المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 27 تشرين الأول/2012

إنجيل القدّيس متّى 13/31-35/ حَبَّةَ الخَرْدَل والخميرة

ضَرَبَ يَسُوعُ مَثَلاً آخَرَ قَائِلاً: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَل، أَخَذَهَا رَجُلٌ وزَرَعَهَا في حَقْلِهِ. إِنَّهَا أَصْغَرُ البُذُورِ كُلِّهَا، وحينَ تَنْمُو تَكُونُ أَكْبَرَ البُقُول، وتُصْبِحُ شَجَرَةً حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي فَتُعَشِّشُ في أَغْصَانِها». وكَلَّمَهُم بِمَثَلٍ آخَر: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَة، وخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيق، حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ». هذَا كُلُّهُ قَالَهُ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ بِأَمْثَال، وبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُم بِشَيء،

فَتَمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيّ: «سَأَفْتَحُ فَمِي بِالأَمْثَال، وأُحَدِّثُ بِمَا كانَ مَخْفِيًّا مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم».

 

عناوين النشرة

*ثقافة الشوارع والزعران تلاحق الإعلامي نديم قطيش وكل الشرفاء/الياس بجاني

*اعرف عدوك/الياس بجاني/02 أيلول/2001PDF/

*جعجع: قرار اغتيال الحسن سوري والتنفيذ محلي

*رئيس الجمهورية دعا إلى الحوار تجنبا للمآسي

*الوطنيون الاحرار: شرطة مجلس النواب تعتدي بالضرب على المعتصمين

*العثور على الشاب رولان شبير مقتولا

*خطف مواطن عند مفرق السعديات وطعن آخرين في البسطا وحي فرحات

*المقدسي وعلي: البراءة بعينها/عماد موسى/لبنان  الآن

*إخلاء السفارة الكندية في واشنطن بسبب طرد مشبوه 

*القوات" ردًّا على صحيفة "الأخبار": حريصون على كرامة الكرسي البطريركي   

*ماذا يحضر لجعجع/مارون حبش/موقع 14 آذار

*حوري: اعلام "حزب الله" هو الفتنة

*الكتلة": مكونات الحكومة تحمي المطلوبين ومن وراء الاغتيالات بات معلوماً

*فادي كرم: لن نقبل "فزّاعة" الفراغ و"القوات" تنسّق مع "14 آذار" وسليمان

*رامي الريس: لا حسابات لجنبلاط على تويتر أو فايسبوك

*فادي الهبر: مقاطعة جلسات اللجان لا تشمل لجنة الانتخابات ما يجمعنا بجنبلاط هو أكثر مما يفرقنا وحزب الله جسمه لبيس

*الراعي يلتقي مساعد وزير الخارجية الايطالي

*الراعي تلقى اتصالي تهنئة من رئيس حزب القوات وستريدا جعجع

*المفتي قباني: لن نسمح بالمس بمقام رئاسة الحكومة

*في استشهاد الأب فادي حداد  الذي وجد مقتولاً أمس في ريف دمشق/المطران الياس كفوري

*14 آذار متمسكة بإسقاط الحكومة مهما كلف الامر

*من تزوير محاولة الإغتيال إلى تحريف التاريخ القريب والبعيد/أسعد بشارة/الجمهورية

*"مسيرة بيضاء صامتة" من ساحة الشهداء إلى ساسين تضامناً مع ضحايا العنف

*المنظمات الطلابية في قوى "14 آذار" شددت على سلمية اعتصامها واستنكرت الإعتداء غير المبرر على المعتصمين من قبل شرطة مجلس النواب

*تيار المستقبل يؤكد ان لا تنظيم عسكريا له

*الموقف الدولي يتطوّر.. تغيير الحكومة يولّد الاستقرار/ثريا شاهين/المستقبل

*الاعتصام أمام منزل ميقاتي صامد.. حتى إسقاط الحكومة واجتماعان لهيئات المجتمع المدني والقوى الشبابية ووضع ميثاق للمشاركة

*في ظل غياب أي ردّ فعل رسمي "يستر" عورة نأي الحكومة الساتر الترابي الأسدي يهدّد بكارثة على حدود النهر الكبير

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: إسرائيل لا تريد تغيير النظام السوري

*ثوار سورية يخططون لاجتياحها وطرد جماعات "حزب الله" منها وآلاف سكان القرى الشيعية الحدودية يستعدون للنزوح إلى البقاع

*الإدعاء على العزّي بخلق فتنة في البلاد

*ميشال معوض: الحكومة تصطاد الرموز ولا بد من إسقاطها

*في الحوار وأهله/علي نون/المستقبل

*إتقٍ شرّ "مديح".. السفير السوري

*ينشرون تقريرهم مطلع يناير المقبل وينتظرون رداً من الأسد على زيارتهم دمشق/محققون أمميون يجزمون بوقوع "جرائم حرب" و"ضد الإنسانية" في سوريا

*خامنئي يهاجم الدول الداعمة للثورة السورية ويتهم الغرب بإثارة الفتن بين المسلمين

*الراعي: قداسة البابا يريد ان يكرم بشخصي الكنيسة المارونية ولبنان

*"الواشنطن بوست": الحسن توقع ما يحصل اليوم من أحداث في سوريا ولبنان ميقاتي لم يفعل الكثير للرد على التفجير"

*الحريري "يكذّب" جنبلاط

*جنبلاط: أقبل بقيام حكومة حيادية شرط عدم الدخول في فراغ وباقٍ في الوسط مع خط رئيس الجمهورية وارفض إسقاط بري

*الجهاديون في سوريا/ عبد الكريم أبو النصر/النهار

*في الأشرفية مثلّث اغتيالات رسمه سمير قصير ثم قتلوه أهل الضحية 14 آذار صرخوا في لحظة يأس فحاولوا تجريمهم/ايلي الحاج /النهار

*جنبلاط والحريري وبينهما جعجع... قمة التنسيق والتفاهم/علي الحسيني/جريدة الجمهورية

*اغتيال الحسن: أيّ جهاز إستخباري تجاوز الخطوط الحمر/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*المارد السنّي ... وصبايا إلى السرايا/محمد سلام/جريدة الجمهورية

*من جريدة السياسة الكويتية: مقابلة جريئة وشاملة وتثقيفية مع المرجع الشيعي اللبناني العلامة السيد علي الأمين

تفاصيل النشرة

 

ثقافة الشوارع والزعران تلاحق الإعلامي نديم قطيش وكل الشرفاء

بقلم/الياس بجاني

ما هو مفيد بالنسبة لصفحة: "كلنا نديم قطيش" التي فتحت قبل أيام قليلة على "الفايسبوك" في وجه الهجمة البربرية والحاقدة والإرهابية عليه، أقلة بالنسبة لنا شخصياً انها بيت بجلاء وبما لا يقبل الشك أن كل ربع 8 آذار من "أوباش" وجماعات كذبتي المقاومة والتحرير، ومعهم "أوبة" نفاق وهمجية الإصلاح والتغيير من أصحاب ورقة عار زواج المتعة التفاهمية المعادية للبنان واللبنانيين، وما هو بينهما من اشكال بشر تعيسة وحاقدة ومأجورة ومرتهنة، بيت ردودهم الغوغائية أنهم جهلة ويفتقدون إلى ادنى مفاهيم الحرية والوطنية والحقوق، أفراداً وقادة ومسؤولين.

مؤسف أنهم مسعورون ومصابون بانتفاخ كياني سرابي، وباسهال كلامي نتن، وبهمجية قاتلة، ولا يجيدون غير لغة الشوارع و"الزعران"، كما أن ليس عندهم أي حس اخلاقي أو انساني أو إيماني. كل ممارساتهم وأقولهم تبين أنهم لا يحترمون من لا يكون على شاكلتهم ويعادون من لا يقول قولهم، ويهددون بالقتل كل من يفضح غوغائيتهم.

هذه الوضعية هي طبعاً كارثة وطنية وأخلاقية وانسانية ومردها إلى ثقافة التعصب والأصولية والنرسيسية ورفض الآخر والإنغلاق الإجتماعي. والإنغلاق هو اخطر هذه العاهات كون حزب الله الإرهابي قد عزل بالقوة والإرهاب بيئة كاملة عن باقي الشرائح اللبنانية وعن محيطها الإقليمي بعد أن خطفها في ظل وبركات واجرام الاحتلال السوري ومال الملالي "النظيف" وتحكم في مصيرها ولقمة عيشها وأمنها وفرض عليها ثقافة غريبة عن لبنان وتاريخه هي مستوردة من جحور وأوكار مخابرات جماعات محور الشر في إيران وسوريا.

صدمنا ونحن نقرأ ردود هؤلاء المرضى والشاذين على صفحة: "كلنا نديم قطيش" بكل ما في الشذوذ من قرف وجهل وبربرية على الإعلامي نديم قطيش لأنها لم تكن ردود أو انتقادات طبقاً لكل معايير ومقاييس سبل التواصل والمفاهيم البشرية، وإنما للأسف شتائم وقذورات كلامية وببغائية استعلائية قاتلة ومناقضة لكل ما هو اخلاقي وقيمي وإيماني وحضاري وقانوني.

مصيبة في حال كان كل هؤلاء المسعورين هم فعلا اغبياء وجهلة ومنسلخين عن الواقع المعاش وعن الحق والحقيقة إلى هذا الحد وغارقين في هذا الدرك الجهنمي من العداء والكراهية ومفاهيم شرعة الغاب.  

واقعنا اللبناني للأسف هو كارثة، لا بل هو مصيبة كارثية، وأما الخلاص فلا يمكن أن يأتي بغير الإيمان الصادق ومخافة الله وعودة دولة القانون وتفكيك الدويلة الملالوية والأسدية، وما عدا هذا هو مجرد سراب وأوهام.

وللوصول إلى هذا الهدف الوطني والنبيل المطلوب من كل السياديين في لبنان وخارجه الشهادة للحقيقة وللبنان السيد والحر والمستقل دون خوف وتردد وحسابات شخصية والسعي من خلال مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى اعلان لبنان دولة مارقة وغير قادرة على حكم نفسها، وبالتالي توسيع اطر وبنود القرار الدولي 1701 حيث تتمكن الأمم المتحدة من وضع يدها على الدولة اللبنانية على كافة المستويات لفترة زمنية محددة بهدف إعادة تأهيلها، وانظمة الأمم المتحدة تجيز هذا الأمر وقد عمل به في عدد من الدول بنجاح كبير.

لجماعات نفاق المقاومة، ولربع أوراق تفاهم الذل والخنوع، نقول مع الصديق الياس الزغبي: "ظنّوا أنّنا تضعضعنا، وانهزمنا، وحقّقوا علينا انتصاراً إلهيّاً جديداً وأنّ العالم زحف لدعمهم، من الشيطان الأكبر إلى الأصغر، موهومون ومهووسون هؤلاء، لا يدركون أنّ قضيّتنا أقوى وأبقى وأنقى. وأنّ إيماننا يقول للجبل أنقل فينتقل، كما فعل في ربيع 2005 وأنّ حكومة الجماجم إلى رحيل قبل غرق الجمجمة الكبرى في دمائها"

يبقى أن من لا يقاوم الشر ويخضع لإرهابه وثقافته يتحول لعبد ويعيش العبودية. وويل لمخلوق شاذ لا يجيد غير لغة الشوارع، ولا يقبل الآخر المختلف، ويعيش وهم الورم الكياني القاتل.

 

الياس بجاني/مقالة نشرتهامنذ 12 سنة من يقرأها يرى أن وصفها للواقع المزري يومها ينطبق بالكامل على واقعنا البائس الحالي

اعرف عدوك/الياس بجاني/02 أيلول/2001PDF/

http://www.clhrf.com/elias.arabic/know.the.enemy2.9.01.pdf

مقدمة المقالة/بعد أن وصلت الحال المأساوية في وطننا المحتل وفي بعض بلاد الانتشار إلى ما وصلت إليه من عهر وكفر وتعديات، لم يعد هناك أي مبرر للسكت على ممارسات أي مسؤول أمان رجل دين أن سياسة لا فرق. لقد أصبح لزاماً على كل مؤمن بلبنان الرسالة والحضارة والحريات أن يسمي الأشياء اسمائها علناً وبصوت عال لتعرية الذين يعملون ضد لبنان الوطن الحر السيد والمستقل، وضد حقوق شعبه المقدسة. إن لبناننا يتقهقر على كافة الصُعد ولم يعد يفصلنا عن الإنهيار الشامل إلا القليل عن لم نبدأ جهود الإنقاذ الجادة ونبعد عن مراكز القرار من باعوا أنفسهم لشيطان الإحتلال

 

جعجع: قرار اغتيال الحسن سوري والتنفيذ محلي

وطنية - 26/10/2012 رأى "رئيس حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مقابلة مع مجلة "لو فيغارو" الفرنسية، ان "اغتيال اللواء وسام الحسن هو قرار من النظام السوري ولكن بتنفيذ داخلي لبناني، وان اغتياله شكل ضربة قوية وقاسية للدولة اللبنانية وبالأخص لعملية بناء المؤسسات". واذ شدد على ان "هدف قوى 14 آذار هو تشكيل حكومة قادرة على إيقاف آلة القتل بشكل نهائي"، قال ان "هذه القوى بدأت بوضع خطة واضحة للمرحلة المقبلة، عبر الاستمرار بالاعتصام في وسط مدينة بيروت وفي مدينة طرابلس بشكل سلمي ومواصلة مقاطعة جلسات مجلس النواب واجتماعات اللجان المشتركة، وصولا الى إسقاط الحكومة الذي هو تفصيل لبلوغ الهدف الأكبر، وهو إيقاف "آلة القتل"، مضيفا ان "الأغلبية في هذه الحكومة متواطئة مع آلة القتل بغض النظر عن موقف رئيس الحكومة وبعض الوزراء، فمجرد وجود هذه الحكومة هو عامل مسهل لعمل هذه الآلة القاتلة". وانتقد مواقف المسؤولين الدوليين "الذين قفزوا فوق اغتيال اللواء وسام الحسن ليقولوا بأنهم يدعمون استقرار لبنان، كما لو أننا نحن من يرفض الاستقرار السياسي في البلد، فأي استقرار هو هذا المترافق مع الاغتيالات السياسية؟ كان يجب على الدول رفض ما يحصل والقول بأنه يجب وقف آلة القتل فورا اذ لا يجب مناشدة قوى 14 آذار بالمحافظة على استقرار لبنان، فهل نحن أم فريق 8 آذار من هو ضد الاستقرار في لبنان"؟

وقال "ان اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن شكل ضربة قوية وقاسية للدولة اللبنانية وبالأخص لعملية بناء المؤسسات، فمنذ العام 1990 ولغاية العام 2005 كانت المؤسسات وحتى بعض الأحزاب والشخصيات السياسية للأسف تحت رعاية سوريا، ونشأت ثقافة بين بعض الضباط والقادة السياسيين، بأن حزب الله وسوريا هما أمران مقدسان ولا يمكن المس بهما ويجب دوما غض النظر عما يقوم به هذان الطرفان من أعمال في لبنان، ولكن بعد العام 2005 بدأت ثقافة أخرى تحل مكان الأولى وهي الثقافة الاستقلالية السيادية المستمدة من روح الانتفاضة الشعبية وثورة 14 آذار، وقد استغل اللواء الحسن الفرصة ليبدأ بالتصرف على أساس أنه مسؤول لبناني مستقل وسيد نفسه. فقد كان اللواء الحسن من بين الأوائل الذين تصرفوا باستقلالية، وبدأ بتحمل مسؤولياته جديا، فقد كان من أوائل الذين ساعدوا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولا ننسى كذلك مساهمات الشهيد وسام عيد، فهذان الشهيدان كشفا الخيط الأول في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولهذا كانت الضربة قاسية لكل الاستقلاليين في لبنان باغتيالهما. فبعد اغتيال وسام الحسن، أي ضابط سيتجرأ على اكتشاف مخطط شبيه بمخطط الوزير ميشال سماحة مثلا؟ أي قاض سيكون لديه الجرأة بالقيام بواجبه على أكمل وجه في مواجهة قضايا تتعلق بحزب الله وسوريا؟ من هنا، فإن اغتيال الحسن هو اغتيال للروح السيادية والاستقلالية للمؤسسات اللبنانية، لذا أتت ردة فعلنا سريعة ومتهورة في بعض الأحيان نظرا لهول الحادثة وحجمها".

وجدد جعجع رفضه "لما حصل عقب تشييع الحسن من مهاجمة للسرايا الحكومية أو قطع للطرق وإشعال للدواليب في بيروت وبعض المناطق، ولكن هذا دليل على غضب الناس جراء هذا الاغتيال الذي مس كل لبناني حر وسيادي ومستقل، فالغالبية العظمى من الناس لا يعرفون وسام الحسن شخصيا ولكنهم تأثروا بهذا الإجرام".

واتهم "سوريا وحلفاءها في لبنان بالوقوق وراء اغتيال الحسن باعتبار ان النظام السوري لا يملك الوسائل الضرورية للقيام بعمل مماثل حاليا، ولكن النظام اتخذ القرار وقام الحلفاء بتنفيذه في لبنان، اذا القرار سوري والتنفيذ محلي". وقال: "اننا في صلب موجة الاغتيالات منذ محاولتي الاغتيال ضدي وضد النائب بطرس حرب وصولا الى اغتيال اللواء الحسن، وان قوى 14 آذار بدأت بوضع خطة واضحة للمرحلة المقبلة بغية مواجهة التحديات تدريجيا، فنحن سنستمر بالاعتصام في وسط مدينة بيروت وفي مدينة طرابلس بشكل سلمي وسنواصل مقاطعة جلسات مجلس النواب واجتماعات اللجان المشتركة، فالحياة لن تستمر وكأنه لم يحصل شيء، هناك آلة قتل تسير يجب إيقافها بأي طريقة، وإسقاط الحكومة هو تفصيل بسيط لبلوغ الهدف وهو إيقاف آلة القتل".

واعتبر "ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي عنصر مساعد، مباشرة أو غير مباشرة، لآلة القتل، والأغلبية في هذه الحكومة هي متواطئة مع آلة القتل بغض النظر عن موقف رئيس الحكومة وبعض الوزراء، فمجرد وجود هذه الحكومة هو عامل مسهل لعمل هذه الآلة القاتلة".

وقال ردا على سؤال "ان فريق 8 آذار لم يستعمل المقاطعة السياسية ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بل القوة، فهم أقفلوا البرلمان ولكن نحن لا نقفله بوجه أحد بل نقاطعه، فنحن نقاطع لأننا نقتل، لكن هم لأي سبب قاطعوه؟ ومن حقنا استعمال كل الوسائل الديمقراطية لمواجهتهم، وأنا أسأل: عن أي حياة سياسية يتحدثون؟ هل من حياة سياسية في ظل وجود اغتيالات منذ العام 2005 الى الآن"؟

أضاف ان "اتفاق الدوحة قد ساهم في إيقاف آلة القتل لمدة 4 سنوات منذ العام 2008 ولغاية العام 2012، ولكن مسلسل الاغتيالات السياسية عاد للأسف مجددا، فحين لا يكون المسار السياسي لصالحهم يستعملون وسيلة القتل والقوة العسكرية لإيقافه. ان الفريق الآخر قضى على مفاعيل اتفاق الدوحة منذ استقالتهم من حكومة الرئيس سعد الحريري، عدا عن أنهم استعملوا القوة للتأثير على النائب وليد جنبلاط بغية الحصول على أكثرية ظاهرية". وأكد جعجع ان "النظام السوري في حالة ضعف حاليا، ما لا يمكنه من التصرف بطريقة مباشرة في الداخل اللبناني، ولكنه يتحرك عبر حلفائه واصدقائه اللبنانيين كما حصل في قضية الوزير سماحة".

ورفض مقولة "ان سقوط الأسد سيساهم في حل الأمور في لبنان"، وقال انه "بعد سقوط الأسد تبقى المشكلة قائمة مع حلفائه واصدقائه في الداخل ولا سيما مشكلة حزب الله وسلاحه والتأثير الايراني عليه".

وتابع: "ان الخيار السياسي للبعض في لبنان مرتكز على الانتماء الحزبي فقط لا غير، ولكن الحياديين اليوم بدأوا ينحازون أكثر نحو مشروع قوى 14 آذار وانحسرت شعبية حزب الله والتيار الوطني الحر الى قواعدهما الحزبية الأساسية فقط". وردا على سؤال حول عدم تمكن قوى 14 آذار من حشد الجماهير في تشييع الشهيد وسام الحسن كما حصل في تشييع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005، قال جعجع: "لا يمكن التشبيه بين الحدثين، بل يمكن تشبيه جنازة الحسن بجنازتي الشهيدين جبران تويني و بيار الجميل، اذ لا يمكننا في مثل هذه الظروف تعبئة الجماهير خلال حوالي 24 ساعة فقط، بحيث كنا نجهل من كان المستهدف لمدة ست ساعات بعد حصول التفجير، وقد بدأنا التحضير للجنازة يوم السبت بعد الظهر فقط". وأعرب عن "تفاجئه بالأسلوب الوحشي الذي يعتمده النظام السوري ضد الشعب السوري من قصف بالدبابات والطائرات ما يؤدي الى خسائر بشرية هائلة فضلا عن تدمير المواقع الأثرية والتاريخية في حلب وحمص ومدن أخرى، لم أتوقع أن هذا النظام قد يصل الى هذا الحد من الإجرام، كيف يمكن لهذا النظام أن يتأمل بأنه سيستمر بعد أن قتل حوالي 35 ألف مواطن وهناك حوالي 20 ألف مفقود قد يكون أكثر من نصفهم مقتولا؟ فهذا النظام يتآكل من الداخل وتماديه بالقتل لن يؤدي الى أي نتيجة". وعن وضع المسيحيين في سوريا، رأى أنهم "سيتأثرون بهذه الثورة كبقية مكونات المجتمع السوري، فبعضهم موالون للنظام ويدافعون عنه وهذا سينعكس سلبا عليهم بالطبع، ولكن الأزمة السورية لا تستهدف المسيحيين"، وقال: "لينعم المسيحيون في هذا الشرق بحياة هانئة يجب ان تتوافر لهم الديمقراطية والحرية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي".

وسأل "أين هم مسيحيو سوريا في ظل نظام الأسد؟ لقد هاجرت نخبة المفكرين المسيحيين مع بداية النظام البعثي ولا سيما مع وصول الرئيس حافظ الأسد الى سدة الرئاسة، فالمسيحي يحتاج الى الحرية والديمقراطية اللتين كانتا مفقودتين في ظل هذا النظام". وعن قلق الغرب من وصول تيارات اسلامية متشددة الى الحكم في سوريا، قال جعجع: "فلنأخذ مصر على سبيل المثال، فحين وصل الأخوان المسلمون الى الحكم، أصبح وضع الأقباط أفضل من ذي قبل نوعا ما، لأول مرة في مصر يدخل تدريس مقاطع من الإنجيل المقدس ضمن البرامج التعليمية الثانوية، ومن جهة أخرى حصلت حادثة منذ حوالي الشهر في سيناء حيث تعرضت بعض العائلات المسيحية الى تهديدات من قبل المتطرفين في منطقة العريش، فقام الرئيس محمد مرسي بزيارتهم بنفسه ليطمئنهم على سلامة وأمن مستقبلهم في تلك المنطقة، لذا لا داعي للخوف من وصول تيارات اسلامية الى الحكم في المستقبل في سوريا، فهذه دعاية سياسية يحاول تسويقها النظام السوري وبعض اصدقائه في لبنان كما فعلوا حين خرج الجيش السوري من لبنان فقالوا حينها: ماذا سيحل بمسيحيي لبنان الآن؟ أعتقد ان المسيحيين في لبنان أصبحوا في وضع أفضل بعد خروج الجيش السوري وبدأوا يؤسسون لحياة سياسية مع أطراف المجتمع اللبناني بكل احترام. والمسيحيون في سوريا قبل نظام الأسد كان لديهم مرة رئيس وزراء يدعى فارس الخوري ومرة أخرى رئيس مجلس الشعب ولكن الآن ماذا يملكون"؟

وحول موقف الدول الغربية الداعم للحكومة اللبنانية مؤخرا، قال: "ان المسؤولين الدوليين استنكروا اغتيال الحسن لكنهم قفزوا بعدها ليقولوا بأنهم يدعمون استقرار لبنان كما لو أننا نحن من يرفض الاستقرار السياسي في لبنان، فأي استقرار هو هذا المترافق مع اغتيالات سياسية؟ فكل ما نقوم به نحن هو من أجل استقرار لبنان، ولكن هل اغتيال وسام الحسن وحماية هذه الحكومة يؤمن هذا الاستقرار؟ كان يجب على الدول رفض ما يحصل والقول بأنه يجب وقف آلة القتل فورا، اذ لا يجب مناشدة قوى 14 آذار بالمحافظة على استقرار لبنان، فهل نحن أم فريق 8 آذار من هو ضد الاستقرار في لبنان؟ وأعتقد ان الجميع بدأ يصحح هذا الخطأ بدءا من الولايات المتحدة الأميركية". وردا على سؤال عن قلق الغرب من رؤية بعض المظاهر السلفية ضمن حشود قوى 14 آذار، أكد جعجع ان "شخصيات وقيادات وشعب قوى 14 آذار هم 100% معتدلون ولكن يوجد على هامش هذه القوى بعض المجموعات التي تسمي نفسها سلفية".

 

رئيس الجمهورية دعا إلى الحوار تجنبا للمآسي

وطنية - 26/10/2012 توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالتهنئة بحلول عيد الاضحى المبارك، وامل ان "يكون هذا العيد محطة تأمل ومساحة لقاء تجمع اللبنانيين حول الامور السامية، وتغليب مصلحة لبنان على ما عداها". وقال: "لبنان بأسره يستذكر في هذا العيد الفترات الاليمة التي عاشها وكان آخرها الاعتداء الاجرامي الذي ادى الى استشهاد مواطنين لبنانيين والى خسائر بشرية ومادية". ودعا "في هذه المناسبة، الى التعالي عن الجراح والتحلي بالايمان اللازم"، مكررا دعوته "الجميع الى الحوار لتجنيب لبنان المزيد من المآسي". وتمنى ان "تكون هدنة الاعياد مدخلا لوقف اعمال العنف في سوريا تمهيدا لبدء الحوار بين كافة الافرقاء ولعودة النازحين السوريين الى بيوتهم وارزاقهم".

 

الوطنيون الاحرار: شرطة مجلس النواب تعتدي بالضرب على المعتصمين

وطنية  26/10/2012 اوردت امانة الاعلام في حزب الوطنيين الاحرار انه في "اثناء قيام مجموعة من شباب منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار باصلاح بعض الاضرار التي وقعت جراء الامطار في احدى خيم الاعتصام، وقع اشكال مع شرطة مجلس النواب التي اعتدت على الطلاب المعتصمين بالضرب المبرح باعقاب البنادق والهراوات، ومن بين الطلاب الذين نالوا نصيبهم من الضرب والشتائم وتمزيق الملابس احد الرفاق الذي لم يتجاوز السابعة عشر".  

 

العثور على الشاب رولان شبير مقتولا

وطنية - 26/10/2012 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جبيل عبدو متى ان عناصر من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي عثروا على الشاب رولان نبيل شبير (22 عاما) من بلدة الفيدار في جبيل، مقتولا قرب مستشفى باستور في جونيه داخل صندوق سيارة ب.ام سوداء 323 موديل 2000 رقمها 510722/ب، وهو مصاب بطلقين من بندقية صيد تحت ابطه الايمن. وحضرت الى المكان الادلة الجنائية.

 

خطف مواطن عند مفرق السعديات وطعن آخرين في البسطا وحي فرحات

وطنية - 26/10/2012 افاد المندوب الامني ل"الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين ان الشاب مهران اسعد رشيد (مواليد 1995) ادعى امام مخفر السعديات ان اربعة اشخاص مجهولين اقدموا على خطفه لساعات عند مفرق السعديات اثناء ذهابه الى المدرسة صباح امس في محلة الاوزاعي وامعنوا بضربه على رأسه حتى فقد وعيه واستيقظ بعد ظهر امس ليجد نفسه خلف حائط مقابل محطة الكهرباء في الجية. وقد اعطى مواصفات المعتدين عليه الذين اصبحوا موضع ملاحقة بناء على اشارة القضاء. وفي محلة البسطا - زاروب الشدياق حصل تضارب بين حسن نجم من جهة وعلي مدني من جهة ثانية تطور الى تبادل طعنات سكين اصيب في خلالها نجم بطعنة سكين ما استدعى نقله الى مستشفى المقاصد للمعالجة. والبحث جار عن مدني بناء على اشارة القضاء. الى ذلك ادخل الى مستشفى المقاصد قسم الطوارىء المواطن ربيع ادهم مرسي (مواليد 1991) لاصابته بجرح في كتفه الايسر نتيجة طعنة بسكين على يد مجهول بعد ان تمنع عن اعطائه مبلغا ماليا اثناء وجوده في حي فرحات. وقد اعطى مرسي مواصفات المعتدي عليه الذي اصبح موضع ملاحقة بناء على اشارة القضاء.

 

المقدسي وعلي: البراءة بعينها

عماد موسى/لبنان  الآن

حزن القيادة السورية على غياب وسام الحسن لعميق جداً. حزن. صدمة. غضب. ذهول خليط من المشاعر ضرب وجدان القيادة السورية المهتمة بكشف الجناة اليوم قبل الغد. وخير معبّر عن موجات الأسى الدكتور جهاد مقدسي، الرجل الأنيق المهذب والذي يمثل وجه النظام "السويسراني" الشقيق والمهتم بالتواصل الإعلامي الإجتماعي. على صفحة الفايسبوك، غير الرسمية للدكتور مقدسي، قرأت هذه المعلومة الأمنية الموقعة باسم المواطن المخابراتي الصالح (أو الصحافي) علي ناصيف: "أظهرت الأبحاث من خبراء أخصائيين في دراسة البصمات أن ثلاث بصمات وجدت على قبضة الباب بيت الشهيد وسام الحسن وعمره لا يتجاوز الـ24 ساعة وتم تحديد قبضة الشهيد وسام الحسن وقبضة الشهيد أحمد صهيوني أما البصمة الثالثة فيتم التفتيش عنها خاصة دائرة الأحوال الشخصية حيث البصمة على الهويات (الظنون تذهب للمعارضه السوريه الجيش الحر بالتعاون مع احد اجهزة الاستخبارات الدولية)". من أين جاء علي بهذه المعلومة القيمة التي تنير التحقيق وتحدد مساره ؟ تدحض هذه المعلومة وتسقط أي شبهة على سورية الأسد. وكان المقدسي واضحاً بقوله "إن إتهام سوريا باغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن عار من الصحة، مشيراً إلى أن موقف حكومة سوريا واضح وقد عبر عنه وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الذي دان هذا العمل الإرهابي الجبان"، وماذا يعرف عمران الزعبي عن ضرورات الأمن السياسي؟ يعرف بقدر ما عرف محمد سعيد الصحّاف الشاهد على إنجازات صدام حسين. أما المقدسي فشغله الأساسي relooking. يصب جهده في تحسين صورة النظام ولا يفلح. لم يكن الدكتور مقدسي بحاجة للتشديد على أن :سوريا لا تريد إلا الخير والإستقرار للبنان". فاللواء علي المملوك عبر في غير مناسبة عن مشاعر الخير ليس بالكلام إنما بالأفعال. و"لا يعقل ان يقال أن سوريا استهدفت شخصاً هي على خلاف معه" يقول الدكتور المقدسي. معاذ الله ؟ أي كلام هذا؟ "لا يعقل" تشويه صورة النظام السوري على هذا النحو. فبين سورية ـ الأسدين والجرائم السياسية في سورية ( ولبنان ضمناً) ألف سنة ضوئية. ويضيف الناطق باسم الخارجية السورية بتهذيبه المعروف "لا يمكن أن نستهدف شخصاً ساهم في تفكيك 30 شبكة موساد ولننتظر التحقيق ونحن ندين هذا العمل الارهابي الجبان" وساهم أيضاً من موقعه في شعبة المعلومات بكشف تورّط "قديسي" حزب الله الأربعة" باغتيال الرئيس رفيق الحريري وتورط علي المملوك بتهريب "البرازق" في سيارة سماحة. ولا يفوق الدكتور المقدسي تهذيباً وكياسة إلاّ صديق السفير عدنان منصور، السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي الذي نفى أي علاقة لبلاده بجريمة اغتيال اللواء وسام الحسن. استنكر علي وأدان الحادث الإجرامي والمروع ووفق المعطيات المتوافرة لدى علي، كوّن فرضيتين وحدد جهتين "إسرائيل هي المستفيدة" ( تتقاطع الفرضية مع تقويم أسعد حردان ) والجهة الثانية " بعض القوى التكفيرية التي لا ترى بعيون صحيحة"( مصابة بحَول) متخطياً فرضية "الجيش السوري الحر" في انتظار التحقق من البصمات التي أصبحت في حوزة المقدسي.

ما حقيقة علي؟ حدّقوا في قسمات وجهه. أهو ذكي إلى هذا الحد أو هذا ما يتبادر إلى الذهن كلما صرّح على منبري الخارجية والرابية؟

 

إخلاء السفارة الكندية في واشنطن بسبب طرد مشبوه  

أعلنت الشرطة ووسائل الإعلام المحلية أن السفارة الكندية في واشنطن أُخليت صباح الجمعة بعد العثور على طرد مشبوه. وفي تغريدة على "تويتر"، أوضحت الشرطة إن السفارة نفسها وعدداً من المباني المحيطة بها، قد أخليت لتمكين المحققين من القيام بعمليات البحث بعد العثور على "طرد مشبوه" في السفارة الواقعة في وسط العاصمة الأميركية، ولم تكشف الشرطة عن فحوى الطرد المشبوه. (أ.ف.ب)

 

القوات" ردًّا على صحيفة "الأخبار": حريصون على كرامة الكرسي البطريركي   

ردّت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" على المقال المنشور في "صحيفة "الأخبار" الغرّاء في عددها الصادر صباح اليوم، تحت عنوان "هجوم كنسي على جعجع"، وما تضمنّه من مواقف وتعابير منسوبة الى الصرح البطريركي تحت مسمّى "أوساط بكركي"، فأوضحت في بيان أن "محاولة زرع الفتنة بين بكركي من جهة وبين "القوات اللبنانية" عبر استعمال مسمّى "اوساط بكركي" لن يجدي نفعاً، بالأخص ان بكركي لم تعتد على استعمال أوساط خاصة بها للتعبير عن مواقفها، وان سيد الصرح (البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي) عندما يريد ان يقول شيئاً يقوله في المباشر وفي المواجهة".

وأضاف البيان: "إن القوات اللبنانية التي ما انفكت المدافع الاساسي عن صرح الموارنة والمسيحيين اللبناني والمشرقي الكبير، يهيبها ان يلجأ بعض الأقلام الى غمس الحبر المزيّف في قرطاس بكركي، او الغمز من قناة رجالاتنا غير الزمنيين لادخالهم في زواريب الصراعات الزمنية الصغيرة وغير اللائقة بالمقام، وفي خفّةٍ لا تليق بعظمة الصرح الذي حرصت القوات اللبنانية وتحرص على صونه منذ حضورها روحاً مقاوِمة وعقيدة على مئات السنين". وقال: "اذ ترفض القوات هذه الخفّة في مقاربة السياسة من قبل البعض، تؤكد 

 

ماذا يحضر لجعجع؟    

مارون حبش/موقع 14 آذار

لا يختلف عاقل أو مجنون على أنه منذ بداية الثورة السورية تأهبت قيادات "14 آذار" من جديد لأخذ الاحتياطات الأمنية منعاً لتعرضهم لأي اغتيال قد ينتهي بعدم تسليم المتهمين بارتكابه إلى المحكمة الدولية. وعدنا بهذه الحالة إلى زمن الاغتيالات في العام 2005 والتي كانت تهدف إلى تغيير المعادلات السياسية، وترجمة الحقد على من نجح في إعادة هيبة الدولة إلى لبنان، أو بهدف دفن شخصية ما بسبب ما تحمله من أسرار قد تفضح النظام السوري، بينما اليوم فلا هدف من الاغتيال إلا زعزعة استقرار لبنان وصرف الأنظار عن جرائم النظام السوري في حق شعبه. ظهرت معالم هذه المرحلة مع محاولتين فاشلتين تمثلتا بمحاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر القنص، وآخرى طالت النائب بطرس حرب بتفخيخ مصعد مكتبه بعبو ناسفة "على عينك يا تاجر"، ولأن النظام السوري مصر على ضرب الأمن في لبنان نجح في اغتيال اللواء وسام الحسن، فاتت الجريمة بعد مقدرة على كشف ملعوب النظام السوري في تخريب الأوضع في لبنان عبر مخطط سماحة – مملوك، الذي علق كبار المسؤولين السوريين من "كرعوبهم" أمثال مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان واللواء على المملوك. بعد الكشف عن هذه الشبكة والقبض على العميل السوري ميشال سماحة، تلقى الحسن وابلاً من الشتائم والاتهامات، التي أتت على لسان أزلام النظام السوري في لبنان، وبات أمنه حينها مهدداً، وأصبح يعيش في أقصى درجات الحذر، خصوصاً بعدما تبين أنه كان هناك محاولة سابقة لاغتياله في الأشرفية وفشلت بفعل فطنة اللواء أشرف ريفي والجهاز الأمني المشكور، إلا أن أيداي الشر سهلو الوصول إلى الهدف فأصبح الحسن شهيداً. واليوم بعد النجاح في تدمير جسد الحسن، نسمع من هنا وهناك بعض التصريحات التي بدأت تطال سمير جعجع، ومنها:

- تصريح مسؤول العلاقات السياسية في "الحزب العربي الديموقراطي" رفعت عيد الأخير الذي اتهم جعجع بـ"العميل الصهيوني"، وباشعال الفتنة في طرابلس عبر استخدام اسلحة قواتية.

- مقاربة للامين العام للهيئة القيادية لحركة "المرابطون" العميد مصطفى حمدان مصطفى حمدان لاظ فيها حسب زعمه أن "المخطط الأساسي للتحركات الأخيرة كانت باحتلال السرايا الحكومي الذي يقع في منطقة مختلطة طائفياً ما سيؤدي إلى دخولنا في نفق من الدم رسمه جعجع"، واصفاً الأخير بإن "المخطط الإرهابي لكل ما يحدث". - وكي لا نتهم بإضافة العدد، نلفت إلى تصريح لرئيس حركة "الإصلاح والوحدة" الشيخ ماهر عبد الرزاق الذي "حمل سمير جعجع المسؤولية عن عملية التحريض ضد السراي الحكومي، لافتا الى أنه "لطالما كان سمير جعجع يحلم بإشعال الفتنة في لبنان وخصوصا المذهبية واليوم هو يعمل أيضا للفتنة بين أبناء المذهب الواحد". - فضلاً عن المحاولات العديدة الفاشلة في إحياء الحركة "الحنونية" التي لم تستطع أن ترى النور بعد المؤتمر الأخير الذي جمع ما يقال عنهم قدامى القوات، بهدف رشق الاتهامات على جعجع وجمهوره. لا أحد يعلم ما يحاك لهذا الرجل الحكيم بعد الفشل في محاولة اغتياله، خصوصاً أن وزير الداخلية مروان شربل أكد "وجود لائحة اغتيالات جديدة"، واتفق معه ديبلوماسي غربي كشف أن "العديد من الشخصيات السياسية أصبحت تحت مجهر الخطر المباشر، وهؤلاء تُرصد تحرّكاتهم بشكل دقيق من الجهة المنفّذة لعمليات الاغتيال"، كاشفاً أنّ "المستهدفين هم 18 شخصية على الأقل" وذكر من هؤلاء اسم جعجع".... فماذا يحضر لجعجع؟

 

حوري: اعلام "حزب الله" هو الفتنة

المركزية- اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "ما قامت به "الإعلامية في "حزب الله" التي نصبت كميناً لأحد صحافيي جريدة "النهار" اوقعته فيه لمحاولة إشاعة ان هناك فتنة يرتكبها اهالي الطريق الجديدة جريمة موصوفة توازي جريمة الوزير والنائب السابق ميشال سماحة". واشار في حديث لـ "قناة المستقبل" إلى انه "متأكد من ان الإعلامية في "حزب الله" كانت تعلم حقيقة ما جرى مع الشاب ايهاب العزّي. والضخ الإعلامي الذي قامت به قناة "المنار" جريمة موصوفة ارتكبها إعلام "حزب الله" ومن خلفه الحزب ولم يكلّف نفسه حتى نشر نفي الجيش اللبناني". ودعا الجهات القضائيّة المختصة للتحرك فوراً واعتبار ما ذكر بمثابة إخبار"، لافتاً إلى انه "اتصل بقائد الجيش العماد جان قهوجي وهنأه على تحرك قيادة الجيش السريع، لأنه لا بد من توجيه التهنئة لها بعد كشفها الحقيقة"، مؤكداً انه "لولا هذا التحرك في سرعة لكان من الممكن ان تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه". وختم حوري "ما قام به إعلام "حزب الله" هو الفتنة بعينها ولعن الله من يحاول إيقاظها، واهالي الطريق الجديدة لا يريدون من يوجههم وهم وقفوا عبر التاريخ مع المقاومة ضد إسرائيل ومع العيش المشترك ولم يخطئوا يوماً حتى على رغم تعرضهم لـ7 ايار وهم يعلمون كيفية الحفاظ على الإستقرار".

 

الكتلة": مكونات الحكومة تحمي المطلوبين ومن وراء الاغتيالات بات معلوماً

المركزية- رأى حزب الكتلة الوطنية ان الجميع بات يعلم اليوم من هي الجهة التي تقف وراء الاغتيالات وان مكونات هذه الحكومة تحمي المطلوبين وذلك في بيان صدر بعد اجتماع اللجنة التنفيذية وفيه:

الى جميع من يسأل لماذا تطالب قوى 14آذار بإسقاط الحكومة والإتيان بحكومة حيادية، مع العلم ان نتائج الإنتخابات النيابية قد اغتصبت منها بالقوة نقول: إن هذه الحكومة في معظم مكوناتها تحمي المطلوبين للتحقيق إن كان من قبل المحكمة الدولية أو في محاولة إغتيال النائب بطرس حرب، ويعمل وزراء داخلها على حجب داتا الإتصالات عن الأجهزة الأمنية مع العلم أن لديهم شبكة إتصال خاصة بهم لا تعلم الدولة عنها شيئاً وقد اجتيحت بيروت عندما تجرأ بعضهم وتكلم عنها، ولم تأخذ هذه الحكومة ايضاً أية تدابير بخصوص أمن المطار الذي هو القاسم المشترك الواضح والفاضح في عدد من عمليات الإغتيال. ألا تشكل هذه الأسباب مجتمعةً سبباً للمطالبة؟.

2- إن هذه الحكومة التي ينتمي الجزء الأكبر من وزرائها الى قوى 8 آذار التي اقفلت المجلس النيابي بالقوة والتهديد وعطلت استحقاقاً دستورياً (انتخاب رئيس الجمهورية) وإقرار الموازنات، تستكتر اليوم اشارات الإعتراض الديمقراطية والمحقة الصادرة عن المعارضة. فهم يريدون كبش فداءٍ عن فشلهم الاقتصادي والمالي والتشريعي وكأن كل ما يريدون من قوى 14آذار إن كان لا بد لها من الموت ان تموت بأكبر قدر ممكن من الصمت.

3- لقد أصبح واضحاً لدى جميع اللبنانيين سياسيين ومواطنين ان شيئاً ما قد تغير في الخطاب السياسي بعد عملية الإغتيال الآخيرة، فالأشياء اصبحت تسمى بإسمائها ووضوح الجهة المستفيدة من وراء الإغتيال لم يعد خافياً على احد. لقد تغيرت قواعد اللعبة ولم يعد في إستطاعة أحد إختيار المفردات التي لا تُزعج أحداً. واذا كان الإتهام المباشر لن يوقف الاغتيالات لكن على الأقل أصبح الجميع يعلم من هي الجهة التي تقف وراء تلك الإغتيالات.

 

فادي كرم: لن نقبل "فزّاعة" الفراغ و"القوات" تنسّق مع "14 آذار" وسليمان

المركزية- اكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم ان "كل مكوّنات قوى الرابع عشر من آذار على تنسيق وتشاور، لكن لضرورات أمنية معيّنة يتعذر علينا حضور لقاء ما، في اشارة الى اللقاء الذي انعقد مساء الثلثاء في دارة الرئيس امين الجميل في بكفيا والذي ضمّ "الكتائب" و"المستقبل" من دون "القوات" وعمّا اذا كان رئيس حزب "القوات" سمير جعجع سيشارك في المشاورات التي يُجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع اقطاب الحوار في بعبدا، اكد كرم لـ "المركزية" ان "القوات" لا تُقاطع الرئيس سليمان، وهي على تنسيق كامل معه، خصوصاً بعد مواقفه الوطنية الاخيرة".

وقال رداً على سؤال "من الواضح ان هناك اجهزة امنية في الدولة تعمل لغير مصلحة الوطن بل لمصلحة جهات خارجية واحزاب، ومن الواضح ايضاً ان قتل شخص في حجم رئيس شعبة المعلومات اللواء الشهيد وسام الحسن في هذه الطريقة، يؤكد وجود خروقا في الاجهزة الامنية". واعلن ان "هدفنا اسقاط الحكومة، ولا تراجع عن ذلك لانها اثبتت انها حكومة الفريق الواحد والحزب الواحد، وسنسقطها لانها كشفتنا وكشفت الوطن آمنياً، اضافة الى فشلها في ادارة الملفات المعيشية والاجتماعية"، واكد اننا "ذاهبون الى التصعيد وهذا حقنا ولن نتراجع عنه". وختم لن نقبل المضي بـ "فزّاعة" الفراغ اذا تعذّر تشكيل حكومة جديدة لان الوطن يُدار بالدستور والقانون لا بالتهديد بالفراغ والسلاح".

 

الريس: لا حسابات لجنبلاط على تويتر أو فايسبوك

وطنية - 26/10/2012 نفى مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، في بيان مساء اليوم، ان يكون لرئيس الحزب وليد جنبلاط "أي حسابات خاصة على موقعي تويتر وفايسبوك"، مؤكدا "ان كل الحسابات المفتوحة هي بمثابة انتحال صفة، وان أي كلام ينشر عليها باسمه لا يعبر عن رأيه السياسي أو رأي الحزب الذي يصدر في تصريحاته المباشرة او عبر البيانات الرسمية لمفوضية الاعلام". ودعا وسائل الاعلام كافة إلى "عدم نقل أي كلام عن هذه المواقع".

 

الهبر: مقاطعة جلسات اللجان لا تشمل لجنة الانتخابات ما يجمعنا بجنبلاط هو أكثر مما يفرقنا وحزب الله جسمه لبيس

وطنية - 26/10/ 2012 رأى عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر أن "جزءا من الحكومة الحالية تابع للنظام السوري الايراني"، وصحيح أننا في ثورة الارز أخرجنا سوريا من لبنان، لكنها عادت لتحكم لبنان من خلال هذه الحكومة". وقال في حديث الى "صوت لبنان": "نحن نقاطع جلسات اللجان النيابية لأننا نقاطع الحكومة ونريد اسقاطها بالطرق السلمية، لكن مقاطعتنا لا تشمل عمل اللجنة المصغرة المختصة مناقشة قانون الانتخاب كي لا نتهم بأننا عطلنا التفهم على قانون جديد". ورأى أن "اسقاط الحكومة هو مطلب وطني لأنها أصبحت ساقطة بعد أن قسمت البلد واستحقت أن تسمى حكومة الانقسام وحكومة السقوط الأمني، فهي لم تتمكن من حماية أبرز الامنيين، اضافة الى أنها ساقطة اقتصاديا واجتماعيا". أضاف: "الرئيس نجيب ميقاتي اليوم هو أمام حائط مسدود على المستوى الاقتصادي، ولديه والحكومة مجتمعة فرصة لانقاذ البلد من خلال تشكيل حكومة جديدة ولا يمكنه إبقاء حزب الله على أكتافه"، موضحا أن "مطلب الرئيس أمين الجميل هو تشكيل حكومة انقاذية، والمشاورات الدائرة تسعى لتشكيل حكومة تمتص الأزمات وتزيل القلق ولا تستجلب المشاكل ولا تهرب المستثمرين وتعيد العلاقات مع الدول العربية"، كاشفا أن "الرئيس أمين الجميل صوب الامور مع السفيرة الأميركية مورا كونيللي، وسيكون هناك لقاء لقادة 14 آذار لرسم خطة العمل في المرحلة المقبلة". وأكد "أننا لا نريد الفراغ لأنه قاتل وهذا كلام النائب وليد جنبلاط، وهذا الفراغ سيكون لمصلحة سوريا"، نافيا حصول تباعد مع جنبلاط قائلا: "في المبدأ هناك تقارب، ولا ننسى أن وليد بك كان رأس حربة في انتفاضة الاستقلال، وهناك حلف استراتيجي بين الرئيس الجميل والنائب جنبلاط للحفاظ على الكيان اللبناني، وما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا، كما أن ما يجمع الشيخ سعد الحريري بالنائب جنبلاط هو أكثر مما يفرقهما"، مشيرا الى أن "تحييد الجبل أمن تحييد العاصمة". وعن اتهام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ل "حزب الله" بتنفيذ المخطط السوري الايراني بإغتيال اللواء وسام الحسن قال الهبر: "حزب الله جسمه لبيس، وهو في ذهن الاعلام المحلي والغربي يخبىء القتلة، ومشروع الحزب هو هانوي وليس هونغ كونغ".

 

الراعي يلتقي مساعد وزير الخارجية الايطالي

وطنية - 26/12/2012 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يلتقي في هذه الاثناء مساعد وزير الخارجية الايطالي وموفده الخاص الى الشرق الاوسط ماورشيو ماساري في حضور السفير الايطالي في بيروت جيوسيبي مورابيتو ، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل في مبنى وزارة الخارجية الايطالية، ويجري البحث في التطورات في منطقة الشرق الاوسط.

 

الراعي تلقى اتصالي تهنئة من رئيس حزب القوات وستريدا جعجع

وطنية - 26/10/2012 تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي اتصالا هاتفيا من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع للتهنئة بالرتبة الجديدة، وكان عرض للمستجدات وبخاصة "الاوضاع الداخلية المتأزمة التي تحتاج الى تفكير مشترك والى عمل وطني يقوم على تضافر جهود كل القيادات السياسية في البلد". وكان توافق على ضرورة اللقاء القريب من اجل متابعة البحث في كافة القضايا المشتركة.  كذلك، تلقى الراعي اتصالا من النائبة ستريدا جعجع التي هنأته، متمنية له التوفيق والمزيد من العطاء مع الرتبة الجديدة.

 

المفتي قباني: لن نسمح بالمس بمقام رئاسة الحكومة

وطنية - 26/10/2012 ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني خطبة عيد الأضحى المبارك في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، وأم المصلين في حضور وزير الاعلام وليد الداعوق ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الوزير السابق رئيس مجلس الخدمة المدنية خالد قباني، رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي، رئيس جمعية المقاصد المهندس أمين الداعوق، المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت الدكتور وسيم الوزان، قائد شرطة بيروت العميد ديب طبيلي، رئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة في لبنان عدنان الدبس، رئيس مؤسسات المفتي الشهيد حسن خالد المهندس سعد الدين خالد، رئيس جمعية متخرجي المقاصد مازن شربجي، سفراء بعض الدول العربية والإسلامية، أعضاء من اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، أعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، علماء، قضاة شرع وحشد من الشخصيات. وقال قباني في خطبة العيد: "فإن من عظيم رحمة الله تعالى بنا، أن أوجب علينا فريضة الحج، إلى أول بيت بني لعبادة الله في الأرض في مكة المكرمة، الذي قال الله تعالى في شأنه في القرآن الكريم: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين"؛ حيث يعرج المسلم بروحه إلى ربه عز وجل، خاصة يوم الوقوف بعرفة، ويحل ضيفا كريما على الله في بيته المحرم، وقد اختاره الله تعالى مع إخوانه من بين ملايين المسلمين للحج هذا العام، ليغفر له ذنوبه كلها، إلا ما تعلق منها بحقوق الناس حتى يردها إليهم، وفي ذلك يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: أنظروا إلى عبادي، جاءوني شعثا غبرا ضاحين، جاءوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، إشهدوا أني غفرت لهم"؛ وقال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم: "من حج، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"؛ ومن زيادة رحمة الله بهذه الأمة، أن جعل الحج معلقا بالاستطاعة، وفي ذلك يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"؛ ومن عظيم رحمته أيضا، أن أوجب الحج على عباده في العمر مرة واحدة، حتى لا يشق عليهم في هذه"

وتابع: "فريضة الحج أيها الإخوة، تشتمل على فوائد جمة، تمتد من حياة المسلم الروحية، إلى مصالح المسلمين اليومية، في دينهم ودنياهم وآخرتهم، وقد قال الله تعالى في حكمة الحج في القرآن الكريم: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق* ليشهدوا منافع لهم*ويذكروا اسم الله في أيام معلومات".

أيها الإخوة، إنكم تجدون في الحج أبدع وأرقى صورة إنسانية، ترتسم بإرادة ربانية، حيث تذوب الفوارق بين الناس، فوارق الغنى والفقر، وفوارق الجنس واللون، وفوارق اللسان واللغة، فيجتمع الناس على التوبة الخالصة لله، وعلى كلمة التوحيد وهي شهادة أن لا إله إلا الله، لا يفرق بينهم شيء من حطام الدنيا الفانية، ولا من البغضاء التي يصنعها البشر بأيديهم في كل يوم".

أضاف: "أيها اللبنانيون، إن لنا في الحج حكمة من الحجيج، وقد وقفوا بين يدي ربهم تبارك وتعالى، في مواطن الضراعة إليه، بخشوع وإجلال وإقبال عليه، وتعلق به، وقد تجلت بذلك وحدتهم، وتوارت فوارق الأجناس والأعراق والألوان واللغات والبلاد من بينهم، فظهرت بينهم أسمى معاني المساواة العملية، وقد ترابطت قلوبهم ،وبانت قوتهم في تعاونهم وتكافلهم، وفي توثيق الصلات بينهم. ذلك أننا نحن اللبنانيين، لا نزال نتشبث بأسباب الخلاف والفرقة بيننا، ونعمل على توسيع التباعد بين صفوفنا، حتى صرنا أهدافا سهلة للفتن وأدواتها، وصار قادتنا ورموزنا ورجالنا، لقمة سائغة في متناول الأنياب، التي تترصد لتفريغ لبنان من رجالاته، فرجالات الوطن المخلصون الصادقون، هم بعد الله ضمانة بقائه، وهم أساس قيامه وتطوره، وما اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن بالأمس، إلا حلقة في سلسلة إحكام المؤامرة المتربصة بنا، والتي لن تتراجع حتى تنال من سلامة ووحدة وطننا لبنان، أو حتى نقضي نحن عليها، بأن نكون شعبا واحدا وموحدا، فلا تتسلل الفتن بيننا عبر الصفوف، لنكون يدا واحدة تمتد لكل قريب، وللخير مريد، وترتفع لتضرب كل متآمر بغيض".

وقال قباني: "أيها الإخوة المؤمنون، أيها اللبنانيون، إننا في لبنان، وطن الثوابت والأعراف، بلد الديمقراطية السليمة، ودولة الدستور والقانون والمؤسسات، لا يمكن أن نسمح بإسقاط حكومة بالشارع، فإننا لم نسمح بهذا بالأمس، ولن نسمح به مطلقا، فإن رئاسة الحكومة، هي رمز معنوي لنا ولجميع اللبنانيين، ولن نسمح بالمس بمقام رئاسة الحكومة بالعنف، أو تحت ضغط الشارع أبدا، وإن الدستور الذي ارتضيناه أساسا لوطننا لبنان، والذي نحتكم إليه جميعا، قد نص على أن إعطاء الثقة للحكومات، أو حجبها عنها، لا يكون إلا من خلال المجلس النيابي، وإننا نحن إذ تخلينا عن دستورنا، نكون بذلك قد نسفنا الجمهورية من أساسها، كما نكون قد نسفنا الوطن".

أضاف: "أيها اللبنانيون، إن التقاتل الذي يحكمنا منذ ثلاثة عقود مضت ولا يزال، لم يثبت ولو لمرة واحدة، نجاعته في إرساء قواعد الوطن وبناء المواطن، وهو ما عاد علينا يوما إلا بالشهداء وبالويلات وبالدمار، وبمزيد من الاقتتال وهجرة الأبناء، وإن السياسة التي نتقاتل عليها وبسببها، وجبت أن تكون سببا لاستقرار البلاد لا أسبابا لخرابه، ولتعلموا أيها اللبنانيون، أن الذي يحرك الغرائز باسم الطوائف، ليحكم بالسياسة، هو أحمق وبالتحريض ينتحر؛ وإنه قد آن الأوان لكم، لتفرضوا على ساستكم، أنتم أيها اللبنانيون، قواعد العمل، وأن تقتلعوا جرثومة الطائفية التي تفتك بكم من جذورها، وأن تلفظوها إلى غير رجعة، حتى لا يبقى مستقبل أبنائكم في هذا الوطن، أملا بعيدا يرتجى".

وختم قباني: "أيها الإخوة، إن العيد هو لحظة سعادة ووقفة فرح، فإذا فرحت أيها المسلم بقدوم العيد، فاحرص أن لا تكون الفرحة قد غابت عن جار لك، قد آلمه مرض أو حاجة أو عوز، واحرصوا على فرح الأطفال والأبناء وقرة العين، اغتنموا العيد للتراضي مع الآخرين، مع قريب قاطعكم، أو صديق خاصمكم، صلوا الأرحام وتحابوا في الله، تجاوزوا عمن أساء إليكم، تسامحوا واصفحوا، أعينوا ذوي الحاجات منكم، أحسنوا إلى بعضكم، وأحسنوا إلى الفقراء والأرامل واليتامى بينكم، فإن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الأعمال، إدخالك السرور على المؤمن، كسوت عورته، أو أشبعت جوعته، أو قضيت له حاجته"؛ وقال أيضا: "إن من موجبات المغفرة، إدخالك السرور على أخيك المسلم"؛ وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، وهو رب العرش العظيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، وتوبوا إلى الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".

بعد الانتهاء من خطبة العيد زار المفتي قباني والوزير الداعوق والحضور ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار، كما زار ضريح اللواء الشهيد وسام الحسن ورفيقه.

وكان ممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير وليد الداعوق قد اصطحب مفتي الجمهورية من منزل الإفتاء صباحا إلى مسجد محمد الأمين يرافقهما قائد شرطة بيروت العميد ديب طبيلي في موكب رسمي وقدمت ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد للمفتي قباني والوزير الداعوق.

في استشهاد الأب فادي حداد  الذي وجد مقتولاً أمس في ريف دمشق.

بقلم المطران الياس كفوري

"طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السموات".

الى عزيزي الخوري فادي حداد

تلقيت بحزن شديد (مع أن الرسول بولس يقول لنا "لا تحزنوا كما يحزن باقي الناس الذين لا رجاء لهم") نبأ اغتيالك البشع على طريق جبل الشيخ. نزل عليّ هذا النبأ كالصاعقة، أنا الذي منحك سرّ الكهنوت بوضع هذه اليد الحقيرة. أنا الذي عرفت فيك "مسكيناً من مساكين الروح القدس" الذين يرثون ملكوت الله. عرفت فيك الابن المحب الوفي لكنيسته ورؤسائه. رأيت البراءة في عينيك. والطهارة في نفسك، والمحبة في قلبك، تطبيقاً لقول السيد المسيح "بالمحبة غلبتُ العالم" (وليس بأي سلاح آخر). نفسي حزينة حتى الموت، لأن البراءة تقتل بأيد مجرمة سفاحة، لا تعرف حرمة لكهنوت ولا لمقدسات. نفسي حزينة حتى الموت لأن المحبة تُضطهد، المحبة التي قال عنها بولس الرسول إنها "تعطي كل شيء، المحبة لا تسقط أبداً"، كذلك كرامة الكهنوت تُداس بالأقدام الهمجية (إن همجية الاسرائيليين الصهاينة لم تفعل ذلك)، أقول للمجرمين القتلة الذين نالوا منك: انتظروا يوم الحساب، حيث يجلس الديان العادل على العرش، ونهر النار يجري أمام عرشه والصفحة تفتح، والخفايا تعلن، يومها يسأل الله، جلّ جلاله، كلاً منا: ماذا فعلت؟ قايين قايين، أين أخوك؟ أقول لأحباء الخوري فادي ومريديه ما قاله السيد المسيح لأحبائه: "لا تخافوا ممن يقتل الجسد، بل خافوا من ذاك الذي يضعكم في جهنم النار، أي من الله". وللمجرمين القتلة أقول: لن ننتقم منكم، بل تركنا ذلك لله، الله الذي يملك السماوات والأرض، والذي يجازي كلاً بحسب أعماله. الذي يقتل الجسد ماذا يستطيع أن يفعل بعد ذلك؟ هل يستطيع أن يقتل الروح؟ بالطبع لا، هل يستطيع أن يقتل الايمان؟ بالطبع لا، هل يستطيع أن يقتل الكرامة؟ بالطبع لا، ماذا يستطيع أن يفعل إذاً؟ أقول لكم ماذا يستطيع أن يفعل، يموت في غيظه، يغرق في حقده، وفي أوحال الخطيئة التي تخنقه وتقضي عليه. كل انسان لا رجاء له، مصيره كمصير يهوذا الاسخريوطي، الذي ذهب وخنق نفسه لأنه يئس من رحمة الله، بينما نحن معشر المؤمنين فإننا نحيا على رجاء القيامة والحياة الأبدية. وأنت يا عزيزي الخوري فادي تنتقل على رجاء القيامة والحياة الأبدية. نحن لا نستمد الحياة من أنفسنا، او من العالم، إننا نستمدها من الله الذي "من لدنه كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة"، على قول الرسول بولس.

أما أنت يا عزيزي الخوري فادي، لك الفخر لأنك قضيت فيما كنت تحاول انقاذ حياة أحد خرافك الذين ائتمنك الرب عليهم. أحد أبناء رعيتك التي اقامك الروح القدس (بوضع يد رئيس الكهنة) عليها لتفتديها بدمك (وقد فعلت)، كما افتداها معلمك الفادي الأكبر، فإنك أيها الفادي تذهب لترتاح في جواره، في حضن ابرهيم، حيث الأبرار والصدّيقون. ولأعزائي عائلة وأبناء رعية الأب فادي، رعية مار الياس، الذي صعد حياً الى السماء، أقول إن الخوري فادي لم يمت، بل صعد حياً مع النبي ايليا الى السماء. الخوري فادي لم يمت لأنه انتقل من الموت الى الحياة. الخوري فادي لم يمت. بل هو حيّ فينا الى الأبد. أقول لهم ما كان يردده النبي أيوب الصدّيق عندما كانت تلمّ به ملمّة: "الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركاً". سامح الله الجناة. رحمة الله عليك يا أب فادي.

 

14 آذار متمسكة بإسقاط الحكومة مهما كلف الامر

LBC    مما لا شك فيه ان قوى 14 اذار ذاهبة حتى النهاية في مطلب اسقاط الحكومة وهي مصرة على الا نقاش او حوار مع احد اكانوا من الخصوم او من الحياديين قبل اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وردا على سؤال بشأن كيفية تحقيق هذه الغاية، في وقت ان الديبلوماسية الغربية حريصة على عدم الفراغ اوضح عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت  الى ان الموقف الاميركي تغير عندما سمع الاميركيون وجهة نظر 14 اذار، كما سمع اعضاء مجلس الامن موقف تيار المستقبل وكافة افرقاء 14 اذار. وذكر فتفت في هذا الاطار، بما حصل في العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ونجاح الشعب اللبناني بالضغط لاخراج الجيش السوري من لبنان. وحذر فتفت من ان فريق 14 اذار سيلجأ الى جولات تصعيدية قد تصل الى العصيان السلمي الابيض  في حال عدم التجاوب مع مطالبه.

من جهته، اعلن منسق الأمانة العامة في قوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ان هذه القوى وضعت خارطة طريق في موضوع عدم مشاركتها في اللجان النيابية واستكمال الاعتصامات.  ووصف سعيد المجتمع الدولي بالعاجز عن اعطاء ضمانات لبقاء اللبنانيين على قيد الحياة.

 

من تزوير محاولة الإغتيال إلى تحريف التاريخ القريب والبعيد

أسعد بشارة/الجمهورية

تصلح رواية محاولة اغتيال العماد ميشال عون لتختصر كل التزوير والتاريخ المحرّف الذي مارسه طوال حياته السياسية. وقائع التحقيق في المحاولة المتخيّلة مذهلة وخطيرة. يكفي تتبّع ما قام به العماد عون في محاولة اغتياله، لاستحضار الحاضر القريب الذي أثبت فيه، من خلال تعاطيه مع اغتيال اللواء وسام الحسن، انه جاهز في كل مرة للتلاعب بالحقائق، مرة باحتراف نسبي، ومرات بطريقة مكشوفة لا تدع مجالاً للشك بأنه مطمئن إلى أن جمهوره سيصدق ما يقول، وأن خصومه لن يملكوا القدرة على محاكمة التزوير الفاضح، لا في السياسة ولا في القضاء. مع كشف محاضر التحقيق في الاغتيال المزعوم، بدا أن مناصري الجنرال لم يتجرأوا على تحريف الوقائع. نديم كنعان مالك السيارة السوداء، يعترف أنّ سيارته أصيبت في طرابلس قبل أربعة أشهر من جولات عون على صيدا وزحلة والبترون. الـ"ب. أم." رافقت العماد عون إلى زحلة وهي مصابة بالطلق الناري، بمعرفة من يتولّون امن الجنرال، وأبرزهم النقيب ملحم نعمة ومن فوقه ومن فوقه. كنعان نفسه يقول إن نعمة طلب منه إحضار السيارة لعرضها أمام وسائل الإعلام. أرسل إليه المفاتيح، ورآها مذهولاً تُعرض على أنها تعرّضت لإطلاق النار في صيدا، فأيّ تزوير هو هذا التزوير؟ ومن أعطى الأمر إلى ملحم نعمة ليستدعي السيارة المصابة في طرابلس، ليعرضها دليلاً على تعرّض عون لمحاولة اغتيال لم تحصل في صيدا؟ هل أخذ ملحم نعمة المبادرة من نفسه؟ أم من سليم فغالي؟ أم من العماد عون الذي وجد نفسه مضطراً لاستحضار دليل على اغتياله، مع المعرفة المسبقة بأنّ هذا الدليل مزوّر؟ وماذا يعني أن يعرض أمن الجنرال سيارة مصابة قبل أربعة أشهر مع علمه المُسبق بهذه الإصابة؟

بالطبع لم يستمع القضاء إلى كل هذه الوقائع قبل إصدار قراره. والجنرال تعوّد منذ تحالفه مع "حزب الله" على الدلال في كل شيء، حتى في الأحكام القانونية المخففة. لم يتوسع القضاء في سؤال من يتولّون أمن الجنرال عن سبب قيامهم بمعرفتهم بعرض دليل مزوّر، على عملية أثبت التحقيق أنها لم تحصل. لم يسألهم هل فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم أم بطلب من الجنرال، علماً أن موضوعاً بهذه الخطورة لا يمكن أن يقوموا به منفردين. لم يسأل القضاء عن التزوير المتعمّد، بل اعترف بمحاولة الاغتيال، وأضاف إليها عامل المجهول، الذي نفذ محاولة الاغتيال وغاب في المجهول، تاركاً ما هو معلوم، للوقائع التي أوردها التحقيق على لسان العوني نديم كنعان، الذي أقرّ بعملية "غسل الاغتيال" التي رَتّبها أمن الجنرال.

بعد الذي قام به العماد عون في هذه القضية، خصوصاً في إطلالته الديكيّة إثر صدور قرار تحميل المسؤولية إلى مجهول، بدا واضحاً أن ما قام به على الأقل منذ العام 2005 حتى اليوم، من تزوير للأحداث خصوصاً في ما يتعلق بالتغطية على مرتكبي الاغتيالات والتفجيرات، بدا كل ذلك أمراً منطقياً، لا بل أنه أصبح نهجاً دائماً، لم يبدأ في العام 2005، ولم يمر فقط في تزوير صورة مقاتل "القوات اللبنانية"، ولم يكتف بلعب دور المضلل بعد كل عملية اغتيال، بل وصل إلى حد إنكار ما لا يمكن لأيّ عقل إنكاره في قضية ميشال سماحة، ووصل أيضاً إلى سلوك في استشهاد اللواء الحسن، يفضح عمق الرهانات والارتباطات العضوية مع النظام السوري. وبعد، سؤال بديهي: لماذا لم يتم الاستماع إلى العماد عون في تزوير محاولة اغتيال، ثَبت بالدليل أنّ أمنه الخاص قد تلاعَب بها؟

 

"مسيرة بيضاء صامتة" من ساحة الشهداء إلى ساسين تضامناً مع ضحايا العنف

هيام طوق/المستقبل/في الوقت الذي يستمر فيه شباب 14 آذار في اعتصامهم السلمي، حتى إسقاط الحكومة في ساحة رياض الصلح رافعين الأعلام اللبنانية، انطلقت "المسيرة البيضاء" من ساحة الشهداء باتجاه ساحة ساسين رفضاً لكل اشكال العنف ولإدانة المسؤول عن فقدان الأمن والأمان في لبنان. وفي حين كان شباب 14 آذار يرتاحون في خيمهم بعد مشاركتهم في المسيرة التي نظموها أول من أمس من ساحة ساسين باتجاه ساحة رياض الصلح للتضامن مع الأشرفية الجريحة في وجه آلة القتل والدمار ووفاء لدماء اللواء الشهيد وسام الحسن، وليؤكدوا انهم لن يكونوا طائفيين وانعزاليين، تجمع شباب وشابات غير منتمين أو مدعومين من أي جهة أو طرف في ساحة الشهداء، مرتدين القمصان البيض تضامناً مع كل الذين يُقتلون، منادين بالسلام وتغليب المصلحة العامة على الانتماءات الطائفية والمذهبية والفئوية.

انطلقت "المسيرة البيضاء" اللاحزبية واللاطائفية بصمت وهدوء احتراماً لأرواح الشهداء، ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية واللافتات التي تندد بالطائفية والعنف، وعلى طول الطريق كان الصمت سيد الموقف لعله يكون رسالة مدوية تصل الى الجهات السياسية، "لنسير معاً من أجل السلام في وجه كل أشكال العنف، من أجل كرامتنا وكسر اليأس والشلل السياسي والدفاع عن مبدأ المواطنة والمصلحة العامة على أساس الحقوق والواجبات لا المذهب أو الطائفة، وكل الأصوات التي سمعناها في الفترة الأخيرة لن تزيدنا إلا إيماناً بمنطق الدولة وإصراراً على العمل على بدائل سياسية لا طائفية جديدة تعبّر عن قضايانا السياسة والاقتصادية والاجتماعية". وعند وصولهم إلى ساحة ساسين، أضاء المشاركون في المسيرة الشموع عن أرواح الشهداء، ثم تلا محمد حمدان بياناً قال فيه: "مسيرة اليوم لرفض كل أشكال العنف وللتضامن مع الذين يقتلون في بيروت وطرابلس بسبب الصراعات السياسية والطائفية ولاسترداد قيمة الانسان ولادانة المسؤول عن فقدان الأمن والأمان في لبنان والمسؤول عن الشلل السياسي".

ولفت إلى "اننا نعمل من أجل بدائل ممكنة وواقعية لإرساء المحاسبة والسلم والكرامة الإنسانية ضمن مفهوم الدولة والذي يغلب المصلحة العامة على الانتماءات الطائفية والمذهبية والفئوية".

أضاف: "نعمل مع كل مَن يسعى لإنشاء بديل سياسي سيتخذ شكله المستقبلي بعد جهد جدي وصادق من قِبَل كل أطياف المجتمع التي تؤمن قولاً وممارسة بمفهوم الدولة، لأنه يكفينا تعتيم واستغلال وصمت".

 

المنظمات الطلابية في قوى "14 آذار" شددت على سلمية اعتصامها واستنكرت الإعتداء غير المبرر على المعتصمين من قبل شرطة مجلس النواب

وطنية-25/10/2012 أصدرت المنظمات الشبابية والطلابية في قوى "14 آذار" البيان التالي:"في وقت كانت المنظمات الشبابية والطلابية في قوى "14 آذار" وهيئات المجتمع المدني تعقد إجتماعا تنسيقيا في الإعتصام المفتوح امام السراي الحكومي، تعرض عدد من الشباب المشاركين في الإعتصام إلى إعتداء همجي من قبل شرطة مجلس النواب. وفي التفاصيل، أن شابين كانا يقومان بنقل إطار واحد لإستخدامه في تمتين إحدى الخيم المنصوبة في الإعتصام، فإذ بالإطار ينزلق باتجاه الحاجز الحديدي الذي تقيمه شرطة مجلس النواب مقابل الإعتصام، ما دفع عناصرها، على الفور، إلى إقتحام مكان الإعتصام، والإعتداء على الشباب بالضرب بالبنادق وبالعصي، والقيام بسوق إثنين منهم إلى داخل منطقة مجلس النواب، وإحتجازهما هناك لبعض الوقت، الأمر الذي أثارهرجا ومرجا في مكان الإعتصام، عملت القيادات الشبابية على إحتوائه، حتى جرى إطلاق سراح الشابين. إن المنظمات الشبابية والطلابية في قوى "14 آذار"، إذ تستنكر بشدة هذا الإعتداء غير المبرر، تشدد على سلمية إعتصامها البعيد كل البعد عن أي عنف كالذي مورس ضدها مساء اليوم، وتضع الإعتداء برسم رئيس مجلس النواب نبيه بري المسؤول والمعني قبل غيره بضبط عناصر شرطة مجلس النواب، التي لم تنفك منذ اليوم الأول لبدء الإعتصام تعمل على إستفزاز المشاركين والتضييق على حركتهم. كما تعلن أن الروايات التي تداولها بعض الإعلام عن إطار مشتعل جرى توجيهه باتجاه شرطة مجلس النواب عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً، وتهدف إلى تزوير حقيقة ما حصل من إعتداء همجي على شباب حضاريين وسلميين".

 

تيار المستقبل يؤكد ان لا تنظيم عسكريا له

وطنية - 25/10/2012 أصدر تيار المستقبل البيان الآتي : تعقيبا على ما نشرته جريدة "الاخبار" في عددها الصادر اليوم، إن تيار "المستقبل" يؤكد مرة جديدة أنه تيار مدني سياسي سلمي وديموقراطي، ولا تنظيم عسكريا له، وبالتالي لا مسؤول عسكريا له، وما يقال خلاف ذلك عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلا.

 

الموقف الدولي يتطوّر.. تغيير الحكومة يولّد الاستقرار

ثريا شاهين/المستقبل

استوجبت التطورات في المواقف الدولية والداخلية، مزيداً من الاتصالات بين قوى 14 آذار من أجل تنسيق الموقف حول الخطوات في مجال رفض بقاء الحكومة الحالية. وتوقعت أوساط بارزة في هذه القوى بلورة المواقف الدولية في اتجاه الموقف الأميركي الذي دعا إلى تشكيل حكومة جديدة، ولعل أهمها الموقف البريطاني المرتقب. واعتبرت أن جزءاً من نتائج تحرك 14 آذار يظهر في تلك المواقف الخارجية لا سيما الموقف الأميركي. فالدول اكتشفت أن الخوف على الاستقرار الذي ينشدون هو من جراء استمرار هذه الحكومة وليس بتغييرها. ولذلك، إن الاستقرار يتحقق عبر الحكومة الجديدة. وهذه هي المعادلة.

وتتوقع مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع أن تتضح نتيجة الاتصالات والمشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان حول الموضوع الحكومي وتقريب موعد انعقاد طاولة الحوار منتصف الأسبوع المقبل، ويريد الرئيس أن يكون هناك غطاء سياسي لاستقالة الحكومة الحالية، بحيث لا يتم الوقوع في الفراغ، ومن أجل أن يتم التفاهم على أي حكومة ومواصفاتها لكي تحظى بموافقة كل الأطراف، وأي عودة لحكومة مشابهة لهذه الحكومة يعني إخضاع البلد لخضة لم يكن لها مسوّغ. لذلك، فإن التواصل والحوار مطلوبان للاتفاق على المرحلة المقبلة، وعلى عملية الخروج من الوضع الراهن.

ولاحظت المصادر أن الدول الفاعلة بدأت في إظهار موقفها من الأزمة الحالية، إنما لم يتبلور بعد الموقف العربي. لكنها أشارت الى تأثر هذا الموقف بالموقف الغربي لا سيما في ظل عدم فتح الباب أمام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من الأساس، على خلفية الموقف الذي اتخذته من الوضع السوري، وسياسة النأي بالنفس، حيث أن العرب كانوا يريدون أن يقترب الموقف اللبناني أكثر من الموقف العربي الخليجي، مع أنه حصل ارتياح عربي لمواقف ميقاتي من تمويل لبنان لحصته في المحكمة الخاصة به. وأوضحت المصادر أن الرئيس سليمان يريد العودة إلى طاولة الحوار في أقرب وقت حتى لو كان قد تمكن من جمع المتحاورين خلال ساعات فهو مستعد لذلك، ولا يريد أن يستمر الوضع طويلاً على حاله مع تحميل مسؤوليات وتوترات. وأشارت الى أن حكومة تقنيين ليست بعيدة عن الطرح، لا سيما إذا ما قبل كل الأفرقاء تغيير هذه الحكومة، وسيستمر الرئيس في مشاوراته لكي يتم توافق فعلي على الخطوات المقبلة، لأنّ هناك تجربة الاستقالة من الحكومة والاعتكاف وعدم القدرة على تعيين بديل، إذ إن أي فريق لا يقبل بالحكومة الجديدة قد لا يسمح للمعتدلين المتأثرين به المشاركة في الحكومة الجديدة.

وسيستمر الرئيس في محاورة الأفرقاء ولو ثنائياً، إلى حين بروز معطيات جديدة داخلية تضاف الى المعطيات الخارجية التي تفرض نفسها على الموقف في لبنان، والأمور لن تبقى مثلما هي، ويحظى الرئيس بثقة كل الأفرقاء وسط مواقفه المتقدمة والرهان على هدوء الخواطر خلال الأسابيع المقبلة.

وتشير المصادر الى أن هناك موقفين مهمين ومؤثرين في مسار البحث بحكومة جديدة وهما: موقف رئيس جبهة النضال الوطني النيابية النائب وليد جنبلاط من تفاصيل التشكيك بعدما قبل بمبدأ الحكومة الجديدة، ثم موقف المملكة العربية السعودية من المسألة، والمملكة لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني لكنها مع الاستقرار، وتؤيد حكومة توفر هذا الهدف.

وتؤكد المصادر أن تعزيز مناخ الاستقرار يتقدم في البحث على الأهداف الأساسية لطاولة الحوار، أي أن البحث سيتناول الحكومة الجديدة وشكلها وصيغتها ووظيفتها وتفاصيل تشكيلتها، فضلاً عن صفتها ونوعها، لأنّ الأهم هو الاستقرار قبل بحث الاستراتيجية الدفاعية.

يهم الدول أن لا يكون هناك فراغ منعاً للتأثير على الاستقرار من قبل جهات خارجية لها امتدادات داخلية. الموقف الدولي بات واضحاً والأفرقاء اللبنانيون فهموا الرسالة. والرئيس يقوم بمشاوراته، وربما المشاورات تؤدي إلى حوار بطريقة غير مباشرة قبل انعقاد أي حوار. حتى الآن الحوار المباشر لا يزال صعباً، لكن المباحثات الجارية ستكشف الصيغة التي سيتم التفاهم المبدئي عليها قبل الحوار، على أن يكون الالتزام في الحوار، هو بمثابة الضمانات التي توفر التغيير من دون حصول مشاكل أو انقلاب في الموقف بعد أن تكون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قد قدمت استقالتها. ولا تزال هناك صعوبة في التوصل الى تفاهم حول تفاصيل الحكومة الجديدة. والسؤال المطروح هو: ما هو حدود الدور السوري في عملية التشيكل، وكيف سيبلور الأفرقاء المحسوبون على سوريا هذا الدور؟ وإذا كانت حكومة الوحدة الوطنية السابقة برئاسة سعد الحريري استغرقت شهوراً لتشكيلها، فما هو الحال والانقسام عمودي داخل البلد؟

 

الاعتصام أمام منزل ميقاتي صامد.. حتى إسقاط الحكومة واجتماعان لهيئات المجتمع المدني والقوى الشبابية ووضع ميثاق للمشاركة

طرابلس ـ "المستقبل"

لم تحل الامطار الغزيرة التي هطلت أمس من استمرار مخيم الاعتصام المفتوح الذي يقام أمام منزل رئيس الحكومة في طرابلس والذي أطلق عليه مخيم الشهيد وسام الحسن، بل دفع المنظمين الى اتخاذ تدابير استثنائية لصمود الخيم من خلال تثبيتها ووضع دفعات من الاخشاب تحتها واقامة ممرات خاصة للمشاركين تحسبا، ووضع برنامج خاص في أيام عيد الاضحى، وصولاً الى ان يحقق الاعتصام هدفه والغاية التي نظم من خلالها. على أن يقوم طلاب كلية الفنون في الجامعة اللبنانية غدا السبت برسم مجسم كبير للعلم اللبناني للتوقيع عليه، في الوقت الذي دعت فيه منسقية "تيار المستقبل" في طرابلس أبناء الشمال عموما، وطرابلس على وجه الخصوص للمشاركة في تقديم واجب العزاء في ذكرى أسبوع الشهيد وسام الحسن والذي سوف يقام يوم الاحد في مكان الاعتصام من الثالثة بعد الظهر حتى السادسة مساء بحضور عائلة الحسن.

وكانت القوى الشبابية المشاركة في عملية التنظيم عقدت اجتماعا موسعا في باحة المخيم في معرض طرابلس جرى خلاله مناقشة عامة والتي تركزت حول عملية تأمين استمرار المخيم أكبر فترة ممكنة، كما جرى في اللقاء وضع ميثاق المشاركة في الاعتصام، والتوجه نحو النقابات العمالية والهيئات الاقتصادية.

وأشار أحمد حلواني أحد المشاركين في التنظيم إلى أن "كل التدابير اتخذت لبقاء صمود المخيم مهما كانت أحوال الطقس الجوية، ونحن فوجئنا بالامطار الغزيرة التي هطلت قبل ظهر أمس بغزارة وتسربت الى داخل الخيم، ولكن بادرنا على الفور بتحركات سريعة وميدانية لصمود مخيم الشهيد وسام الحسن، للتأكيد على مطلبنا في أي ظروف ومناخ بضرورة سحب السلاح غير الشرعي، واسقاط الحكومة شاهد الزور الاول والاخير على الجرائم التي ترتكب".

وتحدث توفيق علوش أحد المنظمين، فأكد أن "للاعتصام رمزية خاصة، سيما وانه أمام منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المطالب بالاستقالة"، مضيفاً: "طبعا اعتصامنا سلمي وحضاري ويتوسع شيئا فشيئا بمشاركة الجمعيات الاهلية والقوى الشبابية التي نتحرك باتجاهها وهو أضحى بصورة زاهية ومعبرا خير تعبير، فالقضية قضية وطن ولا يمكن لاي شخص التهاون أو حتى التسليم بما يجري باعتبار أن عملية اغتيال الشهيد الحسن ارهابية ولا يمكن السكوت عنها مهما كلف الامر".

واعتبرت رانيا ملك أن "الاعتصام بحد ذاته صرخة مدوية وصادقة في جه كل من يحاول الهيمنة على البلد بقوة السلاح ويستبيح لنفسه ولجماعته كل شيء"، مشددة على أن "غالبية الرأي العام في طرابلس يشعرون بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بحجم الخسارة الكبرى، واليوم بعد اغتيال الشهيد الحسن تتدفق هذه المشاعر بأوجها من جديد، ولتحدد بعفويتها هوية المجرم الذي يسرح ويمرح دون وازع من ضمير، بل ان من في الحكومة يقومون بالتغطية والحماية ويحاولون تضليل الرأي العام، لذلك نتوجه الى رئيس الحكومة من أمام منزله في طرابلس لنقول له ان ما يجري من تغطية معيب جدا ولا يقبل به انسان لديه ذرة من عقل او ضمير، سيما وان الدماء البريئة أزهقت ظلما وعدوانا، ولا يجدر بك أن تكون مسؤولا وتتحمل وزرها أمام كل الناس".

هيئات المجتمع المدني

وكانت هيئات المجتمع المدني عقدت اجتماعاً طارئاً في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال، بحضور رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال، أمين عام اتحاد الغرف اللبنانية أمين مال الغرفة توفيق دبوسي، نقيب الأطباء فواز بابا، نقيبة موظفي المصارف مهى المقدم، نقيب أساتذة التعليم الخاص في لبنان نعمة محفوض جلال كساب ممثلاً نقابة أطباء الأسنان في الشمال، هيئات المجتمع الأهلي تمثلت بعبد اللطيف كريم وجمال البدوي ووفد من المعتصمين في خيمة الشهيد وسام الحسن.

الاجتماع الذي غاب عنه مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار ونقيب المحامين بسام الداية بداعي السفر، رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى ونقيب المهندسين بشير ذوق لارتباطات مهنية، شدد على أن "الدولة معنية بالضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن مدينة طرابلس".

ودان "لقاء المجتمع المدني" في طرابلس في بيان بعد الاجتماع "حادثة التفجير الارهابي في الأشرفية، والتي استهدفت اللواء الشهيد وسام الحسن ومرافقه وأودت بحياة عدد من أبناء الأشرفية وشردت نحو مئة من المواطنين الآمنين"، معتبراً "التفجير استهدافاً لأمن الوطن خصوصاً وانه طال رمزاً أمنياً كبيراً".

وتوقف "أمام ما جرى من تفلت أمني وعنف وعنف متنقل ما بين مناطق لبنانية لا سيما منها طرابلس وانتشار للمسلحين"، مثمناً "الاجراءات التي اتخذتها وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي في كل المناطق اللبنانية مع التحفظ على التأخر في المبادرة لضبط الوضع في المدينة لأكثر من يومين".

وطالب "الدولة بالضرب بيد من حديد على المخلين بالأمن والمنع التام لأي ظهور مسلح من باب التأكيد أن الأمن هو أولوية وحق لكل مواطن على الدولة وخاصة في عاصمة الشمال"، داعياً "الحكومة الى المبادرة باتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تخفف من حالة الاحتقان السائد". وأيد "بيان الهيئات الاقتصادية الذي صدر بهذا الصدد".

ودعا الأفرقاء السياسيين على مستوى الوطن والمدينة الى "التمسك بالحوار وحصر الخلاف في السياسة والعمل على تأليف حكومة حيادية تضع الناس في أعلى سلم أولوياتها"، طالباً "من كل القيادات والفعاليات ووسائل الاعلام التحلي بالحكمة والمسؤولية والابتعاد عن التحريض واثارة النعرات الطائفية والمذهبية". واستغرب "عدم التعويض على المتضررين من الأحداث في طرابلس"، مطالباً "بالاسراع بصرفها لمن يستحق أسوة بالمناطق الأخرى". وثمن "الأسلوب الحضاري الذي اتبعه المعتصمون للتعبير عن رأيهم وأعربوا عن تفهمهم لحالة الرفض والاحتجاج"، داعياً "المعتصمين الى الابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤجج الاحتقان في البلد والتركيز على قضايا وهموم ومصالح الناس".

 

في ظل غياب أي ردّ فعل رسمي "يستر" عورة نأي الحكومة الساتر الترابي الأسدي يهدّد بكارثة على حدود النهر الكبير

عكار ـ "المستقبل"/يبدو أن ورشة إقامة الساتر الترابي الحدودي في الجانب السوري وفي الطريق الواقعة خلفه قد يتسبب بكارثة طبيعية، إضافة الى أبعادها الأمنية والعسكرية، وسيشكل نتيجة ارتفاعه والتصاقه تماماً بمجرى النهر الكبير الجنوبي، مع ارتفاع منسوب مياه الشتاء والفيضان السنوي المعهود للنهر، كارثة حقيقية ومأساة، حيث يحصل عادة أن تغمر المياه الأراضي اللبنانية الزراعية في كل قرى سهل عكار، ما سينتج عنها كارثة طبيعية حقيقية قد تكون الآن أقسى وأشد فداحة من ذي قبل، بحسب المزارعين وأصحاب المنازل الملاصقة للحدود. ومن ناحية أخرى فإن وظيفته الأمنية باتت أكثر خطورة لجهة إمكانية استهداف أي مزارع أو راعٍ أو صاحب أرض يعمل في أرضه بحجة التنظيمات الإرهابية المسلحة وتهريب السلاح، بعيد استحداث نقاط جديدة في كل البقع الحدودية، مع إبقاء فوهات عبور إذا صح التعبير وقنوات مرور تبعاً للحاجة الأمنية وغير الأمنية في بعض القرى السهلية المعروفة بولائها للنظام.

في كل الأحوال، فإن الساتر المقلق، لم يلق رد فعل رسمياً طبيعياً ولم يلفت الاهتمام الحكومي أو الأمني الرسمي وفق مصادر عليمة، التي أشارت لـ "المستقبل" إلى أن "أياً من الشكاوى لم تقدم للجانب السوري، وأن الطرف اللبناني في اللجنة الأمنية اللبنانية ـ السورية المشتركة حاول الاستفسار عما يجري من أعمال، فقيل إنه ساتر ترابي ليس إلا، وهو متعلق بالشأن السوري السيادي وضمن خطط موضوعة من دون توضيحها".

في كل الأحوال، فإن غالبية سكان القرى الحدودية يتوجسون شراً من الساتر وانعكاساته، هذا عدا التعديات والانتهاكات والقيام بأعمال الجرف ضمن ممتلكات وأراضٍ تعود لسكان لبنانيين من دون العودة الى رأيهم أو إخطارهم بما يجري. وأمام هذه الوقائع فإن التطورات الميدانية، بقيت هي هي وعلى ما هي عليه من تصعيد واشتباكات عند الحدود بالأسلحة المختلفة، وفي خلالها يتم تدفيع اللبنانيين والقرى اللبنانية المحيطة أثماناً لما يجري عبر توجيه فوهات المدافع الثقيلة نحو القرى اللبنانية كعمار لبيكات ـ القشلق، الدبابية، والنورا ووادي خالد، ليكتفي الموقف الرسمي والأمني بتسجيل الخروق وتوقيتها ونتائجها وإبلاغ ما يجري الى القيادات العليا من دون اتخاذ إجراءات رادعة.

وتساءلت أوساط عكارية ورؤساء بلديات عن "أهمية ما ارتضيناه لأنفسنا من انتشار عسكري على الحدود للجيش والذي أعلنا ترحيبنا الكلي به لأنه من طينتنا وبئيتنا، لكن يبدو أن النأي بالنفس قد أصاب الجميع بالتخدير والاستسلام للانتهاكات اليومية المرعبة، وليبقى هذا الانتشار مقتصراً على إقامة مواقع ثابتة ليس إلا، في الوقت الذي تبقى قرانا عرضة يومياً للانتهاكات وتستمر الحملة المسعورة لقوى الثامن من آذار وعملائها الصغار عن وجود قواعد ومسلحين وجيش سوري حر وسواه هو فقط في مخيلة البعض، أو في حسابات كتبة التقارير المرتبطين مباشرة أو بالواسطة بأجهزة الاستخبارات السورية التي نرى أن جل اهتمامها عملها في الداخل اللبناني أكثر من الداخل السوري وترويض معارضيها وتهديدهم وتهديد السكان الآمنين اللبنانيين قبل السوريين عبر إيراد مئات الأسماء في لوائح مطلوبة لأجهزة النظام الأمنية المنهارة". إلى ذلك، واصلت كتائب الأسد اعتداءاتها فقصفت محيط قرى وبلدات عكار الحدودية بالرشاشات الثقيلة والمدفعية، الأمر الذي أرعب المواطنين واخرج بعضهم هرباً من المنازل، وأبقى عشرات المزارعين من دون مواسم باعتبار أنه ممنوع الوصول الى هذه الأرض لتتلف مئات أطنان الزيتون والكرمة والتين في الدبابية والنورا وحكر جنين والعبودية ومنجز والعوينات والمشاتي والبقيعة، ما يضيف الى أوجاع العكاريين أوجاعاً وضغوطاً معيشية لا سابق لها وهي تراهن أصلاً على هذه المواسم، لأن الجيش اللبناني يحظر وينصح بعدم الوصول الى الأرض باعتبار أن لا أمان على المزارعين، وفي المرصاد قناصة الأسد وشبيحته في قرى ادلين وعزير وحالات والعبودية والمتهومة، مما دفع المواطنين لطرح تساؤلات حول حقيقة وجودهم والتفكير ببيع الأراضي أو تركها وهجرها إلى أن تحل العناية الإلهية وتنهي مأساة الشعبين السوري واللبناني.

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: إسرائيل لا تريد تغيير النظام السوري

المستقبل/انتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أصدقاء سوريا "الذين لم يفعلوا شيئاً لشعب سوريا بل تركوه يواجه الموت والخراب وحده"، معتبراً أن "(الرئيس الأميركي باراك) أوباما يهمه الدفاع عن إسرائيل وإسرائيل لا تريد تغيير النظام السوري الذي يخدم أهدافها ويدافع عن أمنها على قاعدة أمن سوريا من أمن إسرائيل".

واعتبر في بيان أمس، أن "قطر والمملكة العربية السعودية وقفتا إلى جانب الشعب السوري في جهاده ونضاله من أجل الحرية والديموقراطية والاستقرار"، مضيفاً: "إذا تم التعاون الجدي بين هذا الثلاثي العربي الرائع وانضمت إليه دول الخليج الأخرى، فإن ذلك سيمثل خطوة جبارة متقدمة من أجل أن يزدهر الربيع العربي حرية وديموقراطية وعدالة اجتماعية في العالم العربي كله". ورحّب بـ"الخطوة الجبارة والشجاعة التي أقدم عليها أمير قطر حين زار غزة"، مشيراً إلى "الموقف التاريخي العظيم للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي وللمملكة العربية السعودية الذين دعموا فك الحصار عن غزة". واعتبر أن ذلك "بداية تعاون عربي جميل كان ينتظره العرب منذ زمن بعيد".

 

ثوار سورية يخططون لاجتياحها وطرد جماعات "حزب الله" منها وآلاف سكان القرى الشيعية الحدودية يستعدون للنزوح إلى البقاع

حميد غريافي: السياسة/أكد أحد أجنحة المعارضة السورية, أمس, ان امتلاك الثوار صواريخ أرض - جو محمولة على الكتف مضادة للطائرات من طرازي "ستنغر" الأميركي و"سام -7" الروسي وطرازات أوروبية اخرى يعني نهاية وجود نحو 1500 من عصابات "حزب الله" المنتشرة في ما يقارب الاثنتي عشر قرية حدودية شمالية يقطنها لبنانيون شيعة في المناطق المحيطة بمدينة حمص, إذ ان "وجود عشرة آلاف مقاتل من الثوار هناك كاف لاقتحام تلك القرى إذا تأمنت لهم تغطية جوية بتلك الصواريخ منعت طائرات نظام الاسد ومروحياته من مساندة تلك العصابات المطعمة بأكثر من 200 خبير من الحرس الثوري الايراني و200 من عصابات نبيه بري من "حركة أمل" الشيعية اللبنانية الاخرى". وقال مسؤول في قيادة "حزب الوطنيين الاحرار السوريين" في حمص ل¯"السياسة" ان الايام القليلة المقبلة ستشهد تطورات نوعية في تلك المحافظة الستراتيجية لاقامة منطقة آمنة بعمق يتراوح ما بين 20 و300 كيلو متر داخل الحدود السورية المحاذية لتركيا, ستكون بمثابة محمية دولة لأن الصواريخ المضادة للطائرات بمساعدة المضادات التركية ستفرض حظرا جوياً على تلك المناطق التي يمكن ان تستوعب فورا نحو مليون مهجر سوري ونازح الى الداخل والخارج, كمقدمة لفصل كل منطقة الشمال السوري عن الداخل تمهيدا لاعلان حكومة الاتحاد الوطني المطلوبة دوليا وعربياً".

وأوضح المسؤول في الحزب الذي يرأسه أحمد جمعة ان حصول الثوار على صواريخ أرض - جو يفتح امامهم كل الطرقات التي تسدها راهنا قذائف الطائرات الانشطارية والفراغية المحرمة دوليا لاقتحام القرى الشيعية اللبنانية المتواجدة داخل الحدود السورية وهي: الفاضلية وجرماش ولفتاية ودبين والناعم والقرينة وخربة حمام والذيابية وحويك والصفصافة والحمام وزيتا والسماقيات الشرقية وخربة التين, وهي القرى التي تتواجد فيها عصابات "حزب الله" بكثافة وتفرض على شبابها ممن هم فوق الرابعة عشرة من العمر الانخراط في القتال الى جانب النظام, بهدف ابعاد سكانها البالغ تعدادهم عدة آلاف الى داخل المربعات الامنية التي انشأها الحزب في البقاع الشمالي امتدادا من مناطق الهرمل الى جنوبي بعلبك". وكشف المسؤول ان استخبارات القوى الثورية السورية في الشمال اللبناني "أكدت خلال الاسبوعين الماضيين بعد اخلاء قوات الاسد النظامية بلدة القصير الحدودية ومعظم كل تلك القرى الشيعية اللبنانية تحت ضربات حوالي عشرة آلاف مقاتل من الثوار, بدء عصابات "حزب الله" في محافظة بعلبك خصوصا باستيراد منازل خشبية جاهزة من مصادر عدة بينها شركات في ايران وألمانيا واسبانيا واميركا اللاتينية استعداداً لايواء آلاف ممن سينزحون من سكان تلك القرى المحمية بمئات عناصر الحزب بعدما هجرتها القوات السورية والشبيحة". ورجح المسؤول أن تبدأ قريبا جدا مرحلة احتلال "الجيش الحر" ومقاتلي الثورة كل الشريط الحدودي بين سورية ولبنان الفاصل بين محافظة حمص والبقاع الشمالي اللبناني, بحيث يجري تدمير كل المرابض المدفعية والصاروخية الايرانية في مرتفعات جبل اكروم لجهة الهرمل وسواها التي تطلق عصابات "حزب الله" منها القذائف على المدن والقرى السورية القريبة الواقعة تحت سيطرة الثوار". من جهة أخرى, كشف "حزب الوطنيين الأحرار السوريين" عن ورود معلومات موثوقة إليه من داخل طرابلس, شمال لبنان, مفادها أن "الجيش اللبناني يقوم منذ فترة طويلة بمراقبة نحو مئة عنصر من المقاتلين في الجيش الحر الذين تم نقلهم الى طرابلس لتلقي العلاج واجراء العمليات الجراحية بعد اصابتهم في المعارك مع قوات الاحتلال الاسدية".

 

الإدعاء على العزّي بخلق فتنة في البلاد

المستقبل/تسلّم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر من مديرية المخابرات في الجيش الموقوف إيهاب العزّي الذي ادعى تعرّضه لاعتداء ذي طابع طائفي في الطريق الجديدة يوم الأحد الماضي، من قبل أشخاص أقدموا على بتر أصابع يده. وادعى القاضي صقر على العزّي بجرم تلفيق أخبار من شأنها إثارة النعرات الطائفية والاقتتال الطائفي والمذهبي وخلق فتنة في البلاد. وأحاله الى قاضي التحقيق العسكري طالباً استجوابه وإصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقه سنداً الى مواد الادعاء التي تعاقب بالسجن 3 سنوات على الأقل. وكان العزّي قد اعترف في التحقيق الأوّلي معه بتلفيق خبر الاعتداء عليه، وأكد أن بتر أصابعه ناجم عن حادث اصطدام حصل معه على طريق المطار وتطوّر الى شجار حيث أقدم أحدهم على طعنه بحربة ما أدى الى بتر بعض أصابع يده. وأكد أنه كان يبغي من فعلته الحصول على طبابة مجانية على نفقة وزارة الصحة.

 

ميشال معوض: الحكومة تصطاد الرموز ولا بد من إسقاطها

المستقبل/لفت رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض الى أن "هذه الحكومة تقوم باصطياد الرموز السياسية والأمنية في لبنان، لذا لا بد من تشكيل حكومة حيادية سيادية تحمي جميع اللبنانيين وتنظم انتخابات نيابية". وأبدى في حديثٍ الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أمس، استغرابه من "تباهي حزب الله بالموقف الأميركي من استقالة الحكومة، بعد أن كان يصف الحكومات التي يشكلها فريق 14 آذار بأنها "حكومات فيلتمان". ورأى انه "لا بد من اسقاط الحكومة الحالية، لأنّ الأكثرية السياسية فيها قرارها بيد "حزب الله"، وهي مسؤولة مباشرة عن الاغتيالات، وتمنع التحقيقات من خلال عدم تسليم داتا الاتصالات". كما لفت إلى أن "مشروع الوسطية الذي أعلنه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وسياسة النأي بالنفس، قد سقطا، لذلك طالبنا ميقاتي بالاستقالة"، معتبراً أن الأخير، "يرد بالشخصي على اتهام سياسي موجّه لحكومته، فما نقوله هو أن بقاءه في الحكومة، يعطي غطاء سياسياً للمجرمين".

 

في الحوار وأهله..

علي نون/المستقبل

كانت السالفة السابقة تقول إنّ الحوار في ذاته ولو امتدّ لأشهر وسنوات، يبقى أفضل من ساعة مواجهة واحدة في الشارع.. لكنها سالفة صارت، أو تكاد، شبيهة بسالفة الفن للفن: وجوده لذاته وليس لأي هدف، وحضوره أحياناً مثل عدمه. والحال، إنّ لبنان في ذاته تلخيص خلاّب للحوار الدائم بين متنوّعين في الدين والسياسة والأهواء وربما الهويّات. ثم بعد ذلك هو تلخيص محزن ومكثّف لانقطاع تلك المكرمة وتراجع ثقافة الوصل لحساب ثقافة القطع والإلغاء والاستئصال المتدرّج، أو بمعنى واقعي أكثر، لثقافة الهيمنة أو محاولاتها.

أنتجت ثقافة الحوار تسوية ركيكة سُمِّيت دولة. وأنتج الانقطاع حروباً فظيعة كان جلّ طموح روّادها إنتاج دويلات خاصة بديلة عن تلك التسوية وكيانها الجامع.. غير أنّ جموح التمايز والتبرّم من الآخر، وضيق الصدور من الخلاف في الرؤى والرؤية، وفي الهوى والهوية الطائفية والسياسية والعقيدية، ضرب قوسه بعيداً، وأخذ في طريقه طموحات الحكم الذاتي، بعد أن تبيّن بالتجربة (الدموية دائماً) أنّ قانون التفتيت لا حدود له. يبدأ بالكيانات العامّة ثم ينخر عميقاً في الذوات الخاصة: صار "عدوّ" كل طائفة في داخلها. و"عدوّ" كل منطقة ضمن "حدودها". وتناسلت الكوارث وصولاً إلى أوّل المجتمعات وأصلها، أي إلى العشيرة ذاتها! صعب في الإجمال وفي التفاصيل، معاينة حالة شبيهة بالتجربة اللبنانية لجهة المدى التفتيتي الذي أنتجته.. حتى سوريا ليست في ذلك الوارد، رغم "المنطق"، والحضور المذهبي، والجغرافية، والعوائل وامتداداتها و"إنجازاتها".. غير أنّ الدائم المفجع في حالتنا ليس ردّ الفعل القاطع للحوار، إنّما الفعل الأوّل المؤسِّس لتلك النتيجة والمستعيد مدوّنة الأوهام المألوفة، والسائر على هديها. التسوية صعبة لأنّها نتاج حوار بين مختلفين.. ولأنّها قبل ذلك وليدة قناعة متبادلة بضرورات التراخي والتنازل والتراجع. ولأنّها فوق هذا وذاك، وقبل كل شيء، نتيجة حتمية لقناعة المتحاورين بالضرورة الوجودية للآخر.عندما تنكسر المعادلة في أي من أسسها، يصبح الأمر عبثاً صافياً: لا يركب حوار مع اليقينيات و"المقدّسات". ولا يستطيع فريق أن يلغو بالفكرة في شكلها وينسفها في جوهرها.. يأتي "للمعاينة" أكثر مما يأتي لمداراة الخواطر والهواجس والاستماع إلى الآراء المختلفة وأسباب اختلافها.. يغيّر مكانه ولا يغيّر بيانه. ويغيّر لسانه ولا يغيّر نهجه. وفوق كل ذلك، لا تعني له شيئاً "هوامش" الأرض طالما أنّ السماء سقفه! في اختصار الضنى يُقال مجدّداً، إنّ الحوار مستحيل مع العبوة الناسفة! وإن كانت هذه في ختام فصلها لا تغيّر في يقينيات الآخرين ومقدّساتهم أي شيء! ومعضلة أهل الممانعة عندنا، أنّ الغرور ضرب في رؤوسهم إلى درجة العمى عن رؤية الآخر كما هو وليس كما يريدونه هم، فكيف لهم بعد ذلك أن يقبلوا به، قبل أن يدخلوا معه في حوار ينتج تسوية، ولا يكون محطة استراحة بين جنازة وأخرى؟!

 

إتقٍ شرّ "مديح".. السفير السوري

المستقبل/سجّل السفير السوري علي عبد الكريم علي رقماً قياسياً في النفاق الديبلوماسي منذ مجيئه الى لبنان. فقد استطاع على مدى ثلاث سنوات من تسلّمه مهامه الرسمية أن يسدّ غياب أجهزة مخابرات بلده، ويبرع في إعداد التقارير الاستخباراتية وتجنيد من يعملون لحسابه خطفاً وإخفاء وترويعاً، ويقدّم نموذجاً عن ذلك في حادثة خطف الأخوة جاسم والمعارض السوري شبلي العيسمي ولاجئين لا حول لهم ولا قوة، ليجعل منهم إرهابيين يستحقون السحق في مطاحن الجماجم التي أعدها لكل معارضيه، ويعمل لاستدراج الأبرياء الفارين من بطش نظامه ليسلمهم الى مخابراته وشبيحته التي عملت لتصفيتهم على الفور.

آخر ما فاضت به عواطف سفير النظام السوري أمس، كان الاسترسال في استنكاره الشديد لجريمة اغتيال اللواء وسام الحسن، وإدانة النظام السوري لكل الاغتيالات السياسية، لكن الأدهى من كل ذلك ثناؤه على تصريح اللواء أشرف ريفي لأن الأخير رفض توجيه الاتهام لأي طرف، وأعلن أن التحقيق يأخذ فرضيات عدة، وهنا لا بد من التوضيح أن كلام علي لا يمكن أن يوضع في خانة المديح بقدر ما يجب أن يوضع في خانة الاستهداف، لأن هذا الإطراء الملغوم يجعل من ريفي مشروع شهيد جديداً، على أيدي شبكات نظام علي الإجرامية الناشطة في كل لبنان، فكل من يعرف هذا النظام ورجالاته ومخابراته يفهم أدبياته الإجرامية، وطرقه في إنتقاء الأهداف، وهذا التصريح لوحده يجب أن يكون حافزاً على زيادة الحماية الأمنية للواء ريفي وكل الشخصيات الأمنية والسياسية المدرجة على لائحة التصفية، خصوصاً بعد نجاح هذا النظام وأتباعه في اغتيال العقل الذي كان يشكلّ مظلّة أمنية لكل هؤلاء المستهدفين.

هذا الاتهام ليس في السياسة فحسب، إنما في الأمن والتجربة ما زالت حيّة، إذ يكفي ما أشار اليه عدد من إعلاميي سوريا في لبنان، عندما تحدثوا عن خدمات قدمها اللواء الشهيد وسام الحسن لسوريا، عن طريق اكتشاف عملاء لـ"الموساد" يعملون على الأراضي السورية أو بعض المجموعات الإرهابية، غير أن هذا الثناء السوري بحق الحسن، ترجم بسيارة مفخخة بأكثر من 60 كيلوغراماً من المواد الشديدة الإنفجار حوّلته الى أشلاء متناثرة، وكذلك مئات الأبرياء الى ضحايا فضلاً عن تحويل منطقة هادئة الى منكوبة وتشريد أهلها وساكنيها.

من حق السفير السوري أن يلقي على أكتاف نظامه ثوب العفة، وأن يبرّئه من جريمة بحجم اغتيال وسام الحسن، ولكن من حق اللبنانيين وضحايا هذا النظام الخوف على قادتنا السياسيين والأمنيين، والتوجس أكثر من إشادة علي بشخصية بحجم اللواء ريفي يزعج نظامه ليل نهار، ويقف سداً منيعاً تتحطم عنده معظم مؤامرات هذا النظام، ومشاريعه الإرهابية التي لم يتعب يوماً من ارتكابها خلال مرحلة إحتلاله لبنان على مدى ثلاثة عقود، وتصديرها إليه بعد انسحاب القوات السورية منه بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005.

فإذا كان سفير بشار الأسد ينفض يد نظامه من جريمة الأشرفية ويزعم استنكاره لكل الاغتيالات السياسية، لا بد من سؤاله، من قتل خيرة القادة اللبنانيين وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقافلة الشهداء التي تلته؟، من قتل كوكبة من الرؤساء والوزراء والنواب والمرجعيات الدينية في لبنان، من كمال جنبلاط الى بشير الجميل والمفتي حسن خالد ورينيه معوض وناظم القادري وداني شمعون وغيرهم؟. ومن الذي ارتكب عشرات جرائم القتل والمجازر بحق الأبرياء اللبنانيين وبحق خيرة ضباط وجنود الجيش اللبناني عندما كانوا يدافعون عن حليف النظام الأسدي الجنرال ميشال عون الذي أعمى عيونهم بشعارات حروب التحرير والإلغاء العبثية، والذي لم يسعفه هلعه عند الفرار في دعوة هؤلاء الضباط والعناصر الى إلقاء السلاح قبل أن يحولهم حليفه الحالي الى أشلاء؟.

أمام هذا الإطراء الذي يشبة ليونة الأفاعي عند تقلّبها، يقتضي التنبه الى ما يكيده هذا النظام لكل الذين لا يزالون على قائمة التصفية الجسدية، وخصوصاً اللواء ريفي الذي أعطى السفير البعثي إشارات طمأنته، والتي ربما تكون الممهدة للشّر المستطير.

 

ينشرون تقريرهم مطلع يناير المقبل وينتظرون رداً من الأسد على زيارتهم دمشق/محققون أمميون يجزمون بوقوع "جرائم حرب" و"ضد الإنسانية" في سوريا

جنيف - ا ف ب: جزم محققو الأمم المتحدة في انتهاكات حقوق الانسان في سورية, أمس, بأن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الانسانية" تحدث في هذا البلد, مؤكدين أنهم يسعون الى زيارة دمشق.

واعلنت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي, العضو في اللجنة, ان هدف اللجنة هو تحديد "كبار المسؤولين" عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الانسانية" تحدث في سورية, فيما طالبت اللجنة مرة جديدة الرئيس بشار الاسد بالسماح لها بزيارة دمشق. وقالت القاضية السويسرية للصحافيين في جنيف ان مهمتها الاساسية "ستكون مواصلة التحقيق في اتجاه تحديد الشخصيات السياسية والعسكرية العالية المستوى (المسؤولة عن هذه) الجرائم". وديل بونتي المدعية العامة السابقة في محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا والتي اكتسبت سمعة واسعة بسبب ملاحقتها مجرمي الحرب من رواندا الى يوغوسلافيا السابقة, اعتبرت أن الجرائم هي "بالتأكيد" دولية كما حصل في الدول الاخرى التي حققت فيها. واضافت ان "التشابه بالتأكيد مرتبط بواقع اننا نواجه نفس الجرائم, ومن المؤكد انها جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب", و"بصفتي مدعية سابقة, يمكنني أن أقول لكم أن المسؤولين عن هذه الجرائم يجب أن يحاكموا". وديل بونتي التي عينت في 28 سبتمبر الماضي عضوا في لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة بشأن الجرائم في سورية, لم تتحدث علنا سابقا. وقالت أمس "كنت في التقاعد, انها فرصة جيدة للعودة مجددا للعمل". وهذا الاسبوع شاركت ديل بونتي في اجتماع في جنيف للمرة الاولى منذ انضمامها الى اللجنة مع المفوضين الثلاثة الاخرين من الامم المتحدة رئيس اللجنة باولو بينييرو (البرازيل) وكارين كونينغ ابو زيد (الولايات المتحدة) وفيتيت مونتارابورنب (تايلند). من جهته, قال بينييرو "لقد وجهنا رسالة الى الرئيس الاسد وننتظر ان يستقبلنا في دمشق", موضحا انهم لم يضعوا شروطا لمجيئهم الى سورية. وأنشئت هذه اللجنة في أغسطس 2011 بقرار من مجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات في سورية, لكنها لم تحصل بعد على إذن من دمشق للتوجه الى سورية. وحده بينييرو تمكن من زيارة سورية لكن بصفة شخصية. واللجنة سبق ان جمعت شهادات أكثر من الف شخص في الدول المجاورة لسورية, وجمعت أيضاً أدلة عن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات الموالية للنظام, كما كشفت ان المعارضة المسلحة ارتكبت ايضا جرائم حرب لكن على نطاق أقل بكثير. ووضعت اللجنة لائحتين بأسماء مسؤولين او وحدات ضالعة في هذه الجرائم وعناصر ادلة وسلمتها لمفوضة حقوق الانسان العليا نافي بيلاي. وهذه الوثائق لن تنشر في الوقت الراهن ويمكن ان تكون اساس عمل في حال طلب مجلس الامن اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية. وأعلن بينيرو أن اللجنة تأمل أن تنشر تقريرها مطلع يناير المقبل, على أن يناقشه بعد ذلك الديبلوماسيون خلال الجلسة المقبلة لمجلس حقوق الانسان بين 25 فبراير و22 مارس 2013.

 

خامنئي يهاجم الدول الداعمة للثورة السورية ويتهم الغرب بإثارة الفتن بين المسلمين

طهران - يو بي آي: أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي, أمس, أن إيران تناصر الشعب السوري وتعارض أي تدخل خارجي في شؤونه, متهما أميركا وإسرائيل وحكومات "مطيعة لهما" بتأجيج الصراع في سورية. وقال خامنئي في نداء وجهه إلى حجاج بيت الله الحرام, "إننا نناصر الشعب السوري ونعارض أي تحريض وتدخل خارجي في سورية, وأي إصلاح في هذا البلد يجب أن يتم على يد الشعب وبأساليب وطنية تماماً". وأشار إلى أنهم "إنهم يخلقون الأزمات في سورية بمساعدة عملائهم في المنطقة ليصرفوا أذهان الشعوب عن قضايا بلدانها المهمة والأخطار التي تحدق بهم, إلى الأحداث الدامية التي ساهموا إسهاماً أساسياً في خلقها". ولفت إلى أن "الحرب الداخلية في سورية ومقتل الشباب المسلمين على أيدي بعضهم جريمة بدأت وتم تأجيجها من قبل أميركا والصهيونية والحكومات المطيعة لهما". وتساءل خامنئي "من يمكنه أن يصدق أن الحكومات التي دعمت الدكتاتوريات السوداء في مصر وتونس وليبيا تحمي الآن مطالبة الشعب السوري بالديمقراطية? واعتبر أن "قضية سورية قضية الانتقام من حكومة وقفت لوحدها طوال ثلاثة عقود أمام الصهاينة الغاصبين, ودافعت عن جماعات المقاومة في فلسطين ولبنان". واتهم خامنئي "الأيدي الفاسدة" لأميركا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) "باستغلال بعض حالات الغفلة والتسطيح لحرف المسيرة العارمة للشباب المسلم وإشعال اشتباكات بينهم باسم الإسلام, وتبديل الجهاد المناهض للاستعمار والصهيونية إلى إرهاب أعمى في أزقة العالم الإسلامي وشوارعه, حتى تراق دماء المسلمين على أيدي بعضهم, ويتخلص أعداء الإسلام من الطريق المسدود, ويشتهر الإسلام والمجاهدون في سبيله بسوء الصيت والوجه المشوه". وأضاف "بعد يأسهم من إلغاء الإسلام والشعارات الإسلامية, عمدوا حالياً لإثارة الفتن بين الفرق الإسلامية, وراحوا يضعون العقبات والعراقيل في طريق اتحاد الأمة الإسلامية بمؤامرات التخويف من الشيعة والتخويف من السنة".

 

الراعي: قداسة البابا يريد ان يكرم بشخصي الكنيسة المارونية ولبنان

وطنية-25/10/2012 غصت المدرسة المارونية في روما اليوم بالمهنئين بترقية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى رتبة كاردينال. واكد الكاردينال الراعي امام زواره "ان هذه الخطوة الكريمة من قبل قداسة البابا واضافة الى انها تكريم شخصي، تأتي ايضا تكريما للبنان الذي زاد حب قداسته له بعد زيارته في ايلول الماضي، وقد اكتشف أكثر قيمة لبنان واهمية دوره، واعجابه بالشعب اللبناني".

واضاف "الامر لا يتوقف عند التكريم انما هو دعوة ومسؤولية كي ننطلق جميعا الى الامام، في ظروف صعبة فيها الكثير من التحديات في لبنان وفي الشرق الاوسط".

ومن ابرز زوار المدرسة المارونية اليوم غبطة البطريرك الانطاكي للسريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان يرافقه المطران مخائيل الجميل، المطران هيلاريون كبوجي مطران القدس السابق للروم الكاثوليك، الرئيس العام للرهبانية الانطونية الاباتي داود رعيدي على رأس وفد من الرهبانية، وفد من الرهبانية المريمية المارونية برئاسة الاب سليم الرجي رئيس دير مار انطونيوس الكبير روما، وفد من آباء جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، اضافة الى عدد من ابناء الجالية اللبنانية في روما.

ومن ابرز المتصلين اليوم للتهنئة: الرئيس سعد الحريري وكان اتصاله مناسبة عرض فيها مع نيافته للاوضاع العامة والتطورات، واتفقا على مواصلة التشاور والسعي الحثيث لما فيه مصلحة البلاد العليا وعلى ضرورة تجنيب لبنان المزيد من الازمات والسقوط في المجهول.

كما تلقى الراعي اتصالات من الامام عبد الامير قبلان، الرئيس امين الجميل، نائب رئيس الحكومة سمير مقبل، وزير الاعلام وليد الداعوق، وزير البيئة ناظم الخوري، النائب هادي حبيش السفير ميشال الخوري، والوزراء السابقين: جان عبيد، دميانوس قطار، روجيه ديب، اضافة الى اتصالات من عدد من مطارنة لبنان والانتشار.

وكان سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي اقام مساء امس حفل عشاء على شرف الكاردينال الراعي حضره السفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريللي كاتشا والمطارنة ادمون فرحات، فرنسوا عيد، ميشال عون ومنير خيرالله، الاباتي داود رعيدي والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل والقنصل البير سماحة وعدد من الكهنة والرهبان.

وفي كلمة ترحيبية له اعتبر السفير خوري ان "تاج الكاردينالية هو فخر للبنان وللكنيسة المارونية وهو استكمال لعمل غبطته الدؤوب" متمنيا له دوام النجاح في عمله الكنسي والوطني وراجيا من الله عودة السلام الى وطننا الحبيب لبنان".

من جهته رد الكاردينال الراعي بكلمة شكر قال فيها:"لقد كان هذا اللقاء معدا في الاساس لتكريمي مع اصحاب السيادة المشاركين في السينودس، ولكن ربنا اراد ان يكون هذا اللقاء اول لقاء بعد ان تكرم قداسة البابا وشرف الكنيسة ولبنان - كما قال لي الكاردينال بيرتوني- وشرفني بتعييني كاردينالا، في هذا البيت اللبناني المحب.

وجدد الراعي شكره للسفير البابوي في لبنان "على الجهود الكبيرة والمثمرة التي قام بها مع اللجان الخاصة لتحضير زيارة البابا الى لبنان"، واضاف: "خلال لقائي الكاردينال بيرتوني قال لي: قداسة البابا يريد ان يكرم بشخصك الكنيسة المارونية ولبنان، وهو يعتمد كثيرا على الكنيسة المارونية وعلى البطريرك الماروني في مواجهة الصعوبات الكثيرة في الشرق الأوسط. لقد فرحت كثيرا برغبة قداسة البابا وبكلام الكاردينال بيرتوني ولكنني تشجعت وعلمت اننا كنيسة قوية، وان لدينا واخواني المطارنة، دور كبير امام تحديات ومسؤوليات هذا العصر، واكتشفنا ذلك أكثر خصوصا عندما دخلنا السينودس، وادركت كم ان مسؤولياتنا كبيرة في الشرق الاوسط. ولذلك علينا ان نعمل اكثر ونتعاون سويا." وجدد نيافته شكر قداسة البابا والسينودس على الاهتمام بلبنان مؤكدا ان خطابات وزيارة قداسة البابا الى لبنان والارشاد الرسولي وسينودس الأساقفة المنعقد حاليا في الفاتيكان حول الإعلان الجديد للانجيل من أجل نقل الإيمان المسيحي، هي علامات رجاء وامل للكنيسة وللشرق الاوسط".

وتابع الراعي: "وحدها ارادة الله تقود حياتنا وتنير دروبنا، شرط ان نعيش بوحي هذه الارادة، وانني قد تشرفت وتكرّمت من خلال تكريم الكنيسة المارونية ولبنان".

ومساء التقى غبطته عددا من ابناء الجالية اللبنانية في كنيسة القديس مارون في المعهد الحبري الماروني في روما وذلك في اطار برنامج "التنشئة المسيحية" وتوقف عند مفهوم سنة الايمان التي أعلنها البابا بندكتوس السادس عشر وسلط الضوء على تعليم الأب الأقدس خلال مقابلته العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء الماضي، مذكرا بأن الإيمان عطية من الله.

 

"الواشنطن بوست": الحسن توقع ما يحصل اليوم من أحداث في سوريا ولبنان ميقاتي لم يفعل الكثير للرد على التفجير"

صلاح تقي الدين/المستقبل

ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن اللواء الشهيد وسام الحسن أجرى تقويماً قاتماً لصورة الحرب الأهلية التي تجتاح سوريا والتي توقع أن تؤثر على المنطقة، أثناء الزيارة التي قام بها إلى العاصمة الأميركية في أواخر آب الماضي. وذكرت الصحيفة أن اللواء الشهيد تحدث إليها معتبراً أن "الديكتاتور بشار الأسد" لا يزال يملك فرصة الصمود أمام حركة التمرّد ضده، وأن ذلك" سيستمر سنوات عدة ويذهب ضحيته أكثر من 100 ألف قتيل". مضيفاً انه بالنسبة لنظام الأسد "فإن أحد حلول الصراع في سوريا هو نقل هذا الصراع إلى الخارج، إذ إنه سيستمر في السلطة من خلال تحويله إلى نزاع إقليمي".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد سبعة أسابيع على حديث اللواء الحسن، سقط شهيداً في تفجير سيارته في 19 تشرين الأول الحالي في بيروت، ما دفع لبنان إلى حافة الحرب المذهبية، مضيفة أن معظم اللبنانيين غير المتحالفين مع "حزب الله" يوافقون على رأي رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في مسؤولية الجهة التي نفّذت اغتيال الحسن إذ قال: "المسألة واضحة مثل النهار".

وأضافت أنه "باختصار، إن الأسد يحاول تطبيق الإستراتيجية التي تحدث عنها الحسن".

ووصفت الصحيفة اللواء الشهيد بأنه كان أحد أعضاء الفريق الذي حكم لبنان لسنوات تلت "ثورة الأرز" التي أجبرت سوريا في العام 2005 على إنهاء احتلالها العسكري للبنان الذي دام أكثر من 30 عاماً، وكان يحارب من اجل منع الأسد من التدخل في شؤون لبنان.

وتابعت أن الحسن "كشف في آب الماضي مخططاً كان الوزير السابق ميشال سماحة المقرب جداً من الأسد يحاول تنفيذه من خلال تهريب متفجرات وتفجيرها في لبنان، كما أنه كان يضغط على رئيس الحكومة اللبنانية الضعيف نجيب ميقاتي بهدف نزع سلاح مجموعة مؤيدة لسوريا وتحظى بدعمها، كانت تفتعل اشتباكات مسلحة في شمال لبنان".

غير أن الحسن أضاف للصحيفة أن "ميقاتي المقيّد من حزب الله حليف سوريا والذي يشكل أكبر قوة في الحكومة الحالية لن يتحرك لمواجهة استفزازات سوريا ما لم يمت الأسد أو يغادر بلاده".

وقالت الصحيفة أن الحسن "أثبت أنه متبصر جيد. لم يفعل ميقاتي الشيء الكثير للرد على التفجير وهو الاعتداء الأعنف الذي يشهده لبنان منذ أربع سنوات باستثناء نشر الجيش لإخماد بداية الاشتباكات الطائفية. لقد رفض الاستقالة، وهي الخطة التي كانت لتفتح الباب أم تشكيل حكومة لا تضم حزب الله".

وتابعت الصحيفة أن "موقف ميقاتي حظي بدعم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي كانت خطوتها الأولى إيفاد سفيرتها لدى لبنان إلى جانب سفراء روسيا والصين لإبلاغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان مناشدتهم للحفاظ "الاستقرار" في البلد".

غير أن الخارجية الأميركية لاحقاً، ليّنت موقفها اذ قالت إنها تدعم "المسيرة التي تؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة. غير أن في لبنان كما في سوريا، تمارس إدارة أوباما سياسة قصر النظر في السعي إلى كبح القوى المناهضة للأسد. لم تؤد هذه الإستراتيجية في البلدين سوى إلى تعزيز قوة أعداء أميركا والمجموعات الجهادية الذين تمطرهم القوى الخارجية الداعمة لهم بالأسلحة والأموال". موضحة لقد حذرنا اللواء الحسن من أن إطالة أمد القتال في سوريا سيؤدي إلى "نشوب حرب مذهبية وتدمير المجتمع المدني" مضيفاً "سيتفكك الجيش السوري وبعد انهياره ستعم الفوضى".

وختمت الصحيفة أنه "من خلال رفضها تسليح القوى العلمانية والليبرالية، فإن إدارة الرئيس أوباما تساعد على الوصول إلى هذه النتيجة".

 

الحريري "يكذّب" جنبلاط

رد الرئيس سعد الحريري بعنف على النائب وليد جنبلاط الذي قال في مقابلة تلفزيونية ان الحريري اعتبر ان اللواء الشهيد وسام الحسن هو شهيد السنة. وقال الحريري عبر "تويتر": وليد جنبلاط يقول أنني قلت ان وسام الحسن هو شهيد السنة هذا كذب ومن قالها هو حليفه الميقاتي. وسام الحسن شهيد لبنان". واضاف: "على كل حال يا وليد بيك الله يسامحك . الاستقرار بمفهومك ان تبقى ضمن التحالف السوري الإيراني فمبروك عليك يا بيك". واردف: "وسام الحسن هو شهيد لبنان، وشهيد الدولة، وشركاؤك في الحكومة هم من حرضوا عليه، وخونوه كما خونوا رفيق الحريري". وختم: "لن اسكت من بعد اليوم على مين ما كان". وعلق جنبلاط على رد الحريري فقال في مقابلته: "الله يسامحه واليوم اصبحت كل الامور واضحة". كما رد امين عام تيار المستقبل احمد الحريري عبر "تويتر" على جنبلاط فقال: "هل ثمة tva ايضا على صواريخ حزب الله؟

 

جنبلاط: أقبل بقيام حكومة حيادية شرط عدم الدخول في فراغ وباقٍ في الوسط مع خط رئيس الجمهورية وارفض إسقاط بري

المستقبل/ قال النائب وليد جنبلاط إنه "يقبل بقيام حكومة حيادية" شرط ألا يدخل البلد في الفراغ، مشدداً على أنه حين "يتفق الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس نبيه بري على الوقت المناسب لاستقالة الحكومة، نستقيل جميعناً" مشدداً على "التزم الخيار الوسطي، كما أني لست مع عزل بري أو إسقاطه. أنا مع الطائف للمحافظة على الوجود المسيحي".

وأضاف في حديث للمؤسسة اللبنانية للإرسال "أل بي سي" أمس "من المؤسف أن نحوّل اغتيال (اللواء الشهيد) وسام الحسن إلى تشييع مذهبي، فهو كان يخدم الأمن اللبناني والدولة اللبنانية، وهو قضى كما قضى فرنسوا الحاج في خدمة الوطن".

وتابع "عندما اغتيل شهداء 14 آذار قيل إنهم شهداء الوطن وليس الطوائف، للأسف انتهى وداع وسام بغلطة اقتحام السرايا الحكومية. كان يجب توديعه كما ودّعنا رفيق الحريري بمهرجان كبير من دون فوضى، والشارع ضُبط عند اغتيال جبران التويني والحريري. ليس من في السرايا هو من قتل وسام بل قتله النظام السوري".

واعتبر جنبلاط المعلومات التي تحدثت عن التحضير لاغتياله بأنها "إعلامية" غير أنه تابع "في حال صحّت علينا أن نتواضع قليلاً قد يكون كل مواطن من المستهدفين خصوصاً عندما ترى مأساة شعب بأسره يُقتل ويُهجّر، وأقصد هنا الشعب السوري وما سيحصل سيحصل".

وتابع "لقد خسر سعد الحريري باغتيال وسام صمام أمان وأنا خسرت صديقاً وخير رسول (بينه وبين الحريري) وخسره البلد بأكمله".

وعن مسارعته إلى اتهام بشار باغتيال رئيس شعبة المعلومات قال "اتّهمنا بشار الأسد في 2005 باغتيال رفيق الحريري وما بعدها من اغتيالات. النظام السوري دخل إلى لبنان على دمّ كمال جنبلاط وخرج على دم الحريري. من أدخل الاغتيال السياسي الى لبنان هو النظام السوري".

وتابع: "الأسد يغتال بلداً بأكمله ألا يغتال الحسن؟ علينا أن نوجه إصبع الاتهام الى القاتل الأساسي وعدم إدخال البلد بالفتنة، ثم هناك تحقيق فلننتظره. الرئيس سليمان طالب بالإسراع في التحقيق بملف ميشال سماحة. وميقاتي طالب بالاستعانة بالجهات الدولية. فلننتظر".

واعتبر جنبلاط أن الظروف الدولية في العام 2005 هي أفضل بكثير مما هي عليه اليوم مشيراً إلى أننا "حقّقنا المحكمة الدولية ودفعنا الكثير من أجلها، وإنْ كان الحدث السوري أخذ الحيز الأبرز اليوم، إلا أنّ العدالة باقية. كان أفضل لـ14 آذار أن تعتصم قرب السفارة السورية وليس مطالبة وزرائي بالاستقالة".

وقال: أتمنى أن لا يدخل لبنان بالفوضى. استطعنا في العام 2005 أن ننجز المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. أما اليوم الظروف صعبة فسوريا تحترق والمجتمع الدولي يتفرج. أنا طالبت بتسليح الثوار فقالوا لا نريد أن تحصل حرب أهلية في سوريا، فما الذي يحصل اليوم، أليس حرباً أهلية"؟

وعن الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس سعد الحريري بعد اغتيال الحسن قال: "الحريري طلب مني في الاتصال أن أستقيل، قلت له لن أفعل. قال لي "السنّة يُقتلون"، فقلت له: "الدولة تقتل وليس السنّة". ثم حصل كلام آخر لم يعجبه. وقيل لي إنه في أحد المجالس السياسية يقال كلام عني بأني أتحكم بالبلد. هذا غير صحيح أنا لا أتحكّم بأحد، لكنني أصبحت مثل "السمكة بزلعومهم". 8 و14 يريدون تحميلي المسؤولية، في كل حال أنا لا أسعى للنيابة بل همّي الاستقرار. هم همّهم النيابة وبعدها الرئاسة. ويريدون تفصيل بدلات على قياسهم، و"للأسف" على دماء وسام الحسن".

أضاف: "هناك صداقة بيني وبين الرئيس سعد الحريري لكن هناك خلاف بالسياسة وأنا لن أترك البلد للفراغ واستقيل من الحكومة. الملك (السعودي) عبدالله (بن عبد العزيز) يبدو أنه لا يزال غاضباً. لكن موضوع زيارتي للسعودية لا أربطه بالحكومة. سأستقيل متضامناً لمنع الفتنة في لبنان عند توفر الحكومة البديلة. إذا أراد الملك عبدالله استقبالي فأهلاً. الرئيس السنيورة ألمح للوزير غازي العريضي هذا الأمر أي أني إذا استقلت من الحكومة قد تفتح الأبواب أمامي في السعودية، لكن غازي قال له حسابات وليد جنبلاط هي منع الفتنة".

وتابع: "مصيرنا مع ميقاتي كان مشتركاً وسيبقى، وعندما نرى مع الرئيس ميشال سليمان الذي يتّخذ مواقف هائلة ضد النظام السوري بالسيادة والاستقلال وإمرة سلاح المقاومة تحت راية الدولة، نخرج جميعاً من الحكومة شرط عدم الفراغ. لكن لا 14 و8 آذار يريدون سليمان".

وعن سبب عدم مجاراته للحريري الذي "سلفه في موضوع قانون الانتخابات" قال: "لم أسمع أن الحريري زعل مع الدكتور سمير جعجع من أجلي. هناك صداقة وعلاقة تاريخية مع الحريري، لكن هناك وجهات نظر متباينة في قانون الانتخابات. وكلا المشروعان المطروحان يستهدفان وليد جنبلاط. "النسبية" تجعلني ملحقاً بـ8 آذار. ومشروع الـ50 دائرة أشكر الدكتور جعجع أنه لم يقسم فيه المختارة إلى حيين، مسيحي ودرزي. لم نتفق على شيء بموضوع قانون الانتخابات". وانتقد جنبلاط ضمناً الاعتصام الذي تنظمه قوى الرابع عشر من آذار أمام السرايا الحكومية وقال: "الأمور لا تحل أبداً باعتصام. اعتصام قوى 8 آذار بدأ بـ500 ألف مشارك، وانتهى بـ200 واحد، وأتى اتفاق الدوحة أنقذهم وأنقذنا. حكومة اللون الواحد تعزل الفريق الآخر والبلد مقسوم، الأفضل حكومة وحدة وطنية".

واعتبر أن علاقته مع "اللقاء الديموقراطي" الذي كان يترأسه لا تتعدى الصداقة اليوم فهناك خلاف سياسي معهم وقال: "أنا اليوم ألعب دوراً مفصلياً، الجميع لا يريدون ذلك. الآن لديّ 7 نواب في "جبهة النضال الوطني" فليسقطوهم بالانتخابات. أما نواب "اللقاء الديمقراطي" فهم أصدقاء لكن لا توافق سياسي معهم. "يا محلا العلاقة مع المير طلال" ارسلان. على الأقل تعرف معه إلى أين أنت ذاهب، هناك اتفاق شرف معه. أما هم فلا وضوح بالرؤية معهم. معركة انتخابات وبعدها معركة رئاسة. عم بيفصلوا بدلات الشباب للأسف على دم وسام".

وعن موقف الدول الغربية من حكومة ميقاتي، اعتبر أن "الموقف الأميركي والبريطاني ضد الفراغ. وأنا اتصلت بالسفير السعودي والسفير المصري، كما مع الأميركي كان الاتفاق لا للفراغ. السفراء قلقون على لبنان وهم يقفون عاجزين أمام البوابة السورية. فلنجنّب لبنان الأزمة. أقبل بحكومة حيادية. لكن لا للفراغ، وهناك حياديون كثر في لبنان".

واعتبر جنبلاط أن طائرة الاستطلاع التي اعترف أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بإرسالها فوق إسرائيل "رسالة إيرانية للإسرائيلي والأميركي بأننا نستطيع رصدكم، وكانوا وقتها يجرون مناورات. أما الورقة التي قدّمها سليمان فواضحة بالاستفادة من سلاح المقاومة ولا لاستخدام السلاح لأغراض ثانية".

أضاف: "لم يكن توقيت إطلاق أيوب مناسباً قبل جلسة الحوار، لكن إرسال هذه الطائرة كان في توقيت هم يحددونه (إيران). لكن أقول للسيد حسن نصرالله إنه بعد انتصار 2006 كان زعيماً للعرب والمسلمين، فأين أصبح اليوم؟ يساير ويأتمر بنظام يقمع شعبه. السيد حسن يدافع عن نظام مضطهد في فلسطين ويأتمر من نظام يقتل شعبه. أتمنى عليه أن ينأى بنفسه عن الإمرة إذا كان يستطيع.

وتابع: "اليوم بشار الأسد يلعب بأمن تركيا والأردن. وفي لبنان يلعب أيضاً ونحن الحلقة الأضعف في ظل هذا الإنقسام العمودي بيننا. لبنان في عين العاصفة وهناك صراع على سوريا بين إيران وروسيا من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة. ويدفع الضحية الشعب السوري الثمن. الأزمة في سوريا طويلة جداً. وأذكّركم نحن في لبنان بدأنا الحرب الأهلية في 1975 وانتهينا 1991 باتفاق أميركي ـ سوري ـ سعودي".

وشدّد: "عندما ناديت بالإسراع في إسقاط بشار الأسد وقلت هذا أفضل لسوريا وأن يتم توحيد "الجيش السوري الحر"، رفضوا وأصبحنا اليوم بـ90 فرقة مقاتلة في سوريا. إذا كانت أزمة سوريا طويلة، علينا نحن على الأقل أن ننظم الخلاف بيننا. الشعب السوري يناضل". واستبعد شن ضربة عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران وقال: "لا أرى تغييراً بعد الانتخابات الأميركية، ولن تحصل عملية عسكرية على إيران. إسرائيل لوحدها لن تقوم بحرب، وحزب الله جاهز للردّ، نحن سنتدمر، لكنه سيردّ. أما أميركا فلن تنجر إلى عملية وهي انسحبت من العراق وها هي تلملم نفسها في أفغانستان".

وأجاب رداً على سؤال عن الفتنة التي كانت تحضّر في منطقة إقليم الخروب: "ساعدنا على عدم حصول فتنة سنية شيعية في الإقليم بالتعاون بين النائب محمد الحجار والوزير علاء الدين ترو على خلفية ما قيل إن مواطناً سنّياً قُنِص وتبيّن أنّه لم يقنص. وأكبر غلطة اعتبار الحسن شهيد السنّة، فهو شهيد الدولة. أداء الجيش اللبناني نهار الأحد كان ممتازاً رغم كل الغوغائية السياسية. لذلك المحافظة على الجيش والقوى الأمنية. فهناك في مديرية المخابرات العميد ادمون فاضل وفي الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وفي المعلومات العقيد عماد عثمان المطلوب التنسيق الكامل".

أضاف: "علينا تجنيب البلد الفتنة والتوتر. وحكومة من لون واحد توتِّر، لذلك أعارض النسبية كما أعارض مشروع سمير جعجع في الـ50 دائرة، لأنهما يلغيان الباقين، لذلك يجب منع تفريغ البلد. أنا حسكة بزلعومهم، لذلك بكرا يشيلونا بالانتخابات عبر الجحافل".

وأكّد على حصول الانتخابات النيابية "نعم هناك انتخابات. كنا نتهم حزب الله بأنه شمولي، واليوم أصبحوا كلهم شموليين. ليس السيد نصرالله من يقرر بتسليم السلاح، إيران هي من تفعل. وهناك من يقول إذا سقط النظام السوري الحزب يسلم سلاحه، وهم مخطئون لأن القصة أصعب من ذلك".

وعن التمديد لقائد الجيش قال: "أريد أن أستشير رئيس الجمهورية. لكن يجب أيضاً سؤال الحريري وجعجع والسنيورة الذين يقاطعون، هم بذلك يعطلون".

ورداً على نفي الرئيس الحريري عبر "تويتر" أن يكون قد وصف وسام الحسن بـ"شهيد السُنّة"، قال جنبلاط: "هذا ممتاز، وإذا كان ميقاتي من فعل ذلك فهو أخطأ".

وفي موضوع التغييرات داخل الحزب التقدمي الاشتراكي ومستقبل نجله تيمور، أوضح جنبلاط أنّه تم تفويض صلاحيات رئيس الحزب بمعظمها إلى أمين السر العام، مضيفاً: "قريباً سيصار لانتخاب رئيس جديد للحزب، وتيمور لديه دار المختارة ليبقيها داراً للمواطنين جميعاً، وموضوع الحزب انتهى، وتيمور ليس مرشحاً لرئاسة الحزب وعليه مسؤولية إدارة الدار".

ورداً على سؤال أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري ما إذا كان هناك "TVA" على صواريخ "حزب الله"، قال جنبلاط: "لا، لكن لاحقاً علينا أن نقنع المواطن الجنوبي بأن الدولة قادرة أن تحميه".

 

الجهاديون في سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"أظهرت المشاورات بين الدول الغربية والإقليمية البارزة المعنية بالأزمة السورية وجود اتفاق على ان بقاء نظام الرئيس بشار الأسد أشد خطورة على مسار الأوضاع في سوريا وعلى مستقبل هذا البلد من وجود مئات من الجهاديين والإسلاميين المتشددين الذين يقاتلون مع الثوار أو بمعزل عنهم من أجل إسقاط الحكم القائم. وهذا الإقتناع مرده الى ان نظام الأسد هو الذي فجر المواجهة المسلحة، ذلك انه تبنى منذ البداية الخيار العسكري - الأمني لمحاولة القضاء على المحتجين والمعارضين مما دفع هؤلاء، بعد سبعة أشهر من التظاهرات السلمية، الى حمل السلاح للدفاع عن انفسهم. اضف ان النظام هو الذي أحبط مختلف المبادرات السلمية لحل الأزمة ورفض تلبية المطالب المشروعة للشعب المحتج وأصر على تصعيد العمليات العسكرية وتوسيع نطاق أعمال القمع والعنف ضد المعارضين مما جلب الكوارث وأثار نقمة كبيرة عليه في الساحتين العربية والدولية. وترى هذه الدول ان بقاء نظام الأسد يتناقض مع متطلبات الحل السلمي للأزمة إذ انه يؤدي الى إطالة أمد الصراع وتعميق حدته ويدفع الثوار الى مزيد من التشدد ويجذب المقاتلين الأجانب الى الساحة السورية مما يهدد الأمن والسلام الإقليميين والدوليين". هذا ما قالته لنا مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس وثيقة الإطلاع على الملف السوري.

وأوضحت ان وجود الجهاديين في سوريا واقع ليس ممكنا إنكاره، لكن أربع حقائق أساسية تحدد حجمهم وطبيعة دورهم وقدرتهم على التأثير في هذا البلد هي الآتية:

أولاً - الجهاديون ليسوا الثورة السورية المسلحة وليسوا القوة الأساسية الفاعلة فيها وليس لهم دور قيادي في التخطيط للعمليات العسكرية بل انهم يشكلون جزءاً صغيراً محدوداً من هذه الثورة إذ يبلغ عددهم أقل من ألفي مقاتل ينتمون الى جنسيات عربية وأجنبية وينشطون في مناطق عدة وخصوصاً في الشمال. والجهاديون لن يشاركوا في صنع القرارات السياسية وفي تحديد مسار الثورة وتوجهاتها وفي تقرير مصير سوريا ومستقبلها ولن يكونوا في أي حال شركاء في السلطة مع الثوار والمعارضين بل انهم شركاء في الحرب ضد النظام وسيعودون الى بلادهم بعد سقوطه إذا لم يقتلوا في ساحة المعركة.

ثانياً - تدفق الجهاديين على سوريا مرده الى جملة عوامل أبرزها الآتي: الحرب البالغة الشراسة التي يشنها النظام على المعارضين والمدنيين وتلحق الدمار والخراب الهائلين وتوقع عشرات الآلاف من القتلى وتنقل وقائعها الفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة، فشل التحركات السلمية السورية في إقناع النظام بتلبية المطالب المشروعة للشعب المحتج، رفض الغرب التدخل عسكرياً لإنقاذ السوريين وحمايتهم، عدم قدرة الدول الكبرى والمؤثرة على توحيد موقفها والضغط بفاعلية من أجل وقف القتال وإنقاذ سوريا.

ثالثاً - ظاهرة الجهاديين والمتشددين تتناقض جذرياً وفي العمق مع تاريخ سوريا ومع تركيبة مجتمعها الذي يتميز بهيمنة الاسلام المعتدل عليه وبالتعايش السلمي الحقيقي وطوال عقود بين مختلف طوائفه ومكوناته، كما ان أبناء هذا البلد يرفضون تكرار تجارب الصراعات الطائفية في دول أخرى كالعراق ولبنان. وعلى هذا الأساس فإن هذه الظاهرة المتشددة المحدودة لن يكون لها دور مؤثر في مرحلة ما بعد الأسد ولن تبدل طبيعة المجتمع السوري وتركيبته وتوجهاته.

رابعاً - تحولت سوريا قاعدة سرية للجهاديين العرب والأجانب طوال ست سنوات بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ذلك ان النظام إستقبل المئات منهم وأرسلهم الى الساحة العراقية من أجل تنفيذ عمليات إنتحارية فيها ضد المواطنين العراقيين في الدرجة الأولى بذريعة إحباط المشروع الأميركي. الواقع أن نظام الأسد إستخدم "الورقة الجهادية" من أجل محاولة عقد صفقة مع الإدارة الأميركية تعزز الدور السوري في لبنان والمنطقة عموماً، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل لأن القيادة السورية أصرت على التمسك بتحالفها الوثيق مع إيران.

وقال لنا مسؤول أوروبي مطلع: "هذا الواقع الجهادي لن يدفع أميركا والدول الغربية الى التخلي عن دعم المعارضين والثوار بل انه يدفعها الى الضغط عليهم وحثهم على توحيد صفوفهم وتنسيق أعمالهم وجهودهم والى البحث عن وسائل وسبل جديدة لتوفير دعم أكبر لهم من أجل التعجيل في إسقاط النظام. فقضية وجود الجهاديين في سوريا قابلة للعلاج والاحتواء والتطويق بالتفاهم مع المعارضين ولكن ليس ممكناً في المقابل التعايش مع وجود نظام الأسد لأنه أساس المشكلة وجوهرها والعقبة الرئيسية أمام وقف الحرب وإنقاذ سوريا وحماية الدول المجاورة لها.

 

في الأشرفية مثلّث اغتيالات رسمه سمير قصير ثم قتلوه أهل الضحية 14 آذار صرخوا في لحظة يأس فحاولوا تجريمهم

ايلي الحاج /النهار

قبل يوم واحد من اغتياله رسم سمير قصير على لوح لطلاب الماجستير علوم سياسية في جامعة القديس يوسف مثلثاً سماه "مثلث الإغتيالات في الأشرفية". يشمل نزلة السوديكو وطلعة ساسين والبقعة التي يقع فيها بيت كتائب الأشرفية حيث اغتيل الرئيس بشير الجميّل، وشارع ابرهيم المنذر حيث قتلوا اللواء وسامالحسن.  إنه مثلث القتل والشهداء. رسمه سمير قصير على اللوح بعد ظهر الأربعاء واغتيل في نطاقه قرب مجمع الـ "أ ب ث" بعبوة ناسفة تحت سيارته صباح اليوم التالي الخميس. ونقلت "النهار" هذه الواقعة يوم وداعه شهيداً في 3 حزيران 2006 في تقرير للزميلة أمية درغام، ورد فيه حرفياً على لسان أحد الطلاب:" رسم المثلث لوجود ثلاثة مواقع للاستخبارات السورية هناك" على ما شرح لهم. لا يوضح التقرير ما إذا كان سمير قصير يتحدث عن مواقع للإستخبارات كانت قائمة هناك في 2006 أو خلال الحرب عندما كانت القوات السورية تحتل الأشرفية تحت تسمية "قوات الردع العربية". في أي حال، يبيّن اغتيال اللواء الحسن، أينما وقعت الجريمة، أن كل مساعي قوى المعارضة واللبنانيين المخلصين لعدم التدخل في الشؤون السورية واجهه تدخل مباشر من النظام السوري في الشأن اللبناني وبأقسى الأشكال. هذه ليست تهمة سياسية في الهواء، فمرأب المبنى الذي كان يقيم فيه الوزير السابق ميشال سماحة شهد أشد أنواع التدخل السوري فجاجة. وثمة إجماع على أن المشاهد والأصوات التي تجرّم المرتكبين على أعلى المستويات وأدناها والتي احتفظ بها الشهيد وسام الحسن كانت الدافع الأساس لقتله بوحشية لا توصف، بإقرار من رئيسي الجمهورية والحكومة. تعطي هذه الجريمة صدقية لقول فارس سعيد إن "اغتيال الحسن أظهر ما يشبه الربط بين ساحتين، الشعب السوري يطالب بإسقاط بشار الأسد والشعب اللبناني بإسقاط حكومة نجيب ميقاتي بصفتها الأداة التنفيذية لنظام الأسد في لبنان". ولكم يلفت عدم اتخاذ هذه الحكومة أي تدبير أو إجراء حيال النظام السوري على رغم إقرارها السياسي بارتكابه جريمة اغتيال اللواء الحسن في حديث رئيسها عن علاقة بين كشف الشهيد لمخطط سماحة – المملوك وبين اغتياله.

وكان طبيعياً أن ينتقل الفريق الحكومي وحلفاؤه إلى هجوم مضاد بعدما راقب واجفاً رد فعل المعارضة على اغتيال اللواء الحسن وبانت له ثغر في التنظيم والأداء، ليتابع اللبنانيون مدى أيام محاولات لتجريم أهل الضحية لأنهم صرخوا أو لطموا رؤوسهم عفواً بالجدار في لحظة يأس على الطريق المؤدية إلى السرايا. ترجم الفريق الحكومي الإعتراض الغاضب والعفوي على منحى القتل، في ظل حكومة دأبت على حماية القتلة، على أنه مجرد رغبة في العودة إلى السلطة بأي ثمن. "لكننا نريد حكومة من خارج الصراع، بمعنى آخر إخراج الصراع من الحكومة" يقول نائب بيروت نهاد المشنوق، "فالبلاد لم تعد تتحمل الحكومة الميقاتية كما أنها لا تتحمل حكومة تضم فريقي 14 و8". أما الرئيس نجيب ميقاتي "فسيظل معانداً، إلا أن هذا وضع موقت لا يمكن أن يدوم طويلاً". ويلمح المشنوق إلى تطور يجب مواكبته في موقفي الرئيس نبيه بري المتقبل لفكرة استحالة بقاء الحكومة، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يطالب بغطاء إقليمي أي محلي من "حزب الله"، وبغطاء دولي للسير في اتجاه حكومة جديدة.

من هم المرشحون لرئاسة حكومة كهذه؟ يتحدثون همسا في صالونات سياسية عن النائب تمام سلام، وبعضهم عن وزير المال محمد الصفدي، وآخرون عن الوزير السابق الاقتصادي عدنان القصار، وغيرهم أيضاً. فالطائفة السنية غنية بالشخصيات المؤهلة لقيادة حكومة في مرحلة إنتقالية. أما أعضاؤها فيكونون على صورة سيد العهد ميشال سليمان. يصفهم المشنوق بأن "لهم ميولاً سياسية بالطبع فليس هناك لبنانيون حياديون 100 في المئة، لكنهم لا يكونون ملتزمين جهة ما. أصلاً كل المطلوب من هذه الحكومة الإنتقالية بعد ضبط الأمن هو معالجة هموم الناس الحياتية، وتنظيم انتخابات نيابية سليمة". هل هذا كثير على اللبنانيين بعد كل ما عاشوه على الجلجلة؟

 

جنبلاط والحريري وبينهما جعجع... قمة التنسيق والتفاهم

علي الحسيني/جريدة الجمهورية

كان الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط قد دخل في حالٍ من المراقبة العميقة لمجريات الأحداث على الساحتَين الداخلية والعربية، لم يخرقها سوى عملية اغتيال اللواء وسام الحسن، ليعود معها جنبلاط ويصوّب نيرانه في اتجاه النظام السوري مُبعداً دخان الفتنة الذي كاد أن يُغطّي البلاد بأكملها وليس فقط سماء الأشرفيّة.

الحريري يشارك جنبلاط هواجسه السياسية ويأخذ في الاعتبار مصلحة الفريق المسيحي وخصوصاً «القوات»

بسرعة البرق وكعادتها، تلقّفت رادارات المختارة الرسالة التي خبّأها الانفجار، فسارع زعيمها إلى وأد الفتنة في مهدها قبل أن تنتشر في الشوارع، وبادر في الساعات الأولى إلى الاتصال بالرئيس سعد الحريري معزّياً بالشهيد، ومستوضحاً الخطوات التي ستلي الفاجعة، وفي الوقت نفسه تمنى عليه ضبط الأمور لكي لا نصل إلى مرحلة نصبح فيها وكأننا نحقق فعلاً ما أراده النظام السوري من وراء التفجير.

الاتصال بين الرجلَين تطرّق إلى قضايا عدّة أهمّها، سبل التنسيق لجهة التعاطي مع المرحلة وقيام حكومة بديلة عن الحكومة الحالية تضع ضمن أولوياتها الكشف عن الجهة التي اغتالت الحسن والوصول إلى الانتخابات النيابية.

والتنسيق هذا، ظهر واضحاً من خلال البيانَين الصادرين عن كل من الحريري وجنبلاط، واللذين فصل بينهما وقت قصير جداً، وقد حمّلا فيهما النظام السوري مسؤولية التفجير، إضافة إلى اللقاء الليلي الذي جمع في اليوم نفسه الرئيس فؤاد السنيورة والوزير غازي العريضي المكّلف من جنبلاط متابعة ملف العلاقة مع تيار "المستقبل" خلال الفترة المقبلة.

أوساط سياسية مقرّبة من المختارة، تعود بالمشهد إلى ما قبل استشهاد الحسن بأيام قليلة، فتوضح أن "غياب جنبلاط عن الساحة السياسية لفترة أسبوعين تقريباً كان قد أحدث جموداً سياسياً قلما شهدته البلاد خلال الفترة الأخيرة، ولولا الاتهامات المتبادلة بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، على خلفية المنطقة الاقتصادية الخالصة والتي تسيّدت الساحة، لظنّ المواطن اللبناني أنّه يعيش في بلدٍ يحكمه مسؤولون همّهم الوحيد تأمين رفاهيته وتأمين الحياة الكريمة له".

وتشير الأوساط إلى "حدَثين بارزَين كانا قد أزعجا جنبلاط في حينها، الأول عائلي يتعلق بتعرّض والدته السيدة مي شكيب ارسلان إلى انتكاسة صحية، الأمر الذي اضطرها للدخول إلى مستشفى الجامعة الأميركية وحالتها لم تكن مستقرّة، والثاني ذهاب كل فريق سياسي إلى تفصيل قانون انتخابي على مقاسه من دون الأخذ في الاعتبار الهواجس التي استشفّها جنبلاط من كل هذه الطروحات، حتى بدا له الأمر وكأنّ لبنان أمام حال عزل جديدة كتلك التي شهدها يوم عزل حزب "الكتائب" في السبعينيات".

وتقول الأوساط: "وحده الحريري شارك جنبلاط هواجسه السياسية هذه، لدرجة أنه أخذ على نفسه عدم خوض الانتخابات في حال حصولها على حساب حليفه القديم الجديد، وفي الوقت نفسه أخذ في الاعتبار مصلحة الفريق المسيحي داخل "14 آذار" وعلى رأسه "القوات اللبنانية". وتشير إلى أنّ "اللقاء الذي عُقد في باريس بين الحريري والنائب أنطوان زهرا، لم يكن موفقاً، إذ إنّ سوء التفاهم على مواضيع انتخابية كتقسيم الدوائر والقوانين التي تُطرح، حلّ بديلاً على طاولة البحث، فعاد زهرا إلى بيروت من دون تحقيق تقدم نوعي في هذا المجال".

وتجزم الأوساط بأن "سوء الفهم هذا، لم ينسحب أبداً على العلاقة بين الحريري والدكتور سمير جعجع الذي كان قد حُدّد له موعد مسبق لزيارة السعودية للقاء المسؤولين هناك، وكانت مناسبة أيضاً للقاء الحريري لفترة طويلة خرج بعدها الطرفان باتفاق وُصف بالكامل المتكامل"، كاشفة أنّ الطرفين طرحا خلال اللقاء "المناطق والأسماء التي سيخوضان فيها انتخابات 2013، بعدما تمنى الحريري على جعجع عدم التطرّق مجدداً إلى مسألة رفض قانون الستين الذي يُزعج حليفهما جنبلاط، لأنّه القانون الوحيد الذي يُبقي على الشراكة والعيش المشترك بين المذاهب اللبنانية بحسب رأيه".

وتوضح الأوساط أن "جنبلاط عقد منذ أربعة أشهر لقاءً قيادياً موسّعاً داخل صفوف حزبه، وطلب يومها انطلاق الماكينة الانتخابية الخاصة بـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" في مختلف المناطق التي ينتشر فيها، ولكن لأسباب لم يُعلن عنها، عاد منذ شهرين تقريباً وطلب منهم التريّث إلى أن يحين الوقت المناسب"، وتؤكد أنّ "جنبلاط جزم بأنّه لن يخوض الانتخابات إلى جانب قوى "8 آذار" مهما كلّف الأمر، حتى ولو اضطر إلى خوضها منفرداً، وذلك كتعبير عن استيائه من تصرّفات هذا الفريق منذ استلامه السلطة".

جلسات جنبلاط لا يمكن أن تمرّ من دون التطرّق إلى الوضع السوري، خصوصاً أن كلّ الخيارات السلمية قد استُنفِدت برأيه، ومن هنا تكشف الأوساط أن "الزعيم الاشتراكي كان قد أسرّ أمام عدد من الشخصيات السياسية البارزة، أنه ينتظر رحيل بشار الأسد عن السلطة، إلاّ انّه لا يرى حصول هذا الأمر قريباً، فالموضوع خرج من يد الروسي والصيني وحتى الإيراني، على رغم أنّه يحمّلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع السورية، وأصبح اليوم في يد الأميركي القابض على جهاز التحكّم بمصير الأسد".

 

اغتيال الحسن: أيّ جهاز إستخباري تجاوز الخطوط الحمر؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

من القواعد المعروفة في عالم الاستخبارات، أن قيام جهاز استخباري بتصفية رئيس جهاز استخباري آخر هو مسألة خاضعة لأعراف و"قوانين" محدّدة وشديدة الدقّة. وفي المبدأ، لا يلجأ جهاز إلى هذا الخيار إلّا استثنائياً. فلماذا تمّ اغتيال الرجل الأقوى في فرع المعلومات، اللواء وسام الحسن؟

اغتيال الحسن يشكِّل إحدى علامات المرحلة المقبلة في لبنان والشرق الأوسط

يقول خبراء في الأمن: يصعب على أيّ كان، في أي مكان في العالم، أن يعتبر نفسه قادراً على الاحتماء، إذا كان هناك قرار بتصفيته، اتخذه جهاز استخبارات قوي ومحترف.

وما يمكن أن يقوم به أي شخصٍ مستهدف جدِّياً، إذا كان هناك قرار باستهدافه، هو إجمالاً أن يؤخِّر التنفيذ مدة قد تطول إلى حدٍّ معيَّن، إذا التزم إجراءات احتياطية جيِّدة. لكن المحاولة مراراً وتكراراً غالباً ما تصيب الهدف... وإلّا فكيف يُفسَّر اصطياد الرجل الأقوى أمنياً في لبنان، الرجل الذي يدير أمن السياسيين والإعلاميين والروحيين والعسكر؟

لكنّ هؤلاء الخبراء يستدركون: عندما يُنفِّذ جهاز استخباري عملية استهداف على مستوى الدرجة الأولى في جهاز معيّن، فإنه يتوقع عادةً أن يَجري الردُّ عليه بتصفية في المستوى عينه أو أعلى، إذا كانت له القدرة على ذلك. ولذلك، يتهيَّب رجال الاستخبارات، وفقاً للخبراء، أن يتعرَّضوا للزملاء الخصوم أو الأعداء. وغالباً ما يخوضون معاركهم في أماكن أخرى. إنها "عداوة كار" لكنها "زمالة كار" أيضاً، وهي لعبة شديدة التعقيد. واستهدافُ القادة بين الأجهزة يُشبه استخدام المتصارعين ضربات ممنوعة في لعبة الملاكمة.

مثلاً، في 6 حزيران 1992، كان رئيس جهاز الأمن الفلسطيني الموحَّد عاطف بسيسو على موعد مع مستشار وزير الدفاع الفرنسي بيار جوكس. وحضر بسيسو من شقة سرّية للجهاز في برلين الشرقية إلى باريس لهذه الغاية. لكنّ عناصر من "الموساد" أطلقوا عليه النار أمام فندق "ميريديان" في حي "مونبارناس" فقُتل. واعتبر جهاز الاستخبارات الفرنسي أن الجهاز الإسرائيلي تجاوز الخط الأحمر على أرضه.

فما كان من الاستخبارات الفرنسية إلّا أن ردَّت على العملية بتقديم معلومات إلى ياسر عرفات في تونس عن خرقٍ أمني يتعرَّض له في مقرّ إقامته. وجاء وفدٌ من الاستخبارات الفرنسية إلى العاصمة التونسية ليكشف أن "الموساد" ثبَّت آلة تسجيل في نظام الإضاءة الخاص بمكتب عرفات، ما يشكّل خطراً مؤكداً على حياة عرفات وأركانه.

القراءة الأمنية للاغتيال في تقدير بعض الخبراء في الأمن أن الذي اتخذ قراراً باغتيال العميد الحسن يعيش في واحدة من ثلاث حالات:

1- إما انه مقتنع بعدم قدرة فرع المعلومات على كشف الجهة التي استهدفت رأسه، أو بعدم قدرته على الردِّ في حال اكتشافها. وهذا ممكن، لأن معظم الأجهزة التي ربما تكون لها مصلحة في اغتيال الحسن تَعتبر نفسها أقوى من فرع المعلومات.

2- وإما انه يردُّ على عملية تَعرَّض لها، على هذا المستوى، أي على مستوى الرأس، ولو لم يكن لفرع المعلومات علاقة بها.

3- وإما انه يلعب أوراقاً خطرة جدّاً، أي أنه يغامر في تنفيذ اغتيال على مستوى رأس الجهاز، ولو عرَّض نفسه لردٍّ على مستوى رفيع. وهذه الحال ليست عادية في العلاقات بين الأجهزة، بل هي استثنائية، ويمكن أن تعتمدها جهة معينة إذا كانت تعاني وضعا صعبا، وتبحث عن خيارات قصوى في محاولة الخروج من وضعها، على طريقة "عليَّ وعلى أعدائي يا ربّ".

أيُّ الحالات هي التي دفعت جهازاً استخبارياً إلى لعب الأوراق القصوى والخطرة في عالم الاستخبارات؟ وبالتالي، ما الذي ستقود إليه هذه العملية غير العادية في كل المقاييس؟

في تقدير البعض، أيّاً تكن الحيثيات التي تحيط باغتيال اللواء الحسن، فإن هذا الاغتيال يشكِّل إحدى علامات المرحلة المقبلة في لبنان والشرق الأوسط. فإسقاط الرأس في فرع المعلومات سيَظهر أنه رأس الجبل، وفاتحةٌ لاهتزازات وسقطات على مستوى الرؤوس في المنطقة كلها. فاللعبة بلغت هذا المستوى. وفي هذا المعنى، لا تكون مواراة الحسن إلى جانب الرئيس رفيق الحريري تعبيراً عن الشراكة في الاستشهاد فحسب، بل تكون أيضاً تعبيراً عن الآتي: كان استهداف الرئيس الحريري علامة المرحلة الأولى من متغيِّرات كبرى تَظهر تباعاً في لبنان والمنطقة. وسيكون استهداف العميد الحسن علامة للمرحلة الثانية. ومَن يَعِشْ يرَ...!

 

المارد السنّي ... وصبايا إلى السرايا

محمد سلام/جريدة الجمهورية

تعقيباً، وليس رداً، على مقالة الزميل علي الحسيني في "الجمهورية" تحت عنوان "عودة الحريري أصبحت ضرورة رغم خطورتها"، والمنشورة يوم الخميس في 25 تشرين الأول الجاري.

السرايا تمثل أرفع منصب سنّي في الدولة

لن أعلّق على فكرة المقالة لجهة ضرورة عودة الرئيس سعد الحريري، فهذه ملك كاتبها، والقرار في شأنها يعود إلى دولة الرئيس الحريري شخصياً.

بل سأعلّق على "جوهر" الفقرة الرابعة التي تخصّني، إذ قارن الزميل الحسيني الشعار الذي طرحتُه في طرابلس يوم الغضب بساحة النور في 25 كانون الثاني العام 2011، أي خروج المارد السنّي من القمقم، بالدعوة إلى احتلال السراي الحكومي الكبير يوم دفن الشهيدين وسام الحسن وأحمد صهيوني.

وكتب الزميل الحسيني في الفقرة الرابعة ما حرفيّته: "وتقول هذه الجهات إنّ "جمهور تيار "المستقبل" يشكّل عصب "14 آذار"، وبالتالي هذا التيار مدعوّ اليوم إلى تنظيم صفوفه الداخلية قبل أيّ شيء آخر، لأنّ من يعتقد أن الخلل موجود في القاعدة الشعبية هو مخطئ، إنما الخلل موجود في التنسيق بين الجهازَين السياسي والإعلامي وتحديداً في إعلام "المستقبل"، وتؤكّد أنّ "الخطأ الذي ارتُكِب من خلال الدعوة إلى احتلال السراي، لم يكن الأوّل من نوعه، كذلك لم يكن تدخّل الحريري هو الأوّل لتصويب الأمر، إذ سبق له أن امتعض من كلام أحدهم وأنّبَه عندما هدّد بالمارد السنّي في إحدى مهرجانات طرابلس، وفي الحادثتين هناك من خرج وأعلن تبرئة "التيار"، وقال إنّ "من صدر عنه هذا الكلام لا ينتمي في السياسة إلى "المستقبل"، ومن هنا أهميّة الفصل بين المنبرَين السياسي والإعلامي لأنّ السياسة هي التي تصنع الإعلام وليس العكس ".

بغضّ النظر عن تقديرك لمكمن "الخلل" يا زميلي علي، أعتب عليك لأنك أخطأت في المقاربة والمقارنة بين مناسبتين وشخصين ودورين وقيمتين.

- مناسبة "يوم الغضب" في ساحة النور في طرابلس لم تكن بدعوة من "تيار المستقبل" فيما مناسبة تأبين ودفن الشهيدين وسام الحسن وأحمد صهيوني كانت بدعوة من التنظيم المذكور وقوى 14 آذار.

- أنا ألقيت كلمة في مناسبة يوم الغضب، ولم يتم تقديمي على أنني أتحدّث باسم "تيار المستقبل"، ولم أزعم بأنني أتحدث باسم "تيار المستقبل". والذي تعتبره خطأً ارتُكِب إذ ذاك باسم "تيار المستقبل"، أي إطلاق شعار خروج المارد السنّي من القمقم، كان موقفاً اقتنعت به، وما أزال، وأتشرّف به، وما أزال، وألتزمه، وما أزال. ومن لا يرى اليوم أنّ المارد السنّي قد خرج من قمقم النظام الأسدي العلماني في سوريا يكون إما أعمى بصر أو أعمى بصيرة.

- أبلغني الزميل مصطفى علّوش أثناء إلقاء كلمتي، ما حرفيّته: الشيخ سعد "عالخط" ويريدك أن تنزل عن المنبر. "نزلت عن المنبر بعدما قلت علناً "لعيونك شيخ سعد." ولم يحصل أبداً أن أنّبني دولة الرئيس سعد الحريري على المارد السني كما ذكرت في مقالتك يا زميلي علي.

- أصدر "تيار المستقبل" في حينها بياناً أكد فيه المؤكّد. قال إني لا أتحدث باسم التيار، وهذا صحيح ولم أزعم عكسه، فأنا لم أكن من ضمن مسؤولي التيار منذ المؤتمر العام الذي عقد في تموز العام 2010، أي قبل خمسة أشهر، من يوم الغضب، إذ عُيّن يومها الزميل الراحل نصير الأسعد منسقاً للتثقيف السياسي، علماً أنّه حتى عندما كنت مديراً لمكتب التثقيف السياسي ما كان منصبي يؤهلني التحدث باسم التيار، لأنّ مهمّة المسؤول عن التثقيف السياسي هي مهمة داخلية، أي أنه يتحدث فقط مع المنتسبين، وليس باسم التيار مع غير المنتسبين.

- النقطة الثانية التي شدد عليها بيان "تيار المستقبل" في حينها هي رفضه لكلامي "المذهبي" وهذا أيضاً من باب تأكيد المؤكّد، إذ أنّ التيار لم يقل يوماً إنه تنظيم سنّي، كما لم أزعم أنا يوماً أن التيار هو تنظيم سنّي.

- وأنصفني بيان "تيار المستقبل" إذ جاء فيه أنه "مع تقديرنا للزميل والصديق محمد سلام وما قاله في لحظة انفعال، فإن ما صدر عنه بحقّ أيّ من رؤساء الدول العربية الشقيقة لا يُعبّر بأي شكل من الاشكال عن توجهات التيار وقناعاته السياسية". مع العلم إنني قلت يومها "يا بشار لن تحكم لبنان من دمشق، ويا أحمدي نجاد لن تحكم لبنان من طهران".

- بشار لم يعد اليَوم يحكم سوريا من دمشق، مع أنّه ما زال يُفجّر في لبنان. وأحمدي نجاد يواكبه ... ويتبعه.

- ذكرتَ يا زميلي علي أن "الخلل" هو في التنسيق بين الجهازين السياسي والإعلامي في "تيار المستقبل." هذا رأيك، والتعليق عليه ليس من حقي، لأنه يعني "تيار المستقبل." ما يعنيني هو توضيح حقيقة أنني لم أكن يوماً من ضمن الجهاز الإعلامي لتيار المستقبل، ولم أعمل في الصحيفة التي تحمل اسم التيار ولا في تلفزيونه أو موقعه. وبالتالي فأنا خارج هذه المقاربة والمقارنة.

- في خصوصية شعار "الصبايا إلى السرايا" الذي صدر يوم تأبين الشهيدين الحسن وصهيوني فقد صدر عن "عرّيف" مناسبة يُسأل عنه من سلّمه مهمة "التعريف"، فيما أنا في يوم الغضب ألقيت كلمة أفتخر بها، وألتزم بها، وأتحمّل مسؤوليتها دوماً.

- في يوم الغضب، يا زميلي علي، لم أدعُ الجمهور إلى التوجّه إلى أيّ مكان، فقط قلت "الله أكبر، خرج المارد السنّي من القمقم، أمطري يا سماء، زغردي يا نساء،" فيما يوم تأبين الشهيدين الحسن وصهيوني انتهى بمهاجمة "السرايا" التي تتمتع برمزيتين: هي مقرّ أرفع منصب سنّي في الدولة اللبنانية، وهي التي رمّمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله ونقش على أحجارها حكمة "لو دامت لغيرك لما آلت إليك". عذراً زميلي علي. لقد تجنيّتَ عليّ وما أنصَفْتني... أنا صاحب شعار المارد السنّي ولا أتعاطى السياسة بأدوات "الصبايا"، بغضّ النظر عن وجهة استعمالها.

بكلّ مودة واحترام.

 

من جريدة السياسة الكويتية: مقابلة جريئة وشاملة وتثقيفية مع المرجع الشيعي اللبناني العلامة السيد علي الأمين

السياسة في 26 /10/2012

بيروت - صبحي الدبيسي

من عناوين المقابلة

*اغتبال الحسن سيزيد من مشكلات لبنان 

*بشار الأسد يريد أن يحكم أرضاً... بلا شعب

*الشعب السوري لديه حس وطني وليس هناك مقومات لوجود حالات تقسيم

*لا نهاية قريبة للأحداث التي تجري في سورية

*إيران أصبحت لاعباً مؤثراً في المنطقة وتحالفها مع النظام السوري تحالف مصالح

*دخول "حزب الله" في القتال إلى جانب النظام السوري سيشعل المنطقة بالعداوات الدينية والمذهبية

*حزب الله" ماضٍ ببناء قوته العسكرية بمعزل عن الدولة اللبنانية ومؤسساتها

*نرفض التدخل في ما يجري من أحداث داخل سورية, سواء من "حزب الله" أو من غيره

*طائرة أيوب أدخلت عنصراً جديداً على قوة حزب لله لكنها لن تغير معادلة القوة القائمة بين العرب وإسرائيل

*حزب الله" أعلن منذ فترة طويلة, أن إيران إذا تعرضت لأي اعتداء فلن يقف على الحياد

*الصوت الشيعي المعتدل موجود منذ سنوات وأن كثيرين من الشيعة أصبحوا يدركون مخاطر سياسة الثنائي (حزب الله وحركة أمل)

*ارفض مبدأ تطبيق القانون بالتراضي لأنه إنقاذ لقوى الأمر الواقع

*لا تواصل بيني وبين إيران منذ الثمانينات كما لا توجد علاقات مع المرجعيات الشيعية في النجف الأشرف المؤيدة للسياسة الإيرانية.

*الحوار إذا بقي على هذه الوتيرة والمنوال لا يوجد منه فائدة سوى أنه قد يخفف شيئاً من الاحتقان, لكن من دون أن تتغير النتائج على الأرض

 

أكد المرجع الشيعي العلامة السيد علي الأمين أن جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن ورفيقه ستزيد من مشكلات لبنان وتدخله في المزيد من الأزمات, مشيراً إلى أن لا نهاية قريبة للأحداث التي تجري في سورية, وما يقوم به النظام السوري حالة من حالات الاستماتة من أجل البقاء. وأن لا وجود لحالات تقسيم في سورية لأن الشعب السوري لديه حس وطني كبير.

الأمين في حوار أجرته "السياسة" معه رأى أن إيران أصبحت لاعباً مؤثراً في المنطقة, وأن تحالفها مع النظام السوري هو تحالف مصالح وليس من خلال ارتباط ديني أو مذهبي. واعتبر في حال دخول "حزب الله" في القتال إلى جانب النظام في سورية سيشعل المنطقة بالعداوات الدينية والمذهبية, رافضاً أن تكون الطائفة الشيعية جزءاً من الصراع الجاري في سورية. وسأل لماذا لا تكون الهدنة التي اقترحها الإبراهيمي لوقف القتال طوال شهر ذي الحجة بدلاً من ثلاثة أيام، لافتاً الى بأن "حزب الله" ماضٍ ببناء قوته العسكرية بمعزل عن الدولة اللبنانية ومؤسساتها وقال: قد تكون طائرة "أيوب" أدخلت عنصراً جديداً على قوة "حزب لله" لكنها لن تغير معادلة القوة القائمة بين العرب وإسرائيل, مؤكداً أن الصوت الشيعي المعتدل موجود منذ سنوات وأن كثيرين من الشيعة أصبحوا يدركون مخاطر سياسة الثنائي (حزب الله وحركة أمل) في العلاقة مع شركائهم في الوطن, رافضاً تطبيق القانون بالتراضي لأنه إنقاذ لقوى الأمر الواقع. وقال ان المشكلة الأساسية ليست بقانون الانتخابات بل بوجود الدولة التي تحمي القانون, مبدياً خوفه على لبنان طالما بقيت الدولة ضعيفة. ومن جهة ثانية أوضح بأن لا تواصل بينه وبين إيران منذ الثمانينات كما لا توجد علاقات مع المرجعيات الشيعية في النجف الأشرف المؤيدة للسياسة الإيرانية.

 

بداية ماذا عن تداعيات جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن في توقيتها وأبعادها؟ وهل تعتقدون أن لبنان دخل في أزمة سياسية بعد جريمة الاغتيال? وهل عاد مسلسل الاغتيالات إلى الساحة؟

- لقد جاءت الجريمة النكراء التي أدت إلى اغتيال اللواء وسام الحسن في هذه الظروف الصعبة التي تمر على لبنان والمنطقة بسبب المخاوف من الأحداث الجارية على الساحة السورية وامتداداتها وقد أعادت هذه الجريمة إلى الأذهان سلسلة الجرائم التي وقعت في لبنان وطالت مواطنين وشخصيات عدية من خيرة رجال الدولة والوطن والقلم, وقد أظهرت هذه الجريمة النكراء أن الساحة لا تزال مفتوحة أمام العابثين بأمن الوطن والمواطن وأن الدولة لا تزال عاجزة عن إيقاف مسلسل الاغتيالات لرجالها ومواطنيها.

ومن خلال ما شهدناه في التشييع الذي جرى للشهيد اللواء وسام الحسن ورفاقه وما واكب ذلك من مواقف سياسية فإننا نرى أن الوضع السياسي في لبنان سيزداد صعوبة على صعوبته التي كانت قائمة بسبب الطريقة التي وصلت بها الحكومة الحالية إلى السلطة مضافاً إلى أدائها المتعثر في سياستها الداخلية والخارجية حيث إنها لم تقدم حلولاً للمشكلات الاقتصادية والأمنية والارتباطات بالمحاور الإقليمية وقد جاءت هذه الجريمة النكراء لتزيد من مشكلاتها وتدخل البلاد في المزيد من الأزمات.

 

الأحداث السورية

إلى أين ستصل الأمور في سورية في ضوء هذا التصعيد الملفت في حدة القتال؟

المتابع للأحداث التي تجري في سورية, لا يرى أن لها نهاية قريبة, في كل الأحوال, هي أسست إلى المزيد من الخوف والاحتقان في المنطقة, وأصبحت النظرة إلى الآخر في الداخل تختلف عما كانت عليه سابقاً, وهنا نرى أن المرحلة المقبلة ستبقى مثقلة بأعباء الجراح التي حصلت وأي حالة ستأتي فيما بعد ستبقى حاملة عبء هذه الجراحات, وستؤثر على المرحلة المقبلة داخل سورية والمنطقة. آمل إذا حصل شيء من التغيير, أن ننتقل إلى الحالة الأفضل التي نتجاوز بها أثقال الماضي, وما يمكن أن يأتي به المستقبل يمكن أن يغير الكثير من الأوضاع.

 

ما تفسيركم لما يقوم به النظام من تدمير لشعبه على هذه الطريقة التي تحصل في سورية؟

لا شك أن ما يقوم به النظام هو إحدى حالات الاستماتة من أجل البقاء في الحكم, لكنه يبقى حاكماً على من? من خلال هذه الأعمال التي تجري,كأنه يسعى لأن يبقى حاكماً على أرض بلا شعب, كيف يمكن لهذا الحاكم أو لهذا النظام أن يحكم شعباً فيما بعد, في حين أنه دمر المدن وقتل من قتل وخرب ما خرب بغض النظر عن الأسباب المزعومة? لذلك هذه تعتبر صورة غريبة أن يكون هناك حاكم يريد فعلاً أن يبقى حاكماً ويقوم بهذه الأعمال التي تضعف سلطانه ومكانته عند شعبه, ونحن قلنا إن الطريقة التي ينبغي أن تقوم بين الحاكم والمحكوم ليست لغة القمع والقهر, وليست لغة السلاح, إنما هي لغة الحوار والإصلاح, هي التي يمكن أن تعطي لهذا النظام مكانته وتؤمن له الديمومة والبقاء.

 

هل تخشون من مشروع تقسيمي لسورية من وراء هذا التدمير الهائل؟

نحن متخوفون من ذلك, لأن عملية التقسيم قد تكون من الأمور التي قد يخطط لها البعض, لكن لا أرى فرص نجاح لذلك, لأنه في سورية ليس هناك مقومات لوجود حالات انقسام, وإقامة دولة هنا ودولة هناك, بحسب ما نعلم, فإن الشعب السوري لديه حس وطني كبير يتفوق به على كل دعوات الانقسام, ولديه وحدة وطنية دامت عهوداً من الزمن, ولم نكن نشعر أنهم يفرقون بين بعضهم بعضاً, ولذلك قد يكون البعض يخطط لهذا المشروع إلا إنه لن ينجح في سورية, لأن الشعب السوري كما عرفناه هو شعب واحد وله تطلعات مشتركة كشفت عنها الشعارات التي رفعها فهي لا تخص منطقة دون أخرى, ولا طائفة دون أخرى, كل الطوائف في سورية وكل المكونات تريد إصلاحاً, تريد حرية, ولذلك كان شعارهم "سورية تريد الحرية". وهذه الحرية يريدها السني والمسيحي والعلوي والدرزي وكل المكونات السورية, لذلك فإن أعمال التدمير هي تعزل النظام ورموزه ولا تعزل الطوائف عن بعضها. إن هذا التدمير والقتل سيؤديان إلى صعوبة بقاء هذا النظام. ولن ينجح أي عمل في مسألة التقسيم. إن العمل الهادف إلى التقسيم لا أظن أن فريقاً يرضى به, ولا يستفيد أحدٌ من الفرقاء بما يجري على الأراضي السورية.

 

كيف تفسرون الدعم الإيراني الهائل بالمال والسلاح للنظام, حتى أن حلفاء إيران في المنطقة العربية مثل "حزب الله" أكد مشاركته في المعارك الدائرة على الأراضي السورية؟

هذا طبعاً تحالف مصالح, وتحالف من أجل النفوذ, لا شك بأن النظام السوري هو مساعد لبقاء هذا النفوذ الإيراني في المنطقة, إيران أصبحت لاعباً مؤثراً جداً في قضية الشرق الأوسط, خصوصاً قضية الصراع العربي-الإسرائيلي. وأصبح لها حضور في المنطقة, أدى إلى أن يكون لها حضور على الساحة الدولية والإقليمية ولذلك فهي تقف مع النظام السوري, ليس من خلال روابط دينية ومذهبية, في اعتقادي, وإنما من خلال روابط المصالح والمحافظة عليها. لأن بقاء النظام السوري يعني بقاء النفوذ الإيراني موجوداً في المنطقة.

 

البعض يرى أحلاماً فارسية, تسعى إيران لتحقيقها من وراء هذا الدعم, فهل أنتم ترون ذلك؟

لا أعتقد أن المسألة الآن تعود إلى الماضي, وأن هناك أحلاماً فارسية, أو عثمانية, هذه المقولات انتهت برأيي, وإنما هناك دول في عصرنا تبحث عن وجود نفوذ لها وليس من خلال المنطق القومي أو العنصري وكما يُقال "عالم مصالح", ولذلك نحن رأينا مثلاً النظام في إيران, إذا عدنا إلى العقود الماضية على الساحة اللبنانية, جرى هناك صراع شيعي-شيعي, وكانت إيران تقف إلى جانب "حزب الله" باعتبار أنه مرتبط بها, هذا ليس من أجل روابط دينية أو قومية كما يقال بل من أجل أن تحافظ على أدواتها وحلفائها في المنطقة, بما يؤمن لها الحضور والنفوذ تداعيات مشاركة حزب الله

 

هل تتخوفون من تداعيات محلية لدخول "حزب الله" إلى جانب النظام السوري في تصديه للانتفاضة؟

لا شك بأن "حزب الله" إذا أعلن أنه سيدخل في الصراع إلى جانب النظام السوري, سيكون لهذا التدخل تداعيات كثيرة على لبنان, لكن (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله قال: "نحن لن ندخل في هذه الحرب, ولكن قد ندخل في ما بعد", هذا أمر يجب عدم الدخول فيه, بل هو من المخاطر الكبرى ليست على "حزب الله" وحده, وإنما على لبنان والمنطقة, لأن هذا سيشعل المنطقة بالعداوات الدينية والمذهبية, ولا نرى أن هناك من يستفيد من هذا التدخل, ولذلك مطلوب من "حزب الله" ألا يدخل في صراع داخلي في سورية, وأن يكون في الحقيقة كما تعلن الحكومة اللبنانية عن سياسة النأي بالنفس وهو شريك فاعل في هذه الحكومة, ويجب أن يترجم هذه السياسة بعدم التدخل نهائياً.

 

لكن الوقائع على الأرض أكدت سقوط شهداء ل¯"حزب الله" في الداخل السوري, كما تناقلت وسائل الإعلام بأن الحزب قصف مواقع المعارضة في الزبداني عبر مدفعيته في الهرمل, كيف تفسرون ذلك؟

نحن كما قلنا مراراً نرفض التدخل في ما يجري من أحداث داخل سورية, سواء من "حزب الله" أو من غيره, ولا نرى في ذلك مصلحة, لا للسوريين أنفسهم ولا للبنانيين, لأن أي تدخل من أي حزب أو تنظيم لبناني على الساحة السورية سينقل سريعاً التداعيات إلى الساحة اللبنانية وكأننا بذلك كالذي يحاول أن يدمر بيته بيده. ولذلك هذا أمر مرفوض جداً. ويجب أن تخرج الأصوات من اللبنانيين, ومن الطائفة الشيعية بالخصوص, وأنها ترفض بأن تكون جزءاً من الصراع الجاري على الأراضي السورية, ولا يجوز أن ننحاز إلى فريق دون آخر. ويجب أن نسعى إلى وقف سفك الدماء ونسعى للإصلاح مع تأييدنا الكامل لمطالب الشعب المشروعة ورفضنا للظلم الذي يتعرض له.

 

يطرح المبعوث العربي-الأممي الأخضر الإبراهيمي هدنة لثلاثة أيام بمناسبة "عيد الأضحى" المبارك قد تمهد برأيه إلى وقف تام لإطلاق النار, هل تتوقعون له النجاح في مهمته؟

نحن نأمل أن تكون الهدنة أكثر من ثلاثة أيام, يفترض أن تكون من بداية شهر "ذي الحجة", لأن شهر ذي الحجة من الأشهر الحرم في الدين الإسلامي, ويتوقف فيه عن القتال وسفك الدماء والتدمير, ولعله وجد أنه يمكن أن نبدأ بهذا القليل حتى نصل إلى الكثير. نحن نتمنى أن يتحقق هذا الأمل بالاستجابة للنداء خصوصاً من قبل النظام, لأن إعلان النظام عن الاستجابة لهذا المطلب سيكون عاملاً فاعلاً ومهماً من أجل وضع الأزمة السورية على طريق الحل.

 

وماذا قرأتم في كلامه, إذا ما استمرت الحرب في سورية ستأكل الأخضر واليابس, خصوصاً في الدول المجاورة لها ومنها لبنان؟

هذا التنبيه في محله, باعتبار أن الأخضر الإبراهيمي مطلع على خفايا ما يجري في الداخل السوري, وما يجري في المجالس والمؤسسات الدولية, إنه ينبه اللبنانيين إلى ضرورة وجوب تطبيق سياسة النأي بالنفس, بأن تمسك الدولة اللبنانية هذا الملف, من خلال بسط سلطتها حقيقة على كل المناطق اللبنانية, وليس منطقة دون أخرى. هذا يمكن أن يجنبنا الارتدادات لما يجري في الداخل السوري على الساحة اللبنانية, ولعل المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي ينبه, لأنه يرى أن الخطر فعلاً هو كبير لأن استمرار الأزمة السورية أو محاولة أن يكون لبنان ممراً لها ليس لصالح لبنان ولا لصالح المنطقة عموماً.

 

استدراج إسرائيل

 

في الوقت الذي يحاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان التأكيد أن لبنان لم يعد ساحة لتنفيذ الصراعات على أرضه, أطلق "حزب الله" طائرة "أيوب" من دون طيار إلى الأجواء الإسرائيلية, أليس ما جرى هو عملية استدراج لإسرائيل لتشن حرباً على لبنان؟

"حزب الله" بإطلاقه لهذه الطائرة, يقول لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وللبنانيين وغيرهم, إنه ما زال ماضياً في بناء قوته بمعزل عن الدولة اللبنانية ومؤسساتها, لذلك, هو رد عملي ومباشر على كل ما يقوله الآخرون من أن هناك حواراً بين "حزب الله" والدولة اللبنانية والمسؤولين الآخرين بشأن تنظيم وضع السلاح, وإذا به يأتي بسلاح جديد وهو ماضٍ في بناء قوته خارج الدولة اللبنانية وقراراتها وقوانينها ومؤسساتها, أما على مستوى التأثير لهذه الطائرة وإن كانت أدخلت عنصراً جديداً على قوة "حزب الله", ولكن هذا شيء لا يغير المعادلة, معادلة القوة القائمة بين إسرائيل والعرب, إننا ما زلنا في قوى غير متكافئة وهذه الطائرة التي اخترقت الأجواء ووصلت إلى فلسطين المحتلة, لا يجوز أن تنسينا هذه القوة, إنها تشكل استدراجاً لعروض خطر الحرب على الساحة اللبنانية التي ذقنا نحن ويلاتها وعشنا أهوالها في حرب تموز وغيرها, ولن تؤثر هذه الطائرة في المرحلة القائمة شيئاً في تغيير المعادلة غير المتكافئة سوى أنها تعطي شيئاً من المعنويات ل¯"حزب الله" وحلفائه, ولكنها تبقي لبنان ساحة لاستدراج عروض الخطر من قبل إسرائيل, وهذا ما لا يعود بالمصلحة لا على "حزب الله" ولا على اللبنانيين.

 

البعض يرى أن إطلاق هذه الطائرة يأتي بعد تأكيد المسؤولين الإيرانيين ان "حزب الله" بات جاهزاً للرد في حال قيام إسرائيل بأي اعتداء ضد إيران, فهل سماحتكم مع هذا الرأي؟

"حزب الله" أعلن منذ فترة طويلة, أن إيران إذا تعرضت لأي اعتداء فلن يقف على الحياد, سواء كان هنالك طائرة مرصاد, أو لم يكن هناك طائرة مرصاد, هذه رسالة من جملة الرسائل التي تستبطنها الطائرة. هناك تطور في منظومة الحرب والدفاع عند "حزب الله" التي يمكن أن تستخدم في حال الاعتداء على إيران. ولذلك نحن قلنا إن هذا السلاح الجديد وإن كان إنجازاً مهماً, لكنه يستدعي في الحقيقة أكثر من أي وقت مضى المطالبة بانتظام هذا السلاح الجديد وغيره, بمنظومة الدفاع للدولة اللبنانية وليس بخدمة أغراض خارجية.

 

من الواضح أن إيران تقوم بتحريك كل المجموعات الشيعية في البحرين والسعودية والكويت والحوثيين في اليمن ضد أنظمتهم, هل تتخوفون من أن يؤدي ذلك إلى فتنة سنية-شيعية إذا ما تطورت هذه الأمور في المستقبل؟

لا شك أن هنالك تصعيداً في الخطاب الطائفي في المنطقة بسبب الأمور السياسية والسلطوية. وقد عاش السُنة والشيعة إخواناً في أوطانهم منذ قرون من دون هذه النزاعات لأنه لم يكن هناك صراع على السلطة, في الحقيقة, السلطة كانت في جانب, وكانت الحركات الدينية والمذاهب في جانب آخر, ولذلك هناك الآن من يحاول أن يستغل هذه التعددية والمذهبية لأمور سياسية. بطبيعة الحال, ستؤثر هذه الحالة, لذلك المطلوب في الحقيقة أن نتحصن بالوعي من مخاطر الارتباط بالمشاريع الخارجية. الشيعة العرب يجب أن يدركوا أن هناك مجموعات إذا ارتبطت سياسياً بإيران يجب تنبيهها على أن ارتباط الأحزاب بإيران لا يجوز أن يكون ارتباطاً مباشراً, وإنما يجب أن يكون من خلال دولهم. نحن لا نريد أن نقول إنه يجب ألا تكون هناك علاقة مع إيران, إيران موجودة كدولة في المنطقة, ويجب أن تكون بيننا وبينها أفضل العلاقات من خلال الدولة وليس من خلال الأحزاب التي تنفذ سياستها في المنطقة.

 

قوة ثالثة

 

لقد شهدنا أخيراً أن صوت الاعتدال الشيعي في لبنان استطاع أن يخرق الثنائية الشيعية (أمل وحزب الله) المؤيدة للنظام السوري, برفع الصوت وتأييد الانتفاضة في سورية بوجه النظام القاتل, هل تعتبرون ذلك مؤشراً لقيام قوة ثالثة تتحدى تلك الثنائية في مواقفها؟

نحن قلنا إن الصوت الآخر لدى الطائفة الشيعية الرافض لسياسة الثنائي (أمل وحزب الله) على المستوى الداخلي الوطني, أو على مستوى الارتباط بإيران في المنطقة. هذا الصوت كان موجوداً ومنذ سنوات عدة, والآن هناك تظهير بلحظ الوضع السوري المستجد, جاءت هناك بعض الأصوات ترتفع, وتعلن عن رأيها في تأييد الثورة السورية, لعله من دون المقاربة للارتباط بالسياسة الإيرانية, أو كثير من الممارسات حتى في الداخل اللبناني, بعضهم صوته لا يقارب هذه الأمور, وإنما ظهر صوته أخيراً بلحاظ الوضع السوري, طبعاً هذه السياسة التي اعتمدها الثنائي (حزب الله وحركة أمل) طيلة هذه السنوات, بدأ كثيرون من الطائفة الشيعية يدركون مخاطرها على علاقات الطائفة في داخل الوطن مع شركائهم في الوطن. وعلى علاقات الطائفة الشيعية في محيط هذا الوطن, لكنه بدأ يُقال عن ظهور هذا الرأي كقوة ثالثة في التعبير عن رأي الطائفة الشيعية, نحن لا نمانع أن يكون هناك رأي آخر في الطائفة الشيعية, يعبر عن قناعاته وعن أفكاره.

 

وعن رأيه في السياسة التي يعتمدها الثنائي (حزب الله وحركة أمل).

هل يجري العمل على توحيد تلك الآراء في إطار موحد؟

نحن لم تحصل معنا أي اتصالات من هذه الأطراف, حاولنا في السنوات التي مضت بعد حرب يوليو أن يكون هناك إطار لهذا الصوت, ولكن لم نلق استجابة, الآن, إذا كان هناك سعي من قبل هذه الأطراف لتأطير نفسها أو لتنظيم نفسها, فهذا جيد. لكن بكل الأحوال قلنا إن الرأي الآخر كان موجوداً. الآن بدأ تظهيره ويمكن عندئذٍ أن يعبر عن نفسه بروابط, بأطر حزبية وجمعيات في هذه المرحلة.

 

ماذا تغير على الساحة حتى سمح "حزب الله" تحديداً بدخول الجيش إلى بعض مناطق كانت محرمة عليه في الأصل كالضاحية الجنوبية, واليوم يقوم بتنفيذ خطة أمنية في منطقة بعلبك-الهرمل؟

أنا لست مع هذا التطبيق للقانون بالتراضي, مرة نرسل الجيش اللبناني إلى البقاع, ومرة نرسله إلى الشمال, ومرة نرسله إلى الضاحية لتطبيق خطته: هذا في الحقيقة إنقاذ لقوى الأمر الواقع, قوى الأمر الواقع عندما لا تكون الدولة موجودة في هذه المنطقة بشكل فاعل ستتحمل هي السلبيات, ولذلك تحاول أن تزيل عنها السلبيات يقولون (والله سمحنا للجيش), أنا لست مرتاحاً لقول بعض المسؤولين إن الجيش قادر على بسط سلطة الدولة إذا رفع الغطاء السياسي عن المسلحين: وكأن الجيش تحكمه قوى الأمر الواقع نفسها, تقول له: اذهب إلى البقاع, فيذهب, ثم يضعف فترة فينسحب منها, المطلوب من الجيش اللبناني أن يبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وليس عليه أن يأخذ الإذن من قوى الأمر الواقع. بعض القيادات لو كانت حقيقة تريد للدولة أن تبسط سلطتها لبادروا بتسليم ما لديهم من أسلحة للدولة اللبنانية, وأطلقوا يدها حقيقة في كل الأماكن, وفي نهاية الأمر نرى أن هذا الانتشار الجزئي لا يزال مرتبطاً بحالة من التراضي. وبهذه الحالة لا يمكنك أن تبني دولة, الدولة يجب أن تبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. والجيش فعلاً لا يجوز أن يتأثر بهذا المسؤول السياسي الذي يقول اليوم (رفع الغطاء السياسي), على الجيش أن يمنح الغطاء للآخرين, بينما هو يأخذ غطاءً من الآخرين.

من هنا, أنا أنظر إلى هذه الخطط المجتزأة, وهي إرسال الجيش تارة إلى هذا الموقع أو ذاك الموقع بأنها تلميع لصورة بعض المسؤولين الذين يسيطرون على تلك المناطق والأماكن بأنهم أذنوا للجيش بالدخول ولكن السلطة الحقيقية تبقى لتلك الأحزاب وقياداتها.

 

قانون الانتخاب

 

في ظل البحث عن قانون الانتخاب وسط الانقسام بين فريق مؤيد للنسبية وفريق يؤيد الدائرة المصغرة, وآخر يطالب بإبقاء القديم على قدمه, برأيكم ما القانون الذي يجب أن يفصل على قياس اللبنانيين, وينقذ لبنان من الوضع الذي يتخبط به؟

لا أرى أن المشكلة الأساسية في قانون الانتخاب, وإنما في وجود الدولة التي تحمي القانون, وحتى لو جئنا بأفضل

 قانون انتخابي في العالم لاعتماده في لبنان, لبقي الأمر كما هو لأن هناك قوىً مسيطرة لا تزال تستقوي بالسلاح خارج الدولة, ولا تزال مهيمنة على الدولة وعلى مؤسساتها, فعندئذٍ أين الحرية للناخب؟

المشكلة إذاً, هي ليست في القانون الانتخابي, ولا في "النسبية", ولا في الأكثرية أو في عدد الدوائر الصغرى, وإنما المشكلة في أن القانون الذي يسن, هل يمكن للدولة بأن تحمي المواطن إذا ذهب إلى صندوق الاقتراع ليدلي بصوته?

 

 بعد انكشاف مؤامرة النائب والوزير السابق ميشال سماحة تبين أن النظام السوري ما زال يملك الأدوات المؤثرة والفاعلة على الساحة المحلية, ما مصلحة هذا النظام من زعزعة الوضع الداخلي في لبنان؟

لا تزال هذه القضية في عهدة القضاء, ونحن لا نعرف مدى الحجم لهذا التدخل قبل أن يبت القضاء بشأنها, أما مصلحة النظام السوري على العموم في مسألة زعزعة الاستقرار, إذا صحت هذه العملية أو غيرها بأنه فعلاً يسعى إلى ذلك, هذا يعني أن سورية ليست محصورة بحدودها ولها تأثيرها في المنطقة. تحاول أن تجعل من بعض التدخلات أو من بعض الشخصيات, أو من بعض الأحزاب أدوات لها ترسل من خلالهم رسائل إلى المجتمع الدولي لتؤكد له تأثيرها في المنطقة, خصوصاً في لبنان.

 

في ظل هذه الأجواء التي أشرتم إليها, هل هناك فائدة من الحوار, وماذا ينفع الحوار بعد كل هذا؟

قلنا سابقاً إن المقصود من الحوار جني الثمار, وليس مجرد أن يلتقي بعض المسؤولين ويتحدثون ثم لا يخرجون بأي نتيجة. واضح أن الحوار إذا بقي على هذه الوتيرة والمنوال لا يوجد منه فائدة سوى أنه قد يخفف شيئاً من الاحتقان, لكن من دون أن تتغير النتائج على الأرض, لأن على الأرض هناك قوى أقوى من الدولة فهي التي تسيِّر الأمور, وهي التي تحدد سياسة الدولة ككل أيضاً.

 

كيف تقيمون المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية لا سيما لجهة التمسك بسيادة لبنان ورفضه أن يكون ساحة صراع؟

رأينا في بعض هذه الخطوات شيئاً من الاختلاف عما مضى, نأمل أن يكون هناك صراحة ووضوح أكثر بأن السلاح الذي هو مشكلة أساسية في لبنان يجب أن ينضبط في مشروع الدولة اللبنانية, نحن نؤيد رئيس الجمهورية في المطالبة بهذه الأمور التي تعزز دور الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها.

 

هل سيكون لكم مرشحون في الانتخابات المقبلة إذا ما جرت ومن تدعمون من المرشحين؟

أنا طبعاً لست بوارد أن أكون مرشحاً, مهمتي كانت وما زالت التوجيه العام, والقيام بدور التوعية الدينية التي تحافظ على العيش المشترك والوحدة الوطنية وبناء الدولة, أما أن ندعم فريقاً آخر, إذا حصل أن هنالك أشخاصاً أرادوا أن يخوضوا هذه المعركة ويعبروا عن آرائهم فإن تأييدهم ودعمهم ينطلق من خلال البرنامج الذي يطرحونه في هذه الانتخابات, وعلى هذا يمكن أن نؤيد من يخوض الانتخابات على أساس البرنامج الذي يحفظ العيش المشترك, ويدعو إلى قيام الدولة الحقيقية وإلى ربط كل السلاح خارج الدولة بالدولة اللبنانية, وأن تكون هي المسؤولة الوحيدة, والمرجعية الوحيدة, لكل الشعب اللبناني, هذا كله إذا أمنت الدولة اللبنانية المناخ والظرف الملائمين لإدلاء المواطنين لآرائهم وأصواتهم بحرية.

 

هل تتواصلون مع القيادات السياسية في لبنان؟

لا توجد لقاءات دائمة ومنتظمة, وإنما نلتقي بهم في بعض المناسبات الخاصة والعامة من دون أن يكون هناك أي تنسيق في الرؤى السياسية وفي الأفكار التي تطرح, وإذا حصلت -فهي نادرة- وليست من أجل وضع خطة عملية لما يدور من أوضاع وأحداث في لبنان والمنطقة.

 

هل تتخوفون على لبنان؟

الخوف لا يزال قائماً طالما الدولة بقيت ضعيفة, لأن الضعف يأتي بالأمراض من الخارج, الدولة عندما تكون ضعيفة فهذا يعني أن المناعة ضعيفة. إن الذي يزيل الخوف وينقذنا من الفتن الداخلية والخارجية هو دولة تبسط سلطتها على كامل أراضيها.

 

هل تتواصلون مع الجمهورية الإسلامية؟

أبداً لا يوجد تواصل بيننا وبين إيران منذ الثمانينات عندما وقع الصراع بين حركة "أمل" و"حزب الله" سنة 1986-1987.

 

 ومع المرجعيات الشيعية في النجف الأشرف؟

 لا توجد بيننا علاقات مباشرة, خصوصاً وأن المرجعيات الدينية في النجف الأشرف أو في غيرها لم تعد مستقلة في مواقفها نتيجة النفوذ الإيراني عليها, ولذلك نحن عندما عارضنا السياسة الإيرانية, وحصل علينا اعتداءات في صور وغيرها, لم تتدخل المرجعية الدينية في النجف الأشرف ولو بكلمة, لتقول للتنظيمات التي تزعم بأنها ترجع إليها في التقليد الديني, بأن هذا العمل خطأ, وبأن ما جرى في بيروت كان خطأ ولا يجوز العودة إليه, ولا يجوز القتال بين المسلمين في بيروت, المرجعية الدينية ساكتة عن السياسة الإيرانية ومؤيدة لها.

 

انتهت المقابلة