المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 20 تشرين الثاني/2012

إنجيل القدّيس يوحنّا 18/31-37/والحَقُّ يُحَرِّرُكُم

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِليَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: إِنْ تَثْبُتُوا أَنْتُم في كَلِمَتِي تَكُونُوا حَقًّا تَلامِيذِي، وتَعْرِفُوا الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُم. أَجَابُوه: نَحْنُ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيم، ومَا كُنَّا يَومًا عَبيدًا لأَحَد! كَيْفَ تَقُولُ أَنْت: تَصِيرُونَ أَحْرَارًا. أَجَابَهُم يَسُوع: أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يَعْمَلُ الخَطِيئَةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيئَة. والعَبْدُ لا يُقِيمُ فِي البَيْتِ إِلى الأَبَد، أَمَّا الٱبْنُ فَيُقِيمُ إِلى الأَبَد. فَإِنْ يُحَرِّرْكُمُ الٱبْنُ تَكُونُوا أَحْرَارًا حَقًّا. أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُم ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيم، ولكِنَّكُم تَطْلُبُونَ قَتْلِي، لأَنَّ كَلِمَتِي لا تَجِدُ فِيْكُم مُقَامًا.

 

 

عناوين الأخبار

*ربيع حسونة نقيبا جديدا للصيادلة

*4 أعضاء جدد في مجلس نقابة المحامين في بيروت جبر: ستبقى النقابة القلعة المنيعة دفاعا عن الحريات والكرامة

*توقيف منشقّ عن السفارة السورية في لبنان

*خاطفو ماري عبدالله تركوها في جرود الفرزل وهربوا

*فيديو: أجهزة تشويش حزب الله في الجبل

*المحكمة الدولية: مذكرة الادعاء تتضمن الاستماع لـ557 شاهداً و13170 دليلاً

*المحكمة الدولية: المذكرة التمهيدية الخاصة بالادعاء موجودة على موقعنا الالكتروني

*بلاغ بحث وتحرِّ بحق 24 شخصًا حملوا السلاح خلال تشييع قتلى صيدا 

*إشكال بين "حزب الله" و"الإشتراكي" في بقعاتا - الشوف

*جعجع: لا لطائف معدل فإما تطبيقه كما هو وإما المجهول لوقف الاغتيال والقتل السياسي قبل البحث بأي حياة سياسية جدية

*ميقاتي التقى نظيره الفرنسي وعصرا رئيس الجمعية الوطنية: ايرو أكد متانة العلاقات وثمن جهوده لحماية لبنان وعدم تعريضه للخطر

*سليمان عرض التطورات مع حرب واستقبل وفدي "الاونروا" وصندوق النقد وكيل الخارجية البريطانية نقل دعم حكومته للجيش وللحوار ولاستقرار لبنان

*ماروني: ليس أمامنا إلا وحدة 14 آذار حتى نستطيع المواجهة

*عمار حوري رد على رعد: مكابرتكم لم تعد تفيد

*محمد رعد: اسرائيل تستجدي الخروج من المأزق

*مروان حمادة: لا جلسة حوار قبل تغيير الحكومة

*الإستقواء بـ «سوريا الثورة» في مواجهة السلاح/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*أقفل المجلس 18 شهراً: برّي حانق لأن 14 آذار اتّهمته باستدراجها لكسر "المقاطعة"!

*مصادر فرنسية: نستقبل ميقاتي رئيسا للحكومة وليس ممثلا لفريق ضد آخر

*النائب محمد رعد: العدو لن يجرؤ على الإعتداء على لبنان حزب الله جزء من هذه الحكومة الملتزمة بحفظ الاستقرار وسط هذه الظروف

*بحضور البرادعي وموسى وصباحي ومشايخ من الأزهر تنصيب تواضروس الثاني وانتقادات قبطية لغياب مرسي عن الحفل

*فيلق القدس عزز أنشطته في المملكة والأسد بعث رسائل تهديد إلى الغرب ومؤامرة سورية - إيرانية لإشعال الأردن بواسطة خلايا تخريبية

*ألف جندي من مشاة البحرية البريطانية ينتظرون الضوء الأخضر للتوجه إلى سورية

*الراعي وصل إلى روما واستقبال حاشد له في كنيسة مار مارون: للبنان دور أساسي عليه ان يعرف كيف يلعبه في هذه المرحلة الدقيقة

*الحرب الإسرائيلية تكشف هشاشة معينة في الربيع العربي/وسام سعادة/المستقبل

*إلى أين يتجه حكم «الإسلام السياسي».. بشقه السني/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*هذه إدانة وليست مفاخرة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الأسير لن يبقى «أسيراً» إلى ما لا نهاية/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*مواجهة بين نتنياهو وأوباما في غزة/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*سكاف التقى وزير الخارجية السعودي: لمسنا حرص المملكة على استقرار لبنان ووحدته وتحييده عن الصراعات

*إجتماع المجلس العالمي للجامعة الثقافية في نيويورك وتنويه بإصرار رئيس الجمهورية على إعطاء المغتربين حق الاقتراع

*في ذكرى استشهاد بيار... براءة الأطفال تتحدّى حقد القتلة/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*الكتائب" أحيت الذكرى 6 لاستشهاد بيار الجميل أمين الجميل: ناضلنا لقيم ومبادئ وللبنان الكرامة وسنستمر حتى تتحقق الاهداف

*تمام سلام : لا يمكن لأي قوة سياسية ان تستأثر بالحكم ولا بد من توحيد الصفوف

*البلد : الاشتراكي يبادر و" حزب الله" يقفل الباب

*هذه هي الفاشيّة/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*في استحالة لغة الحوار في لبنان/ مهى عون/السياسة

*مخاوف من انفجار الاحتقان بعد تصاعد حدة المواجهة بين جعجع ونصرالله/حميد غريافي/السياسة

 

تفاصيل الأخبار

 

ربيع حسونة نقيبا جديدا للصيادلة

وطنية/أسفرت الجمعية العمومية التي عقدتها نقابة الصيادلة في لبنان، لانتخاب نقيب جديد وثمانية اعضاء في المجلس مكان الذين انتهت ولايتهم، عن فوز شبه كامل للائحة "الضمير المهني" برئاسة ربيع حسونة الذي نال 1790 صوتا مقابل 1659 لمنافسه علي صفا من لائحة "حقوق الصيدلي". كما فاز مع حسونة للعضوية كل: من دوري بدورة 1743 صوتا، ليليان صعب 1719، ندى سعادة 1702، رندة عون 1679، شادي ابي مالك 1678 صوتا وبسام حنينة 1676. وفاز من لائحة "حقوق الصيدلي" المنافسة كل من فادي خوري ونال 1736 صوتا، كريكور ساحتيان 1724 صوتا.

وأكد حسونة ان "المعركة كانت ديموقراطية بامتياز وان الرابح فيها هي نقابة الصيادلة التي سعت وتسعى الى تأكيد تضامنها والحفاظ على خطها الرسالي بعيدا عن مهنة التجارة لتقديم الدواء الصحيح للمريض من خلال علاقة انسانية تحرص النقابة على إقامتها بين الصيدلي والمواطن وتحديدا المريض".

 

4 أعضاء جدد في مجلس نقابة المحامين في بيروت جبر: ستبقى النقابة القلعة المنيعة دفاعا عن الحريات والكرامة

وطنية - انتخبت الجمعيةالعمومية لنقابةالمحامين اليوم، أربعة اعضاء جدد في مجلس النقابة يمثلون التراتبية المكونة للوطن، فجمعت النتيجة جميع الأطراف بين تيار "المستقبل"، "القوات اللبنانية"، "التيار الوطني الحر" والمستقلين. وقد تصدر تيار "المستقبل" قائمة الفائزين، وحلت "القوات" في المرتبة الثانية، و"التيار الوطني" في المرتبة الثالثة والمستقلون في المرتبة الرابعة، والفائزون الأربعة هم: توفيق النويري، فادي مسلم، جورج نخلة، ووجيه مسعد، وانتخب جورج حداد عضوا رديفا. وكانت الجمعية العمومية قد انعقدت عند التاسعة صباحا برئاسة نقيب المحامين في بيروت نهاد جبر، وحضور نقباء المحامين السابقين وأعضاء مجلس النقابة. وبعد النشيد الوطني، تلا النقيب جبر بيانه الذي ضمنه انجازاته ومجلس النقابة. بعده تلا أمين صندوق النقابة حسين زبيب البيان المالي، وأمين صندوق لجنة التقاعد النقيب سمير أبي اللمع تلا بيان اللجنة المالي. وبعد مداخلات احتجاجية لعدد من المحامين في الشأن الإداري والمالي والصحي وغيرها، وردود جبر عليها، بدأت عملية الاقتراع اعتبارا من العاشرة والنصف، واقترع فيها 4036 محاميا من أصل 6600 محام سددوا اشتراكاتهم ويحق لهم الإقتراع، وذلك لاختيار أربعة أعضاء جدد في مجلس النقابة. وتنافست في هذه الانتخابات لائحتان الأولى مدعومة من قوى 14 آذار وتضم المحامين: توفيق النويري، فادي مسلم، وروجيه خوري، والثانية مدعومة من قوى 8 آذار وتضم المحامين: جورج حداد، جورج نخلة، طارق الخطيب وميشال عاد، إضافة إلى مستقلين.

استمرت العملية الانتخابية لغاية الساعة الأولى، بدأ بعدها فرز الأصوات، وعند الخامسة عصرا أعلن جبر النتيجة كالآتي:

توفيق النويري 1770، فادي مسلم 1641، جورج نخلة 1527، وجيه مسعد 1432، جورج حداد 1197، روجيه خوري 1120، طارق الخطيب 1110، عبده لحود 961، فادي حنين 884، نشأت حسنية 652، ميشال عاد 648، سعيد علامة 581، جورج نجم 143، فادي معلوف 139، ومحمد عفرة 135.

وقد وجدت 52 ورقة بيضاء، وألغيت 31 ورقة.

كما أعلن جبر نتيجة الانتخابات لاختيار خمسة أعضاء للجنة التقاعد، والتي جاءت كالآتي:

سمير شبلي 2017، بيار حداد 1691، جوزف صقر 1456، سعد رنو 1334، علي فواز 1046، يوسف الخطيب 1024، أسعد سعيد 755، وليد ابو ديه 669، انطوان طعمة (منسحب) 98، رياض الحركة (منسحب) 76، أوراق بيضاء 208، أوراق ملغاة 158، عدد المقترعين 3680.

وأعلن جبر فوز الخمسة الأول.

جبر

وبعد انتهاء العملية الانتخابية، ألقى جبر كلمة توجه في مستهلها إلى المحامين بالقول: "في كل ثالث أحد من تشرين الثاني، تلقنون الجميع درس الديموقراطية وتمارسون الحق الحضاري بالإنتخاب الحر الخالي من كل ضغط إلا ضغط الضمير وحسن الإختيار". أضاف: "لقد قلت في السنة الماضية إنني نقيب للمحامين لأية جهة انتموا، وها أنا اليوم أرحب بالأعضاء الجدد، داعيا إياهم ليكونوا ممثلين لمصلحة النقابة دون سواها وأرحب بهم في مجلسهم مرتدين الثوب الأسود خالعين ثوب السياسة عند دخولهم المجلس، هدفهم الوحيد المحامي ومصلحته. ومن لم يوفق من المرشحين، فيكفيه شرفا أنه أظهر رغبته في خدمة المحاماة ونتمنى أن يحالفه الحظ في دورات لاحقة". وتابع: "وبمناسبة مهرجان الحرية والديموقراطية اليوم، التي تنفرد نقابتنا بإحيائه كل عام وبانعقاد هذه الجمعية وباسمها أحيي شعب غزة البطل ونضاله بوجه العدوان البربري الإسرائيلي، وأدعو جميع النقابات وسواها من الجمعيات الناشطة مدنيا، كما اتحادات المحامين الدوليين في الخارج وخاصة إتحاد المحامين العرب لإتخاذ المواقف المعبرة عن التضامن مع الأخوة في غزة، نصرة لحق الإنسان في العيش الكريم والحر في وطنه ومجتمعه". وختم بالقول: "وفقنا الله، لما فيه خير النقابة والمحامين، طالبين من زعامات وقيادات ومسؤولي هذا الوطن التضامن بدل التنافر والعمل لإخراج الوطن من مآسيه والنظر إلى حالة شعبنا التي باتت تدمي القلوب، ونعاهدكم بأن نقابة المحامين في بيروت ستبقى القلعة المنيعة دفاعا عن الحريات والكرامة الإنسانية والوطنية.

عشتم، عاشت نقابة المحامين، عاش لبنان".

 

توقيف منشقّ عن السفارة السورية في لبنان

بيروت ـ «الراي/أعلن مدير مؤسسة «لايف» التي تعنى بشؤون اللاجئين السوريين في لبنان نبيل الحلبي أنه و«بناء على شكوى من السفارة السورية لمفرزة جبل لبنان، قامت (القوى الامنية اللبنانية) مفرزة الضاحية الجنوبية بتوقيف السوري نزار الشرع، احد كوادر السفارة السورية في لبنان المنشق والمنضم الى فريق عمل مؤسسة «life» بتهمة انتحال صفة».

 

خاطفو ماري عبدالله تركوها في جرود الفرزل وهربوا

وطنية - افاد مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في زحلة ماريان الحاج ان المواطن فادي فتح الله تلقى اتصالا من زوجته المخطوفة ماري عبدالله تبلغه فيه ان خاطفيها تركوها في جرود الفرزل بعدما توقفت سيارتها جراء تراكم الوحول، وفروا الى جهة مجهولة.

 

فيديو: أجهزة تشويش حزب الله في الجبل

وردنا هذا الفيديو مع التعليق التالي: هذه هي حقيقة شبكة الاتصالات الالهية التي تسببت بغزوة السابع من أيار للعاصمة بيروت وجبل لبنان. كشف أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي بعضا من وظيفة هذه الشبكة من خلال إقدام عناصر من الحزب الالهي على وضع اجهزة للتشويش على الاتصالات وصولا الى قطعها وفقا لاجندة الحزب، خلال غزوة جديدة، او للتنصت على المواطنين.

http://www.facebook.com/photo.php?v...

 

 

المحكمة الدولية: مذكرة الادعاء تتضمن الاستماع لـ557 شاهداً و13170 دليلاً

أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان، أن "النسخة العلنية المموهة من المذكرة التمهيدية التي أودعها الادعاء متاحة الآن في الموقع الالكتروني للمحكمة الخاصة بلبنان". المحكمة، وفي بيان، أشارت الى أنّه "وفقاً لما جاء في المذكرة، يعتزم الادعاء دعوة 557 شاهداً وتقديم 13170 دليلاً مدرجا في قائمة البينات. ووفقا لما جاء في المذكرة، يقدر أن يبلغ إجمالي الوقت اللازم للادعاء لعرض قضيته 457.5 ساعة. وكان الادعاء قد أودع في 15 تشرين الثاني نسخة سرية من المذكرة التمهيدية". (الوطنية للاعلام)

 

المحكمة الدولية: المذكرة التمهيدية الخاصة بالادعاء موجودة على موقعنا الالكتروني

وطنية - أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في تعميم، ان "النسخة العلنية المموهة من المذكرة التمهيدية التي أودعها الادعاء متاحة الآن في الموقع الالكتروني للمحكمة الخاصة بلبنان".

وأشارت الى انه "وفقا لما جاء في المذكرة، يعتزم الادعاء دعوة 557 شاهدا وتقديم 13170 دليلا مدرجا في قائمة البينات. ووفقا لما جاء في المذكرة، يقدر أن يبلغ إجمالي الوقت اللازم للادعاء لعرض قضيته 457.5 ساعة. وكان الادعاء قد أودع في 15 تشرين الثاني/نوفمبر نسخة سرية من المذكرة التمهيدية".

 

بلاغ بحث وتحرِّ بحق 24 شخصًا حملوا السلاح خلال تشييع قتلى صيدا 

أصدر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر بلاغ بحثٍ وتحرِّ في حق 24 شخصًا كانوا يحملون السلاح في صيدا أثناء تشييع قتلى الأحداث الأخيرة فيها. (الوطنية للإعلام)

 

إشكال بين "حزب الله" و"الإشتراكي" في بقعاتا - الشوف

أفادت معلومات أن إشكالاً وقع بين عناصر تابعة لـ"حزب الله" وآخرين من "الحزب التقدمي الإشتراكي" في بقعاتا – الشوف، أدى إلى تحطيم 3 سيارات رباعيّة الدفع كان يستقلها عناصر "حزب الله".

وفي التفاصيل، فقد أقدمت عناصر تابعة لـ"الحزب التقدمي الإشتراكي" على نصب كمين لـ3 سيارات رباعيّة الدفع من نوع "Jeep" داكنة الزجاج كان يستقلها عناصر مسلحة من "حزب الله"، وذلك بعدما لم تمتثل السيارات الثلاث بالوقوف على حاجز للجيش اللبناني. وبعدما تمكنت عناصر "الإشتراكي" من توقيف السيارات أقدمت على تحطيمها. فحضرت قوّة من الجيش اللبناني وعملت على سحب السيارات من موقع الإشكال. موقع القوّات اللبنانيّة 

 

جعجع: لا لطائف معدل فإما تطبيقه كما هو وإما المجهول لوقف الاغتيال والقتل السياسي قبل البحث بأي حياة سياسية جدية

وطنية -  شدد رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع على أن "اتفاق الطائف ما زال يعبر ويمثل كل القوى الفاعلة في الواقع اللبناني، وإذا اعتقد البعض انه لا يتسع لهم فهم يرتكبون خطأ جسيما إذ لا مكان لطائف معدل، فإما اتفاق الطائف كما هو والا ذهب البلد الى المجهول". وعلق على افتراض النائب وليد جنبلاط "سلاح حزب الله مقابل طائف جديد على الأقل"، أن "هذا الأمر يؤكد من جديد أن هذا السلاح ليس سلاح مقاومة باعتبار أن سلاح أي مقاومة لا يتعاطى بشؤون داخلية ولا يستعمل لتعديل معادلات داخلية، كما أننا لن نقوم بأي تعديل للدستور تحت وطأة هذا السلاح، فبعد حرب دامت 15 عاما توصل اللبنانيون الى اتفاق الطائف ومن العبث التلاعب به الآن"، لافتا الى ان "لا حياة سياسية سوية مع استمرار آلة القتل، يجب وقف الاغتيال والقتل السياسي قبل البحث بأي حياة سياسية جدية".

ورأى أن "اتجاه الأحداث في سوريا لن يعود الى الوراء والوضع يتجه نحو سقوط نظام الأسد"، معربا عن شعوره بأن "هناك في مكان ما رغبة لدى بعض المرجعيات الدولية بترك الأمور على عواهنها، فلو كانت توجد ارادة دولية ونية واضحة لكان سقط النظام من زمان على الرغم من معارضة روسيا والصين."

كلام جعجع جاء مساء أمس في مقابلة مع تلفزيون "دبي" ضمن برنامج "الشارع العربي"، حيث قال: "ان قوى 14 آذار لا تقوم فعليا بالتصعيد بل تطلق صرخة وجع، بعد ان تعرضنا في الستة أشهر الأخيرة الى ثلاث محاولات اغتيال وثالثتها كانت قاتلة أودت بحياة اللواء الشهيد وسام الحسن الذي كان على رأس أكثر جهاز أمني فعالية في السنوات الخمس الأخيرة، فمنذ العام 2005 حتى اللحظة تعرضت هذه القوى الى 25 اغتيال ومحاولة اغتيال طالت قيادات وصحافيين ومفكرين وكأنها حملة لإبادة هذه القوى، فماذا نفعل بمواجهة هذا الواقع؟ خيل إلينا للحظة وكأن الفريق الآخر أقلع عن هوايته المفضلة وهي الاغتيال السياسي".

وأكد أن "الأدلة الوحيدة التي تدين الفريق الآخر هو ما صدر عن المحكمة الدولية وما تبين في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، ويبقى ان هناك 25 عملية لم تكشف بينما الجرائم العادية في لبنان تكتشف بغالبيتها الساحقة ولكن فقط عمليات الاغتيال التي تطال قوى 14 آذار لا يكتشف أي شيء منها باستثناء ما صدر عن المحكمة الدولية وما تبين بعد محاولة اغتيال حرب"، لافتا الى أن "المحكمة الدولية تضم أكثر من 100 قاض ومحقق من حوالى 30 دولة محايدة ولا أعتقد أن هناك مؤامرة دولية من هذه الدول لتركيب شيء ما على حزب الله، فقضاة هذه المحكمة من أكبر القضاة المشهود لهم بنزاهتهم في بلدانهم."

وتابع: "إن قوى 14 آذار لا تقوم بالتصعيد، بل المصعد هو من يقوم بعمليات الاغتيال ويخلط الاوراق بطريقة عنفية لا علاقة لها بالعمل السياسي وكل ما يجب القيام به هو إيقاف آلة القتل".

وأوضح جعجع أنه "لم يكن وحيدا في اتهام الفريق الآخر باغتيال اللواء وسام الحسن"، مشيرا إلى أن "هذا الفريق يبدأ بطهران ولا ينتهي عند شواطئ البحر الابيض المتوسط، وتوزيع الأدوار بين طهران ودمشق وحلفائهما في لبنان لا نستطيع معرفة تفاصيله الا بعد التحقيقات، واذا افترضنا ان اسرائيل اغتالت اللواء الحسن، هل نستطيع ان نطبق هذه الفرضية أيضا في محاولة اغتيال حرب أو اغتيالي أنا أو بيار الجميل أو وليد عيدو أو انطوان غانم؟ لهذه الأسباب نحن نتهم الفريق الآخر، ففي اغتيال جبران تويني تبين أن هناك وثيقة عرضتها إحدى المحطات العربية وقد تسربت من أجهزة المخابرات السورية يظهر فيها أن حزب الله كان له علاقة بهذا الاغتيال".

وعما اذا كان اغتيال اللواء الحسن هو رد على طائرة أيوب، أجاب جعجع: "أنا لست مع هذه النظرية حتى إثبات العكس، فهل هي صدفة ان تكون 25 محاولة اغتيال واغتيال موجهة ضد قوى 14 آذار؟ ومن هو المستفيد من إزاحة هذا الفريق؟ يجب ان نرى الصورة بأكملها منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة وحتى اغتيال اللواء وسام الحسن، كل هذه الاغتيالات طالت فريقا واحدا في لبنان له رأي واحد".

ولفت إلى أن "أجهزة المخابرات في لبنان إضافة الى الجهاز الأمني القوي لدى حزب الله لم تستطع اكتشاف عملية واحدة من بين هذه العمليات الخمسة والعشرين ومن يقف وراءها، في الوقت الذي اكتشفت فيه اكثر من 35 شبكة تجسس لإسرائيل وحوالى 150 موقوفا بتهمة التعامل مع اسرائيل وكل هؤلاء لا يعلمون أي شيء يتعلق بمحاولات الاغتيال التي وقعت".

وعن اتهام النائب وليد جنبلاط للنظام السوري باغتيال الحسن وليس "حزب الله"، اعتبر جعجع أن "جنبلاط يريد تجنب مشكلة داخلية، ولكن تجنب المشكلة الداخلية يكون بطرح الأمور على حقيقتها".

وإذ اعتبر أن "ما يشعل الأمور داخليا هو من يقوم بعمليات الاغتيال"، أكد جعجع انه "إذا أردنا أن نبدأ من جديد في لبنان علينا وقف آلة القتل وكشف من يقف وراء الجرائم باعتبار أنه مع استمرار آلة القتل لا حياة سياسية جدية في البلد".

وعن مصير المسيحيين وبقائهم منقسمين على خط التوتر السني - الشيعي في المنطقة، رفض جعجع هذا التوصيف ووصفه بغير الدقيق "أقله في لبنان اذ ان المسيحيين كانوا دوما منقسمين الى حزبين منذ أيام الدستوريين والكتلويين مرورا بالشمعونية والشهابية ومن ثم حلف ونهج، والآن 14 و8 آذار أو القوات والتيار الوطني الحر، وهذا الانقسام يعود الى الفرق بالنظرة الى الامور والتحالفات والى لبنان ككل ودور المسيحيين فيه، هذا ليس انقساما بالمعنى العائلي او العشائري، ولكن الخلاف اليوم هو بين 8 و14 آذار حيث تتواجد كل الطوائف في الفريقين وهذا ليس انقساما شيعيا- سنيا، فنظرة قوى 14 آذار هي وجود دولة مركزية، قوية وتعمل وفق ما نص عليه اتفاق الطائف وتدير اللعبة السياسية تحت ظل القانون، بينما الفريق الآخر يريد دولة لبنانية بالشكل مع الاحتفاظ بالقرار الاستراتيجي لحزب الله بالمشاركة مع النظام السوري وايران، وهذا فرق هائل جدا وتجري الاصطفافات السياسية على هذا الأساس".

وردا على سؤال، أشار إلى أن "المسيحيين يجب أن يقولوا رأيهم صراحة في الأمور ولا يستطيعون أن يلعبوا دوما دور "أبو ملحم"، اذ ان رئيس الجمهورية والمؤسسات الدستورية هي من تلعب دور الوسيط في حال وجود توتر بين السنة والشيعة، وهذا التوتر لا يجب ان يمنعنا من ان يكون لنا رأينا الخاص ونظرة معينة حول لبنان، مع العلم ان نظرتنا للأمور هي النظرة المسيحية التقليدية في لبنان منذ عهد الاستقلال وحتى اللحظة ونحن لسنا طرفا بالمشكلة السنية - الشيعية".

واعتبر أن "مسايرة المشكلات والمواربة لن تؤدي الى نتيجة، ولا اعتقد ان مصلحة البلد تقتضي ترك الأحداث على ما هي وعدم قول الحقائق، والمصلحة الوطنية العليا تكمن بأن نكون الى جانبها في كل الاوقات بدون خوف او وجل".

وعن الوضع السوري، رأى جعجع أن "اتجاه الأحداث لن يعود الى الوراء والوضع في سوريا يتجه نحو سقوط هذا النظام، ولكن متى؟ هذا هو السؤال الكبير وأشعر في مكان ما برغبة لدى بعض المرجعيات الدولية بترك الأمور على عواهنها، اذ لا يعرفون ما هو النظام البديل وليست بمشكلة لديهم ان لم تعد سوريا كمية استراتيجية في الشرق، وهذا مجرد انطباع لدي، فلو كانت توجد ارادة دولية ونية واضحة لكان سقط النظام من زمان على الرغم من معارضة روسيا والصين".

وتابع: "لا أعتقد أن نظاما سياسيا متطرفا سيحل مكان النظام الحالي، قد تتطلب الأمور بعد نهاية النظام الحالي الى الكثير من الوقت ، ولكن المجتمع السوري قريب الى حد كبير من المجتمع اللبناني".

وردا على سؤال من الصحافي لقمان سليم، أكد جعجع أن "الحرب في لبنان كانت أهلية بجانب كبير منها واشترك فيها اللبنانيون بأجمعهم والذين لم يشاركوا فيها إما لأنه لم يكن لهم مكانا فيها وإما أنهم متخاذلون. فهذه الحرب شملت كل لبنان وهزت الوطن بكيانه اذ كان هناك خلافا عميقا بالنظرة الى الدولة وتركيبتها اضافة الى الوجود الفلسطيني المسلح والعوامل الاقليمية والدولية التي أدت الى ما أدت اليه ومنطق الكلام عن العفو عن الجرائم ليس صحيحا فلو تبعنا منطق السيد سليم لكانت كل قيادات الصف الأول والثاني وكل الأحزاب في السجن ولو كانت هذه النظرية صحيحة كان يجب على الشعب اللبناني ألا يعيد انتخاب هذه القيادات التي لا زالت تحوز على ثقة كبيرة منه".

وسأل:"إذا كان البعض يتذمرون من نفس القيادات والأحزاب في لبنان فلماذا لا يترشحون في الانتخابات النيابية وليحاولوا تغيير الواقع؟ لماذا لا يتقدمون ويطلبون من الشعب اللبناني تأييدهم؟ في لبنان يوجد حرية العمل السياسي والتعبير عن الرأي ولكن مجرد مهاجمة الآخرين لا تجوز."

ونفى جعجع أن "يكون تيار المستقبل مسلحا بل هناك بعض المسلحين الذين لديهم سياسة قريبة من هذا التيار ينزلون الى الشارع في حالات التوتر، ونحن لسنا مع المسلحين والسلاح في الشارع الذي يعود سببه الى ضعف الدولة القائمة، فحين تسمح هذه الدولة لفريق حزب الله بالتصرف على هواه، سيسمح كل مواطن بالتالي لنفسه بإنشاء ميليشيا".

وشدد جعجع على "ان اتفاق الطائف لا زال يعبر ويمثل كل القوى الفاعلة في الواقع اللبناني، واذا اعتقد البعض انه لا يتسع لهم فهم يرتكبون خطأ جسيما اذ لا مكان لطائف معدل، فإما اتفاق الطائف كما هو والا ذهب البلد الى المجهول".

وعلق جعجع على افتراض جنبلاط "سلاح حزب الله مقابل طائف جديد على الأقل"، أن "هذا الأمر يؤكد من جديد بأن هذا السلاح ليس سلاح مقاومة لأن سلاح المقاومة لا يتعاطى بشؤون داخلية ولا يستعمل لتعديل معادلات داخلية كما أننا لن نقوم بأي تعديل للدستور تحت وطأة السلاح، فبعد حرب دامت 15 سنة توصل اللبنانيون الى اتفاق الطائف ومن العبث التلاعب به الآن".

وأضاف:"لا حياة سياسية سوية مع استمرار آلة القتل، يجب وقف الاغتيال والقتل السياسي قبل البحث بأي لعبة سياسية جدية".

ونفى أن "يكون اتفاق الطائف هو سبب دخوله السجن بل السبب هو عدم صدق الاطراف التي كان المفترض بها تطبيق هذا الاتفاق، فسوريا أقدمت على مصادرة هذا الاتفاق وتطبيقه تبعا لمصالحها، فعلى سبيل المثال في اتفاق الطائف لا وجود لأي تنظيم مسلح فلماذا أبقت على حزب الله؟".

وردا على سؤال ، أجاب جعجع:"إن طي صفحة الحرب ليس تمظهرا بل هو واقع، ونحن لا نحقد على عون ولكننا لا زلنا على خلاف سياسي معه حول طرحين سياسيين وموضوعين استراتيجيين، فكيف تكون الخصومة السياسية؟ الاختلاف السياسي لا يعني وجود حقد بيننا".

وإذ أعلن أن "نسبة التأييد المسيحي للعماد عون باتت أقل بكثير من السابق والانتخابات النيابية قادمة وهي الحكم"، جدد جعجع التأكيد بأن "القانون الانتخابي الأصح هو قانون الدوائر الصغرى الذي هو أقرب الى تأمين المناصفة الحقيقية التي ينص عليها اتفاق الطائف".

ورد جعجع على بعض أسئلة المشاهدين على موقع "فايسبوك"، وعن امكانية وقوع لبنان في فخ احتلال اسرائيلي جديد بدون حزب الله، قال:"هل كان لبنان قبل وجود حزب الله في فخ احتلال اسرائيلي جديد؟ طبعا لا، فلبنان كيان مستقل بحد ذاته لديه جيش ومؤسسات وشعب، ووجود حزب الله يعرض لبنان الى الخطر اكثر، وما يحميه بالفعل هو كيانه الديبلوماسي والجيش اللبناني".

وعن العلاقة مع اسرائيل، أكد أن "القول بأنه رجل اسرائيل في لبنان هو أمر خاطىء، فخلال الحرب كان البعض يأخذ الأسلحة من الخارج وللأسف ان فريقنا استعان بأسلحة وذخائر من اسرائيل للضرورة القصوى باعتبار أن الضروريات الكيانية الكبرى تبيح المحظورات في بعض الأوقات، ولكن بعد استلامي قيادة القوات عام 1986 أقمت علاقات مع الدول العربية وأولها كان مع منظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم العراق ومصر والجزائر... الخ وبالرغم من كل هذا يتهمونني بالعمالة، ولكن من يجب اتهامه بالعمالة هم الذين تعاملوا مع اسرائيل بعد انتهاء الحرب، واسرائيل بالنسبة لي هي عدو، واي طرف آخر يعتدي على لبنان يكون بالنسبة لي عدوا أيضا..."، نافيا أي "علاقة له بمجزرة صبرا وشاتيلا ودعاهم الى قراءة تقرير لجنة كاهانا، وانا حينها كنت قائدا لجبهة الشمال ولا علاقة لي وللقوات اللبنانية بهذه المجزرة واكبر دليل اننا قمنا بأفضل العلاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية..."

واعتبر جعجع ان "هذا أسوأ توقيت للبحث في الغاء الطائفية السياسية في لبنان الذي يقتضي اولا التخلص من الطائفية الموجودة على الأرض". وأكد ان "العلاقة مع مصر بعد تسلم الأخوان الحكم استمرت كما كانت من قبل لأن العلاقة كانت مع المؤسسات الرسمية وليس مع طرف أو آخر". ولم يبد جعجع تخوفا من وصول نظام متشدد الى الحكم في سوريا "اذ لا يوجد نظاما متشددا أكثر من الموجود حاليا".

وعما اذا كان يرى نفسه رئيسا للجمهورية اللبنانية، قال جعجع: "انا لا أفكر بالأمر بهذا الشكل بل أترك الأمور تأخذ مداها الطبيعي، فعندما نصل الى الانتخابات واذا كان هناك اكثرية نيابية تؤيدني، لم لا؟ سأكون فخورا بذلك، واذا كان العكس سأكمل حياتي السياسية بشكل طبيعي وعلى الأكيد لن اقوم بحملات انتخابية واقناع البعض ومراضاة البعض الآخر فلن أساوم أبدا".

وتابع: "نحن في تحالف عميق ووثيق ومتين مع تيار المستقبل وكانت آخر نتائجه انتخابات نقابة المحامين في الشمال على سبيل المثال لا الحصر".

وأضاف:"ان وليد جنبلاط كان بطلا في 14 آذار وساهم في خروج السوريين من لبنان وفي خروجي انا من السجن وخروج اللبنانيين من الوضع الذي كان سائدا".

وختم جعجع برسالة الى الشارع العربي قائلا:"أنا لست من صوروه لكم، أنا من هو وأتمنى على كل مواطن ومواطنة في الشارع العربي أن يروني على حقيقتي ويتابعوا تصاريحي وخطواتي السياسية وليحكموا بعدها وأنا أقبل بحكمهم كيفما كان".

 

ميقاتي التقى نظيره الفرنسي وعصرا رئيس الجمعية الوطنية: ايرو أكد متانة العلاقات وثمن جهوده لحماية لبنان وعدم تعريضه للخطر

وطنية - ثمن رئيس وزراء فرنسا جان مارك ايرو "الجهود التي يبذلها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لحماية لبنان وعدم تعريضه للخطر"، وجدد "تضامنه مع لبنان ودعم مؤسساته الدستورية كي يبقى بمنأى عن النزاع القائم في سوريا". كما جدد "تأكيد التزام فرنسا بتأمين الاستقرار في جنوب لبنان عبر قوات اليونيفيل"، مشددا في الوقت ذاته على" المطالبة بتأمين سلامة وأمن الجنود الفرنسيين في عداد اليونيفيل". وأبدى "استعداد فرنسا لدعم الجيش اللبناني وتفعيل برامج التعاون الأمني بين المؤسسات اللبنانية والفرنسية".

بدوره أكد الرئيس ميقاتي "متانة العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا وحاجة لبنان الى وقوف فرنسا الى جانبه لتطوير هذه العلاقات سياسيا واقتصاديا وعلى الصعد كافة". وشدد على "أن هناك ثلاثة عوامل تحكم الاستقرار في لبنان هي وضع الجنوب والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والنأي بلبنان عن الأحداث في سوريا". وشدد على "أهمية مشاركة فرنسا في دعم الخطة التي وضعتها الحكومة لتطوير قدرات الجيش اللبناني وتزويده بالعتاد"، وشكر للحكومة الفرنسية خصوصا "قرار دعم الحرس الحكومي اللبناني لتطوير قدراته".

وشدد ميقاتي على "التزام الحكومة باجراء الانتخابات النيابية في موعدها احتراما للأصول الديموقراطية ولمبدأ تداول السلطة"، وطلب "مشاركة خبراء فرنسيين في مساعدة لبنان لتقييم الوضع الاقتصادي الحالي في ضوء التطورات القائمة في المنطقة والمشاركة في المشاريع الخاصة بقطاعات النفط والغاز والكهرباء"، لافتا الى "أهمية العمل على تحسين الصادرات اللبنانية الى فرنسا". وشدد على "سلامة القطاع المصرفي اللبناني واحترام كل الموجبات الدولية واتخاذ الاجراءات الكفيلة بابقاء هذا القطاع في منأى عن المخاطر، ولا سيما في ضوء التطورات في المنطقة".

وكان الرئيس ميقاتي استهل زيارته الرسمية الى فرنسا اليوم باجتماع عقده قبل ظهر اليوم مع نظيره الفرنسي في قصر ماتينيون، بمشاركة الوفد اللبناني الذي يضم كلا من وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، وزير الاعلام وليد الداعوق ووزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، اضافة الى سفير لبنان لدى فرنسا بطرس عساكر، مستشار الرئيس ميقاتي جو عيسى الخوري ومدير مكتب الرئيس ميقاتي مصطفى أديب. كما حضر سفير فرنسا في لبنان باتريس باولي. وقد أقيمت للرئيس ميقاتي مراسم الاستقبال الرسمية لدى وصوله الى قصر ماتينيون، واستقبله رئيس وزراء فرنسا عند المدخل الرئيسي وتصافحا أمام عدسات المصورين. اتفاقا تعاون وفي ختام المحادثات تم توقيع اتفاقي تعاون بين لبنان وفرنسا، الأول ينص على دعم المكتبة الوطنية في لبنان، والثاني على التعاون في المجال الاعلامي. وقد وقع الاتفاق الأول وزير الثقافة بالوكالة كرامي ورئيس المكتبة الوطنية في فرنسا برونو راسين وسفير فرنسا في لبنان باتريس باولي. ووقع اتفاق التعاون الثاني وزير الاعلام الداعوق ورئيسة الهيئة الفرنسية للاعلام الخارجي المرئي والمسموع كريستين ساراغوس. ومن المقرر أن يزور الرئيس ميقاتي بعد ظهر اليوم مقر الجمعية الوطنية الفرنسية حيث سيلتقي رئيسها كلود بارتلون.

 

سليمان عرض التطورات مع حرب واستقبل وفدي "الاونروا" وصندوق النقد وكيل الخارجية البريطانية نقل دعم حكومته للجيش وللحوار ولاستقرار لبنان

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا قبل ظهر اليوم، مع الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية والكومنولث سيمون فريزر، في حضور سفير بريطانيا طوم فليتشر، للعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها على مختلف المستويات وفي شتى المجالات. ونقل فريزر "دعم الحكومة البريطانية للاستقرار في لبنان ودعم الجيش واستمرار عمل المؤسسات وتشجيع الحوار الوطني من اجل الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني. وتطرق اللقاء الى موضوع النازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان وأهمية مساعدة لبنان لتمكينه من ايوائهم وتقديم العون اليهم".

وتناولت المحادثات أيضا الاوضاع في المنطقة وخصوصا في سوريا وغزة ووجوب العمل على وقف العنف وإيجاد حلول سليمة للمشكلات المطروحة.

وفد من صندوق النقد الدولي

واستقبل رئيس الجمهورية وفد صندوق النقد الدولي برئاسة السيدة كريستينا كوستيال التي نوهت ب"خصوصية الاقتصاد اللبناني وقدرته على الصمود"، مشيرة الى "أهمية اتخاذ التدابير التي تزيد الانتاج وتحافظ على التنافس من اجل توطيد ثقة المستثمرين بلبنان".

وفد من "الاونروا"

وتناول الرئيس سليمان مع وفد من " الاونروا" برئاسة المديرو العامة لمكتب بيروت السيدة آن ديسمور التي تسلمت منصبها حديثا، عمل الوكالة واوضاع النازحين الفلسطينيين من سوريا.

النائب حرب

واستقبل رئيس الجمهورية النائب بطرس حرب وتشاور معه في التطورات السياسية الراهنة في لبنان. بعد الزيارة وزع مكتب حرب التصريح الآتي: "كان اللقاء مناسبة للبحث في الأزمة السياسية الكبيرة التي تتخبط فيها البلاد ولعرض رأيي في كيفية الخروج منها، ولا سيما لجهة تشكيل حكومة جديدة دون تكريس سوابق متعارضة مع أحكام الدستور اللبناني بحيث تبقى صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ومجلس النواب مُصانة وغير مصادرة من قبل أي حزب أو قوة سياسية. ولقد شرحت لفخامة الرئيس أسباب رفضنا طرح موضوع تشكيل الحكومة على طاولة الحواروموافقتنا على أن يتولى فخامته التشاور مع كل القوى السياسية لتوفير أجواء تسهل تشكيل الحكومة البديلة خصوصا وأن الكل مقتنعون بفشل هذه الحكومة وعجزها عن أداء شؤون البلاد".

وأضاف: "لقد خرجت من الإجتماع مطمئنا إلى أن موقف فخامة الرئيس واضح ولا مجال للإجتهاد حوله وأنه من موقعه وصلاحياته يجري سلسلة مشاورات مع القوى السياسية لمواجهة الأزمة الأمنية والسياسية التي تتخبط فيها البلاد. كما كانت الزيارة مناسبة للإستفهام حول قدرة الدولة اللبنانية على مخالفة العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وقبول تحويلات مالية منها لتنفيذ مشاريع معينة في لبنان، وقدرة لبنان على تحمل نتائج هذه المخالفة، خصوصا وأن وزير الطاقة يسير قدما في العمل على الإستحصال على هبة مالية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحجة تنفيذ سد بلعا تنورين، وهو ما سيؤدي إلى الإضرار بلبنان من جهة وما سيعطل تنفيذ هذا السد نتيجة عدم قدرة لبنان ومصارفه على قبول التحويلات المالية الإيرانية لتنفيذه، هذا في الوقت الذي كان ممكنا البدء بتنفيذ السد بالإعتمادات المتوافرة في موازنة وزارة الطاقة والمياه بعدما كان قد رسا التزامها على شركة إدة ومعوض التي سبق لها أن نفذت سد شبروح، دون معرفة الأسباب الحقيقية والخلفيات لإلغاء الوزير للمناقصة المذكورة من خلال السعي لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقديم هبة تبرر بنظره فسخ الإلتزام مع الشركة المذكورة التي رست عليها المناقصة". وتابع: "لفتت فخامة الرئيس إلى الإجحاف الكبير الذي لحق بالديبلوماسيين اللبنانيين من الفئة الثالثة والذين لا تزال ترقياتهم مجمدة منذ أكثر من عشر سنوات لأسباب متعلقة بضغوط وشروط غير مقبولة أو مسموحة ومخالفة للقانون ولمبادىء العدالة والكفاءة والإنصاف".

وفود مدرسية

ولمناسبة الاستقلال، زارت وفود من مدارس المبرات (ثانوية الكوثر)، سيدة المعونات الدائمة، والمؤسسة اللبنانية الحديثة، القصر الجمهوري وهنأت رئيس الجمهورية بالاستقلال.

 

ماروني: ليس أمامنا إلا وحدة 14 آذار حتى نستطيع المواجهة

وطنية - أكد النائب ايلي ماروني في حديث إلى إذاعة "الشرق" عن الذكرى السادسة لإستشهاد الوزير والنائب بيار الجميل أن "المناسبة أليمة والذكرى غالية لأن بيار الجميل كان يشكل أملا في الساحة اللبنانية يكون من المنقذين في وقت يئن فيه الوطن والشعب محبط ويائس"، لافتا الى أن "أحلامه ببناء الوطن كانت كبيرة وما كان يقوله منذ سنوات ما زال ساري المفعول وسيبقى بيار الجميل عامل إنقاذ وركيزة أساسية ببناء الساحة الكتائبية والساحة المسيحية وقد كان إحياء هذه المناسبة للقول بأنه لا يزال حيا في قلوبنا".

وعن كلمة الرئيس أمين الجميل التي حدد فيها ثوابت مهمة بالنسبة لوحدة لبنان وحريته وسيادته وإمكان تحقيقها قال:" كان في الكتائب لفترة طويلة من يحاول أن يبث شائعات إعلامية حول تمايزها عن فريق 14 آذار وتفردها ببعض القرارات فكانت المواقف الأخيرة وخصوصا موقف الرئيس الجميل لتؤكد أننا رأس الحربة في 14 آذار، نحن دفعنا ثمنا كبيرا من الشهداء في ثورة الأرز"، مؤكدا "وحدة الصف في 14 آذار وإننا أمام هذه الهجمة وأمام شراسة الخصم السياسي في لبنان المرتهن لسوريا وإيران ليس أمامنا إلا وحدة قوى 14 آذار حتى نستطيع المواجهة والمحافظة على الوطن واللبنانيين".

وعن مبادرة النائب وليد جنبلاط، رحب النائب ماروني ب "أي مبادرة من شأنها أن توصل الى رحيل الحكومة وتأليف حكومة إنقاذ وطني في هذا الظرف الدقيق والحساس والمصيري، نحن دائما مؤيدين للحوار لأنه وسيلة التواصل الوحيدة بين اللبنانيين لكن الحوار المجدي والمنتج والذي يوصلنا الى نتيجة وليس حوار السيد نصر الله الذي يعتبر فيه أن السلاح مقدس وأنه لا يناقش ومن حقه أن يحمله من أجل المقاومة هذا حوار غير مجدي ومصدر قلق للبنانيين ومصدر إحباط لهم، لذلك نحن ننتظر مبادرة جنبلاط على أمل أن تحدث ثغرة في الجدار اللبناني ولكن ما دام هذا الفريق متشبص بمواقفه فعبثا يبني البناؤون". وعما إذا كان يتوقع انعطافة جديدة في هذه المرحلة لا سيما بعد تصاعد الأوضاع في سوريا وعما إذا كان موقف جنبلاط سيغير خط سير الأزمة اللبنانية أجاب النائب ماروني:" هذا ما نأمله وأعتقد أنه يحقق ثغرة نوعية في تأليف حكومة جديدة وفي طريق عودة الأكثرية الشعبية الى الأكثرية الحقيقية وبالتالي ستؤثر انعطافته في الميزان السياسي اللبناني".

وتعليقا على مقاطعة عمل مجلس النواب وكلام الرئيس بري بأنها هزلت، قال:" نأمل أن يتخذ الرئيس بري مبادرة في هذا المجال وأن يسعى الى استقالة وزرائه من الحكومة وتأليف حكومة جديدة وتنتهي بالتالي عملية المقاطعة للجان التي تشارك فيها الحكومة والتي لم تعد تمثل إلا القليل من اللبنانيين وحملة السلاح". وعن الموضوع الفلسطيني وعدوان اسرائيل على غزة وعما سيحصل للمخيمات في لبنان في ضوء هذه التطورات، أجاب:"إن العدوان وسفك الدماء أمر مرفوض وربما التشتت العربي أوصلنا الى أن نكون دائما عرضة للعدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف وينتقل من منطقة إلى أخرى، لكن هذه المرة التوقيت مشبوه حيث نخشى أن يكون الهدف هو تمكين النظام السوري من استعادة أنفاسه وعلى الجامعة العربية والدول المعنية أن تسارع الى وقف هذا النزيف لتتمكن من حسم الأمور على الساحة السورية". وعن ضبط أمن المخيمات قال:" يجب ضبطها حتى لا تتحول الى بؤرة تفجيرية وعلى الجيش أن يتواجد حول المخيمات ويكون موقفه حاسما لجهة منع خروج المسلحين ومنع استعمال السلاح ومنع التقاتل الفلسطيني - الفلسطيني انطلاقا من الأراضي اللبنانية".

 

عمار حوري رد على رعد: مكابرتكم لم تعد تفيد

وطنية - رد النائب عمار حوري على موقف النائب محمد رعد حول الحكومة والذي قال فيه: "نحن شركاء في هذه الحكومة فكيف نستقيل" فسأل حوري :"ألم تكونوا شركاء في حكومة الرئيس سعد الحريري فكيف استقلتم ؟".اضاف حوري :" الجواب بكل بساطة هو انكم فعلا كنتم شركاء في تلك الحكومة ، بينما اليوم فإنها حكومة حزبكم بامتياز بكل ما يعني ذلك من حماية لملف الدواء المزور، ومصادرة عائدات الجمارك ، وحماية المتهمين دوليا ومحليا، ومنع الاستقرار، والاستئثار بالسلطة ،وعدم قبول الرأي الآخر، وكل ما تعرفون ونعرف من عشرات الملفات" .وختم حوري :" ببساطة شديدة ، لم تعد مكابرتكم تفيد".

 

محمد رعد: اسرائيل تستجدي الخروج من المأزق

وطنية - رأى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "مشهد الصهاينة وهم يهرعون الى الملاجىء مع قادتهم الامنيين والعسكريين، لم نألفه من قبل، لا في حرب العام 1973 ولا في العام 1967".

وقال رعد في مجلس عاشورائي أقيم في بلدة جباع - اقليم التفاح: "إن المنقذ الان للكيان الصهيوني هو من يدعي انه يبذل المساعي والجهود للتهدئة بينهم للأسف انظمة عربية متورطة في هذه المساعي وتهمس في اذن المقاومين". أضاف:"إننا لا نريد أن نقرر ما هو شأن الفلسطينيين في الداخل، فالمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها أدرى بمصلحتها وظروفها، ولكننا نرى أن هذه هي الفرصة التاريخية لكي يصفع الكيان الصهيوني على وجهه حتى تعمى عيناه". وأكد أنه "لا يمكن لأحد أن يخدع الشعوب العربية، ويقول إن اسرائيل ما زالت تملك المبادرة والقدرة على التحكم والسيطرة، فهي تستجدي الخروج من المأزق وهو يتوسل بمكابرة لوقف اطلاق النار"، سائلا:" منذ متى في تاريخ الصراع العربي -الصهيوني كانت اسرائيل تطلب وقف اطلاق النار من الطرف الآخر؟ إذن المعادلة تغيرت وبتنا في موقع تنمو فيه قدراتنا ووعينا، ولذا علينا الاستفادة من ذلك كله".

 

مروان حمادة: لا جلسة حوار قبل تغيير الحكومة

وطنية - أوضح النائب مروان حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - ضبيه": "ان الحراك الذي سيطلقه النائب وليد جنبلاط لتقريب وجهات النظر، ينطلق أساسا من اعتباره أنه بات من الضروري تغيير الحكومة ولكن من دون الدخول في فراغ سياسي"، مشيرا الى "ان هذه الجهود ستنضم الى جهود رئيس المهورية العماد ميشال سليمان في هذا المجال". وعلق حمادة على كلام الرئيس نبيه بري عن مقاطعة 14 اذار للجلسات بالقول: "هزلت"، سائلا:"الم تهزل قبل سنوات حين أقفل المجلس؟". واكد حمادة "ان قضية الحوار في اسلوبه القديم قد انتهت، وان الطاولة لن تنعقد ولا جلسة في التاسع والعرين من تشرين الحالي مجددا قبل تغيير الحكومة الحالية"، لافتا الى "أن هذا الأمر يفسر قيام الرئيس ميشال سليمان بمشاورات فردية مع مختلف الافرقاء السياسيين".

واعتبر "ان لا حاجة لدعوة الرئيس بري الى جلسة عامة تضامنية مع غزة، لأن الكتل النيابية ستتخذ مواقف تضامنية في هذا المجال"، موضحا "ان مقاطعة الجلسة العامة التي دعا اليها بري في حضور الرئيس الارميني ليست موجهة ضد الضيف الارميني". وردا على سؤال حول المخارج للمأزق السياسي في البلاد، قال حمادة "ان تطور الأمور في المنطقة حول الأنظار عن لبنان، وفي نظري ان التهدئة ستستمر الى ما بعد عيد الاستقلال وعودة البطريرك الراعي، عندها سيبدأ الرئيس سليمان مشاورات أكثر جدية".

 

الإستقواء بـ «سوريا الثورة» في مواجهة السلاح

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الاستقواء بالخارج على الداخل أدى ويؤدي إلى ضرب الشراكة الوطنية وشلّ الدولة اللبنانية، وهذا المنطق الاستقوائي شكل ويشكل جزءاً لا يتجزأ من عقيدة 8 آذار المحلية والإقليمية، ولكن إذا كان هذا الاستقواء مستنكَراً ومداناً، فإن الاستقواء بالخارج (سوريا الثورة)على الخارج (سلاح «حزب الله») مشروعٌ ومطلوب.

يخطئ من يعتبر أن سلاح "حزب الله" هو جزءٌ من معادلة داخلية وأن الاستقواء عليه بالخارج يشكل إخلالاً بالشراكة الوطنية، لأن هذا السلاح هو في صلب المنظومة الإقليمية المسماة محور الممانعة ووظيفته خارجية بامتياز، وأما ارتداده على الداخل فيتم في حالة واحدة، أي في حال تم تهديد دوره الخارجي، وبالتالي ترييح هذا الدور يمر عبر الإطباق على الدولة ومؤسساتها.

ويخطئ من يعتبر أن "حزب الله" في وارد تسليم سلاحه بشكل طوعي خدمة للمشروع اللبناني، وكل المحاولات التي بدأت مع الشهيد رفيق الحريري واستُكملت مع 14 آذار باءت بالفشل من الفصل بين الإقتصاد والسلاح الذي كلف الحريري الأب حياته، إلى المصارحة والمصالحة التي كلفت الحريري الابن إسقاط حكومته ومحاولة إخراجه من الحياة السياسية.

ومن هنا لم يبق أمام اللبنانيين سوى ثلاثة احتمالات-خيارات يضعها أمامهم "حزب الله": الخضوع لسلاحه والتسليم بقدرهم المتمثل ببقاء بلدهم ساحة وصندوق بريد ومواطنين درجة أولى ودرجة عاشرة. ولا يبدو أن أحداً في وارد القبول بأن يكون عبداً ومستعبداً.

والخيار الثاني رفع معادلة السلاح مقابل السلاح على قاعدة توازن الرعب، أي إعادة تجديد الحرب الأهلية. وما تجدر ملاحظته أن هذه المعادلة التي كانت مرفوضة بالمطلق بين الأعوام 2005 و2010 أصبحت مقبولة من قبل شريحة لا بأس بها داخل البيئة السيادية من منطلق أن مواجهة السلاح بالديموقراطية أثبتت عدم جدواها. ولكن هذا لا يمنع أن هذا الخيار ما زال أقلوياً نتيجة الرهان على الخيار الثالث المتبقي والذي يشكل الأقل كلفة على البلد وأهله.

الخيار الثالث لا يخرج عن سياق الرهان القديم-الجديد بأن قيام نظام بديل عن الأسد يعمق الخلل الإقليمي-الوطني لمصلحة 14 آذار ويدفع "حزب الله" إلى الجلوس جدياً حول الطاولة لبحث قضية سلاحه. إن التحالف بين "سوريا الثورة" و"ثورة الأرز" ليس تفصيلاً في المشهد السياسي، إنما ينمّ عن تلقي محور الممانعة ضربتين متتاليتين: الأولى بسقوط نظام الأسد مع ما يعنيه من قطع للجسر البري مع إيران، والثاني بقيام نظام على صورة نظام صدام مع إيران، مع فارق أنه على حدود لبنان وفي غياب البعث السوري.

لا يعني هذا التطور أن "حزب الله" سيسلم سلاحه فوراً، إنما مجرد التهويل بالاستقواء عليه سيضعه عملياً أمام خيارين: إما الجلوس حول الطاولة أو إحراق لبنان على قاعدة أن طهران لا تحتمل خسارة ورقتين دفعة واحدة سوريا ولبنان، وبالتالي لن تتأخر بتدمير بيروت كما هدد الأسد يوماً رفيق الحريري مقابل الحفاظ على نفوذها وإبقاء البلد تحت هيمنتها.

مع الاحترام الكلي لنظرية حياد لبنان، غير أن هذه النظرية ساقطة بمجرد رفض الفريق الآخر الالتزام بها، كما تنطوي على لغة مزدوجة قوامها الالتزام شكلاً بالحياد وبالرهان مضموناً على المتحول السوري، فيما طبيعة المرحلة بعد ولادة الإئتلاف الوطني السوري المعارض تختلف عما سبقها وتتطلب تحالفاً مباشراً مع هذا الإئتلاف وتفاهماً مسبقاً على شكل العلاقة بين سوريا ولبنان انطلاقاً من احترام سيادة كل من البلدين واستقلالهما.

الاستقواء بـ "سوريا الثورة" هو الخيار الوحيد المتبقي لدفع السلاح إلى طاولة المفاوضات تمهيداً لنزعه قبل انزلاق البلاد إلى خيار الحرب الذي يتجنبه "حزب الله" قبل سقوط حليفه السوري والذي سيلجأ إليه بعد سقوطه في حال فشل في تدجين كل اللبنانيين وفرض وصاية على البلد شبيهة بالوصاية السورية بين عامي 1990 و2005.

 

أقفل المجلس 18 شهراً: برّي حانق لأن 14 آذار اتّهمته باستدراجها لكسر "المقاطعة"!

مروان طاهر/الشفاف/الاحد 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012

الرئيس نبيه برّي أكثر من مستاء من ردود فعل قوى 14 آذار على ما أشيع بأنه سوف يدعو المجلس النيابي اللبناني للانعقاد تضامنا مع غزة في وجه العدوان الاسرائيلي، او للمشاركة في الجلسة النيابية التي سيلقي في خلالها الرئيس الارميني سيرج سركيسيان كلمة امام المجلس، كـ"استدراج" للمعارضة! اوساط الرئيس بري إعتبرت ان ردة فعل قوى 14 آذار مبالغ فيها، وانه اي بري لا يريد إستدراج هذه قوى المعارضة لكسر مقاطعتها للحكومة! ونقل زوار الرئيس بري عنه القول إنه يمارس واجباته بصفته رئيس للمجلس النيابي اللبناني. فإذا لم يقم بدعوة المجلس للانعقاد تضامناً مع غزة، فما الذي يمكن لرئيس المجلس النيابي اللبناني القيام به؟ وأضاف زوار الرئيس بري، نقلاً عنه، أن الرئيس الارميني هو ضيف الرئيس سليمان وليس ضيف المجلس النيابي وإذا كانت رغبة الرئيسين سليمان وسركيسيان تضمين برنامج اللقاء كلمة للرئيس الارميني امام المجلس النيابي اللبناني، فما المطلوب من رئيس المجلس؟ هل يقفل المجلس في وجه رئيس ضيف إرضاءا للمعارضة؟

السنيورة يقاطع الحكومة ويتواصل مع ميقاتي! ويشير الزوار الى ان الرئيس بري يعرب عن استيائه الشديد من ردة فعل المعارضة التي يعتبرها "متناقضة" حيال الحكومة! فهي تعلن مقاطعتها من جهة، في حين ان الرئيس السنيورة، وهو رئيس "كتلة المستقبل النيابية"، والتي يفترض انها رأس حربة المقاطعين، يتواصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي! فكيف هي هذه المقاطعة إذاً، حسب ما نقل عن الرئيس بري.

برّي وضع مفتاح المجلس في جيبه طوال 18 شهراً!

إلا أن ما فات الرئيس برّي هو أنه، شخصياً، اقفل المجلس النيابي اللبناني لاكثر من 18 شهراً، وتصرّف كطرف في الصراع اللبناني وليس كرئيس للمجلس النيابي! كما انه ، اي بري، عطل عمل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وما زال أكثر من 79 قرار حكوميا تمس مصالح المواطنين والدولة نائمة في ادراج المجلس النيابي منذ العام 2008، ولا يقر الرئيس بري بـ"شرعيتها"، مع إقراره بـ"قانونيتها"! خصوصا انه قرر خلافا لاحكام الدستور اللبناني ان حكومة السنيورة "بتراء وعرجاء"، بسبب انسحاب وزرائه ووزراء حزب الله منها. وفات الرئيس بري ايضا ان إسقاط الحكومات وفقا للقانون اللبناني لا يتم بانسحاب وزراء طائفة معينة منها بل حصرا باستقالة رئيسها، او باستقالة الثلث زائداً واحدا من وزرائها، او بطرح الثقة فيها بالمجلس النيابي. وبما ان أيا من هذه الامور لم يحصل، فإن حكومة الرئيس السنيورة كانت "شرعية" و"قانونية" وليس هناك ما يبرر عدم إدراج قرارتها على جدول اعمال المجلس النيابي اللبناني حتى اليوم. مصادر في قوى 14 آذار جددت موقفها من مقاطعة الحكومة وكل الجلسات النيابية التي تكون الحكومة حاضرة فيها او لمصلحة الحكومة. وتقول إن قوى 14 آذار تمارس حقها الدستوري بالمقاطعة ولو كره الرئيس بري. وتؤكد قوى 14 آذار ان خطوتها هذه هي للتدليل على ان الحياة السياسية في لبنان معطلة ولا تستقيم مع القتلة والمسلحين، حتى إشعار آخر.

 

مصادر فرنسية: نستقبل ميقاتي رئيسا للحكومة وليس ممثلا لفريق ضد آخر

قالت إن باريس لا تريد أن تستدرج إلى الجدل السياسي اللبناني الداخلي بين الأكثرية والمعارضة

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط

يبدأ رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم زيارة عمل رسمية إلى فرنسا تدوم ثلاثة أيام، ويلتقي خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين (رؤساء الجمهورية والحكومة والجمعية الوطنية)، وكذلك يلتقي وزير الخارجية والسفراء العرب المعتمدين في فرنسا، كما يزور قسم الآثار الإسلامية في متحف اللوفر.

ويرافق الرئيس ميقاتي وفد وزاري ضيق يغيب عنه وزيرا الخارجية والدفاع ويتشكل من وزراء الاقتصاد والإعلام والشباب والرياضة، وستسفر الزيارة عن توقيع بروتوكولات تعاون ليس من بينها التعاون العسكري. وتأتي زيارة ميقاتي إلى باريس على خلفية أزمة سياسية داخلية في لبنان ازدادت حدة بعد اغتيال رئيس فرع الاستطلاع في قوى الأمن اللبنانية العميد وسام الحسن، وما تبعها من مطالبة المعارضة باستقالة الحكومة التي حملتها مسؤولية الاغتيال. وتحرص باريس على «النأي بنفسها» عن الجدل اللبناني الداخلي ورغبتها في أن لا تستدرج إلى الصراع السياسي. وهذا الواقع دفع برئيس الجمهورية الذي زار لبنان صبيحة الأحد 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لمدة ثلاث ساعات إلى أن يقصر لقاءاته على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رمز المؤسسات.

وفي هذا السياق قالت مصادر فرنسية رسمية إن باريس «تستقبل ميقاتي كرئيس حكومة وليس كممثل لفريق في مواجهة فريق آخر»، مضيفة أن أبواب فرنسا «مفتوحة بوجه قادة (14 آذار) إذا رغبوا في التشاور معنا». وشددت هذه المصادر على أن فرنسا «لا تريد أن تدخل في لعبة بقاء الحكومة أو استقالتها»، غير أن ما تريد تحاشيه هو «فراغ المؤسسات» واهتزاز الاستقرار اللبناني واستيراد الأزمة السورية إلى الداخل.. أما إذا توافق اللبنانيون على تغيير الحكومة والمجيء بأخرى تحظى بدعم كل الأطراف فإن باريس سترحب بها.

وقالت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن باريس تعتبر لبنان «الأكثر هشاشة» من بين كل بلدان الجوار السوري، وبالتالي يتعين على السياسيين اللبنانيين «أن لا يركبوا المخاطر ويزجوا بلبنان في أتون حرب ليست حربهم». وبعد أن كان الموقف الفرنسي بداية من سياسة النأي بالنفس اللبنانية «باردا»، أخذت باريس تعبر اليوم صراحة عن تخوفها من تخلي لبنان عنها.

واستبقت باريس، على لسان وزارة الخارجية لوران فابيوس، وصول ميقاتي بالتأكيد على الثوابت في موقفها من لبنان، وبينها اثنان: دعم سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه، ودعم المؤسسات اللبنانية من أجل تفادي ارتدادات الأزمة السورية عليه. ويصل ميقاتي إلى باريس بينما الدبلوماسية الفرنسية منشغلة بثلاثة ملفات رئيسية هي تداعيات الأزمة السورية التي تلتزم فيها فرنسا موقفا بالغ التشدد من النظام السوري، وانفجار الوضع في غزة وتداعياته، وملف الإرهاب من زاوية التحضير لعمل عسكري في شمال مالي. وسيشكل الملفان الأولان، إلى جانب العلاقات الثنائية الفرنسية اللبنانية، الطبق الرئيسي في محادثات ميقاتي مع المسؤولين الفرنسيين، وخصوصا مع الرئيس هولاند والوزير فابيوس. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع في باريس، فإن الرئيس الفرنسي سيشجع ميقاتي على دعم مبادرات الرئيس سليمان ودعواته للحوار الوطني بحثا عن مخارج للأزمة الحكومية وعلى عدم الانغلاق على المعارضة اللبنانية ممثلة بـ«14 آذار».

 

النائب محمد رعد: العدو لن يجرؤ على الإعتداء على لبنان حزب الله جزء من هذه الحكومة الملتزمة بحفظ الاستقرار وسط هذه الظروف

وطنية - مشغرة - رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد: "أن العدو الإسرائيلي ما إن وصلت فرحته إلى رأسه حتى أصيب بالخيبة لأن المقاومة كانت قد حضرت له مفاجأة لم يكن يحسب لها حسابا. فالمقاومة في غزة فاجأته هذه المرة بفجر خمسة، وقد أصاب تل أبيب وفقد العدو توزانه. وأصبح العدو، المنتصر بقتله لقائد المقاومة، مهزوما من الداخل يحتار كيف يتصرف. المقاومة استعادت المبادرة بسرعة، وبدأت ترد على العدوان، والفضل للمدرسة التي تعلم هذا التكتيك من المقاومة". وأكد أن الجمهورية الإسلامية في إيران "لم تقصر في دعم كل مقاوم شريف يريد أن يتخلص من نير الطواغيت والمحتلين، وفجر خمسة هو صناعة إيران. وبتقديرنا أن العدو لن يجرؤ حتى أن يفكر بالاعتداء على لبنان". وقال رعد، خلال كلمة ألقاها في المجلس العاشورائي الذي نظمه "حزب الله" في بلدة مشغرة: "المبادرة ستبقى بيد المقاومة وستنتصر المقاومة في غزة وفي لبنان وهناك من لا يعجبه مشهد الصمود والبطولة والشجاعة والرد على العدوان الاسرائيلي من قبل المقاومين في غزة وهم يناشدون المقاومة وفصائلها للتهدئة. والمصيبة أن الأنظمة العربية تضغط على الضحية وتترك الجلاد وهذا المنطق منطق الانهزام. المطلوب من الأنظمة العربية في الحد الأدنى أن لا تكتفي باستعادة السفراء من تل أبيب بل المطلوب قطع العلاقات وإلغاء الإتفاقيات". أضاف: "الآن التضامن وتوحيد الموقف والرؤية دعما لغزة وشعبها ودفاعا عن كل عالمنا العربي، وكل حريص على الربيع العربي والشعب العربي وعلى مصالح المنطقة العربية والإسلامية والكلام عن اللبنانيين الحريصين. تعالوا لنرتفع إلى مستوى الوضع في غزة ونراجع حساباتنا فهذا العدو لن يتركنا وحينما يكون له مصلحة سيعتدي علينا فإلى أين تلاحقوننا بالحديث عن سلاح المقاومة، فلولا سلاح المقاومة لم يسمع أحد بغزة، من سيدافع ومن سيتصدى للعدوان الاسرائيلي، نحن لن نقول سوى أن تراجعوا حساباتكم في هذا الموضوع".

وحول موضوع الحكومة قال رعد: "لا تطلبوا منا شيئا غير منطقي، وفي حال لم تعجبكم هذه الحكومة فانتظروا حتى تعجبكم أو انتظروا حتى تكونوا أنتم قادرين على أن تسقطوها ونحن موافقون. لكن أنتم تريدون تعطيل البلد، تشلون المجلس النيابي ولا تشاركون في جلسات الهيئة العامة واللجان النيابية وتحملوننا المسؤولية بأننا لا نقبل أن تستقيل هذه الحكومة. نحن شركاء في هذه الحكومة فكيف نستقيل، فهذه الحكومة إذا توفرت لها الظروف فستنجز المزيد من الانجازات، وهذه الحكومة ليست حكومة حزب الله بل هو جزء من هذه الحكومة. ونحن نرى أنها ملتزمة بسياسة تحفظ الاستقرار بالحد الممكن في هذا البلد، وسط هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان ووسط تداعيات ساخنة للأزمة السورية على لبنان".

 

بحضور البرادعي وموسى وصباحي ومشايخ من الأزهر تنصيب تواضروس الثاني وانتقادات قبطية لغياب مرسي عن الحفل

القاهرة - وكالات: في غياب الرئيس المصري محمد مرسي, وحضور متأخر لرئيس الوزراء هشام قنديل, تم أمس, تنصيب تواضروس الثاني البابا الجديد للأقباط الارثوذكس في مصر, أكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط, وذلك في مقر الكاتدرائية المرقصية في حي العباسية في وسط القاهرة.

وجرت مراسم تجليس "بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية للاقباط الارثوذكس" اثناء حفل ديني.

وكان الرئيس مرسي الذي دعي الى الحفل ابلغ انه لن يحضر حفل تجليس البابا الجديد وسيرسل ممثلا له للمشاركة في الحفل, وبالفعل فقد ناب عنه رئيس ديوان رئيس الجمهورية محمد رفاعة الطهطاوي, كما ناب عن المرشد العام لجماعة "الاخوان المسلمين" محمد بديع عضو مكتب الارشاد عبد الرحمن البر, لكن قيادات السلفيين الذين يمثلون ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد قاطعت الحفل, فيما كان رئيس الوزراء آخر الحاضرين.

وتعليقا على ذلك, اعتبر "اتحاد شباب ماسبيرو" أن "غياب رئيس كل المصريين عن ذلك الاحتفال المهيب زاد الأقباط سعادة, فالكنيسة ليست في حاجة لأن يمسها الكاذبون ولصوص الثورات وتجار الدم, سترحلون قريبا وسيذكركم التاريخ بلعنات المصريين ودماءهم".

في المقابل, حضرت الحفل, قيادات بارزة من الأزهر وبعض الشخصيات السياسية في مقدمها محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى.

واختير الانبا تواضروس (60 عاما) في 4 نوفمبر الجاري ليصبح البابا ال¯118 خلفا للبابا شنودة الثالث الذي رحل في مارس الماضي بعد ان قضى اربعين عاما على رأس الكنيسة القبطية في مصر, علما بأن الاقباط يمثلون ما بين 6 الى 10 في المئة من التعداد السكاني المقدر ب¯83 مليون نسمة.

ونصب الانبا تواضروس بحضور عشرات من رجال الكنيسة القبطية الذين ارتدوا ملابس مطرزة, وقد سلم الرموز الكنسية المخصصة له من تاج وصليب وسط تصفيق حار من الشخصيات الحاضرة والمؤمنين الذين اكتظت بهم الكاتدرائية.

ونقل المهام اليه الانبا باخوميوس الذي كان قائما لمقام البابا منذ وفاة شنودة الثالث.

وبعد ذلك جلس على كرسي القديس مرقص المزين بأسدين من الخشب ليتلقى التهاني من عدد كبير من الشخصيات الدينية والمدنية وخصوصا رئيس الحكومة.

وقد اختير الانبا تواضروس في الرابع من نوفمبر من بين ثلاثة مرشحين أثناء سحب بالقرعة تولاه طفل تم اختياره خصيصا لذلك اثناء حفل ديني.

وقال عند اختياره ان "البابا انسان خادم في المجتمع المصري يحمل مسؤولية الحب والسلام لكل فرد على ارض مصر", مؤكدا ان "مصر وارضها ارض مقدسة وزيارة العائلة المقدسة باركت ارض مصر".

ويأتي تنصيب البابا الجديد في اجواء من القلق بالنسبة لمسيحيي مصر مع تنامي التيار الاسلامي الذي ترجم بانتخاب رئيس من "الاخوان المسلمين" في يونيو الماضي.

والانبا تواضروس كان اسقف محافظة الحيرة (شمال), وصيدلي في الستين من عمره تدرج تدريجا في السلك الكنسي.

ويشكو الأقباط منذ زمن طويل مما يعتبرونه تمييزا ضدهم وضعفا في تمثيلهم داخل الحكومة وفي ادارات الدولة.

ويمثل الأقباط ما يراوح بين ستة وعشرة في المئة من عدد سكان مصر البالغ 83 مليونا ويشكلون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط.

ومن المقرر ان تصوت اللجنة التأسيسية للدستور, المنوط بها صياغة الدستور الجديد والمكونة من 100 عضو ينتمي معظمهم الى التيار الاسلامي, على مسودة الدستور الاحد المقبل.

وسيحل الدستور الجديد محل دستور 1971 الذي تم تعليق العمل به من قبل المجلس العسكري الذي تولي قيادة البلاد بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011.

وينص دستور 1971 ومسودة الدستور الجديد على ان "مبادىء" الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.

ويعترض السلفيون على كلمة "مبادىء" ويريدون ابدالها بكلمة "احكام" الشريعة او فقط "الشريعة الاسلامية" من دون تحديد.

ويحق للمسيحيين واليهود الاحتكام لشرائعهم الخاصة في ما يتعلق بأحوالهم الشخصية, وفقا لمسودة مبدئية للدستور نشرتها وكالة الانباء الرسمية.

 

 فيلق القدس عزز أنشطته في المملكة والأسد بعث رسائل تهديد إلى الغرب ومؤامرة سورية - إيرانية لإشعال الأردن بواسطة خلايا تخريبية

باسل محمد/السياسة

كشف مصدر رفيع في "الحزب الاسلامي" الذي يعتبر فرع جماعة "الاخوان المسلمين" في العراق ل¯"السياسة", أمس, عن وجود تحركات من قبل "فيلق القدس" الايراني بزعامة قاسم سليماني وبعض الميليشيات العراقية التابعة له وبتنسيق مع النظام السوري لإشعال الاوضاع الامنية في الأردن.

وقال المصدر ان سليماني نقل جزءاً من انشطته الى الساحة الاردنية و ان بعض الخلايا المسلحة التابعة للميليشيات العراقية والمخابرات السورية انتقلت الى الاردن بالفعل وان طريق انتقال هذه الخلايا تغير من الحدود السورية الاردنية الى الحدود العراقية مع المملكة, لأن عمان اتخذت تدابير قوية ومشددة على حدودها مع سورية.

وأضاف ان الخطة الايرانية تقضي بالاستعانة بعراقيين وسوريين مقيمين في المدن الاردنية وبضخ اموال كبيرة الى جماعات اردنية متطرفة وبنقل الاسلحة لتنفيذ اعمال فوضى واغتيالات وتفجيرات, ما يؤدي الى اندلاع موجة واسعة من الاشتباكات بين هذه الجماعات وبين القوات الامنية الاردنية, وفي المحصلة يضطر العاهل الاردني عبد الله الثاني الى التنحي, مشيرة إلى أن نجاح هذه الخطة الايرانية مرهون بسوء الأوضاع الاقتصادية في الاردن وتصاعدها في الفترة القريبة المقبلة. وأوضح المصدر ان من بين السيناريوهات المعدة من قبل "فيلق القدس" والميليشيات هو ادخال مئات المسلحين الى الاردن بمجرد حدوث بعض الفوضى الامنية في المدن الاردنية وعلى الحدود العراقية الاردنية, سيما وان خلايا معدة سلفاً داخل الساحة الاردنية ستقوم بتأمين هؤلاء المسلحين والعمل على نشرهم في مناطق داخل عمان وبعض المدن الكبيرة, بعدها يتم ادخال اسلحة ايرانية متوسطة وثقيلة بينها صواريخ ومضادات دروع لدعم ما يسمى ب¯"الثورة الاردنية".

ورأى المصدر العراقي القريب من "إخوان" الاردن, ان التدخل الايراني يمكن ان يقوض المساعي الحقيقية لاندلاع انتفاضة سلمية لتحقيق اصلاحات واسعة في المملكة, لأن جماعة "الاخوان المسلمين" الاردنية حذرة, فهي لا تريد التورط في مخطط للنظامين الايراني والسوري.

وحسب المصدر نفسه, فإن بعض القوى السياسية العراقية الشيعية نقلت عن مصادر داخل نظام بشار الاسد ان الاخير بعث برسائل تهديد الى دول غربية بينها الولايات المتحدة بأن ثمن سقوطه هو اشعال النار في الساحة الاردنية.

وأشار إلى أن القيادتين في ايران وسورية وبعض اطراف التحالف الشيعي الذي يرأس الحكومة العراقية على قناعة ان النظام الاردني لعب دورا اساسيا في اشعال الثورة السورية التي بدأت شرارتها الاولى من مدينة درعا على الحدود الاردنية وان عشائر حوران السورية التي لها امتدادات في مدينة اربد الاردنية كانت وراء اول تظاهرة سلمية ضد نظام الاسد.

ولفت إلى أن بعض القيادات العراقية الشيعية القريبة من ايران اتهم صراحةً الاجهزة الاردنية بالتورط في اشعال الثورة السورية وان جزءاً كبيراً من الدعم المالي للثوار السوريين والذي يأتي من دول مجلس التعاون الخليجي يمر عبر الاردن, مضيفاً ان الخطة الايرانية - السورية لإشعال بعض مناطق دول الخليج العربي بائت بالفشل ولذلك هناك توجهات من قبل سليماني بأمر من المرشد الاعلى علي خامنئي بإشعال الاردن مستغلين سوء الاوضاع الاقتصادية في ذلك البلد.

ويعد إشعال الجبهة الاردنية وفق حسابات القيادتين في ايران وسورية, حيوياً لنظام الاسد في قضيتين: الاولى تتعلق بالحصول على معلومات ذات قيمة امنية من الاجهزة الاردنية التي ستتعاون بشكل كبير مع الاجهزة السورية للقضاء على القيادات المهمة في الثورة السورية, والثانية تتضمن الضغط على الغرب الذي بدأ يتحول الى عملية دعم المعارضة السورية بأسلحة دفاعية ما يشكل بداية جدية للعد التنازلي لنظام الاسد وبالتالي يريد النظامان السوري والايراني وقف هذا الدعم مقابل سلامة الاردن.

 

ألف جندي من مشاة البحرية البريطانية ينتظرون الضوء الأخضر للتوجه إلى سورية

 لندن - يو بي أي - كشفت صحيفة «صندي اكسبريس»، امس، أن أكثر من الف جندي من مشاة البحرية الملكية البريطانية وضعوا على أهبة الاستعداد ويمكن أن يُرسلوا إلى سورية.

وقالت الصحيفة إن هذا التطور جاء بعد يومين على حث وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، لمزيد من المشاركة من جانب المجتمع الدولي، وبعد أسابيع من تأكيد رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز، أن وزارة الدفاع البريطانية تضع خطط طوارئ محدودة جداً لعمل عسكري في سورية. واضافت الصحيفة أن شخصيات عسكرية بريطانية بارزة شددت على أن أية قوات بريطانية تُرسل إلى سورية يجب أن تُنشر بأعداد كافية وتكون قادرة على استخدام القوة المميتة إذا ما ارادت الإحتفاظ باستراتيجية للخروج السريع من هناك. واشارت الصحيفة إلى أن كلاً من بريطانيا وفرنسا لديهما حالياً أكثر من 2000 جندي في منطقة البحر الأبيض المتوسط يشاركون في مناورات برمائية أُطلق عليها اسم «كوغار 12»، وستبلغ ذروتها في انزال بحري على شواطئ تركيا بوقت لاحق من هذا الشهر. وقالت: «في حين لم يتم بعد اتخاذ أي قرار بالتدخل العسكري من قبل بريطانيا، إلا أن خبراء أكدوا أن القوات البريطانية المشاركة في مناورات (كوغار 12) تمثل مصدر الاحتمال الأكبر للتدخل في سورية بعد اعطاء الضوء الأخضر».واوضحت الصحيفة أن القوات البريطانية تُعرف رسمياً بوحدة الرد السريع وتشمل 550 جندياً من مغاوير مشاة البحرية من الفوج 45، و480 جندياً من فوج المغاوير 30، إلى جانب وحدات هجومية برمائية اضافية ويقودها العميد مارتن سميث، وتضم أيضاً السفينة الهجومية «بولارك» وحاملة المروحيات «إلاسترياس»، وعدداً من السفن الحربية وغواصة نووية، وتحمل امدادات انسانية.

واضافت أن القوات البريطانية ستشارك بعد انتهاء «كوغار 12» في كورسيكا وألبانيا بمناورة ضخمة على شواطئ تركيا إلى جانب 16 ألف جندي من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وهولندا والسويد ودول أخرى. ونسبت «صندي اكسبريس» إلى متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، قوله «إن بيت القصيد من وحدة الرد السريع هو أنها مستعدة لمهمات الانتشار كما هو مطلوب من الحكومة، وفي حال بروز مثل هذه المهمة، فإنها ستنُشر من أي مكان سواء من المملكة المتحدة أو منطقة البحر الأبيض المتوسط

 

الراعي وصل إلى روما واستقبال حاشد له في كنيسة مار مارون: للبنان دور أساسي عليه ان يعرف كيف يلعبه في هذه المرحلة الدقيقة

وطنية - وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى روما مساء اليوم، حيث كان في استقباله في المطار سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي جورج خوري، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل، القنصل البير سماحة، الوكيل البطريركي المطران فرنسوا عيد، رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر، نائب الوكيل البطريركي الخورأسقف طوني جبران، رؤساء الوكالات الرهبانية وعدد من الكهنة والرهبان وأبناء الجالية اللبنانية في روما. ومن المطار توجه الراعي إلى كنيسة مار مارون، حيث أقيم له استقبال حاشد تقدمه الرئيس العام للرهبانية المريمية المارونية الاباتي بطرس طربيه والنائب نبيل نقولا وعدد من الكهنة. وبعد رفع صلاة الشكر ألقى الراعي كلمة شكر تحدث فيها عن دور الكنيسة في الشرق الأوسط "من أجل ان يعيش المسيحيون وحدتهم في الشركة وفي تأدية شهادتهم في عالم مضطرب". وأضاف: "لنجدد ايماننا بالمسيح الذي هو سيد التاريخ والذي ائتمننا، بحكم وجودنا في الشرق الأوسط، على متابعة نشر انجيل الخلاص". وعبر عن شكره الشخصي للبابا بنديكتوس السادس عشر، وشكر الكنيسة وكل اللبنانيين، على منحه الرتبة الكاردينالية "والتي قصد من خلالها الالتفاتة الى لبنان، والثقة بالكنيسة عامة وبالكنيسة المارونية خاصة، والثقة بلبنان. فللبنان دور اساسي، عليه ان يعرف كيف يلعبه في هذه المرحلة الدقيقة، وهو يقوم على الانفتاح على الشعوب وتعزيز الأخوة الشاملة والديموقراطية وحقوق الانسان، وعلى قيمة الانسان وكرامته". ومساء استقبل الراعي السفير البابوي في المجر المطران البيرتو بوتاري في مقر اقامته في الوكالة البطريركية، وذلك في اطار متابعة نتائج زيارة البطريرك الماروني الأخيرة إلى هنغاريا. ويشارك الراعي خلال الأيام المقبلة في اجتماعات المجلس الحبري للمهاجرين واللاجئين والمتنقلين حول موضوع "راعوية البحار"، كما ويلتقي عددا من المسؤولين في حاضرة الفاتيكان قبل ان تبدأ احتفالات منحه الرتبة الكاردينالية يوم السبت المقبل في 24 تشرين الثاني الجاري لتنتهي في السادس والعشرين منه.

 

الحرب الإسرائيلية تكشف هشاشة معينة في الربيع العربي

وسام سعادة/المستقبل

في مكان ما، استمرّ الربيع العربي لعامين "متجاهلاً" المسألة الفلسطينية أو "مهمّشاً" لها. لم يملك أهل هذا الربيع المتعاقب من بلد إلى بلد ما يطرحونه على الفلسطينيين، اللهم غير الاحتجاج بالتفاؤل العام، الفضفاض، المجرّد، الذي يراهن على أن الشعوب الحرّة ستكون أكثر قدرة على إيفاء القضية قسطها مما يمكن أن تقدّمه شعوب رازحة تحت نير الاستبداد. وهذه معادلة صحيحة بلا أدنى شك، لكنها حين تطرح بشكل معزول ومطلق تأتي على جانب كبير من الغموض والالتباس، ويمكن أن تفيد الشيء ونقيضه، وأخطر ما يمكن أن تبرّر له هو الموقف "التأجيليّ" لقضية الفلسطينيين إلى مرحلة تاريخية لاحقة، أي إلى حين استتباب الربيع العربي من حولهم.

في مكان آخر، ما إن انطلقت العملية الحربية - التدميرية الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى ظهرت الهشاشة الثقافية للربيع العربي، انزلاقاً إما الى "نظرية المؤامرة" أو إلى "خطاب الممانعة". كمثال على الانزلاق إلى "نظرية المؤامرة" هذه المسارعة إلى الحديث عن مؤامرة مشتركة لبشار الأسد وبنيامين نتانياهو ضد الشعبين السوري والفلسطيني. وهذا ليس واقعياً لسبب بسيط، أن إسرائيل لم تعد تطرح على نفسها كيفية التعامل مع استمرارية نظام آل الاسد، إنما تطرح على نفسها، من جملة محاور أخرى، كيفية التعاطي مع تداعيات ما بعد سقوطه. كذلك، فإن التفسير الآخر الذي يبالغ في أن هذه الحرب ستزيد انفصال "حماس" عن إيران، وبالتالي إبعاد إيران نهائياً عن الساحة الفلسطينية، هو أيضاً تفسير يحوي على شيء من الاعتباطية، ذلك أن المسارين الحربي والديبلوماسي المواكبين هما اللذان سيقرّران في الأيام المقبلة، ما إذا كانت هذه الحرب ستعزّز أو تزعزع النفوذ الإيراني في ساحات الصراع العربي - الإسرائيلي. ليس هناك أي حرب في التاريخ تجيء كناية عن تصميم هندسي يجري تطبيقه ميدانياً كما هو. ورغم كل ما نكبنا به من حروب في العقود الماضية، لم نعط أي جهد، لا في التفكير ولا في التعاطي السياسي، لوعي حيوية ظاهرة "الحرب" وعدم قابلية أن تختصر في "تفسير تآمري" جاهز سلفاً.

أما عن الانزلاق إلى "خطاب الممانعة" وثقافتها فحدّث ولا حرج. كما لو أنه كتب على أهل الربيع والليبراليين من العرب أن يكونوا كذلك في أوقات السلم ثم يستقون تعابيرهم ومقولاتهم من معجم حسن نصر الله في أوقات الحرب. وهكذا، وبدلاً من تحكيم العقل لأجل إدانة لجوء إسرائيل إلى القوة العدوانية التدميرية المفرطة التي لا تتناسب مع القدرات العسكرية للمقاتلين الفلسطينيين، جرى إطلاق العنان للهوى، فاللاعقلانية وحدها هي التي يمكنها تصوير الإسرائيليين والفلسطينيين كمتعادلين استراتيجياً على مستوى التسلح، كما أن اللاعقلانية وحدها هي التي يمكنها أن تلغي الفارق بين مضاعفات الهلع في مجتمع صناعي وبين مضاعفاته في مجتمع تقليدي. واللاعقلانية كذلك الأمر هي التي يمكنها أن توهم الناس بأن كل طرف يخوض حرباً يضع لنفسه معياراً ذاتياً خاصاً للربح والخسارة، لا بل يجعله معياراً متحركاً، بحيث يكفي أن يقول أنا لست مهزوماً مهما حصل، كي ينتصر.

الخطأ الأوّل هو تصوّر أنّ الوقت ليس للفلسطينيين الآن وأن لقضيتهم موعداً يفترض أن يتأجل إلى يوم ينضج فيه الربيع العربي نفسه. هذا الخطأ يستكمل بشكل آخر، شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" وهو يتهرّب من طرح مقاربة ربيعية جديدة للصراع العربي- الإسرائيلي، ولدور الشعب الفلسطيني في إعادة صوغ المشهد الإقليمي في اتجاه التطور الديموقراطي والاستقلالي، فضلاً على كونه يتهرّب من القضية المركزية بالنسبة إلى أفق أي تطور ديموقراطي، أي قضية تحقيق السلام الإقليمي الشامل. إذ لا يعقل أن تكون هناك مرجعية مدريد ومبادرة بيروت للسلام قبل الربيع العربي، ثم لا يكون لهذا الربيع أي التزام في هذا الاتجاه.

أما الخطأ الثاني فهو اعتبار أن شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" يمكن أن يتحول إلى معادلة سحرية لحسم الصراع العربي- الإسرائيلي أيضاً. لأجل ذلك هناك من يصرّ على تكرار الأخطاء نفسها، مع تذييلها بختم "الربيع": خطأ "صوت العرب" في حرب 1967، وخطأ الانتظارات الخلاصية لـ"سكود صدام حسين" أيام حرب الخليج الأولى، وخطأ الانزلاق وراء الوهم الذي تخصّص في تسويقه "حزب الله"، بأن الهوة التكنولوجية بيننا وبين العدو قد ضاقت ما دامت المسافة الصاروخية قد زادت. في أقل تقدير لا يمكن تسويق هذا كمعطى بديهي، ثم تخوين الناس على أساسه.

ما بين الخطأين، الأول (خطأ تأجيل قضية الفلسطينيين الى ما بعد الربيع) والثاني (خطأ الانزلاق الى ثقافة الممانعة)، لا بد أيضاً من طمأنة الذات: لا يمكن لنظام آل الأسد أن يستفيد من هذه الحرب مهما تكن نتائجها. التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني هو أمر ينسجم تماماً مع ساعة الثورة السورية، ومع قيمها، ومع أهدافها. الكل - باستثناء سيرغي لافروف - صار يتصرّف مع هذا النظام كما لو أنه دخل في مرحلة احتضاره الأخيرة.

 

إلى أين يتجه حكم «الإسلام السياسي».. بشقه السني؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

على المرء أن يتحلى بذاكرة قوية لكي يفي بالوعود التي يقطع»(نيتشه)

* تُساق إلى التفكير السياسي الإسرائيلي الكثير من التهم السلبية.. ولكن حتما ليس بينها سوء التوقيت. لقد جربنا كعرب المرة تلو المرة دقة توقيت ضربات اليمين الإسرائيلي الحاكم بصرف النظر عما إذا كانت منطلقة من منظور استراتيجي متكامل وطويل الأمد، أو من منظور تكتيكي يهدف إلى الخروج من ورطة.. والتقدم خطوة نحو توريط الآخرين.

لا يجوز لأحد أن يُفاجأ، بما يحدث في قطاع غزة؛ إذ كان بديهيا في ظل الإحباط الفلسطيني الناجم عن الانقسام الداخلي والتواطؤ الخارجي، أن يجهض بنيامين نتنياهو «محاولة» السلطة قرع أبواب الأمم المتحدة وإحراق أوراق محمود عباس. فاليمين الإسرائيلي الرافض جوهريا للسلام، حرص دائما على نسف أي مبادرة عقلانية فلسطينية معتدلة، واجتهد في تدمير صدقية أي قائد فلسطيني يتبنى خيار السلام العادل الحقيقي. لقد وجدت السلطة الإسرائيلية، خصوصا إبان حكم «الليكود»، أن خيارها الرابح دائما تشجيع التشدد والمزايدة داخل الشارع الفلسطيني.. بغية تصدير هذه الصورة إلى داعميها في أميركا والغرب كي تبرر ممارساتها التوسعية والقمعية، إن كان هناك في واشنطن أو لندن من لا يزال بحاجة إلى التستر بـ«ورقة توت» تموه على التزامه التام بدعم تل أبيب!

كذلك بجانب المصلحة الإسرائيلية في تشجيع التشدد الفلسطيني النابع من الإحباط، ثمة مصلحة ثانية تتضح أكثر فأكثر في «تبادل الخدمات» وإرسال «الهدايا السياسية» الثمينة مع وإلى القوى الإقليمية التي تصنف نفسها في خانة الممانعة والمقاومة والعداء لإسرائيل. وهنا من الواجب التمييز بين التشدد الفلسطيني المستند إلى أسباب منطقية مفهومة.. والتشدد اللفظي لبعض القوى العاملة منذ فترة غير قصيرة على استغلال آلام الفلسطينيين ومعاناتهم من أجل زيادة نصيبها من كعكة تقاسم النفوذ الإقليمي مع إسرائيل. وأغلب الظن أن تلويح بنيامين نتنياهو وفريقه، بين الفينة والفينة، بضرب إيران جزء لا يتجزأ من «تبادل الخدمات» و«الهدايا السياسية». والشيء نفسه ينطبق على موقف حكومة نتنياهو من محنة السوريين مع نظام دموي مارس على امتداد أكثر من أربعة عقود دور حارس الحدود الأمين لإسرائيل، وقدم لليمين الإسرائيلي هدية تمزيق «النسيج الوطني» لأحد أكثر المجتمعات العربية ثراء بالتنوع والوعي والاعتدال.

وتوجد مصلحة إسرائيلية أخرى اليوم متصلة بما سبقت الإشارة إليه، تتعلق باختبار نيات الإسلام السياسي السني بعد اطمئنان إسرائيل إلى نيات وأفعال الإسلام السياسي الشيعي سواء من واقع التعايش المريح مع نظام آل الأسد في سوريا، أو تفاهم «الأمر الواقع» الضمني الاستراتيجي مع طهران.. ابتداء من «إيران كونترا» وانتهاء بتولي نوري المالكي الحكم في بغداد.

نتنياهو وأركان حكومته يعرفون جيدا مكونات القوى الإسلامية الفاعلة على الساحة الفلسطينية. ويعرفون الفارق بين مركز قرار «حماس» ومراكز القرار في «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ـ بمختلف شظاياها ـ وغيرهما من تنظيمات المقاومة والممانعة المزعومتين.

أيضا لا يخفى على نتنياهو، وكذلك على باراك أوباما وتوني بلير وويليام هيغ، العلاقة الراهنة بين حماس ومحور طهران - دمشق. وكذلك حقيقة أن حماس، وإن كانت القوة المهيمنة على الأرض في غزة، تحاول الآن إعادة رسم أولوياتها بعد انتقال قيادتها من دمشق.. واقترابها من مصر تحت حكم الإخوان المسلمين. يضاف إلى ذلك أن نسبة لا بأس بها من الصواريخ التي أطلقت في الفترة الأخيرة من غزة ما كانت حماس خلفها، مع أن أحدا لا ينفي وجود تيارات وقوى داخل حماس محسوبة، مثل «الجهاد الإسلامي»، على طهران، ومدينة لها ماليا وتسليحيا وسياسيا. وبالتالي، بصرف النظر عن التفاصيل الدقيقة، يظل لافتا توقيت الهجوم على غزة مع خروج حماس من تحت «خيمة» دمشق ومن بيئتها الحاضنة.

باختصار، ظاهريا على الأقل، يبدو غريبا استهداف حماس الآن بعد ابتعادها نسبيا عن محور طهران - دمشق.. واقترابها من القاهرة التي ما زالت تبدو حريصة على الإبقاء على التزاماتها مع إسرائيل.

هذا من ناحية، ولكن من ناحية أخرى يظهر أن الغموض والارتباك اللذين يطغيان على أسلوب حماس في ممارسة السلطة، هما السمتان الأبرز في أسلوب الإسلام السياسي ككل في ممارسة السلطة عندما سقطت في أحضانه. ولئن كان قول الشيء وفعل عكسه التزاما بمبدأ «التقية» هو أساس ممارسة «الشيعية السياسية» الحكم في إيران والعراق.. واستطرادا في سوريا ولبنان، فإن حالة موازية ومشابهة من «التقية» تمارسها الآن قوى «السنية السياسية».

«التقية» التي كانت السلاح الأمضى في ترسانة «الشيعية السياسية» عبر قرون، صارت حالة مألوفة عند بعض القوى السنية الفاعلة، وهي تعايشت معها إبان سنوات الإقصاء والتهميش على أيدي تيارات العروبة واليسار العسكريتاري التي انتهت بأنظمة فاشية عائلية كتلك التي عهدناها في العراق وليبيا وسوريا وغيرها. غير أن المشكلة الآن مع هذه القوى تتمثل اليوم بوجودها في سدة الحكم، ومع الحكم فقدت كل الذرائع التي كانت تستخدمها لتبرير إخفاقاتها.

الإسلام السياسي بوجهه السني مضطر اليوم للتعايش مع واقع السياسة وأثمانها.. وما عاد بمقدوره وعد جمهوره بالجنة. ولعل من مشكلاته الأصعب أن ثمة قوى أكثر راديكالية منه، باتت تتمتع بهامش أوسع للتحرك الحر، وتستطيع أكثر منه قطع تلك الوعود المجانية دون مساءلة، ومن دون الاضطرار إلى تقديم تنازلات تفرضها الضرورات؛ بل إن هذه القوى الراديكالية - الناشطة تحت مختلف الأسماء التكفيرية والجهادية والسلفية – دخلت حقا في تنافس محموم مع الإسلام السياسي السني التقليدي، وبعضها يحظى بدعم مباشر من طهران.. معه أنه في حالة تناقض فكري وفقهي تام معها.

في غزة، وكذلك في بعض أنحاء الضفة الغربية، تشير تقارير إلى تزايد حالات التشيع في ظل تصاعد الخطاب الإسلامي. وفي لبنان يصعب تصور تنامي قوة التيارات الراديكالية السنية بمعزل عن هيمنة حزب الله على البلاد.. سواء كانت هذه الظاهرة ناتجة عن رد فعل أو عن تشجيع غير مباشر من محور طهران – دمشق بهدف إيجاد «البعبع» المناسب للتصدير وإبرازه أمام الرأي العام العالمي.. بعد ربطه بـ«القاعدة» وأشباهها. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن لنظام دمشق، بالذات، سوابق مشهودة عديدة في هذا المجال.

ثم يأتي السؤال الأهم، وهو: إلى أي مدى ستستطيع هذه القوى الراديكالية خلخلة الأرضية التي تستند عليها اليوم قوى الإسلام السياسي السني التقليدية، كالإخوان المسلمين في مصر وليبيا، وحماس في فلسطين، و«النهضة» في تونس، وذلك في ضوء ما يحصل في غزة، بالإضافة إلى اضطرار القوى المدنية لمقاطعة صياغة الدستور المصري، وقرار الرئيس محمد مرسي التغيب عن تنصيب بابا الأقباط الجديد؟ العدوان الإسرائيلي على غزة، وبالأخص في توقيته، أخذ في الاعتبار كل هذه العوامل؛ إذ على رأس غاياته: الإمعان في إرباك الساحة الفلسطينية وشل تحركاتها الدولية، وتخفيف الضغط عن نظام دمشق، بل منحه متسعا من الوقت؛ إما للإجهاز على ثورة الشعب، أو الإمعان بتدمير مقومات وحدة سوريا، وابتزاز الإسلام السياسي السني التقليدي وإضعافه.. وكشف عجزه.

 

هذه إدانة وليست مفاخرة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، المحسوبة على حزب الله، خبرا مهما، من الواضح أن الحزب سعى لنشره من باب الدعاية على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن الخبر يعد إدانة للأدوار الخطرة التي يقوم بها الحزب في المنطقة، وبمساعدة إيران. يكشف الخبر «الدعائي» المنشور، أول من أمس، أنه «خلال الساعات الماضية أُعلِن الاستنفار في صفوف حزب الله والحرس الثوري الإيراني»، وأن «من رُفِعَت درجة استنفارهم إلى الحد الأقصى هم أولئك الذين خبروا سبل تهريب الأسلحة من سوريا ولبنان وإيران والسودان (وغيرها) إلى قطاع غزة.. من الموانئ الإيرانية والسورية إلى السودان، ومن السودان إلى مصر، سيناء تحديدا، ومنها إلى قطاع غزة». وهنا لا بد من وضع خط تحت عبارة «ومن السودان إلى مصر، سيناء تحديدا..» الواردة بتقرير الصحيفة المقربة من حزب الله! كما أن التقرير المنشور يذكر كيف أن الحزب كان يعاني من تشدد الأجهزة الأمنية في كل من مصر في عهد مبارك، والتشدد الأمني في الأردن، مما يشير إلى أن تورط حزب الله في نقل السلاح، وتهريبه، لدولنا عملية مستمرة، وبمساعدة إيران، ونظام الأسد قبل الثورة، لإشعال حروب بالوكالة في المنطقة، وزعزعة أمن واستقرار مصر والأردن، وغيرهما، ويجب ألا ننسى الحوثيين باليمن، الذي لا يمثل دولة مواجهة، مما يوضح النوايا العدوانية لإيران وعملائها تجاه دولنا. وعندما نقول إن خبر الصحيفة اللبنانية الدعائي هو دليل إدانة لحزب الله الذي يريد جر المنطقة لحروب بالوكالة، وتحديدا مصر، عبر سيناء، فهذه ليست مبالغة، وهنا يجدر تأمل ما كتبه الزميل عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير صحيفة «الأهرام»، قبل يومين حيث يقول: «إذا كانت هناك كارثة يجب أن يحاكم عليها النظام السياسي السابق فهي إهمال سيناء باختزالها في منتجع لاستقبال الضيوف، ‏وإذا كانت هناك كارثة يمكن أن يحاسب عليها النظام السياسي الحالي فهي السماح بسقوط سيناء في أيدي متطرفين من هنا أو عملاء من هناك. وإذا كانت هناك كارثة سوف يدفع الشعب - كل الشعب - ثمنها فهي ضياع واستئصال ذلك الجزء الأهم من جغرافية مصر.. وإذا كانت هناك كارثة حقيقية في تاريخ مصر الحديث فهي ذلك الصمت الشعبي الغريب على ذلك الذي يحدث، وذلك التعامل الرسمي المهين مع تلك الأزمة التي أصبحت واقعا يجب أن نعترف به جميعا، وهو سقوط سيناء. نعم.. سيناء الآن في قبضة البلطجة والإرهاب ولا تخضع - إلا في ما ندر - لسلطة الدولة الرسمية»، إلى أن يقول ناصر: «الموقف يزداد سوءا يوما بعد يوم في سيناء على عكس ما يتم الإعلان عنه، فهناك متطرفون جدد يدخلون إليها بصفة يومية، وأسلحة حديثة يتم تهريبها بصفة شبه يومية». وبمقارنة الخبر «الدعائي» لحزب الله بالمقال «الصرخة» لرئيس تحرير «الأهرام» عن سيناء، نعرف حجم الكارثة التي يقوم بها الحزب بحق دولنا مستفيدا من شعارات كاذبة، وحملة تضليل منظمة، تؤثر على كثيرين، ومنهم بعض الأنظمة العربية. فمتى تفيق هذه المنطقة؟ الله أعلم!

 

الأسير لن يبقى «أسيراً» إلى ما لا نهاية

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

تَهيَّب الشيخ أحمد الأسير «إعلان الحرب»، أي إطلاق تنظيمه العسكري «المقاوم» وإقفال طريق الجنوب. فالموازين لا تسمح له بمواجهة متكافئة. لكنّ الحرب مرشحة للوقوع عاجلاً أم آجلاً.

لا تكافؤ في المواجهة بين الأسير و«حزب الله»، لكن تأجيلها يمنح الفرصة للفريق الضعيف عسكرياً ليصبح أكثر استعداداً

يواجه الأسير حلفاء "حزب الله" في الوسط السنّي، والصيداوي تحديداً، كـ"التنظيم الشعبي الناصري". وعندما سيتخذ قراراً بالمواجهة مع "الحزب"، سيكون قد اتخذ قراراً ضمنياً بمواجهة "التنظيم" أيضاً. وسيعني ذلك مواجهةً أهلية سنّية على طريقة "حرب الإلغاء".

وهذه المواجهة صعبة جداً على الأسير، وأكلافُها هائلة على صيدا وأهلها، لأن "حزب الله" سيخوض معركة في الظل وبالواسطة، ويستخدم فيها كل طاقاته العسكرية، من دون أن يتهمه أحد بالانزلاق إلى معركة أهلية سنّية أو صيداوية. وبسبب التفاوت الشاسع في موازين القوى العسكرية، سيكون "حزب الله" قادراً من خلال المواجهة السنّية - السنّية على تنفيذ 7 أيار من نوع آخر في صيدا.

لكن استحقاق المواجهة مع حلفاء "حزب الله" السنّة لن يكون وحده مفروضاً على الأسير، فور إعلانه "حرب التحرير" على "حزب الله". فالمشكلة تكمن أيضاً في موقف تيار "المستقبل" المربَك أساساً في ظاهرة الأسير. فهو يؤيد مواقفه ويتعاطف معها، لكنه يسأل عن الرجل وخلفيات حِراكه وأهدافه النهائية. وفي أي حال، هو لا يماشيه في أسلوبه.

ولذلك، من غير المتوقع أن ينخرط "المستقبل" إلى جانب الأسير، إذا دخل في مواجهة ذات طابع عسكري مع "حزب الله" ذات يوم: أولاً لأنه لا يمتلك السلاح ولا يريد استخدامه، وثانياً لأنه لا يتورَّط في منزلق الفتنة المذهبية. ولذلك، شنَّ الأسير هجوماً على فريق "14 آذار" في مؤتمره الصحافي الأخير، يكاد يفوق هجومه على "حزب الله"، متهماً إياه بـ "المساومة".

ومعلوم أن "المستقبل" لم يقم بأي تصرُّف يزكّي المذهبية في حوادث 7 أيار 2008. لكنّ قاعدة "المستقبل" قد يخرج منها أفراد أو مجموعات تتعاطف مع الأسير في حال اندلاع مواجهة بينه وبين "حزب الله".

سلفيون و«شبه سلفيين» سنّة وشيعة

إذاً، يبقى في المساحة السنّية الصيداوية خطّ سياسي واحد يرجَّح أن يدعم الأسير تنظيمياً إذا دخل المواجهة مع "الحزب": إنه الخط الإسلامي السلفي المتمثل بالحركات الجهادية في صيدا ومخيم عين الحلوة. وهذه الحركات لا تتمتع بالثقل الأساسي في محيطها، لكنها تنمو في شكل مطّرد، وهو ما وصفه الأسير قبل يومين بأنه "تَدَيُّن على الجميع أن يعتاد عليه لأنه إلى ازدياد".

هنا تتخذ المشكلة حجمها الأقصى: السلفيون وشبه السلفيين السنّة في صيدا والمخيم يدخلون في مواجهة مع التنظيم العقائدي الشيعي، وينخرط فيها الفلسطينيون بما يذكِّر بالمقولة الشهيرة غداة حرب العام 1975، "الفلسطينيون جيش السنَّة". وهذه المواجهة قد تبدأ في منطقة ومخيم، لكنها تهدِّد بالانتشار في الهشيم المذهبي من الجنوب إلى الشمال والبقاع، مروراً بالعاصمة.

لذلك، أرجأ الأسير إعلان الطبعة السنّية لـ "المقاومة" بناء على طلب الرفاق في صيدا والمخيم، والذين هرعوا إلى عبرا يدعونه إلى التريُّث. وهو أراد أيضاً إنضاج الظروف ليولد التنظيم شاسعاً وفي غير منطقة. في الظروف القائمة، لا تكافؤ في المواجهة بين الأسير و"حزب الله". لكنّ تأجيل المواجهة يمنح الفرصة للفريق الضعيف عسكرياً ليصبح أكثر استعداداً لها. فحرب العام 1975 بدأت بين فريق فلسطيني مدجّج بالسلاح الثقيل، والمخصص لمقاومة إسرائيل، في مربعات أمنية، وفريق لبناني لم يكن يملك سوى السلاح الفردي وسلاح الصيد! وعندما انتهت الحرب - نظرياً - كان السلاح الثقيل في أيدي الجميع.

وإذا بقيت وتيرة الاحتقان المذهبي تتصاعد، فإن ظاهرة التطرف ستزداد اتساعاً، وستأكل من مائدة قوى الاعتدال. فالشعارات المتطرفة قادرة إجمالاً على استثارة الانفعالات واجتذاب الجماهير، وليس الاعتدال. ولذلك، ما دام "حزب الله" يؤخّر البتَّ في تسوية حول سلاحه، فإن التطرف السنّي سيزداد، أمام عينَيْ تيار "المستقبل". وفي ذلك يصبح التيار مضطراً إما إلى مجاراة التطرف، وإما إلى الخروج التدريجي من اللعبة السياسية. وكل من الخيارَين فيه من المرارة ما يفوق الخيار الآخر.

وإذا طال "ستاتيكو" الصراع في سوريا إلى أجَل غير مسمّى، وازدادت الساحة المحلية احتقاناً وتمزُّقاً، وبقي الأسير "يتطوَّر"، فهو لن يبقى أسيراً على الأرجح. وستكون الأيام الآتية صعبة للجميع.

 

مواجهة بين نتنياهو وأوباما في غزة

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

في غزة يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواجهة مع الولاية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما.

الأمر قد يبدو أقرب إلى الخيال، لكنّ الوقائع لا تشير إلّا إلى قرار إسرائيلي معدّ اتخذ عقب فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية، ونُفّذ من دون وجود أسباب حقيقية تدفع إسرائيل إلى دخول مواجهة مع غزة، في توقيت خطر يهدّد العلاقة مع مصر ما بعد مبارك، ويكثّف من الضغوط الدولية على الائتلاف الحاكم الذي نجح نتنياهو من خلاله بتعطيل عملية السلام، حتى اقتربت من أن تفقد آخر العناصر الموضوعية الكفيلة بإنجاحها. في الوقائع الميدانية التي سبقت الضربة الإسرائيلية ما يكفي للتأكّد من أن هذه العملية صناعة إسرائيلية صافية. "حماس" لم تتحرّك قبل الضربة بما يُنبئ بأنها قرّرت كسر الهدنة. "الجهاد الإسلامي" الذي يتحرّك بإيعاز إيراني لم يتحرّك، وبالتالي لم يعد يصحّ القول إنّ الضربة الإسرائيلية كانت كما في السابق رقصة تانغو إسرائيلية - إيرانية على دماء أهل غزة.

يملك اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو أسباباً حقيقية لمفاجأة حلفائه بهذه العملية. نتائج الانتخابات الأميركية لم تكن مؤاتية لـ نتنياهو الذي تمرّ علاقته بإدارة أوباما بركود سريري تخطّى أزمته الشهيرة مع بيل كلينتون. تتكرّر مع اليمين الإسرائيلي معضلة العلاقة مع الإدارات الديموقراطية، والسبب يبدأ بعملية السلام المتعثرة وينتهي معها.

في قراءة مشهد الهروب من استحقاقات عملية السلام ما يوحي بالكثير من الملاحظات:

أولاً: يترقّب نتنياهو خطوات متصاعدة ستتخذها إدارة أوباما لإعادة إحياء مفاوضات السلام، هذه الخطوات لن تتأثر بضغوط كان يمكن أن تؤتي نتائج مثمرة قبل الانتخابات الأميركية. ربما يصحّ العكس بعد هذه الانتخابات، فاليمين الإسرائيلي حاول عبر ما يملكه من نفوذ العمل لمَنع فوز اوباما. واليوم، تستعد إدارة أوباما لتكرار ما فعله بيل كلينتون الذي ساهم بإسقاط نتنياهو وفوز باراك.

وبالتالي، يمكن توقّع إعادة توزيع خارطة التحالفات في إسرائيل قبل الانتخابات العامة، ولا يمكن قراءة حرب نتنياهو على غزة في هذا التوقيت إلّا كمقدمة لحملة انتخابية مبكرة، يكون الفرز فيها داخل النادي السياسي على قاعدة مَن الأقدر على محاربة "الإرهاب الفلسطيني"، وليس وفق معادلة مَن الأجدر بتشكيل ائتلاف يكون مشروعه استئناف مفاوضات السلام، مع ما تفرضه من وقف للاستيطان، والانطلاق في اتجاه تفاوض نهائي حول ترسيم الحدود والقدس واللاجئين.

ثانياً: في هذا الترسيم المتوقّع لتحالفات ما قبل الانتخابات الإسرائيلية، يفترض التوقّف عند ما سيقوم به إيهود باراك وتسيبي ليفني. الأوّل من داخل الائتلاف الحاكم والثانية مِن على مقاعد المعارضة. التقديرات الأولية تشير إلى مواجهة سياسية وانتخابية بين معادلَتي رفض السلام من جهة، والعودة إلى طاولة المفاوضات من جهة ثانية. كل ذلك يحصل على إيقاع ولاية رئاسية أميركية غير مقيّدة، حاول نتنياهو تعطيل قدرتها على محاصرته في شنّ حرب على غزة.

ثالثاً: تتحكّم هذه الاعتبارات بمَسار الحرب على غزة، فنتائج المعركة ستحدد مصير اليمين الإسرائيلي في الانتخابات، وحدود الضغط الدولي لمنع نتنياهو من تنفيذ الهجوم البري ستنعكس على التحالف الحاكم. الديبلوماسية الأميركية بَدت وكأنّها تعمل على كبح نتنياهو من خلال القيادة من الخلف في سيارة مصرية، من هنا برز الدعم الكامل لمبادرة الهدنة التي تقودها القاهرة، والتي تحظى بدعم أميركي - أوروبي - عربي، وهذا الدعم يفترض أن يتحوّل إلى دينامية عمل ديبلوماسية تحدّ من قدرة اليمين الإسرائيلي على تطوير الهجوم والخروج بمكاسب يمكن تثميرها في الصراع على قيادة إسرائيل.

لم تعد الولايات المتحدة الأميركية تستطيع بعد هذه الحرب أن تطمس حقيقة أنّ اليمين الإسرائيلي بات في حال اصطدام سافر مع المصالح الحيوية لأميركا في المنطقة. هذا الاصطدام ستصبح تكلفته أكبر بكثير، في حال خرج هذا اليمين بانتصار واضح من هذه الحرب، بحيث سيصبح من الصعب أن تستطيع الولايات المتحدة التأثير في الانتخابات في اتجاه إعادة إحياء ما يسمّى بمعسكر السلام.

عندها، سيكون على أوباما أن يتعايش قسراً مع ملك إسرائيل المَزهوّ بانتصاره، وسيكون على الفلسطينيين أن يعيدوا النظر بكلّ ما وافقوا عليه منذ توقيع اتفاق أوسلو.

 

سكاف التقى وزير الخارجية السعودي: لمسنا حرص المملكة على استقرار لبنان ووحدته وتحييده عن الصراعات

الإثنين 19 تشرين الثاني 2012

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي للكتلة الشعبية بيان جاء فيه:"لبى رئيس "الكتلة الشعبية" الياس سكاف دعوة المملكة العربية السعودية لزيارتها واجتمع إلى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، بعد اتصال مع السفير علي عواض عسيري. وأشار البيان الى ان "أجواء اللقاء كانت ودية وبناءة. وتطرق البحث إلى الأوضاع والمستجدات على الساحتين العربية واللبنانية. وكان تطابق في وجهات النظر في ادانة جرائم الحرب الفظيعة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وأثنى وزير الخارجية السعودي على استمرار العلاقات التاريخية والمميزة التي تربط آل سكاف بالمملكة منذ أيام الوزير المرحوم جوزف سكاف. وكان اللقاء مناسبة للتشديد على أن المملكة تقف إلى جانب لبنان ولا تدخر أي جهد لمساعدته. وأعلن سكاف إثر عودته إلى لبنان "أن هذه الزيارة طبيعية في الظروف الراهنة وتأتي في إطار آواصر الصداقة التاريخية التي تربطنا بالمملكة". وأكد "أن زيارة السعودية نابعة من حرص المملكة وصاحب السمو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود على التواصل مع الأفرقاء اللبنانين كافة دون استثناء". وشدد سكاف على أن "الزيارة لا تحمل أي ابعاد إنتخابية أو سياسية داخلية، خصوصا وأن المملكة حريصة على استقلال لبنان واحترام سيادته وأن مواقفها نابعة من مصلحة اللبنانيين، بما فيهم مصلحة أهالي قضاء زحلة بمختلف طوائفهم". وختم سكاف أنه "لمس خلال الزيارة حرص المملكة العربية السعودية على استقرار لبنان ووحدته وتحييده عن كل الصراعات التي تجتاح المنطقة".

 

إجتماع المجلس العالمي للجامعة الثقافية في نيويورك وتنويه بإصرار رئيس الجمهورية على إعطاء المغتربين حق الاقتراع

الإثنين 19 تشرين الثاني 2012 الساعة 15:30

  وطنية - إستضاف فرعا الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، في نيويورك ونيوجرسي، أعمال المجلس العالمي الذي عقد في فندق "هيلتون" من 14 تشرين الثاني الى 18 منه.

ترأس الإجتماع الرئيس العالمي للجامعة ميشال الدويهي، في حضور الأمين العام العالمي طوني قديسي، والرئيسين العالميين السابقين بشارة بشارة وأنيس كارابيت، ونائبي الرئيس العالمي نجيب خوري (أفريقيا) والياس كساب (أميركا الشمالية وكندا)، رئيس المجلس القاري عن أميركا الشمالية وكندا فرنسوا أبو نعمان، رئيس المجلس القاري عن أوروبا روجيه هاني، الأمين العام القاري لأميركا الشمالية وكندا إبراهيم الياس، الأمين العام القاري لأميركا اللاتينية خوان صليبا، رئيس المجلس الوطني لفرنسا إدمون عبدالمسيح، رؤساء اللجان، بالإضافة إلى مسؤولي الجامعة الذين قدموا من أوستراليا ونيوزيلاندا، أفريقيا، أوروبا، البرازيل، أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وكندا. كذلك حضر أنطوني حويك ممثلا المجلس العالمي للشبيبة في الجامعة.

إفتتح الرئيس العالمي الإجتماع بكلمة ترحيبة، شاكرا رئيس المجلس القاري لأميركا الشمالية فرنسوا أبو نعمان، نائب الرئيس المجلس القاري محمد الشوم (نيويورك)، رئيس فرع نيو جرسي مراد كاريو وأعضاء الفرعين لما بذلوه في سبيل إنجاح هذا الإجتماع "بالرغم من الظروف الصعبة التي أحاطت بالجميع في نيويورك ونيو جرسي نتيجة إعصار ساندي، والذين أصروا بالرغم من كل شيء على عقد هذا الإجتماع". وقال: "مرة جديدة نجتمع كأبناء الجامعة الثقافية هنا في نيويورك. وكلما إجتمعنا نضع نصب أعيننا هدفا واحدا هو خدمة لبنان المعذب، وخدمة الإنتشار المتمسك بأرض الآباء والأجداد، وبالوفاء للأوطان الإغترابية التي نوجد فيها، لنحمل جنسيتها بإحترام وإلتزام بدستورها. وبما أننا في نيويورك، لا بد لنا من التعبير عن أسفنا للكارثة الطبيعية التي ضربتها أخيرا.

أتوجه إليكم شاكرا دعمكم للمجلس العالمي وللرئاسة العالمية، وأنوه بمواقفكم كرؤساء للفروع وللمجالس الإقليمية، فبدون تعاملكم الصادق والمنفتح بيننا، لا يمكننا أن ننفذ مشاريعنا وأفكارنا، ولذا أقف أمامكم لأقول كلمة واحدة ومن القلب". وأضاف: "أنا أمامكم اليوم ليس كرئيس عالمي وحسب، بل كصديق وكرفيق أحمل وإياكم هموما مشتركة وقضايا مشتركة، أبرزها قضية لبنان وحقوقنا كمنتشرين، والتي يريد بعض السياسيين أن يغتالوها كما إغتالوا العديدين من أهلنا ومن قادة لبنان المؤمنين بسيادته وحريته وإستقلاله. وسأعرض أمامكم جردة لبعض النشاطات التي قمنا بها، وأرجو أن تمدونا بالأفكار، وأنا أعرف إن أفكاركم بناءة. عقدنا هذا الصيف مؤتمر الشبيبة في فندق لورويال - لبنان، وفي نفس الوقت عقدنا مؤتمر المجلس العالمي وأقمنا عشاء جامعا شاملا كرمنا خلاله الوزير اللبناني السابق رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار الأستاذ ميشال إده.

أما الحفلة التي دعمها بنك بيروت بشخص رئيس مجلس إدارته الأستاذ سليم صفير الذي نشكره على مبادرته الكريمة، فكانت ناجحة للغاية بجمهورها وأجوائها وأهدافها.

كما أننا وللمرة الأولى، تعاونا مع بلدية ضهور الشوير، برئاسة السيد الياس بوصعب، لإنتخاب ملكة جمال المغتربين، وقد فازت فيها مرشحة الجالية في السويد، الملكة باتريسيا جعجع. ونحن نعرف ان هذه المناسبة ليست لإبراز وجه الجمال فقط، بل لتعزيز صورتنا كشعب مسالم يسعى إلى الحياة والفرح في بلد النور والجمال لبنان.

كذلك عقدنا مؤتمر الشبيبة أخيرا في الأرجنتين، وكان غاية في النجاح".

وتابع: "إذ تحدثت عن الشبيبة فلأنني أعتقد ان الجيل الجديد هو الذي سيبني لبنان الجديد بثقافته وفكره وتطلعاته، ولذا أدعو إلى دعمه بكل الوسائل، لأنه يمثل لبنان المستقبل، لبنان الطاقة والقدرة ولإندفاع. ومن هنا أقترح عليكم أن نخصص مقعدا دائما وثابتا للشبيبة في المجلس العالمي، لكي يشعر هؤلاء بأهميتهم المطلوبة جدا في لبنان المستقبل، لبنان الحضارة.

والشبيبة ليست بحاجة الى الاستماع إلى بعض الذين يحبون التعكير على الجامعة، وبعضهم من أبنائها، لأن هذه الهواية السلبية في النفوس لا تضر إلا بهم.

علينا أن نعمل بإيجابية وبيد مفتوحة وقلب نابض بالحيوية، لأن وطن الأرز الذي يحترق، يدعونا للترفع عن الصغائر والتطلع إلى الأزمات الكبرى والخطيرة التي تلوح في أفقه".

وختم: "جئتكم من أوستراليا التي أحمل منها تحيات الرفاق في المجلس الإقليمي برئاسة طوني يعقوب ونائب الرئيس العالمي جو عريضة وكل رؤساء وأعضاء الفروع. وجئتم أنتم من كل أقطار العالم، لنقول جميعا وبصوت واحد: لبيك لبنان الآباء والأجداد. لبيك لبنان الجمال والسلام لا لبنان الحرب والمذهبية. لبيك لبنان السيادة لا الوصاية. لبيك لبنان الجامعة الثقافية. لبيك لبنان الأولاد والأحفاد".

التوصيات

ثم تليت التقارير الإدارية والمالية، وتقارير المجالس العالمية والقارات، وعرضت النشاطات السابقة والمشاريع المستقبلية، وانكب المجتمعون على درس المشاريع المتعلقة بقانون الإنتخاب المعتزم إقراره وما يتعلق بحق المنتشرين بالإقتراع، وفي نهاية الإجتماع إتخذ المجتمعون القرارات والتوصيات الداخلية والوطنية، ومنها:

في التوصيات الداخلية:

"- بعد النجاح الرائع لمؤتمر الشبيبة العالمي الذي عقد في الأرجنتين، والذي شارك فيه الرئيس العالمي والأمين العام العالمي، والذي تزامن مع وجود فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في زيارة رسمية للأرجنتين حيث كان لفخامته إلتفاتة خاصة لهؤلاء الشباب، وكان لهم وللجامعة دور فعال في جعل الزيارة ناجحة على مستوى الجالية لأبعد الحدود، قرر المجتمعون الدعوة لمؤتمر عالمي للشبيبة يعقد في لبنان في شهر آب المقبل، يتخلله زيارات للمدن اللبنانية التراثية، الثقافية والسياحية.

- مع نهاية أعمال البناء والتحضير لساحة ومكتبة جبران خليل جبران في مدينة كراكاس، قرر المجتمعون المشاركة في حفل إفتتاح هذا العمل الرائع الذي يقيمه المجلس الوطني للجامعة في فنزويلا الذي يرأسه ميشال عساف، بوفد يترأسه الرئيس العالمي للجامعة ميشال الدويهي.

- إتفق المجتمعون على أن تبدأ فروع الجامعة في كل بلدان الإنتشار بالتحضير لإقامة حفلات لإنتخاب ملكة جمال تمثل الإغتراب اللبناني في هذه البلدان للمشاركة في الحفل الذي تنظمه بلدية ضهور الشوير - عين السنديانة في صيف 2013.

- بعد مناقشة أوراق العمل المقدمة من المجالس العالمية والأمانة العامة العالمية، تم إقرار خطة عمل إعلامية وإدارية وتنظيمية للمرحلة المقبلة.

في المقررات الوطنية:

إنكب المجتمعون على دراسة مشاريع القوانين المقدمة من الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بإقتراع "اللبنانيين غير المقيمين" خارج لبنان، وبعد نقاش معمق يستلهم مصلحة لبنان واللبنانيين أولا، وحقوق المنتشرين وواجباتهم ثانيا، رأى المجتمعون ما يأتي:

- نوه المجتمعون بإصرار فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على إعطاء المغتربين حقهم في الإقتراع ليمارسوا حقوقهم وواجباتهم في المواطنية أسوة باللبنانيين المقيمين.

- نظر المجتمعون بحذر شديد إلى الإبهام في ما ورد في مشروع الحكومة المتضمن إنشاء "دائرة إنتخابية للبنانيين غير المقيمين" يكون عدد نوابها ستة، وهم يعتبرون أن هذه الدائرة ستحجم دورهم، وستكون عاملا على نقل الصراعات السياسية الداخلية إلى الجاليات اللبنانية في الخارج، وتساهم، عبر إنشاء لوائح شطب في الخارج، على سلخ المسجلين على هذه اللوائح من دوائرهم الأصلية في لبنان، وهم، إذ يصرون على ممارسة حقهم بالإنتخاب، لا يتصورون على الإطلاق إلا أن تصب أصواتهم في الخارج في دساكرهم وقراهم وبلداتهم ومدنهم وأقضيتهم الأصلية.

- أصر المجتمعون على أن يتضمن أي مشروع لقانون الإنتخاب آلية تعمل بموجبها وزارتا الداخلية والبلديات، ووزارة الخارجية والمغتربين، على إعطاء المتحدرين حقوقهم بالجنسية.

في الختام، يلفت المجتمعون نظر الحكومة اللبنانية عامة ووزارة الثقافة خاصة ومديرية الآثار لما يحصل في مدينة طرابلس من إلغاء وتهديم لمنازل وأحياء قديمة وأثرية في المدينة.

وفي مبادرة تعبر عن توأمة العمل والتضامن بين الجامعة في المكسيك من جهة، والمركز اللبناني في مدينة مكسيكو، والذي يعتبر واحدا من أكبر وأهم الأندية اللبنانية في دنيا الاغتراب، وباسم رئيس المركز السيد جايني طعمة، قدم الرئيس العالمي السابق بشارة بشارة للرئيس العالمي ولرؤساء القارات الطابع البريدي التذكاري الذي أصدرته المكسيك تكريما للمركز اللبناني، والذي قدمه رئيس جمهورية المكسيك للجالية اللبنانية كهدية تكريم في حفل عشاء خاص دعا إليه لتكريمها".

وفي مساء اليوم الأخير من الإجتماع، أقام فرعا الجامعة في نيويورك ونيوجرسي حفل عشاء على شرف الرئيس العالمي والمشاركين، حضره المؤتمرون وحشد من أبناء الجالية، كرمت خلاله الجامعة الرئيس العالمي السابق أنيس كارابيت لعطاءاته وتضحياته، وقدم له الدويهي درعا تذكارية في المناسبة.

 

في ذكرى استشهاد بيار... براءة الأطفال تتحدّى حقد القتلة

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

إعتاد حزب «الكتائب» وعائلة الشهيد بيار الجميّل إحياء ذكراه في كنيسة مار أنطونيوس في جديدة المتن، فغصّت الكنيسة بالرفاق والمحبّين. وما زاد من وهج الذكرى ترؤّس البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير القدّاس، حيث علا التصفيق لحظة دخوله.

صورة المذبح تختصر صورة الوطن بتناقضاته. مار أنطونيوس الكبير يفتح يديه ليظلّل الحاضرين ببركته، الورود البيضاء تملأ المذبح في إشارة إلى التمسّك بحبّ الحياة ورفض سواد الموت. وإلى جانب الورود صورتا بيار ومرافقه سمير وتحتهما أضيئت الشموع، ليبقى مشعل الأمل مضاءً في وطن الأحزان.

على عكس المذبح الضاحك بالورود البيضاء ولوحات الشهداء التي تبتسم، عكست الثياب السوداء حزن النسوة والرجال على حدّ سواء. وفي الخارج شباب كتائبيّون حملوا علم حزبهم وصوَر الشهيد، وكان قسم منهم قد شارك بمسيرة من أمام كنيسة مار تقلا تتقدّمهم كشّافة "الكتائب" الى نصب الشهيد، حيث وضعوا الأكاليل، إضافة إلى أربع صوَر تمثّل المراحل الأساسية في حياته السياسية.

الذكرى التي تميّزت بالهدوء والوجدانية، ألهبها أطفال جوقة سيّدة البير الذين أنشدوا أغاني لبيار وللوطن، فتفاعل معهم الحضور، وخصوصاً عندما تمايلوا ورفعوا أرجلهم وخبطوها في الأرض في ختام أغنية "بنكون رجال أبطال أحرار وبيبقى الوطن". فصفّق لهم الحضور وقوفاً لدقائق، وألقوا التحيّة على الرئيس أمين الجميّل.

وبراءة الأطفال تمثّلت في النيّة التي تلاها أمين نجل بيار الذي توجّه إلى والده قائلاً: "ستّ سنوات مرّت على استشهادك يا شهيد الوطن، يا شهيد الاستقلال في يوم الاستقلال، قدرنا في هذا اليوم الذي يحتفل فيه لبنان باستقلاله أن نحتفل بذكرى غيابك عنّا يا أبي الحبيب.

كنّا اعتقدنا أنّ هذا المجرم الحاقد والجبان قد اكتفى وشبع، وأنّك ستكون آخر الأبطال الذين قدّموا حياتهم على مذبح الوطن، إلى متى يا ربّ ستبقى الأمّهات في لبنان يلبسن الثياب السوداء؟ وإلى متى ستبقى عيون الأطفال تذرف الدموع وسيبقى بلدنا مجروحاً؟ أعطنا يا ربّ الشجاعة والقوّة لنعرف كيف نحافظ على الوطن، ونَعدُك يا بيار، ويا شهداءنا الأبطال، أنّه كلّما كان لبنان بخطر سنكون حاضرين، نسألك يا رب". وعلى رغم الخلاف السياسي، أوفد الرؤساء الثلاثة ممثّلين عنهم، فمثّل الوزير ناظم الخوري رئيسَي الجمهورية والحكومة، والنائب عبد اللطيف الزين رئيسَ مجلس النواب نبيه برّي.

وقد حضرت عائلة الشهيد بيار: الرئيس أمين الجميّل وعقيلته السيّدة جويس، السيّدة باتريسيا ونجلاها أمين وألكسندر، النائبان سامي الجميّل ونديم الجميّل، وإلى جانبها عائلة الشهيد سمير الشرتوني، إضافةً إلى الرئيس فؤاد السنيورة، النائب جان اوغاسبيان ممثّلاً الرئيس سعد الحريري والنائب أنطوان أبو خاطر ممثّلاً رئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع، ووزير الداخلية مروان شربل وعددٌ من النوّاب والشخصيات والفاعليات.

الرقيم البطريركي

وقد تلا كاهن الرعية الرقيم البطريركي، مؤكّداً أنّ "بيار أخلص لوالديه ولتراث العائلة وتاريخها ونضالها في سبيل لبنان، هي التي أعطت الشهيد تلوَ الشهيد من قبله، ولا بدّ من ذكر عمّه الشهيد رئيس الجمهورية المنتخب المرحوم الشيخ بشير، وعزاؤنا أنّ نجله النائب نديم يواصل الخطّ الذي رسمه من أجل لبنان وسلامة أراضيه ووحدة شعبه وكرامة المواطنين.

وكرجل سياسيّ انخرط بيار في حزب "الكتائب اللبنانية" الذي أسّسه جدّه المرحوم بيار ويقود مسيرته الرئيس الشيخ أمين الجميّل، وعملَ من أجل لبنان ووحدته واستقراره، وكانت له المساهمة الكبرى في إعادة الوحدة الداخلية إلى الحزب ومن خلالها الوحدة الوطنية، وراح كنائب يناضل مع زملائه النوّاب تحت القبّة البرلمانية التي دخلها في انتخابات 2002 وعمل من أجل تعزيز التشريع، ومحاسبة الحكومة ومساءلتها". أضاف: "عزاؤنا هو أنّ شقيقه النائب سامي الجميّل يواصل هذا العمل الوطني الخيّر بما أوتي من همّة وفهم واستقامة. وتجلّى الوزير بيار بالأكثر في وزارة الصناعة التي تولّى حقيبتها في تمّوز 2005، فعزّز الصناعة وشكّل للصناعيين علامة رجاء كبيرة وأطلق الشعار "بتحبّ لبنان حبّ صناعتو".

وتابع: "إنّ السيّدة باتريسيا زوجته والعائلة لتَجدُ العزاء في ابنّيه أمين وألكسندر اللذين يتربّيان على القيم إيّاها، ويبنيان حياتهما على الإرث الانساني الوطني الذي يتركه لهما الوالد الشهيد الى جانب تراث العائلة. واليوم فيما لبنان يجتاز أزمة حادة مزدوجة سياسية اقتصادية واجتماعية، وتكتنفه المخاطر من الداخل والخارج يأتي صوت المرحوم الشيخ بيار الجميّل من سمائه ليترك لجميع اللبنانيّين المخلصين شعاره، فيتبنّوه بالتزام كلّما كان لبنان بخطر سنكون حاضرين".

الرئيس الجميّل

في كلمة وجدانية بعد انتهاء القدّاس، اعتبر الرئيس الجميّل، أنّ "أجمل رسالة هي تلك التي تخرج من قلب الأطفال، كلمة البراءة، الكلمة الوطنية الصادقة، وهذه الرسالة أحبَّ بيار أن يعطيها اليوم لكلّ محبّيه".

وتوجّه إلى نجله قائلاً: "يا حبيبي بيار، ستبقى حيّاً فينا وفي قلب كلّ واحد منّا، في هذه المناسبة نعاهدك في الرسالة التي وجّهتها وسمعناها وهي تؤكّد أنّنا لا نقبل بنصف كرامة بل بكرامة كاملة، ولا نقبل بنصف سيادة بل بسيادة كاملة، ولا بنصف سلطة للجيش اللبناني بل بسلطة كاملة على الـ 10452 كلم مربّع، ويكون الجيش اللبناني ومعه قوى الأمن الداخلي من دون شراكة ويبقى مسيطراً على كلّ الأراضي اللبنانية". وشكرَ الجميّل الرؤساء الثلاثة، والرئيس فؤاد السنيورة "رفيق بيار، لأنّنا نعرف كيف تعاونا مع بعضهما خلال الحكومة التي رأسها السنيورة"، والرئيس سعد الحريري، "حيث انطلقنا سويّاً في ثورة الأرز"، مشدّداً على أنّ "الكتائب ستبقى رأس حربة في الدفاع عن المبادئ والقيم التي ناضلنا من أجلها واستشهد من أجلها رفيق الحريري وبيار وأنطوان غانم وجميع شهداء ثورة الأرز، ولن يفرّقنا عن بعضنا إلّا الموت. نحن ناضلنا من أجل قيم ومبادئ ومن أجل لبنان الكرامة وسيستمرّ نضالنا حتى تحقّق كلّ الأهداف".

وشدّد الجميّل على "أنّنا لا يمكن إلّا أن نقدّر الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي أحبّ أن يرأس هذه المناسبة ويعرف أنّنا عائلة واحدة وقد أوفد أعزّ الناس عندنا الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. ولكم جميعاً تحيّة إكبار ومحبّة، وأنا لن أشكركم فأنتم أصحاب الدعوة وأحبّاء ورفاق بيار وقد ناضلتم معه"، مجدّدا العهد بـ"أنّنا سنستمرّ بهذا الخطّ الذي رسمه لنا جميع الشهداء.

ولا ننسى رفيق بيار الذي أعطى دمه معه وهو الشهيد سمير الشرتوني وعائلته، فعائلة الجميّل وعائلة الشرتوني هما عائلة واحدة في خدمة لبنان". وعاهدَ الجميّل رفاق بيار أي جيل الشباب، بأنّ "الكتائب ستبقى حزب الشباب الذي له الدور الأساسيّ في الدفاع عن لبنان وفي خدمة لبنان. وأعدكم بأن يكون لكم المستقبل، يا جيل بيار، نحن نتّكل عليكم، لأنّكم الأمانة وأعني كلّ واحد منكم"، مؤكّداً "أنّنا والشباب و"الكتائب"، جيلاً بعد جيل سنبقى في خدمة لبنان وسنجدّد الحزب ليكون أكثر وأكثر على صورة بيار وأنطوان وجميع شهدائنا". وختم: "يا رفاق بيار أريد أن تردّدوا معي "بيار حي فينا والمسيرة مستمرّة والكتائب، وستتجدّد دائماً حتى ينتصر لبنان الكرامة والسيادة".

 

الكتائب" أحيت الذكرى 6 لاستشهاد بيار الجميل أمين الجميل: ناضلنا لقيم ومبادئ وللبنان الكرامة وسنستمر حتى تتحقق الاهداف

وطنية - أحيا حزب "الكتائب اللبنانية"، الذكرى السادسة لاستشهاد النائب والوزير بيار أمين الجميل، في قداس احتفالي، أقيم في كنيسة مار انطونيوس في جديدة المتن، ترأسه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في حضور الوزير ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب عبد اللطيف الزين ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري.

حضر القداس الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، باتريسيا بيار الجميل ونجليها أمين والكسندر. كذلك حضر وزير الداخلية والبلديات مروان شربل،الرئيس فؤاد السنيورة، والنواب جان اوغاسبيان ممثلا الرئيس سعد الحريري، سامي الجميل، ايلي ماروني، سامر سعادة، فادي الهبر، نديم الجميل، ميشال فرعون، سيرج طورسركيسيان، آغوب بقرادونيان، محمد قباني، روبير غانم، أمين وهبة، أنطوان أبو خاطر ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أحمد فتفت، وجمال الجراح. كما حضر الأمين العام لحزب الكتائب ميشال خوري، نائب رئيس حزب الكتائب شاكر عون، نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي، مستشار رئيس حزب الكتائب ساسين ساسين، الوزير السابق سليم الصايغ، مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الاحرار الياس أبو عاصي، الاعلامية مي شدياق، القيادي في "القوات اللبنانية" ادي أبي اللمع.وحضرت نيكول الجميل، يمنى بشير الجميل، عائلة مرافق الوزير بيار الجميل الشهيد سمير شرتوني، عقيلة النائب الشهيد انطوان غانم لولا غانم، شقيقه روبير غانم، نجله توفيق غانم، مستشار رئيس الجمهورية السابق رفيق شلالا، رئيس جبهة الحرية فؤاد ابو ناضر، رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب السابق كميل زيادة، المحامي مارون ابو شرف، سركيس سركيس، النائب السابق فريد هيكل الخازن، الياس مخيبر، رئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة، النقيب السابق انطوان اقليموس، السفير السابق عبدالله بو حبيب، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، هنري صفير، نجل النائب دوري شمعون كميل شمعون، الوزيرة السابقة منى عفيش والقاضي نصري لحود.

الرقيم البطريركي: وتلا كاهن الرعية الرقيم البطريركي الآتي نصه: "البركة الرسولية تشمل أبناءنا الاعزاء باتريسيا أرملة الوزير والنائب الشيخ بيار الجميل وابنيهما ووالده فخامة رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ أمين الجميل ووالدته السيدة جويس وشقيقه النائب الشيخ سامي الجميل وسائر أنسبائهم المحترمين". وقال: "تجتمعون مع صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى وسائر المشاركين لاقامة هذه الذبيحة الالهية عن نفس المغفور له الشيخ بيار أمين الجميل النائب والوزير في الذكرى السنوية السادسة لاستشهاده ونفس رفيقه الشهيد سمير الشرتوني ليلة عيد الاستقلال في الحادي والعشرين من شهر تشرين الثاني 2006، واخترتم كلمة منه شعارا لهذه الذكرى " كلما لبنان بخطر سنكون حاضرين" واننا نشارككم في هذه الصلاة برجاء المسيح الرب القائم من الموت".

أضاف: "ان وجه العزيز بيار لم يغب عن الذاكرة والقلب لما تميزت به شخصيته من غنى كانسان ونائب ووزير. انه انسان بكامل القيم الانسانية، مميز بالحنان والقلب المحب والشجاعة في الاقدام والشفافية والاخلاص لله والعائلة والوطن والناس، فأحب من كل قلبه والتزم بكل قواه وخدم بكل تفان". تابع: "أخلص لوالديه ولتراث العائلة وتاريخها ونضالها في سبيل لبنان هي التي أعطت الشهيد تلو الشهيد من قبله، ولا بد من ذكر عمه الشهيد رئيس الجمهورية المنتخب المرحوم الشيخ بشير وعزاؤنا أن نجله النائب نديم يواصل الخط الذي رسمه من اجل لبنان وسلامة أراضيه ووحدة شعبه وكرامة المواطنين، وكرجل سياسي انخرط في حزب الكتائب اللبنانية الذي أسسه جده المرحوم بيار ويقود مسيرته الرئيس الشيخ امين الجميل وعمل من أجل لبنان ووحدته واستقراره وكانت له المساهمة الكبرى في اعادة الوحدة الداخلية الى الحزب ومن خلالها الوحدة الوطنية وراح كنائب يناضل مع زملائه النواب تحت القبة البرلمانية التي دخلها في انتخابات 2002 وعمل من اجل تعزيز التشريع، ومحاسبة الحكومة ومساءلتها".

أضاف: "ان عزاءنا هو ان شقيقه النائب سامي الجميل يواصل هذا العمل الوطني الخير بما أوتي من همة وفهم استقامة. وتجلى الوزير بيار بالأكثر في وزارة الصناعة التي تولى حقيبتها في تموز 2005 ، فعزز الصناعة وشكل للصناعيين علامة رجاء كبيرة وأطلق الشعار "بتحب لبنان حب صناعتو". ان السيدة باتريسيا زوجته والعائلة لتجد العزاء في ابنيه أمين وألكسندر اللذين يتربيان على القيم اياها ،ويبنيان حياتهما على الارث الانساني الوطني الذي يتركه لهما الوالد الشهيد الى جانب تراث العائلة . واليوم فيما لبنان يجتاز أزمة حادة مزدوجة سياسية اقتصادية واجتماعية، وتكتنفه المخاطر من الداخل والخارج يأتي صوت المرحوم الشيخ بيار الجميل من سمائه ليترك لجميع اللبنانيين المخلصين شعاره، فيتبنوه بالتزام "كلما كان لبنان بخطر سنكون حاضرين". المسيح قام والعزيز بيار حي في مجد السماء.

عن كرسينا في بكركي في 17 تشرين الثاني 2012 بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق".

امين بيار الجميل

وقال نجل الوزير الشهيد بيار الجميل أمين خلال مشاركته في تلاوة النوايا: "ست سنوات مرت على استشهادك يا شهيد الوطن يا شهيد الاستقلال في يوم الاستقلال، قدرنا اننا في هذا اليوم الذي يحتفل فيه لبنان باستقلاله ان نحتفل بذكرى غيابك عنا يا ابي الحبيب. كنا اعتقدنا ان هذا المجرم الحاقد والجبان قد اكتفى وشبع، وانك ستكون اخر الابطال الذين قدموا حياتهم على مذبح الوطن، الى متى يا رب ستبقى الامهات في لبنان تلبس الثياب السوداء والى متى ستبقى عيون الاطفال تذرف الدموع وسيبقى بلدنا مجروحا". وختم: "اعطنا يا رب الشجاعة والقوة لنعرف كيف نحافظ على الوطن، ونعدك يا بيار ويا شهداءنا الابطال انه كلما كان لبنان بخطر سنكون حاضرين، نسألك يا رب".

أمين الجميل

استهل الرئيس الجميل كلمته بالقول ان "أجمل رسالة هي تلك التي تخرج من قلب الاطفال، كلمة البراءة الكلمة الوطنية الصادقة"، مبديا اعتقاده ان "هذه الرسالة أحب بيار ان يعطيها اليوم لكل محبيه".

ثم شكر "فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي شرفنا اليوم من خلال الوزير ناظم الخوري"، لافتا الى ان "فخامة الرئيس يعرف محبتنا له وتقديرنا لجهده والتضحيات التي يبذلها ليبقى لبنان بلد الحرية والكرامة". كما وجه شكره "لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي شرفنا بواسطة النائب عبد اللطيف الزين"، مشيرا الى ان "الرئيس بري يعرف كما نعرف نحن، كيف احتضن بيار وفتح له قلبه وتعاون معه كأخ صغير واستمر بالعاطفة نفسها تجاه سامي واحتضنه واستضافه في البرلمان كاخ صغير". كما شكر الجميل الرئيس نجيب ميقاتي موجها له تحية وقال: "وان كنا على خلاف كبير في المواضيع السياسية انما المودة موجودة وهي ذاتها، ونأمل ان تنتهي هذه الغيمة وتعود الإلفة بين كل اللبنانيين وينزل الوحي على الجميع وخصوصا من هم في الحكومة".

وقال رئيس حزب الكتائب: "يا حبيبي بيار ستبقى حيا فينا وفي قلب كل واحد منا. في هذه المناسبة نعاهدك في الرسالة التي وجهتها وسمعناها، وهي تؤكد اننا لا نقبل بنصف كرامة بل بكرامة كاملة، ولا نقبل بنصف سيادة بل بسيادة كاملة، ولا بنصف سلطة للجيش اللبناني، بل نريدها سلطة كاملة للجيش على ال 10452 كلم مربع ويكون الجيش اللبناني ومعه قوى الامن الداخلي بدون شراكة ويبقى مسيطرا على كل الاراضي اللبنانية". وشكر الجميل رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، "رفيق بيار"، لافتا الى "اننا نعرف كيف تعاونا مع بعضهما خلال الحكومة التي ترأسها السنيورة"، كما شكر الرئيس سعد الحريري وقال: "نحن انطلقنا سويا في حركة ثورة الارز"، مشددا على ان الكتائب "ستبقى رأس حربة في الدفاع عن المبادئ والقيم التي ناضلنا من اجلها واستشهد من اجلها رفيق الحريري وبيار وانطوان غانم وكل شهداء ثورة الارز"، جازما بانه "لن يفرقنا عن بعضنا الا الموت. نحن ناضلنا من أجل قيم ومبادئ ومن أجل لبنان الكرامة وسيستمر نضالنا حتى تتحقق كل الاهداف".

وشدد على اننا "لا يمكن الا ان نقدر الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي أحب أن يترأس هذه المناسبة ويعرف اننا عائلة واحدة، وقد أوفد أعز الناس عندنا الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير". وقال الجميل: "لكم جميعا تحية إكبار ومحبة، وانا لن أشكركم فانتم اصحاب الدعوة وأحباء ورفاق بيار وقد ناضلتم معه، مجددا العهد باننا سنستمر بهذا الخط الذي رسمه لنا كل الشهداء".

أضاف: "كذلك الامر لا ننسى رفيق بيار، الذي اعطى دمه معه، وهو الشهيد سمير الشرتوني وعائلته"، مؤكدا ان عائلة الجميل وعائلة الشرتوني "هما عائلة واحدة في خدمة لبنان".

كذلك عاهد الجميل رفاق بيار وجيل بيار الجميل، "أي جيل الشباب، بأن الكتائب ستبقى حزب الشباب"، مشددا على ان "للشباب الدور الاساسي في الدفاع عن لبنان وفي خدمة لبنان".

وتوجه الى الشباب قائلا: "أعدكم بأن يكون لكم المستقبل، يا جيل بيار نحن نتكل عليكم، لانكم الامانة واعني كل واحد منكم. اننا والشباب والكتائب، جيلا بعد جيل سنبقى في خدمة لبنان وسنجدد الحزب ليكون اكثر وأكثر على صورة بيار وانطوان وكل شهدائنا". وختم الجميل: "يا رفاق بيار، أريد أن ترددوا معي "بيار حي فينا" والمسيرة مستمرة والكتائب، وستتجدد دائما حتى ينتصر لبنان الكرامة والسيادة".

 

تمام سلام : لا يمكن لأي قوة سياسية ان تستأثر بالحكم ولا بد من توحيد الصفوف

وطنية - - رأى النائب تمام سلام، انه "لا يمكن لأي فئة او قوة سياسية في لبنان من ان تستأثر او تتفرد بحكم لبنان"، ودعا "القيادات السياسية الى ان تكون ايجابية وبناءة في المساعي التي تقام لجمع الكلمة وتوحيد الصفوف والابتعاد عن التفرد والاستئثار".

كلام سلام جاء خلال سباق الاستقلال الذي نظمته جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت لنيل كأس الرئيس صائب سلام، وشارك فيه طلاب وطالبات مدارس المقاصد الذين استهلوا السباق أمام تمثال الرئيس سلام في الاونيسكو حيث وضعوا قرنفلة بيضاء، ثم أعطى رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق إشارة انطلاق المشاركين من أمام التمثال وصولا إلى دارة آل سلام في المصيطبة.

واستذكرسلام، "هذا التاريخ العريق من العطاء والتضحية والبذل في سبيل لبنان واللبنانيين هو تاريخ مزدوج مؤلف من جهود رجال كبار مثل صائب سلام ولكن ايضا هو جهد متواصل من مؤسسات كبيرة مثل المقاصد. إن عطاءات وتضحيات المقاصد والمقاصديين على مدى سنوات طويلة تزيد عن القرن هي مستمرة في طريق قويم وصحيح من اجل لبنان واللبنانيين".

أضاف :"أهلا بكم ونحن وإياكم في نضال مستمر، هذا النضال يأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي نمر به في لبنان هو واقع غير مريح وهو واقع تعتريه الكثير من الشوائب والكثير من نقاط الضعف والمشاكل، ولكن ارادة اللبنانيين انطلاقا من الشعارات الكبيرة التي اطلقها صائب سلام والتي سمعناها تترد اليوم على لسان خطباء المقاصد هذه الاصوات المخلصة البريئة المعطاءة من بين صفوفكم انتم ايها المقاصديون، عبرت عن حاجتنا اليوم اكثر من اي وقت اخر الى اعتماد شعارات صائب سلام لبنان واحد لا لبنانان، لا غالب ولا مغلوب، التفهم والتفاهم، لبنان لا يحلق إلا بجناحيه، وإذا ترك اللبنانيون لبعضهم البعض لخفت عليهم من الاختناق من كثرة العناق".

وتابع :"علينا جميعا ان نستعين بكثير من المواقف الايجابية والبناءة لتجاوز الوضع الصعب الذي نمر به، وانطلاقا واعتمادا على تلك الشعارات اقول لا يمكن لأي فئة من اللبنانيين ولا لأي قوة سياسية في لبنان من ان تستأثر او تتفرد بحكم لبنان، فالمشاركة بين كل اللبنانين والتعاون المخلص بين كل القوى السياسية هو الضامن الوحيد لنا لمستقبلنا ولمستقبل أبناءنا، فقد خبرنا الانقسام والقتال والحروب ودفعنا اثمانا غالية في ارواحنا وفي ممتلكاتنا وفي رموزية وطننا لبنان وطن المحبة وطن جميع اللبنانيين من اجل مستقبل نعتز ونشتد ونفتخر به".

وحيا "رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ما يسعى اليه من وحدة صف ووحدة كلمة انطلاقا مما تم التوصل اليه من اعلان بعبدا ليضمن لكل اللبنانيين مستقبلا مزدهرا، ونسمع في هذه الايام بعض المساعي من هنا وهناك لمحاولة جمع الكلمة وتوحيد الصفوف من اجل اراحة اللبنانيين ومن اجل تسهيل الابتعاد عن التفرد والاستئثار ليشترك الجميع في مسيرة الحفاظ على سلمنا الاهلي وعلى سلم لبنان وعلى مستقبل أبنائه، فإليهم جميعا اقول على كل القيادات السياسية ان تكون ايجابية وبناءة في هذه المساعي".

وختم "لا بد لي ايضا اليوم وفي اطار ما نحتفل به من التوجه بتحية اكبار ومحبة وإخوة الى اخوتنا الشعب السوري المناضل الذي يكافح من اجل الحرية والعزة والكرامة، نحن مع هذا الشعب ومع كل شعب عربي يسعى اليوم الى حريته والى كرامته والى عزته، نحن اليوم مع اخوة لنا يعانون صلف العدو الإسرائيلي في غزة نتضامن معهم ونحيي هذه المقاومة الباسلة والمشروعة ، وهي التي تواجه عن حق هذا العدو بما عندها من صلابة وإيمان ووطنية وإخلاص.

من جهة ثانية، كان في استقبال المشاركين في دارة آل سلام في المصيطبة الرئيس الفخري لجمعية المقاصد النائب تمام سلام الذي قدم والداعوق كأس الرئيس صائب سلام للفائز الأول في السباق عن فئة الذكور يوسف وائل وللفائزة الأولى عن فئة الإناث اسيل نحلاوي وتسلم المشاركون في السباق ميداليات المقاصد.

وتخلل السباق رسومات قدمها الطلاب أمام دارة المصيطبة من وحي المناسبة، وقدمت لهم شهادات تقدير.

كذلك القى خمسة طلاب يمثلون ثانويات المقاصد كلمات عبروا فيها عما يلوج في صدورهم وعقولهم من مشاعر وأفكار حول الإستقلال ودور صائب سلام الرئد الى جانب رجال الإستقلال كافة.

الداعوق

وألقى رئيس الجمعية أمين الداعوق كلمة استذكر فيها مزايا "رجل الاستقلال المقاصدي الرئيس صائب سلام صاحب الرؤية الوطنية والمقاصدية، وقال يوم الاستقلال هو يوم صائب سلام ونحن على نهجه سائرون وملتزمون بمبادئه، وما انطلاقة الشباب في السباق من أمام تمثاله هذا الحجر يمثل ما يمثل في قلوبنا وعقولنا ووطنيتنا ويذكرنا بالرجل الذي وقع على العلم اللبناني انطلاقا من وطنيته المتجذرة في بيروت التي أحبها وأحبته، ولن ننساه وسنبقى له أوفياء ولبيروت مدينة العلم والحضارة".

 

البلد : الاشتراكي يبادر و" حزب الله" يقفل الباب

كتبت "البلد " تقول : فيما وصل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مساء امس الى العاصمة الفرنسية باريس، في زيارة رسمية تستمر حتى يوم الاربعاء المقبل، برزت على سطح المراوحة الحكومية الحديث ، مبادرة وزراء جبهة النضال الوطني وقيادات الحزب التقدمي الاشتراكي لتحرك يطال كل القوى والمراجع السياسية في البلد بالاستناد الى ما اشار اليه الاسبوع الماضي امين السر العام للحزب ظافر ناصر وما لبثت ان تحولت الى مادة سياسية دسمة بانتظار ما ستتضمنه من بنود وافكار.

وما رشح من معلومات ان هذه المبادرة سوف ترتكز على مذكرة يجري اعدادها للقيام بجولة بها على كل القيادات في 8 و14 آذار من دون استثناء واكد وزير الاشغال العامة غازي العريضي امس وجود المبادرة معلنا انه سيتم اعلان كافة بنودها. في الموازاة اطلق النائب محمد رعد موقفا رافضا لاستقالة الحكومة ويوحي باقفال الباب امام اي دعوة لاستقالة الحكومة من داخلها وقال:" في حال لم تعجبكم هذه الحكومة فانتظروا حتى تعجبكم او انتظروا حتى تكونوا انتم قادرين على ان تسقوطها ونحن موافقون، لكن انتم تريدون تعطيل البلد تشلون المجلس النيابي ولا تشاركون في جلسات الهيئة العامة واللجان النيابية وتحملوننا المسؤولية باننا لا نقبل ان تستقيل هذه الحكومة . نحن شركاء في هذه الحكومة فكيف نستقيل".  من جهته وعلى خط السجال السياسي الداخلي اشار جعجع الى" اننا نخوض مواجهة كبيرة بالاخص بوجه التعمية والغش وتحوير الحقائق والوقائع والديماغوجية واستغلال قضايا مقدسة كمثل قضية فلسطين او الدفاع عن لبنان لاغراض محلية ضيقة او مآرب اقليمية لم تعد خافية على احد".

وشدد على ان" العمالة الحقيقية تكمن في من يتغاضى عن العملاء الحقيقيين في صفه السياسي ويغطي عليهم بينما ينقض ليلا نهارا بتهمة العمالة بشكل باطل ولا يمت الى الحقيقة باي صلة على اخصامه السياسيين فقط لمجرد الخصومة السياسية ". وكان مرشح 14 آذار ربيع حسونة فاز امس بمركز نقيب الصيادلة الى جانب فوز ستة مرشحين للعضوية في مقابل اثنين ل 8 آذار فازا بالعضوية. وفي انتخابات اربعة اعضاء في مجلس نقابة المحامين فقد فاز كل من توفيق النويري عن" تيار المستقبل" فادي مسلم عن" حزب القوات اللبنانية" جورج نخلة عن" التيار الوطني الحر" وجيه مسعد مستقل والعضو الرديف جورج حداد .

 

هذه هي الفاشيّة

حازم صاغيّة/لبنان الآن

ليس أخطر ما في خطاب حسن نصر الله، الأمين العامّ لحزب الله، توجيه التهديدات وتوزيع علامات الوطنيّة والخيانة. فهذا ما بات معهوداً ومألوفاً في الخطيب المفوّه. أخطر ما فيه، وهو ما لم يسترع الانتباه الذي يستحقّه، دعوته إلى إشراك قوى غير برلمانيّة في "الحوار الوطنيّ" تبعاً لموقفها من... المقاومة. هكذا يغدو خالد حدادة وأسامة سعد والشيخ شعبان ناطقين باسم المصلحة العامّة على نحو لا يستحقّه سياسيّون منتَخبون. وخطورة هذه الفعلة مردّها إلى عدم الاكتراث بالتمثيل والإرادة الشعبيّين اللذين يعبّران عن ذاتهما من خلال البرلمان. والحقّ أنّ هذا الاحتقار للشعب وإرادته سمة راسخة وثابتة من سمات الفكر الفاشيّ في سائر أصقاع الدنيا، بحيث وجد بعض دارسي الفاشيّة أنّ أوّل ما يميّزها كتيّار إيديولوجيّ وسياسيّ عداؤها للتمثيل البرلمانيّ، وإن كانت لا تتردّد في استخدامه لبلوغ السلطة. فبحسب هتلر، حطّمت الديموقراطيّة البرلمانيّة "الانتخاب الطبيعيّ" للنُخب الحاكمة، وأنّها "لا شيء أكثر من رعاية منهجيّة للإخفاق الإنسانيّ". وفي عرف وزير دعايته جوزيف غوبلز، لا يحكم الشعب نفسَه أبداً، فيما نخبة أريستوقراطيّة ما هي التي تقف وراء حقبات التاريخ وتحوّلاته. وقد كتب الفاشيّ الإسبانيّ بريمو دو ريفيرا أنّ "إسبانيانا لن تنبثق من الانتخابات"، بل سيُنقذها الشعراء "بأسلحة موضوعة في أيديهم". وفي 1933 رأى الفاشيّ الفرنسيّ فرانسوا دو لا روك أنّ ما من انتخابات يجب أن تُجرى قبل "تطهير" الحكومة والصحافة. وهناك أطنان من العبارات والمواقف الفاشيّة في هجاء البرلمان والنتائج التي تُسفر عنها الانتخابات. ذاك أنّ "القضيّة" المحقّة لا تستدعي سؤال الناس عنها أو رأيهم فيها. فحتّى لو أجمعتْ أكثريّة ساحقة على رفض مبدأ الدولة التوتاليتاريّة كما دافع عنها موسوليني، أو مبدأ التفوّق العرقيّ الذي دافع عنه هتلر، يبقى هذان المبدآن صحيحين لمجرّد أنّ نخبة بعينها قرّرت أنّهما صحيحان. والشيء نفسه يصحّ في اللينينيّة التي لا تستشير الإرادة الشعبيّة في مدى أحقيّة "ديكتاتوريّة البروليتاريا". فهذه الديكتاتوريّة مُحقّة لأنّ طليعة بعينها رأت ذلك، ولا يؤثّر في هذا رأي أكثريّة الناس.

في هذا المعنى تكرّر التجارب الفاشيّة واللينينيّة تعطيل البرلمان والدستور في مجرّد وصولها إلى السلطة، وتختار بدلاً من النوّاب المنتخَبين "ممثّلين" للشعب اكتسبوا صفتهم هذه تبعاً لموقفهم العقائديّ وموقعهم التنظيميّ. على العكس تماماً تقوم النظريّة البرلمانيّة على افتراض حقائق وآراء ومصالح متعارضة في المجتمع، وأنّ ما يحكم بينها ليس تخوين واحدتها للأخرى، بل العمليّة الانتخابيّة التي تقرّر أين تقف الأكثريّة في ظرف سياسيّ راهن بعينه. هذه هي الديموقراطيّة. تلك هي الفاشيّة.

في استحالة لغة الحوار في لبنان

 مهى عون/السياسة

 يقول الإمام علي: "ما جادلت جاهلاً إلا وغلبني وما جادلت عالماً إلا وغلبته".

 الحوار هو ممارسة إنسانية لابد منها منذ استقر الإنسان ضمن أطر الحياة الاجتماعية, بل هو حاجة يسعى إليها الإنسان ضمن مجتمعه للتمكن من التواصل مع الآخرين, بهدف التفاعل معهم لنقل أفكاره وتقوية الركائز الأساسية القائمة عليها بنيته الاجتماعية, وأيضاً لتفادي التفكك الكياني الناتج عن التقوقع وعدم الرغبة في المشاركة والتواصل والحوار على الصعيد الوطني الذي يأخذ طابعاً سياسياً ويصبح لغة التعامل المطلوبة بين مختلف التيارات الفكرية والعقائدية بشكليها المدني والحزبي, ويتحول ضرورة لا غنى عنها في سياق مناقشة القضايا الوطنية التي تهم الجميع, إن من خلال المؤسسات الرسمية, كمجالس النواب أو الوزراء, أو حتى خارجها حين يأتي ضمن مجالس مبتكرة خصيصاً لهذا الغرض في الأمور والحالات التي يستعصي حلها بواسطة المجالس السياسية التقليدية. يبقى أن لكل حوار وبغض النظر عن حجمه واتساعه, قواعده وأدبياته.

وبالعودة لمقولة الإمام علي, وبغض النظر عن كونها تصلح لمختلف الأزمنة والأمكنة, فهي كلمة تستهدف الإضاءة, ليس فقط على مطبات الحوار وعقمه بين فريقين غير متكافئين في القدرات الذهنية, ولكنها تشير أيضاً إلى عقم أي حوار لا يقوم على مرتكزات نوعية ثابتة كالعقل والحجة والعدالة. فعلى سبيل المثال يمكننا تبديل عبارة "جاهل" كما وردت بمقولة الإمام بعبارة "مسلح" لتصبح المقولة »ما جادلت مسلحاً إلا وغلبني« وذلك على خلفية كوننا نعيش زمناً بات السلاح الوسيلة الوحيدة لفرض سلطة الرأي الآخر. فتتحول لغة الحوار من الجدلية العلمية والعقلية إلى حوار يكون من أهم مرتكزاته التخويف والإرهاب لفرض الرأي والموقف ولتحقيق ما يسمى حالة الأمر الواقع.

وبالانتقال لمجريات الأحداث في لبنان بعد عملية الاغتيال التي استهدفت اللواء وسام الحسن, وحول ما يطرح من مساع لعقد طاولة حوار تهدف الى حلحلة الأزمة التي يتخبط فيها مختلف الفرقاء وللخروج من عنق الزجاجة, وتكون برعاية رئيس الجمهورية, بالإمكان استشراف نتائجها مسبقاً في ضوء ما رأيناه من نتائج لمختلف طاولات الحوار في السابق, ولما أوردناه حول استحالة وعقم عملية الحوار بين فريقين غير متكافئين وغير متساويين من ناحية الحجة والقدرة على الإقناع خارج غطاء العقل والعلم وقوة الحجة والبراهين. من هذا المنطلق يصبح طرح قوى "14 آذار" للتغيير الحكومي طرحاً خيالياً, وغير قابل للتحقيق في ظل تعنت ورفض فريق "8 آذار" له رفضاً قاطعاً. وتصبح بالتالي الأوضاع الأمنية مفتوحة على كل الاحتمالات رغم المجهود الذي يبذله رئيس الجمهورية لاحتواء تداعيات عملية الاغتيال, وكل مساعيه لتقريب وجهات النظر منعاً للانفجار العام آيلة للانهيار والسقوط. رغم كل هذا لابد من الإشارة إلى أن سعي رئيس الجمهورية ودعوته للحوار هي من دون شك مشكورة ومثمنة ولكنها ستبقى عقيمة في ظل هيمنة السلاح على طاولة الحوار.

هذا ويرى بعض المراقبين بأن الهدف للدعوة لعقد طاولة للحوار لا يتعدى في الحقيقة المبادرة الكلامية على خلفية إشاعة جو من التهدئة بانتظار مستجدات إقليمية قد تدخل معطيات جديدة على الساحة السياسية, أي مجرد كسب للوقت بهدف تأجيل الانفجار الامني. ولا يستبعد أن تكون في مقدمة هذه التوقعات احتمال سقوط النظام السوري, لما سينعكس تراجعاً في تصلب وعنجهية حملة السلاح. ولا يغيب عن ذهن كثير من السياسيين في لبنان بأن هذا المسعى الحواري قد يكون الأقرب إلى الواقعية البراغماتية الهادفة لتفادي انفجار الغضب العام, ولاستيعاب حالة الغليان التي سببها اغتيال اللواء الحسن. وحيال استحالة حمل فريق "8 آذار" للقبول بالتغيير الحكومي, الذي قد يساهم في تهدئة الخواطر, من غير المستبعد أن تأتي طاولة الحوار كخشبة خلاص لمختلف الفرقاء وكملاذ أخير للاحتماء من وهج النيران التي قد تطال الجميع.

كاتبة سياسية لبنانية

 

توقعات بتدهور الأوضاع الأمنية مع اقتراب بدء المحاكمات في جريمة اغتيال الحريري

مخاوف من انفجار الاحتقان بعد تصاعد حدة المواجهة بين جعجع ونصرالله

حميد غريافي/السياسة

حذرت أوساط روحية مسيحية لبنانية, أمس, من امكانية ان تكون الامور المتدهورة بين رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع والامين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله بلغت نهاية النفق المسدود بين هذين الجناحين المسلحين, إذ لم يعد أمامهما سوى "المواجهة المباشرة اي ان يصفي الواحد منهما الآخر", ما قد يؤدي في الحالتين إلى تفجير حرب أهلية, في ظل الاحتقان السائد في لبنان.

وأعرب مرجع روحي في باريس ل¯"السياسة" عن قلقه البالغ من ان يؤدي "السجال شديد الحدة والتطرف غير المسبوق بين أطراف النزاع في لبنان, وخصوصا بين جعجع ونصر الله, رأسي حربة الازمة المحتقنة وصاعقي تفجيرها, الى التسابق بينهما وبين مؤيديهما باتجاه تنفيذ خطط دراماتيكية للتصفيات الجسدية بين الطرفين, بعدما كان "حزب الله", حسب قوى "14 آذار", حاول اغتيال جعجع في عقر داره في بلدة معراب بإطلاق الرصاص عليه من بنادق قنص متطورة مستوردة من طهران, هي من نفس طراز القناصات التي أرسلت شحنات جوية منها من ايران الى سورية للاستخدام ضد المواطنين في الشوارع".

ووصف المرجع الأوضاع في لبنان بأنها "أخطر بكثير من تلك التي سبقت الحرب الأهلية العام 1975", مؤكدا انه ما لم يسلم نصر الله أسلحة حزبه الى الدولة او يجري تجريده منها بالقوة بتعاون دولي- داخلي لبناني قد يشارك فيه النظام السوري الجديد, "فإن أي طلقة رصاص تصيب مسؤولا في القوات اللبنانية او مسؤولاً في حزب الله, قد تُفضي الى الانفجار الكبير الذي يبدو ان هيكلية الجيش اللبناني الراهنة المنقسمة بحدة في داخلها غير قادرة على منعه أو التصدي له".

وقال المرجع ان الخطوط الحمر التي كان نصر الله وقياداته رسموها حول اشخاصهم من الحملات الاعلامية التي ادت احداها الى اقتحام الاشرفية المسيحية بسبب برنامج تلفزيوني فكاهي سخر من نصر الله, "سقطت كلها وبات نصر الله عرضة للانتقادات والحملات التي ساوته بمختلف الزعماء السياسيين, كما أصبح هدفا واضحا خصوصا لقيادات "تيار المستقبل" ولزعامات التيارات والاحزاب السنية الصغيرة, ما جعل نصر الله "مكسر عصا" معارضيه من السنة وهدف خصومه من المسيحيين".

وأكد المرجع ل¯"السياسة" أن حملات التجريح والتخوين وخطابات التحدي التي بلغت ذروتها بين طرفي الصراع الداخلي اللبناني قد تتضاعف الى حدود الانفجار من الآن وحتى بدء المحاكمة الدولية للمتهمين الاربعة من "حزب الله" في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 25 مارس 2013, "إذ انه بمجرد الدخول في تلك المرحلة وظهور الدلائل والشهود على هؤلاء القتلة الاربعة لانخراطهم في جريمة اغتيال الحريري, وعلى الاقل اثنان من القادة اللبنانيين الآخرين, فإن نصر الله وقيادته وحلفاءه من رجال الحكم السابقين في لبنان وسورية, سيتحولون على المستويين الدولي والعربي الى بن لادن والظواهري وابي سياف وسواهم من قادة الارهاب في العالم المنبوذين حتى من دولهم واهلهم, بحيث قد تنعكس تلك الاتهامات الموجهة إليهم على الوضع الداخلي في لبنان عبر اندلاع معارك سنية - شيعية ومارونية - شيعية تفجر الحرب الاهلية التي تحذر منها دول الخارج لكنها غير قادرة على منع وقوعها".

واضاف المرجع الروحي ان "عاملي الحربين الاسرائيليتين على قطاع غزة وعلى البرنامج النووي الايراني قبل صيف العام المقبل, قد يعجلان في خوض اسرائيل, بعد غزة, حربها الجاهزة مع حزب الله التي قد تشكل نهاية القبضة الايرانية على لبنان".