المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 02 نشرين الأول/2012

إنجيل القدّيس متّى 24/23-31

قالَ الربُّ يَسوع: «إِنْ قَالَ لَكُم أَحَد: هُوَذَا المَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاك! فَلا تُصَدِّقُوا.  فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا. هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم!فَإِنْ قَالُوا لَكُم: هَا هُوَ في البَرِّيَّة! فلا تَخْرُجُوا، أَو: هَا هُوَ في دَاخِلِ البَيْت! فَلا تُصَدِّقُوا. فكَمَا أَنَّ البَرْقَ يُومِضُ مِنَ المَشَارِق، ويَسْطَعُ حَتَّى المَغَارِب، هكَذَا يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان. حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور. وحَالاً بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّام، أَلشَّمْسُ تُظْلِم، والقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوءَهُ، والنُّجُومُ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاء، وقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَع. وحينَئِذٍ تَظْهَرُ في السَّمَاءِ عَلامَةُ ٱبْنِ الإِنْسَان، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّها، وتَرَى ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا على سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عَظِيم. ويُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ يَنْفُخُونَ في بُوقٍ عَظِيم، فيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَع، مِنْ أَقَاصي السَّمَاوَاتِ إِلى أَقَاصِيهَا.

 

نصرالله والمقاومة الزائفة

 أحمد الجارالله/السياسة

لن يكون مدهشا ما ستكشف عنه وثائق الاستخبارات السورية المسربة في ما يتعلق بتورط حسن نصرالله وحزبه بالحرب على الشعب السوري, وغرقه بدم الابرياء الى أذنيه لأن تاريخ هذا الصغير مكتوب بدم أبناء وطنه قبل أي شعب آخر. نصرالله الحامل شعارات التحرير ورفع المظلومية عن الشعوب يتوهم ان بضاعته الفاسدة ستبقى رائجة بين الناس وتجمع حوله المؤيدين, لكنه ينسى ان الذاكرة الشعبية, لأي شعب كان, لا تنسى أفعال جلاديها. وساكن الجحور هذا أثبت طوال العقود الثلاثة الماضية أنه جلاد من الدرجة الاولى يتلذذ بصراخ الابرياء وينتشي بالمجازر, ولهذا اختارته القوى المتآمرة على الشعب السوري ليكون الخادم المطيع في حرب إبادة هذا الشعب الصابر المكافح الذي يعمل منذ 19 شهرا على الخروج من نفق الظلم والقهر, مقدما أرواح الشباب والشيوخ والاطفال والنساء على مذبح الحرية. ما كشفته وثائق الاستخبارات السورية عن تورط نصرالله وجماعته في الازمة السورية هو غيض من فيض, فهذا الذي يذر الرماد في العيون عبر دعوته الى الحوار في سورية تنكل عصابته في بيروت بالمعارضة السورية, وتتصيد رجالها من بيوتهم لترسلهم الى أقبية النظام في دمشق, بل هي تنكل بكل لبناني يناصر الثورة, وهذا ليس غريبا عليها, فهي نكلت وتنكل بالمعارضين الايرانيين الاحرار, وتخطف النساء والرجال  من بيروت لتسلمهم للسفارة الايرانية في دمشق, وارتكبت جرائم قتل عديدة في حقهم, وأيضا هذا ليس غريبا على من اتخذ من الخطف والاغتيال وتفجير السيارات الملغومة في شوارع بيروت ديدنا له طوال الحرب اللبنانية, فهو بات متمرسا بالاعمال الارهابية, ولهذا اختير ليكون شريكا في خلية إبادة الشعب السوري.

نصرالله القابع في جحر لا يختبىء من اسرائيل كما يروج في خطبه, إنما هو يهرب من المظلومين الذين استخدمهم وقودا في صراعات محور الشر والارهاب العامل لديه بوظيفة جلاد صغير, ولكن مهما توهم أنه يستطيع الفرار من مواجهة مصير يرسمه بيديه الملوثتين ليس بالدم فقط, بل أيضا بالتدمير الممنهج للشباب اللبناني عبر المخدرات, وحماية أباطرة تهريبها وتصنيعها في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تحتلها زمره بقبضة إرهابية قاسية, لن يبقى طويلا بعيدا عن المحاسبة, لأن طريق الحرية التي شقها السوريون من درعا وعمت كل أرجاء سورية, ستصل في النهاية الى بيروت وسيرى هذا الظالم المنتفخ بصلافة الغرور كالطاووس أي منقلب سينقلب. قمة جبل الجليد التي كشفت وفضحت ما يحتويه الصندوق الاسود للاستخبارات السورية لن تغرق سفن العدل المبحرة بالشعوب الى شواطىء الحرية, بل ستغرق مراكب القراصنة على شاكلة من نصب نفسه وليا صغيرا للارهاب والظلم والعنف, فالشعب السوري سينال حريته عاجلا وليس آجلا, ومعه ايضا الشعب اللبناني, وعندها لن يكون هناك سلاح حزب يقوده سادي دم, وليس سيدا ينتسب زورا وبهتانا الى آل بيت النبي الكرام الذين هم أطهر بكثير من هذا القاتل المأجور, بل هو لا يحمل من صفاتهم أي صفة.

انتهت لعبة الممانعة المزيفة والمقاومة المخادعة, وغدا المحاسبة للمجرمين أقرب من حبل وريدهم.

 

 

عناوين النشرة

*جريح من الحرس الثوري الإيراني في مستشفى الجامعة الأميركية؟  

*جلسة علنية للمحكمة الدولية حول قانونية المحكمة والدفاع: لبنان لم يوقع على قرار انشائها

*سيمان وصل إلى البيرو لترؤس المجموعة العربية الى القمة الاميركية الجنوبية -العربية

*وزير المال الإسرائيلي:اقتصاد إيران "على شفا الانهيار"

*نتنياهو: قد نهاجم طهران لوحدنا من دون مساعدة أميركية وليبرمان يتوقع ثورة إيرانية على نمط ميدان التحرير في القاهرة

*النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون: لبنان بأكمله محكوم بالميليشيات والشيعية السياسية أكبر عدو للشيعة"

*عن الاعتراض الشيعي (2)/د. سعود المولى/جريدة الجمهورية

*نصرالله والمقاومة الزائفة/أحمد الجارالله/السياسة

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: حكام إيران مصابون بجنون العظمة

*النهار" تنشر مقتطفات من تقرير أمني عن أعمال الخطف خلال سنة: 27 مخطوفاً و3 عصابات من 19 مطلوباً حصلت على 5 ملايين دولار

*القوات" ازاحت الستارة عن نصب روجيه عويس في حياطة/ممثل جعجع: نخلد ذكرى شاب استشهد لنبقى أحرارا في أرضنا

*النائب محمد الحجار لحزب الله": فائض القوة لم يعد ينفع أو يرهب أو يخيف أحداً

*الغاء زيارة عون الى كنيسة سيدة ايليج بعد تجمع مئات القواتيين رفضا لها

*"عون في جولته "الجبيلية" بعد ظهر اليوم: لطالما كانت جبيل حصة المعارضة ولكننا نريدها حصة الموالاة

*إشكال بسيط بين مناصرين ل"القوات" وموكب عون في ميفوق

*حقوق عون أم حقوق المسيحيين؟/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*باسيل انتقل من ولاية ميتشيغن إلى ولاية كليفلند: يريدون إبقاء لبنان خاضعا لدول النفط لتنعشه ماليا أو تغرقه ساعة تريد

*النهار": المعتدون على الدرك في علمات "أحرار"

*التيار الوطني الحرّ» وقصّة الأجنحة... المتصارعة/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*نديم الجميل يشكك في إقرار أي من مشاريع الانتخاب المطروحة

*الراعي في المجر: لم نلقٍ حُرماً على قانون الستين و"قلنا ما يقوله كل اللبنانيين علناً وفي الخفاء"

*حمادة قرأ الفاتحة على ضريح الشهيد ابو كروم: سنستمر ساعين نحو عدالة مدنية وجزائية ولكن الأمل الأكبر في العدالة الإلهية

*"لقاء إيماني" مع الأسير في ميناء طرابلس شارك فيه فضل شاكر ووفد من "الشباب المسيحي الحر"

*طريق القدس الإيراني يمر من الحجيرة/داود البصري/السياسة

*الدول الغربية تُقدّر تصرُّف «حزب الله» حاليّاً»/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*القانون «حلبة الصراع» وجنبلاط يشعر بـ «استهداف مزدوج»

*«حزب الله»: طلائع «اجتياح مالي» انتخابي بدأت تطل

*لبنان: التفاهم السياسي على مرحلة ما بعد الانتخابات شرط لإنجازها في موعدها وإلاّ...

*لماذا ينتخب اللبنانيون؟/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

*مخاطر سعر الطاقة/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*إرسال قوات عربية لسوريا غير مجدٍ/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*حرب الاستقلال ضدّ "النظام المولوخيّ"/ وسام سعادة/المستقبل

*من جريدة السياسة/مقابلة مع النائب بطرس حرب

*صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي: الإبراهيمي على خطى كوفي أنان.

*في ظل حاجة إيران إلى البراغماتية لتخفيف الضغوط الدولية عليها ملامح صفقة لإعادة رفسنجاني إلى دائرة القرار بمباركة خامنئي

 

تفاصيل النشرة

 

 

جريح من الحرس الثوري الإيراني في مستشفى الجامعة الأميركية؟  

في معلومات خاصة لموقع "القوات اللبنانية" أن عناصر من "حزب الله" أدخلت ليل الأحد 30 أيلول 2012 جريحا بحال الخطر الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، وقد رفضوا تزويد إدارة المستشفى بأي معلومات شخصية عنه مثل اسمه وعمره وبقية التفاصيل الضرورية في مثل هذه الحالات. ورجحت المعلومات أن يكون الجريح ضابطا في الحرس الثوري الإيراني من الذين يقاتلون الى جانب النظام في سوريا، وذلك نظرا الى طبيعة الجروح والإصابات لدى الجريح.

 

 

جلسة علنية للمحكمة الدولية حول قانونية المحكمة والدفاع: لبنان لم يوقع على قرار انشائها

نهارنت/بدأت غرفة الاستئناف لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، جلسة علنية اليوم الاثنين، حول اختصاص المحكمة وقانونيّتها، حيث يقوم محامو الدفاع عن المتهمين الاربعة بقضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري ورفاقه. وقد استهلت الجلسة بدفاع محامي المتهم مصطفى بدر الدين، انطوان قرقماز الذي شدد على ان "لبنان لم يوقع على قرار انشاء المحكمة الدولية"، لافتاً الى ان قرار انشاء المحكمة جاء نتيجة تصويت 10 اعضاء من مجلس الامن فقط وتابع قرقماز، قائلاً "لم يكن هناك تهديد للسلم الدولي يبرر قرار انشاء المحكمة". واشار الى ان ما حصل في 14 شباط 2005، كان "اغتيال سياسي وليس جريمة دولية". وشدد على ان "مسألة قانونية المحكمة مرتبطة بممارسة الاختصاص"، موضحاً انه "ليس من صلاحية مجلس الامن في مثل هذه الظروف انشاء محكمة دولية". من جانبه اكد نائب المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي رالف رياشي على ان "المحكمة اعلنت مرارا انه ليس لها صلاحيات بمراقبة قرارات مجلس الامن". من جانبه اكد محامي المتهم سليم عياش، اميل عون خلال الجلسة ان "قرار مجلس الامن بانشاء المحكمة غير قانوني". وكانت قد شهدت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، منتصف حزيران الفائت، جلسة لغرفة الدرجة الأولى فيها لمناقشة اختصاصها في النظر بقضية اغتيال الحريري ورفاقه وقانونية إنشاء المحكمة، فشدد الدفاع على أن مجلس الأمن الدولي "تجاوز صلاحياته" في إنشائها ورد الإدعاء بالقول أن الفصل السابع "ملزم" لكل الدول التي توقع على ميثاق الأمم المتحدة. وتمت الجلسة بناء على طلب محامو الدفاع عن المتهمين الأربعة إذ قدموا دفوعًا بعدم قانونية المحكمة وعدم اختصاصها. يُشار الى ان المتهمين الاربعة باغتيال الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005، بحسب القرار الاتهامي للمحكمة والذين قررت المحكمة محاكمتهم غيابياً، هم سليم جميل عياش ومصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا، وكلهم لبنانيون ينتمون إلى حزب الله وما زالوا متوارين عن الانظار وقد وجهت اليهم تسع تهم. في حين ينفي الحزب هذه التهمة متهماً المحكمة الدولية بانها "مسيسة وتخدم اهدافا اسرائيلية واميركية". وفي شباط الماضي، قررت غرفة الدرجة الأولى محاكمة المتهمين الأربعة غيابياً. والمحكمة الخاصة بلبنان هي المحكمة الدولية الوحيدة القائمة التي بإمكانها عقد محاكمات غيابية لأن نظامها الأساسي يتضمّن عناصر من القانونين اللبناني والدولي.

 

سيمان وصل إلى البيرو لترؤس المجموعة العربية الى القمة الاميركية الجنوبية -العربية

 وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء والوفد المرافق الى ليما عاصمة البيرو، حيث يرأس المجموعة العربية الى القمة الاميركية الجنوبية -العربية التي تفتتح اعمالها صباح الثلاثاء المقبل بتوقيت البيرو. وقد حطت الطائرة اللبنانية في مطار دل كالاو العسكري في ليما، وكان في استقبال الرئيس سليمان والسيدة وفاء وزير الطاقة خورخي مينو ومدير المراسم في الرئاسة البيروفية، اضافة الى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الذي انضم الى الوفد الرسمي بعد وصوله من مقر الامم المتحدة في نيويورك، وكبار الدبلوماسيين. بعد استراحة قصيرة في صالون الشرف في المطار، توجه الرئيس سليمان والسيدة الاولى والوفد اللبناني الى مقر الاقامة في فندق "وستن" حيث عقد رئيس الجمهورية اجتماعا لاعضاء الوفد والمستشارين لوضع اللمسات الاخيرة على المشاركة اللبنانية في القمة الاميركية الجنوبية - العربية حيث سيلقي الرئيس سليمان كلمة المجموعة العربية ويلقي كلمة في المنتدى الثالث لرجال الاعمال في دول اميركا اللاتينية والدول العربية ويحمل عنوان "بناء الجسور" وذلك التاسعة والنصف صباح اليوم بتوقيت ليما (الخامسة والنصف بعد الظهر بتوقيت بيروت)

(الوطنية للاعلام)

 

وزير المال الإسرائيلي:اقتصاد إيران "على شفا الانهيار"

رويترز - قال وزير المال الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن الاقتصاد الإيراني في طريقه للانهيار بسبب العقوبات الدولية المفروضة على طهران بسبب برناجها النووي. وقال شتاينتز لراديو إسرائيل "تقدمت العقوبات على إيران في العام الماضي إلى مستوى أعلى" مضيفا أن كوزير للمال يتابع الاقتصاد الإيراني. وأضاف أن الاقتصاد الإيراني "لم ينهار لكنه على شفا الانهيار. ستبلغ خسائر ايرادات النفط هناك نحو 45 مليارا إلى 50 مليار دولار بنهاية العام."

 

نتنياهو: قد نهاجم طهران لوحدنا من دون مساعدة أميركية وليبرمان يتوقع ثورة إيرانية على نمط ميدان التحرير في القاهرة

القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة/الراي

صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس، بانه لا يستبعد ان تقوم الدولة العبرية «بمهاجمة ايران لوحدها من دون مساعدة الجيش الاميركي».

واكد للتلفزيون الاسرائيلي انه «ماض في تهديده وانه لم يتراجع، في حال تخطى الايرانيون الخط الاحمر الذي رسمه للقنبلة النووية فان اسرائيل ستهاجم بلا تردد».

ودافع نتنياهو عن الرسم التوضيحي عن القنبلة النووية الايرانية التي عرضها امام الجمعية العامة للامم المتحدة ولم يندم عليها رغم انتقادات «صديقه» المرشح الاميركي للرئاسة ميت رومني والذي اعتبر الرسمة «غير موفقة». من ناحيته، رأى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، امس، ان العقوبات الدولية المفروضة على ايران قد تؤدي الى اندلاع ثورة مشابهة لتلك التي حدثت قبل اكثر من عام في مصر وأدت الى الاطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك. واكد لصحيفة «هآرتس» ان «تظاهرات المعارضة التي وقعت في ايران في يونيو العام 2009 ستعود بقوة اكبر». واضاف: «بنظري، سيكون هناك ثورة ايرانية على نمط ميدان التحرير»، في اشارة الى التظاهرات في ميدان التحرير في القاهرة التي سبقت سقوط مبارك. وتابع: «الجيل الشاب تعب من احتجازه كرهينة والتضحية بمستقبله». وقال ان «الوضع في ايران وشعور الناس في الشارع هو الشعور الخاص بكارثة اقتصادية (..) ففي خلال هذا الاسبوع فقط، شهد الريال الايراني انخفاضا وهناك نقص في السلع الاساسية وارتفاع في معدلات الجريمة والناس يحاولون الفرار من البلاد وارسال الاموال الى الخارج». من جانب ثان، هدد ليبرمان، بـ «جباية ثمن» من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بسبب خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة واستمرار المسعى الفلسطيني لقبول فلسطين دولة غير عضو في المنظمة الدولية. ووصف خطاب عباس بأنه «أكثر من بصقة» في وجه إسرائيل وأنه «سنجبي منه ثمنا». وكان عباس اتهم إسرائيل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنفيذ «تطهير عرقي» في الضفة الغربية وبأنها «تعد لنكبة جديدة». وانتقد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك (وكالات)، تصريحات ليبرمان في شأن عباس والسلطة الفلسطينية. وأكد للإذاعة إن تصريحات ليبرمان «لا تمثل سياسة الحكومة بل تمس بمصالح إسرائيل»، مشيرا إلى أن «زوال السلطة الفلسطينية كما يأمل ليبرمان قد يؤدي إلى استيلاء حماس على الضفة الغربية». على صعيد مواز، أفرجت سلطات الجيش الإسرائيلي، امس، عن برلمانيين من حركة «حماس» في الضفة الغربية بعد اعتقال إداري دام 16 شهرا لكل واحد منهما. وذكرت كتلة «التغيير والإصلاح» البرلمانية التي تمثل الحركة في المجلس التشريعي، إن الجيش الإسرائيلي أفرج عن البرلمانيين سمير القاضي، وعبد الرحمن زيدان، بعدما قضيا 16 شهرا في الاعتقال الإداري. الى ذلك، تظاهر عشرات الفلسطينيين، امس، قرب الحدود الفلسطينية - المصرية، لمطالبة السلطات المصرية بوقف هدم الأنفاق قبل إيجاد بديل لحركة البضائع التجارية بين الجانبين. ووصلت قافلة «أميال من الابتسامات 16»، ليل اول من أمس، إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، وسط استقبال رسمي من الحكومة الفلسطينية المقالة. ميدانيا، تعرضت سيارة إسرائيلية لهجوم مسلح، امس، قرب نابلس من دون وقوع إصابات. وأعلنت «كتائب القسام»، امس، مقتل أحد عناصرها يدعى محمد عبد الله حمد (22 عاماً)، «أثناء تأديته واجبه الجهادي». واعتدى عدد من المستوطنين في الخليل على مسيرة سلمية ضد الاراضي المهددة بالمصادرة شرق مدينة يطا.

 

النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون: لبنان بأكمله محكوم بالميليشيات والشيعية السياسية أكبر عدو للشيعة"

المستقبل /أسف النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، لان "لبنان بأكمله محكوم بالميليشيات"، معتبراً ان "هذا ليس قاعدة قائمة عن قناعة، بل على العكس غالب الشيعة يرون ان هذه القيادة اي الثنائية الموجودة تأخذهم الى مشروع دمار وتضليل". وأكد أن "الشيعية السياسية هي اكبر عدو للشيعة". ورأى في حديث إلى تلفزيون "أم. تي. في." أمس، ان "الكثير من الناس اليوم يحاولون القول انه يجب ان ينشأ كيان شيعي مقابل "حزب الله" و(رئيس مجلس النواب نبيه) بري"، متسائلاً: "لما لا ينشأ كيان وطني بدلاً عن الكيان الشيعي؟". واكد انه "ضد اي مشروع شيعي، بل هو مع مشروع وطني فثقافة الطائفية لا نملكها". ولفت الى ان "14 آذار أعلنت قبلاً أنها بصدد اعادة تنظيم نفسها، ثم تراجعوا عن ذلك ممكن نتيجة اختلاف وجهات النظر وربما الطرف المسيحي في 14 اذار يهمه التشديد على مسيحيته اكثر من التشديد على الاطار الاشمل والاعم"، مردفاً: "اليوم "حزب الله" وبري هما السلطة في لبنان وهذه السلطة لم تأتهما من لا شيء، بل اتتهما عبر 30 سنة من الوصاية".

وتابع: "للاسف اليوم من يدعي قيادة الشيعة صار يقول انه شيعي الهوية ونحن دائماً نقول اننا لبنانيو الهوية، فالمذهب لا نستعمله نحن الا كي نظهر قدرتنا على الانخراط مع الاخرين وليس الانعزال عنهم ومع الاسف صورة الشيعة اليوم في العالم العربي صارت صورة منعزلين يريدون العيش بمفردهم، مع الاسف الشيعية السياسية هي اكبر عدو للشيعة وهي التي أساءت للشيعة في هذه المرحلة".

وأشار الى أن "14 اذار راهنت على أن "حزب الله" يقدم لاحقاً المكون اللبناني على المكون الايراني ـ السوري، لكن هذا غير صحيح لان "حزب الله" يقدم المكون الايراني ـ السوري على المكون اللبناني، بدليل ان قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليمان يقول انه اصبح لديهم وضع مختلف في العراق ولبنان بشكل انهم اصبحوا قادرين على القيام بحكومات اسلامية في البلدين"، معتبرا أن "مشكلة 14 اذار انه ما من قيادة موحدة، فالتغيير كي يتم بحاجة الى قيادة موحدة، وهم مع الاسف يعطون نصائح للسوريين بتوحيد المعارضة فليوحدوا انفسهم أولا".

أضاف: "ما يوحدهم مؤخراً أن مركز الثقل في 14 اذار انتقل بالمكون الاسلامي الذي كان "تيار المستقبل" بشكل خاص الى المكون المسيحي، المكون المسيحي فرض قانون انتخاب اليوم من دون المشاورة مع الاخرين بعكس فريق 8 اذار الذي لا يملك المكون المسيحي فيه اي دور قيادي". ورأى أن "8 آذار كلهم يبررون الخروق السورية"، قائلاً: "أنا انبههم أن تبرير الخروق السورية يعني تبرير الخروق الاسرائيلية وأيضاً تبرير الخروق الايرانية سيعني تبرير الخروق الاسرائيلية". وفي ما يتعلق بقانون الانتخاب، رأى بيضون ان "قانون الـ1960 على الارجح سيبقى"، لافتا إلى أن "القانون الذي قدمته الحكومة يظهر الضعف المسيحي عند رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، فشيعة بعبدا وضعوهم مع المتن لان عون لديه ضعف في المتن وشيعة جبيل وضعوهم في كسروان لان لديه ضعف هناك".

وختم: "من المؤسف ان (رئيس مجلس الوزراء) نجيب ميقاتي شارك بهذا النوع من التآمر السخيف وان رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) سكت عن ذلك".

 

عن الاعتراض الشيعي (2)

د. سعود المولى/جريدة الجمهورية

إنّ استعادة الرأي العام الشيعي إلى حضن مشروع الاستقلال والسيادة والدستور والدولة يحصل حين يكون هناك مشروع فعليّ لبناء دولة سيّدة حرّة مستقلة عادلة متوازنة جامعة مانعة، ويكون من الممكن تحقيق هذا المشروع بطرح برنامج مرحليّ ديموقراطي وطني واضح ومباشر. تجمّع 14 آذار ينبغي أن ينتهي من صيغته القديمة التي كانت مبرّرة، وأن يتطوّر باتّجاه جديد (جوزف برّاك)

سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وهو مرهون أصلاً بحدوث تغييرات إقليمية (في إيران وسوريا بالطبع)، فنحن ندرك أنّه لا يمكن حصول تغييرات في وضع الطوائف في لبنان من دون تغيّرات خارجية تصيب معادلة الغلبة والاستقواء وتجعل اللبنانيين يسلّمون بالاتفاق الداخلي. هذا ما حدث يوم نظام القائمقاميتين، ثمّ نظام المتصرّفية، ثم إعلان دولة لبنان الكبير، فالاستقلال والجلاء، فنظام 1958 الشهابي، وصولاً إلى المثل الأشهر: إتّفاق الطائف. نعم، لم تستطع الأصوات الشيعية الخارجة عن طاعة الشيعية السياسية تشكيل صوت مؤثّر داخل الطائفة، وفي لبنان عموماً، وذلك لأسباب لا تتحمّل هي وحدها مسؤوليتها، بل تتحمّلها أساساً سياسة القوى المسيطرة منذ الطائف أوّلاً وعلى رأسها الشيعية السياسية، ثمّ قوى 14 آذار ثانياً. وهذه الأصوات الشيعية لن تستطيع اليوم تشكيل قوّة وازنة لأنّ التكفير والتخوين سلاح فاعل يملكه الطرف الذي يُصدر الفتاوى بكفر وخيانة الرؤساء رفسنجاني، وخاتمي، وموسوي، وكروبي الذين حكم كلّ واحد منهم إيران حوالى 8 سنوات على الأقلّ، وخدموا الثورة منذ أكثر من 40 سنة.

فإذا كان أشخاص بهذا المستوى (رفاق الخميني في قيادة الثورة، ثمّ قيادة الدولة) هم اليوم خونة بالنسبة إلى الشيعية السياسية وجمهور الطائفة، فما بالك بكمشة شباب شيعة في لبنان؟ هذا فضلاً عن أنّ جميع الطوائف مستنفرة هي أيضاً خلف قياداتها ومربوطة بها ربط القطيع... والتوتّر الشيعي-السنّي يخترق العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه في مرحلة تتهاوى فيها دول وتسقط أنظمة وتتصاعد فيها موجات الهوية الدينية والمذهبية والإثنية والعشائرية في كلّ مكان... ويطرح البعض صيغة "تحالف الأقلّيات" التي تتطلب مواجهتها وإفشالها سياسة واضحة صريحة حاسمة من الأكثرية العربية الإسلامية حيال قضايا بناء الدولة المدنية الوطنية الديموقراطية. وفي هذا السياق فإنّ وثيقة الأزهر التاريخية وسياسات حركة النهضة في تونس وحزب العدالة والتنمية في تركيا، تبقى هي التعبير الأفضل والأرقى عمّا يمكن أن تكون عليه السياسات المدنية الديموقراطية البديلة... بالطبع لن يسمح الانقسام المذهبي العمودي (العربي الإسلامي وليس فقط اللبناني) لأيّ صوت شيعي بأن يكون مؤثّراً في لبنان... وما لم يكن هناك برنامج عمل وطني ديموقراطي مدني، يستجيب لحاجات البلاد الراهنة في السلم الأهلي والاستقرار والتطوّر المدني، ويكون مفتوحاً على آفاق التحوّلات العربية العاصفة من حولنا، فلن يكون للاعتراض الشيعي فاعلية... وليس من اللائق اليوم القول بضَمّ بعض الشيعة إلى تجمّع 14 آذار.

هذا التجمّع ينبغي أن ينتهي من صيغته القديمة التي كانت مبرّرة، وأن يتطوّر باتّجاه جديد... ما هو موجود حقيقة هو روح حركة 14 آذار الجماهيرية، وهذه ليست ملكاً لأحد، هي ملك للتاريخ. والمطلوب عدم البكاء على أطلال التاريخ، بل التقدّم بمبادرة جديدة تستعيد هذا التاريخ من دون أن تظلّ أسيرته، وتؤسّس للمستقبل بروح وثّابة خلّاقة شجاعة...

بعض الشيعة (وأنا منهم) كانوا في أساس انطلاقة حركة 14 آذار بمواقفهم ومقالاتهم وتضحياتهم، وذلك منذ عام 1991 تاريخ الانقلاب على الطائف وتهميش الموارنة عن الحياة السياسية الوطنية (نفي العماد عون والرئيس الجميّل، الانتخابات المزوّرة، سجن الدكتور جعجع). منذ ذلك الوقت كتبنا وصرخنا وناضلنا من أجل الحق والعدل والحرّية والمساواة والكرامة لجميع اللبنانيين. وتعرّضنا للقمع والإرهاب داخل الطائفة وخارجها. وهذه المواقف ساهمت في إطلاق الحركة الوطنية الجماهيرية الكبرى في 14 آذار، التي لم تكن ممكنة لولا انضمام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعه جميع الطائفة السُنّية، ووليد جنبلاط وجميع الطائفة الدرزية، إلى تيّار السيادة والحرّية والاستقلال الذي كان مسيحيّاً بامتياز... وكما ترون فإنّ الحركات الجماهيرية الكبرى في البلاد عصبها طوائف، وليس مجتمعاً مدنيّاً أو أفراداً من المثقفين ضحّوا ويضحّون، مع احترامنا الشديد لكلّ التضحيات... المجتمع الأهلي الطائفي العشائري هو صاحب الحراك الفعلي في بلادنا...

المطلوب اليوم برأيي هو المباشرة في صوغ حركة سياسية جديدة (جبهوية) وثقافة سياسية جديدة (تعدّدية) تقوم على أكتاف نخب شبابية، وليس تكرار البيانات والتجمّعات. وهذا العمل الجبّار ليس ممكناً بين عشيّة وضحاها أو في خِضمّ مواجهة طائفية وإقليمية ودولية حامية الوطيس كالتي نحن فيها. ما أنصحُ به اليوم هو التركيز على المشروع والبرنامج والمبادرات، أكثر من التركيز على إعادة إحياء الأشكال القديمة الموجودة أو تلميعها بإضافة وجوه سيتمّ استهلاكها سريعاً... علينا اليوم أن نعيد الثقة والأمل إلى جميع المواطنين، من خلال مشروع وطنيّ ديموقراطي حقيقي يتّسع للجميع وينتج قيادته الجديدة في الميدان وبشكل طبيعي...

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: حكام إيرانمصابون بجنون العظمة

المستقبل/أشار مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الى أن "إيران يحكمها اليوم مجموعة من المصابين بجنون العظمة، وهي تريد أن تفرض نفسها على المنطقة العربية بأسلوب إجرامي، يدل على مرض عضال يكاد يدمر سوريا، والكثير من الدول، مرض يتسم بالحقد الأسود، والعمائم السوداء، والقلوب السوداء". واعتبر أن "هناك مجنوناً يقتل شعبه، يدمر شعبه، يغرق بلاده في بحر من الدماء، وهناك مجنون آخر مصاب بهستيريا القتل الطائفي والمذهبي والعرقي وهو إيران، فمنذ الثورة الفارسية والدماء تسيل في كل مكان، في العراق في الكويت في سوريا في البحرين وفي السعودية وفي كل أرض عربية انها الثورة الفتنة". وسأل في تصريح أمس، "أرأيتم أي حاكم جبان لم يوجه طائرة واحدة نحو إسرائيل، يوجه أسراب الطائرات نحو شعبه، ليدمر كل شيء أمامه، ويحول سوريا إلى أرض محروقة، ليبقى جالساً على كرسي اغتصبه أبوه في غفلة من الزمن"، مشيراً الى أن "هناك اختلالاً في التوازن العقلي والتوازن الإنساني، وهناك خراب ودمار لا يتصوره العقل البشري، وهناك عالم حر يتفرج على المأساة ولا يحرك ساكناً". وقال: "هل رأيتم قوماً يفرحون بشرب الدماء، ينتشون بشرب الدماء، يتقابلون ويضحكون، سوريين وإيرانيين ولبنانيين، يتلذذون بشرب دماء شعب مؤمن مسلم يسعى وراء كرامته وحريته؟ وأي ثأر هذا الذي يدفعهم لكل هذه الجرائم الإنسانية البشعة؟ وأي ثأر هذا الذي يحولهم مجانين هستيريين لذبحهم الناس ذبح السفاح، أرأيتم فوق ذلك؟ وبعد ذلك؟".

أضاف: "لم تعد الكلمات تكفي لتعبر عن هول المأساة، مأساة موت الضمير الإنساني العالمي، وهو يرى شعباً بكامله تدك مدنه فوق رؤوس أهاليه بصواريخ الطائرات وبراميل الحقد الأسود ولا يتحرك، فهذه حرب حقيقية على الاسلام، حرب على الاسلام من داخل العالم الاسلامي، وليست تلك التي أحاطت بالفيلم السخيف المسمى "براءة المسلمين"، لأن براءة المسلمين من دم شهداء سوريا أشد وأنكى، وهذا هو التخلف الديني والمذهبي والهمجي، وهنا جنون العظمة الفارسي المجوسي". ولفت الى أن "الأشقاء العرب، تهاجمهم إيران في عقر دارهم ويكتفون بالسلبيات، وإيران ترسل الحرس الثوري لقتالنا، وترسل السلاح علانية، ونحن نعلن اننا لا نريد عسكرة الحرب في سوريا، ولا نملك السلاح الذي ترسله إلى المجاهدين، فأين مخازن السلاح التي يعلوها الصدأ؟ ولماذا لا يذهب هذا السلاح إلى أيدي المجاهدين السوريين الأبرار ليقوم بدوره في الدفاع عن كرامة العرب أمام وقاحة العجم؟ وأين الشهامة العربية؟ أين الاخوة العربية؟ وأين الإباء العربي".

 

"النهار" تنشر مقتطفات من تقرير أمني عن أعمال الخطف خلال سنة: 27 مخطوفاً و3 عصابات من 19 مطلوباً حصلت على 5 ملايين دولار

النهار/يكاد لا يمرّ اسبوع الا تسجل عمليات خطف جلّها في البقاع، وهدفها الفدية. ظاهرة خطفت الاضواء في لبنان بعدما طوى اللبنانيون اكثر صفحاتها ايلاماً مع انتهاء الحرب.

وهذه الظاهرة اضحت هاجساً حقيقياً يؤرق المواطنين ويشغل القوى الامنية. تركزت حوادث الخطف في الفترة الاخيرة في مناطق البقاع، وكان آخرها في بلدة مكسة (زحلة) حيث خطف المواطن باسل الميس وطالب خاطفوه بفدية لاطلاقه. لكن المخطوف تمكّن من الفرار والعودة الى دياره رغم ما تردد عن ان الخاطفين اطلقوه بسبب اكتشاف امرهم.

الخطف وسيلة كسب

اتخذت اعمال الخطف منحى خطيراً في الآونة الاخيرة خصوصاً خلال آب وأيلول الفائتين بعد انتشارها على نطاق واسع من دون اي رد حاسم من القوى الامنية، باستثناء توقيف احد ابرز الضالعين في اعمال الخطف في البقاع، اضافة الى عمليات الدهم في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي افضت الى توقيف امين سر جمعية المقداد الخيرية ماهر المقداد وشقيقه وعدد من أقربائهما. عدا ذلك، باتت ظاهرة الخطف أقرب الى تجارة مربحة لا تكلف سوى سيارة وعملية مراقبة غير معقدة بعد جمع معلومات عن الاوضاع المادية لمن باتوا اهدافاً لعمليات الخطف، اضافة الى ان الخاطفين ليسوا جميعهم من العصابات المنظمة او اصحاب الاختصاص في الخطف، لأن بعضهم بدا عاجزاً حتى عن الاحتفاظ بالرهائن او المخطوفين، فيعمد الى اطلاقهم او تسهيل فرارهم. لكن اكثر ما يحير الاجهزة الامنية والمواطنين على السواء يبقى معرفة ما اذا كانت عمليات الخطف او معظمها تحظى بغطاء سياسي من جهة حزبية هنا او فريق سياسي هناك، وان كانت بعض اعمال الخطف التي حدثت في آب الفائت وخصوصاً في الضاحية جاءت نتيجة انفلات الشارع بسبب خطف الزوار اللبنانيين ال11 في مدينة اعزاز شمال حلب، ثم خطف حسان المقداد في ريف دمشق. وفي كل الاحوال تبقى تداعيات اعمال الخطف لا تصيب ضحاياها المباشرين فحسب، بل تطول أيضاً صورة لبنان وهيبة الدولة، مما ينذر بمضاعفة اسباب الترهل في المؤسسات، وبالتالي يجعل البلد مكشوفاً، والاخطر من ذلك يكمن في ان مجموعة من 3 اشخاص اضحت قادرة على اصدار بيان من اسطر قليلة تهدد فيه رعايا هذه الدولة او تلك، وهو ما ينعكس سلباً على السياحة وعلى اللبنانيين المقيمين في الخارج، وخصوصاً في دول الخليج.

الفدية من مئة الف إلى مليون دولار

لم يعد يرضى الخاطفون بمبالغ قليلة لاطلاق المخطوفين لديهم، وباتت الفدية تصل الى مليون دولار واكثر، فخاطفو علي احمد منصور طالبوا ب15 مليون دولار الى ان حصلوا على 600 الف دولار، واحياناً يعمد الخاطفون الى الاستيلاء على الاموال والمصاغ الذي يجدونه ان في سيارات ضحاياهم او لدى تنفيذ عملية الخطف. وتظهر احصاءات القوى الامنية ان مجموع ما حصل عليه الخاطفون يناهز ال5 ملايين دولار بعد 10 عمليات خطف في البقاع وجبل لبنان، وما استولت عصابة م. ف. ا (الموقوف حالياً لدى الاجهزة الامنية) من ذوي المخطوفين السوريين محمد ايمن عمار وخليل صالح الاغا يعتبر اعلى فدية دفعت العام الفائت، علماً ان هذه العصابة حصلت على نحو مليوني دولار من مجمل عمليات الخطف التي قامت بها في البقاع. ويذكر ان هذه العصابة كانت تنتظر فدية خيالية في مقابل اطلاق المواطن الكويتي عصام الحوطي وشقيق رجل الاعمال محمد زيدان احمد، ولكن الوساطة التي قام بها احد قياديي "امل" بسام طليس بتكليف من الرئيس نبيه بري افضت الى اطلاق المخطوفين من دون دفع اي فدية.

مقتطفات من تقرير امني

يشير التقرير الامني الذي حصلت عليه "النهار" الى ان 27 حالة خطف حصلت خلال عام معظمها في البقاع وتحديداً قرب مدينتي شتوره وزحلة، ونفذ عمليات الخطف 19 مطلوباً للعدالة جلهم من بعلبك الهرمل، عدا عن ثلاثة اشخاص من منطقة الشوف. وبحسب التقرير ان مجموع ما حصل عليه الخاطفون من فدية لاطلاق المخطوفين ناهز ال5 ملايين دولار من دون احتساب المبالغ التي دفعها بعض ذوي المخطوفين والتي لم تحدد قيمتها. اللافت في التقرير ان عصابة م. ف. إ قامت بمعظم عمليات الخطف، تلتها عصابة ح. ع. ج في البقاع وعصابة و. ع وم. ع. من بلدة كترمايا في اقليم الخروب، وشارك في عمليات الخطف نحو 20 شخصاً، بينهم سوريون، وابرزهم اضافة الى قادة العصابات الثلاثة كل من: ر. ع. ع.، وف. م. ج، وح. ع. ج، وغ. م. ج، وز. ع. ش، وم. ك. ش، وح. ع. م، وح. ج، وم. ع. م، وع. ع (سوري الجنسية)،وع. ع. م.

خطف سوريين معارضين

اتخذت بعض اعمال الخطف منحى سياسياً بعد الازمة السورية، وطالت معارضين للنظام في سوريا، ولعلّ ابرز المخطوفين المعارضين كان نائب الرئيس السوري سابقاً شبلي العيسمي (90 عاماً).

 

القوات" ازاحت الستارة عن نصب روجيه عويس في حياطة

ممثل جعجع: نخلد ذكرى شاب استشهد لنبقى أحرارا في أرضنا

وطنية - جونية - 30/9/2012 رفع حزب "القوات اللبنانية"، مساء اليوم، في بلدة حياطة في فتوح كسروان، الستارة عن نصب الشهيد المغوار روجيه عويس في صلاة ورفع بخور أقامها في ساحة البلدة التي أطلق عليها اسم الشهيد، في حضور الوزير السابق سليم الصايغ ممثلا بمستشاره فارس مدور، النائب السابق منصور غانم البون، منسق "القوات اللبنانية" في كسروان -الفتوح شوقي الدكاش ممثلا رئيس الحزب سمير جعجع، شربل زوين ممثلا تيار "المستقبل"، انطوان فنيانوس ممثلا حزب الوطنيين الاحرار، رئيس اقليم بشري الكتائبي رودولف سكر، رئيس اقليم كسروان - الفتوح الكتائبي سامي خويري، والأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، رؤساء بلديات كسروانية ومخاتير وفاعليات قنصلية واقتصادية وثقافية وفكرية وأمنية.

وألقى منسق "القوات اللبنانية" في البلدة غابي عازار كلمة تحدث فيها عن مزايا الشهيد وبطولاته الذي "كتب بإيمانه وتضحياته أنقى صفحات الوطنية، باذلا نفسه في سبيل لبنان الحر السيد المستقل".

ممثل جعجع

ثم ألقى منسق منطقة كسروان - الفتوح في القوات شوقي الدكاش، استهلها بالقول: "نلتقي هذا المساء في حفل إزاحة الستار عن نصب الشهيد المغوار روجيه عويس، هذا الشاب الذي شرب كأس الاستشهاد في معركة عين الحور بالشوف في 9 أيلول 1983. وبعد ثلاثين سنة تقريبا، نقف معا مع أهلنا في حياطة لنخلد ذكرى شاب مثل شباب كثيرين دفعوا دمهم الغالي لنبقى أحرارا في أرضنا، أحرارا بخيارنا، أحرارا بقرارنا. روجيه كان هدية حياطة للوطن، وحياطة حملت بشهادة ابنها مشعل الدفاع عن لبنان، مثلها مثل كل ضيعة وبلدة من كسروان والفتوح المزروعة كل ساحة فيها بذكرى شهيد".  أضاف: "حياطة العزيزة بأهلها، أعطت لبنان واحدا من أبطالها والتحقت بمسيرة الدفاع عن قضية الحرية، وقضية الديموقراطية، وقضية الوطن الرسالة في هذه المنطقة من العالم الذي دافعت المقاومة اللبنانية عنه منذ ثلاثين سنة (...) قيمة شهادة المقاومة المسيحية منذ ثلاثين سنة، وقيمة دم الشهداء، لا يقتصر فعلها على لبنان، وشعارات الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان لم تعد فقط شعارات يرفعها المسيحيون في هذا الشرق، وإنما أصبحت اليوم شعارات جماعات كبيرة في العالم العربي. ولذلك نحن نقول الليلة للمغوار روجيه: الذي فعلته ليس محصورا بعائلتك الصغيرة، بضيعتك العزيزة، بمنطقة كسروان والفتوح والمقاومة اللبنانية فقط: هو قيمة اضافية تضاف كمسيرة الحرية والديموقراطية في الشرق". وختم بالقول: "عرفتك ضيعتك يا روجيه رجلا مقداما وعرفناك مثالا للشجاعة وقت شهادة الدم، والنصب الذي نكرسه لنخلد ذكراك هو رسالتك ورسالة أهل ضيعتك في وقت شهادة الموقف. عاشت حياطة، عاشت كسروان، وعاش لبنان".

 

النائب محمد الحجار لحزب الله": فائض القوة لم يعد ينفع أو يرهب أو يخيف أحداً

السياسة/أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار ان "على حزب الله أن يفهم أن صمته وعدم رده على تصريحات قادة "الحرس الثوري" المؤكدة والقاطعة للدور الايراني لسلاحه, يعزز هواجس اللبنانيين ويزيد الشكوك حوله وحول قرار لدى الحزب في تسهيل استخدام لبنان ساحة صراعات وصندوق بريد على حساب الشعب اللبناني ومستقبله". وقال الحجار أثناء حفل تكريم شهداء الجيش وقوى الأمن الداخلي في اقليم الخروب "يجب أن يفهم حزب الله, الآن وقبل فوات الأوان, أن الدولة وحدها هي الجامع وهي وحدها بمؤسساتها وجيشها وقواها الأمنية القاسم المشترك بين اللبنانيين, وبأن فائض القوة لديه لم يعد ينفع ولم يعد يرهب أو يخيف, وبأن لا أحد بإمكانه إلغاء أحد مهما كان حجمه". واضاف "ان العودة إلى الوطن والدولة هو وحده الملاذ, فالوطن يتسع لجميع أبنائه والدولة قادرة على حماية مواطنيها إن قدم حزب الله لها الدعم اللازم لذلك, ولم يستمر في التشكيك بقدرة الجيش على ردع العدو, ولم يسوق الحجج ليتابع مشروعه خارج الدولة وعلى حساب الوطن, وهي مواقف سنكون لها بالمرصاد بكل ما أوتينا من عزم وإرادة". من جهته, أكد عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل أن "الانتخابات يجب أن تجري في مواعيدها مهما كلف الامر لأن هوية لبنان ووجوده بخطر", مشيراً إلى أن "حزب الله يخطط بدعم من ايران وسورية للسيطرة على لبنان مع حلفائه عبر الفوز مهما كلف الامر بالانتخابات المقبلة". وبشأن الخلافات بين فريقي "8 و14 آذار", أوضح الجميل أن "الخلاف هو على الجوهر", وان "الخلاف مع التيار الوطني سببه أنه يغطي الهيمنة السورية وهيمنة حزب الله على القرار اللبناني". وأضاف: "ليس هناك فريقان في لبنان بل منطقان يتواجهان والكلمة الحسم ستكون للشعب, فإما أن يختار لبنان السيد الحر المستقل المنفتح على العالم وعلى البلدان التي تحترم حقوق الفرد وتحافظ على كرامة الانسان, أم انه سيختار المحور الايراني السوري وما يمثله من استبداد وتسلط وقمع للحريات".

 

الغاء زيارة عون الى كنيسة سيدة ايليج بعد تجمع مئات القواتيين رفضا لها

موقع القوات/أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان أهالي شهداء المقاومة اللبنانية، احتشدوا في ساحة كنيسة سيدة ايليج في ميفوق اعتراضا على زيارة النائب ميشال عون اليها، وذلك وسط انتشار أمني مكثف ومع طقس ماطر. وشارك في التجمع عائلات ونساء وأطفال رفضا للزيارة. وقد بدأت بعيد الثالثة من بعد الظهر، ذبيحة إلهية في باحة الكنيسة عن راحة أنفس "شهداء المقاومة اللبنانية"، ترأسها الأب ناجي سلوم، في حضور حشد كبير من أهالي الشهداء وأبناء بلدة ميفوق. وترافق القداس مع إقدام عدد من المعترضين على زيارة عون، على تشكيل حاجز بشري كبير عند مدخل الكنيسة لمنع عون من الدخول إلى الكنيسة. وزار عون حديقة البلدة ملغيا الزيارة إلى المدافن، وكان في استقباله 38 شخصا، في حين رُصدت 43 سيارة ضمن موكب عون محمّلة بجمهور لاستقباله في جولاته في بلدات جبيل، كما شدّدت مراسلة الـotv على انه "بالرغم من أن ميفوق تُعتبر معقل "القوات اللبنانية" في المنطقة، إلا ان عونيي البلدة أصرّوا على استقبال زعيمهم الذي لم يزر المدافن حفاظا على السلم الأهلي، فيما أصوات الأغاني القواتية تصدح في الجوار".

 

"عون في جولته "الجبيلية" بعد ظهر اليوم: لطالما كانت جبيل حصة المعارضة ولكننا نريدها حصة الموالاة

وطنية - جبيل - 30/9/2012 واصل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون زيارته الى منطقة جبيل. وكانت محطته بعد الظهر في بلدة مشمش، حيث زار والوفد المرافق كنيسة مارضوميط الرعائية وأدى صلاة صغيرة، بعدها انتقل الى صالون الكنيسة والقيت كلمات ترحبية لكل من رئيس بلدية مشمش طوني قيامة، ومنسق هيئة التيار الحر عماد خوري، وكاهن الرعية الاب طانيوس ليان. بعدها تحدث عون مؤكدا أن "هدف الجولة هو التعارف عن قرب لتشديد أواصر المحبة والصداقة بيننا، وتطرق الى الانماء وقال: "انمائيا بدأنا في جبيل بما هو أساسي أي الطرقات، لاسيما في منطقة الجرد"، آملا انجازها "خلال سنتين". وفي ما يتعلق بالوضع السياسي، قال: "لطالما كانت جبيل حصة المعارضة ولكننا نريدها حصة الموالاة. كانت معارضة لانه لم يكن هناك سياسة وطنية في لبنان، بل مساومات وسلوك سيء في الحكم. يرفعون الشعارات ولا ينفذون منها شيئا ويعتمدون الكذب في الوعود".

أضاف: "نحن عهدنا صدق وصداقة معكم فالتغيير والاصلاح نعنيه قولا وفعلا. نحن في بلد تعددي وفي منطقة وجودنا فيها بخطر والاحداث في كل المنطقة حولنا وتتنقل من بلد لاخر وقد وصلت الى الحكم في بعض الدول فئات تكفيرية لا تحترم حقوق الانسان ولا حرية المعتقد.لذلك علينا أن نتوحد وندافع عن بعضنا البعض فوحدتنا الوطنية تنقذنا وتجعلنا متكاتفين ضد الشر. لبنان مرتبط ببعضه وعندما يحصل خلل في مكان ما فهو ينتقل من منطقة لاخرى ويهتز الأمن في كل الوطن ولا يحميه سوى الوحدة الوطنية. ان البيئة المتضامنة هي التي منعت امتداد الاحداث التي وقعت في طرابلس وعكار والى مناطق اخرى، وهذا لا يعني أننا سنتخلى عن طرابلس وعكار فهما ضمن لبنان ونريد أن نسترجعهما". وحول الانتخابات قال: "لا تفكروا فقط بعلاقات شخصية ولا فقط بالقرية التي تعيشون فيها، وأنا أعرف أن الانماء همكم ولكنه سيكون جاهزا حتى ولو تأخر التوقيت قليلا، فلا تنسوا أن التأخير متراكم وأننا خضنا جهادا قاسيا في مجلس النواب كما في الحكومة لاقرار المشاريع الانمائية، لان القرار ليس بيدنا، وأن الصراع هو بين عقلية حديثة نمثلها هدفها الانماء والاعمار في كل المناطق وبين عقلية أخرى تسعى لابقاء مناطق محرومة واعمار مناطق اخرى على حسابها، وهذا النوع من الاعمار الانتقائي هو استعمار في قلب الوطنز وأنتم عليكم الفصل بين هاتين العقليتين في الانتخابات". وسأل: "هل تختارون التغيير والاصلاح أم اكمال خط التسعينات بما حمله لبنان؟"

واعتبر عون أن "التضليل الاعلامي يجعل البعض أحيانا يقومون بخيارات خاطئة، فليس أسرع من الشائعات في المجتمع اللبناني. منذ فترة فضحنا سرقة الهبات المقدمة للدولة وكان المبلغ ما يقارب ال 5 مليار دولار، فقاموا بالهجوم المعاكس وأطلقوا الاشاعات على الوزير باسيل عن طائرة خاصة له وقصور في اوروبا وكوميسونات على مشاريع لن تحصل اساسا. والملفت أن الاشاعة انتشرت بسرعة كبيرة وبين كل اللبنانيين بينما سرقة الهبات بالكاد تحدث عنها أحد". وختم قائلا: "عهد على انفسنا وعلى شهدائنا: لن نقول الاالحقيقة ولن نقول أي كلمة الا وهناك وثيقة تاريخية تؤكدها ولا يمكن لاحد تكذيبها، ولطالما اعتمد أهل الحكم في لبنان الكذب من مبدأ "الكذب ملح الرجال"، ولكنه ملح فاسد ولا نريده أبدا".ثم تم تقديم هدايا تذكارية للنائب عون.

لحفد

بعدها وصل النائب عون والوفد المرافق الى مقام الطوباوي اسطفان نعمة في لحفد، حيث ألقى رئيس بلدية لحفد بطرس غانم كلمة تمنى فيها على "العماد عون جمع المسيحيين لانقاذ لبنان". ثم ألقت منسقة هيئة لحفد في التيار الوطني الحر سهام نعمة كلمة رحبت فيها بعون في لحفد. بعدها تحدث النائب عون وقال: "جئنا لنتبارك من الطوباوي اسطفان نعمة الذي ينتمي الى هذه البلدة الكريمة والتي منها عمت قداسته الى كل لبنان. هناك شخصيات من هذه المنطقة نحبها أيضا ونقدرها كرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وغبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. أننا بينكم لنعزز الوحدة الوطنية التي لها شروطها وأسسها، أن نسير بنفس الاتجاه وعلى نفس الطريق لا على طريقين منفصلين". وتابع: "تحدثتم عن ضرورة الوحدة، ونحن على الصعيد الشخصي لا مشكلة لدينا مع أحد. ولكن عندما نرى أن هناك من يفتعل اشكالا بسبب زيارة كنيسة فذلك مؤسف حقا ولا يؤسس لاي وحدة. ونريد للزيارة أن تتم بكا محبة وأخوة، أما تاريخنا فقد كتبناه بالدم ولا يمكن لاحد أن يشوه". وحول موضوع الانماء اكد عون أنه "من مسؤولياتنا سواء طلبتموه أو لم تطلبوه، والطرقات والمياه والكهرباء ستتأمن ولو تأخر التوقيت قليلا"، مشددا على "عدم القبول بعد اليوم بانماء غير متوازن".

ثم قدم لعون هديتان تذكاريتان، بعدها قام والوفد المرافق بجولة سيرا على الأقدام في مقام الطوباوي نعمة.

جاج

وبعد لحفد وصل عون والوفد المرافق الى بلدة جاج، حيث أستقبلته الحشود داخل قاعة كنيسة مار عبدا. وألقيت كلمة لرئيس البلدية الدكتور فوزي العشقوتي رحب فيها ب "العماد عون في بلدة الارز وبلدة يوحنا الجاجي". ثم ألقت رولا عبود كلمة التيار الوطني الحر، وتحدث عون قائلا: "نحن لا نتهرب من مسؤولياتنا"، لافتا الى أن "مبالغ كبرى خصصت للانماء تخطت مجموع كل ما خصص لهذا القضاء منذ العام 1990 وحتى اليوم. وجبيل والبترون هما الاقل حظوظا في الدولة من ناحية الانماء". وأسف الى أن "المناطق المسيحية عوقبت انمائيا لاسباب سياسية ولكن لا يمكن أن نسمح بعد اليوم باستمرار هذا الامر"، مؤكدا "أننا أخذنا على عاتقنا اعادة التوازن في الانماء لكل المناطق". وعن الوضع السياسي وقانون الانتخابات، رأى عون أن جبيل "مسيسة أكثر من غيرها من المناطق. أعول على حسكم السياسي في الانتخابات المقبلة في ظل العاصفة التي تجتاح الشرق الاوسط، ونحن نتطلع كيف نحفظ وجودنا في الشرق"، معتبرا أن "ما يحصل حولنا ليس استبدال حكم بآخر بل تغيير جذري نتائجه سلبية لانه يعتمد الماضي لحلول المستقبل". وقال: "أي حل مستوحى من الماضي هو خطأ، فلو كان الماضي جيد لما تغير. وجودنا يقضي بأن نفكر بالسلطة التي ستأتي نتيجة الاحداث، فهناك لعبة وجود وخير دليل هو الاستماتة بالتدخل السلبي في سوريا من قبل حلفائها سابقا الذين نفونا من لبنان بسبب موقفنا منها. وهناك من يلعب ورقة مصالحه ونحن نلعب ورقة وجودنا. وعندما أقول وجودنا أعني وجود لبنان بمسيحييه ومسلميه، ومسلميه بالدرجة الاولى لأن التيارات التكفيرية والمتطرفة أول ما تريد التخلص منه هو المسلمين المعتدلين". ,وأكد "أننا لا نريد لهذه الانظمة أن تصل الينا وأن تحدث التغيير في مجتمعنا، ولا أقول ذلك من منطلق مسيحي فقط بل من منطلق حضاري وثقافي وانساني". وفي الختام قدمت هيئة جاج في التيار الوطني الحر عون هدية تذكارية وهي عبارة عن صخرة من أرض جاج تحمل صورته.

ترتج

بعدها تابع عون جولته فوصل الى بلدة ترتج، حيث كان له استقبال في ساحة كنيسة مار جرجس الرعائية. وألقيت كلمات ترحيبية لكل من منسق هيئة ترتج روجيه طنوس ومنسق لجنة الانتشار طارق صادر، الذي أكد أن أبناء ترتج في مسيرة التغيير والاصلاح "ملتزمون". بعدها ألقى عون كلمة قال فيها: "اذا انحسرنا كما يشاء البعض فهذه السياسة تؤدي بنا الى الخراب. أننا لا نريد الخصومة مع أحد وجئنا اليوم نعلن افكارنا وانفتاحنا مقابل عشرات العقود من الحقد والكراهية. وهذا التوجه يبني السلام ويؤسس للوحدة الوطنية، هذا على مستوى الوطن فكيف بابناء البلدة الواحدة يتقاسمون الافراح والاتراح، وان اختلفوا في الرأي السياسي فالملعب السياسي مفتوح للجميع والشعوب تقاس بقدرتها على العيش بحرية. اما اذا كانت الحرية ستؤدي الى مشكلات فهذا يعني أن الشعب غير كفؤ وغير مستعد للحرية بعد".

ميفوق

وبعد ترتج وصل النائب عون الى الحديقة العامة لبلدية ميفوق، وألقت جانيت عساف كلمة ترحيبة ثم ألقى جورج الحاج كلمة باسم البلدية، بعده ألقى عون كلمة اعتبر فيها أنه "لا يجوز لأي لبناني مسيحيا كان ام لا، أن يمر أمام سيدة ايليج ولا يدخل لزيارتها ليصلي ويتذكر تاريخها العريق، فهي موقع البطاركة وملجأ اللبنانيين خصوصا أيام اجتياح المماليك لجبيل وكسروان حيث لجأ اليها الموارنة والشيعة".

أضاف عون: "من المؤسف أن يأتي أشخاص يجهلون التاريخ ويجهلون عادات وتقاليد المنطقة ويسعون لمنع الزيارة، ولكن سيدة ايليج كانت وستبقى بعدنا ولا احد يمكنه أن يحتكرها فهي ليست فقط للبنان بل للعالم كله".ورأى "أن من يريد أن يبني المستقبل لا يمكن أن يظل غارقا في الماضي، ولكن التعامل اليوم يحصل بماضي اعتقدناه ويبدو أنه يعود وهذا الماضي خرب لبنان ويجب أن لا يعود".

بجة

ثم انتقل النائب عون الى بلدة بجة حيث استقبلته فاعليات سياسية واجتماعية وثقافية والقى كلمة اعتبر فيها أنه "لا يجوز أن تبقى خياراتنا على أساس الماضي"، لافتا الى أن المنطقة تعيش حاليا أحداثا كثيرة، وقال: "نحن لا نريد أن نعادي الدول الغربية فنحن نتقاسم معهم الكثير من القيم، لكنهم اختاروا سياسة ضدنا وسياستهم للأسف ضرب مسيحيي الشرق وهذه السياسة لم تعد مخفية بل أصبحت علنية من خلال دعمهم المطلق للمتطرفين التكفريين"، سائلا "من يدري كم ستستمر الفوضى في المنطقة بسبب هذه المشكلة؟". وقال "نحن نواجه أزمة وجودية لها الأولوية على الأزمة الانمائية، خلقوا الأزمة الانمائية والاقتصادية لجعلنا نيأس فننفذ من دون أن ندري خطتهم التهجيرية لنا".بعدها تابع عون جولته إلى بلدتي غلبون وحصارات.

 

إشكال بسيط بين مناصرين ل"القوات" وموكب عون في ميفوق

وطنية - 30/9/2012 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام جورج كرم، انه اثناء مغادرة موكب النائب ميشال عون بلدة ميفوق، وعند وصوله الى مستديرة البلدة تجمع عدد من مناصري "القوات اللبنانية" مرددين هتافات مستنكرة الزيارة، مما اضطر عناصر المواكبة الى الاستنفار، الأمر الذي أدى الى اشكال بسيط مع المتجمهرين تدخلت على اثره القوى الامنية المولجة بحفظ الأمن وجرى تسوية الاشكال الآني، واكمل موكب عون باتجاه بلدة بجة.

 

حقوق عون أم حقوق المسيحيين؟

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إلى الآن لا يمكن تفسير المأزق الجدّي الذي وقع فيه العماد ميشال عون في قانون الانتخاب، إلّا بسبب تحالفه الذي لا عودة عنه مع «حزب الله». تحوّلت المزايدة مسيحيّاً إلى سلاح كانت العونية قد شهرته في وجه خصومها، فارتدّ اليوم إليها فبعد حملة إعادة الحقوق لأصحابها التي مارسها عون بعد اتفاق الدوحة، ها هو يرفض تكبير حجم هذه الحقوق، إلى المستوى الذي طرحه في العام 2005، في سلوك ليس غريباً عن الذي يمارس الشيء ونقيضه، إذا ما دعت الحاجة في كلّ مرّة للانقلاب على ما يطرحه من شعارات. وفي السؤال عن السبب الذي حدا بعون إلى رفض قانون الدوائر الصغرى، الذي يوفّر للمسيحيين حلّ معضلة الديموغرافيا بنسبة تصل إلى ما يفوق التسعين في المئة، فإنّ جواباً بديهيّاً على ذلك يمكن تلخيصه بأنّ عون كان منذ بدايته السياسية وما زال، يعتبر أنّه هو المسيحيّين وأنّ المسيحيّين هو.وعلى هذا المنوال، فإنّ الحقوق التي كان يقصد المطالبة بها، هي حقوقه في تشكيل أكبر كتلة نيابية، ولو أدّى ذلك إلى خسارة المسيحيّين حقوقهم، كما يعني حقوقه في صياغة تحالف نيابيّ يكون جسراً لانتخابه رئيساً للجمهورية، وذلك بغضّ النظر عن ترسيخ استعادة التوازن الذي طالما أطلق عون من وراء يافطته، صراخ تكفير الخصوم المسيحيّين بدعوى التفريط بالحقوق، هذا الصراخ الدائم الذي لم يوفّر أيّ طرف حتى الذي وافق على الدوائر الصغرى التي تعيد الحقوق بالمفهوم العوني. بناءً عليه، تبدو المفاضلة العونية بعد هذا الإحراج الذي لحق بنظرية الحقوق، مبنية على الشكل الآتي: كتلة نيابية للمسيحيين في قانون النسبية ومقعد رئاسة جمهورية وإلحاق هزيمة بـ14 آذار، أفضل من 57 نائباً، من دون الرئاسة وباحتمال فوز 14 آذار... "ولتذهب الحقوق إلى الجحيم، على قاعدة المثل الشعبي إذا ما جاز تحويره: من بعد انتخابي رئيساً ما ينبت حشيش". وللمفارقة، فإنّ عون يضيّع برفضه قانون الدوائر الصغرى فرصة تاريخيّة لا تتكرّر. كما أنّه يضيّع فرصة اختبار منافسيه وإجهاض تحالفاتهم، ودفن مناوراتهم، لو صحّت نظرية أنّ تيار "المستقبل" يناور بقبوله الدوائر الصغرى يقيناً مسبقاً بعدم قدرة عون على القبول بها.

لا يقتصر تضييع الفرص العونية في رفض الدوائر الصغرى، على كشف مناورة تيار "المستقبل" لو صحّت، بل على الوصول إلى الهدف الشهير، الذي طالما بنى عون خطابه عليه في مقاربة الوضع الانتخابي في الشوف وعاليه وبعبدا، وهو إعادة النائب وليد جنبلاط إلى حجمه الدرزي. كما لا يقتصر تضييع الفرص على ذلك، إذ كان يمكن لو قبل عون بالدوائر الصغرى دفن كلّ إرث التحالف الرباعي، وتكريس قانون يحفظ للمسيحيين حصّة وازنة في المجلس النيابي، كما يحفظ ماء الوجه لعون نفسه الذي بنى كلّ خطابه بعد خروج الجيش السوري من لبنان،على نظرية استعادة الحقوق. فإذا بحقوقه تنقلب على حقوق المسيحيّين، وإذا بمسيحيّي 14 آذار يفاجئونه من حيث لم يحتسب، فيرتّبون تفاهماً مع تيار "المستقبل" على قانون انتخاب هو الأقرب إلى المناصفة، لن يكون بالمتيسّر مسيحيّاً الإتيان بأفضل منه.

بالأمس قال عون من جبيل إنّ قانون الدوائر الصغرى يفتّت البلد، وهذا الكلام المنسوخ عن أدبيات نوّاب "أمل" و"حزب الله"، يتجاهل أنّ نوّاب "الإصلاح والتغيير" سبق لهم أن قدّموا على سبيل المزايدة، اقتراح قانون اللقاء الأورثوذكسي، "الذي يوحّد البلد". هذا التخبّط أو الإحراج العوني، يترجم مأزق الحالة العونية التي واجهتها قوى 14 آذار هذه المرّة بأسلوب عوني، فتحوّلت المزايدة مسيحيّاً إلى سلاح كانت العونية قد شهرته في وجه خصومها، فارتدّ اليوم إليها، وبالتأكيد، فإنّ هذا الانكشاف سيكون ناخباً أساسياً في استحقاق 2013.

 

باسيل انتقل من ولاية ميتشيغن إلى ولاية كليفلند: يريدون إبقاء لبنان خاضعا لدول النفط لتنعشه ماليا أو تغرقه ساعة تريد

وطنية - 30/9/2012 يواصل وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل، جولته الأميركية، وتوجه من مدينة ديترويت في ولاية ميتشيغن، الى كليفلند في ولاية أوهايو، حيث أقامت على شرفه الجالية اللبانية حفل عشاء حاشد مساء أمس، ألقى خلاله باسيل كلمة جاء فيها: "إذا كان هناك أشخاص لا يمكنهم الوقوف في وجه التكفيريين كما لم يتمكنوا من الوقوف في وجه سوريا فليتركوننا نفعل، لأننا لن نترك قلة قليلة تطردنا من أرضنا فهي من عليها أن ترحل". أضاف: "ما نطالب به هو لكل اللبنانيين، فالنفط ليس لنا بل لأولادنا وأولاد أولادنا، وكي نحافظ على أولادنا أصرينا أن تذهب الأموال التي ستعود من عائدات النفط الى صندوق سيادي، لا الى جيبة مسؤول أو مزاريب هدر ولا الى خزينة الدين العام، وهم يقولون أن هذا النفط إكتشفوه منذ عشرين عاما لكنهم تقاعسوا عن القيام بأي شيء بخصوصه، والآن يكتبون عبر وسائل إعلامهم للمطالبة بعدم إستخراجه الآن، وأساس فكرة منعنا من إستخراجه هو إبقاء لبنان خاضعا للوصاية السياسية والمالية، وممنوع أن يكون للبنان لا القوة ولا الإستقلالية المالية، بل يجب أن يبقى خاضعا لدول النفط كي تنعشه ماليا ساعة تريد وتغرقه ساعة تريد". وفي موضوع الكهرباء قال باسيل: "إننا حاولنا أن نخلص اللبنانيين من فواتير الكهرباء التي يدفعونها كل عام، وتفوق المليارين ونصف المليار دولار أميركي، وعندما نقول لهم أن الكهرباء سستوافر بين عامي 2014 و2015 يتذمرون، ونحن نسأل متى كان هناك كهرباء في لبنان؟".ودعا باسيل الجاليات اللبنانية في الخارج الى "الوحدة والإبتعاد عن الخلافات"، معتبرا أن "ما يشهده الداخل اللبناني من خلافات ومناكفات يكفيه". وتساءل عن أسباب "قيام الفريق الآخر بعرقلة كل المشاريع الإنمائية التي نحاول تنفيذها في وقت لم يسع هذا الفريق الى تحقيق أي منها عندما كان في السلطة". وتوجه باسيل، الى بوسطن حيث يشارك في الذبيحة الإلهية في كنسية سيدة أرز لبنان، ويلتقي الجالية اللبنانية في قاعة الكنسية.

 

النهار": المعتدون على الدرك في علمات "أحرار"

علمت صحيفة "النهار" أن قوى الدرك اللبناني لم تتمكن من توقيف المعتدين على دورية لقوى الأمن الداخلي في بلدة علمات الجبيلية، وأن الموقوفين أطلقوا بعدما تبين أن لا علاقة لهم بالحادث، وأن الأسلحة المصادرة من رجال الدرك لم تسترجع بعد. لكن قائد الدرك العميد جوزف الدويهي أكد لـ"النهار" انه سيقبض عليهم وسيساقون الى القضاء سريعاً.

 

التيار الوطني الحرّ» وقصّة الأجنحة... المتصارعة

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

في وضعه الراهن، وعلى رغم الخلافات التي تعصف به، يبقى وضع «التيار الوطني الحرّ» متماسكاً نظراً إلى وجود زعيمه العماد ميشال عون على رأسه، لكن ما الذي سيحلّ به إذا قرّر العماد التنحّي ليستلم غيره قيادة الراية البرتقالية؟ العونيون لم يجدوا في باسيل ما أحبّوه في شخصية عون

يتحدّث الجميع عن أن عون سيسلّم قيادة "التيار" إلى الوزير جبران باسيل، والجميع يتحضّر للتعايش مع هذا الواقع، فمن له خلاف مع باسيل يعمل على تسويته لكسب رضاه، لأن من يحصل على رضاه يحصل على رضى الجنرال. لكن الأجواء داخل "التيار" مغايرة لِما تشتهيه سُفن الجنرال وباسيل، فالجمهور الذي أحبّ "التيار" لا يُحبّذ شخصية باسيل التي تتناقض كلياً مع ما أحبّ في شخصية عون. في وقت يعيش "التيار" صراع أجنحة في داخله بين باسيل والنائبين ألان عون وإبراهيم كنعان. فالثلاثة، وإن كانت حظوظهم متفاوتة في القيادة، ما زالوا يتصارعون. فمن هو الشخص الرابع الذي لا يعرفه الناس وقد أصبح واضحاً أنه سيطيح الثلاثة ويستلم القيادة كما تدل معظم المؤشرات داخل التيار العوني؟

الشخص الرابع يعيش على أخطاء الثلاثة، وسيصبح مطلوباً من الجمهور لإنقاذ تيارهم من تخبّطهم وعدم إتقانهم دور ربّان السفينة. فباسيل له إيجابيات ونجاحات وعليه سلبيات وإخفاقات. ففي الإيجابيات، نجح في أن يكون الرقم الأول داخل "التيار" ولا ينافسه أحد على موقعه، فهو مطلع على كل تفاصيل "التيار" ويملك الرقم السرّي له. في السياسة اللبنانية لا تُشكّل حكومة من دون أن يحصل باسيل على حقيبة أساسية، ولو كلّف الأمر توقيف تشكيلها خمسة أشهر، كما انه ينسج العلاقات السياسية الداخلية والخارجية، ودوره بارز في خطوط التواصل مع "حزب الله" وسوريا وإيران.

أما إخفاقاته، فتتمثل على الصعيد الوزاري بفشله في وزارة الطاقة والمياه، فلم يمر على لبنان عتمة مثل التي مرّت في عهده وسط عجزه عن تأمين حلول على رغم وجوده في حكومة أكثرية. والفشل الأكبر، والذي يشكّل الضربة القاضية لزعامته المستقبلية، هو عدم تمكنه من أن يكون شخصية محبوبة داخل "التيار"، فهو ليس شعبوياً كالعماد عون، وفشل في النيابة مرّتين ولم يأخذ ثقة الناس، ليخرج أحد المقربين من عون ويقول إن مشكلة العونيين هي جبران باسيل.

أما النائب ألان عون المحبوب عند القاعدة الشبابية العونية وغير العونية نتيجة حضوره في ساحات المواجهة ضد النظام السوري، فيسجّل عليه عدم قدرته، مهما حاول، على مواجهة باسيل الذي سرق نضاله وجَيّره له. وعلى رغم رابطة القرابة مع الجنرال، ووجهه المعروف شعبياً، تبدو حظوظه في قيادة "التيار" قليلة. ويعتبر النائب إبراهيم كنعان الشخص الثالث الذي ينافس على القيادة، لكنه على رغم انتخابه نائباً لدورتين بمساعدة أصوات "الطاشناق"، فإنه فشل في تخطي حدوده المتنية وتكوين شخصية رمزية بالنسبة إلى العونيين، وإذا نجح مرّة في تمرير مشروع في لجنة "المال والموازنة" التي يرأسها، فإنه فشل عشرات المرّات وصراعه مع الرئيس فؤاد السنيورة أكبر دليل. في خضم هذا الصراع "الخفي - العلني" بين الأجنحة الثلاثة، يقول أحد المفكرين داخل "التيار الوطني الحرّ" إن "التيار سيمرّ بالمرحلة التي مرّت بها "القوات اللبنانية" بعد استشهاد الرئيس بشير الجميل، حيث عاشت مرحلة ضياع وعدم استقرار في القيادة إلى أن طفح الكيل وقامت بالانتفاضة الشهيرة بقيادة الثنائي إيلي حبيقة وسمير جعجع، ليستلم بعدها الأخير قيادة الهيئة التنفيذية". ويوضح هذا المفكر أنّ "باسيل قد يرث "التيار" لكنه سيعيش في مرحلة تخبّط الى أن يظهر القائد الذي يشبه ميشال عون ويكون من المدرسة العسكرية التي أحبها الناس وأيدوا بسببها عون. وهذا الرجل وُجد، وبات حاضراً ويتمتع بشعبية واسعة وشخصيته قريبة من عون، وهو قريب عون. وهذا الرجل يصحّ فيه المثل القائل: "الصهر سَندة الضهر"... ومنقذ التيار".

 

نديم الجميل يشكك في إقرار أي من مشاريع الانتخاب المطروحة

المستقبل/أكد عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل، أن "قانون الإنتخاب الذي وضعته الحكومة مرفوض من قبلنا"، مشككاً بوصول مجلس النواب الى إقرار اي من المشاريع المطروحة "بسبب تشبث كل فريق بمشروعه". تابع النائب نديم الجميّل جولته الكندية، فلبى أول من أمس دعوة تجمّع "رجال الاعمال الكندي ـ اللبناني" الى لقاء نظمه دونالد أده في مونتريال شارك فيه عدد كبير من رجال الاعمال اللبنانيين العاملين في كندا، كما لبى بعدها دعوة على العشاء دعا اليه الكسندر سلامة باسم الاتحاد الماروني العالمي ـ فرع كندا، شارك فيه حشد من أبناء الجالية ورئيس ورهبان من دير مار أنطونيوس في مونتريال. ثم انتقل الجميّل الى جامعة كيبيك حيث عقد طاولة مستديرة نظمها "مرصد العلاقات الخارجية للشرق الاوسط" مع مجموعة من الباحثين والطلاب وممثلين عن الخارجية الكندية، شرح خلالها الوضع في لبنان والشرق الاوسط في ظل التغييرات الحاصلة والازمة في سوريا وانعكاساتها على لبنان والمنطقة.

وخلال اللقاء مع رجال الاعمال اللبنانيين، رحّب دونالد أده بالضيف اللبناني، مؤكداً أن "المغتربين اللبنانيين يشتاقون دائما الى سماع حقيقة ما يجري في لبنان"، وتمنى أن "يعود المغتربون الى وطنهم ليروا بلداً يتعايش أهله بسلام وأمن وأن يصبح لبنان دولة قوية كما أرادها الشيخ بشير أن تكون".

من جهته، شكر الجميّل الحضور وقال: "رغم كل ما يحصل في ربوع الوطن، ورغم مرور 60 سنة على انطلاق دولة لبنان، ما زال هناك اشخاص لديهم الايمان والارادة لتحسين الوضع فيه حتى يفتخر اللبناني بوطنه". وأوضح أن "القطاع العام في لبنان يعاني مشكلات عدة إن على الصعيد التربوي أو الصحي ام النقل ام الخدمات الاخرى"، مشيرا إلى أن "اللبناني لا يستفيد من الخدمات التي تضعها الدولة بتصرفه إن بسبب التقصير المستمر من قبلها أم بسبب عقلية المواطن الذي ليس لديه ثقة بجدية وجودة تلك الخدمات". ونبّه الى أن "صورة لبنان الثقافي والعلمي بخطر"، معتبرا أن "القوة الاقتصادية والتربوية والمصرفية تحدد هوية لبنان في المستقبل، وهذه الهوية مهددة، خاصة اذا أضيفت اليها ظاهرة بيع الاراضي".

وأوضح أن "قانون الإنتخاب الذي وضعته الحكومة مرفوض من قبلنا لأن هدف تلك الحكومة ومكوناتها الفوز بالانتخابات المقبلة لتضع يدها على كل لبنان. ويدّعون بالتالي أن هذا المشروع يحافظ على الانسجام الوطني!". وشرح تفاصيل اقتراحي مشروع "اللقاء الارثوذكسي" ومشروع الدوائر الصغرى، مشككاً بوصول مجلس النواب الى إقرار اي من المشاريع المطروحة "بسبب تشبث كل فريق بمشروعه، وإن النواب بنهاية السنة الحالية سينصرفون الى مناطقهم للاعداد لمعركتهم الانتخابية".

وشدد على أن "الانتخابات يجب أن تجري في مواعيدها مهما كلّف الامر، لأن هوية لبنان ووجوده بخطر والبعض يريد أخذ البلد من ضفّة الى أخرى، كما يريدون تغيير كل رموز ومكونات المجتمع اللبناني". وقال: "في المانيا عام 1938، وتحت ستار الديموقراطية، ربح الحزب النازي الانتخابات وسيطر على المانيا وشن الحرب العالمية الثانية واحتل نصف أوروبا وهدد السلم العالمي. و"حزب الله" اليوم يخطط بدعم من ايران وسوريا للسيطرة على لبنان مع حلفائه، عبر الفوز مهما كلف الامر بالانتخابات المقبلة"، مردفا: "إنهم يخططون لتغيير وجه لبنان". ولفت إلى أن "أي مرشح في 14 آذار، بمجرّد أن يعلن ترشيحه يعرّض حياته للخطر، فيما هم يهاجمون ويشتمون الجميع بلا خوف". وقال: "قلبنا على الوطن وعلى أولادنا والاجيال. فإما ان نعيش في لبنان أحراراً موفوري الكرامة وإما سنخسر الانتخابات ويتغّير وجه لبنان. لذا نريد من الاغتراب ان يشارك في الانتخابات المقبلة رغم أن الحكومة غير متحمسة لمشاركتكم لأنها حتى الان لم تضع الآلية ولا المراسيم التطبيقية". وأوضح أن "الخلاف بين فريقي 8 و14 آذار هو على الجوهر"، مشيرا إلى أن "خلافنا مع التيار الوطني سببه أنه يغطي الهيمنة السورية وهيمنة "حزب الله" على القرار اللبناني".

وختم: "ليس هناك فريقان في لبنان بل منطقان يتواجهان والكلمة الحسم ستكون للشعب. فإما أن يختار لبنان السيد الحر المستقل المنفتح على العالم وعلى البلدان التي تحترم حقوق الفرد وتحافظ على كرامة الانسان، أم انه سيختار المحور الايراني السوري وما يمثله من استبداد وتسلط وقمع للحريات".

 

الراعي في المجر: لم نلقٍ حُرماً على قانون الستين و"قلنا ما يقوله كل اللبنانيين علناً وفي الخفاء"

المستقبل/أوضح البطريرك بشارة بطرس الراعي، أن "التوجه بالنسبة إلى قانون الانتخاب هو إيجاد مخرج بقانون يناسب الجميع"، مؤكدا أن "الموارنة متفقون وسيختارون الذي يؤمن للجميع التمثيل الافضل". وأعلن "نحن لم نلق حرما على قانون الستين، وإنما قلنا ما يقوله كل اللبنانيين علنا وفي الخفاء، وقلنا ان احدا لا يريد قانون الستين لانه كان أساس ما نحن عليه اليوم".

كلام الراعي جاء قبيل مغادرته بيروت أمس، متوجها الى المجر ومنها الى روما في زيارة تستمر شهرا حيث سيلبي اولا دعوة الحكومة المجرية ورئيس أساقفة بودابست الكاردينال بيتر اردوديمل كضيف شرف على جلسة افتتاح دورة البرلمان المجري وسيلتقي كبار المسؤولين في الدولة. وفي الرابع من تشرين الاول المقبل ينتقل الراعي الى روما في زيارة تستمر حتى الثلاثين منه للمشاركة في أعمال سينودس الاساقفة برئاسة البابا بنديكتوس السادس عشر عن موضوع "التبشير الجديد بالانجيل". ويرافقه في الزيارة النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ومدير مكتب الاعلام في بكركي وليد غياض.

وقبيل مغادرته مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي حيث ودعه مطارنة وكهنة وشخصيات، قال: "الزيارة الى هنغاريا هي تلبية لدعوة رسمية من الدولة ومن الكنيسة وتستمر ثلاثة ايام وفيها برنامج موسع ومفصل، فالدولة تعنيها شؤون الشرق الاوسط والسلام والعيش معاً في هذا الشرق والتنوع، كما ستكون لنا كلمة عن الاوضاع في الشرق الاوسط وعن المسيحيين ودورهم، وهناك ايضا تعاون بين وزارة التربية الهنغارية وجامعة الروح القدس في الكسليك وسنلتقي المسؤولين من أجل تعزيز هذا التعاون الاكاديمي. وفي روما سنشارك في جمعية سينودس الاساقفة العادية، التي تلتئم كل سنتين، حول موضوع الاعلان الجديد للانجيل من اجل نقل الايمان المسيحي، والموضوع يعني الكنيسة لان العالم اليوم كله متغير بالاكتشافات والتكنولوجيا والتحولات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي أثرت على ذهنية كل الناس، والكنيسة كما تعرفون تواكب هذه القضايا حماية للايمان، واليوم التفكير الاساسي هو كيف نعلن من جديد الانجيل ذاته، انجيل كرامة الانسان، وخلاص البشر، انجيل الاخوة، والنبوة لله، انجيل القيم التي حملها يسوع المسيح للعالم والتي تحملها كل الديانات بالحقيقة".

ورأى أن "مفاعيل زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر لم تنته وإنما بدأت، لان قداسة البابا ترك شيئا في نفوس اللبنانيين، وكل اللبنانيين ما زالوا يعيشون جمال هذه الزيارة التي أظهرت قيمة لبنان للعالم وأعطت دفعا للبنانيين ليتذكروا ثقافتهم وإرثهم وقيمتهم ودورهم ورسالتهم، فقداسة البابا والإرشاد الرسولي أعطوا دفعا لكل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين".

أضاف: "بالنسبة لقانون الانتخاب، التوجه هو لإيجاد مخرج بقانون يناسب الجميع، وكما تعرفون، في المجلس النيابي هناك حالياً ثلاثة مشاريع: الاول الذي تقدم به وزير الداخلية وهو النسبية مع دوائر 13 قابلة للتغيير، الثاني الذي قدمه التيار "الوطني الحر" وهو مشروع "اللقاء الارثوذكسي" والثالث الذي قدمته قوى 14 آذار الذي هو الدوائر المصغرة. واليوم يتم التداول بين كل الكتل النيابية من أجل إيجاد واحد من هذه الثلاثة في المجلس النيابي".

وأوضح: "نحن لم نلق حرماً على قانون الستين، وإنما قلنا ما يقوله كل اللبنانيين علناً وفي الخفاء، وقلنا ان احدا لا يريد قانون الستين لانه كان أساس ما نحن عليه اليوم، فنحن قلنا هذه الحقيقة في العلن، وانه من اجل خير لبنان والتفاهم والخروج مما وقعنا فيه اليوم يجب عدم العودة الى قانون الستين، إنما يجب إيجاد قانون يتم فيه التمثيل الصحيح للجميع، ويستطيع المواطن ان يشعر انه ينتخب نائبه ويستطيع محاسبته ومساءلته"، مردفا: "نحن ليس لنا رأي في أي قانون، وإنما ما نفعله هو جمع القوى المسيحية التي تمثل كل التيارات الموجودة وزملاءهم كي يصلوا الى توافق على قانون. فنحن ليس لنا رأي بأي قانون ولا نطلب أي قانون، إنما نقول: لكون الستين بأساس ما نحن عليه اليوم، ولكوننا نريد فعلا العيش بالتنوع في الوحدة وإخلاصنا للميثاق اللبناني والعيش معاًً بالاحترام المتبادل والمساواة والا يكون اي طرف او مجموعة تحت الضغط فلا يجب العودة الى قانون الستين".

عما اذا يعتقد أنه سيتم التوافق قريباً على قانون انتخابي جديد على الاقل مارونيا، أجاب: "طبعا، نحن الموارنة متفقون، وقد أعلنوا في بيانهم انهم سيتناولون مع زملائهم النواب هذه المشاريع الثلاثة وسيختارون الذي يؤمن للجميع التمثيل الافضل، وكما تبدو الامور، سيسيرون في التراتبية في هذا المجال".

عن إلزامية أخذ القانون الجديد في الاعتبار ما جاء في اتفاق الطائف لجهة إجراء الانتخابات النيابية على أساس المحافظات وليس الدوائر الصغرى، أجاب: "هذا كله ما سيبحث في المجلس النيابي وباعتقادي سيتم التوصل الى قانون يرضي الجميع لان الارادات الطيبة ظاهرة عند الكل".

وأكد أن "ليس منطقياً ان يتغلب فريق على آخر، إنما يجب التوصل الى حل مع الكل وبين الكل، وهذا ما نعمل عليه من خلال اللجنة المصغرة في بكركي ومن خلال اللقاءات مع الوزراء والنواب والشخصيات، ونؤكد دائما لهم انه يجب الا يتغلب اي فريق على آخر لان لبنان قائم على التوافق، ويجب ان يتغلب المنطق والمبادئ فقط، وهي تقول اننا اخترنا في لبنان ان نعيش معاً، مسلمين ومسيحيين على تنوعنا، وان نعيش معاً على أساس الثقة التي تقتضي احتراما متبادلا، وقبولا متبادلا لبعضنا البعض حتى نبني الدولة اللبنانية كما هي منظمة في الدستور"، مشددا على ضرورة ان "نصل بالمنطق الى قانون يعطي أحسن تمثيل، من دون ان يفرض علينا أحد النواب لا بالمال ولا بالنفوذ ولا بالعدد ولا من خلال اي قوة اخرى".

وقال: "هذه المبادئ يجب ان يصل اليها اللبنانيون لإيجاد القانون الافضل الذي من شأنه ان يريح الجميع، اما ان يصل فريق دون آخر الى مبتغاه بالنسبة لمثل هذا القانون فذلك يعني اننا ما زلنا في صراعات، وانا ما زلت أؤمن بما أعرفه عن اللبنانيين من النيات الطيبة والحسنة اننا نستطيع ان نصل فعلا بالاتفاق مع بعضهم البعض الى القانون الأمثل، وهذا طبعاً يقتضي فضيلة نتمنى ان تكون عند الجميع وهي تحتاج الى تجرد. يجب عدم قياس اي قانون على قياس أحد، وهذا ما نسعى اليه دائما مع كل من نلتقيه ونتصل به في هذا المجال".

وعن موعد الإفساح للبنانيين بمناداة البطريرك ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني لتكريس الوحدة، أجاب: "بإمكانكم إطلاق هذا الامر منذ الآن، لان ألقاب سماحة وغبطة وسيادة ودولة ومعالي وسعادة هي تعابير اجتماعية تستخدم، وبإمكاننا تغييرها في أي لحظة، المهم ليس التسميات والألقاب، إنما الأهم كما تلاحظون عندما نلتقي في القمم الروحية في كنف بكركي او في دار الفتوى او اي مكان آخر في بيروت، تشعرون بمدى الأخوة والارتياح والفرح بين رؤساء الطوائف، وانا أؤكد لكم اننا عندما نجتمع يكفي ان توجه الدعوة من خلال هاتف والجميع يلبي لان هذه الأخوة التي بيننا مهمة جدا ومن شأنها ان تنعكس ايضا على الارض، وأعدكم منذ الآن انني عندما سألتقي سماحة المفتي سأناديه صاحب الغبطة علامة أخوة وتقدير وفرح كبير، وهذه ميزة الجميع، وهناك مأخذ علينا من الأجانب الذين يقولون لنا منتقدين اننا نلتقي بالسياسيين اللبنانيين في المناسبات فنراهم كالأخوة وعندما نشاهدهم على شاشات التلفزة يظهرون كالأعداء"، معتبرا أن "اللبناني لديه مخزون أساسي من العاطفة والانسانية والتلاقي ونتمنى ان نشهد هذا الفعل على المستوى السياسي، خاصة عندما يصلون الى اتخاذ القرارات".

وعن انتقاد البعض غياب الراعي في هذه الظروف عن لبنان بين الحين والآخر، أجاب: "نحن عندما نسافر نقوم بذلك لان البطريرك ليس للبنان فقط، إنما هو للكنيسة المارونية المنتشرة في كل العالم، والبطريرك هو بطريرك في كنيسة جامعة. وكما هو الحال في رحلتي هذه فأنا مجبر ان أكون في روما للمشاركة في حضور سينودس الاساقفة، كما لتلبية دعوة من دولة المجر والكنيسة في المجر، فأنا لست فقط للبنان، إنما علي ان ألبي الدعوة، والبطريركية لا تتوقف إذ لدينا نواب عامون فيها يديرون الامور في غيابنا كالمطران رولان ابو جودة وسائر النواب العامين الموجودين في بكركي، فادارادتنا موجودة. اذا على البطريرك ان يلاحق أوضاع أبنائه في لبنان وخارج لبنان وهو ينتمي للكنيسة الجامعة وعليه ان يلبي حاجاتها كافة".

وبعد الظهر وصل الراعي الى مطار لست فيرنس الدولي في هنغاريا، وكان في استقباله السفير اللبناني شربل اسطفان وعائلة السفير البابوي في المجر البيرتو بوتاري، وشخصيات ديبلوماسية وسياسية.

وفي صالون الشرف أكد الراعي "ان بين المجر ولبنان روابط عميقة تاريخية وتلاقياً في وجهات نظر كثيرة"، وتمنى "لهذه الدولة دوام التقدم والازدهار".

هذا وقبيل وصول الراعي الى المطار، رأى السفير اسطفان في تصريح "اهمية زيارة صاحب الغبطة التاريخية". وقال ان "العلاقة التي تربط المجر بلبنان تاريخية وعميقة جداً، ولها معان خاصة في قلوب ابناء المجر، فأول من بشر بالمسيحية على هذه الارض كان راهبان مارونيان لبنانيان سريانيان. ولا بد من الاشارة الى ان الحزب الحاكم، ومن ضمن سياسته الانفتاحية، شجع ايضاً على انتخاب اول نائب عربي لبناني في المجلس النيابي المجري وهو الدكتور بيار الضاهر من بلدة القليعة الجنوبية".

 

حمادة قرأ الفاتحة على ضريح الشهيد ابو كروم: سنستمر ساعين نحو عدالة مدنية وجزائية ولكن الأمل الأكبر في العدالة الإلهية

وطنية - الشوف - 30/9/2012 زار النائب مروان حمادة ضريح مرافقه الشهيد الرقيب الاول غازي ابو كروم في بلدة مزرعة الشوف، حيث وضع إكليلا من الزهر على الضريح وقرأ الفاتحة على روحه في ذكرى استشهاده، والى جانبه نجله كريم وعائلة الشهيد ابوكروم، وقاضي المذهب الدرزي الشيخ فؤاد البعيني ورئيس البلدية جهاد ذبيان، وعدد من الاهالي.وألقى حمادة كلمة بالمناسبة جاء فيها: "مرت ثماني سنوات على تلك الفاجعة، التي أودت بحياة الرفيق والمناضل والجندي المجهول الشهيد الأول لثورة الأرز غازي ابوكروم، ثمانية سنوات وهانيا وأنا والأولاد وأسامة ننتظر المحكمة الدولية، ثماني سنوات وتأتينا المعلومات والوعود والإيحاءات بأن التحقيق إنتهى وبأن القرار الظني على وشك الصدور وبأن المجرمين سيقتادون الى المحاكمة. المجرمون يواجهون قرارا ظنيا إلهيا قبل القرار الظني الزمني، وقد تبين مع الوقت بأن القاتل يقتل ولو بعد حين وبأن الظالم ستلاحقه شعوبه ولو بعد حين". أضاف: "وما يجري اليوم في ظل الربيع العربي في سوريا الشقيقة والارباك الذي يصيب بعض القوى اللبنانية، التي للأسف تحالفت في تلك الفترة السوداء لتنفيذ مآرب النظام السوري، هذه القوى ايضا تواجه ارباكا. ونحن كما فعل الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط ندعو من تورط في هذه الجريمة فاتحة الجرائم الأخرى ان يسلموا انفسهم، كل يوم نسمع عن مآثر فريق الدفاع في المحكمة الدولية وكل يوم نتقبل مناورة التأخير ونحن مؤمنون بأن العدالة لا تتساوى إلا بوجود إدعاء ودفاع، غير ان الرأي العام اللبناني ونحن أهل البقعة المناضلة في الجبل نحن الذين بكينا كمال جنبلاط في العام 77 بعد عملية الاغتيال التي طالته، ونحن الذي مشينا وراء نعش (الرئيس) رفيق الحريري في بيروت عام 2005 ووراء كل شهداء تلك الثورة، ننحني اليوم أيضا أمام شهداء الثورة السورية الكبرى التي ولو بعد عقود طويلة سيقتصون من المجرم". تابع: "يا حبيبتي هانيا انتظرنا كثيرا لكي تأخذ العدالة مجراها في قضية الشهيد الأكبر كمال جنبلاط، عقود طويلة ولا بد ان تأتي العدالة وهي آتية وهي تعبر الى مكانها الصحيح، نحن انتظرنا ثماني سنوات وسننتظر مع كل اهلنا هنا الى ان يعود الحق الى المعلم الشهيد ( كمال جنبلاط ) والى غازي، الذي هو على قياسه شهيد من أولاد كمال جنبلاط، سقط في بيروت في الأول من تشرين الاول 2004 ولم تمر إلا أشهر قليلة وإندلعت سلسلة الإغتيالات وإندلعت ثورة الأرز ولا تزال تداعياتها مستمرة حتى الأن. لا تيأسي ولن ايأس معك، سنستمر ساعين نحو عدالة مدنية وجزائية ولكن الأمل الاكبر في العدالة الإلهية".

 

"لقاء إيماني" مع الأسير في ميناء طرابلس شارك فيه فضل شاكر ووفد من "الشباب المسيحي الحر"

وطنية - طرابلس - 30/9/2012 نظمت "هيئة السكينة الإسلامية"، "لقاء إيمانيا" مع الشيخ أحمد الأسير بمشاركة فضل شاكر، في الهواء الطلق في محلة الكورنيش البحري - مقابل مسجد عمر بن الخطاب في مدينة الميناء - طرابلس، في حضور حشد شعبي ووفد من "الشباب المسيحي الحر" برئاسة فريد الدكان. تحدث خلال اللقاء رئيس الهيئة أحمد الايوبي الذي انتقد بشدة إحراق المحال والمؤسسات في طرابلس خلال مسيرة التضامن مع النبي محمد (ص)، واعتبر ان من وقف وراء احراق مطعم ال KFC "انما أراد ان يظهر صفة غير حقيقية عن المسلمين". ثم تحدث الشيخ زكريا المصري، معلنا تضمانه "مع الثورة في سوريا". وفي كلمته شدد الأسير على التمسك بالقيم الايمانية، وقال "عندما نلتزم ونصر على طاعة ربنا فلن يستطيع احد ان يتغلب علينا، لا من تقف وراءه ايران ولا حتى ايران نفسها". وقدم فضل شاكر اناشيد عدة للمناسبة.

 

طريق القدس الإيراني يمر من الحجيرة

داود البصري/السياسة

لم تشوه قضية , ولم يتم التلاعب و بشعوذة رهيبة مع ملف كما تم مع القضية الفلسطينية وملف النضال الوطني التحرري للشعب الفلسطيني, فقد لعبت مختلف الأنظمة العربية التي كانت مصنفة ثوريا على تلك النقطة الحساسة في ملفات الصراع الدولية , بل إن أنظمة البعث في العراق وسورية قد اعتبرت تلك القضية بمثابة القضية المركزية لهما ومع ذلك فلم يسيء أحد لقدسية القضية وللشعب الفلسطيني مثلما فعل نظاما البعث النافق في العراق و الذي ينتظر الإضمحلال في الشام , ففي دمشق لم يتبق من القضية الفلسطينية عمليا سوى فرع مخابراتي إسمه فرع فلسطين وفي العراق كل شيء طار مع اللقلق وتبدد في الهواء و لم تبق سوى الذكريات وأية ذكريات بعد أن تم إبعاد اللاجئين الفلسطينيين في العراق للبرازيل.. وقد دخل الإيرانيون و منذ بداية نظام الملالي على خط تلكم القضية وحاولوا إستثمارها إعلاميا بسلسلة من حملات الدعاية الكبرى التي ثبت فيما بعد بطلانها و تهاويها وانضم النظام الإيراني لأشقائه من أنظمة المخابرات العربية في اللعب بذلك الملف وخلق الأزمات و توسيع الإنشقاقات و تكوين دكاكين سياسية و منابر إعلامية تروج للسياسة الإيرانية تحت شعار محاربة الصهيونية والإستعمار و إجبارهما على الدخول في الغار! ولكن هل تغير شيء على أرض الواقع , وهل تحققت أمنيات و رغبات و تطلعات الشعب الفلسطيني  وهل عاد أحد لدياره بل هل تأسست وتكونت فعلا الدولة الفلسطينية المنشودة و عاصمتها القدس الشريف.. الجواب معروف ولاحاجة بنا للإفاضة في الشرح و التوضيح و التعليل , لقد مارس النظام السوري المجرم إرهابة وسطوته و ساديته الدموية طيلة مايقارب النصف قرن على دعاية الصمود و التصدي ودعم النضال الفلسطيني ليكشف اليوم عن حقيقته الصاعقة ووجهه الدموي البشع من خلال توجيه جيشه اللاعربي لا لدك المستوطنات الصهيونية ولا لزرع الرعب في قلوب المستوطنين اللصوص ولا لردع العدو وتحرير الأرض التي سلمها الأب القائد الخالد للصهاينة في الجولان !! بل لدك و تدمير المدن السورية الثائرة الحرة , ولتدمير و تشريد الشعب السوري الحر , ولقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء بحجة مطاردة العصابات المسلحة وقبر المؤامرة الدولية المزعومة , وهو ما يفعله اليوم بكل عزيمة وهمة و إقتدار وبأسلوب همجي لم تلجأ له إسرائيل نفسها وهي تشرد الشعب الفلسطيني ! , و الغريب إن مهرجان القتل السوري قد تحول لساحة سباق أممي فقد إنضمت لعصابات النظام كل حثالات الدنيا من روسيا المافيوزية مرورا بالشطار و العيارين و التجار في الصين وكوريا الشمالية و إمتدادا مع فيالق حرس النظام الإيراني الإرهابية والعصابات الطائفية المسعورة المرتبطة به في العراق ولبنان وبلاد ماوراء النهر إنه الماراثون الفاشي الإرهابي لذبح الشعب السوري و محاولة إجهاض ثورته التاريخية الجبارة , وطبعا أخطر و أحقر الأدوار هي تلك التي يقوم بها النظام الإيراني وهو يفعل آلته العدوانية في ذبح الشعب العربي السوري في ظل صمت عربي مؤسف و مجلل بالعار بل إن بعض العرب كالنظام العراقي لم يخجل من مساندة ذلك النظام وتسهيل مهامه الإرهابية من الناحية اللوجستية و طبعا لن نتحدث عن اللوبيات الإيرانية في الخليج العربي و التي تقدم دعما ماديا و تعبويا كبيرا للنظام السوري و بتنسيق كامل مع الإيرانيين كما يفعل ذلك الآغا في الكويت مثلا وهو الذي يصدع الدنيا بالتآمر العلني على مملكة البحرين و التحريض على السعودية ومع ذلك فهو مازال يسعى بخبث لا نظير له , ومن أمن العقوبة أساء الأدب... النظام الإيراني وعلى عادته التاريخية في خلط الأوراق يدعي بأن الدفاع عن نظام سفاح الشام يعني تعبيد الطريق لتحرير القدس!! لذلك فإن قوات الحرس الثوري تقاتل اليوم في السيدة زينب و في  الحجيرة  في ريف دمشق!! و تضع خبراتها الإرهابية في خدمة نظام القتل السوري , وسابقا طرح ذلك النظام نظرية و شعار  إن طريق القدس يمر من كربلاء  كتغطية ساذجة لهدف إطالة الحرب مع العراق و لتحقيق الأهداف الإيرانية كاملة ومع ذلك فشل الإيرانيون في تحقيق ذلك الهدف ? ولم يفتحوا كربلاء ولا حتى شبراً من أرض العراق قبل أن تتسبب حماقات صدام والولايات المتحدة فيما بعد بتمكين النظام الإيراني بتحقيق أحلامه , ودخلوا كربلاء فعلا بل هيمنوا على القرار في بغداد.. ومع ذلك ما زال طريق القدس بعيدا و أبعد من الماضي بل تحول لحلم لايتحقق ومع ذلك فإن الإيرانيين اليوم قد أعادوا صياغة الشعار وبتحديث جديد يتمثل في كون: (طريق القدس يبدأ من الحجيرة ) لذلك فإن قطعان الحرس الثوري الإيراني لا تجد خيارا اليوم سوى القتال و الالتحام المباشر مع أحرار الشام في ريف دمشق , وهو إلتحام ستكون نتيجته النهائية هزيمة ساحقة للعنصريين في طهران الذي سيجرعهم أبطال الشعب السوري كؤوس هزيمة السم الزعاف, وعلى البغاة وأهل الدجل والخرافة ستدور الدوائر هذه المرة , إنها رياح الحرية المقدسة التي ستعصف بالقتلة والدجالين.

  

الدول الغربية تُقدّر تصرُّف «حزب الله» حاليّاً»

شارل جبور/جريدة الجمهورية

ينطوي كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الزميلة «السفير» على رسائل عدة، وتحديداً عندما سئل «عمّا إذا كان دفاعه عن «حزب الله» يشكّل إحراجاً له أمام الدول الغربية، خاصة بقوله إنّ الحزب «يتصرّف بطريقة عقلانية»، وحيث أجاب: «هذا هو الواقع، والتعبير عنه لا يشكّل إحراجاً لي، وأعتقد أنّ الدول الغربية بدورها تقدّر هذا التصرّف من قِبل «حزب الله» في لبنان في الوقت الحاضر».

قوّة استمرار الحكومة متأتّية من عاملين: سلاح "حزب الله" في الداخل، وحاجة الخارج إلى "الستاتيكو" (ريشار سمّور)

ولعلّ أبرز الرسائل التي أراد ميقاتي إيصالها تكمن في الآتي:

أوّلاً، أنّ دفاعه عن "حزب الله" أمام الدول الغربية لا يشكّل إحراجاً له، وهو إعلان واضح باستمرار التحالف مع الحزب، وإقرار بمواصلة الدور الذي على أساسه تمّت تزكيته لرئاسة الحكومة في ظلّ حاجة "حزب الله" إلى وجه يعكس الثقة لدى دوائر القرار ولا يؤدّي ترئيسه إلى قطع العلاقات مع لبنان، فضلاً عن حاجته لميقاتي من أجل تسويق الحزب وتبييض صفحته

ثانياً، أنّ الحزب "يتصرّف بطريقة عقلانية"، والدليل أنّ الحكومة، وفق ميقاتي، "التزمت بالقرارات الدولية وبتعهّداتها الخارجية كافّة"، وهذا ما يؤكّد أنه بخلاف الانطباع الذي يحاول "حزب الله" أن يعكسه بأنه يريد إسقاط الاستكبار في بيروت، فيما كلّ همّه انتزاع اعتراف من المجتمع الدولي بدوره، شأنه شأن النظامين السوري والإيراني، وفي هذا الإطار بالذات تدخل مناشدة السيّد حسن نصرالله هذا المجتمع بغية إعطاء حكومته فترة سماح لسنة قبل إصدار الأحكام بحقّها.

ثالثاً، أنّ الدول الغربية تقدّر تصرّف "حزب الله" في لبنان في الوقت الحاضر، ولكن هذا التقدير ليس مفتوحا أو "شك" على بياض، بل يتصل فقط بالحاضر، أي بإبقاء لبنان بمنأى عن الأزمة السورية، لأنّ الإرادة الدولية تريد حصر تداعيات هذه الأزمة داخل الجغرافيا السورية وعدم تحويلها إلى أزمة إقليمية، وطالما "حزب الله" ملتزم هذه الأجندة فهو محط تقدير الدول الغربية التي لا تريد أن تشغل نفسها بأيّ قضية خارج الأزمة السورية.

وعليه، لعلّ أبرز ما يمكن استخلاصه ربطاً بما تقدّم يتمثل بالآتي:

أ- إنّ الحكومة مستمرة حتى إجراء الانتخابات النيابية، وهذا في حال إتمامها، حيث إنّ قوة استمرارها متأتية من عاملين: سلاح "حزب الله" في الداخل، وحاجة الخارج إلى "الستاتيكو" في لبنان.

ب- إنّ أفضل تفسير أو الأكثر واقعية لضبط الفلتان بشكل مفاجئ بعد أن كان الانطباع المستند إلى وقائع يؤشّر إلى انزلاق البلاد إلى فوضى ما بعدها فوضى، مفاده أنّه عندما أيقن "حزب الله" أنّ المجتمع الدولي سيسحب الغطاء عن الحكومة التي تحوّلت من عامل استقرار ولو نسبيّ إلى عامل تفجير، وأن يستتبعها ربما بالتجاوب مع مطلب نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية-السورية، منح هذه الحكومة الضوء الأخضر لضبط الفلتان الذي كان الحزب وارءه بغية إعادة تعزيز رصيدها الخارجي، خصوصا أنّها من أهمّ أوراقه الاستراتيجية في هذه المرحلة.

ج- إنّ عنوان الاستقرار في لبنان الذي يبدّيه المجتمع الدولي على أيّ شيء آخر يجعله أميَل إلى تجميد الوضع فيه على الرغم من إدراكه لخطورة الدور الإقليمي لـ"حزب الله"، إلّا أنّ هذا الأمر حوّل الاستقرار إلى ورقة ابتزاز بيد الحزب، خصوصاً أنّ المجتمع الدولي حاول جسّ نبض قوى 14 آذار عند انفلات الوضع لجهة ما إذا كان بإمكانها الحفاظ على الاستقرار في حال استلامها للسلطة، والجواب بالتأكيد كان في نفي ذلك، لأنّ هذه الورقة بيد الحزب وهو يحرّكها وفق الاتجاه الذي يخدم سياساته، وبالتالي، في ظلّ هذا الواقع من الأنسب تحميل الحزب مسؤوليّة أيّ خلل يصيب الحياة السياسية بدلاً من رفعها عنه ووضعها لدى 14 آذار التي لا تستطيع ضمان أيّ شيء في ظلّ سيطرته .

د- إنّ هذا الوضع مرشّح للاستمرار حتى انتهاء الأزمة السورية، لأنّ غضّ النظر الحالي عن "حزب الله" مؤقّت ربطاً بتلك الأزمة، وأمّا محاولات الحزب تأبيد هذا الواقع عبر ابتزاز 14 آذار بغية الموافقة على القانون الذي يؤمّن له الفوز فلن تجدي نفعاً، لأنّه عندما تقترب ساعته الدولية فلن يختلف وضعه عن وضع الوجود السوري في لبنان.

 

القانون «حلبة الصراع» وجنبلاط يشعر بـ «استهداف مزدوج»

«حزب الله»: طلائع «اجتياح مالي» انتخابي بدأت تطل

بيروت ـ «الراي/يتجه الوضع الداخلي في لبنان نحو مرحلة محفوفة بغموض كبير جراء فتح ملف قانون الانتخابات النيابية وحتمية بتّه كاستحقاق يصعب تمييعه من الآن وحتى نهاية السنة الجارية.

واذا كان معظم الأفرقاء السياسيين توافقوا ضمناً في جلسة اللجان النيابية المشتركة الاسبوع الماضي على اعتبار بداية يناير المقبل الموعد الطوعي للانتهاء من المناقشات المتعلقة بقانون الانتخاب والذهاب الى التصويت في نهاية المطاف في الهيئة العامة، فان ذلك لا يعني في رأي أوساط نيابية وسياسية واسعة الاطلاع ان هذه المهلة ستفضي حتماً الى حسم ايجابي لهذا الملف باعتبار ان كل عوامل الصراعات الداخلية والتأثيرات الخارجية على الوضع اللبناني باتت او ستصبح عوامل مذكية للخلافات القائمة حول هذا القانون.

وتقول هذه الاوساط لـ «الراي» ان من الواضح تماماً ان الأفرقاء المسيحيين تقدموا واجهة المسرح الداخلي في الاسبوع الماضي وحوّلوا معركة القانون الانتخابي معركة مسيحية - مسيحية بالدرجة الاولى، وهو امر ينطوي على ناحية ايجابية من جهة وناحية سلبية من جهة اخرى. ففي الناحية الايجابية قد يكون الطابع الخلافي المسيحي أفضل لمجمل المشهد الداخلي لان من شأنه ان يخفف التوتر المذهبي السني - الشيعي كما يوفّر للمسيحيين كجماعات سياسية دوراً طليعياً في ملف حساس سيترتّب عليه رسم الوجهة التي سيسلكها لبنان في السنوات الاربع التي ستعقب الانتخابات النيابية اواخر ربيع 2013، ما يعيد اليهم تالياً دوراً اساسياً في صناعة المصير السياسي للبنان في هذه الظروف الصعبة داخلياً واقليمياً.

اما من الناحية السلبية، فان الاوساط ترى ان بوادر تصاعد العداوات المسيحية - المسيحية يرتّب على الافرقاء الاساسيين لديهم مسؤولية كبيرة في احتمال اضعاف دورهم مجدداً وخصوصاً ان الخلافات لا تنحصر هذه المرة بين فريقيْ 14 آذار و8 آذار بل تتمدد الى داخل كل «معسكر». ففريق 14 آذار المسيحي وان كان قدم مشروعه للدوائر الصغرى فهو يواجه مشكلة اساسية مع الحليف المفترض وليد جنبلاط المتمسك بقانون الستين، من دون معرفة السقف الذي يرضى به ايضا «تيار المستقبل» (يتزعمه الرئيس سعد الحريري) ولو كان هذا التيار غطى مشروع مسيحيي 14 آذار مبدئياً.

اما فريق 8 آذار المسيحي فيبدو كأنه يتلاعب على ازدواجية انتخابية وسياسية في تصويته على مشروع الحكومة من جهة وتقديمه اقتراحاً آخر يعتمد على ما سمي طرح «اللقاء الارثوذكسي» الذي ينادي بانتخاب كل طائفة لنوابها، والاقتراح الاخير يلقى معارضة شديدة من حلفاء مسيحيي 8 آذار اي الثنائي الشيعي «امل» و«حزب الله».

وفي هذا السياق تلفت الاوساط الى ان بكركي نفسها تبدو كأنها انساقت وراء الانفعالات الناشئة عن الخلافات المسيحية ولو انها تسعى جاهدة الى حمل الافرقاء المسيحيين على التوافق على قانون الانتخاب. وتبدو الاوساط في هذا الاطار حذرة للغاية حيال صوابية او عدم صوابية الخطوة التي أقدم عليها مجلس المطارنة الموارنة في اتخاذه موقفاً علنياً جازماً وحاسماً في رفض الابقاء على قانون الانتخاب الحالي المسمى قانون الستين، بما يعني من الزام بكركي موقفاً مسبقاً من اتجاه معين لم يكن منتظراً منها اتخاذه نظراً الى حرصها التقليدي على عدم الغوص في تفاصيل اللعبة السياسية.

وتضيف هذه الاوساط انه حتى مع التسليم بان هناك اجماعاً مسيحياً على رفض قانون الستين، فان ثمة خشية بان يكون موقف المطارنة الموارنة قد جاء مبكراً جداً واستباقياً الى حدود كبيرة، وكان من الافضل ان تتريث بكركي في هذا الموقف في انتظار معرفة حظوظ محاولاتها للتوفيق بين الاطراف المسيحيين على البديل على الاقل لئلا تمنى بنكسة معنوية في حال اخفاق جهودها. كما ان هذا الموقف، وان لم يكن اثار ردود فعل علنية سلبية، بدا كأنه تسبب بتوجس لدى بعض الاطراف الاساسيين الاخرين ولا سيما منهم النائب وليد جنبلاط الذي تقول الاوساط انه قد يكون استشعر استهدافاً مزدوجاً له في الايام الاخيرة. فمن جهة يبدو مشروع مسيحيي 14 آذار، خطراً محققاً عليه اكبر من خطر النسبية في مشروع الحكومة. ومن جهة اخرى جاء موقف بكركي بمثابة خط أحمر مانع لقانون الستين ليظهر جنبلاط ضمناً المستهدَف الاساسي ايضاً بهذا الموقف. وهو امر لن يكون ممكناً تجاوز دلالاته وانعكاساته في المرحلة الطالعة وخصوصاً ان جنبلاط يملك الحل والربط والقدرة المستمرة على ترجيح الكفة من خلال كتلته التي ترجّح الكفة بين 14 آذار و8 آذار من دون منازع، حتى ان اوساطاً سياسية تربط موقفه من قانون الانتخاب بهذه النقطة تحديداً بمعنى انه يرفض اي قانون يمس من جهة زعامته في الشوف ويضرب من جهة اخرى موقعه في اللعبة السياسية كـ «بيضة القبان». في موازاة ذلك، وفيما بدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس زيارة للبيرو لترؤس الجانب العربي في القمة العربية - الاميركية اللاتينية التي تبدأ اعمالها غداً في ليما على ان ينتقل بعدها الى كل من الارجنتين والاورغواي، اعلن رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد «ان كل من يطرح صيغة لقانون الانتخاب بمعزل عن اتفاق الطائف يتنكر للوفاق الوطني ويخرج من الوحدة الوطنية ويغرد لوحده من اجل ان يحقق مصالحه الخاصة». وقال رعد: «الطائف يدعو الى صيغة قانون انتخاب تحقق اوسع واشمل واعدل تمثيل للناس في مجلس النواب، وتعتمد المحافظة بعد اعادة النظر في المحافظات»، مضيفاً: «معنى ذلك ان الطائف استبعد الدوائر الصغرى، وأي صيغة لا تفتح مجالا لأوسع تمثيل هي صيغة مناقضة لاتفاق الطائف».

وفي السياق نفسه، طالب نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «بقانون انتخاب على قياس الوطن»، وقال: «هم يريدون قانونا على قياس مشروعهم للوصول الى السلطة وتنفيذ التزامات خارجية ونحن نريد الانتخابات معبرا لتفعيل المشاركة الوطنية. هم يريدون الانتخابات معبراً للثأر والاستئثار وهذا مشروع يجر البلد الى أزمات ومخاطر كبرى».

أضاف: «بدأت طلائع الاجتياح المالي الانتخابي تطل الى لبنان، يريدون من خلالها شراء أصوات الناخبين للوصول الى مشروع الثأر والاستئثار والامساك بالسلطة، والجهات التي تمول الفتنة في سورية تريد أن تمول المشروع الفتنوي في لبنان وهذا هو الفارق بيننا وبينهم. هم يراهنون على الأزمة في سورية وعلى الانتخابات في لبنان وعينهم على سلاح المقاومة، وبدأوا من الآن يتوعدون معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ونقول لـ 14 آذار ولمن يموّل ويدير هذا الفريق من دول اقليمية ودولية ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي أقوى وأصلب وأرسخ من أن تهتز بكل الانتخابات مهما كانت نتائجها وبكل التطورات في سورية مهما كانت نتائجها».

 

لبنان: التفاهم السياسي على مرحلة ما بعد الانتخابات شرط لإنجازها في موعدها وإلاّ...

بيروت – محمد شقير/الحياة

تعاود اللجان النيابية المشتركة اجتماعها غداً الثلثاء للبحث في قانون الانتخاب الجديد الذي لن يقتصر على المشروع الذي أعدته الحكومة وأحالته على البرلمان ويقضي باعتماد النظام النسبي وزيادة عدد أعضاء المجلس النيابي من 128 نائباً الى 134، وإنما يشمل اقتراح القانون الذي تقدم به نائب حزب الكتائب سامي الجميل و «القوات اللبنانية» جورج عدوان والوزير السابق النائب بطرس حرب والمشروع الذي تبناه «تكتل التغيير والإصلاح» بزعامة ميشال عون ويعرف باسم المشروع الأرثوذكسي الذي ينص على ان تنتخب كل طائفة نوابها، إضافة الى قانون عام 1960 الذي تتعامل معه «جبهة النضال الوطني» بزعامة وليد جنبلاط على أنه خيارها الوحيد لخوض الانتخابات النيابية في ربيع عام 2013 فيما يقترح رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعتماد النظام النسبي على أساس جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة أو تقسيمه الى دوائر انتخابية على أساس المحافظات بعد إعادة النظر في تقسيمها.

لكن استئناف البحث هذه المرة في قانون الانتخاب الجديد لن يحمل أي جديد طالما ان مواقف الكتل النيابية ما زالت على حالها وانضم اليها أخيراً مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يرفض إجراء الانتخابات على أساس قانون عام 1960. ويأتي موقف مجلس المطارنة الموارنة ليؤكد الإجماع المسيحي الرافض لقانون 1960 على رغم ان اللجنة المنبثقة من الاجتماع الماروني الموسع لم تتفق حتى هذه الساعة على المشروع الانتخابي البديل وأبقت على اجتماعاتها مفتوحة في محاولة للتفاهم على قانون انتخاب يرتضيه المسيحيون.

لذلك، فإن اجتماع اللجان غداً سينتهي الى ما انتهى اليه الاجتماع الأول الذي انفض وسط انقسام حاد حول المشاريع المطروحة لإنتاج قانون جديد، وتكاد تكون الخلاصة العامة المتوقعة للمناقشات نسخة طبق الأصل عن الأجواء التي سادت الاجتماع السابق. وفي هذا السياق، يرى عدد من النواب المنتمين الى الأكثرية والمعارضة ضرورة التمهل في دعوة اللجان المشتركة للبحث في قانون الانتخاب الجديد بذريعة أن الأجواء التي ستسيطر على الجلسة ستؤدي الى مزيد من الاحتقان في ظل غياب حد أدنى من التفاهم، فيما يرى البعض الآخر أن اللجان مضطرة للاجتماع طالما ان الحكومة أحالت مشروعها على المجلس النيابي وإلا ستكون محرجة أمام الرأي العام اللبناني ومن خلاله الرأي العام الدولي لأنها كانت تنتقد الحكومة على تأخرها في إعداد المشروع وبالتالي لا يستطيع البرلمان أن يجيز لنفسه ما سبق له وانتقد غيره على تقصيره في انجازه.إلا أن هذا الاختلاف، من وجهة نظر نواب آخرين، يبقى شكلياً لأن العادة جرت في السابق على التفاهم على الخطوط العريضة لقانون الانتخاب من خارج اجتماع اللجان النيابية التي تتريث في حسم الموقف منه ريثما يحظى بتأييد الأكثرية النيابية التي تبادر الى إسقاطه على طاولة اللجان للتوافق عليه وتصديقه لاحقاً في الهيئة العامة.

ويؤكد عدد من النواب ان سبب التريث في حسم الموقف من قانون الانتخاب يكمن في ان البلد يقف أمام مرحلة سياسية جديدة مصدرها الرهان من قبل قوى 14 آذار على ان الأزمة السورية التي ستتصاعد تدريجاً ستنتهي الى تغيير النظام الذي يتزعمه الرئيس السوري بشار الأسد في مقابل رهان قوى 8 آذار على أن النظام سيتغلب على الأزمة ويعود مجدداً الى الإمساك بزمام المبادرة... مع ان عون بادر في جولاته الانتخابية الى تخويف المسيحيين من سقوط هذا النظام بذريعة ان البديل معروف في ظل تعشش الأصولية التكفيرية في شمال لبنان. ويضيف هؤلاء أن الانتخابات النيابية هذه المرة تشكل محطة رئيسة لإعادة انتاج السلطة السياسية في لبنان معطوفة على أن المجلس المنتخب يقرر مصير رئاسة الجمهورية في ربيع 2014.

خلية أزمة

ويرى النواب ان قيادة «حزب الله»، بعيداً عن علاقاته الخاصة بالنظام السوري وتحالفه مع الرئيس الأسد، باشرت منذ فترة زمنية تشكيل خلية أزمة لمواجهة كل الاحتمالات في حال نجحت المعارضة السورية في تغيير هذا النظام انطلاقاً من تداعياته السياسية على لبنان. وهي بدأت تتحضر للإمساك، بالتعاون مع حلفائها، بالبلد من خلال ضمان فوزها بأكثرية المقاعد النيابية وهذا ما يفسر تشدد أكثر من مسؤول في الحزب في دفاعه عن اعتماد النظام النسبي باعتباره الممر الإجباري الذي يمنع المعارضة من تسجيل تفوق في الانتخابات يمكّنها من استرداد زمام المبادرة.

ولا يستبعد النواب وصول اجتماعات اللجان الى المراوحة من دون أن تحقق أي تقدم يذكر ما لم يتم، قبل إقرار القانون، التفاهم على طبيعة المرحلة السياسية التي ستفرزها الانتخابات وهي تشمل الاتفاق المسبق على رئيس الجمهورية العتيد وشكل الحكومة والحقائب الوزارية الرئيسة وأولاها تلك المعروفة بالسيادية إضافة الى رئاسة البرلمان.

كما ان هؤلاء النواب يرفضون التعامل مع ما صدر عن النائبين نواف الموسوي وعلي عمار (حزب الله) في جلسة اللجان الأولى لجهة إصرارهما على أن تجرى الانتخابات على أساس قانون جديد وكأنه رد فعل لا يلزم حزبهما بما صرحا به، ويؤكدون انهما يضغطان من أجل فتح حوار يتجاوز القانون الى التفاهم على مرحلة ما بعد الانتخابات.

ويتوقف النواب أمام المقاربة السياسية لقانون الانتخاب في السابق ويقولون ان النظام السوري قبل خروج جيشه من لبنان في نيسان (ابريل) 2005 كان يتحكم بالانتخابات النيابية ترشحاً وتحالفاً وتركيباً للوائح الانتخابية باعتبار ان كل ذلك يؤمّن له التدخل في انتخابات رئاسة الجمهورية وفي تشكيل الوزارات.ويضيفون ان تأثير النظام السوري، مع خروج جيشه، من لبنان بدأ يتراجع بدءاً من الانتخابات النيابية عام 2005، لكنه لم يفقد تأثيره كلياً بفضل حلفائه في لبنان الذين توصلوا قبل موعد إتمامها الى ما سمّي بالتحالف الرباعي مع تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي وحزبي القوات والكتائب والذي قاد حتماً الى التفاهم على قيام حكومة برئاسة فؤاد السنيورة وإعادة انتخاب بري رئيساً للمجلس النيابي.

لكن التحالف الرباعي، كما يقول النواب، لم يصمد طويلاً، ليس بسبب تصاعد الاختلاف داخله فحسب، وإنما جراء توصل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وعون الى ورقة تفاهم مطلع العام 2006 سبقت عدوان تموز (يوليو) 2006 الذي شنته إسرائيل ضد لبنان...

وترتب لاحقاً على حرب تموز، وفق النواب أنفسهم، إعادة خلط الأوراق السياسية على خلفية تبادل الاتهامات بين قوى 14 آذار وخصومها والتي بلغت ذروتها في أحداث أيار (مايو) 2008 والتي لم تتوقف إلا بعد تدخل عربي ودولي دفع في اتجاه اقناع جميع الأطراف بالذهاب الى الدوحة في قطر وتوصلهم الى اتفاق سياسي شمل هذه المرة رئاسة الجمهورية – بعد فراغ سدة الرئاسة الأولى – بانتخاب قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وبإعادة تسمية السنيورة رئيساً للحكومة وإجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون 1960 مع بعض التعديلات الطفيفة واشتراك «التيار الوطني الحر» وللمرة الأولى في هذه الحكومة. وبنتيجة الانتخابات عام 2009 سمّي رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري، وللمرة الأولى، رئيساً للحكومة، مع ان المنافسة بلغت ذروتها بين 14 آذار و8 آذار باستثناء التوافق على الدائرة الثانية في بيروت «الباشورة». وكانت على خلفية الانقسام السياسي الحاد بين حلفاء النظام السوري وخصومه. وبصرف النظر عن الانقلاب الذي أطاح حكومة الحريري بعد خروج وليد جنبلاط من قوى 14 آذار والدور الذي لعبه النظام السوري على هذا الصعيد، فإن الانتخابات النيابية في الدورات السابقة بما فيها تلك التي أعقبت انسحاب الجيش السوري من لبنان لم تكن تجري تتويجاً للاتفاق على قانون الانتخاب وإنما محصلة للتفاهم السياسي بين الناخبين الكبار على مرحلة ما بعد إتمامها.ويسأل النواب: «هل إن حزب الله مع إجراء الانتخابات قبل التفاهم السياسي على العناوين الرئيسة للمرحلة التي ستليها خصوصاً أنه، وغيره من الأطراف، كانوا يشترطون التفاهم أولاً؟ وكيف سيكون موقفه في الوقت الذي تمر فيه سورية بمرحلة انتقالية يمكن ان تبدل جذرياً المشهد السياسي، خصوصاً في حال اعتقاده بأن النظام النسبي وحده يدعوه للاطمئنان الى قدرته وحلفائه في الحصول على غالبية المقاعد النيابية؟».

التفاهم على البدائل

لذلك، فإن غياب الحد الأدنى من الاتفاق السياسي على طبيعة المرحلة المقبلة من شأنه، كما يقول النواب، ان يعقّد مهمة اللجان النيابية في التوصل الى مشروع قانون انتخاب جديد. وكذلك فإن الإجماع المسيحي على رفض قانون 1960 لا يعني ان التفاهم سالك على البدائل طالما ان حزبي «القوات» والكتائب ومعهما بطرس حرب يؤيدون قانون الدوائر الصغرى التي يقاومها عون ويخير اللجنة المنبثقة من الاجتماع الماروني الموسع بين اعتماد المشروع الأرثوذكسي أو تبني موقف الحكومة المؤيد للنظام النسبي من دون أي تعديل، مع ان حلفاءه لا يبدون حماسة لأي قانون يجيز لكل طائفة ان تنتخب ممثلها في البرلمان.وفي المقابل فإن جعجع يتمسك بالدوائر الصغرى وقد يطور موقفه لمصلحة تبني النظام النسبي مشترطاً تعديله لجهة تقسيم الدوائر الانتخابية وهذا ما يعترض عليه تيار «المستقبل» متناغماً في موقفه مع جنبلاط. ومع ان «المستقبل» لا يمانع البحث في الدوائر الصغرى مراعاة منه للخصوصية المسيحية الرامية الى إتاحة الفرصة أمام المسيحيين لانتخاب أكثرية نوابهم، إلا انه يشدد على ضرورة التفاهم مع جنبلاط استناداً الى ان تبديد هواجس هذا الفريق لا يبرر إثارة الهواجس لدى فريق آخر وصولاً الى تحجيمه في إشارة الى «جبهة النضال الوطني». وأخيراً يبدو أن الآمال ليست معقودة على اللجان النيابية لتظهير الخطوط العريضة لقانون الانتخاب، وبالتالي لن تتمكن من تسجيل خرق يساهم في تضييق رقعة الخلاف ويفتح الباب أمام البحث عن مخارج للمأزق الانتخابي فيما «الانتفاضة» المسيحية بقيادة البطريرك الراعي الرافضة لقانون 1960 رسمت سقفاً لا يمكن تجاوزه من دون أن تخلق المناخ أمام توافق الأطراف المسيحيين على البديل... ويبقى السؤال: هل ستجرى الانتخابات في موعدها إذا تعذر الاتفاق على القانون أم يصار الى التمديد للمجلس الحالي باعتبار ان قانون 1960 ما زال نافذاً لكن تسويقه يواجه «الفيتو» المسيحي عليه؟ ومن يجرؤ على اتخاذ قرار التأجيل وتحمل تبعاته محلياً ودولياً؟

 

لماذا ينتخب اللبنانيون؟

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

«غالبا ما يفوز المرشحون والمرشحون في الانتخابات.. لأن ناخبيهم يحرصون على التصويت ضد منافسيهم» (فرانكلن بي آدامز)

هل تشعرون بأن ثمة انتخابات تبدو أعلى حرارة بكثير من الانتخابات الرئاسية الأميركية المطلة علينا بعد أقل من خمسة أسابيع؟

الانتخابات التي أقصد هي تلك المتوقعة في لبنان خلال ربيع 2013. وهي وإن كانت تفتقر أساسا لجوهر الديمقراطية المطلوب لأي انتخابات، وستكون مزورة سلفا في ظل احتفاظ أحد الأطراف التي ستخوضها بسلاحه.. تظل تجربة تستحق التوقف عندها مليا.

بادئ ذي بدء، يعتبر لبنان، على صغر حجمه، «ثرمومترا» للمناخ السياسي والأمني في المنطقة. وهو يشكل اليوم «خط الهدنة» بين إسرائيل وإيران، في حين يتوجب على شعبه أن يدرك حقيقة أنه غدا أشبه ما يكون بركاب حافلة مخطوفة. فلا إسرائيل تحترم للبنان حرمة أو سيادة... ولا إيران تتعامل مع لبنان على أنه بلد له أهله وناسه.

المسألة كلها مسألة «خانة» على رقعة شطرنج في لعبة إقليمية قاتلة يسودها التمويه والمناورات.

في هذه الأثناء ليس لدى اللبنانيين، على الرغم من طول باعهم في ممارسة فعل الانتخاب، أي فكرة عن الديمقراطية الحقيقية. وحقا، ثمة فوارق أساسية بين الاقتراع من حيث هو مجرد ممارسة... وبين الديمقراطية التي هي حالة تتلاقى فيها شروط الوعي السياسي والمحاسبة والمسؤولية، ناهيك من عنصر الصدق مع النفس ومع الآخرين.

هذه الأيام تغص صفحات الصحف اللبنانية وتزدحم نشرات الأخبار التلفزيونية بالمواقف والتنظيرات التي قد تترجم أي شيء إلا الرغبة الصادقة بديمقراطية حقيقة وتمثيل سياسي صحيح. أما الإيجابية الوحيدة وسط سيل السلبيات فهي أن بعض الأطراف باتت تتكلم «على المكشوف» عن إصرارها على تحرير الصوت الطائفي من دون مواربة ومثاليات كذابة. وبالفعل، جاء مشروع ما يسمى بـ«اللقاء الأرثوذكسي» - الذي لا ندري ما هي نسبة تمثيله لطائفة الروم الأرثوذكس - ليكسر المحظور... ويطالب علانية بأن تختار كل طائفة نوابها. الصراحة هنا بداية طيبة.

ردة الفعل المقابلة، وهي ليست جديدة على أي حال، جاءت كما هو متوقع من الثنائي الطائفي الشيعي حزب الله وحركة «أمل»... المستقوي بالسلاح و«المال الشريف» على باقي اللبنانيين، وعلى رأسهم رهائنه من أبناء طائفته. ومجددا كانت ذريعة «الثنائي» المسلح احترام الديمقراطية العددية التي لا تصح إلا بالتمثيل النسبي والدوائر الموسعة. ولمن لا يعرف التفاصيل، حيث يكمن «الشيطان» كما يقول المثل، أقول إن «الثنائي» الشيعي المسلح يصر على خوض الانتخابات وتأليف اللوائح ورسم حدود الدوائر الموسعة وفق هواه... بحيث يفيده النظام الانتخابي النسبي في اختراق الطوائف الأخرى، في حين يكفل له سلاحه منع أي صوت شيعي من تحدي هيمنته في مناطق نفوذه. وبالتالي، سيتمتع هذا «الثنائي» بأغلبية مضمونة في انتخابات مزورة قبل الإدلاء بأي صوت.

أكثر من هذا، يتهم «الثنائي» الشيعي خصومه بأنهم أصحاب نوازع طائفية، وهو الذي يتحكم بنسبة كبيرة من مقاعد المسيحيين مع حزب الطاشناق الأرمني اليميني، المرتبط بحزب الله من منظور إقليمي يستند إلى مصالح الطاشناق مع نظامي طهران ودمشق المعاديين تاريخيا لنفوذ أنقرة في المنطقة... ولا حاجة للتذكير بالعداء التاريخي الأرمني - التركي.

في المقابل، تنقسم الساحة المسيحية التي لا يزيد ثقلها الانتخابي، وفق الإحصائيات الجدية التي يعتد بها، إلى ما بين 30 و38 في المائة إلى معسكرين، المعسكر الأول يضم المسيحيين المحازبين والمؤيدين لـ«تجمع 14 آذار» المناوئ لمحور طهران – دمشق والذي يحظى بأغلبية كبيرة من المسلمين السنة والدروز، والمعسكر الثاني الذي يضم المسيحيين المحازبين والمؤيدين لـ«تجمع 8 آذار» المرتبط بطهران ودمشق، ويتمتع بدعم غالبية الشيعة والأرمن.

مسيحيو 14 آذار يميلون إلى الدوائر الفردية أو الدوائر المصغرة (3 مقاعد على الأكثر)، باعتبار أن هذه الدوائر «تحرر» الصوت المسيحي من تأثير الصوت المسلم – شيعيا كان أم سنيا أم درزيا - في حين يؤيد النائب ميشال عون، وكيل حزب الله في الشارع المسيحي، طرح «الثنائي» الشيعي الذي تبنى في الأساس صيغة التمثيل النسبي. وعون، يأمل هذه المرة أيضا – على الرغم من محاولته المزايدة والتفلت، متسربلا بعباءة البطريرك الماروني بشارة الراعي - أن تحمله الأصوات الشيعية والأرمنية إلى البرلمان... مع كتلة لا يستطيع جمعها من دون أصوات الشيعة والأرمن.

اعتراض «الثنائي» الشيعي على طرح مسيحيي 14 آذار يقوم على ذريعتين: الذريعة الأولى هو أنه يزيد التعصب الطائفي ويضمن فوز المرشحين المسيحيين المزايدين والأكثر تعصبا... قاطعا الطريق على منافسيهم المعتدلين الذي يؤمنون بالعيش المشترك مع المسلمين. والذريعة الثانية أنه يناقض نصوص «اتفاق الطائف» الذي ينص على أن تكون المحافظة هي حدود الدائرة الانتخابية بعد إعادة النظر بالمحافظات الحالية.

هاتان الذريعتان، من حيث المبدأ، صحيحتان. صحيح أن الدائرة الصغيرة تعزز موقف الصوت المتعصب، وصحيح أنها تناقض نص «اتفاق الطائف». غير أن «الثنائي» الشيعي يتناسى في هذا الشأن حقيقتين أخريين مقابلتين.. الحقيقة الأولى أن «الثنائي» الشيعي المسلح يجسد في ذاته أكبر وأقوى تكتل «طائفي جدا» في لبنان، وبالتالي هو آخر من يحق له أن يحاضر في التسامح الديني والمجتمع المدني والعيش المشترك. والحقيقة الثانية أن «اتفاق الطائف» شدد صراحة على رفض كل ما من شأنه المس بروح العيش المشترك، وهذا يعني بالضبط منع مصادرة طائفة قرارات طوائف أخرى، سواء بقوة العدد أو السلاح أو الدعم الإقليمي.

المشكلة الحقيقية مع الدائرة الفردية والدوائر الصغرى، هي أنها ستعكس التفاوت السكاني بصورة صارخة. ذلك أنه إذا اعتبرنا أن نسبة المسيحيين في لبنان راهنا تقارب الثلث مقابل الثلثين للمسلمين، وأن المقاعد النيابية موزعة مناصفة – أي بالتساوي – فهذا يعني أن معدل الأصوات التي سيحصل عليها النائب المسلم لدخول البرلمان لا بد أن تكون ضعفي عدد الأصوات التي سيحصل عليها النائب المسيحي. وهذا واقع قد يخدم جماعات مسلمة متشددة ستطالب مستقبلا برفع الغبن التمثيلي. وكان أحد الساسة اللبنانيين المحسوبين على دمشق قد قال قبل فترة، فعلا، إن «المناصفة ليست حلا يصلح لكل الأوقات. فهل ستظل مقاعد البرلمان توزع مناصفة إذا صارت نسبة المسلمين 80 في المائة مقابل 20 في المائة للمسيحيين؟».

الحل الوحيد، بعيدا عن المزايدات المتعصبة، هو الحل الذي اقترحه «اتفاق الطائف» لكنه أساء توقيت إقراره. وهو يقوم على أساس إنشاء مجلس للشيوخ تتساوى فيها الطوائف وتنتخب أعضاءه الطوائف وتحتفظ فيه بحق «الفيتو»، مقابل وجود مجلس نواب لا طائفي يصار إلى انتخابه بأي حجم وأي شكل عبر التمثيل النسبي، وهذا، بجانب نظام اللا مركزية الاذارية، يعد بمستقبل خال من الظلم والخوف والغبن... وتلعب فيه أحزاب المجتمع المدني المطلبية دورا محوريا في تلبية الطلبات اليومية للمواطن وتشعره بقيمة مواطنيته.

هذا هو الحل الوحيد، أما المبادرات الأخرى فمبادرات تخديرية ومزايدات طائفية... كل ما ستفعله تأجيل موعد الانفجار المحتوم.

 

مخاطر سعر الطاقة!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

أعتقد أن الملف الأهم الآن في العالم العربي هو ملف اقتصادي محدد يستحق أن تقوم جامعة الدول العربية بتخصيص قمة من أجله وهو «ملف الطاقة». ودون الدخول في إحصاءات أو أرقام، فإن الأمر الواضح الذي لا يحتاج إلى أي ذكاء أو بحث هو أن قلة موارد الطاقة أصبحت تهدد الكيان السياسي والأمني والاجتماعي للعديد من المجتمعات العربية المعتدلة والصديقة لدول الخليج العربي التي أنعم عليها الله بوافر من الموارد البترولية والغاز. في الأردن، وهي دولة تعاني من ندرة الموارد، اضطر الملك عبد الله الثاني إلى التدخل مباشرة من أجل إلغاء قرار الحكومة الخاص بأسعار الطاقة واستمرار الدعم الحكومي لها بعد استشعاره بقلاقل ونذر تململ لدى القطاعات الشعبية في البلاد. في تونس، تعجز أي حكومة، منذ بورقيبة إلى بن علي إلى الرئيس المنصف، عن التعامل بشكل اقتصادي محض مع أسعار المحروقات خوفا من قيام ثورة الجياع في البلاد. أما في مصر، فإن دعم الدولة السنوي للمحروقات لبنزين وسولار وغاز يبلغ قرابة المائة مليار جنيه أي 18 مليار دولار أميركي سنويا. ويبدو أن صندوق النقد الدولي عاد وأصر مؤخرا مع الحكومة المصرية على أنه يشترط حتى يقدم القرض المالي الجديد لمصر أن يتم تخفيض وإلغاء الدعم الحكومي على الطاقة. أما في لبنان فإن سائقي الشاحنات والتاكسي يتعاملون أسبوعيا مع بورصة سعر «تنك البنزين والسولار» بشكل درامي لأن حياتهم اليومية ترتبط بهذه التسعيرة التي تحددها الحكومة. وارتفاع أسعار الطاقة، يؤثر بشكل مباشر على أسعار النقل وكلفة المنتجات في المصانع وعلى فاتورة أسعار الأسرة والفرد، وعلى السلع الغذائية والخدمات ووسائل النقل العام والخاص. فجأة في صبيحة اليوم التالي لرفع الدعم عن الطاقة سوف ترتفع كلفة الحياة اليومية لملايين البسطاء من العالم العربي بشكل تراجيدي. البعض يعتقد أنه الدواء الذي يجب أن نتجرعه وأنه من الممكن تسكين الألم المصاحب له من خلال تقديم الدعم النقدي للمواطنين. الإجابة: انظروا إلى ذات التجربة في اليونان وإسبانيا الآن واحكموا هل تصلح في عالمنا؟

 

إرسال قوات عربية لسوريا غير مجدٍ

طارق الحميد/الشرق الأوسط

من الممكن أن تتندر كيف أن التاريخ يعيد نفسه في منطقتنا، وتحديدا مع النظام الأسدي، حيث يأتي الأخضر الإبراهيمي مبعوثا للأزمة السورية بعد أن كان مبعوثا للأزمة اللبنانية التي تسبب فيها الأسد الأب. وتستطيع أن تتندر كيف أن المعلم لم يستطع مغادرة دمشق إلى نيويورك مؤخرا إلا من مطار الحريري ببيروت. وتستطيع أن تتندر أيضا على أننا اليوم أمام مقترح قديم جديد وهو إرسال قوات عربية لسوريا، بعد أن كان مقترحا خاصا بلبنان، قبل عقود. تستطيع أن تقول كل شيء على عدالة القدر في هذه المفارقات، لكن لا يمكن القول إن مقترح إرسال قوات عربية لسوريا أمر قابل للتنفيذ. وكما قلنا هنا في 16 يناير (كانون الثاني) من هذا العام، وقال غيرنا بالطبع، فإن المهم والأهم هو تدخل دولي أوسع وحقيقي، وقد يكون من المناسب حينها تدخل قوات عربية تحت المظلة الدولية. أما القول بتدخل عربي فقط فإنه أمر غير قابل للتنفيذ، وقد يطيل أمد الأزمة السورية المطلوب اختصارها، وليس إطالتها. فمجرد التحرك الدولي، وحتى خارج مظلة مجلس الأمن، ما دام الروس يعطلون أي قرار فيه، ومن خلال تحالف الراغبين، والإعلان عن فرض منطقة آمنة، وحظر طيران، فإن من شأن ذلك أن يسرع من تداعي ما تبقى من قوات طاغية دمشق، وهذا ما يقوله كثير من الضباط السوريين المنشقين، وبالطبع فإن الأمر يتطلب جدية أكثر، أي تحركا عسكريا حقيقيا من أجل وقف المجازر الأسدية، وليس التهويش فقط بالعمل العسكري. فمن شأن ذلك حينها إنهاء الأزمة بسقوط الأسد لتبدأ المرحلة الأطول، والأشق، وهي إعادة بناء سوريا ككل. أما القول بإرسال قوات عربية، ولو وافقت مصر - كما نقل عن أحد مستشاري الرئيس المصري يوم السبت في تركيا - أو تونس، أو حتى جل الدول العربية، فإن ذلك أمر غير مجدٍ، ولن ينهي الأزمة الإنسانية في سوريا بالشكل المطلوب، فالمهم أن يكون هناك عمل دولي جماعي، وهو أمر ملح، ولعدة أسباب. فمن ناحية، هناك كارثة إنسانية حقيقية، وهناك خطر على الكيان السوري ككل، بسبب جرائم قوات الأسد، بحق السوريين وتاريخ سوريا، وكل ذلك يحدث بدعم حقيقي من قبل روسيا وإيران للأسد بينما العالم كله يكتفي بالمشاهدة بلامبالاة غريبة، خصوصا أننا أمام جريمة لم تعرفها منطقتنا في تاريخنا العربي الحديث، حيث يقوم نظام مجرم بالعربدة بحق مواطنيه كما يفعل الأسد بالسوريين اليوم! والأدهى والأمر أن مستشار المرشد الإيراني يقول إن الأسد سينتصر على السوريين والعرب والغرب، وإن ذلك الانتصار يعد انتصارا لطهران أيضا، مما يعني أن القصة ليست قصة تدخل خارجي من عدمه بل هي قصة نظام عميل لإيران يريد حكم سوريا بالنار والحديد، وإفساد كل المنطقة، فلماذا لا يكون هناك عمل دولي حقيقي لاقتلاعه، خصوصا أن الأسد أسوأ من أسوأ نظام مر على منطقتنا؟ ولذا، فإن إرسال قوات عربية لسوريا أمر غير عملي، بل المطلوب هو تدخل دولي أوسع يكون العرب من ضمنه، ليكون تدخل حسم، وليس فرض أنصاف الحلول

 

حرب الاستقلال ضدّ "النظام المولوخيّ"

 وسام سعادة/المستقبل

تصميم الشعب السوريّ الثائر على إطاحة النظام البعثيّ الهمجيّ مهما كان الثمن هو تصميم أسطوريّ تتواءم فيه صلابة إرادة البقاء مع خوض لاختبار الموت حتى نهايته المنطقية عندما يكون اختباراً "تناحريّاً" بين نظام فئويّ وبين أكثرية شعب: سقوط النظام، وانتصار الثورة، ونهوض الشعب السوريّ من جديد، حيّاً يرزق، من تحت الركام.

في المقلب الآخر، تصميم النظام البعثيّ الهمجيّ هو أيضاً تصميم أسطوريّ. هو أيضاً ينازع من أجل البقاء، وبإرادة استثنائية قياساً على أيّ نظام عربيّ آخر أدركه ربيع الثورات. الإستعداد العاليّ، وغير المتردّد لحظة واحدة، لإرتكاب مختلف أصناف الجرائم، يبرز هذا إلى حد كبير. ومن بين الذين يستمرّون في دعم هذا النظام أو يتبرّعون له بمبرّرات أيديولوجية إضافية، ثمة من يفتتن في سرّه، أو في علنه، بإرادة البقاء التي يعبّر عنها هؤلاء القتلة. والطاغية في الحالة السورية ما كان بإمكانه ان يخوض تجربة تدمير البلد على هذا النحو وقتل الناس بشكل يوميّ فظيع، إلا اذا كان يتعامل مع نفسه على أنّه "صاحب حقّ"، وليس فقط "صاحب واجب" أو "صاحب فضل".  على عكسه، لعب الديكتاتوران التونسيّ والمصري ورقة أنّهما أصحاب "فضل" و"واجب". أي أنّ جيلاً أو جيلين عاشا في ظلّهما، وأنّه كانت لهم أفضال عديدة، من "الضربة الجوية" إلى "استعادة طابا" إلى "دحر الإرهاب" إلى "بناء الأنفاق والجسور" في حالة حسني مبارك، إلى "الإستقرار" و"حقوق المرأة" في حالة زين العابدين بن علي. لم يدعيا جديّاً أنّ لديهما الشرعية. أعتبرا أنّهما عوّضا عنها جزئياً بأفضال، يذكرّون الناس بها في مقابل تراكم السلبيات، وأنّ لديهما "واجبا" يستدعي بقاءهما في السلطة إلى حين توفّر البديل. سخر التاريخ المتحرّك منهما طبعاً، إلا أنّ حالتهما شيء وحالة الطاغية البعثيّ شيء آخر تماماً. فهذا الطاغية يتعاطى مع نفسه ومع عملية تدميره المنهجية للمجتمع والشعب والبلد على أنّه "صاحب حقّ". بمعنى ما، ليسَ يدّعي "الشرعية"، لكنه يدّعي ما هو أخطر منها: أنّه في غنى عنها. إنّه صاحب حقّ مكتسب، منه وفيه، وغير مرتبط بأي توكيل وبأي انجاز وبأي وعد. وهذا الشعور بأنّ الطاغية "صاحب حقّ" على رقاب الناس، بهذا الشكل، هو ما يسهّل للنظام أمر "الحرب الكليّة" الشاملة التي يشنّها ضدّ الشعب السوريّ الثائر. لأنه لو عامل نفسه كصاحب "فضل وواجب" فقط، لما أمكنه تنظيم هذه الحملات الهمجية المتواصلة، ولكان أضطرّه "فضله المزعوم" و"واجبه الموهوم" إلى التردّد، والتفاوض، والتنازل.

إلا أنّه ليس كذلك، فهو "صاحب حقّ"، حقّ على السوريين، حق على رقابهم، حقّ بإحيائهم وإماتتهم. العبارات "الكفرية" المؤلّهة لبشّار الأسد من قبل شبيحته، والتي يجري تناقلها على "اليوتيوب" تمثّل في الحقيقة جوهر هذا النظام: انه يعتبر أنّ الحقّ لا ينبع لا من توكيل شعبيّ، ولا من رضا شعبيّ، ولا من أي معيار أو شرط. بل هو حقّ مطلق على رقاب جميع السوريين، بجواز قتلهم فرادى وجماعات اذا اضطرّ، وأنّ السوريين لما كان أكثرهم ولد بعد وصول "البعث" و"آل الأسد" إلى السلطة، فإنّ النظام هو من أوجدهم "بيولوجياًَ" و"سياسياً".

صحيح أنّ النظام السوري لا يمتلك آليات سيطرة "كلانية" أو "توتاليتارية"، وأنّ حكمه الدمويّ المديد اعتمد أساساً على سياسات "فرّق تسد" الكولونيالية في المجتمع السوريّ ولم تكن له قدرة على إعادة الهندسة الإجتماعية لهذا المجتمع لتحويله على صورة عقيدة شاملة ومثالها. إلا أنّ هذا النظام "توتاليتاريّ نفسياً": يوهم نفسه بأنّ له "حقّ سرّي" على سوريا "إلى الأبد"، وأنه باسم هذا الحق يتحكّم بالحياة والموت.

لأجل ذلك كلّه، فإنّ حرب الإستقلال السوريّة عن هذا النظام، هي اليوم حرب لها بالفعل بعدُ دينيّ: إنّها حرب ضدّ نظام يؤّله نفسه، كتعويض عن افتقاده المطلق لأيّ من أسباب الشرعية، بل أيّ من مزاعم الفضل والواجب. من هنا، فالثورة مدعوة أيضاً لفهم هذا البعد الدينيّ لها، كونها تواجه نظاماً يؤلّه نفسه لتبرير قتل أكبر عدد ممكن من السوريين، نظاماً مولوخياً، نسبة للإله الدمويّ "مولوخ" في الأساطير السورية القديمة، وليس نظاماً "علمانياً" كما يدّعي بعض شبيحته الإعلاميين. وبقدر ما تفهم الثورة السورية بعدها الدينيّ، ضدّ هذا النظام المولوخيّ التأليهيّ لنفسه، بقدر ما أنّ هذا الفهم يمكنه أن يتيح لها حسم خيارها لتكون ثورة في إتجاه التصالح الحقيقيّ مع الحداثة، ومع الديموقراطية، ومع ثقافة روح الإنسان، ومع روح العصر.

 

من جريدة السياسة/مقابلة مع النائب بطرس حرب

01 تشرين الأول/12

*حزب الله والتدخل السوري الإيراني وغياب الدولة أوصل البلاد إلى ما هي عليه 

*عون يدعي أنه لم يشاهد الحرس الثوري في لبنان...وكأن عليهم تقديم أوراق اعتمادهم إليه

* "حزب الله" لم يسمح للجيش بدخول كل المناطق في الضاحية والا ماذا يمنع اعتقال المتهمين باغتيال الحريري واغتيالي

*لا أعرف لماذا أُدرج اسمي على قائمة الاغتيالات فأنا رجل اعتدال وحوار والذي جرى اغتيالهم من قبل كانوا يشبهونني

ل*ا أستطيع التأكيد أو النفي اذا كانت مقولة رئاسة الجمهورية السبب وراء محاولة الاغتيال

*سيطرة "حزب الله" على بعض المناطق واحلاله مكان الدولة ولد حالة من الفلتان الأمني

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

اعتبر القيادي في "14 آذار" النائب بطرس حرب أن "حزب الله والتدخل السوري - الايراني في الشؤون الداخلية وغياب الدولة هم من أوصل لبنان الى ما هو عليه". ولفت حرب في حديث لـ"السياسة" أن "بعض وزراء الخدمات في هذه الحكومة كانوا من أكثر الناس فساداً فبرعوا في الصفقات والسمسرات وتحولوا الى مشكلة عند الناس بدل أن يحلوا مشكلاتهم", معتبراً أن "سيطرة حزب الله على بعض المناطق واحلاله مكان السلطة ولد حالة من الفلتان وظهور مجموعة من الخارجين عن القانون", ولاحظ أن "حزب الله لم يسمح للجيش الا بدخول مناطق محددة من الضاحية الجنوبية, ولو كان العكس صحيحاً فماذا يمنع القبض على المتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الحريري وتوقيف الشخص الذي حاول اغتيالي". وأبدى أسفه "على حكومة يشرف عليها حزب الله تساهم في تعطيل العدالة", مؤكداً أنه "لا يعرف لماذا أُدرج اسمي على قائمة الاغتيالات, هل بسبب رئاسة الجمهورية أم لتكسير الرؤوس اليابسة والممانعة عند المسيحيين". ورفض "التعاطي مع المقاومة بـ"أل التعريف" وكأنها جزء منفصل عن الشعب اللبناني", مشيداً بموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان "بالحفاظ على سيادة لبنان, وبالموقف الذي أملته الضرورة على طاولة الحوار".

وهذا نص الحوار:

لماذا تحول لبنان الى مرحلة سيطرت عليه الظلمة والخطف والتظاهرات والانهيار الاقتصادي والتعثر في الأداء السياسي, والى أين تصل الأمور تزامناً مع الربيع العربي؟

بالطبع لبنان تأثر بغليان العالم العربي والتطورات الدراماتيكية التي أصابت الأنظمة العربية, وذلك يحصل في ظل تزايد المصالح الايرانية في العالم العربي والصراع العربي - الايراني, وفي ظل وجود مجموعة مسلحة اسمها "حزب الله" وسيطرتها على الشرعية برعاية ايرانية وسورية, فهذه العناصر تكفي وحدها لتغيير صورة لبنان, يضاف اليها فريق حكومي امتاز بالفساد والتواطؤ والتغطية على الجرائم وضرب الاقتصاد والادارة, والقضاء على السلطة القضائية, اضافة الى الشكوى العامة من قبل الناس, ان كان بسبب انقطاع الكهرباء أو المياه أو الاتصالات, ومن الطبيعي أن تؤدي ممارسة هذا الفريق الفاشل الى هذه النتيجة. غالبية الوزراء خصوصاً الذين تسلموا وزارات الخدمات كانوا من أكثر الناس فساداً وبرعوا بعقد الصفقات والسمسرات.

دخول الضاحية

كيف تفسر السماح للجيش اللبناني بدخول الضاحية الجنوبية وملاحقة الخارجين عن القانون, في وقت كانت هذه المنطقة خطاً أحمر وممنوعاً دخولها؟

  من المؤسف أن تكون بعض المناطق سمحت لـ"حزب الله" أن يقوم مقام السلطة فيها, وأن تسمح بوجوده غير الشرعي فيها وهذا من الطبيعي أن يولد حالة من الفلتان والاستغلال من خلال من يحاول أن يحقق مكاسب على حساب القانون في غياب الدولة والسلطة, مهما حاول "حزب الله" أن يفرض سلطته على الناس. وهؤلاء الذين رباهم "حزب الله" واحتضنهم, من الطبيعي أن يتمردوا, وبدل أن يكونوا مساعدين له أو مناضلين في صفوفه انحازوا باتجاه مصالحهم الخاصة, لا سيما وأن هناك منحرفين يتعاطون الاتجار بالمخدرات وبشتى أنواع الممنوعات وهناك تغطية عليهم, وكلها تحصل في المناطق التي يسيطر عليها "حزب الله", فمن الطبيعي أن يكون الحزب منزعجاً وعليه أن يتفق مع السلطة التي هو واحد منها, فقام برفع الغطاء عن هؤلاء الناس المحددين لأن لديه خياراته, فاما أن يغض الطرف أو أن يختار الخيار الأسلم له. صحيح أن الجيش دخل الى بعض المناطق في الضاحية, لكنها كانت محددة له من قبل الحزب والا لما كان تردد في استحضار المطلوبين بمحاولة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أو أنه كان ألقى القبض على المطلوب بمحاولة اغتيالي الذي يرفض تسليمه الى القضاء, ما يعني أن دخول الجيش الى الضاحية كان بموافقة "حزب الله" وحيث لا يوافق الحزب لا يحصل شيء.

لماذا لم يسمح "حزب الله" باعتقال المشتبه به بمحاولة اغتيالك ولما كشف نفسه أمامك وأمام الرأي العام؟

لم يكشف نفسه أمامي باعتباري مواطناً عادياً, لكنه كشف نفسه أمام الرأي العام بمنعه هذا المتهم من المثول أمام القضاء بعدما تأكد للسلطة القضائية أن هناك محاولة قتل, واكتشافهم عدة التفجير وحصولهم على ورقة تحمل اسمه, من الطبيعي أن يتم استدعاؤه لمعرفة من وضع الورقة في هذا المكان, لكن "حزب الله" رفض تسليمه, ما ترك شبهة كبيرة حوله, ولو كان بريئاً لماذا لم يمثل أمام القضاء? لأن هناك قرينة بعدم براءته, لذلك رفض المثول أمام القضاء, وما يجعلني أتأسف له, كون "حزب الله" عضواً في الحكومة الحالية ويحاول مصادرة قرارات الدولة وتعطيل سير العدالة. والأخطر من ذلك, أن الحكومة التي يشرف عليها الحزب تساهم بتعطيل سير العدالة. وهذه صورة ونموذج يؤديان الى سقوط هيبة الدولة, نحن لا نعين وزراء كي يطرحوا علينا مشكلاتهم, بل ليحلوا مشكلات الناس, والا سيتحولون الى مشكلة عند الناس. بعض الوزراء كما نشاهد ليسوا وزراء, لقد تحولوا الى مشكلة عند الناس, أسلوبهم مشكلة, سياساتهم مشكلة, تصرفاتهم مشكلة, غيابهم عن الوعي مشكلة وانعدام أخلاقهم مشكلة. يظهر الوزير على وسائل الاعلام باكياً, شاكياً, رغم وجوده لحل المشكلات التي تشكو منها الناس, وليس ليتحول مشكلة تضاف الى مشكلاتهم.

هل تواصلت مع "حزب الله" بشأن محاولة اغتيالك وهل سألتهم عن عدم تسليمهم المتهم؟

هذا الأمر ليس من واجبي انه واجب الدولة. لست معنياً شخصياً للقيام بذلك, ولم أدع بصفتي الشخصية ضد أحد.

هل كنت في تلك الفترة تذهب الى مكتبك حيث جرت محاولة الاغتيال؟

طبعاً, ولكن كان مر حوالي الشهرين وأنا أتوخى الحذر لأن الأجواء لم تكن مطمئنة الا أنني كنت من حينٍ الى آخر أذهب الى المكتب بشكلٍ "روتيني", ويوم حصلت محاولة الاغتيال, كنت أهم بالنزول الى المكتب, الى أن جرى ابلاغي بما حصل, وطلب الي عدم الحضور, في وقت كانت الحادثة قد اكتشفت, وكان قد تم القاء القبض على المشتبه بهم بواسطة ضابط متقاعد في قوى الأمن الداخلي من آل مغبغب من الشوف, لا أعرفه ولا أعرف أنه موجود في المبنى, وقد اكتشفهم صدفةً, وقد يكون لا ينتمي الى خطنا السياسي في "14 آذار", وهو مدير لمؤسسة صودفت مكاتبها في المبنى الموجود فيه مكتبي, فعندما اكتشف أمراً غير طبيعي من خلال ما يُسمى بالحس الأمني الذي يملكه, تصرف على هذا الأساس.

رواية مفبركة

لقد أضيف الى محاولة اغتيالك واغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع محاولة ثالثة تمثلت باطلاق النار على موكب النائب ميشال عون, لكن البعض رأى أن الرواية مفبركة فما رأيك بذلك؟

لست في موقع يجعلني أتصرف كما يفعل الجنرال عون, هذه ليست مدرستنا, ولا تسمح لنا أخلاقنا بذلك. نحن نعتبر أن موكباً تعرض لاطلاق نار لذا نتعاطى مع هذا الموضوع بأخلاقية بانتظار انتهاء التحقيق. وفي المقابل من حقنا القول ان الرواية فيها بعض الاستغراب والتناقضات, بالطبع أنا أدين أي عمل من هذا النوع, وبالتأكيد اذا كانت هذه المحاولة صحيحة فهي مدانة من قبلي, لكن لا سمح الله اذا تبين أنها عكس ذلك, فمن غير الجائز أن تصبح مادة للاستهلاك السياسي, كما أنني فوجئت بكلام العماد عون أنه تعرض لأربع محاولات اغتيال, مع العلم أن هناك محاولة واحدة جرت ضده, فمن أين وصل الرقم الى أربعة؟  من الطبيعي أن نسأل تلك الأسئلة, فلو أن أحداً من الزعامات في البلاد تعرض لأربع محاولات اغتيال يجب أن نكون على علمٍ بها. ولكن بالنسبة اليه ليس لدينا خبر الا بمحاولة واحدة. في الحقيقة أنا أتعاطى مع هذه المسألة من الزاوية الأخلاقية. فمن الناحية المبدئية تبين وجود سيارة تعرضت لاطلاق نار, ولكن متى وأين وكيف?, هذا الأمر متروك للقضاء, لكن رصاصة واحدة تطلق على موكب رجل سياسي يطرح الكثير من الأسئلة. قد تكون رسالة لا أعرف, يجب التعاطي على حجم ما جرى, وليس كما قال: ان محاولات الاغتيال التي تعرضنا لها كذبة كبيرة.

برأيك, لماذا أُدرج اسمك على لائحة المستهدفين بعمليات الاغتيال؟

كأنك في هذا السؤال تملك الجواب, في الحقيقة أنا لا أعرف لماذا حصل ذلك, فموقفي السياسي معروف, ولا مساومة عليه, وانا رجل اعتدال وحوار, ولذلك  استغرب الجميع, لماذا أُضيف اسم بطرس حرب الى لائحة الاغتيالات, الا أن بعض الذين جرى اغتيالهم في الماضي أو تعرضوا لمحاولات مشابهة يشبهونني أيضاً ومع ذلك جرى اغتيالهم, "الرئيس الحريري" مثلاً, لذلك لا أستغرب التعرض الي, خصوصاً عندما تكون هناك نية فتنة في البلد, أضف الى ذلك أنني من الأسماء المتقدمة في الوسط السياسي, وهناك من يحاول ربط هذه الفترة السياسية بالسنتين المقبلتين, فمن الطبيعي أن يحاولوا ايجاد المستفيد من هذه المحاولات, ونحن كمحامين تعلمنا أن نسأل عن المستفيد من حصول الجريمة.

هل السبب برأيك معركة "رئاسة الجمهورية"؟

لهذا السبب قلت لك انك تملك الاجابة عن سؤالك. لا أستطيع التأكيد أو النفي في هذا الموضوع, في الأصل اسمي كان مطروحاً لرئاسة الجمهورية, ورغم ذلك أعلنت اذا بقي الوضع على ما هو عليه, لن أرغب بالترشح الى رئاسة الجمهورية, فاذا تغيرت الظروف, ووصلت الى هذا المركز سأقوم بالتغيير المطلوب والورشة الاصلاحية المفترضة لاعادة البلد الى ما كان عليه, انما الآن لست مرشحاً لرئاسة الجمهورية. وبعد أسبوع على هذا التصريح جرت المحاولة لاغتيالي اما بسبب هذا التصريح, أو لخلق فتنة في البلد.يبدو أنهم يركزون على رموز الممانعة المسيحية في البلد, بعد سمير جعجع, بطرس حرب, بالطبع هناك تهويلات وتهديدات بالقضاء على رموز المسيحيين, خصوصاً وأننا نمر بظرف قد يؤدي الى سقوط النظام السوري وسيسقط. والسؤال بعد سقوط النظام السوري كيف يمكن التعاطي مع أصحاب الرؤوس اليابسة? فعندما نزيحهم عن الساحة يسهل علينا التعاطي بشكلٍ أفضل, وفي الحقيقة لا أملك جواباً محدداً, أحاول أن أجتهد فقط.

مبادرة الرئيس

ماذا قرأت في مبادرة رئيس الجمهورية, وهل تصلح لتكون مادة للحوار بشأن سلاح المقاومة؟

أعتقد أن رئيس الجمهورية اتخذ الموقف الذي أملته الضرورة عليه, عندما شعر أن جلسات الحوار السابقة تحولت الى لقاءات لالتقاط الصور التذكارية, وأن هناك حاجة لأكثر من ذلك رغم علمه أن هذا الظرف لا يساعد كثيراً على عملية بت موضوع سلاح "حزب الله", قام بمبادرة رغم مخاطرها محاولاً العودة الى جدول الأعمال الذي على أساسه تمت الدعوة الى الحوار محاولاً أن يطلق تصوراً تمثل ورقة غير مرفوضة من المشاركين في الحوار, لذلك كانت الورقة تتضمن محاولة تسوية ما في مفاهيم "حزب الله" وحاملي السلاح ورافضي السلاح, الا أن الورقة حققت بعض المبادئ.

لماذا رفضت الورقة من قبل الأمانة العامة لـ"14 آذار؟

لم ترفض أبداً, الموقف الرسمي الذي صدر عن "14 آذار" أشار الى أن الورقة فيها الكثير من الايجابيات, لكننا رفضنا التعاطي مع المقاومة بـ"أل التعريف" وكأنها جزء منفصل عن الشعب اللبناني, يعني لن نوافق على شخصية اسمها (المقاومة) ليس لها علاقة بالشعب اللبناني وكأنها هبطت من المريخ, أو من مكان آخر نحن مع مقاومة نتعاطى مع الشعب اللبناني واسمها مقاومة الشعب اللبناني, وليس شخصية مستقلة, اسمها "المقاومة" وكأننا نعترف بشخصية سياسية وعسكرية وأمنية في لبنان ونحن غير موافقين عليها.

هل أقنعكم النفي الايراني بعدم وجود الحرس الثوري الايراني في لبنان؟

بالعكس نحن أقنعنا وجوده, لأننا لم نقل ذلك, بل ان قائد هذا الحرس محمد علي الجعفري هو الذي قال ذلك, وأشار الى وجود الحرس الثوري في لبنان وسورية. عند انكشاف هذا الأمر على هذا الشكل, حاولوا الصاقها بالماضي والحاضر والمستقبل. كيف يحق لدولة أن تعتدي على سيادة لبنان وترسل مستشارين أو الحرس الثوري الى لبنان, من دون معرفة الدولة, أين احترام سيادة لبنان? انما أطرف فصل في هذا الأمر, موقف ميشال عون حين أعلن أنه لم يشاهد الحرس الثوري في لبنان, وكأنه ينبغي بهم أن يقدموا له أوراق اعتمادهم.

ماذا تقول في قانون الانتخاب, لا سيما وأنك أحد الأشخاص الذين تولوا اعداده؟

صحيح, نحن قدمنا مشروع قانون ينطلق من تطبيق روحية اتفاق الطائف واعادة النظر بتصويب المقاعد النيابية في لبنان بين المسيحيين والمسلمين على قاعدة التمثيل الشعبي السليم لكل فئات الشعب اللبناني. من المعروف أن حصة المسيحيين نصف عدد النواب أي 64 نائباً لا تأثير للمسيحيين الا بانتخاب ثلاثين نائباً منهم فقط, فمن الطبيعي أن يكون يخالف ذلك الطائف ولتصحيحه يجب البحث عن صيغة تحافظ على مبدأ العيش الوطني المشترك بين الطوائف وتعطي الأرجحية الى الصوت المسيحي في اختيار النواب المسيحيين, والأرجحية لصوت المسلمين في انتخاب النواب المسلمين. واعتبرنا أن الدوائر الصغرى هي التي تحقق هذا الأمر بكل الطوائف والمذاهب. فريق العماد عون يتهمنا بأننا نساير "تيار المستقبل" والصحيح أن الأخير هو الذي قبل بالدوائر الصغرى وقد تم ابلاغ غبطة البطريرك بذلك, وأنا أعتز بالعلاقة مع "المستقبل" التي أفرزت هذا التفاهم, وهذا الأمر جيد جداً.

هل تؤيد كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أن معركة "بعبدا" بدأت باكراً اشارة الى انتخابات رئاسة الجمهورية في 2014؟

الرئيس بري يعرف أن الانتخابات الرئاسية هي أحد العناصر التي ينظر اليها يوم انتخاب الرئيس يبدأ التفكير في المرحلة الثانية بعد ست سنوات. ومن الطبيعي أن تكون الانتخابات النيابية أحد العناصر المهمة في انتخابات الرئاسة, لكن المسألة ليست على النار في هذا الوقت. هناك الانتخابات النيابية التي ستفرز حكومة جديدة ومجلس نواب جديد, وعلى ضوء ذلك تتوضح صورة المشهد ويصبح الحديث في الانتخابات الرئاسية أمراً مقبولاً.

أيضاً هناك من يقول ان معركة "طرابلس" بدأت بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي, ما رأيك بذلك؟

هذا صحيح, فهي لم تتوقف منذ لحظة خروج سعد الحريري من الحكومة فالمعركة تدخل في هذا الاتجاه, وقبل قرار "حزب الله" في الانتخابات, هناك قرار سورية التي طلبت من العماد عون تنفيذ هذه الخطة على الطريقة "الهتشكوكية".

كيف تصف المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية؟

  رئيس الجمهورية في الفترة الأخيرة لم يكن قادراً على السكوت عما يجري, فمن الضروري أن يتحمل مسؤولياته, وتحملها بالفعل في وقت لم تتجرأ الحكومة أن تقول للسوريين انكم تعتدون على سيادة لبنان أو أن تبلغ السفير السوري احتجاجها على ما جرى والدليل على ذلك, كل الناس تذكر أن رئيس الجمهورية طلب من وزير الخارجية ابلاغ السفير السوري في لبنان احتجاج الحكومة على الممارسات السورية على الحدود ووزير الخارجية رفض هذا الأمر.

كيف ترى الوضع في سورية؟

درج البناء تهدم, والقصف بالطيران هدم البناء كله, هذا هو النظام السوري الذي أصبح سقوطه وشيكاً, ولم يستطع أن يستمر بقتل شعبه لأن الجيش السوري الحر أصبح لديه بعض الامكانات التي تجعله يواجه هجمات النظام على المناطق المحررة, وهذا يؤشر الى قرب نهاية النظام.

ما رأيك بالطرح القطري والمطالبة بقوات ردع عربية بعد فشل الأمم المتحدة؟

هذا الاقتراح يأتي تشبهاً بما جرى بلبنان, انما الموضوع يتطلب دراسةً وبحثاً باطار الجو العام.

 

ثلاث طائرات إيرانية أنزلت أسلحة و250 من "الحرس الثوري" في المزة

حميد غريافي/السياسة

حطت ليل الاربعاء - الخميس الفائت في مطار المزة في دمشق ثلاث طائرات نقل إيرانية أفرغت اثنتان منها قنابل جوية وصواريخ جو - أرض وذخائر مدفعية وراجمات صواريخ وألغاما أرضية, فيما أنزلت الطائرة الثالثة 250 مقاتلاً من "الحرس الثوري" الإيراني بينهم اربعة برتب عالية جداً, لإنشاء قيادة سورية - إيرانية موحدة جديدة برئاسة خبراء عسكريين من طهران, ومقر آخر لإدارة الاسلحة الكيماوية والبيولوجية وإعادة تنظيم تخزينها او نقل بعضها او معظمها الى إيران, إذا تبين للخبراء القادمين من قيادة "فيلق القدس" وجود خطورة حقيقية من امكانية اقتراب "الجيش السوري الحر" ومقاتلي الثورة من وضع اليد على بعض تلك الاسلحة.

وأكدت مصادر استخبارية أطلسية في بروكسل ان روسيا كانت وراء ارسال هؤلاء الخبراء الإيرانيين بعد اتفاقها مع بشار الأسد بإلحاح أميركي - بريطاني مرفق بتهديد حاسم, على تحييد اسلحة الدمار الشامل ووضعها تحت حراسات غير مسبوقة, إلا أن تغير ميزان القوى على الأرض في سورية بسيطرة الثوار على نحو 65 في المئة من مجمل محافظات البلاد, جعل الايرانيين والروس يفكرون بإجراءات حماية مشددة جديدة على مخازن تلك الاسلحة أو حتى نقلها الى العراق أو إيران, إذا ما أدرك الخبراء الايرانيون ومعهم خبراء روس يشرف بعضهم من الأساس على المخازن الكيماوية والبيولوجية في سورية, ان سقوط النظام لم يعد إلا مسألة وقت.

وقال احد كبار ضباط "الجيش السوري الحر" في الزبداني بريف دمشق, في اتصال مع "السياسة", ان عناصر "الحرس الثوري" الإيراني توزعوا, بعد هبوط طائرتهم على المدرج الجنوبي لمطار المزة في الخامسة من فجر الخميس الماضي, على ثلاث قواعد عسكرية سورية تابعة لوزارة الدفاع في العاصمة وضاحيتها الشمالية, فيما عادت طائرتهم إلى طهران في الثالثة من بعد ظهر اليوم نفسه, بعدما جرى تحميلها بأكثر من 35 جثة لعناصر ايرانية من "فيلق القدس" قتل معظمهم في ريف دمشق وفي احدى القواعد الجوية السورية في حلب بعد اقتحامها وتدمير بعض ما فيها من الطائرات وقتل معظم المتواجدين فيها من قوات سورية وإيرانية.

وكشف الضابط أن إحدى القواعد الثلاث التي انتقل إليها نحو 100 عنصر وضابط من "الحرس الثوري" شمال مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق, هي أصلاً مخصصة لإيواء وحدة من مقاتلي "حزب الله".

وأكد ان عدداً من قادة المنظمات الفلسطينية الرئيسية (فتح - حماس - الجهاد - منظمة التحرير وغيرها) شاركوا من دون ظهور اعلامي في اللقاء الذي ضم القادة العسكريين وبعض القادة السياسيين في "الجيش الحر" والمعارضة السورية, قبل يومين, لتوحيد التيارات المقاتلة في "جيش وطني حر", تمهيداً لتحرير حلب وتحويلها الى "بنغازي سورية".

وقال الضابط ان "معظم الحدود اللبنانية - السورية من البحر حتى مرتفعات البقاعين الشمالي والاوسط, باتت صعبة التسلل والاختراق من عصابات "حزب الله" و"حركة أمل" وبعض الضباط اللبنانيين الشيعة الذين يرسلهم الحزب والحركة بطرق سرية الى دمشق للتنسيق مع القيادات الامنية والعسكرية السورية في كيفية دعم نظام الاسد ومواجهة المعارضين الهاربين الى لبنان, بعدما توسع انتشار "الجيش الحر" والقوى الثورية المقاتلة في تلك المناطق بدعم من وحدات فلسطينية مقاتلة تلاحق فلول الشبيحة العلويين وعصابات حزب الله وحركة امل وتقضي عليهم".

واستناداً إلى معلومات موثوقة, كشف الضابط أن "أكثر من 25 عنصراً من ميليشيا "حزب الله" قتلوا الاسبوع الماضي في الزبداني وان جثث معظمهم التي لم يتمكن من سحبها من الشوارع يومين متواصلين, نقلت في ما بعد عبر معبر قوسايا اللبناني الجبلي في البقاع الاوسط حيث تتواجد فرقة عصابات فلسطينية تابعة للجبهة الشعبية - القيادة العامة لأحمد جبريل احدى اذرع نظام البعث المتغلغلة في لبنان, لدفنها في قراها ومدنها من دون ضجة او مراسم جنائزية معتادة".

وقال الضابط ان ضباط "الجبهة الشعبية" المرابطين في مرتفعات قوسايا وكفر زبد اللبنانيتين المشرفتين على البقاع الاوسط ومطار رياق العسكري وثكنته وثكنة بلدة أبلح الرئيسية, "أرسلوا مفاوضين عنهم الى قيادتنا في الزبداني في محاولة للوصول الى اتفاق معنا يجنبهم وعناصرهم وقاعدتهم التي تحتوي صواريخ ارض - ارض - وأرض - جو وحتى آليات وبطاريات مدافع, السقوط في ايدي الجيش السوري الحر الذي وصلت طلائعه الى بعد حوالي اربعة كيلو مترات من قاعدتهم تلك, اذ لن يجدوا من يساندهم في حال سقوط نظام الاسد ولا يعرفون الى اين يلجأون لأن ابواب المخيمات اللبنانية مقفلة في وجوههم".

 

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي: الإبراهيمي على خطى كوفي أنان.

منذ تعيينه موفداً أممياً إلى سوريا والإبراهيمي يردّد ان مهمته شبه مستحيلة والوضع في غاية السوء والأزمة تتفاقم والخطر يهدّد الشعب السوري وشعوب المنطقة والعالم.

لم يأتِ الإبراهيمي بشيء جديد لا يعرفه الناس، فالكل يدرك خطورة هذه الأزمة وتداعياتها الإقليمية والدولية المحتملة نظراً لموقع سوريا الستراتيجي على الخارطة الجيوـ سياسية في هذه المنطقة من العالم. إنما ترداد هذا الكلام في كل مناسبة يجعلنا نعتقد ان هذا الرجُل يحاول استباق الأمور والتملّص سلفاً من مسؤولية فشل مهمته على طريقة: اللهم إشهد اني بلّغت.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا فشلت المبادرة العربية وتلتها المبادرة الأممية الأولى وقد تليها الثانية؟ والجواب بنظرنا، بصرف النظر عن الإنقسام العامودي الحاصل في مجلس الأمن وميوعة الموقف الغربي، هو التشخيص الخاطىء لطبيعة الأزمة السورية وتوصيفها على انها نزاع على السُلطة بين النظام والمعارضة، وان الحل يكمن في الحوار بينهما توصلاً إلى صيغةٍ معينة يقبل بها الطرفان.

ان هذا التشخيص الخاطىء قاد إلى العلاج الخاطىء وبالتالي إلى الفشل المحتوم لتلك المبادرات.

لقد أحجم الموفدون العرب والدوليون عن توصيف الأزمة السورية توصيفاً واقعياً وصحيحاً إما عن قصد إرضاءً لروسيا والصين، وإما عن جهل، ورفضوا الإقرار بأنها ثورة شعب ضُدّ نظامه بكل ما تعنيه كلمة ثورة من معنى، أي انها ليست حركة تمرّد من قِبَل فئة أو مجموعات إرهابية كما يصفها النظام، وليست حرباً أهلية كما يصفها البعض الآخر.

والثورة بمفهومها العِلمي هي حركة شعبية عارمة هدفها الأول الإطاحة بالنظام القائم، والثاني استبداله بنظام آخر يتفق عليه الشعب في مرحلة ما بعد الإطاحة.

اما الأخطاء التي ارتكبها الموفدون نتيجة تشخيصهم المغلوط للأزمة السورية فهي عديدة أهمّها: الأول، انهم وضعوا خطة من ست نقاط بدلاً من نقطةٍ واحدة عنوانها تنحّي نظام الأسد عن السُلطة كما حصل مع الثورتين الليبية والمصرية. والثاني، انهم اعتبروا الأسد جزءاً من الحل فيما هو لُبّ المشكلة فوضعوا المراقبين العرب والدوليين تحت تصرّفه وراحوا يتملقونه للقبول بوقف إطلاق النار والعدول عن خياره العسكري فخذلهم وبَدوْا كمن يتملق الذئب لثنيه عن افتراس القطيع. والثالث، انهم بدأوا البحث في مرحلة ما بعد سقوط الأسد قبل سقوطه مما جعل هذا الأخير يستشرس في قمع المدن والقرى الثائرة ويتفنن في تدميرها على رؤوس أصحابها بوحشية غير مسبوقة. والرابع، انهم طلبوا من المعارضة محاورة النظام خلافاً لمبدأ الثورة القائم على إسقاط الأنظمة وليس التفاوض معها. والخامس، انهم ما زالوا حتى الساعة يبحثون عن حلٍ سياسي مع طاغية لا يفهم إلا لغة القوّة، ويهزأ بكل الحلول السياسية طالما خياره العسكري ما زال ممكناً، والأمثال في تارخ الطغاة كثيرة آخرها معمّر القذافي.

من كل ما تقدّم نستنتج ان مهمة الإبراهيمي آيلة إلى الفشل إذا ما سارت على خطى كوفي أنان، وان الكلمة الفصل هي للثوّار الموجودين على أرض المعركة، وعلى سواعدهم يتوقف مستقبل سوريا ومستقبل لبنان أيضاً بعدما يتحرّر بدوره من قبضة هذا الطاغية الذي تحكّم بمصيره أكثر من أربعة عقود متواصلة.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

في ۳٠ أيلول ٢٠١۲.

 

في ظل حاجة إيران إلى البراغماتية لتخفيف الضغوط الدولية عليها ملامح صفقة لإعادة رفسنجاني إلى دائرة القرار بمباركة خامنئي

دبي - رويترز: يرجح محللون أن يكون اعتقال ابن وابنة الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني, في إطار صفقة بينه وبين المرشد الأعلى علي خامنئي تمهيداً لعودته إلى السلطة.

ويعتبر رفسنجاني, الذي شغل منصب الرئيس من العام 1989 وحتى العام 1997, لاعبا مهما وراء الكواليس منذ انتصار الثورة الاسلامية العام 1979, إلا أن نفوذه تراجع وتعرض لانتقادات حادة من المحافظين المتشديين, منذ مساندته الحركة الإصلاحية التي نددت بتزوير الانتخابات الرئاسية في يونيو العام 2009 التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.

وبعد مرور ثلاث سنوات وفي ظل انقسام القيادة ووقوعها تحت ضغط شديد بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية, فإن هناك حديثاً متواصلاً عن الحاجة مرة أخرى الى قدر من البراغماتية التي يتميز بها رفسنجاني. وقال مصدر ايراني مطلع مقيم في اوروبا "تم اقصاء الاصلاحيين فيما لايتمتع المحافظون بجاذبية تذكر بسبب وضع إيران الحالي وهناك فرصة محتملة لرفسنجاني".

وكانت السلطات الايرانية اعتقلت مهدي هاشمي رفسنجاني الأحد الماضي عقب عودته من الخارج, وذلك بعد يومين من اعتقال شقيقته فائزة رفسنجاني, علماً أن الاثنين متهمان بمساندة الحركة الاحتجاجية ضد تزوير الانتخابات الرئاسية العام 2009. وبحسب محللين, فإن اعتقال مهدي وفائزة ليس تضييقاً على رفسنجاني الذي منع من إمامة صلاة الجمعة منذ ثلاث سنوات وفقد منصبه في رئاسة مجلس خبراء القيادة, بل ربما تكون علامة على تحسن حظوظه, علماً أنه لايزال يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام.

ومن الممكن أن تفصح الأحداث عن صفقة بين رفسنجاني وخامنئي الذي قد يتطلع الى تخفيف العزلة الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها ايران, على خلفية برنامجها النووي.

وقال مئير جاويدانفار, خبير الشؤون الايرانية في مركز التخصصات المتعددة بهرتزليا في اسرائيل, "متى تم الافراج عن ولدي رفسنجاني, فإن خامنئي سيتمكن من استغلال هذا كأداة لإرضاء من هم داخل النظام الذين كانوا يطالبون بإلقاء القبض عليهما". وأضاف "حين يتم الافراج عن ولدي رفسنجاني فسيتمكن خامنئي من أن يعيده الى الحظيرة بمقاومة داخلية أقل".

ويشير كثيرون إلى دور رفسنجاني في استضافة قمة حركة عدم الانحياز في طهران الشهر الماضي باعتباره دليلاً على السماح له بالعودة الى سابق عهده, علماً أنه كان إلى جانب خامنئي وجلس إلى جوار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وعلى الرغم من أن قلة هي التي تعتقد أنه سيترشح للرئاسة في يونيو المقبل, فإن رفسنجاني المعروف في ايران باسم "القرش" لوجهه الناعم الحليق ودهائه السياسي, فإنه قد يمارس نفوذاً لا بأس به مرة أخرى ويلعب دوراً في اختيار الرئيس المقبل. وفي هذا الاطار, تتردد معلومات في طهران عن سعي خامنئي لترشيح مستشاره للشؤون الخارجية علي أكبر ولاتي الذي كان وزيراً سابقاً للخارجية, مقابل سعي نجاد لترشيح مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي الذي يتهمه المحافظون بقيادة "تيار منحرف" هدفه القضاء على أسس الجمهورية الإسلامية.

وقال ديبلوماسي غربي في ايران "لايزال رفسنجاني ملتزماً الثورة لكنه يوفر قناعة بأن عليك أن تتكيف وتمضي قدما. لن يكون هذا (عودته إلى دوائر صنع القرار) أمراً سيئاً".

حين كان رفسنجاني رئيساً كان ينتهج سياسات معتدلة وتبنى تحرير الاقتصاد وإقامة علاقات أكثر استقراراً مع الغرب. وبالنسبة للإيرانيين, كان رفسنجاني الذي ولد لعائلة ثرية تزرع الفستق محل شك واحترام على مضض بسبب ثروته الهائلة, ويذكر له إقناعه مؤسس الجمهورية الاسلامية اية الله روح الله الخميني بقبول اتفاق للسلام بعد حرب وحشية استمرت ثمانية أعوام مع العراق في ثمانينات القرن الماضي.

وبعد وفاة الخميني, تم اختيار خامنئي, الذي كان رئيساً للجمهورية آنذاك, لمنصب المرشد الأعلى, في خطوة رتب لها رفسنجاني.

وعلى الرغم من الارتباط الوثيق بين مشواريهما السياسيين, فإن رؤية الرجلين تتناقضان بشدة: يؤمن رفسنجاني بأن الاصلاح أساسي من أجل استمرار الدولة الاسلامية فيما يخشى خامنئي من أن يسرع بسقوطها. وقال كريم سادجاد بور من معهد كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن "لولا رفسنجاني لما أصبح خامنئي زعيماً أعلى قط. المقربون من رفسنجاني يقولون انه يندم على اليوم الذي ساعد فيه على اختيار خامنئي", مضيفاً "إنهم مثال للاصدقاء الاعداء". ومن الممكن أن تشير العودة المفاجئة لمهدي رفسنجاني (41 عاماً) الذي كان مقيماً في لندن, إلى تحد مباشر للفصائل المحافظة التي تمقت والده مما سيحفزها على التحرك. وقال المصدر الايراني المطلع "يعتقد مهدي أن الوضع لن يتحسن بعد الانتخابات القادمة لهذا أراد العودة الآن, وعقد العزم على مواجهة الاتهامات ويريد الدفاع عن نفسه".

من جهتها, اعتبرت فريدة فارحي من جامعة هاواي وهي ايرانية المولد ان محاكمته ستكون محاكمة بالوكالة لكل شخصيات المعارضة الايرانية, بما في ذلك مرشحا الرئاسة الإصلاحيين العام 2009 مير حسين موسوي ومهدي كروبي, وهما قيد الاقامة الجبرية منذ فبراير 2011. وقالت فارحي "ان عودته مناورة تستهدف تحدي من اتهموه", مشيرة إلى أن "البقاء في المنفى ربما أبعده عن السجن لكنه لم يكن مفيداً له او لوالده على الصعيد السياسي".