المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 21 أيلول/2012

إنجيل القدّيس مرقس10/17-27

أَسْرَعَ إِلَى يَسُوعَ رَجُلٌ وجَثَا أَمَامَهُ وسَأَلَهُ: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ ٱلله! أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايَا: لا تَقْتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِٱلزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». فقَالَ لَهُ الرَّجُل: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ كُلُّها حَفِظْتُها مُنْذُ صِبَاي». وحَدَّقَ إِلَيْهِ يَسُوعُ فَأَحبَّهُ، وقَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تَنْقُصُكَ: إِذْهَبْ، وَبِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!». فَٱغْتَمَّ الرَّجُلُ لِهذَا الكَلام، ومَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كانَ صَاحِبَ مُقْتَنَياتٍ كَثِيرة. فأَجالَ يَسُوعُ نَظَرَهُ في مَنْ حَوْلَهُ وقَالَ لِتَلامِيذِهِ: «مَا أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِيَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ الله!». ودَهِشَ التَّلامِيذُ مِنْ كَلامِهِ، فَأَجَابَ يَسُوعُ ثَانِيَةً وقَالَ لَهُم: «يَا بَنِيَّ، مَا أَصْعَبَ الدُّخُولَ إِلى مَلَكُوتِ الله! إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله».

فَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟». فحَدَّقَ إِلَيْهِم يَسُوعُ وقَال: «هذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ عِنْدَ النَّاس، لا عِنْدَ الله، فَعِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيءٍ مُمْكِن». بَعْضًا».

 

عناوين النشرة

*الراعي استهل زيارته الى الهند بجولة على كنائس المالانكار: لحل سياسي في سوريا وعلى من يرسل السلاح الكف عن صب الزيت على النار

*قبض ريح/علي حماده/النهار

*نص تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الوطنية للدفاع/التوافق على أطر استعمال سلاح المقاومة وتحديد أمرته وإقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصراً استخدام القوة

*الحوار الى 12 ت2 وتصور سليمان للاستراتيجية منطلق للمناقشة: البناء على ما كرسته زيارة البابا من أجواء استقرار بين كل الفئات

*جنبلاط: جلسة الحوار كانت بناءة جدا ونأمل أن يستمر هذا الجو ونؤيد سؤال الرئيس عن كيفية الافادة من سلاح المقاومة في الدفاع عن لبنان

*فرعون بعد جلسة الحوار:خطوة أولى في رحلة الألف ميل

*اوغاسبيان:غالبية نقاط ورقة سليمان تتطابق مع طرح 14 آذار

*أبوجمرة انتقد مواقف عون من تصريح قائد الحرس الايراني

*الجيش تسلم أعتدة عسكرية في اطار المساعدات الاميركية

*حرب ندد بعمليات الخطف وبتصرف قوى الأمن في جبه "الحملة المدنية": لا تستقيم الأمور مهما اتخذت الحكومة من تدابير في ظل تفشي السلاح غير الشرعي

*زهرا: قانون الدوائر الصغرى يضمن أفضل تمثيل وعون يريد توفير غالبية ل8 آذار لوضع اليد على البلد

*كتاب مفتوح من باخوس الى سليمان عن وضع المساجين: الصلاحية المعطاة لكم في منح العفو لا يجوز ان تبقى عبارات فارغة

*صقر اعاد افادة السيد الى ابو غيدا

*المحامي السيد: احالة ابوغيدا افادة جميل السيد في قضية سماحة للقاضي صقر مطابقة للاصول

*ارجاء متابعة محاكمة الشيخ مشيمش الى 18 ك2 2013

*القضاء العسكري يواصل تحقيقاته في ملف آل المقداد والإدعاء على 3 موقوفين جــرم انشاء تنظيم مسلح

*"ملتزمون" انتقد إقرار الزيادات للمسـؤولين:الا يخجلون من تحميل الشعب أعباء إضافية

*الإمارات اليوم": الإخوان المسلمون أسسوا جناحا عسكريا للسيطرة على الســــلطة

*أميركا هي الوحيدة القادرة على ضرب برنامج ايران النووي بالكامل والقدرات الإسرائيلية لا يمكنها سوى تأخيره

*فؤاد داود بعد تحريره ليلاً وعودته إلى زحلة:أعطوا أمراً للجيش حتى لا يبقي أزعر في البلد

*حزب الله» ينظّم تظاهرة في صور والسفارة الأميركية تتهمه بالتلاعب بالمشاعر

*علي منصور السبعيني أخذوه من أمام منزله في غزة والخاطفون طلبوا 15 مليون دولار فدية

*الجيش طوّق اشتباكات في السعديّات بين مناصرين لـ"حزب الله" و"المستقبل"

*النائب محمد الحجار: ما جرى في السعديات خطير جدا ويجعلنا ندق ناقوس الخطر

*بالصور: عناصر "حزب الله" كسروا كاميرته على رأسه... تهمة رامي عيشة "الصحافة"!/مارون حبش/موقع 14 آذار

*ثأر بشير من بشّار/محمد سلام/موقع الكتائب

*محاكم حزب الله

*حزب الله يقضم المشاعات في الجنوب

*التعرّض لمعتصمين مطالبين بقانون إنتخابيّ عصريّ أمام المجلس النيابيّ

*بيار الضاهر يرد على "الشراع": انها محاولات دنيئة للضغط على الـ"LBCI" كي تتخلى عن خطها المهني المستقل

*نديم الجميل: التظاهرات التي دعا إليها نصرالله مغرضة

*عون يتلقّف رسالة «حزب الله»... ويُصعّد/فادي عيد/جريدة الجمهورية

*اقتراح قانون لحرب عن قانون الاستملاك  والطرقات المستحدثة من دون التقيد بالقوانين

*ماذا يُخطِّط «حزب الله» لطرابلس؟/مارلين وهبي/جريدة الجمهورية

*مصطفى علوش: كلام نصرالله محاولة لإعادة تلميع صورة "حزب الله" ومشروع ولاية الفقيه في المنطقة

*الرئيس الجميل: ظاهرة الخطف مخيفة والفلتان ناتج من المربّعات الأمنية ولا يطير عصفور في مناطق حزب الله إلا بعلمه"

*النائب عمار حوري لـ"الأنباء": لماذا لم يتحرك نصرالله غضباً لتعدي النظام السوري على الذات الإلهية؟

*يوم نأى "حزب الله" بنفسه عن المقاومة وحول سلاحه إلى صدور اللبنانيين/ طارق السيد/موقع 14 آذار

*مسيحيو المشرق والبابا و«الارشاد»: المواطنة لا الأقلية ولا الحماية/طوني فرنسيس/الحياة

*الأمانة العامة لقوى 14 آذار: من دبّر الإساءة المرفوضة للإسلام أراد وضع المسلمين في مواجهة عنفية مع الغرب

*وهبي قاطيشا لـ"الشرق الأوسط": حزب الله" لم يكن يوما جديا ببحث الاستراتيجية الدفاعية ونحن لن نشارك بمحاولاته استثمار طاولة الحوار لأهداف تخدم مصالحه

*عون ـ جعفري جنرالات آخر زمن..."الممانعة"/ كارلا خطار/المستقبل:

*نواب "المستقبل": منصور خطر على "الخارجية"/انطوان بصبوص: محور سياسي جديد في المنطقة بعد سقوط نظام الأسد و دولة علوية سيسرّ اسرائيل/غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار

*عبد الحميد بيضون بقول للمستقبل إن تظاهرة نصرالله لتغييب نتائج زيارة البابا.. وجرائم الأسد ويقرأ في الإرشاد الرسولي ووفي عزلة "حزب الله" العربية والإسلامية

*لا تلكّؤ المناوئين ولا دعم المؤيدين.. ينقذ حكم الأسد/ربى كبّارة/المستقبل

*التهديدات الإيرانية ووزارة الخارجية الكويتية .. عجبي/داود البصري/السياسة

*الخاطف والمخطوف وما بينهما.. الحكومة

*زيارة البابا التاريخية بين الفعل وردّ الفعل/جليل الهاشم/المستقبل

*نفاق.. وإرهاب!/علي نون/المستقبل

*الشهيد النائب أنطوان غانم شهادة من الربيع اللبناني الى العربي/عمر حرقوص/المستقبل

*سينودس الأرمن الكاثوليك: لوقفة ضمير أمام التحدّيات

*باريس تغلق سفارات ومدارس في 20 دولة/مجلة فرنسية ساخرة تصب الزيت على النار بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول

*هجوم إلكتروني يعطل موقع المجلة

*مجلة " Charlie Hebdo" تنشر صورا كاريكاتورية للنبي

*مقتل مواطن وجرح زوجته في السهيلة

*بل اطردوا الإيرانيين من سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ليس صحيحا أنها ماتت/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*متى يحترم الناس العرب؟/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الراعي استهل زيارته الى الهند بجولة على كنائس المالانكار: لحل سياسي في سوريا وعلى من يرسل السلاح الكف عن صب الزيت على النار

وطنية - 19/9/2012 أسف البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي لما تشهده بعض بلدان الشرق الاوسط من عنف وسفك للدماء، لافتا الى ان "النزاع في سوريا كما صنفته الامم المتحدة بشكل رسمي قد تحول الى حرب اهلية"، واكد ان "ارسال عدد من الدول الاسلحة لدعم الثورة قد جعل حياة الجميع صعبة جدا وخطيرة جدا، وخصوصا حياة المواطنين"، واصفا الامر بأنه "كمن يصب الزيت على النار". كلام البطريرك الراعي القاه خلال مؤتمر صحافي عقد في دار مطرانية المالانكار الكاثوليك في الهند، لمناسبة زيارته للكنيسة المالانكارية، بمشاركة رئيس اساقفة المالانكار الكاثوليك مار باسيليوس كليميس. وحيا الراعي الاعلاميين المشاركين وممثلي الوسائل الاعلامية، وقال: "نحن في هذا البلد بناء على دعوة وجهها الينا صاحب الغبطة الكاثوليكوس المطران مار باسيليوس كليميس، اود ان ارحب به واشكره على هذه الدعوة القيمة، نحن سعداء جدا لزيارة كنيسة شقيقة والتعرف اليها اكثر وادراك دورها وهويتها ورسالتها". أضاف: "في الواقع فإن كنيستنا المارونية السريانية والكنيسة المالانكارية الكاثوليكية تنتميان الى الطقس السرياني، فالكنيسة المارونية أسسها القديس بطرس في أنطاكيا وكنيسة القديس توما تأسست على أرضكم العظيمة الغنية بحضارتها وقد أسسها القديس توما الرسول. وبهدف أن نتعرف بعضنا الى بعض بشكل أفضل نتمنى أن يغني أحدنا الآخر بما يملكه من تقاليد روحية وثقافية وليتورجية. وسنسعى أيضا لرعاية تعاون مثمر بين كنيستينا في ما يتعلق برسالتهما وثقافتهما في آسيا والشرق الأوسط، وأيضا بهدف تعميق التعاون بروح الشركة والشهادة كما أوصى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في الارشاد الرسولي الخاص بالشرق الأوسط".

وتابع: "أود الاستفادة من المناسبة لشكر السلطات المدنية على حسن الضيافة والرعاية والاهتمام بهدف تأمين الأمن والراحة لهذه الزيارة. لقد أتينا من لبنان بعد أن استقبلنا قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر لثلاثة أيام. فقد أتى كرسول للسلام لينقله الينا ومن خلالنا الى جميع الكنائس في منطقة الشرق الأوسط وهذا الارشاد الرسولي لكنائس الشرق الأوسط الذي جاء إثر انعقاد سينودوس الشرق الأوسط في روما في تشرين الأول من العام 2010".

وقال: "لبنان كما تعلمون هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي قرر فيه المسلمون والمسيحيون العيش بتناغم في دولة مدنية، وهو في الواقع الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا يشكل فيها الاسلام دين الدولة. المسيحيون والمسلمون متساوون في التمثيل في البرلمان كما في الحكومة. وهذه التركيبة الفريدة في العالم تؤمن وبرعاية الدستور حرية التعبير المطلقة، حرية الاديان وفوق كل شيء حرية الضمير، كما تضمن قبول التنوع في الوحدة والانفتاح على العصرية والعالم أجمع. ونظرا لكل هذه الميزات فإن لبنان مؤهل لأن يكون نظامه السياسي مثالا للحكومات الديمقراطية للبلدان التي تكافح لإيجاد بديل عن أنظمتها القديمة. والأنظمة الديكتاتورية التي أزيل بعضها بسبب الثورات العربية تركت خلفها فراغا قد يكون عرضة لأن يملأ بأنظمة لا تقل سلطوية عن سابقاتها".

أضاف: "لقد أتينا في منطقة تشهد تغييرا جذريا وشعبها يتحدى الديكتاتورية ويطالب بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. وللأسف لقد شهدنا المزيد من العنف وسفك الدماء. وفي سوريا حيث ان النزاع تحول الى حرب أهلية حسبما أعلنت مصادر الأمم المتحدة الرسمية، فبلدان عدة ترسل الأسلحة وتدعم الثورة ولكن هذه الطريقة تصعب الحياة أكثر وأكثر وتجعلها أكثر خطورة وخصوصا على المواطنين وهي كمن يصب الزيت على النار. وما من أحد يشك بشرعية هذه المطالب التي تضعها الشعوب ولكن العنف برأينا ليس الطريق المؤدية الى بلوغ الأهداف، لهذا نحن ندعو مختلف الأحزاب المعنية الى الجلوس حول الطاولة ومحاولة إيجاد حل سياسي من خلال الحوار. وننادي الدول التي ترسل الأسلحة والمال لدعم الثورة ان تكف عن صب الزيت على النار لأن ما تفعله لم يأت أبدا بالسلام بل يقود الى الدمار والمأساة والموت".

كليميس

ثم ألقى رئيس أساقفة الكنيسة المالانكارية الكاثوليكوس مار باسيليوس كليميس كلمة رحب فيها بالراعي والوفد المرافق، مشيرا الى أن "هذه الزيارة تاريخية لأنها الزيارة الأولى لرئيس الكنيسة المارونية السريانية الى الكنيسة المالانكارية الكاثوليكية، وهي ستمهد للقاءات أخرى وتفتح الباب أمام تعاون مثمر بين الكنيستين". وثمن "الجهود التي بذلها البطريرك الراعي خلال زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان الاسبوع الماضي والمواقف التي أطلقها الداعية الى الحوار والسلام ونبذ العنف والتلاقي والتعاون بين الأديان". وأعرب عن فخره لان "البطريرك الراعي سيحتفل مع الكنيسة المالانكارية بالذكرى السنوية الـ82 لتأسيسها ولتدشين كنيسة في مقاطعة باشانانيشا"، متمنيا "تكرار هذه الزيارة لتدعيم أواصر التعاون بين الكنيستين".

حوار

ثم كان حوار مع الصحافيين، فأكد الراعي ردا على سؤال، انه "ضد العنف والدمار ومع الحوار لكي تصل الشعوب الى الأهداف التي تنشدها"، مطالبا "المعارضة والحكومة في سوريا باعتماد الحوار لغة أساسية لتحقيق المنشود". وعن إمكان لعبه دور الوسيط، قال: "الأمور للأسف لم تعد مرتبطة لا بالمعارضة ولا بالسلطة لأن الدول تدخلت والأمر لم يعد بأيدي السوريين، ولكننا نطالب بأن يصلوا الى حقوقهم بطريقة سلمية". وأكد أن "لبنان يشكل رسالة هامة في الشرق الأوسط". بعد ذلك، توجه الراعي والوفد المرافق الى اكليريكية القديسة مريم، فرفع الصلاة السريانية داخل الكنيسة وبارك الاكليريكيين. وتحدث عن نشأة الكنيسة المارونية منذ تأسيسها مع مار مارون حتى اليوم، لافتا الى أنها "كنيسة سريانية مارونية انطاكية خلقيدونية، وهي رهبانية نسكية ايضا، والكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في العالم التي ليس فيها أي انقسام بل هي في اتحاد كامل مع الكرسي الرسولي". وقال: "ان الكنيسة المارونية تجسدت في قلب العالم العربي حيث دورها ورسالتها وهي منفتحة ومنتشرة في كل قارات الارض وتلعب دور الجسر بين الشرق والغرب، وهي اليوم تخطو اولى الخطوات في الارشاد الرسولي بانفتاحها على باقي الكنائس، وتلتقي مع الكنيسة المالانكارية لاعلان البشارة وانجيل المسيح في آسيا والشرق الاوسط".

زيارات

وبعد تبادل الهدايا التذكارية، توجه الراعي والوفد المرافق الى كاتدرائية سيدة الشهداء في تريفاندروم حيث كان استقبال شعبي لافت، رفعت فيه اللافتات المرحبة على وقع أصوات المفرقعات النارية، ثم زار مدفن مار ايفانيوس مؤسس الكنيسة المالانكارية حيث رفعت الصلوات وبارك المؤمنين. وكانت محطة في بازيليك السيدة وهي اول كنيسة أسسها مار ايفانوس، حيث أقيم استقبال شعبي حاشد عزفت فيه الموسيقى. وبعد رفع الصلاة داخل الكنيسة، تحدث كليميس مشيرا الى ان "الكنيسة المالانكارية فخورة باستقبال البطريرك وان المدينة تشهد على تعايش مميز بين مختلف ابنائها"، متمنيا ان "ينتقل هذا النموذج الهندي الى مختلف دول العالم التي تشهد النزاعات". بدوره، شكر الراعي "حفاوة الاستقبال"، منوها ب"النموذج الجميل الذي تعيشه مدينة تريفاندروم والمتمثل بالتنوع في الوحدة".

وسيختتم الراعي اليوم الاول من زيارته الى الهند، وتحديدا الكنيسة المالانكارية الكاثوليكية بتلبية دعوة الى حفل عشاء يقام على شرفه في دار المطرانية، يحضره وزراء ونواب وفاعليات سياسية واجتماعية ودينية.

 

قبض ريح!

علي حماده/النهار

مع أن شعار التظاهرة التي دعا اليها "حزب الله" ردا على فيلم "براءة المسلمين" المسيء الى الاسلام والنبي محمد كان محقا، فقد انتهت مفاعيل التظاهرة من الناحية المعنوية بمجرد أن رفعت صورة كبيرة لقاتل الاطفال في سوريا ومعها أعلام سوريا البعثية في اشارة واضحة الى محاولة تجيير جزء من التحرك لبشار ونظامه. وبدل أن يتدارك السيد حسن نصرالله هذه الخطيئة في حق ملايين السوريين، أصر في التظاهرة الثانية من مسلسل تظاهرات "حزب الله" في مدينة صور على ان يرفع أعلام النظام السوري في تحد واضح لمشاعر ملايين اللبنانيين وأكثر لملايين السوريين! لقد أجهضت فئوية "حزب الله" وتبعيته العمياء للخارج الجانب المعنوي والاخلاقي في التحرك من أجل النبي. فمن يوالي قتلة الاطفال في سوريا لا يحق له أن يتقدم الجموع في قضية معنوية وأخلاقية كبرى، كما لا يحق له أن يلقي دروسا لا في لبنان ولا في العالم العربي ولا الاسلامي. فالادعاء انه يتحدث باسم مليار وستمائة مليون مسلم في العالم لا يستقيم متى أدركنا حجم عزلة ايران الاسلامية خارج حدود البيئات الشيعية. أكثر من ذلك أن من يستعْدون أبناء بلدهم في كل لحظة ويستكبرون لا يحق لهم الحديث عن استكبار الآخرين في الخارج. لو يعلم "حزب الله" وقادته مدى انهيار صورتهم في العالمين العربي والاسلامي! فقد انتهت مسرحية استغلال حرب تموز 2006 التي نصر على القول إن "حزب الله" افتعلها خدمة لوظيفته الخارجية، وما عاد مئات الملايين يلتفتون الى شعارات ما يسمى بالمقاومة او ما شابه. ولعل الثورة في سوريا أدت في ما أدت الى كشف حقيقة "حزب الله" ومرجعيته الخارجية. فكشفت طبيعة عدوانية، وتوسعية تذكر البعض من المخضرمين بما حصل في فلسطين في العقود الاربعة الاولى من القرن الماضي.

ان من يزدري القرارات الدولية على النحو الذي يزدري به "حزب الله" هل يحق له أن يحاضر في استصدار قرارات دولية أيا يكن مضمونها؟

بناء على ما تقدم يُلاحظ أن "حزب الله" يواصل مساره الانحداري وإن حاول التلطي خلف قضية محقة كقضية الفيلم المسيء الى الإسلام. وعليه فان عرض عضلاته في الشارع يستفز الآخر في الوطن وخارجه، ولا يفرغ التحرك من مضمونه النظري. لقد جعل "حزب الله" من جغرافيا بيئته أرضا خارج القانون، وليس أدل على ذلك آخر الاعتداءات على القانون: أعمال الخطف التي ويا للمصادفة لا تنطلق إلا من الضاحية او البقاع الشمالي! وبعد ذلك كيف نتعجب من مسرحية "الجناح العسكري لآل المقداد" أو غيرهم؟ وتطول اللائحة الى ما لانهاية. وقصارى القول: لن يحل السلام على أرض لبنان ما لم نجد حلا جذريا لمعضلة "حزب الله"، وكل ما عداه سيبقى على ما يقول شاعرنا الكبير وديع سعادة مجرد "قبض ريح"!

 

نص تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الوطنية للدفاع/التوافق على أطر استعمال سلاح المقاومة وتحديد أمرته وإقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصراً استخدام القوة

المركزية- رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ضرورة التوافق على الأطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته ولإقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال وذلك حتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه.

حصلت "المركزية" على نص تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الوطنية للدفاع والذي جاء في صفحتين ونصف صفحة فولسكاب وفيها:

تهدد لبنان مخاطر متعددة يتأتى ابرزها من العدو الاسرائيلي وتفرض على الدولة تحديات لمجابهة هذه الأخطار عن طريق وضع استراتيجية وطنية للدفاع ترتكز الى الدستور والقوانين ومستلزمات العيش المشترك وقرارات الشرعية الدولية.

أولاً: المخاطر: أ- العدو الاسرائيلي:

1- يكرر اعتداءاته على السيادة اللبنانية عن طريق الخروقات اليومية جواً وبراً وبحراً بالاضافة الى التهديدات

المستمرة بضرب البنى التحتية مما ينعكس سلباً على الأمن القومي والاقتصاد الوطني.

2- لا يزال يحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية في شمالي قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

3- يطمع بجزء من ثروة لبنان المائية والنفطية.

ب- الإرهاب: تحاول بعض المجموعات الارهابية استقطاب مؤيدين لها على الأراضي اللبنانية وإيجاد بيئة حاضنة في بعض التجمعات الفقيرة وفي المخيمات الفلسطينية وتعمل على التعرض لهيبة الدولة باستهداف قواها الأمنية لاضعافها وقوات الأمم المتحدة لإرغامها على التراجع عن تنفيذ مهامها وسحب قواها.

ج- السلاح: ينتشر عشوائياً بين أيدي المواطنين اللبنانيين والأحزاب والمنظمات والفصائل واللاجئين الفلسطينيين ويتخذ عناوين مختلفة يساهم أكثرها في اشعال الفتنة بين اللبنانيين ويهدد الوحدة الوطنية ويستنزف قوى الجيش ويصرفها عن واجبها الوطني في الدفاع عن الأرض ومحاربة الارهاب.

ثانياً: مجابهة المخاطر: لمجابهة هذه المخاطر ينبغي "تعزيز قدرات الدولة وإنماء طاقاتها لمقاومة اي اعتداء على ارض الوطن واي عدوان يوجه ضده الى ضمان سيادة الدولة وسلامة المواطنين" (المادة الأولى من قانون الدفاع الوطني). وتتمثل هذه القدرات بالطاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاعلامية والتربوية... التي يجب استخدامها في استراتيجية متكاملة عمادها الجيش اللبناني.

ثالثاً: مرتكزات الاستراتيجية: أ- التمسك باتفاقية الهدنة العامة الموقعة في 23 آذار 1949 "واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتحرير جميع الاراضي اللبنانية" استناداً للفصل الثالث من وثيقة الوفاق الوطني تحت عنوان تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. وهذا يتطلب العمل على إزالة الاحتلال تحديداً للجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا بكافة الوسائل المتاحة والمشروعة، وبالتوازي السير بعملية ترسيم الخدود الدولية للبنان والمشار اليها في القرار 1701.

ب- الزام اسرائيل تطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته والذي جسد بالوقائع العملية الإطار الذي رسمته وثيقة الوفاق الوطني بالنسبة لنشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود وتدعيم وجود وعمل قوات الأمم المتحدة في الجنوب.

وتنفيذ ما ورد في المراجعة الاستراتيجية التي أجراها الجيش اللبناني مع هذه القوات بإشراف الأمم المتحدة والتي تهدف الى:

1- النقل التدريجي لعدد من مهمات اليونيفيل الى الجيش اللبناني (قوى بر – قوى بحر).

2- تزويد الجيش اللبناني بمعدات وأسلحة حديثة.

3- انشاء مركز تدريب لرفع جاهزية قوى الجيش المنتشرة في الجنوب.

ج- تفعيل حضور لبنان الدولي من خلال الدبلوماسية المباشرة وتطوير اداء البعثات الدبلوماسية في عواصم القرار الدولي والإقليمي وفي المنظمات الدولية وتعزيز العلاقات معها بهدف حماية سيادة واستقلال لبنان وسلامة اراضيه واسترجاع الاجزاء التي لا تزال محتلة منها، والحؤول دون اي شكل من اشكال التوطين، وإيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط، استناداً للمبادرة العربية للسلام، يحفظ مصالح لبنان.

د- تعزيز القدرة العسكرية عن طريق:

1- اقرار قانون برنامج متوسط الأمد لتسليح وتجهيز وتدريب الجيش اللبناني، وتخصيصه بالموارد الكافية لتطوير قدراته البشرية والعسكرية، لتمكينه من وضع خطة للدفاع عن الأراضي والأجواء والمياه اللبنانية.

2- استناداً للمادة 65 من الدستور ولقانون الدفاع الوطني وحتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه، التوافق على الأطر والآليات المناسبة، لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته، ولإقرار وضعه بتصرف الجيش، المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية المشار اليها في البند د. أعلاه، مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال.

هـ- اتخاذ كافة الخطوات السياسية لبناء مؤسسات الدولة وبسط سلطتها، وتعزيز القوى الأمنية لضبط الأمن والتصدي للارهاب ومنع الفتنة وتطوير القدرات الاقتصادية، ولا سيما الاسراع في الاجراءات الآيلة الى استثمار حقوق لبنان الكاملة في ثروته المائية والنفطية، بما يتوافق مع اعلان بعبدا الصادر في 11/6/2012، والتصميم والمجاهرة من قبل كافة أطراف الحوار على الالتزام بحرفيته والدفاع عن مندرجاته.

 

الحوار الى 12 ت2 وتصور سليمان للاستراتيجية منطلق للمناقشة: البناء على ما كرسته زيارة البابا من أجواء استقرار بين كل الفئات

 وطنية - 20/9/2012 طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في جلسة الحوار اليوم، تصوره لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة، وبنتيجة المداولات توافق المتحاورون على اعتبار التصور منطلقا للمناقشة "سعيا للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، ومن ضمنها موضوع السلاح".

البيان الرسمي

وصدر عن المجتمعين البيان الآتي:

"استأنفت هيئة الحوار الوطني أعمالها بتاريخ 20 أيلول 2012 في قصر بعبدا برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومشاركة أفرقاء الحوار، وقد تغيب منهم دولة الرئيس سعد الحريري والوزيران السابقان سليمان فرنجية وطلال ارسلان والدكتور سمير جعجع.

افتتح فخامة الرئيس الجلسة بعرض أبرز التطورات التي حصلت على الساحتين الداخلية والإقليمية منذ الجلسة الأخيرة، مشيدا بمدى نجاح زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان، لاسيما من حيث التنظيم والمضمون وسماحها بإعادة تسليط الضوء على موقع لبنان ودوره كرسالة حرية وعيش مشترك.

كما كرر إدانته للفيلم والرسومات المسيئة للاسلام وللرسول الأعظم الذي صدر بصورة مشبوهة بالتزامن مع زيارة قداسة البابا للبنان.

وذكر بضرورة التزام جميع مندرجات "إعلان بعبدا"، لا سيما البندين 12 و13، حفاظا على استقرار لبنان وسلامة أراضيه، مؤكدا ضرورة التشدد لوقف ظاهرة الخطف والسطو، ومشيرا الى ما تم اتخاذه من قرارات وتدابير فعالة من القوى العسكرية والامنية، وفي طليعتها الجيش لضبط الامن وملاحقة المخلين واحالتهم على السلطات القضائية المختصة.

كما تم التطرق بشكل مستفيض الى الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والسبل الفضلى لمعالجتها.

وطرح فخامة الرئيس تصوره لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة.

وبنتيجة المداولات توافق المتحاورون على الآتي:

1- اعتبار التصور الذي قدمه فخامة الرئيس منطلقا للمناقشة سعيا للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، ومن ضمنها موضوع السلاح، وتأكيد ضرورة المحافظة على دينامية الحوار.

2- البناء على ما كرسته زيارة قداسة البابا من أجواء استقرار وتضامن بين مختلف فئات ومكونات الشعب اللبناني من أجل ترسيخ نهج دائم من الحوار والتوافق في مقاربة المسائل الوطنية.

3- اعتبار الفيلم والرسومات المسيئة للاسلام عملا استفزازيا مدانا يهدف لزرع الفتنة والتفرقة والصراع بين الحضارات والديانات والثقافات، وبالتالي دعم الحكومة اللبنانية في موقفها الداعي للمبادرة بالعمل على اعداد وإصدار تشريع دولي يحرم ويجرم الإساءة إلى الديانات السماوية.

4- تحديد الساعة 11,00 من قبل ظهر يوم الاثنين الواقع فيه 12 تشرين الثاني 2012 موعدا للجلسة المقبلة لهيئة الحوار الوطني".

 

جنبلاط: جلسة الحوار كانت بناءة جدا ونأمل أن يستمر هذا الجو ونؤيد سؤال الرئيس عن كيفية الافادة من سلاح المقاومة في الدفاع عن لبنان

 وطنية - 20/9/2012 أشار رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بعد انتهاء جلسة الحوار في قصر بعبدا الى "انها من المرات القليلة، وربما المرة الاولى التي أتحدث فيها بعد جلسة حوار. وكنت أول من دعا الى الحوار مع الرئيس نبيه بري، واليوم كانت جلسة ممتازة سادها هدوء ولم يكن هناك اي توتر، بل بالعكس، اتفقنا على مواضيع حساسة منها المعالجة المشتركة للوضع الاقتصادي، أي معالجة سلسلة الرتب والرواتب بعيدا من الانقسام السياسي بين 14 و8 آذار من أجل احقاق العدالة الاجتماعية، ولكن أيضا من أجل الحفاظ على استقرار النقد الوطني".

وقال: "بغض النظر عن موقف كل فريق سياسي من احداث سوريا، اتفقنا على الحياد اللبناني الرسمي، وتحية للجيش اللبناني الذي قام بخطوات جبارة في طرابلس من أجل منع الفتنة ومعالجة الفقر".

وأضاف: "في ما يتعلق بتصور الاستراتيجية الدفاعية، أعطانا رئيس الجمهورية ورقة مهمة جدا قابلة للنقاش، وليست نهائية، وأخيرا بدأنا نعبر الى الامور الاساسية، ووافقنا كلنا على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية. كل منا له ملاحظاته، ونأخذ وقتنا، ولا يحل الامر إلا بالحوار البطيء والبناء، وليس هناك معجزات. ونذكر مثلا بنموذج ايرلندا عندما حلت قضية السلاح، ولم يكن هناك قضية فلسطين ولا غير فلسطين، تطلبت الامور أكثر من 15 عاما إن لم نقل عشرين عاما. هنا في كل يوم اعتداء وتهديد اسرائيلي، وتوافقنا جميعا على استنكار أي اعتداء اسرائيلي على ايران، ونرفض هذا الامر لأنه سيشيع حالة من الفوضى العارمة في المنطقة". وهل حصل المتحاورون على تعهدات من "حزب الله" بعدم المواجهة إذا ضربت ايران، أجاب جنبلاط: "ليس هناك تعهدات، هناك مناقشة والحوار هو الاساس".

واعتبر "أن هذه الجلسة كانت بناءة جدا ونأمل ان يستمر هذا الجو". وردا على سؤال عما اذا كان لا يزال داعما للمقاومة، قال: "نحن مع السؤال المركزي الذي طرحه الرئيس عندما دعانا الى الحوار، وهو كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة في الدفاع عن لبنان، وهذا أمر مركزي".

 

فرعون بعد جلسة الحوار:خطوة أولى في رحلة الألف ميل

اوغاسبيان:غالبية نقاط ورقة سليمان تتطابق مع طرح 14 آذار

 وطنية - 20/9/2012 قال النائب ميشال فرعون بعد جلسة الحوار: "كان هناك كلام إيجابي جدا على صعيد الوضع المالي والإقتصادي وضرورة التنسيق في هذا الأمر بعيدا من المزايدات، الأمر الذي يتطلب تعيين المجلس الإقتصادي والإجتماعي والثقة التي تحتاج الى خطوات على صعيد تحصين السيادة وحكومة سيادية. لقد دخلنا في صلب الإستراتيجية الدفاعية وسنستكمل البحث، واعتبر اننا بدأنا الخطوة الاولى في رحلة الألف ميل". وعن موقف "حزب الله" في حال تعرض إيران لهجوم إسرائيلي، والكلام على وجود حرس ثوري في لبنان، قال: "ان هذا يحتاج الى توضيح ليس لنا كفريق سياسي، ليس للمجتمع الدولي إنما للمجتمع اللبناني الذي يعيش في ظل أزمة ثقة وقلق، وهذا يوجب على "حزب الله" التوضيح باعتباره المعني بهذه المسألة.

ان موضوع "داتا" الإتصالات أوجد أزمة في السابق ولا نقبل بإعادة طرحه مجددا في ظل الكلام على تراجع في هذا الأمر، مع تأكيد ضرورة تجهيز مطار آخر في القليعات أو حامات.

والكلام الجديد كان عن دور لبنان في ظل صراع الحضارات والإساءة الدينية، وكان استنكار لكل الإساءات الى الدين الإسلامي، وكان إجماع على زيارةالبابا ولبنان يستطيع اداء دور في حوار الحضارات ودوره كبير ورسالي، وهذا يتطلب مسارا لتحييد لبنان ليس عن الصراع العربي - الإسرائيلي، إنما لكي يستطيع اداء هذا الدور وعدم زجه في محور معين".

اوغاسبيان

وقال النائب جان اوغاسبيان: "ان الثوابت التي تحدثت بها والتي تتلخص بحصرية وضع السلاح في عهدة الدولة اللبنانية تتعارض مع بعض ما ورد في هذه الاستراتيجية. نحن نتحدث عن السلاح في عهدة الدولة ومرجعيتها في استخدامه وطريقة استخدامه والتزام قرارات الدولة والنقطة الاساسية التي تحتاج الى توضيح: هل سلاح المقاومة كان مستقلا في ذاته ويعمل بقرار من السلطة الشرعية او ان هذا السلاح سيوضع في عهدة الدولة اللبنانية؟ هذا ما سنبحثه ويحتاج الى توضيح لاننا كفريق 14 اذار نعتبر ان هذا السلاح يجب ان يوضع في عهدة الدولة. غالبية النقاط التي تضمنتها ورقة الرئيس تتطابق مع تصور فريق 14 اذار". واضاف: "الرئيس سليمان تكلم على مرجعية الدولة اللبنانية والجيش في قرار استخدام السلاح. هذا واضح ونلتقي بهذه النقاط مع رئيس الجمهورية، ولكن السؤال الكبير: هل سلاح المقاومة مستقل يعمل بقرار من الدولة أو انه داخل الدولة وهذا ما سيبحث في الجلسات المقبلة". وختم: "هذا الموضوع سيناقش بروية وهناك ضرورة لمناقشة الاستراتيجية ببطء كامل للوصول الى تفاهمات لأن علينا ان نتوافق ولبنان محكوم بالتوافق ، لذلك سنبحث في هذا الامر بكل روية وبطء مع كل الاطراف".

 

أبوجمرة انتقد مواقف عون من تصريح قائد الحرس الايراني

 وطنية - 20/9/2012 انتقد النائب السابق لرئيس الحكومة اللواء عصام أو جمرة، موقف النائب العماد ميشال عون من تصريح قائد الحرس الثوري الايراني ان عناصر من الحرس الثوري تعمل في سوريا ولبنان، وقال في بيان اليوم: "العماد عون قائد سابق للجيش اللبناني، سأل مستنكرا بكل سذاجة مع ابتسامة صفراء: "حدا شاف شي حدا؟ حدا شاف شي دومري من هالحرس؟" قالها الثلثاء من منبره المعهود في الرابية، نفيا لوجود اي عنصر من الحرس الثوري الايراني في لبنان. فاستغرب كثيرون من الايرانيين واللبنانيين، بصرف النظر عن انتمائهم السياسي او الديني او العرقي، وتساءلوا استنادا الى اي منطق عسكري - استخباراتي يخالف رئيس التكتل قائد الحرس الايراني؟ وبأي منطق سياسي؟ واستنادا الى أي ديموقراطية والى اي شعور وطني يعلن هذا الموقف؟ ومقابل أي ثمن؟" وختم: "إذا كان سيد الحرس وقائده يعترف بوجود عناصره في لبنان وسوريا، ليس لنا إلا الرد على تعليق رئيس تكتل التغيير والاصلاح بانه "اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، لعله يستيقظ فيتوقف عن الكلام المباح".

 

 الجيش تسلم أعتدة عسكرية في اطار المساعدات الاميركية

 وطنية - 20/9/2012 تسلم اللواء اللوجستي في الجيش اليوم عبر مرفأ بيروت، في اطار برنامج المساعدات الاميركية المخصصة له، عددا من المستوعبات والطرود التي تحتوي على كمية من الاعتدة العسكرية الخاصة بالطيران التدريبي. ويأتي ذلك تنفيذا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

 

حرب ندد بعمليات الخطف وبتصرف قوى الأمن في جبه "الحملة المدنية": لا تستقيم الأمور مهما اتخذت الحكومة من تدابير في ظل تفشي السلاح غير الشرعي

وطنية - 20/9/2012 ندد النائب بطرس حرب ب"تصرف قوى الأمن البارحة في مواجهة "الحملة المدنية للاصلاح الانتخابي"، واعتبر أنه من غير اللائق أن تواجه قوى الأمن شباب لبنان المثقف بهذه الطريقة العنفية، في وقت يعلم الجميع ان الذين تجمعوا هم شباب ديموقراطيون يطالبون بخطوة اصلاحية على صعيد قانون الانتخابات النيابية". وقال: "استغرب طريقة تعامل السلطة بهذا الشكل مع شباب مسالمين، في وقت نرى السلطة تتردد امام المسلحين والمعتدين على كرامات الناس وعلى سلامتهم وحريتهم وممتلكاتهم". واعتبر أن "لبنان تحول الى ساحة سائبة لعمليات الخطف، لا سيما بعدما ارتدت هذه العمليات طابع الفدية، أي طابع العصابات المسلحة بقصد كسب المال على حساب مصادرة حريات الناس، في وقت نرى تقصيرا فاضحا من الأجهزة الأمنية"، مستغربا" اليقظة التي أظهرتها وزارة الداخلية فجأة واعلانها أنه لن تحصل في لبنان أي عملية خطف لقاء فدية في المستقبل". وسأل: "كيف ان الحكومة تضع نفسها في موقع ردة الفعل وليس الفعل، في موقع معالجة حالة اساءت الى صورة لبنان وسمعته وأمنه بشكل كبير، مع العلم أن الحكومة كانت قادرة على تفادي حصول هذه الامور واتخاذ التدابير قبل حصول عمليات الخطف وليس بعده". وختم: "في سجل هذه الحكومة المزدهر بالفشل في معظم القطاعات التي تتولاها، مسؤولية استمرار الفلتان على الصعيد الأمني وتعريض حياة الناس للخطر وابتزازهم بقوة السلاح. ان الامور لا يمكن ان تستقيم مهما اتخذت الحكومة من تدابير ما دام السلاح غير الشرعي لا يزال خارج إطار السلطة الشرعية ومتفشيا كما هو".

 

زهرا: قانون الدوائر الصغرى يضمن أفضل تمثيل وعون يريد توفير غالبية ل8 آذار لوضع اليد على البلد

 وطنية - 20/9/2012 رأى عضو كلتة "القوات اللبنانية" النائب أنطون زهرا في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" أن "الرئيس نبيه بري المشهور بأنه مجترح الحلول، فاجأنا بهذا المنطق بالأمس، والجميع يعلم أن القوات أصرت على اللقاء في بكركي من اجل طرح قانون جديد للانتخابات، وجالت على كل الافرقاء ومن بينهم الرئيس بري". وأضاف: "كل الاطراف الاسلامية لم توافق على الاقتراح الارثوذكسي، لذلك لجأوا الى اقتراحات اخرى، ومنها الدوائر الصغرى، ولكن قرار ميشال عون هو من اجل وضع يده على لبنان"، معتبرا أن عون "فاجأ الجميع باقتراحاته الجديدة ليلجأ مجددا لقانون اللقاء الارثوذكسي بعد ما رفضه الجميع". وتابع زهرا: "نحن جلبنا حلفاءنا الى الدوائر الصغرى والتي هي الافضل تمثيلا، وهو قانون مدروس، والمفوض الذي أرسله عون الى بكركي كان يريد هذا القانون، الا ان كل هذا كان تمويها من اجل تمرير القانون الذي يريدونه في الحكومة". وختم: "من المؤسف ان عون يريد قانونا انتخابيا من أجل تأمين غالبية واضحة لقوى 8 آذار لوضع اليد على البلد والسيطرة عليه".

 

كتاب مفتوح من باخوس الى سليمان عن وضع المساجين: الصلاحية المعطاة لكم في منح العفو لا يجوز ان تبقى عبارات فارغة

وطنية - 20/9/2012 - وجه النائب السابق أوغست باخوس كتابا إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان جاء فيه:" منذ ما يقارب السنتين تقريبا، رفعت لمقام فخامتكم الكتاب الآتي: يقع سجن روميه على مقربة نسبية من مكتبي. وأتردد مرات عدة للاطلاع على اوضاع المحكومين في السجن، وقد مضى على بعضهم اكثر من خمسة عشرة سنة، ومنهم المصاب بامراض مزمنة، وقد تكون مميتة وحال أغلبيتهم تستدعي الرحمة والاهتمام المباشر من فخامتكم". أضاف :"واكبت أخيرا زيارة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الذي تفقدهم، وتعجبت انه اكتفى طيلة ساعة من الوقت بحديث ودردشة معهم، الامر الذي لا يشفي غليلهم، واستمع الى مطالبهم التي نتمنى ان تتحقق، واعلام الرأي العام بمن فيهم المساجين بما تحقق من تلك المطالب".

وتابع :"نقترح، بتوجيه من فخامتكم ان يصار ايضا الى زيارة المساجين من قبل رئيس مجلس القضاء الاعلى ومعه القضاة اعضاء لجنة العفو الخاص ليرفعوا لفخامتكم حصيلة عن احوال المساجين لتتلمس مرة أخرى وعن كثب اوضاعهم. ويفسح في المجال لكل منهم ان يتقدم بطلب عفو خاص بعد الاطلاع على تقرير صادر من لجنة العفو الخاص برئاسة رئيس مجلس القضاء الاعلى".

وقال :" فخامة الرئيس، ان الصلاحية المعطاة لفخامتكم والمدونة في الدستور اللبناني بحقكم في منح العفو الخاص لا يجوز ان تبقى عبارات فارغة وغير قابلة للتنفيذ. وأحد اسلافكم الكبار الرئيس الياس الهراوي أقدم بناء لتمنياتنا على اصدار مجموعة من قرارات العفو وكان لها الصدى المستحب عند المواطنين والمشمولين بالرحمة. والديانات السماوية من مسيحية واسلامية أوصت بالرحمة وبخاصة عندما أطلق السيد المسيح عبارته السماوية: "ومن منكم بلا خطيئة". بمعنى ان الديانات تشجع على الرحمة والتوبة والعفو عند المقدرة. وفي بلدان العالم المتحضر لا يجوز ان يبقى السجين اكثر من عشر سنوات من دون أن يمنح العفو بخاصة اذا كان سلوكه صالحا وصادقا، فيخرج من السجن بعد تأهيله ليصبح مواطنا فاعلا في مجتمعه ويكمل سيرته الحسنة كمواطن صالح".

أضاف :"في مجال بلورة الصورة أروي القصة الآتية: أحد أبناء المتن من معارفنا حكم في فرنسا بجرم الاتجار بالمخدرات بعقوبة خمس سنوات. نفذ العقوبة بكاملها وعاد بعدها الى بلدته، وحملتني الحشرية القانونية أن أزوره في بيته فروى لي أنه كان عديم المعرفة في أي مهنة يدوية، وأثناء وجوده في السجن أخضعوه لارشادات ثقافية ودراسة نفسية ووجهوه الى تعلم مهنة من المهن اليدوية، وكان يتقاضى من عمله في المهنة مدخولا يوميا، ما أهله أن يجمع ثروة معقولة. وبعد خروجه من السجن وحضوره الى بلاده، أهلته تلك الثروة الصغيرة بأن مكنته من فتح مشغل أمن له مدخولا لائقا لمعيشته وتعليم اولاده. وأكثر من ذلك، دعي الى المثول امام احدى شاشات التلفزيون في لبنان وطرح معاناته في السجن واصبح مرشدا يبشر بأضرار الادمان لافادة باقي المواطنين ليجعلوا منه عبرة ويسلكوا مسلكه بمعنى انه اصبح مواطنا صالحا يحتذى به". وتابع :"هذه القصة الصغيرة أرفعها لفخامتكم تدليلا على صوابية الفكرة التي اطرحها عليكم، آملا ان تلقى الصدى المستحب لراحة ضميركم وشمول من مثله برحمتكم قبل أن تقدموا على إصدار قراركم بالعفو. قديما قيل:"العفو من شيم الكرام"، والتوبة تستوجب الرحمة ومن مثلكم لا يضاهيه احد في شمول الرحمة لمن يستحقها".

وختم باخوس :" فخامة الرئيس، اليوم وفي مناسبة زيارة الحبر الاعظم الى لبنان واشاعة جو الوئام والمحبة بين المواطنين كافة، لا يسعني الا ان أرفع هذه الامنية مجددا لفخامتكم معتبرا ان تجاوبكم مع هذه الامنية يشكل تردادا لأمنية قداسة الحبر الاعظم وإشاعة جو الرحمة بين صفوف المساجين المحكومين والموقوفين. وأكرر أن الله عز وجل أوصى بالرحمة عندما قال "ومن منكم بلا خطيئة"، فلتكن هذه الامنية شاملة الرحمة والوئام بين صفوف المساجين، أخذ الله بيدكم وحفظكم بالصحة الكاملة مع افراد عائلتكم الكريمة. فلتكن هذه المناسبة السعيدة مجالا لابراز رحمتكم وجلاء هذه الصورة المحببة لكم في قلوب كل الناس. مع شكري المسبق لكم، اتمنى لكم دوام الصحة والعافية والعمر المديد لتشملوا المحتاجين بهذه الرحمة".

 

صقر اعاد افادة السيد الى ابو غيدا

وطنية - 20/9/2012 - احال قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر افادة الشاهد اللواء جميل السيد الذي استمع اليها القاضي ابو غيدا في سياق متابعتة التحقيق في قضية الوزير والنائب السابق ميشال سماحة الموقوف في قضية نقل متفجرات في سيارته من سوريا الى لبنان وذلك لابداء الرأي. وقد اعاد القاضي صقر افادة اللواء السيد الى القاضي ابو غيدا بعدما اطلع عليها ولم يتخذ في شأنها اي اجراء.

 

المحامي السيد: احالة ابوغيدا افادة جميل السيد في قضية سماحة للقاضي صقر مطابقة للاصول

 وطنية - 20/9/2012 اوضح المحامي مالك السيد تعليقا على ماجرى تداوله اليوم من ان قاضي التحقيق العسكري رياض ابو غيدا قد احال شهادة اللواء الركن جميل السيد في قضية الوزير السابق ميشال سماحة الى القاضي صقر صقر للاطلاع وابداء الرأي "ان هذا الاجراء طبيعي ومطابق للاصول القانونية المعتمدة في مثل هذه الاحوال، وهو بالتالي ليس حدثا او شيئا مستجدا يستلزم التعليق عليه".

 

ارجاء متابعة محاكمة الشيخ مشيمش الى 18 ك2 2013

وطنية/ارجأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل ابراهيم الى 18 كانون الثاني 2013 متابعة محاكمة الشيخ حسن مشيمش بعد استمهال وكيله للاطلاع على لائحة اتصالات وردت الى المحكمة.

 

القضاء العسكري يواصل تحقيقاته في ملف آل المقداد والإدعاء على 3 موقوفين جــرم انشاء تنظيم مسلح

المركزية ـ واصل قضاة المحكمة العسكرية تحقيقاتهم في ملف آل المقداد، وفي هذا الإطار، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم على ثلاثة موقوفين جدد هم: ماهر المقداد - حسن المقداد - طارق سلطان – (لبنانيون) في جرم انشاء تنظيم مسلح بهدف القيام باعمال ارهابية وخطف الناس وترويعهم بقوة السلاح ومعاملة العناصر العسكرية بالشدة والعنف وحيازة اسلحة حربية ومتفجرات غير مرخصة، سندا الى المواد 335 و38 – 575 عقوبات والمادتين 5-6 من قانون 11/5/1958 و72 اسلحة واحالهم الى قاضي التحقيق العسكري عماد الزين تبعا للملف الاول طالبا اصدار مذكرات وجاهية بتوقيفهم. بدوره، إستجوب المحقق العسكري القاضي عماد الزين سوريين والموقوف السادس من آل المقداد وأصدر مذكرات توقيف وجاهية في حقهم، سندا الى مواد الإدعاء.

كذلك تسلم القاضي الزين ملف ماهر المقداد والموقوفين الآخرين ويعكف على دراسته لإستجوابهم غدا.

 

"ملتزمون" انتقد إقرار الزيادات للمسـؤولين:الا يخجلون من تحميل الشعب أعباء إضافية

المركزية- عرض المجلس المركزي لتجمع "ملتزمون" في اجتماعه الدوري، للنتائج الايجابية لزيارة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر، والآثار السلبية لإقرار مجلس الوزراء الزيادات للرؤساء والوزراء والنواب. واثر الاجتماع أصدر البيان الآتي:

أولا: استهجن المجتمعون موقف الوزراء المعيب، باقرار سلسلة الرتب والرواتب مع كل تداعياتها الاقتصادية السلبية لشمولها زيادات على مخصصات ورواتب الرؤساء والوزراء والنواب، دون ان يرف لهم جفن: الا يخجل هؤلاء الوزراء من "زيادة رواتبهم" وتحميل الشعب اعباء مالية اضافية ولو جاء على حساب الفئة الاشد عوزا وفقرا؟ الا يخجل هؤلاء الذين يتربعون على كرسي السلطة بقوة السلاح اللاشرعي من فرض ضرائب جديدة على ابناء جلدتهم واتباعهم ليتنعموا مع عائلاتهم وابنائهم واصهرتهم؟

الم تكفهم العمولات والمداخيل غير المشروعة والتي فاحت روائحها من صفقات المازوت الاخضر والبنزين وبواخر الكهرباء كي يمدوا ايديهم الى جيوب المواطنين الفارغة؟

لذا فان المجلس المركزي يتمنى على وزير الشؤون الاجتماعية اقتراح قانون "مساعدة الوزراء الاشد عوزا وحاجة"، على غرار مشروع "مساعدة العائلات الاشد فقرا" لان هؤلاء الوزراء يشكلون الفئة:

الاشد حاجة الى الحس الانساني والاخلاق المجتمعية والشعور الوطني.

الاشد حاجة الى الاحساس مع المواطن الفقير الخاوي الوفاض لعدم مزاحمته على لقمة عيشه.

الاشد حاجة ليتعلموا الاهتمام بشعب يبحث عن مياه نظيفة يشربها وكهرباء تنير لياليه المظلمة ورغيف يسد به جوع اطفاله.

طفح الكيل ايها السادة، فلا الامن تأمن معكم ولا السيادة والكرامة الوطنية حافظتم عليها، ولا الحدود استطعتم حمايتها، وفي النهاية تزاحمون المواطن على لقمة عيشه وتزيدون من فقره وعوزه بسياساتكم الاقتصادية الرعناء. نعم ايها السادة طفح الكيل فرحمة بالمواطن اذهبوا الى بيوتكم طواعية قبل ان ينفجر الوضع ويطردكم الشعب الجائع والمحتاج والفقير.

ثانيا: يهنئ المجلس اللبنانيين على ما اظهروه من محبة وتقدير واحترام لقداسة البابا خلال زيارته الى لبنان، والتي حملت الكثير من المعاني والاشارات ليس فقط لابناء هذا الشرق الرازح تحت ضغط الحروب والنزاعات المسلحة، بل الى العالم اجمع، حيث اكد قداسته على الدور الحضاري للبنان وعلى رسالته الانسانية".

 

الإمارات اليوم": الإخوان المسلمون أسسوا جناحا عسكريا للسيطرة على الســــلطة

المركزية- كشفت صحيفة "الإمارات اليوم" نقلاً عن مصادر مطّلعة أن الموقوفين الـ60 المنتمين إلى جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة قانونياً في الامارات، أدلوا باعترافات تفيد بانتمائهم إلى تنظيم سرّي، أسّس جناحاً عسكرياً، هدفه الاستيلاء على السلطة، وإقامة حكومة دينية في الإمارات، بوسائل غير مشروعة. وشدّدت المصادر على أن قضية أولئك الموقوفين جنائية بحتة، ولا صلة لها بكونهم دعاةً دينيين، ولا أشخاصاً يدافعون عن قضايا سياسية أو يطالبون بإصلاحات، في ظل "اعترافاتهم الموثقة بإنشاء إطار تنظيمي سرّي تابع للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين يمتلك أموالاً ويدير استثمارات، ويجمع تبرعات لمصلحته"، وأضافت ان الموقوفين "أقروا أيضاً بأنهم وجدوا في أحداث الربيع العربي فرصة ملائمة لنشاطهم"، وأن لديهم "جناحاً عسكرياً تأسس منذ عام 1988 لتدريب المنتمين، على أن يتواصل القياديون فيه مع الضباط لضمّهم إلى التنظيم بعد تقاعدهم". ونفت المصادر نفسها تعرّض أي من الموقوفين إلى التعذيب بأي شكل من الأشكال، معلنة أن الموقوفين، طبقاً لاعترافاتهم أثناء التحقيق، أسّسوا هيكلاً تقليدياً يشبه الهيكل التنظيمي لجماعة "الإخوان المسلمين" في الدول العربية، فهناك منسق عام، ومكتب تنفيذي، ومجلس شورى، فيما تدير القواعد لجان فرعية على مستوى كل إمارة في الدولة، وكل ذلك في إطار ثلاثة أهداف رئيسة، أولها تهيئة المجتمع للتنظيم، بعد التغلغل فيه، ثم الاستيلاء على السلطة، وإقامة حكومة دينية، وقبل ذلك استقطاب 2 بالمئة من المواطنين لعضوية التنظيم، على أن يكون لهم في الحكومة نحو خمس حقائب وزارية، واستثمارات تتعدى مليار درهم في الدولة

 

أميركا هي الوحيدة القادرة على ضرب برنامج ايران النووي بالكامل والقدرات الإسرائيلية لا يمكنها سوى تأخيره

بيروت اوزارفر/كشف تقرير عن مركز أميركي، أن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الوحيدة القادرة على ضرب البرنامج النووي الإيراني وتدميره بالكامل، وأن القدرات الإسرائيلية لا يمكنها سوى تأخير المجهودات الإيرانية لعام أو عامين على أكثر تقدير وأورد التقرير الذي أعده خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، والذي يعتبر أحد مراكز الفكر المعتبرة في أميركا، أن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تمتلك القدرات لإيصال الشحنات المتفجرة اللازمة في الضربة الأولية ويمكنها بفاعلية تنفيذ ضربات جوية متتابعة تعتمد على المعلومات الاستخباراتية المستمر على أرض الواقع

وأوضح أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها القوات الجوية، وقدرات الدعم، والقوات البحرية الجوية المختلطة في الخليج للاستمرار في مساندة الحملة لفترة من الزمن وإعادة توجيه الضربة بعد فشل الضربة الأولية في تنفيذ التدمير المرجو، وإذا ما وجد أن هناك ضرورة لتنفيذ ضربات أخرى وذكر التقرير أن "إسرائيل لا تمتلك القدرات لتنفيذ ضربة وقائية يمكن أن تقوم بما هو أكثر من تأخير المجهودات الإيرانية لعام أو عامين"، مضيفاً أن أي هجوم ستنفذه إسرائيل ضد إيران سيزيد من حالة عدم الاستقرار والصراع في المنطقة، بالإضافة إلى الإرهاب، وأن العواقب المتوقعة في المنطقة ستكون كارثية ويضيف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الضربة الأولى تهدف إلى إظهار منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية شديدة التحصين ومراكز البحث ومواقع الصواريخ الباليستية، وأن "إيران لن تكون عاجزة في مواجهة هذه الضربة، وأنها ستستهدف إسرائيل والمصالح المالية والأمنية الأميركية في دول الخليج

 

فؤاد داود بعد تحريره ليلاً وعودته إلى زحلة:أعطوا أمراً للجيش حتى لا يبقي أزعر في البلد

النهار/في انجاز امني عزيز، بعد سلسلة من النكسات في ملف الخطف على الفدية، فتحت مساء أمس ابواب ثكنة ابلح للصحافيين لتغطيته. حرر الجيش، فؤاد داود بعد مضي اسبوع على خطفه ومطالبة عائلته بفدية 250 الف دولار، في عملية امنية خاطفة، يكمن انجازها، الفريد من نوعه لغاية الآن، بتوقيف احد الخاطفين المدعو حسن محمد علوه. فقد دهمت قوة من الجيش، بناء لمعلومات توافرت لديها، المنزل الاخير الذي احتجز فيه داود في محلة التل الابيض في مدينة بعلبك، وشكلت مفاجئة لخاطفيه. حررت المخطوف، واوقفت احد خاطفيه وضبطت في المنزل اسلحة وحشيشة، فيما تمكن عباس علوه شقيق الموقوف من التواري. وترافقت العملية مع اطلاق الخاطفين رشقات نارية في الهواء في محيط منطقة المنزل، فيما واصل الجيش مداهماته لتوقيف باقي افراد العصابة. وكان الجيش قد نفذ في الايام الماضية عمليات دهم لاماكن عدة اشتبه بوجود فؤاد فيها، على خطى الخاطفين الذين تنقلوا مع ضحيتهم في خمسة اماكن مختلفة.   فؤاد الذي حضر امام عدسات الكاميرات حرا، مرتديا ثيابا اعطاه اياها الموقوف حسن بعدما سمح له ليل الثلثاء بالاستحمام، الامر الذي حرم منه طيلة الأيام السابقة، اطلق صرخة "اعطوا امرا للجيش حتى لا يبقي ازعر في البلد". شكر "قيادة الجيش، وكل المسؤولين بالدولة، واهلي وجيراني واحبائي جميعهم". وشكر "يسوع لانه لم يتركني ولا دقيقة، كانوا يغطون عيني بعصبة، لكن كنت ابقى ارى كل شيء كأني غير معصوب".

اضاف: "للصدق لم يعذبوني، ولم يضربوني، همّهم المال والدولارات. كانت لديهم اخبارية باني املك ملايين الدولارت. قلت لهم: "انا لا امك المال، فمن لديه المال لا يستدين من المصارف وهذه بطاقتي المصرفية تثبت ما اقوله، لكنهم لم يسمعوا مني". ولدى عودة فؤاد الى منزله استقبلته عائلته مع جيرانه واصدقائه باطلاق الاسهم النارية، والذبائح والزفة.

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بعد عملية رصد ومتابعة مكثفة، تمكنت مديرية المخابرات من تحديد مكان المواطن المخطوف فؤاد داود في محلة تل الابيض – بعلبك، وقامت دورية تابعة لهذه المديرية بمؤازرة وحدة من الجيش بدهم المكان المذكور واشتبكت مع الخاطفين وتمكنت بنتيجة ذلك من تحرير المواطن داود وتوقيف أحد الخاطفين، وتستمر قوى الجيش بملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم وتسليمهم الى  القضاء المختص. وليلا صدر عن "الكتلة الشعبية" في زحلة بيان جاء فيه: "تلقينا بسرور شديد خبر تحرير المواطن فؤاد داود على يد الجيش اللبناني بعد اشتباكات مع الخاطفين.

ان الكتلة الشعبية وإذ تهنئ آل داود وعموم أهالي زحلة بالافراج عن ابنهم وعودته سالما، تتوجه بالشكر والتقدير من قيادة جيشنا اللبناني الباسل وقيادة الامن العام اللبناني، وكل القيادات التي عملت على التهدئة ووأد الفتنة التي حاول البعض تسويقها لغايات سياسية كادت أن تضرب السلم الأهلي".

 

حزب الله» ينظّم تظاهرة في صور والسفارة الأميركية تتهمه بالتلاعب بالمشاعر

بيروت - «الراي/في اول تعليق اميركي على التظاهرات التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله احتجاحاً على فيلم «براءة المسلمين» المسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ومواقفه بازاء الولايات المتحدة، أكدت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بيروت أماندا جونسون «أن التلاعب السياسي لـ «حزب الله» بمشاعر الاشمئزاز الصادقة التي يشعر بها العديد من اللبنانيين جراء هذا الفيلم الافترائي هو واضح ولن يخدع الشعب اللبناني». وقالت جونسون لموقع «ناو ليبانون الالكتروني»: «ان «حزب الله» يسعى لتحويل الانتباه الدولي عن أنشطته التي تشمل دعمه نظام حليفه الوحشي، أي الأسد، وهو نظام دمّر جوامع وكنائس والتراث الثقافي والديني لسورية، كما قتل الآلاف من أبناء شعبه». واذ شددت على أن «لا علاقة للحكومة الأميركية بهذا الفيلم المثير للاشمئزاز والذي أهان كل الأديان»، اكدت ان «للولايات المتحدة تاريخاً من التسامح الديني والاحترام لجميع الأديان، يعود الى زمن تأسيس أمتنا. ونحن نرفض تشويه سمعة الدين». وردًا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة ستعيد النظر بدعمها للثوار في سورية بعد ما تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا، استشهدت جونسون بخطاب للرئيس الأميركي باراك أوباما، يؤكد فيه أن «الولايات المتحدة لن تنأى بنفسها عن العالم، نحن لن نتوقف عن العمل من أجل كرامة وحرية كل شخص يستحق ذلك، بغض النظر عن عقائده وعن دينه». وتجمع الالاف في مدينة صور في جنوب لبنان بناء لدعوة نصر الله، احتجاجا على الفيلم والرسوم الكاريكاتيرية المسيئة. وسار المشاركون في تظاهرة رافعين لافتات كتب فيها «لبيك يا رسول الله» و»كل مصائبنا هي من اميركا» و»مسلمون ومسيحيون دفاعا عن كرامة الرسول». واخترقت المسيرة الشارع الرئيسي في المدينة الممتد على مسافة كيلومترين ونصف الكيلومتر، على وقع صيحات «يا محمد» و»اميركا اميركا انت الشيطان الاكبر» و»اسرائيل اسرائيل عدوة المسلمين».وتوافد المشاركون من معظم قرى الجنوب حاملين اعلاما لبنانية وعدد قليل من الاعلام السورية، الى رايات لحزب الله وحركة امل الشيعية المتحالفة معه والتي دعت انصارها ايضا الى المشاركة في المسيرة.

 

علي منصور السبعيني أخذوه من أمام منزله في غزة والخاطفون طلبوا 15 مليون دولار فدية

زحلة – "النهار"/عندما يخطف 7 اشخاص في البقاع وحده، في غضون 5 اسابيع، من دون ان يقبض على اي من الخاطفين، فإما ان يتم تغيير قادة الاجهزة الامنية ووحداتها المعنية، لاخفاقهم في حفظ الامن وقمع الجريمة، فيما  تجتر بيانات مجلس الامن الفرعي للبقاع العبارات نفسها من اجتماع الى آخر كل شهرين او ثلاثة، واما ان ينتفض هؤلاء لشرفهم العسكري، ويفضحوا علناً الامن بالتراضي، الذي ارسته السلطة السياسية، وحوّلهم شهوداً يقبعون في مكاتبهم ومفارزهم ومخافرهم، بدل ان يشكوا للصحافيين عجزهم عن اقتحام اوكار المجرمين، لعدم توافر الغطاء والتوافق السياسيين.  

ولأن كلا الامرين لا يحصل، فان ممارسة رجل الامن سلطته حتى لقمع مخالفة بات بالنسبة الى المواطنين موضع تعليقات، "مش قادرين الا على مواطن لم يسدد الميكانيك، أو على خيمة قرميد مخالفة". هكذا كانت التعليقات في جمع مختلط من المواطنين على حادث خطف المواطن علي احمد منصور، ليل الثلثاء، على مقربة من منزله في بلدة غزة - البقاع الغربي.

خطف منصور يذكر كثيرا بخطف مغترب آخر هو احمد صخر في ايار الفائت من بلدة بعلول، ليس فقط في تفاصيل تنفيذ العمليتين، بل في تداعياتهما على منطقة هي خزان المغتربين وثرواتهم التي جنوها في بلاد اميركا الجنوبية. احمد صخر، بعد تحريره من خاطفيه، عاد وسافر مضطرا بعدما كان استقر في لبنان ووسعّ اعماله فيه، كما يلفت رئيس بلدية غزة محمد المجذوب، الذي يخشى ان يؤدي خطف علي منصور، "رئيس صندوق الزكاة في غزة، صاحب اليد الطولى في عمل الخير، من البنائين في هذا الوطن" كما وصفه، الى تفريغ المنطقة من مغتربيها المقيمين الذين يملكون جميعهم جنسيات ومنازل في البلدان التي اغتربوا فيها، بعدما اصبحت ثرواتهم ومكانتهم تعرض امنهم وامن عائلاتهم في وطنهم.

قرابة التاسعة ليل الثلثاء، وبينما كان منصور عائدا بسيارته من المسجد بعد ادائه صلاة العشاء، على الطريق العامة التي تربط غزة بالسلطان يعقوب التحتا، وقبل بضعة امتار من منزله، ابطأ سيره لوجود مطب، فاعترض "غراند شيروكي" رمادي طريقه وصدمه، وترجل ثلاثة ملثمين، وبوجود شهود عيان لم يلحظوا سلاحا في يد الخاطفين، وانزلوا علي من سيارته، وضربوا رأس الرجل السبعيني بالزجاج، وفيما حمله اثنان الى سيارتهما، تولى الثالث بكل برودة قيادة سيارة منصور وابعادها عن وسط الطريق. لينطلقوا بعدها سالكين الطريق نفسها التي قدموا منها اي طريق بلدة غزة. 

بعد نحو نصف ساعة على عملية الخطف، اتصل الخاطفون بنجل المخطوف مستخدمين خطه الخليوي، وعاودوا الاتصال اكثر من مرة لغاية الثانية عشرة والنصف، مستخدمين في الاتصال الاخير رقما مختلفا، مطالبين بفدية قدرها 15 مليون دولار هي الاعلى التي تطلب الى الآن، بما يعني ان الخاطفين يعرفون الملاءة المالية للعائلة المغتربة في فنزويلا، كما يعرفون تفاصيل تحركات علي. وهنا وجه الشبه بين خطفه وخطف صخر من امام منزله في بعلول لدى توجهه لاداء صلاة الفجر في المسجد، علماً ان 4 من افراد عصابة خطف صخر اوقفوا، من بينهم واحد سلّم نفسه. فمن خطف علي منصور؟ التحقيق يعمل على حركة الاتصالات، وافادات شهود العيان، والبصمات التي رفعها عن سيارة المخطوف، والتي لوثها متطفلون تبرعوا بركن سيارته ورفع مفتاحها الذي استخدمه احد الخاطفين حين قادها. عائلة منصور التزمت الصمت، وعدم التحدث الى الصحافيين، ولا يبرر قلة ادب احد افرادها في التعامل مع الصحافيين كأنهم سبب مصيبتهم، سوى قلقه على والده، وغضبه من اهانة رجل في خريف عمره، ليبتزوه في جنى عمره.  هل تذكرون محمد المجذوب؟ هو الشيخ الذي رمى عمامته ارضا وادعىّ خطفه ليحدث فتنة سنية – شيعية كادت ان تلتهب لولا توقيفه، ليخرج من السجن بعد قضائه حكما مخففا. ويعود الى خلف القضبان اخيرا لدوره مع آخرين في خطف احمد صخر الذي يقال ان احد اسباب هجرته المتجددة، هي الضغوط التي مورست عليه للتنازل عن ادعائه الشخصي في حق خاطفيه.

 

الجيش طوّق اشتباكات في السعديّات بين مناصرين لـ"حزب الله" و"المستقبل"

النهار/تمكنت وحدات من الجيش من تطويق اشتباكات مسلحة وقعت ليل الثلثاء - الاربعاء بين مجموعتين من الشبان في منطقة السعديات تنتمي الاولى الى "حزب الله" والثانية الى "تيار المستقبل"، وتخللها تبادل لاطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة، قبل ان تتمكن وحدات الجيش من احكام السيطرة على الموقف في البلدة في ساعة متأخرة من الليل، وأعادت الوضع الى ما كان عليه وانتشرت في مكان الحادث. وأفاد شهود عيان ان الحادث بدأ مع وصول اربع سيارات ذات زجاج داكن الى منزل شخص (شيعي) من آل حمادة يقطن في المحلة منذ امد بعيد، وفيها مجموعة من "حزب الله" قيل إنها جاءت لتقدم واجب التعزية لصاحب المنزل عادل حمادة بوفاة والده احمد، الأمر الذي استفز ابناء مختار المحلة رفعت الاسعد ومناصرين له من اقربائه "العرب" المجنسين الذين يقيمون في المنطقة، والذين اعترضوا على وصول السيارات الاربع بهذه الطريقة واعتبروها استفزازية، فحدث تلاسن بين الطرفين اللذين توسعت "جماهيرهما" وسرعان ما تطور الى اطلاق نار تدخلت على أثره قوة من الجيش وأعادت فرض الامن في المنطقة. ولم تسفر الاشتباكات عن اي اضرار تذكر، رغم كثافة النيران التي اطلقت في المنطقة واقلقت قاطنيها والجوار، في ما عدا بعض الاضرار المادية كزجاج السيارات وما شابه. وصباح امس أصدرت قيادة الجيش بيانا حول الحادث جاء فيه:"مساء (اول من) أمس، حصل اشكال بين عدد من الاشخاص في محلة السعديات على خلفية حزبية، تخلله اطلاق نار بالاسلحة الحربية الخفيفة وتجمهر عدد من المواطنين. وعلى الفور حضرت قوة من الجيش الى المكان، وعملت على تفريق التجمعات وتسيير دوريات راجلة ومؤللة في المنطقة. تمّت اعادة الوضع الى طبيعته، وتستمر وحدات الجيش بتعقب المتورطين في الحادث لتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء".

 

النائب محمد الحجار: ما جرى في السعديات خطير جدا ويجعلنا ندق ناقوس الخطر

موقع 14 آذار/اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار في حديث الى اذاعة "الشرق" ان "ما جرى في السعديات أمرا كبيرا جدا وخطيرا جدا، وان ما حصل يجعلنا ندق ناقوس الخطر"، سائلا عما يريده حزب الله في لبنان، وهل يبحث عن الفتنة في لبنان تنفيذا لمشروع إقليمي مكلف به؟ هل يريد أخذ لبنان والمنطقة الى اقتتال داخلي وإيجاد حالة من عدم الإستقرار ؟ وهل آن الأوان لإفتعال مشاكل داخلية تنفيذا للمشروع الإيراني في المنطقة؟

ورأى "أن حادثة السعديات لا يمكن فصلها عن حوادث مثيلاتها المتنقلة التي ينفذها حزب الله أو المجموعات التابعة له أو التي تأتمر بأمره"، مشيرا "الى الأحداث المتكررة التي حصلت في بيروت والناعمة وعلى طريق المطار وفي طرابلس وجبل محسن وباب التبانة وفي بعلبك وأمس في الإقليم. سائلا عما يريده حزب الله؟ وما علاقة المقاومة والقتال ضد العدو الإسرائيلي بمداخل إقليم الخروب؟ لماذا حزب الله يصر على فتح مكتب له في السعديات مدخل إقليم الخروب على الرغم من ان الناس ترفض أي وجود مسلح في أحيائها وبلداتها"؟

وأشار "الى أن ذلك سبقه محاولات للحزب لفتح مكتب له في بلدة السعديات وشراء شقق سكنية في ساحل الإقليم وساحل الشوف". وقال:"بالنسبة لنا لا مشكلة عندنا، والإقليم وأهله ليسوا منغلقين ولكن ما يفاجأ الأهالي في السعديات ومناطق أخرى هو توزيع عناصر حزب الله منذ حوالى الشهرين دعوات تحت شعارات دينية من أجل أن يفتح له مكتب ببلدة السعديات، ولكن الأهالي يومها رفضوا هذا الأمر وتجمد الوضع بعد أن تدخل الجيش. ولكن البارحة فوجىء الأهالي بوجود أكثر من 20 مسلح ينتمون الى حزب الله جاؤوا لتقديم التعازي".وسأل "هل يمكن أن نتصور مسلحين بكامل عدتهم وعديدهم جاؤوا للتعزية".

وتابع الحجار:"الأهالي ردوا عليهم وحصل تلاسن ثم قاموا بمهاجمة منزل المختار بالسعديات بالشكل الذي حصل، فقمت بالإتصال بقائد الجيش وبالمعنيين ووضعتهم في اجواء ما يحصل وتدخل الجيش مشكورا وحسم الوضع "، مضيفا:"ما يجب أن يفهم أن الناس لا يريدون مكاتب مسلحة ولا يريدون عناصر مسلحة تدخل الى المنطقة تحت دعوة تسمى المقاومة. فالمقاومة منهم براء بعد أن تكشفت حقيقتهم وحقيقة مشروعهم "، لافتا الى ان "المطلوب الآن هو أن ما يجب أن يفهمه حزب الله، أن ما يقوم به ينذر بمشاكل كبيرة"، وقال:"ان الجيش والقوى الأمنية تقوم بواجباتها ضمن إمكاناتها لكن يبقى القرار بضرب الإستقرار بيد من يحمل السلاح ومن له القدرة على ضرب الإستقرار".

سئل: هل الحكومة الحالية تعترف بأن حزب الله مقاومة ضد اسرائيل رسميا وشرعيا في لبنان؟

أجاب:"إن الأمور تكشفت والحقيقة باتت واضحة لا سيما بعد الذي سمعناه من يحيى صفاوي مستشار القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية حين قال إذا نفذ الكيان الصهيوني يوما أي خطوة ضدنا، فإن مجموعات المقاومة وخصوصا حزب الله في لبنان باعتباره دفاعنا الإستراتيجي سيكون له رد على هذا الكيان، وكذلك يقول محمد الجعفري قائد فيلق القدس بوجود عناصر له في لبنان وفي سوريا تقوم بمهام استشارية ما يؤكد أن ما اعتبرناه مقاومة ووقفنا الى جانبه يوما من الأيام بقتاله ضد العدو الإسرائيلي يتكشف لنا أنه أصبح أداة في مشروع إقليمي بقيادة إيران وهذا المشروع يريد وضع يده على المنطقة ويبحث عن مواقع نفوذ له. للأسف فإن حزب الله يرتضي أن يكون أداة في هذا المشروع، ولكننا لا نقبل به وسنكون له بالمرصاد بما تيسر لنا من وسائل سلمية، وأن المطلوب من الجيش والقوى الأمنية أن تقوم بواجباتها في هذا الإطار". وعلق على وضع الحكومة الحالية برئاسة الرئيس ميقاتي "بأن قرارها موجود بيد حزب الله وموجهي هذا الحزب في إيران وفي النظام السوري".

وعن جلسة الحوار التي ستنعقد غدا أشار الحجار "الى وجود إشكاليات حول الجدوى من انعقاده أو عدم جدواه"، وقال:"نعم هناك خلافات واختلافات بين اللبنانيين وأن الطريق لحلها هو الحوار على قاعدة أن الحوار يمكن أن يؤدي الى نتيجة وأن يستند الى مرجعية، وهذه المرجعية هي الدولة وشروطها وعناصر بنائها والكل يعرف أن هناك نقاشا طويلا حصل بين مكونات 14 آذار حول تلبية هذه الدعوة أو عدم تلبيتها، لا سيما بعد أن قاطع طرف أساسي جلسة الحوار السابقة وهو القوات اللبنانية، لأنه رأى بان لا جدوى من الحوار في ظل إصرار حزب الله وقيادته على نسف موضوع الإستراتيجية الدفاعية".

وقال:"عندما يعلن حزب الله أن هذا السلاح لا يجب أن يمس وأنه سيبقي عليه سواء أقبلنا أم لم تقبل، ويريدون أخذ قرار القتال من دون العودة الى احد، فهذا يثير الكثير من التساؤل حول الجدوى من هذا الحوار". واضاف:"ان الدعوة الى الحوار التي جاءت من فخامة الرئيس نريد تلبيتها من أجل أن نقول له نحن الى جانبك في مواقفك التي تعبر عنها والتي تظهر مدى شجاعتك وجرأتك في تحمل المسؤولية في هذا الظرف بالذات". وعن مشاركة السيد نصر الله في التظاهرة التي دعا إليها "حزب الله" ضد الفيلم المسيء للاسلام وعما إذا كانت طلته مسيسة أجاب النائب الحجار:"لا شك أن منطوق الدعوة في حد ذاته هو اعتراض على الفليم المسيء للاسلام وللنبي، وهو امر اساسي بالنسبة لنا ولا يمكن لأحد الإساءة للاسلام وللديانات السماوية، لافتا "الى أن هناك من يريد الإساءة خدمة لمشاريع معينة".

ورأى "أن هذه التظاهرة التي دعا إليها السيد نصر الله يمكن لو ترافقت مع التعبير عن رفض ما يقوم به النظام السوري من ممارسات ضد المسلمين ومع عدم رفع صور قائد هذا النظام في التظاهرة، لكنا قلنا نعم هذا الأمر نحن معه ونؤيده ونشد على يد من يدعو إليه، ولكن أن يصار الى أن تكون الأمور بالشكل الذي تم فإننا نعتبره استثمارا سياسيا من قبل حزب الله ومحاولة تحويل الأنظار لإظهار نفسه في موقع جديد لا سيما بعد أن اتضحت حقيقة موقعه ومشروعه".

 

بالصور: عناصر "حزب الله" كسروا كاميرته على رأسه... تهمة رامي عيشة "الصحافة"!

مارون حبش/موقع 14 آذار

ليس دفاعاً عن مراسل صحيفة "التايم" في لبنان رامي عيشة، إنما من أجل تحقيق العدالة والمساواة بين البشر وتحديداً بين الصحافيين بحسب الشرائع والقوانين، فلماذا يجب إخلاء سبيله؟

تنتظر اليوم عائلة عيشة قرار المحكمة التمييزية للبت بتهمة رامي، وبحسبها إما يصار إلى إخلاء سبيله أو محاكمته، لكن ندعو القاضي إلى النظر بالأسئلة الأتية قبل الحكم:

-ما الفارق بين رامي عيشة ومراسلي التلفزيونات المحلية (أل بي سي، الجديد ...)؟ الأول كان يحضر لسبق صحافي يغطي فيه عملية تهريب للسلاح من لبنان إلى سوريا، والأخرين قابلوا أبو ابراهيم خاطف اللبنانيين، وكانوا على اتصال معه طوال فترة احتجازهم في حلب فضلاً عن زيارته في وكره؟.. القضية الأولى لا تتعدى عملية بسيطة لتهريب السلاح التي أراد تغطية أحداثها عيشة فيما الثانية كادت أن تشعل البلد، خصوصاً بعدما افاد احد المراسلين ان المخطوفين قتلوا جميعاً.

-ما الفارق بين عيشة ومراسل قناة "الميادين" الذي تابع قضية الجناح العسكري لآل المقداد، وقابلهم في وكرهم، أثناء تحقيقهم مع المخطوفين السوريين والأتراك؟، فها هم منفذو العملية يقبعون في السجن والمراسل يتابع حياته الطبيعية، إضافة إلى باقي مراسلي المحطات الذين تمركزوا دخل رابطة آل المقداد مع أمين سر الرابطة ماهر المقداد.

-ما الفارق بين عيشة ومراسل قناة "المنار" ضياء أبو طعان الذي خرق الخط الأمني وأراد تصوير تقريره أمام منزل النائبين ستريدا جعجع وانطوان زهرا؟

-ما الفارق بين عيشة ومراسلة الـ"(ال بي سي) التي نقلت أحداث عملية تحرير أحد المخطوفين السوريين من مكان احتجازه حتى منزله، كمبادرة قدمها ماهر المقداد للقناة، واعتبار الأمر كهدية في عيد الفطر، شاركت في تقديمها (أل بي سي) في غياب أي جهاز أمني؟

-لماذا الصحافي في جريدة الديار شارل أيوب له الحرية بشتم المسؤولين اللبنانيين، واتهامهم بالعمالة، وفبركة الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى إلى زعزعة الأمن، ولا يسمح لعيشة بتغطية عملية تهريب الأسلحة؟

-ما المادة القانونية التي تسمح لعناصر حزب الله بتوقيف رامي عيشة والتحقيق معه لمدة ساعتين قبل تسليمه إلى الجيش اللبناني، ولما لا يكون الجيش هو من يوقف رامي عيشة؟

-هل تسمح شرائع حقوق الانسان، والقانون اللبناني، لعناصر حزب الله والشرطة العسكرية بضرب عيشة وكسر اصبعه وتحطيم كاميرته على رأسه؟ حتى لو كانت التهمة أمنية، وللإشارة فإن العميل فايز كرم الذي شارك في قتل العديد من اللبنانيين بسبب عمالته، اعتقل اعتقال الفرسان وافرج عنه كالأبطال.

إذا فليكون الجميع تحت القانون، إما محاكمتهم أو إخلاء سبيل رامي عيشة، وندعم الموقف الثاني نظراً للحرية الصحافية في تعقب الخبر، وحرية الوصول إلى معلومات.

وفي هذا السياق، استطاعة مصادر موقع "14 آذار"، الوصول إلى صور الكاميرا التي حطمها عناصر حزب الله برأس عيشة، إضافة إلى صورة أخرى لحقيبة الكاميرا كتب عليها (رامي عيشة – جبيل)، وباسلإضافة بعض المعلومات عما جرى مع عيشة، أوضحت المصادر أن "مجموعة مسلحة تستقل سيارتين بزجاج داكن اعترضت عيشة قرب طريق المطار، وقامت بعصب عينيه، واقتادته عنوة وبقوة السلاح إلى جهة مجهولة، لكن ليس لمسافة بعيدة".

وأكدت المصادر "تعرض رامي إلى ضرب مبرح وعشوائي على مختلف أنحاء جسده، بقصد معرفة ماذا كان يفعل في تلك المنطقة وما الغاية من التحقيقات الصحافية التي كان يجريها"، لافتة إلى أن "الخاطفين كسرواً الكاميرا التي كان يحملها عيشة على رأسه، وحصل ذلك رغم معرفتهم أنه صحافي بعدما أن ابرز لهم بطاقته الصحافية حالما تم خطفه".

وأفادت بأن "عيشة ظل يتعرض للضرب لمدة ساعتين متواصلتين كان خلالها معصوب العينين ومربوط اليدين، والنتيجة هي أن جسده بالكامل مغطى بالرضوض مع كسر في اصبعه".

فليتحمل الجميع المسؤولية!

 

ثأر بشير من بشّار

محمد سلام/موقع الكتائب

بغض النظر عما أثير من جدل سياسي حيال ما عرف بمؤامرة سماحة-المملوك الإرهابية، يبقى سؤال لم يطرح بما يستحقه من جديّة: لماذا لم تعرض المضبوطات، وتحديداً صواعق التفجير؟ وهل بينها ما هو مماثلل لصاعق التفجير الذي اغتال الرئيس بشير الجميل؟ السؤال استطراداً هو: هل ثأر بشير، وإن بعد حين، من بشار على ما فعله "الوالد" حافظ وما كان ينوي الإبن أن يفعله؟

للإجابة، لا بد من الإضاءة على مسلسل القتل تفجيرا، بدءاً من اغتيال الطلفة مايا بشير الجميل وصولاً إلى عبوات سماحة-المملوك.

=1=خيار الاغتيال الإلكتروني:

بعد انكشاف التوّرط المباشر لنظام حافظ الأسد في اغتيال "زعيم الحركة الوطنية اللبنانية" كمال جنبلاط في 15 آذار العام 1977، وبعد فشل نظام الأسد في الإمساك الكامل بالوضع اللبناني في ضوء انفجار الصراع مع اليمين المسيحي وصعود نجم الشيخ بشير الجميل، قررت مخابرات نظام الأسد أنه لا مفر من اعتماد خيار الاغتيال السياسي لإلغاء أعدائها في لبنان.

وبما أن الاغتيال المباشر بالخطف وإطلاق النار صار مكشوفاً بعد انتشار أسماء الضباط الذين تورطوا في عملية اغتيال جنبلاط. وفي ضوء حقيقة أن الشخصيات المرشحة للاغتيال ستكون في غالبيتها متواجدة في مناطق خارج السيطرة المباشرة لسلطة قوات الأسد ومخابراته، تم اعتناق خيار الاغتيال عن بعد بالتفجير الإلكتروني.

تم اتخاذ القرار في كانون الأول (ديسمبر) من العام 1978 بعد دراسة مستفيضة أجرتها مخابرات الأسد لنتائج وانعكاسات حرب المائة يوم التي خاضتها قواتها ضد المسيحيين بين شهري تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) من ذلك العام وخرجت منها مهزومة، ما اضطرها إلى الانسحاب من المناطق المسيحية.

=2=الهدف الأول:

حددت المخابرات السورية الهدف الأول لحملة الاغتيالات الإلكترونية وهو الشيخ بشير الجميل مؤسس "القوات اللبنانية"، والنجم السياسي الصاعد في لبنان الذي "قد"  يتمكن من الوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية بدعم غربي-إسرائيلي ولا ممانعة عربية.

حتى منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات كانت تجد في بشير الجميل "حليفاً واقعيا" ضد سيطرة نظام الأسد على لبنان. أما دول الاعتدال العربي، غير المغرمة أساساً بنظام الأسد، كانت تؤيد سراً وصول الجميّل الشاب إلى رئاسة الجمهورية علّه يحد من سطوة نظام الأسد الذي يحصل على الدعم العربي المعلن بالابتزاز".

باختصار كان بشير الجميل أمل كل خصوم نظام الأسد، من محليين (اليسار ضمناً)، ومن عرب يتخوفون من تنامي تحالف الأسد مع إيران الخمينية، ومن غربيين يعادون الأسد حليف الاتحاد السوفياتي.

وكان قرار نظام الأسد حاسماً: قتل بشير الجميل.

=3=فشل الاغتيال الأول: في 23 شباط (فبراير) العام 1980 تم تنفيذ عملية الاغتيال الإلكتروني الأولى، مستهدفة سيارة الشيخ بشير الجميل في منطقة الأشرفية بالشطر الشرقي من بيروت. نجا الجميّل الشاب لأنه ببساطة لم يكن في السيارة. قتل الانفجار إبنته مايا التي لم تكن قد تجاوزت عامها الثاني وقتل معها المرافقين الثلاثة.

رسميا، لم يعرف الفاعل مع أنه تم توقيف أشخاص من أل شعيا وكازازيان. أطلق جيش الأسد الموقوفين من سجن رومية المركزي شرقي بيروت في 13 تشرين الأول (أكتوبر) العام 1990 عندما احتل المناطق المسيحية بحجة إنهاء التمرد المسلح الذي كان يقوده العماد ميشال عون.

اللافت أنه في 29 أيلول (سبتمبر) من العام 2011، بعد ستة أشهر من اندلاع شرارة الثورة السورية، قتل اللبناني حسّان وهبي في كمين أمام مدينة حماة السورية. وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن وهبي، الذي ينتمي إلى الحزب "السوري القومي الاجتماعي" بقيادة النائب أسعد حردان، هو أحد الضالعين في اغتيال الطفلة الجميل، وهو ما لم يتم تأكيده رسمياً، علمأ أن الحزب نعا وهبي وشارك رسمياً في تأبينه في كنيسة الروم الأرثوذوكس في بلدة بينو، بقضاء عكار الشمالي.

=4=نجاح وفشل الاغتيال الثاني: محاولة الاغتيال الثاني نجحت. قتل الرئيس المنتخب بشير الجميل في تفجير لاسلكي استهدف مكتب حزب الكتائب في منطقة الأشرفية ببيروت الشرقية في 14 أيلول (سبتمبر) العام 1982 قبل تأدية اليمين الدستورية وتسلّم مقاليد السلطة.

نُفذَت المهمة ولكن العملية فشلت. القتل تحقق. لماذا فشلت المهمة؟

لأن حبيب الشرتوني، الذي نفذ المهمة، تم اعتقاله من قبل جهاز أمن "القوات اللبنانية" وهو يحاول التخلّص من جهاز التفجير اللاسلكي. فتمت مصادرة الجهاز، ما كشف المخطط من أساسه، علماً بأن الشرتوني ينتمي أيضاً إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد تم تهريبه من سجن رومية المركزي مع المتهمين باغتيال الطفلة مايا بشير الجميّل، بعد ثماني سنوات من توقيفه

=5=من استورد أجهزة التفجير من اليابان:المحاولة الأولى للتحقيق الجدّي في اغتيال الرئيس بشير الجميل بدأت في 29 كانون الأول (ديسمبر) العام 1983، أي بعد 15 شهراً على اغتياله. في ذلك التاريخ وجّه المحقق العدلي في الجريمة كتاباّ إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ، الشعبة الفنية-مكتب الشرطة الدولية (إنتربول) "لمخابرة مكتب الإنتربول في طوكيو توصلا لمعرفة ما يلي:

"أولا: كامل هوية وعنوان من اشترى جهازpaging encoder – model SL   283- portableالذي صنع في شهر كانون الثاني 1981 (يناير) 1981 ويحمل الرقم المتسلسل 1443 والمبرمج على موجة MHZ 152150 Frequency Channelوالذي تنتجه شركة Shinwa Tsushikino co-ltd وعنوانها Suginami – ku Tokyo 12 – 2 Hamadayam 4- chome .

ثانياً: الثمن الذي تقاضته الشركة وطريقة الدفع.

ثالثا:إذا كان الدفع قد تم بواسطة شيك أو حوالة مصرفية بيان رقم الشيك أو الحوالة وتاريخها واسم المصرف المسحوب عليه وإسم الساحب ورقم الحساب.

"رابعا" التاريخ الذي تم فيه الشراء.

"خامساً: مكان التسليم وكيفية وهوية المستلم وتاريخ التسليم.

"سادسا": إذا تم التسليم خارج اليابان، بيان إسم البلد الذي تم الشحن إليه، وهوية المشحون لأمره وتاريخ الشحن ورقم بوليصة الشحن ووسيلة النقل وتاريخ الاستلام الفعلي وهوية المستلم. وإيداعنا النتيجة بما أمكن من السرعة."

=6=اليابان تكشف المستورد السوري عبر شركة كويتية:

رد إنتربول طوكيو على الاستفسار اللبناني بتاريخ 25 نيسان (أبريل) العام 1984

ببرقية أرسلت بالتلكس حملت المرجع J-NCB-C314=84-276 0011 -4 حددت فيها أن الشاري هو شركة مسجلة في دولة الكويت باسم شركة صبارين للإلكترونيات، التي يتولى منصب المدير الإداري فيها السيد محمد جبري وعنوانها هو الكويت/حولّي ص.ب. 6433، وقد تم توقيع عقد البيع مع السيد جبري في طوكيو بتاريخ الخامس من حزيران (يونيو) العام 1980.

أما الشق المتعلق بتسديد الثمن، فأفادت البرقية أن شركة صبارين " وقعت على شيك من البنك لاستلامه في 26/9/1980. تفاصيل الشيك كما يلي: تاريخ الإمضاء 30/8/1980، ن ر د 804773 -099009 – إسم البنك بنك بيروت للتجارة-ش. م. ل.24354 دولار أميركي. البنك المسحوب عليه عنوانه: هانوفر تراست كومباني HANOVER TRUST CO - القسم 4 العالمي- نيويورك ، بلازا نيويورك ن ي. يو. اس.ا."

شحن الطلبية المكونة من 43 وحدة إلى صبارين-الكويت تم بواسطة "سكاير-كارجوف 1 – نر 978 (طيران واي بل ن ر 8903 05794 – 117) بتاريخ 16/2/1981 ..."

(يبدو واضحاً أن برقية إنتربول- طوكيو قد تمت ترجمتها إلى العربية، وإن بأسلوب رديء)

أما من اشترى الأجهزة في طوكيو، وفق برقية الإنتربول، فهما "محمد جبري و ن. كومار. الإثنين من الجنسية السعودية. الدفع تم بواسطة م. جبري وبواسطة credit card – visa NO 4506 -1330 – 1200 -6250المعطى في بنك الخليج الكويت بإسم MOHAMAD JABRI AMIN وتاريخ انتهاء مدة ال Credit Card في 25/9/1980".

=7= الحقائق تكشف التضليل:

س: من هو السيد جبري؟

ج- على عكس ما أفادت سجلات فندق NEW OTANI في طوكيو، تبين أن السيد جبري هو مواطن سوري، وليس مواطناً سعودياً، كان ضابطاً رفيعاً في جهاز أمن منظمة الصاعقة، وهي المنظمة الفدائية "الفلسطينية" التابعة لحزب البعث السوري. ما يعني أن شركة صبارين التي كان يتولى منصب مديرها الإداري في الكويت هي مجرد محطة خارجية لجهاز الإستخبارات السورية.

س: من هو السيد كومار.

ج: السيد كومار هو أيضا ليس مواطناً سعودياً. هو مواطن باكستاني خبير في الاتصالات، تولى لاحقاً تدريب حبيب الشرتوني في لبنان على استخدام جهاز التفجير، وفق ما جاء في إفادة الشرتوني.

س: لماذا تقوم شركة مقرها في الكويت بتسديد ثمن بضائع إشترتها من اليابان بموجب شيك صادر من مصرف لبناني في بيروت الغربية؟

ج: لأن الطلبية مشبوهة، والجهة الشارية مشبوهة، ولا بد من تمويه هويتها.

س:ماذا حل بالشحنة بعد وصولها إلى الكويت جواً"

ج-لا جواب لأن السيد جبري اختفى.

س:ماذا حل بشركة صبارين للإلكترونيات؟

ج: توقفت عن تسديد اشتراكاتها في غرفة تجارة وصناعة الكويت منذ العام 1990. ولم تعد موجودة.

س: لماذا اختفت شركة صبارين من الكويت في العام 1990؟

ج:لأن قوات صدام حسين كانت قد غزت الكويت، والمخابرات السورية التي تدير الشركة هي عدو أساسي لبعث صدام، وبالتالي فإن تواجدها في الكويت لم يعد ممكناً في ضوء تواجد المخابرات العراقية.

س: ماذا حل بشركة صبّارين في الكويت؟

ج: رقم الهاتف المذكور في ملفها لدى غرفة تجارة وصناعة الكويت صار ملكاً لشركة ... تنظيم أفراح.

=8=في المعلومات:

-استورد السيد جبري 43 وحدة من الأجهزة، وطلب تزويدها بترددات محظورة في لبنان تعمل في المنطقة الترددية الحيادية التي تفصل موجات High UHF عن الموجات المخصصة للبث التلفزيوني في لبنان.

-كل وحدة تتألف من جهازين: (أ)جهاز بث تردد مرمّز ويدعى ENCODER ، وهو الذي صودر من الشرتوني لدى اعتقاله أثناء محاولته التخلص منه، (ب) جهاز إستلام وفك ترميز تردد مرمّز ويسمى DECODER . وتتم عملية فك التشفير تلقائياً في جزء من الثانية قبل نقل إشارة التفجير إلى صاعق العبوة الناسفة.

- ال decoder يتلف عادة مع الانفجار. ولكن أل ENCODER هو الذي يبقى من المُفجّر، ويجب التخلص منه بعد الجريمة لقطع صلة التحقيق.

- لذلك، وعندما صودر جهاز التفجير ال ENCODER من الشرتوني لدى اعتقاله، تعلّمت مخابرات الأسد درساً ميدانياً وهو ألا تستخدمه أبدا إلا في أرض تسيطر عليها كليا، كي يتم إتلافه.

- جميع عمليات الاغتيال بالتفجير عن بعد (التفجير اللاسلكي) نفذت بهذه الأجهزة، ومن ضمنها التفجير الذي قتل المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، الرئيس الشهيد رينه معوض، والرئيس الشهيد رفيق الحريري، والوزير الشهيد الياس حبيقه، ... وحتى الرئيس الشهيد رشيد كرامي.

ولكن، لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري خصوصية تقنية أخرى، وهي أن محطة التشويش المتنقلة التي كان يملكها، كانت منسجمة تماماً مع قانون الاتصالات اللبناني، وما كانت تشوش على الترددات في المنطقة الترددية المحرّمة.

لذلك، فإن أحد الأسئلة المطروحة حيال هذه العملية تحديداً، هو: من الذي كان يعرف ترددات محطة التشويش الحريرية؟

السؤال الآخر المرتبط بالسؤال الأول هو: هل أدى احترام الحريري لقانون الاتصالات اللبناني، وعدم تشويشه على المنطقة الترددية المحرّمة أو العازلة، إلى المساهمة في تسهيل عملية اغتياله؟

جميع شهداء التفجير قتلهم الإرسال ضمن المنطقة الترددية المحايدة أو العازلة أو المحرّمة، وهو ما اكتشفه الرائد الشهيد وسام عيد، وبدأ برصده، وربط داتا الاتصالات الخلوية بالإرسال المشفر عبر المنطقة المحايدة. لذلك قتلوه.

وهو ما عرفه المحقق الدولي السابق ديتليف ميليس، لذلك قال في تصريح صحافي منشور إنه سيحوّل داتا الاتصالات من "أدلة ظرفية إلى أدلة صلبة" لم يكشف كيف، ولكن الطريقة الوحيدة للحصول على الأدلة الصلبة هي عبر ربط داتا الاتصالات الخلوية بالإرسال المشفّر عبر المنطقة الترددية المحظورة.

=90= اغتيال الرئيس معوض والتعاون الأسدي-الإيراني: بقيت المخابرات الأسدية تمارس احتكارها الكلي للاغتيال اللاسلكي في لبنان حتى انتخاب رينه معوّض رئيساً لجمهورية اتفاق الطائف في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1989.

أراد الرئيس معوض أن يطبق الطائف بحرفيته، لاسيما الفقرة منه الداعية إلى حل الميليشات، كما الفقرة الداعية إلى إعادة تموضع الجيش السوري في سهل البقاع وانسحابه من بقية الأراضي اللبنانية.

"مصيبة" الطائف جمعت المتضررين الإثنين منه: نظام الأسد ونظام الولي الفقيه. لذلك بدأ التعاون.

المخابرات الأسدية كانت تسيطر على مساحة لبنان، وتملك نظام التفجير. الولي الفقيه كان يملك الخبراء في العبوات الناسفة والتفخيخ.

مخابرات الأسد أمّنت التغطية وتنظيف مسرح الجريمة. ومخابرات الولي الفقية تولت تفخيخ الغرفة المعزولة في حديقة مدرسة الظريف الرسمية ببيروت. ولدى مغادرة موكب الرئيس معوّض وزارة الداخلية في منطقة الصنائع في ذكرى الاستقلال يوم 22 تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد 17 يوماً من انتخابه، سالكاً الطريق الذي اختاره ضابط المخابرات الأسدية جامع جامع بعدما كان قد تقدم الموكب للاستطلاع، ضغط أحدهم على ال ENCODER ودوى الانفجار وقتل "رئيس الطائف" ودفن معه الاتفاق الذي كان يريد تطبيقه.

بعد ساعات من الانفجار، وفي مشهد يناقض كل أسس التحقيق الجنائي، أزالت جرافات يقودها رجال المخابرات الأسدية مسرح الجريمة بالكامل، وتم أيضا _إمعانا في إخفاء معالم الجريمة- تنظيف مسرحها بالمياه، وهو ما تولته ثلاثة صهاريج.

يومها، أيضاً، رُصِدَت موجة مشفرة عبر المنطقة الترددية العازلة.

وضاعت كل الأدلة، حتى سيارة الرئاسة المصفًحة، وهي من طراز مرسيدس تعرضت للإتلاف والاختفاء، بعدما "رفضت" السلطات اللبنانية السماح لمهندسي شركة مرسيدس-بنز المسؤولة عن التصفيخ بتفحصها.

=10= إغتيال حبيقة يجدد التعاون: ساد "الهدوء والاستقرار" في لبنان بعد اغتيال الرئيس معوّض واتفاق الطائف. حتى قرر الوزير إيلي حبيقة أن يذهب إلى محكمة في بلجيكا للإدلاء بشهادة "تغير تاريخ الحرب الأهلية اللبنانية".

كان حبيقة "عالماً" بملف التعاون بين مخابرات الأسد ومخابرات الولي الفقيه، وكان على عداء شديد مع حزب إيران اللبناني (حزب السلاح) وعلى عداء متجدد مع الخابرات الأسدية.

اللافت في اغتيال حبيقة أنه تم بتفجير لاسلكي ضمن "المربع الأمني" للقصر الجمهوري اللبناني في ضاحية بعبدا، شرقي بيروت، وهو المربّع‘ المحمي بشبكة تشويش لاسلكية تمنع أي تفجير لاسلكي ... إلا إذا تم من خلال المنطقة الترددية المحايدة أو المحظورة.

فمن الذي كان يعرف ترددات محطات القصر الجمهوري عندما كان الرئيس إميل لحود يتربع على كرسيه؟

=11=القرار 1559 والعودة إلى التفجير الاسلكي: في أيلول (سبتمبر) من العام 2004، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يحمل الرقم 1559، اعتبر في مضمونه غطاء دوليا لاتفاق الطائف إذ دعا إلى حل الميليشيات، ما يعني نزع سلاح "المقاومة" التي يديرها حزب السلاح، وانسحاب الجيش السوري من لبنان، وعدم تدخل سوريا في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، علماً بأن الرئيس بشار الأسد كان يريد تمديد ولاية حليفه لحود.

تلاقت المصلحتان الأسدية والفارسية مجددا، وبدأ تنفيذ الاغتيالات بالتفجير اللاسلكي منذ الأول من تشرين الأول (أكتوبر) العام 2004، مستهدفا الوزير مروان حمادة، وبعده الحريري وكرت السبحة حتى اكتشفها الرائد الراحل وسام عيد، فقتلوه وأوقفوا القتل بالتفجير اللاسلكي لأنه تم كشف الأسلوب بكامله.

واللافت أنه في اغتيال الرائد عيد تم استخدام نفس ال ENCODER ولكن من دون استخدام الهواتف الخلوية التي استعيض عنها بأجهزة لاسلكي عادية، وذلك لمنع ربط داتا الخلوي بالاختراق المشفّر للمنطقة الترددية المحظورة.

كان اغتيال الرائد عيد بالتفجير اللاسلكي في 25 كانون الثاني (يناير) العام 2008 آخر عملية من المسلسل الذي تقرر وقف استخدامه لسببين: (أ) لأنه تم التيقن من أن الرصد قد أنجز الربط بين التردد التفجيري المشفًر عبر المنطقة الترددية المحايدة والاتصالات الخلوية، ولأن الأرض الآمنة لم تعد متوفرة لل ENCODER بحيث يمكن ضمان تلافي وقوعه في أيدي الخصوم، كما حصل مع الشرتوني، (ب) ونظراً لتصاعد التوتر بين حزب السلاح وخصومه السياسيين، ما يحمل مخاطر كشف عناصره.

=12= جعجع وحرب بعد بشير ومعوّض: لماذا جعجع؟

-لأن جعجع وحرب، كما بشير ومعوّض، مسيحيان مارونيا ومرشّحان محتملان  لرئاسة الجمهورية المقررة للعام 2014.

-لأن جعجع وحرب، كما بشير ومعوض، يتمتعان بتأييد الشريحة المسلمة السنيّة التي كانت تؤيد ضمنياً الرئيس بشير الجميل، وعلناً الرئيس معوّض.

-لأن جعجع وحرب يتمتعان بنفس التأييد العربي والدولي الذي كان يتمتع به الرئيسان الشهيدان بشير الجميل ورينه معوّض.

-لأن جعجع وحرب، كما بشير ومعوض، يقودان عملياً مواجهة المشروع السياسي لسوريا-الأسد وإيران-الفقيه، ولكن بتمايز موضوعي إذ أن محور ما يسمى بالممانعة يمر في إحدى أضعف حقباته، ولا سيما في ضوء تطورات الثورة السورية.

لا شك في أن محاولتي اغتيال جعجع وحرب تؤشران بوضوح إلى أستمرار خيار القتل كأداة في العمل السياسي.

ولا شك أيضاَ في أن محاولة الاغتيال قنصاً أو بتفخيخ المصعد تؤشر إلى صعوبة اللجوء إلى التفجير اللاسلكي لأن الترددات صارت مرصودة بالكامل من قبل المحكمة الخاصة بلبنان، ذات الطابع الدولي.

ولكن ذلك لا يلغي فرضية اللجوء إلى الاغتيال التفجيري بعبوات موصولة إلى أجهزة توقيت، أو بعبوات تفجّر سلكياً وليس لاسلكيا، وهو ما شهدنا مثالاً له في عملية تفجير قافلة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل) عند المدخل الجنوبي-الساحلي لمدينة صيدا.

ويتردد أن وحدات التفجير اللاسلكي المشفّر ال 43 التي تم استيرادها من اليابان في العام 1980 قد استخدمت أيضا في بعض عمليات ما يسمى "مقاومة" في الجنوب.

ويتردد أيضا أن أحد ال ENCODERS قد فقد في الجنوب ما يثير تساؤلاً حول إمكانية أن تكون إسرائيل قد حصلت عليه بعد إحدى عمليات التفجير الي نفذتها المسمّاة "مقاومة"، ما يوضح سبب حديث السيد حسن نصر الله في غير مناسبة عن "الفرضية" الإسرائيلية في قضية اغتيال الرئيس الحريري، وما إذا كانت المحكمة الدولية قد حققت مع إسرائيل. لذلك تبرّع بما أسماه "أدلة" عن تورط إسرائيلي في مراقبة مواكب الرئيس الحريري ليصل إلى طرح السؤال: حل حققت اللجنة الدولية مع إسرائيل؟

"نصر الله يريد أن يعرف ما إذا كانت إسرائيل قد زودت لجنة التحقيق الدولية ب ENCODER حصلت عليه بعد إحدى عمليات مقاومته في الجنوب،" بهذه العبارة يلخص مصدر رفيع الرابط الخفي الذي يجمع بين ال Encoderat التي استوردتها "صبارين" الإلكترونية الوهمية إلى الكويت في العام 1980 وطرح نصر الله نظرية "الفرضيّة" الإسرائيلية في اغتيال الحريري ومن يصفهم نصر الله وحزبه بأنهم عملاء أميركا وإسرائيل.

=13= الخلاصة: كم بقي من ال 43 جهاز تفجير يا ترى؟

الإجابة غير متوفرة، وما لم يتوفر بعد –علناً على الأقل- هو ما إذا كانت صواعق التفجير التي صودرت من سيارة ميشال سماحة، أو بعضها على الأقل، هي من نوع شينوا نفسه الذي استخدم في التفجيرات السابقة، وما إذا كانت تردداته تعمل تحديداً ضمن المنطقة المحرّمة.

ما يزيد أهمية طرح السؤال هو رفض وزير العدل السماح بعرض المضبوطات التي كانت مع سماحة، ما حال دون معرفة اللبنانيين بتفاصيل أساسية لمعطيات الجريمة.

فهل أراد بشار أن يكرر عبر سماحة أمثولة والده مع بشير؟

 

محاكم حزب الله

يقال نت/إنتشرت و توسعت في الآونة الأخيرة ظاهرة ما يسمى بقضاء حزب الله ، حيث كثف الحزب من نشاط ما يسمى بـ"القضاء" ، و هو يعمل على تلقي كافة الشكاوى من المواطنين و يعمل على الفصل بها ، من خلال استدعاء المشكو ضده الى مكاتب الحزب ؛ و قد عمد التي تحديد الإختصاص المكاني لمكاتبه بحسب المناطق ، و يختص القضاء المذكور بكافة المنازعات الشرعية و المدنية و الجزائية و العقارية و حتى التجارية ، و يتم الفصل بها وفقا للفقه الجعفري على تقليد الامام الخامنئي ، و الجدير ذكره إن العقود في مناطق نفوذ حزب الله قد درجت على تضمينها ما يشبه البند التحكيمي من خلال النص على إختصاص المكتب الشرعي بالفصل بالمنازعات الناشئة عن العقد.

 

حزب الله يقضم المشاعات في الجنوب

يقال نت/تعمد عدد من البلديات الحدودية الجنوبية بالتعاون مع مخاتير القرى إلى قضم مشاعات الدولة في تلك البلدات من خلال تنظيم علم و خبر بمساحات من المشاع بإسم أشخاص مستعارين ثم يعمد هؤلاء الى التنازل عنها لصالح الجمعيات الحزبية أو حزب الله ، بحيث يقوم الحزب بإقامة مشروعات سياحية او مدارس أو أبنية لمحازبيه ، كما  قد أدت هذه الظاهرة الى تحول بعض الحزبيين الى كبار الملاكين لا سيما في قرى قضاء بنت جبيل . فهل يعود الإقطاع الى جبل عامل بشكل جديد؟

 

هبات وهمية  للمجلس الشيعي

يقال نت/تكاد لا تخلو مقررات مجلس الوزراء من قبول هبات لمصلحة المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ، و تتمثل هذه الهبات الوهمية و الدورية بشحنات من السيراميك و الادوات الصحية ، وقد تبين أن هذه الهبات يجري تمريرها بالاتفاق مع بعض المسؤولين في المجلس المذكور لقاء عمولات لتمكين الشركات المستوردة من التهرب من الرسوم الجمركية و الضريبة على القيمة المضافة ، و الجدير ذكره إن هذه الكميات يتم إدخالها حصراً لشركتين معروفتين يقع مركزهما على طريق المطار .

 

التعرّض لمعتصمين مطالبين بقانون إنتخابيّ عصريّ أمام المجلس النيابيّ

موقع 14 آذار/إعتصم الناشطون في "الحملة المدنيّة للإصلاح الإنتخابيّ" أمام المجلس النيابي، للمطالبة بقانون إنتخابيّ عصريّ، تزامنا مع إنعقاد جلسة اللجان النيابيّة المشتركة لدرس وإقرار المشاريع والإقتراحات النيابية لقانون الإنتخابات الجديد. وتعرّض المعتصمون للضرب من قبل القوّات الأمنيّة، على خلفيّة عدم حصولهم على إذن بالإعتصام والتظاهر. في سياق متّصل، لفت الأمين العام للجمعيّة اللبنانيّة لديمقراطيّة الإنتخابات، عدنان ملكي، إلى "تكثّف الإتصالات مع النوّاب والمجتمع المدني كالحملة المدنيّة للإصلاح الإنتخابيّ"، وأضاف: " قررنا أن نتواجد في محيط البرلمان سلميّا، مرتدين قمصانا تحمل شعار الحملة لنقول لهم أنجزوا لنا قانون الإنتخاب النموذجي الذي نطمح إليه ولا تخرجوا إلا وقد انجز القانون". وتابع "إلاّ أنّ القوى الأمنيّة المولجة حماية المجلس النيابي تصدت لنا وحجزت لنا أغراضنا وهواتفنا النقّالة وأبعدونا بالقوّة من هذه الساحة العامّة التي هي ملك الشعب اللبناني والتي نحن جزء منها". أضاف: "أبعدونا من المنطقة حتّى أنهم منعوا أي شخص أو صحافيّ حتّى من أخذ لقطة لما حصل، علما أنّه للمصادفة، هذا اليوم هو اليوم العالمي للديموقراطية". وتابع ملكي: "نطلب من جميع النواب الذين يدعون أنّهم مع الإصلاحات أن ينضمّوا إلينا وأن لا يخرجوا من الجلسة، إلا بعد إقرار هذا القانون الذي نطالب أن يكون نموذجيّا عصريّا". ولفت إلى أنّه إلتقى النائب ألان عون وبحث معه في موضوع الإصلاحات. وأشار إلى الإصلاحات التي طالب بها المعتصمون، وهي "حريّة الإقتراع وأن يكون الفرز داخل مركز الإقتراع، 33 في المئة كوتا نسائية، وأن تكون الإنتخابات على أساس النسبيّة وكدائرة كبرى وبتنقية الثغرات التي وجدت في القوانين المتعلقة بذوي الحاجات الخاصة وعدم حرمانهم من حقّهم وكذلك السماح بإقتراع الموقوفين على ذمّة التحقيق واللبنانيين الموجودين خارج الاراضي اللبنانية".

 

بيار الضاهر يرد على "الشراع": انها محاولات دنيئة للضغط على الـ"LBCI" كي تتخلى عن خطها المهني المستقل

نفى مكتب رئيس مجلس ادارة شركة المؤسسة اللبنانية للارسال انترناسيونال الشيخ بيار الضاهر نفيا قاطعا الخبر الذي ورد اليوم على الموقع الالكتروني لمجلة الشراع والذي جاء فيه أنه: "تبين ان شخصا ثالثا كان في السيارة التي اقلت ميشال سماحة وجميل السيد والتي كانت محملة بالمتفجرات التي ارسلها مجرم الحرب السوري علي المملوك لاحداث فتنة طائفية في لبنان للفت الانظار من المجازر التي يرتكبها الوحش بشار الاسد ضد الشعب السوري .. الشخص الثالث هو بيار الضاهر رئيس مجلس ادارة الـLBCI ". واستنكر مكتب الضاهر في بيان زج اسم رئيس مجلس ادارة الـLBCI بصورة لا اخلاقية في ملف الوزير السابق ميشال سماحة , مؤكدا أنه لا يعبر الا عن محاولات دنيئة ضمن حملة مقصودة ولها خلفيات معروفة متعلقة بنزاعات قضائية وخلافات تجارية عالقة , وللضغط على الـLBCI كي تتخلى عن خطها المهني المستقل. وأشار البيان الى أن الضاهر طلب من محاميه التقدم بشكوى ضد مجلة الشراع واتخاذ كافة الاجراءات القانونية والجزائية اللازمة بحقها وبحق كل من هو وراء هذا الخبر المغرض والعاري عن الصحة .

 

نديم الجميل: التظاهرات التي دعا إليها نصرالله مغرضة

موقع 14 آذار/أعلن عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل "تأييده قانون الانتخاب على أساس 52 دائرة فهي تؤمن أحسن تمثيل"، مشيرا بعد لقائه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أن "القرار الأخير يبقى لمجلس النواب". الجميل لفت إلى أن "التظاهرات التي دعا إليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مغرضة وهو يريد شد العصب الاسلامي حوله بعد أن كان فقده بعد اتهامه باغتيال عدة شخصيات لبنانية من ضمنها رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري". ورأى أن "نصرالله يحاول أن يبعد الأنظار عن التهمة الكبيرة التي وهها المسؤول الأمني في إيران حول وجود عناصر للحرس الثوري الإيراني في لبنان"، مشددا على أن "هذا الأمر خطير جدا ويقولون لنا بمعنى آخر أن لبنان استراتيجيا وحزب الله باتا مرتبطين بإيران واي ضربة على إيران ستؤدي إلى إشعال المنطقة برمتها".

 

عون يتلقّف رسالة «حزب الله»... ويُصعّد

فادي عيد/جريدة الجمهورية

أجمعت قوى الرابع عشر من آذار، من خلال الاتصالات والمشاورات التي جرت خلال الساعات الماضية، على ضرورة تلبية دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى المشاركة في جلسة الحوار التي ستعقد اليوم. يأتي هذا الموقف، وفق ما أفضى به أحد قياديي المعارضة، كردّ جميل لرئيس الجمهورية على خلفية مواقفه السيادية، بمعزل عن عدم جدوى هذه الجلسات التي لن تخرج بأيّ نتيجة في سياق الوضع القائم محلياً وإقليمياً. وتشير المعلومات إلى أنّ مشاركة فريق 14 آذار في الحوار تأتي في سياق دعم رئيس الجمهورية في كل خطواته خلال هذه المرحلة بالذات، وإذا صحّ التعبير سيكون الحضور رمزياً وعلى غرار ما جرى في الجلسة الأخيرة. بمعنى أنّ المشاركين هم انفسهم من دون أن يطرأ اي تعديل، والأدلّة على دعم الرئيس سليمان تتمثل بموقف رئيس تيار "المستقبل" فؤاد السنيورة، إذ عُلم أنه نسّق مواعيد لقاءاته في موسكو وتركيا كي لا تتضارب وجلسة الحوار، حيث رغب السنيورة بحضورها في سياق موقف المعارضة الجامع. وتكشف قيادات 14 آذار عن خطوات جديدة ستُقدم عليها في المرحلة المقبلة في ضوء المستجدات الأخيرة، وتحديداً ما بعد كلام رئيس الحرس الثوري الإيراني عن وجود عناصر من الحرس الثوري الايراني في لبنان وسوريا. ولا تستبعد هذه القيادات ان يطرح هذا الموضوع الخطير في جلسة الحوار، كونه يتعلق بأمر سيادي ويعتبر انتهاكا للسيادة اللبنانية على غرار ما يبحث في الحوار من السلاح غير الشرعي، الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وبمعنى آخر، سيكون كلام الجعفري عنصرا جديدا على الساحة المحلية، وسيأخذ حَيّزا مهما من المد والجزر في سياق عملية "شَد الحبال" الحاصلة بين فريقي 14 و8 آذار.

وفي سياق آخر، تقول جهة نيابية فاعلة في 14 آذار إن قانون الانتخاب سيكون مادة خلافية وانقسامية في هذه المرحلة، لا سيما أن "حزب الله" طلب في الساعات الماضية من بعض حلفائه التصعيد السياسي على خلفية هذا القانون، فإمّا أن يُعتمد خيار النسبية او لبنان دائرة واحدة، أو لا انتخابات نيابية. وبالتالي لن يمرّ قانون الـ 60 الذي انقلب عليه النائب ميشال عون، وعبّر عن ذلك بعد اجتماع تكتله النيابي.

ويُستدلّ من كلامه بأنه قرر خوض معركة "حزب الله" باعتماد النسبية، الأمر الذي سيدفع بالساحة المحلية الى تلقّف انقسامات وخلافات جديدة قد تبدأ بالظهور اكثر فأكثر، وربما تتوضح الصورة مع موقف واضح وعلني للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ليحسم الجدل القائم في شأن لقاءات بكركي التشاورية، وهل حقاً توقفت هذه المشاورات كما قال النائب آلان عون. وبالتالي، والأهم، أيّ صيغة تريدها بكركي في ظل الإجماع المسيحي على الدوائر الصغرى. وهنا تتجه الأنظار الى موقف الحسم للرئيس نبيه بري، الذي أعلن أنه يدعم الإجماع المسيحي على اي صيغة يوافقون عليها، إنما بات موضوع قانون الانتخاب شأنا سياسيا بامتياز، والأمور تتعداه لتصِل الى ما يجري على الساحة الداخلية، في ظل ملفات ساخنة وخلافية وانقسامية، اضافة الى خطورة الازمة السورية وذهابها الى المجهول. وهنا، قد يكون للرئيس بري في ظل هذه "المعمعة" موقف حاسم يدوّر كعادته الزوايا ويضبط إيقاع ما يحصل في المجلس النيابي وخارجه. وعليه، من الصعوبة بمكان ان يتمكن رئيس المجلس من فرض صيغة معينة للنقاش حولها، على رغم نيّته الطيبة لعدم وصول البلد الى ما لا يُحمد عقباه، باعتبار انّ اتصالات أفرقاء 14 آذار ولقاءاتهم، ومن ضمنها مشاورات جَرت مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، أجمَعت على الدوائر الصغرى. في المقابل أبلغ "حزب الله" إلى حلفائه بالتصعيد، الأمر الذي يؤدي الى "هرج ومرج" في الايام المقبلة، في ضوء الخلافات المُستشرية بين المعارضة والاكثرية.

 

اقتراح قانون لحرب عن قانون الاستملاك  والطرقات المستحدثة من دون التقيد بالقوانين

وطنية - 19/9/2012 تقدم النائب بطرس حرب باقتراح قانون حول الطرقات والساحات المستحدثة بعد 30/11/1954 من قبل البلديات دون التقيد بأحكام القوانين والأنظمة، ولا سيما قانون الإستملاك.

وفي ما يأتي نصه:

"مادة أولى: تعتبر أملاكا عامة الطرقات والساحات التي استحدثت بعد تاريخ 30/11/1954 من قبل البلديات دون التقيد بأحكام القوانين والأنظمة، ولا سيما قانون الاستملاك، والتي مضى على استحداثها أكثر من عشرة سنوات، ويطلب إلى الوحدات المختصة في إدارة الشؤون العقارية تظهيرها وإنزالها على خرائط المساحة دون أن تطبق الأصول والقواعد المنصوص عليها في قانون الاستملاك.

مادة ثانية: للمالك الذي لم يتنازل عن حقه بالتعويض عن الاستملاك غير المباشر الحق في مطالبة البلدية المختصة، مباشرة أو أمام القضاء، بتعويضه بشكل عادل، عن كامل المساحة المستملكة، والأضرار اللاحقة به، دون حسم مساحة الربع المجاني، ولا يحق للمالك إزالة الأعمال التي جرت على عقاره، أو تعديلها، إلا بعد موافقة البلدية المعنية وتنازله عن تعويضه عن المساحة المستملكة والأضرار التي نتجت عن ذلك. مادة ثالثة: للبلدية المستملكة، عند المطالبة بالرجوع عن الاستملاك أو الإدعاء بالتعويض، مدة ثلاثة أشهر من تاريخ إبلاغها الطلب أو الدعوى، لترفع يدها عن الجزء المستملك، وتعيد الحال إلى ما كانت عليه قبل الاستملاك، أو أن تقرر تعويض المالك على أن ينحصر فقط في الجزء المستملك وما كان عليه.

مادة رابعة: يجوز للبلدية الاتفاق مع صاحب الملك على مقدار التعويض، وعند تعذر الاتفاق، تعود صلاحية النظر بالدعاوى الناشئة عن أحكام هذا القانون إلى محكمة الدرجة الأولى التي يقع العقار ضمن دائرتها.

مادة خامسة: يبلغ الحكم القطعي وما قضى به حسب الأصول، وبواسطة الجهة المدعى عليها، إلى أمانة السجل العقاري التابع لها العقار، مع مصور فني بالاستملاك. وعلى الأمانة تكليف دائرة المساحة المختصة التنفيذ الفني ولحظ الاستملاك على خرائطها وذلك دون استيفاء أي رسوم فنية أو عقارية.

مادة سادسة: يستوفى فقط رسم مقطوع عند تقديم هذه الدعوى مهما كانت المبالغ المطالب بها، وكذلك عند تنفيذ الأحكام الصادرة بتنتيجتها.

مادة سابعة: يعمل بهذا القانون خلافا لأي نص مخالف وفور نشره".

الأسباب الموجبة

وجاء في الأسباب الموجبة:

"أقدمت معظم البلديات في لبنان على تنفيذ طرقات زراعية وداخلية، ولا سيما في فترة الأحداث الأمنية التي مرت بها البلاد خلال العقود الماضية، وقد عمدت البلديات إلى الاتفاق مع أصحاب الأملاك التي نفذت فيها الطرقات والسياسية واستحصلت على تنازلات عن المطالبة بتعويضات عن وضع يدها على أقسام من هذه العقارات.

إلا أن هذه القاعدة لم تراعِ في كل الحالات بحيث أقدمت بعض البلديات أو القوى الفاعلة غير الشرعية على شق طرقات دون الاتفاق مع أصحاب الأملاك ودون الاستحصال على موافقتهم المسبقة.

غير أنه، وفي الحالتين، تحولت هذه الطرقات إلى واقع وأصبحت الطرقات المستحدثة طرقات عامة يستعملها كل المواطنين منذ سنوات، وذلك رغم بقاء بعض الإشكالات حول بعض الطرقات.

أدت هذه الحال إلى بروز حالات شاذة لم يلحظ القانون لها حلولا، ولا سيما لجهة عدم تظهير هذه وإنزالها على خرائط المساحة، ما ولد إشكالات تستدعي تدخل المشترع لحلها، كاعتبار العقار الذي قسمته طريق إلى أثنين وحدة عقارية يجب فرزها مثلا، مع ما يترتب على ذلك من رسوم وأعباء يفترض أن يتحملها المواطن، ولا سيما المزارع الفقير.

كما بقيت بعض الحقوق في الملكية والتعويض موضع خلاف بين البلديات والمواطنين، بالنظر الى أهمية حق الملكية الخاصة في لبنان ومبدأ عدم جواز حرمان مالك من حقه إلا بعد تعويضه تعويضا عادلا.

وبغية حل هذه النزاعات، وتسهيل أمور المواطنين وتكريس وجود الطرقات التي استحدثت وإعطائها طابعها العام، كان لا بد من تقديم اقتراح القانون المرفق الذي يضع قواعد وأحكام لحل هذه النزاعات وتنظيم الواقع الناتج منها.

لذلك، أتقدم باقتراح القانون هذا آملا إحالته على اللجان المختصة لدراسته وإقراره بسرعة".

 

ماذا يُخطِّط «حزب الله» لطرابلس؟

مارلين وهبي/جريدة الجمهورية

اثبتت التحقيقات في اطلاق النار على الجيش اللبناني في طرابلس وجود خلايا لـ "حزب الله" في الشمال وان مجموعة منها هي التي فتحت نيران اسلحتها على الجيش في الزاهرية وانه يتم استغلال حالة الفقر والبؤس ليجنّد بعض الشبان بمئتي الف ليرة شهرياً في عمليات رصد ومراقبة واحداث مشاكل. فماذا يخطط الحزب لطرابلس وأهلها وماذا يريد من عمليات التسليح والتجنيد هناك؟

عمد "حزب الله" خلال الأعوام الماضية ولا يزال، إلى تشكيل بؤرٍ أمنيّة عديدة يموّلها بالمال والعتاد، وهذا ليس ادعاءً أو افتراضاً أو تحليلاً صحافياً إنما هي إفادات موثقة بعد حادثة "منطقة الزاهرية" التي تعرضت فيها دورية تابعة للجيش اللبناني إلى اعتداء مسلح من عناصر لـ"حزب الله" أثناء مداهمتها مركزاً تابعاً له. وقد اعترف المشاركون بالاعتداء واعلنوا توقيت وطريقة انتمائهم إلى الحزب.

عام 2006 نزح الكثير من أبناء الضاحية الجنوبية إلى شمال لبنان وتحديدا إلى طرابلس. وفي إحدى مدارسها تعرّف ربيع شعبان الذي كان ينقل مساعدات غذائية من مكتب الرئيس نجيب ميقاتي إلى النازحين، على المدعو "عبودي" الذي ينتمي إلى الطائفة الشيعية واشتدت أواصر الصداقة بينهما. وبعد قرابة عام، عاد "عبودي" لزيارة شعبان الذي كان يعمل حينها لدى "حلويات القناعة" في منطقة التبانة واصطحبه إلى الضاحية الجنوبية وعرّفه على شخص يدعى "هاني". أما الحكاية، فيرويها شعبان مفصلة بعد توقيفه مع مجموعة أخرى شكلت بؤراً عديدة في ضواحي طرابلس كانت تأتمر من عناصر قيادية تابعة لـ"حزب الله" وتتلقى أوامرها وأموالها مباشرة من الحزب بواسطة عملاء له يرأسون هذه المكاتب ومنهم المدعو "حسام مصطفى الموري".

لقاءات "مقنّعة" بين شعبان و"حزب الله"

يروي ربيع شعبان أنّ "هاني" اصطحبه مراراً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت للقاء مجموعات أمنية تابعة للحزب، وكانوا يلتقون في مطاعم مختلفة، أما المكاتب فلم يستطع تحديد عناوينها وامكنتها إذ إنّ المجموعات الأمنية كانت تعصب عينيه بواسطة قناع في كل مرة كان يذهب للإدلاء بإفادة أو لتلقي أوامر أو لقبض راتبه. وقد بدأ شعبان بتلقي راتبٍ شهري قدره ألف دولار من "حزب الله" منذ العام 2007 .

التوقيف

في الانتخابات النيابية الأخيرة كان شعبان يعمل ضمن الماكينة التابعة للرئيس عمر كرامي. وعند حاجته إلى ذخيرة أو سلاح كان يطلبه من الحاج "هاني" الذي يرسله إلى مكتب بلال شعبان مسؤول حركة "التوحيد الإسلامي". وقد حصل شعبان مرّة على 500 طلقة عيار 7.62 ملم كلاشينكوف سلمها إليه أحد عناصر حركة "التوحيد الإسلامي" على دراجة نارية في منطقة أبي سمراء. أما ربيع شعبان فهو مسؤول الآن عن مجموعة تابعة لـ"حزب الله" مؤلفة من سبعة عناصر هم: زياد خالد عوكر، محمد خ. بركات، عبد ا. الزهر، غسان د. رشيد، فراس م. جابر، نادر ا. المصري، وجميعهم من سكان التبانة وكان مركزهم في قهوة عائدة له في المحلة المذكورة.

مَن هو حسام الموري؟

حسام الموري هو رئيس مكتب "حزب الله" في منطقة الزاهرية في طرابلس، الذي يضمّ نحو أربعين إلى خمسين عنصراً وقد دهمته قوة من فرع المخابرات وأوقفت عددا من مجموعته المؤلفة من المدعوين: خضر جبارة، محمود طراد، ربيع شعبان، محمد مراد، محمود مصطفى، أسامة الناعم، حسين فتوح بعد إقدامهم مع آخرين على إطلاق النار في اتجاه دورية تابعة لفوج التدخل الرابع أثناء ملاحقتها مطلوبين لتوقيفهم في منطقة الزاهرية، وقد تم توقيف المذكورين داخل المبنى في المحلة المذكورة، واتضح أنه مركز تابع للحزب يرأسه المدعو حسام م. الموري.

كما أوقفت هذه الدورية في المبنى كلّاً من احمد ع. ا. العلي، احمد يوسف درغام (سوري)، عدنان م. دحدح، خليل ا. الحولي، محمد س. الحولي، محمد س. قلاوون، كامل م. البابيدي، وأبو مصطفى الموري، وهشام م. الموري. يقول ربيع شعبان أثناء التحقيق معه أنه لا يعلم كيف وصلت الذخيرة إلى مكتب المدعو حسام الموري في مركز الحزب الكائن مقابل مسمكة الجندول في محلة الزاهرية في طرابلس، ولكنه يقر بأن دورية الجيش وأثناء مداهمتها المكان تعرّضت لإطلاق نار من داخل المطبخ على أيدي العناصر التي كانت تحاول الفرار وليس العناصر التي بقيت وحاولت الاختباء، وكانت الغرف تحتوي كمية من الأسلحة والذخائر. ويزعم شعبان أنه لم يطلق النار على الجيش اللبناني. أما المصاب خضر جبارة الذي كان يحمل "كلاشينكوف" عند دخول الدورية المبنى، فقد رماه لدى وقوعه على قاذف "أر بي جي" داخل المبنى.

محمود طراد

محمود طراد هو من الموقوفين الذين انخرطوا في الحزب منذ نحو ثلاثة أعوام من خلال المدعو "المتوفي" (خالد كيلاني) الذي كان ناشطا في مكتب الرئيس ميقاتي، وهو يزور الضاحية الجنوبية باستمرار ويلتقي هناك شهريا المدعو "الحاج حميد" في مكتبه. وفي نهاية كل شهر، كان يرده اتصال من الحزب ليتوجه الى مطعم او مكان معيّن لقبض راتبه البالغ مليون ليرة لبنانية من شخص يجهله ولا يزال.

يزعم طراد انه لم يكلف أي مهمة أمنية حتى الآن، ولكن عند حصول اي حادث امني في الشمال، كان يفيد عنه مفصلاً إلى "الحاج حميد" المسؤول عن سبعة أفراد غيره هم: محمود م. العلي، خضر جبارة، حسين فتوح، محمد مراد، عدنان دحدح، عبد القادر طراد (أوقف عدد منهم). أما الاجتماعات فقد كانت تحصل في اماكن مختلفة. وأبرز الفارين والمطلوبين الآن هم: محمود العبد الله الملقب بـ"الأسود"، وحسام الصباغ وسعد المصري وابن شقيق محمود العبدالله، بكر العبدالله الملقب بـ"الاسود" أيضاً، وهما متهمان بإطلاق النار على دورية الجيش أثناء مداهمتها مركز "الزاهرية" التابع لهم. إلا أن طراد أقر أنه سلّم بيده المدعو خضر جبارة (الذي اصيب اثناء المداهمة) بندقية "كلاشينكوف".

حسين فتوح

اعترف فتوح أنه ينتمي الى مجموعة المدعو محمود طراد التابع لـ"حزب الله" (والموقوف الآن) وأنّ ليس لديهم اي مركز ثابت، ويلتقي طراد عندما يتصل به، ليسلمه أجره البالغ مئتي ألف ليرة شهريا.

ويشهد فتوح انه شاهد بأم العين كيف ان المدعو بكر العبدالله الملقب بـ"الأسود" قد اطلق النار على الجيش في المبنى داخل الصالون فيما اختبأ هو والمدعو محمد مراد ومحمود مصطفى على "التتخيتة" فوق المطبخ، بعدما تناول السلاح "من تحت المجلى" ووزعه على الشباب الذين كانوا معه فيما رمى هو أرضا بندقية "كلاشينكوف" التي كان يحملها عند دخول الدورية.

محمد مراد

اما المدعو محمد مراد الذي اعترف انه من عداد مجموعة المدعو محمود طراد، فأفاد بأنه ليس لديهم مركز معين للاجتماع ولم يكن يكلف بأي مهمات أمنية في منطقة الشمال، وهو يتقاضى منذ نحو اربعة أشهر أجراً شهرياً من طراد وقدره مئتي ألف ليرة. وكشف ان المسؤول الاول عن المركز هو حسام الموري. وأفاد انه دخل المطبخ اثناء المداهمة وشاهد بكر العبدالله يطلق النار على الجيش.

خضر جبارة

بدوره، أفاد خضر جبارة أنه كان في الصالون عندما اصيب. واعترف بأنه من عداد المجموعة التي يرأسها طراد التابعة لـ"حزب الله" وقد انتمى اليه منذ خمسة أشهر ويتقاضى مبلغ 200 الف ليرة شهريا، وهو لم ينفذ حتى الان أي مهمة عسكرية.

وزعم أنّ حسام الموري، وقبل دخول الجيش المبنى، حاول الاتصال بمخابرات الجيش محاولاً ثنيها عن الدخول. كما جرت اتصالات بين رئيس المجموعة الموجودة في المكتب المدعو ربيع شعبان ومسؤول المخابرات تجنباً للاقتحام، وفجأة حصل اطلاق نار باتجاهه وباتجاه الضابط آمر الدورية ورئيس المجموعة في المكتب، فأصيب بطلقين ناريين في قدمه نقل على إثرها الى مستشفى سيدة زغرتا للمعالجة. وافاد جبارة بأنّ طراد كان سلمه بندقية "كلاشينكوف" بعدما أخذ توقيعه على الاستلام.

وفي التحقيق مع جبارة، أفاد بأنه لم يطلق النار على الجيش باعتبار انه اصيب لحظة دخول الدورية بل إن مطلقي النار هم العناصر الذين كانوا موجودين داخل المطبخ، ولكنه لا يعرف تحديدا من هو المطلق الفعلي، ولا يعلم من احضر السلاح الى المبنى، ولم يلتقِ يوما أي مسؤول من "حزب الله" خارج طرابلس.

وكان هناك داخل المكتب نحو اثني عشر عنصرا، اضافة إلى شخص ملثّم يجهله، يدعى "أبو مريم" اختفى اثر الحادثة ولم يعد يعلم عنه شيئا.

محمود مصطفى

اما محمود مصطفى فاعترف أنه من عداد مجموعة المدعو محمود طراد التابع لـ"حزب الله" وليس لديهم أي مركز محدد يجتمعون به. وأفاد بأنه انتمى الى الحزب طمعا بالمال فقط وهو يتقاضى شهريا من طراد مبلغ 200 الف ليرة منذ نحو عامين، وقد هرب الى "التتخيتة" فوق المطبخ أثناء مداهمة الجيش مع المدعوين محمد مراد وحسين فتوح.

في الخلاصة، وبعد ضبط مخابرات الجيش فرع الشمال كمية كبيرة من الأسلحة الفردية والذخائر وقاذفات "أر بي. جي" و"كلاشينكوف"، تبيّن أنّ المسؤول عن المكتب المداهَم هو المدعو ربيع شعبان والجيش لم يقدم على إطلاق النار باتجاهه إنما العناصر الموجودة في المطبخ هي من أطلقت النار. وخلال إدخال السلاح الى الآلية العسكرية حصل تبادل لاطلاق النار بين دورية الجيش وعناصر "حزب الله".

والجدير ذكره أن مجموعة اخرى تابعة للحزب موجودة في المبنى ذاته وفي الطابق الارضي تحديدا برئاسة المدعو حسام الموري الذي على حد قوله لم يشاهد أحدا داخل الشقة يحمل قاذف "أر. بي. جي". أما هو فقد كان يحمل بندقية فقط وقد رماها أرضاً ولم يطلق النار من السلاح الذي كان بحوزته على الجيش!

حادثة "الزاهرية" تظهر بالفعل جهوزية مجموعات صغيرة من الحزب عند دق ناقوس الخطر ليبقى السؤال: هل من بؤرٍ عسكرية أخرى قد يتم أو قد تم تمويلها من "حزب الله" بغية توسيع امتداده ونفوذه على طول خط الحدود الشمالية السورية وخصوصا بعد اعتراف "ربيع شعبان" بأنه حصل على السلاح من المسؤول في حركة "التوحيد الإسلامي" بلال شعبان الموجود في ميناء طرابلس، هذه الحركة التي يرأسها الشيخ هاشم منقارة، العدو السابق للنظام السوري والصديق الحميم الحالي له ولحلفائه، خاصة بعد التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تمويل هذا الأخير توسيع رقعة البؤر الامنية التابعة للحزب وتطويق عاصمة الشمال من كل اطرافها؟

 

مصطفى علوش: كلام نصرالله محاولة لإعادة تلميع صورة "حزب الله" ومشروع ولاية الفقيه في المنطقة

موقع 14 آذار/استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في معراب عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" د. مصطفى علوش الذي قال، عقب اللقاء، "لقد تداولنا في العديد من الأمور من ضمنها الوضع القائم في لبنان والمنطقة وتداعيات زيارة البابا وتأثيرها على رؤية لبنان كوطن الرسالة إضافةً الى شؤون وشجون مدينة طرابلس ومسائل متعلقة بالانتخابات النيابية المقبلة".

وعن تطيير نصاب جلسة اللجان المشتركة النيابية اثناء مناقشة مشروع قانون الانتخاب، اعتبر علّوش ان "الجميع في أزمة فيما يتعلق بهذا الموضوع، فعملياً مشروع الحكومة الذي يُمثل رؤية العماد ميشال عون ليُهيمن على جزء من نواب البرلمان لن يسير اذ لن تُؤمّن له أكثرية، وفي المقابل القوى الأخرى عرضت رؤياها من دوائر مصغّرة أو سواها ولكن شكل هذه الدوائر لا زال غير محدد، وبرأيي ان كل الأطراف تنتظر بلورة الأمور". وأكّد علوش "ان "تيار المستقبل" لن يقبل بأي مشروع قانون انتخاب الا بالتوافق مع حلفائنا، فالأمر الأساس هو الدوائر الصغرى ولكن ما هو شكل هذه الدوائر؟ فهذه الكلمة مطاطة قد تكون 20 دائرة وصولاً الى 80 دائرة، وبالتالي يجب البحث في هذه التفاصيل ولا يمكن تطبيق الدوائر الصغرى على كلّ المناطق بنفس الطريقة، فما يصح في طرابلس قد لا يصح في بشري أو عكار أو أي منطقة، لذا نحن مع الموافقة على القانون الذي يُريح حلفاءنا ويؤمّن صحة التمثيل، وكـ"تيار المستقبل" نُركّز على ما نصّ عليه اتفاق الطائف لجهة المناصفة التي أُسميها النسبية الموجودة في قانون الانتخاب ولكن في نفس الوقت يجب ان يستمر المواطن المسيحي بانتخاب نائب مسلم ممثلاً له والعكس صحيح"...

وعن ردة فعل أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله على الفيلم المسيء للإسلام، قال علّوش: "لا شك ان الموقف طبيعي ولكن عملياً ما هي الا محاولة للهجوم الى الأمام وإعادة تلميع صورة "الحزب" ومشروع ولاية الفقيه في المنطقة بعد النكسة والذلّة الكبرى بتأييده للنظام في سوريا حيث يقوم هذا النظام بإجبار سكان سوريا بالسجود والإشهاد باسم بشار الأسد ونظامه وهي إساءة أكبر بكثير من الذي طُرح في الفيلم، عدا عن استمرار حزب الله بتأييده النظام وتسمية القتلة فيه بأنهم رفاق السلاح، وفي نفس الوقت يعترض على فيلم قام به أحد المعتوهين في مكان ما في الولايات المتحدة، لذا برأيي ان هذا الموقف فيه بعض الالتباس على الأقل". وعن وجود عناصر للحرس الثوري الايراني في لبنان وسوريا، رأى علّوش أنه "من المؤكد وجود هذه العناصر في سوريا ولكن لبنان ليس بحاجة لهؤلاء اذ لدينا في الحقيقة فيلقاً من الحرس الثوري التابع لولاية الفقيه اسمه "حزب الله" ولدينا عناصر من الحرس الثوري موجودين في البرلمان ووزراء وفي الادارات الرسمية، ومن هنا وجود بعض الخبراء والمستشارين لا يزيد على وجود الآلاف من الحرس الثوري الايراني في لبنان". ورداً على سؤال، وصف علّوش الوضع الأمني في طرابلس بـ"المستقر ولاسيما خلال الأسابيع الماضية ولكن الحلّ لم يأتِ بعد، فمن تجربة سابقة نعرف ان هناك احتمالاً ليتم اللعب بورقة طرابلس مجدداً بأي طريقة من الطرق، لذا أؤكد مجدداً ان الدولة قادرة على الحسم بقرار واضح عبر منع الاشتباكات وتفتيش مصادر الارهاب واستعمال السلاح وبقرار سحب السلاح من الجميع داخل المدينة".

 

الرئيس الجميل: ظاهرة الخطف مخيفة والفلتان ناتج من المربّعات الأمنية ولا يطير عصفور في مناطق حزب الله إلا بعلمه"

المستقبل/شدد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل على ان "ظاهرة الخطف مخيفة وتسبب ذعراً لدى كل المواطنين"، لافتاً الى ان "الفلتان الامني ناتج عن المربّعات الأمنية". وأوضح أن "إطلاق سراح يوسف بشارة حصل قرب كنيسة مار مخايل أي حيث وقّع اتفاق التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، مؤكداً انه "في مناطق الحزب لا يستطيع "عصفور" ان يطير الا بعلمه".

وامل في حديث الى "المستقبل" أمس، أن "يكون الافراج عن المواطن فؤاد داوود فاتحة خير للبنان لكي يتوقف الخطف على كل الأراضي"، مهنئاً "الجيش الذي اقدم على هذه الخطوة". وتمنى ان "يكون هذا الامر نهجا جديدا للجيش وقوى الامن وللدولة، ويجب معاقبة الخاطفين". وأعلن "اننا نذهب للحوار إنطلاقاً من قناعتنا واذا لم يكن هناك إستمرارية للبحث في سلاح "حزب الله" نكون قد دفنا الموضوع"، لافتاً الى ان "أي إستراتيجية سنبحثها يجب أن تكون تحت سقف الدستور ولا نقبل بأي تحايل عليه". وأشار إلى انه "كان هناك رفض من القيادات الاسلامية لمشروع اللقاء الارثوذكسي ولذلك طويت صفحة هذا القانون، ثم بحثنا في بكركي مشروع الدوائر الصغرى، وتركنا مشروع النسبية باطار معين كاحتياطات وإذ نتفاجأ بموقف "التيار الوطني الحر" بطرح مشروع النسبية في الحكومة"، لافتا إلى انه "بهذا المشروع جعلوا الصوت الشيعي هو الوازن باطار قانون النسبية، مثلا وضع المتن وبعبدا مع بعضهما بات الصوت الشيعي وازنا، فبالتالي التيار الوطني الحر خرج عما هو متفق عليه وما قدمته الحكومة "مفصل على القياس" ويؤدي الى اقصاء كل خصوم من في الحكومة". وقال: "التقيت (رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب) وليد جنبلاط بمناسبات بعيدة عن الاضواء"، معتبراً ان "اللقاء بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري كان ايجابيا ويمكن البناء عليه". ورأى ان "كلمة النأي بالنفس عن الوضع في سوريا اصبحت مطاطة، وموقفنا من البداية كان الحياد الايجابي". اضاف: "ممنوع اقحام لبنان بما يجري في سوريا، والعد العكسي بدأ في سوريا ولا شك ان النظام سيسقط، ولا وقت محدداً لذلك ولكن كل ذلك الدمار والقتل يؤثر على النظام فضلا عن العزلة التي يعيش فيها النظام السوري، لذلك هذا النظام القامع سيسقط".

واعتبر ان تصريح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الأخير عن عدم وجود حرس ثوري ايراني في لبنان أمر إيجابي لأنها المرة الأولى التي يكذب فيها عون مسؤولاً إيرانياً رفيعاً ومن الممكن ان تكون هذه بداية للاختلاف بالرأي حبذا لو تستمر". وفي نشاطه، عرض الرئيس الجميل، في دارته في بكفيا، مع سفيرة كندا في لبنان هيلاري تشايلدز ادامز، العلاقات الثنائية والوضع العام في لبنان والمنطقة. كما استقبل سفير السودان احمد حسن الذي قال: "زرت الرئيس الجميل كسفير جديد للسودان، ووجدته يعرف السودان جيدا وقد زاره سابقا وقدم لنا افكارا طيبة حول السودان وجنوب السودان الدولة التي نشأت منه، وسننقلها لرئاسة وزارتنا. ونأمل ان تسير الخطوات الى الأمام، حتى يقدم لنا فكره النير ومجهوداته السياسية وخبرته ومعرفته بالسودان في التوسط بين جنوب السودان وشماله لأجل ان يعيش البلدان في وئام وسلام"، لافتاً الى أنه تعرف في هذا اللقاء على "الوضع في لبنان والحياة السياسية، واتفقنا ان تستمر اللقاءات، وتمنيت كل الخير للبنان".

النائب عمار حوري لـ"الأنباء": لماذا لم يتحرك نصرالله غضباً لتعدي النظام السوري على الذات الإلهية؟

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن "سيّد الأدلة على وجود ضباط من الحرس الثوري الإيراني في لبنان هو اقرار "حزب الله" به واعتراف القادة الإيرانيين بأن وجود "الباسدران" في لبنان هو وجود استشاري، وما استدعاء الرئيس ميشال سليمان للسفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي سوى للتأكيد على حجم الهواجس التي يعيشها اللبنانيون حيال الوجود العسكري الايراني على الأراضي اللبنانية"، معتبرا ان "التدخل الايراني في لبنان ليس غريبا على مسار "حزب الله" كونه يشكل جناحا أساسيا من أجنحة الحرس الثوري الايراني ويتصرف سياسيا وأمنيا بصفته ذراعا ايرانية في لبنان، بدليل ان نصرالله خصص خطابا مطولا في يوم القدس تحدث فيه عن فضل ايران عسكريا وسياسيا وماليا على الدولة اللبنانية".

ولفت حوري في تصريح لـ"الأنباء" الكويتية الى ان "الهدف من زرع خبراء وضباط ايرانيين في لبنان لم يعد خافيا على احد اذ انه مع انهيار النظام السوري وفقدان ايران قاعدة اساسية في المنطقة، دفعت القيادة الايرانية باتجاه تحصين وجودها العسكري على الأراضي اللبنانية في محاولة يائسة لإحكام قبضتها على مفارق السلطة في لبنان وعلى القرار اللبناني استدراكا لمرحلة ما بعد النظام السوري"، مؤكدا ان "مثل تلك التدابير لن تؤول الى تقويض الدولة اللبنانية وجعلها صنيعة ايرانية، فلبنان كان وسيبقى بلد التعدد والحريات والديموقراطية ولن يكون يوما تابعا لأنظمة الرأي الواحد والشموليتين الحزبية والسياسية". وعن قراءته لأبعاد وخلفيات المظاهرات التي أطلقها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية وسيطلقها لاحقا في صور وبعلبك والهرمل، وذلك في اطار الاعتراض على فيلم "براءة الإسلام"، أكد حوري ان "تحرك نصرالله جاء متأخرا اي بعد ان تحركت أقصى المشارق والمغارب اعتراضا على الإساءة، وبالتالي فإن نصرالله يحاول ان يستلحق نفسه ويستعطف نتيجة اهمية الموضوع الذي دعا بسببه الى التظاهر"، مشيرا الى ان "السؤال الذي يطرح نفسه هو صمت "حزب الله" وعدم تحركه حيال ما عرضته بعض المواقع الالكترونية وفي مقدمتها موقع "يوتيوب" على شبكة الانترنت حيث أظهرت رجال وشبيحة النظام السوري وهم يجبرون المواطنين السوريين على الإدلاء بشهادة "لا إله إلا بشار الأسد".

 

يوم نأى "حزب الله" بنفسه عن المقاومة وحول سلاحه إلى صدور اللبنانيين

 طارق السيد/موقع 14 آذار

كان يا مكان في سالف العصر والاوان، كان في مقاومة متخصصة بمحاربة العدوان وخصوصاً الإسرائيلي الذي ما زال يتربص شراً بلبنان، ومن هنا يا اخوان نستطيع قراءة النص من خلال العنوان الذي يختصر بشدة ما وصلت اليه الحالة عند جماعة ايران. السلاح الذي توجه ذات يوم إلى إسرائيل، عاد وتوجه في يوم أسود إلى صدور اللبنانيين بعد إحتضان دام لاكثر من ثلاثين عاماً اختزنتها الشعوب في داخلها تُجاه أهمّ مقاومة وجدت في تاريخ الشعوب، قبل أن تترك عملها المقدّس وتضيع في شوارع الزحام السياسي وأزقّته. في تلك الأيام لم يكن الخلاف السياسي أو الأمني عائقاً أمام طبيعة عمل المقاومة الذي كانت تُهلّل له الشعوب بكلّ تلاوينها وأطيافها مع كلّ لحظة يتمّ فيها الإعلان عن استهداف عناصر إسرائيلية أو آليات تابعة لهم.

عجباً ثمّ عجباً، كيف تحوّل "حزب الله" من حركة مقاومة ضدّ إسرائيل ومطارداً لها على كافّة الجبهات إلى أداة تنفيذيّة في يد دول إقليمية وإلى متّهم بجرائم قتل وفساد، وإلى حامي لصوص، وإلى حزب لديه كوادر وعناصر بعضهم متّهم باغتيال سياسيين لبنانيين، وبعضهم الآخر متّهم بالعمالة لإسرائيل.

بهذه الكلمات بدأت مصادر مراقبة لعمل الحزب منذ ولادته وهي تشدّد في حديثها لموقع "14 آذار" الالكتروني على أنّه " حتى الذين كانوا يفتخرون بانتمائهم إلى هذه البيئة المقاومة، أصبحت اليوم عبئاً ثقيلاً عليهم بعد الموبقات التي ما زالت تُرتكب في مناطقها ممّا يُعرف بشبّيحة الحزب، وبعد ازدواجية المواقف التي أعلنها قادة "حزب الله" تُجاه "الربيع العربي، خصوصاً لناحية ما يجري في كلّ من سوريا والبحرين". وتقول المصادر عينها: "منذ أن نأى الحزب بنفسه عن العمل المقاوم وتحديداً في 7 أيّار 2008 يوم أدار وجهة سلاحه إلى الداخل اللبناني وصولاً إلى المواقف الداعمة للنظام في سوريا والمتجاهلة شعباً بكامله، فإنّ الأيّام لم تسجّل له أيّ موقف مشرّف يُحتسب له كإنجاز وطني بعد سنين طويلة قدّم خلالها مئات الشهداء في سبيل قضية وطنية قبل أن تتحوّل لاحقاً إلى ورقة تفاوض في يد مَن أنشأ هذا الحزب ودعَمَه عسكريّاً وسياسيّاً لأسباب أصبحت مكشوفة حتّى لجمهور "حزب الله".

وترى أنّ "مشكلة "حزب الله" تكمن في أنّه واقع بين معادلتين، المرحلة التي يبدو أنّها بدأت تلفظ أنفاسها شيئاً فشيئاً، وهي تميّزت بتحالف ثابت استراتيجي مع إيران وسوريا ومحورية مفهوم المقاومة وتوسيع أفقها لتشمل الشعوب المضطهدة في كلّ الأصقاع، والمرحلة الحالية التي طرأت عليها مستجدّات وتحوّلات إقليمية ومحلية تعطي الأولوية للاعتبارات الداخلية وللسلام المنتظر في المنطقة، ومن المرجّح في هذه المرحلة أن تستكمل الدولة اللبنانية أدواتها السياسية والعسكرية لبسط سيطرتها الكاملة على كافّة أراضيها. وهذا ما بدأ يتبين من خلال دعوة الحزب الدولة الدخول إلى أهمّ معاقله، أيّ الضاحية الجنوبية".

وتضيف: "يبدو أن الحزب قرّر التخلّي عن ماضيه المقاوم، وهو بدأ يعدّ العدّة بشكل جدّي للدخول في سياسة الزواريب ومحاورها، ولعلّ المقاومة ضدّ المحتلّ كانت لحظة وطنية تاريخية، حتى انّه يصح القول إنّ اكثر الأماكن هدوءاً في هذه الأيام هو الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل، فما من أحد يتخيّل أنّ هذه الحدود التي تجمع بين مقلبيها مَن يُفترض أنّهم أعداء في الدنيا والدين هي اليوم أهم الأماكن الآمنة على وجه السكينة هذه". وتلفت إلى أنّ "الشعوب العربية، بمسيحييها ومسلميها، كانت تنتظر بفارغ الصبر إطلالات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله فقط لرؤيته وسماعه نظراً إلى المكانة التي كان يحتلّها في ضميرهم ووجدانهم". وتختم المصادر قولها "كلنا كلبنانيين نذكر "حركة فتح" وقائدها "أبو عمّار" الذي حكم لبنان وقمع شعبه لسنوات طويلة من دون أن يرفّ للدول العربية والغربية جفن، ومع هذا نستطيع أن نرى اليوم أين هو هذا الرجل وأين أصبحت الحركة التي أسّسها. ومن هنا، فإنّ على "حزب الله" أن يتّعظ من الأخطاء السابقة التي ارتكبتها منظمة التحرير الفلسطينية إبّان وجودها في لبنان وأن يعمد إلى إنهاء عسكرته خصوصاً بعد الإخفاقات المتعدّدة التي مني بها خلال الفترة الأخيرة على أصعد مختلفة ومتعددة، وعندها سوف يُسجّل له التاريخ بأنّه عاد إلى الحياة السياسية بعد أن انتهت مفاعيل العمل المسلّح".

 

مسيحيو المشرق والبابا و«الارشاد»: المواطنة لا الأقلية ولا الحماية

طوني فرنسيس/الحياة

اعتاد رأس الكنيسة الكاثوليكية أن يجوب بلدان العالم حيث تنتشر الكنائس التي يرأسها. البابا الراحل يوحنا بولس الثاني جعل من جولاته الخارجية محوراً في ممارسته مهامه الفاتيكانية. لم يترك بلداً تقريباً إلا وزاره. في أيامه انهار المعسكر الاشتراكي، وكان له دور في التحولات الحاصلة، باعتباره من أبناء بولندا، هذا الدور لعبته الكنيسة بمؤسساتها المنتشرة وكهنتها ورهبانيتها، وقاد عمل الكنيسة التغييري جهاز مركزي في الفاتيكان كان من أبرز وجوهه مسؤول العقيدة الكاثوليكية البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر.

تعددت التحديات التي واجهها الفاتيكان. في أوروبا تختلف هموم الكنيسة عنها في أميركا الشمالية وبريطانيا ليست روسيا، ولدى الذهاب إلى شرق آسيا حيث تسود البوذية والكونفوشية يدور حوار آخر. أما في أميركا الجنوبية فالزيارة تتخذ طابعاً تفقديا لأكبر تجمع كاثوليكي في العالم.

في كل تلك الأماكن تركز اهتمام الفاتيكان على ثلاث مسائل: أوضاع الكنيسة الكاثوليكية وعلاقتها بالكنائس الأخرى ومع الدول والسلطات فيها. وبقيت بقعة أخرى من العالم، كانت تغلي بأحداثها، وكأنها على هامش جدول الأعمال الفاتيكاني: الشرق الأوسط مهد الديانات السماوية الثلاث الذي لم يحظ بقسطه من الاهتمام على رغم التحولات الضخمة التي شهدها منذ نهاية أربعينات القرن الماضي وتحول فلسطين أرض السيد المسيح إلى بقعة محتلة ستقوم فيها دولة إسرائيلية على أنقاض الحضور المسيحي والإسلامي الفلسطيني.

دفعت شعوب المشرق أثماناً كبيرة لتلك التحولات وكانت حصة المسيحيين العرب باهظة، كثيرون منهم غادروا إلى بلدان الاغتراب واندمجوا فيها وآخرون هجروا في أوطانهم. تراجع عددهم في شكل مخيف في بلدان المشرق، خصوصاً في فلسطين وتعرضوا لأعمال قمع وتمييز في العراق ومصر، وشهد لبنان حروباً اتخذت في بعض جوانبها طابعاً دينياً ما هدد تاريخ وتقاليد هذا البلد في العيش المشترك بين شرائحه الروحية والثقافية.

ربما كان الفاتيكان منشغلاً كما العالم بالحروب التي شهدتها أوروبا والعالم في النصف الأول من القرن العشرين ثم بترتيب أوضاعه كـ «دولة» بعد الاتفاق مع موسوليني في نهاية عشرينات القرن المنصرم. لم يعن ذلك انقطاعاً في العلاقة مع الكنائس المحلية، لكن النظرة الشاملة إلى واقع مسيحيي المشرق بدت غائبة حتى منتصف الستينات مع انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني. سبق ذلك زيارة قام بها البابا يوحنا الـ23 إلى لبنان أيام كان كاردينالاً في عام 1954 عندما حمل رسالة من البابا بيوس إلى البطريرك الماروني، ثم هبوط عابر للبابا بولس السادس في مطار بيروت عام 1964 لدى سفره إلى الهند.

بيروت الممر ستصبح، ومعها لبنان، مركزاً لاهتمام الفاتيكان في عهد البابا يوحنا بولس الثاني. في 1995 ينعقد السينودوس من أجل لبنان ليقوم البابا النشيط بزيارته التاريخية في أيار (مايو) إلى البلد الذي أطلق عليه اسم البلد «الرسالة». تكرس لبنان منذ تلك اللحظة نموذجاً في العقل الفاتيكاني لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الأديان، خصوصاً بين المسيحيين والمسلمين، وللدور الذي يمكن المسيحيين أن يلعبوه في أوطانهم كشركاء.

تبلورت فكرة عقد سينودوس (يعني العمل معاً) اثر زيارتين قام بهما البابا إلى تركيا (2008) وإلى الأردن وفلسطين (2009)، وكانت نشطت خلال الحقبة نفسها دعوات الحوار بين الأديان وسجلت محطة مهمة مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى البابا في روما (تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 ) ثم افتتاحه في مدريد المؤتمر العالمي للحوار (تموز/يوليو 2008) حيث أكد خادم الحرمين القيم المشتركة التي تجمع بين الشعوب، وجدد مع البابا بنديكتوس «التزامهما بالحوار بين الثقافات وبين الأديان بهدف تعايش سلمي مثمر... وبأهمية التعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود للنهوض بالسلام والعدل والقيم الأخلاقية والروحية...».

إيران أيضاً حرصت على تطوير علاقتها بالفاتيكان ووجهت دعوة عبر سفيرها لديه إلى البابا لزيارتها، هي التي ينتمي نحو 20 ألفاً من مواطنيها إلى الديانة الكاثوليكية...

في هذه الأجواء انعقد السينودوس من أجل مسيحيي المشرق في خريف 2010 في الفاتيكان. حضر نحو 180 شخصية روحية ومدنية عرضت واقع المسيحيين في المنطقة. مداخلات بعضهم حملت ألماً كبيراً في وصفها لما يجري في العراق ومصر ومناطق أخرى. وفي مصادفة تاريخية اندلعت الثورات العربية بدءاً من تونس مع انطلاق أعمال المجتمعين. ما استدعى تعميقاً للبحث والإعداد قبل أن تصاغ توصيات خريف 2010 في إرشاد يوقعه البابا في لبنان بعد عامين.

سادت على مدى عقود نظرتان إلى مسيحيي المشرق جاء هذا الإرشاد ليضع حداً لهما.

النظرة أو النظرية الأولى تقوم على الشكوى الدائمة من أن المسيحيين يتعرضون لاضطهاد ما يؤدي إلى هجرتهم وبالتالي انقراضهم في بلدانهم...

النظرة أو النظرية الثانية قوامها أن المسيحيين أقلية لا يمكنها الحفاظ على وجودها إلا من طريق طلب الحماية الأجنبية أو... اللجوء إلى تحالف أقليات بات التنظير السياسي له ناشطاً على قدم وساق.

عالج الإرشاد البابوي كما تصريحات البابا في لبنان هاتين المسألتين بدقة ووضوح ورفضهما. في الإرشاد، تأكيد على أن الحضور المسيحي جزء من الحضور الإنساني الشامل لأبناء المنطقة وبلدانها. إنه مكون أساس إلى جانب مواطنيهم المسلمين ومن أبناء الديانات الأخرى وعليهم جميعاً تقع مسؤولية بناء أوطانهم :»يتقاسم المسيحيون مع المسلمين الحياة نفسها في الشرق الأوسط، حيث وجودهم ليس عرضياً أو حديثاً إنما تاريخي. فالمسيحيون، لكونهم جزءاً لا يتجزأ من الشرق الأوسط، أقاموا على مر العصور نوعاً من العلاقة مع محيطهم يشكل مثالاً يحتذى به (...) من واجب وحق الكاثوليك في الشرق الأوسط ومعظمهم من سكان البلاد الأصليين، المشاركة التامة من خلال العمل على بناء أوطانهم. ينبغي أن يتمتعوا بمواطنة كاملة... وكما كانت الحال في الماضي، إذ كانوا من رواد النهضة العربية، وكانوا جزءاً لا يتجزأ من الحياة الثقافية والاقتصادية والعلمية لمختلف حضارات المنطقة، ها هم يرغبون اليوم وعلى الدوام في مقاسمة خبراتهم مع المسلمين(...) في مناخ من الحرية، و «الحرية الدينية هي تاج كل الحريات. إنها حق مقدس غير قابل للتفاوض...».

يؤكد النص أن على أبناء المنطقة أن يظهروا» أن العيش معا ليس أمراً طوباوياً، وأن انعدام الثقة والأحكام المسبقة ليست أمراً حتمياً». وهذا العيش معاً سيجد صيغته في دولة مدنية تقوم على «علمانية إيجابية» تؤمن «للسياسة العمل من دون استغلال الدين وللدين أن يحيا حراً من أثقال نفسه بالسياسة، التي تمليها الفائدة، والتي أحياناً لا تتفق، بل قد تتعارض مع المعتقد الديني...».

إنها دعوة إلى الانخراط في ورشة البناء السياسي في ظروف الثورات العربية التي يفترض أن تتجه نحو بناء ديموقراطيات مدنية... من دون استثناءات ومن دون توصيفات أقلية وأكثرية.

ستدعم أيام بنديكتوس اللبنانية ثقته بالنص الذي وقعه في بيروت مثلما جعله النص نفسه يحرص على احتضان توق شعوب المنطقة إلى الحرية. وكأني به في النص والسلوك يستعيد عصر النهضة العربية بقادته ومفكريه وبينهم مسيحيو «الانخراط» الأوائل.

 * صحافي لبناني من اسرة «الحياة»

 

الأمانة العامة لقوى 14 آذار: من دبّر الإساءة المرفوضة للإسلام أراد وضع المسلمين في مواجهة عنفية مع الغرب

عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري الأسبوعي، وبنتيجة مناقشاتها أصدرت البيان التالي:

أولاً - تقدر الأمانة العامة لقوى 14 آذار عالياً ما تضمنته زيارة الحبر الأعظم قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان، والتي اكدت على ضرورة التواصل المسيحي - الاسلامي في ظلّ شرق أوسط يشهد على ولادة جديدة من خلال الربيع العربي الذي كان محطّ احترام قداسته وتقديره.

وتعتبر الأمانة العامة ان الزيارة أعطت اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً، فسحةً اكيدة من الأمل بغدٍ افضل نظراً لتجربتهم الطويلة في العيش المشترك.

ثانياً - يتصدّر الاهتمام العربي والاسلامي حادثة فيلم "براءة المسلمين"، وما تبعها من احتجاجات وتظاهرات اظهرت الغضب ضد الإساءة للإسلام وللمسلمين.

وسبق للأمانة العامة أن نددت بهذه الإساءة، وشككت بتوقيت بَثّ الفيلم وترويجه وتسويقه على شبكات التواصل الاجتماعي.

ان من دبّر هذه الإساءة المرفوضة وانتجها، أراد ايضاً الاساءة الى المسلمين ووضعهم في مواجهة عنفية مع الغرب، الأمر الذي يضرب مصالحهم ومصالح شعوب المنطقة.

ان المواجهة الفعلية ليست مع الشعوب الغربية أو مع الحكومات، وانما مع حفنة من المندَسّين الذين يريدون ضرب صورة الربيع العربي والمستقبل الواعد لأهل المنطقة.

وما الدعوة الاستلحاقية لـ"حزب الله" بغية تنظيم تظاهرات منددة بالإساءة، إلا محاولة مكشوفة لحرف الأنظار عن جرائم النظام السوري.

فلا يمكن للمرء أن يدافع عن كرامة الانسان تجاه اساءة موصوفة، وفي الوقت نفسه ان يدعم نظام بشار الأسد الذي ينتهك كلّ لحظة كرامة الانسان في سوريا.

ثالثاً - توقفت الأمانة العامة أمام تصريح قائد الحرس الثوري الايراني عن تواجد عناصر من فيلق القدس في لبنان وسوريا، واعتبرته انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان، ونوّهت بموقف رئيس الجمهورية الإستيضاحي، كما انها ما زالت تطالب الحكومة اللبنانية بالتصدّي لهذا الكلام والتوجّه الى المحافل الدولية لصَون استقلال لبنان وسيادته.

تكفي التعديات المتكررة للنظام السوري ضد أهالي المناطق الحدودية واراضيها، وكان آخرها ما حصل في عرسال، وتكفي صورة الحكومة العاجزة، والتي تضمّ وزراء يخضعون لرغبات "حزب الله"، كما أكّد سلوك وزير الخارجية عدنان منصور، لتبرهن حتمية إسقاط هذه الحكومة اليوم قبل الغد.

لقد دفعنا غالياً من أجل رفع يدِ تسلُّط السلاح الخارجي على القرار اللبناني. واليوم تعلن الدولة الايرانية انتهاك سيادة لبنان واستقلال قراره.

لقد ناضل اللبنانيون من أجل إخراج اسرائيل من لبنان، كما ناضلوا طويلاً من أجل رفع الوصاية السورية وسحب قواتها منه، واليوم كُتبَ علينا النضال مجدداً من أجل إخراج سلاح ايران.

ان مسؤولية الدفاع عن لبنان تعود حصراً الى الدولة اللبنانية التي هي وحدها صاحبة القرار، ولا مكان لتقاسم السيادة الوطنية مع اية مجموعة داخلية كانت او إقليمية وذلك وفقاً للدستور اللبناني.

رابعاَ – تلحظ الأمانة العامة اهتمام الجميع ان الاجتماع الذي كان مقرراً يوم غد لمتابعة حادثة الكويخات والاجراءات التي يجب اتخاذها، قد تأجل بسسب غياب شقيق الشيخ احمد عبد الواحد، الشيخ علاء عبد الواحد بداعي السفر.

 

وهبي قاطيشا لـ"الشرق الأوسط": حزب الله" لم يكن يوما جديا ببحث الاستراتيجية الدفاعية ونحن لن نشارك بمحاولاته استثمار طاولة الحوار لأهداف تخدم مصالحه

الشرق الاوسط/ رد مستشار رئيس حزب "القوات الللبنانية" للشؤون الرئاسية العميد المتقاعد وهبه قاطيشا مقاطعة جلسة الحوار لاقتناع القوات 100 في المائة بأن "حزب الله" غير جاهز للحوار ويسعى لكسب الوقت، قائلا: "الأزمة التي نعيشها هي أزمة سلاح "حزب الله" وهو الموضوع الذي يرفض الحزب مناقشته فلماذا نذهب للطاولة؟". وأشار قاطيشا لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "حزب الله" أعلن أكثر من مرة أن سلاحه خارج إطار البحث، علما بأنه لا يمتلك القرار فيه وهو بحاجة للذهاب لإيران للحصول على براءة ذمة منها ليعود ويحاور فيه"، مضيفا: "حزب الله" لم يكن يوما جديا ببحث الاستراتيجية الدفاعية منذ 6 سنوات وحتى اليوم، وبالتالي نحن لن نشارك بمحاولاته استثمار طاولة الحوار لأهداف تخدم مصالحه".

 

عون ـ جعفري جنرالات آخر زمن..."الممانعة"

 كارلا خطار/المستقبل: يبدو أنه عصر تواطؤ الجنرالات الممانعين على الشعوب. فبعدما تهجّم رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على أبناء عرسال واتّهمهم بإيواء عناصر من "القاعدة"، مدافعا في المقابل عن النظام السوري، ها هو يستكمل دفاعه عن محور الممانعة بتسخيف وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في لبنان.

"التضليل الإعلامي" هو ما يشغل بال عون.. مسقطا من اهتماماته التحقيق في المعلومات التي اعترف بها بلسانه قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري. إلا أن إهمال عون لكلام زميله الإيراني قد لا يشكّل خطرا على خط الممانعة ومنهم الجنرال اللبناني الذي تواطأ مع الجنرال الايراني في الإستخفاف بعقول اللبنانيين.. إلا أن عون لم يفكر بشركائه في الوطن الواحد وبالخطر الذي يتهدد اللبنانيين لمجرّد وجود هذه العناصر، حيث أشارت مصادر أمنية مطّلعة الى أن "هذه العناصر مستعدّة في أي لحظة لخوض حرب دفاع عن المحور السوري- الإيراني من لبنان خصوصا مع انهيار النظام السوري". فهل تهدف سخرية عون الى إقحام لبنان في حرب أو فتنة؟ أو أن يكون اللبنانيون حجرا بين "الشاقوف" السوري والآخر الإيراني؟

ليس على أحد أن يستغرب دفاع عون عن إيران وتحريضه بطريقة غير مباشرة على فتح جبهة الحرب من لبنان حين قال "إن كان حزب الله ذكيا يشارك في حرب إيران وإسرائيل". فوجود الحرس الثوري الإيراني ليس "سمعيّة" أو كلاما أو إشاعة كما أنه ليس مجرد "خبرية" كما أحبّ الجنرال اللبناني أن يسمّيها، إنما معلومات موثّقة ورسمية مصدرها الجنرال الإيراني. لكن يبدو أن عون لم يطّلع جيدا على الخبر الأساسي ولم يبحث عن صورته على شبكة الإنترنت حتى يسأل "من هو جعفري؟" ولا بدّ أنه سيرتّب زيارة قريبة الى إيران للتعرّف الى جعفري الذي دافع عنه من دون أن يعرفه حتى، بحسب زعمه، كما لن يكون مستغربا أن يرسل إليه الأخير دعوة الى "مصنع" الحرس الثوري لشكره على مواقفه، وهكذا يتعرّف الجنرالان على بعضهما اسما وشكلا.. طالما أن المضمون هو نفسه!

وفي سياق حديث عون، "تلمع" في ذاكرة المستمع إليه صورة ذلك الجنرال الذي كان مؤتمنا على الجيش اللبناني.. والذي يسقط من اهتماماته اليومية في هذه الأزمة وجود عناصر من الحرس الثوري في لبنان. وإن كان الجنرال اللبناني لا يعرف فعلا الجنرال الإيراني فإنه على الأقل متأكد من أن العناصر التي أرسلها الأخير لم تأتِ ضمن رحلة سياحية أو مهمة ديبلوماسية لذا لن تظهر في مقابلة على التلفزيون، فضلا عن أن تلك العناصر ليست أشباحا بل من البشر العاديين ولن تميّز نفسها بعلامة فارقة إن كان عناصرها "يخيّلون" على طرق لبنان "الشرعية".. من جهة ثانية، ليس ضروريا أن يتعرّف عون الى عناصر "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري في سوريا، طالما أنه على تنسيق تام ويومي مع "ملاكه الحارس" الذي يخطف أرواح شعبه، بحسب "الفضيحة" التي كشفها النائب مروان فارس.

من الطبيعي أن يتحلّى كل شخص بإسم وبشكل، ولكن في بعض الحالات وتحت تأثير الظروف القاهرة قد يصبح هذا الشخص من دون رائحة ولا طعم ولا لون.. ها هو عون يكمل ما بدأه "سفير الحرس الثوري" غضنفر ركن أبادي الذي عمد الى "تحريف" كلام جعفري، فانتقل الدور الى عون في "تجريف" التصريح والتحريف معا.

في العام 2008، زار ميشال عون إيران، وقد حان الوقت لتنظيم زيارة أخرى للتعرف وجها الى وجه الى جعفري في البلد الذي وصفه عون بـ "أكثر دول المنطقة قوة". لكن البلد الأكثر قوة لم ينجح بجعل عون الرجل الأكثر قدرة.. جنرال بالناقص أو بالزائد، فهذا لن يغيّر معادلة الممانعة التي ترسّخت في ذهن عون.. متى يفاجئه أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني في لبنان ويصرخ به "بقووووسي"؟

نصح عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني "عون بالتوجّه الى مستشفى في النقاش قريبة منه متخصصة في أمراض العين والأذن". وتساءل "هل وجود الحرس الثوري الإيراني في لبنان خافيا على أحد؟"، وتابع "إن كان قائد الحرس الثوري الإيراني اعترف بوجود تلك العناصر.. ليس من المنطقي سؤال عون عما إذا شوهدت في لبنان أو بثّ التلفزيون صورا لأعضائها.." وطرح ماروني أسئلة عدة: "هل "يستغبي" عون الشعب اللبناني أم يستهزء بوعيه وحكمته؟ هل دور تلك العناصر الظهور على الشاشات أم ملازمة المحميات الأمنية للتدريب وللأعمال الأمنية والعسكرية؟"

ويختم ماروني "غريب أمر عون، فقد زعم منذ فترة وجود عناصر من القاعدة في عرسال، إذاً حين يريد يمكنه رؤية الكثير من الأمور والوقائع، غير أنه يعاني ضعفاً في النظر في كل ما له علاقة بإيران وسوريا." من ناحيته، يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار الحوري أنه "بات من الواضح أن العماد عون يطمح لينال حقيبة ديبلوماسية تمثيلية لإيران في لبنان، وواضح أنه مصرّ على أن الشمس تشرق من الغرب وتغرب في الشرق، وواضح أيضاً انه مصرّ على قلب المقاييس خدمة لـ "مشغّليه"، وخدمة لهذا المحور الإيراني-السوري". ويخلص حوري الى أن "عون في حالة توتّر شديد نتيجة متابعته لانهيار النظام السوري، وآملاً بهذه المراهنة على النظام الإيراني". مبدياً أسفه لوصول "شخصية سياسية لبنانية كان لها رصيد وطني في الماضي الى هذا الدرك والى هذا المستوى". ويختم "دائما كنا نتحمّس للردّ على العماد عون في مواقفه السياسية، بينما الآن فقد وصلنا الى مرحلة نقول فيها "فالج لا تعالج" فهذا هو العماد عون، وهذا هو الخريف السياسي الذي يعيشه ونحن مصرّون أن نكون في مرحلة الربيع."

 

نواب "المستقبل": منصور خطر على "الخارجية"

المستقبل/رفض نواب "المستقبل" أمس، "المضي في مشروع الحكومة الانتخابي، لأننا نرفض النسبية والتقسيمات التي يتضمنها". ووصفوا رد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن وجود الحرس الثوري الإيراني في لبنان بـ"السخيف والمعيب". وأكدوا أنه "في حال شاركت قوى 14 آذار في طاولة الحوار، ستكون مشاركتها فقط تقديراً للمواقف الجريئة والصريحة والوطنية التي اطلقها الرئيس ميشال سليمان". واعتبروا ان وزير الخارجية عدنان منصور "اصبح خطراً على الخارجية اللبنانية".

[ رفض عضو الكتلة النائب عمار حوري، في حديث الى وكالة الأنباء "المركزية""، المضي قدما في مشروع الحكومة الانتخابي، لأننا نرفض النسبية والتقسيمات التي يتضمنها المشروع"، مؤكداً "عدم المضي قدماً في مشروع الحكومة الانتخابي، لأننا نرفض النسبية والتقسيمات التي يتضمنها المشروع".

ووصف أجواء الاجتماع بـ"الجيدة"، قال: "النقاش كان راقيا، ودستوريا وعلميا وبرلمانيا، ولم يتخلله أي شيء غير عادي"، مشيرا الى أنه "على الرغم من أن الجزء الأكبر من النقاش ذهب الى قانون التعليم العالي، الا أن الموضوعين المطروحين حصدا الأهمية نفسها، ووضعت الملاحظات عليهما". وفي ما يتعلق بالحوار، أجاب: "نتفهم موقف "القوات اللبنانية" وهي تتفهم موقفنا".

[ لفت عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد الحجار، في حديث الى اذاعة "الشرق"، الى أن "ما اعتبرناه مقاومة ووقفنا الى جانبه يوما من الأيام بقتاله ضد العدو الإسرائيلي، يتكشف لنا أنه أصبح أداة في مشروع إقليمي بقيادة إيران وهذا المشروع يريد وضع يده على المنطقة ويبحث عن مواقع نفوذ له". وأسف إذ أن "حزب الله يرتضي أن يكون أداة في هذا المشروع، ولكننا لا نقبل به وسنكون له بالمرصاد بما تيسر لنا من وسائل سلمية، والمطلوب من الجيش والقوى الأمنية أن تقوم بواجباتها في هذا الإطار".

وقال: "هناك خلافات واختلافات بين اللبنانيين وأن الطريق لحلها هو الحوار على قاعدة أن الحوار يمكن أن يؤدي الى نتيجة وأن يستند الى مرجعية، وهذه المرجعية هي الدولة وشروطها وعناصر بنائها والكل يعرف أن هناك نقاشا طويلا حصل بين مكونات 14 آذار حول تلبية هذه الدعوة أو عدم تلبيتها ".

[ أشار عضو الكتلة النائب خضر حبيب في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، الى ان الكلام الايراني عن وجود حرس ثوري في لبنان وسوريا هو "اعتراف من ايران انها تتدخل عبر اجهزتها في لبنان وسوريا وتعبر عن مدى التغلغل الإيراني في قلب البيئة اللبنانية عبر "حزب الله"، وأيضاً السورية عبر حكم العائلة، ومدى استزلام الحزب والعائلة في كلا البلدين إلى مشروع ولاية الفقيه الغريب عن مجتمعاتنا والبعيد كل البعد عن حضارتنا العربية، والذي في مكان ما يستخدم فلسطين، لتسويق سيطرته وامتداده فوق القضية، كما فوق دماء أطفال غزة وداريا وغيرهما".

واعتبر أن "الاعتراف الإيراني بإدارة معارك الأسد في سوريا كما إدارة معارك "حزب الله" في لبنان، يستدعي أكثر من استدعاء لسفير إيران، ومن الجميع، لوقف هذه الهجمة الهمجية الإيرانية على المنطقة، والتي تستغل اليوم انشغال الشعوب بثوراتها، كي تُرسّخ وجودها وكي تحارب التغيير المنشود". وراى ان وزير الخارجية عدنان منصور "اصبح خطرا على الخارجية اللبنانية فهو لا يترك مناسبة الا ويثبت فيها انه وزير خارجية "حزب الله" وليس وزير خارجية لبنان". وقال: "بات لزاماً أن يبادر رئيس الجمهورية، الذي سبق لمنصور أن ضرب بطلبه عرض الحائط، ومعه رئيس الحكومة، إلى وضع حد لخروج من يفترض أنه وزير خارجية لبنان عن الأصول والقواعد والقوانين، في غير مرة، أساء فيها إلى صورة الدولة اللبنانية وهيبتها".

[ أكد عضو الكتلة النائب عاطف مجدلاني، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"(93.3)، أن "الإختراقات السورية للأراضي اللبنانية وتماديها ما كانت لتحصل لولا تقاعس هذه الحكومة وضعفها"، متوجهاً بـ"الشكر الكبير لمواقف الرئيس ميشال سليمان الذي أظهر أنه يتحمل مسؤوليته كاملة ويحافظ على سيادة الدولة". وقال: "لا يوجد أسخف من رد النائب ميشال عون عن وجود الحرس الثوري الإيراني في لبنان"، مشيرا الى "أن أياً من المسؤولين السياسيين لم يعلّق على هذا الموضوع بهذه الطريقة المعيبة".

أضاف: "انها ليست المرة الاولى التي يتحدث بها الايرانيون عن وجود الحرس الثوري أو عن أن سلاح "حزب الله" في لبنان ايراني وغايته الدفاع عن ايران"، لافتاً الى أن "سلاح "حزب الله" اصبح اقليميا بشكل واضح وصريح". كما أسف لـ"تسخيف وتبرير البعض في لبنان التصاريح الايرانية"، مطالباً "حزب الله" بـ"اتخاذ موقف واضح من تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن هذا الموضوع". ولفت الى أنه "في حال شاركت قوى 14 آذار في طاولة الحوار، ستكون مشاركتها فقط تقديراً للمواقف الجريئة والصريحة والوطنية التي اطلقها الرئيس سليمان"، معتبراً أن "الحزب لا يستطيع ان يأخذ القرار بوضع السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني لأن هذا السلاح بإمرة الحرس الثوري الايراني".

 

انطوان بصبوص: محور سياسي جديد في المنطقة بعد سقوط نظام الأسد و دولة علوية سيسرّ اسرائيل...

غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار

خص الدكتور انطوان بصبوص، مدير مرصد الدول العربية، موقع 14 آذار الألكتروني بحديث خاص من مقره في باريس تناول فيه شجون الوضع الإقليمي العربي مع التركيز على الأزمة السورية. وكان سبق لموقع 14 آذار أن نشر فصولاً من كتاب الأستاذ بصبوص "التسونامي العربي" الذي صدر بالفرنسية نهاية العام 2011 وأحدث صدى كبير في الأوساط السياسية العربية. وبصبوص هو من مواليد لبنان ومن حملة القضية اللبنانية. تابع دراسته الجامعية في فرنسا حتى نال شهاد دكتورا الدولة في العلوم السياسية. بصبوص مارس الصحافة والعمل الإستشاري لما يقارب العقدين من الزمن قبل أن يؤسس في العام 1992 "مرصد الدول العربية" وله العديد من الكتب والإصدارات.

مصر الأخوان المسلمين ستكون ذات دور إقليمي...ومحور جديد سيبرز بشرط سقوط سوريا العلوية

وقد بدأ الدكتور بصبوص حديثه عن الوضع في مصر، فرأى "محمد مرسي وصل الى الحكم كممثل لتنظيم الاخوان المسلمين وليس بصفته الشخصية. وبالتالي هو يمثل المرشد ومكتب الارشاد ويعمل كواجهة لهذه المؤسسة السياسية التي نشأت منذ العام 1928 والتي تملك انظمة وقناعات وأجندة حكم. وهذا بدا واضحاً من خلال اولى أعماله التي تجسدت بالاطاحة بالعسكر لحسم الازدواجية على رأس السلطة بعد 40 يوم من وصولهم الى الحكم. من ناحية أخرى، اراد الرئيس المصري تغيير المعادلة الإقليمية بعد ان ورث من مبارك سياسة خارجية مقيّدة هدفها الوحيد تسليم السلطة لإبنّه جمال مبارك من خلال تنازلات لاسرائيل والولايات المتحدة والإصطفاف وراء سياسات واشنطن وتل أبيب".

واضاف "بالمقابل جاء مرسي ليقدم اجندة خاصة به على مستوى السياسة الخارجية تجلت بأنّ أولى زياراته الأجنبية كانت الى الصين مقابل حج ربيعي الى الولايات المتحدة اعتاد مبارك عليه. كما تعمد مرسي الظهور في مؤتمر عدم الانحياز في طهران حيث فاجىء الايرانيين الذين ظنوا انه قادم باعتباره جسر مع الجانب السني لاعادة العلاقات التي انقطعت في زمن مبارك، فاذا بمرسي يصدمهم خصوصاً أنهم سبق أن تلقوا ضربة أكبر من قبل مرسي لأن وصوله الى الحكم في مصر افقدهم حماس (الجناح الفلسطيني للاخوان المسلمين). بالمقابل، شهدنا فضيحة كبرى لمصداقية الاعلام الحكومي الايراني قام بها المترجم الايراني الذي قلب سوريا الى البحرين خصوصاً انه جرى مباشرة على الهواء ولا يمكن التستر عليه وشكل إساءة كبيرة الى الرئيس المصري والنظام الايراني. ما كان يحاول مرسي فعله هو ايجاد مخرج للحرب الأهلية التي تجري في سوريا من خلال الإعتماد على الدول الاسلامية الكبرى اي ايران السعودية وتركيا ولكن الدولتين الأخيرتين تريان أن ايران هي جزء من المشكلة. اليوم نحن أمام محور شمال جنوب ينطلق من تركيا ويصل مصر بالخليج على ان تكون سوريا هي محور الارتكاز شرط ان تسقط سوريا العلوية ويكتمل هذ المحور بحكم الأكثرية السنية".

الأسد قد ينجو من خلال سايكس بيكو يضمن قيام دولة علوية...مخابرات النظام وماليته تتداعيان

وقد علل السيد بصبوص بقاء الأسد في السلطة طوال هذه المدة بالرغم من الضربات التي تلقها من الثورة بأنه "نتاج أمرين: الأول ارتكاز سلطيته على عصبية علوية شدها ومهد لها حافظ الأسد حين بنى الجيش السوري على تركيبة مذهبية مع غطاء وطني، وكان يخشى من اليوم الذي سيثور به السنة على نظامه. وقد خلق لذلك الوية فاعلة لها اولوية التسليح والتدريب والقوة ركيزتها من العلويين. ثانياً، أنشأ الأسد الى جانب هذه الألوية العسكرية أجهزة أمنية استخباراتية تسلمها العلوييون وأمسكوا من خلالها الأرض ما منح الأسد مناعة أقوى من بن علي والقذافي ومبارك. ومع ذلك، فالأسد فقد السيطرة على نصف الاراضي السورية حيث يتحتم عليه الموقف مثلاً أن ينشر المدرعات ويقصف بالطيران والمدفعية أي حي او بلدة او مدينة ليثبت نفوذه، وهذا دليل كاف على أنه فقد شرعية حكمه منذ زمن، ناهيك عن أنه معزول عربياً واسلامياً ودولياً باستثناء ايران وروسيا والصين. في الماضي كان النظام يرهب الشعب من خلال سطوته المخيفة، لنجد اليوم ان عدد من الذين غادروا السفينة الأسدية وابرزهم رئيس الحكومة من دون أن يقدر الأمن السوري على كشف الأمر أو الحؤول دون ذلك."

كما اشار بصبوص إلى عنصر آخر سيقوض حكم الأسد هو "الموازنة العامة او الخزينة السورية التي بدأت تنهار بشكل خطير لأنّ الحرب مكلفة وسوريا فقيرة مقابل حصار مطبق على ايران التي ترضخ لسلسة من العقوبات منذ زمن بعيد مما حدّ من قدراتها على اسناد ودعم النظام السوري. لذا قد نرى انهيار للنظام من خلال خواء الخزينة مع عدم قدرة على تصدير البترول وهروب المستثمرين والاستثمارات".

على الجانب الدولي للأزمة والمواقف الغربية منها، أوضح المحلل الفرنسي ذو الأصول اللبنانية إلى أنّ "الغرب لديه رؤيته الخاصة؛ فالأجندة الامريكية حالياً ترتكز على امرين: أولاً الإنتخابات الرئاسية والانسحاب من مناطق الحروب التي اطلقها بوش. أما اوروبا فتمرّ بازمة اقتصادية حقيقية وقاسية. ثم أنّ من سيضع اصبعاً في سوريا سيضطر لاحقاً لوضع اليد والكتف ومن ثم الرأس وعليه ان يستعد لنشر قوات تتجاوز حدود سوريا. رابعاً، هناك الخلافات الداخلية للمعارضة السورية مما خلق حالة من الشرذمة والتقاتل فيما بينها. ومع هذا على الغرب مساعدة السوريين لأنه واجب اخلاقي لتقليل زمن الحرب وكلفتها البشرية عبر حرمان بشار من تفوقه في مجال الطيران وتسليم كمية محدودة من الدفاعات الجوية للمعارضة المسلحة السورية. وهنا لا بد أن نبدي اعجابنا بالشعب السوري الذي وقف في وجه القمع الأسدي الذي لا يمكن ان يوصف ولم يكن الكثيرون يتوقعون ان يثور هذا الشعب ثم يصمد بالرغم من عشرات الآلاف من القتلى الجرحى ومئات الآلاف من المعتقلين المعذبين".

ونبّه بصبوص في حديثه إلى "احتمال قيام دولة علوية في سوريا لأنّ ما يقوم به بشار من اعمال بربرية وجنونية تمهد لذلك. فحين يستخدم الطيران الحربي ضد مواطنيه ويصفهم بأنهم سلفيين وارهابيين من اتباع القاعدة، فإنه يبرر العنف المستخدم ضدهم وبالتالي يشيطن المعارضة ليصل الى مرحلة ضرورة اللجوء الى مقر آمن ومحمي للقضاء عليهم الا وهو الدولة العلوية. ما أخشاه هو حصول اتفاق دولي لإنهاء الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا على شكل سايكس بيكو يكون فحواه العفو عن بشار مما ارتكبه من فظائع ومنح العلويين الساحل السوري حيث يقيموا دولتهم، وبذلك تفوز روسيا بطرطوس كمقر لاسطولها على المتوسط، وتحظى ايران بموطىء قدم لها يشكل طريق اتصال بحزب الله في لبنان. من جهتها اسرائيل لن تكون مستاءة بل على العكس فقيام دولة علوية يمنحها الذريعة للقول بأنه في حال كان العرب والمسلمون لا يتفقوا بينهم يقسموا الاراضي، فلماذا عليّ ان اقبل قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل بالاضافة الى تبرير قيام الدولة اليهودية في اسرائيل".

ليبيا معرضة للوقوع في التطرف والمطلوب تحرك سريع...لبنان يعاني من قلّة المناعة الوطنية

أما عن إغتيال السفير الاميركي في ليبيا فقال بصبوص "ما حدث في ليبيا الأسبوع الماضي جاء على خلفية إرث التطرف الاسلامي في تلك المنطقة بالتحديد حيث شكل اسلاميو الشرق الليبي المجموعة الاكثر عدداً بين الجهاديين في العراق في العام 2006 بعد السعوديين وحتى أن الرجل الثاني في القاعدة كان ابو يحي الليبي والذي قتل بطائرة امريكية من دون طيار في افغانستان في حزيران المنصرم. إذاً الأرضية كانت جاهزة للاشتعال في الشرق الليبي في ظلّ استقالة تامة للدولة. واتخوف أن يسيطر هؤلاء السلفيين على الدولة الليبية اذا لم يتم ايقافهم عند حدّهم لأن الشعب الليبي غير ميال للإسلام المتطرف الوهابي".

وإذ فضل بصبوص أن يناقش الملف اللبناني في نهاية حديثه، أعتبر "أننا رأينا ثورة في العام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري ولكن للاسف فإن لبنان مصاب بمرض السيدا السياسية، وارتباط الاطراف السياسية بالخارج بشكل شبه كامل. إن آمال جعل لبنان أمة موحدة هو مسألة صعبة في ظل وجود الطوائف المرتبطة بالخارج فقدان المناعة لدى السياسيين وعند شرائح كبيرة من الشعب، وهذا يبرز حتى في مناسبات غير سياسية مثل المسابقات الرياضية الكبرى التي يتحزب اللبنانيون لدول وفرق اجنبية. إنّ نسيان اللبناني لفكرة لبنان أولاً هو أصل المشكلة في بلاد الأرز. كما يضاف الى كل هذه الثقافة غير الوطنية، مسألة السلاح كآداة ايرانية تعزز وضع طهران بالنسبة لملفها النووي في حال اضطرت للردّ على ضربة أمريكية او اسرائيلية، وهو حالياً يستعمل في الداخل للاستقواء على الآخرين باسم التحرير والنضال والمقاومة. وبسبب المنظومة الأمنية والاستخباراتية التي تعمل لمواكبة هذا السلاح، فإن لبنان ومستقبل لبنان في خطر حقيقي لأنه يربط لبنان بارادة خارجية".

 

الإرشاد الرسولي وعزلة "حزب الله" العربية والإسلامية/عبد الحميد بيضون بقول للمستقبل إن تظاهرة نصرالله لتغييب نتائج زيارة البابا.. وجرائم الأسد ويقرأ في الإرشاد الرسولي ووفي عزلة "حزب الله" العربية والإسلامية

يقظان التقي/المستقبل/20 أيلول

رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "الارشاد الرسولي الذي وقعه البابا في زيارته الأخيرة للبنان، رسالة واضحة للبنانيين جميعاً ومفادها تحرير الدين من السياسة وتحرير السياسة من الدين، الامر الذي لم يلتقطه الامين العام لحزب الله وفعل عكس ذلك في تسييس قضية الفيلم السيئ الذكر والتافه، كقضية لا علاقة لها بالمشاعر الدينية وجعل الاخيرة في خدمة الكراهية للولايات المتحدة الاميركية وفي اقصى استخدام للدين في سبيل الموقع السياسي لحزب الله وليس دفاعاً عن الرسول".

ولفت بيضون الى ان "ما قام به حزب الله من تظاهرات جاء لتغييب نتائج زيارة البابا، والاصرار على تظاهرات "شيعية الطابع" لتشديد القبضة وعسكرة الجمهور الشيعي مجدداً بعدما خرج الاخير عن سيطرة حزب الله وبحثاً عن الجمهور، اضافة الى حاجة نصرالله لمخاطبة الاسلام السني بعد 7 ايار وتوابعها، والى التغطية على التصريحات الايرانية التي تفضح حزب الله كجزء من الاستراتيجية الدفاعية الايرانية، اي عكس منطق طاولة الحوار تماما". مضيفاً ان "حركة حزب الله تأتي تعبيراً عن ازمته في تغطية الفشل الحكومي وتأييده لجرائم النظام السوري وانغماسه في الاستراتيجية الدفاعية الايرانية وعزلته العربية والاسلامية". ووجّه بيضون نصيحة الى "حزب الله" بـ"عدم اعطاء حدث الفيلم التافه والمارق اهمية تاريخية والقيام بأعمال استفزازية واستخدام سيئ للدين، بدل التحاور مع الاسلام السني من أجل مصالحة وطنية مازال يقف ضدها متمسكاً بالحكومة. والانتصار للرسول عليه السلام او دم الرسول لا يخفي الانخراط في دم الشعب السوري". اما الحملة او الحملات الاعلامية الاستباقية ضد الاصوات الشيعية الاخرى فاعتبر بيضون انها "بمضمونها وبمظاهرها تافهة وليس لها قيمة وتعبر عن ازمة حزب الله وحلفائه وفشل التركيبة الحكومية الحاكمة وتغطية ملفات محرجة ومهلكة من مثل ملف تفجيرات سماحة ومملوك والتي لم يدنها حزب الله ويحاول جميل السيد ان يبرئ نفسه منها".

وهنا نص الحوار:

شدد بيضون على ان "اهم ما جاء به الارشاد الرسولي الذي وقعه البابا بنديكتوس السادس عشر كان رسالة واضحة للبنانيين جميعاً وكان من المفترض ان يلتقطها الجميع والرسالة واضحة جداً وتقول بتحرير الدين من السياسة وتحرير السياسة من الدين وهذا الكلام هو ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة. اما الذي فعله حزب الله فهو العكس تماماً من خلال تسييس قضية لها علاقة بالمشاعر الدينية وجعل المشاعر الدينية في خدمة الكراهية للولايات المتحدة الاميركية وما يقوم به حزب الله هو اقصى استخدام للدين في سبيل الموقع السياسي.

وتابع: "من الواضح ان الفيلم المسيء والمارق قد انتجه قبطي مصري سكن في الولايات المتحدة الاميركية وانتج الفيلم بهدف اشعال فتنة بين الاقباط والمسلمين في مصر او الاساءة الى العلاقة المصرية - الاميركية الجديدة. والسيد نصرالله بخطابه الاخير يشكر الله على انه لم تحصل فتنة مسيحية اسلامية، ولكن ما حصل هو عمليات ضد الاميركيين من مثل قتل السفير الاميركي ورفاقه في ليبيا ونقل مشاعر الكراهية الى الولايات المتحدة الاميركية وهذا موقف سياسي وليس دفاعاً عن الرسول عليه السلام واذا كان الدفاع عن الرسول حقيقي فينبغي الوقوف ضد عمليات العنف التي جرت حيث "لا تزر وازرة وزر اخرى"، وما حصل قبيح وسيئ ومدان، ولا يجوز تجنيب المنطقة العربية فتنة ونقلها ضد الولايات المتحدة الاميركية".

تغييب زيارة البابا

واكد بيضون ان "مضمون الارشاد الرسولي لا يتفق مع توجهات حزب الله وما اقدم عليه الحزب محاولة لتغييب مفاعيل زيارة البابا، لا سيما ان البابا اخذ مواقف خلال زيارته لبنان، صحيح انها ليست مواقف عنيفة ولكن تدين النظام السوري وتدعم الشعب السوري في ثورته من اجل الحرية والديموقراطية وحزب الله اراد ان يطمس هذا الموقف للكرسي الرسولي. ثم ان مضمون الارشاد الرسولي متقدم في محاربة العنف والتشدد الديني ولا اقول الاصولية لانها مصطلح فقهي ديني آخر، مثل هذه المواقف لا يقدر ان يهضمها حزب الله ولا يريد ان تبرز الى الواجهة فكانت محاولة السيد نصرالله لتغييب نتائج زيارة البابا.

[ هذا على المستوى العام ولكن ماذا عن المستوى الخاص؟

يجيب بيضون "هناك جملة ملاحظات سياسية في هذا السياق:

الملاحظة السياسية الاولى ان السيد نصرالله اصر على تظاهرات "شيعية الطابع" ولم تتم الدعوة الى تظاهرة وطنية ولا لأي عمل وطني مشترك ما يدل على ان هدف نصرالله الاساس هو تشديد القبضة على الجمهور الشيعي. وقبضة حزب الله كانت افلتت بعدما اعترف بخطابه الاخير بأن الامور خرجت عن سيطرته. واراد الحزب بتظاهراته الاخيرة عسكرة الطائفة الشيعية بعدما ضربها الترهل بعدما دخل الى الحزب فساد الدولة والسلطة وتعويضات حرب تموز وبروز طبقات داخل الحزب غنية وثرية واخرى فقيرة.

[ اذاً كان حزب الله يبحث عن جمهور؟

- لقد كان فعلاً يبحث عن جمهور. وبعد زيارة البابا شعر السيد نصرالله بالحاجة الى مخاطبة الاسلام السني والتعبير عن حاجته للقول انه رمز من رموز الاسلام وقد فقد مصداقيته بعد 7 ايار وما جرى وتوابعها.

هناك حاجة لدى حزب الله لمخاطبة الإسلام السني وحاجة لنصرالله للتواصل مع الربيع العربي وهذا التواصل مقطوع بسبب دعمه للنظام السوري واعتبر نصرالله أن رفع شعار الدفاع عن الرسول منطلقاً للتواصل مع الربيع العربي ومن خلاله يمكن أن يسترجع شعبيته عربياً وإسلامياً.

أهداف تظاهرة "حزب الله"

وحدد بيضون أهداف حزب الله من تظاهراته بهدفين اثنين:

"الهدف الأول: التغطية على التصريحات الإيرانية وهي تصريحات تفضح حزب الله حيث تعتبره جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية وليس له أجندات لبنانية وحيث انكشف المستور من خلال التصريحات وحزب الله الذي يقول عن نفسه أنه مقاومة من أجل الدفاع عن لبنان، يقول عنه الإيرانيون أنه جزء من استراتيجية الدفاع عن إيران. هذا يحرج حزب الله ويربكه ويحرج الشيعة بشكل عام، كما يحرج حلفاء الحزب ولا سيما التيار العوني.

"هالقد صارت الأمور مفضوحة" من جهة تأييد التيار العوني للسياسة الإيرانية والسياسة التي ينتهجها النظام السوري. والأبرز من تصريح الجعفري كان تصريح رحيم صفوي مستشار المرشد خامنئي ومعروفة علاقة حزب الله بالمرشد وولاية الفقيه وتصريح الصفوي واضح جداً "حزب الله سيردّ على إسرائيل بحال ضربت إسرائيل إيران".

هذا يفضح حزب الله. وهذا عكس منطق طاولة الحوار الوطني التي ستبحث الاستراتيجية الدفاعية. فرحيم صفوي يقول بالفم الملآن "حزب الله هو جزء من استراتيجية إيران الدفاعية".

والهدف الثاني من استعراض القوة هو فشل الحزب على مستوى نتائج الانقلاب الذي قام به على حكومة الرئيس سعد الحريري، حكومة الوحدة الوطنية والانقلاب على قوى 14 آذار. وعملياً حزب الله استلم السلطة منذ سنة و9 أشهر والبلد تحت قيادته وهو آيل نحو الانهيار ومندفع بقوة إليه. فشل على جميع المستويات: انهيار سياسي وأمني واقتصادي ومعيشي ذلك ان حكومة ميقاتي هي حكومة عقيمة وهدفها الأساسي التغطية على جرائم النظام السوري وهدف حزب الله بالتالي هو بقاء هذه الحكومة. هذا الأمر ينعكس تذمراً شيعياً كبيراً والأزمة المعيشية تطال أوساطاً شيعية مهمة، تطال معظم الفئات الشيعية ولا سيما أن الإجماع الشيعي مقسوم بين طبقتين لا ثالث لهما: طبقة تتمتع بموارد كبيرة ومدعومة من الخارج وطبقة معدومة على الرغم من أن البلد ممسوك من الحزب وحلفائه".

أداء "حزب الله"

ويلخص بيضون الملاحظات على اداء حزب الله الاخير كلها في نقاط أساسية تتوزع على:

1 تغطية الفشل الحكومي.

2 تأييد جرائم النظام السوري.

3 انغماس الحزب في الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية.

4 العزلة العربية والإسلامية. كل ذلك يجعل حزب الله في عزلة حقيقية داخلية وخارجية ولذلك هو كان يحتاج الى قضية يستخدمها مثل الفيلم السيئ الذكر لمحاولة الخروج من عزلته.

[ وماذا في الخلاصات؟

- يعتبر بيضون أنه يجب عدم القبول والموافقة على الرد على أي عمل استفزازي في تظاهرات من النوع الذي قام به حزب الله وتظاهرات من النوع الذي صار والأعمال الاستفزازية حدها الأقصى 24 ساعة لا أكثر، وهي مدانة وأحداث مارقة مثال الفيلم السيئ فيما التظاهرات والعنف والضحايا والتسييس تعطي هذه الأحداث التافهة أهمية تاريخية.

وهذا لا ينم عن تعاطٍ عقلاني مع الموضوع، والتعاطي القانوني عبر السيد نصرالله نفسه بقانون دولي أو تشريعات تبحث هكذا تفاصيل وليس بتظاهرات تسييس وليس بتظاهرات دينية واستخدام سيئ للدين. مع لفت النظر هنا الى أن القوانين كلها تقوم على احترام المعتقدات وليس الهدف إنشاء محاكم تفتيش حديثة وإرساء مفهوم مضخّم للمقدّس وهذا يفترض بالعقلانية الإسلامية التخلص منه مع التأكيد أيضاً على إدانة الجرائم التي ارتكبت ولا سيما مقتل السفير الأميركي وجرائم أخرى نتجت عن الفوضى والتحريض وللأسف لم تسجل إدانات كثيرة بنفس الحرص على إدانة أي محاولة للتعرض للمعتقدات الدينية، وهذا يعود لأسباب سياسية.

ويضيف بيضون في حديثه الى "المستقبل"، لو أراد حزب الله أن يعبّر عن استنكاره بشكل وطني وليس باستغلال سياسي كان طلب عقد قمة روحية لإدانة الفيلم ومن وراءه، والقمة الروحية أسمى تعبير وطني يدين العمل. فيما فضّل حزب الله أن يأخذ الموقف الشيعي والاستمرار في سياسة الانفراد المذهبي وليس الانفتاح الوطني.

ووجه بيضون نصيحة الى حزب الله مفادها أنه ليكون بمقدوره أن يتحاور مع الإسلام السني عليه أن يقدم في لبنان على مصالحة وطنية لا سيما بعد انقلاباته المتعددة وإساءاته وحلفائه للوحدة الوطنية سواء في أحداث 7 أيار أو انقلابه على الوحدة الوطنية وإعطائه انطباعاً للخارج باستهداف الطائفة السنية، وعلى حزب الله أن يقوم بما يتوجب عليه من مثل تلك المصالحة التاريخية والتي ما يزال يقف ضدها بتمسكه بحكومة ميقاتي. ثم نصيحة أخرى لحزب الله وهي أن الانتصار للرسول ولدم الرسول لا يخفي الانخراط في دم الشعب السوري والموقف الحقيقي للحزب يبدأ من هنا، من أن يبرئ نفسه من دم الشعب السوري.

وهل هذه العزلة التي يعانيها حزب الله تفسر الحاجة الى تهجمات إعلامية ضد شخصيات شيعية لا ترى بالضرورة ما يراه حزب الله؟

يؤكد بيضون أن هذه التهجمات لا قيمة لها ومجرد استخدام رخيص للإعلام وتعبر عن فشل التركيبة الحكومية الحاكمة وحزب الله قدم تركيبة حكم فاشلة ويريد أن يغطي على هذا الفشل، إضافة الى التغطية على ملف محرج ومهلك لحزب الله هو ملف ميشال سماحةو علي مملوك، مما دفع بجميل السيد لمحاولة أن يبرئ نفسه منه، ذلك أن صمت حزب الله عن مخطط التفجيرات وعدم إدانتها هو إدانة لحزب الله نفسه وما يحاول القيام به بحملات إعلامية ضد شخصيات شيعية هو حملات استباقية ضد الآخرين الذين يمكن أن يدينوا الحزب والحملة بمضمونها ومظاهرها تافهة وليس لها أي قيمة والسؤال المطروح "هل الإعلام اللبناني تحول الى أدوات تحريض على الكراهية والقتل للرأي الآخر؟، متسائلاً عما إذا كان هذا الإعلام بحاجة للتحرك لتنقية نفسه؟

رهان عون

وعن رأيه بكلام الجنرال عون الأخير، اعتبر بيضون أن كلام الجنرال عون صار أقرب الى الهذيان منه الى الكلام السياسي، والجنرال عون انتهى وآخر رهاناته على النظام السوري وهو رهان فاشل بالضرورة.

وعن رأيه بطاولة الحوار الخميس اشار بيضون الى موقف رئيس الجمهوية ميشال سليمان بخصوص موضوع الاستراتيجية الدفاعية وبأن تكون امرة السلاح للجيش مع الاستفادة من سلاح حزب الله باعتباره فقط للدفاع عن لبنان، مع التأكيد على هذه الجملة "الدفاع عن لبنان" وليس الدفاع عن النظام السوري أو النظام الايراني، وهذا الأخير هو الاب الحقيقي لحزب الله وعملياً مع التصريحات الايرانية الأخيرة يمكن القول ان الايرانيين انهوا هم طاولة الحوار!. أما موقف الرئيس سليمان الأخير وطلبه توضيحاً من السفير الايراني فهو موضوع يجب ان تواكبه قوى 14 آذار بحركة كبيرة وكثيرة وعلى عدة مستويات لتأكيد الموقف معه من ان اي سلاح على الارض اللبنانية خدمة للخارج هو سلاح غير مقبول، والأمر يحتاج الى تحريك كل فئات الشعب.

اما لجهة مشاركة حزب الله في طاولة الحوار المقبلة فيرى بيضون ان حزب الله ملزم بالمشاركة وهو بموقع الاتهام والادانة وسيحاول تبييض وجهه ولكن من الواضح ان موقف الرئيس سليمان متناقض تماماً مع الموقف الايراني.

موقف سليمان

وشدد بيضون على موقف الرئيس سليمان الذي يحاول ان يعكس موقفاً دستورياً وقانونياً فيما كان سابقاً يحاول ان يعكس ميزان القوى وحيث اكتشف ان الاستمرار بميزان القوى السابق هو نهاية للبنان وهو الآن يعكس ما يقوله الدستور وهذا يحتاج الى قوة شعبية والى حاضنة قوى 14 آذار من مثل ان تكون مرجعية الحوار المقبل على طاولة الحوار هي الدستور ولن يكون بمقدور أحد ان يقف ضد مرجعية القانون والدستور. والا يكون سلاح الحزب اعلى من الدستور وليس المطلوب الصدام مع سلاح الحزب، بل الاستفادة من سلاحه وان يكون هذا السلاح بأمرة الجيش.

واستغرب بيضون كيف ان بلداً مثل ايران يعد 75 مليونا ولديه طاقات هائلة ولا يستطيع الدفاع عن نفسه، ولا يريد الدفاع عن نفسه على اراضيه والمطلوب تدمير لبنان، وهل يقبل جمهور الجنرال عون بتدمير لبنان للدفاع عن إيران؟

أما بخصوص بقاء الحكومة فيشير بيضون الى ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بصراحة. سقوط هذه الحكومة يعني هزيمة لبشار الأسد وحزب الله لا يتحمل في هذه المرحلة هزيمة لبشار الأسد ولذلك هو يربط مصير لبنان بمصير بشار الاسد وهذا ما يصل بالبلد الى الانهيار. ومجدداً النصيحة لحزب الله بأخذ مسافة من النظام السوري وفتح حوار مع المعارضة السورية.

أما اذا بقي الاسد والحكم وهذا امر مستبعد فحزب الله لن يسمح باجراء انتخابات برلمانية لا سيما وان الأفرقاء الحاليين غير قادرين على الاتفاق على قانون انتخاب وستبقى الأمور على ما هي عليه.

بري ليس لاعباً رئيسياً

وعن موقف الرئيس بري ومواقفه الأخيرة التي لاقت تجاوباً من البعض، أكد بيضون رأيه بأن الرئيس بري ليس لاعباً رئيساً وهو بيد حزب الله وليس هو الذي يعطي موقفاً وهو يتبع، وخطابه الأخير من 31 آب وكلامه انه شيعي الهوية وسني الهوى، والذي بهرت كلماته الرئيس فؤاد السنيورة وللمرة الأولى ينزلق الرئيس السنيورة الى هذا المطب، فهو كلام ذو مضمون سيئ وهو بدل ان يقول بالهوية اللبنانية يقول بهوية شيعية وأي عمق عربي بهذا المعنى وهو رئيس لمجلس النواب على مدى 20 عاما اما كلامه انه "سني الهوى" فالسؤال ماذا فعلت في 7 ايار لتكون سني الهوى والرئيس بري مستولٍ على السلطة بسياج من الحكي والأوهام.

انزلق الرئيس السنيورة للمرة الأولى ربما متأثراً ببعض المحيطين وبنتيجة ضغوط ما عليه والاختيار الحقيقي امام الرئيس بري ليس بعيداً فقوى 14 آذار تقدمت وعلى رأسها تيار المستقبل باقتراح قانون لتعليق العمل بكل اتفاقيات الاخوة والتنسيق مع سوريا استنكارا لمخطط النظام السوري بتفجير لبنان. هل سيفتح المجلس النيابي الطريق لاقتراح القانون؟ ام سيعمد الرئيس بري، وهو الأرجح، الى ااقفال المجلس سنة ونصف سنة جديدة كما حصل في مسار المحكمة الدولية؟

واعتبر بيضون ان الرهان على الرئيس بري ليس بموضعه مطلقا واي تغيير حقيقي لن يبدأ به ومعه وهو موجود في السلطة لتعطيل البرلمان ولصالح نظام ميليشيوي وليس نظاما برلمانيا والدليل مجلس النواب عقد في 9 اشهر جلستين فقط، وهذا دور الرئيس بري على مدى 20 عاما تعطيل مجلس النواب والمؤسسة البرلمانية وتعطيل النظام حتى يحكم لبنان من الخارج وهو لطالما اعتبر نفسه ان كلمة السر السورية موجودة عنده، وهو صاحب نظرية "السين سين" وقد اجبر قوى 14 آذار والرئيس سعد الحريري على اللجوء الى سوريا لحل مشكلة داخلية وهو في كل ممارساته يحتقر عمل المؤسسات لصالح ترك ادارة الدولة للخارج. أما الرئيس ميقاتي فهو جزء من تقطيع الوقت حتى لا يطال الانفجار السوري لبنان والرصيد الذي يأخذه ميقاتي خارج لبنان ليس لانجازاته او احترام منجزاته بل لأنه جزء من عملية انتظار، اذ اي حكومة بقيادة 14 آذار قد تتسبب بنظر الغرب بمزيد من الاسى في لبنان والأفضل في هذه المرحلة ميقاتي لعدم تفجير نسبي في البلد.

 

لا تلكّؤ المناوئين ولا دعم المؤيدين.. ينقذ حكم الأسد

ربى كبّارة/المستقبل

بات واضحاً أن كل الفرص لن تنقذ نظام بشار الأسد المتهاوي، وإنما تساهم في المدّ بعمره فقط وسط توقعات بتفاقم خطير للأوضاع التي باتت تحصد يومياً أكثر من مئة ضحية. فهذا النظام ما زال يستفيد من تلكؤ المناوئين لبقائه لأسباب أولها تجنب الولايات المتحدة الانخراط في أي حل قبل انتخاباتها الرئاسية المقررة بعد نحو شهر ونصف شهر، وانعكاسات ذلك على حلفائها الغربيين والعرب، كما يستفيد من دعم المؤيدين لبقائه في منصبه مثل ايران وروسيا. فالرئيس المصري محمد مرسي الذي شنّ أعنف هجوم على النظام السوري أواخر الشهر الماضي من على منبر مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران، مؤكدا ان "لا مكان لرئيس يقتل شعبه"، طرح مبادرة "اقليمية للحل" تضم الى جانبه السعودية وتركيا وايران الداعمة بشراسة ووضوح بقاء الاسد. لكن هذه المبادرة ولدت ميتة بنظر ديبلوماسي عربي سابق، ولن تؤدي الا الى المدّ بعمر النظام اسوة بالمبادرات السابقة، من المراقبين العرب الى الدوليين تحت مظلة كوفي انان وتجديدها الحالي عبر الاخضر الابراهيمي. فتغيّب السعودية عن اجتماع الاثنين في القاهرة يعني وفقه اعتراضاً واضحاً على مشاركة ايران في حل اقليمي.

فإيران جزء فعلي من الازمة السورية، تجسد دورها مؤخراً في اقرار رسمي بوجود عناصر من الباسدران على الاراضي السورية، وإن أتى الاخراج بأن دورهم خبراء وليس دوراً عسكرياً. ويتساءل المصدر "هل يعتقد مرسي أن بإمكانه إغراء ايران للتخلي عن الأسد؟ وبأي ثمن؟ وهل استعادة علاقات طبيعية مع مصر يعوضها حليفها الرئيسي والوحيد في المنطقة". فانضمام ايران الى هذه المبادرة يسمح لها بتمييعها، وهي طرحت في الاجتماع الاول مثلا ضمّ فنزويلا والعراق الى اعضائها، ثم طرحت في الاجتماع الثاني تشكيل قوة مراقبين اقليميين أي من دول مجموعة الاتصال وسط سؤال كبير عمن يمكن ان يشارك فيها: ايرانيون وفي أحسن الأحوال مصريون، اذ لا الاتراك ولا السعوديون سيكونون من المرحّب بهم.

اما الابراهيمي فسيقدم ملخصا عن مهمته الاثنين المقبل الى سفراء الدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الامن بعد أن توقع في ختام جولة جمعته بالاسد وقادته الى دول الجوار ان يتجه الوضع "الى مزيد من التدهور". كما أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم عن خشيته "من استخدام سيئ لهذه العملية يخلف مزيدا من القتل". رغم ثقته بقدرات الابراهيمي لكن بسبب عدم ثقته بالطرف الاخر.  وتتزايد المخاوف من تخطي الازمة السورية حدودها الجغرافية لتطاول اولاً لبنان رغم النجاح، حتى الآن، في إفشال كل المحاولات السورية التي جرت حتى الآن في هذا الاطار وآخرها المتفجرات التي حمّلها رئيس جهاز الامن القومي علي مملوك الى النائب والوزير السابق ميشال سماحة. وقد جددت فرنسا التحذير. ومؤخرا شدّد وزير خارجيتها لوران فابيوس على ضرورة "تفادي انتقال العدوى الى لبنان وهو ما ترغب فيه بالتأكيد عصابة بشار الاسد ويرفضه اللبنانيون". لكن استفادة النظام الاسدي من المبادرات المهدورة ومن دعم حلفائه وفي مقدمهم ايران وروسيا لن ينقذه. فآجالها جميعها محدودة ومرتبطة بالانتخابات الرئاسية الاميركية التي بانقضائها ينفتح الباب امام جملة خيارات اخرى غير الدعم اللفظي او اللوجستي في احسن الاحوال.

ومؤخرا قال حمد بن جاسم "الانتخابات الاميركية على الابواب وايضا هناك مواقف مختلفة لدول اخرى. أتوقع ان الجميع سيجد في النهاية ان عليه اتخاذ قرار لمصلحة الشعب السوري" خصوصا مع تفاقم الاوضاع رغم التحركات السياسية العبثية. فهناك زيارات المسؤولين الاميركيين المتعاقبة لتركيا وآخرها زيارة رئيس أركان الجيوش الاميركية مارتن ديمبسي، باعتبار تركيا الدولة المؤهلة جغرافيا وفعليّا لحماية مناطق عازلة مثلاً، والتي اكد مسؤولوها مراراً بأنها لن تنتقل الى الصعيد العملي الا عبر حلف الاطلسي والولايات المتحدة. وقد وضعت تركيا هذه الحدود لتدخلها خصوصا بعد أن سلم النظام السوري أمن مناطق حدودية معها الى تنظيمات كردية متحالفة مع "حزب العمال الكردستاني" الذي يعتبره نظامها تنظيما "ارهابيا"، والذي استعاد مؤخرا عملياته العسكرية.

ويتزامن توالي هذه الزيارات مع اشارات اوروبية واضحة لاقتراب اعتماد خيار تسليح المعارضة باسلحة نوعية تمكنها من الحسم، فقد اكد سفير فرنسا لدى سوريا اريك شوفالييه أن بلاده تتعامل مع كافة اطراف العارضة السورية بما في ذلك المعارضة المسلحة، لافتاً الى ان موضوع تسليم اسلحة للمعارضة تجري مناقشته "بشكل جدي". كما اوضح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده لا تدعو الى التدخل العسكري في سوريا و"لكنه خيار لا يمكن استبعاده في ظل تصاعد الازمة"، مشدداً على ان هذا التدخل "لايمكن أن يتم إلا بمساندة ودعم اميركيين".

 

التهديدات الإيرانية ووزارة الخارجية الكويتية .. عجبي

 داود البصري/السياسة

موجات التهديدات الإيرانية الصادرة من أطراف عسكرية ( حرسية ) أو برلمانية ( لجنة الأمن القومي ) ضد الكويت و دول الخليج العربي لم تتوقف أبدا طيلة 32 عاما من عمر نظام الملالي المتأزم في إيران , وهي تهديدات أثبتت الأحداث التاريخية و المصائب الإقليمية المتوالية بأنها ليست لفظية أو خارجة عن سياق المفهوم الأمني العام لستراتيجية النظام الإيراني المركزية الهادفة أولا و أخيرا لإسقاط الأنظمة في الخليج العربي, وإقامة الكيانات الطائفية المريضة الهشة وفقا للحالة السائدة حاليا في العراق, وهو كما أسلفنا هدف مركزي يعشعش في خلايا النظام الإيراني المركزية, و يحلم على وقع أصدائه, و يجند الخلايا السرية و يحشد الأتباع من أجله, و قد نجح المشروع الإيراني التوسعي في العراق نجاحا مثمرا و تمكن من إيصال رجاله و مخبريه و العاملين فيه إلى قمة هرم السلطة هناك بسبب حماقات وغباء وإجرامية نظام صدام حسين , بل أن الإيرانيين هم اليوم بصدد التحكم حتى في تحديد المرجعية الفقهية للجماهير الشيعية من خلال دعم مفتي و فقيه حزب الدعوة و أحد رجال علي خامنئي المقربين وهو محمود شاهرودي ( الهاشمي سابقا ) ليكون مرجعا أكبر للتقليد في العراق بعد رحيل السيستاني ولتكتمل كل شروط الهيمنة الإيرانية المطلقة على العراق الذي تحول اليوم حديقة خلفية لصبيان وأزلام الولي الإيراني الفقيه , وقد حاول المشروع الإيراني تثبيت دعائمه في مملكة البحرين وهو يخوض اليوم حربا ضروسا و قذرة هناك من أجل إسقاط الدولة و إقامة الكيان الصفوي المرتبط بطهران وبهدف ضم مملكة البحرين للدولة الإيرانية بإعتبارها الإقليم 14 كما يقولون في تصريحاتهم العدوانية الفظة المريضة.

ولولا قوات درع الخليج و الموقف السعودي الحاسم التي أجهضت المؤامرة الإيرانية وهي في قمة إنطلاقتها لكان الموقف اليوم شيئا آخر و مختلفاً هناك ? أما الكويت و ما أدراك ماالكويت في التفكير الستراتيجي الإيراني فتحظى بأهمية مطلقة لكونها العقدة الكبرى في شمال الخليج العربي و لكون السيطرة عليها تعني أشياء كثيرة ! وقد تعامل الإيرانيون مع الحالة الكويتية بأساليب مختلفة و متنوعة , فهم في العلن يرسلون رسائل الود و الصداقة و الأمنيات الطيبة في تقية واضحة لا تحتاج إلى خبراء لقراءة شفراتها, و لكنهم خلف الأضواء يخططون ويبرمجون و يؤسسون الخلايا السرية التي عرضت ملفاتها أمام القضاء الكويتي وقال كلمته العادلة فيها , كما أنهم يعملون بشكل واضح على تأسيس لوبيات نعلم و يعلم الجميع هويتها و طبيعتها و إنتماءاتها وحقيقتها و لا داعي للإفاضة في الشرح و التوضيح.

الخبث الإيراني التاريخي يتجلى بكل صلفه في ملف التعامل الإيراني مع الكويت فهم يهددون بضرب القواعد الأميركية في الكويت والتي هي مسألة سيادية وطنية خاصة و تعاقدات دولية وهذا يعني بأن صواريخهم ستوجه أساسا نحو الشعب الكويتي لأن تلك القواعد ليست في المريخ ? ثم إن علينا أن لا نتجاهل أبدا الإشارة إلى فيلقي بدر و القدس في العراق اللذين هما الاحتياطي الإيراني المضموم لليوم العدواني الموعود ! ثم أن تاريخ الإرهاب في الكويت لايؤشر بشكل واضح و كبير إلا صوب الزاوية الإيرانية فعمليات التفجير الكبرى في ثمانينات القرن الماضي تمت بتخطيط من قيادة الأحواز للحرس الثوري بالتعاون مع العصابات و الأحزاب الطائفية العراقية و بمساعدات لوجستية من المخابرات السورية, و محاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله نفذتها عناصر إيرانية منتمية لحزب "الدعوة" عام 1985 و مواجهات الشارع مع الأمن الكويتي بين عامي 1987 و1988 و عمليات خطف الطائرات الكويتية تمت على يد المخابرات الإيرانية , وحتى عمليات التفجير في مكة المكرمة عام 1988 تم توريط عناصر كويتية متعاونة مع النظام الإيراني بها.

وما نقوله حقائق دامغة و ثبوتية وليست مجرد إدعاءات وهمية , ففتح ملفات الماضي بشفافية سيكشف قذارات إرهاب إيرانية لا حدود لها و سيعيد فتح المواجع و الجروح... إلا أن لوزارة الخارجية الكويتية على مايبدو رأياً آخر و مختلفاً لاعلاقة له بالتاريخ و لا بالسياسة و لا بطبيعة التوجهات الإيرانية العدوانية الفظة , فقد أكد وكيل الخارجية السيد خالد سليمان الجار الله بأن الكويت لا تتعامل مع التصريحات الإيرانية! فهل لا يعرف السيد الوكيل بأن الحرب أولها الكلام! و ألا ينتبه السيد الوكيل إلى أن نغمة التهديدات الإيرانية ثم التراجع عنها هو أسلوب تهديدي واضح لإرسال الرسائل ? ألم يتعظ السيد الوكيل من التزوير الإيراني الفضائحي لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الإنحياز الطهرانية? و ألا يعني ذلك له شيئا? وفق اي معايير تقيم وزارة الخارجية الكويتية التهديدات الإيرانية ? هل وفق معايير حسن الجوار و الصداقة ? أم أنها طريقة جديدة للغزل الإيراني لا يفك شفراتها إلا من بلغ من العلم عتيا? يا سعادة الوكيل الإيرانيون لا يمزحون وهم في سبيل تحقيق تطلعاتهم يقدمون على أي فعل جنوني وغير متوقع, و تجربة التطمين من تهديدات صدام حسين لم تزل طرية, فاحذروا يا أولي الألباب قبل أن يلوت وقت مندم و نبكي مثل النساء ملكا مضاعا.

 

الخاطف والمخطوف وما بينهما.. الحكومة

المستقبل/وأخيراً، تنبّهت الحكومة الى خطورة ظاهرة الخطف، فإستنفرت الأجهزة الأمنية، وسارعت الى دعوة رؤسائها الى حضور جلسة مجلس الوزراء لبحث سبل معالجة هذه الظاهرة، علماً أنها كانت على مدى السنة ونصف السنة الماضية شبه متفرجة، حتى بدت أقلّ حماسة من أي مواطن عادي يشتعل غضباً من هذه الحرب الجديدة التي لم يعد بإمكان آدمي أن يسلم من شرها.

لقد كشف استشراء هذه الظاهرة المرعبة الوجه الحقيقي للسلطة القائمة، والأسباب الموجبة التي كانت رافعة أساسية للمجيء بها، وهي بالحد الأقصى حماية هذه العصابات من القوى السياسية والحزبية المهيمنة على قرار الحكومة، وتحويل هذه الظاهرة الى مورد جديد للمال النظيف بعد أن شحّت منابعه الأخرى، وبالحد الأدنى غضّ النظر وتوفير الغطاء الأمني لها، وهو ما جعل الدولة هزيلة ضعيفة منهكة مغلوباً على أمرها، ومستسلمة لقضاء العصابات وقدرها وهو درك لم يسبق أن إنحدرت اليه الدولة حتى في أقسى وأصعب أيام الحرب الأهلية، بحيث بلغ عدد عمليات الخطف في عهد هذه الحكومة ضعف ما شهدته سنوات الحرب الطويلة من عمليات مماثلة، طبعاً بإستثناء الخطف السياسي والتصفيات التي كانت تجري بتحريض وتدبير وتنفيذ من دولة الوصاية ومن يأتمر بأمرها.

ولا يخفى على أحد أن سياسة الحكومة في إرتهانها لقوى الأمر الواقع في الداخل، والى أسيادها خلف الحدود هو الذي كبّل بعض الأجهزة الأمنية وجعل يدها مغلولة، لا بل جعلها عاجزة عن مكافحة ظاهرة الخطف بدءاً بخطف السياح الأستونيين مروراًَ بخطف المعارضين السوريين، على أيدي شبيحة السفير السوري علي عبد الكريم علي، وبعض الأمن اللبناني المتعاون معه، وما بعده خطف رعايا خليجيين وصولاً الى مسلسل إختطاف مواطنين متمولين لقاء طلب فدية باهظة، وهو ما حدا بمصدر أمني الى كشف مكمن الخلل، وتأكيده أن "قطع دابر هذه الجرائم الخطيرة جداً ليس منوطاً بمهام أمنية إنما هو رهن قرار وطني جامع، ورفع الغطاء عن هذه العصابات". وأوضح المصدر لـ"المستقبل"، أن "الخطة الأمنية الناجحة لمكافحة هذه الآفة تقتضي إطلاق يد الأجهزة الأمنية، لا أن توضع أمامها خطوط حمراء في هذه المنطقة أو تلك".

لا شكّ في أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان السبّاق الى دقّ ناقوس الخطر، عبر دعوته الى إنشاء خلية عمل مشتركة بين الاجهزة الأمنية كافة لتقصي المعلومات عن أمكنة وجود المخطوفين ووضع خطة لدهم هذه الامكنة وتحريرهم واعتقال الفاعلين والمرتكبين مهما كانت الصعوبات والتكاليف، بغية وضع حد نهائي لاعمال الخطف واستباحة الامن وحرية المواطنين، ومواجهة هذه المشكلة التي باتت تهدد وجود الدولة وكيانها وهيبتها قبل أن تهدد حياة الضحايا المخطوفين وتقضّ مضاجع ذويهم، وهو الموقف الوحيد الذي خرق صمت الحكومة وأيقظها من سُباتها العميق، موقف يفترض أن يكون أحرج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجعله يستدرك مدى تقصيره وتقصير حكومته عن قضية بهذا الحجم، وربما كان دافعاً له لعقد جلسة مع وزيري العدل والداخلية شكيب قرطباوي ومروان شربل للتشاور معهما في آلية المعالجة، ومن ثمّ دعوة رؤساء الأجهزة الأمنية الى حضور جلسة مجلس الوزراء ووضع تصوّر يقود الى إنهاء هذه المشكلة ويحدّ من تداعياتها، وإن كان هذا الهدف صعب المنال أقلّه في المرحلة الحاضرة، لأن حابل السلاح الذي تستقوي به هذه العصابات، لا يزال مرتبطاً بنابل السلاح المقدّس الذي يحمل صفة "المقاوم"، والذي لا يجد اللبنانيون حتى الآن مبرراً لوجود سلاح من هذا النوع في بيروت أو الضاحية أو البقاع، وما هو الدور المقاوم الذي يؤديه في هذه المناطق، ومن يقاوم هنا أو هناك؟.

ولم يغب عن بال اللبنانيين أن مواقف رئيس الجمهورية تتقدم أشواطاً بعيدة عن مواقف الحكومة وأدائها، حتى أن البعض بات يرى أن رئيس الجمهورية في مكان والحكومة وسياستها في مكان آخر، سواء في ما يتعلّق بالقلق على الدولة ومؤسساتها وأمن مواطنيها، وإطلاق صرخة التحذير من المخاطر التي يذهب اليها البلد سواء بالفلتان الأمني أو بإستشراء عمليات الخطف في وضح النهار، على غرار إقتحام مسلحين من "حزب الله" ليل أمس الأول لمنزل مختار السعديات ومحاولة خطف إبنه، أو عمليات خطف متمولين وإن كانوا طاعنين في السن وأبنائهم والحصول على فدية مالية بأرقام خيالية، وآخرها خطف المواطن علي أحمد منصور في بلدة غزة البقاعية وطلب فدية بقيمة 15 مليون دولار لاطلاق سراحه والذي أفرج عنه لاحقاً، أو خطف السوريين والأتراك على يد الأجنحة العسكرية المنظمة لبعض العشائر، كما لم يغب عن بالهم موقف الرئيس الذي كان صارخاً لجهة التصدي للخروقات والإعتداءات السورية على السيادة اللبنانية في الشمال والبقاع وقصف القرى الآمنة وقتل الأبرياء توجيه الإحتجاج الى السلطات السورية إما مباشرة أو بالواسطة، والإحتجاج على مخطط سماحة ـ مملوك الإرهابي، وصولاً الى إستدعاء السفير الإيراني في لبنان، والطلب من بلاده توضيحات على ما صرّح به القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني عن وجود عناصر من فيلق القدس في لبنان يعملون بصفة مستشارين، من دون علم الدولة اللبنانية بوجودهم على أراضيها وطبيعة عملهم والجهات التي يعملون لصالحها. وهذه المواقف أثارت نقمة صامتة لدى "حزب الله"، وموجة غضب عارمة لدى حلفاء النظام السوري في لبنان الذين بدأوا يجاهرون في هجومهم على الرئيس سليمان وسياسته.

أمام هذه الوقائع مجتمعة يقف اللبناني حائراً أمام تنصل السلطة من مسؤولياتها، حيال إتساع رقعة حرب الخطف التي تتكرر فصولها يومياً، وأمام فقدان الأمن والتخلي عن السيادة، لصالح نظام لم يعد يخيف حاجباً في حصونه، بينما ترتعد فرائس حكومة النأي بالنفس عن هموم اللبنانيين وأمنهم وحتى لقمة عيشهم.

 

زيارة البابا التاريخية بين الفعل وردّ الفعل

جليل الهاشم/المستقبل

ليس جديداً على لبنان استقطاب المبادرات الكنسية الرائدة، والتي تؤكد التزام المسيحيين بشكل عام والكنيسة الكاثوليكية على وجه الخصوص، دعوة لبنان ورسالته التاريخية، وقد أتت زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الأخيرة في سياق مجموعة من المبادرات الكنسية انطلقت في أواخر ستينيات القرن الماضي وأسست لعلاقة فريدة بين لبنان والكرسي الرسولي.

ولعل الخط البياني الذي يجمع بين كل مبادرات الكنيسة الكاثوليكية، تأكيدها دور لبنان في المنطقة العربية وفي العالم على مستوى الشراكة الاسلامية المسيحية، وسلسلة المواقف والمبادرات ونتائجها كثيرة.

ينبغي في هذا الاطار مقاربة المبادرة الأخيرة المتمثلة بزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر التاريخية للبنان ومن حيث نتائجها من جهة، ومن حيث نوعية المواقف التي اتسمت بها.

لا يختلف اثنان في لبنان على التأكيد ان الزيارة البابوية اجتذبت كل المواقع والفئات اللبنانية وحفّزتها على المشاركة فيها وتأكيد صوابية مضامينها، فشاركت كل المكونات الطائفية والسياسية اللبنانية في محطات الزيارة، وزرعت بذور السلام والهدوء. وتوقف اللبنانيون طوال فترة الزيارة عن التراشق بالتهم السوداء وتوجهوا الى بعضهم البعض بواسطة الزائر الكبير بإطراءات بيضاء.

وعلى الرغم من الاصطفاف السياسي الحاد الذي سبق الزيارة والأجواء الأمنية المضطربة التي سادت في لبنان على مدى أشهر، بدا أن اللبنانيين أرادوا الارتقاء الى خطاب "قيامي" وإشاعة أجواء الاستقرار على المستوى الوطني.

لقد ذكّر الحبر الروماني اللبنانيين، وعلى مدى 72 ساعة، بأنهم أصحاب دعوة ورسالة وأن لهم مسؤولية كبيرة على مستوى المحافظة على الصيغة اللبنانية المتوازنة، وأن هذه الصيغة الفريدة هي ما يقدمونها الى الآخرين والأبعدين في محيطهم العربي وفي المجال الدولي.

لقد قدمت الكنيسة، وعلى مدى ثلاثة أيام، نظرتها ورؤيتها الى شرق أوسطي يعمّه السلام والمصالحة والفرح... مشهد حضاري لم يخاصم فيه أحد أحداً من المتنازعين في المجال اللبناني.

لقد كان واضحاً إبان افتتاح زيارته الاستثنائية للبنان أن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر ومعه الكنيسة الكاثوليكية عبّرا عن نظرتهما الى التحولات الكبيرة في العالم العربي. فأكد خليفة بطرس أن الكنيسة تنظر بإيجابية كبرى الى الربيع العربي باعتباره انتفاضة من قبل العرب "للكرامة العربية" وتعبيرهم عن ذلك في سياق الحرية وكرامة الانسان وحقوقه.

ورفض "الرجل الأبيض" في المقابل كل أشكال العنف التي يمارسها أي طرف من أطراف النزاع، معتبراً أن الغاية لا تبرر الوسيلة.

على المستوى الداخلي، بدا واضحاً ان المستفيد الأول من سياق الزيارة هو رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي سيكون له دور محوري في ترجمة التوازن المطلوب على مستوى الصيغة اللبنانية، في المرحلة المقبلة. على مستوى الكنيسة المارونية بدا واضحاً كذلك انها ستتابع تأييدها ودعمها لمؤسسة الرئاسة التي ينتظر المسيحيون منها في المرحلة المقبلة وضع توصيات الارشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الاوسط" موضع التنفيذ بالشراكة مع الكنائس المسيحية الاخرى ومع المسلمين على وجه الخصوص.

ولعل البارز في هذا السياق، هو دعوة الكرسي الرسولي الى الانفتاح على الديانتين الاسلامية واليهودية على السواء، ليس من منطلق اقلوي بل من منطلق قيمي ترتكز عليه الكنيسة في مقاربة واقع المسيحيين في الشرق الاوسط، ويبدو جلياً في هذا السياق انه اذا كانت الكنيسة الكاثوليكية قد دعت إلى حماية كل المكونات الدينية في منطقة الشرق الاوسط فهي لم تدع إليها من منطلق تحالف الاقليات بل من منطلق وحدة العائلات الروحية في منطقة الشرق الاوسط.

أما ضيق نفس السيد حسن نصرالله ومبادرته الى الدعوة الى التظاهر في شوارع بيروت انتصاراً لكرامة الرسول محمد (ص) فقد جاءت ملتبسة وحملت توجهاً سلبياً هدف إلى تعطيل مفاعيل الزيارة وايجابياتها. وتساءلت أوساط كنسية "ألم يكن في المستطاع انتظار وصول قداسة البابا الى حاضرة الفاتيكان للدعوة الى تحركات كهذه؟"، مضيفة "ألم يكن من الافضل جعل قضية الانتصار لكرامة الرسول قضية وطنية كما اعلن الدكتور سمير جعجع، والدعوة الى قمة روحية اسلامية مسيحية يقف من خلالها اللبنانيون جنباً الى جنب في الانتصار لحقوق الأديان على أنواعها؟!".

 

نفاق.. وإرهاب!

علي نون/المستقبل

خطوة واحدة إضافية ونكاد أن نصل مع "طموح" أهل الممانعة عندنا، الى مرحلة محاكم التفتيش في أوروبا (إسبانيا أساساً) في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، أو المكارثية الأميركية في القرن العشرين. بل يبدو واقع الحال في نواحينا أسوأ، باعتبار أن العسس الفكري المأزوم بإنتاجاته و"إنجازاته" قاصر عن تولّي كل السلطة بما يتيح له التماثل التام مع آليات البطش والقمع تلك، فيلجأ الى ممارسة هي أقرب ما تكون الى الارهاب التام. محاكم التفتيش توّجت مواجهة شاملة إستمرت عشرات السنين وأنهت ازدواجية دينية وعرقية مديدة، ثم حلّت معضلة عدم تماثل "هوية" الحاكم مع "هوية" المحكوم واعتمدت الحل الأخير: فرض قانون التماثل بالقوة.. أو الترحيل. المكارثية الأميركية كانت من جهتها، تعبيراً عن أحد أشكال الحرب الباردة المندلعة على مساحة الكرة الأرضية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانعكاساً لهلوسة سياسية أميركية متضخّمة أوصلت الى نفي حق الغير بالتمايز والاختلاف الفكري والثقافي والفني والسياسي في الداخل فأنتجت واحدة من أكثر صفحات الاجتماع الأميركي سواداً في كل تاريخه.

في الحالتين استند الفاعل الى مَيَلان ميزان القوة المادية، أي السلطة وكل مقوماتها، لصالحه بشكل حاسم. ثم دون ذلك مستوى، الى تقديمه بدائل جاهزة عن ذلك الذي ينفيه ويقصيه. سواء كانت ديناً مقابل دين أو عرقاً مقابل عرق أو نظاماً اقتصادياً واجتماعياً سياسياً متكاملاً مقابل حالة مضادة! بؤس المتماثلين أو الطموحين لتلك المرتبة في دنيانا الممانعة متعدد الوجوه: السلطة التامة ليست متوفرة. وبديلها الالتباس في بعض النواحي والازدواجية في نواح أخرى.. ممانعة غبّ الطلب. قمة يأسها ان أعداءها أو أخصامها المفترضين أعادوا إقفال أبوابهم في وجهها..لا الأميركي مستعد للاستمرار في سياسة البازار والمقايضة السياسية والأمنية مع نظام (سوري ايراني) انكشف أمام داخله. ولا الأوروبي مستعد لتفويت فرصة التقاط لحظة انهيار ذلك النظام المتعب والابتزازي، أو غضّ الطرف عن ارتكاباته الدموية المكشوفة أمام الملأ. وفي موازاة ذلك، انكشاف زبائنية وتجارية الشعار الممانع بطريقة لا توصف: تعطُّل آلته العسكرية في مواجهة إسرائيل، في محطات جغرافية كالجنوب اللبناني اليوم والجولان السوري على مدى أربعة عقود، قابله ويقابله تشغيل تلك الآلة بكامل زخمها وقوتها ومجازرها ومذابحها وارتكاباتها في الداخل السوري ميدانياً، وفي الداخل اللبناني سياسياً وأمنياً.

على يمين ويسار تلك الحقيقة (الخالدة!) تكشف البؤس الممانع في أدائه السلطوي عن كارثتين وطنيّتين كبيرتين: الأولى أدلجة الفساد وإعطاؤه هوية نضالية فيما هو لا يختلف في شيء عن المافيا وطقوسها، وتراكم محن التنمية الغائبة، ثم مضاعفة الأزمات الاقتصادية بدلاً من حلّها وصولاً الى المداومة عند حافة كارثة الإفقار التام من خلال مخاطر انهيار قيمة العملة الوطنية. والثانية تحطيم النسيج الوطني والاجتماعي في كل "مكان" وصلت إليه اليد الممانعة! في تتمّة ذلك البؤس، إن بدائل الممانعة المحلية في الأداء المؤسساتي والتنموي والاقتصادي والمالي تحكي عن حالها. وفي الأداء السياسي تحتاج الى مطوّلات لفك طلاسم وطبيعة بنيانها الذي لا يجمع بين أعمدته إلا رابط المال (النظيف طبعاً!) والمصير المشترك.. والتهافت النظري والفكري المساوي في قمّته للنفاق في أرفع معانيه.

في المحصّلة، يأتي الارهاب تتويجاً لكل ذلك البؤس.. والفشل حتى في التماثل مع ممارسات محاكم التفتيش والمكارثية!. ..منافقو آخر زمن.

 

الشهيد النائب أنطوان غانم شهادة من الربيع اللبناني الى العربي

عمر حرقوص/المستقبل

لم يكن الوضع السياسي في لبنان قبل خمس سنوات، حين اغتيال النائب الكتائبي انطوان غانم، مختلفاً كثيراً عن هذه الفترة التي يعيشها لبنان بالمعنى الأمني، فهناك كثير من التشابه بين الامس واليوم. ففي تلك المرحلة كان الاغتيال السياسي أمراً يشبه الخبز اليومي المر، كان القتل أداة شبه وحيدة لدى القاتل مع بعض "بهارات" التخريب واحتلال الشوارع، وكذلك تشبه تلك المرحلة اليوم من خلال حملات التشهير بقوى 14 آذار قبل قتلهم، أو قبل محاولة ذلك.

حملات التشهير كانت مستمرة عبر سياسيين وعبر صحف صفراء الكلمة والضمير والتمويل، حملات تشهير تشبه الكثير من حملات سبقت اغتيال انطوان غانم في ذلك اليوم من شهر أيلول وقبل اللقاء الأول لمحاولة انتخاب رئيس للجمهورية بعد رحيل إميل لحود، تشهير يحمل رائحة الدم ويحمل حقداً على اللبنانيين الرافضين لمنطق الاستقواء بقوة السلاح والقتل والعبوات الناسفة على وطنهم.

وليس بعيداً من اليوم، حصلت قضية النائب والوزير السابق ميشال سماحة وإلقاء القبض عليه بعد نقله متفجرات أرسلها النظام السوري لتخريب لبنان، متفجرات أرادها أصحابها في قصر المهاجرين في دمشق أن تشعل موتاً وحرباً في آخر الملفات التي ما زال هذا النظام يحاول إبقاءها في قبضته، وخصوصاً مع خروج الملف الفلسطيني في غزة من يده وكذلك ما لديه من أوراق يهدد بها العالم وليس آخرها ورقة "حزب العمال الكردستاني" الغارق حتى آخر مفاصله في ذبح المواطنين السوريين والأتراك على جانبي الحدود.

فقضية سماحة والجوانب الأخرى التي تتكشف حولها، ما زالت النموذج الأبرز لتعاطي النظام السوري مع لبنان في ظل أي حكومة سواء كانت حليفة أو غير حليفة، فهو وبعد انسحابه من لبنان في العام 2005 قتل سمير قصير واستكمل لائحة الاغتيالات الطويلة محاولاً اعلان بقاء جزء من منظومته السياسية والأمنية في البلد، نجح في التخريب على اللبنانيين بسبب وجود أتباع له في لبنان على مستوى أكبر من ميشال سماحة، وأقدر على العنف والقتل، وكذلك أقدر على التهريب وصناعة الموت، نجح ذلك النظام في تأخير انتخاب رئيس للجمهورية بعد رحيل إميل لحود من قصر بعبدا، ونجح عبر أدواته في ضرب الاقتصاد اللبناني ومنع قيام الدولة واحتلال شوارع العاصمة، واشعال حرب في الجنوب اللبناني أدخلت شريكاً جديداً في تدمير لبنان، أي الاحتلال الاسرائيلي.

نجح النظام السوري في تلك المرحلة في تخريب كل شيء بالتعاون والتلازم مع حلفائه ورفاق سلاحه وصولاً إلى مرحلة السابع من أيار عام 2008، ليأتي بعدها اتفاق الدوحة الذي كان أبرز شروطه غير المعلنة أن يوقف النظام السوري وأتباعه عمليات القتل، وهكذا كان إلى حين.

ولكن "من شبّ على شيء شاب عليه"، والرئيس السوري بشار الأسد شبّ في عهد والده الراحل حافظ الأسد على مفهوم القتل والاغتيال والاعتقال والترهيب وزرع العبوات الناسفة، وهو لن يشيب من دون أن يعيش ما شبّ عليه، وهو لن يتوانى عن استعمال كل حلفائه ما استطاع اليهم سبيلاً، أو استعمال أقرب المقربين إليه في زراعة سيف القتل والشائعة لصناعة حبل انقاذ له من الثورة التي يسمع صوت معاركها كل يوم من مخابئه السرية في سوريا.

استعمل ميشال سماحة كنموذج لأقرب الناس إليه في وقت بدأ الرعب يدب في ركاب المحسوبين عليه أو منفذي أوامره في القتل، فنهاية النظام باتت محتومة بالنسبة الى حلفائه، وهم لن يتحملوا في المستقبل المحاسبة على أفعال يطلبها منهم اليوم، وهم لن يتبرعوا أن يكونوا "ميشال سماحة" جديداً في ركب محاولة منع انهيار النظام، فيقعون في التطور الكبير الذي شهدته الأجهزة الأمنية اللبنانية للكشف المسبق لمحاولات التخريب والقتل.

يوم اغتيال انطوان غانم كان النظام السوري ومن تحالفوا معه على القتل يحاولون تأخير الساعة، وامتدت محاولاتهم إلى الانقلاب على فكرة حكومة الوحدة الوطنية، ونجاحهم في تطييرها عبر "حصان طروادة" الذي لم ينتظر حتى إشارة من حلفاء النظام.

سيطرت حكومة "حزب الله" بعد حملة كبيرة لتسليم مواطنين لبنانيين للنظام السوري تلتها حملة القمصان السود، هذه "النجاحات" التي سقطت سريعاً مع بداية نهاية سلطة النظام السوري من خلال تفجر الثورة السورية التي جعلته يخسر العديد من اوراقه، ولكن هذا لا يعني ان النظام لم يتبق لديه ادوات، بل هناك الكثير منها وهو جاهز عبرها لإظهار مخالبه والنهش بالجسد اللبناني ولو حتى آخر نفس له.

قبل استشهاده كان انطوان غانم يعمل من أجل رفض تسليم لبنان للنظام السوري، وكانت بيروت تستجمع فجيعتها بشهداء استقلالها الثاني، وأتى دم غانم لترفض المدينة من جديد الاغتيال السياسي وإعادة الاحتلال الأسدي من النافذة بعد أن تم إخراجه من الباب.

خلال الأشهر الماضية حدثت محاولات اغتيال عدة كادت أن تنجح، من محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى النائب بطرس حرب والنائب سامي الجميل وبعدها محاولات اغتيال النائب عن جبهة "النضال الوطني" أكرم شهيب والتهديدات بالاغتيال للنائب وليد جنبلاط كما برزت معلومات عن محاولات أخرى لتصفية قادة أساسيين في ثورة الارز وفشلت بسبب عدد من التدابير الخاصة والعمل الأمني المكثف. في هذا الوقت وكما اغتيل النائب الكتائبي انطوان غانم بعد اطلاق شائعات منظمة عن وضعه الصحي والشخصي، بدأ حلفاء "الاغتيال" بتسريب معلومات تطال قياديين في قوى 14 آذار ومن بينهم قياديون كتائبيون، في خطوة لفتح باب الاغتيالات من جديد. ومفهوم الشائعة قديم جداً، ولكن في لبنان قام البعض بدراسة تفاصيلها في الخارج حيث تحمل في طياتها اكثر ما يمكن من الخبث والحقد واللؤم، لا يمكن لأي كان صناعتها، وأصبح لها مدارس وأساتذة، والواضح أن مطلقي الشائعات من حلفاء النظام السوري بزّوا أساتذتهم في صناعة مثل هذه الشائعات وإطلاقها.

فهم يصنعون الشائعة ويطلقونها عبر إعلامهم الاصفر وعبر مجموعات من أزلامهم، ومن ثم ينتظرون الفرصة المناسبة ليشهدوا مقتل من أطلقت عنهم هذه الشائعات، ولكنهم في الوقت نفسه يعيشون الانفصام مقابل كل شائعة. فالقوى الأمنية اللبنانية فرع المعلومات نجح حتى اليوم في حماية الكثيرين، وكذلك هناك أمر آخر يخيفهم أكثر ويحاولون تدميره وهو المحكمة الخاصة بلبنان والتي بدأت عملها فعلياً، هم ينتظرون نشر ما تبقى من قرارها الاتهامي ليهجموا أكثر، ولكن شفافية المحكمة وقدرتها على العمل في أسوأ الظروف سمحت بتوجيه التهمة إلى القاتل ومعاونيه.

ومع هذه الأمور كلها أتى الربيع العربي ليعيد لأنطوان غانم ابتسامته، وبدل أن يستوطن الخوف من هاجس الاغتيالات، بدأت مرحلة جديدة من مواجهة القتل، وليس أبرزها النجاح في الحصول على "داتا" الاتصالات الهاتفية التي يحاول حلفاء النظام السوري منعها بأي شكل ممكن.لم تنجح الحماية في منع اغتيال غانم ووليد عيدو وغيرهما من شهداء انتفاضة الاستقلال، ولكن الحماية المسبقة التي تحاول بعض الأجهزة الأمنية القيام بها سمحت في حماية لبنان من التدمير. اليوم في استشهاده ينظر انطوان غانم إلى زوجته وأولاده الأربعة وأحفاده، فيتأكد أن سلامهم وسلامة لبنانهم محفوظة رغم كل شيء، وأن استشهاده كان واحداً من السبل التي تؤسس للمستقبل الزاهر رغم كل شيء.

 

سينودس الأرمن الكاثوليك: لوقفة ضمير أمام التحدّيات

النهار/دعا آباء السينودس المقدس لكنيسة الأرمن الكاثوليك أبناءها، الى رفع الصلوات "ليلهم الله المسؤولين من سياسيين وروحيين وأصحاب القرار تحمل مسؤولياتهم، وان يتحلوا بروح المسؤولية الملقاة على عاتقهم". افتتح سينودس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية أعماله في دير سيدة بزمار أمس، برئاسة بطريرك بيت كيليكيا الكاثوليكوس نرسيس بدروس التاسع عشر، يحوطه أساقفة الطائفة ورعاة الأبرشيات في لبنان وعالم الانتشار، وتلا راعي ابرشية الاسكندرية المطران كريكوس اغوسطينوس بيان الافتتاح، وفيه أن السينودس تضمن"تقويم زيارة قداسة البابا للبنان لتشجيع المسيحيين على البقاء في أوطانهم متجذرين في أراضيهم ومحافظين على تراثهم وتقاليدهم ولغاتهم وطقوسهم، والعمل على العيش المشترك مع جميع أبناء الوطن بطوائفهم المتعددة". وأضاف:"كما قدر آباء السينودس زيارة قداسة الحبر الأعظم التاريخية لمقر بطريركية الأرمن الكاثوليك في دير سيدة بزمار، وتبريك تمثال الراهب آغوب ميغابارد الذي عمل على طباعة أول كتاب باللغة الأرمنية في مدينة البندقية قبل 500 عام.

وأخذ الآباء علماً بما قامت به الطوائف الأرثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية والمؤسسات والأحزاب لمساعدة الأخوة والأخوات المنكوبين واللاجئين. وتمنى آباء السينودس للعالم أجمع السلام الدائم وللبلاد العربية الوئام والوحدة وللبنان خصوصاً الاستقرار في سياسته والازدهار في اقتصاده والأمان لشعبه ليبعد عنهم شبح الهجرة والعنف والضياع. كما يصلي آباء السينودس من أجل بدء عهد جديد مشرق في ظل حكومات رشيدة من دون تباطؤ أوتلكؤ، بعيدين عن الرؤى الضيقة والمصالح الفئوية، لتفتح أمامه صفحة جديدة في تاريخه الحديث قوامها الشركة والشهادة والمصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية والأخوة الإنسانية". وخلص موجهاً نداء الى "الكهنة والرهبان والراهبات والشعب المؤمن كي يرفعوا معنا صلواتهم بشفاعة العذراء مريم، سيدة بزمار العجائبية، والطوباوي اغناطيوس مالويان، ليبارك الرب الأب القدير على كل شيء أعمال السينودس ويلهم الجميع، سياسيين وروحيين واصحاب السلطة والقرار، أن يتحلوا بروح المسؤولية الملقاة على عاتقهم ليقفوا بجرأة وقفة ضمير أمام التحديات المحدقة بالبلاد وليسجلوا في تاريخ الكنيسة ولبنان وبلدان الشرق الأوسط الحبيبة صفحات ناصعة ملؤها روح المحبة، والرجاء والوئام صونا لحقوق مواطنيهم أجمعين".

 

باريس تغلق سفارات ومدارس في 20 دولة/مجلة فرنسية ساخرة تصب الزيت على النار بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول

باريس - وكالات - فيما لا تزال عاصفة الاحتجاجات على الفيلم الاميركي المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مستمرة في العالم الاسلامي، اختارت المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي ابدو» ان تصب زيتا على النار بنشرها رسوما كاريكاتيرية للرسول الكريم وهو القرار الذي انتقدته الحكومة الفرنسية ودفعها لارسال شرطة مكافحة الشغب لحماية مكاتب المجلة، وفي الوقت نفسه اغلاق سفارات ومدارس فرنسية في 20 دولة حول العالم. وظهر على غلاف المجلة التي وزعت امس يهودي متشدد يدفع كرسيا متحركا يجلس عليه شخص يرتدي عمامة الى جانب العديد من الرسومات في الصفحات الداخلية بعضها رسوم كاريكاتيرية عارية تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت مكاتب المجلة نفسها في باريس تعرضت لهجوم بقنبلة حارقة في نوفمبر الماضي بعد ان نشرت رسما كاريكاتيريا ساخرا للنبي صلى الله عليه وسلم. وفي عام 2005 فجرت رسوم كاريكاتيرية دنماركية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم موجة من احتجاجات في أنحاء العالم الاسلامي قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصا.

وانتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نشر الرسوم و سأل في حديث مع راديو «فرانس انفو»: «هل من الملائم أو الحكمة في هذا المناخ وضع الزيت على النار؟ الاجابة لا... انا قلق للغاية. وحين رأيت ذلك اصدرت على الفور تعليماتي بأخذ احتياطيات امنية خاصة في جميع الدول التي يمكن ان تقع فيها مشاكل». ودعت الحكومة لضبط النفس واكدت «على مبادئ حرية التعبير في فرنسا» وحثت من صدمتهم الصور على اللجوء الى المحاكم. وتعيش في فرنسا أكبر طائفة اسلامية في أوروبا وناشد زعماء الطائفة المسلمين التحلي بالهدوء. ومع استمرار موجة الغضب حيال الفيلم المسيء، قال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرو ان السلطات رفضت طلبا للسماح بمسيرة في باريس احتجاجا على الفيلم. واوضح لراديو «ار.تي.ال»: «ما من سبب يدعو للسماح بتسلل صراعات لا تخص فرنسا للبلاد».

واعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا ستغلق موقتا سفاراتها ومدارسها في 20 دولة غدا. وقال: «قررنا اغلاق منشآتنا وسفاراتنا وقنصلياتنا ومراكزنا الثقافية ومدارسنا كاجراء احترازي».

 

هجوم إلكتروني يعطل موقع المجلة

باريس - د ب أ - في يوم نشرها رسوم كاريكاتورية جديدة للنبي محمد قام قراصنة بمهاجمة الموقع الالكتروني لمجلة «شارلي ابدو» الفرنسية الساخرة ما أسفر عن تعطله منذ صباح امس.

ورجحت متحدثة باسم المجلة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» أن يكون من قام بقرصنة الموقع «اسلاميون متطرفون». وذكرت أنه يتعذر حتى الآن الظهور على شبكة الانترنت.

وأضافت المتحدثة أن صفحة المجلة على «فيسبوك» تمت مهاجمتها أيضا، الا أنه تمت استعادتها بعد فترة قصيرة.

 

مجلة " Charlie Hebdo" تنشر صورا كاريكاتورية للنبي

أم تي في/بالامس الفيلم المسيء للاسلام واليوم رسوم ساخرة للنبي محمد في مجلة فرنسية... لم تظهر تداعيات الحادثة الثانية بعد إلا أن الحادثة الاولى كانت كفيلة باستنهاض الشارع من جهة وباستنفار دبلوماسي من جهة أخرى. الرسوم التي نشرتها صحيفة "شارلي أيبدو" الاسبوعية صباح الاربعاء أظهرت النبي محمد عاريا، كما يتصوره الرسام، في محاكاة لمشهد من فيلم المخرج جان لوك غودار حيث يتأمل ميشال بيكولي ظهر بريجيت باردو العاري، أما رسم الغلاف فهو ليهودي متشدد يدفع مسلما على كرسي متحرك يقول "السخرية ممنوعة".وتعليقا على نشر هذه الرسوم، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء ان فرنسا اتخذت "احتياطات امنية خاصة" لحماية سفاراتها في العالم عقب نشر هذه الرسوم مشيرا الى انه "ارسل تعليمات لاتخاذ احتياطات امنية خاصة في كل البلدان التي يمكن ان تحصل فيها مشاكل".واذ اعتبر ان نشر المجلة هذه الصور في "الوضع الراهن" يصب "الزيت على النار" اضاف: "في فرنسا، المبدأ هو حرية التعبير ويجب عدم المس به. ونظرا الى الوضع الآن وهذا الفيلم السخيف، وشريط الفيديو العبثي الذي تم بثه، ثمة غضب في كثير من البلدان الاسلامية. هل من الملائم صب الزيت على النار؟ الجواب هو كلا".بدوره، لفت رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت الى إنه يعارض "في الإطار الحالي أي مبالغة"، مذكرا بحرية التعبير "في إطار القانون" كما ذكر بضرورة أن يتحلى الجميع بروح المسؤولية.الى ذلك، وبعد المعلومات التي سرت عن ان السفارة الاميركية في عوكر اتخذت اجراءات امنية مشددة وبعد توقيف خدمة التأشيرات يوم الاثنين، عادت السفارة للعمل بشكل طبيعي ابتداءا من يوم الثلثاء. السفارة الاميركية وفي اتصال مع الـ"mtv" اوضحت ان ما يقوم به حزب الله ليس الا تغطية عن انشطته فهو يسعى لتحويل الانتباه الدولي عن افعاله ومن ضمنها دعمه للوحشية التي يمارسها حليفه نظام الأسد - النظام الذي دمر المساجد والكنائس وسوريا التراث الثقافي والديني  وقتل الآلاف من شعبه.السفارة الاميركية اعتبرت ان ما قام به حزب الله ليس الا تلاعبا سياسيا لن يخدع اللبنانيين. اما بالنسبة الى الاجراءات الامنية المتبعة فاكدت السفارة انها لم تكن يوما غريبة عن التحديات المحتملة دائما في حال تأهب قصوى وتتبع معيار عال من الحماية والإجراءات.

 

مقتل مواطن وجرح زوجته في السهيلة

وطنية-19/9/2012افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في كسروان عبدو متى عن وقوع جريمة في بلدة السهيلة ذهب ضحيتها المواطن جورج فواز وعن اصابة زوجته منى، التي نقلت الى مستشفى عجلتون وحالتها حرجة. وحضرت الاجهزة الامنية والادلة الجنائية وباشرت تحقيقاتها في الحادث، وبينت التحقيقات الاولية انهما مصابان بطلقات نارية من سلاح صيد.

 

بل اطردوا الإيرانيين من سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

حسنا التأم اجتماع لجنة الاتصال الرباعية الخاصة بسوريا بمقترح مصري، مرتين، وليس مرة واحدة، وهي اللجنة المكونة من السعودية ومصر وتركيا وإيران، والواضح الآن أن الجميع قد أدرك أنه ليس لتلك اللجنة أي فرص في النجاح، وهذا ما ذكرناه هنا مرتين، وقبل أول اجتماع لتلك اللجنة. الواضح اليوم أن الجميع قد أدرك أن لا أمل في تلك اللجنة، وأن مجرد دعوة إيران لذلك الاجتماع تعني فشله؛ فطهران أحد أبرز المعوقات في سوريا، فكيف تكون جزءا من الحل؟! وعندما نقول الجميع قد أدرك ذلك، فهذا ما يظهر من بعض المواقف، خصوصا مع تغيب السعودية عن الاجتماع الأخير في القاهرة، وكذلك الآراء التي باتت تجهر الآن بصعوبة الوصول لاتفاق في ظل مشاركة إيران، ناهيك عن التصريحات الرسمية التي تصب في هذا الاتجاه، وآخرها تصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي الذي أعلن أن كل الأبواب قد طرقت في الأزمة السورية من دون تحقيق أي نجاح. وهذا أمر متوقع أساسا، وكنا، وغيرنا من القلة القليلة في هذه الصحيفة، نقول هذا الأمر، ومن أول أيام الثورة السورية، فمن عرف النظام الأسدي لا يمكن أن تنطلي عليه حيل الأسد على الإطلاق.

وبالعودة للجنة الرباعية الخاصة بسوريا، فالمهم الآن أنها أكدت للبعض نوايا إيران الحقيقية تجاه سوريا، وخطورة مجرد الاعتقاد بأن طهران ممكن أن تكون جزءا من الحل. فإيران دعت في القاهرة لإرسال مراقبين من السعودية ومصر وتركيا وإيران نفسها لسوريا، وخطورة هذا الطرح أن إيران تقول لنظرائها من القوى الإقليمية في المنطقة، ومن القاهرة، تعالوا نتقاسم سوريا، وعلى الطريقة اللبنانية، حيث يصعب تخيل تشكيل حكومة في لبنان من دون تراض بين كل من السعودية وإيران ومؤخرا تركيا. وبدلا من أن يعالج هذا الوضع غير الصحيح فإن إيران تريد تطبيقه في سوريا، وتحت غطاء عربي، ومن عاصمة عربية! ومجرد القبول بمثل هذا الطرح يعني أن البعض في منطقتنا لا يزال يؤمن بأنصاف الحلول، وتحت أعذار واهية، مثل البراغماتية، أو التعامل بواقعية، وهذا هو الخطر بعينه. وكما قلنا مرارا وتكرارا، فإن إيران ليست دولة جارة لسوريا، ولا حتى تركيبة سوريا الطائفية تسمح لإيران بالتدخل. فالسوريون يقولون «لا إيران ولا نصر الله»، بينما نجد بيننا من يحاول إعطاء غطاء للنفوذ الإيراني في سوريا، ويشرع لإيران خلق فصيل من شاكلة حزب الله في سوريا. وهذا أمر وارد، ويستحق الحذر، خصوصا في حال ما انزلقت سوريا إلى حالة فوضى عارمة، حيث ستسعى طهران حينها لخلق شرعية جديدة لها في سوريا مثلما فعلت مع حزب الله في لبنان وبحجة تحرير الأراضي المحتلة، وهذه نقطة تستحق التنبه لها من الآن، طالما لم يتم التعجيل بسقوط الأسد!

وعليه، فإن المؤمل الآن هو التنبه لخطورة إيران في سوريا، خصوصا بعد اجتماع لجنة الاتصال الرباعية في مصر، التي كان يفترض بها المطالبة بطرد قوات فيلق القدس من سوريا التي اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني بوجودها بدلا من أن تطالب طهران اللجنة الرباعية بإرسال مراقبين من بينهم إيرانيون أيضا، فالمطلوب هو طرد إيران من سوريا، وليس تشريع تدخلها!

 

ليس صحيحا أنها ماتت

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نشرت مجلة «تايم» تقريرا مطولا يبشر بنهاية تنظيم القاعدة، بني على جملة أحداث مهمة، من قتل رئيسها أسامة بن لادن إلى دحر مجموعات كبيرة للتنظيم في اليمن. التحقيق دقيق في سرد الإخفاقات الكبيرة لـ«القاعدة»، إلا أنني أختلف معه في الاستنتاج النهائي، وهو «نهاية القاعدة». أعتقد أن الواقع الجديد يقول عكس ذلك تماما، فنحن أمام صعود مخيف للتنظيم في كثير من المناطق في العالم. «القاعدة» ليست حية تتنفس فقط، بل تزداد قوة وقدرة على التجنيد، والانتشار، ونجحت في بناء تحالفات واندماجات في مناطق عديدة. ولا نغفل أن بروز الخطاب الإسلامي السياسي، بفضل الربيع العربي، أعطى الجهاديين حماسا لنشر أفكارهم، وتوسيع نشاطهم، واستغلوا إضعاف المؤسسات الدينية الرسمية والأمنية والدعائية، التي كانت تنشط ضد الفكر الإرهابي في مصر وتونس وليبيا، وشجعوا الجماعات المتطرفة في بقية الدول على رفع صوتها ونشاطها. ولا أدعي هنا أن الحكومات الإسلامية في هذه الدول الثلاث وراء عودة «القاعدة»، بل العكس تماما، هي ضحيتها. المفارقة أن الجماعات الجهادية، سواء كانت مرتبطة بـ«القاعدة» أو منسجمة معها في خطها السياسي، انقلبت وصارت تقاتل الأنظمة «الإسلامية» الجديدة. فموقع «المجاهدون في مصر»، الذي يتحدث باسمهم، أعلن أنه يرفض النظام الجديد، وأنه «لا تجوز ولاية الدكتور محمد مرسي»، وأن ولايته باطلة. حكومة مرسي ارتكبت خطأ كبيرا عندما تعجلت بالإفراج عن مدانين إرهابيين، والعفو عن هاربين جهاديين مصريين في الخارج. فهي ظنت أن العفو عنهم سيحقق أخيرا المصالحة، وأنهم بات بوسعهم المشاركة في العمل السياسي السلمي بدل الجهادي، لكن فكر هؤلاء يرفض الديمقراطية، ويقبل فقط بتفسيرهم المتطرف للإسلام في إدارة الدولة. النتيجة.. يقال إن أربعة من المفرج عنهم كانوا بين الذين هاجموا القوات المصرية في سيناء، وقتلوا 16 منها، قبل هجومهم على الجانب الإسرائيلي.

والمفاجأة الكبرى في مظاهرات الاحتجاج على الفيلم المسيء أن المتظاهرين رفعوا الرايات السوداء المماثلة لعلم «القاعدة» على السفارة الأميركية في القاهرة، ولصقوا صورة بن لادن على جدارها. كما فعل المتظاهرون الشيء نفسه في تونس بعد أن سيطروا بالقوة على محيط السفارة. وضربوا القنصلية بالقذائف في بنغازي بليبيا. ومع أن أكثر من ألف أمني حاصروا المسجد الذي التجأ إليه المتهم بأنه وراء الهجوم على السفارة في تونس، والمعروف بأبي عياض، فإنهم اضطروا للتخلي عن ملاحقته خشية المصادمات مع جماعته.

وخارج الأضواء، فإن «القاعدة» تنمو في الساحل الأفريقي وشمال أفريقيا وجنوب الصحراء، فقد صارت تدير مدنا وتسيطر على مطارات، وأصبحت رقما صعبا في الساحل الأفريقي. وتقدر عملياتها في هذه المناطق بأكثر من ألفين ومائتي عملية إرهابية. وليس المنتمون إليها كلهم حفاة عراة، بل خليط من المتطوعين، فأحد منفذي العمليات الانتحارية عائد صومالي من الولايات المتحدة، ترك حياة الرغد وعاد ليقتل أبناء وطنه الذين اعتبرهم كفرة! وتأكيدا على أن «القاعدة» حية، كانت الخلية الإرهابية التي كُشفت في العاصمة السعودية تسعى لتنفيذ مخطط كبير يستهدف شخصيات ومنشآت، وكانت على اتصال مع تنظيم القاعدة في اليمن. لم يعد هناك شك أبدا في أن «القاعدة» ليست تنظيما عسكريا، بل تنظيم فكري بالدرجة الأولى، وإلى الآن لم تتم محاربة هذا الفكر المتطرف الذي يجد سهولة في تسويق نفسه في كل مكان في العالم، بما في ذلك في الدول الغربية التي خصصت الكثير من أجل محاربة «القاعدة» في أنحاء العالم. إن معظم نشاطات فكر «القاعدة» المتطرف يتم نقله على ظهر التقنية الغربية ووسائل الاتصال الشهيرة مثل الـ«يوتيوب» ومواقع إلكترونية مفتوحة، وهي وإن كانت لا تسمي نفسها بـ«القاعدة» إلا أن فكرها المتطرف الداعي للعنف هو وراء «القاعدة»، مالا وسلاحا ورجالا.

 

متى يحترم الناس العرب؟

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

هل في تاريخك القديم أو الحديث رأيت على أي شاشة من شاشات التلفاز العربي مسؤولا أو إعلاميا يقول في معرض الإجابة عن سؤال: «في الحقيقة أنا لا أعرف» أو «سوف أبحث في هذا الموضوع وأعود لكم بالإجابة»، أو «في الواقع لست مؤهلا للإجابة عن هذا السؤال»؟ نحن أمة من العباقرة، نمتلك ناصية الحكمة ولدينا داخل جوانب عقولنا كل فروع المعرفة الحديثة بكافة تفاصيلها! كم سيارة انتهى عمرها بسبب إصرار ميكانيكي فاشل وجاهل على إصلاحها دون اطلاعه على «الكتالوج الهندسي» الخاص بها؟ كم طباخ تسبب في إفساد دعوات غداء وعشاء لأنه أصر على أنه خبير في الطهو الصيني أو أنه خير من يصنع الكبسة، أو كونه بطل العالم في طهو الملوخية وهو يجهل تماما أي شيء من أنواع تلك الأطعمة؟ كم جنرال قاد معارك محلية أو إقليمية في عالمنا العربي وهو لم يحضر مناورة واحدة وليست لديه أية دراسات عليا في إدارة المعارك أو الاستراتيجيات الحربية؟ وتقول الصحف إن أجهزة الأمن في عدة عواصم عربية تضبط عشرات من الأطباء الجراحين المزيفين الذين يفتحون عيادات في أفخم البنايات ويقومون بعلاج أمراض مستعصية بل ويجرون جراحات وهم لم يستكملوا بعد دراستهم الثانوية! أما في إعطاء الفتاوى الدينية في أمور أساسية وبالغة التأثير على حياتنا، فحدث ولا حرج، فهذا يزوج تلك، وذاك يقضي بطلاق فلان من فلانة، والآخر يدخل في توزيع المواريث، والأخير يفتي في ضرورة إعلان الجهاد على الحاكم أو على الأميركان، دون أي سند شرعي، ودون أي تاريخ عملي يؤهله لحق الفتيا في شؤون الناس! أما شاشات التلفزيون الرياضية، فإن الجميع قد ولد من المهد وهو خبير عالمي في كرة القدم ينتقد الحكم واللاعب والجمهور والفيفا واتحاد الكرة المحلي والنقاد والمعلقين! «في أوروبا والدول المتقدمة» على حد وصف فيلم «الإرهاب والكباب»، فإن المجتمع لا يسعى إلى تلك الثقافة الموسوعية التي ندعي نحن معشر العرب الإلمام بها، ولكن كل إنسان يتميز بأن لديه تخصصا واحدا دقيقا يسعى دائما وأبدا إلى التميز فيه والغوص في أعماق أعماقه. حينما نصل إلى حالة تخصص التخصص في العلوم والمعارف والأبحاث يمكن أن ننهض ونصبح أمة يحترمها الناس.