لمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 04 أيلول/2012

إنجيل القدّيس لوقا 17/05-10/ قوة الإيمان

قالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنَا إِيْمَانًا!». فقَالَ الرَّبّ: «لَوْ كانَ فِيكُم مِنَ الإِيْمَانِ مِقْدارُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُم تَقُولُونَ لِهذِهِ التُّوتَة: إِنْقَلِعِي، وٱنْغَرِسِي في البَحْر، فَتُطِيعُكُم! وَمَنْ مِنْكُم لَهُ عَبْدٌ يَفْلَحُ الأَرْضَ أَوْ يَرْعَى القَطِيع، إِذا عَادَ مِنَ الحَقْل، يَقُولُ لَهُ: أَسْرِعْ وٱجْلِسْ لِلطَّعَام؟ أَلا يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَعِدَّ لي شَيْئًا لأَتَعَشَّى، وَشُدَّ وَسْطَكَ وٱخْدُمْني حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَب، وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَب. هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل».

 

 

عناوين النشرة
*مزوّر و"سمسار" عقارات: توقيف إمام باكستاني ادّعى على فتاة مسيحية

*قتيل وجريح في هجوم مقنع داخل أسوار دويلة حزب الله في الضاحية الجنوبية

*مجلس التعاون الخليجي" يدعو اللبنانيين إلى عدم جرّ بلدهم إلى آتون الأزمة السوريّة 

*الدول الخليجية تندد ب"تدخلات" إيران في شؤونها الداخلية 

*القاضي الإسرائيلي فينوغراد ينتقد نية نتانياهو وباراك بمهاجمة إيران

*الأسد يفاوض إسرائيل لمساعدته في قمع الثورة مقابل توقيع معاهدة والتخلي عن "حزب الله"

*مناورات إيرانية جديدة الشهر المقبل ونتانياهو يندد بعدم وجود "خط أحمر واضح" في مواجهة طهران

*سليمان استذكر شهداء الجيش ومعاناة " فلسطينيي البارد": لوحدة الصف الداخلي واعلاء المصلحة الوطنية العليا على اي شأن آخر

*الجرّاح: لا اتفاق حتى الآن حول لقاء بري والسنيورة

*صالح المشنوق: كلام بعض نوّاب المستقبل عن نبيه برّي تعبير عن عقليّة أهل ذمّة واحتقار لدماء شهدائنا اللذين قتلوا على يد عصاباته

*بيضون: بشار يعيش على الأوكسجين الإيراني

*حلواني طالبت بإحالة الملف على "الجنائية الدولية" وقرطباوي يدعو الى تسريع تشكيل "هيئة المخفيين قسراً"

*لماذا يستهدف النظام السوري البلدات المارونيّة الحدودية؟/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*التحقيق في مصدر العبوات سيوضع في عهدة المحكمة الدولية/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*القوميون و"المعلومات": ملف سماحة مَرّ من هنا/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*المسلمون والصيغة اللبنانية/د.سعود المولى/الجمهورية

*هل عاد سليمان من طهران مع"جيش وشعب ومقاومة"؟/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*حبيش: 14 آذار تدرس طلب نشر قوات دولية على الحدود الشمالية

*تجدّد القصف السوري على بلدات عكّار وسعيد يطلب استجواب قاووق حول تهريب السلاح

*ميقاتي: لتوجيه رسالة عاجلة لخارجية سوريا حول تداعيات الخروقات الحدودية

*تركيا تتحدث عن 100 جاسوس إيراني دخلوا أراضيها منذ آذار وتسأل عن ظروف تجول خاطفي توفان في لبنان بحرية

*لأن القرار الدولي يمنع تفجير لبنان: لا حرب بل فوضى ولا تعيينات قريبة ولا قانون إنتخابات ولا موازنة

*الاخبار: انزعاج سوري جديد من أداء سليمان

*توافق بري وميقاتي على التنقيب عن الغاز بدءاً من الجنوب وفق صيغة أميركية

*الأسد.. المأزق.. وخيانة الجد/يوسف الكويليت /الرياض 

*قائد الجيش العماد جان قهوجي استقبل قائد القيادة الوسطى الاميركية 

*نائب مسؤول المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: أجهزة أمنيّة رسميّة تسهل عمل المسلحين من لبنان لاستهداف سوريا

*علوش لـ"السياسة": طالما بقي الأسد فإن التفجير في طرابلس سيستمر

*الحوري لـ"السياسة": جعجع عبر عن موقف "14 آذار" في التطورات الداخلية والاقليمية وأكد استمرار الحملة المطالبة بطرد السفير السوري  

*قرطباوي يطالب بالإسراع في تشكيل الهيئة الوطنية للمخفيين في سورية

*لبنان يتغيّر، ولكنْ/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*حدود لبنان وسوريا هل تأتي القوى الدولية/بينة الملحم/العربية

*واقعة سماحة مجدداً: السياسة أنك تستطيع أن تقتل/حازم الأمين/الحياة

*تداعيات الأزمة السورية على لبنان/فوزي زيدان/الحياة

*إيران: فشل وفضيحة/عبدالله اسكندر/الحياة

*كفتان متساويتان لأوباما ورومني في ميزان الأميركيين

*أول ظهور للمذيعات المحجبات في تاريخ التلفزيون المصري

*الأَحجام بعد النظام /الياس الزغبي

*باراك أوباما 2012.. جيمي كارتر 1980؟/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

*أين المبادرة الإيرانية تجاه سوريا؟/طارق الحميد/الشرق الأوسد

*الضربة الإسرائيلية لإيران؟/عماد الدين اديب/الشرق الأوسط

*خطة الثوار من الحدود إلى العاصمة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

مزوّر و"سمسار" عقارات: توقيف إمام باكستاني ادّعى على فتاة مسيحية

الشفاف/في البداية، كان "الإسلام في خطر" بسبب فتاة باكستانية مسيحية قاصرة عقلياً عمرها ١٢ سنة. الآن يتبيّن أن الإمام صاحب الدعوى هو الذي "دس" صفحات قرآن ضمن أوراق محترقة لأنه يريد وضع اليد على أراضي يملكها مسيحيون! إمام و"سمسار عقاري"! اعلنت مصادر في الشرطة الاحد ان الشرطة اوقفت الامام الذي يقف وراء الشكوى على ريمشا الفتاة المسيحية المتهمة بالاساءة للاسلام، لدوره المفترض في تزوير وثائق اتهامية. والفتاة ريمشا موقوفة منذ 16 اب/اغسطس بموجب قانون يفرض عقوبة شديدة على المتهمين بالاساءة للاسلام بعدما اتهمها جيرانها باحراق اوراق تحتوي على ايات من القران، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الباكستاني بالسجن مدى الحياة. وكان احد جيران الفتاة توجه في 16 آب/اغسطس الى امام مسجد الحي ليبلغه بانها احرقت امامه في ارض خالية، اوراقا يتضمن بعضها آيات من القرآن. وقام امام المسجد بعد ذلك بتعبئة وضغط على الشرطة لتوقف الفتاة. لكن محققا في الشرطة منير حسين الجفري قال لفرانس برس ان الامام حافظ محمد خالد شيشتي "اوقف بعدما اكد مساعده مولوي زبير وشخصان آخران للقضاء انه وضع صفحات من المصحف على الاوراق المحترقة التي جلبها له شاهد". وقالت الشرطة ان مساعد الامام والشهود توسلوا اليه بالا يقدم ادلة مزورة. واوضح الجفري ان "الامام شيشتي قال "انها الطريقة الوحيدة لطرد المسيحيين من هذا الحي". وتابع "بوضعه صفحات (من المصحف) على رماد قام بتدنيس القرآن وهو بذلك اصبح متهما ايضا بالاساءة الى الاسلام". وتدهورت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في حي مهرباد الشعبي في الاشهر الاخيرة بسبب خلافات ثقافية وعقارية. واخذ المسلمون على المسيحيين انهم يعزفون الموسيقى التي تسمع في الحي في اوقات الصلاة في بعض الاحيان. كما انهم يريدون استعادة اراض يقيم عليها مسيحيون كما ذكر شهود عيان. وكان قاض باكستاني قرر السبت ان يرجىء الى الاثنين جلسة مخصصة للافراج المشروط عن ريمشا وطلب من الشرطة التحقيق في صلاحية طلب اطلاق سراحها بشروط لانه لم يوقع من قبل الفتاة او والدتها كما يشترط القانون.

 

قتيل وجريح في هجوم مقنع داخل أسوار دويلة حزب الله في الضاحية الجنوبية

يقال نت/قتل المواطن توفيق زياد الجبيلي(من طريق الجديدة) واصيب صديقه محمد منيمنة اثناء زيارتهما لوالدة توفيق في احدى مستشفيات الضاحية الجنوبية افيد ان مجموعة من المقنعين اعنرضوهم وابرحوهم ضربا بالعصي والسكاكين طعن توفيق حتى الموت يينما اغمي على صديقه محمد جراء ضربة قوية على الرأس عثر عليهم في الدامور ونقلوا الى مستشفى الرسول الأعظم . حول الضحية محمد بعد ان استفاق من غيبوبته إلى سجن رومية، وحتى هذه الساعة لم تسلم جثة توفيق إلى ذويها

 

"مجلس التعاون الخليجي" يدعو اللبنانيين إلى عدم جرّ بلدهم إلى آتون الأزمة السوريّة 

شدد وزراء خارجيّة دول مجلس التعاون الخليجي في جدة على "أهميّة تحقيق انتقال سلمي" للسلطة في سوريا، ودعوا الأطراف اللبنانيّة إلى عدم جرّ بلدهم إلى "آتون الأزمة السورية وتداعياتها".

وأفاد بيان رسمي في ختام اجتماعهم الدوري أنّ المجلس "شدد على اهمية تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا يحفظ امنها واستقرارها ووحدتها، وأدان استمرار عمليات القتل والمجازر نتيجة امعان النظام في استخدام كافة الاسلحة الثقيلة"، وأكّد "ضرورة العمل على تقديم كل أنواع الدعم المطلوبة للشعب السوري وإيصال الاحتياجات الإنسانيّة العاجلة". كما أعلن المجلس ترحيبه بتعيين الأخضر الابراهيمي مبعوثاً للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، مؤكداً "أهميّة وضع استراتيجيّة جديدة وخطة واضحة تهدف الى تحقيق انتقال سلمي للسلطة" في هذا البلد". وإذ توقف أمام التطورات الاخيرة في لبنان، أكّد المجلس حرصه على أهميّة الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدته" بحسب البيان، ودعا "جميع الأطراف اللبنانيّة إلى تغليب المصلحة الوطنيّة العليا، وتفويت الفرصة على محاولات العبث بأمن لبنان واستقراره وجره الى اتون الازمة السورية وتداعياتها". ومن جهة أخرى، ندد المجلس الوزاري بـ"تحريف وتزوير في الترجمة باللغة الفارسيّة" لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في القمة السادسة عشر لحركة عدم الانحياز في طهران قبل ثلاثة أيام معرباً عن "استنكاره ورفضه لهذا التصرف غير المسؤول". (أ.ف.ب.)

 

الدول الخليجية تندد ب"تدخلات" إيران في شؤونها الداخلية 

ندّدت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع لمجلسها الوزراي في جدة مساء الأحد ب"تدخلات" إيران في شؤونها الداخلية، مجدّدة في الوقت ذاته مواقفها الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال" طهران للجزر الثلاث في مياه الخليج. وعبّر المجلس في بيان عن "رفضه واستنكاره الشديدين لاستمرارالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، في انتهاك لسيادتها واستقلالها". كما أدان "المجلس السياسات العدائية والتصريحات التحريضيّة التي تصدر من بعض المسؤولين الإيرانيين"، وطالب طهران ب"التوقّف عن هذه الممارسات (...) وعدم استخدام القوّة أو التهديد بها، بما يكفل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها". وجدّد المجلس "تأكيد مواقفه الثابتة الرافضة لإستمرار احتلال" ايران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى واأبو موسى ،مؤكداً "دعم حق السيادة للامارات عليها (...) باعتبارها جزءا لا يتجزأ" من اراضيها. وعبّرعن أسفه "لعدم إحراز الاتصالات" مع طهران "نتائج إيجابية من شأنها التوصّل إلى حلّ قضية الجزر الثلاث"، كما اعتبر أن "أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران في الجزر الثلاث لاغية وباطلة". ودعا المجلس إلى "النظر في كافة الوسائل السلمية التي تؤدي إلى إعادة حقّ الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث". وتمرّالعلاقات بين البلدين في مرحلة توتّر إثر قيام الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في نيسان/أبريل الماضي بزيارة جزيرة أبو موسى المتنازع عليها مع الإمارات. وأعلنت إيران في حينها أنّها مستعدّة "لمناقشات بنّاءة" مع الإمارات بشأن أي "سوء تفاهم" حول "تطبيق الوثائق المتبادلة العام 1971". يُذكر أن إيران سيطرت على الجزر الثلاث غداة انسحاب البريطانيين منها في 1971. (ا.ف.ب.)

 

القاضي الإسرائيلي فينوغراد ينتقد نية نتانياهو وباراك بمهاجمة إيران

القدس - يو بي أي/وجه رئيس لجنة التحقيق الرسمية حول إخفاقات إسرائيل في حرب لبنان الثانية، القاضي إلياهو فينوغراد، انتقادات شديدة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك بسبب نيتهما شن هجوم عسكري إسرائيلي منفرد ضد إيران، وحذر من أضرار هائلة ستلحق بإسرائيل في حال قاما بذلك. وقال فينوغراد لإذاعة الجيش الإسرائيلي "لست مقتنعا أن صناع القرار الذين ينبغي أن يقرروا بشأن مهاجمة أو عدم مهاجمة إيران، سيطبقون نتائج ذلك التقرير" في إشارة إلى "تقرير فينوغراد" حول حرب لبنان الثانية. وأردف أنه "إذا قرروا شن هجوم فإننا جميعا سنواجه مصيبة كبرى". وتساءل فينوغراد "هل الحكومة كلها، عندما تتخذ قرارا بذلك، تكون حصلت على معطيات من مجلس الأمن القومي حول جميع الخيارات المحتملة المؤيدة والمعارضة لعملية عسكرية كهذه؟ وهل ستدرس الحكومة بجدية بالغة ما إذا كان كل ما أصفه كأمور متوقعة سيتم أخذه بالحسبان؟ وهل وزارة الخارجية جاهزة لإعطاء أجوبة لما قد يحدث لنا من الناحية السياسية مع الولايات المتحدة؟".

 

فابيوس: أي ضربة لإيران "ستنقلب" ضد إسرائيل 

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن أي ضربة إسرائيلية لإيران قد "تنقلب ضد إسرائيل"، داعياً إلى تعزيز العقوبات لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي. وقال فابيوس لمحطة التلفزيون "بي اف ام - تي في" وإذاعة مونتي كارلو "إني أرفض رفضاً قاطعاً امتلاك إيران سلاحاً نووياً، لكني اعتقد أنه إذا وقع هجوم إسرائيلي، فسينقلب للأسف ضد إسرائيل وسيجعل ايران في موضع الضحية". وأضاف أنه "إذا وجهت ضربة لهم (الإيرانيين)، فإنهم سيصبحون ضحايا ويستعيدون بعض الشرعية لدى الشعب هناك".  وتابع الوزير الفرنسي: "نقول إنه يجب زيادة العقوبات، وفي الوقت نفسه مواصلة التحدث مع إيران لدفعها إلى التراجع"، معرباً عن أسفه لأن "الصينيين والروس والهنود لا يحترمون العقوبات، وهذا يؤدي إلى ثغرات، وإن كانت العقوبات بدأت تزداد فاعلية". لكنه لم يوضح المجالات التي يمكن أن يشملها تعزيز العقوبات، وقال "ندرس كل الخطط". وكشف أن "الإيرانيين يقومون بتطوير أجهزة طرد مركزي (لتخصيب اليورانيوم) بطريقة لا سبب لها سوى وجود هدف عسكري، أي أن الخطر حقيقي"، معرباً عن أسفه لأن المفاوضات التي تجريها مجموعة خمسة زائداً واحداً (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) "لا تحقق تقدماً". وختم بالقول إنه "لا يمكن الوثوق" بالإيرانيين، مؤكداً أنه "نظام قادر على الكذب على شعبه".(أ.ف. ب.)

 

نقل رسالة إلى تل أبيب أكد فيها أن القاعدة والتنظيمات الجهادية سينتشرون في الجولان وحاول ربط أمن الدولة العبرية ببقاء نظامه 

الأسد يفاوض إسرائيل لمساعدته في قمع الثورة مقابل توقيع معاهدة والتخلي عن "حزب الله"

 الرئيس السوري دعا الإسرائيليين إلى منع إقامة حظر جوي ومناطق عازلة داخل بلاده

مصادر مقربة من أردوغان تؤكد أن الرئيس السوري خوَّف الدولة العبرية بحصول المتطرفين على أسلحة كيميائية

الأسد طلب من حكومة نتانياهو إقناع واشنطن بتخفيف الضغط على نظامه وعدم تسليح "الجيش السوري الحر"

بغداد - من باسل محمد:  السياسة

علمت "السياسة" من قيادي بارز في "الحزب الاسلامي" العراقي ان الرئيس السوري بشار الاسد نقل رسالة شفوية عبر مسؤولين روس الى الحكومة الاسرائيلية, مفادها ان تنظيم "القاعدة" بزعامة ايمن الظواهري وتنظيمات سلفية جهادية أخرى, ستكون في قلب مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ العام 1967 اذا انهار النظام السوري الحالي وانتصرت الثورة السورية.

وقال القيادي في "الحزب الاسلامي" القريب من "حزب العدالة والتنمية" التركي برئاسة رجب طيب اردوغان, والذي رفض كشف هويته, ان الاتراك علموا بهذه الرسالة من قنوات اسرائيلية, وأن المسؤولين الروس الذين ابلغوا الاسرائيليين رسالة الاسد, يعملون في مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, لافتا إلى ان تاريخ هذه الرسالة يعود لبداية شهر أغسطس الماضي بعد انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب. واضاف القيادي العراقي ان الاتراك غير متأكدين اذا كانت هذه هي الرسالة الوحيدة ام ان هناك رسائل اخرى نقلها الروس الى القيادة الاسرائيلية وتتضمن تحذيرات من الرئيس الاسد الى الحكومة الاسرائيلية من ان الظواهري وجماعات جهادية متطرفة ادخلت مئات المقاتلين والانتحاريين الى الاراضي السورية, وأن الفترة المقلبة ستكون عصيبة على الأمن الاسرائيلي, سيما وان بعض المجموعات الارهابية ربما تستولي على صواريخ متوسطة واسلحة كيميائية وبالتالي على اسرائيل ان تتحرك للعب دور اكبر في "سحق المتمردين" السوريين.

وتابع القيادي القريب من حزب اردوغان, ان الاسد يحاول في رسالته التي اوصلها حلفاؤه الروس الى الاسرائيليين, ان يربط بين ستراتيجيات الأمن الاسرائيلي وبين التطورات الميدانية في سورية, وهذا امر خطير للغاية ويدل على ان الاسد عرف كيف يخاطب الحكومة الاسرائيلية, وهو يعلم ان الاسرائيليين ينامون ويصحون على نظرية امنهم ولذلك يمكن لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان يقتنع ويتحرك بشكل فعلي لتقويض اي موقف او دور لوجستي من الحكومة الاميركية لدعم الثوار السوريين, خاصةً ان رسالة الاسد ذكرت القيادة الاسرائيلية ان اسرائيل هي من لديها حدود دائمة مع سورية وليست الولايات المتحدة ولذلك المطلوب من المسؤولين الاسرائيليين العمل وبسرعة لمنع اقامة مناطق حظر جوي ومناطق عازلة داخل سورية, ومنع تسليح "الجيش السوري الحر" بسلاح دفاع جوي فعال ومنع استخدام منظومة الاستخبارات العسكرية التابعة لدول غربية لمصلحة الثوار السوريين.

واشار القيادي الى ان المعلومات التي وصلت الى القيادة التركية حول مضمامين رسالة الاسد الى الحكومة الاسرائيلية, تفيد ان الاسد عرض امرين حيويين على تل أبيب: الاول متمثل بضمانات الوسيط الروسي لتوقيع معاهدة سلام اسرائيلية سورية يقبل فيها النظام السوري بترتيبات امنية في الجولان المحتل ضمن سقف زمني وبتطبيع العلاقات مع اسرائيل, والامر الثاني يتعلق بإنهاء الاسد صلات نظامه مع "حزب الله" في لبنان ووقف اي شحنات اسلحة اليه.

وافاد القيادي في "الحزب الاسلامي" العراقي ان القيادة التركية على يقين ان فتح قنوات اتصال بين الاسد وبين القيادة الاسرائيلية يمثل اقتراحاً من الرئيس الروسي بوتين على الارجح خاصةً ان القيادة الاسرائيلية بدت غير مرتاحة لثورات الربيع العربي وما يمكن ان تؤول اليه التطورات, كما ان وصول جماعة "الاخوان المسلمين" القريبة من حركة "حماس" في غزة الى الرئاسة المصرية خلق نوعاً من القلق الامني المتزايد في الدوائر العسكرية الاسرائيلية حول مصير جبهة سيناء في الاعوام المقبلة وان الحكومة الاسرائيلية تبدو غير مطمئنة للمستقبل في ظل حكم الرئيس محمد مرسي وتعتقد ان الاجراءات التي اتخذها في سيناء أخيراً كانت عملاً تكتيكياً استفاد منه "الاخوان" في تعزيز قبضتهم على المؤسسة العسكرية في مصر وهذا ما جرى بالفعل.

وشدد القيادي الذي التقى قيادات من "حزب العدالة والتنمية" التركي في انقرة ان القيادة التركية مقتنعة ان الاسد يمكن ان يقوم بخطوة استباقية في الفترة القريبة المقبلة, بسحب جميع قواته من القنيطرة وجميع البلدات القريبة من مرتفعات الجولان المحتل وتسهيل سيطرة التنظيمات المسلحة عليها ليضغط على الاسرائيليين ويبرهن لهم ان تحذيراته من خطر الظواهري والجهاديين حقيقية.

وقال القيادي العراقي ان الاسد يعتقد ان اسرائيل هي فرصته الاخيرة لسحق الثورة السورية واستعادة قوة نظام حكمه وان الدعم الاسرائيلي في هذا الاتجاه قد ينجح في ردع الدوائر الغربية التي تعمل على اسقاط النظام السوري الحالي, مضيفاً أن الاسد طلب من الاسرائيليين التعاون معه بأسرع وقت وتنفيذ اي تفاهمات برعاية الروس وان ستة شهور من هذا التعاون ستكون كافية لإخماد الثورة السورية والقضاء على المجموعات المسلحة المعارضة.

 

مناورات إيرانية جديدة الشهر المقبل ونتانياهو يندد بعدم وجود "خط أحمر واضح" في مواجهة طهران

 القدس - وكالات: ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, أمس, بعدم وجود "خط احمر واضح" من قبل المجموعة الدولية في مواجهة البرنامج النووي الايراني. وقال نتانياهو, عند بدء الجلسة الإسبوعية لمجلس الوزراء, "اعتقد ان علينا قول الحقيقة: المجموعة الدولية لا تضع خطا أحمر واضحا لإيران, وايران لا ترى تصميما من جانب المجموعة الدولية لوقف برنامجها النووي". واضاف "طالما ان ايران لم تر خطا احمر ولم تلمس تصميما (من جانب المجموعة الدولية) لن تتوقف عن المضي قدما في برنامجها النووي, يجب الا تحصل ايران على القنبلة الذرية", وهو اول رد فعل رسمي من رئيس الحكومة الاسرائيلية منذ نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس الماضي, والذي اكد ان ايران ضاعفت, رغم العقوبات الدولية, قدراتها على تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو واتهم ايران ايضا بعبارات شديدة اللهجة, بعرقلة عمل الوكالة في موقع بارشين. وقال نتانياهو ان "هذا التقرير يؤكد الذي كنت اقوله لوقت طويل: العقوبات الدولية قد تلقي بثقلها على الاقتصاد الايراني ولكنها لا تمنع البرنامج النووي الايراني من التقدم والايرانيون يستغلون المحادثات مع القوى الدولية للمضي قدما في برنامجهم النووي". وكانت ايران شاركت في عدة جولات من المحادثات مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والمانيا) ولكن المحادثات لم تسفر عن اي نتائج. ومن المتوقع بدء جولة جديدة من المحادثات في "الايام المقبلة" بحسب ما اعلن مسؤولون اوروبيون الاسبوع الماضي. ويشتبه الغرب واسرائيل في ان ايران تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها المدني وهو ما نفته ايران على الدوام. ومنذ اسابيع عدة, تكثفت التكهنات في وسائل الاعلام وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين حول احتمال شن ضربة عسكرية اسرائيلية على المنشآت النووية الايرانية. على صعيد آخر, أعلن قائد قوات الدفاع الجوي الإيرانية فرزاد إسماعيلي, أن بلاده ستجري مناورات عسكرية ضخمة تشمل جميع أنظمتها للدفاع الجوي الشهر المقبل. ونقل تلفزيون "برس تي في" الناطق بالإنجليزية عن إسماعيلي قوله مساء أول من أمس, إن مناورات الدفاع الجوي ستضم طائرات مقاتلة ومحاكاة لمواقف طارئة. وأضاف أن الجيش والحرس الثوري سيشاركان في المناورات التي تأتي بعد سلسلة من المناورات العسكرية الضخمة مثل مناورات "الرسول الأعظم 7" الصاروخية في يوليو. وأثارت تحذيرات زعماء إسرائيليين من نفاد الوقت حيال وقف برنامج إيران النووي المثير للجدل مخاوف من أن يصدروا أوامر بمهاجمة مواقع نووية إيرانية رغم أن تل أبيب تتعرض لضغوط دولية متزايدة كي لا تتحرك بشكل منفرد. وترتاب إسرائيل وقوى غربية كبري في أن إيران تحاول بلوغ مرحلة إمكان إنتاج قنابل نووية, لكن الأخيرة تقول إن البرنامج أغراضه سلمية بحتة.

ونقل عن إسماعيلي قوله "اليوم أنظمتنا متأهبة جديا لتهديدات جوية حديثة حيث إن أداء الأنظمة تحسن مقارنة بالوضع السابق".

 

سليمان استذكر شهداء الجيش ومعاناة " فلسطينيي البارد": لوحدة الصف الداخلي واعلاء المصلحة الوطنية العليا على اي شأن آخر

 وطنية - 3/9/2012 -استذكر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ،"مع مطلع شهر أيلول المتوافق مع ذكرى نهاية اشتباكات نهر البارد واستئصال الارهاب، شهداء الجيش الذين سقطوا. كما توقف امام "معاناة الفلسطينيين ابناء المخيم الذين ظلموا بوجود الارهاب بينهم"، مكررا التنويه ب"ما قام ويقوم به الجيش اللبناني في الدفاع عن لبنان وفي حفظ السلم الاهلي والاستقرار في الداخل"، مشددا على أهمية وحدة الصف الداخلي والارادة الوطنية الجامعة كي تستطيع القوى الامنية والعسكرية القيام بواجباتها حيال الوطن والمواطنين". ودعا رئيس الجمهورية الجميع الى "التبصر في واقع الامور والتطورات البالغة الدقة التي تمر بها المنطقة التي تتحول الى الديموقراطية"، معتبرا أن إعلاء المصلحة الوطنية العليا على اي شأن آخر يبقى على أهميته بالنسبة الى أصحابه ثانويا قياسا الى أمن الوطن والمواطنين".

استقبالات

وفي نشاطه، عرض الرئيس سليمان مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل للأوضاع الامنية في البلاد وخصوصا في الشمال والخطوات التي تتخذها القوى العسكرية والامنية المعنية لترسيخ حال الهدوء والاستقرار في المنطقة.

وزير الاعلام

وتناول رئيس الجمهورية مع وزير الاعلام وليد الداعوق الوضع الاعلامي وتعيين مجلس ادارة جديد لتلفزيون لبنان وأهمية ضبط التخاطب السياسي عبر وسائل الاعلام، إضافة الى التحضيرات لمناسبة زيارة قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان في 14 الحالي.

فتفت وفاضل

وبحث الرئيس سليمان مع كل من النائبين احمد فتفت وروبير فاضل في الاوضاع السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

عبيد

كذلك تناول رئيس الجمهورية مع الوزير السابق جان عبيد التطورات السياسية على الساحتين الداخلية والاقليمية.

سفير كوبا

وزار القصر الجمهوري في بعبدا سفير كوبا لدى لبنان مانويل سيرانو اكوستا يوري موراليس مودعا لمناسبة انتهاء مهمته الديبلوماسية في لبنان.

وتقديرا لدوره في تعزيز العلاقات الثنائية منحه رئيس الجمهورية وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر متمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة.

 

الجرّاح: لا اتفاق حتى الآن حول لقاء بري والسنيورة

أكدّ النائب جمال الجرّاح أن " مدى الوسائل التي يمكن أن تستعملها قوى 14 آذار هي المطالبة بطرد السفير السوري وتوجيه كتاب إلى الجامعة العربية والجهات الدولية". ووصف الجراح في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان – 100,5"، الكلام الأخير لرئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"المسؤول"، مشيراً إلى لقاءٍ محتمل بين برّي والرئيس فؤاد السنيورة، وقال:" لقد أردنا ملاقاته عند منتصف الطريق فكان الإتصال من قبل الرئيس السنيورة به وأبدى إستعداده للقائه"، وأضاف:" ولكن حتى الآن لم يتحوّل إلى شيء فعلي".(الوطنية للإعلام)

 

صالح المشنوق: كلام بعض نوّاب المستقبل عن نبيه برّي تعبير عن عقليّة أهل ذمّة واحتقار لدماء شهدائنا اللذين قتلوا على يد عصاباته

رفض صالح المشنوق ابن النائب نهاد المشنوق أداء نواب "المستقبل"، المتعلّق بالثناء على الخطاب الأخير لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، متهماً اياهم بانهم "أهل ذمة" وكتب المشنوق على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إن "كلام بعض نوّاب تيّار المستقبل عن نبيه برّي تعبير عن عقليّة أهل ذمّة واحتقار لدماء شهدائنا اللذين قتلوا على يد عصاباته. يلّي بجرّب المجرّب، فعلا، صار عقلو مخرّب"، على حد تعبيره

 

بيضون: بشار يعيش على الأوكسجين الإيراني

وصف النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، الرئيس السوري بشار الأسد بـ "المنقطع عن الواقع"، مؤكدا انه "يعيش على الاوكسجين الايراني والتغطية الروسية، التي وصفها بـ "المعيبة والأشبه بموقف تاجر السلاح والسمسار الرخيص". ولفت الى "وجود قناعة لدى الروس اليوم بأن بشار الأسد سيكون خارج الحل".

وعلق في حديث إلى إذاعة "الفجر" أمس، على إشادة الرئيس فؤاد السنيورة بكلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى غياب الامام موسى الصدر، فحذر قوى 14 آذار و"تيار المستقبل" من "الانخداع مجددا ببري"، واصفا إياه بـ "السياسي التقليدي المخادع وبأنه رمز من رموز الوصاية السورية والمرحلة التي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وذكر "بمبادرة بري لـ 14 آذار الى إقفال المجلس النيابي وأحداث السابع من أيار والانقلاب على مبادرات الرئيس سعد الحريري". ونفى "وجود أي مبادرة جديدة في مضمون كلمة بري"، واصفا اياها بـ "الانشائية". واتهم قيادتي "أمل" و"حزب الله" بـ "ربط مصير الطائفة الشيعية بمصير النظام السوري وتخريب العلاقات مع الطائفة السنية والمعارضة السورية"، لافتا إلى ان "صورة الطائفة الشيعية باتت بشعة جدا في العالم العربي نتيجة تعبئة القيادتين للجمهور بالغطرسة والغرور".

 

حلواني طالبت بإحالة الملف على "الجنائية الدولية" وقرطباوي يدعو الى تسريع تشكيل "هيئة المخفيين قسراً"

المستقبل/ دعا وزير العدل شكيب قرطباوي، الى "الاسراع في تشكيل هيئة وطنية مستقلة تتابع قضية المخفيين قسرا في سوريا، باعتبارها قضية إنسانية وليست سياسية ويجب الا تكون موسمية".

وقال في حديث إلى "صوت لبنان" أمس: "يكفينا كلام، يجب الانطلاق من مكان ما ومن الضروري فتح الملف بكل تشعباته لإفقاله نهائيا".

ورأى أن "دعوة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى تشكيل خلية وزارية تتابع القضية لا تنفي ضرورة وجود الهيئة الوطنية المستقلة لتقوم بخطوة تنفيذية، ولو كانت نقطة في بحر لان الجمعيات كما الاهالي تعبوا من الكلام"، مشيرا إلى أن "هذا الموضوع رافقني منذ سنوات وتحديدا عام 97 حين كنت نقيبا للمحامين كما ورد في البيان الوزاري وفي برنامج تكتل "التغيير والاصلاح"، وبعدما استلمت وزارة العدل اجتمعت للغاية عينها مع الجمعيات، وأحييها لابقائها هذا الملف حيا في ضمير اللبنانيين طوال هذه السنوات رغم كل التغيرات والظروف".

وعن عودة يعقوب شمعون بعد 27 عاما في السجون السورية، تفهم "تغيبه عن حضور اجتماع اللجنة الامنية القضائية الخميس الماضي"، املا ان "يحضر الى اجتماع اللجنة الذي سيحدد لاحقا، لتتمكن من تحصيل معلومات جديدة قد تساعد في هذه القضية".من جانبها، أيّدت رئيسة لجنة المفقودين والمخطوفين في لبنان وداد حلواني في حديث إلى "صوت لبنان"، "احالة ملف المخفيين قسرا الى المحكمة الجنائية الدولية نظرا لعدم قيام الدولة تاريخيا بأي خطوة مسؤولة وجدية في هذا الملف بأي لحظة من اللحظات".

وإذ رفضت "السياسة الرسمية المتبعة في هذا الملف وتغاضي الدولة عن معاناة ذوي المخطوفين والمفقودين تحت شعار النأي بالنفس"، سألت: "الى متى سيبقى الملف يتنقل بين اللجان وعلى طاولة الحوار من دون ايجاد الحلول له"، داعية السلطات الرسمية وبعد تأكيدها من وجود معتقلين في السجون السورية الى "الاسراع بتشكيل خلية ازمة او كومندس لكشف مصيرهم وحل ملف المعتقلين الحيوي والضروري".

وردا على دعوة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى تشكيل خلية ازمة بشأن المخطوفين في سوريا، حمّلت حلواني "القوات اللبنانية" جزءًا من المسؤولية في هذه القضية"، داعية جعجع الى "الاعتراف بالامر".

 

لماذا يستهدف النظام السوري البلدات المارونيّة الحدودية؟

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

يواصل الجيش السوري تعدّيه على السيادة اللبنانيّة، ويوسّع يوماً بعد يوم دائرة أهدافه بقصفه بلدات جديدة، وقد أمطرت قذائفه هذه المرّة، محيط دير سيدة القلعة في منجز التابع للرهبنة اللبنانية المارونية، إضافة إلى بلدة النورة وخراج الكواشرة

همجيّة جيش الأسد ليست بجديدة، إنّما الجديد وصول القصف الى بلدات مارونيّة خالية من النازحين السوريين أو المسلّحين من "الجيش السوري الحرّ". فالنظام كان يتحجّج سابقاً بقصف القرى الحدوديّة التي تأوي مسلّحيين وتجّار سلاح يهرّبون الأسلحة الى الثّوار، من أجل زعزعة الأمن. الهدف واضح من وراء قصف بلدات مارونيّة، وهو توجيه رسالة قاسية اللّهجة إلى رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان، بعد سلسلة المواقف الحازمة التي اتخذها ضدّ النظام السوري إثر تعدّياته المتكرّرة على القرى والمواطنين اللبنانيين، وعدم سكوته على تورّط اللواء علي المملوك في قضيّة تزويد الوزير السابق ميشال سماحة بالمتفجّرات. والمؤسف في كل ما يجري، عدم مساندة حكومة "النأي بالنفس" لمواقف سليمان، وسكوتها المستّمرّ عن انتهاكات النظام، لا بل دفاع بعض أركانها عن تلك التصرّفات، وتبرير ما يجري باستعمال الحجّة السوريّة. وبعدما كان هناك قرى حدود جنوبيّة، أصبح هناك قرى حدود شمالية تتعرّض للاعتداء، بفرق واحد أنّها تقع تحت مرمى نيران جيش يُفترض أن يكون شقيقاً. ففي الشمال اعتداءات يوميّة، وإحصاء لعدد الجرحى والأضرار، وتوغّل في القرى وخطف وقتل مواطنين لبنانيين آمنين، وحركة نزوح كبيرة للسكان الذين يقصدون أماكن اكثر أمانا.

أما في الجنوب، فتهبّ الدولة بأكملها للاعتراض على ما يصيب مواطنيها وتقدّم شكوى سريعة الى مجلس الأمن، بينما الحكومة غائبة عن معاناة شعبها في الشمال، لا بلّ هي أقرب الى التواطؤ مع النظام السوري.فاعليات عكار ونوّابها، الذين ستدخل اجتماعاتهم المستنكرة والمطالبة الحكومة بالتحرّك كتاب "غينس" للأرقام القياسيّة، عقدت اجتماعاً آخر في البيرة أمس، ويوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة لـ"الجمهوريّة" أنّ "الاجتماع تناول الأوضاع الراهنة في القرى الحدوديّة والاعتداءات اليوميّة التي تحصل، ومطالبة السكّان بالبقاء في أرضهم والتمسّك بها، على رغم ارتفاع نقمتهم من عدم إيجاد حلّ، وخوفهم من القصف السوري العشوائي". ويؤكد طعمة أن "النظام السوري يزرع بذور الفتنة في المنطقة، واستهدافه القرى المسيحيّة يثير البلبلة، بسبب معرفته للأذيّة الكبيرة التي تسببها، لأنّه يذكّر بمرحلة الـ1975 التي هُجّرت فيها القرى المسيحيّة، وبالجهود التي بذلت لعودتهم بعد الحرب، وبالتالي إذا استمرّ القصف قد يرحلون الى بيروت".

ويقول طعمة أن "الاعتداءات تطاول الجميع، وهذا موضوع وطني، وطالبنا بنشر "اليونيفيل" على الحدود الشمالية أسوة بالجنوب لمساعدة الجيش على ضبط الحدود وردع التعديات، مع ارتفاع صرخة الأهالي المطالبة بتدخل الدولة لحمايتهم". عكّار التي نجت من مخطّط تفجيري سوري لإشعال الفتنة فيها عبر شبكة سماحة - مملوك، تعيش اليوم تحت رحمة قذائف جيش النظام التي وصلت الى عمقها ولم تقتصر على الحدود، ويبقى الأمل في نفوس أهاليها، بتحرّك حكومتهم لإرساء الأمن وحمايتهم، مع معرفتهم المسبقة أنه أمل من نسج الخيال في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. التعليقات

 

التحقيق في مصدر العبوات سيوضع في عهدة المحكمة الدولية

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إنّ ما بعد توقيف ميشال سماحة لن يكون مقتصراً على فهم حقيقة العملية الأمنية الكبيرة التي كان النظام السوري يزمع تنفيذها، إنما سيفتح الباب أمام العودة إلى الوراء لمحاولة استعمال الأدلة التي ضبطت، بغية كشف ملابسات، والتوسّع في التحقيق في الجرائم التي ارتكبت منذ العام 2005. ليس صدفة أن يطالب حلفاء سماحة في الساعات الأولى للتوقيف، ولاحقاً بعد تحويل الملف إلى المحكمة العسكرية، بأن تنقل الأدلة، وأهمّها العبوات، من فرع المعلومات، وليس صدفة أيضاً الضغط على فرع المعلومات لإنجاز التحقيق في 48 ساعة لا أكثر. الضغوط شارك فيها بدافع الخوف، قضاة، وبدافع التهيّب من التوسع في التحقيق، سياسيون حلفاء للنظام ورسميّون لم يستطيعوا أن يواجهوا ما تعرضوا له من تهديد، إذا لم يُنزع الملف فوراً من فرع المعلومات، وإذا لم يتوقف التحقيق عند حدود العملية ذاتها.

مع استلام المحكمة العسكرية الملف، كان لرفض فرع المعلومات تسليم الأدلة، وأهمها العبوات، معنى واضحاً، فالفرع باشر فعلاً درس هذه العبوات، الصغيرة منها والكبيرة، وتلك التي تلصق لصقاً بأسفل السيارات. هي العبوات المغناطيسية التي استعمل الجناة نموذجاً منها لاغتيال جورج حاوي وسمير قصير والشهيدة الحية مي شدياق. هي العبوات السريعة الاستعمال التي لا تأخذ من وقت المخططين أكثر من تكليف "رشيق اليدين" المرور بجانب سيارة الضحية ودسّها تحت المقعد، ليتم بعدها التنفيذ بعد التأكد من ركوب الهدف للسيارة. النموذج ذاته من العبوات، الذي سلّمه سماحة إلى ميلاد كفوري لتنفيذ عمليات أمنية، يجري التحقيق في نوعه ومصدره. فهل سيؤدي التحقيق إلى اكتشاف بلد المنشأ؟ وهل صنعت هذه العبوات في سوريا أم أن النظام حصل عليها من البلاد الصديقة كالصين أو روسيا أو إيران؟ هكذا يتّضح أن اكتشاف عملية سماحة لم يكن له أهمية سياسية فقط من خلال فضح مخطط النظام السوري في إحداث فتنة داخلية، بل أيضاً من خلال ما تُرك من أدلة للتحليل والمقارنة. إنّ دراسة العبوات، بالإضافة الى نوعها ومنشئها، ستقود، إذا توصّل التحقيق إلى نتائج واضحة، إلى تحويل النتائج إلى المحكمة الدولية، لتعزيز ملف الاتهام، خصوصاً في ملفات اغتيال قصير وحاوي، كذلك في ملف شدياق. وكما كان فرع المعلومات دقيقاً في كلّ ما قام به من تحقيقات، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلى ملف "فتح الإسلام"، واكتشاف الشبكات الإسرائيلية، وخطف المعارضين السوريين على يد السفارة السورية، وخطف الأستونيّين، فهو سيكون كذلك في ملف سماحة. على رغم أنّ الطريق أقفلت أمامه للتوسّع في التحقيق. ستتم دراسة الأدلة بدقة، وسيتم تقديم النتائج إلى المحكمة الدولية إذا تبيّن أنها ستضيء على ما نفّذ من عمليات اغتيال سابقاً. كما سيتم التوسع في مسألة ما إذا كان أحد قد رافق سماحة بسيارته، ولن يقدّم ملف كهذا يصلح للاتهام إلّا إذا أثبت بقوة الأدلة نفسها التي أثبت بها ملف سماحة، علماً أن الأخير قال كلاماً في التحقيق عن بعض المعنيين يكفي للتقدم إلى الأمام بهذا الملف. سيبقى ملف ميشال سماحة مفتوحاً قبل بدء المحاكمة وخلالها وبعدها، ذلك أن الجزء اللبناني من هذه العملية لا يمكن طمسه. أما في ما يتعلق بدور الأمنيين السوريين، والذي لا يمكن طمسه ايضاً، فهو سيكون على موعد مع تطورات الأزمة السورية، نظراً إلى تعذر الاستماع للمسؤولين السوريين المتورطين. أما إذا سقط النظام، فإن واقعاً جديداً سينشأ، وسيأخذ في الاعتبار إمكان التوسع بالتحقيق والمحاكمة، وكلّ ذلك يبقى رهناً بالواقع الذي سينشأ في مرحلة ما بعد الأسد.

 

القوميون و"المعلومات": ملف سماحة مَرّ من هنا!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

كثيرون يعتقدون أنّ الحادث الذي وقع بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وفرع المعلومات في الحمرا هو أكثر من فردي. إنه ربما امتداد لصراع الحياة أو الموت الذي أطلقه ملف الوزير السابق ميشال سماحة. شكوك حول انخراط القومي في العديد من الملفات المفتوحة سابقاً-أخبار ذات صلةبالفيديو..."العربية- بانوراما" يبحث في محضر التحقيق مع سماحةمصادر قضائية لـ"الجمهورية": أبو غيدا يمهد لإقفال باب التحقيقات وإصدار القرار الظني زهرا: على المستهدفين من مخطط مملوك–سماحة التقدم بدعاوى قضائيةشدياق لـ"الجمهورية": التفاصيل تؤكد مدى جدية التحقيق المحضر الثاني... سماحة:وُضعت المتفجرات في سيارتي في مكتب المملوك وإني نادم وأشكر الله أن تدخلت عنايته في الوقت المناسبالتحقيق وحده هو الكفيل بكشف هل كان الحادث فردياً أم لا. لكنّ السياق السياسي يثير أسئلة مشروعة: لماذا وقع الحادث في هذا التوقيت؟ أي في ذروة التأزم الذي تعيشه الحلقة الضيقة، اللصيقة بالنظام السوري في لبنان، وفي المنطقة التي تُعتبر المعقل الأساسي للقوميين في العاصمة؟

بعض المصادر يعتبر أن الحزب أراد توجيه رسالة إلى فرع المعلومات، بإيعاز من دمشق، للقول إنه موجود وله قدرة على القيام بالكثير. والهدف هو تخفيف الضغط الحاصل في ملف سماحة. وفي قراءة هذه المصادر، أنّ القومي يتحرّك أمنياً كبدل عن ضائع، لأنّ قوى أخرى حليفة كـ"حزب الله" لا مصلحة لها في الذهاب بعيداً للدفاع في قضية خاسرة كقضية سماحة.

ويستطيع "حزب الله" إقناع حليفه الإقليمي بجدوى النأي بالنفس عن الملف، إذ لا مصلحة لهذا الحليف في إحراق ذراعه الأقوى على الساحة اللبنانية. ولا بأس بتشغيل قوى وأحزاب أقلّ شأناً في هذه المهمة، ومنها الحزب القومي بالإضافة الى أحزاب من الدائرة المعروفة بارتباطها المباشر والحصري بدمشق، أي تلك التي ينتمي إليها سماحة.

فالخسارة من احتراق أحزاب وشخصيات في هذا الحجم ليست أساسية، فلا هي ذات تمثيل طائفي كـ"حزب الله"، ولا هي قوة استراتيجية احتياطية يحتاج إليها النظام. علماً أنه حتى اليوم لم يصدر عن "حزب الله" ردّ فعلٍ في الحجم المُعتاد دفاعاً عن سماحة. المصادر تذهب إلى حدّ القول بظهور دور لـ"حزب الله" من خلال ملف سماحة. وفي هذا المجال، تجدر العودة إلى الوقائع التي أوردها المحضر الرسمي، والتي تتضمن حواراً بين سماحة والمخبر ميلاد كفوري خلال التحضير لجلب المتفجرات من سوريا. يقول المخبر: "بدنا نِتّفِق هون. إنت قلتلي ممكن يتأمَّن بضاعة محلياً. إن شالله يكون"... فيجيب سماحة حرفياً: "بيقولو للحزب، بيحطهن بالمطرح الفلاني، وخلص مِنشيلهن"... ويفترض الكثيرون هنا أن "الحزب" المقصود هنا هو "حزب الله". فالعبارة عادة تُطلق عليه... علماً أن المصادر تتحدث عن شكوك حول انخراط الحزب القومي في العديد من الملفات المفتوحة سابقاً. لذلك، في اعتقاد المصادر، من غير المستبعد أن تكون دمشق هي التي أوعزت بتحريك بعض العناصر في مركز القوميين في الحمرا. ومعلوم أنها تمتلك يداً طولى في الحزب من الرأس إلى القواعد.

سوريا "الكبرى" و"الصغرى"

هذا الواقع الذي يعيشه الحزب القومي أودى به ليكون أداة في لعبة المحاور الإقليمية، فيما هو يحمل أساساً عقيدة تنادي بالإصلاح السياسي والاجتماعي والعلمنة. ولأنّ "العقل هو الشرع الأعلى"، كما يقول أنطون سعادة، فالحزب هو اليوم مجدّداً أمام امتحان العقل. وسبق لبعض قادة الحزب، ومنهم يوسف الأشقر، الاعتراف بخطأ انخراط الحزب، بما هو عقيدة علمانية، في الحرب الأهلية... ذات البُعد الطائفي.

وقال إن الحزب كان قادراً على الوقوف في منأى عن الصراعات الداخلية، والاضطلاع بالدور الأهم على الساحة اللبنانية، وإثبات صوابية النهج العلماني في مقابل خطأ القوى الطائفية المتقاتلة. لقد كانت فرصته الكبرى، لكنه شاء أن يضيّعها وينزلق إلى الزواريب. واليوم، يبدو الحزب أمام فرصة جديدة، فالنظام الذي كرّس نفسه للدفاع عنه يخوض حرباً للبقاء. ويمكن للحزب، بعد استحقاق 14 آذار 2005 وانطلاق الصراع في سوريا، أن يحدّد دوراً جديداً له في لبنان وسوريا. وفي الحزب طاقات "قيد الاعتقال" قادرة على المساهمة في نقله إلى حيث تصبح شعارات الإصلاح والعلمانية قابلة للتصديق، وحيث شعار "تحيا سوريا" يصبح في مكانه. ولكن: أيُّ سوريا تلك؟ "سوريا الكبرى" أم "سوريا الصغرى"؟التعليقات

 

المسلمون والصيغة اللبنانية

د.سعود المولى/الجمهورية

 لم يكن مصادفة أن يبرز مشروع السيد موسى الصدر مع صعود الشهابية في لبنان، وأن يبرز مشروع كمال جنبلاط ويتوهّج مع تصاعد الكلام الإصلاحي الاجتماعي في تلك المرحلة التي شهدت أيضاً تطورات اصلاحية في الوسط المسيحي إذ إنها تزامنت مع المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، ومع لاهوت التحرير المكافح في أميركا اللاتينية...

كما أنها ترافقت مع الإصلاحات البنيوية في النظام اللبناني، من الضمان الاجتماعي إلى الخدمة المدنية والتفتيش المركزي والجامعة اللبنانية والثانويات الرسمية، والتي رافقها نمو الطبقة الوسطى وتطور العلاقات مع العرب وصعود التيار التنموي الاجتماعي داخل الأحزاب الكيانية (موريس الجميل مثالاً)، ونشوء حركات طلابية تحمل هذا الهم (حركة الوعي مثالاً).

ولم يكن العقل الاسلامي التقليدي يحمل يومها فكرة الحزبية الدينية أو المفاهيم الأصولية، كالحاكمية عند السُنة، أو ولاية الفقيه عند الشيعة، ذلك أن الوضع الاجتماعي للمسلمين في ذلك الزمن كان في قمة صعوده وينعم بالبحبوحة ويتوسع في السلطة ويحظى بمكانة اجتماعية تعززها طبقة وسطى صاعدة ومتماسكة. ومن هنا فإن الدعوات الاسلامية حينها كانت لتثبيت المفهوم اللبناني والهوية اللبنانية، وقد تجسد هذا الوضع في ذروته خلال أعمال الندوة اللبنانية في الستينيات...

لكن تحوّلات أصابت مجتمعاتنا في السبعينيات، كان لها انعكاسها على العقل السياسي الإسلامي، والعقل الديني الإسلامي. ونحن نلاحظ حدّة في كتابات تلك الفترة، فقد كان الموضوع الفلسطيني العامل الأساسي والحاسم في التحوّلات في العقل الديني الإسلامي، وعلى عدة مستويات، وليس فقط على مستوى الوعي.

كان تأثير العامل الفلسطيني في لبنان واضحاً عند المسلمين السنّة، حتى إنه قيل عام 1975 إن الفلسطينيين هم جيش السُنة، أي إن الاستقواء بالفلسطيني استخدم في الداخل على أنه قادر على قلب المعادلات الداخلية، بغضّ النظر عن التدخلات الأجنبية التي قد يستدعيها الطرف الآخر لحماية نفسه ومشروعه. وقد ساد هذا التفكير الاستقوائي في وعي اللبنانيين كافة أو لاوعيهم. وكانت الغلبة هي المنطلق، وليس فقط تحسين المواقع في السلطة. وكان لذلك الوضع حامله الدولي في صراع الجبارين يومذاك، والاقليمي في الانقسام العربي بعد حرب تشرين 1973.

بحلول عام 1975 بدأ صعود الاتجاهات العنفية في الوضع الاسلامي، وقد ولَّد هذا التجذير (Radicalization) داخل الطوائف القوى الجديدة التي بدأت تبحث عن أيديولوجيا. وليس من قبيل الصدفة أن تخرج أيديولوجيا أصولية دينية اسلامية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

إضافة الى المسألة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، برز عامل جديد أساسي وحاسم بالنسبة إلى الشيعة، ألا وهو قيام دولة إسلامية. كما أن نجاح الشيعة في إقامة دولة إسلامية في إيران عام 1979 ولّد تفاعلات عند السُنة. فليس صدفة أن نشأت تنظيمات الجهاد عند السُنة بعد استلام الخميني السلطة.

ولكنّ مرارات الحروب الأهلية جعلت اللبنانيين يكتشفون ذواتهم ووجودهم وقد تعلّموا أنه ليس لهم إلّا لبنان، مهما حاروا وداروا، ومهما وجدوا من صيغ وصداقات وتحالفات، فهي كلها تخيب وتخسر، ولا يبقى لهم إلا لبنان... وهذا اللبنان يخلق دائماً ويومياً بإرادة أبنائه اللبنانيين، فهو ليس وطناً معطى، أو وطناً جاهزاً، إنه وطن يُخلق يومياً.

هذا الوطن لم يعد شعاراً سطحياً تستخدمه لغة سياسيّة نفاقية انتهازية... هذا "الوطن النهائي" تجاوز المساومة السياسية التقليدية التي أرسَت دعائم الميثاق الوطني الأوّل (1943)، والتي وجدت تنظيرها الأهم والأشهر في رسالة السيّدين كاظم الصلح وعادل عسيران: "مشكلة الاتصال والانفصال في لبنان" (1936)، أو في بيان رياض الصلح الوزاري الأول (1943)، أو في ثوابت صائب سلام الشهيرة، أو في برنامج الحركة الوطنية الاصلاحي (1975)، أو في وثيقة المجلس الشيعي (1977)، ثم أخيراً في وثيقة الطائف (1989)...

هذا اللبنان، الوطن النهائي، ليس مكاناً جميلاً فحسب... إنه كرامة وحرّية، بيت ورغيف حلال، مدرسة ومستشفى، قدرة على المشاركة في الرأي والقرار، قدرة على التعبير والنقد... إن لبنان معنى ودوراً، وحوار حياة، أنتج صيغة فريدة للعيش المشترك ونمطاً مميزاً... ومن هنا، فإنّ قيمة الرجال أمثال: كمال جنبلاط وموسى الصدر وحسن خالد وصائب سلام ورفيق الحريري ومحمد مهدي شمس الدين، تكمُن في أنّهم أعادوا إنتاج الفكرة اللبنانية والصيغة اللبنانية، في سياق إدماج المسلمين عموماً في رؤية وطنيّة جامعة، وفي مشروع وطني مشترك، يقوم على مبدأ: لبنان الوطن النهائي والدولة المدنية... وقد توافق المسلمون مع الطائف على بقاء لبنان خارج أي صيغة من الوحدة السورية أو العربية أو الاسلامية... لقد أنجزنا في لبنان أفضل صيغة في التاريخ للعيش المشترك، ونحن نعتبر المحافظة عليها وصونها وترسيخها واجباً دينياً، وليس واجباً سياسياً فقط... لكن نجاح تجربة الطائف هو اليوم بيد المسلمين (والشيعة تحديداً) في أسلوب إدارتهم للحكم وتأسيسهم للوطن وللدولة بعد الطائف، وفي الخطاب السياسي وفي الخطاب التعبوي...

 

هل عاد سليمان من طهران مع"جيش وشعب ومقاومة"؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

في حين نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "ارنا" عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قوله للمرشد الأعلى آية الله السيد علي خامنئي "إن لبنان لا يزال في حاجة إلى المقاومة"، أفادت مصادر الوفد الذي رافق سليمان إلى طهران أنّه أكّد أنّ "لبنان يبقى في حاجة إلى المقاومة ما دام هناك احتلال، ولكن بشرط أن تكون مضبوطة الإيقاع وأن تتناغم مع الدولة". لم يكن رئيس الجمهورية مضطراً إلى اتخاذ مواقف يتذرع بها الحزب تبريرا لسلاحه. وشرح سليمان لخامنئي أنّ "الحوار الجاري يهدف إلى التوصل إلى استراتيجية دفاعية تجيب عن كل الأسئلة المطروحة في شأن عمل المقاومة"، كما أوضح له أنّ "لبنان في حاجة إلى المقاومة حتى زوال الخطر الإسرائيلي عن لبنان".

ومن المفيد التذكير بكلام لسليمان نفسه أو ما كان نُقِل عنه أنّ نقطة ارتكاز أيّ استراتيجية دفاعية هي الجيش اللبناني وحده، وأنّه عندما يعجز هذا الجيش تتدخّل المقاومة، الأمر الذي يجعلها في الموقع الخلفي والثانوي، ما استوجب ردّاً من قبل السيد حسن نصرالله أكّد فيه على التلازم بين الجيش والمقاومة، لا بل اعتبر أنّ وظيفة الأوّل تحوّلت إلى شرطة داخلية، معدّداً الأسباب التي تحول دون تصدّر الجيش المواجهة من انكشاف مواقعه إلى ضعف تسلّحه.

ولم يوفر رئيس الجمهورية أيضاً ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، معتبراً أنّ هذه الثلاثية تفتقد إلى عنصر ارتكاز هو الدولة اللبنانية. ولكنّ المهم لا يكمن في تثبيت تراجع سليمان أو عدمه، إنّما في تناقضه الجوهري مع مقاربة قوى 14 آذار لما يسمّى بالمقاومة.

وفي هذا السياق، قالت مصادر قياديّة في قوى 14أذار أن الرئيس اقترب بهذا المعنى من المعارضة في الموضوع السوري وابتعد عنها في موضوع "حزب الله" أو حافظ على مسافته المعتادة، فيما كان الاعتقاد أنّه سيتقاطع معها أيضاً في موضوع السلاح ليس من منطلق تحالفي-سياسي، إنّما من موقعه الوطني كرئيس للبلاد ومؤتمن على الدستور والمحافظة على استقلال لبنان.

فالقول إنّ "لبنان يبقى في حاجة إلى المقاومة ما دام هناك احتلال" يعني أنّ رئيس الجمهورية يتبنّى وجهة نظر "حزب الله" على ثلاثة مستويات: إنّ مزارع شبعا لبنانية لا سورية وتخضع لمنطوق القرار 425 وليس للقرارين 242 و338، وأنّ التحرير هو من مهمة المقاومة الفئوية والمذهبية وليس الدولة اللبنانية، وأنّ المقاومة حاجة، أي تظليلها والإقرار بشرعيتها.

وأمّا الكلام عن ضرورة "أن تكون مضبوطة الإيقاع وأن تتناغم مع الدولة"، فيخشى أن يترجم في غير مقصده، خصوصا أنّ المقاومة والدولة مكونان نقيضان ولا تتّسع الساحة لكليهما، فإمّا أن تكون هناك مقاومة أو دولة، وخلاف ذلك يعني تحديداً الواقع المأسوي في لبنان حيث الدولة مجرّد هيكل في ظل هيمنة سلاح الحزب وامتلاكه القرار الاستراتيجي لهذه الدولة.

واعتبرت المصادر نفسها أن تحديد وظيفة الاستراتيجية الدفاعية بالارتكاز على المقاومة بعد "الإجابة عن الأسئلة المطروحة في شأن عملها" يعني أن المقاومة باتت الثابت الوحيد في المشهد اللبناني وكلّ ما عداها هو المتحرّك، وأنّ المطلوب هو الاتّفاق على عملها وليس إلغاءها.

ولكنّ الأخطر في نظر هذه المصادر يبقى في ربط حاجة لبنان إلى المقاومة بزوال الخطر الإسرائيلي، فهذا الكلام يتطابق مع أدبيات "حزب الله"، وخطورته تكمن في أنّ انتفاء هذه الحاجة يفترض زوال إسرائيل، وفي حال العكس يعني استمرار المقاومة إلى أبد الآبدين.

لم يكن رئيس الجمهورية مضطراً إلى إطلاق هذه المواقف التي قد يتذرع بها "حزب الله" تبريرا لسلاحه. وإذا كان المطلوب ترييحه، فهذا الترييح لا يكون من خلال التسليم بأجندة الحزب، إنّما عبر المزاوجة بين الموقف المبدئي بمرجعية الدولة باحتكار السلاح، وبين دعوة هذا الحزب إلى الحوار على أساس هذه المبادئ.

ورأت المصادر أنّ سليمان يتقاطع مع سياسة النائب وليد جنبلاط القائمة على قاعدة التسخين مع دمشق والتبريد مع طهران والضاحية، ولكن مع فارق أنّ الزعيم الدرزي حذّر من فوز 8 آذار في الانتخابات، ما يعني إعلان تحالفه الانتخابي مع 14 آذار، وأن رئيس الجمهورية لا يستطيع مجاراة الرئيس الاشتراكي بتقلّباته، إذ قد ينتقل الأخير من التبريد إلى التسخين بين ليلة وضحاها.

ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الأسباب التي دفعت رئيس الجمهورية الذي أطلق في الآونة الأخيرة مواقف مهمة إلى اتّخاذ هذه المواقف التي تم وضعها بصيغة المصادر؟ وهل هي نتيجة أجواء مغلوطة تمّ وضعه بها في طهران أم مردّها إلى مخاوف داخلية؟ التعليقات

 

في ظلّ استسهال قطع طريق المطار والازمة الاقتصادية... كيروز يسأل الحكومة عبر مجلس النواب: ماذا يمنع الحكومة من تأهيل مطار القليعات؟

موقع القوات/وجّه عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز سؤلاً الى الحكومة عبر رئاسة مجلس النواب، طالباً فيه تأهيل مطار القليعات وتخصيصه للملاحة المدنية والتجارية سائلاً ما الذي يمنع على الحومة القيام بذلك لما لهذا المرفق من فوائد اقتصادية جمّة، ويبعد المسافرين عن قطاع الطرق.

وهنا نص السؤال:

دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري المحترم

تحية وبعد،

نتشرف بأن نوجه من خلال رئاستكم الكريمة سؤالاً الى الحكومة ممثلةً برئيسها الاستاذ نجيب ميقاتي ومعالي وزير الاشغال العامة والنقل الاستاذ غازي العريضي ومعالي وزير السياحة الاستاذ فادي عبود، حول موقف الحكومة اللبنانية وخطة عملها لتأهيل مطار القليعات المعروف بمطار الرئيس رينيه معوّض الدولي، وتخصيصه للطيران والملاحة المدنية والتجارية، الى جانب ”مطار رفيق الحريري الدولي“ في بيروت، وتحديداً لجهة ما يأتي:

أولاً : في الوقائع :

1- بتاريخ 7/2/1998 صدر قرار عن مجلس الوزراء اللبناني قضى حرفياً ”بالموافقة على اعلان مطاري القليعات ورياق مطارين مدنيين صالحين لخدمة الملاحة الجوية واستقبال الطائرات المدنية وتأمين التجهيزات الفنية اللازمة وتوفير الشروط الملاحية والادارية“.

2- منذ سنة 2005 صدرت توصيات مستمرة ربما كل سنة او سنتين بالاسراع في انشاء الهيئة الناظمة للطيران المدني.

وبتاريخ 16 كانون الثاني 2012 طلبت الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة الاستاذ نجيب ميقاتي من معالي وزير الاشغال العامة والنقل الاستاذ غازي العريضي وضع تقرير عن مطار القليعات المعروف باسم ”مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض الدولي“ بعد ان توقف العمل فيه خلال الحرب الأهلية.

3- إن مطار الرئيس رينيه معوض الدولي يقع في منطقة القليعات في ساحل عكار ويعتبر ثاني مطارات لبنان بعد مطار رفيق الحريري الدولي ويبعد نحو عشرين كيلومتراً عن مدينة طرابلس ونحو مئة كيلومتراً عن العاصمة بيروت ويحتوي على مدرجين اثنين يبلغ طول كل منهما 3200 متر بعرض ستين متراً الى جانب منشآت ومرائب وهنغارات وأبنية صغيرة.

4- لقد استخدم مطار القليعات مرات عدة في العام 1975 بغرض تسهيل النقل بين بيروت والشمال ثم خلال احداث عامي 1988 و1989 حيث جرى استخدامه كمطار مدني بفعل انقطاع الطريق الساحلية بين الشمال والعاصمة بيروت وقامت شركة طيران الشرق الأوسط بتسيير رحلتين الى بيروت ذهاباً واياباً.

5- من أبرز فوائد تشغيل هذا المطار :

- تحقيق الانماء المتوازن في المناطق اللبنانية

- خدمة نشاطات اقتصادية مختلفة في الشمال (تجارة، صناعة، سياحة)

- تحقيق نمو اقتصادي وسياحي وتوفير نحو ستة آلاف وظيفة في سنته الأولى و21 الف فرصة عمل في العام 2018.

- إن موقعه أهم من موقع مطار بيروت الدولي لعدم تعرّضه للعواصف والتقلبات المناخية، وكذلك لم تنشأ في محيطه الأبنية التي تعيق حركة الطيران كما أن الطائرات تستطيع الهبوط فيه دون الحاجة الى موجّه. علماً أنه مجهّز برادار (G.G.A) يتيح للطائرة الهبوط في أسوأ الأحوال الجوية.

ثانياً : في السؤال:

- ماذا يمنع الحكومة اللبنانية من وضع استراتيجية لمطار مدني بديل ومرادف لمطار بيروت الدولي من شأن تأهيله وتجهيزه، ايجاد الانماء المتوازن وتحقيق قفزة نوعية اقتصادية وتجارية وسياحية لكل من عكار والشمال وصولاً الى رفع قدرة لبنان على استيعاب حركة المسافرين والنقل والتجارة الدولية بما يتناسب مع تطلعات العام 2018 ؟

-ما هي الروزنامة الزمنية لتأهيل مطار القليعات وتنفيذ هذا المشروع الانمائي والحيوي ؟

- ولماذا الابقاء على آحادية مطار بيروت الدولي مع ما يستتبعه ذلك من مخاطر بالنسبة لحركة الملاحة الجوية الدولية عبر اعتماد مطار واحد في لبنان، والى متى يبقى هذا المطار تحت رحمة قطع طريق المطار وتهديد أمن المواطنين اللبنانيين والاجانب والمصالح الاقتصادية والاجتماعية لابناء الشعب اللبناني ؟

لذلــك

وبناءً على ما تقدم

جئنا بموجب كتابنا الحاضر، نطلب من دولتكم احالة السؤال المفصّل أعلاه الى دولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الاشغال العامة والنقل ومعالي وزير السياحة، طالبين منهم الاجابة عليه خطياً ضمن مهلة خمسة عشر يوماً على الأكثر من تاريخ تسلمهم السؤال، عملاً بأحكام المادة 124 من النظام الداخلي لمجلس النواب، تحت طائلة ممارسة حقنا في تحويل السؤال موضوع هذا الكتاب الى استجواب عملاً بأحكام المادة 126 من النظام الداخلي لمجلس النواب.

وتفضلوا بقبول الاحترام

 

حبيش: 14 آذار تدرس طلب نشر قوات دولية على الحدود الشمالية

 وطنية - 3/9/2012 - حمل عضو "كتلة المستقبل" النائب هادي حبيش في اتصال مع "المؤسسة اللبنانية للارسال" اليوم، "الحكومة اللبنانية التي تنأى بنفسها حتى عن حماية المواطنين اللبنانيين منذ بداية الثورة السورية مسؤولية سقوط قذائف من الجانب السوري على الحدود الشمالية، تحديدا في منطقة عكار". وقال:"اعتدنا على بدعة القصف غير المقصود من النظام السوري، هذا النظام الذي أرسل متفجرات مع نائب ووزير سابق اسمه ميشال سماحة الى لبنان ليزعزع الامن ليس غريبا عنه ما يفعله تجاه الشعب اللبناني وأهلنا في عكار الذين يستقبلون النازحين ويلعبون دورا كبيرا في مساعدة الثورة السورية عبر رعاية النازحين". أضاف: "الحكومة حتى اليوم لا تجرؤ على اتخاذ القرار بهذا الاتجاه، المطلوب ألا تنتظر الحكومة سقوط شهداء جراء هذا القصف، وأن تأخذ قرارا حاسما في هذا الموضوع وتعطي توجيهات حازمة للجيش اللبناني كي ننتهي من هذا الموضوع". وتابع: "عندما نرى الاجهزة الامنية اللبنانية أو الحكومة المسؤولة عن اعطاء الاوامر للأجهزة الامنية لا تعطي توجيهات واضحة للجيش في هذا الاطار من الطبيعي أن نلجأ للأمم المتحدة لحماية الشعب اللبناني". واستغرب حبيش كيف "تتهم حكومة شعبها بدلا من اتخاذ إجراءات لحمايته"، لافتا الى "أن حزب الله الذي يسيطر على هذه الحكومة ويتهم الشعب اللبناني بأنه ينطلق بجبهة من لبنان باتجاه سوريا، هذا استخفاف بعقول الناس وحكومة "حزب الله" اذا كان لديها معطيات فلتتخذ قرارا بضبط هذه العمليات". وأشار الى "أن قوى 14 آذار تدرس مسألة الطلب من الامم المتحدة نشر قوات دولية على الحدود الشمالية لأن الحكومة تنأى بنفسها عن حماية المواطنين جراء القصف السوري"، وسأل:"على من يتكل الناس؟ ومن ثم يستغربون لماذا نلجأ للحماية من الامم المتحدة، هذه الحكومة تجر الناس الى ذلك".

 

تجدّد القصف السوري على بلدات عكّار وسعيد يطلب استجواب قاووق حول تهريب السلاح

المستقبل

في وقت ما زالت فيه "قوى الممانعة" في 8 آذار تجرّ خيبتها الأولى المتمثّلة بانكشاف الشبكة الإرهابية "مملوك سماحة" ووجود إتجاه قويّ في القضاء اللبنانيّ لمتابعة الملف حتى خواتيمه القانونية، وخيبتها الثانية المتمثّلة بعودة الهدوء وإبعاد شبح الفتنة عن عاصمة الشمال، كانت "قوى 14 آذار" بالأمس في مرمى "الجرعات التخوينية والتهديدية الزائدة" التي اتحفها بها نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، فاعتبر أنّه "من الخطايا الوطنية الكبرى ان اسرائيل تصفّق لمواقف 14 آذار التي تستهدف المقاومة وترتاح وتفرح لسياسات 14 آذار" وكان لافتاً في هذا الإطار إعادة تعريف قاووق لـ"المقاومة" على أنّ وظيفتها الأساسية تقضي بحماية النظام السوريّ، فعرّفها على أنّها "المقاومة التي حمت بقدراتها لبنان من أية محاولة اسرائيلية لاستغلال الأزمة في سوريا".

ومضى قاووق في جرعاته التخوينية معتبراً ان "استكمال تحرير الأرض خارج اي حسابات لجماعة 14 آذار، وأنهم يتألمون من تثبيت هوية مزارع شبعا وهم يتمنون ان لا تكون لبنانية حتى لا يطالبوا بالتحرير"، في اغفال تام لهوية الفريق الذي يطالب منذ سنين بتثبيت لبنانية المزارع والفريق الذي يمانع أو يمتنع عن تسليم الوثائق الضرورية.

ثم انتقل قاووق إلى اتهام "قوى 14 آذار" بأنّها تورّط لبنان "بأتون النار المشتعلة في سوريا"، وقال "لم يعد هناك من أسرار، في لبنان يوجد قواعد عسكرية تنطلق منها الهجمات العسكرية ضد المواقع السورية، بتغطية وتسهيل من قيادات 14 آذار وامتدادات 14 آذار في المواقع الأمنية وادارات الدولة". مضيفاً ان "هناك أجهزة أمنية رسمية تسهّل عمل المسلّحين من لبنان لاستهداف سوريا، والمستقبل سيثبت ان قوى 14 آذار تتحمل كامل مسؤولية تداعيات هذا التورط باستهداف سوريا".

"14 آذار"

مثل هذه المواقف المتوتّرة والتصعيديّة من المسؤول في "حزب الله"، علّق عليها منسّق الأمانة العامّة في 14 آذار النائب السابق فارس سعيد في حديث الى "المستقبل"، لافتاً الى انه يبدو أنّ "قاووق بات المكلّف أسبوعياً من قبل "حزب الله" بشنّ هجوم مركّز على 14 آذار، وآخر ما قاله اتهام 14 آذار بأنّها تشارك في المعارك بسوريا".

وتحدّى سعيد الشيخ قاووق "بأن يثبت ذلك هو وفريقه، الذين يمثّلون حتى هذه اللحظة رعايا لحكومة يشارك فيها أساساً حزبه وتسيطر على كل الأجهزة الأمنية المختصة". وسأل "كيف لـ14 آذار ان تشارك في المعارك بسوريا، فيما الحكومة في يد الشيخ قاووق وحزبه؟".

وذكّر سعيد بأنّه "على كل وسائل الإعلام الوطنية، والعربية، والدولية، أصبح تورّط حزب الله مفضوحاً في المعارك التي تدور داخل سوريا، والإتهام الذي يوجهه الشيخ قاووق لـ14 آذار لا يمكن أن يغطي التورّط الذي انزلق اليه حزب الله في المعارك داخل سوريا".

وشدّد على أنّ "14 آذار حركة سلمية ديموقراطية بعكس حزب الله، وهي استمرّت كذلك وبرهنت السنوات المتعاقبة ذلك، على الرغم من استفزازات حزب الله التي بلغت أوجها في أيار 2008، وكل التفجير الذي يتعاون عليه الحزب، فعلى الرغم من ذلك كله لم تحمل 14 آذار يوماً السلاح، وان كان على حساب هيبتها وجمهورها". وأوضح كيف أنّه "عندما جرى اطلاق النار لاغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في نيسان 2012، الكل يدرك ان فريق القوات كان قادراً على قطع طريق أو حرق دولاب، لكنه لم يفعل، وكذلك جرى الردّ على محاولة اغتيال النائب بطرس حرب بالطرق الديموقراطية، وكل الأحداث التي سبقت ذلك تثبت أيضاً سلمية 14 آذار".

ودعا سعيد "القضاء اللبناني إلى أن يأخذ التدابير القانونية بحقّ قاووق، وأنّ يعتبر كلامه بمثابة إخبار، يُصار على أساسه إلى استجواب الشيخ قاووق من قبل مدّعي عام التمييز".

عكّار

إلى ذلك، تجدّد القصف السوريّ على محيط بلدات عكّارية، وتزامن بالأمس مع انعقاد "لقاء شعبي" في عمار البيكات للتنديد بالقصف السوري واعترافات سماحة عن تفجير تجمّعات النازحين في عكّار. وقد أفاد مندوبنا في عكّار زياد منصور أنّ مدفعية النظام السوري في محيط ام مشاعل عاودت قصفها المدفعي الثقيل على محيط بلدات الدبابية، النورا، خراج بلدتي منجز في محيط دير سيدة القلعة التابع للرهبنة اللبنانية المارونية، وفريديس الكواشرة، ووصفت وسائل اعلام النظام السوريّ هذه الاعتداءات الصارخة على السيادة اللبنانية على انها تأتي في سياق "احباط عمليات تسلّل لمجموعات ارهابية وتكبيدها خسائر فادحة". وعلى صعيد آخر، تبين أنّ كل ما سيق من أخبار وتسريبات عن ان تحقيقاً فتحته الجهات الرسمية السورية بأعمال القصف التي حصلت على منجز يوم الجمعة الفائت والتي خلفت جريحاً من الجيش وأضراراً في المنازل ومحاسبة المسؤولين عن هذا العمل، إنّما "بقي حبراً على ورق ومحته ساعات الليل".

وأمس، علّق الناطق باسم الخارجية السوريّة جهاد مقدسي على المطالبات اللبنانية بطرد سفير النظام السوري علي عبد الكريم علي من لبنان، فرأى ان "التمثيل الديبلوماسي بين البلدين هو تمثيل مشترك". وأضاف "اذا وصلت العلاقة لدرجة اعتبار لبنان أنّ السفير علي لم يعد يناسب الدولة اللبنانية فهذا قرارها لكن نأمل أن تكون علاقتنا ممتازة مع لبنان واعتقد أن السفير علي ملتزم بالأصول الديبلوماسيّة ويعمل لبناء الجسور بين البلدين وليس لهدمها وإذا أرادوا هدمها فهذا شأن لبناني".

مجلس التعاون

يأتي ذلك، في وقت شدّد فيه وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مساء أمس في جدة على أهمية "تحقيق انتقالي سلمي للسلطة في سوريا" ، ودانوا "استمرار عمليات القتل والمجازر نتيجة امعان النظام في استخدام كافة الأسلحة الثقيلة بما فيها الطائرات والدبابات والمدافع". ودعوا "الأطراف اللبنانية الى تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتفويت الفرصة على محاولات العبث بأمن لبنان واستقراره وجره الى أتون الأزمة السورية وتداعياتها".

 

ميقاتي: لتوجيه رسالة عاجلة لخارجية سوريا حول تداعيات الخروقات الحدودية

نهارنت/طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من سفير لبنان في سوريا ميشال خوري توجيه رسالة عاجلة الى وزارة الخارجية السورية حول تداعيات الخروقات الحدودية. وخلال استقباله خوري في السراي الحكومي، اليوم الاثنين، طالب ميقاتي يتوجيه رسالة الى خارجية سوريا لابلاغها باستمرار تعرض بلدات لبنانية قريبة من الحدود اللبنانية - السورية لقصف من المواقع العسكرية السورية المتاخمة. اضافة الى التداعيات السلبية التي يمكن ان تحدثها تلك الخروق على الاجراءات الامنية التي اتخذها الجيش اللبناني للمحافظة على الاستقرار والهدوء على الحدود بين البلدين تنفيذا لقرار السلطة السياسية الحريصة على حماية اللبنانيين المقيمين قرب الحدود اللبنانية - السورية وتجنيبهم اي خسائر في الارواح والممتلكات. وتعرضت في الآونة الاخيرة البلدات الحدودية شمالاً وبقاعاً لقصف من الجانب السوري ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى، اضافة الى الاضرار المادية في المنازل والممتلكات. وبدأ الجيش مطلع تموز بتعزيز وجوده في المنطقة الحدودية مع سوريا، بعد ان كان مجلس الوزراء قد أكد "ضرورة تعزيز الجيش على الحدود اللبنانية السورية واتخاذ الاجراءات والتدابير كافة لضبط هذه الحدود والمعابر المختلفة".

 

تركيا تتحدث عن 100 جاسوس إيراني دخلوا أراضيها منذ آذار وتسأل عن ظروف تجول خاطفي توفان في لبنان بحرية

ريتا صفير/النهار/احدث ظهور المخطوف التركي تيكين توفان في الاعلام اللبناني صدمة لدى مصادر ديبلوماسية التي أخذت ترسم اكثر من علامة استفهام على ظروف تجول الخاطفين بحرية وما وصفته بـ"تناول المجرمين القهوة" في الاماكن العامة. وفي حين تنأى الاوساط الديبلوماسية بنفسها عن تفاصيل الخطوات اللاحقة التي يمكن ان تستتبع خطوة ظهور الرهينة التركية ومدى ارتباط ذلك بمصير المخطوفين اللبنانيين العشرة ، يعكس المشهد اللبناني "عن بعد" حلقة من الحلقات التي تسود الساحة التركية، وترتفع وتيرة الاتهامات التي يسوقها المسؤولون الاتراك حيال التدخل الايراني - السوري في بلادهم. واذا كانت نبرة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان العالية في اليومين الماضيين تترجم في جانب منها هذه التطورات وتعيد الى الاذهان مواقفه التي اعقبت اسقاط الطائرة التركية ولاسيما تلويحه المتكرر بالتدخل في سوريا اذا حصلت تطورات تهدد الامن التركي، فان هذه المواقف تتزامن مع مجموعة تطورات شكلت مادة نقاش اخيرا. في مقدمها تصاعد النشاط الاستخباراتي الايراني في تركيا وسط معطيات عن ازدياد وتيرة تسرب عناصر تابعة للنظام السوري الى الداخل التركي. وهذا التسرب اتخذ على قول انقرة اوجها عدة، سواء عبر دعم انشطة حزب العمال الكردستاني او التغلغل في مناطق حدودية وبعض مخيمات اللاجئين السوريين بغية احداث فتن فيها، فضلا عن تحركات قامت وتقوم بها بعض اطراف المعارضة التركية بدعم سوري - ايراني من وجهة النظر الرسمية.

ونقلت صحيفة "الزمان" معلومات عن اكتشاف جهاز المخابرات التركي اخيرا 100 جاسوس ايراني دخلوا البلاد منذ آذار الماضي، بعد توقيف تسعة جواسيس الاسبوع الفائت، علما ان السلطات التركية باتت في حوزتها دلائل كما تقول، على الروابط بين  اجهزة المخابرات الايرانية والعمليات الاخيرة التي قام بها حزب العمال الكردستاني في الداخل التركي فضلا عن توقيف 8 اتراك على خلفية الظن بهم بالتجسس لمصلحة ايران. وبحسب اعترافات نشرت في الاعلام التركي، كان الموقوفون يعدون لتمرد ضمن المجموعة الكردية جنوب البلاد وفي الجنوب الشرقي ولاسيما اغدير وكرس.

وبعد ايام على اعتصام اعلاميين وعائلة المصور الصحافي ثونايت اونال المخطوف في سوريا اعتصاما امام السفارة السورية في انقرة بسبب عدم اتضاح مصير ابنهم، عادت الى الواجهة قضية خطف الرهينة التركية في لبنان، في وقت اكد وزير الخارجية التركي محمد داود اوغلو ان الصحافي اونال دخل سوريا لاسباب مهنية محملا السلطات السورية تبعة اي أذى يلحق به.

ويبقى ان الاتراك الذين رفعوا لواء اقامة المناطق الآمنة الى مجلس الامن، الاسبوع الفائت ما زالوا يتطلعون الى الدعم الذي يمكن ان تمده بهم المجموعة الدولية في مواجهة ازمة اللاجئين السوريين، وسط ترجيحات واستعدادات جارية لاستيعاب 200 الف نازح (العدد الحالي يناهز الـ 80 الف). كما ان تغيب رئيس الجمهورية عبدالله غول عن احتفالات "يوم النصر" في الايام الماضية لاسباب مرضية (تناقل الاعلام خبر اصابته بالتهاب في الاذن) يتوقع ان ينسحب على مستوى المحافل الدولية، بعد معلومات عن الغاء زيارة كانت مقررة له الى اسوج منتصف الشهر الجاري وكذلك احتمال ان يمثل اردوغان تركيا في الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك مع معطيات عن اجتماع يفترض ان يجمعه بالرئيس الاميركي باراك اوباما هناك.

 

لأن القرار الدولي يمنع تفجير لبنان: لا حرب بل فوضى ولا تعيينات قريبة ولا قانون إنتخابات ولا موازنة

سابين عويس/المستقبل

لا تعني إحالة مشروع قانون الانتخاب على مجلس النواب اليوم بالضرورة أن هذا المشروع سيأخذ طريقه إلى نقاش جدي ومسؤول يتيح إنتاج قانون جديد ينظم الانتخابات المقبلة ويرعاها. فالمشروع الذي ولد أصلاً ميتا في مجلس الوزراء لم تكن الغاية منه الا تسجيل نقطة في رصيد الحكومة، وتدرك القوى السياسية أنه سيدفن في المجلس في ظل تقاطع المعارضة مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على رفضه في مسودته الحالية.

وإذ تستبعد مصادر وزارية بارزة فتح المناقشة في هذا الموضوع، كغيره من المواضيع الساخنة من السياسة الى الامن وصولا إلى الاقتصاد، تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستتسم في ضوء تسارع التطورات في سوريا بطابع الترقب والجمود مما يعني عدم تحريك أي ملف مهما علا شأنه، ليكون التركيز على محورين: إحتواء مفاعيل انتقال الأزمة السورية الى الداخل بالحد الادنى من الخسائر والاضرار، وتحوط كل فريق سياسي لحجز مقعد له في مشهد ما بعد الانتخابات الاميركية لما تحمل من مفاعيل تؤثر في وضع المنطقة عموما وسوريا تحديدا. وهذا يعني عمليا أن المشهد السياسي سيكون محكوما بالمراوحة والترقب بحيث يستمر تعطيل الملفات أيا تكن أولويتها، بدءا من ملف التعيينات المستبعد أن يشهد أي تقدم، مرورا بقانون الانتخاب وصولا إلى مشروع قانون موازنة 2013 الذي يصل مبدئيا اليوم الى مجلس النواب، ويتوقع ان يحيله رئيس المجلس على لجنة المال والموازنة للدرس.

ولا تخفي المصادر خيبتها من الاداء السياسي على محوري السلطة والمعارضة في التعامل مع الوضع، فتُركت البلاد تحت وطأة الفوضى والتفلت من أي محاسبة أو مساءلة، أو حتى مراجعة للأسباب التي أدت للوصول إلى هذه الحال، وهي تبدي قلقاً عميقاً من تزايد مؤشرات الفوضى والتسيب، وابرز دلالاتها غياب الدولة وانعدام الثقة بمؤسساتها، وهي حالة لم تبلغها البلاد حتى في أوج الحرب، إذ كانت آمال اللبنانيين دائما معلقة على أن الدولة لا بد أن تعود في نهاية الحرب، لكن الحرب انتهت ولم تعد الدولة، بل زادت تحللا وإنهياراً.

هذا الكلام لا يعني في رأي المصادر أن البلاد ذاهبة الى الحرب على رغم أن كل مؤشراتها موجودة ومعززة، "ليس لأننا محصنون ومتماسكون داخليا ونزرع السلم ونعمل من أجله، بل لأن القرار الدولي حيال لبنان واضح وحاسم ويقضي بعدم تفجيره واستعماله منصة لتصدير أزمات الانظمة المجاورة، وإن كان النظام السوري لن يألو جهدا في سبيل تصدير أزمته، حتى لو اضطر إلى استثمار كل أدواته وأقرب الحلفاء اليه على غرار حالة النائب والوزير السابق ميشال سماحة.

والقضية التي يخشى أن تتعرض للتمييع أو المماطلة، لم تعد مفاعيلها متعلقة بسماحة والاعترافات التي أدلى بها وتورط رأس النظام السوري ورأس جهازه الامني، بل تجاوزته لتطول العلاقات بين لبنان وسوريا عموما وبين الرئيسين ميشال سليمان وبشار الاسد على وجه التحديد، بعد الموقف الاول من نوعه لرئيس لبناني من رئيس سوريا مدى العقود الاربعة الماضية. وقد ترجم الاستياء الشديد من مواقف سليمان عموما ولاسيما موقفه من مسألة اتصال الاسد به، بهجوم عنيف لحلفاء دمشق على الرئيس اللبناني، وتؤكد المصادر الوزارية المطلعة ان الهجوم سيزداد أكثر في المرحلة المقبلة لعزل سليمان وتجريده من أي غطاء سياسي.

لكن مصادر قريبة من رئيس الجمهورية أكدت أنه ليس في صدد التراجع عن موقفه، مشيرة إلى أن كل مواقفه الاخيرة لم تكن ظرفية بل كانت عائدة لقراءة ومراجعة متأنية منه لعهده ولما بقي له في سدة الرئاسة. فالرئيس منذ توليه الرئاسة الاولى يتعرض لاستهداف مركز من قوى 8 آذار منها ما هو لحسابات سياسية ومنها ما كان إسترضاء لخاطر الحليف المسيحي رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، كذلك لم ينج الرئيس من سهام قوى 14 آذار في أكثر من مناسبة وليس آخرها موقفها من الحوار على رغم ان سليمان لم يتراجع عن طرح بند الاستراتيجية الدفاعية في جدول الاعمال.

وإذا كانت مواقف سليمان نابعة من اقتناعاته قبل عامين من انتهاء ولايته على قاعدة " اللهم أشهد أنني قد بلغت"، فإن السؤال المطروح اليوم يتمحور على موقف "حزب الله" والنظام السوري من رئيس الجمهورية والتعامل معه.

 

الاخبار: انزعاج سوري جديد من أداء سليمان

حفل الأسبوع الطالع بجملة ملفات أبرزها هيئة إدارة النفط، وسط الخلافات السياسية على تعيين أعضائها، وسلسلة الرتب والرواتب التي وعد رئيس الحكومة بإقرارها في جلسة مجلس الوزراء المقبلة. لكنّ اللافت سياسياً كان البيان الرئاسي الذي تحدث عن «اعتذار سوري» عن القصف الذي تعرضت له بلدة منجز في عكار، مع العلم بأن القصف تجدد إثر صدور البيان الرئاسي. وفي معلومات صحيفة «الأخبار»، من مصادر سياسية قريبة من دمشق، أن انزعاجاً سورياً كان بدأ يظهر من أداء رئيس الجمهورية حين أعلن أنه ينتظر اتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد بشأن قضية الوزير السابق ميشال سماحة. ثم حدث القصف السوري على منجز، الذي أعقبه اتصال بين قيادة الجيش اللبناني وقيادة الجيش السوري التي أكدت أن القصف حصل خطأً، ووعدت بعدم تكراره وبمعاقبة المسؤول عنه. لكنّ رئاسة الجمهورية دخلت طرفاً على الخط وأصدرت بياناً تحدثت فيه عن «اعتذار سوري»، ما أثار انزعاج دمشق، فتجدد القصف. وإذ لفتت المصادر إلى أن قنوات الاتصال الرسمية بين الرئاستين اللبنانية والسورية مقطوعة والقناة الرسمية لمعالجة الخروق الأمنية لا تزال اللجنة الأمنية المشتركة، حذرت من «أن أي تصعيد سياسي من شأنه أن يرتد سلباً ويقطع المجال أمام الاتصالات الأمنية لتسوية أي مشكلة من نوع القصف الذي استهدف منجز، إلا إذا كان في جعبة رئيس الجمهورية أهداف سياسية بعيدة عن سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة برفعه لهجته تجاه سوريا»، على حد تعبير المصادر. وكان سليمان، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، «أجرى سلسلة اتصالات تناولت القصف الذي تعرضت له مناطق لبنانية محاذية للحدود السورية، واطّلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على ملابسات إطلاق القذائف التي أصيب بنتيجتها جندي في الجيش وتضرر عدد من المنازل، والدخول الى مشاريع القاع وخطف مواطن». كذلك اطّلع منه على «المراجعات التي تمت مع المسؤولين السوريين في شأن هذه الاعمال، والذين تعهدوا بمحاسبة من قام بالقصف واعتذروا عن الخطأ الذي حصل من دون علم القيادات المختصة، متعهدين أيضاً بعدم تكراره».

 

توافق بري وميقاتي على التنقيب عن الغاز بدءاً من الجنوب وفق صيغة أميركية

بيروت - وليد شقير/الحياة

قالت مصادر رسمية لـ «الحياة» إن وراء اعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لا خلاف بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري و «إذا اختلفنا صباحاً نتناول في المساء العشاء معاً»، هو استمرار التجاذب حول بعض التعيينات في مناصب الفئة الأولى ومنها هيئة إدارة قطاع النفط التي يعلق بري أهمية خاصة عليها، في مقابل اتفاقهما على صيغة جديدة لتحديد حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة وفق تسوية موقتة برعاية دولية للخلاف مع اسرائيل على هذه الحدود في شكل يسمح للبنان بالبدء في اجراءات بدء التنقيب عن الغاز وعدم انتظار البت النهائي في هذا الخلاف.

فالموضوع الأول، الخلافي بين الاثنين، والذي تسبب بإبداء بري ملاحظة في أحد تصريحاته حيال ميقاتي حين قال إنه «لا يريد أن يحكم» في معرض انتقاده لأداء الحكومة، هو أنه تناهى الى سمع بري أن أوساط ميقاتي سربت الى بعض وسائل الإعلام ان سبب التأخير في بعض التعيينات ومنها هيئة إدارة قطاع النفط وجود خلاف بين رئيس البرلمان و «حزب الله» حول اسم العضو الشيعي وأن بري سمّى أحد معاونيه، فيما سمّى الحزب شخصاً آخر. كما أن أوساط بري تتحدث عن أن أوساط ميقاتي تسرّب أن الأول ما زال مصراً على تعيين علي حمد، مدير العلاقات العامة والبروتوكول في المجلس النيابي محافظاً لجبل لبنان، فيما ميقاتي يرفض ذلك بحجة أن أطرافاً آخرين يرفضون هذا الخيار ومنهم رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط. وفيما تقول أوساط بري إن ميقاتي هو الذي بادر الى طرح اسم حمد قبل 3 أشهر، فإن مصادر أخرى نقلت عن ميقاتي أن بري هو الذي يصر عليه وأنه حين لقي اعتراضاً من تيار «المستقبل» بات عليه أن يأخذ في الاعتبار رد الفعل السنّي على تعيينه وأنه لا يحتمل حصول رد الفعل هذا. ويذهب بعض الأوساط الى القول نقلاً عن ميقاتي: «أيدت تعيينه في البداية لكنني الآن غيّرت رأيي».

التعيينات وهيئة النفط

ودفع هذا التجاذب حول التعيينات في هيئة النفط ومحافظة جبل لبنان وما تسرّب من خلافات في شأنها بري الى الانزعاج الشديد، الذي عبّر عنه وزير الصحة علي حسن خليل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة حين تقصّد إثارة ما قيل عن خلاف بين بري و «حزب الله»، بالقول: «أريد أن أوضح للجميع انه على أي كان ألا يحملنا موقفاً بأننا مختلفون نحن والحزب على التعيينات في هيئة النفط. نحن متفقون على الاسم، ولا أحد يحمّلنا مسؤولية التأخير، إن كان وزيراً أو تياراً أو حزباً أو حركة أو رئيس حكومة». وكان ذلك اشارة الى ميقاتي نفسه، إذ كرر عبارة رئيس حكومة مرتين.

وفي وقت لم يكن طرح على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المنتظر عقدها الأربعاء المقبل، بند يتعلق بالتعيينات، فإن الموضوعين الرئيسين المطروحين على جدول الأعمال، هما المتعلقان بإقرار سلسلة الرتب والرواتب الجديدة لموظفي القطاع العام، والصيغة الجديدة الموقتة لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان وفق تقرير أعدته وزارة الخارجية في هذا الصدد، يفترض أن يشكلا عنصر توافق بين بري وميقاتي، على رغم ملاحظات أبداها وزير الطاقة جبران باسيل على الصيغة التي تقترحها وزارة الخارجية باعتبارها مغايرة للخريطة التي سبق للبنان أن بعث بها الى الأمم المتحدة أيام حكومتي الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري السابقتين والتي تشمل مساحة الـ850 كيلومتراً مربعاً التي ضمتها الخريطة الإسرائيلية الى منطقة اسرائيل الخالصة، على أنها من حق لبنان.

قصة الصيغة الجديدة للمنطقة الخالصة

ما هي قصة الصيغة الجديدة لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة؟ تقول مصادر وزارية لـ «الحياة»، إنه إزاء النزاع مع اسرائيل على المساحة التي ضمتها الى خريطتها التي بعثت بها الى الأمم المتحدة، طلب لبنان الى الأمم المتحدة التدخل لتحديد الحدود وتثبيت حقوق لبنان في حقول النفط والغاز في البحر جنوباً، خصوصاً بعد أن أدى اتفاق قبرص واسرائيل على تحديد الحدود بينهما الى اعتراف قبرصي بالخريطة الإسرائيلية. وهو ما اعترض عليه لبنان لدى قبرص التي أبدت استعداداً لإعادة النظر في هذا الاتفاق، على أن يجرى بت النزاع مع اسرائيل وفقاً للقانون الدولي. ودخل على الخط نتيجة مراجعات المراجع اللبنانية مع مسؤولين أميركيين زاروا لبنان خلال السنة الفائتة، الجانب الأميركي إذ كلفت الإدارة الأميركية الموفد الخاص الى سورية ولبنان فريدريك هوف بهذا الملف باعتباره خبيراً في نزاعات الدولتين مع اسرائيل.

ومر التوصل الى صيغة موقتة في شأن النزاع اللبناني مع اسرائيل بمراحل عدة:

- جرى تكريس الخريطة اللبنانية استناداً الى ما أعدّته مديرية النقل البحري والجوي في وزارة الأشغال التي يتولاها المهندس عبدالحفيظ القيسي الذي عاد فترأس اللجنة الفنية التي شكلها مجلس الوزراء لهذا الغرض، لأنه ثبت انها الخريطة الأدق والتي لا تتضمن الأخطاء التي تضمنتها خريطة سابقة كانت اعتُمدت في تحديد حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص، ما لبثت أن سُحبت بعد اعتماد الخريطة التي أعدتها لجنة برئاسة القيسي وبمشاركة 8 إدارات ووزارات أخرى معنية بتعيين الحدود. واعتمدت الأمم المتحدة والموفد الأميركي هوف هذه الخريطة باعتبارها الأكثر مطابقة للمواصفات العلمية والتقنية والتي تحدد خط العرض 23 لتعيين حدود المنطقة العائدة الى السيادة اللبنانية.

- إن التفاوض مع الأمم المتحدة على أن تساعد على حفظ حقوق لبنان إزاء التعدي الإسرائيلي عليها تولاه اللواء عبدالرحمن شحيتلي في زيارة قام بها الى نيويورك، فضلاً عن طرح الموضوع عبر اجتماعات اللجنة المشتركة الثلاثية بين قوات «يونيفيل» والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي والتي تُعقد دورياً في مقر «يونيفيل» في بلدة الناقورة الجنوبية. وكان التفاوض مع الأمم المتحدة أفضى الى ان تحديد الحدود يحتاج وفق القانون الدولي، الى اتفاق عليها بين الدولتين المعنيتين ليوقعا على خريطة الاتفاق، لكن التفاوض المباشر متعذر بين لبنان وإسرائيل نتيجة استمرار لبنان في موقفه المبدئي برفض التفاوض المباشر مع الدولة العدو.

اقتراح هوف

- إزاء تعذر قبول شركات التنقيب العالمية عن النفط التزام هذا التنقيب في منطقة متنازع عليها، نظراً الى المخاطر المحتملة على عملها وعلى معدّاتها وجهازها البشري في حال تطور النزاع الى أحداث عسكرية أو أمنية، اقترح فريدريك هوف أن يتولى هو التفاوض مع كل من لبنان وإسرائيل على حل ما. وتولى هوف أيضاً التنسيق مع الأمم المتحدة في هذا الصدد. وإذ سلّم هوف، بعد تعمقه في الملف وقيامه باتصالاته مع الجانب الإسرائيلي بحق لبنان في تحديد حدوده وفق ما يراها وبإرساله الخريطة بها الى الأمم المتحدة، فإنه اقترح الآتي: أن يجرى تقسيم المنطقة المتنازع عليها (850 كلم مربعاً) في شكل موقت يعود ثلثاها الى لبنان والثلث الباقي الى اسرائيل، على أن يكون الخط الذي يحدد هذين الثلثين الخط الأقصى لمسرح التنقيب لمصلحة لبنان، موقتاً، من دون الغاء الخريطة التي وضعها لبنان والتي رفعها الى الأمم المتحدة والتي تتضمن كامل الـ850 كيلومتراً على أنها تابعة للسيادة اللبنانية.

وأوضحت مصادر رسمية أن هوف اقترح هذا الحل الموقت الذي يحفظ حق لبنان، في انتظار الظروف المناسبة للتفاوض المباشر بينه وبين اسرائيل على تحديد الحدود، لأنه يسمح بمباشرة التنقيب من دون تحفظ من جانب الشركات لأنه يضمن عدم حصول نزاع عسكري أو أمني في منطقة الخلاف.

كما أن هوف تعهّد اقناع ادارته اسرائيل بهذا الحل الموقت ولجم أي تحرك عسكري أو أمني من قبلها ضد اعتماده. وكانت حجة هوف أن هذا الحل يضمن عدم حصول نزاع عسكري لأن واشنطن مهتمة باستقرار الجبهات في هذه المرحلة، ولا يعيق تحقيق مصلحة البلدين ببدء التنقيب لاستثمار ثروتهما النفطية والغازية.

وتشير المصادر الرسمية الى ان بري أبدى موافقة على هذا الحل الموقت، وجاء موقف ميقاتي متقاطعاً مع موقفه اذ أبلغ اللجنة الوزارية الفنية التي درسته قبل أسابيع أنه إذا أفضت الجهود الأميركية اليه، من دون أن يتخلى لبنان عن حدوده كما سبق أن رسمها، فلماذا لا نقبل به؟

وعليه أعدت وزارة الخارجية تقريراً بهذا الحل مع الخريطة الكاملة للحدود وفق الخريطة اللبنانية وأحالته الى مجلس الوزراء الذي لم يستكمل دراسته في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، إذ إن وزير الطاقة جبران باسيل طرح سؤالاً يتعلق بالمبدأ إذ ان مجلس الوزراء أخذ قراراً بالخريطة الأصلية للحدود اللبنانية للمنطقة الاقتصادية الخالصة، فما هو أثر التغيير في هذا القرار قانونياً؟ وأجابه ميقاتي: «نحن لا نغير في قرارنا السابق لأننا نحتفظ به ونعتمد حلاً ديبلوماسياً للنزاع».

وارتؤي تأجيل للنقاش نظراً الى غياب وزير الخارجية عدنان منصور في الوفد المرافق للرئيس ميشال سليمان الى قمة دول عدم الانحياز في طهران، الى جلسة الأربعاء المقبل.

وكانت أوساط بري طرحت تساؤلاً عن تساؤلات الوزير باسيل، خصوصاً أنه كانت هناك أفكار تشير الى الإبقاء على النزاع معلقاً مع اسرائيل حول الحدود البحرية على أن يبدأ التنقيب خارج المنطقة المتنازع عليها، وأبدت أوساط بري خشية من أن يكون الهدف بدء التنقيب خارج الجنوب، فيما يحرص رئيس البرلمان على مباشرته منه.

 

الأسد.. المأزق.. وخيانة الجد!

يوسف الكويليت /الرياض 

سوريا لا تغيب عن الذهنية العامة، فهي حدث متجدد، وطبيعي أن تأخذ حجماً كبيراً على كل المستويات العربية والدولية، ولعل وقائع الأسابيع الماضية، تكشف أن النظام بدأ يفقد اتجاهه، فمن مأزق جوزيف سماحة الذي كشف مؤامرة تفجير وقتل مجموعات وقيادات إسلامية ومسيحية لبنانية، إلى القبض على عناصر إيرانية متورطة عسكرياً مع النظام والذين أسرهم الجيش الحر، وتعدد الهاربين من القيادة العليا والجيش، إلى خطاب الأسد المرتبك والذي قال إنه يريد تنظيف المجتمع السوري، وهو كلام لا يقوله عامل في تنظيف الشوارع العامة.. وتأتي الطامة الكبرى بين مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري ووزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الذي قال للمندوب السوري: «إن جد رئيسكم الأسد طالب فرنسا عدم الرحيل عن سوريا أثناء استعمارها، وعدم منحها الاستقلال بموجب وثيقة محفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية»!! تتالي هذه الوقائع يكشف عري السلطة، وأن خيانة سوريا لم تبدأ مع الأبناء والأحفاد بل مع الجد وقبل ستة وثمانين عاماً من هذا العام، وهذا الكشف ليس جديداً فقد نشر في العديد من المصادر حتى أن الترحم على اليهود الطيبين والمسالمين ورد بنفس نص الوثيقة وهم وقتها يرسمون خطط الاستيطان وبلورة الدولة اليهودية، وهذا الطور المبكر من الخيانة، هو ما يكمل سيناريو اليوم، أي أن عقدة الطائفة تعالت على الوطن، واستهدافه من بيع الجولان إلى قتل الشعب. لقد وصل الحكم الطائفي بغفلة من القيادات العائلية السورية الشهيرة التي مهدت إلى أن يقفز العلويون للجيش ومن ثم السيطرة على جميع واجهات الدولة وملئها بعناصر الطائفة، وطالما ظل الجميع يعامل الأقليات السورية بالقدر الذي يعامل به أي مواطن، فقد لا يكون الأسد يمثل كل الطائفة، وبالتالي فالعداء مع جانب من التشكيل الوطني السوري خطأ، حيث لا تؤخذ أقلية تلاحمت روحياً وعملياً مع الأسد، لتعميم ذلك على كل العلويين، فحتى بالطوائف الكبرى والصغرى، هناك عناصر مماثلة انتهازية، وضرورة أن تعطي المعارضة والجيش الحر ضمانات التعامل مع العلويين وفق الحق الوطني بحيث لا تنشأ خلافات تجر إلى حروب تدخل فيها قوى أخرى، لأن المحافظة على الوحدة الوطنية، إحدى مهمات من يسعون إلى انتزاع حرية سوريا من قبضة الدكتاتورية القائمة. إيران الحليف المعلن لسوريا، حاولت تسويق قضية الأزمة السورية في قمة عدم الانحياز، لكنها فوجئت بأن ادارة التدليس لم تنطل على القيادات والوفود، لأن مشاهد الواقع أقوى من شهادات الزور والتزوير، وبالتالي كان انسحاب الوفد السوري ضربة للطرفين مما كرس العزلة الحقيقية والاستنكار العالمي للمجازر والتعدي على حقوق وطن بملايينه وثرائه وإنسانه. المشهد السوري بدأ يأخذ اتجاهات تتناقص فيه قدرة السلطة على الصمود، وحتى مع المواقف غير الإنسانية في مجلس الأمن ومعاناة الشعب، برهن المواطن السوري أنه فصل الخطاب والمعادلة الصعبة في قهره أن لا يكون حراً مهما تضاعف شلال الدم وأعداد الشهداء.

 

قائد الجيش العماد جان قهوجي استقبل قائد القيادة الوسطى الاميركية 

استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جيمس ماتيس على رأس وفد مرافق، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين الجيشين، وسبل تطوير برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، بالإضافة الى مواضيع أخرى ذات اهتمام مشترك. وبحث الطرفان مواضيع لبنانية وإقليمية، حيث عبّر ماتيس عن التقدير للتعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين وشدد على دعم الولايات المتحدة الأميركية لمبادرات لبنان لتطبيق التزاماته بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701. وجدد ماتيس التزام الولايات المتحدة الأميركية بلبنان مستقر، وسيّد، ومستقل. كما شدد على جهد القيادة المركزية الأميركية المستمر لتقوية قدرات الجيش اللبناني مدركا أهميته كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة لتأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادة واستقلال الدولة. (الوطنيّة للإعلام) و (بيان إعلامي)

 

نائب مسؤول المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: أجهزة أمنيّة رسميّة تسهل عمل المسلحين من لبنان لاستهداف سوريا

إعتبر نائب مسؤول المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أنّ "في لبنان قواعد عسكريّة تنطلق منها الهجمات العسكريّة ضد المواقع السوريّة بتغطية وتسهيل من قيادات "14 اذار" وامتداداتها في المواقع الأمنيّة وإدارات الدولة"، مضيفاً: "هناك أجهزة أمنيّة رسميّة تسهل عمل المسلحين من لبنان لاستهداف سوريا". قاووق، وخلال احتفال لتكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في الريحان، قال إنّ "اسرائيل تصفق لمواقف "14 آذار" التي تستهدف المقاومة"، وأضاف: "نحن في لحظة حرجة من تاريخ لبنان وتاريخ المنطقة، والحرب في سوريا أبدا لا تتصل بأبعاد داخلية، الأزمة في سوريا حرب تحدد معالم المنطقة والحرب القادمة مع اسرائيل، وهناك قوى عربية ارتضت لتكون اداة لمشروع أميركي لاضعاف سوريا بالتمويل والتسليح والتحريض الاعلامي والسياسي وتعمل على تعميق الجراح السورية، ولولا التأييد الشعبي للنظام لسقط ولا يمكن لاحد ان ينكر حق الجيش السوري في الدفاع عن النفس". (بيان إعلامي)

 

علوش لـ"السياسة": طالما بقي الأسد فإن التفجير في طرابلس سيستمر

بيروت - "السياسة": أكد القيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش ل¯"السياسة" أن اتساع نطاق القصف السوري ليطال قرى لبنانية بعيدة من الحدود الشمالية, هو محاولة لتصميم العنف جراء الأزمة التي يعيشها النظام السوري والتخبط الذي يعانيه, خصوصا بعد فشل كل مخططاته لتفجير لبنان. وأشار إلى أن مسألة طرد السفير السوري من لبنان هي مسألة رمزية, وتأتي ردا على الحكومة اللبنانية التي لا تقوم بواجباتها تجاه اللبنانيين. وأضاف أن الحملة التي بدأتها قوى "14 آذار" لطرد السفير علي عبد الكريم علي ستستمر حتى تحقق هدفها, لأنه لا يمكن القبول بعد اليوم بسفير نظام مجرم وقاتل يريد تخريب لبنان وإغراقه بالدماء والفوضى. وبشأن مطالبة المعارضة بقوات دولية على الحدود مع سورية, قال علوش إن القرار 1701 ينص على نشر القوات الدولية على الحدود وعلى عدم ادخال السلاح, واذا كان الوضع على الحدود اللبنانية-السورية هو مثار شكوى من البلدين فالحل هو بوجود قوات دولية على الحدود. وبشأن الأوضاع في طرابلس لفت علوش إلى أن التجارب السابقة أكدت عدم جدية الحلول الموقتة والمرحلية, خاصة وأن هناك مخرجاً واحدا لجبهة جبل محسن-باب التبانة اسمه النظام السوري, وطالما انه موجود فامكانية التفجير ستبقى موجودة ولن تهدأ الأحوال وسيبقى الوضع عرضة للانتكاس في أي لحظة.

 

الحوري لـ"السياسة": جعجع عبر عن موقف "14 آذار" في التطورات الداخلية والاقليمية وأكد استمرار الحملة المطالبة بطرد السفير السوري  

بيروت - "السياسة":أشادت قوى "14 آذار" بخطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية حيث اعتبرت أوساط معارضة أن جعجع عبر عن وجهة نظر القوى المنضوية في إطار "14 آذار" ووضع النقاط على الحروف في ما يتصل بتطورات الأوضاع الداخلية في ما خص التطورات المتصلة بالأزمة السورية.

وفي هذا السياق, قال عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار الحوري ل¯"السياسة" إن خطاب جعجع عبر عن موقف قوى "14 اذار" بكل تأكيد لأنه طرح منطق الدولة ورفض منطق الدويلة ولامس الأمور التي يعاني منها البلد في هذه الأيام, من ضمن منطق "14 آذار" الذي تجمع عليه, وهذا ما يجعلنا نؤكد أن جعجع عبر عن موقف المعارضة التي كانت مرتاحة لمواقفه التي أطلقها في إطار رؤية "14 آذار" لمسار التطورات الداخلية والاقليمية. ورأى الحوري أن مطالبة قوى "14 آذار" بالقوات الدولية على الحدود مع سورية, إنما هي جزء من القرار 1701 وبالتالي فاننا عندما طرحنا هذا الموضوع من قبل كتلة "المستقبل" فانما انطلقنا في ذلك باعتباره جزءا من القرار 1701 الذي يعطي الحق بتوسيع عمل قوات اليونيفيل لتشمل الحدود الشمالية والشرقية وخصوصا الآن في ظل حالة الفلتان على الحدود ودخول الجيش النظامي السوري بشكل دائم الى الأراضي اللبنانية والاعتداءات التي يقوم بها قتلا وخطفا وتدميراً, فيما الفريق الآخر يدَعي أن السلاح ينتقل من لبنان الى سورية.

وأضاف أنه "لكل هذه الاسباب فان المنطق يقول أن ندعم منافذنا الحدودية من خلال القوات الدولية لتدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية".

ورد الحوري على نائب رئيس "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم,قائلاً إن كلامه ينتسب الى زمن اخر والى ظرف آخر عفا عليه الزمن ولم يعد مجديا, وتكرار مقولات التخوين التي لا تقنع حتى جمهور "حزب الله", كلام مردود على أصحابه ولا يستقيم. وأكد نائب "المستقبل" أن الحملة التي بدأتها المعارضة لطرد السفير السوري مستمرة إلى أبعد الحدود لأن هذا السفير يمثل نظاما مجرما قاتلا أرسل ميشال سماحة بالتنسيق مع علي مملوك ورئيسه لقتل اللبنانيين وزرع الفتنة والتفريق بينهم لذلك لا يمكن ان نقبل باستمرار سفير هذا النظام في بيروت, مؤكدا التوافق التام بين قوى "14 اذار" وجبهة "النضال الوطني" في ما خص هذا الموضوع. وقال إن اتساع رقعة الاعتداءات السورية شمالا, يعكس بوضوح حال التخبط التي يعيشها جيش نظام الأسد بعد فشل مخططاته العدوانية تجاه لبنان, بعد القاء القبض على خلية "سماحة-مملوك" بالجرم المشهود وبالتالي فان هذا النظام يضرب يمينا ويسارا على غير هدى, ولذلك يمكن القول إنه لا يعول على منهجية ردات الفعل ونحن نتوقع منه كل شيء بعدما أوشك على السقوط.

وفي سياق متصل, سقط عدد كبير من القذائف من الجانب السوري على البلدات اللبنانية الحدودية المحاذية للنهر الكبير شمالا ما أدى الى حركة نزوح كبيرة للسكان الذين قصدوا أماكن أكثر أمانا, وقد جدد الأهالي مناشدتهم كبار المسؤولين العمل على حمايتهم من الاعتداءات السورية والانتهاكات للسيادة اللبنانية.

ولم يرد الجيش اللبناني على مصادر القصف, بل اكتفى بالمراقبة ورفع التقارير الى قيادته.

 

قرطباوي يطالب بالإسراع في تشكيل الهيئة الوطنية للمخفيين في سورية

بيروت -"السياسة": طالب وزير العدل شكيب قرطباوي بالاسراع في تشكيل هيئة وطنية مستقلة تتابع قضية المخفيين قسرا في سورية, باعتبارها قضية انسانية وليست سياسية ويجب الا تكون موسمية, مشددا على اهمية فتح الملف بكل تشعباته, لاقفاله نهائيا. وفي الاطار عينه, يحلق رئيس جمعية سوليد غازي عاد امالا كبيرة بعد الافراج عن يعقوب شمعون بعد 27 عاما من اعتقاله ما يبشر انه لايزال هناك احياء في السجون السورية. ورأى ان حل الملف يبدأ لبنانيا بقيام السلطات المعنية وبما فيها القوى الامنية ومخابرات الجيش بإعطاء اسماء من تم تسليمهم حينها الى السلطات السورية, موضحا ان المعتقلين السياسيين في سورية من كل الطوائف والتوجهات بمن فيهم الطائفة الشيعية.

 

لبنان يتغيّر، ولكنْ.

حازم صاغيّة/لبنان الآن

منذ اندلاع الثورة السوريّة، وخصوصاً منذ افتضاح ما كان ينويه ميشال سماحة، بدأ ينشأ تغيّر ملحوظ في التوازن السياسيّ اللبنانيّ. فلم يكن مألوفاً، مثلاً، أن يقال كلام رسميّ لبنانيّ في الأمم المتّحدة من أنّ "السيادة اللبنانيّة تُنتهك من خلال سقوط القذائف السوريّة التي تطلقها القوات النظاميّة داخل الأراضي اللبنانيّة، ما يُعرِّض المواطنين اللبنانيّين الأبرياء في المناطق الحدوديّة لخطر شديد". ولا كان من المتخيَّل تطويق مقرّ للحزب القوميّ السوريّ في الحمرا ببيروت، وهو أكثر الأطراف المحلّيّة قرباً من دمشق واستقواءً بنفوذها. هكذا يجوز القول إنّنا نتخلّص هذه الأيّام ممّا تبقّى من كابوس الوصاية، بعدما كان رحيل القوّات السوريّة من لبنان بداية ذاك التخلّص. وفي هذه الغضون يبدو حزب الله مرتبكاً متلعثماً لا يملك ما يقوله حتّى لآل المقداد. لكنّ انقلاب التوازن قد يكون خطيراً ومكلفاً، سياسيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً، إن لم يترافق مع سلوك رشيد يفهم هذا الانقلاب ويواكبه إيجابيّاً، بما يخدم تجنّب العنف والاقتراب من بناء الدولة. فإذا لم يتحقّق لنا هذا الهبوط الآمن تحطّمت الطائرة بنا جميعاً.

وهنا يمكن تعيين مهمّات ثلاث هي شروط حاسمة للهبوط الآمن:

- تنظيم وتشذيب الصعود السنّيّ العشوائيّ الذي ترافق مع قيام الثورة السوريّة. وهذا يعني ضبط سنّيّته لصالح لبنانيّته الجامعة والتخفيف من بعض تعبيراته الثأريّة. فما لا شكّ فيه أنّ سنوات الكبت الماضية، بما فيها من هيمنة سلاح حزب الله، هي التي تفسّر هذا التوكيد الذاتيّ الحادّ. لكنّ البلد، بطبيعة تكوينه، لا ينهض في ظلّ فائض توكيديّ تمارسه أيّ من الطوائف التي يتراءى لها، في هذا الوقت أو ذاك، أنّها ظافرة ومنتصرة.

- تأسيس لغة غير عنصريّة للمعارضة المسيحيّة تستطيع من خلالها التمييز بين عدائها للنظام السوريّ وموقفها من سوريّا وشعبها. والحال أنّ التظاهرة التي طالبت بطرد السفير السوريّ من لبنان لم تكن مشجّعة أبداً على هذا الصعيد. إنّ الدفاع عن السوريّين في لبنان وطمأنتهم وحمايتهم هي اليوم، وفي آن معاً، مهمّة أخلاقيّة وحجر يُبنى عليه مستقبل لبنانيّ – سوريّ مختلف.

- طمأنة الطائفة الشيعيّة (والطائفة العلويّة) إلى أنّ الميول الثأريّة والانتقاميّة ليست على أجندة أحد، وضبط هذه اللغة المريضة عن "الفرس" و"المشروع الفارسيّ" و"الصفويّ"... وإذا كان هذا آمراً وطنيّاً وأخلاقيّاً دائماً، فإنّ ما يزيده إلحاحاً أنّ حزب الله الجريح قد يؤذي أكثر ممّا يؤذي حزب الله المعافى. ويبقى، في النهاية، أنّ كسب قوى وازنة من الطائفة الشيعيّة لمطلب احتكار الدولة للسلاح شرط شارط لكسب هذه المعركة. وعلى العموم فإنّ تعداد المهمّات شيء والتفاؤل باحتمالها شيء آخر للأسف.

 

حدود لبنان وسوريا هل تأتي القوى الدولية

بينة الملحم/العربية

جاءت كلمة وزير الشؤون والاجتماعية اللبناني وائل أبو فاعور في مجلس الأمن لتوضح مستوى الانقسام في لبنان حول الثورة السورية. كان الوضع بالنسبة له مرتبك، والكلمة أراد من خلالها إرضاء الحكومة التي تشكّلت من أطرافٍ مواقفهم متضاربة من الثورة السورية. حزب الله مع النظام السوري قلباً وقالباً، بينما بعض الأحزاب الممثلة بالحكومة تستحي من الوقوف تماماً مع النظام السوري وأقصد بالتحديد نجيب ميقاتي الذي تستقطبه الأطراف ويحاول أن يأخذ بمبدأ "النأي بالنفس" المصطلح المحبب لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. والنأي بالنفس هو موقف رمادي، موقف لكن من دون موقف، على عكس الموقفين الواضحين، موقف تيار 14 آذار الذي يقف تماماً مع الثورة السورية، وبين موقف حسن نصر الله الذي يعتبر ما يجري في سوريا جهد حكومي للقضاء على الإرهاب.

كلمة أبو فاعور حملت الكثير من النقد للنظام السوري، حتى وإن كان النقد حييّاً وذلك انطلاقاً من من كون ممثلاً لكل الحكومة وهي بأكثرية 8 آذار وأستثني وليد جنبلاط الذي يأخذ مواقف يفضل أن يسميها هو "متمايزة" عن الاصطفافات الموجودة لدى التيارات. جنبلاط له مواقف كثيرة تدين النظام السوري وتؤيد الثورة السورية منذ اندلاعها. صحيح أن النبرة تخفّ ثم ترتفع وهكذا غير أن موقف جنبلاط العميق أنه مع الثورة السورية وحق الشعب السوري بالحرية والمستقبل خارج نطاق النظام السوري الحالي.

الموقف اللافت الأخير من لبنان عن الثورة السورية، ما أعرب عنه حزب الله من رفضه القاطع لنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية-السورية ووصف نائب أمينه العام نعيم قاسم طلب نشرها بـ"المشروع الصهيوني"، وقال نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، إن حزبه يرفض تدخل لبنان في الشؤون السورية، ويرفض رفضا قاطعا استقدام قوات دولية إلى الحدود الشمالية، وهي مشروع صهيوني بامتياز لتخريب لبنان كما سوريا، ودعا إلى ترك الشعب السوري لخياراته الداخلية بالحوار والتعاون بعيدا عن أي تدخل أجنبي أو عسكرة الحلول أو تصفية الحسابات، ويأتي موقف قاسم هذا رداً على كتلة المستقبل النيابية التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري طالبت الأسبوع الماضي بنشر قوات دولية على حدود لبنان مع سوريا!

علماً أن نشر القوات الدولية على الحدود السورية ضرورة، إذا أخذنا التجاذبات الأخيرة بعين الاعتبار، إذ سقطت 25 قذيفة مدفعية على الأقل في بلدة لبنانية محاذية للحدود بين البلدين بعد إطلاقها من الجانب السوري مما أدى إلى إصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية، حسبما أفادت مصادر أمنية لوكالة الصحافة الفرنسية.

بل وأصابت القذائف قرية منجز الواقعة في قضاء عكار شمالي لبنان، وفقا لمختار القرية طوني أنطونيوس الذي أشار إلى إصابة منزل بقذيفة ووقوع أضرار مادية فيه. طبعا تتهم السلطات السورية "إرهابيين" بالتسلل من لبنان إلى سوريا، كما تتهم تيارات لبنانية بتهريب سلاح إلى المعارضة السورية!

النظام السوري يحاول أن يستقوي بحزب الله ضد نشر القوات الدولية على الحدود، لأن نشرها يحاصره ويجعل عبثه بلبنان أمراً ممتنعاً، وبطبيعة الحال تبادر القوى الظلامية ممثلةً بحزب الله بأن تدعي أن هذا المشروع هو مشروع صهيوني، وكأن الذي اقترحه شمعون بيريز وليس الرئيس سعد الحريري.

الخلاصة ان النأي بالنفس لن يستمر، فالتجاذب الذي يرغبه النظام السوري واضح، فهو يريد نقل المعركة إلى لبنان، والمواقف الرمادية ستتبخر، والأمم المتحدة عليها أن تنظر إلى هذه المأساة الحقيقية التي تحدث على الحدود وسط تخويف حزب الله من صهينة لبنان!

 

واقعة سماحة مجدداً: السياسة أنك تستطيع أن تقتل

حازم الأمين/الحياة

لم تبنِ قوى الثامن من آذار في لبنان على الشيء مقتضاه. ألقت القوى الأمنية القبض على ميشال سماحة، الوزير السابق وأحد أركان 8 آذار، بعد أن ضبطته ينقل متفجرات من سورية الى لبنان وبعد ان سجلت له محادثة يطلب فيها استعمال هذه المتفجرات في اغتيالات على الأراضي اللبنانية.

لم يقوَ إعلام 8 آذار على النفي هذه المرة، الجميع تقريباً إما اعترف علناً بـ «سقطة» الوزير، وإما صمت على ما في الصمت من دلالة.

والحال ان الانقسام السياسي في لبنان كما تعكسه مرآة 8 و14 آذار، هو أمني في أصله وجوهره قبل أي شيء آخر. هذا الانقسام بدأ عندما اتهمت قوى لبنانيةٌ سوريةَ باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، فيما قالت قوى أخرى ان اسرائيل هي من اغتاله. وامتدت الاتهامات مترافقة مع جولات الاغتيالات التي طاولت شخصيات من 14 آذار، فراح الضحايا يتهمون سورية وحلفاء لها، فيما لجأت 8 آذار الى «القاعدة» وإسرائيل، وأحياناً اتهمت قوى من 14 آذار باغتيال شخصيات من 14 آذار.

لم يكن الخلاف بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» على البرنامج الاقتصادي لكل منهما، كما ان «التيار الوطني الحر» لا يعيب على «حزب الكتائب» دعواته الى اللامركزية السياسية والإدارية. ولا تنافس انتخابياً مباشراً وحاداً بين «القوات اللبنانية» و «حركة أمل». مادة الانقسام الأولى والمباشرة بين هذه القوى كانت الاغتيالات. الخلاف على المحكمة الدولية هو على هوية الجهة المنفذة، وتفرع عنها خلاف قانوني حول شرعية المحكمة. وهوية لبنان الدولية والإقليمية تمحور الانقسام حولها على مسألة النفوذ الأمني الأميركي والسوري.

واقعة ميشال سماحة كان مفترضاً ان تحسم جزءاً من النقاش، لكنها لم تفعل ذلك. ثمة خطوة ملموسة ومحسوسة وموثقة هي في صلب الانقسام اللبناني. لقد سُحبت من أيدي جماعة 8 آذار ومن أيدي نخبها وصحافتها الورقة المركزية في النقاش. «ضربة موفقة» أتت على «البنية الفوقية» للنظرية. واستعارة عبارة «البنية الفوقية» هنا تصيب هدفين، الأول هو أن من صاغ لـ8 آذار نظرية المؤامرة أناس يخاطب فيهم التعبير الماركسي الأثير هذا حنيناً الى الزمن السوفياتي، والثاني ان «البنية الفوقية» أصابها مزيد من الابتذال بفعل تحولها من كونها أفكاراً ووعياً نظرياً الى كونها مجرد جوهر أمني وقائعي.

لكن صمت 8 آذار، بل ميل بعض وجوهها وقواها الى الانتقال بالخلاف الى ما بعد واقعة سماحة من دون نفيها، هو تأسيس جديد للانقسام وفق الاعتراف بما أقدم عليه الرجل، وفي هذا نقلة نوعية في الخلاف والانقسام اللبناني. فهو يعني أنني أقول لخصمي في السياسة نعم أنا أقدمت على قتلك، ويجب ان نتشارك ونتنافس على وطن وحكومة وبرلمان وفق هذه المعادلة.

لا يستوي الصمت في حالة سماحة إلا وفق هذا الافتراض. هناك دولة جارة أقدمت على تزويد مسؤول لبناني متفجرات وطلبت منه تنفيذ مهمات أمنية محددة في بلده. هذه الواقعة مطروحة على كل القوى السياسية في البلد المستهدف. انها انتهاك لا لُبس فيه للسياسة وللأمن وللقانون وللأخلاق، وعدم البناء على هذه الحقيقة يعني قبولاً بها وسعياً إلى جعلها جزءاً مما نختلف حوله، أي بمعنى ان يتحول الانقسام من ان يكون خلافاً على هوية القاتل الى خلاف حول حقه في القتل.

نعم الخطوة المنطقية الثانية ستكون، والحال هذه، محاولة اقناع اللبنانيين بحق النظام في سورية في ارسال عبوات ناسفة الى لبنان، ويبدو ان ثمة من باشر السير على هذا الطريق. فها هو رئيـــس «تيار المردة» النائب ســليمان فرنجية يقول مدافعاً عن سماحة ومعترفاً بتهريبه العبوات الناسفة، ان الهدف من ارسالها هو زرعها على الحدود اللبنانية - السورية لمنع تسلل ناشطين الى الأراضي السورية، وليس استهداف شخصيات لبنانية. لن يتوقع المرء اعترافاً من قوى 8 آذار بالمضمون السياسي والأخلاقي لما كشفته قضية سماحة، لكن ثمة معضلة فعلية ستُواجه اللبنانيين جراء ذلك، اذ ان قوى سياسية وشعبية استدخلت الى خطابها وأدائها قبولاً معلناً بشرعية سياسة العبوات الناسفة، وفي هذا خطوة فعلية باتجاه استئناف الحروب، بل إن في ذلك تجاوزاً لذريعة الحرب بصفتها دفاعاً عن النفس، وإشهاراً معلناً وصريحاً لحقيقة ان الحرب هي سعي إلى إخضاع الخصم عبر تهديده بالقتل.

ان تدخل واقعة سماحة في الحياة السياسية اللبنانية بصفتها حدثاً لا يعيد توزيع القوى وفرز القناعات، يعني تماماً انها صارت جزءاً معترفاً به في الأداء. أستطيع ان أقتلك يعني أنني أملك الحق في الحكم. هكذا على نحو لا يقبل الجدل. لهذه المعادلة نص سياسي يشكل العصب الفعلي لخطاب مرحلة ما بعد سماحة. انه محضر تفريغ الحوار الذي جرى بين سماحة وبين المخبر الذي كان من المفترض ان يُنفذ المهمة. انه «مانيفستو» خطاب القبول والصمت حيال واقعة سماحة. السياسة فيه مشحونة بقيم العلاقة مع رجل الأمن وبعبارات الفتوّة وبصور الامتهان. السياسة هي ان تقتل، او أنك تستطيع أن تقتل.

الانتقال إلى مرحلة قبول واقعة سماحة سيُملي أخلاقها التي بدأت بوادرها بالتكشف. فالواقعة على ما تسرب من أروقة 8 آذار هي سقطة تقنية فقط، وما هو مستغرب فيها ليس الدافع اليها بل ما تنطوي عليه من استخفاف بما يمكن ان ينجم عن كشفها من خسائر. بل إن آخرين قالوا ان مَنْ أوقع بسماحة هو الاستخبارات الفرنسية التي يعرفون، على ما قالوا، صلة الرجل بها، وهم بذلك يدينون تلك الاستخبارات لتخاذلها وتواطُئِها على صديقهم، ولا يدينون الفعلة، بل انهم كانوا يُفضلون لو انه أتم المهمة. ليس هذا سقفاً عالياً لانقسام سياسي في لبنان، انما أيضاً انقسام اجتماعي وطائفي، ذاك ان القوى السياسية في ارتقائها الى مستويات أعلى من الانقسام أدرجت طوائفها وجماعاتها في هذا الخلل الأخلاقي. فاليوم، الانقسام الطائفي ليس على حقيقة ما أقدم عليه الرجل، بل على حقه في ما أقدم عليه.

 

تداعيات الأزمة السورية على لبنان

فوزي زيدان/الحياة

اتسعت الانتفاضة الشعبية السورية، بعد أكثر من سبعة عشر شهراً على انطلاقها، حتى باتت تعمّ العاصمة السياسية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب وعدد كبير من المدن والبلدات. ومعلوم أن الانتفاضة تحولت عن بدايتها السلمية، المتمثلة بتظاهرات تطالب بالحرية والكرامة وتداول السلطة ومحاسبة الفاسدين، إلى انتفاضة مسلحة نتيجة العنف والقمع اللذين تعرضت لهما من القوات الأمنية والعسكرية النظامية والشبيحة. وزاد النظام في الشهور الأخيرة من عنفه في تعامله معها، باستخدامه إضافة إلى المدفعية الثقيلة والدبابات، المروحيات والطائرات المقاتلة، ما أدى إلى قتل وجرح آلاف المواطنين الأبرياء وتدمير هائل في المدن والبلدات وتهجير مئات الآلاف، داخل القطر السوري وخارجه، إلى الدول المجاورة، وهم يعانون قساوة التهجير وشظف الحياة.

وأنهكت الثورة الشعبية السلمية والمسلحة النظام السوري، وأضعفته داخلياً وخارجياً في مجالات حيوية عدة، وأفقدته القدرة على حكم سورية وإدارة شؤونها ومعالجة مشاكلها الضخمة والسيطرة على أوضاعها، كما أنهت دوره الإقليمي وجعلته يخسر الورقة الفلسطينية، بعد انفصال حركة «حماس» عنه، وسددت ضربة قاسية في علاقاته مع الدول العربية والإقليمية والأجنبية البارزة والمؤثرة. ويكتنف الغموض النتيجة المتوقعة من الانتفاضة المتمثلة بسقوط النظام، إذ إن سورية بلد مقسم إلى طوائف وهويات عرقية مختلفة، وخلافاً للجيشين المصري والتونسي اللذين حميا ثورتي البلدين، فإن الجيش السوري مرتبط بشكل وثيق بالنظام، وما زال متماسكاً إلى حد كبير على رغم الانشقاقات فيه، كما أن الطبقة السنّية الوسطى لم تنضم بعد بقوة إلى الثورة، نظراً لخوفها من أن يؤدي تغيير النظام إلى نشوب حرب أهلية شاملة تؤثر على مصالحها.

فشل الحل السلمي

ولم تفلح المحاولات العربية والدولية في إيجاد حلّ سلمي للأزمة السورية تنهي القتل ومعاناة المواطنين وتعيد الأمن والاستقرار إلى الربوع السورية، نتيجة تعنت النظام ورفضه الخضوع للمطالب الشعبية وإصراره على الحل الأمني. وتوسم السوريون خيراً بالمبعوث الدولي-العربي كوفي أنان وبخطته ذات النقاط الست الرامية إلى سحب الأسلحة الثقيلة والدبابات من المدن والبلدات ووقف العنف وإطلاق المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية وحرية التعبير والانتقال السلمي للسلطة، لكن توسمهم ذهب أدراج الرياح نتيجة رفض النظام تنفيذ بنود الخطة، في رهان منه على نجاح الحل الأمني الذي يعتمده منذ بداية الانتفاضة، والذي كان من ثماره اتساع الانتفاضة المسلحة وسقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى وتدمير البلد واقتصاده. ولم يصمد «اتفاق جنيف» الذي توافقت عليه المجموعة الدولية منذ حوالى شهرين، والذي تضمّن تأليف حكومة انتقالية في سورية لكل من السلطة والمعارضة فيه حق الفيتو على المشاركين المحتملين فيها، طويلاً، نتيجة التفسيرات المتناقضة حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، إذ اعتبرت الدول الغربية أن الحكومة الانتقالية تعني تنحيه عن السلطة، في حين تمسكت روسيا ببقائه جنباً إلى جنب الحكومة. ونتساءل كيف يتصرف المجتمع الدولي بلامبالاة ويقف متفرجاً ولا يحرك ساكناً إلا للإدانة والتعبير عن الصدمة، في حين انه يجدر به التضامن والعمل لوضع حد للعنف وإنقاذ الأبرياء العالقين في قلب النزاعات ومعاقبة المعتدين.

وحلّ الديبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي محل أنان، بعد طلب الاخير إعفاءه من مهمته. ويعتقد البعض أن تعيينه تمهيد لإخراج مناسب للأزمة السورية في ضوء محاولات تجري وراء الكواليس من أجل إقناع النظام السوري بقبول الحلول السلمية، ويراهن بأن الإبراهيمي يستطيع توظيف الوقت الضائع إقليمياً ودولياً حتى يحين أوان التسوية، بحيث يساهم في تقديم هذا الإخراج. معلوم أن النظام السوري هو نظام شمولي تعوّد التسلط والفساد والاستئثار بالقرار، والحلول السلمية المبنية على قواعد الحرية والعدالة والديموقراطية تفقده هذه المزايا وتعرِّضه للزوال، ما يدفعني إلى القول إن هذا النظام مستمر في عملياته العسكرية ضد أبناء بلده إلى حين نجاح الثوار في القضاء عليه. ولا يستطيع أحد التكهن بالمدة التي يقتضيها هذا الأمر، نظراً لتماسك القوة الضاربة في الجيش والدعم الروسي – الصيني – الإيراني للنظام، وضعف القدرات العسكرية للثوار، على رغم تحسنها في الفترة الأخيرة بعد حصولهم على الدعم المالي واللوجستي والاستخباري وأجهزة الاتصال المتطورة من بعض الدول العربية والأجنبية.

انقسام لبناني

ودأب النظام السوري منذ شهور عدة على إثارة القلاقل والاضطرابات والفتن المتنقلة في لبنان، من أجل تخفيف الضغوط عنه وتوجيه الاهتمامات الدولية نحو لبنان الذي يعيش على حافة الانهيار الأمني والاقتصادي نتيجة الانقسام العمودي بين مكوناته حول قضايا وطنية مهمة، في مقدمها سلاح «حزب الله»، الذي تحول عن مهمته الرئيسة في مقاومة العدو الإسرائيلي إلى الداخل ليفرض سيطرته على الحياة السياسية في لبنان، ويبقى في الوقت ذاته جاهزاً للتدخل عندما تطلب ذلك القيادة الإيرانية دفاعاً عن قضايا طهران وملفاتها الشائكة. ولم تتمكن الحكومة اللبنانية الحالية، التي يستأثر «حزب الله» بقرارها وكانت للأسد كلمة الحسم في تسمية رئيسها نجيب ميقاتي، من إدارة شؤون لبنان وتحقيق الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي فيه، ولم تنجح في معالجة المشاكل الحيوية الحادة، بل ازدادت في عهدها معاناة اللبنانيين وتعززت انقساماتهم وانتشرت الفوضى في أرجاء البلاد، وعمت ثقافة قطع الطرق وإنشاء مجالس عسكرية للعشائر وخطف الرعايا السوريين والأتراك وتهديد رعايا الدول الخليجية. وشكلت الخروق الأمنية تحدياً استفزازياً لسلطة الدولة وكرامة أجهزتها الأمنية، التي وقفت متفرجة على مواكب الخاطفين وقاطعي الطرق وناشري الذعر بين المواطنين الآمنين، من دون أن تحرك ساكناً، على رغم أنه تقع عليها مسؤولية المحافظة على سمعة الدولة وهيبتها والأمن والاستقرار وحيوات المواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية ومصالحهم.

والحدث المدوي في لبنان كان توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، المعروف بعلاقته الوثيقة بالقيادة السورية، واعترافاته بالصوت والصورة بنقل صواعق وعبوات ناسفة في صندوق سيارته من مكتب رئيس جهاز الأمن القومي في دمشق اللواء علي مملوك إلى بيروت بهدف إحداث تفجيرات في منطقة شمال لبنان وصراعات طائفية ومذهبية. ونضع قيام إحدى العشائر اللبنانية بخطف رعايا سوريين واتراك، وعودة الاشتباكات المذهبية في طرابلس بين منطقة باب التبانة ذات الأكثرية السنّية ومنطقة جبل محسن ذات الاكثرية العلوية، في خانة محاولة التغطية على جريمة سماحة وتوتير الأجواء وضرب البيئة الحاضنة للثورة السورية وإثارة الفتنة في لبنان. ويبقى السؤال: إلى متى يبقى لبنان في منأى عن لهيب الثورة السورية وتداعياتها الخطيرة على أمنه واستقراره ووحدته الوطنية؟ 

 

إيران: فشل وفضيحة

عبدالله اسكندر/الحياة

الأحد ٢ سبتمبر ٢٠١٢سعت طهران، عبر استضافتها لقمة حركة عدم الانحياز، إلى كسر عزلتها السياسية والاقتصادية الدولية والإقليمية. واعتبرت أن رئاستها لهذه الحركة توفر لها عناصر التحول إلى قوة دولية كبيرة قادرة على أن تفرض على الجميع ما تعتبره مصالحها. ففي الحسابات البسيطة أن المناسبة وفرت لقادة إيران فرصة إسماع صوتهم إلى رؤساء وفود 57 دولة مشاركة، بينهم مصر التي التقوا رئيسها مباشرة للمرة الأولى منذ قيام الجمهورية الإسلامية، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي نقلوا إليه تظلماتهم من النظام الدولي والعقوبات التي يفرضها على إيران بسبب ملفها النووي. لكن الوقائع التي رافقت القمة تبقى أكثر عناداً من التمنيات الإيرانية. إذ إن الحملة الدعائية الكبيرة للسياسة الإيرانية لم تتمكن من جذب أي تأييد جديد لافت لمواقف طهران، كما عكس ذلك البيان الختامي الذي جاء تقليدياً ومكرراً لبيانات صدرت عن قمم سابقة. راهنت طهران على حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون افتتاح القمة، وهو على أي حال حضور تقليدي درج عليه جميع من سبقوه في المنصب، لإظهار أنها كسرت العزلة الدولية التي فرضت عليها. لكن بان، وبعد لقاءاته المسؤولين الإيرانيين، أعاد التذكير بالمسألتين الأساسيتين اللتين أرادت طهران أن يتم القفز فوقهما. إذ أعاد إلى الأذهان أن إيران لا تزال تكمم أفواه المعارضين في الداخل ولا تزال تنتهك حقوق الإنسان مطالباً إياها بإطلاق معتقلي الرأي. كما أعاد التذكير بأن إيران لا تزال تمانع في تقديم ما تطلبه منها وكالة الطاقة الذرية في شأن طبيعة برنامجها النووي، وأن رفع العقوبات يمر عبر التعاون مع الوكالة التي هي المخولة بتقويم الضمانات المطلوبة في هذا المجال.

كما أن الحضور الدولي الكبير في طهران لم يغطّ حقيقة أن الدول المشاركة تدرك أن الملف النووي الإيراني بات في يدي مجلس الأمن، وأن مجموعة «5+1» هي المكلفة بالتفاوض مع طهران في هذا الشأن.

هكذا فشلت إيران في تغطية وضع حقوق الإنسان فيها، كما فشلت في أن تجعل من القمة بديلاً من مجلس الأمن في شأن ملفها النووي. إذ ظهر أن جميع الحاضرين تقريباً يسلمون بأن الملف ليس في حركة عدم الانحياز، وإنما في مجلس الأمن. عندما أعلن أن الرئيس محمد مرسي سيشارك في القمة، جرى الحديث عن «زيارة تاريخية» كون هذا الحضور هو المناسبة الأولى التي يذهب فيها رئيس مصري إلى طهران ويلتقي كبار مسؤوليها منذ قيام الجمهورية الإسلامية. لكن التزوير العلني والمقصود الذي تناول ترجمة خطاب مرسي في الجلسة الافتتاحية حوّل المناسبة إلى «فضيحة تاريخية».

قد يكون مفهوماً أن تلجأ دولة إلى سبل ملتوية للدعاية لموقفها، وقد يكون لها الحق في أن ترد كما ترغب على منتقديها. لكن طهران، عبر مترجميها الرسميين، قلبت المواقف الأساسية التي أعلنها مرسي رأساً على عقب، حتى يخال إلى المستمع إلى الترجمة الفارسية أن المتحدث هو الناطق باسم الخارجية الإيرانية أو «الحرس الثوري»، وليس رئيس مصر.

وينطوي هذا التزوير العلني والمقصود لخطاب مرسي على دلالات كثيرة. أولها أن أي إيراني، حتى لو كان مترجماً رسمياً لكلام زائر أجنبي، لا يجرؤ على التلفظ بما يناقض السياسة الإيرانية. ما يكشف حجم القمع وغسيل الدماغ على المستوى الرسمي. وأهمها أن القيادة الإيرانية قد تعتمد مثل هذه الترجمات لقراءة مواقف الآخرين وتحديد خياراتها. ما يجعل هذه القيادة مطمئنة إلى التأييد العارم في العالم لسياستها، وما قد يفسر إعلاناتها للانتصارات الكثيرة التي تبشر بها يومياً!

 

 

كفتان متساويتان لأوباما ورومني في ميزان الأميركيين

السباق إلى البيت الابيض يشهد حالة من الترقب بين مرشحين يبدو أن رهاناتهما تتوقف على المترددين بالتصويت.

 ميدل ايست أونلاين

 اوباما يدافع عن الطبقة الوسطى في مواجهة 'مرشح الأغنياء'

واشنطن - يبقى الترقب سيد الموقف في السباق الى البيت الابيض بين ميت رومني الذي رشح رسميا عن الحزب الجمهوري والرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما الذي سيحاول هذا الاسبوع اقناع الاميركيين المترددين بالتصويت له.

وقبل شهرين من الاقتراع الرئاسي في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر اظهرت استطلاعات الرأي ان هناك تساويا تقريبا بين رومني واوباما اذ ان الاخير خسر تفوقه على الحاكم السابق لولاية ماستشوستس الذي كان حققه قبل نحو شهرين. وحصل رومني بعد مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا (فلوريدا جنوب شرق) على 47% من الاصوات بحسب ما افاد معهد راسموسن السبت مقابل 44% لاوباما.

وهذه المرة الاولى التي يكون فيها الفارق بهذا الحجم لصالح رومني. لكن هذه النتائج تبقى ضمن هامش الخطأ وقد تعكس القفزة الكلاسيكية التي تسجل في صفوف الرأي العام بعد كل مؤتمر وطني الذي يستفيد فيه المرشح من تغطية اعلامية كبيرة ويمكنه خلاله القاء خطابات دون ان يقاطعه احد. وسيحاول الديموقراطيون بدورهم تسليط الضوء على مؤتمرهم الذي يعقد في شارلوت (كارولاينا الشمالية، جنوب شرق) ويبدأ الثلاثاء وستطلق خلاله الفكرة الرئيسية لحملة اوباما: الدفاع عن الطبقة الوسطى وابراز افضل الانجازات خلال ولاية الرئيس الـ44 للولايات المتحدة.

ويحاول رومني تحديدا التقليل من شأن هذه الانجازات في نظر الناخبين خصوصا الاداء الاقتصادي وهي حجة يمكن ان تؤثر كثيرا في بلد سجلت فيه نسبة البطالة 8.3% مقابل 5% قبل الانكماش بين عامي 2007-2009. وقال رومني مساء الخميس في تامبا "كل رئيس طلب منذ ثلاثينات القرن الماضي من الاميركيين تجديد ولايته تمكن من النظر الى السنوات الاربع الماضية والقول بارتياح: اليوم افضل من قبل اربعة اعوام. باستثناء الرئيس جيمي كارتر (الديموقراطي الذي هزم في 1980 بعد ولاية واحدة)".

واوباما الذي يؤكد انه ورث اوضاعا اقتصادية سيئة ووضعا اسوأ للاموال العامة من سلفه الجمهوري جورج بوش، يتهم رومني المقاول السابق الثري بالدفاع عن مبدأ خفض الضرائب للاغنياء وخفض المكتسبات الاجتماعية التي تعود الى الثلاثينات. وقال اوباما السبت في ولاية ايوا (وسط) "ما اقترحوه طوال ثلاثة ايام كان برنامجا يتماشى اكثر مع القرن الماضي. لقد ذهبوا الى الوراء كثيرا لدرجة انه كان في امكاننا متابعة (المؤتمر) على تلفزيون بالابيض والاسود". وفي حين يبدو انه تم استقطاب الناخبين وان الرهان سيتوقف على المترددين الذين تراوح نسبتهم بين 5 الى 10% بحسب استطلاعات الرأي، قد تلقي ارقام البطالة الشهرية التي تنشر الجمعة غداة خطاب اوباما في مؤتمر الحزب الديموقراطي في شارلوت، بثقلها على الموازنة.

والى جانب الاقتصاد، يمكن للرئيس المنتهية ولايته الذي يزور على غرار خصمه الولايات القادرة على ترجيح الكفة لصالحه، ان يعتمد على ركائز متينة.

فهو يحظى بدعم ثابت في صفوف الاقليات خصوصا المتحدرين من اصول من دول اميركا اللاتينية. وقد يدفع الجمهوريون ثمنا باهظا لمواقفهم الصارمة المتعلقة بقضايا اجتماعية مثل الاجهاض خصوصا بين النساء. فبعد مؤتمر شارلوت، تدخل الحملة الانتخابية اخر مراحلها مع ثلاث مناظرات تلفزيونية في 3 و16 و22 تشرين الاول/اكتوبر يقدم خلالها كل من اوباما ورومني مباشرة الحجج التي كانت موجهة حتى الان لكل من معسكريهما.

 

أول ظهور للمذيعات المحجبات في تاريخ التلفزيون المصري

وزير الإعلام المصري يدافع عن قراره بوصفه 'تأكيدا لروح الثورة'، وسط مخاوف متزايدة من فرض الإسلاميين آراءهم على مؤسسات الدولة.

 ميدل ايست أونلاين/القاهرة – يبدأ من الأحد الظهور الأول للمذيعات المحجبات في النشرات الإخبارية بالتلفزيون المصري وقناة النيل الإخبارية، إضافة إلى البرامج الحوارية وهو القرار الذى كان يتم مناقشته منذ فترة وتم تفعيله اليوم. وقال وزير الإعلام المصري صلاح عبد المقصود إنه اتخذ قرارًا السبت بظهور المذيعات المحجبات في التلفزيون المصري.

وأضاف عبد المقصود خلال لقائه بالإعلامي عمرو الليثي، على قناة "90 دقيقة"، مساء السبت، أن فاطمة نبيل أول مذيعة محجبة ستظهر كقارئة نشرة الأحد في نشرة الساعة 12 ظهرًا.

وأكد أن "القرار جاء تأكيدًا لروح ثورة 25 يناير، والواجب الدستوري والقانوني أن أرد لكل مظلوم حقه"، مشيرا إلى أن المذيعة فاطمة نبيل، تقدمت للاختبار كقارئة نشرة، وحصلت على المركز الأول، لكنها لم تظهر حتى الآن بسبب حجابها. وهاجم عبد المقصود من ينتقدون المذيعات المحجبات قائلاً "لماذا يستهجن الحجاب في مصر، و70% من سيدات مصر محجبات، وعيب القنوات العربية والدولية تظهر بها المحجبات ومصر لا". واسفرت الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك عن صعود الإسلاميين في البرلمان أولا ثم وصول محمد مرسي، المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين إلى كرسي الرئاسة.

وتخشى أوساط ليبرالية وعلمانية من تقييد الحريات العامة في مصر بعد سيطرة الإسلاميين على مؤسسات الحكم وفرض آرائهم الدينية على المصريين.

يُذكر أنه تمت الموافقة على ظهور المذيعات المحجبات، نرمين البيطار على القناة الأولى، وفاطمة نبيل، وسارة الشناوي، وهى مذيعة بالنشرة الجوية، إضافة إلى مذيعة أخرى بقناة النيل الإخبارية.

 

الأَحجام بعد النظام

الياس الزغبي

لم يعُد سابقاً لأَوانه، الحديثُ عن الأحجام السياسيّة في لبنان، بعد انهيار النظام السوري، سواء استغرق سقوطُه النهائي شهراً أو بضعة شهور، قياساً على الانشغال الأميركي بمعركة أوباما - رومني .

ولم يعُد خافياً مدى ارتباك الأجسام السياسيّة والتنظيمات شبه الأمنيّة والشخصيّات المرتبطة بالنظام  وبدء مراجعة حساباتها والتبصّر في مصيرها، باستثناء ضريريّ الرأي والرؤية، وقد بات أحد رموزهم في سجن ارتكاباته الخطيرة، وسبَقَهم إلى دفع ثمن فعلته.

وفي جردة سريعة من الأدنى إلى الأعلى لوضع هذه القوى، في المرحلة الطالعة ( ويُمكن تعدادها بأحد عشر فريقاً)، يسهل تسجيل التقديرات والتقييمات الآتية:

-  التشكيلات المتفرّقة التي أنبتها النظام، كالفطر، على مدى السنوات الأخيرة، في بعض أحياء بيروت وطرابلس وصيدا وإقليم الخرّوب والبقاعيْن الأوسط والغربي والشوف، إلى تشكيلات سابقة استقطبها عبر "حزب الله" بالمال والسلاح، سيكون مصيرها التفرّق والهزال حتّى الذوبان، مع انتهاء مرحلة الحضانة والرعاية والتسليح والتمويل. وربّما بقي منها تنظيم صيداوي محلّي محدود ذو حيثيّة عائليّة قديمة، ولكن، مع توجّه أقلّ حدّةً وانحيازاً .

-  منظّمة "البعث" السوري محكومة بالتفتّت والانقراض بفعل زوال رحَمها ومُرضعتها. وقد بدأت علائم تفتّتها منذ زمن، مع انقساماتها الداخليّة العلنيّة.

-  الحزب الشيوعي التقليدي، المتجمّد في الزمن السوفياتي المنقرض، متّجه إلى مزيد من الضمور والضعف لحساب اليسار الحديث المواكب للعصر، بكلّ مجموعاته، على تنافسها وتنازعها المبرّريْن.

-  حالة الياس سكاف في زحلة نحو مزيد من الانكفاء المحلّي، وقد بدأ استدارته منذ مدّة إنقاذاً لما بقي من إرث، ويبحث عن تحالفات تقيه الإندثار.

-  المير طلال أرسلان يحتفظ باللقب، من دون فاعليّة سياسيّة ذات وزن، بين تنويعات درزيّة متناثرة بعيداً عن ميتروبول المختارة.

-  سليمان فرنجيّة يتحصّن بالعائلة – العشيرة داخل مدينة زغرتا، ويتقلّص نفوذه على بعض العائلات الأخرى، وفي القضاءين المجاوريْن، الكورة والبترون. وقد أثبتت فرعيّة الكورة الأخيرة هذا التراجع.  أمّا سعيه إلى الامتداد نحو الجبل وزحلة فيحقّق نجاحاً محدوداً جدّاً باقتناص بعض أيتام الحالة العونيّة، ولا يلبث أن يتبدّد لغياب المشروع السياسي.

-  شخصيّات سياسيّة حائرة تبحث بصعوبة عن حبل نجاة في طوائفها، أبرزها ميقاتي والصفدي...

-  الحزب السوري القومي، جعل من نفسه حالة شبيهة لمنظّمة "البعث"، وذهب بعيداُ في الالتصاق بالنظام سياسيّاّ وأمنيّاً. مرشّح للبقاء، بالحدّ الأدنى، بسبب تاريخيّة زعيمه المؤسِّس، وليس بسبب عقيدته المتخلّفة عن مفاهيم العصر، بعبورها الحدود والأمم والكيانات التاريخيّة. 

ولكنّ التشكيل السياسي – النظامي بقيادة أسعد حردان معرّض لتشقّقات بليغة، لمصلحة طليعة شبابيّة تتحفّز للقيادة، في إطار تعديل أساسي في التوجّه السياسي يسمح للحزب بالبقاء على قيد الحياة، بحضور محدود.

-  نبيه برّي وحركة "أمل": أكثر هذه القوى تحسّساً بالمصير الصعب. برّي يبحث عن تموضع يُعيد إليه حضوره الشعبي – السياسي الذي كاد ينطفئ بفعل وهج "حزب الله"، وبرغم جيش الموظّفين الذين حشا الإدارة بهم منذ 20 سنة. ويُمكن رصد حركته المتمايزة بسهولة. والمرجّح أن يحافظ على حجم معقول في التشكيل السياسي الشيعي العتيد، مع صعود الحالات الشيعيّة الليبراليّة، التي كان البيان – النداء الأخير إرهاصَها الأوّل، وقدّمت وجوهاً دينيّة وثقافيّة وسياسيّة مشرقة.

-  ميشال عون وتيّاره: هو الأشدّ خوفاّ على وضعه السياسي – الشعبي. يجد نفسه تائهاً بين دعمه الضرير للنظام، والتمايز عنه، بعد انزلاقه في رماله المتحرّكة. يحاول ورقته الأخيرة في استعطاف المسيحيّين بشعارات بائتة. لكنّ لعبته ضعيفة لأنّها مكشوفة. كثيرون يتناتشون وراثته، من داخل تيّاره ومن خارجه. ويبقى منه، بعد حين، صدى لا تستسيغه أجيالُ المسيحيّين ولا كنائسُهم بعد محاولاته الخطيرة والفاشلة، للانحراف بهم عن تاريخهم ورسالتهم. ولا نقول أكثر!

-  أمّا واسطة العَقْد، وقائد فِرَق الإسناد، "حزب الله"، فمسألة أخرى: على قاعدة المصارعة الرومانيّة أو حلقة الثيران، لا يسقط إلاّ بالضربة القاضية، ولا يحتمل الخسارة بالنقاط. تخلّيه عن سلاحه أو تسليمه طوعاً يوفّر دموعاً ودماءً على كلّ لبنان. ولكن، هل يبقى شيء اسمه "حزب الله" بدون سلاح؟ تلك هي العقدة. فأيَّ وضعٍ سيكون وضعُه في بيئة لبنانيّة وسوريّة وعربيّة غير ملائمة؟ وهل ينجو من حصارٍ مرير ومصيرٍ عسير؟

وحده، بعد "الفقيه" طبعاً، يملك الجواب. بل لعلّهما لا يملكان جواباً. وهنا الطامّة الكبرى.

هذه هي مصائركم وأحجامكم المنتظَرة، يا مرابطي النظام، ويا حُماةَ ثغوره، فهل تَعْقلون؟!

 

باراك أوباما 2012.. جيمي كارتر 1980؟

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

فكنتَ كالعير غدا يبتغي قرنا، فلم يرجع بأذنين (بشّار بن بُرد)

* غالبا مع بدء العد العكسي للانتخابات الأميركية، على الرغم من مركزية الوضع الاقتصادي، تغطّي عبارات رنّانة يطلقها معسكر المرشح الديمقراطي هنا والمرشح الجمهوري هناك على أجواء الحملة. وبالتالي، تغدو هذه العبارات اختصارا مبسّطا لأفكار المرشحين وفلسفتهما السياسية.

جيمي كارتر، مزارع الفول السوداني المتديّن ورجل العائلة ذو السلوك القويم، استغلّ فضيحة «ووترغيت» التي هزّت أركان إدارة ريتشارد نيكسون ليجعل من «النظافة السياسية» شعار حملته الناجحة ضد جيرالد فورد، نائب نيكسون، عندما واجهه في انتخابات عام 1976.

ورونالد ريغان، رجل هوليوود والناشط المتشدد ضد الشيوعية، استغلّ تردّد رئاسة كارتر ومثاليتها الساذجة إبان أزمة اختطاف الرهائن الأميركيين في طهران، وصولا إلى فشل عملية الإنزال داخل إيران، ليرفع شعار «لنجعل أميركا عظيمة من جديد» في مواجهة «الشيطان الأكبر السوفياتي» عام 1980. وعندما خلفه نائبه جورج بوش الأب تسابقت ماكينات الدعاية الانتخابية على بناء صورة له تسترجع شريط قتاله في الحرب العالمية الثانية وإدارته «السي آي آيه».

وجاء منافسه الديمقراطي الشاب بيل كلينتون عام 1992 ليهزّ أركان تلك «الصورة» ومعها الذكريات الإيجابية للأميركيين لـ«حرب تحرير الكويت»، عندما رفع شعارا بسيطا هو «إنه الاقتصاد يا غبي» معيدا اللعبة برمّتها إلى أولويّات المواطن الأميركي المباشرة.. ففاز. كان هذا متيسّرا لكلينتون لكونه أول رئيس من الجيل الذي ولد بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (المعروف بـ«البيبي بومرز»)، ولكون المرشح الثالث الملياردير روس بيرو أخذ أصواتا كافية من الجمهوريين وأكد ترشّحه وجود أزمة اقتصادية أخفقت سياسات الجمهوريين المتشددين الاقتصادية - أي «الريغانوميكس» - في معالجتها.

وبعدما «نشل» جورج بوش الابن الانتخابات الرئاسية من منافسه نائب الرئيس الديمقراطي آل غور عام 2000، كان أركان حملته يرشقون الديمقراطيين بتهمة الانهماك بـ«بناء الدول» الأخرى بعد اتهامهم بإهمال تحفيز الاقتصاد الداخلي، والغمز من قناة اهتمامات غور البيئية - التي استحقّ عليها لاحقا جائزة نوبل للسلام - لأنها حسب منطق اليمين المتطرّف تكبّل الاقتصاد وتثقل كاهل الشركات الصناعية.

وبعد سنوات من المغامرات الخارجية المُكلفة والزلزال الاقتصادي المروّع، ناهيك من النكات الكثيرة الساخرة من بوش وأقواله - التي عرفت بـ«البوشّيّات» -، أطلّ على المسرح باراك أوباما الذي أضحى أول مرشح أسود يتبنى ترشيحه أحد الحزبين الرئيسين. وكان شعار أوباما بسيطا وقصيرا بقدر ما هو بليغ.. «التغيير».

فقط «التغيير».

كان تبنّي ترشيح أوباما في حد ذاته قفزة «تغييرية» هائلة. وعندما أجريت الانتخابات قبل 4 سنوات انتزع أوباما الفوز في ولايات اعتُبرت حتى فترة قصيرة معاقل حصينة للجمهوريين مثل فيرجينيا ونورث كارولينا وإنديانا. «التغيير» ما كان سهلا، كما يظهر اليوم. ربما لأن التوقّعات كانت أكبر بكثير مما هو متاح. وربما لأن الناخب الأميركي يريد العلاج السريع من دون أن يكون الدواء مرّ المذاق. بل - وهذا ما هو أسوأ - لا يريد التفكير كثيرا بما سبّب المرض في المقام الأول. لهذا، بينما يتردّد أوباما اليوم، ويفقد هالة «الرجل التاريخي»، يعود الجمهوريون بالناخبين إلى الوصفات نفسها التي أوقعت البلاد، ومعها العالم الصناعي كله، في الأزمة الاقتصادية الكبرى المستمرّة منذ نهايات عام 2007.

أوباما الذي لا يستطيع أخلاقيا رشوة الناخبين بخفض الضرائب كما يفعل الجمهوريون، يحاول البناء على منجزاته على صعيد السياسة الخارجية، وفي مقدمها السحب التدريجي للوجود الأميركي العسكري من العراق وأفغانستان، ونجاح إدارته حيث أخفقت «عنتريات» إدارة بوش الابن.. في تصفية أسامة بن لادن، بما لذلك من وقع في الذاكرة الوطنية الأميركية بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

اليوم عندما يحاول مخطّطو الحملة الرئاسية الجمهورية مهاجمة الرئيس الديمقراطي وانتقاد فترة حكمه، فإنهم يثيرون، كما فعل رونالد ريغان قبل 32 سنة، مسألتين هما: تحرير الاقتصاد من تدخّل الدولة (وفق عبارة ريغان الشهيرة «إزاحة الدولة عن ظهور الناس»)، وتراجع هيبة أميركا في العالم.

في المقابل، يصب أوباما كل جهده على تفادي الوقوع في «مطبّات» والتورّط في مشكلات مباغتة.. بين الآن وحتى أول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، موعد الاقتراع الحاسم في سباق البيت الأبيض.

غير أن هذا الجهد - بل الهاجس - يهدّد الرئيس بفقدان رصيدين شكّلا منذ 4 سنوات جوهر حكمه، هما: رصيد الزعيم المثالي المؤمن بحقوق الإنسان والمدافع عن المظلومين، والثاني رصيد السياسي المسؤول القادر على مصارحة شعبه بأنه لولا مبادراته التدخّلية الجريئة خلال السنوات القليلة الماضية لما كان ممكنا احتواء تداعيات الزلزال الاقتصادي الذي تسبب به خصومه.

السياسات الأميركية إزاء أزمات الشرق الأوسط تبدو مُضعضعة، كي لا نقول منافِقة وعاجزة أمام الابتزاز الإسرائيلي، والتمدّد الإيراني، والتحدّي الروسي - الصيني.

أيضا، الموقف من التعايش مع الإسلام السياسي الصاعد يَظهر للمراقب موقفا مُبهما وضبابيا. ثم، للأسف، بات التعامل مع ملف المحنة السورية وسط المجازر الفظيعة التي تدفع المواطنين السوريين دفعا نحو اليأس والتطرّف.. مُخجلا ومعيبا.

خلال الأسبوع الماضي وقف الرئيس أوباما في قاعدة فورت بليس العسكرية بولاية تكساس، ليرد على كلام منافسه ميت رومني إزاء تراجع نفوذ أميركا، فقال: «إذا سمعتم أحدا يحاول القول إن الولايات المتحدة في تراجع أو إن نفوذنا يتقلّص، لا تصدّقوه، لأن الحقيقة هي أن تحالفاتنا لم تكن يوما أمتن مما هي عليه اليوم».

قد يكون رد أوباما صحيحا أو لا يكون. ولكن الناخب الأميركي، ولو كان ساذجا أحيانا لكي يصدّق وعود الرشاوى الضريبية، فإنه يرى ويسمع «الفيتوهات» الروسية والصينية التي لا ترد عليها واشنطن إلا بالكلام. حقيقة الأمر، بكل بساطة، أن قوة أميركا ونفوذها يقاسان بهيبتها وقدرتها على توجيه الرسائل الحازمة. بكلام آخر يُقاسان بعدد «الفيتوهات» التي يجرؤ خصومها على ممارستها ضد سياساتها.

 

أين المبادرة الإيرانية تجاه سوريا؟

طارق الحميد/الشرق الأوسد

قبل التئام مؤتمر عدم الانحياز أعلن وزير الخارجية الإيراني نية بلاده إطلاق مبادرة حول سوريا، وخلال القمة في طهران، حيث أكد صالحي وقتها أن المبادرة الإيرانية ستكون عقلانية ومقبولة من كل الأطراف، و«سيكون من الصعب جدا معارضتها».. فما الذي حدث لتلك المبادرة.. أين هي؟ فكم كان من اللافت عدم اشتمال البيان الختامي لحركة عدم الانحياز، أو ما سمي بـ«إعلان طهران»، على أي إشارة، من قريب أو بعيد، للأوضاع في سوريا، بل إن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ذكرت نقلا عن دبلوماسيين أن الإيرانيين حاولوا ظهيرة اليوم الأخير للمؤتمر تمرير فقرة مستقلة بشأن سوريا لكنهم فشلوا بسبب اعتراض الوفود العربية، كما أشارت الصحيفة إلى أن إيران أبدت «في البداية عدم رغبتها، ثم عدم قدرتها بعد ذلك، على حشد الدعم لحكومة الرئيس الأسد»، مضيفة أن الإيرانيين التزموا الصمت قبل القمة «خشية حدوث شقاق، بحسب اعتراف مسؤولين إيرانيين». كما نقلت عن شاهد عيان «إن الإحباط كان جليا بعد ظهر يوم الجمعة (الماضي) عندما شوهد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يتحدث في الصالة الرئيسية مع نظيره السوري، ويشير بيديه ما يقرب من ثلث الساعة»!

وعليه، فهل كانت هناك أساسا مبادرة إيرانية تجاه سوريا؟ وكيف يعلن صالحي عن مبادرة تحدد قمة عدم الانحياز لطرحها، وتقول عنها إيران بأنها - أي المبادرة - ستكون مقبولة، ويصعب معارضتها، ثم تحجم إيران عن طرحها؟ وكما تساءلنا في مقال سابق: هل يعقل أن يجرؤ نوري المالكي على طرح مبادرة عراقية تجاه سوريا وفي طهران، وبعد أن أعلنت إيران عن مبادرتها؟ فما الذي يحدث؟ الواضح أننا أمام عدة سيناريوهات محتملة؛ فإما أن إيران قد شعرت بأنه بات من الصعب إنقاذ الأسد، وفقا للمعطيات على الأرض، أو أن الأسد نفسه رفض اقتراحات إيرانية قد تقتضي إقصاءه والحفاظ على النظام، أي أن يرحل الأسد إلى طهران، ويبقى حلفاء إيران في النظام السوري الجديد. وقد يقول البعض إنه ربما أحبطت المحاولة الإيرانية نتيجة المعارضة العربية في مؤتمر عدم الانحياز، وهذا ممكن. لكن ما الذي يمنع طهران من طرح مبادرتها بعيدا عن حركة عدم الانحياز؟ سؤال لا إجابة له إلى الآن، مما يعني أن إيران أساسا غير قادرة على طرح مبادرة تجاه سوريا، مثلها مثل الروس، ما لم تكن مبادرة تؤدي إلى رحيل الأسد. وهذا ما يرفضه طاغية دمشق، مما يفسر - وهو ما أشرت إليه في مقال «الأسد يعي ما يقول تماما» - أن مقابلة الأسد التلفزيونية الأخيرة عشية قمة حركة عدم الانحياز لم تكن إلا توسلا لمنحه مزيدا من الوقت! ومن هنا، فملخص القول هو أن طهران قد فشلت في الملف السوري، وأن موقفها الآن يشبه كثيرا الموقف الروسي. فكلتاهما - إيران وروسيا - تملك التعطيل، وليس القدرة على التغيير في سوريا، مما يعني أن الأسد يسير لنهايته الحتمية، نهاية القذافي أو أسوأ، لكن بعد تدمير سوريا ككل. وهذا ما لا يستوعبه المتلكئون عن اتخاذ خطوات عملية لتسريع سقوط الطاغية للأسف!

 

الضربة الإسرائيلية لإيران؟

عماد الدين اديب/الشرق الأوسط

لا بد من المتابعة الدقيقة لحالة الحوار والجدل العلني والسري الحادثة الآن بين واشنطن وتل أبيب حول الرغبات الإسرائيلية المتكررة التي أبدتها قيادات الحكومة بتوجيه ضربة مجهضة للمشروعات النووية العسكرية. إسرائيل سياسيا وعسكريا تريد، بينما واشنطن ترى أن الظروف الداخلية الأميركية ليست مؤهلة للمشاركة أو لتأييد مثل هذه الضربة العسكرية. الولايات المتحدة من يومنا هذا حتى إعلان اسم الرئيس الأميركي المقبل لمقعد الرئاسة يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) ثم حلفه لليمين الدستورية يوم 20 يناير (كانون الثاني) من العام المقبل معطلة في أي نشاط سياسي كبير وغير مؤهلة للمشاركة في أي عمليات عسكرية كبرى سواء في أفغانستان أو محاصرة سوريا عسكريا أو دعم ضربة «جوية جراحية» لإيران. إذن واشنطن مصلحتها وظروفها اليوم ضد العمل العسكري. أما تل أبيب، فهي في وضع سياسي داخلي مريح لا يشعر فيه نتنياهو بأي تهديد من أي قوى سياسية منافسة بشكل جدي، ويرى أنه في حال الدعوة - فرضا - إلى انتخابات برلمانية مبكرة فإنه وحلفاؤه لديهم القدرة على العودة للحكم بكل سهولة.

مزاج الناخب الإسرائيلي يميل إلى اليمين ويمين الوسط.

أما المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فإنها اتخذت قرارها منذ 4 سنوات كاملة وبدأت خطة عسكرية وأعادت منظومة تسليح الدفاع الجوي وسلاح الطيران بحيث تكون لديه القدرة على توجيه «ضربة وقائية مسبقة» لأهداف بعيدة بنفس مسافات بعد الأهداف الإيرانية، وأيضا تقوية فاعلية نظام الدفاع الجوي للتمكن من التعامل مع الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى التي يمكن أن تطال المدن الإسرائيلية ذات الازدحام السكاني.

إذن في المقابل إسرائيل راغبة وقادرة على توجيه الضربة.

ومما تسرب مؤخرا من اللقاءات ذات المستويات العليا بين المسؤولين في واشنطن وتل أبيب، أن الإدارة الأميركية حذرت رسميا الحكومة الإسرائيلية من الإقدام على ضربة عسكرية حالية ضد أهداف إيرانية. وجاء في هذه التسريبات التي نشرتها الصحف العبرية أن الخلاف الأميركي مع إسرائيل ليس في المبدأ الخاص بتوجيه الضربة أو ضرورتها ولكن في اختيار التوقيت المناسب الذي يوائم الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة التي لا تجد على أجندة ظروفها السياسية سوى الاقتصاد والبطالة وبرنامج الرعاية الصحية والجدل حول برنامج جديد للضرائب العامة.

الولايات المتحدة الأميركية تنظر داخل حدودها، وإسرائيل تتابع بقلق ما يدور خارج حدودها، وحتى الآن لم يعرف بعد من الذي سيراعي ظروف ومعادلات الآخر ومصالح الآخر؛ واشنطن أم تل أبيب؟

تلك هي المسألة.

 

خطة الثوار من الحدود إلى العاصمة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

أمس.. نجح الثوار السوريون في اختراق مبنى قيادة الأركان وسط العاصمة، وكانوا قبلها بأسبوعين هاجموا المقر العام شديد الحراسة لنفس المؤسسة العسكرية، وسبقها أهم عملية عندما وصل الثوار إلى داخل مبنى الأمن القومي وفجروا قاعة الاجتماعات التي ضمت نخبة القادة الأمنيين والعسكريين.

هذه العمليات النوعية المتكررة تكشف عن أمرين، الأول تعاظم قوة الجيش الحر، والثاني يكشف كيف أصبح النظام مخترقا من داخله، وأن قادة وأفرادا يتطوعون لمساعدة الثوار في التآمر ضد نظامهم في كل أنحاء سوريا. وعندما قال الرئيس السوري، بشار الأسد، في حديثه التلفزيوني الأخير، مطمئنا أتباعه، إنه يتحدث من داخل القصر الجمهوري في دمشق، أي أنه لم يختبئ كما أشيع، فالأرجح أنه صادق، لكن هذا يعني أن كل ما وراء أسوار القصر لم يعد آمنا. فوزراء النظام وقادته اختفوا تماما، إلا من صور أرشيفية قديمة يعاد تكرارها على وسائل الإعلام.

والحرب طاحنة يوميا بين قوات النظام وقوات الجيش الحر في أنحاء سوريا، حيث انقلبت اللعبة، ولم يعد الجيش يطارد الثوار، بل الثوار هم الذين يهاجمون الجيش في معارك منظمة مخطط لها. كتائب الجيش الحر هاجمت في وقت متزامن منافذ الحدود السورية، واستولت عليها جميعا باستثناء معبر واحد مع العراق في المنطقة الكردية، ما عداها، مثل البوكمال، واليعقوبية، وباب الهوا، وباب السلام، كلها سقطت في يد الثوار. الهدف هو خنق النظام بحرمانه من الدعم النفطي والعسكري، وخصوصا الذي يأتيه من إيران والعراق، عبر الثاني. وصار الثوار في الشمال يتحكمون في الحدود ويمنحون سمة الدخول للعابرين كأي حكومة شرعية، ونفوذهم يمتد برا إلى حدود مدينة حلب. كما يحاول الثوار خنق النظام داخليا، بقطع إمدادات الغاز والبترول، ليس بمهاجمة مراكزها مثل محطات الكهرباء أو المصافي، بل بضرب الأنابيب وخطوط الإمداد.

في المقابل، مني الجيش الحر؛ لأنه من دون صواريخ ودفاعات أرضية، بخسائر كبيرة، نتيجة استخدام قوات النظام المروحيات والطائرات المقاتلة التي تسببت في تهجير نحو نصف مليون سوري من المدن والأرياف. لهذا غير الجيش الحر خطته بالهجوم على المطارات وكليات التدريب وحظائر الطائرات. هاجم الثوار في وقت متزامن قاعدة أبو الضهور الجوية في إدلب، وقاعدة البوكمال في دير الزور، وقاعدة رسم العبود التدريبية في محافظة حلب، التي يستخدمها طلبة الكلية الجوية للتدريب. وكانت هناك محاولات لم تنجح في الاستيلاء على قواعد جوية حاسمة بما فيها تلك التي في محيط دمشق وحلب، مع هذا تمكنت من تعطيلها.  من خطة إغلاق الحدود، التي نجحت في خنق النظام برا، إلى الهجوم على مطارات وقواعد البلاد ومستودعات السلاح، صار العالم يعرف أن قوات الأسد حتى بعد استخدام الأسلحة الثقيلة، الطيران والمدافع والدبابات، فشلت في وقف تقدم الجيش الحر. فالثوار الذين سارعوا للهجوم على دمشق، مدركين أن سقوطها سيكون سقوط النظام بالضربة القاضية، ربما لم ينجحوا في المحاولة الماضية، لذا فهم الآن يعيدون المحاولة ضمن خطتهم التي أطلقوا عليها اسم «بركان دمشق وزلزال سوريا». ويبدو أنهم سيجعلون دمشق هدفهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وخصوصا إن تمكنوا من استخدام صواريخ ومضادات للطائرات استولوا عليها مؤخرا. سياسيا، صار موقف الأسد وحلفائه ضعيفا أكثر من أي وقت مضى. فالروس كانوا يسخرون إلى فترة قريبة قائلين: لماذا أنتم قلقون.. النظام قوي في سوريا! أما الآن، فلا أعتقد أنهم يتجرأون على ترديد هذا الكلام.