04;دورات الانتخابية السابقة.

مشاريع غير منسجمة مع «الطائف»

وتلاحظ هذه القيادات ان معظم المشاريع الانتخابية المطروحة، أكانت من جانب الأكثرية أم المعارضة، لا تنسجم وروحية اتفاق الطائف فحسب، بل تتناقض مع تحقيق الانصهار الوطني بين اللبنانيين، مؤكدة ان كل طرف يقاتل من أجل أن يأتي القانون الجديد على قياسه بدلاً من ان يكون على قياس الوطن ككل. وتضيف ان كل الأطراف، من دون استثناء، يضعون كل ثقلهم في المعركة الدائرة حول قانون الانتخاب الجديد لضمان حصولهم على الأكثرية في البرلمان الذي من خلاله يمكن تحديد هوية رئيس الجمهورية الجديد في الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع عام 2014. وفي هذا السياق تسأل القيادات عن مدى انسجام المشاريع الانتخابية الجديدة مع اتفاق الطائف، وتقول انها جميعها، من اعتماد النظام النسبي مروراً بالعودة الى قانون عام 1960 وانتهاء بالمشروع الأرثوذكسي الذي يعطي لكل طائفة حق انتخاب نوابها في البرلمان وبمشروع الدوائر الصغرى، تتعارض مع ميثاق الوفاق الوطني. وتعتبر ان اعتماد مثل هذه المشاريع يفتح الباب أمام إعادة النظر باتفاق الطائف قبل أن يستكمل تطبيقه وهذا ما يتعارض مع إجماع معظم الأطراف على ان تعديله لا يمكن ان يتم ما لم يطبق أولاً، وفي ضوء ذلك يمكن ان نكتشف بعض الثغرات فيه تستدعي التصحيح.

وتؤكد القيادات ان الصراع على قانون الانتخاب الجديد يكمن في المنافسة الحادة بين «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون وبين حزبي «القوات» اللبنانية والكتائب في محاولة كل طرف من هؤلاء ان يأتي القانون لمصلحته بذريعة انه يؤمّن للمسيحيين انتخاب أكثرية نوابهم من دون أي تأثير مباشر للناخبين المسلمين وأن اعتماد الدوائر الصغرى يضمن تحقيق ما تصبو اليه القيادات المسيحية على اختلاف انتماءاتها السياسية. وتجزم بعض القيادات في الأكثرية والمعارضة بأن العماد عون يميل الى تبني اعتماد النظام النسبي على رغم انه يتجنب تظهير موقفه الى العلن بذريعة ان مثل هذا القانون يؤمّن له ولحلفائه في قوى 8 آذار الحصول على أكثر من 70 مقعداً نيابياً من مجموع عدد أعضاء البرلمان البالغ 128 نائباً.

وتعزو سبب تجنب عون «القتال» من أجل النظام النسبي الى انه لا يريد الدخول في اختلاف مع الكنيسة المارونية التي تدعم اعتماد الدوائر الصغرى، مع انه يشعر بأنه في حاجة ماسة الى تأييد نواب «جبهة النضال الوطني» لتمريره في البرلمان، لأنه من دونهم سيبقى المشروع حبراً على ورق ولن يرى النور. وتضيف ان عون يبني حساباته على انه وحلفاءه قادرون على الإمساك بزمام المبادرة في البرلمان الجديد وبالتالي التحكم بمصير الانتخابات الرئاسية التي تجعل منه الناخب الأكبر في حال تعذر عليه تسويق نفسه رئيساً للبنان. وبالتالي تأييد جنبلاط للنظام النسبي لن يجعل من الأخير بيضة القبان في البرلمان. وبكلام آخر، فإن عون يريد أن يكون جنبلاط ملحـــقاً بالأكثرية من دون أي تأثير، وهذا لن يتحقق لــه لسببين: الأول إصرار زعيم الحزب التقدمي على عدم الدخول في مساومة لإقناعه بتبني النظام النسبي، والثاني مرده الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يوافق بسهولة على قانون لا يرتاح اليه حليفه رئيس «جبهة النضال الوطني».

في المقابل، فإن عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يحبذان التمديد لقانون عام 1960. لكنهما لا يتوافقان على المشروع البديل، لأن لكل منهما حساباته التي تكمن في من سيكون الأقوى مسيحياً في البرلمان الجديد. وعلمت «الحياة» ان جعجع يعترض على تعويم قانون 1960 بذريعة انه على رغم انه يضمن لقوى 14 آذار أن تحصد العدد الأكبر من النواب، لكنه يعطي الأرجحية على الصعيد المسيحي لخصمه العماد عون. وبالتالي فهو يرى ان اعتماد الدوائر الصغرى يتيح له تحقيق انتصار نيابي على حساب «التيار الوطني الحر». ووفق المعلومات، فإن جعجع يصر على اعتماد الدوائر الصغرى باعتبارها المدخل لتقليص النفوذ النيابي لعون في البرلمان. وهو يطلب الآن الدعم من حلفائه في قوى 14 آذار لتمرير مثل هذا المشروع، لكنه يصطدم في المقابل برفض قاطع من جنبلاط. وعليه، فإن عون وجعجع يتنافسان على حشد الحلفاء من أجل نصرة القانون الذي يعتقد كل منهما انه يضمن تحسين شروطه في المعادلة النيابية.

بري وقانون الـ60 لمرة واحدة

ويؤيد «حزب الله»، من جهته، النظام النسبي ولا يبدي حماسة للعودة الى قانون 1960 لأنه يوفر الغلبة لتيار «المستقبل» في الشارع السنّي وإن كان يتيح لعون الحفاظ ما أمكن على مواقعه في البرلمان، إضافة الى انه يتردد في تأييد الدوائر الصغرى، فيما لا يبدي بري اعتراضاً على التمديد لقانون 1960 لمرة واحدة وبصورة استثنائية مشترطاً التوافق عليه.

وترى بعض القيادات ان موقف «حزب الله» من «المستقبل» يتعارض ومشروعه القائم على تهيئة الأجواء أمام تحقيق تعددية في التمثيل السنّي في البرلمان، وهو ما زال يراهن على قدرته على تحقيق حركة «تصحيحة» داخل السنّة من شأنها ان تقلل من نفوذ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. من جهة ثانية، علمت «الحياة» أن النقاش حول أي قانون انتخاب للبنان فتح الباب أمام إنهاء القطيعة بين جنبلاط وجعجع التي بدأت منذ خروج الأول من قوى 14 آذار، لمصلحة إعادة التواصل بينهما من خلال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور.

وتأكد أن أبو فاعور التقى الخميس الماضي جعجع بعيداً عن الأضواء في معراب في حضور المسؤول القواتي إدي ابي اللمع، وأن اللقاء سجل بداية للنقاش حول مشروع قانون الانتخاب من زاوية اصرار جعجع على اعتماد الدوائر الصغرى في مقابل تفضيل «جبهة النضال» العودة الى قانون 1960. ومع ان النقاش شكل بداية للتواصل، إلا أنه اقتصر على تبادل الأفكار حول قانون الانتخاب الجديد من دون أن يؤدي الى التفاهم على قواسم مشتركة سوى تأكيد أبو فاعور ان «الحزب التقدمي» يدعم تحسين شروط المسيحيين في المعادلة الانتخابية وعدم إضعافهم.

وعلى رغـــــم ان «المستقبل»، وبلسان رئيس كتلته النيابـــية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيــــورة كان أعلن بعد اجتماعه، على رأس وفــــد من نواب الكتلة، مع البطريرك الماروني بشارة الراعي انه يتفهم موقف جعجع ويدعم اعتماد الدوائر الصغرى، فإن لا شيء نهائياً في هـــذا السياق، طالما أن تشريعه يحتاج الى موافقة جنبـــلاط الذي يزين مواقفه من دون أن يبدي حماسة للنظام النسبي الذي يتعامل معه في ظل الظروف الراهنة على أنه محاولة من طرف لإلغاء الطرف الآخر وبالتالي يفتقد روحيته الإصلاحية ما لم يؤخذ بالإصلاحات المطلوبة.

لذلك، فإن مشروع قانون الانتخاب الذي أحالته الحكومة الى البرلمان غير قابل للحياة وقد يكون الحل في العودة الى قانون 1960 بسبب تعذر الاتفاق على البديل، علماً ان رئيس الجمهورية أراد من اقرار المشروع النسبي إدخال تعديلات تتمثل في تكريس «الكوتا» النسائية وفي ضمان حق المغتربين في الانتخاب على رغم ان ما تضمنه في هذا السياق لا يتيح إشراكهم في العملية الانتخابية من الباب الواسع طالما انه حصر حق المغتربين في انتخاب 6 نواب يمثلونهم في البرلمان من دون وجود أي ضامن لتحقيق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين أسوة بما هو قائم في البرلمان.

 

للمرة الأولى منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979 توقف رحلات «العال» الإسرائيلية إلى القاهرة

القاهرة ـ «الراي/كشفت مصادر أمنية في مطار القاهرة، عن أن «شركة الطيران الاسرائيلية» (العال) جمَّدت رحلاتها نهائيًّا الى مطار القاهرة، بعدما كانت تسيِّرها في شكل متقطع بعد ثورة 25 يناير. وشهدت طائراتها نسبة امتلاء منخفضة للغاية لم تتجاوز الـ 30 في المئة بسبب تدني حركة السياحة الإسرائيلية جوًّا عبر مطار القاهرة منذ يناير.

في المقابل، ذكرت المصادر أن شركة طيران «إير سيناء»، التي تعمل من القاهرة إلى تل أبيب وبالعكس، هي التي تقوم الآن بتسيير رحلاتها بين البلدين، لكنها تعاني هي الأخرى من انخفاض الحركة الجوية على طائراتها. وفي القدس (ا ف ب) اعلنت «العال» انها لم تعد قادرة على مواصلة خدماتها في القاهرة للمرة الاولى منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر واسرائيل عام 1979.

ونشرت صحيفة «معاريف» مقتطفات من رسالة وجهها الرئيس التنفيذي لشركة «العال» اليعازر شكيدي الى وزارة الخارجية قال فيها «الخدمة في القاهرة (...) تتطلب كمية مهمة من الموارد العملية والامن وتكاليف بمئات الاف الدولارات كل عام». واضاف: «في ظل غياب المبررات التجارية ونظرا للتكاليف الكبيرة المرتبطة بتشغيل هذا الخط، فان العال لا تستطيع مواصلة تحمل الانفاق الشديد وتعتزم وقف الخط الى القاهرة فورا». من جهتها، اكدت وزارة الخارجية الاسرائيلية انها تلقت رسالة من المدير التنفيذي لشركة «العال»، لكن دون الافصاح عن محتواها.

ونقلت «معاريف» عن ديبلوماسي اسرائيلي اشترط عدم كشف اسمه قلقه من انه في حال ايقاف «العال» طائراتها الى القاهرة سيكون من غير الممكن استعادة الخدمة و «لن يكون بالامكان استعادة اي عنصر من عناصر التطبيع بين البلدين يتم ايقافه».

 

 نتنياهو: قلقون من شكل الدولة المستقبلي في سورية و إيران «على بعد 7 أشهر من قدرة تصنيع قنبلة نووية»

 القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة/الراي

واشنطن - ا ف ب - وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يحدث في سورية بأنه «مأساة وحشية»، وجدد من ناحية أخرى هجومه على البرنامج النووي الايراني، معتبرا ان مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية يقودهم «تعصب لا يصدق». من ناحية اخرى، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي، من أن ايران ستكون على شفا امتلاك قدرة تصنيع أسلحة نووية فيما بين ستة وسبعة شهور بما يعزز مطالبته للرئيس باراك أوباما بوضع «خط أحمر واضح» لطهران فيما قد يعمق من أسوأ خلاف اسرائيلي - أميركي منذ عقود. وقال نتنياهو في مقابلتين تلفزيونيتين أميركيتين انه في منتصف عام 2013 ستكون ايران قطعت 90 في المئة من الطريق صوب امتلاك يورانيوم مخصب بدرجة كافية لتصنيع قنبلة. وحضّ الولايات المتحدة على وضع حدود لطهران بحيث لا تتعداها والا تواجه اجراء عسكريا وهو خيار يرفضه أوباما. وتابع في مقابلة مع برنامج «واجه الصحافة» الذي تبثه قناة «ان بي سي»: «يجب وضع خط أحمر أمامها (ايران) الان قبل فوات الاوان»، مضيفا: «مثل هذه الخطوة الاميركية يمكن أن تقلل من الحاجة الى مهاجمة المواقع النووية الايرانية». وقال نتانياهو: «اعتقد ان ايران مختلفة جدا. تعصبهم يتقدم على بقائهم. لديهم انتحاريون في كل انحاء البلاد ولا استطيع ان اعول على عقلانيتهم». ورأى انه لا يمكن احتواء ايران بالطريقة نفسها التي تم احتواء الاتحاد السوفياتي بها خلال الحرب الباردة.

واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي انه «منذ ظهور الاسلحة النووية، هناك دول امتلكت هذه الاسلحة وتقوم دائما بحسابات حذرة لكلفتها وفوائدها. لكن ايران تقودها حكومة تتصف بتعصب لا يصدق».

وربط نتنياهو بين التظاهرات العنيفة التي عمت العالم الاسلامي احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام والقيادة المتشددة في ايران. وقال «انه التعصب نفسه الذي يحرق سفاراتكم اليوم. هل تريدون ان يمتلك هؤلاء المتعصبون اسلحة نووية؟». وتابع نتنياهو: «بدأت في التحدث عن التهديد الإيراني منذ 16 عاما مضت. وإذا لم أكن الصوت الوحيد آنذاك، فإنني كنت واحد ضمن قليلين، ثم انضم آخرون. ثم بدأت أتحدث عن الحاجة لفرض عقوبات اقتصادية على إيران. ولم أكن الصوت الوحيد، لكني كنت ضمن قليلين. والآن، أتحدث عن خطوط حمر لإيران. وحتى الآن، أنا واحد من قليلين. وآمل أن ينضم آخرون».

من ناحية أخرى، وعما إذا كان يرى أن على الغرب تسليح المعارضة السورية، قال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست»: «لست متأكدا مما إذا كان من المفيد لي كرئيس وزراء لإسرائيل أن أجيب على هذا السؤال، لأني لست متأكدا مما إذا كان هذا السلاح سيفيد فعلا من تريد مساعدته. وما يحدث في سورية مأساة وحشية، ويثير مخاوف إسرائيل فيما يتعلق بشكل الدولة التي ستتأسس في سورية على المدى البعيد. وهل سيكون نظام الحكم علمانيا أم معتدلا أم إسلاميا متشددا أخر معادي لإسرائيل».

وأضاف: «وهل ستظل لإيران هيمنة على سورية كما هو الحال الآن حيث يقوم حزب الله، بالنيابة عنها بالمساعدة في قتل المدنيين السوريين كل يوم». وتساءل «إن الأمر الذي لا يقل أهمية يتمثل فيما سيحدث في الحلقة الواصلة بين سورية الحالية وسورية الجديدة وبخاصة ماذا سيحدث للخمسين موقعا للأسلحة الكيماوية الموجودة في سورية التي قد تسقط في أيدي حزب الله أو غيره من المنظمات الإرهابية». وكشف عدم وجود اتصالات مباشرة مع تركيا في شأن سورية.

ولفت نتنياهو الى تهديدات قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي الجعفري الذي قال ان رد بلاده على اي عدوان اسرائيلي سيكون واضحا وصاعقا، واوضح «ان تصريحات الجعفري خطيرة للغاية وتنم عن تصميم قاتل». الى ذلك كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لم يجر أي اتصال مباشر بينه وبين الرئيس المصري محمد مرسي منذ تولي الأخير منصبه قبل أشهر.

وعن تقويمه للأشهر الأولى من حكم مرسي، قال «إنه (مرسي) لم يرغب حتى في النطق بكلمة إسرائيل علنا. وأعتقد أن على مصر اتخاذ قرار في شأن عمق التزامها بمعاهدة السلام، فقد أعلنا التزامنا الشديد بها، وآمل أن يكونوا هم كذلك».

 

 في استعراض غير مسبوق للقوة وتحسّباً لضربة إسرائيلية وقائية ضد منشآت إيران النووية»

«صنداي تليغراف»: بوارج وحاملات طائرات وغواصات وكاسحات ألغام من 25 دولة تتقاطر على مضيق هرمز

 لندن - وكالات - افادت صحيفة «صنداي تليغراف» امس، أن اسطولاً من السفن الحربية البريطانية والاميركية يحتشد في مياه الخليج، جراء الاعتقاد بأن اسرائيل تدرس توجيه ضربة وقائية ضد منشآت ايران السرية للأسلحة النووية. وتابعت الصحيفة ان بوارج وحاملات طائرات وغواصات وكاسحات ألغام من 25 دولة تتقاطر الآن على مضيق هرمز الاستراتيجي في استعراض غير مسبوق للقوة، مع تحرك اسرائيل وايران أكثر نحو حافة الحرب. واضافت أن القادة الغربيين مقتنعون بأن ايران سترد على أي هجوم من خلال محاولة اغلاق أو زرع ألغام في مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 18 مليون برميل من النفط يومياً، أي ما يعادل 35 في المئة من امدادات النفط للعالم. واشارت الصحيفة إلى أن سفناً حربية من أكثر من 25 بلداً، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات، بدأت مناورة سنوية هي الأضخم من نوعها في المنطقة وستستمر 12 يوماً استعداداً لأي اجراء وقائي أو انتقامي من ايران، وسيتم خلالها التدرب على تكتيكات طرق اختراق الحصار الايراني لمضيق هرمز وتطهيره من الألغام. وكتبت ان القوة متعددة الجنسية في الخليج تضم ثلاث حاملات طائرات اميركية على متن كل واحدة منها طائرات تفوق ما يملكه سلاح الجو الايراني بأكمله من الطائرات، وتتولى حمايتها 12 بارجة، ومنظومات صواريخ بالستية، وفرقاطات، ومدمرات وسفن هجومية تحمل آلاف الجنود من مشاة البحرية والقوات الخاصة الاميركية.

واضافت الصحيفة أن القوة البحرية البريطانية تتكون من أربع كاسحات ألغام، وسفينة لوجستية، وسفن حربية، فيما ستنفذ المدمرة «دياموند»، البالغة قيمتها مليار جنيه استرليني والتي تُعد أقوى سفينة لدى البحرية الملكية البريطانية، مهمات في المنطقة. ونقلت «صنداي تليغراف» عن مصادر دفاعية «أن ايران وعلى رغم أن قدرتها قد لا تكون متطورة من الناحية التكنولوجية، لكنها يمكن أن توجه سلسلة من الضربات المميتة ضد السفن البريطانية والاميركية باستخدام غواصات صغيرة وزوارق هجومية سريعة والألغام والصواريخ المضادة للسفن».

وذكرت الصحيفة أن ايران ستجري هي الأخرى مناورات عسكرية وصفت بأنها الأضخم في تاريخ الجمهورية الاسلامية، لاظهار استعدادها للدفاع عن منشآتها النووية ضد التهديد باستهدافها بغارات جوية، فيما ستقوم مجموعة الرد السريع البريطانية، التي تضم حاملة الطائرات «إلاسترياس» المجهزة بمروحيات من طراز «أباتشي»، وحاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» باجراء مناورات في شرق البحر الأبيض المتوسط، وسيتم تحويلها بسهولة إلى منطقة الخليج عبر قناة السويس في غضون أسبوع من صدور الأوامر إذا ما دعت الحاجة. وكتبت «صنداي تليغراف» إن لندن وواشنطن تأملان من وراء استعراض القوة أن يُظهر لايران أن الغرب ومنظمة حلف شمال الأطلسي، لن يسمحا لها بتطوير ترسانة نووية أو اغلاق مضيق هرمز. ونسبت إلى وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند قوله «نحن عازمون على العمل كجزء من جهود المجتمع الدولي لضمان حرية المرور في المياه لدولية في مضيق هرمز».كما نقلت الصحيفة عن مصدر دفاعي «إذا وصل الأمر إلى الحرب فستكون هناك مجزرة وخسائر ضخمة بالنسبة للايرانيين، لكنهم سيكونون قادرين على توجيه ضربات شديدة ضد الولايات المتحدة وبريطانيا».

 

«15 خورداد» الإيرانية ترفع جائزة قتل سلمان رشدي إلى 3.3 مليون دولار

 طهران - ا ف ب - رفعت المؤسسة الدينية الايرانية «15 خورداد» قيمة الجائزة المالية لقتل الكاتب البريطاني سلمان رشدي الى 3.3 مليون دولار بعد الاحداث التي اطلقها الفيلم المسيء للاسلام.

وكانت المؤسسة وضعت جائزة لقتل رشدي الذي اصدر قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله الخميني في فبراير 1989 فتوى اهدرت دمه، داعية جميع المسلمين الى قتل الكاتب بسبب كتابه «آيات شيطانية» الذي يعتبر رواية تجديفية.

 

"استعراض قوة" في مواجهة إيران: أسطول حربي بريطاني وأميركي في الخليج

لندن - يو بي اي: كشفت مصادر غربية, أمس, أن أسطولاً من السفن الحربية البريطانية والأميركية يحتشد في مياه الخليج, وسط مخاوف من شن اسرائيل هجوماً لتدمير المنشآت النووية الايرانية.

وذكرت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية, الصادرة أمس, أن بوارج وحاملات طائرات وغواصات وكاسحات ألغام من 25 دولة تتقاطر الآن على مضيق هرمز الستراتيجي في استعراض غير مسبوق للقوة, مع تحرك اسرائيل وايران أكثر نحو حافة الحرب. واضافت أن القادة الغربيين مقتنعون بأن ايران سترد على أي هجوم من خلال محاولة اغلاق أو زرع ألغام في مضيق هرمز, الذي يمر عبره نحو 18 مليون برميل من النفط يومياً, أي ما يعادل 35 في المئة من امدادات النفط للعالم. وأشارت إلى أن سفناً حربية من أكثر من 25 بلداً, بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات, بدأت مناورة سنوية هي الأضخم من نوعها في المنطقة وستستمر 12 يوماً استعداداً لأي اجراء وقائي أو انتقامي من ايران, وسيتم خلالها التدرب على تكتيكات طرق اختراق الحصار الايراني لمضيق هرمز وتطهيره من الألغام. واضافت إن القوة المتعددة الجنسيات في الخليج تضم ثلاث حاملات طائرات اميركية على متن كل واحدة منها طائرات تفوق ما يملكه سلاح الجو الايراني بأكمله من الطائرات, وتتولى حمايتها 12 بارجة, ومنظومات صواريخ بالستية, وفرقاطات, ومدمرات, وسفن هجومية تحمل آلاف الجنود من مشاة البحرية والقوات الخاصة الاميركية.

وأوضحت أن القوة البحرية البريطانية تتكون من أربع كاسحات ألغام, وسفينة لوجستية, وسفن حربية, فيما ستنفذ المدمرة "دياموند", البالغة قيمتها مليار جنيه استرليني والتي تُعد أقوى سفينة لدى البحرية الملكية البريطانية, مهمات في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مصادر دفاعية قولها "إن ايران وعلى الرغم من أن قدرتها قد لا تكون متطورة من الناحية التكنولوجية, لكنها يمكن أن توجه سلسلة من الضربات المميتة ضد السفن البريطانية والاميركية باستخدام غواصات صغيرة وزواق هجومية سريعة والألغام والصواريخ المضادة للسفن". وذكرت الصحيفة أن ايران ستجري هي الأخرى مناورات عسكرية وصفت بأنها الأضخم في تاريخ الجمهورية الاسلامية, لاظهار استعدادها للدفاع عن منشآتها النووية ضد التهديد باستهدافها بغارات جوية, فيما ستقوم مجموعة الرد السريع البريطانية, التي تضم حاملة الطائرات "إلاسترياس" المجهزة بمروحيات من طراز "أباتشي", وحاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" بإجراء مناورات في شرق البحر الأبيض المتوسط, وسيتم تحويلها بسهولة إلى منطقة الخليج عبر قناة السويس في غضون أسبوع من صدور الأوامر إذا ما دعت الحاجة. وقال مصدر دفاعي: "إذا وصل الأمر إلى الحرب فستكون هناك مجزرة وخسائر ضخمة بالنسبة للايرانيين, لكنهم سيكونون قادرين على توجيه ضربات شديدة ضد الولايات المتحدة وبريطانيا".

  

إيران تقر لأول مرة بإرسال عناصر من «فيلق القدس» إلى سورية وتهدد بالتدخل عسكرياً

طهران، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز

كشف القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري أن عناصر من «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري موجودون في سورية ولبنان لكن فقط كـ «مستشارين»، لكنه حذر من أن إيران قد تتدخل عسكرياً في حالة تعرض سورية لهجوم. وهذه هي المرة الأولى التي يقر فيها قائد الحرس الثوري الإيراني بوجود عناصر من «فيلق القدس»، قوة النخبة في الحرس الثوري، في سورية ولبنان.

وقال الجنرال الجعفري في مؤتمر صحافي في طهران أمس «إن عدداً من عناصر فيلق القدس موجودون في سورية ولبنان. غير أن ذلك لا يعني القول أن لنا وجوداً عسكرياً هناك. إننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح وآراء ونفيدهم من تجربتنا». ولم يوضح فحوى هذه «النصائح والآراء». وأضاف قائد الحرس الثوري «نحن فخورون ... بالدفاع عن سورية التي تشكل عنصراً مقاوماً» ضد إسرائيل «عبر تزويدها بخبرتنا بينما لا تخجل دول أخرى من دعم مجموعات إرهابية» التسمية الرسمية الإيرانية للمعارضة السورية. ولم يشر الجعفري إلى عدد الأعضاء الموجودين في سورية، لكنه قال «الحرس الثوري يقدم المساعدة الفكرية وحتى المساعدة المالية لكن ليس هناك وجود عسكري». وحذر من إن إيران ستغير سياستها وتقدم الدعم العسكري للأسد في حالة تعرض سورية لهجوم. وأردف قائلاً «أقول على وجه الخصوص إنه في حالة تعرض سورية لهجوم عسكري فإن إيران ستقدم أيضاً الدعم العسكري لكن هذا... يتوقف تماماً على الملابسات». و»فيلق القدس» وحدة عسكرية نخبوية عالية المستوي تتولى العمليات الخارجية الاستخباراتية والعملياتية السرية، للحرس الثوري الإيراني في مناطق حيوية بالنسبة لإيران. وبحسب محللين فإن هذه القوة التي تضم آلاف العناصر تنشط بشكل خاص في دول الشرق الأوسط، ومنها ضمنها العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان.

وتتهم دول غربية وعربية عدة طهران، منذ بداية الأزمة في سورية بتقديم مساعدة عسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد، الحليف الأبرز لإيران في المنطقة. وكان القادة الإيرانيون نفوا باستمرار أي وجود عسكري في سورية، مؤكدين انهم يقدمون مساعدة «معنوية وإنسانية» لنظام دمشق.

وألقي الضوء على إرسال إيران عناصر من الحرس الثوري إلى سورية بعد تكرار عمليات اختطاف عشرات إيرانيين في دمشق وحمص على يد معارضين سوريين. ففيما أعلنت طهران خلال عمليات الاختطاف الأولى انهم «حجاج دينيون» في سورية، عادت لاحقاً لتعترف أن بعضهم «عناصر متقاعدة» من الحرس الثوري الإيراني، إلا أن معارضين سوريين قالوا إن المختطفين الإيرانيين عناصر نشطة في الحرس الثوري تعمل إلى جانب النظام لإنهاء الحركة الاحتجاجية في البلاد.

وكان مسؤولون حاليون وسابقون في الحرس الثوري قالوا قبل أسابيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إن إيران أرسلت عناصر من الحرس الثوري والمئات من جنود المشاة إلى سورية لدعم نظام الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة. وأضافت الصحيفة نقلاً عن هؤلاء المسؤولين أن إرسال قوات من الحرس الثوري وقوة المشاة يأتي على رأس خطوات أخرى اتخذتها إيران في شكل نشيط لدعم النظام السوري بما في ذلك إرسال أموال وأسلحة.

ونقلت الصحيفة عن القائد في لواء «صاحب الأمر» بالحرس الثوري الإيراني العميد سالار ابنوش قوله لمجموعة من المتدربين في الجيش الإيراني منتصف الشهر الماضي: «نحن مشاركون في القتال بكل أبعاده، العسكرية والثقافية». ونقلت «وكالة الأنباء الطالبية» الإيرانية تصريحات أبنوش.

وبحسب ما ذكرت «وول ستريت جورنال» آنذاك فإن طهران تحركت لمساعدة سورية مالياً وعسكرياً من خلال شركات إيرانية تتبع للحرس الثوري تنشط في العراق من بينها شركات إعمار وخدمة حجاج.

وبحسب مصادر مطلعة آخرى فقد عين المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الأخيرة في كل شؤون الدولة، قاسم سليماني، قائد قوات القدس، ليكون بمثابة «رأس الحربة» مع الرئيس السوري لمواجهة الحركة الاحتجاجية وذلك وفقاً لعضو في الحرس الثوري في طهران على معرفة بعمليات نشر قوات إيرانية في سورية.

وأفادت المصادر بأن «سليماني أقنع السيد خامنئي أن إيران حدودها تمتد إلى ما بعد الحدود الجغرافية، وأن النضال من أجل سورية هو جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الهلال الشيعي»، وذلك في إشارة إلى شيعة إيران والعراق ولبنان وسورية.

وفي أوضح تعبير عن تحول إيران للتدخل عسكرياً إلى جانب النظام السوري لحمايته، نقلت صحف إيرانية الشهر الماضي عن وزير الدفاع أحمد وحيدي قوله إن إيران سترسل مساعدة عسكرية إلى سورية إذا احتاجت على أساس اتفاق الدفاع المشترك بين البلدين. وقال وحيدي كما نقلت عنه صحف طهران «سورية لم تطلب حتى الآن مساعدة... وهى تدير هذا الوضع في شكل جيد للغاية من تلقاء نفسها... لكن إذا كانت الحكومة لا يمكنها حل الأزمة من تلقاء نفسها... سنقوم باستخدام اتفاقية الدفاع المشترك».

ولإيران تاريخ طويل في تدريب عناصر الأجهزة الأمنية السورية، بخاصة في مجالات أمن الإنترنت، والتجسس على المعارضين.

وقالت شخصيات في الحرس الثوري إن إيران ترسل حالياً المئات من عناصر الحرس الثوري وقوات الباسيج يرتدون ملابس مدنية إلى سورية. وكثير من هذه القوات الإيرانية من وحدات الحرس الثوري من خارج طهران، بخاصة من أذربيجان الإيرانية ومناطق كردستان حيث لدى قوات الحرس هناك خبرة في التعامل مع الحركات الانفصالية العرقية. ومهمات هؤلاء، وهم يحلون محل جنود من ذوي الرتب المتدنية انشقوا عن القوات النظامية السورية، مهماتهم أدوار غير قتالية مثل حراسة مخابئ الأسلحة والمساعدة على تشغيل القواعد العسكرية.

وأفاد أشخاص مطلعون على الحرس الثوري الإيراني بأن خطوة طهران إرسال عناصر على الأرض لدعم النظام السوري بدأت بعدما بدأت المعارضة السورية تحقق تقدماً ملحوظاً على الأرض في دمشق وحلب، وبعد انفجار في مقر الأمن القومي في تموز (يوليو) الماضي أدى إلى مقتل أربعة من أعضاء الدائرة الداخلية المحيطة بالرئيس السوري في ضربة كبيرة للنظام.

ومع تزايد الانشقاقات في الجيش والدوائر الديبلوماسية والسياسية وقدرة المعارضة المسلحة على توجيه ضربات كبيرة للنظام، بالإضافة إلى سيطرة مجموعات كردية على مناطق شمال البلاد، بات النظام السوري يعتمد في شكل كبير على حلفائه الأساسيين من أجل البقاء وعلى رأسهم طهران التي استثمرت أكثر من 30 عاماً في تعزيز علاقاتها مع دمشق

وقال محسن سازكارا، وهو من مؤسسي الحرس الثوري ومعارض حالي للنظام الإيراني يعيش في المنفي في أميركا لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «ستفقد إيران أحد أذرعها إذا سقط نظام الأسد. وهى تسخر كل إمكانياتها لمنع حدوث هذا».

 

إسرائيل: «حزب الله» لا يزال يسعى لقتل ضباط من الجيش

القدس - «الراي/قال رئيس شعبة العمليات العسكرية في الجيش الإسرائيلي شموئيل كليمي، ان «حزب الله» لا يزال يسعى لقتل ضباط من الجيش وممثلين اسرائيليين في الخارج انتقاما لمقتل رئيس الجناح العسكري للمنظمة عماد مغنية قبل نحو خمس سنوات. وأكد ان «فترة الاعياد العبرية تعـــتبر فترة حساسة من هذه الناحية، لذلك يبقي الجيش يده على الزناد».

   

50 عميلاً استخبارياً غربياً كبيراً على الحدود التركية مع سورية

 أنقرة - يو بي آي - قال ضابط سابق في الاستخبارات الأميركية إن قرابة 50 عميلاً استخبارياً كبيراً بينهم أميركيون وفرنسيون وألمان وبريطانيون موجودون على حدود تركيا مع سورية.

واوضح الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه) لصحيفة «حريت» التركية في مقابلة نشرت امس، إن ما يقارب الخمسين عميلاً استخبارياً برتب عالية، من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وربّما اليونان، يتواجدون حالياً على الحدود التركية مع سورية. وأشار إلى أن عدداً وافراً من الجواسيس يعملون تحت جناح العملاء الاستخباريين الكبار، و«كثيراً» من المخبرين يعملون أيضاً تحت جناحهم. وقال غيرالدي إنه يظن أن هناك 15 إلى 20 عميلاً لوكالة الاستخبارات الأميركية رفيع المستوى، يعملون في تركيا على ملف النزاع السوري وحده.

وأضاف: «لا بد أن هناك عملاء شبه عسكريين، قد يكونون متمركزين في القنصلية بأضنة أو قاعدة إنجرليك الجوية، لكن يمكن أن يعملوا على الأرض أيضاً». ولفت إلى أن العملاء لن يعبروا إلى سورية، بل سيوجّهون عمليات استخبارية مباشرة من داخل تركيا بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الوطنية التركية. وقال إن «سي أي ايه ربما لديها فقط 10 عملاء يتكلمون العربية بطلاقة، وربما 5 يتكلمون التركية بطلاقة. ولهذا فهم بحاجة للاعتماد على عناصر وكالة الاستخبارات التركية عند التعامل مع المتمردين السوريين». وأشار غيرالدي إلى أن وكالتي الاستخبارات الأميركية والتركية تعملان «عن كثب جداً» بشأن القضية السورية، مضيفاً أن واشنطن زوّدت أنقرة بصور، بينها التقط عبر الأقمار الصناعية، ومعلومات تقنية حساسة لا تتشاركها عادة مع أحد. وذكر أن ضابط اسخبارات تركياً يرافق «دائماً» عملاء «سي أي ايه» في معاملتهم مع مسؤولين من «الجيش السوري الحر». وقال إن الاستخبارات التركية تنسق كل أنشطتها في جمع المعلومات الاستخبارية المرتبطة بسورية، مع وكالات الاستخبارات الألمانية والفرنسية والبريطانية. وأضاف: «لو لم تكن تركيا في المشهد، فإن العمليات (الاستخبارية) كانت ستسيطر عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية».

 

ينوي طرد ما تبقى من السنة في جيشه لصالح تشكيل قوة علوية نقية/الأسد ينتقل إلى الخطة "باء" للبقاء: إعلان الحرب الطائفية

مخطط دمشق - طهران - بغداد: توطين شيعة في سورية لحماية قطاعات الدولة أو إقامة دويلة

بغداد - باسل محمد:السياسة/ كشف مصدر رفيع في "الحزب الاسلامي" العراقي الحليف لجماعة "الإخوان المسلمين" في سورية ل¯"السياسة" ان الرئيس بشار الأسد شرع في تشكيل قوة عسكرية ضاربة "نقية" تقتصر على الطائفة العلوية لمواجهة الثورة ضد نظامه. وقال المصدر أن الأسد بدأ تغيير الأوضاع في قطاعين عسكريين هما: القوة الجوية ومنظومة الصواريخ اللتان أصبحتا خاليتين تماماً من أي عسكري ينتمي إلى الطائفة السنية, كما يعتزم قبل نهاية العام الحالي تحويل كل قطاعات الجيش والقوات الامنية على مستوى القيادة وبقية الرتب الى قوة عسكرية علوية ضاربة, بعدما كان أكثر من 85 في المئة من قادة القوات المسلحة من العلويين وأكثر من تسعين في المئة من هذه القوات من الرتب الأصغر وبقية العناصر من السنة. ويسعى الأسد, بحسب المصدر, إلى تحويل الجيش السوري جيشاً علوي قيادة ورتباً بنسبة تفوق 90 في المئة, أما النسبة المتبقية فتشمل أقليات وبعض السنة المقربين له والذي يطلق عليهم بأنهم علويون أكثر من العلويين أنفسهم. واضاف المصدر العراقي ان التقارير الواردة من داخل النظام السوري تفيد ان الاسد يستعد لمواجهة تطورين:

- الأول: يتعلق بتحول السنة الموجودين داخل النظام إلى خطر أمني مدمر من خلال انضمامهم إلى "الجيش الحر", الأمر الذي قد يشكل اختراقاً لقلب النظام ويسمح بتنفيذ عمليات نوعية ضد كبار قياداته, نتيجة استمرار مهاجمة المدن ذات الغالبية السنية.

- الثاني: يتمثل في الخشية من انشقاقات على مستوى واسع في الجيش النظامي تسمح بانضمام معسكرات بالكامل, بما فيها من أسلحة وآلاف الضباط والجنود الى صفوف الثورة, ويعني ذلك من الناحية الستراتيجية ان القوات المسلحة دخلت في حرب مع نفسها.

وحسب المصدر, فإن نظام الاسد مقبل على تنفيذ عملية واسعة لتسريح السنة من القوات المسلحة لعدم الوثوق بهم في المعركة التي يخوضها ضد الثورة, وللتخلص من اعباء مالية كبيرة بسبب بقائهم داخل النظام, خاصة في ظل وجود آلاف السنة في معسكرات الجيش, وهؤلاء لم يشاركوا على الارض في قمع الثورة لاعتبارات سياسية وأمنية تعود لحسابات النظام, كما أن البعض منهم ممن شارك في جبهات القتال ضد "الجيش الحر" انشق وانضم الى كتائب المعارضة, ولذلك فإن الأسد غير مستعد ان يرسلهم من جديد الى جبهات القتال وغير مستعد أيضاً لأن يستمر في دفع رواتب لهم.

وحذر المصدر من أن تسريح السنة من الجيش النظامي يعد أمراً خطيراً لأنه يؤشر على تبلور ستراتيجية جديدة للأسد تقضي بالانتقال من عملية احتواء السنة الموالين أو المحسوبين عليه الى عملية إقصائهم عن النظام, وبالتالي فإنه يعلن بشكل واضح تحول الصراع إلى طائفي بامتياز.

وذكر المصدر بتجربة الصحوات السنية في العراق التي قاتلت تنظيم "القاعدة" وهزمته, ثم رفضت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي دمجهم في القوات الامنية أو تعيينهم في مؤسسات الدولة الاخرى, من دون الاكتراث إلى احتمال عودتهم ل¯"القاعدة", لأن الستراتيجية المتبعة هي ضمان حكم طائفي نقي للقوات المسلحة العراقية والتوجه الى إخضاع السنة بالقوة, كما يفكر الاسد في في سورية حالياً.

وبحسب المصدر, فإن نظام الأسد كان يفكر حتى يوليو الماضي أن فكرة كسب السنة الموجودين في القوات المسلحة أمر جيد ولصالح بقائه في السلطة, في ظل الدور الايدلوجي ل¯"حزب البعث" الذي كان ينظر ويروج لأن ما يجري في سورية هو "مؤامرة على محور المقاومة" في المنطقة, ولكن يبدو ان هذا الدور الايدلوجي انحسر وتراجعت صدقيته, ولذلك فإن الاسد انتقل الى خيار التخندق الطائفي بالكامل, على اعتبار أنه أفضل الخيارات لبقائه في الحكم, استناداً إلى بعض المعلومات الاستخباراتية من مصادر في الحلقة الضيقة للنظام.

وفي مقابل تسريح السنة من الجيش والقوات المسلحة, يخطط الأسد لتجنيد شيعة من اليمن ولبنان والعراق وبعض دول مجلس التعاون الخليجي, في إطار مخطط لتشكيل قوات مسلحة من لون طائفي واحد (الشيعة والعلويين). وأكد المصدر, وثيق الصلة بقيادة "الجيش الحر", أن النظام الايراني بشكل أساسي والحكومة العراقية برئاسة المالكي بدرجة أقل, لعبا دوراً حيوياً في تحذير الأسد من السنة الموجودين في جيشه, وأبلغاه رسالة فحواها أن "انشقاق السنة وهم بعيدون عن النظام أقل ضرراً من انشقاقهم أثناء وجودهم داخل النظام". ونقلت طهران وبغداد أيضاً إلى الأسد معلومات مفادها أن الدول العربية والاقليمية الداعمة للثورة تخطط بالتنسيق مع المعارضة السورية لبدء ثورة مكملة تؤدي الى تمرد قطاعات الدولة السورية المدنية على النظام, وفي مقدمها قطاعات الصحة والتجارة والمصارف والصناعة والزراعة, ما يحرم الاسد من الدعم اللوجستي الداخلي لقواته. ووفقاً لتقديرات القيادتين العراقية والايرانية, فإن النقمة على الأسد تتزايد وتتسع في مفاصل الدولة السورية, وربما تتحول عصياناً مدنياً في وقت قريب, كما جرى في مدينة حلب. المصدر العراقي نفسه أكد أن خطة طهران - بغداد - نظام دمشق تقضي بأن يركز الاسد على اعادة تشكيل قوات مسلحة علوية لضمان بقاء نظامه في السلطة وسحق الثورة في الفترة المقبلة, على ان يتولى العراق وإيران إرسال آلاف المجندين المدنيين إلى سورية لملء اي فراغ في بعض قطاعات الدولة السورية وتوفير الاموال لذلك. واعتبر المصدر من بين اهم مؤشرات هذا التوجه ان المعارضة السورية رصدت عمليات منظمة لتهجير الحوثيين في اليمن إلى سورية, كما ظهرت شركات لتوظيف عراقيين في جنوب العراق باتجاه سورية, ما يؤكد ان الاسد يخطط لتوطين شيعة, إما لاستعادة سيطرته الكاملة على سورية وفرض حكمه من جديد على الغالبية السنية بالقوة وإما بهدف إقامة دولة علوية تمدد من العاصمة دمشق مروراً بطرطوس وبانياس حتى اللاذقية على ساحل البحر المتوسط.

 

الغوغائية تذكّر الأميركيين بكابوس اقتحام سفارتهم في طهران

وسام سعادة/المستقبل

تأتي الهوجة، على خلفية الفيلم الاستفزازي المسيء لنبي الاسلام والمسلمين، لتعكس بعضاً مما يواجهه الربيع العربي في الوقت الحالي، وتحديداً في نطاق التفاوت الكبير ضمن هذا الربيع، بين المسار الحيوي للتحرر من الاشكال النافرة للطغيان والاستبداد (عبودية الحاكم، الحزب الواحد، اللاحزبية، سطوة الاجهزة الامنية)، وبين المسار المتواضع لبزوغ افق الحرية (انطلاقاً من التبني الكامل وغير الملتبس بأي خصوصية ثقافوية لمفهوم حقوق الانسان بكافة مندرجاته، والاقرار بالتعددية على كافة مستوياتها).

والربيع العربي يواجه في هذا المجال تحديات أربعة على الأقل، على ما تظهره المرحلة الأخيرة.

فمن جهة، ثمة تلك الاسلاموفوبيا المتطرفة، الاستفزازية، الغبية والخبيثة في آن، كما سوّقت لنفسها في هذا الفيلم - الاعتداء على مشاعر مئات الملايين من المسلمين عبر العالم. الغباء يتصل بالمسافة الضوئية الفاصلة بين التراكم المعرفي والفكري الواسع الذي حققه الغربيون حول التراث الاسلامي، والذي أثّر على مسار الامور داخل العالم الاسلامي بشكل او بآخر، وبين الضحالة الذهنية للاسلاموفوبيا والطابع الهزلي للرموز والاشارات التي ترسلها على سبيل استفزاز مشاعر المسلمين الدينية والثقافية و"العرقية" أيضاً، لان المسلمين في خطاب الاسلاموفوبيا يجري تصوريهم كـ"عرق" معين من البشر، وليس على ما هو عليه واقع الامر، كتعددية لا حصر لها من الاقاليم الحضارية والمناخية. أما الخبث، فمرده ان الاسلاموفوبيا تسوق لنفسها تحت شعار ان قبول ما تروجه هو امتحان لدرجة تسامح المسلمين. وهذه لعبة خطيرة: الانزلاق من تسطير مظاهر العنف في "الاسلام" الى تصويره على انه "دين العنف" ثم الايحاء بانه كذلك لانه اما ليس بدين بالمطلق واما لانه دين من صنع الشرير. من هنا، فان الغضب الاسلامي العارم بوجه الفيلم الاستفزازي له بالفعل "نواة عقلانية": انه غضب كاشف للاسلاموفوبيا على حقيقتها.

ومن جهة ثانية، ثمة هذا المزيج الغريب العجيب بين الايديولوجيا الاسلاموية المذهبية الثورية الايرانية وبين انواع مصنعة محلياً من الاسلاموفوبيا الاقلوية او العلمانوية العربية بحجة ان الربيع العربي هو ربيع للسلفية التكفيرية ينبغي مقاومته، الا اذا كان من الممكن الحاقه تبعياً بولاية الفقيه. في المسألة السورية، تتشابك الاسلاموية الثورية في صيغتها "الباسدرانية" مع الاسلاموفوبيا "البعثية - الحلف اقلوية الذمية". ومن جهة ثالثة، هناك الانفعالية الغوغائية بوجه الاسلاموفوبيا، على قاعدة الارتداد الى الاشكال الاكثر بدائية ومرضية لمعاداة الغرب، ومعاداة اميركا، ومعاداة المسيحية، ومعاداة السامية، ومناصبة العداء للتشيع والمذاهب الاخرى التي تنتمي على طريقتها الى التراث الاسلامي التعددي.

وتدخل ضمن هذه الغوغائية تلك التصريحات الاستفزازية الاخيرة ضد قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، وهذا العجز عن اي مقاربة تاريخية وازنة للامور، حيث تختلط خبط عشواء حروب الاندلس بالحملات الصليبية بالاستعمار الحديث بمحاضرة راتيسبونة فيطالب البابا بالاعتذار عن كل هذا، في مسخ هزلي لتاريخ معقد ومتشعب على ضفتي البحر الابيض المتوسط.

ومن جهة رابعة، هناك خفّة معطوفة على كثير من الرياء، وتتمثل في شكل تعاطي الحركة الاسلامية مع هذه التحديات، خصوصاً في مصر، ما استدعى موقفاً قلقاً للرئيس الاميركي باراك اوباما، حيال مستقبل مصر في ظل حكم الاخوان. فهذه النخب الاسلامية التي اختارت الاحتكام لصناديق الاقتراع والانتخابات العامة لم تختر في الوقت نفسه الحريات العامة والخاصة، انما تفاصل على بعض هذه الحريات وتسعى لتقزيم او تقنين او ضرب بعضها الاخر. وهذا يعني انها ما زالت بعيدة عن الديموقراطية. كما انها لا تبدو مستعدة كفاية للانخراط في عقد المجتمع الدولي والعلاقات الديبلوماسية الحديثة، بل تتواطأ نسبياً مع الانفعالية الغوغائية، انما طبعا ليس لتكرار مشهد تشرين الثاني ، يوم اقتحم "الطلبة السائرون على خط الامام" السفارة الاميركية بطهران واعتقلوا من اعتقلوهم لـ يوماً.

الظرف مختلف اليوم. لكن بحكم المؤكد ان شيئاً من ذاك الكابوس مر بخاطرة الرئيس اوباما وفريقه، وكانت نتيجته التعبير عن القلق حيال الوضع السياسي في مصر.

 

تعرّض مع رفيقين له للضرب المبرح لدى الحزب والشرطة العسكرية»/«تايم»: «حزب الله» اعتقل مراسلنا بقوة السلاح

بيروت - «الراي»/أعلنت صحيفة «تايم» ان اشخاصاً تابعين لـ «حزب الله» اعتقلوا قبل اسبوعين، مراسلها الصحافي اللبناني - الفلسطيني رامي عيشا، في مناطق يسيطر عليها الحزب في ضواحي بيروت الجنوبية. وذكرت الصحيفة «ان هؤلاء الاشخاص اوقفوا عيشا، الذي كان مسافراً برفقة رجلين آخرين لتغطية احداث حساسة، تحت تهديد السلاح، وانهالوا عليهم بالضرب المبرح ودمّروا آلة التصوير الخاصة بعيشا». وبحسب محامي عيشا، فانه «تم تسليم الاخير ورفيقيه الى الشرطة العسكرية، التي واصلت ضربهم». وقال: «ان القاضي العسكري استمع الى قضية عيشا لكنه رفض اخلاء سبيله. وفي 12 سبتمبر اقتيد عيشا الى سجن القبة في طرابلس، بعيدا عن زوجته وابنته، حيث يسمح له باجراء اتصالات محدودة مع عائلته فقط». بدوره، قال رمزي شقيق عيشا: «ان رامي يشعر بالرعب، وهو محاط بالمجرمين. اخي لم يفعل شيئاً سوى ممارسة عمله الصحافي. وقد اكد القاضي العسكري نهار (الخميس) الماضي، استحالة اطلاق سراح عيشا حتى اكتمال التحقيق معه». واشارت الصحيفة الى انه لم يتم بعد، تحديد موعد لجلسة المحكمة، وانه بموجب القانون اللبناني فان عيشا قد يبقى في الاعتقال لمدة تصل الى ستة أشهر من دون توجيه اي تهمة له. من ناحيته، قال المدير التنفيذي في «لجنة حماية الصحافيين» جويل سيمون: «نشعر بالانزعاج جدا بسبب سوء المعاملة التي يتعرض لها رامي واستمرار احتجازه»، داعياً الى الافراج عنه فوراً. وختم سيمون: «يجب السماح للصحافيين في لبنان بالعمل بحرية، لاسيما خلال هذا الوقت الحرج الذي تمر فيه البلاد». واوردت «تايم» ما بثّته قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» في تقرير لها من ان عيشا اعتُقل مع ملازم في الجيش اللبناني يدعى وسام عبد الخالق ومع ابن عم الاخير، وان عيشا كان يغطي قضية حساسة.

 

 منصور طالب العربي باجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث موضوع الفيلم المسيء للرسول ولعقيدة أكثر من 1,5 مليار مسلم

وطنية - 16/9/2012 اتصل وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، اليوم، وبصفته رئيسا لمجلس وزراء الخارجية العرب، بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، طالبا منه اجراء الاتصالات اللازمة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في القاهرة، للبحث في موضوع الفيلم المسيء للرسول الكريم "والذي يشكل عدوانا صارخا على النبي الأكرم وعلى عقيدة وايمان ومشاعر وروحانية أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم". وقال منصور "ان هذا العدوان المتمادي منذ سنوات، والذي استفحل أخيرا، على الديانة الاسلامية وعلى نبيها الكريم (ص)، يأخذ منحى خطيرا لا بد من ان يواجه بقرارات حازمة وحاسمة حيال كل من يمس بالأديان ولاسيما الدين الاسلامي والذي يتعرض الى حملة تطاول مركزة ومتعمدة ومبرمجة وبشعة". وأعلن منصور ان العربي سيبدأ اتصالاته خلال الساعات المقبلة بالوزراء العرب لعقد الاجتماع الطارئ في أقرب فرصة، وأنه سيحيطه لاحقا بنتيجة هذه الاتصالات.

 

عزل لبنان عن العرب...هدف ايراني دائم

خيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين

 ما لا تستطيعه حكومة حزب اهله - ميقاتي، التي شكّلت اصلا من اجل اذلال اهل السنّة والمسيحيين، هو اعادة اللحمة بين لبنان والعرب. هذه هي المشكلة التي ستواجه لبنان في السنوات القليلة المقبلة، ما دام السلاح الذي يمتلكه حزب الله بإمرة النظام الايراني. لا يمكن ان تنطلي عملية اطلاق المخطوفين السوريين والمخطوفين التركيين في لبنان على احد، بل على ايّ احد. فجأة اطلق المخطوفون بعد تحقق الهدف المطلوب. الهدف المطلوب عزل لبنان عن محيطه العربي والحاقه بالمحور الايراني- السوري المقبل على الانهيار، اقلّه في شقّه السوري.

ومثل هذا الهدف لا يمكن ان يتحقق الاّ عن طريق افقار لبنان واللبنانيين بكل الوسائل المتاحة. على رأس هذه الوسائل منع العرب من المجيء الى لبنان والاستثمار فيه من جهة وضرب كلّ المؤسسات اللبنانية والقطاع الاقتصادي، بما في ذلك القطاع المصرفي من جهة اخرى. ما نشهده اليوم في لبنان، هو حالة فريدة من نوعها في تاريخ الوطن الصغير. للمرة الاولى منذ قيام الدولة اللبنانية وتشكيل الكيان اللبناني وربّما قبل ذلك، عندما كانت الدولة العثمانية لا تزال قائمة، هناك قرار بمنع العرب من المجيء الى لبنان. يحصل ذلك في ظلّ حكومة شكّلها "حزب الله" ووضع على رأسها شخصية سنّية من طرابلس هي الرئيس نجيب ميقاتي الذي يغطي حاليا عملية ايجاد هوة عميقة بين لبنان والعرب بدل ان يتخذ بالفم الملآن موقفا وطنيا صريحا يسمّي الاشياء باسمائها. تصبّ هذه الهوة في محاولة لافقار الوطن الصغير وتيئيس اللبنانيين وتهجير من بقي منهم متمسّكا بارضه، وذلك في غياب القدرة على السيطرة عليهم وتدجينهم على غرار تدجين "حزب الله" لبعض ابناء الطائفة الشيعية الكريمة.

صار كلّ عربي يخشى على حياته وحريته في لبنان. اليوم هناك الجناح العسكري لآل المقداد الذي على استعداد لخطف اي سعودي او قطري او خليجي او تركي يدوس الاراضي اللبنانية. غدا، بعد استنفاد الغرض من الاعلان عن هذا الجناح، الذي لا علاقة له من قريب او بعيد بعائلة كريمة معروفة ومحترمة تستنكر الاكثرية الساحقة من ابنائها اي تجاوز للقانون، سيظهر جناح آخر من عائلة اخرى. سيستخدم هذا الجناح في عملية جديدة لا هدف منها سوى نشر البؤس والفوضى في لبنان واستخدام الوطن الصغير "ساحة". انه لا يزال "ساحة" بالنسبة الى المحور الايراني- السوري الذي يعتقد ان في الامكان انقاذ النظام في دمشق عن طريق تصدير ازماته الى خارج.

اللعبة مكشوفة. الجديد فيها ان ممارسات النظام السوري لم تعد تجد من يغطيها بما فيه الكفاية كما كانت الحال في الماضي. لم يعد ميشال سماحة يسمح لنفسه باعطاء شهادات في الوطنية لاحد. انكشف الدور الذي يؤديه احد رجال النظام السوري في لبنان. وهو دور مصنوع خصيصا على قياس بعض السياسيين اللبنانيين الذين يمكن ان يكون اسمهم اي اسم آخر...

حتى حكومة "حزب الله" لم تعد قادرة على تغطية ممارسات النظام السوري. عليها الاكتفاء بالاعتراف بانها عاجزة عن اعادة لبنان الى العرب والعرب الى لبنان. تستطيع هذه الحكومة اختلاق تمثيلية تنتهي بتحرير المخطوفين السوريين، وهم عمال مساكين جاؤوا وراء لقمة العيش، والمواطنيين التركييين اللذين جاء احدهما الى لبنان ضيفا على عائلة شيعية محترمة.

ولكن ما لا تستطيعه هذه الحكومة، التي شكّلت اصلا من اجل اذلال اهل السنّة والمسيحيين، هو اعادة اللحمة بين لبنان والعرب. هذه هي المشكلة التي ستواجه لبنان في السنوات القليلة المقبلة، ما دام السلاح الذي يمتلكه "حزب الله" بامرة النظام الايراني. هل نسينا ما يكرره السيد حسن نصرالله الامين العام لـ"حزب الله" عن مفهومه لولاية الفقيه؟ هل يمكن تجاهل ما يصدر عن اداة الادوات، اي النائب المسيحي ميشال عون؟

رأى الاستاذ عون اخيرا ان هناك ما يبرر استخدام سلاح "حزب الله" دفاعا عن ايران ولو كان ذلك على حساب لبنان واللبنانيين؟ نعم، هناك لبناني، كان في الماضي قائدا للجيش، لا يخجل من التضحية بوطنه ومواطنيه من اجل نظام ايراني يعتبر ان المتاجرة بالآخرين شطارة وموهبة ودهاء؟

لن تعود اللحمة بين لبنان والعرب ما دام النظام الايراني مضطرا لعرض عضلاته في لبنان بغية افهام كلّ من يعنيه الامر، بما في ذلك "الشيطان الاكبر" الاميركي و"الشيطان الاصغر" الاسرائيلي ان عودة سوريا الى الحضن العربي بعد سقوط النظام الحالي لا تعني ان لبنان سيخرج عن السيطرة الايرانية. ستظل بيروت مدينة ايرانية على المتوسط وستستمر المتاجرة بالجنوب واهل الجنوب الى ما لا نهاية... اي الى حين عقد صفقة ما بين واشنطن وطهران.

من هذا المنطلق، والى ان يسقط النظام السوري بالضربة القاضية، وهو سقط عمليا بالنقاط بعد خسارته الحرب التي يشنها على شعبه، سيظل لبنان "ساحة". سنشهد فصولا اخرى من مسرحية يظهر فيها "ابو الميش" (سماحة او عون، لا فارق) احيانا او شخص مثل اللواء جميل السيّد الذي يحاول تقليد ضباط المكتب الثاني في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب في احيان اخرى.

كلّ هذه المشاهد ليست مهمة على الرغم من انّها غير مملة، بما في ذلك مشهد تحرير العمّال السوريين المغلوب على امرهم والمواطنين التركيين اللذين ظنّا انهما يزور بلدا آمنا. المهمّ ان مشاكل لبنان ستستمرّ الى حين ما دام هناك سلاح ايراني في البلد وما دامت هناك حكومة وجدت لتغطية هذا السلاح. هذا كلّ ما في الامر.

يبقى ان ما ينساه الذين يغطون السلاح الايراني، ان لبنان انتصر على النظام السوري وان شعبه اخرج القوات السورية من الاراضي اللبنانية. من كان يصدّق حتى الامس القريب ان شخصا مثل رئيس الجمهورية الحالي سيتجرّأ على قول ما يقوله بعد انكشاف ميشال سماحة؟

 

نصرالله أطلق أسبوع تحرك تحت عنوان "لبيك يا رسول الله": الفيلم المسيء للرسول أخطر من كتاب رشدي ومن حرق المصحف والمسجد الأقصى

وطنية - 16/9/2012 خصص الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، إطلالته المتلفزة مساء اليوم، للحديث عما نشر من فيلم مسيء للرسول محمد والذي وصفه ب"الحدث الكبير والخطير"، متوقفا بالتفصيل عند: فهمه، مواجهة أهدافه، طريقة التعاطي معه "التي يجب أن نتحمل فيها المسؤولية جميعا".

وتحدث أولا عند ما حصل أي "هذه الدقائق القليلة التي تم نشرها على مواقع الإنترنت المختلفة، وشاهدها أظن الملايين من الناس في العالم، عشرات الملايين، مئات الملايين لا نعلم، لأن هذا متاح للجميع، وما في هذه المشاهد من إساءة لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إساءة للنبي نفسه، إساءة لعرض النبي وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإساءة للقرآن الكريم ككتاب سماوي، وإساءة للإسلام كدين، هذه هي الحقيقة، الدقائق القليلة التي شاهدناها هي تعبر عن إساءة في كل هذه الإتجاهات".

واعتبر أن "هذا المستوى من الإساءة هو كبير جدا وخطير جدا، بل استطيع أن أدعي أنه لم يسبق له مثيل حتى الآن. حتى ولو أردنا أن نقيس الأمر بكتاب آيات شيطانية للمرتد سلمان رشدي، أو لما نشر في بعض الصحف الأوروبية من رسوم مسيئة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو عمليات إحراق بعض نسخ القرآن في أميركا، لكن ـ وهذه كلها أمور كبيرة وخطيرة ـ لكن ما نحن فيه الآن، هو أكبر وأخطر.

في موضوع كتاب آيات شيطانية في نهاية المطاف، هذا الكتاب لم يصل، لم يتحقق في متناول يد الكثيرين، من يطلع على مضمونه يحتاج إلى أن يشتري الكتاب وأن يقرأ الكتاب، أو أن يبحث عنه إذا كان موجودا على الإنترنت. في الرسوم المسيئة هي مسيئة في إتجاه محدد. في حرق القرآن مفهوم أبعاد الموضوع، ولكن نحن هنا أمام فيلم ومشاهد يفهمها الصغير والكبير ولا تحتاج إلى لغة، وفي متناول اليد من خلال شبكات الإنترنت الموجودة في كل أنحاء العالم".

أضاف: "إذا، في المضمون وفي الشكل وفي المتاح، ما حصل وما يحصل الآن هو كبير وخطير جدا. والأسوأ من ذلك، هو إصرار المواقع الإلكترونية التي تنشر هذه المقاطع وهذه المشاهد على مواصلة بثها ونشرها وعدم التوقف عن ذلك.

هذا حدث خطير جدا في مسار الحرب على الإسلام والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، والإساءة إليهما، وهذا يتطلب موقفا كبيرا من الأمة الإسلامية العظيمة بمستوى الخطر والعدوان، لأن أعظم ما ننتمي إليه، وأقدس ما ننتمي إليه، وأشرف وأعز وأكرم ما ننتمي إليه بعد الله سبحانه وتعالى، هو رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل أنا أعتقد أكثر من ذلك أن ما حصل هو أخطر من حادثة إحراق المسجد الأقصى عام 1969. في عام 1969 عندما أحرق جانب من المسجد الأقصى، تداعت الدول العربية والدول الإسلامية، وعقدت قمة على مستوى رؤساء والملوك والأمراء والحكام، وتأسس من خلالها أيضا منظمة المؤتمر الإسلامي التي أصبح اسمها الآن منظمة التعاون الإسلامي. السكوت عن هذا المستوى وهذا الحجم من الإهانة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اليوم هو أخطر. أقول لكم أخطر من ذلك: الأمة التي تسكت عن إساءة لنبيها بهذا المستوى وهذا الحجم وهذه السعة من الإساءة هي تعطي رسالة خاطئة للإسرائيليين، أن بإمكانكم ان تهدموا المسجد الاقصى لأنكم أمام أمة نائمة وعاجزة عن فعل أي شيء".

تابع: "اليوم الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو دفاع عن كل المقدسات، هو دفاع عن المسجد الأقصى، وهو دفاع عن كل الأنبياء، عن إبراهيم وموسى وعيسى المسيح، هو دفاع عن كل الديانات السماوية، وعن كل الكتب السماوية، ولذلك في فهمنا لحجم الموضوع، يجب أن تترتب المسؤوليات، وان لا نتعاطى مع هذا الأمر كمسالة عابرة أو مسألة يمكن القفز فوقها، والتعاطي معها كبقية الأحداث العادية التي تجري من حولنا في العالم".

وعن طريقة التعاطي والمواجهة، قال: "في مواجهة أي عدوان على شعب وعلى أمة، سواء كان هذا العدوان عسكريا أو كان هذا العدوان سياسيا أو فكريا أو ثقافيا أو إقتصاديا، عادة يتم العمل على خطين:

الخط الأول: هو معرفة الأهداف من العدوان والعمل على تعطيلها وعلى إفشالها، يعني منع العدوان من تحقيق أهدافه.

الخط الثاني: هو العمل على منع تكرار هذا العدوان في المستقبل، يعني سد الباب نهائيا، إفهام المعتدي بأن لا يعود إلى مثل هذا الإعتداء أو إلى مثل هذه الخطيئة أو إلى مثل هذه الجريمة".

في ما خص الخط الأول، قال نصرالله: "هناك أهداف لهذه الإساءة المتكررة للإسلام ولرسول الله ولكتاب الله العزيز. يمكن أن نضع مجموعة أهداف مفترضة، الوقت لا يتسع الآن لأتحدث عنها بأجمعها، لكن أريد أن أقف عند أحد الأهداف الخطيرة، وهو إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، جر المسلمين والمسيحيين إلى صراع ديني طائفي دموي على إمتداد العالم، هذا من الأهداف الثابتة لهذه الأشكال من العدوان التي تمارس بين الحين والآخر.

والذي يؤكد هذا المعنى، من يقف خلف هذا النوع من الإعتداءات، يمكن أن نتحدث عن الحركة الصهيونية، ويمكن أن نتحدث عن بعض الجماعات اليهودية، وعن إسرائيل، لكن في الواجهة من يجب أن يكون؟ يجب أن يكون إما مسلما مرتدا كسلمان رشدي أو مسيحيا، في حادث إحراق نسخ من القرآن الكريم، يتقدم رجل دين مسيحي جونز ليفعل ذلك على مرأى ومسمع من العالم.

في هذا الفيلم المسيء، كاهن قبطي يسمى فلان، لا أريد أن أذكر أسمه، لأنه يجب التثبت من هذه المعطيات الإعلامية، لكن الأمر ينسب إلى كاهن قبطي، وإلى جمعية مسيحية قبطية في الولايات المتحدة الأميركية، لماذا يتم الدفع بكهنة ورجال دين وجمعيات مسيحية إلى الواجهة ليتم باسمها هذه الإساءة إلى الإسلام وإلى نبي الإسلام وإلى الأمة الإسلامية؟

هذا الأمر مقصود ومتعمد، لأن هؤلاء يتصورون ـ كذلك في الصحف الأوروبية ورسامين الذين رسموا صورا مسيئة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ هؤلاء يفترضون أن المسلمين عندما يشاهدون هذه الأفلام وهذه الرسوم سيغضبون لنبيهم ولقرآنهم ولدينهم، وباعتبار أن عقل الثأر والإنتقام والغضب والإنفعال يستعجل الأمور، تتهم أطراف مسيحية فيعتدى على مسيحيين، وعلى الكنائس المسيحية، وعلى مقدسات المسيحيين، وعلى الرموز الدينية للمسيحيين، وندخل كمسلمين ومسيحيين في حرب طائفية ودينية دامية، وتجلس إسرائيل والحركة الصهيونية اليهودية، والصهيونية المسيحية أيضا في برجها العاجي لتشاهد الأشلاء، المساجد والكنائس التي تحرق، أشلاء الأجساد من الرجال والنساء والولدان مسلمين ومسيحيين هنا وهناك، وتتحقق غاياتهم البعيدة".

وأردف: "بحمد الله عز وجل هنا يجب أن نسجل أنه بسبب طريقة تعاطي القادة الروحيين والسياسيين من مسلمين ومسيحيين مع هذا النوع من الأحداث سابقا، في مواجهة هذا الحدث الجديد إنصب غضب الشعوب العربية والإسلامية على سياسات الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ولم يذهب الغضب باتجاه المسيحيين، وهذا مؤشر ممتاز جدا وإيجابي جدا، لأنه يعبر عن الوعي الكبير لدى المسلمين ولدى المسيحيين على حد سواء. الجميع كانوا قلقين على مصر بالدرجة الاولى، لأن من نسب إليهم الفيلم المسيء هم كما قيل في وسائل الإعلام أقباط مصريون، ومن الواضح أن هناك من يدفع الأمور في مصر إلى قتال بين المسلمين والأقباط".

تابع: "في كل الأحوال، اليوم أيضا مسارعة قادة مسيحيين دينيين وسياسيين وفي مقدمهم البطاركة الكبار للطوائف المسيحية في المشرق إلى إدانة هذا الفيلم المسيء، أيضا أعتقد أنه كان له أثر حاسم في تعطيل هذا الهدف، باعتبار أن هذا العدوان من المتوقع له أن يستمر بأشكال مختلفة في المستقبل ولم ينته، لأن المشاهد ما زالت موجودة على الأنترنت، وما زال المنتجون والمسؤولون عن هذا الفيلم يهددون بأنهم سينشرونه كاملا، ويتحدثون عن ساعتين من البث، إذا كانت 12 دقيقة لا يطيقها قلب الإنسان، ولا يتحملها إنسان، فكيف إذا كانت ساعتين؟!".

أضاف: "أمام العدوان المستمر والذي من المتوقع أن يتجدد بأشكال اخرى، يجب تأكيد هذا الوعي لدى المسلمين ولدى المسيحيين، وعدم السماح بالاندفاع نحو الفتنة في أي بلد وفي أي ساحة وفي أي مكان من هذا العالم. الذي يجب أن يؤاخذ وأن يحاسب وأن يعاقب وأن يحاكم وأن يقاطع هو المسؤولون المباشرون عن هذا الفيلم ومن يقف وراءهم ومن يدعمهم ومن يحميهم، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية. كذلك بالمناسبة عندما نجد في بعض البلدان إعتداءات تقوم بها جماعات تنسب إلى الإسلام ضد كنائس مسيحية، أو مدنيين مسيحيين أو مقدسات مسيحية، المسيحيون أيضا معنيون أن يحصروا المشكلة بهؤلاء الذين يعتدون، ومن يدعمهم ومن يحميهم وأن نتجنب أي شكل من أشكال الفتنة، لأننا نجزم أن بعض هذه الجماعات التي تدعي الإنتساب إلى الإسلام يتم تحريكها من أجهزة مخابرات أجنبية تعمل للهدف نفسه الذي تحدثت عنه قبل قليل".

وبعدما لخص الخط الأول بأنه "العمل على إفشال أهداف هذه الإساءة وهذا العدوان على كرامة نبي الإسلام والأمة الإسلامية"، ولفت إلى أن "هناك أهدافا أخرى نتحدث عنها في أوقات أخرى كالإساءة للإسلام، تشويه الفكر الإسلامي، تشويه السيرة الإسلامية وأحداث صدر الإسلام. وهذا أيضا يحتاج إلى مواجهة وأهداف أخرى"، قال إن الخط الثاني "هو منع العدوان مستقبلا"، وانه سيتحدث في سياق النقاط اللاحقة".

وقال إن إنتاج هذا الفيلم المسيء "حصل في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك مسؤولون عن إنتاج هذا الفيلم وعن إنجازه وعن ترويجه"، مستطردا "جيد، يقف المسلمون ليقولوا للحكومة الأمريكية هذا الأمر حصل عندكم، أنتم تقولون ـ مثلما حاولوا خلال الأيام القليلة الماضية أن يقولوا ـ نحن ليس لنا علاقة في انتاج الفيلم، وكما يحاول البعض الآن في العالم العربي والإسلامي أن يدافع عن الإدارة الأمريكية في هذا السياق أن الجماعة لا علاقة لهم "وليس لهم خصة" ليسوا مسؤولين، لا أريد أن أجادل في هذه النقطة ومن يقف وراء هذا الفيلم ومن يموله ومن ومن ومن. هذا أمر نتركه للوقت.

لكن العالم الإسلامي الذي أسيء إلى أعظم ما لديه وهو نبيه وإلى كرامته وإلى عرضه وإلى قرآنه يطالب الحكومة الأمريكية:

أولا بوقف نشر المشاهد المنسوبة لهذا الفيلم المسيء، ولكن الحكومة الأمريكية لا تفعل شيئا "انه شو" هم اتصلوا بالموقع المعني وقال لهم أنا لن أوقف (عرض المشاهد) وانتهى الموضوع.

العالم الإسلامي يطالب الحكومة الأمريكية بمنع نشر الفيلم كاملا لاحقا.

العالم الإسلامي يطالب الولايات المتحدة الأمريكية بمحاسبة ومحاكمة ومعاقبة هؤلاء الذين اعتدوا على كرامة ودين وعرض مليار وأربعة مئة مليون إنسان في هذا العالم، أمة بكاملها من أعظم أمم الكرة الأرضية، ولكن الإدارة الأمريكية لا تحرك ساكنا، بل الأسوأ من ذلك، هي تقول لنا إنها لن تفعل شيئا لا الآن ولا في المستقبل، والحجة المعروفة، المعزوفة المعروفة، هي موضوع الحريات وحرية التعبير عن الرأي والمبادئ الأمريكية وما شاكل".

وأردف بالقول: "هنا أيها الإخوة والأخوات تقدم أمريكا شاهدا جديدا وإضافيا على نفاقها وعلى خداعها وعلى ازدواجية المعايير لديها في التعاطي مع القضايا التي تعني أمما بكاملها أحيانا. وسمعنا وأياكم، لا أريد أن أكرر الكثير من المعلومات، خلال الأيام القليلة الماضية، في الفضائيات، في الكثير من الحوارات، في الكثير من البيانات، تم التطرق إلى هذه النقطة، وذكر شواهد أن المسألة ليست كذلك لا في أمريكا ولا في أوروبا ولدينا الكثير من الشواهد على محاكمة ومحاسبة ومعاقبة شخصيات فكرية وسياسية واعلامية وجمعيات ومؤسسات وفضائيات ومواقع انترنت وموظفين رسميين وموظفين في القطاع الخاص ودول ومؤتمرات بسبب الاتجاه الفكري أو بسبب ما يعبرون عنه من آرائهم فقط، لأنهم مثلا يأخذون موقفا من الحركة الصهيونية أو يتحدثون عن مجازر إسرائيل في فلسطين المحتلة وفي المنطقة أو يشككون في مسألة الهولوكوست وما شاكل. من روجيه غارودي إلى صحافيين إلى مفكرين إلى دول، إلى حد أن الولايات المتحدة الأمريكية تربط مساعداتها للكثير من الدول في العالم بمستوى أداء، ليس الأداء الرسمي فقط وإنما اداء القطاع الخاص في هذه الدولة، حول مسألة معاداة السامية. ألا يدخل هذا في حرية التعبير عن الرأي؟".

وأردف بالقول: "في 16/10 عام 2004 وقع الرئيس جورج بوش القانون المعروف باسم قانون تعقب معاداة السامية عالميا. بعض الجهات لخصت وقالت إن هذا القانون يستهدف أي سلوك أو تصريح أو تلميح بالقول أو الفعل أو الصورة أو الكاريكاتور أو الرسم أو الكتابة يمس اليهود او الصهيونية أو إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر، باعتباره تمييزا ضد اليهود، لاسيما إنه يساوي ما بين اليهود وإسرائيل والصهيونية. وأكثر من ذلك، قاموا بوضع آليات إجرائية، شكلوا مكتبا خاصا في وزارة الخارجية الإمريكية معنيا بمراقبة تنفيذ هذا القانون على مستوى أمريكا والعالم ككل، وعلى مستوى أداء الحكومات في العالم، وأيضا الهيئات الخاصة وغير الحكومية في العالم، على أن تقدم وزارة الخارجية الأمريكية سنويا تقريرها للإدارة الأمريكية ولمجلس الشيوخ الأمريكي، وعلى ضوء هذا التقرير يتم اتخاذ إجراءات وعقوبات بحق حكومات ودول ومؤسسات وشخصيات. أليس كذلك، وهذا ليس على مستوى أمريكا فقط، وإنما على مستوى العالم ككل.

وهذا الأمر ينفذ ويتابع منذ عام 2004 إلى اليوم. قنوات فقط لأنه مثلا مثل قناة "المنار" عرضت مسلسل الشتات، تمت محاكمتنا في فرنسا وفي العالم وتمت محاربة هذه القناة وهكذا قنوات فضائية آخرى".

وتابع سائلا: "ألا يستحق المسلمون، أمة المليار وأربعة مئة مليون مسلم، أتباع ديانة سماوية عظيمة، أتباع نبي عظيم، لهم هذه المكانة، لهم هذا الحضور في أحداث العالم، أن يصدر قانون مشابه من هذا النوع، أم أن هناك يجب أن تواجه حرية التعبير وهنا يجب أن تفتح الأبواب على مصاريعها؟".

أضاف: "إذا، أكتفي بهذه النقطة لأقول: نحن أمام خداع ونفاق جديد، شاهد جديد على خداع ونفاق وازدواجية معايير الولايات المتحدة الإمريكية في التعاطي مع مسائل لا ترتبط فقط بالسياسة أو بالاقتصاد أو بالأمن أو بالحروب، وأنما أيضا بالكرامات وبالمقدسات وبما يمس أمم بكاملها. وهذا يجب ان يتأكد ويتركز في وعي الشعوب العربية والإسلامية، بل في وعي كل الشعوب المحبة للسلام وللتعايش وللتسامح في العالم من مسيحيين وأتباع بقية الديانات والأفكار والأيديولوجيات".

وعن "العمل على خط منع العدوان في المستقبل، منع تكرار هذا العدوان في المستقبل"، قال إن "هذا هو الأمر الأهم. يعني أن لا نكتفي اليوم أننا نتظاهر ونحتج "ونفش خلقنا" ونعبر عن غضبنا ثم نعود إلى بيوتنا. طيب هذا الأمر حصل سابقا ولكنه لم يمنع تكرار العدوان على نبينا ومقدساتنا وقرآننا، لا الآن، ولن يمنع في المستقبل.

في الماضي في مواجهة كتاب آيات شيطانية حصلت احتجاجات كبيرة جدا أضخم من الاحتجاجات الحالية. أصدر الإمام الخميني قدس سره فتوى شهيرة أيده فيها كبار علماء المسلمين في العالم. هذا الأمر كان له جدوى عظيمة جدا، ومنع عدوانا من هذا النوع لسنوات طويلة. وبالفعل الكتاب حوصر، المؤلف حوصر، المكتبات التي تبيع أو دور النشر أو أو.. حصلت نتائج ممتازة على هذا الصعيد ولكن في الآونة الأخيرة عدنا إلى الحكاية نفسها في الرسوم المسيئة في الصحف الأوروبية، في حرق نسخ القرآن، والآن في ما هو أخطر وأعظم وأشد كما قلت في بداية الكلام".

واستطرد قائلا: "ماذا يعني هذا؟ يجب أن نذهب بإتجاه إيصاد هذا الباب نهائيا.الآن هذه هي المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الأمة الإسلامية جمعاء ومعها حتى كل مسيحي شريف وحريص ومؤمن بالتعايش والتسامح الديني، هذه الآن المناسبة لحسم هذا الأمر ولإغلاق هذا الباب نهائيا.

هل يمكن ذلك؟ نعم يمكن ذلك من خلال أمور عدة، نضرب بعض الأمثلة، أنا لا آتي بجديد ولكن أنظم الفكرة".

أولا:العمل على إصدار قرار دولي في مختلف المؤسسات الدولية وأعلى المؤسسات الدولية يجرم الإساءة إلى الأديان السماوية، بالحد الأدنى الأديان السماوية، أو بالحد الأدنى الأنبياء العظام والكبار وبالخصوص إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. هذا الأمر ممكن وهذا أمر متاح. عندما يصدر قرار دولي أو قانون دولي ملزم، على أن يكون ملزما لكل الدول والحكومات في العالم، وحاكما حتى على القوانين الوطنية في أي دولة من دول العالم، هذا يغلق الباب، لأن الكل يعرف أن من يكتب أو يرسم أو ينتج فيلما سينمائيا أو تلفزيونيا أو ينشر أو أو أو... سيعاقب في أي مكان من هذا العالم ولن يجد له حاميا ولا مدافعا.

هذا أمر ممكن ومتاح، ولاحقا سنتكلم عن آليته.

ثانيا، حتى على غير المستوى الدولي، في نفس الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا.

حسنا في أميركا أليس الكونغرس هو الذي أصدر قانون تجريم معاداة السامية؟

الكونغرس يستطيع أن يصدر قانونا مشابها، لتجريم الإساءة إلى أنبياء الله العظام. ما المانع من ذلك؟ هي نفس الحيثية، نفس ما ذكر من حيثيات في معاداة السامية هو موجود هنا، لماذا هنا يتم التجريم وهنا لا يتم التجريم ؟

وفي هذا السياق تتحمل الجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة الاميركية مسؤولية تاريخية وشرعية جسيمة جدا، وهم يمكنهم أن يضغطوا في هذا الاتجاه، الصهاينة او اليهود أو الجمعيات اليهودية ليست أكثر عددا، قد تكون أكثر نفوذا، ولكن الجمعيات الاسلامية والجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة الاميركية تستطيع أن تؤثر على هذا الصعيد.

المسألة هنا لا ترتبط بمذهب من مذاهب المسلمين أو بشخصية من شخصيات المسلمين، هي ترتبط بنبي المسلمين، بقرآن المسلمين. والآن على ابواب الانتخابات الرئاسية الاميركية تستطيع الجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة الاميركية أن تلعب دورا قويا وضاغطا باتجاه إستصدار قوانين من هذا النوع أو الحصول على التزامات من هذا الحزب أو ذاك الحزب المتنافسين على رئاسة الجمهورية باتجاه استصدار قانون من هذا النوع.

اضاف: ما يسمى أصدقاء اميركا في العالم الإسلامي والعربي يستطيعون أن يضغطوا في هذا الاتجاه أيضا، وهذه أعود لها بعد قليل في الآلية. كل العالم الحر يجب أن يضغط في هذا الاتجاه.

المسألة هنا لم تعد مسألة الاعتداء على كرامة إنسان، المسألة بدأت تمس وستمس في المستقبل السلام والأمن الاقليمي والدولي والعالمي. نحن لا نعرف كيف يمكن أن تسير الامور ولا نعرف هل يمكن لجم غضب مئات الملايين من أتباع هذا النبي أو ذاك النبي عندما يساء إليهم.

وكذلك الحال فيما يعني البرلمانات الاوروبية، والبرلمان الاوروبي، حسنا، الآن في البرلمانات الاوروبية تصدر قوانين مشابهة، من ينكر المجزرة الفلانية يجرم، من ينكر المحرقة (الهولوكست) يجرم، ألم يواجه (غارودي) هذه المصيبة؟ وليصدروا أيضا قوانين: من يسيء الى الديانات السماوية يجرم ويسد هذا الباب نهائيا.

في آلية المتابعة الأمر يستحق دعوى طارئة لمنظمة المؤتمر الاسلامي على مستوى القمة، إذا كانت محاولة إحراق أو إحراق جزء من المسجد الاقصى إستدعى تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي، إذا كان قد عقد قبل أسابيع قليلة قمة إسلامية في مكة المكرمة ولو بحجة ما يجري في بورما أو في سوريا أو في فلسطين، ولكن اليوم ما يجري أخطر بكثير وأعظم بكثير.

ووجه كلامه الى الحكام العرب والمسلمين قائلا: "هذا نبيكم أيها الحكام، أيها الملوك، أيها الأمراء أيها الرؤساء، هذا نبيكم وهذا قرآنكم وهذا إسلامكم وهذا دينكم وهذه أمتكم التي تهان كرامتها اليوم، والعجب أن كثيرين منكم لا يحركون ساكنا، وأنا أقسم لكم لو أن هذا الفيلم تناول ملكا من ملوك العرب والمسلمين أو أميرا من أمرائهم أو رئيسا من رؤسائهم بالشخص كما تناول محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لوجدتم غضبة لدى هذا الملك أو الامير أو الرئيس وعائلته وحزبه وحكومته وبلده مختلة عما نشاهده الان، وهذا محزن".

اضاف: "في الآلية، قمة طارئة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، إذا (كنا) إلى هذا الحد هزيلين في العالم العربي والاسلامي في الحد الادنى أضعف الايمان (فلتنعقد) جلسة طارئة لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي، ويعمل على مسودة قرار أو مسودة قانون ونذهب جميعا ـ دول العالم الاسلامي ـ إلى الأمم المتحدة وإلى أميركا وإلى أوروبا ونطالب بهذا القانون أن يصبح قانونا دوليا وأن يصبح قانونا أميركيا وقانونا أوروبيا. نحن أمة تملك إمكانات هائلة جدا، على المستوى السياسي والاقتصادي والمادي والإعلامي والثقافي والفكري، هل نحن إلى هذا الحد عاجزون أن ندافع عن نبينا وقرآننا ومقدساتنا؟".

وتابع: "مسؤولية الشعوب الاسلامية اليوم أن تطالب حكامها وحكوماتها في هذا الامر. هذا هو أقل ما يمكن أن نفعله كشعوب إسلامية في هذا الاتجاه، لا نكتفي بأن نعبر عن غضبنا بإتجاه السفارة الاميركية هنا او هناك، يجب ان نقول لحكامنا في العالم العربي والاسلامي هذه مسؤوليتكم بالدرجة الاولى، وأنتم قادرون ـ بما انكم تمثلون رسميا حكومات ودول العالم الاسلامي ـ أن تفرضوا على الولايات المتحدة وعلى أوروبا وعلى كل العالم، أن يحترم نبينا وقرآننا ومقدساتنا وأعراض نبينا صلى الله عليه وآله وسلم".

وقال: "هذا الموقف العام، هذا السلوك السليم. إذا أردنا أن نرد العدوان، إذا أردنا أن نمنع العدوان في المستقبل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والقرآن وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإسلام والدين، يجب أن نسير في هذا الاتجاه ويجب أن يفهم العالم كله أن لهذا الأمر ما بعده، وأن هناك أمة لا يمكن أن تسكت على استمرار المس والإساءة بهذا الشكل المريع والخطير".

اضاف: "في ما يعني لبنان، طبعا، الحمد لله في هذه الأيام، الأيام الثلاثة الماضية، اليوم واليومين الماضيين، لبنان عبر عن مستوى عال من الحصانة في مواجهة هدف العدوان الذي تحدثت عنه في النقطة السابقة، صراع ديني بين مسلمين ومسيحيين. على العكس، لبنان قدم نموذجا جديدا شاهدا على تعايش المسلمين والمسيحيين، على عيشهم المشترك، على عيشهم الواحد، على الاحترام المتبادل لرموزهم الدينية ولمقدساتهم ولشخصياتهم وهذا ما شهدناه خلال الأيام الثلاثة، من خلال زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم إلى لبنان، واللقاءات التي جمعت قادة روحيين مسلمين ومسيحيين، وقادة وجهات سياسية مسلمين ومسيحيين، وأناس وشباب مسلمين ومسيحيين، وانتهت هذه الزيارة بكل سلامة وبما فيه إن شاء الله مصالح على المستوى الوطني وعلى المستوى العام.

واردف: " لبنان العيش المشترك، نعم يستطيع أن يلعب دورا خاصا ومميزا لأنه بلد تعايش إسلامي ـ مسيحي، ولأن ما جرى ويجري الآن هو استهداف من أشخاص ينتسبون إلى المسيحيين، استهداف لرسول الإسلام ومقدسات المسلمين. هنا لبنان له موقع خاص في هذه المواجهة. وهنا أوجه خطابي لفخامة رئيس الجمهورية، لدولة رئيس مجلس النواب، للمجلس النيابي، لدولة رئيس مجلس الوزراء، للحكومة اللبنانية، للقادة الروحيين، للمسلمين والمسيحيين في لبنان، للتيارات السياسية المختلفة، 8 آذار ، 14 آذار، لأن هذا الموضوع هو فوق الانقسام السياسي والنزاعات الداخلية، وأقول: في هذه المرحلة يستطيع لبنان أن يلعب دور الرسالة على المستوى العالمي. كيف؟ لبنان عضو في جامعة الدول العربية، اليوم، لبنان هو رئيس مجلس وزراء الخارجية العرب، لبنان هو عضو في منظمة التعاون الإسلامي وهو عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد أسابيع قليلة هناك أيضا اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة. لبنان يستطيع أن يدعو إلى جلسة طارئة لجامعة الدول العربية، في الحد الأدنى وزراء الخارجية، لكن يستطيع أن يطلب من العراق، وأنا أناشد أيضا الحكومة العراقية أن تقدم على خطوة من هذا النوع، يستطيع لبنان الرسمي أن يتقدم بطلب وبإجماع وطني وشعبي ورسمي وسياسي، بطلب لعقد قمة إسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي وتبني أفكار من هذا النوع، تجريم الإساءة إلى أنبياء الله العظام وإلى الديانات السماوية والكتب السماوية".

لبنان يستطيع أن يفعل ذلك. القادة الروحيون من خلال اجتماعهم، من خلال علاقاتهم في العالمين العربي والإسلامي وفي العالم وخصوصا في الغرب يستطيعون أيضا أن يلعبوا دورا مميزا على هذا الصعيد".

واشار الى "ان الحكومة اللبنانية يجب أن تتخذ موقفا حاسما، البرلمان اللبناني يجب أن يتخذ موقفا حاسما. رئيس البرلمان الأخ العزيز دولة الرئيس نبيه بري له تجربة طويلة وكبيرة جدا في التعاطي بشأن البرلمانات العربية والبرلمانات الإسلامية والبرلمانات الدولية، أيضا يستطيع مع البرلمان اللبناني أن يلعب دورا مميزا على المستوى البرلماني في العالم باتجاه إقرار قوانين في برلمانات العالم بهذا الاتجاه".

نعم لبنان يستطيع أن يلعب دورا كبيرا أكبر من حجمه، ولبنان دائما كان أكبر من حجمه في مسائل الحضارة وفي مسائل القيم وفي مسائل الثقافة وفي مسائل الفكر وفي مسائل العيش الواحد وفي مسائل الأديان السماوية، واليوم لبنان مدعو ليلعب دورا كبيرا من هذا النوع.

على المستوى الشعبي يجب أن تستمر المطالبة الشعبية، أولا فيما يعني الجزء الأول بالتوقف عن نشر هذه المقاطع على الإنترنت، وثانيا بمنع نشر هذا الفيلم لاحقا، ثالثا بمحاكمة ومحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن هذا الفيلم المسيء ليكونوا عبرة لكل من يمكن أن يفكر بالإعتداء على نبينا وقرآننا، وذلك من خلال تحركات شعبية على مستوى العالم الإسلامي وكل العالم، التظاهرات هي شكل من الأشكال، الإعتصامات والوقفات الإحتجاجية والبيانات والإجتماعات والمقالات ووسائل الإعلام هنا تلعب دورا كبيرا جدا، القوى السياسية والتحرك النخبوي والتحرك الشعبي، تشكيل أطر في كل بلد يشكل إطارا، لجنة أو مكتب لملاحقة هؤلاء ولملاحقة القضية الأساسية والعمل على إيجاد قانون تجريم الإساءة إلى الأديان السماوية في مؤسسات القانون في العالم، هذا يجب أن يستمر.

وقال: "يجب أن ألفت أيضا الشعوب العربية والإسلامية والمسلمين عموما أن أصدقاء أمريكا في العالم وفي العالم العربي والإسلامي خصوصا سيعملون على تبريد هذا الأمر، وأن تنساه الناس وأن تخترع أحداث وقضايا ومسائل ويتم التوجيه إلى وسائل الإعلام والفضائيات العربية استجابة لطلب الإدارة الأميركية بأن يتم تمويت هذا الموضوع، يجب أن نكون حذرين". لافت الى ان " هناك مسؤولية تاريخية وأخلاقية وشرعية وإيمانية عظيمة جدا على المسلمين الموجودين في هذا العصر وفي هذا الجيل، إن لم نتحمل المسؤولية في شكل كامل سيعاد الإساءة إلى نبينا بل إلى كل الأنبياء الماضين وإلى كتابنا المقدس بل إلى كل الكتب المقدسة وإلى كل الديانات وإلى كرامات كل الأمة".

وتابع: "أيضا على المستوى اللبناني، طبعا كان يجب أن نبادر إلى الدعوة إلى التظاهر المبكر ولكن قلت إن الأيام الثلاثة الماضية كان هناك وضع خاص وخشينا أن يتم استغلال أي تحركات شعبية في أي منطقة من المناطق اللبنانية في اتجاهات خاطئة قد تخدم هدف العدو، لذلك اخترنا يوم الإثنين ليكون بداية التحرك وإن كنا من أوائل الذين أصدروا البيانات وأعلنوا عن الإستنكار للإساءة والإستعداد للمواجهة".

دعوتنا غدا للتظاهر في الضاحية الجنوبية عند الساعة الخامسة هو جزء من تحرك يجب أن يستمر وأن يتكامل في لبنان وأيضا في العالمين العربي والإسلامي، وأنا أقول للشعوب العربية والإسلامية في كل بلد وفي كل دولة أن لا نكتفي أنه في العاصمة الفلانية تظاهروا "ومشي الحال"، في كل مدينة ـ ولا أقول في كل قرية ـ في كل مدينة يجب أن يخرج المسلمون إلى الشوارع ويجب أن يعبروا عن غضبهم وسخطهم، يجب أن يرى العالم كله وحكومات العالم وبرلمانات العالم هذا الأمر فهذا مؤثر جدا، ويجب أن تفهم كل هذه الحكومات وكل هذه البرلمانات أن مصالحها في عالمنا العربي والإسلامي ترتبط باحترامها لمقدسات العالم العربي والإسلامي.

واضاف: "نحن في لبنان لدينا غدا إن شاء الله مسيرة الضاحية، ولا أقول للناس أن يعذبوا أنفسهم من المناطق، هي لبيروت الكبرى، يعني بيروت العاصمة وللضواحي وللضاحية الجنوبية، على أساس أنه يجب أن تتحرك بقية المناطق. أنا أدعو إلى التظاهر في مدينة صور يوم الأربعاء بعد الظهر، وفي مدينة بعلبك يوم الجمعة بعد الصلاة، وفي مدينة بنت جبيل يوم السبت بعد الظهر، وفي مدينة الهرمل الأحد بعد الظهر، وهذه المواعيد في الحد الأدنى يمكن أن نعمل على أساسها، أهل البلدات والأقضية المحيطة (ندعوهم) للمشاركة في هذه المدن، أي نقول أن يكون مركز القضاء أساسا لحركة على مدى الأيام المقبلة للتعبير عن هذا الموقف".

وختم بالقول: "أريد في نهاية الكلمة أن أوجه أيضا لمن أدعوهم إلى تحمل المسؤولية وإلى التظاهر النداء التالي وأقول لهم ولجميع المدعوين على مدى الأيام المقبلة، وخصوصا أولئك الذين نتوقعهم وننتظر حضورهم يوم غد الإثنين الساعة الخامسة أمام مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية:

أيها الشرفاء كنتم الحاضرين دائما في ساحات الدفاع عن الكرامة والشرف والعرض والسيادة والوطن والمقدسات، وعندما احتاج الأمر إلى بذل الدماء بذلتموه، وإلى تقديم الأرواح قدمتموها، وإلى التضحية بالأعزة مضى الاعزة شهداء، وإلى بذل الأموال لم تبخلوا لا بالأموال ولا بالبيوت، وتحملتم المخاطر الجسام والآلام الكبيرة ولم تتخلفوا يوما عن الركب في أداء الواجب.

أيها الشرفاء، أنتم في كل عام وفي يوم العاشر من محرم تملأون الساحات والميادين رجالا ونساء كبارا وصغارا ولساعات طويلة تلبون نداء الحسين عليه السلام حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل من ناصر ينصرني، وتقولون له في كل يوم عاشر من كل عام بالقلوب والحناجر والقبضات العالية : لبيك يا حسين.

أيها الشرفاء، إن الذي يناديكم اليوم هو جد الحسين (ع) هو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أسيء إليه وإلى كرامته وإلى أخلاقه، وهو أعظم إنسان أخلاقي في الوجود والتاريخ، وإلى قرآنه وإلى عرضه وزوجاته وإلى دينه وإسلامه وإلى تاريخه وسيرته، فلبوا نداء نبيكم ورسولكم الأعظم.

يجب أيها الشرفاء أن يراكم العالم كله غدا وفي الأيام المقبلة في الضاحية الجنوبية وفي صور وفي بعلبك وفي بنت جبيل وفي الهرمل وفي كل مدينة تتحملون فيها المسؤولية، في كل مكان تتواجدون فيه في العالمين العربي والإسلامي والعالم والجاليات اللبنانية في الخارج، يجب أن يرى العالم كله الغضب في وجوهكم وفي قبضاتكم وفي الصرخات، ويجب أن يعرف العالم كله أن لهذا الرسول العظيم أتباعا لن يسكتوا على إهانة أو مذلة مهما غلت التضحيات، وليكن النداء قويا ومجلجلا ومدويا يوم الغد: لبيك يا رسول الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

قصف عنيف وإعدامات ميدانية بأحياء دمشقية والجيش الحر يعلن استعادة «صلاح الدين» بحلب

 دمشق - وكالات - اعلن الجيش السوري الحر استعادة السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين في حلب شمال البلاد، وذلك في وقت قصفت القوات النظامية معاقل للمقاتلين المعارضين في دمشق ودرعا وحماة وحمص ودير الزور مستخدمة في بعض الحالات الطائرات الحربية. وأكد القيادي في الجيش الحر أبو عمر الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية «د ب أ» إن المقاتلين استعادوا السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين بعد معارك ضارية خلال ليل السبت الاحد. وفي حلب أيضا، تعرضت أحياء الزبدية والإذاعة والميسر ومساكن هنانو والفردوس وقاضي عسكر والصاخور لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي العرقوب. وقتل مواطنان على الأقل احدهما طفلة وسقط عدد من الجرحى جراء القصف الذي تعرض له حي المساكن الشعبية، بينما تعرضت بلدتا دارة عزة وباتبو في ريف دير للقصف. وفي دمشق سقط 7 قتلى و40 جريحا جراء قصف تعرض له حي الحجر الأسود في محاولة من قبل القوات النظامية لاقتحام الحي. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان العثور على جثامين ستة مواطنين في احد المنازل في حي القدم بمدينة دمشق. وقال في بيان إن المذكورين «قضوا بإطلاق رصاص مباشر بعد اعتقالهم من قبل القوات النظامية السبت». كما قتل سبعة إثر انفجار استهدف حافلة تقلهم على طريق بلدة خربة غزالة بريف درعا. واوضح مرصد حقوق الانسان ان قطاعات من محافظة دمشق ودرعا وحماة وحمص ودير الزور استهدفت بغارات جوية والمدفعية الثقيلة.  ودير الزور، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط مطار حمدان العسكري ومحيط فرع الأمن العسكري بمدينة البوكمال.

واستمر القصف على مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها ما أدى لسقوط جرحى، كما تعرضت بلدة صبيخان بريف دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين.