المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 12 أيلول/2012

إنجيل القدّيس لوقا 18/18-23/عبادة المال

سَأَلَ يَسُوعَ أَحَدُ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاً: أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟ فَقالَ لَهُ يَسُوع: لِمَاذا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله! أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايا: لا تَزْنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ. قالَ الرَّجُل: هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مَنْذُ صِبَاي. ولَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: وَاحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاوَات، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي.

فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، لأَنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا.

 

عناوين النشرة

*الجيش: تحرير المخطوفين السوريين الاربعة في حي السلم وتوقيف اشخاص يشتبه بضلوعهم في عملية الخطف في حارة حريك

*سليمان عرض ونائب وزير الخزانة الاميركية التعاون المصرفي وتدابير المصارف اللبنانية

*ميقاتي استقبل فليتشر ونائب وزير الخزانة الأميركية وقهوجي: نواصل اتخاذ إجراءات تفعل الاقتصاد وتزيد حجم الودائع في لبنان

*حرب: كيف نثق بحكومة يشارك فيها حزب يعرقل سير العدالة ويمتنع عن تسليم أحد المطلوبين في محاولة اغتيالي الى القضاء؟

*قتيل واصابة والدته واشقائه الثلاثة بحادث سير على اوتوستراد المطار

*كيروز وجه سؤالا إلى الحكومة عن توسيع نطاق عمل خلية الأزمة الحكومية

*مشروعنا يؤمن 57 نائباً ومشروع التكتل يؤمن 47 نائباً...

*مصادر قواتية لـ"الأخبار": أي مشروع لا نؤمن له نسبة أصوات لا يمكن أن يمر بالمجلس

*المحررون السوريون للـ"mtv": صعقنا بالكهرباء ووضعونا في توابيت واجبرونا على الكذب

*جميل السيد امام قوس المحكمة مجددا؟

*جميل السيد اسم اقترن بالملفات الأمنية التي سطرت في عهد الوصاية واليوم أصبح هو الملف

*جميل السيد اعترف أنّ الوزير سماحة ارتكب خطأً بنقل المتفجّرات من سوريا في حين أكدت شعبة المعلومات وجود السيد في السيارة التي نقلت المتفجرات

* المكسيك تعتقل 3 عناصر من حزب الله احدهم رفيق لبون المطلوب من واشنطن  

*حوري: حزب الله اسقط ورقة التوت وأكد ان سلاحه لخدمة المشروع الفارسي في المنطقة     

*المطلوب من الجيش القبض على المتّهمين الأربعة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري

*سامي الجميّل أطلع جعجع على أجواء اللقاء مع الراعي... القانون الأفضل والذي يؤمّن التمثيل الأصح هو قانون الدوائر الصغرى

*الصمت علامة الرضا: إيران تكشف "حزب الله"/مارون حبش/موقع 14 آذار

*ميشال وميشال وميشال/غسان شربل/الحياة

*نتانياهو: نبحث مع الإدارة الأميركية في وضع "خطوط حمراء" أمام إيران

*المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو,: إيران تعرقل إثبات سلمية أنشطتها

*في رسالة أذهلت شيعة العراق نقلها المالكي إلى وفد من الكونغرس الأميركي طهران تعرض صفقة تاريخية على واشنطن: بقاء نظام الأسد مقابل تعليق "النووي" وإنهاء "حزب الله" وتطبيع مع إسرائيل

*إيران: حاملات الطائرات النووية الأجنبية في الخليج تضر البيئة

*استياء في الضاحية من تسهيل "حزب الله" مداهمات الجيش

*هل بدأت الدولة تنفض الغبار عنها؟/علي حماده/النهار

*وفد من الرابطة المارونية زار قرى عكارية متفقّداً الأضرار وواعداً بالمساعدة للترميم

*لئلا يتعرض لبنان لخطر التجزئة والتقسيم مطلوب الاتفاق على دور سلاح "حزب الله"/اميل خوري/النهار

*هل بدأت تركيا تتبنّى الرؤية العربية للخطر الإيراني؟/علي حسن باكير/جريدة الجمهورية

*جولات الراعي تبلور تغييراً وتثير ارتياحاً وزيارة البابا حصانة مزدوجة للمسيحيين ولبنان/روزانا بومنصف/النهار

*ما المفاعيل السياسية للقاء الراعي - جنبلاط؟/فادي عيد/جريدة الجمهورية

*لماذا يخشى "حزب الله" اليونيفيل شمالاً؟/جورج سولاج/جريدة الجمهورية

*سيمون ابو فاضل -"التغيير والاصلاح": يُراهن على سقوط النظام... أسوة بقدامى حلفائها

*برّي" مرتاح!: "الحزب رفع الغطاء عن "السيّد" والمقداديين فانقض عليهم "فرع المعلومات"

*قتيل موسكو" كان "حافظ مخلوف": والده كان "حافظ الأسد" وليس "محمد مخلوف"!

*طارق متري يخلف مارتن ممثلاً للأمم المتحدة في ليبيا

*نصائحهم للسوريّين: عودوا إلى الأسد/حازم صاغية/الحياة

*26 ألف ريال إيراني تساوي دولاراً

*الأسد يتابع "شيشنة" سوريا/أسعد حيدر/المستقبل

*دراسة قضائية في ضوء الوقائع: سماحة بين استدراج الدليل واستدراج الجريمة

*شمعون: زيارة الراعي للشوف لتثبيت التعايش في الجبل

*تجمع العلماء المسلمين أم الأسديون/فادي شامية/المستقبل

*سوريا واجتماع الرباعية بمصر/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*"المجلس الوطني لثورة الأرز": نرفض احتكار التمثيل النيابي داخل الطوائف

 

تفاصيل النشرة

 

الجيش: تحرير المخطوفين السوريين الاربعة في حي السلم وتوقيف اشخاص يشتبه بضلوعهم في عملية الخطف في حارة حريك

 وطنية - 11/9/2012 - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان التالي: "بناء على توجيهات العماد قائد الجيش، استكملت وحدات الجيش اجراءاتها الميدانية الصارمة لتوقيف المطلوبين للعدالة على خلفية خطف اشخاص من جنسيات مختلفة وقطع طرق واطلاق نار، حيث تمكنت قوة من مديرية المخابرات بمؤازرة وحدة من الجيش بعيد منتصف ليل امس، من تحرير اربعة مخطوفين سوريين بعد دهم مكان وجودهم في محلة حي السلم، اثر عملية رصد ومتابعة منها بالاضافة الى توقيف شخصين في المكان نفسه يشتبه بضلوعهما في عملية الخطف وذلك من دون مقاومة تذكر. وقد خضع المحررون لفحوصات طبية فور تحريرهم وسيصار الى تسليمهم الى القضاء المختص لاتخاذ الاجراءات اللازمة واعادتهم الى ذويهم . في الاطار نفسه قامت قوة مشتركة من مديرية المخابرات ووحدة من الجيش ليل امس بدهم اماكن مطلوبين للعدالة في محلة حارة حريك واوقفت عددا من الاشخاص الذين يشتبه بضلوعهم في عملية الخطف، وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين. واعلنت قيادة الجيش عزمها على مواصلة حملات الدهم وفرض هيبة القانون، تؤكد انها "لن تتراجع عن تلك الاجراءات، وستستمر في ملاحقة المتورطين اينما كانوا حتى توقيفهم وتحريرالمخطوفين كافة"، وتثمن هذه القيادة عاليا الالتفاف الشعبي حول الجيش في اجراءاته المتخذة ما يدل على توق اللبنانيين الى الاستقرار وانهاء المظاهر الشاذة التي تعكر صفو الامن في البلاد".

 

سليمان عرض ونائب وزير الخزانة الاميركية التعاون المصرفي وتدابير المصارف اللبنانية للحفاظ على النقد

وطنية - 11/9/2012 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع نائب وزير الخزانة الاميركية نيل وولين للتعاون الاقتصادي بين البلدين خصوصا على الصعيد المصرفي والتدابير والخطوات التي تتخذها المصارف اللبنانية وفق المعايير والقوانين الدولية للحفاظ على النقد اللبناني.

النائب عبد العزيز

وتناول الرئيس سليمان مع النائب قاسم عبد العزيز التطورات السياسية الراهنة في لبنان والوضع في الشمال.

زوار

واطلع رئيس الجمهورية من كل من محافظ الشمال وبيروت بالوكالة ناصيف قالوش ورئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان على عمل كل منهما.

 

ميقاتي استقبل فليتشر ونائب وزير الخزانة الأميركية وقهوجي: نواصل اتخاذ إجراءات تفعل الاقتصاد وتزيد حجم الودائع في لبنان

 وطنية - 11/9/2012 إستقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، نائب وزير الخزانة الأميركية نيل وولين ظهر اليوم في السرايا، في حضور السفيرة مورا كونيللي. وفي خلال اللقاء، شكر المسؤول الأميركي الحكومة اللبنانية على التعاون بين مصرف لبنان والسلطات المالية الأميركية. كما تم البحث في الموضوع الاقتصادي والتداعيات المحتملة للازمة السورية على القطاعين المصرفي والاقتصادي في لبنان.

بدوره طمأن الرئيس ميقاتي الى مواصلة الحكومة إتخاذ الاجراءات التي تفعل الاقتصاد اللبناني وتزيد حجم الودائع في لبنان وعمليات الاستثمار العربية والاجنبية فيه.

سفير بريطانيا

وإستقبل ميقاتي سفير بريطانيا طوم فليتشر الذي قال بعد الزيارة: "عقدت صباح هذا اليوم اجتماعيين مهمين، الأول مع قائد الجيش الذي سيزور لندن يوم الاثنين في 25 من الجاري، والثاني مع دولة رئيس مجلس الوزراء. وفي خلال الاجتماعين عبرت عن تشجيعي للتطور الذي حصل في اليومين الأخيرين، والذي يدل على أن الدولة اللبنانية مستعدة للحفاظ على المصالح اللبنانية. إننا جميعا على الصعيدين الدولي والمحلي نعتبر أنه، لكي يتمكن لبنان من تخطي المرحلة المقبلة، علينا أن ندعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وخصوصا الجيش الذي يظهر كفاءة عالية وصبرا في مواصلة تأمين الاستقرار، لهذا نحن نقدم الدعم الكامل للجيش اللبناني ونطوره، ولهذا السبب دعونا قائد الجيش الى زيارة لندن".

قائد الجيش

واستقبل رئيس مجلس الوزراء قائد الجيش العماد جان قهوجي وإطلع منه على الاجراءات التي اتخذها الجيش تنفيذا لقرارات مجلس الوزراء بملاحقة المخلين بالامن ومرتكبي حوادث الخطف واعادة الاستقرار الى المناطق التي شهدت توترا في الفترة الاخيرة، ولا سيما منطقة طرابلس وبعض احياء الضاحية الجنوبية والمنطقة الحدودية مع سوريا. كما تطرق البحث الى الاجراءات التي ستتخذ في خلال الزيارة التاريخية التي ينوي البابا بينيديكتوس السادس عشر القيام بها الى لبنان ابتداء من الجمعة المقبل.

وجدد ميقاتي اشادته بالتضحيات التي يقدمها الجيش لتعزيز مسيرة السلم الاهلي في البلاد، مؤكدا الثقة التي تضعها السلطة السياسية بالمؤسسة الوطنية، قيادة وضباطا وافرادا. وقال: "إذا كانت آراء القيادات السياسية ومواقفها تتباين في شؤون وطنية مختلفة، فإن القاسم المشترك بينها يجب أن يبقى دعم الجيش الذي أثبت انه على مسافة واحدة من الجميع ويعمل لخدمة لبنان وشعبه من دون تمييز، والخطأ كل الخطأ أن يقحم البعض الجيش في الخلافات السياسية او في المزايدات التي تزدهر في المواسم الانتخابية، او من خلال الايحاء أن الجيش يمارس مسؤولياته في منطقة ويحجم عن ذلك في منطقة أخرى".

أضاف: "إن التشكيك في الجيش، من أي جهة أتى، لا يسيء الى المؤسسة العسكرية فحسب، بل كذلك الى الوطن والشعب، واذا كان الجيش يعتمد الحكمة في معالجة الاحداث الامنية التي تقع، فإن ذلك لا يجوز أن يعتبر ضعفا او ترددا او تسليما بمقولة الامن بالتراضي، بل إفساحا في المجال أمام المعالجات الهادئة والحازمة في آن معا".

وقال: "الجيش اللبناني هو لكل لبنان، ولا يمكن إلا أن يبقى كذلك، فوق الحسابات الشخصية والآنية، جيشا من كل الوطن ولكل الوطن. من هذا المنطلق نؤكد أن لنا ملء الثقة بالجيش اللبناني في تنفيذ المهمات المطلوبة منه، واي خطأ يحصل، يعالج ضمن المؤسسة العسكرية ومن القضاء المختص، بعيدا عن المزايدات التي لا طائل منها سوى توتير الاجواء والتسبب بشرخ بين الجيش والبيئة الشعبية الحاضنة له. وفي الوقت نفسه، يجب أن يبقى الجيش على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين ولا يتورط بعض عناصره في ردات فعل تؤدي الى إطلاق النار في غير موقعه الصحيح، وهو ما قد يسيء الى الحياد والتجرد اللذين تتحلى بهما المؤسسة العسكرية".

وأبلغ ميقاتي العماد قهوجي ان الحكومة ماضية في إقرار "القانون - البرنامج" لتسليح الجيش وزيادة امكاناته بكلفة مليار و600 مليون دولار تمتد على خمس سنوات، وهذه الخطوة التي تحصل للمرة الاولى، ستكون لها انعكاسات إيجابية على وضع المؤسسة العسكرية التي يلقى ضباطها وأفرادها كل رعاية بهدف تحسين أوضاعهم المعيشية.

قوى الأمن الداخلي

كذلك إستقبل رئيس مجلس الوزراء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وإطلع منه على الأوضاع الأمنية. وجدد ميقاتي خلال اللقاء تهنئة قوى الأمن الداخلي "على العمل الذي تقوم به، ولا سيما في كشف العديد من محاولات العبث بأمن الوطن، وآخرها كشف ما كان يخطط له لتفجير الأوضاع الأمنية في أكثر من منطقة".

ولفت الى "أن الملاحظات التي توجه من حين الى آخر الى عمل قوى الامن الداخلي والانتقادات التي تطول بعض ضباطها وعسكرييها، يجب ان تكون حافزا لمزيد من العطاء والتضحية تحت سقف القانون. وإذا كان البعض يستسيغ توجيه النقد الى قوى الأمن، فحري به أن يكون نقده بناء وموضوعيا ليتم استخلاص العبر منه لتصحيح اي خلل يمكن ان يعتري اداء هذه القوى".

طيران الشرق الأوسط

واستقبل ميقاتي رئيس مجلس إدارة "شركة طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت وأبلغه قرار مجلس الوزراء تمديد الحصرية المعطاة للشركة لمدة 12 سنة، اعتبارا من شهر أيلول 2012 حتى أيلول 2024، مشيرا الى "أن هذا القرار يجب ان يشكل حافزا للمسؤولين في الشركة وللعاملين فيها على بذل المزيد من الجهد والعطاء لتحقيق التقدم المنشود في عمل الشركة الوطنية، وتشغيل خطوط جديدة يملك لبنان حق تسيير رحلات عليها".

واعتبر ميقاتي "أن ما حققته الشركة من انجازات يجعلها مثالا يحتذى للشركات الناجحة في لبنان".

الحوت

بعد اللقاء أدلى الحوت بالتصريح الآتي: "تشرفت بزيارة دولة الرئيس ميقاتي، وشكرته على قرار مجلس الوزراء تجديد الحصرية لشركة طيران الشرق الأوسط، وهذا القرار لا يصب فقط في مصلحة الميدل إيست، بل أيضا في مصلحة الطيران المدني في لبنان. فقطاع النقل الجوي معقد ويحتاج الى الكثير من العمل ويمر بظروف صعبة في كل دول العالم، حتى أن سوق النقل في لبنان صغيرة ولا تحتمل أكثر من شركة وطنية، وهي تقوم بما هو مطلوب منها".

أضاف: "البعض يتكلم عن ارتفاع أسعار الشركة، لذلك أطلعت دولة الرئيس بالأرقام على أسعار بطاقات السفر لدى الشركة والتي إنخفضت الى أكثر من 23 في المئة في خلال السنوات الاربع الفائتة. نحن نتنافس مع 45 شركة طيران في مطار رفيق الحريري الدولي، وفي الوقت نفسه نقوم بدراسة بشأن إمكان إنشاء شركة منخفضة التكاليف، على أن تنتهي الدراسات قبل نهاية العام ليبنى على الشيء مقتضاه. وفي حال أنشئت هذه الشركة سيؤثر الخفض الاضافي للأسعار على راحة المسافرين، لأن الطائرة التي تستوعب 149 مقعدا سيرتفع عدد مقاعدها الى 220، وإذا كانت هناك شريحة ترغب في السفر ضمن هذه الشروط فنحن ندرس هذا الموضوع في ضوء تطور سوق النقل في لبنان. وأنتهز هذه المناسبة لأشكر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رعايته الشركة ودولة رئيس مجلس النواب على دعمه المستمر، كما أشكر وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي الذي حمل الملف بأمانة الى مجلس الوزراء، ونتج منه هذا القرار".

سئل: هل الشركة المنخفضة التكاليف ستكون تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط؟

أجاب: "نعم، هذا صحيح، ونحن ندرس إمكان إيجاد جدوى إقتصادية، وقد كلفنا شركة إستثمارات عالمية درس الإمكانات التجارية والإقتصادية قبل نهاية العام الحالي، وأنا أؤكد أن أسعارنا ليست مرتفعة، وإني على استعداد لنشر الأرقام لتبيان المعدلات التي تباع على أساسها بطاقات السفر، ولكن في الوقت نفسه أقول لمن يطالب ببطاقة سفر مخفضة السعر، عندما تطلب سعرا مخفضا قد يكون في بعض الأحيان على حساب راحتك، أي أن في استطاعتنا إضافة مقاعد بنسبة خمسين في المئة وخفض الأسعار، إلا ان ذلك سيكون على حساب راحة المسافر. في المقابل، هناك الكثير ممن يهمه السفر ضمن شروط مريحة، بدءا من الطائرة وصولا الى المقاعد المناسبة".

سئل: كيف تقومون حركة الطيران في خلال هذا الصيف؟

أجاب: "لا شك أنكم على اطلاع على مجريات الأحداث التي وقعت في لبنان في الآونة الأخيرة، وخصوصا خلال الاشهر الثلاثة الفائتة، حيث كان يتوقع أن تكون حركة الطيران على نسبة عالية، ولكن على الرغم من كل ما حدث، فإن الحركة كانت على المستوى المطلوب".

وفد بلديات عكار

واستقبل ميقاتي وفدا من "لجنة إنماء عكار" ضم رؤساء البلديات والاتحادات البلدية. وأبلغ ميقاتي الوفد "أن الامن والاستقرار في بلدات عكار لا يكون من خلال الاجراءات الامنية التي ينفذها الجيش وقوى الامن الداخلي فحسب، بل من خلال وعي ابناء هذه البلدات لأهمية الحفاظ على وحدتهم الوطنية وعلى العيش المشترك الذي كانت منطقة عكار وستبقى نموذجا له يحتذى. ولفت الى أن الامن يتعزز في ظل الانماء المتوازن الذي تحرص الحكومة على تطبيقه في كل المناطق، وفي مقدمها منطقة عكار".

وقال: "لقد مرت المنطقة في ظروف أمنية صعبة خلال الاشهر الماضية، وتتعرض البلدات الحدودية فيها من حين الى آخر لقصف من المواقع العسكرية السورية المقابلة. وعملنا ونعمل من أجل وقف هذه الخروق التي توقع إصابات في الارواح وأضرارا في الممتلكات، ولعل نشر الجيش على الحدود هو جزء من الاجراءات التي اتخذناها، بالتزامن مع ابلاغ المسؤولين السوريين ضرورة التنبه للمخاطر التي يسببها تعرض البلدات اللبنانية الحدودية للقصف. وستتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها في ما يضمن حقها في حفظ سيادتها وأمن أهلها وسلامتهم".

وشدد على "أهمية التضامن بين أبناء منطقة عكار وأبناء المناطق اللبنانية كافة"، معتبرا "أن التماسك والتعاضد هما من الاسس الضرورية لحماية المجتمع وتوفير سبل العيش الكريم لابنائه". وقال: "إن وجود الجيش اللبناني في البلدات العكارية هو وجود طبيعي وضروري في آن واحد، ومن غير الجائز التسليم بطروحات توحي أن الجيش على خلاف مع أهل المنطقة او ان اداءه لا يحقق الامن والاستقرار، اذ لا يعقل اطلاق مثل هذه الاتهامات على المؤسسة الوطنية التي ترفدها منطقة عكار بخيرة رجالها المؤمنين بلبنان والمخلصين له".

وأشار الى "أن الحكومة في صدد درس رزمة من المشاريع الانمائية التي ستنفذها في منطقة عكار وفق أولويات يجري العمل على بلورتها مع الوزراء المختصين والادارات المعنية"، واعدا بالاسراع في انجازها ولا سيما بعد توفير الاعتمادات اللازمة لها.

بعد اللقاء تحدث أمين سر "لجنة إنماء عكار" أحمد المير الذي قال: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس ميقاتي، وكانت التفاتة كريمة منه اذ خصص مبلغ 25 مليون دولار اميركي للاعمال الانمائية في كل مناطق عكار، ونحن كلجنة انبثقت من بلديات عكار سنتابع تنفيذ واعداد الدراسات لمشاريع المنطقة مع مكتب دولة الرئيس ومعه شخصيا، ونوجه له الشكر الكبير باسم أهالي عكار على التفاتته الكريمة لهذه المنطقة المحرومة".

مؤسسة حقوق الانسان

والتقى ميقاتي وفدا من"مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني" و"لجنة عائلات المعتقلين في السجون السورية" و"جمعية المعتقلين المحررين من السجون السورية" ضم الدكتور وائل خير، فاطمة عبدالله، علي بو دهن وبيار عطاالله. وقد رفع الوفد مذكرة الى الرئيس ميقاتي عن "مشروع تأسيس الهيئة الوطنية للمخفيين قسرا".

بعد اللقاء، تحدثت باسم الوفد فاطمة عبدالله التي قالت: "طالبنا الرئيس ميقاتي بفصل ملف المعتقلين في السجون السورية المدرجة أسماؤهم لدى الحكومتين اللبنانية والسورية عن ملف 17 ألف مفقود في لبنان. نحن اولادنا معتقلون في السجون السورية، ونطالب بعودتهم، وسلمنا دولة الرئيس لائحة تضم 25 اسما موثقا أصحابها في السجون السورية مع أذونات التصاريح، مما يعني انه لا يمكننا القول إنهم اختفوا خلال الحرب اللبنانية".

 

حرب: كيف نثق بحكومة يشارك فيها حزب يعرقل سير العدالة ويمتنع عن تسليم أحد المطلوبين في محاولة اغتيالي الى القضاء؟

 وطنية - 11/9/2012 سأل النائب بطرس حرب، "كيف يمكن أن نثق بحكومة يشارك فيها حزب الله الذي يعرقل سير العدالة ويمتنع عن تسليم أحد المطلوبين في محاولة اغتيالي الى القضاء والحكومة ساكتة عن هذا الامر؟". اضاف حرب عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر :"الم تعد عرقلة سير العدالة جرم جزائي يعاقب عليه قانون العقوبات الجزائية؟ أم إن لهذه الحكومة قوانين خاصة بها غير القوانين التي اصدرها مجلس النواب، يضعها الاحزاب والوزراء التي تتشكل منهم، لحماية جماعاتهم ومحاسبيهم وميليشياتهم ؟".

 

قتيل واصابة والدته واشقائه الثلاثة بحادث سير على اوتوستراد المطار

 وطنية - 11/9/2012 - أفاد المندوب الأمني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين، انه على اوتوستراد المطار - المسلك الغربي، فقد موسى عقيل طالب، السيطرة على سيارته "الفيات" التي كان يقودها ليصطدم بقوة بلوحة مثبتة على يمين الطريق. وقد نتج عن الحادث مقتل طالب على الفور وإصابة والدته خالدية وشقيقتيه ديان وجوليا وشقيقه علاء، بجروح. وقد توزعوا على مستشفيات المقاصد وبهمن والحريري الجامعي. وحضرت عناصر من مفرزة سير الضاحية وبدأت بالتحقيق بعدالإشراف على نقل الجرحى للمعالجة.

 

 كيروز وجه سؤالا إلى الحكومة عن توسيع نطاق عمل خلية الأزمة الحكومية

وطنية - 11/9/2012 - وجه النائب ايلي كيروز سؤالا الى الحكومة بواسطة رئاسة مجلس النواب، عن مسألة توسيع نطاق عمل خلية الأزمة الحكومية التي شكلها مجلس الوزراء بتاريخ 16 آب 2012 لحل مسألة المخطوفين اللبنانيين في سوريا لتشمل ايجاد حل عاجل ونهائي لقضية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وإجراء كل الاتصالات الديبلوماسية اللازمة مع السلطات السورية من أجل إطلاق سراحهم وفي حال الرد السلبي للسلطات السورية المبادرة الى عرض هذه القضية على الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية.

وهنا نص السؤال:

رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري المحترم، نتشرف بأن نوجه من خلال رئاستكم الكريمة سؤالا الى الحكومة وتحديدا الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ووزير العدل شكيب قرطباوي ووزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ووزير العمل سليم جريصاتي، حول ما يلي :

1 - عطفا على الكتاب الموجه من قبل كتلة القوات اللبنانية النيابية الى دولة رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 4/7/2006 والمسجل لدى رئاسة مجلس الوزراء تحت الرقم 3581/ك.

2 - وعطفا على سؤالنا المقدم الى الحكومة بتاريخ 23/1/2012 والذي تم تحويله الى استجواب وفقا للأصول بتاريخ 7/5/2012 والمتعلق بالتدابير التي تنوي الحكومة اللبنانية اتخاذها لمعرفة مصير المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.

3 - وعطفا على قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 16 آب 2012 والقاضي بتشكيل لجنة وزارية وتكليفها بمهام خلية أزمة لحل مسألة المخطوفين اللبنانيين واستقصاء المعلومات المتعلقة بهم والتواصل مع ذويهم ومواكبة الاتصالات الأمنية والديبلوماسية الجارية بشأن إطلاقهم.

4 - وعملا بالمادة السابعة من الدستور اللبناني التي تنص على أن اللبنانيين سواء أمام القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون ما فرق بينهم.

5 - وبالاستناد لما تقدم، فإننا نطرح على الحكومة الاسئلة التالية:

- لماذا لا يتم تكليف خلية الأزمة الوزارية ذاتها بالتصدي لقضية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية منذ عقود من السنين وهي أزمة تفوق إن لم نقل توازي الأزمة المبررة لتشكيل الخلية الحكومية الحاضرة؟ - لماذا لا يتم تكليف خلية الأزمة الوزارية ذاتها بالانتقال الى سوريا بمهمة رسمية لملاقاة المسؤولين الرسميين في الدولة السورية لايجاد حل عاجل ونهائي لتلك القضية الانسانية المزمنة؟

- لماذا لا تبادر الحكومة اللبنانية، وفي حال الرد السلبي للسلطات السورية، خلال مهلة معقولة الى عرض هذه القضية على الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية واتخاذ كل ما يلزم من تدابير.

لذلك، وبناء على ما تقدم، جئنا بموجب كتابنا الحاضر، نطلب من دولتكم احالة السؤال المفصل أعلاه الى رئيس الحكومة ونائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية والبلديات ووزير الخارجية والمغتربين ووزير العدل ووزير العمل، طالبين منهم الاجابة عليه خطيا ضمن مهلة خمسة عشر يوما على الأكثر من تاريخ تسلمهم السؤال، عملا بأحكام المادة 124 من النظام الداخلي لمجلس النواب، تحت طائلة ممارسة حقنا في تحويل السؤال موضوع هذا الكتاب الى استجواب عملا بأحكام المادة 126 من النظام الداخلي لمجلس النواب.

 

مشروعنا يؤمن 57 نائباً ومشروع التكتل يؤمن 47 نائباً...

القوات/مصادر "القوات" عن قانون الانتخاب: الخيار بين اقتراح "القوات" ومشروع الحكومة مصادر "القوات" عن قانون الانتخاب لـ"النهار": الخيار بين اقتراح "القوات" ومشروع الحكومة

برز تحرك سياسي على المستوى المسيحي الاثنين في شأن قانون الانتخاب، وقد بدأ هذا التحرك بتقديم عضوين في "تكتل التغيير والاصلاح" هما النائبان ألان عون ونعمة الله أبي نصر اقتراح قانون الى رئاسة مجلس النواب يستند الى مشروع "اللقاء الارثوذكسي" القاضي بانتخاب كل طائفة نوابها على أساس النسبية في لبنان كدائرة واحدة.

ومساء الاثنين اجتمع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع أعضاء "لجنة بكركي" الخاصة بقانون الانتخاب والتي تضم النواب جورج عدوان وبطرس حرب وألان عون وسامي الجميل والوزيرين السابقين يوسف سعادة وزياد بارود واطلع منها على الخلاصات التي توصلت اليها.

وبدا واضحا ان مبادرة "تكتل التغيير والاصلاح" الى طرح اقتراح قانون جديد، فيما كان وزراء التكتل وافقوا على مشروع الحكومة الذي أحاله رئيس مجلس النواب نبيه بري الاثنين على اللجان، قد تسبب بعامل خلاف جديد بين كل من العماد ميشال عون وقوى 14 آذار المسيحية.

وعقب اجتماع بكركي، زار النائب سامي الجميل معراب واطلع رئيس حزب "القوات اللبنانية" د.سمير جعجع على أجواء اللقاء مع البطريرك. وأفاد بيان عن لقاء معراب ان الطرفين "ناقشا قانون الانتخاب الجديد وكيف أن اللجنة اتفقت على ان القانون الافضل هو قانون الدوائر الصغرى، وعرضا للتبدل المفاجئ الذي حصل في موقف التيار الوطني الحر بعدما كان موافقا على السير بقانون الدوائر الصغرى، لكنه عاد وتنصل منه". وقالت مصادر "القوات" لصحيفة "النهار" ان الخيار المطروح هو بين اقتراح "القوات" القائم على الدوائر الصغرى ومشروع الحكومة القائم على 13 دائرة على أساس النسبية".

وأشارت الى ان وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" وافقوا بالاجماع "عشرة (وزراء) على عشرة برفع الايدي على مشروع الحكومة وتاليا فان مشروع العماد عون هو الذي وافق عليه وزراؤه وليس مشروع اللقاء الارثوذكسي الذي تقدم به أمس النائبان ابي نصر وعون".ط

 

مصادر قواتية لـ"الأخبار": أي مشروع لا نؤمن له نسبة أصوات لا يمكن أن يمر بالمجلس

أكدت مصادر قواتية نيابية لـ"الأخبار" أن "جميع القوى التي زرناها ضمن إطار لجنة بكركي، رفضت مشروع اللقاء الأرثوذكسي، لذا انتقلنا كقوات لبنانية الى البحث في مشروع الدوائر الصغرى. فأي مشروع لا نؤمن له نسبة أصوات ونسبة تأييد سياسية مهمة لا يمكن أن يمر في المجلس النيابي". وأعربت عن تخوفها من "أن يضيّع هذا المشروع الوقت ويعيدنا الى قانون الستين من حيث ندري أو لا ندري"، وقالت: "قبل رفض أو تأييد المشروع، ليتفضل أصحابه بالحصول على تواقيع "حزب الله" وحركة أمل عليه، وحينها لكل حادث حديث". وأكدت أن "المشروع الذي تعدّه القوات يؤمن 57 نائباً، في حين أن المشروع الذي قدمه التكتل يؤمن 47 نائباً، فلماذا نتخلى عن مشروعنا؟".

 

المحررون السوريون للـ"mtv": صعقنا بالكهرباء ووضعونا في توابيت واجبرونا على الكذب

انتظروا طويلا من يأتي يخلصهم من مأساتهم، علموا بوجود الجيش بالقرب منهم في اليومين الاخيرين فاستبشروا خيرا... فأتاهم. معاناة السوريين الاربعة المخطوفين لدى آل المقداد رووها في مقابلة حصرية اجرتها معهم الـmtv بعد نجاح الجيش بتحريرهم لدى آل المقداد. بأسى روى السوريون الاربعة المأساة التي عاشوها طوال فترة الخطف وما عانوه من ضرب وخطف وأسوأ اشكال التعذيب، فالمحرر الاول ابراهيم يحيى احمد شرح للـmtv كيف ان عددا من الملثمين دخلوا شقته في المريجة واقتادوه الى جهة مجهولة بعدما اتهموه بانتمائه الى "الجيش السوري الحر" ونفيه المتكرر للاتهامات.

واضاف "تعرضنا للضرب وعندما كنا نحاول الهروب كانوا يغيرون مكان احتجازنا الى ان دخل الجيش فجرا وحررنا وقد حصل ذلك من دون مقاومة تذكر من جهة الخاطفين"، مشيرا الى انهم علموا ان الجيش سيحررهم لانه كان على مقربة منهم منذ حوالى يومين. محمد عبد اللطيف موسى وهو احد المحررين السوريين الاربعة اوضح أنه تعرض للخطف على يد مسلحين بينما كان يزاول عمله مع اخاه في حي الامريكان، مشيرا الى انه تم اتهامه بانه نقيب في "الجيش السوري الحر"، مضيفا "ارادوا اجباري على الاعتراف بذلك امام الإعلام مع انه لا علاقة لي بكل ذلك ونقول لكل الجهات الخاطفة ان لا علاقة للمواطنين بالسياسات ونشكر الجيش على تحريرنا". التهمة نفسها سيقت ضد ماهر حسن أحد المحررين السوريين، إلى انه لم يحتل مرتبة نقيب بل اقتصرت تهمته على انه يساعد الجيش الحر وبالفعل هذا ما اجبروه على قوله تحت تهديد القتل، وهو تمنى الافراج عن اللبنانيين المخطوفين، متوجها لآل المقداد بالقول "الله يسامحهم" من دون ان ينسى شكر الجيش اللبناني على جهوده. بدوره، روى المحرر السوري محمد رجا كيف ان ثمانية مسلحين اقتادوه واتهموه بانتمائه الى الجيش الحر، مضيفا "تعرضت للتعذيب وصعقوني بالكهرباء ووضعوني في تابوت وسط الاهانات ثم اتهموني انني مع الشيخ احمد الاسير وكذلك اتهامات بانني احاول التفجير في الضاحية"، كاشفا عن أن "التصوير مع قناة الميادين اعيد  3 مرات لاجباره على الادلاء باعترافاته". كما شكر رجا الجيش وامل في ان يصار إلى تحرير كل المخطوفين في لبنان وسوريا، لافتا في إطار مختلف إلى انه لم ير المخطوف التركي منذ 15 يوما ولا يعرف شيئا عن مصيره.

 

جميل السيد امام قوس المحكمة مجددا؟

حتى الامس القريب كانت مجرد إشاعات نفاها اللواء جميل السيد مرارا وتكرارا، إلا ان ما اظهرته نتائج فحوص الـ dna التي اجرتها شعبة المعلومات بينت أن السيد كان فعلا برفقة الوزير السابق ميشال سماحة في رحلتهما الطويلة من بلاد الشام الى الربوع اللبنانية. وصباح الثلاثاء وبعد تسلمه ملفا موثقا من قبل شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، اطلع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على مضمون الملف وما يتضمنه من معلومات واحاله الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا ليبني على الشيء مقتضاه.

فاذا راى في الملف ما يشير الى اشتراكه وانتقاله في نفس السيارة التي نقلت المتفجرات مع سماحة فانه سيستدعي اللواء جميل السيد لاستنطاقه في هذه الوقائع التي ذكر انها دامغة فهي تشتمل على معلومات الـ imsi اي الاتصالات التي اجريت بينهما اثناء انتقالهما بين دمشق وبيروت حاملين العبوات الـ24 فضلا عن شهادة موثقة لأحد رجال الامن العام الذين شاهدوه عند نقطة المصنع وهو الى جانبه في السيارة اضافة الى القرينة الثالثة المتمثلة بفحوص الـdna. الى ذلك، التقى قبل ظهر الثلاثاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الكبير مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي حيث تطرقا الى الملف الذي اودعه مفوض الحكومة لدى المحكمة العكسرية القاضي صقر صقر. وكانت مصادر امنية اكدت لـ"النهار" ان ملف السيد موثق تماما وواقعة وجوده في السيارة مثبتة تماما، في وقت تحدثت معلومات عن استناد تقرير فرع المعلومات الى عناصر اساسية منها نتائج فحوص الـ DNA وإفادات شهود وداتا الاتصالات واعترافات سماحة، قالت مصادر مطلعة لـ"النهار" ان عامل اعترافات سماحة ليس مدرجاً فعلا في لائحة العناصر التي كونت الملف لانه لم يعترف امام محققي فرع المعلومات بوجود السيد في رفقته، الا اذا كان فعل ذلك امام المحقق العسكري، وهذا الامر هو ملك القضاء العسكري ولم يطلع فرع المعلومات عليه. اما العناصر الاخرى وسواها ايضا فهي التي أدت الى توثيق "أدلة قوية جداً" عن وجود السيد مع سماحة.

 

جميل السيد اسم اقترن بالملفات الأمنية التي سطرت في عهد الوصاية واليوم أصبح هو الملف

بعد انتهاء نتائج فحوصات الحمض النووي DNA التي أجريت على عينات تم أخذها بعناية من سيارة الموقوف لدى التحقيق العسكري، ميشال سماحة بينت النتائج أن جميل السيد كان رفيق دربه ورحلته في نقل 24 عبوة ناسفة مختلفة الأحجام سلمه إياها مدير الأمن القومي اللواء في الجيش السوري علي مملوك لتوزع على عدد من الأهداف المحددة في شمال لبنان بحسب ما أقر به سماحة في التحقيق الذي أجري معه من قبل شعبة المعلومات وما تلاها من تحقيقات استنطاقية لدى قاضي التحقيق الأول رياض أبو غيدا الذي كلف لإجرائها بناء على إشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية. هذا الملف الجديد في قضية سماحة الذي تم تسليمه بعد ظهر اليوم إلى النائب العام العسكري سيصار إلى إحالته إلى القاضي أبو غيدا لتتم قراءته والإستفسار عن مضمونه العلمي لتكوين قناعة ستفضي حكما إلى تحديد جلسة للواء السيد بعد استدعائه للإستماع إلى إفادته ليبنى على الشيء مقتضاه. اللواء السيد وضع كل المعلومات التي أشرنا إليها بييد القضاء وأوحى بأنه سيحضر أمام قاضي التحقيق ما يعني أن موجبات الإستدعاء اكتملت عناصرها وأنه سيقول ما عنده في ملف سماحة الذي أوكل ابنه المحامي مالك جميل السيد منذ اللحظة الأولى للدفاع عن سماحة على أمل تبرئته مما قاله صراحة بشان المتفجرات وما تم تبيانه من تسجيلات بالصوت والصورة لها وأماكن توزيعها.

 

جميل السيد اعترف أنّ الوزير سماحة ارتكب خطأً بنقل المتفجّرات من سوريا في حين أكدت شعبة المعلومات وجود السيد في السيارة التي نقلت المتفجرات

موقع 14 آذار/ وفي اليوم الثلاثين، سلكت قضية الوزير السابق ميشال سماحة منحى بالغ الأهمية، بعدما تبين بـ"الأدلة القاطعة" أن اللواء المتقاعد جميل السيِّد كان برفقته في السيارة التي نقلت العبوات الناسفة من سوريا إلى لبنان، وفق ملف متكامل قدمته "شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي إلى المدعي العام العسكري، أكدت مصادر معنية لـ"المستقبل" أنه "موثق بأدلة قوية جداً وبمتانة الملف الّذي أدان سماحة". وما إن شاع الخبر الذي تقدم سائر الأخبار، حتى عادت الذاكرة إلى ما قاله السيد دفاعاً عن نفسه، رداً على معلومات سبق أن ذكرت بأنه رافق سماحة: "سيارته صغيرة جداً، ولا يمكن أن أكون معه فيها، لأنها لا تسع لمستحمِرَين"!. لكن التحقيقات ناقضت نظرية السيد، الذي كان قد كال الشتائم لـ"شعبة المعلومات" دفاعاً عن سماحة، بعد توقيفه، في ما بدا أنه كان يدافع عن نفسه آنذاك، مدركاً أنّ "جميل أُكل يوم اُكل ميشال"، سيما وأنّ المعلومات المتقاطعة أكدت أن "التقرير الموثَّق يتضمّن 4 عناصر أساسية هي: إعترافات سماحة بأنّ السيِّد كان برفقته، الشهود العيان، نتائج فحوصات الـ "دي .ان.آي "، وداتا الاتصالات".

قضائياً، أوضحت مصادر مطلعة على مجريات التحقيق لـ"المستقبل" ان هذه التطورات ستؤدي إلى استدعاء السيد للتحقيق معه حول هذه الواقعة أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، بعدما تسلمت النيابة العامة العسكرية ملفاً موثقاً من فرع المعلومات يثبت تورّط السيد في القضية". وأشارت إلى أن "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر يدرس ملف السيد تمهيداً لاتخاذ الإجراء القانوني بحق السيد بالادعاء عليه في القضية ومن ثم إحالته أمام قاضي التحقيق العسكري الأول لاستجوابه".

حتى ساعة متقدمة من مساء أمس، بدا السيد يتيماً، لا أحد يدافع عنه، من بيئته الحاضنة، وإن كان الترقب سيد الموقف لموقف "حزب الله" دون غيره، وقد سبق أن نظم له أكثر من عراضة إستقبال، علماً أن السيد سارع إلى الدفاع عن نفسه بهجوم شنّه على مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس "شعبة المعلومات" العميد وسام الحسن قائلاً: "نهاية الحسن وريفي ستكون في ملف سماحة من الوجهة القضائيّة والأمنيّة". وأضاف: "أنا في البيت بانتظارهما ومنذ أن أعلن عن أول تسريب توجّهت إلى الحسن وريفي قائلاً إذا كنتما تملكان بيضة ضعوها في يد القضاء، وعلى ما يبدو أنّهما باضا البيضة لدى القضاء وبالتالي لا مشكلة إذا كانت القضية أصبحت في يد القضاء (..) هم يعلمون أنّ البيضة فاسدة".

وإذ اعترف أنّ "سماحة ارتكب خطأ بنقل المتفجرات والسلاح إلى لبنان". قال: "أنا اليوم أمام فركوحين مثل الحسن وريفي بدّي أهرب من لبنان؟! وأطمئنهما سيكونان بالسجن قريباً قريباً".

في المقابل، استمر رئيس الجمهورية ميشال سليمان في وضع النقاط على الحروف، مشيراً إلى "أن القضاء في قضية سماحة لم يتعرّض للتهديد، وأنا أكرّر تهنئتي لقوى الأمن الداخلي لضبطها المتفجرات"، في موازاة موقف مماثل لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي شدّد على "أن اعترافات سماحة تؤكد ان الحادثة حصلت وأنّ ما يقوم به فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي هو دائماً لمصلحة لبنان".

سليمان

يأتي ذلك في وقت يستمر الإنشغال الرسمي والشعبي بالتحضير لزيارة قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر إلى لبنان، على وقع سلسلة مواقف للرئيس سليمان أوضح "أن القوى الأمنية والجيش اللبناني بصورة خاصة يمهلون ولا يهملون في موضوع الاضطرابات المتنقلة، وقد بدأ تنفيذ القانون بحق المخلين".

وإذ رفض مقولة الأمن بالتراضي، أكد "أن منع الانفجار في لبنان هو إرادة وطنية جامعة، والطائف شكّل شبكة أمان للبنان، ومن الخطأ الاستهتار بالنظام الذي نعيش في ظلّه"، جازماً بأنّ "الأجهزة الأمنية تأخذ حاجتها من داتا الاتصالات دون المسّ بالحريات الفردية".

وعن مذكرة قوى 14 آذار التي رُفعت اليه، قال سليمان "المذكرة التي تسلمتها مضمونها سياسي يصوّب في اتجاه الحكومة، وبما أن لدى هذه القوى كتلة نيابية كبيرة، ففي امكانهم طرح الثقة بالحكومة أو تقديم مشاريع قوانين تتماشى مع مضمون المذكرة. كل طرف يمكنه التقدم بمطالبه إلى رئيس الجمهورية، ولكن لا يحق لأحد الاشتراط على الرئيس في أي أمر".

وفي موضوع الصلاحيات الدستورية، أكد "أنه لم يطلب يوماً تعديل الطائف، إنما تصحيح بعض الإشكالات مع وجوب حفظ روحية الطائف، وأن يكون أي تصحيح من منطلق تحصين الطائف"، لافتاً في معرض تعليقه على الدعوة إلى تشكيل حكومة استثنائية، إلى "أن الممارسة الديموقراطية تتيح ذلك، شرط أن تحظى بثقة المجلس النيابي، ومصلحة البلد أرى أنها مؤمنة بوجود هذه الحكومة التي ربما تستمر إلى الانتخابات النيابية، أما الحيادية في الانتخابات فيضمنها رئيس الجمهورية".

ميقاتي ـ برّي

في غضون ذلك، برزت زيارة الرئيس ميقاتي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، حيث أكد من هناك أن "العتب على قدر المحبة"، مشددا ًعلى "ان الوقت هو وقت العمل ولا استقالة للحكومة".

وكان بري أحال أمس على مجلس النواب مشروع قانون الانتخابات الجديد الذي اقرته الحكومة إلى اللجان النيابية المشتركة لمباشرة درسه.

وأوضحت أوساط ميقاتي لـ"المستقبل" ان البحث بينه وبين برّي تناول التعاون بين الحكومة ومجلس النواب في موضوع مشاريع القوانين المحالة من الحكومة إلى المجلس وضرورة التسريع في بتّها. ولفتت إلى ان جولة أفق حصلت حول رؤية برّي لتفعيل العمل الحكومي.

وأشارت إلى ان جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء يتضمن جدول أعمالها ملحقاً حول المصادقة على تلزيم الكهرباء بقوة 700 ميغاواط، وهي الخطة الثانية لتطوير الكهرباء.

إلى ذلك، أوضحت أوساط ديبلوماسية غربية لـ"المستقبل" ان زيارة نائب وزير الخزانة الأميركي نيل ستيفن وولن لبيروت، التي تبدأ اليوم، تهدف إلى استطلاع ما تطبقه المصارف اللبنانية من الاجراءات المتصلة بالعقوبات على سوريا وايران، وحض لبنان على ضرورة الالتزام بها.

 

المكسيك تعتقل 3 عناصر من حزب الله احدهم رفيق لبون المطلوب من واشنطن  

اعتقلت السلطات المكسيكية ثلاثة عناصر مفترضين في "حزب الله" بينهم لبناني يحمل الجنسية الاميركية تم تسليمه الى الولايات المتحدة، على ما افادت صحيفة ريفورما المكسيكية. وقد تم اعتقال رفيق محمد لبون اللبون المطلوب لدى الحكومة الاميركية، مساء السبت في مدينة ميريدا شرق المكسيك خلال عملية مشتركة لاجهزة الهجرة والشرطة المكسيكيتين، بحسب الصحيفة. كما اعتقل عنصران مفترضان اخران في "حزب الله" متحدران من جمهورية بيليز خلال هذه العملية، وفق المصدر نفسه الذي لم يعط تفاصيل اضافية عن الرجلين. واوضحت الصحيفة المكسيكية انه تم نقل اللبون الاحد الى مدينة هيوستن بولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة.و"حزب الله" هو من بين المنظمات المدرجة على القائمة السوداء الاميركية للمنظمات الارهابية.

 

حوري: حزب الله اسقط ورقة التوت وأكد ان سلاحه لخدمة المشروع الفارسي في المنطقة     

أثار كلام مستشار القائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى صفوي عن أن "حزب الله" سيرد على اسرائيل في حال هاجمت إيران، انتقادات واسعة في صفوف قوى "14 آذار" التي رأت فيه تدخلا سافرا في الشؤون اللبنانية، وتأكيداً جديداً ان سلاح الحزب هو "لخدمة المشروع الفارسي في المنطقة". وفي هذا الإطار، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري لـ"السياسة" الكويتية: "إننا ننتظر بأسرع وقت ممكن تعليقاً من "حزب الله" على هذا الموقف الذي اسقط ورقة التوت وأكد ان سلاح الحزب في لبنان هو سلاح لخدمة المشروع الفارسي في المنطقة، لذلك لم يتردد هذا المسؤول الايراني في احراج "حزب الله" لانه يعتبر ان الاخير اداة بيده"، مؤكدا أن "تصريح صفوي مستنكر ومرفوض ويكشف مجدداً المخطط الايراني على مستوى المنطقة". وأشاد حوري بمواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووصفها بأنها متقدمة في أكثر من مجال، "ما يعني بوضوح ان الصورة واضحة عند الرئيس وان الكيل قد طفح لديه من محاولات تهديد الاستقرار في لبنان، لذلك انحاز بشكل واضح الى لبنان وسيادته واستقراره وجيشه".

 

المطلوب من الجيش القبض على المتّهمين الأربعة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري

المستقبل اليوم/بما أنّ الدولة تستعيد هيبتها، عبر الجيش اللبناني الذي بدأ يضرب بيد من حديد في الضاحية الجنوبية لبيروت، للقبض على مَن صدرت بحقه إستنابة قضائية من الجناح العسكري لآل المقداد، حبذا لو تتّسع الدائرة، وتصيب الدولة عصفورين بحجر واحد، عبر تكليف الجيش القبض على المتّهمين الأربعة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الصادرة بحقهم استنابات من المحكمة الدولية.

ما شهدته وتشهده الرويس من إنتصار لمنطق الدولة محط ترحيب واسع، ولكن ما يدعو إلى مزيد من الترحيب، هو كفّ البعض عن إزدواجية الصيف والشتاء تحت سقف واحد، فليس ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن مطلب "حزب الله" و"حركة أمل" بـ"بسط الدولة سلطاتها في كل مكان" إلا مطلب كل اللبنانيين التوّاقين إلى رؤية دولتهم قادرة وعادلة. ولكن كما لـ"حزب الله" و"حركة أمل" موقف في هذا الخصوص فليعمّم هذا الموقف ولينسحب على مطلب العدالة التي تدعو الدولة اللبنانية إلى أن تضرب بيد من حديد أيضاً، حتى تقبض على المتهمين في جريمة العصر، كي لا تكون إستعادة الهيبة مجرّد "وجهة نظر"، ومنصّة لـ"مزايدات" هذا الطرف السياسي أو ذاك.

 

سامي الجميّل أطلع جعجع على أجواء اللقاء مع الراعي... القانون الأفضل والذي يؤمّن التمثيل الأصح هو قانون الدوائر الصغرى

بعد أن زارت لجنة المتابعة الخاصة بقانون الانتخاب، والتي تضمّ نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان والنواب: "بطرس حرب، آلان عون وسامي الجميّل، والوزيرين السابقين يوسف سعاده وزياد بارود"، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، توجّه الجميلّ الى معراب حيث التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وأطلعه على أجواء اللقاء مع الراعي والمداولات التي توصلت إليها اللجنة، بحيث ناقش الطرفان قانون الانتخابات الجديد وكيف ان اللجنة اتفقت على ان القانون الأفضل والذي يؤمّن التمثيل الأصح هو قانون الدوائر الصغرى.

وعرضا للتبدُّل المفاجئ الذي حصل في موقف "التيار الوطني الحر" بعد ان كان موافقاً على السير بقانون الدوائر الصغرى ولكنه عادَ وتنصّل منه.

 

الصمت علامة الرضا: إيران تكشف "حزب الله"

مارون حبش/موقع 14 آذار

منذ مدة ويخوض "حزب الله" المعركة لتذكير قوى "14 آذار" بالعدو الإسرائيلي، في محاولة واضحة للدفاع عن النظام السوري، وإذ بتصريح إيراني يقلب الطاولة فوق رأس "حزب الله"، فمستشار القائد العام للقوّات المسلحة الايرانيّة اللواء يحيى صفوي، وبكل بساطة، قال: "إنّ لبنان وسوريا يشكلان عمق الدفاع الإستراتيجي لإيران، حزب الله سيرُد إذا ما هاجمت اسرائيل الجمهوريّة الإسلامية".

الموقف الإيراني القيادي، كشف الغطاء عن هوية "حزب الله" الذي يدافع طوال هذه الفترة عن عمق إيران الاستراتيجي الثاني وهو النظام السوري، ويضرب بمذكرة قوى "14 آذار" وكأنه يتمتع بالوطنية الكافية لذلك الأمر، في الوقت الذي يفقد فيه هويته اللبنانية الوطنية أمام الأفرقاء اللبنانيين، فمن كان يدّعي أنه يدافع عن الحدود اللبنانية من أجل تحريرها ظهر بهذا التصريح على انه يدافع عن حدود عمق إيران الاستراتيجي، وكان من المفضل أن يحدد "حزب الله" هويته قبل اعطاء الأخرين دروس الوطنية، إلا أن الغريب في الأمر أن الحزب لم يصدر أي موقف إزاء تصريح صفوي الأخير، فهل "الصمت علامة الرضا؟".

مجدلاني: ما رأي عون وتياره بموقف صفوي؟

وفي هذا السياق، أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني إلى "أننا كنا ننتظر أي تعليق من حزب الله لينفي الموقف الإيراني إلا أنه يبدو واضحاً أن صفوي هو صاحب الأمر بالتصرف بسلاح الحزب". ولفت مجدلاني في حديث لموقع "14 آذار" إلى أن "موقف صفوي هو دليل آخر وجديد على ان هذا السلاح ليس لبنانياً إنما سلاحاً إقليمياً إيرانياً في لبنان لذلك بات أكثر من الضروري إما أن يسفّر هذا السلاح إلى البلد الذي أرسله أو يكون في كنف الدولة". وقال: "نحن لسنا مستعدين للتفريط ببلدنا وأمننا أو سياستنا وأرضنا من أجل دولة أجنبية، خصوصاً أن صفوي حدّد أن لبنان وسوريا هما عمق استيراتيجي لإيران"، مشدداً على "أننا لسنا عمقاً استراتيجياً لأحد بل نحن للبنان فقط". ورأى أن "تصريح صفوي خطير جداً وعلينا في أسرع وقت ممكن أن نجد الحل لهذا السلاح"، مؤكداً أن "على حزب توضيح موقفه من من كل ما صدر عن القيادات الإيرانية وآخرها الصفوي". وبشأن احتمال اقدام الحزب على اشعال المنطقة لأجل عمق غيران الاستيراتيجي السوري، قال مجدلاني: "كل الأمور والافتراضات واردة، طالما هناك مسؤول عسكري إيراني يتكلم باسم سلاح حزب الله الذي اعلن أن هذا السلاح سيتحرك إذا اإسرائيل تعرضت لإيران، ما يؤكد أن أمر عمليات سلاح حزب الله هو بيد إيرانية، وبالتالي حزب الله يتبع لإيران التي هي من تقرر والحزب ينفذ وهذا أساس الخطورة". ووجه مجدلاني السؤال إلى "التيار الوطني الحر والجنرال ميشال عون حليف حزب الله، عن رايه بالموقف الإيراني، وكيف يتصرف الوطني الحر إزاء هذا الكلام؟".

 

ميشال وميشال وميشال

غسان شربل/الحياة

الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٢كان ميشال الثاني يتابع نشرة الاخبار. فاجأه مشهد مؤلم. ميشال الثالث يستقبل اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن ويهنئهما على الإنجاز الذي حققه فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي. فرك ميشال الثاني عينيه غير مصدق. كيف يجرؤ ميشال الثالث على مجازفة بهذه الخطورة. يهنئ من ألقوا القبض على ميشال الاول متلبساً بنقل عبوات قال إن اللواء علي مملوك سلّمها له. ألا يعرف ميشال الثالث اهمية الرجلين في دمشق؟ وهل هذا هو الوقت الملائم لتسديد ضربة الى النظام السوري الذي يتعرض لحرب كونية؟

حاول ميشال الثاني اقناع نفسه ان ما يراه ليس صحيحاً، وان الصورة مركبة في دهاليز فرع المعلومات، وان قرصاناً اخترق الشاشة وبثها. تسلل الغضب الى عينيه. ارتكب ميشال الثالث خطيئة عمره. على مدار عقود اتُّهمت الاجهزة السورية بالكثير في لبنان، لكنها المرة الاولى التي يُعلن فيها رسمياً عن ضبط عبوات وبصمات واعترافات بالصوت والصورة.

راح ميشال الثاني يتمشى في الغرفة. الامر شديد الخطورة. رئيس الجمهورية يمنح فرع المعلومات شهادة حسن سلوك. شهادة في الوطنية. ويقول إنه أنقذ البلد من فتنة كانت تحضر. القصة مؤذية بامتياز. اذا كان فرع المعلومات لم يفبرك قصة ميشال سماحة فهذا يعني انه لم يفبرك اعترافات القيادي في التيار الوطني الحر العميد فايز كرم بالتعامل مع اسرائيل. واذا لم يفبرك قصة كرم فهذا يعني انه لم يفبرك قصة ملف الاتصالات في اغتيال رفيق الحريري. انتقل الى محطة اخرى. استقبلته الصورة نفسها. يكره الرجال الثلاثة بلا مداورة. يكره اللواء والعميد لأنهما يذكرانه برجل اسمه سعد الحريري، ولأنه عجز عن ازاحتهما على رغم فوزه بقبيلة من الوزراء في الحكومة الحالية، ولأن نجيب ميقاتي اعتبر ازاحتهما اكبر من قدرته على الاحتمال. يكرههما لأنهما أجادا هذه المرة نصْبَ المكمن، وبالصوت والصورة معاً. ويكره ميشال الثالث لأنه خطف منه مكتبه في قصر بعبدا. السياسة اللبنانية ظالمة. غطى ميشال الثاني انقلاب 7 ايار (مايو) واعتبره حركة تصحيحية. كافأه اتفاق الدوحة بحقائب وزارية ومَواكب لكنه عاقبه بشدة في المقابل. اعطى الرئاسة لرجل آخر. بالغ في العقاب، فأعطاها لجنرال، واسمه ميشال ايضاً. ثمة ما هو اقسى. لدى استقباله ريفي والحسن تصرف ميشال الثالث كأنه استعاد بزة الجنرال وأختام الرئيس. كأنه اراد القول أنا رجل الدولة وحارس السلم الاهلي واستقلال القضاء. كأنه اراد القول إنه لا يخاف من اعتقال ميشال الاول ولا من ورود اسم شريكه. كأنه اراد القول إن سورية تغيرت وانحسرت وإنه لا يريد إدراج اسمه في لائحة الخاسرين.

يعرف قسوة المشهد. غدا سيطل عدوه الاول من معراب شامتاً، سيقول: «هذا شريكك في الممانعة، ورفيقك في الطائرة الرئاسية، ودليلك الى ضريح مار مارون، ومرشدك في تحالف الاقليات، ومطمئنك إلى ان الحريق السوري سينطفئ الثلثاء، وهذا شريكك في مطبخ التضليل وفي انتهار عائلات الشهداء واعتبار دموعها نوعاً من التسييس واستباق التحقيقات». وسيقول آخرون: «إن ميشال الاول كره ميشال الثالث لأنه رفض اعتماده دليلاً على طريق بيروت-دمشق وقاوم باكراً محاولة تقريب ملامحه من ملامح إميل لحود، في حين أبدى ميشال الثاني تفهماً عميقاً ومرونة مفرطة وتقديراً للظروف الداخلية والإقليمية وتعاطى بواقعية مع جهود ميشال الاول للتقريب بين الملامح». كانوا ثلاثة واسم كل واحد ميشال. ذهب ميشال الاول الكتائبي الى دمشق في السبعينات وتنقل بين مكاتبها واعتنق سياستها وصعد في بيروت وأفنى شبابه على الطريق بين العاصمتين. حارب الجنرال ميشال الثاني سورية وجمع رصيده من معاداتها وذهب لاحقاً لاستثمار رصيده في التحالف معها. عُيِّن ميشال الثالث قائداً للجيش لأنه كان يصنَّف في خانة اصدقائها. شاركت في اختياره رئيساً للجهورية لكن قلبها كان مع ميشال الثاني، الذي كلفت ميشال الاول بالسهر على مزاجه وتدريب مساعديه على سلوك طريق دمشق.

لم تنفجر عبوات ميشال الاول بالاهداف المحددة لها. انفجرت على خط العلاقات بين قصر بعبدا وقصر المهاجرين. انفجرت ايضاً على اوتوستراد الكراهية بين الجنرالين. قصة ميشال سماحة وميشال عون وميشال سليمان قد تكون تعبيراً عن تصاعد المجازفات واضطراب الحسابات والتحالفات والأقليات. قد تكون مؤشراً على انتهاء مرحلة صعبة مقدمة للسقوط في مرحلة ادهى.

 

نتانياهو: نبحث مع الإدارة الأميركية في وضع "خطوط حمراء" أمام إيران

 تل أبيب - رويترز: أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو أن حكومته تناقش مع الولايات المتحدة "الخط الأحمر" الذي يجب ألا يتجاوزه البرنامج النووي الايراني. وفي مقابلة مع تلفزيون "سي.بي.سي" الكندي, ليل اول من امس, ألمح نتانياهو مجدداً الى ان وضع خط واضح يمكن أن يتفادى الحاجة الى العمل العسكري ضد ايران. وقال "لا أعتقد انهم (الايرانيون) يرون خطاً أحمر واضحاً, وأعتقد اننا كلما وضعناه أسرع كلما زادت فرص تجنب أساليب أخرى من العمل", في اشارة إلى الخطوات العسكرية. واضاف "إذا رأت إيران هذا (الخط الأحمر) فهناك فرصة, ولا أقول ان هذا مضمون بل ان هناك فرصة, لأن يتوقفوا قبل ان يتجاوزوا هذا الخط", مشيراً إلى أن تل أبيب تناقش ذلك مع واشنطن. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع, طالباً عدم الكشف عن هويته, ان هناك محادثات مع الادارة الاميركية بخصوص الخطوط الحمراء, لكنه رفض اعطاء المزيد من التفاصيل. وذكرت صحيفة "هآرتس" الصادرة أمس, أن نتانياهو أبلغ وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله, خلال لقائهما اول من امس في تل أبيب, أنه إذا خصبت ايران اليورانيوم الى مستوى نقاء أعلى من 20 في المئة فذلك سيمثل خطاً أحمر, لأنه يثبت انها اختارت أن تزيد مستوى التخصيب عن المستوى المطلوب للاستخدام المدني لتوليد الطاقة, وبالتالي ستصنع قنبلة نووية. ويحتاج الوقود النووي المستخدم لأغراض عسكرية نسبة نقاء تصل 90 في المئة. وبحسب "هآرتس", فإن نتانياهو أكد أن الفترة الزمنية التي تحتاجها ايران من لحظة اتخاذ القرار الى التخصيب لنسبة 90 في المئة لا تزيد على ستة اسابيع فقط, لكن عدداً كبيراً من المحللين يرون انها ستحتاج وقتا أطول من ذلك يتراوح بين أشهر أو عام أو أكثر قليلاً لانتاج المواد المستخدمة لتصنيع رأس نووي وتثبيته في صاروخ قادر على حمل هذه الشحنة. وكان نتانياهو دعا في الأسابيع القليلة الماضية القوى العالمية مراراً إلى أن تضع "خطاً أحمر واضحاً" يظهر عزمها على كبح البرنامج النووي الايراني.

 

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو,: إيران تعرقل إثبات سلمية أنشطتها

 فيينا ـ ا ف ب: أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو, أمس, أن عدم احراز تقدم في المحادثات مع ايران بشأن ملفها النووي "مخيب للامال". وقال في مستهل اجتماع لمجلس حكام الوكالة في فيينا انه "على الرغم من تكثيف الحوار" بين الوكالة وايران منذ يناير 2012 فإنه "لم يتم الوصول الى اي نتيجة ملموسة حتى الان". واضاف ان هذا الامر "مخيب للامال لأنه من دون تعاون ايران التام لن يكون بوسعنا البدء بحل المسائل العالقة بما في ذلك تلك المتعلقة باحتمال وجود بعد عسكري" للبرنامج النووي الايراني, و"نحن نعتبر انه من الاساسي لايران ان تتعاون معنا, من دون مزيد من التأخير, في جوهر مخاوفنا". وبدأ مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس اجتماعاً لمناقشة الملف النووي الايراني الشائك مع بلدان غربية ترغب في تشديد العقوبات على طهران المتهمة بأنها لا تتعامل بشفافية مع الوكالة. ومع ان وفود 35 بلدا اعضاء في المجلس ستناقش خلال اجتماعات تستمر أسبوعاً في فيينا مواضيع اخرى كتدابير السلامة والانشطة النووية لكوريا الجنوبية, فإن المشكلة النووية الايرانية ستكون في صلب مناقشات الاجتماع. وفي تقريرها الاخير اتهمت الوكالة صراحة السلطات الايرانية بإزالة آثار مواد نووية من موقع بارشين العسكري قرب طهران حيث تشتبه بقيام إيران بأنشطة نووية غير شرعية.

 

في رسالة أذهلت شيعة العراق نقلها المالكي إلى وفد من الكونغرس الأميركي طهران تعرض صفقة تاريخية على واشنطن: بقاء نظام الأسد مقابل تعليق "النووي" وإنهاء "حزب الله" وتطبيع مع إسرائيل

 السياسة/ بغداد - باسل محمد:

كشف مصدر قريب من تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لـ"السياسة", أمس, ان رئيس الوزراء نوري المالكي نقل رسالة من القيادة الايرانية الى وفد الكونغرس الاميركي برئاسة جوزيف ليبرمان وجون ماكين الذي زار بغداد الاسبوع الماضي. وقال المصدر وثيق الصلة بـ"التيار الصدري" ان التحالف الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية ناقش الرسالة الايرانية في نطاق ضيق لسريتها وخطورتها, قبل ان ينقلها المالكي الى ماكين وليبرمان, مشيراً إلى أن بعض الأعضاء في التحالف ذهلوا لتوجه النظام الايراني الى عقد صفقة سياسية تاريخية مع الولايات المتحدة.

وتتضمن الصفقة بحسب المصدر:

- وقف البرنامج النووي الايراني لمدة 10 سنوات, بما فيه وقف جميع عمليات تخصيب اليورانيوم الحالية بشكل فوري.

- إنهاء سلاح "حزب الله" والسماح للجيش اللبناني بالانتشار في جنوب لبنان لفرض سيطرة الدولة على الحدود مع إسرائيل.

- عقد اتفاق سري بين طهران وتل أبيب لتطبيع الاوضاع في الشرق الاوسط وانهاء حالة العداء بين الدولتين.

- إبرام اتفاق بين طهران وواشنطن للتعاون في مكافحة الارهاب.

وكشف المصدر أن إيران أبدت استعدادها لمناقشة كل التفاصيل الخاصة بهذا العرض بمرونة, في مقابل ان تقوم الإدارة الأميركية باستخدام نفوذها ووسائلها المادية لإنهاء عملية إسقاط النظام السوري برمتها, من خلال تضييق الخناق على المعارضة السورية المسلحة, ومنع وصول أي أسلحة إليها, والسماح لقوات الأسد بتنفيذ عملية شاملة لسحق البؤر الكبيرة للثورة في حمص وحماة ودرعا وحلب ودير الزور ودمشق, ووقف أي دعم أوروبي لـ"الجيش السوري الحر".

وأشار المصدر الى ان الرسالة الايرانية التي نقلها المالكي إلى الجانب الأميركي تضمنت تعهدات بأن يتم تقليص اعداد الجيش السوري والتخلص من اسلحته الكيماوية والستراتيجية, وأن يقتصر دور نظام الاسد بعد "سحق" الثورة على حفظ الاستقرار والأمن داخل سورية.

وحسب المصدر, فإن هناك قناعة لدى القيادتين العراقية والإيرانية بأن الولايات المتحدة لن تخوض حرباً لإسقاط نظام الأسد, ولن تسمح لدول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا بالتدخل العسكري, وان هذه المعطيات شجعت على طرح العرض الايراني اضافة الى ان بغداد وطهران تدركان ان بقاء الوضع على حاله في سورية سيؤدي إلى انهيار نظام الأسد, سيما في ظل تدفق السلاح للثوار, واستنزاف قوات الاسد, وانتقال الثوار إلى مهاجمة المطارات العسكرية, وزيادة قدراتهم على اسقاط الطائرات الحربية.

وعزا المصدر أسباب التوجه الايراني لعقد صفقة مع واشنطن الى امرين حيويين:

- الأول يتمثل بقلق القيادة الايرانية من الدور المقبل لمصر في ظل وجود قناعة لدى طهران بأن النظام المصري الجديد برئاسة محمد مرسي ماض في تأسيس تحالف عسكري وأمني مع دول الخليج العربي بحلول منتصف العام .2014 ومن وجهة النظر الايرانية فإن انضمام مصر سيضيف الى القوة العسكرية الخليجية القوة البشرية التي كانت ايران تتفوق بها على دول مجلس التعاون.

- الأمر الثاني يتعلق بالخطر الستراتيجي الذي سيشكله قيام محور سني واسع يضم تركيا ومصر ودول مجلس التعاون والأردن والنظام الجديد في سورية في حال سقط الاسد. وتعتقد القيادة الايرانية ان وجود هذا المحور سيقضي على نفوذها السياسي في المنطقة في غضون سنوات قليلة وسيحولها الى دولة اقليمية ضعيفة وهامشية.

واعتبر المصدر الصدري ان على القيادة العراقية ان تثبت قبل كل شيء للعراقيين أن لها تحليلها السياسي المستقل تماماً عن إيران, لأن المشكلة تكمن في ان القيادة الايرانية الممثلة بالمرشد الاعلى علي خامنئي لديها تحليل سياسي للمتغيرات في المنطقة وتحاول ربط السياسة العراقية بهذا التحليل.

وقال المصدر ان المواقف المتشددة التي تظهرها القيادة الايرانية حيال الازمة السورية في مقدمها الخطاب القائل انها ستحارب للدفاع عن الاسد مجرد كلام اعلامي لا اساس له من الصحة على مستوى ما يتم تداوله في دوائر القرار في طهران, مضيفاً ان المالكي حذر القيادة الايرانية من خوض اي حرب اذا تطورت الامور في سورية الى الاسوأ وأبلغها أن تدخلها سيعني نهاية كل شيء: سقوط الاسد, وتدمير القوات المسلحة الايرانية, وإنهاء حكم التحالف الشيعي في العراق دفعة واحدة.

وأشار المصدر إلى ان المرجعين الأساسيين كاظم الحائري المقيم في مدينة قم الايرانية, وعلي السيستاني المقيم في مدينة النجف العراقية, هما من يدفعان خامنئي الى انتهاج الأسلوب الديبلوماسي في حل الملفات العالقة مع الإدارة الأميركية, وفي مقدمها الملف السوري, لأنهما على قناعة بأن الوضع السياسي والاعتباري الذي حصل عليه الشيعة بعد سقوط صدام حسين في المنطقة يجب أن يتم المحافظة عليه بأي طريقة. ولفت المصدر الى ان ايران تعمدت نقل رسالتها عبر المالكي الى وفد الكونغرس الاميركي, لا الى اي جهة اميركية تنفيذية, وأن بغداد ابدت استعدادها لاستضافة اي محادثات سرية بين طهران وواشنطن بشأن سورية, سواء بقي الرئيس باراك أوباما في الرئاسة أو فاز منافسه الجمهوري ميت رومني في الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر المقبل.

 

إيران: حاملات الطائرات النووية الأجنبية في الخليج تضر البيئة

طهران - يو بي اي: اعتبر قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري, أن تواجد حاملات الطائرات النووية الأجنبية في منطقة الخليج العربي تلحق أضراراً جسيمة لا تعوض ببيئة هذه المنطقة وتهدد أمنها. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن سياري قوله إن حاملات الطائرات التي تعمل بنظام الدفع النووي "تترك أضراراً كبيرة جداً على البيئة". وأضاف أن السفن الحربية الأجنبية ومن بينها السفن النووية "تلحق أضراراً جسيمة ببيئة المنطقة من خلال تنقلها في مياه الخليج.. الذي يعد بحراً شبه مغلق, وكذلك من خلال تفريغها القمامة والزيوت المحترقة والأضرار الناتجة عن الوقود النووية". وحمل القوات الأجنبية "مسؤولية تدهور ودمار البيئة من خلال تواجدها في منطقه الخليج", كما حذر في الوقت نفسه من أن تواجد القوات الأجنبية في الخليج "يؤدي الى زعزعة الأمن في هذه المنطقة". وقال ان إيران "أعلنت مراراً أنها قادرة بمفردها أو بالتعاون مع الدول المطلة على الخليج, على توفير الأمن في المنطقة". وأضاف أنه "إذا اتحدت بلدان المنطقة كافة فإنه لن تكون هناك حاجة لتواجد القوات الأجنبية في الخليج, ولن نشهد التدهور البيئي فيه", مشيراً إلى أن القوات البحرية الإيرانية "ترصد بشكل تام كافة تحركات القوات الأجنبية في المنطقة". وأكد أن القوات البحرية الإيرانية وبالتعاون مع سائر القوات المسلحة "لن تسمح لحظة واحدة باقتراب القوات الأجنبية من حدود البلاد".

 

استياء في الضاحية من تسهيل "حزب الله" مداهمات الجيش

 بيروت - "السياسة": أكد مصدر "عشائري" في الضاحية الجنوبية لبيروت أن "حزب الله" طعن آل المقداد وحلفاءهم في الظهر بسماحه للجيش اللبناني بمداهمة بعض الأحياء في المنطقة واعتقال عدد من الأشخاص, عدا عن مصادرة كميات من الأسلحة. وأوضح أن الحزب خرج رابحاً من قضية المخطوفين, عندما غض النظر في البداية عن تحرك العشائر عسكرياً وأمنياً لخطف بعض السوريين وأحد الأتراك, الأمر الذي لاقى استحسان الأهالي في الضاحية الذين ملوا انتظار تطورات إيجابية في قضية المخطوفين في أعزاز, ولكن الحزب عاد وانقلب على الجميع عندما سهل للجيش الدخول إلى المنطقة لملاحقة آل المقداد. وكشف المصدر أن دور "حزب الله" في العمليات الجارية الآن ليس التسهيل فقط, بل كان هناك تنسيق بين الحزب والجيش, ما يؤشر على وجود اتفاق تام بين الطرفين, بحيث يتحرك الجيش فقط في الأحياء التي يوافق عليها الحزب, ويتجنب المربعات الأمنية العديدة في الضاحية. من جهة ثانية, رجح مصدر أمني أن المخطوفين الخمسة (4 سوريين وتركي) باتوا خارج الضاحية, وتحديداً في إحدى المناطق النائية في جرود بعلبك-الهرمل, حيث تقيم عشائر المنطقة قواعد عسكرية لها, مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية المختلفة تحاول عبثاً تحديد المكان بالضبط, لأن المنطقة مقفلة تماماً أمامها.

في سياق آخر, اعتقلت السلطات المكسيكية ثلاثة عناصر مفترضين في "حزب الله" بينهم لبناني يحمل الجنسية الاميركية تم تسليمه الى الولايات المتحدة.

 

هل بدأت الدولة تنفض الغبار عنها؟

علي حماده/النهار

تكررت مواقف الرئيس ميشال سليمان بنبرتها المستجدة، فمنذ ان اتخذ موقفا قويا في قضية ميشال سماحة، ولا سيما عندما قال انه ينتظر اتصالا من بشار الاسد الذي تشير الاستنتاجات الى انه هو من امر علي مملوك بتدبير مؤامرة التفجيرات في الشمال اللبناني مع سماحة، بدا وكأن سليمان الثاني بدأ يطل علينا بشكل ومحتوى جديدين. ومع ان قضية ميشال سماحة كانت في الاساس محكمة ويستحيل الطعن فيها، حتى من طرف "حزب الله" الذي يمر في مرحلة دقيقة للغاية مع قرب انهيار النظام في سوريا ومواصلة تورطه في سفك دماء السوريين ضمن اجندته الايرانية. واعقبت موقف سليمان من قضية سماحة سلسلة مواقف داخلية ردت بقوة على شقيق بشار الاسد الروحي سليمان فرنجية الحفيد، ثم الجنرال ميشال عون، وصولاالى قضية ال المقداد ومهزلة خطف السوريين والمواطن التركي وتوزيع تهديدات للدول من كاميرات الفضائيات اللبنانية. واتت عمليات دهم الجيش في حي آل المقداد لتزيد اقتناع البعض بأننا امام مشهد جديد قيد الولادة على مستوى الدولة. فميشال سماحة في السجن، وبالامس انتشرت معلومات مسربة توحي احتمال ضلوع جميل السيد في مكان ما في قضية سماحة. وقد بدا السيد اول من انبرى للدفاع عن سماحة، ثم عاد وخفض وتيرة الكلام والنبرة، وقد اهتز جراء المعلومات المسربة، والتي اذا ما صحّت يمكنها ان تعيده الى دائرة المحاسبة والملاحقة القضائية. في مطلق الاحوال، وبالعودة الى الرئيس سليمان وارتفاع وتيرة حراك القوى الامنية وفي مقدمها الجيش لفرض احترام القانون ولو جزئيا، يرتاح المواطن اللبناني، لان هذا يمثل بالنسبة اليه علامات على ان الدولة في لبنان لم تمت كليا، او انها لم تستتبع كليا لـ"حزب الله" المهيمن الاكبر على القرار رغم كل شيء. لكن ثمة اسئلة تفرض نفسها، وخصوصا بعد الموقف المتقدم لرئيس الحكومة نجيب ميقاني من قضية مؤامرة التفجير، اذ قال ما معناه انه لا نأي بالنفس عن سوريا اذا ما كانت مصدر المؤامرة، والتحق بذلك بركب رئيس الجمهورية لاشاعة مناخ الاستقلالية داخل حكومة صنعها بشار الاسد والسيد حسن نصرالله. والسؤال الاهم الذي يفرض نفسه: هل هذا المشهد الجديد حقيقة ام وهم؟ بمعنى آخر هل "حزب الله" يتراجع في مشروعه لمصلحة عودة شيء من الروح الى جثة الدولة؟ ام انه انكفاء مرحلي لامرار مرحلة دقيقة وصعبة عبر البوابة السورية؟ لا نملك اي اجابات. مع اننا نميل في لبنان الى عدم الاعتماد على المظاهر، ولا على الكلام الكبير في انتظار ما ستثبته الايام على أرض الواقع.  نأمل من سليمان ان يواصل رفع معنويات اللبنانيين بخطاب مستقل وحازم خدمة لمشروع الدولة، ولكنا لا نخفي اننا نتخوف من ان نفيق ذات يوم ليس ببعيد على واقع مخالف يمحو كلام البارحة، ولا سيما ان القاعدة الذهبية تقول: عليك ان تملك وسائل تحقيق سياستك!

 

وفد من الرابطة المارونية زار قرى عكارية متفقّداً الأضرار وواعداً بالمساعدة للترميم

عكار - ميشال حلاق/النهار

بالتنسيق مع رئيس اقليم "كاريتاس" عكار الاب ميشال عبود، قام وفد من الرابطة المارونيّة مؤلف من الامين العام للرابطة انطوان واكيم وأمين المال شارل الحاج، والسادة طلال الدويهي وانطونيو عنداري وسمير سركيس وجان عبد الساتر، بجولة الى قرى عكار الحدودية، ورافقهم من القبيات، الى جانب الاب عبود ، رئيس التعاونية الزراعية طوني رعد. وزار الوفد بداية قرية منجز حيث كان في استقباله في قاعة الكنيسة، خادم الرعيّة الخوري سيمون طنوس، ونائب رئيس البلدية جميل مراد ، الى بعض الفاعليات، حيث اطلعوا على حاجات البلدة، وخصوصا بعد القصف الذي تعرضت له ، فزاروا بعض البيوت المتضررة، وهنأوا اهلها بالسلامة واثنوا على صمودهم، ووعدوا بتعويض كامل لكل الاضرار وترميم كل منزل متضرر. ثم انتقل الوفد الى دير سيّدة القلعة، حيث كان في استقبالهم رئيس الدير الاب لويس سماحة، وعرض لهم المشروع الذي يقام في الدير وهو مركز ومشغل لذوي الحاجات الخاصة. وزار الوفد دير راهبات الفرنسيسكانيات، واطلع منهن على وضع المدرسة في ظل الظروف الاخيرة، وكيف ان قسماً كبيراً من الاهل خائف من ارسال اولاده الى المدرسة لانها حدودية ويمكن ان تتعرض لقصف من الناحية الاخرى، واطلع ايضا على وضع المدرسة للاطفال ذوي الحاجات الخاصة، وعلى المستوصف الذي تلزمه أمور كثيرة، ولكنه يسد حاليا حاجة صغيرة. كذلك زار الوفد قرية كفرنون الحدودية، ومنها الى بلدة الدبابية حيث رافقه خوري الرعية جوزف هلال، واطلع على وضع المنازل المتضررة، ووعد بتعويض اصحابها. وشدد الوفد، على انه لا يقبل ان تتهجر القرى الحدودية، لأي سبب كان، ويرفض ان تكون الماديات عائقاً امام ترميم اي منزل او مسكن. في نهاية الجولة شكر الاب عبود باسم الكهنة والفاعليات الرابطة المارونية على اهتمامها.

 

لئلا يتعرض لبنان لخطر التجزئة والتقسيم مطلوب الاتفاق على دور سلاح "حزب الله"

اميل خوري/النهار

لاحظت أوساط سياسية أنه كلما هدأت المعركة حول سلاح "حزب الله" بسبب تقدم مواضيع أخرى طارئة، ينبري مسؤول إيراني تارة سياسي وطوراً عسكري الى اعادة فتح هذه المعركة بتصريحات تؤكد "أن لبنان وسوريا يشكلان عمق الدفاع الاستراتيجي لايران، وأن حزب الله سيرد إذا ما هاجمت اسرائيل الجمهورية الاسلامية". وهذا التصريح الجديد هو لمستشار القائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى صفوي كما نقلته وكالة "مُهر" الايرانية للانباء. وأضاف صفوي: "إذا نفّذ الكيان الصهيوني يوماً ما أية خطوة ضدنا، فإن مجموعات المقاومة وخصوصاً حزب الله في لبنان باعتباره عمق دفاعنا الاستراتيجي سيقوم بالرد على هذا الكيان، حتى أن الدفاع عن فلسطين وشعبها يندرج في إطار دفاعنا الاستراتيجي، ولبنان وسوريا أيضاً يشكلان عمق دفاعنا هذا".

إن هذه المواقف الايرانية المتكررة تتطلب موقفاً من"حزب الله" وتالياً من الدولة اللبنانية نفسها، لأنها تؤكد أن سلاح "حزب الله" ليس لتحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة فقط، بل لتحرير الاراضي الفلسطينية والدفاع عن ايران اذا ما تعرضت لأي اعتداء، وهذا معناه ان لبنان سيظل ساحة مفتوحة لصراعات المحاور ولحروب الآخرين على أرضه تصفية لحسابات وتحقيقاً لمصالح لا علاقة للبنان بها سوى انه يذهب "فرق عملة" في حروب كهذه.

والسؤال المطروح هو: أين حياد لبنان الذي تم الاتفاق عليه في هيئة الحوار الوطني وتضمنه إعلان بعبدا، وأين الجواب عن اسئلة الرئيس ميشال سليمان الثلاثة المتعلقة بـ"متى وأين وكيف" يستخدم سلاح "حزب الله"؟ فاذا كان هدف هذا السلاح هو تحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة فإن استخدامه يكون بالتنسيق مع الجيش اللبناني في اطار استراتيجية يتم الاتفاق عليها منعاً لتعدد المرجعيات التي تأمر باستخدامه. واذا كان هدفه تحرير الاراضي الفلسطينية أيضاً فهذا الأمر لا يقع على عاتق لبنان وحده ولا على عاتق أي دولة لوحدها إنما يقع على عاتق الدول العربية مجتمعة وهي التي عليها ان تقرر تحرير أراضيها المحتلة بالقوة او بالتفاوض وليس لبنان من يحمل وحده هذا العبء وقد تحمل الكثير وحده أيضاً مدى سنوات طويلة ودفع غالياً الثمن من استقلاله وسيادته وتكبّد خسائر بشرية ومادية من جراء حروبه الداخلية. وليس لهذا السلاح أن يكون جزءاً من سلاح الجيش الايراني كي يشارك في أي حرب تتعرض لها ايران او اي دولة حليفة لها مثل سوريا.

لقد باتت مصلحة لبنان تقضي بالبحث في موضوع سلاح "حزب الله" ليس من زاوية الدفاع عن لبنان إذا ما اعتدي عليه، او من زاوية تحرير ما تبقى من أرضه التي تحتلها اسرائيل، إنما من زوايا أخرى لا تعني لبنان حتى إذا ما استخدم خارج مصلحة لبنان، فان انقسام اللبنانيين سيقع حتماً وقد لا ينتهي إلا بتجزئة لبنان وتقسيمه لأن أكثر من نصف اللبنانيين ليسوا مع أي حرب دفاعاً عن ايران وغير ايران، وينبغي ألا يكونوا وحدهم في حرب لتحرير الاراضي الفلسطينية والعربية لأن تحريرها هو مسؤولية عربية جماعية.

لقد اقترح مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار نشر سلاح "حزب الله" في منطقة الجنوب ما دام هدفه التصدي لاي عدوان اسرائيلي، لا أن ينشر في أي منطقة أخرى لئلا يشكل عندئذ تدخلاً في السياسة الداخلية وترجيح كفة فريق على فريق آخر فضلاً عن الإخلال بالتوازنات الداخلية الدقيقة. فهل يوافق "حزب الله" على هذا الاقتراح ام ان لسلاحه وظائف أخرى غير وظيفة التصدي لاسرائيل وقد كشف عنها مسؤولون إيرانيون. ولماذا يتهرب الحزب من الاجابة عن أسئلة الرئيس سليمان الثلاثة كي يحدد أهداف سلاحه والحالات التي تدعو الحاجة الى استخدامه؟ هل لأن الحزب لا يريد تقييد استخدام سلاحه لأن له وظيفة أساسية وهي الاشتراك في اي حرب تتعرض لها ايران مع العلم ان أخطر ما في استخدام هذا السلاح هو أن تقدم اسرائيل على ضرب لبنان قبل أن تضرب ايران بحجة تعطيل استخدامه مساندة لايران لكي تبرر اسرائيل لـ"حزب الله" الرد على ضرب لبنان وليس على ايران فتختلط هذه الحرب مع الحرب على ايران ولا يعود من حق اي لبناني ان يعترض على سلاح يواجه عدواناً اسرائيلياً على لبنان، في حين ان اسرائيل تستطيع ان تضرب ايران اولاً حتى اذا ما تحرك سلاح "حزب الله" بالرد عليها يقع الانقسام بين اللبنانيين لأن اكثر من نصف عددهم يرفض الدخول في حرب لا تعنيه، في حين أنها إذا ضربت لبنان اولاً ومن ثم ايران تكون قد اعطت للحزب ما يبرر استخدام سلاحه دفاعاً عن لبنان وليس عن ايران.

الى ذلك، بات من الضروري الاتفاق على تحديد وظيفة سلاح "حزب الله" وأهدافه لئلا يتعرض لبنان للتجزئة والتقسيم وهذا ما تريده اسرائيل.

 

هل بدأت تركيا تتبنّى الرؤية العربية للخطر الإيراني؟

علي حسن باكير/جريدة الجمهورية

حتى الأمس القريب، كانت القيادة السياسية التركية لا تزال متمسّكة بتصوّرها عن علاقات تركية - إيرانيّة متميّزة تقوم على تعزيز التعاون الثاني وتعميق التفاهم والتنسيق في الملفات المشتركة، واحتواء نقاط الاختلاف وتضارب المصالح أو تجاهلها. أمّا الدافع لتأكيد صحة هذا التصور لدى هؤلاء، فكان يتمّ اشتقاقه من مصادر عدّة، منها ما يتعلّق بالحقائق الجغرافية، ومنها ما يتعلّق بسياسة تصفير النزاعات ومنها ما يتعلق بالحقائق الاقتصادية المتمثلة باعتماد تركيا على الغاز الإيراني بالدرجة الأولى. وفي هذا السياق، لوحظ احتواء الخلافات الثنائية خلال المرحلة الماضية لدرجة أنّ البعض في تركيا راح يعتقد أن لا اختلاف في أصل العلاقات. وفي غمرة هذه السياسة، كانت العلاقات العربية - الإيرانية ولا سيّما الخليجية - الإيرانية متوترة وسيئة، وكان البعض في العالم العربي يرى إمكان موازنة الخطر الإيراني بالدور التركي. وعلى رغم أنّ الأتراك بدوا منفتحين على تعاون أكبر مع العالم العربي، وإن كان يتضمّن في الخلفية استخدام الدور التركي لموازنة الخطر الإيراني، إلّا أنّهم بقوا مُصّرين على أنّ انفتاحاً مماثلاً غير موجّه ضدّ إيران ولا يستهدفها، كما انّهم رفضوا أيّاً من المبادرات التي من شأنها أن تصوّرهم في موقع المتحيّز ولا سيّما طائفياً.

فبدت أنقرة وكأنها تؤدّي دورها الإقليمي انطلاقاً من ثقلها السنّي في مواجهة التشيّع الإيراني، أو كأنّها تنخرط في تحالفات قائمة على أساس طائفي أو فئوي، وقد أدّى هذا عملياً إلى محاباة إيران في كثير من المواقف. ولا شكّ أنّ الوضع يختلف الآن وإن بحكم الواقع وليس التخطيط. فعامل أساسي كان وراء تغيير طبيعة تفكير صانع القرار التركي تجاه السياسة الإيرانية أخيراً، وهو الثورة السورية. فعدا أنّها وضعت تركيا والدول العربية، ولا سيّما الدول الخليجية التي لديها موقف قوي من النظام السوري كالسعودية وقطر، في اتّجاه واحد بحكم الواقع، فإنّ الوقائع أثبتت أنّ العرب أكثر خبرة بإيران وأساليبها وسياساتها من الأتراك. ولدى سؤالنا أحد المصادر الرسمية عن سبب عدم وجود رد قوي من الحكومة التركية على اكتشاف شبكات التجسس الإيرانية أخيراً في البلاد، جاء الرد على صيغة "أنّنا لا نريد افتعال المشاكل مع إيران". ولكن ما بات يعرفه مسؤولون رسميّون ولا يقولونه، يعبر عنه متخصصون ومراقبون أتراك بشكل أفضل.

ويقول أحدهم: "لإيران قدرة على التخريب في العمق التركي. نحن دولة مؤسسات ومفهوم الدولة لدينا قديم وعميق وراسخ، أما هم فلديهم مفهوم مختلف، الدولة تُدار بعقلية مافيا، هم والإسرائيليون يعتمدون الأسلوب نفسه". النفوذ الإيراني داخل تركيا شبيه إلى حدّ ما في تركيبته بالنفوذ الإيراني داخل الدول العربية، وإن بقدرة تأثير وتخريب أقل ولا سيما من الناحية المذهبية. لكن ذلك لا ينفي أنّ لإيران مصادرَ يمكن الاعتماد عليها في تركيا وتوظيفها لخدمة المصالح الإيرانية أو للإضرار بالمصالح التركية نفسها.

يرى متابعون أنّ الأزمة السورية كشفت أنصار إيران في الداخل التركي بشكل غير مسبوق، وقد تبيّن أنّ هؤلاء ليسوا محصورين في إطار واحد أو تحت يافطة أو تجمّع واحد، حتى الحزب الحاكم مخترق بعناصر متعاطفة مع إيران، إن لم تكن مؤيدة لها عموماً، وهو ما يعني أنّ إيران كانت حريصة طيلة الفترة الماضية على الاستثمار في الداخل التركي في أكثر من مجال، في الإعلام، في الاقتصاد، في السياحة، وحتى في دعم الأقليات الطائفية في تركيا. ويقول هؤلاء إنّ "في استطاعة إيران الرد بشكل مباشر أو غير مباشر، وفي الثانية قدرتنا على المواجهة أقل. يمكن لطهران تقليص تعاونها الاقتصادي وقطع إمدادات الغاز والحد من تدفّق السياح الإيرانيين ومنع أنقرة من استخدام الممر الإيراني لإيصال الشاحنات التركية إلى وسط آسيا.

لكن الأهم من كل ذلك قدرة إيران على خلق مشاكل لتركيا وحلفائها على الصعيد الأمني، خصوصاً في ما يتعلق بقدرة طهران على القيام بعمليات أمنية تضليلية منظّمة في الداخل التركي، كاستعمال المنظمات الإرهابية على سبيل المثال". وتوضح المصادر لـ"الجمهورية" أنّ "قدرتنا على المناورة أقلّ، وضمن هذا الأسلوب تكاد تكون معدومة. هم يمكنهم أن يوظفوا الشيعة والعلويين، وفي مراحل كثيرة استخدموا الأكراد وحزب العمال الكردستاني، لذلك هم يوظفون الإرهاب الطائفي والإثني والأيديولوجي. ليس لدينا هذه الأساليب، وحتى لو لدينا لا يمكننا استغلالها. فعلى رغم أنّ الأقليّة الأذرية - التركية هي اكبر الأقليات الموجودة في إيران على الإطلاق، فإنهم ينتمون إلى المذهب الشيعي، وإنّ الجواسيس الإيرانيين الذين اعتقلوا أخيراً كانوا من الأقلية الأذرية على الأرجح نظراً للهجتهم".

وتضيف المصادر: "المشكلة هي أنّ في العلاقة مع إيران لا يعتمد الأمر على الرؤية الذاتية فقط تجاه العلاقات الثنائية وعلى حسن النيات، إذ عليك أن ترى كيف ينظر الإيرانيون إليك وكيف يتعاملون معك، وعلى هذا الأساس يجب تحديد السياسة المتّبعة، وإلا فإنّ التعامل مع إيران بالطرق والوسائل والسياسات التقليدية غير مجدٍ على ما أثبتت الوقائع. صحيح أن لا نية لدى الحكومة التركية للاصطدام بطهران، لكنّ الأكيد أنّ توجُّهَ الحكومة التركية بات أقرب من أي وقت مضى إلى الرؤية العربية والخليجية عموماً للخطر الإيراني، وهو مؤشر على أنّ الفترة المقبلة ستشهد صراع قوى إقليمياً شرساً على وقع انهيار النظام السوري، لأنّ اللاعب الإيراني الذي يمتلك أفضلية اللعب بالطرق غير التقليدية في مواجهة منافسيه على رقعة الشطرنج الإقليمية لن يستكين لهزيمته، وسيستخدم ما يعرفه جيداً وما يمارسه في عدد من الساحات الإقليمية كرافعة لموقفه في مواجهتهم، فالكشف الرسمي في تركيا عن استخدام إيران لحزب العمال وزرع جواسيس داخل الأراضي التركية يُعدّ مجرّد مثال".

 

جولات الراعي تبلور تغييراً وتثير ارتياحاً وزيارة البابا حصانة مزدوجة للمسيحيين ولبنان

روزانا بومنصف/النهار

بين الزيارة التي قام بها لمنطقة عكار قبل اسابيع قليلة وتلك التي قام بها للشوف يوم الاحد المنصرم خطا البطريرك الماروني بشارة الراعي خطوات كبيرة على طريق رأب الصدع في ما استشعره كثر بونا شاسعا في التغيير الذي طرأ على موقع البطريركية المارونية بعد انتخابه قبل سنة وبضعة اشهر. فمنذ زيارة عكار حيث الغالبية السنية وصولا الى الجبل حيث الغالبية الدرزية استكمال لخطاب جديد مختلف للبطريرك الماروني على وقع تطورات في المنطقة احدثت تبدلا في الرؤية والمقاربة وبروز عناصر جديدة في الواقع اللبناني حتمت الاخذ بها لعل ابرزها كان قضية توقيف الوزير السابق ميشال سماحه والاستهداف الذي حمله بشهادة كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ثم بشهادة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ايضا. وهذا التغيير لاحظه كثر في الاونة الاخيرة لكنه احتاج الى ترجمة اكبر وتثبيت في الية التطورات السياسية الداخلية والى تعميق بدا انه ترك ارتياحا ملموسا في الزيارتين. وهذا الارتياح لم تخفه القيادات المعنية في المنطقتين اي في عكار والجبل بعد التباس كبير كان اثاره كلام البطريرك بعيد انتخابه في ما يتصل بالوضع السوري في حين ترك الخطاب الجديد مفاعيل ايجابية تقول الاوساط السياسية المعنية في المنطقتين انها بدت معبرة اكثر عن بكركي وثوابتها في ظل خطاب سياسي معقول واكثر توازنا يستند الى دعمه موقع رئاسة الجمهورية ومواقفها المتقدمة جدا والسعي الى ملاقاتها، وهي مواقف تلقى رد فعل ايجابيا كبيرا لدى اللبنانيين خصوصا في الاشهر الاخيرة واخرها الكلام الذي اطلقه الرئيس ميشال سليمان من جبيل. وذلك بالاضافة الى ود ظاهري لم يخفه البطريرك وخلف انطباعات جيدة لمصلحته تمت ترجمتها في الحفاوة التي تم استقباله بها ولو ان البعض قد يقارنها بالزيارة التاريخية للبطريرك مار نصرالله صفير الى الجبل. الا ان البطريرك الراعي نفسه اعاد التذكير بزيارة صفير وبضرورة استكمالها ملامسا الرابط او الوتر الحساس الذي استطاع سلفه نسجه مع اهل الجبل مما ساهم في تعميق الثقة واعاد بناء الجسور على نحو اكثر سهولة من قبل على رغم انقضاء اعوام طويلة على زمن الحرب.

وتجد هذه الجولات للبطريرك صداها في التمهيد لزيارة البابا في اواخر هذا الاسبوع في ظل تعليق الطوائف غير المسيحية اهمية ايضا على الزيارة من خلال اعادة ابراز تجذر الحضور المسيحي ودور المسيحيين في لبنان في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة والرغبة في المساهمة بدحض ما يروجه البعض من ربط مصير المسيحيين ووجودهم في المنطقة او في لبنان ببقاء النظام السوري. لكن زيارات البطريرك اعادت الاضاءة على عدم هامشية هذا الحضور وعلى اهميته كونه جزءا مهما غير ثانوي في الواقع السياسي في لبنان على نحو ينقض كليا ما يروج في هذا الشأن في المنطقة او ما يتم التخويف به انطلاقا من الواقع الاقلوي للمسيحيين في المنطقة. ولاقاه الافرقاء اللبنانيون الاخرون في منتصف الطريق للاسباب نفسها نظرا الى الحرص على تقويض هذا المنطق ولاعتبارات اخرى ايضا اقليمية ومحلية باعتبار ان بكركي ركيزة اساسية في واقع لبنان ولا يجوز تاليا ان تكون في مكان مختلف او غريب عن مواقع سائر الافرقاء الاخرين او بعيدة منهم وهي التي تساهم في تعميم الاطمئنان وليس الافرقاء السياسيين بحساباتهم ومصالحهم المختلفة. فالتواصل مع بكركي في هذا السياق حاجة للمسيحيين كما هو حاجة للافرقاء الاخرين الذين شعروا في ضوء الزيارتين الاخيرتين انه تم استعادته ويمكن تثميره اكثر في المستقبل. ولذلك فان زيارة البابا في هذا السياق تكتسب اهمية اكبر اولا في ظل تثبيت هذا المنطق وايضا في ظل تعميم الانطباع ان لبنان وفي ظل التجاذب الاقليمي الذي اتى مثلا بالرئيس الايراني الى لبنان او بالرئيس التركي فان للمسيحيين حضورا قويا يجعل لبنان والمنطقة اقدر على التوازن. ومن هنا فانه بتسليط زيارة البابا للبنان الضوء على الوضع المسيحي وعلى لبنان ككل يؤمل ان يوفر ذلك للاثنين معا اي للمسيحيين ولبنان حصانة اضافية على وقع ارادات الافرقاء اللبنانيين بعدم التخلي عن التنوع اللبناني وعدم قبول استهداف المسيحيين في لبنان والمنطقة اضافة الى تجديد مؤسسات الدولة شبابها استعدادا للزيارة الحدث. اذ رممت هذه المؤسسات نفسها فعبر كل الافرقاء عن ارادة في التهدئة لا سابق لها على غرار الرسالة التي ترجمها دهم الجيش للرويس في الضاحية الجنوبية بغطاء من "حزب الله" فيما استوعبت قوى 14 آذار والطائفة السنية في عكار تحديدا اطلاق الضباط الثلاثة على رغم المؤشرات غير المريحة التي اوحت بها. وهو ما اعتبرته اوساط سياسية تظهيرا لاداء افضل لدى الافرقاء اللبنانيين يفيد باهمية الصورة التي يحب جميعهم الاطلالة بها على الزيارة. فهذه الامور هي من المفاعيل التي بدأت تريح في زيارة البابا على رغم توقع مفاعيل تتعدى الدعم المعنوي القوي للبنان وللمسيحيين فيه الى تأكيد حماية المسيحيين في المنطقة باعتبارها الرسالة الاهم في ظل ما تشهده سوريا بعد العراق من محاولات لاقحام الطوائف في لعبة الحرب الداخلية. فهل تترك الزيارة تداعيات على اللاعبين في سوريا مثلما تترك الحرب في سوريا تداعياتها على لبنان؟

 

ما المفاعيل السياسية للقاء الراعي - جنبلاط؟

فادي عيد/جريدة الجمهورية

تُجمِع أوساط سياسية على غياب الوهج عن زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى المختارة، فقد لاحظت وجود هوّة في مقاربة هذه الزيارة مقارنة بزيارة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في العام 2001، والتي وُصفت بـ"التاريخيّة".فزيارة صفير لم تكن مصالحة شعبية بقدر ما كانت تحالفاً سياسياً أدّى إلى ولادة لقاء "قرنة شهوان" الذي كان المركّب الأساسي فيه البطريرك صفير والرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط وبعض الزعامات المسيحية، والذي استتبع فيما بعد بنداء المطارنة الموارنة، وصولاً إلى "ثورة الأرز".

وعلى هذه الخلفية عندما تحدّث جنبلاط أمام الراعي، وصَفَ صفير بأنّه "السلف الصالح"، كدلالة عمّا يكنّه سيد المختارة للكاردينال صفير من مودّة خاصة وتقدير عميق فقد جمعتهما الكيمياء بخلاف العلاقة مع الراعي. وفي هذا السياق، لا بدّ من التذكير بغياب وزراء "جبهة النضال" عن مرافقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في زيارته إلى الديمان مع عشرة من وزرائه، الأمر الذي فسّرته مصادر مراقبة على أنه ردّ على عدم شمول قصر المختارة في الزيارة الشوفية الأولى للبطريرك الراعي. من هذا المنطلق، لم تأتِ زيارة الراعي إلى قصر المختارة صدفة، بل سبقتها اتّصالات مكثّفة وتمنّيات ومشاورات أجراها النوّاب المسيحيّون في قوى 14 آذار مع سيّد الصرح بهدف إتمامها، في محاولة لرأب الصدع بين بكركي والمختارة، ولتحصين المصالحة المسيحيّة ـ الدرزية، وحسب مصادر نيابية في "جبهة النضال"، فإنّ الزيارة حُدّدت قبل حصولها بساعات. وكشفت أنّ الراعي يوم الجمعة الفائت، أي قبل يومين من موعد الزيارة، سأل أحدَ النواب السابقين عن رأيه بزيارة قصر المختارة وجدواها في هذه الظروف، ما يؤكّد حال الارتباك لدى البطريرك قبل أن يحسم خياره. وعليه، فإنّ إصرار الراعي على إعداد كلمة مكتوبة تلاها في المختارة، لا سيّما أنّه ضليع في الارتجال، مردّه إلى دقّة الوضع بين الرجلين، ولكي لا تؤخذ عليه أي هفوة، حسب المصادر نفسها. وبالتالي، فإنّ جنبلاط كان ودوداً حينما كشف للراعي أنّه أعطى تعليماته لأركان حزبه للحشد والمشاركة بكثافة في استقبال البابا بينديكتوس السادس عشر، فردّ عليه البطريرك بأنّ هذا الموضوع هو في عهدة البروتوكول التابع للقصر الجمهوري، ما أوحى ببرودة ما في العلاقة.

أمّا ماذا عن مفاعيل الزيارة السياسية، فتكشف المصادر نفسها أنّ جنبلاط ركّز على نقطتين أساسيتين، أوّلهما استكمال المصالحات في بريح وكفرسلوان، ولا سيّما لجهة حلّ معضلة البيت الدرزي في بريح، وكان واضحاً ميله إلى جانب المسيحيين من خلال عودة الأملاك إلى أصحابها.

أمّا النقطة الثانية والأهم عند جنبلاط، فهي قانون الانتخاب الذي يبقى هاجسه الأول والأخير في هذه المرحلة بخلفياته السياسية والمستقبلية، وقد أعاد تذكير البطريرك بما سبق وفاتحه به حول ضرورة اعتماد قانون 1960، لما في ذلك من إيجابيات تحافظ على دور الأقليات، وخصوصاً الطائفتين المسيحية والدرزية، مفنّداً له مخاطر اعتماد النسبية التي تلغي الآخر لمصلحة الأكثريات التي تملك المال والسلاح والامتدادات الإقليمية، وهنا كان ردّ البطريرك بضرورة إيجاد قانون يحافظ على الجميع، ولا يكون إلغائياً لأيّ طرف، إذ حاذر مجاراة جنبلاط في قانون 1960 كونه ملتزماً متابعة لقاءات بكركي حول الصيغ المطروحة، وبالتالي فإنّه لا يريد إغضاب النائب ميشال عون الممتعض أصلاً، وحسب المعلومات، من زيارة البطريرك إلى المختارة، في ظل عدم هضمه للعلاقة مع جنبلاط، والتي تعتبر سيّئة على كافة المقاييس. من هنا، كانت الزيارة للمجاملة وفي إطار اللياقات التي اتّسمت بها أكثر من تأكيد خيارات سياسية معينة، لا سيّما قانون الانتخاب، إضافة إلى تأكيد مصالحة الجبل من أجل الحفاظ على التعايش المسيحي ـ الدرزي. والأيّام المقبلة ستكون كفيلة ببلورة موقف البطريرك من قانون الانتخاب بعد أن يكون قد تواصل مع عون والقيادات المسيحية، وعندئذٍ يُبنى على الشيء مقتضاه في سياق علاقته مع رئيس الاشتراكي إلى ما آلت إليه زيارة المختارة، ولا سيّما أنّ أي خلوة لم تُعقد بين الجانبين، بل جاء اللقاء في إطار جامع للوزراء والنواب والمشاركين وأمام الإعلاميين، ما يعني أنّ الطرفين على يقين بصعوبة التحالف السياسي على غرار زيارة الكاردينال صفير، وفي ظلّ انفتاح البطريرك على جميع القوى السياسية، مع الإشارة هنا إلى زيارة وفد "حزب الله" إلى الديمان قبل أيّام من زيارة المختارة، إلى توقّعات حول لقاء مرتقب يجمع الراعي وعون في وقت ليس ببعيد.

 

لماذا يخشى "حزب الله" اليونيفيل شمالاً؟

جورج سولاج/جريدة الجمهورية

عترف فريق الرابع عشر من آذار أو لم يعترف، فإنه ارتكب خطأ كبيراً حين "ناضل" في سبيل فتح سفارة سورية في بيروت وتبادل ديبلوماسي بين الدولتين، وها هو اليوم يشعر بالندم ويدفع الثمن و"يناضل" مجددا لطرد السفير السوري من لبنان. لا عذر يشفع لفريق الرابع عشر من آذار، لأنه كان من البديهي، بعدما خبِرَ العقل السوري وممارساته ميدانياً طيلة وجود القوات السورية في لبنان، ان يدرك انّ سفارة الشقيقة اللدودة لن تكون على صورة سفارة الفاتيكان أو منظمة مالطا. واذا كان هذا الفريق يتهم السفارة السورية اليوم بالقيام بنشاطات استخبارية وأمنية، فهو يتحمّل في مكان ما مسؤولية تشريع وجودها، خصوصا انه كان اعتبر أنه حقق إنجازاً تاريخياً ومكسباً وطنياً بفتح السفارة. اليوم، يرتكب "حزب الله" خطأ مماثلاً بالظهور في مظهر المدافع عن المصالح السورية في لبنان، من خلال رفضه كل مطالب قوى 14 آذار ونظرياتها في ما يتعلق بالنظام السوري:

1- يرفض حملة طرد السفير.

2- يرفض إلغاء المجلس الاعلى السوري - اللبناني واعادة النظر في الاتفاقات بين البلدين.

3- يرفض توسيع انتشار قوات الطوارىء الدولية الى الحدود الشمالية والشرقية.

واذا كان للمطلب الاول مبرر سياسي، وللمطلب الثاني حجة ان سوريا تعاني حربا داخلية، وبالتالي من غير المنطقي والممكن مفاتحتها بتعديل اتفاقات في هذه المرحلة، الّا انه لا ذريعة لرفض فكرة البحث عن ضبط الحدود الشمالية من خلال اليونيفيل.

فإذا كان هناك تهريب للسلاح والمعارضين عبر الحدود بين لبنان وسوريا، يقابله خرق للقوات النظامية السورية للاراضي اللبنانية، فمن مصلحة لبنان، الرافع شعار النأي بالنفس، ان يسدّ هذه الثغرة التي يمكن ان تستدرج تداعيات النزاع الداخلي السوري اليه، كما ان من مصلحة النظام السوري ان تُقفل هذه المعابر الحدودية التي تشكل إزعاجاً عسكرياً وأمنياً بالنسبة اليه.

وإذا كانت مصلحة فريق 14 آذار تلتقي مع المصلحة اللبنانية - السورية المشتركة في مسألة ضبط الحدود في هذه المرحلة، بعد رفض دمشق المتكرر لهذه القضية سابقاً، فإن السبب الحقيقي الذي يختبىء خلفه فريقا "حزب الله" و14 آذار يكمن في ملف سلاح الحزب.

فالمعارضة المتمثلة بقوى 14 آذار يهمّها ضبط الحدود مع سوريا عبر اليونيفيل لقطع طريق إمداد السلاح الثقيل والذخيرة عن طريق سوريا الى "حزب الله" في لبنان، وفي المقابل يرى الحزب انّ انتشار اليونيفيل بقاعاً وشمالاً هو خط أحمر لا يمكن ان يسلّم به لأنه يحتاج الى استقدام الصواريخ من ايران عبر البر السوري، خصوصا انّ في الاجواء مناخ استعداد اسرائيلي لتوجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الايرانية وشَنّ حرب قاسية على لبنان و"حزب الله"، اذا ما ردّ الحزب على اسرائيل.

لا أحد يكفل الّا تتبدّل المواقف، ولا أحد يضمن الّا تتحول وجهة السلاح القادم من سوريا إذا ما تغيّر النظام هناك مستقبلاً. الثابت الوحيد هو ان اللبنانيين يجيدون فن الارتجال والقرارات التكتيكية، ولا تعنيهم الاستراتيجيات، ولا يتعلمون من أخطائهم.

 

سيمون ابو فاضل -"التغيير والاصلاح": يُراهن على سقوط النظام... أسوة بقدامى حلفائها

الديار/استحوذت مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان، على اهتمام كافة الأوساط السياسية، لما اعلنه تجاه العلاقة مع سوريا وقيادتها وكذلك من قضية المتفجرات الموقوف فيها ميشال سماحة.

وفي منطق الأوساط السياسية في قوى 8 آذار بأن مواقف الرئيس سليمان تجاه نظيره السوري بشار الأسد، هي ابعد من سعيه لارساء علاقة ندية بين البلدين، الى حد اعتبارها انقلاباً على العلاقة القائمة، والانقضاض على النمط الذي كان معتمداً في التواصل بين الرجلين. اوساط الرئيس سليمان، تضع نوعية المواقف التي اعلنها مؤخراً ومنها ما له صلة بملف الموقوف ميشال سماحة، هي التي دفعت برئيس الجمهورية للتعبير عن مواقفه وفق الصيغة التي اعتمدها مؤخراً، وهو امر لا يتطلب تفسيرات واجتهادات على غرار الذي يعلنه بعضهم، اذ هي واضحة ولا حاجة لتوضيحها، كما هو حال «بعض المسؤولين» من الذين يتبع كل موقف لهم سلسلة توضيحات وتفسيرات لتصحح معناها، في حين ما يعلنه رئيس البلاد واضح للجميع، في اي موقع كان بعض هؤلاء، وهو لم ينقلب على العلاقة مع سوريا ولا مع الرئيس بشار الاسد. وتابعت الأوساط، لـ«الديار» بأنه لو انقلب الرئيس سليمان على سوريا، لما كان استقبل الوفد السوري في ايران. ولما كان اجتمع مع اعضائه، لو كان يريد ان يغير في سياسته القائمة مع القيادة السورية، اذ هو التقى الوفد السوري.

وحيال مواقف في محور 8 اذار وحصرا مواقف التيار الوطني الحر، تحمّل الرئيس سليمان مسؤولية التعطيل في ملف التعيينات، وقالت اوساط رئيس الجمهورية، بأن اتهامات التيار الوطني الحر في هذا السياق اضحت مستهلكة، وهم بدلاً من المساعدة لحلحلة العقد داخل مجلس الوزراء يضعون العقبات، فلا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، يعرقلان العمل الحكومي، حتى ان بعض القوى داخل مجلس الوزراء اصر على البت في الملف المالي والموازنة، بما اوجد في الوقت ذاته تداعيات وانعكاسات لن يكون التخلص منها سهلاً...

وفي المقابل، تجد اوساط وزارية ونيابية في تكتل التغيير والاصلاح الذي يرأسه العماد عون، بأن خلفيات مواقف الرئيس سليمان مؤخراً، ذات ابعاد اقليمية، وهذا الاسلوب مورس مع العثمانيين ومن بعدهم مع الفرنسيين، حتى ان الذين انقلبوا على سوريا، من عداد قوى 14 اذار، كانوا من الذين انعمت عليهم بالمناصب، والرئيس سليمان فيما يقوله، يعمد الى «وضع رجل في البور ورجل في الفلاحة»، اذ ثمة اعتقاد للذين هم يتأثرون بالمحور الاقليمي الضاغط وفي داخله السعودية وقطر، بأن مصير النظام السوري مسألة اسابيع او اشهر، لكنه لن يبقى سنوات، لذلك تحولوا في مواقفهم ناهيك عن الضغوطات السياسية والمعنوية والاغراءات المالية التي يتعرضون لها وتدفعهم نحو هكذا مواقف. اذ ثمة قناعة، لدى ابناء الطائفة السنية في العالم العربي ام أبى المشرق بأن اهمية دمشق السياسية والمعنوية، تقارب الموقع التي هي عليه المدينة المكرمة مكة، ولذلك فانهم ماضون في سياسة اسقاط النظام السوري وتعاطفت معهم بعض القوى اللبنانية على اكثر من صعيد. وفي حين تستغرب الأوساط فرز رئيس الجمهورية للقوى الحكومية وعدد من الوزراء بين حليف او اللاحليف، لفتت، الى ان التيار الوطني يجرب قدر الامكان الحفاظ على الحكومة وابعاد اي اهتزاز عنها. لكن يتبين بأن قوى 14اذار لا يشدد على مطلبه باستقالة الحكومة، بل هو يركز على تعطيل دورها. ولا سيما في التعيينات، اذ فيما نتهم بأننا المهيمنين ونعمل على تعطيلها كما جرت العادة، فاننا لن نقبل بالتعيينات اذا لم تحمل جديدا على صعيد الكفاءة... مشيرة الاوساط الى ان بعضهم في الحكومة لا يعرف مدى كلفة سلسلة الرتب والرواتب...

 

برّي" مرتاح!: "الحزب رفع الغطاء عن "السيّد" والمقداديين فانقض عليهم "فرع المعلومات"

خاص بـ"الشفاف" /رفع الحزب الالهي الغطاء عن "عملاء سوريا في لبنان"، ما أدى الى انكشافهم امنيا، فانقض عليهم "فرع المعلومات" بعد ان ضبط سماحة متلبسا ينقل المتفجرات والاموال من سوريا، وتوثيق مشاركة جميل السيد في نقل المتفجرات بالاشتراك مع الموقوف سماحة. الى سماحة والسيد، أشارت المعلومات الى ان الحزب الالهي رفع الغطاء ايضا عن ما يسمى بـ"المجلس العسكري لعائلة المقداد"، ما أدى الى دخول الجيش اللبناني الى منطقة "الرويس" في الضاحية الجنوبية، وتوقيف حسن المقداد المسؤول العسكري للعائلة. فضلا استمرار الجيش في حملته وسط صمت حزب الهي، من جهة ورفع غطاء عن المقداديين من جهة ثانية. معلومات أشارت الى ان تحرك آل المقداد، خرج عن إرادة الحزب الالهي، وهو جاء بتحريض وإدارة اللواء المتقاعد جميل السيد، بناء على طلب سوري من جهة، وللتعمية على توقيف النائب والوزير السابق ميشال سماحة من جهة ثانية، فضلا عن إشغال الاجهزة الامنية اللبنانية، بحروب هامشية وزعزعة الاستقرار الداخلي. وتضيف المعلومات ان فرع المعلومات وضع ما لديه من وثائق تثبت تورط السيّد مع سماحة من جهة، والمقداديين من جهة ثانية، وان تحرك المقداديين جاء بإشعار سوري يهدف الى توريط الحزب الالهي في زعزعة الاستقرار خصوصا ان المجال الحيوي لتحرك المقداديين يقع ضمن مربعات الحزب الالهي الامنية، ما يضع الحزب في موقف حرج. حيث ان أي تحرك للحزب الالهي لمؤازرة المقداديين سيعني حتما تورط الحزب معهم، واي رفع للغطاء عنهم سيعني ايضا، الإفساح في المجال امام القوى الامنية اللبنانية للدخول الى مربعات الحزب الالهي الامنية، ويبدو ان الحزب اتخذ الخيار الثاني فكانت الحملة الامنية المستمرة على آل المقداد. بدوره رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، ضحك في سره وانفرجت اساريره عندما سمع بنبأ تورط السيَد مع سماحة، وان الحزب الالهي رفع عنه الغطاء، ما سيؤدي الى توقيفه عاجلا ام آجلا. وتالياً، سوف يغيب اللواء السيّد عن المسرح الانتخابي في الدورة المقبلة، ولن يكون امام الرئيس بري أي حرج في تشكيل اللوائح بالاتفاق مع الحزب الالهي، خصوصا ان اكثر من طرف من الرعاة الاقليميين، خصوصا سوريا، يريد للسيّد ان يكون نائبا، ما يعني وجود منافس جدي للرئيس بري لرئاسة المجلس النيابي المقبل.

 

قتيل موسكو" كان "حافظ مخلوف": والده كان "حافظ الأسد" وليس "محمد مخلوف"!

إضافة مهمة: في سياق البحث عن صورة لـ"حافظ مخلوف"، أفادنا مصدر سوري منشقّ ومطلع بأن "حافظ مخلوف يشبه "حافظ الأسد"! ماذا يعني ذلك؟ "أن زوجة محمد مخلوف"، أحد أغنى رجال الأسد، وشقيق زوجة الأسد، كانت "عشيقة" حافظ الأسد! وأن "كل كبار النظام" كانوا يعرفون ذلك! وأن "أنيسة مخلوف"، زوجة حافظ الأسد، اكتشفت الموضوع ومنعت زوجة أخيها من التردّد إلى القصر! مما يعني أن "حافظ مخلوف" كان "شقيق" بشّار الأسد، وماهر الأسد!

الشفاف

ينسجم خبر "كلنا شركاء" مع ما نشرته "روسيا اليوم" بعد ٣ أيام من إنفجار دمشق، وجاء فيه: "افاد مراسل قناة "روسيا اليوم" يوم السبت 21 يوليو/تموز نقلا عن مصادر مطلعة ان محمد مخلوف خال الرئيس السوري بشار الاسد وصل الى موسكو منذ حوالي اسبوع (على متن طائرة خاصة، حسب مصادر أخرى غير "روسيا اليوم"). وحسبما قالت المصادر فان السيد مخلوف يقيم في فندق "راديسون أوكرانيا" بشارع كوتوزوف في قلب العاصمة الروسية. يذكر ان محمد مخلوف (ولد في عام 1932) خال الرئيس السوري بشار الاسد من أغنى رجال الاعمال السوريين، وهو والد رجل الاعمال رامي مخلوف الذي تشير التقارير الاعلامية الى انه يسيطر على قطاع واسع من النشاط التجاري في الجمهورية." والواقع أن خبر "روسيا اليوم" كان مثيراً للحيرة، ولكن مغزاه ضاع في زحمة الشائعات عن إمكانية لجوء الأسد وعائلته إلى روسيا. ثم تلقّى "الشفاف" من قارئ وصديق سوري موجود في موسكو، في يوم ٦ سبتمر، "معلومة" صغيرة ولكنها ذات مغزى كبير: "أحد ضباط المرافقة التي رافقت الجثمان على طائرة السبت أعلم من دمشق عن وفاة شقيق أحد رجال الأعمال السوريين المقربين والذي يرفض بالأدلاء عن اسمه وذلك كان السبت ليلة الأحد"! أخطأنا في موضوع "جميل حسن"، الذي يبدو أنه ما زال "حيّاً.. يَقتُل"! فعذراً من القارئ، وعذرنا أننا نغطي نظاماً لا توجد صور (إلا في ما ندر) لقادة أجهزة الأمن فيه! ومنهم "حافظ مخلوف" الذي لم نعثر على صورة له!! استبدلنا صورة "حافظ مخلوف" التي لم نعثر عليها بصورة شقيقه "الملياردير" رامي مخلوف! فهل ينجدنا أحد القرّاء بصورة لـ"القاتل المقتول"؟

الشفاف

قتل المجرم العميد حافظ مخلوف في تفجير مكتب الامن القومي الذي حصل قبل حوالي الشهر ونصف….. وبعد تكتم شديد من قبل الجهات الرسمية السورية نستطيع القول ان هذا المجرم كان موجوداً بالاجتماع وقد اصيب اصابة بالغة وتم نقله فورا بطائرة خاصة لموسكو للعلاج حيث طلبت السلطات السورية اذن لعبور الطائرة بعد ساعات قليلة من التفجير من السلطات التركية التي منحتها الاذن .

وقد سافر والده محمد مخلوف الى موسكو حيث اعاد جثة المجرم حافظ الى دمشق بطائرة خاصة , ولم تجرى له مراسم الجنائز المعتادة كي لا ينتشر الخبر الذي سيؤدي للقلق وانهيار نفسيات عبدة بشار .

وكان نقل الجريح حافظ مخلوف من مشفى الشامي الى المطار ومن ثم بطائرة خاصة سببا للشك بان الجريح شخصية هامة جدا للنظام ومن هنا جاءت اشاعة ماهر الاسد , وبعد ان اعلن الاعلام الروسي وفاة ضابط كبير بالمشفى بموسكو روج النظام من خلال ازلامه بلبنان سربوا بشكل غير مباشر لاشخاص من المعارضة ان الجريح هو اللواء جميل حسن من اجل التشويش على الخبر الصحيح .

 

طارق متري يخلف مارتن ممثلاً للأمم المتحدة في ليبيا

نيويورك - راغدة درغام/الحياة

علمت «الحياة» أن الوزير اللبناني السابق طارق متري سيتولى مهمة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا خلفاً للبريطاني إيان مارتن اعتباراً من أيلول (سبتمبر) الحالي. وقال ديبلوماسيون مطلعون إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبلغ أخيراً السلطات الليبية عزمه تعيين متري ممثلاً خاصاً له إلى ليبيا ليرأس «بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا - أنسميل» لكنه لم يعلن تعيينه رسمياً بعد بانتظار إخطار مجلس الأمن غداً بقراره. ومن المقرر أن يقدم مارتن إلى المجلس الأربعاء إحاطته الأخيرة قبل مغادرته منصبه. وكان مارتن تولى منصب المستشار الخاص للأمين العام لتنسيق التخطيط لليبيا ما بعد النزاع منذ نيسان (أبريل) 2011 قبل أن يرأس بعثة «أنسميل» التي تشرف على المرحلة الانتقالية ومراجعة الدستور وعملية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وإعادة بناء المؤسسات في ليبيا.

وكان بان حض القادة الليبيين على «المضي قدماً في العملية السياسية لإنجاح العملية الانتقالية وإعادة بناء البلاد» وحض السياسيين الليبيين على «الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة بحيث تمثل أكبر قاعدة شعبية وسياسية وتحظى بدعم الشعب». وشدد في تقرير له حول تطورات الوضع في ليبيا على ضرورة تعزيز عملية المصالحة الوطنية في ضوء «القتال الذي ينشب بين الجماعات المختلفة». وأشاد الأمين العام بنجاح انتخابات المؤتمر الوطني العام في ليبيا لكنه حض قادة ليبيا على «احترام حقوق الإنسان ومعالجة التجاوزات في فترات الاحتجاز الطويلة للمعتقلين وأسلوب معاملتهم خارج إطار القانون» مشدداً على ضرورة «التحقيق في حالات إساءة المعاملة والتعذيب أثناء الاحتجاز ومساءلة مرتكبيها». وأكد ضرورة منح ضمانات لكفالة إجراء المحاكمات لرموز النظام السابق بما يكفل تحقيق العدالة.

 

نصائحهم للسوريّين: عودوا إلى الأسد

حازم صاغية/الحياة

٢٠١٢لا تنبع أهميّة الثورة السوريّة فحسب من موقع سوريّة وتأثيرها في جوار عريض ومتباين يطال لبنان والعراق وتركيا وما يقع بينها، إنّها تنبع أيضاً من اللطمة التي وجّهتها الى منظومة في التفكير سادت المشرق العربيّ عشرات السنين. فبشّار الأسد لم يخطئ حين فكّر تبعاً لتلك المنظومة، فقال لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركيّة إنّ ثورة لن تقع في بلده. ذاك أنّ الحكم في دمشق ممانع ومناهض للامبرياليّة والصهيونيّة، فمن أين تأتي الثورة إذاً؟ بيد أنّها ما لبثت أن أتت ممرِّغة بالتراب هذه المنظومة ورافعةً لواء البديهة المغيَّبة: الشعب يريد...

تلك اللطمة استهدفت، إذاً، طريقة في تمثيل الناس والنيابة عنهم في معزل عن استشارتهم. واغتصابٌ تمثيليّ كهذا يلازم كلّ نزعة إيديولوجيّة متطرّفة في زعمها امتلاك الحقيقة، بحيث لا يعود جائزاً تعريض تلك الحقيقة المزعومة للانتخاب والاستفتاء وسائر التقنيّات التي تقاس بموجبها ميول البشر وأهوائهم. هنا كان طبيعيّاً أن يلجأ النظام، من رأسه التنفيذيّ حتّى أخمص قدميه التلفزيونيّ، إلى نظريّة المؤامرة. هذا هو التفسير «العلميّ» لحركة شعب دامت حتّى الآن أكثر من عام ونصف العام، مخلّفة آلاف الضحايا ومتسبّبة في نزوح الملايين وتهجيرهم.

ما هو طبيعيّ في سلوك النظام طبيعيّ كذلك في سلوك مثقّفين لجأوا هم أيضاً إلى المؤامرة أداةً للتفسير. ذاك أنّ هؤلاء يشاركون بشّار الأسد الانتساب إلى المنظومة الملطومة إيّاها، وبالطبع يفوقونه صياغةً وبلورةً لها، وإن كانوا يأخذون عليه شيئاً من الانحراف نحو «النيو ليبراليّة»! وهم يشاركونه، فوق هذا، تمثيل الحقيقة في معزل عن أهلها وإراداتهم.

واقتراحات هؤلاء على السوريّين إنّما تنمّ عن درجة ولائهم لتلك المنظومة التي عوّل بشّار عليها لتجنيبه الثورة عليه. ومن ذاك القلي بالزيت نفسه، تستعاد صور ورموز تمتدّ من عبدالناصر إلى غيفارا، ومن الأخير إلى جورج حبش...، وتتمدّد من استرجاع الحرب الباردة إلى التثبّت عند الصراع العربيّ – الإسرائيليّ، «المصيريّ» طبعاً، وهذا ناهيك عن أغانٍ وفولكلوريّات فائقة القدرة على تحريك الأخشاب.

لكنّ المعنى الفعليّ لهذه الاقتراحات الفصيحة ليس إلاّ العودة إلى ما قبل الثورة وإلى ما قبل لطمها المنظومة المقدّسة، أي، في آخر المطاف، الرجوع الطوعيّ إلى الزمن الأسديّ.

وهذا الافتراق عن الواقع الفعليّ، بما فيه من دم ودمع وخراب، ومن إصرار لا عودة عنه، هو ما يسبغ على تلك الاقتراحات طابع التبشير الذي ينضح بالذكريات والنوستالجيا بقدر ما يفتقر إلى تحليل الأسباب التي قضت على تلك الذكريات بأن تصير ذكريات. فمن لا يريد أن يلاحظ تغيّر العالم، ماضياً في ترداد اللغة نفسها واعتماد الطرق ذاتها يغدو، في أحسن أحواله، مبشّراً يدقّ الأبواب فيواجهه الناس بإغلاقها في وجهه، ويتعاملون معه بما يتراوح بين إبداء الإضجار وإبداء الشفقة. غير أنّه قد يكون، في أسوأ أحواله، مبشّراً خبيثاً يدفعه الصدّ والانقطاع عن العالم إلى أفعال شريرة أو إرهابيّة يُعوّل عليها أن تردّنا بالقوّة إلى ذاك العصر الذهبيّ الآفل. وما بين ميشال سماحة وجورج غالاوي وروبرت فيسك وبضعة مدوّنين وفايسبوكيّين، نلقى النماذج الخلاّقة.

 

26 ألف ريال إيراني تساوي دولاراً

المستقبل/"سعر الدولار الاميركي تذبذب امس حول 26 الف ريال" ايراني. هذا ما اعلنته وكالة انباء "مهر" الايرانية شبه الرسمية، في وقت واصلت العملة الايرانية تراجعها السريع امام الدولار في سوق التداول الحرة بنسبة بلغت 8 في المئة، ما دفع بالسلطات الايرانية الى محاولة التعتيم عليه عبر منع تداول اسعار العملات على الانترنت او عبر الرسائل النصية القصيرة. ويجري تداول الريال الايراني بسعرين في إيران، سعر "مرجعي" يبلغ 12 ألفا و260 ريالا للدولار وهو الذي يتعامل به المصرف المركزي ومتاح لاستيراد السلع الاساسية فحسب، وسعر آخر أقل بكثير تحدده سوق مكونة من شركات صرافة صغيرة يشتري منها معظم الايرانيين احتياجاتهم من العملة الصعبة. وتخضع ايران الى حظر مصرفي غربي اعلنه الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في 2010 لمعاقبة طهران على رفضها وقف انشطتها النووية الحساسة. ويتهم الغرب ايران بالسعي الى حيازة سلاح نووي الامر الذي تنفيه طهران. وبلغ سعر الدولار قرابة الظهر امس، 26 الفا و400 ريال في سوق الصرف الحرة مقابل 24 الفا لدى اغلاق السوق اول من امس. وحاولت السلطات التعتيم على اسعار العملة الوطنية. فبالامس، لم يكن بالامكان متابعة تطورات اسعار العملة الوطنية على المواقع الالكترونية المتخصصة باسعار الصرف. اذ انه في غالبية هذه المواقع تمت ازالة السطر الخاص باسعار الريال الايراني مقابل بقية العملات في السوق الحرة، في حين تم حجب كل رسالة نصية قصيرة تتضمن بالانكليزية او الفارسية لفظة "دولار" او "عملة اجنبية". واوضح رئيس لجنة الموازنة في البرلمان غلام رضا مصباحي مقدم امس ان المصرف المركزي لم "يوزع دولارات (في السوق الحرة) منذ ثلاثة اسابيع"، وان هذا "الخطأ التاريخي للحكومة" وراء الازمة الحالية. وفي سياق تأثر طهران بالعقوبات الاجنبية، فقد ادت الى تراجع صادرات ايران النفطية بواقع نحو 45 في المئة في تموز وفق تقرير خاص صدر اخيرا.

وقد سلمت ايران كمتوسط نحو 940 الف برميل يوميا في تموز انخفاضا من 1،7 ملايين برميل يوميا في حزيران، وهو التراجع الاكبر للصادرات النفطية الايرانية.

وتراجعت ارباح ايران من النفط الى 2،9 ملياري دولار في تموز من 9،8 مليارات في الشهر نفسه من العام الماضي. يذكر ان العقوبات المصرفية القاسية التي فرضت على ايران منذ 2010، ادت الى تباطؤ النشاط الصناعي وتقليص الاستثمارات الاجنبية وأدت الى ارتفاع التضخم الذي بلغ 27 بالمئة في آب وفاقمت البطالة وأدت الى تراجع احتياطي العملات الاجنبية. (رويترز، ا ف ب، انترنت)

 

الأسد يتابع "شيشنة" سوريا

أسعد حيدر/المستقبل

همّان يشغلان باريس في مواجهة الأزمة السورية. الهمّ الأول والأساسي، في كيفية معالجة العجز الدولي وتحديداً الغربي، لدعم الثورة السورية فعلياً وعملياً، وليس بالخطابات والمواقف. الثاني متفرّع عن الأزمة وهو كيفية منع امتداد النار السورية إلى الداخل اللبناني، خصوصاً وأنّ النظام الأسدي لا يترك وسيلة إلا وقام ويقوم بها لتصدير "السورنة" إليه وكسر السلم الأهلي فيه، لإشغال المجتمع الدولي وبالأخص فرنسا والدول العربية عن "شيشنة" سوريا التي ينفذها باقتدار وخبرات مدروسة لا رحمة فيها. يعترف الجميع وعلى أعلى المستويات في باريس، بالعجز عن مواجهة الحرب الأسدية في سوريا. جرائم هذه الحرب حتى الآن، وما هو قادم ومحتمل أكبر بكثير مما حصل في كوسوفو أو في ليبيا وحتى في الشيشان. حمص أو حلب وعشرات المدن الصغيرة والقرى الكبيرة تحوّلت كل منها إلى غروزني حقيقية. تغطية هذا العجز تتم بالتلطّي خلف الفيتو الروسي الصيني أو الخوف من "القاعدة" وامكانية وضع يدها على السلاح أولاً وسوريا فيما بعد.

في الواقع العجز الغربي والعربي، يعود إلى غياب القرار الأميركي. تعترف باريس "انه لا يمكنها حتى تقديم الدعم العسكري المكشوف فكيف بإقامة منطقة حظر جوي، طالما أنّ واشنطن غائبة عن القرار والتغطية فالمشاركة. يُعدّ الفرنسيون والآخرون الأيام الباقية حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في مطلع تشرين الثاني بأسى. كأنّ سوريا رهينة والغرب مجرّد مشاهدين، كما حصل مرّات مع الرهائن الغربيين الذين كانت تظهر صورهم والأيام التي مضت على اختطافهم. الخوف من أن يُكسر حزام النار السوري وتنفلت النار أولاً على لبنان ولاحقاً إلى الخارج وصولاً إلى أوروبا، حقيقي. يقول لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا: "إذا فشلنا سيتعرّض أمن أوروبا كله للخطر، بدءاً بالإرهاب إلى انتشار الاسلحة مروراً بالهجرة غير الشرعية وصولاً إلى أمن الطاقة". أمام هذا ما هو الحل الذي يجعل الخمسين يوماً المتبقية أقل خطراً وأكثر إعداداً وتمهيداً لمرحلة ما بعد الأسد؟

بالنسبة للبنان، باريس لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات النظام الأسدي في تصدير نار "السورنة" إليه. لمّح لوران فابيوس إلى تمديد عمل قوات "اليونيفيل" من جنوب لبنان إلى شماله طالما أنّ الهدف واحد وهو المحافظة على السلم الأهلي. مهمّة "اليونيفيل" "المحافظة على سيادة لبنان". لا تحتاج مثل هذه المهمة إلى قرار جديد من مجلس الأمن. إذن لا خوف ولا خطر من فيتو روسي. القرارات الدولية الخاصة بلبنان ومنها 1701 تسمح بذلك ضمناً.

أما في ما خص سوريا، فإن المهمة الملحة هي في توحيد القوى المسلحة أو معظمها على الأقل، وتوحيد القوى والمنظمات السياسية بأي طريقة من الطرق، حتى يمكن تسمية حكومة مؤقتة يعترف بها العالم تقريباً. توحيد القوى المسلحة يسمح بتوحيد التمويل والتموين. تسليم المعارضة المسلحة أسلحة دفاعية يصبح ممكناً وذلك مثل المدفعية الثقيلة وصواريخ ضد الدبابات وصواريخ محمولة أرض جو، متى وجدت هذه القوى المسلحة المؤطرة والممسوكة يصبح تسليم هذه الأسلحة مأموناً. الخوف من وصولها إلى متطرفين سلفيين أو من القاعدة هم قاتل ومخيف في هذه المنطقة.

يبقى أن النقاش يدور بين باريس وواشنطن حول هل يسبق تشكيل "مجلس حكماء" الحكومة الانتقالية، أم يتم تشكيل الحكومة وإقامة منطقة عازلة قبل أي شيء آخر؟

ما يعزز التحركات الفرنسية في هذا الوقت الضائع "أن الجيش السوري وان كانت لم تظهر عليه دلائل التشرذم والتقسيم بسرعة إلا انه يعيش حالة من التفكك بطريقة بطيئة ومتواصلة". يضاف إلى ذلك انحلال اقتصادي ازدادت وتيرته في الفترة الأخيرة، في ظل ضمور المساعدات الخارجية. ذلك أن روسيا تراجع نفسها وتحاول العثور على فتح باب لها يحد من خسائرها، وأن إيران التي تعيش على وقع تدهور "التومان" الإيراني بسرعة هائلة، لن يمكنها في أقصى حد متابعة ضخ المساعدات المالية للنظام الأسدي بعد أقل من ثلاثة أشهر كما تفعل اليوم.

أي انه عندما ينضج القرار الأميركي، تكون إيران ومعها سوريا قد وصلتا إلى حافة الهاوية المالية والاقتصادية مع ما يعني ذلك من ارتدادات داخلية وخارجية عليهما معاً.

رغم حمّام الدم الأسدي في سوريا فإنه كما يقول الشاعر محمود درويش: "خلف شباكنا نهار".

 

دراسة قضائية في ضوء الوقائع: سماحة بين استدراج الدليل واستدراج الجريمة

نشر موقع "يقال نت" أمس، دراسة قضائية حول ملف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة وتورطه في تفجير الوضع في لبنان، جاء فيها: "بعد نشر محاضر التحقيق الأولي مع ميشال سماحة تبيّن أن الرجل متورط بالدليل الثابت بفعل أقواله والأدلة المادية في الملف، لكن هناك نقطة قد يطرحها ويثيرها فريق الدفاع القانوني عن ميشال سماحة تتمحور حول مدى إمكان اعتبار ان المخبر ميلاد كفوري قد قام بالحث او الحض والتحريض والتشجيع بغرض دفع ميشال سماحة على ارتكاب الجريمة، او بمعنى آخر مدى إمكان اعتبار ان كلاً من المخبر ميلاد كفوري وفرع المعلومات، قد خلقا فكرة ارتكاب الجريمة في ذهن المدعى عليه . حقيقة لا يمكن اعطاء الرأي القانوني بوجه الدفاع المذكور والمحتمل اللجوء اليه، من دون التطرق أولاً الى تحديد مفهوم فكرة الحض على الجريمة من قبل المخبر السري والآراء الفقهية من هذه الإشكالية.

يميّز الفقه بين فكرة الـ provocoation التي تتمثل في اخفاء صفة الشخص للإيقاع بالمجرم او المشتبه به بهدف كشف الجريمة وبين إستدراج المشتبه به لإرتكاب الجريمة، بحيث يسلم الفقه ومعظم القوانين الوضعية وكذا الاجتهاد بقانونية استدراج الدليل على ارتكاب الجرم وبعدم قانونية الإستدراج لإرتكاب الجريمة .

تعرّف البروفسورة ميشال لور راسا الـ provocoation في أنها اخفاء صفة الشخص للإيقاع بالمجرم او المشتبه به بهدف كشف الجريمة وهي وسيلة مسموحة. كما أن البروفسورة مارتين هرزوج ايفانز تعتبر ان استعمال بعض أشكال الحيلة في العمل البوليسي ليس ممنوعاً ولا يعتبر استدراجاً لإرتكاب الجريمة. ومن جانب آخر يعرّف العلامة جان براديل الحض على الجريمة بأنه "الدفع المباشر الى إرتكاب الجريمة عبر استخدام وسائل خادعة مثل تقديم التسهيلات لإرتكابها".

ويذهب الفقيه فرنسوا فورمان الى ان "الدفع الى ارتكاب الجرم الممنوع هو عملية الدفع الصريحة والمؤثرة الى ارتكاب الجرم من دون ان يكون الشخص في نيته ارتكابها". ومما سبق يتضح أن الفقه يميز بين استدراج الدليل على ارتكاب الجرم والإستدراج لإرتكاب الجريمة، الأول مقبول والثاني مرفوض كونه يُشكل جريمة بحد ذاته. في ضوء ما تقدم كيف يمكن اتخاذ موقف من قضية ميشال سماحة، هل سماحة ضحية ميلاد كفوري وفرع المعلومات اللذين دفعاه من دون ارادته الى إرتكاب الجريمة؟!!.

من الواضح أنه في قضية سماحة وبعد التمعن في قراءة محتوى محضر التحقيق "المسرّب" فبعض الجمل لها دلالة واضحة على إرادة سماحة وسعيه الى إرتكاب الجرم بمعزل عن تشجيع كفوري وإتجاه إرادة سماحة الى ارتكاب الجريمة، وتوافر فكرة الجريمة في ذهنه بأبعادها وأهدافها وعواقبها وتحديد نطاقها بغض النظر عن شخص المخبر السري، الذي بات في نظر سماحة بمثابة أداة تنفيذية يؤمن لها الادوات والمواد الجرمية ويحدد لها الاهداف والحدود، لا بل وصل به الأمر الى تحريض المخبر و "السير أمام المخبر" وتأمين الحماية له ولمن معه. ونذكر من محضر التحقيق وتفريغ الحوار بين المُخبر ميلاد كفوري وميشال سماحة بعض العبارات الجازمة في نية سماحة المدركة لإرتكاب الجرم وسعيه اليه مما يدعم وجهة نظرنا التي تعتبر أن في قضية سماحة نحن بصدد إستدراج الدليل لا بصدد إستدراج للجريمة

1 - يقول ميشال سماحة: وطلبت منه (كفوري) تأمين لوائح المتطلبات كي أنقلها إلى سوريا = نية سماحة واضحة بإتمام المهمة وانجاحها بمعزل عن كفوري.

2 - ميشال سماحة: عندها طرحت الموضوع برمته مع اللواء علي المملوك، وطلبت منه رأيه = هنا ميشال سماحة يبادر الى طرح الموضوع الجرمي مع المملوك.

3 - ميشال سماحة: فأجبته ان الهدف هو عرقلة التهريب وإستهداف المهربين والمسلحين السوريين والأشخاص الذين يساعدونهم = يعترف ويحدد هدفه مباشرة.

4 - سماحة: وحاولت الإتصال بالشخص (كفوري) غير انني لم أتمكن، فطلبت من السكرتيرة أن تتصل به وتطلب منه ملاقاتي إلى منزلي= مبادرة التواصل مع كفوري.

5 - سماحة: ومن ثمّ أخبرته (لكفوري) ان ثقتي به كبيرة وطلبت منه التوجه إلى موقف البناية = تشجيع وثقة من سماحة لكفوري على ارتكاب الجريمة.

6 - سؤال لسماحة: اثناء عرضك للموضوع على الجهة السورية توجهت مباشرة إلى العقيد عدنان فلم لم تبدأ بالموضوع مع اللواء علي المملوك؟ = "مهم جوابه؛ جواب سماحة: لأنني أردت أن أتأكد من إهتمام السوريين بهذا الموضوع قبل مفاتحة اللواء المملوك به = سماحة يريد تأمين أي خدمة عبر ارتكاب جريمة.

7 - رداً على سؤال يجاوب سماحة: - فأخبرت العقيد عدنان اني سوف أتأكد من الشخص صاحب العلاقة عما إذا كان بإمكانه التنفيذ أيضاً (اي التفجير).

8 - سماحة: ان العقيد عدنان قد وافق على الموضوع وأضاف انهم بحاجة إلى من ينفذ عمليات التفجير وليس جمع المعلومات فقط = تنفيذ رغبة عدنان في التفجير.

9 - سماحة يجاوب كفوري: "ايه يعني قرعة ثقة بالشخص، بعقلو، بسريتو، بقدرتو، بحسن إدارتو، بخبرتو، بخبرتو بالناس وبتقدير الظروف" = تشجيع سماحة له - سماحة يبرر جوابه السابق قائلاً: "قلّة خبرتي الامنية وثقتي بهذا الشخص دفعاني إلى إجابته بهذه الطريقة" = جواب غير مقنع بتاتاً.

10 - سماحة يقول لكفوري: "عندك افطارات في نواب فيك تروّح نواب فيك تروّح الضاهر، خيو. ... هيدي الاهداف = سماحة متورط مباشر بالجريمة ولا يحتاج الى تشجيع كفوري بالعكس تماماً/ سماحة يبرر جوابه لكفوري بالقول: "واني اعتبر قيامي بذكر هذه الاهداف كالنائب خالد الضاهر هو على سبيل غلطة ارتكبتها لكي أنتهي من الموضوع"/ - تبرير سماحة السابق لكلامه لا يمكن ان يصدقه اي قاض او محقق وهو غير مقنع وبالنتيجة ارادة سماحة ونيته صريحة بإرتكاب الجرم، بدليل أن أكثر من موقع ذكر للمخبر "إن الجماعة ما بدن علوية"، وبمفهوم المخالفة أن الجماعة وسماحة "بدن غير العلوية".

11 - ميلاد كفوري يسأل سماحة: "أنا اليوم كيف ممكن انحمي في حال حصل شي ما مأمن حمايتي وهيدا شي لازم أسألك ياه. أنا عندي عيلة" = يرجى التركيز على جواب سماحة على كلام كفوري، مهم جداً جواب سماحة لأنه يؤكد نية سماحة وارادته الواضحة لإرتكاب الجرم وفي سبيل ذلك محاولة تطمين المخبر كفوري للضغط على كفوري من اجل تنفيذ عمليات التفجير ـ جواب سماحة على سؤال كفوري السابق هو: "سماحة: مأمّنة مية بالمية (نافر مايند) مية بالمية مية بالمية = سماحة يتبنى العملية صراحة.

12 - احد اجوبة سماحة على اسئلة كفوري: كفوري يسأل سماحة: "هلق، يطول عمرك، خلينا بالأهداف، في شي تعديل بالأهداف؟"/ سماحة يجاوب كفوري: "لا أبداً كل ما يعرقل النظام والقيادة وأمن التنقل وإمكان ضرب الأسلحة والذخيرة والتجمعات، المقاتلين، مفتوحة، مين بروح بالدرب (إيماءة عدم مبالاة باليد)" / كفوري يسأل سماحة مجدداً: "ونواب المنطقة؟"/ سماحة يجاوب: "كمان كمان، قبلنا"/ كفوري لسماحة مجدداً: "أنا قلتلك في شيوخ عم تحضر، شيوخ سنّة". /سماحة يجاوب كفوري: "يصطفلو ينقبروا ما يعودوا يحضروا. اليوم هجموا بحلب عالأحياء المسيحية"/ للتوضيح (إيماءة عدم مبالاة باليد) من قبل سماحة اثناء الحديث تعني صراحة وبوضوح ان سماحة يقبل بنتيجة مقتل من يكون بالدرب من دون مبالاة أي يوافق مسبقاً من دون اي تحفظ على نتائج التفجير المتوقعة وهي قتل مواطنين لبنانيين. وهنا في هذه النقطة يوجد تعارض بين أقوال سماحة ان الهدف من التفجيرات عرقلة الجيش الحر على الحدود اللبنانية وبين حقيقة هدفه اثارة الفتنة في لبنان عبر قتل مواطنين لبنانيين، واكثر من ذلك واضح جداً رغبة سماحة في إثارة النعرات الطائفية وتسعير التعصب الطائفي من خلال تصوير العملية على أنها قتل مواطنين لبنانيين من الطائفة السنية كرد انتقامي على استهداف المعارضة السورية لأحياء ومناطق مسيحية في سوريا .

13 - سماحة يقول في إفادته: "وإني أؤكد أني عندما طرحت الموضوع لدى العقيد عدنان للمرة الأولى طرحت موضوع جمع المعلومات فقط وإنما عندما لمست حاجة لدى العقيد عدنان واللواء علي المملوك تتعدى جمع المعلومات لتصل الى عمليات التفجير وعندها فقط أخبرتهم أن الشخص بإمكانه القيام بعمليات التفجير" / تحليل لجواب سماحة: ما ورد على لسان سماحة يؤكد ان سماحة نفسه يريد تنفيذ العملية وهو من عرض الموضوع على قادة الاجهزة الأمنية السورية، أي هو من تبرع بتأمين شخص يلتزم بعمليات التفجير وهو المخبر ميلاد كفوري. ويبدو واضحاً حماس ميشال سماحة لإرتكاب جرائم التفجير وتأمين شخص يقوم بالتنفيذ، وهنا يبرز بوضوح ان لا أحد ساهم في دفع او حضّ ميشال سماحة على التفكير بإرتكاب جريمة التفجير بهدف القتل وإثارة الفتنة، بل ميشال سماحة هو مَن دفع القيادة السورية إليها وحثّها وحرضها وقام بتأمين اشخاص لتنفيذ العملية لحسابها، "أو على الاقل تلاقت إرادتهما المشتركة على إرتكاب الجريمة". وهنا أصبح من المستحيل من الناحية القانونية الدفع بتحريض غير مباشر او مباشر من قبل فرع المعلومات والمخبر ميلاد كفروي لميشال سماحة على ارتكاب الجرائم كون افادة سماحة واضحة ولا لبس فيها وتشير بوضوح الى إرادته المباشرة وإلحاحه على تنفيذ عمليات التفجير، وان كان في افادته يحاول الإيحاء بأنه تم دفعه بالحيلة واستدراجه الى الجريمة، وهنا يمكن الجزم بأن اعترافات سماحة تقبل التجزئة بمعنى ان الاعتراف في المواد الجنائية يقبل التجزئة خلافاً للقانون المدني وهذا ثابت بإجماع الفقه والإجتهاد الجنائي، وهذه القاعدة مستفادة من مبدأ حرية القاضي الجزائي في تكوين قناعته.

14 - جواب سماحة عن سؤال: "لقد أضفت كلمة الرئيس كي يطمئن أن حصته محفوظة، إنما حقيقة الأمر أنني لم أتكلم مع الرئيس السوري في هذا الموضوع"/ حقيقة جواب سماحة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان سماحة يزرع الثقة في نفس المخبر كفوري لتشجيعه على ارتكاب الجرم عبر التأكيد ان الرئيس الأسد يعلم بتفاصيل الموضوع. وهنا أصبح واضحاً ان سماحة يستدرج العميل كفوري الى تنفيذ الجرم ويؤمن له الإستعداد النفسي عبر تطمينه ان الرئيس الأسد على علم بالعملية كي يرتاح ويطمئن كفوري الى ان العملية مدعومة وسيتم تأمين عائلته اذا ما حدثت معه اي مشكلة بعد تنفيذ العملية.

الخلاصة: سماحة لم يتم دفعه او تشجيعه على ارتكاب الجرم بل هو أراد بإرادته الحرة الواعية المدركة ارتكاب الجرم وهو من شجع كفوري على التنفيذ، وبالتالي الدفع بالتشجيع والحث والحض على ارتكاب الجرم الذي يثيره فريق سماحة القانوني وكل من يدافع عنه سياسياً لن يأخذ به قاضي التحقيق العسكري ولا اي محكمة بسبب عدم توافر شروطه في هذا الملف، إلا اذا ارتأت هذه المحكمة او تلك إهمال النصوص القانونية ومراعاة إعتبارات خارجة عن الملف.

 

شمعون: زيارة الراعي للشوف لتثبيت التعايش في الجبل

المستقبل/رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، أن "زيارة البطريرك بشارة بطرس الراعي للشوف تأتي استكمالاً للزيارة التي قام بها البطريرك نصرالله بطرس صفير حين تمت المصالحة في الجبل"، معتبراً أن "الزيارة تأتي أيضاً لتثبيت التعايش الدرزي ـ المسيحي في الجبل". ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أمس، الى أن "هذه الزيارة تنعكس ارتياحاً عند المسيحيين الذين سيتشجعون للعودة الى قراهم"، موضحاً أن "تكريس كنيسة مار انطونيوس في الفوارة يحمل الكثير من الدلالات، لا سيما لجهة الحشد الكبير الذي يثبت أن المسيحيين لا يزالون موجودين في الجبل، حيث هناك كنيسة كبيرة تم تدشينها". أضاف: "هذا وحده لا يكفي للعودة الفعلية للمسيحيين، وكذلك لقاء الراعي النائب وليد جنبلاط الذي جاء تتويجاً للزيارة كاجتماع مسيحي ـ درزي غير كافٍ لهذه العودة الفعلية، لأن هناك مصالحة لا تزال عالقة في بريح التي يفترض أن تنتهي في أقرب وقت ممكن، كما من المفترض أن يتم اتباع سياسة معينة تجذب الناس الى قراهم وهي تتمثّل في توفير فرص العمل وتنفيذ المشاريع الصناعية والزراعية وسواها". ورأى أن "هذه العودة ستتم فعلياً عندما تنتهي الأزمة السورية، وعندما نصل في الداخل الى هدوء سياسي"، مؤكداً أن "هناك أطرافاً تحاول حكم لبنان من خلال وجودها في أحضان النظام السوري". وأشار الى أنه "بعدما ينتهي هذا الموضوع نعود لنكون لبنانيين ونحل مشكلاتنا في ما بيننا، علماً أن هذه المشكلات ليست كبيرة جداً، وفي النهاية يجب أن تُحل".

وقال: "إننا ننتقد الحكومة بسبب أدائها وسيطرة جماعة حزب الله عليها، ما يؤدي الى شل عملها. إننا من الشعب اللبناني ونشعر بما يشعر به ونطلق صرخته". ورأى أن ليس بالضرورة أن يبقى الوضع على ما هو عليه الى حين إجراء الانتخابات النيابية، "فإذا تغيرت المعادلة في سوريا، يجب تشكيل حكومة تكون مهمتها الإشراف على الانتخابات بحيث لا تكون طرفاً". وشدد على أن "الهمّ الأساسي هو كيفية الحفاظ على لبنان من دون إدخاله في أي مشكلة إضافية يسعى السوري الى تحقيقها عبر اختلاق أزمة في لبنان، وهذا ما نحن نسعى الى تجنّبه. وهذا المسعى بالنسبة إلينا أهم من إسقاط الحكومة، لأن خراب البلد هو خراب على الجميع، وبالتالي هناك أولويات".

 

تجمع العلماء المسلمين أم الأسديون

فادي شامية/المستقبل

بالتزامن مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وبحضور شخصيات دينية وممثلي حركات إسلامية لبنانية من السنة والشيعة، تأسس في طهران -على هامش "مؤتمر المستضعفين"- إطار علمائي اسمه؛ "تجمع العلماء المسلمين". كان الحدث مباركاً، إذ لطالما كان التقارب بين المسلمين هدفاً إسلامياً وحضارياً، فضلاً عن أن الثورة الإسلامية في إيران كانت تحظى وقتها بتأييد إسلامي عام، ولم تكن طهران لتشكل حساسية في الشارع الإسلامي السني كما هي في فترة ذبول الطروح الوحدوية الراهن، يضاف إلى ذلك كله أن العالم العربي كان في مرحلة ذهول نتيجة وصول الجيش الإسرائيلي إلى بيروت، وارتكابه المجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين دون رادع. ضم التجمع مع إنطلاقته الفعلية عند إعلان اتفاق 17أيار1983 نحو عشرين عالماً من السنة والشيعة، ومع أواخر أيار 1983 شهد التجمع إقبالاً كبيراً على الانتساب إليه، وقد ظل لغاية 1/11/1989 يعمل دون ترخيص، ويمارس دوراً وحدوياً مشهوداً، وفي ما بعد كانت مواقف التجمع رائدة في دعم المقاومة حتى اندحار المحتل عام 2000.

مر التجمع بفترات عصيبة، لعل أقساها فترة حرب المخيمات (1985-1988) حيث أخذ الصراع بين حركة "أمل" والفلسطينيين طابعاً مذهبياً، لكن التجمع كان منيعاً في منع التفسخ في بنيته، وتالياً تطوره في الشارع، ويُذكر وقتها أن عالمين من التجمع هما الشيخ محرم العارفي والسيد عيسى الطبطبائي اعتصما داخل مخيم الرشيدية المحاصر، حتى أكلا أوراق الشجر من شدة الجوع.

بعد العام 2000 ازداد نفوذ "حزب الله" في التجمع بشكل لافت. اعتُبر هذا الأمر طبيعياً نظراً إلى تعاظم دور الحزب في الحياة السياسية اللبنانية برمتها، ولم يكن الانقسام الراهن في الشارع الإسلامي قد حصل بعد، لكن مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري دخل التجمع طور شيخوخته فعلياً، ذلك أنه لم يترك أي هامش يفصل بين مواقفه ومواقف "حزب الله"، بما في ذلك المواقف التي تثير حساسية عالية في الشارع الإسلامي كموضوع المحكمة الدولية، وأحداث السابع من أيار وغيرهما.

خرج البعض من التجمع، ودخل أو أُدخل البعض، وصار "حزب الله" الموجه الفعلي لهذا التجمع، فتحوّل إلى أداة متناغمة كلياً مع مواقف الحزب ومشروعه السياسي، وممراً لإنتاج أطر إسلامية سنية مرتبطة به، الأمر الذي أفقده دوره الوحدوي، رغم حرص الحزب على إبراز وجوه سنية في واجهة التجمع.

مع تفجر الثورة السورية في العام الماضي، انتقل التجمع كإطار يمثل الحد الأدنى للوحدة بين المسلمين - من طور الشيخوخة إلى الوفاة، ليس هذا فحسب، وإنما فقد التجمع احترامه وبمفعول رجعي أيضاً- بعدما أقدم على خطوات ومواقف لا يمكن هضمها من الناحية الإسلامية، لا شيعياً ولا سنياً، لعل أفظعها زيارة وفد من التجمع بشار الأسد وتقديم سيف دمشقي له، لـ "تحرير القدس"، في الوقت الذي كانت فيه دماء السوريين وما زالت - تتدفق في شوارع المدن والقرى السورية كلها.

ونتيجة للفراغ الذي تركه التجمع بعد اندثاره كإطار وحدوي، وبعدما تحوّل أداةً للعبث بالشارع الإسلامي السني (إنشاء وتمويل واجهات سنية، وتبني مشايخ سنّة لا احترام لهم في شارعهم...) فقد تداعى نحو 400 عالم وشيخ سني لتشكيل "إطار جامع للعلماء المسلمين في لبنان، يوحّد صفوفهم، ويسدّد جهودهم، ويجمع كلمتهم" (27/5/2012)، وقد نما حضور هذا الإطار سريعاً (هو نفسه الذي يتولى اليوم الوساطة في موضوع المخطوفين في لبنان وسوريا).

غير أن ما يؤسف له فعلياً، أن "تجمع العلماء المسلمين" واصل انحداره، ليس كإطار وحدوي (باعتباره انتهى على هذا الصعيد)، وإنما كإطار شرعي؛ فإذا كان بشار الأسد بالمفهوم السياسي طاغية، فإنه يسمى بالمفهوم الشرعي اليوم طاغوتاً؛ يقتل الأطفال ولا يستحيي النساء، ويفتن شبيحته الناس عن دينهم، ويُسجد له من دون الله!... ومن يفعل ذلك واجب لعنه لا تأييده، لكن بدلاً من ذلك، فقد زار وفد "تجمع العلماء المسلمين" سفير النظام السوري في لبنان (6/9/2012 وقد اعتذر بعض من دُعي للزيارة من مشايخ التجمع استفظاعاً للأمر) ليعلن المتحدث باسمهم موقف "حزب الله" نفسه: "إن ما تخوضه سوريا اليوم هو حرب كونية تستعمل فيها كل الأسلحة، ويُستقدم لأجلها كل من اعتبرتهم الإدارة الأميركية منظمات إرهابية لإستغلالهم" (يلاحظ التحريض والتخوين المتعمد للإسلاميين السنة الذين يعارضون النظام السوري، في موقف لا علاقة له بالوحدة إطلاقاً).

لم يكتف الوفد بذلك بل أضاف المتحدث باسمه الشيخ حسان عبد الله (قيادي في "حزب الله") فقرة فظيعة: "إن قرار قطع بث القنوات الفضائية السورية يأتي في سياق هذه الحملة المسعورة على سوريا ظناً منهم أنهم بهذا العمل يمكن أن يخفوا الحقائق التي باتت واضحة لأغلب الشعب السوري نتيجة للمصداقية والموضوعية التي تمتع بها هذا الإعلام"، (يمنع الظام السوري وسائل الإعلام التي لا تواليه كلها من العمل في سوريا منذ أكثر من سنة ونصف السنة، بما في ذلك الإعلام الذي كان يشيد بموضوعيته إبان حرب تموز كالجزيرة مثلاً). وللمفارقة فقد جاء هذا الكلام بعدما ارتكب إعلام النظام السوري فعلاً أثار استياء العالم، وذلك عندما قامت مذيعة قناة "الدنيا" ميشلين عازر ليس بصناعة الكذب واستغلال الطفولة فحسب - وإنما باستنطاق جرحى يلفظون أنفاسهم الأخيرة، لسؤالهم عن "الجماعات الإرهابية التي قتلتهم" في داريا، بدلاً من إفساح المجال لإنقاذ أرواحهم!.

لقد أحرقت الثورة السورية المجيدة أقنعة كثيرة، وأحالت جماعات وأطراً وأحزاباً وتجمعات إلى غرف الإنعاش أو قضت عليهم. من بين هؤلاء تجمعاً بات كثيرون يسمونه تجمع "العملاء المسلمين" (المقصود من العملاء التجار)، لأن منتسبيه تاجروا بكلام الله وناصروا الطاغوت، مع أنهم يقرؤون قوله تعالى: "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" صدق الله العظيم.

 

سوريا واجتماع الرباعية بمصر

طارق الحميد/الشرق الوسط

أصدرت الخارجية المصرية بيانا يوم أمس يقول إن وفود اللجنة الرباعية المكونة من السعودية وتركيا وإيران قد وصلت للقاهرة من أجل التباحث حول الملف السوري، وذلك استجابة للمقترح المصري الذي أطلق أواخر شهر رمضان الماضي في قمة مكة للتضامن الإسلامي. والحقيقة هناك كثير من الأسئلة التي يجب الإجابة عنها من قبل المعنيين بالأمر حول تلك اللجنة الرباعية.

أولا، هناك اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة التطورات في سوريا، برئاسة قطر، وهي المنبثقة عن قرار صادر عن الجامعة العربية ومهمتها متابعة الملف السوري، عربيا ودوليا، وهي اللجنة التي انبثق عنها جل المقترحات والمبادرات العربية تجاه الأزمة السورية، بدءا من تكليف الدابي، مرورا بالمبعوث الأممي والعربي السابق كوفي أنان، وصولا إلى الأخضر الإبراهيمي اليوم. فهل تقوم اللجنة الرباعية المقترحة من قبل مصر بإلغاء اللجنة الوزارية العربية تلك، أو تقوم بنسف كل قراراتها، خصوصا في ظل وجود الإيرانيين؟ وماذا عن الدول الأعضاء في اللجنة الوزارية العربية التي ترأسها قطر؟ بل وما جدوى سفر الأخضر الإبراهيمي لدمشق طالما أن هناك لجنة رباعية أخرى يتم العمل على تفعيلها بالملف السوري؟

ثانيا، كيف يستقيم التئام اللجنة الرباعية، السعودية وتركيا ومصر وإيران، بينما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي في اجتماع الجامعة الأخير بضرورة العودة لمجلس الأمن مجددا في الشأن السوري؟ بل كيف يتوافق ذلك مع تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية المهمة بعد لقائها نظيرها الروسي حيث قالت كلينتون إنه في حال سعي الروس إلى تعطيل اتخاذ قرارات فاعلة في مجلس الأمن ضد الأسد فإن أميركا ستتحرك مع حلفائها لدعم المعارضة السورية؟ فهل تكون اللجنة الرباعية معطلة لذلك التحرك، وهي تطرح مبادرة جديدة، مما يعني منح مزيد من الوقت للأسد؟

ثالثا، كيف يمكن إنجاح المبادرة الرباعية، السعودية التركية الإيرانية المصرية، والأسد يرفضها تماما، ويرى فيها امتدادا للموقف المصري الأخير الواضح تجاه سوريا، والذي أعلنه الرئيس المصري لأول مرة، منذ اندلاع الثورة السورية، وذلك من خلال كلمة مرسي في طهران، بمؤتمر عدم الانحياز، وما طرحه أيضا في كلمته بالجامعة العربية بالقاهرة؟

رابعا، كيف تفهم دعوة إيران، وتركيا، لمناقشة الأوضاع في سوريا وكثيرا ما ردد العرب أنهم يريدون حل مشكلاتهم دون السماح لإيران تحديدا في التدخل فيها؟ فكيف تدعى إيران اليوم للجلوس حول طاولة مفاوضات حول سوريا، خصوصا أن العرب قد اعترضوا مسبقا على مقترح لكوفي أنان يقتضي إقحام إيران في الملف السوري، كما اعترض العرب قبل وقت غير بعيد على مقترح للأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى لعقد اجتماع إقليمي للتقارب بين دول المنطقة، وإيران وتركيا، فكيف يستقيم ذلك الآن، خصوصا أن طهران ليست دولة جارة لسوريا مثل تركيا، وليست طرفا في الحل، بل هي داعم أساس للأسد، فلماذا يشرعن تدخل إيران في سوريا الآن، ولمصلحة من؟ كل ما هو أعلاه أسئلة تتطلب إجابات من المعنيين، وذلك خشية أن يصل الحال إلى أن نقول إن على العرب توحيد مبادراتهم، وجهودهم تجاه سوريا، بعد أن كان يقال إن على المعارضة السورية توحيد صفوفها! فهل من إجابات مقنعة؟

 

"المجلس الوطني لثورة الأرز": نرفض احتكار التمثيل النيابي داخل الطوائف

 وطنية - 11/9/2012 عقد "المجلس الوطني لثورة الأرز- الجبهة اللبنانية" إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام طوني نيسي، وفي حضور جميع أعضاء المكتب السياسي الذين يمثلون أحزابهم.

وأسف المجتمعون في بيان "لإقرار سلسلة الرتب والرواتب تحت ضغط المزايدات السياسية والطموحات الإنتخابية وفي ظل وضع إقتصادي سيئ وانعدام سبل تأمين الموارد المالية، والمؤسف إقرار جملة من الإجراءات والتدابير المالية ومنها الضريبة على الفوائد المصرفية ورسوم إضافية على رخص البناء، فيما تكسد الشقق وتباع العقارات للغرباء في لبنان ويهاجر أكثر من ألف لبناني سنويا دون رجعة، إضافة الى الغرامات على الأملاك البحرية التي لم تسو أوضاعها الى اليوم، والأمر الأكثر أسفا هو الغرامات على الأجهزة الخليوية غير المسددة برسوم الجمارك، وهذه غرامة لا يدفعها المنتفعون بل عامة الناس، لأن القانون يطبق إستنسابيا في لبنان. وقد رافق إقرار الزيادة على سلسلة الرتب والرواتب إضراب شامل إلتزمته كل المؤسسات التابعة للدولة، ورفع موظفو الدولة لافتات يطالبون من خلالها بسلسلة رتب ورواتب عادلة وشاملة تعطي موظف الدولة حقه بعد سنوات من العمل".

واعتبر المجتمعون "أن من الضروري أن تعمد هذه الحكومة المفروضة بقوة السلاح وهيمنة النظام الإيراني-السوري وبتقاعس فاضح من المجتمع الدولي الى تنفيذ الإتفاق الذي تمّ بين الهيئات الإقتصادية والحكومة إقرار السلسلة وفق المشروع المحال من وزار المالية من تاريخ 1/7/2012".

ودرسوا قانون الإنتخاب المحال من الحكومة على مجلس النواب ، ورأوا أنه "لا يمكن لأي قانون أن يكون عادلا ومتوازنا ويؤمن صحة التمثيل السياسي الصحيح لكل فئات الشعب اللبناني في ظل تغييب متعمد وتعتيم على شخصيات مستقلة وطنية لكي يصح القول إن النائب هو فعلا ممثل الأمة جمعاء".

ولاحظوا "أن القانون الحالي والقوانين التي اعتمدت منذ إقرار وثيقة الوفاق الوطني، وبإمتياز سوري سافر، أفقد النظام الديموقراطي مناعته وتحول إلى نظام شمولي توتاليتاري وراثي من العبث أن يفيد لبنان والمؤسسات الرسمية والشعب، فلا إنتخابات حرة نزيهة جرت في ظلها، ولا إنتخاب رئيس للجمهورية بإرادة الشعب اللبناني بل بإرادة خارجية وبإملاء وقح، ولا حكومة شكلت ترضي الشعب بأعمالها ونتاجها ويعتبر المجتمعون أنه في ظل هذا القانون سيستمر الوضع الشاذ الى ما لا نهاية، وهذا أمر مؤسف أفقد لبنان دوره الريادي والطليعي على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي".

ورفض المجتمعون "هذا الإحتكار للتمثيل النيابي داخل كل الطوائف ولا سيما منها المسيحية بوجود تحالف بين النائب ميشال عون وميليشيا حزب الله حيث تجير أغلبية الأصوات الشيعية في الدوائر المسلمة للعماد عون لضمان فوزه وإستمرار تحالفهما على حساب الشعب، وهذا الأمر ينطبق على قوى الرابع عشر من آذار أيضا حيث الحصرية والأحادية هما السيدان، وحصر التمثيل بقوى 14 آذار و قوى 8 آذار هوالأخطر في هذه الحصرية حيث يصبح في إستطاعة هذين الطرفين مصادرة القرار الحر وفرض شروطهما عند كل إستحقاق".

وطالبوا "القوى المستقلة التحرك لكسر هذا التقليد"، وأملوا من بكركي وسائر القوى الروحية مسيحية ومسلمة "أن يؤازروا الشرفاء عمليا وفعليا".