المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 12 نشرين الأول/2012

البشارة كما دوّنها متى الفصل 7/21-23/مثل البيتين

فمن سمع كلامي هذا وعمل به يكون مثل رجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وفاضت السيول وهبت الرياح على ذلك البيت فما سقط، لأن أساسه على الصخر ومن سمع كلامي هذا وما عمل به يكون مثل رجل غبـي بنى بيته على الرمل. فنزل المطر وفاضت السيول وهبت الرياح على ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيما. ولما أتم يسوع هذا الكلام، تعجبت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلمهم مثل من له سلطان، لا مثل معلمي الشريعة.

 

عناوين النشرة

*لجنة مصغرة برئاسة مكاري لدراسة موضوع قانون الانتخاب خلال ثلاثة أسابيع

*محاولة اغتيال "سيارة عون" في صيدا حصلت في طرابلس.. قبل شهرين

*مي ... وصليبها/محمد سلام/وكالة الأنباء الإتحادية

*حزب الله طلب هدنة من الثوار لسحب قتلاه في "حوض العاصي" و"القصير"

*معلومات عن إنشقاق المسؤول المالي لدى حزب الله إلى إسرائيل

*سوريا: جهاد "حزب الله" سيجر جهاداً مضاداً/علي حماده/النهار

*مجاهدو "حزب الله" في سورية/علي بركات أسعد/السياسة

*والدة قتيل لقيادي في "حزب الله": هل الدفاع عن الأسد "جهاد

*جهاد؟ أي جهاد/راشد فايد/النهار

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: "حزب الله" وبري لايمثلان الشيعة

*القضاء استجوب سماحة عن مكالماته مع بثينة

*عائد من جهنم – ذكريات من تدمر وأخواته"وثيقة حيّة لعلي أبو دهن عن المعتقلين اللبنانيين في سوريا/بيار عطاالله/النهار

*اليونيفيل": اجتماع عسكري أممي لبناني اسرائيلي في الناقورة والبحث تطرق الى تطبيق القرار 1701 والخط الازرق والانسحاب من شمال الغجر

*وكرة المتفجرات تكبر لتشمل بثينة شعبان

*حزب الله" يزجّ لبنان في عين العاصفة/ربى كبّارة/المستقبل

*سليمان: الدستور يحتاج احيانا الى تعديل شئنا ام ابينا وارفض إقامة قواعد عسكرية أو إنطلاق عمليات من لبنان ضد سوريا

*نديم الجميل ترأس اجتماعا للكتائب في باريس وتحدث ل"فرانس 24": في حال سقوط النظام السوري سيحاول "حزب الله" استكمال انقلاب 7 أيار

*الرئيس أمين الجميل لـ«الحياة»: هناك قضم للجغرافيا والسيادة و«حزب الله» قد يسيطر على لبنان بحجة المقاومة/وليد شقير/الحياة

*"14 آذار/تورّط "حزب الله" في الأحداث السورية يُخرج السلاح عن وظيفته الأصلية

*العار../علي نون/المستقبل

*"هيومن رايتس ووتش" تندد بسوء معاملة عناصر في الجيش اللبناني لعمال أجانب 

*«هجمة قوّاتية» في إنتخابات زحلة/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*نهاية الأسد قذّافية ... والرهان على تركيا/ مارون حبش/ موقع 14 آذار

*لئلا تُحبط العدالة المنتظرين/نبيل بومنصف/النهار

*"ميلوسوفيتشات" لبنان/محمد سلام/موقع الكتائب

*الحريري يُعيد التماسك إلى «14 آذار»/فادي عيد/جريدة الجمهورية

*السيرة الذاتية للرئيس الجديد للهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود

*مجلس الوزراء عين القاضي فوزي خميس مدعيا عاما لدى ديوان المحاسبة

*مجلس الوزراء عين القاضي حاتم ماضي مدعيا عاما تمييزيا

*تفتيش الطائرات الإيرانية والضحك على الذقون/داود البصري/السياسة

*لجنة محمية أرز تنورين: قمير أوقف العمل في "البركة" وقرار باسيل باستخراج الرمول مدمّر للغابة

*مسيحيون سوريون خائفون من «حكم إسلامي»... وليس من تغيير النظام

*إيران: يدقون طبول الحرب للخروج من أزمة خانقة/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

سوريا غير اليمن والأسد غير صالح والشرع ورقة محروقة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

Chiffon عون والخِرَق/عماد موسى/لبنان الآن

وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور: 3 آلاف مغترب سجلوا أسماءهم ونحض الجميع على الاقتراع 

ذكرى 13 تشرين في عيون مسؤول سابق في "التيار الوطني الحر": ما الجدوى من الاستذكار بعد انقلاب المقاييس؟... يكتفون بقداس عن أرواح الشهداء يغيب عنه أهلهم

جعجع الى أبو ظبي بعد السعودية وتوافق في اللقاء مع الحريري على دعم مشروع "القوات" وجنبلاط كان الطرف الثالث الحاضر "المستقبل" مُصرّ على التحالف معه و"القوات" تسعى لإقناعه بطرحها

"اللواء": جنبلاط كان الطرف الثالث الحاضر في لقاء الحريري- جعجع

سيمون ابو فاضل - زوار العاصمتين الأميركيّة والفرنسيّة

 

تفاصيل النشرة

 

لجنة مصغرة برئاسة مكاري لدراسة موضوع قانون الانتخاب خلال ثلاثة أسابيع

موقع القوات اللبنانية

شكلت لجنة مصغرة لدراسة موضوع قانون الانتخاب برئاسة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وضمت عن "14 آذار" النواب جورج عدوان، أحمد فتفت، سيرج طورسركيسيان وسامي الجميل، وعن "8 آذار" النواب آلان عون، علي فياض، علي بزي، وهاغوب بقرادونيان، والناب أكرم شهيب عن الحزب التقدمي الاشتراكي. وحدد السقف الزمني لعمل اللجنة المصغرة بـ 3 أسابيع على الأ يكون دورها تقريريا. وعقب انتهاء جلسة اللجنة أعلن النائب سامي الجميل ان "وزير الخارجية أطلعنا اليوم على آخر عدد للمغتربين الذين سجلوا في السفارات، وهو 3009"، وقال: "من يصدق، انه في العالم كله، هناك 3 الاف لبناني فقط يرغبون في ان يقترعوا في الانتخابات المقبلة. من المؤكد ان هذا الرقم غير صحيح. مثلا في مونتريال واوتاوا صفر على لائحة وزير الخارجية".

وتابع: "لا نستطيع ان نطلب من المغتربين ان يسجلوا اسماءهم طالما هناك عبارة كتبت "عند التسجيل على قوائم الانتخاب في مكان الاقامة خارج لبنان يشطب اسم المقترع عن لوائح شطب المقيمين في لبنان، وبالتالي يتعذر الادلاء بصوته في الانتخابات في لبنان". هذه الاستمارة التي توزع في السفارة اللبنانية في واشنطن تؤكد ان لا ثقة عند المغتربين بأنهم اذا سجلوا اسماءهم في الخارج، وحصل في اخر دقيقة تغيير، فانه يتعذر عليهم الاقتراع في الداخل اللبناني". أضاف: "انطلاقا من هنا نحن نطلب تصحيح هذا الخطأ، والتأكيد من قبل وزير الخارجية ورئيس الحكومة ان الانتخابات في الخارج ستحصل. نطالب اليوم رئيس الحكومة بأن يأخذ موقفا رسميا من الحكومة ان الانتخابات في الخارج ستحصل. الى الان رئيس الحكومة يرفض ان يأخذ موقفا رسميا. نعود ونطالبه ونطالب وزير الخارجية باعطاء ضمانات للمغتربين بان الانتخابات في الخارج ستحصل. اما الالية، فاننا نريد ان ينتخب المغتربون المرشحين الموجودين في لبنان، لا ان يخصص لهم ستة نواب في الخارج، لاننا بهذه الطريقة "نضحك عليهم وعلى الناس". نريد ان يشارك المغتربون في انتخاب 128 نائبا وليس انتخاب ستة نواب. نريد ان يشارك المغتربون في تغيير الحياة السياسية في لبنان من خلال انتخاب 128 نائبا".

من جهته أكّد نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري بعد اجتماع اللجان النيابية المشتركة أنه استمع الى اقتراح انتخاب المغتربين من قبل وزيري الداخلية مروان شربل والخارجية عدنان منصور، وتم اقرار المادتين الثالثة والرابعة من قانون الانتخاب وتم رفع الجلسة الى الخميس المقبل. واضاف أن "تساؤلات النائب سامي الجميّل بشأن اقتراع المغتربين كانت في مكانها وعلقنا الحديث لان المادة 109 من القانون هي التي تبحث اقتراع المغتربين ونامل الوصول اليها باسرع وقت ممكن". وتابع: "الثلثاء المقبل اول اجتماع للجنة النيابية المصغرة المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة".

من جهة أخرى، قال النائب ألان عون: "اجماع لدى كل النواب على حق اقتراع المغتربين، ومهما كان قانون الانتخاب الذي سيقرّ يجب ان يتحضر المغتربون للاقتراع عبر تسجيل أسمائهم في السفارات".

أما النائب علي فياض فقال: "النقاش داخل اللجان النيابية المشتركة حول موضوع اقتراع المغتربين هو نقاش تقني وليس نقاشاً مبدئياً".

 

محاولة اغتيال "سيارة عون" في صيدا حصلت في طرابلس.. قبل شهرين

المستقبل/كشفت مصادر مطلعة على التحقيقات التي جرت في محاولة الاغتيال المزعومة التي "عُرِّض" لها الجنرال ميشال عون، أنّ هذه المحاولة لم تحصل لا في الزمان ولا في المكان المحدّدين من قِبَل عون، وأنّ اعترافات سائق سيارة الـ"X5" التي قيل إنّها أُصيبت برصاصة في صيدا، أثبتت أنّها تعرّضت للإصابة بالرصاصة المذكورة أثناء مرورها في طرابلس قبل نحو شهرين وليس في صيدا.

ولفتت المصادر لصحيفة "المستقبل" إلى أنّ هذه السيارة كانت تمرّ في حزيران الفائت في منطقة الملولة في طرابلس وأُصيبت برصاصة طائشة أثناء الاشتباكات التي كانت دائرة بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن.  وأوضحت المصادر أنّ اطّلاع عون على إفادة سائق السيارة الذي اعترف فيها بأنّها أُصيبت في طرابلس، دفعه إلى التراجع عن ادّعائه بأنّها كانت محاولة اغتيال لشخصه، حيث قال بعد اجتماع تكتّله يوم الثلاثاء الماضي "إنّ مَن أذاع خبر محاولة الاغتيال كانت قناة "ال.بي.سي" وليس أنا مَن أذاعه.. ليصدّقوا الخبر أو يكذّبوه من المصدر الذي أفادهم به في البداية. مَن نقل لهم أنّ الحادث حصل معنا على الطريق؟". ولكن اللافت أنّ الجنرال عون سبق وأعلن يوم محاولة الاغتيال المزعومة من البترون، في 22 أيلول الفائت، وهو يتقدّم بخُطى ثابتة وهدوء غير معتاد "أخاطبكم الآن وأنا بكامل صحّتي، فلا تشغلوا بالكم بالحادث الذي تعرّضنا له، إنّه أمر مرتقب وليست المرة الأولى التي ينفّذون فيها مؤامرات علينا، والحمدلله الله نجّانا منها وحفظنا بصحّة طيبة، لقد تعرّضت لثلاث مؤامرات اغتيال.. وهذه هي المرّة الرابعة حيث فشلت المحاولة لكننا لم نكشف الفاعلين بعد، ولكن إن شاءالله قريباً سيُكشفون". لقد كان الجنرال على حق، هذه المرّة، فلم يكن أحد يتوقّع أن يُكشف "الفاعلون والمتورّطون" بهذه السرعة: الجنرال حاول اغتيال نفسه.

 

مي ... وصليبها

محمد سلام/وكالة الأنباء الإتحادية

أقوى، وأروع، وأرفع ما في الزميلة مي شدياق هو ... صليبها. يوم استضافتني لأول مرة على شاشة نهاركم سعيد من إل بي سي، وقبل البدء ببث الحلقة، كنت أُبَسمِل (أي أقول باسم الله الرحمن الرحيم) ورأيتها تُصَلّبُ يَدَها على وجهِها. ومن كانت روعتُهُ إبنَةَ إيمانِهِ لا تَصِل إلى رِفعَتِهِ ... سفاهات. لا أدافع عن مي في مواجهة سَفَلَةٍ لا يرتقي وجودهم كله إلى مستوى ما دَفَنَته من جسدها.قد أتساوى معها في الإيمان، كل على طريقته، لكن مساري كُلّهُ، الذي أفتخر به، ينحني بتواضعٍ أمام لطف الله الذي أكرمها بحفظ عقلٍ، يفضحُ برجاحته من لا يجدون في أنفسهم مفخرة سوى "أعضاء" تتدلى من رؤوس خاوية إلا من حقد على الصليب  وديره لأنه ... يستر عوراتهم. سُبحانَكَ ربّي ما أوسع عدلك. عاقبتهم بأن جعلتهم يفاخرون ... بعوراتهم. عزيزتي مي، لبنان كله، وليس كسروان فقط، بحاجة إلى 128 نائباً يتَحلّون بالإيمان والأخلاق، لذلك يستهدفك من  لا صليب له ... ولا رب.

 

حزب الله طلب هدنة من الثوار لسحب قتلاه في "حوض العاصي" و"القصير"

خاص بـ"الشفاف" /أشارت معلومات من قرى ما يعرف بـ"حوض العاصي" أن حزب الله طلب للمرة الاولى الهدنة من الثوار السوريين ليسحب جثث ثمانية من قتلاه سقطوا في المعارك التي تدور هناك، ويشارك فيها حزب الله الى جانب قوات النظام. وتضيف ان حزب الله بدأ مفاوضات مع الجيش السوري الحر، من جهة ثانية، من اجل استعادة جثث سبعة وعشرين من مقاتليه سقطوا في الكمين الذي نصب لقافلة من من مقاتلي الحزب في محلة الزرّاعة بالقرب من "القصير" السورية. وفي الجانب الامني ايضا، أشارت معلومات ليل امس الى مقتل كبير شبيحة الاسد في قرى "حوض العاصي" ويدعى "عمار صالح الزير"، في اشتباكات مع الثوار السوريين.

قرى شيعية في "حوص العاصي" السوري

وفي سياق متصل، أوضح سكان قرى "حوض العاصي"، ان الشيعة من بينهم يقطنون في قرى "الفاضلية"، "زيتا"، "حويك"، "بلوزه"، "لسماقية الشرقية"، "وادي هنا"، و"دَيـا دَ يـا". ويبلغ عدد هؤلاء عشرة ألآف نسمة من بينهم من يحمل الجنسية السورية وتاليا هو لم يعد لبناني، ومن بينهم من يحمل الجنسيتين السورية واللبنانية خلافا للقانون السوري الذي لا يجيز الجمع بين جنسيتين، ومن بينهم من يحمل ما يعرف ب "أمر مهمة" وهو بدل عن الجنسية السورية او اللبنانية، إلا أن "أمر المهمة" هذا لا يعتبر بطاقة هوية ولا يخول حامله الحصول على جواز سفر! بمعنى آخر هؤلاء لا يحملون جنسية و"امر المهمة" لتسهيل التعرف اليهم وضبطهم أمنيا. الجيش الحر ومصادر أمنية لبنانية: ٧٥ قتيلاً لـ"حزب الله" بمنطقة "ربلة" قرب "القصير"

 

معلومات عن إنشقاق المسؤول المالي لدى حزب الله إلى إسرائيل

نشرت "فرونت بايج ماغازين" موضوعا عن انشقاق المسؤول المالي لحزب الله حسين فحص الى إسرائيل. ونسبت إلى مسؤول في حزب الله قوله إن فحص هرب ومعه خمسة ملايين دولار اميركي كانت قد وصلت من دفعة أرسلتها إيران. ووفق المسؤول فان فحص أخذ معه خرائط ومستندات في غاية السرّية ، مما أثار اضطرابا وارباكا لدى قيادة حزب الله. ووفق هذه المجلة فان حسين فحص يملك أدلة على صلة حزب الله بتنظيمات سنيّة أصولية تدّعي مواجهتها.

 

سوريا: جهاد "حزب الله" سيجر جهاداً مضاداً

علي حماده/النهار

يوما بعد يوم تتكشف تفاصيل جديدة عن حجم تورط “حزب الله” في سوريا لا سيما في المناطق المحاذية للحدود مع لبنان، من منطقة الزبداني وصولا الى القصير وحمص. والحال ان الجنازات التي عادت الى لبنان اخيرا وفي مقدمها جنازة احد كبار القادة الميدانيين المؤسسين لميليشيا الحزب منذ ثمانينات القرن الماضي، ادت الى إضفاء صدقية معينة على معلومات سابقة عن تورط الحزب في سوريا، خصوصا ان جنازات لعناصر من الحزب حصلت في الاشهر الماضية. والاهم بل الاخطر ان “حزب الله” في بياناته الرسمية وكلمات التأبين التي ألقاها كبار مسؤوليه ومشايخه وصفت مقتل مقاتليه في سوريا بأنه “واجب جهادي”. اي ان الحزب اعطى تورطه في الدم السوري الصفة الجهادية تماما مثلما يعطي قتاله ضد اسرائيل. فهل اصبح سفك دم السوريين في القصير وحمص جهادا؟

الواقع ان الصاق الصفة الجهادية على تورط “حزب الله” هو عامل جديد يدخل في الحساب، فالواجب الجهادي في المبدأ لا تحده ولاية بشر، ولا ولاية سياسية لنظام او دولة او سلطة. وبالتالي تعني الصفة الجهادية ان الحزب قرر ان يتجاوز لبنان، والحكم، والسلطة، والنظام، والقانون الوضعي، ورأي الشركاء في الوطن. من هنا خطورة الموضوع، وضرورة التنبه الى ان هذا الامر مؤداه الى انزلاق لبناني شامل في الصراع في سوريا. فقتل السوريين على أرضهم وفي معركة يخوضونها لتحرير بلدهم من نظام يقتل ابناءهم له تداعيات خطيرة، وله ثمن باهظ سيدفعه الحزب وبيئته وبالتالي سيدفعه كل اللبنانيين. فالمسألة لا يمكن حصرها بقرار حزب او ميليشيا بل يعني ان ثمة وظيفة اقليمية منوطة بهذا الحزب ينفذها من دون تلفت الى المعطى اللبناني الحساس. بالامس صدرت اصوات عن “الجيش الحر” في سوريا تهدد “حزب الله” برد مزلزل في قلب الضاحية. وكل يوم تصلنا انباء ومعلومات تفيد بان الحزب يقاتل بالفعل في معركة حمص ويساهم في اسقاط ما تبقى من احياء ثائرة، مع ما يستتبع ذلك من مجازر مروعة ستنفذها قوات بشار في حق الاهالي. وهنا سنسمع من سيرمي بمسؤولية سفك دماء السوريين على “حزب الله”.

ان تورط “حزب الله” في اطار “الواجب الجهادي” سيستدعي “جهادا” مضادا لا يقل دموية عنه. ومن يلعب لعبة استغلال الدين لتنفيذ اجندات سياسية او وظائف خارجية لن ينتظر طويلا حتى يأتيه رد مقابل مثله يستغل الدين، ولا يعترف بالحدود ولا بالانظمة، ولا بالقوانين، ولا بحياة الناس. على “حزب الله” ان يتنبه جيدا، وان يحاذر الوقوع في المنزلق الخطير الذي ينحدر فيه. فاللعب بدماء السوريين الثائرين هو بمثابة اللعب بدمائنا نحن لأن اقحامنا في القتل والقتال في سوريا سيفجر لبنان كله بدءا من بيئة “حزب الله” المختطفة.

 

مجاهدو "حزب الله" في سورية

علي بركات أسعد/السياسة

"حزب الله" بين الأمس واليوم, بالأمس وعلى أثر الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان قبل انسحاب إسرائيل عام 2000 كان "حزب الله" يسطر ملاحم بطولية ويقدم شهداء أبرياء مجاهدين في سبيل الله والوطن ضد العدو الإسرائيلي الغاشم في جنوب لبنان, وكانت صورته الإعلامية تلمع كحزب مقاوم شريف يلقى كل المحبة والاحترام من الشعوب العربية بشكل عام ومن الشعب اللبناني بشكل خاص.

أما اليوم وبعد انسحاب العدو الإسرائيلي عن كامل أرض الجنوب فقد تبدلت وتبددت صورة المقاوم الذي كان يتحلى بها "حزب الله" لدى الشعب العربي بشكل عام ولدى أكثرية الشعب اللبناني بشكل خاص, ويعود السبب إلى انتقال "حزب الله" من مرتبة مقاوم ومجاهد ضد العدو الإسرائيلي إلى مرتبة مقاوم ومجاهد في الاجرام ضد الشعب السوري نصرة ً للنظام الشمولي الأسدي الحاكم الذي يمارس القتل ويقيم المجازر ضد شعبه المظلوم.

كان أمين عام "حزب الله" سماحة السيد حسن نصر الله يقول في بعض خطاباته السابقة ان الحزب ليس له أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالحوادث التي تقع في سورية بين الشعب والنظام, ولا حتى بالمشاركة العسكرية, إلا ان المفاجأة الكبرى جاءت لتدحض مزاعمه بمقتل القيادي العسكري بالصف الأول في "حزب الله" المدعو علي حسين ناصيف الملقب ب¯"أبو عباس" وأفراد مجموعته بالداخل السوري في بلدة "الحيدرية" في ريف "القصير السورية" على يد الجيش السوري الحر بعد مشاركتهم في الحرب الجهادية على أرض الجهاد بحسب عقيدة "حزب أشرف الناس شكرا ً سورية" ضد الشعب السوري المظلوم, كما شاهدنا على محطات الفضائية اللبنانية والعربية مواكب تشييع الجنازات الخاصة بأؤلئك المجاهدين. ليس هذا فحسب, فقد دخل عبر الحدود اللبنانية من الداخل السوري عشرات القتلى من "حزب الله" سقطوا خلال المعارك في منطقة "ربلة" غرب مدينة "القصير السورية", كما تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن وصول 30 جثة لمقاتلين في "حزب الله" إلى الحدود اللبنانية سقطوا في معارك الداخل السوري وتم دفنهم في منطقة البقاع.

إزاء هذا الصمت من قبل "حزب الله" خرج عضو مجلس الشورى والوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك خلال تأبين المجاهد "أبو عباس" مبررا ً عملية قتله بالداخل السوري قائلا ً:( إن الشهيد كان يحاول حماية اللبنانيين المقيمين على الأراضي السورية) ومحملا ً الدولة اللبنانية مسؤولية إهمال هؤلاء اللبنانيين المقيمين على الأراضي السورية.      أولا ً: لوكيل الإجرام والقتل الشرعي في لبنان الشيخ محمد يزبك الذي يدعي بحماية اللبنانيين, أين كان مجاهدو الإجرام في حزبك "حزب أشرف الناس شكرا ً سورية" عندما كان المقيمون اللبنانيون في ساحل العاج وبعض المناطق الأفريقية يتعرضون للأذى على أثر الإضطرابات التي كانت تحصل هناك? بربك, أين الجهاد والدفاع عن كرامة الإسلام اللذين تدعي بهما عندما تقوم أنت وحزبك بمناصرة وحماية طاغ مثل بشار الأسد ضد شعبه المظلوم?

ثانيا ً: مع احترامي لك يا سماحة السيد حسن نصر الله, بربك كيف تلقي خطابا ً على مناصريك في ظهورك العلني الأخير تحتج فيه على الإساءة لرسول الله "محمد صلى الله عليه وسلم" وأنت تأمر مجاهدي القتل في حزبك بقتل أمة رسول الله "محمد صلى الله عليه"?

بربك كيف جدك رسول الله وأنت من أهل بيته وتظلم الشعب السوري الذي يذبح كما ظلم وذبح الحسين في كربلاء?

بربك الذي تعبده وتركع له ساجدا ً, لماذا أقحمت الطائفة الشيعية بحرب هي بالغنى عنها, غير مقدسة وغير جهادية دينيا ً ومحرمة إسلاميا ً ضد بلد وشعب ثائر يبلغ عدده أكثر من 20 مليون نسمة إكراما ً لأجندة النظامين السوري والإيراني المجرمين?

بربكم كيف ترفعون راية "فإن "حزب الله" هم الغالبون", وأنتم تقتلون وتغلبون خلقه في سورية ولبنان أيضا ً?

                                     

والدة قتيل لقيادي في "حزب الله": هل الدفاع عن الأسد "جهاد

السياسة/سرد الكاتب اللبناني علي الحسيني, قصة والدة أحد عناصر "حزب الله" الذي قتل في سورية, وكيف استقبلت الخبر وسألت عن الأمر. وكتب الحسيني في صحيفة "الجمهورية" اللبنانية الصادرة أمس, "لم تهدأ الحاجة ز.ش, والدة أحد الذين سقطوا الأسبوع الفائت في سورية, فأبت إلا أن تعرف كيف قُتل ولدها وهل سقط فعلاً شهيداً أم لا?". وأشار إلى أنها توجهت بعدما ووري ابنها الثرى إلى منزل قيادي في الحزب, وقالت له "أريد أن أعرف كيف قُتل ولدي?", مضيفة "ابني شهيد يا سماحة الشيخ أو لا? شو إلنا في سورية حتى يروح يموت هونيك? شو دخلنا نحنا ب¯(الرئيس السوري) بشار الأسد?".

واحتار الشيخ في إيجاد جواب, فهي المرة الأولى في تاريخ "حزب الله" التي تطرح فيها والدة "شهيد" سؤالاً كهذا, واكتفي بهز رأسه قائلا "ابنك شهيد وبطل يا أخت", وكان يقوم "بواجبه الجهادي".

وردت الوالدة "هل إن قتال الجيش السوري الحر والدفاع عن نظام الأسد أصبح جهاداً برأيكم?" فاقترب أحد مرافقي الشيخ منه وهمس في أذنه, فنظر الشيخ إلى الوالدة قائلاً "ترك ولدك وصية سنسلمك إياها خلال اليومين المقبلين, لعلك تدركين معنى العمل الجهادي البطولي الذي قام به".  وأضاف الكاتب أن كلام الشيخ القيادي لم يشفِ غليل الوالدة, خصوصاً أن أخباراً أشارت إلى أن عبوة انفجرت به مع اثنين آخرين, بعدما طُلب منهم زرعها لمسؤول كبير في "الجيش الحر".

 

جهاد؟ أي جهاد!

راشد فايد/النهار

قضى أبو عباس في "عملية جهادية"، مثل الـ1200 شهيد من مقاتلي الحزب الذين سقطوا في مواجهة اسرائيل في حرب تموز 2006. هذا ما أراد الحزب الحاكم قوله، وفحواه، إنه يرى الشعب السوري، في ثورته اليوم، كما يرى إلى العدو الاسرائيلي، والجهاد ضدهما واجب شرعي، بينما النظام الأسدي في موقع لبنانيي الجنوب، يجب الاستشهاد لحمايتهما.

 ولأن سلاح الحزب لحماية اللبنانيين من اعتداءات إسرائيل، كما كرر أمس نائب أمينه العام، فإن أبا عباس، بلسان رئيس الهيئة الشرعية، ووكيل المرشد خامنئي، ذهب إلى سوريا لحماية لبنانيين مقيمين هناك، لكنه لم يقل إذا كان "حماهم" لأنهم من فئة بعينها، وهذا قد يتيح أن نرى مقاتلي الحزب في إحدى دول إفريقيا التي قد يطيح انقلاب فيها مصالح مغتربين، من الفئة نفسها، أو لأنهم لبنانيون فحسب، وهذا يستدعي السؤال لماذا لم يُذد أبو عباس، وأمثاله، عن أهالي عرسال وقرى وادي خالد، التي لا تنفك تقصفها مدفعية النظام؟

أيا يكن المسوغ، فإن الحزب الذي تفنن في نصح قوى 14 آذار بالإبتعاد عن أي تدخل في ما يجري في سوريا، واستعار كل ملكة قياداته اللغوية، ليؤستذ في حفظ الوطن والنأي به عن الارتدادات السورية، لم يستطع تجنب الوقوع في شرك الحقيقة، بعدما تضخم عدد قتلاه في حربه ضد الشعب السوري، وصار يحتاج إلى انفجار في النبي شيت يمكن ركامه أن يطوي أي رقم.

لكن الانتقال من القول بمقتل أبي عباس في "عملية جهادية"، إلى الإقرار بأنه قضى في سوريا، وتبرير ذلك بحماية لبنانيين يقيمون هناك من زمن سايكس – بيكو، أو بأن ما يجري يستهدف المقاومة، يفضح تخبطاً لم يعتده اللبنانيون من الحزب الذي أتقن باستمرار عمليات الإخراج الإعلامي والمشهدي.

إنها مرحلة تعثر سياسي تفضح محدودية خياراته في وضع إقليمي دقيق لا يملك حليفاه الأسدي والإيراني أي تصور لغدهما فيه، وتالياً غده: لا يملك قدرة التراجع الى "اللبننة" التي يشجعه خصومه على الانخراط فيها منذ عام 2005، ولا يمكنه الاندفاع، بقوة، في خياره الأساسي الذي لا يعرف متى يندثر. لذا لا يملك اليوم، سوى تلفيق التبريرات، والتخبط بينها. لكن ذلك يواجهه، أول ما يواجهه، بسؤال جمهوره: إلى أين؟ وكيف يبرر وقوفه، اللفظي، إلى جانب كل ثورات الربيع العربي إلا الثورة السورية، وهل أن ظلم الديكتاتوريات ذو نكهات، بعضها يستساغ، كالديكتاتورية في سوريا، وبعضها لا يستطاب كالديكتاتوريات التي سقطت؟ وهل الشيعة اللبنانيون، دون غيرهم، مضطرون الى رمي أولادهم للموت مجاناً، أو للخطف على الهوية لعداء مع الشعب السوري جُرّوا إليه بولاية فقيه لم يكونوا يوماً لها، ولم تكن لهم؟

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: "حزب الله" وبري لايمثلان الشيعة

بيروت - "السياسة": شن الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون هجوماً عنيفاً على رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله", مشيراً إلى أن "مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الأخيرة عن سلاح حزب الله تؤكد أنه قرر القول للبنانيين إننا استرجعنا الرئاسة من (الرئيس السوري) بشار الأسد وحزب الله, وهي مقدمة لاسترجاع كل المؤسسات وخصوصاً مجلس النواب". وأكد أن "حزب الله متورط بدرجة كبيرة بالسياسة الإيرانية وفي الدفاع عن النظام السوري, وبذلك يكون القلق على مستقبل لبنان بأكمله, لأن الوقوف في وجه الشعب السوري بهذا الشكل ولأسباب ليس لها علاقة بمصلحة لبنانية تؤدي إلى كارثة كبيرة على الشعبين اللبناني والسوري". وأعرب عن أسفه "للعقلية والأيديولوجية المتحكمة بحزب الله والنظامين السوري والإيراني, والمتمثلة بأن هناك مؤامرة كونية عليهم وأنهم أبطال في مواجهتها, فيما الواقع أنهم انحدروا من المقاومة إلى فرقة من فرق المخابرات". وأضاف: "في النهاية القمع سيتوقف ولكننا سندفع نحن كلبنانيين ثمن التراجع والتقهقر والمغامرات التي يقوم بها حزب الله", مؤكداً أن "حزب الله ليس ممثلاً للطائفة الشيعية, لا هو ولا رئيس مجلس النواب نبيه بري, وعلاقتهما مع الطائفة الشيعية علاقة سلطوية".

 

القضاء استجوب سماحة عن مكالماته مع بثينة

 بيروت - المركزية: استكمل القضاء تحقيقاته مع الوزير والنائب السابق ميشال سماحة, حيث استجوبه, أمس, قاضي التحقيق العسكري الاول في بيروت رياض ابو غيدا في شأن الاتصال مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في موضوع المتفجرات التي كان نقلها من سورية الى لبنان. وحضر الاستجواب الذي دام نحو الساعة و45 دقيقة وكيل الوزير سماحة نجل المحامي صخر الهاشم بسبب غياب والده. وبعد جلسة الاستجواب, التقى الوزير سماحة زوجته غلاديس وبناته الثلاث لنحو نصف ساعة تقريبا. ومن المفترض ان ينقل القاضي ابو غيدا نتيجة هذا الاستجواب الى القاضي صقر لاتخاذ الاجراء المناسب. واشارت معلومات اولية الى ان فرع المعلومات حلل اتصالين ثم ارسلهما الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي طلب من القاضي ابو غيدا الاستفسار من سماحة بشأن طبيعتهما, خصوصاً ان كلاماً ورد في خلال الاتصالين يُشير بطريقة او باخرى الى ان بثينة شعبان على بينة من نقل المتفجرات.

 

عائد من جهنم – ذكريات من تدمر وأخواته"وثيقة حيّة لعلي أبو دهن عن المعتقلين اللبنانيين في سوريا

بيار عطاالله/النهار

غلاف الكتاب.غلاف الكتاب. "أيها... حللتم اهلاً وسهلاً ونزلتم في مثواكم الاخير، هنا لا ينتظركم من شيء سوى الموت البطيء كالكلاب والبهائم، هنا جهنم الحمراء التي حدثتكم عنها الاديان والرسالات. لا رحمة هنا ترجونها ولا رأفة، هنا تدمر ولا رب هنا". بهذه المقتطفات من خطاب الضابط المسؤول عن معتقل تدمر التابع لنظام البعث السوري في مجموعة من المعتقلين، يزين علي ابو دهن المعتقل السابق في السجون السورية صفحات غلاف كتابه الذي يحمل اسم: "عائد من جهنم – ذكريات من تدمر واخواته".

كتاب مأسوي من الدفة الى الدفة، يقدم فيه ابو دهن شهادته عن معتقلات البعث السوري مع تركيز على معتقل تدمر الصحراوي وقصص الرعب التي تفوق بأضعاف كل ما تم تداوله عن المعتقلات الاخرى التي ضمت الآلاف من اللبنانيين وعشرات الآلاف إن لم يكن المئات من السوريين ولا تزال ركناً اساسياً في "ديموقراطية" حزب البعث والنظام الحاكم في دمشق. والكتاب الوثيقة شهادة نازفة عن معاناة كل لبناني بدءاً من اعتقال ابو دهن ليل الاثنين 28 كانون الاول 1987 في السويداء وصولاً الى الافراج عنه عصر 15 كانون الاول 2000 بعد 13 عاماً من القهر الذي يراد منه سحق الشخصية الانسانية وتحويلها مجرد ركام عظام ولحم، لا لشيء الا لأنه يخالف النظام الحاكم في الرأي والموقف والتوجه.

فصول عدة جمعها الكتاب تلخص سيرة معاناة طويلة ورحلة العذاب التي بدأت بعبارة: "ساعة بيشرب فنجان قهوة عندنا وبرجعلك اياه" في مكتب الاستخبارات السورية، في السويداء تحولت كابوساً  طويلاً في فرع التحقيق الذي يسميه علي "فرع المسلخ"، حيث اجبر على توقيع اعترافات تحت التعذيب الشديد وبتأثير "الكرسي الالماني" والصعق بالكهرباء. ومنه الى "فرع فلسطين" ثم الى "فرع التحقيق العسكري" لينقل بعدها الى تدمر حيث يصف ما جرى له هناك مطولاً.

"جهنم الحمراء"

"للاستقبال الرسمي في تدمر حساباته الخاصة، إذ توجّب علينا المرور بين عشرين شرطياً وقفوا على جانبي الدرب بكل عتادهم: كابلات عريضة، قضبان حديد بقطر ستة ملم وفي اختصار شديد: كل ما يؤلم مسموح به، ولم نعد نعلم أي صنف من المخلوقات نحن. اما وضعي فكان سيئا جدا، أنزف من جرح فوق عيني ومن رأسي، وقد كسر أنفي... كل ذلك بأقل من خمس دقائق. وسمعنا صوتاً مدوياً يقول: ""مين...، إنت ولا!! ولك حيوان انت". وكل واحد منا يظن أنه هو الحيوان المقصود. ثم قام المسؤول عن المعتقل بإلقاء خطاب فينا طالباً منا التصفيق".

يصف ابو دهن الزنزانة التي اعتقل فيها بأنها غرفة قذرة بقياس 5.75 ×14، مزودة بجورتي حمام مع بعض الغالونات لتعبئة المياه. ويروي: "في الأرض وعلى الجدران آثار للرصاص والدماء وعلمنا بعد حين أن هذا المهجع كان ساحة مجزرة بحق "الاخوان المسلمين" عام 1980، عندما أمر شقيق الرئيس رفعت الأسد، وكان حينها مسؤولاً عن القوات الخاصة، بالتوجه إلى سجن تدمر لتصفية الإخوان المسلمين المعتقلين فيه في الزنزانات". وروى الذين سلموا من المجزرة، من أعضاء حزب البعث العراقي فصول ما شاهدوا من شاحنات تنقل الجثث إلى مقابر جماعية سيكشف النقاب عنها في يوم من الأيام". ويعرض ابو دهن فصولاً قاسية ومؤلمة مما شاهده وسمعه في تدمر، كما يعرض لاحلام المعتقلين والعقوبات التي كانوا يتعرضون لها.

ويمضي ابو دهن في سرد معاناته بأن "سنة 1989 كانت سنة الموت في تدمر بسبب العذاب الشديد والضرب المبرح حتى الموت عمدا، وكانت ادارة السجن آنذاك في عهدة العميد المجرم غازي الجهني. وكانت ساحة الباحة السادسة الأوسع لكونها تحتوي على أكثرية من الإخوان المسلمين، وهم الفريسة المفضلة للتعذيب والقهر". ويروي ايضاَ انه اذا أراد الرقيب ان يتسلى يأمر احد السجناء بأن يقلد الحمار كيف يتمرغ على الارض، واذا رفض يعاقب. ومرة طلب من مجنون كان معنا ان يقلد غوار الطوشي فقلده جيدا، وقبل ان ينتهي قال المقلد بلسان غوار : يا حافظ ليش معتقل هالشباب استحي على شرفك واخلي سبيلهم". وعن وفاة المعتقل اللبناني حسن هوشر كتب علي: "افطرنا شايا باردا وملعقة من اللبنة وبرغلا باردا، وأصيب - حسن - بإسهال شديد وبعد ساعتين تبع الإسهال إعياء مريع. عند الثانية صباحاً إشتد المرض على حسن، فقرع المسؤول الصحي الباب مطالباً بحضور طبيب مختص. وبعد محاولة إسعافه بحسب خبرته القليلة، وهو سجين متطوع في الصليب الاحمر اللبناني، لم يعرف كيف يعالج الموقف. وبقي حسن ينازع، وصلٌينا له جميعا باكين عليه وعلينا، الى ان فارق الحياة".

ويتذكر علي الزيارات لأهالي المعتقلين حيث "يروح السجين يروي لمدة ساعات وساعات أخبار زيارة لم تتعدّ الدقائق الخمس عشرة في أحسن الأحوال، وتبدأ التحليلات السياسية والإخبارية مثلاً : قال النائب الفلاني لأهل السجين كذا "انشالله خير"، أو قال الوزير أو رئيس مجلس الوزراء كذا... فنبني أحلاما على كلام نواب وسياسيين كذابين لا يجيدون سوى التدجيل والعبث بآمال الناس وكسر قلوبهم، فيبيعون أهلنا كلاماً في مقابل الأصوات الإنتخابية. واكتشفت بعدما خرجت من السجن أن كل ما قالوه عار من الصحة".

الفصل اللافت هو عن التجديد للرئيس الراحل حافظ الاسد عام 1991 حين ابتدع مدير سجن تدمر وسيلة جديدة كي يحصّن مركزه بأن أمر سجناء الرأي السياسي في سجن تدمر بأن يكتبوا تأييدا ومبايعة للرئيس الاسد بدمهم الحي، وفعلوا ذلك مرغمين. وكتب: "أعطونا ورقا أبيض وبعض الدبابيس لتنفيذ المهمة الدموية"، وشرح لنا شرطي أن هذا العمل وتوقيع العريضة بالدم سيساعداننا على اخلاء سبيلنا. وقال سأعود بعد ثلاث ساعات لاجمع التواقيع. وغادر الغرفة. لم نتكلم لمدة ساعة او اكثر. كيف نكتب بالدم وبالروح لهذا الرجل الذي سجننا وأذلّنا وأهاننا وحقرنا وضربنا وشتمنا. لكننا كتبنا مرغمين          

الى صيدنايا

نقل ابو دهن ومجموعة من رفاقه بعد خمس سنين من معتقل تدمر الى معتقل صيدنايا، ويروي: "طلبنا جريدة فجاؤونا بصحيفة "البعث" وصعقنا عندما علمنا ان الاتحاد السوفياتي تفكك فيما اتحدت المانيا". وينقل قبل الافراج عنه ان معتقلي الاخوان السوريين قالوا له: "السوريون تركوا لكم شوية حرية رأي بلبنان، وخاصة عند الاخوة المسيحية لا تنسونا رجاءً (...)". 

 

اليونيفيل": اجتماع عسكري أممي لبناني اسرائيلي في الناقورة والبحث تطرق الى تطبيق القرار 1701 والخط الازرق والانسحاب من شمال الغجر

وطنية - 10/10/2012 اعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الآتي: "ترأس القائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اللواء باولو سيرا، إجتماعا ثلاثيا عاديا، مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، في موقع للأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة. وتم خلال الإجتماع البحث في الأمور المتعلقة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 في إطار ولاية اليونيفيل، بما في ذلك الوضع على طول الخط الأزرق وعملية وضع العلامات المرئية الجارية على الخط الأزرق والإنتهاكات والحوادث إضافة الى موضوع إنسحاب القوات الإسرائيلية من شمال الغجر.

وبعد الإجتماع قال اللواء سيرا: "لقد كان إجتماعا بناء أعرب خلاله كلا الطرفين عن دعمهما الكامل وإلتزامهما بالعمل مع اليونيفيل لتنفيذ البنود ذات الصلة من القرار 1701 وللحفاظ على الهدوء في المنطقة ومنع وقوع حوادث وتفادي التوتر على طول الخط الأزرق. وفي هذا السياق، أعرب الطرفان عن إهتمامها أيضا في تسريع وضع العلامات على الخط الأزرق". كما أعرب القائد العام عن إرتياحه "لناحية بقاء الوضع في منطقة العمليات هادئا ومستقرا، حيث أعرب الأطراف مجددا عن التزامهم بوقف الأعمال العدائية". وأضاف: "أود التأكيد على ضرورة بقاء الطرفين ملتزمين بالتعاون مع اليونيفيل على كل المستويات".

 

وكرة المتفجرات تكبر لتشمل بثينة شعبان

 المستقبل/لم يعد خافياً على أحد أن إحباط مخطط ميشال سماحة - علي مملوك وتوابعهما، المنتظر أن يكشف التحقيق أدوارهم مثل بثينة شعبان وجميل السيد ومن سيلتحق باللائحة الإجرامية، قصم ظهر الفريق السوري في لبنان وقطع الطريق على ما كان يرسم للبنان من سيناريوهات جهنمية. لا شكّ في أن هذا الفريق يحبس أنفاسه ويتوجّس من مفاجآت قد تباغته في أي لحظة، في ظل الصدمات التي تلقاها بدءاً بصاعقة توقيف سماحة التي لم يتوقعوها يوماً بسبب الهالة التي تحيط به، والتي أتبعت باكتشاف سرّ مرافقة جميل السيد له في رحلتهما "الجهادية" من دمشق الى بيروت مع عشرات العبوات الناسفة، ومئات الكيلوغرامات من المواد الشديدة الإنفجار، التي كانت مخصصة للإجهاز على عشرات "العملاء" في شمال لبنان وليس مهماً قتلهم وهم متحلقون على موائد الإفطار في رمضان، طالما أن الصيد سيكون ثميناً وحصيلته نائب ومفتٍ ورجال دين وسياسيون ومؤمنون، قبل أن يتلقّوا صدمة إفتضاح علاقة بثينة شعبان، أو "بسبس" (كما يحلو لبعض طفيليات النظام السوري مناداتها) بهذا المخطط الجهنمي المفتوح على مزيد من المفاجآت. من المؤكد أن الوضع الضاغط أمنياً وسياسياً في لبنان، والأخطار الخارجية المحدقة بالبلد جراء ما يحدث في سوريا، والتصعيد الأمني والعسكري على الحدود الشمالية والشرقية، تستوجب الإسراع ببت ملف سماحة بسرعة قياسية، وإصدار القرار الإتهامي وإحالة المتورطين على المحكمة العسكرية لأسباب جوهرية، الهدف منها أولاً وقف الإستغلال السياسي والتأويلات وحملات التضليل السياسي والإعلامي التي تأتي خارج السياق الطبيعي للقضية التي ينتهجها أتباع النظام السوري في لبنان، وثانياً لوضع الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي أمام حقيقة ما يرسمه النظام السوري للبنان، وثالثاً لقطع الطريق على هكذا مخططات يبدو أن أتباع وأدوات بشار الأسد لم يتعبوا من محاولاتهم إغراق لبنان في أتونها، ما دام سلطانهم كما سلطان أسيادهم لا يدوم ولا يستمر الا على الدماء والدمار، ولا ينمو الا على الفتن وإثارة الإقتتال والتفرقة بين أبناء البلد الواحد وحتى البيت الواحد.

فالتأخير في إنجاز التحقيقات في ملف سماحة حمّال أوجه كثيرة، قد يقول قائل إن الملف معقد ومتشعب، وإن ورود وثائق ومستندات من شعبة المعلومات الى القضاء العسكري بشكل دوري، يفرض إيقاعاً بطيئاً لدوران عجلة هذا الملف، لا سيما مع ورود أسماء جديدة ومعطيات جديدة مصدرها تفريغ المكالمات الهاتفية الخاصة بميشال سماحة مع شخصيات سياسية وأمنية سورية، أو تحليل التسجيلات المأخوذة من آلة التسجيل المثبتة في سيارة سماحة، من أجل أن يكون الملف متكاملاً. لكن في المقلب الآخر هناك من يشتبه بتباطؤ متعمّد مرده الى الضغوط السياسية التي تمارس على القضاء.

وبرأي المراقبين هناك فريق مؤيد للنظام السوري له مصلحة في تأخير البت في هذا الملف، ليس من أجل إخراج سماحة من السجن لأن هذا الأمر بات من الأحلام بعد إعترافاته الصريحة المسجلة بالصوت والصورة، إنما من أجل تخفيف الأضرار والتداعيات المتأتية عن فضيحة مشروع سماحة ـ مملوك التخريبي والفتنوي والتدميري، بمعنى أن الفريق المتضرر من إحباط هذا المخطط بإمكانه لملمة ذيوله في مرحلة يكون فيها التحقيق سرياً، أما عندما يصبح الملف أمام المحكمة وتصبح المحاكمة علنية، فإن كشف الأسرار فيها سيكون مدوياً ويصعب حينها محو آثاره أو تبريره، كما أن البعض ممن لا يزال موقفهم ضبابياً، لديهم مصلحة في التأخير علّ المرحلة الفاصلة عن ختم التحقيق وإصدار القرار الإتهامي، تكون كافية لجلاء مصير النظام السوري، وما إذا كان قابلاً للبقاء على قيد الحياة، أو ماضٍ الى مزيد من الإنهيار. وهنا يسأل مراقبون، ما هي الأسباب الموجبة التي تؤخّر إتخاذ الإجراءات القانونية بما خصّ إستدعاء المدعى عليهما اللواء علي مملوك، ومساعده العقيد عدنان اللذين زودا سماحة بالمتفجرات؟ هل يعقل أن هوية مملوك وصفته الأمنية والعسكرية وعنوانه بحاجة الى توضيح من أجل تبليغه؟ الا يعلم القضاء أن قرار التبليغ سيرسل من الخارجية اللبنانية الى الخارجية السورية التي ستتولى إبلاغه بحسب الإتفاقية القضائية التي ما زال الفريق الآخر يتخذ منها شماعة لتسويق دفاعه عن مرتكبي الجرائم بحق اللبنانيين؟ على كل حال وبانتظار إسدال الستار على قضية هي من أخطر ما حيك ضدّ البلد، فإن اللبنانيين باقون على حبل الرجاء.

 

حزب الله" يزجّ لبنان في عين العاصفة

 ربى كبّارة/المستقبل

فرضت ظروف الثورة السورية على الغرب والعرب دعم بقاء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي خشية اهتزاز الاستقرار. لكنّ "حزب الله" ومستفيدا من هذا الدعم، لم يتورّع عن زجّ لبنان في عين العاصفة داخليا واقليميا. وبالتالي إن اسقاط حكومة يشارك فيها يصبح عاملا اساسيا لتجنب انعكاسات الازمة السورية او حربا اسرائيلية. فحزب الله الذي شيّع "شهداء" سقطوا في "واجب جهادي" لم يحدد أرضه أولاً، اضطرّ مؤخرا للاعتراف بان "الجهاد" تمّ على الاراضي السورية لا دفاعا عن نظامها المتهاوي وانما حماية للبنانيين يقطنونها تعاقست حكومتهم عن نجدتهم، كما ورد على لسان الوكيل الشرعي للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك خلال تشييع احد القياديين الاسبوع الماضي. هذه الذريعة وحدها تقضي على سياسة "النأي بالنفس" المزعومة للحكومة التي تشكلت قبل اكثر من عام ونصف عام بإرادة نظام بشار الاسد وحليفه "حزب الله". فالحزب، وفق مصدر ديبلوماسي عربي سابق، لم يخش هذا الاعتراف مستندا الى مخاوف الغرب من تمدد الازمة السورية الى دول الجوار وخصوصا لبنان، لكأن المجتمع الدولي يسلّم بهيمنة الحزب على القرار السياسي كما سبق له ان سلّم بالوصاية السورية حفاظا على استقرار اقليمي. كذلك يؤمّن هذا الاعتراف ذريعة اضافية لاحتفاظ الحزب بحق استخدام سلاحه وفق ما يراه مناسباً، مع اقترب موعد جلسة الحوار الوطني المقبلة بعد نحو شهر. وفي سلوك مشابه كان الحزب قد استولد موضوع مزارع شبعا بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000 ليحتفظ بسلاحه. فكما هو يتمسك بسلاحه للدفاع عن اهالي جنوب لبنان في مواجهة اعتداءات اسرائيلية مفترضة ها هو بات يستخدمه في حقل آخر على الاراضي السورية.

ومن المقرر ان تناقش هذه الجلسة تصور رئيس الجمهورية ميشال سليمان للاستراتيجية الدفاعية التي تربط احتفاظ "حزب الله" بسلاحه بدعم الجيش وفقا لقرار السلطة. وقد لاحت بوادر اعتراضية خصوصا على مواقف للرئيس سليمان منها قوله "السلاح الذي يشهر في الداخل ممنوع ويجب نزعه اكان لحزب الله أو للسلفيين ام غيرهما" او "لن نسمح أن يكون لبنان مكانا لحماية أي نظام أو دولة بعدما دفعنا غاليا ثمن حريته وديموقراطيته". أما بالنسبة الى نظام بشار الاسد فهو آيل الى السقوط عاجلا أو آجلا، فماذا سيفعل حينها "حزب الله" الذي جعل ابناء طائفته وقودا لنصرته بعد أن وضع نفسه منذ اليوم الأول في مصاف اعداء الثورة؟. فثمة بوادر تعليقات اولية لبعض الثوار عن عزمهم استهداف "حزب الله" لاحقا وهذا لا يطمئن رغم الاجماع اللبناني على ادانته .وماذا سيكون انعكاس القتال الى جانب النظام على اية علاقة مفترضة مع السلطة المقبلة عندما ينتقل الثقل الاقليمي من فريق الى آخر، خصوصا ان "حزب الله" يورّط بسلوكه المنفرد الحكومة بمجملها سواء رغبت بذلك ام لم ترغب.

يضاف الى ذلك كشف وثائق نشرتها فضائية "العربية" عن انغماس "حزب الله" في اغتيال جبران تويني تنفيذا لطلب سوري بما يؤجج الصرعات الداخلية، رغم نفي الحزب، خصوصا مع تمسكه بعدم تسليم احد عناصره للتحقيق معه في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب وبالتأكيد امتناعه عن تسليم اربعة من قيادييه اتهمتهم العدالة الدولية باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بل رفعهم الى مصاف القديسين.

ويتساءل المصدر نفسه عما سيكون عليه مصير لبنان اذا نجح الاسد في استدراج حرب اقليمية للخروج من مأزقه. فما تكرار الاعتداءات السورية على الاراضي التركية الاّ محاولة لجرّ أنقره للرد بعنف تعكف على تحضير أدواته بدون ان تستخدمها حتى الآن، وابرزها حشد القوات على الحدود وتفويض البرلمان الحكومة الردّ وموقف "حلف الاطلسي" الداعم.

حتى الآن لم يصدر أي موقف عن الحكومة بشأن انخراط احد مكوناتها في الحرب الدائرة في سوريا، لكن كيف سيكون موقفها لو شنت اسرائيل حرباً على لبنان استباقا لمواجهات محتملة مع ايران تقضي على ملفها النووي بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي ستجرى بعد اقل من شهر، بغض النظر عن الفائز فيها اكان جمهوريا أو ديموقراطيا.

فمن الواضح أن اسرائيل تعكف في هذا الحين على تجميع اوراق تبرّر لها أي عملية مقبلة ضد "حزب الله" كما جرى في العام 2006 . فحتى الآن لم تكشف نتائج التحقيقات في العملية التي استهدفت في 18 تموز الماضي باصا يقل سياحا اسرائيليين في بلغاريا وحمّلت الدولة العبرية "حزب الله" مسؤوليتها. كذلك التلويح الاسرائيلي بمسؤولية "حزب الله" عن طائرة استطلاع بدون طيار اخترقت الدفاعات الجوية قبل أن تسقطها المقاتلات السبت الماضي.

اذاً لا الاستقرار الداخلي يعني "حزب الله" ولا التورط الاقليمي، بما يعني حتمية التخلّص من حكومة تدّعي "النأي بالنفس"، لأن سلوك الحزب يجسّد كذب هذه المقولة.

 

سليمان: الدستور يحتاج احيانا الى تعديل شئنا ام ابينا وارفض إقامة قواعد عسكرية أو إنطلاق عمليات من لبنان ضد سوريا

وطنية-10/10/2012 رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ان لا دولة من دون توافق جماعي بين الجميع"، واكد "ان الدستور يحتاج احيانا الى تعديل شئنا ام ابينا"، رافضا "إقامة قواعد عسكرية أو إنطلاق عمليات من لبنان ضد سوريا". وتطرق سليمان، مساء اليوم، في حديث الى قناة "ان بي ان " الى الشؤون المحلية والعربية والعالمية وقال: " رئيس الجمهورية مؤتمن على الدستور وبقدر ما يستطيع الحفاظ عليه انه ينجح". اضاف: "الدستور يحتاج احيانا الى تعديل شئنا ام ابينا. كان تطبيق الطائف يحتكم الى السوريين، احيانا من خلال تدخلهم واحيانا بطلب من اللبنانيين. احيانا اخطأ السوريون، بعد خروجهم، صار يجب ان تمارس المؤسسات الدستورية عملها بدون وصاية". وتابع "كان هناك اشكالات لا تتعلق فقط بصلاحيات رئيس الجمهورية. لا يجوز ان تصل الامور الى مكان لا حل فيه، ولكي نحمي هذا الدستور الذي هو خشبة خلاص لبنان علينا ان نعد قانون انتخاب". وأكد "ان الظروف التي نمر بها اوجبت على رئيس الجمهورية ان تظهر موافقه بشكل اوضح منذ سنين نعيش ظروفا صعبة، لهذا على رئيس الجمهورية حمل الراية والتصدي لهذه الظروف، وان الممارسة تصنع الدستور". وردا على سؤال حول مواقفه الحازمة في الفترة الاخيرة قال: "مواقفي منذ كنت في الجيش اللبناني ولكن الظروف الحالية وفي الازمات ظهرت هذه المواقف وكأنها جديدة، مواقفي لم تتغير وما زلت انا الرئيس التوافقي، لو لم اكن توافقيا لرفضت مواقفي في الشارع".

واوضح "ان التوافقية ليست لارضاء هذا او ذاك، الجميع عليهم التوافق معي لحماية الدستور". واعلن سليمان "ممنوع تهريب السلاح الى سوريا"، لافتا الى توقيف الجيش الباخرة "لطف الله" وغيرها.

وقال:"نتخاطب مع السوريين من موقع الصداقة الصادقة والتنبيه ولم نصل الى رفع شكوى عليهم في مجلس الأمن". وكشف أنه "لم يتلق أي إتصال من الرئيس بشار الأسد بعد بقضية المتفجرات، وما أزال أنتظر هذا الاتصال التوضيحي". ونفى وجود كلمة سر عند الأتراك، "ولو هناك كلمة سر لما قلتها. ذهبت الى تركيا للمطالبة فقط بالمخطوفين اللبنانيين. لدي المناعة لتلقي مثل هذه الكلمات السر أو أي موقف يفرض علي.كما وانني انزعج من التطاول على شخصي".

وردا على سؤال حول تهجم سليمان فرنجية عليه قال: "قائد الجيش اللبناني يعنيه لبنان وليس سوريا". وشدد على أولوية وضع السكة الصحيحة لقانون انتخابي واللامركزية إلادارية، مشيرا الى أنه "من المبكر إنشاء مجلس شيوخ، ويليه التفكير بقانون انتخابي على أساس لبنان دائرة واحدة". وعما إذا كان ينوي تأسيس حالة سياسية تدعم مرشحين يؤدي الى تكتل برلماني قال:"لا أفكر بتأسيس حالة سياسية، هناك رضى شعبي على رئيس الجمهورية في تصرفاته الشخصية والرسمية وقد يؤدي ذلك الى إيجاد حالة سياسية". وعما إذا كان لديه مرشح مفضل لرئاسة الجمهورية قال "هو من ينتخبه البرلمان". وطالب بتفسير دستوري واضح لمسألة الانتخاب في البرلمان بالنسبة لقضية الثلثين وغيرها، مشددا على ضرورة أن "يلعب المجلس الدستوري هذا الدور". وأعرب عن اعتزازه بتداول السلطات الذي يجري في لبنان. وسئل عن رأيه في حال فرضت الظروف عليه التمديد فأجاب بالنفي، مكرر رفضه عدم قبول التمديد. وتمنى ردا على سؤال أن يستطيع العمل كالذي قام به الرئيس الراحل فؤاد شهاب.

وعن الأوضاع الأمنية قال: "سمعة لبنان في الخارج قاربت الاهتزاز الأمني، وكان لا بد من تطمين الجميع للقيام بواجباتهم الأمنية، وكذلك القضاء من دون التعرض له.

وان لا دولة من دون توافق جماعي بين الجميع. هذا هو السلم الأهلي والسلم الأهلي يتحقق من خلال المرجعيات المسؤولة عن الناس وليس فقط من خلال رجل الأمن.

ودعا الى "عدم اهتزاز صورة لبنان الأمنية، وأعطى مثالا على القيام بدور توافقي- أمني- سياسي- تنظيمي- خلال زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر، واعدا بحفظ الأمن بقوة وشجاعة خلال السنتين المقبلتين". وعن دور القوى الأقليمية قال: "لا أحد تعنيه العملية حاليا، ولكن يناسبهم جميعهم ضبط الأمن في لبنان"، متمنيا "إطفاء الحريق في سوريا"، مؤكدا "ان الكلام عن رغبة سوريا بإحراق لبنان غير صحيح". وعن وجود حل لمشكلة الحدود اللبنانية-السورية، قال: "نحن نمنع بواسطة الجيش والقوى الأمنية إقامة قواعد عسكرية أو إنطلاق عمليات من لبنان ضد سوريا. هناك أشخاص في لبنان لا بد أنهم يتعاطفون مع المعارضة السورية، وعلينا منع قيام قواعد عسكرية". وكشف عن "ان التواصل لم ينقطع مع سوريا، والمؤسسات اللبنانية-السورية موجودة".

وعن وجود انزعاج متبادل قال: "علينا تقدير الاوضاع السورية لأنهم في ازمة، لكن لم ينقل الي حالة انزعاج سوري مني"، مبديا قلقه لما يحصل في لبنان نظرا لعلاقات البلدين.

وعن قراءته لما يحصل في سوريا قال:"لا يوجد اتجاه لتقسيم سوريا، ولبنان يعيش حالة جيدة جدا في ظل الطائف". وتمنى انتهاء الاحداث في سوريا وقال:"لكن لا اراها ستنتهي مبكرا".

وعن سياسة النأي بالنفس اكد انه يفضل الحياد عن الصراعات في سوريا بين النظام والمعارضة، لأن الشعب السوري يقرر ما هو النظام الذي يريده، مؤكدا "نحن اصدقاء الشعب السوري كله".

وعن تصريح لمسؤول ايراني حول وجود حرس ثوري ايراني في لبنان ابدى موافقته على التصريح الايراني النافي لوجود حرس ثوري، وقال: لم يتبين الى الان وجود حرس ثوري ايراني في لبنان".

وسئل عن كلامه على نزع السلاح في لبنان الذي قاله خلال جولته في اميركا اللاتينية اوضح "قلت في تصريحي المذكور انني فصلت سلاح المقاومة الذي سنستخدمه للدفاع عن لبنان، وانه علينا الاتفاق على الآلية حول استخدام هذا السلاح. اما السلاح المنتشر في الداخل فهو سلاح يجب نزعه"،مؤكدا "ان نزع سلاح الداخل لا علاقة له بالاستراتيجية الدفاعية". واشار الى المطالبة باستراتيجية دفاعية منذ اعوام "وما زلت على كلامي في الحرص على المقاومة". وابدى عدم توقعه لحل "مسألة استعمال سلاح المقاومة في المكان الصحيح والتوقيت الصحيح في جلسة واحدة". وشدد على "ان الوطن ليس حالة مؤقتة"، داعيا الجميع الى "الحفاظ على الوطن"، رافضا "التشكيك بوطنية اي فريق"، منتقدا الديموقراطية التي تمارس هنا. وطالب بالتخلي عن الفردية والانانية وممارسة الديمقراطية الصحيحة، مشددا على الشباب في لعب دورهم. وعن التعيينات قال مذكرا بكلام الرئيس بري له بأنها "ستكون اصعب المسائل". وقال "لا اوافق على تعيينات سيئة على قاعدة المحاصصة، يعني عدم التعيينات افضل من تعيينات على اساس المحاصصة".

واضاف "حان الوقت لنعطي آلية التعيينات المتفق عليها في مجلس الوزراء. والتعيينات قريبة ان شاء الله في الجلسات المقبلة لملء شواغر عدة"، مشددا على رفض المحاصصة.

وتحدث عن طرحه لانشاء امانة عامة لدول "اسبا" في اميركا الجنوبية ويكون مركزها في بيروت. وتطرق الى ضعف اللغة العربية بين ابناء المغتربين، داعيا اياهم الى "تعلم هذه اللغة الرائدة"، معلنا ان المغتربين يهمهم كثيرا استعادة الجنسية اللبنانية وهم ينتظرون صدور القانون في هذا المجال. وعن قانون الانتخاب الانسب، اشار الى القانون الذي احالته الحكومة الى المجلس النيابي، ولكن الاخير هو الذي سيقرر. وقال "القانون الذي سيصدر يجب ان يكون دستوريا وانا سأحيله الى المجلس الدستوري للبحث في دستوريته.اترك للمجلس النيابي اختيار القانون الذي يريد وانا سأحيله وفقا لحقي كرئيس للجمهورية الى المجلس الدستوري". واعلن "انا ضد تصنيف المسيحيين، لأن ميزة المسيحيين هي التنوع، وانا لا اقبل بهذا التصنيف". وعن سمة الخوف في الخطاب المسيحي قال: "لا يبدد الخوف الا الحوار. والمسيحيون هم الاجدر بالحوار، فلا مبرر للخوف، لأن المسلمين في لبنان يريدون الدور الرائد للمسيحيين"، مذكرا بأن الفاتيكان ارتأى اطلاق الارشاد الرسولي في لبنان ولهذا كانت زيارة البابا. وقال:الفاتيكان لديه قلق على مسيحيي الشرق وليس على مسيحيي لبنان لأنه يرى ان لمسيحيي لبنان دورهم. وردا على سؤال حول الاوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان وتحذير البعض من انهياره قال:"لا يعني وجود تحذيرات ان انهيارا سيحصل، لقد برهن الاقتصاد اللبناني انه مرن ومطاط ويتعايش مع الازمات". وتحدث عن الازمة الاقتصادية في المنطقة، مشددا على "ان الاقتصاد اللبناني لن ينهار لأنه مرن وهناك فرص كبيرة امام لبنان، ومنها الغاز الطبيعي والنفط في عرض البحر". وطمأن الى وجود احتياط جيد، اضافة الى موجودات الدولة وثروات المغتربين، محذرا من الهدر وفرض الضرائب عشوائيا كي لا تهرب الاستثمارات. اضاف: "علينا الانتهاء من نزف الكهرباء، وعلينا ان نكون صادقين في اتخاذ القرارات". وطالب بعدم خداع المواطن "بأن نعطيه بيد ونأخذ منه بيد اخرى، خصوصا وان الناس ليسوا جميعهم موظفين، مراهنا على "انضباط اللبناني وتحمله وعقلانيته". وتمنى عدم اقرار زيادة لرواتب النواب والوزراء والمسؤولين.وختم سليمان "لبنان يخالف التقارير المدونة على الورق، انه بني على معجزة، ولبنان مغروس بالتاريخ والارض ولا اخاف عليه ونظامنا سيكون افضل نظام، وعلى الشباب النزول الى الشارع ومن ضمن القوانين المرعية ليقولوا كلمتهم، من دون ان ينسوا ان معادلة

 

نديم الجميل ترأس اجتماعا للكتائب في باريس وتحدث ل"فرانس 24": في حال سقوط النظام السوري سيحاول "حزب الله" استكمال انقلاب 7 أيار

وطنية - 10/10/2012 وصل النائب نديم الجميل الى العاصمة الفرنسية باريس، وبدأ نشاطه بالمشاركة بالقداس الاحتفالي الذي اقيم في كنيسة سيدة لبنان، في حضور عدد من الشخصيات اللبنانية.

ثم ترأس اجتماعا عاما لقسم الكتائب في العاصمة الفرنسية حيث وضع الكتائبيين في أجواء حقيقة الوضع السياسي في لبنان وتأثير الازمة السورية على المشهد السياسي اللبناني. وأكد للمجتمعين أن "الانتخابات النيابية حاصلة لا محال في موعدها مهما كلف الامر، وعليهم البدء بالتحضير لها مع الاصدقاء والمؤيدين لأنه سيتقرر بنتيجتها مصير لبنان للسنوات المقبلة، مهما كان شكل القانون الذي سيتفق عليه مجلس النواب".

مقابلة تلفزيونية

وأدلى الجميل بحديث تلفزيوني لقناة "فرانس 24" وصف خلالها الوضع في سوريا بـ"المأساوي لأن حزب البعث بقوم بمجزرة حقيقية بحق الشعب السوري منذ اكثر من سنة". وتساءل عن "سبب عدم تحرك المجتمع الدولي حتى الآن بطريقة صارمة لمنع هذا النظام من القيام بمذابح كل يوم بحق شعبه، وهذا ما حصل خلال ثلاثين سنة من احتلاله للبنان".

وردا على سؤال قال: "أعتقد ان القرار النهائي بالتخلص من هذا النطام لم يتخذ دوليا بعد، لذا نرى معارضة الصين وروسيا في مجلس الامن الدولي".

أضاف: "كذلك، اسرائيل على ما يبدو محتارة لمجريات الامور ولم تتخذ أي قرار نهائي بعد". وطالب الجميل المجتمع الدولي "بدعم ثورة الشعب السوري الذي يهدف الى الحرية والعدالة لأنه سيستمر في مقاومته بدعم أو بدون دعم". وعما إذا كان يجب تزويد المعارضة بالسلاح، قال: "ولم لا، خاصة أن النظام يهاجم الثوار بالطائرات الحربية والهليكوبتر والدبابات ويسقط من جراء هذا القصف المجرم أكثر من مئتي قتيل يوميا ما عدا الجرحى والمعاقين. لذا يجب دعم المعارضة السورية سياسيا وعسكريا من أجل الاسراع في تغيير الاوضاع المخيفة في هذا البلد".

وردا على سؤال عما إذا كانت أسلمة الثورة بوجود مجاهدين يتحدثون عن وجودهم، تشغل بال المسيحيين، قال: "طبيعي أن يشغل بالنا، وقد انشغل بالنا عندما انطلق الربيع العربي في عدد من الدول العربية. لذا على المسيحي السوري أن يلعب اليوم دوره كاملا في هذه الثورة من أجل التغيير. وإن المسيحيين الذين ما زالوا في سوريا حتى الآن، دللهم النظام باعطائهم بعض فتات التقديمات والضمانات ولكن هذا لا يعني أن أكثرية المسيحيين في سوريا يدعمون النظام. فلو كانوا عارضوا هذا النظام من قبل، لكانوا أصبحوا، إما تحت الارض وإما في السجون وإما في المنفى كما هو حال العديد منهم. لقد حان الوقت ليتشارك المسيحي السوري مع شريكه في الوطن المسلم السوري في الحكم لخلق دولة تليق به وبالمبادىء التي يسعون اليها والمبنية على مبادىء الحرية والعدالة والديمقراطية".

وعما إذا كان اللاجئون السوريون يشكلون خطرا على لبنان، كما يقول أمين عام الأمم المتحدة، قال الجميل: "اللاجئون يشكلون عبئا على لبنان خاصة ان هذا الوجود غير منظم والدولة غائبة عن تنظيمه وعن الاهتمام الانساني بهم. لقد فاق عددهم حتى اليوم الثمانين ألفا وهذا العدد مرشح للارتفاع على المدى القريب إذا استمر النزوح اليومي عبر الحدود. ونخشى أن نواجه قريبا أزمة لاجئين جديدة".

أضاف: "المشكلة أن سوريا تحاول تصدير الازمة الى لبنان، والدليل الحسي على ذلك المحاولة التي قام بها ميشال سماحة لزرع الفتنة، عبر إدخاله اكثر من عشرين عبوة ناسفة الى لبنان لقتل مسؤولين لبنانيين أو لزرع الفتنة بين اللبنانيين من أجل خلق فوضى في البلد وتخفيف العبىء والضغط عما يجري في سوريا. كذلك فان كل المشاكل والاضطرابات التي حصلت في طرابلس وغيرها من المناطق اللبنانية كانت معدة في سوريا. لكنهم لم ولن يتمكنوا من ذلك". وردا على سؤال حول وضع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، قال: "هذه الحكومة حليفة سوريا وتنفذ ما يطلبه منها النظام السوري. وتأكيدا على ذلك، صمتها المطبق حيال القصف السوري اليومي للقرى الحدودية، وانتهاك السيادة اللبنانية عبر عبور الجيش السوري الى الداخل اللبناني، والحكومة تغاضت عن كل تلك الانتهاكات ولم تقدم لا على المساءلة ولم تقدم شكوى رسمية. كذلك، فإن "حزب الله"، وهو الشريك الاساسي في هذه الحكومة، يستفيد من الازمة السورية ليفرض مشيئته في الداخل وخاصة لفرض سيطرته على الحكومة الحالية. لقد بدأت محاولة انقلاب "حزب الله" في لبنان في 7 أيار 2008 ويحاولون اليوم قضم السلطة اللبنانية والمؤسسات الرسمية".

وعما سيحصل في لبنان في حال سقوط نظام الاسد قال الجميل: "سيكون هناك خلط جديد للاوراق في المنطقة، وسيحاول "حزب الله" انهاء انقلابه بوضع يده على السلطة عبر فرض قانون انتخابي يلائمه وحلفاءه. وإذا لم ينجح، ربما سيقوم بمحاولة عسكرية لكن عند هذا الحد، سنضطر للمقاومة. فالاوامر تأتيه من الخارج وإيران تريد منفذا على المتوسط عبر تحويل لبنان الى محافظة ايرانية. ولكن آمل أن تحل الامور ديمقراطيا وسلميا".

 

الرئيس أمين الجميل لـ«الحياة»: هناك قضم للجغرافيا والسيادة و«حزب الله» قد يسيطر على لبنان بحجة المقاومة

بيروت – وليد شقير/الحياة

حذر رئيس حزب الكتائب الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل «من أي تورط في الأحداث الدموية في سورية لا سيما أنها أحداث أكبر من قدرتنا على التأثير لكن تداعياتها على الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان ستكون بالغة». وقال الجميل، في حديث الى «الحياة»، إنه «لولا وعي اللبنانيين كان يمكن للتدخل (من أطراف لبنانيين في سورية) أن يكون سافراً أكثر ويورطنا في اقتتال داخلي». واعتبر أن هذا التدخل خجول ممكن استيعابه، ودعا جميع الأطراف الى ضبط النفس رحمة بلبنان. وإذ أكد الرئيس السابق أن حزبه سيحضر دراسة عن الإستراتيجية الدفاعية «تمنى على حزب الله أن يلاقينا الى الحوار بشكل بنّاء وموضوع وشجاع لا أن يحضر كمستمع فحسب كأنه يقول بلطوا البحر». ودعا الى اتفاق على المصطلحات في شأن السلاح والإستراتيجية الدفاعية سائلاً: «هل نحن في منطق مقاومة أم الدفاع عن الوطن أم في منطق التحرير أم كما ظهر أخيراً في منطق الجهاد العابر لكل الحدود؟». وأضاف: «الانطباع لدينا أنه بحجة المقاومة هناك قضم للجغرافيا اللبنانية وللسيادة... وقد نصل الى يوم يصبح لبنان كله تحت سيطرة حزب الله بحجة المقاومة». وعن الخلافات في شأن قانون الانتخاب، قال الجميل: «نقوم بجهدنا لنصل الى تفاهم بين قوى 14 آذار إضافة الى الحزب التقدمي الاشتراكي»، معتبراً أن «من الطبيعي أن يأخذ القانون وقته للنضوج». وأوضح أنه لا يدري لماذا غير زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون رأيه في مشروع القانون الذي اقترحته الكتائب وحزب «القوات اللبنانية» حول الدوائر الصغرى، وأن الأبواب ليست مقفلة مع النائب وليد جنبلاط الذي عارض هذا القانون.

وتحدث الجميل مطولاً عن الربيع العربي واللقاءات التي يعقدها في الخارج في هذا الإطار، لمناقشة آفاق المرحلة الجديدة، مشيراً الى مشروعه الداعي الى خطة مارشال جديدة لمساعدة الأنظمة الجديدة في المنطقة على إقامة مؤسسات ديموقراطية. وأكد أنه سيتابع نقاط هذا المشروع من موقعه الجديد كنائب رئيس اتحاد الأحزاب الديموقراطية الوسطية.

وقال إن الوثائق الصادرة عن الأزهر، وعن المعارضة السورية وعن تيار «المستقبل» والشرعة - الإطار التي أعلنها حزب الكتائب مبادرات بناءة لدرء مخاطر تنظيمات متطرفة مثل «القاعدة» و «النيو قاعدة» في المنطقة. وقال: «ان الخوف لدى المسيحيين في الشرق ما زال قائماً ومقلقاً... كأننا نشهد تفريغاً لبعض المناطق من سكانها»، معتبراً أن «مسؤولية الإسلام الحفاظ على ميزة التعايش الخلاق في العالم العربي». على صعيد آخر، أصاب الشلل قطاع التعليم الرسمي وجزءاً كبيراً من التعليم الخاص ودوائر الدولة في لبنان أمس تنفيذاً للإضراب الذي دعت اليه هيئات نقابية عدة احتجاجاً على عدم إحالة الحكومة سلسلة الرتب والرواتب الجديدة التي سبق أن أقرتها لموظفي القطاع العام، في انتظار تأمين موارد تمويل كلفة الزيادة التي ترتبها على الخزينة. وسار المعلمون وموظفون في القطاع العام في تظاهرة الى السرايا الحكومية. وهددت نقابات المعلمين بالاعتصام المفتوح أمام السرايا لأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يف بوعده الى هيئة التنسيق النقابية. كما هدد النقابيون بالإضراب المفتوح في حال لم تتم إحالة السلسلة الى البرلمان لإقرارها.

وكانت الهيئات الاقتصادية رفضت السلسلة معتبرة أن إقرارها سيؤثر في الوضع الاقتصادي ويرتب أعباء على أرباب العمل والخزينة اللبنانية وستترك تداعيات سلبية.

وانعقد مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان عصراً، لبحث الموضوع، وأدت اتصالات حصلت خلال الأسبوعين الماضيين الى تحريك التعيينات في الإدارات العامة التي كانت جامدة منذ أكثر من سنة، نتيجة الخلافات حول الأسماء في عدد من المناصب، واتخذ مجلس الوزراء قراراً بتعيين القاضي جان فهد رئيساً لمجلس القضاء الأعلى. وهو المنصب الشاغر منذ أكثر من سنة وثلاثة أشهر، والقاضي حاتم ماضي نائباً عاماً تمييزياً. وأدت المساومات الى إقرار تعيينات في إدارة التفتيش المركزي والهيئة العليا للتأديب ومجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي. وينتظر أن يفضي الاتفاق على هذه الدفعة من التعيينات الى توافق على إجراء تعيينات في هيئة إدارة قطاع النفط وفي عمادات كليات الجامعة اللبنانية في جلسة لاحقة.

 

"14 آذار/تورّط "حزب الله" في الأحداث السورية يُخرج السلاح عن وظيفته الأصلية

موقع 14 آذار/رأت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" أن تورّط "حزب الله" في الأحداث السورية بلغ حدّ مجاهرته، قولاً وعملاً، فضلاً عن الوقائع الثابتة، بأنه شريك للنظام السوري في قمع شعبه، وأنه فصائل عسكرية مسلّحة تنتدب نفسها للقتال في أي مكان توجد فيه مشكلة تتعلّق بالشيعة – من وجهة نظره. وهذا ما يُخرج سلاح "حزب الله" – قولاً وعملاً وباعترافه – عن وظيفته الأصلية المعلنة وعن مبرّر وجوده. واعتبرت الأمانة انه حان الوقت لمعالجة هذه المسألة الخطيرة في العمق بالجدّية والحسم اللازمين، شارحةً أن تطوّر الأحداث في سوريا ظهّر مشكلة في غاية الخطورة على الكيان اللبناني ببُعدَيه الدستوري – الدولتي والميثاقي – الوطني. وقال البيان الصادر عن الأمانة العامة في اجتماعها الدوري أن قوى "14 آذار" إذ تلاحظ التطور الإيجابي في مقاربات رئيس الجمهورية الأخيرة لهذه المسألة، فإنها تدعو الى تغيير جوهري في نهج المعالجة السابق لمسألة سلاح المقاومة والإستراتيجية الوطنية للدفاع. وفي موضوع انعكاسات الأزمة السورية على لبنان، لاحظ المجتمعون الثغرات الكبيرة والأخطاء الفادحة في موقف الدولة اللبنانية العملي حيال أوضاع النازحين السوريين الى لبنان جراء ارتكابات النظام السوري ضدّ شعبه.

وقال البيان ان قوى "14 آذار" تُهيب بالدولة اللبنانية الإرتفاع الى مستوى المسؤولية القانونية والإنسانية في التعامل مع هذه القضية، لا سيما على صعيد توفير الحماية الأمنية والإغاثية لهؤلاء، بما في ذلك استدراج مساهمة المؤسسات الدولية المعنية. في قضية الشهيد جبران تويني، أكدت قوى "14 آذار" مقاربة محامي الإدعاء الشخصي، النائب بطرس حرب، وتهيب بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن تضع يدها على هذا الملف والتثبُّت من صحّة ما ورد في الوثائق المشار اليها من أجل أخذ التدابير المناسبة لكشف الحقيقة وإحقاق العدالة. مشيرة الى قناعتها بأن هذه القضية ومثيلاتها لا ينبغي أن توضع في مهبّ "الويكيلكسات" المتباينة من هنا وهناك، فإن المعطى الأخير المتعلّق بهذه القضية، ما استدعى المؤتمر الصحافي الذي عقدته عائلة الشهيد ومحاميها، يؤكد مجدداً ضرورة اللجوء الى القضاء وأحكامه النهائية، أكان وطنياً أو دولياً. وأدانت الأمانة العامة مجدّداً الأحداث الأمنية المتفرّقة والمتكرّرة على مساحة لبنان، وكان آخرها إنفجار المبنى في بلدة النبي شيت. وطالبت الجيش اللبناني والقوى الأمنية، الذين منعهم "حزب الله" من الإقتراب من مكان الحادث أن يصدروا بياناً يوضح أمام اللبنانيين ملابسات الانفجار، كما تطالب "حزب الله" أن يخضع لموجبات القانون والدستور اللبناني أسوةً بجميع المواطنين اللبنانيين.

ودعت الأمانة العامة الدكتورة مي شدياق لحضور الإجتماع، وذلك للتعبير عن التضامن الشامل معها ازاء الحملة اللاأخلاقية والعنف المعنوي التي تتعرّض له مي من ناشطين عونيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد عبّرت الأمانة العامة عن سخطها وسخط كل لبناني شريف من هذه الطرق المسيئة لكرامة الانسان والتي لم تتوقّف منذ سنوات، وأدّت بالتخاطب السياسي الى الحضيض.

وقررت الدعوة الى لقاء استثنائي يعقد الإثنين المقبل الساعة الثالثة من أجل اطلاق شرعة لآداب التخاطب السياسي في لبنان وذلك ردّاً على الخطاب المشين الذي يعتمده البعض وسيضم اللقاء فعاليلت سياسية واجتماعية واعلامية. من جهة أخرى، توقّف المجتمعون امام التردّي المتزايد على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي في ظل السياسات الحكومية المعتمدة، أو بالأحرى غياب السياسات الجادة والمسؤولة، الأمر الذي أخذ منذ مدة ينعكس على الإستقرار العام وينتج ممارسات وسلوكات على الأرض هي في كثير من الأحيان اقرب الى الفوضى العشوائية منها الى الحركة المطلبية، والذي يتمثّل أحياناً بحرق الدواليب وقطع الطرقات وخطف المواطنين. ورأت الأمانة أنه إذا كانت مطالب القطاعات والفئات الإجتماعية المختلفة محقّة – وهي كذلك بالتأكيد – فإن تخبّط الحكومة في المقاربة والمعالجة لم تزد الأمور إلا تعقيداً، بل وجعلت من بعض الحلول المقترحة (كما في شأن سلسلة الرتب والرواتب التي أقرّت ولم تُقرّ ولا تتوفّر لها شروط التنفيذ) مشكلة بحدّ ذاتها. معتبرةً ان وهذا يعود الى سياسة تأجيل المشكلات وترحيلها والتحايل عليها، بعيداً عن الحدّ الأدنى من الإحساس بالمسؤولية. لكأنّ شعار "النأي بالنفس" أصبح فلسفة تحكم كلّ القضايا. ورات أن المبادرة الإيجابية الوحيدة التي يمكن لهذه الحكومة أن تُقدِم عليها، وتعود بالنفع على البلاد، هي الرحيل، ولا شيء غير الرحيل.

 

العار..

علي نون/المستقبل

حسناً فعل الرئيس فؤاد السنيورة بالأمس. دبّ الصوت بلغة العقل ودعا إلى مساعدة "حزب الله" على الخروج من ورطة دعمه للنظام الأسدي قبل فوات الأوان.. والدخول في معمعة الخسران والهوان، حيث لا يعود ينفع لا ندم ولا نسيان، لا في لبنان ولا في معرّة النعمان! والخطوة على ما فيها من نُبل وكِبَر وسعة أفق وحرص أكيد على الحاضر والآتي والمشتركات والجوامع ووحدة الحال والمآل والمسار والمصير، لن تلقى إلا الذمّ الأكيد! الظنّ الغالب الذي لن يخيب! انّ "حزب الله" سيمعن في أدائه وسَيُشَطِّن كل دعاة الحرص عليه وعلى لبنان! فهو كان ولا يزال وسيبقى يفترض حاله أكبر من الغلط والشطط. وأرقى من النصيحة وأعلى كعباً من الوعظ! وهو، وليس غيره، صاحب المطبعة التي تطبع وتوزّع شهادات المروءة والشرف والوطنية والممانعة والمقاتلة والمجاهدة، ودقّة الحساب والقرار الصحّ في المكان والزمان! وهو، وليس غيره، الأعلم بحال "الأمّة" ومتطلباتها وتحدّياتها، والأفهم بدروبها نحو العُلى والسؤدد، والأحرص على حمايتها من كل تآمر وغدر!

... ثم الأرجح، أن يشعر ذلك الحزب بالمهانة من الدعوة إلى "مساعدته"! خصوصاً أنّها تأتي من أغيار قصروا عن اللحاق بمفاجآته وفتوحاته وتجلّياته! وسعوا جهدهم في ليل ونهار وصيف وشتاء إلى قطع طرق المجد عليه! وعلى تسخيف أدائه الجليل في شوارع بيروت والجبل بالأمس، كما في شوارع حمص وريفها ودمشق وحلب والزبداني وغيرها اليوم وغداً!

والأرجح، والله أعلم، أن يختصر حزب الفسطاطين، دنيا الحق بحاله ودنيا الجور بغيره! تماماً مثلما سبق له وأن فعل عندما اختصر تاريخ مقاومة الإسرائيليين بمقاومته! والأشراف ببيئته! وعندما احتكر ولا يزال خرائط الطرق المؤدية إلى الجنّة! قبل الآن بقليل.. قبل انقلاب الجغرافيا وحمل الخارطة بالمقلوب، واستبدال الجنوب وجنوب الجنوب بشمال الشمال وشرق الشرق.. والصهاينة بأهل سوريا النشامى، سبق الفضل في لبنان، وشهدنا عيّنة عن تلك الشقلبة الجغرافية والديموغرافية. ورغم الذي صار ودار، ظلّ الحزب يرى اليد البيضاء التي تمتدّ إليه غدّارة! والكلمة الطيّبة التي تُقال له سمّامة! والدعوة الصادقة إلى الملاقاة منافقة ونمّامة! ودليل انكسار لا بد من إتمامه كي تزداد لائحة الانتصارات الإلهية عنده ولا تنقص!

قبل الآن بقليل.. قبل ممانعة بشّار الاسد ومقاومته المتجلّية بدماء أهل سوريا، سبق وأن دُعي حزب الفسطاطين إلى فتح صفحة جديدة تلغي صفحات الاغتيالات والتخوينات والانقسامات والويلات وكان ردّه بانقلاب القمصان السود وبأنشودة "أرذل الناس يتآمرون على أشرف الناس"! مفترضاً أنّ وحدة لبنان واللبنانيين وسلامته وسلامتهم ومستقبله ومستقبلهم، ليست إلاّ تتويجاً خبيثاً للمؤامرة العظيمة الساعية إلى ضرب المقاومة المظفّرة! والحال، يا دولة الرئيس ان تعبك مشكور، لكن العار المتأتي عن مصيبة الانخراط في قتل السوريين، يتسيّد ويتشاوف كما لو أنّ الدنيا دانت إليه وحده، ولم تعد للمكرمات الجليلات إلاّ الهامش. لا تذكر إلا لتُذمّ. ولا تُورد إلاّ كي تكون عبرة للغرباء عن هذا الزمن... زمن تتويج بشار الأسد رمزاً للمانعة والمقاومة، ومن دونه لن تقوم قائمة "للأمّة وأمجادها"! واي زمن؟!

 

"هيومن رايتس ووتش" تندد بسوء معاملة عناصر في الجيش اللبناني لعمال أجانب 

دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان الأربعاء إلى محاسبة ومعاقبة عناصر في الجيش اللبناني تعرضوا بالضرب لعمال سوريين ومصريين وسودانيين في نهاية الأسبوع.

وجاء في بيان صادر عن المنظمة نقلاً عن الضحايا وشهود أن "54 عاملاً سوريا وعشرين مصرياً وسبعة سودانيين تعرضوا للضرب الأحد" على أيدي "رجال يرتدون ملابس الجيش اللبناني اقتحموا الغرف التي يقطنها هؤلاء العمال في الجعيتاوي في شرق بيروت وضربوهم قبل إخضاعهم لأي استجواب"، و بين الضحايا قاصرين إثنين. وأوضح البيان أن عناصر الجيش وقد ارتدى بعضهم قمصاناً كتب عليها "المخابرات العسكرية" لم يطرحوا أسئلة "حول حادث أو جناية معينة، بل كان مأخذهم على هؤلاء العمال أنهم تحرشوا بالنساء"، مشيراً إلى أن "كل العمال المعتدى عليهم يملكون أوراق إقامة قانونية". ورأى نائب مدير "هيومن رايتس ووتش" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نديم حوري أن الجنود "بتصرّفهم القاسي وبذرائع قد تنطوي على كراهية للأجانب، تصرفوا كمجرمين لا كأعضاء في مؤسسة وطنية"، وأضاف: "الجيش اللبناني ليس فوق القانون وعلى القضاء أن يفتح تحقيقاً فوريا في هذا الإعتداء وأن يعاقب منفذيه". وأصدر الجيش اللبناني بياناً تعليقاً على الحادث الذي أثار حملة تنديد على مواقع للتواصل الإجتماعي على شبكة الانترنت، أعلن فيه أن تصرف عناصره كان رداً على مقاومة العمال لعمليات تدقيق في هوياتهم وأوراقهم. وجاء في البيان "بعدما تكاثرت شكاوى المواطنين في منطقة الاشرفية - محلة الجعيتاوي بسبب ممارسات عمال أجانب من جنسيات مختلفة، وتعديهم على المارة وقيامهم بأعمال سرقة وأفعال مخلة بالآداب العامة، عمدت دورية تابعة لمديرية المخابرات ليل الاحد-الاثنين الفائت معززة بقوة عسكرية، بدهم أماكن سكنهم". وأشار البيان إلى أن القوة "فوجئت بمقاومة هؤلاء العمال ومواجهتهم بعنف للعناصر المولجة التدقيق في إجازات عملهم وهوياتهم، وقد حصلت جراء ذلك أعمال ضرب وتدافع بالقوة، وألقي القبض على أحد عشر عاملاً من جنسيات مختلفة وتمت إحالتهم على التحقيق". وعبرت قيادة الجيش عن "الأسف لأن يتم تناول ضبط الأمن في المناطق الآهلة بعد مراجعات الأهالي المستمرة بتشويه عملها".كما أسفت "لأي عمل أمني قد يطول بعض الأبرياء من العمال"، مضيفةً أنها ترفض في الوقت نفسه "التطاول على المؤسسة تحت غطاء حقوق العمال الأجانب، لأن حقوقهم يجب ألا تكون على حساب المواطنين والمواطنات الذين طالتهم التحرشات". المصدر : AFP

 

«هجمة قوّاتية» في إنتخابات زحلة

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

دخلت زحلة مرحلة الاستحقاق الانتخابي، وبدأت التيارات السياسية والأحزاب تستكمل استعداداتها وتدخل في لعبة السباق على تقديم أكبر عدد من المرشحين، للمشاركة بفعالية في تأليف اللوائح.

مُجمل القوى الموجودة تشهد إعادة هيكلة للانطلاق من جديد، فالوزير السابق الياس سكاف سيطلق حزب "الكتلة الشعبية"، والقوى التقليدية تعود إلى الساحة في محاولة لاستعادة دورٍ فقدته، وفي خضمّ هذا الحراك الأقرب إلى التخبّط، سلكت "القوات اللبنانية" خطّاً مغايراً لبقية القوى، وركّزت على الميدان الزحلاوي وأعطته كل اهتمامها، واعتمدت أسلوب مخاطبة الأهالي بالنفحة الزحلاوية التي تستهويهم، فغَدت القوة الأولى داخل الشارع المسيحي هناك بحسب اعتراف الخصوم والحلفاء. فالجو العام يشير إلى تنامي شعبية "القوات"، التي أصبحت أكثر حضوراً وفعالية وقدرة على جذب فئة كبيرة من المستقلّين إلى صفوفها، ما دفعها إلى إعادة النظر في تركيبة اللائحة التي لن تكون كما الدورات السابقة، وستشهد تغييراً في الوجوه والأسماء، عند "القوات" والحلفاء.

تعتبر "القوات" القوة الأولى داخل الشارع المسيحي الزحلاوي، ويليها سكاف، ومن ثم "الكتائب". وهذا الحضور القواتي والتبدّل في الموازين، جعل المطران عصام درويش يعيد النظر في علاقته مع شرائح المدينة كلها. من جهته، يقود سكاف مسعى للقول إنه "يحافظ على استقلالية زحلة وسيطرد الأحزاب السياسية منها، وهذا ما لاقى استياءً من رجال الدين في المدينة وفاعلياتها، مع العلم أنّ المستقلين حاربوا إلى جانب "القوات" في حرب زحلة، ولم يكونوا من المقاتلين النظاميّين". وتسأل مصادر في 14 آذار عن "مدى استقلالية سكاف، وخصوصاً في زمن عنجر وعلاقته المباشرة بالنظام السوري وإيران و"حزب الله". على صعيد توزيع المقاعد، تشير مصادر 14 آذار لـ"الجمهورية"، إلى أن "تفاهماً حصل بين "القوات" و"المستقبل" على أن تُسمّي "القوات" المقعد الشيعي بالتنسيق معه، أما بالنسبة إلى المقعد السنّي فقد يكون من حصة "القوات" ويدخل كتلتها مثلما تضمّ كتلة "المستقبل" نواباً مسيحيّين، في وقت يوجد زحمة مرشحين موارنة من 14 آذار وأسماء بارزة من بعض الأكاديميين والوجوه الفاعلة التي تحظى برضى أبناء زحلة، ما يجعل الاختيار صعباً بين هذه الأسماء". وتؤكد مصادر 14 آذار "حرصها على أخذ رأي المطران منصور حبيقة في الاسم الماروني الجديد الذي سيدخل اللائحة، أما الاسم الكاثوليكي الثاني الذي سيحلّ مكان الوزير نقولا فتوش فإنّ "القوات" ستختاره، لكنه لم يحسم بعد، حيث أن التشاور ما زال جارياً بين الدكتور سمير جعجع وفاعليات المدينة".

أما على خط فتوش، فإنه "يواجه استياء عارماً من المواطنين، نتيجة تغطية الحكومة لكسّاراته"، من هنا ترفع 14 آذار عنواناً للمعركة وهو "مواجهة فلول النظام السوري وتصحيح الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبت في الانتخابات السابقة نتيجة تحالفاتها مع حلفاء سوريا، أي نقولا فتوش وما يمثّل من رمزية سورية في زحلة، وهذه الأخطاء لن تتكرّر في الانتخابات الحالية".

وبالنسبة إلى "التيار الوطني الحر"، فإنّ النائب السابق سليم عون يسعى إلى "إعادة بريق ذهب وَهجه مع انتخابات 2005، ويحاول في الفترة الأخيرة تقوية علاقته مع الاحزاب والجماعات المرتبطة بسوريا مثل "البعث" و"القومي"، ويتواصل معهم بشكل دائم لتعويض فرق خسارة التحالف مع سكاف".

كل المؤشرات تدّل الى أن "القوات" تخوض الانتخابات متحصنة بزيادة التأييد الشعبي لها، فهي ستحتفظ بالمقاعد الثلاثة الحالية، وستضيف إليها المقعدين الكاثوليكي والشيعي، وسيخضع المقعد السني لمقايضة مع "المستقبل"، أي أنها قد تأخذ ستة مقاعد من أصل سبعة، وهذه الهجمة القواتية، تتزامن مع تشتت في حلف الخصوم، فسكاف وفتوش والتيار العوني غير متفقين، ما يجعل الترويج لإمكان تحالف سكاف مع 14 آذار صعباً، لأن جعجع لن يعطيه مقعداً مجانياً وهو ضعيف، في وقت حجبه عنه عندما كان في أوج قوّته.

 

نهاية الأسد قذّافية ... والرهان على تركيا  

 مارون حبش/ موقع 14 آذار

ما زالت التوقعات تدور في أذهان المعارضين السوريين بشأن موعد سقوط النظام السوري، فالشعب الذي يقتل يومياً وتنتهك كرامته ملّ من طول مدة هذه الحالة الكارثية، إن كانت من ناحية الجرائم التي يشهدها أو نقص الغذاء والدواء أو التشرد من دون أموال أو النزوح نحو الدول المجاورة. فما من مؤشرات إلا وتنذر بتضخم حجم الأزمة وإضافة المزيد من التعقيدات الدولية التي تمنع تقديم حلاً جذرياً لانهاء الاشتباكات ووقف تعنت النظام تجاه شعبه.

وفي هذا السياق، رأى مصدر سوري معارض يتابع الأزمة من تركيا، أن "الأزمة السورية ستطول لأن المجتمع الدولي لم يتفق بعد جدياً على وسيلة رحيل الأسد، وأن الفيتو الروسي والصيني سيمنع أي وسائل أو طروحات جديدة لابعاد بشار الأسد عن الحكم"، إلا إنه أكد أن "النظام السوري بالمضمون قد سقط فعلياً، وتدور المعركة اليوم على آلية ترحيل رموز هذا النظام وعلى رأسه الأسد وعائلته وأعوانه".

ورجح المصدر "أن يعلن المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي فشل مهمته قريباً"، معيداً سبب ذلك إلى أن "مهمة الابراهيمي صعبة لأن الأمور ليست مقتصرة على نقل مواقف المعارضة ومقاربتها مع النظام، او المحاولة إلى الوصول لتشكيل طاولة حوار، إنما العملية باتت أكبر من صراع دولي"، وقال: "الابراهيمي يحاول أن يحل الصراع الروسي - الأميركي من جهة والإيراني - الخليجي والمصري من جهة أخرى، وهذا العملية قد يكون تحقيقها من المستحيلات، لأن الدول نفسها حاولت جاهدة ان تحل هذه المشاكل بين البلاد إلا أنها فشلت".

وأعتبر أن "الرهان الكبير اليوم على تركيا، وكأن الجميع ينتظر مغامرة كبيرة للنظام السوري ترد عليها القوات التركية بعمليات عسكرية أكبر وأوسع، خصوصاً بعدما نشرت تركيا مقاتلات الـ "اف 16" على حدودها كرسالة إلى النظام السوري أنها حاضرة لي تصعيد بمساندة الحلف الأطلسي"، مرجحاً أن "يتواصل الاشتباك بين قوات الأسد وتركيا عند الحدود إلى أن يقرر أحدهما اعلان شبه حرب على الآخر"، واستبعد "أن يجازف النظام السوري بدخول الحرب مع تركيا في الوقت الذي هو يلملم نفسه في الداخل ويفقد السيطرة على مناطق واسعة بفعل عمليات الجيش الحر العسكرية".

ولاحظ أن "إذا لم تتمكن تركيا من حسم الموضوع، فستكون من مهمة المعارضة التي بدأت بلم الشمل والتشديد على وحدتها، وهذا ما يضعف النظام السوري أكثر فأكثر، إن من ناحية تواجد القيادة العامة للجيش الحر على الأراضي السورية المحررة أو من ناحية بدء دخول القادة السياسيون إلى الميدان، وآخرها تمثل بدخول رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا"، متوقعاً أن "تنتقل المعارضة السياسية إلى المناطق المحررة قريباً على أن يبقى جزء منها في الخارج لأسباب تتعلق بتمثيل الأزمة في الخارج وابقاء التواصل مفتوحاً مع باقي دول العالم وخصوصاً العربية منها".

وشدد على أن "اعطاء المزيد من الوقت للنظام السوري يساهم في السماح له بقتل المزيد من الشعب السوري، إلا ان ذلك يعطي أيضاً المزيد من الوقت للمعارضة كي تزيد من قوتها ووحدتها لتقوم بضربة قاضية تسقط في الأسد"، مستبعداً أن "تتم العملية عبر السياسة أو الحوار"، وقال: "أعتقد أن النهاية قد تكون أقرب إلى الشكل الليبي في القبض على معمر القذافي وقتله إلا إذا هرب الأسد قبل القبض عليه من قبل الكتائب المسلحة المعارضة".

 

 

لئلا تُحبط العدالة المنتظرين

نبيل بومنصف/النهار

قد لا ترضي انطباعات محبطة حيال مسار العدالة في لبنان كثيرين ممن يتعلقون بحبال الهواء ويراهنون على نهايات حتمية لكشف الحقائق في جرائم الاغتيالات. ومع ذلك يبقى الشك وحده الطريق الأصلح الى اليقين حتى في مسار العدالة نفسها حتى اشعار آخر. ولعل نقطة التحول التي أحدثها قيام المحكمة الدولية شكلت "التطور التاريخي" الوحيد في هزّ الاقتناعات المحبطة في ان يرى لبنان يوما تنكشف فيه حقيقة ما كبيرة. وهو تطور لا يزال غضا وتجريبيا، قيد الانتظار الطويل، والذي سيطول كثيرا بعد. لذا تغدو هذه الاقتناعات شديدة الحذر حتى حيال تطور مثل الوثيقة التي أبرزت أخيرا في قضية اغتيال الشهيد جبران تويني. الأهم من الوثيقة وما قبلها وبعدها، والأهم من اثبات صدقيتها من عدمها، والأهم من تحريك القضاء اللبناني والدولي، هو أن ما ينطبق على شهادة جبران وقبلها وبعدها كل الشهداء هو الاقتناعات الاتهامية في وجدان الناس. هذه الاقتناعات ايا كانت الجهة التي تذهب صوبها، هي القضية الأم التي لا يمكن اي عامل ان يحدث فيها تغييرا ما دام  لبنان موصوما بصفة البلد الذي يدفن الحقائق مع ضحاياها ويهيل عليها التراب الى الأبد. ولعل الاخطر والاسوأ ان هذه الاقتناعات تضحي في اذهان اصحابها بمكانة العقيدة التي لا تتزحزح لأن لا حقيقة واحدة كُشفت واثبتت مرة بعد. وغني عن البيان ان الاقتناعات العقيدية غالبا ما تضحي مادة جاهزة لاشعال الحروب، ان لم تكن حروبا مباشرة فهي تكون حروبا مقنعة على غرار ما غدا عليه لبنان تماما بعد اشتعال حرب الاغتيالات فيه في خريف 2004.

لا ينتظر اصحاب الاقتناعات وثائق، مثبتة او دامغة، او مزغولة او نصف نصف، او ما اليه من تصنيفات. الخطورة كل الخطورة، هي ان لبنان يقيم اليوم على اقتناعات لم تأت الظروف والتطورات الا لتكرسها ولتزيدها ترسيخا في اذهان حامليها. وهو حبل العدالة الطويل الذي بطبيعته الاصلية، حتى في ارقى دول العالم المتحضر، ما يساهم في هذا العامل. فكيف في لبنان المتدرج حديثا في انتظار العدالة، دولية كانت ام وطنية، ولا نموذج مشجعا امامه سوى المحكمة الدولية التي تسير بخطى السلحفاة ولو انها انجزت قرارا اتهاميا في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

مفاد ذلك كله حقيقة اخرى دامغة لا تحتاج الى جدل ولا تنتظر حكما او محاكمة او وثائق، وهي ان لا سلام لبنانيا حقيقيا ولا من يحزنون اذا ظلت حقائق الشهداء طي التراب الذي يغمرهم. ولا دولة ولا مشروع دولة يتغرغر به الجميع شعارا فارغا ما لم تصل الاقتناعات الى اجوبة قاطعة حاسمة. وعبثا كل مكابرة، وعبثا طمر الرؤوس في الرمال. وعبثا حتى الرهان على العدالة ما لم تنقذ هذه العدالة المحبطين في انتظار حبلها الطويل.

 

"ميلوسوفيتشات" لبنان

محمد سلام/موقع الكتائب

لا الحقيقة ستظهر، ولا العدالة ستتحقق في قضايا الاغتيال السياسي في لبنان.

الاغتيال، بصفته أداة للعمل السياسي في لبنان تحت سقف الإفلات من العقاب، سيتوقف، بل سينتهي. ولكن الحقيقة لن تظهر، والعدالة لن تتحقق.

الواقع الحالي للنظام اللبناني لا يعدنا جدياً بأن نصل يوماً إلى صدور قرار قضائي (حكم قضائي) يدين فلاناً بقتل فلان. قد نشهد حقبة اتهامات، وقد بدأت، وقد نشهد جلسات محاكمات، وقد تبدأ، ولكننا لن نشهد أحكاماً، لا عبر القضاء اللبناني ولا عبر القضاء الدولي.

هذا المشهد القاتم بدا واضحاً  من خلال "التناقض المنسجم" بين إصرار وزير العدل شكيب قرطباوي على ضرورة السماح للقضاء (المحلي والدولي) بإكمال مسيرة النظر في جرائم الاغتيال السياسي، واكتفاء النائب نايلة تويني، إبنة الشهيد جبران تويني، بمعرفة "من قتل أبي"؟!!!!

القرطباوي، محامياً ووزيراً للعدل، يثق بالقضاء. ونحن أيضاً نثق بالقضاء.

والنائب تويني، بغض النظر عن المتابعة القضائية التي سلكها الأستاذ بطرس حرب بصفته وكيلاً عن ورثة الشهيد، اكتفت بحقها في معرفة "من قتل أبي؟"... حتى الآن!!!!

ولكن، حتى هذه المعرفة، ستكون منقوصة لأنها سَتُبنى –في أحسن الأحوال- على اتهام، ولن ترتقي إلى مستوى حكم.

هل يعني ذلك أن القضاء، بشقيه المحلي والدولي، عاجز عن إكمال مسيرة الحقيقة والعدالة وصولاً إلى إصدار أحكام؟

كلا.

ذلك يعني أن النظام اللبناني برمته، مستنداً إلى النظام الدولي الذي يدعم وجوده، لا يحتمل اعتراف المتهمين أمام هيئة محكمة. النظام الدولي لا يحتمل المسار القضائي، أيضاً.

القرار القضائي (أي حكم المحكمة) في قضايا الاغتيال السياسي في أي مكان في الدنيا لا يتم إلا إذا سقط النظام. كما حدث في العراق مثلاً، وكما يحدث في ليبيا وتونس.

وهو ما لم يحدث في اليمن، مثلاً، حيث "طار" النظام بتسوية تضمن "عدم الملاحقة القضائية" للرئيس المخلوع.

في مصر، حيث استوعب العسكر الثورة وأنقذوا النظام تحت عنوان إسقاط السلطة، يُحاكَم رُموز السلطة السابقة بتهم فساد وما شابه، وتهم قمع وما يشبهه. ولكن ملف الاغتيال السياسي لم يُفتَح أبداً، والذي كان متربعاً على خزنة أسراره، اللواء عمر سليمان، "توفي" فجأة أثناء خضوعه لفحوصات طبية روتينية بمستشفى أميركي، مع أن صحته كانت ... "بومبة،" وفق التعبير المصري.

في سوريا، قد تظهر حقائق جرائم الاغتيال السياسي وتتحقق العدالة، ولكن فقط إذا سقط نظام الأسد من دون أي تسوية. أي، وبكلام أكثر وضوحاً، إذا أسقط الشعب السوري نظام الأسد على الطريقة القذافية، ومن دون الخروج بتسوية  "طائف سوري."

لذلك يكثر في هذه الأيام الاهتمام اللبناني "بطائف سوري" لأن سقوط نظام الأسد على الطريقة القذافية، وقيام نظام سوري يحاسب من سبقه سيحرج النظام اللبناني.

حتى في ليبيا، التي سقط قذّافها في قناة صرف المياه، ما زالت قضية الإمام موسى الصدر ملتبسة، ليس لأن ملفّها ضاع في ليبيا، بل لأن "تسويتها" ملتبسة في لبنان-الطائف!!!!!

في خصوصية لبنان، لن يُسمَح للمتهمين بجرائم الاغتيال السياسي بالمثول أمام القضاء، والإدلاء باعترافاتهم "علناً" أمام القضاء.

لن نَتَسَمّر يوماً أمام شاشات التلفزة لنستمع إلى متهم يعترف بأنه قتل رفيق أو باسل، أو جورج، أو وليد، أو بيار، أو جبران، أو أنطوان، أو وسام، أو، أو, أو .... ألخ.

لن نَتَسَمّر يوماً أمام شاشات التلفزة لنستمع إلى قاضٍ يصدر حكماً بحق مجرم لأنه قتل كل من ورد ذكرهم سالفاً ... وغيرهم.

هذه لن تحصل. النظام –بامتداداته وتشعباته ومصالحه- لا يتحملها. لأن لهؤلاء المتهمين "حلفاء أو شركاء أو ورثة" في النظام وامتداداته وتشعباته ومصالحه ... وأسياده.

النظام، بامتداداته وتشعباته ومصالحه، وليس القضاء، سيعاقب المتهمين على طريقته ... سيقتلهم. "سيموتون"، بالتسمم، أو بحوادث سيارات، أو بالإنزلاق في الحمامات، أو بأخطاء طبية أو، أو، أو .... ألخ.

أتذكرون اليوغوسلافي سيء الصيت سلوبودان ميلوسوفيتش. "مات" في سجن المحكمة الدولية الخاصة بجرائم يوغوسلافيا السابقة نتيجة تناوله لدواء "خاطئ"!!!

المتهمون بجرائم الاغتيال السياسي في لبنان ... "سيموتون" ولكن لن تصدر بحقهم إدانات قضائية.

"سيموتون" لأن النظام، بشموليته التي ذكرناها سالفاً، لن يسمح بأن يستمع القضاء إلى إفاداتهم حتى ... النهاية.

"سيموتون" لأن صلاحيتهم انتهت. ولأن مهمتهم "سُحِبَت من سوق التداول."

"سيموتون" ... كي يبقى المصنع الذي أنتجهم، وهو نفسه المصنع الذي يعمل على إنتاج مهمات بديلة، تسمى "تسويات سلمية" عنوانها التسويقي هو "وقف القتل."

الشرط الوحيد، الكافي والضروري، لظهور حقائق الاغتيال السياسي وتحقيق العدالة فيها، في أي مكان في العالم، هو سقوط النظام، سواء النظام التي ارتكب الجرائم، أو النظام الذي ارتكبت الجرائم في ظلّه.

عندما يبقى النظام، تغيب حقائق الاغتيالات السياسية، ولا تتحقق العدالة، وتبقى الألغاز مواداً قد تتضمنها منشورات إستقصائية في أزمنة الأحفاد على أن تكون فرضيات  ... للبحث.

أتذكرون الرئيس الأميركي جون كينيدي وعائلته؟

قَتَلَةُ كينيدي قُتِلوا أو "ماتوا". أما الحقيقة في قضيته فلم تظهر، ناهيك بالعدالة. البعض يقول إن العدالة حققتها الشريعة الأولى: القاتل يقتل ... ولكن فقط إذا انتهت صلاحيته.

 

الحريري يُعيد التماسك إلى «14 آذار»

فادي عيد/جريدة الجمهورية

تتفاعل اللقاءات بين مكوّنات «14 آذار» سريعاً على خطوط عدة، وبالتالي لن تكون زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع إلى السعودية الأخيرة لقطب من أقطاب المعارضة، بل ستتبعها سلسلة زيارات لجميع أركان «ثورة الأرز». زيارة جعجع إلى السعودية ستتبعها سلسلة زيارات لأركان «ثورة الأرز» من أجل التحضير للقاء موسّع

هذه الزيارات تهدف إلى التحضير للقاء موسّع تحضره كل أطياف المعارضة، خصوصاً أنّ التباينات والخلافات الخفية تظهّرت في الآونة الأخيرة وتمّ احتواؤها وتجميدها.

وفي هذا الإطار، يقول أحد أركان "14 آذار" إن اللقاء بين الرئيس سعد الحريري وجعجع، والذي دام ثلاث ساعات، لم يقتصر على قانون الانتخاب، بل تطرّق إلى الملفات الداخلية كافة، وضرورة تحصين وحدة الصف داخل 14 آذار. وعُلم في هذا الإطار أن الحريري تولى جانباً مهماً من الاتصالات لـ"ضَبضبة النفوس وتهدئتها بعد الحرب الباردة التي استعرت في الآونة الأخيرة بين بعض مكونات 14 آذار، وهو تمنى على كل قوى "ثورة الأرز" عدم الدخول في مساجلات وخلافات ونزاعات سواء بالنسبة إلى قانون الانتخاب، أو قضية الأمانة العامة لـ14 آذار، إذ أكدت المعلومات تبريد الجو المحتقن، خصوصاً أنّ قيادات عدة تتولى هذا الموضوع لإقفاله نهائياً، لأنه لا يخدم مصلحة الوطن أو قوى ثورة الأرز".

وفي السياق نفسه، تقول مصادر مواكبة لحراك المعارضة إن اتصالات تجري على خط رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وقوى 14 آذار من أجل مناقشة قانون الانتخاب وقضايا أخرى... وعُلم في هذا الصدد أن النائب أنطوان زهرا تواصل مع الوزير وائل أبو فاعور بعد زيارة الأخير لمعراب، ولا يستبعد المطلعون أن يكون عقد لقاء بين زهرا وجنبلاط أو سيعقد لاحقاً، بتكليف من جعجع، خصوصاً أن الحريري دخل على الخط وتمنى تهدئة الأوضاع وعدم التعرّض لسيد المختارة.

من هنا، ونتيجة الاتصالات والمشاورات التي تكثّفت في الساعات الأخيرة، بعيداً عن الإعلام لضرورات أمنية وسلامة بعض الأقطاب المهدّدين بالاغتيال، تقرّر أن يعقد لقاء خلال الأيام القليلة المقبلة يجمع الأقطاب والقيادات والأمانة العامة، إما في "بيت الوسط"، أو في بيت الكتائب في الصيفي، أو في معراب، تصدر عنه وثيقة سياسية تتطرّق إلى قانون الانتخاب بعد التوافق بين مختلف مكونات المعارضة، وتأخذ في الاعتبار مراعاة المسيحيين وهواجسهم، وتلقى قبولاً لدى بكركي، إضافة إلى أن الوثيقة ستتناول الأوضاع السياسية في ضوء الوثائق التي كشفت عنها قناة "العربية"، ولا سيما منها قضية اغتيال النائب السابق جبران تويني، والحملات التي يتعرض لها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ودعم مواقفه الوطنية، إلى جانب دور "حزب الله" في هذه المرحلة وقتاله إلى جانب النظام السوري.

بمعنى آخر ستكون ورقة 14 آذار شاملة وتركز على العناوين السياسية للمرحلة الراهنة، على أن تدرس في مرحلة لاحقة الوضع الانتخابي على الأرض واختيار المرشحين، وذلك بعد إقرار قانون الانتخاب مباشرة، وهذا ما تم التوافق عليه في لقاء جدة وبين جميع أطياف المعارضة.

وتحدث أحد المشاركين في الاتصالات عن إمكان أن ينضمّ جنبلاط إلى هذه المشاورات، وإن لم يكن هذا الأمر محسوماً بعد، في اعتبار أنه لا يستبعد في مجالسه التحالف الشامل مع فريق 14 آذار، مع مراعاة خصوصية علاقته مع "حزب الله"، على قاعدة استقرار الجبل، الأمر الذي تتفهّمه المعارضة، بمعنى أن التحالف سيكون على قاعدة انتخابية في ظل الاختلاف مع جنبلاط على عناوين سياسية معينة، إنما هناك توافق شامل حول النظرة إلى الأزمة السورية.

خلال الأيام القليلة المقبلة ستتضّح الصورة الجامعة لقوى 14 آذار حول قانون الانتخاب، في ظل توافق شامل، وهذا ما نتج عن لقاء الحريري ـ جعجع، إضافة إلى تفاصيل كثيرة ستتسرّب قريباً جداً، بعد أن يكون الحريري قد وضع حلفاءه في جوّ ما تمّ التوصل إليه، عندها تتبلور الصيغة النهائية للقانون، في ظل تشاور سيشمل رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليأخذ أُطره الدستورية في اللجان النيابية المشتركة والهيئة العامة للمجلس.

 

السيرة الذاتية للرئيس الجديد للهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود

وطنية - 10/10/2012 عين مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها اليوم في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، القاضي مروان عبود رئيسا للهيئة العليا للتأديب، وفي ما يلي نبذة مهنية عن القاضي عبود:

"- مولود في دوما قضاء البترون/محافظة لبنان الشمالي في 25 آب 1969.

- متزوج من نادين مهنا وله ولد واحد.

الخبرة الوظيفية:

- عين بتاريخ 25/10/1993 مراقب لدى ديوان المحاسبة (فئة ثالثة) (بمقتضى المرسوم 4171 تاريخ 13/10/1993).

- نجح في مباراة الدخول إلى معهد الدروس القضائية وعين قاضيا متدرجا (بمقتضى المرسوم رقم 6571 تاريخ 28/3/1995).

- عين قاضيا أصيلا في القضاء المالي ملاك ديوان المحاسبة (مرسوم رقم 177 تاريخ 3/2/1999).

- عين معاونا للمدعي العام في ديوان المحاسبة في 2/10/2003 واستمر في شغل هذا المركز حتى تاريخه.

- أثناء عمله في ديوان المحاسبة، ألحق بالغرفة الأولىـ وكلف بالآراء الإستشارية والرقابة المسبقة والرقابة القضائية على الإدارات التالية:

- وزارة الصحة العامة

- وزارة الأشغال العامة

- وزارة المالية

- وزارة الطاقة والمياه

- وزارة التربية الوطنية

- وزارة الداخلية والبلديات

- وزارة الدفاع الوطني

- بلدية بيروت وسائر البلديات الكبرى

- مجلس الإنماء والإعمار

- الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي

- الصندوق المركزي للمهجرين

- المؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات IDAL

- حين نقل إلى النيابة العامة، تولى الرقابة الشاملة على كافة الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات الخاضعة لرقابة ديوان المحاسبة، وخصوصا ما يتعلق بالتحقيقات بالشكاوى وبيان المطالعة في كافة تقارير التفتيش المالي.

- له إطلاع واسع على الأوضاع القانونية والواقعية لمعظم الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات.

الشهادات العلمية والنشاطات:

- إجازة في الحقوق اللبنانية (الجامعة اللبنانية).

- دراسات في العلوم السياسية (الجامعة البنانية).

- خريج معهد الدروس القضائية - قسم القانون المالي.

- شارك في دورات تدريبية ومؤتمرات عديدة في فرنسا والإتحاد الأوروبي وتونس ومصر وإسبانيا حول المالية العامة والإصلاح المالي وإصلاح الموازنة ومكافحة الفساد.

- أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.

- ترأس عدة لجان مباريات في مجلس الخدمة المدنية للدخول إلى الوظيفة العامة.

- مثل لبنان في لقاءات الجهاز الأوروبي لمكافحة الفساد L.O.L.AF، وهو حاليا يتولى التنسيق مع هذا الجهاز.

- تابع الدورة التدريبية المنظمة بين المعهد المالي في لبنان والE.N.A في فرنسا لتدريب الكوادر العليا في الإدارة العامة.

- تابع بنجاح الدورات المتخصصة التي قامت بها جامعة ALBANI.

الأبحاث والمقاولات:

له أبحاث ومقالات عديدة حول:

- الإستملاك غير المباشر.

- الضمان الإجتماعي وتعويضات نهاية الخدمة.

- وزارة الصحة وقطاع الإستشفاء.

- الضرائب والرسوم البلدية.

- منشآت النفط في لبنان".

 

مجلس الوزراء عين القاضي فوزي خميس مدعيا عاما لدى ديوان المحاسبة

وطنية - 10/10/2012 عين مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها اليوم في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، القاضي فوزي خليل خميس مدعيا عاما لدى ديوان المحاسبة، وفي ما يلي نبذة مهنية عن القاضي خميس وفيها:

- مواليد 1961 في زحلة.

- متأهل من الكاتب العدل في بيروت تمام الهريش ولديه ولدان الياس ونقولا.

- استاذ محاضر في معهد الدروس القضائية.

- امين سر رابطة متخرجي كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف.

- محام عام لدى محكمة التمييز.

- قاضي تحقيق في جبل لبنان من العام 2009 - 2010.

- رئيس محكمة جنح الاحداث في بيروت 2004 -2009.

- رئيس محكمة جزاء بيروت 2002 - 2009.

- قاضي تحقيق في بيروت 2005 -2007.

- رئيس محكمة تنفيذ عقود السيارات والاليات في بيروت 2004 -2009.

- رئيس محكمة جزاء بيروت الناظر في جرائم الغش 2006 -2009.

- رئيس المحكمة الناظرة في القضايا الادارية في بيروت 2004 -2009.

- رئيس محكمة جزاء المتن 1996 -2002.

- عضو مؤسس في العام 1998 ورئيس جمعية المعلوماتية القانونية في لبنان منذ العام 2007.

- باحث مصنف في مركز المعلوماتية القانونية التابع للجامعة اللبنانية منذ العام 1984.

- اصدر عددا كبيرا من القرارات القضائية الجزائية في مواضيع عدة، لا سيما في حماية الاحداث والحريات العامة.

- محام بالاستئناف بين 1986 و1997.

 

مجلس الوزراء عين القاضي حاتم ماضي مدعيا عاما تمييزيا

 وطنية - 10/10/2012 نبذة مهنية عن المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي:

الوضع الشخصي: مواليد 10/6/1945

الوضع العائلي: متأهل من السيدة صفية حطب وله ثلاثة اولاد هم:

1- مصطفى - مهندس معماري (خريج A.U.B) دار الهندسة (شاعر ومشاركوه - شريك) ماجستير تصميم مدن.

2- بشار - ماجيستير في العلاقات الدولية (L.A.U.) مدير رئيسي في العمليات المصرفية الخاصة وادارة المحافظ.

3- فرح - اجازة في التعليم (L.A.U.) مسؤولة عن تسليفات الموظفين في بنك بيروت.

اللغات: العربية - الفرنسية - الانكليزية

الوضع الأكاديمي

- دكتوراه دولة في الحقوق "درجة جيد جدا" (الجامعة اللبنانية 1987)

- دبلوم دراسات عليا في القانون العام (الجامعة اللبنانية 1979)

- دبلوم دراسات عليا في القانون الخاص (الجامعة اللبنانية 1978)

- إجازة في الحقوق (الجامعة اللبنانية 1968)

التدرج الوظيفي

- رئيس المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء (2010 - .......)

الرئيس الاول لمحكمة التمييز بالانابة

- رئيس الهيئة لمحكمة التمييز بالانابة

- رئيس الهيئة المستقلـة المنـوط بها التثبــت من قانونية اجراءات الاعتراض الاداري على المخابرات الهاتفية

- رئيس محكمة التمييز الجزائية (2009 - .......)

- رئيس محكمة جنايات بيروت (2009 - لا يزال)

- محام عام لدى النيابة العامة التمييزية (2006 - 2009)

- قاضي التحقيق الاول في بيروت (2001 - 2005)

- رئيس محكمة الجنايات في جبل لبنان (1995 - 2000)

- محام عام استئنافي في صيدا (1992 - 1995)

- قاضي تحقيق أول في النبطيه (1988 - 1992)

- قاضي منفرد جزائي في صيدا (1981 - 1988)

- قاضي منفرد جزائي في بعقلين (1975 - 1981)

- محام (1968 - 1975)

شارك في مؤتمر حول الجريمة المنظمة عبر الوطنية في إقليم المتوسط: توحيد الجهود لاقتلاع جذور نشاط قاتل: تهريب المهاجرين عن طريق البحر، وترأس جلسة خلال هذا المؤتمر عن موضوع برنامج حماية الشهود المنعقد في أثينا - اليونان في 26-29 يناير 2010.

ترأس الوفد اللبناني الى المؤتمر الثاني لرؤساء المحاكم العليا الذي نظمته جامعة الدول العربية في المملكة المغربية العام 2011.

ترأس الوفد اللبناني الى المؤتمر الثالث لرؤساء المحاكم العليا في العالم العربي الذي نظمته جامعة الدول العربية في السودان العام 2012.

 

تفتيش الطائرات الإيرانية والضحك على الذقون

داود البصري/السياسة

مشكلة الحكومة العراقية المزمنة تصورها بأنها ذكية للغاية بينما تحاول الاعتقاد بأن الشعب غبي حتى الثمالة, ومن هذا المنطلق تنطلق التحركات الحكومية وترسم السيناريوهات الخرافية وتدار عملية إدارة الصراع الداخلي وفق منحنيات وأطر معينة ولكنها ساذجة ومفضوحة ومكشوفة للعيان! ويبدو أن اسلوب (الكلاوات) ورمي الكرة بين هذا الطرف أو ذاك قد شمل حتى السفير الإيراني في بغداد وهو ضابط المخابرات الحرسي حسن دانائي فر والذي يعتبر بحق المندوب السامي الإيراني في بغداد وسفير الولي الفقيه الذي لا يرد له طلب لأن معصيته ومخالفته بمثابة معصية لإمام العصر والزمان وفقا للمفهوم السلطوي السائد في العراق, وقد تقمص السفير الآغا حسن الدور جيدا وأعلنها غضبة كسروية ساسانية ساحقة ماحقة حينما حذر حكومة المالكي (قدس سرها) من مغبة تكرار تفتيش طائرات الشحن الإيرانية المتجهة لدمشق وبما اعتبره منافيا لنص الاتفاقات المعقودة بين هيئات الطيران المدني في البلدين! وطبعا تكون لاحتجاجات السفير مشروعية مقبولة لو أن الوضع العام في سورية يسير بشكل طبيعي ولو لم تكن هنالك الحرب القذرة التي أشعلها وشنها النظام على شعبه وهي حرب عدوانية جبانة تدار بأسلحة قذرة وقد تورطت فيها أياد أكثر قذارة وإجراما, لعل أهمها أيادي النظام الإيراني نفسه وحلفائه من عصابة حسن نصر الله في لبنان وبقية الفيلق الصفوي المريض في الشرق القديم ومن ضمنها مجموعة أحزاب السيدة زينب العراقية والمتناغمة خططا وتوجيها وعملا وديبلوماسية مع الجهد الإيراني الحثيث لإنقاذ النظام السوري من مصيره المحتوم عبر استغلال كل الوسائل المتاحة بما فيها روايات الخرافة والدجل السائدة في العراق هذه الأيام, السفير الإيراني في اعتراضاته المثيرة للسخرية أدى دورا فاشلا ولم يكن مقنعا لأنه يعلم جيدا بأن الناس تعلم بأن موضوع تفتيش عينة مختارة سلفا من الطائرات الإيرانية هو موضوع اتفاق مسبق بين نظامي البلدين لرفع العتب ولمداراة الاحتجاجات الأميركية المتكررة والتي كان آخرها احتجاج هيلاري كلينتون للملا خضير نائب الرئيس في نيويورك, وإذا كانت الأجواء العراقية مراقبة من الولايات المتحدة فإن الحدود البرية الطويلة والمخترقة للبر العراقي نحو معبر الوليد السوري تفي بالغرض وتحقق المطلوب, ولا نعتقد بأن الإيرانيين يكتفون حاليا بإرسال طائرات شحنهم وهي تحمل النعل والشحاطات والفستق وحلويات الساهون القمية أو وجبات الآش والجلو كباب لقوات النظام السوري, والسفير الإيراني حينما يعترض بذلك الأسلوب الاستعراضي فهو إنما يؤدي دورا تهريجيا سيئا يكاد معه المريب أن يقول خذوني! ليثبت التواطؤ والتخادم المكشوف والصريح, لعبة التفتيش العراقية قد أثبتت فشلها وغباء من أدار ملفاتها وتهافتها المريع والذي لا طائل ولا جدوى من ورائه مطلقا فعلى من يضحك الرفاق في بغداد وطهران? على شعوبهم الواعية والمفتحة باللبن أم على العالم الذي يعرف كل ما يجري من تحت الطاولة ولكنه للأسف يحجم عن التصرف الصحيح في ظل المخاوف المبالغ بها والحسابات والاتفاقات السرية وغير المعروفة للعيان? النظام الإيراني وهو في طريق فقدان الحليف السوري لا يراهن إلا على جماعته في بغداد والتي أدخرها لليوم الموعود والمشهود, ولكن الرياح العراقية تجري وتعصف بما لا تشتهيه السفن الإيرانية التائهة في بحار الأزمات, سينهار النظام السوري بكل تأكيد, وستضرب عواصف الثورة الشعبية السورية طهران بكل حدة, وسنشهد قريبا سماع أصوات حناجر الجماهير الإيرانية وهي تهتف الموت للديكتاتور (مرك بر ديكتاتور) في شوارع طهران, وسينجز الله وعده ونصر عبده ويرفع هامة الأحرار الذين لا يعتمدون في جهادهم إلا على رب العزة والجلال, أما الفئران الاقليميون الذين يغطون جرائم النظامين السوري والإيراني فسنراهم يرتدون لجحورهم خائبين مذعورين من قبضات الشعب الحر وإرادة الله عز وجل التي ستنصر من نصره وتذل الطواغيت والدجالين, عمليات التفتيش العراقية ليست سوى محاولات بائسة لذر الرماد في العيون وتصنع بطولات وهمية عن مواقف استقلالية ليس لها وجود على المستوى الميداني, وشرايين دعم النظام السوري ممتدة من طهران حتى دمشق ومن خلال بغداد.. إنه (حلف نوروز) وهو يفرز تداعياته التخادمية كما أنه حلف الشياطين الذي سينهار ويفضح بعده كل المخبوء , ومهما كانت حدة تآمر المعسكر الإيراني, فالثورة السورية منتصرة لأنها ترفع راية الحق , أما عمليات التفتيش المزعومة فلا تعدو أن تكون سوى عمليات دجل مفضوحة.

 

لجنة محمية أرز تنورين: قمير أوقف العمل في "البركة" وقرار باسيل باستخراج الرمول مدمّر للغابة

تنورين ـ ماغي كرم /المستقبل

تأكدت لجنة محمية غابة أرز تنورين من أن "الهدف والغاية من حصول أصحاب العقار 3850 في منطقة حدث الجبة العقارية، على موافقة وزارة الطاقة لانشاء بركة ترابية لتخزين مياه الأمطار هو الالتفاف على القانون من أجل إنشاء مرملة وسحب الرمول وبيعها وليس أنشاء بركة". هذا ما أكده رئيس لجنة محمية غابة أرز تنورين المحامي نعمه حرب وما يتأكد لزائر المحمية حيث يشاهد بأم العين آليات الحفر والجرف والشاحنات المحملة بالرمول والتي تخرج من الموقع المذكور وما تركته أعمال الحفر من تدمير وتشويه لمحيط المحمية.

فتحت غطاء بركة مياه ترابية تستر اصحاب المرملة التي سبق وتم توقيفها في شهر آب الماضي عندما تم التأكد من عدم قانونية عملها وتلطيها وراء ترخيص بركة مياه صادر عن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل. وعقدت لجنة محمية غابة ارز تنورين أمس لقاء إعلاميا في المحمية للاحتجاج على استحداث مرملة غير قانونية إنما تحت ستار قانوني. وأكد رئيس اللجنة المحامي نعمه حرب أن "أي خلل يرتد سلباً على جميع اشجار الغابة التي تعرضت لكارثة بيئية في التسعينات من جراء اصابتها بآفات حشرية كادت ان تقضي عليها لولا الجهود الجبارة التي بذلها المجتمع المحلي في بلدات تنورين، حدث الجبه، قنات، نيحا، كفور العربي، وتبني المعالجة من قبل الدولة اللبنانية عبر وزارتي الزراعة والبيئة ومن قبل الامم المتحدة".

وأشار الى أن "الغابة لا تزال في طور المعالجة والمراقبة الصحية وهي إرث تاريخي وثروة وطنية نادرة في اشجارها البالغ عددها نحو 4 ملايين و500 ألف شجرة".

وأوضح حرب: "لقد جاء في قرار موافقة الوزير باسيل على انشاء بركة مياه، أن أصحاب العلاقة تقدموا بالمستندات والخرائط التي تبين موقع البركة على العقار 3850. وهذه الموافقة مشروطة بأن يتم تنفيذ الاعمال والاشغال تحت اشراف ورقابة لجنة تضم ممثلاً عن بلدية حدث الجبه وممثلاً عن وزارة الطاقة".

ولفت الى أن "الشروط الواردة في قرار الموافقة وضعت لذر الرماد في العيون وللتعمية والتمويه من ان القرار يراعي القوانين والانظمة المرعية الاجراء ولكنه في الواقع يخالف كل الانظمة وكل القوانين وقد سمح لأصحاب العلاقة التعدي على الغابة وعلى قانون المحمية الصادر بتاريخ 25 شباط 1999 تحت رقم 9 وعلى قانون الغابات وعلى صلاحيات وزارة البيئة".

ويضيف رئيس لجنة المحمية: "لقد خاطب وزير الطاقة سعادة محافظ الشمال وأعلمه بالموافقة على انشاء البركة ومتابعة أعمال الحفر قبل ان يتم إعلام لجنة المحمية بالامر وقبل تشكيل اللجنة المشرفة على أعمال الحفر وقبل الاستحصال على التراخيص القانونية بنقل الرمول. وبدوره محافظ الشمال أبلغ قائد منطقة الشمال الاقليمية لقوى الامن الداخلي لابلاغ أصحاب العلاقة بالموافقة على متابعة أعمال الحفر".

ووصف حرب قرار الوزير باسيل وإفساح المجال لاستخراج الرمول بشكل مدمر للغابة، بعد أن كان المدير العام الدكتور فادي قمير قد أوقف العمل في إنشاء البركة، بـ "القرار الخاطئ والمخالف للقانون ونطالبه بالرجوع عنه". وعلم أن لجنة المحمية قد تقدمت أمس بكتاب اعتراض الى وزارة الطاقة والمياه وطالبت اللجنة كل من اللواء ريفي ومحافظ الشمال بإيقاف العمل وعملية سحب الرمول من الغابة.

وشدد حرب على أنه "من غير المسموح اللعب والتفريط بالأمانة التي في أعناقنا لأن المقدرات الطبيعية ليست ملكا لأحد للتصرف بها عشوائيا بل هي للأجيال المتعاقبة".

 

مسيحيون سوريون خائفون من «حكم إسلامي»... وليس من تغيير النظام

دمشق - أ ف ب/الحياة

يؤكد عدد كبير من مسيحيي سورية تمسكهم بجذورهم وبقائهم في أرضهم على رغم الأحداث الدامية التي تشهدها بلادهم منذ حوالى 19 شهراً، لكنهم متخوفون على مصيرهم في حال وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم ما قد يدفعهم إلى الهجرة.

ويقول فادي (29 سنة) الذي يدير متجراً للتحف الشرقية في دمشق القديمة إن الشرق مهد المسيحية، مضيفاً: «كل الأزمات التي مرت على البلاد منذ ألفي عام لم تتمكن من مسحنا من الخريطة الوطنية»، والكنائس والأديرة «التي نمارس فيها طقوسنا وصلواتنا لا تزال قائمة» منذ مئات السنين.

ويذكر فادي الذي عانى قطاع عمله من الأحداث غير المسبوقة التي تمر بها بلاده بعبارة للمسيح «واردة في الإنجيل وفيها في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم».

ويرى فادي أن الوجود المسيحي في المنطقة مهم جداً «لاكتمال موزاييك البلد»، رافضاً هجرة المسيحيين و «صبغ البلد بلون واحد».

وعلى رغم تأكيده على التمسك «بمهد المسيحية» مع أبناء طائفته لأنه «صاحب الأرض وليس ضيفاً عليها»، يستدرك فادي بأنه قد يضطر للهجرة موقتاً حتى انتهاء الأزمة لأنه لا يريد أن يصيبه مكروه «كشأن كل السوريين». ويشيد فادي مناشري (25 سنة)، الطالب سنة ثانية ماجستير صيدلة، بسورية البلد «الحاضن إيجابي» لكل الأديان، مؤكداً بقاءه في البلد، إلا إذا «تغير الوضع السياسي» وأصبح «غير مناسب»، ما قد يدفعه إلى السفر. ويقول سلوم (35 سنة)، وهو موظف في مكتب سياحي أقفل بسبب قلة المورد، إن المسيحيين، على رغم أنهم أقلية، هم «مثل الخميرة للعجين ومن دونهم لا يصلح الخبز».

ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة.

لكن سلوم الذي يبحث عن عمل جديد يستدرك أنه قد يضطر «إلى الهجرة مرغماً في يوم ما»، مشيراً إلى تخوفه من «حكم إسلامي وليس من تغيير النظام».

ولطالما عاش المسيحيون في اطمئنان في سورية حيث الغالبية سنية والحكم في أيدي الأقلية العلوية (10 في المئة) منذ أربعين عاماً.

إلا أن كثيرين منهم يتخوفون من أن تفرز «الثورة» حكماً إسلامياً متطرفاً مناهضاً للحريات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود طويلة على رغم انضمام أعداد منهم إلى المعارضة و «الحراك الثوري» خلال الأشهر الأخيرة خصوصاً. ويعبر إبراهيم حداد (53 سنة) عن تخوفه «من أن يحوّل دخول المتطرفين التكفيرين السلفيين البلد إلى مأساة»، مشيراً إلى أن السلفيين يختلفون عن المسلمين الذين «لا مشاكل بيننا وبينهم ونعيش معهم بمحبة وأخوة». في المقابل، يرى المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي في مطرانية الروم الأورثوذكس أن «ليس هناك تخوف بمعنى التخوف في هذا الوقت»، مضيفاً: «عندما احتدت الأحداث وهجر المسيحيون من بيوتهم في بعض المناطق المسيحية، فان الشعب السوري كله تعرض للمخاطر وللعصابات المسلحة». وأضاف: «أن من حمل السلاح وأتى سورية لخرابها سيخرب سورية بكاملها ولا يميز بين كنيسة أو جامع». إلا أن جورج خ. (30 سنة) الذي يسكن في منطقة السليمانية في حلب ذات الغالبية المسيحية، يعبر عن اعتقاده بأن الثورة «صبغت باللون الإسلامي المتطرف، وتشهد على ذلك أسماء الكتائب المحاربة والمجاهدين الوافدين إلى البلد للجهاد في سورية».

ويقول جورج لفرانس برس إنه يفكر حالياً في الانتقال إلى لبنان مع انتظار الفرصة المناسبة للمرور إلى دولة أوروبية، لأن «المستقبل بات ضبابياً»، على حد قوله.

ويبدو أن المشهدين اللبناني إبان الحرب الأهلية (1975-1990) والعراقي بعد إسقاط نظام صدام حسين والحرب الأميركية والأعمال الطائفية التي «دفعت إلى هجرة المسيحيين»، حاضران في أذهان العديد من مسيحيي سورية. يضاف إليهما تسلم الإخوان المسلمين الحكم في مصر بعد الإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك.

وتعتبر فاديا (48 سنة) أن الاضطرابات التي يمر بها الشرق الأوسط والتغييرات التي حدثت «غير مطمئنة» على المدى البعيد.

وتقول: «الفاتيكان لم يتمكن من حماية المسيحيين خلال الحرب اللبنانية ولم يتمكن من ذلك في العراق».

وتتمنى المعلمة دعاء العمر (23 سنة) أن تكون هذه الأزمة «لفترة زمنية وتمر».

وتطالب الدول التي «تعتقد أنها تقوم بدعم المسيحين» بأن «تشجع المسيحيين على البقاء في أرضهم بدلاً من تسهيل هجرتهم وأن ترسل لنا السلام».

ويؤكد المطران لوقا الخوري على فكرة استهداف سورية بأكملها «بسبب الحرب الكونية على سورية، لا شك في أن هناك بعض الدول التي تريد تفريغ البلاد (من مسيحييها) وتريد الفتنة بين الشعب السوري»، مشيراً إلى أن هذا الأمر بدأ قبل الأزمة الحالية. ويوضح أن المسيحيين يجب أن يبقوا هنا «لأن قبر المسيح هنا وقيامته هنا وصلب هنا وتعذب هنا».

ويؤكد الخوري وقوف المسيحيين في وجه التدخل الخارجي لحل الأزمة في سورية، لأن هذا التدخل «لن يرحم أحداً لا مسيحيين ولا مسلمين... وهو لم يرحم أحداً في ليبيا وفي العراق». ويضيف: «التدخل الخارجي هو لخراب البلاد نحن نرفضه سورياً ومسيحياً وإسلامياً».

 

إيران: يدقون طبول الحرب للخروج من أزمة خانقة

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

يتبارى القادة العسكريون الإيرانيون في وصف الحرب التي ستقع، متجاوزين لهاث الإيرانيين وراء عملة تنحدر بسرعة، وسلع تقفز أسعارها إلى أبعد من متناولهم. وإذا كان سعر اللحم لم يعد بمقدور الطبقة المتوسطة على مواجهته، فإن الطبقة الفقيرة صارت تحلم بكوب من اللبن. أما قادة الحرس الثوري فإنهم - واللافت أنهم جميعا يتمتعون بصحة جيدة جدا، ومعهم قادة الجيش النظامي - يتحدثون عن «حتمية» الحرب مع إسرائيل، وهم قدموا احتمالين لوقوعها: الأول أن تهاجم إسرائيل إيران ومنشآتها النووية، والثاني أن تقوم إسرائيل وقوات دولية أخرى بمهاجمة سوريا، وحسب ما يكررون، فإنه إذا اندلعت الحرب ضد النظام الحالي في سوريا فإن قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستدخل الحرب لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

العام الماضي، قدر صندوق النقد الدولي احتياطي إيران من العملة الصعبة بثمانين مليار دولار، لكن اضطراب السوق في إيران علامة على أن النظام استنفد أكثر من نصف هذا الاحتياط. وحسب غاري هوفباور، الخبير في «معهد بيترسون للاقتصاد الدولي»، فإنه يمكن التصدي لانهيار سعر صرف العملة ونقص السلع باستخدام جزء من العملة الصعبة. وعدم إقدام الحكومة الإيرانية على تشغيل احتياطيها، يعني أنها لا ترغب في التخلي عما بقي منه في متناول يدها.

الأربعاء قبل الماضي، خرجت مظاهرات في طهران، لكن القيادة الإيرانية تستعد منذ أشهر لمثل هذه الاحتمالات، وهي أنشأت فرقا جديدة من الباسيج للمدن والقرى، وهذه تنتظر ساعة الصفر، ولهذا يستمر القادة العسكريون في «وصف» استعداداتهم للحرب. ومع هذه الاستعدادات تأكيد ما أدلى به قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، محمد جعفري، من وجود للحرس في كل من لبنان وسوريا. فقد أكد رجل الدين علي شيرازي، ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي لدى «الحرس الثوري» والمسؤول عن البعثات الإيرانية إلى الخارج، في حديثه إلى أسبوعية «داي» عن وجود «الحرس الثوري» في لبنان وسوريا، أكد أنه «إذا ما وقعت الحرب، فإنها لن تكون عملية طويلة، وستكون لصالح الأمة الإسلامية». وأضاف: «عندما يدلي قادة (الحرس الثوري) ببيانات نارية، فهذا لإدراكهم أن إسرائيل سوف تقدم على خطوة غبية».

من جهته، أكد آية الله محمد تقي مصباح يزدي، وجود «الحرس الثوري» في سوريا ولبنان عبر تصريحات ضمنية الأسبوع الماضي، حيث قال: «في هذه المرحلة، لا نرى ضرورة للتدخل في القضايا السورية كما نفعل في لبنان وقطاع غزة. الجيش السوري اليوم في حالة جيدة، ولا نرى من حاجة للمزيد من الوجود العسكري، بحيث نتخذ قرارا بإرسال قوات لندعم علنا بشار الأسد. إن دعمنا المعنوي والاستشاري يكفي الآن». رمضان شريف، المسؤول العسكري الناطق باسم «الحرس الثوري»، حاول التخفيف من تعليقات قادته بأن قال: «إن للجمهورية الإسلامية ملحقين عسكريين في بلدان أخرى في إطار المبادئ والقواعد الدولية»، وأضاف: «في الوقت الراهن، فإن 15 دولة، بينها لبنان وسوريا، الملحقون العسكريون الإيرانيون لديها تابعون لـ(الحرس الثوري)، في حين أن الملحقين العسكريين في الدول الأخرى من القوات المسلحة النظامية».

لكن الانتقادات لهذه «الملاحظات الحربية» والكشف عن وجود عناصر من «الحرس الثوري» في الخارج، لم يثيرا فقط ردود فعل من الدول في الخارج، بل إن محمد رضا طابش، العضو في مجلس الشورى، قال عن هذه التصريحات، إنها تلحق ضررا بـ«مصلحة البلاد الوطنية. وتجلب ضررا للشعب الإيراني». وأضاف: «لقد اعترض لبنان على هذه التصريحات، التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم حالة من الفوضى الاقتصادية وتسرع في هروب الأصول والناس من البلاد». وكان اللواء محمد جعفري في حديثه عن الاستعدادات لهذه الحرب، «التي لا مفر منها»، قال: «يجب الاستعداد لهذه الحرب، التي ستكون – بطبيعتها - مختلفة عن حرب السنوات الثماني مع العراق. إنما يجب أن نستخدم خبرتنا المكتسبة في (الدفاع المقدس)»، في إشارة إلى الحرب مع العراق (عبارة تذكر بـ«النصر الإلهي» التي استخدمها الأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله).

يصر القادة الإيرانيون على الكلام عن حتمية الحرب، لاعتقادهم أنها ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. هكذا يعتقدون، بينما أصدر عدد من المقربين أو الأصدقاء السابقين للمرشد الأعلى تحذيرات ضمنية أو مباشرة ضد الحرب مع إسرائيل أو مع الولايات المتحدة. على سبيل المثال، كتب حسين علائي، قائد عسكري وأول قائد لسلاح البحرية في «الحرس الثوري»، عن الدروس المستقاة من حرب العراق وإيران ونتائجها، ومصير صدام حسين وأولاده. قال: «عندما ننظر إلى نتائج تلك الحرب، نرى أن صدام حسين لم يعجز عن تحقيق أهدافه فقط، بل فقد حياته، وكذلك ولديه في سياق ترويجه للحرب. إن طبيعة صدام الديكتاتورية والعدوانية جعلته يمضي كل حياته السياسية في حروب مع إيران والكويت والولايات المتحدة، وفي نهاية المطاف خسر نظامه وأنهى الحياة السياسية لـ(حزب البعث) وتوقفت مسيرة العراق نحو التقدم، كما فتح الباب أمام القوى العدوانية للتدفق على الخليج وألقى بشعوب المنطقة في سياسات الولايات المتحدة الأميركية».

ما إن نشر علائي هذا المقال حتى ثار عليه مؤيدو المرشد وتجمع الباسيج أمام منزله.

شخص آخر حذر خامنئي من انزلاق البلاد إلى حالة الحرب، هو الدكتور أحمد الصدر حاج سيد جوادي وزير العدل في حكومة مهدي بزركان. كان سيد جوادي محاميا زمن الشاه، ومن بين موكليه سيد علي خامنئي، المرشد الأعلى الآن. في مقال وجهه إلى خامنئي صيف 2011 حول السياسات الخارجية الخاطئة للرئيس محمود أحمدي نجاد، قال: «في رسم بياني عن أنشطة وأهداف أحمدي نجاد وحلفائه ومؤيديه محليا ودوليا، تلاحظ حجم الاستحقاقات المالية والثروات التي ذهبت مباشرة إلى جيبه من خلال بيع النفط والواردات غير المنضبطة في البلاد (...) إن أهدافه الحقيقية تتجاوز الأهداف المعلنة لإطلاق برنامج نووي سلمي وتوفير الكهرباء للناس. إنه ومجموعته يتجهون إلى خلق حركة إرهابية دولية مماثلة لتنظيم القاعدة، إنما بكل تأكيد بآيديولوجية شيعية. إذا لم يتم إيقاف هذه الحركة في الوقت المناسب، فالخوف أن تشهد شعوب العالم في المستقبل غير البعيد تكرارا لتهديدات وفظائع حرب عالمية».

في الرسائل الانتقادية والمفتوحة، كانت هناك رسالة من قائد عسكري من «الحرس الثوري»، فضل أن يبقى اسمه طي الكتمان، حذر خامنئي من هجوم لـ«الأطلسي» والأميركيين على إيران. وقال: «هل تعتقد أن طائرات (الأطلسي) والأميركيين يقودها عاجزون؟! ثم على من تعتمد في (الحرس الثوري) عندما تطلق تهديداتك؟! وماذا عن الجيش؟! لقد تحول كل جنرالات الجيش إلى سائقي تاكسي يقضون لياليهم على مقود سيارة (بيكان) لتجنب المجاعة. هل تثق بـ(الحرس الثوري)؟ لا يوجد شيء هناك. أولئك المفترض أنهم سيخططون ويديرون الحرب، مشغولون بتبادل الأسهم في البورصة، أو إدارة أعمالهم التجارية أو شراء وبيع الملابس الداخلية ومستحضرات التجميل. إن جنود (الحرس الثوري) أدركوا أنهم لن ينخدعوا».

محمد نور زاده، الذي كان من أقرب أصدقاء خامنئي وتحول إلى منتقد دائم له ولسياساته، تحدث الأسبوع الماضي إلى موقع «رووز» عن أسباب احتمال نشوب الحرب، فقال: «يساورنا القلق من أنه للخروج من الأزمة الحالية، قد يلجأ حكام البلاد إلى الخيار العسكري والحرب. عندما تكون البلاد بأيدي مجموعة من هذا القبيل، المعارضون في السجن، واللصوص على رأس السلطة، تصبح الحرب هي الخيار الأفضل». هل ستقع الحرب؟ وهل تحريك الجبهة السورية - التركية جزء من سيناريو يتطلع إليه القادة الإيرانيون؟ الغرب ما زال ينتظر الرد الإيراني على اقتراحه المتعلق بتخصيب اليورانيوم. فهل يفكر قادة «الحرس الثوري» في إنقاذ أموالهم وثرواتهم، أم يقررون ركوب السفينة السورية التي تغرق، ظنا منهم أن «حربا عالمية ثالثة» صارت على الباب؟ وهل يسمح الشعب الإيراني بأن يؤخذ إلى انتحار جماعي؟ ما يحدث للشعب السوري من ويلات درس، على شعوب المنطقة تجنبه!

 

سوريا غير اليمن والأسد غير صالح والشرع ورقة محروقة!

صالح القلاب/الشرق الأوسط

لا جديد فيما اقترحه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالنسبة لتولي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مسؤولية الحكم في البلاد لفترة انتقالية يتنحى خلالها بشار الأسد جانبا ويترك مسؤولياته لنائبه دون أن يتقدم باستقالته ويترك موقع رئاسة الجمهورية، فالمسألة بقيت مطروحة منذ أن كانت هناك المبادرة العربية، ولذلك فإن أغلب الظن أن طرحها الآن من قبل تركيا هو من قبيل ما يسمى بـ«وهم الحركة»، ومن قبيل تعبئة الفراغ بعدما انتهت كل محاولات الحلول السابقة إلى الارتطام بأبواب مغلقة.

لكن رغم أن هذا الذي قاله داود أوغلو، والذي هو تجديد لاقتراح سابق لم يحرز أي تقدم ولو بخطوة واحدة، قد فاجأ معظم الأطراف المعنية من فصائل المعارضة السورية والجيش السوري الحر إلى العرب المتابعين لهذه المسألة إلى الإيرانيين والروس والأوروبيين والولايات المتحدة الأميركية، فإن هناك من يرى أن وزير الخارجية التركي قد لجأ إلى ما لجأ إليه ليس من قبيل «وهم الحركة» ولا على أساس ما يسمى «قوة الدفع» وإنما من قبيل جس نبض إيران ومعرفة ما إذا كانت قد أصبحت مستعدة للتخلص من المأزق السوري والخروج منه بحفظ ماء الوجه بعدما أصيبت بهذه الأزمة الطاحنة وبعد كل هذا الانهيار المدمر الذي حل بعملتها الوطنية الـ«تومان»!!

ويقال أيضا إن داود أوغلو أراد من خلال العودة للتذكير بذلك الحل السياسي «القديم»، لأزمة غدت على كل هذا المستوى من التعقيد والخطورة، الذي عنوانه: «مرحلة انتقالية في سوريا يتحمل مسؤولية الحكم خلالها فاروق الشرع» أن يعرف مستجدات الموقف الروسي، وخاصة أن هناك معلومات مؤكدة تقول: إن غالبية «الطبقة السياسية» الروسية باتت تعارض السياسة التي ينتهجها فلاديمير بوتين تجاه المشكلة السورية، وإن هناك مؤشرات على بدايات انسحاب روسي بطريقة التسلل البعيد عن الصخب والخبطات الإعلامية من هذه الأزمة، من بينها سحب كل الخبراء والفنيين والمستشارين الروس من سوريا، والتخفيف على نحو واسع النطاق من أعداد الجالية الروسية في هذه الدولة المرشحة للمزيد من الاضطرابات والقلاقل، وتفريغ القاعدة البحرية الروسية في طرطوس من كل العاملين فيها والإبقاء على اثنين فقط من هؤلاء العاملين قد يجري سحبهما أيضا إن تطورت الأمور نحو المزيد من التحولات المأساوية.

وبالطبع فإن هناك من يرى أيضا أن أوغلو قد بادر إلى هذه الخطوة للتأكيد للعالم بأن بشار الأسد مستمر في رفض كل الحلول السياسية (السلمية) للأزمة المتفاقمة التي تعيشها بلاده، وأنه يصر على الاستمرار في العنف والمزيد من العنف، ومصر أيضا على مواصلة استفزاز تركيا والتحرش بها، وأنه في ظل هذا كله لم يعد هناك إلا العمل العسكري، فالأوضاع السورية المتردية باتت تشكل صداعا مؤلما للعالم بأسره، وغدت تهدد أمن الشرق الأوسط وأمن هذه المنطقة كلها، وبالتالي فإنه لا بد من التخلي عن ميوعة المواقف السياسية، وعن التردد الذي أوصل الأمور في هذا البلد إلى ما وصلت إليه، والذي إن لم يتم وضع حد له وبسرعة فإن سوريا ذاهبة إلى الانقسام والتشظي، وإلى حرب أهلية طاحنة ستكون لها انعكاسات أمنية خطيرة فعلا على كل الدول المجاورة.

وهنا فإن البعض يذهب في تقدير ما أراده وزير الخارجية التركي بالتذكير بفكرة الحل السياسي المستند إلى فترة انتقالية يتولى خلالها فاروق الشرع مسؤوليات بشار الأسد دون تنحيه ولا استقالته إلى حد الاعتقاد بأن أوغلو أراد استغلال احتدام معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية لإلزام أي من المرشحين في حال فوزه بتخلي الولايات المتحدة عن موقفها الذي بقي يتسم بالتردد وبالميوعة خلال كل شهور الأزمة السورية المتصاعدة، وللإيضاح لهما أن هذا النظام السوري يرفض كل الحلول السلمية، وأنه لم يعد ينفع معه إلا حل القوة العسكرية الذي يتطلب تزويد الجيش السوري الحر بكل ما يحتاجه من أسلحة متطورة، والذي يتطلب أيضا إنجاز فكرة المناطق المحمية في الأجزاء الشمالية السورية.

في كل الأحوال فإنه لا بد من التذكير بأن فكرة ضرورة إنجاز حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية على غرار الحل اليمني، الذي كان في حقيقة الأمر نتيجة جهد مجلس التعاون الخليجي وليس نتيجة لجهد عربي، من خلال الجامعة العربية أو من خارجها، ولا جهد دولي من خلال الأمم المتحدة، كانت فكرة مبكرة بدأها العرب من خلال جامعتهم، ثم انتقلت إلى كوفي أنان باعتباره مندوبا عربيا ودوليا، ثم انتقلت إلى الأخضر الإبراهيمي الذي يقوم الآن بمهمة في غاية التعقيد والصعوبة هذا إن هي لم تكن مستحيلة.

وهنا فإن الضرورة تقضي بإيضاح أنه لا يوجد أي وجه شبه بين الأزمة السورية والأزمة اليمنية حتى يجري الحديث عن حل سياسي لسوريا على غرار الحل السياسي اليمني، ففي اليمن هناك قوى معارضة مؤطرة ومتبلورة ولديها مشروع واضح ومتفق عليه، يقابلها كل هذا التشتت الذي تعيشه المعارضة السورية، ثم إن العنف في اليمن لم يصل إلى الحد الذي وصل إليه في سوريا، وأعداد القتلى والجرحى والمشردين والمهجرين والمفقودين تكاد تكون معدومة هناك مقارنة بما جرى ولا يزال يجري هنا، وكذلك فإن الجيش اليمني بصورة عامة بقي على الحياد ولم يفعل ما فعله الجيش السوري بشعبه، وأيضا وفوق هذا كله فإن الأحداث اليمنية بقيت محصورة بصورة عامة في صنعاء وتعز، بينما لم تبق ولا حتى قرية صغيرة، باستثناء المناطق العلوية في جبال النصيريين، إلا وشملتها الاضطرابات والمجازر المتواصلة في كل المناطق السورية من البوكمال شرقا وحتى اللاذقية في الغرب، ومن باب الهوى في الشمال وحتى تل شهاب في الجنوب.

وأيضا وبالإضافة إلى هذا كله، فإن هناك فرقا كبيرا بين فاروق الشرع وعبد ربه منصور هادي، فالأول جاء إلى موقعه الحالي وإلى موقع وزير الخارجية الذي سبقه كـ«مكرمة» من الرئيس السوري بشار الأسد، وهو بقي في هذا الموقع موظفا نمطيا مهيض الجناح، بينما الثاني جاء نائبا لرئيس الجمهورية علي عبد الله صالح كممثل للشطر الجنوبي من البلاد بعد استقالة علي سالم البيض، ثم وفوق هذا فهو أحد كبار ضباط القوات المسلحة، وهو يعتبر من المقربين جدا من المعارضة اليمنية.

وهنا لا بد من الإشارة مجددا إلى أن هذا «المشروع» بقي مطروحا خلال الفترة الماضية كلها، وأن التوقف عنده جديا لم يتم إلا في مؤتمر جنيف الشهير، حيث رفض الروس الموافقة على تمسك الأميركيين بضرورة أن يتنحى بشار الأسد نهائيا مع بداية هذه المرحلة الانتقالية الآنفة الذكر، وألا يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي من المفترض إجراؤها في عام 2014، فانتهى هذا الموضوع نهائيا عند هذا الحد ولم يتم التطرق إليه قبل تصريحات وزير الخارجية التركي إلا على نطاق ضيق أولا من قبل الرئيس المصري محمد مرسي ومن خلال ترويجه للجنة الاتصال الرباعية، وثانيا من قبل الأخضر الإبراهيمي. في كل الأحوال.. وإن ما يجعل هذا المشروع غير قابل للإنعاش إطلاقا أنه من المستبعد جدا أن يوافق عليه بشار الأسد حتى وإن لم تبق له أي سيطرة إلا في «القرداحة» وحدها، وهنا فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو أنه سيتم التخلص من فاروق الشرع بأحد الأساليب الاستخبارية السورية المرعبة إن هو فكر حتى مجرد تفكير بأن يستجيب لهذه الرغبة العربية والدولية.

 

Chiffon عون والخِرَق

عماد موسى/لبنان الآن

ليس "رشيد" زياد الرحباني ملك الساحة اللبنانية على بياض، بل النائب العماد ميشال عون. بزّ الشخصية المسرحية وفاقها بأشواط بعيدة. علماً أن رشيداً في "فيلم أميركي طويل" سبق الجنرال زمنياً وأضحك جمهوره فيما يفتقد فاقد الرشد والذاكرة اليوم إلى الحد الأدنى من خفة الظلّ والمنطق السويّ، ويشكل في المقابل، بإطلالاته، على مسرح الشخص الواحد، مادة للتندر في المنتديات وعلى الشاشات والصحف الجادة. حليف أعمى لا تُقدر مواقفه بثمن، يبرر للحزب ويدافع عن الحزب ولا يفاجئه انفجار مستودع صواريخ تابع للحزب. أمرٌ عادي أن ينفجر كل ثلاثة أشهر مبنى قيد الإنشاء. اللبنانيون سذّج. فاجأهم الانفجار.  شككتُ في الماضي بغيرة عون من الشهداء والأذكياء، فزال الشك. يغار "مون جنرال" من رفيق الحريري ومن بيار الجميّل ومن سمير قصير ومن جبران تويني. ويغار أيضاً ممن تعرّضوا لمحاولات اغتيال. شهداء 14 آذار أيقونات بطولة. هو دونكيشوت البطولات الوهمية. يتحدثون عنهم باحترام لن يحظى بمثله. يرفض العماد ميشال عون - بعقليه الباطني والواعي ـ مجرّد فرضية ضلوع حزب الله أو المخابرات السورية، أو الإثنين معاً في الاغتيالات السياسية التي طاولت رموز 14 آذار. يستحيل إقناعه بالمعطيات. عنيد جداً. فمن عجز عن إقناع رئيس تكتل التغيير والإصلاح بتورّط حليفه وزير البلاط في قصر المهاجرين ميشال سماحة حتى أذنيه بنقل المتفجرات من سورية إلى لبنان مع ما توافرمن أدلة دامغة وتسجيلات واعترافات، أيمكنه إقناعه بقضية لم تصل بعد إلى قضاة التحقيق؟ وكيف يمكنك أن تقنع الجنرال بوجود إثباتات وشهود وفارّ في قضية محاولة اغتيال بطرس حرب؟ وكيف تقنعه بأن المحكمة الدولية تملك قرائن لا يرقى إلى صدقيتها ظن، وأن القاتل قتل وسام عيد وكاد يقتل المقدم شحادة، وأن حليفه هو من يقضي على صدقية القضاء ومكتشفي هوية القتلة؟ أيمكن لنقيب المحامين شكيب قرطباوي، وزير العدل، أن يقنع عون بشيء ويسرّ في أذنه بما لا يسرّه؟ مستحيل. فالعماد قابض على الحقيقة ولا يقبض أي خبرية ولا يقتنع بأي وثيقة كتلك التي بثتها قناة العربية، وتضمنت إحداها إشارة إلى تورّط مخابرات حزب الله بتكليف من المخابرات السورية باغتيال النائب جبران تويني. لم يضع الجنرال أمامه سوى فرضية واحدة. الوثائق المعروضة مثل الـ chiffons (الخِرَق) المستعملة للتمسيح، موضحاً أنه لا يعوّل على ما يراه في الصّحافة العربيّة ولا في الصحافة اللّبنانيّة. كيف توصل إلى هذا الاستنتاج سريعاً؟ أليس محتملاً أن يكون أحد الضباط السوريين المنشقين قد سرّب هذه الوثائق؟ أو أنها وقعت في يد الجيش السوري الحر؟ وهل مجرّد عرضها على "العربية" يعني أنها كاذبة؟ ماذا لو عرضت محطة الميادين وثيقة تلمح إلى تورّط الحزب التقدمي الاشتراكي في اغتيال سمير قصير، هل كان عون ليعتبر وثيقة الميادين "خِرقة" للتمسيح؟ كان على عون كرجل دولة حضّ وزير عدله تحريك النيابة العامة للحصول على الوثيقة لعرضها على خبراء جنائيين لإثبات إن كانت فعلاً chiffon أو دليلاً يضيء التحقيق.

رشيد كان ليفعل ذلك.

 

وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور: 3 آلاف مغترب سجلوا أسماءهم ونحض الجميع على الاقتراع 

أوضح وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، لدى مغادرته جلسة اللجان النيابية المشتركة، أنّ "الإقتراح والآلية لاقتراع المغتربين يسيران كما يجب ويجري درسهما، وهو ليس باقتراح إنما منهج عمل لاقتراع المغتربين، وأطلعنا السادة النواب على ما استجد حتى آخر لحظة، وليس هناك صعوبات إنما ننتظر قانون الإنتخابات الذي يجب أن يصدر عن المجلس النيابي، وفي ضوء صدور القانون نحن سنسير به، وإنّ عملنا كوزارة الخارجية مع البعثات اللبنانية في الخارج ومع المغتربين يسير على قدم وساق، ولتعزيز هذا الموضوع طلبنا التشبيك الألكتروني وقد وافق مجلس الوزراء على هذا الطلب، ولكنه يحتاج الى قانون، ومع ذلك فان عدد المغتربين الذين يسجلون أسماءهم في السفارات في الخارج لم يتعد الثلاثة آلاف".وعن سبب خوف اللبنانيين وتلكئهم عن تسجيل أسمائهم، قال: "الأمر يعود الى اللبنانيين الذين يفترض بهم أن يتقدموا الى السفارات لتسجيل أسمائهم للاقتراع. إلا انه حتى اللحظة العدد لا يزال متواضعاً، ونحن نبّهنا الى هذا الأمر وعممنا على المغتربين وعلى السفارات للاسراع في ذلك".وعمّا قيل عن اعتراض النواب على التقرير الذي قدمته وزارة الخارجية والمغتربين باعتبار أن الآلية غير كاملة، قال منصور: "هذا ليس اعتراضاً بقدر ما هو استفسار، ونحن متمسكون بالآلية التي قدمناها، ونحن لا نقدم شيئاً في الهواء ومن دون دراسة، إنما نستند الى دراسات وإحصاءات، وليس هناك كما قيل تقريران إنما تقرير واحد، ولكن الأعداد المسجلة تأتينا الى الوزارة أولاً بأول والرقم متحرك وليس ثابتاً".(الوطنية للاعلام)

 

ذكرى 13 تشرين في عيون مسؤول سابق في "التيار الوطني الحر": ما الجدوى من الاستذكار بعد انقلاب المقاييس؟... يكتفون بقداس عن أرواح الشهداء يغيب عنه أهلهم

كتبت صونيا رزق في صحيفة "الديار":

لمناسبة ذكرى 13 تشرين 1990 ومضّي اثنين عشرين عاماً على حدوث تلك المعركة بين العماد ميشال عون الذي كان يترأس حينها الحكومة الانتقالية والجيش السوري، يعود بنا التاريخ لنستذكر ذلك اليوم الشهير الذي قلب الاوضاع رأساً على عقب، فنضطر معه الى السؤال حول الجدوى من العودة بالذاكرة الى ذلك اليوم بعد ان تغير كل شيء...، وإسُتجدت اوضاع لم تكن في الحسبان وتحالفات سياسية غريبة وانقسامات لن تلتحم ابداً بحسب ما يشير المشهد السياسي في البلاد، فبعد كل الذي جرى ماذا بقي من تلك الذكرى سوى التمنيات بأن تكون هذه المناسبة اليوم وقفة إجلال وصلاة فقط من أجل كل الشهداء الذين سقطوا...

هذا المشهد ينقله لـ «الديار» مسؤول سابق في «التيار الوطني الحر» عايش تلك الفترة وكان من اكثر المتحمسين لها، فيرى ان تلك الذكرى زادت حدة وألماً وتشاء ان نحييّها، لكن نحيّي ماذا ؟، وما الجدوى من الاستذكار بعد إنقلاب المقاييس رأساً على عقب؟ اذ لم يبق سوى سراب من البطولات الكلامية دفع ثمنها ابطال من الجيش اللبناني سقطوا شهداء وجرحى ومعاقين، معتبراً ان تاريخ 13 تشرين الأول 1990 شكّل نقطة فاصلة في التاريخ اللبناني عامة و«التيار الوطني الحر» خاصة، سائلاً: «ما الذي بقي منها اليوم؟، اذ ان تلك الذكرى الاليمة لم تعد موجودة إلا في اذهان اهالي الشهداء والمنفيين والمعتقلين في السجون السورية، وقال: «يقيمون كل سنة في مثل هذا التاريخ قداساً خجولاً عن ارواح الشهداء فيما يغيب اهلهم عن الحضور بعد إنقلاب كل المقاييس السياسية والوعود والاحلام وكلمات السيادة والاستقلال، مذكّراً بأن اهل الرائد البير طنوس الذي سقط شهيداً في معركة ضهر الوحش مع جنوده يقيمون كل سنة قداساً عن روحه بصمت من دون ان يزورهم احد او يشاركهم في الصلاة عن نفسه.

ورداً على سؤال حول مدى مشاركته اليوم في معارضة سياسة «التيار» ومدى وجود لجنة الحكماء التي كنا نسمع بها منذ مدة ، قال المسؤول العوني السابق : «للاسف لم تنفع كل تلك الاعتراضات لان محاولات الصلح المتعددة التي قام بها مقرّبون من «التيار الوطني الحر» لم تلق اي جواب من الرابية على مطالب «حكماء التيار» او الرفاق المؤسسين والمناضلين في صفوفه منذ نشأته، فعلى الرغم من تكاثر الطرق التي سارت عليها دروب المصالحة فهي لم تؤد الى هدفها فعادت ادراجها خصوصاً بعد إعلان الرفاق القدامى وثيقة تناولت الماضي والحاضر وطالبت بمستقبل ديموقراطي للتيار من خلال سلسلة مطالب شددّوا على تنفيذها قبل فوات الاوان، والرفاق القدامى هم نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام ابو جمرة، والمنسّق العام للتيار اللواء نديم لطيف، والرئيس السابق لمجلس شورى الدولة القاضي يوسف سعدالله الخوري القاضي سليم العازار، وقد اصدروا وثيقة تحت عنوان «المسؤولية تقتضي» فكانت الشرارة الكبرى التي ارسلت الى العماد ميشال عون في تاريخ 11 آذار 2010 وتضمنت طرحاً عاماً للوضع الداخلي في الحزب مع الاقتراحات التصحيحية اللازمة، وأطلقت الى العلن بعد شهر بانتظار الرّد عليها، لكنها بقيت حبراً على ورق على الرغم من المحاولات الكثيرة التي سعى اليها العديد من المسؤولين العونيين وأبرزهم النائب ادغار معلوف المقرّب من عون ولطيف وباقي الحكماء بغية إيجاد حل وعدم انتشار المشاكل الداخلية في الاعلام ،إلا ان العماد عون لم يصغ الى مطالب «الحكماء» ما ادى الى خضات سياسية في البيت الداخلي تمثلت بتقديم اللواء نديم لطيف استقالته الى امين السر حينها طوني مخيبر عندما لم يبادر عون الى الاتصال به، بعدما ابلغ ان اجتماعاً سيتم بينهما لمناقشة كل الامور، واللافت ان اللواء لطيف فضّل الصمت وأبقى الكلام لصفحات مذكراته التي يتحّضر لكتابتها وسوف تتضمن تجربته في الشأن العام في كل المراحل التي تضمنت مسيرة سياسية تميزت بالمرارة كما وصفها، معتبراً ان الحالة السياسية في «التيار» لم تعد ُتحتمل، وان خضات ُتسجّل داخل الاروقة يحاول المسؤولون إخفاءها إلا انها لم تعد مخفية على أحد، ورأى ان لا أمل بالإصلاح والتغيير الذي يدّعونه.

وكشف المسؤول المعارض للتيار ان نتائج الانتخابات النيابية في العام 2009 أظهرت تراجع «الوطني الحر» وشعبية العماد عون لتكتمل بصورة لاحقة مع الانتخابات الطالبية في الجامعات ثم في الانتخابات البلدية، وقال: «ما زاد في الطين بلة استئثار عون بالتحّكم بالمسؤولين الحزبيين إزاء الاعتراضات الداخلية، ما يؤكد غياب نهج الديموقراطية منذ ست سنوات ساد خلالها التغاضي عن الكثير من الاخطاء»، وأضاف: «لقد شكلت استقالة اللواء لطيف صدمة لنا جميعاً لانه من اهم رجالات «التيار» ومناضليه وسيندم الجنرال كثيراً لانه خسر أصدق الرفاق، مذكراً بأن اللواء لطيف تعرّض كثيراً للإهانات في 7 آب الشهير، وروى المصدر انه في ذلك اليوم الاليم ادخل لطيف عند احد القضاة العسكريين للتحقيق معه فتفاجأ لتوقيف لطيف وبدا منزعجاً وسأل: «كيف تحتجزون شخصاً مثل نديم لطيف الآدمي صاحب الكف النظيف؟»، لافتاً الى وجود صدمة بين أوساط العونيين بعد هذه الاستقالة، وشدّد على ضرورة ان تنعقد الهيئة التأسيسية في أقرب وقت حتى تتخذ قرارات حاسمة قبل فوات الاوان وضياع كل شيء والوصول الى طريق مسدود ستنعكس نتائجه على الجميع، مؤكداً الحرص على المبادىء التي طالما التف اللبنانيون حولها وناضلوا وضحوا لتحقيق تـيـار وطـنـي حـر سيادي، وقال: «للاسف لم يبق شيء من كل هذه المبادئ لان العماد عون اعتمد سياسة التنصّل ولم يصغ الى المطالب، وهذه نتيجة خطرة تؤكد كل انتقاداتنا له على مدى سنوات ، مبدياً آسفه لفشل مهمة حكماء «التيار» لانهم لم يصلوا الى اي نتيجة بعد، مؤكداً انه لن يواصل في العمل السياسي بل سيلتزم الصمت من الان فصاعداً ولن يكون طرفاً مع اي جناح في التيار.

وعن رأيه بالسياسة التي يتبعها العماد عون اليوم، قال: «شهادة للحق تفرض علينا ان نقارن بين موقع العماد حينها وبين خطابه اليوم، فنعود بالذاكرة الى ساحات قصر الشعب، نتذكر مشهد مئات الألوف من اللبنانيين يلتفون حول الزعيم الذي وقف في وجه المحتل، ينتظرون بفارغ الصبر أن يُطلّ عليهم ذلك الزعيم ليبثَّ فيهم الروح الوطنية والعنفوان والكرامة، لكن لم يبق شيء من هذا كله، اذ تحوّل المشهد اليوم الى رؤية جديدة، فمن أخرج الزعيم من قصر الشعب اصبح حليفه اليوم، ومنهم من اصبح عضواً في كتلته النيابية، ومنهم مَن يتردّد عليه في الرابية فيُستقبل إستقبال الفاتحين، ذكريات باتت على الورق وفي دموع الامهات، المشهد إنقلب لكن أبطال المسرحية سقطوا وتخلوا عن ماضيهم فأسقطوا شعاراتهم، فإذا بالستار يسدل امام نهاية لم يكن احد ليتمناها ، فأصبحت الشعارات كلمات بكلمات ضاع إتجاهها الصحيح. وختم المسؤول العوني السابق بالقول : «ما يقوم به العماد عون اليوم من عرقلة يطرح الكثير من علامات الاستفهام في اطار الدعم الخارجي الذي يحصل عليه للقيام بذلك، واصفاً اياه بأداة لإبعاد اي حل بين اللبنانيين وهو لعب هذا الدور بامتياز، متسائلاً: «كيف يدخل الى كنف حكومة يعارضها بشدة بدل ان يراقب ويحاسب من الخارج؟».

 

جعجع الى أبو ظبي بعد السعودية وتوافق في اللقاء مع الحريري على دعم مشروع "القوات"

وجنبلاط كان الطرف الثالث الحاضر "المستقبل" مُصرّ على التحالف معه و"القوات" تسعى لإقناعه بطرحها

"اللواء": جنبلاط كان الطرف الثالث الحاضر في لقاء الحريري- جعجع

كتبت رحاب أبو الحسن في صحيفة "اللواء":

تتكثّف الإتصالات السياسية على أكثر من صعيد للوصول إلى قانون إنتخابي يرضي الأطراف اللبنانية، في ظل مخاوف عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن يكون هناك من يسعى إلى إستهلاك الوقت فيما يخص القانون الانتخابي. ووفقاً للمتداول من مواقف وآراء يبدو حتى اليوم أن لا توافق على أي من الصيغ والمشاريع الإنتخابية المطروحة على بساط البحث لتعذر تأمين التوافق النيابي السياسي الكافي لاي منها. فمشروع الحكومة يصطدم بمعارضة فريق «14 آذار» والنائب وليد جنبلاط، في حين تصطدم صيغة الدوائر الصغرى بمعارضة فريق «8 آذار» وجنبلاط، في وقت تحظى صيغة إبقاء القديم على قدمه أي قانون 1960 بـرفض من مسيحيي 8 و 14 آذار، إضافة إلىأن أحداً لن يمشي بصيغة إنتخاب كل طائفة لنوابها.

وفي ظل هذه المعطيات ومع تعذّر إقناع جنبلاط بصيغة الدوائر الصغرى كان لا بد لفريق14 آذار من إعادة التشاور بين مكوّناته لإيجاد صيغة جديدة تمكّن من جذب النائب جنبلاط إلى تحالف إنتخابي يسعى الرئيس سعد الحريري للتوصل إليه برضى كل مكوّنات ثورة الأرز. ومن هنا جاء لقاء جدة الذي جمع الحريري- جعجع وطيف جنبلاط الذي حام بينهما طيلة فترة اللقاء حسب ما أفاد «اللواء» مصدر سياسي مطّلع على أجواء اللقاء. وأشار المصدر إلى أن «قانون الإانتخابات كان الطبق الأساس على مائدة الحريري وجعجع، في مسعى للتوصل إلى صيغة تمكنّ من «تدوير» زوايا الدوائر على النحو الذي يؤمّن موافقة النائب وليد جنبلاط على الطرح الذي سيتوصل إليه فريق «14 آذار»، في ظل مساعي الحريري المتمسك بجنبلاط كحليف أساسي في إنتخابات 2013 وفقاً للإتفاق الذي تم بين الرجلين في لقائهما الأخير في باريس،على أن يحافظ في الوقت عينه على حليفه المسيحي. وقد أكد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» أن اللقاء بين الحريري وجعجع كان إيجابيا وجاء ضمن سياق التشاور في كل قضايا المنطقة والوضع اللبناني على إختلافه ومن ضمنه قانون الإنتخاب، لافتا إلى أن وليد جنبلاط كان حاضراً وبإمتياز في هذا اللقاء، وفي النقاش الدائر حول قانون الإنتخابات وحول موضوع العلاقات السياسية اللبنانية- اللبنانية. وإذ جدّد فتفت تمسك تيار «المستقبل» بقانون الدوائر الصغرى للإنتخابات، شدّد على أهمية الإنفتاح والتواصل والتشاور مع النائب وليد جنبلاط «إذ لا يمكننا تأمين الأغلبية المؤيدة لمشروع القانون المقترح لوحدنا، ولذلك وجب التواصل مع النائب جنبلاط للوصول إلى غالبية تضمن الأكثرية لإقتراح القانون».

وعن إمكانية التوصل إلى صيغة مختلفة عن الدوائر الصغرى التي يعارضها جنبلاط،لفت فتفت إلى أن الحوار قائم بين «المستقبل «وكل الأطراف وكذلك الأمر بين «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» أيضا، مؤكداً أن الحوار والتواصل مستمر ولم يتعطّل في أي مكان، على الرغم من وجود تباين في المواقف بين الأطرا ف الثلاثة «فالإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وسنصل في النهاية للحلول». ورأى فتفت أن ليس هناك ما يمنع من التلاقي بين جنبلاط والحريري «فعند الضرورة سيحصل هذا اللقاء، ولكن حالياً نحن على تواصل مستمر مع «الحزب الإشتراكي».

وفيما خص التشاور بين «القوات» و«الإشتراكي» أكد فتفت وجود إتصالات ولقاءات بين الطرفين «ولكن ربما تحتاج إلى تطوير وتكثيف، في ظل الجو الجديد الذي نشأ جرّاء طرح قانون الدوائر الصغرى، معتبراً أن الأمور بحاجة إلى المزيد من الحلحلة، ولا شيء مستحيل». وإذ رأى فتفت أن لا عودة إلى قانون الستين كونه موجود أساساً، «ولكن هذا القانون تعب نتيجة المماحكات السياسية، وبتنا بحاجة إلى قانون جديد، والحوار القائم اليوم بين كل الأطراف دليل على أن الجميع تسعى لتطوير قانون الإنتخاب والتوصل إلى قانون جديد». وعن طرح الإشتراكي تعديل قانون الستين في ظل الخلاف الحاصل حول القانون الجديد أوضح فتفت أن الفرق بين التعديل أو وضع قانون جديد سيوصلنا إلى النتيجة نفسها حسب حجم التعديلات التي ستطال القانون، مشيراً إلى أن الشرط الأساسي لدينا هو قانون على أساس النظام الأكثري،ومن هنا فلتبحث كل الآراء.

 

سيمون ابو فاضل - زوار العاصمتين الأميركيّة والفرنسيّة

زوار العاصمتين واشنطن وباريس، عادوا مؤخرا الى لبنان، بانطباع مفاده ان قرار هذين المركزين في منظومة المجتمع الدولي، يميل بقوة لاعتماد الحسم مع النظام السوري على حدّ ما يقول هؤلاء، فتواصلهم القوي مع اركان الادارتين الاميركية والفرنسية، مكنهم من معرفة الرؤية الاستراتيجية للادارة الاميركية سواء اعيد انتخاب الرئيس باراك اوباما او تم انتخاب منافسه ميت رومني من كيفية التعاطي مع الازمة السورية وتوقيت قرار اللجوء الى الاعمال العسكرية. وفي معطيات الزوار، فان موعد انتهاء الانتخابات الرئاسية في الخامس من تشرين الثاني المقبل، يشكل بداية العد العكسي للجوء الى الاعمال العسكرية، انما للفائز تأثير مباشر على توقيت بداية المعركة، وهو ما تبلغته الادارة الفرنسية من نظيرتها الاميركية فاذا ما اعيد انتخاب الرئيس اوباما، فان المرتقب ان يعطي الضوء الاخضر للعمليات العسكرية في غضون اقل من اسبوعين، من اجل المباشرة في تسليح المعارضة ودعمها من خلال عمليات عسكرية للحلف الاطلسي، اما في حال فوز المرشح رومني، فان تأخيرا مداه نحو ثلاثة اشهر سيطرأ على الاسراع في ترجمة شعاراته ومواقفه المطالبة بدعم المعارضين السوريين، انما ستكون المدة الفاصلة بين تاريخ انتخابه في الخامس من تشرين الثاني والخامس من كانون الثاني مهلة اعدادية لفريقه الرئاسي وفي الوقت ذاته فترة للتحضير لكيفية مساعدة معارضي النظام السوري، وهو اجراء سيتأخر عمليا. الى ما بعد نحو شهر من توليه رئاسة الولايات المتحدة وتسلمه السلطة من خلفه اوباما.

ويقول الزوار للعاصمتين الاميركية والفرنسية انه رغم تنامي الاحداث في سوريا، واتساع المطالبة في محافل المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية بضرورة وضع حد للاعمال العسكرية للنظام السوري، فان عدم قدرة الرئيس اوباما على تسريع الحل العسكري حسب الزوار يعود لكون الرأي العام الاميركي لا يعطي هذا الملف الساخن حيزا واسعا من اهتماماته في ظل غير تحديات امنية وعسكرية واقتصادية ومالية تواجههم، ولذلك فان اقدام الرئيس الاميركي حاليا على اي اعمال عسكرية، قد تشكل قلقا لدى الناخب الاميركي الذي يبدو مهيأ اكثر للمواجهة مع ايران على ضوء السجال المحيط بملفها النووي.

والى هذه المعطيات، فان كل من القيادتين السعودية والقطرية، تلقيتا التزاما من الادارتين الاميركية والفرنسية، بالعمل على دعم المعارضة السورية والاجازة لهما بمد هؤلاء باسلحة نوعية قادرة من التعديل في موازين المواجهة مع النظام، يقول مراقبون ديبلوماسيون حتى ان موقفي كل من روسيا والصين يكون التعاطي معهما اسهل بعد حسم ملف الانتخابات الاميركية، لكون واشنطن سيكون لديها فرصة جديدة للتعويض على كل من موسكو والصين عن خسارتهما للحليف السوري في المنطقة، كما ان المحاذير والتداعيات السلبية التي كان من الممكن ان تفرزها اعمال عسكرية قبل الانتخابات لم تعد متوفرة...