المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 25 تشرين الثاني/2012

 

إنجيل القدّيس متّى 12/33-37/

«إِجعَلوا الشَّجَرَةَ طَيِّبَةً يأتِ ثَمَرُها طَيِّباً. واجعَلوا الشَّجَرَةَ خَبيثةً يَأتِ ثَمرُها خَبيثاً. فَمِنَ الثَّمَرِ تُعْرَفُ الشَّجَرة. يا أَولادَ الأَفاعي، كيفَ لَكم أَن تقولوا كَلاماً طَيِّباً وأَنتُم خُبَثاء؟ فَمِن فَيضِ القَلْبِ يتكلَّمُ اللِّسان. الإِنْسانُ الطَّيِّبُ مِن كَنزِه الطَّيِّبِ يُخرِجُ الطَّيِّب. والإِنْسانُ الخَبيثُ مِن كَنزِه الخَبيثِ يُخرِجُ الخَبيث. «أَقولُ لَكم إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ باطِلَةٍ يقولُها النَّاس يُحاسَبونَ عَليها يومَ الدَّينونة. لأَنَّكَ تُزَكَّى بِكَلامِكَ و بِكَلامِكَ يُحكَمُ علَيك».

 

عناوين النشرة
*
هكذا قوم تعيس وغنمي يستحق هكذا لبنان مهان ومحتل/الياس بجاني

*حرب طالب بالتحقيق في قضية الحشاش: لا اقبل ان يستبيح اي جهاز امني حقوق المواطنين

*جديد "الواجب الجهادي" لـ "حزب الله" في سوريا!

*لاريجاني يلتقي نصر الله قبيل مغادرته بيروت

*لاريجاني يزور ضريح الشهيد مغنية

*البطريرك الراعي... كاردينالا برتبة اسقف

*بري وميقاتي رفضا انتظار دورهما للقاء البابا... فغابا عن تنصيب البطريرك كاردينالا

*الأحرار: معطيات المحكمة رسالة إلى "حزب الله"

*حزب الله" الممسك بقرار.. الصواريخ

*البابا خلال مراسم تسليم الشارات الكاردينالية: على الكرادلة ان يكونوا مستعدين لبذل دمائهم من اجل المسيح

*زهرا من الفاتيكان: لا نرى البطريرك ملونا، ولا نستطيع ان نرى بكركي الا فوق كل الالوان

*تأجيل الانتخابات في لبنان/علي حماده/النهار

*الطفيلي يفضح حزب الله

*هآرتس": كلينتون حذرت نتانياهو من الإقدام على خطوات عقابية بحق السلطة الفلسطينية

*"غارديان": النفوذ السوري المنحسر سبب وقف النار في غزة

*الراعي يرى أن المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته: لا يحق لأي طرف أن يطالب بتسليم المتهمين باغتيال الحريري

*محامو "14 آذار": على الدولة تسليم المتهم وبعدها البراءة أو الإدانة

*حزب الكتائب لم يوافق على بيان محامي 14 آذار

*رئيس الجمهورية قابل البابا وشكر محبته للبنان/الحبر الاعظم دعا اللبنانيين الى التمسك بالحوار والاستقرار

*ميشال عون أو حايك؟  المرعبي رداً على الجنرال: كلامك تافه والقط لا يحب إلا خنّاقه  

*جعجع: الفريق الآخر يستفيد من الوقت لتنفيذ أكبر عدد ممكن من الاغتيالات  

*مجدلاني لـ"السياسة": "حزب الله" يسعى إلى تغيير الدستور وإلغاء "الطائف"

*سليمان تقبل والراعي التهاني بالاستقلال في حفل استقبال أقامه سفير لبنان في الفاتيكان

*حياد لبنان اليوم قبل الغد/انطوان سعد/جريدة الجمهورية

*فتفت: "8 آذار" تحاول سد طرق الحوار

*صواريخ الجنوب تحضر في الاجتماع الثلاثي في الناقورة/سييرا: تكثيف الدوريات لإبقاء الوضع تحت السيطــرة

*النائب أنطوان سعد زمن الاســتقواء على الدولة ولّى وعلى القوى السياسية ملاقاة مبادرة جنبلاط

*حضر فجأة الى العشاء السنوي لـ "جبهة الحرية"/سامي الجميل: علينا لم الشمل وتوحيد الصف/أبو ناضر: تثبيت قرارنا الحر وتكريس حياد لبنان

*جنجنيان: طاولة الحوار لتكريس الخلافات

*قبل انقلاب الميزان/الياس الزغبي/لبنان الآن

*هل يُوقِّع ميقاتي تعديل الطائف/عُدي ضاهر/جريدة الجمهورية

*خلط أوراق في زحلة بعد زيارة سكاف إلى الرياض/فادي عيد/جريدة الجمهورية

*فريد هيكل الخازن أقام مأدبة عشـــاء على شرفه/الراعي: الطريق الى الربيع العربي يمر عبر الحـوار والعيد لا يكتمل الا بتحقيق سيادة القرار وسلامة الأرض

*نصرالله: نحن أمام انتصار حقيقي في غزة وحركات المقاومة استطاعت أن تحدث توازن الرعب والردع

*خامنئي والعداء للثورة السورية...وخيانة الثورة الحسينية/داود البصري/السياسة

*الساحر ميقاتي يتلوّن بـ8 و14 والوسطية في عرض واحد/يوسف دياب/المستقبل

*اسرائيل وإيران أول الخاسرين من العدوان على غزّة/ربى كبّارة/المستقبل

*مرسي أنهى الربيع المصري/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*لبنان: احتمالان للخراب وثالث للإنقاذ/الياس عطاالله/الحياة

 

تفاصيل النشرة

 

هكذا قوم تعيس وغنمي يستحق هكذا لبنان مهان ومحتل

الياس بجاني/الكارثة في لبنان إيمانية وأخلاقية ووطنية وهي تكمن في أن البطريرك ترك الدين والكنيسة وتحول إلى العمل السياسي ضد بلده وكنيسته ورعيته، وباقي رجال الدين ما عدى قلة هم تجار وأصحاب مصالح ومأجورين عند أصحاب السلاح والنفوذ، والأحزاب كافة تخلت عن الوطن والمواطن وأصبحت شركات عائلية ووكلاء لمصالح دول غير بلدهم مقابل اجر شهري، ومن يدعي المقاومة قبل أن يكون عسكر لإيران وسوريا وأداة لمشروعهما، والطاقم السياسي العفن بمجمله  يتلطى خلف السياسة ليتاجر بالمخدرات ويزور الأدوية ويبيع الأرض والعرض والكرامات وينفذ مآرب غريبة، وكبار القوم باعوا القيم وتحولوا إلى تجار شنطة، والمسؤولين لا يعرفون المسؤولية، أما المواطن التعيس الغنمي فقبل بكل هؤلاء وعبدهم بدل أن يعبد الآلهة وأرتضى أن يكون "زلمي" عندهم بدل أن يكون مواطناً حراً في خدمة وطن، فأمسى عبداً يبيعونه في أسواق النخاسة هلا لا يحترم نفسه ولا أحد يحترمه. بركم بهؤلاء جميعاً كيف يمكن أن يتحرر الوطن؟ في الخلاصة هكذا قوم من رجال دين وسياسيين وأحزاب ومسؤولين ومواطنين لا يستحون لبناناً حراً، بل لبنان الساحة والمافيات وقد حصلوا جميعا على ما يستحقون ومبروك عليهم الذل والعبودية

 

حرب طالب بالتحقيق في قضية الحشاش: لا اقبل ان يستبيح اي جهاز امني حقوق المواطنين

وطنية - اعتبر النائب بطرس حرب، في تصريح حول قضية بيار حشاش، ان "من واجب كل لبناني ان يرفض اي مس بالجيش اللبناني بالنظر لما يرمز اليه من ضمانة لحماية الدولة والمواطنين وحماية حرياتهم وأمنهم. ومن هنا كان موقفنا وسيبقى الى جانب الجيش عند تعرضه لأي اعتداء، ومن هنا كان رفضنا القاطع لأي مساومة او صفقة على حساب الجيش وشهدائه، ولا سيما في قضية استشهاد النقيب سامر حنا، ورفضنا للصفقة الفضيحة والمخجلة التي جرت آنذاك تفاديا لاحراجات سياسية يفرضها كشف ظروف قتل الشهيد النقيب سامر حنا. الا ان هذا الموقف المبدئي لا يمكن ان يدفعنا الى السكوت عن اي مخالفة او اعتداء على الحريات او تجاوز لاحكام القانون يقوم به احد افراد القوى العسكرية. فما حصل مع المواطن بيار الحشاش، وتعرضه للضرب والإيذاء من قبل مخابرات الجيش، والذي بلغ حد اصابته بجرح في رأسه نتيجة ضربه بأعقاب مسدس او بندقية مما استدعى العناية الطبية لوقف النزيف وتقطيب جرحه، كل ذلك لانه اقدم بنظر المخابرات ومن دون التثبت من صحة التهمة من القضاء، على تصرف يسيء الى الجيش او الى قائده، هو امر غير مقبول ولا يجوز السكوت عليه لانه يتعارض مع ابسط حقوق الانسان ومع واجب القوى الشرعية في حماية حقوق المواطنين وحرياتهم، ولا سيما حقهم بالسلامة الجسدية والمحاكمة العادلة" . وقال: "لست في معرض الدفاع عن بيار الحشاش او في معرض الموافقة او تغطية اي فعل يطال الجيش او قائده، انما لا يمكن ان اقبل ان يستبيح اي جهاز امني حقوق المواطنين وحرياتهم وان ينصب نفسه قاضيا يصدر الأحكام بحق المواطنين من دون محاكمة، وان يعيدنا الى عصور التعذيب الجسدي والاعتداء على سلامة المواطنين. ومن هذا المنطلق، أتوجه الى وزيري العدل والدفاع وقائد الجيش لوضع يدهم على الملف والتحقيق في ظروف الحادثة واتخاذ التدابير الملائمة بحق من خالف القانون واعتدى على حرية وحقوق المواطن بيار الحشاش الذي لا يزال موقوفا منذ اكثر من اربعة ايام من دون قرار قضائي كما تفرض أحكام قانون اصول المحاكمات الجزائية".

 

جديد "الواجب الجهادي" لـ "حزب الله" في سوريا!

فادي شامية/المستقبل:

ما زال مقاتلو "حزب الله" يحاولون عبثاً السيطرة على منطقة القصير، لا سيما القرى الحدودية مثل الحوري والبرهانية والنهرية وغيرها، انطلاقاً من قرى حدودية ذات غالبية شيعية في سوريا، انسحب منها جيش النظام تاركاً السيطرة فيها لـ "حزب الله" (زيتة- الحمام- الصفصافة- الفاضلية- حويك...).

ما أحرزه "حزب الله" حتى الآن، هو عزل منطقة القصير من جهة الحدود اللبنانية بشكل شبه كامل، إذ لم يعد بمقدور ثوار القصير التعامل مع أي من تجار السلاح لتهريبه لهم، إضافة إلى ربط المناطق التي يسيطر عليها بعضها ببعض. وفي المقابل نجح ثوار القصير في الصمود داخل البلدات التي يسيطرون عليها، وتبادلوا السيطرة مع مقاتلي "حزب الله" والشبيحة على بعض المواقع العسكرية، التي لعب الطيران دوراً في إعادة خسارتهم لها.

وكما بات معروفاً؛ فإن "حزب الله" يستخدم الأراضي اللبنانية لدك تجمعات "العدو" داخل الأراضي السورية (في القصير وجوسيه وغيرهما)، انطلاقاً من جرود منطقة الهرمل، وقد باتت له مواقع للرصد والقصف تمارس نشاطها بصورة معتادة ضد تجمعات الثوار في القصير.

ووفق متابعين فإن المعارك تهدأ وتشتد، لكن لا تغييرات جوهرية على الأرض، إذ يصعب أن يتقدم "حزب الله" إلى منطقة القصير التي يتواجد فيها نحو ثلاثة إلى أربعة آلاف مقاتل، وبالمقابل يصعب أن يتوغل الثوار باتجاه المناطق التي يسيطر عليها المئات من عناصر الحزب، سيما أن الطيران يلعب دوراً مؤثراً ضدهم في الميدان.

أما عن خسائر الطرفين (الجيش النظامي والشبيحة ومقاتلو"حزب الله" مقابل الثوار) فهي شبه متعادلة، غير أن الثوار يعانون نقص العناية الطبية لجرحاهم، في حين يُعالج جرحى الحزب ورفاقه السوريين ميدانياً أو يُنقلون إلى المشافي في لبنان وسوريا، لكن ذلك لم يمنع من استمرار تشييع قتلى الحزب في لبنان؛ فبعد أول "شهيد" للحزب معترف به رسمياً (علي حسين ناصيف المعروف بأبي العباس) الذي قضى في 30/9/2012 على جبهة القصير، شيّع الحزب حسين عبد الغني النمر ( 7/10 ) الذي قضى في منطقة جديدة يابوس، ثم شيّع حيدر محمود زين الدين في مدينة النبطية، دون أن يحدد الحزب ظروف ومكان مقتله مع الحرص على منع الصحفيين من الاقتراب (1/11)، وبعد عشرة أيام (10/11) شيّع الحزب باسل حمادة الذي قضى في بلدة الصفصافة في سوريا، كما أفيد قبل أيام عن سقوط قتيل من آل جعفر في منطقة الهرمل.

أما لجهة الأسرى؛ فقد عُلم أن الحزب و"الجيش الحر" تبادلا أسرى لهما في منطقة القصير، وأن الدكتور علي زعيتر (من الهرمل له علاقات وطيدة مع الجيش الحر و"حزب الله") يلعب أدواراً في توصيل رسائل وتبادل الشروط والصفقات الناتجة عن الأوضاع العسكرية لكلا الطرفين.

وغير بعيد عن جبهة القصير، ثمة نشاط كبير يقوم به "حزب الله" أيضاً في منطقة دمشق، حيث يتخذ من منطقة 86 في الشام - وكذلك منطقة المزة وأبو رمانة- مكاناً لتجميع وإعادة توزيع مقاتليه، لا سيما في منطقة السيدة زينب، وقد شارك مقاتلوه في الأسبوعين الماضيين إلى جانب مقاتلي "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"- في مواجهة المسلحين في الحجر الأسود والسيدة زينب وصولاً إلى مخيم اليرموك نفسه. ووفق معلومات من الداخل السوري فإن مقاتلين عراقيين عمل "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني على تجنيدهم وتدربيهم يقاتلون أيضاً في دمشق (كتيبة الشهيد عماد مغنية) إلى جانب النظام السوري.

اللافت في الأمر أن تورط الحزب في دماء السوريين كان واضحاً منذ الأشهر الأولى للثورة، لكنه كان يعتمد سياسة الكتمان، التي رجع عنها غداة مقتل قائد منطقة البقاع علي حسين ناصيف الشهر الماضي. خطاب "حزب الله" كان متوائماً تماماً مع سياسته؛ ففي المرحلة الأولى (الكتمان) قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق: "حزب الله لم ولن يقاتل في سوريا" (28/5/2012)، أما في المرحلة الثانية" (بعد مقتل ناصيف) فقد أعلن قاووق نفسه: "إن حزب الله لا يخفي يوماً شهداءه، بل يزفهم ويقيم لهم الأعراس... نعم شيعنا عدداً من الشهداء وقلنا كيف ومتى وأين استشهدوا وافتخرنا بهم، إلا أن الفريق الآخر في 14 آذار دعم المسلحين وخرق السيادة اللبنانية وشيع قتلاه في الليل سرا"ً!

*فادي شامية

 

لاريجاني يلتقي نصر الله قبيل مغادرته بيروت

بيروت- يو بي أي/التقى الامين العام لحزب الله حسن نصر الله رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني قبيل مغادرته بيروت صباح اليوم وفق ما اعلن حزب الله في بيان جاء فيه ان الطرفين بحثا في آخر التطورات السياسية في المنطقة، لا سيما في فلسطين، وسورية ولبنان. وغادر لاريجاني بيروت، صباح اليوم متوجها الى تركيا

 

لاريجاني يزور ضريح الشهيد مغنية

الجمعة 23 تشرين الثاني 2012sوطنية - يزور رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ضريح الشهيد عماد مغنية، في روضة شهداء المقاومة الإسلامية – الغبيري، عند الساعة السادسة والنصف صباحا.

 

البطريرك الراعي... كاردينالا برتبة اسقف

ترأس البابا بنديكتوس السادس عشر احتفال تنصيب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كاردينالا مع خمسة كرادلة آخرين هم:

- المونسنيور مايكل جيمس هارفي من اميركا الشمالية.

- بطريرك انطاكيا وسائر المشرق مار بشاره بطرس الراعي في لبنان.

- رئيس أساقفة الكنيسة المالانكارية باسيليوس كليموس في الهند.

- رئيس أساقفة ابوجا المونسنيور جون الدروننغومي في نجيريا.

- المونسنيور رومني سالازار غوفيز من بوغوتا- كولومبيا.

- المونسنيور لويس انطونيو تاغلي من الفيليبين.

وقد أعطي البطريرك الراعي رتبة أسقف وهي أعلى رتبة بين الكرادلة الستة، علما أن البابا يستطيع أن يرقي الكرادلة إلى رتبة كاردينال كاهن وشماس وأسقف، والرتبة الأخيرة هي الأعلى وقد حصل عليها الراعي. وكان الاحتفال بدأ بتلاوة صلاة ليتورجية، ثم قرأ البابا مرسوم خلق كرادلة جدد، معلنا أسماءهم والأول من بينهم، تتابع بعدها الليتورجيا ثم العظة البابوية، فإعلان الإيمان وحلف اليمين.

بعد ذلك، تقدم كل كاردينال بمفرده من البابا وجثا أمامه على ركبتيه ليلبسه القبعة الأرجوانية Barrette la ويمنحه لقب الكردينالية وكرسيه الجديد في روما. وقد وضع الحبر الأعظم القبعة على رأس الكرادلة كل على حدة، قائلا لهم "اعتمر هذه القبعة الإرجوانية كرمز للكرامة الكاردينالية، لأنها ترمز أيضا الى جهوزك لتأدية خدمتك بقوة، الى درجة أنك تبذل دمك بهدف ذلك".

الثوب الذي ارتداه الراعي عند تسلمه الشارات الكاردينالية

 بعد 15 ساعة من العمل يوميا لمدة ثلاثة أسابيع انتهى الثوب الأحمر الفريد في تصميمه ليرتديه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد تسليمه الشارات الكاردينالية ليصبح الكاردينال اللبناني الرابع. وقد صمم هذا الثوب من صميم تراث لبنان الذي بقي مفاجأة للبطريرك الراعي لحين تسليمه إياه في روما.

ولأن مجد لبنان أعطي له خطـّت هذه الكلمات باللغة السريانية على التاج.

 

رفضوا انتظار دورهما للقاء البابا... فغابوا عن تنصيب البطريرك كاردينالا

كشفت معلومات عن اشكالات بروتوكولية حالت دون مشاركة الرؤساء الثلاثة في تنصيب البطريرك بشارة الراعي في الفاتيكان اليوم، اذ فهم ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رغب في ان يكون اللقاء الذي جمعه مع البابا بنيديكتوس السادس عشر امس، عشية احتفال التنصيب منفرداً، لكن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي رفضا في ان ينتظرا دورهما للقاء البابا، على غرار ما حصل في زيارة الاخير لبيروت، وكأنهما "قطع اكسسوار"، وعليه تقرر ان يحضر الرئيس سليمان لوحده الحفل الذي يشارك فيه ايضاً حوالى 1300 شخصية لبنانية وصلت الى الفاتيكان من لبنان وديار الاغتراب.

 

الأحرار: معطيات المحكمة رسالة إلى "حزب الله"

توقف حزب الوطنيين الأحرار عند "معطيات المحكمة الخاصة بلبنان لجهة العدد الهائل من دلائل الإثبات التي فاقت الـ13 ألفاً إلى 557 شاهداً"، معتبراً ان "هذا الأمر برهان كاف على حرفية المحكمة وطول باعها، اذ لا محكمة توازي كفايتها وصدقيتها كفاية المحكمة الخاصة بلبنان وصدقيتها". وقال في بيان بعد اجتماعه الاسبوعي امس ان "هذه المعطيات تشكل رسالة إلى حزب الله الذي وجهت المحكمة اتهاماً الى أربعة من كوادره، كي يعيد حساباته ويقرّر التعامل معها، فيبادر إلى تسليم المطلوبين قبل البدء بالمحاكمات الغيابية. لو فعل ذلك لخفف كثيراً الاحتقان الداخلي ولتوافرت للمتهمين محاكمة عادلة وفق المعايير القانونية والشفافية المطلقة". ولفت الى ان "تكرار ظاهرة الصواريخ في الجنوب اللبناني دليل واضح على وجود نيات لدى الجهة التي تقف وراءها للعبث بأمن الوطن وكشفه أمام إسرائيل خدمة لمخطط خارجي مشبوه، وأياً تكن هذه الجهة فإن حزب الله يتحمّل المسؤولية لإصراره على استمرار ازدواجية المرجعية الأمنية، ولم يعد سراً حضوره في كل مدينة وقرية وحي بآلته العسكرية والأمنية والمخابراتية، مما يضع العوائق أمام الجيش اللبناني واليونيفيل ويسمح بوجود ثغرات يمكن أي طرف النفاذ منها وتعريض أمن لبنان واستقراره للاخطار". وتمنى ان "تصمد الهدنة في غزّة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ولإتاحة الفرصة أمام الديبلوماسية لإعادة إطلاق المفاوضات بين الجانبين، ولا بد ان تمارس الشرعية الدولية وعواصم القرار أقصى درجات الضغوط على الدولة العبرية لإلزامها القبول بالقرارات الدولية وبمبادرة السلام العربية، مما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة".

 

حزب الله" الممسك بقرار.. الصواريخ

لا يمكن فصل الصواريخ "اللقيطة" التي عثر عليها في مناطق جنوبية قريبة من الحدود، عن الأحداث الممتدة من سوريا الى غزّة، رغم الفارق في هوية المعتدي والمعتدى عليه في سوريا وفلسطين.. كما لا يمكن فصل هذه الظاهرة القديمة - الجديدة عن التسيّب الأمني السائد في لبنان، وغياب الدولة أو تغييبها بشكل شبه تام عن مسؤولية بسط سلطتها على كامل تراب الوطن، بفضل هيمنة دويلة "حزب الله" التي ترعى دويلات أخرى تفرّخ على جوانبها، ومربعات أمنية تبقى عصية على الأجهزة الرسمية.

في القراءة الأمنية لهذه الظاهرة، بحسب مطلعين، يمكن وضع مسؤولية الصواريخ عند أكثر من جهة لبنانية وغير لبنانية، بالنظر الى تقاطع المصالح الداخلية والإقليمية التي توظّف هذه القضية في حساباتها، ومنطقي أن تتجه الشبهات الى أربع جهات هي:

الأولى: "حزب الله" الذي يجاهر ولو إعلامياً بتعاطفه مع القضية الفلسطينية، وأطفال غزّة، وربما أراد منها توجيه رسالة بالغة الحزم الى إسرائيل بإمكان توسيع الجبهات، وتعميق مأزق بنيامين نتنياهو الداخلي، وحرف الأنظار مجدداً عن مسرح الأحداث في سوريا، بعدما فاجأه اتفاق وقف إطلاق النار السريع الذي رعته مصر، ولم تكن ترغبه طهران.

الثانية: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، التي باتت جزءاً لا يتجزّأ من القوة العسكرية الضاربة للنظام السوري، التي تشارك في قتل الشعب السوري وترويع فلسطينيي سوريا، والتي لها مصلحة أكيدة في إشعال جبهة لبنان، علّ هذه الجبهة تخلط الأوراق مجدداً.

الثالثة: التنظيمات الإسلامية المتشددة على شاكلة "فتح الإسلام"، وفلول "القاعدة" التي لها بعض التأثير داخل المخيمات الفلسطينية في الجنوب، بصرف النظر عن ضيق هامش تحركها، لكونها مراقبة من الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، وصعوبة خروج عناصرها بمفردهم، فكيف الحال مع صواريخ ومنصات على شاكلة تلك المضبوطة والتي تبتعد عشرات الكيلومترات عن مناطق العثور عليها؟.

الرابعة: طابور خامس، ربما قد يستغلّ الوضع اللبناني المضطرب أصلاً، والنفاذ من الثغرات الكثيرة لإشعال الوضع، واستحضار عدوان إسرائيلي واسع على لبنان من الجبهة الجنوبية الواقفة على "صوص ونقطة" كما يقول المثل اللبناني الدارج.

غير أن التحليل المنطقي بحده الأدنى لما يحصل، يفيد بحسب المطلعين بأن هناك جهة مستفيدة من مسلسل الصواريخ، وجهة مسؤولة عنه. فالجهة المستفيدة هي بالدرجة الأولى النظام السوري، الذي كلّما أخفق في إحداث الفوضى في مكان، يسارع الى محاولة إشعالها في مكان آخر، فبعد أن فشل في إشعال الفتنة اللبنانية ـ اللبنانية بعد إحباط مخطط ميشال سماحة - علي مملوك، الذي دفع ثمنه اللواء الشهيد وسام الحسن حياته، جاءت تحرشاته المحدودة في الجولان، وعندما لم يعر له الإسرائيلي الاهتمام، عمل لتفجير جبهة غزّة من خلال بعض عملائه الذين أطلقوا بضعة صواريخ استدعت حرباً إسرائيلية واسعة على غزّة وحركة "حماس" التي أثبتت قدرتها على المواجهة من دون الحاجة الى دعمها بدعاية إعلامية من "حزب الله" وإيران. ولأن معركة غزّة لم تؤتِ ثمارها وفق ما كان يشتهيه بشار الأسد ونظامه، جاءت رسالة الصواريخ من جنوب لبنان، التي تبقى غايتها الأولى والأخيرة استدراج عروض إقليمية ودولية من أجل التفاوض مع الأسد وأتباعه، والوصول الى صفقة تفك الخناق عن عنقه، سيما وأن الأسد يعتبر ورقته الوحيدة التي ما زالت رابحة هي الورقة اللبنانية، مستنداً الى قدرته في تحريك حلفائه للتحرش بإسرائيل متى رأى حاجة له بذلك.

أما الجهة المسؤولة بالمعنى السياسي والأمني عن هذه الصواريخ فهي "حزب الله"، سواء كان هو من افتعلها أو وبحسب المراقبين جهة أخرى تعمل تحت جناحه أو خارجة عن إرادته. بالمعنى السياسي تكمن مسؤولية هذا الحزب، في كونه العائق الوحيد أمام قيام الدولة بواجباتها وببسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كافة بدءاً من الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان والكيان الصهيوني، وصولاً الى العريضة في الشمال ومنها الهرمل ومشاريع القاع فقوسايا في البقاع، ذلك أن الحزب الذي لم يكتفِ بفرض هيمنة سلاحه المنتشر في كل بقعة لبنانية، هو من أصرّ على إفشال مقررات الحوار الوطني وأعاق تنفيذ كل البنود التي اتفق عليها بالإجماع وفي أساسها حل السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخل هذه المخيمات، بحجة أن هذا السلاح هو سلاح مقاومة (بنظر "حزب الله")، فيما الوقائع تفيد بأن له وظيفة إقليمية هدفها زعزعة أمن لبنان، وهو ما ترجم في معارك نهر البارد والاشتباكات المتقطعة بمحيط عين الحلوة وقوسايا وغيرها.

أما بالمعنى الأمني، فإن "حزب الله" وحده الممسك بزمام الأمن في جنوب لبنان، كما في الضاحية الجنوبية والبقاع وبيروت وجبل لبنان وغيرها، وهنا لا يستطيع الحزب أن يدعي أن أمن الجنوب هو من مسؤولية الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل"، لأن الذي أسقط طائرة الجيش في سجد وقتل قائدها النقيب الطيار سامر حنا، لا يستطيع أن يتنصّل من مسؤولية كل ما يجري في الجنوب، ومن يمنع على قوات الطوارئ أن تسيّر دورياتها في مناطق تواجده، ويحرّض عليها النساء والأولاد والرعاع لرشقها بالحجارة والتصدي لها كي لا تقوم بمهامها، لا يمكنه أن يتبرّأ من هذه الصواريخ المجهولة المصدر، المعلومة الهوية والتبعية.  أمام هذه الحقائق، فإن "حزب الله" وحده يتحمّل مسؤولية التوتير في الجنوب، وعليه أن يحسب بشكل دقيق أبعاد مغامرة من هذا النوع، قد يعرف متى تبدأ لكنه لا يعرف كيف ومتى تنتهي، وهي بالتأكيد لن تكون صورة عن تجربة غزّة الأخيرة، قبل أن يجر لبنان الى دمار جديد ويعود الى مقولته الشهيرة "لو كنت أعلم".

 

البابا خلال مراسم تسليم الشارات الكاردينالية: على الكرادلة ان يكونوا مستعدين لبذل دمائهم من اجل المسيح

اكد قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في كلمة القاها في مراسم تسليم الشارات الكاردينالية ان "الكرادلة مساعدون له في خدمة الكنيسة ويتمتعون بالامانة لمسؤوليتهم، وعليهم ان يكونوا مستعدين الى بذل دمائهم وسفك الدم من اجل المسيح فيشهدوا بذلك لمنح الخدمة للاخرين فيكونوا شهودا حقيقيين، وعليهم ايضا ان يكونوا من المحافظين على عقيدة الكنيسة والاخلاق ومعا". بعد الكلمة التي القاها، صلى البابا من اجل الكرادلة الجدد باللغة اللاتينية حتى يكونوا خداما ومعاونين عن قرب لخليفة بطرس، ثم سمى الكرادلة الجدد.

 

زهرا من الفاتيكان: لا نرى البطريرك ملونا، ولا نستطيع ان نرى بكركي الا فوق كل الالوان

 أوضح عضو"كتلة القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا انه بمجرد حضور نائب ومسؤول لتمثيل حزب القوات في احتفال الفاتيكان، في ظل الجو العام الذي نعيش فيه، يعتبر أكبر مؤشر على اننا مستعدين لمجابهة كل الصعاب كي لا نغيب عن مناسبة بهذا الحجم تهمنا دينيا ووطنيا. وفي حديث الى وكالة "اخبار اليوم" من الفاتيكان، قال زهرا: "الجميع يعرف الظروف التي نمر بها كقوات لبنانية، والجميع يعلم انني شخصيا مقيم في معراب منذ اربعة اشهر نتيجة الخطر الامني. ولفت الى ان كل من يقول ان القوات مقصرة تجاه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، هو يصطاد في الماء العكر".

وتابع: "البطريرك يعرف جيدا الظرف الذي نمر به، مشيرا الى انه التقى الراعي الذي بادره بالقول: "الآن ادركت لماذا تغير الجو في الفاتيكان"، فاجايه: "لا شيء يتغير بوجودك بل انك تغير كل شيء".

وردا على سؤال عن امكانية عقد لقاء في روما يضم مختلف الافرقاء اللبنانيين كما المح البطريرك، أكد زهرا انه على الصعيد الشخصي لا نكن اي عداء لاحد، ولكن الموقف السياسي الذي اتخذناه بعد اغتيال اللواء وسام الحسن اتى بعدما طفح الكيل نتيجة استئناف عمليات الاغتيال والقتل، وبالتالي موقفنا كان واضحاً ومسؤولا ومدروسا باننا لن نجلس مع من يغطي القتلى اوربما يكون مشجعا لهم.

واضاف: "قبل استقالة هذه الحكومة والاتجاه نحو حكومة تستطيع ادارة شؤون البلد من الآن وحتى اجراء الانتخابات بدون كيدية او فئوية او ظلم للاخرين، فكل الدعوات ليست في محلها، ولن نحرج في تلبيتها رغم ان كرامة البطريرك وكرامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رأسنا". وعن طلب البطريرك عدم تلوينه هو والمطارنة، أجاب زهرا: "لا نرى البطريرك ملونا، ولا نستطيع ان نرى بكركي الا فوق كل الالوان حتى ولو صدر عنها في يوم من الايام موقف نمّ عن انحياز الى فريق، فنحن لا نأخذه على هذا المحمل بل نعتبر ان هناك معطيات ادت اليه وطبعا عندما تصحح هذه المعطيات يصحح الموقف".

 

تأجيل الانتخابات في لبنان

علي حماده/النهار

 بدأت مطابخ السياسة في لبنان البحث بجدية في فكرة تأجيل الانتخابات النيابية المقررة في نهاية ايار ٢٠١٣، على اساس ان موعد الاستحقاق يقترب بسرعة ولم تتوافر له ظروف مؤاتية ليتم بسلاسة ودون عوائق. وتستند فكرة التأجيل الى العناصر الاتية:

١ - ان اخر دورتين انتخابيتين اجريتا في ٢٠٠٥ و٢٠٠٩ تحت مظلة ثلاثية دولية، عربية ولبنانية في اطار توافق سياسي على الحد الادنى الذي يؤمن حصول الانتخابات بظروف امنية وسياسية مقبولة. ففي سنة ٢٠٠٥ كان التوافق على حكومة حيادية رئسها نجيب ميقاتي، وعلى تحالف رباعي ادى حصوله الى نزع فتيل تفجير مع النظام السوري آنذاك، بعد اقل من شهرين على انسحابه من لبنان، ومع "حزب الله" بطمأنته الى أن المعادلة الجديدة لا تستهدفه. وعام ٢٠٠٩ كان اتفاق الدوحة وشموله اتفاقا على قانون انتخاب ١٩٦٠ الخلفية التي سهلت حصول الانتخابات، فضلا عن مرحلة التوافقات السعودية – السورية (س. س.) التي كانت قائمة. اما اليوم فلا اتفاقات ولا توافقات ولا مظلة عربية ولا حماية دولية لاي عملية انتخابية.

٢ - الحرب الدائرة في سوريا والتي تجعل من اي عملية انتخابات نيابية في لبنان، مع ما تحمله من حساسيات امرا على جانب كبير من الخطورة.

٣ - عودة الاغتيالات الى الساحة اللبنانية مع اغتيال اللواء وسام الحسن.

٤- عدم تمكّن قيادات اساسية مثل سعد الحريري من العودة، او سمير جعجع وامين الجميل ووليد جنبلاط من التنقل بحرية في اطار حملات انتخابية. اضف الى ذلك ان عشرات المرشحين من قوى ١٤ آذار غير قادرين على التحرك، فكيف بالحري ان تقوم بحملات انتخابية؟

٥ - وجود بؤر توتر لا يمكن التكهن بانضباطها من طرابلس الى صيدا والبقاع الغربي وغيرها.

٦ - عدم الاتفاق على قانون انتخاب جديد في المهلة المحددة قانونا، مما يبقي على قانون ١٩٦٠ الذي ترفضه قوى سياسية اساسية.

٧ - وجود حكومة برئاسة نجيب ميقاتي معتبرة من نصف اللبنانيين، حكومة "حزب الله" والنظام السوري، وبلوغها مرحلة متقدمة من الاهتراء، بدليل ان البحث في تبديلها صار جديا على كل المستويات.

٨ - الحاجة الى النأي باللبنانيين عن اي استحقاق يمكن ان يزيد منسوب التوتر الداخلي مع بلوغ الحوار الداخلي حائطا مسدودا، وبالتالي فإن تأجيل الانتخابات يؤجل استحقاقا مفخخا في المرحلة الحالية.  ربما كان هذا الحل الانسب، في انتظار ان ينجلي المشهد الاقليمي (سوريا) والداخلي. من هنا فكرة تأجيل الانتخابات لمدة عام، على ان يتزامن ذلك منطقيا مع تمديد لولاية الرئيس ميشال سليمان لعام ايضا، ومعه التمديد لكل من قائد الجيش والمدير العام لقوى الامن الداخلي في منصبيهما.

 

الطفيلي يفضح حزب الله

يقال نت/شن امين عام حزب الله السابق الشيخ صبحي الطفيلي حملة عنيفة على حزب الله من دون تسميته متهما اياه بارسال مقاتليه الى سوريا للقتال الى جانب النظام الجبار الظالم كما سماه الطفيلي وتاليا تأجيج الفتنة السنية الشيعية رغم ادعاءاته بأنه ضد الفتنة اينما كانت. كلام الطفيلي جاء خلال مجلس عاشورائي في حسينية بلدة بريتال، بحضور رئيس بلدية بريتال عباس اسماعيل ومخاتير وفعاليات.

وشدد الطفيلي على اهمية الوقوف بوجه الفتنة السنية الشيعية التي يخرج علينا العديد من القادة السياسيين والدينيين الذين يظهرون على شاشات التلفزة يدعون وقوفهم بوجه تلك الفتنة فيما يعملون على تصديرها الى سوريا من خلال ارسال مقاتلين يقفون الى جانب النظام الذي عانينا منه في لبنان حوالي الثلاثين سنة. هذا النظام الظالم الساقط حتما ولو بعد حين. ورأى ان الوقوف بوجه الفتنة يأتي بالنزول الى الشوارع والتظاهر والاعتصام لا بالكلام من على المنابر، كما علينا الدفاع عن الحق وصونه وان نقف مع الشعب الفلسطيني.

وسأل: اين نحن من الحسين الذي تميز بخصوصية استشهاده في ثورة ضد الظلم والظلمة، بينما يعمل البعض على مساندة الظالم في سوريا ضد الشعب المظلوم الذي يريد العيش بحرية وكرامة. هذا الشعب الذي لن يستطيع احد قطعه عن الشعب اللبناني لأننا اخوة واهل. وقال: استشهاد الإمام الحسين يتميز بخصوصية أنه استشهد في ثورة ضد الظلم، وعلينا أن نتعلم من الإمام الحسين الدفاع عن الحق والوقوف في وجه حكام الجور والظلم والطغيان والدفاع عن الفقراء والمستضعفين. وأضاف: علينا أن نتمسك بالحق بدون أي مواربة، اليوم عندنا سلطة في لبنان ليست أفضل من التي سبقت، كلهم لصوص مجرمون، والشعب مهمل تماماً، لو أننا أصحاب مواقف لما كان البلد وصل إلى هنا، كنا أوصلنا الأوادم والأشراف إلى الحكم. وحتى اليوم لم نر خطوة واحدة لحل مشكلاتنا في لبنان.

وتابع الطفيلي: الدرك حماة الأمن والناس، وهم اليوم مساكين، هؤلاء المولج بشأنهم حماية الناس، الآن يراد لهم من يحميهم، يقتل أحدهم على قارعة الطريق، ولا مسؤول في الدولة يسأل من قتله.

وأكد أن الشهيد اللواء وسام الحسن شهد له الجميع بالكفاءة وله خدمات على الجميع، وأهم شيء أنه أنقذ البلد من ميشال سماحة والمتفجرات التي أدخلها إلى البلد. لقد كشف ميشال سماحة فقتل.

وأعلن: العام الماضي في مثل هذه الأيام حذرت من فتنة سنية شيعية، وقلت يومها يجب أن نرى كيف نحل الإشكال في سوريا حلاً سلمياً، أن نكون وسطاء بطريقة لائقة، وأن نلغي الحساسيات حتى لا ننقل النار من سوريا إلى بلدنا. ولكن ما زلنا في لبنان نحل مشاكلنا بالدم إلى اليوم، ولا يوجد أي خطوة نحو حل المشكلة الداخلية، ونحن بدل أن ننتظر الفتنة لتصل إلينا ذهبنا إليها في الشام. الآن اللبنانيون من الطرفين يذهبون إلى سوريا ويقاتلون هناك. واعتبر الطفيلي أنّ النظام السوري جبار وظالم يقتل شعبه بالطائرات والدبابات، وهذا النظام حتماً ساقط قريباً، ويجب أن نقف مع الشعب وليس مع النظام.

ورأى أن التحذير من الأصوليين والقاعدة والسلفيين مزحة سخيفة، وان القول بأنّ الأميركيين يريدون إسقاط  النظام السوري لأنه مقاتل للعدو، غير صحيح فالأميركيون حتى هذه اللحظة يرفضون تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وهم مشاركون في نحر المعارضة. وتطرق إلى حرب غزة فقال: أنّ نتنياهو ومعه أميركا هرولوا لوقف إطلاق النار، وقبلوا تقريباً بكل الشروط التي طرحتها غزة ورجالها الذين أحييهم وأبارك لهم جهادهم وشهداءهم. ووجه الشكر لكل من وقف مع الشعب الفلسطيني، لمصر وإيران وتركيا ولكثير من شعوب الأمة الإسلامية.

 

"هآرتس": كلينتون حذرت نتانياهو من الإقدام على خطوات عقابية بحق السلطة الفلسطينية

المركزية- أوردت صحيفة "هآرتس" - الإسرائيليّة أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حذرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارتها الى تل أبيب قبل أيام من مغبة الإقدام على خطوات عقابية شديدة بحق السلطة الفلسطينية رداً على توجهها إلى الأمم المتحدة لنيل مكانة الدولة غير العضو فيها.

وبحسب "هآرتس" فإن كلينتون حذرت نتانياهو أيضاً من انهيار السلطة الفلسطينية في هذه الحال.

 

"غارديان": النفوذ السوري المنحسر سبب وقف النار في غزة

المركزية- أشارت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أن "أهم ما يلاحظ في عملية وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل في غزة هو النفوذ السوري المنحسر بسبب انغماسها في حرب دموية غير قابلة للإيقاف"، لافتة إلى أن "الرئيس المصري محمد مرسي اذا كان يفخر بإنجازاته كوسيط لا يمكن الاستغناء عنه بين حماس وإسرائيل، فإن نظيره السوري بشار الأسد يبدو بامتياز كأنه رجل الأمس".

وأشارت إلى أن "الاعلام السوري الرسمي غطى الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة بكثافة، ويجري مقارنة بين عدد القتلى الفلسطينيين في غزة على أيدي الجيش الإسرائيلي، وهو 160 قتيلا، والقتلى في المدن السورية على أيدي الجيش السوري في فترة الأيام الثمانية التي استمر فيها الهجوم الإسرائيلي".

 

الراعي يرى أن المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته: لا يحق لأي طرف أن يطالب بتسليم المتهمين باغتيال الحريري

نهارنت/أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس في الفاتيكان أنه"لا يحق لاي طرف ان يطالب بتسليم المتهمين لان المتهم يبقى بريئا حتى تثبت ادانته"، وذلك رداً على سؤال مطالبة قوى 14 آذار بتسليم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبناء على استفسار وجهه موقع Naharnet الإلكتروني بالنسبة لموقف البطريرك الراعي، أرسل المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض ايضاحاً للموقع عينه، وهو التالي: "لقد ميّز سيدنا بين الاتهام السياسي وبين القضاء، معتبراً ان من يطالب يجب ان يكون القضاء، منعاً لتعقيد الامور

واكد انه مع تسليم المتهمين في حال طلبتهم المحكمة لانه ليس كل متهم مذنبا وانه لا يمكننا اعتباره مذنب قبل صدور حكم المحكمة النهائي واستنفاد كل درجات المحاكمة". يذكر أنه بحسب القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فان اربعة عناصر من حزب الله ضالعون في اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري (في 14 شباط 2005) وصادرة بحقهم مذكرات توقيف من المحكمة الخاصة بلبنان تم تسليمها في 30 حزيران 2011 الى السلطات اللبنانية اضافة الى نشرات حمراء صادرة عن الانتربول. وكانت المحكمة اشارت في 23 تشرين الثاني الى انها تنتظر معلومات من جانب السلطات اللبنانية بشأن التدابير المتخذة لتوقيف المتهمين اضافة الى تقرير من مكتب المدعي العام قبل اتخاذ قرار. يذكر أنه قررت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان محاكمة المتهمين الأربعة غيابيا في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري و22 آخرين غيابيا، وذلك بعد أن كانت عقدت اجتماعات علنية في مقرها لمناقشة هذا الأمر. الى ذلك، كانت الوكالة الوطنية للإعلام قد لفتت الى أن "الراعي أكد في مؤتمر صحافي مساء الخميس في المدرسة المارونية في الفاتيكان "ان لبنان يجب ان يكون عنصر استقرار في محيطه العربي وهذا الاستقرار لا يبنى الا بالتفاهم والحوار مع بعضنا البعض" مشددا على "ضرورة تلبية دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى طاولة الحوار والعمل على تغيير الحكومة اذا لزم الامر ولكن من خلال عبور هادئ لا يوقعنا بالفراغات". وأضافت أن "الراعي لخص مفاهيم الاحتفال بعيد الاستقلال بثلاث ثوابت أساسية وهي " المحافظة على سيادة القرار في الشؤون الداخلية والخارجية، سلامة الارض المعترف بها دوليا بحيث لا يوجد عليها سلاح او جيش اجنبي واي سلاح او تنظيم عسكري غير شرعي، والكرامة الوطنية". كذلك، شدد الراعي على "ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها مسجلا اعتراضه على اعتماد قانون الستين"، مستدركاً أنه " يجب احترام المواعيد الدستورية، ولكن لن نقوم باقفال طريق او احراق اطارات اذا تم اعتماد قانون الستين".

 

محامو "14 آذار": على الدولة تسليم المتهم وبعدها البراءة أو الإدانة

المركزية- ردّ محامو حزب "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" و"الكتلة الوطنية" وتجمّع "محامي 14 آذار المستقلّين" على ما ورد في وسائل الإعلام حول"انه لا يحق لأي طرف أن يطالب بتسليم المتهمين لأن المتهم يبقى بريئاً حتى تثبت إدانته والأمر متروك كلّياً للقضاء"، مؤكدين ان "ليس على المتهم فقط تسليم نفسه انما ايضاً على الدولة المعنية ان تسلمّه، لتجري المحاكمات وفقاً للأصول وبعدها يثبت ما إذا كان المتهم بريئاً او مداناً". وجاء في بيان اصدروه الآتي: "ان النظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان الصادر في تاريخ 16/6/2007 ينص في مادة الـ22 على أن تجري المحاكمة غيابياً أمام المحكمة الخاصة بلبنان، إذا لم يتم تسليم المتهم الى المحكمة من قبل سلطات الدولة المعنية أو اذا توارى عن الانظار. كما عادت قواعد الإجراءات والإثبات المطبقة امام المحكمة الخاصة بلبنان، لتنص من جديد يوم صدورها في 20/3/2009 وفي مادتها الـ106 على حالات قصد التهرّب من المحاكمة، وهي تتضمّن حالة عدم تسليم المتهم من قبل سلطات الدولة المعنية الى المحكمة خلال مهلة معقولة أو إذا توارى عن الأنظار او تعذّر العثور عليه بطريقة أخرى، وان اتخذت جميع الخطوات المعقولة لضمان مثوله امام المحكمة. كما تحدّثت المادة المذكورة أعلاه، عن تغيّب المتهم بسبب اخفاق الدولة المعنية في تسليمه او رفضها تسليمه. يتأكّد من هاتين المادتين المذكورتين في النظام الأساسي وفي قواعد الإجراءات والإثبات، انه ليس فقط على المتهم تسليم نفسه انما ايضاً على الدولة المعنية ان تسلمّه، لتجري المحاكمات وفقاً للأصول وبعدها يثبت ما إذا كان المتهم بريئاً او مداناً. كما ان قانون العقوبات اللبناني يفرض على المتهمين في جرائم أقل اهمية من تلك الملاحقة امام المحكمة الخاصة بلبنان تسليم المتهمين وتوقيفهم الى حين صدور القرار النهائي عن محكمة الجنايات أو المجلس العدلي".

 

حزب الكتائب لم يوافق على بيان محامي 14 آذار

رفضت قيادة حزب الكتائب مشاركة أعضاء الحزب المحامين في توقيع بيان محامي قوى 14 آذار الذي رد ضمناً أمس على موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من المطالبة بتسليم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب. وقالت مصادر كتائبية إن الحزب يفضل التوجه إلى البطريرك مباشرة وعلى انفراد في بكركي إن كان ثمة ما يجب قوله له.

ورغم أن البيان تحاشى ذكر البطريرك، أصرت الكتائب على موقفها فصدر البيان مذيلاً بتواقيع محامي حزب "القوات اللبنانية" وحزب الكتلة الوطنية و"تيار المستقبل" و"تجمع محامي 14 آذار المستقلين" (النقيب السابق ميشال اليان ومجموعة من رفاقه). ولوحظ أن إذاعة "صوت لبنان" الكتائبية تجاهلت موقف البطريرك من المطالبة بتسليم المطلوبين. 

 

رئيس الجمهورية قابل البابا وشكر محبته للبنان/الحبر الاعظم دعا اللبنانيين الى التمسك بالحوار والاستقرار

المركزية - جدّد الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الاعراب عن محبته الخاصة للبنان، داعيا اللبنانيين الى التمسك بالحوار وترسيخ الاستقرار كي يبقى وطنهم نموذجا. من جهته، نوّه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بدعم الكرسي الرسولي الدائم للبنان، معربا عن شكره البابا لمنحه الرتبة الكاردينالية للبطريرك الماروني. وكان الرئيسسليمان وصل الى حاضرة الفاتيكان الحادية عشرة ظهراً بتوقيت روما، )الثانية عشرة بتوقيت بيروت) واستقبل وفق المراسم المتبعة في الكرسي الرسولي، وقدّمت له ثلة من الحرس البابوي السويسري التحية الرئاسية ليدخل بعدها الى الباب الرئيسي للقصر، حيث استقبله كبير المسؤولين عن التشريفات ودخل بصحبته الى الجناح البابوي. وعند وصول الرئيس سليمان الى مدخل قاعة المكتبة الخاصة بقداسة البابا، استقبله الحبر الاعظم ودخلا معاً الى المكتبة حيث عقدت خلوة بينهما دامت قرابة نصف ساعة، تلا ذلك تبادل الهدايا بين رئيس الجمهورية والحبر الاعظم. وتمّ في خلال اللقاء بحث العلاقات التاريخية الوطيدة بين لبنان وحاضرة الفاتيكان والتي تكللت مؤخرا بالزيارة التاريخية التي قام بها الحبر الأعظم الى لبنان في ايلول الماضي، حيث كرّر قداسته الاعراب عن شكره للحفاوة التي استقبله بها الشعب اللبناني بجميع اطيافه ومعربا عن عميق محبته الخاصة للبنان، مشدداً على دور الحوار بين اللبنانيين سبيلا لحل مشكلاتهم وداعيا اياهم لترسيخ الاستقرار في وطنهم لإبقائه نموذج تفاعل رغم الصعاب والآلام التي تعصف بالمنطقة، ومعتبرا اياهم مسؤولين عن وديعة الرسالة التي حملها اليهم والتي كان محورها السلام واسس تعميمه. من جهته شكر رئيس الجمهورية للبابا بنديكتوس دعم الكرسي الرسولي الدائم للبنان وللاهتمام بالدفاع عن قضاياه بشكل ثابت ومستمر، معربا له عن عميق الأثر الذي تركته الزيارة البابوية في قلوب وعقول اللبنانيين جميعا له، كذلك شكر له قراره بمنح الرتبة الكاردينالية للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، معتبراً أن هذا القرار رسالة محبة قوية وتقدير ابوي لافت ليس فقط للموارنة في لبنان والشرق ودول الانتشار بل لجميع اللبنانيين. وعرض رئيس الجمهورية للبابا الخطوات التي يقوم بها في سبيل المحافظة على دور لبنان الحضاري الفاعل في منطقته والعالم وعلى الاستقرار فيه، على الرغم من الصعوبات والظروف الدقيقة التي تجتازها المنطقة والتي يتأثر بها لبنان. بعد ذلك، إلتقى الرئيس سليمان أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال تارشيسيوبيرتوني، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل والوزير السابق خليل الهراوي وسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي العميد جورج خوري، وبحث معه الاوضاع في لبنان والمنطقة، وفي سبل تطوير العلاقات الثنائية بين لبنان والكرسي الرسولي في مختلف مجالات التعاون المشترك.

 

ميشال عون أو حايك؟  المرعبي رداً على الجنرال: كلامك تافه والقط لا يحب إلا خنّاقه  

 محمد نمر/ موقع 14 آذار

اختار النائب ميشال عون مساء يوم عيد الاستقلال فرصة يجيب فيها على أسئلة محبيه العونيين عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وإلى جانبه مجموعة من الأشخاص يكتبون له الردود، ويقولون له تعليقات الجمهور التي لم تخلو من الشتائم غير الاخلاقية تجاه فريق "14 آذار"، والمؤسف أن فريق عون الإعلامي الالكتروني لم يعمد إلى شطبها، ليعود الفريق نفسه إلى نقل التفاصيل على موقع "التيار الوطني الحر" من دون اعتماد الصبغة الصحافية بوضع الصفة احتراماً للشخصيات المذكورة، وتحديداً الرئيس سعد الحريري. المضحك المبكي أن عون يناقض نفسه فهو قال في إجابته عن حملات التشويه الإعلامي "نحن نسعى إلى فضح من يحاول تشويه الحقائق، وبصورةٍ خاصّة تلك الوسائل الإعلامية الّتي تقول: "ناقل الكفر ليس بكافر"، ونحن نعتقد عكس ذلك، لأنّ ناقل الكفر هو كافر، (..). وفي جميع محاضراتنا ننبّه من الإعلام المضلّل، لأنّه لولا نقل الكفر لما وصل الكفر لأحد"، إلا أن عون استخدم هذا الأسلوب المضلل نفسه وليس عبر إعلامه فحسب إنما عبر لسانه ليطلق الاتهامات غير الصحيحة عن الرئيس الحريري وقوى "14 آذار". وطرح على عون السؤال الأتي: "ما هو تقييمكم لما يقوم به سعد الحريري من خلال عقاب صقر؟"، فرد عون بـالأسلوب المضلل نفسه الذي سبق وانتقده في السؤال السابق، وجاء "الاتهام" على الشكل الأتي :" الحريري يدّعي بأنّه مسلمٌ معتدل وأستغرب كيف يساعد الإسلاميين المتطرّفين والتّكفيريين بواسطة نائبه في تيار المستقبل عقاب صقر، فإذا صحّ بالفعل أنّه معتدل فسيدفع الثّمن الأكبر لخفّة خياره، أما إذا كان يعرف فيكون بدون شكّ واحداً منهم، وبدل العباءة يتموّه ببزّةٍ وربطة عنق". ليعود ويكمل الاتهام في إجابة أخرى قال فيها إن الحريري يسعى إلى قلب النظام السوري وتسليمه للأخوان المسلمين بهدف أسلمة العالم.

سؤال "فايسبوكي" إلى عون وردّ سياسي

والسؤال إلى الجنرال عون: من أين لك بهذه التنبؤات، وهل من دلائل وبراهين على ما ذكرت، وهل لاحظت أي بند سياسي في وثيقة "تيار المستقبل" السياسية تدعو إلى دعم الاخوان المسلمين أو أسلمة العالم؟ وفي هذا السياق، رد عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي على تصريحات عون، قائلاً: "أعتقد أن ميشال عون يصلح أن يكون مكان ميشال حايك، وفي سهرة راس السنة الميلادية سيأتون به بدلاً من حايك"، مؤكداً أن "تجربة عون فاشلة، وكلامه تافه". وأوضح في حديث لموقع "14 آذار": "مع احترامنا لكل الأطياف في سوريا من إسلاميين ومسيحيين ومستقلين وكل من يريد أن يعيش بحرية وديموقراطية، فنحن مع كل هذه الأطياف ولسنا مع طرف ضد طرف في المعارضة السورية". واضاف: "لكننا وبالتأكيد ضد طرف القتل والإجرام، الذين يُعتبرون اسياد ميشال عون". وقال المرعبي "للجنرال المكسور والمهزوم من قبل النظام السوري إن القط لا يحب إلا خنّاقه".

"شعبية عون من القتلة والمجرمين"

وفي قضية أخرى، توصل عون إلى أن مقاطعة "14 آذار" للحكومة ومجلس النواب هدفها التعطيل وقطع الطّريق على قانون الإنتخاب "ظنّاً من المقاطعين أنّهم سيصلون إلى الإستحقاق النّيابي في حزيران المقبل مع قانون العام 1960". فاقترح المرعبي على عون "طلب مساعدة من شركة محايدة تقوم بالاحصاءات، لتظهر شعبية ميشال عون وجماعته كم زادت وباتت متطورة!، وآخر الاحصاءات استنتجت أن شعبية عون زادت 1000% بفعل دعمه لبشار الأسد و(الرئيس الإيراني) أحمدي نجاد و(الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله ودعم كل مجموعة القتلة والمجرمين وكل مرتكبي المجازر والفظائع في سوريا له". وقال لموقعنا: "نتيجة هذا الدعم فقد يأتينا عون في الانتخابات النيابية بـ 128 نائبا عونيا ً"، لافتاً إلى أن ""الاحتجاج الذي نقوم به هو بوجه السلاح والقتلة والمجرمين وبوجه الحزب القاتل والمجرم، قتل الرئيس رفيق الحريري والاثبات أن هناك 4 متهمين باغتيال الحريري لديه، وحسن نصر الله لم يخجل بقوله "ولا في 300 سنة سيقفون المتهمين"، وبالتالي هو يغطي على هذا الاغتيال والاثبات الاخر هو الشخص المتهم بمحاولة اغتيال الشيخ بطرس حرب وغيرهم". وشدد على أننا "لا يمكن أن نستمر بحملة الكذب والتكاذب والمساكنة مع جماعة اجندتهم خارجية واجندة قتل ومجازر في سوريا أو في إيران وتحوّل لبنان إلى منصة صواريخ إيرانية بوجه العالم أجمع".

"مع أو من دون قانون الـ 60 يجب اسقاط السلاح أولاً"

وبشأن اتهام عون بالتعطيل لانتخابات بقانون الـ 60، أكد المرعبي لموقع "14 آذار" أن "شعارنا هو المقاطعة حتى اسقاط السلاح، وليس من اجل انتخابات ولا غيرها"، وأضاف: "إذا اعتمد قانون الـ 60 أو غيره أو حتى لو قوى 14 آذار حصلت على 128 نائباً، فإذا بقي السلاح لن يستطيع أحد أن يحكم ويظهر شرعية الدولة أو يطور البلد وينميه". ولفت إلى أن "هذه المجموعة التعيسة التي تحكم البلد حاليا من خلال (الرئيس نجيب) ميقاتي ونصر الله ونجاد وصّلت البلد إلى نمو تحت الصفر، ووصلت الشباب اللبناني إلى بطالة تفوق الـ 50 % وإلى إغلاق المؤسسات والشركات وسرقة مداخيل الدولة من جمارك وإلى تهريب الكوبتاغون والحشيشة، ووصّلت إلى ظهور مافيات عريضة في العالم أجمع، وهؤلاء هم مكونات الفريق السياسي الحالي والحكومة"، معتبراً أن على "الشعب اللبناني الاختيار بين هذه المجموعة التي اوصلته إلى هنا ومجموعة 14 آذار التي تريد وتقاتل وتضحي وتستشهد من اجل الدولة وبناء المؤسسات". وأشار إلى أنه "من بين الأمور التي قضوا عليها أنهم سيطروا على مؤسسات الدولة من قيادة جيش وأمن عام، وآخرها كان محاولة السيطرة على قوى الأمن الداخلي عبر اغتيال اللواء وسام الحسن وفي الوقت نفسه قاموا بتعيينات بسرعة هائلة لقطاع النفط من أجل السيطرة عليه، ولا ننسى سيطرتهم على الكهرباء والمياه وكل الخدمات التي تمس بحياة المواطن في لوقت الذي تشتكي فيه الناس من غياب الكهرباء والمياه ومشاكل الاتصالات والتصرفات الكيدية والمناطقية والطائفية".

 

جعجع: الفريق الآخر يستفيد من الوقت لتنفيذ أكبر عدد ممكن من الاغتيالات  

مجدلاني لـ"السياسة": "حزب الله" يسعى إلى تغيير الدستور وإلغاء "الطائف"

 بيروت - "السياسة": أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني لـ"السياسة" أن موقف الكتلة الداعي لاستقالة الحكومة اللبنانية وتأليف حكومة إنقاذ حيادية, هو جزء لا يتجزأ من موقف "14 آذار".

ورأى ان المطالبة باستقالة هذه الحكومة قبل البحث في أي أمر آخر تأتي حرصاً من فريق "14 آذار" على المحافظة على الأصول الدستورية, موضحاً أنه عندما تستقيل الحكومة يدعو رئيس الجمهورية لاستشارات ملزمة وفي ضوء نتيجة هذه الاستشارات يتم تكليف الشخص الذي يحظى بأكثرية هذه الاستشارات لتأليف الحكومة, وهو بدوره يجري اتصالات مع الكتل النيابية لإنجاز مهمة التأليف, أما ما يطرح اليوم من مواقف وكلام حول اتفاق مسبق على تشكيل حكومة جديدة ومن بعدها تستقيل الحكومة الحالية, فهذا يعد خرقاً فاضحاً للدستور والمؤسسات الدستورية, و"نحن لا يمكننا القبول بهذا الخرق مهما كلف الأمر, أما ترك الأمور على ما هي عليه والذهاب إلى الحوار والقبول بما يطرحه "حزب الله", فنكون بذلك ألغينا المؤسسات وحولنا طاولة الحوار عن مسارها الذي تشكلت من أجله, وهو البحث في موضوع سلاح "حزب الله", ولهذا السبب فإننا نرفض الحوار على هذه الصورة, كما لن نسمح بالمس بالمؤسسات الدستورية لأن هذا يعني شيئاً واحداً, إلغاء الدستور وإلغاء اتفاق الطائف".

واعتبر أن المطالبة بهذا الأمر تمهد لتجاوز الدستور ووضع دستور جديد وفقاً للخطة التي تحدثت عنها جريدة "كيهان" الإيرانية في العام 2006, حين طلبت من الشيعة في لبنان أن يكونوا الأكثرية في الحكومة, و"لذلك فإن دعوة "حزب الله" منذ أكثر من شهرين لوضع دستور جديد, ودعوة نوابه للتمسك بالمقاومة, تعني أن "حزب الله" يسير على طريق تغيير الدستور وإلغاء "الطائف" وإنشاء مؤتمر تأسيسي يمهد لنقل السلطة إليه بالكامل". وعن مواجهة هذا المشروع, قال مجدلاني: "ليس أمامنا سوى خيار واحد يتمثل بصمودنا وكشف حقيقة ما يخطط له "حزب الله" للرأي العام اللبناني والعربي والدولي لفضح هذا المخطط وإفشاله, لذلك لا بد من استقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ حيادية". في سياق متصل, أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "أننا نخوض مواجهة قوية جداً باعتبار أن الصراع وصل إلى أشده, فنحن كنا نحاول تسيير الأمور وحلحلتها, لكن تبين أن الفريق الآخر يحاول الاستفادة من الوقت ليقوم بأكبر عدد ممكن من الاغتيالات السياسية, وحان الوقت لنقول لهم: كفى اغتيالاً وإجراماً".

وقال خلال لقائه وفداً طالبياً من جامعة القديس يوسف: "في حال أرادوا أن يمارسوا السياسة كما يجب فأهلاً وسهلاً بهم, أما إذا رفضوا فسنواجههم في السياسة إلى حين التوصُل إلى تفاهم لوقف عمليات العنف السياسي والقتل على الهوية السياسية". من جهة أخرى, وفي ظل تمسك فريق "14 آذار" النيابي بمقاطعة الحكومة سياسياً, وعدم المشاركة في جلسات اللجان لأسباب أمنية, وبسبب تواجد أغلب الشخصيات السياسية ومنهم النواب في روما لحضور تنصيب البطريرك بشارة الراعي كاردينالاً, تدارك رئيس مجلس النواب نبيه بري الأمر وصرف النظر عن الدعوة لجلسة عامة في المجلس لاستقبال الرئيس الأرميني الثلاثاء المقبل.

 

سليمان تقبل والراعي التهاني بالاستقلال في حفل استقبال أقامه سفير لبنان في الفاتيكان

وطنية - أقام سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري حفل استقبال في ال "غراند أوتيل" في روما في ذكرى الاستقلال، تقبل خلاله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان واللبنانية الأولى السيدة وفاء والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي التهاني بالمناسبة، في حضور حشد رسمي وكنسي وشعبي.

 

حياد لبنان اليوم قبل الغد

انطوان سعد/جريدة الجمهورية

إذا كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تخشى إعلان الحياد، أقلّه في المفهوم السياسي، فلأنها تخشى أن تسمّي الأمور بأسمائها الحقيقية، على شاكلة ما فعلته في بيانها الوزاري عندما أقرّت بأنها ستحترم القرارات الدولية "مبدئياً "، وكأنّ للدولة العضو في المنظمة الدولية سلطة استنسابية في تنفيذ القرارات وتطبيق القواعد الدولية الآمرة التي لها طابع إلزامي Un pouvoir discrétionnaire d'appliquer les règles internationales impératives (jus cogens). إذ لا يجوز للبيان الوزاري أن يتعارض مع أحكام الدستور الذي تنصّ الفقرة "ب" من مقدّمته: "على أن لبنان عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمـم المتحـدة وملتـزم مواثيقهـا..." وعليه لا يكون الالتزام مبدئياً (أي أن المعني به مخيّر بين تنفيذه أو عدم تنفيذه)، بل إن الالتزام يكون قطعياً. وبين ماضي لبنان الحافل بتأثّر بيئته بدول قريبة أو بعيدة، وسياسات عهود وحكومات اختارت مساراً معلقاً لدى هذه أو تلك من الدول، تطرح فكرة الحياد وضعية قانونية ضرورية للبنان لإخراجه من دائرة التجاذب الإقليمي والدولي. ويتخذ الحياد شكلين: إما أن يكون دائماً أو مؤقتاً، فالحياد الدائم هو وضع قانوني تتعهد فيه الدولة مع غيرها من الدول عدم دخول أي حرب. ويتم ذلك بتوقيع معاهدة تعتبر فيها الدول ضامناً لهذا الحياد. أما الحياد الموقت فهو موقف تتبناه الدولة إزاء حرب معينة، فتعلن عدم اشتراكها في الحرب القائمة وتحتفظ بعلاقاتها مع كل من الفريقين المتحاربين.

وإذا كان هناك من يعارض مفهوم الحياد معتبراً أنه لا يمكن سلخ لبنان عن بيئته الإقليمية والشرق أوسطية، فلا يجوز أن يسلخ لبنان عن العالم العربي، في حين أنه البلد الأضعف بين هذه الدول والأكثر تماساً مع أماكن الاشتباكات في العالم العربي مع إسرائيل، والأكثر تأثراً بالتجاذبات العربية (سوريا، مصر، المملكة العربية السعودية، إلخ، إضافة إلى سواها من دول تحاول أن تنافس بعضها لتجد لها موطىء قدم في لبنان مؤخراً كالتنافس التركي – الإيراني في لبنان والعالم العربي).

وإذا كان بعضهم يبرّر عدم جدوى الحياد من الناحية العملية لأن الدول المتحاربة لا تقيم وزناً لحياد الدول، وأن الأضرار التي قد تصيبها لا تقل أحياناً عن أضرار الدول المتحاربة. وهذا صحيح إذ إن ما هو جارٍ اليوم في سوريا، على سبيل المثال، لم يمنع قوات النظام من الاعتداء على لبنان، وربما استخدام الأراضي اللبنانية ممرّاً لمساعدة الثوار في سوريا على رغم من إعلان الحكومة أنها تنأى بنفسها نظرياً عما يحصل هناك. لكن، في المقابل، فإن الدول القوية استطاعت دائماً أن تفرض احترام الدول لحيادها. أما ما يُضعف لبنان في الوصول لتحقيق هذه الغايات، فهو تعدّد الانقسامات الداخلية وتعدّد أشكال مفهوم الانتماء للوطن، هل يشمل هذا الأمر أولوية الانتماء إلى الدولة اللبنانية أو إلى دولة أخرى. وإن اختلاف مفهوم الانتماء قد يكون كذلك لدى الأفراد أو لدى الأحزاب والجماعات، ولنأخذ أمثلة في هذا الصدد على صعيد الأشخاص، إذ فضّل مثلاً الوزير السابق ميشال سماحة النظام السوري على الدولة اللبنانية التي تمنحه هوية وانتماء إلى دولة يفترض أن ينتمي أبناؤها إلى علَمها ودستورها وقوانينها وتقاليدها وأعرافها ونضالات أجدادنا. ناهيك عن السيادة والكرامة والنظرة إلى الاحتلال الذي يضيع بين نظرة الفارسي ونظرة العربي.

هكذا ضاعت تضحيات أجدادنا الذين أورثونا وطناً جعلناه شركة مدينة لهذه أو تلك من الدول، ويتقاسم تفليستها الداخل والخارج، بدلاً من تطوير هذا الوطن ليصبح دولة حديثة قوية وقادرة على فرض حمايتها بنفسها، لا أن يتم الاعتداء عليها جنوباً وشمالاً من دون أن تتمكن من الدفاع عن نفسها أو فرض حيادها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن بعض الدول التي تعتمد الحياد في إطار علاقاتها بالمجتمع الدولي، فإنها بنَت لها في المقابل جيشاً قوياً يستطيع أن يفرض حيادها على الدول المجاورة.

أما في لبنان فإن رسائل إيران تصل إلى إسرائيل من الداخل اللبناني من خلال "حزب الله"، وفي الشمال والبقاع تصلنا رسائل النظام السوري على رغم من خروج قواته المحتلة من لبنان، وقد وصلتنا متفجراته منذ عشرات السنين من دون أن تتعظ الدولة اللبنانية (شعباً وأرضاً ومؤسسات حكومية) بوجوب بناء جيش يحمي لبنان وعدم انتظار حماية أحد من الداخل والخارج.

ولكي لا يبقى لبنان فريسة الرياح الشرقية والغربية وضعف انتماء بعض أبنائه إليه، تعالوا ننشد للبنان وضعاً قانونياً في إطار علاقته مع المجتمع الدولي يجنّبه الويلات والمصائب، ويحرّر الأجيال القادمة من عبء ارتباطاتنا التاريخية بأبعادها الدينية والطائفية والإتنية المبنية على فكرة الحماية، هذه الارتباطات التي لم تجلب للبنان إلا البؤس والفوضى والألم.

 

 فتفت: "8 آذار" تحاول سد طرق الحوار

المركزية- أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "الكتلة أرادت تواصلا دائما مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، ولقاءه جاء في هذا السياق". وكشف في حديث اذاعي، أن "جنبلاط قال له: ان الأفق بات مسدودا، لذلك لا بد من تحريك الوضع من خلال اعتماد إعلان بعبدا"، مشيرا إلى أن "الفريق الآخر لم يعد مقتنعا بهذا الإعلان". واتهم فريق "8 آذر" بأنه "يحاول منذ اعوام سد طرق الحوار من خلال اختراعه ملف شهود الزور سابقا ومن ثم استقالة بعض من نوابه من الحكومة، وأخيرا تحويل الاستراتيجية الدفاعية التي يفترض التحاور حولها إلى استراتيجية ايرانية".

أما عن المشاركة في طاولة الحوار، فقال "موقفنا واضح، فقبل توفر الحد الأدنى لن نشارك في هذا الحوار، خصوصا أن الفريق الآخر مصر على فرض رأيه وعدم التحاور

 

صواريخ الجنوب تحضر في الاجتماع الثلاثي في الناقورة/سييرا: تكثيف الدوريات لإبقاء الوضع تحت السيطــرة

المركزية ـ شهدت الحدود الجنوبية فصلا جديدا من فصول عمليات إطلاق الصواريخ في إتجاه إسرائيل، التي لم تبلغها فأخطأت أهدافها وسقطت داخل الاراضي اللبنانية في الخيام وعلى مقربة من الحدود الدولية. ففي حين إنطلق ليل الأربعاء – الخميس صاروخان من كفرتبنيت على إسرائيل وسقط الأول في منطقة الحمامص والثاني في إبل القمح القريبة من الوزاني، عثر صباح أمس، على صاروخ كاتيوشا ثالث معد للاطلاق في منطقة الزفاتة، وعلى الفور حضرت الى المكان قوة من الجيش اللبناني وفرضت طوقا على المنطقة ومنعت الدخول اليها، وانتشر عدد من جنودها في المكان فيما عطل الهبراء العسكريون الصاروخ الثالث ونقل الى مركز الجيش في منطقة مرجعيون.

وفي هذا الإطار، أفادت مصادر أمنية "انه أثناء تفتيش عناصر الجيش عن مكان انطلاق الصواريخ في أحراج الخردلي تمكنت من العثور على صاروخ ثالث مطمور في مكب سابق للنفايات في مزرعة المنصورة قرب كفرتبنيت وتبين أثناء تفكيكه ان خللا فنيا حصل في ساعة التوقيت المربوطة فيه.

مباشرة التحقيق: وفي وقت باشرت الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية تحقيقاتها لمعرفة الجهة التي تقف وراء وضع الصواريخ لاطلاقها، رجحت مصادر ان تكون جهة فلسطينية تتبع لكتائب عبدالله عزام تقف وراء هذه الصواريخ بهدف توتير الاجواء الامنية، خصوصا وان تلك الجهة كانت قد تبنت في اوقات سابقة اطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني على اسرائيل.

وفي سياق متصل، نفت معلومات توقيف مديرية المخابرات رقيب أول متقاعد في بلدة كفرتبنيت على خلفية نقل صواريخ أخيرا الى الجنوب غير صحيحة، موضحة ان التوقيف تم على خلفية قضية اخرى.

حواجز أمنية: ولضبط الوضع الأمني، أقام الجيش اللبناني اليوم حواجزه على الطرق حيث دققت عناصره بالهويات وفتشت السيارات، كما نفذت بمؤازرة القوات الدولية دوريات مشتركة على الحدود المحاذية للمستعمرات الاسرائيلي التي شهدت تحركات لجيش الاحتلال.

سيّرا: ووصف القائد العام لقوات "اليونيفل" الجنرال باولو سيرا الاوضاع في جنوب لبنان بـ"الهادئة نسبياً"، وذلك من خلال التعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية، آملا في ان يبقى على هذا الحال. وحول حادثة اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، قال: "اليونيفل" تكثف دورياتها بالتنسيق مع الجيش اللبناني والمخابرات ليبقى الوضع تحت السيطرة. وقال سييرا خلال رعايته احتفال تسلم وتسليم بين الكتيبة الاسبانية السابعة عشرة والثامنة عشرة في مقر قيادتها في سهل بلاط في حضور سفيرة اسبانيا في لبنان نيلاغروس: نحن نشعر بالفخر على رغم التطورات في مناطق مختلفة في لبنان والبلدان المجاورة فقد ظل الوضع في الجنوب هادئا الى حد كبير، وفي هذه الفترة نعيد تأكيد التزام "اليونيفل" وتصميمها على مساعدة الاطراف على تنفيذ وقف الاعمال العدائية وتعزيز الاحترام التام للقرار 1701.

الى ذلك ابلغ مصدر امني "المركزية" ان مسألة إطلاق الصوارخ على إسرائيل ستشكل مادة نقاش وتجاذب خلال الاجتماع الثلاثي اللبناني – الدولي - الاسرائيلي الذي سينعقد في الناقورة في 28 الجاري كما سيتم البحث خلاله في الخروق الاسرائيلية على الخط الازرق ومنها اختطاف اسرائيل لراع لبناني من شبعا يدعى اسعد زهرا ثم الافراج عنه، كما سيتناول تعليم الخط الازرق والبحث في الانسحاب الاسرائيلي من الجزء الشمالي لبلدة الغجر اللبنانية، إضافة الى التزام جميع الاطراف بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.

 

صواريخ الجنوب تحضر في الاجتماع الثلاثي في الناقورة/سييرا: تكثيف الدوريات لإبقاء الوضع تحت السيطــرة

المركزية – ذكرت مصادر متابعة في ملف الكهرباء ان مناقصة المعمل الحراري في دير عمار رست على مجموعة Abener الاسبانية المتخصصة بإنتاج الكهرباء وشركة butec اللبنانية.

واوضحت سبب اقدام وزير الطاقة والمياه جبران باسيل على فسخ مناقصة المعمل الحراري في دير عمار، قائلة ان المناقصة رست على شركة Abener الاسبانية وشركة Butec اللبنانية، بعدما وضعت شركة as consult السويسرية دفتر الشروط والمواصفات، ووافق عليها البنك الدولي ومجلس الوزراء الذي احالها بعد الموافقة الى لجنة المناقصات في الدولة اللبنانية، حيث رسا هذا الالتزام بـ 660 مليون دولار على شركة Butec بسعر كيلو وات ساعة يبلغ 13,6 سنتا اميركيا وهذا يعتبر من افضل الاسعار عالميا، ومن ضمن الشروط التزام الشركة بالمواصفات البيئية.

ولفتت المصادر الى انه في حال التراجع عن توقيع العقد مع مجموعة Abener – Butec ، فستعمد المجموعة بدون شك للتحكيم الدولي المنصوص عنه في العقد، تعويضا لحقوقها وكلفها وارباحها الفائتة من جراء عدم توقيع العقد معها بعد ارساء الالتزام عليها، وستحصل الشركة بدون شك على التعويض المناسب الذي قد يتجاوز ما يرمي اليه في المفاوضات.

واعتبرت ان الانعكاس الاهم، الناتج عن اعادة المناقصة وتأخير المشروع لمدة لا تقل عن سنة يكمن في:

على الصعيد الاقتصادي: خسارة حوالي ثلاثة ملايين دولار في الشهر، كفارق كلفة انتاج بين دير عمار (1) ودير عمار (2)، ويعني ذلك خسارة مباشرة تتجاوز كلفة المشروع، بالاضافة الى تداعيات اكبر على مستوى الاقتصاد الوطني. ولتقدير هذه الخسارة، يمكن لمعالي الوزير مراجعة ما نشر وكتب وقيل حول هذه الخسارة وانعكاساتها.

على الصعيد الاجتماعي والسياسي:

- حرمان المواطنين من التيار الكهربائي لمصلحة اصحاب المولدات والسماسرة والمافيات، وتأثير ذلك على الفقراء.

- حرمان اهالي الشمال وطرابلس بالذات من فرص عمل هم بأشد الحاجة اليها في هذا الوقت بالذات.

- زيادة وتيرة النقمة لدى المواطنين وتوقف عمل شركات مقدمي الخدمات اذا لم يتوفر تيار كهربائي للتوزيع.

- خلافا لكل قول فإن الوقت الضائع من جراء اعادة المناقصة سوف يتجاوز في احسن الاحوال التسعة اشهر حيث تستوجب هذه الاعادة حتى عملية الرسو:

* اعداد دفتر شروط جديد من استشاري معترف به من قبل الهيئات الدولية.

* الموافقة على تعديلات دفتر الشروط من قبل البنك الدولي لإتاحة الحصول على تمويل دولي.

* الاعلان عن مناقصة غير محصورة واعطاء مهلة لا تقل عن 4 اشهر لتقديم العروض، لأن الشركات المعروفة والجدية لا تقبل بمدة غير كافية للقيام بدراسة وافية لعرضها.

* دراسة العروض ومناقشتها من قبل الادارة بغية الرسو، ولا يمكن ان تكون المهلة اقل من شهرين.

اما بالنسبة الى اعادة المناقصة بدون مبرر بعد رسوها على شركة عالمية قدمت من البداية عرضا كاملا واضحا بدون اي تحفظ، فلذلك انعكاسات منها:

* الاضرار بسمعة لبنان في اسبانيا وفي السوق الاوروبية المشتركة، وعلى الارجح فإن ذلك سيقود لعدم تقدم اي شركة اوروبية محترمة للمنافسة مستقبلا في السوق اللبنانية.

* الاضرار بمصداقية الدولة اللبنانية لدى البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية والصناديق الممولة الخ.

اما بالنسبة لشركة بوتك التي حظيت بمساهمة مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي في رأسمالها، فإن اقصاءها قد يفسر رغبة في اقصاء الشركات الوطنية من عملية الاعمار والتطوير.

وذكرت المصادر مواقف كل من رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ووزير الطاقة جبران باسيل وحديثهما عن الخسارة اليومية والكبيرة التي يتكبدها لبنان يوميا نتيجة تعطيل انتاج الكهرباء عندما كان المتعاقدون والمياومون يطالبون بحقوقهم.

 

النائب أنطوان سعد زمن الاســتقواء على الدولة ولّى وعلى القوى السياسية ملاقاة مبادرة جنبلاط

المركزية- دعا النائب أنطوان سعد، الى "التفاف كل اللبنانيين لا سيما القوى السياسية حول الجيش والأجهزة الأمنية، ووضع استراتيجية دفاعية وطنية لاستيعاب أي سلاح خارج سلطة الدولة، وفتح آفاق جديدة للتعاطي مع المؤسسات ضمن أطر القانون والدستور". وأكّد في تصريح أن "منطق الاستقواء على الدولة ولّى ولا يجوز للبعض ممن كان في السلك العسكري أن يسأل عن استراتيجية الجيش وهو يعرف أنه يساعد من يستبيح الدولة ويقدم له الغطاء السياسي والنيابي والشعبي"، داعياً الى "التعالي عن بعض الصغائر من أجل مصالح آنية، والى ابعاد شبح الفتنة عن لبنان".

وهنأ سعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على "مواقفه الوطنية والحكيمة في اصعب مرحلة يمر بها لبنان"، ونوه "بعمل الجيش والقوى الامنية وبالدور الكبير الذي تقوم به لحفظ أمن البلد واستقراره وابعاده عن الحريق السوري الذي يحاول البعض زج لبنان به في لحظة اقليمية ودولية وعربية نحتاج فيها الى مواقف الرجال الكبار". واكد سعد أن "الاستقلال الناجز يكون بقدرة الدولة على حماية ابنائها وبابعاد شبح الحرب والفتنة عن الساحة المحلية"، واضعاً "مبادرة" رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "في إطار الحل الذي يجب أن تبادر القوى السياسية في لبنان الى ملاقاته ومد اليد للوصول الى تفاهمات وطنية من شأنها اخراج البلاد من حالة الجمود وشدّ الاعصاب والتشنج وبوادر التقسيم الى الانتعاش والانطلاق نحو لبنان الانفتاح والربيع العربي". كما تحدث عن "امكانية قيام حكومة قوية قادرة وايجاد الحلول للمعضلات التي يمر بها لبنان ".

 

حضر فجأة الى العشاء السنوي لـ "جبهة الحرية"/سامي الجميل: علينا لم الشمل وتوحيد الصف/أبو ناضر: تثبيت قرارنا الحر وتكريس حياد لبنان

المركزية- دعا رئيس "جبهة الحرية" الدكتور فؤاد أبو ناضر الى الغاء المذهبية بين المسيحيين لتسهيل الانصهار في ما بينهم في لبنان والشرق.

بدوره اعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي شكل حضوره مفاجأة للجميع ومبادرة مهمة على صعيد جمع الصف ولم الشمل، أن الوحدة الوطنية الحقيقية تبدأ من المصالحة المسيحية الحقيقية. أقامت "جبهة الحرية" عشاءها السنوي في مجمع بارناسيونال قاعة كي روم في الكسليك، في حضور النائبين السابقين كميل زياده ومنصور غانم البون، وحشد كبير من المؤيدين وفاعليات سياسية واجتماعية وكوادر حزبية. بداية النشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، خصوصا بيار الجميل وسمير شرتوني، فكلمة ترحيب من عريفة الحفل ايفان الشمالي، أعقبها كلمة ابو ناضر قال فيها: "بداية أرحّب بكلّ الرسميين واهل الاعلام والاصدقاء والرفاق، الليلة ذكرى أليمة، ذكرى استشهاد بيار الجميّل الذي مثّل بالنسبة للكثيرين تجسيدا لارادة التجديد في حزب الكتائب والساحة السياسية المسيحية، واغتياله كان رسالة للمسيحي انّه ممنوع عليك أن تعيش املا جديدا. وجوابنا على هذه الرسالة "فشرتوا" اليأس ممنوع والأمل لا يموت في نفس المسيحي. فتحيّة الى روح بيار الجميّل وسمير الشرتوني في ذكرى استشهادهما. وكذلك نتذكر رفاقا غادرونا باكرا كجورج بدر مسؤول البقاع الغربي بجبهة الحرّية وسامي القاصوف مسؤول زحلة والبقاع الأوسط وهم في عزّ العطاء، ولا ننسى ان الليلة عشيّة الاستقلال ونسأل: عيدٌ بِأَيَّة حال عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم لأمر فيكَ تَجديدُ؟

وقال: "اسمحوا لي انّ أكون صريحا كعادتي، قرأت في صحيفة "لوريان لوجور" مقالا لـ "فيفي أبو ديب" نقلا عن المفكّر والناشط السوري ميشال كيلو يتحدث فيه عن حادثة عاشها في الثمينينات في السجن، عندما التقى طفلا يبلغ من العمر 5 سنوات ولد في السجن، وعندما حاول ميشال كيلو أن يخبره عن حكاية عصفور سأله الطفل: ماذا يعني عصفور؟ بالنسبة لهذا الطفل حدود الدنيا هي الجدران الاربعة للسجن. نحن في لبنان في مثل هذا السجن، وليس مطلوبا او مسموحا انّ نتطّلع خارج هذا الاطار الضّيق الذي وضعونا فيه. اطار الانقسام العامودي بين السنّة والشيعة، بين الايراني والسعودي، وبين 8 و14 وبين اقرار سلسلة الرواتب وعدم وجود التمويل وبين المشاريع الانمائية.

نريد هدم الجدران، ولا نريد لأحد أن يدخلنا في آتون حرب اهلية جديدة نكون فيها وقودا لمصلحة ايّ طرف أو نذهب فيها فرق عملة، نادينا بالقرار المسيحي الحرّ وبالقرار اللبناني الحر والحياد الايجابي، قرارنا الحرّ وحيادنا هما ضمانتنا، اليوم وغدا وفي المستقبل، في وجه هذا الزلزال الذي يضرب المنطقة. وسواء صمد النظام السوري أم لم يصمد، وانتصرت المعارضة السورية أم لم تنتصر، وتخرج حماس من المحور الايراني أم لم تخرج، اذا استطعنا أن نثبّت قرارنا الحر وكرسّنا حياد لبنان، لا أحد يستطيع هزّ الوضع في لبنان "كلّ ما صاح الديك". ولمجتمعنا المسيحي نقول، ان تجديد الحياة السياسية في لبنان يمر حتما بتجديد البنية السياسية للمسيحيين، وهذا ما نادينا به في العام 2005، وهذا التجديد لا بد أن يمر بتكريس الممارسة الديموقراطية الحقيقية داخل لأحزاب المسيحية واعتماد مبدأ تداول السلطة والمساءلة والشفافية، ونرى بعض المحاولات للتجديد من داخل الاحزاب ونحيي الجهود الذاهبة في هذا الاتجاه.

ودعا أبو ناضر الأحزاب المسيحية الى فتح المجال للتعبير عن ذاتهم وتسهيل اعادة التجديد من الداخل كي لا نصل الى وضع نصبح فيه في خضم ربيع الأحزاب المسيحية، كما دعا الى الغاء المذهبية بين المسيحيين لتسهيل الانصهار ما بين المسيحيين في لبنان والشرق. وختم بالدعوة الى قيام مجلس وطني مسيحي انطلاقا من بكركي برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان لتثبيت رؤيا استراتيجية تسمح للمسيحيين أن يلعبوا دورهم الطبيعي والتاريخي في لبنان والشرق. واثار الحضور المفاجئ لمنسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل عاصفة من التصفيق حضورا، بعد ان توجه بالتحية الى الحاضرين، وألقى كلمة اشاد فيها بالأدوار التي لعبها الدكتور أبو ناضر ورفاقه الموجودون، مؤكدا أنه بفضلهم نحن لا زلنا هنا ومستمرون، وكان لهم الدور الفاعل في تعزيز البقاء". وبعد أن تحدث الجميل عن المراحل النضالية للمقاومة انتهى الى القول "يجب علينا لم الشمل وتوحيد الصف، فالوحدة الوطنية الحقيقية تبدأ من المصالحة المسيحية الحقيقية وعلينا ان نكون ركائز بناة هذا الوطن، مشددا على الوحدة والالتفاف، وأن حزب الكتائب أبوابه مفتوحة ويتسع للجميع. وختم بالدعوة الى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها لبناء الوطن الذي نطمح اليه، على قاعدة الشراكة الحقيقية بين مكوناته. ثم جرى عرض فيلم وثائقي عن نشاطات وإنجازات "جبهة الحرية للعام 2012"، وللمناسبة قدم الدكتور فؤاد ابو ناضر ونائبه خليل ناضر دروعا تكريمية لكل من السيدات تمام ابو جودة، ريموندا الغول، غريس بعقليني، ليلى حاوي زود وهيلينا صيقلي.

 

جنجنيان: طاولة الحوار لتكريس الخلافات

المركزية – أعلن عضو كتلة القوات اللبنانية النائب شانت جنجنيان أن "مقاطعة الحكومة ليست السياسة التي تعتمدها 14 آذار وإنما هي نتيجة لتصرفات هذه الحكومة التي كشفت البلاد أمنيا وأدت إلى اغتيال اللواء وسام الحسن بالإضافة إلى محاولتي اغتيال الدكتور سمير جعجع والنائب بطرس حرب"، متسائلاً "أنسينا المشاكل التي كانت بين أعضاء هذه الحكومة وكم مرة اضطر حزب الله لإرسال وفود إلى الرابية من أجل حلّ هذه المشاكل بين العماد عون والرئيس ميقاتي؟" وفي حديثٍ إذاعي، رأى جنجنيان أن "طاولة الحوار أصبحت فقط لتكريس المواضيع الخلافية وهذا مضيعة للوقت وليس مكانا لإيجاد الحلول"، مشيراً الى أن "قوى 14 آذار تنازلت عن عدد كبير من حقوقها حفاظا على أمن الوطن والمواطنين إلا أنها لن تتنازل بعد الآن"، مطالباً بـ"استقالة الحكومة التي أغرقتنا في المحاور الإقليمية".

 

قبل انقلاب الميزان

الياس الزغبي/لبنان الآن

في التبسيط السياسي اللبناني المعادلة الآتية: " 14 آذار" عاجزة، قاصرة، تائهة. " 8 آذار" قويّة، راشدة، واثقة. والدليل هو بقاء الحكومة، وفشل المعارضة في إسقاطها. لا شكّ أنّ هناك الكثير من التسرّع والخفّة والتبسيط، في هذا التقدير السياسي، الذي يأخذ بظاهر الأمور، ويعتمد على المعطيات الشكليّة الآنيّة. ومن يرصد تموّجات الوضع اللبناني والإقليمي، خصوصاً اتّجاه تطوّرات غزّة، وانسداد أُفق النظام السوري، يدرك أنّنا لم نعُدْ في وضع "ستاتيكو"، وأنّ لبنان بات على عتبة الخروج من استنقاعه السياسي، على الأقلّ في مجال تبديل الحكومة لملاقاة استحقاق الربيع، وبدء إيران و"حزب الله" جردة حسابات جديدة. لعلّ سقف المكابرة، أو الإستكبار، الذي رفعته قيادة "حزب الله" منذ انقلابها قبل نحو عاميْن، بدأ يهبط، ليس فقط على مستوى الخطاب "الحواري" وتقديم كفّ ناعمة، بل على مستوى التهيّب من مأزق المشروع الإيراني – السوري، بعد انكشاف خلفيّته في ميني - حرب غزّة الأخيرة، وسحب الكثير من أوراقه لمصلحة خطّ مصر- الخليج- تركيّا- الغرب . وقد كان لافتاً تمرير شكْر لفظي من قيادة "حماس" لإيران، وكأنّه من باب رثاء ميت، أو الصلاة على روح غائب. في الواقع، اكتمل سحب ورقة غزّة من اليد الإيرانيّة. وبات أيّ حديث عن توازن الرعب مع إسرائيل بصواريخ "حزب الله" وعراضة طائرة "أيّوب" من باب الديكور، أو الفولكلور السياسي، بعدما سبقتها غزّة إلى ما بعد تل أبيب والقدس!.وكأنّ "حزب الله" المدجّج حتّى أسنانه، بات منزوع الأنياب في المشروع المأزوم، ولا يسعه "التكشير" إلاّ في وجه اللبنانيّين في الداخل. وكانت خطابات السيّد حسن نصرالله العاشورائيّة بمثابة دردشات حكواتيّة في ليالي رمضانيّة. إذ كان يكتفي بتسجيل بطولات غزّة، وتقديم تحليلات سياسيّة كأيّ صحافي وراء مكتبه، وليس في ميدان الحدث. ماذا يعني كلّ هذا؟

منْ يجد نفسه مأزوماً تجاه الخارج، ويخسر بالنقاط في مشروعه الكبير، يرتدّ حكماً إلى الداخل للتعويض، بإحدى وسيلتيْن:

-  إمّا يندفع في حركة قوّة مسلّحة ضدّ خصومه للسطو الكامل على السلطة ( 7 أيّار "وطني"!) .

-  أو يفاوض للتغيير، مع محاولة الإحتفاظ ببعض مكتسبات حكومته الراهنة.

وليس خافياً أنّ الخيار الأوّل بات في طريق مسدود، بعدما تبيّن أنّه خيار إنتحاري لا أُفق له. ويبقى خيار التفاوض، وقد سلّم "حزب الله" به لرئيس الجمهوريّة ووليد جنبلاط، على مضض مفضوح.

والرئيس نجيب ميقاتي، في هذا المجال، لا حوْل له ولا قوّة. يحاول تحسّس مستقبله السياسي تحت بريق لقاءاته الدوليّة التي لا تشكّل سوى تطييب معنوي مسبق لانسحابه.

 وإذا كان المثل يقول: "بقاء الحال من المُحال"، فإنّ الجمود الظاهر يُخفي حركة ناشطة لتغيير الحال. والجميع باتوا في هذا المدار، بمن فيهم المتمسّكون بالدجاجة التي تبيض لهم ذهباً، لعلمهم أنّ صفقة العمر لن تتكرّر.  ولا تكتفي " 14 آذار" بالجلوس على كرسي لمشاهدة جثّة عدوّها تعبر، بل تعمل، بهدوء صاحب الحق، على تطبيق مشروعها لبناء الدولة، بعد تجديد الوكالة الشعبيّة لها بقوّة، في الربيع الآتي.

وقد جاءها السند الصادق، ليس فقط من استطلاعات الرأي، بل من صناديق النقابات والجامعات. وقد تكون رسالة هذه الصناديق سبباً لنقزة " 8 آذار"، وبحثها عن ظروف لا تلائم إجراء الانتخابات.

وليس المطلوب أن يتحوّل خصوم  "ثورة الأرز" إلى جثث سياسيّة. لكنّهم، هم وحدهم قادرون على إنقاذ أنفسهم، للبقاء على قيد الشراكة الوطنيّة.

وهذا الإنقاذ الذاتي لا يُمكن أن يتمّ إلاّ الآن. وليس بعد انقلاب الميزان.

 

هل يُوقِّع ميقاتي «تعديل الطائف»؟

عُدي ضاهر/جريدة الجمهورية

منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، والحديث لدى البعض في لبنان يعلو حيناً ويخفت احياناً مواربة وليس مجاهرة وبالواسطة في غالب الأحيان، حول ضرورة تعديل اتفاق الطائف. وقد ذهب بعض الاطراف اللبنانية حينذاك الى حدّ القول إن الطائف إغتيل او انتهى بإغتيال الحريري وباتت هناك حاجة ملحة لتعديله او تغييره. الحريري لن يوقع اي وثيقة تنازل سياسية

وعلى رغم مرور السنوات السبع على الزلزال السياسي الكبير الذي ضرب لبنان نتيجة إغتيال الحريري، واستمرار العمل بالدستور الحالي المنبثق من اتفاق الطائف بقيت الألسنة نفسها تهمس في هذا الامر الى حد الوصول الى اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احد خطبه الاخيرة عن ضرورة اعادة النظر في العقد الجماعي السياسي القائم في لبنان وضرورة تطويره، ولاقاه بعد فترة زمنية وجيزة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بالقول إن تسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية ثمنه على الاقل طائف جديد!! والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الاطار هو"هل الاجواء الدولية والاقليمية التي رعت وحمت التوصل الى اتفاق الطائف قبل نحو 22 عاماَ (على رغم من عدم تطبيقه بكامله بل انتقائياً حتى الآن) راغبة في تغيير هذا الاتفاق او تعديله في هذه المرحلة! ام ان هذا الامر لم يحن اوانه بعد؟ ومن المخوّل لبنانياً توقيع هذا التعديل سياسيا؟ وللاجابة عن هذه التساؤلات لا بد من عرض النقاط الآتية:

أولا، يعلم الجميع في لبنان وخارجه ان اتفاق الطائف وُضع نتيجة توازنات اقليمية ودولية دقيقة في تلك المرحلة من عمر لبنان، والذين يطالبون بتعديله إنما يعبّرون بطريقة او أُخرى عن اختلال هذه التوازنات لمصلحتهم في المنطقة تحديداً وفي لبنان استطراداً... وعليه فإن هذه التوازنات القائمة او المقبلة تفرض تغييراً في ميزان القوى المحلي، حسب رأيهم، في وقت لم تكن الصورة واضحة على هذا النحو قبل السنوات السبع المنصرمة، علماً انه وبغض النظر عن صحة هذا الامر او عدمها كان الاقدام عليه (اذا تم التسليم جدلاً برأي قائليه) يستلزم توافقاً اقليمياً - دولياً جديداً على تعديله او تغيره لا يبدو واضحاً في الافق بعد.

ثانيا، لا بد من التذكير ان اتفاق الطائف عند وضعه سُمِي تسوية اللاراضين في لبنان والتعبير للامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين وقتذاك ومفهوم كلمة "اللاراضين" واضح وهو ان تسوية اجتمع عليها الجميع او وافقوا عليها (سواء بالاقناع او بالاكراه او تحت ضغط الحرب) من دون ان يكونوا راضين عنها بكاملها، ما يعني انه ونظرا لدقتها وفرادتها وحتميتها في تلك المرحلة لم تكن لتلبي طموحات احد من الأفرقاء اللبنانيين على إختلاف انتماءاتهم السياسية، وبالتالي اذا حصلت اي تسوية جديدة فهي حتماً لن تلبي شروط احد. فتسوية الطائف لم تكن تسوية انتقائية (A la carte) كما يقال، بل كانت شاملة وعامة وملزمة للجميع على رغم عدم تطبيقها بكاملها حتى الآن.

ثالثاً، ان الدول التي رعت اتفاق الطائف عربياً ودولياً هي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية وسوريا ضمناً، والذين يطالبون باعادة النظر في العقد الجماعي السياسي القائم (اي قوى 8 آذار وعلى رأسهم حزب الله) يعلمون ان واشنطن لا تزال كما هي، وان من الممكن لايران الداعمة لهم سياسياً وعسكرياً ان تحل مكان السعودية عند التوصل الى الصفقة المنتظرة بينها وبين البيت الابيض، والمتوقعة وفقاً لتقديرات بعضهم، في آذار المقبل على ابعد تقدير، من دون ان يأتوا على ذكر ايّ تقديرات تتعلق بالوضع السوري القائم وتطوراته، ما يعني ان حساباتهم تكون غير دقيقة او غير مكتملة، خصوصاً أن الغاء دور السعودية في حساباتهم واحلال الدور الايراني مكانه امر غير منطقي على الاطلاق، والامر نفسه ينسحب على حساباتهم في شأن مستقبل النظام السوري، ما يجعل مسألة الرهان على تعديل الطائف بالنسبة اليهم مسألة وقت، على رغم إدراكهم انها تتعدى ذلك وأنها في ظل الوقع السياسي الاقليمي هي ايضا غير ذلك.

رابعا، في مسألة التوقيع السياسي المفترض لتعديل الطائف يبرز دور زعيم الاكثرية النيابية و"الشعبية السنية" في لبنان الرئيس سعد الدين رفيق الحريري الغائب قسراً لا طوعاً عن البلاد لاسباب معروفة وليست مجهولة من احد على الاطلاق، وهي الاسباب الامنية والتهديدات التي تلقاها ولا يزال من جهات معروفة، وهذا الدور او هذا التوقيع لا يبدو ان الحريري راغب في تجييره او اعطائه لاحد، لا هو ولا جمهوره، وقد عبّر اكثر من نائب في كتلة "المستقبل" عن هذا الامر أخيراً وفي اكثر من مناسبة بالقول "إنهم مهما فعلوا (والمقصود قوى 8 آذار) لن نعطيهم توقيعنا على اي وثيقة تنازل سياسية (اي تعديل الطائف)! اذاً من يوقّع... اذاً لم يكن محصناً في بيئته للتوقيع..!!؟

قبل الاجابة عن هذا السؤال الاساسي والصعب في آن لا بد من الاشارة الى ملاحظة اساسية وهي وفقاً لمعلومات مؤكدة ولكن غير معلنة ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جاء في الاساس على رأس هذه الحكومة في اطار تقاطع مصالح، إن لم نقل تواطؤاً اقليمياً - دولياً لمصلحة 8 آذار (بقيت السعودية خارجه) افضى الى اخراج الحريري من الحكم بالطريقة التي أُخرج بها حينذاك (اثناء لقاءه الرئيس الاميركي اوباما في البيت الابيض في اللحظة التي استقال فيها وزراء 8 آذار الـ 11)، فما الذي يمنع من اعادة التواطؤ نفسه مرة جديدة بعد حصول الصفقة المتحدث عنها، اي الصفقة الايرانية - الاميركية والطلب من ميقاتي ضمناً توقيع تعديل اتفاق الطائف، خصوصاً ان اختياره في الاساس لم يكن عندما بُتّ به!! فهل يفعل. التعليقات

 

خلط أوراق في زحلة بعد زيارة سكاف إلى الرياض

فادي عيد/جريدة الجمهورية

تركت زيارة الوزير والنائب السابق الياس سكاف إلى السعودية ولقاؤه وزير الخارجية سعود الفيصل، تساؤلات عدة حول أهدافها ومردودها السياسي، ولا سيّما مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، بعد انطلاق عملية خلط الأوراق على الساحة السياسية اللبنانية، والتي تنبئ برسم خريطة تحالفات انتخابية جديدة على مستوى منطقة البقاع، وتحديداً بين سكاف وحلفائه في «8 آذار» من جهة، وقوى «14 آذار» من جهة أخرى. إذا كان سكاف وحلفاؤه قد حرصوا على استبعاد الصبغة الانتخابية عن هذه الزيارة، فإنّ القوى السياسية البقاعية عموماً والزحلية خصوصاً بدأت ترسم تساؤلات حول التوجّهات المستقبلية للعائلات السياسية في زحلة، في ضوء النتائج المترتبة على زيارة سكاف إلى السعودية. وقد كشفت أوساط مواكبة أنّ الزيارة ركّزت على تعزيز التواصل بين المملكة والقيادات اللبنانية، من خلال البحث في التحوّلات الكبرى التي تعيشها المنطقة والتحديات على صعيد الساحة اللبنانية عشية الانتخابات النيابية. وشدّدت المصادر على أنّ العلاقة بين آل سكاف والرياض قديمة العهد، وقد انقطعت مرحلياً عندما رفض الوزير الراحل جوزف سكاف اتفاق الطائف. وقد سبق الزيارة اتصالات أبلغ خلالها السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري إلى سكاف تحديد موعد مع الفيصل جرى خلاله إعادة وصل ما انقطع بين الطرفين. وإذ أكّدت المعلومات أنّ سكاف زار قبيل سفره إلى السعودية أحد مسؤولي "حزب الله"، منعاً لأيّ تفسيرات قد تعطى للزيارة، أوضحت الأوساط أنّ سكاف أكد للمسؤول السعودي أن منطقة الشرق الأوسط تعيش اليوم اضطرابات وتحوّلات جذرية سريعة، ومن هذا المنطلق لا يمكن أياً كان حسم وجهته السياسية وتحالفاته الانتخابية، إذ من المبكر الخوض في أي تفاصيل مرتبطة بهذا الملف.

وقالت الأوساط إنّ زحلة في نظر سكاف لها خصوصيتها الكاثوليكية ولا تستطيع الخروج منها، أي أن تكون طرفاً في أي حلف سياسي على حساب هذه الخصوصية.

ووسط هذه الأجواء، يبرز حديث متجدّد عن حال "غبن وتهميش" تعيشها الطائفة الكاثوليكية في ظل الاصطفافات السياسية الراهنة، لا بد من أن تفرض نفسها لدى رسم صورة التحالفات النهائية في المدينة، علماً أن هذا الغبن نجم عن عدم حصول الطائفة على الحيثية المطلوبة في الاستحقاقات الداخلية.

وانطلاقاً من هذا المناخ، فإنّ تلبية سكاف الدعوة السعودية تأتي في سياق محاولة رفع سقف مطالبه أمام فريقي "8 و14 آذار".

إضافة إلى حيثية آل سكاف، يبقى موقع الوزير نقولا فتوش ثابتاً في المعادلة الكاثوليكية، علماً أنه ابتعد في الفترة الأخيرة عن قوى "14 آذار"، ما سيترك تداعيات سلبية على وضعيته السياسية والانتخابية في الاستحقاق المقبل. أما الحالة الكاثوليكية الثالثة في منطقة البقاع الأوسط، فيمثّلها ميشال ضاهر الذي يدور في فلك "14 آذار"، وقد يكون رأس حربة واقع كاثوليكي شعبي جديد في المدينة يسعى إلى الخروج من الاصطفافات السياسية الحالية، وذلك بهدف إيجاد معادلة زحلاوية جديدة تنطلق من المجتمع المدني عبر تنسيق بين المرجعيات الدينية والاجتماعية في المنطقة، ما يجعل موقع زحلة متقدّماً ورائداً على غير مستوى وليس على المستوى السياسي فقط، لأنّ الشعور الكاثوليكي بات يفترض خلق وضعية مميزة للطائفة تبعدها عن الاصطفاف الذي يمعن في تغييب الكاثوليك وتهميشهم في الواقع السياسي العام، وخصوصاً أن موقع زحلة كعاصمة للكثلكة على تماس مع دمشق، يفرض نسج علاقات استثنائية مع المحيط على اختلاف انتماءاته.

وسيفرض هذا الواقع نفسه بقوة في الاستحقاق الانتخابي الآتي لجهة المواجهات التي بدأت تظهر ملامحها على مستوى العائلات كما الأحزاب في المنطقة.

 

فريد هيكل الخازن أقام مأدبة عشـــاء على شرفه/الراعي: الطريق الى الربيع العربي يمر عبر الحـوار والعيد لا يكتمل الا بتحقيق سيادة القرار وسلامة الأرض

المركزية- تمنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان النجاح في قيادة سفينة الوطن الى استقلاله الناجز ووحدته الكاملة وخروجه مما يتخبط فيه من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية، لافتا الى ان العيد يبقى ناقصا ولا يكتمل الا بتحقيق سيادة القرار وسلامة الارض وكرامة الوطن، معتبرا ان الطريق الى الربيع العربي يمر عبر الحوار والتفاهم واجراء التسويات التي ترضي الجميع.

أقام النائب السابق فريد هيكل الخازن حفل عشاء على شرف الكاردينال الراعي والوفد المرافق، في اطار اللقاءات والاحتفالات التي تقام في روما في مناسبة منح البطريرك الراعي رتبة الكاردينالية والتي سيتسلم شارتها غدا السبت بمشاركة وزير خارجية الفاتيكان دومنيك مومبرتي ووزير داخليتها المونسنيور جيوفاني انجيلو بيتشو وعدد من الكرادلة اضافة الى وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، وفد يمثل الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل ضم كلا من النائبين سمير الجسر وهادي حبيش ومستشار الرئيس الحريري الدكتور داود الصايغ والزميل جورج بكاسيني، كما حضر النائب وليد خوري، سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار المهندس نعمة افرام، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن واعضاء المؤسسة المارونية للانتشار ولفيف من المطارنة والكهنة والفاعليات.

وكانت كلمة للنائب السابق فريد الخازن قال فيها: " ان الشرف الذي اوليتمونا اياه هذه الليلة قبيل تسميتكم كاردينالا في الكنيسة الكاثوليكية يغبطنا ويملئ قلوبنا بالفخر والاعتزاز، فخر لرؤية نيافتكم تستحقون بجدارة مجد لبنان كبطريرك انطاكيا وسائر المشرق، واعتزاز برفعة مضافة على مكانة لبنان الذي اعطى خلال تاريخه المجيد وما زال، رسلا للسلام والمحبة والحرية، اننا نتقدم من نيافتكم، انتم الذين اضفتم مجدا على مجد بأخلص التهاني وبآيات الفخر والاكبار والتهنئة والوفاء. اننا نصلي ونضرع لله متشكرين النعمة التي شملكم بها قداسة الحبر الاعظم السادس عشر الذي ساهم من خلال تعيينكم، في زرع بذور التسامح والمصالحة والوفاق والمحبة، قيم نحن في أمس الحاجة اليها في هذه الازمنة الصعبة التي نمر بها.

ان نفحة الرجاء التي اعطتنا اياها الزيارة الرسولية لقداسة الحبر الاعظم الى بلدنا تستمر في التفاعل في النفوس والقلوب، والاستقبال الحار الذي استقبل به قداسته سيبقى في اذهاننا سنوات طويلة، وعسى البركة الرسولية التي اودعنا اياها الحبر الاعظم تشمل المشرق بأسره المتعطش لهذا الرسول الذي حمل الينا الحب والسلام.

ان العائلة التي اعطتنا شرف حراسة انتخابكم ادت رسالتها بتواضع امام ابواب الصرح البطريركي والتزمت منذ سنوات طويلة حراسة حميمية المكان وقدسته خلال المداولات الممهدة لانتخاب البطريرك.

صاحب النيافة، اؤكد لنيافتكم هذه الليلة اننا نعتبر الصرح البطريرك الضمانة الأسمى لوحدة المسيحيين في لبنان وفي العالم العربي، والرسالة التي نذرتم نفسكم من اجلها خلال حبريتكم ازهرت اليوم، ونحن نعلق آمالا كبيرة على صفاتكم الاخلاقية والروحية حتى تزهر بدورها سنابل مصالحة وسط الاشواك التي ما زالت تعترض وحدة المسيحيين في لبنان.

تعلمون يا صاحب النيافة اكثر من الجميع انه لا يمكن تصنيف مسيحيي لبنان بالاقلية لأنهم كانوا طوال تاريخهم رسل توفيق ووفاق في محيطهم العربي، فحيث بشر المسيحيون وكتبوا وتكلموا اثمرت مواقفهم حوارا بناء وسلاما وتسامحا، وهذا بالتحديد ما اتى به الارشاد الرسولي في محطتيه مع البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني ومع قداسة البابا الحالي اطال الله بعمره بنديكتوس السادس عشر، ما اعاد انارة دروبنا، نحن مسيحيو لبنان والشرق وذكرنا بجذورنا ورسالتنا وانتمائنا.

اننا نعوّل على حكمتكم يا صاحب النيافة من اجل ان ينجح مسعاكم في لمّ شمل الاطياف المسيحية المارونية، ومع علمنا بالشرخ الكبير الذي يفصل في ما بينهم اليوم، نرجو ان يكون تاريخ دعوتكم للزعماء المسيحيين في التاسع والعشرين من الشهر الحالي مناسبة تمهّد لإيجاد قواسم مشتركة بينهم.

انا حريص يا صاحب النيافة هذه الليلة على تجنب الدخول في متاهات السياسة لأبقى امينا على هدف المناسبة، انما فليسمح لي بالتأكيد ان القادة المسيحيين اليوم ليسوا اقل شأنا ممن سبقوهم، ولا بأس من التذكير ان القادة هؤلاء الذين عاشوا اياما صعبة في الازمنة الغابرة استطاعوا تخطي خلافاتهم من اجل وحدة المسيحيين واذا ما تلمسنا امثلة من تاريخنا الوطني نراه مليئا بالتضحيات والتنازلات التي قدمها هؤلاء الزعماء بعضهم لبعض من اجل وحدة المسيحيين ومصلحة لبنان.

اسمح لنفسي يا صاحب النيافة بأن اتمنى تضحيات شبيهة، على الاقل في ملفات حساسة مثل ملف بيع العقارات وقانون الانتخاب وحضور المسيحيين في الادارة العامة، كما في ملفات اخرى ايضا وهي تضحيات ضرورية تشكل الخطوة الاولى لحماية الاستقلال الذي نحتفل بذكراه اليوم والذي نعتبر رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والصرح البطريركي من ركائزه الاساسية.

ان تنازلات من هذا القبيل ستسمح اواصر اللحمة وفي تعبيد طريق المصالحات وهذا بالتحديد ما تحاولون انجازه يا صاحب النيافة وما نتمنى لكم النجاح فيه.

على الموارنة واجب انجاز وحدتهم الداخلية دون ان يضحوا بتمايزهم وتعددية آرائهم حتى يستعيدوا دورهم الوطني ويستحقوا عن جدارة توصيفهم كشعب متجسد يجمع بشكل رائح بين الارض والسماء، وبين الله والانسان وبين الروح والمادة.

نشارككم يا صاحب النيافة الخشية التي ابديتموها حيال مصير مسيحيي الشرق ونحن متأكدون ان حكمتكم ستقود المؤمنين نحو لبنان قادر على تجنب المسار الدموي للتغيرات التي تحدث في العالم العربي، واذ نتمنى لنيافتكم العمر المديد، ننحني امام خارطة الطريق التي تقترحونها من اجل خلاص لبنان.

الراعي: ثم كانت كلمة البطريرك الراعي الذي قال: مناسبتان جميلتان، عيد الاستقلال ورتبة الكاردينالية، شاء صاحب المعالي الوزير والنائب السابق العزيز فريد هيكل الخازن ان يجمعنا فيهما مع هذه الوجوه الكريمة على مائدة المحبة. اود ان اشكره وزوجته ووالدته الكريمتين والعزيزتين على محبتهم وسخائهم، وعلى كلمته اللطيفة وما ضمّنها من مشاعر صادقة ومخلصة. وقد اعتدنا على اخلاصه وقربه مني شخصيا من الكرسي البطريركي. ولا ننسى الحراسة الخازنية مع سعادة السفير السابق الشيخ امين الخازن للصرح البطريركي عند التئامه لانتخاب بطريرك جديد، خلفا لصاحب الغبطة والنيافة ابينا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير حفظه الله لسنين عدّة. وكم اسعدت بأن تقبلت اول قبلة تهنئة منهما، بعد اخواني السادة المطارنة، في ذاك الصباح المفرح 15 آذار 2011، وكما شعرت بحرارة هذه القبلة الصادرة من قلب هذين الشخصين العزيزين لما تشدني اليهما اصلا من روابط صداقة ومودة وتقدير، اعتادا على الاعراب عنها منفصلين في مختلف المناسبات عندما كنت مطرانا لأبرشية جبيل، وبادلتهما اياها.

اليوم نحتفل بعيد استقلال وطننا الحبيب لبنان. فيطيب لي ان اهنئكم وكل اللبنانيين بهذا العيد الكبير، ونهنئ فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي وصل الى روما هذا المساء، ونتمنى له، مع حماية العناية الالهية لشخصه، النجاح في قيادة سفينة الوطن الى استقلاله الناجز ووحدته الكاملة وخروجه مما يتخبط فيه من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية. هذه التهاني والتمنيات نقدمها لجميع معاونيه في المجلس النيابي والحكومة والادارة والجيش وسائر القوى العسكرية والامنية والقضاء.

استقلال الوطن عيد لأن فيه تنعم الدولة ومؤسساتها الدستورية والشعب بسيادة القرار في شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وبسلامة الارض على كل شبر حتى الحدود الجغرافية المعترف بها دوليا، بحيث لا يوجد عليها اي سلاح وجيش اجنبيين، واي سلاح او تنظيم عسكري غير شرعي، وبالكرامة الوطنية. لكن العيد يبقى ناقصا ولا يكتمل الا بتحقيق هذه المقومات الثلاثة: سيادة القرار وسلامة الارض وكرامة الوطن.

اننا نتطلع الى اليوم الذي يتم فيه تحقيقها على يد المخلصين وذوي الارادات والنوايا الطيبة العاملين من اجل الوفاق الوطني، وبالتزام الاسرة الدولية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المختصة بتحرير القرار وارض الوطن.

السبت، سنحتفل بمنحي رتبة الكاردينالية مع خمسة رؤساء اساقفة آخرين من الولايات المتحدة الاميركية وكولومبيا ونيجيريا والهند والفيليبين. انني ارفع معكم اخلص مشاعر الشكر والامتنان لقداسة بندكتوس السادس عشر، على منحي هذه الكرامة الكنسية الرفيعة، وقد ارادها تعبيرا من قداسته عن تقديره لكنيستنا المارونية بل ولكل كنائسنا الشرقية العزيزة، وللبنان وشعبه، بعد زيارته التاريخية لوطننا الحبيب في ايلول الماضي وهي زيارة ولدت في قلبه الكثير من الحب والاعتبار للكنيسة وللشعب اللبناني، مسيحيين ومسلمين، وقد عبّر عن ذلك في اكثر من مناسبة. لقد ادركنا كلنا كم اعلت زيارة الاب الاقدس شأن لبنان، اذ كشفته للعالم على قيمته الحقيقية واعادت له الاعتبار لدى مختلف شعوب الارض بفضل وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والدولية التي نقلت وقائع هذه الزيارة في كل محطاتها. ولكن جاءت قوى الشر تحارب هذا الواقع باغتيال اللواء وسام الحسن الذي اوقع في البلاد شرخاً كبيرا وازمة سياسية حادة. لكننا بالاتكال على عناية الله التي لم تخذلنا يوما وبوحدتنا الداخلية وبالمشاورات التي يجريها فخامة رئيس الجمهورية، وبالمصالحة الوطنية، نستطيع تجاوز كل محننا، فيعود للبنان دوره ومكانته ورسالته.

الرتبة الكاردينالية تشكل عبر مجمع الكرادلة هيئة عليا في الدائرة الرومانية تعاون الحبر الاعظم في شؤون الكنيسة الجامعة والمسائل الاكثر اهمية فيها، ولا سيما ما يختص بتثبيت الايمان والشركة والوحدة وخير شعب الله، كما يرسم الدستور الرسولي Pastor Bonus، (فقرة 9)، ويكشف عن الرباط الوثيق والخاص القائم بين الكرادلة والحبر الاعظم، اذ هم يعضدونه اما جماعيا، عندما يدعو مجمعهم للانعقاد لمعالجة المسائل الاكثر اهمية، واما افراديا، من خلال المهام التي يقومون بها (الفقر6).

انا اعتقد ان رتبة الكاردينالية المضافة الى الخدمة البطريركية، بعد ان سلمنا قداسة البابا، اثناء زيارته للبنان، الارشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الاوسط، شركة وشهادة" تشكل امكانية جديدة ودفعا فاعلا للسير قدما في تطبيق تعليم هذا الارشاد وتوجيهاته وتوصياته، بالتعاون مع اصحاب الغبطة البطاركة، والسادة المطارنة والرهبان والراهبات وسائر المؤمنين والمؤمنات، في لبنان وبلدان الشرق الاوسط.

شركة وشهادة: شركة اتحاد بالله في الخط العمودي على مستوى تعزيز الايمان وروح الصلاة والممارسة الدينية، وشركة الوحدة مع جميع الناس في الخط الافقي، على مستوى النشاط المسكوني مع الكنائس عبر التعاون الروحي والاجتماعي والاخلاقي والانمائي، وعلى مستوى حوار الحياة والثقافة والحياة الوطنية مع المسلمين وسواهم من الديانات الاخرى والشهادة للشركة في خدمة المحبة للانسان والمجتمع، بواسطة مؤسسات الكنيسة التربوية والاستشفائية والاجتماعية.

فيما العالم العربي يعيش آلام المخاض، آملا بربيع عربي لبلدانه وشعوبه، انا أؤمن بأن الطريق الى هذا الربيع لا يمكن ان يمر عبر العنف والحرب والممارسات الارهابية، ولا عبر فرض الاصلاحات الداخلية بالقوة ومن الخارج. بل يمر عبر الحوار والتفاهم واجراء التسويات التي ترضي الجميع. وأؤمن بأن لبنان، المعروف عنه بأنه عنصر سلام واستقرار في المنطقة، يستطيع ان يلعب دورا اساسيا في انبثاق فجر "الربيع العربي"، اذا عاش "ربيعه" في العيش الواحد المثالي بين المسيحيين والمسلمين، واذا التزم مسيحيوه ومسيحيو بلدان الشرق الاوسط باحياء ربيع الشركة والشهادة، مدركين انهم في اوطانهم مواطنون أصليون منذ الفي سنة، ومواطنون أصيلون اخلصوا لاوطانهم، وساهموا في نموها، وطبعوا ثقافاتها بقيم الانجيل والحداثة.

فليكن الحدثان، الوطني والكنسي، اللذان يجمعاننا الليلة على مائدة المحبة، مناسبة لتجديد ايماننا بلبنان وبالكنيسة، وللسير بالتزام وثقة في خدمتهما عبر الشركة والشهادة.

وكان قد سبق العشاء لقاء جمع البطريرك الراعي ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في مقر إقامته في فندق اكسيلسيور.

من جهة أخرى، يتسلم البطريرك الراعي الشارات الكاردينالية غدا السبت في خلال حفل يرأسه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووفد لبناني مؤلف من 1500 شخص اتوا من لبنان ومختلف بلدان الانتشار اللبناني.

ويتقبل الكاردينال الجديد التهاني بين الرابعة والنصف والسادسة والنصف مساء يوم السبت في الصرح الرسولي palais Apostolique في الفاتيكان.

لقاء صحافي: واكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في لقاء صحافي مساء امس في المدرسة المارونية في روما "ان لبنان يجب ان يكون عنصر استقرار في محيطه العربي وهذا الاستقرار لا يبنى الا بالتفاهم والحوار مع بعضنا البعض، مشددا على ضرورة تلبية دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى طاولة الحوار والعمل على تغيير الحكومة اذا لزم الامر ولكن من خلال عبور هادئ لا يوقعنا بالفراغات.

ولخص الراعي مفاهيم الحفل بعيد الاستقلال بثلاث ثوابت وهي:

- المحافظة على سيادة القرار في الشؤون الداخلية والخارجية.

- سلامة الارض المعترف بها دوليا بحيث لا يوجد عليها سلاح او جيش اجنبي واي سلاح او تنظيم عسكري غير شرعي.

- الكرامة الوطنية.

وشدد على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها مسجلا اعتراضه على اعتماد قانون الستين، ولكنه استدرك وقال: "نحن نسجل اعتراضنا على هذا المشروع ولن نقبل التأجيل او التمديد لانه يجب احترام المواعيد الدستورية، ولكن لن نقوم باقفال طريق او احراق اطارات اذا تم اعتماد قانون الستين. وردا على سؤال حول مطالبة قوى 14 آذار بتسليم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، قال الراعي: "لا يحق لأي طرف ان يطالب بتسليم المتهمين لان المتهم يبقى بريئا حتى تثبت ادانته والامر متروك كليا للقضاء.وردا على سؤال أكد الراعي ان لا لون للبطريرك او لمجلس المطارنة، مشددا على انهم على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين.

 

نصرالله: نحن أمام انتصار حقيقي في غزة وحركات المقاومة استطاعت أن تحدث توازن الرعب والردع

وطنية-القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في إحياء الليلة التاسعة من عاشوراء في المجلس المركزي في مجمع سيد الشهداء – الرويس، قال في الشق السياسي منها:" نستطيع بكل وضوح ويقين وثقة، أن نقول الآن مجددا انتصر الدم على السيف. نحن أمام انتصار حقيقي. الآن لا نريد أن نتكلم لا شعارات ولا عواطف ولا مشاعر، وإنما لو أردنا ان نقيم وأن ندقق وأن ندرس أبعاد وتفاصيل ودقائق ما حصل يمكننا أن نقول بكل وضوح وبكل يقين إننا أمام انتصار جديد من زمن الانتصارات. طبعا في البداية يجب أن نتوجه إلى المقاومة الفلسطينية بالتبريك الكبير على هذا الإنجاز العظيم لقياداتها ورجالاتها وشعبها وأهلها في غزة، إلى كل حركاتها وفصائلها وكتائبها وسراياها وإلى كل شعب فلسطين في داخل فلسطين المحتلة وخارج فلسطين المحتلة، إلى كل شرفاء هذه الأمة وكل شرفاء العالم الذين يؤمنون بفلسطين، وتمثل فلسطين والمقدسات بالنسبة إليهم قضية مركزية واهتماما كبيرا، ويتطلعون إلى اليوم الذي سيتم فيه تحريرها وتطهيرها من دنس الصهاينة المحتلين.

هذا تبريك للجميع لأن أهل المقاومة هم أعلنوا بأنفسهم أن هذا الانتصار هو لغزة، لشعب فلسطين، للمقاومة وللأمة كلها. نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، بطلب الرحمة لهؤلاء الشهداء، والشفاء والعافية لكل الجرحى، والصبر والسلوان لعائلاتهم، وأن يمكّن الله تعالى إخواننا وأحبتنا في قطاع غزة من إعادة بناء ما هدم ومواصلة طريق المقاومة التي سلكوها منذ سنوات طويلة.

لكل من يناقش أو يتأمل، تعلمون أن في العالم العربي يوجد اناس ليسوا حاضرين ليسلّموا بانتصارات حركات المقاومة، يعني اذا كان هناك انتصار واضح وبيّن وجلي يظلون يناقشون.

لكن أنا، انطلاقا من التجربة والوضع الاعلامي، أستطيع أن أقول لكم يكفي أن تنظروا الى وجوه الثلاثي نتنياهو وباراك ليبرمان عندما أقاموا مؤتمرا صحفيا وأعلنوا عن اتفاق الهدنة انظروا لوجوههم، هل هذه وجوه قوم منتصرين أم وجوه كالحة مستاءة فاشلة مهزومة، إننا نتكلم بالشكل هنا، ملاحظة الإعلام، منظر واضح يذكّر بأشكال أولمرت وليفني وبيرتس وآخرين بعد انتهاء حرب تموز.

لو أتينا للأهداف المعلنة للعملية أو للحرب الاخيرة على غزة. ذكرت بالليلة الاولى أن الاسرائيلي يستفيد من التجارب السابقة لذلك لم يضع أهداف عالية، لم يأتِ ويقول أنا أريد أن أسحق المقاومة في قطاع غزة الآن، يعني في هذه الحرب الاخيرة، لم يرفع السقف. لم يقل أنا أريد أن أدمر سلطة وحكومة الرئيس اسماعيل هنية، لم يقل أنا سأعيد احتلال قطاع غزة وأنهي المقاومة وإرادة المقاومة فيه نهائيا، أبدا لم يطرح هذه العناوين، ذهب نحو أهداف أقل. بظنّه أنه يستطيع أن يحقق هذه الاهداف، وأنه ببساطة بعد انتهاء العملية يستطيع أن يعقد مؤتمرا صحفيا ويقول: لقد انتصرنا لأن أهداف العملية المعلنة قد أنجزت، لكن حتى ذلك لم يحصل. إذا عدنا إلى الأهداف المعلنة للعملية، سنقول إن هذه الاهداف تحققت أم لم تتحقق، هذا الذي يحكم على الفشل والهزيمة والنصر. ليست المقاومة هي التي شنت حرباً على إسرائيل لنقول هل حققت المقاومة أهدافها من خلال الحرب التي شنتها وبالتالي نحكي عن نصر وهزيمة ونجاح وفشل، يجب أن نأخذ الجانب الاسرائيلي، هو الذي شنّ الحرب على غزة ، وبالتالي إذا كانت الأهداف التي أعلنها تحققت يكون قد نجح، وإن لم تتحقق يكون قد فشل وهزم. المقاومة كان همها الحقيقي هو إفشال أهداف العدو وذهبت أبعد من ذلك بطرح شروطها.

عندما نأتي الى أهداف العدو التي هو تكلم عنها فهي:

أولاً تدمير أو تصفية البنية القيادية للمقاومة في قطاع غزة، هذا الهدف تحقق؟ لم يتحقق

صحيح، شهادة القائد الشهيد أحمد الجعبري كانت خسارة كبيرة ولكن بعدها قد بدأت الحرب وعلينا أن نحسب من الحرب التي بدأت ماذا أصاب البنية القيادية لحركات المقاومة؟ وهذا على كل حال يؤكد، يعني هذه المقاومة التي فقدت شهيدا قائدا بحجم هذا الشهيد استطاعت أن تقاتل بكفاءة وأنا أحب أن أؤكد أن حركات المقاومة في فلسطين في لبنان في المنطقة لم تعد تتوقف على أشخاص أو على قادة أو على قيادات مهما كان هؤلاء القادة كبارا وعظماء ومؤثرين. تجربة حركات المقاومة الآن تعطي هذه النتيجة.

الهدف الثاني: قال إنه يريد أن يدمر المنظومة الصاروخية للمقاومة في غزة، هل استطاع أن يحقق هذا الهدف؟

كلا، بدليل أن المقاومة استطاعت على مدى أيام القتال أن تطلق يومياً ما معدله مئتي صاروخ وبعضها وصل إلى تل أبيب وإلى القدس.

هذا مهم جدا، أن قطاع غزة هذه المساحة الصغيرة والمكشوفة المبسوطة أمام عين العدو من البحر، من البر، من الجو، وتشن عليها الغارات، ويتمكن المقاومون من اطلاق مئتي صاروخ يومياً، والذين يعرفون بالعسكر يعلمون أن هذا الشيء كبير وعظيم.

إذاً، المنظومة الصاروخية بقيت بنسبة كبيرة، وقدرة المقاومة على تشغيل المنظومة الصاروخية أيضا أثبتت استمرارها وبقاءها وكفاءتها.

ثالثا: تكلم عن هدف استعادة الردع، يعني إخافة أهل غزة ومقاومة غزة وبالتالي يستطيع العدو الاسرائيلي لاحقاً أن يغتال، أن يقتل، أن يستمر بحصاره، أن يفعل ما يشاء دون أن يلقى ردود فعل من غزة. هذا يعني استعادة الردع. هل هذا تحقق أيضاً؟ بالعكس، إن قوة الردع التي كانت قائمة قبل العدوان على غزة أصبحت أضعف، تراجعت، تأذت، تضررت بدرجة كبيرة، باعتراف الاسرائيلين بأنفسهم.

انظروا مثلاً: هو أراد أن يدعي من خلال العملية أن يأمن سكان المستوطنات الموجودين في محيط قطاع غزة أو بعمق أربعين كلم. ماذا كانت النتيجة؟ أن يفقد أهل تل أبيب وأهل القدس وكل من يعيش في شعاع سبعين إلى ثمانين كلم من غزة الأمن، فتفتح الملاجئ، تتعطل التجارة والمصانع والأعمال التجارية والسياحة وو.

اليوم، بكل بساطة، ثقة المقاومة بنفسها، ثقة أهل غزة بالمقاومة، ثقة الشعب الفلسطيني بالمقاومة وقدرة المقاومة على الدفاع، على الردع، على صنع الانتصار، على فرض الشروط، أصبح أعلى وأكبر مما كان عليه قبل العملية، وبالمقابل ثقة مجتمع العدو بحكومة وبجيشه تدنت عما كانت عليه أيضا قبل العملية.

هذه المواجهة طبعاً تحتاج إلى وقت طويل لنتحدث عن عبرها، عن دروسها، عن نتائجها، عن إنجازاتها، سواء على مستوى الصراع العسكري والميداني، أو على المستوى السياسي، أو على المستوى المعنوي، أو على المستوى الفلسطيني وتأثيراتها على الشارع الفلسطيني وتلاحم القوى الفلسطينية التي كانت على خصام شديد. إنجازات على المستوى العربي على مستوى المنطقة.

ولكن أنا بمقدار الوقت المتاح هذه الليلة أود أن أتحدث قليلا عن بعض الانجازات المرتبطة بالجانب العسكري والمعنوي.

أنظروا يا إخواني وأخواتي: هذه المواجهة أو هذه الحرب أثبتت من جديد مقولة قيلت في السنوات الماضية، أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يعد قادراً على حسم معركة من الجو، هذا قيل بحرب تموز1993 وبنيسان 1996 في لبنان في تموز 2006 في لبنان بقطاع غزة 2008/2009 والآن من جديد، لكن دعنا نسجل الآن هناك تجربة. دعنا نقول هذه التجربة الخامسة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي.. تقول هذه التجربة إن سلاح الجو الإسرائيلي مهما بلغ من القوة والقدرة، وتملّك من التكنولوجيا والتقنيات العالية هو عاجز عن حسم المعركة وفرض الشروط السياسية أو الميدانية على حركات المقاومة.

ثانياً، ظهر من خلال هذه التجربة مدى تهيّب حكومة العدو وقادة العدو من اللجوء إلى العملية البرية، إلى المواجهة الميدانية، وكان واضحا، وأنا تحدثت إليكم في تلك الليلة أن هذه هي حرب نفسية، كان واضحا أصلا عندما يكبر الحجر يعني أنه لا يريد أن يرمي به.

عندما أعلنوا عن استدعاء 75 ألف جندي احتياط كان واضحاً أن الهدف من هذا الاستدعاء هو الحرب النفسية، وأنا أؤكد لكم أن قادة العدو كانوا خائفين ومرعوبين من اللجوء إلى خيار المواجهة البرية، وهذا الأمر قائم ومستمر. وهم خابوا على كل حال،تجربة مواجهات برية مع حركات المقاومة على مدى ثلاثين عاماً، وآخرها في حرب تموز 2006 وأيضاً في غزة 2008 – 2009، وكانت خسائرهم كبيرة ولم يستطيعوا أن يحققوا أي نتيجة.

ثالثاً: من النتائج، أن إسرائيل هذه التي كانت دائماً تقاتل وتنتصر وتُرعب وتهزم وتفرض شروطها، أصبحت في مواجهة حركات المقاومة في وضع تشعر بأنه لا التغطية الدولية تشكل لها حماية وضمانة حقيقية ولا حتى قواها المسلحة، ولذلك أصبحت مضطرة أن تلجأ إلى تفاهمات مع من؟ مع حركات المقاومة التي تصفها هي بأنها حركات إرهابية، بدءاً من تفاهم تموز 93 إلى تفاهم نيسان 96، إلى تفاهمات التهدئة في قطاع غزة المتتالية، إلى التفاهم الأخير. وهذا طبعاً مؤشر مهم وكبير جداً.

أنظروا أيها الأخوة والأخوات: في بداية المعركة قال قادة العدو إن هذه الحرب لن تنتهي قبل أن تتوسل غزة. ماذا كانت النتيجة؟! توسلت إسرائيل ولم تتوسل غزة. اعتبرت هذه المعركة من لحظاتها الأولى أنها معركة عض أصابع، يخسر فيها من يصرخ أولاً، وصرخ فيها أولاً الإسرائيلي. بل وقفت غزة لتفرض شروطها، لا لتقبل تهدئة أو وقف إطلاق نار كيفما كان، ولذلك النقطة التالية هي أن انتصار المقاومة في غزة لم يتحقق فقط على مستوى تعطيل وإفشال أهداف العدوان، بل تحقق بشكل متقدم وهو أن المقاومة فرضت شروطها في اتفاق التهدئة ورفضت شروط العدو.

عندما نرجع إلى النص المعلن سوف نجد بعض شروط المقاومة التي كانت تطالب بها دائماً. على سبيل المثال: فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بمعزل أن الإسرائيلي سينفذ هذا البند أو لا، ذكر هذا البند وموافقة الإسرائيلي عليه هو إنجاز للمقاومة.

في المقابل كان دائماً من شروط الإسرائيليين أن تتعهد المقاومة في غزة بوقف تهريب السلاح، وشيء من هذا لم يذكر في اتفاق التهدئة. إذاً المقاومة هنا، انتصارها الأول أنها عطّلت وأفشلت أهداف العدو، وانتصارها الأعلى أنها لم تستجب لشروط العدو، وانتصارها الأعلى والأعلى هي أنها فرضت شروطها على هذا العدو. وهذا درس كبير وعظيم. من إنجازات هذه المواجهة، وكما قال إخواننا من قيادات المقاومة الفلسطينية، أن قطاع غزة لم يعد مكسر عصا، ولم يعد نقطة ضعف عندما يتحدثون عن محور المقاومة. الإسرائيلي للوهلة الأولى كان يستضعف غزة، ولكنه بعد هذه المواجهة بات يتهيّب غزة ويخاف غزة ويحسب لغزة كل حساب، ولذلك نعم يصح القول: أن من إنجازات هذه المواجهة أن قطاع غزة لم يعد مكسر عصا، وأن الحرب على غزة لم تعد نزهة، وأن الحرب البرية على غزة أصبحت بعيدة جداً وجداً. ومن إنجازات هذه المواجهة، أن نفهم جميعاً، وأن تفهم شعوب المنطقة، وأن يفهم العدو النتيجة التالية: إذا كنتم يا قادة إسرائيل المحتلة، أيها القادة السياسيون والعسكريون، إذا عجزتم عن مواجهة قطاع غزة المحاصرة، غزة المظلومة، غزة التي تهرّب سلاحها وصواريخها بمعاناة شديدة، غزة المكشوفة بالكامل، إذا عجزتم في مواجهة غزة وهُزمتم وفشلتم فكيف إذا أردتم أن تواجهوا غير غزة ممن يملك ظروفاً أفضل على أكثر من صعيد. هذا درس هذه عبرة. وآخر ملاحظة أو إنجاز أو درس أريد أن أقوله في هذا المختصر هو: هذه التجربة أيضاً تؤكد من جديد أنه في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي، القدرات المادية والتسليحية والعددية العسكرية الكبيرة إسرائيلياً، الذي يستطيع أن يصنع التوازن هو حركات المقاومة الشعبية التي تعتمد تسليحاً مختلفاً، توضيعاً لسلاحها ومخازنها وصواريخها مختلفاً، تكتيكاً مختلفاً لمنصات الصواريخ واستخدام الصواريخ والقدرات النارية والمواجهة حتى في المجال البري. حركات المقاومة هي التي استطاعت أن تحدث هذا التوازن، توازن الرعب، توازن الردع، وبالتالي أن تستعيد في هذه الجبهة المعنويات والثقة والاحساس بالقدرة على المواجهة وفرض الشروط وإذلال العدو. هذا هو الدرس. هذه تجربة جديدة تضاف إلى كل التجارب السابقة، إلى كل من يبحث عن استراتيجية دفاع وطني في أي بلد من البلدان. طبعاً هناك انجازات كبيرة وتقييمات يجب أن تحصل على أكثر من صعيد، فلسطيني وعربي ودولي، ولكن أكتفي هذه الليلة بهذا المقدار، مع تجديد التبريك بهذا النصر العظيم لأهلنا وأحبائنا في قطاع غزة ولشعبنا الفلسطيني العزيز وأمتنا الكريمة، والدعوة إلى مزيد من الدرس والتقييم واستخلاص العبر من هذه التجربة الجديدة والبطولية.

 

خامنئي والعداء للثورة السورية...وخيانة الثورة الحسينية

داود البصري/السياسة

لعله أحد أغرب المواقف العجيبة حينما يقف من يطلق عليه أتباعه وحواريه لقب إمام الأمة وهو في الوقت نفسه الخليفة الأول لزعيم الثورة الإيرانية آية الله الراحل روح الله الخميني هذا الموقف الغريب والعدائي من الثورة الشعبية السورية التي تمردت على قواعد الظلم والإقصاء والتهميش والنهب وتطالب بالعدالة وبحق الشعب السوري في تقرير مصيره بعيدا عن وصاية سلطة وعائلة "شاهنشاهية" طاغية ومستبدة ومستعدة لحرق سورية على رؤوس أهلها من أجل الاستمرار في الحكم والتسلط وبكل عنجهية وإستهتار , وقد نعذر الزعيم الروحي الإيراني مرشد الثورة السيد علي خامنئي على موقفه العدائي للثورة السورية إذا كان دفاعا عن نظام إسلامي أوديني معين فذلك أمر مفهوم? أما أن يدافع الخامنئي عن نظام بعثي فاشي مستهتر تتحكم في تحركاته أجهزة المخابرات ويمارس دورا تخريبيا في الشرق القديم فذلك مالا يمكن تصوره إلا من خلال إخراج الخامنئي ومجمل القيادة السياسية الإيرانية الحاكمة من نهجها ووهجها الديني والعقائدي المتمترسة خلفه ووضعه في نصابه الصحيح وتقويمه الأصوب وهو المصالح الأنانية والقومية والطائفية المحضة البعيدة عن روح الإسلام وعن أبسط مبادئ التشيع العلوي التي نعرفها والغريب عن أخلاق ومبادئ ومثل أهل البيت الكرام (عليهم السلام) وعن أخلاقيات الإسلام الصحيح النقية الخالية من الشوائب إسلام النبي العربي محمد "صلى الله عليه وسلم" الذي لايعرف النفاق ولا التقية ولا الباطنية ولا يدافع عن المعتدين واللصوص والقتلة مهما كانت منزلتهم ومقامهم "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" و"الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له إن شاء الله".. ودعوة السيد الخامنئي لإيقاف تدفق السلاح للداخل السوري ستكون أكثر مصداقية لوأنها تضمنت فعلا منع فيالق الحرس الثوري الإيراني من إمداد النظام السوري بالمقاتلين والسلاح والخبرات الميدانية في التصدي للجماهير وستكون أكثر صدقية وإحتراما فيما لونصح الخامنئي أصدقائه في عصابة دمشق بوقف غاراتهم الجوية على الآمنين وإيقاف المجازر البشرية الشنيعة ضد المسلمين في سورية! وسنصدق الخامنئي فيما لو أصدر فتوى تحرم هدر الدم السوري  ولكن أن يتدخل الخامنئي ونظامه في أشد خصوصيات الشعب السوري الداخلية ويحشر أنفه فيما لا يعنيه ويصف المعارضة من الأحرار بصفات ليست فيهم فتلك وأيم الله مسألة غير مقبولة ولا منصفة ولا تعبر لا عن أخلاقيات أهل البيت ولا عن قيم الإسلام ولا حتى عن روح التشيع الثورية التي شوهها حكام إيران ولطخوا سمعتها بعد أن ركبوا موجتها وحرفوها عن مقاصدها الأصيلة في ظل صمت وإنزواء شيعي عربي لا نعرف دوافعه ولا أسراره.

 التشيع ليس بضاعة فارسية يدير دفتها أهل العمائم الإيرانية في قم وطهران ويجيروه لمصالحهم الوطنية والقومية والمصلحية إنه رسالة للعدالة ولمواجهة الظلم ولأخذ حقوق المستضعفين وثورة إمامنا الشهيد وسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي "ع" لم تكن لطلب السلطة ولا الجاه ولا المال ولا للسيادة فهو يمتلك نواصيها جميعا ولكنها كانت من أجل طلب الإصلاح والعدل في أمة محمد "ص" , وهي رسالة ليست مختصة بقوم وجنس معينيين بل أنها للبشرية جمعاء, لذلك فحينما يأتي الخامنئي اليوم ويقف هذا الموقف العدواني من السوريين الأحرار وينتصب دفاعا عن زمرة من القتلة والمجرمين وأعداء الإسلام في الشام فهوإنما يمارس فعلا معاكسا لما يعتقد به هو ذاته في تناقض فكري ومبدأي وأخلاقي فظيع مع أبسط مبادئ الثورة الحسينية الخالدة, لقد وضع الخامنئي سيفه الى جانب سيوف القتلة في الشام وأنحاز لجيش إبن زياد ضد عصبة أهل البيت الأبرار , فالثورة السورية هي في البداية والنهاية ثورة حسينية خالدة في إنتصارها للدم على السيف وفي مقارعتها بالأيدي والصدور وأصابع الأطفال في بدايتها لأبشع وأقذر نظام متوحش ومستهتر يطلب شبيحته من مخالفيه إعتبار بشار الاسد بمثابة رب العباد! ألا يعرف الخامنئي بتلكم الممارسات ? ألم يتحرك ضميره إنتفاضا من أجل جثث الأطفال السوريين وأمهاتهم المكلومة? ألم يرفض الخامنئي حملات الاعتقال والاغتصاب ضد الحرائر السورية? ألا يشاهد الخامنئي بالصوت والصورة وبتقارير مخابراته الفظائع السلطوية المرتكبة في الشام منذ عصر الوالد والمجرم الخالد حافظ الأسد وصولا لعصر السفاح بشار الشبيح? هل ينام الخامنئي قرير العين ودماء المسلمين في الشام تقطر وتسفك على أيدي زمرة من تلاميذ إبن زياد وشمر بن ذي الجوشن وأتباعهم من "شبي" المجرم.  هل هكذا هي مبادئ الإسلام وأهل البيت يا من تدعي إنك ونظامك إمتدادا لرسالتهم? إذا كانت للمجازر الدموية القائمة في الشام من فوائد فإنها أزاحت أغطية الوهم وأفرزت الحقائق ورفعت الغطاء عن المنافقين , والشعب السوري في ثورته المنتصرة ليس بحاجة لكهنوت يحلل ويحرم , وسلاح السوريين سيبقى الأظافر إن إنعدم الناصر وغاب المعين , والشعب السوري ومنذ أول يوم من أيام ثورته رفع الشعار الخالد "ما إلنا غيرك ياالله" وسينتصر لأن الله ينصر من نصره , اما من يتخفى خلف الشعارات ويطلق كتائب الأحقاد فلن ينال سوى الخسران المبين في الدنيا والآخرة.

 

"الساحر" ميقاتي يتلوّن بـ8 و14 والوسطية.. في "عرض واحد"

يوسف دياب/المستقبل

كالساحر الذي يجيد ألعاب الخفة والخدع البصرية، خلط الرئيس نجيب ميقاتي "الحابل بالنابل"، في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، وأخرج من "قبعته" مجموعة من الأرانب تحت مسميات مختلفة، مبهراً المشاهدين بسرعة تنقّله بين ضفة سياسية وأخرى أكثر من مرة خلال الدقيقة الواحدة. فمن استمع الى رئيس الحكومة أول من أمس، ظنه لوهلة أنه واحد من صقور 14 آذار، فيما بدا في لحظات أخرى ناطقاً رسمياً باسم قوى 8 آذار، ليذكر اللبنانيين بين الفينة والأخرى بـ"وسطيته". ذلك أن رئيس حكومة "حزب الله" تعمد على امتداد الحلقة تأكيد تموضعه في معسكر ما يسميه "الوسطية"، فكال المدائح لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وبعده لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومن ثم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذين قال ميقاتي إنه ينتمي وإياهم الى معسكر واحد، وأنه يتكئ على "حكمة" كل منهم و"ميزانهم". أما في محطات أخرى، وضمن الحلقة نفسها فقد تعامل ميقاتي مع مسألة تغيير الحكومة على قاعدة أنه ممثل الأكثرية الحالية، أي أكثرية 8 آذار، والتي لا يمكن تجاوز رأيها لتغيير الحكومة الحالية، موحياً بأنه ما زال يحظى بتأييد هذه الأكثرية، وبأنها ستعيد تسميته رئيساً للحكومة. أما في محطات أخرى، ودائماً ضمن الحلقة نفسها، فبدا الرئيس مقياتي واحداً من صقور 14 آذار بدءاً من مزايدته على الرئيس سعد الحريري في الموقف من سوريا، وصولاً الى استنكاره إرسال الطائرة "أيوب" واستفادة إيران من المعلومات التي حصلتها من هذه الطائرة بدلاً من لبنان. نعم، وبهذه "الخفّة" تنقّل رئيس الحكومة بين مشارق الأرض ومغاربها، بسوريالية غير مسبوقة، هي نسخة طبق الأصل عن تجارب شهدها لبنان وغيره من الدول مع شخصيات ظنت في غفلة من الزمن أنها "أخطبوط" متعدد الأذرع لكل منها مكان، قبل أن تكتشف أن من يدخل هذه اللعبة بخفّة، يخرج منها بخفة مماثلة، فلا يكون "لا مع سيدي ولا مع ستّي.. بخير". هكذا ببساطة ظن الرئيس ميقاتي أنه في زمن "الأبيض أو الأسود"، ثمة مكان لرجال.. أو سياسات من لون ثالث. كما ظن أيضاً أنه بـ"الخفة" نفسها يمكنه أن يعدل جدول أعمال طاولة الحوار، بحيث يصبح لها بندان الأول يتعلق بالوضع الحكومي والثاني بقانون الانتخاب، ليصبح سلاح "حزب الله" خارج الحوار وطاولته وبنوده، بعد أن كان هذا السلاح البند الأول والأخير على طاولة البحث. أغلب الظن أن الرئيس ميقاتي ظن أنه بهذه "الخفّة" مرّر ما يريد تمريره وضلّل من يريد تضليله من اللبنانيين، متناسياً أنه يمكن له أن يضلل بعض اللبنانيين لبعض الوقت، لكن ذلك مستحيل أن ينسحب على كل اللبنانيين.. وكل الوقت.

 

اسرائيل وإيران أول الخاسرين من العدوان على غزّة

ربى كبّارة/المستقبل

تؤشر تطورات العدوان الاسرائيلي على غزة الى ان نتائج الحرب التي استدرجتها الدولة العبرية وايران تأتي معاكسة لتطلعاتهما. فقد فشل رهان بنيامين نتنياهو في قضاء ضرباته الجويّة على الترسانة الفلسطينية بما يساعده في الانتخابات المقبلة وفي كشف مدى التزام الرئيس باراك اوباما في ولايته الثانية رغبات تل ابيب، فيما خسرت طهران استثماراتها المكلفة على مدى سنوات في غزّة للإحتفاظ بها كورقة تضاف الى ورقة "حزب الله" للبقاء على حدود اسرائيل بما يساعدها على مواصلة مصادرة القضية الفلسطينية. فرغم الضربات الجوية والمدفعية ومن البوارج التي أودت خلال تسعة ايام بحياة اكثر من 140 فلسطينياً من بينهم نساء واطفال وأدت الى مار هائل، وفي حال تأخر الوصول الى التهدئة سيجد نتنياهو نفسه امام مأزق غزو برّي هدّد به لكنه يعرف كلفته وبأنه غير مضمون النتائج، إذ سبق ان اختبره في العام 2008. وفيما لم ينفع تحرشه عبر قصف معمل اسلحة ايراني في السودان قبل بضعة اسابيع، فقد استغل قصف إحدى آلياته العسكرية ليشن هجوماً جوياً صاعقاً أملاً في القضاء على الترسانة الايرانية المتوفرة بيد الفلسطينيين قبل نحو شهرين على موعد الانتخابات. كما رمى نتنياهو الى كشف نوايا اوباما، خصوصاً ان المسؤول الاسرائيلي كان يحبّذ فوز ميت رومني. وهو أمل بأن انتصاره، لو تحقق، سيخلصه من ضربة عسكرية لايران طالما هدّد بها وأوحى بأن الولايات المتحدة تخالفه فقط بتوقيتها، فيما المعلومات المتوفرة تشير الى استمرار التفاوض تحت الطاولة بين طهران وواشنطن.

وتؤشر المفاوضات الجارية الى فشله في فرض مجرد هدنة ردعية، بل سقطت خطوطه الحمر بسقوط ولو صاروخ واحد في تل ابيب، فيما عارض العالم تلويحه بغزو برّي واجهته "حماس" من دون رعب لأن اكثر ما يمكنه القيام به هو التوغل في مجموعة محاور بين التجمعات البشرية وفق مصدر فلسطيني مطلع.

اما ايران التي يقصف الفلسطينيون اسرائيل بصواريخها، فقد خسرت نفوذها وكان وحيداً في هذه المنطقة، وقد يكون مكسبها الوحيد الخسائر التي تلحق بنتنياهو وفق المصدر نفسه.

فمنذ سنوات ساندت ايران التنظيمات الاسلامية، التي يعود اصلها الى الاخوان المسلمين، بما سمح لها بالانفصال عن الدولة المركزية وحكم قطاع غزة. لكن ها هي اكبرهم "حماس" قد بدأت مسيرة عودتها الى الحضن العربي مع خروجها من دمشق لانها آزرت، خلافاً لطهران، ثورة الشعب السوري. واعقبتها زيارة امير قطر لغزة قبل اسابيع واطلاقه جملة مساعدات واستثمارات ايذاناً بتوفير الدعم المادي لها.

وكرّس ابتعاد "حماس" عن طهران عودة مصر، في ظل "الاخوان المسلمين" الى الواجهة، وباتت محور المفاوضات بما سيوفر لها شبه تفويض دولي برعاية الفلسطينيين اسوة بالتفويض الدولي الذي سبق ان اعطي لسوريا في لبنان. فها هي القاهرة تحتضن كل الفصائل الفلسطينية برعاية تغيب عنها طهران وحليفتها دمشق خلافاً لما كان عليه الحال في حرب غزة الاولى.

ورغم الخلاف المستمر على التفاصيل لا مفرّ من التوصل الى التهدئة بما يضع حداً للحاجة الى التسليح الايراني، رغم أنه من المبكر استنتاج تداعيات ما يجري على الوضع الداخلي وفق المصدر الفلسطيني المطّلع، الذي يرى ان هدف المقاومة في غزة لا ينحصر بمطالبها بل سيكون لمصلحة مشروع وطني. فحرب غزة زعزعت النفوذ الايراني بما سيفتح الباب امام استعادة الوحدة الوطنية التي تناهضها كذلك اسرائيل لأن الانقسام يوفر لها ذريعة مواصلة التهرب من عملية السلام. فالتهدئة باتت حاجة اسرائيلية تسمح للفلسطينيين بتحقيق مطالبهم المتكاملة من وقف للغارات والاغتيالات الى رفع تدريجي للحصار. وهذه التهدئة يسعى الطرفان إلى أن تكون طويلة المدى وستكون، وفق المصدر نفسه اقل من اتفاق واكثر من وقف لاطلاق النار بما يشكل مكسباً مزدوجاً لـ"حماس" ومصر.

لقد أعاد العدوان فلسطين الى مكانها الطبيعي في قلب الربيع العربي، ولو من قائل بأن حدّته رمت بمستجدات الثورة في سوريا الى المرتبة الثانية مؤقتاً.

فبعد ربيعهم، قرر العرب استعادة فلسطين من يد ايران وهو ما تدل عليه حركة الوفود المتتالية، هذه المرة خلافاً للمرة السابقة، الى غزة، من زيارة رئيس الحكومة المصرية الى زيارة ممثل عن تونس وبعده وزراء خارجية عشر دول عربية مع الأمين العام لجامعتهم نبيل العربي. ولا يستبعد المصدر بعض التأخير في الوصول الى التهدئة، لكن مخزون الاسلحة وفير وايران ستواصل المدّ بها أملاً في عدم خسارة هذه الورقة خسارة نهائية.  ايران على طريق فقدان متاجرتها بقضية فلسطين. فبعد غزة، ها هي على وشك خسارة نظام بشار الاسد الذي طالما شكّل بابها الواسع الى العالم العربي، وكل ما يتبقى لها هو "حزب الله". لذلك يعرب المصدر عن خشيته من انها ستتشدد للتمسك بكل مفاصل لبنان تعويضاً عن هذه الخسائر.

 

مرسي أنهى الربيع المصري

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

كان صعبا أن يتخيل أحد أن يفعلها الرئيس المصري محمد مرسي، لكن المتحدث باسمه أعلنها صريحة ومدوية: الرئيس فوق الجميع وأعلى من كل السلطات، قال إن القرارات السابقة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة، «نهائية ونافذة بذاتها، غير قابلة للطعن عليها بأي طريق وأمام أي جهة، كما لا يجوز التعرض لقراراته بوقف التنفيذ أو الإلغاء، وتنقضي جميع الدعاوى المتعلقة بها والمنظورة أمام أي جهة قضائية». هذه الجملة القنبلة بحد ذاتها إعلان بنهاية ثورة 25 يناير، وإيذان ببداية لحقبة حكم الإخوان الفردي. صدمت الكثيرين، فجمعت ووحدت كل القوى السياسية الأخرى في نفس الليلة لتحذر بأن ما فعله الرئيس مرسي هو انقلاب على الثورة وحكم ديكتاتوري.  لم يكمل الرئيس بعدُ خمسة أشهر في الحكم، وبلا مبرر أو استفزاز، وأد الثورة المصرية، وسدد أكبر لكمة للربيع العربي. وأثبت ما كان يردده المتشككون في قدرة الجماعات الإسلامية على العمل الديمقراطي، فارتكب هو وحزبه الإخواني ما فعلته حماس عندما انقلبت على السلطة في غزة، وفعله الترابي بجبهته الإسلامية في السودان التي انقلبت على الديمقراطية الوحيدة حينها في العالم العربي، وقبلهم سبق لآية الله الخميني أن فعله في إيران عندما طرد شركاء الثورة واحتكر الحكم وكتب النظام بحيث يحتكره هو وفريقه حتى هذا اليوم. كلهم وصلوا باسم محاربة النظام الديكتاتوري وإرساء نظام تداول السلطة مدنيا وديمقراطيا، لكنهم استولوا على الحكم.

القرارات الرئاسية الانقلابية أول من أمس لم يعلنها الرئيس مرسي بنفسه بل تركت للمتحدث باسم الرئيس لإذاعتها مما يوحي بأنها قرارات الحزب وليست قراراته حقا، ومما يعزز الإشاعات التي تدعي أن الدكتور مرسي ليس صاحب القرار الحقيقي. في المرة الماضية عندما أقال النائب العام ثم تراجع بعد أن تحداه القضاة قائلين بأنه ليس من صلاحياته تعيين القضاة ولا عزلهم، ظهر وأعلن عن تراجعه. وعندما احتج عليه القادة السياسيون يوم قال إنه ضم صلاحيات التشريع البرلمانية ضمن سلطاته تعهد أنه لن يستخدمها إلا في أضيق الحدود، ثم استخدمها أول من أمس في أوسع الحدود!

قراراته الرئاسية توازي في أهميتها وخطورتها أحداث الثورة. مرسي صار هو الرئيس، وهو القضاء، وهو المجالس التشريعية، وهو الوصي على الجمعية التأسيسية للدستور، وقبل ذلك عزل قادة الجيش والمخابرات، فجمع في يده كل السلطات وهو لم يتجرأ حسني مبارك على فعله بنفس المباشرة، حيث كان الرئيس المعزول يفعل ذلك تحت ذرائع مثل قانون الطوارئ.

إن لم ينكص الرئيس مرسي عن قراراته خلال الأيام المقبلة، فستكون مصر قد دخلت نفقا من التوتر وأنهت فصلا قصيرا من الربيع الديمقراطي. ومن المتوقع، إن سار في هذا النفق المظلم، أن نشهد قرارات مكملة بمضايقة وإغلاق المزيد من وسائل الإعلام، وإقصاء المزيد من القضاة والقيادات الإدارية، والاستيلاء على المزيد من الشركات الحكومية. بذلك يكمل حزب الأخوان سيطرته على مرافق الدولة ليس كحزب منتصر في الانتخابات بل كحزب حاكم دائم.

 

لبنان: احتمالان للخراب وثالث للإنقاذ
الياس عطاالله/الحياة
إذا لم نستعد ساحة الحرية (ميادين التحرير)، فلن تسقط تركة الانتداب السوري، وسنشهد ظاهرات وظاهرات، وقوانين وإرهاب. يوم أخلينا ساحة الثورة السلمية تحت مبررات شتّى، دخلنا مساراً انحدارياً امتصّ تدريجياً شجاعة المواجهة السلمية ليحوّلها إلى حالة من الاستسلام الخانع. من حلف رباعي، إلى عبث بالتكليف الشعبي الذي منحنا أكثرية مجلس النواب، إلى شلل في إرادة تحمّل مسؤولية موجبات الانتصار الديموقراطي (رئيس مجلس النواب - حصرية التمثيل الشيعي)، إلى التفرج على حصار الحكومة واستبدال المؤسسات الشرعية بطاولات الجدل البيزنطي وتحضير خطط المكر والخداع، إلى تشريع خرق الدستور والتخلّي عن الحق الأوّلي الذي يجعل الدولة دولة: حقها بالسيادة الوطنية منفردة داخلاً وخارجاً، إلى كسر هيبة الحكومة وقبول تعطيل مجلس النواب وثالثة الأثافي قبول استخدام العنف في الداخل واحتلال بيروت ومحاولة احتلال الجبل وبعدها مكافأة الجاني بميدالية ذهبية في الدوحة، إضافة إلى تزويده بخنجر ثلاثي معطّل بادر إلى استخدامه بطعننا في الظهر. لا أحد يجادل بأولوية وجوهرية السلم الأهلي. ولكن السلم، وليس الاستسلام الأهلي. السلم الشجاع، السلم المواجه، السلم الذي طرد جيوش الانتداب. السلم الشجاع تلزمه سياسة شجاعة تشلّ حركة العنف والإرهاب وخنوع الدولة. أما حكمة الخائفين فهي خنوع نتن. من جديد فلنحدد خياراتنا بدقة مع وعد وتعهد بعدم خذلان الرأي العام الذي له حق علينا بتقديم جردة صريحة عن إخفاقاتنا. أما نجاحاتنا وإنجازاتنا، فليست قليلة، ولكنها واجب وليست مادة للتفاخر وتغطية أخطاءنا. إن عودة الناس وجدانياً وقناعة إلى ساحات المواجهة السلمية. عودتهم كمواطنين، كحزبيين، كنخب، كمؤسسات من كل المتحدات توحدهم إرادة حماية الوطن وبناء الدولة واجتثاث كل تركة النظام السوري كسلوك واستقواء واستكبار على الدولة والمواطنين والتسليم بأن العقد الذي تقوم عليه الدولة هو الدستور ووثيقة الوفاق الوطني واحترام القرارات الدولية، واضطرار كل السلاح خارج قوى الدولة المسلّحة وبلا استثناء للانضواء تحت سلطة الشرعية، فذلك من أبسط الواجبات وبديهيات السيادة.
إن الثورات العربية، وتحديداً ملحمة الشعب السوري، تفرض علينا سرعة المبادرة وقوة العزيمة للمراجعة النقدية وتصحيح مسارنا خدمة لوطننا ودولتنا وخدمة لقضية الشعب السوري البطل الذي تمارس بحقه أبشع المجازر. فيما بلطجية الأسد عندنا يقدمون له كل أنواع العون ويظهرون كل أنواع الحقد والشماتة بالشعب السوري البطل. والسؤال، هل لنا أن نأمل باستفاقة خارج الحسابات الخاصة الضيقة ونعيد الوصل بين ثورتنا في 2005 والثورات العربية؟ إن الإرادة الرخوة للإطار السياسي لحركة «14 آذار»، والتصميم المتعمّد والمتمادي لإطار «8 آذار» المرتكز على الطاعة العمياء بقسمه الأكبر واقع لا يبشر بالخير. فللذين نذروا أنفسهم للدفاع عن لبنان كياناً وشعباً ودولة حرة مستقلة سيدة عادلة بكل المعاني، يجب أن يقال: لم يعد لديكم وقت. لا وقت للمصالح الفئوية والعصبوية. لا وقت للخيارات المجتزأة. لا وقت للانكفاء. إنه زمن الشجاعة العاقلة، الشجاعة السلمية، الشجاعة الأدبية أولاً تجاه الذات وثانياً تجاه من اختار عن وعي أولوية الارتباطات الخارجية الأيديولوجية والمالية والسياسية، تجاه من اختار عمداً تفكيك الدولة ثم الشعب ثم الكيان على مذبح ولاءاته الخارجية، وغلف ذلك بشعارات باتت تثقل على النفس: المقاومة، قوة الردع، الممانعة وأحياناً يجرؤ على التلبّس بالطهارة والشرف ومكافحة الفساد.
الثلاثية الخاطئة
سقط القناع يا أبناء الخوف والتخويف. يا أبناء أخطاء الآخرين. سقط القناع يا أعداء السلم والسلمية، بالإرهاب ولدتم وبه تعيشون، وآمل ألا تنتهوا به، بل على يد شجاعة أبناء السلم الأهلي.
يا أبناء الثلاثية الخاطئة: جيش وشعب ومقاومة، لن تنالوا من الثلاثية الحقيقية: الوطن، الشعب، الدولة.
علينا أن نعي أن الرهان على تحولات الخارج خاطئ لأن كل يوم يمر، نتيجة فشل سياسات المواقع المذهبية وساديتها المازوشية، لن يتطور شيء سوى الحقد، الحقد الأسود، الحقد الجماعي المذهبي. المذهبية أكلت كل مساحات وواحات الوطن ولم يتبق سوى احتمالين واقعيين: الاختناق أو الانفجار.
إن الخيار الوحيد العاقل هو تمزيق شرنقة المذاهب وإيجاد موقع تحت الشمس لحركة سلمية شجاعة تنحو نحو تحول تدريجي لإعادة الاعتبار للمواطن الفرد، إلى جانب وجود لا يجوز إنكاره للجماعات، وهذا الموقع الحر المليء بالهواء سيمنع الانفجار أو الاختناق، وسيوقف آلية تنامي الحقد الأسود.
إن البقاء في البيوت هو خطر بقدر الطيش والمغامرة. المحظور يلزمه اثنان، إرادة متعمدة عنفية وإرهابية وفي المقابل حركة سلبية مغامرة. السلام دائماً شجاع وهادئ ورصين، وإذا غامر فهو يجنح إلى عكسه. طبعاً إرادة السلم المواجه تتطلّب رجالاً وقادة ونخباً ومواطنين غادروا الحسابات التافهة والحيل والشطارات الموّلدة للغثيان والعصبيات العمياء. علينا أن ندرك أن من يجلس في مركب واحد بات في عين العاصفة، وما يثير السخرية والعبث أن البعض لم يقلع عن التلهي والتشاطر، وينغمس بأولوية نشل شركاء المصير المشترك في مركب النجاة الواحد. غير عابئ بغليان الواقع الاجتماعي المزامن لحالة الغليان المذهبي وغير عابئ بخطورة هذا المزيج القاتل.
أكره ما يصيبني أن أُفهم أني واعظ، لأن ذلك ليس المبتغى. المبتغى هو إطلاق جرس إنذار حقيقي وواقعي يقتضي تغيير سلوك كل مرتكبي الأخطاء. أما القراصنة بالمعنى الضيق والحصري للكلمة، فلا جدوى من الرهان على تغيير مقاصدهم لأن شجرة الزعرور لن تعطي ثمار الليمون ومن ثمارهم تعرفوهم.
لا يكفي أن نعلن مواجهتهم، فذلك لا يتحول رصيداً. علينا السعي نحو قوة المثال بتغيير سلوكنا وأدائنا لينسجم والهدف العام لوجدان الشعب، الوجدان العام للشعب أفراداً وجماعات. هو الحضور الكاسح لخيار السلم والدولة والسيادة والحرية والكرامة. والخيار الآخر هو أقلية أيديولوجية عقائدية لعبت كثيراً وتلبست أدواراً متعددة لخداع الرأي العام الأكثر قرباً والأبعد قليلاً، وحبل الخداع قصير، ونأمل أنه بات قصيراً جداً. المهم هو الحرص على سلامة الجرة ومــعادلة السلامة هي الشجاعة: شجاعة الســلم وشجاعة التبصّر.
ولزعماء المذاهب سواء أكانوا فرداً أو أكثر لكل مذهب، نعلن حرصنا عليكم لأنكم إن تصرفتم بتبصر وحرص، فأنتم ضرورة لقيام الوطن والشعب والدولة، وخيار الحركة هو إلى الأمام، والتوقف عن النفخ في نار جهنّم لأن السفينة ستنفجر في الجميع، ونخشى إن كنتم مغامرين وسعداء بالقطعان أن تُداسوا وتجلبوا الشر على الجميع، وخيار التدرج والتعقل والشجاعة السلمية للتقدم إلى أمام مفروض على الجميع. وفقط لا نطلبه ممن تحمل عمداً الخيار، وكلمة خيار خاطئة، الأحرى دور أو وظيفة تفجير السفينة، سفينة الوطن، لأن من يقاتل الشعب السوري ويسمّيه جهاداً، ننتظر منه كل شيء، ومن يقاتل أهله ويسمي ذلك زمناً مجيداً ودوراً شريفاً، يخلع على هذه القوة الصماء الظلماء رتبة أشرف الناس، هذا ننتظر منه ومن أي فصيل مشابه كل الشرور التي لا يلجم جموحها إلا شجاعة السلم والتبصر.
من المفترض ألاّ نرتبك تجاه التطورات المحيطة، الوضوح هو المنقذ. ما يجري في فلسطين يتشابه كثيراً مع ما جرى في صيدا. في فلسطين من بادر هو خيط سوري إيراني والجهة المتلقفة لهذا السلوك الثوري «جداً» وغير المناسب جداً هي إسرائيل، وهكذا كان وأثمر التناغم الثلاثي درساً لا يزال مستمراً ضد حماس لأنها أدركت وخرجت من المحور الجهنّمي. نكفي أن ننتبه لسلوك جيش «الدفاع» الإسرائيلي تجاه «جيش الهجوم مرة واحدة» منذ سنة 1973 ولكنه هجوم على قرية سورية محررة من إسرائيل والنظام السوري، فتعاونا لتدميرها. وما أشبه اليوم بالأمس.
كفانا تحليل. كله تقريباً واضح ولا مبرر لبقائنا في موقع التفرّج. إلى العودة لساحات كل المدن بقرار عاقل وشجاع وقيادة متحولة وشجاعة تعود لتلعب دور قوة المثال العملي.
لنحدد الأولويات منذ اللحظة وفق متطلبات هذه المرحلة، من مرتبة الإنقاذ إلى وقف مسار التدهور وتعطيل كل خيارات استخدام لبنان لخدمة مصالح إقليمية طامعة، لا تقيم وزناً لمصلحة الشعب اللبناني وشعوب المنطقة، وفي سبيل ذلك تستحل كل الوسائل والمسلكيّات سراً أو علناً. ولنفترض أن هذا الكلام غير الفئوي وغير الذاتي، لم يلق قبولاً مناسباً. لنفترض ذلك وهو أمر ربما يحتمل تقديراً أعلى من الافتراض، فما العمل؟ هل نقول كفى المؤمنين شرّ القتال؟ اعتقد في هذه الحال أنّه يتوجّب على الديموقراطيين، على الرأي العام الـ «14 آذاري» أن يتنكب مسؤولية المبادرة، علّه في ذلك يُحفّز من هم ساعين إلى الأغراض ذاتها، للمشاركة وتوسيع نطاق الضغط الشعبي السلمي، ولن يبقى الحرصاء متفرجين حتماً، إذ لا وسيلة لدينا لتفادي المكروه سوى الإقدام على دينامية تتحلّى بشجاعة عالية وتحمل شحنة عالية وثابتة من دينامية التحرّك السلمي. ولا تظنّوا، والكلام للرأي العام العاقل المتقدم المتنور، لا تظنوا أو تستعظموا هذه المهمة، فمِسخ التطرف والحقد المهدد للأمن والاقتصاد والاجتماع، خصم جبان إذا ووجه بإرادة مواطنية جامعة جربتموها سابقاً في 14 آذار، وبالتأكيد إنكم لقادرون على إعادة إنتاجها لا بل إحيائها لأنها قائمة وواسعة تنتظر من يقدم لها محفزات الحركة. فموضوعياً لا أعلى ولا أجدر من مهمّة إنقاذ الوطن ولن يُحجم أحرار المجتمع اللبناني عن هذا الدور.