المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 23 أيلول/2012

السفر الثالث من رسالة القديس يعقوب (1-12): شر اللسان

يا إخوتي، يجب أن لا يكثر فيكم المعلمون. فأنتم تعرفون أي دينونة نلقاها نحن المعلمين. وما أكثر ما نخطئ جميعا. وإذا كان أحد لا يخطئ في كلامه، فهو كامل قدير على ضبط جسده كله. خذوا الخيل مثلا، فحين نضع اللجام في أفواهها لتطاوعنا، نقودها بجميع جسدها. والسفن على ضخامتها وشدة الرياح التي تدفعها، تقودها دفة صغيرة حيث يشاء الربان. وهكذا اللسان، فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير. أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة! واللسان نار، وهو بين أعضاء الجسد عالم من الشرور ينجس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم. ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك، وأما اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له، ممتلئ بالسم المميت، به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. فمن فم واحد تخرج البركة واللعنة، وهذا يجب أن لا يكون، يا إخوتي. أيفيض النبع بالماء العذب والمالح من عين واحدة؟ أتثمر التينة، يا إخوتي، زيتونا أو الكرمة تينا؟ وكذلك النبع المالح لا يخرج ماء عذبا".

 

عناوين النشرة

*ماذا يحضّر "قائد لواء النخبة في القوات اللبنانية" ليوم الأحد؟

*الجيش اللبناني: لن نسمح لاي طرف باستخدام الاراضي اللبنانية من اجل توريط لبنان في احداث الدول المجاورة

*في تصريح ناري، قائد الحرس الثوري الايراني: اسرائيل ستشن الحرب على ايران وهذا سيؤدي الى دمارها ونهايتها

*جميل السيد مدعى عليه مع وقف التنفيذ: لماذا؟‏

*أوتوستراد إيران يمر بلبنان/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

*قميص الإستراتيجيّة/إلياس الزغبي/لبنان الآن

*بطرس حرب: أتحفظ على إعطاء المقاومة كيانا خاصا بها مستقلا عن كيان الشعب وسنتقدم بمشروع انتخابي مبني على الدوائر المصغرة والنظام الاكثري

*تصوّر سليمان ميزان وسطي بين متناقضين وخطوة أولى معاكسة لـ"أقلمة" السلاح/روزانا بومنصف/النهار

*يعارض حصر الإمرة بيد الجيش ومبدأ "المقاومة تبدأ عند الاحتلال"   و"حزب الله" يرفض ستراتيجية سليمان الدفاعية ويتهمه بالمناورة

*زهرا لـ"السياسة": "حزب الله" يرفض حل قضية السلاح لأنها تجهض مشروعه للحلول محل الدولة وهو سيضطر إلى "لبننة" خطواته بعد سقوط الأسد 

*الاستراتيجية الدفاعية والإجابة عن تصوّر سليمان، هل الأمرة على السلاح للحزب أم لإيران/اميل خوري/النهار

*سليمان: الورقة ليست إنجيلا ولا قرآنا وهي معرضة لأي تعديل

*سيارة سماحة لا يوجد ثانية مثلها وتعزل اصوات الخارج

*مروان حماده اجتمع بعائلات السعديات: أهلها أصيلون وندعو لعودة الوئام

*إصابة ضابطين باشتباكات مع مطلوبين في الضاحية الجنوبية وقرار لبناني «كبير» باجتثاث عصابات الخطف

*النائب نهاد المشنوق لـ«الجمهورية»: للسَّير بالطائف كما هو/شارل جبور وباسكال بطرس/جريدة الجمهورية

*"القوات": نتحدى عون ان يجد لنا لقاء واحدا مع حزب التحرير/قانونان انتخابيان لا ثالث لهما مشروع حزب الله ومشروع الدوائر الصغرى

*اعتصام لعمال مطعم KFC في طرابلس

*سليمان استقبل وفدا قبرصيا ودو فريج ونقيب اطباء الاسنان

*المسيحيون ما بعد الوصاية السورية/انطوان سعد/جريدة الجمهورية

*حرب إيران في سوريا ولبنان/علي حماده/النهار

*كادت طاولة الحوار أن تكون الأخيرة... لولا ورقة سليمان/جريدة الجمهورية/جورج شاهين

*الحوار... جسّ نبض «حزب الله» من مهاجمة إيران/كرستينا شطح/جريدة الجمهورية

*سمير وسعد في دور بشارة ورياض/جريدة الجمهورية/امجد اسكندر

*ضاهر لـ"السياسة": قضية سماحة واضحة وضوح الشمس" ومئات الإرهابيين سخرهم النظام السوري لنشر الفوضى

*لبنان يؤيّد الرئيس الأميركي في نزاعه مع نتنياهو/خليل فليحان/النهار

*جمعة «الغضب الممسوك» في لبنان توزّعت بين «حزب الله» والسلفيين

*السلطات اليمنية تمنع المئات من الوصول للسفارة الأميركية

*إسرائيل قد تستخدم سلاحها الجديد الكهرومغناطيسي ضد "حزب الله" والتحالف الدولي لضرب إيران اتخذ شكله النهائي بقيادة واشنطن/حميد غريافي/السياسة/

*هل يقرع الحريري أجراس عودته؟/علي الحسيني/جريدة الجمهورية

*هل يتربع ابو جمرا على المقعد الارثودكسي في الاشرفيه؟/جسي حرب /موقع 14 آذار

*ويكيليكس: هكذا يستفيد ميقاتي من الجمعيات الخيرية...استخباراتياً ومالياً/طارق نجم/موقع 14 آذار

*بين الإبراهيمي و"توم كروز"/مارون حبش/موقع 14 آذار

*أردوغان: بشار "مات سياسياً" والدول الداعمة له باتت مقتنعة برحيله 

*رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي يصادق على كلام الأسد: حرب سورية هي حرب إيران

*كررت  سبحة أيران بالتلويح بإغلاق مضيق هرمز  وهي تقوم بعرض عضلات عسكري في مواجهة التهديدات

*تظاهرات نصرالله في عيون خصومه مزايدة و"حَشرة" وتحضير لاحتمال حرب/ايلي الحاج /النهار

*""المستقبل" تنشر النص الحرفي لكلامه في الطائرة إلى بيروت/البابا: الهجرة تصيب المسلمين كما المسيحيين

*عون إن سأل عن الحرس الثوري "شاهد ما شافش حاجة"/ مصطفى علوش/المستقبل

*الحبل السري للمالكي في سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*دروس من لعبة حرب افتراضية إيرانية ـ أميركية/ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

*مع العرب: ممنوع الصراحة/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*أختان" وبئر وماء عجائبي وموارنة مؤمنون "سيدة البير" : يوبيل للكبيرة وألفية للصغيرة/كنيسة سيدة البير في سن الفيل

*يوبيل... وألفية وبئر تشهد لايمان موارنة مؤمنين.يوبيل... وألفية وبئر تشهد لايمان موارنة مؤمنين/هالة حمصي/النهار/

*عون وضع حجر الاساس لمشروع سكني في المكنونية وزار سراي جزين: لا أحد يريد تجاوز مهمة الجيش اذا جهز عدة وعتادا لمواجهة اسرائيل

*الراعي في اليوم الرابع من زيارته الرسولية الى الهند: الكنيسة في الشرق مبنية على صخرتين أساسيتين هما الشركة والشهادة

*"القوات" - جزين ردت على الاسود: لا يشرف المقاومة اللبنانية ان يتكلم عنها امثالك

 

تفاصيل النشرة

 

 

ماذا يحضّر "قائد لواء النخبة في القوات اللبنانية" ليوم الأحد؟

دعا القائد السابق للواء النخبة في القوات اللبنانية (الصدم)، السيد حنا عتيق الملقب بالحنون، إلى مؤتمر سياسي عام يوم الأحد 23/09/2012 في دير سيدة الجبل – فتقا، يتطرق فيه إلى أوضاع القوات اللبنانية الداخلية. هذا وعلم موقع ليبانون ديبايت أن قياديين سابقين في حزب القوات اللبنانية من الحقبة السابقة كانوا قد اجتمعوا تحت راية قدامى القوات بعدما "أبعدوا" عن الهيئة القيادية الحالية سيشاركون في المؤتمر. مصدر مطلع أكد أن القيادي حنا عتيق سيتطرق الى النظام الحالي "لقوات سمير جعجع" (بحسب تعبيره) الذي "تشوبه عورات ومخالفات قانونية أبرزها اعتماد سياسة التعينات والتسميات بدل الإنتخابات التي يفرضها القانون". من جهة أخرى، طرحت علامات استفهام عدة حول المضمون الجوهري والهدف الرئيسي والتوقيت لهذا المؤتمر وتساءل البعض: "هل من معارضة قواتية جديدة ستلد يوم الأحد؟ ""أو أن حزباً قواتياً رديفاً سيطلق بقيادة "الحنون" صانع عناصر النخبة في القوات اللبنانية، ليتحول من قائد لمجموعة الصدم في زمن الحرب، الى قائد لمجموعة "صدامات" ستهز القاعدة القواتية؟..."ساعات قليلة تكشف ماذا يحضر السيد "حنا عتيق" وتجيب عن كافة الأسئلة.

المصدر: فريق موقع ليبانون ديبايت | التاريخ: 9/22/2012

 

الجيش اللبناني: لن نسمح لاي طرف باستخدام الاراضي اللبنانية من اجل توريط لبنان في احداث الدول المجاورة

وطنية - 22/9/2012 صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: " للمرة الثانية في أقل من اسبوع، تدخل قوة من الجيش السوري الحر الاراضي اللبنانية في جرود منطقة عرسال، حيث هاجمت ليل أمس أحد مراكز الجيش اللبناني مدعومة بعدد كبير من المسلحين، من دون تسجيل اي إصابات في صفوف عناصر المركز. وعلى أثر ذلك تم استقدام المزيد من قوى الجيش الى المنطقة المذكورة، وباشرت ملاحقة المسلحين الذين فروا بعد الاعتداء باتجاه الجبال وبعض القرى والبلدات الحدودية. ان قيادة الجيش اذ تؤكد انها لن تسمح لاي طرف كان باستخدام الاراضي اللبنانية من اجل توريط لبنان في احداث الدول المجاورة، تجدد في الوقت عينه عزمها على حماية الاراضي اللبنانية، والتصدي بقوة لاي خرق لها من اي جهة أتى" .

 

في تصريح ناري، قائد الحرس الثوري الايراني: اسرائيل ستشن الحرب على ايران وهذا سيؤدي الى دمارها ونهايتها

أعلن قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري ان اسرائيل ستشن الحرب على ايران "في نهاية المطاف"، مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية مستعدة لمثل هذا الاحتمال وان الدمار سيلحق باسرائيل نتيجة لذلك. وقال جعفري في تصريح "الحرب ستحصل في نهاية المطاف، ولكن من غير المؤكد أين ومتى. الورم المخزي والسرطاني المسمى اسرائيل يسعى الى شن حرب علينا، ولكن من غير المعروف متى ستحصل هذه الحرب. انهم يفكرون الان بالحرب بوصفها الوسيلة الوحيدة لمواجهتنا، ولكنهم على قدر من الغباء بحيث ان على أسيادهم (الاميركان) أن يوقفوهم".

اضاف جعفري: "اذا بدأوا بالهجوم سيؤدي ذلك الى دمارهم وتكون تلك نهايتهم". وقال: "هذه الحرب ستحصل في نهاية المطاف مع تقدم الثورة الاسلامية باتجاه تحقيق اهدافها، وهم غير قادرين على تحمل ذلك. وفي النهاية، سيفرضون حالة الحرب". وهي اول مرة تقر فيها ايران باحتمال نشوب نزاع مسلح مع اسرائيل، في حين كانت تستبعد في السابق مثل هذا السيناريو وتتهم قادة اسرائيل بالمخادعة.

وازداد التوتر بصورة كبيرة خلال الاسابيع الماضية مع تهديد اسرائيل بشن ضربات جوية على المنشآت النووية العسكرية. وتتهم اسرائيل والغرب ايران بتطوير قدراتها لصنع السلاح النووي وتقول ان ذلك سيهدد وجودها ووضعها بوصفها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط وان كانت لا تعترف بذلك. وتؤكد ايران ان برنامجها سلمي ولكنها لم تقدم اجابات كافية للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن الدولي بهذا الشأن. وقال جعفري انه "حتى وان تصرفوا (الاسرائيليون) بعقلانية، فسيحدث ذلك". اضاف: "الكل يعرف انهم غير قادرين على مواجهة قوة الجمهورية الاسلامية. ولكن لا توجد ضمانات بانهم سيتصرفون بعقلانية، ومن الممكن ان يصابوا بالجنون". وقال:" ان الحرب مع اسرائيل ستكون مختلفة عن الحرب بين ايران والعراق 1980-1988 والتي شهدت معارك برية واجتياح مناطق من الجانبين.

اضاف: "علينا ان نستفيد من تجربة الدفاع المقدس (خلال الحرب مع العراق) والاستعداد للحرب المقبلة، لان طبيعتها ستكون مختلفة كثيرا عن الحرب السابقة".

 

جميل السيد مدعى عليه مع وقف التنفيذ: لماذا؟‏

يقال نت/لا احد يعرف حقيقة الاسباب التي دفعت النيابة العامة العسكرية الى التريث في الادعاء على جميل السيد في ملف الاعمال الارهابية المتورط  فيها ميشال سماحة وعلي مملوك.

لكن التريث حتى انتهاء التحقيق على الرغم من وجود رأي آخر لمن اجرى الاستجواب ولمن يملك كامل التحقيق، يظهر ان عناية سياسية تحوم حول جميل السيد، الذي سبق له وشغل سماحة لديه وكان معه في سيارة "الاودي" ناقلة العبوات وبواسطته وهو المحمي رسميا بطلب محكمة لبنان مررها بأمان. وسبق لجميل السيد، وقبل توجهه الى التحقيق ان اعلن على طريقته انه محمي من حزب الله باعلان ترشحه المبكر جدا على لائحة بعلبك- الهرمل. وجميل السيد في السيارة التي اقلته وسماحة من دمشق الى بيروت كان يتحدث عمن يجب قتلهم. طلب- او امر- ان يكون وليد جنبلاط على رأس اللائحة.

العبوات التي كان ينقلها سماحة كانت معدة لتنفيذ جرائم وبينها اغتيالات! الروايات عن خلفية التريث في بت التعامل القضائي مع جميل السيد كثيرة، أكثرها صدقة، بسبب تقاطع مصادر عدة عندها، ورود تحذيرات للقضاء من مغبة المس بالمخلى سبيله في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولكن الملف القضائي، بما يحويه، من وجود جميل السيد مع سماحة يوم جرى نقل المتفجرات، وبما يحويه من مطالعة للسيد مسجلة يعطي فيها رأيه لسماحة بمن يجب اغتياله، يفتح الذاكرة على معطيات تثبت أن سماحة، كان على مر العلاقة الحميمة التي تربطه بالسيد، مخبرا كبيرا لديه.

وتكفي مراجعة وثائق مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، للعثور على مئات التقارير الواردة الى جميل السيد من ميشال سماحة، وكلها عن شخصيات مسيحية، كان يوهمها سماحة بأنه جزء لا يتجزأ منها.

المخبر لدى جميل السيد، كتب تقارير عدة عن كثيرين ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر، عن  الوزير الراحل نسيب لحود، وعن السيدة صولانج الجميل، وعن السفير جوني عبدو الذي كان يلتقي به في باريس، قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ووفق كثيرين، فإن الصداقة التي كانت تربطهم بعميد بارز في مديرية المخابرات دفعت هذا الأخير الى تنبيههم من أن ميشال سماحة يحصي أنفاسهم، في تقارير تعقب لقاءاته بهم، يجري رفعها الى جميل السيد. ووفق أوساط واسعة الإطلاع، فإن تقارير عدة رفعها ميشال سماحة عن الرئيس رفيق الحريري الى جميل السيد، كما أن مداولاتهما كانت تركز عليه.

وتشير الى أن من اعتمدهم جميل السيد في عمله، من سياسيين وصحافيين، ربطتهم أيضا بميشال سماحة علاقات لصيقة. وعلى هذا الأساس، فإن من كان مخبرا لدى جميل السيد لسنوات طوال، بقي كذلك، ولو من موقع آخر، قبل دخوله الى السجن!

 

أوتوستراد إيران يمر بلبنان

محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

لا أدري لماذا ذكّرتني ورقة الرئيس ميشال سليمان "الاستراتيجية الوطنية الدفاعية المتكاملة" باتفاق القاهرة السيء الصيت لعام 1969، والذي تنازلنا بموجبه عن سيادتنا فأعطينا منظمة التحرير "نقاط عبور" من لبنان بإشراف الجيش اللبناني وانتهينا بطريق فلسطين تمر من جونية . ورقة الرئيس، كما نشرتها وسائل الإعلام، تبدأ بإعطاء إيران "مقاومة" بإمرة الجيش وستنتهي بأن تصبح الطريق إلى إيران تمر من لبنان، إن لم تكن قد حققت هذا النصر بوجود فيلق الحرس الثوري الإيراني في لبنان، المسمّى حزب السلاح .

طاولة الحوار كلها، مع احترامنا الكامل لموقع الرئاسة وشخص فخامة الرئيس، هي عملياً تحقيق لدعوة السيد حسن نصر الله قيام مجلس تأسيسي، للبحث في مواصفات دولة جديدة .

طاولة الحوار منتدى غير دستوري، بمعنى أن لا إشارة إليها في الدستور، بل أن وجودها يناقض الدستور لأن ما تبحثه هذه الطاولة هو من مهام السلطات، أي سلطات الدولة، التي يصرّح بها الدستور .

لذلك فإن وجود طاولة الحوار هذه، هو اعتراف صريح من قبل كل من شارك ويشارك فيها بأن الدولة غير موجودة، وبأن هذه الطاولة ما هي سوى المجلس التأسيسي الذي طالب به السيد حسن، وحققه له كل الذين شاركوا في لقاءات الطاولة، قبل أن يطالب بالمجلس التأسيسي، وبعدما طالب به .

أما في مسألة المسماة مقاومة، يقع فخامة الرئيس، أو تقع ورقته، في تناقض مع نفسها :

فمن جهة يقول في المادة 2 من الفقرة د: " – استناداً للمادة 65 من الدستور ولقانون الدفاع الوطني وحتى تزويد الجيش بالقوة الملائمة للقيام بمهماته، التوافق على الأطر والآليات المناسبة، لاستعمال سلاح المقاومة ولتحقيق إمرته، ولإقرار وضعه بتصرف الجيش، المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية المشار إليها في البند د1 أعلاه، مع التأكيد على أن عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال . !!!!

عندما يتحدث عن "استعمال سلاح المقاومة" فهو يشرعنها خلافاً لأي منطق دستوري. فالدستور اللبناني لا يتحدث عن أي مقاومة. واتفاق الطائف لا يتحدث عن أي مقاومة. كما أن مفهوم المقاومة يتناقض مع مفهوم الدوله، فالمقاومة حالة سابقة لقيام الدولة وهي، في القانون الدولي، حق الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال في مقاومة الاحتلال .

وأول عمل تقوم به أي دولة في العالم بعد ولادتها هي أن تلغي حالات المقاومة والثورة التي كانت موجودة قبل ولادتها واعتماد دستورها، وحصرية صلاحياتها .

حاول فخامة الرئيس أن يتفادى هذا التناقض مؤكدا "على أن عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال ."

هذا خطأ دستوري وقانوني يا فخامة الرئيس. الصحيح هو أن وجود المقاومة لا يتحقق إلا بعد الاحتلال، أما عملها فهو تحصيل حاصل بعد تحقق وجودها المشروط بتحقق الاحتلال ووجود شعب يعيش تحت الاحتلال . 

أين الاحتلال؟

في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونصف قرية الغجر !!!!

نحن من المقتنعين بأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي أراض لبنانية، كانت القوات السورية تحتلها من العام 1958 واحتلتها إسرائيل من القوات السورية في حرب العام 1967 .

أما النصف العلوي من قرية الغجر، الذي نطالب به، فهو تاريخياً جزء من مرتفعات الجولان السورية .

في كل الأحوال، لا بد من حسم "ملكيتنا" للمزارع والمرتفعات عبر محضر إقرار سوري بأنها لنا. عندها تحاول دبلوماسيتنا العريقة استرجاعها من الاحتلال الإسرائيلي وإتباعها لليونيفل. والعملية لا يلزمها أي مقاومة عسكرية، علماً بأن أحد شرطي وجود المقاومة لا يتوفر للمزارع والمرتفعات ـ لأن المقاومة كما ذكرنا، هي حق الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال .

المزارع والمرتفعات محتلة، وهويتها ملتبسة، ولا وجود لأي شعب فيها. فقط قطعان ماعز وعشرة رعاة. هؤلاء يمكنهم، قانونياً، تأليف حركة مقاومة .

تقول ورقتك يا فخامة الرئيس في مرتكزات استراتيجيتها: " أ – التمسك باتفاق الهدنة العامة الموقع في 23 آذار (مارس) 1949 "واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية» استناداً للفصل الثالث من وثيقة الوفاق الوطني تحت عنوان تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي .

عظيم. علماً أننا نحن، ولا أحد غيرنا، من خرق اتفاق الهدنة عندما وقعنا اتفاق القاهرة في العام 1969، أي بعدما حمتنا الهدنة لمدة عشرين عاما من هجمات إسرائيل، ولا سيما حرب العام 1967 التي هزمت فيها ثلاث جيوش عربية (مصر-الأردن-سوريا) في ستة ايام، واحتلت أراضيها، وبقينا نحن "سالمين ".

كيف تريدنا يا فخامة الرئيس أن نتمسك باتفاق الهدنة، ونخرقه في نفس الوقت، فنسمح بقيام "مقاومة" على أراضينا، ما يلغي صفتنا التي بموجبها وقعنا اتفاقية الهدنة، وهي صفة الدولة .

على نص اتفاق الهدنة وقعنا في العام 1949 بصفتنا دولة. الآن في العام 2012 نحن نشرعن على أرضنا مقاومة، ما يعني أننا لم نعد دولة. فكيف نتمسك باتفاق الهدنة ونحن لسنا دولة؟

إما نحن دولة، وبالتالي لا وجود للمقاومة في أي دولة، وإما نحن لسنا دولة وكلنا ... مقاومة .

وبما أن طاولة الحوار هي، واقعياً، مجرد مجلس تأسيسي لدولة، فهذا يعني تحديداً أننا لسنا دولة ونحن أرض مقاومة .

لنبدأ من هنا:

=هذه "المقاومة" التي تتحدثون عنها هي "المقاومة الإسلامية". هذا اسمها الرسمي. يديرها حزب السلاح، وهو حزب تديره إيران .

=وهذه "المقاومة الإسلامية" يقاتل تحت علمها الشيوعي الملحد، والسوري القومي الاجتماعي "التعددي" والبعث العلماني، وشراذم من سنة نصر الله، إضافة إلى الأجنحة العسكرية المتعددة .

 =*=هناك، يا فخامة الرئيس، لبنانيون آخرون يعتبرون أن من واجبهم الدفاع عن أرضهم وعرضهم وكرامة بلدهم. ولكن هؤلاء يرفضون أن يكونوا جزءا من تلك المقاومة التي تتحدثون عنها .

=واللبنانيون الآخرون يتفقون مع ورقتك يا فخامة الرئيس على أن إسرائيل هي عدو، والإرهاب هو عدو، والسلاح المتفلت هو عدو، ولكنهم يرون أيضا أن نظام الأسد هو عدو، ويعتدي، وإيران هي أيضاً عدو وتعتدي .

 =واللبنانيون الآخرون منسجمون إلى الآخر مع منطق الدولة ويصرّون على أنه لا يمكن جمع الدولة والمقاومة، لأن إحداهما تلغي –بل يجب أن تلغي الأخرى- ويعلمون أن مجرد قبول إحداهما بالأخرى يعني أنها مقتنعة بأحد استنتاجين: إما أن الأخرى ملغاة، وإما أن القابل بالازدواجية هو القابل بإلغاء نفسه .

=*= لذلك، لكل ذلك، قد يرغب اللبنانيون الآخرون في أن يؤسسوا "الحرس الوطني اللبناني" ليضم لبنانيين من شرائح متعددة يريدون أن يدافعوا عن أرضهم وعرضهم، على أن يتمتعوا بالامتيازات والضوابط كلها التي تمنحها ورقتك للمسماة "مقاومة ".

=*=وقد يسجل التاريخ للحرس الوطني اللبناني بأنه ساهم في عدم ضياع البلد على طريق أوتوستراد إيران الذي يمر بلبنان ... بانتظار قيام الدولة .

أتذكر يا فخامة الرئيس "طريق فلسطين تمر من جونية؟ "

حتما تذكر. تلك، أي طريق فلسطين من جونية، كانت "كرّوسة أو طريق قدم" مقارنة بأوتوستراد إيران الذي يمر بلبنان ... يا فخامة الرئيس.

 

قميص الإستراتيجيّة 

إلياس الزغبي/لبنان الآن

كلّ هذا الدوران حول الإستراتيجيّة الدفاعيّة بات من باب لزوم ما لا يلزم، أو نوعاً من الطقوس الوثنيّة لعبادة إله من تمْر .. أو من سلاح!

فلا "حزب الله" معني بأيّ استراتيجيّة غير مكلّف بها تكليفاً شرعيّاً من "وليِّه الفقيه"، ولا اللبنانيون الأصحّاء يقبلون باستراتيجيّة مختلَقَة من خارج الدستور وتاريخ الأمم والشعوب، ومن خارج منطق الدفاع السليم والبديهي عن لبنان، ضدّ أيّ خرق من الجنوب أو الشرق، من الشمال أو الغرب أو السماء.

أمّا رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان فقال في ورقته: الّلهم أشهد أنّي قد بلّغت.

فلماذا، إذاً، الإصرار على جرّ الموضوع من جلسة إلى جلسة، ومن شهر إلى سنة، ومن تنصّلٍ إلى خداع ... في طاحونة من المواقف والتصريحات بين طرشان الهدير؟

ورقة الرئيس توليفة، تُحاذر ولا توضح، تُقارب ولا تدخُل، تداري ولا تحسم. تترك لأطراف الحوار تدبير خطّة الجمع بين الزيت والنار، بين سلاحيْن بقراريْن، تحت قرار واحد.

كان من الممكن أن يصحّ الدمج، أو التنسيق على الأقلّ، بين جسميْن متباعديْن، لو كان قرارهما واحداً، وليس الأوّل في بيروت والثاني في طهران. لكنّ تنافراً مزدوجاً، في الجسم والقرار، كما هي الحال، يجعل من المستحيل وضع استراتيجيّة واحدة ثابتة فاعلة بينهما.

ربّما هناك إيجابيّة غير مباشرة في ورقة الرئيس سليمان: إغفالها الطقوسيّة القديمة، ثلاثيّة الشعب والجيش والمقاومة كغطاء مكشوف لسلاح "حزب الله"، وإغفالها المقولة المستحدثة عن "استراتيجيّة التحرير".

لم تذهب الورقة إلى حيث يجب أن يقع كلام "رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن" الذي "يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه ... وهو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة"  (المادّة 49 من الدستور). لعلّ الرغبة في المراعاة وتدوير الزوايا والابتعاد عن أسلوب الصدمة هي التي أمْلت هذه المجانبة الدستوريّة، مع أنّ كلّ المواقف الشجاعة الأخيرة للرئيس، في موضوعَي السيادة والأمن الوطني الداخلي، كانت تُنبئ بموقف دستوري وسياسي وأخلاقي حاسم في مسألة السلاح غير الشرعي.

في أيّ حال، جَمَل "حزب الله" بنيّة، والرئيس الجمّال بنيّة أُخرى. بل معظم اللبنانيّين هم جمّالون أمام الجمل البارك في الساحة، ولا أحدَ منهم يملك عليه حقّ القرار. فصاحب الحقّ من خارج حلقة هؤلاء جميعاً.  إذاً، لا لزوم لضرب مواعيد قريبة أو بعيدة لجلسات الحوار، ولا لورقة ناقصة أو زائدة.

قد يكون الحرَج الوحيد الذي سبّبته ورقة الرئيس "للحزب"، هو وضع سلاحه على مشرحة النقاش. لكنّه يُعِدّ نفسه لإدخال هذا النقاش في الدهاليز أو المتاهات، فنسمع هديراً ولا نرى طحيناً، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. هل هذا يعني أنّ لا أُفق أمام لبنان للخروج من طاحونة السلاح والأزمة؟

الثابت أنّ "حزب الله" تعنيه الاستراتيجيّة الإيرانيّة وليس اللبنانيّة. ولا نبالغ أو نتجنّى في ذلك: قادة إيران وقادته المحليّون أنفسهم أعلنوا بلا خجل ارتباط سلاحه بالقرار والمصلحة الايرانيّيْن، واستخدامَه الفوري عندما تتعرّض إيران لهجوم. فما النفع من نَقْع أوراق الاستراتيجية في ماء الحوار؟ وماذا تفيد حلقات الدراويش حول طاولته؟

الحلّ ينتظر استحقاقيْن: انفراط عقْد القوس الإيراني – السوري بانهيار حلقة الأسد، وانخراط "القيادة" الشيعيّة في الحالة اللبنانيّة ، دفاعاً وسياسةً وتوازنات سليمة.

وقد بدأت إرهاصات الاستحقاق الثاني في مؤشّريْن: بيان قادة الرأي الشيعي الحرّ، والكتابات التي تهدر دمّ الكتّاب الأحرار، كدليل ارتباك وضعف المهدِّدين.

هذا يعني وجوب التخلّي المزدوج عن عقدة "الفقيه" وعن "مقاومة المربّعات" حيث تلجأ وتحتمي عصابات الخطف والسطو والاغتيالات ومحاولات الاغتيال!

ويعني حُكماً وقف استغلال قميص الاستراتيجيّة الدفاعيّة، ووقف الحوار الفارغ باسمها. وسقوط ثلاثيّة البيان الوزاري، من أذهان أهلها قبل أوراقهم.

 

 

بطرس حرب: أتحفظ على إعطاء المقاومة كيانا خاصا بها مستقلا عن كيان الشعب وسنتقدم بمشروع انتخابي مبني على الدوائر المصغرة والنظام الاكثري

وطنية - 22/9/2012 أعلن النائب بطرس حرب، "اننا سنتقدم خلال اليومين المقبلين بمشروع انتخابي مبني على الدوائر المصغرة والنظام الأكثري، وسنعمل على موافقة تيار المستقبل والنائب جنبلاط عليه، وسنرفعه الى غبطة البطريرك كمشروع توافقي بيننا وبين حلفائنا، وفي حال لم يوافق التيار والمردة على هذا القانون، عندها سيعلم الراي العام من يعمل لمصلحة الشعب ام لمصلحته الشخصية".

واكد حرب في حديث إلى إذاعة "الشرق"، ان "استطلاعات الراي الأخيرة تدل على تراجع شعبية عون الانتخابية، ومن هذا المنطلق لا مصلحة لعون بإجراء الانتخابات لاسيما على اساس الدوائر الصغرى".

ورحب بمضمون الورقة التي رفعها فخامة الرئيس الى المشاركين في الحوار، لكن "تحفظي الوحيد هو على البند الذي أعطى المقاومة كيانا خاصا بها مستقلا عن كيان الشعب اللبناني، هذا يفسح المجال امام "حزب الله" لاعتبار نفسه حالة مستقلة عن الشعب والدولة، وخوفنا الا يفهم هذا البند من قبل حزب الله على هذا الشكل، في الوقت الذي نعتبر فيه أن المقاومة ليست كل من يحمل الصواريخ، إنما كل لبناني يلعب دوره في صمود لبنان في مواجهة العدو في حالة السلم والحرب معا.

اما عن نجاح الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية في هذه الظروف، فاعتقد ان هناك صعوبة في استشراف استراتيجية للغد والأمور في سوريا لم تحسم بعد، وحزب الله في المقابل لن يتخلى عن سلاحه للدولة، ولن يخرج عن إمرته الشخصية المرتبطة بايران". وتعجب كيف "أن حكومة مكونة بمعظمها من فاسدين، يطل علينا وزير من هنا أو من هناك منبها على ضرورة التفاهم السياسي لحل الفلتان الأمني، فعلى الوزراء داخل الحكومة التفاهم في ما بينهم أو فليقدموا استقالتهم". واضاف: "لم يمر على لبنان اسوأ من هذه الحكومة في إدارة شؤون الناس، وحزب الله هو من رفع الغطاء لدخول القوى الأمنية الى مناطق نفوذه وإلا ما كانت القوى الامنية لتدخل الى تلك المناطق"، وأعاد التاكيد "أن استمرار انتشار السلاح بحجة المقاومة، يؤدي إلى تفشي السلاح بين المواطنين ويخلق غرائز طائفية ويؤدي الى قيام سلاح آخر لخلق توازن مع سلاح حزب الله، وطبعا كل هذا يؤدي الى الفلتان الأمني الذي نشهده في لبنان". وقال: "الخطة الأمنية جاءت تنفيذا لرغبة حزب الله في التخلص من ظاهرة بعض الخارجين عن سلطته في مناطق نفوذه".

اما على صعيد تحرك قوى 14 أذار للمطالبة بتعديل بعض الاتفاقيات اللبنانية – السورية، فراى حرب، "أننا كقوى سيادية، نحاول ترجمة مواقفنا عمليا، وما يسهل مهمة 14 أذار هو أننا متفقون على مبادىء سامية منذ العام 2005، ولم نحد قيد انملة عنها، على عكس الجنرال عون الذي كان معنا ومن ثم انتقل الى المقلب الآخر مع تغير المصالح والظروف، والمضحك نفي عون وجود الحرس الثوري الايراني في لبنان في ظل تأكيد مسؤولين ايرانيين ذلك، وكأن عون يبني موقفه على اساس مصالحه السياسية الداخلية الضيقة".

اما في شأن إلغاء بعض الاتفاقيات مع سوريا، فقال: "من غير المنطقي أن نناقش الأمر في المجلس النيابي أولا من دون طرحه على النقاش السياسي، ومن هنا بدأنا برفع وثيقة تاريخية الى فخامة الرئيس في الوقت الذي لا نأتمن الحكومة على البت في هذه الاتفاقيات كون أن غالبية من فيها هم حلفاء للنظام في سوريا"، وتابع: "إحالة الموضوع الى مجلس النواب ربما يصب في خدمة قوى 8 اذار في الوقت الحالي التي هي على استعداد لتفجير الأوضاع إذا حاولنا الغاء بعض هذه الاتفاقيات في هذه الظروف. الموضوع بحاجة إلى انضاج ونحن متمسكون بمضمون المذكرة، ومصلحة لبنان العليا تستدعي الغاء بعض الاتفاقيات الموقعة مع سوريا، لكن الظرف الامني يستدعي تاجيلها".

ورفض حرب "أي تدخل لبناني مباشر في الأحداث في سوريا، لأن ذلك سيضع لبنان في موقع الخطر، ونحن الذين طالبنا بكف يد السوريين عن لبنان، نطالب اللبنانيين جميعا بعدم التدخل في الشؤون السورية، هذا لا يعني عدم دعمنا المعنوي للشعب السوري الذي يطالب بحريته وديموقراطيته".

وتابع: "لا شك أن النظام في سوريا يعمل على ربط ما يحصل في سوريا بالمؤامرة الصهيو – اميريكية في وجه أنظمة الممانعة".

اضاف: "طبعا هذا النظام لن يقصر في محاولة تبرير قتله الناس ليبقى في السلطة، وسأل: "لماذا لم تشهد الجبهة السورية – الاسرائيلية طلقة نار واحدة منذ سبعينيات القرن الفائت ما دام هذا النظام هو نظام ممانع؟ مؤكدا حتمية سقوط النظام. وقال: "بعض المسيحيين خافوا على وجودهم الآمن ما دفعهم الى السفر أو التخطيط له، وجاءت زيارة البابا لتزرع الرجاء في قلب هؤلاء".

وردا على سؤال، راى حرب "أن تحرك نصرالله انتج صورة مناقضة مع الجو الذي اشاعته زيارة البابا والتي ارست المحبة والطمانينة، بحيث اعادنا الى لغة في مضمونها العريض مخالفة للصورة التي رسمتها الزيارة. فما قام به حزب الله عشية مغادرة قداسة البابا برايه، جاء لخطف ضوء الزيارة وخلق جو من البلبلة، وبدلا من ان يترك للمسيحيين فرصة لتوظيف زيارة البابا تسمح لهم برسم افضل لمستقبلهم في جو هادىء لاستثمار هذه الزيارة، عمد الحزب الى اطلاق سلسلة تظاهرات لا نعلم ضد من هي موجهة؟ وفي الوقت الذي لا يعترف فيه الحزب بالمجتمع الدولي، ويواجه القرارات الدولية ويستعمل منها ما يراه لمصلحته، يطالب المجتمع الدولي بقرارات صارمة ضد المسيئين الى الاسلام".

وقال: "من يعتدي على الاسلام لا يهين فقط المسلمين إنما المسيحيين أيضا، ونحن دنا وندين الفيلم المسيء للاسلام والتظاهر حق مشروع انما يقف عند حدود التعرض لسلامة الناس، فصورة مقتل سفير اميركا في ليبيا لا تقل بشاعة عن الفيلم الذي لا علاقة للدولة الاميركية بشخص مجنون وبدافع صهيوني قام بإعداد هذا الفيلم ونشره، فبقدر ما ندين هذا الفيلم، ندين ايضا ردة الفعل العنفية. جزء من المجتمع الاميريكي يعتنق الاسلام، واعمال مسيئة الى الدين الاسلامي كالفيلم الأخير يولد غرائز وردات فعل ستعرض الامن القومي الاميريكي للخطر، كذلك السلام في العالم.الحل يكون بإيجاد شرعة لاحترام الاديان والحد من الاساءة اليها".

أما في ما خص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقال: "من الطبيعي أن تبدأ محاكمة المتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولو كانوا غائبين، ومن المؤسف أن يمتنع حزب الله عن تسليم هؤلاء، وكانه بات يعتمد سياسة عرقلة سير العدالة، كرفضه حضور احد كوادره المشتبه بهم بمحاولة اغتيالي الى التحقيق، ما يعزز القرائن حول صحة اشتراك هذا الرجل في محاولة اغتيالي. فكيف يبرر حزب الله هذا الموقف، هل هو مؤامرة اسرائيلية – اميريكية ايضا؟ القضاء والسلطة في حالة غيبوبة، وحزب الله المشارك في الحكومة يعرقل سير العدالة، كما أن سكوت الحكومة عن سلوك هذا الحزب هو مشاركة بعرقلة سير العدالة ووجود الدولة. هاجس استمرار عمليات الاغتيال لا يزال قائما بنظره، بخاصة ان تصرف الدولة يزيدنا خوفا في سكوتها عن جلب المتهمين والتحقيق معهم".

وعن العلاقة مع البطريرك الراعي، قال: "العلاقة مع البطريرك الراعي جيدة، وهو كاي بطريرك جديد احتاج الى فترة تموضع في السدة البطريركية، وهو في لقائنا الأخير معه كلجنة لمناقشة قانون الانتخابات، دلل على تصميم في إدارة هذا الملف بما يعود لمصلحة المسيحيين ولبنان، ما يسمح لنا أن نؤكد أن البطريرك الراعي هو مرجعية كبيرة ضامنة لوحدة لبنان واللبنانيين".

وعن سلسلة الرتب والرواتب، قال: "نحن نتفهم مطالب الموظفين، والحكومة تتعاطى في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية من منطلق انتخابي بحت، ونحن نشهد أن ارتفاع الاسعار سبق الزيادة على الرواتب والتجارب قد دلت ان حل المشكلة الاجتماعية ليس بزيادة الرواتب فقط بل يزيدها تعقيدا، وان الخطط البديلة التي تؤمن تحسين الوضع الاجتماعي للعاملين والموظفين هي افضل من زيادة الرواتب"، واعطى على سبيل المثال "اطلاق الضمان الصحي لكل اللبنانيين، اعتماد الراتب التقاعدي لكل العمال والموظفين بعد بلوغهم ال 64 وحل مشكلة الكهرباء والمياه ووقف الهدر والفساد في الدولة، الكف عن اعتماد السياسة القائمة على الاهداف الانتخابية والطائفية في ادارة شؤون الدولة كاقرار زيادات دون تأمين ايرادات، ما يخلق حالة تضخم خطيرة، اضافة الى أنه من الأجدى أن تعتمد الحكومة قبول عروض القطاع الخاص مثلا في حل مشكلة الكهرباء وتمويل معامل الانتاج دون أن تدفع الدولة اي مبلغ لانجازها، ناهيك ما يوفر هذا الامر من صفقات مشبوهة وهدر للأموال العمومية، ما يدفعنا الى التاكيد أن لا فرصة لقيامة الوطن بظل هذه الحكومة". واعلن حرب انه متفق مع العماد عون على عدم تحريف الدستور وعدم التمديد، وقال: "اذا استمرت الظروف على ما هي عليه بالعقلية السياسية في لبنان، أنا غير معني بالترشح، كما ان الوضع الاقليمي يحتم علينا عدم استباق التوقعات حول الاسماء ومعركة الرئاسة".

 

تصوّر سليمان ميزان وسطي بين متناقضين وخطوة أولى معاكسة لـ"أقلمة" السلاح

روزانا بومنصف/النهار

يستفيد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من ظروف مؤاتية بالنسبة اليه من اجل المضي في المبادرة على الصعيد الداخلي مدفوعا بامرين، احدهما الصدى الايجابي الذي تلقاه مواقفه عموما، خصوصا ابتداء من اعلان بعبدا الذي صدر في الجلسة الحوارية في 11 حزيران الماضي بعد فترة انقطاع. كان هذا الاعلان محور اجماع داخلي ولو لم يتم التقيد به لكنه ترك اثرا ايجابيا لدى البعثات الديبلوماسية التي رأت في هذا الاعلان محاولة لالزام جميع الافرقاء المحافظة على الاستقرار في موازاة محاولة ابعاد لبنان عن تأثيرات او تداعيات محيطه القريب كما لدى الاوساط الاقتصادية التي رأت في الاعلان عنوانا كان يفترض ان يؤدي الى انتعاش سياحي في لبنان على ابواب الصيف لولا ان تسارع التطورات الامنية نسف بعضا من مفاعيل هذا الاعلان. اما الامر الآخر فهو تحرره من بعض القيود والضوابط السياسية ليس وفقا للتطورات الحاصلة في سوريا كليا لكن على ابواب السنتين الاخيرتين من عهده بحيث لا يمكنه مغادرة منصبه في ادارة ازمة وادارة استقرار من دون امكان التقدم نحو حلول في الاولى وتدعيم الثانية. وهذا التحرر سمح له بالاستثمار في موقعه اكثر من السابق مراهنا على عدم رغبة اي فريق ولاعتبارات متعددة مخاصمته او "رميه" في حصة الآخر او حضنه بل على العكس من ذلك. لم يُحدث تقديم رئيس الجمهورية تصوره لما يسمى "الاستراتيجية الدفاعية" المفاعيل نفسها لاعلان بعبدا من حيث اشاعة اجواء ايجابية في البلد على اساس حصول تقدم ما على طاولة الحوار. فالتصور من حيث الشكل والحجم بدا ضئيلا امام حجم الخلاف القائم في البلد باعتبار ان انقساما جوهريا عموديا وأفقيا يمكن ايجاد حل له في صفحتين فولسكاب اختصر في عناوين اطار مما اثار بعض الاستغراب في حين ان التوقعات كانت في اتجاه ترقب كل متكامل اكثر تفصيلا وايفاء للموضوع حقه خصوصا ان البلد استنزف دراسات واستشارات غربية ومحلية عدة خلال الاعوام الماضية من اجل ايجاد الصيغة المناسبة. كما ان ظروف تقديم هذا التصور تحوطه ضغوط تتمثل من جهة بالالحاح الذي بات يمثله نقل طاولة الحوار من اللاحوار القائم حولها والمماطلة في طرح تصور اساسي حول الاستراتيجية الدفاعية بعدما مل اللبنانيون من طاولة حوار تلتئم من اجل الشكل ليس الا، وهي بمثابة تضييع للوقت فيما يؤجل طرح او بحث الاستراتيجية الدفاعية جلسة بعد اخرى. وبالنسبة الى بعض المراقبين بدا توقيت هذا الطرح مناسبا من اجل نقل المشهد في البلد من الاطار الامني الخطير الذي بات يغرق فيه من عمليات الخطف الى الاعتداءات وقطع الطرق الى الاطار السياسي والسعي الى معالجته من خلال طرح تصور للاستراتيجية الدفاعية يشمل المخاطر الاسرائيلية كما السلاح المنتشر في الداخل باعتبار ان لا صدقية لسلطة او لدولة تتعامل مع الوضع الامني على القطعة فتستدعي الاجهزة الامنية بعد قطع الطرق لتأمين غطاء سياسي لتحركها ثم تستدعيها لتأمين غطاء سياسي لوقف عمليات الخطف وما الى ذلك مرة بعد مرة.

يحتاج النقاش في البلد حول الاستراتيجية الدفاعية الى الانطلاق من نقطة ما يفترض ان تكون وسطية بين وجهتي نظر متناقضتين اي يجد "حزب الله" بعضا مما يريده من هذه الاستراتيجية من خلال المحافظة على "كيان المقاومة" فلا تنهيه، كونه لن يقبل بذلك، وتجد قوى 14 آذار بعضا مما تريده من خلال وضع الامرة للجيش والبحث جديا في موضوع سلاح الحزب. وهو ما بدا عليه من حيث المبدأ التصور الذي طرحه الرئيس سليمان على اساس انه خطوة اولى على طريق الالف ميل وهو يمكن ان يطلق نقاشا اكثر جدية حول الموضوع ويأتي في توقيت ظهر مناقضا كليا لكل الاجواء التي دفعت بها الى الواجهة تصريحات المسؤولين العسكريين الايرانيين التي تحدثت عن "اقليمية" سلاح الحزب ووجهته في الدفاع عن ايران، اذ ان تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الدفاعية يعيد وجهة هذا السلاح او موقعه ووظيفته الى الداخل اللبناني. في حين لم تخف مصادر سياسية معنية خشيتها ان يكون هذا التصور اكثر تأثرا بمحاولة الموازنة بين وجهتي نظر متناقضتين في الداخل وبمحاولة السير بين النقاط في الظروف الاقليمية ومراعاتها. فموضوع الاستراتيجية الدفاعية يحتاج الى تصور وآلية تطبيقية له كما يحتاج الى ظروف اقليمية موافقة لاستعادة لبنان قراره. وبالنسبة الى العامل الاول فان الرئيس سليمان استند على سبيل المثال الى القرار 1701 ومندرجاته في ما يتعلق بالمرتكزات التي يقترح ان تقوم عليها هذه الاستراتيجية في الوضع الجنوبي و"الزام اسرائيل تطبيقه" في حين ان التزام تطبيقه من لبنان في حال تمكن من ذلك يفيد بقطع نصف الطريق او ثلاثة ارباعها الى الاستراتيجية الدفاعية كونه "يؤكد اهمية سيطرة حكومة لبنان على جميع الاراضي وان تمارس كامل سيادتها حتى لا تكون هناك اي اسلحة دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطة حكومة لبنان". بمعنى ان القرارات الدولية وصولا الى القرار 1680 العام 2006 دعمت نزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان. وتاليا لن يكون هناك صعوبة في المواءمة بين التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 مثلا وايجاد صيغة تستفيد من سلاح المقاومة لكن في حال توافرت الظروف والارادة للتسليم له بذلك.

 

يعارض حصر الإمرة بيد الجيش ومبدأ "المقاومة تبدأ عند الاحتلال"   و"حزب الله" يرفض ستراتيجية سليمان الدفاعية ويتهمه بالمناورة

بيروت - "السياسة" والوكالات: إذا كانت موجة الاحتجاجات الاسلامية الواسعة التي عمت المناطق اللبنانية, أمس, رفضا للاساءة الى الاسلام شكلت مسرح الحدث نسبة لتوسع رقعتها واضطرار عدد من البعثات الديبلوماسية الغربية الى رفع مستوى الاجراءات الامنية في محيطها واقفال المدارس والمراكز الثقافية الفرنسية تخوفاً من تجاوزات قد تطالها, فإن الشأن السياسي المحلي تمحور حول تصور رئيس الجمهورية ميشال سليمان للستراتيجية الدفاعية في ضوء انصراف القوى السياسية على ضفتي 8 و14 آذار الى مناقشتها والغوص في تفاصيلها لإبداء الرأي, خصوصا انها الاولى على المستوى الرسمي بعد كل التصورات التي وضعتها سائر القوى السياسية والحزبية.

وفي حين تراوحت ردات الفعل الاولية بين مؤيد ومتحفظ على جبهة قوى "14 آذار" التي لاحظ بعض اركانها ما يناقض احكام الدستور لكون التصور يعترف بمداورة في مؤسسة لا وجود لها هي "المقاومة", جاء الرد سريعاً من "حزب الله", الذي اعتبر عبر قناته التلفزيونية "المنار" أن إسرائيل تستعد للحرب, وفي لبنان "يناور بعض الجالسين إلى طاولة الحوار الوطني لتفريغها وحصرها بمقولة الإمرة وحصرية السلاح", في اشارة إلى تضمن تصور سليمان أن يكون سلاح الحزب بإمرة الجيش.

ورأى مصدر نيابي بارز في "8 آذار" أن تصور الرئيس لا يمكن أن يكون مقبولاً على الرغم من تضمنه بعض الايجابيات, وذلك للأسباب التالية:

أولاً: لا يمكن أن يفهم تصور سليمان إلا في إطار إعادة التموضع السياسي الذي بدأه منذ فترة, فهو ينتقل من موقع الداعم المطلق لخيار المقاومة إلى جانب الجيش, إلى موقع ظاهره وسطي, إلا أنه باطني, يخفي نية بجعل سلاح المقاومة موضع تساؤل وتجاذب سياسي وانقسام وطني. وهو بذلك لا يفعل سوى الخضوع لفريق "14 آذار", حتى لو تجنب الدخول في مطلب تجريد السلاح. وفي الخلاصة فإنه يتحول طرفاً ثالثاً, على أحسن تقدير.

ثانياً: النقطة المحورية في تصور سليمان هي أن الأخير يحاول تجاوز معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي وجدت نتيجة توافق سياسي وطني, وأثبتت فعاليتها, في حرب يوليو 2006, حيث منع تضافر جهود الأطراف الثلاثة إسرائيل من تحقيق أهداف الحرب. وبالتالي فإن سليمان يفرط أولاً بالتوافق الوطني, كما يهدر تجربة ناجحة, لصالح ورقة غامضة وغير مضمونة النتائج.

ثالثاً: إن مبدأ "أن المقاومة تبدأ عند وقوع الاحتلال" يعطي لإسرائيل, لو طبق, ورقة مجانية تطمئنها إلى أن بإمكانها شن الحرب على لبنان, ولن تجد في مواجهتها سوى الجيش اللبناني بإمكاناته العسكرية الهزيلة جداً. والمعروف أن أحد أسباب امتناع إسرائيل عن الحرب هو عامل الردع الذي تشكله ترسانة المقاومة, وتحييدها يعني دعوة إلى العدوان.

رابعاً: كان مفهوم التحرير صحيحاً في فترة ما قبل العام 2000 باعتبار أن أجزاء كبيرة من الأرض اللبنانية كانت محتلة, والمقاومة المسلحة كانت الخيار الوحيد, ولكنه كان خياراً مكلفاً, إذ استمر الاحتلال ثمانية عشرة عاماً. والأجدى اليوم البحث عن سبل منع وقوع الاحتلال بالتصدي للغزو, وقد أثبتت حرب 2006 أن بإمكان المقاومة فعل ذلك, إذ لم يستطع الإسرائيلي التوغل داخل الأراضي اللبنانية, إلا بعمق 4 كيلومترات بعد 33 يوماً من المعارك. ويمكن تحسين الأداء العسكري للبنان بتنسيق جهود الجيش والمقاومة.

خامساً: صحيح أن تصور رئيس الجمهورية لا يلبي طموح قوى "14 آذار" بتجريد المقاومة من سلاحها, إلا أنه يحاول الوصول إلى النتيجة نفسها من خلال تقييده بالقرار السياسي للدولة تحت عنوان الإمرة, ومعروف أنه لا توافق وطنيا على هذا الصعيد بوجود أطراف تعمل بوضوح لخدمة إسرائيل في استهدافها لسلاح المقاومة.

سادساً: إن الشراكة في الإمرة على المستوى العسكري خطأ ستراتيجي بالمفهوم العسكري البحت, فلا يمكن لأي قيادة للجيش, مهما كانت نواياها صادقة في الدفاع عن الوطن, أن تدير ترسانة عسكرية نوعية, يكمن عنصر قوتها الأول في سريتها وانتشارها جغرافياً بطريقة مغايرة لانتشار الجيوش الكلاسيكية.

وخلص المصدر النيابي القريب من "حزب الله" إلى أنه في مرحلة الاستعدادات الحثيثة للحرب التي تقوم بها إسرائيل, فإن أي تغيير في ستراتيجية الدفاع القائمة, وإسقاط معادلة الجيش والشعب والمقاومة, هو بمثابة خدمة مجانية للعدو, يمكن لبعض فرقاء "14 آذار" أن تقدمها طواعية, "إلا أننا من معرفتنا برئيس الجمهورية وقائد الجيش السابق لا يمكن أن يقصد ذلك, أو أن يقبل به".

 

زهرا لـ"السياسة": "حزب الله" يرفض حل قضية السلاح لأنها تجهض مشروعه للحلول محل الدولة وهو سيضطر إلى "لبننة" خطواته بعد سقوط الأسد 

أكد النائب انطوان أن مقاطعة رئيس حزب "القوات" سمير جعجع جلسات الحوار مستمرة إلى أن يتبين للقوات أن "حزب الله" أصبح جاهزاً لمعالجة موضوع السلاح بشكلٍ جدي, والموافقة على إقرار ستراتيجية دفاعية تلحظ بشكلٍ أساسي مرجعية الدولة في قرار السلم والحرب, على أن يكون "حزب الله" جزءاً من هذه الستراتيجية.

وفي تفسيره لرفض "حزب الله" البحث في السلاح والموافقة على الستراتيجية الدفاعية المقترحة, لفت زهرا إلى أن "حزب الله" هو ضد أية معالجة حقيقية تلحظ مصلحة الدولة, لأنها تجهض مشروعه القائم على الحلول مكان الدولة, وأي تقدم للدولة هو تراجع لـ"حزب الله", وما دام هذا الحزب قادراً على مصادرة قرار الدولة وإضعافها, فلن يسمح بتسليم سلاحه ولا حتى بمناقشته ليصبح بإمرة الدولة.

وأشار زهرا إلى أن الشروع في استعادة الدولة قراراتها وهيبتها بدأ في الشهرين الأخيرين من خلال المواقف التي أوعز بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان, و"هذا يشعرنا كلبنانيين بأن الدولة بدأت بالفعل تستعيد قرارها وبسط سيطرتها على جميع الأراضي اللبنانية بعد إحباطها العديد من مؤامرات التخريب التي كانت تستهدف السلم الأهلي في لبنان. ولم يعد خافياً على أحد فقدان "حزب الله" مداه الستراتيجي المتمثل بالنظام السوري الذي أصبح على شفير الانهيار بعد فشله في سحق الانتفاضة القائمة ضده منذ أكثر من سنة ونصف السنة, وهذا سيرغمه على إعادة حساباته ولبننة خطواته, وانخراطه في مشروع الدولة وتطبيقه للقوانين مما سيضطره إلى التكيف مع كل ما يصدر عنها". وعن التظاهرات التي دعا إليها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله للاحتجاج على الفيلم المسيء للإسلام, قال زهرا: "لا شك أن هذا الموضوع كلام حق يُراد به باطل. فبالرغم من أحقية رفض الإساءة للنبي محمد من كل الناس, ومن المسيحيين قبل المسلمين, إلا أن التحرك الجماهيري لـ"حزب الله" كان محاولة استغلال لهذا الفيلم من أجل إعادة استنهاض الحالة "الحزب اللاوية", واستعادة الهالة التي فقدت منه بعد أحداث السابع من مايو 2008, وتوجيه السلاح إلى الداخل, لكن هذه المحاولات ستبوء بالفشل, خاصة أنها تعمق الاستفزاز وتخوين الآخرين. وهذه الغيرة على الرسول وعلى الأنبياء لن تمكن "حزب الله" من استعادة وهجه بعد اهتزاز صورته لدى غالبية اللبنانيين".

 

الاستراتيجية الدفاعية والإجابة عن تصوّر سليمان، هل الأمرة على السلاح للحزب أم لإيران؟

اميل خوري/النهار

اذا كان السجال استمر سنوات ولم يتم التوصل الى وضع تصوّر مشترك للاستراتيجية الدفاعية فكم يستمر السجال للتوصل الى اتفاق على تصور الرئيس ميشال سليمان لهذه الاستراتيجية التي حرص على ان تكون متوازنة بنصوصها لكنه حرص في الوقت نفسه على ان تكون للامرة على السلاح مرجعية واحدة هي الجيش والدولة؟

الواقع ان المهم رأي "حزب الله" في تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية لأنه وحده يملك السلاح خارج الدولة. هل يوافق عليها ام ان له ملاحظات عليه وما هي؟ هل يعتبر ثالوث الجيش والشعب والمقاومة ثالوثاً غير منقسم ام مجزأ؟ وهل يوافق بصورة خاصة على ان تكون الامرة على سلاحه للجيش وللسلطة السياسية، واذا وافق على ذلك، مسايرة ومجاملة، هل يلتزم ذلك؟

يقول نواب في قوى 14 آذار ان ليس مهما ان تتخذ هيئة الحوار الوطني قرارات، إنما المهم تنفيذها علما انه لم يتحقق الكثير منها. فلا ازيل السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ليصير ضبطه داخلها، ولا تم ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا ولا اتخذت اجراءات لمنع التهريب والتسلل عبرها ولم يتوقف استخدام السلاح خارج الدولة في الداخل، ولا أصبحت السلطة الامنية والعسكرية حصرا في يد الدولة ولا تم تطبيق القانون واحترام سيادة الدولة في كل المناطق اللبنانية بحيث لا تكون هناك مناطق يلوذ اليها الفارون من وجه العدالة ولا التزمت القيادات وقف استخدام لغة التخوين او التحريض السياسي او المذهبي.

لذلك، اذا كان من جواب لـ"حزب الله" على تصور الرئيس سليمان للاستراتيجية، فإن هذا الجواب قد يتأخر الى حين بلورة صورة الوضع في سوريا، وظهور ملامح المحادثات مع ايران حول برنامجها النووي، وموقف اسرائيل من نتائج هذه المحادثات واي نوع من الحياد سيمارسه لبنان حيال كل ذلك خصوصاً اذا ما اعتدت اسرائيل على سوريا او على ايران، وهل يبقى الحياد قائماً؟ ويضيف هؤلاء النواب هل قرار استخدام السلاح هو لـ"حزب الله" كي يلتزم ما تقرره هيئة الحوار الوطني والاستراتيجية الدفاعية ام هو لإيران اولا عملاً بالقول: "من يعطي يأمر" (Qui donne ordonne) خصوصاً ان ايران لا تخفي موقفها عندما يعلن مسؤولون سياسيون وعسكريون بصراحة ووضوح ان "حزب الله" سيرد من لبنان دفاعاً عن ايران، وعندما تأمر ايران ماذا يبقى من قرارات هيئة الحوار الوطني ومن بنود الاستراتيجية الدفاعية ومن الحياد؟

هذا الوضع يذكر نواب في قوى 14 آذار بقرار قمة الرياض التي شكلت "قوة ردع عربية" كلفت وقف الاقتتال في لبنان وقد وضعت هذه القوة في تصرف الرئيس الياس سركيس الذي سره ذلك واسرع الى ابلاغ العميد الراحل ريمون اده مضمونه لانه كان يريد تشكيل قوة ردع عربية، متوازنة في العدد كي لا يطغى عدد القوات السورية على عدد القوات العربية الاخرى، فيصبح القرار مرجحاً لها. لكن العميد اده سأل الرئيس سركيس المسرور بقرار وضع قوة الردع العربية في تصرفه: “هبّ انك اردت ان تنقل جندياً سورياً في هذه القوة من ساحة البرج الى باب ادريس، فكلمة من يسمع؟ كلمتك ام كلمة الرئيس حافظ الأسد؟". وقد صح ما توقعه اده اذ امر الاسد قوة الردع العربية، بعدما اصبحت قوة سورية صرفة بقصف الاشرفية مدة مئة يوم، رغم انها موضوعة في تصرف الرئيس سركيس وكأنه هو الذي يأمر بهذا القصف فهدد سركيس بالاستقالة ليوقف القصف. والشيء نفسه قد يحصل من سلاح "حزب الله" فلا الحزب ولا قرار هيئة الحوار الوطني ولا الاستراتيجية الدفاعية من يأمر باستخدام هذا السلاح انما ايران وفي الوقت الذي تشاء. ولا حاجة للانشغال بصحة وجود حرس ثوري ايراني في لبنان او عدم وجوده، فسلاح الحزب هو هذا الحرس وهو الجناح العسكري لايران في لبنان والجبهة المتقدمة على حدود اسرائيل. وهذا الجناح العسكري يتحرك لمواجهة حرب مع اسرائيل سواء كانت على لبنان او على سوريا او على ايران او كانت حرباً بين محورين في المنطقة: المحور الايراني ومن معه والمحور الاميركي ومن معه. ألم يعلن المرشد الاعلى علي خامنئي قبل سنتين واكثر ان "هزيمة اميركا والكيان الصهيوني ستكون في لبنان وان التطورات السياسية في المنطقة والعالم تؤكد بداية مرحلة جديدة"؟ وقد سمع هذا الكلام سياسيون لبنانيون بينهم مسؤولون موالون لايران علقوا بالقول: "انها البداية لتفتت الامبراطورية الاميركية وان ايران ستكون القوة الرئيسة في المرحلة المقبلة".

لماذا التلهي اذاً بالسجال حول سلاح حزب الله، وبأمرة من يوضع وبالاستراتيجية الدفاعية؟

 

سليمان: الورقة ليست إنجيلا ولا قرآنا وهي معرضة لأي تعديل

الجمهورية/نقل زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عنه ان ورقة الاستراتيجية الدفاعية ليست بنت ساعتها وهي سبق لها ان أخصعت لتعديلات في فترات سابقة ومعرضة لأي تعديل في اي وقت لاحق، مشيرا الى أن مثل هذه الخطط عليها ان تواكب التطورات الداخلية والإقليمية على حد سواء وليست لا إنجيلا ولا قرآنا.وفي هذا السياق،أوضحت مصادر سياسية وعسكرية لـ"الجمهورية" ان هذه الورقة ستبقى موقتة الى اجل غير مسمى، وهي ليست بالتأكيد لعقود مقبلة، والتعديلات الممكنة عليها يمكن ان تطرأ في اي وقت. وقالت: "قد نصل الى وقت يتم فيه الاستغناء عن كل السلاح غير الشرعي مهما كان نوعه وحجمه، فيطلب بيعه وقد لا يكون الجيش بحاجة اليه".

 

سيارة سماحة لا يوجد ثانية مثلها وتعزل اصوات الخارج

أشارت صحيفة "الديار" الى انه تبين للمحققين ان السيارة الوحيدة التي تعزل اصوات الخارج وتحصر اصوات الداخل للركاب هي سيارة ميشال سماحة التي هي من نوع اودي ولا يوجد سيارة ثانية مثلها، فطلب المحققون معرفة ما اذا كانت شركة اودي وشركة سوني اليابانية هم وراء تركيب الة التسجيل التي لا يمكن تركيبها في السيارة دون تقنية عالية تملكها المانيا واليابان، وحتى الان ترفض شركة اودي وشركة سوني اعطاء اي جواب لان الامر يتعلق باسرار التكنولوجيا لدى شركة اودي وشركة اليابانية.

 

مروان حماده اجتمع بعائلات السعديات: أهلها أصيلون وندعو لعودة الوئام

تفقّد النائب مروان حماده بلدة السعديات واجتمع الى عائلاتها في منزل المختار رفعت الأسعد، مستنكرا الحادث الذي وقع قبل يومين والذي كاد يتحول الى مواجهة دامية بين اهل البلدة وعدد من الوافدين اليها.

ودان حماده "محاولة البعض تشويه صورة ما حدث وتحويل مناسبة اجتماعية الى عراضة مسلحة لتكريس وجود حزبي دخيل على السعديات".واشاد حماده "بحكمة "تيار المستقبل" وقيادة الجيش في معالجة الحادث وبصبر اهل السعديات اللبنانيين الاصيلين والاصليين وصمودهم"، داعيا الى "عودة الوئام الذي كان سائدا بين جميع المقيمين في البلدة قبل انتقال عدوى الحضور الحزبي المسلح الى ساحل الشوف واقليمه".

 

إصابة ضابطين باشتباكات مع مطلوبين في الضاحية الجنوبية وقرار لبناني «كبير» باجتثاث عصابات الخطف

 بيروت - «الراي/على طريقة «القط والفأر» تجري عمليات «الكر والفر» بين عصابات الخطف «على الفدية» الذين «تزدهر تجارتهم» في لبنان وبين القوى الامنية التي تسعى الى «اجتثاث» هذه الظاهرة التي اخذت تؤثر سلباً على المستثمرين العرب والاجانب كما على اللبنانيين الميسورين الذين تحوّلوا «مشاريع مخطوفين» لا يتم إطلاقهم الا بعد دفع فديات سجّلت احداها (لم تُدفع بعد) رقماً قياسياً بلغ 15 مليون دولار اميركي. وفي حين كان الجيش اللبناني يحقق خرقاً في هذا الملف بالقبض على احد خاطفي المواطن يوسف بشارة في الشياح (الضاحية الجنوبية لبيروت) مع ضبط 380 الف دولار من اصل مبلغ الـ 400 الف الذي دفعه ذووه كفدية، اكتملت حلقات السباق بين مظاهر «الانفلات» الامني ومحاولات الامساك مجدداً بالخيوط الامنية من السلطات اللبنانية وذلك من خلال نجاح قوى الامن الداخلي في توقيف 14 متهماً بالاعتداء على مطعم kfc ذات العلامة التجارية الاميركية في طرابلس ومحاولة اقتحام سرايا المدينة يوم الجمعة الماضي خلال الاحتجاج على فيلم «براءة المسلمين»، الامر الذي عكس وجود قرار سياسي لا يزال ساري المفعول بسحب فتائل اي توتيرات امنية سواء اتخذت ستاراً لها موضوع الاساءة الى النبي محمد صلى الله عليه وسلّم او المربعات الامنية التي باتت تسمح بقيام ظواهر متفلّتة من اي ضوابط وخارجة عن السيطرة، ويمكن ان تتحول في اي لحظة «بندقية للايجار» من اي طرف اقليمي للعب بالوضع اللبناني الهشّ.

وفي هذا السياق اعلن قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي خلال مؤتمر صحافي عقده في سرايا طرابلس عن «توقيف 14 متهماً بالاعتداء على مطعم «KFC» والسرايا»، مؤكداً انه أنه لا «يجري توقيف من يقومون بتظاهرات سلمية بل فقط يتم توقيف مَن يقومون بأعمال شغب»، مضيفاً: «لدينا 22 متهماً آخرين باتوا معروفين وسنقوم بتوقيفهم في وقت قريب، وهذه المجموعات التي أوقفت تابعة لجهة متطرفة». وفي اطار «الحرب» على عصابات الخطف، تمكنت مخابرات الجيش اللبناني من القبض على أحد خاطفي المواطن يوسف بشارة وضبطت في منزل أحد المشاركين في العملية (وهو فار) مبلغ الـ 380 ألف دولار أميركي أعادته إلى عائلة بشارة التي زارت قائد الجيش العماد جان قهوجي شاكرة اياه على الجهود التي بُذلت لتوقيف الفاعلين.

وفي السياق نفسه، اشارت معلومات الى ان الجيش يقوم بعملية دهم في بريتال (البقاع) لتوقيف خاطفي علي منصور من بلدة غزة بعد معاينة البصمات التي وجدت على سيارته التي خُطف منها قبل ان يطلب الفاعلون مبلغ 15 مليون دولار لتخليته، علماً ان البصمات التي اكتُشفت تعود الى احد الذين لديهم سوابق بعمليات نصب واحتيال.

وعلى الخط عينه، وفيما كان القضاء العسكري يصدر مذكرات وجاهية بحق قادة الجناح العسكري لعشيرة آل المقداد على خلفية عمليات الخطف «على الجنسية» التي نفذوها في 15 اغسطس الماضي وطاولت تركييْن وسوريين، واصل الجيش اللبناني عمليات ملاحقة مطلوبين في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت وتحديداً في الغبيري حيث اندلعت مواجهات بين قوة عسكرية وأحد أخطر المطلوبين المدعو عنتر كركي ما ادى الى وقوع اصابات في صفوف العسكريين وبينهم الرائد عباس جمعة وحاله حرجة بعدما اصيب في رأسه، والملازم علي عيسى.

وفي التفاصيل، فقد اشتبكت دورية من الجيش مع عدد من المسلحين في الغبيري الذين دعموا كركي ما ادى الى اصابة الاخير الذي تمكن من الفرار، اضافة الى وقوع الاصابات في صفوف العسكريين، من دون ان يؤثر الامر في عملية الجيش التي تواصلت بحثاً عن المتورطين في اطلاق النار على عناصره.

 

النائب نهاد المشنوق لـ«الجمهورية»: للسَّير بالطائف كما هو

شارل جبور وباسكال بطرس/جريدة الجمهورية

منذ 23 عاماً بالتمام والكمال أبصر اتّفاق الطائف النور. وبين 21 أيلول 1989 وبين 21 أيلول 2012 تغيّر العالم من سقوط جدار برلين إلى الثورات في العالم العربي وما بينهما 11 أيلول 2001 والخروج السوري من لبنان، ولكن على رغم كلّ هذه الأحداث الكبرى وغيرها ما زال لبنان مأزوماً والطائف لم يطبّق. وعن هذه الذكرى وحولها اختارت «الجمهورية» النائب نهاد المشنوق للحديث عن هذا الاتفاق والأسباب التي حالت دون تطبيقه وطبيعة الظروف التي ستتيح هذا التطبيق. وفي موازاة كلّ ذلك محاولة مقاربة مسألتين أساسيتين: الكلام على تحوّل الامتيازات من الرئاسة الأولى إلى الثالثة، ومدى تأثير النشوة السنّية التي ستنتج عن سقوط النظام السوري على الواقع اللبناني، خصوصاً أنّ مَن أَولى من النائب المشنوق، «المتّهم بسنّية زائدة»، للكلام عن هاتين المسألتين لتبديد بعض الهواجس. «أدعو اللبنانيّين إلى تطبيق الطائف»

• هل ما زال اتّفاق الطائف قابلاً للتطبيق؟

- ليس هناك اتفاق غير اتفاق الطائف قابل للتطبيق، لأن أي اتفاق آخر يكون مشروع حرب. إلا أنّ هذا الاتفاق لم يُنَفّذ، إذ اعتُمِدت له الترجمة السورية منذ العام 1990 حتى 2005، وهي ترجمة كان يُقصد دائما منها المزيد من السيطرة السورية على القرار اللبناني. فبعد مشاركة السوريين في حرب تحرير الكويت غضّ المجتمع الدولي النظر عن الهيمنة السورية على القرار السياسي اللبناني. ولو أنّ اتفاق الطائف لم يكن قد وُضع لخدمة السياسة اللبنانية والاستقلال اللبناني، لما كانوا مضطرّين لاغتيال الرئيس رينيه معوض. عملياً، أي قراءة بسيطة ومبدئية للطائف بتفاصيله، بعد تحوّله الى دستور، تؤكد ضرورة تطبيقه.

كما أننا دخلنا منذ العام 2005 وحتى اليوم في صراعات سياسية حادة لدرجة انها لم تلغِ فقط تطبيقه بل ساهمت بتشويهه، كما حدث في انتخابات ذاك العام واتفاق الدوحة. فانتخابات العام 2005 جاءت نتيجة الحلف الرباعي، وانتخابات 2009 حصلت نتيجة اتفاق الدوحة الذي كان باعتقاد صانعيه أنّ عون سيفعل العجائب. "وبما إنّو ما ظبطت معو"، اضطرّوا أن يشنّوا انقلابا وتهديدات بواسطة السلاح بغية وضع اليد على السلطة بشكل انقلابي.

الطائف لا يُنتج جوائز

• هل انتقص "الطائف" من صلاحيات الموارنة والشيعة؟

- إنّ الطائف اتفاق متوازن عاقل، منطقي، يناسب تركيبة المجتمع اللبناني. فلبنان معادلة كيميائية. وفي حين تعتقد كل طائفة فيه، وخاصة الموارنة والشيعة، أنه "انتُقص" من حقّها في الطائف، إلّا أنّ هذا الكلام عارٍ من المنطق. وفي هذا الإطار، لا يُنتج الطائف جوائز لأي طائفة كانت، من منطلق أنه إذا خصّص طائفة بمصالح معينة، فعليه بالتالي أن يقوم بالمثل مع كل الطوائف.

الإستنابات الشيعية بحق الطائف هي استنابات غير قابلة للتطبيق. الرئيس بري يقول شخصيّا إنّ تعديل الطائف هو حرب أهلية جديدة.

أمّا الموارنة فلديهم مشكلة صلاحيات رئيس الجمهورية، وبصراحة انا اعتقد انّ الموارنة لديهم مشكلة قيم، ولكن اقول إنّ الجسم الاسلامي في لبنان مهما كبر يبقى قلبه مسيحي وبالتالي لا يحيا الجسد بلا قلب، فلنبحث عن القيم وليس عن الاحجام. فالموارنة خسروا فعلاً السلطة عندما تخلّوا عن القيم، وعندما دخلوا في بازار السلطة اليومي، اصبح رئيس الجمهورية مضطرّا الى التصرف كأيّ سياسي آخر. لو أنّ رئيس الجمهورية (أيّا يكن) مترفّع عن كل شيء، من يتجرّأ على تجاوزه والوقوف في وجهه؟ لا أحد.

إذاً المسألة ليست مسألة صلاحيات، ربما هناك ثغرات في الطائف كمسألة حل مجلس النواب، فأنا سألت الذين شاركوا في ذلك الحين في الطائف، وقالوا لي انهم عقّدوا قضية حل مجلس النواب بسبب الاحداث التي كانت جارية في لبنان في ذلك الوقت، وقصّة النائب ميشال عون وحلّ المجلس. وبرأيي، هذا المبرّر سخيف، إذ لا يجوز وضع نص دستوري كردّة فعل على أحداث تطرأ.

الأمر الوحيد المتاح الآن هو التطبيق الكامل والدقيق للطائف بدون حساسيات وجنون، كقضية الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية على سبيل المثال، والتي لا يجوز عدم قيامها تحت شعار ان المرحلة لا تسمح والمسيحيون لديهم حساسية تجاه الموضوع الخ.. أصبحت الطوائف الأساسية أسيرة. فالشيعة أسرى السلاح، والموارنة اسرى صلاحيات رئيس الجمهورية، والسنّة اسرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ولا يمكن لهذه الطوائف الخروج من اسرها الّا عبر الدستور. لا يمكن الاحتكام للافراد بل للنصوص. فكل ما حدث منذ عام 1990 وحتى اليوم لا علاقة له بالطائف لا من قريب ولا من بعيد، بل هو ترجمة أمنية سورية بحتة، وهدفها الأساسي هو تأكيد السيطرة الامنية السورية على لبنان. ومنذ سنتين الى اليوم دخلنا مرحلة اخرى هي المرحلة الايرانية، وهذا كله في الخارج، امّا في الداخل فعملياً لا تستطيع الطوائف ان تخرج من أسرها الّا عبر الدستور كما هو.

المشروع الايراني يشرف على نهايته

• ما هي شروط تطبيق الطائف اليوم؟

- لا شروط لتطبيق الطائف، بل يجب السير به كما هو، وذلك عبر النزول الى مجلس النواب وإقرار الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، ما يفسح المجال للذهاب نحو الاستقرار مباشرة. يجب على الناس ان يضعوا هدفاً واحداً نصب أعينهم وهو تطبيق الدستور. فالذهاب نحو عقد اجتماعي جديد بين اللبنانيين هو جنون. ومن الوهم الاعتقاد انّ عدم تشكيل الهيئة العليا لإلغاء الطائفية هو الذي يحمي الوضع المسيحي في لبنان، كما انّ تشكيل الهيئة لا يساهم بإلغاء الطائفية. بل الحلّ يكون بتنفيذ الطائف.

• هل تتوقع تطبيق الطائف قبل انتهاء الهيمنة الايرانية التي دخل فيها لبنان منذ سنتين؟

- أعتقد أنّ المشروع الايراني يشرف على نهايته وهو ليس على بدايته. وبالتالي بطبيعة الحال، هناك مشروع لبناني سيخرج من مكان ما.

• ما الظروف السياسية التي ستتيح التطبيق الفعلي للطائف؟

- إنتشار مزيد من الديموقراطية في البلدان العربية وقيام نظام ديموقراطي في سوريا مشابه لأيّ نظام ديموقراطي عربي، ما يشجّع بطبيعة الحال الذهاب الى الانتخابات وإلى الدستور.

• ألا تعتقد أنّ السلاح يحول دون تنفيذ الطائف؟

- بالتأكيد. الخيار الوحيد لبداية نهاية المشروع الايراني هو الانسحاب التدريجي للسلاح من الحياة السياسية اللبنانية. وهنا نتكلم على الخمس سنوات المقبلة وليس عن يوم غد.

• هل دخلنا في مرحلة الانسحاب التدريجي للسلاح؟

- لقد دخلنا مرحلة التهيئة للانسحاب التدريجي للسلاح، لأنّه لن تكون هناك حياة سياسية سويّة بين اللبنانيين من دون التفاهم على هذا الموضوع. لأننا جميعنا نريد ان نبقى في هذا البلد وأن تكون اوضاعه افضل. ولكن ما هي الخيارات؟ الخيارات تتعلق بميزان القوى: هل يسمح أم لا يسمح – هل يقنع أم لا؟ فتحوّل سوريا الى نظام ديموقراطي ستكون له نتائج ايجابية على لبنان.

الخيار الوحيد والنص الوحيد المتاح امامنا اليوم دون حروب هو اتّفاق الطائف. ومَن يقول إنّ هذا الاتفاق طُبّق يكون مخطئاً، فما ارتكب بحق الطائف من العام 1990 الى اليوم أحدثَ تشوّهات، ولكن النص ما زال هو الافضل والامثل للحياة السياسية اللبنانية.

تجربة الحريري استثنائية

• ماذا عن رئاسة الحكومة وصلاحياتها؟

- كثر يتكلمون عن رئاسة الحكومة وصلاحيات رئيسها، ولكن ذلك استناداً الى تجربة الرئيس رفيق الحريري، والواقع انّ كلّ مَن توالوا على رئاسة الحكومة لم يتمكّنوا من تحقيق ما حقّقه الرئيس الحريري، فتجربة هذا الاخير كانت تجربة استثنائية، وبالتالي فالمسألة ليست مسألة صلاحيات بقدر ما تتعلق بشخص الحريري. فالصلاحيات الجدّية والفعلية والمنفردة لرئيس الحكومة تنحصر بوضع جدول اعمال مجلس الوزراء فقط لا غير.

وعلى سبيل المثال، يتكلمون على موضوع الزام رئيس الجمهورية التوقيع على المواد. وبرأيي من الضروري إلزامه لسبب انّه بالنظام (أو الكتاب) فإنّه في حال عدم توقيع الوزير يمكن طرح الثقة به في مجلس النواب، والأمر سيّان فيما يخصّ رئيس الحكومة، في حين رئيس الجمهورية لا يخضع للمساءلة في هذا الإطار، ولذلك ألزموه بمدة، فبحسب الكتاب لا طريقة لمحاسبة رئيس الجمهورية، بينما هناك طرق مذكورة في الكتاب لمحاسبة رئيس الحكومة والوزير في مجلس النوّاب.

• ما ردّك على مقولة إنّ رئاسة الحكومة تختزل مجموعة مؤسّسات تخوّلها ان تمسك السلطة التنفيذية بيدها؟

- صحيح هذه تجربة رفيق الحريري، في حين أنّ كلّ التجارب الباقية هي تجارب عادية ملتزمة بالنص، من الرئيس فؤاد السنيورة الى الرئيس سعد الحريري وصولاً إلى الرئيس نجيب ميقاتي. فأين هي الصلاحيات الاستثنائية التي تحلّى بها هؤلاء؟

وأرى أنّ أهمّ رئيس جمهورية مرّ على لبنان هو الرئيس الياس سركيس، وذلك على عكس ما يعتقد الجميع، فهو صلب، وهنالك فارق بين ان تكون مواجهاً وأن تكون صلباً. فقد كان صلباً لدرجة انّه نجح في إتعاب الرئيس حافظ الاسد من دون التفوّه بأيّ كلمة، إلى درجة أنّه بقي حاقداً عليه لغاية العام 1993، اي بعد 10 سنوات على وفاته، إذ خلال تجربة إرسال الجيش اللبناني الى الجنوب في العام 1993 بدعم من الرؤساء الياس الهراوي ونبيه بري ورفيق الحريري، ذكّرهم حافظ الأسد في اجتماع اللاذقية بما فعله الياس سركيس في الثمانينات، ما يدلّ على مدى حقده عليه منذ ذلك الحين. إذاً الأساس هو في صلابة رئاسة الجمهورية وليس صلاحياتها.

ما يطمئن المسيحيّين هو مطلبنا

• هل أتى الطائف على ذكر قانون الانتخاب الأمثل للتركيبة اللبنانية؟

- نعم، الطائف تكلّم عن إعادة النظر بالتقسيمات الادارية، وعلى ما اعتقد يتحدثون عن 12 أو 14 دائرة. أمّا عن طبيعة القانون، فهناك ترجمات عديدة له، إلّا أنّه لم يأتِ على ذكر النسبية، ونحن أخذنا قراراً بتجاوز هذا الأمر مراعاة للحساسية المسيحية. فما يطمئن المسيحيين هو مطلبنا. وهذا ما يفسّر موافقتنا على مشروع الـ47 دائرة عندما عرضوه علينا، كما وافقنا على قانون الـ 61 دائرة.

• ما هو القانون الأنسب؟

- بالمبدأ أنا مع الطائف، وفي التفصيل أنا مع ما يريح المسيحيّين.

• هل توافق على مقولة إنّ ثمّة مجموعة تطوّرات محلّية وعربية ودولية طرأت منذ لحظة توقيع الطائف ما يستدعي تعديلاً لهذا الاتفاق ومن بينها اختلاف حجم الطائفة الشيعية؟

- كلّ هذه التطورات تستوجب تنفيذ اتفاق الطائف، فالثورات في العالم العربي يجب أن تكون المحفّز لتنفيذ الطائف لا نقضه أو تعديله، فضلا عن أن حجم الطائفة الشيعية لم يتغير، وإذا كان ثمة فريقاً داخل الطائفة يقول لقد حرّرنا الارض اللبنانية عام 2000 وفاوضنا امام الجندي الاسرائيلي عام 2006 ونريد جائزة على هذين الامرين، فالنظام لا يُنتج جوائز، وفي حال تلاعبنا به قد ينتج حروباً. فلمَ اللف والدوران إذاً، وبالتالي فلنذهب الى الطائف بدون امراض مسيحيّة وارتباكات سنّية وأطماع شيعية – فلنعد الى النص Go by the book.

هناك مقولة تقول إنّ سقوط النظام السوري سينتج نشوة سنّية في لبنان، هل توافق على هذه المقولة؟

- واقعيّاً، لا، ومعنويّاً يجوز. كقيادة سياسية نحن ملتزمون بالنص (إتّفاق الطائف). ولو أراد السنّة ان ينتشوا لأصابتهم النشوة في مصر. فالنشوة بالمعنى الفعلي تكمن في قيام الدولة.

• هل دخل لبنان مرحلة التطبيق الفعلي للطائف؟

- سيدخلها بعد الانتخابات.

• وهل ستتمّ الانتخابات؟

- قوّة إجراء الانتخابات أقوى بكثير من إمكانية تعطيلها.

• إلامَ تدعو القوى السياسية واللبنانيّين؟

- أدعوهم، بكل بساطة، الى تطبيق الطائف.

 

"القوات": نتحدى عون ان يجد لنا لقاء واحدا مع حزب التحرير

قانونان انتخابيان لا ثالث لهما مشروع حزب الله ومشروع الدوائر الصغرى

وطنية- 22/9/2012 ردت الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية في بيان على مقابلة النائب ميشال عون مع صحيفة الاخبار المنشورة اليوم ، وتوقفت عند النقاط الآتية:

اولاً: لا يتوقف النائب ميشال عون ولا يرعوي، وهو رئيس تيار سياسي وتكتل نيابي- ولو بفعل فاعل- عن استعمال ابخس واخبث وسائل "الدعاية النازية" البغيضة لاختلاق الافتراءات وغشّ الرأي العام وتضليله، والاصح محاولة تضليله، عبر الشائعات والاختلاقات وآخرها علاقة القوات اللبنانية مع حزب التحرير، لذلك تضع القوات اللبنانية برسم من لم يرَ حرساً ثورياً على ارضنا، تضع القوات برسم عون هذا التحدي، والذي سوف يخسره كما العادة، ان يجد لنا لقاءً او اجتماعاً واحداً وحيداً مع حزب التحرير.

هو يعرف اكثر من سواه ان القوات لا تخجل بعلاقاتها ولا تبنيها تحت الطاولة لتظهر فجأةً في طائرة رئاسية خاصة لقاتل شعبه واهله.

ثانياً: اما حول فانون الانتخابات النيابية، وبعيداً عن لفه المعهود ودورانه، فان الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية تلفت الرأي العام الى اننا امام مشروعين انتخابيين لا ثالث لهما، اولهما مشروع حزب الله الذي احالته الحكومة الى مجلس النواب ممهوراً بتواقيع كل الوزراء العونيين من دون اي تحفظ او استثناء او احترام لمرجعية بكركي ولجنتها الانتخابية، وثانيهما مشروع الدوائر الصغرى وفق النظام الاكثري والذي تمكنت القوات اللبنانية من الحصول على موافقة حلفائها المسلمين عليه بشكلٍ خاص. وما زيد على ذلك، هو ديماغوجيا تافهة لا تستحق الردّ او التوقف عندها؛

أمّا بعد، وبعد هرولته هارباً كالعادة، ولكن شكلاً هذه المرّة، من توقيعه على قانون حزب الله والاستدارة المشهدية نحو قانون اللقاء الاروثوذكسي، فإن الدائرة الاعلامية تدعو عون للحصول على موافقة "حلفائه"، وللحادث بعد ذلك حديث.

 

اعتصام لعمال مطعم KFC في طرابلس

وطنية- 22/9/2012 أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للإعلام في طرابلس ليلى دندشي إن

عمال مطعم kfc نفذوا إعتصاما عصر اليوم أمام مقر المطعم في طرابلس الذي تعرض للحرق في الإسبوع المنصرم أثناء الإحتجاجات على الفيلم الأميركي المسىء للاسلام وللنبي محمد.

وبلغ عدد المعتصمين حوالي خمسين شابا رفعوا شعارات تلفت إلى الضرر الذي لحق بهم من جراء توقفهم عن العمل وإنقطاع سبل عيشهم، مشيرين إلى"أن نصرة الإسلام لا تكون بهذه الأساليب ".

كما دعوا المسؤولين إلى التعويض عنهم "لا سيما أن مصيرنا بات مجهولا ، ومعظمنا كان يحاول جني بعض المال خلال عطلة الصيف لتأمين دراسة وتعليم إخوته أو أبنائه" .

 

سليمان استقبل وفدا قبرصيا ودو فريج ونقيب اطباء الاسنان

وطنية - 22/9/2012 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع وفد قبرصي برئاسة وزير الدفاع ديمتري سالياديس، لعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين ولا سيما التعاون العسكري والامني وفي مجال الدفاع المدني ومكافحة حرائق الغابات والانقاذ البحري والجوي. وتناولت المحادثات ايضا التعاون في موضوع تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة والاتصالات في هذا الشأن. وتناول سليمان مع النائب نبيل دو فريج التطورات السياسية الداخلية.

أطباء الاسنان

واستقبل نقيب اطباء الاسنان في لبنان غسان يارد على رأس وفد من الاطباء المشاركين في المؤتمر السنوي الذي عقد في بيروت وحضره اطباء من دول عربية واوروبية، وشكر يارد لسليمان رعايته المؤتمر وأطلعه على أبرز نتائجه وتوصياته في سبيل تعزيز المهنة وتطويرها. من جهته، رحب رئيس الجمهورية بالوفد، معتبرا ان "عقد المؤتمر في بيروت يعطي صورة صحيحة عن الوضع في لبنان من حيث الامن والاستقرار وهي صورة محت بعض المظاهر التي شوهت الواقع الحقيقي في الفترة الاخيرة"، متمنيا للوفود "إقامة طيبة"، محملا إياهم تحياته الى مسؤولي بلادهم.

 

المسيحيون ما بعد الوصاية السورية

انطوان سعد/جريدة الجمهورية

تَمسّك بعض المسيحيين بفرنسا في مرحلة زوال الانتداب الفرنسي عن لبنان، كذلك تَمسّك بعضهم ولم يزل بالوصاية السورية التي خرجت عسكرياً من لبنان.

يوم نشوء الدولة اللبنانية كان المسيحيّون منقسمين في الرأي والكتل والأحزاب والمواقف، وفي ذلك إيجابية لعدم ضرورة وجود أحادية في الرأي المسيحي، بل تنوّع يُغني الحياة السياسية اللبنانية ويضفي على الديموقراطية اللبنانية تميّزاً ملحوظاً. إستمرّ الوضع كما هو في مرحلة ما بعد الاستقلال حتى دخول لبنان الحرب الأهلية، حيث لم تعد المسألة مقتصرة على التنوع داخل المجموعة المسيحية، بل مسألة تقهقر واضمحلال وخسارة الحضور والدور الذي أدّته هذه المجموعة بأبعاده التاريخية والمشرقية. وقد اضطُهدت هذه المجموعة في المواجهة بما سمّي في حينها مع المقاومة الفلسطينية التي حاولت أن تفترش لبنان وطناً أو ساحة بديلة عن فلسطين المحتلة، كما اضطُهدت هذه المجموعة أيضاً من خلال المواجهة مع النظام السوري الذي احتل لبنان وأمعن في محاولة تركيع جميع اللبنانيين، وقد نجح في مكان وفشل في آخر، هذا النظام الذي طُلب منه الدخول لتقديم يد العون للبنانيين، فمدّ يده على جميع اللبنانيين. وفي كل هذه المرحلة، تراجع الدور والحضور لدى المسيحيين، حتى وصل إلى درك خطير. أما وبعد خروج الوصاية السورية من لبنان، وبدلاً من أن تأخذ القوى المسيحيّة المبادرة الممثلة لهم في بثّ الروح لإحياء الدور وتأكيد الحضور، فما توصلوا إلى إزالة كل الخلل ولا حتى جزء منه. لقد كان الخلل معروفاً جراء سوء تطبيق "اتفاق الطائف" كما يكمن الخلل أيضاً في بعض الشوائب التي اعترت صلاحيات رئيس الجمهورية في إطار تمكينه من أداء دوره كحَكم فعلي بين السلطات من دون المساس بحقوق سائر الجماعات اللبنانية، إضافة إلى الهجرة التي لحقت بالمسيحيين خصوصاً وحرمان نسبة كبيرة من حقهم في الحصول على الجنسية اللبنانية، وتهجيرهم عن قُراهم، وإبعادهم أو بعدهم عن الإدارة العامة.

 

حرب إيران في سوريا ولبنان

علي حماده/النهار

قبل ايام قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري : "إن عناصر في الحرس الثوري موجودون في سوريا لتقديم العون غير العسكري، وإن إيران ربما تنخرط عسكرياً هناك في حال تعرض سوريا لهجوم". و البارحة قال اللواء حسن فيروز آبادي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إن الحرب الجارية في سوريا هي حرب بلاده، وأيد ما صرح به الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي قال :"ليست سوريا المستهدفة الوحيدة، بل الهدف هو القضاء على محور المقاومة بمجمله". واضاف فيروز آبادي: "ما قاله السيد بشار الأسد صحيح، لأن سوريا تشكل الخط الأمامي للمقاومة في التصدي للكيان المحتل للقدس، وقد حافظت على هذا الخط منذ أعوام". بالطبع، لن نتحدث عمّا يقوله المسؤولون الايرانيون عن وجودهم في لبنان، وعن ان "حزب الله" سيدخل حربا ضد اسرائيل في حال تعرض ايران لاعتداء اسرائيلي. ولكن المثير في المسألة السورية هو ارتفاع منسوب المواقف الايرانية العالية النبرة، والاعتراف متكرر بإن ايران تخوض حربها الوقائية، (وثمة من يعتبر انها حرب استراتيجية) في سوريا وان سقوط نظام بشار الاسد هناك سينعكس مباشرة على كل البناء الاستراتيجي الايراني الذي قام على عملية تراكم استمرت اكثر من ثلاثة عقود، تمكّنت خلالها ايران من اختراق كل المشرق العربي وصولا الى الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، حيث حقق "حزب الله" المرتبط بطهران قفزات نوعية على طريق تطويع لبنان، والسيطرة على معظم مفاصل السلطة فيه، فضلا عن امتلاكه القدرة العسكرية والامنية الوحيدة القادرة فيه. ولعل حرب تموز ٢٠٠٦ التي افتعلها " حزب الله" مع اسرائيل شكلت تمرينا بالذخيرة الحية لحرب ايرانية - اسرائيلية مقبلة، ولقدرات ذراع ايران في لبنان على الحدود الشمالية لإسرائيل.  بالنسبة الى الساحة السورية، فإن الثورة التي بدأت شعبية وسلمية ضد نظام حكم دكتاتوري دموي مافيوي الطبيعة، تحولت بقرار النظام وداعميه الايرانيين الى حرب محلية اقليمية، وخصوصا ان النظام المافيوي دفع السوريين دفعا الى حمل السلاح للدفاع عن ارواحهم وبيوتهم، على قاعدة ان معركة عسكرية بين طرفين غير متعادلي القوة ايسر من مواجهة ثورة شعبية سلمية كما كان الامر في الاشهر الثمانية الاولى. ومن المسلّم به ان ايران أدت ولا تزال دورا محوريا في تحويل سوريا ساحة حرب اقليمية كبرى من اجل تعقيد مسألة اسقاط نظام بشار الاسد.  لقد شكلت اعترافات القادة العسكريين الكبار في ايران، وهم واجهة النظام في طهران وعصبه،الاطار الامثل لرؤية حجم التورط في سفك دماء السوريين، وللدور الذي يشمل لبنان ايضاً، حيث لن يتأخر الايرانيون عبر "حزب الله" لحظة واحدة عن اغراق لبنان في بحر من الدماء لحظة يتعرض استثمارهم الاستراتيجي للتهديد. من هنا ضرورة دعم احرار لبنان والمشرق العربي الثورة في سوريا لانها حرب تحرير كبرى موازية للتحرير من الاحتلال الاسرائيلي نفسه.

 

كادت طاولة الحوار أن تكون الأخيرة... لولا ورقة سليمان

جريدة الجمهورية/جورج شاهين

لن تكون جلسة الحوار الرابعة عشرة، التي عقدت أمس الأول، كما الجلسات التي سبقتها، بعدما خرجت عن روتينها. فجاءت ورقة رئيس الجمهورية في شأن الإستراتيجية الدفاعية لتفتح آفاقاً جديدة ومجدية للحوار، إلى حين توافر الظروف التي يمكن من خلالها رسم النهايات المحتومة لأيّ سلاح غير شرعي. فكيف تمّ التوصّل إلى هذه المعادلة؟ المطلوب حوار أكثر عمقاً بدءاً من 12 تشرين الثاني المقبل T+ | T-طاولة الحوارمكاري: رعد هرب من الجواب في شأن ارتباط سلاح حزب الله بايرانسليمان: لوضع سلاح المقاومة في تصرُّف الجيشأحد المشاركين في الحوار لـ"الجمهورية": رعد قام بمجهود ملحوظ لتأجيل طرح ورقة سليمانمصادر مطلعة لـ"الجمهورية": ملاحظتان على ورقة سليمان للاستراتيجية الدفاعيةفرضت الورقة التي قدّمها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن تصوّره للاستراتيجية الدفاعية، على جميع من يحتلّ كرسياً على الطاولة، أن يبحث عن مقاربة جديدة لموضوع السلاح غير الشرعي تحت سقف الدستور والقانون، بدءاً من جلسة 12 تشرين الثاني المقبل. ويعترف أحد أقطاب الحوار بأنّ رئيس الجمهورية أعطى بورقته هذه دفعاً جديداً لمستقبل الحوار في لبنان، وهدفاً منطقياً يمكن أن يقود إلى صيغة توفّر إنهاء استغلال السلاح غير الشرعي في اللعبة الداخلية اللبنانية.

فرئيس الجمهورية اختار التوقيت الصحيح للإدلاء بدَلوه، فجاءت المناسبة أمس الأول في سياق حركة تحررية يمكن أن تقود لبنان إلى مرحلة جديدة تطرح فيها مثل هذه الملفات الخلافية، سَعياً إلى توفير النهايات الحتمية لها في افضل الظروف وأخفّها ثقلاً وكلفة.

ويضيف هذا القطب: "كانت كل الظروف مهيّأة للبحث في اقتراح وسطي لمصير هذا السلاح، يقارب البحث عن صيغة متوازنة، تبحث عن خيار ثالث يحاول شقّ طريقه بين خيارين متوازيين لا يلتقيان بسهولة، طالما أنّ كلاً منهما يسعى إلى هدف هو نقيض للآخر.

فمعلوم، أن هناك فريقاً يسعى إلى أن تُكرّس هذه الطاولة هذا السلاح مرجعية وآلية حكم، على المستويات كلها، ولَو تمّ ذلك على حساب الدولة ومؤسساتها، بعدما اجتاح واستباح هيبتها وتجاوز قدراتها، وتحوّل وسيلة لحل المشاكل الداخلية وفرض وجهات نظر متكاملة تغلّب نظرة فريق على آخر، من دون أيّ رادع، وتحت شعارات تحتكرها قيادته وتحجبها عن الآخرين متى شاءت، أو قيادة المؤسسات في اتجاهات محددة غريبة عن أطوار اللبنانيين ولا تخدم مصالحهم، وإن لم تؤذ أيّاً منهم حتى اليوم، فإنها على الأقل ما زالت مدار جدل حول جدواها، علماً أنها لا تحظى بالإجماع الوطني.

وفي المقابل، هناك فريق آخر يحمّل هذا السلاح مسؤولية إنتاج مسلسل الأزمات في البلاد، وهو يضعه كل يوم في عين العاصفة الإقليمية التي تضرب المنطقة، ويزجّ به في حرب المحاور التي لا يمكن لها أن تستوعب تردّداته السلبية المحتملة، ومنها ارتباطه المتين بعوامل خارجية وإقليمية ترفع من نسبة انزلاق البلاد إلى أتون الصراع الإقليمي بعيداً من مقتضيات سياسة النأي بالنفس التي يعوّل عليها البعض في اجتياز البلاد، وتحييدها عمّا تشهده المنطقة من خَضّات بأقلّ الخسائر الممكنة.

وعليه، وما بين هذين الخيارين، ألقى رئيس الجمهورية بورقته في بؤرة الحوار الراكدة، فجعل من تردداتها وسيلة لمقاربة الملف من زوايا دستورية وقانونية، لم تقاربها الأوراق الأخرى، فكانت إشارته واضحة إلى مرجعية الدولة الدستورية في الشؤون الأمنية والسياسية والعسكرية، وفي إدارة الملفات التي تقود الى السلم والحرب، وحصرية امتلاكها للقوة باعتبار انّ المقاومة لا تقوم جنباً الى جنب مع الدولة أو مع مؤسساتها الدستورية. وبالتالي، لا يمكن ان يكون لها أي دور متى انتهى الاحتلال، وتحوّل الأمر خلافاً حدودياً يمكن تجاوزه وإنهاؤه بوسائل عدة، في مرحلة أريد لها أن تكون انتقالية شبيهة بما يشهده الجنوب من هدوء لم يَعشه منذ قيام إسرائيل، وبات منطقة آمنة كرّسها القرار 1701 في ظل تعهد لبناني وإسرائيلي مُلزم لتوفير مقوّمات إنجاح كل الخطوات الآيلة الى تنفيذ كل ما ورد في هذا القرار، بما فيها تلك المعادلة التي تنهي وجود أي سلاح غير شرعي.

على هذه الأسس، أصرّ رئيس الجمهورية على طرح استراتيجيته الدفاعية، في سياق تطور كبير يطاول نهج الحكم في الفترة الأخيرة نحو المزيد من الاستقلالية والابتعاد بالبلاد من أتون تطورات المنطقة الدموية، وفي إطار السعي الى تقوية المؤسسات العسكرية على عتبة ساعات قليلة من إقرار خطة خمسية لتجهيز الجيش وتعزيز قدراته، أُقِرَّت قبل يوم واحد على الكشف عن هذه الورقة.

ربما هناك من يقول انّ في كل هذا النقاش الدائر مضيعة للوقت، او ما يشبه طبخة بحص لن تنتهي، ما لم يقدّر لها ذلك بقرار إقليمي ودولي كبير لم يَحِن أوانه بعد. لكن الإصرار على استمرار طاولة الحوار بين اللبنانيين، يؤدي الى احتمال نجاح اللبنانيين في اقتناص الفرصة الممكنة للحل، فتكون البلاد على استعداد لولوج هذه الفرصة.

ولذلك، هناك من يقول جازماً إنّ ما جرى بالأمس قد شكّل ضربة معلم، فلو لم يقدّم رئيس الجمهورية ورقته لكانت طاولة الحوار في مهب رياح الأوراق والمذكرات والمشاريع المتناقضة، ومعها قد لا تتكرر الصورة الجامعة مرة أخرى، في ظلّ الرهان على التقلبات الإقليمية من موقعين مختلفين تماماً.التعليقات      

المزيد عن طاولة الحوارسليمان: لوضع سلاح المقاومة في تصرُّف الجيشقدّم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تصوّره للاستراتيجية الوطنية للدفاع، فأكد «ضرورة الت... أحد المشاركين في الحوار لـ"الجمهورية": رعد قام بمجهود ملحوظ لتأجيل طرح ورقة سليمان مصادر مطلعة لـ"الجمهورية": ملاحظتان على ورقة سليمان للاستراتيجية الدفاعية رعد للسنيورة: "فسّر إذا فيك تفسّر"... السنيورة: إذا وقعنا هذه المرّة "ما حدا بيلمّنا" جلسة الحوار ناقشت الأوضاع الاقتصادية والاستراتيجية الدفاعية

 

الحوار... جسّ نبض «حزب الله» من مهاجمة إيران

كرستينا شطح/جريدة الجمهورية

يبدو أنّ طاولة الحوار ذاهبة في اتّجاه التعطيل، في ظلّ المناخات السياسيّة القائمة والوضع الإقليمي المضطرب الذي يرخي بظلاله القاتمة على الداخل اللبناني، ممّا يضع الدعوة إلى الحوار في إطار سيناريو «التكرار» من دون جدوى نتيجة عدم استعداد أيّ طرف للتنازل عن شروطه في شأن «الاستراتيجيّة الدفاعيّة». «حزب الله» يتحضّر ميدانيّاً وعسكريّاً للتصدّي لأيّ هجوم إسرائيلي على إيرانT+ | T-وتشير مصادر ديبلوماسيّة غربيّة إلى أنّ الهدف الأساسي من انعقاد طاولة الحوار في هذه المرحلة، "هو جسّ نبض "حزب الله" تجاه ردة فعله في حال هاجمت إسرائيل إيران، وعلى هذا الأساس يعمل جميع الديبلوماسيّين الأجانب الذين يزورون لبنان على التحقّق من هذا الأمر. وقد استوضح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته الأخيرة من وزير الدفاع فايز غصن هذا الأمر وطرح عليه السؤال الآتي: ما هي ردّة فعل "حزب الله" في حال هاجمت إسرائيل إيران؟

وهذا يشكّل مؤشّراً واضحاً إلى أنّ الغرب ليس لديه أيّ خطّة واضحة في حال نفّذت إسرائيل هذا الهجوم، وهو يدرس ويتحسّب لهذه الخطوة في حال دخل "حزب اللّه" على خط المواجهة، نتيجة تخوّف وقلق إسرائيل من ردّة فعل الحزب إذا هاجمت إيران.

ومن هذا المنطلق، أتى اندفاع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان في اتجاه الحرص والتشديد على البحث في موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة بهدف الإمساك بقرار السلم والحرب تحسبّاً لردّة فعل "حزب الله"، لأنّ هناك خشية من أن يتدخّل الأخير لصالح إيران في حال اتّخذت إسرائيل قرارها بالهجوم عليها.

وتؤكّد مصادر في "حزب اللّه"، أنّ "الحزب لن يسكت في حال تجرّأت إسرائيل على القيام بهجومها، وسيكون الردّ عنيفاً جدّاً والحزب يتحضّر ميدانيّاً وعسكريّاً للتصدّي بقوة لهذا الهجوم ولن يسكت بتاتاً".

وبالتالي لا مانع لدى رئيس الجمهورية في إبقاء "حزب اللّه" على حالته لجهة التدريب والتسلّح شرط حصر قرار السلم والحرب في يده، وبالتالي هناك نيّة لدى الرئيس ميشال سليمان بالحصول على تعهّد من "حزب الله" بالأمر، لأنّه لديه قناعة كاملة أنّه في حال تعهّد الحزب بهذا الأمر، فهو لن يتخلّى عن التزامه وسيَفي بوعده، ولكنّ الحزب حسب المصادر الديبلوماسيّة عينها غير مستعدّ لتقديم أيّ وعد أو تعهّد بهذا الخصوص. وعليه، لن يكون لجلسات طاولة الحوار المقبلة أيّ جدوى، وهذا الأمر يتجلّى من خلال المواقف السياسيّة التي تطلق على الجبهات كافة، هذا إن لم يطرأ ما يجعلها أكثر سوءاً. ومن هنا يتحضّر الرئيس سليمان في المرحلة المقبلة لانتقاء عبارات جديدة في كلامه في محاولة لكسر الروتين وتبديد الأجواء وفتح الطريق مجدّداً أمام الحوار على أمل الوصول الى حلّ، وهذا أمر مستعصٍ على حدّ قول المصادر عينها.

 

سمير وسعد في دور بشارة ورياض

جريدة الجمهورية/امجد اسكندر

بشارة الخوري وسمير جعجع، لاعبان أراد التاريخ أن يؤدّيا الدور عينه في مباراتين مماثلتين يفصل بينهما ما يزيد على السبعين عاما. ثمة اختلافات كبيرة بين الرجلين في المنشأ العائلي والمسار السياسي والسلوك الشخصي. لم يتشابه الرجلان في شيء إلّا الموقف التاريخي. وبما لا يُقاس، تبدو معاناة سمير جعجع ومصاعب مساره السياسي نزهة أمام التحديات التي تصدى لها بشارة الخوري.

حتى في السجن، أيام لبشارة وسنوات لسمير. البارحة كان 21 ايلول، وفي مثل ذلك اليوم قبل اثنين وعشرين عاماً سلك اتفاق الطائف طريق التنفيذ الدستوري، وعادت لعبة الأقدار لتجمع بين رجلين مارونيين من طرفي "جبل لبنان" الشمالي والجنوبي.

من واقع تمرسّه السياسي، المسنود على زعامته العائلية، المعطوف على شبكة تحالفاته الوطنية، المقرون بقراءته للزمن والتحوّلات، إندفع بشارة الخوري بعكس مزاج المسيحيين العام، وجرّعهم كأس صيغة الـ 43. تلك الصيغة كانت افضل "صيغة" ممكنة، وكانت تحتاج إلى تطبيق وتجربة. سنوات قليلة "وسقطت الصيغة في التجارب"، ليست لأنّها سيئة، بل لأنّ المسيحيين والمسلمين لم يكونوا في اللحظة التاريخية المناسبة ليهضموها أو يقتنِعوا بها. اعتقدَ المسيحيون أنّهم بهذه الصيغة "يُمَسحِنونَ سياسياً" المسلمين، وسرعان ما اعتبر المسلمون أنّ اتفاق العام 1943 عاش أكثر مما ينبغي.

في العام 1989، حمل سمير جعجع الثقل الأكبر من اتّفاق الطائف. لم يتمتعْ كبشارة الخوري بتيارٍ عابرٍ للطوائف ينضوي تحت لوائه، ويسهِّل مهمته. بل على العكس، كان سمير جعجع الزعيم المسيحي وشبه الوحيد بين المسيحيين، الذي رفع أثقال هذا الاتّفاق سياسياً وعسكرياً وأمنياً وتاريخياً.

الأحزاب والشخصيات المسيحية الداعمة كان موقفها التاريخي مهمّاً جداً، ولكن الاتفاق احتاج إلى رأس حربة سياسية ودبابات ومدافع تحمي المواقف. الدبابات والمدافع كانت عند سمير جعجع، بدباباته ومدافعه حمى مَخاض ولادة الطائف، ثم أقدم على تسليم تلك الدبابات والمدافع ليبصر اتّفاق الطائف النور.

لِمَن نسي تلك المرحلة، اعتقد أنّها كانت أصعب من سنوات السجن. فالسجن لم يكن أكثر ألماً من الوقوف بعكس مزاج مسيحي عام. والمحاكمات والقمع والتشهير كانت أقلّ صعوبة من اضطراره إلى استعمال يديه الاثنتين لينزع أصابع رفاقه الملتصقة بالزناد. موقف تاريخي متقارب بنتيجتين متناقضتين. بشارة الخوري، صيغة الـ43 وضعته في قصر الرئاسة، واتّفاق الطائف أرسل سمير جعجع إلى السجن.

ساعد بشارة الخوري أيضاً، تيار فكري على رأسه ميشال شيحا، الذي زيّن الصيغة وعدَّدَ مآثرها ورسمَ لها وطناً جميلاً ورائعاً في قِيَمِهِ ودورِه. حتى اليوم، ما زال الطائف من دون "ميشال شيحا" خاص به. الدفاعات السياسية للسياسيين والشروحات الدستورية للقانونيين لا تكفي. إذا عاد وانتظم الطائف، عسى أن يكون له فلاسفة ومفكرون، لأنّ مدة صلاحيته تقارب الانتهاء، ونحن لم نستعمله بعد! التعليقات

 

ضاهر لـ"السياسة": قضية سماحة واضحة وضوح الشمس" ومئات الإرهابيين سخرهم النظام السوري لنشر الفوضى

بيروت - "السياسة": مع عودة الحديث عن تحذيرات لشخصيات سياسية بوجوب اتخاذ احتياطات أمنية خوفاً من استهدافها, بعد الاعترافات التي أدلى بها عدد من الموقوفين في قضايا أمنية, أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر لـ"السياسة" أن "كل الخلايا والعصابات الإجرامية والإرهابية في لبنان يقف وراءها النظام السوري وأعوانه في الداخل, لأن كل الأدلة التي يتم كشفها تؤكد ذلك, وهناك المئات من الإرهابيين الذين سخرهم النظام السوري لضرب استقرار البلد وقتل شخصيات لبنانية وزرع الفوضى والفتنة بين اللبنانيين, وكلنا يعلم أن المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هم كوادر في "حزب الله", وكذلك فإن المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب ينتمي إلى هذا الحزب, في حين أن الحكومة الحالية هي حكومة تغطية القتلة ومحاولات استهداف فريق لبناني بمنعها تسليم "الداتا" للأجهزة الأمنية". وأكد ضاهر أن "قضية (سماحة-مملوك) تجاوزت أي محاولة لتمييعها, بالنظر إلى أنها واضحة وضوح الشمس, من خلال الاعترافات المثبتة التي أدلى بها ميشال سماحة أمام قاضي التحقيق وشعبة المعلومات وأمام المدعي العام بالوكالة من دون إكراه, فهذا يؤكد أن هناك تورطاً سورياً ولبنانياً داخلياً في المخطط الإجرامي الذي كان سماحة ينوي تنفيذه في شمال لبنان", مشدداً على أن "قضية اغتيال الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب أصبحت أكبر من عكار وتخص الرأي العام اللبناني, وباعتبارها قضية عدالة لن نسكت عن محاولات تمييعها, وقد حاولنا بكل ما أوتينا من قوة أن نحقق العدالة من دون أن نسيء إلى أحد, وقد طالبنا بمحكمة, وأعتقد أن حقنا ذلك, وإذا لم يستجيبوا للمحكمة, وبقيت الأمور بهذا الشكل, فهناك وسائل عدة نستطيع أن نعبر من خلالها عن مطالبنا ونعمل على إزعاج الحكومة ومن يعرقل سير العدالة". في سياق متصل, أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت, في بيان, أنه والنائب محمد كبارة والنائب نهاد المشنوق تفاجأوا بما نشرته جريدة "الجمهورية" اللبنانية, الصادرة أمس, عن "معلومات وتحقيقات أمنية عن تحذيرات لمحاولات اغتيال تتناولهم بالإضافة الى عدد آخر من السياسيين والقضاة". وبحسب البيان, "استغرب النواب الثلاثة أن تصل هذه المعلومات الأمنية المهمة بواسطة الإعلام فيما لم يبادر الجهاز الأمني المختص بوضعهم في أجواء هذه المعلومات والتحقيقات رغم مرور أيام عليها, واعتبروا أن في الأمر إهمالاً وتقاعساً غير مقبول ممن يفترض به السهر على أمنهم وعلى أمن المواطنين كافة".

 

لبنان يؤيّد الرئيس الأميركي في نزاعه مع نتنياهو

خليل فليحان/النهار

 يرصد لبنان تطور الخلاف المستحكم بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، على خلفية توجيه ضربة عسكرية لمنشآت ايرانية بسبب توصلها الى صنع السلاح النووي، مما يشكل خطرا حقيقيا على امنها. الرئيس الاميركي دعا المسؤول الاسرائيلي الى التريث، وبلغ التوتر بين الرجلين مرحلة تنذر بتدهور العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين. وقال احد المسؤولين البارزين رداً على سؤال لـ"النهار" ان لبنان يؤيد موقف اوباما، لان معارضة سيد البيت الابيض لرغبة نتنياهو تعني تجنيب البلاد ضربة اسرائيلية محتمة في حال الهجوم على الهدف الايراني، وان "حزب الله" سيؤازر طهران في ردها الذي سيكون عنيفا ومباشرا على المراكز الحيوية الاسرائيلية. وتجدر الاشارة الى ان اميركا وحليفيها، اي فرنسا وبريطانيا، حذرت ايران من ان "صبرها بدأ ينفد"، ودعتها الى الرد بصورة بناءة على الاقتراحات التي طرحتها الدول الغربية عليها، والا فإنها مضطرة الى مزيد من الضغوط والعقوبات التي ستفرض عليها. وهذه المواقف اطلقها مندوبو الدول الثلاث المعتمدون لدى الامم المتحدة وذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن. وردّت ايران بلسان اكثر من مسؤول بأنها ستكبد الولايات المتحدة خسائر فادحة.

واشار الى ان التقارير الديبلوماسية عن النزاع الاميركي – الاسرائيلي حول النووي – الايراني تؤكد ان التوتر بين نتنياهو  واوباما "جديّ، وقد أزعج وزراء في الحكومة الاسرائيلية وفي مقدمهم وزير الدفاع يهودا باراك الذي انتقل الى الولايات المتحدة لمعالجة هذه الثغرة الحادة في العلاقات الثنائية حول موضوع استراتيجي. ويرفض نتنياهو استيعاب نتائج اي صدام ايراني – اسرائيلي، وان الطيران الحربي الاسرائيلي ليس في وسعه الاغارة على اي موقع نووي ايراني من دون دعم لوجيستي اميركي، مما سيجعل المعركة مثلثة في حال وجّهت ايران صواريخها الى القواعد العسكرية الاميركية في بعض دول الخليج. اضافة الى ذلك، ان اوباما يأخذ في الاعتبار نتائج التغيير الذي احدثه "الربيع العربي"، بحيث ان رئيس اي دولة عربية لم يعد في استطاعته ان يغطي اتفاق السلام المعقود مع اسرائيل من دون أن يأخذ في الحسبان نبض الشارع، سواء في القاهرة او في عمان، وبالتالي فان اي قصف اسرائيلي لأي منشأة نووية ايرانية سيكون مرفوضا من المصريين ومن الاردنيين.

وذكر انه للمرة الأولى لا يخضع رئيس اميركي، وخصوصاً في موسم اميركي للانتخابات المتوقع في تشرين الثاني المقبل لابتزاز رئيس وزراء اسرائيلي، ولا سيما نتنياهو المشهور بعناده وتعنته وتمسكه باملاءات لا يتراجع عنها". وقال: "الجديد في هذا النزاع ان اوباما هو اول رئيس اميركي استطاع أن يحدث انشقاقات بين الاسرائيليين، واكثر ما يلفت هو ان اللوبي الصهيوني (ايباك) شكرالرئيس الاميركي على دعمه لاسرائيل. وغني عن البيان مدى ثقل هذا اللوبي وتأثيره في اتخاذ اي قرار اميركي لاي مطلب اسرائيلي".

ولم يحصر نتنياهو خلافه الشديد مع اوباما، بل اعطى توجيهاته الى مندوب بلاده لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرفض الموافقة على تحويل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي، والذريعة هي تقلبات بعض الانظمة العربية التي اصبحت شعوبها معادية لبلاده.

 

جمعة «الغضب الممسوك» في لبنان توزّعت بين «حزب الله» والسلفيين

بيروت – الراي/حبس لبنان «أنفاسه» امس في «جمعة الغضب» على فيلم «براءة المسلمين» المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلّم كما على الرسوم التي نشرتها مجلة «شارلي ابدو» الفرنسية، فعمّت التظاهرات المنددة مختلف المناطق ولا سيما البقاع وبيروت، وسط إجراءات أمنية طاولت خصوصاً المصالح الأميركية والفرنسية. ونجحت «المظلّة السياسية» التي وفّرتها طاولة الحوار الوطني التي انعقدت في القصر الجمهوري اول من امس في تكوين ما يشبه «مانعة صواعق» ضبطت إيقاع الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام وعلى رسوم مجلة «شارلي ابدو»، ومررت هذا «القطوع» بأقل أضرار ممكنة رغم المخاوف من ان يكون المشهد اللبناني انكشف، على خلفية الفيلم، على «لعبة مزايدات» ضمن الساحة الاسلامية من شأنها رفع مستوى «المخاطر» الداخلية في اللحظة الاقليمة الحرجة. واذا كانت بعلبك شكّلت امس المحطة الثالثة في سلسة التحركات التي اطلقها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله تحت شعار «لبيك يا رسول الله»، فان وسط بيروت كان محور الانظار حيث شهد اول تحرك بهذا الحجم للشيخ السلفي احمد الاسير الذي انتقل في «غضبته» من عاصمة الجنوب صيدا الى قلب العاصمة اللبنانية يرافقه الفنان فضل شاكر الذي قدّم أنشودتان في المناسبة. وترافق يوم الاحتجاجات مع تعزيز القوى العسكرية والامنية إجراءاتها الاحترازية حول السفارة الفرنسية والمراكز الثقافية والتربوية الفرنسية في مناطق عدة وكذلك حول مراكز ديبلوماسية غربية اخرى، علما ان المدارس الفرنسية في لبنان التزمت قرار باريس بالتوقف عن التدريس في هذا اليوم على غرار ما حصل في اكثر من 20 دولة.

وشملت الاجراءات الوقائية جنوب لبنان الذي يشهد اليوم الجولة الرابعة من تظاهرات «حزب الله» وتحديداً في بنت جبيل، اذ اشارت معلومات الى ان الجيش اللبناني اتخذ احتياطات في مناطق عمل القوة الموقتة للامم المتحدة «اليونيفيل» وسط تعميم القيادة الدولية في الناقورة على وحداتها ضرورة تكييف نشاطاتها العسكرية بما يتلاءم وتجنب مرور الآليات العسكرية في مدينة بنت جبيل. وقد شهد الجنوب ولا سيما المخيمات الفلسطينية حال غضب وتحديداً في عين الحلوة حيث جرى حرق مجسم للرئيس الاميركي باراك اوباما، في حين سارت مسيرات عقب صلاة الجمعة في صيدا وعدد من قرى الجنوب.

وكما في الجنوب كذلك في البقاع، وتحديداً بعلبك حيث انطلقت مسيرة شعبية حاشدة تقدمها نواب وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية، من مقام السيدة خولا، تلبية لدعوة نصر الله.

والمسيرة، التي رُفعت فيها الاعلام الحزبية واللبنانية تخللها اطلاق هتافات منددة بـ «اميركا الشيطان الاكبر» واسرائيل، اخترقت السوق التجارية في بعلبك وصولاً الى مرجة رأس العين حيث ألقى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك كلمة اعلن فيها «اننا اجتمعنا لنجدد العهد مع قائد مسيرتنا ومع كل الشرفاء في العالم في تصدينا للانتهاكات التي لم يكن آخرها الفيلم المسيء والتعدي على كرامة رسول الله انهم ارادوا ان يشوهوا صورة هذا الاسلام». واضاف: «هذا هو لبنان يجتمع من اجل تلبية النداء»، معتبرا انهم «حمقى لانهم ارادوا من خلالها زرع الفتنة بين المسيحيين والمسلمين وما قاموا به هو جمع المسلمين والمسيحيين وشعر الجميع بضرورة اللقاء والحوار».

 

السلطات اليمنية تمنع المئات من الوصول للسفارة الأميركية

صنعاء - ا ف ب - تظاهر مئات اليمنيين في صنعاء احتجاجا على الفيلم، بدون ان يتمكنوا من الاقتراب من السفارة الاميركية التي تحميها قوات امنية كبيرة. وردد المتظاهرون الذين انطلقوا بعد صلاة الجمعة، هتافات من بينها «الموت لاميركا» و«الموت لاسرائيل» وحاولوا التوجه الى السفارة الواقعة شمال العاصمة. لكن قوات الامن المنتشرة بكثافة على بعد نحو 600 متر عن مبنى السفارة وتساندها آليات مدرعة وشاحنات مزودة بخراطيم مياه، اوقفت تقدم المتظاهرين الذين تجمعوا تلبية لدعوة من المتمردين الزيديين.وردد المتظاهرون هتافات تدعو الى «رحيل السفير الاميركي والقوات الاجنبية من اليمن». وتفرق الحشد بهدوء امام اعين قوات الامن التي تم تعزيزها الجمعة حول بعض السفارات الغربية وخصوصا سفارة فرنسا.

 

إسرائيل قد تستخدم سلاحها الجديد الكهرومغناطيسي ضد "حزب الله" والتحالف الدولي لضرب إيران اتخذ شكله النهائي بقيادة واشنطن

حميد غريافي/السياسة/ينزلق لبنان بسرعة نحو نفس العزلتين الدولية والعربية اللتين تضعان ايران وسورية في قفص محكم الاقفال, بانتظار ضرب الاولى والقضاء على برنامجيها النووي والصاروخي وخلخلة نظامها كمقدمة لسقوطه وانهيار نظام بشار الأسد في دمشق وتحول بلده الى الشوكة الأقوى والأكثر حدة في خاصرة إيران, وتبعاً لذلك في خاصرة "جيشها" حزب الله في لبنان المشرف هو الآخر, حسب كل المعطيات الدولية والتقارير الاستخبارية والديبلوماسية, على نهايته القاتمة. ويتسابق هذا "الانزلاق المخيف", حسب اوساط برلمانية وامنية لبنانية, مع دنو القوات الاسرائيلية وآلتها الحربية من خطوط تماس "الخط الازرق" على الحدود اللبنانية, في مناورات عسكرية متلاحقة منذ ثمانية اشهر تقريباً شاركت الولايات المتحدة ودول أطلسية في بعضها, يبدو أن آخرها ما يجري الآن على حدود لبنان ومرتفعات الجولان, وهو الأضخم والأكثر استخداماً للأسلحة من طائرات وصواريخ ودبابات وآليات, وأحدث ما يمكن استخدامه من الكترونيات وابتكارات غير مسبوقة ليس أقلها تلك القنابل العملاقة المصنعة بكميات من اليورانيوم المخصب والتي يكفي إلقاء ثلاث منها على بلدة كبيرة مثل النبطية في جنوب لبنان لتزيلها كلياً "عن خريطة الجنوب". وكشفت مصادر امنية بريطانية متخصصة ساهمت في حربي افغانستان والعراق, أمس, أن "الترسانة النوعية الاميركية الالكترونية نقلت جزءاً من سلاحها الجديد الكهرومغناطيسي الى اسرائيل كي تجري تجربته ضد لبنان وحزب الله على عتبة الحرب على ايران, وهو نوع من القنابل الحرارية الذي يؤدي تفجيره الى انقطاع الكهرباء عن دولة برمتها مثل ايران, ويقطع الاتصالات السلكية واللاسلكية ويشل الحياة الاقتصادية والاتصالات المصرفية والعسكرية والامنية ويدمر برامج الكمبيوتر العائدة للبرامج النووية والصاروخية ويخل بتوازن تركيب المواد الكيماوية لتحويلها الى اسلحة, ويحول مواقع التخصيب والتطوير الى أماكن لا فائدة منها بل لا يمكن الاقتراب من بعضها مستقبلاً". وكانت الاستخبارات الاميركية اجرت مع نظيرتها الاسرائيلية نهاية العام الماضي "تجربة حية لكن محدودة" ضد مفاعلي تبريز وخورمشهر الايرانيين النوويين متعلقة بإدخال فيروس فتاك على برامجهما النووية, فأوقف العمل فيهما اكثر من 15 يوماً تمكن بعدها الخبراء الروس والصينيون في إيران من العثور على ذلك الفيروس والقضاء عليه.

وقالت المصادر البريطانية لـ"السياسة" ان "لبنان قد يكون نقطة انطلاق التحالف الدولي الجديد الذي اتخذ شكله النهائي في مياه الخليج العربي وبحر عمان وخليج عدن حول مضيق هرمز, في تلك المناورات الاضخم في التاريخ الحديث التي تشارك فيها 30 دولة هو تقريباً عدد الدول التي شنت الحرب لاسقاط نظام صدام حسين في العراق العام 2003 (32 دولة), إلا ان اسرائيل أخذت على عاتقها إنهاء وجود العامل الايراني على حدودها الشمالية في لبنان قبل التحاقها بحرب التحالف الذي استكمل كل جهوزيته للبدء بالهجوم قريباً, وهذا ما فهمته ايران بالتأكيد عندما اعلنت عن إجراء "مناورات أمنية دفعية وللإنقاذ" في طهران في 11 و12 اكتوبر المقبل. وكان محللون عسكريون لفتوا الى الفارق بين التهديدات الراهنة وبين التي اطلقت خلال الاعوام السابقة إذ ان "الاستعدادات اليوم جدية ولم تشهدها المنطقة من قبل, حيث يحشد الجانب الاميركي وحده في مياه الخليج والمناطق المحيطة بها ثلاث حاملات طائرات وعشرات المدمرات والفرقاطات وكاسحات الألغام وسفن الانزال وقاعدة عائمة للقوات الخاصة وغواصات نووية, وهي مدعومة بمدمرات وفرقاطات وكاسحات ألغام من قوى غربية وعربية اخرى منتشرة في الخليج العربي وبحر عمان تحت عنوان اجراء المناورات المشتركة".

وأكد المحللون ان "سفنا وقوات اميركية تنتشر داخل وقبالة شواطئ اسرائيل بحجة اجراء تدريبات مشتركة في الدفاع ضد الصواريخ البالستية تشمل في تجوالها في المياه الدولية للمتوسط شواطئ لبنان وسورية وصولاً إلى المياه التركية".

 

هل يقرع الحريري أجراس عودته؟

علي الحسيني/جريدة الجمهورية

الأكيد أنّ الرئيس سعد الحريري عائد إلى لبنان، والمؤكّد أنّ المسافة الزمنية التي تفصل بين باريس وبيروت لم يعد لعامل الوقت فيها أهمّية طالما إنّ النيّة وجدت، لكن وحده الحريري يعلم موعد إقلاع الطائرة في اتّجاه بيروت، والراسخون في العلاقة معه يقولون: «والله العظيم لم يُطلعنا على التاريخ بعد». يبدو أنّ المرحلة المقبلة ستتخذ طابعاً أشد قساوة وتشنّجاً من سابقتها التي تغلّب فيها صوت القهر والانفجارات ومحاولات الاغتيال، إذ إنّ الصوت الأقوى سيُسمع من داخل صندوق الانتخابات، وله وحده أن يختار الجهة التي ستدير دفة الحكم في لبنان بالطريقة التي تراها انسب وأفضل لشعب تّواق إلى أن يحكم نفسه بنفسه من دون تدخلات دولية. أوساط الحريري تقول أنه "انطلاقاً من توحيد الجهود للبدء بالعمل السياسي للمرحلة المقبلة، وتحضيراً للاستحقاقات المتعددة والمتنوّعة، وانطلاقاً من خوض غمار الانتخابات النيابية ضمن تحالفات جديدة مبنية على أسس وقواعد جديدة، وانطلاقاً من الحنين إلى لبنان وجمهوره العريض الذي ينتظر هذه اللحظة، ومن اجل تفعيل التواصل مع القاعدة الشعبية الممتدة على اكثر من نصف مساحة لبنان، الحريري عائد، لكنّه وحده يقرّر الموعد، إذ إنّ هناك بعض التفاصيل الصغيرة المتعلقة بإدارة أعماله في الخارج وبعدها سيُعلن بنفسه موعد العودة".

وإذ تنفي الأوساط بشدة أن يكون سبب غياب الحريري كل هذه المدة "عائداً لأسباب مادية"، مشدّدة على أنّ "كلّ ما قيل في هذا الاتجاه يندرج ضمن إطار التعمية على الحقيقة التي باتت واضحة للجميع وهي تهديد أمنه الشخصي"، جزمت بأنّ "السبب الحقيقي وراء مغادرته لبنان يعود إلى أسباب تعلقت يومها بالمحكمة الدولية والقرارات التي كانت ستتخذ في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما رافقها من تهديدات بالجملة والمفرّق كادت أن تطيح يومها بالسلم الأهلي"، مؤكّدة أنّ "عودة الحريري سيعقبها اجتماعات مكثفة لقوى 14 آذار من أجل التشاور لوضع اللمسات الأخيرة على اللوائح الانتخابية التي ستخوض الانتخابات النيابية المقبلة".

ولدى سؤالها، هل الظروف الأمنية التي أدّت إلى مغادرة الحريري لبنان قد تغيّرت اليوم؟ تجيب الأوساط أنّ "الرئيس الحريري أدرى بهذا الأمر، إذ هناك اتصالات دولية ومحلية يقف عند رأيها حيال الوضع في لبنان، من دون أن ننسى الدور الجبار الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والتي كان آخرها إحباط محاولتَي اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائب بطرس حرب"، معتبرةً أنّ "هذين الإنجازين قد صعّبا نوعاً ما المهمّة على المرتكبين في حال قرّروا الإقدام على أعمال مشابهة لاحقاً، علماً أنّ العودة هي أمر قائم دائماً، فبمقدار ما هي جدّية ومؤكّدة بمقدار ما هي مهدّدة بالتأجيل، إذ إنّ القرار الأمني السلبي ليس في يده بل في يد من يخطط لإيذائه بهدف تعطيل الحياة السياسية في لبنان للمرّة الثانية بعدما سبق أن عُطلت بعد اغتيال والده".

وتعتبر الأوساط أنّ "ما يدعوه إلى العودة خلال المرحلة المقبلة، هو دوره السياسي ومسؤوليته السياسية عن تيار طويل عريض وعماد قوى "14 آذار"، فلا صحة لما يُشاع عن نيته العودة من أجل ترتيب البيت الداخلي أي تيار "المستقبل". فهناك جهات تريد أن تُصوّر أنّ هذا البيت ممزّق ومعرّض للانهيار، لهؤلاء نقول: لا تعتلوا همّنا، فالبيت يُرتّب وما ينشغل اليوم داخل البيت لا يتمّ من وراء ظهر الرئيس الحريري". وتكشف الأوساط أنّ "خروج النائب وليد جنبلاط وجعجع للقاء البابا هو مؤشّر إيجابي إلى أنّ الخطر الأمني الذي يهدّد قيادات "14 آذار" قد تمّ لجمه بطريقة أو يُمكن لجمه، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو الآتي: هل يشمل هذا اللجم الخطر الذي يتهدّد حياة سعد الحريري؟ لا يمكن الردّ على هذا السؤال إلّا من خلال المعطيات التي يمتلكها الأخير. فوالده أخذ ضمانة من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي حذّر بدوره الرئيس السوري بشّار الأسد من التعرّض له، ومع ذلك تم اغتياله".

ولدى سؤال الأوساط عن الشخصية الاولى التي يمكن لها أن تعرف ساعة عودة الحريري إلى لبنان، تجيب ممازحة: بـ"التأكيد قبطان طائرته الخاصة". التعليقات

 

هل يتربع ابو جمرا على المقعد الارثودكسي في الاشرفيه؟  

جسي حرب /موقع 14 آذار

هل يتربع نائب رئيس الحكومة الاسبق اللواء عصام ابو جمرا على عرش المقعد الارثودكسي في الاشرفيه؟ تشير المعطيات الراهنة الى انه لم ترتفع بعد اسهم اي مرشح عن هذا المقعد بعدما بات اكيدا ان النائب نايلة التويني لن تترشح للمرة الثانية وبعدما انتدب الوزير الاسبق طارق متري مبعوثا امميا وهو كان الاعز على قلب المطران الياس عوده والوزير الاسبق فؤاد بطرس ليشغل هذا المقعد التقليدي في الاشرفيه. وتكثر الطموحات في دائرة بيروت الاولى لاكثر من سبب في طليعتها ما لها من رمزية سياسية ووطنية ولان الانضمام الى لائحة 14 آذار سيعني تلقائيا ان الفوز مضمون اسوة بالدوائر المحظية في لبنان. ويتوقف المتابعون عند الشح في الشخصيات الارثودكسية من ابناء الاشرفيه التي يبدي المعنيون بالقرار السياسي الفاعل عن رضاهم عنها ويمكن ان يسوقوا لضمها الى لائحة 14 آذار.

جدير ذكره ان العماد ميشال عون يتجه الى ترشيح زياد عبس عن المقعد الارثودكسي في هذه الدائرة مع انه ليس من ناخبيها.

الا ان 14 آذار تبحث عن مرشح وتكثر الشهيات من هذا القبيل في ظل الكلام القواتي الواضح المعالم عن اتجاه لترشيح المهندس عماد واكيم وهو من غير ناخبي الاشرفيه لكنه من الذين امضوا سنوات فيها وهو الامين العام للقوات. وقد امتعض كثيرا عدد من الاطراف من جراء اعلان القوات عن نيتها ترشيح واكيم في طليعتهم نواب المنطقة ومسؤولون اساسيون في 14 آذار.

اما زوار المطران عودة والوزير بطرس فينقلون عنهما عدم مبالاتهما بهذه المسألة في الوقت الحاضر. الا ان العارفين بالشؤون اللبنانية والشجون الانتخابية يؤكدون ان تشكيل اللوائح يحصل في ربع الساعة الاخير وهم يتوقعون كل الاحتمالات في ضوء ما سيسفر عنه الربيع العربي في سوريا وما سيتركه من تداعيات على التوازنات خصوصا مآل الزعامة العونية وقبضة حزب الله على القرار اللبناني والمعادلة التي ستسود في لبنان بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة. ويؤكد العارفون ان الضرورات ستفرض على 14 آذار البحث في كل الاحتمالات بينها التحالف مع اطراف وشخصيات من خارج السياق التقليدي لهذه القوى. ويلفت العارفون الى ان من الامثلة المعبرة عن هذه الاحتمالات التحالف العتيد بين 14 آذار ورئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام والوزير السابق زياد بارود في كسروان وما يتردد عن تحسن العلاقة بين القياديين والكوادر الذين رفضوا نهج العماد عون وابتعدوا عن حزب الله والنظام السوري الى ابعد الحدود. وتشير المعلومات الخاصة بموقع 14 آذار الى تحسن العلاقة بشكل لافت بين نائب رئيس الحكومة الاسبق عصام ابو جمرا ورئيس الجمهورية ميشال سليمان وقيادات وشخصيات في 14 آذار بينها نواب من الاشرفيه. ومن المرتقب ان يزور ابو جمرا المطران عوده قريبا للتباحث في شؤون الطائفة الارثودكسية.

 

ويكيليكس: هكذا يستفيد ميقاتي من الجمعيات الخيرية...استخباراتياً ومالياً  

طارق نجم/موقع 14 آذار

أوضحت أحد الوثائق التابعة للسفارة الأميريكة في بيروت والمرمزة بـ09 BEIRUT962 بحسب موقع ويكيليكس، أنّ الرئيس الحالي للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد عمد منذ أعوام إلى القيام بانشطة خيرية بغية استعمالها كشبكة استخبارات واستقطاب للناخبين بالأضفة الى المنفعة الشخصية. وقد أشارت هذه الوثيقة، التي صنفتها السفيرة الأميركية في لبنان ميشال سيسون على أنها سرية بتاريخ 27 آب 2009 قبل أن يكشف عنها في 30 آب 2011، إلى أنّ ما حصل يوم 20 آب من العام 2009 من افتتاح للقصر البلدي في المينا – طرابلس، كان "عملياً تكريم للملياردير السني، رئيس الوزراء السابق، والنائب الحالي نجيب ميقاتي. وقد علق العديد من الخبراء على ما وصفوه بـ"المخابرات الخيرية" التابعة لميقاتي التي توسع عملها من خلال التوسع في الأنشطة الذي انتهجه في شمال لبنان. ومن المتوقع أنّ انشاء مثل الشبكات الخيرية هذه سيعزز شبكات المحسوبية الراسخة في المجتمع والتي من المتوقع أن تلعب دورا رئيسياً في الانتخابات الانتخابات البلدية التي اقترب موعدها. وتروي الوثيقة بأن العديد من الناشطين الاجتماعيين في الشمال والذين تمّ التواصل معهم، أشاروا أنّ لميقاتي شبكة من الاستخبارات التي تعمل تحت عباءة الاعمال الخيرية وتدفع المال للناس في منطقة شمال لبنان.

ومن هذه الأعمال مثلاً انشاء القصر البلدي في المينا، وكذلك القيام بدفع فواتير المستشفيات والرسوم الأخرى في فترة ما قبل الانتخابات من وهو الأمر الشائع في الحياة السياسية اللبنانية. والدور الذي سيلعبه هذا القصر البلدي مستقبلاً هو أن يتحول الى مكان لتلاقي عائلات المدينة، ومن ثم تشجيع الناس لتأييد ميقاتي والانضمام الى جمهوره.

كما تنقل الوثيقة أنّه تمّ عرض فيلم فيديو خلال الإحتفال يشيد بانشاء القصر البلدي في المينا وبأنه جاء نتيجة جهود الرئيس ميقاتي لتجميع جميع الأنشطة والخدمات البلدية في مركز واحد مريح وحديث بعد ان كانت مشتتة وعلى الرغم من أن هناك حاجة ماسة للأعمال الخيرية التي يقوم بها نجيب ميقاتي على نطاق واسع في طرابلس، فإن مبادراته تضعف حركة المساعدات الحكومية التي يجب أن توجه أكثر فأكثر الى عاصمة شمال لبنان. وتنقل الوثيقة الأمريكية حرفياً عن أحد مسؤولي جمعية خيرية ناشطة في باب التبانة بأنّ نجيب ميقاتي، إلى جانب تعزيزه لموقعه السياسي عبر النشاطات الخيرية، يستفيد من هذه الأنشطة لتعزيز موقعه المالي والاقتصادي في آن. فعلى سبيل المثال، قام ميقاتي بشراء أرض ذات مساحة كبيرة خلف القصر البلدي تماماً بغية تحويلها الى حديقة عامة كما قال. ولكن يبدو أن لميقاتي مصلحة مباشرة من ذلك هو أن هذه الحديقة العامة التي يعمل لتنفيذها، ستزيد من قيمة الممتلكات المحيطة أضعافاً مضاعفة عندما يتمّ افتاتحها، بما في ذلك المبنيين التاريخيين المجاورين لها والتي يصدف أن تعود ملكيتهما لميقاتي نفسه.

 

بين الإبراهيمي و"توم كروز"  

مارون حبش/موقع 14 آذار

لا شك أن حل الأزمة في سوريا بات مهمة صعبة للغاية بسبب ارتباط النظام بمحاور اقليمية قد تغير المعادلات في الشرق الأوسط، إضافة إلى التهديد الإيراني بإشعال المنطقة إذا سقط طفله المدلل بشار الأسد، إلا أن الفشل في وقف "حمام الدم" بات العنوان الأكثر تداولاً بين دبلوماسيي المجتمع الدولي، خصوصاً بعدما تم تعيين الأخضر الابرهيمي بدلاً من كوفي أنان كمبعوث أممي إلى سوريا.

الابراهيمي المعجزة يحاول المستحيل ليثبت لأنان أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، لكن بعد زيارته دمشق ولقائه الأسد، تغيرت المعادلة بالنسبة إليه وفهم حينها أن المسألة ليست بالسهلة، فقرر العودة إلى الدول العربية والمعارضة السورية حتى لا يعلن وفاة مهمته، وذلك لرسم خريطة الطريق، لكن الإبراهيمي في هذه الحالة لم يعد في المكان المناسب لأن ما يقوم به ليس إلا عمل ساعي البريد المتنقل من مكان إلى آخر من دون معرفة محتوى الرسالة، والتي باتت واضحة أن روسيا تريد السيطرة على الشرق الأوسط عبر محور الممانعة المتمثل بإيران وسوريا وحزب الله في لبنان، إلا أن الضحية هي الشعب السوري. وما يؤكد فشل مهمة الابراهيمي هو عودته إلى البداية، ظناً منه أنه يستطيع اصلاح الأسباب ليوقف النتائج، متناسياً أن الشعب السوري بأكمله يريد التخلص من الجذور والأسباب التي تتمحور ببقاء هذا النظام المجرم، الإبراهيمي انطلق من مرحلة تكوين الجنين وكأن الأزمة السورية في أشهرها الأولى، غافلاً أن الجنين قد انتهى في بطن أمه ولا بد من اسقاطه فوراً.

ويبدو أن التفوق الذي يسعى إليه الإبراهيمي يفوق قدرته، وهذا يظهر في المقاربة بينه وبين أنان الذي كشف عن فشل مهمته بعد 4 شهور من استلامها، خصوصاً وأن أنان كان الرجل الأنسب للمهمة نظراً للمنصب الذي شغله سابقاً "الأمين العام للأمم المتحدة" لمدة 8 سنوات، وكان حينها على علاقة قوية بدول المجتمع العربي كافة، تحديداً دول الشرق المتوسط كسوريا ولبنان وما يجاورهما من إيران والعراق والأردن وغيرها، ورغم ذلك فشل في حل القضية، فيما يحمل الإبراهيمي تجربة النزاع الجزائري لانهاء الصراع الإقليمي ففشل قبل تعيينه.

وبناء على ذلك، وحتى لا يكتب الفشل والمشاركة في اراقة دماء السوريين بعض الصفحات من تاريخه، على الابراهيمي الانسحاب من هذه المبادرة المعوقة والذهاب إلى إعلان حالة طوارىء عالمية لعلها قد تقنع روسيا وإيران والصين بأن الأسد بات من الماضي، ودعم الشعب السوري بثورته، ودعم الجيش السوري الحر بالسلاح المطلوب للقضاء على ما تبقى من مخلفات النظام السوري.

وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نتذكر أو نشبه مهمة الابراهيمي بسلسلة أفلام "المهمات المستحيلة" لتوم كروز، والتي بعد جهد جهيد وبمساعدة خيال المخرج وبعض الخدع السينمائية استطاع كروز اتمامها بنجاح، فيما الواقع الحالي مع الأخضر الابراهيمي يختلف، فما يجري ليس بفيلم، وروسيا والصين وإيران ليسوا بممثلين، والدماء ليست كاتشب، لكن ما هو واقعي أن الشعب السوري هو البطل، وأن الثورة مستمرة حتى الانتصار، وأن النظام راحل.

 

أردوغان: بشار "مات سياسياً" والدول الداعمة له باتت مقتنعة برحيله 

رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي يصادق على كلام الأسد: حرب سورية هي حرب إيران

 عواصم - وكالات: أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي, أمس, أن "الحرب الجارية في سورية هي حرب بلاده", في تأييد لما صرح به الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله قبل أيام وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي. وعلى هامش استعراض عسكري للقوات المسلحة الإيرانية, قال اللواء فيروز آبادي في تصريح لوكالة "إيلنا" الإيرانية شبه الرسمية نقله موقع "العربية نت" الإلكتروني "ما قاله السيد بشار الأسد صحيح, لأن سورية تشكل الخط الأمامي للمقاومة في التصدي للكيان المحتل للقدس, وقد حافظت على هذا الخط منذ أعوام".

وأضاف فيروز آبادي, المعروف بقربه من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي "بما أن التصدي للاعتداءات الإسرائيلية يعد من أهداف وطموحات الثورة الإسلامية الإيرانية, لذا تشترك كل من إيران وسورية في هذا الهدف". وكان الأسد قال خلال اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي, الذي زار دمشق خلال هذا الأسبوع, "ليست سورية المستهدفة الوحيدة (في إشارة إلى الثورة ضده) بل الهدف هو القضاء على منظومة المقاومة بأكملها". في المقابل, قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان, "إن نظرنا في التاريخ نرى أن الأنظمة التي ظلمت شعوبها لم تبق, نحن نرى أن المعارضة (السورية) تزداد قوة يومياً, وبالتالي فإن هذا النظام سيرحل, بشار (الأسد) بات ميتاً سياسياً". وأضاف أردوغان في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية "من الصعب القول إن كان هذا سيحصل خلال أسبوع, أو شهر أو متى بالتحديد, هذا أيضاً له علاقة بكيفية مقاربة روسيا والصين للوضع". ورأى أن "الروس لن يقبلوا بأن يسلحوا نظام الأسد, لن يليق بي توجيه أصابع اللوم إلى روسيا", مشيراً إلى أن بلاده تواصل البحث مع روسيا والصين وإيران بشأن الوضع السوري. واعتبر "أنهم (روسيا والصين وإيران) أيضاً يعتقدون بأن الأسد سيرحل, السؤال الذي يطرحونه هو: ماذا سيحصل بعد الأسد? وجوابي لهم هو أنه إن كنا نعتقد بالنظام البرلماني الديمقراطي, فإن إرادة الشعب هي ما سيسري". وأكد أن تركيا لا ترغب برؤية أي تدخل خارجي في محاولة تشكيل نظام في سورية, مضيفاً "ما نتصوره هو حكومة انتقالية تعتمد في أفعالها على دستور عادل, ونظام يكون فيه الشعب حراً في انتخاب مرشحيه وبناء أحزاب سياسية". وأشار إلى أن تركيا تقدم الدعم اللوجستي للسوريين من غذاء ودواء, وبلغت قيمة هذا الدعم ما يزيد عن 250 مليون دولار, لافتاً إلى أنها ستواصل هذا الدعم, مضيفاً أن الثوار يتلقون كل أنواع الدعم من المنطقة ومن السوريين الذين يعيشون في الخارج.

ورفض أردوغان التطرق إلى أسماء في المعارضة قد تخلف الأسد, معتبراً أن "الشعب السوري سيجلب رئيساً قوياً بإرادته الخاصة, إن كنا نؤمن بالديمقراطية, هذا ما ينبغي أن نثق به".

من جهة أخرى, وجهت 17 قناة تلفزيونية تركية في الوقت نفسه, نداء إلى الرئيس السوري بشار الأسد لإطلاق سراح مراسل قناة "الحرة" في تركيا بشار فهمي, ومصوره التركي جنيت أونال, المحتجزين في سورية منذ 33 يوماً.

على صعيد آخر, بدأ القضاء التركي, محاكمة 5 أشخاص, بينهم سوريان, بتهم التجسس السياسي أو العسكري لحساب سورية, ومحاولة اختطاف ضابط سوري منشق لاجئ في أراضيها.

وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" أن المتهم محمد .ي حضر الجلسة في محكمة الجنايات بولاية أضنا بالجنوب, فيما تغيب البقية, الذين كانوا يحاكمون من دون اعتقال وهم مراد. ك, وسهيلة.د, فضلاً عن السوريَين ممدوح .أ و, وموسى.أ, وقد صدر قرار إثر ذلك باعتقالهم وتأجيل الجلسة.

 

كررت  سبحة أيران بالتلويح بإغلاق مضيق هرمز وهي تقوم بعرض عضلات عسكري في مواجهة التهديدات

طهران - وكالات: حذرت ايران, أمس, اسرائيل والولايات المتحدة من أي هجوم عليها, وذلك خلال عرض عسكري كبير حضره الرئيس محمود أحمدي نجاد وكبار مسؤولي البلاد, نظم في ذكرى اندلاع الحرب العراقية-الايرانية (1980-1988). وشارك آلاف الرجال وعشرات الدبابات والصواريخ المنقولة على شاحنات في الاستعراض, حيث تم عرض العشرات من الصواريخ محلية الصنع من طراز "شهاب 2" و "زلزال 3" و "قيام" و"قدر" و"سجيل", إضافة الى صواريخ "فاتح 110" وقواعد إطلاق الصواريخ من نوع "ذو الفقار". وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" أن مدى صواريخ "قدر 110" يبلغ 2000 كيلومتر, فيما تعمل صواريخ "سجيل" بالوقود الصلب ولا يمكن لأجهزة الرادار رصدها, كما تم خلال هذه المراسم عرض أنظمة للدفاع الجوي من نوع "تو ام 1" و"صياد 2" و"سام 6" و"عليم" و"كاشف 1" و"كاشف 2". وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد في خطاب نقله التلفزيون الرسمي, إن ايران تلجأ إلى "الروحية والثقة بالنفس" اللتين سادتا خلال الحرب من أجل "النهوض والدفاع عن حقوقها" أمام ضغوط القوى الكبرى. وتطرق نجاد إلى الفيلم المسيء للإسلام الذي صوره مسيحيون متشددون في الولايات المتحدة, قائلاً إن زعم الحكومة الأميركية العجز عن فعل أي شيء لحجب الفيلم "خديعة" تستغل حرية التعبير ذريعة. واعتبر الفيلم مؤامرة خططت لها اسرائيل "لاثارة الخلافات (في صفوف الاسلام) وإثارة نزاع طائفي", كما ألمح ضمنا الى نفي محرقة اليهود مهاجما الغرب بسبب الحجب الانتقائي.

وأضاف "ينتفضون ضد مسألة تتعلق بحدث تاريخي, يهددون ويضغطون على دول لطرحها السؤال, لكن في ما يتعلق بأسوأ الاهانات الى المقدسات البشرية والانبياء ينادون بالحرية (الرأي)".

إلى ذلك, دعا جنرالات ايرانيون إسرائيل, التي صعدت في الاسابيع الفائتة التهديدات بضرب منشآت نووية ايرانية, إلى أن تستوعب عرض قوة ايران العسكرية. وقال الجنرال حسن فيروز ابادي لوكالة "فارس" للأنباء "لا نشعر بالتهديد من الهراء الذي صدر عن قادة ذاك النظام", موضحاً أن رد ايران على أي هجوم سيكون "فوريا ولا يمكن وقفه".

من جانبه, قال قائد الجيش الايراني الجنرال عطاء الله صالحي لوكالة الأنباء الطلابية "ايسنا" إن "تنظيمنا عرضا عسكريا هدفه الردع لا التهديد", مجدداً التعهد بالقضاء على اسرائيل في حال هاجمت ايران.

أما رئيس قسم الطيران في الحرس الثوري المكلف الدفاع الصاروخي العميد أمير علي حجي زاده, فكرر تهديد ايران باغلاق مضيق هرمز الستراتيجي في حال تعرض الجمهورية الاسلامية لهجوم أو لعقوبات توقف صادراتها النفطية. وأضاف "اذا لم يعد لمضيق هرمز فائدة لنا يوما ما فسنحرم الآخرين من الاستفادة منه", لافتاً إلى أنه "لا مشكلة في الظروف الحالية". وقلل حجي زاده من المناورات الحربية البحرية التي تجريها الولايات المتحدة وثلاثون دولة أخرى في الخليج, معتبراً أنها "لا تشكل تهديدا لنا". في سياق متصل, أجرى رئيس مجلس الأمن القومي كبير مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي الميجور جنرال احتياط يعقوب عاميدرور محادثات مع مسؤولين كبار في البيت الابيض خلال زيارة سرية للولايات المتحدة. وذكرت صحيفة "معاريف" نقلاً عن الاذاعة الاسرائيلية, أن المحادثات التي جرت خلال اليومين الماضيين تهدف إلى التوصل الى تفاهمات معينة حول مسألة "الخطوط الحمراء" التي يجب وضعها أمام ايران بشأن مشروعها النووي. وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وزير الدفاع ايهود باراك الذي يزور هو الاخر الولايات المتحدة أجرى محادثات سرية مع رام ايمانويل عمدة شيكاغو الرئيس السابق لطاقم العاملين بالبيت الأبيض.

 

تظاهرات نصرالله في عيون خصومه مزايدة و"حَشرة" وتحضير لاحتمال حرب

ايلي الحاج /النهار

 "يا لها مفارقة! الحزب الأقل التزاماً واحتراماً على وجه الأرض لقرارات الشرعية الدولية يطالب بقرار دولي لحماية الأديان السماوية من الإعتداءات المتلاحقة عليها".

المناهضون لتوجهات "حزب الله" في لبنان وخارجه ينحون بفكرهم في هذا الإتجاه وهم يتابعون حركة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي وضع على الطاولة بنداً وحيداً هو الفيلم المسيء إلى الإسلام. ماذا يرى الخصوم أيضاً في هذه الحركة المفاجئة؟

تتنوع الآراء في مواقف نصرالله الأخيرة:

- إنه يريد شد عصب  المناصرين بعد طول ارتخاء. هل يصدق أحد أن "حزب الله" لم يكن يغطي مسلحي آل المقداد الذين قطعوا مرارا طريق المطار ومارسوا الخطف والظهور المسلح حتى لو قال السيد إنهم خرجوا على السيطرة؟ وبعد ذلك هل يصدق أحد أن الجيش تحرك ودهم وأوقف مطلوبين في الضاحية بدون موافقة "الحزب"؟ لا شيء يحصل في الضاحية بدون موافقته، لكنها فالتة أمنياً واجتماعياً. أقله لم تعد كما كانت.

- إنه يريد المزايدة على كل من يعارض توجهاته بين المسلمين عموماً، وفي البيئة الشيعية على وجه الخصوص. هل لاحظتم تزامن ندائه لنصرة النبي "جدّ الإمام الحسين" كما قال، مع حملة الترهيب التي شنها "حزب الله" عبر إحدى وسائل الإعلام المكتوب ضد الشخصيات الشيعية التي لا تجاري توجهاته الفقهية - وبالتالي السياسية والوطنية - من ولاية الفقيه إلى ترجمتها القائلة بإعلاء مصلحة إيران على مصلحة لبنان؟ ما الجديد في مواقف الشخصيات الشيعية تلك منذ سبع سنوات وأكثر؟ لا جديد فيها، فلماذا لم تعد تُطاق فجأة وما المبرر لتخوينها وتهديدها اليوم؟

- إنها ساعة "الحشرة" تدق أبواب "حزب الله" غير القادر على تقديم إجابات منطقية بالحد الأدنى إلى جمهور وبيئة أوسع - طائفة تضمر له سيلاً من أسئلة. على سبيل المثال: ما هو مستقبل علاقتنا بسوريا النظام والشعب بعدما تأكد أن التاريخ لا يمكن أن يعود فيها إلى الوراء، والرئيس بشار الأسد وفريقه لن يبقوا حاكمين مهما وكيفما تقلبت الظروف؟ الدول العربية جمعاء ضدنا وحتى سوريا - الشعب صارت ضدنا ونتعرض للخطف إذا مررنا بها ولا ينفع بعد الخطف، أقله حتى اليوم، الشعار  الأثير "نحن قوم لا ننسى أسرانا". وسوريا الدولة ستصير معادية لنا مع الوقت وحدودها لا تبعد أكثر من عشر دقائق بالسيارة عن مراكز الحزب ومخازنه الأساسية في البقاع، بعلبك والهرمل وسواهما، فإلى أين يا حزب؟

- إنه يريد إظهار الممالك والمشيخات والإمارات والجمهوريات العربية متلكئة في الدفاع عن الإسلام ونبيّه بسبب من صداقاتها مع الأميركيين لا بل تحالفها معهم - وهم أعداء الدين أو حماة أعدائه - في وجه الجمهورية الإسلامية في إيران التي رفعت ولا تزال مستوى "الأسلمة" في العالمين العربي والإسلامي منذ استقرارها في الحكم. يقول نصرالله ضمناً للحكام العرب: أنتم لا تفعلون شيئاً يُذكر من أجل وقف الإساءات، أما أنا فأهدّد بويل وثبور في حال التمادي وبث الفيلم المسيء كاملاً على الإنترنت. يحاول بذلك استعادة صورة بطل خسرها في عيون العرب والمسلمين غير الشيعة بعد حرب 2006 قائلاً: إني أحاول ضغطاً على الأميركيين في موضوع ديني يهز المشاعر بقوة من أفغانستان إلى المغرب، وأنتم تضغطون عليّ وتنسقون معهم الحصار المضروب حولي في المال والسياسة والإعلام، ناهيك بالسلاح، بذريعة أني شيعي إيراني الهوى مؤيد للنظام السوري المتحالف مع  نظام الأئمة في طهران.

- إنه يريد تحضير جمهور الحزب لحرب لن يكون قادرا على تجنبها بفعل عقيدته والتزاماته في حال أفلت جنون نتنياهو من عقاله وضرب منشآت إيران النووية في ليلة ليس فيها ضوء قمر، ضربة قد تشمل "حزب الله" في آن واحد، وفي كل الأحوال يردد القادة الإيرانيون أن الرد سيكون من لبنان.

هذه الإحتمالات الكارثية تثير قلقا مكتوما بل هواجس في جمهور سيكون مدعواً مرة أخرى إلى تقديم الغالي والرخيص "فدا السيّد" ولكن أيضاً خدمة لإيران في شكل فاقع ولوجه الله. ولن تكون بعدها، إذا وقعت لا سمح الله، "شكراً قطر" ولا غير قطر. ثم إن لبنان بعد 7 أيار 2008 يختلف عن لبنان 12 تموز 2006 في الموقف من "حزب الله" وأولوياته الإيرانية. لذا يقول نصرالله بحضوره الشخصي للمتظاهرين في الضاحية: "أنا أيضاً أخاطر بحياتي أمامكم. لستم وحدكم. لا تخافوا".

 

""المستقبل" تنشر النص الحرفي لكلامه في الطائرة إلى بيروت/البابا: الهجرة تصيب المسلمين كما المسيحيين

 ترجمة: صلاح تقي الدين/المستقبل

تنشر "المستقبل" الترجمة الحرفية للمقابلة مع قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر على متن الطائرة التي أقلّته الى بيروت يوم الجمعة 14 أيلول الجاري، وأجراها الناطق الرسمي باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردي، مستندة الى النص الأصلي للمقابلة المنشور على موقع الكرسي الرسولي الرسمي.

وفي ما يلي نص المقابلة:

الأب لومباردي: قداسة البابا، مرحباً بك وشكراً لوجودك معنا. هناك نحو 50 صحافياً على متن الطائرة يمثلون لغات ومجموعات وجنسيات مختلفة، ومن الطبيعي أن هناك مئات، بل ربما آلاف الصحافيين الذين ينتظروننا في لبنان، وهم جميعاً يركزون اهتمامهم على هذه الرحلة لمعرفتهم بمدى أهميتها. نحن ممتنون لقداستكم لوجودكم معنا للإجابة عن بعض الأسئلة الصعبة التي وضعها الصحافيون في الأيام القليلة الماضية. سوف أطرح السؤالين الأولين بالفرنسية وسوف يجيب الأب الأقدس بالفرنسية إذ إنها إلى حد ما اللغة الرسمية لهذه الرحلة، فيما الأسئلة الثلاثة الأخرى ستكون بالإيطالية.

قداستك، هناك العديد من المناسبات الرهيبة التي تصادف ذكراها في هذه الفترة، مثلاً هجمات 11 أيلول، مجزرة مخيمي اللاجئين في صبرا وشاتيلا. على حدود لبنان، هناك حرب أهلية دائرة وسط بحر كبير من الدم، كما نرى خطر العنف قائم في بلاد أخرى. حضرة الأب الأقدس، ما هي مشاعرك وأنت تقوم بهذه الرحلة؟ هل راودتك فكرة إلغائها لأسباب أمنية، أو هل اقترح أحد عليك ضرورة إلغائها؟

الأب الأقدس: أصدقائي الأعزاء - أنا سعيد جداً وممتنّ لهذه الفرصة لكي أتحدث إليكم. أستطيع أن أقول لكم إنه لم ينصحني أحد بإلغاء هذه الرحلة، ومن جهتي، لم أفكر حتى بالقيام بذلك، لأني أعلم أنه كلما زاد الوضع تعقيداً، كلما ازدادت ضرورة إرسال إشارة تشجيع أخوي وتضامن. هذا هو هدف رحلتي: توجيه دعوة للحوار، للسلام وضد العنف، للمضي قدماً نحو إيجاد حلول لهذه المشاكل. مشاعري في هذه الرحلة هي فوق كل شيء، مشاعر الامتنان لهذه الفرصة لزيارة هذا البلد الرائع في هذه الفترة، البلد الذي كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني - هو بلد رسالة متعددة في المنطقة، بلد التلاقي ومصدر الديانات الإبراهيمية الثلاث. وفوق كل شيء، أشكر الله الذي منحني هذه الفرصة، أشكر جميع المؤسسات والأشخاص الذين عملوا وما زالوا يعملون من أجل هذه الرحلة. وأنا ممتن لجميع الذين يرافقوني بالصلاة من خلال هذه الحماية التي توفرها الصلاة والعمل الجاد، أنا راضٍ ومتأكد بأنه يمكننا أن نقدّم خدمة جيدة لصالح الإنسانية ولأجل قضية السلام.

الأب لومباردي: شكراً لك قداسة البابا. يعبر العديد من الكاثوليك عن قلقهم حيال الأشكال المتزايدة للتطرف والأصوليات في العديد من مناطق العالم، وحيال الهجمات التي يذهب ضحيتها عدد كبير من المسيحيين. في هذه الظروف الصعبة والعنيفة في كثير من الأحيان، كيف يمكن للكنيسة أن تستجيب للحاجة الماسة للحوار مع الإسلام، وهو ما أصررت عليه دائماً؟

الأب الأقدس: الأصولية هي دائماً تشويه للدين. إنها ضد روح الدين الذي يسعى الى التصالح وتطبيق سلام الله في العالم. من هنا، فإن وظيفة الكنيسة والديانات هي القيام بعملية تنقية - تنقية نبيلة للدين من مثل هذا الإغراء هو عمل ضروري دائماً. من واجبنا إنارة وتنقية الضمائر والإيضاح بأن كل شخص هو صورة عن الله. علينا أن نحترم الآخر ليس من خلال اختلافه فحسب، بل من ضمن هذا الاختلاف أيضاً، أن نحترم الجوهر الحقيقي الذي لدينا كقاسم مشترك وهو صورة الله، وعلينا أن نعامل الآخر على أنه صورة الله. لذا فإن جوهر رسالة الدين يجب أن تكون ضد العنف - والذي هو أيضاً تشويه للدين مثل الأصولية - ويجب أن تكون تعليم، وتنوير وتنقية الضمائر لكي تصبح قادرة على الحوار والمصالحة والسلام.

الأب لومباردي: دعونا نكمل بالإيطالية. في سياق الصرخة المتزايدة المطالبة بالديموقراطية التي بدأت بالانتشار في العديد من دول الشرق الأوسط من خلال ما يسمّى "الربيع العربي"، وعلى ضوء الظروف الاجتماعية في العديد من هذه الدول، التي يشكل فيها المسيحيون أقلية، أليس هناك خطر لا يمكن تفاديه لنشوء توتر بين الغالبية المهيمنة وبقاء المسيحية؟

الربيع العربي ايجابي

الأب الأقدس: أستطيع أن أقول إن الربيع العربي بحد ذاته شيء إيجابي: إنه رغبة في المزيد من الديموقراطية، المزيد من الحرية، المزيد من التعاون وإحياء للهوية العربية. هذه الصرخة من أجل الحرية، الصادرة من جيل شاب يملك ثقافة أكبر وتدريباً مهنياً، يسعى الى مشاركة أوسع في الحياة السياسية والاجتماعية، هي علامة تقدّم، تطور إيجابي حقاً أشاد به المسيحيون أيضاً. بالطبع، إذا راجعنا تاريخ الثورات، نعلم أن هذه الصرخة المهمة والإيجابية المنادية بالحرية تواجه دائماً خطر التغاضي عن ناحية مهمة - وهذه الناحية هي من ركائز الحرية - وتحديداً، التسامح تجاه الآخر، وبما أن الحرية الإنسانية هي دائماً حرية مشتركة، لا يمكنها أن تزدهر إلا من خلال المشاركة، التضامن والعيش جنباً إلى جنب استناداً لبعض القوانين. هذا هو الخطر الدائم، وهو خطر في هذه الحالة (الربيع العربي) أيضاً. علينا أن نفعل ما بوسعنا من أجل ضمان أن يكون مبدأ الحرية والرغبة بالحرية، يسير بالاتجاه الصحيح ولا يتغاضى عن التسامح، والنسيج الاجتماعي والمصالحة، والتي هي من العناصر الرئيسية للحرية. من هنا، فإن الهوية العربية المتجددة تبدو بالنسبة لي وكأنها توحي بأنها تجديد لمبدأ عمره قرون عدة من التعايش بين المسيحيين والعرب، الذين جنباً إلى جنب، ومن خلال تسامح متبادل بين الأكثرية والأقلية، بنوا هذه الأراضي ولا يمكنهم إلا أن يعيشوا جنباً إلى جنب. أعتقد من هنا أنه من المهم الاعتراف بالعناصر الإيجابية في هذه الحركات وأن نقوم جميعنا بما يمكننا من أجل ضمان التطبيق الصحيح للحرية وأن يتوافق نموها مع الحوار عوضاً من هيمنة مجموعة على مجموعات أخرى.

الأب لومباردي: في سوريا اليوم، كما في العراق قبل فترة، اضطر العديد من المسيحيين، بتردد، إلى مغادرة بلادهم. ماذا تنوي الكنيسة الكاثوليكية أن تفعل وأن تقول من أجل المساعدة في هذا الوضع من أجل وقف هجرة المسيحيين من سوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط؟

الأب الأقدس: أولاً عليّ أن أقول إنه ليس المسيحيون فقط هم من يغادرون، بل المسلمين أيضاً. من الطبيعي أن هناك خطراً كبيراً لمغادرة المسيحيين لهذه الأراضي وأن نخسر وجودهم هناك، وعلينا القيام بكل ما في وسعنا من أجل مساعدتهم على البقاء. الطريقة الرئيسية للمساعدة تكون من خلال وضع نهاية للحرب والعنف اللذين يتسببان بهذه الهجرة الجماعية. لذا، فإن الأولوية هي القيام بكل ما يمكن من أجل وقف العنف وإيجاد إمكانية حقيقية للبقاء معاً للمستقبل. ماذا يمكننا فعله ضد الحرب؟ بالطبع يمكننا دائماً نشر رسالة السلام، يمكننا أن نوضح أن العنف لا يحل أبداً المشاكل ويمكننا بناء قوى السلام. إن عمل الصحافيين مهم هنا إذ يمكنهم المساعدة كثيراً من خلال إظهار أن العنف يهدم ولا يبني وأنه لا يعود بالنفع على أحد. ثم يمكن للتصرفات المسيحية أن تساعد، أن نحيي ايام صلاة من أجل الشرق الأوسط، للمسيحيين والمسلمين، لكي نظهر إمكانيات الحوار والحلول. أعتقد أيضاً أنه يجب وضع نهاية لاستيراد السلاح التي من دونها، لا يمكن للحرب أن تستمر. فعوضاً عن استيراد السلاح، والذي هو خطيئة كبرى، علينا أن نستورد أفكار السلام والإبداع، علينا إيجاد وسائل للقبول بكل شخص باختلافه، علينا بالتالي أن نظهر أمام العالم الاحترام الذي تبديه الأديان تجاه الأديان الأخرى، واحترام الشخص لأنه من خلق الله، وحبّ الجار الذي هو رئيسي لجميع الأديان. بهذه الطريقة، ومن خلال استخدام جميع الوسائل الممكنة، بما فيها المساعدة المادية، علينا المساعدة على وضع نهاية للحرب والعنف لكي نتمكن جميعنا المساعدة في إعادة بناء الدولة.

الأب لومباردي: حضرة الأب الأقدس، تحملون معكم إرشاداً رسولياً موجّهاً لجميع المسيحيين في الشرق الأوسط. إنهم فئة تعاني اليوم. إلى جانب الصلاة ومشاعر التضامن، هل ترى خطوات صلبة يمكن أن تقوم بها الكنائس والكاثوليك في الغرب، خاصة في أوروبا وأميركا من أجل دعم أشقائهم في الشرق الأوسط؟

الأب الأقدس: أقول إننا نحتاج لأن نؤثر على الرأي العام والسياسيين من أجل إعلان التزام حقيقي مستخدمين جميع مصادرهم وفرصهم وبإبداع حقيقي لصالح السلام وضد العنف. يجب ألا يأمل أحد بجني شيء من العنف، على الجميع المساهمة إيجابياً. بهذا المعنى نحن أمام واجب حقيقي للتحذير، التثقيف والتنقية. وأكثر من ذلك، فإن على جمعياتنا الخيرية أن توفر مساعدات مادية والقيام بكل ما بوسعها. لدينا جمعيات مثل جمعية "فرسان القبر المقدس" وتحديداً من أجل الأرض المقدسة، لكن جمعيات أخرى بإمكانها توفير مساعدات مادية، سياسة وإنسانية في هذه الأراضي. أريد أن أقول مرة أخرى إن إشارات تضامن واضحة، أيام صلاة عامة، وغيرها من التصرفات الشبيهة، يمكنها أن تجذب انتباه الرأي العام وتؤدي لنتائج ملموسة. نحن مقتنعون بأن الصلاة فاعلة، إذا أقيمت بإيمان صادق فإنها ستترك آثاراً.

 

عون إن سأل عن الحرس الثوري "شاهد ما شافش حاجة"

 مصطفى علوش/المستقبل

"وليس يصح في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل" (المتنبي)

رائعة هي مسرحية عادل إمام "شاهد ما شافش حاجة" واعتقد أن الكثيرين من أبناء جيلي شاهدوا هذه المسرحية مراراً وتكراراً، ومع ذلك فإن معظم مشاهديها لا تزال تثير سيلاً من الضحك المتواصل. وأكثر ما كان يثير الضحك هو تعابير وجه عادل إمام التي توحي بالغباء المفرط، لتأكيد براءة الشاهد وسذاجته عندما دفع الى الحديث عن قضية شاهَدَ بعض فصولها ولكنه لم يفهم منها شيئاً.

لست أدري لماذا تذكرت عادل إمام في مشهد "العته" عندما شاهدت العماد ميشال عون منذ أيام وهو يقول بأنه لم ير أحداً من الحرس الثوري.

لقد كانت تعابير وجه الجنرال تشبه إلى حد التطابق تعابير وجه عادل إمام في ذلك المشهد أمام الكاميرات يردد كلمات "ممغمغة" ومفككة أساسها استهبال الناس الذين يقولون:"الجنرال قلبو طيب وصادق"!

ما فهمته أنا من الجنرال هو أن دليله على وجود الحرس الثوري الإيراني في لبنان هو أن يأتي إليه أحدهم لابساً البدلة العسكرية ذات اللون السكري المنقط، الخاصة بالباسدران، ليلقي عليه التحية العسكرية ويتحدث إليه بالفارسية مقدماً له آيات التعظيم والتبجيل لكون الجنرال أصبح من "آل البيت" لمواقفه العظيمة في دعم المقاومة.

ومع ذلك، فقد يقول الجنرال ان عليه قبل أن يقتنع بوجود الحرس الثوري أن يتحقق من هوية من شاهده فقد يكون عنصراً من تيار المستقبل أو القوات اللبنانية متنكراً في زي المناضلين.

مسرحية هزلية ولا شك ولكنها تنتسب إلى صنف الكوميديا السوداء التي قد تثير القرف أو الأسى بدل الفرح والسرور، فبطلها ليس مسطولاً ولا بريئاً وإن تصنع البراءة، فهو أصبح جزءاً من مشروع عنوانه أن "يذهب لبنان وشعبه إلى الجحيم إن لم يكن ملكي أنا"! والواقع هو أن الحرس الثوري هو من أعاد إنتاج وجود العماد عون كما أنتج المئات من الشخصيات التافهة والركيكة الأخرى على كامل التراب اللبناني من زعماء أحياء وبلطجية شوارع إلى صحافيين وإعلاميين، إلى سياسيين ومقاومين زائفين.

كيف تواجد الحرس الثوري في لبنان؟

الاستنتاج المباشر لقول الجنرال هو أن الجنرال جعفري، قائد الباسدران المنتشر في الكثير من أنحاء العالم، كاذب أو على الأقل "أهبل" في إعلانه وجود رجاله في لبنان وسوريا، مع العلم أنها لم تكن التصريحات الأولى له ولمن سبقه بخصوص الموضوع نفسه.

ولكن هل يحتاج الحرس الثوري اليوم لأن ينشر عناصر إيرانية في لبنان في وقت شعر فيه رئيسه أحمدي نجاد بأنه في مقاطعة إيرانية عندما زار لبنان في ظل هتافات الحشود "خوش أماديد" وعندما غنت له فرقة المقاومة الموسيقية واصفة إياه بكونه "رؤى الأمم؟!".

الواقع هو كالآتي: ابتدأ التنسيق مع مشروع ولاية الفقيه منذ بدايته في إيران في العام ، وكان الهدف نقل التجربة الثورية الإسلامية إلى لبنان لتوحيد المناضلين تحت راية واحدة، ومن المعروف أن آخرين كانوا على صلة مع هذا المشروع قبل سنوات من ذلك التاريخ. وقد تبجح أيضاًً أحد اللبنانيين (أنيس نقاش) بأنه هو من كان وراء فكرة إنشاء الحرس الثوري في إيران.

لا يمكن تأكيد مدى وجود حراس الثورة في لبنان قبل الاجتياح الإسرائيلي سنة ، فقد كان بحسب المعطيات الموثقة بتعاون مع الرئيس الراحل ياسر عرفات. لكن تدفق هؤلاء إلى لبنان أصبح واضحاً مع الاجتياح، وأتى يومها في ظل تضعضع الوجودين السوري والفلسطيني في لبنان.

وبحسب تصريحات واضحة من قبل مؤرخي "حزب الله"، فقد كانت هذه المجموعات نواة الحزب وكان ولا يزال الكثير من العسكريين يحملون رتباً عسكرية على مختلف المستويات في الحرس الثوري. وبحسب المعلومات فإن المئات من هؤلاء "تلبننوا" بعد ذلك وتزوجوا وكونوا عائلات وتجنسوا، ولا أعتقد أن الجنرال وأتباعه اليوم قادرون على تفريقهم عن باقي "اللبنانيين"من جمهور المقاومة.

أما بعد ذلك، فإن آلافاً من اللبنانيين المنضوين تحت لواء المقاومة تمت تربيتهم في مزارع تفقيس إيرانية على أساس الانتماء إلى مشروع ولاية الفقيه من خلال معسكرات تدريب وتثقيف لم تنقطع على مدى ثلاثة عقود يذهب خلالها "المتطوعون" إلى إيران التي تحولت إلى "الأم الحنون" بعد أن كانت هذه صفة فرنسا يوماً ما.

عدا عن ذلك فقد سيطر فكر ولاية الفقيه بشكل حاسم على معظم الحوزات العلمية في لبنان فتخرج المئات من رجال الدين المعممين والمفوّهين الذين أصبحوا يعتبرون الالتزام بمشروع ولاية الفقيه الإيراني جزءاً من التشييع فعمموا هذا الفكر على جمهور المقاومة. ولا يزال يرن في أذنيّ تصريح أحد أحبار "حزب الله"، ابراهيم أمين السيد عندما سئل عن علاقة حزبه بإيران فقال: "نحن إيران في لبنان، ونحن لبنان في إيران"، وتصريحات لعشرات من المسؤولين الإيرانيين حول الاستيلاء على لبنان وعن اعتبار لبنان موقعاً متقدماً للدفاع عن إيران وعن اعتبار "حزب الله" جزءاً من المنظومة العسكرية الإيرانية. ويكفي أيضاً أن نراجع كيف استعمل لبنان منطلقاً للإرهاب وخطف الطائرات والأجانب وكم تحمّل من الدمار والقتل في معارك لتثبيت سلطة الولي الفقيه على القرار الشيعي أولاً وعلى السلطة في لبنان ثانياً وكله تحت شعار واحد اسمه المقاومة وحزب المقاومة.

لذلك، وبصراحة، لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد الحديث اليوم عن وجود الحرس الثوري بصفة مستشارين أو خبراء أو مقاتلين, فالحرس الثوري موجود في السلطة من وزراء ونواب وفي المؤسسات الأمنية والإدارات وبالطبع على الأرض من خلال فيلق عسكري كامل اسمه "حزب الله". الجنرال جعفري قال الحقيقة كما هي أما الجنرال عون فربما أنه تعلم فن التقية.

 

الحبل السري للمالكي في سوريا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

كيف عادت قوات الأسد إلى الوقوف على قدميها بعد أن فقدت سيطرتها على معظم الأراضي السورية، وبعد أن دخل الثوار العاصمة دمشق؟ السر في العراق الذي لعب دور الممول المالي والنفطي والمعبر البري. وبعد أن تمكن الثوار السوريون من إغلاق المنفذ الحدودي البوكمال مع العراق بعد استيلائهم عليه، قطعوا الحبل السري وتوقف طابور الشاحنات. إنما فتح العراق أجواءه للطائرات الإيرانية، فأقامت إيران بالتعاون مع المالكي أسطولا جويا أعاد الحياة لقوات الأسد. إذن العراق يلعب دورا مهما في الحرب ضد الشعب السوري، هذا ما تؤكده المعلومات التفصيلية المدعومة برصد الاتصالات العراقية مع الطائرات العابرة، والمدعومة بمعلومات عن الاتفاقيات الثلاثية بين إيران وسوريا والعراق.

بهذا أصبح المشهد السياسي واضحا في انقساماته؛ دول في صف الشعب السوري الثائر، مثل السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا، ودول مع نظام بشار الأسد، مثل حكومات إيران والعراق، وبدرجة أقل السودان والجزائر. لكن لماذا يلعب العراق دورا بالغ الخطورة مع جارة نظامها يتهاوى وسيسقط؟ ربما بسبب الضغوط الإيرانية عليه أو رغبة قيادته السياسية، وتحديدا رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي وصل لمنصبه بفضل إيران التي ضغطت على بقية الأحزاب الشيعية التي كانت ترفض توزيره واضطرت لإعطائه أصواتها. ومن الطبيعي أن تؤول الأمور إلى ما هي عليه اليوم، أي أن يسدد المالكي فواتيره للنظام الإيراني الحليف، على الرغم مما قد يعنيه من مخاطر جمة على العراق وعلى حكومته الهشة. وبسبب تزايد طلبات إيران من بغداد، نتوقع لاحقا أن تخرج حكومة المالكي من صندوق ثيابها، وتكشف عن قناعها الذي لبسته طويلا، لتعترف بتحالفها مع طهران، الذي حولها إلى مجرد أداة للإيرانيين ومحفظة مالية لنشاطاتهم، وهذا ما كنا نظنه وكان الجانب الأميركي يستبعده. فقد اعتبروا تعاون المالكي مع الإيرانيين من ضرورات اللعب السياسي، وليس تحالفا. الآن يرون التصاقا شديدا يغسل أموال نفط إيران، ويدعم الأسد ماليا، ويفتح الممرات الجوية لدعم القوات السورية. عمليا رئيس الوزراء العراقي يضع نفسه هدفا في مرمى كثير من دول العالم!

على المالكي أن يعي حقيقة الوضع في سوريا وحقيقة الأسد. لا يمكن بأي حال أن يبقى الأسد في الحكم بسبب ضخامة الجرائم التي ارتكبها. وثانيا لأن كل من يستخدمه الأسد تلحقه اللعنة، والشواهد كثيرة أمامه في لبنان. وحتى مع هذه الصحوة اللحظية لنظام الأسد، فإنه يتهاوى ولن يستطيع البقاء طويلا. لقد أطال المالكي في عمر الأسد، بعكس الأسد الذي كان يعمل في السنوات الماضية على تقصير عمر النظام العراقي، من خلال تبنيه «القاعدة» والجماعات العراقية المسلحة التي كانت تتخذ من سوريا مقرا لها. هذا التناقض يمكن أن يفهم فقط في إطار السياسة الإيرانية التي كانت تريد الهيمنة على العراق، مرة من خلال سوريا باستخدام الجماعات المسلحة، ومرة لاحقة باستخدام المالكي الذي تحول إلى مجرد بيدق تلعب به.

والرئيس السوري الذي يسير على خطى الإيرانيين، يحاول مثلهم استمالة المصريين إلى جانبه. والمثير للضحك الحديث المنسوب إليه في «الأهرام الأسبوعي». فالأسد اتهم السعوديين بأنهم وراء حرب وهزيمة 1967، في حين أن عمره حينها كان نحو 10 سنوات فقط، فكيف يجزم بشيء كهذا؟! والذي يثير السخرية أن أباه حافظ الأسد كان وزير الدفاع ويفترض أنه من أدار المعركة وسبب الهزيمة. وقد كان موقف الأب مشبوها بعد الهزيمة، لدرجة اصطدامه مع حاكم سوريا الفعلي صلاح جديد «حيث انتقد صلاح جديد أداء وزارة الدفاع خلال الحرب، وخاصة قرار سحب الجيش وإعلان سقوط القنيطرة بيد إسرائيل قبل أن يحدث ذلك فعليا». تآمر الأسد في الحرب على بلده، وتآمر على قائده، واستولى على الحكم في انقلاب. هذا هو تاريخ حافظ الأسد وتاريخ هزيمة 1967. في مصر، عاقب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزير دفاعه عبد الحكيم عامر الذي وجد مقتولا، أو منتحرا، في زنزانته. أما في سوريا، فإن وزير الدفاع المهزوم كافأ نفسه بالاستيلاء على الحكم ورئاسة الجمهورية!

كيف لبشار أن يفتح سيرة هزيمة 1967، وهي أكبر فضيحة في تاريخ أبيه وتاريخ عائلته؟!

 

دروس من لعبة حرب افتراضية إيرانية ـ أميركية

ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

ربما لم تكن لعبة الحرب الأميركية - الإيرانية سوى «ضباب من المحاكاة»، لكن من أكثر الجوانب المثيرة للرعب فيها، والتي ظهرت خلال الأسبوع الحالي، هو فشل كل طرف منهما في حساب رد فعل الطرف الآخر، واتجاهه نحو الحرب على الرغم من اعتقاد اللاعبين أنهم يتبنون خيارات تحجمها القيود. ونظم كينيث بولاك، زميل رفيع المستوى في مركز «سابان» لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد «بروكينغز»، الأفعال الخاصة بالجانب الإيراني. وشارك في المحاكاة مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى منهم صناع سياسة في واشنطن، وخبراء إيرانيون - أميركيون بارزون ويقومون بالدور الإيراني في المحاكاة. وسمح لي بالمراقبة شريطة أن لا أذكر أسماء المشاركين. الخلاصة التي خرجت بها هي أن اللعبة أوضحت كم فشل كل طرف في قراءة الإشارات التي يرسلها الطرف الآخر بسهولة. وكان لا يفصل بين هؤلاء اللاعبين سوى ردهة في مركز أبحاث بواشنطن، لا نصف العالم. وكانت إساءة الحكم على الأمور هي السمة الأساسية لهذه اللعبة، فكل طرف كان يظن أنه يختار من بين خيارات محدودة، لكن كان يتم تفسير الخطوات التي يتخذها كل منهما بأنها تجاوز للخطوط الحمراء. وثبت أن الهجمات كانت مهلكة إلى درجة أكبر من المتوقع، ولم يتم التقاط الإشارات، وتم تجاهل محاولات فتح قنوات تواصل، وأدت الرغبة في الظهور بمظهر الطرف الصارم إلى أفعال لم تكن نتيجتها مرغوبا فيها من أي طرف من الأطراف.

لنقم بجولة داخل تجربة المحاكاة لمعرفة كيف تعثر كل فريق في صعوده للسلم. وتم ضبط توقيت أحداث هذه اللعبة لتكون في يوليو (تموز) عام 2013، وقامت على بعض الافتراضات الكبيرة، منها إعادة انتخاب الرئيس أوباما، واستمرار جمود مفاوضات مجموعة الخمسة زائد واحد وعدم توجيه إسرائيل ضربة أحادية الجانب ضد إيران.

وأضاف المتحكمون في اللعبة بعض التفاصيل الساخنة مثل استمرار اغتيال علماء إيرانيين واختراع الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا سلاحا إلكترونيا جديدا.. الاسم الكودي لهذا السلاح الافتراضي هو: «ناشونال باستايم» (الماضي القومي) لقطع الكهرباء عن المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية. حتى في تلك الحالة، كان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية يعتقد أن أميركا لم تكن سوى نمر من ورق، حيث قال للمساعدين الأميركيين: «لقد أنهك الأميركيون من القتال، حيث يقودهم رجل ضعيف ليست لديه القدرة على خوض الصراع».

على الجانب الآخر، كانت إيران تحرز تقدما في برنامجها النووي، حيث كان لديها تصميم مبدئي لسلاح، وفي غضون فترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر كان لديها من اليورانيوم عالي التخصيب ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين. وبدأ القتال في السادس من يوليو (تموز) بعملية إرهابية إيرانية، تم خلالها استخدام قنبلة لتدمير فندق سياحي في أوروبا، مما أسفر عن مقتل 137 شخصا أغلبهم من الأميركيين، ومن ضمنهم عالم نووي أميركي كان يقضي إجازته. وكان حجم الدمار الذي لحق بالفندق يفوق توقعات الإيرانيين. وأوصى الفريق الأميركي بضرورة وجود تحركات انتقامية قوية لتحذير إيران من أنها قد تعدت «حدودا غير مقبولة». وقامت الولايات المتحدة بقصف معسكر تابع للحرس الثوري في شرق إيران، كما شنت هجوما إلكترونيا أدى إلى تعطيل الكهرباء في 40 منشأة أمنية إيرانية، وحذرت عناصر إيرانية في 38 دولة مختلفة من أنهم معروفون ومعرضون للهجوم. ومع ذلك، اشتكى قادة عسكريون أميركيون من أن هذه التحركات التدريجية لا ترتقي إلى التدابير التي يتعين اتخاذها ولا تحقق الأهداف المرجوة.

واهتز الفريق الإيراني بقوة عقب القصف الأميركي على طهران، وتعدى هذا الهجوم الخط الأحمر بطريقة لم يكن يتوقعها الجانب الأميركي. ورفض اللاعبون الإيرانيون رسالة سرية من أوباما، تسلموها عن طريق روسيا، تحذرهم من «عواقب وخيمة» إذا لم يتم إيقاف البرنامج النووي الإيراني، ووصف وزير الدفاع الإيراني الافتراضي هذه الرسالة بأنها «خدعة». وكان الإيرانيون يريدون الرد بقوة، ولكن ليس بالدرجة التي تتسبب في شن هجوم على منشآتهم النووية. ثم قام الفريق الإيراني بشيء ثبت فيما بعد أنه خطأ قاتل، فبعدما رفض أكثر الخيارات عدوانية (مثل مهاجمة مقر الأسطول الخامس في البحرين)، فضل القيام بإجراءات محدودة، مثل «زرع الألغام بشكل عشوائي» في مضيق هرمز و«مضايقة» السفن الأميركية في الخليج العربي. وتخلص الإيرانيون من نصف مخزونهم من اليورانيوم، في إشارة إلى أنهم لا يزالون على استعداد للتفاوض، ولكن الولايات المتحدة لم تفهم تلك الرسالة. وردا على ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأميركي الافتراضي: «لقد تجاوزوا الخطوط الحمراء»، مشيرا إلى أن الإيرانيين قد أخطأوا عندما قرروا إغلاق مضيق هرمز والهجوم على السفن الأميركية. ونتيجة لتزايد تلك التوترات، ارتفعت أسعار النفط لتصل إلى 200 دولار للبرميل.

وكانت الخيارات العسكرية الأميركية قاسية للغاية، حيث كان الخيار الأول يتمثل في إعادة فتح المضيق بالقوة وتحذير إيران بإيقاف برنامجها النووي في غضون 24 ساعة، في حين كان الخيار الثاني هو ضرب المنشآت النووية الإيرانية بالتزامن مع إعادة فتح المضيق، ويبدو أن المنطق العسكري كان يميل إلى الخيار الثاني. وفي نهاية المطاف، جاء تصويت الفريق الأميركي بنسبة 5 إلى 3 لصالح شن هجوم لتعطيل البرنامج النووي وتدمير الدفاعات الساحلية. وكان اللغز الذي لم يجد الأميركيون حلا له يتمثل في كيفية وقف الصراع، بمجرد أن يبدأ، حيث يسعى الإيرانيون من جانبهم إلى استنزاف الولايات المتحدة في صراع طويل. وخلص بولاك إلى أن الدرس المستفاد من هذه العملية هو أن «الحسابات الخاطئة الصغيرة يمكن أن تتنامى بسرعة كبيرة».

* خدمة «واشنطن بوست»

 

مع العرب: ممنوع الصراحة

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

لا يوجد أي صانع قرار في عالمنا العربي يحب الحقيقة المجردة أو التقييم المباشر لما يقول أو يفعل! صانع القرار سواء في السياسة أو الاقتصاد أو رؤساء الشركات في البزنس أو المشاهير من كتاب وفنانين ورياضيين يحبون دائما دغدغة مشاعرهم و«تدليل» الأنا العليا - وأحيانا - السفلى المتضخمة لديهم! بعد صناعة قرار أو إلقاء كلمة أو تمثيل فيلم أو غناء أغنية أو إنهاء مباراة كرة قدم نحب أن نسمع إلى «رأي الآخرين» فيما أنجزناه. «ورأي الآخرين» في التعريف الدولي هو تقييم من وجهة نظر أخرى يحتمل الصواب أو الخطأ ويحتمل الإطراء أو الانتقاد، ويحتمل أن يكون ودودا أو عدائيا. أما «رأي الآخرين» من وجهة النظر العربية فإنه من المتوقع حينما أسألك «وإيه رأيك»؟ نتوقع: «إيه الجمال ده.. إيه الحلاوة دي»!! نحن نسأل الحلقة الضيقة المحيطة بنا، وهم في أغلب الأحيان إما أشخاص نحن نرأسهم وظيفيا أو يعملون لدينا، أو لدينا سلطة عائلية أبوية عليهم، كي نحصل على الإطراء والإعجاب منهم. الإنسان العربي بطبعه لم يتربَ على قبول الآخر أو قبول الخلاف والاختلاف، ولكن على أحادية الرأي. وإذا كان الرأي أحاديا، فالأفضل - بالطبع - أن يكون معنا وليس ضدنا، يطري علينا ولا ينتقدنا. وأذكر أنني شاهدت على مدار تجربتي المحدودة عدة مواقف تدور حول ذات الموقف على الرغم من اختلاف الزمان والمكان والأبطال. المرة الأولى حينما انتهى العرض الأول لفيلم بطولة نجم كبير وشهير وذهبنا جميعا لتناول العشاء احتفالا بالفيلم، وما كان من «البطل» الذي يريد أن يحصل على نوع من «المساج المعنوي» إلا أنه طرح على أحد كبار النقاد السينمائيين سؤالا حول رأي الناقد في الفيلم. ويبدو أن الناقد صاحبنا قد أثر عليه شراب عصير العنب «إياه» ففقد حاسة «النفاق العربي» المعتادة، فرد على الفور وبصوت عال: «فيلمك زي الزفت، والمخرج زي الزفت، وأنت يا باشا زفت في زفت»! وانقلب العشاء بالطبع إلى سرادق عزاء! والحالة الثانية حينما انتهى رئيس الوزراء في دولة عربية من مقابلته التلفزيونية على الهواء، وقبل أن تنتهي موسيقى نهاية البرنامج، نظر إلى أحد مساعديه وسأله: «ما هو رأيك في المقابلة؟»، ثم أضاف مبتسما: «بالتأكيد أنت سعيد لأنني أجهزت على المذيع بالضربة القاضية؟». رد المساعد الشجاع: «لا يا سيدي، لقد مزقك المذيع تمزيقا لأنك تهربت من الإجابة على أي سؤال». النموذج الثالث الذي عايشته هو ما قام به جمهور كرة القدم مع أحد اللاعبين المشهورين حينما قابلهم صدفة أمام أحد المقاهي الشهيرة في وسط القاهرة وسألهم: «شفتم الحكم ابن الـ (...) اللي ما حسبش الجوون اللي أنا جيبته؟». فما كان من الشباب إلا أن قالوا له: «جوون إيه يا كابتن انت متسلل يعني أوف سايد»!! الحقيقة أو الرأي الآخر أو النقد ليس من ثقافتنا. بعض الحكماء الذين عرفتهم نصحني ليس كل الناس يصلحون لأن تصارحهم بالحقيقة، كل الحقيقة، ولا شيء غيرها!!

 

أختان" وبئر وماء عجائبي وموارنة مؤمنون "سيدة البير" : يوبيل للكبيرة وألفية للصغيرة

كنيسة سيدة البير في سن الفيل

يوبيل... وألفية وبئر تشهد لايمان موارنة مؤمنين.يوبيل... وألفية وبئر تشهد لايمان موارنة مؤمنين.

هالة حمصي/النهار/

من مئة عام في 14 ايلول 1912 تحديدا، حصل ذلك: "كنيسة سيدة البير" احتفلت بقداسها الاول، بعد تشييدها عامذاك. انها "الكبيرة"، كما تُميَّز، لان ثمة اخرى صغيرة، على "كتفها"، تحمل الاسم نفسه، وهي اثرية تختزن فيها الف عام على الاقل، وفقا للتقديرات. وبين الاختين، بئر وايمان ورع وصلوات رفعها هناك اهال على مر القرون الى مريم العذراء... واستجيبت. 

انه اكثر من يوبيل، واكثر من الفية. انها استعادة لتاريخ مسيحيين، لجذورهم الضاربة في لبنان. فالكنيسة الاثرية تُعتَبر "اقدم كنيسة مارونية على الساحل، اذ يعود تاريخ بنائها الى ما بين عامي 751 و791"، يفيد كاهن رعية سن الفيل المارونية الخوري جورج شهوان. والحاجة الى كنيسة اكبر مع تزايد ابناء الرعية هي التي اوجبت بناء اخرى، "عند شمال الصغيرة"، عام 1912، في عهد الخوري "الشهيد" يوسف الحايك. ولحاجات الرعية المتنامية، تم توسيع الاخيرة عام 1960. واذا كانت الاختان تحملان اسم "سيدة البير"، فذلك نسبة الى البئر الموجودة في المكان... بينهما. ويروي شهوان "ان الاهالي كانوا يؤمنون بان ماء البئر عجائبي، وكانوا يعمدون الى انزال اولادهم فيها، ايمانا منهم بان من سيبصرون النور بعدهم ستكتب لهم الحياة، بشفاعة السيدة العذراء". ولعل ما كتب الله ايضا للرعية "نِعَما اغدقها عليها، اذ تحولت على مر الاعوام منبتا للدعوات الكهنوتية. فكل سنة، لدينا دعوة او دعويان اكليريكيتان، بما جعلها تستحق اسم مشتل الدعوات الكهنوتية"، على قوله.

كان مقررا ان تنطلق احتفالات يوبيل الكنيسة الكبيرة في 14 ايلول. لكن وصول البابا بينيديكتوس السادس عشر الى بيروت في اليوم نفسه أوجب استباق الموعد باسبوع، فكانت الانطلاقة في 8 ايلول، عيد مولد السيدة العذراء. وفي البرنامج، نشاطات كثيرة دينية وثقافية وموسيقية وفنية... تمتد طوال سنة بكاملها. والسنة قُسِّمت 3 مراحل، وفقا لما يشرح المسؤول عن لجنة اليوبيل نجيب زوين. "الاولى من 8 ايلول 2012 الى 5 كانون الثاني 2013 حول مريم المؤمنة، الثانية من 6 ك2 الى 11 ايار عن مريم الشاهدة، والثالثة من 12 ايار الى 14 ايلول عن مريم الخادمة". ويقول: "اردنا ان تكون سنة اليوبيل سنة كاملة من الاحتفالات، كي يكون لنا الوقت الكافي للرجوع الى ايماننا الحقيقي وصفاء ذهننا وتعاليمنا المسيحية، ونعيش الايمان والمحبة والرجاء".

ولان السيدة العذراء هي شفيعة سن الفيل "من اكثر من الف عام، رغبت اللجنة في ان تستوحي من حياتها نشاطات السنة اليوبيلية"، يقول زوين. ومن خلال "مشاريع كثيرة"، تختبر الرعية عيش حياة "مريم النموذج"، وتتذكر ايضا كل من بنوا وساهموا، اي "اصحاب الايادي البيضاء، الى غيره من الامور". ويضيف: "نقتدي بنموذج مريم، ونسأل الله ان ننقل هذا القدر من المحبة الذي وصل الينا من اجدادنا الى ابنائنا واحفادنا... نحتفل باليوبيل، وفي الوقت نفسه نبني لابنائنا... ومشاريعنا مستمرة".

في اليوبيل، تبقى الكنيسة الاثرية أيضاً في صلب الاهتمام، اذ لها مشروعها الخاص القاضي باعادة اظهار معالمها التاريخية والدينية، باشراف مديرية الآثار، على ان تُزال الطبقة التي بنيت فوقها لحاجات الرعية. ولكن قبل ان تَكشِفَ الصغيرة اسرارها، ستصير "مذودا للطفل يسوع" في عيد الميلاد... وستكون فريدة من نوعها.

 

عون وضع حجر الاساس لمشروع سكني في المكنونية وزار سراي جزين: لا أحد يريد تجاوز مهمة الجيش اذا جهز عدة وعتادا لمواجهة اسرائيل

وطنية -جزين- 22/9/2012 زار النائب العماد ميشال عون في اطار جولته الجزينية سراي جزين، بعد وضع حجر الاساس لمشروع سكني في المكنونية تعده البلدية لمساعدة الاهالي، وكان في استقباله النائبان زياد اسود وميشال الحلو، محافظ لبنان الجنوبي نقولا ابو ضاهر، قائمقام جزين هويدا الترك، رئيسا اتحادي بلديات جبل الريحان واقليم التفاح، رؤساء بلديات، منسق التيار الوطني الحر، منسق التيار في قضاء جزين، مخاتير، اعضاء المجالس البلدية في اتحاد بلديات جزين، رؤساء الاقسام والمكاتب في سراي جزين واعضاء لجان الاتحاد.

وعقد اجتماع مع رؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء الاقسام في السراي وحشد من الحضور.

حرفوش

بعد النشيد الوطني تحدث رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين خليل حرفوش وقال: "نتشرف اليوم باستقبالكم في منطقتكم جزين، كما تعلمون لقد اطلقنا في شباط الماضي خطة انمائية استراتيجية، شعارها المحافظة على الارض وبناء المستقبل"، هدفها تحويل المنطقة الى منطقة نموذجية تحترم فيها الطبيعة، وتنمو تنمية مستدامة، وحيث المواطن يحترم اخاه المواطن ويحترم ايضا وخاصة الارض التي انجبته ويعطيها لتعطيه". وأضاف: "في الاصلاح تمكنا من بناء مؤسسة فاعلة في المجتمع المدني عنوان عملها الشفافية والاستقامة، وعدم التمييز بين مواطن واخر، بعيدة عن الزواريب السياسية، تملك رؤية واضحة انها مؤسسة تبني انه اتحاد يجمع. وفي التغيير، وضعنا شرعة المواطن الجزيني نحثه فيها على المشاركة في الانماء والانفتاح على الاخر والمحافظة على الارض. انها دعوة الى التغيير في التفكير من تفكير احادي شخصي، الى اخر جماعي يعنى بالمصلحة العامة. اما عمليا، فيما يتعلق بالمشاريع المقبلة، فانني اعلن اليوم وامامكم عن اطلاق خمس مناقصات في شهر تشرين الاول.

- مناقصة لانشاء معمل لفرز ومعالجة النفايات. وهنا اشكر بلدية جزين رئيسا واعضاء على التعاون.

- مناقصة ثانية لانشاء مركز تكسير وتوضيب الصنوبر.

- مناقصة ثالثة لتأهيل الملاعب الرياضية في كل القرى.

- مناقصة لمشاريع بنى تحتية وتجميلية في كل البلدات.

- مناقصة لمشروع تأهيل وتجميل مدخل قضاء جزين في كفرجرة.

وتجدر الاشارة ايضا الى اننا نتعاون مع وزارة الطاقة والمياه لانشاء شبكات ري، تأهيل شبكات مياه الشفة، خزانات مياه وحفر ابار ارتوازية وذلك بتوجيه مباشر من معالي الوزير جبران باسيل.

اما على صعيد الزراعة، فقد اسسنا مؤخرا تعاونية لمزارعي الزيتون سوف تعمل ابتداء من الشهر المقبل على مساعدة المزارعين تقنيا، بالاضافة الى توضيب وتعليب وتسويق الزيت، كما سوف نقوم بتأسيس تعاونيات زراعية مدعومة من الاتحاد لمختلف الزراعات الجزينية دون ان ننسى الشراكة التي بنيناها مع الجمعية التعاونية الانمائية في قضاء جزين - عازور".

واردف حرفوش: "في موضوع بيع الاراضي لقد اتخذنا اجراءات محلية في القرى ومركزية في الاتحاد لوقفها، وقد بدأنا نلمس بعض التحسن خصوصا بعد انشاء اللجنة الفنية في الاتحاد التي تراقب جميع رخص البناء".

وختم شاكرا "جميع رؤساء البلديات فردا فردا لتعاونهم الكامل والمستمر دون ان انسى لجان الاتحاد، اللجنة الثقافية اللجنة الرياضية، اللجنة الفنية ولجنة الشباب، التي اظهرت مدى قدرة المجتمع المدني على الانخراط في العمل الانمائي اذا افسحنا له المجال.

الشكر ايضا الى سعادة المحافظ وسعادة القائمقام اللذين يسهلان معاملاتنا ويتعاونان معنا الى اقصى حد.

واشكر خاصة سعادة النواب الذين يقدمون لنا كل الدعم اللازم، ويبقى اتحادنا في ما بيننا، نحن المسؤولين ضروريا للنجاح في مهمتنا.

دولة الرئيس،

هذا كله ماكان ليتحقق لولا دعمكم المستمر وغير المشروط الا بعملنا الدؤوب في سبيل ازدهار هذه المنطقة".

عون

بدوره ألقى العماد عون كلمة قال فيها: "نحن مهتمون لكل شيء يخص مدينة جزين انمائيا وابرزها:

- الاهتمام بشبكة الطرقات واهمها طريق كفرحونة، جزين، حيث بلغت تكاليفها حوالى 6 مليار وكذلك نطلب المساعدة من التنظيم المدني ووزارة البيئة والاشغال.

- محطات الكهرباء حيث سيتم انشاء محطات في بلدة البشية والريحان، محطات تحويل كفرفالوس - عين مجدلين، دراسة توزيع مياه الليطاني في سد بسري، انشاء مضخات من مياه السد حيث اقمنا عدة مشاريع بالتعاون مع الشؤون الاجتماعية بلغت 20 مشروعا مشتركا.

- العمل على تصحيح الاوضاع في المستشفى الحكومي واعادة النظر من المخصصات في الاستشفاء الخاص والحكومي.

- تنفيذ منشآت الصرف الصحي في بلدة ريحان بحدود 270 مليون دولار.

- اعيد تركيب اعمدة جديدة حيث بلغت حوالى 500 عامود كهربائي بالاضافة الى 12 محطة كهربائية.

- اقيمت عدة شبكات لتوزيع مياه الشرب في معظم الاقضية وممولة من مياه لبنان الجنوبي.

وأضاف: "همنا ليس فقط جزين وانما كل الجنوب على مستوى الوطن"، داعيا الجميع الى "التفاهم من اجل لبنان لان اسرائيل لاتزال تهدد لبنان ليس فقط بضرب ايران وسوريا بل بضرب حزب الله الذي بقدراته في المقاومة يشكل خطرا على اسرائيل".

كما ذكر انه "ضد اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية" مشيرا الى ان "سلاح المقاومة يؤخذ ويشرع باحتلال الارض" ولافتا الى ان "احدا لا يريد تجاوز مهمة الجيش اذا جهز عدة وعتادا لمواجهة اسرائيل والشي المرهق اقتصاديا والعاجزين عنه ماديا لان اهداف اسرائيل هي قضم الاراضي اللبنانية والاستيلاء على مياه لبنان وتوطين الفلسطينيين".

وقال: "ان قرار السلم والحرب هو بيد اميركا واسرائيل" متسائلا "لماذا يتحدثون دائما على ان ميشال عون وحزب الله اعداء لاميركا بينما هم ينظرون الينا باننا نحن اعداء لهم" مؤكدا انه "يجب ان ندافع عن انفسنا والا حكمنا من الاخرين والدفاع عن الوطن هو الذي يشكل وحدتنا الوطنية".

واشار الى ان "الخطر هو في عدم حصول الانتخابات" مضيفا: "هناك حلان اما القانون الاورثوذكسي او قانون التمثيل النسبي وهو الافضل لانه تتمثل به الاطراف كافة" لافتا الى ان "النظام الاكثري لديه عيوب كثيرة لانه لا يعمل به في دوائر صالحة" مشيرا الى "ان المعترضين على اللقاء الاورثوذكسي هم حلفاء الكتائب والقوات اللبنانية" ومردفا "نحن نفتش على التمثيل العادل بنسبة 85% الشيء الذي رفض من المعارضة الحالية اليوم".

واخيرا قدم حرفوش لعون درعا تذكارية وهو عبارة عن صناعة حرفية جزينية كما قدم له شبيبة اتحاد بلديات جزين درعا تذكارية.

 

الراعي في اليوم الرابع من زيارته الرسولية الى الهند: الكنيسة في الشرق مبنية على صخرتين أساسيتين هما الشركة والشهادة

وطنية - الهند - 22/9/2012 توافق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس أساقفة "الماراسال" الكاثوليكية مار باسيليوس ستيفنس على الخطوط العريضة لمرحلة التعاون المستقبلية بين الكنيستين المارونية والمالانتارية الكاثوليكية، وأكدا أهمية التنسيق والتواصل لوضع نتائج سينودوس الاساقفة الخاص بالشرق الاوسط موضع التنفيذ.

جاء ذلك خلال اللقاء العام الذي جمع الى البطريرك الراعي اعضاء السينودوس كافة مساء امس في دار المطرانية في مقاطعة "تريوفانا" الهندية.

وتبع اللقاء حوار بين البطريرك الراعي والاساقفة، طرحت فيه مواضيع تتعلق بالقضايا المشتركة الكنسية والروحية في إطار الشهادة والشركة في الشرق الاوسط.

وترأس الراعي في اليوم الرابع من زيارته الرسولية الى ولاية "ستيرفا" في الهند قداسا الهيا وفق الطقس السرياني في كنيسة معهد مار افرام المسكوني للدراسات السريانية في مقاطعة كوتاليا، وهو من أهم معالم التراث السرياني ومعترف به رسميا من جامعة المهاتما غاندي الرسمية.

حضر القداس رئيس المالانتار الكاثوليك مار باسيليوس ستيفنس وعدد من الاساقفة.

بعد الانجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "ليكونوا واحدا ليؤمن العالم انك انت أرسلتني" ، أشار فيها الى ان هذا القداس يكمل الصلاة التي نرفعها من اجل وحدة الكنائس، وهي مسؤولية كبيرة سلمنا إياها الرب يسوع، لذلك نحيي جهود كل العاملين في المعهد بهدف وحدة المسيحيين والكنائس. وكما سمعنا في الانجيل فان مصداقية يسوع المسيح مرتبطة بوحدة المسيحيين وهو يبقى مبدأ وحدتهم وتبقى شريعة المحبة هي الاساس، ومجد الله يظهر في وحدة المسيحيين كما قال يسوع "المجد الذي أعطيتني اياه أعطيته لهم" .

وتابع: "لذلك ان هذه الوحدة ليست بمسألة اكاديمية وإنما هي مسؤولية خطيرة تقع على عاتق جميع المسيحيين، والكنيسة في الشرق مبنية على صخرتين أساسيتين هما: الشركة والشهادة بما ترمزان اليه من معان، فالشركة ضرورة لبناء الوحدة والاتحاد بالله ومع بعضنا البعض والشهادة باننا واحد" .

اضاف: "لقد لبينا دعوة رئيس الاساقفة مار باسيليوس زيارة الهند لنشهد للشركة وشاهدنا انفتاح هذه الكنيسة الواسعة على وحدة الكنائس الكاثوليكية وكذلك على باقي الكنائس من مختلف الديانات في هذا البلد" .

وختم الراعي: "هذه الزيارة ستكون بداية مسيرة طويلة بين الكنيستين المارونية والمالانتارية وعنوانها "شركة وشهادة".

وكان الراعي قد استهل يومه بزيارة خاصة الى مستشفى تابعة للكنيسة المالانتارية في مقاطعة "تريدفانا" والتقى الراهبات والرهبان والطاقم الطبي والعاملين فيه ومنحهم بركته الرسولية.

إشارة الى انه في ختام زيارة مقاطعة تريدفانا، اكد مساعد راعي ابرشية المقاطعة المطران فيليبوس استيفانوس ان الزيارة المسكونية التاريخية للبطريرك الراعي الى الكنيسة المالانتارية الكاثوليكية في الهند تركت نقطة ذهبية على صفحة تاريخ الكنيسة المالانتارية الكاثوليكية لسببين: الاول يتعلق بشخص البطريرك الراعي وشخصيته المحببة الى القلوب وتأثر الجميع بمحبته من ابناء هذه الكنيسة، واعتبروه مثالا للصداقة والمحبة والعطف من خلال ما لمسوه من تواضع رافقه منذ لحظة وصوله الى الولاية، كما شعر الناس بحرارة هذا اللقاء مع غبطته.

ولفت استيفانوس الى أهمية اللقاء الذي تمثل فيه الزعماء الروحيون من مختلف الديانات في الهند، إضافة الى كبار المسؤولين والاحزاب، ومنهم مسؤولون في الحزب الشيوعي تعرفوا على البطريرك الراعي وتأثروا بكلمته التي عبر فيها عن أهمية عمل الروح والجسد في آن معا، قائلا "ان عمل الروح يوصلنا الى السعادة الحقيقية لكن عمل الروح والجسد يجب ان يكونا متناغمين للوصول الى ما نصبو اليه من قيم نرتكز عليها في حياتنا المسيحية" .

 

"القوات" - جزين ردت على الاسود: لا يشرف المقاومة اللبنانية ان يتكلم عنها امثالك

وطنية - 22/9/2012 صدر عن المكتب الاعلامي لمنطقة جزين في "القوات اللبنانية" البيان الآتي:

"يطالعنا (النائب زياد) الأسود الداكن عبر مكتبه الاعلامي بين الفينة والثانية بمطالعة أكاذيب محشوة حقدا وضغينة، وعليه يهم المكتب الاعلامي - جزين في القوات اللبنانية، أن يذكر ذاك النائب زياد الأسود أن الأقزام مهما إرتفع شأنها لا تطال نعال الجبابرة، وكيف إذا كان ماردا ومتمردا.

آثر الأسود وبعد كل طلة إعلامية أو كلمة للدكتور سمير جعجع أن يرسل العنان الى مخيلته مطلقا بعض الردود الرخيصة، علما أن الإناء ينضح بما فيه، يهمنا وحرصا على الحقيقة وليس لإشفاء غليل الأسود وإعطائه قيمة بالرد، ان نصحح غيضا من فيض المغالطات والأكاذيب الواردة في بيانه بعد إحتفال القوات اللبنانية بالذبيحة الالهية لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية:

 

فلا يشرف المقاومة اللبنانية ان يتكلم عنها امثالك وانت لا تعرف شيئا عن المقاومة والنضال والمواجهة، لان تاريخك مزدهر بالانهزامية والذمية والتعامل وتسليم رفاقك وعائلتك وارضك، وعبثا تحاول تزوير التاريخ وتاريخ المقاومة اللبنانية المشرف، للتغطية على تاريخك وتاريخ تيارك المغزي المليء بالخيانات والعمالات والصفقات والحروب العبثية والهروب،

ولتذكير النائب الاسود:

1 - من يذوب قضاء جزين في دائرة إنتخابية (صور - صيدا - الزهراني - جزين) يكون حريص على مصلحة المسيحيين؟ أين شعاراتك يا أسود الذاكرة "محاربة المحادل وتهميش الصوت الجزيني، وأرجعنا الحق لأصحابه، وتحرير الصوت الجزيني من التبعية الشيعية والمحادل؟

2 - قبل أن تدافع عن المسيحيين في لبنان وسائر المشرق يا صاحب المشروع الإلهي؟ ماذا فعلت لمسيحيي منطقتك غير الشعارات الفارغة وخطابات الحقد وتحريض الجوار عليهم؟ ماذا فعلت وامثالك للمسيحيين في منطقة جزين غير الإستعلام عن كوادر القوات اللبنانية وتعبئة إستمارة معلومات فردية لتسليمها الى جهات حزبية؟

3 - ماذا فعلت أنت وتيارك بوزرائه ونوابه لمنطقة جزين؟ أين الخدمات؟ أين الوعود الإنتخابية هل تريدنا أن نذكر الوعود بالمستوصفات والمعامل والمزارع؟

4 - قبل أن تسأل القوات اللبنانية عن معركة واحدة أذكر لنا أنت معركة واحدة خضتها أو خاضها قائدك الجبار؟ هنا لا بد أن ننعش ذاكرتك: تدمير الشرقية، حرب إلغاء القرار المسيحي الحر، إدخال جيش النظام السوري (حليفك الاساس) الى المناطق الحرة بالطبع بعد الهروب هرولة الى حضن بواب في سفارة!

5 - أما عن المال: فهل تستطيع أن تقول لنا كيف تحولت من محام عادي يأكل خبزه بعرق جبينه، الى أحد أثرياء المنطقة؟ بيوت وجنائن معلقة، وسيارات، وخدم ومرافقين...

6 - أما عن الإستئثار والتسلط والسفاهة، فهات أخبرنا أنت عن رحابة صدرك وديموقراطيتك تجاه زميلك النائب الأستاذ ميشال الحلو؟ لماذا أقرباؤك يكتبون شاتمين زميلك النائب حلو عبر المواقع الألكترونية؟ كل جزين تعلم هذه القضية وأنت خير عالم أيضا.

7 - على ما يبدو انك اعتبرت نفسك معني بما قاله الدكتور جعجع عن اشباه الرجال، فما كان عليك الا الرد بناء لتعليمات من هم اكثر منك اشباه رجال، ليس لابعاد هذه الصفة عنكم لانها ملاصقة بكم بل محاولة منكم لتزوير وتشويه تاريخ افضل الرجال واشرفهم في الحرب والسلم وفي الخصام والتحالف، رجال دافعوا وناضلوا وحاربوا وصدوا يوم كنتم لا تفكرون الا بالهروب، ويوم كان من تسيرون وراءه يحيك المؤامرات ضد الوطن ويبحث عن مصالحه الشخصية، فان أشباه الرجال هم من يخافون المواجهة: هل تريد أن نخبر الرأي العام عن الهستيرية التي أصابتك بعد تمثيلية 7 آب يوم اعتُقلت فأعلنت عن نيتك بالسفر والهجرة للعيش عند شقيقتك في الولايات المتحدة الاميركية؟ هؤلاء هم أشباه الرجال الذين أهابهم سجن بل قل توقيف للحظات وأنت منهم، أما الرجال الذين يشكلون عقدة نقصك فهم الذين لم ولن يهبهم لا سجون ولا معتقلات ولا جبهات.

8 - غريب أمرك يا أسود: تعود بك الذاكرة الى التسعينات وقصر نهب الشعب وقتله، وعملاء سوريا، اين التيار اليوم، اين هو من هذه اللحظات التاريخية؟ يا أسود انت تزور سوريا كل يوم والطيارة الرئاسية ترسل لنقل هزاز المسامير ولكن هذه المرة مع عائلته، قائدك جبار أصبح أول مدافع عن الميليشيات والسلاح غير الشرعي وعن الوجود السوري الحر في لبنان؟ أليس ميشال سماحة هو شريككم والحليف وصوت المعلم؟ اليس جميل السيد الذي اعتقلك وأرهبك هو اليوم حليفك وزملاؤك في التكتل وأنت تدافع عنه؟

9 - قد تمكنتم من اعفاء النظام السوري جرائمه وحربه، وقتله لأبرياء المناطق الحرة ولضباط وعسكريي الجيش اللبناني. لكن المبكي أنكم لم ولن تستطيعوا حتى اليوم المصالحة مع ذاتكم وأبناء مجتمعكم.

10 - غريب امر هذا الاسود كيف انه يبحث في عمق تاريخه وتاريخ معلميه وحلفائه وصفاتهم من الغدر والكذب والتعامل والعمالة والافتراء والاستهداف والاستئثار والتسلط والقمع والقبض والدفع والحقد والخوف والهجرة والتهجير والرشوة والجوع والغباء والسفاهة والعقم والعنجهية والتزلف والتنكر والتعالي والاستغباء والاستخفاف والصفقات والهروب، ويحاول الصاقها بمن شَرَّفوا تاريخ هذا الوطن بناضلهم وتضحياتهم وشهدائهم كمقاومة لبنانية وقوات لبنانية، دافعت عن لبنان وحافظت على وجوده ولم تزل،

هل لنا كلبنانيين أن تخبرنا عن مشروع العونية السياسي، قديمه نعرفه حروب ومدافع، فهروب وتقوقع؛ أما حاضره فخضوع وارتهان وتفاهمات ذمية وعملاء بالجملة والمفرق، أطلبوا تجدوا عملاء إسرائيليين وسوريين وإيرانيين....

يا أسود الأمة والأمية، القوات اللبنانية أعلنت جهارة وعلنا عن مشروعها، فهل لنا أن تعلنوا أنتم عن مشروعكم، وغير التقية وحفلات الكذب والتكاذب ما هو جديدكم؟

ننصح الأسود أن الزمن تحول والعالم ملت من أكاذيبه وألاعيبه، إحتشم وعد الى أصالتك الجزينية واصالة آل الأسود الأوفياء لجذورهم، ولكن لا عتب فمن تنكر لخاله الذي فتح له مكتبه ليتدرج به فكان وفاء الأسود في الإدعاء عليه، ليذكرنا بقول ابي الطيب في امثالك:

وإذا أشار محدثا فكأنه قرد يقهقه أو عجوز تلطم

وتراه أصغر ما تراه، ناطقا ويكون، أكذب ما يكون، ويقسم ".

 

قمة روحية في بكركي الإثنين

يقال نت/يجمع الصرح البطريركي في بكركي بعد غد الاثنين رؤساء الطوائف الدينية لعقد قمة روحية إسلامية- مسيحية، بعد عودة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من زيارته الى الهند.

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الفريق العربي للحوار الاسلامي- المسيحي القاضي عباس الحلبي أن طرح موضوع الاساءة للإسلام عنوان رئيس سيفرض نفسه في النقاشات التي ستجري خلال القمة بين الحاضرين، ولا نستطيع عقد مثل هذه القمة من دون التطرق الى الاساءة التي ولّدت حالا من الاستنكارات والادانة في العالم الاسلامي وفي لبنان، وهو يعتبر بنداً أولياً على جدول الأعمال".

وقال: "الفكرة الأساسية من عقد هذه القمة كانت طرح الوضع الاقتصادي والدعوة الى ضرورة الاهتمام به أكثر من الوضع السياسي، وذلك بعد أن تمنت الهيئات الاقتصادية ذلك، وعلى هذا الاساس سيفرض كذلك الموضوع الاقتصادي نفسه على جدول الأعمال، اضافة الى مناقشات حول المواضيع كافة، من دون التطرق الى الأمور السياسية". »