المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 20 نشرين الأول/2012

إنجيل القدّيس لوقا 10/01-07/«إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون

بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب. لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

 

استشهاد العميد وسام الحسن في انفجار الاشرفية 

استشهد مدير فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن في الانفجار الذي وقع في منطقة الاشرفية في بيروت  ، علماً ان الحسن كان خارج لبنان ووصل بالامس الى البلد .

واكدت معلومات للـLBCI ان الحسن كان يستقل سيارة واحدة ومعه مرافق واحد ، مشيرة الى ان الاتصال مفقود وغير متوفر معه .

وبحسب مصادر الصليب الاحمر فإن الانفجار ادى الى استشهاد 3 اشخاص وجرح أكثر من في الانفجار الذي وقع في احد الاحياء المؤدية الى ساحة ساسين في الاشرفية ، وهو ناتج عن انفجار سيارة مفخخة  تزن نحو 30 كيلوغراما من المواد الشديدة الانفجار امام احد المباني  السكنية وهو مؤلف من خمس طبقات مقابل مكتبة الفرح على بعد 200 متر من بيت الكتائب، كما  شب حريق في المكان وغطت سحب الدخان سماء المنطقة.

إجتماعات أمنية وحكومية :

في غضون ذلك، عقد اجتماع لمجلس  الأمن المركزي في السراي الحكومي، في السادسة والنصف مساء بدعوة من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. كما دعا إلى جلسة لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري غدا في العاشرة صباحا.

وأعلن ميقاتي الحداد الرسمي يوم غد السبت على ضحايا انفجار الاشرفية .

وأكد ميقاتي أن الحكومة مستنفرة بكل أجهزتها الأمنية والقضائية من اجل كشف  ملابسات هذا الانفجار وملاحقة الفاعلين ومعاقبتهم ومنع اي محاولات لاعادة مسلسل  التفجيرات الأمنية الى لبنان.

وفي وقت لاحق ، ترأس ميقاتي اجتماعا امنيا في مقر قوى الامن الداخلي .

وقد تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي  مع رئيس الحمهورية ميشال سليمان ووزير الداخلية مروان شربل آخر المعطيات بشأن الانفجار .

وفي هذا السياق ،إعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن عودة أسلوب  القتل والتدمير تطاول أولا المواطنين الابرياء الذين هم دائما العنوان الأول لمثل  هذه الرسائل التفجيرية التي تستهدف الأمن والاستقرار.

ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تفجير الاشرفية هو تفجير ارهابي بامتياز وجريمة منظمة ضد المدنيين وممتلكاتهم وضد كل  لبنان.

اسماء الجرحى

ونقل عدد من الجرحى الى مستشفى  القديس جاورجيوس وهم: ماري الصايغ، غريس الصايغ، حنا الصايغ، نوار دورليان ( 9 سنوات)، لطفي الياس رفوج، ميشال اشقر، جيمي تونغ، ماري بريدي، ملحم رزق، داليا  نسيم خوري وجروحهم طفيفة، كما عرف من الجرحى ليا عبود، دانا نوفل نصر الله،  تتيانا ناجي عوده، لور خوري، ناجي جرجي شحادة، وديانا صفير.

ونقل 25  جريحا  إلى مستشفى "أتويل ديو" للمعالجة، إصابة بعضهم خطرة، وعرف منهم: جنيفر  شديد ( 10سنوات) ووالدها ريشار وشقيقها جوزيف، زينة شعيب حرقوص، المحامي عوني  تامر، ثريا محمد حيدر، جوزيفين نعمة، إيلي زين، باسم السهيدي، محمد حسن، ياسر  لحلح، يوسف عاشور، الياس فضول، باميلا الطحان، ميشال صادر، سوزان فهد، لطيفة  فارق، فريد محمود حيدر، وشخصين من التابعية السورية خالد قعبور ومحمد خدم.

وطلبت القوى الامنية من المواطنين الابتعاد عن المكان افساحا في المجال لاخلاء  المصابين .

وانتقل الى مكان الانفجار كل من مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي بتكليف من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، وقاضي  التحقيق العسكري عماد زين بتكليف من قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا وقد باشرا التحقيقات الميدانية. كما تفقد مكان الانفجار، وزير الداخلية مروان شربل ووزير الدفاع فايز غصن يرافقه عدد من المسؤولين العسكريين ، والنائب ميشال فرعون ، إضافة الى  المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي الذي اعلن المدعي للـLBCI  ، انه صدم بحجم الانفجار مشيراً الى ان هناك حفرة بعمق متر ونصف المتر واشلاء بشرية منتشرة في المكان، وكاشف ان الانفجار قذف السيارة المفخخة عشرات الامتار .

وبعد وقوع الانفجار ، طلب وزير الصحة علي حسن خليل من كل المستشفيات في  الأشرفية وبيروت وجوب استقبال جميع جرحى الانفجار، وتقديم أقصى العناية لهم، على أن توفر وزارة الصحة كل  الامكانات اللازمة. ورأى  حسن خليل في حديث للـ LBCI ، ان هذه الجريمة موجهة لكل اللبنانيين داعياً الى التضامن الوطني .

مواقف مستنكرة

وفي هذا السياق ، طالب الرئيس سعد الحريري الاجهزة الامنية بالتحرك بأقصى سرعة وحزم لحماية المواطنين .

واكد النائب سامي الجميل تضامنه مع اهالي الاشرفية ، مشيرا الى انه يصلي لجميع القتلى والجرحى ، وتمنى الشفاء لجميع الجرحى . واعلن الجميل في حديث للـLBCI ، انه بخير كما النائب نديم الجميل بخير وهو خارج لبنان ، لافتا الى ان الانفجار وقع قرب بيت الكتائب داعياً الى انتظار التحقيقات.ودعا الجميل الدولة لحماية المواطنين لان التلكؤ غير مقبول بعد الآن ، معتبرا ان الوقت اليوم ليس مناسبا للتحاليل السياسية .

واعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الأشرفية ان اغتيال وسام الحسن يؤكد وجود اختراقات كبيرة على مستوى الاجهزة الامنية ، مشيرا الى انه لن يتوقف فريق 14 آذار عن مسيرتهم مهما يكن ، وقال :" مستمرون وهم يستهدفوننا جميعاً واليوم وسام الحسن وقد يكون احد آخر لاحقاً لكن المسيرة مستمرة ".

وسئل جعجع : لماذا وسام الحسن؟ فقال:"لانه كشف عددا من العملاء وصولا الى توقيف ميشال سماحة".

ودان حزب الله إنفجار ، داعيا  الاجهزة المختصة الى كشف منفذيه ، ودعا الاجهزة الامنية والقضائية الى استنفار الجهود لكشف المسؤولين عن اغتيال الحسن .

من جهته، اعتبر النائب ميشال فرعون في حديث للـLBCI  ، ان ايادي الغدر استهدفت مجددا اهالي الاشرفية ،معتبراً ان الانفجار رسالة في اطار مسلسل جديد استهدف الاشرفية وهي المنطقة المشهودة بوطنيتها وصبرها وحصانتها للسيادة .

أما النائب نديم الجميل فشدد في حديث للـLBCI ، على  انه لا يوجد سوى النظام السوري الذي يقوم بهذه الاعمال ، وراى ان هذا التفجير سياسي بامتياز لتغيير بعض المعادلات الداخلية.

وفي وقت لاحق ، وصف وزير الاتصالات نقولا صحناوي في حديث للـLBCI  من موقع الانفجار ،المشهد بالبشع جدا ، معلنا ان الوزرة استقدمت شاحنات لتحسين الارسال الهاتفي في مكان الانفجار، ودعا الى وحدة الموقف لدى جميع الفرقاء  .

الى ذلك شدد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية على ان المطلوب من الجميع إخراج الانفجار من بازار المزايدات السياسية والتحليلات الرخيصة ، متنميا الشفاء العاجل للجرحى و الصبر لأهالي الضحايا .

واكد الامين العام لحزب القوات اللبنانية عماد واكيم في حديث للـ  ان العبوة كبيرة وتوقع أن تكون بين 25 و30 كيلوغراما داعيا الى انتظار التحقيق. LBCI

في المواقف ايضاً

اتهم رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال العميد وسام الحسن .

طلب وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس عبر الـ .لترك  الاجهزة الامنية تعمل ، LBCI

واسف النائب سيرج طورسركيسيان في حديث للـLBCI ، ان تعود الاشرفية للاضرار والمآسي متهماً جهات بالعمل على ضرب الحوار والاستقرار وقال إن الرسالة واضحة لان الاشرفية منطقة مسيحية

في حين اعتبر رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ان الانفجار يستهدف استقرار لبنان وفي ظل هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها ندعو الجميع الى التفكير بروية وحكمة لان الانجرار وراء العنف هو مضر ومسيء .

واشار عون الى ان هذه الجريمة منظمة ، وقال :" اللبنانيون مدعوون الى ان يكونوا لحمة واحدة لمكافحة الجريمة واستمرار الاستقرار لهذه اللحظة قبل وقوع الجريمة هو بفضل حكمة اللبنانيين واعتقد ان هذا الحادث حادث عارض وليس له ذيول ".

وفي حديث الـLBCI قال متروبوليت بيروت المطران الياس عودة :" لم نكن ننتظر ما حصل بين البيوت في الشوارع الضيقة ، وآلمتنا الرؤية لاننا كنا نظن اننا نسير نحو حياة آمنة ومستقرة وكلّ يحاول ان يجعل الامن مستقرا والحياة الاقتصادية والانسانية افضل ، واطلب من الله ان يمنح اللبنانيين الصبر لاننا نعيش في الخوف الدائم على اهلنا واحبائنا ".

في وقت ، شجب الرئيس أمين الجميل الانفجار الذي استهدف  منطقة الاشرفية، وحذر من أبعاده التي تشكل مؤشرا خطيرا للمحاولات المتكررة لزج  لبنان في أتون الاحداث الدائرة في الجوار.

ورأى الجميل في بيان ان الانفجار يحمل في طياته بصمات الارهاب الدولي الذي يعمل دون  هوادة على تعميم ثقافة القتل والموت في أرجاء المنطقة .

من جهته، طالب النائب محمد قباني في حديث للـLBCI ، الدولة بموقف حازم من التفجير ونتشاور الآن لتنظيم اجتماع لقوى 14 آذار .

واعتبر رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة ان حادث التفجير الإجرامي الذي استهدف المواطنين  الامنين الابرياء في منطقة الاشرفية مستنكر ومرفوض .

أما النائب حسن فضل الله فرأى  في حديث للـLBCI  ، ان التحقيق هو الذي سيكشف المجرمين الذين يستهدفون البلد ، لافتا الى ان المسؤولية الوطنية تقتضي منا جميعاً ان نقف الى جانب اهالي الاشرفية ، ودعا الدولة الى استنفار كل طاقاتها لكشف من قام بهذه الجريمة النكراء .

سوريا تستنكر

في المقابل ،اعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي  ان دمشق  تدين التفجير الذي استهدف الاشرفية واصفاً اياه بالارهابي والجبان.

من جهته ، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جميع السياسيين اللبنانيين للتوحد والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار البلاد .

 

مسلسل الاغتيالات وصولاً الى وسام الحسن 

قبل مأساة الأشرفية، كانت مآسٍ كثيرة بدأت في العام 2004، مع محاولة اغتيال النائب مروان حمادة. ظننا يومها أنها محاولةُ يتيمة وفاشلة. لكنها لم تكن. في 14 شباط 2005، اغتيل الرئيس رفيق الحريري وأصيب النائب باسل فليحان الذي ما لبث أن توفيّ. فدخل لبنان مرحلةً جديدة، مرحلة اللاحرب واللاسلم.

وكرّت سبحة التفجيرات التي استهدفت الشخصيات السياسية في حزيران 2005 اغتيل الصحافي سمير قصير، وبعده بثلاثة أسابيع سقط الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي في منطقة المصيطبة.

ارتاح القاتل ستة اشهر، ثم عاد طيف الموت ليخيّم على بيروت. اغتيل النائب جبران تويني غداة عودته من باريس. ستة اشهر أخرى فصلت نائب بيروت وليد عيدو عن مصيره المأساوي: انفجار في منطقة المنارة يودي بحياته. ثم كان دور النائب الكتائبي أنطوان غانم الذي قتل هو ايضاً بتفجير سيارته.

ومن النواب والسياسيين، انتقلت اللعبة القاتلة إلى العسكر. اغتيل اللواء في الجيش اللبناني فرنسوا الحاج في كانون الأول من العام 2007، ثم قتل الرائد في فرع المعلومات وسام عيد في كانون الثاني 2008.ثمّ كان التفجير الأخير في أيلول 2008 والذي استهدف القيادي في الحزب الديمقراطي اللبناني صالح العريضي.

وطبعاً تضمّ اللائحة النائب بيار الجميل، الذي قتل برصاص في وضح النهار بدل تفجير سيارته.

واخيراً العميد وسام الحسن الذي استهدفته سيارة في الاشرفية.

لا يكاد الإعلام يذكر إلا هؤلاء السياسيين.

لكن إلى جانبهم مات عشرات اللبنانيين الذي سقطوا في تفجيرات لا علاقة لهم بها، وفي لعبة لم يختاروا أن يلعبوها. ودفعوا هم وحدهم الثمن في أكثر من عشرة تفجيرات استهدفت مناطق سكنية ومجمعات تجارية: من تفجير النيو جديدة، ثم سد شرية فبرمانا والجعيتاوي والكسليك،، والـ abc، ومار تقلا، وذوق مصبح، وعاليه وعين علق، والكرنتينا...

من المستهدف؟ ما هي الرسالة؟ من هو القاتل؟ كل ذلك لا يهمّ... مات من مات، أما نحن الذين لم نمت بعد، فمحاصرون داخل دوامة الدماء والدخان والقتل.

 

من هو وسام الحسن ؟ 

ولد وسام الحسن إبن بلدة بتوراتيج الكورانية العام  1965 وهي بلدةعرفت بشغفها بالسلك العسكري وحبها لخدمة الوطن.

كان وسام الحسن ضابطا ً ملحقا ً برئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري و مكلفا ً بمهمة البروتوكول ، وصودف عدم وجوده معه يوم إستشهاده في الرابع عشر من شباط 2005.

عُين في العام 2006 رئيسا ً لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وعمل على تطوير الشعبة التي كشفت بعض الجرائم من بينها منفذو جريمة عين علق وتوقيف عدد ٍ كبيرمن الشبكات المتعاملة مع العدو الإسرائيلي .

أعطي ترقية إستثنائية لرتبة عميد مع أقدمية بداية العام 2012 نظرا ً للمهمات التي نفذها، وهو كان يتنقل بطريقة سرية في السنوات الأخيرة.

كان لوسام الحسن الدور الأكبر في عملية توقيف الوزير السابق ميشال سماحة وضبط عملية نقل المتفجرات من سوريا في آب الماضي لتفجيرها في لبنان.

شكل وسام الحسن مع الرائد الشهيد وسام عيد ثنائيا ً بارزا ً في عملية التحقيقات في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأظهر تعاونا ً جادا ً مع التحقيق الدولي والمحكمة الدولية.

متأهل من أنّا الحسن وله منها ولدان ، وتعيش عائلته منذ مدة في باريس .

 

قطع طرق ومظاهر مسلحة وتبادل اطلاق نار في مناطق عدة 

قطعت طريق الجامعة العربية - الكولا بالاطارات المشتعلة احتجاجا على اغتيال مدير فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن .

وقطع محتجون غاضبون على اغتيال الحسن طريق المدينة الرياضية والطريق الجديدة وكورنيش المزرعة بالاطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات ، كما قطع اوتوستراد شتورا باتجاه زحلة ، وطريق كامد اللوز جب جنين بالاطارات المشتعلة كما سجل ظهور مسلح كثيف .

وحصل تبادل اطلاق نار بين منطقة جبل محسن وباب التبانية في طرابلس ، كما سمع اطلاق نار كثيف في منطقة الملولة في باب التبانة. 

وسجل ظهور مسلح في البيرة في عكار وقطع طرقات المنطقة وخصوصا طرقات شارع المئتين وطرق حلبا والبيرة والعبدة. 

وفي وقت لاحق ، قطع عدد من الشوارع في مدينة صيدا .

كما قطعت طريق بتوراتيج – الكورة مسقط رأس العميد الحسن احتجاجا على استشهاده .

وتداعت فعاليات ورؤساء بلديات منطقة عكار لعقد اجتماع طارىء عند التاسعة من مساء اليوم في  بلدية حلبا لمتابعة التطورات واتخاذ موقف عكاري جامع ازاء جريمة اغتيال العميد  وسام الحسن.

 

عودة: لماذا يقتل رجل امن عندما يسهر لنعيش بأمان

وطنية - 19/10/2012 أعلن متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في تصريح أن "الكل يحاول أن يجعل الامن مستقرا والحياة الاقتصادية في وضع افضل والحياة الانسانية عموما مريحة، لكن اليوم نجد العكس، فنرى ان هذا الحدث الاليم الذي ذهب بشهداء، وسمعنا ان العميد وسام الحسن استشهد، نسأل لماذا رجل امن يقتل، عندما رجال الامن يسهرون لنعيش في هذا البلد بأمان.

أضاف: "لقد رأيت ما رأيت من شهداء وجرحى. لذا، أتقدم بالتعازي من أهاليهم، واسأل الله ان يزرع في قلوبهم التعزية، وان يحتضنهم برحمته وحنانه ويسكنهم فسيح جنانه. كما أسأل الله الشفاء للجرحى وأن يشد قواهم، وقوى الامل ازاء هذا الحدث المريع. وأطلب من الله ان يمنح اللبنانيين الصبر، لأننا نعيش في الخوف الدائم على اهلنا واحبائنا. ونحن دائما في حيرة على الطريق الذاهبون بها".

وتابع: "الانسان الذي يعيش في هذا البلد وهو يتألم باستمرار، وخصوصا الأهل الذين يريدون ان يطمئنوا إلى اولادهم، فهؤلاء الشباب عوض أن يقولوا إننا سنبقى في هذا الوطن، يجدون ألا وطنية ولا انتماء عند اللبنانيين. وأرى الشاب اللامع الصغير عندما يكبر، يجد ان كل انسان في هذا الوطن ينتمي الى بلد آخر ولا ينتمي الى لبنان، واذا تكلم عن لبنان يتكلم عن منطلق حزب هو فيه، ومن منطلق غيرة على مصالح هي له". وختم: "إذا عدنا الى ما نحن فيه، فاننا نستنكر كل الاستنكار، ونعتبر ان القتلى لا يرضى عنهم الله لان حياتنا امانة اعطيت لنا منه لكي يحموها ويساعدوننا على النمو، ولن بأن يذهب بحياتنا لأنها لله".

 

الحريري اتهم الاسد باغتيال الحسن: لن اسكت ولن اهدأ عن هذه الجريمة البشعة

وطنية-19/10/2012 اتهم الرئيس سعد الحريري الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن، وعاهد الللبنانيين عبر مداخلة لتلفزيون "المستقبل" بأنه لن يسكت ولن يهدأ عن هذه الجريمة البشعة. وقال: "أنعي لكل اللبنانيين باسمي وباسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسم تيار "المستقبل" وكل الأحرار في لبنان أخي وصديقي ورفيق دربي، العميد الشهيد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي.وسام كان رفيق الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصديقه، كما كان بمثابة الأخ لنا جميعا في العائلة. لقد عمل العميد الحسن لحظة اغتيال الرئيس الشهيد ليل نهار لكشف حقيقة الجرائم والاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت لبنان واللبنانيين وقياداتهم.لقد كان العميد الحسن صمام أمان كبير ورئيسي للبنانيين، كما كان يشكل لهم الطمأنينة بعدما كشف الكثير الكثير من الشبكات الإجرامية، وسجل الكثير من الإنجازات وآخرها كشف مخطط نظام بشار الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات في لبنان، عبر ميشال سماحة الموقوف وغير ميشال سماحة، وعبر علي المملوك. بالتالي فإن من اغتال وسام الحسن مكشوف كوضح النهار. أنا أكيد أن الشعب اللبناني لن يسكت عن هذه الجريمة البشعة، وأنا سعد رفيق الحريري أتعهد لكم أنني لن أسكت ولن أهدأ.رحمك الله يا وسام الحسن وألهم عائلتك ووالديك الصبر. وسام الحسن، نحن سنشتاق إليك". سئل: في العام 2005، بعد لحظات من استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري سئلت على قناة ال"سي أن أن" من المسؤول عن جريمة الاغتيال ويومها أجبت: واضح من ارتكب الجريمة. اليوم من تتهم باغتيال وسام الحسن؟

أجاب: بشار حافظ الأسد. 

 

جنبلاط:كان وسام اخلص الناس الى اللبنانيين الاحرار وعلينا ان نواجه الامور بالسياسة وبالسياسة سننتصر

وطنية - 19/01/2012 دان النائب وليد جنبلاط بشدة استشهاد العميد وسام الحسن. وقال في حديث الى قناة "الجزيرة": "رحمة الله على وسام خسرنا صديقا كبيرا، والمطلوب ان نسير وراء وسام الحسن، وكان اخلص الناس الى اللبنانيين الاحرار وعلينا ان نواجه الامور بالسياسة وبالسياسة سينتصر اللبنانيون والسوريون، ايا كانت جرائم النظام السوري". واتهم جنبلاط (الرئيس) بشار الاسد باغتيال العميد وسام الحسن. اضاف:"عندما اجتمع غالبية الشعب اللبنانيين في ساحة الشهداء واجهناهم بالسياسة، لا نملك اجهزة امنية اجرامية كما يملك الخصم اي النظام السوري".وابدى عتبه على "المجتمع الدولي" الذي وصفه ب"الكاذب" وقال:"انهم يتركون الشعب السوري واللبناني يذبح ايضا". وختم:"اننا لا نملك الا الكلمة الحرة التي تبقى عالية".

 

جعجع تفقد مكان الانفجار:المسيرة مستمرة ولن تتوقف وسام الحسن اوقف ميشال سماحة ولم يهب احدا ولاحق المسائل الامنية

وطنية - 19/10/2012 تفقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع عند السابعة من مساء اليوم مكان الانفجار في الاشرفية.

وبعدما اطلع على الاضرار ، قال:" لن نتوقف عن مسيرتنا مهما يكن ولن اقول اي كلام انساني راهنا بل ساقول اننا مستمرين وهم يستهدفوننا جميعا واليوم وسام الحسن وقد يكون احد آخر لاحقا لكن المسيرة مستمرة". وردا على سؤال، لماذا وسام الحسن؟ قال جعجع:" وسام الحسن اوقف ميشال سماحة ولم يهب احدا، ولاحق المسائل الامنية حتى النهاية، والضربة الامنية قوية للبلد والدولة والشعب والحكومة اذا كانت ما زالت تملك حسا من المسؤولية. واكد" ان ذلك لن يزيدنا الا تصميما وقناعة".اضاف "يعملوا اللي بدن ياه والظالم سيبلى بأظلم"، نحن مستمرون، آسف جدا لان وسام الحسن لم يكن مسؤولا امنيا فقط بل كان صديقا. استشهد وسام وكلنا سنكمل، واعزي اهله وكل محبيه وتيار المستقبل وكل اللبنانيين". وتابع:" لو لم يكن ثمة غطاء لما كانوا تمكنوا من اغتيال وسام الحسن، وهناك اختراقات في مستويات كبيرة جدا تؤدي الى هذه الاعمال".ورأى "اننا في لبنان نحتاج نظاما جديدا وطريقة جديدة في التصرف، وفي نهاية المطاف يجب ان يستلم الحكم طقم جديد، وسنستمر مهما كان الثمن". وردا على سؤال قال:"وسام كان ينبهنا جميعا و"الله ما بيترك حدا" وسنواصل كل ما نؤمن به حتى آخر لحظة، بكل روح سلمية وديمقراطية فلا احد يستطيع قتل شعب بكامله. ما جرى كبير جدا واعتبر انني مصاب بما جرى على المستوى الشخصي واوجه نداء الى اللبنانيين كي يروا اين هو الشر في هذا البلد ومن يستشهد فيه. "نحن في عز دين" مسلسل الاغتيالات لكن ذلك لن يفيدهم". وردا على سؤال عن المسؤول عن الاغتيال ولاسيما ان النظام السوري مشغول بوضعه، قال:" من هم ادوات النظام السوري في الداخل؟ هل نضحك على انفسنا ونتهم المخابرات الاميركية والاسرائيلية وغيرهم؟ من مسؤول عن عشرات الاغتيالات على فريق 14 آذار؟ الحسن احد المسؤولين الامنيين الذي كشف عملية سماحة فهل هناك اوضح من ذلك لمعرفة المسؤول عن ذلك؟ سنستمر على الرغم كل شيء ونحن في صلب مسلسل الاغتيالات الآن".

 

سامي الجميل: لتحييد لبنان عن كل الصراعات لحماية اللبنانيين

وطنية - 19/10/2012 اعلن النائب سامي الجميل في حديث تلفزيوني انه والنائب نديم الجميل بخير، داعيا "الدولة الى حماية اللبنانيين"، مطالبا "الاجهزة الامنية بالانتشار فورا على الارض". وطلب من جميع المواطنين في الأشرفية العودة الى منازلها، لافتا الى ان على "القوى الامنية ان تنزل الى الشارع لحماية اللبنانيين". وشدد على "ضرورة تحييد لبنان عن كل الصراعات لحماية اللبنانيين"، آملا ان "يكون انفجار الأشرفية آخر حادثة ارهابية"، مشيرا الى ان "هذا الامر متوقف على عمل الاجهزة الامنية".

 

نديم الجميل: يريدون ارهاب اللبنانيين وتحديدا اهالي الاشرفية

وطنية - 19/10/2012 طمأن النائب نديم الجميل في أول تعليق له على انفجار الاشرفية، المتصلين المطمئنين أنه ما زال خارج لبنان وقال: "رحم الله الذين استشهدوا واتمنى الشفاء للجرحى، وأتضامن مع المصابين والمتضررين الذين اصيبوا في هذا الحادث المجرم وأدعوا المواطنين للتبرع بالدم لمساعدة الجرحى في المستشفيات".واضاف: "لقد وعدونا بالرعب، ويبدو أنهم ينفذون تهديداتهم. ومن الواضح أن ما رأيته على شاشة التلفزيون عن ضخامة الانفجار، أنهم يريدون ارهاب اللبنانيين وتحديدا اهالي الاشرفية الذين صمدوا دائما بوجه الارهاب."وقال: "وليس من الصدف أن يقع هذا الانفجار على مقربة من مبنى بيت الكتائب ومن مكتب قوى 14 آذار. من المقصود؟ يجب انتظار التحقيق. انما المجرم ومن وراءه يريد الفتنة، وبصمات النظام السوري ليست بعيدة عن الانفجار، واعتبره انفجار سياسي بامتياز لخض البلد خاصة أنه يحصل في شارع ساسين". واضاف النائب الجميل: "هناك نظام عند الجيران ينهار ويريد تصدير ارهابه ومشاكله الينا، كما حاول في السابق في برج أبي حيدر ومن ثم مع العبوات الناسفة التي كانت مع ميشال سماحة". وتساءل: "هل هناك حليف للمجرم بالداخل ينفذ هذا المخطط ومكلف بالتفجير؟ ولكن مما لا شك فيه أن بصمات النظام السوري واضحة تماما في هذا العمل المجرم".

 

السنيورة:انفجار الاشرفية مستنكر ومرفوض بكل المقاييس

وطنية - 19/10/2012 صرح رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة تعليقا على تفجير الاشرفية بعد ظهر اليوم: "إن حادث التفجير الإجرامي الذي استهدف المواطنين الامنين الابرياء في منطقة الاشرفية مستنكر ومرفوض بكل المقاييس وهو يستهدف الامن والسلام والاستقرار في لبنان". وقال: "أود التوجه بأحر التعازي الى عائلات الشهداء على هذه الفاجعة الكبيرة التي اصابتهم واصابتنا بالصميم. فكل شهيد سقط نتيجة هذا التفجير الاجرامي هو شهيد اللبنانيين جميعا وكل لبنان ونأمل ان يحظى الجرحى بالشفاء العاجل والاهتمام اللازم". اضاف: "ان هذه الجريمة تعود بنا الى الذكريات الاليمة التي عاشها اللبنانيون انطلاقا من العام 2004 حتى العام 2008، املين ألا تكون هذه الجريمة بداية عودة للمسلسل الاجرامي السابق او يكون من خطط لجرائم سابقة تم كشفها واحباطها قد عاد الى استرجاع تنفيذ مخططه الاجرامي مجددا ضد لبنان". وتابع:"اني في هذه اللحظة التي اشد فيها على ايدي اهالي الشهداء والجرحى واللبنانيين جميعا، أطالب القوى الامنية بتكثيف التحقيقات لكشف المجرمين ومن وقف خلفهم اذ يبدو ان اعداء لبنان المتضررين من الاستقرار النسبي والذين حاولوا سابقا نقل الحريق الى ربوعنا قد يكونون قد عادوا الى مخططاتهم الاجرامية اليوم". وختم: "كما فشل المجرمون سابقا من النيل من صمود اللبنانيين وقوتهم وتمسكهم بوطنهم فان الفشل هذه المرة سيكون من نصيب من سبق ان واجه الفشل عينه".

 

أمين الجميل: سنتخذ موقفا من اغتيال الحسن في الوقت المناسب

وطنية- 19/10/2012 اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في تصريح من موقع الإنفجار في الأشرفية، أن "مقتل رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن شهادة جديدة من أجل لبنان"، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل. وأشار إلى أن "خسارة العميد الحسن خسارة لكل لبنان، لأن كل الناس يعرفون جهوده من أجل الأمن والاستقرار"، لافتا إلى أن "هذه المرحلة هي مرحلة لاستخلاص العبر"، وقال: "سنتخذ موقفا في الوقت المناسب".

 

الفاتيكان: انفجار الاشرفية عنف عبثي ودموي يتعارض مع الجهود للحفاظ على تعايش سلمي في لبنان

وطنية - 19/12/2012 ندد الفاتيكان بشدة بالانفجار الذي هز بيروت اليوم وادى الى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن. وقال الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديركو لومباردي في بيان ان "الاعتداء الذي وقع في بيروت يستحق اشد ادانة لانه عنف دموي عبثي"، مضيفا ان "هذا الاعتداء يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على تعايش سلمي في لبنان".

 

وزير الخارجية البريطاني علق على انفجار الاشرفية: ملتزمون دعم الحكومة اللبنانية لبناء لبنان أكثر استقرارا

وطنية-19/10/2012 وزعت السفارة البريطانية في بيروت تعليق وزير الخارجية ويليام هيغ على انفجار السيارة المفخخة في الاشرفية وجاء فيه:"لقد راعني جدا الانفجار الهائل الذي تسببت به سيارة مفخخة في بيروت اليوم. إنه عمل شنيع جدا يعكس مدى الازدراء بحياة الناس. وإنني أتوجه بالتعازي والمواساة لأهالي وأصدقاء من فقدوا حياتهم في هذا الانفجار وأعبر عن تعاطفي مع من أصيبوا فيه. إننا ملتزمون تماما بدعم الحكومة اللبنانية في جهودها الرامية لبناء لبنان أكثر استقرارا وأمنا."

 

ملخص التقرير النصف السنوي السادس عشر حول تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1559

الأمين العام يوجه رسائل تحذير شديدة اللهجة وغير مسبوقة و يدعو ايران وسوريا الى نزع سلاح "حزب الله"

المستقبل/لم يوفر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقرة من تقريره نصف السنوي السادس عشر حول تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1559، إلا واستخدمها لتمرير رسالة قاسية اللهجة إلى النظام السوري و"حزب الله" الذي اعتبر أنه "على الرغم من كونه فريقاً اساسياً في الائتلاف الحكومي في لبنان، إلا أنه يقوّض سياسة النأي بالنفس التي يتبناها لبنان الرسمي".

واعتبر بان أن "اعتراف قيادة حزب الله بامتلاك ترسانة أسلحة منفصلة عن الدولة وأنها تسعى لأن تستمر في ذلك" يشكل "تحدياً صارخاً" للقرار 1559 وان اعتراف حزب الله بإطلاق طائرة من دون طيار فوق إسرائيل "استفزاز متهوّر قد يؤدي إلى تصعيد خطير يهدد استقرار لبنان".

وفي الوقت الذي اعترف فيه بأن "الأحكام المتبقية من القرار 1559 هي الأكثر صعوبة وحساسية وأن الوضع في المنطقة لم يساعد على تحقيق المزيد من التقدم في مجال تطبيق القرار"، عبّر عن قلقه العميق جراء الخطر المتمثل بـ "احتفاظ حزب الله بقدرات عسكرية متطورة خارج سلطة الحكومة اللبنانية" لأن ذلك يخلق جواً من الترهيب في البلد ويشكل عامل تحد رئيسي لسلامة المواطنين اللبنانيين".

ودعا الحكومة اللبنانية التي "ليست لديها القدرة على تصنيع الأسلحة، إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع حزب الله من امتلاك أسلحة وبناء قدرات شبه عسكرية خارج سلطة الدولة مناشداًَ الدول الإقليمية وبخاصة الجمهورية الإسلامية في إيران "الى تشجيع تحوّل حزب الله إلى حزب سياسي فقط ونزع سلاحه".

وشجّع الأمين العام للأمم المتحدة القادة السياسيين اللبنانيين على استكمال مسار "الحوار الوطني" لحل مسألة سلاح "حزب الله" معبّراً عن قناعته بأن الحوار هو الوسيلة الأفضل لمعالجة مسألة "نزع سلاح المجموعات المسلحة علماً أنه لا يمكن تحقيق تقدم كبير إلا إذا توقفت الدول الإقليمية عن دعم الحزب عسكريا".

وشجّع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي "على تطبيق القرارات التي اتخذها الحوار الوطني في ما يتعلق بحل القواعد الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات" مشيراً بشكل خاص إلى قواعد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة"، وإلى منظمة "فتح الانتفاضة" اللتين "تتخذان من دمشق مقراً لقيادتهما، مع الأخذ بالاعتبار أن لهاتين المنظمتين علاقات إقليمية وثيقة" متوقعاً في هذا المجال أن تقدم "الحكومة السورية تعاوناً بنّاء" لتحقيق هذا المطلب.

وإذ أشار إلى أن "ترسيم وتحديد الحدود بين لبنان وسوريا يبقى العنصر الأساس لضمان سيادة الدولة وسلامة أراضيها" رأى أن "الظروف الحالية التي تسود على طول الحدود وشكوى المسؤولين السوريين من تهريب الأسلحة من لبنان إلى قوى المعارضة السورية، تزيد من أهمية ترسيم الحدود".

وأثنى على قرار "القوى المسلحة اللبنانية بعدم السماح باستخدام أي طرف للأراضي اللبنانية لجرّ لبنان نحو التطورات التي تجري في الدول المجاورة" مشيداً بتصميمها "على الدفاع عن الأراضي اللبنانية ومواجهة أي انتهاكات بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن ذلك".

وقال إن " لبنان كان يشتكي من الانتهاكات السورية لأراضيه بطريقة متكتمة وبواسطة القنوات العسكرية فقط" غير أنه بعد طلب الرئيس سليمان في 23 تموز "اعترض لبنان على هذه الانتهاكات على المستوى السياسي للمرة الأولى من خلال القنوات الديبلوماسية".

وبعد أن تناول وضع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من الناحيتين الإنسانية والأمنية، دعا الحكومة اللبنانية إلى إصدار "التشريعات اللازمة التي تتيح اندماج اللاجئين في سوق العمل اللبناني" متوجهاً إلى الدول المانحة بنداء عاجل لتقديم الدعم اللازم "للأونروا لكي تستمر في دعم اللاجئين في لبنان".

وفي إشارة إلى التحقيق مع الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، دعا بان "إلى إنهاء التحقيقات بصورة شفافة لكي يصار إلى جلب جميع المتهمين في هذه القضية أمام العدالة"، وهم كما ورد في التقرير "المسؤولين السوريين العميد علي مملوك والعقيد علي عدنان المتهمين في القضية، ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان التي راجت معلومات حول تورطها في القضية نفسها

غير أن بان مرر رسالة واضحة في تقريره إلى الدول الإقليمية الفاعلة بضرورة "عدم السماح بجر لبنان إلى الفوضى الإقليمية وعدم السماح باستخدام لبنان بعد الآن كميدان معارك قوى تعمل على تقديم مصالحها الخاصة على حساب البلد أو لزعزعة استقرار المنطقة" مناشدأً المجتمع الدولي إعطاء "أولوية لحماية لبنان الذي يمكنه أن يعبر هذه المرحلة الدقيقة بأمان".

 

شهداء 13 تشرين سقطوا بسبب جبن عون... شمعون: نشكك في الأحكام القضائية في عمليّة اغتيال داني وبعضهم يريدون تصديقها للنكاية

موقع القوات اللبنانية/حمّل رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون مسؤوليّة ما حصل في 13 تشرينن مشيراً إلى انه لأن كان على عون إبلاغ جنوده الذين يقاتلون على خطوط الجبهة الأماميّة بقراره وقف القتال كي لا يحصل بهم ما حصل. وأضاف: "على ميشال عون التوقف عن الكلام عن مؤامرة ضده لأنه هو من تآمر على نفسه على قدر ما أخطأ، وبقي يقول لنا أنه "يريد تجليس المقتاية" إلا أنه "فركها" وهرب ولسرعته لم يتذكر حتى إبلاغ الجنود أنه اتفق مع السوريين على إيقاف إطلاق النار". شمعون، وفي مقابلة عبر إذاعة "لبنان الحر"، شكك في الأحكام القضائية الصادرة في اغتيال داني شمعون وعائلته، مشيراً إلى أن البعض يريد تصديقها فقط للنكاية. وأضاف: "نحن لدينا معلومات كيف أن ضابطاً سورياً متخصصاً في هذه العمليات أتى بعد 13 تشرين وسكن في الحازمية وغادر بعد العملية فوراً الى سوريا"، لافتاً إلى أن "شهداء 13 تشرين سقطوا بسبب جبن بعض السياسيين وأقصد بالدرجة الأولى ميشال عون الذي لو صمد وقاتل وبقي حيث هو ولم يهرب لما كان حدث ما حدث". واعتبر شمعون أن "14 آذار" تسير بخطى بطيئة كي لا تخطو أي خطوة ناقصة"، مشيراً إلى أنه "لا يمكنهم أن يفعلوا أكثر من تهدئة الأوضاع كي لا يقوم الآخرون بإشعال الوضع في البلاد". وأضاف: "نحن لا نقحم جمهورنا في أماكن لا يمكننا حمايتهم فيها"، معتبراً أن "الكلام عن تفتت داخل "14 آذار" هو نتيجة تسلية بعضهم "بتطيير كم فيل" إلا أن الفيل لم يخلق كي يطير". وقال شمعون: "علمنا كميل شمعون الترفع ونحن والكتائب حصل بيننا العديد من المشاكل كـ7 تموز، وأنا من مدرسة كميل شمعون وتعلمت الترفع"، مشيراً إلى أن الإشكال بين د. سعيد وحزب "الكتائب اللبنانيّة" غير مقبول وعلينا أن نضع الماضي جانباً ونفكر في المستقبل. وأضاف: "سعيد بصفته منسق الأمانة العامة يقوم بأداء جيد جداً"، موضحاً أنه "لم يقم دور المصلح بين سعيد و"الكتائب" لأن "للمصلح 2/3 من القتلة". وختم شمعون: "مصلحة المسيحيين هو التفكير بـ"لبنان أولاً" والتضحية من اجل الوصول إلى لوائح إنتخابيّة تمكننا من الإنتصار في الإنتخابات النيابيّة ولنتوقف عن شد الغطاء العتيق المهترئ لأنه سيتمزق ولن يبقى لنا أي غطاء".

 

الاحرار: ارسال الطائرة إلى "اسرائيل" يعرض لبنان للخطر ومشروع الدوائر الصغرى مع الاقتراع الأكثري يؤمن صحة التمثيل

دعا حزب الوطنيين الاحرار "المحازبين والأصدقاء إلى المشاركة في القداس السنوي الذي يقيمه لراحة أنفس داني وإنغريد وطارق وجوليان الساعة الخامسة من يوم غد السبت في العشرين من الحالي في كنيسة مار انطونيوس ـ السوديكو".

 وطنية - 19/10/2012 - دان حزب الوطنيين الأحرار، في بيان اصدره اثر اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، "تورط حزب الله في قمع الشعب السوري الذي يناقض سياسة النأي بالنفس التي لا تكف الحكومة عن ادعائها". وسأل الحكومة عن "موقفها منه كونه يفرض خياراته والتزاماته على اللبنانيين ويجر عليهم الويلات"، منددا "بتبنيه إرسال الطائرة الإيرانية إلى الأجواء الإسرائيلية ما يعرض لبنان للخطر على أساس انتهاك القرار 1701 وإعطاء اسرائيل ذريعة لاستهدافه". ورأى "ان قيادة "حزب الله" لا تستطيع التلطي مجددا وراء القول "لو كنت اعلم" وهي تدرك تماما محاذير هذه المغامرة في ظل التوترات الإقليمية وتحديدا على الجبهتين السورية والإيرانية"، مطالبا "حزب الله مرة جديدة بوضع حد لإلتزاماته الإقليمية وتغليب المصلحة اللبنانية على مصلحة كل من إيران ونظام دمشق والكف عن تحويل لبنان منصة إيرانية ـ سورية لتوجيه الرسائل في عدة اتجاهات". وكرر حزب الوطنيين الاحرار "استنكار اعتداءات جيش النظام السوري على السيادة اللبنانية وقد توسعت رقعتها وأصبحت يومية. ونعجب للصمت الحكومي حيالها رغم الخسائر الفادحة التي تلحق بالمواطنين ومصالحهم وكأنها غير معنية بما يحصل لا بل تتبرع بتغطيته. وفي هذا السياق ننظر بإيجابية إلى انتشار الجيش في البقاع على ان يتولى ضبط الوضع على طول الحدود اللبنانية ـ السورية ولو أدى ذلك إلى الطلب من الأمم المتحدة تكليف اليونيفل دعمه للقيام بمهامه".

وأبدى الحزب "خشيته من خطة تنفذها قوى 8 آذار لإلغاء الانتخابات النيابية أو تأجيلها إذا لم تستطع ـ وهذا متوقع ـ فرض القانون الذي يسهل لها حيازة الأكثرية في مجلس النواب. ونعتبر ان زعم حلفاء العماد ميشال عون قبولهم مشروع اللقاء الأرثوذكسي مناورة مكشوفة تسمح له بالمضي في مزايداته خصوصا على الصعيد المسيحي. وفي انتظار ما ستؤول اليه مداولات اللجنة الفرعية ـ ونكاد نجزم انها معروفة النتائج ـ نكرر دعم مشروع الدوائر الصغرى مع الاقتراع الأكثري الذي يؤمن صحة التمثيل لكل الأفرقاء والذي يحد من هيمنة السلاح وأهله على الانتخابات وعلى الحياة السياسية.

وحمل الحكومة "مسؤولية التخبط في موضوع سلسلة الرتب والرواتب نظرا للعشوائية والارتجال اللذين طبعا تعاطيها معه"، مذكرا "ان المفاوضات بينها وبين هيئة التنسيق النقابية بدأت منذ ما يزيد عن خمسة عشر شهرا كانت كافية للبحث في إمكانية تأمين واردات لتغطية النفقات، فلماذا انتظرت اللحظة الأخيرة، علما ان تحصيل واردات إضافية يجب ألا يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإقتصادية والتي تحمل المواطنين مزيدا من الأعباء في ظل الأوضاع الضاغطة. ويبقى السؤال: ما الذي يحول دون وضع حد للهدر وضبط تحصيل العائدات الجمركية على سبيل المثال قبل البحث في فرض ضرائب ورسوم جديدة؟".

 

سليمان: لالتزام تحييد لبنان عن صراعات الآخرين والخطاب المتشنج ينعكس توترا شعبيا ويترجم أحيانا في الشارع

 وطنية - 19/10/2012 رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان "التزام لبنان تحييد نفسه عن الصراعات الداخلية للاخرين وتجنيب الداخل اللبناني انعكاسات هذه الصراعات طبقا ل"اعلان بعبدا" يقتضي ان يواكبه التزام مواز من الافرقاء اللبنانيين جميعا بالفقرة الاولى من هذا الاعلان التي تنص على التهدئة السياسية والاعلامية، ما يستوجب تاليا ان يبقى التخاطب السياسي ضمن دائرة العمل الديموقراطي وتحت سقف الثوابت الوطنية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار او مصلحة شخصية او سياسية تبقى على أهميتها ثانوية قياسا الى امن البلد واستقراره وحفظ سلمه الاهلي، مع العلم ان الخطاب المتشنج ينعكس توترا واضطرابا على مستوى القواعد الشعبية ويترجم احيانا في الشارع".

وزير السياحة وملكة جمال لبنان

وزار بعبدا وزير السياحة فادي عبود ومعه ملكة جمال لبنان رينا شيباني وشقيقتها الوصيفة الاولى رومي شيباني ورئيس مجلس ادارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" بيار الضاهر.

وهنأ الرئيس سليمان الملكة الجديدة متمنيا لها "النجاح في تمثيل لبنان في المباريات الجمالية الدولية وان تحمل معها صورة المحبة والسلام".

وزير الاتصالات

وفي نشاطه، استقبل الرئيس سليمان وزير الاتصالات نقولا صحناوي والمونسنيور شربل حكيم اللذين اطلعاه على "مشروع لتنشيط السياحة الدينية والتسهيلات التي تقدمها الوزارة لتعزيز هذه السياحة في بلد كلبنان غني بتنوعه وتعدديته الدينية والثقافية".

الوزير السابق شمس الدين

وعرض رئيس الجمهورية مع الوزير السابق ابراهيم شمس الدين للاوضاع العامة.

نائبان سابقان

وتناول مع كل من النائبين السابقين محمود عواد وعدنان طرابلسي التطورات السياسية الداخلية.

 

رغم تدخّل طيران الأسد: قوّات نصرالله انهزمت في "جوسية"

حيدر الطفيلي/البقاع – خاص بـ"الشفّاف"

فشل سلاح الجو السوري ومشاة "حزب الله" في السيطرة على قرية "جوسية" السورية القريبة من معبر "القاع" الحدودي. وكان جيش النظام السوري بالاشتراك مع مقاتلين من "حزب الله" شنّ هجمات متتالية على مدى ايام عشرة على "جوسية" بهدف الامساك بآخر ممر آمن للنازحين والجرحى السوريين نحو لبنان. ورغم استهداف القرية ومحيطها بعشرات الغارات الجوية وقذائف المدفعية، وعمليات الكر والفر، وتحقيق المهاجمين تقدما ملموسا في اليومين الماضيين ، فان الصورة الميدانية شهدت تبدلا سريعا اطاح بأمنيات النظام البعثي وحزب الله. وفي هذا الاطار تحدّثت تقارير امنية مساء الخميس عن ثبات مقاتلي "الجيش الحر" في "جوسية" وتلقيهم دعما ميدانيا خاطفا غيّر معادلة المواجهات في قرى "ريف القصير ". اذ شنت تشكيلات واسعة من "الجيش الحر"، وفي توقيت واحد، عمليات عسكرية منسّقة على حواجز الجيش السوري النظامي في كافة قرى "ريف القصير" المحيطة بـ"جوسية"، ,وتمكنت بعد مواجهات ضارية وعنيفة من السيطرة على بعضها، واعادت التواصل ما بين مواقعها وما بين "جوسية" ومقاتليها المحاصرين منذ مدة. ونقل سكان من "مشاريع القاع" عن عودة الامور الى ما كانت عليه قبل الهجوم الثنائي لجيش النظام ومقاتلي حزب الله، فيما تحدث ناشط سوري على اتصال دائم بأهالي "جوسية" عن سقوط قتلى وجرحى من الجيش النظامي ومقاتلي حزب الله.

 

ديلي تيلغراف": صواريخ "حزب الله على الزبداني

أوردت صحيفة الـ"ديلي تيلغراف" البريطانية تقريراً عن قيام "حزب الله" الاربعاء بإطلاق صواريخ من بلدة الهرمل البقاعية باتجاه مواقع للمعارضة السورية في الزبداني والقرى المحيطة بها. وأورد مراسلها أن "إطلاق الصواريخ أتى على دفعات مساء الأربعاء وبعدها تحول القصف الى هجوم ضارٍ ومتواصل ملأ وادي البقاع بأصوات الصواريخ لساعات". ولفت الى "قيام عناصر من الحزب بجولات استطلاعية بسيارات رباعية الدفع سوداء لمراقبة ما إذا كان أحد يراقب نشاطاته العسكرية في المنطقة".من جهة أخرى نقل التقريرعن سكان بلدة القصير الحدودية مع سوريا قولهم ان"هذه المعارك قد بدأت منذ ستة أسابيع وأن "حزب الله" يطلق يومياً الصواريخ"، وأعلن أحد الناشطين السوريين للصحيفة عن مشاهدته للصواريخ قادمة من الأراضي اللبنانية باتجاه سوريا.

المصدر: صحيفة الجمهورية

 

متى يعلن حزب الله "تحرير" جوسية السورية؟ هجوم مشترك لسلاح الجو السوري ومشاة "المقاومة الإسلامية"

حيدر الطفيلي/البقاع –خاص بـ"الشفّاف"

متى يعلن حزب الله "تحرير" جوسية السورية؟

سؤال طرح بقوة في الساعات القليلة الماضية، في اعقاب تطور ميداني لافت لمقاتلي "حزب الله" في الجهة الشرقية لبلدة "جوسية" السورية القريبة من الحدود اللبنانية جهة "القاع". وأفاد شهود عيان عن تدفق مئات المقاتلين من بعلبك والهرمل الى مواقع قريبة من "جوسية"، عبر القرى الشيعية السورية الواقعة الى الشرق من بلدة "الهرمل" اللبنانية. وأكدوا مشاركة عدد من أنصار "حزب الله" في القرى الشيعية السورية الحدودية في الاعمال العسكرية التي يخوضها مقاتلو "المقاومة الاسلامية" في محيط "جوسية" تمهيدا لشن هجوم واسع هدفه السيطرة على القرية. وتحدثوا عن تنسيق رفيع بين سلاح الجو السوري وحركة التوغل المتواصلة منذ ما بعد انفجار مخازن أسلحة عسكرية لحزب الله في النبي شيت. فحركة التقدم والتموضع لمقاتلي "المقاومة" الاسلامية تتتالى بحسب ايقاع الغارات الجوية لسلاح الجو السوري على قرية "جوسية" وعلى المزارع الحدودية القريبة من قرية "القاع" البقاعية اذ عَنُفَ القصف الجوي على تلك البقعة خلال الايام الثلاثة الماضية. ولفت ناشط سوري فر من "جوسية" امس الى معارك عنيفة تدور هذه الاثناء بين مقاتلي الجيش السوري الحر ومقاتلي "المقاومة الاسلامية".

رفع معنويات قواعد الحزب بعد خسائر فادحة في "ربلة"

وقال ان حصارا جويا وبريا مشتركا بين سلاح الجو السوري ومقاتلي المقاومة الاسلامية يكاد يطبق على القرية، ومن المرجح سقوطها بين ايدي المهاجمين في غضون ساعات او أيام، وذلك متوقع كنتيجة طبيعية لانقطاع خطوط الإمداد بين مواقع "الجيش السوري الحر" وبين مقاتليه في "جوسية"، هذا أوّلاً. وثانيا، نتيجة الكم الهائل من القصف الجوي. وثالثا، بسبب الاعداد الكثيرة من المقاتلين الذين دفع بهم "حزب الله" الى ارض المعركة، طمعاً بتحقيق تقدم ما يعيد الى قيادته العسكرية، وقاعدته الشعبية، بعضا من "رصيد" فقدَهُ جرّاء مقتل العشرات من عناصره على ايدي "الجيش السوري الحر" في "ربلة" وريف "القصير"، بما فيها "جوسية"، منذ ايام عشرة. ورغم الصورة السوداوية التي يرسمها الناشط السوري، فانه يتوقع مفاجآت تطيح بالهجوم المشترك لسلاح الجو السوري ومشاة "المقاومة الاسلامية". ويعتقد بقدرة الجيش الحر على اعادة العمل بخطوط الامداد، او الضغط الميداني على مواقع جيش النظام السوري ومواقع حزب الله المستحدثة قرب القرية أو على قرى وادي العاصي السورية بهدف ارباك مشروع احتلال "جوسية". ورداً على سؤال، أكّد أنه لم يحصل اي عمل ميداني يؤشر الى مبادرة "الجيش الحر" الى الشروع في تنفيذ واحد من الاحتمالين السابقين. لكنه لم يقطع الامل من تحرّك ما لا يعرفه سوى قادة الجيش الحر.

وهل يعتقد بتخلي الجيش الحر عن جوسية؟

يجيب:  لا أعتقد ذلك. فالظروف الميدانية بعد الهجوم المتواصل لحزب الله ليست عادية، لكن "جوسية"، المؤلفة من منازل قليلة ومزارع متناثرة، تُعتَبر محطة استراتيجية بالنسبة لـ"الجيش السوري الحر". فهي شكّلت منذ بداية الثورة السورية ممرّا آمنا لنقل جرحى الجيش الحر، والمصابين من المدنيين السوريين، الى "مشاريع القاع" او المستشفيات اللبنانية في البقاع والشمال، وعرفت مرور آلاف النازحين من "حمص" و"القصير" وريفها الى لبنان. وذكّر بالمواجهات العنيفة بين جيش النظام السوري و"الجيش الحر" في اطار السيطرة على المراكز الحدودية بين لبنان وسوريا والاردن وتركيا. الا ان معركة السيطرة على "جوسية – القاع" تتجاوز حرب المراكز الحدودية الى ما هو ابعد ديمغرافياً وسياسياً ومعنوياً بالنسبة للنظام وحزب الله على السواء.

وحذر من سقوط "جوسية". فسقوطها في ايدي حزب الله يفتح الباب على مصراعيه لأعمال عنف خطرة، ويحرم اهالي ريف "القصير" من المنفذ الوحيد المتبقي لهم للفرار من مجازر بشار الاسد الى ما يعتقدون انه مكان آمن في لبنان .

 

خلية أزمة مصغرة برئاسة نصر الله و"حزب الله" يبحث في سبل وقف مسلسل الاخفاقات بإشراف خامنئي

"السياسة" - خاص: علمت "السياسة" من مصادر شديدة الخصوصية أن "حزب الله" شكل خلية أزمة مصغرة برئاسة أمينه العام السيد حسن نصر الله تضم أربعة أشخاص, ثلاثة من قياديي الحزب والرابع مستشار إيراني رفيع, حضر أخيراً إلى لبنان للإقامة فيه. وأكدت المصادر أن هدف الخلية المواكبة الحثيثة للموضوع السوري ودور "حزب الله" فيه من النواحي السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية والاجتماعية, بالإضافة إلى تقويم أداء الحزب وإعادة تصويبه داخلياً. وتم تشكيل الخلية بعد أن فشلت القيادة التقليدية, أي مجلس الشورى والهيئات الملحقة به, في إيجاد السياسات الملائمة للتعاطي مع الأزمة السورية, نتيجة كثرة الخلافات داخلها. وأوضحت المصادر أن الخلية تتمحور حول شخصين رئيسيين هما نصر الله والمستشار الإيراني الذي شغل سابقا مسؤولية سياسية هامة في قيادة "الحرس الثوري" الإيراني, وهو حضر إلى لبنان بأوامر مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي, ويعمل تحت إشرافه الشخصي من دون المرور بأي هيئة قيادية أو أي مسؤول في إيران.

وأكدت المصادر أن الاجتماع الأول لخلية الأزمة أجرى مراجعة شاملة لأداء الحزب في سورية ولبنان في المرحلة السابقة وسجل عددا من الإخفاقات الواجب معالجتها وتلافي حدوث مثلها في المستقبل, وهي:

أولاً: الإخفاقات العسكرية, حيث سقط للحزب الكثير من القتلى في سورية ما أدى إلى افتضاح دور الحزب هناك, لذا تقرر اعتماد إجراءات جديدة تحفظ سرية التحركات العسكرية السورية من جهة, وتسليط الضوء على الشيعة السوريين (ومنهم من هو من أصل لبناني) باعتبارهم هم الذين يقاتلون ضد النظام وليس "حزب الله".

ثانياً: الفشل السياسي في لبنان في ضوء الأزمة السورية, والمتمثل في اصطفاف المزيد من القوى والشخصيات السياسية اللبنانية ضد الحزب, وآخرهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان, ما يوجب إعادة النظر في بعض التحالفات, واتخاذ ما يلزم من خطوات لوقف تدهور علاقات الحزب الداخلية. ثالثاً: الإخفاق في إعادة الاعتبار لصورة "حزب الله" المقاوم لإسرائيل, ولمعالجة ذلك تقرر الإسراع في إطلاق طائرة الاستطلاع "أيوب", كما تقرر إعادة تحريك الجبهة مع إسرائيل بمناوشات لا تصل إلى حدود إشعال حرب. رابعاً: التخبط في الأداء الأمني, حيث سجلت اختراقات لجهاز الحزب من قبل أجهزة استخبارات معادية, وكذلك من قبل أجهزة لبنانية (لم يعلن عنها في الإعلام), وأدت كلها في فضح الكثير من الأمور الداخلية. وإذا كان أخطر تلك الاختراقات تلك المرتبطة بإسرائيل وأميركا, إلا أن ما كشفته بعض الجهات اللبنانية عن فضائح مالية داخل الحزب, لا يقل خطراً عن الخروقات الأمنية, لأنها شوهت صورة الحزب داخلياً بشكل كبير. ولمعالجة ذلك تقرر تسريع عملية إعادة التنظيم الأمني التي كانت قد بدأت قبل أشهر. خامساً: إعادة تقويم تجربة الحزب في الانتخابات النيابية في الدورتين السابقتين (2005 و2009) واللتين أدتا إلى فوز فريق "14 آذار" بالأكثرية. وكذلك تجربة الحزب في الحكومة الأخيرة. وخلص النقاش إلى المرحلة المقبلة تحمل مخاطر كثيرة وينبغي التمسك بالسلطة ولو بالقوة. لذلك تقرر اعتماد خطط فعالة للفوز بالانتخابات المقبلة, بدءاً من فرض قانون انتخابي ملائم للحزب وحلفائه, وتشكيل هيئة خاصة بموارد مفتوحة لإدارة المعركة الانتخابية. سادساً: توقفت الخلية أمام الخلل التنظيمي الكبير داخل صفوف الحزب بسبب الخلافات بين القيادات, الأمر الذي انعكس سلباً على أداء الحزب. وتقرر إبعاد بعض القياديين "المشاكسين" ممن كانوا يعرفون بالجناح السوري داخل الحزب, على أن يتولى ذوو الولاء الإيراني البحت تلك المسؤوليات. وكان لتعليمات المستشار الإيراني الدور الحاسم في إقرار تلك التعيينات. وخلصت المصادر إلى أن قيادة "حزب الله" تأمل من التغييرات والخطط الجديدة وقف التدهور الحاصل في موقع الحزب داخلياً وإقليمياً, والانتقال من مرحلة الدفاع التي وضعته في موقف الضعف, إلى الهجوم الذي سيمكنه من استعادة زمام المبادرة على جميع المستويات.

 

نصر الله وكتاب ترانيم الأمس

أمير طاهري/الشرق الأوسط

هل نصر الله عميل صهيوني؟ من الطبيعي أن تكون الإجابة: معاذ الله. بيد أن هذا كان الاتهام الذي وجهه إليه نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال جمال الدين أبرومندي.

كان الجنرال يعلق على التقرير الخاص بتسلل طائرة من دون طيار مجهولة إلى المجال الجوي الإسرائيلي. سارع نصر الله الذي يستغل كل مناسبة للثناء على سادته في طهران، إلى استوديو قناته التلفزيونية للزعم بأن الطائرة من دون طيار صنعت في إيران وأرسلت إلى لبنان بوصف ذلك جزءا من استراتيجية لمواصلة الضغط على إسرائيل.

لم يذكر الجنرال اسم نصر الله صراحة، لكن تصريحاته تضمنت تلميحات صريحة بشأن الشخص المقصود.

وقال أبرومندي: «من ينسبون حادثة الطائرة من دون طيار إلى إيران ينفذون الحرب النفسية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية». ونظرا لأنه لم يقم أحد، ولا حتى إسرائيل، بربط الطائرة من دون طيار بإيران، فقد كان من الواضح أن الجنرال يشير إلى نصر الله. تأتي حادثة الطائرة بعد أيام قليلة من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن انتخابات مبكرة، ويُخشى أن تشكل «إيران التي تمتلك أسلحة نووية» الموضوع الرئيسي لحملته فيها. القلق بشأن أمن إسرائيل يعد أيضا مثار تفكير شريحة من الناخبين اليهود في الولايات المتحدة. هذا القلق يمكن أن يغير الأصوات في الانتخابات الرئاسية في بعض الولايات المتأرجحة، خاصة فلوريدا وأوهايو، وهو مما يهدد آمال أوباما في إعادة انتخابه مرة أخرى. بيد أن طهران تعتبر أوباما أهون الضررين؛ ومن ثم فهي عازمة على أن لا تقوم بما قد يفسد إعادة انتخابه، فقد قدم أوباما للجمهورية الإسلامية أربع سنوات إضافية مكنتها من متابعة أهدافها النووية.. فعندما دخل أوباما البيت الأبيض، كانت إيران تملك ما يقرب من 400 جهاز طرد مركزي تخصب اليورانيوم بنسبة 3.5 في المائة، والآن تمتلك إيران 12.000 جهاز تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المائة. وهناك إجماع في طهران على أنه إذا فاز أوباما بفترة رئاسية أخرى، فسوف تمتلك إيران الوقت الكافي لتطوير دورة نووية كاملة وفرضها أمرا واقعا. على الجانب الآخر، لا ترغب طهران في فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. ولتحقيق هذين الهدفين تحاول إيران تهدئة الأوضاع في عدد من القضايا. فقد وافقت على إجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن القضية النووية ومساعدة أوباما في الزعم بأن هدفه في التوصل إلى تسوية عبر التفاوض لا يزال أمرا ممكنا.

وقالت كاثرين آشتون، الممثلة الأعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي يوم الأحد الماضي، بصفتها المسؤولة عن المفاوضات مع إيران بشأن القضية النووية: «تحدونا آمال كبيرة في تحقيق نتائج سريعة».

في الوقت ذاته، خففت طهران من تصريحاتها الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد إلى أدنى حد ممكن. وقد رفض محمود أحمدي نجاد ضمنيا تباهي الأسد بأنه سيرغم المعارضة على الاستسلام. وقال نجاد: «حل المشكلة السورية هو بعدم السماح لأي شخص بفرض وجهة نظره على الشعب.. ينبغي أن يعبر الشعب السوري عن إرادته عبر انتخابات حرة نزيهة».

وجاءت الإشارة الأبرز على نوايا طهران في تهدئة بعض القضايا لمساعدة أوباما ومنع نتنياهو من الفوز في الانتخابات، ضمن كلمة المرشد الأعلى علي خامنئي في بوجنورد، شمال شرقي إيران، عندما قال: «ما يقوله الصهاينة لا يستحق منا الرد»، وهو يأمل من ورائه بشكل واضح إلى تهدئة حديث إسرائيل عن هجمات استباقية.

لكن الآمال بالتأثير على الانتخابات الأميركية والإسرائيلية ليست السبب الوحيد لتغيير إيران كتيب ترانيمها. فقد أثار انخفاض العملة الإيرانية، الريال، الذي دفع الاقتصاد إلى حافة الهاوية في الآونة الأخيرة، قلق أحمدي نجاد وخامنئي. وعلى الرغم من الأسباب العديدة للأزمة الاقتصادية، ومن بينها سوء الإدارة والإصلاحات التي تم تقديمها على عجل، فإنه ما من شك في أن الحديث عن الحرب كان عاملا وراء مسارعة الأفراد لشراء الدولار. قبل الهبوط الأخير للريال، كانت التصريحات العدائية الصفة الغالبة في طهران، حيث يظهر رجال الجيش أو الملالي بعمائمهم البيضاء أو السوداء يعدون بحروب وشيكة ستمحو إسرائيل من على الخريطة، و«تجثو أميركا على ركبتيها، ونهزم العالم»، للمرشد الأعلى. ويزعم الجنرال حسين سلامي أن الحرس الثوري الإيراني قادر على تدمير الآلة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، وقال: «نحن لا ترهبنا قدراتهم العسكرية، هذا بالنسبة لنا مجرد حديد صدئ». وهو ما اضطر الجنرال حسن فيروز آبادي، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، للظهور على شاشة التلفزيون للمطالبة بالتوقف عن «كل ذلك الحديث عن الحرب». يعلم المؤرخون أن كثيرا من الحروب تبدأ بكلام غير منضبط، عادة ما يكون مدفوعا بتفاؤل مفرط.. وعندما يبدو النصر في متناول اليد بتكلفة بسيطة، تعطى الإشارة للحرب. ومن ثم، فإن في إشارته إلى «الحرب النفسية الصهيونية ضد الجمهورية الإسلامية»، كان الجنرال أبرومندي يردد ما قاله الجنرال فيروز آبادي. أثنى، أستاذ الإفراط في التفاؤل نصر الله على الطائرة من دون طيارة الشاردة كما لو كانت معجزة علمية وتكنولوجية وخمينية. ربما لم يعلم أنه هناك أكثر من 40 دولة تنتج أو تستخدم الطائرات من دون طيار، بحسب معهد الدراسات الاستراتيجية. والحقيقة أن نصر الله كان بإمكانه شراء نسخة أبسط وأرخص من الطائرة من دون طيار من متجر «هاملي» للألعاب في لندن وتسييرها عبر ريموت كونترول على مزارع شبعا. ربما لم يكن حسن نصر الله مدركا لتغير لغة الخطاب في طهران، ولا بد أن محركيه في طهران نسوا أن يخبروه أنهم الآن يرغبون في تهدئة الأوضاع لأن الحديث عن الحرب يمكن أن يضر بأوباما ويساعد نتنياهو.. وبعبارة أخرى، كانت الدمية تغني من كتيب أغاني الأمس.

 

مراكز تحقيق وتعذيب لحزب الله في قلب الساحة المسيحية...المستهدف هم سوريون لاحقهم الى الطريق الجديدة

طارق نجم/موقع 14 آذار/إذا ما سلمنا جدلاً بما يدعيه حزب الله بأنّه لا يتدخل أبداً في الشؤون السورية، وإذا ما صدقنا كلام أمين عام الحزب بأن كل ما يقال عن وجود لحزب الله في الداخل السوري هو خيال، ولكننا لا يمكننا أن نتجاهل تحرك حزب الله الأمني على الأراضي اللبنانية ضد ناشطي المعارضة السورية. آخر تلك الحوادث هي التي تعرض لها شبان سوريون بين النبعة والطريق الجديدة حين لوحقوا وألقي القبض عليهم وتم التحقيق معهم في احد المراكز الأمنية التابعة لحزب اله في قلب منطقة النبعة التي تعدّ في قلب الساحة المسيحية بالإضافة الى واقعها التعددي الطائفي والمذهبي والعرقي. فقد نقلت مصادر مطلعة أنّ حزب الله اصبح ناشطاً في منطقة النبعة وبرج حمود مؤخراً وبات يملك مراكز للتحقيق أحال لها خمسة سوريين تم اقتيادهم عنوة خلال تواجدهم في منطقة جامع فرحات. وفي التفاصيل أنه أثناء تواجد السوريين الخمسة وبينهم الشاب شريف زيدان (22 عاماً) أحاط بهم عناصر تابعون للحزب وأجبروهم على التوجه الى منزل تبين لاحقاً أنه مركز تحقيق وذلك على خلفية ما قاله زيدان من أنّ أخيه مصطفى هو ناشط في الجيش السوري الحرّ. وبعد ساعات أفرج الخاطفون عن 4 من المعتقلين السوريين بعد أخذ تفاصيل عنهم ومعلومات وافية عن اماكن عملهم وتواجدهم، ليبق شريف زيدان رهن التحقيق. تركزت الأسئلة التي وجهت الى زيدان حول شقيقه مصطفى وعن مكانه الحالي ومن يرافقه والأنشطة التي يقوم بها في لبنان وسوريا بالإضافة الى أسئلة تتعلق بالأشخاص الذين ظهروا في الصور على تلفون شريف ومعلومات عنهم. شريف الذي طالت "إقامته" لأيام لدى حزب الله لم تعد مريحة أبداً بل عومل خلالها معاملة من يقع في أيدي الأعداء وتلقى خلالها سيلاً من الإهانات والتعذيب للحصول على المعلومات التي طلبها أمن الحزب. وهنا تابعت ازدهار مطر سلو الشيخ سليمان، وهي عضو قيادي في المجلس الوطني الكردي السوري، رواية ما حصل معهم فقالت "أنّ مصطفى زيدان وهو كردي سوري من الناشطين في المعارضة السورية في لبنان، بدأ بتلقي رسائل نصية قصيرة SMS من تلفون شقيقه شريف تخبره فيها أنه سيموت قريباً ويجب ان ينساه. ليتبين لاحقاً أنها كانت جزء من حرب نفسية يشنها علينا حزب الله لإرعابنا". وتوالن الرسائل النصية على هاتف مصطفى لتخبره احداها "نحن نعمل اين انتم تسكنون في الطريق الجديدة قرب جامع حمد" مع تهديدات متوالية. بعد 3 ايام وفي الوقت الذي تزامن فيه ارسال الرسائل، رأت ازدهار "سيارتين ذات زجاج داكن مع فان أبيض ظلت تتجول تحت منزلهم في الطريق الجديدة في الثالثة والنصف من فجر ذلك اليوم وبشكل مريب ولكن دون ان تستطيع القيام بأي حركة على الأرض ربما بسبب طبيعة المنطقة أو اليقظة الدائمة التي كنا بها". وأكدت ازدهار فإنّ "شريف زيدان بعد ان توعده عناصر حزب الله بأنه سيبقى مراقباً، لم يخبر الكثير عما جرى له خلال فترة التحقيق معه لكن آثار التعذيب كانت بادية عليه وبالتحديد في رجليه حيث الصعقات الكهربائية مازالت ظاهرة للعيان. وبالتالي فإن أي أذى قد يلحق مستقبلاً بأي شباب المعارضة السورية وبالتحديد من التتنسيقية الكردية في لبنان فإن حزب الله يتحمل مسؤوليته مباشرة ومن مواربة". وبحسب مصادر مطلعة فإنّ فرع المعلومات قد توصل بعد جهد أيام الى التعرف على هوية الخاطفين والمخبر الذي يعمل لصالح حزب الله في وقت مازالت القضية قيد المتابعة على اعلى مستويات السياسية والأمنية بسبب مدلولاتها وطبيعة المنطقة التي حصلت بها.

 

خطة "حزب الله" لمنع عودة الحريري

الجمهورية/كشفت معلومات خاصة لصحيفة "الجمهورية" من مصادر ديبلوماسية عربية مطلعة ان قيادة "حزب الله" اتخذت قرارا لتعويم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وجه تيار المستقبل، في مقاربة استراتيجية للانتخابات النيابية المقبلة. وتنطلق المقاربة من قرار وصف بانه نهائي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله برفض عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، ايا تكن الظروف، ونتائج الانتخابات، خصوصا بعد تأكيد الحريري المتكررعبر "تويتر" وتأكيد حليفه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع انهما لن يوافقا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولن يقبلا بعودة الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب في حال تمكن فريق 14 اذار من تحقيق اكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة. ورأت المصادر ان منع عودة الحريري في كل الظروف الى السراي يتطلب ضمان خرق ميقاتي في الانتخابات المقبلة في طرابلس، وإن منفردا، اي لائحة يشكلها "المستقبل". ولذلك كلف المتابعة مطبخ ضيق عماده معاون الامين العام لحزب الله حسين خليل ومجموعة قيادية في الحزب.

وبناء لاستطلاعات رأي تظهر ان نقاط ضعف ميقاتي تكمن في التصاقه بالنظام السوري خلافا لتوجهات السنّة، قدم هذا الفريق عددا من الاقتراحات: الأول يقضي بتحضير حملة إعلامية واسعة ضد الحريري في الشارع السني والطرابلسي تحديدا، تقوم على إظهار فكرة ان الحريري "نام في سرير بشار الأسد" في دمشق عام 2010، بينما لم يقم ميقاتي بزيارة واحدة لدمشق منذ تكليفه تشكيل الحكومة، ولا بل منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وبناء عليه، يجري العمل على طباعة ملصقات تحمل صورة الحريري مع الرئيس السوري بشار الاسد لاستغلالها في الحملة عليه.

اما الاقتراح الثاني ففيه مساعدة ميقاتي في خرق الحظر العربي عليه عبر السماح له بمناورة اظهار نفسه الوجه الآخر لسعد الحريري امام مَن يلتقيهم من رسميين وعرب واجانب، والقول انه والحريري "يمثلان المبادئ نفسها بأساليب مختلفة" مع التركيز امام عرب الخليج بشكل خاص بأن "الهم هو مساعدة اهل السنّة في لبنان على مواجهة المد الشيعي، بصرف النظر عمَّن يكون في واجهة السلطة في السراي". وتقضي المناورة بالسماح لميقاتي بتبني منطق الحريري نفسه في الجلسات المغلقة، مع وصف الحريري بأنه "حصان قوي ومقيّد لا يمكنه القيام بخطوة واحدة" واظهار نفسه بانه "الحصان القادر على التحرك في الاتجاه نفسه الذي يريده الحريري، والواجب دعمه تاليا. كما تقضي المناورة بأن يتجنب ميقاتي اي انتقاد للحريري، بل بتقديم نفسه على انه وجه تكتيكي آخر للخط نفسه، يجب على العرب دعمه بقدر دعمهم للحريري، "تماما كما ان ايران توزع الادوار في لبنان بين لاعبين عدة من الطائفة الشيعية"، لأن دعم الخيار العروبي السني في مواجهة المد الايراني اكبر بكثير من مجرد اشخاص.

وتابعت المصادر ان مسؤولا رفيعا في الحزب ابلغ ميقاتي بهذا التوجه قبل زيارته لمقر الامم المتحدة في نيويورك، وأكد له عليه قبل توجهه الى الدوحة قبل ايام. وفي هذا السياق، طبق ميقاتي فكرة استدراج القطريين لدعمه من الباب الاستثماري تحديدا، عبر عرض مشروع اعادة تأهيل مصفاة طرابلس وتشغيلها عليهم، غير أنه اشترط ضمان موافقة "حزب الله" بأن الاستثمار القطري لن يتعرض لأي تهديد من باب ابتزاز قطر لتغيير موقفها من الثورة السورية، فكان له ما أراد.

 

 طائرة حزب الله واحتمالات التصعيد

وفيق السامرائي/الشرق الأوسط

في ربيع 1982 أسقطت صواريخ الدفاع الجوي العراقية أول طائرة استطلاع من دون طيار، ظهرت في أجواء منطقة عمليات دزفول – الشوش، وتبين أنها طائرة بدائية مزودة بآلة تصوير فوتوغرافي، مصنوعة من قبل مؤسسة الصناعات العسكرية الإيرانية بإشراف الحرس الثوري، وكأنها من مخلفات الحرب العالمية الأولى. وما يمكن أن يحققه هذا الطراز من الطائرات لا يشكل تهديدا لأمن العمليات. ومنذ ذلك الوقت والصناعات العسكرية الإيرانية تحاول تطوير طائرة استطلاع مسيرة، ويفترض أنها استفادت من دراسة الطائرة المسيرة الأميركية التي فقدت غرب أفغانستان العام الماضي، وقالت إيران إنها أسقطتها أو سيطرت عليها إلكترونيا، بينما رجح الأميركيون نظرية عطل أصابها.

ومن الطبيعي أن تتوصل إيران بعد ثلاثين عاما من التجارب إلى تصنيع طائرة على شاكلة الطائرة التي أسقطتها وسائل الدفاع الإسرائيلية وأعلن حزب الله عائديتها إليه. ومن حيث المبدأ، فإن دخول الطائرة الأجواء الإسرائيلية لا يعتبر خرقا أمنيا مهما طالما أسقطت، حتى وإن قامت بنقل صور إلى قاعدتها، بقدر ما يعتبر نوعا من أنواع المباغتة، إن لم تكن لدى الأجهزة الإسرائيلية معلومات مسبقة عنها. غير أن هذه المباغتة لا تعني بالضرورة الاستنتاج بنقل مواد خطيرة إلى المنطقة، فهم حذرون من إعطاء حجة قوية للتدخل المقابل.

ويبقى الجانب الاعتباري أهم من الجانب الأمني في حالة كهذه، فالمعلومات التي يمكن الحصول عليها تبقى سطحية، لأنها غير قابلة للتكرار وفق برنامج متعاقب لمتابعة صنف محدد من الأهداف يتأثر أمنها بنشاطات الكشف السطحي. وبما أن القدرة المتاحة لا تضمن تكرار العملية فوق منطقة بعينها تضم أهدافا حيوية، فإن العملية لا تتعدى فعليا الجانب الدعائي. أما أن تعقب الإعلان حملة تصف حزب الله كقوة إقليمية، فكلام يتطلب مراجعة دراسة المتغيرات والتقلب في التوجيهات التي يتلقاها الحزب، لمسايرة أو لمجابهة التداعيات الخطيرة في الملف السوري. فـ«حتى الآن» - وهي العبارة التي استخدمها نصر الله بعد تأكيد عدم مشاركة حزبه في الحرب السورية - «يفترض» أن يوقف الحزب تدخله القتالي، بدل تحد ميئوس منه.

قبل بضعة أيام عبر الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل عن خشيته من احتمال محاولة حزب الله السيطرة على لبنان، من خلال سياسة قضم جغرافي تدريجي. وتحدث آخرون عن احتمالات إقدام الحزب على خطوات متفق عليها مع حلفائه لجر الإسرائيليين إلى مجابهة مفتوحة. كما أن ما قاله نصر الله عن نشر ذخيرة حزبه في مواقع مختلفة من لبنان بحجة المتطلبات الأمنية لتفادي الضربات الإسرائيلية، يمثل تحديا علنيا واضحا للقوى السياسية اللبنانية ولسلطة الدولة. ويعكس جانبا من جوانب التلويح بفرض سلطة القوة.

وطبقا لما يرد، فإن أسعار السلاح والعتاد الخفيف في لبنان وصلت أرقاما خيالية، مما يشير إلى تحسب الناس إلى القادم من الأيام، أو وجود عمليات تهريب من لبنان لصالح الجيش الحر، وضعف عمليات التهريب من الخارج، خلافا لما يقال عن حدوث عمليات تهريب كبيرة للسلاح لصالح الثورة. وفي كل الأحوال، فإن ارتفاع الأسعار يرجح كفة حزب الله العسكرية، وسيطرته على تدابير حماية سلاحه.

السياسة الوحيدة التي تخدم حزب الله مستقبلا هي أن «ينأى فعلا» بنفسه عن الملف السوري، لتجنيب اللبنانيين شر الفتن. ويفترض أن تكون قيادته من أعرف الناس بتاريخ الأمة السورية، فهي أمة محبة للسلام ومعاداتها ليست هينة. كما أن المواقف الإقليمية والدولية ستتحرك بسرعة لو جرب الحزب السيطرة العسكرية على لبنان، لتأمين امتداد أو حاضنة لتشكيل دولة على الساحل السوري. وسيرتكب خطأ استراتيجيا إذا ما قرر افتعال أزمة مع إسرائيل، لأن خطوة كهذه ستجعله عرضة لضربات شديدة، وعزلة داخلية، وضغط من أصدقاء الأمس من العرب، لأن اللبنانيين والعرب ملوا الرقص على أنغام مقاومة مفتعلة لم تعد معطياتها إلا مدعاة لوعي ينذر بمستقبل غير الذي يريدونه للبنان.

لذا، فإن الصراع مع إسرائيل هو ما لا يفكر فيه حزب الله، لأن مشكلته ليست معها، واهتمامه موجه لكسب الوقت لمصلحة حليفه في دمشق، بعد أن تحول إلى جزء من «آلة القتل» في سوريا حسب الوصف الأميركي الجديد لدوره، ومنشغل في دراسة خياري السيطرة على لبنان: هل القضم البطيء أم الاجتياح؟ وكلاهما خطير.

 

نواف الموسوي رد على السنيورة: عقليتك الإنهزامية التراجعية سبب كارثة استيلاء العدو على مساحة 850 كلم2

 وطنية - 19/10/2012 - أدلى النائب السيد نواف الموسوي بالآتي: "لن أقول ان الرئيس الأسبق والحمد لله فؤاد السنيورة، في رده علي، بدا كمن إذا حدث كذب وافترى، وإذا احتج دلس وزور. ولن أقول إنه كمن يواجه الحقائق والوقائع بالأكاذيب والإفتراءات والأضاليل، ولن أقول إنه كمن يفر من مصارعة الحق ليلوذ بباطل البكاء والعويل، ويتقنع بالمظلومية والتعرض للاضطهاد، ولن أقول إنه كمن يتهرب من واجب الاعتذار للوطن وللشعب وللدولة على ما اقترفه من خطيئة كارثية بحقوقه في المنطقة الاقتصادية، ولن أقول إن تهربه هذا هو كمن اعتاد التهرب الضريبي مثلا. لن أقول ذلك لكي لا أسمح له بتحريف الموضوع الأصلي وتزييف حقيقة القضية، وتحويل هذا الشأن الوطني إلى مهاترة شخصية، لذلك سأقول له:

أولا: لقد كنت أظن أنك، في ردك الأول علي، لم تحسن القراءة أو أسأت الفهم فلم تدرك أن احتجاجي متعلق بما فعلته حكومتك البتراء غير الدستورية في 17/1/2007، ولكن تحققت من ردك اليوم أنك كنت تتعمد تفادي تناول هذا الموضوع الذي هو الأصل. لا سيما أني بينت لك ذلك من قبل، وتعرف أين ومتى. إذ لا جدال في ما تم في عام 2009 و2010، لأنه حصل لاستدراك خطيئتك بتوقيعك على الاتفاقية مع قبرص متراجعا عن النقطة 23 التي هي حق لبنان في حده الأدنى. ولأن من البديهي أن مساحة 850 كلم2 التي تحدثت عنها في ردي الأول على ندوتك الصحافية، إنما هي تلك الواقعة بين النقطة 23 والنقطة "1"التي تراجعت إليها.

ثانيا: لقد اعترفت في ردك بأن لبنان حدد حدود منطقته الاقتصادية الخالصة في عام 2010، فكيف أقدمت على توقيع اتفاقية تحديد هذه المنطقة مع الجانب القبرصي في عام 2007؟ هل يعقل أن توقع على تحديد مساحة مع طرف آخر قبل أن تحدد وطنيا وذاتيا في المرحلة الأولى؟ وعلى أي أساس وقعت؟ ولو كان هذا الاساس صالحا فلم تشكلت في عام 2009 اللجنة الخاصة بالتحديد؟

ثالثا: إنك تعترف بأنك تراجعت، وهذا عين ما قلناه، لأننا قلنا الحقيقة ونقولها. وقلنا لك إن عقليتك الإنهزامية التراجعية هي سبب الكارثة المتمثلة في استيلاء العدو على مساحة 850 كلم2، لأن التراجع أمام العدو يجرؤه على العدوان والاحتلال، وكان ينبغي الثبات عند حق لبنان لا التراجع عنه.

رابعا: حاولت تبرير التراجع بأنه كان لنقطة وسط بحسب قانون البحار كما قلت. وليس من قانون كهذا. الصحيح هو الإتفاقية الدولية لقانون البحار التي لم تنضم إليها إسرائيل، وعدم انضمامها كان يجب أن يكون سببا حاسما لعدم التراجع لأنك تلزم نفسك بقيد في ما لا يلتزم العدو به. ولقد أخطأت حتى في التعبير عن التبرير، إذ كان يجب أن تقول بدلا من نقطة وسط، نقطة مؤقتة بانتظار تحديد النقطة الثلاثية الأبعاد. لأن نقطة الوسط بدلالتها القانونية أشد خطرا من النقطة المؤقتة. وحتى هذا تبرير غير مقبول لأن لا أحد يلزمك بالتراجع إلى هذه النقطة بالذات، بل إن الالتزام الوطني كان يلزمك بالتمسك بالنقطة 23، لكنك فررت من وهمك بأن ذلك يستفز العدو؛ فخسر لبنان بوهمك وانهزاميتك وخوفك غير المبرر من وهم الاستفزاز.

اضاف: كما أن تبريرك بأنها نقطة مؤقتة بحسب ما اتفقت مع الجانب القبرصي غير صحيح، لأنه لو كان صحيحا لما ارتضى الجانب القبرصي أن يوقع مع الجانب الإسرائيلي اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل منهما، بحيث تكون النقطة "1" هي النقطة الثلاثية الأبعاد. وهكذا بتراجعك إلى النقطة "1" جعلت العدو يتقدم إليها بدلا من التوقف عند النقطة 23، وجعلت الجانب القبرصي يوافقه على ذلك. فأين اتفاقك معه على أن هذه نقطة وسط أو نقطة مؤقتة؟ وإذا كنت ستتذرع بأن الجانب القبرصي أخطأ أو خذلك، فإذا لم تكن أنت حريصا على حق لبنان، فهل تنتظر من شريكك القبرصي أن يكون أكثر حرصا منك؟ لعلك تنتظر ذلك لما تعهده في نفسك من قلة حرص فقط على حقوق لبنان. هذا ما قلناه منذ البداية في بلدة كونين حيث رددنا عليك ولم نضف جديدا في ردنا اللاحق. وهذه هي القضية منذ البدء. وهذا ما نقوله الآن، إن عقليتك التراجعية الإنهزامية أمام العدو الصهيوني هي من سهل له محاولة الاستيلاء على 850 كلم2 الواقعة بين النقطة 23 وهي الحد الأدنى من حقوق لبنان وبين النقطة "1" التي تراجعت إليها، وقد أقررت بتراجعك في ردك.

خامسا: نحن أهل كرار وغيرنا أهل فرار، شهدت لنا الميادين والساحات وملؤنا التواضع لله ولشعبنا العزيز، واستعلاء على العدو والأذلاء. أما البطولات فلا حاجة للحزب والمقاومة فيها إلى شهادة، ولا يمكن، بأي حال، أن تكون أنت من يعطي الشهادات في البطولة، لا سيما في مواجهة إسرائيل. ولا تعد منازلتك من البطولة في شيء. وإنما هو واجبنا نؤديه أمام الله ووطننا وشعبنا في الدفاع عن حقوق كنت سببا في استباحة العدو إياها.

اضاف: "لأن الدفاع عن لبنان، وقد قدمنا فيه تضحيات جمة، هو مسؤولية لا تؤدى بالكذب والافتراء والتدليس والتزوير والتزييف والتحريف والتحوير والتمويه الذي لن أقول هذه المرة إنه ديدنك الدائم ونهجك الثابت، لأن لا داعي لتكرار المعلوم والمشهور. نواجهك بالحقائق والوقائع، فبما واجهتنا؟ بالتدليس والتزوير والتحريف؟ أم بالسباب والشتم؟ ما كان ينبغي أن تسيء إلى نفسك بالكلام الذي لا يليق برئيس حكومة، ولو أسبق، ولكن كل إناء بما فيه ينضح. ولقد كان ملفتا تذرعك بحكومة وحدة وطنية بثلث معطل. إن هذه الحكومة كانت تصحح ما يمكن تصحيحه من أخطائك وليست مشجبا لتعليقها عليه. وإن تذرعك بها يشي بحنين إليها، ألا فليطل ليل مشتاقكم إلى فقيدته حتى لا يأتي غد الحكم على صبكم ، كي يرغد لبنان في مرتع الكرامة والعزة.

وختم: واعلم أن تربصك بنا من الشمال لن ينفعك كما لم ينفعك من قبل تربصك بنا من الجنوب. ولن يجدي استبدال خرق الحدود بلثم الخدود. وأطال الله عمرك رئيس حكومة أسبق دوما إن شاء الله، والحمد لله رب العالمين، وهو آخر دعوانا".

 

قيادي في ١٤ آذار: تورّط نصرالله عسكرياً في سوريا يوازي غلطة صدّام بغزو الكويت

الشفاف/بيروت ـ محمد حرفوش/طالب قيادي بارز في المعارضة اللبنانية (14 آذار) حزب الله بأن يقفل باب المغامرة مع سورية التي تنذر باحداث ثأر او ما شابه قد تطال الحزب وطائفة الحزب وربما كل الطوائف في لبنان. واعتبر هذا القيادي ان «غلطة تورط الحزب عسكريا في الازمة السورية تذكّر وتوازي غلطة صدام حسين بدخوله الكويت والتي شكلت بداية نهايته»، واذا كان الحزب قد قرر الانتحار فهذا خياره، وهو حر فيه ولكنه ليس حرا اطلاقا في ان يقود اللبنانيين غصبا عنهم الى الانتحار، وهذا ما يجعلهم امام تحد مصيري: اما فك اسر لبنان من الهيمنة الايرانية او الانزلاق الى الفتنة والحرب الاهلية. ووفق هذا القيادي فان تورط حزب الله بمساندة النظام السوري واستدراج عدوان اسرائيلي من خلال مغامرة طائرة «ايوب» يثبت التأثير الايراني على قراره بشكل واضح وينسق جهود رئيس الجمهورية لارساء استراتيجية دفاعية للبنان، كما ينسق ايضا عنوان الحكومة المفضل، اي النأي بالنفس، وقال: «ان حزب الله ولد ليكون اداة اقليمية اصلا، ولأجل هذا الهدف توزع النظامان الايراني والسوري، منذ نشأته الاولى مطلع الثمانينيات، تدريبه وتسليحه وتمويله ورعايته وتأمين امداداته، وهذا ما كان ليحصل الا للوفاء بمهمات من نوع المهمة التي يؤديها في سورية اليوم. وبحسب هذا القيادي فانه يتوجب على قوى 14 آذار ان تعيد التأكيد في جلسة الحوار المقبلة بعد نحو ثلاثة اسابيع، في حال انعقادها، على دعوة الحكومة لتطلب من مجلس الامن الدولي نشر عديد من اليونيفيل لضبط الحدود الشمالية والشرقية مع سورية، وفق المذكرة التي تسلمها رئيس الجمهورية سابقا مذيلة بتواقيع كل نوابها.

 

مصطفى حمدان هدّد جعجع بمصير شبيه لبشير الجميّل إذا انتُخب رئيساً وتوعّد الحريري وصقر بدفع الثمن غالياً

بيروت ـ «الراي/اعلن أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين - المرابطون» العميد مصطفى حمدان «ان (الرئيس) سعد الحريري وجماعته و(الوزير السابق) محمد شطح و(رئيس حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع و(النائب) عقاب صقر وكل من تدخل في الشأن السوري سيدفعون الثمن غالياً»، لافتاً الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «لا يزال يتصل بجيفري فيلتمان وينسّق معه». حمدان، القائد السابق للحرس الجمهوري في عهد الرئيس اميل لحود وأحد الضباط الأربعة الذين سبق ان اوقفوا لنحو اربع سنوات بملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال في حديث اذاعي: «عقاب صقر اصغر من اين يكون حالة تغير الاوضاع، هو منفذ ومجرم (...) ولذلك سيكون الحساب عسيراً وسيـأتي هذا الحساب». وعن استقبال جعجع في بعض الدول العربية ودعمهم له، قال حمدان في ما فُسّر على انه تهديد بان يلقى رئيس «القوات» المصير نفسه الذي لقيه مؤسس «القوات» بشير الجميّل الذي اغتيل بعد 21 يوماً على انتخابه رئيساً للجمهورية العام 1982: «هؤلاء لا يملكون قرار نفسهم»، سائلاً «هل حكم بشير الجميل؟ اذاً لن يحكم سمير جعجع. ولن يكون هناك تمديد (للرئيس ميشال سليمان) لان هذا الامر يعني الدم وآلاف الشهداء ولن يكون هناك سمير جعجع رئيساً لجمهورية كل لبنان لانه مشروع دم».

 

القوّات" تدعي على حمدان بتهمة التهديد والحضّ على قتل د. جعجع

موقع القوات اللبنانيةLتقدم "القوات اللبنانية" بواسطة الدائرة القانونية، بشكوى جزائية امام النيابة العامة التمييزية في بيروت ضد المدعو مصطفى حمدان بتهمة التهديد بالقتل والحضّ على قتل رئيس حزب "القوّات" الدكتور سمير جعجع. وكانت صحيفة "الراي" – الكويتيّة قد نقلت عن حمدان قوله: "هل حكم بشير الجميل؟ اذاً لن يحكم سمير جعجع. ولن يكون هناك تمديد للرئيس ميشال سليمان لان هذا الامر يعني الدم وآلاف الشهداء ولن يكون هناك سمير جعجع رئيساً لجمهورية كل لبنان لانه مشروع دم".

 

الموسوي عقب على تعليق السنيورة: "الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"

وطنية - 19/10/2012 - صدر عن النائب السيد نواف الموسوي، ردا على تعليق المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة،الاتي: "تعليقا على رد الرئيس الاسبق فؤاد السنيورة، عقب النائب الموسوي بالآتي:

"قال الله في محكم تنزيله: "واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس، قالوا انؤمن كما امن السفهاء، الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون".

 

السنيورة ردّ من بوخارست على افتراءات الموسوي و"الكيد السياسي المفضوح

المستقبل/رد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على الكلام والاتهامات التي ساقها عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي بخصوص المنطقة الاقتصادية الخالصة، مشدداً على ان "الوطنية ليست حكراً على حزب صنعته ايران ومولته وتوجهه وتسلحه وتأمره ويدعي افتعال البطولات باتهامه الآخرين بنقص في الوطنية والخيانة". واكد ان "حزب الله تعود على اتهام من يختلف معه بالخيانة وعلى الهروب من المشكلات الى مشكلات اخرى"، لافتاً الى ان الحزب "تورط في القتال في سوريا فاتهم تيار المستقبل بذلك ورد على رفض اطلاقه الطائرة باتهام الآخرين تهماً باطلة".

وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أمس: "عودنا حزب الله في غالبية المفاصل السياسية، انه كلما اختلف في وجهات النظر مع اي طرف اتهمه بالخيانة، فكل من يعارضه هو خائن ومطعون بوطنيته. كما عودنا على الهروب من مشكلاته التي يوقع لبنان بها بالهروب الى الامام، وذلك عبر اختلاق قضايا لتحوير الانظار. في العام 2006 ونتيجة لحجم الخسائر التي لحقت بلبنان واللبنانيين ونتيجة لتدمير قرى الجنوب والضاحية ابتدع الحزب قصة خيانة الآخرين لكي يهرب من مسؤولية سياسته وتصرفاته التي تسببت بالنتائج الكارثية المدمرة للبنان، ومن ثم أطلق مقولة النصر الالهي".

اضاف: "اليوم وبسبب المأزق الذي وقع فيه في سوريا وتورطه في القتال بطلب من ايران الى جانب نظام بشار الاسد وسقوط قتلى له في سوريا، عمد الى اتهام تيار المستقبل بأنه يشارك في معارك سوريا. وبعد المواقف الرافضة لاطلاقه الطائرة الايرانية فوق اسرائيل والتي يمكن ان تجر لبنان الى حيث يريد العدو، اي اظهار ان لبنان منصة للاسلحة الايرانية وليس بلداً مستقلاً لديه حقوق وسيادة ...الخ، نتيجة لذلك وبعد مواقف أغلبية الاطراف في لبنان الرافضة لهذا التصرف، بما فيها مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة وبطبيعة الحال تيار المستقبل وقوى 14 آذار والغالبية من الشعب اللبناني المقيم والمغترب، لجأ النائب عن حزب الله نواف الموسوي الى الترويج لاتهام جديد ملفق بحق الرئيس فؤاد السنيورة والقول ان سياسته سمحت لاسرائيل بالقول ان مساحة 850 كلم مربع من البحر عائدة لها، وهنا الكذبة الكبرى التي لا تنطلي على احد. حين أتاه الرد بأن قرار تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة تم باجماع اعضاء حكومة ما بعد الدوحة، التي شارك فيها حزب الله، هرب من الحقيقة ليقول ان الاعتراض هو على الاتفاق مع قبرص في العام 2007 حين كان حزب الله خارج الحكومة!".

وتابع: "غريب أمر هذا المنطق الذي يستخدمه حزب الله، والذي يقفز من نقطة الى اخرى أملاً في الهروب من مشكلاته، لكنه يوقع نفسه كل مرة بمزيد من السقوط في حفرة كذب جديدة .صحيح ان حكومة الرئيس السنيورة وقعت في العام 2007 اتفاقاً مع قبرص، لكن لسبب انه بامكان لبنان التفاوض ثنائياً مع قبرص، وليس هناك من عداوة بين البلدين، اضافة الى ذلك فان نص الاتفاق مع قبرص الموجود لدى حزب الله والنائب الموسوي يوضح ان النقطة (واحد) التي تم الاتفاق عليها هي نقطة وسط وليست نهائية، وانه لا يمكن لقبرص ان توقع اي اتفاق مع طرف آخر يتعلق بالمنطقة الاقتصادية نفسها من دون موافقة لبنان وذلك استناداً الى قانون البحار، وبالتالي كان من الطبيعي ان نتفاوض مع قبرص ونوقع اتفاقاً مشروطاً وهذا ما لم يكن ممكناً في المنطقة الاقتصادية الجنوبية لأن فلسطين محتلة وهناك عدو لا نريد البحث معه في الامر، ولهذه الاسباب فان لبنان قام بترسيم حدوده الجنوبية بمفرده وأبلغ موقفه الى الامم المتحدة".

ورأى أن "رفض اسرائيل موقف لبنان والنقطة 23، هو أمر طبيعي، لكن ان يتم اتهام الرئيس السنيورة بأنه تسبب بذلك فان هذا الاتهام هو غير الطبيعي وهو الافتراء بعينه والكيد السياسي المفضوح، انه اتهام ملفق ومرفوض، وهذا ما حاول النائب الموسوي ابتداعه وترويجه وتعميمه".

وأوضح أن "للبنان حقوقاً تثبتها النقطة 23 وهي النقطة التي تمسك بها وقررتها ووافقت عليها حكومته، وأرسلت موقفها الى الامم المتحدة لتسجلها رسمياً في وثائق المنظمة الدولية. اسرائيل ترفض الاعتراف بهذه النقطة، وهذا يؤكد المؤكد من انها عدو طامع بأرضنا ومياهنا ونفطنا، لكن افتعال البطولات من حزب الله عبر اتهامه الآخرين بنقض الوطنية والخيانة والتقصير، فهو الامر المستغرب الذي يصر حزب الله على التمسك به أسلوباً ونهجاً في التعاطي مع الآخرين، وهذا أمر بات يباعد بين حزب الله وبين باقي اللبنانيين، فالوطنية ليست كما يدعي حزب الله وهو حزب صنعته ايران وتوجهه ايران وتنطق باسمه وتموله وتسلحه وتأمره ايران". من جهة أخرى، اجتمع السنيورة الموجود في بوخارست لالقاء محاضرة في مؤتمر حزب الشعب الاوروبي، مع وزير خارجية رومانيا تيتوس كورلاتين على مدى ساعة، وبحثا في أوضاع لبنان والمنطقة وعلاقات لبنان الثنائية مع رومانيا. والتقى على هامش مشاركته في المؤتمر المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، رئيس حزب الشعب الاوروبي ولفريد مارتينز، رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ووزير خارجية ايطاليا السابق فرانكو فراتيني.

 

الحريري: "حزب الله" متورط إلى جانب منظومة القتل في سوريا وعقاب صقر مكلّف التنسيق مع المعارضة ومساعدة أي لبناني إنسانياً"

المستقبل/رد المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري على حملة التشويه التي يتعرض لها "تيار المستقبل" عموماً من خلال اتهام "حزب الله" ووسائله الإعلامية له بالانخراط في النزاع الدائر في سوريا، وخصوصاً من خلال توجيه الاتهامات الى النائب عقاب صقر، موضحاً أن النائب صقر مكلف من الرئيس الحريري بمتابعة الوضع في سوريا والتنسيق مع المعارضة في كل ما يتعلق بدعم "تيار المستقبل" للشعب السوري في مواجهة آلة القتل. وأشار الى أن "اللبنانيين يعرفون تماماً ما هي طبيعة تورط حزب الله في ما يزعم أنه واجب جهادي إلى جانب منظومة القتل"، مؤكداً أن "أي شيء لم يعد ينفع لتغطية الجريمة الموصوفة التي يرتكبها بحق لبنان قبل سوريا".

وجاء في بيان المكتب الإعلامي أمس: "إن النائب عقاب صقر مكلف من الرئيس سعد الحريري بمتابعة الوضع في سوريا والتنسيق مع القوى السياسية السورية المعارضة في كل ما يتعلق بدعم تيار المستقبل الإعلامي والسياسي للشعب السوري في مواجهة آلة القتل التي يديرها النظام السوري المجرم وحلفاؤه الإقليميون، وبوجه خاص، في تأمين ما أمكن من مساعدات إنسانية للضحايا من جرحى ومشردين وأيتام، وما أكثرهم. كما أن النائب عقاب صقر، وبحكم اتصالاته هذه، مكلف بكل مساعدة إنسانية يتطلبها أي لبناني في سوريا، وعلى رأسها، المساهمة إلى جانب السلطات التركية في الجهود لتأمين إطلاق سراح اللبنانيين المحتجزين هناك، إضافة إلى عدد من الحالات المعروفة وغير المعروفة التي تعرض لها بعض الصحافيين خلال أدائهم واجبهم المهني".

وأكد أن "اللبنانيين، شيعة وسنة ومسيحيين، يعرفون تماماً، ومن أفواه قيادات حزب الله، ما هي طبيعة تورطه في ما يزعم أنه واجب جهادي إلى جانب منظومة القتل والبطش والقمع والقهر المتحكمة بالشعب السوري، وأن أي شيء لم يعد ينفع لتغطية هذه الجريمة الموصوفة التي يرتكبها حزب الله بحق لبنان قبل سوريا، خصوصاً أنه يعلم تمام العلم أن أيام حليفه في دمشق باتت معدودة".

أضاف: "أما الحكم على الحكومة اللبنانية النائية بنفسها عن دماء الشعب السوري، بعدما شكلها واستحكم بمفاصل قرارها حزب الله، لتتمسك بواجب النأي بالنفس بينما يتمسك حزب الله بواجب الجهاد ضد الشعب السوري، فهو حكم متروك للشعب اللبناني، وإن غداً لناظره قريب".

المقداد

وكان عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي المقداد، سأل الرئيس الحريري عما يفعله النائب صقر مع الجيش السوري الحر. وقال: "طالعتنا مؤخراً وسائل الإعلام بخبر مصوّر عن اجتماع ثنائي جمع بين النائب صقر والناطق الرسمي باسم ما يسمّى بالجيش السوري الحر في غرفة عمليات يبدو أنها تُدار من خلالها العمليات العسكرية والإشراف الميداني على مجريات الأحداث في سوريا، والتغطية الإعلامية والسياسية للعمليات التي يذهب ضحيتها يومياً المئات من المدنيين والأبرياء من الشعب السوري. نسأل السيد سعد الحريري هل إن ما يقوم به عضو كتلتك بعلمك وبمعرفتك وأنت راضٍ عن ذلك إن لم نقل أنه بتكليفٍ من قِبلك؟ وهل هو الوحيد المكلّف أم أن الأيام ستخبرنا عن نواب آخرين في الكتلة ضالعين بإدارة هذه الحرب؟ وإذا ما أحسنّا الظن وقلنا إن هذا الأمر هو تصرّف بمعزل عن حزب المستقبل، فهل ننتظر من السيد الحريري أن يصدر بياناً رسمياً ينفي فيه علاقته بالأمر ومعرفته به؟".

أضاف: "هي أسئلة لحزب المستقبل، حول ما يفعله مندوبهم في سوريا، وعليه أن يجيب عنها للرأي العام وعن فائدة هذا التدخل في الأزمة السورية، علماً أن انعكاساتها سلبية وآثارها لا تنحصر ضمن حدود ضيقة بل هي تتعدى ذلك لتطال لبنان بكل تداعياتها، وهي تزيد في إذكاء نار الفتنة وصب الزيت على نار الأزمة السورية، في الوقت الذي يتطلب من الجميع أن يسعوا إلى لمّ الشمل والدعوة إلى الحوار والعقلانية، وجمع شمل الشعب السوري ليختار متعاوناً حلاً سياسياً ينهي هذه الأزمة". وسأل المجلس النيابي "هل من المسموح لأحد أعضائه المفترض أنه يمثّل الشعب اللبناني في الندوة النيابية أن يتدخل علناً في شؤون بلد آخر بإدارة من بلد ثانٍ وبأموال من بلدان أخرى وبأوامر وتوجيهات إقليمية ودولية؟ وهل يقبل الشعب اللبناني الذي يمثله مندوب حزب المستقبل في البرلمان في هذا الموقع المخالف لتكليفه؟".

وتابع: "هذه جملة أسئلة نطرحها لتوضح للبنانيين ما يحصل من حولهم، ومن يتحمّل مسؤولية إذكاء نار الحرب في سوريا غير آبه بما ستؤول إليه الأمور في المستقبل. إن إجابة حزب المستقبل تحدّد مدى التورّط في الأزمة السورية".

 

سامي الجميل: قرار ارسال طائرة ايوب الى "اسرائيل" امر خطير

 طنية - 19/10/2012 اكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، خلال لقائه كوادر الحزب في منطقة بيروت وعدد من مخاتير الرميل والصيفي، ان "حزب الله يسيطر على قرار الدولة اللبنانية ويريد فرض رأيه علينا، فيما نحن نرفض ان يفرض احد وجهة نظره على الشعب اللبناني"، مشيرا الى ان "مسلسل حزب الله الاخير كان "طائرة ايوب"، التي قامت بنزهة جنوبية مستطلعة المنطقة وصولا الى اسرائيل". ورأى الجميل ان "ارسال طائرة ايوب الى اسرائيل، يشكل انتهاكا لسيادة الدولة اللبنانية"، لافتا الى انه "بحسب الدستور اللبناني، فإن المؤسسات الشرعية اللبنانية هي المخولة اتخاذ قرار كهذا، لانه امر خطير يمكن ان يورط لبنان بحروب او معارك"، مطالبا "الدولة اللبنانية بان تتحمل مسؤولية هذا القرار، من خلال مؤسساتها الشرعية الدستورية المنتخبة ديمقراطيا من الشعب اللبناني". اضاف: "عندما يأخذ حزب الله هذا القرار بمبادرة منه من دون اخذ رأي الشعب اللبناني الممثل في مجلس النواب، يكون قد انتهك سيادة لبنان وعرض اللبنانيين ومؤسسات الدولة والبنى التحتية لردة فعل لم يخترها الشعب اللبناني"، محذرا من "ان خطوة حزب الله الاخيرة، هي خطوة جديدة تضاف الى مجموعة ارتكابات بحق الدولة اللبنانية والشعب اللبناني".

واذ علق الجميل على "موقف وزير الخارجية عدنان منصور الذي قال: ان طائرة الاستطلاع التي ارسلها حزب الله لا تشكل خرقا للقرار 1701"، أشار الى ان القرار 1701 هو قرار دولي، هدفه ايقاف العنف بين لبنان واسرائيل ووضع خط ازرق"، سائلا الوزير منصور: "عندما يرسل حزب الله طائرة استطلاع ويخترق الخط الازرق ويحلق فوق اسرائيل، اليس هذا خرقا للقرار 1701؟ تماما كما يحصل عندما تخرق اسرائيل الاجواء اللبنانية ويعترض لبنان على هذا الخرق؟ وهل الوزير منصور هو وزير الدولة اللبنانية وهمه الدفاع عن مصلحة الشعب اللبناني وتطبيق الدستور والقانون والقرارات الدولية، ام انه اصبح ناطقا باسم حزب الله ويدافع عن قراراته وعما يقوم به على حساب الدولة اللبنانية والسيادة وسلامة الشعب اللبناني؟".

 

فادي الهبر: أي سلاح ليس بيد الجيش يضعف الدولة

 وطنية - 19/10/2012 - أسف عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر في حديث الى "إذاعة الفجر"، "لعدم أخذ الدولة والحكومة علما بموضوع طائرة استطلاع حزب الله (أيوب)"، معتبرا أن "تجاوز حزب الله للجيش في الداخل اللبناني يشكل انقساما يستفيد منه العدو الإسرائيلي بالدرجة الأولى. وإذ لفت إلى التقدم التقني على صعيد الطائرة، أكد أن "أي سلاح ليس بيد الجيش يضعف الدولة أكثر مما يقويها".

واعتبر أن "حزب الله مكون عضوي في التحالف السوري - الإيراني الداعم لنظام يقتل شعبه، بينما تيار المستقبل إلى جانب الشعب السوري ويدعم إنسانيا عبر النائب عقاب صقر"، لافتا الى أن "الخلاف بين حزب الله وتيار المستقبل حول الملف السوري ينعكس في الداخل، داعيا إلى "تحييد لبنان لما فيه مصلحة الجميع".

 

جمال الجراح: كلام بان عن طائرة "أيوب" يعكس الواقع السياسي

 وطنية - 19/10/20122 اعتبر عضو كتلةالمستقبل النائب جمال الجراح في حديث، الى اذاعة صوت لبنان - الحرية والكرامة، أن "كلام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خطورة طائرة "أيوب" الإستطلاعية التي أطلقها حزب الله فوق إسرائيل، يعكس الواقع السياسي". وشدد "على خطورة أعمال حزب الله، وخطورة تفرده بقرار السلم والحرب في لبنان، إضافة إلى محاولته إشعال حرب إقليمية خدمة لمصالح سورية - إيرانية مشتركة"، معتبرا أن "تداعيات إرسال طائرة فوق إسرائيل، هو بمثابة دعوة مفتوحة لإسرائيل للقيام بإنتهاكات على الأراضي اللبنانية". وتعليقا على الدور الذي يقوم به النائب عقاب صقر وإتهام البعض له بأن يمد المعارضة السورية بالسلاح، قال الجراح: "أعلنا منذ بداية الأزمة، تضامننا مع الثورة السورية، ولكن إنسانيا وسياسيا، وإنطلاقا من قناعتنا في مساندة هذا الشعب ضد المجازر التي يتعرض لها". وأضاف "ما يقوم به النائب عقاب صقر وتيار المستقبل في موضوع المخطوفين اللبنانيين في سوريا، عمل إنساني وحزب الله على علم بذلك منذ اللحظة الأولى، ونحن نقف إلى جانب المظلوم في وجه الظالم".

 

عمار حوري: "حزب الله" يحاول أن يتهم الآخرين بما يقوم به

 وطنية - 19/10/2012 - اعتبر النائب عمار حوري في حديث الى "صوت لبنان - ضبيه"، ان "حزب الله يحاول أن يتهم الآخرين بما يقوم به وهو متورط بشكل كبير في الأزمة السورية ضد الشعب الاعزل"، لافتا الى ان "اتهاماته المكشوفة في حق تيار المستقبل محاولة للهروب إلى الأمام ولتغطية افعاله وهي ما عادت تنطلي على احد". ودعا الى "التمييز بين التدخل عسكريا في الازمة السورية كما يفعل حزب الله وبين التدخل السياسي والدعم الاعلامي للثورة السورية كما يفعل تيار المستقبل بمساعدة تركيا"، مجددا مطالبته "الفرقاء في الحكومة بعدم التدخل على الارض بما يحدث في سوريا". وعن قانون الانتخاب، شدد على "ضرورة ان تحصل الانتخابات في موعدها وفق اي قانون"، مشيرا "في الوقت نفسه الى ان الجميع يطمح للتوصل الى قانون عصري اكثر عدالة وتمثيلا".

 

التقرير النصف السنوي السادس عشر حول تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1559

الأمين العام يوجه رسائل تحذير شديدة اللهجة وغير مسبوقة و يدعو ايران وسوريا الى نزع سلاح "حزب الله"

اعداد وترجمة: صلاح تقي الدين

المستقبل

19 تشرين الأول/2012

لم يوفر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقرة من تقريره نصف السنوي السادس عشر حول تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1559، إلا واستخدمها لتمرير رسالة قاسية اللهجة إلى النظام السوري و"حزب الله" الذي اعتبر أنه "على الرغم من كونه فريقاً اساسياً في الائتلاف الحكومي في لبنان، إلا أنه يقوّض سياسة النأي بالنفس التي يتبناها لبنان الرسمي".

واعتبر بان أن "اعتراف قيادة حزب الله بامتلاك ترسانة أسلحة منفصلة عن الدولة وأنها تسعى لأن تستمر في ذلك" يشكل "تحدياً صارخاً" للقرار 1559 وان اعتراف حزب الله بإطلاق طائرة من دون طيار فوق إسرائيل "استفزاز متهوّر قد يؤدي إلى تصعيد خطير يهدد استقرار لبنان".

وفي الوقت الذي اعترف فيه بأن "الأحكام المتبقية من القرار 1559 هي الأكثر صعوبة وحساسية وأن الوضع في المنطقة لم يساعد على تحقيق المزيد من التقدم في مجال تطبيق القرار"، عبّر عن قلقه العميق جراء الخطر المتمثل بـ "احتفاظ حزب الله بقدرات عسكرية متطورة خارج سلطة الحكومة اللبنانية" لأن ذلك يخلق جواً من الترهيب في البلد ويشكل عامل تحد رئيسي لسلامة المواطنين اللبنانيين".

ودعا الحكومة اللبنانية التي "ليست لديها القدرة على تصنيع الأسلحة، إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع حزب الله من امتلاك أسلحة وبناء قدرات شبه عسكرية خارج سلطة الدولة مناشداًَ الدول الإقليمية وبخاصة الجمهورية الإسلامية في إيران "الى تشجيع تحوّل حزب الله إلى حزب سياسي فقط ونزع سلاحه".

وشجّع الأمين العام للأمم المتحدة القادة السياسيين اللبنانيين على استكمال مسار "الحوار الوطني" لحل مسألة سلاح "حزب الله" معبّراً عن قناعته بأن الحوار هو الوسيلة الأفضل لمعالجة مسألة "نزع سلاح المجموعات المسلحة علماً أنه لا يمكن تحقيق تقدم كبير إلا إذا توقفت الدول الإقليمية عن دعم الحزب عسكريا".

وشجّع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي "على تطبيق القرارات التي اتخذها الحوار الوطني في ما يتعلق بحل القواعد الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات" مشيراً بشكل خاص إلى قواعد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة"، وإلى منظمة "فتح الانتفاضة" اللتين "تتخذان من دمشق مقراً لقيادتهما، مع الأخذ بالاعتبار أن لهاتين المنظمتين علاقات إقليمية وثيقة" متوقعاً في هذا المجال أن تقدم "الحكومة السورية تعاوناً بنّاء" لتحقيق هذا المطلب.

وإذ أشار إلى أن "ترسيم وتحديد الحدود بين لبنان وسوريا يبقى العنصر الأساس لضمان سيادة الدولة وسلامة أراضيها" رأى أن "الظروف الحالية التي تسود على طول الحدود وشكوى المسؤولين السوريين من تهريب الأسلحة من لبنان إلى قوى المعارضة السورية، تزيد من أهمية ترسيم الحدود".

وأثنى على قرار "القوى المسلحة اللبنانية بعدم السماح باستخدام أي طرف للأراضي اللبنانية لجرّ لبنان نحو التطورات التي تجري في الدول المجاورة" مشيداً بتصميمها "على الدفاع عن الأراضي اللبنانية ومواجهة أي انتهاكات بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن ذلك".

وقال إن " لبنان كان يشتكي من الانتهاكات السورية لأراضيه بطريقة متكتمة وبواسطة القنوات العسكرية فقط" غير أنه بعد طلب الرئيس سليمان في 23 تموز "اعترض لبنان على هذه الانتهاكات على المستوى السياسي للمرة الأولى من خلال القنوات الديبلوماسية".

وبعد أن تناول وضع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من الناحيتين الإنسانية والأمنية، دعا الحكومة اللبنانية إلى إصدار "التشريعات اللازمة التي تتيح اندماج اللاجئين في سوق العمل اللبناني" متوجهاً إلى الدول المانحة بنداء عاجل لتقديم الدعم اللازم "للأونروا لكي تستمر في دعم اللاجئين في لبنان".

وفي إشارة إلى التحقيق مع الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، دعا بان "إلى إنهاء التحقيقات بصورة شفافة لكي يصار إلى جلب جميع المتهمين في هذه القضية أمام العدالة"، وهم كما ورد في التقرير "المسؤولين السوريين العميد علي مملوك والعقيد علي عدنان المتهمين في القضية، ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان التي راجت معلومات حول تورطها في القضية نفسها

غير أن بان مرر رسالة واضحة في تقريره إلى الدول الإقليمية الفاعلة بضرورة "عدم السماح بجر لبنان إلى الفوضى الإقليمية وعدم السماح باستخدام لبنان بعد الآن كميدان معارك قوى تعمل على تقديم مصالحها الخاصة على حساب البلد أو لزعزعة استقرار المنطقة" مناشدأً المجتمع الدولي إعطاء "أولوية لحماية لبنان الذي يمكنه أن يعبر هذه المرحلة الدقيقة بأمان".

اعداد وترجمة: صلاح تقي الدين

1 ـ خلفية

1 ـ إن التقرير الحالي هو تقريري السادس عشر نصف السنوي حول تطبيق قرار مجلس الأمن برقم 1559 (2004). إنه يراجع ويقيّم مسار تطبيق القرار منذ تقريري السابق الصادر في 20 نيسان 2012 (S/2012/244). ويلحظ غياب أي تقدم إضافي ملموس لأحكام القرار، ويلقي الضوء على المخاوف التي لا تزال تهدد سيادة لبنان، ووحدة أراضيه، واستقلاليته السياسية، على الرغم من السياسة الحريصة للرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي في نأي لبنان بنفسه عن الأزمة السورية، واستئناف الحوار الوطني.

2 ـ خلال الأشهر الستة الماضية، تأثر لبنان بالأحداث الجارية في الجمهورية العربية السورية والتي زادت من حدة الاستقطاب السياسي والقلق بأن تؤدي الأحداث في سوريا إلى نتائج سلبية على استقرار لبنان. لقد تكثّفت حوادث إطلاق النار عبر الحدود، الانتهاكات، عمليات الخطف وتهريب السلاح عبر الحدود اللبنانية السورية، بما فيها القصف المتقطع من سوريا على لبنان. سببت هذه الحوادث بوقوع قتلى وألحقت أضراراً بالممتلكات في لبنان.

3 ـ لقد فرضت الأزمة في سوريا تحديات جديدة على أمن وسيادة الدولة اللبنانية. وبشكل خاص، ازداد التوتر الداخلي في لبنان بين المجموعات التي تتخذ مواقف متباينة من الأزمة السورية، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مسلحة نتج عنها وقوع قتلى وإصابات في شمال البلاد. إضافة إلى ذلك، استمر لبنان في استضافة عدد كبير من المواطنين السوريين الذين فروا من الحوادث الدموية في بلادهم، كما استقبل لاجئين فلسطينيين كانوا مقيمين في سوريا.

4 ـ في 5 تموز الماضي، تعرض النائب في البرلمان اللبناني بطرس حرب لمحاولة اغتيال في المبنى الذي يقع فيه مكتبه في بيروت. هذه كانت الحادثة الثانية من هذا النوع خلال العام الحالي بعد محاولة اغتيال قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بالقرب من منزله في آذار الماضي.

5 ـ في 9 آب الماضي، اعتقلت السلطات اللبنانية الوزير والنائب السابق ميشال سماحة لتورطه في عملية تهريب متفجرات من سوريا، يزعم أنها كانت في إطار مؤامرة لاستهداف شخصيات في لبنان، بهدف اثارة نزاع طائفي. ووجهت المحكمة العسكرية اللبنانية الاتهام إلى الجنرال السوري علي المملوك، والعقيد السوري علي عدنان في القضية نفسها التي تهدف لاغتيال شخصيات سياسية ودينية في البلاد والتخطيط لشن هجمات إرهابية. ومن فترة قريبة كانت المحكمة العسكرية تدرس أدلة تثبت تورط مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في القضية. إن الانحياز العلني لسماحة الى جانب الحكومة السورية عمّق من المخاوف حول احتمالات جر لبنان إلى الأحداث الإقليمية.

6 ـ في 16 أيلول، أعلن رئيس الحرس الثوري الايراني، علي الجعفري، أن عناصر نخبة من قوة القدس موجودون في لبنان كمستشارين. لقد طلب رئيس وحكومة لبنان توضيحات فورية من حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران. وبعد فترة قصيرة، نفت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران الكلام المنسوب إلى رئيس الحرس الثوري الإيراني.

7 ـ في 11 تشرين الأول الحالي، أكّد أمين عام حزب الله علناً أن حزبه أطلق طائرة من دون طيار إيرانية الصنع جمعت في لبنان، فوق إسرائيل في مهمة استطلاعية. وكانت القوات الجوية الإسرائيلية أسقطت الطائرة في 6 تشرين الأول الحالي فوق جنوب إسرائيل.

2 ـ تطبيق القرار 1559 (2004)

8 ـ منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1559 في 2 ايلول 2004، تم تطبيق عدة احكام منه كما ذكرت في تقاريري السابقة, لقد أجريت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بطريقة حرة وعادلة. سحبت سوريا قواتها ومراكزها العسكرية من لبنان في نيسان 2005. أقام لبنان وسوريا علاقات ديبلوماسية كاملة بينهما في العام 2009.

9 ـ استمر الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة ميقاتي في التأكيد خلال فترة التقارير احترام لبنان لجميع قرارت الأمم المتحدة. غير أن تفاقم الأزمة في سوريا أعاقت مسار الأحكام الباقية الضرورية لتطبيق هذا القرار وباقي قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان. إضافة الى ذلك، لقد أدى تفاقم الأزمة في سوريا إلى زيارة مستوى التوتر السياسي في البلاد.

10 ـ إن ترسيم الحدود السورية اللبنانية الذي حظي بدعم كبير من مجلس الأمن الدولي بموجب القرار 1680 (2006) لم يطبق بعد. إضافة الى ذلك، إن وجود ونشاطات الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية لا تزال تشكل تهديداً لاستقرار البلد والمنطقة، ويلقي الضوء على ضرورة أن تزيد حكومة لبنان والقوات اللبنانية المسلحة من جهودها للوصول إلى احتكار مطلق لحيازة السلاح واستخدام القوة على جميع الأراضي اللبنانية.

11 ـ لقد ظل الممثلون الشخصيون لي وأنا على اتصال دائم مع جميع الفرقاء في لبنان خلال فترة إعداد التقارير، وعلى اتصال مماثل مع المسؤولين الإقليميين والدوليين. لقد التقيت رئيس الوزراء ميقاتي في نيويورك في 27 ايلول الماضي. واثناء هذه المناسبة، شددت على الالتزام غير المشروط للأمم المتحدة باستقرار لبنان وأمنه في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها البلد، كما على ضرورة أن يستمر لبنان في جهوده لتطبيق كافة التزاماته وخاصة تلك المتعلقة بقرارات مجلس الأمن الدولي.

أ ـ سيادة لبنان وسلامة اراضيه

وحدته واستقلاليته السياسية

12 ـ يهدف القرار 1559 (2004) إلى تعزيز سيادة، وسلامة أراضي، وحدة والاستقلالية السياسية للبنان تحت السلطة المطلقة والحصرية لحكومة لبنان على جميع اراضي البلد، تماشياً مع اتفاق الطائف في العام 1989 التي التزمت به جميع الأطراف السياسية في لبنان. لقد ظل هذا الهدف اولوية بالنسبة لجهودي في تسهيل تطبيق جميع القرارات المتعلقة بلبنان.

13 ـ في القرار 1680 (2006) شجّع مجلس الأمن بقوة حكومة الجمهورية العربية السورية على الاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية بترسيم حدودهما المشتركة. لقد استمريت في دعوة سوريا ولبنان الى تنفيذ الترسيم الكامل لحدودهما المشتركة. لكن ونظراً للاضطراب في سوريا المجاورة، لم تتخذ أي خطوات ملموسة من اي من الجانبين خلال هذه الفترة لترسيم وتحديد الحدود بين لبنان وسوريا.

14 ـ أذكر أن ترسيم وتحديد حدود لبنان يبقى العنصر الأساسي لضمان سيادة الدولة وسلامة أراضيها. كما أنها خطوة ضرورية من أجل السماح بمراقبة فعالة للحدود. إن الوضع الأمني المعقد على طول الحدود اللبنانية السورية في ظل الظروف الحالية، تزيد من أهمية ترسيم الحدود. وبما أن المسؤولين السوريين يشتكون اليوم من تهريب السلاح من لبنان إلى قوى المعارضة السورية، فذلك يزيد من الضرورة الملحة لترسيم الحدود. وفي الوقت الذي اعترف به بالطبيعة الثنائية لترسيم الحدود، فإن التقدّم في هذه المسألة يبقى إلزامياً على الدولتين بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1680 (2006) المنبثق من القرار 1559 (2004).

15 ـ خلال فترة إعداد التقرير، كانت هناك زيادة ملحوظة في حوادث القصف والانتهاكات من قبل القوات الحكومية السورية، وبعضها استهدف قرى لبنانية على الحدود. من 1 كانون الثاني حتى 30 حزيران 2012، تم الإبلاغ عن 7 حوادث قصف في شمال لبنان فقط، مقابل 31 حادثة في تموز الماضي وحده. هذه الحوادث أدت لسقوط ضحايا لبنانيين ودفعت حكومة لبنان إلى زيادة انتشار القوات اللبنانية المسلحة على الحدود الشمالية بموجب قرار اتخذته الحكومة اللبنانية في 9 تموز 2012. وفي 17 أيلول، وللمرة الأولى، أصابت صواريخ أطلقتها طائرات حربية سورية منطقة نائية على أطراف بلدة عرسال اللبنانية. في 21 ايلول، ذكرت القوى اللبنانية المسلحة أنه وقعت حوادث في شرق البقاع بين عناصرها وعناصر من المعارضة السورية. لم يذكر وقوع إصابات. وقالت القوى المسلحة اللبنانية أنها لن تسمح لأي طرف ساتخدام الأراضي اللبنانية لجر لبنان نحو التطورات التي تجري في الدول المجاورة، وجددث تصميمها على الدفاع عن الأراضي اللبنانية ومواجهة أي انتهاكات بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن ذلك.

16 ـ وحتى منتصف تموز، اشتكى لبنان من هذه الانتهاكات السورية والحوادث بشكل متكتم وبواسطة القنوات العسكرية فقط. في 23 تموز، وبطلب من الرئيس سليمان، اعترض لبنان على هذه الانتهاكات على المستوى السياسي للمرة الأولى من خلال القنوات الديبلوماسية. وفي 4 ايلول، أمر رئيس الحكومة ميقاتي السفير اللبناني في دمشق لتقديم احتجاج على قصف الجيش السوري على طول وبعد الحدود مع لبنان. وعبّر لي رئيس الحكومة اللبنانية عن تصميمه على حماية لبنان من هذه الانتهاكات لسيادة لبنان وسلامة أراضيه. وفي تصريحات علنية، حث الرئيس سليمان السلطات السورية والمعارضة على تجنّب العبور إلى الأراضي اللبنانية وقصف المناطق الحدودية. أدين بشدة هذه الانتهاكات الكبيرة لسلامة الأراضي اللبنانية والخسائر بالأرواح. لقد دعيت الحكومة السورية لاحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه تماشياً مع قرارات مجلس الأمن الدولي. كما عبر مجلس الأمن عن قلقه العميق حيال هذه الحوادث المتكررة في بيان أصدره في 18 تموز. لا يزال الوضع على الحدود الشمالية للبنان متوتراً، ما يؤكد الحاجة لاستمرار اليقظة الدولية حيال خطر المزيد من تمدد الأزمة في سوريا إلى الخارج.

17 ـ إن استمرار احتلال القوات الإسرائيلية للجزء الشمالي من قرية الغجر، ومنطقة محاذية لشمال الخط الأزرق، يشكل انتهاكاً لسيادة لبنان والقرارات 1559 (2004) و 1701 (2006). لقد استمريت أنا والممثلين الخاصين في التعاون الوثيق مع الفريقين بهدف تسهيل انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة تطبيقاً للقرار 1701 (2006).

18 ـ لم يلحظ أي تقدم أيضاً في ما يتعلق بقضية منطقة مزارع شبعا. لم تتجاوب حكومة الجمهورية العربية السورية ولا إسرائيل في مسألة التوصيف المبدئي للمنطقة كما وردت في تقرير عن تطبيق القرار 1701 (2006) الصادر في 30 تشرين الأول 2007(S/2207/641).

19 ـ استمرت القوات الإسرائيلية في عمليات اختراق يومية للمجال الجوي اللبناني عموماً بواسطة طائرات من دون طيار، لكن بواسطة طائرات مقاتلة أيضاً. هذه الخروقات الجوية هي انتهاك لسيادة لبنان وللقرارات 1559 (2004) و 1701 (2006). لقد اعترضت الحكومة اللبنانية بشكل مستمر على هذه الانتهاكات. لقد أدنت هذه الانتهاكات وطلبت بأن تتوقف فوراً. وتزعم السلطات الإسرائيلية بالمقابل، أن هذا التحليق يتم لأسباب أمنية.

ب ـ بسط سيطرة الحكومة اللبنانية

على جميع الأراضي اللبنانية

20 ـ أكّدت حكومة لبنان للأمم المتحدة نيتها بسط سيادة الدولة فوق جميع الأراضي اللبنانية كما نص على ذلك اتفاق الطائف في العام 1989 والقرار 159 (2004) ولعبت القوات اللبنانية المسلحة وقوى الأمن الداخلي دوراً حيوياً في تطبيق هذا الالتزام.، وفي ظروف أمنية صعبة. غير أن قدرة الدولة اللبنانية على بسط سيادتها كاملة فوق جميع أراضيها تبقى منقوصة وتواجه تحديات ما يؤكد الحاجة لاستمرار الدعم الدولي للحكومة والقوى اللبنانية المسلحة.

21 ـ خلال الأشهر الستة الماضية، استمر لبنان في مواجهة تحديات لأمنه واستقراره داخلياً، على ارتباط مباشر أو غير مباشر بالأزمة السورية. ألقت سلسلة من الحوادث الأمنية الضوء مرة أخرى على المخاطر التي يواجهها أمن لبنان والتي تشكلها المجموعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة وعمليات تهريب الأسلحة.

22 ـ منذ ايار الماضي، وقعت اشتباكات متقطعة في طرابلس بين ضاحيتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، والتي استمرت في كل مرة أياماً عدة. لقد استخدمت في هذه الاشتباكات أسلحة ثقيلة وأدت لوقوع اعداد كبيرة من القتلى والجرحى. أدى انتشار القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في المنطقة إلى احتواء القتال لكن الوضع لا يزال هشاً. كما صادرت القوى المسلحة اللبنانية مسدسات وذخائر وأسلحة ثقيلة من المنطقة.

23 ـ في 15 اب، اختطف عشرات المواطنين السوريين ومواطن تركي من قبل عشيرة شيعية في بيروت، رداً على اختطاف أحد ابناء العشيرة قبل أسبوع في سوريا. أدانت الحكومة اللبنانية هذه التطورات ودعت الجميع للهدوء وأسست لجنة أمنية لمتابعة هذه الأحداث. أدنت بشدة عمليات الخطف والخطف المضاد في سوريا ولبنان، ودعوت إلى إطلاق سراح جميع الذين تم احتجازهم دون مراعاة الإجراءات القانونية وفي انتهاك لحقوقهم الإنسانية. في 11 أيلول، تمكنت القوى المسلحة اللبنانية من تحرير الرهينة الأخيرة التي احتجزت في 15 آب، في حين أن اربعة سوريين وتركي تم تحريرهم في عملية في جنوب بيروت في 8 أيلول، القت خلالها القوات الحكومية القبض على العديدين ممن لهم علاقة بعمليات الخطف. وبعد تحرير أحد الحجاج اللبنانيين المحتجزين في سوريا في 25 ايلول، لا يزال تسعة آخرون قيد الاحتجاز.

24 ـ الرأي العام اللبناني منقسم بعمق حيال الأحداث الجارية في سوريا. لقد وقعت أحداث أمنية، وسارت تظاهرات في بيروت، صيدا، ومنطقة عكار خصوصاً بعضها دام والآخر سلمي- عكست التوترات الطائفية وشكلت تحدياً لسلطة الدولة، مثل قطع بعض الطرقات الرئيسية على سبيل المثال، وحرق الإطارات وإطلاق النار في الهواء.

25 ـ إن مجمل الحوادث المذكورة أعلاه تشكل مؤشراً على التهديدات الأمنية التي تواجها البلاد وعلى تهريب السلاح الذي تقوم به جهات نافذة غير حكومية. كما أنها تذكير بأن على السلطات اللبنانية بذل المزيد من أجل فرض القانون والنظام في جميع أنحاء البلاد. في 20 أيلول، وافقت الحكومة على خطة واسعة على المدى المتوسط بقيمة 1.6 مليار دولار لتسليح وزيادة قدرات القوات المسلحة اللبنانية بما في ذلك إدارة ضبط الحدود. لقد أشارت السلطات اللبنانية إلى أنها تتطلع إلى المساعدة من الأمم المتحدة ودعم هذه الخطة في إطار تطبيق القرار 1701 (2006). لقد رحبت بقرار الحكومة.

26 ـ خلال فترة إعداد التقرير، كان الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل يشهد هدوءاً حذراً ومستقراً. وفيما سحبت القوات اللبنانية المسلحة بعضاً من قواتها في جنوب قطاع الليطاني لتعزيز انتشارها في منطقة الحدود الشمالية الشرقية من البلاد، عززت اليونيفيل من نشاطاتها العملانية في المنطقة. لقد أكّدت القوات اللبنانية المسلحة للأمم المتحدة أن هذا التدبير مؤقت وبأن القوات ستعود إلى الجنوب فور سماح الظروف. وفي هذه الاثناء، وفي بعض الحالات، واجهت اليونيفيل بعض القيود على حرية تحركها في منطقة عملياتها، والتي في بعض الأحيان عرضت أمن وسلامة عناصر قوات حفظ السلام للأمم المتحدة للخطر. إن حرية حركة اليونيفيل وأمن وسلامة موظفيها جزء لا يتجزأ من تنفيذ التفويض الموكل إليها. إن المسؤولية الرئيسية لضمان أمن وحرية حركة اليونيفيل في منطقة عملياتها تقع على عاتق حكومة لبنان. سوف أبلغ مجلس الأمن بالمزيد من التفاصيل الإضافية عن هذه المسائل في تقريري المقبل حول تطبيق القرار 1701 (2006).

27 ـ هناك المزيد من التقارير حول إطلاق نار وانفجارات في داخل وحول منشآت شبه عسكرية في منطقة البقاع الشرقية والتي تعود للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة وفتح الانتفاضة اللتين تتخذان من دمشق مقراً لقيادتهما، ما يؤكد أن تدريبات عسكرية تجري في هذه المنشآت. إن الوجود الدائم لمثل هذه القواعد على طول الحدود السورية اللبنانية يزيد من سهولة اختراق الأراضي اللبنانية ويشكل تهديداً لعمل مراقبة وضبط الحدود من قبل القوات اللبنانية الأمنية. كما تزيد من صعوبة ترسيم الحدود.

28 ـ وفي ما يتعلق بحدود لبنان مع الجمهورية العربية السورية، لا تزال ترد تقارير عن تهريب أسلحة من الجانبين. لقد عبرت العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عن قلقها العميق من النقل غير الشرعي للأسلحة عبر الحدود البرية. لقد نجحت القوى اللبنانية المسلحة خلال الأشهر الماضية في اعتراض شحنات أسلحة يبدو أنها كانت متجهة إلى سوريا. وفي الوقت نفسه، كان الرئيس سليمان والقوات المسلحة اللبنانية واضحين جداً في رفض التلميحات بوجود عمليات تهريب أسلحة كبيرة وواسعة باتجاه سوريا. غير أن السلطات اللبنانية أشارت إلى أن الحدود الأرضية بين لبنان وسوريا تبقى صعبة على المراقبة، لكن القوات المسلحة اللبنانية تم نشرها وهي سعت لتشديد المراقبة على طول الحدود بافضل الوسائل المتاحة لها من خلال زيادة عدد الدوريات ومهمات المراقبة. أنظر إلى هذه التقارير بغاية الجدية لكن الأمم المتحدة لا تملك الوسائل للتحقق منها بطريقة مستقلة. لقد عبرت مراراً عن قلقي حيال عمليات تهريب السلاح من الجانبين عبر الحدود اللبنانية السورية والذي يشكل خطراً على الدولتين وعلى قيادة الدولتين.

28 ـ إن مزاعم تهريب السلاح عبر الحدود السورية- اللبنانية والحوادث المتكررة على طول الحدود والتي أدت إلى مقتل وجرح مدنيين يؤكد الحاجة الضرورية والملحة لتحسين إدارة وضبط الحدود البرية للبنان. وهذه ايضاً ضرورة من أجل تجنيب المجموعات المسلحة والميليشيات في لبنان من توسيع ترسانة أسلحتها، والتي تشكل تهديداً للسلام المحلي والإقليمي. وعلى الرغم من الالتزام الذي عبرت عنه الحكومة اللبنانية باعتماد إستراتيجية وطنية شاملة لإدارة الحدود، فإن أي تقدم ملموس لم يسجل على هذه المسألة في هذه المرحلة. وفي هذه الأثناء، يبقى استناداً لقرارات مجلس الأمن الدولي واجب على جميع الدول اتخاذ التدابير الضرورية من أجل منع نقل الأسلحة إلى مجموعات تقع خارج سيطرة حكومة لبنان.

ج ـ حل ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية

وغير اللبنانية

30 ـ دعا مجلس الأمن الدولي في قراره 1559 (2004) الى حل ونزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. هذا المبدأ الرئيسي من القرار لم يطبق لغاية الآن. إنه يعكس ويعيد التأكيد على قرار التزم به جميع اللبنانيين في اتفاق الطائف في العام 1989، والذي صدر بعد نهاية الحرب الأهلية. وهذا القرار أوجب في حينه على جميع الميليشيات اللبنانية باستثناء حزب الله- تسليم جميع أسلحتها. يجب المحافظة على هذا الاتفاق وتطبيقه من قبل الجميع من أجل تجنب احتمال تجدد المواجهة بين اللبنانيين.

31 ـ تستمر الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية في العمل في البلاد خارج سيطرة الحكومة في انتهاك جدي للقرار 1559 (2004). وفي حين أن العديد من المجموعات السياسية في لبنان تمتلك أسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة، فإن مجموعة حزب الله المسلحة هي أكثر الميليشيات اللبنانية المسلحة في البلاد، وتصل قدراتها غلى ما يساوي قدرات جيش عادي. إن الاحتفاظ بالسلاح من قبل حزب الله ومجموعات أخرى يشكل تحدياً جدياً لقدرة الدولة على ممارسة سلطتها الكاملة على جميع اراضيها. إضافة إلى ذلك، هناك سلسلة من المجموعات الفلسطينية المسلحة التي تعمل في البلاد داخل وخارج مخيمات اللاجئين.

32 ـ لقد عبرت مراراً عن قلقي العميق للقادة اللبنانيين عن الأخطار الجدية التي يشكلها استمرار وجود هذه الميليشيات على استقرار البلد والمنطقة. لقد حثيتهم على معالجة هذه المسألة دون تأخير إذ أن ذلك من واجبهم وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1559 (2004). ومع ذلك، فإن قيادة حزب الله تعترف أنها تحتفظ بترسانة عسكرية كبيرة منفصلة عن الدولة، وتزعم أنها لأسباب دفاعية ضد إسرائيل. وفي خطابات علنية، زعمت قيادة حزب الله أنها زادت من قدراتها العسكرية وسوف تسعى لأن تستمر في ذلك. هذا تحد صارخ للقرار 1559 (2004). لقد اعترف أمين عام حزب الله أيضاً في 11 تشرين الأول بأن ميليشياته أطلقت طائرة من دون طيار باتجاه إسرائيل اعترضتها القوات الجوية الإسرائيلية في 6 تشرين الأول. حزب الله حزب سياسي لبناني أيضاً. لقد قال المسؤولون الإسرائيليون إنه نظراً لمشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية، فإن أي رد ستقوم به على هجوم لحزب الله على إسرائيل سوف يشمل الدولة اللبنانية.

33 ـ في 3 تشرين الأول، قتل ما لا يقل عن ثلاثة عناصر من حزب الله وجرح العديد الآخرين نتيجة انفجار مستودع للذخيرة في بلدة النبي شيت البقاعية. وفوراً بعد وقوع الانفجار، سارع مقاتلو حزب الله إلى إغلاق المنطقة. هذا الحادث كان تذكيراً صارخاً للخطر الذي يشكله وجود ذخائر تحتفظ بها مجموعات غير حكومية، وخاصة في مناطق مكتظة سكانياً. وبعد وقوع هذا الحادث، سارع عدد من أعضاء المعارضة اللبنانية الى إعادة التشديد على دعوتهم للحاجة الملحة لحل مسألة سلاح حزب الله.

34 ـ في الأشهر الأخيرة، وردت تقارير ذات مصداقية تشير إلى تورط حزب الله وقوى لبنانية سياسية أخرى في دعم أفرقاء النزاع في سوريا. لقد اثارت الدول الأعضاء هذه المسألة معي وعبرت عن قلقها، خاصة على ضوء التقارير الأخيرة التي تحدثت عن مقتل عناصر من حزب الله في المعارك ضد عناصر مسلحة من المعارضة السورية. مثل هذه النشاطات القتالية لحزب الله في سوريا تتناقض وتقوّض سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة اللبنانية والتي يشارك فيها حزب الله.

35 ـ خلال فترة إعداد التقرير، لم يتم إحراز أي تقدم ملموس ايضا

 

السنيورة حاضر في مؤتمر الشعب الاوروبي في بوخارست: نحن ضد استخدام لبنان ساحة في أي صراع اقليمي أو عالمي

وطنية - 19/10/2012 - حاضر رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في احدى جلسات مؤتمر الشعب الاوروبي الذي انعقد في بوخارست بعنوان "التحديات والفرص الجديدة أمام سياسة الجوار: أوروبا ومسؤولية دول الجوار". استهل السنيورة كلمته بتوجيه "الشكر لصديقي رئيس حزب الشعب الأوروبي ويلفرد مارتنز على الدعوة التي وجهها لي لإلقاء كلمة أمام هذا الحشد الكريم وأن أهنئه على اعادة انتخابه رئيسا لحزب الشعب متمنيا مزيدا من التعاون بين أحزاب بلدينا في المستقبل". وقال: "نلتقي اليوم في أوقات تاريخية بحق، في ظل أزمة اقتصادية تجتاح أوروبا ومرحلة انتقالية أساسية يشهدها العالم العربي. قد يظن البعض أن الوقت يحتم حلولا انطوائية أنانية، وصعود وفوز أحزاب متطرفة في الانتخابات على جانبي المتوسط خير دليل على ذلك. ففي نهاية المطاف، إن حجم المشكلات التي نواجهها تحمل في طياتها خطر إعادة رسم الحدود السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لكن، أنا لست من هؤلاء وأعرف تماما أن أيا منكم ليس من هؤلاء. لا يمكن أن تكون الأمور على خلاف ذلك وقد نجحتم في تحقيق أحد أهم سيناريوهات التكامل في تاريخ البشرية، قصدت بذلك الاتحاد الأوروبي الذي جمع شعوبا مختلفة اللغات والأعراق ووضع حدا للصراعات والحروب التاريخية التي عاشوها ورفع من مستويات تقدمهم الاقتصادي والاجتماعي من خلال التوافق على قيم ومصالح وأهداف مشتركة، هذا النجاح الذي استحقيتم مؤخرا جراءه وعن جدارة جائزة نوبل للسلام يشكل اعترافا عالميا بأن مزيدا من الانفتاح وتقبل الآخر والتكامل عناصر أساسية لسلام مستمر".

وأشار السنيورة الى ان كلمته تتركز على ثلاثة محاور: 1) تعذر الرجوع عن التغير الحاصل في العالم العربي والمضي نحو الحكم الديمقراطي والحرية المرجوة، 2) الحاجة الماسة لوضع حد لمأساة فلسطين وللظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني وما زال يغذي التطرف السياسي والإيديولوجي في المنطقة العربية، 3) الحاجة لحجم أكبر من التكامل الاقتصادي والثقافي في العالم العربي وعبر المتوسط".

وقال: "في ما يخص المحور الأول، لم يعلن أحد، وآمل ألا يكون قد خطر على بال أحد، أن عملية التغيير في العالم العربي ستكون سهلة والعملية الانتقالية سلسة. فالمطبات جزء من العملية، تشهد على ذلك نتائج الانتخابات التي أدت إلى وصول بعض مكونات المجتمع الأكثر تطرفا إلى البرلمان وهي نتائج علينا احترامها أيا كانت. إلا أن الانتخابات التي نظمت في مناخ من الحرية لأول مرة في بعض أجزاء من العالم العربي كشفت أمرين: أولا، غالبا ما تكون الأحزاب الليبرالية، في حال اجتمعت مع بعضها البعض، أكثر شعبية من الأحزاب الإسلامية، ثانيا، لقد شهدنا تطورا جذريا في مواقف الأحزاب الإسلامية الأساسية نحو مزيد من الانفتاح والاندماج وفق ما تقتضيه تعاليم الإسلام الحقيقية. فقد اكتشفت الأحزاب الإسلامية سريعا أن موقع القيادة يختلف تماما عن الجلوس في المقاعد الخلفية كما أنها تكتشف يوميا - ويتوقع أن تفعل ذلك مستقبلا أكثر فأكثر - أن عليها التكيف والتغير وإلا فسيتم استبدالها".

ورأى "ان النكسات متوقعة كتلك الناتجة عن ردود فعل على فيلم هواة أتى أفضل وصف له على لسان الرئيس أوباما الذي قال فيه انه فظ ومثير للاشمئزاز، وهي ردود فعل أدت إلى الاعتداء على البعثات الدبلوماسية والى وقوع مدنيين أبرياء. اسمحوا لي أن أتكلم بصراحة تماما وكما سبق لي أن قلت مرارا وتكرارا: لا شيء يبرر على الإطلاق ردود الفعل الغاضبة التي أودت بحياة الأبرياء بمن فيهم السفير الأميركي لدى ليبيا. ينبغي إدانة هذه الاعتداءات بشدة، فهي ليست منافية للأخلاق ولقيم الإسلام فحسب بل هي غير مقبولة سياسيا كذلك إذ أنها في نهاية المطاف تلحق دوما الضرر بالمسلمين والعرب وبقضاياهم العادلة".

وقال: "إلا أنه من المهم كذلك أن نضع الأمور في نصابها. فأولئك الذين احتلوا الشوارع بطريقة عنيفة لا يمثلون غالبية شعوب العالم العربي. وكان قد سبق للحكام الدكتاتوريين أن استخدموا مخاوف الغرب من قوى التطرف في العالم العربي للمبالغة في حجم هذه القوى وتبرير قساوة حكمهم. إلا أن هذه الأيام قد ولت في تونس ومصر وليبيا، ويتم حاليا ولحسن الحظ تنظيم انتخابات حرة يمكن استخدامها كمقياس لتحديد حجم مختلف مكونات مجتمعاتنا العربية. وقد أظهرت هذه الانتخابات أن العرب بغالبية الساحقة تواقون للسلام منفتحون ومتسامحون بطبيعتهم، كما أنهم يكدون في العمل ساعين لتأمين لقمة عيش كريمة. على أصدقائنا في أوروبا وفي العالم إدراك هذه الحقيقة. فقد ساد لفترة طويلة اعتقاد لدى البعض أن الاستقرار في الشرق الأوسط مرتبط باستمرار الأنظمة الاستبدادية. فلم يكن يتم استخدام مصطلح "الاستثناء العربي" كتبرير فحسب بل وبشكل أوسع كذريعة للقبول بواقع شعوب يقال أنها ليست مستعدة للديموقراطية أو حتى أنها لا تستحقها. وقد أعيد للأسف طرح بعض هذه الأفكار في بعض الدوائر العالمية كرد فعل على ردة الفعل على الفيلم منذ أسبوعين".

وأكد اننا "سنكون مخطئين كليا إن اعتبرنا مجددا ولو لدقيقة واحدة أن شخصا واحدا أو حزبا واحدا أو نظاما واحدا يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف والأصولية وبالتالي الضامن لحقوق الأقليات. فبالفعل وحده عالم عربي حر وديموقراطي ينعم بالسلم والازدهار يمكنه أن يشكل خط دفاع دائم في مواجهة كل أشكال العنف وانعدام الاستقرار. ووحدها عملية الاندماج وضمان المساواة في الحقوق المدنية والواجبات والمسؤوليات التي تنص عليها الدساتير وتنادي بها المؤسسات تضمن حقوق الأقليات في العالم العربي. ووحده الاحترام الكامل لعملية التحول إلى الديمقراطية يضمن الاستقرار الدائم فقد أدركنا من خلال التجربة أن الديموقراطية وخلافا لأنظمة الحكم الأخرى تتمتع بقدرة التصحيح الذاتي".

وقال: "أن تتعرض مسيرة العرب التاريخية نحو الديمقراطية والحرية لنكسات أمر متوقع بالتأكيد. إلا أن ردة الفعل الصحيحة تكمن في زيادة حجم الحرية وليس في تقليصه والحل يكمن في تعزيز حرية التعبير وليس في تقليصها. إلا انه لن تكون الحرية والديموقراطية مستدامة إن لن تقترنا بالسلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يقودني إلى النقطة الثانية: لا بد لنا أن نعود إلى معالجة وحل أساس معظم المشاكل في العالم العربي بشكل صحيح: الظلم التاريخي اللاحق بالشعب الفلسطيني. فالفشل المتكرر في معالجة هذه المشكلة على مدى العقود الماضية أدى بدوره إلى الفشل في تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الضرورية لتعزيز الاعتدال والتنمية والتطور واحترام حقوق الإنسان في العالم العربي، لا بل على العكس أصبحت قوانين الطوارئ التي عززت قبضة الأنظمة الحديدية بدل العمل بالقوانين والمبادئ الإنسانية العالمية نمط الحكم السائد".

أضاف: "في رأينا، ان جائزة نوبل للسلام تعزز مسؤولية أوروبا الأخلاقية لناحية السعي لتحقيق سلام حقيقي وعادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، الأمر الذي لن يتوافق مع المبادئ الأوروبية فحسب مساهما في محو سوء التفاهم الماضي بل سيكون كذلك الأمر مجزيا بالنسبة لأوروبا وبابا لعلاقات خاصة حقا تخدم المصالح المتبادلة مع العالم العربي".

واعتبر ان "حل القضية الفلسطينية سيكون بمثابة سحب ورقة رابحة من يد إيران التي سعت إلى الاستئثار بقضايا المنطقة بدءا من الدفاع عن شرف الإسلام ونبيه وصولا إلى القدس وفلسطين لتحقيق هدفها المتمثل بلعب دور قوة إقليمية عظمى ذات طموحات هيمنة". وقال: "ان تورط ايران الجلي في دعم النظام السوري وزج حزب الله واحتمال زج لبنان في الصراع السوري هو محاولة لقمع سعي الشعب السوري المشروع وراء الديموقراطية والحرية، كل ذلك تحت ذريعة دعم نظام يواجه اسرائيل وهي الذريعة نفسها التي استخدمها النظام طيلة 40 عاما لقمع وتقييد حرية الشعب السوري، مع العلم أن حدود سوريا مع اسرائيل كانت ولمدة تتعدى 35 عاما الحدود الأكثر هدوءا وسلما. كما كانت قد صدرت مؤخرا عن الحرس الثوري الايراني تصريحات يهدد فيها بوضوح برد حزب الله على اسرائيل انطلاقا من لبنان في حال تعرضت ايران لأي هجوم، ومنذ أيام قليلة فقط قام حزب الله ومن دون موافقة الشعب اللبناني أو الحكومة اللبنانية بارسال طائرة من دون طيار اخترقت المجال الجوي الاسرائيلي".

وتابع: "ففي ظل الربيع العربي، من غير المعقول أن يؤخذ اليوم لبنان، الذي كان لفترة طويلة من رواد الديموقراطية والحرية على الساحة الاقليمية رهينة من قبل دولة دينية. لكن أيها السيدات والسادة، سبق لنا أن مررنا بهذا الوضع. فقد تخلى أصدقاء لبنان الغربيون والعرب عنه سابقا عندما أخذه النظام السوري رهينة وحاول مرارا فرض نظام رئيس لمدى الحياة حيث يكون حكم الأجهزة الأمنية أعلى من حكم القانون. الا أن قوى الصمود في المجتمع اللبناني ساعدت البلد على مقاومة كل هذه الضغوط وعلى تحريره في نهاية المطاف من آلة القمع السورية رغم الثمن الباهظ الذي تم دفعه مع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. الا أنه لا يمكن للبنان الاستمرار والتقدم تحت وطأة التهديد والخوف من استغلاله وتحويله منصة لاطلاق الصواريخ".

وقال: "اسمحوا لي أن أتكلم بصراحة تماما وكما سبق لي أن قلت مرارا وتكرارا، اننا ضد أي هجوم على ايران، ولا نعتقد أن العنف يشكل وسيلة لحل المشاكل. في الواقع نحن مع شرق أوسط خال من الأسلحة النووية على أن ينطبق ذلك على الأطراف كافة خاصة، على اسرائيل وليس على ايران وحدها. نحن كعرب نرغب بأفضل العلاقات الودية مع ايران على أساس الاحترام المتبادل. وقد تم تسجيل كلامنا هذا. لكن من ناحية أخرى، نحن ضد استخدام لبنان ساحة في أي صراع اقليمي أو عالمي".

ولفت الى ان "الغرب بذل جهودا حثيثة لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي حتى لو تم ذلك في ظل خطر نشوب حرب وعلى حساب الاقتصاد العالمي. كما أن الغرب كان قد بذل في السابق جهودا حثيثة لدعم ومساندة أنظمة كان يعتقد أنها تؤمن الاستقرار والسلم لاسرائيل. أصدقائي، لو تم بذل هذه الجهود نفسها لمعالجة قضية فلسطين الحقيقية والعميقة والمساهمة في التوصل الى حل الدولتين وفق ما جاء في المبادرات السابقة بدءا من مدريد وليس انتهاء بمبادرة السلام العربية لكنا اليوم قد توصلنا الى حل لاشكالية التاريخية بين العالم العربي والغرب، وبين العرب والايرانيين، وبين ايران والغرب، ولكنا نركز على تكامل اقتصادي أكبر بين دولنا من شأنه أن يرفع عنصرنا البشري الى مستويات جديدة. لم يفت بعد أوان العمل الا أن عامل الوقت أساسي اذا أردنا تعزيز فرص نجاح ربيعنا العربي".

وتابع: "أصل هنا الى النقطة الثالثة: التكامل. للغرب ولأوروبا بشكل خاص مصلحة في تحول المنطقة العربية نحو الانفتاح والازدهار. اسمحوا لي أن أشيد وأشدد على أهمية ترجمة ما اتفقت عليه مجموعة الثمانية (G8) خلال الاجتماع الذي عقدته في دوفيل لجهة تخصيص مبلغ 80 مليار دولار أميركي لدعم اقتصاديات دول الربيع العربي على غرار ما تم اعتماده من قبل أوروبا. قد تكون تجربة انضمام دول الاتحاد السوفياتي سابقا الى أوروبا مفيدة الى حد بعيد في هذا الاطار. وأعتقد في هذا الاطار أن المصرف الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية باشر على الأرجح بوضع بعض المقترحات الخاصة بدول الربيع العربي". ورأى "أن هناك حاجة لتكامل عربي-عربي أقوى، وكنت قد أطلقت في هذا الإطار خلال القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت في العام 2009 مبادرة خاصة بحجم أكبر من التكامل العربي اقتصاديا وتنمويا في قطاعات متعددة تتراوح بين الطاقة والمياه والنقل والبيئة والأمن الغذائي كوسيلة لتقريب العالم العربي من بعضه البعض وردم الهوات المتنامية بين شعوبه. من الضروري التنبه الى أن هذه المبادرة لا تقوم بتاتا على مفهوم الصدقة ممن يملكون لمن لا يملكون، بل على مفهوم منطقة تستثمر في رفاهيتها وأمنها بمفهوم أوسع ونموها ورفاه شعوبها".

وأكد ان "على الدول العربية التي تمر بمرحلة انتقالية اعتماد الاصلاحات الضرورية على كل المستويات: السياسية والمؤسساتية بشكل يضمن المساءلة والشفافية اضافة للحوكمة الجيدة، وتبسيط اجراءات القيام بالأعمال بهدف تشجيع استثمارات القطاع الخاص على الصعيدين المحليوالأجنبي على حد سواء، وبناء شبكات الأمان الاجتماعية التي لن تساعد للأكثر تأثرا بالتغيير وتؤمن الأمان للأقل حظا فحسب بل ستساعد كذلك على نشوء طبقة وسطى تساهم هي الأخرى في تعزيز الاستقرار والنمو في المنطقة".

وأعلن "ان العالم العربي يمتلك الموارد فضلا عن الاحتياجات، والفرص فضلا عن التحديات، اضافة للعوامل الديموغرافية. كما أن القيم التي يتشاركها مع أوروبا والتقارب معها تشكل كلها أسبابا وراء الحاجة والرغبة في بناء علاقة مستقبلية أفضل مع أوروبا المجاورة خدمة للمصالح المتبادلة. من ناحية أخرى، تملك أوروبا الدراية والخبرة لكنها بحاجة لأسواق جديدة يمكنها أن تساهم في تعزيز نمو وتطلعات أكثر استدامة. فالشراكة ليست ممكنة فحسب بل هي الخيار العقلاني الامثل". وقال: "اسمحوا لي أن ألخص عبر القاء الضوء على ركائز سياسة الجوار الثلاثة كما نراها: الحرية التي ترسمها مسيرة العرب الثابتة نحو الديمقراطية والتي تتعزز ولا تتقلص في مواجهة الانتكاسات التي علينا توقعها ومعالجتها؛ والاستدامة التي يضمنها التوصل الى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية؛ والتكامل الذي تحدده المصالح المشتركة والتكامل سواء داخل العالم العربي أو بين العالم العربي وأوروبا"، آملا "أن يستمر التعاون بيننا لنتمكن من أخذ الشراكتنا المجزية هذه نحو أفق جديدة من السلام والازدهار".

 

الكنيسة  المارونية صنعت الإستقلال الثاني بخطابها الوطني لا المسيحي

جريدة الجمهورية/شارل جبور

إذا استثنينا رد فعل البطريرك السابق نصرالله صفير في ربيع 2005 على قانون الألفين تحت عنوان «الدستور أعطانا 64 نائبا ونريد 64 نائبا»، تكاد مواقفه وبياناته تخلو من أي مطالب مسيحية إلا في سياق تسليط الضوء على الاستهداف المسيحي المبرمج لإبقاء لبنان أسيرا. الأولوية في كل النصوص المرجعية للكنيسة هي للثوابت الوطنية، لأنّ تحقيقها هو مصلحة مسيحية بالدرجة الأولى

إن رد فعل البطريرك صفير حينذاك كان مبررا على رغم تسارع وتيرة الأحداث ودخول البلاد في مرحلة جديدة لم تكن القوى السياسية مهيّئة لمواكبتها وتحديد خطة واضحة للتعامل معها، وبالتالي كان من الطبيعي أن يعبر عن امتعاضه من تحييد بكركي عن رسم معالم هذه المرحلة، خصوصا بعد الدور الطليعي الذي أدّته للوصول إلى لحظة الاستقلال الثاني، وهذا ما دفعه بعدها إلى الانكفاء لمرحلة طويلة.

ولكن باستثناء هذه المحطة، إن أي مراجعة لمواقفه وتحديدا للنداءات الأيلولية الخمسة التي سبقت الانسحاب السوري من لبنان وما صدر من أعمال وأوراق وبيانات ومبادرات بدءاً من السينودس من أجل لبنان مروراً بالإرشاد الرسولي وصولاً إلى المجمّع الماروني وثوابت الكنيسة المارونية، تظهر أن لا أولوية لدى بكركي تعلو على الحرية والسيادة والاستقلال والعيش المشترك.

وللمفارقة أن الكنيسة التي كان لها المساهمة الأساسية في الوصول إلى لبنان الكبير ومن ثم اتفاق الطائف وأخيراً انتفاضة الاستقلال وإخراج الجيش السوري، لم تتدخل في تفاصيل الحياة الدستورية والسياسية، إنما تركت للسياسيين تحديد الصيَغ الأفضل والأنسب التي تنسجم مع رؤيتها لفلسفة الكيان اللبناني.

ولعلّ المشترك بين كل الأوراق والنصوص الرسمية يتلخص بثلاثة عناصر بنيوية: الحرية، العيش المشترك والدولة. وقد خطّت الكنيسة خطوة متقدمة جدا في هذا المجال إلى حد اعتبار أن "العيش المشترك يحتاج إلى دولة مدنية، ديموقراطية وحديثة، قائمة على التوفيق بين المواطنية والتعددية". ولا مغالاة في القول بالمقابل إنه إذا كان من منطلقات فكرية للثورات العربية فهي من دون شك مستمدة من فكر الكنيسة بالذات عبر رفعها قيم الحرية والمساواة والعدالة، كما دعوتها المسيحيين في لبنان إلى رسم مستقبل مشترك لهم وللجماعات الأخرى "يقوم على المبادئ التي تؤمن للإنسان حريته وتحفظ كرامته وتوفر له العيش الكريم". وفي موازاة ذلك تتركز البنود السبعة في وثيقة "ثوابت الكنيسة المارونية" على الآتي: الحرية، العيش المشترك، الديموقراطية التوافقية، نهائية الكيان اللبناني، التمسك بقرارات الشرعية الدولية، الحفاظ على الدولة اللبنانية والإلحاح على تطبيق اتفاق الطائف بكل بنوده. فكل أدبيات الكنيسة المارونية تتمحور حول الفكرة اللبنانية القائمة على الحرية التي تتصدر كل الثوابت الأخرى، كون لا حرية في غياب السيادة والدولة والسلاح غير الشرعي. فلو رفعت الكنيسة مطالب مسيحية عشية الاستحقاقات المفصلية، لبنان الكبير واتفاق الطائف وانتفاضة الاستقلال، لما نجحت في إرساء الصيغة الفريدة التي يقوم عليها لبنان، لا بل معرفتها العميقة بأن الخلاص الوطني لا يتحقق عن طريق فئة من اللبنانيين، بل على يد كل اللبنانيين هو الذي جعلها في كل الأوقات ترفع عناوين وطنية لا فئوية.

ففي النداء الأيلولي الخامس المؤرخ في 1 أيلول 2004 جاء حرفياً: "وكلما تقارب فريق إسلامي من فريق مسيحي، أو تلاقت جماعة مسيحية وجماعة إسلامية، جاء من يفرّق بينها بالتهديد والوعيد، وهذا ما يحول دون قيام مصالحة شاملة تعيد الناس بعضهم إلى بعض". فلا يوجد أوضح من هذا الكلام حول أن التلاقي المسيحي - الإسلامي هو "الوصفة" للخلاص الوطني، هذا التلاقي الذي حالت دونه سوريا لإدامة سيطرتها على لبنان. إن كل ما تقدم يؤكد أن الأولوية في كل النصوص المرجعية للكنيسة هي للثوابت الوطنية، لأن تحقيقها هو مصلحة مسيحية بالدرجة الأولى. وبالتالي، فإنّ مهمة المسيحيين هي في توفير الإجماع الوطني حول هذه العناوين التي يجب أن يكون التمحور السياسي حولها. فالفيصل في معركة الانتخابات النيابية ليس القانون الذي يحاول التيار العوني المزايدة والمغالاة في تصوير نفسه مدافعاً عن حقوق المسيحيين تبريراً لتحالفه مع الطرف الذي يشكل نقيضاً لكل ثوابت الكنيسة، إنما في العنوان السياسي لهذه المعركة، إذ ماذا ينفع المسيحيون إذا أوصلوا 64 نائبا بأصواتهم وفاز "حزب الله" في الانتخابات، مع كل ما يعني ذلك من إبقاء الدولة معلقة والسيادة مستباحة ولبنان رهينة بيد إيران، فضلاً عن أن قوة المسيحيين هي في إعلاء ثوابتهم الوطنية التي قام عليها لبنان، ومصلحتهم تكمن في المعادلة الآتية: بقدر ما تكون أهدافهم وطنية بقدر ما يكسبون مسيحياً، وبقدر ما تكون أهدافهم مسيحية بقدر ما يخسرون وطنياً.

 

ايران وسوريا واسرائيل

 

ماهر الأسد يُدير اللعبة: بقاء النظام كلّه أو ذهابه كلّه ومعلومات عن مقتل 20 ألف عسكري و2500 ضابط من الجيش النظامي

رلى موفّق/الشفاف

ثمة ارتياح نسبي يسود حلفاء دمشق في لبنان حيال وضع النظام السوري ورأسه بعد سنة وثمانية أشهر على اندلاع الثورة السورية، واشتداد الضغوط الدولية عليه. ومرد هذا الارتياح ما رشح عن تقييم روسي - إيراني لمجريات الأزمة السورية من مختلف جوانبها دفعت بالحليفين الرئيسيين إلى الخروج بجملة استنتاجات. أول هذه الاستنتاجات أن وضع النظام السوري ليس سيئاً ولا يزال قادراً على الصمود، بعدما كان تسرب القلق والشك إبان معركة حلب واشتداد الضغط على القوات النظامية في الأرياف من إمكانات تصدع بنيتها وتراجع قدراتها العسكرية، رغم الدعم التقني واللوجستي والعسكري الذي تقدمه موسكو وطهران، إضافة إلى «حزب الله» الذي بدأت مشاركته على الأرض تتحول علانية.

أما ثاني الاستنتاجات ذات التأثير المباشر وغير المباشر على النظام، فيتمثل بالقلق الدولي من التقارير الأمنية والاستخباراتية التي تتحدث عن تسلل عناصر من القاعدة وأنصارها ومجموعات متطرفة إلى سوريا ومشاركتها في القتال بأسلحة متطورة في صفوف المعارضة المسلحة، ويستشهدون بموقف البنتاغون على لسان وزير الدفاع ليون بانيتا، وتحذيره من مغبة تزويد المعارضة بالأسلحة النوعية ووقوعها في يد هذه الجماعات، وبممارسة واشنطن ضغوطها على الدول الداعمة للمعارضة لعدم مدّ المعارضة بتلك الأسلحة عبر دول الجوار. ويرتكز ثالث الاستنتاجات على أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة الشلل السياسي - العسكري في ربع الساعة الأخير من الانتخابات الرئاسية، ما يعني استحالة حصول أي تطور في ما خص الأزمة السورية قبل انتهاء الانتخابات الأميركية، وتشكيل الرئيس لإدارته الجديدة التي لن تكون ذات فعالية قبل بداية السنة المقبلة. ومن الاستنتاجات أيضاً أن المجتمع الدولي لم تتولد لديه القناعة بوجود بديل عن النظام الحالي، خصوصاً أن المعارضة -على الرغم من احتضانها العربي والتركي والغربي- لم تقدّم نموذجاً قادراً على منح الثقة بإدارة مرحلة ما بعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

تلك الاستنتاجات تقود بالحليفين الروسي والإيراني إلى ضرورة تطوير استراتيجية المواجهة على الساحة السورية، التي من شأنها أن توفّر هامشاً أوسع من المناورة، وتحسّن موقعهما، بحيث لا يضطرا إلى حرق المراحل وتقديم التنازلات، وتمنحهما مزيداً من الوقت إلى حين تأتي ساعة التفاوض الجدي لإنهاء الصراع الدائر في البلاد، في ضوء المعطيات الراهنة التي تؤشر إلى فرص إطالة بقاء الأسد وأمد نظامه لفترة أطول. وانطلاقاً من ذلك، بدأ العمل على وضع خطة جديدة ترتكز على عدم تشتيت قدرات القوات النظامية عبر انفلاشها في طول البلاد وعرضها، ولا سيما أن الأسد أقر بصعوبة الحركة في الأرياف التي وصفها بالبيئة المعادية لنظامه، إنما حصر معركتها راهناً باستعادة السيطرة على المدن الكبرى، وتقطيع الأوصال بين المحافظات لمنع وصول الإمدادات إلى المعارضة وتواصلهم. وتندرج، في هذا الإطار، معركة الحسم في حمص لقطع الإمداد عن دمشق وحماة. وتهدف الخطة الجديدة في جانب منها إلى العمل لإعادة سيطرة القوات النظامية على المعابر الحدودية، ولا سيما مع تركيا، التي أضحت في يد الجيش السوري الحر. وفي هذا الإطار، كشف مطلعون أن موسكو حضّت الأسد على استعادة المعابر مع تركيا، وإن اقتضى الأمر إدخال قوات مؤللة واستخدام الطيران الحربي في المنطقة الحدودية، التي يفترض -وفق اتفاق مع السلطات التركية- أن تكون خارج العمليات العسكرية بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية. ويعزو هؤلاء موقف روسيا إلى اقتناعها بأن أنقرة لن تعمد في هذا الوقت الضائع، حيث حال الشلل الأميركية، إلى الإقدام على أي عمل عسكري كبير يقود إلى مواجهة عسكرية من دون دعم ومشاركة الناتو، وهو أمر غير متوافر في هذا التوقيت.

في ملخص رؤية حلفاء دمشق في لبنان أن الأسد باق والمعركة طويلة. تلك الرؤية تتقاطع مع معلومات وصلت إلى ساسة لبنانيين من القنوات الاستخباراتية المصرية ترتكز إلى ثلاثة عناصر: أولها، بقاء الأسد بعدما أظهر تماسك بنية قواته النظامية التي تقاتل على الأرض. ثانيها، تفكك المعارضة وإخفاقها في تشكيلها قوة بديلة موثوق بقدراتها من المجتمع الدولي. أما ثالث هذه العناصر وأهمها، فهو استمرار وجود فيتو إسرائيلي على إسقاط الأسد من زاوية مخاوف تل أبيب من تمدد الجماعات المتطرفة وسيطرتها ما بعد الأسد، وهي تستند في معارضتها على التقارير التي تتحدث عن تحول سوريا ملاذا لعناصر جهادية سلفية، الأمر الذي يترك ظلالاً ضبابية على المنحى الذي ستسلكه الأزمة السورية.

لكن اللافت في تطورات الأزمة السورية، تلك المعلومات التي تتوافر من كواليس القيادة الممسكة بالعمليات داخل النظام السوري للمرة الأولى عن حجم الخسائر في صفوف القوات النظامية، والتي تتحدث عن مقتل نحو عشرين ألف عسكري وألفين وخمسمائة ضابط، واعتبارها أن هذه الفاتورة الباهظة تم دفعها في إطار حماية النظام ومرتكزاته كما هو راهناً، وليس للوصول إلى حل يستند إلى عملية إصلاح سياسي تتولاها حكومة انتقالية بقيادة شخصية معارضة أو شخصية من النظام تقبلها المعارضة، ذلك أن طبيعة الحكم القائم في سوريا يقوم على المعادلة التالية: إما بقاء النظام بكليته وإما ذهابه بكليته. تلك المعادلة يقودها بقوة قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري ماهر الأسد الذي يقول أصدقاء لبنانيون له يلتقونه على الدوام: إنه يدير اللعبة وسيكون في المرصاد لأي محاولة قد تؤول إلى أنصاف حلول أو انتقال للسلطة!.

 

طهران: أي إجراء إسرائيلي ضدنا فرصة تاريخية لمحو الدولة العبرية

طهران من أحمد أمين /الراي

تحدث نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني العميد حسين سلامي، عن القدرات الدفاعية لدي بلاده، مؤكدا في مستهل مناورات الرد السريع التي تحمل عنوان «الى بيت المقدس» والتي بدأت قوات من الحرس الثوري وميليشيا الباسيج بتنفيذها امس، في طهران وتستمر ثلاثة ايام وتتمحور حول حرب الشوارع ومكافحة الاضطرابات والمجموعات الارهابية «أن منظومة الدفاع لدي الکيان الصهيوني لن تصمد امام الهجمات الشاملة لقواتنا التي أصبحت اليوم أکثر استعدادا من أي وقت مضي في مختلف المجالات». واضاف «ان اي اجراء للكيان الصهيوني ضد الثورة الاسلامية يعد فرصة تاريخية لايران، لانه لو قرر مهاجمتنا فانه سيقرب من زواله». واعلن العميد حسين سلامي من ناحية أخرى، ان المزاعم الغربية بان الحرس خطط لتلويث مياه الخليج ببقعة زيت «خيالية غير واقعية». وقال ان الحرس الثوري «ليس بحاجة لمثل هذا السيناريو لاداء مهامه»، مضيفا انها «مزاعم خيالية وغير واقعية». وكانت مجلة «دير شبيغل» الالمانية اوردت الاسبوع الماضي ان الحرس الثوري وضع مشروعا لاغراق ناقلة نفط في الخليج للتسبب ببقعة زيت مما يوقف حركة الملاحة ويرغم الغرب على المشاركة في عملية تنظيف واسعة النطاق. على صعيد آخر، استمرت قوى الامن الداخلي في الانتشار قرب متاجر الصيرفة في طهران لمنع انشطة المضاربين بالدولار في السوق السوداء، في حين اغلقت العديد من هذه المتاجر ابوابها بسبب تقلب سعر صرف الدولار، اما المتاجر المشرعة ابوابها امام الزبائن، فامتنعت عن بيع وشراء الدولار وحذفت اسمه من لائحة العملات الاجنبية التي تتعاطى بها. وتبعا لزيادة سعر صرف الدولار، ما زالت اسعار السلع تواصل ارتفاعها، واضطر بعض اصحاب المجمعات السكنية الفخمة المعروضة للبيع في الاحياء الشمالية في طهران، الى الاعلان عن بيعها بالدولار الاميركي.

قوات حرس الحدود السعودية تحبط عملية للحرس

الثوري الايراني/وكالات/وردت أنباء عن أن قوات حرس الحدود السعودية احبطت عملا خطرا تم التخطيط له بين الحرس الثوري الايراني وعملاء وقبضت على 14 ايرانيا من الحرس الثوري انزلهم قارب ايراني على شاطئ الخفجي. وتم العثور مع الايرانيين على اجهزة خطرة ومعدات تجسس واتصال واسلحة ومواد سيتم الكشف عنها في وقت لاحق. وقامت زوارق حرس الحدود السعودية بمطاردة الزورق الايراني الذي قام بانزالهم والقبض على قائده وهو من الحرس الثوري الايراني.

 

20 طناً ذهباً إيرانياً لإنقاذ الليرة السورية كشفت

المستقبل/مصادر مطلعة لصحيفة "المستقبل" ان "معلومات مؤكدة اشارت الى قيام طهران خلال الايام الأخيرة بنقل نحو 20 طناً من السبائك الذهبية تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات الى سوريا لدعم الاقتصاد السوري وانقاذ الليرة السورية من الانهيار"، مشيرة الى ان "وتيرة نقل السبائك اختلف عما كان يجري في الماضي من نقل محدود لسبائك الذهب حيث بلغ شحن الاطنان اوجه قبل نحو اسبوعين من خلال استخدام الاراضي والاجواء العراقية لهذه المهمة التي تسهم بانقاذ الاقتصاد السوري من الانهيار". واوضحت المصادر ان "قيام ايران بنقل سبائك الذهب الى خزينة البنك الحكومي السوري ساهم باستقرار الليرة السورية نوعا ما في حين ادى الى انهيار التومان الايراني مما دفع القيادة الايرانية الى ايقاف نقل السبائك الى دمشق"، مبينة ان "رجال اعمال واثرياء لبنانيين وعرباً يدعمون نظام الاسد عبر مصارف لبنانية تعود ملكيتها لاشخاص مقربين من حزب الله حيث يمدون النظام السوري باموال وكميات ضخمة من الذهب تمثل عوائد مالية من صفقات تم ابرامها لصالح دمشق".

 

هجوم دفاعي لإيران للحفاظ على دورها الاقليمي

راغدة درغام/الحياة

مهمٌ إقحام «حزب الله»، بقرار إيراني، في المعركة داخل سورية عبر مقاتلين وعتاد، وفي السعي لتحويل الأنظار عن المعركة السورية عبر إيفاد طائرة بلا طيار تدعى «أيوب» فوق الأراضي الإسرائيلية. هذا يعني ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تلامس الذعر من انهيار دورها الإقليمي عبر البوابة السورية في الوقت الذي لم تصبح فيه جاهزة بعد للاستلقاء مرتاحة على سرير اقتناء القدرات النووية العسكرية على رغم اقترابها من هذا الانجاز. انها مرحلة ما بين – مرحلة احتمال السقوط في الهوّة – ولذلك أتى التصعيد النوعي الذي وقع هذا الأسبوع عندما تبنى «حزب الله» إرسال طائرة الاستطلاع «أيوب» التي أسقطتها إسرائيل متوعدة بالانتقام من الاختراق لأجوائها. إنما الحروب الإيرانية على الساحة العربية لا تنحصر في دور عسكري مباشر لمصلحة النظام وضد المعارضة في سورية انتهاكاً لقرارات دولية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة تمنع طهران من مد السلاح والرجال لأي كان خارج حدودها. ان الظروف الإيرانية تأخذ أيضاً منحى الانخراط الرفيع المستوى – عبر قدرات لبنانية تحديداً – في حرب الـ Cyber Space التي تخوضها من الضاحية الجنوبية – معقل «حزب الله» في بيروت – ضد المصالح الأميركية والعالمية انتقاماً من حروب الغرب وإسرائيل المماثلة على برنامجها النووي. ثم هناك ما أشارت اليه مجلة «دير شبيغل» الألمانية حول خطة لقائد الحرس الثوري الإيراني لإحداث كارثة بيئية في مضيق هرمز لقطع الطريق البحري أمام صادرات النفط وذلك لدب الذعر في الدول الغربية التي تعتمد على النفط الآتي من منطقة الخليج بهدف إجبارها على رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران والتي حقاً تخنقها. إذاً، ان القيادة الإيرانية حبكت إستراتيجية هجوم دفاعي عن ركيزتي تواجدها ووجوديتها: اقتناء القدرة النووية العسكرية التي تجعل من إيران دولة نووية عضواً في نادي الكبار... والاحتفاظ بطموحات الهيمنة الإقليمية بحيث يكون لها دور التأثير والنفوذ الإقليمي داخل دول عربية حيوية تشمل العراق وسورية ولبنان الذي يؤمّن لها جبهة مباشرة مع إسرائيل تستخدمها في حروب النيابة عبر حليفها العضوي «حزب الله». فهل تأتي إستراتيجية الهجوم الدفاعي شهادة على استقواء القيادة الإيرانية وثقتها بأن ضعف الآخرين سيدر عليها بالنووي وبالدور الإقليمي في آن واحد؟ أم ان التطويق الهادئ لهذه القيادة سيحبط «غايات طهران»؟ الجواب في جعبة القيادة الروسية التي باتت الحليف الواضح في المحور الذي يضم الجمهورية الإسلامية الإيرانية و «حزب الله في لبنان» ونظام بشار الأسد في سورية. لكن موسكو أيضاً تائهة في عمق مشاكلها بعدما زجت نفسها في الزاوية وباتت عدو نفسها وليس فقط عدو المعارضة في سورية. وهي بدورها تبحث عن حبل إنقاذ على رغم تعالي رئيسها فلاديمير بوتين وعجرفة وزير خارجيتها سيرغي لافروف – فكلاهما يدرك انهما أدخلا روسيا في معركة خاسرة. الجواب أيضاً في واشنطن.

تلك العصبية القومية التي تعمي رجال الحكم عن التفكير ليست فقط روسية وإنما هي إيرانية وتركية وإسرائيلية. انها دافع للتهور. لكن رجال السلطة يفهمون أيضاً دوافع الانضباط. ورجال السلطة في هذه الرقصة المميتة على أشلاء السوريين يتأرجحون بين الانضباط والتهور في انتظار موعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، الدولة العظمى الوحيدة في عالم اليوم.

الرئيس باراك أوباما قد يتباهى بانجاز الانضباط حتى درجة الإفراط، لكنه دخل في المرحلة الأخيرة خانة المحاسبة على تردده وانضباطه وتجاهله الوقائع بحجة عدم الرغبة بالتهور. بدأ الكتّاب الكبار الأميركيون في محاسبته على أخطائه الإستراتيجية ليس نحو إيران بالضرورة، إنما بالتأكيد في سورية. جاكسون دييل، المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» كتب هذا الأسبوع عن «إخفاق أوباما في إنقاذ سورية وثورتها» وقال ان ما ترتب على سياسة أوباما الخارجية القائمة على الضعف والتخاذل «كارثة إستراتيجية: حرب في قلب الشرق الأوسط تنفث نيرانها على حلفاء حيويين مثل تركيا والأردن وعلى دول الجوار الهشة الاستقرار مثل العراق ولبنان». وتابع: ان أوباما ليس «المسؤول اليتيم» عن الفوضى في سورية لكن «سلسلة حساباته الخاطئة أفضت الى ما لم يرم اليه: تمكين سورية بشار الأسد من الإفلات من طوق عزلة دولة... ومواصلة ذبح شعبها»، مشيراً الى ان غرق الإدارة الأميركية في وهم اعتبار الأسد «إصلاحياً» حمل إدارة أوباما على «الوقوف موقف المتفرج طوال أشهر في وقت كانت قوات الأسد الأمنية تطلق النار على المسيرات السلمية المؤيدة للديموقراطية».

للأسبوعين المقبلين الى حين موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، يُستبعَد أن تتبنى أية دولة كبرى سياسة مختلفة نوعياً أو جذرياً عن تلك التي اتكأت عليها في الفترة الأخيرة. وما اتكأت عليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن هو مهمة الممثل الأممي والعربي، الأخضر الإبراهيمي، الذي قام بجولة على منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع طالباً من قياداتها توظيف نفوذها وأدوارها في سورية لوقف النار خلال فترة عيد الأضحى.

الإبراهيمي يدرك تماماً ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تختبئ وراء الفيتو المزدوج الثالث الروسي – الصيني كي تبرر عجزها أو تخاذلها. يدرك أيضاً أن العصبية القومية الروسية تحول دون اعتراف بوتين أو لافروف بحدود النفوذ الروسي اما مع النظام في دمشق أو في الساحة السورية الأوسع وإنهما لن يتمكنا من تقرير مصير سورية وكأنها الشيشان. فكلام سيرغي لافروف بأن «الأسد لن يرحل» يجب أن يؤخذ على حجمه وفي إطار محدودية النفوذ الروسي مع الأسد – باعتراف غير علني لمسؤولين كبار بفشل جهود الديبلوماسية الروسية مع الأسد. إنما يجب أيضاً أن يؤخذ من ناحية العنجهية التي تحول دون اتخاذ روسيا قرار سحب الحماية عن الأسد مما يجعلها تبدو غير جدية لا يمكن الاتكال عليها حليفاً.

الأرجح ان الأخضر الإبراهيمي يحاول تطبيق نموذجه في إجراء المفاوضات الإقليمية – الدولية لمعالجة الأزمة السورية على نسق ما فعله في أفغانستان عبر ما سُمي 6+2، إشارة الى تجمع من الدول شمل وضم الولايات المتحدة وإيران معاً في قاعات مغلقة لإيجاد الحلول لأفغانستان ولخلق نوافذ وإطلالات على بعضهما بعضاً.

لعل الإبراهيمي يعمل حالياً بناءً على «رباعية» الرئيس المصري محمد مرسي على رغم تزعزع أحجار الأساس فيها نظراً لتوقف المملكة العربية السعودية عن المشاركة فيها لأنها وجدتها وسيلة لشراء الوقت بل وهدره. انما فكرة جمع الدول الكبرى في المنطقة – المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتركيا ومصر – للبحث في المسألة السورية أثارت إعجاب الإبراهيمي كقاعدة لمبادراته الديبلوماسية. ولربما في ذهنه الآن 4+5 أي رباعية مرسي وخماسية الدول الكبرى في مجلس الأمن: الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، أو 4+7 إذا أضيف النظام والمعارضة السورية الى المعادلة...

المشكلة في هذا الأسلوب انه يقتضي وقتاً طويلاً لا تسمح به الحالة السورية التي تشهد سقوط مئات القتلى يومياً.

المشكلة الثانية تكمن في حجم التمنيات بإصلاح علاقات دول إقليمية ودولية لا يتحمل الوضع السوري انتظار اختمار ذلك الإصلاح شبه المستحيل. وكنقطة بداية ان الفارق ضخم بين الموقف الإيراني المتمسك قطعاً باستمرار نظام بشار الأسد تحت أي ظرف كان والموقف السعودي والتركي الذي يرفض بقاء الأسد في السلطة بعدما سقط أكثر من ثلاثين ألفاً من السوريين قتلى في المعركة على السلطة. والمشكلة الثالثة تكمن في تشريع أو شرعنة الدور الإقليمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية داخل دولة عربية وإعطاء طهران أوراقاً تفاوضية قوية ليس فقط لناحية الدور والهيمنة الإقليمية التي ترغب بها وإنما أيضاً لجهة الطموحات النووية لها. وكل ما يتطلبه هذا من وقت لن يكون ممكناً ما لم يتم التوصل الى وقف النار والى مفاوضات جدية للعملية الانتقالية السياسية في سورية. انما، وكما قال لافروف «الأسد لن يرحل» ما لم يُجبَر على الرحيل وليس هناك في الأفق بما يفيد اما بأن طهران جاهزة للاستغناء عنه أو التضحية بالنظام الموالي لها وبأن موسكو مستعدة لسحب الغطاء عنه مما يجعله والنظام في هشاشة.

انما من ناحية أخرى، ليس في وسع أي من أطراف محور روسيا/ إيران/ الصين/ النظام السوري/ «حزب الله» الاستمرار بالوضع الراهن كما هو عليه الى ما لا نهاية، لا سيما ان العقوبات تؤدي الى تآكل جدي للاقتصاد الإيراني والسوري وأن «حزب الله» يُنذر الآن بعقوبات إضافية ستزيد تقييد حريته داخل لبنان وخارجه، وبالذات في المواقع الحيوية له مثل المطار.

ووفق رأي البعض، ان القرار الإيراني بإقحام «حزب الله» في الحرب السورية وبتوريط لبنان في مواجهة مع إسرائيل نتيجة إرسال طائرة «أيوب» من «حزب الله» انتهاكاً للأجواء الإسرائيلية إنما هو قرار ضعف وعلامة على الاستقواء وليس القوة. ذلك أن الوضع داخل سورية يتأزم أكثر وليس لمصلحة النظام، وفق هؤلاء. وبالتالي تقرر في طهران تفعيل توريط الساحة اللبنانية باكراً من أجل تغيير إبرة بوصلة الاهتمام بعيداً من سورية.

بنيامين نتانياهو لا يحتاج الى حقنة إضافية من التهور أو العصبية القومية، وبالتالي التي تُرسَم لاستفزازه ولشن هجمات على مواقع «حزب الله» أو أينما كان في لبنان انتقاماً من «أيوب». قد تكون الانتخابات الأميركية دافعاً للانضباط. قد يحتفظ نتانياهو بعنصر المفاجأة للانتقام من استخفاف «حزب الله» به متجاهلاً دور إيران لأن إسرائيل غير قادرة أو غير مستعدة للمواجهة المباشرة مع إيران. وقد تكون طائرة «أيوب» أكثر ورقاً مما هي اختراق جذري في المعادلة العسكرية. كل هذا يضع لبنان على سكة الخطر بقرار من محور طهران – الضاحية الجنوبية في لبنان/ دمشق/ بكين/ موسكو.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حذر في تقريره الأخير عن القرار 1559 بأن «استقرار لبنان وسيادته موضع تحدٍ قاسٍ» معرباً عن «القلق العميق من وطأة الأزمة السورية على لبنان» و «ازدياد التقارير التي تتحدث عن نشاطات في سورية لحزب الله والذي هو عضو في التحالف الحاكم والتي قد تقوض سياسة (النأي بالنفس) وفي نهاية المطاف تقوض استقرار لبنان».

وفيما يخص طائرة «أيوب»، قال بان كي مون ان إيفاد «حزب الله» هذه الطائرة الى إسرائيل هو «استفزاز متهور قد يؤدي الى تصعيد خطير يهدد استقرار لبنان»، مطالباً قيادة «حزب الله» بأن تنزع سلاحها وتحصر نشاطاتها بصفتها حزباً سياسياً لبنانياً. وطالب الأمين العام الحكومة الإيرانية التي لها علاقات وثيقة بـ «حزب الله» الكف عن تسليم السلاح له انتهاكاً للقرارين 1559 و1747 وتجنباً لإقحام لبنان في حرب مهلكة.

لا يكفي ان يبيّن الأمين العام للأمم المتحدة الخطر الذي يحدق بلبنان وتداعيات ذلك على السلام والأمن الإقليميين. يجب أن يكون للأسرة الدولية موقف واضح وحازم إزاء هذا الأمر لأن جر لبنان الى المواجهة يعني ان طهران اتخذت قرار استخدامه ساحة للحروب بالنيابة لإنقاذ انزلاق الوضع في سورية وتحويل الأنظار عن تدهور النظام هناك. وهذه مسؤولية أميركية بقدر ما هي روسية. ذلك ان الاختباء وراء الإصبع أو دفن الرؤوس في الرمال سيرتد على جميع اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين على السواء.

 

تل أبيب: هدفها مواجهة تهديدات من كل الجبهات ويستطيع أي طرف استخلاص ما يريد/رسالة حازمة لإيران: مناورات أميركية - إسرائيلية غير مسبوقة

واشنطن - ا ف ب, كونا: تجري الولايات المتحدة واسرائيل مناورات ضخمة للتعبير عن موقف موحد موجه الى ايران, وذلك على الرغم من الخلاف بين قادة البلدين بشأن كيفية التصدي للطموحات النووية الايرانية. وأوضح مسؤولون, أمس, أن المناورات الجوية التي سيطلق عليها اسم "التحدي القاسي 2012" ستجري في اواخر الشهر الحالي, على أن تستمر لمدة ثلاثة اسابيع وسيشارك فيها 3500 جندي أميركي وألف جندي إسرائيلي. وقال اللفتنانت جنرال كريغ فرانكلين قائد القوة الجوية الثالثة الذي يتولى الاشراف على المناورات مع نظيره الاسرائيلي الجنرال نيتزان نوريال انها "أكبر مناورات في تاريخ العلاقات العسكرية الطويلة بين الولايات المتحدة واسرائيل". واضاف فرانكلين أمام صحافيين في مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان "المناورات ستحسن اداء الدفاع الصاروخي لاسرائيل وستعزز الاستقرار الاقليمي كما ستساعد على ضمان التفوق العسكري". لكن المناورات واسعة النطاف لا تقتصر فقط على الدفاع الصاروخي, فهي ستتم في ظروف سياسية مشحونة ووسط تكهنات بشأن إمكان ان تشن اسرائيل ضربة وقائية ضد ايران, ودنو موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي تشهد تنافسا كبيرا بالاضافة الى الانتخابات النيابية المقررة في اسرائيل بعد بضعة اشهر. وقال نوريال خلال المؤتمر الصحافي نفسه ان "الهدف من المناورات هو مواجهة التهديدات من كل الجبهات", و"يستطيع اي شخص استخلاص الرسالة التي يريدها من هذه المناورات". وأضاف "ان مجرد قيامنا بمناورات مشتركة وعمل مشترك هو رسالة قوية بحد ذاته .. ويستطيع أي شخص استخلاص العبر التي يريدها من هذه المناورات". ومن بين الجنود الاميركيين المشاركين في المناورات, سيكون ألف منهم في اسرائيل فيما سيكون الباقون في اوروبا ومنطقة حوض البحر المتوسط. وستجري القوات تدريبات مشتركة على نظام "القبة الحديد" للدفاع الصاروخي, وآخر نسخة من صواريخ "باتريوت" الاميركية ونظام "أرو" المضاد للصواريخ البالستية والذي طورته الدولتان الحليفتان. وستوفر سفينة "ايجيس" التابعة للبحرية الاميركية عمليات القيادة والمراقبة. وتبلغ الكلفة الاجمالية للمناورات 38 مليون دولار, ستتحمل الولايات المتحدة 30 مليوناً منها.

ومع أن إسرائيل تواجه اطلاق صواريخ من غزة وتهديدات صاروخية من سورية و"حزب الله" في لبنان, الا ان القلق الكبير مصدره الترسانة الايرانية المتنامية من الصواريخ البالستية.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" حذرت في تقرير رفعته الى الكونغرس العام الجاري من ان الصواريخ الايرانية يمكن ان تصيب اسرائيل ودولا في شرق اوروبا, وخصوصا صواريخ "شهاب 3" التي تم توسيع نطاقها, والصواريخ البالستية المتوسطة التي يبلغ مداها ألفي كلم.

وحمل التهديد الصاروخي المقترن بالازمة الناجمة عن البرنامج النووي الايراني السلطات الاسرائيلية في أغسطس الماضي على إجراء تجربة على نظام إنذار عام عبر الرسائل القصيرة لتحذير السكان من اي خطر محدق. وكان من المقرر في الاساس ان تجري المناورات التي يتم الاعداد لها منذ عامين في ابريل الماضي, الا انها ارجئت بناء على طلب من اسرائيل التي لم تعط تبريرا رسميا لذلك.

وفي طهران, اعتبر نائب القائد العام لقوات "الحرس الثوري" الايراني العميد حسين سلامي ان منظومة الدفاع التي يمتلكها الجيش الاسرائيلي لن تصمد أمام الهجمات الشاملة للقوات الايرانية.

وقال في كلمة خلال مناورات لقوات التعبئة الشعبية "الباسيج" في طهران ان "الاحتلال الاسرائيلي يفتقر الى العمق الدفاعي فضلا عن ان دفاعاته ضعيفة لا تقوى امام الضربات الشاملة لايران وامتداداتها الثورية التي باتت في موضع هجومي". واضاف ان "دفاعات العدو الاسرائيلي لم تصمم لخوض حروب كبيرة وطويلة وستتعرض للدمار إذا ما فكر العدو بالتحرك خارج إطار الحرب النفسية".

ونفى سلامي وجود مخطط لدى "الحرس الثوري" لتلويث مياه الخليج ببقعة زيت. وقال ان الحرس "ليس بحاجة لمثل هذا السيناريو لاداء مهامه", مضيفاً إنها "مزاعم خيالية وغير واقعية".

وكانت مجلة "دير شبيغل" الالمانية اوردت الاسبوع الماضي ان "الحرس الثوري" وضع مشروعا لاغراق ناقلة نفط في الخليج للتسبب ببقعة زيت مما يوقف حركة الملاحة ويرغم الغرب على المشاركة في عملية تنظيف واسعة النطاق.

 

إرهابي ... من يتهم الثورة السورية بالإرهاب

 داود البصري/السياسة

لاحظت من خلال ردود الفعل المريضة والمتشنجة على كتاباتي المؤيدة للثورة السورية والمناصرة للثوار السوريين الأحرار , بأن البعض من المرضى بات لايتورع أبدا عن اتهامي علنا بتأييد ودعم الإرهاب كما يقولون, بل أن أحدهم وقد بلغت به العزيمة والدفاع عن النظام الإرهابي السوري المجرم مبلغها لم يتردد عن التلويح بالابتزاز وتهديدي الفج بالمخابرات النرويجية والتي يطلب منها أن تساءلني وعائلتي الصغيرة عن نشاطاتنا في دعم وتسويق الإرهاب! وهذا لعمري قمة السخافة والسقم في معارضة الرأي الآخر والنزول بمستوى الحوار للحضيض , وأبشر ذلك المتفلسف والداعي للشكوى ضدي لمخابرات النرويج بأن تلك المخابرات وغيرها لا يعنيها ما أكتب أو أقول , فالبلاد النرويجية حرة بالكامل ولا تخشى القول والرأي المعاكس كما أنهم يعرفون حقيقة من هو الإرهابي الحقيقي ومن يدعم الإرهاب ويروج له ويدافع عن رموزه, والذين أبرزهم النظامين الإيراني والسوري يرافقهما في العربة أحزاب العراق الطائفية المعروفة وحزب "خدا" اللبناني وبعض النتوءات الإيرانية من الخلايا السرية والعلنية في الخليج العربي. ليس في تاريخي ما يشين ولم أحمل قطعة سلاح في حياتي ولو كان مطرقة! والنرويجيون هم ماغيرهم من دشن ومارس خيار المقاومة في تصديهم للإحتلال الألماني النازي ( 1940/1945 ) بل أنهم بعد التحرير قاموا بإعدام حاكم النرويج المؤيد للألمان وهو كويسلنغ واعتبروه رمزا للخيانة ولم يعدموا أحدا بعد كويسلنغ وعدد من وزرائه منذ عام 1946 وحيث ألغي حكم الإعدام بعد ذلك , لذلك لا يهددني أحد بما لا أهدد به , حتى المجرم  بريفيك مرتكب جريمة الجزيرة وتفجير مقر الحكومة في 21/7/2011 عامله النرويجيون بمستوى من التسامح أثار امتعاض قطاعات عديدة من المجتمع لكونه يقضي عقوبته السجنية المؤبدة في أرقى سجون العالم, بل ويتمتع بحق الكتابة عبر جهاز الحاسوب الذي وفروه له رغم أنه قتل 77 إنسانا ودمر مقر الحكومة وتسبب بخسائر مادية جسيمة وبضربة كبرى لسمعة النرويج في العالم, ومن يريد أن يشتكي فليتفضل ! فالنرويج لا تحكمها الأحزاب الشيعية ولا تقاد وفق أسلوب المادة " 4 إرهاب" , إنها دولة مؤسسات عريقة وراقية لن تصلوا لمستواها ولو بعد أربعة قرون , فوفروا تهديداتكم لأنفسكم. أما من يتهم ثوار سورية الأبطال بكونهم إرهابيين وسلفيين وقتلة وذباحين فهو الإرهابي بعينه , ولأكون أكثر صراحة ولربما بطريقة مباشرة قد تجرح مشاعر البعض , فإن أول من سن سنة الإرهاب وقدس التفجير والأعمال الإنتحارية ومارسها على نطاق واسع هي الأحزاب الطائفية الشيعية المرتبطة بإيران وبتسهيلات لوجستية من المخابرات السورية وكان ذلك تحديدا عام 1981 حينما فجر إرهابي وحزب "الدعوة" الإيراني في بيروت السفارة العراقية هناك مدشنين بذلك أسلوبا إرهابيا جديدا لم يسبقهم إليه أحد منذ عصر الحشاشين الإسماعيليين في العصور الوسطى, وهم انفسهم الذين حاولوا اغتيال القائد الكردي المسلم العظيم صلاح الدين الأيوبي, تلك العملية في عمق بيروت الغربية وأيام سطوة المقاومة الفلسطينية خلال الحرب الأهلية اللبنانية وقف خلفها التنظيم العسكري لحزب الدعوة مجندين أحد الانتحاريين الذي تعرض لعملية غسل دماغ لتحبيب الانتحار واللقاء برسول الله والإمام علي كما يقولون! وقد مجد حزب الدعوة على لسان شاعره المدعو أبومدين الموسوي وهو جابر الجابري الذي تسلم بعد الاحتلال الأميركي وكالة وزارة الثقافة قبل أن يبعدوه عنها فيما بعد حيث أنشد قصيدة عصماء تمجد ذلك الفعل الإرهابي وعارض قصيدة نزار قياني الشهيرة بلقيس التي رثى فيها زوجته , بقصيدة دعوية تافهة تقول : "بلقيس أنت قتلتها" ?!  ثم توالت أعمال الإرهاب الكبرى في لبنان فيما بعد عام1983 وبالتحديد في يوم 23 أكتوبر من ذلك العام ضد القوات الأميركية والفرنسية وجميعها كانت أعمالا إنتحارية لم يكن لأهل السنة ولا للسلفيين يد فيها أوعلاقة بها بل كانت من تنظيم وإعداد طلائع "حزب الله" وبإخراج المخابرات السورية , وجاء التطور الأكبر لإرهاب الأحزاب الشيعية الممولة إيرانيا والمدعومة سوريا في دولة الكويت وتحديدا في يوم 12/12/1983 حين فجر إنتحاري عراقي منتسب لحزب "الدعوة" ويدعى رعد مفتن عجيل وهو من أهالي البصرة نفسه عندما اقتحم بشاحنة مفخخة أبواب السفارة الأميركية القديمة في منطقة بنيد القار على ساحل الخليج العربي وبشكل متزامن مع مجموعة أخرى من التفجيرات التي هزت الكويت للمرة الاولى في تاريخها وكان ذلك الفعل الشنيع فعلا إرهابيا خالصا نفذه حزب شيعي عراقي موالي وعميل لإيران وبتمويل وتخطيط من قيادة الأحواز للحرس الثوري! ولم يكن للسلفيين أي دور في ذلك , ثم تكررت عمليات الإرهاب الأسود في الكويت عبر المحاولة الإرهابية الأثيمة لاغتيال أمير الكويت السابق المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح يوم 25/5/1985 والتي نفذت على مقربة من قصر السيف بسيارة انتحارية وكان حادثا إرهابيا إنتحاريا وقف خلفه حزب "الدعوة" الشيعي أيضا, ثم أتبع ذلك بعد سنوات عمليات إرهاب كبرى قامت بها العناصر العميلة والأحزاب الشيعية أبرزها خطف الطائرة الكويتية الجابرية من مطار بانكوك والهبوط بها في مطار مشهد الإيراني حيث تم استبدال طاقم الإرهابيين الذين قادهم الشيعي اللبناني المقبور الإرهابي عماد مغنية وكانت مأساة إنسانية مروعة قتل فيها أبرياء وشباب كويتي من أمن الطائرة! وقبل ذلك فإن جماعة "المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق" كانوا قد أطلقوا على مقرهم ووكرهم في دمشق في حي الأمين والذي كان بإدارة المعمم عامر الحلو وباقر صولاغ إسم "الشهيد أبوبلال"! وهو الانتحاري الذي فجر وزارة التخطيط في العراق عام 1982 لمنع قمة عدم الانحياز من الانعقاد في بغداد تلبية للرغبة الإيرانية وهو ماحصل فعلا! وفي ذلك الوكر كانت تتم عمليات تجنيد الإنتحاريين من الشباب الفقير الجاهل كما كانت تنظم حملات التطوع للشباب العراقي في جبهات الحرب للقتال مع النظام الإيراني, إضافة لتزوير الجوازات البحرينية والخليجية لتزويد إرهابيي الأحزاب الشيعية بها والقيام بأعمال تخريب هناك.

إنها صفحات سوداء لأحزاب طائفية سوداء مارست الإرهاب القاتل حتى الثمالة ثم جاءت اليوم بعد أن وفر لها الاحتلال الأميركي فرصة التسلل للسلطة لتحاول إلقاء الدروس علينا حول من هو الإرهابي الفعلي?  من هنا ومن خلال التاريخ الموثق يتبين بأن من بدأ الإرهاب الانتحاري وسن سنته النكراء هي الأحزاب الشيعية الممولة إيرانيا والمستندة للدعم اللوجستي والتدريبي السوري , واتهام أحرار الشام من الثوار اليوم بالإرهاب هو قمة النفاق والكذب الرخيص , إنهم يجاهدون من أجل إنهاء نظام الإرهاب والجريمة الذي كان يرسل الانتحاريين للعراق إستنادا لشكاوى نوري المالكي نفسه قبل الفرمانات الإيرانية المقدسة التي غيرت موقفه بالكامل. إرهابي ومؤيد للإرهاب وعامل في إطاره من يتهم المقاومة السورية والثوار السوريين بذلك.. فالتاريخ عيون وآذان وذاكرة حديدية لن يمحوها الدجل الرخيص ولن تحجبها كل أساليب التقية والنفاق فتأملوا يامحبي الإرهاب والمدافعين عنه من ذوي الضمائر الميتة.

* كاتب عراقي

 

رسالة من مرسي إلى "الصديق العظيم" بيريس تثير الجدل

 القاهرة - وكالات: طلبت الرئاسة المصرية, أمس, "توضيحًا" من وزارة الخارجية بشأن خطاب نشره موقع صحيفة إسرائيلية, موجه للرئيس شيمون بيريس, يشيد فيه الرئيس محمد مرسي بنظيره الإسرائيلي. وقالت مصادر رفيعة في رئاسة الجمهورية المصرية إن "الرئاسة طلبت من وزارة الخارجية توضيحًا بشأن مدى صحة هذا الخطاب وستصدر بيانًا حول هذا الأمر بعد وصول رد الخارجية". وبحسب موقع صحيفة "ذا تايم أوف إسرائيل" التي نشرت صورة زنكوغرافية للخطاب, فإن مرسي وصف بيريس ب¯"الصديق العظيم" في معرض طلبه اعتماد سفير مصر الجديد في تل أبيب, عاطف سالم, وتمنى في الخطاب "تطوير علاقات المحبة والعيش الرغد لاسرائيل". وكان الخطاب الصادر بتاريخ 19 يوليو الماضي, وحمل توقيع مرسي, مسبوقا بعبارة "صديقك الوفي", واشتمل كذلك على توقيع وزير الخارجية محمد كامل عمرو ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية. وبحسب النص المنشور, فقد تضمن الخطاب كلمات مودة ومحبة واعترافًا بدولة اسرائيل, وهو ما لا يعكسه بأي حال خطاب مرسي تجاه إسرائيل في المحافل الدولية والمناسبات المختلفة منذ توليه قيادة البلاد, حتى أنه يتجاهل عادة ذكر اسم إسرائيل في تلك الخطابات. وسبق أن نفى المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي صحة خطاب نشرته وسائل إعلام اسرائيلية في أغسطس الماضي ونسبته لمرسي وذكرت أنه وجهه إلى بيريس أيضا ردًا على تهنئة الرئيس الإسرائيلي له بانتخابه رئيسا لمصر. على صعيد آخر, من المقرر أن يشهد ميدان التحرير ومختلف المدن المصرية اليوم, تظاهرات دعت لها جماعات واحزاب يسارية وليبرالية, تحت شعار "مصر مش عزبة" تنديدا بمحاولات جماعة "الإخوان المسلمين" الانفراد بمقدرات البلاد. ودعا حزب "المصريين الأحرار" القوى السياسية والوطنية والثورية للمشاركة في التظاهرات, للمطالبة بالتحقيق في ملابسات "جمعة الحساب" وطرح مبادرة لم الشمل بين القوى السياسية. من ناحيته, قال النائب في مجلس الشعب المنحل محمد أبو حامد, إن التظاهرات المقررة, تؤكد على عدم استكانة القوى المدنية أمام محاولات "الإخوان المسلمين" الانفراد بمقدرات البلاد, معتبراً أن الجماعة تتبع تكتيكات تضاهي أشرس أجهزة الاستخبارات في العالم. وقال أبو حامد, إن تظاهرات "مصر مش عزبة" ستُبنى على نجاح تظاهرات الجمعة الماضي, التي اعتبر أنها "أسهمت بشكل كبير في كشف الإخوان أمام الشعب المصري, وذكَّرت بمشاركتهم المتأخرة في ثورة 25 يناير وأعادت إلى الأذهان خروج قيادات "الإخوان المسلمين" من ميدان التحرير وقيامهم بالتفاوض مع أركان النظام السابق, قبل سقوطه, على

 

هل تزيل زيارة بوتين لتركيا الأجواء الملبّدة سورياً؟

ثريا شاهين/المستقبل

أرخى الوضع السوري بظلاله على العلاقات الروسية التركية، الأمر الذي جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرجئ زيارته لأنقرة من 15 تشرين الأول الجاري إلى الثالث من تشرين الثاني المقبل.

مصادر ديبلوماسية قريبة من موسكو، أشارت إلى أنّ قنوات الاتصال بين الطرفين ليست قويّة في المرحلة الراهنة، بفعل تضارب وجهات النظر حيال الأزمة السورية. لكن عندما تتم الزيارة ستكون فرصة لتوضيح المواقف، وإزالة بعض الأجواء الملبّدة في العلاقات الثنائية. ولدى روسيا رغبة في تبادل وجهات النظر مع تركيا في ضوء توجّس الروس من العديد من المواقف التركية. كما أنّ هناك عدم فهم للموقف التركي في روسيا واستغراباً له، لكن في كل الأحوال، إنّ مدى التوتّر غير واضح، ذلك أنّ العلاقات متجذّرة في التاريخ، من النواحي السياسية والاقتصادية. إذ أنّ هناك تبادلاً ضخماً في التجارة يقدّر بـ35 بليون دولار في 2012، وقد زاد هذا الحجم عن السنة الماضية بنسبة 13 في المئة. وهناك استثمارات تركية روسية متبادلة تقدّر بـ7 بلايين دولار. ما يعني قوّة العلاقة الاقتصادية يُضاف إليها عدد السيّاح الروس في تركيا والذي يبلغ سنويا 3,5 ملايين سائح. ثم التعاون في نقل الطاقة من غاز ونفط، ما يشكّل جزءاً أساسياً من التعاون الاقتصادي. كل ذلك للقول إنّه ليس لدى تركيا وروسيا على حد سواء مصلحة في تردّي العلاقة السياسية.

وتدرك موسكو، وفقاً للمصادر، أنّ تركيا تتعرّض لضغوط من جملة الضغوط التي تتعرّض لها دول الجوار لسوريا. لكنها في الوقت ذاته ستعبّر لتركيا انها هي بدورها تتعرّض لضغوط من أطراف من أجل النظام السوري، إنّما في نظر موسكو ان تركيا بطريقة ما، تحاول أن "تستفزّ" سوريا للردّ، بحسب ما تراه موسكو. أي أنّ الموقف التركي هدفه جرّ حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى مواجهة مفتوحة مع سوريا، ويتيح تدخّله في سوريا، من أجل حل الأزمة السورية بالقوّة أي عبر إسقاط النظام. هذا هو مبرّر ما تسمّيه موسكو "الاستفزازات" التركية سواء عن طريق قصف سوريا، أو احتجاز الطائرة ومنع الطيران التركي للطائرات السورية من الاقتراب من الحدود، وصولاً إلى وقف الرحلات السورية للمدنيين عبر الجو التركي، مروراً بمنع الطيران السوري من قصف مناطق للمعارضة. وتعتبر روسيا أنّ تركيا تجرّ "الناتو" إلى التدخّل حتى لو كانت تركيا أرضاً أو مدخلاً لتوجيه ضربة لسوريا. في حين أنّه إذا ما حصلت مواجهة مفتوحة، ليس من السهل حصر نتائجها. مع أنّ مصادر غربية تؤكد ان لا حرب بين تركيا وسوريا، لأنّه ليس هناك جهوزية من أي طرف للدخول بهكذا خيار. والحرب مكلفة على كل الأطراف، لأنّه لا يمكن معرفة كيف تنتهي إذا ما بدأت، فضلاً عن أنّ للدول كافة مصالح اقتصادية لا يمكن الاستهانة بها وتعريضها للمخاطر. فهناك 80 مليون نسمة في تركيا، و30 مليوناً في سوريا، والمنطقة كلها تغلي بما فيها العراق وإيران، وليس من مستفيد حالياً إذا ما اندلعت الحرب.

تركيا وروسيا لطالما اتسمت علاقتهما بأنّهما حليفتان استراتيجيتان، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زار روسيا منذ نحو 4 أشهر، وثمّة تشاور سياسي قائم على الرغم من وجهات النظر المتفاوتة حول وضع سوريا. فالروسي يعبّر للتركي عن أنّه ليست أنقرة هي مَن تغيّر في سوريا، والتركي يقول له إنّ النظام ارتكب ويرتكب ويلات ومجازر لا يجوز استمرارها، ويجيبه الروسي أنّ موسكو مع قرار الشعب عبر الانتخابات، هذا وفقاً للمصادر القريبة من موسكو والتي تعتبر أنّ الموقف الروسي بدعم الرئيس السوري بشار الأسد موقف حاسم ونهائي لا رجوع عنه، وبات جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الروسية. والموقف الروسي هو بمثابة "كسر عظم" مع المجتمع الدولي بحيث أبلغت موسكو كل الساعين للحل أنّها توقف تدخلها إذا ما أوقفت كل الأطراف ذلك، وتعتبر موسكو أنّ المعارضة تتلقى السلاح من الخارج وهذا ما يسبب تأزيماً للوضع، فضلاً عن انه يفاقم التطرّف والإرهاب.

وتؤيّد روسيا الاستمرار في مهمّة الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي، كما تؤيد الحوار الداخلي في سوريا قبل تنحّي الاسد، وأنّ شعوب المنطقة أدرى بمصالحها، ولا يجب أن يكون هناك تدخّل خارجي والانطلاق من وثيقة جنيف في الحل مع القرارين 2041 و2042.