا النزاهة".

 

خالد ضاهر يحذر الفريق الآخر من التمادي في غيّه

عكار ـ "المستقبل"/نظمت منسقية القيطع في تيار "المستقبل" مهرجاناً تأبيني للشهيدين اللواء وسام الحسن ورفيقه أحمد صهيوني، في برقايل، في حضور النواب: خالد ضاهر، معين المرعبي، خالد زهرمان وخضر حبيب، وعضو المكتب السياسي للتيار محمد المراد، ومنسقي التيار سامر حدارة وعصام عبد القادر، منسق "القوات اللبنانية" في عكار نبيل سركيس، وعضو المكتب السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" محمد هوشر، رئيسي اتحاد بلديات القيطع والجرد أحمد المير وعبد الاله زكريا، ورئيس رابطة مخاتير القيطع زاهر الكسار، وزوجة الشهيد الصهيوني لينا ونجله محمود، وعلاء عبد الواحد شقيق الشيخ الشهيد أحمد عبد الواحد، وحشد كبير من رؤساء اللديات والمخاتير والفعاليات.

صهيوني

وسأل نجل الشهيد صهيوني، بعد تلاوة مباركة من القرآن الكريم للشيخ بلال العمري. "كيف تنجح جماعة القتل والتفجير في تنفيذ أهدافها، وتكررها ساعة تشاء وحيثما تشاء؟ وإلى متى سنبقى في حسابات القتلة أرقام تستشهد؟ وإلى متى سيبقى القتل حلال والمطالبة بالحياة حرام؟ وإلى متى سيبقى القاتل قادرا على التفلت من أي محاسبة؟ وإلى متى سنبقى في غابة تسودها أحكام الغرائز، وتتحكم بها أهواء القاتلين الخارجين عن القانون؟".

وقال: "يتبين لنا أن من خطط ودبر ونفذ عملية الاغتيال، هو أكبر وأقوى من دولة". ودعا "من يعتبرون أنفسهم معنيين بالبلد، الى الرأفة بنا وبأولادكم وأهلكم وبالبلد". وشدد على أن "ساعة الحقيقة قادمة".

المير وأشاد المير بـ"مزايا الشهيد الكبير الذي ضحى بأمنه من أجل أمن البلد". وأكد أنه "شهيد لأجل لبنان واللبنانيين، والمؤسسات والدولة ومظلتها". ودعا الى "كيد الغادرين، والى التوحد من أجل لبنان وانقاذه".

حدارة

ورأى حدارة، أنه "عليهم أن يعلموا أن ما قبل اغتيال الشهيد الحسن ورفيقه شيء، وما بعده شيء أخر، وأنهم سيرون هذا الأمر على أرض الواقع". ولفت الى أنه "لا حوار مع أي طرف، الى حين الدخول الى الدولة العادلة، التي تحكمها المؤسسات الدستورية، والأجهزة الأمنية الشرعية، ولا حوار قبل الإطمئنان إلى انتشار سلاح الدولة والشرعية الوحيد على كل الأراضي اللبنانية، وقبل إسقاط هذه الحكومة المتآمرة على شهدائنا، وتشكيل حكومة حيادية". وقال: "يا وسام، نعلم أنك كنت حاميا لهذا الوطن وأبناءه، ولم تكن تفرق بين سني وشيعي، وبين درزي ومسيحي، وكنت تحمي أخصامنا كما تحمينا، حفاظا على الوطن وعيشه المشترك، لذلك لن نسامح من قتلك، ولن نغفر لمن كان وراء مقتلك، وسينالوا العقاب على الأرض قبل أن ينالوه في السماء".

ضاهر

ولفت ضاهر، في كلمة ألقاها أصالة عن نواب عكار، الى "أننا مام استهداف لرجل ما كانوا يريدونه، وما كانوا يريدون للمؤسسة ان تصبح مؤسسة رائدة، تعرف الكثير وتمسك بزمام الأمور، وتحرج الرؤوس الكبيرة في لبنان، سواء أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، أو النائب ميشال عون". وشدد على أن "ابن المؤسسة الحريرية الشهيد الحسن، هو شهيد كل لبنان، لأنه حمى كل لبنان، وهو شهيد اهل السنة والجماعة الحريصين على الحق، والمتمسكين بوحدة المجتمع وامن هذا البلد".

ولفت الى "أننا متمسكون بالمناصفة، وبلبنان قائم على اسس وطنية حضارية نموذجية". وسأل "هل تعلمون لماذا يتهمنا نصرالله دائما، ويتهم القوى السيادية والوطنية بالعمالة والخيانة، لأن أكثر العملاء هم في صفوف "حزب الله"، ولأن حزبه يعج بالعملاء، ولأن العملاء في جيش لحد 90% منهم هم عناصر في "حزب الله"، ويدعي بعد ذلك أنه أشرف الناس". وشدد على أنه "ليس أشرف الناس الا من يخدم هذا الوطن، وضحّى من أجله، أما العملاء لاسرائيل، ومن يزورون الدواء، ويسرقون أموال الدولة في المرافق والجمارك، ويحضرون بيئة الخطف والقتل، وضرب مؤسسات الدولة هم من العمالة والخيانة، من اجل مشاريع خارجية إقليمية، تخدم النظام السوري ـ الايراني، الطامع بأرضنا وثروتنا في لبنان وطننا العربي".

وذكّر بـ"كل المحاولات لترشيد "حزب الله" وسلاحه، ليكون لبنانيا، وبأن نصر الله أبى، وما يسمى بـ"حزب الله" والنظام السوري ـ الايراني أبُوا إلا أن يكون هذا السلاح عدواً للبنان، وفي خدمة المشروع الايراني والنظام المجرم". وقال: "أقاموا حكومة عميلة لبشار الأسد بقوة السلاح، وقوى الرابع عشر من آذار تعمل بصبر وجهد وأناة لاستيعاب الأمر، لعلهم يرشدون ويعقلون وينتبهون ويتبصرون الواقع العربي والدولي، والذين منهم صموا الآذان، وأطفأوا محرك العقل، وإذا بهم يهددوننا في كل يوم، ويظنون أن اللبنانيين سيخنعون ويسكتون وسيخضعون لمنطق السلاح والقوة".

أضاف: "ظنوا أن أهل السنة لا يقاتلون، وجبناء، وأن أكثر من نصف المسيحيين قد خنعوا للأمر الواقع وخضعوا، وأن النائب وليد جنبلاط يخشى من الفتنة، ويخاف من سلاح الغدر، لذلك نقول لهم، أعذر من أنذر، والأمر قد وصل الى نهاياته، واعلموا أننا سنقاتل وسندافع عن حقوقنا في هذا الوطن، وما عاش من يسيء الى كرامة أهل السنة وكرامة أهل لبنان، ولم يعد الأمر يطاق، وأمامكم فترة قصيرة، إما أن ترجعوا الى العقل وتتعاونوا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتصلحوا خطأكم، وتتراجعوا عن تماديكم في الغي والضلال والاجرام، وإما نتصدى لكم بكل الوسائل المشروعة، وإياكم أن تظنوا أننا لقمة سائغة في فم المشروع الايراني ومشروع النظام السوري".

 

14 آذار وباريس: غيوم "مرحلية" تواكب زيارة ميقاتي وانتظار توازن جديد في الموقف الفرنسي من الأزمة الحكومية

روزانا بومنصف /النهار

 عشية توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رأس وفد وزاري الى باريس للقاء كبار المسؤولين الفرنسيين وتوقيع ثلاثة اتفاقات بين البلدين، لا تبدو العاصمة الفرنسية انها نجحت كما فعلت الديبلوماسية الاميركية في موازنة مواقفها من الوضع في لبنان ومن مواقف الافرقاء السياسيين فيه على اثر اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن في 19 تشرين الاول الماضي. اذ ان واشنطن عمدت الى أخذ التطورات الأخيرة في الاعتبار وباتت ترفق كل مواقفها المتعلقة بلبنان بضرورة السعي الى حكومة بناء على دعم جهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وحرصت على تفسير التمييز في هذا الاطار بين موقفها من استمرار الحكومة على قاعدة عدم التمسك بها في موازاة خوفها من الفراغ  والسعي الى تفادي الوقوع فيه مسبقاً. في حين ان الاوروبيين عموماً والفرنسيين خصوصاً، وفقاً لسلم الاولويات لدى اللبنانيين الذين يتطلعون بداية الى الموقف الفرنسي في مقدمة مواقف دول الاتحاد الاوروبي لم يتحدثوا بهذه اللغة حتى الآن ولا يزال هناك بون شاسع في هذا الاطار بين الاميركيين والاوروبيين على هذا الصعيد، وفق ما تقر بذلك مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة. اذ ان هناك خطاباً مشتركاً توجهت به الدول الخمس الكبرى من قصر بعبدا على اثر تشييع اللواء الحسن واستخدمت فيه عبارات وظفت سياسياً ايضاً من جانب قوى 8 آذار، كما بدت متجاهلة التطورات في استمرار دعمها لحكومة يشكل "حزب الله" عمودها الفقري، مما حمل واشنطن على تصحيح ملابسات الخطأ الذي اورده الخطاب في حين ان الدول الاوروبية لم تفعل ولا تزال مواقف السفراء الاوروبيين تتناقض بين دعم هذه الحكومة ودعم المؤسسات اللبنانية. وهو أمر ترك على اي حال المجال واسعاً امام تفسيرات متناقضة لمواقف الدول الغربية بحيث اعتبرتها قوى 8 آذار تصب في مصلحتها وحاولت قوى 14 آذار الافادة من تفسيرات لهذه المواقف مما ترك الغموض كبيراً حول حقيقة الموقف الفرنسي وكذلك المواقف الاوروبية. اذ فيما عكست زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت توجهاً فرنسياً معيناً فان استقبال باريس للرئيس ميقاتي يصب في الاتجاه المعاكس وفق ما هو ظاهر على الاقل.

وتخشى مصادر معنية في المعارضة  ان ترتسم الغيوم مرحلياً في العلاقات بين باريس وقوى 14 آذار على وقع استقبال العاصمة الفرنسية الرئيس ميقاتي ما لم يفد الرئيس الفرنسي وكبار المسؤولين الفرنسيين من هذه الزيارة من اجل توجيه رسائل واضحة بضرورة الاخذ في الاعتبار التطورات السياسية الأخيرة وانعكاساتها، وتالياً الحض على الذهاب الى حكومة جديدة تحظى بموافقة جميع اللبنانيين وتشرف على الانتخابات. اذ  ثمة معلومات تتحدث عن مآخذ تبديها قوى 14 آذار على باريس لتجاهلها مغزى المواقف التي اعلنتها هذه القوى من الحكومة بعد اغتيال الحسن، اذ انها باعلانها مقاطعة الحكومة وحضورها حتى في مجلس النواب او اللجان النيابية  تكون سحبت الشرعية السياسية التي كانت توفرها معنويا كمعارضة عادية وطبيعية لهذه الحكومة في حين ان باريس عبر استقبالها وفداً حكومياً وفق جدولة سابقة تظهر كما لو ان شيئاً لم يكن او ان فرنسا تحاول ان تعكس وجود شرعية كاملة للحكومة، الامر الذي لا يقع برداً وسلاماً لدى قوى 14 آذار على رغم استمرار التواصل بين الجانبين وتوضيح كل منهما موقفه، اقله وفق ما تقول هذه المصادر. اذ ان الديبلوماسية الفرنسية سعت في الآونة الاخيرة  لدى بعض قادة المعارضة  لشرح أسباب استقبالها الرئيس ميقاتي وتبريره، وفق ما تفيد المعلومات. وكان هذا الشرح يتركز على وضع الزيارة في اطار معين من خلال اعلان باريس انها تفعّل دور المؤسسات في لبنان وتبرز التعاون بين الجانبين اللبناني والفرنسي من خلال توقيع اتفاقات ثنائية، في حين لم ترَ مصادر لدى هذه القوى وجود حاجة ماسة الى توقيع اتفاقات غير مهمة ولا تكتسب لا اهمية ظرفية او في المضمون بحيث كان يمكن تأجيلها خصوصاً انها لا تقع تحت بند الامن او بنود حيوية اخرى، بل في مجالي الرياضة والاعلام وما الى ذلك بحيث يحتمل التأجيل. وبذلك  لا توفر باريس للحكومة الغطاء الذي سحب منها داخلياً، فضلاً عن ان الزيارة تكمن اهميتها في كيفية قراءتها سياسياً وفقاً لمعايير واعتبارات الداخل وليس وفقاً لما تقول باريس انها تعمل بهديه، بدليل ان بعض الموقف الفرنسي جاء وفقاً لما تفيد به المعلومات بمثابة رد فعل على استبعاد اي من المسؤولين اللبنانيين عن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى قصر بعبدا. اذ اقتصرت زيارته على لقاء رئيس الجمهورية من دون سائر المسؤولين، ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي، الأمر الذي فتح الباب واسعاً امام مواقف سعت الى توظيف اقتصار هذه الزيارة على موقع الرئاسة الاولى فقط مما فسر حتى من جانب بعض قوى 14 آذار بانه نزع للثقة الخارجية من الحكومة بعد نزع الثقة الداخلية منها. ولعل هذا الامر ادى الى رد فعل مناقض على الرسالة القوية التي حملتها زيارة هولاند بالذات وخشية ان يجد الدعم لرئيس الجمهورية وحده غطاء لمواقف من الحكومة قد لا تتناسب ومصلحة الدول الغربية التي تتأثر في شكل أساسي بكل ما يمكن ان يشكل ادنى تهديد او خطر ممكن على العناصر العسكرية التي تشارك من الدول الاوروبية في القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان. الامر الذي ربما خشيت باريس ان تكون الجرعة التي اريد اعطاؤها عبر زيارة الرئيس الفرنسي كبيرة واكبر من ان تتحمل نتائجها العاصمة الفرنسية في هذه الظروف فتم السعي الى موازنتها باداء يحاول ان ينقض الانطباع او الرسالة التي اعطتها زيارة هولاند  عبر الاعلان عن استمرار استقبال رئيس الحكومة ووفد حكومي في زيارة مقررة مسبقاً كان سرى احتمال تأجيلها بناء على التطورات وبناء على زيارة هولاند لبيروت ثم أعيد تقويم الموقف على طريق لملمة انعكاسات زيارة الرئيس الفرنسي وتداعياتها السياسية. فهل تعوض باريس هذا الخلل من خلال مواقف واضحة متوازنة تأخذ في الاعتبار ما طرأ أخيراً؟

هذا على الاقل ما تنتظره وتأمله قوى 14 آذار، بناء على ما ابلغ به الجانب الفرنسي صراحة في الاسبوع الماضي مع تطلع الى مماشاة الموقف الفرنسي الموقف الاميركي على الاقل في هذا الاتجاه وان كانت الآمال نحو تطوير فرنسا موقفا اكثر توازناً. 

 

أزمة 14 آذار : العجز عن مواجهة السلاح والتحالف مع "الربيع" المجاور آخر الخيارات  

ايلي الحاج/النهار

 تتداول أوساط قيادية في تحالف القوى السيادية 14 آذار ورقة أولية- مسودة تبحث في الوسيلة الفضلى للتعامل مع موضوع السلاح، الضاغط على الحياة السياسية وعلى اللبنانيين في حياتهم ومصالحهم.  

تستهل الورقة بعرض تاريخي يبدأ من عام 1992 عندما سلّمت الميليشيات اللبنانية في غالبيتها السلاح تطبيقاً لاتفاق الطائف ، باستثناء ميليشيا "حزب الله" التي ارتقت إلى مرتبة "المقاومة" بفعل عنصرين: أولهما استمرار الإحتلال الإسرائيلي الذي برّر منطق المقاومة. وثانيهما نظام الوصاية السوري الذي كان يستخدم "المقاومة" من أجل تحسين ظروف مفاوضاته مع إسرائيل في مدريد بموازاة إقفال جبهة الجولان منذ حرب 1973. بمعنى بذل الدم اللبناني في سبيل المفاوضات السورية.

في تموز 1993 أطلقت إسرائيل حرب "تصفية الحساب" أو "حرب الأيام السبعة"، كما سماها "حزب الله" رداً على إطلاق الحزب سيلاً من الصواريخ على المستوطنات. تحت وطأة القصف الجوي والبري الإسرائيلي اجتمعت الحكومة اللبنانية استثنائياً برئاسة الرئيس الياس الهراوي وحضور الرئيس رفيق الحريري واستدعي إلى الجلسة قائد الجيش إميل لحود . اتخذت الحكومة قراراً بإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب فأسرع العماد لحود في توجيه رسالة شكوى إلى القيادة السورية في دمشق التي استاءت وفوجئت بقرار الحكومة اللبنانية واستدعت وزير الدفاع محسن دلول  لتبلغه رسالة واضحة إلى الرئيسين الهراوي والحريري: التراجع فوراً عن قرار الحكومة بتوجيه الجيش إلى الجنوب.

تذكّر الورقة بأن القيادة السورية أرسلت بعد ذلك شاحنات تحمل كميات إلى الإسمنت للجنوبيين ولافتات كبيرة كُتب عليها:" إسرائيل تهدم وسوريا تبني".

ساد اعتقاد في تلك الحقبة أن مفاوضات مدريد يمكن أن توصل المنطقة إلى سلام . وبعدما ترسخ اقتناع لدى الرئيس رفيق الحريري بأن القيادة السورية لن تتخلى عن سلاح "حزب الله" في الجنوب أقنع نفسه وآخرين بأن لا جدوى حتى من الإعتراض على سلاح الحزب المذكور. فبادر إلى محاولة تطويقه من خلال ابتكار نموذج غريب من الهندسات الإقتصادية يقوم على بناء "هونغ كونغ" تستوعب داخلها "هانوي"، بتعابير تلك المرحلة.

هكذا، كانت "سوليدير" تقوم بمهمتها تحت مظلة شكلها "تفاهم نيسان" الذي أوقف حرب "عناقيد الغضب" في 1996. واقتنع اللبنانيون ولاسيما القطاعات الإنتاجية بوجهة نظر الرئيس رفيق الحريري واندفعوا في الإستثمار المتعدد الوجه، حتى لو كان قرار السلم والحرب باقياً في يد "حزب الله". يعود ذلك التجاوب إلى عوامل ثلاثة هي:

- الضمان الذي مثّله الرئيس رفيق الحريري بشخصيته المعنوية في عالم الأعمال وقدرته على بث الثقة وطمأنة الخائفين.

- الأرباح الضخمة التي نالها المستثمرون الكبار، ولاسيما في القطاع المصرفي.

- اقتناع السعودية ودول الخليج الأخرى بالإستثمار في لبنان.

كان منطق الرئيس رفيق الحريري يقول باستحالة تغيير قرار القيادة السورية بدعم السلاح غير الشرعي في لبنان واستحالة التغلب على هذا القرار، لذلك ليس أمام اللبنانيين سوى محاولة فرض أمر واقع اقتصادي كي يتغلّب تدريجاً على منطق السلاح واستخدامه، في انتظار ظروف أفضل.

لكن هذه السياسة التي شارك فيها الجميع وكلّفت لبنان الكثير من الأموال والديون لم تستطع التوصل إلى إرساء توازن مع السلاح. وبعد حرب 1993 جاءت حرب 1996 وتلتها عام 2000 نشوة انسحاب إسرائيل من الجنوب مما أعطى "حزب الله" أحقية وفقا لمنطقه للتمسك بالسلاح.

في 14 شباط 2005 اغتيل الرئيس رفيق الحريري من دون أن يتمكن من العثور على حل لموضوع السلاح الذي بقي ضاغطاً على أوضاع لبنان رغم انسحاب الجيش السوري منه. وبعد حرب تموز 2006 بدا "حزب الله" الآمر الناهي في لبنان نتيجة لصموده في وجه الجيش الإسرائيلي. 

حاولت قوى 14 آذار استخدام وسيلة أخرى من خلال معادلة "صناديق الإقتراع في مقابل السلاح". وفازت على التوالي في انتخابات 2005 و2009. لكن مقاومتها الديموقراطية هذه سرعان ما انهارت عندما واجهت السلاح الفعلي.

وعرض الرئيس الحريري الابن بين 2009 و 2010 معادلة أخرى بعدما كانت لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية قد حققتا تقدماً كبيراً على طريق جلاء حقيقة اغتيال والده الرئيس الشهيد. معادلة قوامها" المصالحة في مقابل السلاح"، وقد رفضها "حزب الله" ومن خلفه إيران.

 وهذه السنة 2012 يطرح رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط معادلة أخرى: "السلاح في مقابل الصلاحيات" ، أي اتفاق طائف جديد يعطي "حزب الله" مزيداً من الصلاحيات والوزن في الدولة اللبنانية من خلال تمثيله الطائفة الشيعية. وهذه معادلة مرفوضة سلفاً من قوى 14 آذار المتمسكة باتفاق الطائف، كما هي مرفوضة من غالبية اللبنانيين لاعتبارات مذهبية وسياسية ووطنية.

بذلك تكون سقطت على التوالي معادلات: الإقتصاد في مقابل السلاح، الديموقراطية في مقابل السلاح، المصالحة في مقابل السلاح. وستسقط معادلة الصلاحيات في مقابل السلاح،  كما هي محكومة بالسقوط معادلة السلاح في مقابل السلاح التي رفعها الشيخ أحمد الأسير وبعض من أمثاله.

 تخلص الورقة إلى إن أزمة القوى السيادية 14 آذار تكمن في ابتكار معادلة جديدة للتعامل مع السلاح ، وليست أزمة من أي طبيعة أخرى.

إن أولى نتائج الربيع العربي هي تراجع نفوذ إيران في المنطقة بدليل انهيار النظام السوري الذي شكل لها جسر عبور إلى العالم العربي من خلال لبنان على نحو خاص ومركّز. فهل تلعب 14 آذار ورقة التحالف مع "الربيع العربي" (السوري) بعدما استنفدت كل الوسائل وأخفقت في مواجهة واقع السلاح الضاغط؟

 

ماشية و"الإستيذ" راعيها

عماد موسى/لبنان الآن

في عقدين ونيّف، عُدّل الدستور اللبناني لمنع العماد ميشال عون من الوصول إلى سدة الرئاسة الأولى. ثم عُدّل الدستور لإمرار التمديد القسري للرئيس الياس الهراوي وذلك برغبة من المغفور له سيادة الرئيس حافظ الأسد، ثم عُدّل الدستور لإيصال العماد إميل لحود إلى بعبدا، ثم عُدّل الدستور إنفاذاً لأمر مباشر من سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد بهدف الحفاظ على الجوهرة السمراء في بعبدا لثلاثة أعوام إضافية غصباً عن إرادة المجتمع الدولي وغالبية اللبنانيين، ثم أوجد كبير المشرّعين فتوى أتاحت انتخاب العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية اللبنانية، ولا يزال هناك من يلوّح، بين كريزة غضب وانتفاضة كبرياء، بورقة لاشرعية انتخاب سليمان. ولا حاجة لتذكير اللبنانيين ممن تعدّت أعمارهم الخامسة والعشرين، بقانون الإنتخاب الأول في العام 1992، والثاني في العام 1996  والثالث الذي حمَلَ إسم قانون غازي كنعان في العام 2000 وصولاً إلى قانون الدوحة، وجميعها أٌنجزت بإرادة سورية أو نتيجة ميزان قوى ميليشيوي. أما الجيل الفتي، المراهق، فلم ينسَ بعد مآثر رئيس مجلس النواب الدستورية، وفذلكاته التي صبّت في مصلحة حزب الله وسورية  وحالت دون تمكين الأكثرية من إدارة الحكم، فأرسى مفهوماً جديداً للمعارضة، وها هو الآن يعيب على الآخرين السير على نهجه في الممارسة الديمقراطية. عاصر الإستيذ، وشهد وشاهد كمّاً من الإنتهاكات الدستورية، وساهم في  تفسير الدستور والقوانين على هواه السياسي. وهو قبل سواه  شوّه مفهوم الوكالة الممنوحة للنائب من الشعب في المجلس، كما أرسى أسس الإبتزاز السياسي في حكومة الرئيس الحريري من خلال إصراره على بند إحالة شهود الزور على المجلس العدلي. فأوقف إقرار 300 بند "حيوي" تكدست على طاولة مجلس الوزراء. ابتزَّ وفريقه السياسي الحريري وأسقطوه. سقط الحريري. غادر الحريري ولم يعد. وما عاد أحد يأتي على ذكر بند شهود الزور، بمن فيهم الرئيس نبيه بري ووزراؤه وملائكته وشياطينه.

وكم سُرَّ فقهاء التشريع وكم تلقفوا بلهفة المتعطش آخر فتاوي "الإستيذ" الفقهية، حيث أتحف الجمهور بقراءة  معمّقة ومتقدمة، أي Advanced ، للمادة 27 من النظام الداخلي لمجلس النواب، وخلاصتها: تسيير أعمال اللجان بالموجود. فإن  تخلّف رئيس أي لجنة نيابية يدعو المقرر اللجنة إلى الإنعقاد ويرأس الإجتماع  وإن غاب الإثنان يرأس الأكبر سنّا الجلسة وإن اعتذر الأكبر سناً توكل المهمة إلى الأصغر سناً... وإذا اعتذر الكبير والصغير يصدر دولته قراراً لشرطة المجلس تمنع أي متخلّف من الدخول إلى المجلس من دون ولي أمره ولو جيء به على walker

فسّر الإستيذ المادة 27 من النظام الداخلي على طريقته، فأوعز بترئيس نوار الساحلي إجتماع لجنة الإدارة والعدل وأولى الثمار إقرار قانون القابلات القانونيات. والأسبوع  المقبل موعدكم مع تنظيم الرضاعة من الثدي. ودائماً مع نوار.  ويستعد النائب أنور الخليل لرئاسة لجنة الدفاع والأمن. ويخضع  الخليل منذ أيام لدورة آمر حضيرة. أما النائب علي عمار فعيّنه على رئاسة لجنة المرأة والطفل النيابية بسبب إصابة النائب جيلبرت زوين بنزلة صدرية لن تطلع منها قبل شهرين. ولن يفاجأ مراقب أو سياسي أن رأس زين الأتات اجتماع لجنة الصحة النيابية المقبل بتكليف شرعي من الإستيذ.

دستور ماشي. مجالس ماشية. لجان ماشية والإستيذ راعيها.

 

الراعي ل "طلاب الاكليريكية": السياسة خرجت عن خدمة الخير العام الاعلان الجديد للإنجيل يحمل قضية العدالة والسلام وتنشئة على روح التضامن

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، لقاء لطلاب "الاكليريكية المارونية" بفروعها الثلاثة: غزير، كفرا وكرم سدة، في حضور المطارنة: جوزيف معوض، حنا علوان وطانيوس الخوري ورؤساء الاكليريكيات الثلاث: الخوراسقف عصام ابي خليل (غزير)، الأب شربل بشعلاني (كفرا) والأب انطوان مخايل (كرم سدة).

الراعي

استهل اللقاء بالذبيحة الالهية، وتخللتها عظة للراعي تحت عنوان "إنه تعليم جديد يعطى بسلطان"، جاء فيها: "يسوع المسيح "هو هو أمس واليوم والى الأبد"(عب13: 8). الكنيسة تعلنه هو إياه كما تجلى في الإنجيل، بإعلان جديد في الشكل لا في المضمون. الجديد في الإعلان هو جدة الأسلوب والنهج والحرارة والوسيلة والتقنية والمقاربة. والجدة الأساسية مثَل الحياة في القول والفعل والمسلك والموقف. "الإعلان الجديد للإنجيل من أجل نقل الإيمان المسيحي" شكَل موضوع جمعية سينودس الأساقفة العادية الثالثة عشرة، التي التأمت في روما من 7 إلى 25 تشرين الأول الماضي. ونحن معنيون به وبممارسته، وقد تسلمنا الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الاوسط، شركة وشهادة"، ونعيش في سنة الايمان التي افتتحها الأب الأقدس في 11 تشرين الاول 2012، في ذكرى مرور خمسين سنة على افتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني".

وقال: "يسعدنا أن نلتقي اليوم مع الطلاب الاكليريكيين ورؤساء الاكليريكيات والمرشدين والمعاونين، وعلى رأس الحضور سيادة المطران جوزف معوض المشرف على الإكليركيات. إننا نقدم معكم هذه الليتورجيا الالهية في بداية السنة الجامعية 2012 - 2013، مستلهمين عليها أنوار الروح القدس. كما نصلي من اجل القيمين على التنشئة الاكليريكية لكي يعضدهم المسيح الرب بنعمته ويكافئهم على تعبهم وجهودهم. ونصلي من اجل ثبات الدعوات الاكليركية، والتماس دعوات جديدة، لتلبية حاجات كنيستنا المارونية في لبنان، وبلدان الشرق الاوسط، وبلدان الانتشار".

أضاف: "إنكم، أيها الطلاب الاكليريكيون، تتهيأون لتكونوا كهنة الاعلان الجديد للإنجيل في زمن المتغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أدخلت العلمنة السلبية، فأفقدت الكثيرين القدرة على سماع كلام الله كنداء حي ومحيي، وأوجدت ثقافة النسبية والاستهلاكية والمتعة، وحدت من الممارسة الدينية ومن استلهام القيم الروحية والاخلاقية. ثم أدت إلى عبادة الذات والشخص. الإعلان الجديد للإنجيل حاجة ملحة لكي يعيد للمسيحيين وللجماعات المسيحية فرح الاختبار المسيحي، فيستعيدوا "حبهم الاول الذي أضاعوه"(رؤ2: 4)".

تابع: "وجاءت حركة الهجرة، الداخلية والخارجية، تدخل عادات وإنماط جديدة من الحياة على حساب العادات والتقاليد العائلية والاجتماعية والقيم الروحية. فكان على الإعلان الجديد للإنجيل أن يطرح مسألة الله وسر المسيح في اوساط الخليط البشري ويعمل على إعادة العلاقات الاجتماعية الصافية. والابحاث العلمية والاكتشافات التكنولوجية المذهلة جعلت العلم وكأنه الديانة الجديدة التي يَنتظر منها الناس أجوبة على تساؤلاتهم وانتظاراتهم، فلا تعطى إلا جزئيا. فلا بد لكاهن اليوم من أن يعرف هذه الاكتشافات العلمية، ويجري تقييما لها في ضوء الوحي الالهي وتعليم الكنيسة العقائدي والاخلاقي، ويعلن انجيل المسيح بالشكل الملائم والفاعل". تابع: "والاقتصاد من جهته خلف مشكلة الهوة العميقة بين قلة احتكرت ثروات الارض وكثرة يرهقها العوز والفقر وكانت أزمة العدالة الاجتماعية والتوزيعية، وتنامت البطالة، ما أدى إلى انحطاط في القيم الروحية والانسانية والاجتماعية. الإعلان الجديد للإنجيل يقتضي ترجمته بمبادرات محبة وإنماء منظمة تجاه الفقراء والمعوزين.

والسياسة، التي خرجت عن خطها الاساسي كفن شريف لخدمة الخير العام، تحولت إلى خدمة مصالح شخصية وفئوية، وإذكت الانقسامات والخلافات بين المواطنين، ومارست نوعا من الظلم والاستبداد والاستقواء وإهمال شؤون الناس، فعم الفساد والرشوة وسرقة المال العام. وتنامت الحركات الرديكالية والاصولية، ومورس العنف والارهاب. الاعلان الجديد للإنجيل يحمل قضية العدالة والسلام، وينشر تعليم الكنيسة حول مفهوم العمل السياسي، ويوفر تنشئة للأجيال على روح التضامن والتعاون والترابط، وعلى تعزيز الخير العام الذي منه خير الجميع وخير كل انسان، ويعمل على حماية حقوق الانسان والشعوب ولا سيما منهم الاقليات والضعفاء". أضاف: "ووسائل الاعلام بمختلف تقنياتها تضع الكنيسة أمام تحديات كبرى، لا سيما وأنها أدت الى ما يسمى بثقافة السراب والزائل والظاهر والسطحي، وإلى خلق مجتمع فاقد للذاكرة وجاهل لمستقبله. في هذا الاطار الاعلان الجديد للإنجيل يقتضي من كهنة اليوم الدخول إلى هذه الاريوباجات الجديدة، ويسمعوا فيها صوت الانجيل الهادي الى سر الله والانسان والوجود، وينقلوا التراث المحفوظ في التقليد المسيحي. كل هذه المساحات الجديدة والتحديات، بالإضافة إلى المساحة المسكونية والحوار مع الاديان، تقتضي تنشئة علمية وروحية ولاهوتية وأخلاقية وراعوية ملائمة ومتكاملة وكافية، لكي تتمكن الكنيسة بواسطة كهنتها ورعاتها من القيام بإعلان جديد للإنجيل، من شأنه أن يبلغ بالجميع إلى نيل الخلاص ومعرفة الحقيقة(1تيم2: 4)".

تابع: "إنه تعليم جديد ويعطى بسلطان"(مر1: 27). هذا ما قاله الشعب عندما سمع كلام يسوع ورأى آياته. ويضيف مرقص في إنجيله: "يوم دخل يسوع مجمع كفرناحوم في السبت، وأخذ يعلم، بهتوا من تعليمه، لأنه يعلمهم كمن له سلطان، لا مثل الكتبة"(مر1: 21-22). إن السر في ذلك هو أن يسوع كان يعيش ما يقول، ولا عجب فهو الكلمة التي صارت بشرا، وملؤها النعمة والحق"(يو1: 14).

الاعلان الجديد للإنجيل موجه إلينا أولا نحن المؤتمنين عليه بحكم سلكنا الكهنوتي. إنه لقاء شخصي وجداني مع المسيح الذي يبدل ويغير، ويعطي هوية كهنوتية تصورنا على مثاله في كياننا الداخلي بفعل الروح القدس. مفهوم الاعلان الجديد إحياء انطلاقة البدايات فينا، وحرارة الكرازة الرسولية والفرح والاندفاع التي أعقبت العنصرة، والاتصاف بغَيرة بولس الرسول الذي ادرك قيمة سر المسيح في حياة الانسان والشعوب، فنادى: "الويل لي إن لم أبشر بالانجيل"(1كور9: 16). مَن يلتقي المسيح مثل شاوول - بولس لا يستطيع الاحتفاظ به لنفسه، بل عليه أن يعلنه لغيره، لكي ينعم هو أيضا بما اختبره بولس".

وقال الراعي: "الاعلان الجديد للإنجيل هو في الاساس مسألة روحية قوامها استعادة الهوية الكهنوتية والمسيحية، في حركة ارتداد وتوبة دائمة، وإعلان للإنجيل بالمسلك الحياتي وبشهادة الامانة للمسيح الكاهن الاسمى، وبروح التجرد والفرح. إنها مناسبة لنعيش امانتنا للوكالة التي سلمنا إياها المسيح، وهي أن "نعلن الانجيل للخليقة كلها"(مر16: 15). الاعلان الجديد للإنجيل يقتضي من كاهن اليوم الخروج من الاكتفاء الذاتي، والانطواء على الذات، وذهنية الامر الواقع، والاكتفاء بأن نعمل مثلما كنا نعمل دائما. بل يقتضي منه ارتدادا راعويا الى البعد الرسالي والرسولي في العمل وفي الهيكليات".

وختم بالارشاد الرسولي قائلا: "الكنيسة في الشرق الاوسط تأتمننا على الشركة والشهادة. ويسمى الاكليريكيون "صناع الشركة الحقيقيين وشهود الايمان الاصليين". ويضيف: "لا يمكنكم ذلك من دون تأصل عميق في يسوع المسيح، ومن دون توبة مستمرة وعودة دائمة إلى كلامه، كلمة الحياة، ومن دون حب للكنيسة، ومحبة متجردة للقريب"(الفقرة 50). إننا نجدد إيماننا معكم، في سنة الايمان. وهو إيمان بسر المسيح وسر الكنيسة، والتزام بتعليمها الهادي، هي التي أقامها المسيح "عمود الحق"(1تيم3: 15). ومعا نرفع المجد والتسبيح الدائمين للآب والابن والروح القدس، الى الأبد، آمين".

معوض

بعد القداس كانت كلمة للمطران جوزف معوض هنأ فيها الراعي على رتبة الكردينالية، معتبرا انها "جاءت تكريما لشخص البطريرك الذي طبع الكنيسة بالدينامية الراعوية والذي ابرز دور الكنيسة في الساحة الوطنية، الدور الذي ارتبط بتاريخ لبنان".

أضاف: "نتوجه الى غبطتكم بعاطفة عرفان الجميل على الاهتمام الذي تولونه الى الاكليريكية، وقد ظهر في توحيدها وفي اعادة النظر بالتنشئة وبعدد سنوات الدراسة حتى يكون كاهن الغد ذات شخصية متكاملة قدر الامكان في مجالات التنشئة الاربع الانسانية والروحية والثقافية والراعوية".

ثم عرض رؤساء الاكليريكيات لاختباراتهم مع النظام الجديد بعد الدمج، ولوضع الطلاب، وبرامج التنشئة وكيفية تطبيق الاجراءات المستحدثة. بعد ذلك جرى حوار بين الراعي والطلاب الاكليريكيين.

رسالة أوربان

الى ذلك تلقى الكردينال الراعي رسالة تهنئة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قال فيها: "ان الصدق والالتزام العميق والاخلاص هم "العدة" التي تمارسون بها عملكم المتفاني يوما بعد يوم في خدمة مسيحيي الشرق الاوسط لمواجهة تحدياتهم المصيرية، والتي لمستها انا شخصيا لدى لقائي بنيافتكم في الماضي القريب، واني اسأل الله لكم العون والقوة لانجاز رسالتكم الاستثنائية".

شكر على التعزية

في مجال آخر، توجه الراعي وعائلة شقيقه المرحوم سليم يوسف الراعي، ب"عاطفة الشكر والامتنان الى كل الذين شاركوهم حزنهم الممزوج بالرجاء، أكان بحضورهم الشخصي أم عبر اتصالهم أو بالمراسلة، وفي طليعتهم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ودولة رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه ودولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي، وأصحاب الغبطة البطاركة وأصحاب السماحة رؤساء الطوائف الاسلامية وسيادة السفير البابوي والسادة المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات وأصحاب المعالي والسعادة الوزراء والنواب وجميع المسؤولين المدنيين والروحيين والعسكريين والدبلوماسيين. ويلتمسون نعمة الرب وبركته لهم جميعا سائلين ان يمنهم بالصحة والخير والطمأنينة وأن يمنح وطننا لبنان السلام والاستقرار".

 

نصرالله: سيرتكب الإسرائيليون حماقة إذا قرروا أي عملية برية فغزة قادرة أن تصنع النصر وكل ما تحتاجه هو المساندة والموقف الحقيقي

السبت 17 تشرين الثاني 2012 وطنية - أشاد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بأداء المقاومة في قطاع غزة، مبديا ثقته بأن "غزة قادرة أن تصنع النصر"، وقال إن كل ما تحتاجه هو المساندة الجادة والموقف الحقيقي. وأمل أن تتمكن الدول العربية "من أن تأخذ الموقف المناسب"، معربا في الوقت نفسه عن خشيته "من أن تقوم بعض الدول العربية بالضغط على المقاومة الفلسطينية للتخلي عن شروطها المحقة، ليقولوا لاحقا: لقد قمنا بدور التهدئة، ويقدموا أوراق الإعتماد لدى الإدارة الأميركية ولدى الرئيس أوباما أو غير أوباما".

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نصرالله، مساء اليوم، في الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، والتي تحدث في الشق السياسي منها عن مستجدات الوضع في غزة، مستهلا حديثه في هذا الإطار بالقول: "بعد أيام من المواجهات من العدوان الإسرائيلي الإجرامي على قطاع غزة، ومن المقاومة البطولية في غزة، نقف أمام مشاهد:

المشهد الأول: هو مشهد المقاومة، قبل أن أتكلم عن الإسرائيلي، المقاومة حتى هذه الساعة، تقدم صورة رائعة عن صلابتها وصمودها وثباتها ومعنوياتها وحكمتها وشجاعتها وإدارتها وأيضا قدرتها على المواجهة، وأيضا المواجهات التي تتلو الواحدة الأخرى، في أداء المقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة.

المشهد الآخر: مشهد الشعب الذي يحتضن المقاومة في غزة، البيئة الحاضنة كما نصطلح عليها، الذي يساند هذه المقاومة، ويدعمها ويثق بها، ويتحمل التضحيات إلى جانبها، هذه هي عناصر القوة اليوم، المقاومة وفعل المقاومة وشعب المقاومة وإحتضان هذا الشعب للمقاومة، حتى هذه اللحظة إمتلاك أهل غزة لهذه القدرة ولهذه القوة هذه، هو التي ستفرض الموقف على العدو، وعلى الصديق وعلى كل العالم، وهنا نؤكد على الإستفادة من هذا المعنى الذي تحدثت عنه أيضا في يوم الشهيد".

وأردف بالقول: "لو أن المقاومة الفلسطينية في غزة مقاومة ضعيفة أو ذات إرادة ضعيفة، أو ذات مقدرات ضعيفة، أو مخذولة من قبل أهلها وشعبها، وأعلنت لا سمح الله عن ضعفها وعن إستعدادها لأي شكل من أشكال وقف إطلاق النار، بالرغم مما جرى عليها في اليوم الأول، فإن أحدا في هذا العالم لن يتوقف عند العدوان، بل أنا أقول لكم سيساعد الأميركيين والإسرائيليين في تحقيق أهداف العدوان، وسيمارس ضغوطا كبيرة على غزة وأهل غزة ومقاومة غزة للقبول بشروط العدو. أما العامل الأساسي هو أن غزة وقفت وقاومت وقاتلت وصمدت وما زالت، وهذا في وجه الجميع ويحرج الجميع ويحمل الجميع المسؤولية". وتابع: "وفي المقابل الإسرائيلي، الذي بدا في الساعات الأولى يحقق الإنجازات ويطرح الأهداف ويقتحم على المستوى السياسي والأمني والعسكري والمعنوي، لكن الآن الإسرائيلي في أي وضع بعد أيام قليلة من المواجهة:

واحد: واضح أن الإسرائيلي فوجىء، هم يتحدثون عن مفاجأة، ما ذكرته في الليلة الأولى، يبدو بعون الله تعالى قد تحقق، الإسرائيليون أخطأوا واشتبهوا وتوهموا عندما إعتبروا أنهم في الضربات الأولى إستطاعوا أن يدمروا القدرة الصاروخية للمقاومة، خصوصا الصواريخ التي يصل مداها إلى سبعين كيلومتر أو أكثر، حتى الآن هناك قدرة للمقاومة على قصف تل أبيب، وعلى قصف بعض الأجزاء من مدينة القدس، وأماكن أخرى.

بطبيعة الحال الإسرائيلي هنا فوجىء، مثل حرب تموز تماما. بعد اليوم الأول خرج الإسرائيلي ليقول إنه من قطاع غزة، وبشعاع أربعين كيلومترا، مطلوب من الناس النزول إلى الملاجىء، وعطلت المدارس وطلب من الناس أن يحتاطوا. لكن أبعد من أربعين كيلومترا، إعتبر الأمور طبيعية، لماذا؟ لأنه بنى على أنه دمر صواريخ التي تصل إلى ـ الآن تعبير بعيدة المدى وطويلة المدى هي تعابير ليست دقيقة ـ التي تصل إلى سبعين كيلومترا فما فوق، فوجىء لأن الصواريخ بدأت تطال من غزة بشعاع سبعين كيلومترا، تصل إلى تل أبيب وتصل إلى القدس، وتصل إلى محيط ديمونا وإلى ديمونا نفسها، وهذا لم يكن في حسابات الإسرائيلي. واضح أنه هو فوجىء، قد تكون هنالك أيضا مفاجآت أخرى تعدها المقاومة في غزة في هذه المواجهة".

أضاف: "أيضا الإسرائيلي كان يفترض أنه بعد أول يوم أو ثاني يوم أو ثالث يوم، بعد أن يقصف ويدمر، وبعد مئات الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي حتى الآن على أهداف في قطاع غزة، كان يتوقع أن تصرخ المقاومة وأهل المقاومة، وأن يقولوا "نحن نريد وقف إطلاق النار بأي ثمن، يا أيتها الدول العربية التي تتكلم مع إسرائيل، إعملوا معروف وإعملوا وساطة وأوقفوا إطلاق النار بأي ثمن". ولذلك سمعنا تصريحات متكبرة في الأيام القليلة الماضية من الإسرائيليين، أننا لن نوقف النار حتى تصرخ فصائل المقاومة وتتوسل.

لكن ماذا يجري الآن؟

الذي يجري هو العكس، المقاومة تبادر وتفاجئ وتفعل، وفي محادثات القاهرة هي التي تضع الشروط، هي التي لا تقبل بوقف إطلاق النار بأي ثمن وبأي قيمة، كلا، وإنما تطلب وتطرح شروطا. من الشروط التي تطرحها المقاومة الآن فك الحصار عن غزة، ويتحدثون عن فك كل أشكال الحصار عن غزة. تتحدث المقاومة عن إلتزامات وضمانات دولية وإقليمية بأن لا يعود العدو الإسرائيلي إلى ممارسة الإغتيال من جديد، وإلى ممارسة العدوان من جديد".

واستطرد قائلا: "إذا، المقاومة الفلسطينية اليوم ليست في وضع تبحث هي فيه عن وقف إطلاق النار كيفما كان، لأن هذا قد لا يخدم مصالحها وحماية غزة وحماية قيادات المقاومة في غزة وشعب غزة، وهذه المطالب هي مطالب محقة للمقاومة الفلسطينية.

إذا، الإسرائيلي اليوم، الذي كان يتوقع أن المقاومة "ترفع العشرة" وتصرخ وتستسلم، يرى الواقع مختلفا تماما".

ثم تحدث عن الأمر الثالث وهو "الإرتباك الإسرائيلي: كيف ينبغي أن يتصرف وما الذي يجب أن يعمله؟ يذهب إلى عملية برية، لا يذهب إلى عملية برية؟ وبدأت التصريحات من قبل بعض المسؤولين تتراجع، هنا نلحظ تراجعا وهنا نلحظ إرباكا. بدأ الحديث عن الخشية من إنقلاب المشهد وانقلاب الصورة. بدأ الحديث عن تبعات الذهاب بعيدا في عملية عسكرية ضد غزة، وبدأ الحديث عن التبعات المالية والإقتصادية على إسرائيل في حال قررت الذهاب بعيدا.

هذا واضح الآن في المشهد الإسرائيلي. حتى الحديث عن عملية برية واستدعاء الإحتياط ما زال حتى هذه اللحظة هو أقرب إلى التهويل، إلى الحرب النفسية، وإلى الضغط. وكل المعلومات المتداولة الآن أن الإسرائيليين طلبوا من بعض الدول التوسط لدى قيادة المقاومة في غزة لوقف إطلاق النار، ولكن لا تريد إسرائيل أن تقدم وأن تلتزم بأي شروط، وهذا ما ترفضه المقاومة حتى الآن".

وتابع: "إذا، نحن أمام مشهد إسرائيلي مضطرب وقلق ومرتبك، مع أن العملية ما زالت في بداياتها، وفي أيامها الأولى. وأنا أؤكد لكم، حتى في مواجهة العملية البرية، المقاومة في غزة الحمد لله تملك (الكثير) من القدرة ومن الإرادة ومن التخطيط، والخطط التي تم وضعها والإمكانيات التي باتت متوفرة بعد حرب 2008، والثغرات التي برزت وتم سدها. ستكون المقاومة في غزة أمام تجربة مواجهة عظيمة وكبيرة جدا، وأنا أعتقد أن الإسرائيليين سيرتكبون حماقة وخطأ كبيرا جدا لو قرروا القيام بعملية برية في إتجاه غزة".

وقال: "إذا، نحن اليوم في هذه الساعة لدينا مشهد ولدينا عدوان ولدينا في الوقت نفسه مقاومة مقتدرة وقوية ولديها أفق في أن تصنع إنتصارا، نعم ربما بعض الناس يقولون إن هذا أمر مبكر، كلا، هذا ليس مبكرا، هذا الكلام الآن يستند إلى وقائع وإلى معطيات وإلى عناصر قوة حقيقية".

وعن الموقف الموقف العربي والإسلامي، قال: "منظمة التعاون الإسلامي التي كان اسمها منظمة المؤتمر الإسلامي، حتى الآن لا يظهر أن هناك شيئا. وكذلك العرب والدول العربية، وطبعا بعض الدول الإسلامية أخذت مواقف كإيران وتركيا وغيرها، نتكلم عن الدول العربية، سمعنا مواقف، حتى الآن هي مواقف إدانة وشجب وتعاطف، لكن لا أحد تكلم عن موقف، أعلى كلام سمعناه أن إسرائيل يجب أن تعاقب، عظيم، كيف؟ ما هو الطرح؟ وما هي الفكرة؟ وما هو العقاب الذي تطرحونه؟ إلى الآن لم نسمع شيئا، لا نريد أن نستبق الأمور، يوجد الآن إجتماع لوزراء خارجية الدول العربية، تمكنا أن نسمع وزير خارجية لبنان، عبر عن موقف ممتاز، طالب العرب بقطع العلاقات وبوقف الإتفاقيات وتعليق الإتفاقيات وبالضغط على المجتمع الدولي، قدم دعوة لمجموعة إجراءات وخطوات، لكن إلى اللحظة التي أنا دخلت فيها الآن، كان هناك عدد من وزراء الخارجية العرب خطبوا ولكن لا يوجد شيء! بالعكس هناك أناس خرجوا ليجلدوا، يعني يوجد جلد ذات، إننا نحن العرب "وما يطلع من أمرنا شيء"، ويجب أن نعيد النظر "ومدري شو".

لكن لا أريد أن أستبق الأمور، سننتظر البيان الذي سيصدر عن وزراء خارجية جامعة الدول العربية، ليتبين الموقف".

وأردف بالقول: "طبعا سحب السفير المصري من تل أبيب خطوة جيدة، وذهاب مسؤولين عرب رفيعي المستوى إلى غزة خطوة جيدة، هذا تطور جيد في الموقف، لكن حتى الآن ما زلنا تحت الحد الأدنى المتوقع، المطلوب من الدول العربية ـ كما تحدثنا منذ الليلة الأولى ـ المطلوب موقف للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وأيضا للإستجابة لشروط المقاومة الفلسطينية المحقة، وفي مقدمتها فك الحصار بكل أشكاله ووقف أي شكل من أشكال الإغتيال أو الإعتداء على قطاع غزة، وعلى القيادات والكوادر والناس في غزة.

هذا اليوم ما هو مطلوب من الدول العربية، لكن حتى الآن لا يظهر أي شيء، ما زلنا لم نسمع أي كلام عن تهديد بقطع علاقات أو بإلغاء إتفاقيات أو بتعليق الإتفاقيات، أو بإستخدام سلاح النفط، ولو كما قلنا رفع السعر أو تخفيف الإنتاج، للضغط على أميركا، لا يحتاج هذا الأمر إلى شيء، أوباما بتلفون واحد يوقف الحرب.

لا نريد من أحد أن يخدع أحدا، هذه هي الحقيقة اليوم، تلفون واحد من أوباما يوقف الحرب، لكن قبل عدة ساعات أوباما ماذا كان يقول؟ ما زال يدعم ما تقوم به إسرائيل، ويغطي ما تقوم به إسرائيل.

معنى ذلك أنه حتى هذه اللحظة هو لم يسمع كلمة من زعيم عربي، ولا كلمة، تفيد أنه: تفضل يا أوباما إضغط على إسرائيل وإلا نحن سنتخذ المواقف التالية كذا وكذا وكذا".

أضاف: "لكن ما زلنا نأمل أن تتمكن الدول العربية، وخصوصا في هذه المرحلة، من أن تأخذ الموقف المناسب، بل أنا أقول لكم: نحن لدينا خشية من أن تقوم بعض الدول العربية بالضغط على المقاومة الفلسطينية للتخلي عن شروطها المحقة، ليقولوا لاحقا: لقد قمنا بدور التهدئة، ويقدموا أوراق الإعتماد لدى الإدارة الأميركية ولدى الرئيس أوباما أو غير أوباما".

وختم بالقول: "المطلوب اليوم هو مساندة حقيقية وموقف حقيقي، وغزة قادرة أن تصنع النصر، كل ما تحتاجه هو هذه المساندة الجادة".

 

راعي أبرشية جبيل المطران ميشال عون مثل الراعي في ذكرى عاشوراء: لنعمل على أن تبقى راية للحق والعدالة

وطنية - مثل راعي أبرشية جبيل المطران ميشال عون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في ذكرى عاشوراء في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وألقى كلمة بعنوان "كربلاء والاستشهاد في سبيل الحق والعدالة"، قال فيها: "إنه لشرف كبير أولاني إياه صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، أن أنقل لكم باسمه أطيب التحيات وأخلص مشاعر التضامن في هذه الذكرى التي تمثل لب الوجدان الشيعي وقلب الذاكرة الشيعية. وباسمي الشخصي اعبر لكم عن تضامني بوقوفي متكلما في هذه المناسبة التي ارتأينا وصاحب الغبطة أن يكون مضمون كلامنا فيها عن كربلاء والاستشهاد في سبيل الحق والعدالة".

أضاف: "الكلام على الاستشهاد في واقعة مماثلة لا يستقيم إلا على مستوى القيم لا على مستوى الحدث التاريخي وحسب. فكربلاء تتجلى في أبهى مضامينها باعتبارها واقعة أصلها وغايتها ووسائلها تتأصل في القيمة التي وضعها الإمام الحسين منطلقا لخروجه. والقيمة هي في أصل الاستشهاد وإلا لاستحال الاستشهاد ضربا من ضروب الانتحار أو من أعمال البطولة. ولا أخال ذلك ينطبق على كربلاء. وسبيلي إلى هذا المعنى للاستشهاد في ما قاله الفيلسوف الألماني هيدغر في إجابته على السؤال الذي طرحه عنوانا لكتابه: "ما هي الميتافيزيقا؟" يقول: الميتافيزيقا هي الجواب لا على ما في البدء بل على "الليس" أي اللاشيء. وأبرز الإجابات على هذه "الليس" كمهمة ضرورية للميتافيزيقا يجدها هيدغر في الشهيد. إذ إن الشهيد في مواجهته الموت ينقض "الليس"، وبهذا النقض يفتح أفق الوجود على المعنى".

وتابع: "فالشهادة إذا ليست حدثا عابرا في التاريخ، إنها من مصاف الوقائع، والواقعة تطبع التاريخ بتأثيرها عليه وفيه، من خلال المعنى الذي يضيء السبيل إلى القيمة. ذلك ما ينطبق على واقعة كربلاء ويعطي عاشوراء أبعادها، باعتبارها لا زمن حزن وبكاء وحسب، وإن كانت هذه المشاعر ضرورية للتعبير عن عمق الأسى وفي الوقت عينه عن عمق الشوق لتحقق ما لأجله حدث ما حدث في كربلاء، بل هي أيضا استعادة لفعالية المعنى باعتبارها ناتجة من الاستشهاد في سبيل القيمة. ولا نحتاج هنا إلى استعادة الحدث الكربلائي، بل ما نحتاج إليه هو الواقعة الكربلائية التي تقودنا إلى المعنى العميق لشهادة الحسين في كربلاء. فالحسين وجد نفسه أمام سلطة ابتعدت عن مقاصدها، تلك السلطة التي كان عليها أن تمثل إرادة الله للخير، فإذا بها تتحول مشروع زعامة عائلية ومشروع تمييز بين رعاياها. فكان على الحسين أن يختار بين التواطؤ معها أو مواجهتها، فقرر المواجهة لا بهدف القضاء على السلطة أو التمرد عليها أو الانتقام منها، بل بهدف إصلاحها بإعادتها إلى الصراط المستقيم أي إلى حكم القيم. وكان في خروجه هذا، يعلم أن المواجهة ستكون مكلفة وستبلغ حدود الاستشهاد. لكن رجلا مهتديا بالحق يفضل الإنصياع للحق لا للباطل مهما كان الثمن مقابل ذلك. ولا غرو فكل متمسك بالحق هو على الدوام في حال استشهاد في سبيل القيم. هكذا قرر الحسين أن ينتقل إلى المواجهة تحت شعار "هيهات منا الذلة"، وهو شعار لا يقف لديه عند حدود الذود عن الكرامة، إنما هو شعار رفض التخلي عن الحق والمساومة عليه. فالموت في سبيل الحق أفضل من العيش في ذل الوعود الزائفة".

وقال: "بهذا التمسك بالحق سار الحسين على طريق الاستشهاد. ولولا هذا الحق لبقيت كربلاء مجرد ثورة بين الثورات التي عرفها التاريخ. والحال أن كربلاء ارتفعت إلى مستوى الوجدان ولم تبق على مستوى الذاكرة أو الحدث، لذلك قلنا أنها واقعة، ولأنها كذلك تكون على مستوى الوجدان وتبقى فاعلة في التاريخ. غير أن الوقائع لا ترتفع إلى هذا المستوى إلا بسبب القيمة التي تختزنها. وفي اختصار، إن بلوغ الواقعة مستوى الوجدان يعني أنها تحمل معنى القيمة. والقيمة تنتظر أبطالها في التاريخ ليجعلوا منها قوة تغيير للواقع، لا بمعنى الثورة بل بالترقي والتغيير إلى الأفضل".

أضاف عون: "من كل ما تقدم يمكننا القول أن كربلاء فتحت أفق القيمة باستشهاد الحسين، وأن عاشوراء هي استعادة الالتزام للقيمة في تضاعيف التاريخ. لذلك لا تفهم كربلاء منعزلة عن القيمة، وإلا غدت طقسا معزولا في ذاكرة جماعة، طقسا يعزز الأسى ويعطل القيمة. كربلاء لا تفهم طقسا من دون تجديد الالتزام للحق. ذلك هو منطلق الثورة الحسينية ومآلها. فالحسين لم يترك بعده أمة تنتحب بل أمة تتمنطق بالحق. وإننا نسمح لذاتنا بالتأكيد على هذا المعنى لكربلاء وهذا البعد لعاشوراء بعدما التمسنا المعنى الحسيني لكربلاء لدى حبيبكم الذي تنتظرون انكشاف غيبته ومؤسس هذه الدار الإمام موسى الصدر. ونحب في هذا المقام أن نستعيد ما قلناه في معنى كربلاء لديه يوم ألقينا كلمة في ذكرى تغييبه هذا العام. كان الإمام يردد أن كربلاء ليست حادثة من الماضي ولا هي ذكرى عابرة تعاد في احتفال سنوي تجيش فيه الأفئدة وتعزز فيه مشاعر الأسى والحزن وربما الحقد والانتقام، مشاعر تجعل الإنسان ينطوي على ذاته ويقارب الوجود بمشاعر وأفكار سلبية".

وتابع: "إن كربلاء حادثة لمستقبل هو مستقبل الحق والعدالة. وكربلاء تعكس تاريخ البشرية الموسوم باللاعدالة والزاهق للحق وفي الوقت عينه المطبوع بتحويل الألم والظلم والطغيان حركة تحقيق للحق. من هنا تذكيره باستمرار بأن كربلاء لم تعد للشيعة وحدهم ولا هي ذكرى مخصصة بهوية جماعة معينة، كربلاء ملتقى آلام البشرية وآمالها بالتحرر من الظلم. وشمولية كربلاء تنفي عنها، في نظر الإمام، طابع الفاجعة، إنها صرخة الحق والعمل من أجل الحق، وهي صورة المأساة وصورة الجهاد على السواء، صورة الجهاد الأكبر. وكان يردد: "البكاء والعويل (...) ورفع الحقد لا أؤمن بها. إيماني أنه لا يمكن للحسين أن يقتل إلا لأجل إحقاق الحق" (النهار 21/1/1975). ذلك ما جعل الإمام يرى في عاشوراء زمن تجديد الالتزام بالحق، وفعل الحق، ومواجهة الظلم. فزمن كربلاء لديه هو زمن القيمة، ومن لا يدخل كربلاء من باب القيمة يتنكر لأصالة الخروج الحسيني بما هو خروج من أجل الحق. من هنا تحذير الإمام من خيانة المعنى الكربلائي عندما كان يردد أن ثلاثة هم أعداء الحسين: الذين قتلوه والذين أرادوا إزالة آثاره، وأعداهم الذين يدعون أنهم للحسين لكنهم لا يعملون للحق والعدالة (النهار 32/1/1975). فالقضية الأساسية في كربلاء تبقى في نظر الإمام الصدر أن كربلاء مسيرة تاريخية تحفذ حجاجها على نقل التاريخ إلى الضفة الأخرى حيث يستقر الحق والعدل (31/2/1976)".

وقال: "حري بنا أن نقف في هذا الوقت على هذه المعاني لكربلاء. وأنا الأسقف الماروني بينكم أجد نفسي متضامنا معها لأننا في أمس الحاجة إلى مثيلاتها حتى نهب جميعا لإحقاق الحق والعمل للعدالة. ومن أبلغ المعاني التي استوقفتني في واقعة كربلاء أن الإمام الحسين أراد الإصلاح في أمته ذودا عن الحق وإحقاقا للعدالة واستشهد في سبيل هذا الاصلاح. وكم نحن في أمس الحاجة في هذا البلد إلى من يضحون بحياتهم ويتعالون فوق مصالحهم في سبيل الحق والعدالة والإصلاح الحقيقي في وطنهم. وفي الوقت عينه كم نحن في حاجة إلى العودة إلى الينابيع الصافية في تقاليدنا لنغرف المعاني التي تساعدنا في إصلاح ذواتنا وإفادة مجتمعنا للسير بوطننا إلى أعلى مستوى من الحق والعدالة والمساواة والتآخي".

أضاف: "إنني أفكر دائما كم من الزمن أهدر اللبنانيون وهم لم يكتشفوا بعد أن تقاليدنا المتعددة يجب أن تكون مصدر إغناء لنا في بلوغ مرحلة الوعي الجماعي. والجماعة الخاصة ليست عائقا للجماعة الكبرى التي هي الوطن، إذا ما عرفت كل جماعة ما هي دعوتها التاريخية انطلاقا من وجدانها الذاتي، وهذا أمر مسلم به إذ لكل جماعة وجدان خلاق في استطاعتها أن توظفه لصالح المجتمع بأكمله. وأرى أن الوجدان الشيعي الذي طبع بفاجعة كربلاء هو وجدان حساس لكل ما يمت بصلة إلى الحق والعدالة. فهل وظف بالقدر الكافي من أجل تلك الغاية؟ ليس لدي جواب نهائي وليس لي أن أجيب على هذا السؤال. الجواب رهن بأهل الحسين. لكن هناك انتظار لجواب على هذا السؤال. وأنا لا أبغي من الطرح إلا هما ثقافيا ووطنيا، لاعتقادي الراسخ بأن للشيعة مخزونا كبيرا ليلعبوا دورا تاريخيا في مسألة الحق والعدالة. وإني أردد دائما وعن اقتناع ما قاله السيد موسى الصدر وما قاله في معرض آخر الإمام محمد مهدي شمس الدين عن هذا الوجدان الشيعي عندما نبه كل منهما للأمانة للغاية الأساسية في ثورة الحسين بأنها ثورة إصلاح وبأن عشوراء تتخطى معنى تعزيز الأسى بالحرمان لأنها زمن تجديد الوعد للحسين بالسير في طريق الحق والعدالة، وأن كربلاء ليست للشيعة فقط بل هي تعبر عن مطلب الحق والعدالة اللذين يتوق إليهما كل إنسان. من هنا إن كربلاء في نظرهما مهمة قيد الانجاز وهي مهمة تنادي أبطالها".

وختم عون: "من هذا المقام الديني الرفيع وفي هذه المناسبة الكريمة أتوجه أخيرا إلى جميع أصحاب التقى والفضيلة في لبنان وفي العالم العربي ليعلنوا عاليا أن المجتمعات والأوطان لا تقوم ولا تقوى إلا عندما تبقى الغاية غاية والوسيلة وسيلة ويوم تقلب الأدوار تبطل المعاني. فلنعمل كلنا متحدين ومتضامنين في سبيل خير وطننا لبنان وكل بلدان المنطقة على أساس الحق والعدالة والمساواة وتجديد الالتزام الدائم لها، واعين إلى أن ذكرى عاشوراء يجب أن تبقى راية مرفوعة لتلك الغاية بالذات".

 

البيت الأبيض: إطلاق الصواريخ من غزة "عامل مفجر" للنزاع مع اسرائيل

أعلن البيت الابيض السبت أن إطلاق الفلسطينيين للصواريخ من غزة على اسرائيل شكّل "عاملاً مفجراً" للمواجهات بين اسرائيل وقطاع غزة والتي أسفرت عن 43 قتيلا في الجانبين منذ الأربعاء.

وقال مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس"نعتقد أن إطلاق الصواريخ من غزة كان عاملاً مفجراً للنزاع"، وأضاف "نعتبر أن من حق الإسرائيليين أن يدافعوا عن أنفسهم وأن يتخذوا قراراتهم حول التكتيك الذي سيلجأون اليه". وأوضح رودس أن الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كانا يؤيدان عدم التصعيد شرط أن توقف حماس إطلاق الصواريخ. ويتشاور المسؤولان هاتفياً كل يوم منذ بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي، وتابع :"نريد الشيء نفسه الذي يريده الإسرائيليون، أن يتوقف إطلاق الصواريخ من غزة".كما تشاور أوباما مع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وقال رودس "إنهما يستطيعان أداء دور بناء عبر التشاور مع حماس لتشجيع آلية لعدم التصعيد". وكان البيت الأبيض اعتبر الخميس أن "لا مبرر على الإطلاق للعنف" الذي تمارسه حماس. (أ.ف.ب)

 

ليبرمان: أهداف «عمود السحاب» ثلاثة.. استعادة الهدوء والردع والقضاء على السلاح/الخشية من نتائج عكسية والإضرار بالعلاقات مع دول الجوار ومعارضة أميركا قد تبطل عملية برية

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط

قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنه يوجد 3 أهداف رئيسية لعملية «عمود السحاب» المستمرة على قطاع غزة، وهي «استعادة الهدوء إلى منطقة جنوب البلاد، واستعادة الردع الإسرائيلي، والقضاء على مخزون الصواريخ البعيدة المدى للتنظيمات الإرهابية في القطاع». وأضاف: «إن الطريق الوحيد الذي يحفظ للمواطنين الإسرائيليين الحياة الآمنة المطمئنة يتمثل بخلق قوة ردع حقيقية، من خلال توجيه رد حاسم إلى الجانب الآخر». ولم يتطرق ليبرمان أمس إلى إمكانية الدخول في عملية برية في الوقت الذي تعطي فيه إسرائيل إشارات من هذا النوع، بل قال إن إسرائيل وعلى الرغم من أن جيشها مستعد لعملية برية، لا ترغب في خوض حرب شاملة، غير أنه اعتبر أن المباشرة في عملية كهذه «لا يجوز وقفها، بل إنه يجب الذهاب حتى النهاية». ومن وجهة نظره، فإن النهاية تعني إسقاط حكومة حماس، وهذا من وجهة نظره «متروك للحكومات القادمة، وليس لهذه الحكومة». وتأكيدا على حديث ليبرمان، وبخ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزراءه الذين عبروا عن رغبتهم في اجتثاث حركة حماس، معتبرا أن هدف حكومته هو تحقيق الردع الإسرائيلي فقط أمام منظمات المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد.

وجاء حديث ليبرمان بينما أعطى رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتس، في نهاية جلسة تقييم أمني، أمس، الأوامر بتصعيد الهجمات على القطاع.

وفعلا شرعت مدفعية الميدان الإسرائيلية بقصف أهداف معينة لأول مرة منذ بدء الحرب الحالية.

وتحاول إسرائيل الإيحاء بقرب عملية برية من خلال استدعاء قوات الاحتياط وإقناع العالم بذلك، وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أمس: «إن إسرائيل وجهت رسالة لكثير من دول العالم، بأنه لا مناص من تنفيذ عملية عسكرية برية في قطاع غزة». وأضافت أنه «على الرغم من تأكيد الحكومة الإسرائيلية أن العملية ليست عملية واسعة كما كانت عليه عملية الرصاص المصبوب عام 2008، فإنها وجهت رسائل لكثير من دول العالم، تقول إنه لا مناص من نشاطات برية للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة». وتابعت القول إنه «في إطار هذه الجهود فإن الحكومة الإسرائيلية وجهت اليوم (أمس) رسائل لكثير من دول العالم مفادها أن الجيش مضطر لتوسيع رقعة عملياته في قطاع غزة لتشمل عمليات برية».

وبحسب «يديعوت» فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية تحاول إقناع دول العالم بهذه العملية البرية وضرورة تنفيذها من خلال حملة إعلامية لإظهار صور ومناظر لقصف للمنازل الإسرائيلية، إلى جانب صور من معاناة وإصابات النساء والأطفال في إسرائيل. ومن غير المعروف إلى أي حد يمكن أن تتورط إسرائيل في عملية برية، إذ قد تأتي بنتائج عكسية على أبواب الانتخابات الإسرائيلية، إضافة إلى مواقف الدول الرافضة لمثل هذه العملية. وتجري مصر مشاورات حثيثة مع دول إقليمية وعالمية ومع حماس والجهاد للتوصل إلى صيغة اتفاق، كما دخلت فرنسا على الخط، إذ من المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي لوران بايوس اليوم رام الله وتل أبيب لبحث تطور الأوضاع في غزة، ومحاولة التوصل إلى تهدئة، على أن يتبعه الثلاثاء أو الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة.

وثمن عباس، أمس، الدور الكبير الذي تقوم به مصر رئيسا وحكومة وشعبا في دعم الشعب الفلسطيني، وجهودها من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة في قطاع غزة، مطالبا بمواصلة الجهود المصرية الساعية لوقف شلال الدم في قطاع غزة. وفوق ذلك، أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، معارضة الإدارة الأميركية لعملية برية إسرائيلية في قطاع غزة. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن «نيويورك تايمز» قولها: «إنه على الرغم من أن الرئيس باراك أوباما تحدث على الفور، وأكد بشكل قاطع علني وخاص أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية التي تنطلق من غزة، فإن المسؤولين في الإدارة الأميركية عمدوا إلى حث المسؤولين الإسرائيليين بصورة شخصية على عدم توسيع إطار الصراع، باعتبار أنها خطوة يرى كثير من الأميركيين أنها قد تصب في مصلحة حماس». وما تخشاه الإدارة الأميركية أن التصاعد المستمر «قد يضر بعلاقات إسرائيل مع مصر والأردن، وهي علاقات منهكة بالفعل، في وقت تخضع فيه الحكومتان إلى ضغوط من مواطنيهما».

وبحسب الصحيفة، «بذل أوباما جهدا كبيرا للتعرف على سبل التفاهم مع حكومة مصرية تختلف تماما عن سابقتها، ويوجه أوباما نداءاته الآن إلى الرئيس محمد مرسي، وقد اتصل به الأربعاء بعد أن قامت إسرائيل بأكثر من 50 عملية قصف جوية على غزة، كما أعاد الاتصال به مرة أخرى يوم الجمعة».

وخلال المحادثة الهاتفية «اتفق أوباما ومرسي على أهمية العمل لتهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن، كما اتفقا على مواصلة الاتصال خلال الأيام المقبلة». وقال أحد كبار المسؤولين في إدارة أوباما إن رسالة الأميركيين إلى مصر كانت «إننا لا نستطيع أن ندع هذا الصراع يتسع، وهو يؤدي إلى مخاطر أكبر تلحق بالمدنيين». وحتى ذلك، أي الوصول إلى تهدئة، أو توسعة المعركة بريا، استمر أمس التراشق الصاروخي بين حماس وإسرائيل ولو بوتيرة أقل في مؤشر قد يكون مهما نحو رغبة الطرفين بتهدئة الآن. وقالت حماس إن لديها مفاجآت لم تكشف عنها بعد، وقالت إسرائيل إنها ستواصل العملية الجوية من دون توقف. واضطرت إسرائيل، أمس، لنشر بطارية جديدة من منظومة القبة الحديدية في «تل أبيب»، بغية اعتراض الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة باتجاه تلك المنطقة. ولأول مرة منذ أكثر من 20 عاما، تسقط صواريخ في تل أبيب وتفتح الملاجئ للسكان هناك. ولم يكن مقررا إدخال هذه البطارية وهي الخامسة من القبة الحديدية إلى الخدمة حتى عام 2013، وجميع من سبقها نشر في مناطق في محيط غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه نظام ناجح، ويهزأ منه الفلسطينيون.

 

ليس مرسي.. حتى حماس في ورطة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

رفضت حماس على مدى ثلاثة أيام من العدوان الإسرائيلي على غزة الوساطة، وكانت تقول إن على من يريد التوسط الذهاب إلى مصر، لكن بالأمس لمح نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق إلى إمكانية قبول وساطة، ولم يكتف بذلك، بل شدد على ضرورة الذهاب للأمم المتحدة واستكمال مشروع الرئيس عباس الذي لم تتحمس له حماس من قبل.

فما معنى كل ذلك؟ الحقيقة أن العدوان الإسرائيلي على غزة هذه المرة يأتي في توقيت معقد ليس بالمنطقة، وإنما حتى داخل غزة نفسها، حيث لم يحسم الموقف من زعامة حماس؛ هل يستمر مشعل، أم تؤول لهنية، أو أبو مرزوق نفسه؟ وهذا ليس كل شيء، فقبل أيام من العدوان الإسرائيلي اتهم قيادي بجماعة سلفية في غزة حماس بملاحقة ناشطي الجماعات السلفية. وأضاف القيادي بمجلس شورى المجاهدين أنس عبد الرحمن: «للأسف لا يوجد علاقة بين المجاهدين السلفيين وحماس وحكومتها إلا من خلال الملاحقات الأمنية وداخل السجون». والقصة لا تقف هنا؛ فحتى عشية العدوان الإسرائيلي كانت الفصائل الفلسطينية في غزة منقسمة حول وقف إطلاق الصواريخ، والالتزام بالهدنة، وهناك بيانات عدة متضاربة نقلا عن الفصائل نفسها. وبالنسبة لعلاقة حماس بالسلطة، فقبل ثمانية أيام قال نائب عن حماس ان «لا أهلا ولا سهلا» بزيارة عباس لغزة!

كل ذلك يقول لنا إن العدوان الإسرائيلي يأتي وسط صراع حقيقي في غزة، صراع على سلطة حماس، والسيطرة على القطاع، هذا عدا عن الصراع مع الجماعات الموالية لإيران، والتي لها أهداف تختلف عن أهداف من وقف مع الثورة السورية، مثلا، أو من يريد الاقتراب لمصر أكثر، أو من أراد الاستجابة للمبادرة القطرية الأخيرة المتمثلة بزيارة أمير قطر لغزة، والإعلان عن استثمارات مالية ضخمة هناك! ولذا فإن العدوان الإسرائيلي لا يمثل ورطة للرئيس مرسي وحده، ولا لاستثمارات قطر الأخيرة، بل إنه ورطة أيضا لحماس، وعلاقتها مع الفصائل الأخرى في غزة، ودور حماس المستقبلي. وهنا يجب تأمل ما قاله الناشط الإسرائيلي غرشون باسكين، الوسيط بين إسرائيل وحماس بصفقة الجندي شاليط، حول اغتيال أحمد الجعبري، حيث يقول باسكين: «رجل صاحب صلاحيات واسعة. رجل قيادي بكل معنى الكلمة. كان صادقا في التوصل إلى هدنة، ولعب دورا كبيرا في وقف إطلاق الصواريخ من التنظيمات الفلسطينية. وحتى عندما كانت تُطلق صواريخ من حماس، كان يتعمد أن تسقط في مناطق مفتوحة حتى لا تحدث أضرارا بشرية»! وبالطبع لا بد من تذكر دعوة رئيس الوزراء المصري للفلسطينيين في زيارته الأخيرة لغزة.

وعليه فمن الواضح أن بعض قيادات حماس، ومنهم الجعبري المغدور، كانت تبحث عن التهدئة، بينما كانت بعض الفصائل تريد الحرب، ولذا فإن حماس اليوم تريد توسيط مصر، وتطالب بإشراك عباس، لضرب عصافير بحجر واحد بغزة، وضمان أن تقف هذه الحرب وتكون أبرز نتائجها استعادة حماس للسيطرة ليس على غزة وحسب، بل والسيطرة على كل الفصائل، الإيرانية منها أو خلافها. ولذا فإن حماس في ورطة هذه المرة أكثر مما يعتقد البعض، والمؤشرات كما أسلفنا أعلاه، كثيرة جدا، والضحية – كالعادة - القضية وأبناء غزة، والمستفيد دائما هو العدو الإسرائيلي.

 

الشيخ الأسير يعلق قرار تشكيل تنظيم مسلح.. ويتهم «14 آذار» بتشويه صورته/إطلاق نار متبادل بمحيط مسجد للشيعة في صيدا

بيروت: نذير رض /الشرق الأوسط

تنفست مدينة صيدا ارتياحا مع إعلان إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، تعليق قرار تشكيل تنظيم مسلح في الوقت الراهن؛ «لفتح المجال وإبقاء الباب مفتوحا لمزيد من التشاور والنصائح في هذا الموضوع»، لكنه وجه انتقاداته، بعد حزب الله، إلى قوى 14 آذار، متهما إياها بتشويه صورته.  لكن إعلان الأسير لم يبدد مخاوف المدينة من صدامات أخرى، وفتنة بين الشيعة والسنة، إذ سجل ليل الجمعة – السبت حادث إطلاق نار مجهول المصدر على مجمع السيدة فاطمة الزهراء الشيعي الذي يشرف عليه الشيخ عفيف النابلسي في المدينة. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الجيش اللبناني عزز وجوده وانتشاره في مدينة صيدا، حيث أقام نقاطا ثابتة ومتنقلة، وسير دوريات مؤللة وراجلة للحفاظ على الأمن والاستقرار بعد الحادث الأمني الذي تعرض له مجمع الزهراء منتصف ليل أول من أمس، حيث أقدم مجهولان على إطلاق النار على المجمع بعدما تسللا من خلف تلة ترابية تشرف على المجمع، ورد حراس المجمع على مصادر النيران، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. على الأثر حضرت إلى المكان الأجهزة الأمنية وعاينت الحادث وفتحت تحقيقا لمعرفة الفاعلين. ويعد هذا المركز الذي يقع في الطرف الجنوبي من صيدا، بمحاذاة مباني الجامعة اللبنانية، المركز الشيعي الوحيد في قلب المدينة، ويشرف عليه الشيخ عفيف النابلسي المقرب من حزب الله. من جهته، أعلن الشيخ أحمد الأسير عن «تشكيل كتائب مقاومة صيداوية لمجابهة العدو الصهيوني فقط»، موضحا أنه «نظرا للبيان الوزاري الذي كرس الثالوث الذي نرفضه إلا أنه قائم (الجيش والشعب والمقاومة)، نرى من الضروري تأليف (كتائب صيدا المقاومة)»، مشيرا إلى أنه «بناء على إصرار الكثير من الإخوة على إعطاء ملف تشكيل (كتائب صيدا المقاومة) المزيد من التشاور؛ لذا نعلق هذا البند من أجل إفساح المجال في المشاورات؛ لأنهم طلبوا منا ألا تكون المقاومة محصورة فقط بصيدا، وإنما بكل لبنان».

وانتقد الأسير قوى «14 آذار»، متهما إياها بتشويه صورته «وصورة إخواني»، وقال: «أنصحكم بأن تتقبلوا أحمد الأسير وغيره لأن حركته ستزداد في لبنان والمنطقة، وتعودوا على التدين ولا تدفعوه إلى الظلمة». ودعا بعض قادة 14 آذار لأن يصدقوا مع شعبهم «الطيب البطل الذي نزل إلى الشارع في 14 آذار وطرد الجيش السوري المجرم من لبنان»، مشيرا إلى «أننا لا نراهن هنا على من ذهب إلى الدوحة وساوم على دم رفيق الحريري، بل نراهن على الشرفاء الأبطال الذين لا يركعون إلا لله». وعن حادثة تعمير عين الحلوة الأحد الماضي، اتهم الأسير مسؤول حزب الله في صيدا بمحاولة اغتياله، لافتا إلى أن الرصاصة التي أصيب بها مسؤول حزب الله زيد الضاهر «انطلقت من مسدس الشاب المصري الذي كان مصابا ولا يزال يطلق النار». وعرض الأسير صورا للرايات التي كانت مرفوعة في التعمير وتساءل: «هل هذه رايات عشورائية أم أنها رايات حزبية واستفزازية؟»، مجددا التأكيد على أن المشكلة ليست مع الطائفة الشيعية، بل مع حزب الله.

وأعلن الأسير عن اعتصام مفتوح «استنكارا لما يحصل في غزة ولما يفعله المجرم في سوريا»، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

بدوره، رفض الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري «خيار التسلح والخطاب المذهبي لتجييش الجمهور أو خلق صراع سني - شيعي»، مشيرا إلى «وجود خلافات مع الأسير بشأن خطاباته العالية السقف والتحرك على الأرض». ولفت إلى «وجود محاولات لعدم محاسبة مطلقي النار على مرافقي الأسير وهو أمر غير مقبول»، داعيا إلى «وأد الفتنة كي لا تمتد إلى المناطق الأخرى». وقال: «في حال اختار الأسير تسليح جماعته فهو بالتالي يحاول إحباط وضرب الطائفة السنية».

من جهته، حذر منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل من أن إعلان الشيخ أحمد الأسير عن إنشاء فصائل عسكرية، «هو نتيجة طبيعية لوجود سلاح حزب الله، وهو ما حذرت منه قوى 14 آذار على مدى السنوات المنصرمة». واعتبر أن حزب الله بهذه الطريقة «يعزز الوجود السني المتطرف مكان السني المعتدل».

وكشف الجميل عن أن الإعلام يبث خطاب الأسير المتعلق بحزب الله والذي يظهر فيه كأنه المتطرف في 14 آذار، إلا أن الأخطر لا يظهر إلى الإعلام، وهو الشق الديني الذي يرفض الدولة المدنية، ويتناقض مع الدستور ومع طبيعة لبنان ومع التعددية في لبنان.

 

أعلن تعليق تشكيل كتائب المقاومة الصيداوية لمزيد من التشاور

هل أنهى الأسير معركته مع "حزب الله" ليفتح النار على 14 آذار و"المستقبل"؟

صيدا ـ رأفت نعيم/المستقبل/تنفست عاصمة الجنوب صيدا الصعداء وخلعت عنها ثوب القلق، الذي لازمها طيلة اسبوع كامل بسبب الأجواء التي رافقت واعقبت حادثة تعمير عين الحلوة، والتي ذهب ضحيتها اثنان من مرافقي الشيخ أحمد الأسير برصاص مسلحين محسوبين على "حزب الله" خلال محاولة مناصرين للأسير نزع لافتات للحزب رفعت في تلك المنطقة بعد ظهر الأحد الماضي. فقد اثمرت الجهود والمساعي والمشاورات التي بذلتها القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة و"الجماعة الاسلامية" في صيدا مع الشيخ احمد الأسير توافقاً على تجنيب المدينة اية توترات او فتن يمكن ان تنتج عن تداعيات حادثة التعمير وتوجيه البوصلة والاهتمام نحو ما يجري في غزة من عدوان اسرائيلي متواصل عليها، فأطل الأسير في مؤتمر صحافي عقده في مسجد بلال بن رباح في عبرا بخطاب مضبوط الايقاع تجاه "حزب الله" والدولة اللبنانية، لكنه بلا سقف تجاه قوى الرابع عشر من آذار حيث صوب هجومه الكلامي عليها تصريحاً وعلى "تيار المستقبل" تلميحاً. ما دفع ببعض الاوساط الصيداوية لطرح تساؤل حول ما اذا كانت معركة الأسير الطويلة مع "حزب الله" والمشروع الايراني قد انتهت واختصرت ببضع كلمات قالها ليفتح النار على قوى 14 آذار و"تيار المستقبل"، وكيف انه قارب حادثة التعمير ببضع دقائق مكتفياً بتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية احقاق العدل والعدالة في قضية مقتل مرافقيه التي كانت سبباً مباشراً لما شهدته صيدا من توترات طوال الأسبوع الماضي على ايقاع حركته ومواقفه بعد هذه الحادثة، فاذ به يفرد القسم الأكبر من مؤتمره الصحافي للهجوم على قوى 14 آذار و"تيار المستقبل"، وللحديث عن غزة وفلسطين حيث قرر فجأة أن يتأهب في مواجهة اجتياح اسرائيلي محتمل بأن يتسلح تحت تسمية "كتائب المقاومة الصيداوية" ـ لكن مع وقف التنفيذ بانتظار انهاء مشاوراته، واعلن تنفيذ اعتصام مفتوح لمناصريه في باحة المسجد استنكاراً لما يجري في غزة وسوريا.

مصادر متابعة لحركة الاتصالات واللقاءات التي سبقت المؤتمر الصحافي للأسير كشفت لـ" المستقبل" أنه تبلغ عبر قنوات رسمية ان الغطاء الذي كان يحظى به من بعض الجهات الرسمية قد زال، وان هناك قراراً جاهزاً لدى السلطات اللبنانية بتوقيفه واعتقاله فيما لو انه اعلن عن تشكيل جناح مسلح او عن اعتصام مفتوح في الشارع يؤدي الى اقفال طريق الجنوب، وأن هذا الأمر كان تبلغه الأسير فعلاً من احد المسؤولين الأمنيين وتوج بتحريك قضية تعرضه وابنه للقوى الأمنية، ما اوقعه في حالة من الارباك مع مناصريه خاصة بعدما اجرى ذلك الاستفتاء في صفوفهم ليتبين له ان قسماً كبيراً منهم يؤيد فكرة انشاء مثل هذا الجناح المسلح، نتيجة حال التعبئة التي قام بها الأسير لهؤلاء المناصرين ضد "حزب الله" لا سيما بعد حادثة التعمير.

وتضيف هذه المصادر: هنا كانت مساعي القوى الاسلامية في صيدا ومخيم عين الحلوة قد بلغت مرحلة متقدمة مع الأسير الذي وجد في ما طرحته عليه خشبة الخلاص والمخرج الأنسب للمأزق الذي اوقع نفسه فيه، خاصة وان هذه القوى كانت رفضت فكرة ان يقوم الأسير بتشكيل جناح عسكري وحذرته من ان مثل هذه الخطوة يمكن ان تستدرجه وتستدرج معه صيدا الى الفتنة اذا ما استغل هذا الأمر من قبل طابور ثالث او خامس ونفذت اعمال مخلة بالأمن والصقت بالجناح العسكري الذي كان سيشكله. وبالتالي فان القوى الاسلامية تمنت على الأسير التراجع عن فكرة الجناح المسلح وتركيز الاهتمام حيال ما يجري في غزة باعتبار ان القضية الأساسية والمركزية هي فلسطين، واذا كان هناك من ضرورة لمواجهة اي عدوان اسرائيلي محتمل على لبنان يمكن ان يتم تشكيل اطار مقاوم ينطلق من صيدا ويعم كل لبنان، على ان يتم ذلك بالتشاور والتنسيق مع باقي القوى الاسلامية في صيدا وفي بقية المناطق. واستطاعت القوى الاسلامية ان تقنع الأسير بهذه الفكرة الى جانب تحديد ان الخلاف ليس بينه وبين الطائفة الشيعية وانما هو خلاف سياسي بينه وبين "حزب الله". وكان اللافت في المؤتمر الصحافي للأسير هو حضور ممثلي القوى الاسلامية التي قامت بمساعي التهدئة معه يتقدمهم المسؤول السياسي لـ "الجماعة الاسلامية" في الجنوب بسام حمود ورئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب والمسؤول في عصبة الأنصار الشيخ أبو الشريف عقل ومتابعتهم لوقائع المؤتمر عن قرب من خلال نافذة من مبنى مطل على باحة مسجد بلال بن رباح وممثل هيئة العلماء المسلمين الشيخ أحمد عمورة.  ودعا الأسير في مؤتمره إلى اعتصام مفتوح أمام المسجد، مشيراً إلى أن اعتصامهم هذا ليس مرتبطاً بمطلب وإنما هو استنكار لما يحصل في غزّة ولما يفعله المجرم في سوريا. واعلن أنه "بناءً على اصرار العديد من الإخوة لاعطاء ملف تشكيل كتائب صيدا المقاومة المزيد من التشاور لذا فإننا نعلّق هذا البند من أجل إفساح المجال في المشاورات لانهم طلبوا منا ألا تكون المقاومة محصورة فقط بصيدا وإنما بكل لبنان". وقال ان "آلية إعداد هذه الكتائب للمقاومة تبحث مع أهل الإختصاص ولن نقبل ان نكون مرتهنين لأي جهة، وفكرة المقاومة صادقة وليست على غرار من ادعى المقاومة وأدار سلاحه الى الداخل"، مضيفاً: "نحن نريد المقاومة لأن الدولة غائبة ولن نفتح صدورنا عارية ليدخل ويقتلنا ساعة يشاء".