المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 22 أيلول/2012

 

إنجيل القدّيس مرقس 10/28-31/ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!».قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة. كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

 

عناوين النشرة

*المحكمة الدولية تحدد 25 آذار موعدا لبدء المحاكمة

*القبض على أحد خاطفي يوسف بشارة واعادة الفدية والتي بلغتا قيمتها ٤٠٠ ألف دولار

*الجيش اللبناني: جرح ضابطين وعدد من العسكريين بعد تعرضهم لاطلاق نار اثناء ملاحقتهم مطلوبين في الغبيري

*حضور سياسي وعسكري رفيع المستوى في مستشفى جبل لبنان حيث أودع الضابطين المصابين

*قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي: توقيف 14 متهما بالإعتداء على مطعم "KFC" والسراي الحكومي

*مذكرة توقيف في حق رئيس بلدية لاسا

*السيد يوسف بشارة تسـلم الفديـة الماليـة وزار قهوجـي

*رئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان : الجيش لن يألو جهدا لحماية المواطنين

*سطو مسلح على "البنك الاهلي"

*القومي السوري ينشر 300 مسلح في رأس بيروت

*جعجع والسنيورة: ما ورد في "السفير" نسج خيال سياسي مغرض

*من قال أن "حزب الله" يمثل الشيعة؟/علي الحسيني/موقع 14 آذار

*أميركا تحذر إسرائيل: الهجوم على ايران يعني إلغاء اتفاقيات السلام مع مصر والأردن

*عقوبات أميركية جديدة على سورية وايران

*تقرير: ايران تنقل الرجال والسلاح إلى سورية عبر العراق

*أنصار "حزب الله" يهدّدون بائعي الكحول مجدداً

*قاطيشه: لا شيء في الدستور اسمه مقاومة خارج المؤسسات الشرعية وعبارة السلاح في امرة الجيش غامضة

*هل يقبلها "الحزب"؟: إستراتيجية سليمان تُخضِع سلاحه للجيش وتحظر "مغامراته" الخارجية

*هل يقتحم "حزب الله" قلعة عوكر المحصّنة؟/فيفيان الخولي/لبنان الآن

*بوادر اعتراضات هادئة لـ14 آذار على تصور الرئيس.

*فارس سعيد: مواقف سليمان الاخيرة استدعت الاشادة اما بما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية فالمرجعية الوحيدة يجب ان تكون الدستور

*وزير الدفاع الإيراني : اي ضربة عسكرية على سوريا ستشعل المنطقة باكملها

*لحل مشكلة السلاح علينا استدعاء أبادي وجعفري الى طاولة الحوار... قاطيشا لـ"لبنان الحرّ": التيار الوطني الحرّ غدر بنا وبكركي باقتراح قانون جديد للانتخابات

*الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل احد جنوده و3 مسلحين على الحدود مع مصر

*14 آذار: ورقة سليمان في الـ«مونولوغ» فارغة

*لا حرس في لبنان/حازم الأمين/لبنان الآن

*التايمز: عقاب صقر “رجل السعودية في تركيا” يشرف على توزيع الأسلحة إلى سورية

*سيمون ابو فاضل - التحضيرات الإنتخابيّة في كسروان.. ترسم مواجهة بين عون وجعجع

*برّي، المر، عدوان، شهيّب، المشنوق، فتفت، كبَّارة وقضاة... أبرز أهداف «شبكة الجوني»

*النائب نضال طعمة: قرار سلاح "حزب الله" بيد إيران لا الحزب

*تحطم طائرة "إيرانية" من دون طيار في مشاريع القاع

*سوريا  أكد سعي السعودية وقطر لـ «شراء الجغرافيا والتاريخ بالأموال» /الأسد: المسلحون لن ينتصروا ولا تكرار للنمط الليبي

*أي مخطط يُدبّره "حزب الله"للخط الممتد من خلدة حتى وادي الزينة؟

*فتفت لـ"السياسة": أبلغنا الراعي دعمنا "الدوائر الصغرى"

*أبادي: اجتُزئ وحُرّف

*وفد من "حزب الله" عرض الأوضاع مع السفير الروسي/زاسبكين: لن نسمح بتكرار ما حدث في العراق وليبيا في سوريا

*الكتلة الوطنية: إطلالة نصرالله كانت سيئة على الوضع العام وعودة أعمال الخطف من أجل فدية تضع لبنان مجددا على مفترق مصيري

*سليمان اطلع من شربل على الوضع الامني والتحضيرات لمشروع قانون اللامركزية الادارية

*فتفت: ورقة سليمان خطوة اولى فـــــي رحلة الالف ميل لا وسطية في السيادة وعلامات إستفهام حول العلاقات الامنية

*اوغاسبيان:سنبحث "ورقة سليمان" في جلسة الحوار المقبلة

*فرعون: جلسة الحوار شهدت ايجابيات وسلبيات والأهم في المبادرة وضع ورقة للنقاش تحت سقف الدولة والدستور

*الاحرار: "الفيلم المسيء" عمل طائش بدائي وللحوار شروط يقتضي توافرها كي لا يصبح ملهاة وغطاء

*علوش: اتهامات "14 آذار" لمنظومة "الممانعة" حقيقية

*نديم الجميل إلى كندا في زيارة تستمر أسبوعين

*مجمع السريان الكاثوليك أنهى أعماله أملا في نهوض لبنان وسوريا والعراق والتمسك بالارض

*السنيورة: المطلوب من "حزب الله" التعهد بعدم استخدام سلاحه لأهداف غير لبنانية

*«من غير اللائق دعمنا العراقيين وهم يعملون ضد المصالح الأميركية»

*كيري يهدّد بوقف المساعدات لبغداد إذا استمرت في السماح بمرور شحنات السلاح الإيرانية إلى الأسد

*معسكرات تدريب استخبارية في البقاع خدمة لنظام الأسد

*ويكيليكس: بري أعاق الخصخصة لضمان الحصول على مكاسب مالية/طارق نجم/موقع 14 آذار

*غضبة نصر الله العرمرمية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

*لقمان سليم : الحكومة اللبنانية صارت معتقلاً والسجان حزب الله/صبحي الدبيسي/السياسة الكويتية

*العلاّمتان هاني فحص ومحمد حسن الأمين.. تصحيح للمسار فهل من مستجيب؟/الشيخ خلدون عريمط /المستقبل

*المدّعي العام إبراهيم الأمين/عماد موسى/لبنان الآن

*السلفيون الجدد" وعلاقتنا بأميركا/وهيب معلوف/لبنان الآن

*ايران تحتل سوريا ولبنان ماذا بعد؟/ حسن صبرا/الشراع

*البابا والسيّد: الخلاف من طبيعة ثقافية/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*محاكمة سماحة: إلى ما بعد سقوط النظام؟/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*عن «براءة المسلمين» وخجل الإسلاميين/سامر فرنجيّة/الحياة

*حراك إيراني وإسرائيلي تحسباً للمساومات على دمشق/عبد الوهاب بدرخان/الحياة

*مشكلة بعض العرب والمسلمين...في البرامج التربوية/ ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله/

*موسكو تراهن على ما بعد الأسد/عبد الكريم أبو النصر/النهار

*مقوّمات العظمة.. والتحريف/علي نون/المستقبل

*إعلان وجود الحرس الثوري دعوة الى ضرب لبنان بدلاً من إيران/ ثريا شاهين/المستقبل

*رئيس حزب "الإتحاد السرياني العالمي" ابراهيم مراد  لـ "المستقبل": "السرياني السوري" يكذّب مقولة ان المسيحيين موالون للنظام 

*غضبة نصر الله العرمرمية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

*انتخاب الرئيس الجميل بالاجماع نائباً لرئيس اتحاد أحزاب الوسط الديمقراطي في العالم

*الراعي شارك في تدشين كاتدرائية في ولاية كيرلا الهندية

*كيليس: حضوره تعبير عن وحدة الكنائس المتحدة مع الكرسي الرسولي

*الراعي يواصل زيارته الى الهند وشارك في تكريس كاتدرائية: طبيعة الدين والحضارة ترفض ان تكون هناك نزاعات بين الاديان والناس

 

تفاصيل النشرة

 

المحكمة الدولية تحدد 25 آذار موعدا لبدء المحاكمة

حدّد قاضي الإجراءات التمهيديّة في المحكمة الدولية يوم الخامس والعشرين من آذار 2013 موعدًا مؤقتًا لبدء المحاكمة.

 

القبض على أحد خاطفي يوسف بشارة واعادة الفدية والتي بلغتا قيمتها ٤٠٠ ألف دولار

تمكنت مخابرات الجيش من القبض على أحد خاطفي المواطن يوسف بشارة في الشياح وضبطت في منزل أحد المشاركين في العملية (وهو فار) مبلغ 380 ألف دولار أميركي (من أصل 400 ألف دولار، المبلغ الفدية مقابل إطلاق بشارة) وقد أعادته إلى عائلة بشارة. ويجري البحث حاليا عن الفارين الآخرين الذين شاركوا في عملية الاختطاف حيث أن هوياتهم باتت معروفة

 

الجيش اللبناني: جرح ضابطين وعدد من العسكريين بعد تعرضهم لاطلاق نار اثناء ملاحقتهم مطلوبين في الغبيري

صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: "ظهر اليوم، وخلال قيام دورية تابعة لمديرية المخابرات بملاحقة أحد المطلوبين للعدالة في محلة الغبيري، تعرضت لإطلاق نار من قبل عناصر مسلحة، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بينهم ضابطان بجروح مختلفة. وعلى أثر ذلك، تم استقدام المزيد من قوى الجيش إلى المنطقة، حيث فرضت طوقا أمنيا حولها، وباشرت تنفيذ عمليات دهم لأماكن إطلاق النار، أسفرت عن توقيف عدد من المشتبه بهم، وتتابع هذه القوى مهمتها الأمنية لتوقيف الشخص المطلوب وباقي المتورطين في الحادث". وكانت معلومات صحافية ذكرت ان الرائد في الجيش اللبناني عباس جمعة أصيب بطلق ناري في رأسه وهو بحال خطرة، كما أصيب الملازم علي عيسى، اثر ملاحقة المطلوب عنتر كركي في الغبيري.

 

حضور سياسي وعسكري رفيع المستوى في مستشفى جبل لبنان حيث أودع الضابطين المصابين

mtv: حضور سياسي وعسكري رفيع المستوى في مستشفى جبل لبنان حيث أودع الضابطين المصابين، وأحدها وهو من رتبة رائد يخضع لعمليات عدة لأن اصابته خطرة، فيما فرّ الملاحَق في الغبيري وتوارى عن الأنظار وهو مطلوب للعدالة منذ العام 1985 بقضايا إطلاق نار، وينفذ الجيش انتشارا في منطقة الغبيري وينسحب من مناطق في الضاحية الجنوبية ويتمركز في مناطق أخرى.

 

قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي: توقيف 14 متهما بالإعتداء على مطعم "KFC" والسراي الحكومي

أفاد قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي خلال مؤتمر صحفي عقده في سراي طرابلس الى أنه تم "توقيف 14 متهماً بالإعتداء على مطعم "KFC" والسراي الحكومي". وأكد أنه لا "يوقف من يقوم بمظاهرات سلمية بل فقط يتم توقيف من يقوم بأعمال شغب"، مضيفاً: "لدينا 22 متهماً آخرين باتوا معروفين من قبلنا وسوف نقوم بتوقيفهم في وقت قريب، وهذه المجموعات التي أوقفت تابعة لجهة متطرفة".

 

مذكرة توقيف في حق رئيس بلدية لاسا

أعلن الناشط السياسي وإحدى فاعليات مدينة جبيل، طلال المقداد أن على أثر الدعوى التي تقدم بها في حق رئيس البلدية عصام المقداد على خلفية إثارة النعرات الطائفية والتهديد بالقتل، أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان اليوم مذكرة توقيف في حق رئيس البلدية استنادا الى المادتين 575 و317. وقال في حديث لـ"المركزية": "قاضي التحقيق في جبل لبنان أصدر مذكرة توقيف في حق رئيس البلدية بناء على ادعاء النيابة العامة عليه استنادا الى المادة 575 (تهديد بالقتل)، و317 (إثارة النعرات الطائفية)". أضاف: " النيابة العامة ادعت عليه بعد أن تقدمت بدعوى قضائية ضده، وقد أصبح هذا الموضوع في يد الجهات الأمنية المختصة التي ستلاحقه بموجب المذكرة". وأكّد "أن الموضوع محصور قضائيا وأمنيا لا ردود فعل سلبية عليه، وطالما أننا ننتمي الى الدولة ومؤسساتها وجيشها لا خوف لدينا من أحد". ولفت المقداد الى "أن نائب رئيس البلدية سيحل محل رئيس البلدية، باعتبار أن الرئيس سيتم فصله عن منصبه في البلدية". وختم: " لبنان يتمتع بميزة تعدد الطوائف ونرفض دعم من يسعى الطائفية، نريد استكمال مسح الأراضي في لاسا بالطرق السلمية والقانونية والحضارية، ولا نريد من يستخدم عضلاته لتحقيق مصالحه الشخصية، وسنبقى نسعى الى الشراكة والمحبة والوحدة الوطنية".

 

السيد يوسف بشارة تسـلم الفديـة الماليـة وزار قهوجـي

رئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان : الجيش لن يألو جهدا لحماية المواطنين

المركزية- سلّم رئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان قبل ظهر اليوم، بإسم قائد الجيش العماد جان قهوجي وبناء على اشارة القضاء المختص، السيد يوسف بشارة وعائلته، الذي كان خطف وافرج عنه مقابل دفع عائلته فدية مالية في 18/9/2012، قيمة الفدية التي دفعت للخاطفين بعدها تمكنت مديرية المخابرات من ضبطها يوم امس.

اللواء سلمان: وقال اللواء سلمان: "أوقفنا متورطين بخطف بشارة ونلاحق متورطين آخرين لتوقيفهم" والجيش لن يألو جهداً في سبيل تأمين حماية المواطنين في كل المناطق ويتابع عمله لتوقيف جميع المتورطين بعملية خطف بشارة، مباشرة او في شكل غير مباشر"، مشيراً الى ان "اطلاق بشارة واستعادة المبلغ هو ثمرة جهود الجيش خصوصا بعد تفاقم عمليات الخطف".

واعلن سلمان ان "هناك اشخاصا معنيين بعملية خطف بشارة اُوقفوا وتتم ملاحقة العناصر المتبقية لتوقيفهم وقريبا انشاء الله تسمعون خبر توقيفهم"، لافتا الى ان "عائلة بشارة تسلمت المبلغ الذي استُرد وهو 380 ألف و600 دولار، وعند القاء القبض على الفاعل الرئيسي سيعاد المبلغ المتبقي للعائلة" وأكد "حرص الجيش وعزمه على مكافحة كل جرائم الخطف وملاحقة مرتكبيها. لتبقى هيبة الدولة مصانة، ولن نبخل ببذل الدم في سبيل تعزيزها". شكر قهوجي: ثم زار بشارة برفقة عدد من أفراد عائلته العماد قهوجي شاكرين اهتمامه بقضية الخطف واعادة الفدية المالية اليه.

وانتقدت ابنة بشارة السيدة مارسيل كل الكلام الذي أطلق عن غياب الدولة. وكانت مديرية المخابرات رصدت الخاطفين، ولاحقتهم وتمكنت امس اثر دهم منزل احد المشتبه بهم من توقيف عدد منهم وفي حوزتهم الفدية المذكورة، وبوشر التحقيق مع الموقوفين، فيما استمرت قوى الجيش بملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص.

 

سطو مسلح على "البنك الاهلي"

المركزية ـ اقدم مسلحان ملثمان على اقتحام البنك الاهلي على طريق صيدا القديمة في منطقة غاليري سمعان بواسطة دراجة نارية حاملين المسدسات ، وسرقوا مبلغ 12000 دولار اميركي، و12 مليون ليرة لبنانية. ولدى فرارهم بعد انتهاء عملية السطو تعرضت الدراجة لعطل، ما ادى الى فرارهما سيرا على الاقدام في الشوارع ، ووصلت القوى الامنية الى المكان وفتحت تحقيقا في الحادث ، وعملت على ملاحقة المسلحين

 

القومي السوري ينشر 300 مسلح في رأس بيروت

ذكرت مصادر إعلامية  أن نحو 300 عنصر من الحزب السوري القومي الإجتماعي نفذوا  إنتشارا أمنيا  بالتزامن مع الإحتفال الذي ينظمه الحزب في رأس بيروت في ذكرى عملية الويمبي التي حصلت عام 1982

 

جعجع والسنيورة: ما ورد في "السفير" نسج خيال سياسي مغرض

صدر عن المكتبين الإعلاميين للرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الرد الآتي على ما اوردته صحيفة "السفير" الخميس 20 ايلول 2012. وجاء في الرد: نشرت "السفير"، في صفحتها الثانية، مقالة تحت عنوان: "بين السنيورة وجعجع: لا غزل بعد الآن"، بنت كاتبتها ملاك عقيل معلوماتها على مقولة لا اساس لها، مفادها ان هناك تباعداً وخلافاً بين الرئيس السنيورة وبين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ونشرت افتراضات دعمتها بأقاويل وروايات مفتعلة ومركبة لدعم وجهة نظرها المغلوطة. نود ان نشير الى ان هذه المقالة هي نسج من خيال سياسي مغرض سيطرت عليه التمنيات وابتعد عن الحقائق والوقائع، وبالتالي فإن كل ما ورد فيها عار عن الصحة جملة وتفصيلاً".

 

من قال أن "حزب الله" يمثل الشيعة؟

علي الحسيني/موقع 14 آذار

 لم ينكر "حزب الله" يوماً علاقته بإيران والتزامه مبدأ ولاية الفقيه، وأمين عام الحزب السيد حسن نصر الله وأركان قيادته لا يتوانون في كل مناسباتهم عن التذكير بهذه العلاقة التي لها الفضل في "انتصاراتهم" واستمرارهم، في حين أن هذا الفضل يعود اولاً واخيراً الى تضحيات وصمود اللبنانيين كافة وليس الى جهة محددة دون إنكار جهود المقاومة.

لكن على الرغم من تغنّي الحزب بهذه العلاقة التي يعتبرها بنيان شُيد على أسس متينة، فأن أوساط شيعية مستقلة عايشت "حزب الله" منذ إنطلاقاته السياسية والعسكرية، تقول لموقع 14 آذار: " بقدر ما يتغنى الحزب بعلاقاته مع إيران، إلاّ أن الأخيرة لا ترى في هذه العلاقة سوى تفصيلاً صغيراً او ورقة تستخدمها في سياق نزاعها مع الغرب من اجل الوصول الى خاتمة تضعها في مصاف الدول النووية"، جازمة انه 'في حال تم الوصول الى هذه الخاتمة فاننا سنرى موقفا ايرانيا جديداً قد يصدم الواقع الشيعي في لبنان".

وتضيف الأوساط ان "ايران تنسج علاقاتها مع الدول والأحزاب والحركات وفقاً لمصالحها، وهي تستخدم هذه العلاقات لتحقيق هذه المصالح آخذة في الاعتبار الاستفادة منها ما دامت موجودة بقوة على ساحاتها، لأن المستقبل بالنسبة لهذه القوى غير مضمون"، كاشفة ان "السفارات الإيرانية في معظم بلدان العالم تبني علاقاتها مع مجموعات لا تنتمي بالضرورة الى الطائفة الشيعية وذلك بهدف إبعاد الشبهات عن تحركاتها وممارستها للأعمال المطلوبة منها". وتجزم الاوساط أن "إيران عملت لسنوات طوال على زيادة الشرخ بين المجتمع الشيعي وبقية الطوائف اللبنانية من خلال تصدير المعتقدات والعادات التي لم نسمع بها من قبل ولم نعهدها لا من اباءنا ولا أجدادنا، وكل ما نراه اليوم من ممارسات وشعائر دينية خاطئة تردنا منهم ما هي سوى بذور فتنة تزيد من عمق الخلافات المذهبية والوطنية بيننا وبين بقية الطوائف". وتقول الأوساط: " أن جناح امني داخل "حزب الله" أوعز منذ فترة إلى بعض خلايا الحزب في الخارج لأخذ موضوع المحكمة الدولية المتعلق بإستشهاد الرئيس رفيق الحريري على محمل الجد، خصوصاً إذ سقط النظام السوري، وقد دعا هذا الجناح تلك الخلايا إلى الإستعداد لتحضير بيان يتم الإعلان فيه بالتبرء من اي مجموعة تثبت إدانتها بأغتيال الرئيس الحريري"، وتجزم أن هذا السيناريو يجري التحضير له منذ فترة، ومن هنا فأن الحزب يعتبر ان هذا الأمر كفيل بإعادة الروح اليه بعدما خطفت منذ إستشهاد الرئيس الحريري".

وتبدي هذه الاوساط "عتباً كبيرا على قوى الرابع عشر من آذار، لا بل تحملها بعض من مسؤولية تهميش مثقفي الطائفة الشيعية، فتقول " لا احد يستطيع أن ينكر بأن القرار السياسي الشيعي في لبنان هو في يد "حزب الله" على الرغم من المعارضة التي يلقاها والتي تُعد بالألاف"، مضيفة " إلا ان هذه المعارضة لم تجد لها حتى الان صداً واسعاً في قلوب وعقول المؤتمنين على ثورة الأرز، والتي كان لبعض الشيعة علامات فارقة في دعمها أقله لجهة منع إضفاء الصبغة الطائفية على هذه الثورة".

وتتابع " يذهب "حزب الله" في علاقته ودعمه للنظام في سوريا الى أبعد الحدود، دون الاخذ بعين الإعتبار إمكانية تحول الاوضاع وإنقلاب الامور في سوريا، وهذا الدعم اللا محدود، جعل من الطائفة الشيعية موضع نقاش بين اللبنانيين على مختلف مذاهبهم، وبين الأخرين في الخارج على مختلف مشاربهم"، لافتة الى "انه في المرحلة الماضية كان يمثل نصرالله بالنسبة الى الشعب العربي عموما والسوري خصوصاً رمزاً يستحيل المساس به أوالتطاول عليه تحت اي من الظروف، ولكن فجأة تحول هذا الرمز الى داعم ومساند لنظام يمارس أبشع انواع القهر والتعذيب بحق شعبه، وهذا كله بأوامر شخصية من الولي الفقيه". وختمت " لايمكن لأحد أن يختزل الطائفة الشيعية في جمعية ولا حزب ولاتيار ولا هيئة، ومن ظن أن "الشيعة هم "حزب الله" فحسب، فقد جنى على هذه الطائفة المسروق قرارها، وما الحزب سوى فئة من الشيعة كغيره من فئاتها لكن زعماءه تحالفوا مع الثورة الإيرانية فأمدتهم بالمال والسلاح الفارسي فأصبحت الطائفة اسيرتهم رغماً عنها، وإلا فالسلاح جاهز لكل من خالف الاوامر".

 

أميركا تحذر إسرائيل: الهجوم على ايران يعني إلغاء اتفاقيات السلام مع مصر والأردن

يو بي أي/حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أنه في حال هاجمت إيران فإن ذلك سيؤدي إلى إلغاء اتفاقيات السلام بينها وبين مصر والأردن، فيما أعلنت إسرائيل أنها ترفض مبادرة عربية لعقد مؤتمر حول نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الخميس إن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل مؤخرا من أنه "إذا هاجمتم إيران فإنكم قد تتسببون بإلغاء اتفاقيات السلام مع مصر والأردن وقطع العلاقات الدبلوماسية بشكل مطلق مع هاتين الدولتين". ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى اطلع على التحذيرات الأميركية قوله إن "الزعماء العرب اليوم لا يسيطرون على شعوبهم وإنما الشارع هو الذي يسيطر على الزعماء". وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "هجوما إسرائيليا هو بالضبط ما يحتاجه الإيرانيون، لأن الشارع العربي والإسلامي كله سيخرج إلى الشوارع للتظاهر". وربط المسؤول الإسرائيلي بين هجوم محتمل ضد إيران والاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للنبي محمد وقال إن "ما حدث مع الفيلم ضد محمد هو مجرد حدث مصغر لما سيحدث في حال هجوم إسرائيلي". ورأى المسؤول أن زعماء مصر والأردن لن يتمكنوا من الوقوف أمام ضغط الحشود وسيضطرون إلى اتخاذ خطوة شديدة التأثير مثل قطع العلاقات الدبلوماسية وإلغاء اتفاقيات السلام، وذلك رغم أنهم "هم أنفسهم يعارضون إيران نووية وربما حتى أنهم يتمنون هجوما إسرائيليا". وحذر المسؤول أنه إضافة إلى مخاطر فقدان إسرائيل لعلاقاتها مع الدولتين المجاورتين لها فإنه سيكون لهجوم ضد إيران تأثيرا شديد الخطورة على العلاقات بين إسرائيل ودول إسلامية أخرى في العالم التي تقيم معها علاقات اليوم وستواجه هذه الدول صعوبة في البقاء غير مبالية. في غضون ذلك عبر رئيس لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية شاؤول حوريف، في فيينا أمس، عن معارضة إسرائيلية حازمة لمبادرة الدول العربية عقد اجتماع في هلسنكي في نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل حول نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط. وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن هذه المبادرة العربية حظيت في الماضي بدعم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. واعتبر حوريف خلال خطابه أمام الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أي مبادرة كهذه تتعارض مع الواقع المتكدر في الشرق الأوسط هي مبادرة عاقرة ولا قيمة لها، وأن لا يمكن تطبيق فكرة شرق أوسط نظيف من السلاح النووي في الفترة الحالية.

 

عقوبات أميركية جديدة على سورية وايران

يو بي أي/الحياة

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على "كيانات" اتهمتها بدعم النظام السوري في الحصول على أسلحة وأجهزة اتصالات تستخدم في أعمال العنف التي يمارسها ضد الشعب السوري، بالإضافة إلى 117 طائرة تابعة لخطوط جوية إيرانية قالت ان السلطات الإيرانية استخدمتها لنقل أسلحة إلى سورية. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس الأربعاء أن العقوبات شملت مكتب إمداد الجيش السوري وشركة "بيلفنيفبرو سيرفيس" بموجب قوانين تستهدف أصول جهات مساهمة في انتشار أسلحة الدمار الشامل. كما شملت العقوبات عمر أرمنازي، مدير مركز الأبحاث العلمية السوري. وحددت وزارة الخزانة 117 طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية لتشملها العقوبات، واتهمتها بتقديم الدعم والعمل بالنيابة عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وأضافت إن إيران استخدمت الطائرات التابعة لطيران "إيران اير" وطيران "ماهان اير" في رحلات جوية بين طهران ودمشق لإرسال معدات عسكرية وأجهزة تحكم عسكرية إلى النظام السوري بالتنسيق مع حزب الله. وقالت وزارة الخزانة إن إيران قامت بعمليات مخادعة لشحن تلك المواد إلى سورية، من خلال مزجها بين رحلات الركاب ورحلات الشحن لإيصال المعدات، وتهريب بضائع غير مشروعة باعتبارها مساعدات إنسانية.

 

تقرير: ايران تنقل الرجال والسلاح إلى سورية عبر العراق

رويترز/أفاد تقرير لجهاز مخابرات غربي اطلعت عليه وكالة رويترز بأن إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سورية لمساعدة الرئيس بشار الاسد في محاولاته لسحق الانتفاضة المناهضة لحكومته. وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون اميركيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة الى الأسد. وهدد السناتور الأميركي جون كيري يوم الاربعاء بإعادة النظر في المعونة الاميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي.

ويقول العراق إنه لا يسمح بمرور أي أسلحة عبر مجاله الجوي. لكن تقرير المخابرات الذي اطلعت عليه رويترز قال إن الأسلحة الإيرانية تتدفق على سورية عن طريق العراق بكميات ضخمة. ويقول التقرير ان الحرس الثوري الايراني هو الذي ينظم رحلات نقل السلاح.

وقال التقرير الذي قدم مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة لرويترز نسخة منه "هذا جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها ايران لم يتحدث عنها المسؤولون الامريكيون علنا إلا أخيرا بعد تصريحات سابقة تفيد العكس." وأضاف "وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من ايران الى سورية عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة افرادا من الحرس الثوري الايراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة."

والاتهام المحدد للعراق بالسماج لإيران بنقل اسلحة الى دمشق ليس جديدا لكن التقرير يزعم ان نطاق هذه الشحنات اكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وايران. ورفض على الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقرير المخابرات وقال "يرفض العراق المزاعم التي لا أساس لها بأنه يسمح لإيران باستخدم مجاله الجوي في ارسال أسلحة الى سورية. وقد دعا رئيس الوزراء دائما إلى حل سلمي للصراع في سورية وضرورة فرض حظر على تدخل أي دولة في سورية سواء بإرسال أسلحة أو مساعدة آخرين أن يفعلوا ذلك."

وتردد موضوع شحنات السلاح الإيرانية الى سورية بشكل متكرر في جلسة عقدها مجلس الشيوخ يوم الاربعاء بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة لدى بغداد. وهو حاليا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية هناك.

وسأل السناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بيكروفت ما الذي تفعله السفارة لاقناع العراقيين بمنع إيران من استخدام مجالهم الجوي في نقل الأسلحة بالطائرات الى سورية فرد قائلا انه اوضح للعراق هو ومسؤولون اميركيون اخرون انه ينبغي وقف هذه الرحلات الجوية.

وقال كيري انه منزعج لأن الجهود الاميركية لم تنجح حتى الان في اقناع بغداد بوقف الرحلات الجوية واقترح ان تجعل الولايات المتحدة في المستقبل جزءا من المساعدة التي تقدمها للعراق وتقدر بمئات الملايين من الدولارات مرهونا بتعاونه بشأن سورية. ومضى قائلا "ربما يجدر بنا ان نجعل بعضا من مساعداتنا او بعضا من دعمنا مرهونا بالاستجابة المناسبة. لا يليق على الإطلاق كما يبدو ان نحاول المساعدة في بناء الديمقراطية وندعمهم ونعرض ارواح الاميركيين للخطر ونضخ المال في البلد وهم يعملون بما يضر بمصالحنا بمثل هذه الصراحة." وقال تقرير المخابرات الذي ذكر دبلوماسيون غربيون انه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم ان ايران ابرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي. وقال مبعوث انه من المحتمل ان طهران وبغداد لم تعقدا في حقيقة الأمر اي اتفاق رسمي وانما تفاهما غير رسمي على عدم طرح أي اسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل اسلحة الى سورية. وقال قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري في تصريحات نشرها الإعلام الايراني الرسمي يوم الأحد ان افرادا من الحرس الثوري موجودون في سورية ولبنان حيث يقدمون مساعدة غير عسكرية. واضاف ان ايران قد تتدخل عسكريا في سورية اذا تعرضت لهجوم خارجي. لكن وزارة الخارجية الايرانية نفت تلك التصريحات في اليوم التالي.

 

أنصار "حزب الله" يهدّدون بائعي الكحول مجدداً

لبنان الآن/ما زالت الخطة المحكمة لجعل جنوب لبنان منطقة خالية من الكحول مستمرة. آخر فصولها ما تتعرض له البقية الباقية من بائعي المشروبات الروحية في الجنوب لتهديداتٍ من خلال دسِّ رسائل خطية تحت أبواب محلاتهم ليلاً، تحذّرهم من الاستمرار في بيع الكحول. وبعض هؤلاء الباعة للمشروبات الروحية وأصحاب المطاعم التي تقدِّم الكحول، كان تعرّض للترهيب عبر تفجير محالهم كما في صور، أو تم التهجم عليهم كما حصل في حولا. هذا عدا عمّا تشيعه قوى الأمر الواقع بين الناس عن تحريم المعاملات التجارية مع من يبيع الكحول. هذا يعني المقاطعة التامة للدكاكين التي لا تتوقف عن بيع الكحول ما يضطر أصحابها إلى الرضوخ والتوقف عن ذلك. ويتولّى "حزب الله" مموِّهاً عناصره بأنهم من الأهالي وأبناء القرى، القيام بعمليات التهديد الخطية والشفهية، وأحياناً التفجيرية، لبائعي المشروبات الروحية في سبيل "تحويل مدننا وقرانا إلى مناطق منزوعة من الكحول بيعاً وشرباً وتجارة". وأشارت مصادر أمنية لموقع "NOW" إلى أن "رسائل التهديد لبائعي المشروبات الروحية في الجنوب تجدّدت، كما تم العثور في بلدة قعقعية الجسر وقرب محل ذيب حلاوي لبيع المشروبات الروحية على عبوة غير معدّة للتفجير، تتكوّن من رصاصة ومعجون وصاعق موصولين ببطاريتي 1.5  فولت، وحضر خبير متفجرات من قوى الأمن الداخلي عمل على تفكيك المحتويات، في حين فتحت قوى الأمن تحقيقاً لمعرفة الفاعلين". وتحدثت المصادر عن "رسائل تهديد مماثلة كان تعرّض لها بائعو المشروبات الروحية في بلدة بفروة، تحديداً ابن دير ميماس (ج. ي) الذي مُنع سابقاً من بيع المشروبات في النبطية". وأضافت المصادر: "في كفررمان أيضاً حاول مجهولون في وقت سابق منع شخص من آل صالح من بيع المشروبات الروحية، ووجّهوا له رسالة ممزوجة بالنار من خلال إلقاء قنبلة على الواجهة الخارجية لمحله في البلدة. وصوّرتهم حينها كاميرا المحل، إلا أنّهما كانا مقنّعين ولم تظهر ملامحهما".  كما أشارت المصادر إلى أنه "في بلدة حولا الجنوبية تم توجيه رسالة تهديد إلى صاحب محل لبيع المشروبات المدعو (و.ع) أعقبه إشكال وتضارب بالايدي امام المحل بين شيوعيين ناصروه وبين المطالبين بإغلاق محلّه". مدينة النبطية كانت بدورها شهدت حملة شعبية مبرمجة نجحت في منع المشروبات الروحية فيها، وتوقّف كل باعة المدينة عن بيع المشروبات الروحية، بعدما رفعت الحملة المذكورة شعارات تندّد ببائعي الخمور، وتعتبر أن "لا مكان لهم في مدينة المقاومة والشهداء".

 

قاطيشه: لا شيء في الدستور اسمه مقاومة خارج المؤسسات الشرعية وعبارة السلاح في امرة الجيش غامضة

موقع القوات اللبنانية

رأى مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشه ان ثمة فرقاء على طاولة الحوار لا يعترفون بوجود ازمة في لبنان اسمه السلاح والا لما كان ارجاء الاجتماعات الى وقت طويل يتوالى. واذ شكر قاطيشه في حديث لـ"الجديد" رئيس الجمهورية ميشال سليمان على مبادراته ومحاولته حل الامر، اعتبر ان البند الذي يجب ان يعالج هو سلاح حزب الله وليس الاستراتيجية الدفاعية انما الفريق الاخر اصر على نقل الموضوع الى استراتيجية دفاعية موضوعة اصلا منذ 1948 حيث حدد من هو العدو والصديق.

ولفت الى "اانهم يركزون على ان الجيش ضعيف لتهديم معنويات الجيش والقول دائما ان الجيش ضعيف وبحاجة لتسليح كلام حق يراد به باطل".

ودعا الى بناء الدولة لعدم السماح لأحد بدخول اراضينا وما يحول دون بناء هذه الدولة هو انتشار السلاح باطراف خارج الدولة. وشدد على ان "الهدنة لا تعني ان يحمل كل مكون سلاحه ويقوم بالتهديد ولا نرى انتهاكات لدول عربية اخرى بسبب الالتزام بالهدنة بين الاطراف". وردا على سؤال، اكد ان النظام السوري يريد ان تبقى هذه مزارع شعبا محتلة، واذا لم يعطني الشقيق ورقة تثبت لبنانية هذه المزارع فماذا ننتظر هذا العدو؟". واشار الى انه "حين يمكن تحرير مزارع شبعا من دون تهديم اي منزل في الجنوب ومن دون نقطة دم فلم نذهب الى السلاح والقتل؟ ماذا حرر سلاح حزب الله من مزارع شبعا طيلة 12 عاما؟"، مضيفا: "العدو لا يرحم لكن حين تحفظ الحدود والبلاد لا يستطيع ان يفعل شيئا". واكد ان "كل الشرق الاوسط لا توازن بالسلاح فيه مع اسرئيل وهذا الكلام خطيئة بحق اللبنانيين فالتوازن يبدأ بالدبلوماسية وينتهي بالعسكر". واعلن قاطيشه ان "لا شيء في الدستور اسمه مقاومة خارج المؤسسات الشرعية وهذا غير موجود في العالم كله"، مذكرا انه حين حاول الرئيس فؤاد السنيورة اخذ تعهدمن حزب الله بعدم توريط لبنان في نزاع بين ايران واسرائيل لم يحصل على جواب واضح وهذا اكبر دليل على ان السلاح ليس لبنانيا.

واذ اعتبر ان سليمان يحاول تجميع الناس للاتفاق على شيء، رأى انه "سيكون كلام كثير عن استراتيجية الرئيس من دون الدخول الى جوهر الموضوع وهو سلاح حزب الله فالفريق الاخر لا يعترف بوجود أزمة فيما يحاول الرئيس ايجاد حل". واكد ان "تصور سليمان ليس استراتيجية عملية للقول انه يمكن البحث بها ويجب الاعتراف بالمشكلة الاساسية وعندها نكون جاهزين للحوار"، مذكرا انه "في الدستور لا احد يملك السلاح غير القوى الشرعية وحل الازمة يكون عبر القول ان سلاح حزب الله غير قانوني فكيف نحل المشكلة؟".

ودعا الى الا يبقى حزب الله في وضع يتصرف بسلاحه ويستجلب العدو لتدمير البيوت والجسور واذا تم نزع سلاح حزب الله لن نرى اعتداءات على لبنان.

وسأل في سياق آخر: "ماذا قدمت السلطة الايرانية للقضية الفلسطينية؟ لم تقدم الا الخراب والتفشيل. ورقة حزب الله ورقة ضعف لبنان ولو لم يكن السلاح موجودا لكنا بلد غني مزدهر وثمة اموال لتسليح الجيش". واكد "رفض تشريع سلاح المقاومة دستورياً لكن لا نرفض تصور سليمان بكامله".

ولفت الى ان "تخوين الناس نظرية لم تعد تستطيع ان تعيش فاستراتيجية الدفاع محددة منذ 1948 فلم يريدون طمس تضحيات جيش دفع بالشهداء والدماء بالمواجهة؟"، مضيفا: "يحملون المشعل الفلسطيني ويتاجرون به من ايران الى الضاحية كما تاجرت به انظمة عربية طوال عقود".

واعلن ان "لا احد يملك السلاح اليوم الا حزب الله"، شارحا ان السلاح الفردي في المنازل لا يؤدي الى حرب بل سلاح الميليشيا المنظم بالاجهزة والرواتب وغيرها هو المؤدي الى الحرب".

واشار الى ان "ما يؤدي الى حرب اهلية هو السلاح المنفلت بايدي الميليشيات. من يريد تفجير الساحة اللبنانية ويستفيد منها هو النظام السوري لكن حزب الله لا يستجيب معه الى الآخر ويبقون القصة "فاترة". ورأى ان "حزب الله لم يذهب الى حرب اهلية لكنه مع تفجير الوضع في باب التبانة وغيرها. وهو يصر على بقاء الدولة رهينة بيده خدمة للمصالح السورية والايرانية وهو يعرف ان الحرب الاهلية ستضعفه كثيرا". واذ رأى ان عبارة السلاح في امرة الجيش غامضة، أوضح ان "استراتيجية الرئيس اتت اقرب ل8 آذار ولا نقبل التوأمة بين الجيش واي طرف آخر مسلح".

وعن امكان حصول حرب ضد ايران، قال قاطيشه: "لا يمكن القول ان ثمة حرب ستشن على بلد ما من دون وجود مؤشرات عسكرية وتتجمع المعطيات بشأن الملف الايراني بشكل يمكن اعتبار ان ثمة عمل قريب ضد ايران". ولفت الى انه "اذا حصلت الحرب على ايران فذلك لا يعني اننا سنرى قوات اميركية ستنزل بريا بل ضربات للمنشآت النووية". واكد ان "ايران اقل من دولة عادية عسكريا فلا تملك التكنولوجيا العسكرية وطائراتها غير مجهزة للطيران، لديها امكانية الرد بصواريخ من ارضها وصواريخ حزب الله".

وفي ما يتعلق بقانون الانتخابات، شدد قاطيشه على ان قانون 1960 سيء جدا، مؤيدا قانون انتخابات الدوائر الصغرى لانه خير ممثل للبنانيين.

واعتبر ان "تقديم التيار الوطني الحر لمشروع آخر غير مشروع الحكومة "تنفسية" وهو غدر بلقاء بكركي وبنا بشأن هذا الموضوع". واكد انه "اذا لم نسر بالدوائر الصغرى فثمة اقتراح اخر هو النسبية وفق دوائر تحدد في حينها".

 

هل يقبلها "الحزب"؟: إستراتيجية سليمان تُخضِع سلاحه للجيش وتحظر "مغامراته" الخارجية

"الإستراتيجية الدفاعية" التي طرحها الرئيس سليمان في هيئة الحوار الوطني ليست "بدعة"، فهي "الحد الأدنى" المطلوب لكي تكون في لبنان دولة واحدة وليس "دولة ودويلة". وهي تضع ما يسمى "سلاح المقاومة" بأمرة الجيش، أي بأمرة الدولة مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال! هذا من جهة. ومن جهة أخرى، تقوم الإستراتيجية الدفاعية التي طرحها الرئيس اللبناني على "التمسك باتفاقية الهدنة العامة الموقعة في 23 آذار 1949" وأيضاً على "الزام اسرائيل تطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته". وهذا يعني أن لبنان، مثل إسرائيل، ملزم باحترام إتفاقية الهدنة والقرارات الدولية اللاحقة! وهذا يعني، مثلاً، أن حزب الله لا يستطيع أن "يقرّر" خطف جنود إسرائيليين فيتسبّب بحرب تدمّر البلد! وهو يعني أن "الحزب" لا يستطيع أن يرسل جنوداً للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد!

كما أنه لا يستطيع أن ينفّذ أوامر "الحرس الإيراني" بالردّ على إسرائيل إذا قامت إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية. لأن مثل هذا التدخّل سيكون بمثابة "إعتداء لبناني" على إسرائيل!

هذا يعني تحويل حزب الله إلى حزب لبناني وليس إلى حزب لبناني. فهل يقبل الحزب هذا الطرح؟ وإذا قَبِل، فهل تقبل إيران؟

الشفاف

المركزية- رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ضرورة التوافق على الأطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته ولإقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال وذلك حتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه.

حصلت "المركزية" على نص تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الوطنية للدفاع والذي جاء في صفحتين ونصف صفحة فولسكاب وفيها:

تهدد لبنان مخاطر متعددة يتأتى ابرزها من العدو الاسرائيلي وتفرض على الدولة تحديات لمجابهة هذه الأخطار عن طريق وضع استراتيجية وطنية للدفاع ترتكز الى الدستور والقوانين ومستلزمات العيش المشترك وقرارات الشرعية الدولية.

أولاً: المخاطر: أ- العدو الاسرائيلي:

1- يكرر اعتداءاته على السيادة اللبنانية عن طريق الخروقات اليومية جواً وبراً وبحراً بالاضافة الى التهديدات

المستمرة بضرب البنى التحتية مما ينعكس سلباً على الأمن القومي والاقتصاد الوطني.

2- لا يزال يحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية في شمالي قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

3- يطمع بجزء من ثروة لبنان المائية والنفطية.

ب- الإرهاب: تحاول بعض المجموعات الارهابية استقطاب مؤيدين لها على الأراضي اللبنانية وإيجاد بيئة حاضنة في بعض التجمعات الفقيرة وفي المخيمات الفلسطينية وتعمل على التعرض لهيبة الدولة باستهداف قواها الأمنية لاضعافها وقوات الأمم المتحدة لإرغامها على التراجع عن تنفيذ مهامها وسحب قواها.

ج- السلاح: ينتشر عشوائياً بين أيدي المواطنين اللبنانيين والأحزاب والمنظمات والفصائل واللاجئين الفلسطينيين ويتخذ عناوين مختلفة يساهم أكثرها في اشعال الفتنة بين اللبنانيين ويهدد الوحدة الوطنية ويستنزف قوى الجيش ويصرفها عن واجبها الوطني في الدفاع عن الأرض ومحاربة الارهاب.

ثانياً: مجابهة المخاطر: لمجابهة هذه المخاطر ينبغي "تعزيز قدرات الدولة وإنماء طاقاتها لمقاومة اي اعتداء على ارض الوطن واي عدوان يوجه ضده الى ضمان سيادة الدولة وسلامة المواطنين" (المادة الأولى من قانون الدفاع الوطني). وتتمثل هذه القدرات بالطاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاعلامية والتربوية... التي يجب استخدامها في استراتيجية متكاملة عمادها الجيش اللبناني.

ثالثاً: مرتكزات الاستراتيجية: أ- التمسك باتفاقية الهدنة العامة الموقعة في 23 آذار 1949 "واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتحرير جميع الاراضي اللبنانية" استناداً للفصل الثالث من وثيقة الوفاق الوطني تحت عنوان تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. وهذا يتطلب العمل على إزالة الاحتلال تحديداً للجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا بكافة الوسائل المتاحة والمشروعة، وبالتوازي السير بعملية ترسيم الخدود الدولية للبنان والمشار اليها في القرار 1701.

ب- الزام اسرائيل تطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته والذي جسد بالوقائع العملية الإطار الذي رسمته وثيقة الوفاق الوطني بالنسبة لنشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود وتدعيم وجود وعمل قوات الأمم المتحدة في الجنوب.

وتنفيذ ما ورد في المراجعة الاستراتيجية التي أجراها الجيش اللبناني مع هذه القوات بإشراف الأمم المتحدة والتي تهدف الى:

1- النقل التدريجي لعدد من مهمات اليونيفيل الى الجيش اللبناني (قوى بر – قوى بحر).

2- تزويد الجيش اللبناني بمعدات وأسلحة حديثة.

3- انشاء مركز تدريب لرفع جاهزية قوى الجيش المنتشرة في الجنوب.

ج- تفعيل حضور لبنان الدولي من خلال الدبلوماسية المباشرة وتطوير اداء البعثات الدبلوماسية في عواصم القرار الدولي والإقليمي وفي المنظمات الدولية وتعزيز العلاقات معها بهدف حماية سيادة واستقلال لبنان وسلامة اراضيه واسترجاع الاجزاء التي لا تزال محتلة منها، والحؤول دون اي شكل من اشكال التوطين، وإيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط، استناداً للمبادرة العربية للسلام، يحفظ مصالح لبنان.

د- تعزيز القدرة العسكرية عن طريق:

1- اقرار قانون برنامج متوسط الأمد لتسليح وتجهيز وتدريب الجيش اللبناني، وتخصيصه بالموارد الكافية لتطوير قدراته البشرية والعسكرية، لتمكينه من وضع خطة للدفاع عن الأراضي والأجواء والمياه اللبنانية.

2- استناداً للمادة 65 من الدستور ولقانون الدفاع الوطني وحتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهامه، التوافق على الأطر والآليات المناسبة، لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد أمرته، ولإقرار وضعه بتصرف الجيش، المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية المشار اليها في البند د. أعلاه، مع التأكيد على ان عمل المقاومة لا يبدأ الا بعد الاحتلال.

هـ- اتخاذ كافة الخطوات السياسية لبناء مؤسسات الدولة وبسط سلطتها، وتعزيز القوى الأمنية لضبط الأمن والتصدي للارهاب ومنع الفتنة وتطوير القدرات الاقتصادية، ولا سيما الاسراع في الاجراءات الآيلة الى استثمار حقوق لبنان الكاملة في ثروته المائية والنفطية، بما يتوافق مع اعلان بعبدا الصادر في 11/6/2012، والتصميم والمجاهرة من قبل كافة أطراف الحوار على الالتزام بحرفيته والدفاع عن مندرجاته.

 

هل يقتحم "حزب الله" قلعة عوكر المحصّنة؟

فيفيان الخولي/لبنان الآن

برزت خلال الأيام الماضية مخاوف من احتمال إقدام "حزب الله" وحلفائه على اقتحام السفارة الأميركية في بيروت على غرار ما حصل في مدينة بنغازي رداً على الفيلم المسيء للرسول. وعززت تهديدات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله والتظاهرة الحاشدة التي نظمها، هذه المخاوف، وهو ما حدا بالسفارة الأميركة الى اتخاذ تدابير استثنائية شملت تعليق خدمات التأشيرات بدءاً من يوم الاثنين الماضي. "NOW" استطلع آراء وتحليلات الأوساط السياسية، إضافة الى موقف السفارة الأميركية. وفي هذا السياق، أعلنت الناطقة بإسم سفارة الولايات المتحدة في بيروت أماندا جونسون لموقع "NOW" أن السفارة علّقت خدمات التأشيرات بدءاً من يوم الإثنين الماضي. "لسوء الحظ، فإنّ سفارتنا في بيروت ليست بعيدة عن التهديدات المحتملة، وهي دائماً في حالة تأهب قصوى وتتبع كل معايير التوجيه والإجراءات الامنية"، وفقاً لجونسون. ورداً على سؤال عمّا إذا أتلفت السفارة وثائق سرّية كجزء من الاجراءات الامنية، أجابت جونسون: "أخذنا احتياطاتنا، إلاّ أنّ السفارة ما زالت تعمل بكامل طاقتها منذ يوم الثلثاء الماضي". لكن منسّق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد استبعد تحضير "حزب الله" لإقتحام السفارة الأميركية، أو حتى القيام بأعمال تخريبية في لبنان. وقال إنّ "جلّ ما يقوم به الحزب اليوم هو حركة استلحاقية أمام الرأي العام الذي اعتبر أنّ هذا الفيلم أساء لكرامته. وإذا كانت ردود الفعل العفوية أتت بالفطرة في الساعات الأولى، وأدّت لسوء الحظ إلى تشويه صورة المسلمين في مواجهة العالم الغربي وشعوبه، إلاّ أنّ ما يقوم به "حزب الله" مدبّر وليس عفوياً، يهدف إلى محاولة استلحاق الذات وتوجيه الرأي العام إلى مواجهة الشعوب الغربية". وأشار سعيد الى أنّ "حزب الله" يعيش حالة انفصالية، فمن جهة يحاول استلحاق نفسه بالدفاع عن كرامة الانسان المسلم فيهدّد، ومن جهة أخرى يدعم نظام بشار الأسد الذي ينتهك كل لحظة كرامة كل إنسان في سوريا مسلماً كان أم مسيحياً، وكل ما يريده هو إظهار حالة الغضب أمام الرأي العام والإسلامي وخصوصاً تحريف دائرة الاهتمام، وهو الربيع العربي وتحديداً اليوم الثورة السورية. وأكّد سعيد أنّ حزب الله "ما بيهدّد شي"، ورأى أنّ إحتياطات السفارة الأميركية في لبنان "أمر طبيعي"، معتبراً أنّ "السيد حسن نصرالله ليس لاعباً على المستوى الاقليمي، فالذي يهدد مصالح الحكومات هي ايران، ونصرالله أداة في يدها". بدوره، قال عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، إن "نصرالله يحاول تجميل صورته في العالم الاسلامي بعد التشويه الذي ألحقه بنفسه نتيجة دعمه قاتل الشعب السوري ومنتهك كل المعايير والمقدسات الاسلامية الجزّار بشار الأسد، من خلال ادعائه الدفاع عن الدين. وكل ما يقوم به اليوم من تهديد وتهويل هو فقط من أجل دعم مشروعه وتلميع صورته". كما أكد علوش أن "تهديد نصرالله ليس إلاّ محاولة لجرّ لبنان الى المزيد من المصائب التي سبق له أن وضعنا بها". واعتبر علّوش أنّ "الدولة اللبنانية يجب أن تقوم بواجباتها تجاه أي تهديد"، مضيفاً: "نعلم بأنّ المثال الأعلى لنصرالله هو إيران التي يوم انتصر الخميني فيها اقتحم مناصروه السفارة الأميركية واحتلوها، لذلك قد يكون لدى السيد نصرالله هذا المثل قائماً في تفكيره، لذلك احتاطت الإدارة الاميركية من هذا العمل".

 

بوادر اعتراضات هادئة لـ14 آذار على تصور الرئيس.

سعيد: مواقف سليمان الاخيرة استدعت الاشادة اما بما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية فالمرجعية الوحيدة يجب ان تكون الدستور

 النهار/تحت تأثير الاجواء السياسية الهادئة التي خلفتها زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان الاسبوع الماضي ومناخ الاجماع الداخلي على التنديد بالفيلم والرسوم المسيئة الى الاسلام، أفضت جولة الحوار التي انعقدت أمس في قصر بعبدا الى تلقف هادئ للتصور الذي طرحه رئيس الجمهورية ميشال سليمان للاستراتيجية الدفاعية وإن تكن طلائع ردود الفعل الاولية عليه عقب الجولة أبرزت بوادر اعتراضات وخصوصا لدى فريق 14 آذار. ويمكن ايجاز التصور الذي طرحه الرئيس سليمان بخلاصة أساسية هي تثبيت الإمرة المبدئية للجيش في الاستراتيجية الدفاعية مع الاقرار بدور المقاومة وسلاحها.

ومع ان هذه الخلاصة لا تلحظ الآليات التفصيلية التي يتركها رئيس الجمهورية للتوافق السياسي، فانه قدم تصوره في صفحتين ونصف صفحة فولسكاب حدد فيها المخاطر على لبنان وسبل مواجهتها ومن ثم مرتكزات الاستراتيجية التي كان أبرز ما تضمنته فقرة تنص على الآتي: "حتى تزويد الجيش القوة الملائمة للقيام بمهماته، التوافق على الأطر والآلية المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد إمرته ولإقرار وضعه في تصرف الجيش المولج حصرا باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع التأكيد ان عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال".

وعلمت "النهار" ان تصور سليمان بدا للوهلة الاولى عقب تلاوته إياه في الجلسة كأنه لم يستفز أحدا، إلا أن مناقشة بعض التفاصيل في شكل أولي أبرزت ان الخطوط العريضة للتصور لم ترض أحدا. وبادر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الى القول: "يا فخامة الرئيس، نلتقي معكم في معظم ما طرحتموه لكن الورقة لا تعطي جوابا واضحا ولا تحمل جديدا حول ما اذا كان سلاح المقاومة سيبقى كيانا مستقلا يعمل بإمرة الدولة أم سيتم تسليمه الى الدولة". لكن النقاش لم يتسع في الجلسة كي يتسنى للجميع درس مضمونها قبل استكمال النقاش في الجلسة المقبلة التي حدد موعدها في 12 تشرين الثاني.

وفي المعلومات المتوافرة لدى صحيفة "النهار" أن نقاشا عاما حصل في شأن التطورات في البلاد بما فيها حوادث الخطف والوضع الاقتصادي شارك فيه معظم أركان الحوار.

وأدلى الرئيس فؤاد السنيورة بمداخلة طويلة تناولت مجمل الاوضاع، وتطرق الى كلام قائد الحرس الثوري الايراني "الباسدران" محمد علي جعفري عن ارسال عناصر من الحرس الى لبنان وسوريا. وقال: "ان اللبنانيين يعارضون بشدة ان تتعرض ايران لأي حرب او اعتداء من جانب اسرائيل أو غيرها، لكننا في الوقت ذاته لا يمكن ان نقبل بأن يتحول بلدنا منصة صواريخ لأحد أو أرضا للمواجهة بين القوى الاقليمية او لمواجهة القوى الدولية". وأضاف ان "المطلوب من حزب الله ان يتعهد أمام اللبنانيين عدم وجود نية او استعداد من أي نوع لاستخدام هذا السلاح لأهداف غير لبنانية". ثم انتقد اقرار الحكومة سلسلة الرتب والرواتب "من غير أن تعرف حقيقة تكاليفها" محذرا من "الاعباء المستقبلية الهائلة التي سيتحملها الشعب اللبناني". ولما انتهى السنيورة من كلامه سارع العماد ميشال عون الى تأييده. ثم سأل أحد المشاركين السنيورة: لماذا لم تتكلم من قبل؟ فأجاب انه سبق له ان حذر الحكومة من مغبة ما أقدمت عليه عندما زادت رواتب القضاة وأن عليها ان تأخذ في الاعتبار مطالب أخرى لأساتذة الجامعة والمعلمين والموظفين وهذا ما حصل. وتحدث النائب محمد رعد، فأكد أن المطلوب تعاون الجميع في مواجهة ما هو متراكم من السياسات السابقة. كذلك طالب فريق 14 آذار ان يضع كل اسئلة في موضوع سلاح المقاومة في ورقة واحدة للاجابة عنها مرة واحدة بدل تكرارها في كل مرة، ولفت الى ان "تيار المستقبل" لم يطرح حتى الآن رؤيته للاستراتيجية الدفاعية. فأجابه السنيورة: "ان استراتيجيتنا تتلخص بالآتي: إمرة السلاح يجب أن تكون للدولة ونقطة على السطر". ورحب رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء امس بالاجواء التي سادت جلسة الحوار والورقة التي قدمها الرئيس سليمان والتي وصف بري الافكار الواردة فيها بأنها "قابلة للأخذ والرد". وتساءل: "أليس من المفارقة ان يتزامن انعقاد جلستنا هذه مع المناورات الاسرائيلية على الحدود؟ فلنأخذ دائما هذا الامر في الحسبان ولا نغفله".

سعيد

ولاقت قوى 14 آذار ورقة الرئيس سليمان في الجلسة الحوارية بعدم ارتياح عبّر عنه منسق الامانة العامة لهذه القوى فارس سعيد الذي قال لصحيفة "النهار" ان "المواقف الشجاعة الاخيرة لرئيس الجمهورية في مواجهة الارهاب والفلتان الامني استدعت الاشادة والتصفيق، اما في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية فالمرجعية الوحيدة يجب ان تكون الدستور المنبثق من اتفاق الطائف، والمناقشات الاولية لهذه الاستراتيجية كما عرضها فخامة الرئيس مناقضة تماما لاحكام الدستور لكونها تعترف مداورة بمؤسسة لا وجود لها في الدستور هي "المقاومة" وان دعا الى عملها في اشراف الجيش. الدستور واضح ومسؤولية الدفاع عن لبنان تعود حصراً الى الدولة ومؤسساتها. اما اذا كانت هذه المحاولة خطوة اولى لتطبيق احكام الدستور كاملة فنعتبرها بداية للطريق الصحيح". وعن الاراضي المحتلة قال سعيد: "ان تحريرها يكون باعتراف سوريا بلبنانيتها بعد الترسيم، وتاليا لا داعي لتحميل لبنان عبء استمرار المقاومة والاعتراف بها". واكد "ان صيغة "شعب وجيش ومقاومة" التي رفضناها عندما تألفت الحكومة الحالية لن نقبل بها حول طاولة الحوار".

 

وزير الدفاع الإيراني : اي ضربة عسكرية على سوريا ستشعل المنطقة باكملها

جريدة الجمهورية/أكد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي عدم وجود جنود من الجيش الإيراني في سوريا، مشيرا إلى أنه في دمشق يوجد فقط الملحق العسكري الإيراني. وحذر وحيدي  من وصفهم بأعداء سوريا،  من تنفيذ ضربة عسكرية ضدها، موضحا أن أي عملية عسكرية ستشعل المنطقة بأكملها. وأضاف أن على هؤلاء الاحتكام الى العقل وعدم الهجوم على سوريا. من جهته نفى وكيل وزير الداخلية العراقي حسين علي كمال ما تردد من أنباء عن استخدام إيران للأجواء العراقية لنقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة إلى سورية. واوضح وحيدي أن ما أثير من كلام في وقت سابق حول تصريحات علي جعفري القائد الأعلى للحرس الثوري الإيرني هو حق أريد به باطل من قبل وسائل الاعلام.

 

لحل مشكلة السلاح علينا استدعاء أبادي وجعفري الى طاولة الحوار... قاطيشا لـ"لبنان الحرّ": التيار الوطني الحرّ غدر بنا وبكركي باقتراح قانون جديد للانتخابات

موقع القوات/رأى مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" في الشؤون الرئاسية وهي قاطيشا ان اذا الجميع في لبنان أن يحل مشكلة السلاح يجب أن يأتي الى طاولة الحوار السفير الايراني غضنفر ركن أبادي ورئيسه في ايران جعفري قائد الحرس الثوري، مشيرا الى أن السلاح بيد ايران والأمر بيد أبادي فضلا عن الحرس الثوري، مسائلا بأي استراتيجية دفاعية يعمل بها هذا الحرس داخل لبنان والذي سيؤدي لأن تكون طاولة الحوار طبخة "بحص". وأضاف قاطيشا في حديث لـ"لبنان الحرّ" أن لا أحد لديه أجوبة عن وجود الحرس الثوري في لبنان حتى "حزب الله" ليس لديه جوابا، موضحا أن الكلام الذي يقولونه بشأن الحرس الثوري هو انتهاك للسيادة اللبنانية ويتحكم بالبلد ويأخذه الى الدمار ساعة ما شاء. وتمنى أن يكون للخطة الأمنية فعل ايجابي، متسائلا "اما ان "حزب الله" فقد قوته ولا يستطيع ان يسيطر على جماعته الذي يخلون بالأمن، واما هو متواطىء في هذا الأمر من أجل السيطرة على لبنان وتهريب السياح منه". وتطرق قاطيشا لموضوع الانتخابات، لافتا الى أن الجميع كان يحاول في اللجة الرباعية في بكركي طرح قانون جديد للانتخابات، الا أن التيار الوطني الحرّ فاجىء الجميع باقتراح قانون جديد يناسبه هو و"حزب الله" من أجل الشيطرة على لبنان وأخذه الى الدمار. واضاف: "كنا نطرح ونتحدث عن قوانين انتخاب جديدة الا أن التيار غدر بنا وبكركي، والقانون الذي طرحه لا يمكن القبول به. وختم: "قانون الستين نرفضه ونتمنى أن يتم تطبيق قانون الدوائر الصغرى لأنه التمثيل الصحيح لكل اللبنانيين وليس للمسيحين فقط واذا أقرّ هذا القانون فسيكون الأفضل للجميع". من جهة أخرى، وفي حديث لـ"الشرق الأوسط" قال قاطيشا: "حزب الله" لم يكن يوما جديا ببحث الاستراتيجية الدفاعية ونحن لن نشارك بمحاولاته استثمار طاولة الحوار لأهداف تخدم مصالحه. لقراءة النص اضغط هنا.

 

الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل احد جنوده و3 مسلحين على الحدود مع مصر

 أعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل احد جنوده و3 مسلحين قرب رفح على الحدود مع مصر.

 

14 آذار: ورقة سليمان في الـ«مونولوغ» فارغة

الأخبار/يمكن بحسب الأجواء التي سربت عن جلسة الحوار في قصر بعبدا أمس، وصفها بـ«المونولوغ» أو الحوار الفردي. وكأن كل فرد من أقطاب الطاولة البيضاوية أراد أن يقول ما عنده في الموضوع الذي يختاره «وكفى الله المؤمنين شر القتال». أما الحوار الفعلي، فخارج القاعة، من خلال التصريحات والتسريبات الاعلامية، حول المشروع الذي قدمه رئيس الجمهورية ميشال سليمان للاستراتيجية الدفاعية من دون أن تجري مناقشته، إذ أرجئ البحث فيه إلى 12 تشرين الثاني المقبل موعد الجلسة الجديدة للحوار.

واستبق مرجع في «14 آذار»، (مشارك في الحوار) الجلسة المقبلة، وقال لـ«الأخبار»: «لا جديد في ما طرحه رئيس الجمهورية، فالورقة فارغة لا تغضب 14 آذار ولا تفرح 8 آذار، وهي فقط دعوة إلى الحوار». بينما لفت رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الى ان «رئيس الجمهورية أعطانا ورقة مهمة جدا وليست نهائية، ولكن أخيراً بدأنا نعبر الى الامور الأساسية».

وقال: «كل منا له ملاحظاته، ونأخذ وقتنا، ولا يحل الامر إلا بالحوار البطيء والبنّاء، وليست هناك معجزات». وذكّر بأن قضية السلاح في إيرلندا «تطلبت أكثر من 15 عاما إن لم نقل 20 عاماً، ولم يكن هناك قضية فلسطين ولا غير فلسطين. هنا في كل يوم اعتداء وتهديد اسرائيلي». وأشار إلى انه «توافقنا جميعا على استنكار أي اعتداء اسرائيلي على ايران، ونرفض هذا الامر لأنه سيشيع حالة من الفوضى العارمة في المنطقة». وردا على سؤال قال: «نحن مع السؤال المركزي الذي طرحه الرئيس عندما دعانا الى الحوار، وهو كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة في الدفاع عن لبنان، وهذا أمر مركزي».

واعتبر النائب جان اوغاسبيان ان «النقطة الاساسية التي تحتاج الى توضيح: هل سلاح المقاومة كان مستقلا في ذاته ويعمل بقرار من السلطة الشرعية ام ان هذا السلاح سيوضع في عهدة الدولة اللبنانية؟». ورأى «أن غالبية النقاط التي تضمنتها ورقة الرئيس تتطابق مع تصور فريق 14 آذار».

السلسلة والحرس

وكان الرئيس فؤاد السنيورة قد سأل عن موضوع الحرس الثوري الإيراني ملتمساً جواباً من ممثل حزب الله النائب محمد رعد، فاكتفى الأخير بالقول ان الرئيس سليمان اتخذ كل الاجراءات اللازمة في هذا الصدد. أما في الاستراتيجية الدفاعية، فجدد رعد تأكيده ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قدم التصور للاستراتيجية في العام 2006.

من جهته، اعتبر الرئيس أمين الجميل انه قبل الحديث في موضوع الاستراتيجية يجب توضيح ثلاثة أمور: أولاً، تصريح أحد المسؤولين الايرانيين بأنه في حال تعرضت ايران لضربة عسكرية فسيرد حزب الله. ثانياً، اعلان قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري عن وجود عناصر من الحرس في لبنان. ثالثاً، اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن امتلاك الحزب صواريخ استراتيجية تحدث تدميراً هائلاً في اسرائيل.

وتطرق الجميل إلى «الوضع الاقتصادي السيئ» مشدداً على أن مطلب الموظفين في إصدار سلسلة الرتب والرواتب أمر محق، لكن يجب الالتفات إلى قدرة الاقتصاد على التحمل. كما دعا النائب ميشال عون الى ابعاد خزينة الدولة عن التجاذبات السياسية وتوظيف ورقة سلسلة الرتب والرواتب في البازار الانتخابي.

الخطة الأمنية

على صعيد آخر، استمر الملف الأمني محور متابعة الأجهزة الأمنية التي عقد قادتها اجتماعاً ثانياً أمس في غرفة عمليات قيادة الجيش. وذكرت مصادر المجتمعين لـ«الأخبار» أن البحث تركز على ثلاث نقاط: الأولى، ان ملاحقة أعمال الخطف والخاطفين هي من صلاحية قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني يقدم المؤازرة عند الحاجة. الثانية، بحث المجتمعون في الآلية المطلوبة لتبادل المعلومات ولم يُتخذ بعد قرار نهائي في شأنها. الثالثة، إمكان إنشاء خلية من كافة الأجهزة الأمنية تتولى التنسيق في كل المجالات. الى ذلك، أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ان الولايات المتحدة الأميركية أجازت للمحامي الأميركي جون جونز الدفاع عن مصطفى بدر الدين، الذي صدرت عقوبات بحق أي تعامل معه.

وكان المكتب الاعلامي لمحامي الدفاع عن بدر الدين أصدر بيانا وصف العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على بدر الدين بأنها تدخّل سياسي في العملية القضائية. ولفت إلى ان إشارة الولايات المتحدة إلى قرار الاتهام، دعما لإيراد اسم بدر الدين، «تمارس الضغط على العدالة الدولية على نحو مخالف للأصول، وتخل بمبدأ افتراض براءة المتهم».

وأكد البيان أن هذه العقوبات تشل «عمل فريق الدفاع إذ إن على المحامي المعاون جون جونز، الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والأميركية، أن يعلق الآن تمثيله القانوني للسيد بدر الدين في انتظار الحصول على توضيح لمسألة ما إذا كان بإمكانه مواصلة تمثيل السيد بدر الدين بدون انتهاك نظام العقوبات».

 

لا حرس في لبنان

حازم الأمين/لبنان الآن

كم بدا السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي أكثر إقناعاً من الجنرال ميشال عون في ردّهما على سؤال عمّا قاله قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال جعفري عن وجود عناصر من الحرس في لبنان. أبادي قال إن تصريح جعفري "حُرِّف"، وإن لا وجود للحرس في لبنان. أما ميشال عون فقال: "من يقول إن هناك عناصر من الحرس الثوري عليه ان يُثبت ذلك. كيف يمكن أن يكون هناك حرس ثوري من دون أن نراهم، أليس للحرس الثوري شكل وثياب ووجوه؟ من رآهم... جيئوا لي بصور لهم؟"! والحال أن أبادي استعان في ردّه بمنظومة "التحريف" التي تستهدف إيران، تلك التي حوّلت سوريا إلى البحرين في ترجمة خطاب الرئيس المصري في طهران. فالجعفري قال إن للحرس وجوداً في لبنان، ففهِم المُحرّفون أن "للحرس وجوداً في لبنان". الأمر يبدو على هذه الدرجة من البساطة، فعندما يقول قائد الحرس إن للحرس وجوداً في لبنان، علينا أن نستنتج انه ليس للحرس وجود في لبنان. فهمنا الدرس، وسنتّعظ في المرة القادمة. هذا الحل السهل والمريح لن يفيدنا في حالة الجنرال ميشال عون، ذاك أن الجواب على تساؤله صدر عن قائد الحرس الثوري الإيراني نفسه. فالجعفري قال إن لقواته وجوداً في لبنان، فما الذنب الذي اقترفه اللبنانيون في هذا القول؟ فقد وقع على وجوهنا صوت الجنرال مقرعاً عبر التلفزيون: من قال ان للحرس الإيراني وجوداً في لبنان؟... ما الذي دهاك يا جنرال؟ لقد قال ذلك قائد الحرس، ولا أحد غيره، ومع ذلك لا بأس بأن نقدم لك اعتذاراً نيابة عن حلفائك الإيرانيين على سوء تفسيرنا الخاطئ لما قاله قائد حرسهم الثوري. قال الرجل الجالس في مقهى في ساحة ساسين بعد سماعه الجنرال: "أكلناها عيطة ببلاش"، فأجاب زميله، ومن قال لك ان قائد الحرس الثوري قال فعلاً ما نسب إليه عن وجود عناصر من الحرس في لبنان، فمن منا يجيد الفارسية حتى يتأكد من ذلك. على زاوية أخرى من المقهى كان صحافي يعمل في وكالة أنباء أجنبية جالساً ومستمعاً وعلى طاولته كومبيوتر محمول. دخل الى موقع "غوغل" ووضع اسم الجعفري ليكتشف ان ثلاث وكالات أنباء أجنبية نقلت خبر الجعفري الى العربية، والوكالات الثلاث ترجمت ما قاله على هذا النحو: لدينا قوات في سوريا وفي لبنان...

إذاً الجنرال ميشال عون على حق. لا وجود للحرس الثوري الإيراني في لبنان.

 

التايمز: عقاب صقر “رجل السعودية في تركيا” يشرف على توزيع الأسلحة إلى سورية

نشرت صحيفة ال “تايمز” تحقيقا ميدانيا عن “الجيش السوري الحر” وصلاته وجهات تموينه بالسلاح والذخيرة وأساليب التسليم ومما ورد في تقريرها أن “رجل المملكة العربية السعودية” في مركز تحكم اسطنبول الذي ينسق مع “الجيش السوري الحر” هو سياسي لبناني من تيار المستقبل (المعادي للنظام الحاكم في سورية) ويُدعى عقاب صقر. وفي معلومات مؤكدة لصحيفة “التايمز” مستقاة من مصادر موثوقة في الجيش السوري الحر ومن تحقيقات ميدانية للصحيفة نفسها من سجلات فندق في مدينة أنطاكيا جنوب تركيا أن عقاب صقر تأكد وجوده في جنوب تركيا أواخر شهر آب الماضي. وبحسب مصادر “ثورية” في الجيش السوري الحر التي تعاطت مع صقر مباشرة، فإن الأخير كان يُشرف على توزيع كمية كبيرة من العتاد والسلاح والإمدادات منها 50,000 طلقة كلاشينكوف ودزينات من القنابل الصاروخية إلى أربع مجموعات من “الجيش السوري الحر” على الأقل في محافظة إدلب بالإضافة إلى كميات كبيرة أخرى في محافظات سورية أخرى منها محافظة حمص. وأكدت مصادر الجيش السوري الحر أن عقاب صقر التقى بالفعل ببعض القادة من “الجيش السوري الحر” وأن هذه الإجتماعات لم تؤدي سوى إلى خيبة أمل كبيرة، دون أن تضيف الصحيفة طبيعة هذه الخيبة وأسبابها.

 

سيمون ابو فاضل - التحضيرات الإنتخابيّة في كسروان.. ترسم مواجهة بين عون وجعجع

الديار/السجال الحادّ حول الصيغة النهائية لقانون الانتخابات النيابية المقبلة، لم يحد من حماسة القوى والمرشحين لهذا الاستحقاق، خصوصاً ان ثمة شبه قناعة لدى معظم الفرقاء، بأن لا تعديلاً ولا تغييراً سيطال القانون بما يفرض مع ضيق الوقت لاحقاً، للإبقاء على الصيغة التي اعتمدت في الاستحقاق السابق، رغم أن أي جديد يدخل على هذا القانون سيصب اسهماً لصالح الفريق الذي تمكن من فرض تصوّره ديموقراطياً، على حساب الفريق المواجه...

وفي هذا السياق، تشهد دائرة كسروان - الفتوح حتى حينه، نشاطاً انتخابياً، وتحركات لا تحمل جديداً على صعيد المحاور السياسية بقدر ما قد تشهد من جديد في مجال دخول مرشحين جدد الى هذه الحلبة، اذ على صعيد المحاور لا يزال رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون مرشحاً عن الدائرة، انما لائحته هذه المرة ستشهد مرشحين جدد بهدف تعزيز اللائحة اذا أمكن، على حدّ ما تقول أوساط مراقبة في المنطقة، لا سيما ان عدداً من النواب قد استهلكهم مجلس النواب وبات من الضروري ايضاً، الاتيان بعدد من المرشحين الذين بامكانهم تأمين عدد لا بأس به من الأصوات.

واقصاء العماد عون عن لائحته عدد من النواب يخضع لبورصة أسوة بالذين سيضمهم اليها من مرشحين، اذ لكل خطوة اعتبارات وأبعاد وحسابات في هكذا محطات، ولذلك لا وعود نهائية لأي مرشح بل على الطامحين ان يستمروا في السياق حتى انجلاء نتائج الاحصاءات لديه.

وفي مقابل المحور هذا، فان التركيبة السياسية المقابلة، ستضم النائب الأسبق منصور البون ومرشح «القوات اللبنانية» التي أضحت قوة انتخابية مرجحة في القضاء، بحيث انه لكل ظروف معركة نوعاً من المرشحين في اعتبارات رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع... وهذه التركيبة تتوسّع وفق التفاهمات، لتضم الى جانب القوات والبون مرشح لحزب الكتائب اللبنانية، وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو.

لكن اذا ما اتخذت اللائحة الطابع الذي يزاوج بين الواقع السياسي والخصوصية المناطقية، فان التحالف الثلاثي شبه النهائي بين النائبين البون والخازن والمهندس نعمة افرام، حتى ان اللقاء الاجتماعي الذي جمعهم منذ نحو أسبوع عند النائب الأسبق فريد هيكل الخازن حمل مؤشراً شبه نهائي على استمرار هذه الصيغة الأولية، التي تتطلب مرشحان لاستكمالها بما سيدفع لدقة توازنات واحتمال تنازلات غير متوقعة ان تحصل اذا ما كانت ستفرض انسحاباً من المعركة، اذ الى جانب هذا الواقع ثمة علاقة غير متقدمة بين القوات اللبنانية وبين النائب الأسبق الخازن، على خلفية مواقفه السياسية وتكريمه السفير السوري في منزله في كسروان، وان هذا الأمر لم ينتهي من معالجته المهندس افرام مع الدكتور جعجع، في حين يرفض النائب الأسبق الخازن، تصرف القوات في هذا الاستحقاق، داعياً اياها الى معرفة حجمها في هذه المعادلة، والا تسعى للعب دور أكبر من الواقع، لأنه يرفض ان تتصدّر القوات معركة كسروان، خصوصاً أن التحالف هو انتخابي ومن غير الممكن تجاوز موقعه في هذا الاستحقاق لأن ما يجمع بينهما هو مواجهة العماد عون ومن الافضل للدكتور جعجع تقبل التحالف معه من ان يتقبل فوز لائحة العماد عون لأن هذا التحالف الى جانب البون وافرام يشكل قفزة نوعية في مسار المعركة ونتائجها.

وايضا يبقى موقفا غير نهائي للمهندس افرام، الذي ثمة شبه ربط مسار انتخابي بينه وبين الوزير السابق زياد بارود الذي قد يكون من عداد اللائحة، في ظل تحفظات خجولة من جانب حلفاء افرام المرتقبين على اللائحة ذاتها معه، خصوصا انه لن يساوم على المقعد الكتائبي في المنطقة نظرا للحضور التاريخي للحزب فيها.

ولكن رغم انجلاء المحاور فإن كل تحرك ولقاء في هذه الدائرة يأخذ بعدا انتخابيا اذا ما ضم اكثر من اثنين او ثلاثة.

ولكن اذا ما تشكلت لائحة تترجم تصور الدكتور جعجع كما اعلن مؤخرا بحيث تجمع بين الواقع السياسي، العائلي والمناطقي فإن احتمال فوزها مرتفع على حدّ ما يتوقعه جعجع. انما العماد عون حسب المراقبين ذاتهم لن يترك الفريق المواجه ان يسلك معركة سهلة اذ هو قد يلجأ لتنازلات ومن بينها الاجازة للمرشحين المستقلين بألا يلتحقوا او يكونوا في عداد التكتل لاحقا وهو ما رفضه سابقا لدى طرحه عليه من قبل كل من الوزيرين السابقين فارس بويز وزياد بارود ونعمة افرام ولو اضطر في «اللحظات الاخيرة» الإطاحة بعدد من مرشحيه.

 

برّي، المر، عدوان، شهيّب، المشنوق، فتفت، كبَّارة وقضاة... أبرز أهداف «شبكة الجوني»

جريدة الجمهورية/ يبدو أن قدر لبنان وسياسييه أن يعيشوا في خوف دائم من التفجير الجسدي أو الطائفي أو الفتنوي. فصل جديد من فصول المخططات المرسومة لهذا البلد الصغير، ظهر مع كشف الجيش اللبناني شبكة محمد الجوني، شبكة تهمتها في الظاهر "سرقة المصارف"، لكن المُخبّأ لا يمكن أن تصفه تهمة أو تحدده. الأهداف تخطّت الطمع المادي إلى مخطط للاغتيال

| نبيه برّي، ميشال المر، الياس المر، جورج عدوان، أكرم شهيب، نهاد المشنوق، أحمد فتفت، محمد كبارة، القضاة هنري الخوري، عبد الرحيم حمود، داني زعني، ومي شدياق... أسماء كتبت بخط صغير على دفتر صغير، بصغر نفوس من كانوا يخطّطون لاستهدافها وإدخال البلد في نفق مجهول لم يعرف حتى الساعة كيف يخرج منه بعد سلسلة الاغتيالات التي طاولت قيادات 14 آذار بدءاً بمحاولة اغتيال النائب مروان حمادة وصولاً إلى اغتيال الرائد وسام عيد، ويعيشه يومياً على وقع الأخبار المتناقلة عن تهديدات تطاول أبرز القيادات السياسية والأمنية ولا توفّر المواطنين الأبرياء.

لم يكف بعض الجبناء الويلات التي تتوالى على لبنان من كل حدب وصوب. فهو يواجه تداعيات أزمة سوريا بأبعادها الإقليمية والدولية على أرضه الصغيرة، ويصارع ليبقى خارج صراع المحاور التي تتنازعه من الداخل قبل الخارج، وصولا إلى "أهل البيت" الذين يتناتشونه ويتقاسمونه كقالب جبنة، في ظل حكومة عاجزة عن تأمين أبسط احتياجات المواطن الاقتصادية والاجتماعية.

شبكة الجوني، وباعترافاتها، تظهر حجم المخطط المرسوم للبنان من قبل جهة تعرف كيف تخطط وتراقب وتنتظر الوقت المناسب للتنفيذ، متسترة بغطاء "السرقة" فتنتقي أهدافها بدقة متناهية من سياسيين وأمنيين بتمويل تؤمنه من خلال السطو على المصارف. فالرئيس برّي يلعب منذ أعوام دوراً سياسياً مهماً على الساحة الوطنية، فهو يمثل صوت الاعتدال وصاحب الحلول السحرية في الأوقات الحرجة، وضابط إيقاع مجلس النواب بامتياز. نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني السابق الياس المر ضرب بيد من حديد شبكات الإرهاب والمخدرات وكل من تطاول على أمن الوطن ومؤسسته العسكرية.

النائب جورج عدوان يشكل صلة الوصل الأساسية بين رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

النواب أحمد فتفت ومحمد كبارة ونهاد المشنوق يشكلون رأس حربة في المواجهة مع النظام السوري وحلفائه في لبنان. القاضي عبد الرحيم حمود مرشح لمنصب مدعي عام التمييز والقاضي هنري الخوري صديق مرجع عسكري بارز... إلى ذلك، يطرح دور كل فرد من أفراد الشبكة علامات استفهام وخصوصا العلاقة بين الجوني وعصام درويش. كيف وثق الجوني بدرويش ليطلب منه تصنيع عبوة له من دون أن يشكك في إمكان أن يبلغ عنه أو يبتزه؟ ولماذا أعطاه درويش ثلاثة عبوات لا واحدة متذرعاً بأن المواد تكفي لصنع ثلاثة؟ كيف انتقل الجوني من التخطيط لسطو المصارف إلى قرار الانتقام من فرع المعلومات والقاضيين المسؤولين عن توقيفه إلى التخطيط لعمليات اغتيال؟ من يرعى هذه الشبكة، وماذا نفذّت من جرائم لم تعترف حتى الآن، وما هي ارتباطاتها الداخلية والخارجية؟

لماذا يهتم محمد الجوني وهو شيعي، بمتابعة الدروس التكفيرية ورأي الشرع في السطو على المصارف والقتل؟

في المحصلة، وقعت "شبكة الجوني" التي وراءها جبهة منظمة وضعت استراتيجية قتل مسبقة ومحددة الغايات والمرامي، وتنتقي الأهداف على أساسها. لكن ماذا في الاعترافات؟

من هي "شبكة الجوني"؟ الرأس المدبّر للشبكة هو محمد نبيل الجوني وأفرادها هم: محمد حسين ايوب، نجيب عادل جبر، الموقوف في سجن رومية المركزي عصام علي درويش، ميسم عباس حمادة، شبلي محمد حسن، ملاك علي حجازي، علي حسين حجازي، وتم الادعاء عليهم بجرم إقدام الأول والثاني على تأليف عصابة مسلحة وقيامهما بتنفيذ عمليات سطو مسلح على عدد من المصارف وحيازة الأول متفجرات وأسلحة وذخائر حربية وأعتدة عسكرية وإطلاق النار خلال إحدى عمليات السطو وإصابة النقيب زيان الجردي إصابة بالغة وسلبه مسدسه الحربي، ولشرائه متفجرات من الرابع بغية استهداف بعض القضاة ولوجود بلاغات بحث وتحر وخلاصات أحكام ومذكرات توقيف وإلقاء قبض بحقه بجرائم سرقة، تأليف عصابة أسلحة وشيك دون رصيد، ولعلم نجيب عادل الجابر بأعمال السطو التي تقوم بها المجموعة، ولحيازته مسدس حربي من دون ترخيص وللاشتباه بعلاقة الباقين بتلك الأعمال.

البداية

يروي الجوني أنّ بعد خروجه من السجن في الشهر الثامن من العام 2011، "كنت بحاجة ماسة إلى المال لتغطية مصاريف ونفقات زوجتي المطلقة وأولادي ومساعدة أهلي، إضافة إلى تغطية مصاريفي بين إجارات وشاليهات ومصاريف خاصة، ولأنني لا أستطيع أن أجني المال من خلال أي عمل مأجور، لجأت إلى تنفيذ عمليات نصب من خلال تحرير شيكات من دون رصيد بحجة أعمال عدة، منها تجارة المازوت وغيرها، وقد بلغ مجموع ما جنيته من هذه العمليات منذ خروجي من السجن حتى تاريخ توقيفي نحو أربعماية مليون ليرة. لكن نتيجة مطالبتي بالمستحقات، أخذت أفكر بالتخطيط لعمل يدرّ عليّ أموالاً طائلة، فخطر على بالي السطو على أحد المصارف خصوصاً أنني أتمتع بالجرأة للقيام بأعمال مماثلة، فعرضت الفكرة على صديقي محمد أيوب وشقيق زوجتي فراس صالحة، فوافقاني الرأي. وتوجهت برفقة ايوب الى بنك "بيبلوس" - فرع الشويفات، فدخل المصرف وتفقده من الداخل، وبقيت أنا خارجه خوفا من مراجعة الكاميرات بعد حصول العملية كوني من أصحاب السوابق في موضوع السرقات، وبعدها غادرنا المكان. وفي اليوم التالي استعار أيوب "جيب X5" من شقيق زوجته حسين حجازي من دون إخباره، وعملنا على وضع حاجب للرؤية وشراء قناعين وقفازات وبزة نايلون. وفي اليوم التالي توجهنا إلى المصرف المذكور بواسطة الجيب نفسه وبحوزة كل منا "كلاشنكوف" عائدَين لي وارتدينا الأقنعة والقفازات داخل السيارة وارتديت قميص البزة فيما ارتدى ايوب سروالها.

وعند وصولنا إلى المصرف ترجّل أيوب معي فيما بقي فراس صالحة داخل الجيب كونه السائق، ونفذنا عملية السطو وتمكنا من سرقة مبلغ سبعة وتسعون ألف دولار أميركي. ثم عدنا إلى منزلي وقمت بتوزيع المبلغ، فأعطيت فراس 2000 دولار والبقية تقاسمته مناصفة مع أيوب. وحينها اشتريت سيارة "نيسان تيدا" سوداء وصرفت بقية المبلغ.

وبعد ثلاثة أشهر قررت السطو على مصرف آخر وخططت للعملية مع محمد أيوب واخترنا مصرف "الاعتماد اللبناني" - فرع خلدة وشاركنا في العملية فراس صالحة وحسين حجازي شقيق زوجة أيوب، وانتقلنا بواسطة X5 أسود كان حجازي قد استأجره، وعند وصولنا وضعتُ وأيوب وحجازي أقنعة على الرأس، وكنا نرتدي سراويل "جينز" وكل واحد منا جاكيت "فيلد" سوداء، وبقي فراس داخل "الجيب" ليقوده، فيما دخلت أنا وأيوب وحجازي الى المصرف واستطعنا سرقة مبلغ ثلاثماية ألف دولار.

ثم غادرنا إلى منزلي وتقاسمنا المبلغ فأعطيت فراس مبلغ عشرة آلاف دولار وتقاسمت الباقي مثالثة مع أيوب وحجازي، وكان في حوزتي خلال العملية سلاح "كلاشينكوف" ومع أيوب وحجازي مسدسي "HS9" عائدين لي وقد اشتريتهما من شخص من آل صقر لأنني شعرت خلال العملية الأولى أن بعض الزبائن لم تمتثل لأوامري ما اضطرني الى إطلاق النار في اتجاه الأرض.

ثم خططنا أنا وأيوب وحجازي وفراس للسطو على مصرف "فيديرال بنك" - فرع الدامور وسرقنا مئة ألف دولار، وزعناها بالتساوي في ما بيننا، وكنت أحمل أنا وحجازي "كلاشينكوف" وأيوب وفراس مسدسين.

وفي العملية الرابعة، اخترت مصرف "اللبناني الفرنسي" - فرع الضبية ونفذتها أنا وفراس وصالحة بمفردنا واستخدمنا هذه المرة دراجة نارية نوع "هوندا نيوفرني واي" عائدة لي وفي يد كل منا مسدس حربي نوع "HS9" ، وسرقنا نحو 70 أو 80 ألف دولار أميركي، وأعطيت فراس عشرة ألاف دولار وأخذت البقية.

ثم اخترنا أنا ومحمد ايوب مصرفا في كفرشيما لا أعرف اسمه مستخدمين الدراجة والمسدسات نفسها، وسرقنا مبلغ مئة وخمسين إلى مئتي ألف دولار تقاسمناه مناصفة. ثم قررت السطو على بنك "بيبلوس" - فرع الشويفات مجددا، فطلبت حسين حجازي وسرقنا مبلغ 425 ألف دولار تقاسمناها مناصفة.

وفي العملية الأخيرة، قررت السطو على مصرف "لبنان والمهجر" فرع أليسار، فتوجهت أنا ومحمد أيوب على دراجة نارية ولحق بنا حسين حجازي وفراس صالحة بسيارة "رانج روفر"، وكنت أحمل أنا وأيوب مسدسي "HS9" ولدى دخولي المصرف توجهت نحو مكان وقوف الزبائن، فتفاجأت بوجود شخص يرتدي البزة العسكرية وتبين لي أنه برتبة نقيب.

فطلبت منه إعطائي مسدسه وأنا أوجه مسدسي نحوه، إلا أنه لم يستجب لطلبي وتناول مسدسه عن وسطه فاعتقدت أنه سيطلق النار، فما كان مني إلا أن أطلقت النار باتجاهه فأصبته ثم أطلقت النار مرة ثانية لخوفي من أن ينجح في إطلاق النار عليّ، وأذكر بأنني أطلقت أربع طلقات فسقط أرضاً، وأخذت مسدسه ووضعته على وسطي وطلبت من أيوب الاستمرار في العملية، وسرقنا مبلغ 370 ألف دولار ثم هربنا في اتجاه بلدة زكريت حيث كان حجازي وفراس ينتظراننا على طريق نهر الكلب.

فأعطيت الدراجة إلى الأخير وعدت أنا وأيوب بالجيب إلى بيروت ومنها إلى منزلي حيث وزعنا المبلغ فأعطيت كلا من فراس وحجازي خمسة آلاف دولار وتقاسمت البقية مناصفة مع أيوب.

واذكر بأنني حرقت كل ما استعملته في العملية ورميت كل المسدسات العائدة لي وللضابط في المهملات. وأؤكد انني كنت الرأس المدبر في كل هذه العمليات.

العبوات الناسفة

أما عن العبوات الناسفة التي تسلمها من عصام درويش، فيخبر الجوني: "تعرفت الى درويش خلال العام 2009 في نظارة المحكمة العسكرية، وكان موقوفا هناك، ثم نُقلنا نحن الاثنين الى سجن رومية حيث توطدت علاقتنا، لكنه خرج قبلي، وكان درويش يتحدث عن معرفته بالمتفجرات والعبوات.

وبعد خروجي من السجن بنحو خمسة أشهر، وأثناء وجودي أمام محل شقيقي مصطفى في برج البراجنة شارع الإمام علي برفقة زوجتي وشقيقي المذكور وزوجته وصديقه ماهر فحص، حضرت سيارة "مرسيدس" الى المكان وترجل منها ثلاثة أشخاص ملتحي الذقن، وصعد أحدهم الى البناية المجاورة لمحل شقيقي، وبقي الآخران في السيارة.

بعدها ناداني أحدهما فاقتربت منه، فكان عصام درويش، فعانقته واطمأنيت الى صحته وبقيت معه نحو عشر دقائق وتبادلنا أرقام الهواتف، وحينها عرّفني عصام على ميلاد الصالحاني الذي كان برفقته.

واتصل عصام بعد أسبوعين معاتبا لأنني لم أتصل به ومبدياً رغبته بمقابلتي. وبعد شهر عاود الاتصال وقال انه في مقهى في حارة حريك ودعاني إلى قضاء السهرة معه، فوافقت، وقصدت المكان وجلست معه برفقة الصالحاني، وتبادلنا الأحاديث وأخبرته أنني أعمل في موضوع الشيكات فيما هو كان بلا عمل.

وبعد نحو خمسة أيام اتصل بي عصام، وطلب مقابلتي لأمر ضروري وقال إنه ينتظرني أمام محل "مرقص تشيكن" في خلدة، فتوجهت إليه بسيارة زوجتي من نوع "نيسان تيدا" ، وصعد معي وطلب مني مساعدته لإيجاد عمل، وبعدها سألته اذا كان يعرف فعلا بموضوع تركيب العبوات، فرد بالإيجاب، فسألته عن كلفة العبوة، وقال انه سيرد علي جواباً.

بعد يومين اتصل بي عصام ودعاني الى منزله وأخبرني ان العبوة تكلّف 11 ألف دولار أميركي، فقلت له ان السعر مرتفع، فأجابني ان المواد موجودة لدى أحدهم، عندها وافقت وأعطيته المبلغ المذكور كاملا ووعدني بتسليم العبوة بعد أسبوع. وبعد أقل من أسبوع اتصل عصام ودعاني الى الغداء في منزله، وسلّمني ثلاث عبوات كل واحدة عبارة عن سطل حليب من نوع "تاترا" بداخلها مواد متفجرة، إضافة الى سلك موقت ملصق على أعلى السطل، وأخبرني حينها عصام عن طريقة تشغيل الموقت لعمل العبوة الناسفة، ونبهني من عدم وضع السلك الكهربائي خارج السطل داخل الموقت قبل تغيير الأخير، وعندها سألته لماذا أحضر ثلاث عبوات وأنا طلبت واحدة، فأجاب ان المواد التي اشتراها صنّعت ثلاث عبوات، فوضعتها في سيارة "نيسان" وأخذتها الى منزلي في برج البراجنة.

وعندما سألني عصام عن غرض استعمال العبوات، بررت له أن غايتي الأساسية من ذلك الاحتفاظ بها بقصد تفجيرها إذا داهم منزلي أحد الأجهزة الأمنية، لكنني غيّرت الهدف خصوصا عندما وجدت انها ثلاث عبوات، وبما أنني مستاء من القضاة الذين رفضوا إخلاء سبيلي ورغبتي في الانتقام منهم، قررت استهداف كل من القاضي عبد الرحيم حمود والقاضي هنري خوري، لأنني بقيت في السجن مدة سنة وتسعة أشهر بجرم خلاف عادي".

التقصي عن القضاة

ويعترف الجوني أنه بدأ بجمع المعلومات عن القضاة، "فصعدت الى محكمة جنايات بعبدا، وبدأت بتدوين أرقام السيارات الموجودة في الموقف كافة، وأدخلتها برنامجاً خاصاً بمصلحة تسجيل السيارات لأعرف السيارة العائدة لكل من القاضيين، واستطعت تحديد صاحب كل سيارة، وأخرجت أيضا عناوين سكنهما، وكنت قد استلمت العبوات خلال الشهر الثاني من هذا العام".

تخبئة العبوات

وعن المكان الذي خبأ فيه العبوات والمسدسات التي استعملها خلال عمليات السطو ومسدس النقيب، يجيب الجوني: "بعدما استلمت العبوات وضعتها لنحو شهرين في منزلي، بعدها استأجرت كاراجاً في الحدث خلف مدرسة الإمام الخمينئي، ونقلت العبوات الثلاث اليه، ولا تزال هناك اضافة الى أربع مسدسات، استعمل اثنان منهما خلال عمليات السطو وهما من نوع "HS9"، وبنادق حربية، إضافة إلى مسدس النقيب الذي سرقته خلال عملية السطو، وبحوزتي أيضا مبلغ نحو خمسماية وستون ألف دولار تركته في "الشاليه" التي استأجرتها قبل توقيفي.

إذ وبعد معرفتي أنني أصبحت مطلوبا، توجّهت الى صديقي حسين حجازي وطلبت منه النزول معه الى "الشاليه" التي استأجرها في مسبح "أيانابا" برفقة المدعو شبلي محسن، وبقيت معهم نحو أسبوع، وبعدها استأجرت شاليه في مسبح "بانجيا" ودعوتهم إلى النزول معي إضافة الى صديقتهم ميسم حمادة، ودفعت أنا أجرة الشاليه، وكانت الأموال موجودة فيه لغاية توقيفي، ولا تزال".

تزوير الهويّة

يروي الجوني كيف زوّر هوية له فيقول: "خلال نيسان من العام الجاري، قصدت مختار الغبيري من آل جابر وطلبت منه إعطائي طلب حصول على بيان قيد إفرادي وأعطيته صورتي الشمسية، وادعيت أنّ اسمي عبد الهادي نبيل الجوني، والأخير يكون شقيقي ومن دون علمه بالامر. وفعلا من خلال المختار المذكور استحصلت على بيان القيد الافرادي، ثم تقدمت بطلب للحصول على بطاقة هوية مدنية بالاسم ذاته لدى مختار آخر في الغبيري من آل كنج من دون علم الأخير أيضاً بما يجري. واستحصلت على الهوية منذ نحو خمسة ايام، وأخذت أتجوّل بموجبها كوني علمت أنني أصبحت مطلوبا بموضوع شيكات من دون رصيد وغيرها، وقد نظّمت هذه المستندات لهذه الغاية ولم استعملها في اي عمليات نصب او سواها، أما "الجيب" الذي كنت اقوده أثناء عملية توقيفي فقد استعرته من المدعو حسين حجازي قبل توقيفي بنصف ساعة لإيصال احد أصدقائي وهو مستأجر من حجازي.

المضبوطات

وبناء لإشارة النيابة العامة العسكرية جرى تحديد أمكان وجود جميع المتورطين في القضية ومداهمة منزل ذوي الجوني والشاليه في الجية حيث عثر على سيارته نيسان ميكرا تحمل الرقم 334946/ب. وتم استدعاء المدعوة ميسم ع. ح. والمدعو شبلي محمد محسن والاستماع إلى إفادتها ثم تركها بموجب سند إقامة قبل تسليم شبلي محسن إلى قوى الأمن الداخلي لتنفيذ مضمون نشرة قضائية بحقه.

كذلك جرى دهم الكاراج في الحدث وعثر على مسدس نوع بارتيا يحمل الرقم M43379Z نوع FS92 مع تسع طلقات ومشط عائدين إلى المسدس الأميري العائد للنقيب الجردي إضافة إلى ضبط 3 مسدسات حربية نوع HS9 ومسدس عيار 45 ملم غولد، وثلاث بنادق كلاشينكوف وثلاث عبوات ناسفة صنع محلي مجهزة بساعة توقيت و5 رمانات يدوية وسهم إشارة مضيء عيار 40 ملم وسداد مشعل رمانة يدوية، كما عثر على أحذية رياضية عدة وبزة رياضية وقناعات وقفازات ومماشط فارغة عائدة لسلاح كلاشينكوف وذخيرة عيار 7.62 ملم و9 ملم، وذخيرة عيار 45 ملم و38 ملم و4 حقائب بندقية، ومناظير بندقية وبزة عسكرية عائدة للجيش اللبناني و5 أقنعة بلاستيك سوداء وسكاكين صغيرة عدة وجهاز ثريا (يمكنك من خلاله الاتصال عبر الاقمار الصناعية في اي مكان بلا حدود) وجهاز إيكوم (جهاز لاسلكي يحتوي على سماعات قوية لتزويد المشغل بسمع واضح) وأجهزة لاسلكية عدة من أنواع مختلفة إضافة إلى حقائب ظهر ونظارات شمسية.

كما عثر على مبلغ مالي ودفتر شيكات وبيانات قيد ورخصة سوق وسيَر بأسماء مختلفة، بطاقة خدمة عسكرية، بطاقة إعفاء نهائي وصور بطاقات وهوية.

كما عثر على ورقة لون أزرق مكتوب على خلفيتها أسماء مصارف في مناطق لبنانية عدة وعلى دفتر صغير "روسور" أخضر اللون مدون عليه أسماء قضاة مع أرقام سياراتهم والسيارات التي يستعملونها وأرقام سيارات عائدة لبعض الشخصيات السياسية والنواب والوزراء وشخصيات مرتبطة بهم وأقارب لهم وأسماء بعض أبناء النواب والسياسيين وأسماء وأرقام سيارات ضباط في قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني.

استهداف فرع المعلومات

بعد القبض على محمد حسين الأيوبي، اعترف بارتباطه الوثيق بالجوني وببيعه العبوات. وفي إطار متابعة التحقيقات، يعترف الجوني باستئجاره الكاراج حيث ضبطت الأسلحة. ويروي أنه تعرف في سجن روميه إلى الموقوف بتهمة الإرهاب نجيب جبر، الملقب بـ"أبو عادل" الذي كان يعطي دروسا ومحاضرات دينية يتعلق بعضها بالفقه والعقيدة.

وقد أكد "أبو عادل" للجوني حرمة الدخول في الجيش التي تصل إلى حد الكفر، كونه لا يحكم بما أنزل الله واقتنع بهذه الأفكار وأخذ ملاحظات كما اشترى كتبا مثل الجهاد والحركة الإسلامية.

وقد خرج الجوني من السجن قبل أبو عادل، لكن فور علمه بخروج الأخير اتصل به للقائه وأخبره عن عمليات السطو وسأله عن رأي الشرع فأبلغه أن لا مانع شرعيا لكن لم يحرضه أو ينصحه بمتابعة هذا الموضوع.

وقد أعطى الجوني أبو عادل مبالغ مالية لتوزيعها على الفقراء إضافة إلى مسدس وعده به ثم عاد بعد فترة وطالبه به مبررا بأنه لا يريد التعاطي في موضوع السلاح.

وأخبر الجوني أبو عادل أنه طلب عبوات من عصام درويش وكان حينها منفعلا إثر مقتل شقيقه مصطفى وأبلغ إليه نيته استهداف فرع المعلومات للثأر، فانزعج "أبو عادل" لحالته وأعطاه المسدس.

ويضيف الجوني أنه "كان يفكر دائما بإنشاء جيش أو حزب قوي لذلك كان ينوي جمع الأسلحة ولكن هذا الأمر لم يحصل ولم يعلم به أبو عادل".

ويضيف: "بحسب عقيدتي كنت على يقين بأن أي نظام لا يحتكم إلى الشريعة الإسلامية هو نظام كافر، وكنت أكن العداء للقوى الأمنية إثر مقتل شقيقي مصطفى وكنت أنوي استهداف فرع المعلومات لأخذ الثأر أو استهداف أي عسكري من الجيش على الطريق في حال لم تفرج القوى الأمنية عن زوجتي التي أوقفت وما لبثت أن خرجت.

كما أنني اعتبرت أن حكم القضاة كان مجحفا في حقي، وقد دونت التفاصيل المتعلقة بسيارات السياسيين والضباط والقضاة وهواتفهم على الدفتر أثناء التفتيش عن أرقام لوحات القاضيين حمود وخوري اللذين كنت أنوي استهدافهما".

محمد حسين أيوب

وقد أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني محمد أيوب في الكفاءات واعترف أنه تعرف إلى الجوني في سجن رومية الذي أخبره أنه "سيستهدف قاضيين أحدهما القاضي حمود على خلفية توقيفه وعدم إخلاء سبيله".

وقد خرج أيوب قبل الجوني بعام من السجن لكن بعد خروج الأخير التقيا واتفقا على العمل في مجال الشيكات. وبعدما ساءت الحال المالية عرض عليه الجوني السطو على المصارف وأقنعه، فكانت أولى عملياته سرقة بنك "بيبلوس"- الشويفات.

تعرف أيوب إلى عصام درويش و"ابو عادل" في رومية ولم تربطه بهما أي علاقة. وقد فوجئ يوم دخل إلى الكاراج الذي يستأجره الجوني بوجود ثلاث عبوات، فسأله عنها، فأخذ الأخير يضحك قائلاً: "ما قلتلك عندي شغل؟"

ويلفت أيوب إلى أنّ الجوني كان "يرغب بإنشاء جيش أو حزب مسلح وتجهيزه، وكان يتحدّث في السجن عن أنه سينتقم من القضاة بسبب توقيفه.

وبعد مشاهدتي للعبوات الثلاث في الكاراج وسؤالي له عن سبب وجودها، علمت منه انه أحضرها لعمليات انتقامية خاصة ضد فرع المعلومات بعد مقتل شقيقه مصطفى، وكان يحمل الفكر التكفيري كونه كان يكفّر النظام والأجهزة الأمنية، وبعد مداهمته وعدم العثور عليه أو توقيفه وكانت زوجته موجودة، فاتصل بي وأخبرني أنه في حال تم توقيف زوجته ولم يفرج عنها خلال 48 ساعة سيعمل على استهداف أي عسكري يراه".

تكفيريون؟

نجيب عادل جبر إسم برز إلى جانب الجوني، وبعد إلقاء القبض عليه وبحوزته مسدس نوع "هريستال"، اعترف أن "في العام 2007 أوقفتني المديرية العامة لأمن الدولة لارتباطي بما سمي شبكة بر الياس وفهد المغامس التابعة لتنظيم "القاعدة"، وحكم علي بالسجن لمدة خمس سنوات أمضيتها في سجن رومية وخرجت بعد صدور قرار خفض السنة السجنية وعدت لمزاولة عملي في بلدت".

خلال وجودي في سجن رومية، مبنى "ب"، كنت أعطي دروسا ومحاضرات دينية للسجناء وكان يتردد إلي احد السجناء لحضور الدروس ويدعى محمد الجوني من المذهب الشيعي، حيث كان يطرح عددا كبيرا من الأسئلة في فقه العقيدة، وكنت أزوّده بعدد من الكتب الدينية لفقهاء ومشايخ سلفيين ليطلع عليها.

وسألني إذا كان الجيش اللبناني وتحديدا المؤسسة العسكرية كافرة فأجبته بأنها كافرة شرعا كونها لا تحكم بما أنزل الله، كما سألني عن شرعية سرقة المصارف فأجبته أنه من الجائز سرقتها لأنها تتعاطى بأموال ربى وحرام. وبعد خروجي من السجن بنحو الأسبوع، اتصلت بالجوني، وأخبرته بأنني خرجت فهنأني بالسلامة ودعوته لزيارتي في منزلي، فوعدني بتلبية الدعوة في اقرب فرصة.

وبالفعل وبعد نحو الأسبوع تلقيت اتصالا منه وابلغني انه آت لزيارتي وطلب مني إرشاده الى منزلي، فطلبت منه الوصول إلى شتورا والانتظار أمام محطة الأيتام.

بعدها حضرت اليه بسيارتي من نوع مرسيدس 250 بيضاء واصطحبته الى منزلي. وبعد الاطمئنان على الأحوال سألته عن عمله، فأخبرني بانه في مجال تنظيم شيكات من دون رصيد وصرفها، فطلبت منه العدول عن هذا الأمر لأنه حرام علينا نكث العهود حتى مع غير المسلمين".

ويضيف جبر: "بعد أيام عدة عاد الجوني وزارني برفقة المدعو محمد أيوب والذي بدوره تربطني به معرفة من داخل السجن، وأعطاني الجوني عشرة آلاف دولار بالعملة اللبنانية وطلب مني توزيعها على الفقراء. وبعد أيام عدة زارني الجوني مجدداً وأعطاني مبلغا مماثلا لتوزيعه على الفقراء، من دون ان يتطرق الى مصدر الأموال، وبعد عشرة أيام أعاد التصرف ذاته، وفي هذا اللقاء سألني عن شخص يدعى عصام درويش فقلت له اني لا أعرفه، فأعطاني مواصفاته وتذكرت انه كان معنا في السجن.

وقال الجوني انه ملاحق من الأجهزة الأمنية بسبب عصام درويش الذي أوقف واعترف بإحضاره عبوات ناسفة له، واكد لي الجوني أنه استلم ثلاث عبوات لأنه يريد الانتقام من فرع المعلومات، وطلب مني التأكد من أقوال درويش، ولبيت طلبه وزرت في يوم عيد الفطر الموقوفين الإسلاميين في الطابق الثالث من مبنى الإرهاب في رومية مصطحبا هدايا ومساعدات غذائية، وهناك علمت بأن درويش اعترف بتصنيع ثلاث عبوات ناسفة وقبض ثمنها من محمد الجوني وسلمها إليه لاحقا، وأخبرت الجوني بذلك خلال زيارته لي في أرض زراعية في بلدة ترشيش، ويومها وعدني بإعطائي مسدس حربي.

وبعد أيام عدة، اتصلت به وأبلغته بأني قرب كنيسة مار مخايل وذهبت إليه وأعطاني حقيبة بداخلها مسدس حربي من نوع h S9 من دون مقابل وعاد وأخذه مني في اللقاء الاخير".

ويلفت جبر إلى أن الجوني أخبره أنه أطلق النار على ضابط في الجيش اللبناني "فعبرت له عن استيائي وطلبت منه أن لا يزورني مجددا حتى لا أصبح تحت مراقبة الأجهزة الأمنية".

 

النائب نضال طعمة: قرار سلاح "حزب الله" بيد إيران لا الحزب

أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة أنّ "مبادرة (رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان بوضع ورقة للاستراتيجية  الدفاعية على طاولة الحوار تعطي أهمية لها"، مضيفاً أنّ "بعد كلام القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري يجب طرح هل قرار سلاح "حزب الله بيده أو بيد إيران". طعمة، وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، أعرب عن اعتقاده أنّ "قرار سلاح "حزب الله" بيد إيران لا حزب الله"، معتبراً أنّ "ما طرح أمس على طاولة الحوار هو بداية لجدل طويل بشأن الاستراتيجية الدفاعية". وعن قانون الانتخابات، أكّد طعمة رفض تيار "المستقبل" مشروع القانون الذي قدمته الحكومة، مشيراً إلى أنّ مشروع قانون اللقاء الارثوذكسي "يقوقع المسيحيين على أنفسهم بينما المطلوب اليوم هو الشراكة، واعتبر أنّ "مشروع قانون الدوائر الصغرى الذي قدمه حزب "القوات اللبنانيّة" هو الأنسب بين ما هو مطروح ".(رصد NOW)

 

خاص: تحطم طائرة "إيرانية" من دون طيار في مشاريع القاع

افادت معلومات خاصة بـ"الشفاف" أن طائرة إستطلاع من دون طيار تحطمت في محلة المشاريع في القاع، يوم السبت الماضي. فسارعت مجموعات أمنيّة من "حزب الله" إلى المكان وفرضت طوقاً أمنياً محكماً حولها، مانعةً أياً

 

سوريا  أكد سعي السعودية وقطر لـ «شراء الجغرافيا والتاريخ بالأموال»

الأسد: المسلحون لن ينتصروا ولا تكرار للنمط الليبي

الأخبار/السعودية كانت وراء العدوان في عام 1967 على مصر (رويترز) رفع الرئيس السوري بشار الأسد من حدّة لهجته في مواجهة «أعداء سوريا». وأكّد أن قطر وتركيا تمدان المعارضين المسلحّين بالمال والعتاد العسكري، جازماً بأنّ «النمط الليبي لن يتكرّر»، وأن المعارضة المسلحة لن تنتصر، وفتح النار على السعودية التي قال إنها وراء عدوان 1967

شنّ الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً حاداً على كلّ من تركيا وقطر والسعودية، لمساندتها المعارضة السورية وتسليحها، معترفاً بوجود أخطاء وفساد في بلاده، لكنّه أكد أن نظامه لن يسقط، وأنّ النمط الليبي لن يتكرّر في بلاده. ومن داخل مكتبه في منطقة الروضة بالعاصمة السورية، قال الأسد، في حديث لمجلة «الأهرام العربي» المصرية نشرت مقتطفات منه أمس، إن الحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لعلاج الأزمة، مؤكداً أنّ التغيير لا يمكن أن يجري من خلال تغييب رؤوس الأنظمة أو بالتدخل الأجنبي، ونحن ماضون في التغيير فعلاً من خلال الإصلاحات. وأضاف «لقد شهدت البلاد الكثير من الإصلاح حتى في الدستور، ولا أقول إننا انتهينا، نحن نعرف أنه كانت هناك أخطاء ولا يزال هناك فساد نقوم على مكافحته».

وعن العلاقة المتأزمة بين بلاده وقطر والسعودية، قال الأسد: «أولئك ظهرت الأموال في أيديهم فجأةً بعد طول فقر، وهم يتصوّرون أن بإمكان أموالهم شراء الجغرافيا والتاريخ والدور الإقليمي»، مردفاً «دعني أصحّح لك هنا مفهوماً كبيراً اعتاد الناس ترديده دون وعي، وبالذات عن مثلث الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ذلك المثلث الذي يشمل مصر والسعودية وسوريا هو في الحقيقة ليس كذلك. المثلث الحقيقي للتوازن الاستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط كان دائماً وسيظلّ مصر وسوريا والعراق، أما السعوديون، فقد كانوا وراء العدوان في عام 1967 على مصر، وكانوا يباهون بأنهم قلّموا أظافر عبد الناصر، والوثائق التاريخية كشفت هذا الدور بعد رحيل الزعيم العربي الكبير. ثم إننا كنا ندرك هنا منذ زمن طبيعة مثل هذه الأدوار. وحتى قبل نشوب الأزمة كانت علاقتهم بنا علاقة وساطة ما بين الغرب، الذي لا يعجبه الخطّ المقاوم للصهيونية الذي تنتهجه سوريا وما بيننا، وكان أمير قطر يأتي إلينا من باريس حاملاً أفكاراً ومقترحات يعرف أن خط سوريا العروبي القومي لا يساوم عليها أبداً، واليوم هم يدورون بإمكانياتهم المالية في فلك هذا النفوذ الغربي، ويمدّون الإرهابيين بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي. وبدلاً من أن يقدّموا الدعم للاستقرار الإقليمي، هم يعرضون السلاح، ويعملون على رعاية المسلحين وتدريبهم وتهريبهم لتقويض توجهات الدولة السورية والتأثير في قرارها وسيادتها على أراضيها».

وعن الدور التركي، قال الأسد «خسر الأتراك كثيراً بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة السورية، وهذه الحكومة تدرك جيداً أين وضعت نفسها ومعها مصالح الشعب والأمن القومي في تركيا. وهم هنا لا يبالون بهذه المصالح بقدر ما تعنيهم طموحاتهم في ما يسمى مشروع «العثمانية الجديدة»، أي إنّ انحيازهم ليس عن حسابات تتعلّق بمصالح تركيا، بل بمصالح جماعة معينة، وقد كانت تركيا من بداية الأزمة تصطف إلى جوار الحلول السياسية، وترى في العنف ضرراً على مصالحها الإقليمية وحتى الاقتصادية، لكن التحوّل جاء بمثابة انحياز لمصالح الجماعة السياسية التي تدير الحكومة، وهم حالياً يواجهون مشاكل مع المعارضة، التي ترى أن تركيا تدفع ثمن سياسات لا تستفيد منها سوى هذه الفئة السياسية. كلّ هذا ضربت به عرض الحائط حكومة الإخوان المسلمين، أما القطريون، فكانوا الأسرع في تغذية العنف».

وأشار الرئيس السوري إلى أنّ المسلحين يمارسون الإرهاب ضد كلّ مكوّنات الدولة، ولا شعبية لهم داخل المجتمع، «فقد أضرّوا بمصالح الناس واستهدفوا البنية التحتية التي تخدم الشعب السوري، واستحلوا دماء السوريين، ولن ينتصروا في النهاية، والحلّ لن يكون إلا بالحوار الداخلي، ومن يدعمونهم يتصوّرون أنّ الحلّ لا بدّ أن يكون على النمط الليبي، والحسم طبعاً سيحتاج إلى بعض الوقت، ومع ذلك باب الحوار مفتوح وقدمنا مبادرات عديدة للعفو عن كل من يدع السلاح تشجيعاً للحوار»، كما تطرق الحوار إلى زيارة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، وصحة استخدام القوات السورية النظامية الأسلحة الكيميائية.(الأخبار)

 

أي مخطط يُدبّره "حزب الله"للخط الممتد من خلدة حتى وادي الزينة؟

 يقال نت/وفق مصادر مقربة منه، فإن "حزب الله" لن الخط الساحلي الجنوبي من يده. فالقضيّة لا تقف عند حدود اشتباكٍ في منطقة السعديّات. التوتر يضرب الخطّ الساحلي الذي يربط بيروت بصيدا من خلدة حتى وادي الزينة. وفق هذه المصادر، "حزب الله" يريد طريقاً آمناً، وأخصامه يحاولون الإمساك بالمفاصل. الأحداث هنا تتوالى يوماً بعد آخر، منذ ما قبل الاشتباك الذي وقع قبل شهرٍ في منطقة دوحة الحصّ، وقُتل فيه شابان. ليل الثلاثاء الماضي، كان الموعد في منطقة السعدياتحيث دارت إشتباكات دامت نصف ساعة، بين قوة مؤلفة من 100 شخص يبعون لحزب الله وبين أبناء البلدة المحسوبين على " تيار المستقبل". مرّ إشكال الثلاثاء على خير من دون خسائر في الأرواح. نصف ساعة التهبت فيها السعديّات حيث مقرّ اللواء السابع في الجيش اللبناني، ولم يستطع الجيش التدخّل قبل وقف إطلاق النار. حزب الله يرى أن من حقه أن يقيم احتفالاته ويمارس نشاطه السياسي حيث يريد وحيث يسكن ناسه، وتيار المستقبل وحلفاؤه على الخطّ الساحلي يرون انتشار الحزب تعدياً على مساحة تخصهم. الاشكالات على هذه الطريق لن تتوقف. فالجمر تحت الرّماد، وقد يشتعل تباعاً.إقرأ أيضا:"السعديات ليست تل أبيب أو حيفا"

http://youkal.net/index.php?option=com_content&view=article&id=63948:q-q

 

 

فتفت لـ"السياسة": أبلغنا الراعي دعمنا "الدوائر الصغرى"

 بيروت - "السياسة": بانتظار جلسة الخميس المقبل لاستكمال البحث في مشروع قانون الانتخابات النيابية على أساس النسبية الذي أحالته الحكومة إلى المجلس النيابي, تُجري قوى "14 آذار" سلسلة مشاورات بين أركانها بهدف بلورة تصور مشترك للسير بمشروع الدوائر الصغرى لعرضه على المناقشة في جلسة اللجان النيابية المشتركة المقبلة ومحاولة توفير الأكثرية المطلوبة لإقراره في مجلس النواب, بديلاً من مشروع "النسبية" الذي ستعمل قوى "14 آذار" على إسقاطه بكل الوسائل الممكنة. وفي هذا الإطار, أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت ل¯"السياسة" صعوبة السير بمشروع النسبية في ظل هيمنة سلاح "حزب الله" المنتشر في طول البلاد وعرضها, والذي من شأنه تشويه هذا المشروع والتحكم بنتائج الانتخابات النيابية, معتبراً أن المشروع الذي أحالته الحكومة إلى المجلس النيابي هدفه تحجيم قوى المعارضة والتحكم بنتائج هذه الانتخابات تمهيداً للإمساك بقرار البلد السياسي. وكشف فتفت أن كتلة "المستقبل" أبلغت البطريرك بشارة الراعي تأييدها مشروع قانون الدوائر الصغرى, وأنها مستعدة للسير به مع حلفائها المسيحيين إذا كان هناك توافق بشأنه, لافتاً إلى أن تأمين الأكثرية المطلوبة لإقرار هذا المشروع في مجلس النواب رهن بموافقة نواب "جبهة النضال الوطني". وأضاف إن هناك مشاورات تجري بين نواب المعارضة مع كتل أخرى للوقوف على رأيها من مشروع الدوائر الصغرى بهدف الحصول منها على تأييد هذا المشروع وتبنيه.

 

أبادي: اجتُزئ وحُرّف

المستقبل/ نفى سفير إيران في لبنان غضنفر ركن أبادي كلام قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري عن وجود عناصر من الحرس في لبنان، مطالباً بـ "مراجعة النص حرفياً قبل اتخاذ أي موقف، فالمقابلة التي حصلت أمام مجموعة من إعلاميين قد اجتزئت وحُرفت". وأشار في حديث إلى "المنار" أمس، الى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يستدعه بشأن كلام جعفري، بل استقبله، واصفاً اللقاء بأنه "كان ودياً جداً". وأوضح أن الرئيس سليمان "استفسر مني عن حقيقة انتشار عناصر من الحرس الثوري في لبنان فأوضحت له أنه جواب محرف لسؤال طرحه أحد الصحافيين على جعفري، وأُقفل الملف في اللقاء". واستغرب عدم انعقاد جامعة الدول العربية لبحث موضوع الإساءة الى النبي محمد، متسائلاً "لماذا هذا الصمت المدوي خصوصاً مع صعود التيارات الإسلامية في العالم العربي؟". ورأى أن "لا إمكان إلا للحل السياسي في سوريا"، معتبراً أن "ايران نجحت في إقناع عدد كبير من المشاركين في قمة عدم الإنحياز بأن جذور كل المشكلات خصوصاً في سوريا، تعود إلى اسرائيل". وقال: "تيقنوا أن أي مشكلة في العالم، في أي نقطة في العالم تعود الى اسرائيل". وأعلن أن "العروض لتسليح الجيش اللبناني قائمة، ونحن مستعدون لتقديم كل ما يمكننا تقديمه، ففي موضوع الكهرباء قمنا بإزالة العراقيل التقنية لربط الكهرباء بين ايران ولبنان عبر العراق وسوريا".

 

وفد من "حزب الله" عرض الأوضاع مع السفير الروسي

زاسبكين: لن نسمح بتكرار ما حدث في العراق وليبيا في سوريا

وطنية - 21/9/2012 زار وفد من العلاقات الدولية في "حزب الله" ضم المسؤول عن العلاقات الدولية عمار الموسوي ومساعده محمد عبيد والنائب نوار الساحلي، سفير روسيا السكندر زاسبكين، وكان بحث في التطورات السياسية في المنطقة. وبعد الاجتماع الذي دام قرابة ثلاثة أرباع الساعة، أفاد الموسوي "أن البحث تناول الاوضاع الداخلية والاقليمية وتحديدا ما يرتبط بجوانب الازمة السورية".

وقال: "أطلعنا سعادة السفير على أجواء ما تقوم به روسيا من اجل اطلاق حوار جدي حقيقي للمساهمة في وضع حد للاستنزاف المتواصل منذ نحو سنة ونصف سنة للاستقرار في سوريا ولهذا التهديد الذي ربما يفيض عن حدود سوريا الى الجوار". أضاف: "لقد كانت وجهات نظرنا متطابقة في هذه المسألة، ونحن نعرب عن رضانا للجهود التي تبذلها روسيا في هذا المضمار، كما أعربنا عن تقديرنا للموقف الروسي المعبر عنه بأكثر من طريقة في ما يتعلق بالفيلم المسيء "براءة الاسلام".ونوه بالموقف الروسي "المسؤول والنابع من صميم الادارك بضرورة أن نبنى مسألة التعايش بين الجماعات والشعوب والاديان على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم المس بمشاعر المجموعات بغض النظر عن حجمها"، لافتا الى "أن الاجراءات جاءت في سياق منع عرض الفيلم بصورة كاملة او لقطات منه، وهذا تدبير حكيم، ونحن نعتقد أن مثل هذا الموقف يمكن أن يشكل قدوة للدول الاخرى".

وذكر بأنه "من خلال الموقف الذي أعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، طالبنا بأن يكون هناك تشريعات أممية وتشريعات وطنية تنتع المس بالمقدسات والرموز الدينية، سواء الاسلامية او المسيحية او اليهودية، لأن مثل هذه التصرفات يمكن أن تشكل تهديدا مستمرا للاستقرار، فالمجتمعات منفتحة في ما بينها وليس هناك منطقة في العالم تمثل نقاء عرقيا او دينيا او ثقافيا، بل هناك تعايش. المطلوب هو ان نبحث كيف يمكن ان نحفظ هذا التعايش من اي شكل من اشكال التوترات والانقسامات والمواجهات، وهذا ينطلق من تدابير يجب ان نصل اليها تحمي المقدسات وتمنع الاستفزازات التي تحصل بين وقت وآخر".

زاسبكين

بدوره رحب زاسبكين بوفد "حزب الله" في السفارة، لافتا الى "أن النقاش طال القضايا التي تعيشها المنطقة".

وقال في ما خص الفيلم المسيء للاسلام: "نحن نرفض مثل هذه الاستفزازات، والجواب يكون بالتلاحم بين كل الطوائف. ان الموقف الروسي والاستنكار الرسمي والشعبي لهذه الاستفزازات هو أمر طبيعي ناجم عن النهج الداخلي والخارجي المبني على الانسجام بين السياسة والاخلاق، والمعتمد بالدرجة الاولى على الشرعية الدولية وقيم الاديان السماوية". أضاف: "سنسعى الى تطبيق مبادىء التوافق والعيش المشترك بين الطوائف وحوار الحضارات، وإن روسيا ستواصل التعاون مع كل الاطراف المعنية في المنطقة لتحقيق هذه التفاهمات في المستقبل، ونرد بكل حزم على محاولات زرع الفتنة". ورأى "أن ما يحدث الآن في المنطقة يدل مرة أخرى على ضرورة الاسراع في ايجاد الحلول السياسية السلمية للنزاعات في هذه المنطقة". وفي الشأن السوري، أعلن زاسبكين "ان روسيا لن تسمح في سوريا بتكرار ما حدث في العراق ويوغوسلافيا وليبيا، وستواصل الجهود لتحويل الحالة في سوريا من المواجهة الى الحوار الوطني، وفقا لقرارات الامم المتحدة وبيان جنيف". وتطرق الى القضية الفلسطينية، مؤكدا "عدم جواز نسيان هذا القضية المركزية في المنطقة"، ومؤكدا أن روسيا "ستواصل الجهود لانقاذ عملية السلام".

وردا على سؤال عن تسليح بعض الدول للمعارضة السورية، قال: "أعتقد أن هذه الاخبار خطيرة وجدية وتتطلب المتابعة، لان موضوع تسليح المعارضة السورية يؤدي الى تصعيد النزاع، ويجب توحيد الجهود لجميع الاطراف المعنية لمنع تسليح المعارضة، لان ذلك يساعد على ترتيب العملية السلمية في هذا البلد".

 

الكتلة الوطنية: إطلالة نصرالله كانت سيئة على الوضع العام وعودة أعمال الخطف من أجل فدية تضع لبنان مجددا على مفترق مصيري

وطنية - 21/9/2012 عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية إجتماعها الدوري، وأصدرت بيانا رأت فيه أن "إطلالة السيد حسن نصرالله التي كانت حجتها الظاهرة عملا مستنكرا ومدانا، جاءت سيئة على الوضع العام، فكأنه يعيد الواقع الى مناخ التأزم والتوتر. فالطاقة السلبية المتأتية من غضب الشارع لن يكون مردودها إلا عكس ما يتمناه اللبنانيون من سلام واستقرار وازدهار".

واستغربت "كيف انه بعد تصريح واضح ومباشر من قائد الحرس الثوري الايراني أقر فيه بوجود عناصر من الحرس في لبنان وسوريا، ينبري العماد ميشال عون للتنكر لهذا الإنتهاك الخطر للسيادة. من الأكيد أن وجود الحرس الثوري في الوقت الحاضر لن يكون علنيا ولا استعراضيا، لكنه بالتأكيد معروف من القاصي والداني، أما الاخطر فهو ان يكون النظام الايراني يعتبر ان تنظيم حزب الله الذي يمولونه ويسلحونه هو الحرس الثوري الذي يقصدون، باعتباره ذراعهم العسكرية يأتمر بقراراتهم في الحرب والسلم".

واعتبرت "أن عودة أعمال الخطف من أجل فدية تضع لبنان من جديد على مفترق مصيري، وهنا يتساءل اللبنانيون لماذا الملاذات الآمنة لإغلبية عمليات الخطف ان لم نقل جميعها تقع في مناطق نفوذ وسيطرة حزب الله؟ ربما السر يكمن في عجز الدولة اللبنانية، حيث اصبحت المربعات الامنية الممنوعة عليها بؤرا امنية تؤوي خاطفين ومخطوفين، وحيث لا تجرؤ أي قوة أمنية على الدخول بدون تنسيق مسبق او اذن من قوى الامر الواقع".

 

سليمان اطلع من شربل على الوضع الامني والتحضيرات لمشروع قانون اللامركزية الادارية

وطنية - 21/9/2012 اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على الوضع الامني ونوه "بالجهود التي تبذلها القوى الامنية والعسكرية لضبط الوضع الامني ولاسيما مطاردة الذين يقومون باعمال الخطف واعتقالهم في ضوء التوجيهات الصادرة عن مجلس الوزراء" .

كذلك اطلع الرئيس سليمان من الوزير شربل على "التحضيرات الاخيرة لمشروع قانون اللامركزية الادارية تمهيدا لرفعه الى مجلس الوزراء" .

دياب

وتناول رئيس الجمهورية مع وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب الوضع التربوي مع بداية العام الدراسي وموضوع تعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية .

متري

واستقبل الرئيس سليمان الوزير السابق طارق متري وهنأه لمناسبة تعيينه موفدا خاصا للامين العام للامم المتحدة الى ليبيا، منوها "بقدراته والدور الذي يستطيع القيام به في اطار المهمة المكلف بها" .

ازعور

وعرض رئيس الجمهورية مع الوزير السابق جهاد ازعور للاوضاع العامة ولاسيما الاقتصادية منها في ظل التطورات الراهنة .

السيد حسين

واطلع الرئيس سليمان من رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين على الوضع الجامعي التعليمي والطالبي ووجوب التحضير لتشكيل مجلس الجامعة من خلال تعيين عمداء للكليات .

 

فتفت: ورقة سليمان خطوة اولى فـــــي رحلة الالف ميل لا وسطية في السيادة وعلامات إستفهام حول العلاقات الامنية

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت ان "الورقة التي قدّمها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمس في شأن الاستراتيجية الدفاعية خطوة اولى في رحلة الالف ميل، وتحتاج الى تطوير في مسألة التأكيد على السيادة"، مشيراً الى "علامات إستفهام الى ناحية العلاقات الامنية، فطالما سيبقى هناك سلاح شرعي في اي صفة كانت، ستبقى السيادة منقوصة في مكان ما".

وقال لـ"المركزية" "فخامة الرئيس حاول ان يكون في مكان الوسط بين فريقي "8 و 14 آذار" كي لا يستفزهما، لكن هذا لا يكفي لان لا وسطية في موضوع السيادة"، لافتاً الى ان "التواصل بين كل مكوّنات قوى "14 آذار" مستمر لبحث كل المواضيع التي تُطرح".وفي مجال آخر، رحّب فتفت بالخطة الآمنية التي ينفّذها الجيش والقوى الامنية للقضاء على ظاهرة الخطف"، مؤكداً ان "هذه الامور ما كانت لتحصل لولا وجود إنطباع لدى كل الخاطفين بان السلاح غير الشرعي يؤمّن لهم في شكل مباشر او غير مباشر غطاء لعملهم"، مشيراً الى ان "هذا العلاج من قبل القوى الامنية مرحلي، لان العلاج الاساسي يكمن في معالجة قضية السلاح

 

اوغاسبيان:سنبحث "ورقة سليمان" في جلسة الحوار المقبلة

وطنية - 21/9/2012 - اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب جان اوغاسبيان، في حديث الى قناة "المستقبل"، ان "البحث في الورقة التي وزعها رئيس الجمهورية في جلسة هيئة الحوار امس، سيتم في جلسة الحوار المقبلة". وقال "حسنا فعل الرئيس سليمان بتقديمه رؤية مشروعة للنقاش بشأن الاستراتيجية الدفاعية في جلسة هيئة الحوار امس، فالرئيس فتح نقاشا واسعا للتوصل لحل هذه المسألة الخلافية على المستوى الوطني والتي تأخذ البلد لمزيد من الخلافات والصراعات". اضاف: "هذه الورقة لم تبحث بالامس ووزعت في آخر الجلسة ليبدأ البحث بها في جلسة الحوار المقبلة. من الطبيعي ان يكون لكل الافرقاء السياسيين تحفظات ومعارضة في مكان ما وهذا طبيعي". وتابع: "نحن كقوى 14 آذار لدينا الكثير من التحفظات واعتقد ان الفريق الآخر كذلك. لكن الفريق الآخر اليوم يتريث لأعطاء وجهة نظره لأن الورقة تقضي باللجوء الى وضع السلاح في يد الدولة اللبنانية وحصر المقاومة في مسألة الاحتلال، وهذا امر مرفوض من حزب الله"، موضحا ان "كل الملاحظات التي ابداها بعض الفرقاء من قوى 14 آذار اولوية، والامور تحتاج الى اجتماعات في العمق فهذه الورق يجب ان تبحث اولا من الجانب الدستوري والقانوني ثم من الجانب العسكري والسياسي وغيره".

 

فرعون: جلسة الحوار شهدت ايجابيات وسلبيات والأهم في المبادرة وضع ورقة للنقاش تحت سقف الدولة والدستور

وطنية - 21/9/2012 - رأى عضو هيئة الحوار الوطني النائب ميشال فرعون، في حديث لاذاعة"صوت لبنان-الحرية والكرامة"، أن "جلسة الحوار شهدت بعض الايجابيات لروحية الإجماع على زيارة قداسة البابا، والتي رافقتها أيضا روحية رفض الإساءة للاديان السماوية، خصوصا الإسلام، ورفض ما يسمى بصراع الحضارات والأديان والدور الذي يمكن أن يلعبه لبنان في حوار الحضارات شرط تحييده وتحصين الاستقرار فيه". وتوقف فرعون، في الإطار الإيجابي نفسه، "عند الحوار الجدي حول التدهور الاقتصادي والمالي، أما من السلبيات فكانت في رفض حزب الله تطمين الشعب اللبناني القلق من الصورة التي أعطتها بعض التصاريح الإيرانية وكأن هناك تكريس للمحور السوري - الإيراني بأن لبنان قاعدة أو منصة للصواريخ في الصراع الإقليمي، مما يتجاوز أي كلام حول الدفاع عن الجنوب أو عن لبنان". واعتبر أن "هذا الأمر يؤكد الشك حول موقف فريق 8 آذار من الحوار حول السلاح والإستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار بعد الانقلابات على القرارات السابقة لهذه الطاولة وصولا الى هذه الحكومة التي تزج لبنان في صراعات خارجية ولم تقم بواجباتها الحيادية التي تتكلم عنها أو بالدفاع عن السيادة، لولا من بعض المواقف لرئيس الجمهورية للتعويض عن تقصير الحكومة في هذا الشأن".

ورأى فرعون أن "الأهم في المبادرة الجدية لرئيس الجمهورية وضع ورقة للنقاش تحت سقف الدولة والدستور، وخصوصا المادة 65 منه، وقانون الدفاع الوطني واتفاقية الهدنة والقرار 1701، مما يدخل الحوار حتما حول الموضوع الأساس الذي يجب التقدم به قبل الانزلاق الى تفكفك الدولة من خلال ثقافة السلاح بسبب مواقف بعض الفرقاء، وتحصين الدولة وتأمين الغطاء السياسي للأجهزة الأمنية"، مشيرا الى أننا "وصلنا الى منعطف مهم لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم، أمام الناس وأمام التاريخ، ويوضح فعلا من يعمل للوصول الى وفاق ومن يريد أن يبقي لبنان ساحة أو رهينة للصراع، مع تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية وتراجع قدرة الدولة على القيام بواجبها في ظل وجود قوى تنافسها على أكثر من صعيد". أضاف فرعون: "نعتبر أن هذه الورقة قد تسمح، كمرحلة اولى وفورية، بالوصول الى اتفاق حول وضع السلاح بتصرف الجيش المولج حصرا باستعمال عناصر القوة تمهيدا للصيغة النهائية التي يجب أن تكون متطابقة مع الدستور وقانون الدفاع الوطني والقرار 1701، أي أن يكون أي سلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية وألا يكون أي سلاح خارج السلطة بما فيه طبعا السلاح الفلسطيني". ولفت الى أن "نتيجة الحوار حول هذه الورقة تبقى رهن جدية موقف قوى 8 اذار من العبور الى الدولة وحماية مصالح الناس والبلد"، مشيرا الى أن "مواقف الحلفاء الإقليميين، التي توجه هذه القوى وترعاها، لا تطمئن بالخير في هذه المرحلة".

 

الاحرار: "الفيلم المسيء" عمل طائش بدائي وللحوار شروط يقتضي توافرها كي لا يصبح ملهاة وغطاء

وطنية - 21//2012 - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء، واعتبر في بيان صدر، ان "زيارة الحبر الأعظم مطابقة للتوقعات والإنتظارات إذ كرست مواقف قداسته مبادىء الكنيسة الجامعة وإرث الكرسي الرسولي ودوره. وتأتي في مقدم هذه المبادىء قيم الحرية والعدالة والمساواة والشراكة ضمن التنوع وصياغة مشروع عيش واحد بين الشعوب مع احترام خصوصية كل منها، ويبقى ان على اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، العمل معا لترجمتها في الواقع لتنسحب على منطقة الشرق الأوسط فيتحقق رهان قداسة البابا الذي اختار لبنان لتوقيع الإرشاد الرسولي للمسيحيين في المنطقة والإطلالة منه على شعوبها".

ودان "بقوة الفيلم المسيء للاسلام والمسلمين الذي لا يعدو كونه عملا طائشا وبدائيا لمجموعة صغيرة من الموتورين تكبلهم العقد أو تحركهم الغرائز على غرار أمثالهم الذين حاولوا الإساءة مرات لا تحصى إلى المسيح والمسيحيين"، مبديا اسفه "لردود الفعل العنيفة التي تشوه صورة المسلمين أكثر ما تلحق ضررا بالمسيئين إليهم".

واعتبر انه "من الأجدى سلوك الطرق القانونية واعتماد الوسائل الحضارية للتعبير عن الآراء، لافتين إلى رغبة بعضهم استغلال الفيلم، الذي لا يتحمل مسؤوليته لا الشعب الاميركي ولا الإدارة الأميركية ولا طبعا الغرب أو دين من الأديان، للمزايدة وتسجيل النقاط وحرف الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري".

ودعا البيان الى النظر "بجدية إلى إعلان قائد الحرس الثوري بالنسبة إلى وجود عسكري لفيلق القدس في لبنان وسوريا والذي سبقته وواكبته تصريحات مسؤولين إيرانيين تؤكد استعداد حزب الله للتصدي لأي اعتداء يستهدف الجمهورية الإسلامية، وإن هذا الإعلان يكشف لبنان ويقدم خدمة مجانية لإسرائيل ويشكل انتهاكا لسيادة لبنان كما يظهر حقيقة حزب الله كقوة في خدمة المحور الإقليمي، كما يميط اللثام عن مشاركة إيران وحلفائها في قمع ثورة الشعب السوري المباركة، ونعجب كل العجب لغياب أي رد فعل حكومي، وخصوصا لوزير الخارجية الذي كان سباقا في تلقف اقتراح أمين عام حزب الله دعوة مجلس جامعة الدول العربية إلى الإلتئام على خلفية فيلم "براءة المسلمين"، منوها "بموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي خفف من فداحة اللاموقف الحكومي".

وجدد تأكيده اعتبار "الحوار وسيلة فضلى لحل الإشكالات وللتوصل إلى تفاهمات وإلى جوامع مشتركة ولتضييق الهوة بين مكونات المجتمع وقواه السياسية، إلا أننا نؤكد أن للحوار شروطا يقتضي توافرها ليكون مثمرا ولكي لا يصبح ملهاة أو غطاء لسياسات أو مخططات، من هنا شكوكنا بجدول حوار حول سلاح حزب الله الذي اختار لنفسه عنوان المقاومة، ونصب نفسه شريكا في ثلاثية إلى جانب الشعب والجيش رغم إرادة أكثرية اللبنانيين. وأبلغ برهان على عدم جدية هذا الحزب إحجامه عن تقديم تصور أسوة بأكثرية أفرقاء الحوار وإصراره على طروحاته الإستفزازية في هذا المجال".

وطالب "الحكومة بالعمل السريع والدؤوب لمكافحة أعمال الخطف ولقطع دابر العصابات التي تمتهن احتجاز المواطنين وطلب فدية مالية لإطلاقهم"، محذرا من استفحال هذه الظاهرة مع تفاقم الأوضاع الإقتصادية والمعيشية مما ينعكس سلبا ليس على هيبة الدولة فقط إنما أيضا على وجودها، ونذكر في هذا السياق بقضية المهندس جوزف صادر الذي لا يزال مصيره مجهولا بعد قرابة اربع سنوات على اختطافه ووسط صمت مريب من قبل المرجعيات والأجهزة المختصة المفترض بها التعاون لإطلاق سراحه ووضع حد لمأساته ولمعاناة عائلته".

 

علوش: اتهامات "14 آذار" لمنظومة "الممانعة" حقيقية

المركزية- اكد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش ان "اتّهامات قوى "14 آذار" للمنظومة الشريرة المسماة "ممانعة" على مدى السنوات الماضية، حقيقية وليست مبنية على اوهام". وعلّّق في حديث اذاعي على معلومات في شأن كشف التحقيقات مع الشبكة المتخصصة بسرقة المصارف عن مخطط لإغتيال قيادات سياسية وقضائية كانت تنوي تنفيذه بالقول "منذ إعلان خبر إلقاء القبض على الوزير السابق ميشال سماحة متلبساً في الجرم المشهود وموكلاً من بشار الأسد للقيام بالتفجيرات بدأت تتوضّح للمواطنين ان اتهامات قوى "14 آذار" لهذه المنظومة الشريرة المسماة ممانعة على مدى السنوات الماضية هي اتهامات حقيقية وليست مبنية على اوهام". اضاف "ان النظام الذي تلاعب بالأمن في شكل حازم في السابق اصبح الآن مغامراً اكثر بسبب الحاجة الأكبر الى تنفيذ اهدافه، لذلك من المهم الآن الا تنتهي هذه القضية بإعلان الأسماء فقط إنما ان تعلن الجهة التي دفعت هذه المجموعة الى القيام بهذه الأعمال". وعمّا اذا كان من ارتباط بين هذا الموضوع وبين الشبكة في منطقة الزاهرية في طرابلس قال علوش"لا شكّ ان القضية مترابطة والمحرّك واحد، واعتقد ان سبب بدء انكشاف هذه المجموعات هي ان الرؤوس المدبّرة التي كانت مرتبطة بمسلسل إرهابي دقيق وكان لها اذرع موجودة وكانت اكثر فاعلية في السابق موجودة".

 

نديم الجميل إلى كندا في زيارة تستمر أسبوعين

وطنية - 21/9/2012 - غادر النائب نديم الجميل مطار رفيق الحريري الدولي متوجها إلى كندا عن طريق باريس. وأكد المكتب الاعلامي للجميل في بيان أن " الزيارة تلبية لدعوة من الهيئة الاغترابية في حزب الكتائب تستمر حوالي اسبوعين، يلتقي خلالها النائب الجميل، أقسام الكتائب في كندا، كما ينضم اليه أيضا عدد من الكتائبيين الوافدين من الولايات المتحدة الاميركية. وقد أعد له برنامج حافل من اللقاءات مع أفراد الجالية اللبنانية في مونتريال وتورونتو وأوتاوا وغيرها من المدن حيث الانتشار اللبناني، وسيلتقي قوى 14 آذار وعددا من المسؤولين الكنديين المعنيين بالشرق الاوسط ولبنان".

 

مجمع السريان الكاثوليك أنهى أعماله أملا في نهوض لبنان وسوريا والعراق والتمسك بالارض

المركزية - أمل اساقفة الكنيسة السريانية الانطاقية الكاثوليكية في ختام مجمعهم السنوي في نهوض لبنان وسوريا والعراق وعودة الاستقرار الى ربوعهم وأشادوا بزيارة البابا التي وحدت اللبنانيين ودعوا ابنائهم المؤمنين الى التمسك بالارض والوطن، وجاء في البيان الختامي للمجمع:

عقد اساقفة الكنيسة السريانية الانطاكية الكاثوليكية مجمعهم السنوي في المقر البطريرطي الصيفي، في دير الشرفة - درعون (لبنان) في الفترة من 17 -21 أيلول 2012، برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي، ومشاركة كل من السادة الاساقفة: مار أثناسيوس متى متوكا رئيس أساقفة بغداد سابقا، مار رابولا انطون بيلوني المعاون البطريركي سابقا، مار يوليوس ميخائيل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في اوروبا الغربية، مار فلابيانوس يوسف ملكي المعاون البطريركي سابقا، مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، مار اقليميس يوسف حنوش مطران ابرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، مار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، مار ثيوفيلوس جرجس كساب رئيس أساقفة حمص وحماة البنك، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والاراضي المقدسة والاردن، مار ايونيس لويس عواد المطران الاكسرخوس لفنزويلا سابقا، مار برنابا يوسف حبش مطران ابرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة وكندا، مار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، مار افرام يوسف عبا رئيس أساقفة بغداد، مار يوحنا جهاد بطاح النائب البطريركي لابرشية بيروت البطريركية، الخوراسقف يوسف صاغ النائب البطريركي في تركيا، والخوراسقف سولاقا اسطيفو زكريا النائب البطريركي في البصرة. وقد تغيب عن الحضور غبطة البطريرك السابق مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الاحد، ومار طيموثاوس حكمت بيلوني المطران الاكسرخوس لفنزويلا.

سبق الافتتاح الفعلي للمجمع جلسة رسمية خاصة مع غبطة كاثوليكوس الكنيسة السريانية الملنكارية الكاثوليكية الشقيقة في الهند، موران مور باسيليوس اقليميس، برئاسة غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وحضور آباء مجمعنا والمطران مار أبراهام يوليوس من الكنيسة الملنكارية. وهذه اول مرة في التاريخ يحضر فيها رئيس الكنيسة الملنكارية الكاثوليكية جلسة سينودسية للكنيسة السريانية الانطاكية الكاثوليكية. مما يفتح آفاقا جديدة من التعاون والتنسيق بين الكنيستين الشقيقتين.

وقد افتتح المجمع الحالي بقداس مشترك في كنيسة دير الشرفة رأسه صاحبا الغبطة البطريرك الانطاكي يوسف الثالث والكاثوليكوس الملنكاري باسيليوس. وقد أقيم قداس وجناز عن روح المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال مار اغناطيوس موسى الاول داود، رئيس المجمع الشرقي السابق. وكان غبطة أبينا البطريرك وأعضاء المجمع قد قاموا بزيارة أخوية لقداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص في مقر إقامته بالعطشانة بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لجلوسه على الكرسي البطريركي الانطاكي للسريان الارثوذكس وانعقاد سينودس الكنيسة السريانية الشقيقة.

وتأتي أهمية مجمعنا لهذا العام كونه جاء مباشرة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر للبنان، وتكريمه المقر البطريركي في دير الشرفة بأول زيارة بابوية له، حيث عقد قداسته لقاء مسكونيا مع بطاركة الشرق الارثوذكس وسلمهم نسخة من الارشاد الرسولي: "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: شركة وشهادة". فإذ نجدد شكرنا البنوي لقداسته، باسم غبطة أبينا البطريرك وأعضاء مجمعنا المقدس، لهذه اللفتة الابوية الكريمة، نحيي بفخر واعتزاز أصحاب القداسة والغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك والارثوذكس الذين شرفونا بحضورهم في دير الشرفة، المهد التاريخي لكنيستنا السريانية الكاثوليكية. وكان الموضوعان الرئيسان لدورة المجمع السرياني لهذا العام، هما:

1- أوضاع الخدمة الكهنوتية والجوانب العملية لعيش الرسالة الكهنوتية في الكنائس الام وفي بلاد الانتشار.

2- مشروع القداس، بحسب التجديد الذي أعدت دراسته اللجنة الطقسية الخاصة على مدى سنتين. ومن المواضيع الهامة الاخرى التي انكب عليها المجمع:

3- التقارير عن حياة الابرشيات في الرقعة البطريركية وبلاد الانتشار. وقد اشاد آباء المجمع بصمود كنائسنا في ظروف قاسية تمر بها بلادنا الشرق اوسطية. كما اشادوا بأهمية كنائس الانتشار كجناح متنام لكنيستنا السريانية يستحق الاهتمام. وركزوا على علاقات الاتصال والتواصل بين الابرشيات الام وابرشيات ورسالات الانتشار.

4- شؤون المؤسسات الرهبانية والمعاهد الكهنوتية مع التركيز على اهمية رعاية الدعوات.

5- صندوق تقاعد الاساقفة.

6- صندوق تضامن مع الابرشيات التي تعاني من الاضطرابات.

7- اما في الشأن العام في منطقتنا العربية والمشرقية، فقد ركز آباء المجمع على تفضيل لغة الحوار على لغة العنف، لغة الاعتراف بالآخر شريكا على لغة الاستئثار، لغة التطوير والاصلاحات الحقيقية على لغة الادانة.

8- ورفع الآباء صلاتهم من اجل الامان والاستقرار في سوريا، ومن اجل ارواح الشهداء لتكون دماؤهم بذار سلام ووفاق بعد كل هذه المعاناة. وفيما شجبوا العنف وكل تدخل خارجي، دعوا الى تضافر الجهود في بناء الجسور لتجاوز المحنة، مؤكدين تعلق ابنائهم بالعيش المشترك، لتبقى سوريا نموذجا حضاريا في التلاحم وامان المنطقة.

9- واعرب آباء المجمع عن املهم في ان ينعم الشعب العراقي اخيرا بالامان والاستقرار، في جو من المواطنة المتساوية والشراكة التي هي اعتراف بالآخر، وبدوره في البناء والتطوير، بروح الاخاء والمساواة بين كل المواطنين، دون تمييز بين دين او عرق، او مذهب او اكثرية او اقلية.

10- كما يشجع المجمع كل مبادرات توحيد الصف الفلسطيني تجاه الهدف المنشود بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة واعادة الحق والكرامة الى هذا الشعب كي يبني كيانه ويعيش بأمان مع جيرانه.

11- اما في الشأن اللبناني، ففيما يهنئ آباء المجمع لبنان الذي توحد، بقياداته الحكومية والسياسية والروحية والشعبية والفكرية، في استقبال قداسة البابا، فنالت تجربته التعددية زخما جديدا لترسيخ دوره المتميز في محيطه، يدعو المجمع السرياني الى تفعيل الحوار القائم، الذي يضع مصلحة لبنان فوق كل شيء، ويضم الاساقفة صوتهم الى اصوات المجامع الكنسية الشقيقة بالدعوة الى العمل المشترك ونبذ الخصومات وتفعيل المؤسسات الدستورية لبناء لبنان الحديث، وطنا للعيش المشترك والحرية.

12- وفي الختام يتوجه آباء المجمع الى ابنائهم المؤمنين في كل مكان، في الاوطان الام وفي بلاد الانتشار، الى التمسك بالايمان ومحبة الكنيسة، والى ان يعيشوا هذا الايمان والمحبة كشهود يحملون رسالة الانجيل. ويحثون ابنائهم في الشرق خصوصا على الثبات في الرجاء والتمسك بالارض، وليساهموا مساهمة فعالة في بناء اوطانهم، كما حثهم البابا بنديكتوس السادس عشر في الارشاد الرسولي: "من واجب وحق المسيحيين في الشرق الاوسط المشاركة التامة في حياة الوطن من خلال العمل على بناء اوطانهم، ويتمتعوا بمواطنة كاملة، لا ان يعاملوا كمواطنين او مؤمنين من درجة ثانية".

 

السنيورة: المطلوب من "حزب الله" التعهد بعدم استخدام سلاحه لأهداف غير لبنانية

المستقبل/قدم رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة خلال الجلسة مداخلة شدد فيها على أنه "لا يمكن ان نقبل بأن يتحول بلدنا منصة صورايخ لأحد"، مشيراً الى أن قول البعض ان كلام قائد الحرس الايراني تم تحريفه "أمر غير صحيح، لكننا لم نسمع نفياً واضحاً وصريحاً من حزب الله او كلاماً يقول ان سلاحه هو لأهداف لبنانية فقط". وطالب "حزب الله" بأن "يتعهد امام اللبنانيين بعدم وجود نية أو استعداد من أي نوع كان لاستخدام هذا السلاح لأهداف غير لبنانية". ورأى أنه "لا يجوز ان يقود جمهور المسلمين والعرب أشخاص مأجورون ليس لهم مِنْ هَمّ الا ايجاد الفرقة بين المسلمين وبقية الطوائف في بلدانهم وبين العرب والمسلمين والعالم". ودعا الى زيادة رواتب الموظفين في القطاع العام، معتبراً أن "الحكومة تقر زيادات من دون رؤية اصلاحية وخطة لتحسين الخدمات وقدرة على تأمين العائدات وتأخذ البلد واقتصاده وماليته الى المجهول". وقال السنيورة: "ان زيارة قداسة البابا للبنان، كانت زيارة تاريخية ومميزة جداً من الوجوه كافة. وكما توقعنا فقد كانت علامة فارقة بكونها عكست حقيقة الجوهر الأصيل للشعب اللبناني، بحيث تعاملت جميع الاطراف اللبنانية بمواقعها كافة بمسؤولية عالية مع هذا الحدث، وأثبت اللبنانيون الذين استقبلوا قداسته بترحاب لافت انهم شعب حضاري قادر على التألق وعلى التعبير عن جوهر تنوعه في وحدته. وقد أثبتت زيارة قداسته ان لبنان بلد العيش الواحد وان اللبنانيين جديرون بالارتفاع إلى مستوى التحدي الذي حملته الزيارة معها، وحيث ركز قداسته في الارشاد الرسولي الذي أعلنه فضلاً عما حوته مختلف الكلمات التي ألقاها والتصريحات التي أدلى بها والتي أكدت تدعيم العيش المشترك والواحد الذي هو قيمة حضارية بحد ذاتها والتمسك به، وكذلك الدور الكبير والمهم الذي لعبه ويلعبه المسيحيون في النهضة العربية سابقاً وحاضراً ومستقبلاً، وحيث يشدد في كلامه وفي الإرشاد الرسولي على دولة المواطنة في لبنان وعلى دور المسيحيين في لبنان وفي النهضة العربية وأيضاً على دورهم في تعزيز المساواة مع مواطنيهم المسلمين في الحقوق والواجبات. وكذلك ركز على ضرورة أن يعني المسيحيون ويدركوا أهمية تجذرهم في المنطقة وان يبتعدوا عن الإحباط والاستسلام للعجز أو لليأس والتحول بدلاً من ذلك إلى المبادرة. وهي كلها مبادئ وقيم ومنطلقات اساسية بالنسبة الينا جميعاً يجب تدعيمها والاستفادة منها".

أضاف: "في المحصلة كانت زيارة البابا مهمة للبنان كما كان لبنان على قدر التحدي والمسؤولية. وهو عليه ان يثبت في الآتي من الأيام أنه قادر ومن خلال التشبث باتفاق الطائف واستكمال تنفيذه على صناعة الوحدة بين اللبنانيين، على القواعد التي أرساها الدستور، وعلى أنه قادر بمسيحييه ومسلميه على وأد الفتنة ورفض التعصب والفرقة وعلى تحقيق منجزات اقتصادية في حال الالتزام بالرصانة المالية والنمو والتنمية الاقتصادية وتعزيز الانتاجية والقدرة التنافسية. كما انهم قادرون على توليد فرص عمل جديدة واستقطاب استثمارات مجدية وعلى رسم خريطة طريق مستقبلية لتعزيز الوجود المسيحي في الشرق العربي وفي لبنان".

وأشار الى "وجوب إدانة ذلك العمل الشائن والمتمثل بالفيلم الذي أطلقه أحد التافهين والقصد منه الإساءة الى الإسلام واستدراج المسلمين والعرب إلى ردود فعل لا تعبّر عن جوهرهم ولا تخدم قضايا المسلمين والعرب ولا تؤدي إلى حماية الإسلام والرسول الأعظم من أي إساءة. لذلك فإنه يجب التنبه إلى أنه لا يجوز ان يقود جمهور المسلمين والعرب أشخاص مأجورون ليس لهم مِنْ هَمّ الا ايجاد الفرقة بين المسلمين وبقية الطوائف في بلدانهم وبين العرب والمسلمين والعالم من جهة أخرى، وعلى ذلك يجب المحاذرة من الوقوع في الفخ الذي نصبه ذلك الشخص ومن هم وراءه لإحداث الفتنة والصدام".

وتابع: "صحيح اننا نادينا بأن تكون جلسات الحوار الوطني محصورة فقط بالموضوع المتبقي على جدول الاعمال اي سلاح حزب الله، لكني اود ان اغتنم الفرصة لطرح مشكلات تتفرع عن هذه القضية الاساسية، اي تتفرع عن وجود سلاح حزب الله وانتشاره وتفرعه ضمن تنظيمات مسلحة تتأسس تحت إشرافه في أكثر من منطقة في لبنان".

ولفت الى أن "القضايا التي يثيرها وجود سلاح حزب الله باتت أبعد مما كنا نعتقد، فقد كان النقاش ينحصر في الماضي حول دور هذا السلاح بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي في العام 2000 في ضوء التجربة والادوار الداخلية التي لعبها بعد ذلك، وصولاً الى احداث السابع من ايار 2008 عبر غزوة بيروت وبعض المناطق الأخرى، ومن ثم الدور الذي لعبه في التأثير على نتائج الانتخابات في العام 2009 لجهة تقويض اي امكان لبروز أصوات مختلفة خارج سطوة هذا السلاح. وكذلك أيضاً الدور الذي لعبه هذا السلاح في اسقاط حكومة الوحدة الوطنية وما تبع ذلك من انقلاب القمصان السود ومحاولة الانتشار الى مناطق اخرى كمثل طرابلس في الاحداث الاخيرة، بحيث بات هذا السلاح يفرّخ سلاحاً من مناطق عديدة وآخر هذه ما حصل قبل ساعات ليل اول من امس وما شهدناه في منطقة السعديات وما نشهده هذه الأيام من انفلات عمليات الخطف بسبب انتشار ثقافة السلاح والإحساس الذي يخامر البعض أن السلاح يحميهم أو يمكن من خلاله تحقيق ما قد يعجزون عنه من دونه".

ورأى أن "كل هذه الاحداث المثيرة ينبغي التوقف عندها والتركيز عليها، الا انه في الحقيقة يمكن وضعها في مكان والنظر إلى ما يجري من جهة أخرى في مكان آخر. فلقد ظهر خلال الايام القليلة الماضية أمر بات يضع هذا السلاح ودوره في مكان اخر، ويعطيه أدواراً اخرى جديدة. ولقد تجلى ذلك بالكلام المباشر والصريح لقائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري. طبعاً كلام جعفري لم يضف الى معلوماتنا ومعرفتنا أشياء جديدة لكنه أراد في كلامه القول ان يد ايران في لبنان وسوريا موجودة ومتجذرة بعمق. بمعنى آخر، فهو أراد بكلامه أن يقول ان وجود الحرس الايراني المسلح في لبنان موجود ويمكن استعمال لبنان وسلاح حزب الله فيه لتهديد الآخرين وانه يمكن بالتالي استخدام لبنان كورقة مساومة وضغط وابتزاز على الآخرين".

وذكر بأنه "سبق كلام السيد جعفري تصريحات لمسؤولين ايرانيين آخرين أطلقوا فيها تهديدات بأن حزب الله سيرد من لبنان في حال تعرضت ايران للهجوم من قبل اسرائيل"، موضحاً "اننا والكثرة الكاثرة من اللبنانيين نعارض بشدة ان تتعرض ايران الى اية حرب أو اعتداء من قبل اسرائيل أو غير اسرائيل، ونحن لا يمكن ان نرضى بذلك لا بل نحن نرفض وندين أي عمل من هذا القبيل، لكننا في الوقت نفسه لا يمكن ان نقبل بأن يتحول بلدنا منصة صواريخ لأحد أو أرضا للمواجهة بين القوى الاقليمية أو لمواجهة القوى الدولية. لقد دفع لبنان سابقاً الثمن غالياً من حياة أبنائه ودمائهم وعرق أجيال وانجازاتها لتحقيق التقدم، والإعداد للمستقبل باقتدار. واعتقد ان الشعب اللبناني لا يريد أن يمر بهذه التجربة مجدداً".

وقال: "كنا في السابق نحاول التعرف على دور سلاح حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية والوطنية، وبتنا الآن امام أمر تجري محاولة فرضه على اللبنانيين فرضاً وهو ما يتعلق بدور سلاح حزب الله في الصراع الاقليمي وتحويل لبنان الى جبهة مساندة لإيران في صراعاتها الإقليمية والدولية. وهذا أمر لا يقبل به الشعب اللبناني ولا يوافق عليه اللبنانيون وهم لم يعطوا لأحد تفويضاً بذلك. سيقول البعض اني أثير المسألة وأحاول استغلالها، وان كلام قائد الحرس الايراني تم تحريفه وهذا أمر غير صحيح. لكننا وعلى أي حال لم نسمع نفياً واضحاً وصريحاً من حزب الله او كلاماً يقول ان سلاحه هو لأهداف لبنانية فقط".

أضاف: "قبل ان نبدأ الحوار المطلوب من حزب الله ان يتعهد امام اللبنانيين بعدم وجود نية أو استعداد من أي نوع كان لاستخدام هذا السلاح لأهداف غير لبنانية. كان الحزب يقول ان دور سلاحه هو للتحرير ولمواجهة الاطماع الاسرائيلية. التحرير حصل والجميع يعترف بدور حزب الله المشرّف في الامر حتى العام 2000، لكن مواجهة الاطماع الاسرائيلية مسؤولية الدولة. كما اننا نفاجأ الآن بتصريحات واضحة لا تقبل اللبس بشأن مهمات وادوار جديدة لهذا السلاح وهي حماية ايران، هذه مسألة جديدة لا يوافق عليها الشعب اللبناني ومن الظلم تحميل لبنان واللبنانيين هذه المسؤوليات فقد أفنت الحروب الكثير من الارواح والقدرات والامكانات والطاقات اللبنانية وليس مقبولاً ان تكون الاجيال المقبلة مرة جديدة عرضة للتجربة نفسها".

ولفت الى ان "ما أقدمت وتقدم عليه الحكومة يكاد يهدد البلاد تهديداً كبيراً على المستويين المالي والاقتصادي وعلى لقمة عيش اللبنانيين. ان الاضرار التي يمكن ان تلحق بلبنان جراء التعاطي بخفة غير مسبوقة مع المواضيع الاقتصادية والمالية هي أضرار كبيرة وكبيرة جداً، فهل من المعقول ان تقدم الحكومة على اقرار سلسلة جديدة للرواتب في مجلس الوزراء من دون ان تعرف حقيقة تكاليفها وذلك باعتراف أعضاء في الحكومة؟ وهي قد أقدمت عليها بالرغم من التحذيرات والتنبيهات العديدة التي سمعتها من أكثر من طرف ومن ضمنها ما نبهت إليه صراحة في الهيئة العامة لمجلس النواب أكثر من مرة".

واعتبر أن "الحكومة تقدم في عملها هذا على تحميل الشعب اللبناني هذه الأعباء من دون أن تتنبه أو تنبه الشعب اللبناني إلى حقيقة الامر وكم ستكلف هذه الزيادة وكم ستكون الأعباء المستقبلية الهائلة التي سيتحملها المواطن اللبناني، خصوصاً وان دولته وحكومته يعملان على إقرار الزيادة من دون تأمين الواردات، وكل ذلك بغياب اي رؤية اقتصادية أو مالية أو اصلاحية لتطوير الادارة اللبنانية وتحسين الخدمات للمواطنين وأيضاً في ظل أوضاع ومؤشرات اقتصادية ومالية غير مؤاتية على الإطلاق لا محلياً ولا إقليمياً ولا دولياً. إن هذه الحكومة تقدم على السباحة عكس التيار الذي تسير فيه جميع دول العالم. فإلى أين تأخذنا هذه الحكومة؟! في ظل انحسار النمو الاقتصادي في لبنان وتحول ميزان المدفوعات إلى عجز للسنة التالية على التوالي وإلى اضطرار مصرف لبنان لزيادة تسليفه للخزينة اللبنانية بشكل كبير بطريقة تسعِّر، مستويات التضخم وترفع من معدلات الفائدة في السوق".

وأشار الى أنه "عندما يصار إلى التفكير بتحسين رواتب الموظفين وهذا أمر محق فإنه ينبغي علينا التفكير بجدية في كيفية تحسين الاداء وتحسين الخدمات وزيادة الإنتاجية. فأين الخطط لذلك؟ وما هي البرامج العملية التي ستعتمدها الحكومة؟"، مشدداً على أنه "ليس كافياً أن تقوم الحكومة بتجميع مشاريع قوانين وأفكار متناثرة من مشاريع موازنات سابقة أسقطت في الماضي ونعرف كيف ولماذا أسقطت حينها لكي نقول ان للحكومة رؤية في هذا المجال". وقال: "اني أثير الموضوع لأن الدستور طرح عليكم مسؤوليات كبيرة في هذا المجال ولكي أضع النقاط على الحروف بسبب خطورة ما تمارسه الحكومة. ان قرار السلسلة الذي اتخذته الحكومة هو قرار اتخذ فقط للدعاية ولتحقيق بعض الأهداف الانتخابية القصيرة النظر والأجل فقط، ولكن لا احد يسأل الى اين تذهب الحكومة بالبلاد بعد ذلك وما هي الانعكاسات التي ستترتب على ذلك وما هو مصير الاقتصاد وصورته عقب ذلك، وما هي قدرة الاقتصاد التنافسية وأثر ذلك كله على ميزان المدفوعات وعلى معدلات الفائدة وعلى النمو الاقتصادي وعلى معدلات التضخم وعلى الاستقرار النقدي وعلى الأعباء المستقبلية التي سيضطر المواطنون إلى تحملها؟".

وأكد أنه "علينا زيادة رواتب الموظفين في القطاع العام وليس مقبولاً ان يكون العاملون في القطاع العام من كل الأسلاك في ضائقة، لكن في الوقت نفسه فإن القيادة السياسية مسؤولة عن سلامة الاقتصاد وسلامة الأوضاع المالية وعن تحسين الخدمات للمواطنين وحماية لقمة عيشهم وضمان وتعزيز الاستقرار النقدي. والزيادات يجب ان ترفق بتطوير الادارة واصلاحها وزيادة الإنتاجية فيها لا أن يحصل كما حصل في إقرار سلسلة الرواتب في العام 1998، حين أقرت السلسلة آنذاك وسُلِخَ منها جميع الإصلاحات التي كان قد تم التوافق عليها وعلى مدى حوار ونقاشات واجتماعات مع جميع النقابات والهيئات والروابط استغرق خمس سنوات، وكان يفترض أن يصار إلى إقرارها في الهيئة العامة لمجلس النواب بمادة وحيدة تسهم في إصلاح الإدارة وزيادة ساعات العمل وتعزيز الإنتاجية وانتهى كل ذلك إلى لا شيء بقرار رئاسي".

وختم: "اي زيادة لا يمكن أن تنعكس إيجاباً على مصالح العاملين في القطاع العام لا يمكن أن تكون مفيدة إذا لم يكن باستطاعة الاقتصاد والمالية العامة تحملها. هذا كله مع ضرورة تأمين الايرادات اللازمة التي لا تنعكس سلباً على الاقتصاد لكي لا ندخل مجدداً في الركود أو في زيادة نسب التضخم. ولا ننسى اننا وحدنا اليوم نسير في هذا الاتجاه الخاطئ والمعاكس والعالم مشغول بمشكلاته ويسير في مسارات أخرى. ما اود قوله هو ان الحكومة تأخذ البلد الى المجهول الذي هو ويا للأسف المعلوم".

 

«من غير اللائق دعمنا العراقيين وهم يعملون ضد المصالح الأميركية»

كيري يهدّد بوقف المساعدات لبغداد إذا استمرت في السماح بمرور شحنات السلاح الإيرانية إلى الأسد

  واشنطن - من حسين عبدالحسين/الراي

هدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي جون كيري بوقف المساعدات الاميركية الى العراق، التي بلغت مليارا و700 مليون دولار العام 2012، اذا استمرت بغداد في السماح بمرور شحنات السلاح الايرانية في المجال الجوي العراقي في طريقها الى نظام بشار الاسد في سورية.

في هذه الاثناء، اعتبرت دراسة اصدرها «معهد دراسة الحرب»، اول من امس، ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يسيطر على السلطة في بلاده الى درجة قد تطعن في نزاهة انتخابات «مجلس النواب» المقررة العام المقبل. وفي قاعة الشؤون الخارجية في «مبنى ديركسون»، المجاور لمبنى «الكابيتول» مقر الكونغرس، وجّه كيري، أول من أمس، انتقادات قاسية الى الادراة الاميركية اثناء جلسة استماع عقدتها اللجنة من اجل الموافقة على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا في بغداد. بيكروفت، الذي يعمل قائما للاعمال في سفارة بلاده في العراق، زار العاصمة الاميركية خصيصا من اجل عملية تثبيته سفيرا بالاصالة، وقال: «تحاورت شخصيا مع اعلى مراتب الحكومة العراقية حول هذا الموضوع». واضاف: «زملائي في بغداد خاضوا في حوارات حول هذا الموضوع، وسنستمر في الحوار، وكل زائر يمثل الحكومة الاميركية، من مجلس الشيوخ، ثلاثة منهم أخيرا، الى مسؤولي الادارة، اثاروا هذا الموضوع مع العراقيين وجعلوا من الواضح جدا اننا نجد (نقل السلاح عبر المجال الجوي العراقي) غير مقبول، ونجده لا يساعد ومضرا للعراق وللمنطقة، وطبعا، اولا واخيرا، (مضر) للشعب السوري». وتابع: «يجب ان يتوقف (نقل السلاح)، ونحن نضغط، وسنستمر في الضغط حتى يتوقف».

هنا اجاب كيري: «قد يتوقف (نقل السلاح) عندما يصبح الامر متأخرا جدا... اذا حاول كل هؤلاء (من المسؤولين الاميركيين) مطالبة الحكومة العراقية بوقف الشحنات ولم تتوقف، لا يبدو ان لحواراتنا معهم اي تأثير». واضاف: «هذا ينبهني الى انه ربما علينا ان نرسل اشارات قوية ان مساعداتنا ودعمنا يعتمدان على نوع من الرد الايجابي (من قبل الحكومة العراقية)».

ثم ارتفعت نبرة السناتور المخضرم، واحد المرشحين لخلافة هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية في حال فوز الرئيس باراك اوباما بولاية ثانية، وقال: «يعني يبدو انه من غير اللائق ابدا اننا نحاول مساعدتهم في بناء ديموقراطيتهم، ودعمهم، وتعريض ارواح اميركيين للخطر، وضخ اموال في البلد، وهم يعملون ضد مصالحنا بطريقة مكشوفة الى هذه الدرجة، وضد مصالحهم كذلك».

التوجس الاميركي من الازمات التي تعصف بالديموقراطية العراقية وتهددها بالتحول الى ديكتاتورية تحت سلطة المالكي كان حاضرا ايضا في الدراسة التي حملت عنوان «الحكم بحق (نائب الرئيس العراقي طارق) الهاشمي وصحة الديموقراطية العراقية». وجاء في الدراسة ان «حصر السلطة بيد المالكي والدائرة الصغيرة المحيطة به، خصوصا من خلال تسييس القضاء، تثير الريبة خصوصا لناحية امكانية حصول انتخابات حرة ونزيهة في العام 2013، وما بعد ذلك، وتلقي بظلال الشك على صحة الديموقراطية العراقية».

واعتبرت ان «الحكم بحق الهاشمي هو الاكثر وضوحا في لائحة طويلة من الامثلة على تسييس النظام القانوني العراقي على يدي المالكي»، مضيفة انه «تكرارا، مارس رئيس الحكومة الضغط على كبرى المؤسسات القضائية، المحكمة العليا ومجلس القضاء الاعلى، من اجل اصدار احكام من شأنها ان تعزز سلطته وسلطة حلفائه على حساب منافسيه».

هذه الاحكام تتضمن، حسب الدراسة، «الحكم الصادر عن المحكمة العليا في مارس 2010، والذي سمح باعتبار تحالف المالكي، ما بعد الانتخابات، اكبر كتلة برلمانية، وتاليا تسلم الحكم على حساب اكبر كتلة حسب الانتخابات، اي العراقية». وتتضمن الاحكام المسيسة كذلك، حكما صادرا عن «مجلس القضاء الاعلى في يوليو 2010 والقاضي بأن التشريعات الجديدة يمكن اقتراحها عن طريق الحكومة او الرئيس، ولكن ليس عن طريق البرلمان، واشتراط ان مؤسسات العراق المستقلة، هيئتي النزاهة والانتخابات والمصرف المركزي، تتبع مباشرة للحكومة».

واضافت الدراسة، التي اعدها المتخصص في الشأن العراقي ستيفن ويكن، انه في الوقت الذي عمل المالكي على تعزيز سلطته عن طريق السيطرة على القضاء، لم يبد هو نفسه مهتما جدل بالقوانين كما كان واضحا اثناء فرز اصوات الانتخابات في العام 2010.  «كذلك نشرت منظمات حقوق الانسان تقارير متكررة حول الاعتقال الاحترازي غير القانوني بحق الاف الافراد، والذي غالبا ما يتم من دون حتى ابلاغ المعتقل عن الاتهامات الموجهة اليه»، تقول الدراسة وتضيف: «هذا فضلا عن الاعدامات التي تتم في بلد يعتمد نظامه القضائي على الاعترافات، التي غالبا ما يتم انتزاعها بالقوة».

كما لفتت الدراسة الى استخدام المالكي للجيش في ارهاب منافسيه السياسيين، من قبيل ارسال دبابات وجنود لمحاصرة منزل الهاشمي ابان صدور مذكرة التوقيف في حقه، واعتقال مرافقيه وتعذيبهم حتى ان احدهم قضى تحت التعذيب الذي مارسه جنود المالكي بحقه. 

 

معسكرات تدريب استخبارية في البقاع خدمة لنظام الأسد

يقال نت/أنهت فرق حزبية، "معارة " من الاحزاب الموالية للنظام السوري الى "حزب الله"، دورات عسكرية صارمة في معسكرات تابعة للحزب في البقاع الغربي ومناطق جبلية في بعلبك.

وكانت الاحزاب الموالية للنظام السوري، وفي اطار التنسيق المخابراتي فيما بينها،وإنفاذا لأوامر تلقتها من المخابرات السورية، أعارت "حزب الله" عناصر، معظمهم من المناطق السنية في البقاع وتحديدا من القرى الواقعة في البقاع الاوسط والغربي.  وسبب "الاعارة"، على ما روى مصدر متابع : "تمكين جهاز أمن "حزب الله" من بناء مجموعات خاصة، مرشحة للعب دور إستخباري بداية، وأمني لاحقا بحسب خطة يتابعها الحزب منذ العام 2008. ويلفت المصدر، الى ان الاحزاب الموالية للنظام السوري،فرزت مجموعات مختارة من عناصرها، وأبعدتها عن هيكليتها التنظيمية كخطوة أولى، ومن ثم سلمتها لأمن "حزب الله"، الذي أخضعها لمتابعة ومراقبة واختبارات أمنية قبل ان يضعها ضمن هيكلية تنظيمية منفصلة عن جسم الحزب. ويلفت المصدر، الى حسابات دقيقة لحزب الله من وراء خطوته الأمنية العسكرية داخل مناطق لا يتمتع فيها بأي نفوذ شعبي أو عسكري. وحذر من مشروع أمني كبير يحضر له بالتنسيق مع النظام السوري، من دون أن يوضح معالم هذا المشروع.

برنامج التدريب، شمل التعرف على أسلحة حربية جديدة، زرع عبوات ناسفة، تنفيذ اقتحام مواقع، وشروط حروب الشوارع، وتوج بمناورة بالذخيرة الحية باشراف كادرات عسكرية متخصصة من "حزب الله" و"الحرس الثوري الايراني". وأكدت معلومات متطابقة، عودة المجموعات الى قراها واستعادت حياتها الطبيعية بانتظار تعليمات جديدة من المولجين مهمة متابعتهم من قيادة "حزب الله" في البقاع.

وبحسب "المستقبل"عرف من الاحزاب الموالية للنظام السوري التي أسهمت في عملية الاعارة: "البعث" السوري، رابطة الشغيلة، حزب الاتحاد، فلول "الصاعقة"، جماعة الشيخ القطان.

ولم يستبعد المصدر المتابع تكليف عناصر الاحزاب المذكورة مهام أمنية يراد من ورائها إثارة القلاقل في البقاعين الاوسط والغربي،كبداية لمشروع يحاكي ما حصل في لبنان الشمالي، إن لم يكن هناك ما هو أعم وأشمل أمنيا. وكانت الدورات العسكرية بدأت منذ فجر الاثنين ما قبل الماضي، وهذا ما تطابق مع ما أكده سكان من جرود بعلبك، أنهم لاحظوا ارتفاع وثيرة التدريبات والرمايات الحية في مناطقهم.

ونقل طلاب من قرى بعلبك، يتلقون تحصيل علومهم الجامعية في الجامعة التابعة للوزير السابق عبد الرحيم مراد في البقاع الغربي، غياب مجموعة من عناصر الأمن المكلفين حماية الجامعة ومنشآتها، وتمكن الطلاب من تحديد أسماء عشرة عناصر من حراس الجامعة، تغيبوا عن مركز عملهم.

 

ويكيليكس: بري أعاق الخصخصة لضمان الحصول على مكاسب مالية

طارق نجم/موقع 14 آذار

نقلت وثيقة أميركية مسربة من قبل موقع ويكيليس تحت الرقم 09BEIRUT953 أنّ عملية خصخصة قطاع الاتصالات قد إصطدم بمصالح السياسيين في لبنان وبالتحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري وجماعته بالإضافة الى الوزير جبران باسيل الذين يطمحون للحصول على مكاسب مادية من وراء عمليات الخصخصة. وقد جاء ذلك في الوثيقة السرية المؤرخة في 25 آب 2009 والمسربة في 30 آب 2011 والتي اشتملت على شهادة خبراء في هذا المجال خلال لقائهم السفيرة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون. ومن الشخصيات التي التقت بها سيسون وذكرت أسماءهم زياد حايك، الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة، وكمال شحادة، رئيس مجلس الهيئة الناظمة للإتصالات. وبحسب الخبراء، فمن المتوقع أنّ عملية بيع تراخيص شركتي الإتصالات الخلوية المملوكتين للدولة إلى القطاع الخاص سيدر على الخزينة بين 4 الى 8 مليارات دولار، وستكون هذه الأموال مخصصة بموجب القانون لسداد جزء من عبء الديون الضخمة في لبنان، وهو ما يمثل حاليا أكثر من 160٪ من الناتج المحلي الإجمالي. وليس من المستغرب أن العقبة الرئيسية أمام الخصخصة هي الطبقة السياسية، حيث يهتم السياسيون أن لا يستفيد خصومهم سواء سياسياً أو مالياً من عملية البيع. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ العديد من القادة السياسيين يحرصون شخصياً على الحصول على نسبة من الأرباح من أي من عمليات الخصخصة. وتذكر الوثيقة أنّ جبران باسيل الذي عُيّن وزيراً للإتصالات في تموز 2008 وهو من المتحمسين لخصخصة شركات الهاتف الخلوي في وقت تشكل المشاركة اللبنانية في ملكية الشركات وسيلة ملائمة لضمان إقتطاع أرباح لصالح شخصيات سياسية لبنانية. في حين أن الفكرة الأساسية كانت أن تنظم الحكومة اللبنانية مزاد بيع التراخيص لمقدمي العروض الأجانب، تؤكد جميع المعلومات الواردة أنّ وزير الإتصالات الحالي جبران باسيل هو الذي دفع نحو مشاركة لبنانية في هذا القطاع على اعتبارها فرصة لجني مكاسب مالية من الشركات المخصخصة. حايك أشار إلى أنه شبه متأكد من أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يعمل بإهتمام شديد لإيجاد سبل للإستفادة مالياً من بيع قطاع الإتصالات، ومن المتوقع أن يعيق المسار التشريعي للموضوع حتى يتمّ ضمان استفادة مالية وشخصية له. فبرّي سوف يبحث عن سبيل لتعزيز مكانته في المجلس بغية ضمان حصة مالية له من عائدات البيع ولكن لن يكون وحده في ذلك بل هناك قاة سياسيون آخرون سيناوروا للحصول عل حصة من مغانم الخصخصة. من جهته نبّه شحادة إلى أن البنوك قد أظهرت رغبة في المشاركة في البيع يعكس أيضاً التدخل السياسي، خصوصاً أن العديد من البنوك اللبنانية مملوكة جزئياً من قبل كبار الشخصيات السياسية. وذكر في ما أعلنه النائب ياسين جابر (التابع لحركة أمل) بأنهم لا يعارضوا الخصخصة تماماً ولكن سوف "ننظر في كل حالة بحسب المنافع الناتجة عنها". وقال جابر لحايك شخصياً الشيء نفسه، بالاضافة إلى أنّ القبول بالبيع هي فرصة لإنتزاع تنازلات سياسية من سعد الحريري، الذي صرح أنه ملتزم بالخصخصة.

 

غضبة نصر الله العرمرمية

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

لم يفوّت سيد المقاومة، والذائب في حب الخميني، حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الجناح اللبناني الموالي لإيران، الفرصة للدخول على خط الأزمة الحادة على خلفية الفيلم المسيء للإسلام.

وحتى يعطي خطبته ملمحا خاصا وتشويقا استثنائيا، خصوصا أنه أكثر من الخطب في الفترة الأخيرة، ولكن عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، اختار الظهور العلني أمام أنصاره في ضاحية بيروت «المستقلة». ظهور علني يشير إلى علانية المعركة وسقوط أقنعة كثيرة. نصر الله، وهو الخطيب الشعبوي العارف بعواطف الجماهير جيدا، واللاعب على أوتارها، اختار التصعيد والحماسة وإثارة العاطفة الدينية، افتعالا لتشتيت الأنظار عن المعركة الحقيقة في سوريا، والإساءة الكبرى واليومية والدموية لكل قيم الإسلام، بل كل قيم الإنسانية. مناورة كان عادة ينجح فيها حسن نصر الله، وقد نجح طيلة عصر «الممانعة والمقاومة» وهرول خلفه كثيرون من الإخوان والثورجية العرب، هذه المرة خانه التوقيت، وكشف الغطاء عن الأعين على وقع المجازر المرعبة التي يرتكبها رفيقه «رفيق السلاح» بشار الأسد في الشعب السوري الحر. حتى إن زبانية الأسد وشبيحته، وفي عشرات المقاطع المصورة كانوا يرغمون الأسرى من السوريين على النطق بكلمات الكفر وأن ماهر وبشار الأسد هما الإله الأعلى، في ممارسة طقسية وثنية دموية. لكن هذا الأمر كله لم يكن جديرا من سيد المقاومة بظهور علني وغيرة ساخنة.

في ظهوره الأخير يخطب نصر الله فيقول: «ليرَ العالم كله الغضب في وجوهكم، وقبضاتكم والصرخات، يجب أن يعرف العالم كله أن لهذا الرسول أتباعا لن يسكتوا على المذلة، ليكن الصراخ قويا ومجلجلا، لبيك يا رسول الله». وهو تسخين متعمد ومفتعل، يريد منه نصر الله الذهاب فيه إلى أقصى حدود الغضب، والقبضات المشدودة، ويترتب على ذلك طبعا إبعاد الاهتمام عن المأساة السورية، والحجة هي الغيرة على الإسلام ونبي الإسلام! هذه مناورة مكشوفة حتى إنها لم تنطلِ على خطيب إسلامي موغل في المحافظة والتدين مثل النائب السلفي المصري ممدوح إسماعيل، الذي قال في تعليق له لصحيفة «اليوم السابع»: «حزب الله اللبناني يسعى لاستثمار الفيلم الأميركي المسيء لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، لصالح نظام بشار الأسد الذي يستخدم العنف ضد شعبه».

خطير ورخيص ما يفعله أمثال حسن نصر الله، وهم كثيرون من السنة والشيعة، ومن كل الأديان، في تحويل القيم الأخلاقية العليا للأديان إلى أدوات صراع سياسية وتحقيق مكاسب سريعة اعتمادا على استثارة الجانب الديني الوجداني العميق لدى الإنسان. قديما، قبل نحو قرنين من الزمان، قال شاعر شعبي حكيم من وسط الجزيرة العربية، هو محمد ابن لعبون في ذم تجار الدين، وليس التقاة الصادقين:

أهل العمايم والنمايم والأصحاب مد الحبل في ذمهم واحتطب به!

 

لقمان سليم : الحكومة اللبنانية صارت معتقلاً والسجان حزب الله

صبحي الدبيسي/  السياسة الكويتية

رأى الناشط السياسي لقمان سليم أن "الحدث السوري كان بمثابة الصاعق الذي فجر مكبوتات كانت نائمة في الوسط الشيعي", ولم ير موجباً لتشكيل جبهة لمناصرة الشعب السوري, داعياً الى "البدء بحل المشكلات الداخلية قبل ترحيل مشكلات لبنان الى سورية". سليم وفي حوار مع "السياسة", أكد أن "الاعتدال الشيعي لم يكن لممالأة نظام سني-عربي لا يرى عيوبه بمقدار ما يرى عيوب النظام السوري", كاشفاً أن "الحكومة تحولت الى قفص يسجن فيه مجموعة من القوى السياسية, والسجان هو حزب الله", مشيراً الى أن "كل ما يقوم به الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب ميشال عون ليس سوى انتفاضات داخل القفص على طريقة المساجين في رومية". ووصف "سياسة النأي بالنفس بأنها كانت للارتزاق من النظام السوري", وقال: "لا أفهم من يهدد ويفتح أبواب جهنم على اسرائيل أن تقول ان الأمور في الداخل خارج السيطرة", ناصحاً الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله ب¯"ضبط الأمور في الغرف الخلفية للمقاومة". ولفت الى أن "حزب الله أصبح لديه أسلحة "دمار شامل" اسمها العشائر والشارع والرأي العام". وعن الوضع في سورية, رأى سليم أن "المصالح الروسية-الايرانية رسمت خطوطاً حمراء للحرب الدائرة في سورية", متوقعاً لها أن "تطول الى ما بعد سقوط نظام آل الأسد". واستبعد أن "يقوم حزب الله بعمل أمني من يشابه ما طُلب من سماحة, من دون مراجعة طهران التي تبدو مصالحها في لبنان تتجاوز مصالح النظام السوري".

وهذا نص الحوار:

ما حقيقة موقفكم من تأييد لانتفاضة الشعب السوري, وهل يؤسس لقيام جبهة شيعية معارضة لنهج "حزب الله" وحركة "أمل"?

  الاختلاف مع الثنائي الشيعي حركة "أمل" و"حزب الله" من طرفنا, لم ينتظر الحدث السوري لكي يتبلور. ولا بد من الاعتراف أن تطور الوضع السوري فجر المكبوتات النائمة في أوساط المجتمع الشيعي. وهذا يؤكد ما قلناه على الدوام ان ما يجري على سطح الأمور من ظاهر التصاق القبول بالهيمنة لا يعبر تماماً عن واقع الحال, الحدث السوري كان بمثابة الصاعق المفجر لهذه المكبوتات, وليس صدفة أن يكون الحدث السوري هو ما فجر هذه المكبوتات باعتباره يضع أي شيعي أو انسان في الدرجة الأولى أمام خيار أخلاقي جداً جداً صعب, هل يمكن للمرء أن يكون مع القاتل ضد القتيل ومع الظالم ضد المظلوم. الظلم هو العمود المؤسس لحياة الشيعة الأخلاقي.

أما النصف الثاني من السؤال فجعلني أسأل: هل من المفترض أن يتحول هذا الاعتراض العلني الى حالة شعبية جامعة للمعترضين الشيعة. يبقى هذا الأمر بالنسبة لي موضع نظر وأنا بصراحة لا أرى بالضرورة أن الأجدى والأنفع يكون في صيغة الجبهة العريضة, لأن لكل منا أسبابه ومقدماته السياسية والأخلاقية.

يعني لستم في صدد تشكيل جبهة عريضة مؤيدة للانتفاضة السورية مقابل التأييد الذي يحظى به النظام من "حزب الله" وحركة "أمل"?

لا أرى سبباً لتشكيل جبهة أو ما يشبه لمناصرة الشعب السوري, العادة هي ابدأ بنفسك ثم بأخيك قبل أن نبدأ بتشكيل مثل هذه الجبهة علينا أن نبدأ بتشكيلها بعض الشؤون الداخلية قبل ترحيلها الى سورية ومناصرة أو عدم مناصرة الشعب هناك. حكي كثيراً في الاعلام عن قيام جبهة ولقاء تشاوري, بتقديري هذا كان نتيجة لقراءة متسرعة لحقائق واقعية لهذا الفريق الرافض لهيمنة الثنائية الشيعية.

تنسيق

عند اتخاذ مواقف في هذه الأهمية, هل هناك تنسيق مسبق في ما بينكم عليها, أم تكون وليدة قناعات مشتركة?

ليس بالضرورة أن يكون هناك تنسيق مسبق مع وجود أشخاص في التوجه نفسه, التقوا على مجموعة من العناوين ومن الأفكار, ما يجعل اتخاذ المواقف المشتركة تحصيل حاصل, لا تحتاج الى الكثير من التنسيق على مستوى الفكرة العامة.

أنتم متهمون بأنكم تغردون "خارج السرب", ايران مثلاً تقف بكل قوتها الى جانب النظام السوري وكذلك "حزب الله" وحركة "أمل" في لبنان حتى أن نظام المالكي في العراق لم يطالب باسقاط النظام السوري, فكيف تتجرأون كمجموعة من القيادات الشيعية بالوقوف الى جانب الانتفاضة السورية خلافاً لكل القوى الشيعية محلياً واقليمياً?

  ليكن واضحاً لدى الجميع, الموقف الشيعي المعتدل ليس لممالأة النظام السني العربي, نحن شيعة وبالتساوي قبل أن نكون شيعة نحن لبنانيون, لكن لبنانيتنا وشيعيتنا ليست لممالأة نظام سني عربي لا يرى العيوب التي تعتريه بمقدار ما يرى عيوب النظام السوري أو غيره. ان موقفنا المؤيد للشعب السوري لا يتدنى عن تأييدنا الشعب البحريني في ثورته ومطالبته المحقة في حقوقه, وليكن واضحاً أن الانشقاق عن الثنائية الشيعية ليس استرضاء للبترو-دولار ولا للنظام السني العربي. نحن لبنانيون شيعة مستقلون عن الهيمنة التي يعبر عنها هذان الحزبان, وذلك من أجل تطوير النظام السياسي اللبناني, حيث يتسع لجميع اللبنانيين خارج موقع الأكثريات. هدفنا الأول والأخير الحفاظ على هذا البلد متعدد ومتلون وابقاء البلد أميناً على فكرة الآخرين باعتباره رسالة ونموذجاً يُحتذى.

  ما رأيك بالانفلات الأمني الحاصل في معظم المناطق اللبنانية, ولماذا لم تتمكن الأكثرية الحالية من الحكم وفرض الأمن والاستقرار طالما كل الأمور موفرة أمامها?

  ليس هناك انفلات أمني خارج المكان والزمان. الانفلات الأمني يحصل هنا في لحظة ينسد فيها الأفق السياسي, وأكبر دليل على ذلك أنه رغم كل ما يجري فالحكومة لم تجتمع. نحن في بلد تعيش عاصمته الثانية حالة حرب حقيقية بكل معنى الكلمة والحكومة لم تتمكن من الاجتماع حرصاً على عدم اظهار تفككها وسقوطها, بحيث يصبح عدم الاجتماع الوسيلة الوحيدة للحفاظ على حكومة هي أشبه بالقفص الكبير الذي يسجن فيه مجموعة من القوى السياسية والسجان هو "حزب الله". هؤلاء المساجين ابتداءً من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي حتى أن العماد عون يقوم بانتفاضات على طريقة المساجين في سجن رومية. ولكن ينتفضون وراء القضبان. واضح أن "حزب الله" اليوم يفضل الحفاظ على هذه الحكومة بصيغتها وبشكلها الحاضر على أن يغامر بسقوطها, لأن هذه الحكومة اليوم تؤدي بالدرجة الأولى دوراً اقليمياً أي جناحاً من أجنحة نظام البعث السوري. فمن الطبيعي لحكومة وصلت عن طريق الانقلاب بعد اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري, أن تفشل في ظل وضع اقليمي ضاغط, علماً أن هذه الحكومة لم تفشل فقط على المستوى العام لكن على مستوى المبادئ التي تأسست عليها, ان كان في خدمة الناس أو العلاقة مع المجتمع الدولي, ولا يمكن للحكومة أن تصمد وتتمثل بموقف بعض أطرافها, المعادي للمحكمة الدولية, فقامت بتهريب عملية التمويل بما لا يليق بلبنان. وفي الموضوع السوري تزعم النأي بنفسها ووهي ليست الا سياسة الارتزاق من النظام السوري. من الطبيعي في ظل هذا المشهد أن يفلت الوضع الأمني وتفقد هيبة الدولة. وهذا أخطر من الانفلات, لأن اعادة هيبة الدولة بعد سقوطها تتطلب وقتاً طويلاً. وهذا ما شاهدناه بتجربتنا مع نهاية الحرب في التسعينيات, لأن هيبة الدولة تشبه عملية (التطريز) التي تتطلب سنوات عديدة ومديدة لاعادة ترميمها. ومن هنا رأينا هذه العشيرة وتلك المجموعة, ولم يعد مهماً اسم الجهة التي أدت الى الفلتان الأمني.

الضاحية وآل المقداد

  أعلن أكثر من نائب تابع الى "حزب الله" أن الضاحية ليست مقفلة أمام الجيش والأجهزة الأمنية, خصوصاً بعد ظهور الجناح المسلح لآل المقداد, كيف أن الأمين العام ل¯"حزب الله" أكد أن الأمور خرجت عن السيطرة?

  أنا لا أنظر الى الأمور من ثقب باب الضاحية, ولا تحت عنوان عشيرة آل فلان أو فلان, كلام الأمين العام ل¯"حزب الله" جاء في سياق سياسي, لأنه كان يتحدث في ذكرى يوم القدس الايرانية بامتياز, فالمناسبة جزء من المضمون, الخطاب بشكل أساسي كان محدداً للأمور غير المنظورة وغير المتوقعة ل¯"حزب الله" في حال نشوب أي نزاع مسلح. وبهذا الخطاب قال نصر الله ان لديه القدرة على ايقاع عشرات آلاف الاصابات, فأنا لا أفهم لمن يملك القدرة على فتح أبواب جهنم على اسرائيل أن يصل به الأمر الى الاعلان أنه لا يملك السيطرة على عاصمته السياسية, وعلى السيد حسن نصر الله الذي يزعم أنه أمن المقاومة أن يضبط الأمور في الغرف الخلفية لهذه المقاومة. ظاهر كلام نصر الله أنه لا يملك السيطرة على ناسنا وأهلنا وشعبنا أما باطنه اياكم ثم اياكم فلدينا أسلحة "دمار شامل" اسمها العشائر والشارع والرأي العام. "حزب الله" بتعاطيه مع أحداث الأيام الماضية أخرج من جعبته أحد أسلحته التي ظنها ذكية وهي العشائر, وهذا مبني على قياس الحاضر بالماضي. يوم أراد "حزب الله" أن يعطل عمل احدى اللجان التابعة للمحكمة الدولية أرسل النساء ب¯"الفانات" لاقتحام عيادة كان يجري فيها التحقيق مع احدى الطبيبات النسائيات. ويوم أراد أن يرسل رسائله الى "اليونيفيل" في الجنوب أخرج الأهالي من بيوتهم ووضعهم بمواجهة القوات الدولية. ف¯"حزب الله" الذي استعمل الأهالي في الجنوب والنساء على طريق المطار لا يستبعد عنه أن يستخدم العشائر في الضاحية الجنوبية.

  هل تتوقع سقوط النظام السوري في وقتٍ قريب?

  كلا, ما أراه حرباً أهلية طويلة. حتى لو سقط آخرُ رجلٍ من آل الأسد وأعوانهم, فهذا لا يعني بالضرورة سقوط النظام من حيث هو مؤسسة حزبية عسكرية. وأحد أسباب تخوفي الكبير على هذا البلد وعلى سورية هو أن الأمر لم يعد متعلقاً برحيل آل الأسد وأنسبائهم بل دخل في مرحلة المصالح الروسية ومن ورائها مصالح بعض الدول الأخرى ترسم خطوطاً حمراء للحرب الأهلية الدائرة في سورية. وأقول حرباً أهلية لأن النظام بمقدار ما يزداد ضعفه بمقدار ما يزيد في استخدام سياسته الاجرامية, فهو يملك سلاح الطيران والبحرية وقدرات قتالية هائلة ويدافع بقوة عن المربع الساحلي, وبهذا المعنى لا أتوقع سقوط النظام كما رأينا في المشهد الليبي بل أتوقع حرباً مدمرة, ومن هنا علينا استغلال هذه الفرصة ونحول الحرب الطويلة الى نعمة بدل أن تكون نقمة علينا.

الرهينة

  لماذا يريد الحزب أخذ المطار رهينة في كل مرة?

  الموضوع سياسي, ولنكن واضحين أن من يملك اعادة الأمور تحت السيطرة هو الذي يدع الأمور تخرج عنها, أنا أفهم غضب الناس ولكن رأيت بأم العين كيف يتصرف "حزب الله" عندما يمتد احراق الدواليب الى المناطق المسيحية وكيف تتولى عناصر هذا الحزب المسارعة باطفاء هذه الدواليب والاستعانة ب¯"سوكلين" لتنظيف المكان لاشعار الناس بأن شيئاً لم يكن. الصراع الأساسي الدائر في هذه اللحظة لدينا قوى مسلحة فقط وليس لدينا أطراف سياسية فقط. بيت القصيد دخول منطقة الشرق الأوسط الى عالم ما بعد الحرب الباردة التي انتهت مع سقوط جدار برلين, ومنذ سقوط نظام صدام حسين في 2003 بدأت مفاعيل الحرب الباردة تصل الينا. العالم العربي اليوم يعيش مرحلة الحرب الباردة ولكن مع فارق في الوقت يقارب العشرين سنة فكل الأنظمة الديكتاتورية كما شهدناها أصبحت من الماضي ولو تأخر سقوط بعضها وأي نظام قائم على البطش وعدم احترام رغبة الناس.

  في موضوع ما قامت به عشيرة آل المقداد, هل تعتقد أن عملية اختطاف حسام المقداد في سورية من قبل الجيش السوري الحر كما قيل صحيحة, أم هي من عمل النظام لنرى ما شهدناه من رد فعل?

  لا أريد الدخول في هذا الموضوع, لأني أعتبر من الأساس بيت القصيد سياسياً, الامام موسى الصدر مغيب منذ العام 1978 لم أر أن الشيعة ثارت حماتهم لاستعادة الامام موسى الصدر كما ثارت حمية عشيرة فلان لاستعادة الشاب من آل المقداد.

  الكلام عن أن الضاحية مفتوحة للجميع, هل يجعلك كمعارض لثنائية "حزب الله" وحركة "أمل" أن تنتقل بحرية في هذه المنطقة?

  بيتي هو حريتي.

  هل تأملون شيئاً من تحرككم الجديد على صعيد الطائفة الشيعية?

  هناك دينامية في الوسط الشيعي لا يمكن لأحد أن يوقفها وليس لنا الفضل باخراجها الى العلن, ولا أي حزب أو تنظيم أن يزعم أن هذه الجماعة اللبنانية (الشيعة) هي أكثر تلوناً من أن يحتويها الأصفر والأخضر.   هل أنت راضٍ عن المعالجات التي تتم في مسألة المخطوفين اللبنانيين في سورية وما حصل من ردات فعل عليها?

  أيضاً هذه مسألة سياسية فلا يقدم أو يؤخر أن يكون فلان أو فلان أو فلان من المخطوفين هو عنصر في "حزب الله" أو عنصر في سرايا المقاومة, لأن هؤلاء الأشخاص قبض عليهم أو تم استضافتهم بوصفهم شيعة لتوجيه رسالة الى "حزب الله" والمالكين للقرار الشيعي في لبنان, وبحسب ما نُمي الينا الخدمات التي يقدمها "حزب الله" للنظام السوري بتحكمه في السياسة الخارجية للحكومة اللبنانية وبأجزاء واسعة من الحدود اللبنانية السورية, وبالدعم الاعلامي, وتغطيته لبعض ممارسات الأجهزة الأمنية السورية هي أخطر بكثير بما يمكن لفلان أو فلان من الناس فقدوا في الميدان السوري. أنا أفصل بين هذا العنوان الذي يحمل اسم (المخطوفين) وبين الأدوار التي يؤديها "حزب الله" لخدمة النظام السوري, وهو لا يستحي بذلك ويجاهر بأنه يؤيد النظام السوري.

  لماذا جرى تكليف ميشال سماحة بعملية التخريب والاغتيالات ولم يكلف "حزب الله" بذلك?

  النظام في سورية تحول الى مؤسسة اجرامية ولذلك أصبح فاقداً لنظام التحكم والسيطرة عنده لسبب بسيط أن "حزب الله" لن يقدم على شيء أمني من قبيل ما أوكل الى ميشال سماحة من دون مراجعة طهران, ومصالح الأخيرة في لبنان تتجاوز بكثير مصالح النظام السوري الذي يدافع عن نفسه في لبنان في حين أن النظام الايراني يعتبر لبنان رأس جسر أساسي له, لذلك لن يغامر النظام الايراني بلبنان كرمى لعيون الحفاظ على النظام في سورية. النظام المصالحي السوري-الايراني اليوم مختلف لذلك رأينا هذه المؤسسة الاجرامية لدى النظام السوري أرادت ايجاد شبكات رديفة وميشال سماحة وآخرون ممن قد يثبت تورطهم هم من الشبكات الرديفة التي لا تحتاج الى موافقة ايرانية, في حين "حزب الله" لا تسقط شعرة هنا أو هناك الا باذن المرشد الأعلى في طهران.

 

العلاّمتان هاني فحص ومحمد حسن الأمين.. تصحيح للمسار فهل من مستجيب؟

الشيخ خلدون عريمط /المستقبل

منذ انطلاق ثورة الإمام الخميني قبل ثلاثين عاماً بمواجهة النظام القائم في إيران وتمكّن هذه الثورة من الانتصار على نظام الشاه، وحدث الثورة ما زال مكان اهتمام ومتابعة وقراءة معمّقة لنتائجها لصنّاع القرار محلياً وإقليمياً ودولياً، فالثورة الإيرانية بطروحاتها وحرصها على تصدير ثورتها إلى دول الجوار وما رافقها من سعي لترويج نظرية ولاية الفقيه، التي هي مكان رفض في العالم الإسلامي والعربي، ومكان قبول لشريحة لا بأس بها في المجتمع الشيعي والذي حافظ على خصوصيته وتنوعه في رحاب الأمة العربية والإسلامية التي اتسعت على مدى تاريخها الطويل، لكل الخصوصيات الأقلوية سواء كانت مذهبية أو طائفية أو عرقية، والمفارقة العجيبة في الثورة الإيرانية انها مارست ومنذ نشأتها فكرة التقية في خطابها السياسي وفي ممارساتها الفعلية وهي تبني مشروع نظامها السلطوي، فشعار الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية في إيران، يناقض تماماً سلوك هذه الثورة التي مارست خصوصيتها الشيعية حين انتهجت المذهب الجعفري الإثنيّ عشري، وسطّرته دستوراً ملزماً للشعب الإيراني رغم تعدد قومياته وعقائده وطوائفه وحاصرت ومنعت بل وسحقت كل ما عداه من المدارس الفقهية التي هي في مجموعها تشكّل ما يزيد عن التسعين بالمئة من مكوّنات الوطن العربي والعالم الإسلامي، والذي يشكّل الآن ربع المجتمع البشري، أي ما يزيد عن المليار والخمسمائة مليون مسلم يرفع نداء لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله.

ولكي تستطيع الثورة الإيرانية أن تخفي خصوصيتها الشيعية، رفعت شعار تحرير فلسطين وإزالة الكيان الصهيوني عن أرضها، لجذب الجمهور العام للمسلمين لتعميم خصوصيتها على المفهوم العام لثقافة الأمّة الإسلامية بأوطانها وقومياتها المتعددة، بحجة تحرير بيت المقدس، ويمكن القول أن الخصوصية الشيعية في رحاب الأمّة، صادرتها عنوة خصوصية شيعية إيرانية، إن لم نقل خصوصية شيعية فارسية، تحاول بما تملك من سلطة وقدرة مالية وعسكرية وأذرع أمنية، أن تصادر الخصوصية الشيعية التي عاشت في رحاب الأمّة وخاصة العربية منها، لتجعل منها جسر عبور نحو تغيير ثقافة الأمّة التي بنتها الأجيال المسلمة على مدى أربعة عشر قرناً.

ومن هنا تأتي أهمية البيان (الموقف) من الثورة السورية الذي صدر منذ بضعة أيام عن العلاّمتين هاني فحص ومحمد حسن الأمين، وما سبقهما وتبعهما من مواقف من علماء، أمثال المفتي السيد علي الأمين وغيره، وشخصيات لبنانية شيعية عملت على تمييز موقفها عن التوجه العام للثورة الإيرانية بحقيقتها الشيعية الإيرانية، وحافظت على خصوصيتها في التشيّع ضمن بنيتها العربية وثقافتها الإسلامية العامة، ليكون التشيّع العربي غنى للمدارس الفقهية الملتزمة بالخط العام للثقافة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة وسيرة السلف الصالح من آل البيت والصحابة والأئمّة والفقهاء الذين عملوا بمفهوم قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا) وبمنحى الخيرية التي أرادها الله لجمهور المسلمين وقادتهم وفقهائهم من خلال قوله تعالى: (كنتم خير أمّة أخرجت للناس).

وللعلاّمتين الأمين وفحص تراث كبير وغنيّ لا ينكره إلاّ مكابر أو غوغائي موجّه، في موقفهما معاً وآخرين معهم في احتضان ودعم المقاومة في عمق فلسطين وخارجها والتفاعل مع ثورات العرب والمسلمين من فلسطين إلى الجزائر ومصر واليمن وباكستان وأفغانستان وإيران وانتهاءً بثورة الشعب في دمشق العروبة والإسلام، فلا يمكن المزايدة على خصوصيتهما الشيعية وعروبتهما وانتمائهما لثقافة الإسلام الشامل ودوره الحضاري، في بناء الإنسان والمحافظة على حقّه في الحرية والإبداع وتشكيل الرأي الآخر، في إطار الحفاظ على تضامن ووحدة الأمّة، وما أعدّه أحدهما من دراسة هامة حول (الشيعة والدولة في لبنان) ومن قراءة في الخطاب السياسي الرسمي، واستشهاده بحركة السيد عبد الحسين شرف الدين في تكامله مع الثورة العربية التي قادها الشريف حسين، كلّها سمات تجعل حركتهما النشطة علامة بارزة في بداية الصحوة لدى الشيعة العرب ليتفاعلوا مع نداء الإمام محمد مهدي شمس الدين ومواقف المرجع السيد محمد حسين فضل الله اللذين أغنيا الفكر الوطني ضمن مفهوم الأمّة بعروبتها وعقيدتها الإسلامية الشاملة، فكانت وصايا الإمام شمس الدين، وأدبيات السيد فضل الله في عمومها متكاملة في التركيز على أن ليس للتشيّع العربي مشروعاً متناقضاً مع توجّه الأمّة بعروبتها وعقيدتها، فالتشيّع من تراث الأمّة ولا يمكن أن يكون ذراعاً أمنياً لدول الجوار العربي، سواء كانت الثورة الإيرانية أو غيرها، هذا ما نفهمه من البيان (الموقف) الذي دعم مسيرة تصحيح المسار، ورفض اختطاف الخصوصية الشيعية في الأمّة، لجعلها قنابل موقوتة في أكثر من مكان، أو مواقع متقدمة محتضنة لمفهوم تصدير الثورة الإيرانية إلى أعماق الوطني العربي، بشعارات ظاهرها الإسلام وتحرير فلسطين، وباطنها تعميم الخصوصية الإيرانية في التشيّع، لدى جمهور المسلمين في البلاد العربية والإسلامية.

فهل تتمكّن الخصوصية العربية في التشيّع، من فصل مسارها عن إيران ومشروعها في تصدير ثورتها؟ وهل يمكن لموقف العلاّمتين الأمين وفحص أن يكونا بداية الطريق لربيع عربي يحصّن الأمّة من عوامل الاختراق والتسلّل إليها باسم فلسطين تارة وباسم تصدير الثورة الإسلامية تارة أخرى؟

 

المدّعي العام إبراهيم الأمين

عماد موسى/لبنان الآن

منذ دخولي العمل الصحافي وضعتُ لنفسي قاعدةً وهي عدم التعليق على ما يكتبه أي زميل، سواء كان المنشور رأياً أو موقفاً أو تحليلاً أو عرضاً لأحداث أو تشويهاً لوقائع، أو حتى قطعة وجدانية تندرج في إطار الذم السياسي. خرقتُ القاعدة مرة واحدة في بداياتي المهنية بتعليقٍ إستهدف موقفاً متجنّياً  لناشر صحيفة السفير طلال سلمان على ما أذكر. كتبتُ ما كتبت نتيجة حماسة "سياسية" زائدة لا أكثر ولا أقل. مرّة فعلتُها ولم أعدْ الكرة. سلّمتُ بتلك المعادلة: حرٌّ أنا بالتعبير عن رأيي وقراءتي للأحداث، كما زملاء الضفة الأخرى.

وساءني جداً قيام جمعية "إعلاميون ضد العنف" بحملة على الصحافي ابراهيم الأمين على خلفية مقال نشره، و"قلم الأمين يدمي" على قول أحد القادة الأمنيين ممن تربطهم بالأمين علاقة ودّ ومصلحة وخيارات واحدة. ومع ذلك فالرأي قبل شجاعة الشجعان.

ذهبَت الجمعية في حملتها إلى درجة حضّ النيابة العامة على التحرك خصوصاً أنّ دعوته للقتل واضحة وصريحة ولا تحتمل التأويل. دعوةٌ في مقال.

قُلت: قد يكون بين الأمين والجمعية ثأر قديم حدا بها إلى إشهار غضبها، أو لعلّ بين أعضاء الجمعية من لا يستمرئ كتابات الأمين المستفّزة، أو لعلّ الجمعية فهمت إيحاءات الأمين ومقارباته على نحو خاطئ وملتبس. تبادَرت إلى ذهني أفكارٌ مسبقة قبل أن أقرأ مقال الأمين موضع الإعتراض والإستهجان، والذي نُشر كتعليقٍ على محاضر ويكيليكس الفضائحية، والدفعة الأخيرة منها طاولت شخصيات شيعية مناهضة لحزب الله، بينها مفتي صور المُقال بالإكراه السيد علي الأمين، والناشط السياسي لقمان سليم والزميل علي الأمين وغيرهم.

قرأتُ متأخّراً مقال ابراهيم الأمين، ولا أسمح لنفسي التعليق على مواقفه من أمريكا أو الإرهاب أو من إسرائيل (كون إسرائيل ربيبتها والإتحاد السوفياتي مرضعها) وأم الشرور وعدوة العرب المتحابين... بل أكتفي بملاحظات يتسع لها صدر رئيس تحرير صحيفة "الأخبار".

عنون الأمين مقاله "لا مكان بيننا للخونة". والخونة كما يتبيّن من إستهلال المقالة ومتنها، هم من ارتضوا مواصلة التعامل مع "أمريكا" عدوّة حزب الله من دون خجل أو ندم، ومن سرقوا الأموال من هنا وهناك، ومن لم يتعلموا الدرس ...إلخ وملاحظتي الأولى: إذا كانت "بيننا"  كظرف مكان دالة حصراً على البيئة الشيعية أو "بيننا كلبنانيين", وإذا كانت العلاقة، علاقة أي شيعي أو أي درزي أو أي سنّي أو أي مسيحي مع السفارة الأميركية والإدارة الأميركية  تضع في الإعتبار مواجهة تأثير حزب الله - بفعل الإمدادات العسكرية الإيرانية والمال الإيراني الحلال والصواريخ الحلال والزفت الحلال - بمساعدات أميركية مُعلنة وشفافة وواضحة وسلميّة، جرائم يُعاقب عليها القانون... فلترفع القبعة لحضرة الزميل مدّعي عام المقاومة الإسلامية.

وإذا كان المتهمون بالإغتيالات الكبرى قدّيسين، فلنعمّم قداستهم على الجميع ولنفسح لهم مكاناً "بيننا" قرب الأفئدة.

والأخطر في مقالة رئيس تحرير "الأخبار" بعد وصفه من كشفتهم وثائق "ويكيليكس"، بالصغار والقذرين والتافهين، دعوته أن "يتحسّس هؤلاء رقابهم وهم يخرجون يومياً من منازلهم النجسة".

 ألا يرون وصمات العار وهي ترتسم فوق جباههم، فيما الناس (ناس المقاومة الإسلامية طبعاً) يرمقونهم بنظرة الحقارة؟ أم هم يعتقدون أنّهم سوف ينجون بفعلتهم إن هم قرروا أن عمالتهم هي مجرد وجهة نظر(...)؟ فكّرتُ للحظة أن الزميل الأمين يحِنُّ إلى عصر السلاطين حيث كانت  السيوف تفصل الرؤوس عن المناكب لمجرّد الشبهة، فكيف إذا كان المتهمون اليوم يضمرون الكراهية لحزب الله والنظام الإيراني المتنوّر والمدافع عن حرية التعبير بكل أشكالها وتلاوينها والتقدير للولايات المتحدة الغارقة في الجهل والأمية والحقد.

لستُ في معرض الدخول في نقاش غير مجدٍ مع الزميل الأمين، وما ساءني  العنف اللفظي والكراهية العمياء لشيعة مناهضين لحزب الله. لو كانوا موارنة لهان الأمر على سعادة مدّعي عام المقاومة الإسلامية في لبنان. وهذه ملاحظتي الثانية، وأكتفي بعدهما بإحالتكم على ردّ الأمين علي، على ابراهيم.

أمّا من يسأل عن موقف نقابة المحررين من الحضّ على القتل، فالنقابة منشغلة بقضايا ميتافيزيقية أكبر من تهديد صحافي أو سياسي أو ناشط من جانب زميل يُصنّف من أشرس المدافعين عن خياراتها الديمقراطية، حتى ليكاد الدم - دم الحق طبعاً - يسيل من قلمه الجارح أو من مفاتيح "لابتوبه".

حاشية : "من لم يعجبه منهم هذا المنطق فليرحل عنّا!" بهذه الجملة ختم رئيس تحرير "الأخبار" قراره الظني. عمّن سيرحل المتهمون. ومن "أنتم" بالتحديد؟

 

السلفيون الجدد" وعلاقتنا بأميركا

وهيب معلوف/لبنان الآن

مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز المأسوي في ليبيا وثلاثة من موظفي السفارة، واقتحام المقرات الديبلوماسية الأميركية في القاهرة وصنعاء وتونس وأماكن أخرى في العالم الإسلامي – اللذان من المرجح جداً أنهما جاءا كردات فعل على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام – دفعا السلفيين إلى الواجهة؛ القوة السياسية المتنامية التي لم يُعرف عنها الكثير قبل انتفاضات "الربيع العربي" 2011.  كما أن ردود الفعل ذاتها، سيكون لها تأثير على العلاقات العربية- الأميركية، وخصوصاً في ظل احتدام المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة بعد أقل من شهرين.

السلفيون ليسوا حالة مستجدة، وقد شهدت البلدان العربية التي تمر بحالة عدم استقرار في أعقاب "الربيع العربي"، نفوذاً متزايداً لعناصر سلفية وجهادية راديكالية. لكن مع كل هذا، يمثّل السلفيون أقلية سياسية في العالم العربي. وجاءت الأحداث الآنفة الذكر لتمكّن هؤلاء السلفيين من إظهار سلطة وتأثير يفوقان حجمهم بكثير. في ليبيا، تتبنى جماعة "أنصار الشريعة" مسؤوليتها عن مقتل السفير ستيفنز في بنغازي، وهي جماعة سلفية جهادية ظهرت منذ سقوط معمر القذافي، ونجحت في تشكيل ميليشيات تابعة لها ويُعتقد أنها تحظى بآلاف المناصرين. في مصر، فاجأ حزب النور السلفي معظم المراقبين الأجانب بفوزه بربع الأصوات في الانتخابات الديموقراطية الحقيقية الأولى التي شهدتها البلاد العام الماضي.

 ويبدو أن السلفيين المصريين كانوا ضمن المحرّكين الأساسيين لاقتحام السفارة الاميركية في القاهرة الثلاثاء الماضي. وفي تونس، صاحبة الإرث العلماني الأعرق وواحدة من أكثر البلدان تسامحاً في العالم العربي، تصدّر السلفيون العناوين عبر تمزيقهم العلم الوطني ومهاجمة المحال التي تبيع الكحول، وانتقاد الرياضيات التونسيات المشاركات في الألعاب الأولمبية. ولعب السلفيون التونسيون دوراً بارزاً في الاحتجاجات على البعثات الديبلوماسية الأميركية في البلاد.  واذا كان من الايجابي جداً ملاحظة أن الأكثرية الساحقة من المسلمين في البلاد المعنية لا تؤيد الاحتجاحات العنفيّة التي شهدناها، يبقى على الحكومات وقوى المجتمع المدني في هذه البلدان أن تستدرك الآثار السلبية التي يمكن أن تسببها هذه الاحتجاجات على مستقبل العلاقات العربية - الأميركية.   

فمن المؤكد أن أحداث بنغازي وتعاطي إدارة أوباما معها ستشكلان قضيتين (مادتين) أساسيتين في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. حتى الآن، تقارب إدارة أوباما الموضوع باعتدال، متجنبةً أي بيانات استفرازية أو مثيرة يمكنها أن تزيد الوضع سوءاً.  لكن من الواضح أن الجناح اليميني المتطرف الذي يسيطر حالياً على الحزب الجمهوري – ويضم الكثير من المحافظين الجدد منذ أيام إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش – سيصف أي مقاربة لأوباما حيال الأزمة، بالضعيفة وغير الكافية، مستغلاً الأحداث لوصف الأحزاب الإسلامية الصاعدة في العالم العربي ( أكانت من الأخوان المسلمين أم من الجماعات السلفية) بالأعداء المحتملين الذين يشكلون خطراً جدياً على الولايات المتحدة. وهو أمر سيضع نجاح الديبلوماسية الأميركية أمام امتحان كبير في حال فوز المرشح الجمهوري مات رومني، واستمراره في المقاربة نفسها للأحزاب الإسلامية التي تفوز في الانتخابات النيابية وتشارك في حكومات معظم بلدان العالم العربي.  وفي هذا السياق، يشير مدير "مركز كارنيغي للشرق الأوسط" بول سالم إلى أنه "من المهم للولايات المتحدة أن تحاور هذه الحكومات، وتشجّعها على الاعتدال، وتجعلها مسؤولة عن احترام معايير الممارسة الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان. لكن في الوقت ذاته، على الولايات المتحدة أن تسعى إلى منع تيارات ثقافية أو إيديولوجية في الداخل من إنتاج أنماط من العداء والكراهية الصريحين ضد السياسة والارتباط الأميركيين في المنطقة". منذ 11 عاماً، في أيلول عام 2001، نجح أسامة بن لادن في جرّ الولايات المتحدة إلى حرب أقامت التضادّ بين "غرب" و"شرق" (إسلامي)، محققة نبوءة صموئيل هانتنغتون عن "صراع الحضارات"، وهي أطروحة كان الأخير نظّر لها منذ عام 1993. اليوم الدوافع هي ذاتها وراء فيلم "براءة المسلمين" وأحداث بنغازي في أيلول 2012. لذلك، على قوى الاعتدال والديموقراطية في العالم العربي والولايات المتحدة رفع صوتها وإعادة الاستحواذ على فضاء الخطاب العام عبر إصرارها على التفاهم والتمازج والإثراء المتبادل بين الحضارات، وتشديدها على القيم الإنسانية المشتركة التي تحدث عنها الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس، مثل العدالة والتضامن والأخوّة الإنسانية. وذلك كي لا تصبّ أحداث بنغازي 2012 مجدداً في مصلحة المبشّرين بـ"صراع الحضارات" الذين يريدون لحدود التماس بين الحضارات أن تكون حدود انغلاق وتطرّف ونزاعات لا تنتهي. وما أكثر هؤلاء شرقاً وغرباً!

 

ايران تحتل سوريا ولبنان ماذا بعد؟  

 حسن صبرا/الشراع

حسناً اعترف قائد الحرس الثوري الايراني بانتشار قواته المحتلة في كل من سوريا ولبنان (ولم يعترف بعد باحتلالها العراق وأجزاء من دول الخليج العربي واليمن والسودان وموريتانيا).

اعترف بعد إنكار استمر اكثر من سنة، وتحدث عما هو قائم، ونشرت كل صحف العرب من المحيط الى الخليج هذه الاعترافات. فماذا يفعل المسؤولون العرب من المحيط الى الخليج في مواجهة هذا العدوان الايراني على اراضي العرب؟ نحن لا نسأل حكام سوريا والجزائر والعراق تحديداً.. بل نسأل كل العرب من دون استثناء ومن المحيط الى الخليج: ماذا أنتم فاعلون في مواجهة هذا العدوان العلني والمغلف بالأفكار والنصائح والاموال. ألا تعتقدون ان المذبوحين في سوريا محتاجون الى النصائح والاموال والافكار المضادة حتى يمكنهم الصمود في مواجهة هذا العدوان الايراني.

قديماً كنتم تقولون: ان العدوان الصهيوني على فلسطين محصور في جغرافية دول الطوق، وكلما شن العدو حرباً ضد احدى دول الطوق حول فلسطين، او اكثر، سارعتم الى الدعم والغنائم في وقت واحد.

الآن العدوان الايراني يشمل كل عواصمكم ومدنكم وأحياء شوارعكم ومؤسساتكم وكل ما تملكونه مهدد من المحيط الى الخليج، بعد ان سقط لبنان وسوريا والعراق تحت هذا الاحتلال الفارسي.

المعركة لم تعد فقط في لبنان وسوريا والعراق، بل بين ظهرانيكم. وتأكدوا ان ايران لم تخترق مجتمعاتكم ومؤسساتكم وأفكار الكثير من شبابكم وأحزابكم ومثقفيكم الا بعد ان تقاعستم وتبادلتم بل وتواطأتم مع عدوانها في لبنان وسوريا والعراق حتى باتت بين أرجلكم وخلف ظهوركم وعن يمين كل واحد منكم وشماله. تركتم الشعب السوري يذبح في منازله ومدارسه وفي أرضه وشوارعه، وتقاعستم وأنتم تتساءلون هل نساعده.. كيف نساعده؟ ورحتم تنتظرون رأي أميركا التي ستسأل حكماً اسرائيل ان كان بالامكان مساعدة ابناء سوريا. ها هي النتيجة.. ايران أعلنت احتلالها سوريا رسمياً وما بشار الاسد الا احد محافظيها عينتهم كما كان والده يعين محافظي لبنان ونسميهم نحن رؤساء. بات على كل واحد منكم يا حكام العرب من المحيط الى الخليج ان يأخذ إذناً من طهران اذا أراد مخاطبة محافظها في سوريا، بل بات كل واحد منكم خائفاً اذا اتخذ موقفاً من محافظ ايران في سوريا بشار الاسد ان يغضب طهران فتحرك احدى خلاياها النائمة في عواصمكم ومدنكم ومؤسساتكم.. ولا يأمنن احد منكم على مصيره بعد الآن، فكما بشار مهدد كذلك كل واحد فيكم.. انما الفارق ان بشار يهدده شعبه.. بينما أنتم مهددون من شعوبكم ومن ايران نفسها. ايران تحتل سوريا ولبنان. وما زال هذا الغبـي نبيل العربي يتشدق ليل نهار برفض التدخل الاجنبي العسكري في سوريا! ماذا تسمي اعتراف ايران باحتلالها سوريا يا غبـي غير انك لست وحدك في هذه الصفة فهناك حكام ومسؤولون ومثقفون وحزبيون وإعلاميون تتحفنا بهم فضائيات الأمة وأيضاً من المحيط الى الخليج يرددون كالببغاوات هذه المقولة – الدعوة التافهة المتواطئة الخادمة للهمجية الايرانية المحتلة لسوريا. يا شعب سوريا العظيم، لك الله.. وأنت تردد ((يا الله ما لنا غيرك يا الله)).. وأنت تقاتل حزب الله اللبناني والعراقي والسوري والتركي ونكاد نقول الاسرائيلي والاميركي..يا شعب سوريا العظيم لك الله.. ودماء ابنائك.

 

البابا والسيّد: الخلاف من طبيعة ثقافية

شارل جبور/جريدة الجمهورية

 جاءت زيارة البابا بيندكتوس السادس عشر لتؤكّد ما كانت ذهبت إليه قوى 14 آذار في مؤتمرها الأوّل في 14 آذار 2008 بأنّ "أعمق ما في الخلاف القائم في لبنان هو البعد الثقافي، حيث تتواجه نظرتان مختلفتان إلى العالم: نظرة تقوم على ثقافة السلام والعيش معاً والوصل مع الآخر المختلف، وأخرى تقوم على ثقافة العنف والفصل".

وقد جاءت زيارة البابا لتؤكد أيضا ما ذهبت إليه هذه القوى في 17 شباط 2009 عندما أطلقت نداء بيروت 2009 تحت عنوان "السلام الآن للبنان" باعتباره ليس "عرضاً موجّها للفريق الآخر، فريق الحرب الدائمة، ينبغي العدول عنه إذا ما رفض، إنّما خيار نتمسك به ونناضل من أجله لأنه الشرط اللازم لنجاح النموذج اللبناني، فضلاً عن كونه القيمة الأخلاقية العليا في حياة البشرية جمعاء". وخلص النداء إلى دعوة اللبنانيين لاختيار واحدة من ثقافتين: ثقافة العنف والفصل والانعزال، أو ثقافة السلام والوصل والانفتاح.

إنّ أهمية زيارة البابا تكمن في توقيتها المثالي ومضمونها الانساني، إذ أعطت دفعاً وزخما للمناخات السياسية التي بدأت مع انتفاضة الاستقلال واستكملت مع الربيع العربي، وبالتالي إرجاؤها، لو تم، كان قدّم أكبر خدمة لمحور الشر في المنطقة، فيما إتمامها أدّى إلى تظهير صورتين مختلفتين ومتناقضتين: صورة البابا الذي يدعو إلى السلام، وصورة السيّد نصرالله الذي يدعو للحرب.

فالأيّام الثلاثة التي أمضاها رأس الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والمواقف التي أطلقها أخرجت اللبنانيين من واقعهم الأليم المتأتّي من إبقاء وطنهم رهينة لدى نظامي دمشق وطهران، وجعلتهم يتمنّون لو يطول هذا المشهد أو يدوم، إلّا أنّ السيّد نصرالله الذي شعر بخطورة هذا المنحى أو الاتّجاه أبى إلّا أن يعيدهم إلى ما هم عليه بفعل سلاحه وسياساته، وذلك بعد أقلّ من ساعة على مغادرة البابا.

يخطئ من يعتبر أنّ الحرب القائمة هي من طبيعة عسكرية، فالسلاح هو مجرّد تفصيل في المشهد العام، لأنّ تعريته أمام الرأي العام وإظهاره على حقيقته يؤدّيان تلقائيّا إلى سقوطه، فقوّته نابعة من الفلسفة التي تحيط به وتبرّر وجوده، والدليل النظرة إلى ما يسمّى بالمقاومة قبل الثورات العربية وبعدها، إذ سقط فجأة هذا الوهم بأنّ هذه المقاومة تلتفّ حولها الشعوب العربية والإسلامية، فيما الحقيقة أنّها كانت تستغلّ قمع الأنظمة لهذه الشعوب بغية الإيحاء أنّها الناطق الرسمي باسمها، ولكن ما إن سقطت هذه الأنظمة حتى بانت الهوّة بين الشعوب الإسلامية وبين محور الممانعة.

فأولويّة الشعوب العربية ليس إحراق العلم الأميركي أو الإسرائيلي في العواصم العربية، بل استرجاع كرامتها وحرّيتها المصادرة من قبل محور الممانعة بذريعة المواجهة مع تل أبيب، هذه المواجهة التي لا تستقيم إلّا مع الشعوب الحرّة لا المستعبدة والمستخدمة في إطار مشاريع هيمنة وتسلّط كلّ هدفها الحفاظ على مكتسباتها السلطوية والنفعية باسم الايديولوجيا والدين لـ" بَلف " الناس، لأنّه سوى ذلك مصيرها سيكون مهدّداً، هذا المصير الذي مهما طال الزمن نتائجه تبقى معلومة وهو السقوط الحتمي، لأنّ وجود هذه الأنظمة مخالف لكلّ مسار التاريخ والبشرية.

ولن يكون مصير هذا المحور مختلفاً عن مصير القاعدة، وهما بالمناسبة وجهان لعملة واحدة بمعزل عن الاختلاف في أسلوب عملهما كون جوهر دعوتهما واحدة: تبرير العنف والحرب والقتل، وعندما قتل بن لاندن لم تشهد العواصم العربية أيّة تظاهرة مندّدة بقتله، لأنّ الثورات العربية أسقطت هذا الوهم بأنّ الشعوب الإسلامية تؤيّد الإجرام وتبرّره، هذا الإجرام الذي لا يمكن التخلّص منه إلّا عبر الديموقراطية وارتقاء الشعوب من غوغائية الشارع والأفكار البالية إلى احترام الآخر والانفتاح الثقافي والتفاعل الحر.

من هنا فإنّ زيارة البابا جاءت لتؤكّد على ثقافة السلام التي تعتبر العدوّ الأوّل للنظامين السوري والإيراني، ويكفي في هذا السياق استرجاع بعض ممّا قاله: "علينا الدفاع عن الحياة إذا كنّا نريد السلام"، "أيّها السياسيون والديبلوماسيون ورجالات الدين، ويا رجال ونساء عالم الثقافة، أدعوكم إذاً إلى أن تشهدوا بشجاعة، أنّ الله يريد السلام، الله يستودعنا السلام"، "أصلّي للرب ليمنح منطقة الشرق الأوسط خدّاماً للسلام والمصالحة. إنّي أدعوكم جميعاً إلى العمل من أجل السلام، كلّ على مستواه وحيث يتواجد".

فكلّ فلسفة هذه الزيارة تختصر ببعدي العمل للسلام وعدم الخوف، وفي هذين البعدين فقط يمكن للمسيحية المشرقية أن تحافظ على وجودها ونموّها واستمراريتها. فثقافة العنف التي ينتهجها "حزب الله" هي المشجّع الأوّل على الهجرة وهي نقيض رسالة البابا، ودعوة الأخير لم تأتِ من سراب بل أتت حرصاً على الحضور المسيحي المشرقي، وإدراكاً بأنّ خارطة الطريق الوحيدة التي تحفظ هذا الحضور هي السلام.

وأمّا دعوة المسيحيين إلى عدم الخوف فهي لدفعهم وتشجيعهم على مواجهة ثقافة العنف التي تقضي على وجودهم، ومواجهتها لا تكون عبر الالتصاق بمحور الشر خشية على حياتهم، إنّما في الابتعاد عن هذا المحور وعدم توفير الغطاء له، وأن يكونوا رسل سلام لا بدّ من أنّه آت في زمن قريب.

لا شيء يمكن أن يفسّر إطلالة السيّد نصرالله ومجازفته بحياته بعد ساعة على مغادرة رسول السلام سوى أنّ زيارة الأخير ضربت كلّ أسس ومرتكزات ثقافة العنف التي يقوم عليها "حزب الله" وتشكّل علّة وجوده، وهذا ما دفعه إلى المسارعة لإنهاء مفاعيلها وإعادة المنطقة إلى مناخات التشنّج والتعصّب والحرب تحت عنوان الدفاع عن الإسلام. فهذا الحزب لا يعيش إلّا في الحرب، وبالتالي السلام يشكّل التهديد الأوّل لوجوده. ويبقى أنّه من ضمن "الفزّاعات" التي كانت توضع في مواجهة المسيحيين عند كلّ مطالبة سيادية الدعوة إلى الاستفتاءات الشعبية على خلفية أنّ المسيحيين باتوا أقلية، فلا بأس من استفتاء شعبي على مواقف كلّ من الرجل في الثوب الأبيض والرجل في الثوب الأسود، وفي حال رفض "حزب الله" الاحتكام إلى نتيجة هذا الاستفتاء، فإنّ الظروف السياسية القريبة كفيلة لوحدها بترجيح ثقافة السلام على ثقافة العنف.

 

محاكمة سماحة: إلى ما بعد سقوط النظام؟

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عندما تم توقيف النائب السابق ميشال سماحة، لم يكن أيّ من الأجهزة الأمنية والقضائية جاهزاً للتعامل مع القضية. لا يكفي الركون إلى عملية التسخيف الممنهجة التي يتّبعها بعض حلفاء النظام السوريT+ | فسماحة بالمعنى السياسي والرمزي هو النظام السوري، وتلبّسه بالعبوات هو تلبّس النظام، خصوصاً أنّ الصوت والصورة لم يحجبا دور علي مملوك في القضية، وخصوصاً أيضاً أنّ سماحة نفسه قال إنّ من يعرف بأمر العملية في النظام السوري اثنان، الرئيس بشار الأسد ومملوك نفسه. لم يرتبك القضاء في تسطير مذكرة التوقيف، ولكنّ مَن يقول إنّ الخوف لم يكن موجوداً يكون قد جافى الحقيقة. ففي الساعات الأولى للتوقيف كان القضاة المعنيون قد حصلوا على حماية أمنية إضافية، ولكن على رغم ذلك، فإنّ التهديدات لم تتوقف، وهي تتناول اليوم قضاة المحكمة العسكرية الذين ينظرون في ملف سماحة.

وليس خافياً أنّ التجارب التاريخية تدل على أنّ الترهيب نجح في ملفات كبرى في تخويف القضاة، أو المحققين القضائيين، ولنا في ذلك أمثلة عدة من جنوب إيطاليا وأميركا اللاتينية، نماذج عن قدرة قوى منظمة سياسية أو مافياوية على شلّ عمل القضاء بالترهيب والتخويف من الاغتيال. ليس بعيداً من هذه الأمثلة قرار رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الذي امتنع عن تجديد مهمته بعدما تعرض وعائلته لتهديدات واضحة.

في ملف سماحة لا يكفي الركون إلى عملية التسخيف الممنهجة التي يتّبعها بعض حلفاء النظام السوري، تارة عبر إلصاق صفة "الاستحمار" بسماحة وطوراً عبر تصغير علاقته بالنظام السوري، كما حاول الوزير السابق وئام وهاب أن يفعل. وبغض النظر عن "العواطف السامية" التي يكنها وهاب لسماحة بسبب رشاقة قلم الأخير في كتابة التقارير المسهبة للقيادة السورية، عنه، وتحديداً عن صداقته بوسام الحسن، فإنّ حملة تسخيف الارتباط العضوي لسماحة بالقيادة السورية، لا يمكن أن تصدق، بحيث يوحي أصحابها أنّ سماحة سقط لوحده وأنّ هذه القيادة تخلت عن أهم حلفائها لمجرد أنّه اخطأ في تنفيذ العملية وورّط النظام بأزمة تضاف إلى أزماته المتدحرجة داخل سوريا وخارجها، أو أنّها تخلت عن استعمال ما يتوافر من ضغوط لمنع محاكمته وإقفال الملف.

إلى أن تثبت المخاوف في شأن احتمال ركون القضاء للترهيب، فإنّ تجارب غير مشجعة، لا تزال ماثلة في قضايا مشابهة، كلها تعطي المؤشر على إمكان أن تختلط المعايير من السياسة إلى القانون بسهولة.

فهل يمكن وعلى سبيل المثال أن يفهم لماذا يتأخر القضاء في إصدار قرارات اتهامية في بعض الملفات الخطيرة كملف العملاء، وتحديداً في ملف العميل المتهم باغتيال القيادي في "حزب الله" غالب عوالي؟ هل ذلك يعود إلى إيعاز بعدم السير في المحاكمة إلى النهاية، فقط لأنّ مَن اكتشف هذا العميل هو فرع المعلومات، ولأنّ القيادي المستهدف ينتمي إلى الحزب؟

وهل يمكن أن يفهم أيضاً كيف يتم إخلاء سراح من حاول إحراق تلفزيون "الجديد"، وهل يمكن تقبل صدور حكم مخفّف على متهم بالتعامل لمجرد انتمائه إلى تيار سياسي قريب من "حزب الله"؟ وهل يمكن أيضاً فهم سبل حفظ ملف خطف السوريين المعارضين في الأدراج لمجرد أنّ ذلك سيؤدي إلى اتهام السفارة السورية.

الأسئلة، لا بل الهواجس، التي باتت تطرح في ملف محاكمة سماحة كبيرة. صحيح أن أي جهاز قضائي لن يستطيع القفز فوق مضمون الملف خصوصاً بعد نشر اعترافات سماحة ووقائع الفيلم المسجل، إلا أن ذلك لا يمنع الخشية من وضع الملف في الأدراج بالتقسيط من خلال "المط" بالإجراءات والمهل إلى الدرجة القصوى، سواء بالنسبة إلى إصدار قرار اتهامي، أو تحديد موعد المحاكمة.

الخشية من تمييع الملف موجودة، وهي تدفع الكثير من المطلعين على مسار القضية إلى توقع أن لا تبدأ الإجراءات الحقيقية لبدء المحاكمة إلا بعد سقوط النظام السوري.

 

عن «براءة المسلمين» وخجل الإسلاميين

سامر فرنجيّة/الحياة

يذكِّر ردّ الفعل الذي يشهده العالم العربي والإسلامي على خلفية بث مقاطع من فيلم «براءة المسلمين» بقضايا مماثلة أدّت إلى موجات شبيهة من الغضب والعنف، كحادثة الرسوم الدنماركية أو دعوة القس الاميركي تيري جونز إلى إحراق القرآن وصولاً إلى القضية الأم، أي كتاب سلمان رشدي. وعلى رغم الفوارق بين تلك الحوادث (لا يمكن إطلاقاً مقارنة أعمال رديئة هدفها إثارة النعرات الدينية وأعمال فنية تُفهم كإساءة للدين)، يوجد مشترك على الأقلّ في الشكل، يربط بين تلك الأحداث وكأنها محطات متتالية في مسلسل سوء التفاهم بين الغرب والعالم العربي والإسلامي، إن لم تكن حقيقته الوحيدة.

غير أن على رغم التشابه السطحي أو الشكلي بين مسألة فيلم «براءة المسلمين» والقضايا الأخرى، هناك اختلافان مهمان طرآ على ذلك المسلسل. الاختلاف الأول في سخافة الموضوع المطروح اليوم. ففيلم الهواة «براءة المسلمين» ليس عملاً جدّياً يمكن الدفاع عنه بأية طريقة، بل هو مجرّد مادة للاستفزاز لا يتعدى النشر على الإنترنت. وتوجد المئات، إن لم يكن الآلاف، من تلك الأفلام التي تطاول كل المعتقدات، والتي لا يتعدى جمهورها العشرات من المعتوهين. والسخرية أنّه لولا رد الفعل العنيف، لكان اختفى هذا الفيلم في دهاليز الإنترنت، إلى جانب آلاف الصفحات المنسية، التي لا يشاهدها أحد.

وسخافة الفيلم إنما ظهرت في الإجماع الكامل والشامل على رفضه، ما لم يحصل مثلاً مع قضية الرسوم الدنماركية أو سلمان رشدي، حيث كان من الممكن الدفاع عن الفعل المُدان باسم حرية التعبير واستقلالية الإبداع الفني. فلم يبق أحد على هذا الكوكب إلا ونبذ ذاك الفيلم، من الفاتيكان إلى الحكومة الأميركية وصولاً حتى إلى إسرائيل نفسها، حيث وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية الفيلم بأنه «تعصب لا يطاق». فبدا المتظاهرون كغاضبين على لا أحد، يتظاهرون في وجه السفارات الأميركية بوصفها حاكمة العالم، وإن كان من غير الواضح ما يطالبون تلك الدولة بفعله.

ففي العالم الذي نعيش فيه (وهو العالم نفسه الذي يعيش به السلفيون وإن أنكروا تلك الفكرة)، من المستحيل وقف تلك الممارسات، ومن المؤكد أن فيلماً تافهاً آخر سيُنتج كـ «براءة المسلمين». ففي هجومهم على السفارات الأميركية، كان السلفيون النضاليون كأنهم يعترفون بتفوق هذه الدولة، واهمين أنفسهم بقدرتها على وقف التاريخ. وليس من الصعب هنا إظهار البعد النفسي لذاك الهجوم، والبحث المستميت عن أب جبّار في أروقة السفارات.

لكن التحوّل الثاني، والأهم، يطاول سياق حفلات العنف هذه. فمنذ قضية سلمان رشدي وصولاً إلى قضية الرسوم الدنماركية، والعالم العربي والإسلامي ضائع في متاهات الصراع الحضاري والثقافي، الذي غالباً ما شكّل ترياقاً للحياة في مجتمعات قابعة تحت قمع عسكري. وهذا السياق تحوّل (أو على الأقل، نتمنى أن يكون قد تحوّل) مع الثورات العربية وأفقها الديموقراطي.

إن حدوث مثل تلك الحادثة في مجتمعات تحررت من القمع وبدأت مسيرتها المفترضة نحو الديموقراطية يطرح عدداً من الأسئلة، بصرف النظر عمّا إذا كانت تلك الهجومات مدبّرة من القاعدة أو عفوية.

السؤال الأول مستوحى من التساؤل الوجودي لوزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون عندما صرّحت: «أسأل نفسي كيف يمكن ان يحدث هذا في بلد ساعدناه على التحرر، في مدينة ساعدنا على إنقاذها من الدمار؟ هذا السؤال يعكس ببساطة مدى التعقيد وأحياناً مدى الارتباك الذي يمكن ان يكون عليه العالم». فإذا كان جوابها كوزيرة خارجية دولة غربية «ديبلوماسياً»، فهذا لا يلغي أن السؤال الفعلي موجّه لأبناء تلك المنطقة، وهو لا يمكن أن يكون «ديبلوماسياً». فإذا قرر الليبيون أو غيرهم الانفتاح على العالم واتباع البراغماتية في سياساتهم الدولية وقبول دعم الناتو لثورتهم، فلا بد من البدء بتحديد نمط علاقة جديدة مع ذاك الغرب. النفاق الذي ساد أيام القمع، أي الانفتاح الأمني على الغرب والكره الثقافي له، لم يعد مقبولاً أو حتى معقولاً في زمن الديموقراطيات.

أما السؤال الثاني، فيطاول موقف الأكثرية، التي لم تتظاهر، ممّا حدث. الموقف الأكثر تقدّماً الذي صدر كان إدانة للحدث ولرد الفعل في آن، وكأنهما متساويان. وهنا الخجل تجاه خطاب السلفيين. فكأن الرسالة هي أنهم على حق، لكن ردود فعلهم أكثر (بعض الشيء) من المطلوب. فإذا كان هذا سقف النقاش، فقد انتصر السلفيون، وإن تمّت إدانتهم اللفظية. فالموقف الذي لم نسمعه هو رفض ذاك العنف فقط، من دون تبرير أو تفسير أو تلفيق. إعطاء هذا الفيلم أية قيمة هو إهانة للعقول كما أن مساواته بموجات العنف إهانة للأخلاق. إنه لا شيء، وطالما ان اللاشيء سيحركنا أكثر من كل مصائبنا الفعلية، فلا ديموقراطية ولا كرامة ولا ثورات عربية. وما تساؤل بعض الثوار السوريين عن العزة المستجدّة لتلك الحركات الاحتجاجية، وسكوتها التام على القتل اليومي في سورية، سوى الدليل الأكبر على هذا السقوط الأخلاقي والمنطقي. هذا كله للقول إنه مع الثورات العربية وبداية مرحلة الرشد السياسي، لم يعد من الممكن التعاطي مع تلك الأحداث وفقاً للنموذج القديم القائم على لوم الغرب وكأنه الفاعل السياسي الوحيد، واعتبار السلفيين أن مشكلته لا علاقة لنا بها. فالتبريرات والتفسيرات القديمة، كمقولة القمع المولّد للعنف أو التمثيل الضعيف لتلك الحركات، لم تعد تفيد في عهد إعادة اكتشاف الداخل وتحدي الديموقراطية. فالثقافة الضدية المطلقة أصبحت عبثية: إنه اللا-حدث الذي حركنا ضد لا-أحد في انفجار من العنف اللا-محدود.

تلك الأسئلة في عهدة من انتصر في اللعبة الديموقراطية، أي الإسلاميين، أو من بدأ يعرِّف نفسه كإسلامي معتدل في وجه السلفيين الغاضبين على المطاعم الأميركية. غير أنّ خطر السلفيين ليس في قدرتهم على الانتصار في الانتخابات والسيطرة على النظام السياسي، كما يروّج من يحاول تجديد الابتزاز القديم القائم على قضية الإسلام السياسي، بل في قدرتهم على السيطرة على الخطاب السياسي. فالحركات السلفية تشبه في طريقة عملها اليمين المتطرف في أوروبا أو حزب الشاي في الولايات المتحدة، وخطرها هو في قدرتها على تحديد عناوين الخلاف السياسي وعلى التأثير في أداء الأحزاب الأكثر اعتدالاً. هكذا دخل مثلاً الخطاب الديني على الانتخابات الأميركية، أو الخوف من الهجرة على السياسة الأوروبية.

وعلى رغم ضعفها الانتخابي، نجحت الحركات السلفية في فرض عناوينها على سياسات الحركات الإسلامية، التي ما زالت تواجهها بخجل من يستحي من اعتداله المفترض وانفتاحه على الآخر المزعوم. ويظهر هذا الانتصار في المحاولات السخيفة للإسلاميين لسحب المبادرة من السلفيين من خلال تبني خطابهم، ليصبح الخلاف معهم على الأسلوب وليس على الهدف. هذا الخجل هو ما يجعل السلفيين يبدون وكأنهم «الحقيقة» في وجه من ساوم، والإسلاميين الآخرين كمن باع القضية من أجل مكسب سياسي. فطالما لن يكون للإسلاميين جرأة على رفض ممارسات كهذه واعتبار الفيلم غير جدير بالتعليق عليه، وطالما لن تكون لهم جرأة الاعتراف بالآخر، ليس من باب الضرورة السياسية بل من باب القيمة الإنسانية، وطالما أنهم لن يعترفوا لأنفسهم بأنهم لم يخطئوا عندما وافقوا على أن يكونوا براغماتيين، فسيبقى السلفيون الأقوى، وسيبقى العالم العربي يتحرك على إيقاع مخرج هاوٍ قابع في قبو بيته في أصغر مدينة أميركية. هذه ليست مسألة سياسة أو فقهاً أو أخلاقاً، بل تتعلق بجدية الإسلاميين ورشدهم.

 

حراك إيراني وإسرائيلي تحسباً للمساومات على دمشق

عبد الوهاب بدرخان/الحياة

ما لم تفلح فيه إيران باستدراج مساومة - مقايضة بين وقف مرحلي لتخصيب اليورانيوم و «وقف المؤامرة» لإسقاط النظام السوري، يبدو أن إسرائيل هي التي تنبري إليه الآن ليس بالضرورة لإنقاذ نظام لم يعد ممكناً إنقاذه، وإنما لتأكيد حجز مقعد في البازار الآتي، من خلال تضخيم الشكوك في النظام «البديل». فثمة توافق ضمني معروف بين إيران وإسرائيل على تفضيل بقاء نظام بشار الأسد، وإنْ لدوافع متعاكسة، لكن بعدما أمعن في التدمير وفي إضعاف سورية، تريد كلٌ منهما نفوذاً في سورية ما بعد الأزمة، أو نافذة عليها، أو تفاهماً معها، كيفما كان نظامها.

في الآونة الأخيرة أكثر الإيرانيون من الإفصاح عن وجودهم العسكري المباشر في سورية، ولم يعد خافياً أن أرسلوا أيضاً عناصر من «حزب الله» اللبناني وأحزاب عراقية للمساهمة في القتال ضد الشعب السوري. بموازاة ذلك، ها هو بنيامين نتانياهو، الذي سبق أن نهى أعضاء حكومته عن التصريح في الشأن السوري، يفتتح شخصياً سوق الكلام مبدياً خصوصاً شكوكه في صواب تسليح المعارضة كما تعتزمه الدول المناوئة للنظام، ومخاوفه من طبيعة النظام و «شكل الدولة» اللذين سيتأسسان في سورية «على المدى البعيد». لا شك في أن نتانياهو يضيف هنا جدلاً آخر إلى طاحونة الخلاف مع الإدارة الأميركية على «الأولوية العاجلة» للخيار العسكري ضد إيران، إلا أنه يلمّح علناً إلى أن مشكلته باتت الآن مع الشعب السوري وليست مع «نظام المقاومة والممانعة».

هذا التقاطع الإيراني - الإسرائيلي مع «الممانعة» الروسية يباشر للتوّ تدخله وتأثيره العلني في الأزمة السورية. وإذا أضيفت إليه 1 - القيود التي تفرضها الانتخابات الرئاسية على إدارة باراك أوباما، و2 - تداعيات الاحتجاجات في بلدان «الربيع العربي» على الشريط المسيء للإسلام، و3 - ضرورة منح فسحة من الوقت للموفد الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي بعد أن شرع في مهمته، و4 - استمرار تشرذم المعارضة السورية، العسكرية والسياسية، و5 - استمرار التردد لدى الأطراف الغربيين سواء بسبب ما يستشعرونه من غموض في الموقف الأميركي أو في شأن إطلاق العنان للتسليح... فإن كل ذلك سيؤدي إلى نتيجة أولية وشيكة هي «إبطاء وتيرة الأزمة»، حتى لو استمر القتل اليومي بوتيرته وحصيلته الحاليتين.

هذه المرّة، وفي اللحظة الراهنة، وعلى رغم أن الوقت من دمٍ ودمار بالنسبة إلى الشعب المعذّب والصامد، يبدو الأطراف الفاعلون والمعنيون في حاجة جميعاً إلى الوقت، ويهمهم ألّا يحصل تغيير جوهري في المعادلة القائمة على الأرض، ما لم تحدث مفاجأة استراتيجية أو نوعية. لكن كثراً من المراقبين باتوا ينبّهون إلى خطورة الحصارات اللاإنسانية التي فرضتها قوات النظام على عشرات المدن والبلدات والقرى التي لم يعد مسيطراً عليها ويكتفي بالتحكم بخطوط تموينها وإمدادها بالمؤن المعيشية والطبية، إذ بدأت تبرز في بعض البيئات الحاضنة للثورة، وأبرزها حلب، حالات من النقمة والضيق تعزز لدى النظام رهان اقتناص «انتصارات» فيها للتهليل بها كأنها ذلك «الحسم» الذي يحاوله منذ تسعة عشر شهراً.

وعلى رغم أن الأسد صرّح بأن «الحسم» يستلزم وقتاً، إلا أن النظام قد يكون حالياً الأقل احتياجاً إلى الوقت لأن الحسم لم يعد في متناوله، إذ يحاول الإيحاء بأنه بذل ما يستطيعه داخلياً آملاً بأن يفرض «الحل السياسي» كأمر واقع ومحاولةٍ أخيرة للبقاء. ويُستدلّ من تحريكه لـ «المعارضة الموالية» بأطيافها المعروفة أو الوهمية أنه صار مستعجلاً وراغباً في حرق المراحل وصولاً إلى مثل هذا الحل. لذلك، فهو يعوّل على مهمة الإبراهيمي، وقد انتهز الأسد لقاءه الأول معه للدعوة إلى «حوار سوري». صحيح أن لا جديد في ذلك إلا أنه أعطى إشارة إلى إدراكه أن الأزمة توشك أن تخرج، إنْ لم تكن خرجت كلياً، من يد النظام، وبالتالي من أيدي السوريين جميعاً. ولعله بات يخشى أن حاجة الأطراف الخارجيين إلى الوقت تعني أنهم يتهيّأون لدخول مساومات على مصيره: فالدعم الروسي على رغم جدواه الحاسمة إلا أن موسكو ضاعفت التصريحات عن «عدم تشبّثها» بالأسد لتلفت الولايات المتحدة إلى «الجائزة» إن هي لبّت مصالحها الأخرى، والالتصاق الإيراني المتعاظم على رغم ضرورته إلا أنه يطمئن بمقدار ما يُقلق، والاقتراب الإسرائيلي المتزايد على رغم أهميته إلا أنه يأتي متأخراً. لذا، يبدو موجهاً حصرياً لاستخدام أزمة النظام ضمن الأوراق التي يلعبها إقليمياً.

أما الأطراف الدوليين والعرب الآخرون فيحتاجون إلى الوقت لأهداف ثلاثة على الأقل:

1 - توحيد المعارضة العسكرية كمهمة واجبة لتعزيز فاعليتها في مواجهة النظام وفي ضمان الأمن بدءاً من «اليوم التالي» لسقوط النظام، وبالتوازي استكمال العمل الجاري حالياً لتنظيم الإدارات المحلية.

2 - بلورة صيغة لحكومة انتقالية تؤمن الربط بين الداخل والخارج وتكون حاضرة في أي منطقة تعلن الدول المعنية الاعتراف بها «منطقةً محررةً» تستوجب الحماية.

3 - إيجاد الصيغ والأطر المناسبة للتعامل مع الحالين الإيرانية والإسرائيلية وتقنين تدخلهما في الأزمة.

من هنا، إن كثيرين يعتبرون مهمة الإبراهيمي و «الرباعية الإقليمية»، التي تحاول مصر وضعها على السكّة، من أدوات كسب الوقت دولياً للتعرّف إلى ما عند باراك أوباما في مستهل ولايته الثانية. فـ «الرباعية» مجرد إطار لا تمانع الولايات المتحدة وجود إيران فيه لاختبار نياتها، وأيضاً لإقناعها بأن دخولها أي مجموعة دولية معنية بالأزمة السورية غير مفيد بل يعقّد النقاش والعمل. ذاك أن إيران تبحث عن مساومة، مثلها مثل روسيا التي ترغب الدول الغربية في التفاهم معها على رغم الصعوبات ولا تعتبر نفسها معنية بـ «صفقة حول سورية» مع إيران. وليست مصر أو تركيا أو حتى السعودية، مع افتراض توافر الرغبة والقدرة لديها، هي التي ستضمن لإيران مصالحها في سورية. وما دامت مواقف الدول الثلاث معلنة، وواضحة في تعارضها مع إيران المتمسكة بنظام الأسد، فليس معروفاً أي مبادرة يمكن أن تتوافق عليها لإحداث تغيير جوهري في مجرى الأزمة السورية.

في المقابل لا أحد يتصوّر إقحام اسرائيل في أي إطار دولي أو إقليمي، على رغم أنها ستضاعف الحراك لنيل الاعتراف بأنها «معنيّة» وبـ «حقها» في الاطلاع على ما يخطط لمستقبل سورية. لذلك، يشكّل إلحاحها الراهن على ترجيح خيار الحرب على إيران، أو حتى مجرد تحديد مهلة أو خط أحمر لها، جزءاً من مساومة تخوضها مع الإدارة الأميركية وتتعلق أيضاً بسورية. ويعني ذلك أن إسرائيل يمكن أن تكون مصدر إزعاج وعرقلة، فأي تصعيد للتوتر أو حرب في المنطقة الآن قد يجهض الضغوط على النظام السوري. إذ إن منطق كل الأطروحات ومحورها بات «رحيل الأسد»، وهو ما يتهرب منه حلفاؤه الروس والإيرانيون مع علمهم باستحالة بقائه، لكن أي حرب إسرائيلية سواء على إيران مباشرة أو ضد «حزب الله» من شأنها أن تبعثر أوراق الأزمة لتطيل عمر النظام، وإسرائيل تجد مصلحة في بقائه ضعيفاً ومنخرطاً في التدمير لأطوَل فترة ممكنة.

 

مشكلة بعض العرب والمسلمين...في البرامج التربوية

 ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله  

لا وجود لبرامج تربوية في معظم العالم العربي تجعل من الانسان قادرا على التفكير بطريقة علمية والوصول الى قناعة فحواها ان الاسلام والنبيّ اعظم بكثير من افلام مسيئة توفّر لها، للاسف الشديد، ردود الفعل المشينة في بعض العواصم والمدن العربية والاسلامية الدعاية التي تحتاجها.

 كيف يمكن تصوّر ان في استطاعة فيلم لا يصلح وصفه الاّ باقلّ من تافه، فيلم ليس معروفا تماما من يقف خلفه، الاساءة الى الاسلام والمسلمين والنبيّ محمّد (صلعم)؟

الاكيد ان الديانة الاسلامية، وهي ديانة عظيمة لا يهزّها في شيء فيلم من هذا النوع وجد للاسف منْ يتولّى الدعاية له بحجة الدفاع عن الاسلام والنبيّ. الفيلم يعكس جهل وجهالة لدى الذين صنعوه وموّلوه اكثر من ايّ شيء آخر. اما الرسول فهو فوق افلام من هذا النوع لا هدف لها سوى استغلال الازمة التي يمرّ فيها العالم العربي وبعض الدول الاسلامية وهي ازمة مرتبطة بمجتمعات تحتاج بين حين وآخر الى الهرب من مشكلتها الحقيقية وهي مشكلة البرامج التربوية اوّلا واخيرا.

ماذا يتعلّم العرب عموما وبعض المسلمين في هذا الايّام؟ ذلك هو السؤال الكبير. متى نظرنا الى البرامج التربوية نكتشف لماذا كانت ردود الفعل المضحكة- المبكية التي جعلت من فيلم لا قيمة له بايّ مقياس من المقاييس قضية. ما علاقة الادارة الاميركية بالفيلم؟ لماذا الهجمات على السفارات الاميركية في القاهرة وتونس والخرطوم وصنعاء والقنصلية الاميركية في بنغازي؟ لماذا الدعوات الى التظاهر في بيروت ومدن لبنانية اخرى؟ هل من هدف آخر غير الاساءة الى صورة لبنان وتعطيل الحياة الاقتصادية فيه واظهاره في مظهر البلد المتخلّف الذي يتحكّم بمصيره حزب تابع لايران؟

لماذا احراق محلّ في طرابلس شمال لبنان، تابع بالاسم فقط، لشركة اميركية مختصة في مطاعم الدجاج، علما ان المتضرر الاوّل من الحريق هم العمال اللبنانيون الذين يكسبون رزقهم من الخدمة في هذا المطعم؟ لماذا قتل السفير الاميركي في ليبيا مع ثلاثة اميركيين آخرين؟ اهكذا يكافئ الليبيون الاميركيين على دعم ثورتهم التي اطاحت نظام العقيد معمّر القذّافي الذي تحكّم بمصير البلد طوال اثنين واربعين عاما؟ لماذا كلّ هذه التظاهرات في فلسطين، فيما المطلوب اوّلا واخيرا دعم اميركي يسمح للشعب الفلسطيني بمواجهة ازمته الاقتصادية من جهة وممارسة ضغط على حكومة بنامين نتانياهو من جهة اخرى؟ لماذا كلّ هذا العنف الذي لا تفسير له؟

الاسئلة كثيرة. امّا الجواب فهو واحد. لا وجود لبرامج تربوية في معظم العالم العربي تجعل من الانسان قادرا على التفكير بطريقة علمية والوصول الى قناعة فحواها ان الاسلام والنبيّ اعظم بكثير من افلام من هذا النوع توفّر لها، للاسف الشديد، ردود الفعل المشينة في بعض العواصم والمدن العربية والاسلامية الدعاية التي تحتاجها.

يكفي الاستماع الى بعض الذين هاجموا السفارة الاميركية في القاهرة للتأكّد عمق المشكلة التي يعاني منها المجتمع المصري. ليس لدى هؤلاء اي فهم للنظام القائم في الولايات المتحدة. انه نظام لا يسمح للادارة بالتدخل من اجل ايقاف افلام من هذا النوع. اكثر من ذلك، من المشكوك فيه ان تجد مثل هذه الافلام اي رواج. صار هناك من يريد الاطلاع على فحوى الفيلم او مشاهدته بعد الاحداث التي شهدتها بنغازي او القاهرة فقط...

لا يمتلك المعترضون على الفيلم في الشارع اي ثقافة من ايّ نوع كان. كلّ ما فعلوه هو توفير دعاية ضخمة لفيلم ما كان متوقّعا ان يشاهده احد باستثناء بعض متصفحي موقع "يوتيوب" الالكتروني.

يعتبر منْ يدير هؤلاء ويوجههم، مستفيدا من جهلهم، ان في الامكان استغلال الفيلم لضرب المصالح الاميركية في المنطقة...او التغطية على الجرائم التي يرتكبها النظام السوري. وقد وقع المصريون حكومة وشعبا في هذا الفخّ. ماذا اذا اغلقت السفارة الاميركية في القاهرة ابوابها؟ ماذا اذا توقفت المساعدات الاميركية وبرامج التنمية التي يوفّرها الاميركيون والاوروبيون؟

مطلوب ايجاد مواطن مصري يفكّر وليس مواطنا مصريا تسيّره الغرائز. ما نشهده في مصر اليوم، وقد وقع الخيار على مصر بصفة كونها كبرى الدول العربية، لانّ تصرف الشارع فيها غير طبيعي في اي شكل. انه تعبير عن مدى تدهور مستوى التعليم في بلد كان يصدّر معلمين الى الخارج. انها نتيجة طبيعية لستين سنة من عملية تجهيل مبرمجة بدأها العسكر في العام 1952 ويبدو ان الاخوان المسلمين سيستكملونها.

ماذ يتعلّم المصري العادي اليوم؟ المؤسف انه لا يتعلّم شيئا. اذا كان من مصري عالم، فهو يعيش خارج مصر. هذا زمن القحط العربي الذي يؤدي الى الهرب الى التزمت بدل الانفتاح على الاخر والاعتراف به وبثقافته. هذا زمن الجهل العربي الذي اسس لتفلت الغرائز المذهبية والطائفية. انه زمن التطرّف الذي لا يسمح بوجود مسؤول مصري قادر على قول كلمة سواء تضع قضية الفيلم التافه في مكانها الصحيح. نعم، هناك اعتراضات على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. ولكن هل يؤدي قتل السفير الاميركي في ليبيا الى تصحيح التوجهات الاميركية...ام ان مثل هذه الاعمال تشجع على مزيد من الانحياز الى اسرائيل بما يخدم، في طبيعة الحال، الاهداف التي صنع من اجلها فيلم "براءة المسلمين"؟

بقي العرب خارج الثورة الصناعية التي شهدها العالم ابتداء من القرن السابع عشر وغيّرت كل المفاهيم فيه. انهم الآن خارج الثورة التكنولوجية التي شهدتها السنوات الاخيرة من القرن العشرين وتشهدها السنوات الاولى من القرن الواحد والعشرين. انها الثورة التي سمحت بوجود موقع مثل "يوتيوب". بدل الاستفادة من "يوتيوب" اذا بهم ضحية من ضحايا الموقع وضحية الثورة التكنولوجية بدل ان يكونوا مشاركين فيها، او اقلّه التعرف اليها ومحاولة فهمها. من قال ان للجهل حدودا، خصوصا عندما يشجّع هذا الجهل على الفهم الخاطئ لما يدور في العالم وعلى الخوف على الاسلام والمسلمين ونبيّهم من فيلم لا يستأهل وصفه حتى بالتافه. هناك للاسف الشديد اجيال عربية تتربّى على الجهل في ظلّ الجهل. هل من دواء لهذه العلّة ام اننا سنشهد مزيدا التدهور على كلّ صعيد؟ كلّ ما يمكن قوله ان الايام والاسابيع المقبلة لا تبشّر بالخير ما دام لا يوجد بين العرب والمسلمين سوى قلائل يستطيعون قول ان اسوأ من الفيلم بعض ردود الفعل العربية والاسلامية عليه...

 

موسكو تراهن على ما بعد الأسد

عبد الكريم أبو النصر/النهار

  "التطور المهم في موقف موسكو لاحظه المسؤولون الأميركيون والفرنسيون خلال محادثاتهم الأخيرة مع المسؤولين الروس الذين صاروا على اقتناع بأن تغيير نظام الرئيس بشار الأسد حتمي وبأن هذا النظام سيسقط أو يرحل آجلاً أم عاجلاً ويجب تاليا الاعداد جيداً منذ الآن لمرحلة ما بعد الأسد لمنع الإنهيار التام في سوريا. ويرفض الروس مواصلة القتال مع الرئيس السوري الى النهاية، بل إنهم يسعون الى التفاهم سراً مع الدول الغربية والإقليمية المؤثرة على إقامة النظام الجديد البديل من النظام الحالي، ويطالبون، من هذا المنطلق، ببقاء الأسد في الحكم موقتاً خلال المرحلة الإنتقالية ولو مجرداً من معظم صلاحياته، على أساس انه يمثل فريقاً من السوريين، وان الحل يتطلب إجراء مفاوضات بين ممثلين للسلطة وممثلين للمعارضة والثوار من أجل الإتفاق على خطوات وإجراءات محددة تضمن الإنتقال السلمي للسلطة الى نظام جديد ديموقراطي تعددي".

هذا ما ادلت به الينا مصادر ديبلوماسية غربية في باريس معنية بالملف السوري وقالت "إن المسؤولين الروس يستخدمون مصير الأسد ورقة مساومة ويقولون في الإجتماعات المغلقة انهم ليسوا قادرين على إقناع الرئيس السوري بالتخلي تلقائياً عن السلطة إذ انه رفض الكثير من اقتراحاتهم ونصائحهم، ويرون ان الحل الواقعي الأنسب للأزمة المتزايدة خطورة يتطلب أولاً وقبل كل شيء الإتفاق بين روسيا وأميركا وفرنسا والدول الأخرى المؤثرة على ضرورة وقف القتال والعمليات العسكرية فوراً والتحرك جدياً معاً لتحقيق ذلك، ثم دفع كل الاطراف السوريين الى طاولة الحوار والتفاوض خارج الأراضي السورية وفي رعاية دولية - إقليمية مناسبة من أجل التفاهم على تركيبة النظام الجديد وصيغة تقاسم السلطة بين مكونات المجتمع السوري ومسألة رحيل الأسد والمرتبطين به وتحديد موعد لإجراء إنتخابات نيابية ورئاسية تعددية حرة وشفافة في أقرب وقت ممكن يشرف عليها مراقبون دوليون وتكرس الإنتقال الى المرحلة الجديدة".

وشددت المصادر الديبلوماسية الغربية على ان المحادثات الأخيرة أظهرت ان المسؤولين الروس يتفقون مع الغربيين على ثلاثة أمور أساسية هي الآتية :

أولاً - يدرك الروس ان نظام الأسد فقد سيطرته على سوريا وانه لن يتمكن من الإنتصار في المعركة مع شعبه المحتج ولن يستطيع أن يحكم البلد مجدداً ويعيد الأوضاع فيه الى ما كانت سابقاً. ويتخوف الروس جدياً من تقسيم سوريا ويحذرون من تحولها "صومال أخرى".

ثانياً - يدرك الروس انه ليس ممكناً أو وارداً بعد الكوارث التي ضربت سوريا الحفاظ على النظام بتركيبته وطبيعته وتوجهاته الحالية بل ان من الضروري، من أجل إنجاز الحل ووقف الحرب وإحلال السلام، إقامة نظام جديد مختلف جذريا عن النظام الحالي ويرتكز على صيغة لتقاسم السلطة تضمن الحقوق المشروعة للغالبية والأقليات معاً وتبدل طبيعة الحكم وتحقق المصالح والمطالب المشروعة للسوريين عموماً وليس لفئة منهم أو لمجموعة محدودة فحسب.

ثالثاً - يدرك الروس انه ليس ممكناً إنجاز أي تسوية شاملة للأزمة السورية تتجاهل أو تستبعد الثوار المسلحين الذين يواجهون نظام الأسد بل ان من الضروري أن يشارك هؤلاء في الحوار الوطني المنشود وفي عملية التفاوض على مستقبل سوريا وأن يكونوا جزءاً من الحل. وهذا تطور مهم ولافت في موقف موسكو.

ولخص مسؤول أوروبي مطلع الموقف الحقيقي الروسي من الأزمة قائلاً : " القيادة الروسية باتت على اقتناع بأن النظام السوري لم يعد يضمن مصالحها وهي تتخوف جدياً من أن تتغير الأوضاع في سوريا بمعزل عنها وأن ينجح الثوار والمعارضون المدعومون من الغرب في إسقاط النظام، خصوصاً ان الأوضاع في البلد كارثية في مختلف المجالات. وتدرك القيادة الروسية انها عاجزة وحدها عن وقف الحرب وحل الأزمة لذلك تحاول الإتفاق مع الدول الغربية البارزة والمؤثرة على تغيير الأوضاع كي يكون لها دور مهم في إقامة النظام السوري الجديد. لكن ثمن إنجاز هذا الإتفاق الروسي - الغربي المنشود هو تخلي موسكو عن الأسد ودفعه الى التنحي عن السلطة لأن الدول الغربية والإقليمية المؤثرة ترى ان رحيل الرئيس السوري شرط أساسي مسبق لإنهاء الحرب وبدء عملية الإنتقال السلمي للسلطة والدخول في مفاوضات جدية تهدف الى إقامة نظام جديد ديموقراطي تعددي يحقق التطلعات المشروعة للسوريين ويرتكز على التداول السلمي للسلطة من طريق إنتخابات حرة وشفافة. والمفاوضات السرية متواصلة بين المسؤولين الروس والغربيين من أجل محاولة إنجاز هذ الإتفاق ".

 

مقوّمات العظمة.. والتحريف

علي نون/المستقبل

يكاد مستوى توتر إيران إزاء الثورة السورية يماثل توتر بشار الأسد نفسه إن لم يكن يفوقه. ويكاد تدخّلها الميداني في سوريا أن يكون نسخة طبق الاصل عن صور سبق وأن شاهدنا الكثير منها إبان فترة الحرب الباردة وتدخّل قطبيها، كل من جانبه، مباشرة أو بالواسطة في نزاعات محلية وإقليمية كثيرة.. ويكاد الافتراض المنطقي تبعاً لذلك، أن يصل إلى الحسم في توقّع النهايات المتشابهة!

كأن إيران في تصرفها السوري تصدّق فعلاً شعاراتها المستحيلة، وأهدافها المتوخاة.. تتصرف وكأنها دولة عظمى ومن "حقها" تأمين مصالحها خارج حدودها ووفقاً لافتراضها هي حدود تلك المصالح، كما حدود وعمق "مجالها" الأمني الاستراتيجي. في تفاصيل حركتها التفاوضية على مشروعها النووي، تضع تصوراتها على الورق وتفلشها على الطاولة. وفيها ما يدلّ مباشرة إلى نزوعها نحو تعظيم شأنها وتكبير حجمها وتضخيم أحوالها وتوسيع نطاق أحمالها بشكل مقلق. وذلك صار معروفاً لمن يحاورها ولمن يجاورها.. تطرح نفسها باعتبارها قوة عظمى من "واجبها" صون أمن محيطها وحفظ ما تراه مصالح حيوية لها في ذلك المحيط، ومن "واجب" الآخرين تبعاً لذلك المفهوم، أن يرضخوا لتلك الرؤى لأن فيها حفظاً لمصالحهم وصوناً لأمنهم وترسيخاً لحدودهم!

المبالغات في ذلك الأداء مسار مستديم. كان كذلك عند "الشاهنشاه" (ملك الملوك!) السابق، ولا يزال كذلك عند ورثته الثوريين الحاليين.. مبالغات في الشكل وفي المضمون، وفي الأداء واللغة، وفي الشعار والمحاولة التطبيقية! وكأن بلاد فارس هذه لا ترتاح ولا تعرف كيف ترتاح إلا إذا أقرّ سائر خلق الله بقوتها وتمايزها بغضّ النظر عن الحقائق والوقائع، والتي تقول في أولها ان الأمم العظمى فعلاً، صنعت مجدها بالعلم والتكنولوجيا والفتوحات الفلكية والطبية والصناعية والعمرانية. وبالإبداعات الفكرية والأدبية والفنية. وبالتصنيع العسكري وإنتاجاته (وليس بنسخه وتقليده!) وبكنوز المواد الأولية في باطن أرضها. وبإنتاج بنية اجتماعية اقتصادية قوية لا تؤثر فيها أول نسمة عقوبات خارجية تهدّد بتحطيم عملتها الوطنية وتقريبها من مستوى الأرض.. ولا تخشى جملة سياسية مضادة فتعمد إلى تحريف معناها وتزوير ترجمتها! لائحة التناقضات في السلوك الإيراني أطول من عجالة يومية سريعة، لكنها مع ذلك يمكن أن تستوعب إشارة إلى مقارنة واحدة خلاّبة تفيد في محصّلتها، ان تركيا مثلاً صارت، اقتصادياً ومالياً واحدة من أول عشرين دولة في العالم. وان جيشها يُعدّ من أقوى عشرة جيوش فوق هذه المعمورة. وان اجتماعها السياسي يماثل في أدائه أعرق ديموقراطيات الغرب. وأن ذلك كلّه تمّ من دون تسجيل مثلبة ارهابية واحدة في كل تاريخها. ومن دون تسجيل تدخلها الفرضي في أي مكان لا يقبل أهله ذلك التدخل (لم يحصل خارج قبرص التركية) ومن دون ادعاءات امبراطوية فارغة ولا طموحات استحواذية مدمّرة رغم وراثتها لأهم امبراطوية إسلامية في التاريخ، ورغم انتشار التركمان فوق نصف آسيا! فوتت إيران بالأمس فرصة ترقّيها وتدعيم بنيانها الوطني والإقليمي بالتي هي أحسن. وتفوّت اليوم فرصة ردف العرب والمسلمين بما يعينهم على تلقف الغد، وجبه تحديات التنمية والتقدم والحرية والتحرر، والنزاع على الحقوق المقدسة مع إسرائيل وداعميها وفق رؤى جامعة وموحّدة وخالية من المزايدات والأنانيات وبرامج النفوذ الطموحة!.. لا تفعل فوق ذلك كله، سوى الغرق في أوهام عظمة لا تؤدي في "يقظتها" إلاّ إلى تأكيد الضعف والركاكة وإشاعة الهزيمة واجترار الفشل!

.. لا يصنع التمايز المذهبي برنامجاً أمبراطورياً إذا كانت الفتنة صنوه!! ولا يصنع التمايز القومي حيثية عُظمى إذا كان الارهاب وسيلته، والتحريض وإشاعة الكراهية والأحقاد والتخريب عدّته المثلى! والأهم، انه لا تُنشر قيم العدل والحق من خلال دعم الطغيان والجور في سوريا وغيرها! تحريف النصّ الإلهي لخدمة أهداف سياسية أنانية قد يكون قمّة الكبائر، مهما ادعى أهل ذلك التحريف من تقوى وإيمان، ومهما وزّعوا من خرائط تدّعي معرفة الطريق الأمثل إلى الجنّة!

 

إعلان وجود الحرس الثوري دعوة الى ضرب لبنان بدلاً من إيران

 ثريا شاهين/المستقبل

من المفترض أن تتابع وزارة الخارجية والمغتربين طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى السفير الايراني غضنفر ركن أبادي توضيح بلاده ما اذا كان في لبنان عناصر من الحرس الثوري الايراني بحسب ما أفاد القائد الأعلى لهذا الحرس محمد علي جعفري. وعلى الرغم من نفي وزارة الخارجية الايرانية ما قاله القائد الأعلى، الا أن هذا الموضوع يلقي بظلاله على مواقف الأفرقاء السياسيين وعلى مستقبل الحوار الداخلي. وتؤكد أوساط سياسية بارزة، ان الرئيس سليمان مدرك لخطورة الأمور، وللمخاطر الحقيقية لجرّ لبنان الى اتون الأزمة السورية، والمشكلة الايرانية الاسرائيلية، والاسرائيلية الفلسطينية، حيث انه على كل هذه المحاور، الأوضاع ليست في طريق الحل. وبالتالي كل النزاعات في الشرق الأوسط تعاني تجميد التفاوض المعني بها. لذلك يشكل هذا الوضع خطراً في إمكان حصول حرب، بسبب عدم وجود متنفس، وإقفال كل الآفاق. ويأتي القول الايراني ان في لبنان عناصر من الحرس الثوري فيلق القدس، يعني دعوة لضرب لبنان واستهدافه واستبدال ذلك بأي احتمال لتوجيه ضربة اسرائيلية الى ايران. غير أن أوساطاً ديبلوماسية، تعتبر ان موقف الرئيس سليمان جاء اثر اعلان مسؤول رسمي ايراني عن هذا التواجد بالفم الملآن. ومن الضروري والطبيعي أن يرد لبنان بهذه الطريقة، وبحسب الأنظمة الدولية، لا يمكن لأي جهة وضع ملامة على الرئيس حتى جماعة ايران في لبنان ولو انزعجوا من ذلك. فالرئيس مؤتمن على الدستور وسيادة لبنان واستقلاله. وتصريح جعفري دليل واضح على انتهاك حرمة الأراضي اللبنانية من قبل قوة غير نظامية وتابعة لدولة أخرى. وأي تحرك سياسي وديبلوماسي لبناني يمثل ضرورة.

وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان عناصر من الحرس الثوري الايراني موجودون باستمرار في لبنان. ومنهم من يمضي على الأغلب في لبنان مدة ما بين ثلاثة اشهر الى ستة أشهر. وهم يأتون عبر سلوكهم طريقين. الأول، الخط الرئيسي، أي مطار رفيق الحريري الدولي، أو نقطة المصنع عبر البر من سوريا. وعبر الخط الرئيس هذا تأتي أعداد قليلة من الخبراء العسكريين، لكن تحت ستار موظفين. وهناك أشخاص وضعهم حساس أي لا يأتون عبر هذا الخط، انما عبر الخط الآخر أو ما يسمى غير الشرعي، أي عبر الزبداني في سوريا أو عبر مطار عسكري سوري لا سيما أن تأشيرات الدخول بين إيران وسوريا ملغاة. في حين ان لبنان أجرى قبل نحو سنة تجربة لمدة ثلاثة أشهر على إلغاء التأشيرات، وانتهت تلك المدة ولم تصدر أي قرارات تلغي العمل بها. والآن هناك عودة الى العمل بموجب تأشيرات الدخول بين البلدين. مع الاشارة الى أن ايران يهمها تسهيل اعطاء التأشيرات لتسهيل دخول الايرانيين على مختلف أنواع أنشطتهم ومسؤولياتهم الى لبنان.

كما أن من بين الوسائل لمجيء هؤلاء الى لبنان، عبر سوريا ومن ثم براً الى مناطق الحدود حيث هناك تواجد لـ"حزب الله" ويمكثون هناك مدة غير معروفة. وحتى لو حضر عناصر من الحرس الثوري الى لبنان عبر المطار من يمكنه أن يعرف أن هؤلاء في الحرس الثوري أم لا؟ وفي حالات عدة اذا كان المسؤول في الحرس على مستوى كبير، فإنه يخرج من إيران باسم مستعار على جواز سفره، ويصل الى لبنان بهذا الاسم.

الأهداف الكامنة وراء حضور هؤلاء الى لبنان مرتبطة بالمهمة الموكلة الى كل منهم، وكل ذلك في إطار استطلاع وضعية الحزب، وتفحص احتياجاته، وما يفترض أن يقوم به، ويتركون له خطة لكي يعمل بموجبها، كل مسؤول في سياق مسؤولياته. فهناك المسؤولون المخابراتيون، والأمنيون ومسؤولو الاتصالات والبث، والسلاح والصواريخ فضلاً عن خبراء التصنيع في شتى المجالات.

وتؤكد المصادر، أن الحرس الثوري و"حزب الله" واحد. والحزب جزء من الحرس. لذلك يستطلع احتياجاته. وعناصره موجودة في لبنان منذ العام 1982، لكن عددهم انخفض في الآونة الأخيرة، بعدما بات الاعتماد فعلياً على جماعته أي على الحزب. وقلة قليلة محدودة، وأقل من أصابع اليد تعرف حقيقة عدد الذين يتوجهون الى لبنان.

 

رئيس حزب "الإتحاد السرياني العالمي" ابراهيم مراد  لـ "المستقبل": "السرياني السوري" يكذّب مقولة ان المسيحيين موالون للنظام 

 حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل

تجاوباً مع تطلعات الشعب السرياني نحو الحرية والديموقراطية وضمان حقوقه للمرحلة الراهنة التي تمر بها سوريا أسوة بباقي مكونات الشعب السوري، جاء إعلان "المجلس السرياني الوطني السوري المعارض"، الذي يعتبر خطوة هامة تعكس موقف السريان الداعم للثورة السورية، وتكمن اهميته انطلاقا من أنّ السريان يتمثلون لأول مرة داخل المجلس الوطني السوري ، تمهيداً لمشاركتهم كجزء اساسي ومهم من سوريا المستقلة في صياغة الدستور الجديد. كذلك فإنّ المجلس بتأسيسه يكذّب الحملة الدعائية للنظام التي تقول ان المسيحيين ومن ضمنهم السريان، هم موالون له وانهم يحتمون به.

رئيس حزب "الإتحاد السرياني العالمي" ابراهيم مراد يوضح ان "التنسيق مع الجيش السوري الحر يتم عبر لجان داخل سوريا أو خارجها"، ويكشف انه "باسم المجلس الوطني السوري سيكون هناك جولة على دول العالم المهتمة بالوضع السوري للمطالبة بالتدخل العسكري في سوريا وضرورة ان تفي جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومجموعة أصدقاء سوريا، بالالتزامات تجاه الشعب السوري".

ويشير الى ان "الجهد الذي نقوم به هو لطمأنة المسيحيين ولنقول للشعب السوري ومكوناته، نحن كمسيحيين فاعلون داخل الثورة السورية"، ويؤكد ان "المسيحيين هجروا وبكميات كبيرة من قلب سوريا وأقفلت مؤسساتهم الاجتماعية والثقافية ومُنعوا من ممارسة الحياة السياسية في زمن البعث".

ويلفت مراد في حديث الى "المستقبل" امس، إلى ان "حزب الاتحاد السرياني السوري هو من المشاركين الأوائل في الثورة السورية منذ بدايتها"، وأسف "لأن الانطباع العام المأخوذ هو ان المسيحيين هم مع النظام السوري وذلك لأن حراكهم لم يكن فعّالاً وواضحاً والسبب الرئيسي أنه داخل المجلس الوطني كان هناك شخصيات وليس أحزاباً مسيحية مشاركة في الثورة".

ويشير إلى ان "حزب الاتحاد وضع كل جهوده لمؤازرة الثورة السورية، من خلال المشاركة في التظاهرات في المناطق السورية التي يتواجد فيها السريان خصوصا، وفي أوروبا أيضاً كان لدينا تحركات عديدة أمام السفارات السورية استنكاراً للمجازر، وفي 14 آب تم طرد السفير السوري من السويد، وهذا الحراك جعلنا نفكر جدياً بضرورة إنشاء مجلس يضم أحزاباً ومؤسسات سريانية من أنحاء العالم كافة لتقديم الدعم لهذه الثورة من أجل التخلص من نظام بشار الأسد القمعي في اسرع وقت، وإعطاء الطمأنينة للمسيحيين كافة لأن السريان اليوم هم جزء كبير وأساسي في سوريا وهم الشعب الأصيل".

ويوضح "نشارك في الثورة ونضع كل ثقلنا من اجل ضخ المزيد من الحماسة لباقي المسيحيين للمشاركة فيها، وضرورة ان لا يتأثروا بالكلام عن ان القاعدة سوف تستلم الحكم، فلا وجود للقاعدة والسلفيين الا عند بشار الأسد وعصابته ونحن كمسيحيين وعلى زمن النظام البعثي هُجّرنا وبأعداد كبيرة من قلب سوريا وأقفلت مؤسساتنا الاجتماعية والثقافية ومنعنا من ممارسة الحياة السياسية إلا عن طريق البعث".

ويشدد مراد على ان "الجهد الذي نقوم به هو لطمأنة المسيحيين ولنقول للشعب السوري ومكوناته، نحن كمسيحيين فاعلون داخل الثورة السورية". ويؤكد ان "هذا المجلس هو لدعم الثورة وللقول إننا وإخواننا المسلمون يداً واحدة ولا تفرقة بين بعضنا البعض"، ويقول: "كشعب سرياني بكل مؤسساتنا أردنا ان نؤكد اننا نستطيع ان نكون فاعلين ونستطيع ان نجلب الدعم للثورة من دول العالم ونريد ان نتمثل أيضاً بسوريا الجديدة ونشارك بدستور جديد وعلى هذا الأساس نعمل".

ويوضح ان "البيان التأسيسي لهذا المجلس حكى عن وضع الشعب المسيحي في سوريا منذ زمن حافظ الأسد إلى أيام بشار الأسد، وأكدنا فيه اننا يد واحدة ونشدد على سوريا دولة وأرضاً وشعباً واحداً ولا نقبل أي تقسيم أو مشاريع خارجة عن وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ونطالب بأننا كمسيحيين وكشعب سرياني خاصة جزء أساسي من الحضارة والأرض السورية، كما طالبنا المجلس السوري بضم كافة مكونات المعارضة وتوحيدها تحت ولائه كي نكون فعالين ونخرج بمشروع على قدر ومستوى تضحيات الشعب السوري، وايضا طالبنا الجيش السوري الحر الذي ندعمه ان يمنع الممارسات الشاذة التي تسيء الى الثورة، وان يوحد كل الكتائب تحت تسميات نظامية كي يثبت للعالم أنه جيش نظامي بكل معنى الكلمة، ويلغي التسميات الدينية لأن هذا يبين ان الثورة هي فقط من طرف واحد وهذا ليس من مصلحة الشعب السوري". ويشير مراد الى ان "الجيش السوري الحر يخطو خطوة كبيرة اليوم، إذ أصبح لديه قادة رسميون في المناطق، وأصبح لديه ضباط رسميون من المنشقين عن الجيش، بعد خضوعهم لدورات لإعادة تأهيل في اسطنبول، وهناك درس لتغيير اسم الجيش السوري الحر واستبداله بالجيش الوطني "، واوضح ان "التنسيق مع الجيش السوري الحر يتم عبر لجان داخل سوريا أو خارجها من خلال الاتصالات معهم في حال حصول تجاوزات، وتتم معالجة كافة الأمور بسرعة فائقة".

وعن الخطوات اللاحقة يؤكد مراد انه "باسم المجلس الوطني السوري سيكون هناك جولة على دول العالم المهتمة بالوضع السوري للمطالبة بالتدخل العسكري في سوريا وضرورة ان تفي جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومجموعة أصدقاء سوريا بالالتزامات تجاه الشعب السوري". ويحذر من انه "كلما طال بقاء هذا النظام كلما زاد حمّام الدم ولا ندري ماذا ينتظر المجتمع الدولي لكي يتدخل عسكرياً"، لافتا الى انه "لا نستطيع ان نترك الشباب السوري الأعزل يقف وحيدا في وجه هذا النظام المجرم، على الأقل يجب ان تقام مناطق عازلة يستطيع المقاتلون ان يجتمعوا فيها وان يتم تسليحهم لمجابهة آلة قتل النظام الإجرامي"، ويشدد على ان "الإجرام زاد عن حده ولم يعد يكفي السكوت واطلاق الشعارات، الشعب السوري يناضل بلحمه الحيّ وهذا لا يكفي لكي يُسقط النظام بسرعة."

ويؤكد ان "دور السريان السوريين فاعل، وعلى عكس ما يقال فإن عدد المسيحيين اليوم بين 12 إلى 15 بالمئة في سوريا 70% منهم سريان، وهناك أكثر من 7% من المسيحيين مشاركون إلى جانب الثورة، وباعتراف التنسيقيات والمجالس المحلية". ويبدي مراد عتبه على الإعلام الحرّ في لبنان والدول العربية، معتبراً أن "هناك تعتيماً على ما تفعله القوى المسيحية السورية المعارضة للنظام وخصوصا حزب الإتحاد السرياني سواء على الصعيد السياسي او الميداني". ويشير الى أن "الإعلام لم يأتِ مثلاً على ذكر أن حزب الإتحاد اقتحم مبنى السفارة السورية في السويد وحطم محتوياتها وأنزل صورة بشار الاسد، دعماً للثورة السورية". ويختم موجهاً نداء إلى "المسيحيين المترددين أو الخائفين من المجهول"، مؤكدا " ان ليس هناك شيء مجهول في سوريا، يجب ان نكون ضمن الحراك الثوري نحو الديموقراطية والحرية والتعددية. ولن تتكرر تجربة العراق في سوريا لأن واقع سوريا يختلف تماماً عن واقع العراق".

 

غضبة نصر الله العرمرمية

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

لم يفوّت سيد المقاومة، والذائب في حب الخميني، حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الجناح اللبناني الموالي لإيران، الفرصة للدخول على خط الأزمة الحادة على خلفية الفيلم المسيء للإسلام.

وحتى يعطي خطبته ملمحا خاصا وتشويقا استثنائيا، خصوصا أنه أكثر من الخطب في الفترة الأخيرة، ولكن عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، اختار الظهور العلني أمام أنصاره في ضاحية بيروت «المستقلة». ظهور علني يشير إلى علانية المعركة وسقوط أقنعة كثيرة. نصر الله، وهو الخطيب الشعبوي العارف بعواطف الجماهير جيدا، واللاعب على أوتارها، اختار التصعيد والحماسة وإثارة العاطفة الدينية، افتعالا لتشتيت الأنظار عن المعركة الحقيقة في سوريا، والإساءة الكبرى واليومية والدموية لكل قيم الإسلام، بل كل قيم الإنسانية. مناورة كان عادة ينجح فيها حسن نصر الله، وقد نجح طيلة عصر «الممانعة والمقاومة» وهرول خلفه كثيرون من الإخوان والثورجية العرب، هذه المرة خانه التوقيت، وكشف الغطاء عن الأعين على وقع المجازر المرعبة التي يرتكبها رفيقه «رفيق السلاح» بشار الأسد في الشعب السوري الحر. حتى إن زبانية الأسد وشبيحته، وفي عشرات المقاطع المصورة كانوا يرغمون الأسرى من السوريين على النطق بكلمات الكفر وأن ماهر وبشار الأسد هما الإله الأعلى، في ممارسة طقسية وثنية دموية. لكن هذا الأمر كله لم يكن جديرا من سيد المقاومة بظهور علني وغيرة ساخنة. في ظهوره الأخير يخطب نصر الله فيقول: «ليرَ العالم كله الغضب في وجوهكم، وقبضاتكم والصرخات، يجب أن يعرف العالم كله أن لهذا الرسول أتباعا لن يسكتوا على المذلة، ليكن الصراخ قويا ومجلجلا، لبيك يا رسول الله». وهو تسخين متعمد ومفتعل، يريد منه نصر الله الذهاب فيه إلى أقصى حدود الغضب، والقبضات المشدودة، ويترتب على ذلك طبعا إبعاد الاهتمام عن المأساة السورية، والحجة هي الغيرة على الإسلام ونبي الإسلام! هذه مناورة مكشوفة حتى إنها لم تنطلِ على خطيب إسلامي موغل في المحافظة والتدين مثل النائب السلفي المصري ممدوح إسماعيل، الذي قال في تعليق له لصحيفة «اليوم السابع»: «حزب الله اللبناني يسعى لاستثمار الفيلم الأميركي المسيء لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، لصالح نظام بشار الأسد الذي يستخدم العنف ضد شعبه». خطير ورخيص ما يفعله أمثال حسن نصر الله، وهم كثيرون من السنة والشيعة، ومن كل الأديان، في تحويل القيم الأخلاقية العليا للأديان إلى أدوات صراع سياسية وتحقيق مكاسب سريعة اعتمادا على استثارة الجانب الديني الوجداني العميق لدى الإنسان. قديما، قبل نحو قرنين من الزمان، قال شاعر شعبي حكيم من وسط الجزيرة العربية، هو محمد ابن لعبون في ذم تجار الدين، وليس التقاة الصادقين:أهل العمايم والنمايم والأصحاب مد الحبل في ذمهم واحتطب به!

 

انتخاب الرئيس الجميل بالاجماع نائباً لرئيس اتحاد أحزاب الوسط الديمقراطي في العالم

عقد اتحاد أحزاب الوسط الديمقراطي في العالم مؤتمره السنوي في العاصمة الايطالية روما بحضور عدد من القيادات الدولية. وجدد انتخاب رئيس البرلمان الايطالي السابق بير كاسيني رئيساً له. كما انتخب بالاجماع الرئيس أمين الجميّل نائباً لرئيس الاتحاد ورئيساً لمجموعة الشرق الاوسط. اللقاء الذي انعقد في مبنى مجلس الشيوخ الايطالي ناقش الملفات الاقليمية والدولية الساخنة بينها الربيع العربي والازمة التي تعانيها منطقة اليورو وحقوق المرأة وسواها من القضايا. وعقد الرئيس الجميّل عدداً من اللقاءات على هامش المؤتمر أبرزها مع رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود البرزاني وتطرقت المحادثات الى الاوضاع العربية على خلفية الاحداث التي تشهدها المنطقة وخاصة في سوريا. كما التقى الجميّل رئيس وزراء هنغاريا فكتور كوربان ورئيس وزراء اليونان انطونيو ساماراس وعدد من رؤساء الاحزاب الاوروبية والعربية والاميركية. وكان حديث أيضاً على هامش المؤتمر مع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا وعضو المجلس جورج صبرا.

وأقر المؤتمر ورقة العمل التي تقدم بها حزب الكتائب وهي تنص على الثوابت السيادية وتتلخص بالعناوين التالية: احترام السيادة وسلامة الاراضي اللبنانية، والالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة بالوضع اللبناني، واعلان حياد لبنان ازاء كل النزاعات المسلحة في العالم باستثناء النزاع العربي الاسرائيلي، ومنع التوطين، وارساء علاقات صحية بين لبنان وسوريا على قاعدة الاحترام المتبادل لسيادة الدولتين، وحصر السلاح بيد السلطة الشرعية اللبنانية، ونشر الجيش في كل المناطق وعلى الحدود الدولية، وضمان الديمقراطية وقيام الدولة المدنية واعتماد اللامركزية بما يحافظ على التعددية التي هي مصدر غنى للبنان وبما يخدم الانماء المتوازن. رئيس الاتحاد بير كاسيني هنأ الرئيس الجميّل بانتخابه وحيّا حزب الكتائب على مواقفه وشجاعته مستذكراً الخسارة الكبيرة للبنان باغتيال وزير الصناعة الراحل الشهيد بيار الجميّل. وينهي المؤتمر أعماله يوم السبت بلقاء خصه به قداسة الحبر الاعظم البابا بندكتوس السادس عشر في مقر اقامته الصيفي في كاستل غاندولفو.

 

الراعي شارك في تدشين كاتدرائية في ولاية كيرلا الهندية

كيليس: حضوره تعبير عن وحدة الكنائس المتحدة مع الكرسي الرسولي

وطنية - الهند - 21/9/2012 يواصل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي زيارته الرسمية الى الهند لليوم الثالث، يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، راعي ابرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا، مدير مركز الدراسات اللاهوتية في جامعة الروح القدس الكسليك الاب عبدو بدنه ومدير المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض.

واستهل الراعي نشاطاته اليوم في ولاية كيرلا، بترؤس القداس الاحتفالي الذي اقيم لمناسبة تدشين كاتدرائية مار بطرس للسريان الكاثوليك في مقاطعة براتانيتا، بمشاركة رئيس اساقفة الملانكار الكاثوليك الكاثوليكوس باسيليوس كيليس وحضور مجلس اساقفة الملانكارت ولفيف من الكهنة والراهبات والعلمانيين.

وبعد منح الراعي البركة الرسولية، القيت كلمات رحبت به وشكرته على "حضوره والوفد المرافق لمشاركة الكنيسة الملانكارية فرحتها".

وكانت كلمة لكيليس أكد فيها "فرح الكنيسة الملانكارية العارم باستقبال شخصية عظيمة في الشرق لها دورها الايجابي والمثمر في الكنيسة، وهو البطريرك مار بشاره بطرس الراعي". وقال: "نحتفل اليوم مع الكنيسة المارونية الكاثوليكية بالذكرى السنوية الـ82 لتأسيس الكنيسة الملانكارية الكاثوليكية على يد المتروبوليت مار ايفانيوس. ونرحب بضيف الولاية غبطة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي حاضرا ومشاركا معنا في هذه الذكرى الهامة، وما حضوره الا تعبير عن وحدة الكنائس الكاثوليكية المتحدة بالكامل مع الكرسي الرسولي في روما".

أضاف: "يأتي غبطة البطريرك من لبنان بلد القداسة الذي أغدق عليه الله بطبيعة ساحرة وتغنى به المزامير، كذلك فعل الانبياء. ومن ابرز الصفات التي اطلقت عليه انه بلد الارز والبساتين والمجد. كما ان لبنان اعطي مجدا، كذلك منح هذا المجد لغبطة البطريرك، وهذا ما شهدت عليه انا شخصيا الاسبوع الماضي من خلال مشاركتي في لبنان باستقبال قداسة الحبر الاعظم بنديكتوس السادس عشر. واقول ان نجاح هذه الزيارة والتأثيرات التي احدثتها يعود في قسم كبير منه الى الجهود التي بذلها غبطة البطريرك الراعي في هذا الخصوص. وبدوري اشكره على حفاوة استقبالنا في الصرح البطريركي".

وتابع: "ان الكنيسة المارونية ترتب أمورها في الليتورجيا الانطاكية والسريانية والكاثوليكية، ولذا فإن كنيستنا تشارك الجهود مع الكنيسة المارونية".

وقال: "ان الكنيسة المارونية العظيمة تغتني بمؤسسات دينية واربع جامعات ومؤسسات علمانية، ولها تأثيرها السياسي المبني على العدالة والسلام والمحبة، فلا عجب ان يكون قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قد بارك لبنان وخصه بعبارة انه "اكثر من بلد، انه رسالة".

كوريان

وألقى نائب رئيس مجلس النواب بيجي كوريان كلمة قال فيها: "حضوركم لا يشرف الكنيسة الملانكارية وحسب وانما ايضا الهند التي اعتبرتكم ضيف شرف مميزا. يا صاحب الغبطة انتم تمثلون أرز الرب الذي ذكره الانجيل المقدس، وكم تساءلنا من قد تكون هذه الشخصية المتربعة على عرش انطاكيا وسائر المشرق. اليوم تعرفنا اليكم وكان تأثرنا الشديد لتواضعكم ومحبتكم وسعيكم الى ما هو خير للكنيسة اجمع".

راعي ابرشية مارتنالميتا

كذلك رحب راعي ابرشية مارتنالميتا الاسقف يونان مارترزيرطمو بالراعي وقال: "غبطتكم تمثلون مجموعة الكنائس الشرقية الكاثوليكية الواحدة غير المختلفة. كذلك نحن كنيسة كاثوليكية ونتبع جميعنا للكرسي الرسولي. وزيارتكم اليوم سوف تحدث تأثيرا في مجتمعاتنا لانها ستوضح كم ان الكنيسة الشرقية المارونية الشقيقة جاءت لتشارك مع الكنيسة الملانكارية فرحتها وتقاليدها القديمة وإرثها الخاص بها".

الراعي

بدوره، القى الراعي كلمة بالايطالية شكر فيها رئيس الاساقفة وعبر عن فرحه للمشاركة في هذا الاحتفال، مهنئا مطران الابرشية على تدشين الكاتدرائية، لافتا الى ان "الكنيستين المارونية والملانكارية حقيقتان في الليتورجيا ايضا".

ثم زار الراعي على متن عربة تقليدية صنعت خصيصا لكي يشارك في المهرجان التقليدي السنوي للكنيسة الملانكارية، حيث استعرض لوحات شعبية ودينية جسدت مختلف الديانات الهندوسية والمسيحية والاسلامية. وضم المهرجان زهاء 50 الف شخص منحهم البركة الرسولية.

ومساء اختتم الراعي اليوم الثالث من الزيارة بترؤسه زياح القربان في كنيسة القلب الاقدس في مايليرا، في حضور اساقفة الكنيسة الملانكارية والكاثوليكوس مار بسيليوس اقليموس ولفيف من الاساقفة والكهنة والراهبات.

 

الراعي يواصل زيارته الى الهند وشارك في تكريس كاتدرائية: طبيعة الدين والحضارة ترفض ان تكون هناك نزاعات بين الاديان والناس

 وطنية-20/9/2012 استهل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرسولية في يومها الثاني الى ولاية كيرلا الهندية واحتفل بالذبيحة الالهية في كنيسة دير راهبات المحبة في حضور راهبات لبنانيات. بعدها زار الراعي والوفد المرافق مركز مالانكارا الذي يقدم خدمات استشفائية للمواطنين. ثم توجه الى باتاناميستا، حيث اقيم له استقبال رسمي وشعبي حاشد وشارك في تكريس كاتدرائية جديدة في الكنيسة المالانكارية مع الكاثوليكوس رئيس اساقفة المالانكار الكاثوليك السريان مار باسيليوس ولفيف من اساقفة الكنيسة المالانكارية، وتزامنت المناسبة مع الاحتفال السنوي لمرور 88 سنة على تأسيس الكنيسة المالانكارية. وفي هذا الاطار رحب الكاثوليكوس مار باسيليوس بصاحب الغبطة والوفد المرافق من أساقفة وكهنة، مثمنا هذه الزيارة التي وصفها بالتاريخية، معولا على أهميتها لأنها تفتح آفاقا واسعة أمام التعاون بين الكنيستين المارلانكارية والمارونية والتي تربطهما قواسم مشتركة عدة.

كيرللس

ثم كانت كلمة ترحيبية لراعي أبرشية تريوفالا المطران توماس كيرللس عبر فيها عن سرور الكنيسة المالانكارية بلقاء الموارنة في لبنان المتمسكين بالأرز الخالد، وأشار الى "أن الهند هي أرض الأديان والهندوسية والبوذية والمسيحية والاسلام وغيرها، واليوم نرحب بغبطتكم وبلدكم الذي ذكر أكثر من مرة في الانجيل، إن لجهة الأماكن او الشخصيات. والكنيسة المارونية من أكثر الكنائس الشرقية الكاثوليكية شهرة. وفي هذا الاطار نرحب بغبطتكم في أرض القداسة التي بشر بها توما الرسول". وتابع: "ان أبرشية تريوفالا تشهد حركات توحيد عدة، ومن هنا انطلق مار ديفانيوس ومار زيروبانوس برحلتهما بهدف الوحدة. وفي تريوفالا هناك مراكز للهندوس ويتقاسمون الحضارة واللغة، ويعيشون بتفاهم وسلام". ولفت الى "أن عددا كبيرا من الكنائس والكاتدرائيات مزينة بأيقونات مارونية لبنانية المصدر، وذلك بفضل احد الأخوة الذين يعلمون رسم الايقونات في الهند منذ عشر سنوات، واليوم بدأ تلامذة الكهنة بتعلم هذا الفن لتزيين الكنائس بالأيقونات السريانية، وهذه بداية تعاون بين الكنيستين المارونية والمالانكارية.

الراعي

ثم ألقى الراعي كلمة شكر فيها الكنيسة المالانكارية والمتمثلة برئيس أساقفتها على حفاوة الاستقبال، مثمنا مشاركته في رتبة تكريس الكنيسة الجديدة، ونقل تحيات البطريرك مار نصر الله بطرس صفير الى الكنيسة المالانكارية، وأشار الى "أن الكنيسة المارونية تتقاسم مع هذه الكنيسة أمورا مشتركة، وأهمها الانتماء الى مصدر واحد أي الكنيسة السريانية". وشدد على أهمية أن يكون هناك تعاون بينهما وذلك وفقا للارشاد الرسولي الذي دعا الى تعاون الكنائس في ما بينها، ونشوء علاقات مميزة تخدم الرسالة المسيحية. ونوه بحيوية "الكنيسة المالانكارية التي انتهى بناؤها"، وقال:"انها كاتدرائية عظيمة وها نحن اليوم نحتفل بتكريسها وهذا خير دليل على ان الوحدة والتعاون يؤديان الى تحويل الحلم الى حقيقة.وان تكريس الكاتدرائية هو بمثابة دعوة لكل فرد منا لكي يكرس نفسه بتجديد عهد المعمودية".

ثم توجه الراعي الى كاتدرائية مار يوحنا تيروفالا حيث رفع صلاة المساء في حضور راعي ابرشية المدينة وعدد من اساقفة الكنيسة المالانكارية وحشد من المؤمنين كانوا قد هيأوا استقبالا تقليديا، شاركوا خلاله صاحب الغبطة تحت المظلة وهو تقليد يكرم من خلاله العظماء. واضيئت الشموع بالمناسبة وعزفت فرق تقليدية الموسيقى ورفعت اللافتات المرحبة.

وفي الختام كانت كلمات ترحيبية لصاحب الغبطة والوفد المرافق النائب البطريركي العام المطران بولس صياح والمطران بولس روحانا امين عام مجمع الكنائس الشرقية. ثم منح البطريرك الراعي بركته الرسولية للمؤمنين.

هذا وكان الراعي لبى البارحة دعوة الى العشاء اقيمت على شرفه في مطرانية الكنيسة المالانكارية، بدعوة من رئيس اساقفة المالانكار الكاثوليكوس مار باسيليوس وحضوره ومشاركة عدد من الاساقفة والوزراء والهيئات السياسية والاجتماعية، وتخلله كلمات ترحيب بصاحب الغبطة عبرت عن سرور الكنيسة المالانكارية بوجود البطريرك الراعي والوفد المرافق، متمنية تكرار هذه الزيارة وتوطيد التعاون.

بدوره اشار الراعي الى "ان الحضور المميز الذي يشكل قطعة فسيفساء في المجتمع الهندي يذكر بالتنوع اللبناني الذي نعتز به. نحن في ظاهرة الشركة، الهند ولبنان يعطيان شهادة مغايرة لما يقوله البعض، وهي عيش الاديان المتنوعة معا، فطبيعة الدين والحضارة ترفض ان تكون هناك نزاعات بين الاديان والناس. ان كل ديانة ومذهب وجماعة يشكل قيمة مضافة للمجتمع، والاصوليات ترفض ذلك وهي معادية للدين ونحن في الشرق الاوسط امام خطر الانظمة غير الديقراطية ونطمح الى انظمة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان وحرياته".