المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 09 أيلول/2012

 

إنجيل القدّيس لوقا 18/16-21/ السراج والنور

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ : «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيُخْفيِهِ تَحْتَ وِعَاء، أَو يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِير، بَلْ يَضَعُهُ عَلى مَنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور فَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظْهَر، وَمَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَمُ وَيُعْلَن تَنَبَّهُوا إِذًا كَيْفَ تَسْمَعُون، لأَنَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ مَا يَظُنُّهُ لَهُ».وَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ بِسَبَبِ الجَمْع. وَأَخْبَرُوه: إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ وَاقِفُونَ في الخَارِجِ يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْك. فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُم: «إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا.

 

 

عناوين النشرة

*مظلومة ريمشا/امين قمورية/النهار

*اخلاء سبيل الفتاة المسيحية التي اتهمت بالاساءة للاسلام في باكستان

*طلب فدية 4 ملايين دولار للافراج عن رجل الأعمال اللبناني بسام طليع طربيه الذي خطف في البترون ليل الخميس

*مقتل عسكريين 2 وجرح 3 اشخاص في حادث سير مروع على اوتستراد الدورة

*سليمان يؤكد عدم تراجعه عن أي موقف في قضية سماحة: أتمنى أن لا تكون أي جهة رسمية سورية مسؤولة

*حكاية محمد الاسدي مع النظام الاسدي....

*مسؤول عسكري ايراني يجزم: حزب الله عمق دفاعنا الاستراتيجي وسيرد اذا ما هاجمتنا اسرائيل

*لندن تدعو الاوروبيين الى وضع الجناح العسكري لحزب الله

*باراك: الولايات المتحدة تتفهم حقنا في التحرك بطريقة مستقلة/نتانياهو أبلغ السفير الأميركي غاضبا نيته ضرب إيران إذا لم توضح واشنطن موقفها

*كندا تغلق سفارتها في طهران وتطرد الديبلوماسيين الإيرانيين لديها

*نتانياهو يرحب بإغلاق كندا لسفارة إيران ويدعو دول العالم إلى خطوة مماثلة

*دايلي تلغراف»: إيران أرسلت 150 من كبار ضباط الحرس الثوري لدعم الأسد

*اختفاء المخطوف التركي و4 سوريين بعد مداهمة الجيش اللبناني لحي الرويس في ضاحية بيروت

*رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن: مرسوم قرطباوي يتيح لسوريا المماطلة

البقاع الشيعي يتململ: مدفعية "الحزب" تقصف ريف دمشق وحمص من البقاع الشمالي

*14 اذار تجتمع بنواب عكار: تأجيل التحركات بملف الكويخات لبعد زيارة البابا

*ضاهر: إطلاق الضباط هدفه الفوضى وتعطيل زيارة البابا

*سمير فرنجية: سلاح "حزب الله" تحول عبئاً على أصحابه

*إيران و"الخطة باء" لسوريا ولبنان/علي حماده/النهار

*تنامي المخاوف بشأن الأسلحة الكيماوية السورية ومواد تم تصنيعها في أكثر من 20 موقعا وأجهزة الاستخبارات الغربية تشتبه في امتلاك الحكومة السورية لمئات الأطنان منها

*سوريا.. والبطريرك بعد نصر الله/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الجيش: ضبط سيّارة محمّلة بكميّة كبيرة من الأسلحة في الرويس

*نايلة معوض: للاصرار على تفعيل مطار القليعات لان المواطن يريد التخلص من الميليشيات

*عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان/للقاء التشاوري في معراب حدد الأخطار المحدقة بلبنان... "14 آذار" تقاتل على جبهتين بناء الدولة وانكفاء الحكومة

*حوري: رعد أراد الدفاع عن النظام السوري لكنّه لم يوفَّق

*فرعون: محاولات ميقاتي دونكيشوتية لمنع زج لبنان بالمحور السوري الايراني والتغيير والإصلاح ينقلب على المناطق المسيحية

*الإرهاب نجح في "النبطية": تهديدات لباعة الكحول في قرى الجوار وعبوة قـــرب محل في قعقعية الجسر

*ميقاتي عن الخروق السورية لأراضٍ لبنانية:لا يمكن أن نقبل بأي انتهاك لسيادتنا الوطنية

*سامر سعادة لـ"السياسة": قاطعنا "لقاء معراب" لأن الدعوة وجهت من أمانة "14 آذار"

*عون: تغيير النظام في سوريا قد يقضي على لبنان ونحن اليوم امام واقع مديونية كبيرة لم نعرف كيف صرفت

*الأمم المتحدة تنتقد عفو باكو عن جندي قطع رأس ضابط أرمني

*11 قرية علوية تدفن 623 شبيحاً

*الثوار يقيمون ثلاث مناطق حظر جوي داخل سورية خلال أسابيع/حميد غريافي/السياسة

*وأي بؤس/علي نون/المستقبل

*نشر "اليونيفيل" على الحدود يحتاج إلى قرار سياسي محلّي ودولي/ثريا شاهين/المستقبل

*الحريري للحياة: لن نسمح بانفجار الاحتقان السنّي – الشيعي/رندة تقي الدين/الحياة

*السرية المفقودة من اليوم الأول/انطوان سعد/جريدة الجمهورية

*سيناريو قيد الإعداد لإطلاق سماحة/فادي عيد/جريدة الجمهورية

*سليمان للمعلم: "تحدّيت العالم" عندما قدّمت التعازي بالضباط الأربعة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

*هل يتحضّر "حزب الله" لمواجهة مُحتملة مع السلفيين/علي الحسيني/جريدة الجمهورية

*الذاهبون مع آل الأسد/امجد اسكندر/جريدة الجمهورية

*الدكتور توفيق هندي لـ"الجمهورية": تطبيق الطائف شرطه استعادة السيادة/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*سوريا: انهيار الاقتصاد قريب/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*رغم توصية «تشخيص المصلحة» بتشجيعه على التنحي هل تستمر إيران في تحمل كلفة دعم الأسد؟

*العلاقات المميزة على الحدود اللبنانية السورية/علي بركات أسعد/السياسة

*لا حاجة لمشروع/الياس الزغبي/لبنان الآن

*صحافيون أو آلات تسجيل/عماد موسى/لبنان الآن

*جعجع في حوار حول "دور لبنان في نهضة العالم العربي": فريق النائب رعد يستخدم قضية فلسطين كشماعة أو علاقة في كل شاردة وواردة

*معاريف: نتانياهو يستعد لضـــرب منشآت ايران النووية خلال 50 يوماً

*سليمان افتتح مرفأ الصيادين في عمشيت: طلبت شخصياً من الجيش مطاردة الخاطفين ومستمر ولن أتراجع عن تهنئة قوى الأمن لضبطها المتفجرات

*خطف رجل أعمال في البترون لابتزاز مادي وخفض الفدية مــن 4 الى مليــون دولار

*قاووق: أميركا شريك لإسـرائيل لماذا لا تنددون بمواقفها المهددة

*قداس لراحة انفس شــهداء "القـوات" في كنيسة مار مخائيل - طريق النهر

*منسق مدينة بيروت للقوات المهندس عماد واكيم: اجراسنا تقرع في كل الشرق وبصليبنا ننتصر

*الراعي من الشوف: للمحافظة على وحدتنا الداخلية/البابا اختار لبنـــان أرض سـلام تتســع للكل

*قتيلان بتدهور شاحنة على طريق قرطبا

 

تفاصيل النشرة

 

مظلومة ريمشا

امين قمورية/النهار

مذهلة وقاسية قضية الفتاة ريمشا الباكستانية. كل التقارير الطبية والشهادات اجمعت على ان هذه الفتاة المسيحية قاصر لاتتجاوز الرابعة عشرة وقواها العقلية اقل من عمرها الفعلي، وبعض التقارير تحدث عن اصابتها بمتلازمة داون، اي انها معوقة عقليا. ومع ذلك فان بعض المتشدديين وبعض القضاة الموالين لهم او الذين يخافون بطشهم وردات فعلهم، يصرون على اتهامها باحراق أوراق كتبت عليها آيات من القرآن، تمهيدا لادانتها بانتهاك قانون التجديف الباكستاني الذي يعاقب عليه بالموت. ريمشا لم تفعل، فهي على الارجح أمية لا تقرأ ولا تكتب. وليس غريبا ان تكون أمية، ليس لانها معوقة عقليا فحسب، بل لانها مثل غالبية أترابها المسيحيين في باكستان، ضحايا فقر مدقع وتهميش مطلق، ذلك انهم يتحدرون من أدنى طبقة في نظام الطبقات الاقطاعي السابق الذي كان يسود باكستان. وهذا النظام لايزال قائما ويترك للمسيحيين والاقليات الاخرى المنبوذة المهن الاكثر دونية والاكثر صعوبة وهشاشة. ويؤكد الوزير المسيحي الوحيد في الحكومة الباكستانية بول بهاتي انه "حتى اليوم يرفض بعض المسلمين تناول الطعام في آنية يستخدمها مسيحيون". وهكذا يصير المسيحيون وأبناء الاقليات المهمشة مثل الاحمديين والهندوس والشيعة ضحايا يسهل استهدافهم. في حين يصير القضاة المتجبرون والمحرضون الطائفيون "أبطالا" في مجتمعات غزاها التعصب الاعمى والجهل والحقد المذهبي حتى النخاع.  حتى لو فعلتها ريمشا، فانها على الارجح لم تدر ماذا فعلت، وان أخطأت ارحموها و سامحوها. أليس الاسلام دين رحمة ودين تسامح بكل ما تعنيه كلمة سماحة من مساواة في غير تفوق جنسي أو تمييز عنصري. والتسامح ليس التنازل أو التساهل أو الحياد تجاه الغير، بل هو الاعتراف بالآخر. إنه الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق الانسانية للشخص، وبالحريات الأساسية للآخرين وإنه وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب يطبعها التنوع.  مشهد الفتاة ريمشا، اذا علقت على مشنقة في حال  ادانتها بتهمة التجديف، لن يكون صورة بهية لباكستان ولا للمسلمين او للاسلام. يكفي هؤلاء  تشويه متعمد لصورتهم في العالم. المستبدون والظالمون يملاؤن الارض ويعيثون فيها فسادا. وأهل باكستان عانوا اكثر من غيرهم من ظلم الظالمين واستبداد المستبدين. فهذا البلد الذي يسمى "الارض النقية" يجري تطهيره عمدا من النقاء حتى صار اسمه مرادفا للجوع والفقر والقهر على أنواعه. والذين أوصلوه الى ما وصل اليه كثر ومعروفون. هؤلاء هم الذين يستحقون المحاكمة وليست ريمشا المسكينة  التي لا حول لها ولا قوة.

 

اخلاء سبيل الفتاة المسيحية التي اتهمت بالاساءة للاسلام في باكستان

نهارنت/غادرت الفتاة المسيحية ريمشا التي أوقفت لثلاثة اسابيع لاتهامها بتدنيس القرآن، السجن السبت. وأعلن وزير الوئام الوطني الباكستاني بول باتي المكلف العلاقات بين الاغلبية المسلمة والاقليات: "غادرت السجن ونقلت بالمروحية الى مكان آمن حيث ستبقى مع عائلتها". وشاهد مصور وكالة "فرانس برس" المروحية، وهي تقلع من سجن روالبندي المجاورة لاسلام اباد.

 

طلب فدية 4 ملايين دولار للافراج عن رجل الأعمال اللبناني بسام طليع طربيه الذي خطف في البترون ليل الخميس

نهارنت/اقدم مسلحون على خطف رجل الاعمال بسام طليع طربيه، ليل الخميس-الجمعة، في البترون، مطالبين فدية بقيمة 4 ملايين دولار للافراج عنه. وافادت الـ"LBCI"، ان اربعة مسلحين يستقلون سيارة رباعية الدفع سوداء اللون، اقدموا، منتصف ليل الخميس-الجمعة، على خطف طربيه البالغ من العمر 50 عاماً، لدى وصوله الى مرآب منزله في طلعة الريجي ضاحية البترون الشرقية والمعروفة بمحلة بسبينا، واقتادوه الى جهة مجهولة. وليل امس الجمعة اتصل الخاطفون بشقيقه غسان طالبين فدية 4 ملايين دولار اميركي للافراج عنه. وقد اجري الاتصال من خط خلوي لم يظهر معه رقم المتصل، ووفق ما نقلته اذاعة "صوت لبنان" (100.5) عن غسان، فان المتصل تحدث بلهجة سورية. يُشار الى أن طربيه هو صاحب شركة قطر بواخر في ميناء طرطوس السوري.

 

مقتل عسكريين 2 وجرح 3 اشخاص في حادث سير مروع على اوتستراد الدورة

نهارنت/ادى حادث سير مروع على اوتستراد الدورة-الكرنتينا، فجر اليوم السبت، الى مقتل عسكريين اثنين وجرح ثلاثة اشخاص. ووقع حادث السير جراء اصطدام ثلاثة سيارات ببعضها، على اوتستراد الدورة، فأودى بحياة عسكريين اثنين وادى الى اصابة ثلاثة اشخاص. وافادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، أن سيارة من نوع "انفينيتي" يقودها مهدي حسن حمود، وبفعل السرعة الزائدة انحرفت من المسلك الشرقي لتستقر على المسلك الغربي وتصطدم بسيارتي "هيونداي" و"تويوتا". وقد ادى الحادث الى مصرع المؤهل روبير غسان معلوف وشقيقه المعاون اول جوني غسان معلوف على الفور، فيما اصيب عادل طانيوس معلوف الذي كان معهما بسيارة الـ"هيونداي" بجروح خطرة وحرجة جدا ونقلته سيارة تابعة للصليب الاحمر اللبناني الى مستشفى رزق حيث ادخل الى غرفة العناية المكثفة. واصيب ايضا سائق سيارة الـ"انفينيتي" مهدي حسن حمود الذي ادخل الى مستشفى السان تيريز وغادرها، ليتم توقيفه بناء على اشارة القضاء. كما اصيب في الحادث سائق سيارة الـ"تويوتا" هشام بولس ضو. وافادت اذاعة "صوت لبنان" (100.5) انه تم رفع السيارات المتضررة من الحادث وافتراش الارض بالرمول نتيجة تسرب الزيت منعا للانزلاق.

 

سليمان يؤكد عدم تراجعه عن أي موقف في قضية سماحة: أتمنى أن لا تكون أي جهة رسمية سورية مسؤولة

نهارنت/أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه لن يتراجع عن أي موقف في قضية النائب والوزير السابق ميشال سماحة، داعيا القضاء الى عدم الرضوخ لأي تهديد، متمنيا في الوقت عينه أن لا تكون لاي جهة رسمية سورية مسؤولية في القضية. وقال سليمان في كلمة له ألقاها خلال افتتاح مرفأ الصيادين في بلدة عمشيت اليوم السبت: "لن أتراجع عن أي موقف في قضية المتفجرات المضبوطة، وأدعو القضاء والقوى الامنية الى عدم الرضوخ الى أي تهديد، وعدم الانحياز لا للظلم ولا للتردد والانحسار". ولقد سماحة اعتقل في التاسع من آب وقد اعترف بإعداده لتفجيرات في الشمال بطلب من اللواء في الجيش السوري علي مملوك. وكان سليمان قد أعلن في وقت سابق أنه يتنتظر اتصال الرئيس السوري بشار الأسد لتوضيح ملابسات ما حصل في قضية توقيف سماحة و نقل متفجرات إلى لبنان، مشددا على أنه لم يسمح بحصول "فتنة في لبنان". ولفت خلال حفل الإفتتاح أن "ما قاله عن ضبط المتفجرات في قضية سماحة ابلغه للجانب السوري في طهران، مشيرا الى أن المبادرة اتت من رئيس الحكومة السورية ووزير الخارجية السورية وليد المعلم، شاكرا اياهم على المبادرة". وأضاف: "لم نعتد على اللقاءات السرية، انما لم يكن هناك وسائل اعلامية في القاعة".

وإذ تمنى أن "لا تكون لاي جهة رسمية سورية مسؤولية في قضية المتفجرات المضبوطة"، أوضح سليمان أنه "لم يتم الوصول الى الاتهام"، منوها في هذا الإطار "قوى الامن الداخلي ، ولن اتراجع عن التهنئة لانهم اوقفوا متفجرات كانت تودي بحياة المئات". من جهة أخرى، أكد سليمان أنه "لن يسمح بعدم اجراء الانتخابات النيابية"، مشددا على أن "كل من يحاول زرع الفتنة في لبنان لن يوفق".

وجزم "قراراتنا لم تكن يوما نابعة من الخوف أو مبنية على التعصب والكيدية، انما مأخوذة من الايمان بهذا الوطن الكبير وكرامته ولم نخضع للابتزاز ولن نخضع".

 

حكاية محمد الاسدي مع النظام الاسدي....

المصدر: LBCI/ محمد الأسدي الفلسطيني اللاجئ إلى لبنان والذي عرضه التلفزيون السوري على أنه إرهابي مجند كسلفي للعمل في سوريا من قبل الشيخ أحمد الأسير،هو الإبن الوحيد لبائع الخضار وليد الأسدي وهو من أنصار "التنظيم الشعبي الناصري ومحور الممانعة والمقاومة"، كما اكد والده في حديث للـ LBCI. وكان محمد الأسدي غادر صيدا منذ 85 يوماً بعدما اتفق مع مهربين في سوريا على تهريبه نحو تركيا فاليونان من أجل التوجه إلى ألمانيا حيث يعيش صهره. وقد انقطعت أخباره منذ اللحظة التي دخل فيها إلى سوريا ليظهر فيما بعد على التلفزيون السوري ملتحياً ما شكل مفاجأة لوالده الذي اكد ان اي اتصال مع ابنه لم يحصل منذ اليوم الاول لدخوله الاراضي السورية، لافتا الى ان رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد هو من يتابع القضية. واذ شدد على انهم مسلمون لكن غير متطرفين وان ايا من عائلته لا يعرف الشيخ احمد الاسير وانهم كانوا ضد التحرك الذي نفذه الاسير في صيدا، تمنى والد الاسدي الافراج سريعا عن ابنه اذ انه مع "محور المقاومة"، مؤكدا ان لا داعي للتحركات الاحتجاجية.

من جهته، نفى الشيخ أحمد الأسير المتهم من سوريا بتجنيد الأسدي والذي تطابق كلامه عن محمد مع كلام والده، كل ما ورد في الإعترافات المتلفزة التي وصفها بفبركات التلفزيون السوري، واكد انه مع الثورة السورية لكن ضد ادخال السلاح والمسلحين، مؤكدا انه لا يعرف ابدا الاسدي ولا حتى عائلته. وردا على سؤال عما اذا كان الإستهداف السوري يطاله شخصياً ،قال الأسير: لا شك ان كل من ايد الثورة هو المستهدف فالاسدي ضحية فأنا المعني لانهم ارادوني شخصيا"، واضاف :"اخذ اعترافات من الاسدي تحت التعذيب يهين النظام السوري الذي نعرف حقيقته".

 

مسؤول عسكري ايراني يجزم: حزب الله عمق دفاعنا الاستراتيجي وسيرد اذا ما هاجمتنا اسرائيل

 أعلن مستشار القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى صفوي إن لبنان وسوريا يشكلان عمق الدفاع الإستراتيجي لإيران، وان حزب الله سيرد اذا ما هاجمت اسرائيل الجمهورية الإسلامية.

وقال صفوي حسب ما نقلت وكالة "مهر" الايرانية للأنباء: "اذا نفذ الكيان الصهيوني يوماً ما أية خطوة ضدنا، فإن مجموعات المقاومة وخاصة حزب الله لبنان، باعتباره عمق دفاعنا الإستراتيجي، سيقوم بالرد على هذا الكيان". واعتبر "ان الدفاع عن فلسطين وشعبها يندرج في إطار دفاعنا الإستراتيجي، ولبنان وسوريا ايضا يشكلان عمق دفاعنا الاستراتيجي".

 

لندن تدعو الاوروبيين الى وضع الجناح العسكري لحزب الله

AFP/على القائمة السوداء للمنظمات الارهابية دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة الاتحاد الاوروبي الى وضع الجناح العسكري لحزب الله على القائمة السوداء للمنظمات الارهابية، وهو ما استبعده نظيره الفرنسي لوران فابيوس. وقال هيغ على هامش لقاء في مدينة بافوس الساحلية القبرصية مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي "من الضروري التقدم في هذا الموضوع، سبق ان اتخذنا تدابير في هذا الشأن في المملكة المتحدة وارغب في رؤية الاتحاد الاوروبي يستهدف الجناح العسكري لحزب الله ويفرض عقوبات عليه". من جانبه لفت وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال الى ان بلاده اتخذت اجراء مماثلا بحق الحزب حليف سوريا وايران. لكن الوزير الفرنسي لوران فابيوس تحفظ على هذه الخطوة قائلا "قانونيا، يمكن وضع منظمة على قائمة المنظمات الارهابية عندما يكون ثمة اجراء قضائي مفتوح بحقها بصفتها الشخصية، وهذا غير قائم حاليا". ووضعت بريطانيا الجناح العسكري لحزب الله على قائمتها السوداء في وقت وضعت هولندا الحزب باكمله على لائحتها السوداء للمنظمات الارهابية.

 

باراك: الولايات المتحدة تتفهم حقنا في التحرك بطريقة مستقلة/نتانياهو أبلغ السفير الأميركي غاضبا نيته ضرب إيران إذا لم توضح واشنطن موقفها

 واشنطن, تل أبيب - رويترز - ا ف ب: أكد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي مايك روجرز صحة المعلومات التي نشرت في الصحافة الاسرائيلية عن حدوث مشادة بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والسفير الأميركي دانيال شابيرو أواخر الشهر الماضي, على خلفية انتقاد الأول ما يعتبره افتقار إدارة أوباما إلى الوضوح في موقفها بشأن التعامل مع ايران على خلفية برنامجها النووي.

وقال روجرز, الذي كان حاضراً في اجتماع نتانياهو وشابيرو في تل أبيب, في حديث لإذاعة في ميتشغن, "الآن لا يعتقد الاسرائيليون ان الحكومة الاميركية جادة حينما تقول ان كل الخيارات مطروحة للبحث, والأهم ان الايرانيين لا يعتقدون ذلك أيضاً, ولهذا فإن البرنامج (النووي الايراني) ماض قدماً". وأكد أنه إذا لم تظهر الولايات المتحدة لاسرائيل مزيداً من الوضوح بشأن ما تعتبره "خطوطا حمراء" في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني, فإن إسرائيل قد توجه ضربة لمنشآت إيران النووية. واضاف "أعتقد انهم على الأرجح سيفعلون ذلك إذا لم نغير موقفنا بايضاح أكبر لما هي الخطوط الحمراء من منظور الولايات المتحدة". وأوضح روجرز أن الاجتماع كان يهدف أصلاً إلى أن يناقش مع نتانياهو مسائل التعاون الاستخباراتي واموراً اخرى, لكنه تطور إلى مشادة واجه فيها نتانياهو شابيرو بالتعبير عن الاستياء الشديد من افتقار موقف الحكومة الاميركية للوضوح بشأن برنامج ايران النووي. وقال روجرز ان "عدم الوضوح بشأن موقف الولايات المتحدة من تلك المسائل أثار الكثير من المشكلات والقلق الذي في ما اعتقد لا يفيد العالم ولا السلام". وفي مقابلة مع محطة تلفزيون اسرائيلية الأحد الماضي, استنكر شابيرو رواية صحيفة اسرائيلية عن المشادة التي جرت خلف أبواب مغلقة بوصفها "قصة سخيفة للغاية" لا تعكس ما حدث فعلا في الاجتماع الذي كانت المحادثات فيه "ودية وتتسم بالحرفية" على حد قوله. ولم تشأ وزارة الخارجية الاميركية أن تعقب على الاجتماعات الديبلوماسية الخاصة, لكن المتحدث باسمها ادغار فاسكيز قال "تربط بيننا علاقات راسخة متينة ولدينا التزام ثابت بمساندة إسرائيل". وتؤكد المشادة بين نتانياهو وشابيرو الخلاف العميق بشأن كيفية التعامل مع ايران, والذي حاول الجانبان التهوين من شأنه علانية.

في سياق متصل, أكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في ختام لقائه مع نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية الاميرال جيمس وينفيلد الذي اختتم اول من امس زيارة لاسرائيل استمرت ثلاثة أيام, ان الولايات المتحدة "مستعدة لمواجهة التحدي الايراني على المستويات كافة".

وقال باراك, وفق بيان صادر عن مكتبه, "ما من شك بان الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة هذا التحدي على المستويات كافة", في اشارة الى البرنامج النووي الايراني. واضاف ان "الولايات المتحدة هي اهم حلفائنا. التعاون بين اجهزة المخابرات والدعم العسكري (الاميركي) عميق ولا نظير له. انا مقتنع انه سيبقى كذلك تحت اي ظرف قد يحصل في المستقبل, نحن نواجه تحديا مشتركا لكن وتيرة العد العكسي مختلفة لكل منا. لدينا ايضا اختلافات. اسرائيل تحتفظ بحقها السيادي بالتحرك بطريقة مستقلة, والولايات المتحدة تتفهم ذلك.

 

كندا تغلق سفارتها في طهران وتطرد الديبلوماسيين الإيرانيين لديها

 أوتاوا(كندا) - ا ف ب، يو بي أي - اعلنت كندا امس، اغلاق سفارتها في طهران وطرد جميع الديبلوماسيين الايرانيين الموجودين في كندا خلال 5 أيام، متهمة ايران بتقديم مساعدة عسكرية للنظام السوري وتهديد وجود اسرائيل. واعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان ان «النظام الايراني يقدم مساعدة عسكرية متنامية لنظام (الرئيس بشار) الاسد ويرفض الالتزام بقرارات الامم المتحدة المتعلقة ببرنامجه النووي ويهدد باستمرار وجود اسرائيل ويطلق تصريحات معادية للسامية وعنصرية اضافة الى التحريض على الابادة الجماعية، وهو بين أكبر منتهكي حقوق الإنسان في العالم، يؤوي ويدعم مالياً منظمات إرهابية، ما يوجب على حكومة كندا إدراجه كدولة راعية للإرهاب بموجب قانون العدالة لضحايا الإرهاب». وأضاف إن «موقف كندا تجاه النظام في إيران معروف جيداً»، وتابع: «ترى كندا حكومة إيران التهديد الأكبر للسلام والأمن العالميين اليوم». وأضاف «إن النظام الإيراني لم يحترم في العديد من المناسبات معاهدة فيينا للعلاقات الديبلوماسية وضمان امن الطواقم الديبلوماسية. وفي ظلّ هذه الظروف، لا يمكن لكندا المحافظة على وجود ديبلوماسي في إيران». واعتبر بيرد كافة الديبلوماسيين الإيرانيين الباقين في كندا أشخاصًا غير مرغوب فيهم.

 

نتانياهو يرحب بإغلاق كندا لسفارة إيران ويدعو دول العالم إلى خطوة مماثلة

يو بي أي/الحياة/رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقرار الحكومة الكندية بإغلاق السفارة الإيرانية في أوتاوا وطرد السفير والدبلوماسيين الإيرانيين ودعا دول العالم إلى القيام بخطوة مماثلة.وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتانياهو هنأ نظيره الكندي ستيفن هاربر في أعقاب قرار حكومة الأخير بإغلاق السفارة الإيرانية في كندا وطرد السفير الإيراني.ووصف نتانياهو قرار الحكومة الكندية بأنه "خطوة قيادية وجريئة تبعث رسالة واضحة إلى إيران والعالم كله".

 

دايلي تلغراف»: إيران أرسلت 150 من كبار ضباط الحرس الثوري لدعم الأسد

 لندن - يو بي آي - ذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية، أمس، أن ايران تكثّف دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد وأرسلت 150 ضابطاً من كبار قادة حرسها الثوري الى سورية للمساعدة بصد محاولات المعارضة الرامية الى الاطاحة به. وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في الاستخبارات الغربية ان «الرئيس محمود أحمدي نجاد صادق شخصياً على ايفاد ضباط من ذوي الخبرة لضمان بقاء نظام الأسد في السلطة كونه يمثل الحليف الأكثر أهمية لايران في المنطقة». واضافت أن ايران قامت كذلك «بشحن مئات الأطنان من المعدات العسكرية، بما في ذلك المدافع والصواريخ والقذائف، الى سورية عبر ممر جوي نظامي تم انشاؤه بين دمشق وطهران». واشارت الصحيفة الى أن مسؤولي الاستخبارت الغربية «يعتقدون أن زيادة الدعم الايراني كان مسؤولاً عن الفعالية المتزايدة لتكتيكات نظام الأسد في اجبار الجماعات المتمردة المناهضة للحكومة على التراجع للدفاع، وقامت قواته في الأسابيع القليلة الماضية بوقف هجمات هذه الجماعات من خلال شن سلسلة من الهجمات المنسقة بشكل جيد ضد معاقل المتمردين في دمشق وحلب». وقالت ان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني هو العقل المدبر لعملية الدعم الايراني لنظام الأسد، وتم اتخاذ قرار زيادة الدعم بعد مقتل صهر الرئيس السوري العماد آصف شوكت نائب رئيس أركان الجيش السوري مع عدد آخر من كبار مسؤولي الدفاع في مقر الأمن القومي بدمشق في يوليو الماضي.

واضافت الصحيفة أن ضباط الحرس الثوري الايراني نُقلوا جواً الى دمشق في طائرة ايرانية مستأجرة حصلت على اذن للسفر عبر المجال الجوي العراقي، كما تردد أن المعدات العسكرية الايرانية يتم شحنها الى دمشق عبر الممر نفسه. وذكرت أن جماعات المعارضة الايرانية زعمت أيضاً أن بعض الايرانيين الذين احتجزهم المتمردون السوريون كرهائن الشهر الماضي والبالغ عددهم 48 شخصاً «كانوا جزءاً من وحدة قوامها 150 عنصراً من الحرس الثوري الايراني أُرسلت لدعم نظام الأسد». ونسبت «ديلي تلغراف» الى ناطق باسم المجلس الوطني للمقاومة في ايران (مجاهدين خلق)، قوله ان الايرانيين الذين تحتجزهم المعارضة السورية «بينهم عدد من الضباط برتبة عميد وعقيد لديهم خبرة تمتد لسنوات طويلة من الخدمة في الحرس الثوري الايراني».

كما نقلت عن مسؤول أمني غربي وصفته بالبارز، قوله ان ايران «اتخذت قراراً استراتيجياً لتعميق انخراطها في الأزمة السورية، وتسعى جاهدة لانقاذ حليفها الأكثر أهمية بالمنطقة ومساعدته على تجاوز الأزمة الحالية، وهذا التورط بدأ يؤتي ثماره». واشارت الصحيفة الى أن مسؤولي الاستخبارات الغربية يعتقدون أن الكثير من الضباط الايرانيين الذين أُرسلوا الى سورية لديهم خبرة سابقة في العمل مع «حزب الله» في لبنان.

 

اختفاء المخطوف التركي و4 سوريين بعد مداهمة الجيش اللبناني لحي الرويس في ضاحية بيروت

الحياة/تضاربت المعلومات في شأن المخطوف التركي و4 سوريين كانوا محتجزين لدى آل المقداد، فقد قام الجيش اللبناني بمداهمة لمنطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر وقوع إشكال عائلي تم فيه تبادل لاطلاق النار وأوقف الجيش عدداً من الأشخاص بينهم  حسن المقداد شقيق أمين سر رابطة آل ماهر المقداد الذي أعلن عدم مسؤوليته عن المخطوف التركي بعد توقيف شقيقه. وكان المخطوف التركي قد اختفى خلال عملية المداهمة كما أفاد الانباء. وكانت وكالة أنباء الأناضول قد ذكرت أن المخطوف التركي والسوريين الأربعة المخطوفين قد تم تحريرهم خلال مداهمة للجيش اللبناني

 

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن: مرسوم قرطباوي يتيح لسوريا المماطلة

المستقبل/اعتبر رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن أن مرسوم وزير العدل شكيب قرطباوي الهادف الى دمج المعتقلين في السجون السورية مع المنفيين والمخفيين قسراً، عبارة عن آلية دفن الأحياء من المعتقلين اللبنانيين في مقابر جماعية تستغرق محاولة نبشها وإجراء فحوص الحمض النووي فيها 50 عاماً، لافتاً الى أن دمج المعتقلين مع المخفيين قسراً يعني الدخول في نفق مظلم يؤخر تحقيق الهدف من قضيتنا ويعطي الوقت لسوريا في المماطلة عن إعطاء جواب هو حق لنا. وقال في حديث صحافي: "نسعى لعرض وجهة نظرنا من مرسوم وزير العدل"، وسنلجأ الى نواب 14 آذار لمطالبتهم بعدم التصويت عليه في حال وصل الى مجلس النواب، كما سنعمد الى لقاء مختلف الكتل النيابية للعمل على سحب قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية منه وعدم دمجها مع المخفيين قسراً".  أضاف: "استمع وزير العدل الى شرحنا الوافي حول سبب رفضنا المرسوم، وتمنينا الموافقة على الفصل بين قضية المعتقلين البالغ عددهم 615 شخصاً موثقة أسماؤهم وأماكن تواجدهم في السجون السورية وقضية المخفيين قسراً البالغ عددهم 17 ألفاً"، وكان جوابه أن هذا المرسوم من أجل الجميع وما عليكم سوى الانتظار". ولفت الى أن كل من هلل لهذا المرسوم لا يدري ما المبتغى منه، فهو عبارة عن آلية دفن الأحياء ممن هم في السجون السورية في مقابر جماعية في لبنان، تستغرق محاولة نبشها وإجراء تحاليل الحمض النووي فيها أكثر من 50 عاماً.

أضاف: "ما يهمنا هو حرية هؤلاء، وإعادة رفات من توفي منهم والمعروف مكان دفنهم بالقرب من السجون السورية. وأعلن أن مرحلة التحرك بدأت من خلال اللقاء مع نواب قوى 14 آذار، وكذلك نواب جبهة النضال الوطني، ونسعى الى لقاء مع الكتل النيابية الأخرى، فقضيتنا لبنانية إنسانية محضة، وسنلتقي مع كل من يريد التعامل مع هذه القضية بإنسانية وطلب معونته، وتجزئة المرسوم الى جزءين، واحد يختص بالمخفيين قسراً وآخر يُعنى بالمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، خصوصاً الأحياء منهم، في محاولة لعدم تضييع الوقت نظراً لما تمر به سوريا من حوادث ودمار يستهدف أحياناً السجون وثمة خطر على حياة المعتقلين. وقال قضية دمج المعتقلين مع المخفيين قسراً يعني الدخول في نفق مظلم يؤخر تحقيق الهدف من قضيتنا ويعطي الوقت للدولة السورية في المماطلة، خصوصاً بعد ما أعلنته أخيراً حول هذا الموضوع، وفي هذا الأمر إعطاء مبرر لسوريا للتهرب من جواب هو حق كامل لنا.

 

البقاع الشيعي يتململ: مدفعية "الحزب" تقصف ريف دمشق وحمص من البقاع الشمالي

حيدر الطفيلي/البقاع – خاص بـ"الشفّاف"

لم تقتصر مشاركة حزب الله على دعم النظام السوري بالعناصر المقاتلة، ورفده بالمعلومات الامنية، ووسائل الاتصال المتطورة، وتحويل "قناة المنار" الى ناطقة رسمية باسم النظام. بل تعدّت ذلك الى تأمين غطاء صاروخي ومدفعي لـ"شبيحة" النظام الاسدي خلال تنفيذها اقتحام مدن وبلدات حمص وريف دمشق، ما يدل على مستوى التنسيق الميداني الرفيع بينهما.

مشاركة سلاحي الصواريخ والمدفعية التابع لحزب الله في دعم "الشبيحة"، أو في المعارك الدائرة بين الجيشين الحر والاسدي، أثارت أسئلة كثيرة في الاوساط البقاعية عامة، والشيعية على وجه الخصوص، سواء منها المعارضة للثنائية الشيعية، او تلك التي ما زالت تراهن على تغيير ما قد تفرضة تطورات الازمة السورية على استراتيجية حزب الله!

مدينة "الزبداني" السورية تحت قصف صواريخ "الله" من لبنانتكمن خطورة اشراك حزب الله لصواريخه في النزاع الدائر في سوريا في استخدامه الاراضي اللبنانية المتاخمة للحدود السورية اطلاق ظرفية متنقلة، وأخرى ثابتة احيانا، الامر الذي يوفر لنظام آل الاسد خدمة مزدوجة: دعم لوجستي ضروري لشبيحته أولاً، وحجّة دبلوماسية – سياسية تدعم ادعاءات النظام السوري لجهة تعرضه لاطلاقات نارية من الاراضي اللبنانية، الامر الذي يتيح له سبل الدفاع امام المحافل الدولية، وتبرير اعتداءاته اليومية على الاراضي اللبنانية في وجه اي مساءلة او اعتراض رسمي لبناني!

يقول مرجع شيعي بقاعي معارض بقوة لانبطاح قيادة حزب الله أمام أرجل النظامين السوري والايراني: ما تقوم به قيادة الحزب أمر مشين، وفاقع جدا! فها نحن اليوم نلمس حقيقة صواريخ السيد حسن نصرالله ووجهة استعمالها. "بالأمس، تابع المرجع، اتحفنا السيد خلال اطلالته التلفزيونية الاخيرة عن قدرة الحزب الصاروخية على تدمير أي هدف عسكري أو مدني في الكيان الصهيوني. وهذه "التحفة" ليست بجديدة، فنحن نسمعها كلازمة في اطلالات السيد المتلفزة وهي، اذا اردت توصيفها، أجد أنها لا تحيد عن "مبدأ غوبلز" العظيم الذي أصبح مرجعا تهتدي به سياسة حزب الله في ملف قتال اسرائيل، وهو مرجع لا تتناقض مبادؤه على الاطلاق مع نهج النظام السوري في مواجهة العدو الاسرائيلي منذ العام 1973 حتى اليوم، والذي لم يطلق رصاصة واحدة , وليس صاروخا، على طول جبهة الجولان المحتل."

"إذاً،  ويتابع المرجع" نحن امام أكذوبة جديدة من اكاذيب القيادة السياسية لحزب الله، اكذوبة لا تشذ عن سياسة ونهج واكاذيب الممانعة البعثية المقبورة. فمهمّة السيد واضحة جدا، وهي لفت انظار الشارع الشيعي الى ان صواريخه جاهزة لقتال العدو الاسرائيلي، وانه يمتلك الالاف منها لمواجهة اي اعتداء على ايران او لبنان! بينما الواقع والعملي والميداني يسير وفق خطة مدروسة ينفذ واضعوها خطة استخدام صواريخ "الممانعة الحزب اللاوية" من شمال البقاع باتجاه الاراضي السورية خدمةً وحمايةً للنظام الاسدي.

ما عبر عنه المرجع الشيعي البقاعي، المكتوي بنار "المرجعية الايرانية" وممثليها في لبنان، يتطابق مع اعتراضات لغير كادر من كوادر حزب الله ينتمون الى عشيرتي "نصر الدين" و"شمص" في منطقة "الهرمل" المجاورة للحدود السورية.  اذ يسأل هؤلاء عن وجهة استخدام سلاحي الصواريخ والمدفعية: هل هي ضد العدو الاسرائيلي أم لقتال الجيش السوري الحر وشارعه الشعبي؟ ويعلن هؤلاء صراحة: "نحن نلتزم سياسة وتوجه قيادة الحزب، وكل كلمة أو حرف ينطق بهما سيد المقاومة حسن نصرالله، ولكن لماذا اختلفت وجهة صواريخنا، ومن هو العدو اليوم؟ هل اصبحت صواريخنا توجَّه ضد جيراننا من المدنيين المعارضين والجيش السوري الحر؟" ويؤكدون: "نحن مع بشار الاسد! ونعمل بهدي من السيد الخامنئي، ولكن لا بد من اسئلة وحسابات: أسئلة عن سرّ تحول صواريخنا الى اراض عربية مجاورة؟ وعن أي مصير تدفعنا أليه قيادة الحزب؟ وحسابات: عن مصير علاقاتنا مع جيران يبدو انهم بلغوا مرحلة مؤكدة على صعيد استلام السلطة في بلادهم". اعتراضات المرجع الشيعي البقاعي، وبعض كوادر حزب الله في البقاع، عن تحوّل القوة الصاروخية للحزب عن وجهتها التي يدعيها الى قصف وتدمير المدن والقرى السورية المنتفضة ضد نظام الاسد، ليست مظهرا أوحد من مظاهر الازمات التي تستجلبها أفعال حزب الله للبنان. بل هناك مظهر غير عادي – وغير مستغرب - يتمثل بموقف الحكومة اللبنانية من ممارسات حزب الله الصاروخية. اذ تحولت حكومة النأي بالنفس الى "شاهد ما شافش حاجة"، ان لم نقل إلى حكومة متواطئة مع سياسة وتوجهات حزب الله تحت هذا العنوان المسرحي، فحوّلت نفسها الى مطية لفريق رهنَ نفسه وسلاحه للنظام السوري، ومن خلفه الايراني، وشرع بموافقتها ومباركتها يرتكب الموبقات كلها على حساب لبنان التاريخ والجغرافيا والمستقبل.

غطاء صاروخي من لبنان لاقتحام "القصير" السورية

ويضاف الى ما سبق , افادت معلومات ميدانية مستقاة عن شهود عيان من ابناء الهرمل وجوارها عن مساندة القوة الصاروخية التابعة لحزب الله والمتمركزة في "وادي العاصي"، و"حوش سنيد"، وجرود "بعلبك الشرقية"، لعسكر الاسد خلال اقتحامه القرى الواقعة داخل الاراضي السورية المجاورة للحدود اللبنانية، وبخاصة منها مدينة "القصير" والقرى المجاورة لها.

وغطاء "حزبي" لاقتحام "مشاريع القاع" اللبنانية  

وكثيرة هي الروايات والشهادات عن دعم صاروخي وفّره "حزب الله" لعسكر الاسد خلال توغلاته من جهة "معبر جوسي" باتجاه "مشاريع القاع". حتى ان حزب الله دفع غير مرة بمقاتليه في تلك المنطقة، وتحت غطاء صاروخي ومدفعي، مشكلا فك كماشة تتكامل مع عملية اقتحام عسكر الاسد لـ"مشاريع القاع"، او محاولته - أي عسكر الاسد- تطويق عناصر من الجيش الحر يتمركزون داخل الاراضي السورية بين "مشاريع القاع" و"معبر جوسي" السوري. والى شهادات الاهالي برز مؤخرا موقف رئيس بلدية "عرسال" الذي حدد بالاسماء والتواريخ والامكنة مراحل تدخّل سلاحي صواريخ ومدفعية حزب الله من قلب الاراضي اللبنانية في "البقاع" لمساندة ودعم عسكر الاسد والتي ادت بحسب رئيس بلدية "عرسال" الى استشهاد لبنانيين من "عرسال" وبلدة "مشاريع القاع".

الى ذلك، كشف ناشط من المعارضة السورية يتنقل بين امكنة تجمع النازحين السوريين الى البقاع، عن مصادر الجيش السوري الحر، ان الاخير يمتلك معلومات دقيقة وموثّقة عن مشاركة سلاح الصواريخ التابع لحزب الله في المعارك الدائرة في سوريا، فضلاً عن امتلاكه لمقاطع فيديو ليلية قصيرة تثبت ذلك وانه- الجيش الحر - يختار الوقت المناسب لاستخدامها. ويختم القيادي بالاشارة الى عمق ازمة النظام الاسدي الذي يتمسك اليوم بـ"قشة" حزب الله العائمة في بحر من العواصف العاتية.

 

14 اذار تجتمع بنواب عكار: تأجيل التحركات بملف الكويخات لبعد زيارة البابا

نهارنت/قررت الامانة العامة لقوى 14 آذار تأجيل الإعلان عن الخطوات الاجرائية السياسية والشعبية المناسبة في ملف اخلاء سبيل الضباط الثلاثة في قضية الكويخات، إلى ما بعد زيارة بابا روما المرتقبة.

واثر اجتماعها الاستثنائي اليوم السبت بحضور عدد من نواب عكار وفعاليات المنطقة، اصدر المجتمعون بياناً، جاء فيه ان "قوى 14 آذار، مجتمعة ومن موقع المسؤولية والحرص على المصلحة الوطنية العامة، لا سيما في هذا الوقت بالذات، بذلت كل وسعها لتطويق تداعيات قرار إخلاء السبيل المشبوه، وستواصل العمل في هذا الإتجاه من دون أي تهاون في قضية الشيخين المغدورين" (عبد الواحد ومرعب).

وقررت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي المناوب الياس نايفه، امس الجمعة، تخلية سبيل الضباط الثلاثة في حادثة مقتل الشيخين في الكويخات في مقابل كفالة مالية ثلاثمائة الف ليرة لكل منهم.

وقتل الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد مرعب في أيار، برصاص عسكريين على حاجز الكويخات في عكار، ما أدى الى قطع طرق وحرق الاطارات احتجاجاً.

ورأت الامانة، وفق البيان، انه "قبل اسبوع من زيارة بابا روما بنديكتوس السادس عشر التاريخية الى لبنان، وفي ظل الاعتداءات التي يرتكبها النظام السوري يومياً ضد سيادة لبنان وشعبه، أصدرت المحكمة العسكرية قراراً بإخلاء سبيل الضباط الثلاثة المتّهمين باغتيال الشهيدين المغدورين، الأمر الذي استثار غضباً عارماً في منطقة عكار عموماً وبلدة البيرة خصوصاً، كما استثار استهجاناً لدى جميع الحريصين على تهدئة الخواطر وعدالة القضاء". ولفتت الى أن هذه الوقائع ترتبط "ارتباطاً موضوعياً مدبّراً في التوقيت والمضمون والغاية، بحيث يرمي القرار إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في لبنان، ومزيد من محاولات تصدير الفتنة إليه، استجابةً لرغبات النظام السوري وأهدافه الشيطانية بادوات لبنانية". و"قرر المجتمعون تأجيل الإعلان عن الخطوات الاجرائية السياسية والشعبية المناسبة إلى ما بعد زيارة قداسة البابا المرتقبة وعقد اجتماع استثنائي آخر يوم الخميس المقبل 20 الجاري"، وفق البيان. و"اعتبر المجتمعون أنفسهم لجنة متابعة مهمتها إبقاء قضية الشهيدين حية والوصول إلى اظهار الحقيقة، وتحميل الجهات المعنية السياسية والعسكرية والقضائية المسؤولية الكاملة"، على ما افاد بيان الامانة. وشهدت المناطق الحدودية مع سوريا، خصوصاً مناطق الشمال تعديا من الجانب السوري، تمثلت بسقوط قذائف على بلداتها، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى والقتلى فضلاً عن الاضرار المادية. يُشار الى أن بابا روما سيزور لبنان من 14 الى 16 ايلول الجاري.

 

ضاهر: إطلاق الضباط هدفه الفوضى وتعطيل زيارة البابا

موقع 14 آذار/أقيم مهرجان دعم للثورة السورية والنازحين السوريين في ثانوية العلم والايمان في عكار العتيقة، لمناسبة صدور قرص مدمج للشاعر محمد حسن بعنوان "فجر الامة"، في حضور النائب خالد ضاهر ورئيس صندوق الزكاة الشيخ عبدالقادر الزعبي، ابو حزيفة الشيخ ممثلا الشيخ داعي الاسلام الشهال، ممثل الجماعة الاسلامية في عكار الشيخ محمد خليل، رئيس مجلس ادارة الثانوية الشيخ مصطفى القادري وحشد كبير من رؤساء بلديات ومخاتير وائمة وعلماء واهالي البلدة وحشد من النازحين السوريين. بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ثم قراءة الفاتحة على ارواح الشهداء وروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشيخ احمد عبدالواحد ورفيقه. وألقى عريف الاحتفال الزميل عامر الشعار كلمة للمناسبة. وكانت كلمات للقادري والزعبي، وكلمات باسم الشهال والجماعة الاسلامية، شددت على ان "التآمر الى زوال والمكر يذهب وهذه المؤامرات والاتهامات على شمال لبنان وعلى عكار وساسة عكار ورجال الدين في عكار سواء بدأوا بالغمز واللمز والطعن طعنا سياسيا او طعنا دينيا كما صرح "العاوي" ان في سيارة الشيخين مشروبات روحية، فخسئت عدو الله، فهؤلاء لا يشربون الا ماء زمزم أما انتم فتعيشون على الحبوب". واكدت الكلمات ان "همة أهالي عكار زادت وتضاعفت في الوقوف بجانب اهل سوريا رغم كل الضغوطات والتهديدات واعمال القتل ونقل الفتنة اليها كما الى طرابلس". ودعت الى "التآلف والوحدة في هذه الظروف الصعبة".

كلمة الجماعة الاسلامية القاها محمد خليل وقال: "الموقف موقف نصرة وموقف تأييد ودعم وان هذا الموقف والكلام فيه مطلوب لكن النية مطلوبة أكثر والصدق والاخلاص مطلوبة اكثر فأكثر".

وفي الختام، ألقى النائب خالد ضاهر كلمة قال فيها:" ان عكار كانت منذ اليوم الاول، في اللقاءات التضامنية، سباقة في دعم النازحين من الاطفال والنساء والشيوخ، وفتح اهلنا بيوتهم، ولذلك كان الحقد علينا كبيرا، وكان التخطيط الاجرامي بحقنا كبير". واضاف:" علينا ان نعي ان بلدنا مستهدف واليوم من جملة الاستهدافات أطلقوا سراح الضباط الثلاثة المتهمين بقتل الشيخ احمد عبدالواحد ورفيقه، ويقصد منه البلبلة واثارة الفوضى والاحتقان في الشارع العكاري، وطرابلس والشمال والبقاع وعند اهل السنة خاصة، لأن بابا الفاتيكان سيأتي بعد عشرة ايام الى لبنان، وهناك استهداف للبنان، فالنظام السوري يريد الفوضى للبنان، وفيه اضطرابات وفوضى وعدم استقرار، فقاموا بهذا العمل من اجل ان يسود الشارع الاحتقان، حتى تتعطل زيارة كبير رجال الدين المسيحيين في العالم الى لبنان، ليقول النظام السوري للعالم انظروا كيف ان المسلمين ارهابيون، وكيف انهم يزرعون عدم الاستقرار، طبعا بعدما فشل بمخطط مملوك - سماحة، هذا مخطط آخر، ومخططات ستكون دائمة، في ساحتنا، فيجب ان نتمتع بالصلابة والحكمة في الموقف والثبات. لذلك تتداعى قوى 14 آذار مسلمين ومسيحيين الى لقاء جامع، يضم كل القوى السياسية والنواب، للتمسك بالحق في قضية الشيخ احمد عبد الواحد ومحمد مرعب".

وأكد "التمسك بالقيام بالدور كاملا في الدفاع عن لبنان ومناصرة الشعب السوري وحقه الطبيعي والشرعي بالحرية والكرامة". وقال: "المؤمرات واضحة ولا يريدون لبنان مستقرا بل يريدون ان يحرقوا لبنان وخصوصا النظام السوري، ويريدون من القوى المؤيدة ان تنتحر من اجل النظام، فشلت بعض المؤامرات وستفشل كل المؤامرات، حتى ننتصر على بشار مع الشعب السوري، لأننا اول الشركاء والداعمين لهذا الشعب".

 

سمير فرنجية: سلاح "حزب الله" تحول عبئاً على أصحابه

المستقبل/أعلن عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية أن "سلاح حزب الله تحوّل عبئاً على أصحابه، وهذا السلاح في آخر مراحله وليس للاستخدام لا في الداخل ولا في الخارج، فقط له وظيفته لأسابيع الى حين انتهاء مرحلة نظام بشار الأسد". ورأى في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس، رد فيه على كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد: "المطلوب ألا يتحول هذا السلاح الذي قاوم إسرائيل عبئاً على أصحابه، واستكمال الطائف والعودة الى النص لموضوع السلاح ولو بتأخر 20 سنة". وأوضح أن الهدف من اللقاء التشاوري في معراب "كان أولاً البحث في السياسة مع دخول المنطقة في مرحلة جديدة كلياً. وما نشهده اليوم هو بمثابة سقوط جدار برلين وليس أقل من ذلك في عالم عربي يتغير. وإذا أردنا مقارنة ذلك بالوضع القائم في الأربعينات وبعد أكثر من نصف قرن يمكن القول إننا نشهد سقوط أطروحة دامت 50 سنة في العالم العربي مع اكتشاف قيم ومفاهيم جديدة". وعن كلام البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عشية زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان، قال: "هناك إرباك ما في الموقف المسيحي في لبنان وسوريا وتجري نقاشات كثيرة وعلى كل المستويات. وهذا الموقف المسيحي أفضل اليوم مما كان في الماضي. والمسيحيون يكتشفون أن الأمور في المنطقة مع الثورات العربية تجري في الاتجاه السليم. والمهم أن البابا بزيارته للبنان سيدعم هذا الاتجاه الذي تسير فيه الثورات العربية أي إعادة الاعتبار الى الكرامة الإنسانية والحرية والديموقراطية".

 

إيران و"الخطة باء" لسوريا ولبنان

علي حماده/النهار

 نقلنا في مقالنا الاخير هنا كلاما سمعناه من شخصية سياسية لبنانية صديقة لبشار الاسد ويشير بوضوح لا لبس فيه الى خطة بشار الاسد لرسم حدود دويلة علوية ينكفئ اليها ساعة لا يعود في إمكانه الحفاظ على مواقعه في المدن الكبرى كدمشق وحلب. وأشرنا أيضاً من خلال الحديث نفسه الى ان الخطة لا ينفرد بها بشار بل إنها خطة إيرانية تهدف الى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجسر السوري، ومنع محاصرة "حزب الله" في لبنان. اليوم نكمل مع إيران: فهي تقاتل في سوريا ليس دفاعاً عن نظام بشار الاسد فحسب بل عن أمنها القومي الذي بني منذ ثلاثين عاماً على مبدأ التوسع خارج الحدود، واختراق المشرق العربي تحديداً في سوريا باعتبارها البوابة المثلى للعبور الى لبنان وترسيخ "القلعة اللبنانية المتقدمة". والأهم من ذلك كله إن الجسر السوري يمثل منطلقاً لاقتناص جزء أساسي من الورقة الفلسطينية التي كانت ولا تزال مصدر شرعية عربية وإسلامية استغلتها الانظمة العربية الديكتاتورية مدة طويلة، ونجح الإيرانيون في انتزاع جزء منها مع الحركات الاسلامية "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وغيرهما، وبقي الحال هكذا حتى اشتعال الثورة في سوريا التي قلبت كل المعادلات. إيران تخوض حرباً كبرى في سوريا. وعندما يقول المسؤولون في طهران ان أمن سوريا من أمن إيران يقصدون ان إسقاط النظام في سوريا هو تهديد مباشر للنظام في إيران. فهو يعيد رسم خريطة المنطقة، ويمهد لإعادة التوازن الى المشهد العراقي، ويحشر "حزب الله" المدجج بخمسين ألف صاروخ بين اسرائيل التي تنتظر الفرصة لاقتناصه، وسوريا معادية وحاقدة على تورط الحزب ومرجعيته بسفك دماء عشرات الآلاف من المدنيين والثوار.

في إيران قيادة واقعية، تعرف ان شيعية النظام ستعيده بعد الثورات العربية الى مربع ضيق. ولا يمكن ايران "ولاية الفقيه" ان تكون مرجعية إسلامية في المشرق العربي حيث مئتا مليون مسلم بينهم ثمانون مليون سني. وبالتالي فان مصير نظام الاسد محسوم. وسيسقط كيفما اتفق الامر. أما "حزب الله" فسيكون في المشهد الجديد نمراً من ورق، بمعنى انه محاصر في لبنان ولا يمكنه شن حرب جديدة ضد اسرائيل لأنه سيكون وحده هذه المرة، ولان مرحلة استيلائه على السلطة في لبنان بالقوة شارفت النهاية، ولان صواريخه ستصير مع الوقت مجرد خردة.

بناء على ما تقدم تتفق آراء العديد من الخبراء الدوليين على ان طهران تعمل مع بشار من خلال سير القتال على الارض وسياسة الارض المحروقة والقتل والتهجير الجماعي على الخطة "باء"، اي رسم حدود الدويلة العلوية المتصلة بمناطق سيطرة "حزب الله" في لبنان لتشكيل جسم علوي - شيعي يمتد من حدود الاسكندرون الى الجنوب اللبناني... وهذا ما سيستدعي إزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء السوريين. فإيران تعتبر وجودها في المشرق العربي أساساً لحماية مشروعها خارجياً وداخلياً أيضاً.

 

تنامي المخاوف بشأن الأسلحة الكيماوية السورية ومواد تم تصنيعها في أكثر من 20 موقعا

أجهزة الاستخبارات الغربية تشتبه في امتلاك الحكومة السورية لمئات الأطنان منها

واشنطن: جوبي واريك* الشرق الأوسط

صرح مسؤولون أميركيون وشرق أوسطيون بأن وكالات وأجهزة الاستخبارات الغربية تشتبه في امتلاك الحكومة السورية لمئات الأطنان من الأسلحة الكيماوية ومواد تم تصنيعها في أكثر من 20 موقعا في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما يثير المخاوف من الفشل في حماية هذه الترسانة الكيماوية في حال سقوط النظام السوري.

ويتولى مسؤولون حاليا مهمة مراقبة مواقع تخزين الأسلحة، لكنهم أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء عجزهم عن تحديد كل المواقع، إضافة إلى أن بعض الأسلحة الفتاكة قد تتعرض للسرقة أو يتم استخدامها من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المدنيين. وقال مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية اطلع على الاستعدادات الأميركية للتعامل مع الصراع في ليبيا وسوريا «نعتقد أننا نعرف كل شيء، لكن كان لدينا الإحساس نفسه إزاء ليبيا. وعلى الرغم من أننا كنا موجودين على الأرض في ليبيا، فإننا واجهنا العديد من المفاجآت التي لم نكن نتوقعها، سواء من حيث كمية الأسلحة أو مواقع تخزينها». وقد طلب هذا المسؤول، كغيره من العديد من المسؤولين، عدم الكشف عن هويته بسبب كشفه عن معلومات سرية. وأضاف المسؤولون الغربيون والشرق أوسطيون أن خروج العديد من الأحياء السورية عن سيطرة نظام الأسد جعل لزاما على الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط أن يقوموا بفرض مراقبة مكثفة ومشددة على مستودعات الأسلحة داخل سوريا، كما عجل بوتيرة الاستعدادات لحماية المواقع بقوات أجنبية.

وأضاف المسؤولون أنهم يعتقدون، في ضوء التقديرات الاستخباراتية الأخيرة، أن الترسانة السورية تحتوي على عدة مئات من الأطنان من الأسلحة الكيماوية ومواد تصنيعها، بما في ذلك كميات كبيرة من غاز الأعصاب القاتل والمعروف باسم «السارين». ووفقا لمسؤولين اثنين اطلعا على التقارير الاستخباراتية، فإن مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية يبدو أكبر وأكثر انتشارا مما كان يعتقد، مشيرين إلى أن أخطر مخزونات الأسلحة الكيماوية موجودة في مخابئ تقع في ستة مواقع مختلفة في سوريا، في حين يتم استخدام 14 مستودعا في تخزين وصناعة عناصر ومكونات تلك الأسلحة.

وقال مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون إن المخاطر المحتملة لهذه الأسلحة جعلت وكالات الاستخبارات الأميركية تكرس موارد هائلة لرصد المنشآت من خلال صور بالأقمار الصناعية ووضع خطط لحماية هذه الأسلحة في حالة تفاقم الأزمة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين «من الواضح أن ضمان أمن تلك الأسلحة يمثل أهمية قصوى، وتكمن المسؤولية الآن في التخطيط للسيناريوهات المختلفة والتشاور مع الحلفاء بشكل مناسب والإعداد لمواجهة أي تحد جديد». واعترف العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين بصعوبة تأمين مستودعات الأسلحة الكيماوية داخل سوريا، نظرا للقتال الدائر هناك واحتمال المقاومة الشرسة من القوات السورية ضد أي تدخل أجنبي. وعلاوة على ذلك، اعترف بعض المسؤولين باحتمال وجود منشآت لم يتم اكتشافها داخل سوريا، التي تصل مساحتها لنفس مساحة ولاية واشنطن تقريبا. وقال المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية إن كوريا الشمالية وروسيا قد ساعدتا سوريا على مدى عقود لإنشاء مستودعات أسلحة محصنة بشكل جيد ومحمية من أقمار التجسس، وأضاف «إنهم بارعون في الإخفاء». وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قد أعلن في شهر أغسطس (آب) الماضي أن الحكومة السورية لن تلجأ أبدا لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، لكنه شدد على احتمال استخدامها ضد من سماهم بالغزاة الأجانب، وأشار إلى أن الجيش يقوم بحماية المستودعات.

وردا على ذلك، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما الحكومة السورية من أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية سيكون بمثابة تخطٍ لـ«الخط الأحمر» وسيتطلب ردا فوريا من الغرب.

ويعتقد أن سوريا تمتلك ثالث أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، اللتين يتم تفكيك وتدمير ترسانتهما التي تعود لأيام الحرب الباردة. وقد تم تطوير الأسلحة السورية، التي تغلب عليها غازات الأعصاب القاتلة التي يمكن أن تصل لأهدافها عن طريق صواريخ المدفعية وقذائف الطائرات والذخائر، لاستخدامها في الحرب ضد إسرائيل.

ويعود الدافع الرئيسي من وراء زيادة التركيز على مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية إلى تراجع القوات الحكومية عن أجزاء كبيرة من الريف السوري، حيث تركز القوات الموالية للرئيس بشار الأسد على طرد الثوار من دمشق وحلب والمدن الرئيسية الأخرى. وعلى الرغم من النكسات التي يتعرض لها الجيش السوري الحر، فإنه يصر على أنه ما زال يسيطر على نحو نصف المناطق الريفية، وهي الادعاءات التي تزيد من مخاوف احتمال وصوله إلى مخازن الأسلحة. ويخشى المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون من تعرض مواقع الأسلحة الكيماوية لعمليات السلب والنهب، مما قد يؤدي إلى وصول تلك الأسلحة للجماعات الإسلامية المتشددة أو مقاتلي حزب الله المدعومين من إيران. ويقول الخبراء إن صندوقا واحدا من أسلحة المدفعية أو براميل قليلة من مكونات الأسلحة الكيماوية ستحتوي على السموم القاتلة التي تكفي لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية. ولعل الشيء الذي يقلل من مخاطر هذه الأسلحة هو أن معظم المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية يتكون من أجزاء يجب تجميعها أولا بطريقة معينة قبل أن يتم تحميلها في قذائف أو قنابل، وهو ما يعني أن الهواة الذي سيقومون بمحاولة تجميع هذه المواد للحصول على غاز «السارين» القاتل سيكونون معرضين لقتل أنفسهم، بدلا من الأهداف التي يريدون تدميرها.

ويقول المسؤولون الأميركيون والشرق أوسطيون إن خطر القيام بعمليات إرهابية قد دفع الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل والأردن وتركيا، إلى الإسراع في وضع خطط واسعة النطاق للتعامل مع أي أحداث طارئة. ويتمثل السيناريو الأكثر تفاؤلا في إرسال خبراء إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار بهدف تأمين وإزالة الأسلحة الكيماوية، كما حدث في ليبيا عقب سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. لكن في حالة سقوط مستودعات الأسلحة الكيماوية في أيدي الثوار - أو إذا ما حاولت القوات الموالية للأسد استخدامها ضد الشعب السوري - فهناك خطط لإرسال نخبة من القوات العسكرية الأجنبية لتأمين الأسلحة بالقوة، إذا لزم الأمر.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

سوريا.. والبطريرك بعد نصر الله

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في سبتمبر (أيلول) الماضي قال البطريرك الماروني بشارة الراعي: إنه كان يأمل «لو يعطى الأسد المزيد من الفرص لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي بدأها»، ومضيفا أن الأسد «إنسان منفتح.. تابع دراسته في أوروبا، وتربى على المفاهيم الغربية.. لكن لا يمكنه القيام بمعجزات لوحده».. هذا قبل عام، لكن اليوم اختلف حديث البطريرك عن الأسد كثيرا!

اليوم يقول البطريرك: إن «المسيحيين لا يهمهم النظام، بل يهمهم الاستقرار في سوريا»، معتبرا أن «هذه هي الحالة التي يعيشونها الآن»، والفارق بين تصريحات الراعي قبل عام وتصريحاته الآن أنها تأتي بلا مواربة؛ فالعام الماضي كان البطريرك يقول: نحن لا ندعم النظام، لكن الأسد منفتح، وهو حامي الأقليات في المشرق، بينما اليوم يقول: إن نظام الأسد لا يهمه، وإنما استقرار سوريا، مما يعني أن البطريرك قد اقتنع، مثله مثل حسن نصر الله، باقتراب نهاية طاغية دمشق، وأنه لا جدوى من الدفاع عنه، خصوصا بعد كل هذه الدماء التي سالت، والخراب الذي حل بسوريا على يد الأسد.

ومنذ عام وأكثر، ونحن، وغيرنا، نقول: إن ما يحدث في سوريا ليس ثورة سنية، أو استهدافا للأقليات، وإنما الثورة السورية هي أصدق وأنبل الثورات في منطقتنا؛ ثورة على طاغية، ونظام إجرامي، استهدف كل الديانات والطوائف، مثلما استهدف السوريين، والعراقيين، واللبنانيين.. نظام امتهن الكذب وحوّله إلى إحدى أبرز أدواته السياسية، لكن البطريرك، وحزب الله، ومثلهما روسيا، كانوا يقفون على الجانب الخطأ حيث يدافعون، ويبررون، لنظام قاتل بحجة الخوف على الأقليات، وخشية وصول إسلاميين للحكم في سوريا، فالبطريرك الماروني كان يقول في أحد تصريحاته المدافعة عن النظام الأسدي: إن «سوريا في نظامها أقرب شيء إلى الديمقراطية»، وإن من مزايا نظام الأسد أنه النظام العربي الوحيد الذي لا يقول: إنه دولة إسلامية، لكن تبدلت الأحوال اليوم وأصبح البطريرك يقول: إنه لا يهم النظام في سوريا وإنما الاستقرار! وبالطبع، فإن المتابع للشأن السوري لا يستنكر مواقف روسيا والبطريرك وحزب الله وحسب، بل وبعض المواقف الغربية غير المعلنة التي ساهمت في التلكؤ تجاه الأزمة السورية بحجة الخوف على الأقليات، الذي لا شك ولا نقاش حول ضرورة حمايتها، وحماية حقوقها في كل المنطقة، لكن المريب أن الحديث عن الأقليات بات لا يرتبط إلا بالحديث عن سوريا، وعندما نقول: «المريب» فلسبب بسيط.. أفليس من اللافت أن المسيحيين قد عاشوا استقرارا في ظل نظام صدام حسين بينما هم يعانون الأمرين اليوم في العراق الأميركي - الإيراني، خصوصا أن البطريرك يقول في مقابلته الأخيرة إنه «عندما أطيح بصدام حسين خسرنا مليون مسيحي»؟ وهذا ليس كل شيء، فهل يعقل أن لا يوجد مسجد للسنة في طهران؟ ولماذا لم تخش واشنطن على مسيحيي مصر بعد مبارك؟

أسئلة كثيرة.. لكن ما يهم الآن أن الأقنعة قد سقطت، وانتهت أكاذيب المقاومة والممانعة، والخوف على الأقليات. وعليه، فما الذي تبقّى لمن يمارسون النفاق تجاه الأزمة السورية، خصوصا بعد أن بدأت الأقليات تنأى بنفسها عن نظام الأسد؟

 

الجيش: ضبط سيّارة محمّلة بكميّة كبيرة من الأسلحة في الرويس

أعلنت مديريّة التوجيه في قيادة الجيش أنّه "إلحاقًا لبيانها السابق، وبعد توافر معلومات لدى مديريّة المخابرات عن قيام بعض الأشخاص بتجميع أسلحة لتهريبها من محلة الرويس في الضاحية الجنوبية، تمكّنت قوّة من الجيش قبل ظهر اليوم في المحلة المذكورة، من ضبط سيّارة نوع "جيب باترول" محمّلة بكميّة كبيرة من الأسلحة الحربية الخفيفة والذخائر والمتفجرات والأعتدة العسكرية".

المديريّة، وفي بيان، أكّدت أنّه "تمّ تسليم المضبوطات إلى المراجع المختصّة، وتستمر عمليّات الدهم لحين توقيف صاحب السيارة وباقي المتورطين، وإحالتهم إلى القضاء المختص".

(الوطنيّة للإعلام)

 

 

نايلة معوض: للاصرار على تفعيل مطار القليعات لان المواطن يريد التخلص من الميليشيات

موقع 14 آذار/اعتبرت الوزيرة السابقة نايلة معوض ان بعد كل ما يجري من ظهور للسلاح غير الشرعي والميليشيات المنتشرة والاجنحة العسكرية التي تمسك المواطن اللبناني رهينة وتستعمل طريق مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت لتحجز حرية المواطن اللبناني، فيجب الاصرار على تنشيط وتفعيل مطار الرئيس رينه معوض لان المواطن اللبناني يريد أن يكون حرا ويتخلص من الميليشيات والعمل العسكري والارهابي بامتياز ويريد أن يعيش حرا وسيدا ومستقلا في بلده وفي ظل دولته وليس في ظل ميليشيات ارهابية. كلام معوض اتى اثر استقبالها في اهدن وفد وفد لجنة متابعة مطار الرئيس رينه معوض القليعات – عكار الذي ضم كل من: رئيس بلدية القليعات أحمد خفجي، أحمد ضاهر رئيس جمعية عكار الخير، الشيخ علي حسين عدرا، هاني المرعبي ، رضا مراد، رجل الاعمال نهاد الزيلع وتهدف هذه الزيارة الى دعم وتفعيل افتتاح المطار.

 

عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان/للقاء التشاوري في معراب حدد الأخطار المحدقة بلبنان... "14 آذار" تقاتل على جبهتين بناء الدولة وانكفاء الحكومة

موقع 14 آذار/ رأى عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان أن لقاء قوى "14 آذار" التشاوري في معراب حدد الأخطار المحدقة بلبنان وأشار بالإصبع الى صانعيها والعاملين على إسقاط كامل هيكلية الدولة، معتبراً أن الحكومة المحاصرة بالملفات الإجتماعية والإقتصادية والعاجزة كلياً عن معالجتها، نأت بنفسها عن التصدي لمخططات النظام السوري كونها جزء لا يتجزأ مما يُسمى زوراً بمحور الممانعة الإقليمية. ولفت جنجنيان في حديث لـ"الأنباء" الى أن رد الرئيس ميقاتي على إفتراءات وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ولو أتى متأخراً، لا يعني تحوّل هذه الحكومة من نائية بنفسها الى متصدّية للتهديدات الأمنية، كون "حزب الله" والعماد عون وسائر حلفائهما المنغمسين حتى أذنيهم في الدفاع عن النظام السوري، يقبضون على قرارها ويحولون دون مواجهتها للأخطار والتحديات الأمنية، لذلك يعتبر جنجنيان أن قوى "14 آذار" وجدت نفسها في ظل الواقع الحكومي المرير تحارب على جبهتين، جبهة بناء الدولة وجبهة إنكفاء الحكومة عن مهامها ومسؤولياتها الوطنية لمنع حلفاء سوريا من إيصال البلاد الى حالة من الإفلاس الكامل . وأوضح جنجنيان أن المذكرة التي تقدّمت بها قوى "14 آذار" الى فخامة رئيس الجمهورية، تتمحوّر في الإطار نفسه للقاء معراب التشاوري، كون المطالبة بطرد السفير السوري من لبنان وحلّ المعاهدات الأمنية بين الدولتين تصبّ في خانة تصدّي القوى المذكورة للأخطار التي يُضمرها النظام السوري للبنان شعبا ومؤسسات، وعليه يشير جنجنيان الى أن توسيع قوى "14 آذار" لمروحة تحركاتها محلياً وعربياً ودولياً أتى على خلفية تعمّد الفريق المقرّر في الحكومة كشف لبنان أمنياٍ وتخصيب أرضه طائفياً ومذهبياً أمام الزلزال الذي وعد به رأس النظام السوري بشار الأسد .

وأضاف أن أمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله يمارس سياسة الهروب الى الأمام من خلال محاولته تسليط الضؤ على جبهة الجنوب للتعتيم عما يرتكبه النظام السوري في لبنان سواء من تعديات على المناطق الحدودية شمالا وبقاعا أم من خلال سلكه الدبلوماسي في بيروت، ففي الوقت الذي لم تنطلق فيه رصاصة واحدة بإتجاه إسرائيل منذ العام 2006 حتى اليوم وفي الوقت الذي ترسم فيه الشعوب العربية خطوط ربيعها الديمقراطي، نجد السيّد نصرالله يهدد بقصف الجليل والدخول اليه ويتوعد بتشريد مئات آلاف العائلات من بيوتهم، وكأن لبنان يعيش بنعيم إقتصادي وإجتماعي وأمني، ولم يعد من همّ لديه سوى منافسة الدول المتطورة على غزو الفضاء حتى يغزو السيّد نصرالله إسرائيل من بوابة الجليل .

وقال: "كذلك فعل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ضمن لعبة توزيع الأدوار بين قوى التحالف مع المحاور الإقليمية، بحيث إجتهد كعادته بتبرئة ساحة النظام السوري من تعدياته على لبنان واللبنانيين بذريعة "الشقيق هو غير العدو، فحصر إستباحة الأراضي اللبنانية وإنتهاك سيادة الدولة بإسرائيل وحدها"، معتبراً بالتالي أن المؤتمر الصحفي للنائب رعد هو جزء لا يتجزأ عن حملة الدفاع عن النظام السوري، مع فارق تضمينه رسالة واضحة الأبعاد والمعالم لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتحذيره من التعاطي بجدية مع مذكرة "14 آذار"، مؤكداً أن قوى "14 آذار" التي لم ترهبها الإغتيالات السياسية بحق قادتها ورموزها لن تتراجع اليوم عن مسارها السيادي مهما بلغت التضحيات.

من جهة ثانية، أشار الى أن محاولة النائب رعد الإيحاء للمواطنين بأن البلاد كانت دخلت في حرب مع سوريا فيما لو كانت قوى "14 آذار" في سدة الحكم، تقع في خانة الإفتراءات وتعمية المواطنين عن خيارات القوى المذكورة، مذكرا النائب رعد بأن قوى "14 آذار" لم تطالب يوماً سوى بحكومة حيادية أو تكنوقراط تخرج البلاد من أزماتها التي غرقت بها نتيجة حكم "8 آذار" وإستئثارها بالقرار اللبناني، مستدركاً بالقول أنه حتى لو إستلمت قوى "14 آذار السلطة فهي لن تعبث بكرامة البلاد وأهلها كما فعلوا من هم اليوم في السلطة حيث إستماتوا بالدفاع عن إنظمة الإجرام والقتل والتنكيل، بل ستخرج لبنان من سياسة المحاور الى سياسة حكومته ومجلسه النيابي .

ولفت النائب جنجنيان الى أن قوى "14 آذار" لن تتراجع عن المطالبة بإرسال قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" الى الحدود مع سوريا سواء جوبهت باعتراضات من أدوات النظام السوري في لبنان أم لم تجابه، خصوصا وأن هذا المطلب سيادي بإمتياز لاسيما وأن القرار 1701 نص صراحة على تلبية قوات الطوارئ الدولية طلب الجيش اللبناني لمساعدته في إحلال الأمن والإستقرار أينما يراه مناسبا وعلى كافة الأراضي اللبنانية . هذا واعتبر جنجنيان أن محاولات قوى "8 آذار" التصدي لهذا المطلب هو سيف ذو حدّين بحيث بتجسّد بالحد الأول منه مسعى القوى المذكورة الى عدم ضبط الحدود وتركها مفتوحة أمام النظام السوري إفساحا في المجال أمامه للتحرّك كما يشاء وللتذرّع بدخول السلاح والمسلحين من لبنان الى الأراضي السورية، بدليل جملة الإتهامات التي أطلقها سفير النظام في الأمم المتحدة بشّار الجعفري وتبعتها إتهامات سفيره في لبنان علي عبد الكريم علي ووزير إعلامه عمران الزعبي، ناهيك عن سلسلة الإتهامات المماثلة التي يطلقها المعترضون المحليون على هذا الإقتراح، أما الحدّ الثاني فينمّ عن تمييز بين المواطنين اللبنانيين، إذ من وجهة نظر قوى "8 آذار" المعترضة على هذا المطلب، فللجنوبيين وحدهم الحق الحصري بحماية "اليونيفيل" لأراضيهم وترك باقي اللبنانيين في الشمال يرزحون تحت رحمة النظام السوري وفنونه في انتهاك أرضهم وبيوتهم وسفك دمائهم، ناهيك عن انتهاكه للسيادة اللبنانية بشكل عام . وختم النائب جنجنيان متمنياً على "حزب الله" خصوصا وقوى "8 آذار" عموماً العودة الى المنطق من خلال قراءتهم لتاريخ الثورات الشعبية في العالم حيث انتهت الى تسجيل انتصاراتها على الدكتاتوريات، لذلك ينصح النائب جنجنيان قوى "8 آذار" بإعادة قراءة مسار الربيع العربي وما حققه عمليا في تونس ومصر وليبيا واليمن .

 

حوري: رعد أراد الدفاع عن النظام السوري لكنّه لم يوفَّق

موقع 14 آذار/اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في معرض تعليقه على الإفراج عن الضباط الثلاثة الذين كانوا موقوفين في قضية مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب في عكار أن "الجيش كمؤسسة يحظى بإحترام الجميع، لكنّ إذا إرتُكِب خطأ من قبل الجيش أو من قبل أي كان، فهل يجوز السكوت عنه؟ فالخطأ بالأساس لا يجب أن تسكت عنه المؤسسة العسكرية". وأضاف: "نحن نرفع الغطاء عن كل من يحمل السلاح على كافة الأراضي اللبنانية، فلا يمكن أن نكون من المطالبين بنزع السلاح غير الشرعي وأن نغطي بعض من يحمله". وفي حديث لقناة "الجديد"، تطرق حوري إلى اجتماع 14 آذار الذي سيعقد اليوم لبحث موضوع الردّ على الإفراج عن الضباط، قائلاً: "دائماً قراراتنا تبتغي الحكمة، ولكن قرار الإفراج عن الضباط كاد أن يعيد الاحتقان إلى الشارع"، وتابع: "لم تتخذ قوى 14 آذار القرار بشأن الخطوات بعد، لكن أعتقد أن قرارنا سيكون لتأخير أي احتجاجات إلى أن تنتهي زيارة البابا إلى لبنان". وحول اجتماع 14 آذار الأخير الذي حصل في معراب، قال حوري: "إن البيان الذي صدر من معراب ينبّه ويحذّر من المخاطر، ويختلف عن مضمون المذكرة التي سلمت إلى فخامة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) والتي تضمّنت مطالب. وهذه المطالب لا ننفذها نحن لأن التنفيذ ليس عندنا بل لدى السلطة التنفيذية اي الحكومة". ورداً على سؤال، أجاب حوري: "ابتسمت بالأمس عندما تكلم (رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب) الزميل محمد رعد عن اتفاق الطائف، إذ منذ توقيع هذا الاتفاق لم يعترف حزب الله بإتفاق الطائف، ومن بعده بالطبع العماد ميشال عون. وحزب الله في عدة مناسبات لم يعترف بإتفاق الطائف"، مشيراً إلى أن "هدف المؤتمر الصحافي لرعد هو الدفاع عن النظام السوري الذي بدأت بعض الاقمار الصناعية تمنعه من بث الأخبار ولكن دفاع رعد كان غير موفق".

 

فرعون: محاولات ميقاتي دونكيشوتية لمنع زج لبنان بالمحور السوري الايراني والتغيير والإصلاح ينقلب على المناطق المسيحية

موقع 14 آذار/رأى النائب ميشال فرعون أن الحكومة الحالية لا تمتلك سياسة أمنية واقتصادية تسير والدليل على ذلك ما حصل في الجلسة الأخيرة في موضوع اقرار السلسلة والغموض الذي اكتنف سبل تغطيتها. فرعون وفي حديث لـ"صوت لبنان" (93.3)، حمّل فريق "8 آذار" مسؤولية الطعن بمصالح الناس واعادة فكرة الهجرة على اللبنانيين نتيجة التردي الاقتصادي الموجود اليوم.

وقال فرعون: "هناك محاولات دونكيشوتية من قبل الرئيس نجيب ميقاتي لمنع زج لبنان بالمحور السوري الايراني في المقابل يعمد بعض الوزراء الى الدفاع عن النظام في سوريا ولو على حساب لبنان".

وعن مذكرة قوى "14 آذار" التي رفعت للرئيس سليمان، أشار فرعون الى أنها جاءت نتيجة عجز الحكومة عن القيام بواجباتها خصوصاً بالنسبة للخروقات اليومية السورية على الحدود في ظل فقدان الثقة بها ما دفع المعارضة الى التواصل مع الرئيس سليمان المؤتمن على الدستور وحمايته. فرعون طالب النائب محمد رعد الذي انتقد مذكرة "14 آذار" باعطاء دليل حسي عن تورطها في أحداث سوريا بعكس قوى "8 آذار" وتحديداً حزب الله المدافع عن النظام السوري. ورأى فرعون أن سلاح حزب الله بعد القرار 1701 بات موجهاً الى الداخل او الدفاع عن الملف الايراني وهذه المسألة تهدد امن لبنان مضيفا ان كلام حزب الله عن رفض الفتنة وكأنه تباين بين نيته العمل على الاستقرار في لبنان والنية السورية لضربه من خلال مجموعات تعمل على تفجير الوضع، ومن هنا رأى فرعون ان الرئيس الحريري أمل بحد ادنى من التفاهم مع الحزب. ولم يستبعد العودة الى قانون الستين بصيغة تجميلية متهماً تكتل التغيير والاصلاح بالإنقلاب على المناطق المسيحية من خلال تأييده القانون الجديد الذي أقرته الحكومة، مشيراً الى ان اهالي الأشرفيه مستعدون للنزول الى الشارع في حال تم اعتماده نيابياً.

 

الإرهاب نجح في "النبطية": تهديدات لباعة الكحول في قرى الجوار وعبوة قـــرب محل في قعقعية الجسر

المركزية ـ عادت رسائل التهديد لبائعي المشروبات الروحية في الجنوب الى الواجهة، حيث أبلغت مصادر بلدية جنوبية "المركزية" انه تم العثور في بلدة قعقعية الجسر قرب محل ذيب حلاوي لبيع المشروبات الروحية على عبوة غير معدة للتفجير تتكون من رصاصة ومعجون وصاعق موصولين ببطاريتي 1،5 فولت. وحضر خبير متفجرات من قوى الامن الداخلي وعمل على تفكيك المحتويات وفتح تحقيقا لمعرفة الفاعلين تبين انها على ما يبدو رسالة تهديد لصاحب المحل لوقف بيع المشروبات الروحية في البلدة. واشارت المصادر الى ان رسائل تهديد مماثلة كانت وصلت الى بائعي المشروبات الروحية في "بفروة" وتحديدا ابن دير ميماس جهاد يعقوب الذي منع سابقا من بيع المشروبات في النبطية. وفي كفررمان ايضا حاول مجهولون في وقت سابق منع الدكتور غالب صالح من بيع المشروبات الروحية ووجهوا له رسالة ممزوجة بالنار من خلال القاء قنبلة على الواجهة الخارجية لمحله في البلدة وصورتهما حينها كاميرا المحل الا انهما كانا مقنعين ولم تظهر ملامحهما، مشيرة الى ان في بلدة حولا الجنوبية كانت وجهت رسالة تهديد الى صاحب محل لبيع المشروبات المدعو واصف عواضة اعقبه اشكال وتضارب بالايدي امام المحل بين منتصرين له وبين مطالبين باغلاق محله، وكلاهما من ابناء البلدة ويختلفان عقائديا. وكانت مدينة النبطية شهدت في وقت سابق حملة شعبية مبرمجة نجحت في منع المشروبات الروحية في المدينة وتوقف جميع البائعين فيها عن بيع المشروبات الروحية بعدما رفعت الحملة المذكورة شعارات تندد ببائعي المشروبات وتصنيعها .

 

ميقاتي عن الخروق السورية لأراضٍ لبنانية:لا يمكن أن نقبل بأي انتهاك لسيادتنا الوطنية

بيروت - «الراي»: اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه «منذ بدء الازمة في سورية أعلنتُ أن ما يهمني بالدرجة الأولى هي مصلحة لبنان واللبنانيين وحماية لبنان من تداعيات الاحداث الجارية من حوله وعدم إقحام أنفسنا في ما لا يعنينا، لا سيما مع وجود انقسام لبناني داخلي حاد حيال مقاربة الملفات المطروحة»، مؤكداً «نحن مستمرون في هذا النهج ولكن في الوقت ذاته لا يمكن أن نقبل بأي انتهاك لسيادتنا الوطنية، ونتخذ الموقف المناسب إزاء كل حادثة، بعيدا عن السجال العقيم والمزايدات التي لا فائدة منها سوى إحداث المزيد من الانقسام الداخلي».

وجاء موقف ميقاتي امام زواره رداً على سؤال حول رؤيته حيال الوضع السياسي وموقفه المنتقد للانتهاكات السورية للسيادة اللبنانية.

 

 سامر سعادة لـ"السياسة": قاطعنا "لقاء معراب" لأن الدعوة وجهت من أمانة "14 آذار"

بيروت - "السياسة": نفى عضو كتلة "حزب الكتائب" النائب سامر سعادة وجود أي خلاف مع حزب "القوات اللبنانية". وقال لـ"السياسة": "إن الكتائب لم تشارك في "لقاء معراب" (اجتماع 14 آذار الذي عقد الأربعاء الماضي في معراب حيث مقر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع) لأن الدعوة إلى هذا اللقاء وجهت من الأمانة العامة لـ"14 آذار", وليس من حزب القوات". وذكر بوجود ملاحظات لدى حزب "الكتائب اللبنانية" على "أداء الأمانة العامة", مشيراً إلى أنه "سبق للحزب أن لفت إلى هذه الملاحظات منذ سنتين, وتلقينا على أثرها تأكيدات بإعادة هيكلة الأمانة العامة, وتم الاتفاق على تشكيل هيئة عليا لإعادة النظر بطريقة عملها, لكن الأمور بقيت على ما هي. ولهذا السبب قاطعنا الاجتماعات التي تعقدها وتدعو إليها, لأنه برأينا لا تستطيع هذه الأمانة العامة أن تكمل بهذه الطريقة التي لم تعد تلبي طموحات شباب 14 آذار".

 

عون: تغيير النظام في سوريا قد يقضي على لبنان ونحن اليوم امام واقع مديونية كبيرة لم نعرف كيف صرفت

وطنية 7/9/2012 اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أن "تغيير النظام في سوريا قد يقضي على لبنان لأن الأنظمة التي ستأتي، يعود تفكيرها إلى القرن الـ14".مشددا على انه "المطلوب منا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية"، لافتا إلى ان "من يدعو الى الحرب هو العاجز عن صنع السلام"، وقال خلال عشاء هيئة المتن في التيار الوطني الحر ان "هدوءنا وعملنا الدؤوب يجعلنا نتخطى الايام الصعبة"، لافتا إلى ان "المطلوب أن لا تخافوا من تطور الاحداث بشكل سلبي في لبنان، لان هناك ميزان قوى سياسي يفرض هذا الهدوء في لبنان". وأضاف: "نحن اليوم أمام واقع مديونية كبيرة لم نعرف كيف صرفت وقريبا سوف نعطيكم كتاب عن السرقات"، مشيرا إلى ان "الوزارة ذاتها أصبح فيها أناس يضعون "إجر بالفلاحة وإجر بالبور"، يخربون الكهرباء ويمنعون إصلاحها"، وقال: " يجب أن تعوا ان أزمة الكهرباء لم تبدأ اليوم، ووزير الطاقة جبران باسيل حذر كل يوم من ان الكارثة تقترب إذا لم تبدأ الخطة". وشدد عون على ان "النائب هو المحامي عن مصالح ناخبيه،و يدافع عنهم، وهو يوزع الانماء بالعدل"، معتبرا ان "النائب الذي يدفع لكم المال كي تنتخبوه هو من يسرقكم".

 

الأمم المتحدة تنتقد عفو باكو عن جندي قطع رأس ضابط أرمني

 نيويورك - ا ف ب - اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «قلقه» من العفو الذي منحته اذربيجان الى جندي رحل الى بلاده بعدما قطع في المجر رأس ضابط ارمني، وأمل في الا يؤثر ذلك على السلام في ناغورني قره باخ، كما قال أول من أمس، الناطق باسمه. وحكم على اللفتنانت رميل سفاروف في المجر بالسجن مدى الحياة في 2004 لاقدامه على قتل الضابط الارمني غورغن مرغريان. وابعدته السلطات المجرية الى بلاده وما لبث الرئيس الاذربيجاني الهام علييف ان اعفى عنه. وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الامين العام ان «الامم المتحدة تشدد على مسؤولية الدول الاعضاء في احترام المعايير الدولية ومبادىء القانون في القضايا الجنائية من اجل محاربة الافلات من العقاب». واضاف: «نأمل في الا تؤثر هذه المسألة على عملية السلام في ناغورني قره باخ وعلى الثقة بين اطراف» هذه العملية، مشيرا الى ان «لا بديل من حل سلمي» لهذا النزاع. واعربت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا ايضا عن قلقها من قرار باكو.

 

11 قرية علوية تدفن 623 شبيحاً!

 لندن - "السياسة":كشف "حزب الوطنيين الاحرار السوريين" من داخل حمص لـ"السياسة" أن "احدى عشرة بلدة سورية علوية تسلمت خلال الايام القليلة الماضية من الاجهزة الامنية التابعة للنظام 623 جثة لشبيحة من ابنائها قتلوا في معارك مع الجيش السوري الحر والقوات الثورية في حلب واللاذقية ودير الزور وريف دمشق ودرعا". وهذه البلدات التي قامت بدفن جثث أبنائها, حسب بيان للحزب السوري المعارض, هي: فاحل والشنية والقبو ومريمين وعوج وكفر كمرة وعكاكير وشين والصويري وام الميس وعرقايا. وأطلق البيان على هذه القرى اسم "مستوطنات علوية زرعها نظاما الاسدين الاب والابن داخل مفاصل المناطق السنية الحيوية". واضاف ان هؤلاء الشبيحة الـ623 "شاركوا ايضا في تنفيذ المجازر بحق المدنيين الابرياء في حمص وريفها وخصوصا مجزرة الحولة, كان على رأسهم ضباط قتلوا ايضا في العملية الاخيرة للواء "أحفاد الرسول" التي استهدفت مبنى الادارة العامة لهيئة الاركان في قلب العاصمة دمشق بتاريخ 2 سبتمبر الجاري, من بينهم العقيد الركن حسن جداوي والعقيد الركن نافذ اسماعيل والمقدم علي شوربة والمقدم فهد صالح, وأكثر من 16 ضابطاً آخر من مختلف الرتب العسكرية, وما يزيد عن 40 آخرين برتبة صف ضابط ونحو 150 جندياً".

 

بعد تسلمهم أسلحة ثقيلة من فرنسا وبريطانيا تمهيداً لإقامة حكومة قبل نهاية نوفمبر  

الثوار يقيمون ثلاث مناطق حظر جوي داخل سورية خلال أسابيع

لندن - كتب حميد غريافي:كشف مصدر ديبلوماسي بريطاني, في لندن امس, أن "خرق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السرية عن بدء تزويد الثوار السوريين أسلحة نوعية مثل المدافع الثقيلة والصواريخ المضادة للطائرات والقذائف المضادة للدبابات والدروع ومعدات الكترونية اخرى للرقابة والتحكم بمواقع اطلاق الصواريخ ومدافع الهاون من قبل قوات النظام, جاء اول من امس في اعقاب محادثات اجراها في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن سبل تطوير الدعم العسكري لـ"الجيش السوري الحر" وللمقاتلين المدنيين السوريين المنضمين تحت لوائه, ما يؤكد اعلان الطرفين انهما اتفقا على الافراج عن عمليات التسليح كخطوة سريعة لبسط مناطق حظر جوي على المناطق المحررة في الشمال والشرق والجنوب, يمكن الدفاع عنها بالوسائل الذاتية من دون الحاجة الى تدخل خارجي".

وأكد الديبلوماسي لـ"السياسة" أن "شحنات ضخمة من الاسلحة والمعدات والذخائر التي قدمت بها لوائح الى وزارة الدفاع الفرنسية, لجنة عسكرية مشتركة من "الجيش الحر" وقياديي المقاومة الثورية منتصف أغسطس الماضي, وصلت بالفعل الى القيادات الثورية السورية في تركيا والاردن ولبنان, فيما تتوجه ثلاث قطع بحرية عسكرية فرنسية تنقل مدافع ثقيلة وراجمات صواريخ وصواريخ أرض - جو اوروبية من نوع "كروتال" وصناعات اخرى, وآلاف القذائف المتطورة المضادة للدبابات والدروع والتحصينات, الى المياه التركية التي تصل اليها خلال الايام القليلة المقبلة لتسليمها الى الجهات المقصودة".

وقال الديبلوماسي ان الحكومة البريطانية باشرت بالاتفاق مع الفرنسيين وبعض دول حلف شمال الأطلسي "ادخال اسلحة نوعية ومعدات, خصوصاً المضادات الارضية من مدافع وصواريخ محمولة على الكتف, الى الثوار في درعا عن طريق الاردن, والى ادلب وحلب عن طريق تركيا, والى دير الزور في الشرق عن طريق منطقة الحكم الذاتي الكردي في العراق من المثلث السوري - العراقي - التركي, وهناك حضور عسكري بريطاني لقوات خاصة وخبراء ومدربين عسكريين في مختلف تلك المناطق, كما هناك وجودان أميركي وألماني وحضور فرنسي عسكري واستخباري على حدود تلك الدول مع سورية".وكشف الديبلوماسي البريطاني أن الحكومتين الفرنسية والبريطانية قررتا النأي بنفسيهما عن "المجلس الوطني" السوري بطلبات من "الجيش الحر" ومقاتلي الثورة والمنسقيات الداخلية الذين اعربوا عن عدم ثقتهم بقيادة هذا المجلس وجميع اعضائه "الذين لم يفعلوا اي شيء يستحق الثناء حتى هذه اللحظة, لأنهم يتناحرون في ما بينهم على الكراسي والوجاهة والحصول على بعض أموال المساعدات الخليجية التي لا يصل منها الى السوريين في الداخل إلا النزر القليل". ورجح الديبلوماسي أن يبدأ "الثوار فرض ثلاث مناطق حظر جوي قرب حدود الأردن وتركيا والعراق قبل نهاية الشهر الجاري, بعد تسلمهم الاسلحة المطلوبة لابعاد الطائرات والدبابات عن تلك المناطق المحررة, والتي من المستحيل ان تعود إليها قوات النظام الاسدي وعصاباته, ما سيسمح قبل نهاية نوفمبر المقبل باكتمال الصورة النهائية لحكومة اتحاد وطني داخل المناطق المحررة, تعمل بريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر ومصر على تشكيلها بأسرع وقت ممكن لتحل محل أدوات النظام في المحافل الدولية, وخصوصا في مجلس الامن والامم المتحدة والمؤسسات الدولية الاخرى وتفاوض باسم الشعب السوري بعد انشاء مؤسساتها الرسمية والاقتصادية والاجتماعية بانتظار سقوط النظام".

 

وأي بؤس؟!

علي نون/المستقبل

إرتفاع وتيرة الاستنفار السياسي والإعلامي عند أهل الممانعة المحلية في الآونة الأخيرة عن مستواها المعتاد، يعني وفق الحسبة المألوفة مع هذا النمط من الأداء، أنّ الخطب عندهم جلل، وانّ منسوب التوتر والقلق ارتفع بطريقة استثنائية.. ووجودية. ووفق مدوّنة أداء وسلوك هؤلاء على مدى السنوات الماضيات، فإنّ اللغة البطّاشة المعتمدة في عاديات الأحوال تصير أكثر بطشاً وفتكاً وانحطاطاً في الأحوال والملمّات الاستثنائية: كلما اصطدموا بالمنطق عمدوا إلى الصراخ. وكلما أقعدتهم الحقائق عمدوا إلى التزوير. وكلما بانت الشواهد عمدوا إلى التهديد. وكلما أعيتهم المحاججة عمدوا إلى التجنّي والافتراء. وكلما أتعبهم حق "الأغيار" عمدوا إلى السبّ والشتم.. وبعد ذلك توّجوا منجزات أدب العسس وثقافة الطغيان بتهم الارتباط والتخوين.

في الآونة الأخيرة وتبعاً لذلك الذي يجري في سوريا، وعلى حواشيه ما أُريد له أن يجري في لبنان، صار منطق الأمور يحكم بأن يُؤخذ هؤلاء كما هم وحيث هم. بانتظار لحظة ضوء تعينهم وتعيننا (شئنا أم أبينا) على الخروج من العتمة وتلمّس المشتركات رغم الذي حصل ويحصل. وبانتظار لحظة يصير فيها من الممكن إنزال الأحمال الكبيرات عن الأكتاف المنحنية تحت وطأتها وثقلها. وفي أوّلها وأساسها أحمال الدفاع عن نظام الأسد، والارتباط بأجهزته، والانضواء تحت بيرقه، والنطق باسمه... ثم البحث بعد ذلك إذا أمكن، عن أفضل السبل الكفيلة بترك الحرب الأهلية الباردة حيث هي، في مكانها وطقسها ومناخها. ثم تنظيم الخلافات و"الاتفاق" على توصيفها. ثم عرض أولوية المصالح والاتفاق على عمومية إيجابياتها. ثم بعد ذلك بكثير، تمضية ما تبقّى من وقت النهار وعتمة الليل، في البحث عن معنى حفظ الدم والأرحام، وتضخيم ذلك وتعظيمه باعتباره ترياقاً مضادّاً لسموم الفتنة القهّارة والقتّالة! صار منطق الأمور المألوف والطبيعي، يحكم بأن يُترك ذلك الضجيج في أرضه طالما أنّ سقفه تحطم ويتحطم كل يوم. وطالما أنّ فحواه التزويري لم يعد يحتاج، من شدّة انكشافه وهريانه وابتذاله، إلى جهد إضافي لتسفيهه. وطالما انّ وظيفته الأولى والأساسية اندثرت أو تكاد، وبانت سلطة الممانعة في دمشق وأخبارها وارتكاباتها و"ثقافتها"، أوضح وأنصع من كل بيان. وطالما، بعد ذلك، بانت وانكشفت للعموم ستائر الاستخدامات الوظيفية والانتهازية للشعارات الكبيرة والنبيلة والجليلة، وبانت معها أكثر، وبطريقة مؤسفة، الاستخدامات السياسية الآنية واللحظوية لمقدّسات النصّ الأول، والبديهيات العقيدية المتّصلة بالظالم والمظلوم والحق والجور، وإنزالها برمّتها إلى مرتبة الاستخدام كأي "أداة" أخرى، في التجارة السياسية الفالتة هذه الأيام من دون حياء، خدمة للطغيان والشيطان، وردفاً لمشروع امبراطوري مأزوم أكثر من أصحابه. مفهوم بالتمام والكمال ذلك البؤس المتحكّم بالخطاب الممانع. لكن ما ليس مفهوماً، ولو بقياس كمشة تراب، أن تصل وقاحة ذلك الخطاب إلى حدّ التشاوف بانتحاريته وعبثيته، وتعميم طقوسه المريضة على العموم، والإصرار على إيثار مصالح الطغاة الساقطين في الخارج على الأحرار والسياديين في الداخل، وعلى بديهيات الانتماء الوطني وشروطه، ثم العودة إلى السفّ بلغة التخوين... حتى خجل السفّ منهم، وأعلنت الخيانة تعبها من استخداماتهم، ثم براءتها التامة من أدبيّات ممانعتهم!!

 

نشر "اليونيفيل" على الحدود يحتاج إلى قرار سياسي محلّي ودولي

ثريا شاهين/المستقبل

يلقى طرح قوى 14 آذار نشر قوة من "اليونيفيل" على الحدود الشمالية والبقاعية مع سوريا ردود فعل داخلية، لكن مصادر بارزة، في هذه القوى تقول ان أي إصرار من الحكومة أو "حزب الله" على رفض هذا الانتشار يعني الإصرار على الجريمة التي يرتكبها النظام السوري في حق اللبنانيين في الشمال والبقاع.

كما يعني الإصرار، الشراكة الكاملة في الجريمة، للحكومة أو الحزب، المرتبطين بالمحور السوري الإيراني. وإذا لم يحصل تجاوب فإن 14 آذار مصرّة على هذا الطرح إلى حين تحقيقه، مع اعتقاد هذه القوى بأن المسألة لا تحتاج إلى مجلس الأمن لأن الفقرة 14 من القرار 1701 تنص على إمكان الاستعانة بهذه القوة على الحدود الشمالية بناء على طلب الحكومة. وتؤكد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة ان نشر قوات "اليونيفيل" على الحدود مع سوريا يحتاج إلى قرار سياسي لبناني ودولي معاً على أعلى المستويات، وقد يكون بالتالي، يحتاج إلى ضغوط إضافية لتحقيقه، وليس ان يبقى في إطار الردود السياسية فقط. ذلك ان هذا الأمر ليس مطروحاً بعد على المستوى الدولي ويعود هذا التوجه الحالي لأسباب عدة لعل أبرزها:

- إن الطرح جاء من قوى 14 آذار ويلزم ليصبح مستوفياً الشروط، ولو في الشكل، أن تتبناه الحكومة وتطلب رسمياً من الأمم المتحدة نشر القوة الدولية على الحدود مع سوريا. هناك عمل داخلي لبناني لا يزال مطلوباً في هذا الاتجاه، ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت الحكومة ستأخذ بهذا المطلب في حال أصرّت قوى 14 آذار عليه، أو ستبقيه في إطار الضغط السياسي.

- أما لناحية الجوهر والتفاصيل، فإنه في حال أخذت الحكومة بهذا المطلب، فإن على مجلس الأمن النظر بالموضوع، ويعود إليه وفق قرار جديد يستصدره ان يقرر نشر هذه القوة على تلك الحدود.

كما يمكن لمجلس الأمن ان يقرر وحده إرسال القوة إلى الحدود الشمالية. لكن حتى الآن الموضوع غير مطروح في أروقة المجلس، ولا لدى الديبلوماسيات الغربية.

- ان التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب، حصل في 30 آب الماضي أي قبل أسبوع تقريباً، ولم يكن شمول عمل القوة الحدود الشمالية مطروحاً للنقاش في نص مشروع القرار القاضي بالتجديد لها.

- يمكن لمجلس الأمن اتخاذ قرار من جانبه إذا أراد نشر القوة، لكن هناك صعوبة في طرح الموضوع، لانه في ظل الوضع السوري والمجازر والقتل والقصف، ثمة أولوية دولية لهذا الوضع، وكل ما يتصل بالشأن اللبناني وعلى الرغم من دقّة الموضوع، إلا أنه لا يشكل أولوية. المهم عند الدول حفاظ لبنان على استقراره الداخلي فقط في هذه المرحلة الصعبة. وربما النظام يدرك ذلك، من هنا يتم اختراق الاستقرار على الحدود وخرق السيادة من أجل استخدام الأمر باباً لممارسة ضغوط على لبنان. وبالتالي إن طرح الموضوع على مجلس الأمن أو من جانبه، لا يعد مسألة مستحيلة، لكنها ليست سهلة.

- قد يجد طرح مثل هذا الموضوع في مجلس الأمن اعتراضاً روسياً كون روسيا تعارض في هذه المرحلة كل ما يضع ضوابط على سلوك النظام أو ما يمكن ان يستخدمه كأوراق ضغط. وهذا لن يصب في حال كان محتملاً لمصلحة الطرح، ومن المناسب طرحه في ظرف آخر.

- ان هناك علامات استفهام حول مواقف الدول المشاركة في "اليونيفيل" حيال إمكان مشاركتها في القوة لحماية الحدود اللبنانية السورية ومراقبتها. وهي بالنسبة إلى مشاركتها في القوة في مناطق انتشارها في الجنوب، لديها قلق دائم على مصير جنودها، وان كانت لا تريد التراجع عن دورها في حماية الأمن والسلم الدوليين انطلاقاً من تلك المنطقة وأي قرار من هذا النوع يلزمه موافقة الدول على المشاركة لمثل هذه الغاية. ويذكر ان التجديد لـ"اليونيفيل" أخيراً مرّ بهدوء ومن دون ضجة.

- أي قرار في مجلس الأمن لهذا الغرض، يحتاج إلى موقف سياسي دولي في الدرجة الأولى، بحيث يمكن ايجاد كل الفتاوى في النص الخاص بذلك في القرار 1701.

المسألة إذاً هي سياسية بامتياز، كما ان القرار المذكور نص على مقتضيات عدة لم تنفذ حتى الآن.

ومن المؤكد ان "حزب الله" لن يوافق على تمرير هذا الطرح، ما يعني ضرورة بذل مزيد من الجهود والضغوط من 14 آذار لتوفير القبول به داخلياً ودولياً، على اعتبار انه يؤمن الاستقرار

 

الحريري لـ «الحياة»: لن نسمح بانفجار الاحتقان السنّي - الشيعي

باريس - رندة تقي الدين/الحياة

السبت ٨ سبتمبر ٢٠١٢

قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري إن غيابه عن لبنان لن يثنيه عن استكمال مسيرة الرئيس رفيق الحريري ونهجه السياسي، وإنه موجود يومياً في السياسة اللبنانية. ورأى في حديث الى «الحياة» في باريس، بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والنائب وليد جنبلاط، أنه إذا كان «حزب الله» حريصاً على لبنان فمن المفروض ألاّ يعطي فرصة للنظام السوري ليؤزِّم الاوضاع فيه، مؤكداً ثقته بأن لا أحد يريد تأزيم الوضع في لبنان. وتساءل عما كان سيحدث لو لم يكتشف مخطط التفجير السوري المتورط فيه الوزير والنائب السابق ميشال سماحة.

وأضاف أنه سيساعد ثورة الشعب السوري بكل الوسائل السياسية والاعلامية. وقال إن علاقته بوليد جنبلاط هي علاقة صداقة وأخوة والتقاء سياسي، وإنهما توافقا على أن قانون الانتخاب الذي أقرته الحكومة اللبنانية سيئ. وكشف عن رواية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، حول اتصال الرئيس السوري بشار الأسد به مبلغاً إياه أن الحريري لن يكون رئيس حكومة لبنان، وأن الرئيس الجديد لن يكون من ٨ ولا من ١٤ آذار. وقال إنه كان ينبغي على الحكومة اللبنانية ان توجِّه شكوى الى مجلس الامن ضد القصف السوري على القرى اللبنانية.

طال غيابك عن لبنان والبعض يقول انك غادرت لأسباب امنية، وآخرون يقولون لأسباب مالية، ماذا عن هذا الغياب وهل اقترب موعد عودتك؟

- لا شك في أن لغيابي عن لبنان تأثيراً كبيراً عليّ. وهو موضوع يؤلمني، لأنني لا أستطيع أن أحدد مدى اشتياقي إلى وطني وأهلي. المعلوم أنني لم أدخل السياسة بإرادتي، إنما كان هناك زلزال كبير نشأ عن اغتيال والدي رحمه الله. وقد أتيت لأكمل مسيرته وأمسك بيد جمهور كبير من اللبنانيين الذين آمنوا بهذه المسيرة. أما أسباب غيابي الطويل، فهي متعددة. في البداية كان هناك ظرف سياسي، وجدت من خلاله ضرورة الابتعاد، ليرى أولئك الذين خططوا للانقلاب على الدولة وإرادة الناخبين كيف ستكون إنجازاتهم، وكيف سيكون في مقدورهم إدارة شؤون البلد. بعد ذلك، بدأ «الربيع العربي»، والكل يعرف موقفي منه. فعندما صدر قرار عن مجلس الأمن بحق ليبيا، كنت رئيساً لحكومة تصريف الاعمال، وقمنا في حينه بمفاوضات في الامم المتحدة من أجل صدور القرار. أما موقفي من الثورة السورية، فكان واضحاً منذ اللحظة الأولى، والاعلان عن دعمي للشعب السوري ليس سراً، بل هو موقف أعلنته منذ البداية، ووقفت الى جانب الشعب في مواجهة نظام فاسد وظالم، أكل حقوق سورية وأهلها. وغني عن الذكر في هذا المجال، ماذا فعل هذا النظام في لبنان على مدى سنوات طويلة، وماذا فعل معنا في السياسة وغيرها، عندما كنا نعمل على التقارب في مكان ما. هذه المستجدات ترتبت عليها ظروف أمنية جديدة، حتمت عليّ اعادة النظر بكل تحركاتي. أما في ما خص الشق المالي، فقد حدثت خضة اقتصادية عالمية، أثّرت علينا وأصابتنا في مكان ما. ولكن الحمد لله، فإن الامور يجرى تصحيحها، ونحن وإخواني في المجموعة نتخذ الخطوات التصحيحية وأنا أتابع هذه الامور عن كثب، وبإذن الله سيكون الأمر خيراً.

> قوى ١٤ آذار، وأنت زعيمها، تردد باستمرار ان النظام في سورية سيسقط قريباً، فما هي المعطيات لديكم؟ وما الذي يجعلكم تتوقعون ذلك؟

- اغتيال الرئيس رفيق الحريري ادى الى ولادة قوى ١٤ آذار وقد نزلت الى الشارع ورأى اللبنانيون ما لم يحلموا به يوماً؛ خروج نظام الوصاية السوري من لبنان. وانتهينا من رموز كانت قاتلة للبلد. الآن عاد البعض منها لأن البعض اراد لها ان تعود. ولكن ليس هناك جيش سوري في لبنان ولا مخابرات سورية على ارض لبنان مثلما كانت في السابق. ولكن لديهم أدوات كثيرة وبعض الحلفاء في لبنان. نحن نرى ان الشعب السوري المناضل والشجاع الذي دفع آلاف الضحايا والقتلى كسر حاجز الخوف. ولا يمكن هذا النظام أن يقوى على كل هذه التضحيات. هذا النظام لا يمكن ان يبقى. نحن لم تكن لدينا اي وسيلة للدفاع عن انفسنا بعد اغتيال رفيق الحريري باستثناء صوتنا. وتمكن هذا الصوت من اخراج نظام الوصاية من لبنان. فلذلك لدي قناعة بأن نظام بشار الاسد سيسقط. وهذا الظلم الذي يصيب الشعب السوري والذي أصابنا في السابق سيؤدي الى زوال النظام.

> قلت لوزير الخارجية الفرنسي انه بعد سقوط النظام السوري ستجد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المزيد من الامور الجديدة حول الاغتيالات في لبنان. ماذا تعني؟

- أنظري الى ما جرى في ليبيا. هناك امور كثيرة ظهرت بعد سقوط النظام، في ما يخص تفجيرات الطائرات مثل قضية لوكربي او قضية الإمام موسى الصدر. هذه امور لم يكن في امكان أحد الوصول اليها والآن تظهر امام الناس. لذلك لا شك في ان سقوط النظام السوري سيظهر حقيقة من اغتال رفيق الحريري وما كان دور هذا النظام القاتل الذي كنا دائماً نقول إن له في مكان ما يداً في جريمة اغتيال رفيق الحريري، وهذا سيظهر.

مساعدة الثوار

> كيف تدعمون الثورة السورية؟ المسؤولون السوريون يتهمونكم بأنكم تنقلون اسلحة من لبنان الى سورية لمساعدة الثوار بمساعدة السعودية وقطر؟

- دعيني اقول لك ان (وزير الإعلام السوري عمران) الزعبي او غيره يستخدمهم النظام السوري كشتّامين، وإن كنا لا نخفي إرادتنا بمساعدة الثورة السورية. من المعروف اننا في ٧ ايار لم نتمكن من الدفاع عن انفسنا. والزعبي يتحدث عن موضوع لا دخل لنا فيه ويتهمنا بالارهاب الذي هو صفة تلازم النظام السوري وأدواته الأمنية. النظام السوري يتصرف على انه نظام معترف به دولياً. ولكن هذا ليس الواقع لأنه لم يعد هناك اعتراف عربي ودولي بهذا النظام، فقد خسر ذلك. وفعلياً الارهاب الحقيقي يرتكبه النظام السوري. والشعب والثوار يدافعون عن انفسهم ونحن نقوم بواجبنا القومي والإنساني. نحن نرى النازحين يدخلون الى لبنان وتركيا والاردن وواجبنا الانساني ان نساعد هذا الشعب الذي يقتل في كل يوم. كنا نسمع في بداية الثورة عن سقوط ١٠ الى ١٥ قتيلاً يومياً، اما اليوم فنسمع عن مئات القتلى يومياً. شهر آب (اغسطس) شهد وفق بعض الوسائل الاعلامية سقوط ٥٠٠٠ قتيل. فلذلك بالنسبة الينا، بأي وسيلة يمكننا مساعدة الشعب السوري سنقوم بذلك. سنساعده سياسياً وإعلامياً وندعو الدول الى مساعدة الجيش الحر، وسنطلب من اي انسان لديه قدرة على مساعدة الجيش الحر والشعب السوري المناضل ان يفعل ذلك.

> بناء على ما تقوله أستنتج ان موعد عودتك الى لبنان ليس قريباً؟

- من قال ذلك؟

> هذا استنتاجي.

- لا تستنتجي (ضحك). موعد عودتي أقرره في الوقت المناسب. قد يعتقد بعض الناس أو يشعرون بأن سعد الحريري ابتعد عن البلد، وهم يتساءلون عما اذا كان سيتخلى عن السياسة. أنا بكل بساطة لم أتخل ولن أتخلى، وليس هناك يوم أتواجد فيه في السياسة، أكثر من هذه الأيام التي تشهد أحداثاً استثنائية في المنطقة. ان عدم تواجدي في بيروت يحمل البعض على التساؤل، لكنني معهم باستمرار وسأبقى معهم باستمرار. لبعدي عن بيروت أسباب، أشرت الى بعض عناوينها، لكنني يوماً سأشرح كل الأسباب.

> ألا تتخوف من ان بعدك يفقدك شعبيتك على الارض؟

- هناك من يعمل على الارض ويقول للناس ان سعد الحريري ترك وتخلى عن مؤيديه. ولكن ليعلم الجميع أن سعد الحريري في قلب الدفاع عن لبنان وكرامته وحريته، ولن يتخلى عن مسيرة رفيق الحريري مهما عظُمت التحديات.

> التقيت النائب وليد جنبلاط، وهو في هذه الحكومة التي تنتقدها، وقال لي انكم لم تتحدثوا عن الحكومة، فهل تتوقع من وليد جنبلاط ان يترك الحكومة؟ وهل تريد اليوم سقوط الحكومة؟

- انا موجود في المعارضة، فحكماً اريد رحيل هذه الحكومة. لو تسقط الحكومة غداً ليس لدي مشكلة. بعض الناس يتساءلون عما اذا كانت قوى ١٤ آذار جاهزة لذلك. نحن جاهزون. والبعض يتساءل ماذا يمكن ان يحدث في البلد. ولكن نحن كنا في الحكومة وكانت هنالك ازمات في البلد ولم يحدث شيء. هناك فريق معه سلاح هو يقرر عدم الاستقرار، ورأينا قضية ميشال سماحة وما يخططه النظام السوري للبنان، ورأينا ما يقوم به حلفاء النظام السوري في لبنان. ولم أناقش موضوع الحكومة في لقائي مع وليد بك كما قال لك. العلاقة مع وليد جنبلاط هي علاقة صداقة وأُخوّة والتقاء سياسي. نحن نرى ان البلد يمر في مرحلة صعبة والبعض متخوف من ان تتأزم هذه المرحلة الصعبة. وأنا رأيي انها لن تتأزم. هناك من يفكر اننا نفتعل مشاكل في المناطق اللبنانية لإخافة الناس من الانتخابات. ولكن التلاقي بيننا وبين وليد جنبلاط هو تلاقٍ على مبادئ اذا عدنا الى ثورة الارز و١٤ آذار، الى استقلال لبنان وحريته. ونحن متمسكون بهذه المبادئ. ولا نريد ان يكون هناك ربيع عربي يتجه الى إنشاء ديموقراطيات في البلدان العربية وخصوصاً في سورية ونحن نذهب في لبنان في الاتجاه المعاكس عبر قمع الحريات. ولدينا علاقة استراتيجية سياسية مع وليد جنبلاط واتفقنا على ماهية المخاطر، وسيكون لنا تواصل مباشر ومستمر، بيننا وبين شباب الحزب الاشتراكي و «تيار المستقبل»، خصوصاً أن لدينا نظرة موحدة الى الثورة في سورية.

> قلت لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انك متخوف من قانون الانتخاب الذي سيُطرح أمام مجلس النواب؟

- لا شك في ان القانون سيئ. هناك من يقول ان النسبية قرار اصلاح. صحيح، ولكن على الاصلاح ان يكون في كل قطاعات البلد. البعض يحمل السلاح والبعض الآخر لا يحمله. اين الاصلاح؟ وليس هناك افضل من قرار منع التدخين في الاماكن العامة، لكن يجب ان يطبّق على الجميع وألا يكون انتقائياً. وفي السياق نفسه اذا طبق قانون النسبية ينبغي ان تكون للجميع حرية. لكن التقسيمات في القانون امر مؤسف وقد جرى إعدادها على قياس فريق معين. هم يريدون العودة الى تجربة قانون 2000 في مواجهة رفيق الحريري.

> تحدثت مع وليد جنبلاط حول المسألة، ماذا عنه؟

- هناك توافق بيننا على أن القانون سيئ. وموقف ١٤ آذار واضح من التقسيمات. وسنتوافق داخل ١٤ آذار لكي يكون الموقف موحداً في شأن هذه المسألة.

> قلت لفابيوس انك متخوف من زعزعة استقرار لبنان، ولكنك أضفت ان هناك قراراً سياسياً ضمنياً للجميع ألا يؤزموا الاوضاع في لبنان، فهل هذا ينطبق على «حزب الله» وحلفاء سورية في لبنان؟

- اذا كان «حزب الله» يحب لبنان فعلاً، من المفروض ألا يعطي فرصة لهذا النظام لتأزيم الوضع في لبنان، لأن هذا الشيء لن يفيد الحزب ولن يفيد اي لبناني. لقد ذقنا الامرّين سابقاً مما حصل من مشاكل داخلية. لذلك انا واثق بأن لا احد يريد تأزيم الوضع في لبنان، واذا كان هناك فعلاً من يريد تأزيمه، يكون ذلك ضرب جنون. فالحمد لله اننا اكتشفنا ما كان سيرتكبه ميشال سماحة. فماذا كان يمكن ان يحدث لو لم يُكتشف ميشال سماحة؟ هذا سؤال برسم كل حلفاء نظام بشار الأسد.

رئيس سابق للحكومة

> أذكر رواية فرنسية نقلت لي كيف ان الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ان سعد الحريري لن يكون رئيس حكومة لبنان وكنت في طريقك الى القصر الرئاسي الفرنسي للقاء ساركوزي. هل بالامكان تأكيد هذه الرواية؟

- كنت متوجهاً فعلاً للقاء الرئيس ساركوزي، ولدى وصولي قال لي ان بشار الأسد قال له خلال اتصال بينهما انه لن يقبـــل سعـــد الحريـــري رئيــس وزراء فــــي لبنان. ورد ساركوزي عليه قائلاً ان هذا قرار لبناني وهم يقررون من يريدون، فردّ الأسد قائلاً: لا، انا متأكد من ان اللبنانيين لن يقرروا الاتيان بسعد الحريري رئيساً للحكومة مرة اخرى. وقال له ساركوزي: سأستقبل بعد دقائق سعد الحريري، فردّ الأسد قائلاً: انت حر في ان تستقبل رئيس وزراء سابقاً، وقال له ساركوزي: فرنسا ترفض هذا الكلام لأنها تؤمن باستقلال لبنان وسيادته وعليكم ألا تلعبوا هذا الدور السلبي في لبنان، وقال له الأسد: سيكون في لبنان رئيس حكومة جديد، لا من ١٤ آذار ولا من ٨ آذار. ونقل إليّ الرئيس ساركوزي هذا الكلام.

> قوى ١٤ آذار توحي بأن بعد سقوط النظام في سورية ستحل كل المشاكل، فما هذا التفكير؟

- لم اقل ذلك. كلنا نعرف ان التدخل السوري في تشكيل الحكومات كان قائماً حتى في الحكومة التي تم تشكيلها الآن. وفي عهدي ايضاً كان النظام السوري مع حلفائه يضغطون. وقد اعتذرت في المرة الاولى عن عدم تشكيل الحكومة. وعدت وشكلتها ولكنهم كانوا باستمرار يتدخلون. وعندما تم تشكيل الحكومة الثانية وتدخلوا من طريق القيام بانقلاب كما عكسه كلام الاسد الى ساركوزي رأينا التدخل السلبي. نحن نريد ايقاف هذا التدخل ونريد الوصول الى حل.

> ولكنّ الاطراف اللبنانيين لجأوا دائماً الى دمشق لحل خلافاتهم الداخلية؟

- هذا خلال عهد نظام الاسد وليس قبله. التدخل السلبي السوري اليوم في الشؤون اللبنانية هو المشكلة وهذا أمر لن يتكرر.

التدخل الايراني

> ماذا عن التدخل الايراني؟

- ايران لم تترك مكاناً لم تتدخل فيه من لبنان الى سورية واليمن والبحرين والعراق. فالحرس الثوري الايراني يقول علناً انه يرسل قوات للدفاع عن النظام السوري. هم يتحدثون بوضوح عن تدخلهم في سورية. ونحن نرى ان اي تدخل بالشؤون اللبنانية مرفوض بشتى الوسائل. نحن لا نريد الاستقواء باحد ولكن نريد ان نفهم كلبنانيين ان علينا ان ندير شؤوننا بأنفسنا وعدم الاستقواء بأي دولة اخرى على اللبناني من ابن بلده. وهذا لسوء الحظ استخدمه النظام السوري وكانت هنالك اجندات اقليمية.

> قيل في بعض الاعلام ان المخيمات الفلسطينية في لبنان تدخل السلاح استعداداً لقتال مع «حزب الله» بعد سقوط الأسد، ماذا عن ذلك؟

- هذه اكاذيب. هناك محاولة لتأزيم الامور في لبنان. انطلقي مما كان حدث لو لم يكشف مخطط ميشال سماحة. هناك من له مصلحة في ذلك وواجبنا ايقاف ذلك وحماية البلد. وهذا يتطلب منا ألا نسمح لأي كان بأن يلعب بالاستقرار الداخلي، لمصلحة لبنان. والبعض يقول ان النأي بالنفس لمصلحة لبنان، ولكن ألا يكون لنا موقف ليــــس من مصلحة حماية لبنان. حماية لبنان هي في عــــدم السماح للنظام السوري باللعب فــــي الداخل اللبناني، وتعريض الاراضي اللبنانية والمواطنين اللبنانيين، للأعمال العسكرية من جانب القوات السورية في عكــــار والبقاع. الموقف الرسمي اللبناني من هذه المسائل معيب ولا يجوز أن يستمر.

> هناك خطر كبير في المنطقة من نزاع سنّي - شيعي وأنت كيف ترى علاقتك المستقبلية بـ«حزب الله» في وجود النظام السوري او غيابه؟

- انا احذر من الحديث بكلام طائفي أياً كان، سنّياً او شيعياً. ولكن المواقف السياسية تؤدي الى الاحتقان الطائفي السنّي- الشيعي. وحماية لبنان تكون بالوقوف مع الشعوب ومطالبتها بالحرية، والاحتقان موجود، علينا ان نعترف بهذا الامر ولكنني ارى ان في لبنان شبكة امان ما دام هناك رجال لن يسمحوا بوصول الانفجار الى الشارع. ونحن من جهتنا لن نسمح بأن يحدث هذا الشيء في لبنان. هناك من يلقون خطابات نارية وشعبوية وفئوية والناس تجري وراءهم، لكن انا احذرهم من ذلك. ان اياً كان يخرق امن لبنان وسلامته سأكون سيفاً بوجهه. كان من السهل على رفيق الحريري ان يلقي الخطابات النارية او ان ألقي انا بعد ٧ ايار خطابات نارية، ولكن لم اقم بذلك لإبعاد الفتنة، وهذا لا يعني النأي بالنفس، فهم لهم موقف تجاه النظام نحن ضده حتى النهاية، ولكن ديموقراطياً وسلمياً، والعبرة في من يقف مع المظلوم ضد الظالم.

> كيف ترى رد الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي على ما يجري من قصف سوري للقرى اللبنانية؟

- سياسة النأي بالنفس تسمح للنظام السوري بأن يقصف القرى اللبنانية، وموقف الرئيس سليمان كان متقدماً مقارنة بالمواقف الملتبسة للحكومة.

> ماذا بالإمكان فعله؟

- التوجه الى مجلس الامن عندما تقصف القرى اللبنانية. ماذا ينقصنا؟ ان نستدعي السفير اللبناني في سورية؟ وأن نطالب بطرد السفير السوري، وحماية حدودنا بكل الوسائل، بما في ذلك المطالبة بانتشار قوات دولية على الحدود الشمالية والشرقية. النأي بالنفس تجاه قضايا تتعلق بسلامة لبنان وأهله، مسألة غير مقبولة. وإذا كان الهدف هو الضغط علينا للتوقف عن تأييد الثورة السورية، فليعلموا ان هذا الأمر لن يحصل.

 

السرية المفقودة من اليوم الأول

انطوان سعد/جريدة الجمهورية

صُعق اللبنانيون لدى معرفتهم بخبر توقيف الوزير السابق ميشال سماحة بعدما ضُبط بالجرم المشهود يخطط لتفجيرات كادت، لو حصلت، أن تودي بلبنان إلى المجهول، إن لم نقل بأتون حرب طائفية أو مذهبية. منذ ذلك التاريخ راحت وسائل الإعلام تتناقل الخبر، وتتسابق في إطار السعي لإطلاع الرأي العام اللبناني العربي والدولي على ما وصل إليها من هنا وهناك من معلومات حول صحة ما يتمّ التداول به من معلومات، وعمّا أفضى إليه التوقيف على ذمّة التحقيق، فراحت تنسب للوزير ما قد يتهم به فعلاً، وإن معظم ما كان يُثار في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب تبيّن صحته لاحقاً، بعد أن نشرت صحيفة الجمهورية في عددها الصادر بتاريخ 26/8/2012 هذه التحقيقات، حيث جرى استدعاؤها للمثول أمام قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية في بيروت في اليوم التالي، بتهمة نشر تحقيقات قضائية لا تزال في إطار السرية ! وفي حالات مماثلة أَطلعَت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الرأي العام على فيلم مصوّر (فيه الكثير من المونتاج) للتحقيقات التي أجرَتها مع الدكتور توفيق هندي الذي أوقِف مع مئات من الشباب المعارضين للوجود السوري في لبنان في 7 آب عام 2001، وكان هذا التحقيق يفترض أن يكون سرياً لكونه بعهدة قضاء التحقيق، ولم يعترض أحد على ما حصل لجهة عدم وجوب تسريب أو نشر معلومات قضائية لا تزال في إطار السرية. وفي المرحلة التي تمكنت فيها مديرية المخابرات وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف عشرات الأشخاص بتهمة التعامل مع إسرائيل، سُرّبَت أيضاً كل هذه التحقيقات، حتى أن بعض المواقع الإلكترونية، لا سيما تلك التابعة لـ"حزب الله"، نشرت كل هذه التحقيقات حتى قبل وصولها إلى المحكمة العسكرية، وكان يَلي هذا النشر تحريض على وجوب إعدام المتهمين من دون انتظار انتهاء محاكمتهم. عندها أيضاً، لم يَثُر أحد مسألة نشر معلومات قضائية كانت لا تزال متمتعة بالسرية.

في قضية سماحة العالقة حالياً أمام قاضي التحقيق العسكري، وبعد اطلاع رئيس الجمهورية على خلفيات وجدية الأدلة التي تبرّر توقيفه، ثم محاكمته، أعلن الرئيس سليمان للرأي العام اللبناني عن قلقه وذهوله لِما كان يعدّ له الوزير السابق من أعمال إرهابية وفتن طائفية، وهذا ما أبداه أيضاً البطريرك أثناء زيارته عكار. هكذا يتبيّن أن هذه المعلومات خرجت من طابعها السري إلى الطابع العلني، إذ ربما لم تبقَ وسيلة إعلامية واحدة إلّا ونشرت قولاً أو كتابة التسريبات حول ما تمّ التحقيق به مع سماحة، ما أخرج هذه المعلومات من طابعها السري إلى الطابع العلني.

وعليه، هل من داعٍ للحديث عن السرية في ظل العلنية التي رافقت هذه القضية (منذ تاريخ توقيف سماحة)، كونها، وممّا لا شكّ فيه أنها ستشكل القضية الأبرز على الصعيد القضائي الداخلي التي من شأنها أن تلقي الضوء على الكثير من الاغتيالات، وعلى طبيعة العلاقة اللبنانية السورية، حيث كان النظام في سوريا يتعامل مع الشعب اللبناني على أساس زواج متعة بدلاً من علاقة الأخوة الحقيقية على قاعدة الندية بين دولة ودولة. وعليه، هل يصحّ والحال هذه إثارة موضوع تسريب معلومات سرية تداولتها الألسن والأقلام منذ لحظة التوقيف؟ وإذا اعتبرنا أن هذه المعلومات تتمتع بالسرية فهل يَسري الاتهام على هذه الجريدة وعلى كل من سرّب هذه التحقيقات بشكل أو بآخر؟ وفي حال سلّمنا جدلاً بأنّ هذه المعلومات لم تعد سرية، فإننا نكون قد لامسنا الواقع وقاربناه أكثر من مجرد اعتبار هذه المعلومات مسرّبة، فالتسريب يحصل في أعلى المحاكم الدولية، هكذا حصل في يوغوسلافيا والمحكمة الخاصة بلبنان وفي مختلف قصور العدل وفي مختلف أنواع الدعاوى التي تهمّ الرأي العام.

لذلك، وقبل البحث عن المسؤولية، يقتضي التوقّف عند معرفة ما إذا كانت هذه المعلومات المنشورة لم تزل تتمتع بالسرية أم لا؟ بما لا يضع فِعل هذه الجريدة في إطار نشر معلومات قضائية سرية بل معلومات سَبق أن أثيرت في الإعلام وعلى لسان كبار المسؤولين الرسميين والروحيين والسياسيين، ما يجعل من عامل السرية مفقوداً للقول إن هناك من انتهك هذه السرية، إذ إنّ ما نُشر من تحقيقات عن سماحة علمَ به القاصي والداني منذ لحظة التوقيف، فكان الأصح القول إن نشر التحقيقات جاء ليؤكد كلّ ما أثير عن سماحة لجهة ما قام به من أفعال، من دون البحث بانتهاك السرية التي باتت علنية.

 

سيناريو قيد الإعداد لإطلاق سماحة!

فادي عيد/جريدة الجمهورية

 تفاجأت قيادات بارزة في 8 آذار بالانهيار السريع للوزير والنائب السابق ميشال سماحة، الذي "بقّ البحصة" سريعاً وكشف المستور، لا بل فاق ما كان متوقّعاً منه، الأمر الذي أربك كلّ فريق الثامن من آذار والنظام السوري. ملف سماحة "مبكّل" والاتّهام لا يلقى أيّ شكّ.T+ | T-وبعد صمت هذه القيادات استنفر النظام السوري حلفاءَه من أجل القيام بعملية التفاف على التحقيق، وإذا صحّ التعبير، إنقلاب شامل لإنقاذ سماحة ممّا يتخبّط به ومن "براثن" جهاز المعلومات، ونقله إلى حيث يمكن أن "يطمئن" أكثر، وذلك بهدف الوصول التدريجي إلى إيجاد مخرج، على غرار ما حصل مع العميد المتقاعد فايز كرم ومع شادي المولوي، مع العلم أنّ ملف سماحة "مبكّل" والإتّهام لا يلقى أيّ شك، وهذا ما يدركه "حزب الله" وكلّ قوى 8 آذار.

وبحسب المعلومات، فإنّ أولى دلائل هذا المخطّط الذي ينفّذه حلفاء النظام السوري تمثّل بداية بتقنين عملية استجواب سماحة، ومن ثم نقله من مكان توقيفه إلى موقع آخر، وبالتالي خروج القيادات الموالية للنظام السوري عن صمتها بعدما كانت التزمته بشكل مريب، وكان النائب ميشال عون أوّل الخارجين عن هذا الصمت عندما شنّ هجوماً على قوى الرابع عشر من آذار وفرع المعلومات التي "لم تتمكّن من إلقاء القبض على صرصور" بحسب عون.

وهنا تشير جهات عليمة إلى أنّ جنرال الرابية لم يدافع عن سماحة ويقول ما قاله لولا وصول "التعليمة" إليه مترافقة مع سلسلة خطوات ومواقف كرّت تباعاً، بدءاً بموقف الحليف الأبرز للنظام السوري النائب سليمان فرنجية، الذي هدّد قوى 14 آذار بالقول "إذا ظننتم أنّه بإمكانكم تغيير وجه لبنان وعقيدة جيشه عبر الانتخابات القادمة، فأنتم مخطئون لأنّنا لن ندعكم تأخذوننا إلّا بالقوة".

وبعد ذلك حصلت خطوات أمنية بدءاً من أحداث طرابلس وموقف رفعت عيد الذي عبّر عن دعم سوري هائل بهدف فتح جبهة عسكرية في طرابلس، وصولاً إلى ظهور الجناح العسكري لآل المقداد للمطالبة باسترداد غسّان المقداد المخطوف في سوريا. ولم تمضِ ساعات حتى ظهر السيّد حسن نصرالله على التلفزيون محمّلاً قوى 14 آذار وتصرّفاتها مسؤولية عدم قدرته على ضبط الشارع وظهور الأجنحة العسكرية. وتلفت الجهات العليمة نفسها إلى أنّ التطوّرات الأمنية والسياسية جاءت متزامنة ومبرمجة مع بعضها البعض بهدف الضغط لتنفيس ملفّ الوزير سماحة وتصغيره وصولاً إلى إطلاقه، ولو بعملية أمنية إذا اقتضى الأمر. مع الإشارة إلى معلومات سبقت هذه التطوّرات وتمثّلت برسالة مشفّرة نقلها المحامي مالك السيّد إلى سماحة داعياً إيّاه إلى التماسك ونقض ما قاله في التحقيقات الأوّلية بعدما أكّد له بأنّه "غير متروك"، وثمّة خطوات تحصل لمتابعة ملفّه، في حين أنّ اللواء جميل السيّد كان أوّل من تحرّك ووصل إلى منزل سماحة يوم إلقاء القبض عليه، لأنّه يدرك حجم تورّط سماحة والمعلومات الخطيرة التي يملكها، وكونه خزّان المعلومات للرئيس بشّار الأسد، مع التذكير هنا بأنّ اللواء السيّد كان ظهر في إحدى الحلقات السياسية التلفزيونية التي سيطر عليها الانفعال معتبراً أنّ ما حصل لسماحة تتحمّل مسؤوليته قوى 8 آذار و"حزب الله" بسبب تخاذلهم، متّهماً إيّاهم بأنّهم تخلّوا عن سماحة. وتكشف الجهات نفسها أنّ ملف الوزير سماحة هو الشغل الشاغل للنظام السوري على رغم الأحداث والعمليات العسكرية التي تجري في سوريا، مشيرة إلى أنّ هذه المتابعة الدقيقة للملف تأتي على خلفية إدراكها مدى الإنعكاس القاتل على النظام الذي يعاني في هذه المرحلة خطر السقوط. وهنا، يكشف مسؤول غير مدنيّ بأنّ "إلقاء القبض على سماحة يُعتبر اعتقالاً لبشّار الأسد، وبالجرم المشهود". وعليه، تشير المعلومات إلى أنّ الأيام القليلة المقبلة ستشهد مواقف دراماتيكية لقوى 8 آذار وسط حملات إعلامية وسياسية في أكثر من اتّجاه، ومن غير المستبعد حصول خضّات أمنية، وذلك على خلفية إخراج سماحة من السجن، أو التوصّل إلى مخرج على غرار ما جرى مع العميد فايز كرم، لا سيّما وأنّ المؤشّرات تصبّ في هذا السياق، لأنّ التحضيرات جارية على قدم وساق والسيناريوهات جاهزة لبدء العمليات السياسية وغير السياسية ليكون سماحة حرّاً طليقاً.التعليقات

 

سليمان للمعلم: "تحدّيت العالم" عندما قدّمت التعازي بالضباط الأربعة

جورج شاهين/جريدة الجمهورية

ليس صحيحاً أنّ العلاقات الرئاسية بين لبنان وسوريا قد استعادت شيئاً من حيويتها فالقطيعة بين الرئيسين سليمان والأسد ما زالت قائمة، لا بل هناك مَن يخشى من قطيعة مماثلة على مستوى اللجان العسكرية بين البلدين. وسط اعتقاد أنّ اللقاء الذي جرى على هامش قمة طهران بين سليمان والوفد السوري لم يقدّم ولم يؤخّر. ما هي حقيقة ما جرى في طهران والنتائج المتوقعة؟

رفضت مصادر مقربة من قصر بعبدا الحديث عن لقاءات سرّية عقدها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في طهران على هامش قمة دول عدم الانحياز. وقالت إنّه ليس من عادات الرؤساء اللبنانيين والرئيس ميشال سليمان بنوع خاص أن يعقد لقاءات سرية على هامش مثل هذه القمم والمؤتمرات الدولية.

وأضافت: إنّ ما عقده سليمان من لقاءات رسمية مع العديد من رؤساء الدول والوفود العربية والأجنبية التي شاركت في المؤتمر كان موثقاً ومعلناً. ذلك أنّ الحديث عن لقاءات أخرى عقدت في صالونات وباحات المؤتمر لم تكن لقاءات رسمية، ومنها العديد ممّا لا يمكن الإشارة إليها أو اعتبارها من اللقاءات التي دبّرت بالوسائل الدبلوماسية سواء بطلب من الوفد اللبناني أم الآخر.

لقاء بمبادرة سورية

ومن هذه اللقاءات المفتوحة التي عقدت في أحد الصالونات الخمسة عشر المفتوحة بعضها على بعض والمكشوفة على عشرات الشخصيات الدولية التي كانت تمثل 120 دولة كان اللقاء الذي قصده الوفد السوري بمبادرة منه ومن دون أي مقدمات، عندما اقترب وزير الخارجية السورية وليد المعلم من الرئيس سليمان ملقياً التحية ومعانقاً راغباً في أن يقدّم له رئيس الحكومة السورية الجديد وائل الحلقي وأعضاء الوفد المرافق.

رحّب رئيس الجمهورية بالتعارف وحيّا الوفد مطمئناً إلى الوضع في سوريا ومجريات الأحداث الدامية فيها ما أدّى إلى نقاش بعضه على الواقف والبعض الآخر "على القاعد" في الصالون المكشوف.

سليمان كان عاتباً بقوة

وتقول المصادر العليمة إنّ تطور النقاش قاد إلى ما يمكن اعتباره اكثر من جلسة على الواقف وأقل من لقاء قاد رئيس الجمهورية إلى التعبير عمّا يمكن اعتباره أكثر من عتاب سال فيه عن السباب الموجبة للحملة التي قادها الإعلام السوري والهجوم الذي شنّه أصدقاؤكم في بيروت متسائلاً عما إذا كانت سلسلة المواقف المبدئية التي اتّخذها تقود إلى هذه الحملة التي لا يقر بها منطق ولا تاريخ العلاقات بينه والقيادة السورية والرئيس الأسد شخصيا قبل غيره من المسؤولين.

وقال الرئيس سليمان ما معناه: أنا شو قلت، وهل يمكن السكوت على ما حصل!؟ نعم أنا عندما إطلعت على التحقيقات الأولية وما كان يمكن أن تؤدي إليه سلسلة الانفجارات التي كانت تدبّر. نعم، هنّأت المدير العام لقوى الأمن الداخلي ورئيس فرع المعلومات على ما أُنجز، وما كُشف قياساً على ما كان يمكن أن يحصل لو انتقلت العملية إلى مراحلها التنفيذية. واعتقد صادقاً أنّ التهنئة كانت واجباً لا بد منه.

وأضاف سليمان: ولما رأيت العبوات الناسفة والمتفجرات التي نقلت إلى بيروت، ذهلت لا بل صدمت بما رأيت، ولم اتّهم أحداً ولم أسمِّ أي شخص سوري من أي موقع كان أيّاً كانت مسؤولياته، لا بشكل مباشر أو غير مباشر. ولم أتناول حتى ميشال سماحة حتى بالاسم.

وكل ما فعلته أنني وجهت رسالة إلى الرئيس الأسد لاستيعاب الصدمة والموقف معاً، وانتظرت اتصالاً منه شبيهاً بالاتصال الذي أجريته مستوضحاً حجم الملفات التي أدّت إلى إدّعاء القضاء السوري على شخصيات لبنانية من كل المواقع الحكومية والنيابية والقيادات العسكرية والحزبية.

أضاف: منذ آذار ونيسان الماضيين نحصي التوغّلات وعمليات القصف على الأراضي اللبنانية، ومعها الجرحى والقتلى من مدنيين وعسكريين، واكبناها عبر المراجع السياسية والأمنية في البلدين وبالقنوات المفتوحة بيننا، فإذا بنا نفاجأ بالشكوى التي رفعتموها أمام مجلس الأمن بما حملته من مغالطات وتجاوز للحقائق في الكثير منها. وبذلك أعتقد صادقاً أنّ هذه الخطوة جاءت على عكس ما كان يجب أن تكون، ومخالفة لما كنا قد تبادلناه من اقتراحات لضبط الحدود والتعاون لمنع أي تدخّل في الشأن السوري وبالعكس طالما أنّنا لم نرسم الحدود بشكل دقيق ونهائي.

... والمعلم كان متفهماً

وهنا قاطعه المعلم لافتاً إلى انّه قد لا يكون الرئيس بشار الأسد في هذه الصورة التفصيلية بالذات، وقد يكون منهمكاً بملفات أخرى ولكنّني سأوصل إليه هذا الحديث فور عودتي إلى دمشق.

وقال الرئيس سليمان لقد تحدّيت العالم عندما اتّصلت للاطمئنان إلى صحة مَن استهدفهم انفجار مقرّ فرع الأمن القومي، وقدّمت التعازي للرئيس الأسد بالقادة الذين قتلوا. وكلكم تعرفون ما كان عليه الجو الدولي والإقليمي والعربي. كان متفهماً، ولم يكن على استعداد لتقبل مجرد فكرة الاتصال أو تقديم التعازي ولكنني فعلتها عن قناعة.

ورغم ذلك فُسّرت الخطوة على غير مراميها في وسائل إعلامكم وبشكل مرفوض وسيّئ، حتى انّ أحد المواقع الإلكترونية الذي تديرونه، قال: إنّ ميشال سليمان اتّصل بالرئيس الأسد للتأكّد من مكان وجوده، أو من أجل أن أسجّل بصمته الصوتية.

ويضيف العارفون بتفاصيل اللقاء أنّ المعلم أنهى اللقاء بالإشارة إلى انه سيعتبر نفسه مكلفاً بنقل هذه الأجواء إلى الرئيس الأسد شخصياً بكل أمانة وصدق، فنحن متفهمون لملاحظاتكم فخامة الرئيس ونحن باقون على الخط. إلى هذه الملاحظات انتهى اللقاء الذي لم يعلن عنه ليس للاحتفاظ به لقاء سرّياً ولأنّه لم يكن لقاء رسمياً وقد عقدت لقاءات مثله مع الكثير من رؤساء الوفود العربية والأجنبية ذلك ان ما تبع اللقاء عكَسَ مزيدا من التشدّد السوري غير المبرّر ولم يكن للقاء أي نتائج أو مفاعيل إيجابية إلى الأمس القريب تغيّر من شكل العلاقات التي يرغب فيها السوريون مع لبنان. التعليقات

 

هل يتحضّر "حزب الله" لمواجهة مُحتملة مع السلفيين؟

علي الحسيني/جريدة الجمهورية

كثيرة هي العوامل السلبية التي أرخَت بظلالها على ما تبقّى من مسيرة "حزب الله"، فهو على ما يبدو في صدد إهدار 31 عاماً أمضاها في النضال والجهاد ضد إسرائيل مقابل التمسّك بأنظمة يظنّ أنها كفيلة بإطالة عمره، ربما طمعاً في الحصول على "اليوبيل الذهبي".المرحلة الحالية هي من أسوأ المراحل التي مرّت على "حزب الله" منذ تأسيسه، على رغم مروره بالعديد من الانتكاسات المعنوية والمادية. وقد يصحّ القول إنّ الحزب، الذي ارتبط اسمه بأهمّ المقاومات التي وجدت في تاريخ الشعوب، أضاع رصيده ومحصوله الشعبي بين خلافات داخلية وخارجية لا تمتّ إلى قضيته بصِلة، أو حتى إلى الهدف الذي وجد من أجله، وهو نصرة المظلومين. وتؤكد مصادر سياسية أن "الحزب قد أنشأ منذ أسبوعين تقريباً مجموعات تنظيمية داخلية سمّيت ضمناً بـ"خلية إدارة الأزمة"، هدفها صياغة قراءة دقيقة للمرحلة التي يمر فيها العالم العربي، وعلى رأسها مصير الحزب في حال نجاح الثورة السورية".

وتقول: "من بين أفراد تلك الخلية طلّاب جامعيون لبنانيون وعرب تتركّز أدوارهم على دراسة نظرة الشارع المحلي والعربي للدور الذي يؤديه "حزب الله" في ظل "الربيع العربي"، واستِمزاج الرأي في الدعم الذي يوفّره الحزب للنظام السوري". وتكشف المصادر أنّه "على رغم العداء الكامل بين إيران و"حزب الله" من جهة، وبين الغرب وفي طليعته أميركا وإسرائيل من جهة أخرى، إلّا أن النخبة من رجال الخلية توصّلت في اولى دراساتها إلى تقاطع في الأفكار بين الجهات كافة، لجهة النظرة إلى ما بعد الرئيس السوري"، وترى أن "الجميع متوافق على أن بقاء النظام السوري مع تعديلات جذرية في بنيانه، هو افضل بكثير من وصول السلفية السنّية الى حكم بلد مجاور لدولة إسرائيل الموعودة بالتوسّع من النيل إلى الفرات". وتوضح المصادر أنّ لـ"حزب الله" نظرة مستقبلية تجاه لبنان باتت شبه مؤكدة، وهي أن هناك صراعاً سنّياً- شيعياً على الأبواب لا محالة، وهو يعتبر أن هناك بلداناً عربية ترعى مجموعات بأعداد كبيرة وتغذيها وتدربها بغية إرسالها إلى لبنان، ليصبح الحزب جزءاً أساسياً من معركتها المقبلة"، وتلفت إلى أن "حزب الله" يتحضر لهذه اللحظة أكثر ممّا يُعدّ لإسرائيل، وهو يدرك تماماً أن عَرقنة لبنان بعد سوريا مشروع قائم لدى الجهات التكفيرية التي ستكون اولى بوادرها إرسال سيارات مفخخة إلى أماكن محسوبة على الطائفة الشيعية، وتحديداً "حزب الله". وتشير المصادر إلى أنّ "دراسة الحزب أفضَت أيضاً إلى التأكد من وجود خلايا نائمة تابعة لتنظيم "القاعدة" في لبنان، هدفها رصد تحركات مناطق وقياديين وشخصيات تابعة لـ"حزب الله"، وأن مجموعة من هؤلاء حاولت، خلال فترة انتشارها، التموضع داخل شقة في إحدى القرى الجنوبية، وقد ألقى جهاز امن الحزب القبض عليها، ثم عاد وسلّمها إلى مخابرات الجيش اللبناني". وتشدد المصادر على أنّ "جهاز أمن الحزب يضع ضمن أولوياته العمل على تقصّي الأماكن التي يتجمع فيها السلفيون، بحيث يعتبر أن مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة باتا يشكلان ملاذاً آمناً لتلك المجموعات، ولذلك فإنّ الحزب يُخضع منطقة صيدا وجوارها إلى مراقبة شديدة للحؤول دون تنفيذ أيّ مخطط ينطلق منها". وتشدد المصادر على أنّ "عقيدة "حزب الله" الدينية والإيديولوجية تقوم على الإيمان المطلق بولاية الفقيه التي تؤسس لظهور المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وهذا يعني أنّ الحزب عندما يقول إن سلاحه لن يُسلّم إلّا إلى دولة عادلة، فهو حتماً لا يعني الدولة اللبنانية، إنما الدولة التي ينتظرها بحسب عقيدته". وتختم بالقول: "إن قيادة الحزب بدأت تستعد لمواجهة محتملة مع السلفية السنّية التي باتت تشكل الخطر الأكبر على وجوده، في ظلّ عالم عربي تحكمه أغلبية سنية".

 

الذاهبون مع آل الأسد

امجد اسكندر/جريدة الجمهورية/منتهى الأسف عندما يحذِّر عون من حرب عالمية يقف فيها الى جانب الأسد.تيبس الأوراق فتسقط عن الأشجار. أوراق من كلّ شكل ونوع، تأتي بها الريح الى الزوايا... لتهترئ او لتحترق. "حزب الله" والعونيّون والقوميّون ومن لفّ لفّهم، أوراق خريف هبّت عليها الريح السورية فتجمّعت وتكوَّمت في انتظار أن تصبح أوراقا محترقة. ما الذي يجمع بين حزب ديني، وأحزاب قومية ودنيوية، ومسيحية ضائعة بين دينها ودنياها؟ في العقيدة لا شيء. وفي العقم والباطل كلّ الاشياء. لم يُرد التاريخ أن يَسقطوا فُرادى. منذ نحو الخمسين سنة وهو يحوطهم ويجمعهم ليحشرهم في الزاوية، ليهترئ منهم مَنْ لن يحترق! لو سقطوا بريح اسرائيلية لكانوا كسبوا شرفا، لكنّ التاريخ أراد لهم السقوط بريح سورية ليتوازى مصيرهم بحجمهم وبشكلهم وبنوعهم: "اوراق خريف متساقطة" لربيعٍ سوريٍ آتٍ، وربيعٍ مُستعادٍ للبنان. لم يسمح التاريخ لإسرائيل بنصر ساحق على "رموز الممانعين"، أراد لهم أن تدوسهم شعوبهم، لأنّ اسرائيل لا تستحق ذلك النصر عليهم، ولأنّهم لا يستحقون حتى تلك الهزيمة على يدها. بغير العقم كيف يجب وصف من يأخذ على الثورة السورية تعدّد آرائها ومشاربها وعدم اتّفاقها على مشروع سياسي واحد؟ يكفي أنّهم متّفقون على إسقاط الاستبداد، والبقية تفاصيل.

الحمد لله انّهم ليسوا على عقيدة واحدة وسياسة واحدة. ثورات العقيدة الواحدة والفكر الواحد والحزب الواحد والقائد الواحد، أبادت حقوق المواطن وقمعته ومنعت تداول السلطة وشرّعت جرائم القتل والتعذيب تحت عناوين سخيفة. ثوّار اليوم من طينة أخرى، ونحن في زمن آخر. وإذا أراد ثوّار اليوم ان يقتدوا بثورات الامس سيلقون مصير القذافي والأسد ومبارك وبن علي.

لأنّهم متعدّدو الافكار، سيكون لهم حكومات متعدّدة، وأسماء رؤساء متبدّلة، وسلطات متبادلة. لن تقوم سوريا الحرّة في لحظة سقوط آل الأسد، لكنّها لن تعود الى الوراء. وهي إن تأخّرت في الاستقرار، فلأن "ثورات الممانعين" حوّلتها صحراء سياسية ولا بدّ من وقت لتنبت الأزهار وترتفع الأشجار. وبغير الباطل كيف يجب وصف من يبرّر مساندته آل الأسد لأنّهم وافقوا على القيام بإصلاحات. الأمين العام "لحزب الله" يتبنّى هذه المقولة. ربّما أتته هذه الفكرة اقتداءً بالإصلاحات المتواصلة للنظام الايراني تلبيةً لمطالب المعارضة السلمية التي تُمنع كلّما أطلت على انتخابات، وتُقمع كلّما نزلت الى شارع. أو ربّما يسند حجّته الى أنّ الخميني سلك الدرب نفسه، فجلس مع الشاه حيث وضعا معاً خريطة طريق لانتقال سلِس في السلطة على طريقة فرنكو اسبانيا والاحزاب.

أو ربّما يريد أن يعطي المثل الصالح فيذكِّر ثوّار سوريا بمصير شركاء ولاية الفقيه في الثورة من يساريّين ونهضويّين وحتى إسلاميين، الذين طالبوا بإصلاحات وبتصويب الثورة فقُتلوا وطُردوا واغتِيلوا في المنافي. المطلوب في سوريا تغيير لا إصلاحات، لقد انتهت مدّة صلاحية هذه الانظمة التي نسفت ما قبلها، وتطالب اليوم، وبوقاحة، أن يبقى لها سلطة ونفوذ وسلاح ومال وأرض وورثة! وبغير الضحك الممزوج بالأسف كيف يجب تحمّل نظريات ميشال عون ــ "العونيين"؟ هو مع نظام آل الأسد لأنّه خائف من الفكر الديني الآحادي.

هل يقصد انّه خائف من "حزب الله"؟ أم أنّ "حزب الله" لا يؤمن بفكر ديني، ولا بالرأي الأحادي في مسائل، ربّما بسيطة عند عون، كمثل قرار الحرب والسلم وربط لبنان بنزاع ايران ومصالحها في الشرق الاوسط؟ ثمّ ما الفرق بين أحادية الفكر الديني، وأحادية الفكر البعثي أو العلماني أو الأسدي؟ تعدّدت الاسباب والجريمة واحدة. قمّة الضحك او منتهى الأسف عندما يحذِّر عون من حرب عالمية يقف فيها الى جانب الأسد في "أم المعارك" مع الغرب والشرق. وعندما يعلن "نائب عوني" من آل عون أن لا ارتباط بينهم وبين النظام السوري وأنّهم لم يقفوا يوماً مع هذا النظام ضدّ شعبه! ورد في فكري مئة حجّة تدحض هذه النظرية، ولكن أحيانا الردّ على السذاجة مضيعة لوقت من يكتب... ومن يقرأ.

 

الدكتور توفيق هندي لـ"الجمهورية": تطبيق الطائف شرطه استعادة السيادة

شارل جبور/جريدة الجمهورية

يعتبر الدكتور توفيق هندي أنّ الخلاص الوطني ونجاح النموذج اللبناني يشترط تحقيق مسألتين أساسيّتين: إستعادة الدولة سيادتها على كامل أراضيها واحتكارها القوة المسلحة، ومن ثمّ إرساء المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين، ويرى أنّ تحقيقها يؤدّي إلى تنفيذ اتفاق الطائف الذي يدافع عنه بشراسة، داعياً إلى تنفيذ كامل بنوده قبل التفكير في أي تعديلات إجرائية وليس أساسية على متنه.

 هل اتّفاق الطائف قابل للتطبيق؟ يفترض أن يكون الطائف قابلاً للتطبيق في أي وقت كان، ولكن ما حال دون تطبيقه في السابق هو الوجود السوري في لبنان الذي استفاد من ظروف إقليمية (حرب العراق) دفعت المجتمعين العربي والدولي إلى إهداء لبنان إلى سوريا لتسيير أموره.

فالظروف اختلفت بين لحظة نشأته من حيث موازين القوى التي كانت سائدة آنذاك، ووقت تنفيذه. والسبب الأساسي في هذا الإطار هو الحرب التي شنّها صدام حسين على الكويت واحتلاله لها، ما غيّر كلّ المقاييس وأدخل سوريا شريكاً مع أميركا والدول الخليجية التي خافت على نفسها، وبالتالي ولدت إرادة دولية وعربية بأن تدير سوريا لبنان.

وقد استمرّ هذا الوضع حتى العام 2005، تاريخ خروج الجيش السوري من لبنان، إلّا أنّ إيران حافظت على وجودها فيه من خلال وجود "حزب الله"، وبالتالي فإنّ موازين القوى فرضت حالة من عدم التوازن وعدم القدرة على تنفيذ اتّفاق الطائف أو غيره. ولكن هذا لا يعني أنّ هذا الاتفاق لن يُطبّق أبدا، بل إنّه سيكون قابلاً للتطبيق عندما يستعيد لبنان سيادته واستقلاله الكاملين، وتصبح الدولة فعلاً موجودة.

كلمة مقاومة غير موجودة

إتّفاق الطائف لا يقتصر فقط على الإصلاحات التي تطال النظام السياسي والدستور، إذ إنّه يضمّ أيضاً حلّا لجميع الإشكالات التي طرأت منذ حرب 1975، إذ ينصّ على موقف تجاه إسرائيل وموقف آخر تجاه الدولة وأجهزتها أي بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، من هنا نجد التشديد على دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وفي الوقت نفسه تسليم كافة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية سلاحها، أما بدعة المقاومة وما يدّعيه البعض عن ذكر هذا التعبير في نص الطائف، فهذا غير صحيح إطلاقاً، كلمة مقاومة غير موجودة.

صحيح أنّ هناك بنداً حول تحرير الأرض ولكنّه واضح جداً، إذ ينص على العودة إلى اتّفاقية الهدنة عام 1949 وتنفيذ القرار 425 إلى جانب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. أمّا في ما يتعلّق بالعبارة الواردة في البداية والتي تشير إلى "استعمال كامل الوسائل لتحرير الأرض، فلا يعني بتاتاً أنّ المقاومة محصورة بـ"حزب الله"، كما أنّ هذا البند يأتي في إطار أكبر وهو بناء الدولة اللبنانية، أي أنّ العنوان العريض لاتفاق الطائف هو بناء الدولة. وأكثر من ذلك، فإنّ مَن غطّى الطائف على المستوى المسيحي هما طرفان أساسيان: "القوات اللبنانية" على المستوى السياسي، وبكركي والبطريرك صفير على المستوى الوطني والكنسي. وبالتالي، لم تكن هذه التغطية لتؤمن، لولا أنّها كانت تعني أن تسلّم القوى المسيحية سلاحها في حين أنّ "حزب الله" أو غيره يحتفظ بسلاحه بذريعة المقاومة. فهل من المعقول أن يقبل هذان الطرفان بهذه المعادلة؟ فحزب "القوات" كان أيضاً مقاومة لتحرير لبنان من كافة الأطراف التي وضعت يدها عليه، عدوّة كانت أم صديقة.

سلاح "حزب الله"

• هل سقوط النظام السوري يدفع في اتّجاه تسليم "حزب الله" سلاحَه؟

سقوط النظام السوري سيخلق ميزان قوى داخل لبنان يؤدي إلى أن يكون موقعا "حزب الله" و8 آذار أضعف من السابق، ولكن هل يكون هذا الأمر كافياً لكي يسلّم "حزب لله" سلاحه؟ برأيي، من الصعب أن يؤدّي سقوط النظام الأسدي إلى هكذا نتيجة. هناك مَن يسعى إلى تشبيه وضع "حزب الله" بوضع حزب "القوات" عندما سلّم سلاحه، ولكن هذا غير صحيح، فالوضع مختلف تماماً.

فمشروع "القوات" هو قيام الدولة اللبنانية، أمّا "حزب الله" فمشروعه جهادي إسلامي (بالمفهوم الشيعي)، يتعدّى تصوّره وإطاره الحدود اللبنانية، ويتعدّى الصراع العربي – الإسرائيلي وهو صراع كوني. والأساس في هذه المرحلة الاستراتيجيّة التي يمرّ فيها مشروع "حزب الله" هو "المقاومة"، والتي لا تعني تحرير الأرض اللبنانية.

فبالعودة إلى الوثيقة السياسية التي وقّعها عام 2009، يتبيّن لنا أنّ هدفه أوسع بكثير من تحرير مزارع شبعا بل يتعدّاها إلى تدمير دولة إسرائيل والى ما بعد بعد تدمير إسرائيل.

وبالتالي إذا سلّم سلاحه في هذه المرحلة، فهذا يعني أنّه تخلّى عن مشروعه الأساسي وعن علّة وجوده السياسية، فهو ليس حزباً شيعياً ولا حزباً إسلامياً في وسط شيعي. وهذه المسألة تختلف تماماً فالحزب الشيعي هو حركة "أمل".

طالما لدى "حزب الله" القدرة على الحفاظ على سلاحه من خلال ميزان القوى فهو لن يتخلّى عنه. واليوم، إذا تطوّر الأمر أكثر، بمعنى أنّه إذا تعرّضت إيران بدورها لضربة على المُفاعل ومنشآتها النووية، قد يقدّر "حزب الله" أن لا مجال ولا ظروف مؤاتية لاستكمال مشروعه، وبالتالي قد يتخلّى عن سلاحه. إذاً، إنّ سقوط النظام وحده لن يؤول إلى تخلّي "حزب الله" عن سلاحه.

• هل تعتقد أنّ الأزمة اللبنانية ستبقى معلّقة في انتظار أن يسلّم "حزب الله" سلاحه؟

طالما أنّ هناك طرفاً يحمل سلاحاً أقوى من سلاح الدولة ويملك قرار تحريكه، فلا وجود للدولة اللبنانية، بل هو شكل دولة ومن الصعب أن تصبح فعليّة قادرة على اتخاذ قرار فعلي وتسيير أمورها.

• هل تعتقد أنّ "حزب الله" يريد تطيير اتّفاق الطائف؟

"حزب الله" لم يكن يوماً مع اتفاق الطائف، الذي يلغي وجوده المسلّح، وهو يدرك ذلك ولكنّه يحاول التحايل على الموضوع، وطالما أنّ الجميع يؤيّد اتفاق الطائف فهو مضطرّ إلى نفي معارضته له، ولكن هذا مجرد كلام ولكنّه فعلا ضدّ هذا الاتفاق. ما يهمّه ليس تغيير المعادلة الداخلية كما يقول البعض، بل ما يهمّه هو تحديد وجهة لبنان في المنطقة.

• هل يطبّق الطائف كما هو اليوم أم أنّه يحتاج إلى تعديلات؟

المناصفة المسيحية-الإسلامية

النقطة الأساسية التي يقوم عليها الطائف هي قضية الدولة بشكل عام وسيادتها والحرية والاستقلال وما إلى ذلك، وصيغة الدستور الأساسية القائمة على معادلة واضحة هي المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين إلى حين إلغاء الطائفية، وذلك حسب آلية معنية ينصّ عليها الطائف والمادة 95 من الدستور.

يجب الالتزام الكامل بهذه المعادلة، وأي محاولة للتلاعب بها تكون خطأ كبيراً. فمن مصلحة المسلمين قبل المسيحيين المحافظة على هذه المسألة إذا أرادوا المحافظة على الكيان اللبناني، أمّا إذا أرادوا أن يصبح لبنان مثل سوريا، مصر أو الأردن، حيث وضع المسيحيين غير شبيه تماماً بوضع المسيحيين في لبنان، فنحن منطلقون من دولة طابعها مختلف بالأساس عن طابع الدّول الأخرى، وبالتالي يجدر بنا أن نبقى في إطار لبنان الكيان المميز الرسالة، وأن نصون هذه المعادلة الأساسية وهي المناصفة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين. وهنا المقصود ليس إلغاء الطائفية السياسية بل إلغاء الطائفية، والالتباس كان مقصوداً.

في البداية، يجب تنفيذ كامل بنود اتفاق الطائف. أما عمّا إذا كان هناك من ضرورة لتعديل بعض بنوده، فهذا يكون بعد السير في عملية التنفيذ. كما هناك بعض الشوائب ولكنها قضايا إجرائية، ففي إطار صلاحيات رئيس الجمهورية على سبيل المثال، هناك بعض القضايا الإجرائية التي يُفترض توضيحها تنفيذاً لصلاحياته.

مصدر السلطات هو مجلس النواب الذي ينتخب رئيساً للجمهورية ويُعيّن رئيساً للحكومة ويعطي الثقة للحكومة وينزعها عنها. وبالتالي هو المركز الرئيسي، وإذا فُقد التوازن في المجلس، تُفقد المناصفة الفعلية والتوازن بين السلطات أو الرئاسات الثلاث. إذا، يبدأ التوازن في المجلس النيابي حيث يحصل المسيحيون على مناصفة فعلية في هذا المجلس، وذلك من خلال قانون الانتخاب الذي يؤمّن المناصفة الفعلية والعيش المشترك.

ولكن يبقى شرط تنفيذ الطائف أن يزول العنصر الذي يعيق وجود الدولة ألا وهو السلاح.

تلافي الحرب على لبنان

• ماذا لو لم يسلّم "حزب الله" سلاحه واستطراداً ما انعكاسه على لبنان؟

لكي "لا يذهب الصالح بعزى الطالح"، على الدولة اللبنانية أن "تنشق" عن "دولة حزب الله" إذا رفض الحزب تسليم صواريخه بالسرعة البيانية للجيش اللبناني لتفويت الفرصة أمام إسرائيل لتدمير ليس فقط حزب الله إنّما لبنان دولة، شعب وأرض. ومن الواضح أن ترسانة "حزب الله" باتت تشكّل عاملاً "مهدّداً" لأمن إسرائيل، بتقدير القيادة الإسرائيلية. وإذا كان سلاح الحزب الذي يتحرّك بقرار ذاتي مترابط مع قرار إيران يستجرّ منطقياً الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان، بغض النظر "لمن يكون الانتصار"، يمكن تلخيص الحالات التي يمكنها في هذه المرحلة أن تنتج هذه الحرب على الشكل التالي:

1. أن تأخذ إسرائيل المبادرة بضربة استباقية على لبنان تحضيراً لضربة على إيران باتت بحكم الواقعة بنسبة عالية قبل الانتخابات الأميركية وبشكل شبه مؤكد في الربيع القادم على أبعد تقدير.

2. أن يبادر حزب الله بحرب على إسرائيل على الحدود أو في الخارج (مثلا" بلغاريا؟!)، رداً على هجوم إسرائيلي على إيران أو للخروج من مأزقه اللبناني على وقع سقوط الحكم الأسدي وضعف إيران النسبي نتيجة حصارها وعزلتها، أو لمحاولة خلق دينامية "مقاومتيّة" قد يظن الحزب أنّها قد تساهم في إخراج الحكم الأسدي من ورطته أو تطويل عمره.

3. أن تبادر إسرائيل بهجوم على لبنان إذا تمّ نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله تعتبرها خطرة (بعض أنواع الصواريخ، أسلحة كيماوية أو بيولوجية).

4. أن تبادر إسرائيل بضرب حزب الله كبدل عن ضائع، أي ضرب إيران. لم تكن يوماً الحرب الإسرائيلية على لبنان أقرب من اليوم. نتمنّى على رئيس الجمهورية أن يستخدم صلاحياته الدستورية بالحفاظ على سلامة لبنان واللبنانيين للطلب رسمياً من حزب الله تسليم صواريخه إلى الجيش اللبناني، ونتمنّى من الرئيس ميقاتي تقديم استقالته وبالتالي استقالة الحكومة لكي لا تتحوّل الحرب على حزب الله إلى حرب على لبنان.

 

سوريا: انهيار الاقتصاد قريب!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

النظام السوري محكوم عليه - بالأرقام والحسابات - أن يتداعى وينهار، ليس فقط من خلال انفراط الأمن، أو إثر الإرهاق العسكري اليومي، ولكن من خلال الملف الأخطر وهو «الملف الاقتصادي».

حجر الزاوية، والعمود الرئيسي الذي تبنى عليه خيمة أي نظام سياسي معاصر، هو تماسك الوضع الاقتصادي وقدرة الدولة على تلبية مطالب مواطنيها من الاحتياجات والخدمات والالتزامات اليومية. وحيث إن اقتصاد سوريا اعتمد منذ أكثر من 42 عاما على ما يعرف باسم اقتصاد «دولة الرعاية»، بمعنى قيام الدولة بدعم السلع والخدمات الأساسية للمواطنين، فإن أكثر من 85 في المائة من أبناء الشعب السوري، البالغ تعداده الآن قرابة الـ24 مليونا، يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على دعم تلك الدولة. والمتأمل بدقة لأداء الاقتصاد السوري منذ 20 شهرا سوف يلاحظ تآكل هذا الاقتصاد الوطني وتدهور أدائه بشكل يهدد كيان النظام. وتقول الإحصائيات الأخيرة المحايدة حول أداء الاقتصاد السوري إن الاحتياطي النقدي للبنك المركزي فقد أكثر من نصفه، وإن الناتج المحلي شهد انكماشا يقارب الـ5 في المائة، كما أن «الليرة السورية» فقدت مركزها إزاء الدولار الأميركي وانخفضت قيمتها من 48 ليرة مقابل الدولار إلى أكثر من 80 ليرة في غضون 14 شهرا! وتراجعت الصادرات السورية من العملات الأجنبية من 14 مليار دولار عام 2011، إلى 7.2 مليار عام 2012، وينتظر أن يفقد هذا الرقم 50 في المائة من قيمته في الربع الأخير من هذا العام. وبعدما شهدت سوريا إقبالا من الاستثمارات الخليجية والأوروبية في الفترة من 2007 إلى 2010، فإنها وصلت الآن في ظل سياسة المقاطعة الاقتصادية والحصار إلى حالة من شبه التوقف. وتدل الإحصائيات أيضا على تراجع الودائع في البنوك السورية من 30 إلى 35 في المائة في الآونة الأخيرة، وسعي معظم المواطنين والمستثمرين إلى «الدولرة» وتهريب ودائعهم إلى الخارج وبالذات إلى البنوك اللبنانية حيث إنها الأسهل والأقرب لهم. وتعرضت اليد العاملة السورية في لبنان (والبالغة من 700 ألف إلى مليون من العمال البسطاء إلى صغار ومتوسطي التجار) إلى أزمة كبرى بعد ازدياد مشاعر الاستنفار والعداء الشخصي تجاههم، مما دعاهم إما للعودة إلى الوطن من دون عمل مما يزيد من حالة البطالة، أو البحث عن وطن آخر يؤمن لهم لقمة عيش. أما السياحة في سوريا فقد تراجعت مؤخرا بنسبة 95 في المائة بسبب تدهور الوضع الأمني. إذن، بمفهوم التحليل المالي والاقتصادي، نحن أمام نظام مالي يتجه بسرعة جنونية إلى الانهيار. وللأسف الشديد فإن هذا الانهيار يؤلم كل عربي يؤمن بأن نجاح اقتصاد دولة عربية هو إضافة إيجابية للاقتصاد الكلي للقوة العربية، لكن ما هو حادث يؤدي - للأسف الشديد - إلى انهيار نظام دموي أحمق اختار أن يدفع هو وشعبه أفدح فاتورة مكلفة في التاريخ المعاصر.

 

رغم توصية «تشخيص المصلحة» بتشجيعه على التنحي هل تستمر إيران في تحمل كلفة دعم الأسد؟

الراي/لم يكن أمراً مفاجئاً ان البيان الذي أصدرته إيران في ختام قمة حركة عدم الانحياز التي عقدت أخيراً في طهران لم يشتمل على ذكر أي شيء يتعلق بالوضع في سورية. فالكلمة القوية، التي ألقاها الرئيس المصري محمد مرسي ودان فيها ممارسات حكومة الأسد، كانت قد أدت الى انسحاب الوفد السوري (من القاعة). ولم تلق كلمة مرسي ترحيباً من جانب الحكومة الإيرانية إلى درجة أنها قامت بالتحريف في ترجمتها عن عمد إذ أشارت الترجمة المحرّفة إلى البحرين عوضاً عن سورية - لدى بثها على مسامع الجمهور المحلي.لكن الضرر كان قد وقع فعلياً. فما الذي كان من الممكن أن يذكره البيان الإيراني بشأن سورية لو أنه وصف ما يجري فعلياً حالياً على الأرض ودور إيران فيه؟ فنظام الأسد مازال متشبثاً بالسلطة، والفضل في ذلك يعود بدرجة غير قليلة إلى الدعم الإيراني. وتشير تقارير إلى ان الانخراط الإيراني في سورية على مدى الأشهر الستة الماضية بلغت تكلفته أكثر من 5 مليارات دولار أميركي، بما في ذلك 500 مليون دولار أموال سائلة ذهب جزء منها لدفع رواتب عناصر الجيش والأجهزة الاستخباراتية السورية. أما البقية فقد تم انفاقه على شراء الأسلحة والذخائر والمركبات المدرعة وغير ذلك من المستلزمات العسكرية. فكيف لإيران أن تتحمل كل هذا بينما اقتصادها وشعبها يعانيان من تأثيرات العقوبات الدولية؟ وإلى متى يستطيع النظام الايراني مواصلة دعمه المالي لنظام الأسد؟ وكم سيمضي من الزمن قبل أن يتوقف صرف رواتب عناصر الجيش والاستخبارات السوريين؟ وحتى الآن، مازالت قدرة الأسد على المحافظة على ولاء بعض وحداته العسكرية مرهوناً باستمرار تدفق الدعم المالي الإيراني. وعلى الرغم من أن الرئيس السوري غير قادر على دفع رواتب جنوده وتوفير الخدمات الأساسية لشعبه، فإنه يواصل في الوقت ذاته شراء أسلحة من روسيا بالأسعار العالمية. ويتولى قائدا فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وحسين حمداني مسؤولية تقديم الدعم الإيراني إلى نظام الأسد. لكن هنالك خلافات بين الدوائر الديبلوماسية والأمنية والاستخباراتية الإيرانية حول سياسة الدعم تلك، إذ ان بعض المسؤولين يدركون أن أيام الأسد قد باتت معدودة.

لكن على الرغم من صدور توصية من مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني إلى المرشد الأعلى مفادها أنه يتوجب على إيران أن تشجع الأسد على التنحي، فإن الحرس الثوري الإيراني - وتحديداً الجنرال سليماني - يواصل تقديم الأسلحة والتدريب والمشورة إلى النظام السوري. ويقوم ضباط فيلق القدس بتقديم العون إلى ألوية الجيش السوري في عملياتها العسكرية، بالإضافة إلى تنسيق مشاركة ميليشيات الشبيحة وحزب الله إلى جانب متطوعين آخرين عراقيين وفلسطينيين. وبعد إخفاقاته في العراق، يجهز الجنرال سليماني حالياً لحملة (عسكرية) طويلة الأمد في سورية، إذ انه يدرك أن سقوط الأسد سيعني سقوطه هو أيضاً.

 

العلاقات المميزة على الحدود اللبنانية السورية

علي بركات أسعد/السياسة

يعيش لبنان على حدوده الجنوبية المحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي حالة عسكرية هادئة ومقلقة في الوقت نفسه من دون أي توغلات عسكرية لأراضيه أو قصف مدفعي لقرى وبلدات جنوبية, محاذية كانت للحدود أم بعيدة عنها, تحت سقف قرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي باستثناء الخروقات الجوية الروتينية اليومية لإسرائيل منذ حرب يوليو عام 2006 حتى يومنا هذا. أما على الحدود اللبنانية ¯ السورية وتحديدا ً في شمال لبنان فتعيش القرى والبلدات العكارية المحاذية للحدود السورية والبعيدة عنها انتهاكات واعتداءات عسكرية من قصف مدفعي عشوائي شبه يومي وتوغلات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية يذهب ضحيتها قتلى وجرحى من المواطنين اللبنانيين طبعا ً ليس على يد العدو الإسرائيلي بل على يد النظام السوري العربي الذي ينعت نفسه بدولة الممانعة والشقيق الأقرب للبنان وصاحب شعار الأخوة والمصالح المشتركة والعلاقات المميزة". هذا النظام السوري الذي هو أسدٌ في لبنان وأرنب ٌ على حدود الجولان, ينتهك الحدود اللبنانية تحت ذريعة تهريب السلاح منه إلى الداخل السوري, الذي ما هو إلا حجة كاذبة ومفبركة من قبل أجهزة الاستخبارات السورية لتفجير الأوضاع داخل لبنان ولاسباب عدة أخرى منها: أزمته الكبيرة داخل سورية وسعيه الى نقل أزمته السياسية والعسكرية إلى الداخل اللبناني, انكشاف مخططاته الفتنوية الطائفية والتخريبية داخل لبنان خصوصا ً بعد إلقاء القبض على مستشار الرئيس الأسد والوزير السابق ميشال سماحة من قبل شعبة المعلومات بعد أن كلفه الرئيس الأسد بتعكير صفو الأمن في شمال لبنان, وتوجيه رسائل أمنية لفخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان على إثر موقفه الأخير والجريء من النظام السوري بشأن قضية ميشال سماحة. إن إعتداءات قوات النظام السوري و"شبيحته" على الحدود اللبنانية الشمالية لم تثر إستنكار أحد في لبنان, ولا حتى استنكار الأحزاب اللبنانية المعروفة بقوى "8 اذار" التي تدور بفلك نظام الأسد وعلى رأسها "حزب الله" الصامت الأبرز عن هذه الاعتداءات, أما رئيس الحكومة نجيب الميقاتي فأتى إستنكاره خجولا ً وركيكا ً بشكل خبر وتبليغ لوزارة الخارجية السورية بواسطة السفير اللبناني لدى سورية ميشال الخوري خلال استقباله في السراي الحكومي أن "البلدات والقرى اللبنانية القريبة من الحدود السورية تتعرض لقصف من المواقع العسكرية السورية". لم يفتقر هذا التبليغ سوى للقليل من الدلع والرجاء, وكان على رئيس الحكومة قانونيا ً الطلب من وزير خارجيته الفيلسوف عدنان منصور الذي من المفترض أن يكون وزير خارجية لبنان لا وزير خارجية النظام السوري والمدافع عنه عن طريق تقديم المبررات لاعتداءاته على لبنان, بالتقدم بشكوى لدى الأمم المتحدة لاعتداءات القوات السورية على لبنان إسوة ً بالعدو الإسرائيلي واعتداءاته على لبنان.  كل ما تشهده الساحة اللبنانية من تدخلات في شؤونها السياسية, تارة ً بتعكير أجواء الأمن من قطع للطرقات وإقفال طريق المطار بالإطارات المشتعلة, وطورا ً بعمليات الخطف لسوريين لاجئين ولرعايا أجانب وحتى لبنانيين واشتباكات مسلحة في مدينة طرابلس واعتداءات على حدود لبنان الشمالية والمحاولات التخريبية البائسة والفاشلة بالقتل والاغتيالات لشخصيات سياسية ودينية وتفجير عبوات ناسفة في أماكن طائفية حساسة بهدف تغذية النعرات الطائفية التي تم اكتشافها وإحباطها اخيرا, ليست من صنع إسرائيل العدو الصهيوني الانعزالي كما تسميه أحزاب المقاومة والممانعة اللبنانية, بل من صناعة حليفهم في دولة الصمود والتصدي للإمبريالية النظام البعثي الأسدي الذي هو والعدو الإسرائيلي وجهان لعملة واحدة في لبنان.               

كاتب لبناني

 

لا حاجة لمشروع 

الياس الزغبي

في حيويّتها المتجدّدة، وانطلاق دوريّاتها "التشاوريّة "، تطرح نُخب 14 آذار أسئلة حارّة حول مصير لبنان، وعن مسؤوليّتها في منع انهياره كوطن ودولة، وسبل إنقاذه من ورطة حكومته والمتحكّمين بقراره.

وتكاد بعضُ الأسئلة تتحوّل إلى نوع من جلْد الذات، عن غياب الرأي والرؤية والمشروع، والعجز في المواجهة. إذا كان صحيحاً أنّ تقاعساً ما حصل في الحركة، مع أخطاء في التقدير والتوقيت، وأنّ انقطاعاً أو تقطّعاً جرى بين الرأس والجسد، في مراحل حسّاسة خطيرة، فإنّ البحث عن مشروع لـ 14 آذار ليس في مكانه، ولا لزوم لكلّ هذا العصف الفكري والطحن الذهني وتكسير الرؤوس، سعياً إلى مجسّم سياسي لا يُمكن تكوينه في خضمّ التحوّلات التاريخيّة في سوريّا والمنطقة، ولبنان حكماً. من الصعب تركيز نقاط ثابتة جديدة في حالة متحرّكة. فالنقاط الثابتة موجودة وقديمة ومتمادية، وهي ثوابت "ثورة الأرز"، أي العناوين الحاملة للقيم والأهداف غير القابلة للتفسير والتجيير والتنازل: مرجعيّة دولة الحقّ والقانون، السيادة والاستقلال، الحريّات والديمقراطيّة، العدالة والمساواة، العيش معاً وحقوق الانسان، الشرعيّتان العربيّة والدوليّة، العلاقات النديّة بين لبنان وأقرانه والتعامل بالمثل ... هذه الثوابت – الركائز لا يجوز المساومة عليها، كائنةً ما كانت نتائج التحوّلات، وكائناً ما كان الحكم الآتي إلى سوريّا وغيرها، وكائنةً ما كانت قوّة "حزب الله" وانقلاباته. لذلك، لا مجال لبحث أيّ مشروع من خارجها، أو موازٍ لها. وما يحقّ لـ 14 آذار وسواها، هو البحث في التكتيك لبلوغ هذه الأهداف، وتأمين وسائل تنفيذها. والبحث في الوسائل لا يستوجب مشروعاً سياسيّاً بديلاً، أو استنباط أهداف وثوابت جديدة.

حين انطلقت النهضة العربيّة الأُولى، في القرن التاسع عشر، لم يضع النهضويّون العرب، وفي طليعتهم المسيحيّون، مشاريع ورقيّة جاهزة ومبرمجة، بل خاضوا غمار التجديد والتحرّر بحرارة الإيمان ونقاء الإرادة والثقة بالحقّ واستقامة التفكير. ما ينقص 14 آذار وكلّ اللبنانيّين النهضويّين اليوم، هو استرجاع روح الانتفاضة بثلاثيّة الإيمان والإرادة والثقة. لم يجلسوا في المكاتب المقفلة ويضعوا مشروع الثورة في ساحة الحريّة. الثورة عصفت في قلوبهم وعقولهم ولحقوا بها إلى الميادين. وهذا ما فعله ويفعله العرب من مغربهم إلى المشرق، فسوريّا. ولا يحقّ للبنان، السبّاق إلى اللحظة الأُولى، أن يتخلّف في ربع الساعة الأخير. هذا ما تفعله الآن 14 آذار، خارج منطق المشاريع والخطط المخبّأة. بل في صلب العمل الجاد بخطوات بسيطة وصغيرة، والربح بالنقاط، طالما أنّ مشروع لبنان موجود الآن في الدستور والقوانين والمؤسّسات. فلماذا البحث عن الظهيرة عند الرابعة عشرة؟ والتطوير هو فعلٌ يومي مفتوح وليس وصفة جاهزة.

وما يوفّر على 14 آذار عناء التفتيش النظري عن مشاريع ، ليس فقط وجود مسبق لمشروع لبنان وثورة الأرز، بل تهالك المشروع النقيض للبنان في معناه ودوره ورسالته، أي مشروع المحور الإيراني - السوري الذي سعى "حزب الله" إلى تطبيقه منذ 2006 ، على الأقلّ. لم يعُدْ خافياً أنّ المشروع النقيض بات يعلك ذاته، ويراوح، قبل أن ينهار.

والجميع يرى بأُمّ العين كيف تتساقط أحجار من زوايا بنيانه، إمّا بتهافت ذاتي، كالأجنحة العشائريّة والفوضى الداخليّة وصراع الحلفاء، نموذجاً. وإمّا بتفكيك بعض خلاياه الحربيّة التفجيريّة، كخليّة مملوك - سماحة وبؤرة الحمرا، نموذجاً آخر.  وأفضل وصف لهذا المشروع ، أنّه متين من فوق، عنين من تحت. ولا نقول من نمور الورق.

هل هذا يعني النوم على حرير ارتباك "حزب الله" ومشروع طهران - دمشق؟  في الواقع، مثل هذه المشاريع المدجّجة بالسلاح والعقائد المقفلة، تُصبح أشدّ خطراً وشراسة في مرحلة سقوطها، والأمثلة شاهدة بقوّة من هتلر إلى تشاوشسكو وميلوسوفيتش والقذّافي، إلى الأسد. فالكوارث الأفظع دمويّةً هي في أرباع ساعاتهم الأخيرة.

وما على أحرار لبنان إلاّ اليقظة والعمل المدروس لملاقاة التغيير وتحويله إلى حالة لبنانيّة، في الحلقات التشاوريّة وخارجها. وليربحوا بالنقاط، طالما أنّ الضربة القاضية صعبة المنال.

وقد ربحوا فعلاً نقاطاً كثيرة  في الأسابيع الأخيرة. وأنجح المشاريع ما لا يبقى في المربّعات السوداء، بل ما يمشي، ولو ببطء، تحت الشمس.

لبنان الآن

 

صحافيون أو آلات تسجيل؟

عماد موسى/لبنان الآن

ينظر سياسيون إلى المراسل الصحافي بوصفه آلة تسجيل وتصوير ومدوّناً آلياً ليس إلاّ، أو جزءاً من ديكور صالات المؤتمرات الصحافية أو أداةً لتسويق نظرياتهم وأفكارهم وآرائهم ونقلها حرفياً إلى الهواء والورق، فتصبح مؤتمراتهم أقرب ما تكون إلى مونولوغ أو إلى تلاوة لبلاغ عسكري. فالعماد ميشال عون على سبيل المثال، لا يرتاح لوجود مراسلي الإعلام "المعادي" لخطه في الرابية. إستبعد بعضهم وأبقى على آخرين، وإن خرج عن طوره ومن ثيابه، فبسبب من لم تشملهم عملية التطهير. ومعروف أن العماد عون يرفض، ومنذ فترة، إجراء حوار إذاعي أو متلفز إن لم يضمن المحاور في صفه. لذا تجد الأولوية على أجندة عون لإعلاميي قناة "العالم" وإذاعة "النور" ومحطة "المنار" و"الميادين"  والـ"أو تي في". وما أجمل أن يكون السائل صدى للمجيب. والرئيس نبيه بري لم يظهر في حوار تلفزيوني منذ دهر، وإن فعل فبمقابلة محضّرة ومعدّة، بما يشبه التواطؤ وبما يخدم توجهات دولة الرئيس. فتتحوّل المقابلة إلى مضبطة اتهام بحق الآخرين وإشادة مضمرة بالذات. في هذه الفترة بالذات التي يستحيل فيها إجراء حوار شامل مع أي من نواب "حزب الله" أو قياديه بسبب القرار القاضي بالصيام الإعلامي والإكتفاء بما يقوله سماحة السيّد في المناسبات الثابتة والمستحدثة، أو بما يصدر عن  المكلّفين التعبير عن موقف "الحزب"، دعا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد إلى مؤتمر صحافي للرد على مذكرة 14 آذار المرفوعة إلى رئيس الجمعهورية، ظهر فيه كأحد إنقلابيي أفريقيا، يحوط به إثنان من أركان كتلته: العميد السابق النائب الوليد سكرية والمحامي نوّار الساحلي ولا تفسير لوجودهما على المنبر خصوصاً أنهما لم يقدما أي  إضافة على مضمون كلمة رعد أو أي مداخلة، ولا أعتقد أن لهما يداً في صياغة تلك التحفة البلاغية.

في هذه الحال ما هو التفسير العملي لحضورهما؟ والجواب على هذا التساؤل: لربما شاء رعد من وجود النائب سكرية إلى يمينه إعطاء الإنطباع بأن شريحة كبرى من سنّة البقاع ولبنان ضد توجهات 14 آذار المعادية لسوريا والخط الممانع ومع الموت السريع لأمريكا. فيما وجود نوار الساحلي لا تفسير له. ربما كان الأجدى لو استبدل رعد زميله الساحلي برئيس حزب التضامن إميل رحمة، وأجلسه إلى يساره وذلك لتأمين تغطية مارونية واسعة  لموقف الحزب من مذكرة 14 آذار المخالفة "لاتفاق التعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا واتفاق الطائف".

يدعو رعد إلى مؤتمر صحافي لا ليستمع، بعد البيان المعلّب والموضّب والمنقّح، إلى أسئلة معادية أو مفخخة كمثل السؤال عن ميشال سماحة، وهو أول من وصف الملف بالمفبرك، ولا ليعطي المشاهدين فكرة عن  سبب هرب أو تهريب محمد حايك، وهو شاهد مفترض في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، أو أكثر من شاهد على الأرجح. ولا إلى أسئلة عن  الإعتداءات السورية الموثّقة. ولا للخوض في أي نقاش سياسي   مع أي صحافي. الصحافيون في حضرة رعد أرقام وسحنات وصحون لاقطة. وحبذا لو يعقد مؤتمره الصحافي المقبل في منزله، ليتحدث مع مرآته، ويجاوب على أسئلة إفتراضية، ويرسل الشريط الممنتج إلى محطات التلفزة لعرضه في أوقات الذروة.

 

جعجع في حوار حول "دور لبنان في نهضة العالم العربي": فريق النائب رعد يستخدم قضية فلسطين كشماعة أو علاقة في كل شاردة وواردة

وطنية - 8/9/2012 رعى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حلقة حوار تحت عنوان "دور لبنان في نهضة العالم العربي الجديد" التي انعقدت في المقر العام للحزب في معراب، بدعوة من جهاز التواصل والإعلام، في حضور النواب: نهاد المشنوق، محمد قباني، عماد الحوت، ايلي ماروني، فادي الهبر، شانت جنجنيان، أمين وهبه، ممثل النائب سامي الجميل الدكتور شاكر سلامة، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي مفوض الإعلام رامي الريس، أمين سر حركة التجدد الديموقراطي الدكتور أنطوان حداد، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي العميد الياس سعادة، إضافة الى شخصيات سياسية، فكرية، نقابية، اقتصادية، اعلامية، أكاديمية وهيئات دبلوماسية.

وقال جعجع في كلمة القاها: "منذ انطلاقة الربيع العربي، أنا شخصياً مهتم كمراقب بهذا الربيع، فالتحولات التي نشهدها اكبر بكثير من الأحداث السياسية، لأننا نحن نعيش تحولات جذرية سيكون لها تأثيراً كبيراً على مستقبل المنطقة لذا لا يمكننا تحت أي ذريعة أن نبقى متفرجين على ما يحصل... ماذا وإلا نصبح ونبقى خارج التاريخ".

وأشار الى انه "في حال لم يتابع اللبنانيون الربيع العربي كما يجب بمفاعيله، فالأفضل ألا نسميه ربيعاً عربياً بل شيئاً آخراً كي لا نقطع الطريق على ربيع عربي فعلي يحصل في المنطقة".

وأضاف: "راهنا رهان كبير على الربيع العربي وبالتالي أي ثغرة تشوب هذا الربيع ستقضي على أي أمل بالحرية والديمقراطية وبالكرامة والعيش الكريم وبدولة القانون والدستور في الشرق الأوسط الى عقود أو قرون الى الأمام"، محملاً "الجميع المسؤولية دون استثناء باعتبار ان الربيع العربي أمانة في أعناقنا". ولفت الى ان "الأنظمة الديكتاتورية، ولاسيما النظام السوري، حتى وهي تحتضر، تسعى الى جعل الناس يحتضرون معها اذ هم يستمرون في تلقينهم مفاهيم بعيدة كل البعد عن الواقع وبث السموم لدرجة أنه بعد سقوطها ستبقى آثار شياطينها في اذهان الناس، ومن هذه المفاهيم التي يحاولون تسويقها هي معادلة "إسلامي- إرهابي"، "إسلامي -أصولي" و"إسلامي-سلفي" ولو ان السلفية قد تكون دعوة، والهدف منها تشويه صورة الإسلامي وتصويره كإرهابي".

واستطرد "شهادتي اليوم ليست في اطار الدفاع عن المسلمين بل ما قلته نابعٌ مما ألمسه من خلال ممارستي السياسية التي شاءت الظروف ان تتشعب طيلة السنوات الثماني الأخيرة، من هنا من المهم جداً ان نتفق على التسميات، فمثلاً لو سقط نظام الأسد واستلم الحكم الإسلاميون، فمَن المقصود بعبارة "إسلاميين"؟ فالتعابير لم تعد تعني شيئاً محدداً باعتبار ان التسميات قبل الربيع العربي كانت تعني شيئاً وما بعده تعني شيئاً آخر اذ اننا في مرحلة تحول كبيرة، وبالنسبة لي اذا وصل ليبرالي أو إسلامي، لم تعد التسمية مهمة بل أحكم عليه على ضوء أعماله وأقواله، اذ لا يجوز ان نرفض أحداً وصل الى الحكم بطريقة ديمقراطية، فضلاً عن أننا لا يمكننا ان نحكم على أحدٍ على خلفية إسمه أو تسميته أو كنيته أو الحزب الذي ينتمي اليه أو المنحى الفكري الذي كان يعزى اليه... فحرامٌ أن نتخذ مواقفاً مسبقة انطلاقاً من أفكار مسبقة لم تعد موجودة". ورد جعجع على رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي يستخدم فريقه "قضية فلسطين" ك"شماعة" أو "علاقة" في كل شاردة وواردة"، مشيرا الى "أنها ليست قضية حقيقية بالنسبة اليهم الا في اوقات محددة وتبعا للظروف، فعلى سبيل المثال اذا وقع اشتباك كبير بين اسرائيل وايران سوف يستعملون شعار "قضية فلسطين" في الطليعة".

ورأى ان "أكبر تقدم ستشهده القضية الفلسطينية هو من خلال الربيع العربي، فالطاقم الحاكم في اسرائيل ارتكب خطأ عمره حين لم يعقد معاهدة سلام قبل الربيع العربي باعتبار ان عملية السلام ستصبح أصعب بكثير لأن الاسرائيليين لن يكونوا بمواجهة حاكم لديه حرية مناورة كبيرة بل سيواجهون حكاما مرتبطين برأيٍ عام لا يمكن التساهل معه، فالأنظمة التي سوف تنتج عن الربيع العربي ستكون هي أنظمة الممانعة والمقاومة الفعلية وتعبر عن طموحات شعوبها".

غصن

وكان اللقاء الذي أداره رئيس جهاز التواصل والاعلام في "القوات" ملحم الرياشي، قد استهل بكلمة افتتاحية للمحامي ندي غصن الذي شرح فيها أهمية "دور لبنان في نهضة العالم العربي الجديد" الذي تجلى في إبداعاتِ المفكرينَ والأدباءَ والفنانينَ والموسيقيينَ والمسرحيينَ اللبنانيين، وسواهم من مبدعين، شكَلوا جِسراً عبرتْ فوقَه الحضارة الانسانية من الغرب الى الشرق وبالعكس..."وتابع: "إذا كان مفهوم الدولةِ قد أصيبَ، خلالَ القرن العشرين، بأعطابٍ وتشوهات، فإنَ التحولاتِ الكبرى، والتغيراتِ الجذرية التي تجتاح المنطقة العربية تشكل فرصةً حقيقيةً لإرساءِ الدولِ العتيدة على أسسٍ صلبة، قوامها الديمقراطية وهاجسها حقوق الانسان"، لافتاً الى ان "هذا التحدي اليومي مطروحٌ على الفرد والجماعة والكيانات . لا بل لعلَه صراع إراداتٍ بينَ أصحابِ التطلعاتِ التقدمية المعاصرة وبين أهلِ الظلمة".

سعيد

أما الامين العام لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد فتطرق في مداخلته الى "دور مسيحيي لبنان والمشرق في نهضة العالم العربي الجديد"، بحيث أشار الى ان "مصطلح "الدولة المدنية" حَضَر في خطابات الربيع العربي حضورَ المسَلَمات القوية والقناعات الراسخة. فلقد أجمعَت عليه كل القوى المشاركة في عملية التغيير، من إسلاميين وليبراليين وقوميين... وصولاً الى التشكيلات القَبَلية، على نحو ما رأينا في ليبيا واليمن وسوريا. كذلك انضم الى هؤلاء في رفع الشعار ذاته عناصر قومية غير عربية، مثل الأكراد والتركمان والبربر، فضلاً - بطبيعة الحال - عن المسيحيين العرب الذين انخرطوا في الثورات، هنا وهناك، بوصفهم أفراداً لا جماعات. مِثل هذا الإجماع على مطلب "الدولة المدنية" يوحي وكأن المصطلح مفكرٌ فيه ملياً، ومكرسٌ في برامج المعارضة منذ عهد بعيد، ومثبَتٌ في متون القانون الدستوري. والحال أنه مصطلحٌ غير وارد في مجال تصنيف الدول وأدبيات القانون الدستوري، على ما يؤكد الحقوقيون، كما أنه - بصيغته هذه - غاب طوال الفترة السابقة عن برامج المعارضات التقليدية على اختلاف مشاربها الفكرية واتجاهاتها السياسية." واستطرد " أما "الدولة الأمنية" أو النظام البوليسي فلا حاجةَ بنا الى وصف آثاره وتجلياته الظاهرة للعيان على جلود أبناء المنطقة التي حوَلها هذا النظام الى "سجن عربي كبير" - على قول كمال جنبلاط - أو الى "حاويةٍ للمسوخ البشرية" - بحسب وصف الروائي الكبير عبد الرحمن منيف في روايته "شرق المتوسط". وأما النظام الشمولي فهو ما اختبره الناس في مدى ستة عقود من عمر الدول العربية المستقلة، حيث جرى - باسم الثورية والتقدمية والمصلحة القومية العليا والانصهار الوطني وما شابَهَ ذلك من كلام "كبير" - جرى كَبت أنفاس التنوع في هذه المجتمعات، ولاسيما التنوع الديني والعرقي، مثلما تمَ اعتبار الليبرالية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية "انحرافاً" عن جادة الصواب والسلوك المستقيم."

وأكد "أن الحالة البوليسية والشمولية في المنطقة العربية قد نشأت وترعرعت على رافعةِ انقلابات عسكرية ما لبثت أن أنتجت "حمهورياتٍ وراثية" بحكامٍ "أبديين". ومعلومٌ ربما أن صِفتَي البوليسية والشمولية متلازمتان متكافلتان في مثل هذه النماذج، خصوصاً مع سيادة الحزب الواحد والزعيم الأوحد (سوريا الأسد، عراق صدام، وليبيا القذافي...) وإنه لَمِنَ اللافت حقاً أن نرى الثوار الليبيين - مثلاً - يسارعون إلى رفع العلم الوطني العائد الى الحقبة الملكية، وأن نسمع بعض أركان الثورة السورية يستذكرون باحترامٍ شديد حقبة الاستقلال الوطني - وقد تزامنت مع استقلال لبنان - لِمَا اتَسمت به تلك الحقبة من شراكة وطنية تلقائية لم تميز بين أديان الوطنيين ومذاهبهم. هذا بالإضافة إلى ما سمعناه في السنوات الأخيرة من مثقفين عراقيين ومصريين يقارنون بين اتساع مساحات الليبرالية - لا سيما الثقافية والاجتماعية منها - في عهد ما قبل الانقلابات وبين ضمور هذه المساحات تدريجياً حتى الإضمحلال في العهود اللاحقة. وهذا الأمر لا يعبر في تقديرنا عن حنينٍ الى الماضي بمقدار ما يعبر عن إدانة قوية لجمهورياتٍ وتقدمياتٍ وثوريات زائفة لم تتسع إلا للاستبداد الصريح أو المقنع".

وأردف "لما كانت العقود الثلاثة الأخيرة، في ظل أنظمة الاستبداد الشمولي البوليسي ومع تفاقم التحدي الاسرائيلي، قد استثارت صراخاً إسلامياً متشدداً، حمل شعارات "الإسلام هو الحل" و"الإمارات السلفية الجهادية" أو "دويلات المقاومة الخمينية المهدوية"، فقد نشأت خشيةٌ من شمولية دينية تأتي على أنقاض الشمولية السابقة التي ادعت العلمانية بوجه عام. ومن هنا فإن رفضَ الشمولية السابقة انطوى بداهةً على رفض الدولة الدينية المحتَمَلة بوصفها نسخةً شمولية أخرى. وفي تقديرنا كما في علمنا أن قوى الربيع العربي، بمن فيها الغالبية العظمى من الإسلاميين، مدركةٌ لمشروعية تلك الخشية وتعمل على تبديدها؛ وهو ما يظهره النقاش الجاري اليوم في كلٍ من مصر وتونس، كما ظهرته وثيقتا المجلس الوطني والإخوان المسلمين في سوريا. أما تحويل هذا المقدار المشروع - وربما الضروري - من الخشية إلى فزاعة وإسلاموفوبيا في المنطقة العربية فهو من اختصاص النظام السوري المتهاوي، يتبعه في ذلك نَفَرٌ من المتورطين في خطة "تحالف الأقليات".

ورأى سعيد "ان العيش المشترك، بوصفه نمط حياة مميز بثرائه الإنساني، يحتاج الى "دولة العيش المشترك". فما هي طبيعة هذه الدولة في نظر الكنيسة الماروني؟ جاء في الفقرة 44 من نص "الكنيسة المارونية والسياسة" ما يلي: "تحتاج صيغة العيش المشترك الى دولة ديموقراطية وحديثة، قادرة على حماية الصيغة وتوفير ظروف تطورها. وتقوم هذه الدولة على التوفيق بين المواطنة والتعددية، أي على الجمع بين دائرتين أساسيتين في انتماء اللبنانيين: دائرة فردية مدنية، تتحدد بالموطنية التي ينبغي أن تطبق على الجميع بالشروط نفسها؛ ودائرة جماعية، تتحدد بالطائفية التي تريد الاعتراف بالتعدد وبحق هذا التعدد في التعبير عن نفسه. وقد أخذ دستور الطائف بهذا التمايز بين هاتين الدائرتين، حين أكد في مقدمته أن "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك".

وشدد على "ان الكنيسة المارونية (2006) قد سبقت بخمس سنوات شعار "الدولة المدنية" الذي رفعته ثورات الربيع، فضلاً عن استناد هذه المساهمة إلى تجربة لبنانية غير مسبوقة في المنطقة العربية امتدت على نحو قرن من الزمن، يتأكد لدينا مجدداً صِدق من قال بأن العالم العربي كان على الدوام في حاجة إلى شيئ من "اللبننة" أكثر من حاجة لبنان إلى "التعريب". وعلى أي حال قد لا نجد مساهمةً في تحديد مفهوم "الدولة المدنية" بمثل الدقة والوضوح الواردين في نص الكنيسة المارونية... ولَكم أن تستنتجوا بعد هذا ما إذا كان مفهوم الدولة المدنية اختراعاً مارونياً."

وختم سعيد " لقد اختبرنا في هذه المنطقة الأنظمة التوتاليتارية التي ألغت حقوق الأفراد وحولت الجماعات إلى كتل بشرية متناحرة تخشى بعضها بعضاً، ويستقوي بعضها على الآخر حتى بالنظام التوتاليتاري الذي يقمع الجميع. ونحن نعلن رفضنا المطلق لهذه الأنظمة، ونتضامن مع شعوب المنطقة من أجل إزالتها. واختبر الغرب نموذج الأنظمة العلمانية التي أمنت الحقوق للأفراد وحققت تقدماً نموذجياً، غير أنها ألغت مفهوم الضمانات للجماعات. وفي تقديرنا أن هذه الأنظمة العلمانية أصبحت بحكم العولمة وتداعياتها تدير مجتمعاتٍ متنوعة. وهو ما يدفعها بقوة نحو اعتماد صيغة مناسبة لإدارة مجتمعات تعددية لا مجتمعات صافية. يقدم المسيحيون نموذج الدولة المدنية التي تؤمن الحقوق للأفراد والضمانات للجماعات الطائفية والإثنية وغيرها. وهو نموذج بدأ رسمياً مع قيام "لبنان الكبير" وصيغة العيش المشترك. هذا المفهوم يشكل المساهمة المسيحية في شرقٍ عربي جديد ويتطلب منا شجاعة الدفاع عنه وتثبيت مفاهيمه وتعميمه..."

سكرية

وتمحورت مداخلة الأستاذ في علم الاجتماع السياسي الدكتور أكرم سكرية حول: "الإخوان المسلمون والنموذج اللبناني"، اذ شدد على ان "الثورة العربية اسقطت مقولة التفرد الثقافي والديني والتي كان يزعم انها تجعل الإسلام غير متوافق مع الديموقراطية وانها تحتم خضوع المسلمين لحكم طغاة متنورين في أحسن الاحوال"، مؤكداً ان "العالم العربي يشهد تحولاً ديموقراطياً تاريخياً لا رجعة عنه".

وأوضح ان " ليس "الإخوان المسلمون" من قام بهذه الثورات، بل هو جيل ما بعد سقوط جدار برلين، لكن "الإخوان المسلمون"، ولأسباب خاصة بكل من المجتمعين التونسي والمصري ربحوا الإنتخابات التشريعية. فما سيكون عليه حكم الإخوان؟ هل سيتخلى الإخوان في الحكم عن الديموقراطية؟ أم أن التجربة الديموقراطية نفسها ستكون حافزاً لهؤلاء لتطوير أشكال العمل السياسي وتطور المجتمع المدني؟ إن المعركة من أجل الديموقراطية لم تنجز بعد.إن الإنتخابات الديموقراطية هي الخطوة الأولى والشرط الضروري على طريق الألف ميل في معركة الديموقراطية..."، لافتاً الى ان "الإخوان المسلمين" أقروا في كل من تونس ومصر وسوريا بفصل الدين عن الدولة وبناء دولة مدنية فأسقطت بذلك مقولة "الإسلام دين ودولة". وأكد ان "الأهم هو أن الثورات العربية أسقطت أنظمة الإستبداد السياسي العربي وأسقطت معها الفكر السياسي للقوميين العرب الذي إرتكز إلى مفهومي العرق العربي والدين الإسلامي والذي مورس إستبداداً سياسياً"، واصفاً التغيير الديمقراطي بأنه " إنتصار للعروبة الحضارية التي تشكل أحدى مكونات الثقافة العالمية إذ تشترك في إنتاجها مؤكدة إنتماءها إليها، تنوعاً في إطار الوحدة." وخَلصَ سكرية الى ان " النموذج الذي يقدمه لبنان للثورات العربية، وتحديداً "للإخوان المسلمون" في الحكم هو الإعتراف بالجماعات المكونة للمجتمعات العربية وتوظيف هذه المكونات التقليدية من أجل بناء مشروع الدولة المدنية الوطنية الديموقراطية"، منوهاً بأن "قوى 14 آذار شكلت تنظيماتٍ سياسية وشخصياتٍ وطنية وقوى مجتمع مدني، بإستمراريتها وفعالية أمانتها العامة، إطاراً تنظيمياً تحالفياً عابراً للطوائف والكيانات المجتمعية اللبنانية الأخرى..."

ابي اللمع

في محور ثالث تحت عنوان "أهمية الديمقراطية في حماية التنوع ودور الأقليات"، ألقى ممثل القوات اللبنانية في قوى 14 آذار إدي أبي اللمع كلمة المستشرق والباحث في العالم العربي د. أندريا فينشنسو غالدي الت حملت عنوان " كيف ستؤثر التحولات الديمقراطية على "حماية" المسيحيين في الشرق الأوسط؟"، فقال "هناك مقولة عامة لدى المسيحيين في الشرق الاوسط، عندما تخبو أنوار ما يسمى بالدكتاتورية المدنية، تطرح السؤال التالي: "ما سيكون مصيرنا؟" في العراق إستفاد بضع شخصيات مسيحية قليلة اقتصادياً من النظام البعثي، اذ لم يكن هناك الألوف من طارق عزيز. لكن ليس من شك ان الاقليات كانت مستهدفة بدرجة اقل بهجمات عنفية تحت حكم صدام. فهل هذا يعني ان الدكتاتور العراقي كان يخص المسيحيين بعطف خاص؟ ربما علينا ان نطرح هذا السؤال على المسيحيين الأشوريين الذين طردوا من كركوك "العربية" مع التركمان والاكراد، أو نطرحه على الذين قتلوا وهجروا أثناء حملة الأنفال. وفي مصر، شهدَ سقوط مبارك ارتفاعاً في العنف الطائفي الموجه ضد المسيحيين، في حين ان الرئيس المخلوع كان معروفاً بصِلاته الجيدة مع بابا الأقباط الراحل شنوده الثالث. على أي حال، لقد عرِفَ مبارك كيف يلعب بمهارة على مخاوف المسيحيين وكيف يهندس العنف ليظهر للأقلية ما قد يحصل لها من دون وجوده في السلطة. ولقد فتح في الواقع ملف وزير داخليته حبيب العادلي للإشتباه في تورطه في انفجار الكنيسة الذي وقع في الاسكندرية في كانون الثاني 2011. أما في سوريا فقد كان المسيحيون والمسلمون يعيشون بسلام معاً لزمن طويل ومنذ ما قبل سلطة البعث، لكن البعض يوافق، ويا للعجب، مع حملة الحكومة الدعائية القائلة بأن الأقليات هي بحاجة لهذا النظام ان يبقى لكي يحميها. الا انه في الحقبة الديمقراطية نسبياً خلال الاربعينات والخمسينات كان المسيحي فارس الخوري أحد أكثر رؤساء الحكومة السوريين شعبية لدى المسلمين."

واعتبر انه " تبدو الاكثرية "الصامتة" في المسيحيين متجهة الى اختيار ما تعتبره أقل الشرين: نظام عربي شامل من المفترض ان يكون مدنياً بدلاً من حكومة اسلامية منتخبة من خلال انتخابات نزيهة. ليس من شك ان حزباً يسمي نفسه اسلامياً لديه رؤية مذهبية ضيقة في السياسة، لكن المشاركة في عملية انتخابية ديموقراطية هي عادة مقدمة لإعادة التفاوض حول الافكار العقائدية، ومثل حزب الله واضح في كيفية تحول الحزب من منتج للثورة الايرانية الى لاعب منخرط كلياً في المحيط السياسي اللبناني، بدءاً من انتخابات 1992. فخلفية حزب الله الاسلامية المذهبية لم تمنعه من الدخول في حلف مصالح مع التيار الوطني الحر المسيحي. مثلٌ آخر هو حركة الاخوان المسلمين المصرية التي تخلت عن راديكاليتها تحت قيادة حسين الهديبي (1973-1949) مما سهل لها التحكم بوصولها الى الحياة السياسية اواخر الثمانينات. محمد مرسي هو نتاج التطور التاريخي والذي أدى الى تعيينه مؤخراً مستشاراً رئاسياً قبطياً"، موضحاً أنه "لم تكن الأنظمة القومية العربية العرقية في العراق ومصر أقل تسلطاً من الأنظمة الاسلامية في السعودية وايران (والحالة ذاتها تنطبق على سوريا الآن)، ولذلك فهناك تناقض واضح في دعم المسيحيين لتلك الانظمة. إن الهدف النهائي يكمن في الوصول الى دولة لا يحددها دين او عرق، وهذا يعني رفض كل انواع المذهبية السياسية، سواء عبر عنها بوضوح - كما في الحالة اللبنانية- او بطريقة غير مباشرة - كما في الخطاب القومي العربي المتعلق بحماية الأقليات. ولهذا أفضل أن استخدم تعبيراً "المفترض ان يكون مدنياً"، فلا يمكن اعتبار النظام المستند على حماية المسيحيين علمانياً او مدنياً، كما يحلو لبعض مفكري الشرق الاوسط أن يصفوا طموحاتهم كي يتجنبوا أن يقال عنهم انهم من غلاة اليعاقبة وضد الإكليروس."

وسأل: " لماذا يحتاج المسيحيون الى أحدٍ ما، كطاغية أو حزب، كي يحميهم؟ هل يخافون فرض الشريعة كما نقرأ في معظم صحافة الغرب؟ من الجدير ذكره ان القوانين المصرية والعراقية والسورية كانت دائمة التجذر في مبادئ الشريعة فيظل الحكام القوميين وما خصَ أخذ الاحتياطات، لقد كان المسيحيون ضحايا العنف الاسلامي طوال تاريخهم في الشرق الأوسط، تماماً كما كان الأوروبيون الصليبيون ومن ثم المستعمرون يهاجمون المسلمين. هناك تعميم شائع عندما تذكر حقبات العنف المذهبي ضد المسيحيين وكأنهم كانوا كلهم مستهدفين حصرياً باللاتسامح او التعصب الديني. على العكس، لا يستطيع المرء ان يفهم تفجيرات القاعدة ضد الكنائس العراقية من دون الأخذ بعين الاعتبار الحَنَق المتولد عند المسلمين بسبب الغزو الاستعماري الجديد في العراق الذي تقوده الولايات المتحدة".

ورأى "انه طالما ان المسيحيين يتصورون أنفسهم كياناً بحاجة الى الحماية لا مكوناً مساهماً في دَمَقرطة مجتمعات الشرق الاوسط، فهم سيشبهون عضواً مزروعاً في النسيج الاجتماعي، ولسوف ينكثون بتراثهم التاريخي المتمثل بمد الجسور التواصلية والحضارية والثقافية والتقنية بين اوروبا والعالم العربي، ولسوف يشجعون العودة التعيسة الى استغلال الانشقاقات المذهبية من قبل القوى الغربية، وهذا يعني، في سوريا مثلاً، تقسيم الدولة الى دويلات مسيحية وعلوية ودرزية، تماماً كما كان الامر ابان الانتداب الفرنسي (1943-1923)".

وختم: "ان المسؤولية في صمت المسيحيين وسط ما يسمى بالربيع العربي تقع بدرجة كبيرة على المؤسسات الدينية وميلها العميق الى الأنظمة التسلطية. رغم ذلك، كان ان طردت من سوريا إحدى الشخصيات الدينية القليلة التي عبرت بوضوح عن انتقادها لممارسات النظام السوري، وهي الأب باولو دالوغليو. خلاف ذلك، فان معظم رجال الاكليروس السوري، كما البطريرك الماروني بشارة الراعي، اظهروا دعماً واضحاً للفظاعات المرتكبة من الدولة خلال الثورة. ومن المفيد تذكر مصير الاكليروس الفرنسي والروسي الرجعي بعد حصول الثورتين الشعبيتين. فعندها انفجر العنف في وجه الاكليروس ساحقاً الكنيسة. يقول ميشال كيلو في مقالته في السفير بتاريخ 16 حزيران ان الكنيسة التي تقف الى جانب السلطات الزمنة، مغذية الحقد، تشوه كاملاً الرسالة المسيحية الاصلية التي تتضمن المسامحة والاستيعاب. ولا يمكن اعتبار الكنائس الشرقية بريئة حين تصمت في وجه المذابح كي تحمي مصالحها، تماماً كما ان البابا بيوس الثاني عشر لم يصفَح عنه كونه لم ينطق بكلمة واحدة ضد الهولوكوست. "

مهنا

بدوره، تناول عميد كلية ادارة الاعمال في جامعة الحكمة الدكتور روك -انطوان مهنا "دور الاقتصاد اللبناني في النهضة العربية"، موضحاً ان "الأحوال الاقتصادية في الدول العربية ما قبل الثورة تشابهت بنِسب البطالة العالية بين الشباب وتفاوت الدخل والتضخم وانظمة التوريث السياسي، وكنت قد نشرت كتاباً عن هذا الموضوع في العام 2000 دعيت فيه الحكومات العربية كي تختار بين أن تتحول بطالة شبابها إلى قنبلة ديمغرافية أم إلى هدية إقتصادية. ولكن يبدو كالعادة أن الدول العربية تهوى الانفجارات وهذا ما حدث في الربيع العربي. فغياب التخطيط وقمع إرادة الشعوب وسرقة وهدر الأموال العامة وعدم إعطاء الأولوية للإصلاحات الاقتصادية جعل الدول العربية ومنها لبنان مسلوبة الإرادة السياسية ومرتهنة لمحاور إقليمية ودولية. ولن تكتمل الثورات العربية لتتحول إلى نهضة حقيقية إن لم تأخذ هذه الشعوب العِبَر من الماضي وتطور إقتصاداتها إلى جانب أنظمتها الديمقراطية".

وشدد على أنه " على هذه الحكومة أو أي حكومة لاحقة أن تعيد النظر فوراً في حجم القطاع العام وفعالية إدارته، وتشرع إلى إغلاق الملاكات والإدارات التي لا حاجة لها. وتعيد تأهيل الفائض الاداري للمشروع في تقليصه تدريجياً. كما أنه من العار أن يكون عندنا أزمة كهرباء مضافة إلى كلفة هي الأعلى في المنطقة. لتقوية الاقتصاد اللبناني علينا أن نسأل الحكومة بالإسراع في وضع قانون اللامركزية الادارية الموسعة، وعلى منع الإحتكارات الاقتصادية أو على الأقل حل أزمة السير التي لوحدها كفيلة بزيادة الناتج المحلي بنحو 4% بحسب دراسات شاركت في إعدادها مؤخراً. كما لا يمكن التأثير على إقتصادات الدول العربية المجاورة من دون تطوير المرافىء اللبنانية وفتح مطارات جديدة وخلق مناطق إقتصادية حرة. أما الحديث عن مدى الحاجة إلى استقرار سياسي أو أمني لتسهيل إنطلاقة عجلة الاقتصاد اللبناني فحدِث ولا حرج والدكتور سمير جعجع هو الأدرى بهذه الشؤون".

واستطرد " على وزارة الخارجية أن تتحول من دور السائح الذي يطبع تأشيرات دخول تتناقص صيفاً بعد صيف إلى وزارة اقتصاد أيضاً خارج الحدود حيث عليها أن تنشىء أقساماً اقتصادية متخصصة أقله في السفارات اللبنانية في الدول العربية لتشبيك الشركات اللبنانية مع الشركات العربية وفتح هذه الأسواق أمام اليد العاملة اللبنانية والصناعات ذات القيمة المضافة. كما على وزارة الخارجية أن تربط بين خبرات اللبنانيين المقيمين في الدول العربية لتخطي دورهم التقليدي في التحويلات المالية فقط. وبما أن أهم ثروة طبيعية تميز لبنان هي أدمغته ، لا يمكن السكوت أمام انحدار المستويات العلمية على كافة الأصعدة والتي يجب أن تعود أدوات استقطاب للشباب العربي ومختبرات أفكار مبتكرة تطلَق في لبنان وتنفَذ في الدول العربية ( من بين 2,124 جامعة دولية مصنفة، احتلت الجامعة الاميركية المرتبة 1,159 بينما احتلت جامعة القاهرة المرتبة 592 )." وختم مهنا "بالتشديد على ضرورة انتهاز فرصة الإنتخابات النيابية المقبلة لكي ندخِل عامل "المقاومة الاقتصادية" الى مفردات السياسة العقيمة، فبدون تخطيط صحيح وجرأة في التفكير، وحكمة في التنفيذ، لن يتمكن لبنان من لعب دوره الحضاري في المنطقة العربية لا بل العكس من ذلك سيأتي ربيعٌ يطيح بالأفكار المجلدة والمعلبة وخوفي عندها أن إعصار الإفلاس الذي سيضرِبنا لا سمح الله لن يبقي معنا حتى ثمن تذكرة الهجرة."

يزبك

من جهته، حاضر مدير الأخبار والبرامج السياسية في تلفزيون الmtv غياث يزبك حول "دور لبنان في نهضة الإعلام في العالم العربي الجديد"، فأشار الى انه "انطلاقاً من الواقع المستجد وجد الاعلام اللبناني نفسه أمام ثلاثة تحديات رئيسية : تحصين المكتسبات التي منحه إياها الدستور اللبناني، تطوير نفسه لإيجاد المضادات الحيوية المحاربة لفيروسات التخلف والظلامية التي سيطرت على دول المحيط، وإستنباط المفردات الملائمة والأفكار الخلاقة لبثها في العالم العربي تسهيلا لتصدير ألِفباء الديموقراطية إليه. إلا أن سوء أداء الدولة اللبنانية وتفريط السلطات المتعاقبة على الحكم في لبنان بقدسية حرية الاعلام، سرعان ما أفقدا الاعلام ريادته الوطنية و القومية وضخت في جسده جملة أمراض عضوية، تبدأ بالغرق في حبائل المذهبية والطائفية والتبعية لرؤوس الأموال، والاستتباع للسلطة، ولا تنتهي بالانصياع لدول المحيط سياسياً وعقائدياً ومادياً." وتابع: "لقد اكتشفت الديكتاتوريات الناشئة حولنا وبحركة غريزية مخاطر وجود الحرية في لبنان، وتحديداً الاعلامية منها، فجردت عليها شتى أنواع حملات الترغيب والترهيب، فاشترت ذمم صحافيين أفراداً ومن ثم وضعت يدها على بعض المؤسسات ودجنت وامتلكت كليا أو جزئيا نقابتي الصحافة والمحررين. ولعل ذروة الفجور كانت في عام 1977 عندما فرضت القوات السورية، أو ما عرف دجلا بقوات الردع العربية، فرضت على الحكومة اللبنانية الوليدة بعد حرب السنتين القانون 1على 77 أو قانون الرقابة على الاعلام ، فصرنا كما في عصور الظلام نرى رقيباً شبه أمي في الأمن العام يشطب مقاطع من افتتاحيات غسان تويني ورفيق خوري وكبار صحافيي تلك الحقبة.ترافق ذلك مع اغتيال كوكبة من الصحافيين الأحرار وتهجير مؤسسات بأكملها إلى الخارج، والتضييق على أخرى مادياً بقطع العائدات الإعلانية عنها ما أدى إلى إقفالها. واكتسبت معركة السيطرة على الإعلام بعداً أخطر بعد اتفاق الطائف بكسر حصرية البث التلفزيوني و توزيع رخص البث على قواعد طائفية مقرونة بعهد الصمت عن ارتكابات الاحتلال وعدم مقاربة الواقع السوري ومن خلاله الواقع في العالم العربي. إضافة إلى فرض تشريعات وشروط "مسكوبية" على إنشاء محطات جديدة. ترافق كل هذا مع ترهيب الاعلاميين اللبنانيين وإقفال فرص العمل في وجوههم ما دفعهم إلى الهجرة وأفقد لبنان فرصة أن يكون مدينة العرب الاعلامية media city وأفقده فرصة التأثير المباشر والفاعل في مجرى الأحداث التي سيشهدها العالم العربي في ما بعد. "

واعتبر ان "قمع الحريات أثر على قدرة الاعلام اللبناني، لكن حلول عصر البث الفضائي وأخذ التلفزيونات اللبنانية موقع السبق في هذا المضمار، أديا من حيث لا يدري الاحتلال ولا الديكتاتوريات، إلى نقل النموذج الاجتماعي اللبناني أولا ومن ثم نموذجه الثقافي إلى العالم العربي مترافقين مع كل زركشات الطيف اللبناني من ملبس ومأكل إضافة إلى نقل الواقع السياسي اللبناني، الملتبس من دون شك، ولكن الجديد بتفاصيله وتلاوينه ووسائل تعبيره، والتي تبطن كلها تنوعاً في الرأي : انتخابات نيابية وبلدية ورئاسية وسجالات سياسية وتظاهرات وتظاهرات مضادة ومطالبات بإطلاق السجناء السياسيين وإعادة المبعدين والمنفيين إلخ من الحراك المحجوب والممنوع في العالم العربي. كل هذا جذب المشاهد العربي وأغراه بحيث بدأ يسأل نفسه : "لماذا أنا محروم من كل هذا" ؟. وهنا أورد مثل الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي عام 2001 ، وما رافقها من اعتداء سافر للسلطة على نتائجها وكيف سرق التسلط المقعد النيابي من النائب كبريال المر. صدقوني إن هذه الانتخابات التي كانت تنقل مباشرة عبر الأقمار الصناعية، استمطرت آلاف الإتصالات المتضامنة والمؤيدة للمر بما يمثله من قضية حق، من مصر والسودان ودول الخليج كلها. الأمر الذي أشر إلى أن إسقاطات هذا الحدث والعشرات غيره لا بد ستزهر تسوناميات وعواصف حرية ستجتاح العالم العربي".

وختم يزبك: " لا بدَ من الإشارة إلى أن اختراقات الاعلام اللبناني ومن بعده الاعلام العربي ظلت محدودة وقد تحققت بأثمان عالية جداً، باستشهاد صحافيين وإقفال مؤسسات، إلى أن ارتكبت الأنظمة الديكتاتورية الخطأ الجسيم بترك نفسها، ولأسباب تجارية، تستسلم لمغريات الخوض في عالم الاتصالات، فشرعت أسواقها أمام الانترنت التي تحولت إلى صحافة الكترونية متفلتة من كل قيد، و أمام الهواتف النقالة التي تحولت في ما بعد إلى هواتف ذكية حولت شعوبها من متلقية للأخبار، التي كانت تحتكرها السلطة، إلى صانعة أخبار بالصوت والصورة، فصار في كل بيت عربي صحافي ومندوب وناقد ومحرض على الحرية. والتحدي الذي يواجه الإعلام اللبناني اليوم يتمثل في كيفية تبرير وجوده وقد فقد حصرية نقل الصورة والخبر والرأي والتحليل. فهو ما عاد قائد رأي، وهو مما تقدم لم يكن دائماً كذلك. والتحدي يكمن في إحداث تغيير جوهري في عقيدة الاعلام وفي طرائق استعماله وفي وجهة هذا الاستعمال. ولعل الخطوة الصحيحة الأولى المفترض القيام بها على طريق الألف ميل، تتمثل في أن ينتفض الصحافي على نفسه، اليوم قبل الغد، فيقتنع بضرورة أن يكون حراً ومهنياً و مثقفاً، لأن المطلوب من الآن فصاعداً إعلام الناس، ليس بـ "ماذا حدث ومتى حدث" بل "كيف حدث ولماذا" و"ماذا بعد الحدث".. فهل سنكون على قدر الحدث وفي مستوى التحدي.. بل التحديات؟. أملي ورغم الصعوبات أن يرتقي الإعلام اللبناني إلى مستوى هذا الإختبار التاريخي، وإلآ فالمستقبل خطير".

شهادة مصورة

وتخلل حلقة الحوار شهادة مصورة عبر الSKYPE للأب باولو دالوليو اليسوعي، فقال: "انا ملتزم مع بعض الأصدقاء في صوم من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا، وأيضاً نصلي من أجل زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان"، معتبراً ان "البابا يزور بيروت بصوت واضح ينادي بحقوق الانسان الذي يجب ان يحترم كشخص بشري له حقوقه ووجوب احترام حق الشعوب بالحصول على الديمقراطية الناضجة، فنحن في الشرق لسنا بشراً درجة ثانية بل نحن ينبوع حضارة المتوسط، وزيارة البابا ستكون بشارة وعلامة انتهاء هذه الأزمة الأليمة، فاللبنانيون يستقبلون الباب باسم كل مسيحيي الشرق والطوائف".

وتابع: "لقد عشت معكم في بيروت وبالتحديد في العام 1978 في الأشرفية وقد عانيت معكم كشعب لبناني وللبنان ذكريات أليمة في وسط قلبي وتساءلت مرة "هل أحمل السلاح وأحارب؟ كبعض الشباب الذين كانوا يدافعون عن الحارة التي يعيشون فيها".

وتابع دالوليو "لقد درست اللغة العربية واكتشفت ان الشرق مبني على القيم العظيمة وهي مستمدة من دياناتنا الابراهيمية: المسيحية والاسلامية واليهودية، وحين أسئل عن دور المسيحية في المنطقة؟ فأنا اشبهها بالغضروف في الركبة اذ يجب ان يكون المسيحيون خدام الوحدة بدلاً من ان يكونوا منقسمين حول مصالح تافهة ..."

وأضاف "نحتاج مجتمعاً دينياً في أصالته ومدنياً في قراره واختياره، فالمجتمع الديمقراطي نريده لأنفسنا، والديمقراطية هي آلية لتدبير النزاعات البشرية دون اللجوء الى بحر من الدماء في كل مرة وفي كل أزمة"، لافتاً الى ان "سوريا حرمت هذه الديمقراطية على مدى 40 عاماً وقد آن الوقت لتحصل عليه".

ورفض دالوليو اعتبار المسيحيين أقلية، معتبراً ان "المسيحيين والمسلمين واليهود بنوا معاً الحضارة العربية، فنحن كمسيحيين نؤمن بحقوق الفلسطينيين ونريد شرق أوسط يتسع لكل الناس... نحن نريد بناء مستقبلاً متناغماً مع احترامنا لحقوق بعضنا البعض، فالمسيحيون مشاركون في الثورة السورية مع كل المواطنين الأشراف لخير كل المجتمع".

ورأى ان "الكفاح من أجل الحرية في سوريا لا حدود له، فالمسيحيون في حلب يحاربون الى جانب المسلمين لأجل حريتهم، ولا بد من كل الذين يكافحون ان يحترموا حقوق المدنيين ولا يجوز المس بهم كما يفعل النظام الذي يقصف الناس بالمدافع والطائرات والهيليكوبتر، فهذا قصف جبان من قبل جيش النظام السوري غير الأخلاقي الذي طرد المسيحيين من مدينة حمص".

وتوجه الى المسيحيين في سوريا بالقول "لم نخلق لكي نعيش خداماً لنظام استبدادي قاتل للناس والحريات، نحن مسيحيون لأجل الوطن ككل ولأجل جميع الناس الذين يعيشون فيه، والشعوب الناضجة تتغلب على المؤامرات بالتلاحم بين المواطنين ونحن نشكل وطناً مع جيراننا المسلمين، بالطبع هناك صعوبات ولكن أي مجتمع لم يواجه صعوبات؟ علينا اليوم ان نواجه صعوباتنا بجرأة مع نظرة صحيحة نحو المستقبل". وختم دالوليو: "نحن امام خيار تارخي، علينا ان نختار سوريا الحرية والديمقراطية... علينا ان نتحالف يداً بيد مع المسلمين الناضجين لكي نبني الوطن الذي نريده، فالتآخي الاسلامي-المسيحي لا يأتي من نظام من فوق بل هو خيار القاعدة الشعبية الديمقراطية، والحرية لا تأتي من المستبد بل من جارك المسلم الذي يقتنع معك بما نريده سوياً لسوريا، فأنا طردت من سوريا وآسف لذلك لأنني لو لم أطرد لكنت الى جانب إخوتي المسلمين والمسيحيين وأعاني معهم لأجل سوريا المصالحة والحرية والديمقراطية، وبإذن الله سنلتقي مع السوريين عند استرداد الحقوق، نحن لسنا ضد الشيعة، لسنا ضد العلويين، فهذه قصص كاذبة، نحن لأجل سوريا وسنبني شرق أوسط مزدهر كما فعل أجدادنا أبطال الحضارة".

الحوت

بدوره، دعا النائب عماد الحوت الى "قيام دولة مدنية تعددية، تعاقدية قائمة على المواطنة والمؤسسات والقانون"، مؤكدا "ان الاولوية هي المساعدة على بناء انظمة تبقى صالحة بغض النظر عمن يحكم".

وشدد على "ان الموارنة كغيرهم من مكونات المجتمع اللبناني شاركوا بصناعة العيش المشترك"، وذكر بترشيح الاخوان المسلمين في سوريا لفارس خوري رئيسا للحكومة في خمسينيات القرن الماضي.

وفي تعليقه على مقولة ان "الاخوان المسلمين" فصلوا بين الدين والدولة وبالتالي سقطت مقولة الاسلام هو دين ودولة"، قال الحوت: "أن الدولة الإسلامية هي دولة مدنية وبالتالي هم متصالحون من خلال مطالبتهم بالدولة المدنية مع شعارهم بأنه لا انفصام في الاسلام بين الدين والدولة". واعتبر "أن دوائر الانتماء المختلفة للانسان، الدين، الوطن، الأمة، والانسانية من الممكن أن تكون عنصرا ايجابيا إن تعاملنا معها على أنها متكاملة لا متعارضة، فنحن بحاجة للمواطن الملتزم بقيم الأديان". وأكد "أن للبنان دورا ممكنا أن يلعبه في نهضة العالم العربي في مجالين أساسيين، الأول في مجال الحفاظ على وحدة الشعوب الثائرة في مواجهة محاولات زرع الفتنة في داخلها، وهنا دور أكبر لمسيحيي لبنان أن يرسلوا رسائل واضحة لمسيحيي العالم العربي أنهم من واجبهم وباستطاعتهم أن يكونوا مواطنين شركاء في صناعة قرارات اوطانهم تماما كما مسيحيي لبنان هم شركاء في صناعة قرار لبنان بعيدا من ما يسمى حلف الأقليات، والمجال الثاني بأن يساعد لبنان الثورات على الثبات على المبادئ التي نادت بها من حرية وديمقراطية وتداول وذلك من خلال اعطائها الفرصة لتثبت ذاتها بعيداً عن الحكم المسبق ونصحها إن مالت عن ذلك من خلال تشكيل رأي عام ايجابي مراقب".وشدد على "أن العالم العربي قادم على نهضة اقتصادية مشتركة لا يمكن للبنان أن يستفيد منها إلا إذا كان جاهزا لذلك من خلال مشروع الدولة الواحدة ذات الرؤية الاقتصادية الواحدة لا ائتلاف الدويلات".

أما المدبرة العامة للراهبات الانطونيات الدكتورة باسمة الخوري، فقالت: ان "المسيحيين هم ملح الأرض كما قال السيد المسيح ولكن الملح لوحده لا يؤكل لذا هم بحاجة الى الآخرين لمشاركتهم في العيش المشترك"...

وتخلل الحلقة نقاش ومداخلات سريعة لكل من: الدكتور انطوان حداد حول أهمية الديموقراطية في العالم العربي وضرورة تطبيقها.

 

معاريف: نتانياهو يستعد لضـــرب منشآت ايران النووية خلال 50 يوماً

المركزية- نقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن أحد الوزراء المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلانه عن معلومات "سرية للغاية" تفيد بأن نتانياهو يستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية المثيرة للجدل خلال خمسين يومًا. واوضح الوزير الاسرائيلي تساحي هنغبيه أننا "نمر بأخطر خمسين يومًا تُعد مصيرية في تاريخ إسرائيل بعد حرب يوم الغفران-حرب أكتوبر".

وقال هنغبيه: "إن سلمت إسرائيل بوجود سلاح ذري بيد إيران فمعنى ذلك أن هناك سباقًا نوويًا في كل الدول العربية والشرق الأوسط." وأوضحت "معاريف" أن هناك غضبًا عارمًا فى مكتب نتانياهو لتسريب تلك المعلومة، مشيرة إلى أن نتانياهو وصف تلك الواقعة "بالمهزلة".

 

سليمان افتتح مرفأ الصيادين في عمشيت: طلبت شخصياً من الجيش مطاردة الخاطفين ومستمر ولن أتراجع عن تهنئة قوى الأمن لضبطها المتفجرات

المركزية- أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان انه لن يتراجع عن تهنئة قوى الأمن الداخلي ووزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل لضبطهم المتفجرات في قضية الوزير السابق ميشال سماحة التي كانت لو انفجرت ادت الى سقوط المئات من الضحايا والقتلى في لبنان. متمنياً بكل صدق واخلاص الا يكون لأي جهة رسمية سورية علاقة بالمتفجرات.

وشدد على ان لا لقاء سرياً جرى في ايران فاللقاء كان علناً ولكن لم يكن من اعلاميين، مشيراً الى انه قال للوفد السوري الكلام عينه الذي قاله في اليوم الأول عندما ضبطت المتفجرات.

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان الانماء المتوازن هو حق نص عليه اتفاق الطائف، مشيراً الى أهمية التعاون لإنجاز وتحقيق المشاريع الانمائية في لبنان، لافتاً الى أن الحلفاء بالنسبة لرئيس الجمهورية هم الذين يخدمون الوطن والذين ينفذون الطائف.

وإذ أكد أن المناخ الجيد في لبنان لا يتأمن عبر انتقاد المؤسسات الوطنية وتوجيه التجريح لها، أشار الى أنه لن يسمح ابداً أن يكون لبنان ساحة تُزرع فيها الفتنة، موجهاً التهانئ الى الجيش اللبناني على المهام التي ينفذها والى قوى الأمن الداخلي التي استطاعت ضبط المتفجرات، متمنيا بكل صدق وإخلاص أن لا يكون لأي جهة رسمية سورية علاقة بها.

كلام الرئيس سليمان جاء خلال المحطة الاولى من جولته الى عمشيت، التي بدأها ظهر اليوم بوضع الحجر الاساس لمشروع إعادة تأهيل وتوسعة مرفأ الصيادين في عمشيت.

وكان في استقباله عند الوصول الى رصيف المرفأ وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ووزيرا الداخلية والبلديات مروان شربل والبيئة ناظم الخوري والنائب وليد خوري ومدير عام وزارة الاشغال عبد الحفيظ القيسي، ورئيس بلدية عمشيت انطوان عيسى اضافة الى رئيس تعاونية الصيادين وسط حشد كبير من الشخصيات والحضور.

برنامج الحفل: بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم كلمة لعريف الحفل رحب فيها بالرئيس سليمان والحضور، ثم تحدث بعدها رئيس تعاونية الصيادين شاكراً للرئيس سليمان اهتمامه بمطالب الصيادين وعملهم وحاجاتهم، ولرعايته اعادة تأهيل هذا المرفأ وتنفيذ هذا المشروع كما شكر الوزير العريضي على مساعدته.

ثم ألقى رئيس بلدية عمشيت كلمة تحدث فيها عن أهمية هذا الانجاز ليس فقط للصيادين في عمشيت بل لأهالي المنطقة ككل، وقال: عمشيت في يوم عيد وصانع العيد هو ابنها الرئيس ميشال سليمان الذي اراد من خلال اطلاق وتدشين خمس محطات متنوعة في عمشيت أن يشمل العيد كل ابناء الوطن.فأنتم لكم عين على الوطن وعين على عمشيت. ولم تثنكم هموم الوطن والمنطقة على كثرتها وتشعبها عن الاضطلاع بدور الاب الراعي والمسؤول تجاه هموم بلدتكم.

العريضي: وتحدث الوزير العريضي فقال: " ثمة فرق كبير بين صيادي الاسماك الفقراء وصيادين آخرين نعرفهم تماماً في هذا البلد. فصيادو الاسماك الفقراء بكل مراكبهم التي تحتاج الى تطوير وتأهيل، يمارسون نمط حياتهم اليومية على مد البحر وجزره، رغم ما تحمله اليهم الطبيعة وما يخرب فيها بعض الناس، فيفاجأون أحياناً بمواسم ليس فيها خير كما ينتظرون. ويأتيهم خير في مواسم أخرى، يبقى الامل يحدوهم، وينتظرون من الدولة الرعاية والعناية، إن على مستوى المرافئ والبنية التحتية والتسهيلات اليومية، او الضمانات لأن ليس فوق رأس هؤلاء الصيادين خيمة، او ضمانة. أما الصيادون الآخرون ، فهم صيادو المتاعب والمصائب والمصاعب والمطابخ لنهش الدولة تحت عنوان الخدمات للناس.

بين هؤلاء واولئك، ثمة فرق كبير في النفوس والعقول والطباع والامانة والاتزان.

ونحن اليوم في عمشيت في بلدتكم التي من حقها أن تفخر وتعتز بانتمائكم اليها وبرئاستكم للبلاد. فهي بلدة أعطت رجالا كبار في مجالات عديدة، تتقدمون اليوم الجميع في موقع الرئاسة وتحتضنون كل اللبنانيين وتحملون كل همومهم، وآمالهم.

فهذا المشروع هو حلم قديم وهو واحد من سلسلة مشاريع على هذا الشاطئ اللبناني، لتعزيز وضع مرافئ الصيادين وإعلاء شأن هذه المهنة التي يجب أن تحظى بكل العناية والاحترام.

وقال:" إن في عهدكم العديد من الانجازات الكبرى في هذه المنطقة، وثمة ما أضيف اليها، وهي مشاريع استراتيجية مهمة وحيوية. وعندما استلمت مهامي في وزارة الاشغال فوجئت أن منطقة جبيل هي من المناطق المحرومة والمظلومة تاريخيا ومن المعيب أن تبقى منطقة في لبنان تعيش الحالة التي تعيشها هذه المنطقة على مستوى الطرقات. وبالاجمال إن ما أنفق في عهدكم يا فخامة الرئيس في وزارة الاشغال العامة والنقل على مستوى الطرقات، من دون هذا المشروع، يقارب المئة مليار. لقد تغير وجه المنطقة على المستوى الانمائي نحو الافضل. يأتي من يأخذ عليكم انكم تقومون بجولات إنمائية في جبيل. فانا اشهد من موقع الوزارة، أن ما أنجز في جبيل هو حق لها، ولكن الانجاز لم يتوقف فيها.

لقد ظلم عهدكم حتى الآن، واذا أُجريت جردة بما نفذ منذ بداية العهد الى الآن، استطيع أن أتحدث فقط عن وزارة الاشغال، يقارب الانفاق المليار دولار في كل المناطق اللبنانية، ويشهد كل اللبنانيين على ما انجز. وبالتالي يسجل لكم أنكم حرصتم أن يبقى موقعكم متوازن تقودون من خلاله مسيرة الانماء المتوازن وفي السياسة، حرصتم ان يبقى الموقف، الموقف الموزون الذي يحرص على حماية مصالح اللبنانيين جميعهم، وكرامة لبنان، وكرامة الرئاسة في لبنان. وفخر لنا أن يوجد رئيس مثلكم على سدة الرئاسة في لبنان.

ونقول هذا الكلام، ليس لأن أحدا يحرضنا، وليس لأن أحدا حرضكم على مواقفكم.

بل نقوله لأننا من مدرسة رجل كبير كرس امرين في حياته، هو الشهيد كمال جنبلاط الذي ربطته ببلاد جبيل علاقة تاريخية قديمة، إنسانية أخلاقية أدبية، فكرية.

الضمير والاخلاق. فإن من يحرضكم هو ضميركم، وأن ما يسيّر خطاكم أخلاقكم. ونحن بحاجة الى أخلاق في الممارسة السياسية والى الضمير في التوجه السياسي. وهكذا تتصرفون عندما تتخذون مواقف من قضايا كثيرة عنوانها حماية لبنان، وسيادته، وكرامته، من الجنوب عندما كنتم في قيادة الجيش، فصمدتم وقدتم الجيش بكرامة وعزة دفاعا عن ارض لبنان وسيادته وكرامته، واليوم أنتم في سدة الرئاسة تحفظون كرامة لبنان وسيادته عندما يتعرض لانتهاكات على طول الحدود.

وهذا شرف لكم ولنا، ان نكون مواطنين لبنانيين، يقود بلدنا رجل يتحلى بهذه الصفات والشجاعة، وهو مرتاح الضمير. ولذلك يستطيع أن يتصرف بهذه الطريقة.

ومبروك لكم يا فخامة الرئيس هذه الانجازات، في بلاد جبيل وفي كل لبنان على المستويين السياسي والانمائي."

الرئيس سليمان: والقى الرئيس سليمان كلمة شكر فيها القيمين على تنفيذ هذا المشروع وقال:" أنا لا أعتبر أن هذه المشاريع هي إنجازات بل هي حق، نص عليه الطائف ومبدأ الانماء المتوازن.

ولكن أريد أن تطرق الى موضوع. ففي الجلسة الاولى لمجلس الوزراء بعد انتخابي، طالبت بانجاز عدد من المشاريع المقدمة ومنها طبعاً مشاريع لجبيل، وكان هناك اقتراحين لقضاء جبيل، اول اقتراح مكب نفايات لكل جبل لبنان ونصف بيروت، والاقتراح الثاني، سحب اعتماد عن شبكة الري والصرف الصحي من جبيل وتحويله الى قضاء آخر، وهذان الاقتراحان كانا مطروحين على طاولة مجلس الوزراء في اول حكومة بعدما انتخبت رئيسا للجمهورية. وطبعاً كان التعليق ان هذا ليس انماء متوازناً، واهتمينا مع الوزراء المختصين على بت المشاريع والبحث عن المشاريع القديمة غير المنفذة، وهي موجودة وقد تعاونا مع الوزراء ومنهم الوزيران غازي العريضي ووائل ابو فاعور، وحاليا الوزير ناظم الخوري والوزير مروان شربل. وقد تعاونا مع النواب وأيضاً مع الدكتور وليد خوري الموجود بيننا اليوم. إن هذا التعاون أدى الى اقرار عدد من المشاريع منها الصحية والتعليمية والجامعية، إضافة الى المواصلات وتأهيل الطرقات. وأيضاً مشاريع سياحية ورياضية ومشروع الصيادين.

نعم، لقد تعاونت وتعاونوا معي الوزراء المختصين، وأعود وأكرر منهم الوزيرين العريضي وابو فاعور.

نعم هؤلاء حلفاء الرئيس، نعم بكل فخر واعتزاز هما حلفاء الرئيس بما يمثّلان، حلفاء للخير وللعطاء ، وحلفاء لخير لبنان ولمصلحته. واقول أيضاً أن مع هؤلاء الكرام هناك خلاف في بعض القضايا ومنها قانون الانتخاب، ولكن لا زالوا حلفاء وسيبقون كذلك.

وحليفنا أيضاً الوزير فيصل كرامي الذي سينضم الينا هذا المساء في نادي عمشيت، وحليفنا أيضاً وزير الصحة الذي يعمل على بت مشاريع كثيرة في بلاد جبيل. نعم الحلفاء بالنسبة للرئيس هم الذين يخدمون الوطن والذين ينفذون الطائف، وخصوصاً الانماء المتوازن.

إن هذا المرفأ لم يتغير، وأنتم تعلمون أنه يحتوي على مخازن تسمى بمخازن "بيت سليمان"، وكان يصدر عبره الحرير الى قبرص ومواد غذائية. ولا يزال حتى اليوم كما هو. فأقله أن يكون لهذا المرفأ حيثية معقولة، وهذا حق للصيادين، الفقراء، ونحن نعتز بأن نقول فقراء، فنحن فقراء، ولكن فقراء بالمادة وليس بالعقل. وهم فقراء محبون مقدرون يحرصون على الوطن وكرامة الوطن.

إن تأهيل المرافئ لا يكفي، فهناك خطة ومشروع قانون لتحديد قانون الصيد البحري وهو يشمل فقرات عديدة، وآمل أن يبصر النور في أسرع وقت ممكن، ويشمل تأهيل المراكب والصيادين ووضع شروط وقوانين تصب عاجلاً أم آجلاً في مصلحة الصيادين. وعلى الصيادين أنفسهم ان يتقيدوا بالقانون وبالاصول القانونية للصيد، كتجنب أنواع الشبكات المؤذية للثروة البحرية، وتجنب استعمال الوسائل المؤذية متل السموم او المتفجرات، التي أدعوكم لتركها الى أمور أخرى".

إن الانماء المتوازن نص عليه الطائف ورغم تعثر الفترة التي نمر فيها ولاسباب عديدة وتعلمونها، إن الاستثمار جيد في لبنان.إن الدولة تستثمر، وتظهر عن نفسها أنها هي فعلاً دولة الرعاية. فالاستثمارات في لبنان وبرعاية مؤسسة إيدال، هي هذه السنة أكثر زيادة وبنحو ضعفين عن السنة الماضية وحتى عن العام 2010.

ودعا الرئيس سليمان الى عدم اليأس، وقال: إن لبنان جاهز، وهو ما زال يستقبل الاستثمارات، ولكن علينا أن نساعد في تأمين المناخ لذلك، والذي لا يتأمن إلا عبر الاستقرار الامني وسمعة لبنان الطيبة وليس عبر قطع الطرقات وإحتلال المؤسسات، والاعتصامات جنوباً وشمالاً وليس عبر التعرض للدول الشقيقة والصديقة. فعلينا جميعاً أن نساهم بإرساء هذا المناخ الجيد. ولا أن ينظر كل واحد الى مصلحته الانتخابية وفرض مناخ معين لفترة صغيرة.

وقد اتخذنا قرار في " إعلان بعبدا" بحياد لبنان، فلا لزوم أن نفسد مفعول الحياد على لبنان بحركات صغيرة وغير مجدية.

إن المناخ الجيد لا يتأمن بانتقاد المؤسسات الوطنية وتوجيه لها التجريح ، كانتقاد الجيش وانتقاد القضاء وانتقاد كل شيء. إن ما لدينا منه في لبنان تتمنى الدول العربية الحصول عليه. وإذا كان الانتقاد هو بهدف الاصلاح فهذا أمر جيد، ولكن إذ كان الهدف منه فقط التجريح والانتقاد فهذا ليس من شيم المواطن.

وفي هذه المناسبة اوجه تحية الى الجيش اللبناني،وذلك لتنفيذه العديد من المهام ، واوجه له التحية خصوصاً على قيامه بالامس بمطاردة الخاطفين وأنا من طلب منه هذا الامر،علناً واثناء لقاءاتي مع وزير الدفاع وقائد الجيش، وأؤكد أن الجيش سيستمر بملاحقتهم، واتمنى أن يواكبه القضاء بعمله لتأمين العقاب للخاطفين وتحرير المخطوفين.

وأريد أن أهنئ أيضاً قوى الامن الداخلي. نعم أهنئها، وأهنئ الوزير مروان شربل الذي هو على رأس هذه القوى، خصوصا على ضبطها المتفجرات التي كانت لو انفجرت قد ادت الى سقوط المئات من الضحايا والقتلى في لبنان. وأؤكد أنني لن أتراجع أبداً عن هذه التهنئة، وأتمنى بكل صدق وإخلاص أن لا يكون لأي جهة رسمية سورية علاقة بهذه المتفجرات.

وللمشككين أقول، ان لا لقاء سريا جرى في ايران و نحن لم نعتد على اللقاءات السرية. فاللقاء كان علناً، ولكن لم يكن يوجد في القاعة المترامية الاطراف، إعلاميون، والمبادرة أتت من قبل رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم. وشكراً لهما لأنهما قصداني من على مسافات بعيدة، لإلقاء التحية وقد تحدثنا عن الوضع. والكلام الذي قلته لهما هو، عينه الذي قلته في اليوم الاول عندما ضبطت المتفجرات.

واننا إذ نشكر الله تعالى لاننا ضبطنا هذه المتفجرات، اؤكد اننا لن نلجأ الى الاتهام. إن القضية هي من عمل القضاء الذي أطلب منه أن يقوم بواجبه وأن يحكم بالعدل، فلا للظلم ولا للتردد. وقد منحنا الغطاء الكامل للقضاء وللأمن.

إن قراراتنا لم تكن يوماً نابعة من الخوف او مبنية على التهديد، بل كانت مبنية على الايمان الكبير بهذا الوطن، وبكرامته. لم ولن نخضع أبدا للابتزاز واطلب أيضاً مجدداً من القضاء ومن القوى الامنية الا تخضع لإملاءات الخوف والتهديدات والتلميحات وأن تكون صادقة وهذا واجبها الوطني، والمواطن يدفع الضريبة يومياً لكي يكون له دولة مؤسسات.

وأؤكد أن لبنان لن يكون يوماً ساحة. ولكل من يحاول أن يزرع الفتنة في لبنان، لن يوفق ولن ينجح، وبالرغم من المشاكل التي تحصل أحياناً من وقت لآخر في أماكن متعددة، لن نسمح لهذه المشاكل أن تكبر.

إن مستقبل لبنان هو أفضل، ولنستعد ليصبح زاهراً جداً، نمارس فيه الديموقراطية التي ننعم بها بشكل راق، حيث أن كل الدول المحيطة بنا ستصبح ديموقراطية. ونحن لا ولن نتدخل بمن سيحكم أي نظام، بل ما يهمنا هو أن تسود الديموقراطية الدول العربية كي نستطيع ممارسة ديموقراطيتنا بشكل آخر.

وأقول أنني جئت الى هنا اليوم باكراً جداً كي لا تفسر زيارتي لهذه المنطقة ولهذا المشروع بأنها زيارة انتخابية، وأؤكد، خصوصاً للذين يبشرون من اليوم أنه لن تحصل انتخابات، أنني لن أسمح أبداً أن تحصل وهي ستحصل.

وتساءل الرئيس سليمان: "هل من المعقول أن الناس عائدة من الحرب ونحن ذاهبون اليها. فالغير يتمنى أن تحصل في بلده انتخابات بلدية. فالانتخابات أكبر مظهر من مظاهر الديموقراطية، التي تؤمن تداول السلطة."

وتابع :" أعود وأكرر أن لبنان مقبل على مستقبل زاهر تسوده الديموقراطية، والاسبوع القادم سيكون مطلعا لهذا المستقبل بزيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان.

وأطلب من الجميع المساهمة في استقبال البابا، ومواكبة تنقلاته على الطرقات، إن كان يوم ذهابه الى القصر الجمهوري في الخامس عشر من الجاري، او في خلال الانتقال من ملعب فؤاد شهاب الى البيال في السادس عشر منه والحضور القداس الكبير . فلبنان كله سيشارك، مسيحيين ومسلمين . فلا تكونوا بعيدين عن هذه المناسبة.

وأشكر حضوركم في هذا اليوم الحار، وأشكر المدير العام لوزارة الاشغال عبد الحفيظ القيسي لاهتماماته. "

درع وجولة: ثم قام بعدها رئيس تعاونية الصيادين بتقديم درع تذكاري الى كل من الرئيس سليمان والوزير العريضي عربون شكر وتقدير، ازاح بعدها الرئيس سليمان الستارة عن اللوحة التذكارية ثم قام بجولة تفقدية على رصيف المرفأ اطلع في خلالها من قبل مهندس المشروع على شرح عن الاعمال التي ستنفذ.

 

خطف رجل أعمال في البترون لابتزاز مادي وخفض الفدية مــن 4 الى مليــون دولار

المركزية - اختطف ليل امس رجل الأعمال بسام طليع طربيه (50 عاماً) من البترون لدى وصوله الى مرآب منزله في طلعة الريجي ضاحية البترون الشرقية والمعروفة بمحلة بسبينا، حيث عاجله أربعة مسلحين بسيارة رباعية الدفع سوداء اللون وأنزلوه من سيارته وخطفوه الى جهة مجهولة. وبعدها اتصل الخاطفون بشقيقه غسان طالبين فدية 4 ملايين دولار أميركي للافراج عنه، علماً أن بسام يملك شركة قطر بواخر في ميناء طرطوس، وهو من بلدة تنورين ومن سكان بسبينا – البترون. وعلمت "المركزية" ان الخاطفين كانوا أعادوا الاتصال بشقيقه غسان ظهر اليوم وخفضوا بعد مفاوضات معه قيمة الفدية الى مليون دولار اميركي. وان عملية الخطف تقتصر على الجانب المالي فقط ولا أهداف سياسية أو أمنية من ورائها.

 

قاووق: أميركا شريك لإسـرائيل لماذا لا تنددون بمواقفها المهددة

المركزية- سأل نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق فريق 14 آذار الذي يدّعي الصداقة مع أميركا التي هي في الموقع المعادي للبنان عن موقفه من الشراكة الأميركية الإسرائيلية التي تتوعد وتهدد لبنان من خلال المناورات العسكرية الأميركية الإسرائيلية المشتركة تحضيراً لاستهدافه في أي حرب مقبلة، وذلك خلال كلمة ألقاها في حفل تأبيني أقيم في مجمع الإمام الباقر في حي السلّم.

أضاف: متسائلاً أين هي مذكراتكم للتنديد بالدور الأميركي المعادي للبنان والشريك الكامل لإسرائيل في أي عدوان محتمل على لبنان، وأكد أنه يكفي المديح الإسرائيلي المتواصل لفريق 14 آذار حتى نكتشف طبيعة الدور والوظيفة والهوية والخلفية لفريق 14 آذار، وكل موقف من فريق 14 آذار يريح ويقوي اسرائيل هو خطيئة وطنية، وبالمقابل كل موقف يقلق ويضعف اسرائيل هو فضيلة وطنية وانجاز وطني، ورأى أن قوى 14 آذار تتعمد تجاهل الخطر الإسرائيلي المتواصل على لبنان، يريدون أن يستبدلوا اسرائيل عدو لبنان بسورية لأنهم متورطون بإملاءات والتزامات خارجية تريد منهم أن يستهدفوا سورية، هذا الإستهداف هو وظيفة لفريق 14 آذار وهو المعبر الى الإنتخابات النيابية المقبلة.

وتابع: نقولها لشعبنا الذي هو أذكى من أن يخدع بشعارات مزورة، اعتدنا من فريق 14 آذار فريق شهود الزور وشعارات الزور وشهادات الزور حول المسلحين الذين يستهدفون المواقع السورية على الحدود، ودعا فريق 14 آذار إلى وقف هجمات المسلحين من الأراضي اللبنانية ضد المواقع السورية، وإلى وقف التغطية السياسية والقضائية للمسلحين السوريين، وكشف أنّ هناك مسلحين وتجار سلاح سوريين اعتقلوا داخل الأراضي اللبنانية وأخلي سبيلهم متسائلاً عن الجهة التي تدخلت من امتدادات فريق 14 آذار داخل السلطة والقضاء والأجهزة الأمنية لإخلاء سبيلهم، وشدد قاووق أن 14 آذار باتوا اليوم جزءاً من العدوان على سورية ويصرون على اشعال فتيل الفتنة في لبنان ونحن نصر على اطفائه، لكن هل يمكن أن نحمي لبنان من تداعيات الأزمة في سورية في ظل استمرار الهجمات المسلحة وتهريب المسلحين من لبنان الى سورية، واعتبر أن قوى 14 آذار اليوم هي في ذروة التورط في الأزمة السورية وهم بذلك يضعون لبنان على مسار المخاطر الكبرى، مؤكداً أننا لسنا في موقع أن ننجر الى فتنة لأن مشكلتنا هي مع أميركا وليست مع أدواتها لا في لبنان ولا في المنطقة.

 

قداس لراحة انفس شــهداء "القـوات" في كنيسة مار مخائيل - طريق النهر

منسق مدينة بيروت للقوات المهندس عماد واكيم: اجراسنا تقرع في كل الشرق وبصليبنا ننتصر

المركزية- اقام حزب القوات اللبنانية - منسقية مدينة بيروت قداسا الهيا لراحة انفس شهدائها في كنيسة مار مخائيل - طريق النهر. ترأسه خادم الرعية المونسنيور سوفور خوري عاونه الخوري ايليا مونس والخوري نبيل شلهوب، وخدمه المرنمة كريستيل حداد وعلى البيانو ايليانو عقل، في حضور الامين العام - منسق مدينة بيروت المهندس عماد واكيم ممثلا رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع، عضوي بلدية بيروت فيليب دوبسترس وايلي حاصباني، رؤساء المناطق في حزب القوات بيار زكور (الاشرفية)، جان اندراوس (الرميل)، فادي عازار (المدور)، رامي ابي خليل (الصيفي) ومخاتير الاشرفية، الصيفي، المدور والرميل، ممثلي الرابطات المسيحية، رؤساء المكاتب والقطاعات في الحزب، اهالي الشهداء، محازبين واصدقاء وحشد من المؤمنين.

خوري: وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى المونسنيور خوري عظة قال فيها: "نجتمع اليوم ليلة عيد مولد امنا مريم العذراء. اسم الشهيد الاول يسوع المسيح، واننا لا نستطيع الدخول الى السماء الا من باب مريم التي حملت السماء في احشائها. فكانت ام خالقنا، والشعب المسيحي في هذا الشرق وبخاصة في لبنان. اننا نحب العذراء فوق كل حب لانها تشبه امهاتنا والناصرة ليست بعيدة عنا. ولم يكن هناك حدود في ذلك الزمن فالسماء واحدة والارض واحدة والهواء واحد. اتخيل مريم العذراء تشبه امهاتنا في "عوايدنا". لذلك نحن احق البشر بالعذراء لانها تشبهنا كثيرا، لذلك نقول لها يا معونة النصارى. أبناؤنا واجدادنا في وادي قنوبين كانت العذراء شفيعتهم في مسيرتهم نحو السماء، لذلك نحن شعب مميز، اننا شعب مريمي، لان مريم العذراء هي من طينتنا واعطتنا المخلص يسوع المسيح، وهذا اليوم هو عيد عظيم عيد مولد امنا مريم العذراء".

واضاف: "سنستذكر اليوم شهداءنا ماذا تعني كلمة شهادة، انهم الذين شهدوا للحق على غرار المسيح الذي هو شاهد للحق وكل شاب مات في سبيل الشهادة اولا للانجيل وللمسيح ولارض لبنان، لان لبنان ارض القداسة ويأتي ذكره في الكتاب المقدس اكثر من 70 مرة وجاء المسيح ومشى على ارضه الى صور وصيدا وقدس ارض لبنان. انتظرته العذراء اليوم في مغدوشة في سيدة المنطرة، وعبر الرسل من صور الى انطاكيا وانطلقوا على الشاطئ اللبناني. اذا لبنان هو ارض مقدسة ولبنان هو ارض الشهادة، نحن في هذا الشرق نقول الى الله كما عذبتنا عندما علمتنا الحب لانك نصبتنا شهودا له. واراد الله ان يخلقنا في هذا البلد. ونحن من هذا البلد ولا يمكن ان نزيح من هنا، وهناك من يقول "الخوف على الوجود المسيحي وعلى بقائنا"، الشعب المؤمن بيسوع المسيح لا يهاب شيئاً كما يقول بولس الرسول. لا خوف على لبنان لان القديسين شربل والحرديني ورفقا والشهداء والقوات اللبنانية الذين سقطوا من كل الاحزاب في سبيل القضية والارض المقدسة والحرية، هؤلاء هم ابناء الله الذين سقطوا في سبيل الحرية والديموقراطية".

واضاف: "نحن نقول لا نخاف من شيء والمسيح قال لنا: "ثقوا انا غلبت العالم" هل نثق به ام لا نثق". امامنا اليوم شهداء كثر ولا تبدأ قافلة الشهداء في العام 75، منذ بدء الانجيل في الشرق، ونحن منصوبون على الصليب لذلك شهداء كثر، ولدينا شهداء عايشناهم ورافقناهم مثل الشيخ بشير. لذلك ان شهداءنا مشوا على خطى قواد عظام اعطوا حياتهم بالاستشهاد في سبيل الحق، لذلك هذا الحق لن يموت طالما هناك اشخاص تتابعون النضال.

هنا اوجه الى الدكتور سمير جعجع الذي هو صوت صارخ في البرية "اعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويما" يعني اعيدوا للبنان حريته وانجيله وشرفه. ان الاشرفية والرميل باب الدفاع الاول لقد استشهد الاف الشباب والصبايا، لقد بيضوا ثيابهم بدم الحق، وهم اليوم امام الرب يشاهدونه وجها لوجه. الشهيد لا يموت ولا موت مع يسوع المسيح. لذلك شهداؤنا هم احياء ونحن سنكمل المسيرة سواء اكنا كثراً ام قلائل، سنكمل بالذين بقوا، وسنبقى في هذه الارض الى ابد الآبدين، وحماكم الله شهداء احياء للبنان".

ثم، توجه الجميع الى النصب التذكاري الذي اقيم في مدافن مار مخايل، فأضاء واكيم الشعلة ووضع اكليلا باسم الدكتور جعجع وآخر باسم منسقية بيروت في الحزب وازاح الستارة عن لوحة كتب عليها "شهداؤنا لا يموتون".

واكيم: والقى واكيم كلمة شكر فيها المونسنيور خوري على العظة التي ألقاها داخل الكنيسة. وقال: "لقد ازلنا الستارة عن لوحة الشهداء شهداؤنا لا يموتون انهم احياء في السماء، لا يموتون لانهم احياء في قلبنا وفي وجداننا ابدا باقون، انهم يرسخون ايماننا بقضيتنا وبنضالنا، لا يموتون لانهم حولنا يضيئون لنا دربنا نحو النضال المستمر في سبيل لبنان وطن سيد، حر، مستقل".

وختم: "اجراسنا ستظل تقرع ليس فقط في لبنان بل في كل الشرق وبصليبنا سننتصر".

 

الراعي من الشوف: للمحافظة على وحدتنا الداخلية/البابا اختار لبنـــان أرض سـلام تتســع للكل

المركزية- دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى المحافظة على وحدتنا الداخلية بروح الشركة والمحبة لأننا لا نعرف أن نعيش وحدنا، إذ لا معنى أن نعيش وحدنا". وقال: "إن زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر تحمل علامات كبيرة، فهو اختار لبنان من أجل توقيع سينودس الشرق الأوسط، وهذه علامة للعالم بأن لبنان بتكوينه أرض سلام وتلاقٍ وأرض تتسع للكل، وإذا تعسّر الأمر في لبنان بعض الشيء فيجب ان يكون هذا التعسر عابر، ونعتبر أن هذه الزيارة التاريخية ليكون ربيع لبناني من أجل أن نساعد الربيع العربي". استهل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم جولته الرعوية الى منطقة الشوف والتي تستمر يومين، بالتوقف عند مدخل قرى المناصف حيث كان في استقباله حشد من أبناء بلدة كفرحيم الذين أعربوا "عن سرورهم بزيارة الاب الروحي لجميع أبناء لبنان الى بلداتهم". ويرافق البطريرك الراعي في جولته المطارنة: راعي ابرشية صيدا المارونية الياس نصار، المطران طانيوس الخوري، المونسنيور جوزف البواري، الآباء: لويس سماحة ونبيه الترس ومدير المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض. ثم وصل الراعي الى بلدة الكنيسة المحطة الاولى من زيارته الى منطقة الشوف، حيث كان في استقباله كاهن رعية مار جرجس الاب وليد ناصيف، رئيس البلدية الدكتور منير عشقوتي واعضاء المجلس البلدي، المختار عبود فرح، مدير عام مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية المقدم شريف فياض، مدير عام التعاونيات انور ضو، رئيس بلدية دير كوشة وليد ضو واعضاء المجلس البلدي، اخوية وطلائع فرسان العذراء، وعلى وقع موسيقى فرقة المتين.

وفي داخل كنيسة مار جرجس رفع البطريرك الراعي صلاة الابانا والسلام، طالبا من السيدة العذراء في يوم عيدها بأن تفيض النعمة على أبناء البلدة.

وقال من البلدة أن هذه الزيارة تندرج في مسيرة المصالحة التاريخية التي أجراها الكاردينال مار نصرالله صفير ورئيس لحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منذ 11 سنة، وبعد هذا التاريخ يجب أن نرى أين أصبحت هذه المسيرة وكيف نكملها، ونودّ أن نهنئكم على ثقافة العيش معاً التي تعيشونها والجوهر أن نعيش معا".

ومن الكنيسة الى عميق فكفرنبرخ حيث دعا الراعي أن يكون لبنان نموذجا للديموقراطية يحتذى به في الشرق، ثم انتقل البطريرك الى بلدة الفريديس، وتم الغاء زيارته الى كفرقطرة في الشوف بعد أن شهدت خلافات بين البلدية والأهالي حول من سيستقبله وعلى خلفية سياسية. بعدها انتقل البطريرك الراعي إلى الباروك، على أن يزور كذلك بلدات: بمهريه، عين زحلتا، وسط استقبالات شعبية حاشدة، ثم الكرسي الأسقفي - بيت الدين وقداس إلهي في السادسة والنصف مساء. وينهي البطريرك الراعي زيارته الرعوية غدا الأحد التي يبدأها في العاشرة والدقيقة 20 حيث يصلها الى بلدة الفوارة لزيارة كنيسة مار أنطونيوس الكبير، وسيقام قداس في الحادية عشرة قبل الظهر اضافة الى تكريس الكنيسة الجديدة ثم لقاء في قصر المختارة في الرابعة مساء، وتنتهي الزيارة الرعوية في الكرسي الأسقفي - بيت الدين حيث تقام التنشئة المسيحية في السادسة مساء.

 

أكد الحاجة الى ثورة أخلاقية تعيد القيم الى الحكم وأهله/عون في عشاء "التيّار- المتن": ميزان قوى يفرض الهدوء على رغم تطور الحوادث سلباّ

المركزية- دعا رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون "عدم التخوّف من تطوّر الحوادث بشكلٍ سلبي في الدّاخل اللبناني، فهناك ميزان قوى سياسي هو الأقوى وهو الذي يفرض هذا الهدوء"، منبها من أن "تغيير صورة النظام في سوريّا يعني القضاء على لبنان، لأنّ الأنظمة الآتية ستعود بنا أربعة عشَرَ قرناً إلى الوراء". وشدد على "حاجتنا الى ثورة أخلاقيّة لنعيد إلى الحكم وأهله، القيم الأخلاقيّة". أقامت هيئة المتن في "التيار الوطني الحر" عشاءها السنوي في مجمّع الرمال، في حضور العماد عون الذي ألقى كلمة تطرق فيها الى الوضعين الاقليمي والداخلي.

وجاء في كلمته "سعيد جدا أن ألتقيكم في هذه السهرة. نعيش اليوم أياما صعبة، تكن على رغم ذلك سنتخطاها بهدوئنا وعملنا الدؤوب. المطلوب ألا يكون لديكم قلقٌ مفرط يعطّل المبادرة لديكم ويخيفكم.

لا تخافوا من تطوّر الحوادث بشكلٍ سلبي في الدّاخل اللبناني، فالأمور مضبوطةٌ مهما حصل. هناك ميزان قوى سياسي هو الأقوى وهو الذي يفرض هذا الهدوء.

كثيرون في لبنان يريدون أن تحصَل فوضى، لكنّهم يعجزون عن تحقيقها، ومن لديهم القدرة على نشر الفوضى لا يريدون ذلك. من هنا، ننعم اليوم بالهدوء والإستقرار، ولكن في خِضَم الحوادث المتسارعة في المنطقة وفي بعض المناطق اللبنانيّة، تكثُر الخطابات السياسيّة والأفكار المتكرّرة، بشكلٍ فوضوي من دون تفكير مرتّب أو تماسك للأفكار، وتولد الفوضى وتعيق المجتمع عن تكوين فكرة صحيحة عن الأشياء التي نعيشها". أضاف "بعض السياسيين يأخذون مواقف "نكاية" أو بشكلٍ كيدي، من دون أن يعرفوا ما سيكلّفهم خيارهم في المستقبل القريب. تشهد المنطقة اليوم تغيُّراتٍ ومشاكل، ونسمعُ الكثيرين يطلبون التغيير في سوريّا ويقولون إنه سيعيد التوازن إلى لبنان. ولكن، إذا تمّ تغيير صورة النظام في سوريّا كما يفكّرون ويقولون، فذلك يعني القضاء عليهم وعلينا وعلى لبنان بدون أن نعلم أو نقدِّر ذلك، لأنّ الأنظمة الآتية، ستعود بنا أربعة عشَرَ قرناً إلى الوراء".

تابع "إذا أردنا أن ندعم أي حركةٍ تغييريّة، فيجب أن نعرف الى أين ستوصلنا، ونتوقّع أن تكون الأوضاع أفضل بعد التغيير، والأمور أصلح ومطمئنة أكثر، لكن إذا نظرنا حول البحر الأبيض المتوسط، ماذا سنرى؟! سنرى تونس، هل هي النموذج؟! سنرى ليبيا، هل هي المَثلُ الأعلى؟! سنرى مصر، هل هذا هو النّظام الذي نبحث عنه؟! سنرى اليمن، البحرين، سوريا، والبلدان التي لا حقوق للإنسان فيها، ونظامها آتٍ من غياهب التاريخ! انتبهوا لكلِّ موقف سياسي يُتّخذ في لبنان. منهم من يقول "فليحكم الإخوان"، لكن هل يعرفون ما هي شرعة الإخوان؟! هل يعرفون أنّ الديموقراطيّة بالنسبة لهم هي ضدّ الشريعة؟! وإذا غابت الديموقرطيّة، أين تُصبح حريّة المعتقد وحرية اختيار طريقة الحياة؟ إنها أنظمة لا تعترف أن للانسان الحق في اختيار مُعتَقَده، والإختلاف عن الآخر، فحتّى طريقة الحياة التي سنعيشها سنصبحُ ملزَمين فيها بقانون، فلا يعود للمواطن الحق في أن يأكل أو يشرب أو حتّى أن يلبس كما يريد. هذا هو النظام المثالي التي تدافع عنه أوروبا وأميركا اللتان تعتبران أنفسهما البلاد الأم لحقوق الإنسان؟!". وقال "لا أعتقد أنّ هذا ما نريده، نريد حرّيتنا ونريد اختيار طريقة حياتنا. لسنا أداة بيد أيِّ دولةٍ أجنبيّة.

أنا اختبرت المجتمع الدولي بنفسي، وأشهدُ أمامكم، الأميركيون يعتبرون لبنان "غلطةً فرنسيّة" "French mistake"، والفرنسيون يقولون عنا "Vous êtes une quantité negligeable"، أي كميّة ما بتحرز. فكيف سنستطيع التعاطي معهم؟! أبداً لن نكونَ خدماً عندهم ولقضاياهم، يستعملوننا أو يبيعوننا ساعة يشاؤون. ففي أيّ مشكلةٍ بيننا وبين اسرائيل التي تطمع بأرضنا وخصوصاً بمياهنا، ستقف أوروبا وأميركا إلى جانب اسرائيل، والإثنتان ستكونان مع توطين الفلسطينيين في لبنان.

أرضنا لم تعد تتّسع، لدينا 400 مواطناً في كل كلم، في أميركا لا يتخطّى الـ30 مواطن في الكلم. يريدون توطين ما نسبته 15 في المئة من مجموع شعبنا أي ما يوازي توطين 45 مليوناً في أميركا، وفي فرنسا 9 ملايين، فليأخذوا إذاً النصف مليون الموجودين عندنا، إذا كانوا يفتّشون عن حلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينيّة. يتحدثون عن وطن للفلسطينيين، فأين هو؟ لمَ لا يقرّونه كما أقرّوا تقسيم فلسطين لدولتَين؟ فَليضعوا حدوداً للوطن ويعطوه للفلسطينيين.. إنّما الخداع الدَّولي الكاذب ترك القضية حتى الآن 64 عاماً، وسيبقيها 64 عاماً آخرى من دون حل ونكون انحلّينا وبقي الآخرون". وأشار الى أن "هذا هو الوضع الدَّولي الّذي يُتَرجَم في سوريا بمحاولة تغيير النّظام، حتى يتمكنوا من فرض الحل الذي يريدونه، عبر تفكيك الجبهة الّتي تقاومه، إضافة إلى مصالح حيوية دَولية تتعلّق بالغاز وتتعلّق بالنّفط وتتعلّق بالصّين وبروسيا وبأوروبا وبأميركا، وصارت هذه الحرب حرب الكبار في منطقتنا، وعلينا أن نعرف وضعنا ونقوم بمهمّتنا اللازمة حتى نستمر وتنتهي اللّعبة وينتهي اللاعبون.

إذاً، المطلوب منّا أن نحافظ على هدوئنا وعلى وحدتنا الوطنية وأن نظلّ مطمئنين للسّياسة الّتي نقوم بها والّتي لم تكلّف أيّ مواطنٍ لبناني ضربة كف، خصوصاً المسيحيين، على جميع الأراضي اللّبنانية. وهذا نتيجة السّياسة الحكيمة وليس نتيجة الدعوة إلى العنف والحرب". وأكد أن "من يدعو للخراب هو المخرّب وهو العاجز، من يدعو للحرب هو العاجز عن صنع السّلام. إشعال الحرب سهلٌ جدّاً أما بناء السّلام فهذا هو الصّعب. عملنا أن نبني السّلام وألا ندهور لبنان في المتاهات، خصوصاً تدمير الدّاخل اللّبناني الّذي يحوي قضايا كثيرة تتطلّب عملاً وتتطلّب تحسيناً.

منذ 22 عاماً حتى اليوم، هناك تراكمات تخريب للبلد في كل القطاعات، وإصلاحها يتطلّب وقتاً. قد نهدّم بناءً بالقليل من الدّيناميت خلال لحظة، ولكن تشييد البناء يتطلّب سنوات. إنتبهوا، فالإصلاح أصعب بكثير من تخريب الإقتصاد، من تخريب الأمن، من تخريب الدّفاع، من تخريب أيّ بناء اقتصادي أو سياسي سليم. لذا يجب علينا أن نصبر لأنّ كلّ ما سيُبنى يتطلّب وقتاً معيناً، ويجب أن تكونوا أنتم شركاء في البناء من خلال المواقف الإيجابية".

تابع "كلّنا نعرف أنّ الإعلام مضلّل لأنّه ينقل الأخبار السّياسية للسّياسيين المضلّلين. نحن اليوم أمام واقع مديونية كبيرة لم يُعرَف كيف صُرِفَت. وقريباً سينشر كتاب اسمه "الكتاب الأسود"، لأنّه يدلّ على السّرقات والمال المهدور الّذي بلغ تقريباً الـ35 مليار دولار غير مبرّرة لا بفواتير ولا بكيفية الصرف، ولا على أيّ مشروع صُرِفَت. لبنان مسروق، وليس مكسوراً. مؤسّساته مهدّمة. إذا تطلّعنا اليوم إلى قوى الأمن، ما هي فاعليتها الخاصّة بها؟ وكيف تُقاد؟ منذ العام 2006 ليس هناك مجلس قيادة يرعى تعيين الضّباط وتعيينهم في مراكزهم. صلاحياته اختصرت برجل واحد، بمدير قوى الأمن الذي يتصرّف بالمؤسّسة الّتي فيها عشرات الألوف كما يشاء. لا وجود لدولة تسأله ماذا يفعل، ولا وجود لمجلس قيادة يسأله ماذا يفعل، والأمن "سايب".

وأوضح أن "القلق الأكبر في لبنان غير متأت من الحوادث الخارجية بل ممن يسرقون المصارف، وممّن يسلبون المواطنين على الطّرقات، متأتٍ من انفلات الطّرقات حيث كل يوم هناك حوادث عدّة. أين هي قوى الأمن وماذا تفعل؟ من مسؤول عنها؟ إسألوا وزير الدّاخلية عن الإهمال في الممارسة.. لمَ يتصرّفون بطريقة إزدواجيّة ويعرقلون المشاريع التي تترتّب مسؤوليّتها على الحكومة؟ التّخريب بات موجوداً داخل الأجهزة التي من من واجبها ضبط الأمن والحفاظ على البلد. يخرّبون الكهرباء ويمنعون إصلاحها، ويمنعون إنشاء السدود تاركين النّاس عطاشى فيما أرضنا هي الخزّان الأوّل للمياه في الشّرق الأوسط. قد تعطش يوماً جميع شعوب الشّرق الأوسط، لكن لا يمكن أن يعطش شعب لبنان. أمن المعقول ألاّ يسأل أحد عن كلّ هذه الأمور وكلّ مشاكل المياه والكهرباء وبقيت منسية على مدى إثنين وعشرين عاماً، ثمّ تظهر فجأة مع الإعلام الموجّه. من منّا لا يعلم أنّه تمّ وضع خطّة للكهرباء منذ شهر حزيران في العام 2010 وأقرّها هؤلاء الّذين ينتقدون الآن، في شهر تمّوز من العام نفسه؟ من أوقفها في شهر آب من العام 2010؟ هؤلاء الذّين يصرخون اليوم محمّلين المسؤوليّة للوزارة الحاليّة هم من منع الإعتمادات منذ العام 2010 ولغاية العام 2012. هذا هو الكذب بحدّ ذاته. يجب أن تستفيقوا وتعلموا أنّ مشكلة الكهرباء ليست بجديدة، ووزير الطّاقة لطالما حذّركم وحذّر الحكومة منذ العام 2010"، مشيراً إلى "اقترابنا من الكارثة إن لم نبدأ بتنفيذ مشاريع الكهرباء. أخّروا خطّة الكهرباء لأكثر من عامين، وصحيح أن الكهرباء ستبدأ بالتحسّن، لكن يجب أن تتنبّهوا لمن يتآمر عليكم وعلى راحتكم وعلى الوسائل الحياتية التي تسهل حياتكم".

وقال "جعلنا من الماء كلّ شيء حيّ، المياه ضرورة لحياتنا اليوميّة والكهرباء أيضاً إذ تسهّل لنا طريقة حياتنا اليوميّة، وكذلك الأمر بالنّسبة للطّرقات التي تسهّل لنا المواصلات. كلّ شيء بات مهملاً منذ عشرات السنين والمسؤولون عن هذا الاهمال يستحقّون أن يأتي اليوم الذي يُطردون فيه من الحكم، بينما الحكم البديل يتحمّل كلّ تراكمات الإهمال والإهتراء في السلطة والإدارة".

وشدد على "حاجتنا الى ثورة أخلاقيّة لنعيد إلى الحكم وأهله، القيم الأخلاقيّة التي من خلالها نستطيع أن نصلح المجتمع. أريدكم أن تتنبّهوا أيضاً للمال السياسي، فالنّائب هو المحامي الذي يدافع عن مصالح ناخبيه؛ هو من يدافع عنهم ويراقب الحكم الذي يطبّق القوانين كي لا يقع الظّلم على أحد، ولكي يتمّ توزيع الإنماء بطريقة عادلة بين المواطنين. فهل سمعتم يوماً أن محامياً يدفع المال لمن يريد أن يوكله للدفاع عنه. النائب الذي يدفع لكم المال لكي تعطوه الوكالة هو الذي يسرقكم".

وتمنى "التنبه لهذه الأمور التي تحصل والتّي تؤمّن الإستمرار للفاسدين في السّلطة. يجب أن تمنعوا وصولهم إلى السّلطة في إنتخابات العام 2013، وأرجو أن نتوصّل وإيّاكم لأن نقوم بوثبة إيجابيّة في ممارسة الحكم في لبنان وفي إصلاح المؤسّسات. يطول الحديث عن المشاكل التي تعترضنا بسبب الإهمال المتراكم، لكن سأتوقّف عند هذا الحد متمنيا لكم سهرة سعيدة. عشتم وعاش لبنان".

 

 

قتيلان بتدهور شاحنة على طريق قرطبا

المركزية- تدهورت شاحنة مرسيدس تحمل الرقم 334963 /م في واد على طريق قرطبا، قرب معمل نجاريان، بينما كان سائقها يقوم بتفريغ شحنة من حجارة الباطون، ما أسفر عن وفاة كل من ابراهيم حسين شداد ومهدي محمد شداد من طاريا بعلبك، اللذين كانا داخل الشاحنة، وحضرت الى المكان القوى الامنية والصليب الاحمر اللبناني الذي عمل على انتشال الجثتين من الوادي.