لمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 05 أيلول/2012

مراثي إرميا الفصل 5/01-22/طلب الرحمة

أذكر يا رب ما أصابنا تطلع وانظر عارنا تحولت أرضنا إلى الغرباء وبيوتنا إلى الأجانب. صرنا يتامى لا أب لنا، وأمهاتنا أرامل. بالمال نشرب ماءنا وندفع ثمن حطبنا. بالنير على أعناقنا نساق. نتعب ولا نعطى راحة. إلى مصر مددنا اليد، وإلى أشور لنشبع خبزا. آباؤنا خطئوا وزالوا ونحن نحمل آثامهم. عبيد تسلطوا علينا، ولا أحد ينقذنا منهم. بأرواحنا نكتسب خبزنا، لأن السيف في البرية. جلدنا محترق كالتنور من شدة حرارة الريح. يغتصبون النساء في صهيون، والعذارى في مدن يهوذا. بأيديهم يشنقون الرؤساء ولا يحترمون وجوه الشيوخ. أرهقوا الشبان بالطحن، والصبيان رزحوا تحت الخشب. إنصرف الشيوخ عن باب المدينة، والشبان عن أغانيهم. إنقطع السرور من قلوبنا وانقلب رقصنا مناحة. سقط التاج عن رأسنا ويل لنا لأننا خطئنا. لذلك اغتمت قلوبنا وأظلمت منا العيون. وها جبل صهيون مقفر والثعالب تتجول فيه. أنت يا رب باق وعرشك ثابت مدى الأجيال. لماذا تنسانا على الدوام وتخذلنا طول الأيام. أعدنا إليك فنعود، وجدد أيامنا كالقديم. وإلا تكون نبذتنا نبذا وغضبت علينا كل الغضب.

 

عناوين النشرة

*جعجع المسيحي/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

*"14 أذار" سلّمت سليمان مذكرة مطالب: احالة مخطط سماحة ومملوك للمجلس العدلي/تعليق العمل بالاتفاقات ورفع شكوى اممية بالخروقات

*وزير الدفاع الفرنسي في بيروت في 13 الجاري/لقاءات سياسية وعسكرية وزيارة لليونيفـــل

*"إنترفاكس": روسيا فكرت في إجلاء عسكرييها من سوريا

*"لقاء معراب تشاوري يُستتبع بأخرى مــع احــزاب "14 آذار"/ضو: قراءة مُشتركة للتطورات واستراتيجية للتعاطي مع المرحلة

*زهرمان: مذكّرة "14 آذار" سياسية لا انتخابية لحماية لبنان مــــن الخــروق السورية

*حوري: المذكّرة لسليمان تتضمن 9 نقاط علاجية

*سليمان استقبل السنيورة والخوري وخليل وعسيري

*التقى الصفدي وبلامبلي والسفير الروسي/ميقاتي: التمديد لـ"اليونيفل" يؤكد تضامن المجتمع الدولي مع الحكومة

*مفتي طرابلس في الديمان غداً والراعي يولم على شرفه/الشعار يدعو البطريرك لزيارة طرابلس وعقد لقاء مسيحي – اسلامي

*الراعي يتصل برؤساء الطوائف للمشاركة في قمة روحية – إقتصادية في 25 الجاري

*زهرا: قطع العلاقات مع النظام السوري نهائياً وموقف ميقاتي من الخروق لائـق

*الداوود: انتخابات المجلس المذهبي مسيسة وقراره يصادره جنبلاط ولا ننسّق مع مَن يرفع "السقف" لزيادة حصته

*سليم حمادة: الديموقراطية لا تمارس في العائلة الواحدة وتمنينا معالجة ملف المجلس المذهبي على أسس الشورى

*السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم : يجب وضع من يطالب بشطب الاتفاقات في حجمه وسوريا معتدى عليها وليست معتـدية

*ابو غيدا استمع الى مديري "الجمهورية" في نشر محاضر التحقيق مع سماحــة

*جمعية المعتقلين في السجون السورية تعقد مؤتمرا غدا

*البطريرك الماروني زار بلدة متريت الكورانية: جمال لبنان بتنوعه ووحدته وهذه رسالة سيذكرنا بها البابا

*عون عرض في اجتماع"التكتل"الأوضاع الاقتصادية والأمنية: يعقوب شمعون سوري سرياني لم يكن مطلوبا من السلطات اللبنانية

*جعجع التقى رئيس "الإتحاد السرياني" والاباتي رعيديممراد اعلن إطلاق "المجلس السرياني الوطني السوري المعارض"

*كتلة المستقبل":السفير السوري غير مرغوب فيه لأنه أداة مخابراتية والمطلوب تقديم شكوى الى الجامعة العربية وإخطار مجلس الامن بالاعتداءات

*تقارير إسرائيلية تؤكد وواشنطن تنفي توجيه رسالة لإيران حول رفضها ضربة عسكرية أفادت أن أميركا اشترطت مقابل ذلك عدم استهداف لمصالحها في الخليج

*واشنطن تدرس خيارات لكبح جماح إيران نوويا وتهدئة مخاوف إسرائيل بينها توجيه ضربة سرية شبيهة بالهجوم على المفاعل السوري والمساعدة في الإطاحة بالأسد

*روسيا تنصح رعاياها بالبحث عن «طريق آمن» للخروج من سوريا ولافروف يكشف عن توافق الأهداف مع كلينتون حول دمشق

*فابيوس: ضرب إيران سينقلب ضد تل أبيب  واشنطن تقول لطهران: لن نشارك في الحرب شرط عدم استهداف قواعدنا في الخليج!

*مقابل امتناعها عن دعم أي هجوم إسرائيلي واشنطن طالبت إيران في «رسالة سرية» بعدم استهداف قواعدها في الخليج

*هي محنة الترجمة في عصر الممانعة.

*السنيورة يسلّم سليمان اليوم مذكرة لمواجهة الإعتداءات السورية و"لقاء تشاوري أول" تنظمه أمانة 14 آذار في معراب غداً

*بري وضده/راشد فايد/النهار

*وليد جنبلاط: الثورة السورية لن تتراجع ولا يمكن لها أن تتراجع مهما كان الثمن

*فارس سعَيد: السلاح السوري والإيراني عطّل "الطائف"

*رسالة عاجلة من الحكومة اللبنانية إلى دمشق لوقف الخروقات على الحدود والمرعبي لـ"السياسة": نظام الأسد يريد إحداث فتنة في عكار

*دمشق: يعقوب شمعون سوري أنهى حكماً بتهمة التعامل مع إسرائيل

*نواب "المستقبل": 14 آذار تدرس طلب نشر قوات دولية على الحدود الشمالية

*بوادر إعادة تموضع لبري/"14 آذار": تجاربنا مع رئيس مجلس النواب مريرة

* خاص - اشكال بين "امل" و"الاشتراكي" في الجبل أوقع عددا من الجرحى وتم تطويقه

*"الممانعون" يتخبطون.. قاووق "ينقلب" على إبراهيم

*انطوان سعد: الأسد يسعى إلى تفجير لبنان واغراقه وتوريطه لتأمين مصالح نظامه 

*زهرا: تاريخ النظام السوري ممتلئ بالتآمر على القضية الفلسطينية وسيادة لبنان

*عبد الكريم علي: طلب نشر اليونيفيل على الحدود مع سوريا يتطلب ردّاً من السلطات اللبنانية

*غرق ثلاثة اخوة ونجاة الرابع على شاطئ العيتانية – صور

*الصراع اللامتناهي على إرث بشير: من يعيد للمسيحيين "عهدهم الذهبي"؟

*جوزف الخوري/لبنان الآن

*إلتباسات الهوية، الاستعمار والمصالحة/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء 

*الحكومة جزء من المؤامرة على لبنان/خيرالله خيرالله/المستقبل

*في انتظار البابا.. وأمل السلام والحرية/كارلا خطار/المستقبل

*فارس سعيد لـ"السياسة": جعجع لم يزايد مسيحياً على أحد كما يفعل عون

*علوش: النظام السوري قائم على إشعال فتائل التفجير

*دي فريج: في لبنان 500 ميشال سماحة

*ميقاتي طلب من السفير في دمشق توجيه رسالة عاجلة إلى الخارجية السورية حول «الخروق»

*لبنان في مرمى «فائض» من النار السورية في ردّ مزدوج على سليمان و... «الخليجي»

*بشار على خطى سيف القذافي/عبد الرحمن الراشد/الشرق ألوسط

*وقف القتل لا وقف إطلاق النار/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*السلطات البريطانية تمنع مئات الإسلاميين من الالتحاق بهم  وستة آلاف من "القاعدة" دخلوا سورية للقتال ضد قوات الأسد

*صالح المشنوق: الخيار السنّي الثالث/أحمد عيتاني/الشراع

*الحرس للمرشد: لماذا وضعنا "كل بيضنا في سلة" الأسد؟/أسعد حيدر/المستقبل

*انتهاكات السورية.. عذرٌ أقبح من "قصف"

*في فظاظة الاعتراف السوري وفي قمة الوقاحة الأسدية/علي نون/المستقبل

*سوريا: غربة بشار/علي حماده/النهار

*نصرالله:سنحتاج سنة لتشكيل حكومة والبلد لا يتحمل فراغا سياسيا وايران لن تسكت على ضرب منشآتها النووية والقواعد الاميركية قد تكون اهدافا

*سنة سوريون في خدمة النظام العلوي/غسان الإمام/الشرق الأوسط

*توقعات ببقاء المواطنين في بيوتهم واستبعاد الإصلاحيين من المشاركة/إيران تنتظر صراعاً دموياً بين علي خامنئي ومحمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية المقبلة/د. نغمة سهرابي/السياسة

*افتتاح المؤتمر السنوي للمدارس الكاثوليكية/الراعي: ندعم مطالبها ولتوخي العدالة في تأمين الحقوق

 

تفاصيل النشرة

 

جعجع المسيحي
محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

لم نعد نتكلم كجعجع. تلك كانت مرحلة على طريق نضال في سبيل وطن. يومها لم يكن غيره يتكلم مثلنا، فصرنا نتكلم مثله.  اليوم صرنا نستمع إلى جعجع "بيحكي مسيحي" وصرنا نعجب به، نقتنع به، نصفّق له ونفرح به - لا لأننا نتكلم مثله أو لأنه يتكلم مثلنا - بل لأنه "بيحكي مسيحي." المرحلة لا تتطلب شخصاً يتكلم مثلنا، أو نتكلم مثله. المرحلة بحاجة إلى من يُعَبِّر عن نفسه بصدق، إلى من يكون متصالحاً مع نفسه، فخورا بدينه، عارفاً لتاريخه ومستبصراً دوره.  في الأول من هذا الأيلول سمعنا نحن اللبنانيون المسلمون السنّة، جعجع المسيحي. أنا لا أقول إنه ما كان مسيحياً قبل ذلك التاريخ، ولكن أقول إننا نحن لم نسمعه مسيحياً قبل ذلك التاريخ.  قال جعجع: "...منذ اللحظة الأولى لتفتّح براعم الربيع العربي انهمرت التساؤلات من كل حدب وصوب عن مصير المسيحيين في الشرق، وكأنّ تاريخ المسيحيين فيه هو من تاريخ الدكتاتوريات فيه، بدأ معها وسينتهي معها، وكأننا أتينا الى هذا الشرق مع معمر القذافي أو حافظ الأسد وسنرحل مع بشّار الأسد. كلا، وكلا وألف كلا. إنّ تاريخنا طويل ضارب في هذا الشرق. آثارنا ظاهرة جليّة لمّاعة برّاقة، على مر العهود والأزمنة: علوم وآداب وعمران وحضارة، ونور وثقافة ورجال فكر ودولة، وبطولة وشهادة ومقاومة."

الرجل يفتخر بدينه المسيحي، لا بثقافة الديكتاتوريات العلمانية الملحدة.  وقال جعجع المسيحي: "إنّ الآخر أخٌ لنا في الإنسانية. نتعاطى معه ونحدد موقفنا منه ليس انطلاقاً من دينه، ولا من عرقه، ولا من انتمائه، بل انطلاقاً من طروحاته وتصرّفاته وأعماله، ولنا في مثل السامري في الإنجيل المقدّس خير دليل على ذلك."

 الرجل، جعجع، متصالحٌ مع نفسهِ، فخورٌ بتاريخِ كنيسته، ولا يستعرض على مسامعنا تاريخ الثورة البولشفية، أو مبادئ العلمانية الغربية، أو تأثيرات الثورة الثقافية في الصين، أو شعارات البعث الكافر.

 جعجع يُشبِهُنا ... لأنه مسيحي، أو ربما نحن نُشبِهُهُ لأننا مسلمون سنّة.  وقال جعجع، من ضمن ما قال: " ولا نستطيع كمسيحيين إلاّ أن نكون أنفسنا:  ثوّاراً، أحراراً، روّاد ديمقراطية وحقوق إنسان، ودعاة عدالة ومساواة وانفتاح وتقدّم وتطوّر، أمّا التكهّنات المبنية على إذا وإذا وإذا، فلا يجدر بنا التوقّف عندها، لأنّ لا موقف يبنى على افتراضات غير موجودة، بعكس موقف يبنى على وقائع موجودة أكيدة، قمعاً، واضطهاداً، وقتلاً، وخراباً ودماراً وجرائم ضد الإنسانية. "  ونحن اللبنانيون المسلمون السنّة أيضاً "لا نستطيع إلا أن نكون أنفسنا: ثواراً، أحراراً، رواد ديمقراطية ... ألخ" كما تكلم جعجع مسيحياً، وكما نتكلم نحن سنياً.  بيضة القبان التي أخرجت صيحة ألله أكبر من حنجرة أحد الشبان في مقهى بالطريق الجديدة، قلعة السنّة في بيروت، صَدَحَت عندما ذكّر جعجع المسيحيين بأنه "لم يكن مسيحنا يوماً متردداً خائفاً جباناً، أو متخاذلاً متفرّجاً لامبالياً، بل كان دائماً في نصرة الضعيف، والمقهور والمضطهد. لم يكن يوماً مع الظالم بل دائماً أبداً مع المظلوم. فلا ننكرنّه من جديد، ولا نصلبنّه مرة أخرى. فلنكن على قدر تحديات المرحلة، ابتعاداً عن كلّ ما لا نؤمن به، وانخراطاً بشجاعة في كل ما نؤمن به، فكراً وتنظيماً ومشاركةً، إنّ التاريخ لنا بقدر ما نكون له."

أنصفنا الحكيم،" علّق أحد المشاهدين بعدما قال جعجع: " إنّه نظام السجون والقبور، محورُ الشرِ الفعلي، رأسه في دمشق، وأذنابه في لبنان"، سائلاً "هل رأيتم الآن من هم "التكفيريون الفعليون"؟ ومن هي " القاعدة" في لبنان؟" صحيح أنصفنا الحكيم لأنه مسيحي فعلي ليس ناكراً لذاته أو لدينه أو لتاريخه. أرفع ما في جعجع هو أنه مسيحي، يتكلم كنفسه، يفاخر بثقافته ولا يَخجَل بطائفته.

أروع ما في جعجع هو أننا نعجب به كما هو، وطني مسيحي، وغير مستورد من ماركس ولينين وستالين وهو شي منه وماو تسي تونغ وعلمانيات اليسار القومجي التي تحاول إلغاء كياناتنا، وليس فقط تطلعاتنا.    لم نعد نتكلم مثلك يا حكيم. تطوّرنا. صرنا نُعجَبُ بِكلامِكَ المسيحي، ويُعجِبُنا أَنك ما عُدتَ تتجاهل وجودنا ... السنّي.

والله وليّ التوفيق.

*كاتب سياسي لبناني مسلم سنّي

 

"14 أذار" سلّمت سليمان مذكرة مطالب: احالة مخطط سماحة ومملوك للمجلس العدلي/تعليق العمل بالاتفاقات ورفع شكوى اممية بالخروقات

المركزية- رفعت قوى الرابع عشر من آذار مذكرة سلمتها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إعتبرت فيها ان "الحكومة اضعف من ان تتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها، ولا سيما منها، لمّ الشمل الوطني، واستعادة هيبة الدولة، واتّخاذ الموقف الوطني الحازم والقرار السيادي المستقل والمناسب، إزاء كل ما يتهدد استقلال لبنان وسيادته ووحدة اراضيه وسلامتها، وبما يمنع تهاويه إلى مصاف "الدول الفاشلة".

وفي ما يلي نص المذكرة:

فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان المحترم تحية واحتراماً وبعد، نظراً إلى الأخطار الكبيرة الني تتهدد لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، وكونكم المرجعيةَ الوطنيةَ الكبرى، ورمز الدولة ووحدتها، والساهر على الدستور وسلامة الوطن والأرض، فإننا نتشرف بأن نرفع إلى مقام رئاستكم وبصورة استثنائية هذه المذكرة بوصفنا نواباً عن الأمة معنيين بالمصلحة الوطنية اللبنانية العليا، تدفعنا إلى توجيهها ازمات متلاحقة ومتنقلة امست، باجتماعها وتصاعدها، محنة وطنية مصيرية كبرى، تعصف بلبنان بمجمله".

فخامة الرئيس، إن حدود لبنان وارضه وسلمه الأهلي ووحدة مجتمعه، يُعتدى عليها، ليس من العدو الإسرائيلي فقط، بل ويا للأسف من النظام الحاكم في سوريا البلد العربي الشقيق الأقرب. إن ما كشفته المؤامرة الأخيرة للإطاحة بلبنان وزرع الفتنة فيه خلال الإعداد والتخطيط لتفجيرات واغتيالات لشخصيات واستهداف لتجمعات شعبية، خصوصاً في منطقة عكار، دليل صارخ على إصرار النظام السوري على الاستمرار بالعبث بأمن لبنان واللبنانيين، وسيلة يائسة للبقاء، من دون اي اعتبار لشعارات الأخوة والمصلحة المشتركة او حتى لاتفاقات التنسيق والتعاون التي جعل منها مطية للانقضاض على وحدة الشعب اللبناني وسلمه الأهلي.

إن الطبيعة الاستثنائية لهذا الاعتداء الخطير على لبنان المدعمة بالوقائع والمعطيات التي لا لَبس فيها والتي دفعتكم من موقع مسؤوليتكم الوطنية على وحدة لبنان وسلامته إلى التأكيد على المضي في التحقيق إلى نهاياته، من دون تردد او خوف، وانطلاقاً من ان المسار القضائي للمتهمين في هذه القضية- أي الوزير السابق ميشال سماحة- ومسؤول الأمن القومي في سوريا اللواء علي مملوك واي متهم آخر يظهره التحقيق في هذه القضية- هو موضوع منفصل عن الخطوات السياسية والسيادية التي على الدولة اللبنانية اتخاذها، من منطلق مسؤوليتها امام اللبنانيين عن امنهم وسلامة بلدهم في تحديد علاقاتها الخارجية، بما فيها مع النظام السوري تحديداً.

كذلك فإن ما شهده لبنان في الأيام والأسابيع الماضية، من اشتباكات مُسلّحة متنقّلة، وظهور مسلّحٍ علني، مترافق مع عمليات تهديد وخطف لمواطنين لبنانيين ورعايا اجانب، بالتزامن مع الكشف عن المخطط الإرهابي لتفجير الأوضاع في لبنان من خلال مخطط المجرمين (سماحة والمملوك)، وتزايد حدّة الإنتهاكات للحدود اللبنانية من قبل الجانب السوري واثارة وافتعال الاشتباكات المسلحة في طرابلس، لم يُرجِع اللبنانيين الى ما قبل "تسوية الدوحة"، ومناخات من احداث 7 ايار فحسب، وإنما الى مشاهد وصفحات مأساوية في سنوات من عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كان اللبنانيون قد تمنّوا افولها الى غير رجعة.

فخامة الرئيس، لقد سبق اعتداءات النظام السوري المشار اليها على لبنان محاولات عديدة من قبله لتضليل الرأي العام في لبنان والمنطقة والعالم بخصوص ما يجري على الحدود اللبنانية السورية. ولعله مما لا يغيب عن بالكم الرسالتان السوريتان المتطابقتان المؤرختان في 17 ايار 2012 الموجهتان إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، من المندوب الدائم لبعثة الجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، واللتان تضمنتا اتهامات وافتراءات ضد الجمهورية اللبنانية، وهي مردودة جملة وتفصيلاً كونها لا تمت إلى الحقيقة والواقع بصلة، وهذا ما اكدتموه فخامتكم في اكثر من مناسبة.

وعلى رغم مما تقدم، فقد رأينا تقاعساً حكومياً مستنكراً شأنه ومعيباً تواكله، يُغمض العين عن الاعتداءات المتكررة للجيش النظامي السوري على لبنان ارضاً وشعباً، وامر هذه الاعتداءات موثق في آخر تقرير نصف سنوي (التقرير الخامس عشر) للأمين العام للأمم المتحدة في شأن تنفيذ القرار الرقم 1559/2004 المؤرخ في 20/4/2012 (الفقرة 9 منه خصوصاً). كما رأينا تقاعساً في الرد على الاعتداءات المتكررة للقوات العسكرية للنظام السوري و"شبيحته" التي طاولت الحدود الشمالية والشرقية للبنان، والتي اعتدت على ارضه، حتى لكأنها ارض سائبة، وقتلت اهلنا هناك، حتى لكأنهم متروكون لرحمة النظام السوري القاتل لهم ولشعبه، ومع ذلك، لم تكلف الحكومة اللبنانية نفسها عناء اتخاذ اية تدابير او إجراءات جدّية كفيلة بردعها او وقفها.

إن هذا التقاعس الحكومي والتواكل الرسمي ناجم عن اسباب عدة، من بين اهمها الوصاية التي تجهد بعض الأطراف السياسية المحلية وفي طليعتها حزب الله كي تفرضها على الأداء الحكومي وتهيمن من خلالها بصورة خاصة على أداء وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة الدفاع الوطني، بما يسمح بوقوع الاعتداءات السورية المتكررة، ويغذي افتراءات النظام الحاكم في سوريا، ويتستر عليها، وبما يسمح ايضاً بالاستفادة من عدم ترسيم الحدود اللبنانية السورية ناهيكم بفشل هذا الفريق السياسي المهيمن اليوم على الحياة الحكومية الرسمية في إنفاذ مقررات الحوار الوطني التي دعت في أحد بنودها إلى تحديد الحدود مع سوريا، مع التذكير بأن هذا الفريق السياسي، ما كان له أن يكون في سدّة الحكم، لولا الترهيب الذي مارسته ذات يوم جماعات "القمصان السود"، والترويع السياسي الذي أدخله إلى قلوب العامة من اللبنانيين، والخاصة منهم، في آن معاً.

ولئن كان النواب الموقعون يذكرون لمقام رئاستكم مواقف وطنية صريحة تجدّد حرصكم على السيادة الوطنية، استنكرت اعتداءات النظام السوري ودانتها في اكثر من مناسبة، إلا انهم يذكّرون بالمقابل ان مضمون هذه المواقف، لم يترجم بموقف رسمي صريح أو عملي من الحكومة، التي ما تزال تمارس سياسة النأي بالنفس بطريقة انتقائية بعيدة من موجبات الحكم وواجبات اتخاذ الموقف الوطني الصريح والمسؤول. كما ان النواب الموقعين، وهم العارفون حقاً بما تعانونه في سبيل حفظ ما تبقى من هيبة الدولة ومؤسساتها، يشعرون بقوة ان جهدكم ما يزال ينوء تحت ثقل وجود "دويلة"، قد نمت في رحم الدولة وراحت تقضم مؤسساتها الرسمية كافة، وتطوّعها لحسابها.

ولعله يجدر التذكير اليوم، بما كان المشاركون في "طاولة الحوار" قد توافقوا عليه، وبالإجماع، في العام 2006؛ بصدد ترسيم الحدود السورية ـ اللبنانية من بين جملة أمور، تستحق في نظر الموقعين التذكير بها؛ كونها توضح بعض "خطايا" هذه الحكومة الحالية. إذ تجدر الإشارة إلى ما صدر من قرارات عن مجلس الأمن، دعت إلى ترسيم الحدود الدولية للبنان لا سيما في مناطق الحدود غير المؤكدة. ويستوجبنا هنا التذكير بالامتناع المستمر الذي أبداه النظام الحاكم في سوريا عن القبول بمبدأ ترسيم الحدود بما في ذلك منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ومخالفته المستمرة لقرار منع إدخال السلاح إلى لبنان وهو واجب عليه بمقتضى احكام القانون الدولي؛ ناهيكم باحتفاظه بقواعد عسكرية فلسطينية على الحدود المشتركة، وداخل الأراضي اللبنانية بما في ذلك منطقة الناعمة الساحلية تسيطر عليها المنظمات التي تتخذ من سوريا مقراً لقيادتها، وتتبع تعليماتها حرفياً في كل شاردة وواردة. هذا، مع لفت الانتباه إلى ان المشاركين في الحوار الوطني كانوا قد توافقوا على حل مسألة هذه القواعد واسلحتها منذ بدء حوارهم، وإن كانت الأطراف السياسية المحلية المهيمنة على سياسة الحكومة اليوم وفي طليعتها حزب الله قد حالت دون تنفيذ هذا القرار.

إن كل ما تقدم ذكره من مساعٍ وجهود ومبادرات، لم ينجح في تبديل الواقع القائم قيد أنملة. إذ إن النظام الحاكم في سوريا، دأب على إجهاض أي مسعى في هذا السبيل؛ ولم يتجاوب مع الجهود المتعددة التي بذلها لبنان في هذا الإطار. فقد أنشأت السلطات اللبنانية القوة الأمنية المشتركة التي تضم وحدات من الجيش، وقوى الأمن الداخلي، وأمن الدولة، والأمن العام والتي مهمتها ضبط ومراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية. وقد تم تزويدها بمعدات متطورة للمراقبة إلى ما هنالك من تجهيزات تقنية وفنية ولوجستية بإشراف بعض الخبراء لتمكينها من القيام بالمهام الموكولة إليها. لكن هذه القوة، باتت اليوم بلا عمل جدّي تنجزه، بسبب من امتناع النظام الحاكم في سوريا عن القيام بدوره المتعاون في هذا السبيل.

وهذا الواقع الآنف ذكره، يُلْزِمنا ان نلفت مقام رئاستكم إلى التقصير المتمادي، الذي برزت وتبرز ملامحه في أداء الحكومة الحالية، التي لم تجرؤ على ان تنبس ببنت شفة في وجه كل ما كان يحدث، بل إنها لم تجرؤ على الوقوف في وجه ظواهر الخطف، والتعرض للمواطنين، وقطع الطرق، وإحراق الأبنية، وانتقال الاشتباكات المسلحة من منطقة إلى اخرى، وما يرافق ذلك من مظاهر التسلح الآخذة في الازدياد، والتعبير عن المطالب وغيرها من المسائل بالخروج على القوانين والأنظمة المرعية الإجراء والكسر المتعمد لهيبة الدولة. بل إن الأُمور تجاوزت ذلك إلى ما هو افظع وأعظم وهو السكوت عن محاولات اغتيال القادة السياسيين، وعطلت محاولات كشف المجرمين والمسهمين معهم في الجريمة السياسية المنظمة.

وما كان لجميع هذه المظاهر، ان تطل برأسها؛ لولا وجود السلاح غير الشرعي وفي مقدمته سلاح "حزب الله"، الذي امسى سلاحاً ميليشياوياً بامتياز بعد استعماله في السابع من أيار عام 2008؛ فيما اصطلح على تسميته "غزوة بيروت" من قبل "حزب الله" وسرايا الدفاع عن "مقاومته" وعشرات المرات اللاحقة. وما كان للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ان يتدهور إلى الدرك الذي آل إليه، لولا مشكلة السلاح غير الشرعي، الذي يستولد اسلحة غير شرعية، ويفرّخ تنظيمات واجنحة مسلحة غير شرعية في اكثر من منطقة في لبنان. وما كان للحياة الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ان تنتظم يوماً، إلا بحل مشكلة السلاح الخارج عن إرادة السلطة الرسمية الشرعية وقرارها الوطني المستقل. ولا يكون ذلك إلاّ بإعادة السلاح غير الشرعي إلى كنف الدولة وتحت إمرتها، عوضاً عن أن يكون سلاحاً ميليشياوياً في كنف "الدويلة" التي أنشأها "حزب الله".

ولقد بيّنت الأيام، بما لا يدع مجالاً للشك؛ ان الحكومة الحالية، لا تؤتمن على إدارة الشأن العام بعد هذا السجل الحافل من الإخفاقات. وهي قد اثبتت بتفوق أنها حكومة الظلام ضد النور، والعجز المتمادي بسبب الفوضى وسوء الادارة المالية، وتراجع الخدمات العامة وانعدامها احياناً، وانقطاع الاتصالات أو تقطعها في أحيان أخرى. كما أظهرت أنها حكومة الاضطراب، والتوتر الأمني، وتهديد السلم الأهلي، والعجز عن معالجة قضايا المواطنين الحياتية والمعيشية، كما انها حكومة التقصير والقصور والسياسات الارضائية على حساب المال العام. وهي حكومة اللامبادرة، واللارؤية التي فاقمتها بأدائها السيء واحدثت بسببها تراجعاً في الحركة الاقتصادية ومعدلات النمو وهدّدت الثقة بالاقتصاد الوطني وبالمستقبل.

إنا أكبر ما يريب في موقف هذه الحكومة هو ان يصل بها أمر السكوت عن الجريمة السياسية المنظمة والاغتيال السياسي الممنهج، حد التواطؤ المفضوح مع المجرمين، والذي يظهر، أكثر ما يظهر، في سكوت أرباب هذه الحكومة وأركانها عن محاولات الاغتيال المتكررة للقادة السياسيين في فريق الرابع عشر من آذار. ونحن لا نحتاج إلى التذكير بمحاولتي اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانيةط الدكتور سمير جعجع والنائب المستقل الشيخ بطرس حرب. كما لا نحتاج إلى التذكير بالتهديدات باغتيال عدد من القيادات الأخرى، الذين لا نرغب في تعدادهم وذكر أسمائهم تكراراً؛ كي لا نعرضهم للمزيد من وجوه الشك والقلق.

وعلى رغم من ذلك كله، ثابر مسؤولون في هذه الحكومة على سياسة رفض تسليم حركة الاتصالات واجزائها وتفاصيلها كاملة غير منقوصة بحيث تتمكن القوى الأمنية المولجة بمتابعة حركة المجرمين او المتهمين، وتقفي أثرهم، وتقصي أفعالهم وردعهم، من القيام بمهامها، وذلك حتى وقت ليس ببعيد بعرقلتهم لعملية تسليم حركة الاتصالات، حتى ليبدو فعلاً ان بعض أرباب هذه الحكومة والمسؤولين فيها، ضالعون في التغطية على المجرمين القتلة والمسهمين معهم في أفعالهم، ولا بد أن نقدر هنا إصرار فخامتكم على تسليم حركة الاتصالات ومتابعتكم الحثيثة لذلك.

فخامة الرئيس، إن مجمل ما تقدم ليفضي إلى نتيجة وحيدة: ان هذه الحكومة اضعف من ان تتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها ولا سيما منها، لمّ الشمل الوطني، واستعادة هيبة الدولة، واتخاذ الموقف الوطني الحازم والقرار السيادي المستقل والمناسب، إزاء كل ما يتهدد استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه وسلامتها؛ وبما يمنع تهاويه إلى مصاف "الدول الفاشلة". وإذ يأخذ النواب الموقعون أدناه دور وصلاحيات رئاسة الجمهورية بنظر الاعتبار والاحترام، يناشدون مقام رئاستكم ويقترحون عليكم على سبيل المثال لا الحصر بضعة إجراءات يمكن القيام بها:

- احالة مخطط المُجرمين سماحة والمملوك الى المجلس العدلي لانها جريمة تمس امن الدولة اللبنانية.

- تعليق العمل بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين وتجميد العمل بالمجلس الأعلى اللبناني السوري تمهيداً للنظر بكافة الاتفاقات القضائية والأمنية المعقودة بين البلدين.وتحذير جميع اللبنانيين من دخول سوريا والطلب من الموجودين فيها المغادرة في هذه الظروف بالذات.

- طرح موضوع اعتداءات النظام السوري المتكررة على لبنان على مجلس الوزراء واتخاذ القرار برفع شكوى إلى جامعة الدول العربية تتضمن موقف لبنان من الخروق والاعتداءات الحدودية والمخططات الهادفة إلى زعزعة الأمن الوطني اللبناني، بغية اتخاذ منظمة جامعة الدول العربية والدول الأعضاء فيها الموقف السياسي العربي والدولي المناسب في هذا الصدد، والداعم لتوجه لبنان في هذه الشؤون.

- المبادرة إلى إخطار مجلس الأمن الدولي بالمعطيات المتوافرة لدى الدولة اللبنانية عن جريمة الاعتداء على امن الدولة اللبنانية من قبل مسؤولين في النظام السوري وقيامكم وبالاتفاق مع رئيس الحكومة، بطلب المساعدة من "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" UNIFIL وذلك استناداً إلى القرار 1701 الذي أجاز لهذه القوة القيام بمهمة مساعدة لبنان في ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية.

- اعتبار السفير السوري في لبنان شخصاً غير مرغوب فيه لأنه يلعب ادواراً أمنية استخباراتية أكثر من مهماته الدبلوماسية ويشرف على عمليات خطف واعتداءات وتصفيات وهو ما حصل في اختطاف شبلي العيسمي والأخوة الجاسم.

- إجتماع الحكومة اللبنانية، وإتخاذها قراراً فورياً صريحاً يقضي بتجريد منطقتي بعل محسن وباب التبّانة، بالتوازي، من كل سلاحٍ غير شرعي. كما ويقضي بوضع تصوّرٍ لخطّةٍ إنمائية خدماتية شاملة، لهاتين المنطقتين وفي محافظتي الشمال وعكار يُعمل على تنفيذها بالسرعة المطلوبة.

- إن موجة التهديدات والخطف التي سادت مؤخراً وبعضها في حضور نواب تابعين للنظام السوري، تفرض على الحكومة اللبنانية إتخاذ قرار واضح بتكليف الجيش اللبناني إتخاذ الخطوات الإجرائية الضرورية لتحرير المخطوفين في لبنان وتوقيف الخاطفين وكل من يثبت ضلوعه في هذه الجرائم الموصوفة، مشاركاً كان او مُحرضّاً او مُتستّراً، وإحالتهم فوراً الى القضاء المُختّص

- تفاوضكم مع منظمة الأمم المتحدة، سنداً إلى البند الأول من المادة الأولى من الوثيقة المرفقة بالقرار الرقم 1757/2007 الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته الرقم 5685 المعقودة في 30 أيار/مايو 2007 متصرفاً بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والمتعلقة بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان؛ والتي اجازت للبنان والأمم المتحدة اعتبار أية هجمات وقعت بعد تاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر 2005 هي هجمات متلازمة مع جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وفقاً لمبادئ العدالة الجنائية؛ وأن طبيعتها وخطورتها مماثلتان لطبيعة وخطورة الهجوم الذي وقع في 14 شباط/فبراير 2005؛ بحيث يكون للمحكمة الخاصة بلبنان اختصاص على الأشخاص المسؤولين عن تلك الهجمات.

ولا شك ان محاولات الاغتيال، التي طاولت كلاًّ من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والنائب المستقل الشيخ بطرس حرب والتي دبرت في عتمة الغرف السوداء المغلقة للنيل منهما، وهي تخطط للنيل من غيرهم من الشخصيات القيادية السياسية والتي يبينها المخطط الإرهابي للمجرمين سماحة ومملوك، إنما هي هجمات ذات طبيعة وخطورة، تستوجب الإسراع في تحويلها إلى المجلس العدلي.

إن هذه الإجراءات المطلوب اتخاذها من الحكومة اللبنانية من دون اي تأخير او مماطلة، والتي لا علاقة لها بالمسار القضائي او بالأحكام التي يمكن ان تصدر على المتهمين في هذه القضية، هي إجراءات ضرورية تتماشى مع خطورة المؤامرة التي حيكت وماتزال تحاك على لبنان واللبنانيين من قبل النظام السوري.

- التشاور في شأن الأزمة المصيرية التي اصبحت محيقة بلبنان، في ظل عجز هذه الحكومة عن القيام بواجباتها، وفي وقت باتت أخطار جدّية تهدد الوحدة الوطنية، وتصدّع أمن الوطن والمواطن، باعتداءات النظام السوري من جهة، وانفلات الشارع في عمليات الخطف العلني المسلَّح بذريعةٍ وبدون ذريعة، وإقفال طريق المطار والطرق الأخرى. كلُّ ذلك يبعثُ على استنهاض المسؤولية الوطنية والخوف على المصير؛ بما يُلْزِم بتأليف حكومة "إنقاذ وطني"؛ تتبع نهج الحياد بين الفرقاء السياسيين المتنازعين، وتُحِلُّ حكم القانون، وتعيد شيئاً من الأمان إلى المواطن والإيمان بوطنه الواحد الموحّد لبنان.

فخامة الرئيس، إننا مع اتخاذ كل ما ترونه لازماً في سبيل تحقيق جميع ما تقدم ذكره، وفقاً لمقتضيات الحاجة الملحة إليه، والبارزة ضرورتها بما لا يحتاج إلى مزيد من الشرح. إنه لا بديل عن حكومة جديدة من نوعية مختلفة تماماً تعمل من اجل وقف الانهيار واستنهاض همم اللبنانيين المتطلعين نحو المستقبل بخوف وامل. فلنطمئنهم باعطائهم هذا الامل. هذا وان النواب الموقعين ادناه؛ إذ يتشرفون برفع هذه الرسالة؛ يضعون أنفسهم بتصرف مقام رئاستكم في أية خطوة تتخذونها في هذا السبيل؛ ويناشدونكم ألا تدّخروا جهداً، أو توفروا عناء، في هذا الصدد؛ لأن خلاص لبنان من الخطر المصيري المحدق به، والذي يتكشف وينتشر بالداخل يوماً بعد يوم؛ أمسى عبءٌ أساسيّ منه مُلقىً على عاتقكم، وعاتق كل مخلص.

فالمبادرةَ المبادرة يا فخامة الرئيس قبل فوات الأوان. وتقبلوا فائق التقدير والاحترام".

 

وزير الدفاع الفرنسي في بيروت في 13 الجاري/لقاءات سياسية وعسكرية وزيارة لليونيفـــل

المركزية – يصل الى بيروت في 13 الجاري وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في اطار زيارة تشمل الى لبنان الاردن لإجراء محادثات مع المسؤولين في البلدين وتفقد مخيم الزعتري على الحدود الاردنية السورية حيث نشرت فرنسا مجموعة طبية جراحية لمساعدة اللاجئين السوريين. واشارت مصادر مطلعة لـ "المركزية" الى ان لودريان الذي يمكث في بيروت على مدى يومين ويغادر في 14 الجاري قبل وصول قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان، سيعقد جملة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين السياسيين والعسكريين تتركز حول سبل "الدعم اللوجستي" للجيش اللبناني وتعزيز قدراته العسكرية من ضمن برنامج المساعدات المقررة والذي تمت مناقشته في سلسلة الزيارات اللبنانية الى باريس، خصوصا قائد الجيش العماد جان قهوجي صيف العام الماضي، والفرنسية الى لبنان وآخرها لوزير الخارجية لوران فابيوس منذ اسابيع وجه خلالها دعوة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة فرنسا، سيلبيها في تشرين الثاني المقبل على رأس وفد وزاري. ووفق المصادر فإن لودريان سيعقد لقاء مع هيئة اركان القوة الدولية المنتشرة في الجنوب "اليونيفل" للاطلاع على اوضاعها والاطمئنان الى وضع كتيبة بلاده العاملة في اليونيفل.

 

"إنترفاكس": روسيا فكرت في إجلاء عسكرييها من سوريا

المركزية- نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للانباء عن مصدر عسكري قوله: "إن روسيا فكرت في اجلاء عسكرييها من سوريا هذا الصيف، ولكنها رأت أن الوضع مستقر بما يكفي بشكل لا يبرر هذه الخطوة". وأشار تقرير "إنترفاكس" الى أنه "ليس لدى موسكو خطط فورية للتخلي عن قاعدة للامداد والصيانة في ميناء طرطورس بالبحر المتوسط وهي تعد المنشأة البحرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفياتي السابق". ونقلت الوكالة عن المصدر الذي لم تذكر اسمه في هيئة اركان القوات المسلحة الروسية "إنه كان المستهدف أن يتم تنفيذ خطط الاجلاء اذا اصبح الوضع في سوريا خطيرا. ولكن محللين في هيئة الاركان العامة قرروا ان الوضع مستقر بما يكفي وان القاعدة البحرية لا تواجه تهديدا".ونقل عن المصدر قوله إنه "خلال هذه المهمة رست سفن إنزال ضخمة في اوائل آب في قاعدة الصيانة والامداد في طرطوس حيث زودت بالوقود واخذت امدادات ولكنها "لم تأخذ اي افراد او معدات". وذكرت أن "منشأة طرطوس تتألف من رصيفين عائمين ومنشأتي تخزين وثكنات ومبان أخرى لا تزيد عن أصابع اليد الوحدة على الشاطئ بالاضافة الى سفينة إصلاح تتناوب مع سفن أخرى كل ستة أشهر ونحو 50 فردا من افراد البحرية". ولم يحدد التقرير ما اذا كانت خطط الاجلاء المحتمل اشتملت على سحب عدد صغير من "العسكريين المتخصصين"، الذين أوضحت روسيا أنهم في سوريا لمساعدة الحكومة بموجب عقود أسلحة متبادلة".

 

"لقاء معراب تشاوري يُستتبع بأخرى مــع احــزاب "14 آذار"/ضو: قراءة مُشتركة للتطورات واستراتيجية للتعاطي مع المرحلة

المركزية- تعقد الامانة لقوى "14 آذار" لقاءً تشاورياً، الرابعة من بعد ظهر غد في المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" في معراب.

وفي هذا الاطار، اعلن عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" نوفل ضو ان "لقاء قوى "14 آذار" غدا في معراب هو إجتماع اوّل ضمن إطار مجموعة إجتماعات تشاورية على مستوى القيادات، هدفها الوصول الى قراءة مُشتركة للتطورات على الساحتين اللبنانية والعربية في ضوء ما يجري في سوريا، والانطلاق من القراءة الموحدة لهذه التطورات في وضع إستراتيجية للتعاطي مع المرحلة المقبلة من النواحي كافة السياسية والدستورية، إضافة الى الاستحقاقات التي سيواجهها لبنان على مدى الاشهر المقبلة". واكد في حديث لـ "المركزية" ان "لقاء غد ستليه مجموعة إجتماعات مع قيادات اخرى في "14 آذار"، إذ ان الاجتماع الاوّل (غداً) سيكون مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ستليه إجتماعات اخرى مع "تيار المستقبل" ومع حزب "الكتائب" اضافة الى الاحزاب والقوى السياسية الاخرى المنضوية تحت قوى "14 آذار".واشار رداً على سؤال الى ان "المشاركة ستكون شاملة لقوى "14 آذار، ولكن التفاصيل المتعلقة بهويات الحضور لها علاقة بالاعتبارات الامنية". وإذ اوضح اننا "بدأنا من معراب، وفي الاسابيع المقبلة سيكون لنا سلسلة إجتماعات تشاورية مع القيادات الاخرى وفي امكنة اخرى"، اشار الى "بيان سيصدر عن لقاء الغد سنضع في موجبه الرأي العام في صورة الاجتماع، ولكن هذا البيان لن يكون النهائي، لاننا سنعقد سلسلة إجتماعات تشاورية". وفي سياق متّصل، لفت ضو الى ان "المذكرة التي سلّمها رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة اليوم الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تتضمّن نقاطا عدةٌ، اولاً طلب رفع شكوى الى جامعة الدول العربية في ما خص الاعتداءات السورية على لبنان، ثانياً طلب رفع شكوى مماثلة الى مجلس الامن الدولي في الموضوع نفسه، ثالثاً طلب نشر الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا، وطلب المؤازرة من القوات الدولية العاملة في الجنوب بموجب القرار 1701". اضاف "وتتضمن المذكرة ايضاً، الطلب من الحكومة اللبنانية الى ان تبادر في الطلب من اللبنانيين الموجودين في سوريا العودة الى لبنان، واللبنانيين عدم التوجّه الى سوريا في إطار تدبير مزدوج الاهداف، اولاً: الاحتجاج على ما تقوم به سوريا تجاه لبنان، وثانياً: حفظ أمن اللبنانيين إسوة بما تقوم به كل الحكومات عندما تتعرّض مصالحها السيادية للخطر، إضافة الى طلب تجميد العمل بمعاهدة الاخوة والتنسيق بين لبنان وسوريا، وطلب تعليق العمل بكل الاتفاقات المنبثقة عن هذه المعاهدة، واخيراً طلب طرد السفير السوري من لبنان بعدما تحوّل عمله من عمل دبلوماسي الى عمل أمني مخابراتي". وختم ضو "عندما توجّهت قوى "14 آذار بهذه المذكرة الى فخامة رئيس الجمهورية، فهي إنطلقت من اعتبارين: اولاً لانه رأس السلطة في البلد، ولان المواقف التي اتّخذها تشكّل بارقة أمل للبنانيين على عكس الحكومة، وبالتالي نضع هذه المذكرة بين يديه ونترك له التصرّف مع الحكومة من خلال حضوره جلسات مجلس الوزراء، وقدرته على الضغط المعنوي والسياسي على الحكومة لتقوم بما يجب ان تقوم به، ونحن نراهن على فخامة الرئيس ليتّخذ التدابير والإجراءات اللازمة والضغط على الحكومة لتحمّل مسؤولياتها".

 

زهرمان: مذكّرة "14 آذار" سياسية لا انتخابية لحماية لبنان مــــن الخــروق السورية

المركزية- اوضح عضو "كتلة المستقبل" النائب خالد زهرمان ان "المذكرة المقدمة من قوى "14 آذار" الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سياسية وليست انتخابية" والهدف منها حماية لبنان من الخرو المتكررة والتي تزداد في الفترة الاخيرة في حجة ان هناك "جيشا سوريا حرّا" وفي حجة ان سوريا هي بلد صديق، لكن الخروق هي للسيادة اللبنانية بغض النظر إن كانت من بلد صديق او عدو".

وقال في حديث متلفز "المذكرة لا تستند فقط الى ملف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة بل هي نقطة من النقاط التي ترتكز عليها الوثيقة وهي تعتمد على كثير من الخروقات التي تحصل الآن وكلام رئيس الجمهورية فيما خص ملف سماحة يمكننا ان نبني عليه، لأنه كان لديه موقف واضح في هذا الموضوع وموقف الرئيس سليمان انطلق من اطلاعه على معطيات التحقيق".

اضاف "الفريق الآخر يوجّه إلينا اتهامات لا تستند الى اي معطيات ونحن نتذكر تماما منذ بدء الثورة في سوريا وهم يوجهون الاتهام الى "تيار المستقبل" بتورطه بعملية التسليح وتهريب المسلحين الى سوريا، وللأسف الى الآن لم يعطوا اي دليل، نحن نستند الى معطيات عملية على الارض وواقعية وملموسة. كما نستند الى القصف الذي تتعرض له يوميا القرى الحدودية حتى اصبح يطال قرى في عكار في العمق اللبناني 10 كلم. في المقابل نحن نستند الى شهداء والى اشخاص لبنانيين خطفوا ولا نرمي اتهامات كما يفعل النظام السوري". في هذا السياق، شدد زهرمان على ان "موقفنا واضح في هذا الموضوع، وما يحصل في سوريا يشبه قطارا يمشي ولبنان غير قادر لا على التسليح ولا على ابطاء هذه العملية ونحن ليس لدينا المصلحة ولا القدرة على ان نتدخل فيما يحصل في سوريا".

 

حوري: المذكّرة لسليمان تتضمن 9 نقاط علاجية

المركزية- اوضح عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري ان "المذكرة التفصيلية التي وقّع عليها 58 نائبا من قوى "14 آذار" والتي قدمت الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم تقدم عرضا تفصيليا للحوادث في لبنان بدءا من الحوادث على الحدود الى ملف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة الى اعمال الخطف وتطور العلاقات بين لبنان وسوريا . وقال في حديث لـ برنامج "نهاركم سعيد" عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال "المذكرة ترتكز على نقاط دستورية وقانونية وهي تتضمن 9 نقاط علاجية سيطلع عليها سليمان"، لافتا الى ان "المذكرة تقترح الاستفادة من القرار 1701 الذي ينص على توسيع مهمة "اليونيفيل" بحفظ حدود البقاع والشمال، كما تقترح تجميد الاتفاقيات بين لبنان وسوريا وطرد السفير السوري من لبنان". وذكّر حوري بان "المذكرة وجّهت الى سليمان لأنه يعتبر حامي الدستور والمرجعية الاولى في البلاد".

 

سليمان استقبل السنيورة والخوري وخليل وعسيري

المركزية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الرئيس فؤاد السنيورة للأوضاع الراهنة. وتناول مع وزير البيئة ناظم الخوري الشؤون العامة ولا سيما البيئية منها ومشاريع الوزارة وخطواتها للحفاظ على البيئة. وبحث مع وزير الصحة العامة علي حسن خليل في الوضع الصحي العام وخطوات الوزارة لتعزيز الشأن الاستشفائي بشكل عام والمستوصفات في القرى والبلدات بشكل خاص.

واستقبل السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري وعرض معه للعلاقات الثنائية والتضامن العربي.

 

التقى الصفدي وبلامبلي والسفير الروسي/ميقاتي: التمديد لـ"اليونيفل" يؤكد تضامن المجتمع الدولي مع الحكومة

المركزية- اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان المجتمع الدولي مدعو الى التحرك لمواجهة المخاطر التي تسببها انتهاكات العدو الاسرائيلي للسيادة اللبنانية وتنكره للارادة الدولية بتعزيز الامن والاستقرار في الجنوب، ووضع حد للتهديدات الاسرائيلية المتواصلة. واعتبر الرئيس ميقاتي، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في مكتبه في السراي الكبير، ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان السيد ديريك بلامبلي، ان قرار مجلس الامن الدولي التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب سنة اضافية، يتضمن مطالبة اسرائيل باستكمال انسحابها من الاراضي اللبنانية المحتلة بما فيها الجزء الشمالي من بلدة الغجر ورفض الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية، وهذا يؤكد مرة جديدة تضامن المجتمع الدولي مع مطالب الحكومة اللبنانية التي اعلنت دائما التزامها تطبيق القرار 1701 تطبيقا كاملا، فيما تصر اسرائيل على عدم التزام وقف النار التزاما كاملا والاكتفاء بوقف العمليات العدائية. وشدد رئيس الحكومة على اهمية التنسيق القائم بين الجيش اللبناني المنتشر جنوبا مع "اليونيفل"، منوها بما تقوم به هذه القوات من مهمات امنية واجتماعية وانسانية في مختلف البلدات والقرى الجنوبية، ما انعكس تعزيزاً لعلاقات الصداقة مع الجنوبيين التي تتنامى يوما بعد يوم.

وسجل ميقاتي بامتنان الدور الذي تلعبه القيادة الدولية في اللقاءات المشتركة التي تعقد – برعاية دولية مباشرة – في الناقورة بين ضباط لبنانيين واسرائيليين لمعالجة المسائل الطارئة في ظل العلم الدولي الازرق، متمنيا ان تحقق مثل هذه اللقاءات تصحيحا للواقع القائم واعادة الامور الى طبيعتها القانونية بما يحفظ حقوق لبنان.وأكد ان الحكومة اللبنانية مستمرة في التحقيقات بالاعتداءات التي استهدفت القوافل الدولية قبل اشهر، وذلك للتوصل الى معرفة المعتدين على الجنود الدوليين وانزال العقوبات بحقهم.

وتطرق البحث خلال لقاء ميقاتي وبلامبلي الى قرار الحكومة اللبنانية تعزيز قدرات الجيش اللبناني والسبل الآيلة الى تنفيذ خطة تسليحه وتوفير الاعتمادات المالية لها.

بلامبلي: بعد اللقاء تحدث بلامبلي الى الصحافيين فقال :" لقد كان لقاء جيداً ومفصلاً مع رئيس الحكومة حول الوضع في لبنان والتطورات الأخيرة.لقد كنت خارج لبنان لفترة قصيرة وأنا أعي تماماً التحديات التي واجهها أخيرا النظام والقانون في لبنان، خصوصا الاقتتال في طرابلس الذي أدى الى خسائر كبيرة في الأرواح وعمليات الاختطاف في لبنان وعمليات الخطف السابقة التي حدثت في سوريا.وفي هذا الاطار، اسمحوا لي أن أعبر عن أملي في الافراج عن جميع المختطفين من دون أي تأخير.ان بقاء هؤلاء الأشخاص محتجزين هو وضع غير مقبول.

لقد أطلعني رئيس الحكومة على الخطوات التي قامت بها الحكومة لمواجهة هذه التحديات من جانب كل من السلطات الأمنية والحكومة نفسها، بما فيه تحميل المسؤولية للمتورطين في هذه الأعمال، ونحن نرحب بشدة بكل ما تقوم به السلطات الأمنية في هذا الاطار.

كما بحثنا الوضع على الحدود وعبرت مجدداً عن قلقنا نتيجة استمرار القصف والخروق على الحدود، وتطرقت المحادثات الى ما تقوم به الامم المتحدة في مواجهة التحديات الآنية، خصوصاً في ما يتعلق بالنازحين السوريين الى لبنان.نحن نتطلع الى مواصلة وتمتين التعاون بين الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية لتلبية احتياجاتهم في الفترة المقبلة".

وختم بالقول: " لقد بحثنا الوضع في منطقة عمل "اليونيفل" وأريد أن أؤكد في هذا الاطار تبني مجلس الامن الدولي القرار 2064 في 28 آب الماضي والقاضي بتمديد مهمة القوات الدولية وبالتالي تمديد دعمنا للتعاون القائم بين طاليونيفلط والقوات المسلحة اللبنانية في منطقة العمليات.من المفيد أن نؤكد أن هذا القرار هو اشارة اضافية، في حال الحاجة لذلك، على اجماع مجلس الامن والمجموعة الدولية على الدعم القوي للبنان". * ان الحكومة اللبنانية شكت بأنها لا تستطيع تقديم المزيد من المساعدات للنازحين السوريين وهناك عدد من المسؤولين في الامم المتحدة زاروا لبنان لهذه الغاية.هل هناك مشروع لتفعيل هذا الدعم للنازحين السوريين؟ - "أعتقد انكم ستسمعون في الأيام المقبلة المزيد عن الاتصالات بين الامم المتحدة والحكومة اللبنانية.أضف الى ذلك، أتوقع أن نسمع نداءً اضافياً من الامم المتحدة للجهات المانحة للمساعدة في الاهتمام بالنازحين الى لبنان لأن أعدادهم ازدادت ونعي العبء الذي يمثلونه، انه حمل ثقيل ونحن نرحب بكل ما قامت به الحكومة اللبنانية حتى الآن لجهة العناية بالنازحين السوريين".

* هل هناك من نية لنشر قوات "اليونيفل" على الحدود مع سوريا؟

ـ "لقد عبرت عن قلقنا تجاه ما يحدث على الحدود لكن اهتمامنا منصب بشكل أساسي على ما يمكننا القيام به لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية.نحن والمانحون نبحث منذ سنوات - وبشكل طارئ اليوم أكثر مما كان الامر عليه- ما يمكننا القيام به لمساعدة السلطات الأمنية في لبنان لضبط الحدود كما يجب أن يتم ضبطها ". السفير الروسي: ولاحقا، استقبل الرئيس ميقاتي سفير الاتحاد الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع المحلية والاقليمية الراهنة.الصفدي: كذلك إستقبل رئيس الحكومة وزير المال محمد الصفدي الذي اشار بعد اللقاء الى ان مجلس الوزراء سيبحث غداً سلسلة الرتب والرواتب تمهيداً لإقرارها. ورداً على سؤال لفت الى ان "هناك مصادر عدة لتمويل السلسلة، فوزارة المال تقدمت بجملة إقتراحات في هذا الشأن، وكذلك فعلت اللجنة الوزارية، وهذه الاقتراحات ستشكل مادة للنقاش داخل الجلسة". زوار السراي: ومن زوار السراي، رئيس الجامعة اللبنانية الوزير السابق عدنان السيد حسين الذي عرض مع الرئيس ميقاتي للمراحل التي قطعتها عملية تعيين عمداء جدد لكليات الجامعة، اضافة الى موضوع اساتذة الجامعة.ثم وفد بلدية صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي الذي أثار خلال الزيارة معاناة أهالي المدينة ومنطقتها جراء الإنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي والمياه والإجحاف اللاحق بهم نتيجة إنخفاض ساعات التغذية بالتيار الكهربائي.

 

مفتي طرابلس في الديمان غداً والراعي يولم على شرفه/الشعار يدعو البطريرك لزيارة طرابلس وعقد لقاء مسيحي – اسلامي

المركزية- علمت "المركزية" ان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار سيزور الديمان غداً للاجتماع مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعرض التطورات في لبنان والمنطقة، عموماً وطرابلس خصوصاً في ضوء المستجدات وبالأخص على صعيد الوضع الأمني. ويوجه المفتي الشعار دعوة الى البطريرك الماروني لزيارة طرابلس من ضمن الزيارات الرعوية التي يقوم بها على الأبرشيات المارونية في المناطق اللبنانية كافة ، وسبق للبطريرك ان أرجأ زيارة كانت مقررة الى طرابلس بسبب التطورات الأمنية فيها اكثر من مرة، حتى ان المفتي الشعار وفاعليات المدينة تمنوا عليه تأجيل الزيارة في انتظار ظروف أفضل ليتسنى لهم الانصراف الى استقباله وتأمين "جمعة وطنية" كان المفتي الشعار يعتزم اقامتها على شرفه تضم شخصيات وفاعليات مسيحية وإسلامية. وأشارت المعلومات الى ان المفتي الشعار قد يغتنم زيارة الراعي الى طرابلس لإقامة لقاء مسيحي – اسلامي يضم شخصيات طرابلسية على شرف الراعي من شأنه ان يعزز اللحمة والوحدة بين اللبنانيين في هذا الظرف. وعلمت "المركزية" ان البطريرك سيبحث مع المفتي الشعار في موعد الزيارة وإطارها بحيث يتم تحديد تاريخها بعد التشاور لإعداد برنامج حافل لهذه الخطوة لتكون زيارة تاريخية ومميزة. ويقيم الراعي مأدبة عشاء على شرف المفتي الشعار يحضرها عدد من المطارنة وأعضاء في الرابطة المارونية لاستكمال البحث في الزيارة وإطارها وأبعادها اضافة الى عرض للأوضاع في لبنان في ضوء التطورات.

 

الراعي يتصل برؤساء الطوائف للمشاركة في قمة روحية – إقتصادية في 25 الجاري

القصار: على السياسيين استيعاب الارتدادات المحتملة

المركزية- وصف رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق عدنان القصار الاجتماع الذي عُقد مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بـ"الجيد جداً خصوصاً ان التوافق كان تاماً حول جملة من المواضيع الاقتصادية التي تتأثر بالاوضاع السياسية والامنية". واعتبر وفق ما نقلت عنه بعض الأوساط، ان "الهيئات الاقتصادية التقت في كثير مما حمله نداء المطارنة منذ نحو الشهر"، حاضاً الحكومة ومجلس النواب وكل الاطياف السياسية "على الأخذ في الإعتبار الشأن الاقتصادي والاجتماعي في مواقفهم السياسية اليومية واستيعاب الارتدادات الاقتصادية والمالية المحتملة".

شماس: من جهته، لفت رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الى ان "نداء المطارنة الصادر في الأول من آب نعتبره بياناً تأسيسياً وبأهمية بيانهم السياسي في ايلول من العام 2000، ونتلاقى معهم حتى بالمصطلحات التي يتم التداول بها في الاوساط الاقتصادية، واذا كان رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام اعتبره عابراً للحكومات فأنا اعتبرته عابراً للطوائف، خصوصاً ان بكركي تتمتع بإجماع وطني وهي الرائدة في الشؤون الوطنية". مصادر اقتصادية: وفي هذا الاطار، ذكرت مصادر اقتصادية مطلعة لـ"المركزية" ان البطريرك الماروني بحث مع وفد الهيئات الاقتصادية في امكان عقد قمة روحية – إقتصادية، وسيجري البطريرك الراعي اتصالات سريعة مع رؤساء الطوائف الأخرى تمهيداً لعقد القمة التي من المتوقع ان تكون خلال الفترة 25- 26 أيلول الجاري، حيث سيتم البحث في كل المواضيع الاقتصادية وانعكاسات الاوضاع السياسية والامنية عليها. وأملت هذه المصادر ان "يكون شهر أيلول بداية لعودة الاوضاع الاقتصادية الى طبيعتها في ضوء مؤشرات توحي بذلك، منها زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في 14 ايلول الجاري والاستعدادات لاستقباله، خصوصاً ان عدداً كبيراً من المؤمنين المسيحيين سيشاركون من دول عدة في تلك الزيارة، اضافة الى انعقاد الملتقى الاقتصادي العربي - الاوروبي في "مبنى عدنان القصار الإقتصادي" في بيروت ويشارك فيه نحو 200 شخصية اقتصادية ومالية ومصرفية عربية واوروبية في ما يوحي بأن هذا الملتقى سيمهّد للعودة العربية الى لبنان بعد القرارات التي اصدرتها دول الخليج بمنع رعاياها من المجيء الى لبنان"، كذلك لفتت الى "المؤشرات الامنية الايجابية من خلال عودة الامن الى مدينة طرابلس وتراجع موجات الخطف التي استشرت في الاسبوعين الماضيين". وأكدت المصادر ذاتها ان "الهيئات الاقتصادية أخذت وعداً جازماً بمنع إقفال طريق مطار بيروت الدولي الحيوية"، مؤيّدة نشر الجيش اللبناني على هذه الطريق.

 

فتفت: ليردّ الجيش بحزم عند الحدود الشمالية ولقاء تشـاوري بين 14 آذار فـي معراب غداً

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت ان "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فعل اصعب الإيمان بتوجيه رسالة إلى السوريين عبر السفير اللبناني"، لافتاً الى ان "هذا الامر جيد في المبدأ لكن عدم التعاطي جديا حتى الآن اوصلنا الى هذا الوضع". وقال في حديث اذاعي "المطلوب استدعاء السفير السوري واتّخاذ اجراءات دبلوماسية والرد بحزم من الجيش اللبناني عند الحدود او الإستعانة بقوات "اليونيفيل". إن المادة 14 من القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن تنص على امكان ان يستعين الجيش اللبناني باليونيفيل". وسأل "لماذا مسموح لقوات "اليونيفيل" حماية المواطن الجنوبي وممنوع عليها حماية المواطن الشمالي"؟. وعن الحديث عن لقاء متوقع اليوم بين الرئيس سعد الحريري وبين رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، اشار فتفت الى ان "التواصل بين جنبلاط والحريري لم ينقطع، وهناك امور كثيرة لتداولها في هذه المرحلة ومنها التطورات السورية وموقف جنبلاط من ثلاثية المقاومة". واكد ان "لقاء قوى "14 آذار" غدا في معراب تشاوري، وهناك مواضيع يجب بحثها كالوضع اللبناني والحكومة والإنتخابات، ولكن هناك ايضا الوضع السوري وتداعياته وهذا ما يتطلب بحثا عميقا من كل الفرقاء السياسيين في "14 آذار"".

 

زهرا: قطع العلاقات مع النظام السوري نهائياً وموقف ميقاتي من الخروق لائـق

المركزية- اكد عضو "كتلة القوات اللبنانية" النائب انطوان ان "النظام السوري يرد على اي لبناني يحاول تذكيره بلباقة بأن لبنان بلد سيد حرّ مستقل ويجب احترام هذه السيادة والحرية". وقال في حديث لـ "إذاعة لبنان الحرّ "افضل نوع علاقات مع نظام كهذا هو قطع العلاقات معه نهائيا". اضاف "هذا النظام الذي لا يستطيع التحاور مع شعبه اخذ قراره بالعداء تجاه الجميع ضمن رحلة اللاعودة"، وتاريخ النظام السوري مليء بالتآمر على القضية الفلسطينية وسيادة لبنان التي لم يعترف بها يوما"، لافتا في الوقت نفسه إلى ان "رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وحتى الحكومة التي اوجدها هذا النظام السوري بدأت تشتكي منه ومن تجاوزاته". وتابع زهرا "من الواضح تماما ان التصرف اللبناني كان لائقا جدا، فرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لم يستدع السفير السوري في لبنان بل كلّف السفير اللبناني في سوريا ان ينبّه النظام لخطورة ما يقوم به للدلالة على تهذيب هذه الحكومة مع النظام، في حين اننا قد شددنا سابقا ومنذ اللحظة الأولى على بدء الخروق السورية على وجوب قطع العلاقات نهائيا مع هذا النظام وتعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني - السوري، لأنه اكبر علامة على ممارسة الهيمنة السورية على السيادة اللبنانية وطرد السفير علي عبد الكريم علي من بيروت". وعن اتهام وزير الإعلام السوري عمر الزعبي لبنان بتهريب السلاح عبره وعبر مطاره، لفت زهرا إلى ان "خبرية باخرة السلاح المحمل إلى سوريا والتي ضبطت في بحرنا معروف انها تركيبة من قبل أجهزة مخابرات، وليضبط النظام السوري حدوده مع تركيا قبل التكلم عن خروق من الجانب اللبناني وتهريب أسلحة نحو الداخل السوري"، مشيرا إلى ان "التضليل والكذب من قبلهم وصل إلى حد اتهامنا بتهريب الأسلحة عبر مطار بيروت الذي لا نسيطر عليه نحن بل الفريق الآخر الذي فعل ما فعله في 7 أيار بسبب الإعتراض على وجود كاميرا على أحد مدرجات المطار".

 

الداوود: انتخابات المجلس المذهبي مسيسة وقراره يصادره جنبلاط ولا ننسّق مع مَن يرفع "السقف" لزيادة حصته

المركزية – اعتبر الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود أن "قرار المجلس المذهبي ومشيخة العقل حالياً يصادره رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بغاية الاستيلاء على الأوقاف الدرزية واستثمارها للمصالح الذاتية لجنبلاط وأتباعه"، مؤكداً ان ما يجري مسيَّس ولا يمت لوحدة الطائفة بصلة"، و"سيخلق شرخاً" في أوساطها، سائلاً عن "عائدات أوقاف الطائفة الدرزية، وأين تصرف وكيف؟ ومَن استفاد منها من فقراء الدروز؟". كلام الداوود جاء في حديث لـ"المركزية" أعتبر أن "قرار المجلس المذهبي ومشيخة العقل حالياً يصادره رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بغاية الاستيلاء على الأوقاف الدرزية واستثمارها للمصالح الذاتية له ولأتباعه"، مشدداً على ان "إجراءات انتخابات المجلس المذهبي مسيّسة ولا تمتّ أبداً بصلة لوحدة الطائفة الدرزية ووضعها السياسي والوطني"، مؤكداً أنها "ستخلق شرخاً خطيراً في الأوساط الدرزية كافة سياسياً ودينياً"، لافتاً إلى أننا في "أحوج ما نكون إلى الوحدة". ورأى في الدعوة إلى انتخابات المجلس في 9 الجاري "فتنة داخل الطائفة في مرحلة وطنية وسياسية صعبة درزيا ولبنانيا وإقليميا، تلزم جميع الأطراف التي تعي مسؤولياتها بالسعي لوحدة الصفوف كافة في سبيل المصلحة العليا للطائفة الدرزية في لبنان وفي سورية". ووصف المكابرة على إجرائها وفق النحو المقرر "تكريساً للتفرد الديكتاتوري بالقرار من جنبلاط مباشرة يهدف لضعضعة الرأي العام فيها وتشتيت قواها بانقسامات خطيرة لتسهل السيطرة على الأوقاف التي كان آخر إنجازاتها الاستيلاء على مقابر الدروز في دار الطائفة ونبشها ورمي عظام أسلافنا من الموحدين شهداء وأبطالاً ومشايخ في مكبات سوكلين"، وشدد على "ضرورة إعادة النظر في ما يُقدم عليه جنبلاط قبل استفحال الأزمة بإعادة النظر في الهيكلية الكاملة لمؤسسات الطائفة لتكون في خدمة كل درزي ومواطن". وسأل الأمين العام لـ"حركة النضال" "أين هي عائدات أوقاف الطائفة الدرزية العينية التي تقدر بما يتجاوز الـ 20 مليار دولار، وأين تصرف وكيف؟ ومَن مِن فقراء الدروز استفاد منها في ظل الأزمة التي تعصف بالوطن، مضيفاً أن "عندنا غصة بأن الدروز هم إحدى أكثر الطوائف فقرا وتهميشاً وافتقاداً لمؤسسات الرعاية التي تستوعب أبناءها فلماذا نتركهم ضحية الإهمال مهمشين ويعاملون كقطيع سائب". وسأل "أين الربيع الذي يدّعي حلوله النائب جنبلاط، درزياً على الأقل؟ ام ان هذه الطائفة عصية على التغيير كالعادة؟ فلو كان حاصلاً أين ديمقراطيته وعدالته المنشودتان؟". وعن وجود تنسيق في الموقف مع قوى درزية أخرى قال "نحن متوافقون في هذا الموقف مع النائب فادي الأعور والحزب السوري القومي الاجتماعي وتيار التوحيد العربي بشخص الوزير السابق وئام وهاب ومع كوكبة كريمة من المشايخ على رأسهم الشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ المعترضين على الإجراءات غير العادلة والمنصفة والتي لا تراعي خصوصية الطائفة الدرزية التي تنهجها مشيخة العقل والمجلس المذهبي الحالي ومن يدعمهما"، لكنه استدرك بقوله "أما من يرفعون السقف من القوى السياسية الدرزية للمناورة بهدف زيادة حصتهم من جبنة الطائفة فليس بيننا وبينهم اي تنسيق".

 

سليم حمادة: الديموقراطية لا تمارس في العائلة الواحدة وتمنينا معالجة ملف المجلس المذهبي على أسس الشورى

المركزية- تمنى المستشار الاعلامي لرئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان سليم حمادة لو تمّت معالجة ملف المجلس المذهبي على أسس الشورى داخل البيت الواحد، ولكن للأسف لم يحدث هذا الموضوع، لافتا الى ان الديموقراطية لا تمارس في العائلة الواحدة، بل في المؤسسات الدستورية والتشريعية"، لافتا الى "المجلس المذهبي ومشيخة العقل ليستا مؤسسة تشريعية كي نمارس فيهما الديموقراطية". وقال في حديث لـ"المركزية": "في العام 2006 حصل تباين في وجهات النظر حول الطريقة التي تمّ فيها تعديل قانون المجلس المذهبي واختيار شيخ عقل"، فقد سادت التجربة سابقا بأن يتمّ التشاور بين الهيئات الروحية والقوى الفاعلة في الحياة الاجتماعية والسياسية، حول أي شيخ عقل وأي أعضاء نريد في المجلس المذهبي، ولكن هذا الأمر لم يحصل في العام 2006 ولم نستطع تكريس مبدأ الشورى فيما بيننا". أضاف: "اعترضنا على القانون في العام 2006 واعتبرناه مجحفا، وأعلنا مقاطعة الانتخابات وبايعنا الشيخ ناصر الدين الغريب الذي يقوم بمهامه المعنوية والوطنية على أكمل وجه، وتم استقباله من قبل رئيس الجمهورية آنذاك والاعتراف به كشيخ كعقل لطائفة الموحدين الدروز". وأشار الى أنه بعد العام 2008 أصبح الوضع داخل صفوف الموحدين الدروز أكثر تقاربا وتنسيقا على المستويات كافة، حرصاً من الجميع على ايجاد مناخ من الأمن والاستقرار بعد الاتفاق على ما سمي ثقافة 11 أيار المرتكزة الى ضرورة حفظ أمن واستقرار الجبل، واعتقدنا أنه من الممكن حل معضلة المجلس المذهبي وموضوع شيخ العقل على أساس تسوية تضم الشيخ ناصر الدين الغريب، الا أن هذا الأمر لم يحصل ولم يتغير شيء. وأعلن أن الظروف الأساسية لهذا الخلاف هي غياب المشورة لذلك لم يتغير الموقف، فكانت المقاطعة. وقال: "لا يجوز وضع الملف في خانة الملفات السياسية"، فالحزب الديموقراطي اللبناني غير معني به انطلاقا من واقعه السياسي، فهذا ملف يتعلق برئيس الحزب والقاعدة الشعبية التي يمثلها في وسطه الاجتماعي، ولهذا لا نريد خلط الموضوع مع الشؤون السياسية، فنحن لسنا أعداء مع أحد، ولكننا ننظر الى الأمور بشكل منفصل، ونسعى مع الحزب التقدمي الاشتراكي لأن نكون على قدر من المسؤولية في هذه الظروف الحساسة وألا نعرض الجبل لمشاكل عبثية فرعية قد تؤدي الى أمور لا تحمد عقباها". وختم: "نحن ملتزمون بالتنسيق الدائم مع رفاقنا في الحزب التقدمي الاشتراكي كي نؤكد الرؤيا المتعلقة باستقرار الجبل في هذه الظروف، ونشدّد على أن وحدتنا وتفاهمنا وتواصلنا هو الذي يؤمن هذا المناخ الايجابي في الجبل".

 

السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم : يجب وضع من يطالب بشطب الاتفاقات في حجمه وسوريا معتدى عليها وليست معتـدية

المركزية- لفت السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الى ان "ما يجري على الساحة اللبنانية يعبر عن انقسامات اقل ما يقل فيها إنها لا تنظر الى المصلحة اللبنانية ولا إلى التحدي الذي يشكله العدوان الاسرائيلي على لبنان وسوريا والمنطقة"، مشدداً على ان "المطالبة بطرده من لبنان ليست بجديدة". واكد في حديث متلفز ان "سوريا في موقفها الرسمي ملتزمة بعلاقات اخوية مع لبنان وحريصة على ان يكون الامن اللبناني مصلحة سوريا والشعب، والمصالح لا يمكن فصلهما، وبالتالي الاتفاقات التي يطالب بشطبها فيها مصلحة للبنان قبل سوريا"، مشيرا الى ان "بعض القوى الذي يطالب بشطب الاتفاقات بين البلدين لديها حساباتها، ولكن لا تمثل الشعب اللبناني لذلك يجب ان توضع في حجمها". وفي موضوع المطالبة بنشر "اليونيفيل" على الحدود الشمالية للبنان مع سوريا، قال علي "هذه الدعوات رد عليها الجانب الرسمي اللبناني وما يصيب سوريا من الحدود اللبنانية هو الذي يستدعي المعالجة، "اليونيفيل" موقعها على الحدود مع دولة عدوة وسوريا هي التي يعتدى على حدودها".

 

ابو غيدا استمع الى مديري "الجمهورية" في نشر محاضر التحقيق مع سماحــة

المركزية - استمع قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا اليوم الى كل من مدير التحرير في جريدة "الجمهورية" شارل جبور والمدير المسؤول فيها خليل ابو انطون بصفة شاهدين في موضوع نشر الجريدة محاضر التحقيقات الاولية التي اجراها فرع المعلومات مع الوزير السابق ميشال سماحة. وقرر في ختام جلسة الاستماع دعوة رئيس التحرير في الجريدة جورج صولاج للإستماع اليه اليوم بصفة شاهد ايضاً. ومن المتوقع تحويل الملف غداً الى مفوض الحكومة لإبداء الرأي. وكان أبو غيدا إجتمع قبل الجلسة بنقيب المحررين الياس عون بحضور محامي النقابة انطون الحويس والمحاميين آمال البابا وايلي مخايل من مكتب الأخير، وفي حضور المحامي ايلي كفوري بوكالته عن جريدة "الجمهورية". بعد الجلسة قال النقيب عون افقنا هذا الصباح الزميلين شارل جبور وخليل ابو انطون الى دائرة قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا ونقلنا اليه مجدداً حرص النقابة على حسن تطبيق القوانين والثقة الكاملة بالرئيس ابو غيدا الذي ينظر اليوم في ادق واخطر ملف ربما يعرض على القضاء. نأمل ان تصل القضية الى خواتيمها التي تراعي حرية الاعلام من جهة ومصلحة البلاد من جهة اخرى.

 

جمعية المعتقلين في السجون السورية تعقد مؤتمرا غدا

المركزية- تعقد جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ولجنة أمهات المعتقلين ومؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني مؤتمرا صحافيا في العاشرة صباح غد الثلثاء في مقر حقوق الانسان في سن الفيل

 

البطريرك الماروني زار بلدة متريت الكورانية: جمال لبنان بتنوعه ووحدته وهذه رسالة سيذكرنا بها البابا

وطنية - 4/9/2012 زار البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي بعد ظهر اليوم بلدة متريت الكورانية، واستقبله أهالي البلدة بحفاوة على وقع موسيقى جوقة قلب يسوع بزعون وإطلاق الألعاب النارية ونثر الورد والأرز. وحمل فرسان العذراء وطلائع بلدات دار بعشتار وبحبوش الأعلام. وكان في استقبال الراعي، النائب فادي كرم، رؤساء بلديات: متريت جورج الياس، بزيزا قبلان العويط، وداربعشتار غاوي غاوي، رئيس اقليم كاريتاس الكورة مختار بحبوش سيمون توما، ماري فريد حبيب، مخاتير: متريت شربل تادروس، بنهران عدنان سعيد، وزغرتا المتاولة حسن أسعد، مديرة مدرسة القديسة تريزيا داربعشتار الأخت نجات رومانوس، شيخ بحبوش حسين سليم، وكاهن البلدة فادي شمعون، وحشد من أهالي المنطقة. وترأس الراعي قداسا الهيا في كنيسة مار يوسف، بمعاونة النائب البطريركي على الجبة المطران مارون العمار، والقيم البطريركي جوزيف البواري، والمطران فرنسيس البيسري ولفيف من الكهنة والشمامسة، وخدمت جوقة الرعية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الماروني عظة قال فيها: "ندعو الجميع إلى أن يكونوا رعية واحدة لراع واحد، فالرب هو الراعي الصالح، وهو يدعونا إلى أن نكون واحدا، وهو أساس وحدتنا. ومبدأ وحدتنا يجمعنا بشخصه، ويعز عليه ألا يعيش البشر في وحدة، بل في تحارب وتخاصم. ومسؤوليتنا ورسالتنا تنبعث مما دعا إليه المسيح أن تكون البشرية واحدة، وراعيها واحد، هو الله".

وأشاد ب"البيسري الذي خدم الأبرشية مدة 20 عاما بتفان وإخلاص. وقد أنهى خدمته مشكورا، وهو الذي زرع كلمة الله ومحبته بفرح"، معبرا عن فرحته "لوجود المطران الجديد مارون العمار"، متمنيا عليه "أن يتابع رسالة سلفه في زرع الفرح والرجاء في النفوس". ولفت الى انه مع إخوته "المطارنة قد اختار شعار الشركة والمحبة، فلبنان في حاجة الى الوحدة الداخلية، واذا كان قد تراجع دوره أخيرا فبسبب هذه الوحدة التي يحتاج إلى تقويتها على المستوى البشري". أضاف: "جميع الناس يريدون العيش بوحدة، وها قد التقينا هنا بإخوتنا الشيعة، وهم معنا نشعر بفرح كبير، فهذا هو لبنان. وإننا مسؤولون عن الشركة والوحدة والمحبة فيه، وكم نحن في حاجة الى استعادة جمال حياتنا بوحدتنا، إذ أن جمال لبنان بتنوعه ووحدته، وهذه الرسالة سيذكرنا بها البابا في زيارته للبنان. فلبنان رسالة ونموذج في الشرق والغرب في التنوع والوحدة والعيش المشترك، رغم كل الصعوبات التي تواجهها التعددية الفكرية والثقافية والدينية فيه، وهذا أمر طبيعي". وتابع: "لبنان يبقى مميزا بين الشرق والغرب لأنه بلد يفصل الدين عن الدولة ويحترم الإنسان وحرية معتقده الديني والطائفي. لذلك، لبنان بلد ديموقراطي والحريات العامة والحوار والتفاهم. لقد كان للبنان دور كبير في العالم العربي. وعليه اليوم، أن يتابع دوره ليصل الشرق إلى ربيعه المنشود". وفي صالون الكنيسة، ألقيت كلمات لكل من رئيس المجلس البلدي ومختار البلدة وكاهن الرعية نوهت ب"الراعي وبمواقفه الوطنية والدينية"، شاكرة زيارته للبلدة، ومؤكدة "التزام ابناء بلدة متريت تعاليم الكنيسة". وفي الختام، أقيمت مائدة محبة تشارك فيها الجميع.

 

عون عرض في اجتماع"التكتل"الأوضاع الاقتصادية والأمنية: يعقوب شمعون سوري سرياني لم يكن مطلوبا من السلطات اللبنانية

 وطنية - 4/9/2012 ترأس رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية.

وعلى الأثر، قال عون: "تناولنا قانون الانتخاب الذي أحيل على مجلس النواب. ففي بكركي تم الحديث عن أمرين، الاقتراح الأول سمي قانون اللقاء الأرثوذكسي أي أن الطوائف تشكل الدائرة الانتخابية. أما القانون الثاني فطرح الدوائر المتوسطة مع النسبية أيضا، والاقتراحان فيهما النسبية. ومن هذا المنطلق، تم طرح المشروعين على الحكومة والكتل النيابية، وطرحت الحكومة اقتراح الدوائر المتوسطة، وهو يشكل أحد الاقتراحات".

وتحدث عن ملف قانون الانتخابات فقال: "بدأ النقاش بالقانون قبل أن يصدر من الحكومة إلى مجلس النواب، والنائب جنبلاط كان أول من رفضه، ثم الرئيس سعد الحريري، فالقوات اللبنانية وحزب الكتائب، رغم أن الأخيرين كانا وافقا على الطرحين. إن مسيحيي تيار "المستقبل" والقوات والكتائب كانوا وافقوا على الدوائر المتوسطة".

ولفت إلى أن "خلال اللقاء تمت مناقشة موضوع الموازنة واستحداث ضريبة على العقارات غير المبنية لتأمين المال لسلسلة الرتب والرواتب"، وقال: "موضوع الضريبة حساس جدا، ولم نره مناسبا بالطريقة التي وضعت فيه، فهناك طرق عدة لوضع ضرائب لا تؤثر على المواطن، ووزراؤنا سيطرحونها في الحكومة".

وتطرق إلى موضوع "قطع العلاقات مع سوريا والمذكرة التي قدمها الرئيس فؤاد السنيورة"، متسائلا: "هل هناك تحكم بالحدود اللبنانية - السورية، فلا أحد يتسلل ولا إطلاق نار من لبنان إلى الأرض السورية!"، وقال: "الموضوع وصل الى مكان خطر جدا، ولا يجب أن نعمل كما حصل في داتا الاتصالات وتكبير الموضوع في الإعلام".

ودعا إلى "شرح ما يحصل على الحدود من قصف لاتخاذ موقف"، وقال: "نحن مجبرون بحماية المواطنين إذا تم الاعتداء عليهم، ونريد ان نعرف إذا كان الموضوع ردة فعل، وماذا يحصل على الحدود رسميا اما من وزارة الدفاع وإما من وزارة الداخلية أو قيادة الجيش أو قيادة قوى الأمن الداخلي رسميا".

وعن مطالبة 14 آذار بحكومة حيادية، سأل عون: "لماذا؟ لتدخل في الحرب على سوريا؟ أي حياد يريدون؟ كي يعودوا لمد يدهم الى خزينة الدولة؟"، وقال: "على الأقل، نحن أوقفنا هدر المال".

وتطرق إلى قضية الوزير السابق ميشال سماحة، وقال: "ما يقال في قضيته هو رأي الصحف، وهناك ضرورة لانتظار التحقيق والحقيقة، وإذا قام فعلا سماحة بهذا الامر فليتحمل المسؤولية".

وعن قضية يعقوب شمعون الذي خرج أخيرا من السجون السورية، قال: شمعون كان محكوما. وعندما شكلوا لجنة خاصة لمتابعة المخفيين قسرا، قدمت سوريا لائحة بالمحكومين عندها، ولم يكن هناك موقوفون سياسيون، كما قالت سوريا. اسم يعقوب شمعون لم يكن على اللائحة، وتبين انه سوري سرياني، وقيل لي إنه كان يقاتل مع "الكتائب" وكان سيذهب الى اسرائيل. اذا، هو سوري، ولم يكن مطلوبا من السلطات اللبنانية".

 

جعجع التقى رئيس "الإتحاد السرياني" والاباتي رعيديممراد اعلن إطلاق "المجلس السرياني الوطني السوري المعارض"

 وطنية - 4/9/2012 استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، رئيس حزب "الإتحاد السرياني" ابراهيم مراد الذي قال عقب اللقاء: "لقد أطلعت الدكتور جعجع على جولتي الأوروبية التي استمرت لمدة شهر، والتقيت خلالها مسؤولين أوروبيين وأحزاب ومؤسسات سريانية، لنتمكن من تأمين الدعم اللازم للثورة السورية بهدف ترسيخ الوجود المسيحي وتطوير نشاطه داخل هذه الثورة".

وكشف مراد عن إطلاق "المجلس السرياني الوطني السوري المعارض في 8 أيلول من مدينة إسطنبول في تركيا"، مشيرا الى ان "هدف هذا المجلس هو دعم الثورة السورية وتفعيلها، باعتبار انه سيضم عدة احزاب ومؤسسات سريانية ومسيحية، لتسريع سقوط نظام بشار الأسد الإجرامي. فالمسيحيون وتحديدا السريان هم فاعلون في الثورة، ولكن هناك تعتيم إعلامي للأسف على دور المسيحيين في هذه الثورة".

أضاف مراد: "لقد تباحثنا في الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة ودرسنا الأمور كافة التي بدأت منذ شهر وتستمر الى الآن، من أحداث أمنية وتعديات الجيش السوري النظامي على القرى اللبنانية".

من جهة أخرى، عرض جعجع مع الرئيس العام للرهبنة الأنطونية الأباتي داوود رعيدي، ومدير المعهد الانطوني في بعبدا الأب جورج صدقة والأب رولان مراد، الأوضاع العامة في لبنان فضلا عن شؤون تربوية ودينية، في حضور منسق العلاقات الكنسية في "القوات" جان العلم.

 

كتلة المستقبل":السفير السوري غير مرغوب فيه لأنه أداة مخابراتية والمطلوب تقديم شكوى الى الجامعة العربية وإخطار مجلس الامن بالاعتداءات

 وطنية - 4/9/2012 عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الدوري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة. وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب خالد الضاهر، وجاء فيه:

"أولا: كررت الكتلة ترحيبها بزيارة ضيف لبنان الكبير قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر، وهي تعتبر هذه الزيارة الاستثنائية حدثا كبيرا يعزز الدور الحضاري والقيمي والإنساني للبنان في المنطقة والعالم ويرسخ رسالة العيش المشترك فيه ومنطق الاعتدال والانفتاح وقبول الآخر.

إن كتلة المستقبل تدعو اللبنانيين الى المشاركة بكثافة في الاستقبال الحار لقداسة البابا تأكيدا لاستقرار لبنان وتطلعه نحو التفاعل والعيش المشترك بين جميع افراده.

ثانيا: أطلع الرئيس فؤاد السنيورة أعضاء الكتلة على مضمون لقائه بفخامة الرئيس اليوم، والذي سلمه خلاله المذكرة التي وقعها نواب 14 آذار والمتعلقة بالعلاقات اللبنانية-السورية، ولقد أكدت الكتلة في هذا المجال تصميمها على متابعة تنفيذ مضمون المذكرة بالتكامل والتعاون مع حلفائها في قوى 14 آذار.

ثالثا: توقفت الكتلة عند تصاعد الاعتداءات التي ينفذها جيش النظام السوري وشبيحته ضد الاراضي والقرى والبلدات اللبنانية المتاخمة للحدود الشمالية والشرقية، والتي تجاوزتها أحيانا إلى عمق الأراضي اللبنانية. إن هذه الاعتداءات المقصودة قد بلغت حدا لم يعد مقبولا، وهي كما هو ظاهر الى تصاعد من أجل اثارة الاجواء السياسية والامنية ودفع الامور في لبنان ومنطقة الشمال الى التوتر، وبالتالي إلى استدراج ردات فعل من أجل خلط الأمور وإلحاق المزيد من الأذى بالسوريين واللبنانيين على حد سواء.

إنه بعد احباط مؤامرة خلية المجرمين سماحة والمملوك يحاول النظام السوري نقل التوتر الى لبنان بأي طريقة، ولهذه الاسباب تتصاعد الخروق التي تستهدف السيادة اللبنانية، وعلى ذلك ترى الكتلة أن الاكتفاء بالخطوة الشكلية التي قام بها رئيس الحكومة هي اجراءات اقل ما يقال فيها إنها بائسة وخجولة ومتأخرة، والمطلوب خطوات جدية من الحكومة سبق للكتلة أن طالبت بها وتتركز على الآتي:

1- اعتبار السفير السوري شخصا غير مرغوب فيه لانه بات اداة مخابراتية أكثر منها ديبلوماسية.

2- تقديم شكوى الى جامعة الدول العربية ووضعها أمام مسؤولياتها.

3- إخطار مجلس الامن بمسلسل الاعتداءات.

4- تعليق العمل بالاتفاقات الامنية المعقودة بين البلدين في انتظار إعادة بحثها عندما تصبح الظروف مؤاتية، وتجميد العمل بالمجلس الاعلى اللبناني السوري.

5- الطلب من قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان، استنادا الى القرار 1701، مساعدة لبنان على ضبط الحدود اللبنانية - السورية.

رابعا: عرضت الكتلة تطورات الاحداث المقلقة على المستوى الامني في الايام الماضية، والتي تثبت التقهقر والتراجع الخطير في هيبة الدولة اللبنانية وصدقيتها، والذي يسهم فيه أداء المسؤولين السياسيين والامنيين والقضائيين، وقد تمثل ذلك ب:

أ- كشف مخازن اسلحة في طرابلس عند جماعات مسلحة ممولة ومدعومة من حزب الله في منطقة الزاهرية حيث اعتدى بعضهم على الجيش وأصاب عسكريين، إلا أنه جرى عقب ذلك اطلاق سراحهم من دون اتخاذ اجراءات قضائية او خطوات عقابية، مما أسهم في ضرب هيبة الدولة وزيادة اندحارها، وهو ما يشجع المعتدي على التمادي في التعدي على القانون والنظام.

ب- إقدام القضاء بفعل الضغوط الممارسة من حزب الله على اطلاق سراح الذي باشر عملية إضرام النار في محطة تلفزيونية والذي كان قد قبض عليه بالجرم المشهود، بكفالة رمزية، وسط ابتهاج مسلح على بعد مرمى حجر من السرايا الحكومية ووقت اجتماع الحكومة، وذلك من دون أن يبادر المسؤولون إلى اتخاذ اي خطوات قانونية عقابية بحق المبتهجين الحاملين للسلاح والمطلقين للنار والمنتهكين للقانون امام شاشات التلفزة.

ج- استمرار بعض الخارجين على القانون في منطقة سيطرة حزب الله في الضاحية الجنوبية في احتجاز حرية مواطنين سوريين ومواطن تركي من دون أن تقدم السلطات على اتخاذ اي اجراءات قانونية بحق هؤلاء الخارجين على القانون، وخصوصا أن أكثر من وسيلة اعلامية أجرت مجددا مقابلات مع المخطوف التركي والخاطفين بما هو تشجيع على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم والانتهاكات.

إن هذا يبين إلى أي درك وصلت إليه سلطة الدولة وهيبتها بفعل ممارسة اهل السلطة انفسهم. فحزب الله المشارك في الحكومة يحمي أجنحة العائلات العسكرية التي تعيش في منطقة نفوذه والدولة التي يشاركها الحزب ويقبض على انفاسها تكاد تصبح اثرا بعد عين.

ان المواطنين اللبنانيين- وأينما كانوا- أصبحوا متحرقين ولو إلى مساحة صغيرة تثبت فيها الدولة جديتها وعزمها على فرض هيبتها واحترام القانون والنظام وهذا ما يطمح إليه أهالي مدينة طرابلس الراغبين في تجنيب مدينتهم تجارب الاشتباكات المتكررة يطمحون إلى سحب السلاح من طرابلس ومن كل لبنان ووضع تصور لخطة انمائية اعمارية لكل منطقة الشمال من أجل استرجاع أمل اللبنانيين نحو عودة سريعة للدولة لتبسط سلطتها الكاملة والحصرية على كامل الأراضي اللبنانية.

خامسا: ان سياسة الحكومة الاسترضائية بفعل الرضوخ للضغوط والتجاوزات السياسية والقانونية والامنية وميلها وبسبب من السياسة الزبائنية المسيطرة على معظم أعضائها أدخلت البلاد واقتصادها في نفق خطير غير عابئة او مكترثة بحجم الأعباء والتداعيات على حركة الاقتصاد ومستويات النمو وعلى المالية العامة وعلى معدلات الفائدة ومستويات التضخم وهذا كله وسط الاجواء الملبدة في الداخل والخارج والضغوط التي تمارس على لبنان بما يجعل لبنان واللبنانيين عرضة لمخاطر غير محسوبة.

سادسا: تبدي الكتلة اسفها الشديد واستنكارها لاستمرار عجز المجتمعين العربي والدولي عن التوصل الى خطة واضحة او قرار قوي بمساندة الشعب السوري في ثورته المباركة.

ان استمرار الحالة الراهنة يترك المجال لنظام آل الاسد في ارتكاب المجازر والإمعان في قتل الابرياء وتدمير المدن والقرى السورية دون اي رادع او وازع، مما يولد انطباعا وقناعة بان ترك الامور كما هي هو بمثابة اجازة مفتوحة للنظام للاستمرار في القتل وسفك الدماء وتدمير سوريا وهو الأمر الذي يصب في مصلحة اسرائيل التي تتفرج على الطائرات التي اشتريت بمال المواطنين السوريين والمخصصة للتصدي لإسرائيل وعدوانيتها، تغير اتجاهها وأهدافها لتنقض وتعمل على تدمير الاحياء والمدن السورية وتنشر الموت والدمار في كل أنحاء سوريا. ان المطلوب وقف حمام الدم وذلك من خلال إجراءات ملموسة وحاسمة وقوية على الارض ودون تأخير من أجل وقف مسلسل المذابح اليومية بحق الأبرياء ووقف الجرائم المرتكبة بحق الانسانية. في هذا المجال تثمن الكتلة الموقف الذي عبر عنه الرئيس المصري محمد مرسي في الوقوف إلى جانب الشعب السوري وإدانة النظام السوري القمعي والظالم والفاقد للشرعية".

 

تقارير إسرائيلية تؤكد وواشنطن تنفي توجيه رسالة لإيران حول رفضها ضربة عسكرية أفادت أن أميركا اشترطت مقابل ذلك عدم استهداف لمصالحها في الخليج

تل أبيب: «الشرق الأوسط»

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن الولايات المتحدة توجهت برسالة سرية لإيران تفيد أنها لن تؤيد قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف إيرانية ولن تنضم لهذا الهجوم، ولذلك تطلب أن لا ترد إيران على ضربة كهذه بقصف مواقع أميركية في الخليج. واعتبرت هذا التطور بمثابة دليل على مدى تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. ولكن البيت الأبيض سارع أمس إلى احتواء الموقف بعد الضجة التي أحدثها التقرير عبر نفي ما جاء فيه جملة وتفصيلا. ووصف جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أمس التقرير بأنه «غير صحيح إطلاقا»، وقال لـ«رويترز»: «التقرير خاطئ ونحن لا نعلق على افتراضات». وكانت الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية وجهوا هذه الرسالة لإيران من خلال دولتين أوروبيتين تشكلان قناة اتصال بين إيران والولايات المتحدة خلال الأزمات بين البلدين. وأعلن هؤلاء أن الولايات المتحدة لا تعتزم الانجرار وراء إسرائيل إذا قررت الأخيرة توجيه ضربة عسكرية لإيران، وأنها تتوقع في المقابل أن لا تقوم إيران بضرب واستهداف أهداف ومواقع استراتيجية أميركية في منطقة الخليج بما في ذلك حاملات الطائرات الأميركية المنتشرة في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن هذه الرسالة السرية مع ما سبقها من تصريحات مسؤولين أميركيين، وعلى رأسهم رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، من أن الولايات المتحدة غير معنية بالتورط في عملية إسرائيلية ضد أهداف إيرانية، تعكس عمق الخلاف ومدى تدهور العلاقات بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس باراك أوباما.

ونقلت الصحيفة عن جهات سياسية إسرائيلية تعقيبها على ذلك بقولها إن إدارة أوباما قررت تحذير متخذي القرارات في إسرائيل من النتائج الهدامة لهجوم إسرائيلي دون تنسيق مع الولايات المتحدة.

وبينما يبدو أن الأجواء تتلبد بالغيوم في سماء العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، ينوي وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، القيام بزيارة عاجلة إلى واشنطن في محاولة لإنقاذ العلاقات بين البلدين.

وقد قرر باراك، في ضوء هذا التدهور السفر إلى واشنطن، لمحاورة قادتها والتوصل معهم إلى صياغات تنزع فتيل التوتر من العلاقات بين البلدين والتمهيد بذلك للقاء بين نتنياهو والرئيس أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت مصادر في الخارجية الإسرائيلية، أمس، إن أربعة وزراء خارجية أوروبيين ينوون زيارة إسرائيل خلال هذا الأسبوع لكي يناقشوها في الموضوع الإيراني، هم وزراء خارجية كل من ألمانيا وإيطاليا والنرويج وبلغاريا. وكان السفير الأميركي في تل أبيب، دان شبيرو، قد صرح للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي المستقل بأن العلاقات بين البلدين رتيبة وجيدة وتقوم على مبدأ التحالف الوطيد. ونفى أن يكون قد دخل في نقاش حاد بلغ حد الشجار مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال إن النشر حول هذا الشجار في صحيفة «يديعوت أحرونوت» كان بمثابة «عربدة صحافية بلا أساس من الصحة». وردت الصحيفة، أمس، على هذا النفي ملمحة إلى أن شبيرو شخصيا هو الذي أبلغها بحقيقة هذا الشجار وتفاصيله.

وجاء هذا النشر ليؤجج الصراع الداخلي في إسرائيل حول الموضوع الإيراني، والذي ارتفع إلى درجة أعلى مع خروج القاضي يعقوب فينوغراد بتصريحات يحذر فيها من إقدام حكومة نتنياهو على توجيه الضربة لإيران، علما بأن فينوغراد كان ترأس لجنة التحقيق في إخفاقات إسرائيل في حرب لبنان الثانية سنة 2006 والتي أدت إلى استقالة وزير الدفاع، عمير بيرتس، ورئيس أركان الجيش، دان حالوتس، وقادة اللواء الشمالي في الجيش. وفي سياق متصل، حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إسرائيل من شن هجوم عسكري على منشآت نووية إيرانية، وقال إنها ستأتي بنتائج عكسية على الدولة العبرية. وقال فابيوس في مقابلة مع محطتي «بي إف إم - تي في» و«آر إم سي» الإخباريتين إنه يعارض تماما تصنيع إيران لأسلحة نووية، إلا أنه أوضح أن شن هجوم على إيران ستكون له «للأسف» نتيجة عكسية على إسرائيل حيث سيتيح لإيران أن تصور نفسها في دور الضحية، وأضاف أنه «إذا وجهت ضربة لهم (الإيرانيين)، فإنهم سيصبحون ضحايا ويستعيدون بعض الشرعية لدى الشعب هناك»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع الوزير الفرنسي «نقول إنه يجب زيادة العقوبات وفي الوقت نفسه مواصلة التحدث مع إيران لدفعها إلى التراجع».

وعبر فابيوس عن أسفه لأن «الصينيين والروس والهنود لا يحترمون العقوبات وهذا يؤدي إلى ثغرات وإن كانت العقوبات بدأت تزداد فاعلية». ولم يوضح المجالات التي يمكن أن يشملها تعزيز للعقوبات. وقال «ندرس كل الخطط».

 

واشنطن تدرس خيارات لكبح جماح إيران نوويا.. وتهدئة مخاوف إسرائيل بينها توجيه ضربة سرية شبيهة بالهجوم على المفاعل السوري.. والمساعدة في الإطاحة بالأسد

واشنطن: ديفيد سانغر وإيريك شميدت* الشرق الأوسط

في ظل الجدل الإسرائيلي العلني حول توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، تتجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما نحو اتخاذ عدد من الخطوات لا تتضمن الحرب، أملا في إثناء إسرائيل عن شن هجوم، في الوقت الذي تجبر فيه الإيرانيين على الالتزام بالجدية في المفاوضات المتجمدة. وقد تم التحضير لمناورات عسكرية بحرية بالفعل وأنظمة مضادة للصواريخ في الخليج، وفرض المزيد من القيود على عائدات النفط الإيراني. كذلك تفكر الإدارة الأميركية في تصريحات جديدة من قبل الرئيس أوباما بشأن ما يمكن أن يؤدي إلى عمل عسكري أميركي فضلا عن أنشطة سرية تم التفكير فيها من قبل ورفضها حينها. في وقت لاحق من الشهر الحالي، سوف تقوم الولايات المتحدة مع أكثر من 25 دولة بأكبر مناورة لكسح الألغام في الخليج في إطار ما قال عنه مسؤولون عسكريون إنه مؤشر على الوحدة وخطوة دفاعية لمنع إيران من محاولة غلق مضيق هرمز لقطع طريق نقل النفط. وقد أعلنت كل من الولايات المتحدة وإيران عن القيام بمناورات ترقى إلى مناورات دفاعية خلال الخريف الحالي في محاولة من كل دولة لأن تثني الأخرى عن مهاجمتها. وتسارع الإدارة نحو الانتهاء من إنشاء نظام رادار جديد في قطر خلال الأشهر القليلة المقبلة. وسيشكل هذا النظام مع أنظمة الرادار الموجودة في إسرائيل وتركيا غطاء شاملا مضادا للصواريخ، على حد قول مسؤولين عسكريين. الرسالة الموجهة إلى إيران هي أنها حتى إذا صنعت سلاحا نوويا ووضعته على قمة أسطولها المتنامي من الصواريخ، يمكن أن تتصدى لها الأنظمة المضادة للصواريخ.

ولا تزال درجة الصراحة المناسبة لتحذيرات أوباما لإيران مثار جدل في الداخل وترتبط ارتباطا وثيقا بسياسات العام الذي يشهد الانتخابات الرئاسية. ويرى بعض مستشاري أوباما أن إسرائيل تحتاج طمأنة علنية أكبر تؤكد عزمه على القيام بعمل عسكري قبل امتلاك إيران السلاح النووي. مع ذلك، يرى بعض المسؤولين الآخرين رفيعي المستوى أن إسرائيل تحاول وضع أوباما في مأزق ودفعه على الالتزام بالقيام بعمل عسكري لا يحتاج إلى القيام به حتى هذه اللحظة.

وبدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، منتقدا أوباما لغموض حديثه عن المدى الذي قد تصل إليه إيران. وقال لحكومته: «لا يضع المجتمع الدولي لإيران خطا أحمر واضحا، وإيران لا ترى عزما من جهة المجتمع الدولي لمنع المشروع النووي. وإلى أن ترى إيران خطا أحمر واضحا وكذلك هذا العزم، لن تتوقف عن مشروعها النووي.. ويجب أن لا يتم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي».

ولم تتضمن أي من الخطوات التي اتخذتها إدارة أوباما معالجة لأكثر أهداف الولايات المتحدة وحلفائها إلحاحا وهو إبطاء تقدم إيران النووي. لذا هناك جدل مستمر داخل الأجهزة الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية بشأن العملية السرية التي حملت اسم «دورة الألعاب الأولمبية» والتي بدأت خلال إدارة بوش وتقدمت بخطى حثيثة خلال إدارة أوباما واخترقت خلالها أجهزة الطرد المركزي الإيرانية وتسببت في تعطلها لفترة. ولم تنتبه إيران للهجوم عام 2010 إلا بسبب خطأ في شفرة الكومبيوتر. ومنذ ذلك الحين، تم إدخال تغييرات على كثير من المواقع النووية حتى تتمكن من التصدي لهذه الهجمات، بحسب خبراء مطلعين على المحاولات.

وتهدف كل هذه الخيارات إلى كسب الوقت حتى تمنح المسؤولين الإسرائيليين بديلا قابلا للتطبيق للهجوم العسكري الذي من المؤكد أنه سيستدعي رد فعل إيرانيا، وقد يفجر صراعا جديدا في الشرق الأوسط وهو ما يخشاه البيت الأبيض والبنتاغون. وفي الوقت الذي لا يفصح فيه فريق الأمن القومي في إدارة أوباما عن المناقشات المكثفة التي تجري مع نتنياهو، عبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، في لندن يوم الخميس، عن بعض المخاوف. وكرر ديمبسي الموقف الأميركي المعروف بأن الهجوم الإسرائيلي «سيؤجل البرنامج النووي الإيراني، لكنه لن يقوضه». بعد ذلك، تجاوز أي تحذير وجهه أوباما إلى إسرائيل علنا، وقال إن الائتلاف الدولي الذي يطبق عقوبات ضد إيران يمكن أن «يتقوض»، إذا تم «تعجل» توجيه ضربة ضد إيران. وأضاف: «لا أريد أن أُتهم بمحاولة التأثير على القرار، ولا أريد أن يُنظر إلي على أنني متواطئ في حال ما اختاروا توجيه ضربة». وقال مسؤولو الاستخبارات الأميركية إنه ليس لديهم دليل على اتخاذ قادة إيران الخطوات النهائية باتجاه تصنيع سلاح نووي. ولا تزال نوايا إيران غير واضحة، على حد قول مسؤولين استخباراتيين. واقترحت الإدارة بهدوء اتفاق «تعليق عمل» يحمل إيران على تعليق إنتاج الوقود الذي يصل إلى درجة تخصيب تصل إلى الدرجة اللازمة لصنع سلاح نووي ونقله من البلاد، بحسب دبلوماسيين من دول مختلفة مشاركة في النقاشات. ومع ذلك، رفض مسؤولون إيرانيون هذه الدعوات، مؤكدين على ضرورة رفع العقوبات. ولم يكن هناك حديث عن اتفاق أكثر شمولا ودواما. ومن الخيارات التي وافقت عليها الإدارة الأميركية بالفعل هي المناورات العسكرية التي من المقرر أن تتم بدءا من 16 إلى 27 سبتمبر (أيلول) الحالي، والتي ستتدرب فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها على رصد وتدمير الألغام بالسفن والمروحيات والغواصات التي تعمل من دون قائد. وستظل السفن بعيدة عن مضيق هرمز لتفادي الاحتكاك المباشر بالبحرية الإيرانية.

واستباقا للمناورات، ضاعفت البحرية الأميركية بداية الصيف الحالي عدد كاسحات الألغام في المنطقة بحيث وصلت إلى 8 حاويات. ويأتي هذا في إطار سلسلة من التعزيزات العسكرية في الخليج خلال الأشهر القليلة الماضية، التي تقول الولايات المتحدة عنها إنها دفاعية.

ويعد هذا تفسيرا للمحاولات الأميركية لإنشاء نظام دفاع صاروخي إقليمي في الخليج من أجل حماية المدن ومصافي النفط وخطوط الأنابيب والقواعد العسكرية من أي ضربة إيرانية.

مع ذلك، تسود حالة من القلق بين المخططين الاستراتيجيين الأميركيين من احتمال تأويل إيران هذه الأفعال على أنها محاصرة، وتشجيع هذه الأفعال من يريد الإسراع نحو امتلاك القدرة النووية إن لم يكن السلاح النووي ذاته في هذا البلد. ويمكن أن يحدث واحد من الخيارات، التي يؤيدها كثير من الديمقراطيين والجمهوريين لإحداث هزة في إيران، وهو المساعدة في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، التي تعد تقريبا الصديق الوحيد لإيران في المنطقة، التأثير نفسه.  ودار نقاش داخل البيت الأبيض حول ما إذا كان أوباما بحاجة إلى إعادة صياغة استراتيجية التفاوض التي يتبناها بحيث ترتكز على «خطوط حمراء» واضحة لإيران لن تسمح الولايات المتحدة لها بتجاوزها. وحتى إذا رسم أوباما «خطا أحمر» واضحا، ستبقى جديته محل شك. بحسب حسابات غراهام أليسون، الخبير في الصراع النووي بجامعة هارفارد، سمحت الولايات المتحدة وحلفاؤها لإيران بتخطي سبعة «خطوط حمراء» سابقة على مدى الثمانية عشر عاما الماضية دون أن يكون لهذا عواقب كثيرة.

وهذا يفسح المجال لخيار واحد آخر يكره المسؤولون مناقشته وهو القيام بعمل سري جديد. وقد تم تفضيل شن هجوم «الألعاب الأولمبية» على أجهزة الطرد المركزي في إيران على نهج آخر كانت إدارة أوباما تناقشه وهو استهداف شبكات كهربائية تغذي العمليات النووية. مع ذلك، رفض أوباما شن أي هجوم قد يؤثر على مدن أو منشآت قريبة قد يلحق ضررا بالمواطنين الإيرانيين العاديين. وتم التفكير في خطط أخرى في الماضي، لكن يتم إعادة التفكير فيها حاليا؛ ومنها التركيز على أهداف أخرى في العملية النووية بداية من تصنيع الوقود الخام ووصولا إلى المنشآت المرتبطة بتصنيع الصواريخ. وحدث انفجار في مصنع صواريخ العام الماضي ودارت الشكوك حول إسرائيل، لكن لم يتم إثبات ذلك. وينفي مسؤولون أميركيون وجود أي علاقة للولايات المتحدة بذلك الحادث.

ومن المقترحات الأخرى، التي تتم مناقشتها في واشنطن ويؤيدها بعض مسؤولي الأمن القومي السابقين، توجيه ضربة عسكرية «سرية» شبيهة بالتي وجهتها إسرائيل ضد المفاعل النووي السوري عام 2007. لقد استغرق الأمر أسابيع ليعرف أن الموقع قُصف بطائرات إسرائيلية. وربما لأن إسرائيل لم تعترف رسميا بشن هذا الهجوم؛ ولأن نجاحه كان محرجا جدا لسوريا، فإنه لم يكن هناك رد عسكري عليه.

*خدمة «نيويورك تايمز»

 

روسيا تنصح رعاياها بالبحث عن «طريق آمن» للخروج من سوريا ولافروف يكشف عن توافق الأهداف مع كلينتون حول دمشق

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

وجهت وزارة الخارجية الروسية أمس توصية مفتوحة لرعاياها بتجنب الرحلات إلى سوريا، ونصحت أولئك الذين يعيشون هناك باستخدام طرق آمنة للخروج. وذلك بالتزامن مع إعلان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه سيبحث مع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، المسألة السورية على هامش قمة رؤساء بلدان آسيا والمحيط الهادي، التي بدأت أعمالها في فلاديفوستوك بالشرق الأقصى الروسي، على الرغم من عدم وجودها ضمن جدول أعمال هذه القمة، التي تعير الاهتمام الأكبر للتوجهات والقضايا الاقتصادية في الأساس. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في رسائل متوالية بثتها مساء أمس على صفحتها الرسمية بموقع «تويتر» أن «تصريحات الجيش السوري الحر بشأن عزمه على إسقاط الطائرات المدنية على دمشق وحلب، أثارت جزع موسكو». وتابعت أن «مثل هذه التهديدات غير مقبولة تماما وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي»، في إشارة إلى تحذيرات نشرها الجيش الحر نهاية الأسبوع الماضي، تناولت إمهاله شركات الطيران 3 أيام (تنتهي أمس) لعدم استخدام المطارين، قائلا إن النظام السوري يستخدمهما في عمليات عسكرية.. وإنه قد يستهدفهما لاحقا لوقف تلك الهجمات. وأضافت الخارجية الروسية أن «آخر تصريح للجيش السوري الحر يؤكد أن الإرهاب أصبح واحدا من الأساليب الرئيسية لأنشطته»، وأنه «من الضروري أن يتم التأثير بعزم على قادة الجيش الحر لمنعه من صنع مثل هذه التهديدات، ناهيك عن تنفيذها». واختتمت الوزارة بالتحذير: «إن وزارة الخارجية الروسية تؤكد توصيتها للمواطنين الروس لتجنب الرحلات إلى سوريا، وتنصح أولئك الذين يعيشون هناك باستخدام طرق الخروج الآمن». ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، أنه سيبحث مع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، المسألة السورية على هامش قمة رؤساء بلدان آسيا والمحيط الهادي، التي بدأت أعمالها في فلاديفوستوك بالشرق الأقصى الروسي، على الرغم من عدم وجودها ضمن جدول أعمال هذه القمة، التي تعير الاهتمام الأكبر للتوجهات والقضايا الاقتصادية في الأساس.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إنه «سيحاول اغتنام هذه الفرصة الإضافية من أجل توضيح الرؤية الروسية حول سبل تجاوز الأزمة السورية على أساس وقف العنف من أي مصدر كان، وتنظيم حوار داخلي شامل بين السوريين للتوصل إلى وفاق وطني على أساس القاعدة السياسية القانونية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وخطة كوفي أنان والبيان الختامي للاجتماع الوزاري لمجموعة العمل حول سوريا في جنيف الذي عقد في 30 يونيو (حزيران) الماضي».

وأوضح أن «كل ما يتبقى يجب أن يحل على طاولة المفاوضات بين السوريين أنفسهم. ونعتقد أن فرض أي شيء عليهم من الخارج حول مستقبل بلادهم، سيكون غير مثمر. كما أن التسوية المفروضة من الخارج لن تكون راسخة». وأضاف لافروف أن بلاده «طرحت أن يتبنى مجلس الأمن الدولي المصادقة على هذه الوثيقة، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك»، مؤكدا أن «مسائل التسوية السورية ستكون حاضرة، بالطبع، في اتصالات ثنائية في فلاديفوستوك حيث ستشارك مجموعة واسعة من ممثلي المجتمع الدولي، بمن فيهم أولئك الذين يؤثرون على الوضع في سوريا بشكل مباشر». وقال بوجود الاتفاق في الرأي حول الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا بين روسيا والولايات المتحدة؛ وإن كان هناك اختلاف بينهما حول كيفية تحقيق ذلك. وأشار لافروف إلى أنه «ومن حيث المبدأ، فإنه يوجد اختلاف في موقف روسيا وأميركا. كل منا يريد أن تصبح سوريا ديمقراطية ذات نظام متعدد يحققه السوريون بأنفسهم، مع احترام كل الدول سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية». وقال إن «واشنطن تريد الوصول إلى تحقيق هذا من خلال تنحية الرئيس السوري، بشار الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية دون التنسيق مع السلطات السورية الحالية، في حين يتضمن الحل الذي تقترحه روسيا لإنهاء النزاع السوري وقف الطرفين السوريين المتنازعين لإطلاق النار وتعيين المتفاوضين الذين يجب أن يقرروا جميع المسائل الأخرى بأنفسهم دون تدخل الأطراف الخارجية».

 

فابيوس: ضرب إيران سينقلب ضد تل أبيب  واشنطن تقول لطهران: لن نشارك في الحرب شرط عدم استهداف قواعدنا في الخليج!

 تل أبيب  يو بي آي: كشفت مصادر في إسرائيل, أمس, أن الإدارة الأميركية بعثت برسالة سرية لإيران أكدت فيها أنها لن تشارك في هجوم عسكري إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية, وطالبت طهران بعدم مهاجمة قواعدها في الخليج. ووفقا للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلة, شيمون شيفر, فإن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية توجهوا إلى نظرائهم في إيران بواسطة دولتين أوروبيتين يتم استخدامهما كقناة اتصال في حالات الأزمات. وأضاف شيفر أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا للجانب الإيراني أن الولايات المتحدة لا تنوي الدخول في حرب إذا ما قررت إسرائيل شن هجوم أحادي الجانب ومن دون تنسيق معها. ولفت شيفر إلى أن الرسالة الأميركية ذكرت أن الولايات المتحدة تتوقع في هذه الحالة ألا تهاجم إيران أهدافا ستراتيجية أميركية في الخليج, وبينها قواعد عسكرية والأسطول الأميركي وحاملات طائرات. ورأى المحلل أن هذه الرسالة تنضم إلى تصريحات رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارتن ديمبسي أخيرا بأن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من القضاء على البرنامج النووي الإيراني وأن الولايات المتحدة لا تريد المشاركة في حرب إسرائيلية ضد إيران.

ونقل شيفر عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن العلاقات الأمنية الإسرائيلية ¯ الأميركية وصلت إلى حضيض غير مسبوق, وأنه "يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر تحذير صناع القرار في إسرائيل من النتائج المدمرة لهجوم غير منسق مع الولايات المتحدة". في سياق متصل, ذكرت صحيفة "معاريف" أن 4 وزراء خارجية أوروبيين سيزورون إسرائيل في الأيام المقبلة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعتزم القول لهم إنه "إما عقوبات اقتصادية تشل إيران أو عملية عسكرية وشيكة ضدها". والوزراء الأوروبيون الذين سيزورون إسرائيل قريبا هم وزراء خارجية ايطاليا وألمانيا وبلغاريا والنرويج. على صعيد متصل, قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, ان توجيه ضربة اسرائيلية لإيران قد "ينقلب ضد اسرائيل", داعيا الى تعزيز العقوبات لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي. وقال فابيوس لمحطة التلفزيون "بي اف ام-تي في" واذاعة "مونتي كارلو", "انني ارفض رفضا قاطعا امتلاك ايران لسلاح نووي لكنني اعتقد انه اذا وقع هجوم اسرائيلي, فسينقلب ضد اسرائيل مع الاسف و(سيجعل) ايران في وضع الضحية, وإذا وجهت ضربة لهم (الايرانيون), فإنهم سيصبحون ضحايا ويستعيدون بعض الشرعية لدى الشعب هناك".

وأضاف "نقول انه يجب زيادة العقوبات وفي الوقت نفسه مواصلة التحدث مع ايران لدفعها الى التراجع". وعبر فابيوس عن أسفه لأن "الصينيين والروس والهنود لا يحترمون العقوبات, وهذا يؤدي الى ثغرات وإن كانت العقوبات بدأت تزداد فاعلية". ولم يوضح المجالات التي يمكن أن يشملها تعزيز للعقوبات, غير أنه قال "ندرس كل الخطط". وحتى الآن ادت العقوبات المصرفية التي فرضت على ايران منذ 2010 الى إبطاء النشاط الصناعي في البلاد وتضخم تجاوز العشرين في المئة وارتفاع البطالة ونقص في العملات الاجنبية. وتفاقم الوضع مع فرض حظر نفطي ادى منذ بداية العام الى تراجع بنسبة خمسين في المئة في صادرات النفط التي تؤمن لإيران الجزء الاكبر من وارداتها بالعملات الاجنبية

 

مقابل امتناعها عن دعم أي هجوم إسرائيلي واشنطن طالبت إيران في «رسالة سرية» بعدم استهداف قواعدها في الخليج

القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة/الراي

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية امس، أن الولايات المتحدة وجّهت رسالة غير مباشرة إلى الجمهورية الإسلامية مفادها أن واشنطن لن تدعم أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية طالما أحجمت إيران عن مهاجمة المصالح الأميركية في الخليج. ونقلت رسالة الولايات المتحدة إلى إيران عبر دولتين أوروبيتين، وأوضحت فيها واشنطن أنها لا تنوي دعم إسرائيل في هجوم ربما يثير أزمة في المنطقة. في المقابل، تنتظر أميركا من إيران عدم المساس بمصالحها في الخليج، بما في ذلك عدم مهاجمة قواعدها العسكرية وحاملات الطائرات.

وذكرت «يديعوت أحرونوت»، أن مسؤولين إسرائيليين تحدّثوا عن تدهور لم يسبق له مثيل في العلاقات الدفاعية بين الدولتين نابع من رغبة إدارة الرئيس باراك أوباما في تحذير إسرائيل من شنّ هجوم على إيران من دون تنسيق معها. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «معاريف» امس، أن 4 وزراء خارجية أوروبيين سيزورون إسرائيل في الأيام المقبلة وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينوي القول لهم إنه «إما عقوبات اقتصادية تشلّ إيران أو عملية عسكرية وشيكة ضدها». والوزراء الأوروبيون الذين سيزورون إسرائيل قريبا هم وزراء خارجية ايطاليا وألمانيا وبلغاريا والنرويج.

الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، هو الآخر تناول التهديد الايراني، اذ قال انه لايتعين التقليل من شأن التهديدات الجديدة في الشرق الاوسط لكن لا يتعين ايضا الشعور بالذعر حيالها.واضاف في مراسم تكريم وحدات الاحتياط: «اسرائيل اليوم اقوى من اي وقت مضى، ولديها وسائل الحماية الخاصة بها، تلك التي تم صنعها في الماضي وتلك التي يتم تطويرها اليوم وتلك التي سيتم تطويرها غدا».

وفي المناسبة نفسها، قال وزير الدفاع ايهود باراك: «الواقع الذي نعيش فيه يفرز تحديات خطيرة والحاجة لاستخدام مواردنا على نحو افضل والاعداد لاي تطور على المديين القريب والبعيد». واضاف: «الجيش الاسرائيلي سيحمي اسرائيل ومستقبلها». وفي واشنطن، قال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني ان «نافذة الديبلوماسية مازالت مفتوحة مع إيران، والطريقة المثلى لضمان عدم امتلاكها سلاحاً نووياً هي عبر عملية ديبلوماسية تسفر عن موافقة إيران... على التخلي عن طموحاتها النووية والالتزام بموجباتها الدولية».

غير انه لفت إلى ان «هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد، وأوضحنا ذلك». وقال ان الأميركيين والإسرائيليين يتشاركون الهدف نفسه وهو ان لا فارق بيننا عندما يتعلق الأمر بالتزامنا للحؤول دون امتلاك إيران سلاحاً نووياً، والعبء بالكامل على إيران. وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، «انني ارفض رفضا قاطعا امتلاك ايران لسلاح نووي لكنني اعتقد انه اذا وقع هجوم اسرائيلي، فسينقلب ضد اسرائيل مع الاسف و(سيجعل) ايران في وضع الضحية». واضاف: «اذا وجهت ضربة لهم (الايرانيين)، فسيصبحون ضحايا ويستعيدون بعض الشرعية لدى الشعب هناك».

وتابع: «نقول انه تجب زيادة العقوبات وفي الوقت نفسه مواصلة التحدث مع ايران لدفعها الى التراجع». وقال فابيوس ان «الايرانيين يطوّرون اجهزة للطرد المركزي (لتخصيب اليورانيوم) بطريقة لا سبب لها سوى وجود هدف عسكري، اي ان الخطر حقيقي»، معبرا عن اسفه لان المفاوضات التي تجريها مجموعة خمسة زائد واحد «لا تحقق تقدما». واضاف: «لا يمكن الوثوق» بالايرانيين، مؤكدا انه «نظام قادر على الكذب على شعبه».

 

هي محنة الترجمة في عصر الممانعة

المستقبل/في إيران، رئيس أكبر دولة عربية يندّد بجرائم النظام في سوريا ويؤكّد أنّه فقد شرعيّته. المترجم متأهّب للتحريف على الفور: محمد مرسي يقول "سوريا"، المترجم ينقلها "البحرين". في "حزب الله" التابع لإيران، هناك مسؤول متخصّص بهذا النوع من الترجمة. انه الشيخ نبيل قاووق. الواقع يقول: "حزب الله" يتورّط ميدانياً أكثر فأكثر في الإشتباكات والمعارك الدائرة في سوريا. الشيخ يترجم "حزب الله" فيقول: "14 آذار". الواقع يقول: الحكومة اللبنانية بيد "قوى 8 آذار" التابعة للنظامين السوريّ والإيرانيّ. الشيخ قاووق يترجم: السلطة حالياً بيد 14 آذار. "حزب الله" نفسه يقول إنّ سلاحه أقوى من أن يناقش على طاولة حوار. الشيخ قاووق يترجم: 14 آذار تمتلك سلاحاً، وتبني قواعد عسكرية، وترسل مقاتلين إلى سوريا. الواقع يقول: إن جهازاً أمنياً تمكّن من كشف شبكة ارهابية، بشهادة القضاء اللبنانيّ ورئيس البلاد. قاووق يترجم: بعض الأجهزة الأمنية متورطة في تصدير شبكات المسلّحين الى سوريا. بالأمس، أحسن نبيل قاووق الترجمة في موضوع واحد فقط، عندما قال إنّ المقاومة موجودة أصلاً لحماية النظام السوريّ.

 

السنيورة يسلّم سليمان اليوم مذكرة لمواجهة الإعتداءات السورية و"لقاء تشاوري أول" تنظمه أمانة 14 آذار في معراب غداً

ايلي الحاج/النهار

تتحرك قوى 14 آذار في اتجاهين ضاغطين. فاليوم يسلّم الرئيس فؤاد السنيورة مذكرة - عريضة نيابية إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تطالب الدولة اللبنانية بحماية شعبها وأرضها من اعتداءات متمادية ومتعددة الوجه يمارسها النظام السوري. وغداً في معراب لقاء تشاوري أول وموسّع دعت إليه وتنظمه وتديره الأمانة العامة لـ14 آذار، تليه لقاءات في مراكز قيادية وأمكنة أخرى على طريق رسم "خريطة طريق سياسية" للمرحلة الآتية.  المذكرة – العريضة التي يقدمها الرئيس السنيورة تحمل تواقيع غالبية نواب 14 آذار ويستند مضمونها إلى البيان الذي أصدرته كتلة نواب "المستقبل" في 28 آب الماضي، وكذلك إلى الخطاب الذي كان قد ألقاه نائب بيروت نهاد المشنوق في الإفطار الذي أقامه لعائلات بيروت في 12 آب. ويمكن اختصار عناوينها بالآتي: يتوجب اتخاذ إجراءات الحد الأدنى لحماية لبنان بعد ما كشفته قضية ميشال سماحة - علي المملوك من "وقائع إجرامية مخيفة"، وهذه جريمة سياسية كبرى لا يجوز التعامل معها كأنها جناية عادية ومحاولة لفلفتها أو طمسها.

وتزيد إجراءات حماية لبنان إلحاحاً الإعتداءات اليومية التي بات يرتكبها النظام السوري عبر الحدود بالقصف حينا والخطف أحياناً، وبتحريك جماعات موالية له وخلايا تهز الاستقرار العام والأمن في البلاد.

ومن أهم مطالب المذكرة:

- طرد السفير السوري علي عبد الكريم علي لأن الأيام أثبتت تورطه في أعمال جرمية أو في تغطيتها، بدليل عملية خطف المسؤول السوري السابق شبلي العيسمي.

- تعليق العمل بالإتفاقات الأمنية الموقعة بين البلدين وتجميد العمل بالمجلس الأعلى اللبناني - السوري.

- تقديم شكوى إلى جامعة الدول العربية وإخطار مجلس الأمن الدولي بأعمال النظام السوري ضد لبنان.

- الإستعانة بقوة "اليونيفيل" إستناداً إلى القرار الدولي 1701 لدرس سبل مساعدة الجيش اللبناني في ضبط الحدود مع سوريا.

- تحريك ملف المعتقلين والمخفيين في السجون السورية والتحضير للإدعاء على من اعتقلهم باعتبار فعلهم جريمة ضد الإنسانية.

وفي الشأن الداخلي تندد المذكرة بشدة بتهديد مصالح الدول العربية والأجنبية في لبنان وكذلك التهديد بخطف رعاياها، وبموقف "حزب الله" المتلطي وراء عشائر وأسماء تحظى بغطاء سياسي وحزبي من غير أن يحرك أحد في الحكومة ساكناً لحماية مصالح لبنان وشعبه، أقله مع الدول العربية لا سيما الخليجية منها التي ساعدت وتساعد لبنان كثيراً في كل المجالات.

أما اللقاء في معراب، فوجهت الأمانة العامة لـ14 آذار دعوات أمس إلى نحو 150 شخصية للمشاركة فيه، جاء فيها: "في ضوء التطورات المتسارعة في المنطقة والتي انطلقت مع الربيع العربي، لا سيما بخصوص الأزمة السورية وتداعياتها اللبنانية، ثمة حاجة متزايدة إلى التواصل والتفاعل والحوار بهدف بلورة مبادرة إنقاذية وخريطة طريق تعتمدها قوى 14 آذار في مواجهة الإستحقاقات الداهمة (...) وفي إطار سلسلة لقاءات تشاورية مع مكوّناتها الحزبية والمدنية كافة، تدعوكم الأمانة العامة إلى لقاء تشاوري أول في معراب (...)". وعلمت "النهار" أن اللقاء سيديره منسق الأمانة العامة فارس سعيد وسيصدر عنه على الأرجح بيان يبين نقاط الإتفاق والنقاط التي لم يتم الإتفاق عليها بين المجتمعين، على غرار ما حصل في لقاء البريستول قبل تكوّن 14 آذار. والغاية من اللقاء والسلسلة التي تليه إنتاج تصور مشترك لما تريده الحركة السيادية أمام المنعطف الكبير المتمثل في حتمية سقوط النظام السوري. بعد ذلك يأتي الإتفاق على إطار وآلية لتحقيق التصور المشترك المطلوب. ولا تخفى على المنظمين صفة الإلحاح والضرورة لعقد سلسلة اللقاءات التشاورية، كما لا يخفى عليهم النقص والتقصير في تحرك 14 آذار لأسباب  لا تحصى. لكنهم يقولون إنها  يجب ألا تتخلف عن تحمل مسؤولياتها أمام التاريخ والوطن. وسيكون عليها، وإلى حد بعيد، الإجابة عن السؤال الأساس: هل يواجه لبنان مرحلة الفرج للمنطقة بمزيد من التمايزات والتباينات وتنامي الخصوصيات بين جماعاته، أو ينخرط في عملية سلام داخلي دائم بعد تغير النظام في سوريا؟.

 

بري وضده

راشد فايد/النهار

لا يقل الرئيس نبيه بري براعة عن سياسيي صيغة 1943، لكأنه فر من زمنهم، إلى زمن الوصاية بعدما عايش الحرب وساهم فيها، بأوجهها المحلية والإقليمية، ثم انسل إلى مرحلة الاستقلال الثاني، تحت عنوان أنه ضروري ومعبر بين معسكري السياسة، رغم أنه طرف أساس في أحدهما. فالرجل يحسن التسويق لموقف وضده، في آن، ويحالف ويخاصم في آن، ويقلد معاوية، على كرهه له، في إبقاء الشعرة بينه وبين الآخرين، حتى بات ضرورة للخصوم والحلفاء معا. هو غلالة اللبننة التي تستر تفتيت الدولة لمصلحة الدويلة، وهو نسغ الشرعية الذي يتخلل أي اعتداء عليها: إخترع الميثاقية لتعطيل المحكمة الدولية، واستنبط أن إغلاق مجلس النواب يمنع البلاد من الانقسام، ولم يجد في مشاركة شرطة المجلس في انقلاب 7 أيار الشهير ما يسيء الى الدولة والشرعية. وهو، وهذا الأهم، من يخفف من الوهج الايراني - الأسدي لمشروع حليفه الأمين العام، ويعطيه، من موقعه الرسمي، لمسة محلية، تبرر قول مؤيديه أنه "صمام أمان للبنان". لكن الإعجاب ببراعة رئيس السلطة الثانية، وصاحب الرقم القياسي عالميا، في "احتلال" هذا الموقع، يعتمد كثيرا على قوة ذاكرته، وربما على ضعف ذاكرة الرأي العام، أو قلة ذكائه، كحاله في دعوة اللبنانيين إلى أن "يتقوا الله في هذا الوطن" منبها إلى أن ليس من حاضن إلا الدولة، التي تدمر منهجيا منذ الانقلاب على السلم الأهلي في أيار المجيد، وبمساهمة منه، ومحذرا من"تقاسم وتقسيم للادوار والشوارع والمناطق" كأن السامعين لم يعرفوا يوما بالحدود غير المرئية للضاحية، والأمن الذاتي، منذ تنعم أهلها بفائض قوة متحدر من أصول مقاومة (بكسر الواو) وحتى "استقلال" شوارع داخلها عن كل سلطة، وبعضها مطوّب لحركة"أمل" التي يرأسها إلى جانب مجلس النواب.

ربما هو هذا الرهان الذي ينسيه أنه رئيس منذ 21 عاما، وأن خطابه في تقصير الدولة لا يبرّئه، وإن كان يسجَل له أنه مد اهتمامه إلى عكار والضنية للمرة الأولى، وكرر غيرته على البقاع للمرة الألف بلا ترجمة. كما يسجل له أنه رفع نسبة اللبننة في خطابه، كأنه خارج المشروع الإقليمي لحليفه، وأناشيد الحرب، ولم يدافع عن نظام الأسد وإن اتخذ موقفا تصالحيا يساوي بين القاتل والضحية، بدعوتهما إلى التحاور، متخليا عن الكلام الممجوج على" الممانعة والمقاومة". لكنه لم يبرأ تماما منه: فبعدما أكد أن" لكل ظالم نهاية" و"أننا وقفنا إلى جانب الشعب الليبي البطل في الإعلان عن نهاية عصر الديكتاتورية والتسلط والوحدات العربية والافريقية المشبوهة" يلتفت إلى سوريا فيرى "مؤامرة دولية وتدميرا لسوريا وإحلال "سايكس – بيكو" جديد".

دولة الرئيس، ليس من شعرة معاوية بين ليبيا وسوريا، بل تشابه حتى التطابق.

 

وليد جنبلاط: الثورة السورية لن تتراجع ولا يمكن لها أن تتراجع مهما كان الثمن

موقع 14 آذار/أدلى رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة 'الأنباء” الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي مما جاء فيه: يوماً بعد يوم، تتكشف خيوط التلاقي المشبوه، المدروس أم غير المدروس، الذي يحصل بين المواقف الدولية والاقليمية، الأميركية والروسية، حيال الأزمة السورية، وهو ما يؤكد صوابية وجهة نظرنا منذ إندلاع الثورة السورية بأن هناك أشكالاً متعددة للتواطؤ الاقليمي والدولي ضد الشعب السوري الأعزل. فالموقف الروسي الداعم للنظام السوري يؤكد وقوفه ضد الشعب السوري، وعندما يقول وزير الخارجية الروسي أن الجيش السوري سوف يبقى في المدن، فهذا يعني المزيد من التدمير للمدن. من ناحية أخرى، عندما يعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية رفض إدارته إيجاد منطقة حظر جوي ورفض إعطاء الثوار الوسائل التي تساعد على خلق منطقة حظر جوي وعندما يقول بأن إستمرار الحرب سيجعل من سوريا دولة مارقة أو فاشلة Failed State، فهذا الكلام يثبت التقاطع المريب الذي يدفع ثمنه في نهاية المطاف الشعب السوري. وكأن هناك إعادة رسم لما تبقى من خريطة سايكس-بيكو من قبل مجموعة من الدول الاقليمية والغربية. من ناحية أخرى، فإنها المرة الثانية التي تشهد فيها منطقة جرمانا في سوريا تفجيراً من خلال سيارة مفخخة في مسعى بات مكشوفاً وهو يرمي إلى تخويف الناس ودفعهم لتقبل فكرة الحماية الذاتية والتسلح، وهو مخطط واضح من قبل النظام السوري وبعض الأوساط الدرزية المتميزة بقصر نظرها، بالتواطؤ مع بعض الوجهاء في جبل العرب، الذين يريدون جر الدروز بعد تسليحهم الى مواجهة مع الثورة أو مع أبناء الطوائف الأخرى، وهو ما يصب في مصلحة النظام ومساعيه لاشعال الفتنة الداخلية للحد من ضغط الثورة وتقدمها على كل المستويات، فحذار لجميع الشرفاء والوطنيين من السقوط في هذا الفخ المخطط له بعناية ودقة. فلماذا تُستهدف جرمانا في الوقت الذي لم يسبق أن إستهدفت سوى المراكز الأمنية والعسكرية؟ لقد سمعنا في الأيام القليلة المنصرمة عن المخططات المرسومة لتسليح الأقليات وهو مخطط واضح الأهداف والمرامي لتأليب المناطق والطوائف على بعضها البعض وللحد من إنتصارات الثورة السورية المتتالية والضربات الموجعة للنظام. إن وعي الشعب السوري الذي قدم حتى الآن التضحيات الهائلة وقام بجهود جبارة بالتعاون مع الجيش السوري الحر سينتصر في نهاية المطاف. وهذه الثورة لن تتراجع ولا يمكن لها أن تتراجع مهما كان الثمن. وهذا الوعي سيكون كفيلاً بإسقاط كل المخططات المشبوهة للنظام وأزلامه وعملائه لتفادي المزيد من الاقتتال والدم الذي يراق يومياً في مختلف أنحاء سوريا.

 

فارس سعَيد: السلاح السوري والإيراني عطّل "الطائف"

موقع 14 آذار/أكّد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" أنّ ما أدّى إلى "التنفيذ المُجتزأ لاتّفاق "الطائف" مرَدّه إلى السلاح السوري ومن ثمّ الإيراني عبر "حزب الله"، فضلاً عن القراءات المغلوطة لهذا الاتفاق كونه لا يمكن لأيّ طائفة أن تحقّق مكتسبات على حساب الشريك الداخلي، فالمكتسبات للدولة وحدها". وأوضح سعيد، في حديث إلى صحيفة "الجمهوريّة" أنّ "السلاح حال دون تنفيذ الطائف مرّتين: مرّة في ظلّ وجود الجيش السوري في لبنان، والأخرى ما زلنا نعيش تداعياتها، والمتمثلة بسلاح "حزب الله"، مضيفاً: "المشكلة الأبرز هي في السلاح السوري والإيراني، ولكن هذا لا يقلّل من حقيقة أنّ هذا الاتفاق لم يُفهم أيضاً من قِبل اللبنانيّين. صحيح أنّ روحيته هي ميثاقية بامتياز، غير أنّها لم تكن مفهومة أو مقبولة من قِبل كلّ الطوائف". وقال سعيد أنّ "المسيحيّين رأوا أنّ هذا الاتفاق مجحف بحقّهم، رافضين التخلَّي عن فكرة أنّ لبنان هو وطن ملجأ لهم، وبالتالي أبَوا الاعتراف بعدم جوازيّة أن تكون هناك بعد الحرب الأهلية، طائفة مميّزة على حساب الطوائف الأخرى"، مردفاً: "نحن نشدّد على أهمّية أن يكون هذا الاتّفاق الإطار الناظم للعلاقات اللبنانية – اللبنانية، وعلى ضرورة تطبيقه فعليّا وبكلّ حذافيره نصّاً وروحا، من أجل اكتشاف ثغراته ومن ثمّ تجاوزه أو تطويره عند الحاجة، سعياً لإنقاذ هذا البلد".

ورداً على سؤال، شدد سعيد على أنّ "الطائف واضح، لا ذكرَ لكلمة مقاومة، ولا تبرير دستورياً لامتلاك "حزب الله" للسلاح، ويجب التمييز بين نصّ الاتفاق والبيانات الوزارية التي فرضتها ظروف احتلالية أو تسويات ظرفية".

 

رسالة عاجلة من الحكومة اللبنانية إلى دمشق لوقف الخروقات على الحدود والمرعبي لـ"السياسة": نظام الأسد يريد إحداث فتنة في عكار

بيروت - "السياسة" والوكالات:

تحرك لبنان الرسمي مجدداً على خط الاحتجاج على الخروق السورية المتكررة للحدود اللبنانية باستهداف بلدات وقرى محاذية للحدود بقصف مدفعي. فبعد مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المعلنة ازاء هذا الواقع وطلبه من وزير الخارجية عدنان منصور توجيه كتاب احتجاج الى السلطات السورية, جاء الاحتجاج, أمس, من بوابة السراي في ضوء طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من سفير لبنان في دمشق ميشال خوري توجيه رسالة عاجلة الى وزارة الخارجية السورية وإبلاغها استمرار تعرض بلدات لبنانية قريبة من الحدود لقصف من المواقع العسكرية السورية المتاخمة, والتداعيات السلبية التي يمكن ان تحدثها تلك الخروق على الاجراءات الامنية التي اتخذها الجيش اللبناني للمحافظة على الاستقرار والهدوء على الحدود, تنفيذاً لقرار السلطة السياسية الحريصة على حماية اللبنانيين قرب الحدود وتجنيبهم اي خسائر. من جهته, اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب معين المرعبي أن النظام السوري يعمل لافتعال فتنة في عكار, ولذلك فهو مستمر في قصفه للقرى العكارية حتى يستدرج أبناءها إلى ردة فعل انتقامية ضد سكان بعض البلدات المؤيدة لنظام بشار الأسد, وهذا ما سيؤدي إلى حصول الفتنة التي تريدها دمشق. وقال المرعبي لـ"السياسة" إن النظام السوري يحاول استخدام الساحة اللبنانية من أجل التعمية والتغطية على جرائمه, وللقول إن ما يحصل في هذه المنطقة شبيه بما يحصل في سورية, وبما يعطيه الحق بما يقوم به من ارتكابات ومجازر.

وحمل كبار المسؤولين وقيادة الجيش مسؤولية عدم نشر القوى العسكرية والأمنية بالشكل المطلوب لحماية الأهالي على الحدود, مشيراً إلى أن الاعتداءات السورية اتسعت لتطال قرى وبلدات عدة في منطقة وادي خالد والدريب والسهل, واصفاً الحدود بـ"الفالتة" وليس هناك من يدافع عنها ويصون كرامة الناس. وطالب المرعبي بنشر قوات دولية على الحدود لمنع الاعتداءات السورية وتوجيه شكوى إلى الأمم المتحدة ضد نظام الأسد, نافياً وجود أي مسلح للجيش السوري الحر في المنطقة. من ناحية أخرى, استذكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان "مع مطلع شهر سبتمبر المتوافق مع ذكرى نهاية اشتباكات نهر البارد واستئصال الإرهاب, شهداء الجيش الذين سقطوا". وتوقف أمام "معاناة الفلسطينيين أبناء المخيم الذين ظلموا بوجود الإرهاب بينهم", مكرراً التنويه بـ"ما قام ويقوم به الجيش اللبناني في الدفاع عن لبنان وفي حفظ السلم الأهلي والاستقرار في الداخل". وشدد على "أهمية وحدة الصف الداخلي والارادة الوطنية الجامعة كي تستطيع القوى الأمنية والعسكرية القيام بواجباتها حيال الوطن والمواطنين", داعياً الجميع إلى "التبصر في واقع الأمور والتطورات البالغة الدقة التي تمر بها المنطقة التي تتحول إلى الديمقراطية". واعتبر أن إعلاء المصلحة الوطنية العليا على أي شأن آخر يبقى على أهميته بالنسبة الى أصحابه ثانوياً قياساً إلى أمن الوطن والمواطنين".

 

أشار إلى أنه عاش في لبنان وانتمى لـ «الكتائب»

دمشق: يعقوب شمعون سوري أنهى حكماً بتهمة التعامل مع إسرائيل

دمشق - يو بي آي - قال مصدر سوري إن يعقوب حنا شمعون الذي أفرجت عنه السلطات السورية منذ عدة أيام هو مواطن سوري أنهى مدة حكمه بالمؤبد الصادر عن القضاء السوري بتهمة التعامل مع إسرائيل. وأضاف المصدر إن يعقوب حنا شمعون، «هو سوري الجنسية، والدته حانا، من مواليد القامشلي - وسط، العام 1963»، مشيراً الى أنه «عاش فترة في لبنان وانتمى الى حزب الكتائب وخضع لدورات تدريبية لصالح الحزب نفسه». وأضاف أنه «تم توقيف شمعون عام 1985 بعد ثبوت تلقيه دورة تدريبية لمدة 40 يوماً في إسرائيل، وحكم عليه القضاء السوري بالمؤبد بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي».

 

نواب "المستقبل": 14 آذار تدرس طلب نشر قوات دولية على الحدود الشمالية

المستقبل/أكد نواب كتلة "المستقبل" أمس، أن "الاعتداءات السورية على الأراضي اللبنانية باتت مُتمادية، وهي موجّهة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان نتيجة لمواقفه الوطنية"، لافتين الى أن "قوى 14 آذار تدرس مسألة الطلب من الامم المتحدة نشر قوات دولية على الحدود الشمالية لأن الحكومة تنأى بنفسها عن حماية المواطنين". ورأوا أن "نشر "اليونيفيل" على طول الحدود مع سوريا سيُساعد على إستقرار المنطقة، "خصوصاً ان الفريق الآخر يزعم أن هناك تهريباً للأسلحة من لبنان الى سوريا، وهذه فرصة لضبط الحدود"،

[ اوضح عضو الكتلة النائب عمار حوري في حديث إلى "وكالة الأنباء المركزية"، ان المذكرة التي سترفعها قوى 14 آذار الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان "أصبحت في مرحلة التوقيعات الاخيرة، لأن كل نواب 14 آذار يوقّعون عليها"، لافتاً الى ان "هذه المذكرة تستعرض مخاطر المرحلة السابقة بأكملها، وتقترح أفكارا معيّنة لمواكبة المرحلة المقبلة، وليس مسألة طرد سفير سوريا وإلغاء اتفاقات التعاون مع سوريا فحسب". وأكد ان "رفع هذه المذكرة بات قريبا جداً، واللقاءات بين قيادات قوى 14 آذار متواصلة ولم تنقطع".

وعلّق على اللقاء الذي سيجمع الرئيس سعد الحريري بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم، بالقول: "كما كان الرئيس الحريري يتمتّع بعلاقات ممتازة مع القيادة الفرنسية السابقة، يتمتّع ايضاً بعلاقات جيّدة وممتازة مع القيادة الحالية، ويجيّر هذه العلاقات دائماً لخدمة المصلحة اللبنانية". وأكد ان "لا موعد محدداً لعودة الرئيس الحريري الى لبنان، لأنها مُرتبطة بالظروف الامنية كما بات معلوماً".

وذكّر بدعوة كتلة "المستقبل" في إجتماعها الاخير الى توسيع عمل "اليونيفيل" وفق القرار 1701، معتبراً أن "الاعتداءات باتت مُتمادية، وهي موجّهة الى الرئيس سليمان نتيجة لمواقفه الوطنية، وإذا نُشرت "اليونيفيل" على طول الحدود مع سوريا فستُساعد على إستقرار المنطقة، خصوصاً ان الفريق الآخر يزعم أن هناك تهريباً للأسلحة من لبنان الى سوريا، فهذه فرصة لضبط الحدود".

ووصف كلام الفريق الآخر المتمثّل بـ "حزب الله" عن أن هناك قواعد لقوى 14 آذار تدعم الداخل السوري من شمال لبنان، بأنه "كلام مُهين للجيش اللبناني والقوى الامنية، التي نفته مراراً، ولكنه ليس غريباً على من ينتهج المدرسة الايرانية ـ الفارسية التي قدّمت درساً من دروس المغالطات منذ ايام، بتحريفها كلام الرئيس المصري في مؤتمر دول عدم الانحياز".

[ حمّل عضو الكتلة النائب هادي حبيش في حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، "الحكومة التي تنأى بنفسها حتى عن حماية المواطنين اللبنانيين منذ بداية الثورة السورية مسؤولية سقوط قذائف من الجانب السوري على الحدود الشمالية، وتحديداً في منطقة عكار". وقال: "اعتدنا على بدعة القصف غير المقصود من النظام السوري، الذي أرسل متفجرات مع نائب ووزير اسمه ميشال سماحة الى لبنان ليزعزع الامن، وليس غريباً عنه ما يفعله تجاه الشعب اللبناني وأهلنا في عكار، الذين يستقبلون النازحين ويلعبون دوراً كبيراً في مساعدة الثورة السورية عبر رعاية النازحين".

ورأى أن "الحكومة لا تجرؤ على اتخاذ القرار في هذا الاتجاه، والمطلوب ألا تنتظر سقوط شهداء جراء هذا القصف، وأن تأخذ قرارا ًحاسماً في هذا الموضوع وتعطي توجيهات حازمة الى الجيش كي ننتهي من هذا الموضوع"، مشيراً الى أنه "عندما نرى الاجهزة الامنية اللبنانية أو الحكومة المسؤولة عن اعطاء الاوامر لها لا تعطي توجيهات واضحة للجيش في هذا الاطار، فمن الطبيعي أن نلجأ الى الأمم المتحدة لحماية الشعب اللبناني". واستغرب "كيف تتهم حكومة شعبها بدلاً من اتخاذ إجراءات لحمايته"، لافتا الى أن "حزب الله يسيطر على هذه الحكومة ويتهم الشعب اللبناني بأنه ينطلق بجبهة من لبنان في اتجاه سوريا، وهذا استخفاف بعقول الناس، واذا كان لدى حكومة حزب الله معطيات فلتتخذ قراراً بضبط هذه العمليات".

وأوضح أن "قوى 14 آذار تدرس مسألة الطلب من الامم المتحدة نشر قوات دولية على الحدود الشمالية لأن الحكومة تنأى بنفسها عن حماية المواطنين جراء القصف السوري"، سائلاً: "على من يتكل الناس؟ ولماذا يستغربون أن نلجأ الى الحماية من الامم المتحدة؟ فهذه الحكومة تجر الناس الى ذلك".

[ وأشار عضو الكتلة النائب رياض رحال في حديث الى تلفزيون "المستقبل"، الى ان "قرى عكار تشهد عمليات نزوح نتيجة القصف السوري المستمر كل مساء"، مشددا على "ضرورة نشر قوات دولية عند الحدود اللبنانية ـ السورية كي لا تبقى اي اعذار للتسلل". وقال: "إن الجيش السوري يستمر في القصف في محاولة لاستجرار الرد من الجيش اللبناني او المواطنين اللبنانيين للدخول الى القرى العكارية واحتلالها واقامة خط للدولة العلوية المنتظرة من بشار الاسد. وعلى الرغم من ان الجيش اللبناني المشكور موجود على هذه الحدود، الا انه لم يصدر اي بيان يشير الى وجود تسلل وهذا يناقض أفعال الجهة السورية". ورأى ان استهداف المناطق المسيحية في الشمال لم يحصل الا بعد مواقف رئيس الجمهورية الاخيرة، داعيا الحكومة الى "طرد سفير سوريا في لبنان واستدعاء سفير لبنان في دمشق". واعتبر ان "لبنان يقع بين عدو اسمه اسرائيل وبين شقيق عدو وهو النظام السوري، ولا يجوز ان نستمر في الحديث عن انه نظام شقيق فهو أصبح عدو لبنان".

[وأكد عضو الكتلة النائب جمال الجراح في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان - الحرية والكرامة"، أن "مدى الوسائل التي يمكن أن تستعملها قوى 14 آذار هو المطالبة بطرد سفير سوريا وتوجيه كتاب إلى الجامعة العربية والجهات الدولية". ووصف الكلام الأخير لرئيس مجلس النواب نبيه بري بـ "المسؤول"، وقال: "لقد أردنا ملاقاته عند منتصف الطريق، فكان إتصال من الرئيس (فؤاد) السنيورة به وأبدى إاستعداده للقائه، ولكن حتى الآن لم يتحول إلى شيء فعلي". [ وأسف عضو الكتلة النائب عاصم عراجي في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، لـ "أداء الحكومة اللبنانية إزاء الخروق السورية، اذ حتى اللحظة لم يصدر عنها اي موقف ولم تكلّف خاطرها بإصدار بيان". واستنكر "الدخول السوري الى مشاريع القاع من فترة الى أخرى، بحيث يقوم الجيش السوري النظامي إما بعمليات خطف او قتل"، مشدداً على أن "الحكومة اللبنانية غائبة كلياً عما يحصل على الحدود". وإذ أكد أن "لا وجود لقواعد عسكرية في لبنان تنطلق منها الهجمات العسكرية على المواقع السورية بتغطية وتسهيل من قيادات 14 آذار، ولا وجود لقواعد الجيش السوري الحر في لبنان"، أوضح ان "ليس لدى قوى 14 آذار أجهزة عسكرية تسهّل عمل العمليات العسكرية السورية، وهي بالتالي ليست لديها القدرة على ذلك"، معتبراً أن "كل الكلام عن تهريب السلاح الى سوريا مردود". واشار الى أن مذكرة 14 آذار الى الرئيس سليمان "قد تتضمن طلباً من اليونيفيل بمساعدة الجيش اللبناني في ضبط الحدود، حيث تستطيع هذه القوات مراقبة ما يحصل هناك، وبالتالي اذا كنا نتهم بتهريب السلاح فهل سندين أنفسنا؟".

 

بوادر إعادة تموضع لبري/"14 آذار": تجاربنا مع رئيس مجلس النواب مريرة

 بيروت - "السياسة": انشغل الوسط السياسي بالمواقف الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري التي استحق عليها إشادة بعض رموز قوى "14 آذار", ولكن مصدراً قيادياً في هذا الفريق حذر من الإفراط في تدليل رئيس مجلس النواب بالنظر إلى التجارب المريرة السابقة معه. واعتبر المصدر أنه ينبغي فهم أسباب هذه المواقف بما هي محاولة من بري لإعادة التموضع السياسي في المرحلة المقبلة. ومن هذه الأسباب:

أولاً: المصير المحتوم للنظام السوري الآيل إلى السقوط, ما يدفع حلفاءه في لبنان لإعادة النظر في ارتباطهم به. وإذا كان الحليف الأبرز, أي "حزب الله", يتخبط في مواقفه حتى الآن, فإنه يسجل لبري التقاطه قبل غيره أن الأمور في سورية ذاهبة نحو الأسوأ, وهو الذي نبه منذ أشهر إلى خطر تقسيم سورية, بقوله إن المنطقة أمام "سايكس بيكو" جديدة.

ثانياً: وربطاً بالسبب الأول, فإن بري أكثر استماعاً, من "حزب الله", إلى رجال الدين الشيعة المستقلين الذين كرروا في بيانات ومواقف الدعوة إلى شيعة لبنان للتخلي عن الجهة الخاسرة في الصراع السوري, والانفتاح على مطالب الشعب السوري.

ثالثاً: يعتقد كثيرون في لبنان أن سقوط النظام السوري سيؤدي إلى إضعاف "حزب الله" وتهشيمه, وهذا ما سيفيد بري كشخصية سياسة معتدلة.

رابعاً: إنها الانتخابات النيابية تطل برأسها من دون أن يعرف أحد في لبنان ما إذا كانت ستجري فعلاً الصيف المقبل. ويضع بري احتمالي إنجازها وتأجيلها على قدم المساواة, إلا أن تمايزه السياسي الجديد يخدمه في الحالتين. فإذا تعذر إجراء الانتخابات سيتم التجديد للمجلس النيابي وله كرئيس للسلطة التشريعية, ومن أجل ذلك فإنه بحاجة لدعم "8 آذار" زائد النائب وليد جنبلاط زائد الوسطيين. أما في حال إجرائها, فإن بري سيحتاج إلى قوى "14 آذار" المرجح فوزها في دورة 2013 للتجديد له في رئاسة المجلس.  وسأل المصدر القيادي في قوى "14 آذار": "هل يكفي إعلان نوايا من بري لتراجع الحريري عن وعده, بعد انتخاب بري الذي كان مهندس الاتفاق الرباعي في العام 2005 ومن ثم انقلب عليه بعد أن اخذ منه ما يريد, أي رئاسة المجلس?. وهو أيضاً مهندس الحوار الذي أقر المحكمة الدولية, ومن ثم انقلب عليها بإقفال المجلس النيابي. وهو أيضاً أبرز المهندسين اللبنانيين لاتفاق الدوحة, ومن ثم انقلب عليه إلى جانب حزب الله والنائب ميشال عون".

 

 خاص - اشكال بين "امل" و"الاشتراكي" في الجبل أوقع عددا من الجرحى وتم تطويقه

خاصalkalimaonline

في معلومات خاصة بموقع "الكامة اونلاين"، فقد وقع اشكال امني بين عناصر من "حركة امل" واخرين من الحزب "التقدمي الاشتراكي" مساء الجمعة الماضية في منطقة عاليه وامتد الى صوفر، وتطور الى تضارب بالايدي واستخدام العصي والالات الحادة، وادى الى وقوع ثلاثة جرحى بين الطرفين، ونجحت الاتصالات بتطويقه وعدم تسربه الى وسائل الاعلام.

وفي التفاصيل، انه وبعد عودة باصات تنقل عناصر ومناصرين لـ"حركة امل" من مهرجان ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في النبطية، توقف بعض الباصات امام فرن "ابو عرب" لصناعة الكعك في محلة ضهر الوحش بين الكحالة وعالية، وصودف توقف "ميكروباص" يقل عناصر من الحزب "التقدمي الاشتراكي" كانوا يشاركون في تجمع للحزب أقامه في ساحة سمير قصير في وسط بيروت، تطالب بطرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وقد حصل تلاسن بين الطرفين اللذين كانا عناصرهم يرفعون الاعلام الحزبية، وكان الاشتراكيون يهتفون ضد النظام السوري وحلفائه في لبنان، وتطور التلاسن الى تضارب حيث تمكن ركاب باص "حركة امل" من ان يوسعوا ضربا بالاشتراكيين اغلبيتهم من ال "غريزي"، الذين غادروا المكان الى رويسات صوفر بعد ان استعانوا برفاق لهم وابناء من بلدتهم من بتاتر القربية من بحمدون، واقاموا حاجزا على الطريق واوقفوا الباص الذي حصل الحادث مع ركابه، وقاموا بضربهم واصابوا ثلاثة منهم بجروح بالغة، نقلوا الى المستشفى الوطني في عاليه، حيث قام النائب اكرم شهيب مع مسؤولين في الحزب الاشتراكي بالتدخل ومنع تطور الحادث، وجرت اتصالات مع "حركة امل"، واتفق الطرفان على طي ما حصل وحصره، على ان تتخذ العقوبات الحزبية لمن تسبب بالاشكال الذي كاد ان يتسبب بعودة التوتر الى الجبل.

 

"الممانعون" يتخبطون.. قاووق "ينقلب" على إبراهيم

كارلا خطار/المستقبل

أبيض أم أسود؟ المطلوب من قوى 8 آذار، رغماً عن "ممانعتهم" أن يحددوا أو يتّفقوا على رأي واحد. فبعد إلقاء القبض على الوزير السابق ميشال سماحة واعترافه بعلاقته "الإرهابية" باللواء السوري علي مملوك، ضلّ الممانعون طريق الوفاق وفقدوا لغة التخاطب "المنطقي" بين بعضهم البعض..

لا علاقة لقوى 14 آذار في "الخربطة" الفاضحة التي وقعت فيها قوى 8 آذار. ولا شكّ أن صدمة اكتشاف الحقيقة حملت قياداتها على إطلاق التهم جزافاً وتصويب سهامها الى قوى 14 آذار التي تشكل "فشة خلق" في كل محطة حساسة. انتفضت قيادات 8 آذار فأطلقت مواقف تهاجم قوى 14 آذار، متناقضة، تستدعي طرح العديد من الأسئلة واستعادة الكثير من المواقف.. حاملة منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد على طلب استجواب نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق.

قاووق وجّه العديد من التهم الى قوى 14 آذار، غير مستندة الى أدلة، إنما الى آراء شخصية قوامها تخوين القوى الوطنية، التي أثبتت أحقّية قضيتها على أرض الواقع بعد افتضاح أمر عصابة "سماحة- مملوك".. وبحسب قاووق فإن قوى 14 آذار "يتمنّون أن لا تكون مزارع شبعا لبنانية حتى لا يطالبوا بالتحرير، وهم متورّطون بأتون النار المشتعلة في سوريا"، منتهياً بفضح "أسرار" من نسج الخيال قائلاً "في لبنان يوجد قواعد عسكرية تنطلق منها الهجمات العسكرية ضد المواقع السورية، بتغطية وتسهيل من قيادات 14 آذار وامتدادات 14 آذار في المواقع الأمنية وإدارات الدولة". مضيفاً أن "هناك أجهزة أمنية رسمية تسهّل عمل المسلّحين من لبنان لاستهداف سوريا، والمستقبل سيثبت أن قوى 14 آذار تتحمل كامل مسؤولية تداعيات هذا التورط باستهداف سوريا".

من جهة أخرى وقبل أيام قليلة وتحديداً في 24 آب المنصرم، أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم "ان الكلام عن وجود قواعد تدريب للجيش السوري الحرّ تضخيم لزرع القلق عند الناس، ومن المؤكد أنه ليست هناك أي قواعد." حسم ابراهيم الأمر، فعاد ونفاه أو ناقضه الشيخ قاووق علماً أن الرجلين وجهان لعملة واحدة. فكيف يمكن لقياديين ينتميان الى "حزب الله"، الممسك بجهاز الأمن العام والقابض على الحكومة ومؤسسات الدولة في الوقت نفسه، أن يتناقض كلامهما في أمور حساسة ودقيقة؟

"إذا انقسم البيت على نفسه يخرب".. ويخرب معه بيت الجار حيث أن رأس النظام السوري لا يوفر مناسبة لاتهام قوى لبنانية بتهريب السلاح الى سوريا، كما قال أمس وزير الإعلام السوري. كل هذا سيبعث الأسد على الحيرة والضياع، فهل يصدّق قاووق أم ابراهيم؟ وهذا التناقض إن دل على شيء، فإنه يدلّ على انقسام حاد في البيت الواحد مقابل تماسك "بيت" 14 آذار مهما حاول المصطادون في المياه العكرة..

في بيت قوى الممانعة، كل قيادي اختار أن "يمانع" على طريقته وأن يفتح "دكانه" الخاص. إلا أن الظروف الأمنية والسياسية لا تسمح بالتفنن في لعبة "الغميضة" للتلطّي خلف قوى 14 آذار، وإن كانت البيوت أسرار.. فستنكشف بالتزامن من "استملاح" النظام السوري.

يختصر سعيد المشهد جازماً "طلبنا استدعاء الشيخ قاووق على خلفية كلامه، وإن لم يعجبه ذلك فليتم إرسال قوات دولية الى الحدود.. فقط بهذه الطريقة سيتوقّفون عن تهريب السلاح".

من جهته، لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار الحوري الى أن "رئيس الجمهورية بدوره تلقّى تقارير من الأجهزة الأمنية كافة بعدم وجود قواعد عسكري تابعة للجيش السوري الحر في لبنان، في معرض ردّه على مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري". ورأى حوري أنه "ليس غريباً أسلوب الشيخ نبيل قاووق في الكلام، بما أنه ينتمي الى المدرسة الإيرانية الفارسية التي قدّمت نموذجاً في الكذب منذ أيام حين زوّرت طهران كلام الرئيس المصري في قمة دول عدم الإنحياز، ولم يكن التزوير بكلمة عابرة بل بمقاطع كاملة".

وخلص حوري الى أن "من ينتسب الى هكذا مدرسة ليس غريباً عليه أن يحاول قلب الحقائق وتزويرها ممّا يعكس حالة الإفلاس التي يعيشها حزب الله نتيجة انهيار النظام في سوريا." وعن الإجراءات المتّبعة والسيناريو الذي من المفترض أن يتّبعه القضاء، أشار الى أنه "بناء على كلام قاووق عن قواعد، على القضاء أن يستدعيه للحصول على إفادته في هذا الموضوع وإذا تبيّن أن هذا الكلام غير صحيح، وهو غير صحيح، فهذا يعني أنه إخبار كاذب ويقتضي الملاحقة القضائية".

من ناحيته، أكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني أن "الخطاب السوري لطالما صوّب إتهامات تهريب السلاح باتجاه 14 آذار"، وتابع "كلنا نعلم أن خط سوريا-لبنان كان ناشطاً جداً في إدخال السلاح والمسلّحين طيلة 40 عاماً، وإذا كانت الأجهزة الأمنية تنفي هذه الاتهامات فأقل الإيمان أن يُعتبر الكلام الصادر عن قاووق بمثابة إخبار".

وشرح ماروني "من المفترض أن يستمع القضاء الى كلامه لتفادي إطلاق الاتهامات جزافاً، فإذا تبيّن أن هناك أسلحة ومسلّحين فسنضمّ صوتنا الى صوته بضرورة تسليم السلاح الى الدولة اللبنانية"، وأوضح "أما إذا تبيّن أنها إشاعات، فالحكم للقوانين". وذكّر بالمثل القائل "ضربني وبكى سبقني واشتكى"، سائلاً "هل يريدون من هذه الاتهامات أن تشكّل مقدِّمة لإرباك قوى 14 آذار وبالتالي إسكاتها عن المطالبة بنزع سلاح حزب الله؟".

 

سعد: الأسد يسعى إلى تفجير لبنان واغراقه وتوريطه لتأمين مصالح نظامه 

إعتبر النائب أنطوان سعد أنَّ "ما يحصل اليوم من خروقات سورية على الحدود اللبناينة، لا يستدعي فقط مذكرة ترفعها قوى "14 آذار" بل مذكرة وطنية لوقف الانتهاكات الحاصلة وتدخلات السفارة السورية بالشؤون اللبنانية، وتحويل السفارة إلى غرفة عمليات، اذ إن بشار الأسد يسعى إلى تفجير لبنان عبر السفارة (السورية في بيروت)  وإلى اغراق لبنان وتوريطه ما يؤمن مصالح النظام على حساب لبنان وسيادته". سعد، وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحرّ"، أعرب عن اعتقاده أنَّ مذكرة 14 آذار "يجب أن تكون ضمانة لخلاص لبنان"، مطالباً بـ"رفعها إلى "جامعة الدول العربية" ومجلس الأمن". وشدد سعد على أنَّ "الحكومة الحالية ليست برئاسة نجيب ميقاتي بل برئاسة (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد) حسن نصرالله والمسيطر عليها هو الحزب". وأضاف: "علينا رفع المذكرة إلى مجلس الأمن و"جامعة الدول العربية"، خصوصًا بعد كل ما حصل من ادخال للمتفجرات من سوريا لزعزعة الأمن في لبنان وتوريطه بفتنة مذهبية".

(موقع "لبنان الحرّ")

 

زهرا: تاريخ النظام السوري ممتلئ بالتآمر على القضية الفلسطينية وسيادة لبنان

أكّد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا ان "النظام السوري أدرك بشكل واضح أن لا عودة له بعد كل ما يجري في بلاده، ولذلك فهو يحرق أوراقه مع جميع الدول"، وقال: "هذا النظام الذي لا يستطيع التحاور مع شعبه أخذ قراره بالعداء تجاه الجميع ضمن رحلة اللاعودة". زهرا، وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحرّ"، شددّ على أنَّ "تاريخ النظام السوري ممتلئ بالتآمر على القضية الفلسطينية وسيادة لبنان الذي لم يعترف لها يوما"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنَّ "رئاسة الجمهورية والحكومة وحتى رئاسة الحكومة التي أوجدها هذا النظام السوري بدأت تشتكي منه ومن تجاوزاته".

وفي سياقٍ متصل، أضاف: "واضح تمامًا أن التصرف اللبناني كان لائقًا جدًا، فرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لم يستدعي السفير السوري في لبنان (علي عبد الكريم علي) بل كلف السفير اللبناني في سوريا (ميشال الخوري) أن ينبه النظام لخطورة ما يقوم به للدلالة على "تهذيب" هذه الحكومة مع النظام، في حين اننا قد شددنا سابقًا ومنذ اللحظة الأولى على بدء الخروقات السورية على وجوب قطع العلاقات بشكل نهائي مع هذا النظام وتعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني – السوري وطرد السفير علي عبد الكريم علي من بيروت".

وعن اتهام وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لبنان تهريب السلاح عبره وعبر مطاره، لفت زهرا إلى "أنَّ "خبرية" باخرة السلاح المحمّلة إلى سوريا والتي ضبطت في بحرنا معروف انها تركيبة من قبل أجهزة مخابرات، وليضبط النظام السوري حدوده مع تركيا قبل التكلم عن خروقات من الجانب اللبناني وتهريب أسلحة نحو الداخل السوري"، مُشيرًا إلى أنَّ "التضليل والكذب من قبلهم وصل إلى حدّ اتهامنا بتهريب الأسلحة عبر مطار بيروت الذي لا نسيطر عليه نحن بل الفريق الآخر الذي فعل ما فعله في 7 أيار بسبب الإعتراض على وجود كاميرا على إحدى المدرجات المطار".

(موقع "القوات اللبناينة")

 

عبد الكريم علي: طلب نشر اليونيفيل على الحدود مع سوريا يتطلب ردّاً من السلطات اللبنانية

علّق السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي على المذكرة التي قدمتها قوى 14 آذار الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مؤكداً ان "سوريا مصرة على تعميق العلاقة مع لبنان الشقيق، اما دعوات البعض فهي لا تعبّر الا عن قلة من اللبنانيين". عبد الكريم علي، وفي حديث الى محطة "المنار"، ورداً على سؤال، أجاب: "عناصر الـ"يونيفيل" موقعها على الحدود مع دولة معادية، أي مع الكيان الاسرائيلي وليس مع سوريا البلد الشقيق الذي تربطه بلبنان عدة اتفاقيات"، مضيفاً: "اما طلب نشر الـ"يونيفيل" على الحدود مع سوريا، فذلك يتطلب رداً واضحاً من قبل السلطات اللبنانية". الى ذلك، اعتبر السفير السوري ان "الذين يتسللون من الاراضي اللبنانية الى سوريا اصبحوا ألغاماً داخل لبنان". (رصد NOW)

 

غرق ثلاثة اخوة ونجاة الرابع على شاطئ العيتانية – صور

أفادت الوكالة "الوطنية للاعلام" أنَّ "حادثة غرق مروعة شهدها شاطئ العيتانية بالقرب من منطقة القاسمية (صور) بالضفة الثانية لجهة بلدة الخرايب عصر أمس، راح ضحيتها ثلاثة اطفال صغار من آل زيتون من الجنسية السورية". وأوضحت أنَّ "الغرق حصل فيما نزلت العائلة المكونة من الوالدين وأربعة اشقاء (صبيان وبنتان إلى شاطئ البحر للسباحة والتنزه قرابة الخامسة عصرًا، وفيما كان الاخوة يسبحون بواسطة "غالون" من البلاستيك كبير ويطفون على وجه الماء بواسطته، سحب التيار البحري ثلاثة منهم فيما تمكن الاصغر وعمره سبع سنوات من النجاة وراح ينادي والديه ثم تجمع رواد البحر وحاول بعضهم ومنهم الشاب علي بزيع ( 17 عامًا) انقاذ الاخوة الا انه اصيب بجروح نتيجة اصطدامه بالصخور وقد اسعفه الصليب الاحمر وعالجه ميدانيًا".وأضافت: "على الفور حضرت فرق الدفاع المدني البحري الى المكان، وتمكن الدفاع المدني البحري من انتشال جثة الطفلة سلوى زيتون (12 عامًا) ونقلت الى براد مستشفى خروبي العام في الصرفند، وقد انتشل صباح اليوم جثة شقيقتها شعيلة (13 عاماً)، وما زال البحث جاريا حتى الآن عن عباس ( 10 أعوام)".(الوطنية للإعلام)

 

الصراع اللامتناهي على إرث بشير: من يعيد للمسيحيين "عهدهم الذهبي"؟

جوزف الخوري/لبنان الآن

هذه السنة، كان آب، خلافاً لأيلول، شهر بشير الجميّل. تزاوج التغيير في الشهر مع تغييرٍ في الصورة أيضاً. كُشف عن بشير جديد متجدّد الشكل، أكثر ملاءمة للقرن الحادي والعشرين، لمناسبة الاحتفالات التي نظّمها ابنه نديم في ذكرى انتخاب والده عام 1982. أما "القوات اللبنانية"، فالتزمت صورة أكثر تقليدية لقائدها التاريخي في القداس السنوي تكريماً لشهدائها.

في أوقات الأزمات، كما هي الحال الآن للمسيحية اللبنانية، يبدو أن البحث عن الروح يُعيد هذه الجماعة إلى "العهد الذهبي" للسيطرة المارونية ...وبشير.

القليل سيحاججون بقناعة ضد الواقع الجديد الموجود منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. ميزان القوى الآن تتشاركه، من دون خجل، ثلاث كتل شعبية، مع واقع أن السنّة والشيعة لم يعودوا يشكلون كياناً سياسياً واجتماعياً "إسلامياً" واحداً. وفيما يتصاعد النزاع الحامي الوطيس بين السنّة والشيعة إلى حد الغليان، تشهد الجبهة المسيحية صمتاً يصمّ الآذان. يبدو أن الدواليب المحترقة في الضاحية الجنوبية وطلقات القنص في طرابلس أخرست القادة الصوَريين في المعسكر المسيحي، ومن جميع الانتماءات.

مع ذلك، يبدو الوهم بالسلطة راسخاً. لكثيرٍ من هؤلاء، تبقى العودة إلى ما قبل العام 1989، إن لم نقل العام 1943، هدفاً واقعياً. من المؤكد أن الحنين الى أوقات أفضلٍ مغروسٌ بعمق في النفس المسيحية اللبنانية ويعممه الإعلام المرتبط بها. سياسياً، يُشحن هذا الحنين، في الأغلب، عبر استعراضات العماد ميشال عون، حبيب الطبقات الوسطى المسيحية ومجسّد حالة رفضها للواقع. ميشال عون بالنسبة لمناصريه هو ما يريدونه أن يكون: الأب، المخلّص، المحرّك السياسي، الذكي، والرؤيوي. الرجل نفسه أقل أهمية من الوظيفة التي يشغلها: ميشال عون هو كل شيء كانوا يتوقعونه من بشير الجميل أكبر سناً، لو لم يتم اغتيال الأخير بوحشية في ذلك اليوم المشؤوم من 14 أيلول 1982.

من المعروف جيداً أن الذين يموتون شباباً، في عزّ عطائهم، دائماً يُؤلَّهون في أذهان جمهورهم. ينطبق هذا على بشير الجميل (الذي مات عن عمر 35 عاماً) بقدر ما انطبق على قائد حرب العصابات تشي غيفارا (مات عن عمر 39 عاماً) أو المغني في فرقة "دورز" جيم موريسون (مات عن عمر 27 عاماً)، مع الاختلافات الواضحة بين هذه الشخصيات. استغلال ذكراهم غالباً ما يكون تجربة تطهّرية لأولئك الذين تُركوا في الخلف، والذين أجبرتهم الحياة والتجربة على التسويات.

الحزن الذي عاشه السكان المسيحيون –  الذين قُذفوا في ذلك الوقت الى "غيتو" يزداد ضيقاً وامتلكتهم عقدة الاضطهاد من محيط مُهدِّد يزداد غرابة – استمر لسنوات عديدة. لم تكن هناك أي بدائل واضحة لبشير الجميّل. لم يستطع أمين، الهادئ والأنيق دائماً شغر مكان أخيه، ولا أصحاب المراتب الثانية والثالثة في قيادة "القوات اللبنانية"، من الذين عملوا بإمرة بشير رفاقاً أوفياء من دون أي نفوذ يذكر. في السنوات التالية، كان النزاع على القيادة أشبه بتجديد في غرفة العمليات أكثر منه معركة حقيقية من أجل روح المسيحيين. هذا إلى حين حصول المواجهة الأخيرة في منتصف الثمانينيات بين سمير جعجع وإيلي حبيقة، وصولاً الى سيطرة الأول ونفي الثاني. لم يستطب مسيحيو "المركز" – أولئك المتحدّرون من أجزاء من جبل لبنان وبيروت – جعجع ابن القرية الشمالية. أصوله المتواضعة لم تتناسب مع صورتهم لأنفسهم كنخبة البلد الفكرية والمالية. وواقعُ أنه لم يكمل دراسته في الطب، بالرغم من الأسباب المبررة لذلك، لم يعجب كثيراً المهنيين الليبراليين (أطباء ومحامين).

بالرغم من أسلوبه المعبّر وتصميمه القاطع، لم يستطع جعجع، سواء في البزّة العسكرية أو الرسمية، أن يحلّ مكان بشير الجميّل.

في العام 1988 يدخل ميشال عون، حتى ذلك الحين عماداً محترماً للجيش، ولكن ليس ذا نفوذ كبير. أصبح عون محاولة الدقيقة الأخيرة لتفادي انهيار كاملٍ لمؤسسات الدولة. الرجل الذي جيء به حلّاً موقتاً بانتظار إيجاد حلول أفضل، كانت لديه خطط أخرى وخطاب مدروس جيداً لمواكبة طموحاته. وقعُ كلماتٍ مثل "دولة"، "جيش"، "نظام"، "أمن" على الطبقات الوسطى المسيحية يماثل الوقعَ الذي تتوقعونه من ولد ابن 7 سنوات عُرض عليه "بوظة آيس كريم". استعملها عون مراراً وتكراراً في ابتهاليةٍ قلّدت الرسالة البسيطة التي فاز عبرها بشير الجميل (بشير العام 1982 وليس 1976) بقلوب الشعب: نحن المسيحيين نستطيع أن نزيل آثار الحرب الأهلية، ونرسي مجدداً النظام والازدهار في هذا البلد يداً بيد مع أولئك الذين اختاروا، من الطوائف الأخرى، ان يكونوا وطنيين مثلنا.

هذه النظرة المنحرفة للوطنية كحالٍ متأصلة في طائفة أكثر من الطوائف الأخرى، تفسِّر، وللأسف، لماذا يُنظَر إلى التحالف بين عون وحزب الله بإيجابية كبيرة من شرائح مسيحية واسعة، على الرغم من خلله الواضح لمصلحة المنظمة الشيعية المسلّحة التي يجمعهم – أي المسيحيين – بها القليل ثقافياً، سياسياً واجتماعياً. وهي تفسّر أيضاً لماذا لم تنجح 14 آذار في كسر شعبية عون عبر اعتمادها سمير جعحع قائداً مسيحياً صوَرياً والسماح للزعامة السنية بمعاملة المروحة المتنوعة لحلفائها المسيحيين ببعض الازدراء. ذهبت 14 آذار بعيداً في الدوس على كرامة الطبقات الوسطى المسيحية. هذه الحالة تستمر الى اليوم. وبالرغم من النقلة في خطابه والتي يجب أن تضمن له جاذبية أوسع، من غير المرجح أن يكون جعجع يوماً في موقع يسمح له بالاستحواذ على مخيلة أكثرية المسيحيين.

هذا العائق هو ما يبقي الأمل عند الجيل الجديد من آل الجميل في استعادة موقع قيادي يعتقدون أنّه من حقّهم. لكن التحدي الحقيقي لهم هو في مكان آخر. في حال استطاعوا يوماً وضع خلافاتهم جانباً، فإن "التيار الوطني الحر" هو ما هم بحاجة لمصارعته من أجل إرث بشير الجميل.

 

إلتباسات الهوية، الاستعمار والمصالحة

محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء  

ثلاث محطات ملتبسة طبعت الحراك السياسي اللبناني في خلال أسبوع، وأخطر ما فيها أنها، وعلى الرغم من التباسها، صارت محط إطراء، ومنصة إنطلاق لمسارات لا تتعدى ... القفز إلى المجهول.

 -1- قسم الرئيس نبيه بري في مهرجان ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر بساحة عاشوراء مدينة النبطية: " اللهمّ اشهد اننا شيعيو الهوية، سنيو الهوى، لبنانيو الحمى والمنتهى."

 -2- حملة قوى 14 آذار ومنظمة الشباب التقدمي المطالبة بطرد السفير السوري علي عبد الكريم علي.

 -3- تجدد الحديث عن "مصالحة" بين اللبنانيين.

= في برّي والقسم وسوريا-الأسد التي لاتستحق ما استحقته ليبيا-القذافي:

ألم يكن الأجدر والأجدى بأن يكون القسم "اللهم اشهد أننا لبنانيو الهوية؟" ألم يكن الأجدر والأجدى أن يكون لبنان هو الهوية وليس مجرّد حمى ومنتهى؟ ألم يكن الأجدر أن يكون تديننا وتمذهبنا، إسلامياً كان أم مسيحياً، عرضاً لخصوصياتنا ضمن هويتنا اللبنانية الجامعة؟

ماذا لو قال لبناني مسلم سني "اللهم اشهد أننا سنيو الهوية؟"أما كان اتهم أقله بالتطرف والطائفية والمذهبية ... وصولاً إلى التهمة الإرهابية؟

ماذا لو قال لبناني مسيحي ماروني، أرثوذوكي، كاثوليكي، بروتستانتي ... "اللهم اشهد أننا ....؟" أما كان اتهم أقله بالانعزالية وصولاً إلى تهمة العمالة للعدو الصهيوني؟

ماذا لو قال لبناني درزي "اللهم اشهد أننا دروز الهوية؟" أما كان اتهم بأنه من مؤسسي حلف الأقليات؟

نتفق مع الرئيس بري على أن سوريا  "لا تستحق ما يصيبها من موت ودمار كثير" ولكن ألم يجافي الحقيقة في عدم إشارته إلى أن نظام الأسد هو السبب في ما أصاب ويصيب سوريا ... ولبنان أيضاً.

نشارك الرئيس بري فرحته بسقوط ليبيا-القذافي لما يعني ذلك من فتح الطريق أمام فك رموز السجن الكبير الذي غاب خلف أسواره الإمام موسى الصدر.

ولكن، ألا يرى الرئيس بري حقيقة أن السجن الأسدي الكبير هو نسخة طبق الأصل عن سجن المقبور القذافي؟

فلماذا يعبّر بري عن فرحته بسقوط سجن القذافي، ولا يبشر بقرب سقوط سجن الأسد؟

أما تحذيره من أن الفتنة تستجلب، أو تستحضر الاستعمار، فهو صحيح، بل صحيح جداً.

ولكن، ألا يلاحظ الرئيس بري أن الفتنة مارسها حزب السلاح وما زال يمارسها علناً جهاراً، نهاراً، منذ السابع من أيار العام 2008.

ألا يلاحظ الرئيس بري أن الفتنة التي مارسها حزب السلاح قد استجلبت الاستعمار الفارسي المسمّى وحدة شعوب الممانعة؟

فلماذا يحذّر بري من الفتنة ولا يدين ما يُمارَس منها؟ ولماذا يحذّر من استجلاب الاستعمار ولا يدين ما صار موجوداً منه؟

ولكن، ما هو أكثر أهمية من كل التساؤلات هو: لماذا هذا التهافت على تأييد الرئيس بري وتهنئته على خطابه "الوطني" الذي طرح تساؤلات أكثر مما قدم إجابات؟

هل انشق بري عن محور الممانعة؟

هل استعاد بري "أمله" المخطوفة مع شرطة مجلسه النيابي إلى تنظيم "سرايا الدفاع عن المقاومة" منذ اجتياح السابع من أيار العام 2008؟

قوى 14 آذار "المستبصرة" تصفّق لبري منذ انتخبته رئيساً للمجلس النيابي في العام 2009 "مبشرة" بتمايزه وتميّزه فيما هو يتميز بأن قوة لبنان هي في "مقاومته" التي صارت سرايا الدفاع عنها عبئاً عليه، وعلى شعبه أولاً، كما على بقية اللبنانيين.

فهل تصفّق 14 آذار للعبء؟

= في المطالبة بطرد السفير الأسدي علي عبد الكريم علي:

ملفتة هي حملة القطاعات الطالبية في قوى 14 آذار ومنظمة الشباب التقدمي للمطالبة بطرد السفير الأسدي علي عبد الكريم علي.

ملفتة لأنها ملتبسة، ولا تؤدي إلى أي نتيجة.

ملتبسة لأنها تحصر المطالبة بطرد السفير علي، ما يطرح تساؤلاً موضوعياً: هل المشكلة هي في شخص السفير أم في صفته التمثيلية؟

-أ- يتبارى خطباء 14 آذار في مخاطبة السفير علي باسمه ويقولون لا نريدك، وارحل عنا، وما شابه ذلك من فولكلور. فهل إذا قام نظام الأسد بسحب السفير علي، وانتدب سفيراً آخر ليقوم بالمهمة، وكان اسم السفير الآخر، على سبيل المثال، عمر عبد الكريم عمر، فهل يكون مقبولاً وتكون حملة طلبة 14 آذار قد حققت هدفها؟

المسألة تتجاوز السفير لتصب في صفة انتدابه. أي سفير يرسله الأسد إلى لبنان هو ممثل لنظام الأسد، وسيقوم بما يقوم به علي عبد الكريم علي، بل وأكثر.

السفير علي لم يحوّل السفارة الأسدية إلى عنجر ثانية. هذه شعارات فارغة قد يفيد وقعها في الزجليات.

النظام الأسدي هو الذي أراد أن تكون سفارته مقراً لمخابراته المجرمة التي تتآمر على لبنان وشعبه، كما تتآمر على الشعب السوري.

لذلك، المطالبة يجب أن تكون بسحب السفير اللبناني من دمشق وإقفال سفارة نظام الأسد في لبنان، لحرمان الأسد من نافذة محصنة دبلوماسياً لممارسة مؤامراته.

وإذا كانت قوى 14 آذار لا تدرك هذه الحقيقة فتلك مصيبة. وإذا كانت تدركها وتصر على المطالبة بطرد السفير علي عبد الكريم علي فالمصيبة أعظم، لأنها تصيب شعب 14 آذار مباشرة.

-ب- إضافة إلى أن المطالبة بطرد السفير علي فارغة مضمونا"، هي أيضا فارغة شكلاً لأنها اقتصرت على تنظيم فعاليات ردحية أمام مبنى وزارة الخارجية بالأشرفية وعند بركة الشهيد سمير قصير في السوليدير.

فهل بين "المزعّقين" أمام قصر بسترس وبركة الشهيد قصير من يعتقد بأن صراخه سيصل إلى مقر سفارة الأسد في الحازمية أو اليرزة أو جوارهما، وأن السفير علي عبد الكريم علي سيرتعد ويحزم حقائبه ويرحل قبل أن تدركه "جحافل" المناضلين!!!!!!

زعّقوا ما شئتم. فسفير الأسد سيصفّق لكم من حصنه، كما صفّق لكم إميل لحود من قصر بعبدا لمدة عامين.

زعقوا ما شئتم فلن يسفر زعيقكم إلا عن حناجر مبحوحة. سيبقى سفير الأسد متربعاً على صدوركم. لن يتغير شيء سوى اللوحة التي تحمل إسم السفارة لتحل مكانها لوحة جديدة تحمل اسم "سفارة دولة علويستان-سوريا التي تحميها روسيا لدى دولة فقيهستان-لبنان التي تحميها إيران." أما السفير فقد يكون هذا العلي أو أي علي آخر.

عندها لن تتمكنوا من ممارسة هواية التزعيق، لأنكم ستحارون في غاية الزعيق: هل هو ضد علويستان-سوريا، أم ضد فقيهستان-لبنان.

سيحل النهيق بديلاَ من الزعيق لأن لبنان ضاع على الطريق مذ صفّقّ المتهافتون لقسم أحل المذهب في الهوية بديلاً من الوطن.

= في المصالحة:

... ويحدثونك عن "مصالحة" في طرابلس، بحجة الحفاظ على أمن المدينة واستقرارها وتأمين ازدهارها .....!!!!

مصالحة!!!!

مصالحة بين المعتدي رفعت علي عيد، قائد ثكنة الأسد في بعل محسن، وبقية المعتدى عليهم من مختلف المكونات الطرابلسية، بدءاً بالعلويين؟؟؟؟

مصالحة على قاعدة الحفاظ على المعتدي شرطاً للاستقرار؟؟؟

مصالحة على قاعدة شراكة زبائنية تبقي عصابة الموري التابعة لحزب السلاح في طرابلس؟؟؟؟

مصالحة على قاعدة أن استقرار السوق شرطه الخضوع للطاغية المسلّح؟؟؟؟

مصالحة على قاعدة استمرار خضوع الضحية للجلاد، وإلا... ؟؟؟؟؟

مصالحة على قاعدة أن يقمع الأمن من يتجرأ على مواجهة المعتدي؟؟؟؟

مصالحة مع ما وصفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأنه "محور الشر الفعلي، رأسه في دمشق، وأذنابه في لبنان."

نصالح من يمثلهم ميشال سماحة الذين قال عنهم جعجع: "هم التكفيريون الفعليون" وهم "القاعدة في لبنان."

هل نصالح شركاء الفساد فيما جعجع يدعو صراحة: "لنطرد خارجاً لصوص الفساد، والعتمة، والكذب، والرياء، والدجل، والفوضى، وعدم الكفاءة والفشل، فلنطرد خارجاً من يشلّ الدولة لصالح الدويلة، إنّها فرصتنا الذهبية، والحاجة ملحّة، والوطن ينادي: لبّيك لبنان."

صدق من قال: الجروح كلها يداويها الزمن، إلا جرح الكرامة. عارُهُ لا يغسُلُهُ إلا العِقاب.

 

الحكومة جزء من المؤامرة على لبنان

خيرالله خيرالله/المستقبل

ما يتعرّض له لبنان حاليا يتجاوز كلّ حدود. هناك محاولة واضحة لإيجاد قطيعة بين لبنان والخليج وذلك بحجة ان الدول الخليجية العربية ومعها تركيا، الدولة المسلمة غير العربية، تدعم الشعب السوري في ثورته. ما ذنب لبنان واللبنانيين في هذه الحال؟.

انه منطق اللامنطق الذي يستخدمه المحور الايراني- السوري وأدواته المحلية وأدوات هذه الادوات من اجل عزل لبنان عن محيطه العربي واستخدامه "ساحة" لتصفية الحسابات مع العرب والاتراك ومع المجتمع الدولي. لماذا لا وجود لأيّ نوع من المنطق لدى الذين يهددون الرعايا الخليجيين الراغبين في زيارة لبنان ويخطفون المواطنين الاتراك في الوقت ذاته؟ الجواب انّ مثل هذه التصرّفات المريبة لا تقدّم ولا تؤخر على الصعيد السوري. النظام العائلي- البعثي سقط منذ تجرّأ عليه اطفال درعا، قبل سنة ونصف سنة، ومنذ لم يعد يجد ما يردّ به على ابناء الشعب سوى لغة القتل...

لا هدف من التصرّفات المريبة التي يمارسها داعمو النظام السوري، الذي لا يجد ما يقدمه لشعبه غير الرصاص والقنابل والتعذيب والبؤس، سوى الانتقام من لبنان. هذا ما يفترض بجميع اللبنانيين استيعابه. هذا ما يفترض بالحكومة الللبنانية معالجته عن طريق الوقوف في وجه كلّ من يهدّد الدول الخليجية العربية او تركيا او اي دولة اخرى اوروبية او غير اوروبية. كيف يمكن للحكومة اللبنانية التزام الصمت حيال ما صدر عن بعض اللبنانيين من شتائم في حق دول الخليج وتركيا؟ هؤلاء الاشخاص معروفون. ولكن يبدو ان الحكومة اللبنانية لا تريد ان تعرف!

أليس الصمت الحكومي مستغربا كلّ الاستغراب في وقت يبدو واضحا انّ كل الاحداث الامنية التي يشهدها الوطن الصغير، من قضية الوزير السابق ميشال سماحة ومتفجراته، الى قطع طريق المطار، مرورا بالفتنة التي تحاول الاجهزة السورية وتوابعها المعروفة افتعالها في طرابلس، جزء من مسلسل يصبّ في عملية قطع شرايين الحياة عن لبنان؟

لو لم تكن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حكومة "حزب الله" الايراني، لكان صدر عن رئيسها كلام مختلف يشير الى استيعاب لمعنى تهديد الخليجيين بشكل مباشر وذلك للمرة الاولى منذ الاستقلال. نعم، إنّها المرّة الاولى منذ الاستقلال في العام 1943 التي يصدر فيها تهديد للخليجيين عن مواطنين لبنانيين معروفين يحميهم حزب معيّن معروف، من دون ان يكون هناك ردّ فعل حكومي.

هل يعقل ان لا تكون لدى اي من اعضاء الحكومة فكرة عن كمية الضرر التي يمكن ان تلحق بلبنان واللبنانيين جراء الانضمام الى الحملة السورية- الايرانية على كلّ ما هو عربي في المنطقة؟

من الواضح ان هناك بين اعضاء الحكومة من يعرف تماما معنى صدور مثل هذه التهديدات. هناك من يعرف حتما ان الخليجيين لم يقصّروا يوما لا مع لبنان ولا مع اللبنانيين. هناك من نظّف الجنوب من الالغام الإسرائيلية وأعاد فتح الطرق، وهناك من ساعد في اعادة بناء قرى كاملة في الجنوب بعد الاعتداءات الإسرائيلية، وهناك من دعم العملة اللبنانية وحال دون انهيار الاقتصاد. وفي كل وقت من الاوقات، هناك من يساعد لبنان إما بشكل مباشر او عن طريق عشرات آلاف اللبنانيين العاملين في دول الخليج.

لا حاجة الى اعادة سرد ما قدّمه وما يزال يقدّمه اهل الخليج للبنان. الحاجة حاليا الى استيقاظ الحكومة اللبنانية الى هذا الواقع وتصديها لمؤامرة حقيقية يتعرّض لها اللبنانيون. ام انّ الحكومة جزء من المؤامرة؟ هدف المؤامرة وضع اليد الايرانية على الوطن الصغير من جهة وتأكيد ان سقوط النظام السوري لا يعني زوال الوصاية الايرانية على لبنان من جهة اخرى. هذا كلّ ما في الامر. مطلوب ان يفهم اللبنانيون ان حكومة "حزب الله" وجدت لتبقى وان على وزير الخارجية اللبناني، منذ وضعت ايران يدها على وزارة الخارجية، تلقّي تعليماته من طهران في حال تعذّر عليه يوما تلقيها من دمشق.

تبدو القضية أبعد من تهديد الخليجيين والاتراك بكثير. هناك بكل بساطة دولة اسمها ايران تعتبر انها وظّفت الكثير في لبنان وان البلد صار مستعمرة لديها بدليل امتلاكها لقرار السلم والحرب فيه.

اكثر من ذلك، لدى هذه الدولة القدرة على اسقاط اي حكومة لبنانية وتشكيل الحكومة التي تشاء ما دامت تمتلك اكبر ميليشيا مسلحة في البلد، وما دامت هذه الميليشيا تسيطر بالفعل على كلّ شارع من شوارع بيروت اضافة الى مطارها ومينائها، اي على السماء والمياه والارض!

هل بين اعضاء الحكومة من يتجرّأ على تجاهل هذا الواقع المتمثل في إعداد لبنان لمرحلة ما بعد سقوط النظام السوري وتعويد اللبنانيين على المرجعية الايرانية في غياب المرجعية السورية؟ عليهم ان يتعودوا، في هذا السياق، على غياب العلاقات الطبيعية مع دول الخليج العربي الذي تصرّ ايران على انه خليج فارسي. هذا ما هو معروض على لبنان في هذه المرحلة بالذات. مطلوب من اللبنانيين حتى ان يرفضوا استقبال اي لاجئ سوري على ارضهم. مطلوب من لبنان الاستسلام لقدره الايراني لا اكثر ولا اقلّ. مطلوب من رئيس مجلس الوزراء السنّي ان يتنكّر لعروبته ولبنانيته. ومطلوب من كلّ درزي ان يشكر ربّه يومياً لأنه لا يزال على ارضه. ومطلوب من اي مواطن او مسؤول مسيحي ان يمجّد صبحاً ومساءً حلف الاقليات في المنطقة متجاهلا ان مثل هذا النوع من الاحلاف، التي تسكن رؤوس ذوي العقول المريضة من نوع النائب المسيحي ميشال عون، انتاج إسرائيلي لا اكثر ولا اقلّ.

 

في انتظار البابا.. وأمل السلام والحرية

كارلا خطار/المستقبل

سيطلق لبنان الدخان الأبيض يوم عيد ارتفاع الصليب المقدس في 14 أيلول المقبل وتقرع أجراس كنائسه إحتفاء بزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر. بصرف النظر عن كل المؤثرات، يبدو الفاتيكان مصمّماً على زيارة قداسة البابا للبنان في وقت يخاف اللبنانيون من التنقّل داخل البلد الواحد من منطقة الى أخرى.

ستتم الزيارة وفقا للتصوّر الأولي الذي تمناه قداسة البابا واختار عنوانها بنفسه "سلامي أعطيكم" على شكل نداء. وقد اختار لبنان من بين كل دول المنطقة حيث أن البلد الصغير ينطق باسمها كلّها. فالزيارة "حدث استثنائي" كما وصفها الرئيس سعد الحريري، وهي الزيارة الثانية بعد مرور 15 عاما على الزيارة الاولى حينما زار البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني لبنان في العام 1997. إلا أن زيارة الخلف لا تقل أهمية عن زيارة السلف وخصوصا أن نظرة البابا الحالي الى لبنان هي ذاتها نظرة سلفه "لبنان اكثر من بلد.. إنه رسالة" وهي نظرة نشرها البابا يوحنا بولس الثاني. فزيارة اليوم مكمّلة لزيارة الأمس حين كان هدف الفاتيكان أن يعضد البابا مسيحيي لبنان الذين كانوا يعيشون حالة تشرذم تاريخية بعد الحرب الاهلية، وليطلق الارشاد الرسولي الخاص بلبنان.. أما اليوم فالهدف هو إطلاق إرشاد رسولي لكل مسيحيي الشرق.

وسط الظروف التي تمرّ بها المنطقة وتحديدا سوريا والتي انعكست على مختلف مناطق لبنان من الشمال الى بيروت، يمكن القول إن الزيارة تتخطى الواجب الرعوي لتتخذ بُعدا استثنائيا منها الرسالة الإنسانية والسياسيّة، والكنسيّة المسكونيّة، ومنها الثقافيّة والإجتماعيّة والأمنيّة، بالإضافة الى حوار الحضارات وتفاعلها مع بعضها البعض والحوار بين الأديان والطوائف. كما تشكل فرصة لقداسة البابا كي يوقع الإرشاد الرسولي المنبثق من المجمع الخاص لأساقفة منطقة الشرق الأوسط الذي عُقد في الفاتيكان خلال تشرين الأول 2010. ويشكل الإرشاد خريطة طريق لعمل الأساقفة الرعوي، ولمواجهة الاقتلاعات والعواصف والمتغيرات التي تهبّ على الشرق العربي وتجعله أمام مصير مقلق.

بدوره، أصرّ الفاتيكان على عدم إلغاء الزيارة وأرادها تاريخية وبادرة سلام تلبية للدعوة التي وجهها إليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في العام 2010. وشدّد الفاتيكان على ذلك في بيان قال فيه "هذه الزيارة تؤكد عمق العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بالكرسي الرسولي، وستشكل مناسبة للتركيز على موقع لبنان ورسالته ودوره كشاهد للحرية والعيش المشترك". وتشدد الدوائر الفاتيكانية "على ان الكرسي الرسولي يدرك صعوبة الوضع في المنطقة ولبنان، لكن البابا يصر على القيام بهذه الزيارة وهو مدرك دقة الوضع في الشرق الاوسط والاخطار المحدقة بمختلف دول المنطقة. وهذا ان دل على شيء انما يدل على امرين: أولا شجاعة الحبر الاعظم في مواجهة اوضاع دولية صعبة وهذا امر يظهر للمرة الاولى عند بنديكتوس السادس عشر المعروف بخجله وروحه التعليمية الهادئة، فهو ليس بابا مواجهة وتحدّ كما عُرف عن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خصوصا في مواجهته للايديولوجيا الشيوعية بدءا من مسقط رأسه بولونيا. ثانيا، الرسالة الجامعة التي يحملها البابا وهو المدرك أن وقعها عند المسلمين سيكون نفسه عند المسيحيين وربما اكثر".

وبين الشرق الأوسط الخائف واللبنانيين المنتظرين أمل الحرية والسلام، يتحدّى الحبر الأعظم كل الظروف المحيطة التي وصفها الفاتيكان بـ "مناخ التوتر المتصاعد" ليكون لبنان نقطة الإنطلاق لكل حلحلة في قضايا الشرق الأوسط. وهكذا، وعلى امل أن يجترح خليفة بطرس الحلول، أعلن الناطق باسم الكرسي الرسولي ان "الاستعدادات للرحلة مستمرة بلا ادنى تردد من قبل الفاتيكان، كما أن تبعات الازمة السورية وما ترتب عليها من عمليات خطف في لبنان لن تؤثر على زيارة البابا." من جهته، وعلى الرغم من اطلاعه على كل مجريات الأحداث في لبنان، يحضّر رأس الكنيسة الكاثوليكية للزيارة متجاهلا المخاوف وما تتناقله الأنباء عن الأوضاع الصعبة في لبنان والمنطقة.

ولا بدّ من الإشارة الى أن قداسة البابا اختار لبنان لزيارته باسم كل دول المنطقة، ليقدّم منه الإرشاد الرسولي الجديد إلى أبناء هذه الدول. ولا شكّ أنه سيتطرّق الى موقف الكنيسة من الثورات العربية. المهمّ أن الزيارة ستكون تاريخية كما تصرّ عليها الدوائر الفاتيكانية من خلال حجم الوفد الذي سيرافق الحبر الأعظم، والتغطية الاعلامية الكبرى التي اطلقها الفاتيكان وستكون سابقة في تاريخ الزيارات البابوية. كذلك، ستتم الزيارة وفق تصوّره الاولي بحيث تكون زيارة دولة وزيارة رسولية وهي اعلى مراتب الزيارات التي يقوم بها البابا عادة تبعا للبروتوكول الفاتيكاني.

بعد أيام معدودة، سيحادث قداسة البابا اللبنانيين سياسيين ودينيين ومؤمنين عن قرب وسيوجّه رسائل من القصر الجمهوري الى مختلف الأطراف. هنا في لبنان سيلمس تعايش الأديان حينما يعيش مع اللبنانيين لثلاثة أيام. في العام 1997 بارك البابا الراحل يوحنا بولس الثاني أرض لبنان في زيارة تاريخية.. وأثناء تلك الحقبة من الزمن، كان لبنان يتعافى من محنة كبيرة فأدخله البابا التاريخ من بابه الواسع عندما قال عنه إنه "أكبر من وطن، وإنه رسالة للشرق كما للغرب في العيش الحر الكريم بين أبنائه مسلمين ومسيحيين". فهل تؤمن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنانيين سلاما وتحفظ لهم مرتع أحلامهم وتنقل الطمأنينة الى أبناء الجوار؟

 

فارس سعيد لـ"السياسة": جعجع لم يزايد مسيحياً على أحد كما يفعل عون

بيروت - "السياسة": اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد اتهام مسؤول "حزب الله" في الجنوب الشيخ نبيل قاووق للمعارضة بتهريب السلاح إلى سورية بمثابة إخبار قضائي, مطالباً عبر "السياسة" النيابة العامة باستدعاء قاووق للتحقيق معه والتأكيد ما إذا كانت "14 آذار" تتولى تهريب السلاح إلى السوريين, أم لا, "فإذا ثبت أننا نهرب السلاح فيجب معاقبة من يقوم بذلك, أما إذا تأكدت براءة فريقنا, فهذا يعني بكل أسف أن قاووق يتولى تلفيق الاتهامات ضدنا بشكلٍ لا يليق به وبالحزب الذي ينتمي إليه".  ولفت إلى أن "14 آذار" ستطلق قريباً لقاء تشاورياً داخل فريقها من أجل مواجهة الاستحقاقات المقبلة, وسيكون هناك مشاورات سياسية وحزبية ونقابية داخل هذا الفريق. أما بخصوص مذكرة المطالب التي ستقدم إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان باسم "14 آذار", فأوضح سعيد أنها من اختصاص الرئيس فؤاد السنيورة الذي يتولى إعدادها بنفسه بالتنسيق مع قيادات "14 آذار". وعن رأيه بخطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع, رأى سعيد أنه أجاب على الكثير من الأسئلة, مؤكداً أن جعجع لم يطرح نفسه زعيماً على المسيحيين ولم يزايد مسيحياً على أحد, كما يفعل العماد ميشال عون وغيره, وإن منطلقات جعجع وطنية مبنية على قاعدة العيش المشترك والتفاهم مع كل المرجعيات الأخرى.

وبشأن ما نسب إلى جعجع حيال مطالبته الرئيس سعد الحريري بالعودة إلى لبنان لأن بقاءه في الخارج يؤدي إلى خسارة رصيده السياسي, قال سعيد: "لا أتصور أن هذا الكلام يصدر عن جعجع وهو على اتصال مع الحريري بشكلٍ دائم, وأن العلاقة بينهما تجاوزت المصالح الشخصية إلى المصالح الوطنية, لأن جعجع يدرك أن لبنان من دون المسلمين لا يساوي شيئاً, كما أن الحريري يدرك أن لبنان من دون المسيحيين لا يساوي شيئاً".

 

علوش: النظام السوري قائم على إشعال فتائل التفجير

المستقبل/أكد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، أن "النظام السوري قائم على إشعال فتائل التفجير، ووفقا لتركيبته، هذا النظام لا يمكنه أن ينهي نفسه بنفسه، وإذا وصلنا الى مرحلة فيها استقرار معين فهذا يعني أنه فقد قدرته على الاستمرار". وقال في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أمس: "لقد زرع النظام السوري منذ العام 1976 واقعا أدى الى تداعيات رهيبة وعدد القتلى الذين سقطوا على مدى 36 عاما تعدى بضعة آلاف والاذى الاجتماعي والاقتصادي والعلمي من هذا الواقع المتوتر لا يمكن احصاؤه". واشار الى "ضرورة البحث في كيفية تسريب الاسلحة الى لبنان للوصول الى نتيجة، فقد يكون هذا العلاج مؤقتا بانتظار الحل النهائي الذي لن يحصل إلاّ عبر حل سياسي كبير"، مؤكدا أن "زوال النظام السوري قد يؤدي الى فكفكة العقدة الاساسية التي تربط العقد كلها في البلد أو قد يؤدي الى تفجير الحبل بأكمله". وتابع: "بانتظار مجيء هذا الوقت علينا أن نوقف اسباب تغذية الصراع، والحل هو بطرح مبادرة لسحب السلاح من الجميع طالما أن هذا السلاح لن يغير المعادلة العسكرية القائمة، فهذا السلاح اصبح عبئا على الجميع". وأوضح أنه "إن كان التزامنا بمنطق السلم الاهلي والسعي الى عدم الدخول بمشاريع تدمير ذاتية يعطي انطباعا بأننا فقدنا الناس والشارع فلا مشكلة لدينا، والسؤال هنا هل تضررنا سياسيا من هذا الواقع؟، إذا كان الجواب نعم "لا يهم"، فتيار "المستقبل" هدفه أمر واحد هو الوصول الى نوع من الاستقرار لكل مواطن، وإن وصلنا الى هذه المرحلة فيكون وجودنا كتيار اسّسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد وصل الى النتيجة المطلوبة". ولفت الى أنه "في التحقيقات المسربة بقضية الوزير والنائب السابق ميشال سماحة إشارة الى أن هناك مساعدة لوجستية سيستفيد منها المكلّف بزرع العبوات الناسفة من مجموعة لنائب سابق ومجموعة لنائب يطمح الى النيابة. وهذا يعني أن هناك منطقا سياسيا ومنطقا أمنيا يعتمد عليه أعوان النظام السوري في لبنان وهو منطق الارهاب". وذكّر بأننا "في 14 آذار كنا نتّهم بأننا نراهن على الاميركي والغربي واليوم على سقوط النظام، ولكن ايهما الاصلح: أن نراهن على إيجابيات سقوط نظام ديكتاتوري أو على سلبيات استمرار نظام ديكتاتوري؟ ايهما الاسلم: أن نراهن على من يرسل المتفجرات أم أن نرفض منطق المتفجرات؟".

واعتبر أن "المشكلة في من اراد الاستمرار في المكابرة وقتل الناس على الرغم من كل المؤشرات التي تقول إن عليه الرحيل عن الحكم"، مضيفا: "اليوم هناك ثورة عارمة على النظام السوري، والحل يكمن في أن يكون هناك فترة انتقالية بسوريا يتسلّمها مجلس معين متعدد الطوائف ولو كانت أكثريته علوية لإدارة الوضع لفترة معينة من الزمن والانتقال الى انتخابات حرة وعادلة، لكن هناك اصرارا على استمرار لغة الدم وعلى قصف المدن بالطائرات". وعن باخرة الاسلحة التي أوقفت في طرابلس، قال: "المخابرات الاميركية هي التي أبلغت الدولة اللبنانية بوجودها، وقالت إن الباخرة وصلت الى ليبيا وحمّلت الاسلحة وستتجه الى لبنان. أنا الآن اسأل السلطات اللبنانية الى أين وصل التحقيق في شأنها؟"، مشيرا الى أن "تيار المستقبل" اتُهم بهذه القضية، وأنا مسؤول التيار في طرابلس، فلماذا لم يحققوا معي؟ هناك لعبة موجودة داخل المؤسسات، لعبة جزء منها فساد وجزء منها تجارة وجزء منها تواطؤ مع التخريب". ووجه نداء لخاطفي اللبنانيين في سوريا، متمنيا أن "يكون لهذا النداء صدى ليفكروا في الموضوع، بغض النظر عن المسوغات التي استُعملت لخطف ابن المقداد والعشرة الباقين الذين خُطفوا في حلب". وقال: "مهما كانت الاسباب، ليتم اطلاق سراحهم من دون شروط، بمبادرة حسن نية". وختم: "العلاقة بين لبنان وسوريا ستبقى الى مدى التاريخ، ولا يجب أن نسوّد هذه الصفحة بهذه الطريقة".

 

دي فريج: في لبنان 500 ميشال سماحة

المستقبل/شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دي فريج على أن "الوزير السابق ميشال سماحة ليس الوحيد"، مشيراً إلى أنه "قد يكون هناك 500 ميشال سماحة في لبنان". وقال في حديث أمس: "نحن في لبنان كدولة ديموقراطية عندما نرى ماذا يفعل النظام السوري بشعبه لا يمكن أن نقول ان هذه القضية لا نتدخل بها". ورأى أنه "من الواجب على لبنان أخذ قرار بأنه لا يمكن أن نتفق مع نظام يتعامل بهذه الطريقة مع شعبه".

 

ميقاتي طلب من السفير في دمشق توجيه رسالة عاجلة إلى الخارجية السورية حول «الخروق»

لبنان في مرمى «فائض» من النار السورية في ردّ مزدوج على سليمان و... «الخليجي»

بيروت - «الراي/من خلف «غبار» العناوين الداخلية التي «تلهو» بها بيروت هذه الايام، بدأ منسوب «المخاطر» المتأتية من «العاصفة» السورية يلامس «الخطوط الحمر» في ظلّ ملامح محاولة من نظام الرئيس بشار الاسد لتحويل لبنان «ساحة معركة رديفة» يعزّز معها «خطوط دفاعه» و«حظوظ بقائه» ويسعى من خلالها الى شنّ «هجوم معاكس» على المجتمع الدولي وبعض الدول العربية انطلاقاً مما يعتبره «اليد التي تؤلمها»، اي لبنان. ففي حين كانت بيروت غارقة في الاستعدادات لاستقبال البابا بنيديكتوس السادس عشر في 14 الجاري، تحت عنوان «طمأنة المسيحيين على مستقبلهم في لبنان خصوصاً وفي الشرق عموماً»، ووسط «قرقعة» ملفات قديمة - جديدة تتصل بقانون الانتخاب او سلسلة الرتب والرواتب او المخطوفين في سورية او الامام المغيّب موسى الصدر، خطف الأضواء التراشق السوري - الخليجي من «فوق رأس» لبنان الذي يعيش عملية تسخين متدرّجة وممنهجة ينفذها النظام السوري على حدوده الشمالية والشرقية (اي في الشمال والبقاع) وبرز تعمُّدٌ لتظهيرها (عبر وسائل اعلام قريبة من 8 آذار) على انها مرتبطة بالاستياء السوري من مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان سواء حيال عمليات القصف السوري للاراضي اللبنانية او ملف الوزير السابق ميشال سماحة ومدير مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي المملوك.  فغداة دعوة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي «جميع الاطراف اللبنانية الى تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتفويت الفرصة على محاولات العبث بأمن لبنان واستقرار، وجره الى آتون الازمة السورية وتداعياتها»، مؤكداً حرصه على «أهمية المحافظة على أمنه واستقرار وسيادته ووحدته»، رفع وزير الاعلام السوري عمران الزعبي من وتيرة هجومه على دول عربية كالسعودية وقطر ومصر الى جانب تركيا، وهي البلدان التي اعلن «ان الدم السوري برقبتها»، ليردّ مباشرة على موقف دول التعاون الخليجي ازاء الوضع اللبناني واصفاً اياه بـ «الكوميديا السياسية، فاذا أراد السعوديون والقطريون عدم نقل الازمة الى لبنان فليتوقفوا عن نقل السلاح والمسلحين وتمويل الارهابيين في لبنان»، داعيا الى «وقف طائراتهم التي تحمل اسلحة وتحط في مطارات مجاورة كمطار بيروت الدولي وتحمل أسلحة ومناظير وغيرها». وأبدت أوساط سياسية في بيروت قلقها إزاء تحوُّل لبنان نقطة تجاذب سوري - خليجي، معتبرة ان الامر يعكس قراراً سورياً بـ «ربط المصير» بين لبنان ونظام الاسد، ما يمكن ان يستدرج في المرحلة المقبلة المزيد من «الأفخاخ» الامنية التي قد تنفجر في «جبهات» عدة، بعضها «فتائله» جاهزة، وبعضها الآخر ربما يكون من «الاحتياطي» الذي لم يسبق ان استُخدم. وترى هذه الاوساط ان الملف السوري سيضغط بقوة على الواقع اللبناني في الفترة المقبلة انطلاقاً من ثلاثة وقائع:

* ملاقاة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لرئيس الجمهورية في موقفه من «الخروق» السورية للاراضي اللبنانية، حتى انه ذهب أبعد في اختياره مخاطبة دمشق ليس عبر سفيرها في بيروت بل عبر وزارة خارجيتها، قافزاً فوق وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور وطالباً من السفير في دمشق ميشال خوري «توجيه رسالة عاجلة الى الخارجية السورية وابلاغها باستمرار تعرض بلدات لبنانية قريبة من الحدود السورية لقصف من المواقع العسكرية السورية المتاخمة، والتداعيات السلبية التي يمكن ان تحدثها تلك الخروق على الاجراءات الامنية التي اتخذها الجيش اللبناني للمحافظة على الاستقرار والهدوء على الحدود بين البلدين تنفيذا لقرار السلطة السياسية الحريصة على حماية اللبنانيين المقيمين قرب الحدود اللبنانية - السورية وتجنيبهم اي خسائر في الارواح والممتلكات».

* إظهار وسائل اعلام قريبة من «8 آذار» القصف السوري على قرى عكارية على انه «تعبير عن الانزعاج» من مواقف الرئيس سليمان وآخرها حديثه مساء السبت عن «اعتذار سوري» عن القصف الذي تعرضت له بلدة منجز يوم الجمعة، والذي أعقبه تجدُّد القصف على هذه المنطقة وجوارها فجر الاحد.

ونقلت صحيفة «الأخبار» في هذا السياق عن مصادر سياسية قريبة من دمشق «أن انزعاجاً سورياً كان بدأ يظهر من أداء الرئيس اللبناني حين أعلن أنه ينتظر اتصالاً من الأسد في شأن قضية الوزير السابق سماحة. ثم حدث القصف السوري على منجز، الذي أعقبه اتصال بين قيادة الجيش اللبناني وقيادة الجيش السوري التي أكدت أن القصف حصل خطأً، ووعدت بعدم تكراره وبمعاقبة المسؤول عنه. لكنّ رئاسة الجمهورية دخلت طرفاً على الخط وأصدرت بياناً تحدثت فيه عن اعتذار سوري، ما أثار انزعاج دمشق، فتجدد القصف».

وإذ لفتت المصادر إلى «أن قنوات الاتصال الرسمية بين الرئاستين اللبنانية والسورية مقطوعة والقناة الرسمية لمعالجة الخروق الأمنية لا تزال اللجنة الأمنية المشتركة»، حذرت من «أن أي تصعيد سياسي من شأنه أن يرتد سلباً ويقطع المجال أمام الاتصالات الأمنية لتسوية أي مشكلة من نوع القصف الذي استهدف منجز، إلا إذا كان في جعبة رئيس الجمهورية أهداف سياسية بعيدة عن سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة برفعه لهجته تجاه سورية».

وتزامن هذا التطور مع تركيز في اعلام «8 آذار» على قضية توقيف ضابط في الجيش اللبناني بتهمة الاتجار بالسلاح وتهريبه إلى سورية، وسط تقارير صحافية عن ضبط 12 جهاز اتصال متطوراً في مطار بيروت الدولي مهربة على متن طائرة قطرية. وأفادت قناة «المنار» (التابعة لـ «حزب الله») في هذا السياق أن الطائرة يملكها القطري فهد ب. وربانها بريطاني الجنسية، مشيرة إلى أن المضبوطات نقلت الى مديرية الاستخبارات، والربان الذي يقيم في أحد فنادق بيروت، حُقق معه ثم أُخرج بسند إقامة، على أن يجري الاستماع إلى أقواله (امس). * اما الواقعة الثالثة فتتمثل في تهيؤ قوى «14 آذار» لرفع عريضة الى رئيس الجمهورية موقّعة من كل نوابها تطالب فيها بنشر «اليونيفيل» على الحدود مع سورية وطرد السفير السوري من بيروت وقطع العلاقات مع النظام السوري، وإلغاء الاتفاقات الأمنية بين البلدين. في موازاة ذلك، بقي الاهتمام قائماً بملفيْن هما:

* الامام المغيب موسى الصدر في ضوء ما كان رئيس البرلمان نبيه بري (موجود في اليونان بزيارة خاصة) اعلنه قبل ايام عن معطيات جديدة في ملفه، في حين ينتظر ان يعود اليوم الى بيروت وزير الخارجية عدنان منصور من موريتانيا حيث أجرى محادثات مع نظيره الموريتاني حول التحقيقات التي جرت مع رئيس استخبارات نظام معمر القذافي عبد الله السنوسي الموقوف في السجون الموريتانية، من دون ان يتأكد امكان لقاء منصور مع السنوسي.

* المخطوفين اللبنانيين العشرة في سورية في ظل معلومات عن تقدم تم احرازه خلال زيارة وفد العلماء المسلمين لتركيا ولقائه عدداً من قادة «الجيش السوري الحر» وآخرين، وهو ما عبّرت عنه تقارير عن تلقي الجهة اللبنانية وعداً ليل الاحد بإطلاق اثنين من المخطوفين كمبادرة حسن نية اضافية، تردد انهما عوض ابرهيم وجميل صالح نظراً الى وضعهما الصحي، فيما تستمر المساعي للعثور على حسّان المقداد المخطوف في سورية والذي قامت عشيرة المقداد قبل نحو اسبوعين بخطف عشرات السوريين في لبنان ومواطن تركي لمبادلتهم به.

 

بشار على خطى سيف القذافي

عبد الرحمن الراشد/الشرق ألوسط

في مثل هذه الأيام من العام الماضي استضاف سيف القذافي بضعة صحافيين أمام باحة قصر العزيزية، في العاصمة الليبية، وظهر عليهم بسيارة رباعية الدفع بابتسامة عريضة زاعما أن الأخبار التي تقول إن الثوار الليبيين احتلوا العاصمة طرابلس مجرد أكاذيب وسيصحبهم في جولة في أحياء العاصمة. وعندما سأله أحدهم عن تصريح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بأنه سيقدم للمحاكمة التفت إليه ساخرا، وقال «طز في المحكمة الدولية»، ورحل من دون أن يأخذ الصحافيين معه في الجولة الموعودة.

ما حدث بعد ذلك معروف، بعد يوم سقطت طرابلس، وفر سيف ووالده العقيد وعثر عليه مختبئا في أحد أنابيب تصريف السيول، أما سيف فقد قبض عليه يحاول الفرار إلى النيجر. ومنذ اعتقاله في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وهو يتوسل المحكمة الجنائية الدولية أن تتولى محاكمته بدلا من أن يحاكم في بلده ليبيا حيث يواجه عقوبة الإعدام.

بشار الأسد، الرئيس السوري المحاصر في عاصمته دمشق، يشبه كثيرا سيف القذافي، يسخر من مهمة المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي ويعمل على إفشالها، مع أنها حبل النجاة له اليوم، وسيأتي يوم يرجو فيه تدخل الإبراهيمي وحلا دوليا ينقذه. فقد أفشل من قبل مبعوث الجامعة العربية رئيس المراقبين سيئ السمعة الدابي، ثم أفشل مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان على الرغم من ميوله للموقف السوري - الإيراني، ولم يستجب لأي من النقاط الست لبدء التفاوض على حل سلمي. لسان حال الأسد اليوم، لسان سيف القذافي بالأمس «طز في الإبراهيمي والأمم المتحدة». والمبعوث الإبراهيمي استبق رعونة الأسد بإعلانه الخوف من إخفاق مهمته ومعترفا بأنها مهمة شبه مستحيلة، ونصح الرئيس السوري الذي ينوي زيارته السبت المقبل، بأن عليه مسؤولية أكبر بوقف عنف قواته من أجل إتاحة الفرصة لمحادثات الحل السلمي.

الإبراهيمي يمكن أن ينجح فقط إذا نجح الثوار في التقدم نحو العاصمة وضرب مراكزه الحيوية، سيشعر أنها أيامه الأخيرة، وأن حبل النجاة المتبقي ليفر من القصر هو المبعوث الدولي، الذي قبلت به كل الأطراف الدولية المعنية بالنزاع. حاليا، يشعر الأسد أنه محمي روسيا وإيرانيا، ويستطيع تحريك نحو ربع مليون من قواته وشبيحته لضرب كل المناطق من دون تمييز أو رحمة. وهذا وهم كبير، فقواته تتداعى وسيتخلى عنه الروس كما تخلوا عن القذافي.

وعندما تأتي لحظة الحقيقة لن يجد الأسد العون إلا من الإبراهيمي الذي قد يكون فاته الوقت. لن يقبل الثوار، ولا الشعب السوري، أن يفلت أكبر مجرم في التاريخ العربي الحديث من الحساب. الأسد سيجد أنه بلا مخرج، ولا حل، يمكن أن يقبل به الأيتام والأرامل والمشردون. فإن بقي عنده شيء من الشجاعة عليه أن ينهي حياته كما فعل هتلر، الذي تسبب في دمار ألمانيا، وقرر في آخر أيام الحرب أن ينتحر وأمر بحرق جثته. وإن لم يجد الأسد الشجاعة ليطلق النار على رأسه أو يبتلع حبة سيانيد، تنهي حياته وتنهي المأساة السورية، سيكون مصيره مصير سيف القذافي حينها لن ينجده الدابي ولا أنان ولا الإبراهيمي.

 

وقف القتل لا وقف إطلاق النار

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ما إن يقول أي مسؤول عربي، أو غربي، أو حتى أممي، ولو كان المبعوث المشترك إلى سوريا، السيد الأخضر الإبراهيمي: «إن الأهم في سوريا الآن هو وقف إطلاق النار». فإن على المعني والمتابع أن يرتاب، ويعيد حساباته جيدا، ولا يؤمل بشيء عملي وملموس من الجهود المبذولة في التعامل مع ملف نكبة الشعب السوري الثائر على الطاغية بشار الأسد.

فلا يمكن القبول بأي حال من الأحوال بالقول في الحالة السورية: إن السعي يجب أن يتركز من أجل وقف إطلاق النار، حيث يجب أن يكون السعي التام هو من أجل وقف القتل الأسدي للشعب السوري. فما يحدث في سوريا، وبكل بساطة ووضوح، هو أن النظام القمعي المهيمن على السلطة هناك - وفي دولة تدعي أن نظام حكمها السياسي هو «الجمهوري» - يقوم باستخدام الطائرات الحربية، والمدفعية، والصواريخ، من أجل تركيع شعبه الثائر منذ قرابة الثمانية عشر شهرا، الشعب الذي لم يحمل السلاح ضد الطاغية الأسد، وعصابته، منذ أول يوم في الثورة، على غرار ما حدث في ليبيا، ولم يستخدم حتى قنابل المولوتوف، بل كانت ثورة سلمية فعليا جوبهت بالقتل والعنف المنظم من آلة القتل الأسدية. وهذا ليس كل شيء، بل إن النظام الأسدي، ومنذ اندلاع الثورة السورية وحتى اليوم، لم يقدم جنديا واحدا، ناهيك عن ضابط، للمحاكمة جراء قتل البشر، وهتك الأعراض، وتدمير النسيج السوري ككل، فكيف يقال اليوم بأن المطلوب في سوريا هو وقف إطلاق النار؟

المفترض أن يقال إن المطلوب هو وقف القتل الأسدي في سوريا، وفي حال ما قيل ذلك، ومن أي طرف كان، فحينها يشعر المرء بأن هناك من ينتصر للشعب السوري الأعزل، وأن هناك من هو حريص على سوريا الدولة، وحماية نسيجها وسلمها الاجتماعي. وليس محاولة تصوير الأسد على أنه طرف والثوار طرف آخر كما يفعل وزير الخارجية الروسي الآن، وخصوصا عندما يقول إن مطالبة النظام الأسدي بوقف إطلاق النار من طرف واحد تعد سذاجة، وأشبه بالاستسلام! والسذاجة الحقيقية هي في تبرير جرائم نظام - كنظام الأسد - يريد أن يحكم بالقتل، والظلم، وهتك الأعراض، وتدمير البلاد ككل، وليس حماية المدنيين، ونسيج الدولة السورية فقط من أجل مصالح بات من المستحيل اليوم الحفاظ عليها، ناهيك عن مستقبل الأيام. فما سيتذكره السوريون والعرب مطولا، هو أن إيران وروسيا مكنتا بشار الأسد من قتل الشعب السوري، وتهديد وحدة سوريا ككل. ومن أجل ألا يكون الحريصون على الشعب السوري عرضة للحيل، سواء من بعض دول المنطقة، أو خلافها، فلا بد من التنبه، ورفض، تعبير وقف إطلاق النار في سوريا. فالأصح، والأكثر دقة، هو وقف القتل الأسدي للشعب السوري الأعزل، خصوصا ونحن نسمع وزير الإعلام الأسدي أمس يضع الشروط لمهمة السيد الإبراهيمي، ويكيل الشتائم والاتهامات لدول المنطقة بينما قوات الأسد تعربد بلا رحمة، أو رادع، في سوريا.

 

سنة سوريون في خدمة النظام العلوي!

غسان الإمام/الشرق الأوسط

جمعتني المصادفات الكثيرة في حياتي بساسة عرفتهم في صغرهم، أو هم في قمة نجاحهم وشهرتهم. أغرب هؤلاء هم أولئك الذين شدهم الرئيس حافظ الأسد إلى عجلة نظامه الطائفي. مع الأسف، كان معظمهم من السنة. وقد أظهروا من الولاء! والتفاني. والاستزلام في خدمته، أكثر مما أظهره العلويون. كان الأسد الأب يملك حاسة شم وغريزة فراسة قوية. فاختار من هؤلاء من هم الأضعف في الشخصية. والأقل في الذكاء. والحنكة. والكفاءة. ودفع بهم إلى مواقع بارزة في إدارته المحلية. وأذكر من هؤلاء محمود الزعبي الذي ظل ثلاث عشرة سنة رئيسا للحكومة. وقيل إنه انتحر. والأحرى أنه نحر (عام 2000) عندما أظهر امتعاضا من زميله عبد القادر قدوره رئيس مجلس الشعب الذي مرر خلال نصف ساعة عملية تعديل الدستور، لتوريث الابن، بعد وفاة الأب. جمعتني المصادفة. وليس الصداقة، بوليد المعلم. كنا في مدرسة ابتدائية واحدة. كنت كلما أطللت على فصله أراه مسمّرا في مقعده. ولا يبدو أنه حي سوى تلويحه بقدميه القصيرتين اللتين لا تطالان الأرض. لم أكن أملك فراسة الأسد. لم أتوقع أن هذا الصبي الهادئ النحيل. والبليد، سيغدو يوما وزير الخارجية المكتنز بالشحم واللحم.

وزراء خارجية الأب والابن مستشارون لا يُستشارون. مجرد مساعدين. مجرد أدوات تنفيذية تجلس في الواجهة، لتتستر على وزارة تعج بالسفراء والدبلوماسيين العلويين، والشبيحة التي تتولى أمن السفارات في الخارج. جمعتني المصادفة. وليست الصداقة، بفاروق الشرع. كنا في القسم الإنجليزي في كلية الآداب بجامعة دمشق. لم أكن أعرف أن هذا الشاب الهادئ. الصامت. المنطوي على نفسه، حزبي بعثي. فراسة الأسد الأب هي التي اكتشفت هذا الحزبي المغمور. فنقلته من مدير لمكتب الخطوط الجوية السورية في لندن، ورسمته وزيرا للخارجية لا يستشار. ولا يشير. كان الشرع كالمعلم. مجرد دمية ببغاوية تغرد عندما تستنطق. وتصمت عندما تؤمر بالصمت. ثم تأتي ركلة إلى الأعلى، ليغدو نائبا للرئيس يعمل تحت إشراف ورقابة «مساعده» المخابراتي العتيق محمد ناصيف خير بيك.

قلع ابن خالة الأسد الذي كان يدير مكتب جهاز الأمن السياسي في درعا أظافر صبية صغار. عندما احتج الآباء شتمهم. وعيّر أمهاتهم. لم يهرع الأسد إلى المدينة ليصالح أهلها. أرسل الدبلوماسي فيصل المقداد (المنافس لوليد المعلم) ليهدد أهل المدينة التي أنجبته! لم ينسحب فاروق الشرع باكرا. لم يستقل بعدما عرف أن ألوفا من أهل درعا وقرى سهل حوران قتلوا. جرحوا. أو اعتقلوا. بل تم إذلاله. أجبر على الظهور أمام «كاميرا» النظام، وهو يعزي أهل قادة أجهزة الأمن الذين قتلوا في تفجير مكتب الأمن الوطني. ثم تم استنطاقه، ليدعو إلى «حوار وطني» بات مستحيلا بين المعارضة والنظام.

لم يلوث الفساد فاروق الشرع. إنما اغتنى من الهدايا الثمينة التي تلقاها خلال زياراته الخليجية، على مدى بقائه وزيرا للخارجية عشرين سنة. في الديمقراطيات الغربية، الرئيس. والمسؤول. والدبلوماسي الذين يتقلون هدايا أجنبية يجبرون على الإبلاغ عنها، وإيداعها لدى الدولة. أضحك ساخرا عندما أقرا وأسمع، عن المصالحة بين السوريين ونظام الأسد. ضحكت حتى كدت أقع من الضحك، عندما رشحت الجامعة العربية. ومعارضة الخارج. والدبلوماسية الغربية كوفي أنان ثم الأخضر الإبراهيمي، للتوسط بين الطرفين المتقاتلين. ثم فاروق الشرع المريض بالقلب مرشحا لرئاسة حكومة انتقالية. ومندوبا للنظام في حوار المصالحة المستحيلة. هل المصالحة مجرد «تبويس شوارب» كما يتوهم الشرع؟ كيف تكون المصالحة متوازنة عندما تسمح لنظام فقد مصداقيته وثقة شعبه بأن يحتفظ ببضعة عشر جهازا أمنيا، تعج بالجلادين من أسرة واحدة، وبأن يسيطر على جيش من «حماة الديار» الذين دمروا مدنا وقرى، بنيت بجهد. وعرق. ودموع القرويين الفقراء، ومحدودي الدخل في قاع المدينة.

لست داعية حروب ومجازر. الواقع المرعب على الأرض يجعل المصالحة مستحيلة. كل وساطة. أو دعوة لحوار يعيد تنظيف وغسل نظام بشار، هي اليوم «باطل الأباطيل وقبض ريح». سنة النظام تتراوح بين دعوة الشرع ومناف طلاس (درة أبيه) لحوار «تبويس الشوارب»، والمعلم الذي خرج، في أرذل العمر، على السوريين شاهرا سيفه، داعيا رئيسه إلى مواصلة «التطهير». فلا حوار قبل استئصال ثورة ملايين القرويين البسطاء! أليس من حقي كسوري مهاجر، عمل في المنافي منذ أكثر من أربعين سنة، أن أعبر عن إدانة السوريين لهذا النفاق الإعلامي الذي يمارسه الجميع؟ نبشت إيران حركة عدم الانحياز من تابوت التاريخ، بعدما أخفقت في تقديم الإسلام السياسي، كدولة ناضجة. واعية للتعامل مع العالم في سلام. كم هو مزرٍ لخامنئي وأحمدي نجاد، وهما يخطران على المسرح الدولي بأحذية ناصر. ونهرو. وتيتو، للتستر والتغطية على المشروع النووي. كل الدول التي امتلكت القنبلة المخيفة ظلت تدعي أنها تطور تقنيتها النووية للأغراض السلمية، إلى أن اخترعتها. وامتلكتها. فعلت ذلك إسرائيل. الصين. الهند. باكستان، قبل إيران. عالم مصنوع من الرياء الإعلامي والنفاق الدبلوماسي. في هذه الفوضى، دولة نووية كإسرائيل تهدد بتأديب دولة كإيران تحاول الانضمام إلى نادي النخبة النووية.

الإسلامي خامنئي يتقمص روح حركة علمانية عالمية دعت إلى سلام عالمي قائم على تحرير الشعوب المستعبدة، فها هو أحد مساعديه ينتقد الرئيس المصري محمد مرسي، لأنه طالب بتحرير السوريين من نظام (ظالم). كيف يبدو أحمدي نجاد وخامنئي منسجمين مع الحقيقة، وهما يزعمان أن الانتفاضات العربية المطالبة بالديمقراطية «استلهمت» الثورة الإيرانية التي زيفت، لإنجاح أحمدي نجاد، عشرة ملايين بطاقة انتخابية تحمل اسمه؟

السوريون نفضوا عن سمعهم ثقافة الرغي الإيرانية المضادة للديمقراطية الغربية. لنسمع ما يقوله أهل داريا المنكوبة وحلب المدمرة: نحن نقبل بأي تدخل خارجي من أي جهة لوقف المجزرة. بعد كل مجزرة يشجع الرئيس أوباما السوريين على الصمود، بدعوة بشار المتكررة إلى التنحي. لم أعرف سياسيا مشحونا بهذا «الحياد السلبي» كهذا المثقف. منافقة إسرائيل تقتضي من ميت رومني منافس أوباما أن يشيد «بتفوق» اليهود على العرب، في النجاح التجاري الذي كان أصلا طريقه إلى الترشح لاحتلال أقوى منصب في العالم. أما أوباما فهو يعلن أنه لن يتدخل في سوريا، ويتذرع بمختلف الذرائع لعدم تسليح المعارضة. ثم يهدد بالتدخل الفوري، إذا ما أودع بشار غازاته لدى حسن حزب الله. لا أعرف كيف يمكن السيطرة عسكريا على السلاح الكيماوي؟! هل هو بهجوم بري. أم بقصفها جويا. وفي كلتا الحالتين، فالسوريون معرضون لكارثة. وهكذا، فالإعلام الدعائي يحكم السياسة، بنفاق لم يشهده عصر آخر. ذات يوم، وعدني محمد المقريف في لقاء معه بالمصادفة في المغرب، بقلب نظام القذافي خلال ثلاثة أسابيع. تذكرت المقريف الذي أصبح رئيسا للجمعية التأسيسية المنتخبة. فقد تحقق حلم الأسابيع الثلاثة، بعد ثلاثين سنة.

 

السلطات البريطانية تمنع مئات الإسلاميين من الالتحاق بهم  وستة آلاف من "القاعدة" دخلوا سورية للقتال ضد قوات الأسد

حميد غريافي/أكدت مصادر أمنية بريطانية, أمس, أن عشرات الإسلاميين البريطانيين المتطرفين من عرب وباكستانيين خصوصاً, ولدوا في المملكة المتحدة أو يحملون جنسيتها, انتقلوا إلى سورية للمشاركة في الثورة ضد نظام بشار الأسد, فيما تتصدى الاستخبارات البريطانية الخارجية "ام آي 6" ووحدات شرطة مكافحة الإرهاب في سكوتلنديارد وخارجها لهؤلاء المتطرفين لعرقلة سفرهم استناداً إلى "قانون مكافحة الارهاب" خوفاً من قيامهم بعمليات ارهابية متى عادوا الى البلاد بعد انتهاء الحرب السورية.

وكشفت المصادر الأمنية لـ"السياسة" أن الشرطة البريطانية أوقفت عدداً من الإسلاميين البريطانيين الموضوعين على لوائح الاشتباه بانتمائهم الى منظمات سلفية في مقدمها تنظيم "القاعدة", فيما حذر مسؤول أمني, عبر صحيفة "ميل اون صنداي" اول من امس من "تزايد أعداد الاسلاميين المتوجهين الى سورية, الذين لا تمكن مراقبتهم بدقة خصوصاً أنهم ينتقلون الى فرنسا او دول اوروبية أخرى بالطائرات ومنها الى تركيا أو لبنان أو الأردن ليدخلوا منها إلى سورية".

وقال المسؤول "ان مخاوفنا ليست من نقل هؤلاء السلفيين الجهاد الى سورية وانما من نقله معهم لدى عودتهم الى المملكة المتحدة"مؤكداً ان هناك أكثر من 100 مقاتل بريطاني موجودين في المحافظات السورية حالياً يقاتلون ضد قوات نظام الأسد, بينهم العشرات من أصول باكستانية تمكنت وحدة لمكافحة الارهاب مرابطة في الشطر اليوناني من جزيرة قبرص من تتبع آثارهم عبر تركيا ولبنان والاردن الى داخل سورية, واكدت ان بينهم ايضا عددا من الاطباء وخبراء الاسلحة النووية".

ولم يؤكد أو ينف المسؤول البريطاني المعلومات المتداولة في بعض وسائل الاعلام الدفاعية عن قيام مجموعات إسلامية بريطانية بتهريب كميات من صواريخ أرض - جو الروسية المضادة للطائرات من طراز "سام-7" والاميركية من طراز "ستنغر" وأنواع أوروبية أخرى, وقذائف مضادة للدروع, عبر شرائها من شركات أو ترسانات أسلحة أوروبية شرقية ومن أفغانستان وباكستان.

لكن أحد الخبراء العسكريين البريطانيين المتقاعدين, الذين عملوا في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وافريقيا خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي, أعرب لـ"السياسة" عن "مخاوف الغرب الحقيقية" من "التنامي السريع" لآلاف عناصر تنظيم "القاعدة" وجماعات أخرى تعمل تحت قيادتها داخل سورية".

واستناداً إلى معلومات من الاستخبارات الاردنية, أكد الخبير "أن قائد فيلق الشهيد عبدالله عزام المدعو ماجد الماجد الموجود حالياً في سورية لمقاتلة جيش النظام, نقل الى مسرح العمليات السورية من تركيا والعراق أكثر من ستة آلاف مقاتل كان معظمهم مازال يشكل خلايا في العراق, فيما البقية قدمت من اليمن ولبنان والاردن, حيث انتشر عناصرها في منطقة درعا جنوب سورية, في حين انتشر في شمال البلاد مئات المقاتلين السلفيين الآخرين التابعين لتنظيم "ابو سياف الاردني" المدعو محمد شلبي الذي أكد لإحدى الصحف العربية الصادرة في بريطانيا ان مئات المقاتلين من الاردن والعراق وليبيا ودول عربية واوروبية اخرى دخلوا سورية مقابل التواجد الكثيف لتنظيم "القاعدة".

 

صالح المشنوق: الخيار السنّي الثالث  

أحمد عيتاني/الشراع

*صالح المشنوق أول من نظّم تحركات داعمة للشعب السوري برغم اعتراض المستقبل حينها

*كتب له شاب قواتي على موقع ((MTV)) قائلاً ((بشير مش بس حيّ فينا بل ما زال بيننا))

*كسر المشنوق المحرّمات في المعركة مع حزب الله وشكّل الحالة المدنية الأبرز في مواجهته

*يقول المشنوق ان الحريري كأخ بالنسبة له لكن سيعارضه علناً عندما يخطىء بالقضايا الجوهرية

*يؤكد المشنوق ان نظام ((التمييز العنصري)) الذي يفرضه السلاح يجب أن يسقط بأي ثمن

في السنة الأخيرة، برز الناشط السياسي والأستاذ الجامعي صالح المشنوق كواحد من أكثر الاستقلاليين جرأة ونشاطاً في العمل الوطني. فبعدما ترأس أوّل نشاط مؤيّد لثورة الشعب السوري في منطقة سن الفيل، جامعاً أكثر من أربعمائة شخصيّة مدنيّة فاعلة ومطلقاً نداء ((يا أحرار سوريا نحن معكم))، برز المشنوق كصوت إعلامي مرتفع ومؤثّر في مواجهة حزب الله وسلاحه. حقّق الناشط الشاب بذالك شعبيّة قلّ نظيرها في لبنان كما في سوريا. أكثر ما يعبّر عن هذه الحيثيّة الشعبيّة صفحة المشنوق على موقع التواصل الاجتماعي ((فايسبوك))، التي انضم إليها ما يقارب المائة ألف لبناني وعربي. فمن هو هذا الشاب العشريني؟ وهل في ظل ما تشهده الساحة السنيّة في لبنان من تغيّرات، يمكن وصفه ((بالخيار السنّي الثالث))؟

منذ سقوط ((حكومة الوحدة))، شهدت ((الساحة السنيّة)) في لبنان ثلاثة أحداث أدّت الى تغيّرات جذريّة في وضعها العام، تحديداً لناحية مراكز القوى والتأثير فيها. الحدث الأوّل هو بلوغ عنجهيّة حزب الله في التعامل معها حداً غير مسبوق, تمثّل جلياً بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري واستبدالها بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي. هذا الكوب الذي بدأ بالامتلاء بعد حرب تمّوز/يوليو 2006، ومروراً بأحداث 7 أيّار/مايو 2008 وصولاً الى صدور القرار الظنيّ للمحكمة الدوليّة، طاف في الأشهر الأخيرة بعدما بلغ تكبّر حزب الله على خصومه حداً لا يطاق. الحدث الثاني هو تراجع أداء الرئيس سعد الحريري وحضوره ونفوذه بشكل استثنائي وانطباعات الضعف والتململ والانكسار التي تصل الى جمهوره تباعاً مع كل خطاب وتصريح. الحدث الثالث هو الربيع العربي، الذي خلق وضعيّات جديدة في المنطقة بأكملها، والذي شجّع ((القوى التغييريّة)) في لبنان على المضيّ قدماً وبقوّة في مطالبها وتحرّكاتها السياسيّة.

وفي الوقت الذي تشهد فيه الحريريّة السياسية ((غيبوبة عميقة))، يبرز ((خيار ثان)) في الطائفة السنيّة هو الخيار الاسلامي وتحديداً السلفي منه, الذي تجلّى بأبرز صوره بما سمّي ((ظاهرة الشيخ الأسير)). ومع ان السلفيين أو ((مناصري الأسير)) لم يتحوّلوا الى قوّة انتخابية قادرة على تغيير المعادلة بالمعنى التقليدي في لبنان، إلا انّهم استطاعو ان يبرزوا كعنصر المواجهة الحقيقيّة لحزب الله، في مقابل ((عقليّة التسوية الحريريّة))، تحديداً بعدما أقفل الأسير ومناصروه طريق الجنوب الداخليّة، حاصدين بذلك عواطف ((الجمهور السنيّ)) ووجدانه.

لكن ((الجمهور السنّي))، المستاء من زعامة الحريري واخفاقاتها، لا يبدي أيّ استعداد للإلتصاق الفعلي بالخيار السلفي، بل يعتبره مجرّد تعبير شجاع عن أوجاعه وأحلامه، من دون ان يرقى الى مستوى الخيار السياسي الحقيقي. ويبدو هذا الجمهور وكأنّه في بحث دائم عن ((خيار ثالث))، بعيداً عن التململ الحريري وضيق أفق الخيار الاسلامي. فهذا الجمهور يعتبر ان كرامته مهدورة، ولا حماية لا سياسيّة ولا أمنيّة له، ولا يتمتّع بما لدى المجموعات الأخرى من قيادات قويّة وقادرة.

مع انّه لا يملك أياً من المقوّمات الماديّة أو التنظيميّة لتشكيل حالة سياسيّة فاعلة، استطاع المشنوق ان يبرز كحالة استثنائيّة، تجمع ما بين جرأة وصلابة ومقداميّة الخيار السلفي من جهة، والنموذج المدني الليبيرالي الحامل لشعار ((لبنان أولاً)) الذي يمثّله الحريري من جهة أخرى. وما ساعد على بروز نجم هذه الحالة، بغضّ النظر عن صفات الشاب الشخصيّة، هو كونها جزءاً لا يتجزّأ من ((البيئة الحاضنة)) لجمهور الحريري، لكنّها في الوقت نفسه، غير مرتبطة أبداً بأي ارتباط مع الحالة السياسيّة أو التنظيمية للحريري.

من هو هذا الشاب وكيف سطع نجمه ((فجأة)) على اللبنانيين؟ صالح المشنوق شاب في نهاية العقد الثالث من عمره، بدأ نشاطه السياسي في الجامعة الأميركية في بيروت في العام 2003، حيث كان يشارك في تنظيم التظاهرات والنشاطات المعترضة على الوجود السوري، رغم أن ((المشاركة من غير المسيحيين آنذاك عملة نادرة))، حسب قوله. سافر المشنوق بعد التخرّج الى الولايات المتحدة للعمل هناك، لكنّه عاد الى بيروت فور مقتل الرئيس رفيق الحريري، وشارك بفعاليّة في ((انتفاضة الاستقلال)) نشاطاً ميدانيّاً وحضوراً إعلامياً شبابياً. في العام 2007 عاد الى الجامعة الاميركيّة لإكمال دراسته، ونشط في صفوف ((شباب المستقبل)) الى حين تعيينه نائب رئيس للمنظّمة من العام 2008 حتّى العام 2009. في العام 2009 ((استعاد)) استقلاليّته السياسيّة، وقرّر ان ينشئ حيثيّة خاصة به، لأسباب يقول إنّها ((أصبحت من الماضي)). لكن المشنوق أيضاً نجل النائب في كتلة المستقبل نهاد المشنوق. ومن هذا المنطلق، يصرّ البعض على انّه ((حالة أخرى من حالات الوراثة السياسيّة)). لكن المشنوق الابن يؤكد أنه يرى الوراثة السياسيّة ((تخلّفاً ورجعيّة وقلّة احترام للناس)). ثم يتابع قائلاً: ((أنا أحترم كثيراً تجربة والدي، ولكنّني لم أرث ولن أرث لا منصباً ولا دوراً ولا جمهوراً، بل صنعت حضوري المستقلّ بنفسي وأصرّ على ان أحاسب على أفعالي وأقوالي فقط لا غير)).

أوّل بروز فعلي للمشنوق كان في شهر أيّار/مايو من العام الماضي، حين أخذ على عاتقه بالتعاون مع عدة نشطاء من المجتمع المدني، تأسيس تجمّع ((لبنانيون من أجل حريّة وكرامة الشعب السوري)). نظّم التجمع مؤتمر دعم لثورة سوريا، خلافاً لرأي تيّار المستقبل ومعظم قوى 14 آذار آنذاك، التي كانت ما تزال تعتمد سياسة ((النأي بالنفس)). حضر اللقاء مئات الناشطين من جميع الطوائف، واختتم بكلمة للمشنوق وجّه فيها رسالة الى الشعب السوري مفادها ان ((الأحرار في لبنان الى جانبهم)). ثم تابع نشاطاته المؤيّدة للثورة السوريّة، عاقداً مؤتمراً ثانياً في وسط بيروت بحضور ممثّل عن الثوّار السوريين، ومشاكساً في برامج الحوار السياسي على قناة ((الجزيرة))، وخطيباً في مؤتمر دعم الشعب السوري في القاهرة. وعند سؤالنا عن سبب هذا الحماس الكبير للثورة السوريّة، يقول المشنوق انه وقف الى جانب الثورة ((أولاً لأنّني على قناعة تامة بأن لا مستقبل للبنان من دون سقوط النظام المجرم في سوريا، وأيضاً لأنّني مؤمن بالربيع العربي الذي بدأناه في ثورة الأرز)). ثم يضيف قائلاً: ((لم ولن أوفّر أي جهد لدعم الثورة لأنّها انتصار لحريّة وسيادة لبنان كما لكرامة الشعب السوري)).

منذ ذاك الوقت، زادت الفجوة بين المشنوق والحريري، إذ دأب الناشط الشاب على انتقاد أداء الرئيس السابق للحكومة، علناً وفي مناسبات عدّة، منها في حوارات تلفزيونية، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، متناولاً خطاب الحريري الشهير في ذكرى أحداث السابع من ايّار/ مايو ومواقفه إبان أحداث طرابلس الاخيرة. ((سعد الحريري بمثابة أخ لي، مهما قيل، ونحن نتّفق على الأهداف الكبرى))، يؤكّد المشنوق. لكنّه يصرّ أيضاً على وجود ((خلاف عميق في الاستراتيجية والأداء اللذين سبّبا الانهيار))، مضيفاً أنّه سيعارض الحريري علناً عندما ((يخطئ في القضايا الجوهريّة)).

الى جانب الملف السوري، برز المشنوق كرمز من رموز المواجهة مع حزب الله وسلاحه، إذ كان من أوائل من تجرّأوا على كسر المحرّمات في الحديث عن السلاح والاغتيالات والتعامل مع ((قدسيّة)) الأمين العام للحزب حسن نصرالله. علا صوته رفضاً لكلّ السلاح بما فيه السلاح الموجود في الجنوب، متّهماً حزب الله صراحة بإغتيال الحريري، وواصفاً نصرالله بسيّد ((جرائم 7 أيّار/مايو والارهاب والقتل)). وعن سؤاله عن سبب الهجوم المتمادي على الحزب، يقول المشنوق ان ((سلاح حزب الله مثل السرطان بالنسبة للبنان ودولته وشعبه، يزيدهم مرضاً كلّ يوم الى ان يقتلهم إذا لم يتم استئصاله)). ثم يضيف ان السلاح ((تحوّل الى احتلال ايرانيّ للبنان وحوّلَنا إلى مواطنين من الدرجة الثانية معتدى عليهم وعلى أمنهم وكرامتهم في نظام التمييز العنصري. لذا علينا ان نثور في وجهه بالشراكة مع الجيش اللبناني)).

لا شك ان المشنوق برز كحالة ثالثة، أو خيار ثالث، داخل البيئة السنيّة. لكن حضوره لم يأخذ طابع ((الحصريّة الطائفيّة)). فطبيعته العلمانيّة وشعاراته الوطنيّة جعلت منه شخصيّة يتحمس لها الكثير من أبناء الطوائف الأخرى المؤيّدين لقوى 14 آذار والخائبين منها. وصل ذلك الى حدّ كتابة أحد المعلّقين ((القوّاتيين)) على حلقة المشنوق الاخيرة على قناة ((MTV)) قائلاً ان ((بشير مش بس حيّ فينا بل بيننا اليوم)). وماذا يخبّئ المشنوق للمستقبل؟ ((على المؤمنين بلبنان أولاً ومشروع الدولة ان ينظّموا أنفسهم في إطار سياسيّ حقيقي، لا ان يتفرّجوا على أحلامهم تسلب منهم وتضحياتهم تذهب سدى. وأنا سأعمل مع شباب ثورة الأرز لتحقيق هذا الواجب، لأنّنا إن بقينا على ما نحن عليه فعلى الدنيا السلام))، يقول المشنوق. هل سيستطيع فرض نفسه خياراً ثالثاً في الطائفة السنيّة أو حتى خياراً وطنيّاً جامعاً في المرحلة المقبلة؟ لا شك ان هذا الشاب على موعد مع التاريخ، لكن سيكون علينا جميعاً انتظار الجواب.

 

 "الحرس" للمرشد: لماذا وضعنا "كل بيضنا في سلة" الأسد؟

أسعد حيدر/المستقبل

الثورة في سوريا، حدث إيراني داخلي. لم تعد سوريا وما يجري فيها حدثاً يعالَج في إيران العميقة فقط. تحوّلت الثورة إلى نقاش عميق داخل مؤسسات النظام من القاعدة إلى القمّة عند المرشد آية الله علي خامنئي. الوضع الداخلي على الصعيدين السياسي المعقّد والاقتصادي الصعب والذي يزداد صعوبة يلعب دور المحرّك في عملية التمدّد الحاصلة من إيران العميقة إلى إيران الشعبية والعكس صحيح.

الثورة في سوريا، أفسدت أوّلاً كل الآمال المعلّقة على زيارة الرئيس المصري محمد مرسي. التباعد في المواقف خصوصاً في تعريف مَن الظالم ومَن المظلوم لعب أيضاً دوراً أساسياً في تعميق هذا التباعد. هذا أصبح معروفاً ومتداولاً. اكتمل ذلك كله بالكلام المصري أنّ الرئيس مرسي لم يناقش عودة العلاقات وتطبيعها بين بلاده وإيران.

الأقسى للسلطات في إيران لم يمر، بالعكس أمامها أيام صعبة عديدة خصوصاً أنّ التفاعلات الداخلية للحصار والمقاطعة الاقتصادية تكاد تتحوّل إلى نار في الهشيم، نتيجة لتدهور سعر التومان الذي تجاوز فيه سعر الدولار 2200 تومان وهو مرشح ليصل إلى ثلاثة آلاف تومان في نهاية العام. هذا التدهور ومصاعب التحويل لم تؤثر فقط على الحياة اليومية للإيرانيين بل أخذت تصيب مواقع اقتصادية أساسية منها ما يُعتبر استراتيجياً مثل النفط والغاز والحديد، وهي مواقع لـ"الحرس الثوري" يد مباشرة في الإشراف على إنتاجها وتسويقها وتصديرها.

استناداً إلى مصادر إيرانية مستقلة ومعارضة متقاطعة، فإنّ هذا الوضع الاقتصادي المتدهور إلى جانب تصاعد ضجيج الحرب الإسرائيلية الأميركية، دفع "الحرس الثوري" إلى لعب دور طليعي مباشر بدلاً من الاكتفاء بتحريك الخيوط من خلف المسرح. لذلك فإن وفداً من "الحرس الثوري" مشكلاً من خمسة جنرالات لهم حضورهم الفعلي والمعنوي ويمتلكون جزءاً من سلطة القرار توجهوا في سابقة لم تحدث من قبل للقاء المرشد آية الله علي خامنئي، طرحوا عليه رؤيتهم ومواقفهم من الأوضاع. ومن دون أولوية في خطاب "الحرس"، وهو في معظمه أسئلة مباشرة للمرشد، فقد دارت حول:

[لماذا وضعنا كل "بيضنا في سلة" الرئيس بشار الأسد بحيث أن سقوطه سيشكل خسارة ضخمة لنا؟.

طبعاً في خلفية هذا السؤال، رغبة "الحرس" في فتح أبواب الحوار مع أطراف المعارضة السورية ووضع خط أحمر أمام الانزلاق السريع نحو الهزيمة بسبب الانخراط العميق التاريخي لكن المتصاعد والنامي مع بشار الأسد. ومن ذلك أن ايران استثمرت طوال ثلاثة عقود حوالي مائة وعشرين ملياراً من أصل مائتي مليار دولار صرفتها ايران في المنطقة وتحديداً العراق وفلسطين ولبنان خصوصاً "حزب الله" منه.

[لماذا في الملف النووي لا نستخدم لغة شفافة طالما أنه ليس ولا نريد تصنيع سلاح نووي، بدلاً من استخدام لغة استفزازية تخلق إجماعاً دولياً ضد بلادنا. لماذا لا نكون شفافين ونتجنب وقوف العالم ضدنا؟.

[لماذا لم نحضّر أنفسنا لهبوط التومان، بحيث لا نصل الى وضع لا يمكن فيه دفع المستحقات أو تمويل الشركات الضخمة مما أدى الى افلاس بعضها ورفع نسبة العاطلين عن العمل؟.

[لماذا ندق طبول الحرب كثيراً ونحن لا نملك قدرات عسكرية فعلية لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل؟.

[طبعاً توجد أسئلة اضافية حول مظاهر الثراء الفاحش أي حول انتشار الفساد بين قيادات معيّنة سياسية وعسكرية لكن كما يبدو فإن المرشد آية الله علي خامنئي الذي لم يعتد أن يطرح عليه "العسكر" أسئلة حول اداراته للبلاد أجاب الوفد بحدة متحملاً كامل المسؤولية عن كل ما يحصل في البلاد قائلاً: الأمر أمري وأنا أعرف ماذا أفعل وأعمل، وأعرف ماذا تفعل الحكومة وهو من أجل مصلحتنا وعليكم ألا تعلّقوا وأن تهتموا بأعمالكم".

من الواضح أن المرشد رفض كامل طرح أعضاء الوفد، لا بل بالغ في تأنيبهم، لكن ايضاً كما ترى المصادر نفسها، فإن المرشد يعرف جيداً "ان احترامه" لا يلغي نقطة أساسية وهي أنه أصبح للحرس كلمة مفصلية في مسارات ايران، ولذلك فإن المرشد لا بد أن يأخذ كلامهم بجدية وبالحسبان، على الصعيد الداخلي أولاً، والذي متى حصل فتح الباب على الصعيد الخارجي.

لكن أكثر ما يزعج القيادة الايرانية اليوم وغداً أن سوريا خرجت من حساباتها عاجلاً أم آجلاً، لأن استمرار الحرب يلغي الدور السوري وسقوط الأسد ينهي رهانات كثيرة وخسارة أكبر استثمار قامت به الجمهورية الاسلامية في إيران.

       

انتهاكات السورية.. عذرٌ أقبح من "قصف"

المستقبل/أخذت الإعتداءات السورية المتواصلة على البلدات اللبنانية الحدودية، سواء في الشمال أو البقاع بعدين خطيرين، الأول أمني ـ عسكري، ويتمثّل بتوسيع دائرة القصف السوري للبلدات الحدودية الى مناطق أكثر عمقاً وكانت تعتبر أكثر أماناً، فضلاً عن التوغل العسكري عبر دخول وحدات من كتائب جيش النظام السوري الى الأراضي اللبنانية، والتعدي على لبنانيين وإحراق منازلهم وإتلاف محاصيلهم الزراعية وقتل وجرح البعض منهم وخطف البعض الآخر، والثاني سياسي ويتجلّى في تعمّد نظام الأسد الإساءة الى مقام رئاسة الجمهورية اللبنانية وشخص الرئيس، والردّ على مطالبته بوقف الخروق السورية للحدود بمزيد من الإعتداءات وجعل حياة اللبنانيين أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى.

ليس سرّاً أن تجدد القصف السوري والإعتداءات على المناطق اللبنانية الواقعة على تخوم الأراضي السورية، يدخل في السياق الطبيعي لسياسة النظام البعثي الساعي بكل ما تبقى له من قوة، الى تخريب لبنان وإدخاله في أتون الحرب التي أشعلها في سوريا، ليكون هذا البلد جزءاً من نقاط الإضطراب والفوضى في المنطقة، وورقة تفاوض في يده للمقايضة على ورطته مع شعبه في الداخل، لكن اللافت أن السلوك السوري في المراوغة والكذب لم يتغيّر ولم يتبدل في كل الظروف والأزمنة، بدليل أن الإعتذار الذي قدّمه الجانب السوري لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، على ما أسماه "سقوط قذائف بطريقة الخطأ في الأراضي اللبنانية ومحاسبة من إرتكبها"، هو أحد أوجه الكذب الذي يطبع وجهه، فالتحقيق الذي وعد نظام الأسد بفتحه، جاء الجواب عليه إمعاناً في قصف القرى اللبنانية الآمنة يومياً، وزيادة في منسوب القذائف التي تروع المدنيين الأبرياء، وتحويل هذا القصف من عشوائي الى مركّز، بحيث باتت مرابض مدفعية الأسد المنصوبة قرب الحدود اللبنانية تستهدف المراكز العسكرية التابعة للجيش اللبناني ومؤسسات لها رمزيتها الدينية والوطنية كما حصل في سقوط قذائف في محيط كنيسة بلدة منجز في عكار.

ولم يعد سراً ايضاً أن نظام الأسد الذي عجز عن تصدير أزمته الى دول الجوار مثل تركيا والأردن، بفعل المواقف الصارمة والرادعة التي إتخذتها سلطات البلدين في أنقرة وعمّان رداً على خروق سورية محدودة، وجد أن المتنفّس الوحيد له هو الخاصرة اللبنانية، ليس بفعل ضعف لبنان وأجهزته الأمنية والعسكرية، إنما بفعل وجود سلطة سياسية في لبنان خاضعة ومنقادة له ولسياساته الى حدّ العبودية، وليس أدل على هذه التبعية والضعف والخنوع من طريقة مخاطبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للسلطات السورية بما يشبه رفع العتب، من خلال الإكتفاء بالطلب الى سفير لبنان في سوريا ميشال خوري، توجيه رسالة إلى وزارة الخارجيّة السوريّة وإبلاغها "باستمرار تعرض بلدات لبنانية قريبة من الحدود اللبنانيّة - السوريّة لقصف من المواقع العسكريّة السوريّة المتاخمة، والتداعيات السلبيّة التي يمكن أن تحدثها تلك الخروق على الإجراءات الأمنيّة التي اتخذها الجيش اللبناني للمحافظة على الاستقرار والهدوء على الحدود بين البلدين تنفيذاً لقرار السلطة السياسيّة الحريصة على حماية اللبنانيين المقيمين قرب الحدود اللبنانيّة - السوريّة وتجنيبهم أيّ خسائر في الارواح والممتلكات". فضلاً عن طريقة تعاطي وزير الخارجية عدنان منصور المذلّة مع ممثل بشار الأسد في لبنان علي عبد الكريم علي الذي يحمل صفة سفير، وظهور هذا الوزير بمظهر العاجز والقاصر عن إستدعاء سفير وتقديم الإحتجاج له على هذه الخروق والتعديات، وقبلها على المشروع الإرهابي الخطير الذي كان يحمله ميشال سماحة الى لبنان مدفوعاً من بشار الأسد وعلي مملوك.

وفي وقت أكد خبراء في المجال الأمني لـ"المستقبل"، أن "لا قرار لبنانياً حتى الآن بالتعاطي مع الخروق السورية للسيادة اللبنانية بما يتناسب وحجم الخروق وبما يحفظ السيادة الوطنية"، شددوا على أن "الأمر هو ابعد من نشر وحدات للجيش وقوى أمنية على الحدود، بقدر ما هو غياب للقرار السياسي بوضع حد لهذه الإعتداءات والرد على مصادر النيران لمنع تكرارها".

الى ذلك رأى مرجع قانوني، أن "ما تتعرض له المناطق اللبنانية في الشمال والبقاع من قصف وتوغل وتعديات يستوجب تحركاً نحو الامم المتحدة وتقديم شكوى عاجلة ضدّ النظام السوري". وقال لـ"المستقبل": "لا فرق بين الإعتداءات الإسرائيلية والإعتداءات السورية، لأن إعتداء الصديق على السيادة يوازي إعتداء العدو". وأكد المرجع أنه "طالما أن الحكومة الحالية ليست بوارد تقديم مثل هذه الشكوى ضدّ السلطات السورية أمام المراجع الدولية، فإنه يمكن أن يبادر أكثرية أعضاء البرلمان، أي النصف زائداً واحداً الى التوقيع على عريضة ورفعها الى الأمم المتحدة ومطالبتها بنشر قوات دولية على حدود لبنان الشمالية والشرقية لحماية الحدود اللبنانية". ولفت الى أن "هذه العريضة قانونية وهي أكثر قانونية ودستورية وسيادية من القرارات التي تتخذها الحكومة".

 

في فظاظة الاعتراف السوري وفي قمة الوقاحة الأسدية

علي نون/المستقبل

لم تعد سلطة الأسد معنية بالتمويه والاستعارة والتلفيق والتزويق لتسويق "سياستها" إزاء لبنان. كما لم تعد معنية بتغطية نيّاتها حياله بشعارات مثيرة للغثيان من شدّة ابتذالها.

الفظاظة، بداية، ماركة مسجّلة حصرياً في خانة الأداء الرسمي السوري على كل المستويات.. صبَغته ودمَغته وزيّنته في لبنان كما في سوريا انطلاقاً من ثقافة سلاحية تختصر حل أي مشكلة بقبضة المسدس، وأي إشكالية في النقاش بالسجن أو القتل، وأي معضلة صعبة بالعبوة الناسفة.

ولئن كانت اللغة السياسية والديبلوماسية والإعلامية السورية حمّالة وجهين دائماً، واحد معلن والآخر مُضمر، والمعلن فيه شيء من الدراية واللياقة واللباقة، والمضمر فيه كل عدّة الشغل الحقيقية الآتية من تلك الثقافة السلاحية، فإن ما استجد في الآونة الأخيرة نتيجة الهريان الدماري الذي أصاب ويصيب كل مقومات تلك السلطة، دفع ويدفع بأربابها والناطقين باسمها والمبلغين رسائلها، إلى إلغاء الفواصل بين الأمرين، والغرف من ذلك المعين الأمني الفظ أساساً، وخلع الفذلكة والتورية والتزويق ووضعها كلها على الرف ثم دلق الكلام كما هو و"بذكاء" وقّاد!

هكذا يصير ما قام به ميشال سماحة مجرد تلفيق استخباراتي عربي، غربي "حتى لو اعترف بنفسه"، على حد قول نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.. ويصير الرد على انتظار الرئيس اللبناني اتصالاً من بشار الأسد لتوضيح قصة سماحة بالقول انه سينتظر طويلاً، ثم بتسريب خبريات بائسات عن "تبرّم وانزعاج" من أدائه ومواقفه، ثم بدكّ القرى الحدودية العكارية بما تيسّر من قذائف!

غير ان ذلك كله وغيره الكثير، لا يمكن أن يصل إلى مرتبة الكلام الذي قاله وزير الإعلام الأسدي بالأمس. لا بالنسبة إلى وضوحه ولا بالنسبة إلى ما يعنيه ويؤشر إليه لجهة المدى الذي بلغته "معاناة" السلطة الأسدية في هذه الأيام.

قالها كما هي وعلى المكشوف "إذا أراد السعوديون والقطريون أن لا تُنقل الأزمة السورية إلى لبنان فليتوقفوا عن إرسال السلاح والمسلحين وتمويل الارهابيين".. وفي ذلك، أول ما فيه إدانة سياسية وأخلاقية إلى كل حلفاء وأتباع سلطة الأسد في لبنان. إذ إنه يعني أول ما يعنيه، ان السعوديين والقطريين حريصون وعاملون ويشتغلون فعلياً على دوام الأمن والاستقرار عندنا وليس العكس.. وإلى حد أن بشار الأسد يبتزّهم ويهدّدهم بضرب الاستقرار فيه، كما لو انه يهدّدهم بضرب الاستقرار في بلديهم أصلاً! ثم بعد ذلك، يقرّ الوزير الأسدي بوضوح يُحسد على درجة "الذكاء" فيه، ان سلطة الأسد هي التي تعمل وتشتغل وتحرص على الفتك بالأمن اللبناني.. وإذا كان الرئيس سليمان ينتظر "توضيحاً" من الأسد في شأن مخطط التفجير الشمالي، فليعتبر هذا الكلام أبلغ وأفخم "توضيح" ممكن! إدانة ذاتية واضحة ومباشرة، تماماً مثل اعترافات ميشال سماحة، ومع ذلك لا يخجل بعض الأسديين في بلادنا.

 

سوريا: غربة بشار!

علي حماده/النهار

التقيت البارحة في باريس زميلا اجنبيا، يعتبر من كبار المراسلين في احدى اهم محطات التلفزيونية العالمية وقد امضى ثلاثين عاما من حياته في المهنة، متنقلا في الشرق الاوسط والعديد من دول حوض البحر الابيض المتوسط من فلسطين الى لبنان فسوريا والعراق ومصر ويوغوسلافيا السابقة وغيرها من البلدان التي شهدت ازمات كبرى في المنطقة. ودار بيننا حديث عن سوريا وازمتها التي تبدو حسب الزميل المخضرم طويلة بمعنى ان النظام مات ولكن احتضاره سيدوم مدة يمكن قياسها بالشهور. فجأة سأل الزميل: في رأيك ما مدى رؤية بشار للوحة المشهد السوري برمته؟ اجبته هل تقصد انه منفصل عن الواقع ام انه على صلة به؟ قال: نعم. قلت: في المرحلة الاخيرة ولا سيما في المقابلة الاخيرة التي اجرتها معه قناة "الدنيا" شعرت انه يتحدث امام المرآة. وقد كتبت ذلك في مقالة سابقة. هنا بادر الزميل وقال: "انا ارى ان بشار بدا في المقابلة الاخيرة كأن نسبة انفصاله عن الواقع بلغت مستويات قياسية". اضاف: "كان بشار في المرحلة السابقة يعيش في شبه غربة عما يحصل في سوريا، فقد كان يتصور ان الشعب يحبه. اليوم بات يذكرني بميلوسيفيتش عشية سقوطه عندما ارسلت المخابرات الصينية الى بلغراد فريقا من الخبراء لدرس سيكولوجيته وهو يشارف السقوط وتوصل الخبراء الذين واكبوا مرحلة سقوطه الى خلاصة علمية مفادها انه كان في نهاياته لا يرى اكثر من ١٠ في المئة من المشهد اليوغوسلافي وقد انفصل في شكل تام عن الواقع المحلي والدولي الذي احاطه".

ثم ذكرني الزميل المخضرم بشعار للنظام اطلق قبل ٤٥ يوما ولفتته عبارة: "حلب ام المعارك"! فقال: "الا يذكرك هذا الشعار بشعار صدام عن ام المعارك قبيل سقوطه؟ مع فارق الظروف. وشكل الحرب؟".

كل الذين التقوا بشار الاسد في العام الاخير يجمعون على قول واحد: اما انه ممثل بارع يعرف حجم الكارثة التي وقع فيها ويظهر ببراعة متناهية النقيض، او انه فعلا لا يمثل ولا يرى حقيقة ما يدور حوله، ولا يدرك ان النظام انتهى، وان الخطة "باء" التي تنسب الى الايرانيين وتقضي بالانكفاء الى ما يسمى "الدويلة العلوية" عبر رسم حدودها بالدم والموت لن تنقذ النظام مهما صار لانها ستصير بمثابة اسرائيل ثانية في زمن بالكاد يتحمل وجود اسرائيل واحدة. ما مدى انفصال بشار عن الواقع؟ تقديري ان من يعيد قراءة مقابلته في ٣٠ كانون الثاني ٢٠١١ في "الوول ستريت جورنال" يكتشف كم ان الرجل الذي رفض رؤية موجة التغيير الآتية واعتبر ان الشعب يحبه ولن يثور لأن النظام قريب من تطلعاته كان يعيش في كوكب آخر. ويبقى واقع لا لبس فيه هو ان بشار الاسد غارق حتى رأسه في بحر من دماء السوريين وهذه حقيقة لن يمحوها الزمن!

 

نصرالله:سنحتاج سنة لتشكيل حكومة والبلد لا يتحمل فراغا سياسيا

ايران لن تسكت على ضرب منشآتها النووية والقواعد الاميركية قد تكون اهدافا

وطنية-3/9/2012 رأى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في حديث الى قناة "الميادين" "اننا امام مرحلة تحصل فيها تحولات كبرى على مستوى العالم والمنطقة يرتسم خلالها نظام اقليمي وعالمي جديد، وما يجري في منطقتنا سيرسم مستقبل ومصير المنطقة في حد ادنى لعقود من الزمن"

وقال "يكفي ان نسمع لروسيا والصين، هما يقولان ان ما يجري في سوريا لم يعد مسألة داخلية، المؤشرات تبدأ بمجلس الامن اذا اردنا الحديث عن محاور جديدة وانتهاء القطب الواحد، بدأ يتشكل نظام متعدد الأقطاب، نحن لا نعود الى ثنائية اميركا وروسيا وانما الى وضع فيه اقطاب متعددة، هناك دول في العالم والاقليم مؤثرة، على مستوى المنطقة هناك انظمة عمرها عقود من الزمن تساقطت وهناك محاور وتحالفات جديدة تتشكل ونحن امام وضع اقليمي جديد"

اضاف "بتقديري هناك فاصل، الى ما قبل تطور الاوضاع في سوريا التحولات في المنطقة كان من الواضح انها تصب في خدمة تيار المقاومة، من خلال الثورة في تونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين، نعرف هذه القيادات وهذه الاحزاب وموقفها من القضية الفلسطينية والمقاومة، عندما قدر لهذه التيارات ان تنتصر وتتغلب على النظام من الطبيعي ان يوجد هذا املا للمقاومة وقلقا للعدو الاسرائيلي، وخصوصا ما جرى في مصر حيث ان اسرائيل كانت في عزاء عندما شهدت سقوط مبارك، والبديل الذي من المفترض ان يتقدم هو التيارات الاسلامية والعروبية."

واشار الى انه "كان من الطبيعي ان هذه الحركات في هذه البلدان ان تأخذ فرصة ثم يتبين موقفها في الصراع العربي الاسرائيلي، اعتقد ان ما يسمى بالبيئة الاستراتيجية كانت تتشكل لمصلحة المقاومة وعلى حساب اسرائيل، عندما بدأت احداث سوريا تتطور وبدأ الاعلام يذهب باتجاه سوريا والسلاح والمال، هنا دفعنا للشك، لا اشك ان هؤلاء الناس الذين كانوا مع تيار المقاومة هم كذلك، وآمل ان نستطيع جميعا ان نتجاوز هذه المرحلة ونساهم جميعا بتشكيل بيئة استراتيجية تعود لخدمة القضية المركزية القضية الفلسطينية"، لافتا الى ان "كل ما يجري من حولنا في المنطقة هناك عمل اساسي من اهدافه او في الحد الادنى من نتائجه ان تصبح فلسطين منسية، بل اكثر من هذا ان يتحول المقاومون الى جماعات لها حساسية من الموضوع الفلسطيني، وهذا له سوابق، احذر من هذا الامر واقول للجميع ايا تكن التباينات فلسطين والقدس مسؤولية عقائدية واخلاقية".

ولفت السيد نصرالله الى "انني عندما تكلمت في خطاب يوم القدس كنت مضغوطا بالوقت، الاسرائيلي يخطط دائما للضربة الاولى مثلا بـ67 كانت الضربة الاولى ضرب مطارات، في حرب غزة كانت ضرب تجمع الشرطة بغزة، في عملية الوزن النوعي كان يعتبرها هي الضربة الاولى، ما يفكر به في المستقبل هو اين توجد صواريخ حزب الله ويطلع سلاح الجو ويدمر هذه المراكز، ويقول اين قدرة الردع لديكم، وهو ينتزع منا قوة الردع ويذهب الى استباحة البلد، الرسالة الاولى التي اردت ايصالها انه حتى لو فرضنا جدلا انكم تعلمون وتستطيعون ضرب اغلب هذه الاهداف فهناك منصات صاروخية ستبقى بمنأى عن معطياتكم واستهدافكم بالضربة الاولى ولو بقيت لنا فقط هذه الصواريخ القليلة لو فرضنا ذلك، فهذه الصواريخ قادرة على تحويل مئات آلاف الاسرائيليين الى جحيم، وبالتالي لا تراهنوا على ضربة اولى". وقال "لدينا بنك اهداف وعددها كبير واحداثياتها موجودة لنا وصواريخنا تطالها، وهذا يشكل قدرة ردع حقيقية، عندما يقول الاسرائيلي عن تدمير لبنان لا تعود اهدافنا عسكرية فقط، وعندما يقول الاسرائيلي سيدمر بلدنا فأقول انا ايضا سأدمر كل شيء، من نقاط الضعف الاسرائيلي وجود اهداف ذات طابع اقتصادي وصناعي وكهربائي ونووي اذا الاسرائيلي يريد الذهاب بأن لا ضوابط في العدوان. لن يكون لدينا ايضا ضوابط." ونفى السيد نصرالله امتلاك سلاح كيميائي وقال "لكن لا احتاجه ولن نستخدم هكذا سلاح ولدينا صواريخ مقابل اهداف اسرائيل"

واكد "ان اي هدف على امتداد فلسطين المحتلة يمكن ان تطاوله صواريخ المقاومة، ونحن من نختار الاهداف ضمن جدوى وايا يكن هذا الهدف عسكريا او غير عسكري، والاسرائيليون يعرفون ان هذه الامكانية متوفرة، هناك ردع اليوم، من 2000 الى 2006 لم يكن هناك معركة على الحدود الجنوبية، لكن حرب تموز كان هدفها سحق المقاومة في لبنان وفشلوا ومنذ ذلك اليوم الى اليوم هناك ردع حقيقي، اذا توفرت الارادة لدى الشعوب بامكانات ليست بضخمة اقول ان اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت، واسرائيل لديها نقاط ضعف ويجب العمل عليها، وهنا سلاح القوة لدى المقاومة، سلاح الجو لا يستطيع تدمير المقاومة الشعبية، الاسرائيلي لديهم مجتمع متوحش لكن لديه نقاط يتوقف عليها، هناك نقاش وسجال ودولة ديمقراطية بالمعنى اليهودي، تركيبة هذا المجتمع سيكمل كما هو، نحن نملك قوة وهذه القدرة المتاحة للمقاومة تستطيع ان تشكل قدرة ردع".

وقال "بعد المقاومة دفاعي، عندما يريد الاسرائيلي ان يدمر بلدنا فما استطيع ان افعله سأفعله، ربما لسنا معتادين في العالم العربي على هذا المستوى من التحدي لكن وصلنا الى هذا المستوى، الاسرائيلي لديه محطات كهربائية اذا ضربت تأثيراتها الاقتصادية ضخمة جدا وهذا كله سيقوم بحسابات له، واقول له استطيع ان اضرب هذه المحطات.لو لم تكن موجودة لدينا المعلومات لما تحدثنا عن هذه المحطات، المقاومة لم تكذب يوما من الايام، ولم تعد يوما الا ووفت".

واكد السيد نصرالله "اننا مرتاحون وواثقون بناء على قراءة موضوعية لما يجري في العالم وما يجري في المنطقة والتحولات فيها، نحن رؤيتنا للمستقبل متفائلة جدا. خياراتنا ستكون مفتوحة اذا هاجمتنا اسرائيل وقد لا نكتفي بالدفاع، قلت للمجاهدين يوما استعدوا قد يأتي يوم ندخل الى الجليل وهذا الامر ما زال قائما ومن الخيارات امامنا. قدرة حزب الله تنامت وهذه ليست قصيدة، في 2006 لو نمنا في 2000 لكنا سحقنا في العام 2006 لكننا كنا نستعد، هناك كوادر في حزب الله عملها التحضير ليوم قد يأتي، اذا كنت مشغولا والحزب بالتفاصيل السياسية اليومية اقول لك ان المقاومة لن تتراجع وتصاب بالوهن".

وكشف نصرالله "نتانياهو وباراك جادان وجديان في الذهاب الى المعركة مع ايران ولديهما قراءة انه لا يمكن ترك الامور كما هي، يعلمون ان لا نووي عسكريا في ايران لكن المطلوب ضرب ايران لأنها متطورة وتزداد قوة وحضورا. خلال حرب تموز مع حزب الله سقط نحو 170 قتيلا اسرائيليا بينما في حرب مع ايران ماذا ستكون النتيجة؟ وفق المعطيات داخل الكيان الاسرائيلي ووضع الجيش استبعد ان تقدم اسرائيل على حرب مع ايران"، مؤكدا ان القرار في ايران صادر للرد وسيكون كبيرا جدا وايران لن تسكت على ضرب اي من منشآتها النووية وحدود الرد لن تكون داخل الكيان الاسرائيلي والقواعد الاميركية في المنطقة قد تكون اهدافا للرد".

ورأى نصرالله "ان المطلوب تحويل النظام السوري الى نظام تفريط عربي بكل شيء، الآن اذا الأسد شخصيا ومن معه يقبلون بأن يتحولون الى نظام تفريط عربي سينتهي الموضوع في سوريا وهذه حقيقة الموضوع"معتبرا "ان الرئيس الاسد جاهز للتسوية والحوار والاصلاح"، مستبعدا "حصول تدخل عسكري في سوريا، فالاوروبيون كانوا واضحين، الأميركيون لديهم مشكلة ويبحثون عن اي طريقة للتفاوض مع طالبان بعد الخروج من العراق، وبالتالي لماذا سيقومون بحرب في سوريا"، معتبرا "ان تداعيات التدخل العسكري في سوريا على المنطقة مفتوحة، ومن قال ان الاميركيين يريدون ان تحسم الامور في سوريا، هذا لا يعني ان اميركا تريد بقاء النظام بل تريد ان تطول الازمة كي لا يبقى جيش وشعب في سوريا"، نافيا "ان يكون الصراع في سوريا له طابع مذهبي، وان ما يجري صراع خيارات سياسية".

واعتبر نصرالله "ان هذه الحكومة ليست اقل انتاجية من حكومات سابقة، وليقل الفريق الآخر ما هي الانتاجية التي قامت بها الحكومات السابقة وفشلت فيه الحكومة الحالية، اعتقد ان الحكومة منتجة كبقية الحكومات السابقة ولا تعبر عن طموحات الناس واذا كانت بعض القوى المشاركة بها تنتقدها فلأنها تريد تحسين انتاجيتها، هناك من يريد دفع الامور للفوضى ويعمل بهذا الاتجاه ونعتقد ان الحفاظ على الاستقرار والامن في لبنان بنسبة كبيرة متوفر ببقاء الحكومة، وذهاب الحكومة يعني الذهاب للمجهول".

وقال "من يعرف لبنان يعرف انه لا يوجد في لبنان حكومة حيادية، لا شيء اسمه تكنوقراط، حكومة وحدة وطنية، ميقاتي قال منذ البداية انه يريد هكذا حكومة ولكن الفريق الآخر رفض ذلك، لا يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية، اذا سقطت الحكومة، سنحتاج الى سنة لتشكيل حكومة والبلد لا يتحمل فراغا سياسيا".

وحمل مسؤولية ملف المخطوفين اللبنانيين للدولة، "ولكن حصل التباس عندما قيل لنا ان الجماعة اصبحوا في تركيا وهم قادمون الى لبنان، الجهة التي كانت تتواصل بالتحديد الحريري واصدقاؤه ابلغوا رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي ان الجماعة اصبحوا في تركيا، ولذلك الناس احتفلت لكن تبين ان الموضوع ليس كذلك، حوّلنا الموضوع الى الحكومة والمسؤولين وهم يتابعون وهناك بعض العلماء الذين يتابعون القضية". وحاطب نصرالله الخاطفين بالقول "اذا كنتم طلاب حرية لا تحجزون اناسا ابرياء، كلهم زوار ابرياء، ادعو الجهة الخاطفة اذا كنتم طلاب حرية اطلقوا سراح المخطوفين واذا كنتم حريصون على العلاقة مع شعب لبنان فليس بهذه الطريقة تبنى العلاقة". ورأى "ان الدولة مسؤولة عن ضبط الوضع الامني، ومسؤوليتنا ان نساعد ليكون الوضع مضبوطا، لا يريدون قطع طريق المطار بينما تقول وسائل الاعلام ان المخطوفين قتلوا، عمليات الخطف لم تكن بعلمنا ولسنا راضين عنها". ورحب نصرالله بالزيارة التاريخية للبابا وقال "سنتعاطى معها كزيارة تاريخية الى جانب بقية المسلمين والمسيحيين في لبنان، وسنكون حاضرين في كل المحطات التي سيشارك بها كل اللبنانيين".

 

توقعات ببقاء المواطنين في بيوتهم واستبعاد الإصلاحيين من المشاركة 

إيران تنتظر صراعاً دموياً بين علي خامنئي ومحمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية المقبلة

 بقلم - د. نغمة سهرابي/السياسة

الانتخابات البرلمانية في إيران العام 2012 - الأولى منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها العام 2009 -  تخللها بعض اللغط. فمن بعض جوانبها أن الصحافة الغربية تناولتها مسبقا: الانتخابات ستكون ساحة للصراع على السلطة بين المرشد الأعلى على خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد, والمواطنون قد يبقون في منازلهم احتجاجا, والإصلاحيون سوف يتم استبعادهم من المشاركة, والنظام ذاهب إلى تلاعب في الانتخابات مرة أخرى.

في غضون بضعة أيام بعد الجولة الأولى من الانتخابات, في 2 مارس, وقبل الجولة الثانية التي بدأت يوم 6 مايو, تحدثت العناوين الرئيسية في الصحف الناطقة باللغة الإنكليزية عن استمرار توطيد سلطة خامنئي على أحمدي نجاد, نظرا لانتصار الحلفاء  القدامى على المحدثين. وكما هو متوقع, كانت نسبة المشاركة- 64 في المئة كما أعلنتها وزارة الداخلية - مرتفعة جداً, مقارنة بالانتخابات السابقة, والحق أن الأخبار "غير المتوقعة" يبدو أنها كانت رؤية الرئيس السابق محمد خاتمي وهو يصوت, مؤكدا وضعه في عيون البعض كخائن لقضية المعارضة.

تركز هذه الدراسة الموجزة على السياسة الداخلية الإيرانية في سياق الانتخابات البرلمانية العام 2012, وعلى النظر في اتجاهات الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة في يونيو العام 2013. وعلى وجه التحديد, تركز على تطورات ثلاثة سوف تأتي في العام الأخير من رئاسة أحمدي نجاد, والتي يرجح أن تؤثر في الانتخابات المقبلة: استمرار الصراع على السلطة في إيران على حدود الصلاحيات التنفيذية, ظهور جبهة بايداري التي يدعمها أحمدي نجاد, والدور الذي قد يلعبه الإصلاحيون في انتخابات الرئاسة العام 2013. وتخلص الدراسة الى تقييم الأثر المشترك المحتمل لهذه التطورات المتعلقة بانتخابات العام 2013  والى تناول مسألة ما إذا كان المرشد الأعلى يلعب دورا قويا في السياسة الإيرانية, وأي من هذه التطورات الثلاثة هي المهمة حقاً - وإذا كان الأمر كذلك, فكيف.

الانتخابات الرئاسية في إيران العام 2009 كانت نقطة تحول في تاريخ جمهورية إيران الإسلامية بطريقتين على الأقل. الأولى, التصور العام بحدوث تزوير في الانتخابات أدى إلى قيام أكبر تظاهرات ضد النظام في تاريخ الجمهورية وأكثرها استمرارا, ولاحقا اعتقال ومحاكمة الكثير من الإصلاحيين والصحافيين. ثم أصبحت الأزمة التي تلت ذلك مناسبة لتهميش شخصيات سياسية بارزة, مثل الرئيسان السابقان علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي, إلى جانب مرشحي الرئاسة مير حسين موسوي ومهدي كروبي, من قبل مكتب المرشد الأعلى, والسلطة القضائية ووسائل الإعلام ومؤسسات الدولة الأخرى, وفي أعقاب ذلك ولدت ما أطلق عليها  "الحركة الخضراء" التي يعمل معظمها خارج إيران الآن.

الثانية, التخطي العلني للتقاليد الانتخابية في الجمهورية الإسلامية في الفحص الصارم للمرشحين, والتقليل من تزوير الأصوات الفعلية التي تقف علنا مع مرشح واحد في هذا النزاع الخلافي - أحمدي نجاد - فبدلاً من قيام المرشد الأعلى خامنئي بدور الحكم, هز جوهر النظام من أساسه, وتسبب في حدوث هزات ارتدادية ما زال الناس يشعرون بها حتى اليوم.

في أعقاب أزمة 2009, يبدو أن خامنئي وجد في أحمدي نجاد أخيرا, رئيسا لا تختلف أجندته إلى حد كبير عن أجندته (خامنئي). إن فكرة إقامة تحالف بين الرئيس والمرشد الأعلى كانت قوية بما فيه الكفاية لتجاوز الإشارات التي يبدو أنها كانت تشير إلى خلاف ذلك: تأخر أحمدي نجاد لسبعة أيام, في صيف العام 2009, الاستقالة القسرية لنائب الرئيس المعين حديثا, رحيم مشائي, والتحدي المباشر لأوامر خامنئي -  ثم الالتفاف وتعيينه رئيسا للأركان, دعمه لوجهات نظر مشائي المبتدعة والقومية فيما يتعلق بالإسلام الإيراني المتفوق في مواجهة معارضة ضارية من قبل رجال الدين في قم, والاشتباكات مع البرلمان وتصريحاته المباشرة وغير المباشرة, معلنا أن الرئاسة هي المكتب الثاني الأكثر نفوذا في النظام الإيراني, بمعنى أن الفرعين الآخرين - السلطة القضائية والسلطة التشريعية - لا يحق لهما وضع قيود على السلطة التنفيذية. كل هذه الصراعات عكست خلافا أساسيا على توزيع السلطة بين جزء من السلطة التنفيذية بقيادة الرئيس, وجزء آخر بنفس القوة إن لم يكن أكثر قوة, أي مراكز صنع القرار في النظام الإيراني, مثل البرلمان ومكتب المرشد الأعلى.

الصراع بين خامنئي وأحمدي نجاد لفت الانتباه الدولي أولاً في مايو العام 2011 عندما وقع خلاف علني بين الرجلين حول حيدر موصلحي, وزير الاستخبارات الإيراني. وقد رفض خامنئي استقالة موصلحي رغم قبول أحمدي نجاد لهذه الاستقالة, ونتيجة لذلك, غاب الرئيس عن مكتبه في الحكومة وعن جلسات مجلس الوزراء لأكثر من أسبوع. الطابع العام لهذه المعركة جعل من المستحيل الاستمرار في اعتبار السياسة الإيرانية معركة بين الإصلاحيين والحركة الخضراء ضد المرشد الروحي والنظام السياسي برمته. وهكذا ولدت رواية جديدة: وهي أن المرشد الأعلى والرئيس مشتبكان في صراع على السلطة. وفي هذا الإطار, كانت الانتخابات البرلمانية العام 2012 هي الساحة الأخيرة في هذه المعركة الملحمية التي كسبها خامنئي وفصائله أخيرا وهزم فيها أحمدي نجاد وحلفاؤه.

على السطح, هذه القراءة للانتخابات البرلمانية كانت صحيحة: حتى قبل بدء الحملة الانتخابية, استبعد "مجلس صيانة الدستور" تقريبا ثلث المرشحين.

والكثير منهم كان يعتقد أنهم من أنصار أحمدي نجاد. وفي العد النهائي لكل جولات الانتخابات, فازت "الجبهة المتحدة" (ينظر لها المحللون كفصيل تابع لخامنئي). بأكبر عدد من المقاعد, وفي معركة البرلمان الذي أعقبت الانتخابات مباشرة, هزم علي لاريجاني, رئيس البرلمان السابق (الذي يناصب احمدي نجاد العداء منذ العام 2007, عندما استقال من منصبه ككبير المفاوضين النووين في إيران) هزم غلام علي حداد عادل, المرشح الذي دعمه أنصار أحمدي نجاد. وهكذا, فان أولئك الذين يبحثون عن أدلة لهزيمة أحمدي نجاد في أروقة السلطة الحقيقية, يبدو أن الكثير منها في متناول اليد. وبعد, فان هذا الإطار المقبول على نطاق واسع ينطوي على افتراضين غير صحيحين. أولاً, الصراع على السلطة لم يكن فقط بين خامنئي واحمدي نجاد. ثانيا, في لعبة السياسة الإيرانية الطويلة, الانتخابات البرلمانية العام 2012 ليست بالضرورة مؤشرا على هزيمة فريق أحمدي نجاد. وبعبارة أخرى, فإنه لم ينته بعد.

أحمدي نجاد, أكثر من أي رئيس آخر منذ العام 1989, لم يتحد خامنئي فحسب, بل النظام السياسي الإيراني بأكمله, رغم أن هذا لم يكن واضحا حتى في فترة ولايته الأولى. ورغم أن رفسنجاني (الرئيس من 1989 إلى 1997) وخاتمي (الرئيس من 1997 إلى 2005) قد واجها معارضة شرسة في بعض الأحيان لاصلاحاتهما الاقتصادية والسياسية والثقافية, على التوالي, فقد كانا يعملان منذ فترة طويلة بخلفية دينية وثورية في آن معا من داخل النظام السياسي نفسه. أما أحمدي نجاد, فقد اتخذ مساراً أقل تقليدية في مقر السلطة وسط طهران: وبصفته ليس رجل-دين, لم يكن جزءا من شبكات رجال الدين ولا من علاقات الزواج التي تربط رجال الدين في إيران بعضهم ببعض. علاوة على ذلك,  من خلال خبرته وتنشئته لم يكن يقاتل الشاه (كما حدث بالنسبة للسياسيين الأقدم منه  بجيل كامل) بل هو من جيل تلك الحرب الإيرانية-العراقية بين 1980-88  التي أعقبهتا عملية إعادة إعمار تولاها رفسنجاني بطريقة سلبية. بالنسبة لشخص مثل أحمدي نجاد, فان النظام السياسي ما بعد الخميني بكامله باستثناء المرشد الأعلى - في بعض الأحيان كان خطابياً - مرفوض. على هذا النحو, فان أحمدي نجاد يشكل خطرا على النظام السياسي نفسه: في هجومه على البرلمان والسخرية منه, في تهديداته غير المخفية بفضح الفساد "الحقيقي" في إيران, وفي محاولاته الجريئة لتوسيع صلاحيات السلطة التنفيذية إلى أبعد من المستوى المقبول.

إن الهزيمة المفترضة لفريق أحمدي نجاد في الانتخابات البرلمانية لم تؤد الى خفض التوتر بين السلطة التنفيذية وغيرها من المؤسسات السياسية في إيران.

في أوائل العام 2012, شكل أحمدي نجاد "لجنة الإشراف على تنفيذ الدستور"  بمرسوم تنفيذي, وعين لها أحد عشر عضوا. وقد تم تصميم هذه اللجنة كوسيلة لاحمدي نجاد وحلفائه في الحكومة لتجاوز القوانين التي أقرها البرلمان والتي رأوا أنها تحد من سلطة رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء. هذا التحرك كان استناداً إلى المادة 113 من الدستور الإيراني, والتي تولي الرئاسة "مسؤولية تنفيذ الدستور". الخلاف الذي نشأ, والذي استمر بعد الانتخابات, يتصل بحقيقة أن هذا المرسوم بمثابة تحد للبرلمان وتجاوز لصلاحيات "مجلس صيانة الدستور". وقد انعكس رد "مجلس صيانة الدستور" عندما أعلن أن المادة 113 لا تنطبق على أي مؤسسة عرفت مسؤولياتها بالفعل بموجب الدستور: بما في ذلك, مجلس صيانة الدستور ومجلس الخبراء, والبرلمان والسلطة القضائية.  وقالوا, بناء على ذلك, إن الرئاسة لا يمكنها تشكيل هذه اللجنة الإشرافية. وكان رد الحكومة الاشارة إلى أن الدستور يذكر سلطة الرئيس ومسؤولياته أربعين مرة ومسؤوليات مجلس الوزراء ثلاثة وعشرين مرة, ويمنحهما صلاحيات واسعة.

الصراع على السلطة في إيران اليوم ليس بين شخصين. بل يمتد إلى "الحرس الجديد" من الأطراف السياسية الفاعلة ممن يعتقدون أنهم يطالبون الجمهورية الإسلامية بما كانت قد وعدتهم  ولم تنفذ بسبب أجندة خاتمي ورفسنجاني الإصلاحية في السياسات الاقتصادية بعد الحرب. وجاء هذا "الحرس الجديد" في أكثر الأحيان أساسا من النظام السياسي مع نجاح أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية في العام 2005 (أو ربما في وقت أسبق قليلاً, بمناسبة انتخابه رئيسا لبلدية طهران في العام 2003). القاسم المشترك بين الكثير من هؤلاء السياسيين, مثل أحمدي نجاد نفسه, ورحيم ماشي ومجتبى سماري الهاشمي وسعيد جليلي هو غيابهم في التسعينات عن السياسة الانتخابية أو عن المؤسسات السياسية في طهران. البعض, مثل محمد رضا رحيمي واحمدي نجاد, عينهم آنذاك الرئيس رفسنجاني كحكام مقاطعات, ولم يفقدوا مناصبهم إلا في العام 1997 مع انتخاب خاتمي.

على النقيض من ذلك, فقد تولى أعضاء "الحرس القديم", مثل أحمد توكلي, والرئيسان السابقان رفسنجاني وخاتمي, وعلي لاريجاني, وحتى كروبي وموسوي, مناصب مقرها في طهران, بالقرب من مركز السلطة, منذ قيام الجمهورية الإسلامية في العام 1979. بينما "الحرس الجديد" في بعض الأحيان تقاطعت مصالحه مع مصالح أولئك المحافظين من الحرس القديم (لا سيما فيما يتعلق بتحييد الإصلاحيين) ومن الواضح أنهم لم يستثمروا في الحفاظ على شكل النظام السياسي كما فعل شخص مثل خامنئي (الذي تولى الرئاسة نفسه من 1981 إلى 1989), ناهيك عن رفسنجاني وخاتمي, اللذين بدأت حياتهما السياسية حقاً في العام 2005.

تجلى هذا "الحرس الجديد" قبل الانتخابات البرلمانية في العام 2012 وخلالها وبعدها من خلال إنشاء جبهة بايداري أو جبهة المقاومة (ثمة من يترجمها أيضا الجبهة الدائمة أو الجبهة الثابتة, أو جبهة بايداري). تم تشكيل هذا التحالف أو الفصيل السياسي بقيادة آية الله مصباح يزدي, أحد تلامذة آية الله الخميني, وأقرب حليف عقائدي لأحمدي نجاد في قم. وقد ترافق ولوج يزدي إلى جوهر هيكل السلطة في إيران مع تولي أحمدي نجاد للرئاسة.

تطالب جبهة بايداري بدعم رئاسة أحمدي نجاد بكل احترام وبدعم ثابت لرئيس لرئيس الأركان (صهره), رحيم ماشي. لكن, أحداث العام 2009 وصفت بأنها "تحريض على الحقد الديني" كانت بالنسبة ليزدي وجبهة بايداري بمثابة نقطة التقاء رئيسية. وهكذا, في بيان على الإنترنت, عرف فصيل بايداري عن نفسه بمعارضته القوية لكل من الإصلاحيين و "التحريضيين " العام 2009: "أعضاء هذه الجبهة هم جميع أولئك الذين أظهروا ولاءهم الكامل لمدرسة الامام الراحل"آية الله الخميني", ومن خلال عدم التأييد أو الصمت في مواجهة الفتنة العام 2009, فقد واجهوا التحريضيين من خلال اتخاذهم مواقف شفافة. لم يؤيدوا أو يوافقوا حركة الانحراف, ولم يتبعوا أي من الأطراف الكاذبة, مثل حركة "كارجوزاران الغربي" "المرتبطة بالرئيس السابق أكبر هاشمي-رفسنجاني" ولا الإصلاحيين المناهضين للدين "المرتبطة بالرئيس السابق خاتمي".

عداء بايداري امتد إلى المحافظين الاصلاحيين مثل علي لاريجاني الذي اتهم حتى قبل الانتخابات البرلمانية بأنه من "الساكتين" ازاء "فتنة العام 2009". لكن لاريجاني رد في 9 مايو 2012 بالقول: "بدلاً من التصدي لمشكلات الناس, مثل التضخم والبطالة, فهم يثيرون باستمرار قضايا أخرى, مثل "العصيان" أو "الانحراف". ويتابع ساخرا متسائلا: من أي كوكب تأتي هذه "النظريات"?

الفرق بين جبهة بايداري وبقية النخبة السياسية في السلطة فرق حقيقي. ويبدو ذلك أكثر وضوحاً في رفض بايداري المطلق للانضمام إلى بقية الاصلاحيين قبل وبعد الانتخابات البرلمانية في العام 2012, وتبدو واضحة الآن رغبة بايداري المعلنة في تقديم مرشح لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة العام 2013. في الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية العام 2012, عاندت بايداري ورفضت العرض المقدم من أكبر مجموعة اصلاحية "الجبهة المتحدة" للانضمام إليها في قائمة موحدة بطهران ويحجز مقعدان لبايداري. هذا الرفض انتهى بثمانية من برلمانيي طهران خارجا من أصل ثلاثين. عند ظهور النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العام 2012, أصبح من الواضح أنه كان هناك تحول كبير جداً: مئة وثمانية وستون من أصل 268 من أعضاء البرلمان يدخلون البرلمان للمرة الأولى, وكان ثلثهم من المستقلين. بالإضافة إلى ذلك, فان 100 من أعضاء البرلمان كانت تدعمهم جبهة بايداري. وكان التوافق بين عدد كبير من مجهولين وبين جبهة بايداري جعل انتخاب رئيس البرلمان موضع منافسة لم يسبق لها مثيل. رغم نداءات مجموعات رئيسية من الاصلاحيين إلى بايداري لتنحية خلافاتهم جانبا وتشكيل جبهة موحدة, فقد دعمت جبهة بايداري غلام علي حداد عادل, رئيس البرلمان السابع من 2004 إلى 2008, ضد رئيس البرلمان الثامن, علي لاريجاني - المعروف بعدائه الكبير لأحمدي نجاد وحزبه. لاريجاني فاز بفارق كبير قي الأصوات, وشغل حلفاؤه جميع المناصب المهمة في البرلمان التاسع ورؤساء اللجان. ومع ذلك, شكلت بايداري فصيلا خاصا بها داخل البرلمان, ووضعت اللمسات الأخيرة للقطيعة مع الاصلاحيين الآخرين.

من ناحية, في فترة وجودها القصيرة, هزمت جبهة بايداري في كل منعطف: إنها جبهة أقلية, ومرشحوها أبعدوا عن جميع المناصب المهمة في البرلمان التاسع. ولكن إذا كانت الانتخابات في إيران - كما يوحي المحلل الإيراني عباس عبدي هي الوسائل التي من خلالها تقدم مختلف المجموعات والأطراف نفسها في الواجهة السياسية للمجتمع, فان انتصار بايداري يكمن في صورتها القوية في تلك الواجهة التي هي البرلمان.

وجود جبهة بايداري في البرلمان, حتى بفصيل أقلية, يمكنها من تطوير نفسها لتصبح العاملاً عاملاً في السياسة الداخلية الإيرانية, ولا سيما في الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث تنشط الجبهة, يشهد على ذلك صيانة موقع ويب حي ونشط تستخدمه للدفاع عن نفسها من اتهامات بالهرطقة (أو الانحراف, كما يسمى في إيران) وتقف ضد بعض أقرب حلفاء أحمدي نجاد, للتأكيد على دعمها للمرشد الأعلى, ولشرح   وجهات نظرها حول انتشار بايداري, بالاضافة لإعادة طبع الكثير من خطب آية الله مصباح يزدي. من ناحية أخرى, المجموعة الاصلاحية الأكبر(الجبهة المتحدة)  توقف نشاطها على الإنترنت بعد وقت قصير من نجاحها الانتخابي في مايو 2012. الفرق بين النشاط على الإنترنت (أو عدمه) بين فريق برلماني منتصر وفريق بايداري يشير بقوة إلى أن لهذا الأخير نوايا طويلة الأجل في أن يكون طرفا فاعلا في اللعبة السياسية الإيرانية.

 أي دور, إن وجد, سيلعبه الإصلاحيون في الانتخابات الرئاسية العام 2013?

على بعد ما يقرب من العام قبل الانتخابات, هناك حاليا ثلاثة خيارات يتداولها الإصلاحيون: هل يقاطعون الانتخابات الرئاسية? أو يتقدمون بمرشح, أو يوجدوا تحالفا مع من يسميهم بعض الإصلاحيين "الاصلاحيون المعتدلون"?.

إن خيار مقاطعة الانتخابات خيار صعب بصفة خاصة على شخصيات إصلاحية ثابتة, لأنهم يتصورون أن حركة الإصلاح تحددها السياسة الانتخابية: الاعتقاد بأن الانتخابات أداة للتغيير التدريجي في إيران. بدأت الانتخابات الرئاسية العام 1997 ( تم تصورها خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت العام 1996, إن لم يكن في وقت سابق), وقد شاركت حركة الإصلاح  في الانتخابات وكان شعارها الاساسي "حكم الشعب". اشتهر خاتمي كرئيس إيران الوحيد الذي أوجد انتخابات مجلس المدينة (تسمح بها المادة 6 من الدستور ولكن حتى الآن لم تنفذ على الإطلاق) وأضافها إلى قائمة الجمهورية الإسلامية للانتخابات عند وصوله إلى السلطة في العام 1997.

ثم إن السؤال الموجه للإصلاحيين, ما إذا كانوا سيقاطعون الانتخابات, هل هم يتراجعون عن مشروعهم الإصلاحي الكامل كما يفهمونه? وكان هذا احد الأسباب الرئيسية التي دعت خاتمي (رفسنجاني أقل بشكل غير متوقع) للمشاركة في الانتخابات البرلمانية العام 2012. (قيل إن خاتمي, بعد أن قرر التصويت, كتب "الجمهورية الإسلامية" على صوته بدلاً من اسم أي مرشح).

على مستوى عملي أكبر, وبالعودة إلى مفهوم عباس عبدي عن الانتخابات كواجهة سياسية, فان عدم المشاركة في الانتخابات بمثابة اختيار للخفاء. ولكن إذا رفض هذا الخيار, يبقى السؤال للإصلاحيين عما إذا كان ينبغي أن يشاركوا على شكل مرشح إصلاحي مستقل أو كجزء من تحالف مع مجموعات سياسية أخرى. ويبدو من المستبعد جداً أن يسمح "مجلس صيانة الدستور" لأي شخصية إصلاحية معروفة بالدخول في انتخابات العام 2013 كما أنه من غير المحتمل أن تحصل هذه الشخصية الأقل شهرة على ما يكفي من الأصوات للفوز حتى لو لم يكن هناك تزوير.

الخيار الباقي هو إقامة تحالف بين الإصلاحيين والاصلاحيين المعتدلين. مفهوم "الاصلاح المعتدل" مفهوم جديد اكتسب بعض الشهرة في العام الماضي.

"الاعتدال" يستخدم هنا بمعنى محدود نوعا ما كنقيض ل "الراديكالية", وينسب في السياق السياسي, إلى الاصلاحيين الذين لهم - على حد تعبير رئيس بلدية طهران, محمد باقر كاليباف - "خطاب عقلاني في منتصف الطريق ". وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة, يستخدم بشكل فضفاض عند الاشارة الى اولئك المحافظين مثل محسن رضائي ممن أشاروا إلى أنهم منفتحون على إقامة تحالف مع "كل المجموعات السياسية المعتدلة, من اصلاحيين وسواهم" خلافا لجبهة بايداري, التي ناقشنا سابقا موقفها الرافض للإصلاحيين.

من المفارقات أن الصراع على السلطة الذي ناقشناه في القسمين الأول والثاني من هذه الدراسة الموجزة أدى إلى خفض حدة التوتر بين الإصلاحيين وبعض المجموعات المحافظة ممن يشكلون الآن بوضوح تهديدا حقيقيا للنظام الراديكالي سواء الحرس الجديد أو فصيل مصباح يزدي, أحمدي نجاد. بيد أن تحالفا سيتطلب تنازلات من كلا الجانبين. على الجانب الاصلاحي, يتطلب الأمر تخفيفا في الخطاب المناهض للاصلاحيين, ويعني أيضا التوقف عن استخدام كلمة "الفتنة" فيما يتعلق بالأزمة التي أعقبت انتخابات 2009, وعلى الجانب الآخر, أن يكون مستعدا لأن "يغفر" الأحداث التي وقعت في العام 2009, ما يعني عدم الإشارة إليها على أنها الانتخابات المسروقة.

الدليل على وضع ميثاق بين هذين الفصيلين يمكن تبينه من خلال الشائعات بأن مهدي كروبي - الذي هو قيد الإقامة الجبرية منذ فبراير 2011 - سيتم الافراج عنه قريبا. المهم هنا أن تلك الشائعات تضمنت أخبارا (نفاها معسكر كروبي) مفادها أن محمد خاتمي التقى زوجة كروبي وشدد على أهمية الانتخابات الرئاسية العام 2013, معربا عن أمله بألا تؤدي مواقف كروبي إلى انقسامات بين الإصلاحيين بعد الإفراج عنه". في سياق النقاش الالعام الأوسع بين الإصلاحيين (والذي يتضمن مناقشات بشأن العلاقة بين الحركة الخضراء والإصلاحيين ) واعتقاد خاتمي بأن الإصلاح يتحقق فقط بالعمل داخل هذا النظام, يمكن للمرء أن يتكهن بأن خاتمي وربما غيره من الإصلاحيين المعروفين قد وافقوا على المشاركة في النظام السياسي مقابل عدم تشويه سمعة حركتهم, ودورها في أزمة العام  2009 .

ثمة مسألتان مهمتان. الأولى, ماذا يرجح أن يكون الأثر العام لتلك القضايا التي نوقشت أعلاه على الانتخابات الرئاسية العام 2013? والثانية , ما اهمية تلك القضايا بالنظر الى سلطة المرشد الأعلى في النظام السياسي الإيراني?

فيما يتعلق بتأثير المسائل التي أثرناها في هذه الدراسة الموجزة على الانتخابات الرئاسية العام 2013, يتعين على المرء أن ينظر في نوع هذا الأثر الذي نتحدث عنه. إذا تحدثنا عن احتمال إجراء انتخابات ديمقراطية في العام 2013, فإن الجواب هو ليس كثيرا. ولكن في سياق البيئة السياسية الحالية في إيران, وربما حتى في اطار تغير تدريجي طويل الأجل, فالمسألة تحتاج إلى معالجة على ثلاثة مستويات متداخلة: المرشحون للرئاسة, جمهور الناخبين والانتخابات.

مرشحو الرئاسة: إن صعود جبهة بايداري, لا سيما إذا ترجم إلى تقديم مرشح مستقل للرئاسة, قد يكون بمثابة دفعة إضافية لإقامة تحالف بين الاصلاحيين والاصلاحيين المعتدلين في الحملة الانتخابية العام  2013. وفي حال رغبة الاصلاحيين غير الراديكاليين ( كل من المحافظين والمعتدلين) في دحر جبهة بايداري الشعبوية الراديكالية (أو أي جهة أخرى منحازة لأحمدي نجاد) فالمرشح لابد ان يتجاوز الخلافات الحقيقية طويلة الأمد مع الإصلاحيين, والتحالف يمكن أن يؤدي إلى تقديم مرشح الوسط. هذا المرشح يحتمل ألا يلتزم بخطط الإصلاحيين في الإصلاح السياسي ولا يعارضها بشدة. في حين أن الأسماء المطروحة في هذه المرحلة المبكرة من الدورة الانتخابية ليس بالضرورة الإعلان عنها قبل تسعة أشهر, والحقيقة أن أسماء مثل محسن رضائي وعلي لاريجاني ومحمد باقر كاليباف - جميعهم محافظون معروفون, وسياسيون عمليون - يتم تداولها كأسماء مرشحة, ما يمكن أن يعكس المزاج العام الحالي من النخبة السياسية في إيران.

جمهور الناخبين: للتصويت معنى مختلف لدى شرائح مختلفة من المجتمع, وبعض هذه المعاني لا تعبر بالضرورة عن تطلعات ديمقراطية. على مدى ثلاثة وثلاثين العاماً في إيران, ما بين 50 و 60 في المئة من الجمهور دائماً يشاركون في الانتخابات, ما يقرب من 20 في المئة لا يشاركون بغض النظر عن المرشحين, والباقي تقريبا 20 إلى 30 في المئة يشاركون عندما يشعروا أن هناك منافسة حقيقية على أصواتهم. وهذه الفئة الأخيرة يمكن أن تقتنع بالدخول في المعمعة السياسية في ظروف مناسبة, ما قد يسبب في اتجاه الانتخابات تاريخيا لصالح المرشحين الإصلاحيين.

الانتخابات: استمرار الصراع بين السلطة التنفيذية وبقية النظام السياسي سيكون له بلا شك تأثير على العملية الانتخابية نفسها. كما أظهرت بوضوح انتخابات العام 2009, في نظام كنظام ما بعد الثورة في إيران, فان مسار الانتخابات لا يتحدد تماما عبر مؤسسات مثل مجلس صيانة الدستور فحسب, بل أيضا عبر موقع وزير الداخلية, المسؤول عن تنفيذ عملية التصويت ذاتها والإشراف عليها. وبعبارة أخرى, لم يكن ممكناً حدوث تزوير على نطاق في انتخابات 2009 من دون تعاون وزارة الداخلية مع أحمدي نجاد. ونظرا لأن وزارة الداخلية مسؤولة عن إجراء الانتخابات في إيران, فهي تلعب دوراً حاسما في عملية انتقال السلطة من رئيس  إلى آخر. وهذا يعطي الرئيس المنتهية ولايته إدارة السلطة, إن لم يكن في رسم الانتخابات تماما, فبالتأثير بها بطرق فاعلة على الأقل. ولكن كما ورد في هذه الدراسة, ما تغير في السنوات الثلاث الماضية هي مختلف المجموعات التي كان يجمعها يوما الرغبة في منع تولي إصلاحي آخر الرئاسة أصبحت اليوم منقسمة أساسا بين خطين موالي للحكومة ومناهض لها. والعداء بين حلفاء الامس هؤلاء يكشف عن مسألة المدى الذي يسمح به أحمدي نجاد, من خلال الصلاحيات الدستورية الممنوحة لحكومته, في انتقال سلس للسلطة العام 2013.

ومع ذلك, السؤال المهم الثاني, هل ثمة أهمية لتلك القضايا حقاً بالنظر الى سلطة المرشد الأعلى في النظام السياسي الإيراني? بالنسبة للكثيرين, سواء من داخل إيران أو من خارجها, الإجابة بسيطة وقوية: لا, ولسبب وجيه جداً. خامنئي كان وراء أزمة 2009  التي استخدمها بكل وضوح لتوطيد قبضته الكاملة, وقبضة الحرس الثوري في النظام السياسي في إيران. وقد ذهب كثيرون إلى أن العام 2009 كان نقطة تحول في الجمهورية الإسلامية التي تحولت من حكم ثيوقراطي (حكم ديني) جمهوري الشكل إلى حكم دكتاتوري عسكري ثيوقراطي الشكل. وفي هذا الإطار ليس هناك خيار حقيقي, وبما أن جميع الساسة يأتمرون بأوامر خامنئي وحلفائه فان المناقشات والمنازعات داخل النظام هي في أحسن الأحوال واجهة تعمل على إخفاء طبيعة النظام السلطوي. على هذا النحو, ووفقا لهذا الفهم للسياسة الإيرانية, فان جدية التطورات الواردة في هذه الدراسة تبقى من السذاجة بمكان, طالما أن خامنئي والحرس الثوري سيحددان نتائج هذه الانتخابات, كما فعلا في انتخابات الرئاسة العام 2009, وفي الانتخابات البرلمانية العام 2012 وبعض - أو كل - الانتخابات قبل ذلك. وتنطبق هذه الحجة, حتى على السياسة الخارجية الإيرانية - النقطة الرئيسية لقلق المراقبين الغربيين - لا نتائج الانتخابات, ناهيك عن تفاصيل المشاحنات الداخلية - بل المسألة النووية - خامنئي هو الذي يقرر في نهاية المطاف, بغض النظر عن الذي يحتل المركز الثاني الأقوى في إيران.

ولكن نظرة متفحصة للممارسة السياسة في إيران تنم عن هفوات عدة في هذا السرد. أولاً, بينما لخامنئي القول الفصل في السياسة الإيرانية, فالسلطة الكاملة ليست بيده. هناك عدد كبير جداً من مراكز القوى في النظام ستقاوم هذا النوع من الحكم الشمولي كأولئك الذين يحتجون بأن الانتخابات في إيران لا أهمية لها. فعلى سبيل المثال, "حراس الثورة" ورجال الدين في قم, شبكتان من شبكات هامة وقوية في إيران, تتماشى تماما مع أي فصيل سياسي. ولكل منها مصادر المال وشبكات شعبية واسعة ومصالح خاصة. والتقاء مصالحها حتى الآن مع خامنئي (ولا سيما بالنسبة للحرس الثوري), أو التزامها الصمت حول قضايا خلافية ينبغي إلا يؤخذ كدليل على السلطة الكاملة للمرشد الأعلى. حتى في المجال النووي, كما لاحظ الباحث السياسي صادق زيباكلام عند استقالة علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين في إيران: "إنه لا يزال القائد الأعلى الذي له الكلمة الأخيرة في القضية النووية. لكن من الواضح أن الزعيم لا يتخذ قرارات من فراغ".

ثانيا, أثبتت أحداث السنوات الثلاث الماضية في إيران بكل وضوح أنه يمكن التلاعب بالسياسة في إيران, لكن لا يمكن التحكم بها بشكل كامل.إذا أراد المرء أن يقول إن كل ما حدث في إيران على مدى تلك الفترة الزمنية كان عن عمد - كالاقتتال السياسي الداخلي الواسع, حتى في بعض الأحيان بين مؤيدي خامنئي الأكثر ولاء, وأزمة الشرعية التي نشأت في العام 2009, ولا سيما بعد ادعاءات بحدوث حالات اغتصاب في سجن  كهريزاك, والحاجة دائما إلى خامنئي للتدخل في المعارك القائمة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والتضخم الكبير, والشعور بالضيق العام الذي استنزف شريحة واسعة من المواطنين - ثم يتعين على المرء أن ينطر ويقول هل خدمت هذه الأحداث المرشد الأعلى ودائرته. في الحقيقة, هناك حديث عن صراع على السلطة في إيران بين أحمدي نجاد وخامنئي, بغض النظر عما إذا كان خامنئي قد خرج منتصرا فيه أم لا, وهذا يقوض مفهوم النظام السياسي الحتمي او الشامل.

أخيرا, أي تفسير للسياسة الإيرانية يجب أن يفند لماذا خرج - إذا كانت الانتخابات غير مهمة -  ثلاثة ملايين مواطن إلى الشوارع في يونيو 2009  لكي يصوتوا? الفروق بين مختلف المرشحين بغض النظر عما إذا كانت تبدو من الخارج في حدها الأدنى, وبين مكتب الرئيس تبدو قليلة, فيما يتعلق بالمسائل التي تهم المجتمع الدولي, فمن الواضح أن الانتخابات تعني شيئا ما لعدد كبير من المواطنين في إيران. الاختلافات بين الرؤساء الإيرانيين الثلاثة ما بعد الخميني قد تبدو ضئيلة من بعيد, ولكن من وجهة نظر الجماهير, هناك اختلافات حقيقية بينهما. بالنسبة لأولئك الذين توجه اليهم احمدي نجاد في جولات على أقاليم عدة, على سبيل المثال, ثمة مؤشر ما في تفاعلهم مع رئيسهم لأول مرة, و تقديمهم لمظالمهم, وفي بعض الحالات تمت معالجة تلك المظالم. بالنسبة لآخرين, مع ذلك, فان الإجابة على السؤال "هل أنت أفضل حالاً الآن? هي نفي مدو,  لأن حياتهم المعيشية اليومية تراجعت من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية, وانعدام الأمن الاجتماعي (الناجم, على سبيل المثال, عن تفتيش قوات الباسيج للمساكن الخاصة بحثا عن أطباق الأقمار الصناعية غير القانونية ولكن المنتشرة في كل مكان بإيران) - ناهيك بارتفاع أعداد السجناء السياسيين, وخنق جماعات المجتمع المدني, وارتفاع المستوى العام للقمع السياسي. وفي هذا السياق,من الأمور المجهولة فيما يتعلق بحلول العام 2013 ما إذا ستتمكن هذه الشريحة من الناخبين من الكف عن نكران مواجهة ذكرى 2009 وتهديد انتخابات أخرى غير شرعية, بحيث يأتون مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع.

* دراسة وضعها الكاتب لجامعة برانديز- كراون سنتر لدراسات الشرق الأوسط

 

افتتاح المؤتمر السنوي للمدارس الكاثوليكية/الراعي: ندعم مطالبها ولتوخي العدالة في تأمين الحقوق

المركزية- اعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "دعمه لمطالب الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، المختصّة بمتوجبات الدولة تجاه المدارس المجانية وبعدالة التشريعات المتعلّقة برواتب المعلّمين"، مشددا على "ضرورة توخي العدالة في تأمين الحقوق". كما أوصى "بتطبيق البطاقة التربوية، والقوانين التي أقرّت تأمين التعليم المجاني والإلزامي، أقلّه في المرحلة الابتدائية".

كلامه جاء خلال رعايته افتتاح الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكية لمؤتمرها السنوي التاسع عشر، في ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات– غزير بعنوان "التلميذ ضامن القيم".

وحضر اليوم الأوّل للمؤتمر، وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، النائبان روبير غانم ونضال طعمة، أدونيس العكرة ممثلا رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، جان علم ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مدير عام وزارة التربية فادي يرق وعدد من كبار موظفي الوزارة، الأرشمندريت نقولا حكيم ممثلاً البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران كميل زيدان، المطارنة: جورج أبو جودة وأنطوان نبيل عنداري وميشال عون ومنير خير الله، الأباتي طنوس نعمة، الأباتي بطرس طربيه، نائب رئيس اللجنة الأسقفية الأم دانييلا حرّوق وعدد من الرئيسات العامات للرهبانيات، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، الأمين العام السابق للمدارس الكاثوليكية الأب مروان تابت، ممثل السفارة الفرنسية كريستوف شايو وعدد من موظفي القطاع التربوي في السفارة الفرنسية، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ليلى فياض، شارل حداد ممثلاً رئيس بلدية غزير القنصل ابراهيم حداد، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في فرنسا إريك دو لا بار، نقيب المعلمين نعمة محفوض، رئيس كاريتاس لبنان الأب سيمون فضّول، رئيس اتحاد لجان الأهل جوزف بطيش، الأخت جوديت هارون رئيسة المدرسة المضيفة، إضافة الى فاعليات سياسية، روحية، تربوية، بلدية، إدارية، أمنية، ثقافية، إعلامية وعدد من ممثلي إتحاد المؤسسات التربوية في لبنان.

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني، تلته كلمة تقديم للأب سمعان جميل وبعدها صلاة البدء التي تضمّنت ابتهالات للروح القدس لإنجاح المؤتمر، فترانيم للمرنمة جومانا مدوّر ومنها ترنيمة خاصة بزيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان بعنوان "أعطيكم سلامي بعيد الصليب".

عازار: وألقى الأب عازار كلمة لفت فيها إلى أن "المؤتمر يعالج ما يعيشه عالمنا من أزمة ضمير، وهي أزمة خطيرة واجب علينا جميعاً إزاءها، أن نتجند للدفاع عن القيم"، مشيرا الى أن "في كل المؤتمرات السابقة كان التلميذ هو المحور الذي نعمل من أجله لنسهّل كل مل يلزم من حسن تنشئته. ومع هذا رأينا هذه السنة، أن هذا التلميذ يستحق مؤتمراً خاصاً به، فاخترنا له موضوعاً دقيقاً هو: التلميذ ضامن القيم. وأملنا أن نقدّم لتلامذتنا ما يساعدهم ليلتزموا منظومة القيم المشتركة وعيشها بقناعة ونقلها والإعلان عنها بجرأة وفرح وشفافية".

وأوضح أن "المؤتمر مبني على سبع ركائز لمنظومة القيم الروحية والأخلاقية والأكاديمية والجمالية والجسدية والإجتماعية والوطنية. والمؤسسة التربوية هي المكان الأفضل للتنشئة على القيم، وفي عصر التكنولوجيا والمعلومة، نحرص على أن تعزز التربية إنسانية تلامذتنا وضميرهم وانسانيتنا وضميرنا، لأنها تهدف إلى بناء المجتمع الشفاف والأخوي، فالتربية على القيم تساعدنا لنقف سدّاً منيعاً في وجه الإنغلاق والتقوقع والأصولية والتعصّب، والتفتيش فقط عن المصلحة الشخصيّة والأنانيّة، التي يقول عنها الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني أنها خطيئة العالم الكبرى".

وأكّد "اننا قادرون على تخطي الخوف لنبني معاً المجتمع الأفضل ولبنان الرسالة الذي يليق بالإنسان. وقادرون بالشفافية أن نخرج من المآزق التربوية الكثيرة لكي نبدع حلولاً ترتكز على قيم المصداقية والشهادة للحقيقة والتضامن مع جميع الناس، لنسهّل للتلميذ مسؤوليته ودوره في أن يكون ضامناً للقيم، وفي أن يرى في كنيسته الأم والمعلّمة والخبيرة بالإنسان والداعية إلى حماية كرامته وحقوقه، وليرى في وطنه لبنان، مقلع الحضارة والنبل والأخوّة والعيش المشترك والحوار بين الثقافات والأديان".

زيدان: وارتكزت مداخلة المطران زيدان على نصوص للبابا بنديكتوس السادس عشر، تتناول موضوع القيم وما تعيشه البشريّة من أزمات على هذا المستوى، داعياً المدرسة عموماً والمدرسة الكاثوليكية خصوصاً الى أن "تبني إنساناً راشداً، تام النمو، يلتزم بعهوده وبالقيم الأصيلة الثابتة، ويسهم بعطاءاته في ترسيخ هذه القيم، وبمواجهة الأزمات التي يعيشها مجتمعه وعالم اليوم"، واصفا الأزمة استناداً إلى ما ذكره البابا بـ"أزمة بنيوية لا تفصيلية وهي على مستوى العقل الذي يحكم مسيرة العالم اليوم. فالعقل أصبح وضعياً وسائلياً ملتصقاً بالتطور. إنه من جهة مرهون بالنسبية، مما يغيّب مسألة الحقيقة، ومن جهة أخرى إنه يلهث وراء المنفعة الذاتية والمتعة والإستهلاك والسيطرة، مما يعرّض القيم لانهيار كبير، لا بل للإضمحلال". وتساءل أمام هذا الواقع "على أي اساس نعيش في واقع اليوم؟ وكيف نحدّد الأسس الأخلاقية والقوى الرافعة للفعل البشري التي من دونها لا تستطيع أن تتقدم الحياة والمجتمعات؟ وعلى أي أسس يقوم الفعل السياسي والإقتصادي؟".

واوضح أن "موضوع الأسس في ضوء توصيف الأزمة بثقافية وأنتروبولوجية يطرح مسألة الحقيقة واتصالها بالعقل والإيمان. فلا مجال للخروج من الأزمة من دون العودة إلى الحقيقة التي وحدها تلهم القيم السليمة. وبعيداً من الحقيقة سيظل العالم رهينة قيم نسبية خاضعة لمبدأ التوافق الأكثري الذي يمليه نظام الحياة العامة اليوم في الديموقراطيات الحديثة".

واختصر أزمات عالم اليوم كالآتي "هي قبل كل شيء، أزمة العقل وأزمة الإيمان، وبالتالي أزمة المعنى في حياة الإنسان والشعوب. وقع الإنسان فريسة حيل الوجدان التي تشدّه إلى التغاضي عن مبادئ وجوده إنساناً، وعن قدراته. ولا مجال للخروج من حالته إلا بتكامل العقل والإيمان بحسب القيم. والأزمة تحتاج إلى قيم لتعرف ذاتها أنها أزمة".

ودعا ممثلي المؤسسات التربوية إلى جعل تلامذتهم "ضامني قيم، إجعلوهم راجحي العقل وعميقي الإيمان، ليضيئوا شموعا في ظلام الأزمات، ويبددوا بعض غيوم اليأس عن مجتمعنا وعالمنا".

الراعي: بدوره، شدد البطريرك الراعي على أن "كل العمليّة التربويّة وما تختزن من قيم، تنصبّ كلّها على التلميذ، فإنه بحق ضامن القيم. فلا يغيبنّ ذلك عن بال المسؤولين عن التربية وهم: العائلة والرعية، والمدرسة بأسرتها التربوية، والمجتمع الأهلي، والمدني، ووسائل الاعلام، وتقنياتها والدولة. وعندما نقول أن التلميذ ضامن القيم، نعني أن العائلة والمجتمع والدولة تكون غداً ما يكون عليه من قيم تلامذة اليوم". أضاف "إن المعلّم هو المحور الأساسي لإنجاح العملية التربوية، لكونه ليس فقط ملقّن معلومات ولا مدرب مهارات، بل هو أولاً مربّ، يجسّد في شخصه القيم التي ينبغي أن يربي تلامذته عليها. ما يقتضي منه أن يكون صاحب مهارة وكفاءة وذا شخصية مثالية على المستوى الروحي والأخلاقي والإنساني".

وأوضح أن "القيم التي ينبغي أن يتربى عليها التلميذ هي "القيم الروحية والأخلاقية، والقيم العلمية والجمالية، والقيم الاجتماعية والبيئية، والقيم الانسانية والوطنية. هذه القيم هي بمثابة الروح التي تعطي شكلاً ومعنى وقيمة للجودة العلمية والنوعية الفكرية اللتين تعتني المدرسة بتوفيرهما لتلامذتها بالدرجة الأولى. ولكون القيم تتحدّر كلها من الينابيع الروحية، فإننا نطالب إدارات مدارسنا بإعطاء الأهمية القصوى للتربية الروحية والارشاد. وتعزيز ساعات التعليم المسيحي، وتأمين القداس الأسبوعي والاعترافات لجميع الصفوف، والعمل على شدّ روابط انتماء التلامذة إلى رعاياهم".

وتمنّى أن "يتكلّل المؤتمر بقرار إصدار "شرعة التربية على القيم" تتناول تحديد القيم، وتوزيع الأدوار في التربية على المسؤولين عن العملية التربوية. من المهم لتحقيق هذا الهدف، أن تقوم بين جميع الأطراف علاقات مودّة وتعاون واحترام. وكي يتم اعتماد هذه الشرعة في المدارس الرسمية أيضاً، وتبنيها من قبل أسرها التربوية، ينبغي التنسيق في صياغتها مع وزارة التربية الوطنية ونقابة المعلمين وإتحادات لجان الأهل".

وأعلن "دعمه لمطالب الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، المختصّة بمتوجبات الدولة تجاه المدارس المجانية، وبعدالة التشريعات المتعلّقة برواتب المعلّمين، حيث تتجنب الزيادات العشوائية وتكفّ عن فرض مفعول رجعي لقوانين الزيادات، لكونه ظلماً، إذ يتنافى مع طبيعة القوانين التي تعطي بالأحرى مهلة مستقبلية لتطبيقها. كل ذلك رحمة بالأهل الذين يقعون الضحية فيما يقومون بكل واجباتهم تجاه الدولة، ورفعاً للعبء الذي يرهق المدرسة، ويمنعها من التطوّر وتوفير فرص عمل جديدة للمعلمين وأصحاب الكفاءات الادارية والعلمية والتقنية".

وشدد على أن "لا يحق للسلطة اتخاذ قرارات وسن قوانين بالرضوخ لضغوط إجتماعية، أو من أجل حسابات سياسية. بل ينبغي توخي العدالة في تأمين الحقوق، مع اعتبار إمكانات الإلتزام من دون فرض ضرائب جديدة واستدانات، ومن دون ارهاق الأهل، وشل حركة التطور والنمو في المدارس التي إن ظلت على ديناميتها، ساهمت في المزيد من خدمة الاساتذة والموظفين والتلامذة والخير العام والوطن".

وأوصى "بتطبيق البطاقة التربوية، والقوانين التي أقرّت تأمين التعليم المجاني والإلزامي، أقلّه في المرحلة الابتدائية"، مؤيدا "مطالب مجلسي الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات اللبنانية، خصوصاً المطالبة بالغاء المفعول الرجعي المقرّر، ومبدأ المفعول الرجعي بحدّ ذاته، وبإلغاء فرض ضريبة على المدارس الخاصة، والمطالبة باشراك المسؤولين عن المؤسسات التربوية الخاصة ولجان أولياء التلامذة ونقابة المعلمين وخبراء في القوانين والاقتصاد في كل تشريع يعني التعليم الخاص، بغية الوصول على حلول ترضي الجميع، وتعطي كل ذي حقّ حقه، من دون اللجوء إلى إضرابات وسجالات".

دو لابار: ثم وقّع الأب عازار ودو لابار اتفاق تعاون بين الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان وفرنسا.

ولفت دو لابار في مداخلة قبل التوقيع، إلى أن "المدرسة الكاثوليكية في فرنسا ولبنان تواجه التحديات والمشكلات الجوهرية عينها، وسنتعاون معاً من أجل تذليلها، وتزويد تلامذتنا بالقيم اللازمة حتى يعيشوها في حياتهم التربوية وضمن مجتمعهم اليوم وفي المستقبل".

وتخلّل الإفتتاح عرض لروبورتاج يتناول هواجس الأهل ومطالبهم، أبدوا خلاله نظرتهم إلى هذه القيم وكيف تقدمها لهم مدارسهم. كما أقيم على هامش المؤتمر معرض شارك فيه عدد من تلامذة المدارس بإشراف معلميهم ومديريهم، عرضوا فيه لمشاريع تتناول هذه القيم وانتظاراتهم وتطلعاتهم.

الجلسة الأولى: وتولّى الأب جوزف حرب إدارة الجلسة الأولى، التي استهلّها عميد جامعة القديس يوسف الأب سليم دكّاش بمداخلة شددت على "كيفية تربية التلميذ ليكون ضامناً للقيم الروحيّة".

وبعد عرض مجموعة من الملاحظات والتوقف عند العوائق الأساسية التي تقف أمام القيم الروحية وأسلوب التربية على هذه القيم، أطلق دكاش مجموعة من التوصيات وأبرزها يشدّد على "أهمية اكتساب التلميذ التربية على القيم الروحيّة في عمر مبكر ومن قبل هيئة تربويّة لها خبرتها في هذا المجال وتعيش هي أيضًا القِيَم الروحيّة. ومن المهم ألاّ نفصل بين الروح والجسد وبين القِيَم الروحيّة والحياة اليوميّة بماديّتها وتشعبّاتها ومتطلبّاتها. القِيَم الروحيّة تتجسّد في المادّة بل إنّها تولد من المادّة. يعني أنّ الولادة الروحيّة لا تنفصل عن كيان الإنسان بمجمله العاطفيّ والحركيّ والفكريّ والأخلاقيّ والعلميّ وإلاّ يصبح الجسد جسدًا أيّ أنه معرّضٌ للخطيئة".

وطالب "بتعليم التلامذة إعادة قراءة حياتهم، قراءة قراراتهم وحركاتهم، والتمييز الروحي أيّ أن يميّزوا بين ما هو هامّ وضروريّ، بين ما هو خير وشرّ، بين ما هو موافق للوصايا ومتعارض معها ... في إطار الصلاة اليومية"، مشددا على "أنه يجب على التلميذ خلال النشاط الإجتماعي أن يكتشف الآخر ويحبّه أيّ أن يبني علاقة روحيّة فيعاني ويتألّم معه ويعطي للعمل الاجتماعيّ معناه المسيحيّ".

من جهته، تحدّث عميد الجامعة الأنطونية في بعبدا الأب جرمانوس جرمانوس عن دور المدرسة الكاثوليكية في ثقل القيم الأخلاقية: التربية "الحياة في المسيح"، مشيراً إلى أن "القيم الاخلاقية هي حافظة مسيرة الأنسنة في المجتمعات. وإن عيش القيم الأخلاقية المسيحية هي التمثّل بيسوع المسيح، هو الذي وحّد الله بالانسان".

وأوضح أن "دور المدارس الكاثوليكية إلى جانب الأهل والمجتمع والإعلام والكنيسة هو التربية على العيش في المسيح، لأن الحياة الأخلاقية المسيحية تنبع من الحياة الإيمانية: في العلاقة مع الله"، وأوصى المدارس "بتعزيز النشاطات الروحية والتربية على عيش الايمان في المدارس ومع الأهل. ومنح مفاتيح تمييزيّة للطالب ليتمكن من محاربة ما ينقل إليه من خلال المجتمع كمبادئ مناقضة للقيم الأخلاقية المؤسسة. إلى جانب تفسير القيم الأخلاقية وترسيخها في ضمير التلميذ لتنمية القدرة التمييزية لديه على عمل الخير لنفسه، وللآخرين، وللمجتمع وللإنسانية والإبتعاد عما يهدم إنسانيته وشخصه والمجتمع".

الجلسة الثانية: من جهة اخرى، تسلّم الأب روبير دكّاش إدارة الجلسة الثانية التي تحدّث فيها بداية الأب سيمون فضّول.

واقترح فضّول على المدرسة الكاثوليكية في مداخلته التي حملت عنوان "التربية على القيم والعمل المجتمعي" أن "تطوّر برنامج تنشئة إجتماعيّة نظريّة وعمليّة بالإشتراك مع الهيئات الرسمية والمنظمات غير الحكومية. ومن أبرز النقاط التي يقوم عليها التطوير: توفير حلقات توعية تتناول قضايا الإنسان والمجتمع، وتبنّي قضايا تتّصل بحياة التلامذة والحياة المدرسيّة وتدفع بالقيادات التربوية والمربّين والأهل والخرّيجين إلى العمل من أجل تقدّمها والمساهمة في حلّها. بالإضافة إلى تعزيز تطوّع التلامذة إن في المدرسة ذاتها أو في المجتمع المُحيط أو مع جمعية أو مؤسسة وتوفير محفّزات تشجّع على التطوّع، عبر تعريفهم بعدد من الجمعيات والمؤسسات العاملة في المجتمع، خصوصاً المحليّة منها، وتبنّي العمل معها على قضيّة محدّدة يختارها التلامذة بعد التعرّف على عمل هذه الجمعيات".

وحملت المداخلة الثانية عنوان "وقفِه عَ خطّ الجمال" مع الفنان والشاعر رودي رحمة، الذي توقّف بمحطات شعرية مشهدية عند سفر التكوين الذي يجسّد الخلق والخطيئة الأصلية.