المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 29 تشرين الثاني/2012

إنجيل القدّيس متّى 13/54-58/لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ

أَتَى يَسوعُ إِلى النَّاصِرَةَِ بَلْدَتِهِ، فَأَخَذَ يُعَلِّمُ في مَجْمَعِهِم حَتَّى بُهِتُوا وقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لَهُ هذِهِ الحِكْمَةُ وهذِهِ الأَعْمَالُ القَدِيْرَة؟ أَلَيْسَ هذَا ٱبْنَ النَّجَّار؟ أَلا تُدْعَى أُمُّهُ مَرْيَم، وإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ ويُوسِي، وسِمْعَانَ ويَهُوذَا؟

أَلَيْسَتْ جَمِيْعُ أَخَوَاتِهِ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ كُلُّ هذَا؟».وكَانُوا يَشُكُّونَ فِيه. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُم: «لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ». ولَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَعْمَالاً قَدِيْرَةً كَثِيْرَةً لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم بِهِ.

 

عناوين النشرة

*جماعات الجاكتات والطرابيش إلى بكركي يميناً ويساراً در/الياس بجاني

*خينا سجعان قزي زعلان ومكدر خاطرو وكمان الجميلين/الياس بجاني/

*سليمان ارجأ جلسة الحوار الى 7 ك2 2013

*سليمان استقبل الرئيس الأرمني مودعاً

*المعلمون والموظفون اعتصموا امام سرايا زغرتا بو هارون اكد استمرار التحرك وصولا الى تحقيق المطالب

*أمانة 14 آذار متمسكة بموقفها من الحوار: على الرئيس خلق مناخات مواتية عبر السعي لاستقالة الحكومة

*طلاب "القوات" نفوا ادعاء "طلاب الاصلاح والتغيير" بالفوز في اليسوعية

*"نطالب الراعي بتوضيح موقفه من "المتهمين الاربعة"/يوسف: نرضى بحكومة بيانها الوزاري "اعلان بعبدا"

*14 آذار في البترون: من يعارضون دخول الايرانيين الى البترون يطالبون بتنفيذ مشروع سد بلعة من قبل شركات لبنانية رسى عليها الالتزام

*زهرا ردا على عون: "القوات" أكثر الساعين والفاعلين لتعديل قانون ال60

*حرب: نرحب بطرح جنبلاط ومتمسكون باجراء الإنتخابات نحن مع الحوار ومنفتحون على أي إقتراح يؤدي لحكومة جديدة

*وفد من الاشتراكي زار قيادة "حزب الله" في حارة حريك العريضي: رغم مخاطر الحدث السوري لا نية لتفجير الوضع في لبنان

*فرعون: مقاطعة الحوار ليست موجهة ضد سليمان وندعو الى أن يكون "إعلان بعبدا" منطلقا لتشكيل حكومة

*بري ترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس فضل الله:المقاطعة لا تفيد ولا يجوز التعطيل

*حوري: استقالة الحكومة بوابة الدخول إلى الحوار

*الراعي يلتقي السفير البابوي

*ماذا تعني زيارة «14 آذار» لغزّة؟/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*الوسطيون» يتولَّون تصفية «14 آذار» لمصلحة «8 آذار»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*مصادفات التشابه/راشد فايد /النهار

*واشنطن قلقة من تحوّل الربيع العربي في مصر

*الأمم المتحدة تشهد غداً حدثاً تاريخياً: الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو

*فريقا الدفاع والادعاء عرضا هواجسهما قبيل المحاكمة /فرنسين: سأقوم بما في وسعي لتحقيق العدالة والإنصاف .كلوديت سركيس

*مجلس وكالة الطاقة الذرية يعيد النظر في ملف إيران النووي في غياب أي تقدم/طهران تدين قرار الولايات المتحدة إلغاء المؤتمر حول شرق أوسط منزوع الأسلحة النووية

*سليمان يعلن اليوم تأجيل الحوار ولا يستبعد تأخيراً «تقنياً» للانتخابات

*«مَن يدعم إسرائيل بالعدوان علينا فسيكون مرمى لصواريخنا/السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي رداً على جنبلاط: نتطلّع دائماً إلى الجبال العالية لا إلى الحفر بين أرجلنا 

*الراعي: مدّ الجسور بين 8 و14 آذار وكل السياسيين/قانون الستين قائم إذا لم يتوصلوا الى جديد

*الراعي: الشرخ بين «8 و 14 آذار» سيؤول إلى هدم لبنان

*إضراب عام شل الإدارات والقطاع التربوي /سليمان يتجه لتأجيل جلسة الحوار ويؤكد ضرورة تداول السلطة

*جهات تعرف مكان اثنين منهم/بدء محاكمة متهمي "حزب الله" يُنذر بانفجار فتنة في لبنان/ حميد غريافي/السياسة

*نشارة الخشب في صندوق شكاوى السفارة الكندية

*العدوان على غزة كشف حدة الخلافات بينهما /"حماس" تنتقد بشدة انخراط "الجهاد الإسلامي" في محور إيران - نظام الأسد - "حزب الله"

*أكد أن 99 في المئة من المحاكم توقفت عن العمل /«نادي القضاة المصري: مرسي يتحايل على القضاء والبيان الرئاسي... «هزيل»

*«دايلي تلغراف»: روسيا طبعت لسورية بين 120 و240 طناً من الأوراق النقدية وشحنتها جواً إلى دمشق 

*آن أوان التدخل الأميركي في سورية/كوندوليزا رايس/الحياة

*حكاية بلدتَي القصير وربلة تختصر مآزق مسيحيي سوريا أقلية مؤيّدة للنظام تقود جماعة إلى الهلاك بتصرّفاتها/بيار عطاالله /النهار

*وفد 14 آذار في غزة حمل رسالة تضامن ودعوة الى الوحدة/هنية: ابلغنا ايران انها تهدد علاقتها بالعرب في سبيل نظام لن يستمر/ايلي الحاج /النهار

*لماذا يتقبّل "حزب الله" الانتقادات الجنبلاطية اللاذعة لما يعتبره مسلّمات وثوابت في الداخل/ابراهيم بيرم/النهار

*«حماية الثورة» أم «ولاية المرشد»؟/يوسف الديني/الشرق الأوسط

*الإخوان وشهوة السلطة/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

*الثورة السورية بخير/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ثلاثية» الجماعة والحزب والدولة/عادل الطريفي/الشرق الأوسط

*خطة الإبراهيمي.. لإنقاذ من؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*عمرو موسى: ليت الأسد اقتدى بعلي صالح وتمزيق سورية يفتح أبواب جهنم ... ارتكبت دمشق خطأ في التقدير حين قدمت علاقاتها مع دول الجوار على علاقاتها العربية

 

تفاصيل النشرة

 

جماعات الجاكتات والطرابيش إلى بكركي يميناً ويساراً در

بقلم/الياس بجاني

بتعرفو شعبنا عفور متل ما قال فليمون وهبي الله يرحمو وكمان طنبوز وكريم وبيحب الوجبات، من تهاني وتعازي وغيرا خصوصاً يلي منها فايدي ومصلحة وهبرة ونيابي ووزارة ووظائف محرزين.

طيب اذا ع الفاتيكان راحو 5000 لبناني من الهوامير يعني من اصحاب الطيارات الخاصة وسمسرة بيع اراضي المسيحي والأرصدة المنفوخة بالبنوكي تا يعملو واجباتون مع سيدنا الراعي ودفعو ع القليلي 10 ملايين دولار مصاريف ع حفلات وهدايا وعزايم!!

طيب اليوم وبكرا التهاني ببكركي دخلكون كم ألف راح يهنوا سيدنا ويشوفو خاطرو؟

يلا اليوم ايام جماعات الطرابيش والجاكتات وسيدنا ابداً مش زعلان ما هو متل الشجرة بينحني كل فترة وفترة بتواضع حتى نقطف واليوم الشباب طالعين يقطفو ويعبو السحاحير والخوابي.

فرصة لاحقو حالكن ويومين مش قلال يعني في مجال وفرصة للكل يزبطو حالن ويقطفوا ويعبو ويعملو قصايد مدح متل ايام عكاظ، الله يرحمها.

اكيد خينا سجعان قزي وكرمال خاطر الجميلين راح يحمل كارثية زيارة 14 آذار الى غزة  لعند سيدنا ويشتكي لأنو زعلان ومكدر خاطرو وعا شوي كان راح ع المنار وأعلن الحرب من هونيك متل ما كان اعلنها ع فارس سعيد. الله ستر وما عملها.

على كل حال سيدنا متواضع وما بيقدر إلا يحب ويشارك لأنو هيدا شعارو. مشارك جورج بشير وميشال سماحة والبقرادوني والفرزلي وعون وفرحات وصفا ورعد وقاسم والإستاذ بري وفخامة الجنرال والصهر ومش ناسي بشركتو جماعة قدامى القوات على اساس يلي ما عندو قديم ما عندو جديد.

ع سلامتو سيدنا ما بينسى حدا ولا حتى المتهمين الأربعة من حزب الله بقتل الحريري وما بدو ع قاعدة المحبي والشراكة حدا يجيب سيرتون لا بالمنيح ولا بالعاطل. وبمحتو كمان عم يصلي لحكومة القمصان السود!!

وكمان بشركتو وشراكتو  وبمحبتو ما بدو يلي متهم باغتيال بطرس حرب حدا يجي صوبو والدولي سمعت منو وما قربت على المتهم الإلهي والمقدس. وكيف بدا تقرب وهو مقاوم وممانع! ما بيصير.

وأكيد سيدنا محضر اليوم وبكرا مع غياض باب كبير تا يحكي هو ويلي بيحبوا يحكو ورا البواب المسكرة وراه.

كمان سيدنا راح يشارك وبمحبة كل يلي بيحبوا يحكو وراء الأبواب وفاتح بواب بكركي بوجون ومش مسكرها.

نيالنا نحنا الموارني شركة مع الكل ومحبة ع الواسع وشو بدنا احسن من هيك حال.

يلا يومين وبيخلصو وبيرجع سيدنا بيكمل زياراتو وبعد في كتير محلات وبلدان لا زارا ولا اخدلون شركتو والمحبي.

المهم شباب الطرابيش والجاكتات ما يفوتو الفرصة لا اليوم ولا بكر والباقي ع الله. وسامحونا

 

خينا سجعان قزي زعلان ومكدر خاطرو وكمان الجميلين

الياس بجاني/كتير من شباب وصبايا الجميلين زعلانين وحردانين وزيارة غزة مش عاجبتون. منقلون ولو يا جماعة عون اخد اللبنانيي ع سوريا يلي دبحتون وهجرتون واغتالتون ودمرت بلدون ومعتقلي شباببون وقطعت روس عسكرون ورهبانون، بسيطة كتير اذا 14 آذار راحوا ع غزة زيارة مجرد زيارة. طيب ما الراعي هو وحزب الله والسوريين صحاب وحباب وحالون واحد وعم يغنوا نفس الموال السوري والإيراني الحزب الله تلاوي دخلكون مش شايفين شو صاير بس عينكون ع 14 آذار؟ ما تعملوا من الحبة قبة. روقولنا بال وخينا سجعان قزي لنو معصب وزعلان وع سلاحو. بس منيح ما راح عالمنار واعلن الحرب ع 14 آذار من هونيك متل ما اعلنها قبل كم اسبوع من هونيك ع فارس سعيد. بمحبة الانسان لازم يشغل عيني التنين مش بس عين وحدي. بعدين ما الشيخ امين  وكل الموارني تصالحوا مع الفلسطينيي من زمان شو نسيتو او كمان شايفين بعين وحدي. لا بسيطة كتير وزيارة وخلصت طولولنا بالكون وروقولنا الجميلين وخينا سجعان ما فينا ع زعلون.

 

سليمان ارجأ جلسة الحوار الى 7 ك2 2013

وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تأجيل جلسة هيئة الحوار الوطني المقررة غدا الخميس في 29 تشرين الثاني الجاري الى يوم الاثنين الواقع فيه 7 كانون الثاني 2013، الحادية عشرة قبل الظهر في القصر الجمهوري في بعبدا."

 

سليمان استقبل الرئيس الأرمني مودعاً

المركزية- يرأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا الرابعة بعد ظهر اليوم جلسة لمجلس الوزراء وعلى جدول اعمالها 96 بنداً. وكان الرئيس سليمان استقبل رئيس جمهورية ارمينيا سيرج سركيسيان الذي زار قصر بعبدا مودعاً لمناسبة انتهاء زيارته الرسمية للبنان التي استمرت 3 ايام. فقد وصل الرئيس سركيسيان وعقيلته الى القصر الجمهوري العاشرة قبل الظهر واقيمت التشريفات الرسمية، وكان الرئيس سليمان والسيدة الاولى وفاء سليمان في استقبالهما عند مدخل القصر، وبعد الترحيب دخل الرئيسان بين صفين من رماحة الحرس الجمهوري الى صالون السفراء والتقطت الصور التذكارية. وتم في خلال اللقاء تقويم للزيارة ونتائجها على كل الصعد، والاتفاق على متابعة الاتفاقات التي وقعت بين لبنان وارمينيا وتفعيل التعاون الثنائي وتعزيزه.

وبعدما جدد الرئيس سليمان الترحيب بضيفه الارميني وعقيلته، عبّر الرئيس سركيسيان عن شكره لرئيس الجمهورية على الحفاوة البالغة التي احاطه والوفد المرافق بها، مكرراً التأكيد على مواقف ارمينيا الداعمة للبنان في كل ما يطلبه. بعد انتهاء اللقاء، غادر الرئيس الارميني وعقيلته الى مطار رفيق الحريري الدولي وودعهما الرئيس سليمان والسيدة الاولى عند مدخل القصر الجمهوري.

لجنة مهرجانات بيروت للتكريم: وزار بعبدا وفد "لجنة مهرجانات بيروت الدولية للتكريم" أطلع رئيس الجمهورية على الاحتفال الذي اقامته اللجنة في البيال أمس وتم في خلاله تكريم مبدعين في مجالات فنية وعلمية وثقافية وطبية.

 

المعلمون والموظفون اعتصموا امام سرايا زغرتا بو هارون اكد استمرار التحرك وصولا الى تحقيق المطالب

وطنية - استمر اضراب المعلمين في القطاعين العام والخاص في مدارس زغرتا الزاوية، والموظفين الاداريين في اعتصامهم لليوم الثاني في سرايا زغرتا الحكومية، مطالبين بالاسراع في تحويل سلسلة الرتب والرواتب الى المجلس النيابي، بعد اقرارها من الحكومة اللبنانية. وتحدث في المعتصمين باسم هيئة التنسيق النقابية، عضو نقابة المعلمين في الشمال يوسف بو هارون الذي اكد "استمرار التحرك حتى تحقيق المطالب التي اعتبرها محقة وغير قابلة للنقاش، وقال:" من المعيب ان تضخم ارقام السلسلة بهذا الشكل في الاعلام وان يتم التداول بها على انها وفي حال اقرارها سوف تؤدي الى كارثة اقتصادية في البلد". من جهتها، دعت عضو رابطة اساتذة التعليم الثانوي في بيروت سيدة دحدح الى "الاسراع وعدم التسويف والمماطلة في تحويل سلسلة الرتب والرواتب الى مجلس النواب".

 

أمانة 14 آذار متمسكة بموقفها من الحوار: على الرئيس خلق مناخات مواتية عبر السعي لاستقالة الحكومة

الأربعاء 28 تشرين الثاني 2012 وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري، في مقرها الدائم، في حضور النائب عمار حوري والنائبين السابقين فارس سعيد ومصطفى علوش، إدي أبي اللمع، نادي غصن، يوسف الدويهي، علي حماده، نوفل ضو، هرار هوفيفيان، الياس أبو عاصي، وليد فخر الدين ومحمد حرفوش. وأصدرت بيانا تلاه أبي اللمع، وجاء فيه:

"أولا- مع اقتراب موعد الحوار الذي دعا اليه فخامة رئيس الجمهورية، تتمسك قوى 14 آذار أكثر فأكثر بموقفها من الحوار وعقمه بالاخص نتيجة اصرار حزب الله على الاستخفاف بإعلان بعبدا من جهة وعلى اثباته يوميا عدم استعداده للبحث في موضوع سلاحه، حزب الله الذي عاد فنسف مؤخرا جهود رئيس الجمهورية، من خلال تجاوزه الأصول الدستورية، عبر اعلان امينه العام عن استعداده استخدام ترسانته الصاروخية بمعزل عن الدولة اللبنانية، كما انه بدل ومن جانب واحد وظيفة طاولة الحوار المخصصة أصلا للبحث بالسلاح غير الشرعي، وجعل منها مكانا غير دستوري للبحث بأزمة الحكومة.

ان هذا السلوك من قبل "حزب الله" يؤكد لنا صوابية قرارنا السابق بمقاطعة الحوار، وتتمنى الأمانة العامة على فخامة الرئيس خلق مناخات مؤاتية للحوار من خلال السعي مع كل المخلصين باتجاه استقالة حكومة "حزب الله" كشرط ضروري لعودة الجميع الى الحوار الوطني.

ثانيا- نوهت الامانة العامة بالخطوة الشجاعة التي قامت بها قيادات سياسية واعلامية من قوى 14 آذار خلال زيارة قطاع غزة، الذي انتصر، بفضل ارادة شعبه واحتضان دوائر القرار العربي له، على العدوان الاسرائيلي الاخير.

ان هذا التضامن الاخلاقي والسياسي مع فلسطين اتى في سياق طبيعة الامور مع شعب يخوض على أرضه وبدمائه الكريمة حرب تحرير وصمود، رافضا كل أنواع الوصاية الخارجية عليه، وخاصة ان هذه الزيارة أتت لتشكل خطوة اضافية على طريق تضامن لبنان مع قضايا الغرب.

كذلك تدعم الامانة العامة جهود الرئيس محمود عباس لانتزاع حق دولة فلسطين في الامم المتحدة.

كما تعرب من جهة اخرى عن تضامنها مع الشعب السوري الممثل بالائتلاف، وتكرر مطالبتها الدولة اللبنانية بالاعتراف الواضح والصريح بهذا الاطار السياسي اسوة بالجامعة العربية وسائر الدول.

ثالثا- بعد مرور أربعين يوما على استشهاد اللواء وسام الحسن، تثمن الامانة العامة على فخامة الرئيس ميشال سليمان متابعته ما كان قد اعلنه يوم التشييع بضرورة الاسراع في اصدار القرار الظني في قضية سماحة – مملوك.

وفي هذه المناسبة تستنكر التسويف الحاصل بكشف المتابعات القضائية وتأمل ان تكون زيارة رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الى بيروت مناسبة لإبراز فعالية ونزاهة القضاء اللبناني أمام جرائم القتل التي بدأت في العام 2004 ولم تنته بعد.

ان الشعب اللبناني الذي يطالب بعودة الدولة والاستقرار، سيعبر دوما وسلميا عن رفضه هذا المنطق العنفي والمرفوض في مناسبات عديدة، وهو يصر على اهمية تسليم المتهمين في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى المحكمة الدولية كما المتهم في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، اولا لان المتهم لا يمكن ان تثبت ادانته او براءته الا في القضاء وعبر احكامه، وثانيا لان في ذلك ما فيه من تسهيل عملي واظهار نوايا جيدة للولوج الى اي حوار.

رابعا- في العودة الى الموضوع الحكومي، لقد اغرق رئيسها الناس يوم انقلابه بالوعود البراقة حول الاستقرار والامن والاقتصاد ودرء الفتنة. إن الحكومة اليوم تمثل الفشل الكامل في علاج الشؤون المعيشية إلا من خلال محاولة التسويف وخداع النقابات، وبنفس الوقت تتغاضى لا بل تساهم من خلال بعض افرادها في الفساد المستشري في قضايا الادوية المزورة والتهرب من الجمارك وقضايا المخدرات. هذا بالاضافة الى الفشل الذريع في ضبط الامن والتخفيف من امكانية اندلاع الفتنة.

بالمحصلة ما على هذه الحكومة إلا الرحيل وإعطاء الفرصة لحكومة موثوقة يمكنها ان تقود البلاد في هذه المرحلة".

 

طلاب "القوات" نفوا ادعاء "طلاب الاصلاح والتغيير" بالفوز في اليسوعية

وطنية - اعتبرت دائرة الإعلام في مصلحة طلاب القوات اللبنانية في بيان اليوم أن التيار العوني "يستمر بحملة الكذب والرياء التي بدأها مع إقفال صناديق الإقتراع في جامعة القديس يوسف في بيروت والمحافظات. لم يقبل هذا الفريق بخسارته الكبيرة، ولم يتحمل حدة التوبيخ الذي تلقاه من قيادته، فكانت فشة خلقه الأكاذيب وادعاء الفوز". وأضافت:"بما أنهم طلاب إصلاح وتغيير، سيكون الرد هذه المرة بالمستوى الذي يليق بطلاب لبنان وثورة الأرز والوطن الذي تسعى القوات اللبنانية لبنائه وحلفائها في 14 آذار، وليس بمستوى الكذب والإفتراء وتشويه الحقيقة. إليكم بالأسماء من فاز في الإنتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف، ومن وصل إلى رئاسة الهيئات الطالبية في كل الكليات التي حصدتها القوات. ويأتي هذا الرد ليكمل ما صرح به رئيس مصلحة طلاب القوات اللبنانية نديم يزبك في المؤتمر الصحافي الأول من أمس:

جامعة القديس يوسف - بيروت

حرم العلوم الاجتماعية - هوفلان: CSS

كلية ادارة الاعمال: جوني سبانيولي (قوات لبنانية)

كلية الحقوق: كارل الخوري (قوات لبنانية)

كلية التأمين: تريسي شليطا (قوات لبنانية)

كلية العلوم السياسية: فوز المستقلين بالرئاسة مدعومين من القوات اللبنانية.

حرم العلوم الطبية - المتحف: CSM

كلية الطب: توافق على المقاعد برعاية ادارة الجامعة.

كلية العلوم الصيدلية: كرستوف منصور (قوات لبنانية)

معهد التمريض: نيفال أيوب (قوات لبنانية)

مدرسة العلوم المخبرية - ETLAM: الياس عبدالله (قوات لبنانية)

حرم العلوم التقنية - مار روكز: CST

كلية العلوم: فوز المستقلين بالرئاسة مدعومين من القوات.

IGE: وديع الحج (قوات لبنانية)

حرم العلوم الانسانية - المتحف: CSH

كلية التربية FSEDU / ILE: ماريا ظريفة (14 آذار)

كلية العلوم السمعية والبصرية IESAV: غنوة قادبي (14 آذار)

ILO: صوفي خطار (14 آذار)

جامعة القديس يوسف - البقاع

فوز القوات اللبنانية بنتيجة 11 - 3، وفازت القوات برئاستي الهيئتين الطلابيتين:

كلية الهندسة الزراعية: بولا سكاف (قوات لبنانية)

كلية الاعلان والتسويق/ كلية ادارة الاعمال: رامي معلوف (قوات لبنانية)

جامعة القديس يوسف - الشمال

بعد فضيحة الرشوة الإنتخابية لتيار العزم، فازت القوات اللبنانية بنتيجة 10-1، وبالتالي فازت قوى 14 آذار برئاستي الهيئتين الطلابيتين، على أن يتم انتخاب الرئيسين يوم الأربعاء 28 تشرين الثاني 2012.

وتابعت:"ربما الحقيقة ليست في حاجة لتبرير، لكنهم لا يوفرون فرصة في محاولاتهم البائسة لتشويه الواقع الذي فرضته القوات اللبنانية وحلفاؤها وانتصرت من خلاله في جامعة الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، جامعة القديس يوسف، فأثبتت الأرقام وبما لا لبس فيه فوز القوات و 14 آذار والمستقلين المدعومين منها برئاسة 12 كلية في بيروت و3 في الشمال والبقاع، فيصبح المجموع 15من 27 كلية".

 

"نطالب الراعي بتوضيح موقفه من "المتهمين الاربعة"/يوسف: نرضى بحكومة بيانها الوزاري "اعلان بعبدا"

المركزية- هنأ عضو "كتلة المستقبل" النائب غازي يوسف اللبنانيين "بتنصيب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كاردينالاً"، لافتاً الى ان "هذا البلد الصغيرحصل على كاردينالين وهذا شرف للبنان"، مطالباً البطريرك الراعي "بتوضيح موقفه من طلب تسليم المتهمين الأربعة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقوله إن هذا امر يتعلق بالقضاء".

وقال في حديث متلفز "الاجدى ان نتساءل لماذا هناك جهات سياسية لا تريد ان تسلّم هؤلاء المتهمين الى المحكمة الدولية؟، وهل ان هذا التدخل بعدم التسليم مسموح ام مطالبتنا بالتسليم هي الممنوعة"؟.

اضاف "لا اعتقد اننا نبحث عن مشاكل مع احد، لاسيما مع بكركي، التي كانت دائما راعية لتطلعات قوى الرابع عشر من آذار لجهة استقلال لبنان ووحدة بندقية الجيش اللبناني، ولكن من حقنا ان نطلب من الكاردينال الراعي توضيح موقفه وتفسير ما قاله عن المتهمين الأربعة". وعن مقاطعة اللجنة البرلمانية التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لسماع كلمة الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان في البرلمان واستبدالها بغداء عند بري، اعتبر يوسف ان "الرئيس بري لا يريد ان يُحرج ويُحرج، هناك إحراج ان يستقبل بري رئيس بلاد ونصف اعضاء البرلمان غائبين، ولا يريد ان يحرجنا لأن موقفنا واضح لا نريد ان نذهب في حضور الحكومة الى هذه المؤسسة، خصوصاً بعد التصعيد الذي حصل في الفترة الاخيرة، ومن هذا المنطلق إرتأى دعوة البرلمانيين الى مائدة الغداء".

واوضح ان "المقاطعة هي للحكومة وليست لمجلس النواب، وعندما تكون الحكومة حاضرة في اي جلسة لن نحضر وسنقاطع". واعلن اننا "نرضى بحكومة يكون بيانها الوزاري "اعلان بعبدا" ويتعلق بكل المواضيع الميثاقية والاستقلالية والضرورية للمؤسسات في لبنان، واعطينا الوكالة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتمنيناعليه ان يختار من يراه مناسبا ليكون رئيسا للحكومة والا يكون محسوباً علينا او على الفريق الآخر".

 

14 آذار في البترون: من يعارضون دخول الايرانيين الى البترون يطالبون بتنفيذ مشروع سد بلعة من قبل شركات لبنانية رسى عليها الالتزام

وطنية - عقدت قوى 14 آذار في قضاء البترون اجتماعا تداولت خلاله في الأوضاع العامة وفي أوضاع منطقة البترون. وأصدرت بيانا أكدت فيه "دعم الموقف الذي اتخذته قيادة 14 آذار في المطالبة برحيل الحكومة وتشكيل حكومة حيادية تضع حدا لمنطق الغلبة الذي تعتمده قوى 8 آذار ولسياسة تسخير المرافق العامة لمصالح بعض من أعضائها السياسية والمالية والانتخابية الرخيصة. فلبنان لم يشهد في تاريخه إنحطاطا في المستوى السياسي والأخلاقي الذي نعاني منه هذه الأيام والذي سيؤدي في حال استمراره الى تدمير الدولة ومؤسساتها وإفلاسها". وأسفت "أن تتحول منطقة البترون الى ساحة مفتوحة لممارسات هذه الحكومة السافرة ولا سيما من قبل وزير الطاقة والمياه الذي انتظر البعض من ممارسة صلاحياته لتنمية المنطقة والتعويض عن الحرمان الذي لحقها في الماضي كعقاب سياسي لمواقف ممثليها المعارضة لسياسة التبعية والوصاية السورية، فإذا بهمه ينحصر في تكديس الثروات المخالفة للقوانين واتباع سياسة ذر الرماد في العيون والتعالي على أبناء القضاء ما حوله بسرعة قياسية من مهندس متواضع الدخل الى أحد أكبر أثرياء البلاد في وقت لم يعمل في أي حقل إلا في وزاراته الدسمة وهذا ما يفسر ما ذاع من شبهات حول الصفقات التي يقوم بها في وزاراته خلافا لرأي ديوان المحاسبة ومديريه العامين ما دفع المدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي جرجس قمير، وهو إبن منطقة البترون، الى طلب إعفائه من مهامه معه بسبب المخالفات القانونية والمالية التي يرتكبها الوزير".

وتابع البيان: "أكثر من ذلك، ان الوزير باسيل لم يتوان في ممارساته الكيدية من التورط، لغايات لم يفهمها أي وطني عاقل، في سياسة تسهيل تسلل ايران وحرسها الثوري وأتباعها المسلحين الى منطقة البترون بحجة تنفيذ "سد بلعة" في تنورين من قبل شركة ايرانية وضرب حقوق الشركات اللبنانية التي رسا عليها إلتزام تنفيذ السد وتغطية هذا الدخول الى جرود جبل لبنان بهبة وهمية يستحيل تحويلها الى لبنان بسبب العقوبات الدولية المفروضة على ايران، ما أدى عمليا الى عرقلة تنفيذ هذا السد المقرر منذ العام 1974 والذي سعى لتوفير الإعتمادات له نائب المنطقة الشيخ بطرس حرب بالتعاون مع المدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير وكلاهما من أبناء تنورين".

واشار البيان الى ان "ما يدعو للاستغراب، تصاريح الوزير باسيل المتكررة بأنه يريد تنفيذ سد بلعة ويزعم أن من يعارض تنفيذه من قبل الإيرانيين يريد إستمرار الحرمان والفقر. وحسما للجدل بصورة قاطعة وواضحة نعلن أن من يعارض دخول الإيرانيين وحلفائهم المحليين الى جرد منطقة البترون يطالبون بتنفيذ المشروع من الشركات التي رسا عليها الإلتزام رغم ما تعرضوا له في السابق، بسبب دعمهم للمشروع، الى الإنتقاد من الذين كانوا يعارضون إنشاء السد من أبناء بلدة شاتين المتضررين من هذا السد.

فكفى إستخفافا بعقول أبناء قضاء البترون الذين أثبتوا عبر السنوات الماضية أنهم يتمتعون بحد عال من الثقافة السياسية التي حالت دون نجاح الوزير باسيل في الإنتخابات التي خاضها سابقا والذين سيكررون رفضهم للمرشحين الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على المصلحة الوطنية العليا، ويبدلون مواقفهم ومبادئهم حسب مصالحهم الشخصية".

ودعا المجتمعون في بيانهم الوزير باسيل الى "العودة عن مناورته الإيرانية الفارغة واحترام القوانين وإعادة تكليف الشركة اللبنانية التي رسا عليها الإلتزام للبدء بالتنفيذ بعد أن تأخر سنة كاملة بسبب مناورته الفاشلة، ولا سيما أنه أطلق التلزيم بعد أن صدر قانون يؤمن إعتمادات في موازنة وزارته تبلغ حوالى ثلاثماية مليار ليرة لبنانية وأنه لم يكن بحاجة الى هبة ايرانية مزعومة لتبريره عدم الموافقة على المناقصة، اضافة أنه إذا كان يتمسك بالهبة الإيرانية لأسباب نجهلها فيمكنه تحويلها الى مشروع آخر". وختم البيان: "بقي أن نتساءل ونسأل في الختام عن الأسباب الحقيقية لموقف الوزير باسيل ولماذا لا يملك الجرأة لإطلاع الرأي العام عليها".

 

زهرا ردا على عون: "القوات" أكثر الساعين والفاعلين لتعديل قانون ال60

وطنية - اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في بيان اليوم، ردا على تصريح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، عن قانون الانتخابات الجديد، ان "العماد عون يلجأ كالعادة الى التعمية والغش بدلا من طرح الامور كما هي، وهذه المرة من خلال ادعائه ان "القوات" تتهرب من تغيير قانون الستين، واستنتاجه بذلك أنها تقبض أموالا". اضاف: "نذكر الجنرال ان "القوات" هي من أكثر الساعين والفاعلين من أجل تعديل قانون الستين ولديها اقتراح قانون في المجلس النيابي بهذا الخصوص، وهو اقتراح الخمسين دائرة. فإذا كان عون جديا بسعيه لتغيير قانون الانتخابات، فليس عليه سوى تأييد هذا المشروع الذي هو من أفضل المشاريع المطروحة لصالح التمثيل المسيحي، حينها يمر المشروع باعتبار ان القوات اللبنانية كانت قد استحصلت على موافقة تيار المستقبل على هذا الاقتراح". وتابع: "أما بشأن ما ذكره عون بأن القوات اللبنانية تقبض وتتلقى الأموال بغية تغيير موقفها من قانون الانتخاب، فهذه عملية إسقاط لما يقوم به هو وحاشيته القريبة وعلى مرأى من الجميع ودون خجل أو خفر". واردف: "لجهة الفساد الذي تكلم عنه عون، فهذا أغرب ما شهدناه في العمل السياسي. اذ إن أكثر الفرقاء فسادا، في أكثر حكومة فاسدة في تاريخ لبنان ككل، يتكلم عن محاربة الفساد. يكفي أن نذكر الرأي العام على هذا الصعيد بفضائح المازوت الأحمر وبواخر الكهرباء التي لم تصل أبدا، ناهيك عن فضائح التوظيفات في مصفاة طرابلس أو في وزارتي الطاقة والاتصالات إضافة الى فضيحة التيلي كارت وليس انتهاء بفضيحة معمل الكبتاغون وملف الأدوية المزورة، وكلها إما من فعل عون وفريقه المباشر أو على مرأى ومسمع منه وبتنفيذ من حلفائه".

 

حرب: نرحب بطرح جنبلاط ومتمسكون باجراء الإنتخابات نحن مع الحوار ومنفتحون على أي إقتراح يؤدي لحكومة جديدة

وطنية - رحب النائب بطرس حرب في تصريح اليوم، ب"الطرح الذي قدمه رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط منذ يومين"، معتبرا ذلك "أفكارا وليس مبادرة"، وقال: "نشكره عليها ونرحب بالجزء الأكبر من هذه الأفكار كما نشاركه هواجسه". واضاف: نحن لسنا بإنتحاريين بل عقلانيون إنما متأكدون أن هذه الحكومة ستؤدي بالبلد إلى الإنهيار ونحن نحاول منعها من ذلك".

وتابع: "ان قوى 14 آذار هي مع الحوار إنما حول بند واحد هو الاستراتيجية الدفاعية أي سلاح حزب الله الذي مضى علينا نتحاور حوله منذ العام 2006 من دون التوصل إلى أي نتيجة بعد. نحن نسمع كلاما من حزب الله بأن السلاح أمر واقع كما نسمع منهم باستمرار المواعظ والإتهامات بأننا نتكبر عليهم وإذا جلسوا معنا حول الطاولة فهذا تواضع منهم وتنازل كبيرين من جانبهم، نحن نرى نرى أن هذا الكلام لا يخدم الحوار". وفي موضوع الإنتخابات أكد النائب حرب "تمسك قوى 14 آذار بإجراء الإنتخابات في موعدها وأن أي كلام حول تأجيلها ولو تقنيا يشكل بنظرنا خطرا على الإستحقاق الإنتخابي الديموقراطي. فالإنتخابات حق ديمقراطي لكل مواطن ولا يجوز المس به، ولكننا نلفت النظر في الوقت ذاته إلى أنه في حال استمرت الحكومة في ما تتصرف به حيال اللبنانيين المقيمين في الخارج وحقهم في الإنتخابات حيث هم فهذه مخالفة فاضحة للقانون ولذا يجب الإسراع في حل المسألة الحكومية وبعدها يأخذ مجلس النواب دوره في سد الثغرات في قانون الستين، وهذا موقف نهائي".

وردا على سؤال في ما يتعلق بجلسة الحوار ومقاطعة 14 آذار لها، أجاب حرب: "بعد الفشل الحكومي في إدارة شؤون البلاد وتعريض لبنان للانهيار الإقتصادي وعودة الإغتيالات كان لا بد من موقفنا المعروف بالمطالبة باستقالة الحكومة. والمقاطعة هي وسيلة من وسائل الضغط الديمقراطية، لكن أعضاء الحكومة يبدو أنهم متمسكون بها لا سيما العماد ميشال عون وحليفه حزب الله ولديهم من خلال الحكومة فرصة مهمة للتحكم بالسلطة لن يتنازلوا عنها". أضاف: "القول الذي سمعناه عن لسان فخامة رئيس الجمهورية بأن تفضلوا إلى طاولة الحوار لنتفاهم على حكومة بديلة قبل انصراف الحالية كي لا نقع في الفراغ من شأنها إعطاء حق الفيتو لحزب الله وحليفه العماد عون اللذين يعترضان على مطلب تشكيل حكومة جديدة بقول "لا" إذا لم نتفاهم على هذا الموضوع حول طاولة الحوار، وهذا أمر لا يحل المشكلة".

وعن قول رئيس الجمهورية بأن تشكيل الحكومة من صلاحياته الدستورية: "نحن حرصاء على صلاحيات فخامة الرئيس، ولا فائدة من العودة إلى طاولة الحوار لنسمع الجواب الذي نعرفه سلفا، ونرفض إضافة بند جديد على جدول أعمال هيئة الحوار"، مكررا أنه "فخ لن نقع نحن فيه ولا يجوز أن يقع فيه أيضا رئيس الجمهورية، لكننا في الوقت ذاته منفتحون على مناقشة أي إقتراح يؤدي الى حكومة جديدة".

 

وفد من الاشتراكي زار قيادة "حزب الله" في حارة حريك العريضي: رغم مخاطر الحدث السوري لا نية لتفجير الوضع في لبنان

وطنية - زار وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم الوزراء: غازي العريضي، وائل ابو فاعور، علاء الدين ترو وأمين سر الحزب ظافر ناصر، ظهر اليوم، قيادة "حزب الله" في مبنى كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك. وكان في استقبالهم: نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الوزير محمد فنيش والنائب حسن فضل الله.

العريضي

بعد اللقاء قال العريضي: "في سياق التحرك الذي نقوم به كوفد من قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي لمناقشة الأفكار التي أعلن عنها كأساس لمبادرة وحركة سياسية في البلاد، فتح قنوات اتصال وحوار بين جميع اللبنانيين، التأكيد ان الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة مشاكلنا كان لقاء اليوم مع قيادة "حزب الله" برئاسة الشيخ نعيم قاسم. بطبيعة الحال هذا ليس اللقاء الأول، اللقاءات مفتوحة مع الحزب. منذ أسابيع كان لقاء ناقشنا خلاله كل الأمور، لكن هذا اللقاء يأخذ طابع التحرك في سياق هذه المبادرة، وجاء أيضا بعد سلسلة من القضايا التي أثيرت في البلد، كان لقاء مفيدا، والإتفاق قائم على ضرورة الحوار حول كل القضايا بدون استثناء، والإستعداد لمناقشة كل القضايا بدون استثناء بشكل مباشر بين القوى السياسية، والرغبة والعمل الجدي للوصول الى قواسم مشتركة انطلاقا من القناعة الثابتة، لأن الجميع سيعودون الى الحوار، لذلك لا بد من اختصار الوقت والمعاناة والعمل المشترك لإيجاد المخارج الكفيلة بإخراج البلد من المأزق الذي نعيش والأزمة الحالية".

أضاف: "طبعا العناوين كلها، على الأقل بيننا وبين الأخوة في "حزب الله" مطروحة سابقا، ويستكمل النقاش حولها، توقفنا ايضا عند هذه التجربة لكيفية تنظيم الخلاف حول القضايا التي نختلف حولها مع استمرار النقاش، ولا أقول تجميد إطلاقا، تنظيم الخلاف لا يعني التجميد، النقاش مستمر دائما للبحث عن كيفية تقليص مساحة الخلاف حول القضايا المختلف عليها، تفتيت القضايا والنقاط المتفق عليها والعمل على بلورتها لتكون أساسا لمزيد من النقاش، لمزيد من العمل المشترك، ونحن لا نرى سبيلا الى تهدئة الوضع في البلد والى إخراج البلد من أزماته إلا هذا الطريق".

سئل: هل لمستم إيجابية من "حزب الله" حول موضوع الحوار؟

أجاب العريضي: "نحن كما سبق وأشرت،الإتفاق على مبدأ الحوار قائم بيننا وبين الأخوة في الحزب، الحوار هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى قواسم مشتركة وتفاهمات بين اللبنانيين، هذا الأمر ليس جديدا. ثانيا، نعم نحن سنذهب الى كل القوى السياسية وسنناقش معها كل الأفكار المطروحة، ومنها القوى التي نختلف نحن معها ايضا في كثير من الآراء والمواقف والمقاربات للقضايا والأمور المطروحة".

سئل: هناك تداول حول وجود إيعاز سعودي لفريق 14 آذار، وخصوصا الرئيس سعد الحريري لمقاطعة الحوار؟

أجاب: "أولا، نحن لسنا في هذا الجو. ثانيا، في الفترة السابقة كانت رغبة من قبل المملكة، معلنة أيضا بالذهاب الى الحوار، ما يعلنه السفير في لبنان هو دائما عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وبالتالي دعوة الجميع الى التفاهم بين بعضهم كلبنانيين. نحن ننطلق في حركتنا من قناعة كحزب تقدمي اشتراكي، نرى المصلحة الوطنية اللبنانية تدفعنا الى مثل هذا التحرك، ولسنا بحاجة جميعا إلا الى تحكيم العقل والمنطق وتقديم المصلحة الوطنية اللبنانية على أي أمر آخر".

سئل: اليوم رئيس الجمهورية أرجأ الحوار الى الأسبوع الأول من العام المقبل، ما الهدف من ذلك؟

أجاب: "نحن انطلقنا في تحركنا ومبادرتنا من لقاء مع فخامة الرئيس، وكان تأكيد من قبلنا، ونجدد هذا التأكيد، ان ما نقوم به هو مكمل ومساند وداعم لحركة فخامة رئيس الجمهورية المبادر الأول الذي لم يوفر مناسبة، ولم يترك فرصة إلا وذهب اليها لجمع اللبنانيين حول طاولة الحوار للتواصل بين اللبنانيين، لتخفيف حدة الإحتقان بين اللبنانيين. فخامة الرئيس أكثر من مرة بادر الى اتصالات بقيادات سياسية شعر ان بينها نوعا من التنافر، وان ثمة مشاكل، أو ان ثمة سجالات تجاوزت الحد، تدخل مباشرة، الى هذا الحد يتحمل هذه المسؤولية الوطنية ويقوم بهذا الدور الكبير لأنه مدرك تماما ان تلاقي القيادات اللبنانية يقوي لبنان، وبالتالي يستطيع أن يكون رئيسا للبنان قوي، وأن يكون قادرا على التفاعل مع كل القضايا المطروحة انطلاقا من هذه القوة الوطنية اللبنانية. اليوم أرجئت الجلسة ليس لإعطائنا فرصة، لو عقدت هذه الجلسة وغيرها من الجلسات لكنا جزء أساسا من المشاركة فيها الى جانب فخامة الرئيس. أرجئت الجلسة لأن ثمة من لا يريد أن يأتي الى الحوار، نحن في رأينا، مقاطعة الحوار ليست في محلها وليست إيجابية، طبعا هي حق، نحترم هذا الحق لفريق سياسي أساسي في البلد، لكن هي ليست الطريقة التي يمكن من خلالها معالجة الأمور، لكن نحترم هذا الحق، هذه فرصة لنا جميعا، للفريق المعني، لكل هذه الإتصالات القائمة، ونحن سنستفيد أيضا من هذا الوقت لتكثيف الجهد الى جانب فخامة الرئيس".

وردا على سؤال قال: "سنلتقي قيادة الكتائب كما سنلتقي قيادات الأحزاب السياسية الأخرى، وسنطرح كل هذه الأفكار أمامها بكل وضوح، وكل من يبدي استعدادا للشراكة في هذا التوجه، نحن لا ندعي اننا نحتكر فكرة أو دورا أو عملا معينا، نحن شعرنا بخطورة ودقة الوضع في لبنان، فطرحنا الصوت، وقلنا للجميع تعالوا للتلاقي، يدنا ممدودة لنتعاون مع بعضنا البعض".

سئل: هل قيادة الإشتراكي ترى ان الحل داخلي؟

أجاب: "نحن لسنا رومانسيين في التعاطي السياسي، ونعرف تماما ان ثمة تشابكات كثيرة، وان الأمور مترابطة ببعضها البعض، وان المؤثرات الإقليمية والدولية كبيرة جدا على الساحة الوطنية اللبنانية، ولكن في الوقت ذاته ثمة الكثير، الكثير، الكثير من الأمور الجامدة، العالقة، المقلقة في البلد لا علاقة للخارج بها، نحن نتحدث عن أزمة سياسية يمكن أن نخفف الإحتقان بشأنها، بمبادرات ذاتية من قبلنا دون أن ننتظر شيئا من الخارج، من هنا أو من هناك، من هذا المحور أو ذاك. ثانيا، ثمة أزمة اقتصادية اجتماعية خانقة كبيرة، في كثير من جوانبها هي مسؤولية وطنية لبنانية لا تنتظر إشارة من هنا أو من هناك، ممارسات كثيرة من قبلنا كلبنانيين قد تأخذ البلد في اتجاه أو في اتجاه آخر معاكس، هذا يكون سلبيا وليس إيجابيا. ثالثا، ينبغي التذكير، مع هذا الحدث السوري الكبير الذي له مخاطر وانعكاسات خطيرة وكبيرة على الواقع السياسي اللبناني، الجميع يقول اليوم ومن كل الإتجاهات، لكل منا تحليله الخاص أو من منطلق قناعة معينة، لكن في النهاية، الكل يدرك ان ثمة توجها لدى الجميع بعدم تفجير الوضع في لبنان، بالتالي هنا تقع المسؤولية الوطنية علينا، أن نستفيد من هذه الفرصة، فكيف عندما نرى اننا كلبنانيين نذهب في اتجاه معاكس تماما، ما علاقة الخارج بهذا الأمر. لذلك علينا مسؤولية لبنانية يجب أن نتحملها نحن لمعرفة كيفية حماية بلدنا على المستويين السياسي والأمني، وامتدادا الإقتصادي والإجتماعي".

وردا على سؤال قال العريضي: "ستكون اللقاءات مع كل القوى السياسية، نحن واثقون من ذلك، وفي كل محطة من هذه المحطات، وفي الجولة التي نقوم بها سنطرح كل الأمور بكل وضوح كما نفعل مع أي فريق سياسي، قد نتفق أو نختلف، هذا موضوع آخر، لكن الغاية محددة من هذه الحركة ولن نستثني أحدا".

قاسم

وقال قسم، بحسب بيان وزعته العلاقات الاعلامية في "حزب الله": "ان محور المبادرة الأساسي هو الحوار، و"حزب الله" مع الحوار من دون قيد أو شرط، ومن دون شروط مسبقة، حيث يمكن نقاش الموضوعات التي يتفق على طرحها، وتحدَّد نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف، بل يمكن التوصل الى تنظيم نقاط الخلاف بما يحفظ مصلحة البلد وتعاون جميع الأفرقاء مع بعضهم".

أضاف: "موقفنا واضح، لا يمكن لأي جهة مهما بلغ حجمها وتمثيلها أن تختصر البلد بنفسها أو أن تحتكر التمثيل السياسي والشعبي، ولا يمكن أن يستقر البلد ويرتاح مع أي محاولة من محاولات العزل لجهات تمثيلية لطوائفها أو مذاهبها أو جمهورها، والحل الوحيد المتاح والفعال والمنتج هو البحث عن السبل التي تساعد على الحوار البناء، وهذا هو البديل من الفراغ أو وضع البلد على سكة المجهول. ومهما طال الزمن، فسيكتشف المراهنون على التطورات الإقليمية والدولية أن الحوار هو الحل، ولكن بعد حدوث خسائر يمكن تفاديها الآن".

 

فرعون: مقاطعة الحوار ليست موجهة ضد سليمان وندعو الى أن يكون "إعلان بعبدا" منطلقا لتشكيل حكومة

الأربعاء 28 تشرين الثاني 2012 وطنية - أكد النائب ميشال فرعون في تصريح له تعليقا على تأجيل التئام طاولة الحوار، "أن فريق 14 آذار لا يرفض مبدأ الحوار بالمطلق، بل يجد أن لا جدوى من استمرار البحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية في ظل استمرار عمليات القتل والتفجير، وأن الحوار الحقيقي هو الذي يؤسس ويمهد لتغيير حكومي والإتيان بحكومة تتولى الإشراف على الانتخابات".

وقال: "هذه الحكومة أصبحت حكومة الفتنة وباتت تفتقد الحد الأدنى من التغطية الداخلية والعربية والإقليمية والدولية، وأصبحت أيضا حكومة التوتر والتدهور السياسي والأمني والاقتصادي والمالي. ولهذه الأسباب بات من الضروري تغيير الحكومة، وهذا الأمر يحظى بإجماع محلي وخارجي، باستثناء النظامين السوري والإيراني اللذين ألفاها بالانقلاب على تسوية الدوحة ولا يستطيعان أن يؤمنا اليوم التغطية لتأمين الاستقرار بعد الثورة السورية".

ولفت فرعون الى أن "هناك محطة مهمة اتفقنا عليها جميعا لإعادة انطلاق الحوار الوطني الذي حصل في ظروف صعبة بعد أحداث عكار، إذ إن قوى 14 آذار أمنت الغطاء للاستقرار والجيش وذهبت الى الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية مع ضرورة تغيير الحكومة لتثبيت الاستقرار واعترف الجميع بضرورة فتح مرحلة جديدة، وكان الاتفاق على إعلان بعبدا وتحييد لبنان وعدم التوظيف لمصالح خارجية، فبدأ مسلسل الاغتيالات وكانت طائرة أيوب لمصلحة إيران وإرسال مقاتلين الى سوريا وصولا الى اغتيال اللواء وسام الحسن وتهديد قيادات في 14 آذار والتدهور والفساد الذي يعم أكثر من مرفق وموقع وزاري وإداري". وأشار الى عدم وجود خلاف مع رئيس الجمهورية وأن "مقاطعة الحوار ليست موجهة ضده، بل ندعو الى أن يكون "إعلان بعبدا" منطلقا لتشكيل حكومة جديدة تبنى مضمون هذا الإعلان في بيانها الوزاري". أضاف: "الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية مهم، إنما الأولوية لتغيير الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية حتى الانتخابات، والمدخل الى ذلك لا يكون عبر طاولة الحوار بل عبر لقاءات ثنائية والتواصل الهادف وصولا الى صيغة مشتركة". ورأى فرعون أن "مبادرة النائب وليد جنبلاط تصب في التوجه نفسه وهي اعتراف بأن استمرار الحكومة والوضع على ما هو بات مستحيلا، ولو كنا نفضل أن تكون المبادرة بشكل واضح من رئيس الجمهورية على أساس عنوان برنامج واضح من تغيير الحكومة وتأجيل مسألة الإستراتيجية الدفاعية".

 

بري ترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس فضل الله:المقاطعة لا تفيد ولا يجوز التعطيل

وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بعد ظهر اليوم، الاجتماع الدوري الشهري المشترك لهيئة مكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان النيابية، وجرى عرض شؤون مجلسية وعمل اللجان.

حضر الاجتماع النواب: ميشال موسى، ابراهيم كنعان، عبد اللطيف الزين، جيلبرت زوين، حسن فضل الله، غسان مخيبر، عاصم قانصوه، ايوب حميد، نوار الساحلي، علي المقداد وعلي بزي.

فضل الله

بعد الاجتماع، قال رئيس لجنة الاعلام حسن فضل الله: "ترأس دولة الرئيس بري الاجتماع الشهري الدوري لهيئة مكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان لمناقشة امور مجلسية تتعلق بعمل اللجان وعمل المجلس، وجرى تأكيد ان تستمر اللجان في عملها لانها مطبخ المجلس ولا يجوز تعطيل هذا المطبخ الذي يعد المشاريع والاقتراحات لرفعها الى الهيئة العامة التي هي صاحبة القرار، وكما هو معروف ان دولة الرئيس بري لم يدع الى جلسة للهيئة العامة بانتظار ان تتبلور الامور اكثر لجهة العودة عن مقاطعة المجلس النيابي، وهي مقاطعة لا تفيد اللبنانيين، وايضا لا تجوز لجهة ضرورة تسيير عمل المؤسسات، خصوصا اننا امام المؤسسة الام في لبنان في النظام البرلماني الديمقراطي". واضاف: "للتذكير هنا، انه في المرحلة الماضية التي تم خلالها الادعاء بأن المجلس كان مقفلا عقدت اللجان النيابية اجتماعاتها وهناك احصاء موجود لاكثر من 119 جلسة للجان، وايضا دعي انذاك لهيئة عامة لانتخاب رئيس للجمهورية ولكن لم تعقد الجلسات بسبب عدم اكتمال النصاب اي ان المجلس لم يعطل على مستوى المطبخ التشريعي ولم يعطل على مستوى الدعوة لهيئة عامة". وتابع: "رؤساء اللجان طالبوا الرئيس بري بضرورة عقد جلسة للجان المشتركة لمناقشة قانون الانتخاب الذي سبق للجان ان بدأت مناقشته ثم شكلت لجنة فرعية للنقاش في بندين، وهذه اللجنة بدأت عملها، ولكن لم تكمله بسبب ايضا مقاطعة بعض الزملاء النواب وبسبب عدم الدعوة لعقد جلسة لتلك اللجنة الفرعية".

واردف: "دولة الرئيس سيدرس هذا الامر وخصوصا اننا بتنا امام مهلة زمنية قصيرة نسبيا عن موعد الاستحقاق الانتخابي، وهذا يتطلب اقرار القانون الانتخابي في المجلس النيابي والاستمرار في المقاطعة وعدم المشاركة سيؤدي الى عدم القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتق النائب الذي انتخب من الشعب ليمثله ويقوم بمسؤولياته وواجباته". وختم: "على اي حال دولة الرئيس سيدرس هذا الامر لاننا بحاجة الى قانون انتخاب من اجل الاستحقاق الانتخابي المقبل، وكي يتم في موعده ولان المجلس كما سبق وصرح الرئيس بري هو سيد نفسه والهيئة العامة سيدة نفسها وهي التي تقرر مصير القانون الانتخابي ومصير ما هي مؤتمنة عليه".

 

حوري: استقالة الحكومة بوابة الدخول إلى الحوار

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - الحرية والكرامة"، أن "ما من جديد في موقف قوى الرابع عشر من آذار في الحوار، إذ ان الموقف عبرت عنه في إجتماع بيت الوسط وفي خلال مناسبات عدة"، وقال:" ان قوى الرابع عشر من آذار هم أهل الحوار لكن لا حوار في ظل هذه الحكومة فبوابة الدخول إلى الحوار هي إستقالة هذه الحكومة".

وثمن "جهود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المتواصلة لتدوير الزوايا وإيجاد حلول"، مشددا على "إستمرار التواصل معه"، وقال: "ان قوى الرابع عشر من آذار لا تختلف مع الرئيس سليمان في الخطوط العريضة، إنما خلافها مع الفريق الآخر ومن هم في الحكومة والذين يريدون ان يعطوا لأنفسهم حقا في تشكيل الحكومة اللاحقة، وهذه هي نقطة الخلاف".

ولفت إلى أن "هناك كرة ثلج نمت في البلد تؤكد على ضرورة ذهاب الحكومة"، مؤكدا رفضه لأن "يكون لهذه الحكومة حق فيتو على الحكومة الجديدة".

وعن المبادرة التي أطلقها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، أشار إلى ان "كتلة المستقبل لا بد أن تتبلغ بها رسميا"، لافتا إلى "نقاط عدة من الإلتقاء مع المبادرة، تتصل بالسيادة والملف السوري وموضوع السلاح في الداخل"، وموضحا "نقطة خلاف واحدة وهي المتعلقة ببقاء هذه الحكومة".

وختم حوري :"لا بد أن نناقش كل هذه النقاط مع وفد الحزب التقدمي الإشتراكي، لنأخذ الموقف الرسمي".

 

الراعي يلتقي السفير البابوي

الأربعاء 28 تشرين الثاني 2012 وطنية - يستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي السفير البابوي غابريال كاتشيا في هذه الأثناء في الصرح البطريركي في بكركي.

 

ماذا تعني زيارة «14 آذار» لغزّة؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

خطت 14 آذار، في أسبوع واحد، خطوتين معبّرتين في دلالاتهما وأبعادهما: الخطوة الأولى تمثّلت بتأكيد دعمها للائتلاف السوري المعارض، ودعوتها الدولة اللبنانية إلى أن تتعامل معه بصفته الجهة الصالحة والوحيدة للتباحث في شأن العلاقات اللبنانية - السورية ومستقبلها. والخطوة الثانية تجاوزها التضامن اللفظي مع الشعب الفلسطيني الذي تعرّض لهجوم من قِبل إسرائيل إلى ربطها القول بالفعل عبر زيارتها أمس إلى غزّة. ولا شكّ أنّ هاتين الخطوتين تتجاوزان برمزيتهما زيارة 14 آذار إلى وادي خالد وعرسال لتفقّد اللاجئين السوريّين، لأنّ الطابع الإنساني طغى على ما عداه في هذا الموضوع، والتضامن مع الأهالي والنازحين هو أقلّ الواجب، خصوصاً لجهة وجودهم داخل الأراضي اللبنانية، وحرص اللبنانيّين ربطاً بعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم أن يبقى بلدهم الملجأ لكلّ الشعوب والجماعات المضطهدة، فكيف بالحري الشعب السوري الذي يعاني من نظامه ما عاناه اللبنانيون من هذا النظام وما زالوا؟

هذا في الوقائع، أمّا لجهة الدلالات فيمكن التوقّف أمام الآتي:

أوّلاً، لقد أصبح هناك قناعة راسخة بأنّ "حزب الله" في غير وارد الالتزام باتّفاق الطائف ولا بـ"إعلان بعبدا"، ومسألة تحييد لبنان مجرّد وهم ومطلب غير قابل للتطبيق، والتمسّك به يعطي الفريق الآخر الأرجحية في الصراع السياسي على مستويَي الداخل والخارج. ثانياً، يخطئ من يظنّ أنّ باستطاعته أن يهزم "حزب الله" في لبنان لسبب بسيط هو أنّ أقصى ما يمكن تحقيقه هو إعادة ترسيم البلد إلى مربّعات طائفية ومذهبية ومناطقية، وهذا ما ترفضه 14 آذار وتتمسّك بالمواجهة السياسية السلمية لقطع الطريق أمام كلّ من يريد إعادة تدمير لبنان مجدّداً.

ثالثاً، إرتباط الأزمة اللبنانية بأزمة المنطقة هو ارتباط عضويّ، إذ في الوقت الذي كانت اللحظة سانحة لفكّ هذا الارتباط مع خروج المسألة الفلسطينية من الوحول اللبنانية أنشأت إيران "حزب الله" لإبقاء لبنان ساحة مواجهة إقليمية.رابعاً، ساهمت انتفاضة الاستقلال في العام 2005 في تعزيز الفرز في المنطقة بين محور السلام ومحور الحرب، وقد اتّسعت مشروعية المحور الأوّل بعد انكشاف أهداف المحور الآخر القائمة على مبدأ الحرب للحرب، وهذا الوضوح في التمحور كان وراء توصيف الانقسام على مستوى المنطقة لا فقط في لبنان بأنّه بين و8 و14 آذار.

خامساً، المدخل لحلّ الأزمة اللبنانية هو بهزيمة محور الممانعة أو إضعافه بالحدّ الأدنى، بعيداً من الكلام الاستهلاكي عن فكّ ارتباط وغيره، وهذا الإضعاف بدأ يترجم على أرض الواقع عبر تحوّل التحالف الرباعي (نظام ولي الفقيه، نظام الأسد، حزب الله وحماس) إلى تحالف ثنائيّ بعد خروج حماس وانغماس البعث السوري في الوحول الداخلية السورية.

سادساً، الدعم الدولي حاجة ماسّة للدول الصغيرة والضعيفة مثل لبنان، والتمسّك بقرارات الشرعية الدولية مسألة أساسية، ولكن "توازن الرعب" هو بين الدول الإقليمية. فسوريا تخشى مصر أكثر من فرنسا، وإيران تخشى السعودية أكثر من أميركا، وبالتالي تحالف 14 آذار مع الثورتين السورية والفلسطينية هو الضمانة الوحيدة للموازنة مع الثنائي الممانع في المرحلة الأولى، وتعطيل المكوّن الثالث، أي حزب الله، في المرحلة اللاحقة. سابعاً، الصراع في لبنان هو صراع خيارات على مستوى المنطقة بين مشروعين، والتحدّي هو في منع مواصلة استخدامه رأس حربة ووقوداً لإيران، وبالتالي الوصول إلى هذا الهدف مستحيل إذا استمرّت 14 آذار في مواجهتها من منطلق لبناني بلدي. ولذلك، توسيع رقعة التحالفات والتفاهمات أمر حيويّ وحتميّ من رام الله وغزّة إلى الثورة السورية.

ومن هنا، تحمل زيارة غزّة كلّ هذه المعاني، فضلاً عن حرص 14 آذار على دعم الفلسطينيين في اعتماد أسلوب المواجهة الذي يرتؤونه بعيداً من أيّ تدخّل خارجي أو وصاية على قرارهم. فالقضية قضيتهم، وكلفة المزايدة عليهم دفعها شعبهم من لحمه الحيّ، وما تحقّق لا يقتصر على عودة غزّة إلى الحضن العربي، بل سلوكها الطريق الذي بالتأكيد سيوصلها جنباً إلى جنب مع منظمة التحرير إلى تحقيق المطالب التاريخية للشعب الفلسطيني. فلبنان لم يستعد جزءاً من عافيته إلّا بعد خروج الجيش السوري من أراضيه، ولن تكتمل سيادته على ترابه إلّا بعد رفع الهيمنة الإيرانية عنه، الأمر الذي ينسحب على الفلسطينيّين الذين بمجرّد تخلّصهم من التأثير الإيراني سيتمكّنون من تقرير مصيرهم. ويبقى أخيراً السؤال الآتي: هل يدرك "حزب الله" معنى أن تكون 14 آذار حليفة للثورة في سوريا ومنظّمة التحرير وحماس في فلسطين؟ لم يخطئ من قال: "تغيّرت الدني".

 

الوسطيون» يتولَّون تصفية «14 آذار» لمصلحة «8 آذار»

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

كان إغتيال اللواء وسام الحسن مفصلياً في حياة 14 آذار. بعدَه تعلّم رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أن «يلتزم حدوده»... والرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي. وثمة قوى في 14 آذار تستعدُّ أيضاً للكشف عن «إلتزام حدودها». نجح فريق 8 آذار في دفع قوى 14 آذار إلى الأخطاء القاتلة، الواحدة بعد الأُخرى إذا إستمرّ كلّ شيء على حاله في سوريا لمدّة أطول، فمن المؤكد أن هناك أياماً صعبة تنتظر 14 آذار. وفي عبارة أكثر وضوحاً، إذا كان هذا الفريق هو اليوم أقلية، فسيكون أقلية صغيرة في إنتخابات يجري الإستعداد لضبط أنفاسها، من القانون إلى التحالفات فالعمليات الإجرائية، لئلا يكون فيها سهوٌ أو غلط. جنبلاط لا يفوِّت فرصة لإعلان تمسّكه بالحكومة والغالبية منذ إغتيال الحسن. وهو يبادر، ويبعث برسائل التطمين إلى الذين يعنيهم الأمر، ويلجأ إلى حضن آمن لدى رئيس الجمهورية والرئيسين نبيه بري وميقاتي. وفيما يُطيِّر البالونات في ألوانها المختلفة، يلبّي الرغبات التي لطالما تلقّاها من "حزب الله"، فيخفِّف قليلاً من "طحشته" على النظام في سوريا.

ليس واضحاً إذا كانت الجثة المنتظرة قد عبرت النهر... أو إذا كانت ستعبره قبل أن يتعب المنتظرون، أو قبل أن يأتي مَن يشغلهم بأمر آخر أكثر واقعية وجدوى من الإنتظار!...

وفيما يدعو جنبلاط "أحد القضاة" إلى التنحّي إذا كان يخشى إصدار القرار الظني في ملفات ساخنة، يقوم جنبلاط نفسه بإستدارة جديدة ناتجة أيضاً عن الخوف. وشركاؤه الوسطيون في السلطة لا يقلّون عنه خوفاً. فـ"الواقعية" تدفع برئيس الجمهورية إلى وضع فريقي 14 آذار و8 آذار في موضع إتهام واحد بالعرقلة، وتمنع ميقاتي من الإستجابة لمطالب 14 آذار بتغيير الحكومة، "ويا جبل ما يهزَّك ريح".

ففريق 8 آذار يستظلّ الوسطيين ليحتفظ بالسلطة. إنهم غطاؤه الأفضل: من الخارج، رموز للإعتدال لهم وزنهم ورصيدهم الإقليمي والدولي، ومن الداخل، السلطة الحقيقية والقرار الحقيقي لفريق 8 آذار. وسيجري التحضير لإنتخابات نيابية يُعِدُّ لها الوسطيون شكلاً، ويصيغون قانونها، فيما هي مدروسة لتأتي نتائجها في مصلحة 8 آذار.

في إختصار، سيتولّى الوسطيون من دون أن يدركوا ذلك، ومن دون إرادتهم، تصفية فريق 14 آذار سياسياً لمصلحة فريق 8 آذار. وسيكون أمامهم متسع من الوقت للقيام بذلك في الأشهر المقبلة، وحتى إجراء الإنتخابات النيابية التي سيصار، على الأرجح، إلى "تأجيل تقني" لمواعيدها بضعة أشهر إضافية. وهو ما كشف عنه وزير الداخلية مروان شربل في روما قبل أيام. وسيوسِّع الوسطيون "بيكارهم" في مناطق عدّة، وفي الوسط المسيحي إجمالاً، وسيكونون تحت سقف ثنائي رأس الدولة ورأس الكنيسة.

«الكتائب» وآخرون

إستتباعاً، سيتعرَّض فريق 14 آذار نفسه للإستهداف السياسي. ويراهن البعض على خطوات تأخذ حزب الكتائب في الإتجاه الوسطي تدريجاً. فهو يتمايز أساساً عن ثنائي تيار "المستقبل" ـ "القوات اللبنانية" في عدد من النقاط: الحوار وإعلان بعبدا، الموقف من بكركي، الملف السوري... ويضاف إليها الإشكال التنظيمي بينه وبين الأمانة العامة لقوى 14 آذار.

هناك مَن يتوقع أن يقترب حزب الكتائب من جنبلاط، فيحافظ على مقعد له في عاليه وقد يطمح إلى مقاعد أخرى. ويُعتقَد أنه سيصوغ تحالفات مع الوسطيين في الدوائر المسيحية المهمة في جبل لبنان. وربما يكون هؤلاء الوسطيون قد سبقوه إلى إتفاقات إنتخابية مع القوى المسيحية في 8 آذار. وهذا ما سيؤدي عملياً إلى تبادل مصالح غير مقصود بين الوسطيين وحزب الكتائب و"التيار الوطني الحر" مثلاً، من خلال الإبقاء على مقاعد شاغرة أو ضعيفة في اللوائح. ولن يعني ذلك أن يتراجع الحزب عن إلتزامه المبدئي الآذاري. لكنه سيكون في وضعية وسطية شبيهة بتلك التي يعمل جنبلاط على أرضها.

ويراهن فريق 8 آذار على "جذب" شخصيات أخرى غير حزبية إلى خارج 14 آذار، بناء على علاقات جيدة لها مع بعبدا وبكركي. ويراهن أيضاً، في الحدِّ الأدنى، على دفع تيار "المستقبل" إلى التخلّي عن الإلتزام المطلق للتحالف مع "القوات"، بدءاً بالعودة عن مقاطعة الحوار والحكومة. وكل ذلك لا يمكن أن يتحقّق إلاّ من خلال الحالة الوسطية، التي هي حالة إنتقالية أحياناً. فلا يمكن لقوى أو شخصيات من 14 آذار أن تغادر مباشرة إلى المقلب الآخر، خصوصاً عندما تكون قناعاتها راسخة مع هذا الفريق، لكنها تستطيع الإبتعاد قليلاً نحو الوسطية. إنه الفخّ الذي نجح فريق 8 آذار في نصبه، مثلما نجح في دفع قوى 14 آذار إلى الأخطاء القاتلة، الواحدة بعد الأُخرى، منذ العام 2005. وإذا إستمر المسار إياه في لبنان، والمعادلة إياها إقليمياً ودولياً، فإن الوسطيين سيقومون بمهمتهم، عن غير قصد، في تصفية 14 آذار، الرحم الذي ولد منه معظم هؤلاء الوسطيين، قبل أن يدفعهم الخوف أو المصالح أو العاملان معاً إلى الخارج. في هذه الحال، سيكون صعباً وضع 14 آذار أو مَن بقي "وحدَهُ" صامداً فيها "وحدَها".

 

مصادفات التشابه

راشد فايد /النهار

  انتهى الاجتياح الإسرائيلي لجنوب الليطاني عام 1978، إلى "هدنة". سلم الإسرائيلي مناطق الاحتلال لـ"جيش سعد حداد"، وسلم مقاتلو المقاومة الفلسطينية مواقعهم على الضفّة الأخرى لليطاني، إلى مقاتلين أقل خبرة ومراسا، ويمموا إلى بيروت،ليصادروا الشقق الفخمة والسيارات الفارهة، وليتسلطوا على مصالح الناس. لم يترك بعضهم ، قادة ومقاتلين، موبقة إلا وارتكبوها، من تهريب الدخان، والمشروبات الروحية، إلى السيطرة على المرافىء، شرعية وغير شرعية، وصولاً إلى فرض الخوات على أصحاب المشاريع التجارية.  لكن فساد تلك المرحلة لم يجرؤ على صحة الناس كما اليوم. فالمشهد الراهن الذي ترسمه مقاومة الحزب القائد، بعدما ترك الجنوب لـ"هدنة" القرار 1701، هو انخراطه في تجارة الأدوية الفاسدة، والكابتاغون، والسيجار الصيني، والتهريب عبر المرفأ والمطار، وشبكات الإنترنت، وكابلات التلفزيون، والكهرباء، إلى شبكة الاتصالات الهاتفية الشهيرة، وبيع "السلاح المقاوم"، والبناء في أملاك الدولة والناس والمشاعات، في إشراف "أشرف القادة"، ولجيوبهم، إضافة إلى الفضائح المعروفة.

   في كل مرة، انفضح أمر، واجه الأمين العام الرأي العام بتكذيب، في غير مكانه: حين ابتلع صلاح عز الدين أموال ناس الجنوب والضاحية، قال إنّ حزبه لايعرفه ولا يتعامل معه، ثم ظهر إسم نائب ووزير مقاوم  كمدّع بمبلغ يقارب نصف مليون دولار. ولم يلبث أن اختفى سارق الأموال، ويقال إنه عبر مطار البيئة الحاضنة إلى البرازيل. قبله، كانت فضيحة صاحب طائرة كوتونو الشهيرة (مطلع 2004) الذي أودى جشعه بحياة 80 من أبناء الجنوب، وأيضا رنا قليلات. أمام هذه الأجواء التي تضج بها سهرات الجنوب ودساكره، وشوارع بيروت والضاحية، يبدو أن الأمين العام، المنفي طوعاً تحت الأبنية الجديدة في الضاحية، هو الوحيد الذي لا يزال غائباً عمّا يجري، بدليل صدق تعابيره في أحاديثه، عن بعد، عن هذه الأمور، فيما صارت فضائح الحزب طبق كل لقاء. حتّى الأمور الصغيرة لا تغيب عمن يحب أن يسمع، كسداد نائب ووزير ما يفوق الخمسين ألف دولار رسوماً جمركية لسيارة نجله النجيب، ما يفترض أن سعرها يفوق الـ150 ألف دولار، أو شراء زميله صيدلية بمليوني دولار في شارع الحمراء. فمن أين لهذا المقاوم وذاك أن ينفقا هكذا مبالغ إن لم تكن ثروتهما بملايين الدولارات؟ لا يحتاج الناس إلى ألسنة طويلة. يكفيهم خبريات صغيرة وما أكثرها. فكيف والتحاقد الاجتماعي، والتحاسد، صارا درب النظر من زوجة شهيد، من رتبة مقاتل، إلى زوجة شهيد من رتبة قائد، ومن ابن الأول إلى ابن الثاني، في رقعة جمهورية الحزب، حيث لايخفى أمر على مقيم؟

بلغ سيل الفضائح الزبى حتى اضطر رئيس الجمهورية لتضمينها كلمته في عيد الاستقلال، وجنبلاط مبادرته أمس.

 

واشنطن قلقة من تحوّل الربيع العربي في مصر

إذاعة العراق الحر أبدت الولايات المتحدة قلقاً من خطورة تحوّل الربيع العربي والمسيرة الديمقراطية بمصر، ودعت وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون الجميع إلى مزاولة حلول سلمية وديمقراطية، وشاركت وسائل الإعلام وبعض معاهد البحوث الأميركية هذا القلق وخاصة بعد التطورات المتلاحقة على خلفية القرارات التي أصدرها الرئيس المصري محمد مرسي في نهاية الأسبوع الماضي.

وليد فارس/​​ويقول البروفيسور وليد فارس، مستشار مجموعة الكونغرس النيابية ان القلق الذي يسود واشنطن كبير، مضيفاً في حديث لإذاعة العراق الحر: "الربيع العربي الذي وعد بقيام أنظمة ديمقراطية تعددية تحترم مؤسسات الدستور والقانون في مصر وتونس ودول أخرى، بات اليوم تحت التهديد، ولا سيما ما يحصل في مصر، وما نراه اليوم في واشنطن من تحرك للمجتمع المدني يعد بالنسبة إلينا بمثابة الربيع العربي الثاني لجهة تصحيح الأخطاء الذي وقع بها الربيع الأول في القاهرة وأماكن أخرى". وأشار فارس إلى ان الكونغرس الأميركي يواكب من جهته بدقة ما يجرى في مصر، وسيكون له موقف حاسم من موضوع تصحيح المسار الديمقراطي. واشنطن قلقة من تحوّل الربيع العربي في مصر

 

الأمم المتحدة تشهد غداً حدثاً تاريخياً: الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو

نيويورك - راغدة درغام /باريس، الناصرة، رام الله - «الحياة» - توقعت السلطة الفلسطينية ان تشهد الأمم المتحدة غداً حدثاً تاريخياً، من خلال تبني مشروع قرار يعترف بفلسطين دولة غير عضو في المنظمة الدولية، ما «سيفتح الباب أمام محاولة أخيرة لإنقاذ حل الدولتين». واستذكر الفلسطينيون بقوة حلم زعيمهم الراحل ياسر عرفات بالاستقلال، اذ جاء نبش قبره أمس لمعرفة ملابسات وفاته قبل يومين من توجههم الى الامم المتحدة للحصول اعتراف المنظمة الدولية بدولة فلسطين التي ارسى دعائمها الاولى من دون ان يعيش ليشهد ولادتها.

وعشية تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار الفلسطيني، وبالتزامن مع حملة ديبلوماسية فلسطينية نشطة في أروقة الأمم المتحدة لنيل أكبر تأييد لمشروع القرار، تكثفت الضغوط والتهويلات على القيادة الفلسطينية. وجددت الولايات المتحدة تهديداتها بالانتقام مالياً في حال تم تبني هذا القرار، فيما خففت اسرائيل تهديداتها للسلطة خشية تقويضها في مقابل ارتفاع شعبية «حماس» خصوصاً بعد العدوان الأخير على قطاع غزة. وتولت دول أوروبية تحذير الرئيس الفلسطيني من «اليوم التالي» لاعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين. وذكرت مصادر مطلعة في نيويورك إن «دولاً أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا، وبعدما يئست من إقناع القيادة الفلسطينية بتأخير تحركها لدى المنظمة الدولية، تسعى الى تعديل مشروع القرار الفلسطيني كي يتضمن فقرة تجرد الدولة الوليدة من إمكان اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية». وكانت البعثة الفلسطينية في الامم المتحدة نشرت الاثنين مشروع القرار الذي سيطرح على التصويت في الجمعية العامة غداً الخميس بحضور الرئيس محمود عباس، في خطوة اعتبرها السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور «حدثاً تاريخياً سيفتح الباب أمام محاولة أخيرة لإنقاذ حل الدولتين». ورحب بإعلان فرنسا «الذي يرقى الى المستوى التاريخي» بدعمها المشروع الفلسطيني، داعياً الولايات المتحدة الى «عدم معاقبتنا على الإجراء الديموقراطي والسلمي الذي نقوم به من خلال منظمة الأمم المتحدة، عكس كل ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات عنفية وغير قانونية ووحيدة الجانب لحقوق الشعب الفلسطيني وآخرها الحرب على شعبنا في غزة واستمرار الاستيطان». وعن إمكان محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بعد الحصول على صفة الدولة، قال منصور ان «هدفنا العودة مباشرة الى المفاوضات مع تل ابيب... ولن نقيد أنفسنا بأية قيود في حال استمرت إسرائيل في جرائمها وانتهاكاتها وعدم تقيدها» بأسس عملية السلام والقرارات الدولية.

وشدد على أن القيادة الفلسطينية «مستعدة للتوجه الى طاولة المفاوضات في اليوم التالي» بعد الحصول على صفة الدولة»، لكن «إذا استمرت إسرائيل في رفض كل ما نطرحه فإننا سنتشاور مع أصدقائنا الأوروبيين وسواهم حول الطريقة التي نجبر فيها إسرائيل على الانصياع». ويؤكد مشروع القرار الفلسطيني على «حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير والاستقلال في دولته فلسطين على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام ١٩٦٧». وتقرر الجمعية العامة بموجب المشروع «منح فلسطين وضعية دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة من دون المس بالحقوق المكتسبة ودور منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني». وفيما أكدت فرنسا والنمسا التصويت لمصلحة مشروع القرار الفلسطيني، أعلن السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت ان بلاده لم تتخذ بعد قراراً بشأن هذا المشروع. واللافت ان الحكومة الاسرائيلية، وبعد تهديداتها القوية للسلطة الفلسطينية بمعاقبتها، خففت لهجة وعيدها بتقويض السلطة، مستجيبة على ما يبدو الى موقف المؤسسة الأمنية التي حذرت من أن حجب الأموال عن السلطة سيؤدي إلى فوضى في الضفة الغربية ستتأثر بها إسرائيل حتماً، فضلاً عن مخاوفها من ان يؤدي إضعاف السلطة الفلسطينية الى مقابل ارتفاع شعبية «حماس» خصوصاً بعد العدوان الأخير على غزة

 

فريقا الدفاع والادعاء عرضا هواجسهما قبيل المحاكمة /فرنسين: سأقوم بما في وسعي لتحقيق العدالة والإنصاف .كلوديت سركيس

النهاركانت لافتة امس، ادارة قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرنسين الجلسة التمهيدية التي عقدها في قاعة المحكمة الخاصة بلبنان في لايدسندام على مدى ثلاث ساعات، واستمع خلالها الى تعليقات فريقي الدفاع والادعاء في رفع شكوى الدفاع من تأخر مكتب الادعاء في تزويده المستندات لتحضير قضيته استعدادا للمحاكمة التي عين فرنسين موعدا موقتا لبدئها في 25 آذار المقبل ،وتقديم مكتب الادعاء دفاعه. واشار على لسان المحقق داريل مانديس الى "مشاكل واجهها مكتب المدعي العام في مراجعة كل المستندات في الملف التي تم الكشف عنها للجهة الشاكية، الى وجود مستندات لا تزال قيد الترجمة من العربية الى الانكليزية. وامام محاولة كل من الفريقين رمي الكرة في ملعب الآخر. وامام اخذ ورد من الفريقين، جدد فرنسين تمسكه بأن تكون المحاكمة في اعتداء 14 شباط 2005 الذي استهدف الرئيس رفيق الحريري "سريعة ومنصفة". وقال "سأقوم بكل ما في وسعي لتحقيق ذلك. وأي تأخير حول مسائل اساسية ومهمة امر اود ان اعرفه، ومستعد لأخذه في الاعتبار لنتوصل الى حل معقول".

وبازاء وعد مانديس الكشف عن مزيد من المستندات تباعا"، حتى اواسط الشهر المقبل، رد الدفاع بعنف على موقف الادعاء. ودعا الى "عدم تجاهل امور جلية منها ان عملية الكشف عن المستندات لم تكتمل حتى الآن لجهة الشهود فلدينا 66 منهم من 566 شاهدا اعلن المدعي العام نيته سماع افاداتهم، فضلا عن نقص في عدد تقارير الخبراء المسلمة وكذلك في عدد الادلة وهو 12267 دليلا" مما يزيد على 13 الف دليل". وتوجه الى فرنسين "ان الوضع غير مرض وغير جيد ويقتضي معالجته، وسنطلب منك اصدار قرارات لنتمكن من القيام بعملنا".

وانتقد محامي الدفاع اوجين اوسيليفان وكيل المتهم اسد صبرا المذكرة التمهيدية للمدعي العام نورمان فاريل. وقال"لا نعرف ماهية المزاعم الموجهة ضد موكلينا فيها. ان المدعي العام نفسه لا يعرف ما هي القضية". ووصفها بأنها "غير ملائمة، ولاسيما الادلة التي يقول المدعي العام انها تدعم قضيته"، طالبا"المساعدة للحصول على المستندات الضرورية لنفهم ماهية التهم الموجهة الى موكلينا". واعتبر ان فاريل"اكتسب عادة من المحاكم الدولية هي اغراق الدفاع بمئات الشهود وآلاف الادلة، ثم يجري سحبها".

ومثله، هاجم محامي الدفاع غينايل مترو مذكرة فاريل.واعتبر انها"لا تتصل بصميم القضية، فهو لا يشرح فيها كيفية مساهمة المتهمين في الجريمة.ولم يوضح متى اصبح المتهم جزءا" من المؤامرة وماهية الادلة. وقال ان موكله عنيسي ساهم في تجنيد ابو عدس، "فما الادلة والمزاعم الموجهة ضده؟. اعتقد انه يجب الطلب من فاريل سحب هذه المذكرة لانه عاجز عن تدعيم الادلة. انها عبارة عن مذكرة فاشلة".

وتحدث انطوان قرقماز، محامي بدر الدين عن وجود"ثغرات كثيرة في المستندات المودعة الى الدفاع من مكتب الادعاء، والهائلة الحجم"، معربا عن "مخاوف، في ما يتعلق بالجانب القانوني، من استخدام هذه الادلة بالقضايا المتلازمة مع قضية الحريري". ثم اعلن المحقق مانديس عن اتجاه مكتب الدفاع لتقديم مذكرة دفوع قريبا، قبل موعد بدء المحاكمة، لتحديد عدد الشهود الذين سيمثلون خلال المحاكمة. وجرى تقديره بانه 20 في المئة فحسب من قائمة شهود الادعاء التي اعلن عنها، وان ثمة اكتفاء بافادات خطية لعدد منهم، وهناك ايضا" وسيلة المؤتمرات المتلفزة".

وعلق فرنسين على كلام الادعاء: "انا مقتنع بانكم ستتفهمون مصالح اساسية في هذه الاجراءات القانونية لتحقيق العدالة في شكل منصف. فدعوة 567 شاهدا تتطلب الكثير من الوقت، لذا يجب ان نحد من هذا العدد". وابلغ محامي الدفاع مترو قاضي الاجراءات التمهيدية ان "فريق الدفاع سيقدم دفعا" حول النقاط غير الملائمة في قرار الاتهام والمذكرة التمهيدية الاسبوع المقبل.وبعدما وصف محامي عنيسي لائحة شهود الادعاء بأنها"فرعونية"، و"وتقتضي القراءة بين السطور في مذكرة المدعي العام لمعرفة من هم الشهود الاساسيون"، انتقد محامي الدفاع اوسيليفان عدم تحديد المذكرة التمهيدية هوية الشهود"، مؤكدا انها عددت الخبراء الذين وضعوا التقارير.

وأخذ المحقق ايكهارت ويتهوف على فريق الدفاع عدم تحديد الوقائع التي يعبترها موضع نقاش في اطار بحث فرنسين في نقاط التلاقي والخلاف بين الافرقاء. واتهم محامي الدفاع فنسان كورسيل لابروس المدعي العام بمحاولة اخفاء الصعوبة التي بواجهها، داعياً إياه الى تزويد الدفاع العناصر (المادية).

وفتح نقاش عن مدى مساعدة السلطات اللبنانية فريق الدفاع التحقيق الذي يقوم به، فانتقد محامي الدفاع مترو تقاعسها في هذا المجال. وقال لفرنسين "إن لم تفعل سنطلب منكم اصدار قرار ملزم للسلطات اللبنانية"، لافتاً الى مذكرة التفاهم الموقعة بينها وبين مكتب الدفاع في هذا السياق والمتعلقة بتقديم مواد للدفاع ومخالفتها للبندين 5 و6 منه ووجوب احترامها هذه المذكرة".

وردّ فرنسين: "في حال وجود طلبات عالقة يقتضي اعلامي بها". وقال "ان التعاون مع العدالة الدولية يتطلب الوقت، وعلى السلطات اللبنانية ان تأخذ وقتاً مناسباً لتنفيذ هذه الطلبات. شهدنا لسلوكها في طلبات عدة أخرى. وقبل ان نقول ان لبنان لا يتعاون معنا لا اعرف ماهية الطلبات"، مشيراً الى امكان "ان تصبح هذه الطلبات علنية في جلسات مستقبلية. اعي الصعوبات المحتملة في اطار مذكرة التفاهم. نحن نتحدث عن المحكمة باعتبارها مؤسسة، والطرف الآخر ليس نفسه الذي حدده مكتب الدفاع في مذكرة التفاهم. ودعوت رئيس مكتب الدفاع الى التواصل مع رئيس قلم المحكمة للتوصل الى اتفاق. ونعتبر ان رئيس المحكمة فعل ما هو مناسب في هذا الاطار، وسيحاول مكتب الدفاع ايجاد حل لذلك".

 

مجلس وكالة الطاقة الذرية يعيد النظر في ملف إيران النووي في غياب أي تقدم/طهران تدين قرار الولايات المتحدة إلغاء المؤتمر حول شرق أوسط منزوع الأسلحة النووية

فيينا: «الشرق الأوسط»

يأخذ مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية علما غدا بغياب تقدم في ملف إيران النووي، وهي ملاحظة مريرة بعد سنة على نشر التقرير الصارم للوكالة المتعلق بطهران الذي ساهم في مضاعفة الحوار والعقوبات في آن. وستناقش وفود 35 بلدا عضوا في مجلس الحكام في مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال جلسة مغلقة الملف لمدة يومين في مقر الوكالة في فيينا.

وتبدو خلاصات التقرير حول إيران التي نقلها المدير العام للوكالة يوكيا أمانو في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) مألوفة. وقال الياباني أمانو إن الوكالة «غير قادرة على استنتاج أن كل المعدات والمواد النووية في إيران (تستخدم) لأغراض سلمية».

وتقلق الوكالة منذ 2002 من إمكانية وجود «أنشطة نووية تشارك فيها هيئات عسكرية»، خصوصا «أنشطة مرتبطة بتطوير صاروخ يحمل رأسا نوويا، وهو ما تنفيه إيران بشكل قاطع. والتقرير الذي نشر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، وضع قائمة بعناصر قدمت على أنها ذات مصداقية تفيد بأن إيران عملت لتطوير السلاح الذري قبل 2003، وربما بعد ذلك التاريخ.

وإيران، التي طلب منها توضيح مجمل المسائل المطروحة في التقرير، التقت مرارا هذه السنة مسؤولي الوكالة لوضع آلية للتحقق من النقاط التي تطرح تساؤلات لكن من دون نتيجة ملموسة. ومؤخرا أعلن أمانو أن هناك اجتماعا جديدا مقررا في 13 ديسمبر (كانون الأول) «يصعب توقع نتائجه». وأصبح أمانو أشد حذرا منذ إعلانه في مايو (أيار) بعد زيارة لطهران توقيع اتفاق لم يتم التوصل إليه أبدا.

وفي تقريرها الجديد، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أنهت تجهيز موقعها لتخصيب اليورانيوم في فوردو تحت الأرض، على الرغم من العقوبات غير المسبوقة التي تخضع لها، خصوصا من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأشد العقوبات الحظر النفطي الذي دخل حيز التنفيذ رسميا في يوليو (تموز). وإن زادت إيران قدراتها، يبقى عدد أجهزة الطرد المركزي المشغلة مستقرا، وبالتالي الإنتاج. كما جددت الوكالة اتهاماتها التي أشارت إلى أن إيران تزيل آثار أنشطة مثيرة للشكوك من موقع بارشين العسكري، حيث يشتبه في أن طهران أجرت تجارب لانفجارات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي. ورفضت الجمهورية الإسلامية حتى الآن السماح للوكالة بدخول الموقع، نافية مجددا قيامها بأي أنشطة غير مشروعة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست مؤخرا أنه «من المستحيل إزالة الأنشطة النووية من دون ترك آثار»، واصفا اتهامات الوكالة بأنها «غير مناسبة».

وكانت إيران قد أدانت، أول من أمس، إعلان الولايات المتحدة إلغاء المؤتمر حول شرق أوسط منزوع الأسلحة النووية، معتبرة أن هذا الأمر «نكسة خطيرة»، واتهمت واشنطن بالرغبة في حماية إسرائيل. وصرح الممثل الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقرر الإعلان من طرف واحد، لما فيه مصلحة إسرائيل أن المؤتمر لا يمكن عقده. هذه نكسة خطيرة بالنسبة إلى حظر الانتشار النووي».

واعتبر الدبلوماسي الإيراني أنه «بات واضحا بالنسبة إلينا والعالم أجمع أن الولايات المتحدة لا تملك إرادة سياسية حقيقية (لرؤية قيام) شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل. إنها تريد أن تواصل إسرائيل التمتع بالقدرة على امتلاك أسلحة نووية، الأمر الذي يشكل تهديدا للأمن في الشرق الأوسط وبالتأكيد للأمن الدولي».

والمؤتمر الذي تنظمه الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا معا، كان من المتوقع عقده في الأساس الشهر المقبل في فنلندا، لكن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت الجمعة الماضية إلغاءه، وخصوصا بسبب غياب التوافق بين دول المنطقة. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون، السبت، عن أمله في عقد هذا المؤتمر «في أسرع وقت» في 2013. وتعتبر إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. ولم تعترف رسميا حتى الآن بامتلاك أسلحة نووية، وترفض التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي. من جهة أخرى، قالت سلطات الضرائب الإسبانية أول من أمس إن شركة من إقليم الباسك في إسبانيا هربت آلات لإيران للاستخدام على الأرجح في البرنامج النووي للبلاد من خلال وضع خطة محكمة تشمل شركة وهمية في تركيا، حسبما نقلت «رويترز».

وقالت وكالة الضرائب في إسبانيا إن الشركة قد تمكنت من إرسال أكثر من 7 آلات مصممة لصنع أجزاء من أجل التوربينات المستخدمة في محطات الطاقة في مخطط ينتهك عقوبات مجلس الأمن الدولي المفروضة على إيران. وقال مصدر قريب من العملية إن الشركة المتورطة اسمها «أونا إلكتروروشن». وتشير تحقيقات الوكالة حتى الآن إلى أن الآلات التي بيعت مقابل نحو مليون يورو كانت معدة للاستخدام في برنامج إيران النووي. وكانت الشركة ومقرها في بلدية دورانجو بإقليم الباسك قد رفض طلبها الحصول على ترخيص لتصدير 7 آلات لإيران في سبتمبر (أيلول) 2009، وتحديدا بسبب مخاوف من أنها قد تستخدمها في البرنامج النووي. لكنها في وقت لاحق خدعت الجمارك الإسبانية باستخدام شركة وسيطة أقامها شريكها الإيراني في تركيا، وشحنت الآلات إلى إسطنبول قبل إرسالها لطهران.

 

سليمان يعلن اليوم تأجيل الحوار ولا يستبعد تأخيراً «تقنياً» للانتخابات

بيروت - «الحياة»/ينتظر أن يعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان عصر اليوم تأجيل جلسة هيئة الحوار الوطني التي دعا الى عقدها غداً الخميس، بعد أن أكدت قيادات قوى 14 آذار في الاتصالات الأخيرة التي أجريت معها عزمها على مقاطعة الجلسة تنفيذاً لموقفها المعلن باشتراط استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قبل استئناف الحوار، وهو الموقف الذي أخذته بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن. وقالت مصادر مطلعة إن الرئيس اللبناني سيقرن إعلانه التأجيل بموقف من موضوعي الحوار والحكومة، بعد أن كان نقل عنه أمس أسفه لمقاطعة الحوار، «فهي حق ديموقراطي» لكن يتم اللجوء إليه في ظروف استثنائية قاهرة. وفي وقت نسب الى سليمان رفضه توقيع أي قانون لتمديد «عبثي» لولاية المجلس النيابي وأصر على إجراء الانتخابات في موعدها، لم يستبعد إمكان حصول تأجيلها لأسباب تقنية لشهرين أو ثلاثة. وفيما اعتبر سليمان أن ربط الحكومة بالحوار مسألة خاطئة أشار الى 3 أفكار حول الحكومة البديلة: حكومة وحدة وطنية، حكومة أكثرية، أو حيادية مشدداً على أن هيئة الحوار يمكن أن تبحث شكلها من دون تفاصيلها. وإذ فتح سليمان بذلك الباب على البحث في حكومة حيادية، مثلما فعل رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط عند إعلانه مبادرته أول من أمس في وقت تصر القوى الرئيسة على حكومة تمثل الفرقاء السياسيين، فإن رئيس البرلمان نبيه بري شدد في كلمة له أثناء استقباله رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان على أن «تجربة الحرب الأهلية اللبنانية أثبتت أنه لا يمكن إقصاء أحد أو تهميشه أو شطبه والحل هو التوافق عبر الحوار... من دون انتظار مصير سورية». وفي خضم المراوحة التي تطبع الأزمة السياسية على رغم التحركات الجارية في شأنها صدر موقف جديد عن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في تصريح له بعيد عودته من الفاتيكان مساء حيال إجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون الحالي الذي سمي قانون الستين، بعد أن كان رفضه في شكل مطلق في السابق إذ قال: «إذا لم يستطيعوا التوصل الى قانون جديد للانتخابات فهناك قانون الستين قائم. فالمهم ألا نؤجل الانتخابات ونفضل إبقاء الاستحقاقات في موعدها على أن تؤجل. قانون الستين ما زال قائماً ونصر على احترام المواعيد الدستورية». وإذ يلتقي موقف الراعي بهذا المعنى مع موقف الرئيس سليمان، لجهة الإصرار على عدم تأجيل الاستحقاق الانتخابي، فإن مراوحة الأزمة السياسية ترافقت مع تصاعد التحركات النقابية، إذ نفذ موظفو القطاع العام والمعلمون في القطاع العام وجزء من القطاع الخاص إضراباً عاماً أمس، يستمر اليوم.

على صعيد آخر، قام وفد من قوى 14 آذار أمس بزيارة قطاع غزة تضامناً معها في وجه العدوان الإسرائيلي، في خطوة لافتة هي الأولى من نوعها. وضم الوفد نواباً من تيار «المستقبل» و «القوات اللبنانية». والتقى الوفد رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية وتفقد الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير.

 

«مَن يدعم إسرائيل بالعدوان علينا فسيكون مرمى لصواريخنا/السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي رداً على جنبلاط: نتطلّع دائماً إلى الجبال العالية لا إلى الحفر بين أرجلنا 

 بيروت ـ «الراي»

جدّد السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي دعم بلاده للبنان، مؤكداً رداً على تصريحات النائب وليد جنبلاط الأخيرة التي انتقد خلالها الدور الايراني في لبنان «ان مبادئنا واضحة وشفافة جداً، وننظر دائماً إلى الجبال العالية المرتفعة في الافق البعيد ونصل إلى الأهداف البعيدة ولا ننظر إلى الحفر الصغيرة بين أرجلنا، لذلك نحن على اساس هذه المبادئ نفتخر بها، ورسالة الثورة الاسلامية منذ لحظة انطلاقتها تحقيق العدالة، ولا نتعثر بلومة اي لائم ونستمرّ، والمهم آداء الواجب». واعلن ابادي في تصريحات صحافية أن «ما قام به الكيان الإسرائيلي في غزة حماقة»، مشيراً إلى أنه «اضطر للخضوع إلى شروط المقاومة التي استطاعت فرض معادلة جديدة». واذ أكَّد أن «الدعم الايراني الدائم لفلسطين نابع من المبادئ الايرانية ومن الدستور الايراني»، قال: «ساعدنا وسنساعد كل مقاومة ضد اسرائيل»، موضحاً رداً على سؤال «اننا لا نختبر قدراتنا وطاقاتنا. نحن دائما في حال اتفاق ونعمل دائما على اساس ان لا تحصل حرب في المنطقة وعلى هذا الأساس فإننا نحذر انفسنا دائما من أجل الدفاع بوجه اي عدوان اسرائيلي، ولا يهم الدولة التي تدعم الكيان الإسرائيلي فهي حتما ستكون مرمى للصواريخ الإيرانية، فهذه الغدة السرطانية يجب ان تزال من الوجود». واشار الى أنه «بالنسبة الى الولايات المتحدة فنحن نحترم الشعب الأميركي ونحترم الثقافة الأميركية ولكن مشكلتنا مع الإدارة الأميركية الصهيونية. بينما نحن مع ازالة اسرائيل من الوجود».

وحول مصالح إيران في مساندتها المستضعفين في العالم، سأل: «هل ايران جمعية خيرية؟ الا يوجد لإيران مصلحة وطنية في مساعدة المظلومين في العالم»؟ مضيفاً: «المصلحة الوطنية موجودة لكن حسب الدستور في ايران فإن المصلحة الوطنية لا تتحقق الا بالمصلحة الوطنية للأمة والأحرار في العالم وعلى هذا الأساس نحن تحملنا ونتحمل كل الضغوط على بلادنا والقضايا الوطنية. هذا مبدأ وخط أحمر الإلتزام في مواجهة الإحتلال في فلسطين ولبنان وسنقدّم الدعم لمن يحارب الاسرائيلي».

وعن طبيعة العلاقة بين إيران وحركة «حماس» وهل تأثرت العلاقة بسبب الاختلاف حول ما يجري في سورية، اجاب: «قادة المقاومة أعلنوا أن الصواريخ التي أطلقوها هي من إيران، لذلك، العلاقة بين إيران والمقاومة علاقة استراتيجية وليست تكتيك، فنحن ملتزمون بهذه المبادئ منذ 33 عاماً، ورغم ما هو قائم فالعلاقة الاستراتيجية بقيت مستمرة مع جميع المنظمات الفلسطينية ولا سيما حركة حماس وقادتها زاروا إيران، العلاقة مع حماس ممتازة ولم يصلنا منهم موقف مختلف، والمعيار لدينا الاحتلال الاسرائيلي الذي نراه غدة سرطانية يجب أن تزال من الوجود كما قال الإمام الخميني».

في غضون ذلك، لم تكن عادية الزيارة التي قام بها وفد من قوى «14 آذار» امس، الى قطاع غزة حيث أعلن التضامن معها بعد العدوان الاسرائيلي عليها.

وفد من 14 عضواً بينهم 3 نواب هم جمال الجراح وأمين وهبي (من كتلة المستقبل») وأنطوان زهرا (من «القوات اللبنانية») وشخصيات سياسية واعلامية، تفقّدوا أحوال غزة التي دخلوها عبر معبر رفح، في زيارة لم يسبق لقوى «14 آذار» ان قامت بها وشكّلت حدثاً سياسياً، استوقف دوائر مراقبة لاعتبارات عدّة ابرزها:

* انه كرّس تجاوُز اللبنانيين، وتحديداً المسيحيين منهم، عملياً ترسيمات الحرب الاهلية في شقها المتعلق بالعامل الفلسطيني الذي شكّل وقوداً اساسياً للنزاع الداخلي الذي استمر بين 1975 و 1990.

* انه جاء ليضع «14 آذار» للمرة الاولى على تماس مباشر و«عملاني» مع القضية الفلسطينية و«مقاومتها» لا سيما مع «غزة حماس» التي لطالما شكّلت عنواناً رفع «رايته» فريق «8 آذار» الذي غالباً ما شمل المعارضة في لبنان بالاتهام بالتخاذل في دعم المقاومة الفلسطينية. * ان اقتراب «14 آذار» خطوة من حركة «حماس» جاء بعد ابتعاد الاخيرة خطوة عن ايران وسورية، ما عزّز عودتها الى «حضن الربيع العربي».

 

الراعي: مدّ الجسور بين 8 و14 آذار وكل السياسيين/قانون الستين قائم إذا لم يتوصلوا الى جديد

حبيب شلوق/النهار

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد عودته من الفاتيكان حيث احتفل بتسليمه الشارات الأسقفية، أنهم "إذا لم يستطعوا التوصل إلى قانون جديد للانتخاب فهناك قانون الستين قائم". وقال: "المهم ألا نؤجل الانتخابات، ونفضل بقاء الاستحقاقات في موعدها على أن تؤجل، ونصرّ على احترام المواعيد الدستورية". وأضاف: "قانون الستين أصبح كقميص عثمان وبسببه وصلنا الى ما وصلنا إليه. كل اللبنانيين يقولون بتغيير هذا القانون. لقد قلنا من أجل حسن التمثيل، وحتى يشعر المواطن بقيمة صوته وألا يأتي النائب مفروضا، ان يتغير قانون الستين، فهذا أمر غير جديد. شكلوا لجنة برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس، ونحن نحترم كل المجموعات السياسية التي قدمت مشاريع انتخاب". عندما نفقد قيمة الحوار نكون فقدنا كل قيمتنا وكل معنى انسانيتنا. لبنان يحتاج إلى أن يجلس المسؤولون إلى طاولة الحوار لحل المشكلات. وإني أشكر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وخصوصا لوجوده معنا في روما، حيث قال كلاما مهما خلال أحد لقاءاتنا هناك: "أمام خير الوطن تسقط كل الشروط امام الحوار". وإن خير الوطن اليوم يواجه خطرا اقتصاديا كبيرا، ونتمنى استمرار تمسك المدعوين إلى الحوار بالمسؤولية السياسية لإسقاط كل الشروط والجلوس إلى الطاولة".

ولفت الى أن "البطريرك في الكنيسة ليس زعيما سياسيا وليس له اي طموح سياسي". ومن المطار الى بكركي، رافقه وزير الدولة سليم كرم ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان. واستقبله حشد من أبناء الطائفة. وأدى صلاة الشكر، وألقى كلمة تحدث فيها عن زيارته لروما ولقاءاته مع المسؤولين في حاضرة الفاتيكان. وشكر جميع من واكبه بالصلاة ورافقه في رحلته. وكان الراعي لبى مساء الإثنين دعوة الرهبانيات المارونية الأربع اللبنانية والمريمية والأنطونية والرسل، الى عشاء تكريمي شارك فيه حشد من الوزراء والنواب والشخصيات. وألقى الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي داود رعيدي كلمة باسم الرؤساء العامين تحدث فيها عن تاريخ الموارنة، "فإذا حلا للبعض أن ينظر الينا كعدد، ليحجّم دورنا، فنطمئنه الى أننا وجود، ووجود فاعل، لأننا ضاربون في عمق التاريخ وعمق الجغرافيا الكونية والسياسية العالمية. و"إذا آلينا على أنفسنا الحوار، فليس من أجل أن نخلّص ما تبقى من الوجود المسيحي، بل لأن الحوار هو لغتنا". وأكد "أن الكنيسة تدعو الى الحرية، والى تكافؤ الفرص،والى قيمة الشخص البشري وحقه في الوجود والتعبير الفكري والديني". ثم ألقى الراعي كلمة شكر فيها الرهبانيات وأكد "أن قوتنا بلقائنا معاً، وشعرت بهذه القوة في الإحتفالات الجامعة"، متحدثاًعن هوية لبنان وعيشه المسيحي والمسلم، معتبراً "ان كل طائفة لبنانية تشكل قوة مضافة الى الكيان اللبناني، وأن لبنان مدعو الى التمسك بالوحدة". وحيـّا جميع المشاركين وخص بالإسم النائب سمير الجسر "الذي شارك في كل الإحتفالات"، ووصفه بأنه "جسر بين مختلف الأفرقاء". وسأل: "لماذا لا تبنى جسور الإلفة والوفاق بين الجميع"، متمنياً مد الجسور بين 8 و14 آذار "بل بين كل الأفرقاء السياسيين".

 

الراعي: الشرخ بين «8 و 14 آذار» سيؤول إلى هدم لبنان

بيروت ـ «الراي»

تمنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان «ينقل اللبنانيون معهم فرح العيش الذي اختبروه معا في روما الى لبنان». ورأى الراعي في عشاء اقيم على شرفه عشية عودته الى بيروت امس، عقب تنصيبه كاردينالاً، أنه «رغم وجود الخيارات السياسية المتعددة في لبنان ورغم وجود مكونات منوعة تشكل نموذجاً مميزاً من حيث تركيبتها، لا بد من بناء الجسور بين اللبنانيين جميعا، وفي شكل خاص فريقي 8 و14 آذار لأن الشرخ بينهما وإزالة جسور التواصل سيؤول الى هدم البلد». وأكد أن «اللبنانيين أقوياء ببعضهم البعض وقادرون على تخطي الخلافات للمشاركة معاً مسلمين ومسيحيين ومن مختلف التيارات السياسية».

 

إضراب عام شل الإدارات والقطاع التربوي /سليمان يتجه لتأجيل جلسة الحوار ويؤكد ضرورة تداول السلطة

 السياسة/بيروت - من عمر البردان:

فيما يعم الشلل الإداري والتربوي لبنان لليوم الثاني على التوالي نتيجة الإضراب الذي دعت إليه هيئة التنسيق النقابية, احتجاجاً على تلكؤ الحكومة بإحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب, وسط تحذيرات نقابية من خطوات تصعيدية, تبدو الطريق إلى جلسة هيئة الحوار الوطني التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان غداً, غير سالكة, في ظل معلومات ل¯"السياسة" عن توجه دوائر القصر الجمهوري لتأجيل موعد الجلسة, بعد رفض قوى "14 آذار" المشاركة فيها. وشددت أوساط قيادية في المعارضة على أن عدم المشاركة في الحوار إلى طاولة واحدة مع قوى "8 آذار" قرار نهائي لا عودة عنه وسيتم إبلاغ ذلك إلى الرئيس سليمان في الساعات المقبلة, لكن من دون أن يعني قطع الخطوط مع رئيس الجمهورية الذي تقدر قوى "14 آذار" مواقفه الوطنية والسيادية, ولذلك فإنها ستبلغه حرصها على استمرار قنوات التواصل معه, لتهيئة المناخات الملائمة التي تساعده على إنجاح مساعيه لتغيير هذه الحكومة وتشكيل حكومة أخرى تلبي متطلبات اللبنانيين وتحوز ثقتهم.

وقالت الأوساط ل¯"السياسة" إن المشاورات التي جرت بين قيادات المعارضة أجمعت على عدم العودة إلى الحوار مع "حزب الله" وحلفائه الذين يرفضون البحث في السلاح ويصرون في المقابل على التمسك به للهيمنة والتسلط, وعدم قبولهم باستقالة هذه الحكومة التي تغطي من يرتكبون جرائم الاغتيال التي تستهدف قوى "14 آذار دون سواها. ورأت الأوساط أنه إذا كانت نوايا رئيس "جبهة النضال" النائب وليد جنبلاط سليمة, إلا أن الظروف الموضوعية لا تساعد على توفير الأرضية المناسبة لنجاح مبادرته, لأنها لن تلقى صدىً إيجابياً لدى الفريق الآخر, بعدما ثبت أن الحوار لن يقود إلى أي نتيجة لمصلحة لبنان وشعبه, طالما أن هناك من ينفذ أجندة خارجية لحساب الآخرين. وفي إشارة استباقية لإمكانية تأجيله لاجتماع هيئة الحوار غداً, لفت الرئيس سليمان إلى أن لا طاولة حوار في حال المقاطعة, معتبراً في المقابل أن المقاطعة حق, ولكنها حق استثنائي في حال وجود قوة قاهرة, رافضاً ربط الحكومة بالحوار, ومشيراً إلى أن هناك طروحات عدة بشأن حكومة حيادية أو حكومة أكثرية أو حكومة وحدة وطنية.

واللافت في كلام سليمان انه ضمن موقفه مطلب "14 آذار" القاضي بتشكيل حكومة حيادية كان اطراف "8 آذار" صوبوا في اتجاهها واعتبروها غير قابلة للحياة, بما يفترض من هذه القوى ملاقاة الرئيس ومبادراته الحوارية في منتصف الطريق.  وشدد سليمان, بحسب ما نقل عنه زواره, على ضرورة الالتزام بإعلان بعبدا, مشيراً إلى أن لبنان طبق سياسة الحياد إلى حدٍّ بعيد على مستوى السلطة التنفيذية.

وأضاف إن الجميع دفن قانون الستين (الذي أجريت انتخابات 2009 على أساسه) لكنهم لم يتفقوا على البديل, لافتاً إلى أن تداول السلطة يجب حصوله. وإذ أكد أن لا تمديد ستة أشهر للمجلس النيابي, فإنه أشار إلى أنه قد يتم ذلك من أجل إجراء الانتخابات إذا كان هناك قانون قيد التحضير, مؤكداً أنه لا يحق لوزارة الخارجية عدم إجراء الانتخابات للمغتربين, مشدداً على إجرائها مهما كان عدد المشاركين, حتى لو كانوا عشرة أو ألف شخص.

 

جهات تعرف مكان اثنين منهم/بدء محاكمة متهمي "حزب الله" يُنذر بانفجار فتنة في لبنان

 حميد غريافي/السياسة

لن تنفع كل مبادرات وليد جنبلاط بين قوى "14 آذار" و"حزب الله" تحديداً ولا دعوات الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى الحوار, في بلوغ مرحلة الجمع بين "المتحاربين" بالتصريحات الرنانة (14 آذار) وبالاغتيالات الجوالة (حزب الله) متى دقت ساعة بدء محاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه, في مارس المقبل, وهم حتى الآن العناصر الأربعة في "حزب الله" المتوارين عن الأنظار, إذ أن كل التوقعات المحلية والاقليمية والديبلوماسية الدولية تشير الى ان مرحلة بدء تلك المحاكمات ستفوق كل تداعيات ما يجري في سورية وما ستتطور إليه الاحداث الدراماتيكية هناك باتجاه اسوأ مما هو عليه الآن. وكشف قيادي حزبي لبناني من مؤيدي الرئيس سليمان في لندن ل¯"السياسة" امس عن أن "جهات امنية لبنانية وحزبية تعرف على الاقل مكان وجود اثنين من المطلوبين الاربعة التابعين ل¯"حزب الله", وان الجهات الحزبية نصحت من يعنيهم الامر بجريمة اغتيال الحريري وكشف فاعليها بالعمل على اعتقال أو اختطاف هذين العنصرين وتسليمهما الى المحكمة في لاهاي, وهم قادرون على تجنيد عناصر محلية واجنبية لتنفيذ عملية الاختطاف لما يمتلكونه من إمكانيات مادية ومعنوية, او القيام بتصفيتهما إذا كانوا غير قادرين على ذلك". وقال القيادي ان احد نواب "تيار المستقبل" عرض على قياديين في التيار التوسط لدى مختطفي اللبنانيين الشيعة التسعة في منطقة أعزاز بريف حلب منذ الصيف الماضي, ل¯"حصر مطالبهم بشرط وحيد هو مبادلة المخطوفين التسعة الباقين من اصل 11 بتسليم عناصر الحزب الاربعة المتهمين باغتيال الحريري الى المحكمة الدولية, مقابل مبلغ كبير من المال عرضه احد موفدي الحريري الى الحدود التركية مع سورية, إلا أن زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري عاد وتراجع عن هذا العرض بطلب من دولتين خليجية واوروبية خشية ان يؤدي هذا الشرط الى اندلاع فتنة مذهبية في لبنان".

ونقل القيادي المقرب من سليمان عن مسؤول في "حركة أمل" تأكيده ان "بعض المطلوبين الأربعة يقيمون في شمال سورية منذ اشهر عدة ويشاركون في حماية القرى الشيعية اللبنانية الواقعة داخل حدود سورية المتداخلة, فيما البعض الاخر يزاولون (قد يكونان اثنين فقط) مهامهم واعمالهم الحزبية في الضاحية الجنوبية من بيروت", معقل "حزب الله". وأعرب القيادي عن اعتقاده بأن حملة التراشق بالاتهامات غير المسبوقة بين "حزب الله" وبين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" متى اعلنت المحكمة الدولية انعقاد اولى جلساتها بغياب المتهمين الاربعة, قد تبلغ حدود انفجار الشارع المذهبي الطائفي سواء كانت الحرب في سورية انتهت ام لم تنته, إلا ان عنف الانفجار سيقاس حتماً بنتائج تلك الحرب.

 

 نشارة الخشب في صندوق شكاوى السفارة الكندية

وطنية - افاد المندوب الامني ل"الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين عن العثور على نحو 100 غرام من نشارة الخشب داخل صندوق الشكاوى التابع للسفارة الكندية والموجود خارج حرمها في جل الديب، الامر الذي استرعى انتباه احد عناصر امن السفارة، فتم اعلام المسؤولين فيها، وحضرت على الفور الادلة الجنائية التي اخذت عينة من هذه النشارة لاخضاعها للفحوصات المخبرية.

 

العدوان على غزة كشف حدة الخلافات بينهما /"حماس" تنتقد بشدة انخراط "الجهاد الإسلامي" في محور إيران - نظام الأسد - "حزب الله"

 "السياسة" - خاص: أكدت مصادر فلسطينية مطلعة على مجريات الأمور داخل قيادة حركة "حماس" لـ"السياسة" أن إتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد العدوان الاسرائيلي على غزة, الأسبوع الماضي, كشف للمرة الاولى حدة الخلافات التي تعتري العلاقات بين "حماس" من جهة وحركة "الجهاد الإسلامي" و"حزب الله" وإيران من جهة أخرى, مشيرة الى التصريحات المتتالية التي أدلى بها لوسائل الاعلام كل من رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل والأمين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" رمضان عبد الله شلح ونائبه زياد نخالة, وأبرزها على الاطلاق تلك التي أدلى بها مسؤول العلاقات الخارجية في "حماس" ممثلها السابق في لبنان اسامة حمدان الذي أقر بأن العلاقات بين الحركة و"حزب الله" تأثرت سلباً على خلفية الموقف من الأزمة السورية. وكشفت المصادر أن كتائب الشهيد عز الدين القسام, الجناح العسكري لحركة "حماس", التي تولت قيادة الهجمات الصاروخية على إسرائيل بعد اغتيال قائدها أحمد الجعبري, اشتكت مرات عدة من سياسة القصف الصاروخي لحركة "الجهاد الإسلامي" التي تمت ادارتها مباشرة من طهران بالتعاون مع خبراء من "حزب الله", وعلى المواقف غير المسؤولة التي أبدتها حركة الجهاد - حسب أقوال قادة "حماس" - خلال المفاوضات التي هدفت للتوصل إلى إتفاق لوقف اطلاق النار. وقالت المصادر أن ما جرى على الأرض في قطاع غزة خلال الأيام الثمانية من العدوان, وتصرفات قيادات حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لمواجهة الهجمات الاسرائيلية وفي ما بعد وقف اطلاق النار, ابرزت مدى العلاقة التي تربط حركة "الجهاد" مع المحور الشيعي (ايران وحزب الله) من جهة والعلاقة التي تربط حركة "حماس" مع المحور السني (مصر وتركيا وقطر) من جهة اخرى.  وأشارت الى قيام الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بالطلب علناً من الفصائل في غزة وبشكل صريح بتوجيه الشكر لإيران على ما قدمته للفلسطينيين في غزة, وما تلاه من مسارعة رمضان شلح على تنفيذ أوامر أسياده في طهران والضاحية الجنوبية, لكن تلكؤ خالد مشعل في هذا السياق و"تلعثمه" في توجيه الشكر لإيران يدل على الستراتيجية التي تتبناها حركة "حماس" وعلى رغبتها في الوقوف الى جانب المحور السني, في امتداد مباشر لما تبديه منذ سنوات طويلة من استقلالية قرارها وسياساتها عن سياسات طهران, وخير دليل على ذلك وقوف الحركة الى جانب الثورة السورية في تعارض تام مع سياسة طهران الداعمة لنظام الاسد. وقالت المصادر أن الجهود الإيرانية الرامية لإبراز ما قدمته طهران لحركة "حماس" علناً, واجهت انتقادات شديدة من قبل الكوادر القيادية للحركة في الخارج, التي رأت في ذلك محاولة رخيصة من قبل طهران لإبعاد "حماس" عن مكانها الطبيعي ولضرب العلاقات بينها وبين كل من مصر والسعودية وقطر وتركيا. ونقلت المصادر عن كوادر قيادية رفيعة المستوى في حركة "حماس" انتقادها الشديد للأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح, الذي يضع كل اوراقه في خانة ايران و"حزب الله", بما يشكل دعماً لنظام الاسد الذي لا يتردد في ذبح ابناء الشعب الفلسطيني في سورية القاطنين في المخيمات هناك أسوة بالشعب السوري.

 

 أكد أن 99 في المئة من المحاكم توقفت عن العمل /«نادي القضاة المصري: مرسي يتحايل على القضاء والبيان الرئاسي... «هزيل»

القاهرة - «الراي/ما بين تأكيد مؤسسة الرئاسة المصرية ونفي أعضاء من «المجلس الأعلى للقضاء»، لما جاء في البيان الذي صدر في شأن نتائج لقاء المجلس والرئيس محمد مرسي، ليل أول من أمس، لاحتواء أزمة الإعلان الدستوري، سادت حالة من الارتباك داخل المؤسسة الرئاسية واشتعلت ثورة الغضب بين القضاة الذين صمموا «على التصعيد والاستمرار في تعليق العمل بالمحاكم والاعتصام الى حين إلغاء الإعلان الدستوري». وفي وقت نفى الناطق الرئاسي ياسر علي إجراء أي تعديل على الإعلان الدستوري وأن أعضاء المجلس الأعلى للقضاء أعربوا عن ترحيبهم وشكرهم للرئيس نظرا لاحترامه لرجال القضاء، أكد رئيس «مجلس القضاء الأعلى» محمد ممتاز متولي أن «ما صدر من بيانات حول قبولنا أو رفضنا لبيان الرئاسة غير صحيح».

واكد مصدر مقرب من «المجلس الأعلى للقضاء»، رفض ذكر اسمه، أن «أزمة الإعلان الدستوري لاتزال قائمة وأن المجلس يرفض بيان الرئاسة، لأن ما صدر في البيان يعد مذكرة شارحة للإعلان الدستوري ولم يتم التعديل فيها كما كان مطلوبا من جموع القضاة».

وأشار إلى أن «المجلس حدد عددا من النقاط لمواجهة الإعلان الدستوري تتمثل في عدم التدخل في السلطة القضائية بأي شكل من الأشكال، وعدم تحصين القرارات الصادرة من الرئيس والمنظورة أمام المحاكم لأن ذلك يعد تدخلا في شؤون السلطة القضائية إلا أنه لم يتم الرد على ذلك وتم تجاهلها وصدر البيان الذي اعتبره تحايلا على القضاء وجموعه». وقال رئيس محكمة استئناف القاهرة وأحد قيادات تيار الاستقلال فؤاد راشد ان «بيان الرئاسة كلام عائم المقصود به كسب الوقت والمماطلة لتمر الأمور»، مشيرا إلى أن «القضاة لجميع المصريين ليسوا فريقا واحدا، لكن الغالبية لن تقبل ما قاله مرسي».

وأوضح أنه «لا يفهم معنى تحصين قراراته، وإن كانت تقتصر على الأعمال السيادية فليس هناك إجماع على ما هي القرارات السيادية، المعنى يتسع ويضيق وكله كلام مطاط».

وقال رئيس محكمة الاستئناف في الإسكندرية إن بيان رئاسة الجمهورية «كارثة بكل المقاييس وأنه أسوأ من الإعلان الدستوري نفسه، فهو لم يترك للقضاة خيارا غير تعليق الأعمال». وأشار إلى أن «مستشاري الرئيس الذين كانوا ينتمون يوما إلى القضاء الشامخ مصممون على توريط مؤسسة الرئاسة بعد جلوسهم على مقاعد السلطة التنفيذية».

وأكد رئيس نادي القضاة أحمد الزند رفض النادي لبيان الرئاسة ووصفه بأنه «زاد الأزمة تعقيدا ولم يضف جديدا»، مشددا على «استمرار الإجراءات التصعيدية بتعليق العمل داخل المحاكم والاعتصام المفتوح للقضاة داخل الأندية في القاهرة والأقاليم الى حين إلغاء الإعلان الدستوري»، كما وصف وكيل نادي القضاة في القاهرة عبد الله فتحي بيان الرئاسة بـ «الهزيل والغامض»، مؤكدا فشل اجتماع الرئيس مع أعضاء المجلس الأعلى للقضاء. وناشد رئيس نادي قضاة الإسكندرية المستشار عزت عجوة الرئيس المصري «ألا يستهين بغضب القضاة»، لافتا إلى أن «أعضاء المجلس الأعلى للقضاة أكدوا عدم مسؤوليتهم لما جاء في بيان رئاسة الجمهورية وأن شيوخ القضاة بذلوا من المجهودات الكثير للتوصل لحل الازمة إلا أن جهودهم باءت بالفشل».

من جانبه، نفى الناطق الرئاسي ما تردد حول فشل لقاء مرسي مع المجلس الأعلى للقضاء، مؤكدا أن «البيان موقع بالإجماع من كامل أعضاء المجلس بالمشاركة مع رئيس الجمهورية».

وأكد أن «البيان صاغه وزير العدل أحمد مكي ونائب الرئيس محمود مكي وتمت تلاوة البيان على أعضاء المجلس والذين وافقوا على بنوده وعلى مافيه بالكامل»، نافيا ما تردد في بعض وسائل الإعلام من أن المجلس الأعلى رفض ما في البيان. في سياقٍ آخر، نفى الناطق لأي تعليمات للقوات المسلحة بالاستعداد للتدخل في المشهد السياسي الحالي، لافتا إلى أن مرسي أعرب عن تفاؤله الشديد بأن المصريين قادرون على تجاوز كل الصعوبات الحالية». في المقابل، واصلت غالبية المحاكم والنيابات المصرية، تعليق أعمالها لليوم الرابع تنفيذا لتوصيات عمومية «نادي القضاة» احتجاجا على التغول على سلطات القضاة بالاعلان الدستوري الجديد. وأكدت غرفة عمليات «نادي القضاة» أن «نسبة الإضراب بلغت نحو 99 في المئة، وأن المحاكم الابتدائية على مستوى الجمهورية دخلت الإضراب بالفعل، باستثناء كفر الشيخ الابتدائية التي تنتظر قرارات جمعيتها العمومية». وأعلنت غرفة عمليات «نادي القضاة» المتابعة للإضراب كشفا بأسماء وعدد المحاكم والنيابات التي علقت العمل، تضمن الكشف 14 محكمة ابتدائية و5 محاكم استئناف على مستوى المدن المصرية استجابوا لتوصيات العمومية الى حين إلغاء الإعلان الدستوري، وهي محاكم «شمال القاهرة الابتدائية وأسيوط والإسكندرية والمنصورة وطنطا ودمنهور والإسماعيلية وبني سويف، الفيوم وبورسعيد وشمال سيناء وجنوب سيناء والزقازيق»، إضافة إلى جنوب القاهرة وحلوان الابتدائية، والجيزة وأكتوبر، وشبين الكوم، وأسوان، وبنها، فيما دعت محكمة النقض إلى عموميتها اليوم لاتخاذ قرار مماثل.  وفي مطروح، التزمت الدائرة الاستئنافية العليا مدني قرارات الجمعية العمومية للمحكمة الاستئنافية العليا مدني في الإسكندرية بتوقف العمل في نظر القضايا المنظورة أمامها. وفي دائرة محكمة مطروح الجزئية، اجتمع رئيس المحكمة أحمد حلوسة مع المحامين الذين طلبوا استئناف أعمال المحكمة فقرر الاستماع لطلبات المحامين ومناقشة المتقاضين من دون إصدار أي قرار.

 

«دايلي تلغراف»: روسيا طبعت لسورية بين 120 و240 طناً من الأوراق النقدية وشحنتها جواً إلى دمشق 

لندن - يو بي آي - نقلت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية عن تقرير أن روسيا طبعت أطناناً من الأوراق النقدية السورية وشحنتها جواً الى دمشق، لتمكين نظامها من دفع رواتب جنوده وموظفي الخدمة المدنية. وقالت الصحيفة ان موقع «بروبوليكا» المتخصص في الصحافة الاستقصائية الذي اعد التقرير «حصل على سجلات الرحلات الجوية والتي اظهرت أن موسكو سلّمت دمشق ما يتراوح بين 120 و240 طناً من الأوراق المالية السورية على مدى 10 أسابيع بين يوليو وسبتمبر من العام الحالي». واضافت أن «7 رحلات جوية من أصل 8 رحلات بين مطار فنوكونو في موسكو ومطار دمشق الدولي رصدها هواة مراقبة مسار الطائرات وسجلات مراقبة الحركة الجوية». واشارت الصحيفة، نقلاً عن تقرير «بروبوليكا»، الى أن الطائرات التي نقلت العملة السورية «اتبعت طرقاً ملتوية عبر ايران والعراق، البلدين الصديقين للنظام السوري، بدلاً من الطريق القصير المباشر عبر تركيا التي اصبحت عدواً للرئيس بشار الأسد». وقالت «دايلي تلغرف» ان عمليات تسليم الأوراق المالية الى دمشق «يبدو أنها ساهمت في تخفيف الأضرار التي لحقت بالنظام السوري جراء العقوبات التي فرضها عليه الاتحاد الأوروبي، ومن بينها الغاء اتفاق مع مصرف نمسوي لطبع الليرة السورية». وذكّرت أن الاتحاد الأوروبي «فرض 19 جولة من العقوبات ضد النظام السوري منذ اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في مارس 2011 التي انحدرت الى حرب أهلية أودت بحياة ما يُقدر بنحو 40 ألف شخص».واضافت الصحيفة أن تقارير اخبارية افادت في الصيف الماضي أن روسيا بدأت في طباعة الليرة السورية وسلّمت أولى شحناتها الى دمشق

 

آن أوان التدخل الأميركي في سورية

كوندوليزا رايس/الحياة

الحرب الأهلية في سورية ربما تكون الفصل الأخير من فصول تفكك الشرق الأوسط القديم على الوجه الذي يألفه العالم. وتكاد تضيع فرصة الحفاظ على تماسك المنطقة وإعادة بنائها على أسس مختلفة تعلي شأن التسامح والحرية وترسي الاستقرار الديموقراطي. والهويات القومية في مصر وإيران راسخة على مد التاريخ. وهذه حال تركيا، على رغم أن عملية دمج الأكراد متعثرة وتعاظم ارتياب أنقرة بميولهم الانفصالية.

وعلى خلاف الدول هذه، تبدو الدول الأخرى في المنطقة طرية العود وهي في مثابة بناء حديث التشييد وضع البريطانيون والفرنسيون أسسه من غير مراعاة الاختلافات الإثنية والطائفية. وطوال عقود، تماسكت هشاشة بنية الدول في الشرق الأوسط على يد أنظمة ملكية وأخرى استبدادية. ومع تفشي عدوى الحرية من تونس إلى القاهرة ودمشق، ضعفت قبضة الحكام المستبدين وخرجت الأمور عن ارادتهم. والخطر الداهم اليوم هو تفكك الدول المصطنعة الحدود وتناثرها إلى أجزاء. وإثر إطاحة صدام حسين في العراق، أملت الولايات المتحدة بنشوء دولة ديموقراطية متعددة الإثنيات والطوائف تنجز ما ليس في مقدور المستبدين: منح الجماعات مصلحة في المصير المشترك والمستقبل الواحد. وأفلحت في ذلك إلى حد ما. فالانتخابات ولدت أكثر من مرة حكومات تمثل الجماعات المختلفة، لكن المؤسسات العراقية طرية العود وهشة، وهي تهتز على وقع الانفجارات الطائفية الإقليمية الأوسع. والنزاع في سورية يودي بالعراق وغيره من الدول إلى شفير التفكك. وإثر الانسحاب الأميركي، اتكأ السياسيون العراقيون على تحالفات طائفية للحفاظ على مكانتهم. فإذا لم يعد في وسع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، التعويل على الدعم الأميركي، لن يغامر في جبه طهران.

إن اعظم خطأ وقعت فيه واشنطن في العام الأخير هو تعريف النزاع مع نظام بشار الأسد على أنه نزاع إنساني. فنظام دمشق لم يتورع عن توسل العنف، وراحت ضحية المجازر أعداد كبيرة من الأبرياء. وأوجه الشبه ضعيفة بين ما يجري في سورية وحوادث ليبيا في 2011.

ولا يستهان بما هو على المحك في سورية. فمع تفتتها، تستقطب السنة والشيعة والأكراد شبكة من الولاءات الطائفية. وفي الماضي، دعا كارل ماركس عمال العالم إلى الاتحاد وتجاوز الحدود الوطنية والانعتاق من «الوعي الكاذب» لهوياتها، ونبههم إلى أن ما يجمعهم يفوق ما يشدهم إلى الطبقات الحاكمة التي تقمعهم باسم القومية والوطنية. واليوم، تؤدي إيران دور ماركس. فهي تسعى إلى بسط نفوذها على الشيعة وجمعهم تحت عباءة ثيوقراطية طهران، وترمي إلى تفكيك وحدة البحرين والعراق ولبنان... وهي أوكلت هذه المهمة إلى مجموعات إرهابية، منها «حزب الله» والميليشيات الشيعية جنوب العراق. وسورية هي السد في وجه هذا المخطط. فهي الجسر إلى الشرق الأوسط العربي. ولم تعد طهران تخفي أن قواتها تدعم نظام الأسد في سورية وتشد عوده. وفي مثل هذا السياق، يبرز اتجاه إيران إلى حيازة السلاح النووي مشكلة تواجه المنطقة كلها وليس إسرائيل فحسب.

لم تقف الدول العربية ودول الجوار موقف المتفرج من التدخل الإيراني في سورية. وانزلق الأتراك إلى النزاع، وتعاظمت خشيتهم من انفصال الأكراد في سورية وتحفيزه إخوتهم في تركيا على احتذاء مثالهم. وصارت الهجمات الصاروخية والمدفعية الحدودية شائعة في كل من إسرائيل وتركيا. ولا يجوز الوقوف موقف المتفرج إزاء طلب أنقرة مساعدة من «الناتو». ولكن ماذا فعلت الولايات المتحدة في الأثناء؟ انصرفت طوال اشهر إلى إقناع الصين وروسيا بالإجماع على اتفاق أممي «لوقف إراقة الدماء»، وكأنها تصدق أن ثمة أملاً بعزوف موسكو عن دعم الأسد وانشغال بكين باستشراء الفوضى في الشرق الأوسط. وليس فلاديمير بوتين رجلاً عاطفياً، ولن يتخلى عن الأسد إذا شعر انه يملك حظوظاً في النجاة.

وفي الأيام الأخيرة، بادرت فرنسا وبريطانيا وتركيا إلى ردم هوة الفراغ الديبلوماسي والاعتراف بائتلاف المعارضة الجديد الذي يمثل شطراً راجحاً من السوريين. وحري بالولايات المتحدة أن تسير على خطى الدول الثلاث، وأن ترهن تسليح الجماعات المعارضة الموحدة بعتاد دفاعي بانتهاج سياسة «دمجية» لا تستأثر بالسلطة في مرحلة ما بعد الأسد. وأميركا وحلفاؤها مدعوون إلى فرض منطقة جوية عازلة لحماية الأبرياء. فالحاجة تمس إلى النفوذ الأميركي، ويترتب استشراء النزاع الطائفي وتفاقمه على ترك إدارة النزاع إلى القوى الإقليمية التي تختلف أهدافها عن الأهداف الأميركية.

ليس التدخل في المنطقة من غير أخطار. فالنزاع الدموي في سورية متواصل منذ أكثر من سنة، واشتد عود اكثر الشرائح تطرفاً في المعارضــة السورية. فـــالحروب الأهليــة تميل إلى تعزيز نفوذ غير المعتدلين و«أسوأ» القوى. وإطاحة الأسد في مثل هذه الظروف قد تفضي إلى بلوغ المجموعات الخطيرة السلطة، لكن خطر تداعي نظام الدول في الشرق الأوسط أفدح من خطر «القاعدة» وأخواتها. فكفة إيران ستغلب كفة حلفاء أميركا، وطوال عقود ستغرق المنطقة في دوامة عنف ومعاناة عاصفة. ومد الحرب لا يتجه إلى الانحسار في الشرق الأوسط، بل يعلو ويتجه إلى بلوغ ذروته. والانتخابات الأميركية انتهت، وآن الأوان كي تبادر أميركا إلى التدخل. 

* وزيرة الخارجية الأميركية بين عامي 2005 و2009، عن «واشنطن بوست» الأميركية، 24/11/2012، إعداد منال نحاس

 

حكاية بلدتَي القصير وربلة تختصر مآزق مسيحيي سوريا أقلية مؤيّدة للنظام تقود جماعة إلى الهلاك بتصرّفاتها

بيار عطاالله /النهار

 تستحق بلدتا القصير وربلة الواقعتان قرب الحدود اللبنانية – السورية في منطقة القاع ان تروي قصة المسيحيين فيهما، ومن افضل من ابناء هاتين البلدتين المنكودتي الحظ لكي يروي ما جرى فيهما وحولهما من احداث تكاد تشكل نموذجاً لما يصيب السوريين المسيحيين هذه الايام الواقعين بين نار النظام من جهة ونار اقلية متعصبة من الثوار لا كلهم مع التشديد على كلمتي "لا كلهم"، اضافة الى تخاذل السلطات الكنسية وتخليها عن القيام بواجباتها تجاه شعبها البسيط الصابر، والذي يفتقد ادنى وجوه القيادة السياسية بعد القمع الذي انزله حزب "البعث" بمختلف الجماعات المكونة للتنوع السوري، خصوصا ان الطلب الملح الى عموم المسيحيين وقيادتهم الكنسية والرهبانية باتخاذ موقف سياسي علني معارض للنظام يحتمل الكثير من التساؤلات.

في رواية النازحين من ربلة والقصير والذين تعج بهم البيوت والاديرة المسيحية في البقاع، ان عدد سكان القصير يبلغ حوالى 50 الف نسمة وان 20 في المئة من طائفة الروم الكاثوليك، وهم يعارضون في غالبيتهم النظام السوري اصلا ونزل بعضهم الى الشارع للتظاهر مع المعارضين عندما كانت الثورة سلمية، باستثناء فئة ضئيلة لا تتعدى نسبتها الـ10 في المئة من عائلة كاسوحا من مؤيدي النظام الذين استمروا على موقفهم وتلقوا الكثير من التهديدات نتيجة ذلك. ولكن التحولات التي طرأت على الثورة السلمية والتي ادت بها الى حمل السلاح دفاعا عن النفس جعلت الامور تتطور الى مستوى انفصال الحي الذي تسكنه عائلة كاسوحا عن البلدة، وتحوله الى موقع عسكري مؤيد للنظام بعدما حمل افراد العائلة السلاح واقاموا المتاريس مع جيرانهم.

ويروي ابناء البلدة المسيحيون المهجرون ان كاهن القصير اسعد نايف بذل كل ما في استطاعته من أجل ابعاد الكأس المرة عن بلدته وتجنب الاقتتال بين الموالين للنظام والمعارضين، وساعده في ذلك ضابط سوري منشق من القصير برتبة رائد يدعى احمد يحي الجمرك، ورست الامور على ضبط الوضع وعدم تحميل المسيحيين تبعة ما يقوم به المتعاملون مع النظام. لكن الرائد الجمرك سقط قتيلا ودبت الفوضى من بعده ودخلت استخبارات الجيش السوري على الخط واخذت تشيّع ان الجيش النظامي سيدخل القصير لاجلاء المسلحين عنها، فغادر من غادر ليندلع القتال بعد ذلك بين الثوار ومؤيدي النظام من عائلة كاسوحا وينتهي الامر بسقوط قتلى وجرحى منها وجلاء جميع المسيحيين عن البلدة.

ويشير ابناء العائلة المهجرون من مؤيدي النظام السوري، انهم تورطوا في القتال ولم يتدخل الجيش النظامي لمساعدتهم على رغم ان ما يسمى "المفرزة" المزودة دبابات وناقلات جند لا تبعد اكثر من 600 متر عن البلدة. والمؤامرة في رأيهم على المسيحيين ومن اجل الفرز الطائفي بدأت بتوريط اقلية منهم في النزاع ثم تركهم لقمة سائغة، في حين ان اكثرية مسيحيي القصير تعارض النظام ولا تؤيده، بدليل القصف الصاروخي والمدفعي العنيف الذي كان ينصب على احياء القصير من دون تمييز بين منزل مسلم او مسيحي ما ادى الى تدميرها وهجرة جميع الاهالي، مسيحيين ومسلمين، ليبقى فيها حوالى خمسة آلاف نسمة لا غير ممن انقطعت بهم السبل.

الى ربلة

بعد انهاء موقعة القصير، انتقل التوتر الى بلدة ربلة المجاورة الواقعة عند منتصف الطريق بين القصير والاراضي اللبنانية، ويبلغ عدد سكانها 12 الفا غالبتيهم من الروم الكاثوليك ويقال ان 69 في المئة منهم يعارضون النظام، واشتهر عنهم عند بداية الثورة مساندتهم للمعارضة السورية وتسهيل حركة انتقال الدعم اللوجستي ومساعدة جرحى الثوار ونقلهم عبر اراضيها الى لبنان. لكن ذلك الوضع تغير (والكلام لمهجرين السوريين المسيحيين) حين قام الجيش السوري والميليشيات العلوية الموالية من آل العريوطي وقوجة ومعهم مجموعة عمار فياض (مسيحي من ربلة) بالتصدي لحركة الثوار السوريين ومحاولة قطع خطوط امدادهم بزرع الالغام ونصب الكمائن، وبلغ التوتر ذروته بين ربلة ومحيطها بعد اقدام الثوار على خطف 200 مزارع من ابناء البلدة مطالبين الاهالي بطرد عملاء النظام. فكان ان رد الاهالي بأن لا طاقة لهم على التصدي للجيش النظامي والميليشيات. وبعد اخذ ورد أطلق الثوار المخطوفين الـ200 لترتسم خطوط تماس حقيقية بين تلك القرى والبلدات المتداخلة، وليبدأ الكر والفر وعمليات القصف والهجمات المتبادلة.

فرق تسد

يؤكد العقلاء من مسيحيي ربلة والقصير ان النظام السوري يستخدم بذكاء سياسة "فرق تسد" التي اتبعها في لبنان بتسعير القتال وعرض السلاح على المسيحيين والأقليات الاخرى، الامر الذي تستغله قوى سلفية في المعارضة بهدف اثارة "الهيجان الطائفي" وتزكية المشاعر من خلال وضع المسيحيين والاقليات جميعاً في سلة النظام الواحدة والمطالبة بالقضاء عليهم. ويشدد العقلاء المسيحيين على أن من قاد الثورة منذ بداياتها هم العلمانيون والضباط العلمانيين الاحرار او الاسلاميون الليبراليون وغالبيتهم اصبحوا في "الجيش السوري الحر" وهم يرفضون التمييز بين السوريين ويتفهمون ظروف المسيحيين، كما يدركون ان مفتي سوريا احمد حسونة لا يزال مؤيداً للنظام السوري، اضافة الى شريحة كبيرة  من السنة. ويؤكد العقلاء ان "الجيش السوري الحر" بمختلف فصائله انما دفع ولا يزال ثمنا غالياً لاطلاق الثورة ومواجهة قوات النظام ميليشياته في حين ان بعض المجموعات السلفية تكدس السلاح وتنفق الاموال بسخاء بهدف استقطاب الثائرين والسيطرة على الارض في ما يناقض اهداف الثورة. وفي اختصار يجزم المهجرون من القصير وربلة ان المسيحيين عالقون بين نيران عدة وان سياسة توريطهم في الحرب التي انتهجها بعض مؤيدي النظام من المسيحيين سترتد بكارثة تاريخية على مسيحيي سوريا، لأن الامور اصبحت على درجة كبيرة من الخطورة.

 

وفد 14 آذار في غزة حمل رسالة تضامن ودعوة الى الوحدة/هنية: ابلغنا ايران انها تهدد علاقتها بالعرب في سبيل نظام لن يستمر

ايلي الحاج /النهار

 ابلغ وفد قوى 14 آذار النيابي رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية والمسؤولين الآخرين الذين التقاهم في القطاع ان هذه القوى اللبنانية تؤيد الشعب الفلسطيني في القطاع وعموم الاراضي الفلسطينية في سعيه الى اقامة دولته المستقلة، وتضامنها معه في وجه التعنت والحروب والاعتداءات الاسرائيلية. وشدد على اهمية الوحدة بين الفلسطينيين مستندا الى تجربة 14 آذار في لبنان. فعندما التقى ابناؤه مسلمين ومسيحيين على مطالبهم من اجل وطن سيد حر ومستقل تمكنوا من تحقيق منجزات ملموسة كانت تبدو ضرباً من الاحلام عندما كانوا متفرقين.

وكان الوفد النيابي صريحا في عرضه ما يفكر ويشعر به فريق 14 آذار. قال النائب جمال الجراح مباشرة لهنية: "كان المنا مضاعفا لاننا في وقت واحد تابعنا بأسى ما كنتم تتعرضون له من عدوان اسرائيلي يفتك بالصغار والكبار من شعبكم الذي تعني لنا قضيته كثيرا، وكنا نتابع بأسى ايضا نتائج الغارات الجوية المدمرة والقاتلة التي يشنها النظام السوري على شعبه موقعا عشرات بل مئات الضحايا يوميا من دون تمييز بين طفل وعجوز وبين ثائر مسلح ومدني ومن جهة ثالثة كنا ولا نزال نعاني في لبنان ايضا غطرسة السلاح وتعنت حامليه، وكلما شيعنا شهيدا نأخذ في التساؤل من سيكون التالي.

اما مداخلة عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا فشدت انتباه هنية وبقية المسؤولين في غزة لوضوحها في نقل رسالة رئيس "القوات" سمير جعجع وحزبه و14 آذار، وفيها مع التركيز على اهمية وحدة الشعب الفلسطيني لتحقيق اهدافه ابداء اعجاب بما يمكن الفلسطينيون ان يحققوه بأيمانهم بقضيتهم، مشددا انها في عرف "القوات" قضية عدالة فلا يجوز ان يحرم شعب في القرن الحادي والعشرين حقه في وطن مستقل يعيش فيه حريته وكرامته الانسانية والوطنية. وقال ان ثمة مشروعا عربيا للسلام اجمع عليه العرب لكن اسرائيل لا تزال تمعن في رفضه وعلى كل العالم واجب الضغط لحملها على القبول بحل الدولتين المستقلتين. و"نحن معكم في نضالكم" قال زهرا، واضاف: "نحيي شجاعتكم ونشد على ايديكم ونتمنى ان نحج الى القدس بعد ان تتحقق كل اهدافكم".

وقال النائب امين وهبة ان اهمية المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني تكمن في انه يخوضها على ارضه. معلنا تأييد 14 آذار لنضال هذا الشعب، مذكرا بتضحيات اللبنانيين من اجل قضية فلسطين وما تعني له هذه القضية. الرئيس هنية رحب بضيوفه اللبنانيين وشكرهم. وارسل تحيات الى الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع والرئيس فؤاد السنيورة وبقية قادة قوى 14 آذار، وذلك رداً على تحيات منهم نقلها اليه اعضاء الوفد. وبعدما تمنى للبنان وشعبه الخير والازدهار أبلغ هنية الوفد صراحة ان حركة "حماس" ترى في الربيع العربي جزءا من أسباب الانتصار الذي حققته في معركتها الاخيرة. ومن خلال هذا الربيع تعبر الشعوب العربية في انتفاضاتها وثوراتها عن توقها الى الحرية. ونحن نساندها في هذه التطلعات". وكشف ان "حماس" تبني سياساتها حيال الدول والجهات كلها على قاعدة انها ترحب بأي مساعدة للقضية الفلسطينية، وفي هذا السياق قبلت المساعدة من ايران وغيرها، لكنها لا تساوم على المبادئ وقد ابلغنا المسؤولين في طهران انكم تهددون علاقاتكم بالعرب جميعاً في سبيل نظام في سوريا لن يستطيع الاستمرار في الوقوف بوجه شعبه". وقال لـ"النهار" احد المسؤولين في حكومة "حماس" رداً على سؤال ان ثمة املا في توحيد جهود الفلسطينيين ربما للمرة الاولى بفضل الوساطة التي تتولاها مصر بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة "حماس" نظراً اولا الى ان الوساطة نزيهة، وثانيا الى ان هنية المنتصر بعد معركة غزة، ورئيس السلطة محمود عباس الذي سيكون منتصراً اذا تمكن من حجز مقعد لفلسطين في الامم المتحدة، سيمكنهما ان يتوصلا الى تفاهم وصيغة للوصول التي شدد عليها الوفد اللبناني مراراً في لقاءاته، سواء مع هنية أو في مجلس التشريع الفلسطيني في غزة. وفي تصريح اخير قبل المغادرة قال النائب زهرا لصحافيين: ان الشعب الفلسطيني هو الذي يقرر من يمثله، "حماس" او "فتح" هذا ليس شأننا. نحن عانينا التدخلات الخارجية ونعرف كم هي مضرة ومؤذية للشعوب. ونتضامن مع الشعوب وليس مع الانظمة".

 

لماذا يتقبّل "حزب الله" الانتقادات الجنبلاطية اللاذعة لما يعتبره مسلّمات وثوابت في الداخل؟

ابراهيم بيرم/النهار

 ليل اول من امس ذهبت سدى محاولات بذلها أكثر من صحافي مع رموز في "حزب الله" للحصول على موقف محدد منهم حيال ما سمي "المبادرة الجنبلاطية" اذ كان الرد الموجز: اعفونا من هذا الامر.

ليست المرة الأولى يتّبع الحزب سياسة "التقية" وعدم التعليق على موقف معين ينطوي على رسالة موجهة اليه بالذات، لكن اعتصام الحزب بسياسة الصمت حيال الرسالة الجنبلاطية الأخيرة بات يحتوي على اكثر من عنصر التباس واكثر من احتمال. فالرسالة، و إن انطوت في ظاهرها على اكثر من عنصر ايجابي من زعيم المختارة تجاه الحزب، الا ان جنبلاط بدا في باطنها حريصاً اشد الحرص على التمايز والافتراق في مسائل يعرف سلفاً انها امور جوهرية، بل مسلمات بالنسبة الى الحزب.

وبمعنى آخر، لن يجد القارئون بعمق لكلام جنبلاط الاخير كبير عناء ليدركوا ان الرجل يفارق نظرة الحزب الى ما يتعدى التسعين في المئة من مسلماته (اي الحزب) بدءاً من عدم ارتباطه بمثلث الجيش والشعب والمقاومة مروراً بالدور الايراني وصولا الى موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، اضافة الى موضوع السلاح ونظرة الحزب الاستراتيجية في موضوع الصراع العربي – الاسرائيلي، بحيث ان اي قارئ للكلام الجنبلاطي لا بد من ان يسأل علامَ إذاً يقول جنبلاط ان علاقته بالحزب ممتازة وكيف يجوز له قول هذا الكلام بعد كل هذا التشكيك والاعتراضات.

ولا بد ان في داخل جمهور الحزب من يسأل بعد ذلك: أيختلف هذا الكلام من حيث الجوهر والمضمون كثيراً عن الكلام الذي اعتاد جنبلاط ان يطلقه في معرض انتقاده اللاذع للحزب ابان كان القائد غير المعلن لفريق 14 آذار وبالتحديد قبل 11 ايار عام 2008؟

ثمة في جو المحيطين بالعلاقة بين الطرفين من يقول، وليس من باب التندر، بأن من ابرز اسباب استمرار العلاقة بينهما حتى الآن ورغم كل هذه التباينات  والمواقف التي دأب جنبلاط على اطلاقها في اتجاه الحزب هو هذا الالتباس الذي يحيط بها وهذا الغموض الذي يكتنفها.

في بداية اندلاع الاحداث في الساحة السورية، وبعدما قرر جنبلاط الانحياز الى جانب مناهضي النظام في دمشق وشرع في هجماته شبه اليومية عليه، سرت حينذاك معادلة في الاوساط السياسية والاعلامية فحواها ان زعيم التقدمي أبرم و"حزب الله" اتفاقاً ضمنياً قوامه ان يتقبل الحزب الموقف الجنبلاطي الحاد المتجدد ضد النظام السوري، وان يرفض رهاناته على سقوطه على أن يبقى القاسم المشترك بينهما قائماً على قضايا الداخل ولا سيما مسألة استمرار الحكومة وموضوع السلاح وما الى ذلك.

هذه "المساكنة" بين جنبلاط والحزب وجد فيها الطرفان مصلحتهما العميقة، وجنى جنبلاط مكاسب لم تكن له حتى ابان كان رأس حربة فريق 14 آذار، إن على مستوى الحكومة إذ له وللمرة الاولى ثلاثة وزراء بحقائب ثلاث، وإن على مستوى الموقع والدور في المعادلة السياسية الداخلية حيث هو يرسم المعادلات ويكون بيضة القبان في التوازنات، وحيث هو مقصد الكل، فضلا عن انه طوّر لاحقاً هذا الموقع من خلال معادلة الوسطية التي ضمته الى الرؤساء سليمان وبري وميقاتي وقد صارت لاحقاً واقعاً قائماً جذب اليه بشكل او بآخر عيون الغرب واهتمامه فأسبغ عليه شرعية الاعتراف من خلال فتح ابواب كانت حتى الامس القريب موصدة امام ميقاتي، وهو ما وفر له ولحكومته حماية وحصانة عصمته من هجمة المعارضة الشرسة عليه.

وفي المقابل جنى الحزب فوائد جمة، إذ وفر بالحضور الجنبلاطي نصاباً سياسياً له ولحكومته يصعب على الفريق الآخر التشكيك فيه رغم ان هذا الفريق بقي متمسكاً بمسألة "القمصان السود".

ولأن الحزب دأب على مقاربة الامور من النظرة الاستراتيجية، كان في تحليله ان بالامكان احتمال "الصلف" الجنبلاطي احياناً من خلال المواقف الانتقادية الحادة لمسلّمات الحزب.

لكل تلك الاسباب ولكل الاهداف المنطوية على قدر كبير من "البراغماتية" والمنفعية والمصلحية المتبادلة عاشت العلاقة رغم ما تحتويه من منسوب عالٍ من الالتباس الممزوج بالباطنية والتقية.

لكن السؤال المطروح هو: ماذا بعد في مناخات مستقبل العلاقة بين الطرفين، وبشكل أدق هل بامكان الحزب وقاعدته أن يتقبلا استمرار هذه المعادلة الصعبة، واستطراداً هذه الوتيرة العالية من الانتقاد الجنبلاطي الذي يصل أحياناً الى حد الغمز من قضايا ومسائل هي بالنسبة الى الحزب ثوابت ومسلّمات تحت شعار "العلاقة الممتازة"؟

رغم ان رموز الحزب وقيادته ترفض الاجابة عن هذه التساؤلات وتمتنع حتى عن اعطاء تعليق ولو عابراً وأولياً على رسالة سياسة جنبلاطية معني بها الحزب بالدرجة الاولى ومطلوب منه ان يدلي بدلوه حيالها، فإن ثمة قريبين من الحزب يرون أن له مصلحة أكيدة باستمرار العلاقة مع جنبلاط رغم ما يكتنفها من غموض ومفارقات لا سيما ان المرحلة برمتها في الداخل وفي المحيط هي مرحلة بالغة الضبابية وثمة دول وجهات مهمة تعيش حالة من التشوش في الرؤية. لذا ليس غريباً أو مستهجناً أن يعيش اطراف لبنانيون بينهم النائب جنبلاط مرحلة انعدام اليقين واضطراب الرؤية خصوصاً بالنسبة إلى مآل الاوضاع في الساحة السورية حيث كل يوم هو في شأن.

والمهم للحزب ان المعادلة الداخلية التي رست بعد تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ثابتة الى حد بعيد، وأحد العناصر الاساسية في ثباتها ورسوخها هو جنبلاط نفسه، خصوصاً ان المرحلة هي في نظر الجميع مرحلة انتظار وترقب.

 

«حماية الثورة» أم «ولاية المرشد»؟

يوسف الديني/الشرق الأوسط

قبل أسبوعين هنا، أبديت خشية شديدة من أسلمة «الفرعون» بسبب انتقال الحالة السياسية في مصر إلى مرحلة جديدة بعد أن ابتلع الإخوان المشهد بشراسة، لكن الأمر بدا مفاجئا جدا حتى لأكثر المدافعين عن الإخوان الذين بدأوا الآن يطلقون حملات «التبرير» للانقضاض على الثورة، وكان ولا شك استعارة مفهوم «حماية الثورة» اللينيني لتسويغ كارثة «امتلاك الدولة» وكسر سيادة وهيبة القانون والقضاء، وهو أخطر انقلاب يمكن أن تواجه به أي دولة حديثة. بالطبع يمكنك التحايل على الديمقراطية، الاتكاء على الماكينة الدعائية في تضخيم حجمك على الأرض، التحالف الهش مع تيارات متطرفة، وأيضا استغلال المنابر وخطب الجمعة لتأييد رؤيتك السياسية، لكن أن تطلق رصاصة الإعدام على جسد السلطة عبر أهم تمثلاتها «سيادة القانون» فهذا يعني بداية عهد «الشمولية»، ليس على طريقة الأحزاب الأوروبية الشمولية التي عرفها التاريخ، وإنما عبر «ملء الفراغ» الذي مارسته الثورة الإيرانية التي ما زال بعض قيادات الإخوان يصرحون بأنها ألهمتهم الكثير.

«حماية الثورة» كان إنجاز لينين الأثير بعد أن خرج بضرورة إعادة صياغة مفهوم الثورة الذي صنعته تيارات مختلفة إلى توحيد الجماهير وحمايتهم ضد أي تأثيرات سياسية خارجية، ولأجل «حماية الثورة» أنشأ حلقة ثورية من المستشارين كانت تعرف بعصبة النضال المبررين لكل تصرفات الحزب / الجماعة وما يصدر عن قائدها / مرشدها «الثوري»، الأمر تطلب كما هو تعبير لينين «حالة طوارئ دائمة ضد تذبذب الحالة السياسية».

«المركزية الديمقراطية» التي طورها لينين بعد ثورة 1905 هي أقرب ما يمكن وصف ما يريده الإسلاميون من الربيع العربي، وإذا كانت الدول الربيعية الصغرى ما زالت تعيش حالة جنينية بسبب تردي الوضع السياسي، فإن الإخوان المسلمين قد أحرقوا المراحل وأرادوا أن يولد مشروعهم قبل اكتماله، وهو في نظري خطأ استراتيجي أملته ظروف مصر المحيطة بها أكثر من الوضع الداخلي لكي تنتقل سريعا إلى حالة «الاستقرار»، لا وقت لطبخ الدستور على عجل وإيجاد صيغة توافقية بين كل أطياف المجتمع المصري السياسي الذي يبدو أنه قد وجدوا ضالتهم في التنظير والحديث المثالي النخبوي في مرحلة الفراغ السياسي الذي يعيشه البلد، هذه السيولة للأفكار السياسية في مصر لا تعكس دليل عافية، وأعتقد أنها المحرض الأول لمحاولة الانتقال إلى «المركزية» التي يحاول إرساءها الإخوان عبر قرارات الرئيس المصري الأخيرة، والتي أيضا تحاول إيجاد «نواة» صلبة كالتي تحدث عنها لينين دائما تدفع إلى وحدة مركزية (لجماعة الإخوان والمتحالفين والمتعاطفين معهم) وليس إلى وحدة رأي تعبر عن كل اللاعبين في مصر «التعددية»، فلا هي التي صنعت الثورة كما في الحالة الروسية القديمة، ولا حتى تملك مقومات «إيران» الثورة التي تختلف عن الحالة المصرية كثيرا، بحيث لا يمكن إنتاج «ولاية مرشد» على غرار ولاية الفقيه، تراتبية ونفوذ رجالات الدين في الثورة يختلف تماما عن موقع الإخوان كحركة «سائلة» لا هي بالممثلة للشرعية الدينية حيث يفوقها السلفيون عددا لكنهم دون تنظيم، ولا هي أيضا معبرة عن حركة ساهمت في الثورة بشكل يفوق باقي القوى المدنية التي تنازعها أصلا روايتها عن صناعة 25 يناير.

ما يملكه الإخوان ليس في مصر وحدها، بل في كل أنحاء العالم هو حضور ككتلة متجانسة قائمة على عضوية وانتماء شبكي يجعلهم الأكثر تنظيما وقدرة على الحشد، كما أن تحالفهم مع القوى الإسلامية الأخرى يجعلهم كتلة افتراضية عملاقة في المشهد المصري أمام باقي الأحزاب الهشة والضعيفة، ومع ذلك لا يمكن رغم هذه الكتلة التي تبدو متماسكة خطف «الحالة السياسية» على الأقل ملف الأقباط، إضافة إلى ما تبقى من رمزية العمل السياسي الذي تمارسه الأحزاب القديمة، لكن الأهم أيضا صانعو الثورة «الشباب» الذي كان التحرير «مزاره» الروحي الذي يلجأ إليه كلما أحس أن ثورته في خطر، ولا شك أنها في أكثر لحظاتها حرجا بسبب أن «تمرير» الانقلاب الأخير على دولة القانون والمؤسسات سيمنح المشهد السياسي بوابة العبور نحو مزيد من الارتباك السياسي.

لا يمكن لكل دول الربيع العربي وعلى رأسها مصر أن تنجو من مأزق الانتقال من الثورة إلى الدولة إلا عبر خلق مقومات التعددية والتوازن للحالة السياسية، بمعنى آخر بناء خطوات حقيقية نحو ديمقراطية مستدامة، لا العودة إلى عهد عبد الناصر الذي كان أيضا على مذهب «حماية الثورة» حين كان ممسكا بالسلطة التنفيذية، كما يريد الرئيس مرسي الآن، في حين أن دوره الحقيقي هو أن يكون حكما بين المؤسسات مع منح البرلمان الاستقلالية للعب دوره.

خطورة ما يجري الآن هو أن لعبة شد الحبل بين الإخوان وخصومهم طالت القضاء وعبر أكثر القضايا حرجا، وهي استقلاليته التي لم يجرؤ مبارك على كسرها وإنما تحايل عليها عبر قانون الطوارئ واللجوء إلى المحاكم العسكرية، وحتى الداخلية في أوج قمعها كانت تمارس حيلها كتبديل أماكن احتجاز الموقوفين حتى لا تصدر أوامر الإفراج عنهم.

الكارثة أن يؤدلج القضاء على طريقة «مع» و«ضد»، فالانقسام السياسي والفكري الآن يطال العاملين في القضاء وسيحول دون استقلاله ولا شك، خصوصا مع انتهاء دور الرئيس الرمزي في الشؤون القضائية، وهذا ما قد ينتج عنه فقدان العدالة والأهلية له.

إذا كان الإخوان خسروا سياسيا بفوزهم الهش في الانتخابات، فإن من المؤكد تراجع شعبيتهم لدى الشارع المصري الذي مل من اللعبة السياسية كلها، وأصبح لا يفكر إلا بمشكلاته اليومية ومتطلباته المعيشية التي لا تبدو أنها على سلم اهتمامات المتصارعين سياسيا، وبالتالي مهما حاولت السلطة تهميش وتحييد القوى السياسية بسبب ضآلتها النسبية في ميدان التحرير مقارنة بمليونيات الجماعة، فإن ذلك لا يعطي مؤشرا حقيقيا على تأييد الشعب كما تصوره الآن الآلة الدعائية الضخمة للجماعة، الأغلبية الصامتة غير معنية بصراع الديكة في المشهد السياسي.

وأنا أكتب المقال كنت أشاهد إحدى أكثر اللقطات المتداولة على الـ«يوتيوب»: كهل مصري بائع متجول صادف الحشود والمظاهرات.. تساءل بقامته الفارعة كمتصوف غائب عن المشهد كله: «مين دول وزعلانين من مين؟ إيه بيجرى ومين المرشد اللي بيقولوا عليه يسقط؟!».. وحيرته التي بدت عليه جسدت لي ملامح مصر الآن.

 

الإخوان وشهوة السلطة

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

بعد قرارات مرسي الأخيرة التي منح نفسه بموجبها صلاحيات مطلقة، وأعطى لقراراته عصمة وحصانة تمنع المساءلة فيها أو الطعن عليها، أظهر إخوان مصر ذات المرض الذي أظهره إخوانهم في السودان، وهو شهوة السلطة والتسلط، وعدم القدرة على التعايش مع الديمقراطية وتحمل تعدديتها وتوزع سلطاتها. فالإسلاميون في السودان أنشأوا نظاما استبداديا بالانقلاب على الشرعية والديمقراطية منذ ثلاثة وعشرين عاما، وما زالوا يناورون ويستميتون لبقاء النظام تحت سيطرتهم التامة لسنوات أخرى. وها هم إخوان مصر يحاولون الانقلاب على الديمقراطية مبكرا وانتزاع السلطات والصلاحيات لرئيسهم، وفرض رؤيتهم على مشروع الدستور المزمع، لكي تأتي المرحلة المقبلة مفصلة على مقاسهم وهواهم.

المعركة الدائرة في مصر اليوم تجري على عدة جبهات، وإن كان الهدف فيها واحدا، وهو تمكين الإخوان من الاستحواذ على السلطة والإمساك بكل مفاتيحها. فإخوان مصر على ما يبدو يريدون اختصار المراحل، والاستئثار بالسلطة مبكرا قبل أن تتغير المعادلات في الساحة أو في المنطقة، وتفلت منهم فرصة يرونها سانحة لفرض توجهاتهم وسلطاتهم بأسلوب الصدمات المتتالية. فمنذ أن قفزوا على الثورة التي التحقوا بها ولم يفجروها، وهم يناورون لفرض سيطرتهم على الساحة. تعاملوا مع المجلس العسكري وتحاوروا معه من وراء ظهر القوى السياسية الأخرى أحيانا، وعارضوا الأصوات الداعية إلى إعداد الدستور قبل الانتخابات وألحوا على التعجيل بها لأنهم كانوا الأكثر تنظيما وتمويلا. وعندما تحقق لهم الفوز في انتخاباتها البرلمانية بدأت المحاولات لفرض أجندتهم وإصدار القوانين التي تخدم أهدافهم. وعندما جرت الانتخابات الرئاسية اعتصموا بالميادين وهددوا بالعنف إن لم تعلن النتيجة فوز مرشحهم، وعندما تحقق فوز مرسي بدأت معركة انتزاع الصلاحيات، فكان إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإحالة قيادة المجلس العسكري وبعض كبار قادة الجيش إلى التقاعد، ثم الجولة الأولى من معركة القضاء بمحاولة نقض قرار المحكمة الدستورية وإعادة البرلمان في يوليو (تموز) الماضي، تلتها الجولة الثانية بقرار إقصاء النائب العام من منصبه وتعيينه سفيرا، وهو القرار الذي رفضه القضاة ووصفوه بالعدوان على القضاء، مما اضطر مرسي للتراجع حينها وتأجيل المعركة.

اليوم يستكمل مرسي والإخوان معركة القضاء بمحاولة ثالثة من خلال الإعلان الدستوري الذي حصنوا به قرارات الرئيس بأثر رجعي، وأقالوا به النائب العام من غير منحه سفارة هذه المرة انتقاما منه على رفضه السابق «للعزل المغلف بالتكريم». وإذا تمكن الإخوان من تمرير الإعلان الدستوري أو قسم منه، فإنهم لا محالة سيوجهون سهامهم نحو المحكمة الدستورية العليا.

الطريقة التي صدر بها الإعلان الدستوري توضح أن القرارات كانت جاهزة في انتظار الفرصة لإعلانها. فالقرار صدر مباشرة بعد هدنة غزة التي لعب فيها مرسي دور الوسيط مع «الإخوان» في حماس، وحصل فيها على إطراء غربي ومديح أميركي لا سيما من أوباما. ولم يهدر مرسي وقتا قبل أن يسارع للصرف من هذا الرصيد فأصدر إعلانه الدستوري الذي استحوذ به على صلاحيات لم يحلم بها مبارك. وكان لافتا أنه في الوقت الذي كان فيه المتحدث الرئاسي يقرأ حيثيات الإعلان الدستوري، كان النائب العام الجديد يؤدي اليمين أمام مرسي مما يدل على أن الاختيار كان معدا، والرجل كان جاهزا أمام الرئيس لأداء اليمين. كذلك كان لافتا أنه ما إن فرغ المتحدث الرئاسي من تلاوة الإعلان حتى كان أتباع تنظيم الإخوان يسيرون مظاهرات بدا كأنها معدة سلفا لتأييد قرارات الرئيس.

فإذا كانت القرارات مدروسة ومحبوكة في مطبخ الإخوان، فإن حديثهم الآن عن الحوار، أو عن أنها قرارات مؤقتة إنما هو محاولة لتشتيت المعارضين لها، فيما يعمل الرئيس على محاولة شق صفوف القضاة وكسب الوقت حتى تفرغ الجمعية التأسيسية من مشروع الدستور بعد أن حصنها الإعلان الدستوري مثلما حصن مجلس الشورى الذي يخوضون به أيضا معركة مع الإعلام لترويضه أو السيطرة عليه، وأحسب أن هذه ستكون معركة كبرى مقبلة مثل المعركة الأخرى للسيطرة على النقابات. فمؤيدو الإخوان الذين تظاهروا دعما للإعلان الدستوري حمل بعضهم لافتات تدعو لتطهير الإعلام، وهي ليست المرة الأولى التي يرفعون فيها مثل هذه الشعارات، علما بأن قيادات الإخوان ظلت تنتقد الإعلام وتتهمه بالتحيز ضدها، وتمكنت من خلال مجلس الشورى من تعيين بعض المحسوبين عليها على رأس بعض الصحف ضمن سلسلة التعيينات التي جرت قبل فترة وجيزة. كما بدا لافتا أن الجمعية التأسيسية للدستور رفضت مطلب الصحافيين بالنص صراحة في مشروع الدستور على حظر مصادرة أو تعطيل الصحف وحظر العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر مما جعل نقابة الصحافيين تنضم إلى المنسحبين منها.

الذين يحاولون الدفاع عن قرارات مرسي بالقول إنها اتخذت لحماية الثورة وتسريع تنفيذ أهدافها، ويدعون المعارضين للحوار بدلا من التظاهر، يبدون كمن يحاول حجب شمس الحقيقة بغربال. فهذه ليست أول مرة يتخذ فيها مرسي قرارات يفاجئ بها الناس ويحاول من خلالها انتزاع صلاحيات، أو تغيير قواعد اللعبة. كما أنها ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها قرارات مثيرة للجدل والخلاف، من دون أن يتشاور مع القوى السياسية والمدنية الأخرى، مما يجعل حديث مساعديه الآن عن أهمية الحوار بلا معنى. فمرسي وجماعته لو كانوا جادين في موضوع الحوار لكانوا فعلوا ذلك قبل صدور القرارات لا بعدها، ولحرصوا على مبدأ المشورة الذي يزعمون أنه من صميم فكرهم ونهج عملهم. كما أن هذه القرارات تعيد مصر إلى حكم الفرد، ولا تعزز الديمقراطية والتعددية، أو تدعم مبدأ توزيع الصلاحيات والسلطات. فالمصريون عندما انتخبوا مرسي كانوا يريدون طي صفحة حكم الاستبداد، لا استبدالها بحكم يحصل فيه الرئيس بقرار فردي منه على صلاحيات مطلقة وحصانة تامة تعطيه الحق في أن يفعل ما يريد من دون مساءلة من أحد. إذا كان مرسي وإخوان مصر يتصرفون هكذا الآن، فكيف سيفعلون عندما يتحصنون بالدستور الجديد، وعندما يكملون مشروعهم للإمساك بكل مفاتيح السلطة؟

هذا هو السؤال الذي يخيف الكثيرين ويرسم معالم المعركة الراهنة.

 

الثورة السورية بخير

طارق الحميد/الشرق الأوسط

دانشغل الإعلام العربي، وكثير من الناس، على  مدى خمسة عشر يوما، أقل أو أكثر، عن تفاصيل أحداث الثورة السورية، وكان ذلك الانشغال محصورا بين حرب الأيام الثمانية بغزة، ثم قرارات الرئيس المصري الانقلابية، ولكن رغم ذلك فإن الثورة السورية بخير، وتسير في الطريق الصحيح الذي سينتهي قريبا بإسقاط طاغية دمشق.

الثورة السورية بخير لعدة أسباب، أهمها، أن السوريين تأكدوا أن الممانعة والمقاومة ليست كذبة أسدية وحسب، بل وكذبة حماس، وحزب الله، وإيران، فحرب الثمانية أيام في غزة أظهرت أن حماس ليست إلا طالبة حكم، حيث تريد اليوم إقرار مبدأ «السلام مقابل الحكم» وليس السلام مقابل الأرض. فكل هم خالد مشعل أن يكون بديلا لمحمود عباس، وهذا ما تقوله تصريحات مشعل نفسه، والأكثر وضوحا منها تصريحات الزهار التي قال فيها إنه لو زار عباس غزة فسيتم اعتقاله. وهذا يكشف حجم الصراع داخل حماس نفسها، وتلك قصة أخرى، ولكنها تذكير لمن يقفزون على الحقائق. والثورة السورية بخير لأن السوريين تأكدوا أن حماس وحزب الله، مهما قالوا، فإنهم حلفاء إيران التي تدعم بشار الأسد بالأسلحة والأموال لقتلهم يوميا، خصوصا أن عدد القتلى السوريين قد وصل الأربعين ألفا.

والثورة السورية بخير لأن الأسد لم يستطع استغلال فترة انشغال الإعلام، والعالم، وكثير من العرب، بحرب الأيام الثمانية بغزة، أو القرارات الانقلابية بمصر، بل إن الثوار السوريين واصلوا الزحف نحو دمشق، وبات الأسد محاصرا أكثر من أي وقت مضى، ولم تستطع إيران، أو روسيا، ومعهم حزب الله، تغيير المعادلة على الأرض، بل إن السوريين، وبسواعدهم ودمائهم، يخوضون المعركة، ويتقدمون يوما وراء آخر لمحاصرة قصر الطاغية، وها هي المواقع الحيوية لقوات الأسد تسقط بيدهم موقعا تلو آخر، ومنجزهم السياسي يتقدم أيضا يوما بعد يوم، في العالم العربي، وأوروبا، بينما رموز النظام الأسدي، من فاروق الشرع، ووليد المعلم، وبثينة شعبان، تلوذ بالصمت بارتباك واضح.

والثورة السورية بخير أيضا لأنها ستصل إلى هدفها وقد انكشفت كل الأوراق في المنطقة، حيث انقلب السحر على الساحر.. انفضح الإخوان في مصر وتونس، وبانت عواقب الإقصاء في العراق الذي حاول نوري المالكي هو الآخر استغلال الانشغال العربي بغزة ومصر للانقضاض على الأكراد. فقد اتضح للسوريين أن لا مجال للإقصاء، ولا مكان لسيطرة اللون الواحد، والحزب الواحد، سواء كانوا من الإخوان المسلمين، أو العسكر، أو فصيل تابع لهذا أو ذاك، فإما أن يسقط السوريون الأسد وينضموا لركب المناكفين، والمتأخرين، العرب، أو أنهم يبدأون من حيث انتهى الآخرون في دول الربيع العربي، وقبله العراق. فالكرة الآن في ملعب القوى الثورية السورية، فلا عذر لهم، حيث ليس بإمكانهم التعذر الآن بنقص الخبرة، أو قلة التجربة، فكل شيء حولهم في العالم العربي يقول لهم كونوا أفضل، واعتبروا من غيركم، خصوصا أن اللعب الآن على المكشوف، بمعنى أن يكون الدستور أولا، ولا إقصاء. ولذلك فإن الثورة السورية بخير، وكل ما تنتظره الآن هو إسقاط الطاغية بشار الأسد، وهو أمر اقترب أكثر من أي وقت مضى.

 

ثلاثية» الجماعة والحزب والدولة

عادل الطريفي/الشرق الأوسط

مرت مظاهرات المعارضة المصرية أمس من دون حوادث تذكر، فالرئيس مرسي - ومن ورائه الإخوان - ما زال يرفض التراجع عن القرارات التي أعطته صلاحيات غير مقيدة دستوريا، ويلوح الإخوان والمتحالفون معهم من السلفيين، بأنهم لن يقبلوا التفريط في ما حققوه من مكاسب سياسية، وفي ظل محدودية الانتقادات الدولية لتحرك الإخوان، فإن سيناريو الاستحواذ على السلطة قد يكون في طريقه للتحقق وفقا لمعادلة «مصر مقابل السلام»، كما نوه لذلك أكثر من مراقب، في إشارة إلى الثناء الذي لقيه مرسي من الرئيس الأميركي باراك أوباما ومسؤولين إسرائيليين لدوره في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس (المعتمدة على السلاح الإيراني).

بيد أن ما قام به الرئيس مرسي ليس استثناء، فكل رئيس مصري منذ عام 1952 يسعى للاستحواذ على السلطة، ويفتح المجال لتنظيمه أو حزبه للاستيلاء على أجهزة الدولة.

وحتى يمكنك تفهم ما يجري يَحسُن الرجوع إلى التاريخ القريب، ففي حديث أدلى به الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى الصحافي علي أمين، أشار إلى حاجة النظام السياسي المصري - حينها - إلى الفصل ما بين «الاتحاد الاشتراكي» وما بين أجهزة الدولة الرسمية لكي يتم القضاء على الازدواجية في الحكم، لافتا الانتباه إلى أن «الاتحاد» كان يعاني من المركزية والنزعة إلى الاستحواذ على صناعة القرار في الدولة (جريدة الأهرام 12 أبريل (نيسان) 1974). الاتحاد الاشتراكي كان أشبه بالحزب الحاكم رغم حظر الأحزاب خلال الفترة الناصرية، بل كان يلعب دور «التنظيم السري»، والحزب السياسي، والدولة في الوقت ذاته. لأجل ذلك، كان من العسير على المراقب الخارجي تفسير أو استقراء السياسة المصرية لحجم التناقض بين التصريحات الرسمية، وما بين أقوال وتصرفات التنظيم الحاكم. كان هناك - ولا شك - تناقض بين مفهوم الدولة المعنية بالمصالح الوطنية، والتنظيم والحزب القومي العربي الذي يرى أن الدولة مجرد أداة يستعملها في مشروع إقليمي أوسع وأشمل. كان السادات - حقيقة - يخطط للقضاء على الاتحاد الاشتراكي، لأنه كان يرى فيه تركة سياسية ثورية تتعارض مع مشروعه السياسي، وفي شخوصها منافسون ومخربون لمحاولاته للخروج بمصر من أزمتها العسكرية والاقتصادية، لا سيما فك الارتباط بالاتحاد السوفياتي وأتباعه.

الأداء الجيد للجيش المصري في حرب أكتوبر (تشرين الأول) صنع للرئيس شعبية في الشارع، ولذلك وجد الفرصة مواتية لتغيير قواعد اللعبة الداخلية لصالحه، فبادر إلى الدعوة لتصحيح وضع الاتحاد الاشتراكي تحت ذريعة تطويره، ولم يلبث أن دخل معركة حل الاتحاد الاشتراكي في 1978. مستندا إلى نجاحه الدولي ودعم الأميركيين والأوروبيين لسياساته، لا سيما مشروع السلام مع إسرائيل. بيد أن الأزمة تضخمت، وتوسعت معها قوائم الاعتقال لتشمل الكثير من المعارضين للنظام بما في ذلك الإخوان، واليسار المصري. انتقدت الصحافة الغربية مواقف الرئيس، وقراراته «الديكتاتورية»، ولكن كان الرئيس يجادل أن تلك القرارات والصلاحيات مؤقتة وضرورية لتنظيف المؤسسات من الحرس القديم للنظام السابق. طبعا، كانت نهاية السادات هي الاغتيال، وبعيد رحليه هلل الإخوان واليسار وحتى الناصريون بقدوم الرئيس مبارك بوصفه المخلص من الماضي، وبالفعل فتح مبارك السجون، ورحب بالمعارضين، ولكن لم يلبث إلا أن فعّل قانون الطوارئ، وأصدر مراسيم رئاسية دافع عنها رجال «الحزب الوطني الديمقراطي» - الذي خلف الاتحاد الاشتراكي - بأنها مؤقتة وضرورية لاستعادة الاستقرار لمصر. أما بقية القصة فمعروفة. ألا تذكرك هذه الفصول المتكررة من تاريخ مصر بما يجري اليوم في «التحرير»، حيث يحاول الإخوان إقصاء شركاء «الثورة» السابقين، والتخلص من الشخصيات المستقلة والمعارضة في أجهزة الدولة مثل القضاء والأجهزة الأمنية بدعوى تطهير المؤسسات من «الفلول». هناك بالطبع استغراب كبير للاستعجال الذي بدا في تصرفات الإخوان، فبعد أقل من ستة أشهر على انتخاب مرسي، تمكن الرئيس الجديد من السيطرة على مؤسسة الجيش، والقضاء، وتعقب منافسيه إلى الخارج، كما حدث مع أحمد شفيق ومراد موافي.

برأيي أن المشكلة ليست محصورة في استحواذ الرئيس على السلطات بإعلان دستوري بصورة مؤقتة - كما يقول - بل لأن الرئيس - وبدفع من الإخوان - يعتزم المزاوجة بين أجهزة الدولة من جهة، وحزب الحرية والعدالة والتنظيم السياسي الأوسع «الجماعة» - ممثلة بالمرشد وأعضاء مكتب الإرشاد - من جهة أخرى. أي خلق ازدواجية في النظام السياسي الداخلي لمصر يكون فيه التنظيم مساويا للدولة. هناك خطورة في أن يستعيد الإخوان نموذج حزب البعث في العراق وسوريا، وتجربة الاتحاد الاشتراكي، حيث تلعب الجماعة دور السلطة والمعارضة معا داخل الدولة، وحيث يتم تفريغ مؤسسات الدولة من معناها لصالح التنظيم/الجماعة. إذا أردت أمثلة على ذلك فراجع تصريحات الرئاسة المصرية، وشاهد كيف يتحدث أعضاء مكتب الإرشاد باسم الرئيس، وكأننا أمام دولة بثلاثة رؤوس: الرئاسة، والحزب، والجماعة. في معرض دفاعه عن قرارات الرئيس، أشار محمود حسين - أمين عام الإخوان - أن تحرك الرئيس جاء لمواجهة قرار كان سيصدر في ديسمبر (كانون الأول) القادم يقتضي حل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور، يقول حسين: «كنا أمام بلطجة قانونية من المحكمة الدستورية.. الريس اتغدى بخصومه قبل أن يتعشوا به» (الشرق الأوسط 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012). منذ إنشاء حزب «الحرية والعدالة» كذراع سياسية، ودخوله على خط سباق الرئاسة، والإخوان يؤكدون أن الرئيس محمد مرسي مستقل في قراراته، وأن الحزب الجديد لا يأخذ توجيهاته من المرشد، ولكن هناك شواهد ومظاهر كثيرة تشير إلى أن ذلك نوع من التعمية، وتبادل للأدوار بين الجهات الثلاث. في أكثر من تصريح قال المرشد محمد بديع بأن مرسي رئيس للمصريين جميعا، وكرر مسؤولون من الإخوان أن مؤسسات الدولة الرسمية مستقلة عن آراء الجماعة، ولكن الواقع يفرض صورة مغايرة، حيث يتصدر أعضاء مكتب الإرشاد للتصريح في الداخل والخارج وكأنهم يمثلون الدولة بشكل مباشر، وهذه الازدواجية بالتحديد هي التي كرست الاستبداد واختطاف الدولة في العقود الماضية. كان البعثيون في سوريا يقولون: إنهم ليسوا الدولة، بل هم تنظيم عروبي يمثل العرب كلهم وليس سوريا وحدها، ولكن الحقيقة هي أنهم ألغوا الدولة لصالح التنظيم. لا شك أن الإخوان في مصر، والمتعاطفين معهم في الخارج يشعرون بحرج شديد وفي موقف الدفاع، ولذلك تجد أن كافة الردود والتعليقات إما تتهم الخصوم بعداوة الإسلام أو تبرر القرارات تحت دعاوى مختلفة، ولكن لا شيء قد يحجب واقعة أن الإخوان يهدفون من وراء ذلك لتفصيل الدستور على مقاسهم، واستبعاد معارضيهم بالقوة، وملء المقاعد الشاغرة بالموالين. هناك من يقول: إن قرارات مرسي قد تؤسس لولادة معارضة موحدة. هذا صحيح، ولكن يجب أن نتذكر أن معارضات من هذا النوع بطيئا ما تتشكل، ولكن عطبها وانقسامها سريعان للغاية. أمام الرئيس مرسي تحد كبير في أن يثبت حسن نوايا حكومته، واستقلالها عن الجماعة، وهذا لن يتحقق إلا بالتراجع عن هذه القرارات وتحمل الضرر السياسي الذي ينتج عن ذلك، أو أن تقبل الجماعة حل نفسها لتتحول كليا إلى حزب سياسي يمكن محاسبته على خياراته. بعبارة أخرى، إما أن ينتصر مفهوم الدولة المدنية أو يبتلع التنظيم الدولة فيعجز عن هضمها أو يفرغها من محتواها فتنتهي. في آخر حوار أجرته جريدة «الشرق الأوسط» مع عمر التلمساني قبيل وفاته، جادل المرشد الراحل بأن على الإخوان أن يتحولوا إلى حزب سياسي، ويتخلوا عن العمل السري الذي فرضته عليهم الظروف التاريخية، وأنه لا يحول بينهم وبين تحولهم إلى حزب سياسي مدني إلا رفض السلطات المصرية حينها الاعتراف بأي حزب قد ينشئونه (التلمساني لـ«الشرق الأوسط»: متمسكون بإنشاء حزب سياسي 26 مايو/أيار 1986).

لقد تحقق حلم التسلماني فأنشأ الإخوان حزبا، بل ووصلوا لسدة الرئاسة، ولكن للأسف لم يحل ورثته «الجماعة» كما وعد، بل هم بصدد حل الدولة الآن.

 

خطة الإبراهيمي.. لإنقاذ من؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لا نعرف ماذا يطبخ المندوب الأممي الأخضر الإبراهيمي من أجل وقف الحرب في سوريا، فهو الشخص الوحيد الذي يمثل الأمل الأخير لإنهاء القتل والتدمير، ومكلف بحل أهم قضية تشغل منطقة الشرق الأوسط، ولنتائجها آثار إلى ما وراء عوالمنا. في ظل صمته، والفراغ المعلوماتي، من الطبيعي أن نقلق مما ينسب إليه، رغم أنه كذب الروايات المنسوبة إليه في كل مرة. هذه المرة يروى أنه يدور في العواصم المعنية في سبيل تسويق مشروع جديد، فيه يتخلى بشار الأسد عن الحكم بعد أكثر من عام، وتخلفه في الحكم القوى المختلفة بالتنافس في انتخابات تحت إشراف دولي.

وبسبب التكتم الإبراهيمي المستمر، نحن مضطرون لأن نعتبره أحد الحلول المحتملة، خاصة أنه يحمل بصماته، حيث عرفنا أسلوبه التصالحي الذي يبحث عن حل وسط مقبول للأطراف كلها. هنا لا بد أن نتساءل: هل فكرة استقالة الأسد وإجراء الانتخابات مخرج جيد للأزمة، أم أنها مشروع أزمة يعقد القضية ولا يحلها؟

في رأيي طرح كهذا فاشل ومحكوم عليه بالرفض مسبقا، أولا لأنه غير قابل للتطبيق، والأخطر أنه سيقود سوريا إلى حرب أهلية أوسع. سوريا ليست لبنان، ولا أفغانستان، البلدين اللذين عمل فيهما الإبراهيمي مشاريع سلام تشاركية. في سوريا ثورة بين القصر والشارع، وليست صراعا بين قوى محلية كما كان الحال في لبنان وأفغانستان. لهذا على الإبراهيمي ألا يكون حصانا يركبه الأسد والإيرانيون للقفز فوق رؤوس الثوار، وإيصال الثورة السورية إلى معادلة اشتباك متعددة الأطراف تعطي الأسد الفرصة لأن يكون طرفا في الحل بعد أن كان سبب المشكلة. هذه ثورة شعبية عارمة ضد النظام الذي حاربها، وهو يخسر أمامها ميدانيا. اليوم، هزم الثوار قوات النظام في ريف دمشق، وبالتالي لا يعقل، ولن يقبلوا، منح الأسد فرصة البقاء إلى عام 2014. فالعام الإضافي الهدية سيعني المزيد من الدماء والدمار وتخريب البلاد إلى الأبد. وإذا كان الإبراهيمي يظن أنه قادر على حماية النظام إلى نهاية العام المقبل فهو واهم، نظام الأسد في غرفة الإنعاش ويستحيل إعادته إلى الحياة سياسيا.

إن كان الإبراهيمي يريد إنقاذ سوريا فعليه أن يقنع الأسد، أو إقناع الروس على الأقل، بأن يحمل الرئيس الغارق حتى ركبتيه في الدم حقيبة سفر واحدة ويرحل من الحكم سريعا. الثمن أن يغادر عاجلا، ويسلم السلطة للمعارضة مقابل حقن الدماء، حل مؤقت لن يصبح متاحا عندما يطوق الثوار قصور السلطة في دمشق. الآن، يستطيع تقديم مشروع نقل الحكم للمعارضة الحقيقية، وليست المعارضة المزورة التي أوفدها النظام قبل أيام لعقد مؤتمر في إيران. الحل خروج عاجل للأسد، ونقل السلطة إلى المعارضة السورية، ربما برعاية دولية حتى إجراء انتخابات حرة يختار السوريون من يريدونه رئيسا.

نعرف أن الإبراهيمي سيرد ساخرا، إذا كانت الأمور بهذه السهولة فأنتم لا تحتاجون إلي! نقول إن السوريين ليسوا في حاجة إليه أن يطرح مشروعا سياسيا يطيل الأزمة، ويضفي شرعية على ما تبقى من زمن في رئاسة الأسد، ثم يودع المجرم بحفاوة. لن يغفر أحد للإبراهيمي أي حل مثل هذا، مهما كانت الصعوبات التي تواجهه في ابتداع وسيلة لإطفاء النار المشتعلة. إذا كان الموفد الأممي عاجزا عن التوصل للحل الذي يرضي الشعب السوري، وعاجزا عن رؤية الجرائم التي يرتكبها الأسد كل يوم، وعاجزا عن أن يحث أعضاء مجلس الأمن على وقف الإبادة التي يرتكبها النظام في واضحة النهار، إذن عليه أن يعود إلى بيته ولا يكون شريكا في التغطية على ما يحدث. نحن نعرف ونقدر تحذيراته المتكررة بأن حريق الأزمة السورية سيصل إلى بقية الدول في المنطقة ما لم يتعاونوا معه على حل ما، نحن نقول له ليس صحيحا أن دول المنطقة هي وراء ثورة السوريين، ولا تملك سلطة على وقفها، فعلا لن يمكن لأحد أن يملي على الثوار ما لا يريدونه وهم الآن قريبون من الانتصار أكثر من أي وقت مضى.

 

عمرو موسى: ليت الأسد اقتدى بعلي صالح وتمزيق سورية يفتح أبواب جهنم ... ارتكبت دمشق خطأ في التقدير حين قدمت علاقاتها مع دول الجوار على علاقاتها العربية

حاوره غسان شربل/الحية/الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

يستبعد عمرو موسى تمزق سورية إلى دويلات طائفية بولاءات عابرة للحدود، معتبراً أن من شأن ذلك أن يفتح أبواب جهنم في المنطقة. ويرى أنه كان من الأفضل لو اقتدى الرئيس بشار الأسد بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي غادر السلطة وبقي في البلد، ويلاحظ أن وقت مثل هذه الصيغة قد فات وأن لا مخرج في سورية إلا بانتخابات حرة وتغيير شامل. وهنا نص الحلقة الرابعة:

> متى كان لقاؤك الأخير مع الرئيس بشّار الأسد؟

- آخر لقاء كان في قمة سرت في تشرين الأول (أكتوبر) 2010.

> هل كنت تتوقع أن يصل الربيع العربي إلى سورية؟

- أنا كنت أتوقع أن يحدث تغيير انفجاري في العالم العربي من منطلق أنه يستحيل منطقياً أن يكون العالم العربي وحده متخلفاً عن كل المسيرة العالمية. إنه منطق الأمور. كنت أتوقع هذا التغيير ولذلك، تقدمت في آذار (مارس) عام 2004 في قمة تونس بورقة «الإصلاح والتغيير في العالم العربي»، واعترض البعض على كلمة الإصلاح، تحدثت فيها عن حقوق الإنسان والشفافية والديموقراطية وحقوق المرأة وإعادة النظر في نظم التعليم ومناهجه، وبسببها أساساً مع أسباب أخرى انفجرت القمة ولم تُعقد وغادر بعض الرؤساء من دون أن يتقابلوا، ولكن عادوا للاجتماع في أيار (مايو).

في قمة تونس 2004 تمت مناقشة كل شيء، بداية بوثيقة «الإصلاح والتغيير في العالم العربي» وكذلك وثيقة العهد التي طرحتها المملكة العربية السعودية والتي تعكس موقف خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من ضرورة أن يفي الملوك والرؤساء بما يتفقون أو يتعاهدون عليه. طرحتها على مستوى وزراء الخارجية أولاً، وأنا اقترحت رسمياً اشتراك جامعة الدول العربية في معرض فرنكفورت للكتاب لأن دعوة كانت قد وصلتني وقبلتها من حيث المبدأ، وقلت إن هذا أعظم رد بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) وتصوير العالم العربي وكأنه مليء بالإرهابيين والجهل المتفشي. قلت لا بد من المشاركة في أكبر معرض للكتاب في العالم بالكتاب العربي والعلم العربي والتاريخ العربي. وقام البعض بالاستفسار عن تكاليف المشاركة، والبعض الآخر قال إذا كان الأمين العام قرر هو قبول الدعوة فعليه أن يتحمل هو المسؤولية، أنا أصررت وقلت إذا لم تقرروا فسأعرض الأمر على القمة فنحن نتحدث في موضوع استراتيجي مهم جداً، ولا بد أن يشارك العرب في فعاليات الكتب ومنتديات الثقافة وهذا أهم من مشاركاتهم في المهرجانات غير المفيدة.

وكان هناك أيضاً نقاش يتعلق بالموقف من فلسطين والجو العام كان سيئاً جداً في تلك القمة. كنا نحاول إعداد البيانات مع الحبيب بن يحيى، وزير خارجية تونس، وهو شخص محترم جداً ومن أفضل وزراء الخارجية العرب طرّاً، ويبدو أن الأمور كبرت وتأزمت، ومشروع البيان يختلف عليه المعنيون ويعترضون، فشعر الرئيس بن علي بغضب كبير، ووُضعت صيغة تونسية للبيان، وقال بن علي إما توافقون عليها أو لا داعي للاجتماع. شعرنا بأن الوضع غير مرتب وكنا على مستوى وزراء الخارجية، وفجأة جاء بن يحيى وقال إذا لم يتم الاتفاق فلنؤجل القمة إلى وقت لاحق، وكان بعض القادة العرب بدأ بالوصول إلى تونس. وكلمني الرئيس بن علي تليفونياً وقال لي إنه يرى أن الوضع يشير إلى أننا لن نخرج بأي شيء من القمة وأنه يرى التأجيل وندرس متى يمكننا الاجتماع ثانية. قلت له أنا أيضاً أشعر بأن الوضع لن يؤدي إلى قمة نتفق فيها على شيء، إنما علينا أن نحدد فوراً موعداً آخر وأن لا نضيع الوقت ونتفق على جدول الأعمال. قال بن علي وهو كذلك. وباشر القادة بمغادرة تونس وسمعت تصريحاً من القاهرة أن مصر ستستضيف القمة بدلاً من تونس. توجهت فوراً إلى القاهرة وطلبت لقاء الرئيس.

ذهبت إلى الرئيس مبارك صباح اليوم التالي وكان عنده الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر في اجتماع، فلما أخطر الرئيس بأن الأمين العام وصل دعيت فوراً للانضمام إليهم إذ كانوا يناقشون الوضع بعد تأجيل القمة. انضممت إليهم ووجدتهم فعلاً يناقشون ما حصل وهل تعقد القمة في القاهرة بدلاً من تونس، وسألني الرئيس مبارك رأيي. قلت يا سيادة الرئيس القمة البديلة يجب أن تُعقد في تونس وليس في مصر، وقال إن لديه التوجه نفسه، لأن بعض الأصوات دعت إلى عقدها في القاهرة في إشارة إلى أن الحديث كان يدور في هذا الاتجاه، وقلت إن هذا سيُحدث أثراً غير طيب فالقمة تأجلت ليس لتغيير مكانها وإنما تأجلت لإعداد أفضل لها. فوافق الرئيس، وقلت إذاً، أنا سأعلن أن مصر أبلغتني عدم موافقتها على عقد القمة في مصر بل تعقد في تونس. قلت إن علينا أن نحدد أيضاً الزمان وليس فقط المكان، وأنا سأسافر اعتباراً من اليوم التالي لزيارة الدول العربية. وأيد الأمير سعود كلامي بعدما أيَّده الرئيس. وبمجرد خروجنا من ذلك اللقاء وتصريحي بأن تونس هي مقر عقد القمة تراجع التوتر إذاً، لا توجد أي مؤامرة ولا أي منافسة وهذا سهل عليّ الأمر، وقلت إنني أقترح عقد القمة في أيار، وكان شهر نيسان (أبريل) على الأبواب أو كان بدأ يكون الشهر الفيصل الذي نعدّ فيه للقمة، وعقدت القمة في تونس وبنجاح كبير. وكانت تلك إحدى المشاكل التي قامت الجامعة العربية بمواجهتها بسرعة ولم يكن لدينا أي تردد في مقابلة الرئيس المصري مثلاً ولا أن نطلب ألا تُعقد القمة في مصر، يبدو أن مثل تلك الأمور لم تكن تحصل، بالصراحة والسرعة التي كنا نعمل بها. ونجحت القمة في أنها أصدرت وثيقة العهد ووثيقة التطوير وكانت مسألة مهمة جداً، وأعيدت بعدها تركيبة المجلس الاقتصادي والاجتماعي وأصبح دوره حاكماً بالنسبة إلى كل منظمات الجامعة العربية. وكذلك أنجزنا مجلس الأمن العربي الذي لم يكن فعّالاً كثيراً ولكنه أصبح موجوداً، وخففنا المنظمات العربية ورفعنا موازنة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

أما عن توقعاتي بالنسبة إلى سورية و «الربيع العربي» فأنا اعتقدت بنظرية الأواني المستطرقة بالنسبة للجمهوريات العربية. انظر ما حدث في تونس والذي انتقل في أيام قليلة إلى مصر فاليمن وليبيا، فكيف لا تنضم سورية إلى هذه القافلة؟

> هل هناك خطر من أن تتمزق سورية إلى دويلات نظراً إلى خبرتك في الجامعة العربية ومتابعتك للأحداث ومعرفتك باللاعبين؟

- هناك مثل هذا الخطر، إنما يدحض هذا الخطر خطورة النتائج والفوضى العارمة التي قد تترتب عليه، إذا انضم العلويون إلى العلويين في أي منطقة ضمن الشرق الأوسط والشيعة إلى الشيعة والسنّة إلى السنّة والتركمان إلى التركمان والكرد إلى الكرد سنفتح أبواب جهنم، ولا أعتقد أن من مصلحة أحد أبداً أن تتمزق سورية، وليس في مصلحتنا نحن العرب أن تتمزق سورية، وأعتقد أن الدول الكبرى ذات المصالح الاستراتيجية ترى الرأي نفسه.

> هل هناك مجال للتسوية مع بقاء بشّار الأسد؟

- بعد آلاف الضحايا والدم الذي سال لا أظن ذلك ممكناً، كيف سيحكم وكيف سيتحدث عن المصالحة السورية وعن الشعب ومصالح الشعب بعد الذي حصل؟ لا بد من وضع جديد، منطق الأمور يؤكد هذا.

> لو عرض عليك الآن القيام بوساطة في سورية هل تقبل توليها؟

- لا أعتقد أن الوساطة الآن لها أي فاعلية إلا إعطاء الانطباع بأن جهوداً دولية وعربية تبذل للحل وأن النشاط مستمر طبقاً لخطة وسياسة قائمة وهو ما يجافي الحقيقة، وأسباب فشل مهمة كوفي أنان معروفة وحاضرة. لا مناص من تأكيد رسالة جماعية: يا سيادة الرئيس لا يمكن الاستمرار لأن الوضع لن يستقر ولا يمكن العودة إلى ما كان. في مرحلة سابقة تمنيت لو أن الرئيس الأسد اقتدى بالرئيس علي عبدالله صالح لكن هذه الصيغة فات أوانها الآن ولا بد من تغيير شامل.

> إذا افترضنا أن بشّار الأسد طلب منك الآن نصيحة كصديق، بماذا تنصحه؟

- السؤال سهل والإجابة صعبة إنما قبل أن أنصحه لا بد أن نرتب الأمور عربياً وأن يُعقد اجتماع عربي رفيع المستوى لبحث إمكان توفير أو تأمين إقامة الأسد وأسرته وضمان حياة مستقرة لهم، وثانياً أن يتم تفاهم عربي - أميركي وتفاهم مع الدول الفاعلة الأخرى (أوروبا وروسيا وتركيا) لضمان الشيء نفسه إذا أقام بشار في أي دولة عربية. وأن يكون كل ذلك في إطار زمني محدد، أي عرض مضمون لمدة شهر، وأنصح الرئيس السوري بقبول هذا العرض. سبق وعاش لدينا في مصر ملوك ورؤساء وزعماء كثيرون على أن لا يعملوا في السياسة.

> شخص يكون رئيساً فيصبح رئيساً في المنفى؟

- ولم لا؟ وهل هو أولهم؟ طالما سيُعامل باللباقة اللازمة وتؤمن له الحماية ليعيش مع عائلته، هذا على رغم المرارة التي يجب تخطيها حقناً للدماء، أنا أفكر في حل ديبلوماسي.

> لو كنت مكان بشّار الأسد ماذا كنت تفعل؟

- أولاً، ما كنت أسَلتُ أنهاراً من الدماء لتفصل بيني وبين الشعب إلى الأبد. الضحايا تصل إلى أكثر من 35 ألف ضحية، فتخيل كم من العائلات والأصدقاء والجيران والمتعاطفين بين الضحايا، هنا انفصمت العلاقة بين الشعب والحكم بما لا يترك مجالاً للصلح أو الثقة في النظام، ولذلك العلاج يكون بالديموقراطية. أنا أؤمن بطبعي بالديموقراطية ولا أؤمن بالديكتاتورية. إن زمن الديكتاتوريات ولى، على رغم أنها في زمن مضى كانت موجودة كجزء من النظام الدولي، إنما الآن لا مكان للديكتاتوريات ولا مكان لفرض الرؤساء، ومن يُقدم على هذا فسيفشل ويدفع الثمن من دون شك، فنحن في عصر مختلف، والواقع أنه إذا كان بشار يعتقد أنه يستطيع تكرار تجربة والده في حماة فهو مخطئ خطأ كبيراً. الزمن غير الزمن وهو ليس والده.

ثانياً، بالنسبة إلى سورية، أرى أنه لا يمكن التفاوض على أساس إبقاء بشّار الأسد وأن يتولى بعض المعارضين بعض الوزارات مثلاً، فهذا حل سهل بل ليس حلاً لأنه يتجاهل ما حدث، وهو أمر لن تقبله قوى كثيرة في سورية. الحل هو أن يغادر بشّار الأسد وتُجرى انتخابات ويأتي مجلس نواب جديد ينتخب رئيساً جديداً وهكذا. لا أرى حلاً غير هذا: حلّ البرلمان وإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف دولي تأتي بحكومة جديدة قائمة على نتائج هذه الانتخابات الديموقراطية. لا بد من انتخابات ديموقراطية تحت إشراف دولي وتُنتج ما تُنتج وتتشكل حكومة، ويغادر بشّار بعد أن يكون ترك سورية على الأقل وفيها نظام يستطيع أن يتدبر شؤونه. لا أنصح الرئيس السوري بالهرب بليل، بل أن يرتب الوضع ويغادر إلى دولة عربية، بدل أن يتوجه إلى روسيا أو الصين مثلاً، ويعيش كمواطن عربي عادي. مصر مثلاً استضافت الرئيس جعفر نميري بعد مغادرته السودان والكثير من الزعماء من المغرب والمشرق، وكانت مصر دائمة مضيافة من دون أن يشكل هذا موقفاً لمصر مع أحد أو ضد أحد. إنما مصر ترحب بالكل باعتبار أن دورهم انتهى ويكون ذلك جزءاً من الحل.

> ما هو الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه بشّار الأسد في علاقاته العربية؟ هل قلَّل من أهمية مصر والسعودية؟

- نعم، إنه أعطى أهمية أكبر لإيران. ربما كان هناك شعور بوجود تنافس معين بين دمشق والقاهرة، وأن الوضع ليس بالضبط على ما كان عليه سابقاً بين مصر والسعودية، وأن هناك حالة قلق بين دمشق والرياض، إنما هذا كله كان يمكن التعامل معه لو كان هناك انفتاح وصراحة وخصوصاً بين مصر وسورية وكان هناك تفهم سوري للسياسة السعودية. ولكن الأهم من ذلك وفي ما يتعلق بحركة التغيير العربية، اعتقادي بأن سورية لم تقدر الأمور حق قدرها بعد انتصار الثورة في مصر وتونس وغيرهما، وقللت من أهميتها، أي لم تتفهم حركة التاريخ بدقة وتتحسب لها، بل ربما أصاب دمشق الغرور إزاء ما اعتبرته هشاشة النظام في مصر وصلابته في سورية، وهذه النقطة بالذات فيها تفاصيل كثيرة. وأضيف إلى هذا انحصار الديبلوماسية السورية في إطار ضيق يتعلق بسورية وما حولها فقط من غير الانفتاح الإقليمي والدولي لشرح مواقف سورية السياسية، موقفها من إسرائيل مثلاً، كانت هناك أمور كثيرة غير واضحة. ربما كان الخطأ الاستراتيجي الكبير تضييق السياسة السورية لتغطي موضوعين أو ثلاثة فقط، وعدم إيلاء أهمية لمواضيع أخرى. أي التركيز على الموضوع اللبناني و «حزب الله» والبعد الإيراني ودخولها في هذا الحلف الذي أدى إلى التأثير في دورها العربي، إلى درجة التفكير: أنت معنا (العرب) أم معهم (الإيرانيون)؟ ولو أنني شخصياً كعمرو موسى وكأمين عام للجامعة العربية سابقاً وكوزير خارجية مصر سابقاً لا أرى أن نتعامل مع ايران من منطلق أن نفترض أنها عدو. أرى أن نتعامل مع إيران على مبدأ أنها واحدة من دول المنطقة، ليست عربية وإنما إسلامية، ولكن بيننا وبينها خلافات جذرية ولا بد أن نجلس ونتحاور معها. أما أن ندخل في حلف معها وفي هذه الظروف فأمر يجب أن يُعاد النظر فيه، أو على الأقل إعادة النظر في أبعاده، فسورية دولة عربية وعليها أن تهتم بحل المشاكل في البحرين وأن تهتم بحل المشاكل في العراق وأن تهتم بحل المشاكل مع دول الخليج وأن تهتم بحل المشكلة مع الإمارات والجزر الإماراتية وهكذا، طالما لها هذه العلاقة مع إيران، أما أن تكون هذه العلاقة من دون أي مردود عربي فهذا يدعو إلى النظر في حقيقة السياسة السورية.

> هل تعتقد أن القيادة السورية حاولت أن تكون الضلع العربي في مثلث إيراني - تركي - سوري كبديل للمثلث السوري - السعودي - المصري؟

- ربما داعبت أذهان بعض المسؤولين السوريين مثل هذه الفكرة وأنا سمعتها أو استشعرتها، إنما لم يكن من الممكن تركيا أن تحدد دروها بأن تكون جزءاً من المحور الإيراني - السوري، لم يكن هذا ممكناً أبداً لأن تركيا لديها سياسة كبيرة حيال العالم العربي والشرق الأوسط. وكذلك هي جزء من التحالف الغربي (حلف شمال الأطلسي) وباعتبارها دولة كبيرة في البحر المتوسط لا يمكن أن ينتهي بها الحال أن تصبح فقط ضمن مثلث تركي - إيراني - سوري ضد بقية الدول. هذه الفكرة إذا كنت أعتبرها طائرة فإنها لم تكن لتستطيع أن تقلع أبداً.

> أريد أن أذكر أسماء بعض وزراء الخارجية لأسمع انطباعاتك عنهم كونك تعاطيت مع عدد كبير من وزراء الخارجية العرب. كيف تصف لنا علاقتك مع الأمير سعود الفيصل وتعاملك وتعاونك معه؟

- الأمير سعود الفيصل من أفضل الشخصيات التي التقيت بها، سواء سعودية أو عربية أو غيرها، لأنه رجل عاقل رفيع المستوى في ثقافته وفي تصرفاته، ولذلك أكنّ له كل تقدير للعلاقات التي ربطتنا. علاقات العمل انتهت الآن إنما ما زلت أقدر جداً دوره الوازن في الديبلوماسية العربية، وأقدره هو شخصياً.

> تعاطيت مع وزير خارجية صاخب هو الشيخ حمد بن جاسم.

- تعرفت إلى الشيخ حمد بن جاسم عندما كان وزيراً للشؤون البلدية والقروية في قطر، وكان له بعض المهمات الديبلوماسية التي توكل إليه. وجدته شخصية ظريفة ذكية نشيطة، وهذا خليط هائل في تشكيل الشخص السياسي. طبعاً في قطر الشخصية الرئيسة والعقل المدبر هو الأمير حمد بن خليفة الذي هو شخصية ذكية للغاية ويعلم مدى قوته، وقلت له مرة إن قوتك يا سمو الأمير هي في الـsoft power فلم تعد أقدار الدول تُحدد بأحجامها بأنها دولة صغيرة أو كبيرة مساحةً أو سكاناً، بل الدولة التي تستطيع أن تسيطر على الـsoft power أكثر من غيرها وتدير أمورها بحنكة وحكمة، بمعنى الأموال والاتصالات والإعلام والانفتاح على العالم والثقافة تصديراً واستيراداً، فهم استوردوا الكثير من الثقافة: جامعات ومتاحف، وهذا كله نشاط.

حمد بن جاسم يعرف تماماً ماذا يريد ويأتي قاصداً النقطة التي تهمه فقط فتجده دائماً على عجلة من أمره يريد إنجاز الأمور وهو مستعد للعمل والتنفيذ وليس مستعداً للصياغات والكلام بل تهمه النتائج.

> قطر مزيج غريب ففيها قاعدة أميركية ولها علاقة ما مع إسرائيل وفي الوقت نفسه «حماس» وقناة «الجزيرة»، إضافة إلى القوة المالية وغياب الثقل السكاني وأعبائه؟

- هذا ما قصدته بالـsoft power والشيخ حمد هو مَنْ يمثل هذا كله، ومهندس السياسة القطرية هو الأمير حمد بن خليفة والمهندس المساعد أو الطيار المساعد هو الشيخ حمد بن جاسم، والشخصيتان يمكنك التحدث إليهما بكل صراحة في أي موضوع. فعند طرح أي موضوع تحصل على موقف محدد سواء تتفق أو تختلف وينتهي الكلام، فهم أشخاص عمليون. ولم أشعر معهم بأنهم أتعبوني على رغم أننا اختلفنا في بعض النقاط، إنما ما زلت أقدِّر رغبة الشخصيتين في القيام بعمل ما لأهميته ولأنهما يريان ذلك. لذلك، حمد بن جاسم نوع جديد من وزراء الخارجية العرب.

> وتجربتك مع الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات؟

- الشيخ عبدالله شخصية شابة صاعدة. مثقف ومتعلم يجيد التحدث بالإنكليزية بطلاقة، وكذلك يجيد التفكير بها، لديه آفاق واسعة في تفكيره. فهو مثلاً أول مسؤول عربي فكر في زيارة الدول الجزر في المحيط الهادئ. أنا أكبرت فيه ذلك جداً لأنه بادر بشيء لم يفكر فيه أحد غيره، ولديه الإمكانات الشخصية والمادية للقيام بذلك. وأكبرت فيه أيضاً أنه اتصل بي قبل قيامه بتلك الرحلات وأطلعني على نيته وطلب رأيي وما لدي من اقتراحات، فقلت له إن هذا شيء عظيم للغاية فتكون أول وزير خارجية عربي يزور تلك الدول وأرجو أن تثير معهم القضية الفلسطينية وأوضاع القدس وأن يكون تصويتهم في مصلحة الدول العربية بعد أن كان تصويتهم دائماً ضدنا، ونجح في ذلك. هو نموذج جيد واختيار جيد لمنصب وزير الخارجية في الإمارات، لديه دائماً المبادرة والقدرة على تنفيذها ولديه عدد من المستشارين الجيدين يقدمون إليه النُصح. وفي الوقت ذاته فتح قنوات الاتصال مع الجميع، من البيت الأبيض إلى الكرملين إلى أستراليا إلى كل الدول الأوروبية إلى دول آسيا، والحقيقة أنه شاطر جداً، لعله نموذج لما يجب أن يكون عليه وزير الخارجية: آفاق واسعة وقدرة شخصية على التصرف والكلام والطلاقة والإطلاع ثم قدرة مادية تسمح وخصال شخصية تحبب فيه أقرانه وزملاءه.

> تعاطيت مع وليد المعلم وزير الخارجية السوري فما هو انطباعك عنه؟

- وليد المعلم شخص ذكي لمّاح وطريف أيضاً، يحدّه أنه ليس طليق اليدين، فالأمير سعود الفيصل مثلاً لديه مقدار من حرية الحركة وكذلك الشيخ عبدالله بن زايد والشيخ حمد بن جاسم والكثيرون من وزراء الخارجية العرب، أما وليد فلا يتمتع بذلك وهذا ما حدَّ من حركته. إنما أقول إنه وزير خارجية كفوء يعرف ما يجب عمله، إلا أنه غير قادر على تنفيذ ما يريد. وليد منفذ جيد جداً لسياسة حكومة البعث ولكن لو كان يستطيع التحرك خارج هذا الإطار لتمكن من تحقيق الكثير وأن يفيد سورية أكثر.

> وتعاطيت قبل ذلك مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

- فاروق الشرع شخص مختلف متحفظ جداً ومنغلق على نفسه لا يبدي الصداقة ولا يبدي الود ولا يبدي المرونة ويتمتع بشخصية «راسية» وكان له حضوره في اللقاءات العربية. لكن، دولياً لم تحاول سورية أبداً حين كان وزيراً للخارجية أن تكون جزءاً من المشهد الدولي. أعتقد أن هذا خطأ كبير جداً في السياسة والديبلوماسية السورية سواء خلال فترة الوزير الشرع أو أيام الوزير المعلم وإن لأسباب مختلفة بين الوزيرين، فالمعلم أقدر على الحركة، كانوا يستطيعون الاستفادة كثيراً لأن مجال المناورة كان مفتوحاً أمامهم.

> مَنْ من وزراء الخارجية العرب الآخرين ترك لديك انطباعاً إيجابياً؟

- عند ذكر وزراء خارجية الأردن فناصر جودة مثلاً رجل متميز مقدام كما سابقيه، كذلك ربطتني بعبد الإله الخطيب معرفة وثيقة وهو شخصية من الشخصيات العربية ذات الكفاءة العالية ولديه لفتات ولمسات إنسانية لطيفة، وأنا أعتقد أن أمامه دوراً كبيراً في الأردن، وصلاح البشير الذي تولى المنصب بعد عبد الإله الخطيب محامٍ متمكن وشخصية من الشخصيات الأردنية الحضارية. ناصر جودة كان شخصية مختلفة، نشط وحركته سريعة ويتمتع بشخصية جذابة تجمع المزايا العربية من الود والترحيب والكرم واللباقة، إضافة إلى مهنية عالية. ولا زلت أحتفظ بالكثير من العلاقات الوثيقة معهم ونتحادث هاتفياً باستمرار.

هوشيار زيباري وزير خارجية العراق شخصية ممتعة وهو كردي ومن أكفأ وزراء الخارجية العرب ويفهم الأمور وأبعادها وماذا يقول ومتى يصمت ومتى يثير ما يريد أن يثيره من مواضيع، وهو وزير خارجية وُفِّق فيه العراق. الحبيب بن يحيى وزير خارجية تونس السابق شخصية قديرة ذات كفاءة عالية تربطني به صلة صداقة لا زالت قائمة.

والحقيقة أن وزراء الخارجية العرب في السنوات الأخيرة وحتى الآن يمثلون مجموعة ذات كفاءة عالية. عاصرت وزراء كثراً أذكر منهم الشيخ محمد بن مبارك في البحرين وهو رجل ديبلوماسي محترم، والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وهو جم النشاط قدير سريع البديهة لطيف المعشر، ولام أكول الذي خلفه ويمثل الفكر السوداني الموحد بين الشمال والجنوب، وعلي كرتي وهو من أركان الحكم الإسلامي، ووزير خارجية المغرب الفاسي الفهري واليمن أبو بكر القربي وعمان يوسف بن علوي، لا يمكن أيضاً إغفالهم أو إغفال أدوارهم.

الظروف اللبنانية أدّت إلى أن نجد وزراء الخارجية يسيرون في خط ورئيس الدولة يسير في خط آخر ورئيس الوزراء في خط مختلف، وتلك معضلة من المعضلات. في مراحل الخلافات الرئاسية والوزارية السنّية - الشيعية في لبنان ظهرت شخصية طارق متري وكان يمثل وزير الخارجية بالوكالة في كثير من المحافل الدولية، وهو مثَّل لبنان تمثيلاً جيداً جداً. وكان من الأشخاص ذوي الكفاءة العالية والصدقية الشخصية الذين كنت ألجأ اليهم لاستشارتهم في مسائل عادية لا علاقة لها بلبنان لأنه مهني بارع وقدم الكثير في الوقت الذي كانت تمر فيه الديبلوماسية اللبنانية بحالة شلل للاختلاف بين توجهات رئيس الجمهورية وتوجهات رئيس الوزراء وتوجهات رئيس مجلس النواب وتوجهات وزارة الخارجية.

أما عن مصر، فقد خلفني وزيران قبل الثورة، ووزيران أو ثلاثة بعد الثورة خدموا لفترات قصيرة جداً ولم يتمكنوا من إظهار قدراتهم السياسية لأنها كانت مرحلة انتقالية.

أما الوزيران اللذان خلفاني في وزارة الخارجية قبل الثورة أي أحمد ماهر وأحمد أبو الغيط فقد كانا يتمتعان بكفاءة عالية، إلا أن العهد كان حينها توجه إلى الانكماش وإلى عدم الخروج إلى الساحة مبارزاً ولا خطيباً ولا شاعراً، وهذا قلَّل من زخم الديبلوماسية المصرية في السنوات الأخيرة ولكن الوزيرين قاما بكل ما في استطاعتهما.

 

 

دقماق: لو «القاعدة» في لبنان لما خرج نصرالله من القبو

جريدة الجمهورية/عندما أراد الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو استطلاع ما يجري في الداخل السوري، طلب مقابلة الشيخ بلال دقماق على رأس الشخصيات المعنية بالأحداث. ولعلّ الناشط السلفي قد اشتهر في أرجاء العالم كواحد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل بموقفها ودورها ووظيفتها على الساحة الإسلامية.

«ريفي صديق قديم ومحترم حتى من خصومه» عندما تتعرف إلى بلال دقماق عن كثب، تلاحظ أنّ سمات الغموض والطلاسم والألغاز لا تنطبق عليه، وخصوصا أن الرجل الأربعيني ارتبط اسمه بأحداث خطرة ووساطات كبيرة (فتح الاسلام، المجموعات الإسلامية في سوريا، المخطوفون اللبنانيون والايرانيون في سوريا وخبرته عن تنظيم القاعدة)، ذلك انه إنسان متواضع بسيط بتصرفاته متمسك باللباس الباكستاني الذي يتميز به السلفيون عادة. هو شخصية استثنائية بين الناشطين الإسلاميين في لبنان. "على رغم إمكاناتي الضعيفة، فإنّ أنظار وسائل الإعلام تتجه الى العبد الفقير عند اول حدث يتعلق بأهل السنّة في لبنان والعالم العربي. وقد يكون هذا هو سبب الاشكالية بيني وبين الآخرين، إذ ربما يراني بعضهم منافساً لدوره". هكذا يعلّق دقماق في حديثه لـ"الجمهورية" على الإشكالية التي يثيرها دوره.

لعل دقماق من أبرز الطرابلسيين المتعصبين للمدينة بعدما ولد فيها وترعرع بين أزقتها. وبطبيعة الحال، فإن الحرب اثقلت وعيه السياسي، فتأثر باكراً بالشيخ سعيد شعبان وأحلام بناء الإمارة كسائر السلفيين الحالمين بحكم الشريعة. يقول دقماق: "انتسبتُ الى حركة التوحيد الاسلامي وكنت أتابع خطب الشيخ سعيد شعبان يوم الجمعة، عندما كان يهاجم النظام السوري، فيما الجيش السوري يطوّق مسجد التوبة في طرابلس محاولاً اعتقاله، لكنه كان ينجح بالفرار، بعدما نسي شعبان ان شهرته السياسية قد بناها على حساب مهاجمته حافظ الأسد بعد ارتكابه مجزرة حماه!"

يتابع دقماق: "عام 1985 شاركت في معركة طرابلس، وكنت من حرس سعيد شعبان، وكان بعض ابنائه يقاتلون الجيش السوري، وهم اليوم لايتجرأون على القول إن هذا النظام مجرم، بل هم من أزلامه وأزلام النظام الفارسي في ايران!"

عام 1986 انتقل دقماق إلى التيار السلفي، حيث تعرف إلى الشيخ داعي الإسلام الشهال في أثناء قتال الجيش السوري، لكنّ الشهال سرعان ما سافر تحت ضغط الأجهزة الأمنية السورية لأنه كان يتزعم تنظيماً عسكرياً ويطلق عليه نواة الجيش الإسلامي. وعن طريق الشهال تعرف دقماق الى الشيخ العلامة أسامة القصاص الذي قتله الاحباش.

يشغل دقماق حالياً منصب رئيس جمعية "اقرأ" للتنمية الاجتماعية وامين سر وقف "اقرأ" الإسلامي اللتين انضم اليهما سابقاً الشيخ عمر بكري فستق، ثم اقيل منهما بسبب مواقفه الغامضة المنافية لمنهج السلف. لكن دقماق كان يعتبره صديقاً جيداً قبل انقلاب بكري على المنهج واعتذاره إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله.

تتشعب علاقات دقماق خارج لبنان، من هنا كان له دور بارز في متابعة ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، كما نجح مع أقرانه في الثورة السورية باطلاق مخطوفين إيرانيين داخل سوريا لمصلحة الثورة السورية، وهو الأن مشغول بملفات عدة...

هذا التشابك في البعد الإقليمي، يزيد عليه دقماق عوامل الغيرة والمنافسة في البعد اللبناني، فهو صديق الجميع، لكنه يختلف مع الجميع تقريباً فتجده في ملف "فتح الإسلام" صديقاً للمسؤول العسكري للتنظيم "أبو هريرة"، وفي الوقت نفسه الوسيط الموثوق عند المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي تربطه به علاقة قوية وشخصية، فيقول: "هو صديق قديم، محترم حتى من خصومه، والعلاقة التي بيننا قوية وقديمة. لريفي الكثير من أفعال الخير والبصمات الطيبة من تحت الطاولة ولا نستطيع إنكارها له"، ويعتقد انه رجل المرحلة في رئاسة الحكومة.

يستعرض بلال دقماق التعقيدات السياسية في لبنان، ويعتبر أنها تفضي الى استنتاجات قد تكون متفاوتة وفق الظروف العامة. فهو على عداء مستحكم مع ابناء الشيخ سعيد شعبان، وقد طالبهم بالرحيل من مدينة طرابلس إن استمروا بدعم نظام الأسد. كما يطلب من الشيخ سالم الرافعي إعادة حساباته.

يقول عن تيار "المستقبل" إنه تيار علماني يختلف معه في كثير من المقاربات السياسية نتيجة علمانيته وذهنية بعض كوادره، ويحترم طيبة سعد الحريري وشخصيته. ولا يبدو على تواصل تام مع الجماعة الإسلامية "فهناك تباين معها في المنهج".

بعيداً عن الساحة اللبنانية، تبدو آراء دقماق صادمة بعض الشيء، حين يقول لـ"الجمهورية" من دون حرج: "أنا اتفق مع فكر تنظيم "القاعدة" في أمور واختلف معهم في امور اخرى. أؤيد قتال اليهود ومحاربة المحتل وقتال من يعتدي على أهل السنّة. واختلف معهم بعمليات نفذوها داخل المملكة العربية السعودية وفي اليمن والجزائر ومصر."

ينهي دقماق حديثه بالإشارة الى عدم وجود مجموعات لتنظيم "القاعدة" في لبنان، بل هناك اناس يحملون أفكار هذا التنظيم. ولو كان هناك مجموعات له لما استطاع السيد نصر الله ان يخرج من القبو.

ويؤكّد دقماق اهمية التفاف المسلمين في هذه الظروف الدقيقة حول المملكة العربية السعودية وأهمية المملكة، وانها هي رأس المسلمين وان اختلفنا معها في بعض الأمور، فالظروف تحتّم علينا درايتها وتقويتها، وهي عليها ان تقف خلفنا وتدعمنا، إذ اننا امتداد طبيعي لها وهي من تدعم لبنان ووحدته واستقلاله.

ويحذر دقماق من الفتن الباطنية التي تقودها ايران في البحرين والكويت ولبنان، ومن حربها على السنّة مع النظام "النصيري" في سوريا، كما يسميه دقماق.

أما عن الوجود المسيحي في الشرق، فيؤكد انهم جيراننا منذ 1450 عاماً وحافظ الإسلام عليهم، وعندهم بعض السياسيين في لبنان يحافظون على مصالحهم وبعضهم الآخر أصبح ألعوبة في يد إيران بعد توقيعه وثيقة تفاهم مع "حزب الله"، واصبح يتلقى الدعم والأوامر من الآيات في طهران.

 

محور الممانعة «يترنّح» وسقوط الأسد «قد يكون أسرع من المتوقع»؟

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

تحتشد ملفات عدة هذا الاسبوع على طاولة المحادثات، سواء الديبلوماسية او السياسية، في كل من واشنطن ونيويورك، ولعلّ ابرزها ما سيحصل غداً الخميس في جلسة الجمعية العمومية للامم المتحدة للبحث في الطلب الفلسطيني لنيل عضوية دولة فلسطين بصفة مراقب. سيزور باراك واشنطن لمتابعة التنسيق وتقدير الموقفين السياسي والعسكري في ضوء حرب غزة

سيكون وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك غداً الخميس في واشنطن لمتابعة التنسيق وتقدير الموقفين السياسي والعسكري في ضوء الحرب الأخيرة بين اسرائيل وغزة، فهناك موضوع تقويم "القبة الحديد" وملاحقة تنفيذ التعهد الاميركي بتمويل اضافي لها، ولكن هناك ايضاً موضوع الدولة الفلسطينية. قبل ذلك ترغب اسرائيل في معرفة الآلية التي يمكن من خلالها اعادة ترميم الموقف السياسي الذي اظهر اسرائيل بعد حرب غزة الأخيرة في موقع حرج، خصوصاً أنها كادت تعاود "ايقاظ" الجمهور السني العربي ضدها لحشده في مواجهة قضية قد لا تكون لها الاولوية في هذه المرحلة.

تل ابيب في المقابل حققت بنحو حاسم هدفها الاساسي إعادة "موضعة" الموقع المصري في المكان الذي ترغب به، وتحويلها ضامناً رئيسياً للاتفاق مع حركة "حماس" التي صارت هي الأُخرى حارساً جديداً لحدود اسرائيل بعد حزب الله، كجيل جديد من هؤلاء الحرّاس بعد انقراض الجيل السابق منهم. الموقف الفرنسي على لسان وزير الخارجية لوران فابيوس يعلن في وضوح أن الطلب الفلسطيني لنيل عضوية دولة بصفة مراقب في الامم المتحدة، سيجد طريقه الى التنفيذ ولا يمكن رده، خصوصاً أن لا قدرة للدول الخمس الكبرى على استعمال حق النقض ("الفيتو") في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

يقول مصدر في الخارجية الاميركية أن الاعتراض الاميركي هو اعتراض مبدئي في اعتبار أن القضية لا تُحل الاّ عبر المفاوضات. لكنه يضيف أنّ الامر يشكل ضغطاً غير مسبوق على طرفي النزاع، بمعزل عن الاهداف الفلسطينية التي ترغب في تسليط الضغط على اسرائيل في المحافل الدولية والقضائية. ما سيحصل هذا الاسبوع وما جرى في الاسابيع الماضية، يمهد لفرض تحرك سياسي ستقوم به الادارة الاميركية الجديدة ـ القديمة، لكن ليس قبل تعيين وزير خارجية جديد خلفاً للوزيرة هيلاري كلينتون.

ملفان آخران يتصدران النقاش داخل الادارة الاميركية وفي الصحف والمحطات التلفزيونية، وهما مصر وسوريا. انتقادات كثيرة بدأت تظهر في مواجهة ما بات يوصف بسياسة "غض النظر" عما يجري من "انتهاك" للديموقراطية الحديثة الولادة في مصر، على يد رئيسها "الاخواني" محمد مرسي، مقابل اعادة "التموضع" التي حصلت في إتجاه العلاقة مع اسرائيل .

ويقول المصدر نفسه إنه اذا كان صحيحاً في الشكل أن خطوة مرسي هي محاولة متسرعة أو سريعة لاستغلال ما جرى في غزة، بغية قضم مزيد من المواقع والسلطات السياسية، وهو ما بات معروفاً عن سلوك هذه الحكومة الاخوانية الجديدة بعد كل تطور ميداني، مثلما جرى مع المجلس العسكري بعد احداث سيناء، او مع الاعلام... الّا أنّ الصحيح ايضاً هو أن ما جرى لم يكن ليتم لو لم تكن الظروف التي افرزتها الاحداث في مصر والاختلالان السياسي والتنظيمي بين القوى هي التي فجرت ثورة 25 من يناير على هذا النحو.

ويضيف المصدر "أن ما يقوم به "الاخوان المسلمون" يعكس طبيعة التوازن السياسي الذي بدأ يرسو في مصر. فالاخوان يتمتعون بافضلية لا

تقارن مع ايّ من خصومهم السياسيين الآخرين، سواء على المستوى التنظيمي أو السياسي أو الايديولوجي.

بمعنى آخر هم حركة منظمة ولديها برنامج سياسي بمعزل عن موافقتنا او عدم موافقتنا عليه. في حين أن القوى التي قامت بالثورة او التي خاضت الانتخابات، لم تكن لديها هذه الميزة. ولنكن صريحين اكثر، لماذا هذا الاتهام لواشنطن بأنها تتواطأ مع "الاخوان المسلمين"؟ حسناً هؤلاء حصلوا على 52 في المئة من الاصوات التي اوصلت مرسي الى السلطة.

نحن لا يمكننا الموافقة على احتكار السلطة ولا على تهميش الآخرين، ونواصل الحوار والضغوط من اجل احترام التعهدات، والمصريون سيعاودون الاتفاق في ما بينهم على الطريقة التي سيديرون فيها بلادهم، لكن واشنطن ليست هي المسؤولة عما جرى. واذا كان الاتهام بأننا منحازون الى جماعة الاخوان، فهؤلاء هم الغالبية اليوم ولا يمكننا معاداتهم".

في أي حال، يضيف هذا المصدر، "أن نتائج المواجهة الأخيرة قد تقود الى حالة توازن بين الطرفين، أي لا غالب ولا مغلوب. الإخوان لن يتراجعوا عن الاعلان الدستوري والمعارضة لن تسمح بتطبيقه. والمخرج سيكون ادارة سياسية "واقعية" بينهما، مع ترجيح الكفة لمصلحة الاخوان.

فبعد تطويع المؤسسة العسكرية والاعلام والقضاء، لا اعتقد أن الاوضاع قد تتطوّر في غير هذا الاتجاه. القضاء المصري لم يعد موحداً، وتظاهرة الاخوان التي الغيت نفّست الاحتقان في حين تظاهرة المعارضة قد تكون الاخيرة في استعراض القوة السياسي".

وفي الملف السوري، ينفي هذا المصدر، صحة ما تناقله بعض وسائل الاعلام العربية عن أن اتصالاً حصل بين موسكو وواشنطن للاتفاق على مرحلة ما بعد الاسد، ويؤكد أن الامر ليس مطروحاً ابداً، على الاقل في هذه المرحلة". ويقول: "لسنا مستعجلين هذا الاتفاق، والمعارضة هي التي ستفرض اجندتها الميدانية على الاقل.

نحن نصحنا الروس منذ البداية بضرورة الوقوف الى جانب طموحات الشعب السوري، لكنهم اختاروا المركب الخشن. ما حصل في الاسبوع الماضي ويتواصل من انهيارات عسكرية في صفوف قوات الاسد، اثار ويثير مخاوف المحور الذي يدعمه وهو ما نلحظه في التوتر الذي يبديه هؤلاء في حركتهم السياسية، او في مواقفهم الاعلامية".

ويضيف: "حرب الايام الثمانية التي جرت في غزة افقدت هذا المحور صوابه. ايران ستسعى الى تنظيم "حرب اهلية" حتى داخل غزة، هذا ما يتوقعه مراقبون هنا في واشنطن. ومحمود الزهار اعلن جهوزيته، لكن هل تنجح طهران في هذا المسعى؟

وجولة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني وتصريحات وزير الخارجية الايرانية علي أكبرصالحي والهجوم على نشر "الباتريوت" في تركيا توّجتهما تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الصاروخية، لكنها اطواق نجاة لن تفلح في انقاذ مركب الاسد من الغرق. هذا ما يؤكده الجميع هنا في واشنطن. بل أن هناك من يقول "إن سقوطه لم يعد "احتمالاً"، بل بات "ممكناً"، وقد يكون اسرع مما نتصوره".